الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسند الإمام أحمد بن حنبل
(164 - 241 هـ)
حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعَيب الأرنَؤُوط - عَادل مُرْشِد
الجزء التاسع والثلاثون
مؤسسة الرسالة
حَدِيثُ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ
(1)
23598 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَ عُرْوَةَ يَقُولُ: أَخْبَرَنَا أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ قَالَ: اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا مِنَ الْأَزْدِ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ اللُّتْبِيَّةِ، عَلَى صَدَقَةٍ، فَجَاءَ فَقَالَ: هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ:" مَا بَالُ الْعَامِلِ نَبْعَثُهُ فَيَجِيءُ فَيَقُولُ: هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي! أَفَلَا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ فَيَنْظُرَ أَيُهْدَى إِلَيْهِ أَمْ لَا؟! وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَأْتِي أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْهَا بِشَيْءٍ إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ، إِنْ كَانَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةً تَيْعَرُ " ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَةَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:" اللهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ " ثَلَاثًا.
وَزَادَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: قَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: سَمِعَ أُذُنِي، وَأَبْصَرَ عَيْنِي، وَسَلُوا زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ (2).
(1) قال السندي: أبو حُميد الساعدي، صحابي مشهور، اسمه عبد الرحمن بن سعد، وقيل غير ذلك، شَهِدَ أُحداً وما بعدَها، توفِّي في آخر خلافة معاوية.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة.
وأخرجه الشافعي في "الأم" 2/ 58، وفي "المسند" 1/ 246 - 247، والحميدي (840)، وابن أبي شيبة 12/ 494، والبخاري (2597) و (7174)، ومسلم (1832)(26)، وأبو داود (2946)، والبزار في "مسنده"(3707)، وابن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= خزيمة (2339)، وأبو عوانة (7062)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4340)، والبيهقي في "السنن" 4/ 158 - 159، وفي "معرفة السنن والآثار"(8421)، والبغوي في "شرح السنة"(1568) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وزيادة هشام التي في آخر الحديث وردت عند الشافعي والبخاري (7174)، والطحاوي (4341)، والبيهقي في "المعرفة"(8422).
وحديث هشام بطوله أخرجه الحميدي (840)، ومسلم (1832)(28)، وأبو عوانة (7061)، والبيهقي في "السنن" 4/ 159 من طريق سفيان بن عيينة، عنه، به- وبعضهم لم يسق لفظه.
وعلقه البخاري بإثر الحديث (925) من طريق العَدَني، عن سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، وانظر ما قاله الحافظ عن هذه الطريق في "الفتح" 2/ 405، وفي "تغليق التعليق" 5/ 305.
وأخرجه بنحوه الطيالسي (1213)، وعبد الرزاق (6952)، وأبو عبيد في "الأموال"(654)، والدرامي (1669) و (2493)، والبخاري (925) و (6636)، وأبو عوانة (7063) و (7064) و (7066) و (7067) و (7068) و (7072)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 158، والبيهقي في "السنن" 7/ 16 و 10/ 138 من طرق عن الزهري، به- وهو عند بعضهم مختصر.
وأخرجه كذلك الطيالسي (1213)، وعبد الرزاق (6950) و (6951)، وابن أبي شيبة 6/ 547 و 12/ 493 - 494، وابن زنجويه في "الأموال"(980)، والبخاري (1500) و (6979) و (7197)، ومسلم (1832)(27) و (28)، والبزار في "مسنده"(2708)، وابن خزيمة (2340)، وأبو عوانة (7056) و (7057) و (7058) و (7059) و (7060) و (7065) و (7072)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4334) و (4335) و (4336) و (4338)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 158، وابن حبان (4515)، والطبراني في "الأوسط"(7726)، وفي =
23599 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ؛ قَالَ (1): سَمِعْتُهُ وَهُوَ فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَحَدُهُمْ أَبُو قَتَادَةَ بْنُ رِبْعِيٍّ، يَقُولُ: أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالُوا لَهُ: مَا كُنْتَ أَقْدَمَنَا صُحْبَةً، وَلَا أَكْثَرَنَا لَهُ تَبَاعَةً! قَالَ: بَلَى. قَالُوا: فَاعْرِضْ.
= "الصغير"(838)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(329)، وتمام الرازي في "فوائده"(929)، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 6/ 195، وابن حجر في "تغليق التعليق" 2/ 367 من طرق عن هشام بن عروة، عن عروة، به.
وعلق البخاري طريق هشام بن عروة هذا بإثر الحديث (925).
وأخرجه بنحوه مسلم (1832)(29)، وابن خزيمة (2382)، وأبو عوانة (7069) و (7070) و (7071) و (7074)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4339)، والطبراني في "الأوسط"(9110)، والذهبي في "السير" 6/ 194 - 195 من طرق عن عروة، به.
وانظر ما سيأتي برقم (23601).
وفي الباب عن هُلْب الطائي، سلف برقم (21970)، وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: قوله "ابن اللُّتبيَّه" بضم لامٍ وسكون تاءٍ، نسبة إلى بني لُتْب، قبيلة معروفة، واسم ابن اللتبية: عبدُ الله.
"تَيْعَر" أي: تصيح.
"عُفْرة يديه" بضم فسكون، هو البياض غير الخالص، والمراد باليد أصول اليد، وهما الإبْطان، ولونهما غير خالص بسبب الشَّعر.
(1)
القائل هو محمد بن عمرو بن عطاء.
قَالَ: كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ اعْتَدَلَ قَائِمًا، وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى حَاذَى بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ قَالَ:" اللهُ أَكْبَرُ " فَرَكَعَ ثُمَّ اعْتَدَلَ فَلَمْ يَصُبَّ رَأْسَهُ وَلَمْ يُقْنِعْهُ، وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:" سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ " ثُمَّ رَفَعَ وَاعْتَدَلَ حَتَّى رَجَعَ كُلُّ عَظْمٍ فِي مَوْضِعِهِ مُعْتَدِلًا، ثُمَّ هَوَى سَاجِدًا وَقَالَ:" اللهُ أَكْبَرُ " ثُمَّ جَافَى وَفَتَحَ عَضُدَيْهِ عَنْ بَطْنِهِ، وَفَتَحَ أَصَابِعَ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ ثَنَى رِجْلَهُ الْيُسْرَى وَقَعَدَ عَلَيْهَا، وَاعْتَدَلَ حَتَّى رَجَعَ كُلُّ عَظْمٍ فِي مَوْضِعِهِ، ثُمَّ هَوَى سَاجِدًا وَقَالَ:" اللهُ أَكْبَرُ " ثُمَّ ثَنَى رِجْلَهُ وَقَعَدَ عَلَيْهَا حَتَّى يَرْجِعَ كُلُّ عُضْوٍ إِلَى مَوْضِعِهِ.
ثُمَّ نَهَضَ فَصَنَعَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، حَتَّى إِذَا قَامَ مِنَ السَّجْدَتَيْنِ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ كَمَا صَنَعَ حِينَ افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، ثُمَّ صَنَعَ كَذَلِكَ حَتَّى إِذَا كَانَتِ الرَّكْعَةُ الَّتِي تَنْقَضِي فِيهَا الصَّلَاةُ، أَخَّرَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى، وَقَعَدَ عَلَى شِقِّهِ مُتَوَرِّكًا، ثُمَّ سَلَّمَ (1).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الحميد بن جعفر، فمن رجال مسلم. يحيى بن سعيد: هو القطّان، ومحمد بن عطاء: هو محمد بن عمرو بن عطاء القرشي.
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري في "رفع اليدين"(3)، وأبو داود (730) و (963)، وابن ماجه (862)، والترمذي (304)، والبزار في "مسنده"(3711)، والنسائي 2/ 187 و 211 و 3/ 2 - 3 و 34 - 35، وابن خزيمة (587) و (651) =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= و (685) و (700)، وابن المنذر في "الأوسط"(1403) و (1446)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 228، وابن حبان (1865)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار"(3248)، والبغوي في "شرح السنة"(555)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 78 - 79 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. قال الترمذي. حديث حسن صحيح.
وأخرجه أيضاً مطولاً ومختصراً ابنُ أبي شيبة 1/ 235 و 288 - 289، والدارمي (1356)، والبخاري في "رفع اليدين"(4)، وأبو داود (730) و (963)، وابن ماجه (803) و (1061)، والترمذي (305)، وابن الجارود (192) و (193)، وابن خزيمة (588) و (625) و (677)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 195 و 223 و 228 و 230 و 258، وابن حبان (1867) و (1870) و (1876)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 2/ 72 و 116 و 118 و 123 و 129 و 137، وفي "معرفة السنن والآثار"(3248) و (3249) و (3629)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/ 52 - 53، والبغوي (556) من طرق عن عبد الحميد بن جعفر، به.
وأخرجه كذلك عبد الرزاق (3046)، والبخاري في "الصحيح"(828)، وأبو داود (731) و (732) و (964) و (965)، وابن خزيمة (643) و (652)، والطحاوي 1/ 258 و 259، وابن حبان (1869)، والبيهقي في "السنن" 2/ 84 و 84 - 85 و 97 و 102 و 116 و 127 و 127 - 128 و 128، وفي "المعرفة"(3623) و (3624) و (3625)، والبغوي (557) من طريق محمد بن عمرو بن حلحلة، عن محمد بن عمرو بن عطاء، به.
وأخرجه الطحاوي 1/ 259 من طريق عبد الله بن صالح، عن يحيى وسعيد بن أبي مريم، عن عطَّاف بن خالد، عن محمد بن عمرو بن عطاء قال: حدثني رجل: أنه وجد عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جلوساً
…
وإسناده ضعيف، عبد الله بن صالح سيئ الحفظ، وعطَّاف بن خالد ليس بذاك القوي، وإن ثبت هذا الإسناد فلعلَّ الرجل المبهم فيه هو عباس بن سهل الساعدي. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فقد أخرجه أبو داود (733)، والطحاوي 1/ 260، وابن حبان (1866)، والبيهقي 2/ 101 و 118 من طريق عيسى بن عبد الله بن مالك، عن محمد بن عمرو بن عطاء أحد بني مالك (وتحرف في بعض المصادر إلى: أخبرني مالك!) عن عباس بن سهل بن سعد الساعدي أنه كان في مجلسٍ
…
فذكره- ووقع فيه عندهم غير ابن حبان: عباس أو عياش.
وذهب ابن حبان في "صحيحه" 5/ 182 إلى أن هذين الطريقين محفوظان، وأن محمد بن عمرو بن عطاء سمع هذا الخبر من أبي حميد الساعدي ومن عباس بن سهل.
قلنا: لكن روايته لهذا الخبر عن أبي حميد أصح وأقوى، فقد روي عنه على هذا الوجه من طريقين صحيحين، ووقع فيهما التصريحُ بسماع محمد بن عمرو بن عطاء من أبي حميد، وأما عبد الله بن عيسى بن مالك فليس بالمشهور، ولم يُؤْثر توثيقه عن غير ابن حبان، وجهّله ابن المديني، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول.
وقد روي هذا الحديث عن عبد الله بن عيسى بن مالك أيضاً عن عياش أو عباس بن سهل الساعدي، ولم يذكر فيه محمدَ بن عمرو بن عطاء، أخرجه هكذا أبو داود (735) و (966)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(6071) و (6072)، والطبراني في "مسند الشاميين"(763)، والبيهقي 2/ 115.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الدارمي (1307)، والبخاري في "رفع اليدين"(5)، وأبو داود (734) و (735) و (967)، والترمذي (260) و (270)، و (293)، وابن ماجه (863)، والبزار في "مسنده"(3712)، والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس) 1/ 190 و 191، وابن خزيمة (589) و (608) و (637) و (640) و (689)، وابن المنذر في "الأوسط"(1402) و (1437)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 223 و 229 - 230 و 257 - 260، وابن حبان (1871)، والبيهقي في "السنن" 2/ 73 و 85 و 112 و 121 و 128 - 129، وفي "المعرفة"(3246) =
23600 -
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ، أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ
= و (3554) من طريق فليح بن سليمان، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 260 من طريق عيسى بن عبد الرحمن العدوي، كلاهما عن عباس بن سهل، عن أبي حميد الساعدي. زاد فليح في صفة السجود كما في بعض المصادر: فأمكَنَ جبهتَه وأنفه من الأرض.
وأخرجه البخاري في "رفع اليدين"(6)، وابن خزيمة (681) من طريق ابن إسحاق، عن العباس بن سهل الساعدي قال: كنت بالسوق مع أبي قتادة وأبي أسيد وأبي حميد كلهم يقول: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا لأحدهم: صَلِّ، فكبر .. إلخ. ورواية البخاري مختصرة.
وقد أشار البخاري إلى حديث أبي حميد هذا في عدِّة أبواب من كتاب الصلاة في "صحيحه".
وفي الباب عن عبد بن الرحمن بن أبزى، سلف برقم (15371)، ونزيد على ما ذكرناه عنده من أحاديث الباب:
عن وائل بن حجر، سلف برقم (18850).
وعن مالك بن الحويرث، سلف برقم (20539).
وعن عائشة، سيأتي برقم (24030).
قوله: "فلم يصبَّ رأسه" من الصَّب، أي: لا يُميله إلى أسفل، وفي بعض الروايات. "لا يُصبِّي"، وفي بعضها:"لا يُصوِّب"، وكلها بمعنىً.
وقوله: "ولم يُقنعه" من أقنعَ رأسه: إذا رفعه، أي: لا يرفع رأسه حتى يكون أعلى من ظهره. والإقناع من الأضداد، يقال في الخفض والرفع.
"ثم جافَى" أي: باعَدَ.
والعَضُد: ما بين المِرفَق إلى الكتف.
نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ "(1).
23601 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" هَدَايَا الْعُمَّالِ غُلُولٌ "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 165، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(101)، والبخاري (3369) و (6360)، ومسلم (407)، وأبو داود (979)، وابن ماجه (905)، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي"(70)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 49، وفي "عمل اليوم والليلة"(59)، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 40، وأبو عوانة (2039)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2238)، وابن حبان -كما في "إتحاف المهرة" 14/ 86 - ، والطبراني في "الأوسط"(1673)، وابن السُّني في "عمل اليوم والليلة"(384)، والبيهقي في "الشعب"(1549)، وفي "معرفة السنن والآثار"(3707)، وفي "الدعوات الكبير"(82) و (83)، والبغوي في "شرح السنة"(682).
وقرن الطبراني بعبد الله بن أبي بكر أخاه محمداً. وانظر ما سلف برقم (23173).
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11433)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
(2)
إسناده ضعيف، إسماعيل بن عياش -وهو حمصيٌّ- صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلِّط في غيرهم، وروايته هنا عن يحيى بن سعيد الأنصاري، وهو =
23602 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ أَوْ حُمَيْدَةَ - الشَّكُّ مِنْ زُهَيْرٍ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا خَطَبَ أَحَدُكُمْ امْرَأَةً، فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا إِذَا كَانَ إِنَّمَا يَنْظُرُ إِلَيْهَا لِخِطْبَةٍ (1)، وَإِنْ كَانَتْ لَا تَعْلَمُ "(2).
= حجازي، وبذلك ضعَّفه الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 200 و 5/ 249، والحافظ ابن حجر في "الفتح" 5/ 221 و 13/ 164، وقال الحافظ: وقيل: إنه رواه بالمعنى من قصة ابن اللتبية.
وأخرجه أبو عوانة (7073)، والبزار في "مسنده"(3723)، والبيهقي 10/ 138 من طرق عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد- وجاء عند أبي عوانة والبيهقي: الأمراء، بدل: العمال.
قال البزار: رواه إسماعيل بن عياش، فاختصره وأخطأ فيه، إنما هو عن الزهري، عن عروة، عن أبي حميد: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على الصدقة. قلنا: وقد سلف هذا الحديث برقم (23598).
وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله عند عبد الرزاق (14665)، وعند الطبراني في "الأوسط"(4966).
ومن حديث أبي هريرة عند ابن عدي في "الكامل" 1/ 177، والطبراني في "الأوسط"(7848).
ومن حديث ابن عباس عند الطبراني أيضاً (6898).
وأسانيد هذه الشواهد ضعيفة، وبعضها شديد الضعف.
(1)
في (م): لخطبته.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن عبد الله -وهو ابن يزيد الخَطْمي- فمن رجال مسلم. زهير: هو ابن معاوية الجُعْفي، وعبد الله بن عيسى: هو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى. =
23603 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ أَوْ أَبِي حُمَيْدَةَ - قَالَ: وَقَدْ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا خَطَبَ أَحَدُكُمْ امْرَأَةً، فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا إِذَا كَانَ إِنَّمَا يَنْظُرُ إِلَيْهَا لِخِطْبَةٍ (1)، وَإِنْ كَانَتْ لَا تَعْلَمُ "(2).
23604 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ تَبُوكَ حَتَّى (3) جِئْنَا وَادِيَ الْقُرَى، فَإِذَا امْرَأَةٌ فِي حَدِيقَةٍ لَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ:" اخْرُصُوا " فَخَرَصَ الْقَوْمُ، وَخَرَصَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَشَرَةَ أَوْسُقٍ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلْمَرْأَةِ:
= وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 14، والطبراني في "الأوسط"(915) من طريق سعيد بن سليمان الواسطي، عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد- من غير شك.
وأخرجه بنحوه البزار في "مسنده"(3714) من طريق قيس -ولعله ابن الربيع- عن عبد الله بن عيسى، به.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7842)، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1)
في (م): لخطبته.
(2)
إسناده صحيح كسابقه. أبو كامل: هو مظفَّر بن مدرِك. وانظر ما قبله.
(3)
تحرفت في (م) إلى: حين.
" أَحْصِي مَا يَخْرُجُ مِنْهَا حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكِ إِنْ شَاءَ اللهُ " قَالَ: فَخَرَجَ حَتَّى قَدِمَ تَبُوكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّهَا سَتَهِبُّ (1) عَلَيْكُمُ اللَّيْلَةَ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، فَلَا يَقُومُ مِنْكُمْ فِيهَا رَجُلٌ، فَمَنْ كَانَ لَهُ بَعِيرٌ فَلْيُوثِقْ عِقَالَهُ " قَالَ: قَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: فَعَقَلْنَاهَا، فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْلِ هَبَّتْ عَلَيْنَا رِيحٌ شَدِيدَةٌ، فَقَامَ فِيهَا رَجُلٌ، فَأَلْقَتْهُ فِي جَبَلَي (2) طَيِّئٍ، ثُمَّ جَاءَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَلِكُ أَيْلَةَ، فَأَهْدَى لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَغْلَةً بَيْضَاءَ، فَكَسَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بُرْدًا، وَكَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِبَحْرِهِ. قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ وَأَقْبَلْنَا مَعَهُ حَتَّى جِئْنَا وَادِيَ الْقُرَى، فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ:" كَمْ حَدِيقَتُكِ؟ " قَالَتْ: عَشَرَةُ أَوْسُقٍ؛ خَِرْصُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي مُتَعَجِّلٌ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَتَعَجَّلَ فَلْيَفْعَلْ "
قَالَ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَخَرَجْنَا مَعَهُ، حَتَّى إِذَا أَوْفَى عَلَى الْمَدِينَةِ قَالَ:" هِيَ هَذِهِ طَابَةُ " فَلَمَّا رَأَى أُحُدًا قَالَ: " هَذَا أُحُدٌ، يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الْأَنْصَارِ؟ " قَالَ: قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " خَيْرُ دُورِ الْأَنْصَارِ بَنُو النَّجَّارِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي سَاعِدَةَ، ثُمَّ فِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ "(3).
(1) في (م) و (ظ 2) و (ق): ستبيت.
(2)
في (م) و (ظ 2) و (ق): جبل.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمرو بن يحيى: هو ابن عمارة المازني المدني.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 539، ومسلم ص 1786 (12)، وابن الجارود =
23605 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدٍ
= (1109)، وابن خزيمة (2314)، وأبو عوانة في الحج والمناقب كما في "إتحاف المهرة" 14/ 87، وابن حبان (4503) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وروايتا ابن الجارود وابن خزيمة مختصرتان.
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (1481) و (3161)، ومسلم ص 1786 (12)، وأبو داود (3079)، وأبو عوانة في الحج والمناقب، وابن حبان (6501)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/ 239 من طرق عن وهيب بن خالد، به.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الدارمي (2495)، والبخاري (1872) و (3791) و (4422)، ومسلم (1392) وص 1785 - 1786 (11)، وأبو عوانة في الحج والمناقب، والبيهقي في "السنن" 4/ 122، وفي "الدلائل" 5/ 238 - 239 من طريق سليمان بن بلال، عن عمرو بن يحيى، به.
وعلق البخاري قصة هدية ملك أيلة عن أبي حميد في الهبة: باب قبول الهدية من المشركين بين يدي الحديث (2615).
وقوله: "هذا أُحُد يحبنا ونحبه" له شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (8450)، وانظر تتمة شواهده هناك.
وقوله: "ألا أخبركم بخير دور الأنصار" له شاهد من حديث أبي هريرة أيضاً سلف برقم (7628)، وذكرنا عنده تتمة أحاديث الباب.
اخرصوا: أي احزِروا الحديقة، كم يجيء ثمرها.
والأَوسُق: جمع وَسْق، وهو ستون ذراعاً.
والعِقال: الحبل الذي يربط به البعير.
وقوله: "وكتب له ببَحْره" قال السندي: أي: ببلده، والبحر يطلق على البلد، وقيل: تسميته بحراً، لأنهم كانوا سكان البحر، والمراد أنه أقرَّه على بلده بما التزمه من الجزية.
عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ أَنْ يَأْخُذَ مَالَ أَخِيهِ بِغَيْرِ حَقِّهِ " وَذَلِكَ لِمَا حَرَّمَ اللهُ مَالَ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ.
وقَالَ عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنِي سُهَيْلٌ (1)، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يَأْخُذَ عَصَا أَخِيهِ بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسِهِ " وَذَلِكَ لِشِدَّةِ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَالِ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ (2).
(1) تحرف في (م) إلى: سهل.
(2)
إسناده صحيح، عبد الرحمن بن سعيد هكذا وقع اسم أبيه في رواية أبي سعيد مولى بني هشام وعبيد بن أبي قرة، وكذا في رواية أبي بكر بن أبي أويس عند البيهقي كما سيأتي، ووقع في رواية غيرهم: ابن سَعد، وهو أصحُّ، وعبد الرحمن بن سعد هذا: هو ابن الصحابي أبي سعيد الخُدْري سَعْد بن مالك، وباقي رجال الإسنادين ثقات رجال الصحيح غير عبيد بن أبي قرَّة، فمن رجال "تعجيل المنفعة"، قال ابن معين: ما به بأس، وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صدوق، وذكره ابن حبان في "ثقاته". أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري.
وأخرجه البزار في "مسنده"(3717) وحسَّنه، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 241، وفي "شرح مشكل الآثار"(2822)، وابن حبان (5978) من طريق أبي عامر العقدي، والبيهقي في "السنن" 9/ 358، وفي "الشعب"(5493) من طريق أبي بكر بن أبي أويس، والبيهقي في "السنن" 6/ 100 من طريق عبد الله بن وهب، ثلاثتهم عن سليمان بن بلال، عن سهيل بن أبي صالح، عن عبد الرحمن بن سعد، عن أبي حميد الساعدي، بهذا الإسناد- ووقع في رواية ابن أبي أويس: عبد الرحمن بن سعد. =
23606 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ وَأَبِي أُسَيْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا سَمِعْتُمُ الْحَدِيثَ عَنِّي تَعْرِفُهُ قُلُوبُكُمْ، وَتَلِينُ لَهُ أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ، وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ قَرِيبٌ فَأَنَا أَوْلَاكُمْ بِهِ، وَإِذَا سَمِعْتُمُ الْحَدِيثَ عَنِّي تُنْكِرُهُ قُلُوبُكُمْ، وَتَنْفِرُ مِنْهُ أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ، وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ بَعِيدٌ، فَأَنَا أَبْعَدُكُمْ مِنْهُ ".
وَشَكَّ فِيهِمَا عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ فَقَالَ: عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ أَوْ أَبِي أُسَيْدٍ، وَقَالَ:" تَرَوْنَ أَنَّكُمْ مِنْهُ قَرِيبٌ "، وَشَكَّ أَبُو سَعِيدٍ فِي أَحَدِهِمَا، فِي " إِذَا سَمِعْتُمُ الْحَدِيثَ عَنِّي "(1).
= قال البيهقي 6/ 100: عبد الرحمن: هو ابن سعد بن مالك، وسعد بن مالك: هو أبو سعيد الخدري. ورواه أبو بكر بن أبي أويس، عن سليمان، فقال: عبد الرحمن بن سعيد، ورواه عبد الملك بن الحسن، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن عمارة بن حارثة الضمري، عن عمرو بن يثربي على اللفظ الذي مضى. ثم ساق بسنده إلى ابن المديني قال: الحديث عندي حديث سهيل. قلنا: وحديث عمرو بن يثربي سلف برقم (15488).
وله شاهد من حديث أبي حرة الرقاشي عن عمه، سلف برقم (20695) ضمن حديث مطوَّل. وانظر تتمة شواهده هناك.
وبمعناه من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7727) ولفظه:"كلُّ المسلم على المسلم حرامٌ: دمه وماله وعِرْضه".
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي. وهو مكرر (16058) سنداً ومتناً. =
23607 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حُمَيْدٍ وَأَبَا أُسَيْدٍ، يَقُولَانِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، فَإِذَا خَرَجَ، فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ "(1).
23608 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ وزَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو حُمَيْدٍ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحِ لَبَنٍ مِنَ النَّقِيعِ، لَيْسَ بِمُخَمَّرٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لَوْلَا خَمَّرْتَهُ وَلَوْ بِعُودٍ تَعْرُضُهُ ".
= وقوله في آخره: "شك فيهما عبيد بن أبي قُرَّة". يعني أن شيخ أحمد عبيد بن أبي قرة رواه عن سليمان بن بلال بالشك، بحرف "أو" بدل الواو، وعبيد بن أبي قرَّة من رجال "التعجيل"، وهو ثقة، ربما خالف، وأبو عامر العَقَدي أتقن منه وأحفظ، فروايته هي الراجحة.
وأبو سعيد المذكور: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بن هاشم.
وقد علق الشيخ أحمد شاكر على هذا الحديث فنثبته هنا لنفاسته، قال رحمه الله: وهذا الحديث خطاب للصحابة، ثم لمن سار على قدمهم، واهتدى بهديهم، واقتدى بإمامه وإمامهم صلى الله عليه وسلم، فعرف سنته وهديه وعرف شريعته، وامتلأ بها قلبه إيماناً وإخلاصاً ورضى عن طيب نفس، وإعراضاً عن الهوى والزيغ، فهو الذي يعرف الصحيح من السنة، ويطمئن قلبُه إليه، ويُنكر المردودَ غير الصحيح، فلا يسيغه في عقله ولا في قلبه ولله درُّ الحافظ ابن حبان، إذ أشار إلى هذا أدق إشارةٍ في العنوان الذي كتب تحته هذا الحديث: الإخبار عما يستحب للمرء كثرة سماع العلم، ثم الاقتفاء والتسليم.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (16057).
قَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: إِنَّمَا أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْأَسْقِيَةِ أَنْ تُوكَى، وَبِالْأَبْوَابِ أَنْ تُغْلَقَ لَيْلًا. وَلَمْ يَذْكُرْ زَكَرِيَّا قَوْلَ أَبِي حُمَيْدٍ بِاللَّيْلِ (1).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير -واسمه محمد بن مسلم بن تَدرُس- فمن رجال مسلم. روح: هو ابن عبادة، وابن جريج: اسمه عبد الملك بن عبد العزيز.
وأخرجه مسلم (2010)، وأبو عوانة (8147) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2131)، ومسلم (2010)، وابن خزيمة (129)، وأبو عوانة (8144) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، وابن خزيمة (130)، وأبو عوانة (8145) و (8146)، وابن حبان (1270) من طريق حجاج بن محمد، كلاهما عن ابن جريج وحده، به.
قال الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" 14/ 91: ورواه الثوري وغيره عن أبي الزبير، عن جابر، فجعلوه من مسنده.
قلنا: قد سلف في "المسند" من طريق سفيان الثوري برقم (14137).
حَدِيثُ مُعَيْقِيبٍ
23609 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمْةَ، عَنْ مُعَيْقِيبٍ قَالَ: ذَكَرَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْمَسْحَ فِي الْمَسْجِدِ - يَعْنِي الْحَصَى - فَقَالَ: " إِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ فَاعِلًا فَوَاحِدَةً "(1).
23610 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي مُعَيْقِيبٌ قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْمَسْحُ فِي الْمَسْجِدِ - يَعْنِي الْحَصَى -! فَقَالَ: " إِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ فَاعِلًا فَوَاحِدَةً "(2).
23611 -
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
الدستوائي: هو هشام بن أبي عبد الله، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 411، ومسلم (546)(47)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(310)، وأبو عوانة (1895) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (15509).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطّان. وهو مكرر (15509).
عَنْ مُعَيْقِيبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ "(1).
23612 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي مُعَيْقِيبٌ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي الرَّجُلِ يُسَوِّي التُّرَابَ حَيْثُ يَسْجُدُ، قَالَ:" إِنْ كُنْتَ فَاعِلًا فَوَاحِدَةً "(2).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن عتبة: وهو اليمامي. وهو مكرر (15510).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي. وهو مكرر (15511).
حَدِيثُ نَفَرٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ
23613 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ (1) بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ نَفَرٍ، مِنْ بَنِي سَلِمَةَ قَالُوا: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا فَشَقَّ ثَوْبَهُ فَقَالَ: " إِنِّي وَاعَدْتُ هَدْيًا يُشْعَرُ الْيَوْمَ "(2).
(1) تحرف في (م) و (ظ 2) إلى: يزيد.
(2)
إسناده ضعيف، عبد الرحمن بن عطاء -وهو ابن أبي لَبِيبة- ليس بذاك القوي، ثم إنه قد اختُلِفَ عليه في إسناده، فرواه زيد بن أسلم عنه عن نفر من بني سلِمَة، كما هو هنا، ورواه داود بن قيس الفَرَّاء عنه عن ابني جابرٍ عن أبيهما، كما سلف برقم (14129)، ورواه حاتم بن إسماعيل عنه عن عبد الملك بن جابر ابن عتيك عن جابرٍ بن عبد الله، كما سلف برقم (1529).
حَدِيثُ طِخْفَةَ الْغِفَارِيِّ
23614 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ ابْنِ (1) طِخْفَةَ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي: أَنَّهُ ضَافَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ نَفَرٍ قَالَ: فَبِتْنَا عِنْدَهُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ يَطَّلِعُ، فَرَآهُ مُنْبَطِحًا عَلَى وَجْهِهِ، فَرَكَضَهُ بِرِجْلِهِ، فَأَيْقَظَهُ، وَقَالَ:" هَذِهِ ضِجْعَةُ أَهْلِ النَّارِ "(2).
23615 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ طِهْفَةَ الْغِفَارِيِّ، عَنْ أبيه قَالَ: ضِفْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَنْ تَضَيَّفَهُ مِنَ الْمَسَاكِينِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي اللَّيْلِ يَتَعَاهَدُ ضَيْفَهُ، فَرَآنِي مُنْبَطِحًا عَلَى بَطْنِي فَرَكَضَنِي بِرِجْلِهِ، وَقَالَ:" لَا تَضْطَجِعْ هَذِهِ الضِّجْعَةَ، فَإِنَّهَا ضِجْعَةٌ يَبْغَضُهَا اللهُ "(3).
(1) في (م) والنسخ الخطية: أبي، ثم رُمِّجت في (ظ 5) وكتبت "ابن" على الصواب.
(2)
إسناده ضعيف، وهو مكرر (155451) سنداً ومتناً.
(3)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ابن طِهْفة، وقد سلف الكلام عليه برقم (15543)، وفيه محمد بن إسحاق، وهو صدوق مدلس لم يصرح =
23616 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا جَالِسٌ مَعَ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ ابْنٌ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ طِهْفَةَ، فَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: أَلَا تُخْبِرُنَا عَنْ خَبَرِ أَبِيكَ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ اللهِ بْنُ طِهْفَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا كَثُرَ الضَّيْفُ عِنْدَهُ قَالَ: " لِيَنْقَلِبْ كُلُّ رَجُلٍ بِضَيْفِهِ " حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ اجْتَمَعَ عِنْدَهُ ضِيفَانٌ كَثِيرٌ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لِيَنْقَلِبْ كُلُّ رَجُلٍ مَعَ جَلِيسِهِ " قَالَ: فَكُنْتُ مِمَّنْ انْقَلَبَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا دَخَلَ، قَالَ:" يَا عَائِشَةُ، هَلْ مِنْ شَيْءٍ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ حُوَيْسَةُ كُنْتُ أَعْدَدْتُهَا لِإِفْطَارِكَ. قَالَ: فَجَاءَتْ بِهَا فِي قُعَيْبَةٍ لَهَا،
= بالتحديث، وكأن بين محمد بن عمرو بن عطاء ويعيش بن طهفة رجلاً: وهو نُعيم ابن عبد الله المُجمِر كما سيأتي في التخريج. وشيخ أحمد: محمد بن سلمة: هو الباهلي الحراني روى له البخاري في "جزء القراءة" ومسلم والباقون.
وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 4/ 366، وفي "الأوسط" 1/ 152 من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن نعيم ابن عبد الله المجمر، عن يعيش بن طهفة، عن طهفة الغفاري. وتحرف اسم نعيم ابن عبد الله المجمر في "الكبير" إلى: نعيم بن محمد.
وأخرجه البخاري أيضاً في "الكبير" 4/ 366، وفي "الأوسط" 1/ 153 من طريق محمد بن عمرو بن حلحلة، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن أبي هريرة، وقال: ولا يصح فيه أبو هريرة. وأشار أيضاً أن محمد بن عمرو أخرجه عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعاً وقال: لا يصح. قلنا: وقد سلف حديث أبي هريرة برقم (7862) فانظره.
وقد سلف حديث طهفة الغفاري برقم (15543).
فَتَنَاوَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهَا قَلِيلًا فَأَكَلَهُ، ثُمَّ قَالَ:" خُذُوا بِاسْمِ اللهِ " فَأَكَلْنَا مِنْهَا حَتَّى مَا نَنْظُرُ إِلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ:" هَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَرَابٍ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ، لُبَيْنَةٌ كُنْتُ أَعْدَدْتُهَا لَكَ. قَالَ:" هَلُمِّيهَا " فَجَاءَتْ بِهَا، فَتَنَاوَلَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرَفَعَهَا إِلَى فِيهِ فَشَرِبَ قَلِيلًا، ثُمَّ قَالَ:" اشْرَبُوا بِاسْمِ اللهِ " فَشَرِبْنَا، حَتَّى - وَاللهِ - مَا نَنْظُرُ إِلَيْهَا، ثُمَّ خَرَجْنَا فَأَتَيْنَا الْمَسْجِدَ، فَاضْطَجَعْتُ عَلَى وَجْهِي، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ يُوقِظُ النَّاسَ:" الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ " وَكَانَ إِذَا خَرَجَ يُوقِظُ النَّاسَ لِلصَّلَاةِ فَمَرَّ بِي وَأَنَا عَلَى وَجْهِي، فَقَالَ:" مَنْ هَذَا؟ " فَقُلْتُ: أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طِهْفَةَ. فَقَالَ: " إِنَّ هَذِهِ ضِجْعَةٌ يَكْرَهُهَا اللهُ "(1).
23617 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ يَعِيشَ بْنِ طِخْفَةَ الْغِفَارِيِّ قَالَ:
(1) إسناده ضعيف لجهالة ابن عبد الله بن طهفة، وقد سبق الكلام عليه عند الرواية (15543)، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير الحارث بن عبد الرحمن. وهو العامري خال ابن أبي ذئب، فقد روى له أصحاب السنن وهو صدوق لا بأس به، وغير صحابيه فقد خرَّج له أصحاب السنن إلا الترمذي. يزيد: هو ابن هارون، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.
وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 4/ 366، وفي "الأوسط" 1/ 152 عن آدم بن أبي إياس، وأبو نعيم في "الدلائل"(336) من طريق أبي داود الطيالسي، كلاهما عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
الحُوَيسة: تصغير الحَيْسة، وهي تمرٌ يُخلط بسمنٍ وأَقِطٍ يُعجَن شديداً.
والقُعَيبة: تصغير القَعْب، وهو إناء ضَخم كالقَصْعة.
كَانَ أَبِي مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِهِمْ، فَجَعَلَ يَنْقَلِبُ الرَّجُلُ بِالرَّجُلِ وَالرَّجُلَيْنِ، حَتَّى بَقِيتُ خَامِسَ خَمْسَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" انْطَلِقُوا " فَانْطَلَقْنَا مَعَهُ إِلَى بَيْتِ عَائِشَةَ، فَقَالَ:" يَا عَائِشَةُ، أَطْعِمِينَا " فَجَاءَتْ بِجَشِيشَةٍ فَأَكَلْنَا، ثُمَّ جَاءَتْ بِحَيْسَةٍ مِثْلِ الْقَطَاةِ، فَأَكَلْنَا، ثُمَّ قَالَ:" يَا عَائِشَةُ، اسْقِينَا " فَجَاءَتْ بِعُسٍّ فَشَرِبْنَا، ثُمَّ جَاءَتْ بِقَدَحٍ صَغِيرٍ فِيهِ لَبَنٌ فَشَرِبْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنْ شِئْتُمْ بِتُّمْ، وَإِنْ شِئْتُمْ انْطَلَقْتُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ " فَقُلْنَا: لَا، بَلْ نَنْطَلِقُ إِلَى الْمَسْجِدِ. قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا فِي الْمَسْجِدِ مُضْطَجِعًا عَلَى بَطْنِي إِذَا رَجُلٌ يُحَرِّكُنِي بِرِجْلِهِ، فَقَالَ:" إِنَّ هَذِهِ ضِجْعَةٌ يَبْغَضُهَا اللهُ " فَنَظَرْتُ فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).
23618 -
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ - يَعْنِي ابْنَ الْقَاسِمِ -، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ - يَعْنِي شَيْبَانَ -، عَنْ يَحْيَى - يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ -، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعِيشُ بْنُ قَيْسِ بْنِ طِخْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا فُلَانُ، انْطَلِقْ بِهَذَا مَعَكَ " وَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2).
(1) إسناده ضعيف، والنهي عن النوم على بطنه فيه حسن لغيره. وهو مكرر (15543).
والجشيشة: هي حِنطة تطحن طحناً جليلًا، ثم تجعل في القدور ويُلقى عليها لحم أو تمر وتُطبخ.
(2)
إسناده ضعيف كسابقه. وهو مكرر (15544).
حَدِيثُ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ
(1)
23619 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي الْحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ أَخُو بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ أَخِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو الْحَيْسَرِ (2) أَنَسُ بْنُ رَافِعٍ مَكَّةَ، وَمَعَهُ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ فِيهِمْ إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ يَلْتَمِسُونَ الْحِلْفَ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى قَوْمِهِمْ مِنَ الْخَزْرَجِ، سَمِعَ بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَتَاهُمْ فَجَلَسَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ:" هَلْ لَكُمْ إِلَى خَيْرٍ مِمَّا جِئْتُمْ لَهُ؟ " قَالُوا: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: " أَنَا رَسُولُ اللهِ، بَعَثَنِي إِلَى الْعِبَادِ أَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يَعْبُدُوا اللهَ لَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأُنْزِلَ عَلَيَّ كِتَابٌ " ثُمَّ ذَكَرَ الْإِسْلَامَ، وَتَلَا عَلَيْهِمُ
(1) هو أنصاريٌّ أوسيٌّ أَشهليٌّ، وكنيته أبو نُعَيم، قال البخاري: له صُحْبة، وذكره ابن حبان في التابعين من "ثقاته" وقال: يروي المراسيل، ثم قال: وذكرتُه في الصحابة لأن له رؤيةً. وقال ابن عبد البر: محمود بن لَبيد أسنُّ من محمود بن الربيع. قلنا: وابن الربيع هو صاحب حديث المجَّة الذي سيأتي برقم (23620).
قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 6/ 42: ذكر ابن خزيمة أن محمود بن الربيع هو محمود بن لَبيد، وأنه محمود بن الربيع بن لبيد، نُسِبَ لجدِّه، وفيه بُعْد، ولا سيَّما ومحمود بن لبيد أَشهَلي من الأوس، ومحمود بن الربيع خزرجيٌّ.
(2)
وقع في (م) و (ظ 5) و (ق): أبو الجليس، وهو خطأ، صوَّبناه من هامش (ظ 5) و"جامع المسانيد" و"أطراف المسند" ومن مصادر التخريج.
الْقُرْآنَ، فَقَالَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ، وَكَانَ غُلَامًا حَدَثًا: أَيْ قَوْمِ، هَذَا وَاللهِ خَيْرٌ مِمَّا جِئْتُمْ لَهُ. قَالَ: فَأَخَذَ أَبُو حَيْسَرٍ (1) أَنَسُ بْنُ رَافِعٍ حَفْنَةً مِنَ الْبَطْحَاءِ فَضَرَبَ بِهَا فِي وَجْهِ إِيَاسِ بْنِ مُعَاذٍ، وَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْهُمْ وَانْصَرَفُوا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَكَانَتْ وَقْعَةُ بُعَاثٍ بَيْنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ.
قَالَ: ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ أَنْ هَلَكَ، قَالَ مَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ: فَأَخْبَرَنِي مَنْ حَضَرَهُ مِنْ قَوْمِي عِنْدَ مَوْتِهِ أَنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا يَسْمَعُونَهُ يُهَلِّلُ اللهَ وَيُكَبِّرُهُ وَيَحْمَدُهُ وَيُسَبِّحُهُ حَتَّى مَاتَ، فَمَا كَانُوا يَشُكُّونَ أَنْ قَدْ مَاتَ مُسْلِمًا لَقَدْ كَانَ اسْتَشْعَرَ الْإِسْلَامَ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ حِينَ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا سَمِعَ (2).
(1) انظر التعليق السابق.
(2)
إسناده حسن، محمد بن إسحاق وشيخه الحصين حَسَنا الحديث. إبراهيم والد يعقوب: هو ابن سعد بن إبراهيم الزهري.
والحديث في "السيرة النبوية" لابن هشام 2/ 427 - 428 من طريق ابن إسحاق.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 442، والطبراني في "الكبير"(805) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.
قال البخاري: وقال زياد (يعني ابنَ عبد الله البكَّائي): عن ابن إسحاق، عن محمد بن عبد الرحمن!
وأخرجه الطبري في "تاريخه" 2/ 352 - 353، وفي "التفسير" 4/ 34 من طريق سلمة بن الفضل، والحاكم 3/ 180 - 181، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 420، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 186 من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن ابن إسحاق، =
23620 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ رَبِيعٍ؛ وَقَدْ كَانَ عَقَلَ مَجَّةً مَجَّهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَجْهِهِ مِنْ دَلْوٍ مِنْ بِئْرٍ لَهُمْ (1).
= عن حصين بن عبد الرحمن، به. وصححه الحاكم على شرط مسلم، فتعقَّبه الذهبي بأنه مرسَلٌ. يعني مرسلَ صحابي صغير، وهذا لا يضرُّ.
وأخرج ابن سعد 3/ 483 من طريق عبد الله بن أبي سفيان، عن أبيه: سمعت محمد بن مسلمة وسلمة بن سلامة بن وقش وأبا الهيثم بن التَّيِّهان يقولون: لم يَنشَبْ إياسٌ حين رجع أن مات، فلقد سمعناه يهلِّل حتى مات، فكانوا يتحدثون أنه مات مسلماً لِما سَمِع من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمِّي.
وأخرجه البخاري (1185)، وابن ماجه (660) و (754)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2158)، وابن خزيمة (1709) من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد- ضمن سياق قصة عِتْبان بن مالك، وقد سلفت برقم (16482).
وأخرجه البخاري (77)، ومسلم ص 456 (265)، والنسائي في "الكبرى"(5865)، والطبراني في "الكبير" 18/ (54) و (55) و (56)، وفي "الشاميين"(1706) و (2898)، والخطيب في "الكفاية في علم الرواية" ص 59، والبغوي في "شرح السنة"(498) من طرق عن الزهري، به. وفيه عند البخاري والنسائي والطبراني (56) أن محمود بن الربيع عَقَل هذه المجَّة وهو ابن خمس سنين. وزاد الطبراني في بعض رواياته والخطيب: أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي ومحمود بن الربيع ابن خمس سنين.
وسلف الحديث برقم (22743) في سياق حديثه عن عبادة بن الصامت من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب.
وسيرد من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري برقم (23638)، لكن فيه محمود بن لبيد بدل محمود بن الربيع، وهو وهمٌ. =
23621 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ يَدْعُو هَكَذَا؛ وَأَشَارَ بِبَاطِنِ كَفَّيْهِ نَحْوَ وَجْهِهِ (1).
23622 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ (2) أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ اللهَ لَيَحْمِي عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ مِنَ الدُّنْيَا وَهُوَ يُحِبُّهُ، كَمَا تَحْمُونَ مَرِيضَكُمْ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ تَخَافُونَهُ عَلَيْهِ "(3).
= قال الحافظ في "الفتح" 1/ 172: قوله: "عَقَلتُ" هو بفتح القاف، أي: حَفظت.
وقوله: "مجَّة" بفتح الميم وتشديد الجيم، والمجُّ: هو إرسال الماء من الفم، وقيل: لا يُسمَّى مجّاً إلا إن كان على بُعدٍ. وفَعَله النبي صلى الله عليه وسلم مع محمود إما مداعبةً معه، أو ليبارك عليه بها كما كان لك من شأنه مع أولاد الصحابة.
(1)
إسناده صحيح. وقد سلف برقم (16413) عن محمد بن جعفر وحجاج بن محمد، عن شعبة.
(2)
لفظة "بن" سقطت من (م).
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، عمرو بن أبي عمرو -وهو مولى المطَّلب- روى له الشيخان وهو صدوق لا بأس به، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم، وسليمان: هو ابن بلال.
وهو في "الزهد" لأحمد ص 11 بهذا الإسناد. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الترمذي عقب (2036)، والبغوي (4065) من طريق علي بن حُجْر، عن إسماعيل بن جعفر، عن عمرو بن أبي عمرو، به.
ورواه يحيى بن يحيى النيسابوري عن إسماعيل بن جعفر بهذا الإسناد لكن جعله من حديث محمود بن لبيد عن أبي سعيد الخدري، أخرجه الحاكم 4/ 208 وصححه.
ورواه عمارة بن غزيَّة عن عاصم بن عمر بن قتادة فاختُلف عليه في إسناده: فقال بشر بن المفضل عنه: عن عاصم بن عمر، عن محمود بن لبيد، ولم يتجاوزه، أخرجه من هذا الطريق ابن أبي شيبة في "المصنف" 14/ 57.
وقال إسماعيل بن جعفر عنه: عن عاصم بن عمر، عن محمود بن لبيد، عن قتادة بن النُّعمان، أخرجه من هذا الطريق البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 185، والترمذي (2036)، وابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا"(38)، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "الزهد" لأبيه ص 11، وابن حبان (669)، والطبراني في "الكبير" 19/ (17)، والحاكم 4/ 207 و 309، والبيهقي في "شعب الإيمان"(10448)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 391.
قال الحاكم بعد تخريجه لحديث قتادة بن النعمان هذا وحديث أبي سعيد المذكور آنفاً: والإسنادان عندي صحيحان. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقد روي هذا الحديث عن محمود بن لبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً. قلنا: ومحمود بن لبيد صحابي صغير، وجُلُّ روايته عن الصحابة، فإرساله لا يضرُّ.
ورواه ابن لهيعة عن عمارة بن غزية عن عاصم بن عمر فقال: عن محمود بن لبيد عن عقبة بن رافع، أخرجه أبو يعلى (6865)، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 52. وإسناده ضعيف، عبد الله بن لهيعة سيّئ الحفظ.
ورواه إسماعيل بن عياش عن عمارة بن غزية عن عاصم بن عمر فقال: عن محمود بن لبيد عن رافع بن خَديج، أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(1397)، والبيهقي في "الشُّعب"(10449)، وإسماعيل بن عياش -وهو حمصي- ضعيف في روايته عن غير أهل بلده، وهذا منها، فإن عمارة مدنيٌّ. =
23623 -
وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ صَبَرَ فَلَهُ الصَّبْرُ، وَمَنْ جَزِعَ فَلَهُ الْجَزَعُ "(1).
23624 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ أَخِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَصَلَّى بِنَا الْمَغْرِبَ فِي مَسْجِدِنَا، فَلَمَّا سَلَّمَ مِنْهَا، قَالَ:" ارْكَعُوا هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ فِي بُيُوتِكُمْ " لِلسُّبْحَةِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ (2).
= وأخرجه هكذا الطبراني في "الكبير"(4296) من طريق إسماعيل بن عياش، لكن قال فيه مكان عمارة بن غزية: محمد بن إسحاق! وهو مدنيٌّ أيضاً.
وسيأتي الحديث عن محمود بن لبيد برقم (23627) و (23632).
(1)
إسناده جيد كسابقه.
وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/ 283، وقال: رواه أحمد، ورواته ثقات.
وسيأتي برقم (23633) و (23641).
وله شاهد من حديث أنس عند ابن ماجه (4031)، والترمذي بإثر الحديث (2396) بلفظ:"إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرِّضا، ومن سَخِط فله السُّخط". وفيه سعد بن سنان، وهو ضعيف يعتبر به في الشواهد.
وفي باب ابتلاء المؤمن والصبر عليه عن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1481).
وعن أبي هريرة، سلف برقم (7859).
وعن صهيب بن سنان، سلف برقم (18934).
وعن أنس عند الترمذي (2396).
قوله: "فله الصبر" أي: جزاء الصبر. قاله السندي.
(2)
إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وباقي رجاله ثقات رجال =
23625 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ - عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" اثْنَتَانِ يَكْرَهُهُمَا ابْنُ آدَمَ: الْمَوْتُ، وَالْمَوْتُ خَيْرٌ لِلْمُؤْمِنِ مِنَ الْفِتْنَةِ، وَيَكْرَهُ قِلَّةَ الْمَالِ، وَقِلَّةُ الْمَالِ أَقَلُّ لِلْحِسَابِ "(1).
= الصحيح. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 2/ 246، وابن خزيمة (1200) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (1165)، والطبراني في "الكبير"(4295) من طريق إسماعيل بن عياش، عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر، عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خديج قال: أتانا النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره. وإسماعيل بن عياش في روايته عن غير الشاميين ضعيف، وابن إسحاق من المدنيين.
وسيأتي الحديث برقم (23628).
ويشهد له حديث كعب بن عُجْرة عند أبي داود (1300)، والترمذي (604)، والنسائي 3/ 198، وابن خريمة (1201). وفي إسناده إسحاق بن كعب بن عجرة، وهو مجهول الحال.
وانظر في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ركعتي المغرب في بيته حديث ابن عمر السالف برقم (4506).
وحديث عائشة، وسيأتي برقم (24019).
قال السندي: قوله: "للسُّبْحة" أي: قال لك في شأن السُّبحة، أي: الصلاة النافلة بعد المغرب.
(1)
إسناده جيد، عبد العزيز بن محمد الدراوردي وعمرو -وهو ابن أبي عمرو مولى المطَّلب- صدوقان. أبو سلمة: هو منصور بن سلمة الخزاعي. =
23626 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1).
23627 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ اللهَ يَحْمِي عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ الدُّنْيَا (2) وَهُوَ يُحِبُّهُ، كَمَا تَحْمُونَ مَرِيضَكُمُ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ تَخَافُونَ عَلَيْهِ "(3).
= وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 257، وقال: رواه أحمد بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح.
وانظر ما بعده.
(1)
إسناده جيد كسابقه. سليمان بن داود: هو الهاشمي أبو أيوب البغدادي، وإسماعيل: هو ابن جعفر، وعاصم: هو ابن عمر بن قتادة.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(4066) من طريق علي بن حجر، عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.
تنبيه: تكرر بإثر هذا الحديث في (م) وحدها الحديثُ السالف برقم (23625).
(2)
في (م): في الدنيا.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد جيد. أبو سلمة: هو منصور بن سلمة الخزاعي، وعبد العزيز: هو ابن محمد الدَّراوَرْدي.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(10450) من طريق القعنبي، عن عبد العزيز بن محمد، بهذا الإسناد.
وانظر (23622).
23628 -
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ فَصَلَّى بِهِمُ الْمَغْرِبَ، فَلَمَّا سَلَّمَ، قَالَ:" ارْكَعُوا هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ فِي بُيُوتِكُمْ "(1).
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قُلْتُ لِأَبِي: إِنَّ رَجُلًا قَالَ: مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ فِي الْمَسْجِدِ لَمْ تُجْزِهِ إِلَّا أَنْ يُصَلِّيَهُمَا فِي بَيْتِهِ، لِأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" هَذِهِ مِنْ صَلَوَاتِ الْبُيُوتِ ". قَالَ: مَنْ قَالَ هَذَا؟ قُلْتُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ: مَا أَحْسَنَ مَا قَالَ. أَوْ مَا أَحْسَنَ مَا انْتَزَعَ!!
23629 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْغَسِيلِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، قَالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: كَسَفَتِ الشَّمْسُ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، أَلَا وَإِنَّهُمَا لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا كَذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى الْمَسَاجِدِ " ثُمَّ قَامَ فَقَرَأَ فِيمَا نَرَى بَعْضَ {الر كِتَابٌ} [إبراهيم: 1] ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ اعْتَدَلَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ
(1) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي.
وقد سلف برقم (23624).
فَفَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلَ فِي الْأُولَى (1).
23630 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ - يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ - عَنْ عَمْرٍو، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ " قَالُوا: وَمَا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الرِّيَاءُ، يَقُولُ اللهُ عز وجل لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا جُزِيَ النَّاسُ بِأَعْمَالِهِمْ: اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاؤُونَ فِي الدُّنْيَا، فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً "(2).
(1) إسناده جيد، رجاله رجال الصحيح.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 207، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6483)، وذكرنا هناك أحاديث الباب، ونزيد عليها:
حديث سمرة بن جندب، سلف برقم (20178).
وحديث قبيصة بن مخارق، سلف برقم (20607).
(2)
حديث حسن، رجاله رجال الصحيح إلا أنه منقطع، عمرو -وهو ابن أبي عمرو مولى المطَّلب- لم يسمعه من محمود بن لبيد، بينهما فيه عاصم بن عمر بن قتادة، وهو ثقة، وعمرو صدوق. يونس: هو ابن محمد المؤدِّب، وليث: هو ابن سعد، ويزيد بن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(4135) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، عن عاصم بن عمر، عن محمود بن لبيد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 481 عن أبي خالد الأحمر، وابن خزيمة (937) من =
23631 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ الظَّفَرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).
= طريق أبي خالد الأحمر وعيسى بن يونس، كلاهما عن سعد بن إسحاق بن كعب ابن عُجْرة، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"أيها الناس، إياكم وشركَ السَّرائر" قالوا: يا رسول الله، وما شرك السرائر؟ قال:"يقوم الرجل فيصلي، فيزين صلاته جاهداً، يرى من نظر الناس إليه، فذلك شرك السرائر". هذا لفظ ابن خزيمة، ورجاله ثقات.
وأخرجه بهذا اللفظ البيهقي 2/ 290 - 291 من طريق محمد بن سعيد الأصبهاني، عن أبي خالد الأحمر، بهذا الإسناد، لكن جعله من حديث محمود بن لبيد عن جابر بن عبد الله، ومحمد بن سعيد ثقة.
وأخرجه كلفظ رواية المصنِّف الطبراني في "الكبير"(4301) من طريق إسماعيل بن أبي أُويس، عن عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خَديج، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وإسماعيل بن أبي أويس كان يخطئ، في حفظه شيءٌ، وقد جوَّد الحافظ المنذري إسناده في "الترغيب والترهيب" 1/ 69، وقال: قيل: إن حديث محمود هو الصواب دون ذِكْر رافع بن خديج فيه، والله أعلم.
وسيأتي برقم (23631) و (23636) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عاصم بن عمر، عن محمود بن لبيد.
وفي الباب عن أبي سعيد بن أبي فضالة، سلف برقم (15838).
وعن أبي هريرة، سلف برقم (7999).
(1)
إسناده حسن، عبد الرحمن بن أبي الزناد وعمرو بن أبي عمرو مولى المطلب صدوقان. =
23632 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عَمْرٍو، مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ اللهَ لَيَحْمِي عَبْدَهُ الدُّنْيَا وَهُوَ يُحِبُّهُ، كَمَا تَحْمُونَ مَرْضَاكُمُ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ تَخَوُّفًا لَهُ عَلَيْهِ "(1).
23633 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا أَحَبَّ اللهُ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ صَبَرَ فَلَهُ الصَّبْرُ، وَمَنْ جَزِعَ، فَلَهُ الْجَزَعُ "(2).
23634 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي الْحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ مَوْلَى [ابْنِ] أَبِي أَحْمَدَ
= وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(6831) من طريق ابن أبي مريم، عن ابن أبي الزناد، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، فإن عمرو بن أبي عمرو مولى المطَّلب لم يسمعه من محمود بن لبيد، بينهما فيه عاصم بن عمر بن قتادة كما سلف برقم (23622) و (23627).
يونس: هو ابن محمد المؤدب، وليث: هو ابن سعد، ويزيد: هو ابن عبد الله ابن أسامة بن الهاد.
(2)
إسناده جيد. وقد سلف برقم (23623).
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(9784) من طريق عبد الله بن عبد الحكم وشعيب بن الليث، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ يَقُولُ: حَدِّثُونِي عَنْ رَجُلٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ لَمْ يُصَلِّ قَطُّ. فَإِذَا لَمْ يَعْرِفْهُ النَّاسُ سَأَلُوهُ: مَنْ هُوَ؟ فَيَقُولُ: أُصَيْرِمُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ عَمْرُو بْنُ ثَابِتِ بْنِ وَقْشٍ.
قَالَ الْحُصَيْنُ: فَقُلْتُ لِمَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ: كَيْفَ كَانَ شَأْنُ الْأُصَيْرِمِ؟ قَالَ: كَانَ يَأْبَى الْإِسْلَامَ عَلَى قَوْمِهِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أُحُدٍ، بَدَا لَهُ الْإِسْلَامُ فَأَسْلَمَ، فَأَخَذَ سَيْفَهُ فَغَدَا حَتَّى أَتَى الْقَوْمَ فَدَخَلَ فِي عُرْضِ النَّاسِ، فَقَاتَلَ حَتَّى أَثْبَتَتْهُ الْجِرَاحَةُ، قَالَ: فَبَيْنَمَا رِجَالُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ يَلْتَمِسُونَ قَتْلَاهُمْ فِي الْمَعْرَكَةِ إِذَا هُمْ بِهِ، فَقَالُوا: وَاللهِ إِنَّ هَذَا لَلْأُصَيْرِمُ، وَمَا جَاءَ؟! لَقَدْ تَرَكْنَاهُ وَإِنَّهُ لَمُنْكِرٌ لِهَذَا الْحَدِيثَ، فَسَأَلُوهُ مَا جَاءَ بِهِ؟ قَالُوا: مَا جَاءَ بِكَ يَا عَمْرُو، أَحَدَبًا (1) عَلَى قَوْمِكَ، أَوْ رَغْبَةً فِي الْإِسْلَامِ؟ قَالَ: بَلْ رَغْبَةً فِي الْإِسْلَامِ، آمَنْتُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ، وَأَسْلَمْتُ، ثُمَّ أَخَذْتُ سَيْفِي فَغَدَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ فَقَاتَلْتُ حَتَّى أَصَابَنِي مَا أَصَابَنِي. قَالَ: ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ فِي أَيْدِيهِمْ، فَذَكَرُوهُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" إِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ "(2).
(1) تحرف في (م) إلى: أحرباً، بالراء. والحَدَب: العطف والحنوُّ.
(2)
إسناده حسن.
وهو في "السيرة النبوية" لابن هشام 2/ 90 عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 202 من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، به.
23635 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَسْفِرُوا بِالْفَجْرِ، فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لِلْأَجْرِ "(1).
23636 -
قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّهِ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ؟ قَالَ: " الرِّيَاءُ، إِنَّ اللهَ يَقُولُ يَوْمَ تُجَازَى الْعِبَادُ
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، زيد بن أسلم لم يسمع من محمود بن لبيد، وابنُه عبد الرحمن ضعيف. إسحاق بن عيسى: هو ابن نجيح ابن الطباع.
وأورده الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 235 - 236 عن الإمام أحمد وقال: ومحمود بن لبيد صحابي مشهور، فيحتمل أنه سمعه من رافع أولاً، فرواه عنه [وقد سلف برقم: 15819]، ثم سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، فرواه عنه، إلا أن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم فيه ضعف.
ونقل الزيلعي 1/ 236 أيضاً عن الدارقطني قوله: الصحيح عن زيد بن أسلم، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خديج.
قلنا: وقد سلف برقم (15819) من طريق ابن عجلان، عن عاصم بن عمر، به، وذكرنا هناك طرقه التي يصح بها، وسلف من حديث محمود بن لبيد برقم (17286).
بِأَعْمَالِهِمْ: اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاؤُونَ بِأَعْمَالِكُمْ فِي الدُّنْيَا، فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً " (1).
(1) إسناده حسن. وقد سلف برقم (23631) عن إبراهيم بن أبي العباس عن عبد الرحمن بن أبي الزناد.
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ
23637 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ كِنْدَةَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْأَنْصَارِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا يَنْتَقِصُ أَحَدُكُمْ مِنْ صَلَاتِهِ شَيْئًا إِلَّا أَتَمَّهَا اللهُ مِنْ سُبْحَتِهِ "(1).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل الكِندي، وابن لهيعة سيئ الحفظ. وقد تفرد الإمام أحمد به من هذا الطريق.
ويشهد له حديث أبي هريرة السالف برقم (7902)، وبعض أسانيده صحيح.
وحديث تميم الداري السالف برقم (16950)، وسنده صحيح.
والسُّبْحة: النافلة.
حَدِيثُ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ أَوْ مَحْمُودِ (1) بْنِ رَبِيعٍ
(2)
23638 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ: أَنَّهُ عَقَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَعَقَلَ مَجَّةً مَجَّهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ دَلْوٍ كَانَ فِي دَارِهِمْ (3).
23639 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ: اخْتَلَفَتْ سُيُوفُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الْيَمَانِ أَبِي حُذَيْفَةَ يَوْمَ أُحُدٍ وَلَا يَعْرِفُونَهُ فَقَتَلُوهُ فَأَرَادَ رَسُولُ اللهِ
(1) في (ظ 5) و (ظ 2): ومحمود.
(2)
محمود بن لبيد أنصاري أوْسي أشهَلي، له صحبة، وكنيته أبو نعيم، وهو غير محمود بن الربيع وأسنُّ منه، وقيل: بل هو محمود بن الربيع، وقد ردَّه الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 6/ 42، وأما محمود بن الربيع فهو أنصاري خزرجي، وكنيته أبو محمد.
(3)
إسناده صحيح، وجعْله من حديث الزهري عن محمود بن لبيد وهمٌ، وقد تفرَّد به عبد الرزاق، والصواب أنه من حديث الزهري عن محمود بن الربيع.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(19600).
وأخرجه البخاري (839) و (6422)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1108) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن محمود بن الربيع. وهو الصواب، وذكره النسائي ضمن سياق قصة عتبان بن مالك.
وسلف الحديث برقم (23620)، وفيه محمود بن الربيع على الصواب.
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَدِيَهُ، فَتَصَدَّقَ حُذَيْفَةُ بِدِيَتِهِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ (1).
23640 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَمْرٍو (2) - عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} فَقَرَأَهَا حَتَّى بَلَغَ {لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، عَنْ أَيِّ نَعِيمٍ نُسْأَلُ؟ وَإِنَّمَا هُمَا الْأَسْوَدَانِ الْمَاءُ وَالتَّمْرُ، وَسُيُوفُنَا عَلَى رِقَابِنَا وَالْعَدُوُّ حَاضِرٌ، فَعَنْ أَيِّ نَعِيمٍ نُسْأَلُ؟ قَالَ:" إِنَّ ذَلِكَ سَيَكُونُ "(3).
(1) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق -وهو ابن يسار المطَّلبي- فهو صدوق حسن الحديث، وقد صرح بالتحديث عند غير المصنف.
وهو في "سيرة ابن هشام" 3/ 92 - 93 عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد- وهو مطول بذكر قصة مقتل أبي حذيفة اليمان وثابت بن وقش معه.
وأخرجه الطبري في "تاريخه" 2/ 530 من طريق سلمة بن الفضل الرازي، والحاكم 3/ 202، والبيهقي 8/ 132، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 16 من طريق يونس بن بكير، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1304) من طريق محمد بن سلمة الحرَّاني، ثلاثتهم عن محمد بن إسحاق، به. وروايتهم جميعاً خلا البيهقي مطولة بنحو رواية ابن هشام.
وفي الباب عن عائشة عند البخاري (3290)، والبيهقي 8/ 131 - 132.
وعن عروة مرسلاً عند البيهقي 8/ 132.
وعن موسى بن عقبة مرسلاً عنده أيضاً 8/ 132.
(2)
في (م): "يعني ابن أبي عمرو" وهو خطأ.
(3)
حديث حسن على اختلاف في إسناده على محمد بن عمرو: وهو ابن علقمة الليثي، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. =
23641 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا أَحَبَّ اللهُ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ صَبَرَ، فَلَهُ الصَّبْرُ، وَمَنْ جَزِعَ، فَلَهُ الْجَزَعُ "(1).
= وأخرجه الطبري في "تفسيره" 30/ 288، والواحدي في تفسيره "الوسيط" 4/ 549 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 231 عن محمد بن بشر، وهناد في "الزهد"(768) عن عبدة بن سليمان، والبيهقي في "الشعب"(4598) من طريق أبى أسامة حماد بن أسامة، ثلاثتهم عن محمد بن عمرو، به.
وخالفهم سفيان بن عيينة فرواه عن محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن ابن حاطب عن ابن الزبير عن أبيه الزبير بن العوام، سلف من هذا الطريق عند المصنف برقم (1405).
وخالف أيضاً أبو بكر بن عياش فرواه عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، أخرجه الترمذي (3357).
(1)
إسناده جيد. وقد سلف برقم (23623).
سليمان بن داود: هو الهاشمي أبو أيوب البغدادي، وعمرو: هو ابن أبي عمرو مولى المطَّلب، وعاصم: هو ابن عمر بن قتادة.
حَدِيثُ نَوْفَلِ بْنِ مُعَاوِيَةَ
(1)
23642 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ فَاتَتْهُ الصَّلَاةُ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ "(2).
(1) قال السندي: نوفل بن معاوية كناني ثم دُؤَلي، أسلم في الفتح وحَجَّ مع أبي بكر سنة تسع، ومع النبي صلى الله عليه وسلم سنة عشر، وكان قد بلغ المئة. وقال أبو عمر ابن عبد البر: كان ممن عاش في الجاهلية ستين، وفي الإسلام ستين. وجاء أن نوفلًا نزل بالمدينة ومات بها.
(2)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد روى هذا الحديث صالح بن كيسان عن الزهري، فزاد فيه عبد الرحمن بن مطيع بين أبي بكر بن عبد الرحمن ونوفل بن معاوية، وعبد الرحمن هذا هو ابن أخت نوفل، ومن طريقه أخرج الشيخان هذا الحديث كما سيأتي برقم (24009/ 48).
وأخرجه ابن حبان (1468) من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي 1/ 53، والطيالسي (1237)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(953) و (954)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 154، والبيهقي في "السنن" 1/ 445، وفي "معرفة السنن والآثار"(2704) و (2710) من طرق عن ابن أبي ذئب، به.
وسيأتي في القسم الملحق بمسند الأنصار برقم (24009/ 47) عن يزيد بن هارون وهاشم بن القاسم عن ابن أبي ذئب.
وسيأتي أيضاً برقم (24009/ 46) من طريق عراك بن مالك عن نوفل بن معاوية وابن عمر جميعاً.
ويشهد له حديث ابن عمر السالف برقم (4545). وانظر شرحه هناك.
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي ضَمْرَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ
23643 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي ضَمْرَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْعَقِيقَةِ، فَقَالَ:" لَا أُحِبُّ الْعُقُوقَ، وَلَكِنْ (1) مَنْ وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ، فَأَحَبَّ أَنْ يَنْسُكَ عَلَيْهِ - أَوْ عَنْهُ - فَلْيَفْعَلْ "(2).
23644 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَنْ عَمِّهِ، أَنَّهُ قَالَ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَةَ فَسُئِلَ
(1) لفظة "ولكن" ليست في (ظ 5) و (ظ 2).
(2)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل الضمري. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(6570) من طريق أحمد بن يونس، والطحاوي في "شرح المشكل"(1056) من طريق أبي نعيم، كلاهما عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 237 عن وكيع، عن سفيان الثوري، عن زيد بن أسلم، عن رجل من بني ضمرة، عن أبيه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العقيقة
…
وقد سلف برقم (23134) من طريق مالك، عن زيد بن أسلم، عن رجل من بني ضمرة، عن أبيه.
عَنِ الْعَقِيقَةِ، فَقَالَ:" لَا أُحِبُّ الْعُقُوقَ، وَلَكِنْ مَنْ وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ فَأَحَبَّ أَنَّ يَنْسُكَ عَنْهُ فَلْيَفْعَلْ "(1).
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(6569)، والطحاوي في "شرح المشكل"(1057)، والبيهقي 9/ 312 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ
23645 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زَيْدٍ - يَعْنِي ابْنَ أَسْلَمَ - عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِفِضَّةٍ، فَقَالَ: هَذِهِ مِنْ مَعْدِنٍ لَنَا. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " سَتَكُونُ مَعَادِنُ يَحْضُرُهَا شِرَارُ النَّاسِ "(1).
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل من بني سُلَيم وجدِّه، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري. وقد تفرَّد به الإمام أحمد من هذا الطريق.
وأخرجه الطبراني في "الصغير"(426)، وفي "الأوسط"(3556)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 246 - 247 من طريق سُعَير بن الخِمْس، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر، بنحوه. والطريق إلى زيد بن أسلم في حديث ابن عمر ليس بقوة الطريق إليه في رواية المصنف.
وله شاهد عن أبي هريرة عن أبي يعلى (6421)، وفي إسناده أبو الجهم القواس عن أبي هريرة، وهو مجهول.
وآخر عن عبد الله بن عمرو موقوفاً عند الحاكم 4/ 458، وصحح إسناده ووافقه الذهبي، وفي إسناده إبراهيم بن حسين، ولم نتبيَّنه.
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ
23646 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَتَيْنِ بِبَوْلٍ أَوْ غَائِطٍ (1).
(1) صحيح لغيره، لكن بلفظ "القِبلة" بدل القبلتين، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الأنصاري، لكن جاء مسمَّى عند الطبراني في "الكبير" 17/ (1) من طريق عبد الله بن نافع، عن أبيه، أن عبد الله بن عمرو العجلاني حدَّث عبدَ الله بن عمر عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
إلخ، وعبد الله بن نافع ضعيف.
وقد خالف أيوبَ السختياني وعبدَ الله بنَ نافعٍ مالكٌ في لفظه، فرواه على الصواب بلفظ القبلتين، وهو في "موطئه" 1/ 193، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(112)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 232، والشاشي في "مسنده"(1152)، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/ 126 عن نافع، عن رجل من الأنصار، عن أبيه. وليس في رواية يحيى الليثي للموطأ "عن أبيه"، والصواب رواية غيره عنه بإثباتها فيما قاله ابن عبد البر.
وانظر حديث معقل بن أبي معقل السالف برقم (17838)، وتعليقَنا عليه.
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ
23647 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي حَارِثَةَ: أَنَّ رَجُلًا وَجَأَ نَاقَةً فِي لَبَّتِهَا بِوَتِدٍ، وَخَشِيَ أَنْ تَفُوتَهُ، فَسَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَهُ - أَوْ فَأَمَرَهُمْ - بِأَكْلِهَا (1).
(1) إسناده صحيح. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه أبو داود (2823)، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 9/ 250 من طريق يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني، عن زيد بن أسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 391، وعبد الرزاق (8626) و (8627) عن سفيان ابن عيينة، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار: أن غلاماً من بني حارثة .. فذكره مرسلاً.
وأخرجه النسائي 7/ 225 - 226، وابن عدي في "الكامل" 2/ 552 من طريق جرير بن حازم، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري: أن رجلاً من الأنصار
…
فذكره، وجعله من حديث أبي سعيد الخدري.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4597). وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: قوله: "وَجَأَ" بهمزة في آخره، أي: طَعَن.
"لَبَّتها" بفتح فتشديد، والمراد آخر موضع النحر.
"أن تفوته" أي: تفوته الناقة بالموت قبل الذبح.
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ
23648 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَسْأَلُ رَجُلٌ وَلَهُ أُوقِيَّةٌ أَوْ عَدْلُهَا، إِلَّا سَأَلَ إِلْحَافًا "(1).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات من رجال الشيخين غير صحابيِّه، وإبهامه لا يضرُّ. سفيان: هو الثوري.
وقد سلف برقم (16411) عن وكيع، عن سفيان.
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
23649 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ بَعْضِ، أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رُئِيَ بِالْعَرْجِ وَهُوَ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ الْمَاءَ مِنَ الْحَرِّ، أَوْ مِنَ الْعَطَشِ، وَهُوَ صَائِمٌ (1).
(1) إسناده صحيح. وهو مكرر (23223).
والعَرْجُ: قرية جامعة على طريق مكة مِن المدينة، بينها وبين المدينة تسعة وتسعون فرسخاً، وهي في الطريق التي سلكها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين هاجر إلى المدينة، وسُمِّيَ العرج بتعريج السيول به، وإليها ينسب عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان الأُموي القرشي العرجي صاحب البيت السائر:
أضَاعُوني وأيّ فتى
…
أضاعوا ليومِ كريهةٍ وسِدَاد ثغرِ
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ
23650 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ: أَنَّهُ لُدِغَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لَوْ أَنَّكَ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ تَضُرَّكَ ".
قَالَ سُهَيْلٌ: فَكَانَ أَبِي إِذَا لُدِغَ أَحَدٌ مِنَّا يَقُولُ: قَالَهَا؟ فَإِنْ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: كَأَنَّهُ يَرَى أَنَّهَا لَا تَضُرُّهُ (1).
23651 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرِ (2) بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَعْضِ، أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يُوشِكُ أَنْ يَغْلِبَ عَلَى الدُّنْيَا لُكَعُ بْنُ لُكَعٍ، وَأَفْضَلُ النَّاسِ مُؤْمِنٌ بَيْنَ كَرِيمَتَيْنِ " لَمْ يَرْفَعْهُ (3).
(1) حديث صحيح. وهو مكرر (15709) سنداً ومتناً.
(2)
تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: بكير.
(3)
إسناده صحيح. أبو كامل: هو مظفَّر بن مدرِك، وإبراهيم بن سعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2051) من طريق عبد الله بن وهب، عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد مرفوعاً. وقال فيه:"بين كريمين". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الطحاوي (2051) من طريق عقيل بن خالد، والطبراني في "مسند الشاميين"(3207) من طريق شعيب بن أبي حمزة، كلاهما عن ابن شهاب الزهري، به. رفعه شعيب، ولم يرفعه عقيل. وقالا فيه:"بين كريمين".
وأخرجه عبد الرزاق (20642) عن معمر، عن الزهري، عن رجل من قريش، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا الرجل القرشي هو -على الأغلب- عبد الملك بن أبي بكر، وبناءً عليه فهو مرسل.
وزاد عبد الرزاق فيه: قال معمر: فقال رجل للزهري: ما كريمين؟ قال: شريفين مُوسِرَين. قال: فقال رجل من أهل العراق: كذب، كريمين: تقيَّين صالحين.
ورواه ابن لهيعة، عن عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن عبد الملك بن أبي بكر، عن أبيه، عن أبي ذر. أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3100)، ولا يصحُّ عن أبي ذر، في إسناده ابن لهيعة وهو سيئ الحفظ.
والشطر الأول انظر شواهده عند حديث أبي هريرة السالف برقم (8320 م).
وقوله: "بين كريمتين" قال السندي: أي: بين نفسين كريمتين، أو المراد: بين كريمين والهاء للمبالغة، قيل: أي بين أبوين مؤمنين، وقيل: بين أبٍ مؤمن وابنٍ مؤمنٍ، فهو بين مؤمنين هما طرفاه وهو مؤمن، والكريم: مَن كرَّم نفسه عن التدنُّس بشيء من مخالفة ربِّه.
حَدِيثُ عُبَيْدٍ مَوْلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(1)
23652 -
حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عُبَيْدٍ مَوْلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: سُئِلَ: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُ بِصَلَاةٍ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ، أَوْ سِوَى الْمَكْتُوبَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ (2).
23653 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ. وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ، الْمَعْنَى، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُمْ فِي مَجْلِسِ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ - قَالَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ: عَنْ شَيْخٍ فِي مَجْلِسِ أَبِي عُثْمَانَ -، عَنْ عُبَيْدٍ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ امْرَأَتَيْنِ صَامَتَا، وَأَنَّ رَجُلًا
(1) ذكره الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 4/ 421 وقال: قال ابن حبان: له صحبة، وذكره ابن السكن في الصحابة، وقال: لم يثبت حديثه. وقال البلاذري: يقال: إنه كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مولى يقال له: عبيد، روى عنه حديثين.
(2)
إسناده ضعيف لجهالة الراوي عن عبيد. معتمر: هو ابن سليمان بن طَرْخان التيمي.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 5/ 440، والمروزي في "قيام الليل"(64)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 181 من طريق معتمر، بهذا الإسناد. وسُمِّي الرجلُ في رواية البخاري: يعلى!
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(1258) عن سليمان التيمي، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 229 وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ومدار هذه الطرق كلها على رجل لم يسمَّ، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.
وسيأتي برقم (23654).
قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَاهُنَا امْرَأَتَيْنِ قَدْ صَامَتَا، وَإِنَّهُمَا قَدْ كَادَتَا أَنْ تَمُوتَا مِنَ الْعَطَشِ! فَأَعْرَضَ عَنْهُ أَوْ سَكَتَ ثُمَّ عَادَ - وَأُرَاهُ قَالَ: بِالْهَاجِرَةِ - قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّهُمَا وَاللهِ قَدْ مَاتَتَا أَوْ كَادَتَا أَنْ تَمُوتَا! قَالَ:" ادْعُهُمَا " قَالَ: فَجَاءَتَا، قَالَ: فَجِيءَ بِقَدَحٍ أَوْ عُسٍّ فَقَالَ لِإِحْدَاهُمَا: " قِيئِي " فَقَاءَتْ قَيْحًا أَوْ دَمًا وَصَدِيدًا (1) وَلَحْمًا حَتَّى قَاءَتْ نِصْفَ الْقَدَحِ، ثُمَّ قَالَ لِلْأُخْرَى:" قِيئِي " فَقَاءَتْ مِنْ قَيْحٍ وَدَمٍ وَصَدِيدٍ وَلَحْمٍ عَبِيطٍ وَغَيْرِهِ حَتَّى مَلَأَتِ الْقَدَحَ ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ هَاتَيْنِ صَامَتَا عَمَّا أَحَلَّ اللهُ لَهُمَا، وَأَفْطَرَتَا عَلَى مَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِمَا، جَلَسَتْ إِحْدَاهُمَا إِلَى الْأُخْرَى، فَجَعَلَتَا يَأْكُلَانِ لُحُومَ النَّاسِ "(2).
23654 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ التَّيْمِيِّ قَالَ: طَرَأَ عَلَيْنَا رَجُلٌ فِي مَجْلِسِ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ فَحَدَّثَنَا
(1) تحرفت في (م) إلى: وصيلاً.
(2)
إسناده ضعيف كسابقه. يزيد: هو ابن هارون، وابن أبي عدي: اسمه محمد بن إبراهيم، وسليمان: هو ابن طَرْخان التَّيمي.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(171)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 186 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 5/ 440، وأبو يعلى في "مسنده"(1576)، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 538 - 539 من طريق حماد بن سلمة، عن سليمان، عن عبيد. فأسقط الرجل، ولا يصحُّ.
وفي الباب بنحوه عن أنس عند الطيالسي (2107)، وإسناده ضعيف جداً، فيه الربيع بن صبيح سيئ الحفظ، ويزيد بن أبان الرقاشي متروك الحديث.
والعُسُّ: القدح الكبير.
واللَّحم العبيط: هو الطري غير النضيج.
و"تأكلان لحوم الناس" أي: بالاغتياب.
عَنْ عُبَيْدٍ مَوْلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَسُئِلَ عَنْ صَلَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ صَلَاتَهُ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ (1).
23655 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: حَدَّثَنَا سَعْدٌ أَوْ عُبَيْدٌ - عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ الَّذِي يَشُكُّ - مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُمْ أُمِرُوا بِصِيَامٍ، قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ بَعْضَ النَّهَارِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فُلَانًا وَفُلَانَةَ قَدْ بَلَغَهُمَا الْجَهْدُ، فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ يَزِيدَ وَابْنِ عدي (2) عَنْ سُلَيْمَانَ (3).
23656 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ، فِي حَلْقَةِ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَي سَعْدٌ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُمْ أُمِرُوا بِصِيَامِ يَوْمٍ، فَجَاءَ رَجُلٌ بَعْضَ النَّهَارِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فُلَانَةَ وَفُلَانَةَ قَدْ بَلَغَهُمَا الْجَهْدُ. فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (4).
(1) إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/ 20 من طريق عمرو بن مرزوق، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وانظر (23652).
(2)
تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: عبيد.
(3)
إسناده ضعيف. وانظر (23653).
(4)
إسناده ضعيف. وانظر ما قبله.
تنبيه: هذا الحديث وقع في (م) والنسخ الخطية بإثر الحديث الآتي في مسند عبد الله بن ثعلبة برقم (23662)، ومكانه هنا هو الصواب.
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ
(1)
23657 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ: " زَمِّلُوهُمْ فِي ثِيَابِهِمْ " قَالَ: وَجَعَلَ يَدْفِنُ فِي الْقَبْرِ الرَّهْطَ، قَالَ: وَقَالَ: " قَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا "(2).
(1) قال السندي: رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم وحفظ عنه، له صحبة، قيل: مسح النبي صلى الله عليه وسلم وجهه ورأسَه عام الفتح، ودعا له. قيل: حديثه مرسَلٌ مطلقاً، وقيل: حديثه في صدقة الفطر مختلف فيه، والصواب أنه مرسل، ولم يصرِّح في شيء من الروايات بسماعه، وجاء أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير. مات سنة سبع أو تسع وثمانين وله ثلاث وثمانون سنةً، وقيل: تسعون، والله تعالى أعلم.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرَّح بالتحديث فيما سيأتي برقم (23662)، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح، وعبد الله بن ثعلبة لم يشهد هذه القصة لأنه لم يكن مولوداً بعدُ، وإنما رواه عن جابر بن عبد الله كما سيأتي برقم (23660)، فهو مرسل صحابي.
وأخرجه ابن قانع في "معجمه" 2/ 96 عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه سعيد بن منصور في "السنن"(2584) عن هشيم، قال: أخبرنا ابن إسحاق، به.
وأخرجه ابن قانع 2/ 96 من طريق أبي أيوب الإفريقي، عن الزهري، به- دون قوله: "وجعل يدفن
…
" إلخ.
وانظر الأحاديث التالية. =
23658 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ، قَالَ: لَمَّا أَشْرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ، قَالَ:" أَشْهَدُ عَلَى هَؤُلَاءِ مَا مِنْ مَجْرُوحٍ جُرِحَ فِي اللهِ، إِلَّا بَعَثَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَجُرْحُهُ يَدْمَى، اللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ، وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ، انْظُرُوا أَكْثَرَهُمْ جَمْعًا لِلْقُرْآنِ فَقَدِّمُوهُ أَمَامَهُمْ فِي الْقَبْرِ "(1).
= وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12300).
وعن هشام بن عامر، سلف برقم (16251).
قوله: "زَمِّلوهم" أي: لُفُّوهم.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وهو في "سيرة ابن هشام" 3/ 103 - 104 عن ابن إسحاق قال: وحدثني محمد ابن مسلم الزهري، فذكره.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 3/ 290 من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(630) من طريق عبد الرحمن بن بشير الدمشقي، عن ابن إسحاق، عن الزهري، عن عبد الله بن الحارث بن زهرة، عن عبد الله بن ثعلبة. فزاد فيه رجلاً بين الزهري وعبد الله بن ثعلبة، ولا يصح، عبد الرحمن بن بشير هذا، قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 215: منكر الحديث.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(178)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"(724)، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 191 من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(176)، والطحاوي في =
23659 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي صُعَيْرٍ - وَثَبَّتَنِيهِ مَعْمَرٌ (1) - أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَشْرَفَ عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ، فَقَالَ:" إِنِّي أَشْهَدُ عَلَى هَؤُلَاءِ، زَمِّلُوهُمْ بِكُلُومِهِمْ وَدِمَائِهِمْ "(2).
23660 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي صُعَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ أَشْرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَئِذٍ، فَقَالَ:" زَمِّلُوهُمْ بِدِمَائِهِمْ، فَإِنِّي قَدْ شَهِدْتُ عَلَيْهِمْ " فَكَانَ يُدْفَنُ الرَّجُلَانِ وَالثَّلَاثَةُ فِي الْقَبْرِ الْوَاحِدِ، وَيُسْأَلُ:" أَيُّهُمْ كَانَ أَقْرَأَ لِلْقُرْآنِ " فَيُقَدِّمُونَهُ. قَالَ جَابِرٌ:
= "شرح مشكل الآثار"(258) من طريق عمرو بن الحارث، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(177)، وفي "الآحاد والمثاني"(2608) من طريق صالح بن كيسان، ثلاثتهم عن الزهري، به- لم يذكر فيه عبد الرحمن وعمرو قولَه:"انظروا أكثرهم .. " إلخ، ورواية صالح بن كيسان أطول مما هنا.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7302).
(1)
القائل: "وثبَّتنبه معمر" هو سفيان، فقد رواه عنه سعيد بن منصور فقال: حدثنا سفيان قال: سمعت الزهري ولم أُتقنه، فقال معمر: إنه حدَّث عن ابن صُعير ..
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 204 - 205، وسعيد بن منصور في "السنن"(2583)، والبيهقي في "السنن" 4/ 11 من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
فَدُفِنَ أَبِي وَعَمِّي يَوْمَئِذٍ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ (1).
23661 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ (2) - حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ: أَنَّ أَبَا جَهْلٍ قَالَ حِينَ الْتَقَى
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن أبي صعير -وهو عبد الله بن ثعلبة- فقد خرَّج له البخاري.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(6633) و (9580)، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (1951) و (2013)، والبيهقي في "السنن" 4/ 11.
وانظر الأحاديث السابقة.
وأخرجه الشافعي 1/ 204، وابن أبي شيبة 3/ 253 - 254، وعبد بن حميد (1119)، والبخاري (1343) و (1345) و (1346) و (1347) و (1353) و (4079)، وأبو داود (3138) و (3139)، وابن ماجه (1514)، والترمذي (1036)، والنسائي 4/ 62، وابن الجارود (552)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 501، وفي "شرح مشكل الآثار"(5911)، وابن حبان (3197)، والدارقطني 4/ 117، والبيهقي في "السنن" 4/ 10 و 34، وفي "معرفة السنن والآثار"(7418)، والبغوي (1500) من طرق عن الليث بن سعد، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن جابر. وقال الترمذي: حديث جابر حديث حسن صحيح.
وأخرج بعضه البخاري (1348)، والبيهقي في "السنن" 4/ 34 من طريق الأوزاعي، عن ابن شهاب، عن جابر- دون واسطة.
قال البخاري عَقِبَه: وقال سليمان بن كثير: حدثني الزهري، حدثني من سمع جابراً رضي الله عنه.
وانظر حديث جابر بن عبد الله السالف في مسنده برقم (14189).
(2)
في (م). ابن أبي إسحاق، وهو خطأ.
الْقَوْمُ: اللهُمَّ أَقْطَعَنَا الرَّحِمَ، وَآتَانَا بِمَا لَا يُعْرَفُ، فَأَحْنِهِ الْغَدَاةَ (1). فَكَانَ الْمُسْتَفْتِحَ (2).
23662 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ الْعُذْرِيِّ - وَفِيمَا قَرَأَ عَلَى يَعْقُوبَ: الْعُذْرِيِّ حَلِيفِ بَنِي زُهْرَةَ - قَالَ: أَشْرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَصْحَابِ أُحُدٍ، فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ يَزِيدَ (3).
(1) تحرفت في (م) إلى: الفداء.
(2)
صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق، وقد توبع. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 359 - 360، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(631)، والطبري في "تفسيره" 9/ 208، والحاكم في "المستدرك" 2/ 328 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد- وزادوا فيه: فأنزل الله {إن تستفتِحُوا فقد جاءَكم الفَتْحُ
…
} [الأنفال: 19].
والحديث في "سيرة ابن هشام" 2/ 280، ومن طريق ابن إسحاق أخرجه الطبري 9/ 208 - 209، والبيهقي في "الدلائل" 3/ 74.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11201)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(632)، والطبري 9/ 208، والحاكم 2/ 328 من طريق صالح بن كيسان، والطبري 9/ 207 - 208 من طريق عقيل بن خالد، كلاهما عن الزهري، به.
وأخرجه الطبري 9/ 207 من طريق معمر، عن الزهري- لم يجاوز به.
قال السندي: قوله: "أقطعُنا" اسم تفضيل للقطع. "وآتانا" اسم تفضيل من الإتيان. "فأحِنْهُ" من أَحانَه الله، أي: أهلَكَه ولم يوفِّقه للرشاد.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق. يزيد الذي أشار =
23663 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنُ صُعَيْرٍ الْعُذْرِيُّ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ قَبْلَ الْفِطْرِ بِيَوْمَيْنِ، فَقَالَ:" أَدُّوا صَاعًا مِنْ بُرٍّ أَوْ قَمْحٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، عَلَى كُلِّ حُرٍّ وَعَبْدٍ، وَصَغِيرٍ وَكَبِيرٍ "(1).
23664 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: سَأَلْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ، عَنْ صَدَقَةِ الْفِطْرِ، فَحَدَّثَنِي عَنْ نُعْمَانَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي صُعَيْرٍ عَنْ أبيه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أَدُّوا صَاعًا مِنْ قَمْحٍ، أَوْ
= إليه المصنف وأحال على حديثه هو يزيد بن هارون، وقد سلف حديثه عنده برقم (23658).
تنبيه: وقع بإثر هذا الحديث في (م) والنسخ الخطية الحديث السالف برقم (23656)، وإثباته هناك هو الصواب.
(1)
ضعيف مرفوعاً، وسيأتي بيانه في الرواية التالية، وهذا الإسناد ضعيف، فإن ابن جريج -واسمه عبد الملك بن عبد العزيز- مدلِّس ولم يصرِّح بسماعه من الزهري، وقد اختُلف فيه على الزهري كما سيأتي.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (5785)، ومن طريقه أخرجه البخاري في "تاريخه" 5/ 36، وأبو داود (1621)، والدارقطني في "سننه" 2/ 150.
وأخرجه بنحوه الدارقطني 2/ 148 - 149 من طريق علي بن صالح، عن يحيى ابن جُرجَة، عن الزهري، به. وإسناده ضعيف، علي بن صالح ويحيى بن جرجة ليسا بذاك.
قوله: "بين اثنين" هو بمعنى الرواية التالية: "عن كل اثنين" أي: يُخرج عن كل واحدٍ نصف صاع، وهو مُدَّان.
صَاعًا مِنْ بُرٍّ - وَشَكَّ حَمَّادٌ - عَنْ كُلِّ اثْنَيْنِ، صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ، ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى، حُرٍّ أَوْ مَمْلُوكٍ، غَنِيٍّ أَوْ فَقِيرٍ، أَمَّا غَنِيُّكُمْ فَيُزَكِّيهِ اللهُ، وَأَمَّا فَقِيرُكُمْ، فَيُرَدُّ عَلَيْهِ أَكْثَرُ مِمَّا يُعْطِي " (1).
(1) إسناده ضعيف لضعف نعمان بن راشد وسوء حفظه، وللاختلاف الذي وقع فيه على الزهري كما سيأتي بيانه، وقد ضعَّفه الإمام أحمد وابن عبد البر كما في "نصب الراية" للزيلعي 2/ 409.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 45، وفي "شرح المشكل"(3410)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 122 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 5/ 36، وأبو داود (1619)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 253، والطحاوي في "شرح المعاني" 2/ 45، وفي "شرح المشكل"(3411)، وابن قانع 1/ 122، والدارقطني في "سننه" 2/ 147 - 148 و 148 - 149، والبيهقي 4/ 167، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 289 من طرق عن حماد بن زيد، به.
وقد انفرد نعمان بن راشد في هذا الحديث بإيجاب صدقة الفطر على الغني والفقير، فقد رواه دون هذا الحرف بكرُ بن وائل الكوفي -وهو صدوق لا بأس به- عن الزهري عن عبد الله بن ثعلبة عن أبيه، أخرجه البخاري في "تاريخه" 5/ 36، وأبو داود (1620)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(629)، وابن خزيمة (2410)، والطحاوي في "شرح المشكل"(3412) و (3413)، وابن قانع 1/ 122، والطبراني في "الكبير"(1389)، والحاكم 3/ 279، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1367)، وابن الأثير 1/ 288. وذكر أبو نعيم بإثره طريق بحر السقاء عن الزهري مثله، وبحر ضعيف.
وخالف سفيان بن عيينة عند الدراقطني 2/ 148، فرواه عن الزهري، عن ابن أبي صعير، عن أبي هريرة روايةً -أي: مرفوعاً- أنه قال: "زكاة الفطر على الغني =
23665 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: قَرَأَهُ عَلَيَّ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ - وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَسَحَ وَجْهَهُ -: أَنَّهُ رَأَى سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يُوتِرُ بِرَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ لَا يَزِيدُ عَلَيْهَا
= والفقير" ثم قال -أي: سفيان-: أُخبِرت عن الزهري. فهذا يضعف الإسناد، والراوي عن سفيان عنده هو نعيم بن حماد، وهو ليس بذاك.
قلنا: لكنه قد صَحَّ عن أبي هريرة موقوفاً، فقد رواه معمر عن الزهري عن الأعرج عن أبي هريرة، بنحو حديث النعمان بن راشد عن الزهري الذي خرَّجه المصنف هنا، وقد سلف حديث أبي هريرة برقم (7724)، ورجاله ثقات رجال الشيخين.
وقد روي نحوه -دون إيجاب الصدقة على الغني والفقير- من غير وجه عن الزهري عن سعيد بن المسيب وغيره مرسلاً. انظر "مصنف" ابن أبي شيبة 3/ 170 - 171، و"شرح معاني الآثار" 2/ 45 و 46، و"سنن البيهقي" 4/ 169.
قلنا: وقد جاء في "الصحيحين" وغيرهما عن ابن عمر وأبي سعيد الخدري ما يفيد أن إخراج مُدَّين من الحنطة عن كل رأسٍ في صدقة الفطر لم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل أحدثه الناس بعده، انظر "المسند"(4486) و (11182) و (11698).
قال البيهقي في "السنن" 4/ 170: وقد وردت أخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم في صاع من بُرٍّ، ووردت أخبار في نصف صاع، ولا يصحُّ شيء من ذلك، قد بيَّنت عِلَّة كل واحد منها في "الخلافيات".
وقال ابن المنذر كما في "فتح الباري" 3/ 374: لا نعلم في القمح خبراً ثابتاً عن النبي صلى الله عليه وسلم يُعتَمد عليه، ولم يكن البُرُّ بالمدينة ذلك الوقت إلا الشيءَ اليسير منه، فلما كَثُر في زمن الصحابة رأوا أن نصف صاع منه يقوم مقام صاعٍ من شعير، وهم الأئمة ..
حَتَّى يَقُومَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ (1).
23666 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْدِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ الْعُذْرِيِّ قَالَ: " وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ مَسَحَ وَجْهَهُ زَمَنَ الْفَتْحِ (2).
23667 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/ 25 من طريق الحميدي، عن عبد الله بن الحارث، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1702) من طريق عبد الله بن عبد الجبار، عن محمد بن حرب، عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري، به.
وانظر الحديثين التاليين.
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص نفسه، سلف برقم (1461).
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. محمد بن حرب: هو الخولاني الأبرش، والزبيدي: هو محمد بن الوليد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2604) من طريق كثير بن عبيد الحذاء، والطبراني في "الشاميين"(1702) من طريق عبد الله بن عبد الجبار، كلاهما عن محمد بن حرب، بهذا الإسناد- وزاد فيه عبد الله بن عبد الجبار قصة الوتر بمثل الحديث السابق.
وأخرجه البخاري في "صحيحه"(4300) تعليقاً، وفي "التاريخ الأوسط" 1/ 258، وابن أبي عاصم (634) و (2605)، والحاكم 3/ 280 من طرق عن الزهري، به.
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ الْعُذْرِيُّ قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ مَسَحَ وَجْهَهُ زَمَنَ الْفَتْحِ: أَنَّهُ رَأَى سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ - كَانَ سَعْدٌ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ بِرَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ بَعْدَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ - يَعْنِي الْعَتَمَةَ - لَا يَزِيدُ عَلَيْهَا حَتَّى يَقُومَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ (1).
23668 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ عَنِ الْقَسَامَةِ فِي الدَّمِ، قَالَ: كَانَتِ الْقَسَامَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، عَنْ حَدِيثِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْأَنْصَارِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَقَرَّهَا عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَقَضَى بِهَا بَيْنَ نَاسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي قَتِيلٍ ادَّعَوْهُ عَلَى الْيَهُودِ (2).
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع، وشعيب: هو ابن أبي حمزة.
وأخرجه البخاري (6356)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 253، والطبراني في "الشاميين"(2993)، والحاكم 3/ 280، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار"(5460) من طريق أبي اليمان، به.
وانظر سابقيه.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الرجال المبهمين الذين من الصحابة، وإبهامهم لا يضرُّ. ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (18254)، ومن طريقه أخرجه مسلم (1670)(8)، والبيهقي 8/ 122.
وسلف برقم (16598) من طريق عُقيل بن خالد عن ابن شهاب الزهري.
23669 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ الْعُذْرِيِّ - وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ مَسَحَ عَلَى وَجْهِهِ، وَأَدْرَكَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: كَانُوا يَنْهَوْنِي عَنِ الْقُبْلَةِ تَخَوُّفًا أَنْ أَتَقَرَّبَ لِأَكْثَرَ مِنْهَا، ثُمَّ الْمُسْلِمُونَ الْيَوْمَ يَنْهَوْنَ عَنْهَا وَيَقُولُ قَائِلُهُمْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ لَهُ مِنْ حِفْظِ اللهِ مَا لَيْسَ لِأَحَدٍ (1).
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وعقيل: هو ابن خالد.
وأخرجه بنحوه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 95 من طريق يحيى بن أيوب، عن عقيل، به.
وفي قُبلة الصائم انظر حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6739)، وحديث عائشة الآتي برقم (24110).
وقصة مسح النبي صلى الله عليه وسلم وجه عبد الله بن ثعلبة سلف في الأحاديث السابقة.
قال السندي: قوله: "كانوا ينهون" أي: الصائم. "عن القُبلة" بضم فسكون، أي: قبُلة الزوجة.
حَدِيثُ عُبَيْدِ اللهِ (1) بْنِ عَدِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ
23670 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ حَدَّثَهُ: أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي مَجْلِسٍ، فَسَارَّهُ يَسْتَأْذِنُهُ فِي قَتْلِ رَجُلٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ، فَجَهَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ؟ " قَالَ الْأَنْصَارِيُّ؟ بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا شَهَادَةَ لَهُ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ؟ " قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا شَهَادَةَ لَهُ (2). قَالَ:" أَلَيْسَ يُصَلِّي؟ " قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا صَلَاةَ لَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أُولَئِكَ الَّذِينَ نَهَانِي اللهُ عَنْهُمْ "(3).
(1) في (م) والنسخ الخطية: عُبَيد الله، لكن كتب في هامش (ظ 2): صوابه عَبْد الله بن عدي، فإنه هو الأنصاري، والمصغَّر قرشي نوفلي.
(2)
قوله: "ولا شهادة له" سقط من (م).
(3)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيِّه، وإبهامه لا يضرُّ، وقد سمِّي في الروايات الأخرى عبدَ الله بن عدي الأنصاري.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 10/ 150 و 164 من طريق روح بن عبادة، عن مالك، عن الزهري، بهذا الإسناد.
وأخرجه مرسلاً مالك في "الموطأ" 1/ 171 عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار أنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسٌ
…
=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فذكره، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 13 - 14، والبيهقي في "السنن" 8/ 196، وفي "معرفة السنن والآثار"(7302) و (16577)، وابن عبد البر في "التمهيد" 10/ 163. وقد سقط مالك من مطبوع "معرفة السنن والآثار" في الموضع الثاني.
وأخرجه ابن عبد البر 10/ 161 من طريق محمد بن بكر، عن ابن جريج، به مرسلاً.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 10/ 162 و 165 و 165 - 166 و 167 من طرق عن الزهري، به.
وذهب ابن عبد البر إلى أن الرجل المتَّهم بالنفاق هو مالك بن الدُّخشُم واستشهد بقصة عِتْبان بن مالك زاره رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته، فذُكِر مالك بن الدُّخشُم واتُّهِم بالنفاق! وانظر قصة عتبان هذه في "المسند"(16482).
قلنا: ومالك بن الدُّخشم شهد بدراً، وهو الذي أَسَر سهيل بن عمرو. قال ابن الأثير في "أُسد الغابة" 5/ 22 - 23: ولا يصحُّ عنه النفاق، وقد ظهر من حسن إسلامه ما يمنع من اتِّهامه، وهو الذي أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحرق مسجد الضرار هو ومعن بن عدي.
وفي باب النهي عن قتل المصلِّين عن أبي هريرة عند أبي داود (4928)، وأبي يعلى (6126).
وفي باب حقن دم من نطق بلا إله إلا الله، عن غير واحد من الصحابة، انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (8163).
قال ابن عبد البر: وفي هذا الحديث من الفقه إباحة المناجاة والتسار مع الواحد دون الجماعة، فإن ذلك يُحزنه، وأن مناجاة الاثنين دون الجماعة لا بأس بذلك بدليل هذا الحديث وغيره وفي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: أولئك الذين نهاني الله عنهم، ردٌّ لقول صاحبه القائل له: بلى ولا صلاة له، بلى ولا شهادة له، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثبت له الشهادة والصلاة، ثم أخبر أن الله نهاه عن قتلهم، يعني عن قتل من أقر ظاهراً، وصلى ظاهراً.
23671 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَدِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَا هُوَ جَالِسٌ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ، يَعْنِي يَسْتَأْذِنُهُ، أَنْ يُسَارَّهُ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه. وصحَّحه الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 4/ 178.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (18688)، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (490)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 262، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 142، وابن حبان (5971)، والبيهقي 3/ 367 و 8/ 196، وابن عبد البر في "التمهيد" 10/ 166 - 167، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 2/ ورقة 711.
حَدِيثُ عُمَرَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
23672 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَئِذٍ لِلنَّاسِ، وَهُوَ يُحَذِّرُهُمْ فِتْنَةَ الدَّجَّالِ:" تَعْلَمُونَ أَنَّهُ لَنْ يَرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رَبَّهُ حَتَّى يَمُوتَ، وَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: كَافِرٌ، يَقْرَؤُهُ مَنْ كَرِهَ عَمَلَهُ "(1).
(1) إسناده صحيح. وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20820).
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم ص 2246 (97)، والترمذي (2235)، وأبو عمرو الداني في "الفتن" (644). قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه مسلم ص 2245، و (2930)(96)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 383، وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 51، وابن أبي عاصم في "السنة"(430)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(855) من طرق عن الزهري، به.
وسلف برقم (6365) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر.
وفي الباب عن أنس بن مالك سلف برقم (12004).
وعن أبي بكرة سلف برقم (20401).
وعن ابن عمر سلف برقم (4743) و (4804)، وانظر تتمة شواهده هناك.
حَدِيثُ الْمُسَيَّبِ بْنِ حَزْنٍ
(1)
23673 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِجَدِّهِ، جَدِّ سَعِيدٍ:" مَا اسْمُكَ؟ " قَالَ: حَزْنٌ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " بَلْ أَنْتَ سَهْلٌ " فَقَالَ: لَا أُغَيِّرُ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي.
قَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ: فَمَا زَالَتْ فِينَا حُزُونَةٌ بَعْدُ (2).
(1) قال السندي: أما المسيب: فبفتح الياء المشدَّدة وكسرها، والفتح هو المشهور، وحُكي عن ابنه سعيد أنه كان يكره الفتح، ومذهب أهل المدينة الكسرُ، وأما حَزْن فبفتح فسكون، وهما صحابيَّان قرشيَّان مخزوميَّان، قيل: من مسلمة الفتح، وهو مردودٌ بما سيجيءُ من حديث بيعة الحديبية. وانظر "الإصابة" 6/ 121 - 122.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن المسيب. هو سعيد.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (19851)، ومن طريقه أخرجه البخاري (6190)، وأبو داود (4956)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(719)، وابن حبان (5822)، والطبراني في "الكبير" 20/ (819)، والبغوي في "شرح السنة"(3372).
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (818) من طريق قتادة، عن سعيد، عن أبيه.
وأخرجه البخاري في "الصحيح"(6190)، وفي "الأدب المفرد"(841)، وفي "التاريخ الكبير" 3/ 111، والبيهقي في "السنن" 9/ 307، وفي "الآداب"(474) =
23674 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيّبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ دَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، فَقَالَ:" أَيْ عَمِّ، قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، كَلِمَةً أُحَاجُّ بِهَا لَكَ عِنْدَ اللهِ " فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ: يَا أَبَا طَالِبٍ، أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟! قَالَ: فَلَمْ يَزَالَا يُكَلِّمَانِهِ حَتَّى قَالَ آخِرَ شَيْءٍ كَلَّمَهُمْ
= من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبيه، عن جدِّه.
قال البخاري في "التاريخ الكبير": وقال إسحاق: عن سعيد، عن أبيه، أن أباه جاء النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/ 119، وأحمد في "العلل"(4792)، والبخاري في "الصحيح"(6193)، وفي "الأدب المفرد" بإثر (841)، والطبراني في "الكبير"(3600)، وابن الأثير في ترجمة حزنٍ من "أُسد الغابة" 2/ 4 من طرق عن سعيدٍ مرسلاً، ليس فيه عن أبيه.
وفي باب تغيير الاسم عن عبد الله بن عمر سلف برقم (4682). وذكرنا هناك أحاديث الباب.
ونزيد هنا: عبد الرحمن بن أبي سبرة، سلف برقم (17604).
وعبد الله بن قرط، سلف برقم (19076).
وبشير بن الخصاصية، سلف برقم (20778).
والحَزْن، قال الحافظ في "الفتح" 10/ 574: ما غَلُظ من الأرض، وهو ضدُّ السهل، واستعمل في الخُلُق، يقال: في فلانٍ حُزونةٌ، أي: في خُلُقه غِلظة وقساوة.
بِهِ: عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ " فَنَزَلَتْ {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [التوبة: 113] قَالَ: وَنَزَلَتْ فِيهِ {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56](1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند عبد الرزاق في "التفسير" 1/ 288.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (3884) و (4675)، ومسلم (24)(40)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(720)، والطبراني في "الكبير" 20/ (820)، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 342 - 343، وفي "الأسماء والصفات" ص 97 - 98، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 177 - 178.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 122 عن محمد بن عمر الواقدي، والنسائي في "المجتبى" 4/ 90 - 91، و"الكبرى"(2162) و (11230) و (11383)، والطبري في "التفسير" 20/ 92، وأبو عوانة (23)، والحازمي في "الاعتبار" ص 100 - 101 من طريق محمد بن ثور، كلاهما عن معمر، به.
وأخرجه البخاري (1360) و (4772) و (6681)، ومسلم (24)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(721)، والطبري في "التفسير" 11/ 41 و 20/ 92، وأبو عوانة (22)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2484) و (2485)، وابن حبان (982)، والطبراني في "مسند الشاميين"(3033)، وابن منده في "الإيمان"(37)، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 342 - 343، و"الأسماء والصفات" ص 147، والواحدي في "أسباب النزول" ص 176 - 177 و 227 - 228، والبغوي في "شرح السنة"(1274) من طرق عن الزهري، به. وهو عند بعضهم مختصر.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 11/ 42 من طريق سفيان بن عيينة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2486) من طريق ابن أخي الزهري، كلاهما عن الزهري، عن سعيد، مرسلاً، ليس فيه: عن أبيه. =
23675 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيّبِ قَالَ: كَانَ أَبِي مِمَّنْ بَايَعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ الشَّجَرَةِ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ، فَقَالَ: انْطَلَقْنَا فِي قَابِلٍ حَاجِّينَ، فَعَمِيَ عَلَيْنَا مَكَانُهَا، فَإِنْ كَانَتْ بُيِّنَتْ لَكُمْ، فَأَنْتُمْ أَعْلَمُ (1)!
= وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (9610) و (9687).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، طارق -وهو ابن عبد الرحمن البَجَلي- صدوق لا بأس به، لم يرو عنه الشيخان سوى هذا الحديث، وهو متابع فيه عندهما، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو عوانة: هو الوضَّاح بن عبد الله اليشكُري.
وأخرجه البخاري (4164) عن موسى بن إسماعيل، ومسلم (1859)(77) عن حامد بن عمر، كلاهما عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وأخرجه بأطول مما هنا البخاريُّ (4163)، والطبراني في "الكبير" 20/ (816) من طريق إسرائيل، عن طارق، به.
وأخرجه البخاري (4162)، ومسلم (1859)(79)، وأبو عوانة (7198) و (7199)، والطبراني في "الكبير" 20/ (817) عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، به مختصراً.
وله شاهد من حديث ابن عمر عند البخاري (2958).
قال النووي في "شرح مسلم" 13/ 5: قال العلماء: سببُ خفائها أن لا يفتتن الناس بها لما جَرَى تحتها من الخير ونزول الرضوان والسكينة وغير ذلك، فلو بقيت ظاهرةً معلومةً، لَخِيف تعظيم الأعراب والجُهال إياها، وعبادتهم لها، فكان خفاؤُها رحمةً من الله تعالى.
قلنا: وقد جاء عن جابر بن عبد الله عند البخاري (4154)، ومسلم (1856) (71) أنه قال: لو كنت أُبصر اليوم لأريتكم مكان الشجرة. فهذا يخالف ما ثبت =
23676 -
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ طَارِقٍ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيّبِ الشَّجَرَةُ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي: أَنَّهُ كَانَ ذَلِكَ الْعَامَ مَعَهُمْ، فَنَسُوهَا مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ (1).
= عن المسيب بن حزن وابن عمر. أنهم لم يستطيعوا أن يعيِّنوها بعد عامٍ من البيعة تحتها، ولعلَّ جابراً إنما قال ما قال بناءً على ما كان يظنه من موضع الشجرة.
وهذه الشجرة التي توهَّم ناسٌ أنها هي التي تمت البيعة تحتها، قد أمر عمرُ بن الخظاب في أيامه بقطعها، فقد روى ابن سعد في "الطبقات" 2/ 100، وابن أبي شيبة 2/ 375 بإسناد صحيح إلى نافع مولى ابن عمر قال: كان ناسٌ يأتون الشجرة التي يقال لها: شجرة الرضوان التي بويع تحتها فيصلُّون عندها، فبلَغَ ذلك عمرَ بن الخطاب فأوعَدَهم فيها، وأمرَ بها فقطِعت.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الأَسدي الزبيري، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن سعد 2/ 99، ومسلم (1859)(78) من طريق أبي أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 2/ 99، والبخاري (4165)، وأبو عوانة (7207) و (7208) و (7209)، والطبراني في "الكبير" 20/ (815) من طرق عن سفيان الثوري، به.
حَدِيثُ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ
(1)
23677 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ جِبْرِيلُ عليه السلام جَالِسٌ فِي الْمَقَاعِدِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَجَزْتُ، فَلَمَّا رَجَعْتُ وَانْصَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" هَلْ رَأَيْتَ الَّذِي كَانَ مَعِي؟ " قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ، وَقَدْ رَدَّ عَلَيْكَ السَّلَامَ "(2).
(1) هو نجَّاري أنصاري، قال ابن سعد: يكنى أبا عبد الله، وشهد بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى أحمد (24080) و (25182) و (25337)، وغيره عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"دخلت الجنة فسمعتُ قراءةً، فقال: مَن هذا؟ فقيل: حارثة بن النعمان" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كذاكُم البِرُّ" وكان أبرَّ الناس بأُمِّه. وإسناده صحيح.
وبقي حارثة حتى توفِّي في خلافة معاوية بن أبي سفيان بعد أن ذهب بصره. "الطبقات" لابن سعد 3/ 487 - 488، و"الإصابة" لابن حجر 1/ 618 - 619.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيه لم يرو له أحدٌ من أصحاب الكتب الستة، وصحَّح الحافظ ابن حجر إسناده في "الإصابة" 1/ 618.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20545)، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (446)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1961)، والطبراني في "الكبير"(3226)، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 74. =
23678 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَتَّخِذُ أَحَدُكُمُ السَّائِمَةَ فَيَشْهَدُ الصَّلَاةَ فِي جَمَاعَةٍ، فَتَتَعَذَّرُ عَلَيْهِ سَائِمَتُهُ فَيَقُولُ: لَوْ طَلَبْتُ لِسَائِمَتِي مَكَانًا هُوَ أَكْلَأُ مِنْ هَذَا، فَيَتَحَوَّلُ وَلَا يَشْهَدُ إِلَّا الْجُمُعَةَ، فَيَتَعَذَّرُ عَلَيْهِ سَائِمَتُهُ، فَيَقُولُ: لَوْ طَلَبْتُ لِسَائِمَتِي مَكَانًا هُوَ أَكْلَأُ مِنْ هَذَا، فَيَتَحَوَّلُ فَلَا يَشْهَدُ الْجُمُعَةَ وَلَا الْجَمَاعَةَ، فَيُطْبَعُ عَلَى قَلْبِهِ "(1).
= وانظر ما سلف برقم (16219).
قال السندي: قوله: "في المقاعد" بوزن المساجد، دكاكين عند دار عثمان، وقيل: موضع بقُرب المسجد اتُّخِذ للقعود فيه للحوائج والوضوء.
(1)
إسناده ضعيف لضعف عمر مولى غُفْرة: وهو ابن عبد الله.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3232) من طريق سويد بن سعيد، عن عبد الرحمن بن أبي الرجال، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3229) و (3230) و (3231)، والبيهقي في "السنن" 3/ 247 من طرق عن عمر مولى غفرة، به.
ويغني عن هذا الحديث ما روي عن ابن عمر وأبي هريرة أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على أعوادِ منبره: "لينتهينَّ أقوامٌ عن وَدْعِهم الجُمعات، أو ليختمنَّ الله على قلوبهم، ثم ليكوننَّ من الغافلين" أخرجه مسلم (865)، وسلف في "المسند"(2132) و (2290) عن ابن عباس وابن عمر.
وعن جابر بن عبد الله وأبي الجعد الضمري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من ترك الجمعة ثلاث مرارٍ من غير عذرٍ، طبع الله على قلبه"، وقد سلف برقم (14559) و (15498)، وإسنادهما حسنٌ. =
حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ عَاصِمٍ الْأَشْعَرِيِّ
(1)
23679 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عَاصِمٍ (2) الْأَشْعَرِيِّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ السَّقِيفَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَيْسَ مِنَ امْ بِرِّ امْ صِيَامُ فِي امْ سَفَرِ "(3).
قال السندي: "السائمة" أي: الماشية التي ترعى في البَرِّ.
"فتتعذَّر عليه سائمته" أي: رَعْيُها.
"فيُطبَع على قلبه" أي: يُجعل الشرُّ لازماً له، ويُسلب منه توفيق الخير.
(1)
كنَّاه غير واحدٍ أبا مالك، وهو غير أبي مالك الأشعري الذي يروي عنه عبد الرحمن بن غَنْم، فإن ذلك معروف بكنيته، وهذا معروف باسمه لا بكنيته، سكن كعب بن عاصم مصرَ. "الإصابة" 5/ 597 - 598.
(2)
في (م): كعب بن أبي عاصم، وهو خطأ.
(3)
إسناده صحيح. صفوان بن عبد الله: هو القرشي، وأم الدرداء: هي الصغرى، هُجَيمة، وقيل: جُهيمة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (387) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(4467)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (386)، والبيهقي في "السنن" 4/ 242.
وأخرجه الدارمي (1710)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 63، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 377، والطبراني في "الكبير" 19/ (389) - (399)، =
23680 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ حَدَّثَهُ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ كَعْبٍ الْأَشْعَرِيِّ (1) - قَالَ ابْنُ بَكْرِ: ابْنِ عَاصِمٍ - إِنَّ رَسُولَ
= و"الأوسط"(3272) و (7622) و (9189)، وفي "مسند الشاميين"(1813)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1735، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/ 399، وفي "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 37 من طرق عن الزهري، به.
وانظر ما بعده.
قال ابن حجر في "التلخيص الحبير" 2/ 205: هذه لغة لبعض أهل اليمن، يجعلون لام التعريف ميماً، ويحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم خاطب بها هذا الأشعري كذلك لأنها لغته، ويحتمل أن يكون الأشعري هذا نطق بها على ما أَلِفَ من لغته، فحملها عنه الراوي عنه، وأدَّاها باللفظ الذي سمعها به، وهذا الثاني أَوجَهُ عندي، والله أعلم.
قال الطحاوي: قال سفيان: فذُكر لي أن الزهري كان يقول: ولم أسمع أنا منه: "ليس من ام برِّ ام صيام في ام سفر".
وفي الباب عن جابر بن عبد الله سلف برقم (14193).
وعن ابن عمر عند ابن ماجه (1665)، وصححه ابن حبان (3548).
وعن ابن عباس عند البزار (985 - كشف الأستار)، والطبراني في "الكبير"(11447).
وعن معاوية موقوفاً عند الطبراني في "الكبير" 19/ (926).
وعن أبي برزة عند البزار (987 - كشف الأستار)، والطبراني في "الأوسط"(5593).
(1)
في (م): كعب بن عاصم الأشعري، والمثبت من (ظ 5) و (ق) و"جامع المسانيد والسنن" لابن كثير.
اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَيْسَ مِنَ الْبِرِّ الصِّيَامُ فِي السَّفَرِ "(1).
23681 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عَاصِمٍ الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَيْسَ مِنَ الْبِرِّ الصِّيَامُ فِي السَّفَرِ "(2).
(1) إسناده صحيح. ابن بكر: هو محمد البُرْساني.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(4469)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (385).
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 63 من طريق روح بن عبادة، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 376 - 377، والطبراني 19/ (385) من طريق أبي عاصم النبيل، كلاهما عن ابن جريج، به.
(2)
إسناده صحيح. سفيان: هو ابن عُيينة.
وأحرجه الشافعي في "المسند" 1/ 272، وفي "السنن المأثورة"(311)، والطيالسي (1343)، والحميدي (864)، وابن أبي شيبة 3/ 14، والدارمي (1711)، وابن ماجه (1664)، والنسائي 4/ 174 - 175، وابن خزيمة (2016)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 63، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 377، والطبراني 19/ (388)، والحاكم 1/ 433، والبيهقي في "السنن" 4/ 242، وفي "معرفة السنن والآثار"(8768)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 375، والذهبي في "معجم الشيوخ" 1/ 61 من طريق سفيان ابن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 4/ 175 من طريق محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، مرسلاً. وقال: هذا خطأ، والصواب الذي قبله لا نعلم أحداً تابع ابن كثير عليه.
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ
23682 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ: أَنَّ الْأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَ عَطَاءً: أَنَّهُ قَبَّلَ امْرَأَتَهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ صَائِمٌ، فَأَمَرَ امْرَأَتَهُ فَسَأَلَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ رَسُولَ اللهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ " فَأَخْبَرَتْهُ امْرَأَتُهُ فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُرَخَّصُ لَهُ فِي أَشْيَاءَ، فَارْجِعِي إِلَيْهِ، فَقُولِي لَهُ. فَرَجَعَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُرَخَّصُ لَهُ فِي أَشْيَاءَ. فَقَالَ: " أَنَا أَتْقَاكُمْ لِلَّهِ، وَأَعْلَمُكُمْ بِحُدُودِ اللهِ "(1).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الرجل الأنصاري، وجهالته لا تضرُّ، فهو صحابيٌّ.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7412)، ومن طريقه أخرجه ابن حزم في "المحلَّى" 6/ 207.
وأخرجه بأطول مما هنا مالكٌ في "الموطأ" 1/ 291 - 292 عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، مرسلاً.
ومن طريقه أخرجه الشافعي في "الرسالة"(1109)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 94. وقد جاء مبيَّناً في رواية مالك هذه أن المرأة إنما ذكرت ذلك لأم سلمة وهي أخبرت النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.
وفي باب جواز القُبلة للصائم عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (138).
وانظر تتمة شواهده عند حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6739).
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
23683 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: كَانَ جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ أَمِيرًا عَلَيْنَا فِي الْبَحْرِ سِتَّ سِنِينَ، فَخَطَبَنَا ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ: دَخَلْنَا عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقُلْنَا لَهُ: حَدِّثْنَا بِمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَا تُحَدِّثْنَا بِمَا سَمِعْتَ مِنَ النَّاسِ قَالُوا. قَالَ: فَشَدَّدُوا عَلَيْهِ فَقَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " أُنْذِرُكُمُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، أُنْذِرُكُمُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، وَهُوَ رَجُلٌ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ - قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: أَظُنُّهُ قَالَ: الْيُسْرَى - يَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، مَعَهُ جِبَالُ خُبْزٍ وَأَنْهَارُ مَاءٍ، يَبْلُغُ سُلْطَانُهُ كُلَّ مَنْهَلٍ، لَا يَأْتِي أَرْبَعَةَ مَسَاجِدَ " فَذَكَرَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَالْمَسْجِدَ الْأَقْصَى وَالطُّورَ وَالْمَدِينَةَ " غَيْرَ أَنَّ مَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ، فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، لَيْسَ اللهُ بِأَعْوَرَ، لَيْسَ اللهُ بِأَعْوَرَ ". قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: وَأَظُنُّ فِي حَدِيثِهِ: " يُسَلَّطُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْبَشَرِ فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ، وَلَا يُسَلَّطُ عَلَى غَيْرِهِ "(1).
23684 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُجَاهِدٍ
(1) إسناده صحيح. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُليَّة، وابن عون: هو عبد الله.
وقد سلف برقم (23090).
عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، أَنَّهُ قَالَ: أَتَيْتُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ لَهُ: حَدِّثْنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الدَّجَّالِ وَلَا تُحَدِّثْنِي عَنْ غَيْرِكَ، وَإِنْ كَانَ عِنْدَكَ مُصَدَّقًا. فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَنْذَرْتُكُمْ فِتْنَةَ الدَّجَّالِ، فَلَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ أَوْ أُمَّتَهُ، وَإِنَّهُ آدَمُ جَعْدٌ أَعْوَرُ عَيْنِهِ الْيُسْرَى، وَإِنَّهُ يُمْطِرُ وَلَا يُنْبِتُ الشَّجَرَةَ، وَإِنَّهُ يُسَلَّطُ عَلَى نَفْسٍ فَيَقْتُلُهَا ثُمَّ يُحْيِيهَا وَلَا يُسَلَّطُ عَلَى غَيْرِهَا، وَإِنَّهُ مَعَهُ جَنَّةٌ وَنَارٌ وَنَهْرٌ وَمَاءٌ وَجَبَلُ خُبْزٍ، وَإِنَّ جَنَّتَهُ نَارٌ وَنَارَهُ جَنَّةٌ، وَإِنَّهُ يَلْبَثُ فِيكُمْ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، يَرِدُ فِيهَا كُلَّ مَنْهَلٍ إِلَّا أَرْبَعَ مَسَاجِدَ: مَسْجِدَ الْحَرَامِ وَمَسْجِدَ الْمَدِينَةِ وَالطُّورِ وَمَسْجِدَ الْأَقْصَى، وَإِنْ شَكُلَ عَلَيْكُمْ أَوْ شُبِّهَ، فَإِنَّ اللهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ "(1).
23685 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ وَمَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ الْأَزْدِيِّ، قَالَ: ذَهَبْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْنَا: حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُذْكَرُ فِي الدَّجَّالِ، وَلَا تُحَدِّثْنَا عَنْ غَيْرِهِ، وَإِنْ كَانَ مُصَدَّقًا. قَالَ: خَطَبَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " أَنْذَرْتُكُمُ (2) الدَّجَّالَ - ثَلَاثًا
(1) إسناده صحيح. سليمان: هو ابن مهران الأعمش.
وانظر ما قبله.
(2)
في (ظ 5): أنذِركم.
- فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا قَدْ أَنْذَرَهُ أُمَّتَهُ، وَإِنَّهُ فِيكُمْ أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ، وَإِنَّهُ جَعْدٌ آدَمُ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى، مَعَهُ جَنَّةٌ وَنَارٌ، فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ، وَمَعَهُ جَبَلٌ مِنْ خُبْزٍ وَنَهْرٌ مِنْ مَاءٍ، وَإِنَّهُ يُمْطِرُ الْمَطَرَ وَلَا يُنْبِتُ الشَّجَرَ، وَإِنَّهُ يُسَلَّطُ عَلَى نَفْسٍ فَيَقْتُلُهَا وَلَا يُسَلَّطُ عَلَى غَيْرِهَا، وَإِنَّهُ يَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، يَبْلُغُ فِيهَا كُلَّ مَنْهَلٍ، وَلَا يَقْرَبُ أَرْبَعَةَ مَسَاجِدَ: مَسْجِدَ الْحَرَامِ وَمَسْجِدَ الْمَدِينَةِ وَمَسْجِدَ الطُّورِ وَمَسْجِدَ الْأَقْصَى، وَمَا يُشَبَّهُ عَلَيْكُمْ، فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ " (1).
(1) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مِهران، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 147 - 148 من طريق زائدة بن قدامة، عن منصور، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ
23686 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا إِلَى جَنْبِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي الْمَسْجِدِ، فَمَرَّ شَيْخٌ جَمِيلٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ وَفِي أُذُنَيْهِ صَمَمٌ - أَوْ قَالَ: وَقْرٌ - أَرْسَلَ إِلَيْهِ حُمَيْدٌ، فَلَمَّا أَقْبَلَ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، أَوْسِعْ لَهُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ، فَإِنَّهُ قَدْ صَحِبَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَقَالَ لَهُ حُمَيْدٌ: حَدِّثْنِي بالْحَدِيثِ (1) الَّذِي حَدَّثْتَنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ الشَّيْخُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ يُنْشِئُ السَّحَابَ، فَيَنْطِقُ أَحْسَنَ الْمَنْطِقِ، وَيَضْحَكُ أَحْسَنَ الضَّحِكِ "(2).
(1) في (م) و (ظ 2) و (ق) مكانها: هذا الحديث.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه الغِفاري، وجهالته لا تضرُّ.
يزيد: هو ابن هارون، وإبراهيم بن سعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5220)، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 35 - 36، والرامهرمزي في "الأمثال"(125)، والآجري في "الشريعة" ص 283، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 473 من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(722) من طريق عبد الواحد بن أبي العون، عن سعد بن إبراهيم، به.
وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(722) من طريق الأعرج، عن حميد بن عبد الرحمن، عن الغفاري، به. =
23687 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الصُّنَابِحِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْغَلُوطَاتِ.
قَالَ الْأَوْزَاعِّيُّ: الْغَلُوطَاتِ: شِدَادُ الْمَسَائِلِ وَصِعَابُهَا (1).
= وأخرج أبو الشيخ في "العظمة"(723) من طريق سليمان بن داود الهاشمي، قال: سألنا إبراهيم بن سعد عن هذا، فقال: النطق: الرعد، والضحك: البرق.
وأخرج الحديث العقيليُّ 1/ 35، والرامهرمزي (124) من طريق عمرو بن الحصين العقيلي، عن أُمية بن سعيد الأموي، عن صفوان بن سُليم، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. وزاد في آخره:"ومنطقه الرعد، وضحكه البرق". قال العقيلي: أمية مجهول في حديثه وهمٌ، ولعلَّه أُتي من عمرو بن الحصين. قلنا: وعمرو هذا متروك الحديث.
قال الرامهرمزي: هذا من أحسن التشبيه وألطفه، لأنه جعل صوت الرعد منطقاً للسحاب، وتلألؤَ البرق بمنزلة الضحك لها.
وذهب الطحاوي في "شرح المشكل" إلى أن نطق السحاب هطولُه، وضحكه إخراجه الجِنانَ والمراعي، ونقل هذا المعنى عن الفرَّاء.
(1)
إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن سعد: وهو ابن فروة البَجلي مولاهم وقال الساجي: ضعَّفه أهل الشام. روح: هو ابن عبادة، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، والصُّنابحي: هو عبد الرحمن بن عُسيلة.
وأخرجه البيهقي في "المدخل"(303)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 2/ 10 - 11، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 9/ ورقة 352 من طريق روح بن عبادة بهذا الإسناد- بلفظ "الأُغلوطات". =
23688 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الصُّنَابِحِيّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ نَهَى عَنِ الْغَلُوطَاتِ (1).
= وأخرج منه تفسير الأوزاعي فقط الطبراني في "الكبير" 19/ (892) من طريق روح عنه.
قال الخطابي في "غريب الحديث" 1/ 354: الغَلُوطات، وهي المسألة التي يعيا بها المسؤول، فيغلط فيها، كَرِه صلى الله عليه وسلم أن يُعتَرض بها العلماء، فيغالَطُوا، ليُستَزلُّوا ويُستَسقَط رأَيُهم فيها، يقال: مسألة غَلُوط، إذا كان يُغلَط فيها، كما يقال: شاة حَلوب وفرس رَكوب، إذا كانت تُركَب وتُحلَب، فإذا جعلتَها اسماً زدتَ فيها الهاءَ فقلت: غَلُوطة، كما يقال: رَكُوبة وحَلُوبة، وتجمع على الغلوطات كما تجمع الحَلُوبة على الحَلُوبات، قال الشاعر:
أوْدَى الزمان حَلُوباتي وما جَمعت
…
كفَّاي من سَبَدِ الأموالِ واللَّبَدِ
والأُغلوطة: أُفعولة، من الغَلَط، كالأُحدوثة والأُحموقة ونحوهما.
وقال الهروي كما في "النهاية" لابن الأثير: الغُلوطات الأصل فيه "الأُغلوطات" ثم تركت الهمزة، كما تقول جاء الأَحمرُ، وجاء الحْمَرُ بطرح الهمزة، وقد غَلِط من قال: إنها جَمع غَلُوطة.
(1)
إسناده ضعيف كسابقه. معاوية: هو ابن أبي سفيان.
وأخرجه الآجُرِّي في "أخلاق العلماء" ص 116 - 117، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 2/ 11 من طريق علي بن بحر، بهذا الإسناد- بلفظ:"الأغلوطات"، وزادا: قال عيسى: والأغلوطات: ما لا يُحتاجُ إليه من كيف وكيف.
وأخرجه سعيد بن منصور (1179)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 106، وأبو داود (3656)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 305، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والطبراني في "الكبير" 19/ (892)، والخطابي في "غريب الحديث" 1/ 354، وتمام في "الفوائد"(114) و (115) و (116)، والبيهقي في "المدخل"(305)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 2/ 11، وابن عبد البر في "الاستذكار" 27/ 365 - 366، وفي "جامع بيان العلم وفضله" ص 424 و 424 - 425، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 9/ ورقة 352 - 353، والمزي في ترجمة عبد الله بن سعد من "تهذيب الكمال" 15/ 21 من طرق عن عيسى بن يونس، به.
وجاء عند سعيد بن منصور: عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال سعيد: هذا عن معاوية، ولكنه لم يسمه.
وأخرجه ابن عساكر 9/ ورقة 353 من طريق محمد بن كثير، عن الأوزاعي به.
وأخرجه ابن عساكر أيضاً 9/ ورقة 353 من طريق محمد بن إسماعيل، عن عبد الله بن سعد، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (865)، وفي "مسند الشاميين"(2233) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" ص 425، وابن عساكر 9/ ورقة 353 من طريق سليمان بن أحمد الواسطي، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن عبد الله بن سعد، عن عبادة بن نُسَي، عن معاوية، بلفظ: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عُضَل المسائل.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (913)، وفي "مسند الشاميين"(2108) من طريق رجاء بن حيوة، عن معاوية. وفي إسناده سليمان بن داود الشاذكوني، وهو متروك.
حَدِيثُ مُحَيِّصَةَ بْنِ مَسْعُودٍ
(1)
23689 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي عُفَيْرٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ مُحَيِّصَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّهُ كَانَ لَهُ غُلَامٌ حَجَّامٌ يُقَالُ لَهُ: نَافِعٌ أَبُو طَيِّبَةَ، فَانْطَلَقَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُهُ عَنْ خَرَاجِهِ، فَقَالَ:" لَا تَقْرَبْهُ " فَرَدَّدَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" اعْلِفْ بِهِ النَّاضِحَ، وَاجْعَلْهُ فِي كِرْشِهِ "(2).
(1) قال السندي: بضمِّ ميمٍ وفتح مهملة وتشديد تحتانية وقد تسكَّن، خَزْرجي، أبو سعيد المدني، صحابي معروف، كذا في "التقريب" وفي "الإصابة" أنه أنصاريٌّ أَوْسيٌّ. وفيه: أنه كان أصغر من أخيه حُوَيِّصة، وأسلم قبله.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي عُفير الأنصاري: وهو محمد بن سهل بن أبي حثمة، من رجال "تعجيل المنفعة"(1346) و (937)، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير صحابيه محيِّصة، فقد خرَّج له أصحاب السنن الأربعة. ليث: هو ابن سَعْد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 53 - 54، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 76، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 131، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 116، والطبراني في "الكبير" 20/ (742)، والبيهقي 9/ 337، وابن عبد البر في "التمهيد" 11/ 79 من طرق عن الليث، بهذا الإسناد.
وانظر الأحاديث التالية.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله سلف برقم (14290)، وعن رافع بن خديج سلف برقم (15812)، وانظر تتمة أحاديث الباب عندهما.
قال السندي: قوله: "أنه كان له غلام" أي: مملوك، وكانوا يضعون على =
23690 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ مُحَيِّصَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي إِجَارَةِ الْحَجَّامِ، فَنَهَاهُ عَنْهَا، فَلَمْ يَزَلْ يَسْأَلْهُ فِيهَا حَتَّى قَالَ لَهُ:" اعْلِفْهُ نَاضِحَكَ، وَأَطْعِمْهُ رَقِيقَكَ "(1).
= المماليك الخَرَاج -بالفتح- أي: شيئاً يؤدِّيه إليهم من كَسْبه كلَّ يومٍ أو كل جمعة أو كل شهر.
"لا تَقرَبْه" بفتح الراء، مَنَعه لكون كَسْب الحجَّام خبيثاً، لا لأن وَضْع الخراج على المملوك غير جائز. اهـ.
والناضح: هو البعير.
(1)
إسناده متصل صحيح إن كان ابن محيِّصة -وهو حرام بن سعد أو ساعدة ابن محيِّصة، وقد ينسب إلى جدِّه- سمع من جدِّه محيِّصة، فقد ذهب ابن عبد البر في "التمهيد" 11/ 78 إلى أن رواية حرام عن جدِّه محيِّصة مرسلة، وقال أيضاً: لا يتصل هذا الحديث عن ابن شهاب إلا من رواية ابن إسحاق (وستأتي برقم 23695)، ورواية ابن عيينة مثلها (وهي عند الشافعي كما سيأتي) وسائرها مُرسَلات.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 2/ 166، و"السنن المأثورة"(278)، وأبو داود (3422)، والترمذي (1277)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 132 و"شرح مشكل الآثار"(4660)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 116 - 117، والبيهقي في "السنن" 9/ 337، و"معرفة السنن والآثار"(19321) و (19322) والبغوي في "شرح السنة"(2034)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 120 من طرق عن مالك، بهذا الإسناد. وحسَّنه الترمذي.
وهو في "الموطأ" برواية يحيى الليثي 2/ 974 عن ابن شهاب الزهري عن ابن محيِّصة: أنه استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
فذكره. ولم يتابع يحيى الليثي على هذا =
23691 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ - هُوَ ابْنُ عِيسَى - حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَرامِ بْنِ مُحَيِّصَةَ: أَنَّ نَاقَةً لِلْبَرَاءِ دَخَلَتْ حَائِطًا فَأَفْسَدَتْ فِيهِ، فَقَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ عَلَى أَهْلِ الْحَوَائِطِ حِفْظَهَا بِالنَّهَارِ، وَأَنَّ مَا أَفْسَدَتِ الْمَوَاشِي بِاللَّيْلِ ضَامِنٌ عَلَى أَهْلِهَا (1).
= من رواة "الموطأ"، سوى ابن القاسم فيما قال ابن عبد البر في "التمهيد" 11/ 77، قال: وذلك من الغَلَط الذي لا إشكال فيه على أحد من أهل العلم، وليس لسعد ابن محيِّصة صحبة، فكيف لابنه حرام، ولا يختلفون أن الذي روى عنه الزهري هذا الحديث وحديث ناقة البراء هو حرام بن سعد بن محيِّصة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 131 من طريق عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، عن الزهري، عن حرام بن سعد بن محيِّصة، عن محيِّصة.
وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(273)، ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن والآثار"(19319) عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن حرام بن سعد بن محيِّصة، عن أبيه: أن محيِّصة
…
فذكره.
قلنا: سيأتي برقم (23693) عن سفيان، عن الزهري، عن حرام بن سعد بن محيِّصة: أن محيصة سأل النبي صلى الله عليه وسلم
…
الحديث، ليس فيه "عن أبيه".
(1)
إسناده مرسل صحيح، رجاله ثقات. وهو في "الموطأ" 2/ 747 - 748.
ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "المسند" 2/ 107، وفي "السنن المأثورة"(526)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 203، وفي "شرح المشكل"(6159)، والدارقطني 3/ 156، والبيهقي 8/ 279 و 341 - وقرن الدارقطني بمالكٍ يونسَ بن يزيد.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" 11/ 81: هكذا رواه جميع رُواة "الموطأ" فيما علمتُ مرسلاً.
وأخرجه ابن ماجه (2332) من طريق الليث بن سعد، عن الزهري، به. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وسيأتي برقم (23694) عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وحرام بن سعد بن محيصة: أن ناقة للبراء
…
فتابع سعيد بن المسيب حراماً عليه.
وخالف عبدُ الرزاق كما سيأتي برقم (23697) فرواه عن معمر عن الزهري فقال فيه: عن حرام بن محيِّصة عن أبيه: أن ناقةً للبراء ..
قال ابن عبد البر: ولم يُتابَع عبد الرزاق على ذلك، وأنكروا عليه قولَه فيه:"عن أبيه"، ثم أَسند ابن عبد البر هذا القول عن أبي داود، وعقَّب عليه بقوله: هكذا قال أبو داود: لم يتابع عبدُ الرزاق، وقال محمد بن يحيى الذُّهلي: لم يتابَع معمر على ذلك، فجعل محمد بن يحيى الخطأَ فيه من معمر، وجعله أبو داود من عبد الرزاق، على أن محمد بن يحيى لم يرو حديث معمر هذا، ولا ذكره في كتابه في علل حديث الزهري إلا عن عبد الرزاق لا غير. قلنا: لكن ذكر الدارقطني في "السنن" 3/ 155، والبيهقي 8/ 342 أن وهيب بن خالد وأبا مسعود الزجاج قد خالفا عبدَ الرزاق فروياه عن معمر فلم يقولا: عن أبيه.
ورواه كرواية عبد الرزاق وغيره عن معمر محمدُ بنُ كثير بن أبي عطاء الثقفي عن الأوزاعي عن الزهري، أخرجه من طريقه النسائي في العاريَّة من "الكبرى"(5784)، وهذا الطريق أخطأ فيه محمد بن كثير، فقد كان كثير الغلط.
وأما ما أخرجه الدارقطني 3/ 155 من طريق الشافعي، عن أيوب بن سويد، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن حرام بن محيِّصة، عن أبيه إن شاء الله، عن البراء بن عازب: أن ناقة
…
فهو وهمٌ، فإنه في "مسند" الشافعي 2/ 107 ومن طريقه أخرجه البيهقي 8/ 341 دون قوله:"عن أبيه"، وكذلك رواه على الصواب شعيبُ بن إسحاق، وبقية بن الوليد عن الأوزاعي عند الطحاوي في "شرح المشكل"(6157) و (6158).
وقد سلف الحديث في مسند البراء برقم (18606) من طريق الأوزاعي عن الزهري، عن حرام بن محيِّصة، عن البراء بن عازب، وذُكِر في تخريجه هناك رواية بعض أصحاب الأوزاعي عنه عن الزهري، عن حرام بن محيِّصة مرسلاً. =
23692 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَرَامِ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ مُحَيِّصَةَ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كَانَ لَهُ غُلَامٌ حَجَّامٌ، يُقَالُ لَهُ: أَبُو طَيْبَةَ، يَكْسِبُ كَسْبًا كَثِيرًا، فَلَمَّا نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ اسْتَرْخَصَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيهِ، فَأَبَى عَلَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ يُكَلِّمُهُ فِيهِ وَيَذْكُرُ لَهُ الْحَاجَةَ، حَتَّى
= قال ابن عبد البر في "التمهيد" 11/ 82: هذا الحديث وإن كان مرسلاً، فهو حديث مشهور، أرسله الأئمة وحدَّث به الثقات، واستعمله فقهاء الحجاز وتَلقَّوْه بالقبول، وجَرَى في المدينة به العمل، وقد زعم الشافعي أنه تتبَّع مراسيل سعيد بن المسيّب فألْفاها صِحاحاً، وأكثر الفقهاء يحتجُّون بها، وحَسبُك باستعمال أهل المدينة وسائر أهل الحجاز لهذا الحديث.
ونقل عن الإمام مالك أنه قال: إذا انفلتت دابَّة بالليل فوطئت على رجلٍ نائمٍ لم يَغرَم صاحبُها شيئاً، وإنما هذا في الحوائط والزَّرع والحَرْث.
وقال الطحاوي في "اختلاف العلماء" كما في "مختصره" للجصَّاص 5/ 211: قال أصحابنا -يعني الحنفية-: لا ضمان على أرباب البهائم فيما تفسده أو تجني عليه لا في الليل ولا في النهار، إلا أن يكون راكباً أو قائداً أو سائقاً أو مرسلاً.
وقال مالك والشافعي: ما أفسدت المواشي بالنهار فليس على أهلها منه شيء، وما أفسدت بالليل فضمانه على أربابها.
وقال ابن المبارك عن الثوري: لا ضمان على صاحب الماشية.
وروى الواقدي عنه في شاةٍ وقعت في غزل حائك بالنهار: أنه يضمن. وتصحيح الروايتين: إذا أرسلها سائبةً ضمن بالليل والنهار، وإذا أرسلها محفوظةً لم يضمن لا بالليل ولا بالنهار.
وقال الليث: يضمن بالليل والنهار، ولا يضمن أكثر من قيمة الماشية.
وانظر تفصيل المسألة في "التمهيد" 11/ 82 - 90.
قَالَ لَهُ: " لِتُلْقِ كَسْبَهُ فِي بَطْنِ نَاضِحِكَ "(1).
23693 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَرَامِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مُحَيِّصَةَ: أَنَّ مُحَيِّصَةَ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ كَسْبِ حَجَّامٍ لَهُ، فَنَهَاهُ عَنْهُ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ يُكَلِّمُهُ حَتَّى قَالَ:" اعْلِفْهُ نَاضِحَكَ، وَأَطْعِمْهُ (2) رَقِيقَكَ "(3).
(1) حديث صحيح، محمد بن إسحاق -وإن رواه بالعنعنة- قد توبع، وحرام بن ساعدة بن محيِّصة ليست له صحبة، وقد سلف ذِكْر ذلك عند الرواية (23690).
وسيأتي برقم (23695) عن يزيد عن ابن إسحاق عن الزهري عن حرام عن أبيه عن جدِّه. فزاد فيه "عن أبيه عن جدِّه".
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 974، وكذا الحازمي في "الاعتبار" ص 175 من طريق عباد -وهو عبد الرحمن بن إسحاق المدني- كلاهما (مالك وعباد) عن الزهري، عن حرام بن محيِّصة: أنه استأذن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في كسب أو إجارة الحجام .. الحديث.
(2)
في (ظ 5): أو أطعمه.
(3)
حديث صحيح، رجاله ثقات، وفي سماع حرام بن سعد من جدِّه محيِّصة نَظَرٌ سلف التنبيه عليه برقم (23690). سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 2/ 166، والحميدي (878)، وابن أبي شيبة 6/ 265، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 131، وفي "شرح مشكل الآثار"(4658)، والبيهقي في "السنن" 9/ 337، وفي "معرفة السنن والآثار"(19318)، والحازمي في "الاعتبار" ص 138 من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.
قال الحميدي: قال سفيان: هذا الذي لا شك فيه، وأُراه قد ذكر "عن أبيه".
قلنا: قد رواه الشافعي في "السنن المأثورة"(273)، ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن والآثار"(19319) عن سفيان بن عيينة بزيادة "عن أبيه"، وتابعه على هذه الزيادة محمد بن إسحاق فيما سيأتي برقم (23695). =
23694 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: وَسَمِعَهُ الزُّهْرِيُّ مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَحَرَامِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مُحَيِّصَةَ: أَنَّ نَاقَةً لِلْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ دَخَلَتْ حَائِطَ قَوْمٍ فَأَفْسَدَتْ، فَقَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِحِفْظِ الْأَمْوَالِ عَلَى أَهْلِهَا بِالنَّهَارِ، وَأَنَّ عَلَى أَهْلِ الْمَاشِيَةِ مَا أَصَابَتْ بِاللَّيْلِ (1).
23695 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَرَامِ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ مُحَيِّصَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ مُحَيِّصَةَ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كَانَ لَهُ غُلَامٌ حَجَّامٌ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).
= وأخرجه حميد بن زنجويه في "الأموال"(282)، وابن حبان (5154) من طريق الليث بن سعد، عن الزهري، به.
وانظر (23690).
(1)
إسناده مرسل صحيح، رجاله ثقات.
وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(525)، وابن أبي شيبة 9/ 435 - 436، وابن الجارود (796)، والطحاوي في "شرح المشكل"(6160)، والبيهقي 8/ 342، وابن عبد البر في "التمهيد" 11/ 89 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وانظر (23691).
(2)
حديث صحيح، محمد بن إسحاق -وإن رواه بالعنعنة- قد توبع، وباقي رجاله ثقات. وهذا الحديث لا يتصلُ عن ابن شهاب إلا من رواية ابن إسحاق هذه، ورواية لابن عيينة مثلها سلف ذِكْرُها عند الحديث (23690)، وسائرها مرسَلات، قاله ابن عبد البر في "التمهيد" 11/ 79. =
23696 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَرَامِ بْنِ مُحَيِّصَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ، فَنَهَاهُ، فَأَعَادَ عَلَيْهِ فَنَهَاهُ، فَذَكَرَ مِنْ حَاجَتِهِ، فَقَالَ:" اعْلِفْ نَاضِحَكَ، وَأَطْعِمْهُ رَقِيقَكَ "(1).
23697 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَرَامِ بْنِ مُحَيِّصَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ نَاقَةً لِلْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ دَخَلَتْ حَائِطَ رَجُلٍ فَأَفْسَدَتْهُ، فَقَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَهْلِ الْأَمْوَالِ حِفْظَهَا بِالنَّهَارِ، وَعَلَى أَهْلِ الْمَوَاشِي حِفْظَهَا بِاللَّيْلِ (2).
= وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2119)، والطبراني في "الكبير" 20/ (743) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم (2120)، والطبراني في "الكبير" 20/ (744) من طريق زَمْعة بن صالح، عن الزهري، به. وزمعة ضعيف، وقد تحرف في المطبوع من "معجم" الطبراني إلى: ربيعة.
(1)
إسناده متَّصل صحيح إن كان حرام بن سعد بن محيِّصة سمع من جدِّه كما قلنا فيما سلف برقم (23690)، وقوله هنا:"عن أبيه" أراد به جدَّه وليس لأبيه سعد بن محيِّصة صحبة، والله تعالى أعلم.
وأخرجه ابن الجارود (583) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
(2)
مرسل صحيح، وقوله فيه:"عن أبيه" وهمٌ كما سلف بيانه عند الحديث (23691). =
23698 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَرَامِ بْنِ مُحَيِّصَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ، فَنَهَاهُ عَنْهُ، فَذَكَرَ لَهُ الْحَاجَةَ، فَقَالَ:" اعْلِفْهُ نَوَاضِحَكَ "(1).
23699 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ (2) يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ حَدَّثَهُ يُقَالُ لَهُ: مُحَيِّصَةُ، كَانَ لَهُ غُلَامٌ حَجَّامٌ، فَزَجَرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ كَسْبِهِ، فَقَالَ: أَفَلَا أُطْعِمُهُ يَتَامَى لِي؟ قَالَ: " لَا " قَالَ: أَفَلَا أَتَصَدَّقُ بِهِ؟ قَالَ: " لَا فَرَخَّصَ لَهُ أَنْ يَعْلِفَهُ نَاضِحَهُ (3).
= وهو في "مصنف" عبد الرزاق (18437)، ومن طريقه أخرجه أبو داود (3569)، وابن حبان (6008)، والدارقطني 3/ 154 - 155، والبيهقي 8/ 342، وابن عبد البر في "التمهيد" 11/ 88.
(1)
حديث صحيح، رجاله ثقات، وانظر الكلام على إسناده عند الحديثين (23690) و (33696).
يزيد: هو ابن هارون، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.
وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(274)، وابن ماجه (2166)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 132، وفي "شرح مشكل الآثار"(4659)، والطبراني في "الكبير"(5471)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار"(19320) من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
(2)
تحرفت في (م) إلى: بن.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن أيوب ذكره ابن أبي حاتم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= في "الجرح والتعديل" 7/ 197 وقال: سألت أبي عنه فقال: هو شيخ مجهول. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستُوائي. ويحيى: هو ابن أبي كثير.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 30 من طريق وهب بن جرير، عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8337) من طريق السكن بن إسماعيل، عن هشام الدستوائي، عن محمد بن زياد، عن محيِّصة. ومحمد بن زياد هذا لم نتبينه، ولعلَّه تحريف عن محمد بن أيوب.
وانظر (23689).
حَدِيثُ سَلَمَةَ بْنِ صَخْرٍ الْبَيَاضِيِّ
23700 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ صَخْرٍ الْبَيَاضِيِّ، قَالَ: كُنْتُ امْرَأً أُصِيبُ مِنَ النِّسَاءِ مَا لَا يُصِيبُ غَيْرِي، قَالَ: فَلَمَّا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ خِفْتُ، فَتَظَاهَرْتُ مِنَ امْرَأَتِي فِي الشَّهْرِ، قَالَ: فَبَيْنَمَا هِيَ تَخْدُمُنِي ذَاتَ لَيْلَةٍ إِذْ تَكَشَّفَ لِي مِنْهَا شَيْءٌ، فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ وَقَعْتُ عَلَيْهَا، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ:" حَرِّرْ رَقَبَةً " قَالَ: قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَمْلِكُ رَقَبَةً غَيْرَ رَقَبَتِي! قَالَ: " فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ " فَقُلْتُ: وَهَلْ أَصَابَنِي الَّذِي أَصَابَنِي إِلَّا مِنَ الصِّيَامِ؟! قَالَ: " فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا "(1).
(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسنادٌ ضعيف، سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16421)، فقد رواه المصنف هناك عن يزيد بن هارون، عن محمد بن إسحاق.
وأخرجه الدارمي (2273)، وأبو داود (2213)، وابن ماجه (2064)، والترمذي (1198)، والبيهقي 7/ 391 من طريق عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد.
حَدِيثُ رِفَاعَةَ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ
23701 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: كُنْتُ أَقُومُ عَلَى رَأْسِ الْمُخْتَارِ، فَلَمَّا تَبَيَّنَتْ لِي كِذَابَتُهُ، هَمَمْتُ ايْمُ اللهِ أَنْ أَسُلَّ سَيْفِي، فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ، حَتَّى تَذَكَّرْتُ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ آمَنَ رَجُلًا عَلَى نَفْسِهِ فَقَتَلَهُ، أُعْطِيَ لِوَاءَ الْغَدْرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1).
23702 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى الْقَارِئُ أَبُو عُمَرَ، حَدَّثَنِي السَّدِيُّ، عَنْ رِفَاعَةَ الْفِتْيَانِيِّ (2) قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْمُخْتَارِ، قَالَ: فَأَلْقَى لِي وِسَادَةً، وَقَالَ: لَوْلَا أَنَّ أَخِي جِبْرِيلَ قَامَ عَنْ هَذِهِ لَأَلْقَيْتُهَا لَكَ. قَالَ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَذَكَرْتُ حَدِيثًا حَدَّثَنِي بِهِ أَخِي عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَيُّمَا مُؤْمَنٍ آمَنَ مُؤْمِنًا عَلَى دَمِهِ فَقَتَلَهُ، فَأَنَا مِنَ الْقَاتِلِ بَرِيءٌ "(3).
(1) إسناده صحيح. وهو مكرر (21946).
(2)
تصحف في (م) و (ظ 2) إلى: القتباني.
(3)
إسناده حسن من أجل السُّدِّي -وهو إسماعيل بن عبد الرحمن- وباقي رجال الإسناد ثقات. ابن نمير: هو عبد الله، ورفاعة الفِتْياني: هو ابن شدَّاد بن عبد الله. وهو مكرر (21947).
حَدِيثُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ
(1)
23703 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ يَسْتَهْزِئُونَ بِهِ: إِنِّي لَأَرَى صَاحِبَكُمْ يُعَلِّمُكُمْ حَتَّى الْخِرَاءَةِ! قَالَ سَلْمَانُ: أَجَلْ،
(1) هو سلمان أبو عبد الله الفارسي، ويقال له: سلمان ابن الإسلام، وسلمان الخير.
أصله من رامَهُرمُز، وقيل: من أصبهان، وكان قد سمع بأن النبي صلى الله عليه وسلم سيُبعَث، فخرج في طلب ذلك، فأُسِر وبِيعَ بالمدينة، فاشتغل بالرِّق، حتى كان أول مشاهده الخندق، وكان هو الذي أشار بحفره، ثم شهد بقية المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتوح العراق، ووَلِيَ المدائن.
روى البخاري في "صحيحه"(3946) عن سلمان: أنه تداوله بضعة عشر سيداً، وذلك قبل إسلامه.
وروى البخاري أيضاً (1968) عن أبي جُحَيفة: أن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين سلمان وأبي الدرداء.
وأما ما قيل في سِنِّه من أنه جاوز المئتين وخمسين سنةً، فقد ردَّه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 1/ 556 فقال: قد ذكرت في "تاريخي الكبير" أنه عاش مئتين وخمسين سنةً، وأنا الساعةَ لا أرتضي ذلك ولا أصحِّحه. وقال أيضاً: لعلَّه عاش بضعاً وسبعين سنةً، وما أُراه بلغ المئةَ.
وقد اختلف في سنة وفاته، فقيل: توفي سنة ست وثلاثين، وقيل: سنة ثلاث وثلاثين. وانظر "الإصابة" 3/ 141 - 142.
أَمَرَنَا أَنْ لَا نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ، وَلَا نَسْتَنْجِيَ بِأَيْمَانِنَا، وَلَا نَكْتَفِيَ بِدُونِ ثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ لَيْسَ فِيهَا رَجِيعٌ وَلَا عَظْمٌ (1).
* 23704 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأعمش: اسمه سليمان بن مِهْران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو النَّخَعي أيضاً.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 154 و 155 - 156 و 14/ 223، ومسلم (262)(57)، وابن ماجه (316)، والبزار في "مسنده"(2502)، وابن الجارود (29)، وابن خزيمة (74)، والطبراني في "الكبير "(6082)، والدارقطني 1/ 54، وابن حزم في "المحلى" 1/ 96، والبيهقي 1/ 102 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (81)، وابن المنذر في "الأوسط"(311) و (316)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 121 و 123 و 4/ 233، والطبراني في "الكبير"(6080) و (6081)، والدارقطني 1/ 54 من طرق عن الأعمش، به.
وسيأتي من طريق الثوري، عن الأعمش ومنصور برقم (23708) ومن طريق الأعمش وحده برقم (23713) و (23719)، ومن طريق منصور وحده برقم (23705) و (23709)، إلا أن منصوراً قال فيه: عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يسمِّه.
وانظر حديث ابن مسعود السالف برقم (3685).
وحديث ابن عمر السالف برقم (4606).
وحديث أبي هريرة السالف برقم (7368).
وحديث خزيمة بن ثابت السالف برقم (21856).
الرجيع. هو الرَّوث والعَذِرة، سُمي رجيعاً، لأنه رجع عن حالته الأولى بعد أن كان طعاماً أو علفاً.
عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ، وَلَا يَقْبَلُ الصَّدَقَةَ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ: وحَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ (1).
23705 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: إِنِّي لَأَرَى صَاحِبَكُمْ يُعَلِّمُكُمْ كَيْفَ تَصْنَعُونَ، حَتَّى إِنَّهُ لَيُعَلِّمُكُمْ إِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْغَائِطَ! قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، أَجَلْ، وَلَوْ سَخِرْتَ، إِنَّهُ
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، فيه شريك بن عبد الله النَّخَعي، وهو سيئ الحفظ.
وأخرجه بقيُّ بن مَخلَد في "مسنده" كما في "سير أعلام النبلاء" 1/ 537 من طريق يحيى الحِمَّاني، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 8، والطبراني في "الكبير"(6071)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 98 من طريق محمد بن سعيد ابن الأصبهاني، كلاهما عن شريك، به.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير"(6070) من طريق بريدة الأسلمي، و (6121) من طريق أبي عثمان النهدي، كلاهما عن سلمان.
وهذا الحديث قطعة من قصة إسلام سلمان، وسيرد مطولاً ومختصراً بالأرقام (23712) و (23722) و (23723) و (23730) و (23737) و (23738) من طرق عن سلمان.
ويشهد له حديث عبد الله بن بُسْر، سلف برقم (17688)، وانظر تتمة شواهده هناك.
لَيُعَلِّمُنَا كَيْفَ يَأْتِي أَحَدُنَا الْغَائِطَ، وَإِنَّهُ يَنْهَانَا أَنْ يَسْتَقْبِلَ أَحَدُنَا الْقِبْلَةَ وَأَنْ يَسْتَدْبِرَهَا، وَأَنْ يَسْتَنْجِيَ أَحَدُنَا بِيَمِينِهِ، وَأَنْ يَتَمَسَّحَ أَحَدُنَا بِرَجِيعٍ وَلَا عَظْمٍ، وَأَنْ يَسْتَنْجِيَ بِأَقَلَّ مِنْ ثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ (1).
23706 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ الْمَاصِرُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي قُرَّةَ قَالَ: كَانَ حُذَيْفَةُ بِالْمَدَائِنِ، فَكَانَ يَذْكُرُ أَشْيَاءَ قَالَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ حُذَيْفَةُ إِلَى سَلْمَانَ، فَيَقُولُ سَلْمَانُ: يَا حُذَيْفَةُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَغْضَبُ فَيَقُولُ، وَيَرْضَى وَيَقُولُ، لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ فَقَالَ:" أَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي سَبَبْتُهُ سَبَّةً فِي غَضَبِي، أَوْ لَعَنْتُهُ لَعْنَةً، فَإِنَّمَا أَنَا مِنْ وَلَدِ آدَمَ أَغْضَبُ كَمَا يَغْضَبُونَ، وَإِنَّمَا بَعَثَنِي رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، فَاجْعَلْهَا صَلَاةً عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد مولى بني هاشم- فمن رجال البخاري. وصحابي الحديث المبهم: هو سلمان الفارسي. زائدة: هو ابن قدامة، ومنصور. هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخعي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 232 من طريق عَبيدة بن حميد، عن منصور، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (23709) من طريق شعبة، عن منصور، وبرقم (23708) من طريق الثوري، عن منصور والأعمش.
وسلف برقم (23703) من طريق الأعمش وحده.
(2)
إسناده صحيح إن صحَّ سماع عمرو بن أبي قرة من سلمان، فقد قال ابن المديني فيما نقله عنه ابن أبي حاتم في "المراسيل" (269): لم يلق سلمان إنما =
23707 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ تَحْتَ شَجَرَةٍ، وَأَخَذَ مِنْهَا غُصْنًا يَابِسًا، فَهَزَّهُ حَتَّى تَحَاتَّ وَرَقُهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا عُثْمَانَ، أَلَا تَسْأَلُنِي لِمَ أَفْعَلُ هَذَا؟ قُلْتُ: وَلِمَ تَفْعَلُهُ؟ فَقَالَ: هَكَذَا فَعَلَ بِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا مَعَهُ تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَأَخَذَ مِنْهَا غُصْنًا يَابِسًا فَهَزَّهُ حَتَّى تَحَاتَّ وَرَقُهُ، فَقَالَ:" يَا سَلْمَانُ: أَلَا تَسْأَلُنِي لِمَ أَفْعَلُ هَذَا؟ " قُلْتُ: وَلِمَ تَفْعَلُهُ؟ قَالَ: " إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ صَلَّى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، تَحَاتَّتْ خَطَايَاهُ كَمَا يَتَحَاتُّ هَذَا الْوَرَقُ. وَقَالَ: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114] "(1).
= أبوه لقي سلمان. قلنا: لكن ذهب الحافظ ابن حجر في "التقريب" إلى أنه تابعي مخضرم. معاوية بن عمرو: هو المَعْني الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة.
وأخرجه أبو داود (4659)، والطبراني في "الكبير"(6156) من طريق أحمد بن يونس، عن زائدة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (23721).
وله شاهد من حديث أبي هريرة سلف برقم (7311)، وانظر تتمة أحاديث الباب هناك.
(1)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان. أبو عثمان: هو النهدي عبد الرحمن بن ملٍّ.
وأخرجه بتمامه ومختصراً الطيالسي (652)، وأبو عبيد القاسم بن سلَّام في "الطهور"(11)، وابن أبي شيبة في "المصنف" 1/ 7 - 8، والدارمي (719)، =
23708 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ وَالْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: قَالَ لَهُ الْمُشْرِكُونَ: إِنَّا نَرَى صَاحِبَكُمْ يُعَلِّمُكُمْ حَتَّى يُعَلِّمَكُمُ الْخِرَاءَةَ! قَالَ: أَجَلْ، إِنَّهُ يَنْهَانَا
= والطبري في "التفسير" 12/ 133، والطبراني في "الكبير"(6151)، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 138 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6152) من طريق يونس بن عبيد، عن علي بن زيد، به.
وسيأتي برقم (23716) عن يزيد بن هارون عن علي بن زيد.
وفي الباب عن عثمان بن عفان سلف برقم (513)، وسنده حسن.
وانظر تتمة أحاديث الباب عند حديث أبي هريرة السالف برقم (8020).
وأخرج الطبراني في "الكبير"(6125)، و"الأوسط"(541 - مجمع البحرين) و"الصغير"(1153) من طريق أشعث بن أشعث السعداني، عن عمران القطان، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم ليصلِّي وخطاياه موضوعة على رأسه، فكلما سجد تحاتَّت عنه، فيفرغ حين يفرغ من صلاته وقد تحاتَّت خطاياه".
وأورده من هذا الطريق ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 124 ونقل عن أبيه أنه قال: هذا خطأ، إنما هو عن سلمان قوله، وأشعث مجهول لا يعرف. قلنا: أما أشعث فقد ذكره ابن حبان في "الثقات" 8/ 128 وقال: يغرب، وقال البزار كما في "لِسان الميزان": ليس به بأس. وفيه أيضاً عمران القطان وقد قال الدارقطني فيه: كان كثير المخالفة والوهم.
وأما الموقوف فقد رواه عبد الرزاق (144) من طريق سعيد بن جبير، وابن أبي شيبة 1/ 7 من طريق سلمة بن سبرة، كلاهما عن سلمان الفارسي موقوفاً عليه. لكن في إسناد عبد الرزاق أبان بن أبي عياش، وهو متروك.
أَنْ يَسْتَنْجِيَ أَحَدُنَا بِيَمِينِهِ، أَوْ يَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ، وَيَنْهَانَا عَنِ الرَّوْثِ وَالْعِظَامِ، وَقَالَ:" لَا يَسْتَنْجِي أَحَدُكُمْ بِدُونِ ثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ "(1).
23709 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: عَلَّمَكُمْ هَذَا كُلَّ شَيْءٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).
23710 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَدِيعَةَ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وكذا عبد الرحمن بن يزيد.
وأخرجه مسلم (262)، وابن ماجه (316)، والنسائي 1/ 44، والدارقطني في "السنن" 1/ 54، وابن حزم في "المحلى" 1/ 96، والبيهقي 1/ 112 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وقال الدارقطني: إسناده صحيح.
وأخرجه أبو عوانة (580) من طريق الفريابي، عن سفيان الثوري، عن منصور وحده، به.
وأخرجه أبو عوانة (581) من طريق أبي حذيفة، والطبراني في "الكبير"(6079)، والحازمي في "الاعتبار" ص 36 من طريق عبد الرزاق، كلاهما عن سفيان، عن الأعمش وحده، به.
وسلف من طريق الأعمش برقم (23703)، ومن طريق منصور برقم (23705).
(2)
إسناده صحيح. وانظر ما قبله.
وأخرجه الطيالسي (654) عن شعبة، بهذا الإسناد.
عَنْ سَلْمَانَ الْخَيْرِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيَتَطَهَّرُ بِمَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ، أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَرُوحُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ لِلْإِمَامِ إِذَا تَكَلَّمَ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن وديعة، فمن رجال البخاري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 152، والدارمي (1541)، والبخاري (883) و (910)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 369، وأبو حاتم الرازي في "العلل" 1/ 202، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 285، وابن حبان (2776)، والطبراني في "الكبير"(6190)، والبيهقي في "السنن" 2/ 464 و 3/ 232 و 242 - 243، وفي "معرفة السنن والآثار"(6653)، وفي "فضائل الأوقات"(267)، والبغوي في "شرح السنة"(1058)، والمزي في ترجمة عبد الله بن وديعة من "التهذيب" 16/ 264 من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (23725) عن أبي النضر، عن ابن أبي ذئب.
ورواه محمد بن عجلان فيما سلف برقم (21539) عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن عبد الله بن وديعة عن أبي ذر. وابن أبي ذئب أوثق وأحفظ، وانظر "العلل" للرازي 1/ 201 - 202.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6189) من طريق الضحاك بن عثمان، عن سعيد المقبري، عن عبد الله بن وديعة، به- لم يقل فيه: عن أبيه.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (659)، ومن طريقه ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 202 عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن عبيد الله بن عدي ابن الخيار، عن سلمان. =
23711 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ سَلْمَانُ بَكَى وَقَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَهِدَ إِلَيْنَا عَهْدًا، فَتَرَكْنَا مَا عَهِدَ إِلَيْنَا: أَنْ يَكُونَ بُلْغَةُ أَحَدِنَا مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ. قَالَ: ثُمَّ نَظَرْنَا فِيمَا تَرَكَ، فَإِذَا قِيمَةُ مَا تَرَكَ بِضْعَةٌ وَعِشْرُونَ دِرْهَمًا، أَوْ بِضْعَةٌ وَثَلَاثُونَ دِرْهَمًا (1).
= قال أبو حاتم في "العلل": أخطأ أبو داود. ثم ساق الحديث من طريق آدم وغير واحد، عن ابن أبي ذئب على الجادَّة كما تقدم.
وسيأتي الحديث بنحوه برقم (23718) و (23729) من طريق قرثع الضبي، عن سلمان.
وفي الباب عن أبي سعيد وأبي هريرة، سلف برقم (11768).
(1)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه مرسل، الحسن -وهو ابن أبي الحسن البصري- لا يعرف له سماع من سلمان، وقد توبع. منصور: هو ابن زاذان.
وهو عند الإمام أحمد بن حنبل في "الزهد" ص 28 - 29.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(10397) من طريق هشيم بن بشير، بهذا الإسناد.
وأخرجه وكيع في "الزهد"(67)، وعبد الرزاق (20632)، وابن سعد في "الطبقات" 4/ 91، وحسين المروزي في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (966)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 196 و 2/ 237، والبيهقي في "الشعب"(10394) من طرق عن الحسن البصري، به.
وأخرجه ابن ماجه (4104)، والطبراني في "الكبير"(6069)، وأبو نعيم 1/ 197 من طريق أنس بن مالك، عن سلمان.
وأخرجه ابن حبان (706)، والطبراني في الكبير" (6182)، وأبو نعيم 1/ 197 من طريق عامر بن عبد الله، عن سلمان. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه أحمد في "الزهد" ص 152، وابن سعد 4/ 90 - 91، وابن أبي شيبة 13/ 220، وهنَّاد في "الزهد"(566)، والحاكم 4/ 317، وأبو نعيم 1/ 195 - 196، والبيهقي في "الشعب"(10395) من طريق الأعمش، عن أبي سفيان طلحة بن نافع عن بعض أشياخه، عن سلمان.
وأخرجه أبو نعيم 1/ 195 من طريق جرير، عن الأعمش، عن أبي سفيان طلحة بن نافع، عن جابر، عن سلمان.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(10396) من طريق زائدة، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن سلمان- ليس بينهما أحد.
وأخرجه مختصراً ومطولاً ابن سعد 4/ 91، وابن أبي عاصم في "الزهد"(169)، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 78 - 79، والطبراني في "الكبير"(6160)، وأبو نعيم 1/ 196 - 197، والقضاعي في "مسند الشهاب"(728)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" ص 262 - 263 من طريق سعيد بن المسيب، عن سلمان.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد"(169)، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 78 - 79، والطبراني في "الكبير"(6160)، وأبو نعيم 1/ 196 و 2/ 237، والقضاعي (728) من طريق مورِّق العِجْلي، عن سلمان.
وأخرجه حسين المروزي في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (967) من طريق مورِّق العِجْلي، عن بعض أصحابه، عن سلمان.
وفي الباب عن خباب بن الأرت: أخرجه الحميدي (151)، وابن أبي عاصم في "الزهد"(170)، وأبو يعلى (7214)، والطبراني في "الكبير"(3695)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 360، والبيهقي في "الشعب"(10400) و (10401).
وعن عائشة: أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 8/ 76، والترمذي (1780)، والحاكم 4/ 312، والبيهقي في "الشعب"(6181) و (10398)، والبغوي في "شرح السنة"(3115). والبكري في "الأربعين" ص 92.
وانظر "مجمع الزوائد" 10/ 253 و 254.
23712 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي قُرَّةَ الْكِنْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: كُنْتُ مِنْ أَبْنَاءِ أَسَاوِرَةِ فَارِسَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ تَرْفَعُنِي أَرْضٌ، وَتَخْفِضُنِي أُخْرَى، حَتَّى مَرَرْتُ عَلَى قَوْمٍ مِنَ الْأَعْرَابِ فَاسْتَعْبَدُونِي فَبَاعُونِي حَتَّى اشْتَرَتْنِي امْرَأَةٌ، فَسَمِعْتُهُمْ يَذْكُرُونَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ الْعَيْشُ عَزِيزًا، فَقُلْتُ لَهَا: هَبِي لِي يَوْمًا، فَقَالَتْ: نَعَمْ. فَانْطَلَقْتُ فَاحْتَطَبْتُ حَطَبًا، فَبِعْتُهُ فَصَنَعْتُ طَعَامًا، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ:" مَا هَذَا؟ " فَقُلْتُ: صَدَقَةٌ. فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: " كُلُوا " وَلَمْ يَأْكُلْ، قُلْتُ: هَذِهِ مِنْ عَلَامَاتِهِ، ثُمَّ مَكَثْتُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ أَمْكُثَ، فَقُلْتُ لِمَوْلَاتِي: هَبِي لِي يَوْمًا. قَالَتْ: نَعَمْ. فَانْطَلَقْتُ فَاحْتَطَبْتُ حَطَبًا، فَبِعْتُهُ بِأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَصَنَعْتُ طَعَامًا، فَأَتَيْتُهُ بِهِ وَهُوَ جَالِسٌ بَيْنَ أَصْحَابِهِ، فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ:" مَا هَذَا؟ " قُلْتُ: هَدِيَّةٌ. فَوَضَعَ يَدَهُ، وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ:" خُذُوا بِاسْمِ اللهِ "، وَقُمْتُ خَلْفَهُ، فَوَضَعَ رِدَاءَهُ فَإِذَا خَاتَمُ النُّبُوَّةِ، فَقُلْتُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ. فَقَالَ: " وَمَا ذَاكَ؟ " فَحَدَّثْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ، وَقُلْتُ: أَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَنَّكَ نَبِيٌّ؟ فَقَالَ:" لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ أَخْبَرَنِي أَنَّكَ نَبِيٌّ، أَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ:" لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ "(1).
(1) إسناده محتمل للتحسين، أبو قرة الكندي لم يرو عنه غير أبي إسحاق، وذكره ابن حبان في "ثقات" التابعين 5/ 587، وسمَّاه الهيثمي، وتبعه أبو زرعة =
23713 -
حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ
= العراقي: سلمة بن معاوية، قال الحافظ ابن حجر في "التعجيل" (406): ولم يذكره الحسيني (يعني مسمًّى) فأجاد؛ فإنه لم يقع مسمًّى في "المسند"، وأبو قرة الذي يسمى سلمة بن معاوية هو آخَرُ، وأما الراوي عن سلمان فلا يعرف اسمه، وقد ذكره أبو أحمد الحاكم فيمن لا يُعرف اسمه. قلنا: وقال ابن سعد في "الطبقات"، 6/ 148: كان قاضياً بالكوفة، واسمه فلان بن سلمة، روى عن عمر بن الخطاب وسلمان وحذيفة بن اليمان، وكان معروفاً قليل الحديث. وذكره وكيع محمد بن خلف في قضاة الكوفة من كتابه "أخبار القضاة" 2/ 187. وباقي رجال الإسناد ثقات. أبو كامل، هو مظفَّر بن مُدرِك، وأبو إسحاق: اسمه عمرو بن عبد الله بن عبيد السَّبِيعي.
وأخرجه مختصراً ومطولاً ابن سعد في "الطبقات" 4/ 81، وابن أبي شيبة 6/ 556، و 14/ 321 - 322، ووكيع في "أخبار القضاة" 2/ 187، وابن حبان (7124)، والطبراني في "الكبير"(6155)، والحاكم 4/ 108، والبيهقي في "السنن" 6/ 98 - 100، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 1/ 513 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وصحَّح الحاكم إسناده.
وسيأتي مختصراً برقم (23723) من طريق زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق.
وسيأتي مطولاً برقم (23737) من طريق ابن عباس عن سلمان.
وانظر ما سلف برقم (23704).
ولقوله صلى الله عليه وسلم فيه: "لن يدخل الجنة إلا نفس مسلمة"، انظر حديث جابر السالف برقم (14763)، وحديث بشر بن سحيم السالف أيضاً برقم (15428).
والأساورة: جمع إسوار بكسر الهمزة، وهو قائد العَجَم كالأمير في العرب. قاله الفيُّومي في "المصباح المنير".
عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَالَ الْمُشْرِكُونَ: إِنَّ هَذَا لَيُعَلِّمُكَ حَتَّى إِنَّهُ لَيُعَلِّمُكُمُ الْخِرَاءَةَ! قَالَ: قُلْتُ: لَئِنْ قُلْتُمْ ذَاكَ، لَقَدْ نَهَانَا أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ أَوْ نَسْتَدْبِرَهَا، أَوْ نَسْتَنْجِيَ بِأَيْمَانِنَا، أَوْ يَكْتَفِيَ أَحَدُنَا بِدُونِ ثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ، أَوْ يَسْتَنْجِيَ أَحَدُنَا بِرَجِيعٍ أَوْ عَظْمٍ (1).
23714 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: إِنَّ اللهَ لَيَسْتَحِي أَنْ يَبْسُطَ الْعَبْدُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ يَسْأَلُهُ فِيهِمِا خَيْرًا، فَيَرُدَّهُمَا خَائِبَتَيْنِ (2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن فضيل: اسمه محمد، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعي.
وأخرجه ابن الجارود (29)، وأبو عوانة (579) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.
وانظر (23703).
(2)
إسناده صحيح، وهو هنا موقوف إلا أنه قد روي أيضاً مرفوعاً كما سيأتي. يزيد: هو ابن هارون، وسليمان التيمي: هو ابن طَرْخان، وأبو عثمان: هو النهدي عبد الرحمن بن ملٍّ.
وأخرجه الحاكم 1/ 497، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 484 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وصحَّح الحاكم إسناده على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أحمد في "الزهد" ص 151 من طريق يحيى بن سعيد، وابن أبي شيبة في "المصنف" 1/ 3400 و 13/ 339 عن معاذ بن معاذ، كلاهما عن سليمان التيمي، به.
وأخرجه وكيع في "الزهد"(504)، وهنّاد في "الزهد"(1361) من طريق يزيد بن أبي صالح، عن أبي عثمان النهدي، به. =
23715 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا رَجُلٌ فِي مَجْلِسِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عُثْمَانَ يُحَدِّثُ بِهَذَا عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِهِ (1).
قَالَ يَزِيدُ: سَمُّوهُ لِي، قَالُوا: هُوَ جَعْفَرُ بْنُ مَيْمُونٍ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: يَعْنِي جَعْفَرَ صَاحِبَ الْأَنْمَاطِ.
= وأخرجه مرفوعاً ابن حبان (880)، والطبراني في "الكبير"(6130)، وفي "الدعاء"(202)، والحاكم 1/ 535، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1110)، والبيهقي في "الدعوات الكبير"(181) من طريق محمد بن الزبرقان، عن سليمان التيمي، به وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه مرفوعاً أيضاً الخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 317، والبغوي في "شرح السنة"(1385) من طريق أبي المعلى يحيى بن ميمون، عن أبي عثمان النهدي، به.
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 90 - 91 من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت وحميد وسعيد الجريري، عن أبي عثمان، عن سلمان أنه قال: أجد في التوراة: إن الله حيى كريم يستحيي أن يرد يدين خائبتين سئل بهما خيراً. وهذا اللفظ تفرد به حماد بن سلمة.
وفي الباب عن أنس من طريقين عنه فيهما مقال، عند عبد الرزاق (3250) و (19648)، والحاكم 1/ 497 - 498، والبغوي في "شرح السنة"(1386).
وعن جابر عند أبي يعلى (1867)، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2613 وسنده ضعيف.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، الرجل المبهم الذي روى عنه يزيد بن هارون هو جعفر بن ميمون كما سيذكر هو نفسه بإثر الحديث، وجعفر بن ميمون هذا يعتبر به، وهو متابع، وجوَّد إسناده الحافظ ابن حجر في "الفتح" 11/ 143. =
23716 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ سَلْمَانَ تَحْتَ شَجَرَةٍ فَأَخَذَ غُصْنًا مِنْهَا فَنَفَضَهُ، فَتَسَاقَطَ وَرَقُهُ، فَقَالَ: أَلَا تَسْأَلُونِي عَمَّا صَنَعْتُ؟ فَقُلْنَا: أَخْبِرْنَا. فَقَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ، فَأَخَذَ غُصْنًا مِنْهَا فَنَفَضَهُ فَتَسَاقَطَ وَرَقُهُ، فَقَالَ:" أَلَا تَسْأَلُونِي عَمَّا صَنَعْتُ؟ " فَقُلْنَا: أَخْبِرْنَا يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: " إِنَّ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، تَحَاتَّتْ عَنْهُ خَطَايَاهُ كَمَا تَحَاتَّ وَرَقُ هَذِهِ الشَّجَرَةِ "(1).
= وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" 2/ 211 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 1/ 497، والبيهقي في "السنن" 2/ 211، وفي "الأسماء والصفات"(1014)، وفي "الدعوات الكبير"(180) من طريق يزيد بن هارون، به.
وأخرجه أبو داود (1488)، وابن ماجه (3865)، والترمذي (3556)، وابن حبان (876)، والطبراني في "الكبير"(6148)، وفي "الدعاء"(203)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 562، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1111)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 90، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 235 - 236 من طرق عن جعفر بن ميمون، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ورواه بعضهم ولم يرفعه.
وانظر ما قبله.
(1)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان.
وقد سلف برقم (23707).
23717 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْفُرَاتِ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ مَوْلَى زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ الْعَبْدِيِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، فَرَأَى رَجُلًا قَدْ أَحْدَثَ، وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَنْزِعَ خُفَّيْهِ، فَأَمَرَهُ سَلْمَانُ أَنْ يَمْسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ وَعَلَى عِمَامَتِهِ وَيَمْسَحَ بِنَاصِيَتِهِ، وَقَالَ سَلْمَانُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ عَلَى خُفَّيْهِ وَعَلَى خِمَارِهِ (1).
(1) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي شريح، وأبي مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، ومحمد بن زيد: هو ابن علي العبدي البصري قاضي مرو.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (656)، وابن أبي شيبة 1/ 22 - 23 و 178 و 14/ 163، والترمذي في "العلل" 1/ 181 - 182، وابن ماجه (563)، وابن حبان (1344) و (1345)، والطبراني (6164) و (6165) و (6166)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 96 من طرق عن داود بن أبي الفرات، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: سألت محمداً عن هذا الحديث قلت: أبو شريح ما اسمه؟ قال: لا أدري، لا أعرف اسمه، ولا أعرف اسم أبي مسلم مولى زيد بن صوحان، ولا أعرف له غير هذا الحديث. ورواه عبد السلام بن حرب، عن سعيد، عن قتادة، وقَلَبه فقال: عن أبي مسلم عن أبي شريح.
قلنا: لكن أخرجه الطبراني في "الكبير"(6167) من طريق عبد السلام بن حرب، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي شريح، عن أبي مسلم، عن سلمان: أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح على الخُفَّين والخمار، على الصواب دون قلبٍ، فلعله تصرُّف من محققه، والله تعالى أعلم.
وسيأتي الحديث برقم (23724). =
23718 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ قَرْثَعٍ الضَّبِّيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " أَتَدْرِي مَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ؟ " قُلْتُ: هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي جَمَعَ اللهُ فِيهِ أَبَاكُمْ. قَالَ: " لَكِنِّي أَدْرِي مَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ، لَا يَتَطَهَّرُ الرَّجُلُ فَيُحْسِنُ طُهُورَهُ، ثُمَّ يَأْتِي الْجُمُعَةَ، فَيُنْصِتُ حَتَّى يَقْضِيَ الْإِمَامُ صَلَاتَهُ، إِلَّا كَانَ كَفَّارَةً لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ مَا اجْتُنِبَتِ (1) الْمَقْتَلَةُ "(2).
= ويشهد للمرفوع منه حديث المغيرة بن شعبة عند مسلم (274)(81)، وقد سلف برقم (18134) و (18234).
ويشهد له أيضاً حديث عمرو بن أمية الضمري السالف برقم (17245) و (17616)، وهو في "صحيح البخاري"(205)، لكن ذكرنا هناك أن ذكر العمامة فيه تفرد به الأوزاعي.
وحديث بلال عند مسلم أيضاً (275)، وسيأتي برقم (23884).
والخِمار هنا: هو العمامة، لأنها تخمِّر الرأس، أي: تغطيه.
(1)
في (ظ 5): ما اجتنب.
(2)
حديث صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح غير قرثع الضبي، فقد روى له أبو داود والترمذي في "الشمائل" والنسائي وابن ماجه، وهو حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وسيأتي برقم (23729) من طريق أبي عوانة عن مغيرة، فزاد فيه بين إبراهيم وقرثع علقمةَ.
مغيرة: هو ابن مقسم الضبي، وأبو معشر: هو زياد بن كليب، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير"(6092) من طريق الأعمش، عن إبراهيم، بهذا الإسناد. =
23719 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (1)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قِيلَ لِسَلْمَانَ: قَدْ عَلَّمَكُمْ نَبِيُّكُمْ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى الْخِرَاءَةِ! قَالَ: أَجَلْ، نَهَانَا أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ بِغَائِطٍ أَوْ بِبَوْلٍ، أَوْ أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِالْيَمِينِ، أَوْ أَنْ يَسْتَنْجِيَ أَحَدُنَا بِأَقَلَّ مِنْ ثَلَاثِ أَحْجَارٍ، أَوْ أَنْ يَسْتَنْجِيَ بِرَجِيعٍ أَوْ بِعَظْمٍ (2).
23720 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ اللهَ خَلَقَ مِئَةَ رَحْمَةٍ
= وانظر ما سلف برقم (23710).
ويشهد لخلق آدم يوم الجمعة حديث أبي هريرة السالف برقم (9207).
وفي الباب الجمعة إلى الجمعة كفارة إذا اجتنبت الكبائر عن أبي هريرة أيضاً، وقد سلف برقم (10285).
والمقتلة: أراد الكبائر.
(1)
في (م): ابن إبراهيم، وهو خطأ.
(2)
إسناده صحيح. أبو معاوية: اسمه محمد بن خازم الضرير، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 150 و 152 و 155 - 156، ومسلم (262)، وأبو داود (7)، والترمذي (16)، والنسائي 1/ 38 - 39، وابن الجارود (29)، والطبراني في "الكبير"(6082)، والدارقطني 1/ 54، وابن حزم في "المحلَّى" 1/ 96، والبيهقي في "السنن" 1/ 92 و 102، وفي "معرفة السنن والآثار"(870) من طريق أبي معاوية الضرير، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وانظر (23703).
فَمِنْهَا رَحْمَةٌ يَتَرَاحَمُ بِهَا الْخَلْقُ، وَبِهَا (1) تَعْطِفُ الْوُحُوشُ عَلَى أَوْلَادِهَا، وَأَخَّرَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (2).
(1) في (م) و (ظ 2) و (ق): فيها.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن طَرْخان التيمي، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن ملٍّ.
وأخرجه مسلم (2753)(20)، وابن أبي الدنيا في "حسن الظن بالله"(5)، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 5/ 564، والبيهقي في "الشعب"(1038)، وفي "الأسماء والصفات" ص 496 من طريق معاذ بن معاذ، عن سليمان بن طرخان التيمي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2753)(20)، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 5/ 564، والطبراني في "الكبير"(6126) من طرق عن المعتمر بن سليمان، عن أبيه سليمان، به، مرفوعاً.
وخالفهم حسين المروزي فرواه كما في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (1020) و (1087) عن المعتمر، عن سليمان، به موقوفاً. وهذا لا يُعِلُّ المرفوع، فإن مثله لا يقال من قبيل الرأي.
وأخرجه موقوفاً أيضاً حسين المروزي (1036) عن محمد بن أبي عدي، عن سليمان التيمي، به.
وأخرجه هناد في "الزهد"(1319)، ومسلم (2753)(21)، ويحيى بن صاعد في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (1038)، وابن حبان (6146)، والطبراني في "الكبير"(6144) من طريق أبي معاوية الضرير، والحاكم 4/ 247 من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن داود بن أبي هند، عن أبي عثمان النهدي، به مرفوعاً.
وخالفهما عبد الرحيم بن سليمان عند ابن أبي شيبة 13/ 182، ومحمد بن أبي عدي عند حسين المروزي في زياداته على "الزهد"(1037)، والطبري في =
23721 -
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، أَخْبَرَنِي مِسْعَرٌ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي قُرَّةَ الْكِنْدِيِّ قَالَ: عَرَضَ أَبِي عَلَى سَلْمَانَ أُخْتَهُ فَأَبَى، وَتَزَوَّجَ مَوْلَاةً لَهُ يُقَالُ لَهَا: بُقَيْرَةُ، قَالَ: فَبَلَغَ أَبَا قُرَّةَ أَنَّهُ كَانَ بَيْنَ سَلْمَانَ وَحُذَيْفَةَ شَيْءٌ، فَأَتَاهُ يَطْلُبُهُ، فَأُخْبِرَ أَنَّهُ فِي مَبْقَلَةٍ لَهُ، فَتَوَجَّهَ إِلَيْهِ فَلَقِيَهُ مَعَهُ زَبِيلٌ فِيهِ بَقْلٌ، قَدْ أَدْخَلَ عَصَاهُ فِي عُرْوَةِ الزَّبِيلِ، وَهُوَ عَلَى عَاتِقِهِ، قَالَ: أَبَا عَبْدِ اللهِ، مَا كَانَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ حُذَيْفَةَ؟ قَالَ: يَقُولُ سَلْمَانُ: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا} [الإسراء: 11] فَانْطَلَقَا حَتَّى أَتَيَا دَارَ سَلْمَانَ، فَدَخَلَ سَلْمَانُ الدَّارَ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. ثُمَّ أَذِنَ فَإِذَا نَمَطٌ مَوْضُوعٌ عَلَى بَابٍ وَعِنْدَ رَأْسِهِ لَبِنَاتٌ، وَإِذَا قُرْطَانِ، فَقَالَ: اجْلِسْ عَلَى فِرَاشِ مَوْلَاتِكَ الَّذِي تُمَهِّدُ لِنَفْسِهَا. قَالَ: ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُهُ قَالَ: إِنَّ حُذَيْفَةَ كَانَ يُحَدِّثُ بِأَشْيَاءَ يَقُولُهَا رَسُولُ اللهِ
= "التفسير" 7/ 155، وعبد الوهاب بن عبد المجيد عند الطبري 7/ 155، ثلاثتهم عن داود بن أبي هند، عن أبي عثمان النهدي، به موقوفاً.
وأخرجه بنحوه موقوفاً أيضاً ابن المبارك في "الزهد"(894) عن سعيد الجريري، ووكيع في "الزهد"(503) عن أبي حبيب البصري، وعبد الرزاق في "التفسير" 1/ 203 - 204، والطبري في "التفسير" 7/ 155 من طريق عاصم بن سليمان، ثلاثتهم عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان.
وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (8415)، وهو في "الصحيحين".
وحديث أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11530).
وعن جندب البجلي، سلف برقم (17899).
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَضَبِهِ لِأَقْوَامٍ، فَأُسْأَلُ عَنْهَا فَأَقُولُ: حُذَيْفَةُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُ، وَأَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ ضَغَائِنُ بَيْنَ أَقْوَامٍ، فَأُتِيَ حُذَيْفَةُ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ سَلْمَانَ لَا يُصَدِّقُكَ وَلَا يُكَذِّبُكَ بِمَا تَقُولُ. فَجَاءَنِي حُذَيْفَةُ فَقَالَ: يَا سَلْمَانُ ابْنَ أُمِّ سَلْمَانَ! قُلْتُ: يَا حُذَيْفَةُ ابْنَ أُمِّ حُذَيْفَةَ، لَتَنْتَهِيَنَّ أَوْ لَأَكْتُبَنَّ إِلَى عُمَرَ. فَلَمَّا خَوَّفْتُهُ بِعُمَرَ تَرَكَنِي، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مِنْ وَلَدِ آدَمَ أَنَا، فَأَيُّمَا عَبْدٍ مُؤْمِنٍ لَعَنْتُهُ لَعْنَةً أَوْ سَبَبْتُهُ سَبَّةً فِي غَيْرِ كُنْهِهِ، فَاجْعَلْهَا عَلَيْهِ صَلَاةً "(1).
23722 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَلْمَانُ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِطَعَامٍ وَأَنَا مَمْلُوكٌ فَقُلْتُ: هَذِهِ صَدَقَةٌ. فَأَمَرَ أَصْحَابَهُ فَأَكَلُوا وَلَمْ يَأْكُلْ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ بِطَعَامٍ فَقُلْتُ: هَذِهِ هَدِيَّةٌ أَهْدَيْتُهَا لَكَ، أُكْرِمُكَ بِهَا، فَإِنِّي رَأَيْتُكَ لَا تَأْكُلُ الصَّدَقَةَ. فَأَمَرَ أَصْحَابَهُ فَأَكَلُوا وَأَكَلَ مَعَهُمْ (2).
(1) إسناده صحيح إن صحَّ سماع عمرو بن أبي قرة من سلمان كما سلف التنبيه عليه عند الرواية السالفة برقم (23706). وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(234)، والطبراني في "الكبير"(6157) من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق قد صرح بالتحديث فيما سيأتي برقم (23737)، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 8 من طريق عبد الله بن إدريس، =
23723 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَي أَبِي، عَنْ أَبِي (1) إِسْحَاقَ، عَنْ آلِ أَبِي قُرَّةَ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: كُنْتُ اسْتَأْذَنْتُ مَوْلَاتِي فِي ذَلِكَ، فَطَيَّبَتْ لِي فَاحْتَطَبْتُ حَطَبًا فَبِعْتُهُ، فَاشْتَرَيْتُ ذَلِكَ الطَّعَامَ (2).
23724 -
حَدَّثَنَا أَبُو (3) عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ وَعَفَّانُ، قَالَا حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ مَوْلَى زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ الْعَبْدِيِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ فَرَأَى رَجُلًا قَدْ أَحْدَثَ، وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَنْزِعَ خُفَّيْهِ لِلْوُضُوءِ، فَأَمَرَهُ سَلْمَانُ أَنْ يَمْسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ وَعَلَى عِمَامَتِهِ وَيَمْسَحَ بِنَاصِيَتِهِ، وَقَالَ سَلْمَانُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
= والطبراني (6066) من طريق إبراهيم بن سعد، والحاكم 2/ 16 من طريق يعقوب أبي يوسف القاضي، ثلاثتهم عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وسيأتي ضمن قصة إسلام سلمان الطويلة برقم (23737) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن ابن إسحاق.
وانظر ما سلف برقم (23704).
(1)
لفظة "أبي" تحرفت في (م) والنسخ الخطية إلى: ابن، والتصويب من "جامع المسانيد" لابن كثير، و"أطراف المسند" لابن حجر، ثم إن زكريا بن أبي زائدة يروي عن أبي إسحاق لا ابن إسحاق.
(2)
إسناده محتمل للتحسين، وقد سلف نحوه بأطول مما هنا برقم (23712) من رواية إسرائيل عن جده أبي إسحاق عن أبي قرَّة الكندي، فرواية أبي إسحاق عن آل أبي قرة في هذا الحديث إنما هي عن أبي قرَّة نفسه.
(3)
لفظة "أبو" سقطت من (م) و (ظ 2).
مَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ وَعَلَى خِمَارِهِ (1).
23725 -
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَدِيعَةَ، عَنْ سَلْمَانَ الْخَيْرِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَغْتَسِلُ الرَّجُلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيَتَطَهَّرُ بِمَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، ثُمَّ يَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ، أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَرُوحُ، فَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الْإِمَامُ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى "(2)،
23726 -
حَدَّثَنَا الزُّبَيْرِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ: أَنَّهُ انْتَهَى إِلَى حِصْنٍ أَوْ مَدِينَةٍ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: دَعُونِي أَدْعُوهُمْ كَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُوهُمْ، فَقَالَ: إِنَّمَا كُنْتُ رَجُلًا مِنْكُمْ، فَهَدَانِي اللهُ لِلْإِسْلَامِ، فَإِنْ أَسْلَمْتُمْ فَلَكُمْ مَا لَنَا وَعَلَيْكُمْ مَا عَلَيْنَا، وَإِنْ أَنْتُمْ أَبَيْتُمْ، فَأَدُّوا الْجِزْيَةَ وَأَنْتُمْ صَاغِرُونَ، فَإِنْ أَبَيْتُمْ نَابَذْنَاكُمْ عَلَى سَوَاءٍ، إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ. يَفْعَلُ
(1) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي شريح وأبي مسلم. أبو عبد الرحمن المقرئ: هو عبد الله بن يزيد المكي.
وانظر (23717).
(2)
إسناده صحيح على شرط البخاري. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
وانظر (23710).
ذَلِكَ بِهِمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الرَّابِعُ غَدَا النَّاسُ إِلَيْهَا فَفَتَحُوهَا (1).
23727 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا الْخُزَاعِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الْخَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَهُ وَهُوَ يُحَدِّثُ شُرَحْبِيلَ بْنَ السِّمْطِ، وَهُوَ مُرَابِطٌ عَلَى السَّاحِلِ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ رَابَطَ يَوْمًا أَوْ لَيْلَةً كَانَ لَهُ كَصِيَامِ شَهْرٍ لِلْقَاعِدِ، وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللهِ، أَجْرَى اللهُ لَهُ أَجْرَهُ الَّذِي (2) كَانَ يَعْمَلُ: أَجْرَ صَلَاتِهِ وَصِيَامِهِ وَنَفَقَتِهِ، وَوُقِيَ مِنْ فَتَّانِ الْقَبْرِ، وَأَمِنَ مِنَ
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه بين أبي البَخْتري -واسمه سعيد بن فيروز- وبين سلمان، وعطاء بن السائب كان قد اختلط.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(2470) عن جرير بن عبد الحميد، وابن أبي شيبة 12/ 237 و 361 عن محمد بن فضيل، والترمذي (1548) من طريق أبي عوانة، ثلاثتهم عن عطاء بن السائب، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: حديث سلمان حديث حسن، لا نعرفه إلا من حديث عطاء بن السائب. سمعت محمداً (يعني البخاري) يقول: أبو البَخْتري لم يدرك سلمان، لأنه لم يدرك علياً، وسلمان مات قبل عليّ.
وسيأتي برقم (23734)(23739).
وانظر في هذا الباب حديث بريدة السالف برقم (22978).
(2)
في (م) و (ق) و (ظ 5): والذي، والواو في (ظ 5) مقحمة ولم ترد في (ظ 2)، وعلى إثبات الواو فالمعنى: أن الله يجري له أجر الرباط وأجر أعماله الأخرى من صلاة وغيرها.
الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ " (1).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل عبد الله بن لهيعة، ولكنه لم ينفرد به. ابن أبي جعفر: اسمه عُبَيد الله، وابن أبي زكريا: اسمه عَبْد الله، وروايته عن سلمان مرسلة؛ بينهما فيه رجل كما سيأتي برقم (23735). وقوله فيه هنا "أنه سمعه" من سوء حفظ ابن لهيعة.
وأخرجه الطبراني (6179) من طريق عبد الله بن الوليد مولى المغيرة، عن ابن أبي زكريا، يحدث عن شرحبيل بن السمط: أنه رأى سلمان
…
وأخرجه سعيد بن منصور (2409)، والترمذي (1665) من طريق محمد بن المنكدر، قال: مرَّ سلمان الفارسي بشرحبيل بن السمط
…
فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث حسن. ثم قال: وحديث سلمان إسناده ليس بمتصل، محمد بن المنكدر لم يدرك سلمان الفارسي.
وأخرجه عبد الرزاق (9618)، وابن أبي شيبة 5/ 327، من طريق هشام بن الغاز، عن مكحول، عن سلمان. ومكحول عن سلمان مرسل.
وأخرجه عبد الرزاق (9617) عن محمد بن راشد، عن مكحول، قال: مرَّ سلمان الفارسي بشرحبيل
…
فذكره.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(304) من طريق أبي الأشعث، عن أبي عثمان الصنعاني قال: قدم علينا سلمان ونحن مع شرحبيل بن السمط، فذكره.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(311)، والطبراني في الكبير، (6064)، وفي "الأوسط"(4061) من طريق عبادة بن نُسَي، عن كعب بن عُجْرة: أنه مَرَّ بسلمان وهو مرابط
…
فذكره.
جاء عند الطبراني في "الكبير": أن سلمان مر به وهو مرابط ..
وأخرجه الخطيب 14/ 43 من طريق عبادة بن نسي قال: مَرَّ سلمان بكعب بن عجرة
…
فذكره. وقرن بعبادة مكحولاً.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(302) من طريق القاسم أبي عبد الرحمن قال: زارنا سلمان الفارسي
…
فذكر نحوه في سياق قصة. =
23728 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ ابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا الْخُزَاعِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ فِي سَبِيلِ اللهِ كَصِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، إِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ أَجْرُ الْمُرَابِطِ حَتَّى يُبْعَثَ، وَيُؤْمَنَ الْفَتَّانَ "(1).
= وأخرجه عبد الرزاق (9620) من طريق مصعب بن محمد: أن سلمان الفارسي مَرَّ بالسمط بن ثابت وهو في مرابط
…
فذكره.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 337 من طريق السميط بن عبد الله، عن سلمان، بنحوه مطولاً.
وأخرجه البزار (2517)، والطبراني (6077) من طريق عبيدة بن سفيان، عن أبي الجعد الضمري، عن سلمان، مختصراً.
وسيأتي بالأرقام (23728)(23735)(23736).
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6653).
وعن أبي هريرة، سلف برقم (9245).
وعن عقبة بن عامر، سلف برقم (17359)، وذكرنا أحاديث الباب هناك.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، جميل بن أبي ميمونة في عداد المجهولين؛ روى عنه اثنان وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/ 146، وأبو زكريا الخزاعي -واسمه إياس بن زيد أو يزيد- هو والد عبد الله بن أبي زكريا الذي جاء الحديث من طريقه في الرواية السابقة، وأبو زكريا هذا روى عنه ثلاثة، وقد أدرك عمر بن الخطاب، وأثنى عليه عمر فَنَعتَه بالرجل الصالح كما في ترجمته من "تاريخ دمشق" لابن عساكر 3/ ورقة 220 - 221، ووقع في "تاريخ البخاري" 2/ 216، و"الجرح والتعديل" 2/ 519، و"ثقات" ابن حبان 6/ 146 أن الذي روى عنه جميل بن أبي ميمونة هو ابن أبي زكريا، والله أعلم. وابن إسحاق قد صرح بالتحديث عند ابن عساكر، فانتفت شبهة تدليسه.
معاوية بن عمرو: هو الأزدي المَعْني، وأبو إسحاق: هو الفَزَاري إبراهيم بن محمد بن الحارث، وزائدة: هو ابن قدامة. =
23729 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ قَرْثَعٍ الضَّبِّيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَتَدْرِي مَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ؟ "(1 قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. ثُمَّ قَالَ: " أَتَدْرِي مَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ؟ "1) قُلْتُ نَعَمْ - قَالَ: لَا أَدْرِي زَعَمَ سَأَلَهُ الرَّابِعَةَ أَمْ لَا - قَالَ: قُلْتُ: هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي جُمِعَ فِيهِ أَبُوهُ أَوْ أَبُوكُمْ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَلَا أُحَدِّثُكَ عَنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ؟ لَا يَتَطَهَّرُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ ثُمَّ يَمْشِي إِلَى الْمَسْجِدِ، ثُمَّ يُنْصِتُ حَتَّى يَقْضِيَ الْإِمَامُ صَلَاتَهُ إِلَّا كَانَ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الَّتِي بَعْدَهَا مَا اجْتُنِبَتِ (2) الْمَقْتَلَةُ "(3).
= وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 216، والبزار في "مسنده"(2527) و (2628)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 3/ ورقة 220 من طرق عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد، وجاء في رواية البزار:"جميل بن أبي ميمونة، عن الخزاعي" ولم يسمِّه.
(1 - 1) سقط من (م).
(2)
في (ظ 5): ما اجتنب.
(3)
حديث صحيح، وقد سلف برقم (23718) بإسقاط علقمة -وهو ابن قيس- من إسناده.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(1665) و (1725)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 164، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/ 48 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 320 - 321، والنسائي (1665) و (1725)، والطحاوي 1/ 368، والطبراني في "الكبير"(6089) من طرق عن أبي عوانة، به. =
23730 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: كَاتَبْتُ أَهْلِي عَلَى أَنْ أَغْرِسَ لَهُمْ خَمْسَ مِئَةِ فَسِيلَةٍ، فَإِذَا عَلِقَتْ فَأَنَا حُرٌّ. قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ قَالَ:" اغْرِسْ وَاشْتَرِطْ لَهُمْ، فَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَغْرِسَ فَآذِنِّي ". قَالَ: فَآذَنْتُهُ، قَالَ: فَجَاءَ، فَجَعَلَ يَغْرِسُ بِيَدِهِ إِلَّا وَاحِدَةً غَرَسْتُهَا بِيَدَيَّ، فَعَلِقْنَ إِلَّا الْوَاحِدَةَ (1).
= وأخرجه الطحاوي 1/ 368، من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن أبي عوانة، به ليس فيه أبو معشر.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6090)، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/ 48 من طريق أبي كدينة، عن مغيرة، ليس فيه أبو معشر.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 104، وفي "الكبرى"(1664) و (1724)، وابن خزيمة (1732)، والطبراني في "الكبير"(6091)، والحاكم 1/ 277 من طريق جرير، عن منصور، عن أبي معشر، به. وصحح الحاكم إسناده.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جُدْعان- لكنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن ملٍّ.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 81، والحاكم 2/ 217 - 218، وعنه البيهقي في "السنن" 10/ 321 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وقُرِن بعلي بن زيد عند الحاكم وعنه البيهقي عاصم بن سليمان الأحول، وهو ثقة من رجال الشيخين.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح من حديث عاصم بن سليمان الأحول.
وسيأتي مطولاً برقم (23737) من طريق ابن إسحاق عن عاصم بن عمر عن محمود بن لبيد، عن ابن عباس، عن سلمان. وفي حديثه أن سلمان كاتب على ثلاث مئة نخلة لا خمس مئة، وزاد على الثلاث مئةٍ أربعين أُوقية. =
23731 -
حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: ذَكَرَهُ قَابُوسُ بْنُ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا سَلْمَانُ لَا تُبْغِضْنِي فَتُفَارِقَ دِينَكَ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ أُبْغِضُكَ وَبِكَ هَدَانَا اللهُ؟! قَالَ:" تُبْغِضُ الْعَرَبَ فَتُبْغِضُنِي "(1).
23732 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ، عَنْ زَاذَانَ
= وانظر حديث بريدة السالف برقم (22997)، وفيه: أن عمر هو الذي غرس الفسيلة التي لم تَعلَق.
(1)
إسناده ضعيف لضعف قابوس بن أبي ظبيان، ولانقطاعه بين أبي ظبيان -واسمه حصين بن جندب- وبين سلمان الفارسي.
وأخرجه الطيالسي (658)، والترمذي (3927)، والبزار في "مسنده"(2513)، والطبراني (6093) و (6094)، والحاكم 4/ 86، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 56 و 99، والبيهقي في "شعب الإيمان"(1607)، والخطيب في "تاريخه" 9/ 247 - 248 و 248 من طريق أبي بدر شجاع بن الوليد، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث أبي بدر شجاع بن الوليد. سمعت محمد بن إسماعيل يقول: أبو ظبيان لم يدرك سلمان، مات سلمان قبل عليّ. قلنا: وتحسين الترمذي له غريب.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي، بقوله: قابوس تُكلِّم فيه.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/ 270 من طريق خالد بن عبد الرحمن، عن مسعر، عن أبي هاشم الرمَّاني، عن زاذان، عن سلمان.
وهذا إسناد تالف، خالد بن عبد الرحمن -وهو ابن خالد بن سلمة المخزومي المكي- ذاهب الحديث، ورماه عمرو بن علي الفلَّاس بالوضع.
عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَرَأْتُ فِي التَّوْرَاةِ: بَرَكَةُ الطَّعَامِ الْوُضُوءُ بَعْدَهُ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَرَأْتُ فِي التَّوْرَاةِ، فَقَالَ:" بَرَكَةُ الطَّعَامِ الْوُضُوءُ قَبْلَهُ وَالْوُضُوءُ بَعْدَهُ "(1).
23733 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَابُورَ رَجُلٌ مَنْ بَنِي أَسَدٍ، عَنْ شَقِيقٍ أَوْ نَحْوِهِ - شَكَّ قَيْسٌ -: أَنَّ سَلْمَانَ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَدَعَا لَهُ بِمَا كَانَ عِنْدَهُ، فَقَالَ: لَوْلَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا - أَوْ لَوْلَا أَنَّا نُهِينَا - أَنْ يَتَكَلَّفَ أَحَدُنَا لِصَاحِبِهِ لَتَكَلَّفْنَا لَكَ (2).
(1) إسناده ضعيف من أجل قيس بن الربيع، أبو هاشم: هو الرُّمَّاني الواسطي، وزاذان: هو أبو عبد الله الكندي مولاهم الكوفي.
وأخرجه الطيالسي (655)، وأبو داود (3761)، والترمذي في "السنن"(1846)، وفي "الشمائل"(188)، والبزار (2519) و (2520)، والطبراني (6096)، وابن عدي 6/ 2068، والحاكم 3/ 106، و 4/ 106 - 107، وتمام الرازي في "فوائده"(963) و (964)، والبيهقي في "السنن" 7/ 275 - 276، وفي "الشعب"(5804)، وفي "الآداب"(486)، والبغوي في "شرح السنة"(2833) و (2834) من طرق عن قيس بن الربيع، بهذا الإسناد.
قال أبو داود: ليس هذا بالقوي وهو ضعيف. وقال الترمذي: لا نعرف هذا الحديث إلا من حديث قيس بن الربيع، وقيس بن الربيع يضعف في الحديث.
وأراد بالوضوء هنا: تنظيف اليدينِ بغسلهما، قال الطِّيبي: معنى بركته قبله: نموُّه وزيادة نفعه، وبعده: دفع ضرر الغَمَر الذي علق بيده وعيافته.
(2)
حديث محتمل للتحسين بمجموع طرقه، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عثمان بن سابور، ولم يترجم له الحسيني وابن حجر مع أنه من شرطهما، وقد ذكره الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" 3/ 1314، وابن ماكولا في "الإكمال" 4/ 249، والسمعاني في "الأنساب" 7/ 236، وضبطوا "شابور" بالشين المعجمة.
وقيس بن الربيع ليس بذاك القوي. =
23734 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ: أَنَّ سَلْمَانَ حَاصَرَ قَصْرًا مِنْ قُصُورِ فَارِسَ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: دَعُونِي حَتَّى أَفْعَلَ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ: فَحَمِدَ اللهَ
= وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(1404)، وابن صاعد في زوائده عليه (1405 - 1408)، والبزار في "مسنده"(2515)، والطبراني في "الكبير"(6083)، وفي "الأوسط"(5931) من طرق عن قيس بن الربيع، بهذا الإسناد -وفيه عند بعضهم أن شقيقاً هو الذي دخل على سلمان، ولم يسمِّ ابن المبارك في روايته شقيق بن سلمة- وقال: عن رجل عن سلمان.
وأخرجه البزار (2514)، والطبراني (6084) و (6085)، والحاكم 4/ 123، والبيهقي في "شعب الإيمان"(9598)، وفي "الآداب"(84) من طريق سليمان بن قَرْم، عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة أبي وائل، به. وفيه عند بعضهم قصة.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك": صحيح! كذا قالا، مع أن فيه سليمان بن قَرْم، وهو سيئ الحفظ.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 386، والطبراني في "الكبير"(6187)، والحاكم 4/ 123، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 56، والبيهقي في "شعب الإيمان"(9599) و (9600) و (9601)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 205 من طريق حسين بن الرماس، عن عبد الرحمن بن مسعود، عن سلمان، به. وقرن أبو نعيم والبيهقي في الموضع الأول والخطيب بعبد الرحمن بن مسعود سليمانَ بن رباح وزكريا بن إسحاق.
قال الذهبي في "تلخيصه": سنده ليِّن. قلنا: في إسناده حسين بن الرماس مجهول، وفيه أيضاً من لا يعرف.
قوله: "بما كان عنده" أي: من الطعام.
وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي امْرُؤٌ مِنْكُمْ، وَإِنَّ اللهَ رَزَقَنِي الْإِسْلَامَ، وَقَدْ تَرَوْنَ طَاعَةَ الْعَرَبِ، فَإِنْ أَنْتُمْ أَسْلَمْتُمْ وَهَاجَرْتُمْ إِلَيْنَا، فَأَنْتُمْ بِمَنْزِلَتِنَا، يُجْرَى عَلَيْكُمْ مَا يُجْرَى عَلَيْنَا، وَإِنْ أَنْتُمْ أَسْلَمْتُمْ وَأَقَمْتُمْ فِي دِيَارِكُمْ، فَأَنْتُمْ بِمَنْزِلَةِ الْأَعْرَابِ، يَجْرِي لَكُمْ مَا يَجْرِي لَهُمْ، وَيُجْرَى عَلَيْكُمْ مَا يُجْرَى عَلَيْهِمْ، فَإِنْ أَبَيْتُمْ وَأَقْرَرْتُمْ بِالْجِزْيَةِ، فَلَكُمْ مَا لِأَهْلِ الْجِزْيَةِ، وَعَلَيْكُمْ مَا عَلَى أَهْلِ الْجِزْيَةِ. عَرَضَ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: انْهَدُوا إِلَيْهِمْ. فَفَتَحَهَا (1).
23735 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي زَكَرِيَّا، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ سَلْمَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَفْضَلُ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، صَائِمًا لَا يُفْطِرُ، وَقَائِمًا لَا يَفْتُرُ، وَإِنْ مَاتَ مُرَابِطًا جَرَى عَلَيْهِ كَصَالِحِ عَمَلِهِ حَتَّى يُبْعَثَ، وَوُقِيَ عَذَابَ الْقَبْرِ "(2).
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه. حماد: هو ابن سلمة.
وأخرجه البزار في "مسنده"(2545) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال"(61) عن يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، به.
وانظر (23726).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن سلمان، وابن ثابت ابن ثوبان -واسمه عبد الرحمن- حسن الحديث. =
23736 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، حَدَّثَنَي مَنْ سَمِعَ خَالِدَ بْنَ مَعْدَانَ يُحَدِّثُ عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ، عَنْ سَلْمَانَ، مِثْلَ ذَلِكَ (1).
= وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(308) من طريق علي بن عياش وعثمان ابن سعيد، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(219) من طريق علي بن عياش، عن ابن ثوبان، عن حسان، عن رجل، عن سلمان، لم يذكر عبد الله بن أبي زكريا في الإسناد.
وانظر (23727).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن خالد بن معدان.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6180)، وفي "الشاميين"(178) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، عن ابن ثوبان، عن خالد بن معدان، بهذا الإسناد. فأسقط الراوي المبهم، ولا يصح، فإن عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي فيه ضعف.
وأخرجه عبد الرزاق (9619) عن الثوري، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن خالد بن معدان، به- وإسناده صحيح لكن وقفه على سلمان، ومثله لا يقال من قبيل الرأي.
وأخرجه بنحوه مسلم (1913)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(309)، والبزار (2516)، والنسائي 6/ 39، وأبو عوانة 5/ 92 و 93 و 93 - 94، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2314) و (2315)، وابن حبان (4623) و (4625) و (4626)، والطبراني في "الكبير"(6177) و (6178)، وفي "الشاميين"(396) و (3528) و (3529) و (3530) و (3531)، والحاكم 2/ 80، وأبو نعيم 5/ 190، والبيهقي في "السنن" 9/ 38، وفي "إثبات عذاب القبر"(141) و (142)، والبغوي في "شرح السنة"(2617)، والمزي في ترجمة أبي عبيدة بن عقبة من "تهذيبه" 34/ 61 من طرق عن شرحبيل بن السمط، به مرفوعاً.
وانظر ما قبله.
23737 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ حَدِيثَهُ مِنْ فِيهِ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا فَارِسِيًّا مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ مِنْهَا يُقَالُ لَهَا: جَيُّ، وَكَانَ أَبِي دِهْقَانَ قَرْيَتِهِ، وَكُنْتُ أَحَبَّ خَلْقِ اللهِ إِلَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حُبُّهُ إِيَّايَ حَتَّى حَبَسَنِي فِي بَيْتِهِ (1) كَمَا تُحْبَسُ الْجَارِيَةُ، واَجْتهَدْتُ فِي الْمَجُوسِيَّةِ حَتَّى كُنْتُ قَطِنَ النَّارِ الَّذِي يُوقِدُهَا لَا يَتْرُكُهَا تَخْبُو سَاعَةً، قَالَ: وَكَانَتْ لِأَبِي ضَيْعَةٌ عَظِيمَةٌ، قَالَ: فَشُغِلَ فِي بُنْيَانٍ لَهُ يَوْمًا، فَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ، إِنِّي قَدْ شُغِلْتُ فِي بُنْيَانٍ هَذَا الْيَوْمَ عَنْ ضَيْعَتِي، فَاذْهَبْ فَاطَّلِعْهَا. وَأَمَرَنِي فِيهَا بِبَعْضِ مَا يُرِيدُ، فَخَرَجْتُ أُرِيدُ ضَيْعَتَهُ، فَمَرَرْتُ بِكَنِيسَةٍ مِنْ كَنَائِسِ النَّصَارَى، فَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ فِيهَا وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَكُنْتُ لَا أَدْرِي مَا أَمْرُ النَّاسِ لِحَبْسِ أَبِي إِيَّايَ فِي بَيْتِهِ، فَلَمَّا مَرَرْتُ بِهِمْ، وَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ، دَخَلْتُ عَلَيْهِمْ أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُونَ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ أَعْجَبَنِي صَلَاتُهُمْ، وَرَغِبْتُ فِي أَمْرِهِمْ، وَقُلْتُ: هَذَا وَاللهِ خَيْرٌ مِنَ الدِّينِ الَّذِي نَحْنُ عَلَيْهِ. فَوَاللهِ مَا تَرَكْتُهُمْ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَتَرَكْتُ ضَيْعَةَ أَبِي وَلَمْ آتِهَا، فَقُلْتُ لَهُمْ: أَيْنَ أَصْلُ هَذَا الدِّينِ؟
(1) زاد في (م) هنا: أي: "ملازم النار"، وهو تفسير يأتي بعده من قوله:"حتى كنت قَطِنَ النار".
قَالُوا: بِالشَّامِ. قَالَ: ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى أَبِي، وَقَدْ بَعَثَ فِي طَلَبِي وَشَغَلْتُهُ عَنْ عَمَلِهِ كُلِّهِ، قَالَ: فَلَمَّا جِئْتُهُ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، أَيْنَ كُنْتَ؟ أَلَمْ أَكُنْ عَهِدْتُ إِلَيْكَ مَا عَهِدْتُ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَتِ، مَرَرْتُ بِنَاسٍ يُصَلُّونَ فِي كَنِيسَةٍ لَهُمْ فَأَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ دِينِهِمْ، فَوَاللهِ مَازِلْتُ عِنْدَهُمْ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ. قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، لَيْسَ فِي ذَلِكَ الدِّينِ خَيْرٌ، دِينُكَ وَدِينُ آبَائِكَ خَيْرٌ مِنْهُ. قَالَ: قُلْتُ: كَلَّا وَاللهِ إِنَّهُ لَخَيْرٌ مِنْ دِينِنَا. قَالَ: فَخَافَنِي، فَجَعَلَ فِي رِجْلَيَّ قَيْدًا، ثُمَّ حَبَسَنِي فِي بَيْتِهِ.
قَالَ: وَبَعَثَتُ إِلَى النَّصَارَى فَقُلْتُ لَهُمْ: إِذَا قَدِمَ عَلَيْكُمْ رَكْبٌ مِنَ الشَّامِ تُجَّارٌ مِنَ النَّصَارَى فَأَخْبِرُونِي بِهِمْ. قَالَ: فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ رَكْبٌ مِنَ الشَّامِ تُجَّارٌ مِنَ النَّصَارَى، قَالَ: فَأَخْبَرُونِي بِهِمْ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُمْ: إِذَا قَضَوْا حَوَائِجَهُمْ وَأَرَادُوا الرَّجْعَةَ إِلَى بِلَادِهِمْ فَآذِنُونِي بِهِمْ. قَالَ: فَلَمَّا أَرَادُوا الرَّجْعَةَ إِلَى بِلَادِهِمْ أَخْبَرُونِي بِهِمْ، فَأَلْقَيْتُ الْحَدِيدَ مِنْ رِجْلَيَّ، ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ الشَّامَ، فَلَمَّا قَدِمْتُهَا، قُلْتُ: مَنْ أَفْضَلُ أَهْلِ هَذَا الدِّينِ؟ قَالُوا: الْأُسْقُفُّ فِي الْكَنِيسَةِ. قَالَ: فَجِئْتُهُ، فَقُلْتُ: إِنِّي قَدْ رَغِبْتُ فِي هَذَا الدِّينِ، وَأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ مَعَكَ أَخْدُمُكَ فِي كَنِيسَتِكَ، وَأَتَعَلَّمُ مِنْكَ وَأُصَلِّي مَعَكَ. قَالَ: فَادْخُلْ. فَدَخَلْتُ مَعَهُ، قَالَ: فَكَانَ رَجُلَ سَوْءٍ، يَأْمُرُهُمْ بِالصَّدَقَةِ وَيُرَغِّبُهُمْ فِيهَا، فَإِذَا جَمَعُوا إِلَيْهِ مِنْهَا أَشْيَاءَ، اكْتَنَزَهُ لِنَفْسِهِ، وَلَمْ يُعْطِهِ الْمَسَاكِينَ، حَتَّى جَمَعَ سَبْعَ
قِلَالٍ مِنْ ذَهَبٍ وَوَرِقٍ، قَالَ: وَأَبْغَضْتُهُ بُغْضًا شَدِيدًا لِمَا رَأَيْتُهُ يَصْنَعُ، ثُمَّ مَاتَ، فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ النَّصَارَى لِيَدْفِنُوهُ، فَقُلْتُ لَهُمْ: إِنَّ هَذَا كَانَ رَجُلَ سَوْءٍ يَأْمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ وَيُرَغِّبُكُمْ فِيهَا، فَإِذَا جِئْتُمُوهُ بِهَا اكْتَنَزَهَا لِنَفْسِهِ وَلَمْ يُعْطِ الْمَسَاكِينَ مِنْهَا شَيْئًا. قَالُوا: وَمَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ أَنَا أَدُلُّكُمْ عَلَى كَنْزِهِ. قَالُوا: فَدُلَّنَا عَلَيْهِ. قَالَ: فَأَرَيْتُهُمْ مَوْضِعَهُ، قَالَ: فَاسْتَخْرَجُوا مِنْهُ سَبْعَ قِلَالٍ مَمْلُوءَةٍ ذَهَبًا وَوَرِقًا، قَالَ: فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا: وَاللهِ لَا نَدْفِنُهُ أَبَدًا. فَصَلَبُوهُ، ثُمَّ رَجَمُوهُ بِالْحِجَارَةِ.
ثُمَّ جَاؤُوا بِرَجُلٍ آخَرَ، فَجَعَلُوهُ بِمَكَانِهِ، قَالَ: يَقُولُ سَلْمَانُ: فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا لَا يُصَلِّي الْخَمْسَ، أُرَى أَنَّهُ أَفْضَلُ مِنْهُ، أَزْهَدُ فِي الدُّنْيَا وَلَا أَرْغَبُ فِي الْآخِرَةِ، وَلَا أَدْأَبُ لَيْلًا وَنَهَارًا مِنْهُ. قَالَ: فَأَحْبَبْتُهُ حُبًّا لَمْ أُحِبَّهُ مَنْ قَبْلَهُ، فَأَقَمْتُ مَعَهُ زَمَانًا، ثُمَّ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا فُلَانُ، إِنِّي كُنْتُ مَعَكَ وَأَحْبَبْتُكَ حُبًّا لَمْ أُحِبَّهُ مَنْ قَبْلَكَ، وَقَدْ حَضَرَكَ مَا تَرَى مِنْ أَمْرِ اللهِ، فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي، وَمَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، وَاللهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا الْيَوْمَ عَلَى مَا كُنْتُ عَلَيْهِ، لَقَدْ هَلَكَ النَّاسُ وَبَدَّلُوا وَتَرَكُوا أَكْثَرَ مَا كَانُوا عَلَيْهِ، إِلَّا رَجُلًا بِالْمَوْصِلِ، وَهُوَ فُلَانٌ، فَهُوَ عَلَى مَا كُنْتُ عَلَيْهِ، فَالْحَقْ بِهِ. قَالَ: فَلَمَّا مَاتَ وَغُيِّبَ، لَحِقْتُ بِصَاحِبِ الْمَوْصِلِ فَقُلْتُ لَهُ: يَا فُلَانُ، إِنَّ فُلَانًا أَوْصَانِي عِنْدَ مَوْتِهِ أَنْ أَلْحَقَ بِكَ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّكَ عَلَى أَمْرِهِ. قَالَ: فَقَالَ لِي: أَقِمْ عِنْدِي فَأَقَمْتُ
عِنْدَهُ، فَوَجَدْتُهُ خَيْرَ رَجُلٍ عَلَى أَمْرِ صَاحِبِهِ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قُلْتُ لَهُ: يَا فُلَانُ، إِنَّ فُلَانًا أَوْصَى بِي إِلَيْكَ، وَأَمَرَنِي بِاللُّحُوقِ بِكَ، وَقَدْ حَضَرَكَ مِنَ اللهِ عز وجل مَا تَرَى، فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي، وَمَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، وَاللهِ مَا أَعْلَمُ رَجُلًا عَلَى مِثْلِ مَا كُنَّا عَلَيْهِ إِلَّا بِنَصِيبِينَ، وَهُوَ فُلَانٌ، فَالْحَقْ بِهِ. قَالَ: فَلَمَّا مَاتَ وَغُيِّبَ لَحِقْتُ بِصَاحِبِ نَصِيبِينَ، فَجِئْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي (1)، وَمَا أَمَرَنِي بِهِ صَاحِبِي، قَالَ: فَأَقِمْ عِنْدِي. فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ، فَوَجَدْتُهُ عَلَى أَمْرِ صَاحِبَيْهِ، فَأَقَمْتُ مَعَ خَيْرِ رَجُلٍ، فَوَاللهِ مَا لَبِثَ أَنْ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ، فَلَمَّا حُضِرَ، قُلْتُ لَهُ: يَا فُلَانُ، إِنَّ فُلَانًا كَانَ أَوْصَى بِي إِلَى فُلَانٍ، ثُمَّ أَوْصَى بِي فُلَانٌ إِلَيْكَ، فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي، وَمَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، وَاللهِ مَا نَعْلَمُ أَحَدًا بَقِيَ عَلَى أَمْرِنَا آمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَهُ إِلَّا رَجُلًا بِعَمُّورِيَّةَ، فَإِنَّهُ عَلَى مِثْلِ (2) مَا نَحْنُ عَلَيْهِ، فَإِنْ أَحْبَبْتَ فَأْتِهِ، قَالَ: فَإِنَّهُ عَلَى أَمْرِنَا.
قَالَ: فَلَمَّا مَاتَ وَغُيِّبَ لَحِقْتُ بِصَاحِبِ عَمُّورِيَّةَ، وَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي، فَقَالَ: أَقِمْ عِنْدِي، فَأَقَمْتُ مَعَ رَجُلٍ عَلَى هَدْيِ أَصْحَابِهِ وَأَمْرِهِمْ، قَالَ: وَاكْتَسَبْتُ حَتَّى كَانَ (3) لِي بَقَرَاتٌ وَغُنَيْمَةٌ، قَالَ:
(1) في (م) و (ظ 2) و (ق): بخبري.
(2)
في (م) و (ظ 2) و (ق): بمثل.
(3)
في (ظ 5): صارت.
ثُمَّ نَزَلَ بِهِ أَمْرُ اللهِ، فَلَمَّا حُضِرَ قُلْتُ لَهُ: يَا فُلَانُ، إِنِّي كُنْتُ مَعَ فُلَانٍ، فَأَوْصَى بِي فُلَانٌ إِلَى فُلَانٍ، وَأَوْصَى بِي فُلَانٌ إِلَى فُلَانٍ، ثُمَّ أَوْصَى بِي فُلَانٌ إِلَيْكَ، فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي، وَمَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، وَاللهِ مَا أَعْلَمُهُ أَصْبَحَ عَلَى مَا كُنَّا عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ آمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَهُ، وَلَكِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكَ زَمَانُ نَبِيٍّ هُوَ مَبْعُوثٌ بِدِينِ إِبْرَاهِيمَ يَخْرُجُ بِأَرْضِ الْعَرَبِ، مُهَاجِرًا إِلَى أَرْضٍ بَيْنَ حَرَّتَيْنِ بَيْنَهُمَا نَخْلٌ، بِهِ عَلَامَاتٌ لَا تَخْفَى: يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ، وَلَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ، فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَلْحَقَ بِتِلْكَ الْبِلَادِ فَافْعَلْ.
قَالَ: ثُمَّ مَاتَ وَغُيِّبَ، فَمَكَثْتُ بِعَمُّورِيَّةَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ أَمْكُثَ، ثُمَّ مَرَّ بِي نَفَرٌ مِنْ كَلْبٍ تُجَّارًا، فَقُلْتُ لَهُمْ: تَحْمِلُونِي إِلَى أَرْضِ الْعَرَبِ، وَأُعْطِيكُمْ بَقَرَاتِي هَذِهِ وَغُنَيْمَتِي هَذِهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَأَعْطَيْتُهُمُوهَا وَحَمَلُونِي، حَتَّى إِذَا قَدِمُوا بِي وَادِي الْقُرَى، ظَلَمُونِي فَبَاعُونِي مِنْ رَجُلٍ مِنْ يَهُودَ عَبْدًا، فَكُنْتُ عِنْدَهُ، وَرَأَيْتُ النَّخْلَ، وَرَجَوْتُ أَنْ تَكُونَ الْبَلَدَ الَّذِي وَصَفَ لِي صَاحِبِي، وَلَمْ يَحِقَّ لِي فِي نَفْسِي، فَبَيْنَمَا أَنَا عِنْدَهُ، قَدِمَ عَلَيْهِ ابْنُ عَمٍّ لَهُ مِنَ الْمَدِينَةِ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ فَابْتَاعَنِي مِنْهُ، فَاحْتَمَلَنِي إِلَى الْمَدِينَةِ، فَوَاللهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُهَا فَعَرَفْتُهَا بِصِفَةِ صَاحِبِي، فَأَقَمْتُ بِهَا وَبَعَثَ اللهُ رَسُولَهُ، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ مَا أَقَامَ لَا أَسْمَعُ لَهُ بِذِكْرٍ مَعَ مَا أَنَا فِيهِ مِنْ شُغْلِ الرِّقِّ، ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَوَاللهِ إِنِّي لَفِي رَأْسِ
عَذْقٍ لِسَيِّدِي أَعْمَلُ فِيهِ بَعْضَ الْعَمَلِ، وَسَيِّدِي جَالِسٌ، إِذْ أَقْبَلَ ابْنُ عَمٍّ لَهُ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: فُلَانُ، قَاتَلَ اللهُ بَنِي قَيْلَةَ، وَاللهِ إِنَّهُمُ الْآنَ لَمُجْتَمِعُونَ بِقُبَاءَ عَلَى رَجُلٍ قَدِمَ عَلَيْهِمْ مِنْ مَكَّةَ الْيَوْمَ، يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَبِيٌّ. قَالَ: فَلَمَّا سَمِعْتُهَا أَخَذَتْنِي الْعُرَوَاءُ، حَتَّى ظَنَنْتُ سَأَسْقُطُ عَلَى سَيِّدِي، قَالَ: وَنَزَلْتُ عَنِ النَّخْلَةِ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ لِابْنِ عَمِّهِ ذَلِكَ: مَاذَا تَقُولُ؟ مَاذَا تَقُولُ؟ قَالَ: فَغَضِبَ سَيِّدِي فَلَكَمَنِي لَكْمَةً شَدِيدَةً، ثُمَّ قَالَ: مَا لَكَ وَلِهَذَا! أَقْبِلْ عَلَى عَمَلِكَ. قَالَ: قُلْتُ: لَا شَيْءَ، إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَسْتَثْبِتَهُ (1) عَمَّا قَالَ.
وَقَدْ كَانَ عِنْدِي شَيْءٌ قَدْ جَمَعْتُهُ، فَلَمَّا أَمْسَيْتُ أَخَذْتُهُ ثُمَّ ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِقُبَاءٍ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ رَجُلٌ صَالِحٌ، وَمَعَكَ أَصْحَابٌ لَكَ غُرَبَاءُ ذَوُو حَاجَةٍ، وَهَذَا شَيْءٌ كَانَ عِنْدِي لِلصَّدَقَةِ، فَرَأَيْتُكُمْ أَحَقَّ بِهِ مِنْ غَيْرِكُمْ. قَالَ: فَقَرَّبْتُهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ:" كُلُوا " وَأَمْسَكَ يَدَهُ فَلَمْ يَأْكُلْ، قَالَ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذِهِ وَاحِدَةٌ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ عَنْهُ فَجَمَعْتُ شَيْئًا، وَتَحَوَّلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ، ثُمَّ جِئْتُهُ (2) بِهِ، فَقُلْتُ: إِنِّي رَأَيْتُكَ لَا تَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، وَهَذِهِ هَدِيَّةٌ أَكْرَمْتُكَ بِهَا. قَالَ: فَأَكَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهَا وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ فَأَكَلُوا
(1) في (م) و (ظ 2) و (ق): أستثبت.
(2)
في (م) و (ظ 2) و (ق): ثم جئت.
مَعَهُ، قَالَ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَاتَانِ اثْنَتَانِ، قَالَ: ثُمَّ جِئْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِبَقِيعِ الْغَرْقَدِ، قَالَ: وَقَدْ تَبِعَ جَنَازَةً مِنْ أَصْحَابِهِ، عَلَيْهِ شَمْلَتَانِ لَهُ، وَهُوَ جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ اسْتَدَرْتُ أَنْظُرُ إِلَى ظَهْرِهِ، هَلْ أَرَى الْخَاتَمَ الَّذِي وَصَفَ لِي صَاحِبِي؟ فَلَمَّا رَآنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَدَبَرْتُهُ (1)، عَرَفَ أَنِّي أَسْتَثْبِتُ فِي شَيْءٍ وُصِفَ لِي، قَالَ: فَأَلْقَى رِدَاءَهُ عَنْ ظَهْرِهِ، فَنَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ فَعَرَفْتُهُ، فَانْكَبَبْتُ عَلَيْهِ أُقَبِّلُهُ وَأَبْكِي، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" تَحَوَّلْ " فَتَحَوَّلْتُ، فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ حَدِيثِي كَمَا حَدَّثْتُكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: فَأَعْجَبَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَسْمَعَ ذَلِكَ أَصْحَابُهُ.
ثُمَّ شَغَلَ سَلْمَانَ الرِّقُّ حَتَّى فَاتَهُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَدْرٌ وَأُحُدٌ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كَاتِبْ يَا سَلْمَانُ " فَكَاتَبْتُ صَاحِبِي عَلَى ثَلَاثِ مِئَةِ نَخْلَةٍ أُحْيِيهَا (2) لَهُ بِالْفَقِيرِ وَبِأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ:" أَعِينُوا أَخَاكُمْ " فَأَعَانُونِي بِالنَّخْلِ: الرَّجُلُ بِثَلَاثِينَ وَدِيَّةً، وَالرَّجُلُ بِعِشْرِينَ، وَالرَّجُلُ بِخَمْسَ عَشْرَةَ، وَالرَّجُلُ بِعَشْرٍ - يَعْنِي: الرَّجُلُ بِقَدْرِ مَا عِنْدَهُ - حَتَّى اجْتَمَعَتْ لِي ثَلَاثُ مِئَةِ وَدِيَّةٍ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اذْهَبْ يَا سَلْمَانُ فَفَقِّرْ لَهَا، فَإِذَا فَرَغْتَ فَأْتِنِي أَكُونُ أَنَا
(1) في (م): استدرته.
(2)
تصحفت في (م) إلى: أُجيبها.
أَضَعُهَا بِيَدَيَّ " قَالَ: فَفَقَّرْتُ لَهَا، وَأَعَانَنِي أَصْحَابِي، حَتَّى إِذَا فَرَغْتُ مِنْهَا جِئْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعِي إِلَيْهَا فَجَعَلْنَا نُقَرِّبُ لَهُ الْوَدِيَّ وَيَضَعُهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ سَلْمَانَ بِيَدِهِ، مَا مَاتَتْ مِنْهَا وَدِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، فَأَدَّيْتُ النَّخْلَ، وَبَقِيَ عَلَيَّ الْمَالُ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِ بَيْضَةِ الدَّجَاجَةِ مِنْ ذَهَبٍ مِنْ بَعْضِ الْمَغَازِي، فَقَالَ: " مَا فَعَلَ الْفَارِسِيُّ الْمُكَاتَبُ؟ " قَالَ: فَدُعِيتُ لَهُ، فَقَالَ: " خُذْ هَذِهِ فَأَدِّ بِهَا مَا عَلَيْكَ يَا سَلْمَانُ " فَقُلْتُ: وَأَيْنَ تَقَعُ هَذِهِ يَا رَسُولَ اللهِ مِمَّا عَلَيَّ؟! قَالَ: " خُذْهَا، فَإِنَّ اللهَ سَيُؤَدِّي بِهَا عَنْكَ " قَالَ: فَأَخَذْتُهَا فَوَزَنْتُ لَهُمْ مِنْهَا - وَالَّذِي نَفْسُ سَلْمَانَ بِيَدِهِ - أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً، فَأَوْفَيْتُهُمْ حَقَّهُمْ وَعَتَقْتُ، فَشَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْخَنْدَقَ، ثُمَّ لَمْ يَفُتْنِي مَعَهُ مَشْهَدٌ (1).
(1) إسناده حسن، محمد بن إسحاق صدوق حسن الحديث، وقد صَرَّح بالتحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن الجوزي في "الحدائق" 1/ 413 - 418، والذهبي في "السِّيَر" 1/ 506 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه تامّاً ومقطَّعاً ابن هشام في "السيرة النبوية" 1/ 228 - 235، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 4/ 75 - 80، والبزار في "مسنده"(2499) و (2500)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4772)، وابن حبان في "الثقات" 1/ 249 - 257، والطبراني في "الكبير"(6065)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(9)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 49 و 49 - 50، والبيهقي في "السنن" 10/ 322 و 340، وفي "دلائل النبوة" 2/ 92، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 165، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 417 - 419، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 1/ 506 من طرق عن محمد بن إسحاق، به. =
23738 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ (1)، عَنْ سَلْمَانَ (2)، قَالَ: لَمَّا قُلْتُ: وَأَيْنَ تَقَعُ هَذِهِ مِنَ الَّذِي عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟! أَخَذَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَلَّبَهَا عَلَى لِسَانِهِ، ثُمَّ قَالَ:" خُذْهَا فَأَوْفِهِمْ مِنْهَا " فَأَخَذْتُهَا فَأَوْفَيْتُهُمْ مِنْهَا حَقَّهُمْ كُلَّهُ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً (3).
= وانظر ما سلف برقم (23704) و (23712) و (23730).
وانظر حديث بريدة السالف برقم (22997).
قال السندي: "دِهقان قريته" بكسر الدال وتُضم، أي: رئيسها.
"قَطِن النار" الظاهر أنه بفتح فكَسْر، مخفَّف قَطِين أو قاطن، من قَطَن بالمكان: إذا لزمه، أي: خازنها وخادمها، أراد أنه كان ملازماً لها لا يفارقها، وقيل: ويروى بفتح الطاء، بمعنى القاطن.
"هذا الأُسقف" بضم همزة وسكون سين وضم قافٍ وتشديد فاء: هو عالم النصارى ورئيسهم.
"رأس عَذق" بفتح العين: النخل.
"أخذتني العُرَواء" ضُبط بضمِّ عين وفتح راءٍ ممدوداً، أي: الرِّعدة، وأصله برد الحُمَّى.
"أُحييها" من الإحياء "بالفَقِير" هي الحُفْره التي تُحفَر لغرس النخل.
(1)
في (م). من بني عبد القيس.
(2)
في (م): سلمان الخير.
(3)
حديث حسن دون قوله: "أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلَّبها على لسانه"، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل من عبد القيس.
وأخرجه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 1/ 511 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. =
23739 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: حَاصَرَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ قَصْرًا مِنْ قُصُورِ فَارِسَ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، أَلَا تَنْهَدُ إِلَيْهِمْ؟ قَالَ: لَا، حَتَّى أَدْعُوَهُمْ كَمَا كَانَ يَدْعُوهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ فَأَتَاهُمْ فَكَلَّمَهُمْ قَالَ: أَنَا رَجُلٌ فَارِسِيٌّ وَأَنَا مِنْكُمْ، وَالْعَرَبُ يُطِيعُونِي، فَاخْتَارُوا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُسْلِمُوا، وَإِمَّا أَنْ تُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَأَنْتُمْ صَاغِرُونَ غَيْرُ مَحْمُودِينَ، وَإِمَّا أَنْ نُنَابِذَكُمْ فَنُقَاتِلَكُمْ. قَالُوا: لَا نُسْلِمُ، وَلَا نُعْطِي الْجِزْيَةَ، وَلَكِنَّنَا نُنَابِذُكُمْ. فَرَجَعَ سَلْمَانُ إِلَى أَصْحَابِهِ، قَالُوا: أَلَا تَنْهَدُ إِلَيْهِمْ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَدَعَاهُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَلَمْ يَقْبَلُوا، فَقَاتَلَهُمْ فَفَتَحَهَا (1).
= وهو في "سيرة ابن هشام" 1/ 235، وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 2/ 98 - 99 من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، به.
وأخرجه ابن سعد 4/ 80 من طريق عبد الله بن إدريس، عن ابن إسحاق قال: فأخبرني يزيد بن أبي حبيب أنه كان في هذا الحديث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
فذكره.
وانظر ما قبله.
(1)
إسناده ضعيف لانقطاعه وانظر (23726).
حَدِيثُ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ
23740 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ - يَعْنِي ابْنَ كُهَيْلٍ -، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ: لَطَمْتُ مَوْلًى لَنَا، فَقَالَ لَهُ أَبِي: اقْتَصَّ. ثُمَّ قَالَ: كُنَّا مَعْشَرَ بَنِي مُقَرِّنٍ سَبْعَةً لَيْسَ لَنَا خَادِمٌ إِلَّا وَاحِدَةٌ فَلَطَمَهَا أَحَدُنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَعْتِقُوهَا " فَقِيلَ لَهُ: لَيْسَ لَهُمْ خَادِمٌ غَيْرُهَا! قَالَ: " لِتَخْدُمَنَّهُمْ، فَإِذَا اسْتَغْنَوْا عَنْهَا فَلْيُعْتِقُوهَا "(1).
23741 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ هِلَالَ بْنَ يِسَافٍ يُحَدِّثُ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ قَالَ: كُنَّا نَبِيعُ الْبَزَّ فِي دَارِ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، قَالَ: فَخَرَجَتْ جَارِيَةٌ لِسُوَيْدٍ، فَكَلَّمَتْ رَجُلًا مِنَّا فَسَبَّتْهُ،
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري في "الأدب المفرد". سفيان: هو الثوري.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5011) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وانظر ما بعده.
وقد سلف برقم (15705) عن عبد الله بن نمير، عن سفيان.
فَلَطَمَ وَجْهَهَا، فَقَالَ سُوَيْدٌ: لَطَمْتَهَا! لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنِّي لَسَابِعُ سَبْعَةٍ مِنْ إِخْوَتِي مَا لَنَا إِلَّا خَادِمٌ، فَعَمَدَ أَحَدُنَا فَلَطَمَهَا، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعِتْقِهَا (1).
23742 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ: أَنَّ رَجُلًا كَانَ نَازِلًا فِي دَارِ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، قَالَ: فَلَطَمَ خَادِمًا، قَالَ: فَغَضِبَ سُوَيْدٌ فَقَالَ: أَمَا وَجَدْتَ إِلَّا حُرَّ وَجْهِهِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَنَحْنُ سَابِعُ سَبْعَةٍ مِنْ وَلَدِ مُقَرِّنٍ، وَمَا لَنَا خَادِمٌ إِلَّا وَاحِدٌ، عَمَدَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ فَلَطَمَهُ، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَجَعْنَا أَنْ نُعْتِقَهُ، فَأَعْتَقْنَاهُ (2).
23743 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ هِلَالًا، رَجُلًا مِنْ بَنِي مَازِنٍ، يُحَدِّثُ
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. حصين: هو ابن عبد الرحمن السُّلمي.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(176)، ومسلم (1658)(32)، والترمذي (1542)، والنسائي في "الكبرى"(5013)، والطبراني في "الكبير"(6452)، والبيهقي 8/ 12 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1658)(32)، وأبو داود (5166)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1085)، والطبراني في "الكبير"(6451) من طريقين عن حصين، به.
وأخرجه الطبراني (6451) من طريق منصور، عن هلال بن يساف، به.
وانظر ما قبله.
وقد سلف برقم (15703) و (15705).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
عَنْ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِنَبِيذٍ فِي جَرَّةٍ فَسَأَلْتُهُ، فَنَهَانِي عَنْهَا، فَكَسَرْتُهَا (1).
(1) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه برقم (15704).
روح: هو ابن عبادة، وأبو حمزة: هو عبد الرحمن بن عبد الله، جارُ شعبة.
حَدِيثُ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ
(1)
23744 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ - قَالَ بَهْزٌ: قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ - عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ: أَنَّ عُمَرَ اسْتَعْمَلَ النُّعْمَانَ بْنَ مُقَرِّنٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ - يَعْنِي النُّعْمَانَ -: وَلَكِنِّي شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَكَانَ إِذَا لَمْ يُقَاتِلْ أَوَّلَ النَّهَارِ، أَخَّرَ الْقِتَالَ حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ، وَتَهُبَّ الرِّيَاحُ، وَيَنْزِلَ النَّصْرُ (2).
(1) قال السندي: النعمان بن مقرِّن مُزَنيٌّ، له ذِكْر كثير في فُتوح العراق، وهو الذي فَتَح أصبهان واستُشهِد بنَهاوَنْد. سكن البصرة ثم تحوَّل إلى الكوفة، وكان معه لواءُ مُزَينة يوم الفتح، وكان موته سنة إحدى وعشرين.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير علقمة بن عبد الله المزني، فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وبهز. هو ابن أسد العَمِّي، وأبو عمران الجَوْني: هو عبد الملك بن حبيب، ومعقل بن يسار صحابي مشهور.
وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى"(8637) من طريق عبد الرحمن بن مهدي وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 368 - 369 و 13/ 8 - 12، وأبو داود (2655)، والترمذي (1613)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1081)، وخليفة بن خياط في "تاريخه" ص 148 - 149، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 144، وابن حبان (4757)، والحاكم 2/ 116 و 3/ 293 - 295، والبيهقي 9/ 153، =
23745 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَسَبَّ رَجُلٌ رَجُلًا عِنْدَهُ، قَالَ: فَجَعَلَ الرَّجُلُ الْمَسْبُوبُ يَقُولُ: عَلَيْكَ السَّلَامُ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَمَا إِنَّ مَلَكًا بَيْنَكُمَا يَذُبُّ عَنْكَ كُلَّمَا يَشْتُمُكَ هَذَا، قَالَ لَهُ: بَلْ أَنْتَ وَأَنْتَ أَحَقُّ بِهِ، وَإِذَا قَالَ لَهُ: عَلَيْكَ السَّلَامُ، قَالَ: لَا بَلْ لَكَ أَنْتَ، أَنْتَ أَحَقُّ بِهِ "(1).
= وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 343، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 1/ 403 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد- وبعضهم يذكر الحديث بطوله في قصة معركة نهاوند. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه بنحوه البخاري (3159)(3160)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1082)، والطبري في "تاريخه" 4/ 117 - 120، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 145، وابن حبان (4756) من طريق زياد بن جبير بن حية، عن أبيه، وذكر قصة نهاوند.
وفي الباب عن صخر الغامدي، سلف برقم (15438).
وعن عبد الله بن أبي أوفي، سلف برقم (19141).
(1)
حسن لغيره، وهذا إسناد منقطع، فإن أبا خالد الوالبي روايته عن النعمان ابن مُقَرِّن مرسلة، ومع ذلك فقد حسَّن هذا الإسناد الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 6/ 132.
وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (9624).
وعن ابن عباس عند البخاري في "الأدب المفرد"(419)، وفي إسناديهما مقالٌ.
وعن زيد بن أُثيع مرسلاً عند عبد الرزاق في "المصنف"(20255)، ووقع فيه =
23746 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَرْبٌ - يَعْنِي ابْنَ شَدَّادٍ - حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَرْبَعِ مِئَةٍ مِنْ مُزَيْنَةَ، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأَمْرِهِ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَنَا طَعَامٌ نَتَزَوَّدُهُ! فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ:" زَوِّدْهُمْ " فَقَالَ: مَا عِنْدِي إِلَّا فَاضِلَةٌ مِنْ تَمْرٍ، وَمَا أُرَاهَا تُغْنِي عَنْهُمْ شَيْئًا. فَقَالَ:" انْطَلِقْ فَزَوِّدْهُمْ " فَانْطَلَقَ بِنَا إِلَى عِلِّيَّةٍ لَهُ، فَإِذَا فِيهَا تَمْرٌ مِثْلُ الْبَكْرِ الْأَوْرَقِ، فَقَالَ: خُذُوا. فَأَخَذَ الْقَوْمُ حَاجَتَهُمْ، قَالَ: وَكُنْتُ أَنَا فِي آخِرِ الْقَوْمِ، قَالَ: فَالْتَفَتُّ، وَمَا أَفْقِدُ مَوْضِعَ تَمْرَةٍ، وَقَدْ احْتَمَلَ مِنْهُ أَرْبَعُ مِئَةِ رَجُلٍ (1).
= وفي حديث أبي هريرة التصريح باسم الرجل المسبوب: وهو أبو بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه.
قال السندي: "قال له: بل أنت" أي: قال الملَك للسابِّ: بل أنت كما قلتَ.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه منقطع، فإن سالم بن أبي الجعد لم يدرك النعمان بن مقرِّن فيما قاله ابن حجر في "الإصابة" 6/ 454. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السُّلمي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1076) من طريق محمد بن فضيل، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 365 - 366 من طريق عبثر بن القاسم و 5/ 366 من طريق زائدة بن قدامة، ثلاثتهم عن حصين بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
ووقع في رواية زائدة: "سالم بن أبي الجعد قال: قال لنا النعمان بن مقرِّن" ويغلب على ظننا أنه وهم من بعض رواته، أو أنه يحمل على معنى: قال لأهل حيِّنا أو لأصحابنا، والله تعالى أعلم. =
حَدِيثُ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ
(1)
23747 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الْحَجَّاجِ - يَعْنِي الصَّوَّافَ - عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ ابْنِ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مِنَ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللهُ وَمِنْهَا مَا يُبْغِضُ اللهُ، وَمِنَ الْخُيَلَاءِ مَا يُحِبُّ اللهُ وَمِنْهَا مَا يُبْغِضُ اللهُ، فَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِي يُحِبُّ اللهُ، فَالْغَيْرَةُ فِي رِيبَةٍ، وَأَمَّا الَّتِي يُبْغِضُ اللهُ، فَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ الرِّيبَةِ، وَأَمَّا الْخُيَلَاءُ الَّتِي يُحِبُّ اللهُ أَنْ يَتَخَيَّلَ الْعَبْدُ بِنَفْسِهِ لِلَّهِ عِنْدَ الْقِتَالِ، وَأَنْ يَتَخَيَّلَ بِالصَّدَقَةِ "(2).
= وأخرجه البيهقي 5/ 365 من طريق هشيم، عن حصين، عن ذكوان أبي صالح، عن النعمان بن مقرِّن. وهشيم يدلِّس عن حصين ولم يصرِّح بسماعه منه، وذكوان لم يدرك النعمان أيضاً.
(1)
قال السندي: أنصاريٌّ أَوسيٌّ، شهد بدراً والمشاهد.
(2)
حسن لغيره، ابن جابر بن عتيك مجهول الحال، قيل: هو عبد الرحمن، وقيل: أبو سفيان، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير صحابيِّ الحديث جابر بن عتيك، فقد خرَّج له أبو داود والنسائي، إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُليَّة، وحجاج الصواف: هو ابن أبي عثمان، ومحمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التيمي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 419 - 420، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2142)، والطبراني في "الكبير"(1776) من طريق محمد بن بشر، وابن حبان (295) من طريق ابن أبي عدي، كلاهما عن حجاج الصواف، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 337، والدارمي (2226)، والنسائي 5/ 78 - 79، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 140، والطبراني (1774) و (1775)، والبيهقي =
23748 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَرْبٌ - يَعْنِي ابْنَ شَدَّادٍ -، حَدَّثَنَا يَحْيَى - يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَي ابْنُ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ: أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ مِنَ الْغَيْرَةِ " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ وَقَالَ: " الْخُيَلَاءُ الَّتِي يُحِبُّ اللهُ اخْتِيَالُ الرَّجُلِ فِي الْقِتَالِ، وَاخْتِيَالُهُ فِي الصَّدَقَةِ، وَالْخُيَلَاءُ الَّتِي يُبْغِضُ اللهُ الْخُيَلَاءُ فِي الْبَغْيِ " أَوْ قَالَ: " فِي الْفَخْرِ "(1).
23749 -
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ابْنِ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ أَنَّهُ قَالَ: جَاءَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، فِي بَنِي مُعَاوِيَةَ، قَرْيَةٍ مِنْ قُرَى الْأَنْصَارِ، فَقَالَ لِي: هَلْ تَدْرِي أَيْنَ صَلَّى
= 7/ 308 من طريق الأوزاعي، والطبراني (1777) من طريق شيبان النحوي، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، به- وبعضهم يختصره.
وسيأتي بالأرقام (23748) و (23750) و (23752).
وله شاهد من حديث عقبة بن عامر الجهني سلف برقم (17398)، وفي إسناده ضعف.
لكن بمجموع الحديثين ينجبر الضعف ويتحسن الحديث. وانظر شرحه هناك.
(1)
حسن لغيره كسابقه. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1773) من طريق عبد الله بن رجاء، عن حرب ابن شداد، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَسْجِدِكُمْ هَذَا؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنْهُ، فَقَالَ: هَلْ تَدْرِي مَا الثَّلَاثُ الَّتِي دَعَا بِهِنَّ فِيهِ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي بِهِنَّ. فَقُلْتُ: دَعَا بِأَنْ لَا يُظْهِرَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، وَلَا يُهْلِكَهُمْ بِالسِّنِينَ، فَأُعْطِيَهُمَا، وَدَعَا بِأَنْ لَا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ:" فَمَنَعَنِيهَا "(1). قَالَ: صَدَقْتَ، فَلَا يَزَالُ الْهَرْجُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (2).
(1) هكذا في نسخنا الخطية، وهو على تقدير محذوف، أي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فمنعنيها"، وفي مصادر التخريج "فمُنِعَها"، وهو الجادَّة.
(2)
حديث صحيح، وقد اختلف فيه الرواة على مالك: فرواه عنه كرواية عبد الرحمن بن مهدي هذه عبدُ الله بن نافع الصائغُ عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2140) عن عبد الله بن جابر بن عتيك، عن جابر بن عتيك أنه قال: جاءَنا عبد الله بن عمر
…
ورواه طائفة عن مالك فقالت: عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك، عن جابر بن عتيك، منهم القعنبي على اختلاف عليه في ذلك، والتِّنِّيسي وموسى بن أَعْيَن ومطرِّف.
ورواه ابن القاسم -على خلافٍ فيه- عنه فقال: عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك، عن عتيك بن الحارث بن عتيك أنه قال: جاءَنا عبد الله بن عمر ..
ورواه طائفة منهم ابن القاسم، ويحيى الليثي في "موطئه" 1/ 216، وأبو مصعب الزهري في "موطئه"(624)، وابن وهب كما في "التمهيد" 19/ 195 - 196، ومحمد بن يحيى الكِناني عند عمر بن شبَّة في "تاريخ المدينة" 1/ 67، وإسحاق بن سليمان الرازي عند الحاكم 4/ 517، وابن بُكير ومَعْن بن عيسى، كلهم عن مالك عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك أنه قال: جاءَنا عبد الله بن عمر .. =
23750 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ ابْنَ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مِنَ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللهُ وَمِنْهَا مَا يُبْغِضُ اللهُ، وَمِنَ الْخُيَلَاءِ مَا يُحِبُّ اللهُ، وَمِنْهَا مَا يُبْغِضُ اللهُ، فَالْغَيْرَةُ الَّتِي يُحِبُّ اللهُ الْغَيْرَةُ فِي الرِّيبَةِ، وَالْغَيْرَةُ الَّتِي يُبْغِضُ اللهُ الْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ رِيبَةٍ، وَالْخُيَلَاءُ الَّتِي يُحِبُّ اللهُ اخْتِيَالُ الْعَبْدِ بِنَفْسِهِ لِلَّهِ عِنْدَ الْقِتَالِ وَاخْتِيَالُهُ بِالصَّدَقَةِ، وَالْخُيَلَاءُ الَّتِي يُبْغِضُ اللهُ
= قلنا: ورواية هؤلاء عن مالك أَولى بالصواب فيما قاله ابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 195، وقد صحَّح البخاري في "تاريخه" 5/ 126 سماع عبد الله بن عبد الله بن جابر من ابن عمر.
والدليل على أن رواية هؤلاء عن مالك أصوب أن عُبَيد الله بن عمر العُمري روى هذا الحديث عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك: أن عبد الله بن عمر جاءهم فسأله أن يخرج له وضوءاً
…
وساق الحديث، أخرجه ابن عبد البر 19/ 196 من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن أخيه أبي بكر، عن سليمان بن بلال، عن عبيد الله بن عمر، به. وإسماعيل بن أبي أويس صدوق، ومن فوقه ثقات.
وأخرج نحو هذا الحديث الطبراني في "الكبير"(1781) من طريق جابر الجعفي، عن عبد الله بن عبد الله بن جبر، عن معبد بن جبر، عن جبر بن عتيك قال: سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد بني معاوية ثلاثاً
…
فذكره. إسناده ضعيف لضعف جابر الجعفي.
وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1516)، وهو في "صحيح" مسلم برقم (2890).
الهرْج: القتل.
الْخُيَلَاءُ فِي الْفَخْرِ وَالْكِبْرِ " أَوْ كَالَّذِي قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).
23751 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ جَبْرِ (2) بْنِ عَتِيكٍ، عَنْ عَمِّهِ (3) قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى مَيِّتٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَأَهْلُهُ يَبْكُونَ، فَقُلْتُ: أَتَبْكُونَ وَهَذَا رَسُولُ اللهِ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " دَعْهُنَّ يَبْكِينَ مَا دَامَ عِنْدَهُنَّ، فَإِذَا وَجَبَ (4) فَلَا يَبْكِينَ ".
فَقَالَ جَبْرٌ: فَحَدَّثْتُ بِهِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ (5)، فَقَالَ لِي: مَاذَا وَجَبَ؟ قُلْتُ: إِذَا أُدْخِلَ قَبْرَهُ (6).
(1) حسن لغيره. وهو مكرر (23747).
(2)
في (م) و"مصنف" ابن أبي شيبة: جُبير، وفي (ظ 2) و (ق): جابر.
(3)
تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: عمر.
(4)
في (م) و (ق): وجبت.
(5)
تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: عمر بن حميد القرشي.
(6)
حديث صحيح، جَبْر بن عتيك هذا لم نتبينه، وعمُّه: هو جابر -أو جبر- ابن عتيك، فالحديث معروف به، ولعلَّه سُمِّي باسم عمِّه، أو أن بعض رواة هذا الإسناد لم يُقِمْه، وأقامه مالك فرواه كما سيأتي برقم (23753) عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك، عن جدِّه لأُمه عتيك بن الحارث بن عتيك، عن جابر ابن عتيك الصحابي، فذكره بأطول مما هنا.
أبو نعيم: هو الفضل بن دُكَيْن، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي، وعبد الله بن عيسى: هو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهؤلاءِ جميعاً ثقات من رجال الشيخين. =
23752 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ
= وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 3/ 392، ومن طريقه ابن عبد البر في "الاستذكار"(11649) عن الفضل بن دكين، بهذا الإسناد- دون قصة تحديث جبرٍ لعمر.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 209، والنسائي 6/ 52 من طريق داود الطائي، عن عبد الملك بن عمير، عن جَبْر: أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ميت فبكى النِّساء
…
ورجاله ثقات إلا أنه منقطع، فقد ذكر الذهبي في "الكاشف" أن رواية عبد الملك بن عمير عن جبر بن عتيك مرسلة.
وقول جبرٍ في الوجوب في آخر الحديث: "إذا أُدخل قبره" قد جاء في رواية مالك كما سيأتي عند الحديث (23753) على غير هذا المعنى، ففيه: أنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوجوب، فقال. "إذا مات".
ويشهد لحديث جابر بن عتيك هذا حديثُ عبد الرحمن بن حسان بن ثابت عن أُمِّه سِيرين قالت: حَضَر موتُ إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت كلما صحتُ وأختي وصاح النساءُ لا ينهانا، فلما مات نهانا عن الصياح. أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (775) بإسناد ضعيف.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 203 - ونحوه في "الاستذكار" له 8/ 312 - : فيه إباحة البكاء على المريض بالصياح وغير الصياح عند حضور وفاته، وفيه النهي عن البكاء عليه إذا وَجَبَ موتُه، وفي نهي جابر بن عَتِيك للنساء عن البكاء دليلٌ على أنه قد كان سمع النهيَ عن ذلك، فتأوَّله على العموم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"دعهنَّ -يعني يبكين- حتى يموت، ثم لا تبكيَنَّ باكيةٌ" يريد -والله أعلم-: لا تبكينَّ نياحاً ولا صياحاً بعد وجوب موته، وعلي هذا جمهور الفقهاء: أنه لا بأس بالبكاء على الميت ما لم يخلط ذلك بندبٍ وبنياحة وشقِّ جيب ونَشْر شعرٍ وخَمْش وجهٍ. ثم استشهد على ذلك بأحاديث وآثارٍ ذكرها في كتابه "الاستذكار".
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ (1) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ مِنَ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللهُ وَمِنْهَا مَا يُبْغِضُ اللهُ، وَإِنَّ مِنَ الْخُيَلَاءِ مَا يُحِبُّ اللهُ وَمِنْهَا مَا يُبْغِضُ اللهُ، وَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِي يُحِبُّ اللهُ، فَالْغَيْرَةُ الَّتِي فِي الرِّيبَةِ، وَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِي يُبْغِضُ اللهُ فَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ الرِّيبَةِ، وَأَمَّا الْخُيَلَاءُ الَّتِي يُحِبُّ اللهُ، فَاخْتِيَالُ الرَّجُلِ بِنَفْسِهِ عِنْدَ الْقِتَالِ وَاخْتِيَالُهُ عِنْدَ الصَّدَقَةِ، وَالْخُيَلَاءُ الَّتِي يُبْغِضُ اللهُ فَاخْتِيَالُ الرَّجُلِ فِي الْفَخْرِ وَالْبَغْيِ " (2).
23753 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ، عَنْ عَتِيكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَتِيكٍ، فَهُوَ جَدُّ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَبُو أُمِّهِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَتِيكٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ ثَابِتٍ لَمَّا مَاتَ قَالَتْ ابْنَتُهُ: وَاللهِ إِنْ كُنْتُ لَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ شَهِيدًا، أَمَا إِنَّكَ قَدْ كُنْتَ قَضَيْتَ جِهَازَكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ اللهَ قَدْ أَوْقَعَ أَجْرَهُ عَلَى قَدْرِ نِيَّتِهِ، وَمَا تَعُدُّونَ الشَّهَادَةَ؟ " قَالُوا: قَتْلٌ فِي سَبِيلِ
(1) قوله: "عن جابر بن عتيك" سقط من (م) و (ظ 2) و (ق).
(2)
حسن لغيره، وقد سلف الكلام على إسناده برقم (23747). أَبان: هو ابن يزيد العطَّار.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/ 156، وفي "الأسماء والصفات" ص 501 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وسقط عفان من مطبوعة "السنن".
وأخرجه أبو داود (2659) عن مسلم بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل، والطبراني (1772) من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن أبان بن يزيد، به.
اللهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الشَّهَادَةُ سَبْعٌ سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللهِ: الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ، وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ الْحَرِيقِ (1) شَهِيدٌ، وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدَةٌ "(2).
(1) في (م): الحرق.
(2)
حديث صحيح، عتيك بن الحارث بن عتيك ذكره ابن حبان في "ثقاته" وصحَّح حديثه هذا، ورواية مالك لحديثه في "الموطأ" تقوية له، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير صحابيِّ الحديث، فقد خَرَّج له أبو داود والنسائي.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 233 - 234، ومِن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 199 - 200، وأبو داود (3111)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2141)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 13 - 14، وفي "الكبرى"(7529)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 291، وفي "شرح المشكل"(5104)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 140، وابن حبان (3189) و (3190)، والطبراني (1779)، والحاكم 1/ 351، والبيهقي 4/ 69 - 70، والبغوي في "شرح السنة"(1532)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 309، والمزي في ترجمة عتيك بن الحارث من "تهذيبه" 19/ 333 - 334، وصحَّح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي.
وزادوا في أوله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء يعود عبدَ الله بن ثابت، فوجده قد غُلب عليه، فصاحَ به، فلم يُجِبْه، فاسترجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:"غُلبنا عليك يا أبا الربيع" فصاح النسوة وبكَينَ، فجعل جابرٌ يسكِّتهنَّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"دعهنَّ، فإذا وَجَبَ فلا تبكيَنَّ باكيةٌ" قالوا: يا رسول الله، وما الوجوبُ؟ قال:"إذا ماتَ" فقالت ابنته .. وذكره.
وأخرج هذا الحديث بطوله عبد الرزاق في "مصنفه"(6695) عن ابن جريج قال: أُخبرتُ خبراً رُفع إلى أبي عبيدة بن الجراح صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى عبد الله بن ثابت يعوده .. وذكره. =
23754 -
حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُرَّةَ الْحَنَفِيُّ أَبُو مُرَّةَ، حَدَّثَنَا نَفِيسٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَابِرٍ الْعَبْدِيِّ، قَالَ: كُنْتُ فِي الْوَفْدِ الَّذِي أَتَوْا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، قَالَ: وَلَسْتُ مِنْهُمْ، وَإِنَّمَا كُنْتُ مَعَ أَبِي، قَالَ: فَنَهَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الشُّرْبِ فِي الْأَوْعِيَةِ الَّتِي
= وأخرج ابن أبي شيبة 5/ 332 - 333، وابن ماجه (2803)، والنسائي 6/ 51 - 52، وابن قانع 1/ 140 - 141، والطبراني (1780)، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 206 من طريق أبي العميس عتبة بن عبد الله المسعودي، عن عبد الله ابن عبد الله بن جابر بن عتيك، عن أبيه، عن جدِّه: أنه مرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقال قائل من أهله: إنْ كنا لنرجو أن تكون وفاتُه قتلَ شهادة في سبيل الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن شهداء أُمتي إذاً لقليلٌ
…
" قال ابن عبد البر: هكذا يقول أبو العميس في إسناد هذا الحديث، والصواب ما قاله فيه مالكٌ، ولم يُقِمْه أبو العُميس.
ويشهد له حديث راشد بن حبيش، عن عبادة بن الصامت سلف برقم (15998).
وانظر أحاديث الباب عند حديث أبي هريرة السالف برقم (8092).
قولها: قضيت جِهَازك، بفتح الجيم وكسرها، أي: أتممت ما تحتاج إليه في سفرك للغزو.
المطعون: الميت بالطاعون.
والغَرِق -بفتح الغين وكسر الراء-: الذي يموت غريقاً في الماء.
وذات الجَنْب: هو التهاب في الغشاء المحيط بالرئة.
والمبطون: هو الذي يموت بمرض بطنه كالإسهال والاستسقاء ونحوهما.
وقوله: "المرأة تموت بجُمع" بضم الجيم وسكون الميم: الميِّتةُ في النِّفاس وولدها في بطنها لم تلده وقد تمَّ خلقُه، وقيل: هي التي تموت من الولادة سواء ألقت ولدها أم لا.
سَمِعْتُمُ: الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالنَّقِيرِ، وَالْمُزَفَّتِ (1).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة نَفِيس، وعبد الله بن جابر العبدي هذا ذكره الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 4/ 34.
وهو في "الأشربة" للمصنف (113)، ومن طريق أحمد أخرجه ابن قانع "معجم الصحابة" 2/ 88، والطبراني في "الكبير"(2077).
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 59 - 60 عن علي ابن المديني، والطبراني (2077) من طريق أبي عبيد القاسم بن سلام، كلاهما عن الحارث بن مرَّة، به- زاد علي ابن المديني في حديثه: فلما كان بعد ما قُبض النبيُّ صلى الله عليه وسلم أتينا الحسنَ بن علي وحججتُ مع أَبي، فقال: قد كان بعدَكم رُخْصة.
وللحديث شاهد من حديث ابن عباس، سلف برقم (2020)، وهو في "الصحيحين".
ومن حديث أبي هريرة، سلف برقم (10373)، وإسناده صحيح.
وانظر تتمة أحاديث الباب عند حديث ابن عمر السالف برقم (4465).
وأما قول الحسن بن علي في آخر حديث علي ابن المديني: "قد كان بعدَكم رُخْصة" أي: قد نُسِخ ذلك، ويشهد له حديثُ بريدة الأسلمي عند أحمد سلف برقم (23003)، ومسلم (1977) وغيرهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ونهيتُكم عن الأشربة في الأوعية، فاشربوا في أيِّ وعاءٍ شئتم، ولا تشربوا مسكراً".
وهذه الأوعية -أي: الدباء والحنتم .. إلخ- سلف تفسيرها عند حديث ابن عباس.
حَدِيثُ أَبِي سَلَمَةَ الْأَنْصَارِيِّ
23755 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ أَبَوَيْهِ اخْتَصَمَا فِيهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَحَدُهُمَا مُسْلِمٌ وَالْآخَرُ كَافِرٌ، فَخَيَّرَهُ فَتَوَجَّهَ إِلَى الْكَافِرِ مِنْهُمَا، فَقَالَ:" اللهُمَّ اهْدِهِ " فَتَوَجَّهَ إِلَى الْمُسْلِمِ، فَقَضَى لَهُ بِهِ (1).
(1) حديث صحيح، وقد وَهمَ عثمانُ البتِّي -وهو ابن مسلم- فقال فيه: عبد الحميد بن سلمة، عن أبيه، عن جده، وهذه سلسلة لا تُعرف إلا من طريقه، وقال الدارقطني فيما نقله الحافظ ابن حجر في "التهذيب": عبد الحميد بن سلمة وأبوه وجده لا يُعرفون. قلنا: وخالفه في ذلك آخرون، فقالوا: عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن جدِّه إنه هو الذي أسلم ولم تسلم امرأته، وهو الصواب، ومما يؤيد وَهْمَ عثمان البتِّي فيه أن أبا عاصم النبيل قال -فيما أخرجه الطحاوي في "المشكل" 8/ 105 - : سمعت عبد الحميد بن جعفر يقول: أنا حدَّثتُ البتِّي بحديث التخيير بالأهواز. قلنا: وجدُّ عبد الحميد: هو رافع بن سنان، وسيأتي من هذا الطريق برقم (23757). وانظر "نصب الراية" 3/ 270 - 271. إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مقسم المعروف بابن عُليَّة.
وأخرجه ابن سعد 7/ 81، وابن أبي شيبة 10/ 162 و 11/ 377، وابن ماجه (2352)، والنسائي في "الكبرى"(6387) من طريق إسماعيل ابن عليَّة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي (6388)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3091)، والمزي في ترجمة عبد الحميد بن سلمة من "تهذيبه" 16/ 433 من طريق حماد بن =
23756 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ أَبُو عَمْرٍو الْبَتِّيِّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سَلَمَةَ: أَنَّ جَدَّهُ أَسْلَمَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ تُسْلِمْ جَدَّتُهُ، وَلَهُ مِنْهَا ابْنٌ، فَاخْتَصَمَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنْ شِئْتُمَا خَيَّرْتُمَا الْغُلَامَ " قَالَ: وَأَجْلَسَ الْأَبَ نَاحِيَةً،
= سلمة، عن عثمان البتِّي، عن عبد الحميد بن سلمة، عن أبيه: أن رجلاً أسلم ولم تسلم امرأته
…
الحديث مرسلاً.
وأخرجه الطحاوي (3093) من طريق علي بن عاصم، عن عثمان البتي، عن عبد الحميد بن أبي سلمة، عن أبيه قال: أسلم أبي وأَبَت أُمي
…
وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7352)، وليس فيه أن أحد الأبوين كان كافراً، وإسناده صحيح.
قلنا: وقد اختلف أهل العلم في ثبوت الحضانة بعد الفرقة للأم الكافرة، فذهب الحنفية والمالكية إلى أنه لا يشترط إسلامها، فيصحُّ كونها كتابيةً أو غير كتابية كمجوسية وغيرها، وحُجَّتهم هذا الحديث، ولأن مناط الحضانة الشفقةُ، وليست تختلف باختلاف الدِّين.
وذهب الشافعية والحنابلة إلى اشتراط إسلامها، فلا حضانة للكافرة على ولدها المسلم، إذ لا ولاية لها عليه، ولأنها ربما فتنته في دينه، والله أعلم.
وانظر للاستزادة في هذه المسألة "المدونة" 2/ 359، "والمغني" 11/ 412 - 413، و"نيل الأوطار" 7/ 141 - 142، و"حاشية ابن عابدين" 5/ 253، و"الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع" 2/ 194.
قال السندي في "حاشيته": من أنكر تخيير الولد يرى أنه مخصوص ضرورةً، إذ الصغير لا يهتدي بنفسه إلى الصواب، والهداية من الله تعالى للصواب لغير هذا الولد غير لازمة، بخلاف هذا، فقد وُفِّق للخير بدعائه صلى الله عليه وسلم، والله تعالى أعلم.
وَالْأُمَّ نَاحِيَةً، فَخَيَّرَهُ فَانْطَلَقَ نَحْوَ أُمِّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اللهُمَّ اهْدِهِ " قَالَ: فَرَجَعَ إِلَى أَبِيهِ (1).
23757 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي رَافِعِ بْنِ سِنَانٍ: أَنَّهُ أَسْلَمَ وَأَبَتْ امْرَأَتُهُ أَنْ تُسْلِمَ، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: ابْنَتِي. وَهِيَ فَطِيمٌ أَوْ شِبهُهُ، وَقَالَ رَافِعٌ: ابْنَتِي، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" اقْعُدْ نَاحِيَةً " وَقَالَ لَهَا: " اقْعُدِي نَاحِيَةً " فَأَقْعَدَ الصَّبِيَّةَ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ قَالَ:" ادْعُوَاهَا " فَمَالَتْ إِلَى أُمِّهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" اللهُمَّ اهْدِهَا " فَمَالَتْ إِلَى أَبِيهَا، فَأَخَذَهَا (2).
(1) حديث صحيح، وانظر ما قبله.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(2276)، ومن طريقه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3089) عن هشيم، بهذا الإسناد.
(2)
إسناده صحيح إن كان جعفر بن عبد الله والد عبد الحميد سمع مِن جدِّ أبيه: فهو جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع بن سنان، فقد قال عبد العزيز النخشبي كما في "جامع التحصيل" للعلائي: هذا مرسل، لأن جعفر بن عبد الله لم يدرك جدَّ أبيه. ولم يقل أحد بإرساله سواه، وقد وقع التصريح بالسماع بينهما عند الحاكم وعنه البيهقي، لكن انفرد بهذا التصريح الحسنُ بن علي بن زياد عن إبراهيم ابن موسى الرازي، والحسن بن علي هذا لم نقع له على ترجمة فيما بين أيدينا من مصادر، وعلى كلٍّ فإن جعفراً هذا ثقة، وما رواه كان قد حصل في أهل بيته، فهو أدرى به، والله تعالى أعلم.
وأخر جه أبو داود (2244)، والحاكم 2/ 206 - 207، والبيهقي 8/ 3، وابن =
23758 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ الْبَتِّيُّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ نَقْرَةِ الْغُرَابِ، وَعَنْ فَرْشَةِ السَّبُعِ، وَأَنْ يُوطِنَ الرَّجُلُ مَقَامَهُ فِي الصَّلَاةِ كَمَا يُوطِنُ الْبَعِيرُ (1).
= الأثير في "أسد الغابة" 2/ 192 من طريق إبراهيم بن موسى الرازي، والطحاوي في "شرح المشكل"(3090) من طريق نعيم بن حماد، كلاهما عن عيسى بن يونس، بهذا الإسناد، وصحَّح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي.
وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى"(6385)، وعنه الدولابي في "الكنى" 1/ 67 عن معافي بن عمران، والدارقطني في "سننه" 4/ 43 - 44 من طريق علي ابن غُراب وأبي عاصم النبيل، ثلاثتهم عن عبد الحميد بن جعفر، به.
وانظر ما قبله.
(1)
إسناده ضعيف، وقد وَهمَ عثمان البتي في تسمية والد عبد الحميد، فقال: عبد الحميد بن سلمة، والصواب أنه عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله كما سلف بيانه عند الحديث رقم (23755)، ثم إن هذا الحديث هنا مرسَلٌ، فإن والد عبد الحميد لم يدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد روي عنه عن تميم بن محمود عن عبد الرحمن بن شِبْل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وسلف من هذا الطريق برقم (15532)، وانظر تخريجه هناك، وتميم بن محمود هذا لم يروِ عنه غير جعفر بن عبد الله، وهو ليِّن الحديث.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 232 من طريق يزيد بن زريع، والمزي في ترجمة عبد الحميد بن سلمة من "تهذيب الكمال" 16/ 434 من طريق عبد الوارث بن سعيد، كلاهما عن عثمان البتي، بهذا الإسناد. ووقع في رواية يزيد بن زريع: عبد الحميد بن يزيد بن سلمة الضمري، عن أبيه.
23759 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ جَدَّهُ أَسْلَمَ وَأَبَتِ امْرَأَتُهُ أَنْ تُسْلِمَ، فَجَاءَ بِابْنٍ لَهُ صَغِيرٍ لَمْ يَبْلُغْ، قَالَ: فَأَجْلَسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْأَبَ هَا هُنَا، وَالْأُمَّ هَا هُنَا، وَقَالَ:" اللهُمَّ اهْدِهِ " فَذَهَبَ إِلَى أَبِيهِ (1).
(1) حديث صحيح، وانظر (23755).
سفيان: هو الثوري، وعثمان البتِّي: هو ابن مسلم.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (12616).
وأخرجه من طريق عبد الرزاق النسائيُّ في "المجتبى" 6/ 185، وفي "السنن الكبرى"(5689) و (6386)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3092)، وفيه عندهم: عن عبد الحميد الأنصاري، عن أبيه، عن جدِّه: أنه أسلَمَ ..
حَدِيثُ قَيْسِ بْنِ عَمْرٍو
(1)
23760 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يُصَلِّي بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَصَلَاةُ الصُّبْحِ مَرَّتَيْنِ؟! " فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنِّي لَمْ أَكُنْ صَلَّيْتُ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، فَصَلَّيْتُهُمَا الْآنَ. قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).
(1) هو قيس بن عمرو بن سَهْل، أنصاريٌّ خزرجي نجّاري، جدُّ يحيى بن سعيد التابعي المشهور، وقيل: هو قيس بن قَهْد، وخطَّأ هذا غيرُ واحدٍ من أهل العلم، انظر "الإصابة" 5/ 491 و 496.
(2)
إسناده حسن لولا انقطاعه، فإن محمد بن إبراهيم التيمي لم يسمع من قيس بن عمرو فيما قاله الترمذي والطحاوي. ابن نمير: هو عبد الله بن نمير، وسَعْد بن سعيد: هو الأنصاري أخو يحيى بن سعيد بن قيس، وهو صدوق روى له مسلم، لكن في حفظه شيء.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (937) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 254 و 14/ 239، وأبو داود (1267)، وابن ماجه (1154)، والطبراني 18/ (937)، والدارقطني 1/ 384 - 385، والحاكم 1/ 275، والبيهقي 2/ 483 من طريق ابن نمير، به.
وأخرجه الحميدي (868)، وابن خزيمة (1116)، والطحاوي في "شرح المشكل"(4138) و (4139)، والطبراني 18/ (938) من طريق سفيان بن عيينة، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والترمذي (422) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوَرْدي، كلاهما عن سعد بن سعيد، به- وفيه أن الذي رآه النبيُّ صلى الله عليه وسلم يصلِّي هو قيس بن عمرو نفسه. قال الترمذي: وإسناد هذا الحديث ليس بمتصل، محمد بن إبراهيم التيمي لم يسمع من قيسٍ، وروى بعضهم هذا الحديثَ عن سعد بن سعيد عن محمد بن إبراهيم: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم خرجَ فرأَى قيساً.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 57، ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن والآثار"(5173) عن سفيان بن عيينة، عن ابن قيس -ولم يسمِّه- عن محمد بن إبراهيم، به.
وأخرجه ابن خزيمة (1116)، وابن المنذر في "الأوسط" 2/ 391، والطحاوي (4137)، وابن حبان (1563) و (2471)، والدارقطني 1/ 383 - 384، والحاكم 1/ 274 - 275، والبيهقي 2/ 483 من طريق أسد بن موسى، عن الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري، عن أبيه، عن جدِّه قيس. وفي بعض هذه المصادر: قيس بن قهد، وهو خطأ كما سلف التنبيه عليه في الترجمة. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي.
قلنا: هكذا وقع الحديث في رواية أسد بن موسى موصولاً عن يحيى بن سعيد عن أبيه سعيد بن قيس عن جدِّه قيس، وسعيد بن قيس روى عنه ابناه يحيى وسعد كما في "الجرح والتعديل" 4/ 55 - 56، وذكره ابن حبان في "ثقاته" 4/ 281، وقد عَدَّ ابنُ منده -فيما نقله ابن حجر في "الإصابة" 5/ 492 - هذا الحديث من غرائب أسد بن موسى، فقد تفرد به موصولاً وغيره يرسله.
وقال الطحاوي: هذا الحديث مما يُنكره أهل العلم بالحديث على أسد بن موسى، منهم إبراهيم بن أبي داود، فسمعته يقول: رأيتُ هذا الحديث في أصل الكتب موقوفاً على يحيى بن سعيد.
وأخرج الطحاوي (4141) من طريق علي بن يونس، عن جرير بن عبد الحميد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن قيس بن قهد: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه يصلي
…
وذكره. وأعلَّه الطحاوي بعلي بن يونس، وذكر أن أهل الحديث لا يعرفونه.
وأخرجه الطبراني 18/ (939) من طريق أيوب بن سويد -وتحرف في المطبوع إلى: سهل- عن ابن جريج، عن عطاء أن قيس بن سهل حدَّث أنه دخل المسجد
…
فذكره. وأيوب بن سويد الرملي ضعيف سيئ الحفظ.
وأخرجه ابن حزم في "المحلَّى" 3/ 112 - 113 من طريق الحسن بن ذكوان، عن عطاء بن أبي رباح، عن رجل من الأنصار قال: رأى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يصلي
…
ونقل الشوكاني في "نيل الأوطار" 3/ 31 عن العراقي أنه حسَّن هذا الإسناد، وقال: ويحتمل أن الرجل هو قيسٌ المتقدم. قلنا: ويحتمل أن يكون سعدَ بن سعيد بن قيس، فقد كان سفيان بن عيينة يقول: كان عطاء بن أبي رباح يروي هذا الحديث عن سعد بن سعيد.
قلنا: وقد اختلف أهل العلم في وقت قضاء ركعتي سنَّة الفجر، فذهب قوم من أهل مكة إلى حديث قيس هذا فلم يروا بأساً أن يصلِّي الرجل الركعتين بعد المكتوبة قبل أن تطلع الشمسُ، وهو مذهب عطاء وطاووس وابن جريج، وأَحد قولي الشافعي.
وقالت طائفة: يقضيهما إذا طلعت الشمس، وبه قال ابن عمر والقاسم بن محمد، وهو مذهب الأوزاعي ومالك وأحمد وإسحاق والشافعي في أحد قوليه، وذهبوا إلى حديث أبي هريرة قال:"كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فاتته ركعتا الفجر صلَّاهما إذا طلعت الشمسُ" أخرجه ابن ماجه (1155)، والطحاوي في "شرح المشكل"(4142)، ورجاله ثقات.
وروي من حديث أبي هريرة مرفوعاً من قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من لم يصلِّ ركعتي الفجر، فليصلِّهما بعدما تَطلعُ الشمسُ" أخرجه الترمذي (423)، وصححه ابن خزيمة (1117)، وابن حبان (2472) وعنون له بقوله: ذكرُ الأمر لمن فاتته ركعتا الفجر أن يُصليهما بعد طلوع الشمس. وإلى هذا مال الطحاويُّ في "شرح المشكل"، فقال بعد أن أورد حديث أبي هريرة هذا: فهذا الحديث أحسن إسناداً وأولى =
23761 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَعِيدٍ أَخَا يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ يُحَدِّثُ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: خَرَجَ إِلَى الصُّبْحِ، فَوَجَدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي الصُّبْحِ، وَلَمْ يَكُنْ رَكَعَ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، فَصَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَامَ حِينَ فَرَغَ مِنَ الصُّبْحِ فَرَكَعَ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، فَمَرَّ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ؟ " فَأَخْبَرَهُ، فَسَكَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَمَضَى وَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا (1).
= بالاستعمال مما قد رويناه قبله في هذا الباب (يريد حديث قيس بن عمرو) وقد رُوي عن ابن عمر أنه دخل المسجد وهم في صلاة الصبح، ولم يكن صلى ركعتي الفجر فدخل معهم في صلاتهم، ثم انتظر حتى إذا طلعت الشمس، وحَلَّتِ الصلاة صلَّاهما، وروي مثل ذلك عن القاسم بن محمد بن أبي بكر أحد الفقهاء السبعة في المدينة المنورة.
وانظر لتمام البحث "نيل الأوطار" 3/ 30 - 31، و"تحفة الأحوذي" 2/ 403 - 407.
(1)
هذا حديث مرسل، رجاله ثقات، وقوله فيه هنا:"عبد الله بن سعيد" خطأ، ولعله من النساخ، فإنه لا يوجد لعبد الله بن سعيد هذا ترجمة في كتب الرجال، وقد جاء في "المصنف" لعبد الرزاق (4016) على الصواب، ففيه: سمعت عبد ربِّه بن سعيد، وهو ثقة من رجال الشيخين.
وأشار أبو داود في "سننه"(1268) إلى رواية عبد ربه بن سعيد هذه، فقال: وروى عبدُ ربِّه ويحيى ابنا سعيدٍ هذا الحديث مرسلاً ..
حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ
23762 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللهُ. فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ، فَقُلْتُ: وَاثُكْلَ أُمِّيَاهْ! مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ. قَالَ: فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصْمِتُونِي، لَكِنِّي سَكَتُّ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ، وَاللهِ مَا كَهَرَنِي وَلَا شَتَمَنِي وَلَا ضَرَبَنِي، قَالَ:" إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ هَذَا، إِنَّمَا هِيَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ " أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا قَوْمٌ حَدِيثُ عَهْدٍ بِالْجَاهِلِيَّةِ، وَقَدْ جَاءَ اللهُ بِالْإِسْلَامِ، وَإِنَّ مِنَّا قَوْمًا يَأْتُونَ الْكُهَّانَ! قَالَ:" فَلَا تَأْتُوهُمْ " قُلْتُ: إِنَّ مِنَّا قَوْمًا يَتَطَيَّرُونَ! قَالَ: " ذَاكَ شَيْءٌ يَجِدُونَهُ فِي صُدُورِهِمْ، فَلَا يَصُدَّنَّهُمْ " قُلْتُ: إِنَّ مَنَّا قَوْمًا يَخُطُّونَ! قَالَ: " كَانَ نَبِيٌّ يَخُطُّ، فَمَنْ وَافَقَ خَطَّهُ فَذَلِكَ ".
قَالَ: وَكَانَتْ لِي جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمًا لِي فِي قُبُلِ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ، فَاطَّلَعْتُهَا ذَاتَ يَوْمٍ، فَإِذَا الذِّئْبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ
غَنَمِهَا، وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ، لَكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَلَيَّ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا أُعْتِقُهَا؟ قَالَ:" ائْتِنِي بِهَا " فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَالَ لَهَا: " أَيْنَ اللهُ؟ " فَقَالَتْ: فِي السَّمَاءِ. قَالَ: " مَنْ أَنَا؟ " قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ. قَالَ: " أَعْتِقْهَا، فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ ". وَقَالَ مَرَّةً: " هِيَ مُؤْمِنَةٌ، فَأَعْتِقْهَا "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فمن رجال مسلم. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُلَيَّةَ، والحجاج بن أبي عثمان: هو الصوَّاف، وهلال بن أبي ميمونة: هو هلال بن علي بن أُسامة العامري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 432 و 8/ 33 و 11/ 19 - 20، والدارمي (1503)، ومسلم (537) وص 1749، وأبو داود (930)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1399)، وابن الجارود (212)، وابن خزيمة (859)، وأبو عوانة (1728) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد- واقتصر الدارمي على قصة الصلاة، ولم يذكر ابن خزيمة في حديثه قصة الجارية.
وأخرج قصة الجارية ابنُ حبان (165) من طريق ابن أبي عدي، عن حجاج الصواف، به.
وأخرجه بطوله الطيالسي (1150)، ومسلم (537)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 14 - 18، وفي "الكبرى"(1141)، وابن خزيمة في "صحيحه"(859)، وأبو عوانة (1727)، وابن حبان (2247)، والبيهقي في "السنن" 2/ 249 - 250 و 250، وفي "الأسماء والصفات" ص 421، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 79 - 80 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به. ولم يذكر فيه ابن خزيمة والبيهقي في "السنن" قصة الجارية.
وأخرج قصة الصلاة الدارمي (1502)، والبخاري في "خلق أفعال العباد" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (193)، والنسائي في "الكبرى"(556)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 446، والطبراني في "الكبير" 19/ (945) و (948)، والبيهقي في "السنن" 2/ 249، وفي "القراءة خلف الإمام"(177) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(19501)، ومسلم ص 1749، والطبراني 19/ (940) و (941) و (944)، والبغوي في "شرح السنة"(3259) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به- في خط الأنبياء وإتيان الكهان.
وأخرج قصة الجارية ابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 278 - 279 و 282، والطحاوي في "شرح المشكل"(4993) و (4994) و (5332)، والطبراني في "الكبير" 19/ (937)، والبيهقي في "السنن" 10/ 57 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به.
وأخرج قصة الصلاة البخاريُّ في "القراءة خلف الإمام"(68)، وفي "خلق أفعال العباد"(530)، وأبو داود (931)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 446، والبيهقي في "السنن" 2/ 249 من طريق فليح بن سليمان، عن هلال بن علي، به.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 776 - 777، ومن طريقه الشافعي في "الرسالة"(242)، والنسائي في "الكبرى"(7756) و (11465)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 283، والطحاوي في "شرح المشكل"(4992) و (5331)، والبيهقي في "السنن" 7/ 387 و 10/ 57، والخطيب في "الموضح" 1/ 187، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 76 و 77 و 78 و 79 عن هلال بن أسامة، عن عطاء بن يسار، عن عمر بن الحكم.
وقال الطحاوي في "شرح المشكل" 13/ 367: هكذا يقول مالك في إسناد هذا الحديث: هلال بن أسامة، والذين يروونه سواه عن هلال، يقول بعضهم: هلال بن علي، ويقول بعضهم: هلال بن أبي ميمونة.
وقد يحتمل أن يكون هلالٌ هذا هو ابن علي بن أسامة، فيكون مالكٌ نسبه إلى =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= جده، ويحتمل أن يكون أبوه من علي أو من أسامة كان يكنى أبا ميمونة، وفيه: عن عمر بن الحكم، والناس جميعاً يقولون فيه: عن معاوية بن الحكم، ويخالفون مالكاً فيه.
وقال الطحاوي أيضاً 12/ 524: سمعت المزني يقول: قال الشافعي: مالكٌ سمَّى هذا الرجل عمر بن الحكم، وإنما هو معاوية بن الحكم.
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 76: هكذا قال مالك في هذا الحديث عن هلال، عن عطاء، عن عمر بن الحكم، لم يختلف الرواة عنه في ذلك، وهو وهمٌ عند جميع أهل العلم بالحديث، وليس في الصحابة رجل يقال له: عمر بن الحكم، وإنما هو معاوية بن الحكم، كذلك قال فيه كل من روى هذا الحديث عن هلال وغيره، ومعاوية بن الحكم معروف في الصحابة، وحديثه هذا معروف له.
وأما عمر بن الحكم فهو من التابعين، وهو عمر بن الحكم بن أبي الحكم، وهو من بني عمرو بن عامر من الأوس، وقيل: بل هو حليف لهم، وكان من ساكني المدينة، توفي فيها سنة سبع عشرة ومئة، وهو عمُّ والد عبد الحميد بن جعفر الأنصاري، وعمر بن الحكم بن سنان، لأبيه صحبة، وعمر بن الحكم بن ثوبان، هؤلاء ثلاثة من التابعين كلهم يُسمَّى عمر بن الحكم، وهم مدنيون، وليس فيهم من له صحبة ولا من يروي عنه عطاء بن يسار، وليس في الصحابة أحدٌ يسمَّى عمر بن الحكم، وإنما هو معاوية بن الحكم لا شكَّ فيه.
وانظر في قصة الكلام في الصلاة حديث ابن مسعود السالف برقم (3563) و (3885).
وانظر في قصة الجارية حديث أبي هريرة السالف برقم (7906)، وحديث الشريد بن سويد السالف برقم (17945).
وقصة التطيُّر والنهي عن إتيان الكهّان سلفت من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن معاوية بن الحكم برقم (15663).
قوله: "واثُكْل" قال السندي: بضمِّ ثاءٍ وسكون كافٍ وبفتحها، هو فَقْد الأُم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الولدَ. "أمِّياه" بكسر الميم، أصله "أُمِّي" زيدت عليه الألف لمدِّ الصوت وهاء السكت.
"يُصمِّتوني" من التصميت، وهو التسكيت.
"لكني سكتُّ" متعلِّق بمقدَّر، مثل: أردتُ أن أخاصمهم، وهو جواب "فلمَّا".
"ما كَهَرني" أي. ما أنتهرني ولا أَغلَظ لي في القول.
وقوله: "فلا تأتوهم" لأنهم يتكلَّمون في مغيَّبات قد يصادف بعضُها الإصابةَ فيُخاف الفتنة على الإنسان بذلك، ولأنهم يُلبِّسون على الناس كثيراً من الشرائع، وإتيانهم حرامٌ بإجماع المسلمين كما ذكروا.
وقوله: "ذاك شيءٌ يجدونه في صدورهم .. " قال النووي في "شرح مسلم" 5/ 22: قال العلماء: معناه أن الطِّيَرةَ شيء تجدونه في نفوسكم ضرورةً، ولا عَتَبَ عليكم في ذلك، فإنه غير مُكتَسَب لكم فلا تكليف به، ولكن لا تمتنعوا بسببه من التصرُّف في أُموركم- فهذا هو الذي تقدرون عليه وهو مُكتَسَب لكم، فيقع به التكليف، فنهاهم صلى الله عليه وسلم عن العمل بالطِّيَرة والامتناع من تصرُّفاتهم بسببها، وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة في النهي عن التطيُّر.
وقوله: "كان نبيٌّ يخطُّ
…
" أي: في الرَّمل، قال النووي: اختلف العلماءُ في معناه، فالصحيح أن معناه: من وافق خطَّه فهو مباحٌ له، ولكن لا طريق لنا إلى العلم اليقيني بالموافقة، فلا يباح. والمقصود أنه حرام، لأنه لا يباح إلا بيقينِ الموافقة، وليس لنا يقينٌ بها، وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فمن وافَقَ خطَّه فذاك" ولم يقل: هو حرام بغير تعليق على الموافقة، لئلا يتوهَّم متوهِّمٌ أن هذا النهي يدخل فيه ذاك النبيُّ الذي كان يَخُطُّ، فحافظ النبي صلى الله عليه وسلم على حُرْمة ذاك النبي مع بيان الحكم في حقنا، فالمعنى: أن ذلك النبي لا مَنْعَ في حقِّه، وكذا لو عَلِمتُم موافقته، ولكن لا عِلْمَ لكم بها.
وقال الخَطَّابي: هذا الحديث يحتمل النهي عن هذا الخطِّ إذ كان عَلَماً لنبوَّة ذلك النبي وقد انقطعت، فنُهينا عن تعاطي ذلك.
23763 -
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَشْيَاءُ كُنَّا نَصْنَعُهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، كُنَّا نَأْتِي الْكُهَّانَ! فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لَا تَأْتُوا الْكُهَّانَ " قَالَ: وَكُنَّا نَتَطَيَّرُ! قَالَ: " ذَاكَ شَيْءٌ يَجِدُهُ أَحَدُكُمْ فِي نَفْسِهِ، فَلَا يَصُدَّنَّكُمْ "(1).
23764 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ الْحَكَمِ السُّلَمِيَّ - وَكَانَ صَحَابِيًّا - قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ أُمُورًا كُنَّا نَفْعَلُهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، كُنَّا نَتَطَيَّرُ؟!
= وقال القاضي عِيَاض: المختار أن معناه: أن من وافق خطَّه، فذاك الذي يَجِدُون إصابته فيما يقول، لا أنه أباح ذلك لفاعله. قال: ويحتمل أن هذا نُسِخَ في شَرْعنا، فحصل من مجموع كلام العلماء فيه الاتفاق على النهي عنه الآن.
قوله: "آسَفُ" أي: أَغضبُ، وهو بفتح السِّين.
قوله: "صَكَكْتُها" أي: لطمتُها.
وانظر تتمة الكلام على الحديث في "شرح مسلم" للنووي 5/ 24 - 25.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فمن رجال مسلم. هاشم: هو ابن القاسم أبو النَّضر، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.
وأخرجه الطيالسي (1104)، ومسلم ص 1749، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 79 من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (15663) من طريق عُقيل بن خالد عن ابن شهاب الزهري.
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " ذَاكَ شَيْءٌ يَجِدُهُ أَحَدُكُمْ فِي نَفْسِهِ، فَلَا يَصُدَّنَّكُمْ " فَقُلْتُ: وَكُنَّا نَأْتِي الْكُهَّانَ! قَالَ: " وَلَا تَأْتُوا الْكُهَّانَ "(1).
23765 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ الْحَكَمِ حَدَّثَهُ بِثَلَاثَةِ أَحَادِيثَ حَفِظَهَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا قَوْمٌ حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ، وَإِنَّ اللهَ عز وجل قَدْ جَاءَ بِالْإِسْلَامِ، وَإِنَّ مِنَّا رِجَالًا يَخُطُّونَ! قَالَ:" قَدْ كَانَ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ يَخُطُّ، فَمَنْ وَافَقَ خَطَّهُ (2 فَذَلِكَ " قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ مِنَّا رِجَالًا 2) يَتَطَيَّرُونَ! قَالَ: " ذَاكَ شَيْءٌ يَجِدُونَهُ فِي صُدُورِهِمْ، فَلَا يَصُدَّنَّكُمْ "(3) قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ مَنَّا رِجَالًا يَأْتُونَ الْكُهَّانَ! قَالَ: " فَلَا تَأْتُوهُمْ ". قَالَ: فَهَذَا حَدِيثٌ.
قَالَ: وَكَانَتْ لِي غَنَمٌ فِيهَا جَارِيَةٌ لِي تَرْعَاهَا فِي قُبُلِ أُحُدٍ والْجَوَّانِيَّةِ، فَاطَّلَعْتُ عَلَيْهَا ذَاتَ يَوْمٍ، فَوَجَدْتُ الذِّئْبَ قَدْ ذَهَبَ مِنْهَا بِشَاةٍ، فَأَسِفْتُ، وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ، فَصَكَكْتُهَا صَكَّةً، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: إِنَّهَا كَانَتْ لِي غَنَمٌ،
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع البَهْراني، وشعيب: هو ابن أبي حمزة الأُموي.
وانظر ما قبله.
(2 - 2) في (ظ 5): "فذاك. ومنَّا رجالٌ".
(3)
في (ظ 5): فلا يصدَّنَّهم.
وَكَانَتْ لِي فِيهَا جَارِيَةٌ تَرْعَاهَا فِي قُبُلِ أُحُدٍ والْجَوَّانِيَّةِ، وإني اطَّلَعْتُ عَلَيْهَا ذَاتَ يَوْمٍ، فَوَجَدْتُ الذِّئْبَ قَدْ ذَهَبَ مِنْهَا بِشَاةٍ، فَأَسِفْتُ وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ آسَفُ مِثْلَ مَا يَأْسَفُونَ، وَإِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً. قَالَ: فَعَظُمَ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا أُعْتِقُهَا؟! قَالَ:" ادْعُهَا " فَدَعَوْتُهَا، فَقَالَ لَهَا:" أَيْنَ اللهُ؟ " قَالَتْ: اللهُ (1) فِي السَّمَاءِ. قَالَ: " مَنْ أَنَا؟ " قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ. قَالَ: " إِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ، فَأَعْتِقْهَا ". قَالَ: هَذَانِ حَدِيثَانِ.
قَالَ: وَصَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ فَعَطَسَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ، فَقُلْتُ: وَاثُكْلَ أُمِّيَاهْ، مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ؟ قَالَ: فَضَرَبُوا بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصْمِتُونِي سَكَتُّ، حَتَّى صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَدَعَانِي، قَالَ: فَبِأَبِي وَأُمِّي مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ، فَمَا ضَرَبَنِي وَلَا كَهَرَنِي وَلَا سَبَّنِي، وَقَالَ:" إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ هَذَا، إِنَّمَا هِيَ التَّسْبِيحُ (2) وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ " أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. هَذِهِ ثَلَاثَةُ أَحَادِيثَ حَدَّثَنِيهَا (3).
(1) لفظ الجلالة سقط من (م).
(2)
في (ظ 5): للتسبيح.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفَّار، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي. =
23766 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ مُعَاوِيةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ، حَدَّثَنَي بِهَذَا الْحَدِيثِ بِنَحْوِهِ، فَزَادَ فِيهِ، وَقَالَ:" إِنَّمَا هِيَ التَّسْبِيحُ (1) وَالتَّكْبِيرُ وَالتَّحْمِيدُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ " أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).
23767 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حَجَّاجٍ الصَّوَّافِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي هِلَالُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ السُّلَمِيِّ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَعَطَسَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ، فَقُلْتُ: وَاثُكْلَ أُمِّيَاهْ، مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ؟ قَالَ: فَجَعَلُوا
= وانظر (23762).
(1)
في (ظ 5): للتسبيح.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه بطوله الطيالسيُّ (1105)، وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1398)، وأبو عوانة (1727)، والطبراني 19/ (939) و (942) و (946)، والبيهقي في "السنن" 2/ 250، وفي "الأسماء والصفات" ص 422 من طريق أبان بن يزيد العطار، بهذا الإسناد. وفي رواية ابن أبي عاصم: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أوطاس
…
وأخرج قصة الصلاة البخاري في "القراءة خلف الإمام"(69) من طريق أبان، به.
وأخرج قصة الجارية ابن أبي عاصم في "السنة"(489)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(652) من طريق أبان، به.
يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُمْ يُصْمِتُونِي، لَكِنِّي سَكَتُّ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الصَّلَاةَ بِأَبِي هُوَ وَأُمِّي، مَا شَتَمَنِي وَلَا كَهَرَنِي وَلَا ضَرَبَنِي، فَقَالَ:" إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ هَذَا، إِنَّمَا هِيَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ ". أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا قَوْمٌ حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ، وَقَدْ جَاءَ اللهُ بِالْإِسْلَامِ وَمِنَّا رِجَالٌ يَأْتُونَ الْكُهَّانَ! قَالَ:" فَلَا تَأْتُوهُمْ "(1) قُلْتُ: وَمِنَّا رِجَالٌ يَتَطَيَّرُونَ! قَالَ: " فَإِنَّ ذَلِكَ شَيْءٌ يَجِدُونَهُ فِي صُدُورِهِمْ فَلَا يَصُدَّنَّهُمْ " قُلْتُ: وَمِنَّا رِجَالٌ يَخُطُّونَ! قَالَ: " كَانَ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ يَخُطُّ، فَمَنْ وَافَقَ خَطَّهُ فَذَاكَ ".
قَالَ: وَبَيْنَمَا جَارِيَةٌ لِي تَرْعَى غُنَيْمَاتٍ لِي فِي قُبُلِ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ، فَاطَّلَعْتُ عَلَيْهَا اطِّلَاعَةً، فَإِذَا الذِّئْبُ قَدْ ذَهَبَ مِنْهَا بِشَاةٍ، وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ يَأْسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ، لَكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً، قَالَ: فَعَظُمَ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قُلْتُ: أَلَا أُعْتِقُهَا؟ قَالَ: " ابْعَثْ إِلَيْهَا " قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا فَجَاءَ بِهَا، فَقَالَ:" أَيْنَ اللهُ؟ " قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ. قَالَ: " فَمَنْ أَنَا؟ " قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ. قَالَ: " أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ "(2).
(1) في (ظ 5) و (ظ 2): فلا تأتِهم.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم. يحيى بن سعيد: هو القطان. =
23768 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ، أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَرَأَيْتَ أَشْيَاءَ كُنَّا نَفْعَلُهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، كُنَّا نَتَطَيَّرُ! قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" ذَلِكَ شَيْءٌ تَجِدُهُ فِي نَفْسِكَ، فَلَا يَصُدَّنَّكُمْ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ كُنَّا نَأْتِي الْكُهَّانَ! قَالَ: " فَلَا تَأْتِ الْكُهَّانَ (1) "(2).
23769 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
= وأخرجه مقطعاً الطبراني في "الكبير" 19/ (938) و (943) و (947) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مقطعاً البخاري في "القراءة"(70)، وأبو داود (930)، وابن خزيمة (859)، وأبو عوانة (1828)، وابن حبان (2248)، والطبراني 19/ (938) و (943) و (947) من طرق عن يحيى بن سعيد، به.
وأخرجه مختصراً الدارمي (1503) من طريق يحيى بن سعيد، به في قصة الصلاة.
وأخرجه أبو داود (3909) من طريق يحيى بن سعيد، به مختصراً في خط الأنبياء.
وأخرجه مختصراً أبو داود (3282)، والنسائي في "الكبرى"(8589) من طريق يحيى بن سعيد، به.
(1)
لفظة "الكهان" ليست في (م) و (ظ 2) و (ق).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وليث: هو ابن سعد، وعقيل: هو ابن خالد.
وهو مكرر (15663) سنداً ومتناً.
عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ: أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مِنَّا رِجَالٌ يَتَطَيَّرُونَ! قَالَ:" ذَاكَ شَيْءٌ تَجِدُونَهُ فِي أَنْفُسِكُمْ، فَلَا يَصُدَّنَّكُمْ " قَالُوا: وَمِنَّا رِجَالٌ يَأْتُونَ الْكُهَّانَ! قَالَ: " فَلَا تَأْتُوا كَاهِنًا "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (19500)، ومن طريقه أخرجه مسلم ص 1749، والبيهقي في "الآداب"(430).
حَدِيثُ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ
23770 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: إِنِّي قَدْ أَنْكَرْتُ بَصَرِي، وَالسُّيُولُ تَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ مَسْجِدِي، فَلَوَدِدْتُ أَنَّكَ جِئْتَ فَصَلَّيْتَ فِي بَيْتِي مَكَانًا أَتَّخِذُهُ مَسْجِدًا. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللهُ " قَالَ: فَمَرَّ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَاسْتَتْبَعَهُ، فَانْطَلَقَ مَعَهُ، فَاسْتَأْذَنَ فَدَخَلَ عَلَيَّ، فَقَالَ وَهُوَ قَائِمٌ:" أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ أُصَلِّيَ؟ " فَأَشَرْتُ لَهُ حَيْثُ أُرِيدُ، قَالَ: ثُمَّ حَبَسْتُهُ عَلَى خَزِيرٍ صَنَعْنَاهُ لَهُ، فَسَمِعَ أَهْلُ الْوَادِي - يَعْنِي أَهْلَ الدَّارِ - فَثَابُوا إِلَيْهِ، حَتَّى امْتَلَأَ الْبَيْتُ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَيْنَ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُنِ؟ وَرُبَّمَا قَالَ: مَالِكُ بْنُ الدُّخَيْشِنِ، فَقَالَ رَجُلٌ: ذَاكَ رَجُلٌ مُنَافِقٌ لَا يُحِبُّ اللهَ وَلَا رَسُولَهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا تَقُولُ (1) هُوَ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَّا نَحْنُ فَنَرَى وَجْهَهُ وَحَدِيثَهُ إِلَى الْمُنَافِقِينَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَيْضًا:" لَا تَقُولُ هُوَ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ؟ " قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " فَلَنْ يُوَافِيَ عَبْدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا
(1) في (م): لا تقول. والقول هنا بمعنى الظنِّ، أي: ألا تظنُّ؟ وانظر "فتح الباري" 12/ 305، و"إرشاد الساري" 10/ 91.
اللهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ، إِلَّا حُرِّمَ عَلَى النَّارِ ".
قَالَ مَحْمُودٌ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ نَفَرًا فِيهِمْ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ: مَا أَظُنُّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ مَا قُلْتَ! قَالَ: فَآلَيْتُ إِنْ رَجَعْتُ إِلَى عِتْبَانَ أَنْ أَسْأَلَهُ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَوَجَدْتُهُ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ، وَهُوَ إِمَامُ قَوْمِهِ، فَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَحَدَّثَنِيهِ كَمَا حَدَّثَنِيهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ.
قَالَ مَعْمَرٌ: فَكَانَ الزُّهْرِيُّ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ: ثُمَّ نَزَلَتْ فَرَائِضُ وَأُمُورٌ نَرَى أَنَّ الْأَمْرَ انْتَهَى إِلَيْهَا، فَمَنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَغْتَرَّ فَلَا يَغْتَرَّ (1).
23771 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ، فَلَقِيتُ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ، فَقُلْتُ: مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ؟ قَالَ: فَحَدِّثْنِي قَالَ: كَانَ فِي بَصَرِي بَعْضُ الشَّيْءِ، فَبَعَثْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَجِيءَ إِلَى مَنْزِلِي تُصَلِّيَ فِيهِ، فَأَتَّخِذَهُ مُصَلًّى. قَالَ: فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَنْ شَاءَ مِنْ أَصْحَابِهِ، قَالَ: فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَنْزِلِهِ وَأَصْحَابُهُ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو مكرر (16483).
وقول الزهري في آخره: "أن لا يغتر فلا يغتر" تحرف في (م) إلى: "أن لا يفتر فلا يفتر" بالفاء فيهما.
يَتَحَدَّثُونَ وَيَذْكُرُونَ الْمُنَافِقِينَ وَمَا يَلْقَوْنَ مِنْهُمْ وَيُسْنِدُونَ عِظَمَ ذَلِكَ إِلَى مَالِكِ بْنِ الدُّخَيْشِنِ، وَوَدُّوا أَنْ لَوْ دَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصَابَ شَرًّا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ لَيَقُولُ ذَلِكَ وَمَا هُوَ فِي قَلْبِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا يَشْهَدُ أَحَدٌ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، فَتَطْعَمَهُ النَّارُ " أَوْ " تَمَسَّهُ النَّارُ "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن المغيرة، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري مقروناً وتعليقاً. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وثابت البناني: هو ابن أسلم.
وأخرجه مطولاً ومختصراً مسلم (33) و (54)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1935)، والنسائي في "الكبرى"(11493)، وفي "عمل اليوم والليلة"(1107)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 782، وأبو عوانة (21)، والطبراني في "الكبير" 18/ (43)، وابن منده في "الإيمان"(52) من طرق عن سليمان بن المغيرة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 781 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، وابن منده في "الإيمان"(51) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، كلاهما عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت البناني، عن أنس، عن عتبان بن مالك لم يذكروا في الإسناد محمود بن الربيع.
وأخرجه ابن خزيمة 2/ 780 - 781 من طريق بهز بن أسد، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس: أن عتبان بن مالك اشتكى عينيه
…
وقد سلف من هذا الطريق برقم (12384).
وأخرجه مسلم (33)(55)، وابن خزيمة 2/ 778 و 779 و 780، وابن منده =
23772 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنَي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ، قَالَ: حَبَسْتُهُ عَلَى خَزِيرٍ لَنَا صَنَعْنَاهُ لَهُ، فَسَمِعَ بِهِ أَهْلُ الْوَادِي - يَعْنِي أَهْلَ الدَّارِ - فَثَابُوا إِلَيْهِ، حَتَّى امْتَلَأَ الْبَيْتُ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَيْنَ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُنِ؟ قَالَ: وَرُبَّمَا قَالَ: الدُّخَيْشِنِ (1).
23773 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي بَيْتِهِ سُبْحَةَ الضُّحَى، فَقَامُوا وَرَاءَهُ، فَصَلَّوْا بِصَلَاتِهِ (2).
= (53) من طرق عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عن عتبان بن مالك ليس فيه محمود بن الربيع كذلك.
وأخرجه أبو عوانة (20) من طريق عفان، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك، عن محمود بن الربيع: أن عتبان بن مالك كان قد عمي .. فذكره.
وانظر ما قبله، وما سلف برقم (16482).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو مكرر (23770).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، ويونس: هو ابن يزيد الأيْلي.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 2/ 80 من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.
وانظر (16479).
حَدِيثُ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ
(1)
23774 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْبَدَّاحِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ لِلرِّعَاءِ بِأَنْ يَرْمُوا يَوْمًا وَيَدَعُوا يَوْمًا (2).
(1) عاصم بن عَدِي عجلانيٌّ، حليف الأنصار. كان سيِّد بني عجلان، يكنى أبا عمرو، ويقال: أبو عبد الله. واتفقوا على ذِكْره في البدريين، ويقال: إنه لم يَشهَدْها، بل خرج فكُسِرَ فردَّه النبى صلى الله عليه وسلم من الرَّوْحاء واستخلفه على العالية من المدينة، وهذا هو المعتمد، وبه جَزَمَ ابنُ إسحاق. وله ذِكْر في "الصحيح" من حديث سهل بن سعد في قصة المتلاعنينِ.
قال ابن سعد وابن السَّكَن وغيرهما: مات سنة خمسٍ وأربعين، وهو ابن مئةٍ وخمس عشرة. وقيل: عشرين. "الإصابة" لابن حجر 3/ 572 - 573.
(2)
إسناده صحيح. عبد الله بن أبي بكر: هو ابن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري، وأبو البدَّاح: هو ابن عاصم بن عدي العَجْلاني، وقد يُنسَب إلى جدِّه فيقال: أبو البَدَّاح بن عديٍّ.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عاصم بن عدي 13/ 508 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (854)، وأبو داود (1976)، والترمذي (954)، ويعقوب ابن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 214، والنسائي 5/ 273، وابن الجارود (477)، وابن خزيمة (2976)، وابن حبان (3888)، والطبراني في "الكبير" 17/ (454)، والحاكم 1/ 478، والبيهقي 5/ 151، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 259 من طرق عن سفيان بن عيينة، به- وقرن أبو داود ومن طريقه البيهقي =
23775 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْبَدَّاحِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ لِرِعَاءِ الْإِبِلِ فِي الْبَيْتُوتَةِ عَنْ مِنًى يَرْمُونَ يَوْمَ النَّحْرِ، ثُمَّ يَرْمُونَ الْغَدَ، أَوْ مِنْ بَعْدِ الْغَدِ الْيَوْمَيْنِ، ثُمَّ يَرْمُونَ يَوْمَ النَّفْرِ (1).
= بعبد الله بن أبي بكر أخاه محمداً، وسقط سفيان من مطبوع ابن خزيمة.
وأخرجه ابن ماجه (3036) عن ابن أبي شيبة، وابن خزيمة (2977) عن علي ابن خشرم، كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أخيه عبد الملك بن أبي بكر، عن أبي البدَّاح، به.
وأخرجه ابن خزيمة (2978) من طريق روح بن القاسم، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، به.
وفي الباب عن ابن عمر: أن العباس استأذن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في أن يبيت بمكة أيام منىً من أجل السِّقاية، فرخَّص له. وقد سلف برقم (4691)، وهو في "الصحيحين".
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه ابن ماجه (3037)، والنسائي في "الكبرى"(4178)، وأبو يعلى (6836)، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 258 و 261 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
والحديث في "موطأ" مالك برواية يحيى الليثي 1/ 408، ومن طرق عن مالك بنحوه أخرجه الدارمي (1897)، والبخاريُّ في "التاريخ الكبير" 6/ 477، وأبو داود (1975)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 214، والنسائي 5/ 273، وابن خزيمة (2975) و (2979)، والطبراني في "الكبير" 17/ 453، والحاكم 1/ 478، والبيهقي 5/ 150، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 253 =
23776 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْبَدَّاحِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَرْخَصَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِرِعَاءِ الْإِبِلِ فِي الْبَيْتُوتَةِ أَنْ يَرْمُوا يَوْمَ النَّحْرِ، ثُمَّ يَجْمَعُوا رَمْيَ يَوْمَيْنِ بَعْدَ النَّحْرِ فَيَرْمُونَهُ فِي أَحَدِهِمَا - قَالَ مَالِكٌ: ظَنَنْتُ أَنَّهُ فِي الْآخِرِ مِنْهُمَا - ثُمَّ يَرْمُونَ يَوْمَ النَّفْرِ (1).
23777 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا رَوْحٌ (2)، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ،
= و 256، والبغوي في "شرح السنة"(1970)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 114. إلا أنَّ الدارمي لم يذكر في روايته والد عبد الله.
قال مالك: تفسير الحديث الذي أرخَص فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لرعاءِ الإبل في تأخير رَمْي الجمار، فيما نُرى والله أعلم: أنهم يرمون يوم النَّحْر، فإذا مضى اليوم الذي يَلي يوم النحر رَمَوْا من الغدِ، وذلك يوم النَّفْر الأول، فيرمون لليوم الذي مضى، ثم يرمون ليومهم ذلك، لأنه لا يقضي أحدٌ شيئاً حتى يجبَ عليه، فإذا وجَبَ عليه ومضى كان القضاءُ بعد ذلك، فإن بدا لهم النَّفْر فقد فَرغُوا، وإن أقاموا إلى الغد رَمَوا مع الناس يوم النَّفْر الآخِر، ونفروا.
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه الترمذي (955)، وابن ماجه (3037)، وابن الجارود (487) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وسقط من مطبوع ابن الجارود أبو بكر والد عبد الله، ويستدرك من "إتحاف المهرة" 6/ 384.
(2)
هكذا في نسخنا الخطية و"جامع المسانيد": "حدثنا محمد بن بكر أخبرنا روح" فإن صحَّ ما فيها ولم يكن تحريفاً فهو من رواية الأقران عن بعضٍ، فإن محمد بن بكر وروحاً من طبقة واحدة، وفي "أطراف المسند" 2/ 630 و"إتحاف =
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْبَدَّاحِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَرْخَصَ لِلرِّعَاءِ أَنْ يَتَعَاقَبُوا فَيَرْمُوا يَوْمَ النَّحْرِ، ثُمَّ يَدَعُوا يَوْمًا وَلَيْلَةً، ثُمَّ يَرْمُوا الْغَدَ (1).
= المهرة" 6/ 385 كلاهما للحافظ ابن حجر: "محمد بن بكر وروح"، والله تعالى أعلم.
(1)
إسناده صحيح. محمد بن بكر: هو البُرْساني، وروح: هو ابن عبادة.
وأخرجه أبو إسحاق الفزاري في "السير"(629)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 215، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 222، والطبراني في "الكبير" 17/ (455)، والبيهقي في "الكبرى" 5/ 150 - 151، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 258 من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد.
حَدِيثُ أَبِي دَاودَ الْمَازِنِيِّ
23778 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ أَبُو دَاوُدَ الْمَازِنِيُّ.
وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ (1) قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ: فَحَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي مَازِنٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْمَازِنِيِّ - وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا - قَالَ: إِنِّي لَأَتْبَعُ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ لِأَضْرِبَهُ، إِذْ وَقَعَ رَأْسُهُ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهِ سَيْفِي، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ قَدْ قَتَلَهُ غَيْرِي (2).
(1) زاد هنا في (م): "أخبرنا محمد بن إسحاق عن أبيه" وهي زيادة مقحمة.
(2)
إسناده ضعيف لإبهام الواسطة بين إسحاق بن يسار والد محمد وبين أبي داود المازني. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/ 69 عن أبي بكر مصعب بن عبد الله، عن يزيد بن هارون، بالإسناد الثاني.
وأخرجه كذلك الطبري في "تفسيره" 4/ 77 من طريق سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، به.
وهو في "سيرة ابن هشام" 2/ 286 عن ابن إسحاق بالإسناد الثاني.
وفي الباب عن ابن عباس عند مسلم (1763) ضمن حديث طويل، وفيه عكرمة بن عمار، وهو وإن أثنى عليه جماعة من أهل العلم، ينفرد بأشياء مما تُستَنكر لا يتابعه عليها أحد.
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ
(1)
23779 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قُلْتُ: وَاللهِ لَوْ جِئْتُ أَبَا سَعِيدٍ فَسَأَلْتُهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، ثُمَّ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ، فَدَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ فَسَأَلْتُ عَنْهَا، فَقَالَ: خَلَقَ اللهُ آدَمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَأُهْبِطَ إِلَى الْأَرْضِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَقَبَضَهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، فَهِيَ آخِرُ سَاعَةٍ. وَقَالَ سُرَيْجٌ: فَهِيَ آخِرُ سَاعَتِهِ (2).
فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " فِي صَلَاةٍ " وَلَيْسَتْ بِسَاعَةِ صَلَاةٍ! قَالَ: أَوَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مُنْتَظِرُ الصَّلَاةِ فِي صَلَاةٍ "؟ قُلْتُ: بَلَى [قَالَ]: هِيَ وَاللهِ هِيَ (3).
(1) هو إسرائيليٌّ ثم أنصاريٌّ، وكان حليفاً لبني الخزرج، كنيته أبو يوسف، وكان من ذرية يوسف عليه السلام، وكان من بني قَينُقاع.
أسلم أول ما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينةَ، وكان سيد اليهود وأَعلَمَهم، وهو ممن بشر بالجنة فقد روى البخاري (3812) ومسلم (2483) عن سعد بن أبي وقاص قال: ما سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول لأحدٍ يمشي على الأرض: إنَّه من أهل الجنة، إلا لعبد الله بن سلام. توفِّي بالمدينة سنة ثلاثٍ وأربعين. "الإصابة" 4/ 118 - 120.
(2)
في النسخ و"جامع المسانيد": ساعة، والمثبت من (م).
(3)
حديث صحيح، وهذا سند حسن من أجل فليح، وقد سلف بسند صحيح =
23780 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ - يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ -، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ - يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ خُنَيْسٍ (1) الْغِفَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: مَا بَيْنَ كَذَا (2) وَأُحُدٍ حَرَامٌ، حَرَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مَا كُنْتُ لِأَقْطَعَ بِهِ شَجَرَةً وَلَا أَقْتُلَ بِهِ طَائِرًا (3).
= برقم (10303) و (10545)، وسيأتي برقم (23791).
وأخرجه بطوله البزار (620 - كشف الأستار) من طريق الحسن بن محمد بن أَعيَن، والطبراني في "الكبير- قطعة من جـ 13" برقم (362) من طريق محمد بن سنان العَوَقي، كلاهما عن فليح بن سليمان، بهذا الإسناد.
وقد سلف الحديث مطولاً برقم (11604) بهذا الإسناد، إلا أنه وقع فيه خطأ يغلب على الظن أنه من فليح، فقد ذكر فيه أن أبا سلمة دخل على عبد الله بن سلام بعد وفاة أبي هريرة، مع أن أبا هريرة توفي بعد عبد الله بن سلام بخمس عشرة أو أربع عشرة سنة، وقد فاتنا أن ننبه على هذا هناك، فليستدرك من هنا.
وكون منتظر الصلاة في صلاة سيأتي عن عبد الله بن سلام بإسناد صحيح برقم (23785). ويشهد له غير ما حديث، انظرها عند حديث سهل بن سعد السالف برقم (22812).
وانظر (23781) و (23785) و (23786) و (23791).
(1)
تصحف في (م) والنسخ الخطية إلى: حُبيش، بالحاء المهملة والباء والشين المعجمة، وأورده ابن ماكولا في "الإكمال" 2/ 340 فضبطه بالخاء المعجمة بعدها نون مفتوحة وآخره سين مهملة.
(2)
تصحف في (م) إلى: كداء.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبيد الله بن خُنيس الغفاري، فقد تفرَّد بالرواية عنه محمد بن أبي يحيى الأسلمي، وله ترجمة في "التعجيل"(682)، وفضيل بن سليمان ضعيف يعتبر به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير- قطعة من ج 13" برقم (408) من طريق محمد =
23781 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: قُلْتُ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ: إِنَّا نَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، فَيَسْأَلَ اللهَ عز وجل شَيْئًا، إِلَّا أَعْطَاهُ مَا سَأَلَهُ. فَأَشَارَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" بَعْضُ سَاعَةٍ ". قَالَ: فَقُلْتُ: صَدَقَ رَسُولُ اللهِ.
قَالَ أَبُو النَّضْرِ: قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: سَأَلْتُهُ أَيَّةَ سَاعَةٍ هِيَ؟ قَالَ: آخِرُ سَاعَاتِ النَّهَارِ. فَقُلْتُ: إِنَّهَا لَيْسَتْ بِسَاعَةِ صَلَاةٍ! فَقَالَ: بَلَى، إِنَّ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ فِي صَلَاةٍ إِذَا صَلَّى ثُمَّ قَعَدَ فِي مُصَلَّاهُ لَا يَحْبِسُهُ إِلَّا انْتِظَارُ الصَّلَاةِ (1).
= ابن أبي بكر المقدَّمي وشباب العصفري، كلاهما عن فضيل بن سليمان، بهذا الإسناد. ولفظه:"ما بين عَيْر وأُحُد".
ويشهد له حديث علي بن أبي طالب السالف برقم (615)، وهو في "الصحيحين".
وفي باب تحريم المدينة انظر حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11177)، وحديث أبي هريرة السالف برقم (7218)، وانظر تتمة أحاديث الباب عندهما.
(1)
إسناده قوي، الضحاك -وهو ابن عثمان بن عبد الله الحِزامي- صدوق لا بأس به من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الله بن الحارث: هو ابن عبد الملك المخزومي، وأبو النضر: هو سالم بن أبي أُميَّة.
وأخرجه ابن ماجه (1139) من طريق ابن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان، بهذا الإسناد.
وقد روى أبو سلمة نحو هذا الحديث مرة أخرى عن أبي هريرة في قصة له مع عبد الله بن سلام، كما سيأتي برقم (23785). =
23782 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى أَبُو مُحَيَّاةَ التَّيْمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَيْسَ اسْمِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ، فَسَمَّانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ (1).
* 23783 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، أَنَّ يَحْيَى بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَهُ عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ نَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ سَمِعَ الْقَوْمَ وَهُمْ يَقُولُونَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِيمَانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَحَجٌّ مَبْرُورٌ ".
= وانظر (23779).
(1)
إسناده ضعيف لجهالة ابن أخي عبد الله بن سلام، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. عبد الله بن محمد: هو أبو بكر بن أبي شيبة.
وهو عند ابن أبي شيبة في "مصنفه" 8/ 664 - 665، ومن طريقه أخرجه عبد ابن حميد (498)، وابن ماجه (3734)، وأبو يعلى (7498)، والطبراني في "الكبير- قطعة من ج 13"(357) و (398)، وتمام الرازي في "فوائده"(1213).
وأخرجه الترمذي (3256) و (3803) من طريق علي بن سعيد، عن أبي محيَّاة، به.
وقد جاء في باب تغيير الاسم عن غير واحد من الصحابة، انظر حديث ابن عمر السالف برقم (4682).
ثُمَّ سَمِعَ نِدَاءً فِي الْوَادِي يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" وَأَنَا أَشْهَدُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا يَشْهَدَ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا بَرِئَ مِنَ الشِّرْكِ ".
قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ (1).
(1) صحيح لغيره، ولهذا إسناد ضعيف لجهالة يحيى بن عبد الرحمن الثقفي، فقد تفرَّد بالرواية عنه سعيد بن أبي هلال، وتساهل ابن حبان فذكره في "ثقاته". ابن وهب: هو عبد الله، وعمرو بن الحارث: هو المِصْري.
وأخرجه المزي في ترجمة يحيى بن عبد الرحمن من "تهذيب الكمال" 31/ 442 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(2338)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(39)، وابن حبان (4595)، والطبراني في "الكبير- قطعة من ج 13" برقم (369)، وفي "الأوسط"(8891)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 270 من طرق عن ابن وهب، بهذا الإسناد- واقتصر النسائي على الشطر الثاني منه.
تنبيه: وقع في "صحيح" ابن حبان وحده: "يحيى بن عبد الله بن سالم" مكان قوله: يحيى بن عبد الرحمن، وهو خطأ يقيناً ولعله من بعض نسَّاخه، وفي الرواة يحيى بن عبد الله بن سالم بن عبد الله بن عمر، وهو ليس في هذه الطبقة، بل هو في طبقة من يروي عنهم ابن وهب، وبناء على هذا الخطأ، حُكِمَ على إسناده في "صحيح" ابن حبان بتحقيقنا بأنه قوي على شرط مسلم! فاقتضى التنبيه، والله ولي التوفيق.
ويشهد للشطر الأول منه حديث أبي هريرة السالف برقم (7511) و (7590)، وهو في "الصحيحين". وانظر تتمة شواهده هناك.
ولقوله: "وأنا أشهد" شاهد من حديث عائشة عند أبي داود (526)، وابن حبان (1683). وانظر ما سيأتي في مسندها (24933).
وحديث معاوية بن أبي سفيان، سلف برقم (16828)، وإسناده صحيح، وفي فضل الشهادتين انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (9466).
23784 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَوْفٍ، حَدَّثَنَا زُرَارَةُ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ (ح)
وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم انْجَفَلَ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَكُنْتُ فِيمَنِ انْجَفَلَ، فَلَمَّا تَبَيَّنْتُ وَجْهَهُ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ، فَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ يَقُولُ:" أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ "(1).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى بن سعيد. هو القطان، وعوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي. وزُرَارة: هو ابن أوفى.
وأخرجه ابن ماجه (1334)، والترمذي (2485) من طريق محمد بن بشار، عن يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث صحيح.
وأخرجه الحاكم 4/ 159 - 160 من طريق يحيي بن سعيد وحده، به. وصحح إسناده ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 536 و 624 و 14/ 95، وعبد بن حميد (496)، والدارمي (1460) و (2632)، وابن ماجه (1334) و (3251)، والترمذي (2485)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 264، وأبن أبي عاصم في "الأوائل"(80)، ومحمد بن نصر في "قيام الليل"(20)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 132، والطبراني في "الكبير- قطعة من ج 13"(385)، وفي "مكارم الأخلاق"(153)، وفي "الأوائل"(34)، وابن السُّني في "عمل اليوم والليلة"(215)، والحاكم 3/ 13، وتمَّام الرازي في "فوائده"(1174) و (1175)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(719)، والبيهقي في "السنن" 2/ 502 وفي "دلائل النبوة" =
23785 -
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: ثُمَّ لَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلَامٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ: قَدْ عَلِمْتُ أَيَّةَ سَاعَةٍ هِيَ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقُلْتُ لَهُ: فَأَخْبِرْنِي وَلَا تَضِنَّ عَلَيَّ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: هِيَ آخِرُ سَاعَةٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: كَيْفَ تَكُونُ آخِرَ سَاعَةٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يُصَلِّي " وَتِلْكَ سَاعَةٌ لَا يُصَلَّى فِيهَا؟! قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ: أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " مَنْ جَلَسَ مَجْلِسًا يَنْتَظِرُ فِيهِ الصَّلَاةَ، فَهُوَ فِي الصَّلَاةِ حَتَّى يُصَلِّيَ "؟ فَقُلْتُ: بَلَى. قَالَ: فَهُوَ ذَاكَ (1).
23786 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
= 2/ 531 - 532، وفي "شعب الإيمان"(8749)، والبغوي في "شرح السنة"(926) من طرق عن عوف الأعرابي، به.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو سلف برقم (6587)، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.
وهذا الحديث قطعة متمِّمة للحديث السالف في مسند أبي هريرة برقم (10303)، فانظر تخريجه هناك.
وانظر ما بعده.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: فَلَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلَامٍ فَحَدَّثْتُهُ حَدِيثِي وَحَدِيثَ كَعْبٍ فِي قَوْلِهِ: فِي كُلِّ سَنَةٍ، قَالَ: كَذَبَ كَعْبٌ، وَهُوَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" فِي كُلِّ يَوْمِ جُمُعَةٍ ". قُلْتُ: إِنَّهُ قَدْ رَجَعَ. قَالَ: أَمَا وَالَّذِي نَفْسُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَعْرِفُ تِلْكَ السَّاعَةَ. قَالَ: قُلْتُ يَا عَبْدَ اللهِ، فَأَخْبِرْنِي بِهَا. قَالَ: هِيَ آخِرُ سَاعَةٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ. قَالَ: قُلْتُ: قَالَ: " لَا يُوَافِقُ مُؤْمِنٌ وَهُوَ يُصَلِّي "! قَالَ: أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ انْتَظَرَ صَلَاةً، فَهُوَ فِي صَلَاةٍ حَتَّى يُصَلِّيَ "؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: فَهُوَ كَذَلِكَ (1).
23787 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ: كُنْتُ فِي الْمَسْجِدِ، فَجَاءَ رَجُلٌ فِي وَجْهِهِ أَثَرٌ مِنْ خُشُوعٍ، فَدَخَلَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَأَوْجَزَ فِيهِمَا، فَقَالَ الْقَوْمُ: هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَلَمَّا خَرَجَ اتَّبَعْتُهُ حَتَّى دَخَلَ
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق، فقد روى له مسلم في المتابعات وأصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث، إلا أنه مدلِّس وقد عنعن، ولم يصرِّح بالسماع، وقد توبع. محمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التَّيمي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه ابن خزيمة (1738) من طريق محمد بن عبيد، والحاكم 1/ 279 من طريق يعلى بن عبيد، كلاهما عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (23791)، وهو نحو حديث مالك السابق، والسالف بطوله من طريقه برقم (10303) في مسند أبي هريرة.
وانظر (23779).
مَنْزِلَهُ فَدَخَلْتُ مَعَهُ، فَحَدَّثْتُهُ، فَلَمَّا اسْتَأْنَسَ قُلْتُ لَهُ: إِنَّ الْقَوْمَ لَمَّا دَخَلْتَ قَبْلُ الْمَسْجِدَ قَالُوا: كَذَا وَكَذَا، قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ مَا لَا يَعْلَمُ، وَسَأُحَدِّثُكَ لِمَ؟ إِنِّي رَأَيْتُ رُؤْيَايَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ، رَأَيْتُ كَأَنِّي فِي رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ - قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: فَذَكَرَ مِنْ خُضْرَتِهَا وَسَعَتِهَا - وَسْطُهَا عَمُودُ حَدِيدٍ أَسْفَلُهُ فِي الْأَرْضِ وَأَعْلَاهُ فِي السَّمَاءِ، فِي أَعْلَاهُ عُرْوَةٌ، فَقِيلَ لِيَ: اصْعَدْ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: لَا أَسْتَطِيعُ. فَجَاءَنِي مِنْصَفٌ - قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: هُوَ الْوَصِيفُ - فَرَفَعَ ثِيَابِي مِنْ خَلْفِي، فَقَالَ: اصْعَدْ عَلَيْهِ. فَصَعِدْتُ حَتَّى أَخَذْتُ بِالْعُرْوَةِ، فَقَالَ: اسْتَمْسِكْ بِالْعُرْوَةِ. فَاسْتَيْقَظْتُ وَإِنَّهَا لَفِي يَدِي، قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ فَقَالَ: " أَمَّا الرَّوْضَةُ فَرَوْضَةُ الْإِسْلَامِ، وَأَمَّا الْعَمُودُ فَعَمُودُ الْإِسْلَامِ، وَأَمَّا الْعُرْوَةُ فَهِيَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى، أَنْتَ عَلَى الْإِسْلَامِ حَتَّى تَمُوتَ ". قَالَ: وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان، ومحمد: هو ابن سيرين.
وأخرجه البخاري (3813) و (7014)، ومسلم (2484)(148)، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 6/ 684 - 685، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 461 - 462 من طرق عن عبد الله بن عون، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه البخاري (7010)، ومسلم (2484)(149) من طريق قُرَّة بن خالد، عن محمد بن سيرين، به.
وسيأتي بنحوه بأطول مما هنا برقم (23790).
والقوم الذين شهدوا لعبد الله بن سلام بالجنة هما: عبد الله بن عمر بن =
23788 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ. وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: تَذَاكَرْنَا أَيُّكُمْ يَأْتِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَيَسْأَلَهُ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ فَلَمْ يَقُمْ أَحَدٌ مِنَّا، فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا فَجَمَعَنَا، فَقَرَأَ عَلَيْنَا هَذِهِ السُّورَةَ؛ يَعْنِي سُورَةَ الصَّفِّ كُلَّهَا (1).
23789 -
حَدَّثَنَا يَعْمَرُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي هِلَالُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ، أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ
= الخطاب، وسعد بن مالك وهو ابن أبي وقَّاص، سُمِّيا في رواية قرة بن خالد عند البخاري ومسلم. وقد أخرج الشيخان عن سعد بن أبي وقاص أنه قال: ما سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحيٍّ من الناس يمشي: "إنَّه في الجنة" إلا لعبد الله بن سَلَام. وقد سلف في "المسند" برقم (1453).
والمِنصَف -بكسر الميم وفتح الصاد- والوصيف: هو الخادم.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين من حديث يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن. وأما رواية يحيى بن أبي كثير عن عطاء بن يسار ففيها انقطاع، بينهما في هذا الحديث هلال بن أبي ميمونة كما في الرواية التالية، وهو ثقة من رجال الشيخين.
وأخرجه أبو إسحاق في "السير"(546)، والدارمي (2390)، والترمذي (3309)، وأبو يعلى (7499)، وابن حبان (4594)، والطبراني في "الكبير- قطعة من ج 13"(406)، والحاكم 2/ 69 و 228 - 229 و 486 - 487، والبيهقي 9/ 159 - 160، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 2/ 424 من طرق عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن سلام. ووقع في مطبوع الطبراني مكان "يحيى بن أبي كثير": يحيى بن أكثم، وهو تحريف.
وانظر ما بعده.
حَدَّثَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلَامٍ حَدَّثَهُ، أَوْ قَالَ (1): حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: تَذَاكَرْنَا بَيْنَنَا، قُلْنَا: أَيُّكُمْ يَأْتِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَيَسْأَلَهُ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ وَهِبْنَا أَنْ يَقُومَ مِنَّا أَحَدٌ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْنَا رَجُلًا رَجُلًا حَتَّى جَمَعَنَا فَجَعَلَ بَعْضُنَا يُشِيرُ إِلَى بَعْضٍ، فَقَرَأَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} إِلَى قَوْلِهِ:{كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللهِ} قَالَ: فَتَلَاهَا مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا.
قَالَ: فَتَلَاهَا عَلَيْنَا ابْنُ سَلَامٍ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا. قَالَ: فَتَلَاهَا عَلَيْنَا عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا. قَالَ يَحْيَى: فَتَلَاهَا عَلَيْنَا هِلَالٌ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا. قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: فَتَلَاهَا عَلَيْنَا يَحْيَى مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا (2).
(1) يعني يحيى بن أبي كثير، كما قال الحافظان ابن حجر في "إتحاف المهرة" 6/ 680، والسخاوي في "الجواهر المكلَّلة بالأحاديث المسلسلة" حديث (34).
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يَعمَر -وهو ابن بِشر الخراساني- فقد روى عنه جمع ووثقه ابن المديني والدارقطني وغيرهما، انظر ترجمته في "تاريخ بغداد" 14/ 357 - 358، و"التعجيل"(1203). وصححه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 8/ 641.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده"(7497) عن عبد الله بن محمد بن أسماء، والطبراني في "الكبير- قطعة من ج 13"(407) من طريق يحيى بن عبد الحميد، كلاهما عن ابن المبارك، بهذا الإسناد. =
23790 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَجَلَسْتُ إِلَى أَشِيَخَةٍ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ شَيْخٌ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصًا لَهُ، فَقَالَ الْقَوْمُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا. فَقَامَ خَلْفَ سَارِيَةٍ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: الْجَنَّةُ لِلَّهِ عز وجل يُدْخِلُهَا مَنْ يَشَاءُ، وَإِنِّي رَأَيْتُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رُؤْيَا، رَأَيْتُ كَأَنَّ رَجُلًا أَتَانِي، فَقَالَ: انْطَلِقْ، فَذَهَبْتُ مَعَهُ، فَسَلَكَ بِي مَنْهَجًا عَظِيمًا، فَعَرَضَتْ لِي طَرِيقٌ عَنْ يَسَارِي، فَأَرَدْتُ أَنْ أَسْلُكَهَا، فَقَالَ: إِنَّكَ لَسْتَ مِنْ أَهْلِهَا، ثُمَّ عَرَضَتْ لِي طَرِيقٌ عَنْ يَمِينِي، فَسَلَكْتُهَا حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى جَبَلٍ زَلِقٍ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَزَجَلَ بِي، فَإِذَا أَنَا عَلَى ذُِرْوَتِهِ، فَلَمْ أَتَقَارَّ وَلَمْ أَتَمَاسَكْ، فَإِذَا عَمُودٌ مِنْ حَدِيدٍ فِي ذُِرْوَتِهِ حَلْقَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَزَجَلَ بِي حَتَّى أَخَذْتُ بِالْعُرْوَةِ، فَقَالَ: اسْتَمْسِكْ، فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَضَرَبَ الْعَمُودَ بِرِجْلِهِ فَاسْتَمْسَكْتُ بِالْعُرْوَةِ، فَقَصَصْتُهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " رَأَيْتَ خَيْرًا، أَمَّا الْمَنْهَجُ الْعَظِيمُ فَالْمَحْشَرُ، وَأَمَّا الطَّرِيقُ الَّتِي
= وأخرجه الحاكم 2/ 69 من طريق الهِقْل بن زياد، عن الأوزاعي، بالإسنادين جميعاً.
وانظر ما قبله.
عَرَضَتْ عَنْ يَسَارِكَ، فَطَرِيقُ أَهْلِ النَّارِ، وَلَسْتَ مِنْ أَهْلِهَا، وَأَمَّا الطَّرِيقُ الَّتِي عَرَضَتْ عَنْ يَمِينِكَ، فَطَرِيقُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الْجَبَلُ الزَّلِقُ فَمَنْزِلُ الشُّهَدَاءِ، وَأَمَّا الْعُرْوَةُ الَّتِي اسْتَمْسَكْتَ بِهَا، فَعُرْوَةُ الْإِسْلَامِ، فَاسْتَمْسِكْ بِهَا حَتَّى تَمُوتَ ". قَالَ: فَأَنَا أَرْجُو أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. قَالَ: وَإِذَا هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ (1).
23791 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَدِمْتُ الشَّامَ فَلَقِيتُ كَعْبًا، فَكَانَ يُحَدِّثُنِي عَنِ التَّوْرَاةِ، وَأُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى ذِكْرِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَحَدَّثْتُهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا خَيْرًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ " فَقَالَ
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بَهْدلة، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 66 - 67، وعبد بن حميد (497)، وابن ماجه (3920) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى"(7633) من طريق عفان، به.
وأخرجه مسلم (2484)(150)، وابن حبان (7166)، والحاكم 3/ 414 - 415، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 462 من طريق سليمان بن مسهر، عن خرشة بن الحر، به.
وانظر ما سلف برقم (23787).
قال السندي: قوله: "إلى جَبَل زَلَق" بفتحتين، أي: أَملس لا يثبت عليه قَدَمٌ.
"فزَجَل بي" أي: رَقى بي.
"والذُّروة"، بضم ذال أو كسرها. الرأس.
كَعْبٌ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، هِيَ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةٌ. قُلْتُ: لَا. فَنَظَرَ كَعْبٌ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، هِيَ فِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةٌ. قُلْتُ: لَا. فَنَظَرَ سَاعَةً، فَقَالَ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، فِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةٌ. قُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ كَعْبٌ: أَتَدْرِي أَيُّ يَوْمٍ هُوَ؟ قُلْتُ: وَأَيُّ يَوْمٍ هُوَ؟ قَالَ: فِيهِ خَلَقَ اللهُ آدَمَ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، وَالْخَلَائِقُ فِيهِ مُصِيخَةٌ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ: الْجِنَّ وَالْإِنْسَ، خَشْيَةَ الْقِيَامَةِ.
فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَأَخْبَرْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلَامٍ بِقَوْلِ كَعْبٍ، فَقَالَ: كَذَبَ كَعْبٌ. قُلْتُ: إِنَّهُ قَدْ رَجَعَ إِلَى قَوْلِي. فَقَالَ: أَتَدْرِي أَيُّ سَاعَةٍ هِيَ؟ قُلْتُ: لَا، وَتَهَالَكْتُ عَلَيْهِ: أَخْبِرْنِي أَخْبِرْنِي. فَقَالَ: هِيَ فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ. قُلْتُ: كَيْفَ وَلَا صَلَاةَ؟ قَالَ: أَمَا سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَ فِي مُصَلَّاهُ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. قيس بن سعد: هو المكِّي.
وأخرجه الطيالسي (2363) عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وانظر (23786).
حَدِيثُ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ
(1)
23792 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُمَيْعٍ -، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: لَمَّا أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ أَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى: إِنَّ رَسُولَ اللهِ أَخَذَ الْعَقَبَةَ، فَلَا يَأْخُذْهَا أَحَدٌ. فَبَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُودُهُ حُذَيْفَةُ وَيَسُوقُ بِهِ عَمَّارٌ إِذْ أَقْبَلَ رَهْطٌ مُتَلَثِّمُونَ عَلَى الرَّوَاحِلِ، غَشَوْا عَمَّارًا وَهُوَ يَسُوقُ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَقْبَلَ عَمَّارٌ يَضْرِبُ وُجُوهَ الرَّوَاحِلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِحُذَيْفَةَ:" قَدْ، قَدْ " حَتَّى هَبَطَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا هَبَطَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَزَلَ وَرَجَعَ عَمَّارٌ، فَقَالَ:" يَا عَمَّارُ، هَلْ عَرَفْتَ الْقَوْمَ؟ " فَقَالَ: قَدْ عَرَفْتُ عَامَّةَ الرَّوَاحِلِ وَالْقَوْمُ مُتَلَثِّمُونَ. قَالَ: " هَلْ تَدْرِي مَا أَرَادُوا؟ " قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " أَرَادُوا أَنْ يَنْفِرُوا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَيَطْرَحُوهُ ". قَالَ: فَسَأَلَ عَمَّارٌ رَجُلًا مِنْ
(1) قال السندي: هو كِنانيٌّ ليثيٌّ، مشهور باسمه وكنيته، له صُحْبة، وكان من صغار الصحابة، جاء عنه أنه قال: أدركتُ ثماني سنين من حياة النبي صلى الله عليه وسلم. وعن أحمد أنه قال: أبو الطُّفيل مكيٌّ ثقةٌ. وظاهره أنه تابعيٌّ، نزل الكوفةَ، وصَحِبَ عليّاً في مشاهده كلها، فلما قُتِل عليٌّ انصرف إلى مكة فأقام بها حتى مات بها، وكان يعترف بفضل أبي بكر وعمر إلا أنه كان يقدِّم علياً. وكان شاعراً محسناً عاقلاً حاضر الجواب فصيحاً.
قال مسلم: مات سنة مئة. وقيل: اثنتين ومئة، وقيل: سبع ومئة، وقيل: عشر ومئة، وهو آخر من مات من الصحابة.
أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: نَشَدْتُكَ بِاللهِ، كَمْ تَعْلَمُ كَانَ أَصْحَابُ الْعَقَبَةِ؟ فَقَالَ: أَرْبَعَةَ عَشَرَ. فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ فِيهِمْ فَقَدْ كَانُوا خَمْسَةَ عَشَرَ. فَعَذَرَ (1) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهُمْ ثَلَاثَةً قَالُوا: وَاللهِ مَا سَمِعْنَا مُنَادِيَ رَسُولِ اللهِ، وَمَا عَلِمْنَا مَا أَرَادَ الْقَوْمُ. فَقَالَ عَمَّارٌ: أَشْهَدُ أَنَّ الِاثْنَيْ عَشَرَ الْبَاقِينَ حَرْبٌ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ.
قَالَ الْوَلِيدُ: وَذَكَرَ أَبُو الطُّفَيْلِ فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِلنَّاسِ، وَذُكِرَ لَهُ أَنَّ فِي الْمَاءِ قِلَّةً، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُنَادِيًا فَنَادَى: أَنْ لَا يَرِدَ الْمَاءَ أَحَدٌ قَبْلَ رَسُولِ اللهِ. فَوَرَدَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَوَجَدَ رَهْطًا قَدْ وَرَدُوهُ قَبْلَهُ، فَلَعَنَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ (2).
(1) تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: فعدد.
(2)
إسناده قوي على شرط مسلم. يزيد: هو ابن هارون.
وهذا الحديث قد رواه أبو الطفيل عن حذيفة بن اليمان، فقد أخرجه البزار في "مسنده"(2800) و (2803) من طريق محمد بن فضيل، عن الوليد بن جُميع، عن أبي الطفيل، عن حذيفة.
وأخرج نحوه البيهقي في "دلائل النبوة" 5/ 260 - 261 من طريق محمد بن إسحاق، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البَخْتَري، عن حذيفة بن اليمان قال: كنتُ آخذاً بخُطام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم أقود به وعمار يسوقه
…
فذكره. ورواية أبي البختري -وهو سعيد بن فيروز- عن حذيفة بن اليمان مرسلة.
والقطعة الأخيرة من الحديث سلفت في مسند حذيفة برقم (23321) و (23395) من طريق أبي الطفيل عنه.
23793 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي مِنْ، كِتَابِهِ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الطُّفَيْلِ، فَوَجَدْتُهُ طَيِّبَ النَّفْسِ، فَقُلْتُ: لَأَغْتَنِمَنَّ ذَلِكَ مِنْهُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الطُّفَيْلِ، النَّفَرُ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مَنْ بَيْنِهِمْ، مَنْ هُمْ؟ فَهَمَّ أَنْ يُخْبِرَنِي بِهِمْ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ سَوْدَة: مَهْ يَا أَبَا الطُّفَيْلِ، أَمَا بَلَغَكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" اللهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّمَا عَبْدٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ دَعَوْتُ عَلَيْهِ بِدَعْوَةٍ، فَاجْعَلْهَا لَهُ زَكَاةً وَرَحْمَةً "(1).
23794 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي، وسودة زوجُ أبي الطفيل لم تُذكَر إلا في هذا الحديث. إبراهيم بن خالد: هو الصنعاني المؤذن، وعمر بن حبيب: هو المكي نزيل اليمن.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2330) من طريق محمد بن عبد الرحيم الصنعاني، عن رباح بن زيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(950) من طريق إسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن عثمان، عن أبي الطفيل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
…
فأسقط منه سودة زوج أبي الطفيل، وإسماعيل بن عياش مخلِّطٌ في حديث غير أهل بلده، وهذا منها فهو حمصي وعبد الله بن عثمان بن خثيم مكي.
وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7311) و (8199)، وانظر تتمة شواهده في الموضع الأول.
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: لَمَّا بُنِيَ الْبَيْتُ كَانَ النَّاسُ يَنْقُلُونَ الْحِجَارَةَ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَنْقُلُ مَعَهُمْ، فَأَخَذَ الثَّوْبَ فَوَضَعَهُ عَلَى عَاتِقِهِ فَنُودِيَ: لَا تَكْشِفْ عَوْرَتَكَ، فَأَلْقَى الْحَجَرَ وَلَبِسَ ثَوْبَهُ صلى الله عليه وسلم (1).
23795 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُبَيْدٍ الرَّاسِبِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا نُبُوَّةَ بَعْدِي إِلَّا الْمُبَشِّرَاتِ " قَالَ: قِيلَ: وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ " أَوْ قَالَ: " الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ "(2).
(1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان بن خثيم، فمن رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به، وهذا الحديث من مراسيل الصحابة، فإن أبا الطفيل لم يدرك زمن بناء البيت.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(1105) و (9106)، ومن طريقه أخرجه الحاكم في "المستدرك" 4/ 179 وصححه- وهو في الموضع الثاني من "المصنف" ضمن حديث طويل في قصة بناء الكعبة.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله سلف برقم (14140).
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن عبيد الراسبي، وقد وثَّقه يحيى بن معين، وقال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 158: مستقيم الأمر، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 159.
وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 241 من طريق سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، به.
وأورده أيضاً فيه عن موسى بن إسماعيل، عن مهدي بن ميمون، عن عثمان بن عبيد، عن أبي الطفيل قال: بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم ..
وهذا الحديث رواه أبو الطفيل عن حذيفة بن أَسيد، فقد أخرجه الطبراني في =
23796 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ عِمْرَانَ الْمَازِنِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ، وَسُئِلَ: هَلْ رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ. قِيلَ: فَهَلْ كَلَّمْتَهُ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنِّي رَأَيْتُهُ انْطَلَقَ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا، وَمَعَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَأُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، حَتَّى أَتَى دَارًا قَوْرَاءَ فَقَالَ:" افْتَحُوا هَذَا الْبَابَ " فَفُتِحَ وَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَدَخَلْتُ مَعَهُ، فَإِذَا قَطِيفَةٌ فِي وَسَطِ الْبَيْتِ، فَقَالَ:" ارْفَعُوا هَذِهِ الْقَطِيفَةَ " فَرَفَعُوا الْقَطِيفَةَ، فَإِذَا غُلَامٌ أَعْوَرُ تَحْتَ الْقَطِيفَةِ فَقَالَ:" قُمْ يَا غُلَامُ " فَقَامَ الْغُلَامُ، فَقَالَ:" يَا غُلَامُ، أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ " قَالَ الْغُلَامُ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ قَالَ: " أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ " قَالَ الْغُلَامُ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ شَرِّ هَذَا " مَرَّتَيْنِ (1).
= "الكبير"(3051) من طريق أبي عاصم النبيل، عن مهدي بن ميمون، عن عثمان بن عبيد، عن أبي الطفيل، به.
ورواه عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، عن مهدي بن ميمون، عن عثمان بن عبيد، عن أبي الطُّفيل، عن حذيفة، ولم ينسبه. فأدخله البزار في "مسنده"(2805) في حديث حذيفة بن اليمان!
وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (1900).
وعن أبي هريرة، سلف برقم (8313).
وعن عائشة، سيأتي برقم (24977).
(1)
إسناده ضعيف، مهدي بن عمران قال البخاري فيما نقله عنه الذهبي في "الميزان" 4/ 195: لا يتايع على حديثه، ثم ساق له هذا الحديث من طريق قرة بن سليمان، عن مهدي بن عمران، به. =
23797 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ مَعَ أَبِي الطُّفَيْلِ فَقَالَ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَيْرِي. قَالَ: قُلْتُ: وَرَأَيْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: كَيْفَ كَانَ صِفَتُهُ؟ قَالَ: كَانَ أَبْيَضَ مَلِيحًا مُقْصدًا (1).
= وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 295 من طريق عمرو بن سهل، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 45 - 46 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، كلاهما عن مهدي بن عمران، به- وذكر عمرو بن سهل في حديثه أن القصة وقعت في مكة، وهذا لا يصحُّ.
وقد جاء نحو هذا الحديث في ابن صيَّاد كما في حديث ابن عمر السالف برقم (6360)، وحديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11776)، وحديث جابر بن عبد الله السالف برقم (14955)، وحديث ابن مسعود عند مسلم (2924)(85).
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. الجريري: هو سعيد بن إياس.
وأخرجه ابن سعد 1/ 417 - 418، والبخاري في "الأدب المفرد"(790) والترمذي في "الشمائل"(13)، والفاكهي في "أخبار مكة"(664)، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 6/ 410 من طرق عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 1/ 418، والبخاري في "الأدب"(790)، ومسلم (2340)، وأبو داود (4864)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/ 277، وأبو عَوانة كما في "الإتحاف"، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 242، وتمَّام الرازي في "فوائده"(1417)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 203 من طرق عن الجُريري، به.
زاد أبو داود وابن قانع في آخره: إذا مشى كأنما يهوي في صَُبُوب.
قال ابن الأثير في "النهاية": يروى بالفتح والضم، فالفتح اسم يُصبُّ على الإنسان من ماءٍ وغيره، والضمُّ: جمع صَبَب: وهو الموضع المنحدر. =
23798 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مَعْرُوفٌ الْمَكِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عَلَى رَاحِلَتِهِ يَسْتَلِمُ الْحَجَرَ بِمِحْجَنِهِ (1).
= وأخرجه بنحوه ابن سعد 1/ 419، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(947) من طريق جابر بن يزيد، عن أبي الطفيل، به.
قوله: "مقصَّداً" قال السندي: بفتح صادٍ مشدَّدة، وهو مَن ليس بطويل ولا قصير ولا جسيم كأنَّ خلقه يشبه القَصد من الأمور، أي: الوَسَط، وهو المعتدل الذي لا يميل إلى أَحد طَرَفي التفريط والإفراط.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل معروفٍ المكي: وهو ابن خَرَّبُوذ.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه- الجزء الذي نشره العمروي" ص 145، وابن ماجه (2949)، والفاكهي في "أخبار مكة"(456) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1275)، وأبو داود (1879)، وابن ماجه (2949)، والبزار في "مسنده"(2784)، والفاكهي في "أخبار مكة"(456)، وابن الجارود في "المنتقى"(464)، وأبو يعلى (903)، وابن خزيمة (2783)، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 6/ 411، والبيهقي 5/ 100 - 101، والبغوي في "شرح السنة"(1908)، والمزي في ترجمة معروف من "تهذيب الكمال" 28/ 266 من طرق عن معروفٍ المكي، به. زاد مسلم وغيره في آخره: ويُقبِّل المحجَن.
وأخرجه البزار في "مسنده"(2779) من طريق شيبان النحوي، عن جابر الجعفي، عن أبي الطفيل. وجابر الجعفي ضعيف.
وأخرجه ابن خزيمة (2782) من طريق حفص بن عمر العذري، والبيهقي 5/ 101 من طريق يزيد بن أبي حكيم، كلاهما عن يزيد بن مليك، عن أبي الطفيل، به- زاد حفص بن عمر فيه:"ويقبِّل طرق المحجن"، وحفصٌ ضعيف، ويزيد بن مُليك ليس بالمشهور. =
23799 -
حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُمَيْعٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو الطُّفَيْلِ: أَدْرَكْتُ ثَمَانِ سِنِينَ مِنْ حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَوُلِدْتُ عَامَ أُحُدٍ (1).
= ويشهد له دون تقبيل المِحجَن حديث ابن عباس السالف برقم (1841) و (2118)، وهو في "الصحيحين".
وحديث جابر عند مسلم (1273)، وقد سلف برقم (14415).
وحديث عائشة عند مسلم (1274)، والنسائي 5/ 224.
ويشهد للتقبيل بعد الاستلام حديث ابن عمر عند مسلم (1268)(246)، عن نافع قال: رأيت ابن عمر يستلم الحجر بيده ثم قبَّل يدَه، وقال: ما تركته منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله. وقد سلف في "المسند" برقم (5875).
وأخرج الشافعي وغيره -كما سلف عند حديث ابن عمر- من طرق عن ابن جريج قال: قلت لعطاءٍ: هل رأيت أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استلموا قبَّلوا أيديَهم؟ فقال: نعم، رأيت ابن عمر وأبا سعيد وجابر بن عبد الله وأبا هريرة إذا استلموا قبَّلوا أيديَهم. قلت: وابن عباس؟ قال: نعم؛ وحسبتُ كثيراً.
(1)
إسناده حسن.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 446، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 233، والطبراني في "الأوسط"(4302)، والحاكم 3/ 618، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 147، والخطيب في "تاريخه" 7/ 142 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه يعقوب بن سفيان 1/ 234، والخطيب البغدادي 7/ 142 من طريق محمد بن عيسى ابن الطباع، والدولابي في "الكنى" 1/ 40 من طريق يحيى بن معين، كلاهما عن ثابت بن الوليد، به.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 242 من طريق عباد بن يعقوب، عن الوليد بن عبد الله بن جميع، به.
23800 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، وَذَكَرَ بِنَاءَ الْكَعْبَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: فَهَدَمَتْهَا قُرَيْشٌ وَجَعَلُوا يَبْنُونَهَا بِحِجَارَةِ الْوَادِي تَحْمِلُهَا قُرَيْشٌ عَلَى رِقَابِهَا، فَرَفَعُوهَا فِي السَّمَاءِ عِشْرِينَ ذِرَاعًا، فَبَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَحْمِلُ حِجَارَةً مِنْ أَجْيَادٍ وَعَلَيْهِ نَمِرَةٌ، فَضَاقَتْ عَلَيْهِ النَّمِرَةُ، فَذَهَبَ يَضَعُ النَّمِرَةَ عَلَى عَاتِقِهِ فَتُرَى عَوْرَتُهُ مِنْ صِغَرِ النَّمِرَةِ، فَنُودِيَ: يَا مُحَمَّدُ، خَمِّرْ عَوْرَتَكَ، فَلَمْ يُرَ عُرْيَانًا بَعْدَ ذَلِكَ (1).
23801 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنِّي أَنْزِعُ أَرْضًا، وَرَدَتْ عَلَيَّ وَغَنَمٌ سُودٌ وَغَنَمٌ عُفْرٌ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ وَفِيهِمَا ضَعْفٌ، وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ فَنَزَعَ فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا فَمَلَأَ الْحَوْضَ وَأَرْوَى الْوَارِدَةَ، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا أَحْسَنَ نَزْعًا مِنْ عُمَرَ، فَأَوَّلْتُ أَنَّ السُّودَ الْعَرَبُ، وَأَنَّ الْعُفْرَ الْعَجَمُ "(2).
(1) إسناده قوي، وهو في "مصنف" عبد الرزاق بطوله برقم (9106).
وانظر (23794).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(951)، وأبو يعلى (904) عن إبراهيم بن الحجاج السامي، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي =
23802 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَمَلَ مِنَ الْحَجَرِ إِلَى الْحَجَرِ (1).
= الطفيل، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وحماد، عن حبيب وحميد، عن الحسن البصري، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.
وأخرجه مختصراً بقصة الغنم السود والعُفْر البزار في "مسنده"(2785) من طريق محمد بن الفضل، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، به.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4814).
وعن أبي هريرة، سلف برقم (8239). وهما في "الصحيح".
قال السندي: قوله: "أنزع أرضاً" أي: بئراً، أي: ماءه.
"عُفْر" أي: بيضٌ.
"فاستحالت" أي: صارت الدَّلو "غَرْباً" أي: عظيماً.
"عبقرياً": قويّاً.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، فإن عبيد الله ابن أبي زياد -وهو القدَّاح المكي- مختلف فيه، وهو ممن يعتبر به في المتابعات والشواهد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده"(901) عن عبد الله بن عمر بن أبان، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 181 من طريق سعيد بن سليمان الواسطي، كلاهما عن ابن المبارك، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (23806).
وانظر حديث أبي الطفيل عن ابن عباس، السالف برقم (2707).
وله شاهد من حديث ابن عمر في "الصحيحين" وقد سلف برقم (4618) و (4983). =
23803 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ مُظَفَّرُ بْنُ مُدْرِكٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ: أَنَّ رَجُلًا مَرَّ عَلَى قَوْمٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَرَدُّوا عليه السلام، فَلَمَّا جَاوَزَهُمْ قَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: وَاللهِ إِنِّي لَأُبْغِضُ هَذَا فِي اللهِ. فَقَالَ أَهْلُ الْمَجْلِسِ: بِئْسَ وَاللهِ مَا قُلْتَ، أَمَا وَاللهِ لَنُنَبِّئَنَّهُ، قُمْ يَا فُلَانُ - رَجُلًا مِنْهُمْ - فَأَخْبِرْهُ. قَالَ: فَأَدْرَكَهُ رَسُولُهُمْ، فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ، فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَرَرْتُ بِمَجْلِسٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِيهِمْ فُلَانٌ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ فَرَدُّوا السَّلَامَ، فَلَمَّا جَاوَزْتُهُمْ أَدْرَكَنِي رَجُلٌ مِنْهُمْ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ فُلَانًا قَالَ: وَاللهِ إِنِّي لَأُبْغِضُ هَذَا الرَّجُلَ فِي اللهِ، فَادْعُهُ فَسَلْهُ عَلَامَ يُبْغِضُنِي؟ فَدَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ عَمَّا أَخْبَرَهُ الرَّجُلُ، فَاعْتَرَفَ بِذَلِكَ وَقَالَ: قَدْ قُلْتُ لَهُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَلِمَ تُبْغِضُهُ؟ " قَالَ: أَنَا جَارُهُ وَأَنَا بِهِ خَابِرٌ، وَاللهِ مَا رَأَيْتُهُ يُصَلِّي صَلَاةً قَطُّ إِلَّا هَذِهِ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ الَّتِي يُصَلِّيهَا الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ. قَالَ الرَّجُلُ: سَلْهُ يَا رَسُولَ اللهِ: هَلْ رَآنِي قَطُّ أَخَّرْتُهَا عَنْ وَقْتِهَا، أَوْ أَسَأْتُ الْوُضُوءَ لَهَا، أَوْ أَسَأْتُ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ فِيهَا؟ فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: لَا.
= وآخر من حديث جابر عند مسلم (1218) و (1263)، وقد سلف برقم (14440)، ومن طريق آخر عن جابر عند مسلم برقم (1263).
ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ مَا رَأَيْتُهُ يَصُومُ قَطُّ إِلَّا هَذَا الشَّهْرَ الَّذِي يَصُومُهُ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ. قَالَ: فَسَلْهُ يَا رَسُولَ اللهِ: هَلْ رَآنِي قَطُّ أَفْطَرْتُ فِيهِ، أَوْ انْتَقَصْتُ مِنْ حَقِّهِ شَيْئًا؟ فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: لَا.
ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ مَا رَأَيْتُهُ يُعْطِي سَائِلًا قَطُّ، وَلَا رَأَيْتُهُ يُنْفِقُ مِنْ مَالِهِ شَيْئًا فِي شَيْءٍ مِنْ سَبِيلِ اللهِ بِخَيْرٍ إِلَّا هَذِهِ الصَّدَقَةَ الَّتِي يُؤَدِّيهَا الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ. قَالَ: فَسَلْهُ يَا رَسُولَ اللهِ: هَلْ كَتَمْتُ مِنَ الزَّكَاةِ شَيْئًا قَطُّ، أَوْ مَاكَسْتُ فِيهَا طَالِبَهَا؟ قَالَ: فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: لَا. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قُمْ، إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ خَيْرٌ مِنْكَ "(1).
23804 -
حَدَّثَنَاهُ يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَجُلًا فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَى قَوْمٍ
…
وَلَمْ يَذْكُرْ أَبَا الطُّفَيْلِ (2).
(1) ضعيف لإرساله، فالصواب أنه من مراسيل ابن شهاب الزهري كما سيأتي بإثر الرواية التالية.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/ 260 - 261 وزاد نسبته إلى الطبراني في "الكبير".
وذكره الدارقطني في "العلل" 7/ 41 - 42 ورجّح إرساله.
(2)
ضعيف لإرساله. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري.
ويغني عنه حديث طلحة بن عبيد الله في "الصحيحين" وغيرهما قال: جاء أعرابيٌّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال. يا رسول الله، ما الإسلام؟ قال: "خمسُ صلواتٍ =
قَالَ عَبْدُ اللهِ: بَلَغَنِي أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ مِنْ حِفْظِهِ، فَقَالَ: عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، حَدَّثَ بِهِ ابْنُهُ يَعْقُوبُ، عَنْ أَبِيهِ، فَلَمْ يَذْكُرْ أَبَا الطُّفَيْلِ، فَأَحْسِبُهُ وَهِمَ، وَالصَّحِيحُ رِوَايَةُ يَعْقُوبَ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
23805 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ: أَنَّ رَجُلًا وُلِدَ لَهُ غُلَامٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَى بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخَذَ بِبَشَرَةِ جَبْهَتِهِ (1) وَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ، قَالَ: فَنَبَتَتْ شَعَرَةٌ فِي جَبْهَتِهِ كَهَيْئَةِ الْقَوْسِ، وَشَبَّ الْغُلَامُ، فَلَمَّا كَانَ زَمَنُ الْخَوَارِجِ أَحَبَّهُمْ، فَسَقَطَتِ الشَّعَرَةُ عَنْ جَبْهَتِهِ، فَأَخَذَهُ أَبُوهُ فَقَيَّدَهُ وَحَبَسَهُ مَخَافَةَ أَنْ يَلْحَقَ بِهِمْ، قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَوَعَظْنَاهُ، وَقُلْنَا لَهُ فِيمَا نَقُولُ: أَلَمْ تَرَ أَنَّ بَرَكَةَ دَعْوَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ وَقَعَتْ عَنْ جَبْهَتِكَ؟ فَمَا زِلْنَا بِهِ حَتَّى رَجَعَ عَنْ رَأْيِهِمْ، فَرَدَّ اللهُ عَلَيْهِ الشَّعَرَةَ بَعْدُ فِي جَبْهَتِهِ وَتَابَ (2).
= في يوم وليلة" قال: هل عليَّ غيرهنَّ؟ قال: "لا" وسأله عن الصوم، فقال: "صيامُ رمضان" قال: هل عليَّ غيرهنَّ؟ قال: "لا" قال: وذكر الزكاة، قال: هل عليَّ غيرُها؟ قال: "لا". قال: والله لا أزيد عليهنَّ، ولا أَنقص منهنَّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد أفلح إن صدق". سلف في "المسند" برقم (1390).
(1)
في (م): وجهه.
(2)
إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 15/ 314 عن أسود بن عامر، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
23806 -
حَدَّثَنَا يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ (1)، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ يَقُولُ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَمَلَ ثَلَاثًا مِنَ الْحَجَرِ إِلَى الْحَجَرِ (2).
(1) تحرف في (م) و (ظ 2) إلى: مبشر.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد.
وقد سلف برقم (23802).
حَدِيثُ نَوْفَلٍ الْأَشْجَعِيِّ
23807 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَفَعَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ابْنَةَ أُمِّ سَلَمَةَ، وَقَالَ:" إِنَّمَا أَنْتَ ظِئْرِي " قَالَ: فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَقَالَ:" مَا فَعَلَتِ الْجَارِيَةُ - أَوِ الْجُوَيْرِيَةُ -؟ " قَالَ: قُلْتُ: عِنْدَ أُمِّهَا. قَالَ: " فَمَجِيءٌ مَا جِئْتَ؟ "، قَالَ: قُلْتُ: تُعَلِّمُنِي مَا أَقُولُ عِنْدَ مَنَامِي. فَقَالَ: " اقْرَأْ عِنْدَ مَنَامِكَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، قَالَ: ثُمَّ نَمْ عَلَى خَاتِمَتِهَا، فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ "(1).
(1) حديث حسن على اضطرابٍ في إسناده كما سيأتي، وهذا الإسناد رجاله رجال الصحيح غير صحابيه نوفل الأشجعي. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السَّبيعي.
وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (3403) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(802) من طريق شعيب بن حرب، والحاكم 1/ 565، وعنه البيهقي في "شعب الإيمان"(2521) من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل، كلاهما عن إسرائيل، به.
ورواه عن إسرائيل أيضاً أبو أحمد الزبيري، أخرجه البزار في "مسنده" كما في "تغليق التعليق" لابن حجر 4/ 408، وهو عند المصنف في الخامس عشر من مسند الأنصار، وسنذكره في المستدرك آخر مسند الأنصار إن شاء الله برقم (24009/ 50).
ورواه المصنف أيضاً في الخامس عشر من مسند الأنصار عن أبي النضر هاشم ابن القاسم، عن زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، به. وسيأتي برقم (24009/ 49). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ومن طريق أبي النضر هاشم بن القاسم أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 264.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 74 و 10/ 249، والدارمي (3427)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 108، وأبو داود (5055)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(801)، وفي التفسير من "الكبرى"(11709)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2654)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 156، وابن حبان (790) و (5526)، والطبراني في "الدعاء"(277)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(689)، والحاكم 2/ 538، والبيهقي في "الشعب"(2520)، وفي "الدعوات"(358)، والخطيب البغدادي في "الأسماء المبهمة" ص 308، والواحدي في "الوسيط" 4/ 564، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 370 من طرق عن زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه ابن قانع 3/ 156، والطبراني في "الدعاء"(278) من طرق عن أبي إسحاق، به.
وخالف فيه سفيان الثوري:
فقد رواه المصنف في خامس عشر الأنصار عن أبي أحمد الزبيري وعبد الرزاق ويحيى بن آدم، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن فروة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجلٍ: "اقرأ عند منامك
…
" فذكره مرسلاً، وسيأتي ذِكره في المستدرك على مسند الأنصار إن شاء الله برقم (24009/ 51 و 52).
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(804) من طريق عبد الله بن المبارك، عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه النسائي (803) من طريق مخلد بن يزيد الحراني، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي فروة الأشجعي، عن ظئرٍ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
…
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(2519) من طريق أبي أحمد الزبيري، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي فروة الأشجعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل
…
=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وخالف فيه شعبة:
فقد أخرجه الترمذي (3403)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 156 من طريقين عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن رجل، عن فروة بن نوفل: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم .. وقال الترمذي في رواية من رواه عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل، عن أبيه: أصحُّ من حديث شعبة. قلنا: وهو كما قال، فإن الصحبة ليست لفروة، وإنما لأبيه نوفل الأشجعي.
وخالف فيه عبد العزيز بن مسلم القسملي:
فقد أخرجه أبو يعلى (1596)، وعنه ابن حبان في قسم الصحابة من "الثقات" 3/ 330 - 331، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 359 من طريقه عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل قال: أتيت المدينة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
ثم قال ابن حبان: القلب يميل إلى أن هذه اللفظة ليست بمحفوظة من ذِكْر صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنا نذكره في كتاب التابعين أيضاً لأن ذلك الموضع به أشبه، وعبد العزيز بن مسلم القسملي ربما أَوهَم فأَفحش.
وخالف فيه شريك بن عبد الله النخعي:
فقد أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(800) من طريق سعيد بن سليمان الواسطي، وابن قانع 1/ 162 من طريق إبراهيم بن أبي الوزير، كلاهما عن شريك، عن أبي إسحاق، عن فروة، عن جبلة بن حارثة قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: علِّمني شيئاً ينفعني، قال
…
ورواه المصنف من هذا الطريق في الخامس عشر من الأنصار، لكن قال فيه: الحارث بن جبلة، وسيأتي ذِكْرُه في آخر الأنصار إن شاء الله برقم (24009/ 6 و 7).
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2195)، و"الأوسط"(1989) من طريق محمد بن الطفيل، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن جبلة، فلم يذكر بينهما واسطةً.
قلنا: وشريك سيئ الحفظ.
وخالف فيه إسماعيل بن أبي خالد: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فقد أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 308 من طريقه عن أبي إسحاق قال: جاء رجل من أشجع
…
فذكره مرسلاً.
قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 6/ 482: وزعم ابن عبد البر (أي: في الاستيعاب) بأنه حديث مضطرب، وليس كما قال، بل الرواية التى فيها "عن أبيه" أرجح، وهي الموصولة، رواته ثقات فلا يضرُّه مخالفة من أرسله
…
وقد أخرجه ابن أبي شيبة (في "مصنفه" 9/ 74) من طريق أبي مالك الأشجعي، عن عبد الرحمن بن نوفل الأشجعي، عن أبيه، فذكره. قلنا: وعبد الرحمن بن نوفل مجهول.
وقال الحافظ أيضاً في "نتائج الأفكار": حديث حسن، وفي سنده اختلاف كثير على أبي إسحاق السبيعي، فلذا اقتصرت على تحسينه. نقله ابن علَّان في "الفتوحات الربانية" 3/ 156.
وله شاهد من حديث أنس بن مالك عند البيهقي في "شعب الإيمان"(2522): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاذٍ: "اقرأ
…
" قال البيهقي بإثره: هو بهذا الإسناد منكر، وإنما يعرف بالإسناد الأول. يعني عن فروة بن نوفل عن أبيه.
الظِّئْر: المرضعة غيرَ ولدها، ويقع على الذَّكر والأنثى، يعني يقال للمرضعة وزوجها.
وقوله: "فمجيء ما جئتَ؟ ": "فمجيء ما" قال القاضي عياض فيما نقله النووي عنه في "شرح مسلم" 15/ 143 في حديث أبيّ بن كعب في قصة موسى والخضر تعليقاً على قوله: "مجيء ما جاء بك": ضبطناه "مجيءُ" مرفوع غير منون عن بعضهم، وعن بعضهم منوناً، قال: وهو أظهر، أي: أمر عظيم جاء بك.
حَدِيثُ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ
23808 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: قَالَ لِي عَلِيٌّ: سَلْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الرَّجُلِ يُلَاعِبُ أَهْلَهُ، فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَذْيُ مِنْ غَيْرِ مَاءِ الْحَيَاةِ، فَلَوْلَا أَنَّ ابْنَتَهُ تَحْتِي، لَسَأَلْتُهُ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرَّجُلُ يُلَاعِبُ أَهْلَهُ، فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَذْيُ مِنْ غَيْرِ مَاءِ الْحَيَاةِ؟ قَالَ:" يَغْسِلُ فَرْجَهُ وَيَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ "(1).
23809 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: قَدِمْتُ أَنَا وَصَاحِبَانِ لِي عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَصَابَنَا جُوعٌ شَدِيدٌ، فَتَعَرَّضْنَا لِلنَّاسِ فَلَمْ يُضِفْنَا أَحَدٌ، فَانْطَلَقَ بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى مَنْزِلِهِ وَعِنْدَهُ أَرْبَعُ أَعْنُزٍ، فَقَالَ لِي:" يَا مِقْدَادُ، جَزِّئْ أَلْبَانَهَا بَيْنَنَا أَرْبَاعًا " فَكُنْتُ أُجَزِّئُهُ بَيْنَنَا أَرْبَاعًا، فَاحْتَبَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَحَدَّثْتُ نَفْسِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَتَى بَعْضَ الْأَنْصَارِ، فَأَكَلَ حَتَّى شَبِعَ،
(1) حديث صحيح. وهو مكرر (16725).
وسيأتي برقم (23819) و (23825) و (23829).
وَشَرِبَ حَتَّى رَوِيَ، فَلَوْ شَرِبْتُ نَصِيبَهُ، فَلَمْ أَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى قُمْتُ إِلَى نَصِيبِهِ فَشَرِبْتُهُ، ثُمَّ غَطَّيْتُ الْقَدَحَ، فَلَمَّا فَرَغْتُ أَخَذَنِي مَا قَدُمَ وَمَا حَدُثَ، فَقُلْتُ: يَجِيءُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَائِعًا وَلَا يَجِدُ شَيْئًا! فَتَسَجَّيْتُ، وَجَعَلْتُ أُحَدِّثُ نَفْسِي، فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ، إِذْ دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ تَسْلِيمَةً يُسْمِعُ الْيَقْظَانَ وَلَا يُوقِظُ النَّائِمَ، ثُمَّ أَتَى الْقَدَحَ فَكَشَفَهُ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، فَقَالَ:" اللهُمَّ أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي، وَاسْقِ مَنْ سَقَانِي " وَاغْتَنَمْتُ الدَّعْوَةَ، فَقُمْتُ إِلَى الشَّفْرَةِ فَأَخَذْتُهَا، ثُمَّ أَتَيْتُ الْأَعْنُزَ فَجَعَلْتُ أَجَسُّهَا (1) أَيُّهَا أَسْمَنُ، فَلَا تَمُرُّ يَدَيَّ عَلَى ضَرْعِ وَاحِدَةٍ إِلَّا وَجَدْتُهَا حَافِلًا، فَحَلَبْتُ حَتَّى مَلَأْتُ الْقَدَحَ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللهِ. فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ فَقَالَ: " بَعْضُ سَوْآتِكَ يَا مِقْدَادُ، مَا الْخَبَرُ؟ " قُلْتُ: اشْرَبْ ثُمَّ الْخَبَرَ. فَشَرِبَ حَتَّى رَوِيَ، ثُمَّ نَاوَلَنِي فَشَرِبْتُ، فَقَالَ:" مَا الْخَبَرُ؟ " فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ:" هَذِهِ بَرَكَةٌ نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ، فَهَلَّا أَعْلَمْتَنِي حَتَّى نَسْقِيَ صَاحِبَيْنَا " فَقُلْتُ: إِذَا أَصَابَتْنِي وَإِيَّاكَ الْبَرَكَةُ، فَمَا أُبَالِي مَنْ أَخْطَأَتْ (2).
(1) في (م): أجتسُّها. وكلاهما صحيح، ومعناه: أَمسُّها وأتفحَّصُها.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. يزيد: هو ابن هارون، وثابت: هو ابن أَسَلم البُناني.
وأخرجه أبو يعلى (1517)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 243، وفي "شرح مشكل الآثار"(2811)، والطبراني في "الكبير" 20/ (572) من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. =
23810 -
حَدَّثَنَا يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ - أَخْبَرَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَلَسْنَا إِلَى الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ يَوْمًا، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: طُوبَى لِهَاتَيْنِ الْعَيْنَيْنِ اللَّتَيْنِ رَأَتَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَاللهِ لَوَدِدْنَا أَنَّا رَأَيْنَا مَا رَأَيْتَ، وَشَهِدْنَا مَا شَهِدْتَ. فَاسْتُغْضِبَ، فَجَعَلْتُ أَعْجَبُ، مَا قَالَ إِلَّا خَيْرًا، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَا يَحْمِلُ الرَّجُلُ عَلَى أَنْ يَتَمَنَّى مَحْضَرًا غَيَّبَهُ اللهُ عَنْهُ، لَا يَدْرِي لَوْ شَهِدَهُ كَيْفَ كَانَ يَكُونُ فِيهِ، وَاللهِ لَقَدْ حَضَرَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَقْوَامٌ كَبَّهُمُ (1) اللهُ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي جَهَنَّمَ لَمْ يُجِيبُوهُ وَلَمْ يُصَدِّقُوهُ، أَوَلَا تَحْمَدُونَ اللهَ إِذْ أَخْرَجَكُمْ لَا تَعْرِفُونَ إِلَّا رَبَّكُمْ، مُصَدِّقِينَ لِمَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّكُمْ، قَدْ كُفِيتُمُ الْبَلَاءَ بِغَيْرِكُمْ، وَاللهِ لَقَدْ بَعَثَ اللهُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَشَدِّ حَالٍ بُعِثَ عَلَيْهَا فِيهِ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ فِي فَتْرَةٍ وَجَاهِلِيَّةٍ، مَا يَرَوْنَ أَنَّ دِينًا أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ، فَجَاءَ بِفُرْقَانٍ فَرَقَ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَفَرَّقَ بَيْنَ الْوَالِدِ وَوَلَدِهِ حَتَّى إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَرَى وَالِدَهُ وَوَلَدَهُ أَوْ أَخَاهُ
= وسيأتي برقم (23812) و (23822)، وبنحوه من طريق طارق بن شهاب عن المقداد برقم (23818).
قوله: "حافلاً" أي: ذات لبنٍ.
وقوله صلى الله عليه وسلم لمقداد: "بعض سَوْآتك" أي: فعلتَ أو صدر منك بعض أفعالك السيئة. قاله السندي.
(1)
في (م): أكبَّهم.
كَافِرًا، وَقَدْ فَتَحَ اللهُ قُفْلَ قَلْبِهِ لِلْإِيمَانِ، يَعْلَمُ أَنَّهُ إِنْ هَلَكَ دَخَلَ النَّارَ، فَلَا تَقَرُّ عَيْنُهُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ حَبِيبَهُ فِي النَّارِ، وَأَنَّهَا لَلَّتِي قَالَ اللهُ عز وجل:{الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} [الفرقان: 74](1).
23811 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا ضَرَبَنِي بِالسَّيْفِ فَقَطَعَ يَدِي، ثُمَّ لَاذَ مِنِّي بِشَجَرَةٍ، ثُمَّ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَقْتُلُهُ؟ قَالَ:" لَا " فَعُدْتُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَقَالَ:" لَا، إِلَّا أَنْ تَكُونَ مِثْلَهُ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ، وَيَكُونَ مِثْلَكَ قَبْلَ أَنْ تَفْعَلَ مَا فَعَلْتَ "(2).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير يعمر بن بِشْر، وهو ثقة، وصححه الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 6/ 142.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(87)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(292)، والطبري في "تفسيره" 19/ (53)، وابن حبان (6552)، والطبراني في الكبير" 20/ (600)، وفي "الشاميين" (938)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 175 - 176 من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 19/ 53 من طريق إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، به، مختصراً.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (608) و (657)، وفي "الشاميين"(1081) من طريق عثمان بن سعيد، عن حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة قال: مرَّ بالمقداد رجل، فقال: أفلحت هاتان العينان
…
فذكره مختصراً.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن إسحاق -وهو =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= المدني- وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُليَّة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 1250 - 126 و 13/ 378، والبخاري (6865)، ومسلم (95)(155) و (157)، وأبو داود (2644)، والنسائي في "الكبرى"(8591)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(941)، وفي "شرح معاني الآثار" 3/ 213، وابن حبان (164)، والطبراني 20/ (584) و (585) و (586) و (587) و (589) و (590) و (592) و (593)، وابن منده (57) و (58)، والبيهقي 8/ 19، والخطيب 4/ 241 - 242 من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (95)(156)، والخطيب في "تاريخه" 4/ 241 - 242 من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن الزهري، به.
وأخرجه ابن حبان (4750)، والطبراني 20/ (595)، وابن منده في "الإيمان"(59) من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن حميد ابن عبد الرحمن، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار، به. ووهَّم ابن منده هذه الرواية.
وأخرجه ابن منده أيضاً (60) من طريق الوليد بن مزيد وعمرو بن أبي سلمة وبشر بن بكر -فرَّقهم- عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عطاء، عن المقداد، لم يذكر عبيد الله بن عدي في الإسناد.
وسيأتي الحديث بالأرقام (23817) و (23831) و (23832).
وانظر حديث أسامة بن زيد السالف برقم (21745).
وعن أبي هريرة مرفوعاً سلف برقم (8163): "لا أزال أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوا: لا إله إلا الله، فقد عَصَمُوا مني أموالهم وأنفسهم إلا بحقِّها، وحسابهم على الله عز وجل". وذكرنا أحاديث الباب هناك.
قوله: "إلا أن تكون مثله
…
" أي: إلا أن ترضى أن تكون كافراً ويكون هو مؤمناً. قاله السندي.
23812 -
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ - يَعْنِي ابْنَ الْمُغِيرَةِ - عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ الْمِقْدَادِ، قَالَ: أَقْبَلْتُ أَنَا وَصَاحِبَانِ لِي قَدْ ذَهَبَتْ أَسْمَاعُنَا وَأَبْصَارُنَا مِنَ الْجَهْدِ، قَالَ: فَجَعَلْنَا نَعْرِضُ أَنْفُسَنَا عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ أَحَدٌ يَقْبَلُنَا، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَانْطَلَقَ بِنَا إِلَى أَهْلِهِ، فَإِذَا ثَلَاثةُ أَعْنُزٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" احْتَلِبُوا هَذَا اللَّبَنَ بَيْنَنَا " قَالَ: فَكُنَّا نَحْتَلِبُ فَيَشْرَبُ كُلُّ إِنْسَانٍ نَصِيبَهُ، وَنَرْفَعُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَصِيبَهُ، فَيَجِيءُ مِنَ اللَّيْلِ فَيُسَلِّمُ تَسْلِيمًا لَا يُوقِظُ نَائِمًا، وَيُسْمِعُ الْيَقْظَانَ، ثُمَّ يَأْتِي الْمَسْجِدَ فَيُصَلِّي، ثُمَّ يَأْتِي شَرَابَهُ فَيَشْرَبُهُ، قَالَ: فَأَتَانِي الشَّيْطَانُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَالَ: مُحَمَّدٌ يَأْتِي الْأَنْصَارَ فَيُتْحِفُونَهُ، وَيُصِيبُ عِنْدَهُمْ، مَا بِهِ حَاجَةٌ إِلَى هَذِهِ الْجُرْعَةِ، فَاشْرَبْهَا. قَالَ: مَا زَالَ يُزَيِّنُ لِي حَتَّى شَرِبْتُهَا، فَلَمَّا وَغَلَتْ فِي بَطْنِي، وَعَرَفَ أَنَّهُ لَيْسَ إِلَيْهَا سَبِيلٌ، قَالَ: نَدَّمَنِي، فَقَالَ: وَيْحَكَ مَا صَنَعْتَ، شَرِبْتَ شَرَابَ مُحَمَّدٍ، فَيَجِيءُ وَلَا يَرَاهُ، فَيَدْعُو عَلَيْكَ فَتَهْلِكَ، فَتَذْهَبُ دُنْيَاكَ وَآخِرَتُكَ؟! قَالَ: وَعَلَيَّ شَمْلَةٌ مِنْ صُوفٍ كُلَّمَا رُفِعَت (1) عَلَى رَأْسِي خَرَجَتْ قَدَمَايَ، وَإِذَا أُرْسِلْت عَلَى قَدَمَيَّ، خَرَجَ رَأْسِي، وَجَعَلَ لَا يَجِيءُ لِي نَوْمٌ. قَالَ: وَأَمَّا صَاحِبَايَ فَنَامَا، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ كَمَا كَانَ يُسَلِّمُ، ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى، فَأَتَى شَرَابَهُ فَكَشَفَ عَنْهُ
(1) في (م) و (ظ 2) و (ق): رفعتها.
فَلَمْ يَجِدْ فِيهِ شَيْئًا، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ قَالَ: قُلْتُ: الْآنَ يَدْعُو عَلَيَّ فَأَهْلِكُ، فَقَالَ:" اللهُمَّ أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي، وَاسْقِ مَنْ سَقَانِي " قَالَ: فَعَمَدْتُ إِلَى الشَّمْلَةِ، فَشَدَدْتُهَا عَلَيَّ، فَأَخَذْتُ الشَّفْرَةَ فَانْطَلَقْتُ إِلَى الْأَعْنُزِ أَجُسُّهُنَّ أَيُّهُنَّ أَسْمَنُ، فَأَذْبَحُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا هُنَّ حُفَّلٌ كُلُّهُنَّ، فَعَمَدْتُ إِلَى إِنَاءٍ لِآلِ مُحَمَّدٍ مَا كَانُوا يَطْمَعُونَ أَنْ يَحْلِبُوا فِيهِ - وَقَالَ أَبُو النَّضْرِ مَرَّةً أُخْرَى: أَنْ يَحْتَلِبُوا فِيهِ - فَحَلَبْتُ فِيهِ حَتَّى عَلَتْهُ الرَّغْوَةُ، ثُمَّ جِئْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" أَمَا شَرِبْتُمْ شَرَابَكُمُ اللَّيْلَةَ يَا مِقْدَادُ؟ " قَالَ: قُلْتُ: اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللهِ، فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اشْرَبْ، فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَنِي، فَأَخَذْتُ مَا بَقِيَ فَشَرِبْتُ، فَلَمَّا عَرَفْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ رَوِيَ فَأَصَابَتْنِي دَعْوَتُهُ، ضَحِكْتُ حَتَّى أُلْقِيتُ إِلَى الْأَرْضِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِحْدَى سَوْآتِكَ يَا مِقْدَادُ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَانَ مِنْ أَمْرِي كَذَا، صَنَعْتُ كَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا كَانَتْ هَذِهِ إِلَّا رَحْمَةً مِنَ اللهِ، أَلَا كُنْتَ آذَنْتَنِي نُوقِظُ صَاحِبَيْكَ هَذَيْنِ فَيُصِيبَانِ مِنْهَا " قَالَ: قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا أُبَالِي إِذَا أَصَبْتَهَا وَأَصَبْتُهَا مَعَكَ، مَنْ أَصَابَهَا مِنَ النَّاسِ (1).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن المغيرة، فمن رجال مسلم، وقد روى له البخاري مقروناً وتعليقاً.
وأخرجه ابن سعد 1/ 183 - 184، وأبو عوانة (8397) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. =
23813 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنِي الْمِقْدَادُ، صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، أُدْنِيَتِ الشَّمْسُ مِنَ الْعِبَادِ حَتَّى تَكُونَ قِيدَ مِيلٍ أَوْ مِيلَيْنِ. قَالَ: فَتَصْهَرُهُمُ الشَّمْسُ، فَيَكُونُونَ فِي الْعَرَقِ كَقَدْرِ أَعْمَالِهِمْ، مِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى عَقِبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى حَقْوَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ إِلْجَامًا "(1).
= وأخرجه الطيالسي (1160)، والبخاري في "الأدب المفرد"(1028)، ومسلم (2055)، والترمذي (2719)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(323)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 242 - 243، وفي "شرح مشكل الآثار"(2810)، والطبراني 20/ (573)، وابن السُّني في "عمل اليوم والليلة"(456)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 85 - 86 من طرق عن سليمان بن المغيرة، به- وبعضهم يختصره.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وسلف برقم (23809).
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير إبراهيم بن إسحاق الطالْقاني، فقد روى له مسلم في مقدمة "صحيحه" وأبو داود والترمذي.
وأخرجه الترمذي (2421)، وأبو عوانة في البعث كما في "إتحاف المهرة" 13/ 459، وابن حبان (7330)، والطبراني 20/ (602)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(2226) و (2227)، والبغوي في "شرح السنة"(4317)، وفي "التفسير" في تفسير قوله تعالى من سورة المطففين:{يومَ يقوم الناسُ لربِّ العالمين} ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 253 - 254 من طرق عن عبد الله بن المبارك، به. =
23814 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَبْقَى عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ كَلِمَةَ الْإِسْلَامِ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ ذُلِّ ذَلِيلٍ، إِمَّا يُعِزُّهُمُ اللهُ فَيَجْعَلُهُمْ مِنْ أَهْلِهَا، أَوْ يُذِلُّهُمْ فَيَدِينُونَ لَهَا "(1).
= زاد بعضهم: قال سليم بن عامر: فوالله ما أدري ما يعني بالميل، أمسافة الأرض، أم الميل الذي تكتحل به العين؟
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه مسلم (2864)، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 13/ 459، والطبراني في "الكبير" 20/ (602)، وفي "الشاميين"(573) من طريق يحيى بن حمزة، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، به.
وأخرجه الطبراني 20/ (666) من طريق بقية بن الوليد، عن عمر بن أبي خثعم، عن سليم بن عامر، به.
وله شاهد من حديث عقبة بن عامر، سلف برقم (17439).
وانظر تتمة أحاديث الباب عند حديث ابن عمر السالف برقم (4613).
قال السندي: "قِيْد" بكسر فسكون، أي. قَدْر، والمِيل يحتمل المسافة ومِيل الاكتحال.
(1)
إسناده صحيح. ابن جابر: هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 151، وابن حبان (6699) و (6701)، والطبراني في "الكبير" 20/ (601)، وفي "الشاميين"(572)، وابن منده في "الإيمان"(1084) من طرق عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد- وهو عند بعضهم مختصر. =
23815 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ وَعَمْرِو بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ وَأَبِي أُمَامَةَ، قَالَا: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ الْأَمِيرَ إِذَا ابْتَغَى الرِّيبَةَ فِي النَّاسِ أَفْسَدَهُمْ "(1).
= وأخرجه ابن منده (1084)، والحاكم 4/ 430، والبيهقي 9/ 181 من طريقين عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، به.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وسلف برقم (16957) من طريق صفوان بن عمرو، عن سليم بن عامر، عن تميم الداري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وانظر أحاديث الباب هناك.
قال السمدي: قوله: "كلمة الإسلام" أي: حكم الإسلام، وهو أن يسلم أو يعطي الجزية.
"بعِزِّ عزيز" أي: دخولاً مقروناً بعزِّ مَن أراد الله تعالى له أن يكون عزيزاً.
قلنا: وأراد ببيت المَدَر أهل المدن والقرى، والمَدَر: هو الطِّين. وببيت الوَبَر أهل البوادي.
(1)
حديث حسن، بقية بن الوليد ضعيف يعتبر به، وقد توبع، وإسماعيل بن عياش وضمضم بن زرعة صدوقان، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(90) من طريق يزيد بن عبد ربه، بهذا الإسناد، إلا أنه جاء فيه: عن جبير بن نفير وعمرو بن الأسود وأبي أمامة. وجبير بن نفير وعمرو بن الأسود تابعيان مخضرمان، فالحديث من جهتهما عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلٌ.
وأخرجه الطبراني 20/ (607) من طريق حيوة بن شريح، عن بقية بن الوليد، به- كرواية الإمام أحمد. =
23816 -
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْفَرَجُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ:
= وأخرجه أبو داود (4889)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1073)، والطحاوي في "شرح المشكل"(89)، والطبراني 20/ (7515) و (7516)، والحاكم 4/ 378، والبيهقي 8/ 333 من طرق عن إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن جبير بن نفير وكثير بن مرة وعمرو بن الأسود والمقدام بن معدي كرب وأبي أمامة. زاد ابن أبي عاصم: ونفر من الفقهاء. وهؤلاء الرواة الذين روى عنهم شريح بن عبيد ما عدا أبا أمامة والمقدام من التابعين.
وأخرجه الطبراني 20/ (651) من طريق محمد بن المبارك الصوري، وأيضاً 20/ (653) من طريق محمد بن إسماعيل بن عياش، كلاهما عن إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن المقدام بن معدي كرب وأبي أمامة.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(1660) من طريق محمد بن إسماعيل بن عياش وهشام بن عمار، كلاهما عن إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن جبير بن نفير وكثير بن مرة، عن المقدام بن معدي كرب وأبي أمامة.
وأخرجه الطبراني 17/ (302) من طريق محمد بن عبد العزيز الرملي، عن إسماعيل بن عياش، عن ضمضم، عن شريح، عن كثير بن مرة، عن عتبة بن عبد وأبي أمامة.
وفي الباب عن معاوية عند البخاري في "الأدب المفرد"(248)، وأبي داود (4888)، وصححه ابن حبان (5760).
قال السندي: قوله: "أَفسَدَهم" لأنه لا يُبقي الثقة على قوله عندهم، لأن الظن قد يكذب، وأيضاً قد ترتفع الهيبة من قلوبهم، لأنه إذا واجَهَ أحداً مِراراً بأنك فعلت كذا، اجترأ وصار لا يبالي بعلمه.
قَالَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ: لَا أَقُولُ فِي رَجُلٍ خَيْرًا وَلَا شَرًّا حَتَّى أَنْظُرَ مَا يُخْتَمُ لَهُ - يَعْنِي بَعَدَ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قِيلَ: وَمَا سَمِعْتَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَقَلْبُ ابْنِ آدَمَ أَشَدُّ انْقِلَابًا مِنَ الْقِدْرِ إِذَا اجْتَمَعَتْ غَلْيًا "(1).
23817 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، أَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ ثُمَّ الْجُنْدُعِيُّ، أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ أَخْبَرَهُ
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف فرج: وهو ابن فضالة، وباقي رجاله ثقات إلا أنه منقطع أو معضل، فإن سليمان بن سليم الشامي لم يدرك المقداد بن الأسود.
وأخرجه الطبراني 20/ (603) من طريقين عن الفرج بن فضالة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(226)، والطبراني 20/ (599)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1331) و (1332) من طريق بقية بن الوليد، عن عبد الله بن سالم الأشعري، عن سليمان بن سليم، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه، عن المقداد، به. وبقية -وإن كان فيه ضعف- يعتبر به في المتابعات والشواهد.
وأخرجه الطبراني 20/ (598)، والحاكم 2/ 289، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 175 من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن المقداد. وعبد الله بن صالح -كاتب الليث- سيئ الحفظ، لكنه يصلح للمتابعات والشواهد.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6569)، ولفظه:"إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن عز وجل كقلبٍ واحدٍ، يُصرِّف كيف يشاء"، وذكرنا أحاديث الباب هناك.
أَنَّ الْمِقْدَادَ بْنَ عَمْرٍو الْكِنْدِيَّ - وَكَانَ حَلِيفًا لِبَنِي زُهْرَةَ، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَرَأَيْتَ إِنْ لَقِيتُ رَجُلًا مِنَ الْكُفَّارِ فَاقْتَتَلْنَا، فَضَرَبَ إِحْدَى يَدَيَّ بِالسَّيْفِ فَقَطَعَهَا، ثُمَّ لَاذَ مِنِّي بِشَجَرَةٍ، فَقَالَ: أَسْلَمْتُ لِلَّهِ، أَأَقْتُلُهُ يَا رَسُولَ اللهِ بَعْدَ أَنْ قَالَهَا؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا تَقْتُلْهُ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ قَطَعَ إِحْدَى يَدَيَّ، ثُمَّ قَالَ ذَلِكَ بَعْدَمَا قَطَعَهَا! قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا تَقْتُلْهُ، فَإِنْ قَتَلْتَهُ فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَتِكَ قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَهُ، وَإِنَّكَ بِمَنْزِلَتِهِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ كَلِمَتَهُ الَّتِي قَالَ "(1).
23818 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلْنَا الْمَدِينَةَ عَشَّرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَشَرَةً عَشَرَةً - يَعْنِي: فِي كُلِّ بَيْتٍ - قَالَ: فَكُنْتُ فِي الْعَشَرَةِ الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِيهِمْ، قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ لَنَا إِلَّا شَاةٌ نَتَجَزَّأُ (2) لَبَنَهَا، قَالَ: فَكُنَّا إِذَا أَبْطَأَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَرِبْنَا وَبَقَّيْنَا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَصِيبَهُ، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ أَبْطَأَ عَلَيْنَا. قَالَ:
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، وابن أخي ابن شهاب: اسمه محمد بن عبد الله بن مسلم.
وأخرجه البخاري (4019)، والطبراني 20/ (594) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وانظر (23811).
(2)
في (م): نتحرى.
وَنِمْنَا، فَقَالَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ: لَقَدْ أَطَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، مَا أُرَاهُ يَجِيءُ اللَّيْلَةَ، لَعَلَّ إِنْسَانًا دَعَاهُ. قَالَ: فَشَرِبْتُهُ، فَلَمَّا ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ جَاءَ فَدَخَلَ الْبَيْتَ، قَالَ: فَلَمَّا شَرِبْتُهُ لَمْ أَنَمْ أَنَا، قَالَ: فَلَمَّا دَخَلَ سَلَّمَ، وَلَمْ يَشُدَّ، ثُمَّ مَالَ إِلَى الْقَدَحِ، فَلَمَّا لَمْ يَرَ شَيْئًا أَسْكَتَ، ثُمَّ قَالَ:" اللهُمَّ أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنَا اللَّيْلَةَ " قَالَ: وَثَبْتُ وَأَخَذْتُ السِّكِّينَ، وَقُمْتُ إِلَى الشَّاةِ قَالَ:" مَا لَكَ؟ " قُلْتُ: أَذْبَحُ. قَالَ: " لَا، ائْتِنِي بِالشَّاةِ " فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَمَسَحَ ضَرْعَهَا، فَخَرَجَ شَيْئًا، ثُمَّ شَرِبَ وَنَامَ (1).
23819 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ: أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الرَّجُلِ يَدْنُو مِنَ امْرَأَتِهِ فَيُمْذِي، قَالَ:" إِذَا وَجَدَ ذَلِكَ أَحَدُكُم، فَلْيَنْضَحْ فَرْجَهُ " قَالَ: يَعْنِي يَغْسِلُهُ " وَلْيَتَوَضَّأْ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ "(2).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي بكر -وهو ابن عياش- فهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (569)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 174 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني 20/ (568)، وتمَّام في "فوائده"(1638) من طريق عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، عن الأعمش، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، به.
وانظر ما سلف برقم (23809).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، سليمان بن يسار لم يدرك المِقدادَ، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= لكن عُرِف عمَّن روى سليمانُ هذا الحديث، فقد رواه عن ابن عباس كما سيرد في التخريج، ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، وسالم أبو النضر: هو ابن أبي أُمية.
وأخرجه ابن ماجه (505)، وابن الجارود (5) من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.
وهو في "موطأ" مالك 1/ 40، ومن طريقه أخرجه الشافعي 1/ 36، وعبد الرزاق (600)، وأبو داود (207)، والنسائي 1/ 97 و 215، وابن خزيمة (22)، وابن حبان (1101) و (1106)، والطبراني في "الكبير" 20/ (596)، والبيهقي في "السنن" 1/ 115، وفي "معرفة السنن والآثار"(882)، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" 2/ 514.
قال ابن عبد البر في "الاستذكار" 3/ 7: حديث مالك عن أبي النضر، عن سليمان، عن المقداد، لم يسمعه سليمان من المقداد ولا من علي، لأنه لم يدركهما، وقال في "التهميد" 21/ 202: هذا إسناد ليس بمتصل، لأن سليمان بن يسار لم يسمع من المقداد ولا من علي ولم ير واحداً منهما، ومولد سليمان بن يسار سنة أربع وثلاثين، وقيل: سبع وعشرين، ولا خلاف أن المقداد توفي سنة ثلاث وثلاثين. ثم قال: بين سليمان بن يسار وعلي في هذا الحديث ابنُ عباس، وسماع سليمان بن يسار من ابن عباس غير مدفوع.
ونقل البيهقي في "المعرفة" بعد الحديث (882) عن الشافعي قوله: حديث سليمان بن يسار عن المقداد مرسل، لا نعلمُ سمع منه شيئاً.
قلنا: سلف موصولاً من مسند علي برقم (823) من طريق مخرمة بن بُكير، عن أبيه، عن سليمان بن يسار، عن ابن عباس قال: قال علي بن أبي طالب: أرسلنا المقداد
…
وهو في "صحيح" مسلم برقم (303)(19). قال ابن عبد البر في "الاستذكار" 3/ 11: وسماع سليمان بن يسار من ابن عباس صحيح.
وقال ابن حبان في "الصحيح" 3/ 384: مات المقداد بن الأسود بالجرف سنة ثلاث وثلاثين، ومات سليمان بن يسار سنة أربع وتسعين، وقد سمع سليمان بن =
23820 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْوَلِيدُ بْنُ كَامِلٍ - مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ - الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنِي الْمُهَلَّبُ بْنُ حُجْرٍ الْبَهْرَانِيُّ، عَنْ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهَا، أَنَّهُ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى إِلَى عَمُودٍ وَلَا عُودٍ وَلَا شَجَرَةٍ إِلَّا جَعَلَهُ عَلَى حَاجِبِهِ الْأَيْمَنِ وَالْأَيْسَرِ، وَلَا يَصْمُدُ لَهُ صَمْدًا (1).
= يسار المقدادَ وهو ابنُ دون عشر سنين. قلنا: وفاة سليمان على الصحيح سنة سبع ومئة كما نُقِل عن ابن سعد ومصعب بن عبد الله وابن معين والفلَّاس والبخاري وغيرهم، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة، فتكون ولادته سنة 34 هـ، أي: ولد بعد موت المقداد بسنة، وأما ما اعتمده ابن حبان في تعيين تاريخ وفاته سنة 94 هـ فهي رواية للبخاري في في "التاريخ الأوسط" 1/ 235، وقد عدَّها الذهبي في "السير" 4/ 447 روايةً شاذةً، وقال فيه 4/ 445: وما أُراه لقيه- أي المقدادَ.
وسيأتي برقم (23829)، وانظر (23808).
(1)
إسناده ضعيف جداً، الوليد بن كامل لين الحديث، والمهلَّب بن حُجْر وضباعة مجهولان. وانظر "بيان الوهم والإيهام" لابن القطان الفاسي 3/ 351 - 353.
وأخرجه أبو داود (693)، والطبراني 20/ 610، والبغوي في "شرح السنة"(538)، والمزي في ترجمة المهلب مِن "تهذيب الكمال" 29/ 7 من طريق علي ابن عياش، بهذا الإسناد.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 161 - 162 و 162، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2542، والبيهقي 2/ 272 من طرق عن الوليد بن كامل، به.
جاء عند البيهقي: المقدام بدل المقداد.
قال البيهقي: ورواه محمد بن حِمْير وبقية بن الوليد عن الوليد بن كامل، فقال: المقداد، وقيل عن بقية في رواية أخرى عنه: المقدام، والمقداد أصح، =
23821 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ كَامِلٍ، عَنِ الْحُجْرِ أَوْ أَبِي الْحُجْرِ بْنِ الْمُهَلَّبِ الْبَهْرَانِيِّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي ضُبَيْعَةُ بِنْتُ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، عَنْ أَبِيهَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا صَلَّى إِلَى عَمُودٍ أَوْ خَشَبَةٍ، أَوْ شِبْهِ ذَلِكَ، لَا يَجْعَلُهُ نُصْبَ عَيْنَيْهِ، وَلَكِنَّهُ يَجْعَلُهُ عَلَى حَاجِبِهِ الْأَيْسَرِ (1).
23822 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي، فَتَعَرَّضْنَا لِلنَّاسِ فَلَمْ يُضِفْنَا أَحَدٌ، فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْنَا لَهُ، فَذَهَبَ بِنَا إِلَى مَنْزِلِهِ وَعِنْدَهُ أَرْبَعُ أَعْنُزٍ، فَقَالَ:" احْتَلِبْهُنَّ يَا مِقْدَادُ وَجَزِّئْهُنَّ أَرْبَعَةَ أَجْزَاءٍ، وَأَعْطِ كُلَّ إِنْسَانٍ جُزْءَهُ " فَكُنْتُ أَفْعَلُ
= فالله تعالى أعلم، والحديث تفرد به الوليد بن كامل البجلي الشامي، قال البخاري: عنده عجائب، والله تعالى أعلم.
وسيرد بعده من طريق بقية، وفيه المقدام بن معدي كرب. قلنا: فهذه علَّة رابعة في الخبر، وهي الاضطراب.
(1)
إسناده ضعيف كسابقه. بقية: هو ابن الوليد.
وأخرجه أبو علي ابن السكن في "سننه" -كما في "بيان الوهم والإيهام" لابن القطان 3/ 352 - من طريق أبي تقي هشام بن عبد الملك، عن بقية، عن المهلب ابن حُجر البهراني، عن ضبيعة بنت المقدام بن معدي كرب، عن أبيها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا صلى أحدكم إلى عمود أو سارية أو شيء، فلا يجعله نصب عينيه، وليجعله على حاجبه الأيسر".
ذَلِكَ، فَرَفَعْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جُزْءَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَاحْتَبَسَ، وَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي، فَقَالَتْ لِي نَفْسِي: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَتَى أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَلَوْ قُمْتَ فَشَرِبْتَ هَذِهِ الشَّرْبَةَ، فَلَمْ تَزَلْ بِي حَتَّى قُمْتُ فَشَرِبْتُ جُزْءَهُ، فَلَمَّا دَخَلَ فِي بَطْنِي وَتَقَارَّ، أَخَذَنِي مَا قَدُمَ وَمَا حَدُثَ، فَقُلْتُ: يَجِيءُ الْآنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَائِعًا ظَمْآنًا وَلَا يَرَى فِي الْقَدَحِ شَيْئًا، فَسَجَّيْتُ ثَوْبًا عَلَى وَجْهِي، وَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ تَسْلِيمًا يُسْمِعُ الْيَقْظَانَ، وَلَا يُوقِظُ النَّائِمَ، فَكَشَفَ عَنْهُ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ:" اللهُمَّ اسْقِ مَنْ سَقَانِي، وَأَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي " فَاغْتَنَمْتُ دَعْوَتَهُ، وَقُمْتُ فَأَخَذْتُ الشَّفْرَةَ، فَدَنَوْتُ مِنَ الْأَعْنُزِ، فَجَعَلْتُ أَجُسُّهُنَّ أَيُّهُنَّ أَسْمَنُ لِأَذْبَحَهَا، فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى ضَرْعِ إِحْدَاهُنَّ، فَإِذَا هِيَ حَافِلٌ، وَنَظَرْتُ إِلَى الْأُخْرَى، فَإِذَا هِيَ حَافِلٌ، وَنَظَرْتُ إِلَى كُلَّهُنَّ فَإِذَا هُنَّ حُفَّلٌ، فَحَلَبْتُ فِي الْإِنَاءِ فَأَتَيْتُهُ بِهِ، فَقُلْتُ: اشْرَبْ. فَقَالَ: " الْخَبَرَ يَا مِقْدَادُ " فَقُلْتُ: اشْرَبْ ثُمَّ الْخَبَرَ، فَقَالَ:" بَعْضُ سَوْآتِكَ يَا مِقْدَادُ " فَشَرِبَ ثُمَّ قَالَ: " اشْرَبْ " فَقُلْتُ: اشْرَبْ يَا نَبِيَّ اللهِ، فَشَرِبَ حَتَّى تَضَلَّعَ، ثُمَّ أَخَذْتُهُ فَشَرِبْتُهُ، ثُمَّ أَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" هِيهِ " فَقُلْتُ: كَانَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" هَذِهِ بَرَكَةٌ نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ، أَفَلَا أَخْبَرْتَنِي حَتَّى أَسْقِيَ صَاحِبَيْكَ " فَقُلْتُ: إِذَا شَرِبْتُ الْبَرَكَةَ أَنَا وَأَنْتَ، فَلَا أُبَالِي مَنْ أَخْطَأَتْ (1).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد ابن سلمة، فمن رجال مسلم. =
23823 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، قَالَ: جَعَلَ [رَجُلُ] يَمْدَحُ عَامِلًا لِعُثْمَانَ، فَعَمَدَ الْمِقْدَادُ فَجَعَلَ يَحْثُو التُّرَابَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا رَأَيْتُمُ الْمَدَّاحِينَ، فَاحْثُوا فِي وُجُوهِهِمُ التُّرَابَ "(1).
23824 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ بَعَثَ وَفْدًا مِنَ الْعِرَاقِ إِلَى عُثْمَانَ، فَجَاؤًوا يُثْنُونَ عَلَيْهِ، فَجَعَلَ الْمِقْدَادُ يَحْثُو فِي وُجُوهِهِمُ التُّرَابَ، وَقَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَحْثُوَ فِي وُجُوهِ الْمَدَّاحِينَ التُّرَابَ.
وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: فَقَامَ الْمِقْدَادُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " احْثُوا فِي وُجُوهِ الْمَدَّاحِينَ التُّرَابَ ". قَالَ الزُّبَيْرُ: أَمَّا
= وسلف برقم (23809) عن يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة.
(1)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ميمون بن أبي شبيب، فقد روى له مسلم في المقدمة، والبخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن، وهو صدوق كثير الإرسال عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ويغلب على الظن أنه لم يدرك عثمان ولم يحضر هذه القصة، لكنه متابَعٌ.
وأخرجه الطيالسي (1159)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(149)، والطبراني 20/ (574)، وأبو نعيم 4/ 377، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(3573) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طرق أخرى غير طريق ميمون بن أبي شبيب بالأرقام (23824) و (23826) و (23827) و (23828) و (23830).
وله شاهد من حديث ابن عمر، سلف برقم (5684).
الْمِقْدَادُ فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ (1).
23825 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنْ عَائِشِ بْنِ أَنَسٍ الْبَكْرِيِّ، قَالَ: تَذَاكَرَ عَلِيٌّ وَعَمَّارٌ وَالْمِقْدَادُ الْمَذْيَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنِّي رَجُلٌ مَذَّاءٌ، وَإِنِّي أَسْتَحِي أَنْ أَسْأَلَهُ مِنْ أَجْلِ ابْنَتِهِ تَحْتِي. فَقَالَ لِأَحَدِهِمَا لِعَمَّارٍ أَوْ لِلْمِقْدَادِ - قَالَ عَطَاءٌ: سَمَّاهُ لِي عَائِشٌ فَنَسِيتُهُ -: سَلْ رَسُولَ اللهِ. فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: " ذَاكَ الْمَذْيُ، لِيَغْسِلْ ذَاكَ مِنْهُ " قُلْتُ: مَا ذَاكَ مِنْهُ؟ قَالَ: ذَكَرَهُ " وَيَتَوَضَّأْ فَيُحْسِنْ وُضُوءَهُ - أَوْ يَتَوَضَّأْ مِثْلَ وُضُوئِهِ لِلصَّلَاةِ - وَيَنْضَحْ فِي فَرْجِهِ " أَوْ " فَرْجَهُ "(2).
(1) حديث صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه مرسل، مجاهد بن جبر لم يسمع من المقداد بن الأسود، بينهما في هذا الحديث أبو معمر عبد الله بن سخبرة صلى الله عليه وسلم سيأتي برقم (23828). سفيان: هو ابن عيينة، وابن أبي نجيح: اسمه عبد الله.
وأخرجه الطبراني 20/ (570) عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
ورواه خالد بن عبد الله الواسطي، عن يزيد بن أبي زياد عند الطبراني 20/ (565)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(711) عن مجاهد، عن ابن عباس عن المقداد. ويزيد بن أبي زياد -وهو الهاشمي الكوفي- ضعيف.
ورواه بكر بن خنيس عن يزيد بن أبي زياد عند الطبراني 20/ (566) عن عكرمة، عن ابن عباس، عن المقداد.
وانظر ما قبله.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عائش بن أنس البكري، فلم يرو عنه غير عطاء -وهو ابن أبي رباح- وقال الذهبي في "الميزان": مجهول، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. وذكره ابن حبان في "ثقاته"! وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 21/ 204 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً عبد الرزاق (597) عن ابن جريج، عن عطاء، به. وفيه قصة.
وقد سلف مختصراً برقم (18892) من طريق عمرو بن دينار، عن عطاء، عن عائش بن أنس، عن علي.
ويشهد لرواية عائشٍ هذه، والتي فيها أمره صلى الله عليه وسلم لعليٍّ بالنَّضح بعد وضوئه، حديث سليمان بن يسار عن ابن عباس عن علي، وقد سلف في مسنده برقم (823)، وهو في "صحيح" مسلم برقم (303)(19)، ففيه:"توضأ وانضح ذكرَك". وإلى هذا ذهب بعض أهل العلم فقالوا بجواز تقديم الوضوء على غسل الذَّكر، وذهب آخرون إلى أن الواو لا تفيد الترتيب وحملوا هذه الرواية على الروايات الأخرى التي فيها تقديم الغسل على الوضوء. انظر "شرح السنة" 1/ 330، و"شرح مسلم" للنووي 3/ 213، و"فتح الباري" 1/ 380.
قال ابن عبد البر في "الاستذكار" 3/ 11 - 13: والحديث ثابت عند أهل العلم، صحيح، له طرق شَتَّى عن علي، وعن المقداد، وعن عمار أيضاً، كلها صِحاح حِسان، أحسنها ما ذكره عبد الرزاق، عن ابن جريج ..
وقال في "التمهيد" 21/ 204: ففي هذا الحديث بيان أن علياً والمقداد وعمار بن ياسر تذاكروا المذي، فلذلك ما يجيء في بعض الآثار عن علي، فأمرت المقداد، وفي بعضها: فأمرت عماراً، وجائز أن يأمر أحدهما، وجائز أن يأمر كل واحد منهما أن يسأل له فسأل، فكان الجواب واحداً، فحدَّث به مرة عن عمار، ومرة عن المقداد، وهذا كله غير مدفوع، لإمكانه وصحته في المعنى، وحسبك أنهم ثلاثتهم قد اشتركوا في المذاكرة بهذا الحديث وعلمه والخبر عنه. =
23826 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ الْبَهِيَّ: أَنَّ رَكْبًا وَقَفُوا عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَمَدَحُوهُ، وَأَثْنَوْا عَلَيْهِ، وَثَمَّ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ، فَأَخَذَ قَبْضَةً مِنَ الْأَرْضِ، فَحَثَاهَا فِي وُجُوهِ الرَّكْبِ، فَقَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا سَمِعْتُمُ الْمَدَّاحِينَ، فَاحْثُوا فِي وُجُوهِهِمُ التُّرَابَ "(1).
23827 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُثْمَانَ فَأَثْنَى عَلَيْهِ فِي وَجْهِهِ، قَالَ: فَجَعَلَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ يَحْثُو فِي وَجْهِهِ التُّرَابَ، وَيَقُولُ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا لَقِينَا الْمَدَّاحِينَ أَنْ نَحْثُوَ فِي وُجُوهِهِمُ التُّرَابَ (2).
= قلنا: سلف من حديث المقداد برقم (23808)، ومن حديث علي برقم (606) و (823)، ومن حديث عمار برقم (18914).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد مرسل، عبد الله البهي لم يدرك عثمان ولا المقداد، وهو صدوق، ومن دونه ثقات. يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (582) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. وقرن بأحمد إبراهيم بن الحجاج.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(297) و (298)، والطبراني 20/ (582) من طريقين عن وائل بن داود، به.
وانظر ما بعده وما سلف برقم (23823).
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخعي. =
23828 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، قَالَ: قَامَ رَجُلٌ يُثْنِي عَلَى أَمِيرٍ مِنَ الْأُمَرَاءِ، فَجَعَلَ الْمِقْدَادُ يَحْثِي فِي وَجْهِهِ التُّرَابَ، وَقَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَحْثِيَ فِي وُجُوهِ الْمَدَّاحِينَ التُّرَابَ (1).
= وأخرجه البيهقي في "الآداب"(381) من طريق الإمام أحمد، عن عبد الرحمن ابن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 8، وعنه أبو داود (4804) عن وكيع، به.
وأخرجه مسلم (3002)(69) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.
وأخرجه مسلم (3002)(69)، وأبو عوانة في الرقاق كما في "إتحاف المهرة" 13/ 460، والطبراني 20/ (575)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(4866)، وفي "الآداب"(381) من طرق عن سفيان، به. وقرن سفيانُ بمنصورٍ الأعمشَ.
وأخرجه الطيالسي (1158)، والطبراني 20/ (576) و (578) من طرق عن منصور، به.
وسيأتي برقم (23830) من طريق شعبة عن منصور.
ورواه حفص بن غياث عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن المقداد، أخرجه الطبراني 20/ (581).
وانظر ما سلف برقم (23823).
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. حبيب: هو ابن أبي ثابت، وأبو معمر: هو عبد الله بن سخبرة الأزدي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 5، والبخاري في "الأدب المفرد"(339)، ومسلم (3002)(68)، والترمذي في "السنن"(2393)، وفي "العلل" 2/ 834، وابن =
23829 -
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ. وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ سُلْيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ: أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَمَرَهُ أَنْ يَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الرَّجُلِ إِذَا دَنَا مِنْ أَهْلِهِ، فَخَرَجَ مِنْهُ الْمَذْيُ، مَاذَا عَلَيْهِ؟ قَالَ عَلِيٌّ: فَإِنَّ عِنْدِي ابْنَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَا أَسْتَحْيِي أَنْ أَسْأَلَهُ. قَالَ الْمِقْدَادُ: فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ:" إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ، فَلْيَنْضَحْ فَرْجَهُ، وَلْيَتَوَضَّأْ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ "(1).
23830 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ رَجُلًا جَعَلَ يَمْدَحُ عُثْمَانَ، فَذَكَرَ مِثْلَ مَعْنَى حَدِيثِ سُفْيَانَ (2).
= ماجه (3742)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(295) و (296)، وأبو عوانة في الرقاق كما في "إتحاف المهرة" 13/ 460، والطبراني 20/ (579)، والبيهقي 10/ 242 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
ورواه حمزة الزيات عن حبيب بن أبي ثابت عن الحجاج عن أبي معمر، أخرجه الطبراني 20/ (580)، وهو من أوهام حمزة الزيات.
ورواه عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد فأرسله، سلف برقم (23824).
(1)
حديث صحيح. وانظر (23819).
عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وإسحاق: هو ابن عيسى ابن الطبَّاع، وأبو النضر: هو سالم بن أبي أُميَّة.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. حجاج شيخ المصنف: هو ابن محمد المصيصي الأعور، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي. =
23831 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَّ الْمِقْدَادَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ لَقِيتُ رَجُلًا مِنَ الْكُفَّارِ فَقَاتَلَنِي فَاخْتَلَفْنَا ضَرْبَتَيْنِ، فَضَرَبَ إِحْدَى يَدَيَّ بِالسَّيْفِ، فَقَطَعَهَا ثُمَّ لَاذَ مِنِّي بِشَجَرَةٍ، فَقَالَ: أَسْلَمْتُ لِلَّهِ، أُقَاتِلُهُ يَا رَسُولَ اللهِ بَعْدَ أَنْ قَالَهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا تَقْتُلْهُ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ قَطَعَ إِحْدَى يَدَيَّ، ثُمَّ قَالَ ذَلِكَ بَعْدَ مَا قَطَعَهَا، أُقَاتِلُهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ:" لَا تَقْتُلْهُ، فَإِنْ قَتَلْتَهُ فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَتِكَ قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَهُ، وَأَنْتَ بِمَنْزِلَتِهِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ كَلِمَتَهُ الَّتِي قَالَ "(1).
= وأخرجه الطبراني 20/ (577) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 5، ومسلم (3002)(69)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(299)، والطبراني 20/ (577) من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه أبو عوانة في الرقاق كما في "إتحاف المهرة" 13/ 460 من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، به.
وطريق سفيان الذي أشار إليه الإمام أحمد سلف برقم (23827).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (95)(156) عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4019)، والطبراني 20/ (588)، وابن منده في "الإيمان"(55) من طريق أبي عاصم، عن ابن جُريج، به.
وانظر (23811).
23832 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، أَنَّ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ حَدَّثَهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ اخْتَلَفْتُ أَنَا وَرَجُلٌ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: أَقْتُلُهُ أَمْ أَدَعُهُ؟ (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(18719)، ومن طريقه أخرجه مسلم (95)(156)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(294)، والطبراني في "الكبير" 20/ (583)، وابن منده في "الإيمان"(56).
وانظر ما قبله.
حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ
(1)
23833 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ - يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ - قَالَ: سَمِعْتُ سَيَّارًا (2) أَبَا الْحَكَمِ غَيْرَ مَرَّةٍ يُحَدِّثُ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا - يَعْنِي قُبَاءً - قَالَ: " إِنَّ اللهَ عز وجل قَدْ أَثْنَى عَلَيْكُمْ فِي الطُّهُورِ خَيْرًا، أَفَلَا تُخْبِرُونِي؟ " قَالَ: يَعْنِي قَوْلَهُ: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108] قَالَ: فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا نَجِدُهُ مَكْتُوبًا عَلَيْنَا فِي التَّوْرَاةِ: الِاسْتِنْجَاءُ بِالْمَاءِ (3).
(1) قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 6/ 22: محمد بن عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي، ذكره البخاري في الصحابة، وقال ابن حبان: يقال: له صحبة، وقال ابن شاهين: قال ابن أبي داود: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً. وقال ابن منده: رأى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه. وقال أبو عمر: له رؤية ورواية محفوظة.
(2)
تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: يسار.
(3)
إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، ومن دونه ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 1/ 153 عن يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 11/ 29 عن سفيان بن وكيع، عن يحيى بن رافع، عن مالك بن مغول، به. كذا وقع عنده "يحيى بن رافع" وهو تحريف، وسفيان ضعيف.
وأخرجه الطبري 11/ 29 - 30، والبغوي في "معجم الصحابة" كما في "الإصابة" 6/ 22 عن أبي هشام الرفاعي، عن يحيى بن آدم -وتحرف عند الطبري إلى: =
23834 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ (1)، حَدَّثَنَا سَلَّامِ بْنِ مِسْكِينٍ، حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، وَذَكَرَ حَدِيثَ الْجَارِ (2).
= يحيى بن رافع- عن مالك بن مغول، به - لكن قال فيه يحيى: لا أعلمه إلا عن أبيه. يعني عبد الله بن سلام، زاد البغوي: قال أبو هشام: وكتبته من أصل كتاب يحيى بن آدم ليس فيه "عن أبيه".
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 18، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 307 - 308، والطبري 11/ 29 و 31، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 22 من طرق عن مالك بن مغول، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير- قطعة من ج 13"(381) من طريق سلمة بن رجاء، و (382) من طريق يحيى بن أبي أنيسة، كلاهما عن مالك بن مغول، به- لكن زادا فيه:"عن أبيه".
وأخرجه الطبري 11/ 29 من طريق قتادة، عن شهر بن حوشب مرسلاً.
وانظر حديث عويم بن ساعدة السالف برقم (15485).
قلنا: وفي متن حديث شهر بن حوشب هذا إشكال في كون المخاطَبين بذلك من اليهود، وانظر ما كتبه الأستاذ محمود شاكر على الحديث في طبعته من "جامع البيان" للطبري برقم (17230).
(1)
قوله: "حدثنا يزيد" سقط من (م) و (ظ 2).
(2)
إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب. وهو مكرر (16408).
تنبيه: سبق الجَزم في التعليق على مكرَّر هذا الحديث أن المراد بحديث الجار هو حديث دَفْن عيسى ابن مريم عليه السلام عند النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الجَزْم ليس عليه دليل، وقد استَشكَل الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 5/ 471، و"إتحاف المهرة" 13/ 742 هذا الحرف فقال بإثر قوله:"وذكر حديث الجار": كذا في الأصل!
حَدِيثُ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ
23835 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ الْأَشَجِّ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، أَنَّهُ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَحْنُ بِخَيْرٍ أَمْ مَنْ بَعْدَنَا؟، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُهُمْ أُحُدًا ذَهَبًا، مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِكُمْ وَلَا نَصِيفَهُ "(1).
23836 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ الْعَطَّارُ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: سَمَّانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوسُفَ، وَأَجْلَسَنِي فِي حَِجْرِهِ (2).
23837 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ الْعَطَّارُ، قَالَ:
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير- قطعة من ج 13"(374) من طريق الواقدي، عن عبد الحميد بن جعفر، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه قال: قلنا: يا رسول الله، أنحن خير أم من بعدنا؟ فجعله من مسند عبد الله بن سلام، والواقدي ضعيف.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11079).
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات. محمد بن كُنَاسة: هو محمد بن عبد الله بن عبد الأَعلى الأَسدي.
وقد سلف نحوه برقم (16407).
سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، يَقُولُ: سَمَّانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِي (1).
23838 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنِ النَّضْرِ (2) بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ يَقُولُ: سَمَّانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوسُفَ (3).
(1) إسناده صحيح. وهو مكرر (16404).
(2)
في (ظ 5): النضير.
(3)
حديث صحيح. وهو مكرر (16405).
حَدِيثُ الْوَلِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ
23839 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَجِدُ وَحْشَةً. قَالَ:" فَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ، فَقُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةُ (1) مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونِ، فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّكَ، وَبِالْحَرَى أَنْ لَا يَقْرَبَكَ "(2).
(1) في (م) و (ظ 2) و (ق): التامّات.
(2)
حديث محتمل للتحسين بشواهده. وهو مكرر (16573).
حَدِيثُ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ
23840 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ: سَأَلْتُ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ عَنْ صَدَقَةِ الْفِطْرِ، فَقَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ الزَّكَاةُ، ثُمَّ نَزَلَتِ الزَّكَاةُ، فَلَمْ نُنْهَ عَنْهَا، وَلَمْ نُؤْمَرْ بِهَا، وَنَحْنُ نَفْعَلُهُ.
وَسَأَلْتُهُ عَنْ صَوْمِ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ رَمَضَانُ، ثُمَّ نَزَلَ رَمَضَانُ، فَلَمْ نُؤْمَرْ بِهِ، وَلَمْ نُنْهَ عَنْهُ، وَنَحْنُ نَفْعَلُهُ (1).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي عمار -وهو عَرِيب بن حُمَيْد الهَمْدَاني الدُّهْني- فقد روى له النسائي وابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2263)، والطبراني في "الكبير" 18/ (887) من طريقين عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(2262) من طريق شعبة، عن سلمة بن كهيل، به.
وأخرجه الطيالسي (1211)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 49، وفي "الكبرى"(2842)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2258) و (2259) و (2260) و (2261)، وفي "شرح معاني الآثار" 2/ 75، والطبراني في "الكبير" 18/ (888) من طريق شعبة، عن الحكم بن عُتَيْبَة، عن القاسم بن مخيمرة، عن عمرو بن شرحبيل، عن قيس بن سعد. =
23841 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ
= قال النسائي: وسلمة بن كهيل يخالف الحكم في إسناده، والحكم أثبت من سلمة بن كهيل.
وقد سلف الحديث في صوم عاشوراء فقط برقم (15477) عن وكيع عن سفيان الثوري.
وفي الباب ما يشهد له عن غير واحد من الصحابة.
وأما أمره صلى الله عليه وسلم بصدقة الفطر قبل أن تنزل الزكاة، فلما نزلت الزكاة لم يأمر بها، ولم ينه عنها. فقد استدل به بعضهم على نسخ فرضيتها، وتعقَّب هذا البيهقيُّ وغيره فقال في "السنن" 4/ 159: وهذا لا يدل على سقوط فرضها، لأن نزول فرضٍ لا يوجب سقوط الآخر، وقد أجمع أهل العلم على وجوب زكاة الفطر، وإن اختلفوا في تسميتها فرضاً، فلا يجوز تركها، وبالله التوفيق.
قلنا: وقد روي ما يخالفه من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب عند البخاري (1503) ومسلم (984)، وقد سلف برقم (4486)، ولفظه عند أحمد: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة رمضان، على الذكر والأنثى، والحر والمملوك، صاعَ تمرٍ أو صاعَ شعير، قال: فعَدَلَ الناس به بعدُ نصفَ صاع بُرٍّ.
قال الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 6/ 51 - 52: ففي هذا الحديث ذِكرُ فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها، وفيه تعديل الناس إياها
…
وذلك لا يكون إلا مع بقاء فرضها، فكان هذا مخالفاً قاله قيسٌ في ذلك.
ثم ذكر وجهاً آخر محتملاً يُوفَّق فيه بين الحديثين، فانظره.
وقال السندي: قوله: "فلم ننه عنها": على بناء المفعول وكذا "لم نؤمر"، ولعله صلى الله عليه وسلم لم يأمر بعضهم ثانياً، واكتفى بالأمر الأول، وهذا لا ينفي الوجوب.
وانظر "فتح الباري" 3/ 367 - 368، و"المحلى" 6/ 119.
وستأتي قصة الزكاة وحدها برقم (23843) عن وكيع عن سفيان.
أَنَّ قَيْسَ بْنَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ شَدَّدَ سُلْطَانَهُ بِمَعْصِيَةِ اللهِ، أَوْهَنَ اللهُ كَيْدَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1).
23842 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ. وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، أَنَّ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ وَقَيْسَ بْنَ سَعْدٍ كَانَا قَاعِدَيْنِ بِالْقَادِسِيَّةِ فَمَرُّوا [عَلَيْهِمَا] بِجِنَازَةٍ، فَقَامَا، فَقِيلَ: إِنَّمَا هُوَ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ! فَقَالَا: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرُّوا عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ فَقَامَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ يَهُودِيٌّ! فَقَالَ: " أَلَيْسَتْ نَفْسًا "(2).
(1) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن لهيعة، ولانقطاعه بين يزيد بن أبي حبيب وقيس بن سعد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 232، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.
وشَدَّدَ كَشَدَّ: قواه.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطَّان، وابن أبي ليلى: هو عبد الرحمن.
وأخرجه مسلم (961) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1312)، والنسائي 4/ 45، والطبراني في "الكبير"(5606)، والبيهقي 4/ 27 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه مسلم (961) من طريق شيبان النحوي، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، به.
وعلَّقه البخاري (1313) عن أبي حمزة، عن الأعمش، به. ووصله من هذا الطريق أبو نعيم في "المستخرج على صحيح البخاري" كما في "تغليق التعليق" 2/ 474. =
23843 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِصَدَقَةِ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ الزَّكَاةُ، فَلَمَّا نَزَلَتِ الزَّكَاةُ لَمْ يَأْمُرْنَا وَلَمْ يَنْهَنَا، وَنَحْنُ نَفْعَلُهَا (1).
23844 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: أَتَانَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَوَضَعْنَا لَهُ غِسْلًا فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ أَتَيْنَاهُ بِمِلْحَفَةٍ وَرْسِيَّةٍ، فَاشْتَمَلَ بِهَا، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَثَرِ الْوَرْسِ عَلَى عُكَنِهِ، ثُمَّ أَتَيْنَاهُ بِحِمَارٍ لِيَرْكَبَ فَقَالَ: " صَاحِبُ
= وعلَّق البخاري أيضاً (1313) عن زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي، عن ابن أبي ليلى قال: كان أبو مسعود وقيس بن سعد يقومان للجنازة. وهو عند سعيد بن منصور في "سننه" موصولاً -كما في "التغليق" 2/ 475 - عن سفيان بن عيينة عن زكريا، به.
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه ابن ماجه (1828)، والنسائي 5/ 49، وأبو يعلى (1434)، وابن خزيمة (2394)، والحاكم 1/ 410 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(5801)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 18/ (886)، وأخرجه البيهقي في "السنن" 4/ 159 من طريق يعلى بن عبيد، كلاهما (عبد الرزاق ويعلى) عن سفيان الثوري، به.
وانظر (23840).
الْحِمَارِ أَحَقُّ بِصَدْرِ حِمَارِهِ " فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَالْحِمَارُ لَكَ (1).
(1) إسناده ضعيف، ابن أبي ليلى: هو محمد بن عبد الرحمن، ضعيف سيئ الحفظ، ومحمد بن شرحبيل مجهول.
وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 8/ 376 و 8/ 560، وابن ماجه (466) و (3604)، وأبو يعلى (1435) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(324)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(688) من طريق عيسى بن يونس، والطبراني في "الكبير" 18/ (890) من طريق علي بن هاشم بن البريد، كلاهما عن ابن أبي ليلى، عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، عن عمرو بن شرحبيل، عن قيس. فسمياه: عمرو ابن شرحبيل!
وأورده البخاري في "تاريخه الكبير" 1/ 114، وقال: لم يصحَّ إسناده.
وقد سلف نحوه برقم (15476).
وقوله: "صاحب الحمار أحق بصدر حماره" سلف بإسنادٍ حسن عن قيس بن سعد برقم (15478) بلفظ: "صاحب الدابَّة أَولى بصَدْرها".
وله شاهد من حديث عمر سلف برقم (119).
وآخر من حديث أبي سعيد الخدري سلف برقم (11282).
وثالث من حديث بريدة الأسلمي سلف برقم (22992)، وسنده قوي.
وصححه ابن حبان (4735)، وانظر تتمة شواهده فيه.
حَدِيثُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ
23845 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يُحَدِّثُ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ: أَنَّ أُمَّهُ مَاتَتْ، فَقَالَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ، أَفَأَتَصَدَّقُ عَنْهَا؟ قَالَ:" نَعَمْ " قَالَ: فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " سَقْيُ الْمَاءِ ". قَالَ: فَتِلْكَ سِقَايَةُ آلِ سَعْدٍ بِالْمَدِينَةِ.
قَالَ شُعْبَةُ: فَقُلْتُ لِقَتَادَةَ: مَنْ يَقُولُ تِلْكَ سِقَايَةُ آلِ سَعْدٍ. قَالَ: الْحَسَنُ (1).
23846 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ أَبُو دَاوُدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا نَذْرٌ، أَفَيُجْزِئُ عَنْهَا أَنْ أُعْتِقَ عَنْهَا؟ قَالَ:" أَعْتِقْ عَنْ أُمِّكَ "(2).
(1) هو مكرر (22459).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله رجال الشيخين إلا أن في رواية سليمان بن كثير عن الزهري مقالاً، لكنه لم ينفرد به، فقد توبع عليه كما سيأتي. عبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود الهُذَلي.
وأخرجه النسائي 6/ 253 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. =
23847 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي شُمَيْلَةَ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ سَعِيدٍ الصَّرَّافِ - أَوْ هُوَ سَعِيدٌ الصَّرَّافُ - عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ
= وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5368) من طريق سعيد بن سليمان، عن سليمان بن كثير، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس: أن سعد بن عبادة .. فجعله من مسند ابن عباس، وقد سلف حديث ابن عباس برقم (1893) عن سفيان بن عيينة عن الزهري، وانظر تتمة تخريجه هناك.
ورواه محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ عند النسائي 6/ 254، وابن الجارود في "المنتقى"(940)، ومحمد بن عيسى المدائني عند الحاكم 3/ 254، كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن سعد بن عبادة بنحوه.
وأخرجه النسائي 6/ 253 من طريق عيسى بن يونس ومحمد بن شعيب، كلاهما عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن سعد بن عبادة.
وسلف برقم (3048) من طريق الأوزاعي، به إلا أنه جعله من حديث ابن عباس.
ورواه أيضاً من حديث ابن عباسٍ محمدُ بن أبي حفصة عن الزهري فيما سلف برقم (3506).
قال ابن حجر في "فتح الباري" 5/ 390: قد قدمتُ أن ابن عباس لم يدرك القصة، فتعيَّن ترجيحُ رواية من زاد فيه: عن سعد بن عبادة (أي: روايتنا هذه) ويكون ابن عباس أَخَذه عنه، ويحتمل أن يكون أَخَذه عن غيره، ويكون قول من قال: عن سعد بن عبادة، لم يَقصدْ به الرواية. وإنما أراد: عن قصة سعد بن عبادة، فتَتَّحِدُ الروايتان.
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ هَذَا الْحَيَّ مِنَ الْأَنْصَارِ مِحْنَةٌ، حُبُّهُمْ إِيمَانٌ وَبُغْضُهُمْ نِفَاقٌ ".
قَالَ عَفَّانُ: وَقَدْ حَدَّثَنَا بِهِ مَرَّةً وَلَيْسَ فِيهِ شَكٌّ، أَمَلَّهُ عَلَيَّ أَوَّلًا عَلَى الصِّحَّةِ (1).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 159 عن عفان، بهذا الإسناد.
وقد سلف من طريق يونس بن محمد، عن حماد بن زيد برقم (22462).
حَدِيثُ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ
(1)
23848 -
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَلَقِيتُ بَصْرَةَ بْنَ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيَّ، قَالَ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ فَقُلْتُ: مِنَ الطُّورِ، فَقَالَ: أَمَا لَوْ أَدْرَكْتُكَ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِ مَا خَرَجْتَ إِلَيْهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا تُعْمَلُ الْمَطِيُّ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَإِلَى مَسْجِدِي، وَإِلَى مَسْجِدِ إِيلِيَاءَ " أَوْ " بَيْتِ الْمَقْدِسِ " يَشُكُّ (2).
(1) قال السندي: أبو بَصْرة الغِفاري، بفتح فسكون، اسمه حُمَيل بمهملة مصغَّر، وقيل: بفتح مهملة، وقيل: بجيم مفتوحة، والأول أصح، قال علي ابن المديني: سألت شيخاً من بني غِفار، فقلت له: هل تعرف فيكم جَميل بن بصرة؟ قلتُه بفتح الجيم، فقال: صحَّفتَ يا شيخ، والله إنه حُمَيل بالتصغير والمهملة، وهو جَدُّ هذا الغلام. وأشار إلى غلامٍ معه.
سكن مصرَ ومات بها.
(2)
إسناده صحيح على وهمٍ فيه، سيأتي التنبيه عليه.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 108 - 109 ضمن حديث مطوَّل، ومن طريقه أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 294، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(581) و (590)، وابن حبان (2772)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 237، والضياء المقدسي في "فضائل بيت المقدس"(3).
قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" 2/ 39 - 40: هذا الحديث لا يوجد هكذا إلا =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= في "الموطأ" لبصرة بن أبي بصرة، وإنما الحديث لأبي هريرة: فلقيتُ أبا بصرة
…
فذكر من قال ذلك عن أبي هريرة، ثم قال: وأظنُّ الوهم جاء فيه من يزيد بن الهاد، والله أعلم.
وقال في "التمهيد" 23/ 38: وأظن الوهم فيه جاء من قِبَل مالك أو من قِبَل يزيد بن الهاد، والله أعلم.
وتعقَّبه ابن الأثير في "أسد الغابة" فقال: قول أبي عمر: لا يوجد هكذا إلا في "الموطأ"، وهم منه، فإنه قد رواه الواقدي عن عبد الله بن جعفر، عن ابن الهاد، مثل رواية مالك: عن بصرة بن أبي بصرة، فبان بهذا أن الوهم من ابن الهاد أو من محمد بن إبراهيم، فإن أبا سلمة قد روى عنه غير محمد، فقال: عن أبي بصرة، والله أعلم.
قلنا: ومما يؤيد أن الوهم فيه من ابن الهاد وليس من مالك أنه قد رواه جماعة عن ابن الهاد كما هو عند المصنف.
فقد أخرجه الحميدي (944)، ويعقوب بن سفيان 2/ 294، والفاكهي في "أخبار مكة"(1203) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، ويعقوب بن سفيان 2/ 294، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(580) و (589) من طريق الليث، والنسائي 3/ 113 - 114 من طريق بكر بن مُضَر، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1001) من طريق عبد العزيز بن محمد، ويعقوب بن سفيان 2/ 294، والطحاوي (583) و (591) من طريق نافع بن يزيد، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1210) من طريق الواقدي، عن عبد الله بن جعفر، ستتهم عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، به. وقرن نافعُ بنُ يزيد بابن الهاد عمارةَ بنَ غَزِيَّة.
وأخرجه الطحاوي (586) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: لقيت أبا بصرة
…
فذكره.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 123 - 124، ويعقوب بن سفيان 2/ 294 - 295، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1002)، وأبو يعلى =
23849 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ (1)، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ أَبَا بَصْرَةَ خَرَجَ فِي رَمَضَانَ مِنَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ، فَأُتِيَ بِطَعَامِهِ، فَقِيلَ لَهُ: لَمْ تَغِبْ عَنَّا مَنَازِلُنَا بَعْدُ! فَقَالَ: أَتَرْغَبُونَ عَنْ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: فَمَا زِلْنَا مُفْطِرِينَ حَتَّى بَلَغُوا مَكَانَ كَذَا وَكَذَا (2).
= (6558)، والطحاوي (582) و (584) و (585)، والطبراني في "الكبير"(2157)(2158) و (2159)، وفي "الأوسط"(857)، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 47 من طريق زيد بن أسلم، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فذكره. إلا أن بعضهم سمَّى الصحابي حميل بن بصرة، وبعضهم سماه جميل بن بصرة، وبعضهم ذكر كنيته أبا بصرة مع ذكر اسمه.
وأخرجه عبد الرزاق (9162) عن ابن جريج قال: حُدثت عن بصرة بن أبي بصرة، فذكر مرفوعه.
وأخرج البزار (427 - كشف الأستار) من طريق زيد بن أسلم، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: أتيت من الطور، فلقيني حُميل بن بصرة
…
ولفظ مرفوعه: "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد".
وسيأتي من طريقين آخرين برقم (23850) و (27230).
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11040)، وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: قوله: "لا تُعمَل" على بناء المفعول من الإعمال، أي: لا تُركَب المَطِي إلى مسجدٍ إلا إلى ثلاثة مساجد، وأبو هريرة قَصَد الصلاةَ في الطور فصار سفره كالسفر إلى المسجد، وإلا فالحديث لا يمنع السفر إلى البلاد وغيره.
(1)
تحرف في (م) إلى: زيد.
(2)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإعضاله، فإن بين يزيد بن أبي حبيب =
23850 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، أَنَّهُ قَالَ: لَقِيَ أَبُو بَصْرَةَ الْغِفَارِيُّ أَبَا هُرَيْرَةَ وَهُوَ جَاءٍ مِنَ الطُّورِ، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ قَالَ: مِنَ الطُّورِ، صَلَّيْتُ فِيهِ. قَالَ: أَمَا لَوْ أَدْرَكْتُكَ قَبْلَ أَنْ تَرْحَلَ إِلَيْهِ مَا رَحَلْتَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِي هَذَا، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى "(1).
= وأبي بصرة راويين، فسيأتي بالأرقام (27232) و (27233) و (27234) من طرق عن يزيد بن أبي حبيب عن كليب ابن ذُهْل عن عبيد بن جَبْر -وهو مولى أبي بصرة- عن أبي بصرة. وكليب بن ذهل وعبيد بن جَبْر كلاهما في عداد المجهولين، لكن ذكر يعقوبُ بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 492 عبيداً في ثقات تابعي أهل مصر.
ابن مبارَك: هو عبد الله، وسعيد بن يزيد: هو الحِمْيري القِتْباني.
وفي الباب عن دِحْية الكلبي، سيأتي برقم (27231)، وفيه أنه سافر من قرية إلى قرية قُدِّرت المسافة بينهما في بعض الروايات بثلاثة أميال، فأفطر وأفطر معه ناس، وقال لمن صام: رَغِبُوا عن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه. وفي سنده مجهول.
وعن أنس بن مالك عند الترمذي (799) و (800) من طريق محمد بن كعب قال: أتيت أنس بن مالك في رمضان وهو يريد سفراً، وقد رُحِلَت له راحلتُه، ولَبسَ ثياب السفر، فدعا بطعام فأَكل، فقلت له: سُنَّة؟ قال: سُنَّة. ثم ركب. ثم قالَ الترمذي: هذا حديث حسن
…
وقد ذهب بعضُ أهل العلم إلى هذا الحديث، وقال: للمسافر أن يفطر في بيته قبل أن يخرج.
وانظر في هذه المسألة "المغني" لابن قدامة 4/ 345 - 348، و"زاد المعاد" لابن القيم 2/ 55 - 57، و"فتح الباري" 4/ 180 - 182.
(1)
إسناد صحيح. حسين بن محمد: هو ابن بَهْرام المرُّوذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي، وعبد الملك: هو ابن عمير. =
23851 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ - أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي ابْنُ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ جُمُعَةِ، فَقَالَ: إِنَّ أَبَا بَصْرَةَ حَدَّثَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ اللهَ زَادَكُمْ صَلَاةً، وَهِيَ الْوِتْرُ، فَصَلُّوهَا فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى صَلَاةِ الْفَجْرِ ".
قَالَ أَبُو تَمِيمٍ: فَأَخَذَ بِيَدِي أَبُو ذَرٍّ فَسَارَ فِي الْمَسْجِدِ إِلَى أَبِي بَصْرَةَ، فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ مَا قَالَ عَمْرٌو؟ قَالَ أَبُو بَصْرَةَ: أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).
= وأخرجه الطيالسي (1348) و (2506)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 124، والطبراني في "الكبير"(2160) من طريق أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 4، وقال: رواه أحمد، والبزار بنحوه، والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجال أحمد ثقات أثبات.
وانظر ما سلف برقم (23848).
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير علي بن إسحاق -وهو المروزي- فقد روى له الترمذي، وهو ثقة. سعيد بن يزيد: هو الحِمْيري القِتْباني، وابن هبيرة: اسمه عبد الله، وأبو تميم الجَيْشاني: اسمه عبد الله بن مالك.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4492)، والطبراني (2168) من طريقين عن ابن المبارك، بهذا الإسناد. ورواية الطبراني مختصرة لم يذكر فيها عمرو بن العاص وأبا ذر.
وسيأتي في مسند النساء برقم (27229) من طريق ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة. وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6693)، وانظر بقية أحاديث الباب هناك.
حَدِيثُ أَبِي أُبِيِّ ابْنِ امْرَأَةِ عُبَادَةَ
23852 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى، عَنْ أَبِي أُبَيِّ ابْنِ امْرَأَةِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ - قَالَ حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ امْرَأَةِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ - عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" سَيَكُونُ أُمَرَاءُ يَشْغَلُهُمْ أَشْيَاءُ وَيُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ وَقْتِهَا، فَصَلُّوا الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، ثُمَّ اجْعَلُوا صَلَاتَكُمْ مَعَهُمْ تَطَوُّعًا "(1).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وهو مكرر (22681) و (22682).
حَدِيثُ سَالِمِ بْنِ عُبَيْدٍ
(1)
23853 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ، عَنْ آخَرَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَالِمِ بْنِ عُبَيْدٍ فِي سَفَرٍ، فَعَطَسَ رَجُلٌ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ: عَلَيْكَ وَعَلَى أُمِّكَ، ثُمَّ سَارَ فَقَالَ: لَعَلَّكَ وَجَدْتَ فِي نَفْسِكَ؟ قَالَ: مَا أَرَدْتُ أَنْ تَذْكُرَ أُمِّي؟ قَالَ: لَمْ أَسْتَطِعْ إِلَّا أَنْ أَقُولَهَا، كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَعَطَسَ رَجُلٌ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ، فَقَالَ:" عَلَيْكَ وَعَلَى أُمِّكَ " ثُمَّ قَالَ: " إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَقُلِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ - أَوِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ - وَلْيُقَلْ لَهُ: يَرْحَمُكُمُ اللهُ - أَوْ يَرْحَمُكَ اللهُ، شَكَّ يَحْيَى - وَلْيَقُلْ: يَغْفِرُ اللهُ لِي وَلَكُمْ "(2).
(1) سالم بن عبيدٍ أشجعيٌّ، من أهل الصُّفة، سكن الكوفة.
(2)
إسناده ضعيف لإبهام رجلين فيه، ولاضطرابه.
فقد أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 107 عن علي ابن المديني، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(229) عن محمد بن بشار، كلاهما عن يحيى بن سعيد، عن سفيان الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف، عن رجل، عن رجل (في النسائي: عن آخر)، عن سالم بن عبيد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 2/ 233 عن علي ابن المديني، والحاكم 4/ 267 من طريق مسدد، كلاهما عن يحيى بن سعيد، والنسائي (228) من طريق قاسم بن يزيد، والحاكم 4/ 267 من طريق الحسين بن حفص ومحمد =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن جعشم الصنعاني، أربعتهم عن سفيان، عن منصور، عن هلال، عن رجل، عن سالم بن عبيد.
تنبيه: أورد المزي طريق ابن المديني في "التحفة" 3/ 253، فقال. ورواه علي ابن المديني، عن يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن ورقاء، عن منصور، عن هلال، عن رجل، عن سالم. قلنا: وذكر ورقاء في الإسناد فيه نظر.
وأخرجه الترمذي (2740)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(227) من طريق أبي أحمد الزبيري، وابنُ السني في "عمل اليوم والليلة"(261) من طريق إبراهيم بن خالد الصنعاني، كلاهما عن سفيان، عن منصور، عن هلال، عن سالم بن عبيد. فأسقط الواسطة بين هلال وسالم، قال الترمذي: هذا حديث اختلفوا في روايته عن منصور، وقد أدخلوا بين هلال بن يساف وسالم رجلاً.
وأخرجه النسائي (230) من طريق معاوية بن هشام، عن سفيان، عن منصور، عن هلال، عن رجل، عن خالد بن عرفطة، عن سالم. وخالد بن عرفطة هذا جهَّله أبو حاتم والبزار.
ورواه ورقاء عن منصور، واختلف عنه في ذكر الواسطة بين هلال وسالم بن عبيد:
فأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(231) من طريق يزيد بن هارون، وابن قاشع في "معجم الصحابة" 1/ 283، والمزي في "تهذيب الكمال" 8/ 132 من طريق عبد الصمد بن النعمان، كلاهما عن ورقاء، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن خالد بن عرفطة، عن سالم بن عبيد.
وأخرجه الطيالسي (1203)، ومن طريقه البخاري في "التاريخ الأوسط" 2/ 233، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 301، وفي "شرح المشكل"(4010)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(9343)، وأخرجه أبو داود (5032) من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، كلاهما (الطيالسي وإسحاق) عن ورقاء، عن منصور، عن هلال، عن خالد بن عرفجة، عن سالم بن عبيد. سماه خالد بن
عرفجة، وقد صوَّب الحافظ في "تهذيبه" أنه ابن عرفطة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 106 - 107، وفي "الأوسط" 2/ 232، وأبو داود (5031)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(225)، والحاكم 4/ 267، والبيهقي في "شعب الإيمان"(9342) من طريق جرير بن عبد الحميد، والنسائي (226)، وابن حبان (599) من طريق إسرائيل، كلاهما عن منصور، عن هلال بن يساف، عن سالم بن عبيد.
قال علي ابن المديني -فيما نقله عنه البخاري في "التاريخ الأوسط"-: لم أجد على جرير في حديث منصور إلا في هذا. وأشار النسائي إلى خطأ هذه الطريق عقب الرواية (229)، وقال الحاكم: الوهم في رواية جرير هذه ظاهر، فإن هلال بن يساف لم يدرك سالم بن عبيد، ولم يره، بينهما رجل مجهول.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 2/ 233 من طريق أبي عوانة، عن منصور، عن هلال، عن رجل من آل عرفطة، عن سالم بن عبيد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 301، وفي "شرح المشكل"(4011) من طريق أبي عوانة، وأخرجه أيضاً في "شرح المعاني" من طريق قيس ابن الربيع، كلاهما عن منصور، عن هلال، عن شيخٍ من أشجع، عن سالم بن عبيد.
وأخرجه الحاكم 4/ 267 من طريق زائدة، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن رجل من النخع، عن سالم بن عبيد.
قلنا: وقد ورد نحو خبر سالم بن عبيد هذا عن عمر بن الخطاب، فقد أخرج عبد الرزاق في "مصنفه"(19677) عن معمر، عن بديل العقيلي، عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير قال: عطس رجلٌ عند عمر بن الخطاب فقال: السلام عليك. فقال عمر: وعليك وعلى أمِّك، أمَا يعلم أحدكم ما يقول إذا عطس؟ إذا عطس أحدكم، فليقل: الحمد لله، وليقل القوم: يرحمك الله، وليقل هو: يغفر الله لكم. ورجاله ثقات إلا أنه مرسل، فإن أبا العلاء لم يسمع من عمر فيما يغلب على ظننِّا. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وروي عن ابن مسعود مرفوعاً وموقوفاً -والموقوف أصح- عند البخاري في "الأدب المفرد"(934)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (224) قال: إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله رب العالمين، ويقال له: يرحمكم الله، وإذا قيل له: يرحمكم الله، فليقل: يغفرُ الله لكم. والموقوف سنده حسن، وانظر تتمة تخريجه في "شرح مشكل الآثار" للطحاوي (4008) وما بعده.
وروى مالك في "الموطأ" 2/ 965 عن نافع: أن عبد الله بن عمر كان إذا عَطَس فقيل له: يرحمك الله، قال: يرحمُنا الله وإياكم، ويغفرُ لنا ولكم.
قلنا: والصحيح في هذا الباب -كما قال البخاري في "تاريخه الأوسط" 2/ 233 - حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا عَطَس أحدُكم فليقل: الحمد لله، فإذا قال: الحمد لله، قال له أخوه: يرحمك الله، فإذا قيل له: يرحمك الله، فليقل: يَهدِيكم الله ويُصلِحُ بالَكم"، وهو في "صحيح البخاري" رقم (6224)، وقد سلف في "المسند" برقم (8631).
بَقِيَّةُ حَدِيثِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ
(1)
23854 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ظَبْيَةَ الْكَلَاعِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ: " مَا تَقُولُونَ فِي الزِّنَى؟ " قَالُوا: حَرَّمَهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، فَهُوَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ: " لَأَنْ يَزْنِيَ الرَّجُلُ بِعَشْرَةِ نِسْوَةٍ، أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَزْنِيَ بِامْرَأَةِ جَارِهِ " قَالَ: فَقَالَ: " مَا تَقُولُونَ فِي السَّرِقَةِ؟ " قَالُوا: حَرَّمَهَا اللهُ وَرَسُولُهُ، فَهِيَ حَرَامٌ. قَالَ:" لَأَنْ يَسْرِقَ الرَّجُلُ مِنْ عَشْرَةِ أَبْيَاتٍ، أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَسْرِقَ مِنْ جَارِهِ "(2).
(1) سلفت أحاديث المقداد قبل خمسة وأربعين حديثاً، وسلفت ترجمته في الجزء 27 ص 282.
(2)
إسناده جيد. علي بن عبد الله: هو ابن المديني.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(103)، وفي "التاريخ الكبير" 8/ 54، والطبراني في "الكبير" 20/ (605)، وفي "الأوسط"(6329) من طرق عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد. قال الطبراني في "الأوسط": لا يروى هذا الحديث عن المقداد إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن فضيل.
وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/ 279 و 352، والهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 168: رجاله ثقات.
وفي باب عظم جرم الزاني بامرأة جاره عن ابن مسعود سلف برقم (3612).
وعن ابن عمر عند الخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(491).
حَدِيثُ أَبِي رَافِعٍ
(1)
23855 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، أَخْبَرَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي غَطَفَانَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: ذَبَحْنَا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَاةً، فَأَمَرَنَا فَعَالَجْنَا لَهُ شَيْئًا مِنْ بَطْنِهَا فَأَكَلَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (2).
(1) قال السندي: أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان قبطياً، واختُلِفَ في اسمه اختلافاً كثيراً، كان مولى للعباس فوهبه للنبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه لمَّا بشَّره بإسلام العباس، وكان إسلامه قبل بدرٍ ولم يشهدها، وشهد أُحداً وما بعدها. مات بالمدينة قبل عثمان بيسيرٍ أو بعده.
(2)
حديث صحيح بطرقه وشواهده، عباد بن عبيد الله بن أبي رافع: هو عبد الله، وسمَّاه ابن عجلان عباداً، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأخرج له مسلم هذا الحديث استشهاداً، وباقي رجال الإسناد لا بأس بهم.
وسيأتي برقم (23868) عن علي بن بحر عن حاتم بن إسماعيل.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(980)، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع 15/ 251 من طريق يحيى بن أيوب، عن محمد بن عجلان، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 107، ومسلم (357)، وأبو عوانة (751) و (752)، والطبراني (981)، والحاكم 4/ 112، والبيهقي 1/ 154، والمزي في "تهذيبه" 15/ 250 من طريق عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6661)، والحاكم 4/ 112 من طريق خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبي غطفان، به. =
23856 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُخَوَّلٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ وَرَأْسُهُ مَعْقُوصٌ (1).
= هكذا في رواية الحاكم: عن عبيد الله بن أبي رافع وعبد الله بن عبيد الله أصحُّ، وفي رواية النسائي: عن رجل لم يسمّه.
ورواه عبيد الله بن علي بن أبي رافع، واختلف عنه:
فرواه سعيد بن مسلم بن بانك فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 106 - 107، والطبراني (979) عن عبيد الله بن علي بن أبي رافع، عن عمرو بن أبان، عن أبي غطفان، به. وعمرو بن أبان مجهول الحال.
ورواه فائد مولى عبيد الله فيما أخرجه البزار في "مسنده"(3875)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 65 - 66، والطبراني (966) عن عبيد الله بن علي بن أبي رافع، عن جده أبي رافع قال: طبخت لرسول الله صلى الله عليه وسلم بطن شاة فأكل منه، ثم صلى العشاء ولم يتوضأ. وعبيد الله بن علي لم يسمع من جده.
وأخرجه الطبراني (944) و (945) من طريق محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده قال: ذبحنا للنبي صلى الله عليه وسلم عَناَقاً، فأكل ولم يتوضأ، ولم يمسَّ ماءً، ولم يتمضمض. وإسنادُه مسلسل بالضعفاء.
وأخرجه الطبراني (982) من طريق رَوْح بنِ القاسم، عن محمد بن المنكدر، عن أبي رافع: أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل من لحم شاة ولم يتوضأ. ورواية ابن المنكدر عن أبي رافع مرسلة.
وانظر ما سيأتي برقم (23867) من طريق المغيرة بن أبي رافع عن أبي رافع برقم (27195) من طريق شرحبيل عن أبي رافع.
وفي الباب عن ابن مسعود سلف برقم (3791)، وانظر تتمة أحاديث الباب هناك.
قوله: "فعالَجْنا" أي: أصلَحْنا وصنعنا.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير الرجل =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= المبهم، فقد أختلف في تعيينه، ثم إنه اختلف في إسناده على مُخَوَّل: وهو ابن راشد الحنَّاط.
فرواه عبد الرزاق كما في هذه الرواية، وهو في "مصنفه"(2990)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(990)، ورواه وكيع أيضاً كما سيأتي برقم (27184)، كلاهما عن سفيان الثوري، عن مُخَوَّل بن راشد، فقالا: عن رجل، عن أبي رافع، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي الرجل
…
ورواه مؤمَّل بن إسماعيل فيما أخرجه الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 254، والدارقطني في "العلل" 7/ 18، وأبو حذيفة فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (512) كلاهما عن سفيان، عن مُخَوَّل بن راشد، فقالا: عن المقبري، عن أبي رافع، عن أمِّ سَلَمة: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نهى أن يصليَ الرجل وهو معقوص. ومؤمَّل بن إسماعيل ضعيف، وأبو حُذيفة سيئ الحفظ، وقد وَهِما في ذكر أمِّ سلمة فيه، نبّه على ذلك الدارقطني والترمذي.
ورواه محمد بن جعفر فيما سيأتي برقم (23873)، وعند ابن ماجه (1042)، وخالدُ بنُ الحارث فيما أخرجه ابن ماجه أيضاً (1042)، كلاهما عن شعبة، عن مُخَوَّل، عن أبي سعد -زاد ابن ماجه: رجل من أهل المدينة- قال: رأيت أبا رافع جاء إلى الحسن بن علي وهو يصلي وقد عقص شعره فأطلقه
…
وأبو سعد هذا: هو شُرحبيل بن سعد فيما قاله المِزِّي في "التحفة" 9/ 204، وقال الحافظ في "النكت الظراف": في جزمه بأنه شرحبيل نظر. قلنا: وشرحبيل بن سعد ضعيف.
ورواه زهير بن معاوية فيما سيأتي برقم (23874) عن مخوَّل، فقال: عن أبي سعيد المؤذن، وقال مرةً: عن أبي سعيد المدني، فذكر معناه.
ورواه أبو أسامة فيما أخرجه ابن أبي شيبة 2/ 434 - 435، وسعيد بن عامر فيما أخرجه الدارمي (1380)، والربيع بن يحيى الأُشناني فيما أخرجه الطبراني في "الكبير"(991)، ثلاثتهم عن شعبة، عن مُخَوَّل بن راشد، فقالوا: عن أبي سعيد، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عن أبي رافع، قال: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ساجد وقد عقصت شعري
…
وأبو سعيد هذا، قال الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 257، والدارقطني في "العلل" 7/ 17: هو سعيد المقبري.
ورواه قيس بن الربيع فيما أخرجه الطبراني (992) عن مُخَوَّل بن راشد قال: حدثني شيخ من أهل الطائف يكنى أبا سعيد، عن أبي رافع: أنه رأى الحسين بن علي ساجداً قد عَقَصَ شعره، فقال أبو رافع: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يصلين أحدكم وهو عاقص شعره". وقيس بن الربيع ضعيف.
ورواه عبد الرزاق فيما سيأتي برقم (23878) وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(2991)، ومن طريقه أخرجه أبو داود (646)، والترمذي في "سننه"(384)، وفي "العلل الكبير" 1/ 256، والطبراني في "الكبير"(993)، والحاكم 1/ 261 - 262، والبيهقي في "السنن" 2/ 109، وفي "معرفة السنن والآثار" 3/ 28، والبغوي في "شرح السنة"(646)، وابن الأثير في "أسد الغابة"(ترجمة أبي رافع)، والمزي في "تهذيبه"(ترجمة عمران بن موسى)، وحجاجُ بن محمد المصيصي فيما أخرجه ابن خزيمة (911)، وابن حبان (2279)، والبيهقي 2/ 109، كلاهما عن ابن جريج، عن عمران بن موسى، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي رافع. فذكر نحوه.
قال الترمذي في "العلل": وهذا الحديث هو الصحيح، وحديث مُخَوَّل فيه اضطراب، ورواية شعبة عن مُخَوَّل أشبه وأصح من حيث المؤمل عن سفيان عن مخول، لأن شعبة قال: عن أبي سعيد: عن أبي رافع، وأبو سعيد هو عندي: سعيد المقبري.
وقال في "سننه": حديث أبي رافع حديث حسن، والعمل على هذا عند أهل العلم، كرهوا أن يصلي الرجل وهو معقوص شعره.
وقال الدارقطني في "العلل" 7/ 18: وحديث عمران بن موسى أصحها إسناداً. =
23857 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَطَّابِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ بُكَيْرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: بَعَثَتْنِي قُرَيْشٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَقَعَ فِي قَلْبِي الْإِسْلَامُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَا أَرْجِعُ إِلَيْهِمْ. قَالَ: " إِنِّي لَا أَخِيسُ بِالْعَهْدِ، وَلَا أَحْبِسُ
= وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، وقد احتجا بجميع رواته غير عمران، قال علي ابن المديني: عمران بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص القرشي أخو أيوب بن موسى، روى عنه ابن جريج وابن عُلَيَّة أيضاً.
قلنا: وعمران بن موسى لم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، فهو مجهول الحال، فالإسناد ضعيف، ومع ذلك فقد جوَّده الحافظ في "الفتح" 2/ 299.
ورواه الشافعي كما في "السنن المأثورة"(5)، ومن طريقه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4882)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 3/ 27 عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روَّاد، عن ابن جريج، عن عمران بن موسى، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، أنه رأى أبا رافع مرَّ
…
فأسقط الواسطة بين سعيد وأبي رافع، وهو أبو سعيد.
وفي الباب في النهي عن الصلاة وهو عاقص شعره عن علي، سلف برقم (1244)، وإسناده ضعيف.
وعن ابن عباس عند مسلم (492)، وقد سلف برقم (2767).
قال السندي: قوله: "معقوص" قيل: العَقْص: إدخال أطراف الشعر في أصوله، أو جمع الشعر وسط رأسه، أو لفُّ ذوائبه حول رأسه كفعل النساء، وبالجملة فاللائق تركُ الشعرة منتشرة عند السجود حتى تسقط على الأرض عند السجود، فتصير ساجدة لربها، والله تعالى أعلم.
الْبُرُدَ (1)، ارْجِعْ إِلَيْهِمْ، فَإِنْ كَانَ فِي قَلْبِكَ الَّذِي فِيهِ الْآنَ، فَارْجِعْ ".
قَالَ بُكَيْرٌ: وَأَخْبَرَنِي الْحَسَنُ: أَنَّ أَبَا رَافِعٍ كَانَ قِبْطِيًّا (2).
23858 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ حَسَنٍ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ
(1) تحرف في (م) و (ق) إلى: ولا أخيس البر.
(2)
حديث صحيح، وعلي بن أبي رافع لا يعرف له رواية، ولم يذكره أحد في تراجم الرواة، وذكره ابن حجر في "الإصابة" 5/ 67 وقال: وُلِدَ في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمَّاه علياً. قلنا: وقد جاء هذا الحديث عند أبي داود والنسائي وغيرهما كما سيأتي من رواية الحسن بن علي بن أبي رافع عن جده سماعاً، وهو الصواب إن شاء الله تعالى.
وأخرجه كرواية المصنف المِزيُّ في ترجمة الحسن بن علي من "التهذيب" 6/ 218 - 219 من طريق أبي بكر الرُّوياني، عن سفيان بن وكيع وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب، عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2758)، والنسائي في "الكبرى"(8674)، وابن حبان (4877)، والطبراني في "الكبير"(963)، والحاكم 3/ 598، والبيهقي 9/ 145 من طرق عن عبد الله بن وهب، به- دون ذِكْر علي بن أبي رافع، وصرَّح الحسن بن علي عندهم بأن جدَّه أبا رافع أخبره بهذا الحديث. وإسناده صحيح.
قال السندي: قوله: "لا أَخِيس العهد" أي: لا أنقضه، يقال: خاسَ يَخِيس ويخوس، إذا غَدَرَ ونقض العهد.
"البُرُد" بضمَّتين، جمع بريد، بمعنى الرسول، أي. لا أحبس الرسل الواردين عليَّ، فإن ذلك يؤدي إلى قطع الطرق، ورجوعه إلى الكَفَرة لا يمنع البقاءَ على الإسلام، ولا يُوجِب الارتداد، فلا يقال: كيف أَمَره بذلك.
عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ عَلِيٍّ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِرَايَتِهِ، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْحِصْنِ خَرَجَ إِلَيْهِ أَهْلُهُ فَقَاتَلَهُمْ، فَضَرَبَهُ رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ، فَطَرَحَ تُرْسَهُ مِنْ يَدِهِ، فَتَنَاوَلَ عَلِيٌّ بَابًا كَانَ عِنْدَ الْحِصْنِ، فَتَرَّسَ بِهِ نَفْسَهُ، فَلَمْ يَزَلْ فِي يَدِهِ وَهُوَ يُقَاتِلُ حَتَّى فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَلْقَاهُ مِنْ يَدِهِ حِينَ فَرَغَ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي نَفَرٍ مَعِي سَبْعَةٌ أَنَا ثَامِنُهُمْ نَجْهَدُ عَلَى أَنْ نَقْلِبَ ذَلِكَ الْبَابَ، فَمَا نَقْلِبُهُ (1).
23859 -
حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: صُنِعَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَاةٌ مَصْلِيَّةٌ فَأُتِيَ
(1) إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن أبي رافع. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
هو في "السيرة النبوية" لابن هشام 3/ 349 - 350 عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 4/ 212 من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن بعض أهله، عن أبي رافع .. فأسقط منه عبد الله بن الحسن.
وأورده الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" 4/ 191 من طريق يونس بن بكير، ثم قال: وفي هذا الخبر جهالة وانقطاع ظاهر.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/ 152، وقال: رواه أحمد، وفيه راوٍ لم يسمَّ.
وفي الباب عن جابر عند البيهقي في "الدلائل" 4/ 212، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف، وأورده الحافظ ابن كثير أيضاً من هذا الوجه وضعَّفه.
بِهَا، فَقَالَ لِي:" يَا أَبَا رَافِعٍ، نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ " فَنَاوَلْتُهُ، فَقَالَ:" يَا أَبَا رَافِعٍ، نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ " فَنَاوَلْتُهُ، ثُمَّ قَالَ:" يَا أَبَا رَافِعٍ، نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَهَلْ لِلشَّاةِ إِلَّا ذِرَاعَانِ؟! فَقَالَ:" لَوْ سَكَتَّ لَنَاوَلْتَنِي مِنْهَا مَا دَعَوْتُ بِهِ " قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ الذِّرَاعُ (1).
23860 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: ضَحَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عمة عبد الرحمن بن أبي رافع -واسمها سلمى- فقد روى عنها غير واحدٍ، وقال ابن القطان: لا تُعرف، وعبد الرحمن بن أبي رافع -وسمَّاه حماد في رواية كما سيأتي برقم (23870): عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي رافع- لم يرو عنه غير حماد بن سلمة، وقال ابن معين: صالح الحديث.
وأخرجه ابن سعد 1/ 393، والطبراني في "الكبير"(970)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"(346) من طريق عارم محمد بن الفضل، عن حماد بن سلمة، به. وأخرجه الطبراني (969) من طريق يحيى الحماني، عن عبد العزيز بن محمد، عن فائد مولى عبادل، عن عُبيد الله بن أبي رافع، عن أبي رافع. والحماني ضعيف.
وسيرد برقم (27195) من حديث أبي رافع مطولاً بإسناد آخر، لكنه ضعيف.
ولقصة مناولة الذراع شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (10706) وإسناده جيد.
وآخر من حديث ابن عمر، سلف برقم (5089) وفي إسناده جهالة.
وثالث من حديث أبي عبيد، سلف برقم (15967)، وسنده ضعيف.
ولقوله: "وكان صلى الله عليه وسلم يعجبه الذراع" شاهد من حديث مطول في الشفاعة لأبي هريرة عند البخاري (3340)، ومسلم (194)، سلف في "المسند" برقم (9623).
مَوْجِيَّيْنِ خَصِيَّيْنِ، فَقَالَ: أَحَدُهُمَا عَمَّنْ شَهِدَ بِالتَّوْحِيدِ، وَلَهُ بِالْبَلَاغِ، وَالْآخَرُ عَنْهُ وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، قَالَ: فَكَاَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ كَفَانَا (1).
23861 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ: أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ أَبِي رَافِعٍ حَدَّثَهُ
(1) إسناده ضعيف لضعف شريك: وهو ابن عبد الله النَّخَعي، ولضعف عبد الله بن محمد: وهو ابن عقيل بن أبي طالب، وقد اضطرب فيه ألواناً كما سيرد ذكره في مسند عائشة عند الرواية (25046)، ثم إنه منقطع، فإن علي بن الحسين -وهو ابن علي بن أبي طالب- لم يدرك أبا رافع.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير"(920) و (921) من طريقين عن عبد الله ابن محمد بن عقيل، به.
وسيأتي من طريق ابن عقيل عن علي بن حسين أيضاً برقم (27190).
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 21، وقال: رواه أحمد وإسناده حسن!
وأخرج الطبراني في "الكبير"(957)، وفي "الأوسط"(246) من طريق المعتمر بن أبي رافع، عن أبيه، قال. ذبح رسول الله صلى الله عليه وسلم كبشاً ثم قال:"هذا عنِّي وعن أُمتي". ووقع في مطبوع "الكبير" زيادة مقحمة، هي قوله:"عن جده"، ومعتمر بن أبي رافع هذا يقال في اسمه أيضاً: مغيرة، وهو مجهول، لكن له بهذا اللفظ شواهد يتقوَّى بها، انظر حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11051) والتعليق عليه.
قال السندي: قوله: "مَوْجِيَّين" هو تثنية مَوْجي كمَرْميٍّ، أصله: مَوْجوءٌ، بهمزة في آخره، فجُعِل كمرميٍّ تخفيفاً، وجاء على الأصل أيضاً من وَجَأَه: إذا دَقَّ أُنثَيَي الفحل، فقوله: خَصِيَّين، كالتفسير له، والله تعالى أعلم.
عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَأَعْرِفَنَّ مَا بَلَغَ (1) أَحَدَكُمْ مِنْ حَدِيثِي شَيْءٌ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ، فَيَقُولُ: مَا أَجِدُ هَذَا فِي كِتَابِ اللهِ "(2).
(1) في (م) و (ظ 2) و (ق): يبلغ.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الله بن لَهِيعة -وإن كان سيئَ الحفظ- رواية عبد الله بن المبارك عنه صالحة، مقبولة عن أهل العلم، لأنه روى عنه قديماً قبل احتراق كتبه، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق المروزي، فمن رجال الترمذي، وهو ثقة. أبو النضر: هو سالم بن أبي أمية.
وسيأتي برقم (23876) عن سفيان بن عيينة، عن أبي النضر.
وأخرجه ابن حبان (13) من طريق أبي إسحاق الفزاري، عن مالك، عن سالم أبي النضر، بهذا الإسناد، نحوه.
وأخرجه الحاكم 1/ 109 من طريق ابن وهب، عن مالك، عن أبي النضر، عن عُبيد الله بن أبي رافع، مرسلاً. قال الحافظ في "الإتحاف" 14/ 251: وكذا هو في "الموطأ".
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 209، والحاكم 1/ 109 من طريق ابن وهب، والطبراني (975) من طريق عبد الله بن صالح، كلاهما عن الليث، عن أبي النضر، عن موسى بن عبد الله بن قيس، عن أبي رافع. وموسى بن عبد الله هذا مجهول، لم يرو عنه غير أبي النضر، وذكره ابن حبان في "ثقاته" 5/ 402.
وأخرجه الطحاوي 4/ 209 من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن أبي النضر، عن أبي رافع. دون واسطةٍ.
وأخرجه الطبراني (936) من طريق محمد بن إسحاق، عن سالم المكي، عن موسى بن عبد الله بن قيس، عن عبيد الله بن قيس، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن =
23862 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَمَّتِهِ سَلْمَى، عَنْ أَبِي رَافِعٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَافَ عَلَى نِسَائِهِ فِي يَوْمٍ، فَجَعَلَ يَغْتَسِلُ عِنْدَ هَذِهِ وَعِنْدَ هَذِهِ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ جَعَلْتَهُ غُسْلًا وَاحِدًا! قَالَ:" هَذَا أَزْكَى وَأَطْيَبُ وَأَطْهَرُ "(1).
= أبيه، كذا وقع عنده، وسالم المكي هذا مجهول، لم يرو عنه غير ابن إسحاق، إلا أنه يكون هو سالم بن أبي أمية أبا النضر نفسه، لكن هذا الأخير مدني وليس مكياً.
وفي الباب عن المقدام بن معدي كرب، سلف برقم (17174).
(1)
إسناده ضعيف على نكارةٍ في متنه. عبد الرحمن بن أبي رافع لم يذكروا في الرواة عنه سوى حماد بن سلمة، وقال ابن معين: صالح، وعمته سلمى روى عنها غير واحدٍ، وقال ابن القطان: لا تعرف، وقد تفرَّدا به، وهما ممن لا يحتمل تفرُّدُهما، بل خالفا حديث أنس الصحيح كما سيأتي.
وأخرجه المِزِّي في ترجمة عبد الرحمن بن أبي رافع من "تهذيب الكمال" 17/ 86 - 87 من طريق الحارث بن أبي أسامة، عن عفَّان بن مُسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (219)، وابن ماجه (590)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(462)، والنسائي في "الكبرى"(9035)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 129، والطبراني في "الكبير"(973)، والبيهقي في "السنن" 1/ 204 و 7/ 192، وابن الأثير في "أُسد الغابة" 7/ 53 من طرق عن حماد بن سلمة، به.
قال أبو داود: وحديث أنس أصح من هذا.
وحديث أبي رافع سيأتي برقم (23870) و (27187).
قلنا: وحديث أنس الذي أشار إليه أبو داود سلف برقم (11946)، وهو في "الصحيحين"، ولفظه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يطوف على جميع نسائه بغسل واحد.
23863 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنِ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: مَرَّ عَلَيَّ الْأَرْقَمُ الزُّهْرِيُّ - أَوْ ابْنُ أَبِي الْأَرْقَمِ - وَاسْتُعْمِلَ عَلَى الصَّدَقَاتِ، قَالَ: فَاسْتَتْبَعَنِي، قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ:" يَا أَبَا رَافِعٍ، إِنَّ الصَّدَقَةَ حَرَامٌ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، إِنَّ مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ "(1).
(1) حديث صحيح، ابن أبي ليلى -وهو محمد بن عبد الرحمن- وإن كان سيئ الحفظ، تابعه شعبة كما يأتي برقم (23872)، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري.
ورواه أبو أحمد الزبيري محمد بن عبد الله عند أبي يعلى (2728)، ومحمد بن كثير عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 7، والطبراني في "الكبير"(12059)، ومحمد بن يوسف الفريابي عند ابن زنجويه في "الأموال"(2122) ثلاثتهم عن سفيان الثوري، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مِقسَم، عن ابن عباس، قال: استعمل النبي صلى الله عليه وسلم أرقم بن أبي الأرقم .. مثله، فجعله من حديث الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، وهو وهمٌ، والعلَّةُ فيه ابن أبي ليلى فهو سيئ الحفظ.
وفي الباب عن مهران مولى النبي صلى الله عليه وسلم سلف برقم (15708)، وانظر بقية أحاديث الباب هناك.
قوله: "الأرقم الزهري أو ابن أبي الأرقم" كذا قال ابن أبي ليلى في حديثه، وتابعه على أرقم بن أبي الأرقم دون نسبته حمزةُ الزيات عن الحكم بن عتيبة مرسلاً عند ابن سعد 4/ 74، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أرقم بن أبي الأرقم ساعياً على الصدقة
…
ورواه شعبة عن الحكم فيما سيأتي برقم (23872) فلم يسمِّ =
23864 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ - فَحَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو رَافِعٍ، مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: كُنْتُ غُلَامًا لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَ الْإِسْلَامُ قَدْ دَخَلَنَا، فَأَسْلَمْتُ وَأَسْلَمَتْ أُمُّ الْفَضْلِ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ قَدْ أَسْلَمَ، وَلَكِنَّهُ كَانَ يَهَابُ قَوْمَهُ فَكَانَ يَكْتُمُ إِسْلَامَهُ، وَكَانَ أَبُو لَهَبٍ عَدُوُّ اللهِ قَدْ تَخَلَّفَ عَنْ بَدْرٍ، وَبَعَثَ مَكَانَهُ الْعَاصَ بْنَ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَكَذَلِكَ كَانُوا صَنَعُوا، لَمْ يَتَخَلَّفْ رَجُلٌ إِلَّا بَعَثَ مَكَانَهُ رَجُلًا، فَلَمَّا جَاءَنَا الْخَبَرُ كَبَتَهُ اللهُ وَأَخْزَاهُ، وَوَجَدْنَا فِي أَنْفُسَنِا قُوَّةً، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
وَمِنْ هَذَا الْمَوْضِعِ فِي كِتَابِ يَعْقُوبَ مُرْسَلٌ لَيْسَ فِيهِ إِسْنَادٌ، وَقَالَ فِيهِ: أَخُو بَنِي سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ.
قَالَ: وَكَانَ فِي الْأُسَارَى أَبُو وَدَاعَةَ بْنُ صُبَيْرَةَ السَّهْمِيُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ لَهُ بِمَكَّةَ ابْنًا كَيِّسًا تَاجِرًا، ذَا مَالٍ، لَكَأَنَّكُمْ
= الساعي وإنما قال: رجل من بني مخزوم، وهذا يردُّ قول ابن أبي ليلى في نسبته: الزهري.
وأما الأرقم بن أبي الأرقم -إن كان محفوظاً في الحديث- فهو الصحابي المشهور صاحب الدار التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس فيها في أول الإسلام ويجتمع إليه أصحابه، ويعلمهم الإسلام، ويتلو عليهم ما نزل من القرآن. والأرقم هذا من بني مخزوم، وكان من السابقين الأولين إلى الإسلام، وشهد بدراً وما بعدها، وتوفي سنة خمس وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان وهو ابن بضع وثمانين سنة، وأوصى أن يصلي عليه سعد بن أبي وقاص، ودفن بالبقيع.
بِهِ قَدْ جَاءَنِي فِي فِدَاءِ أَبِيهِ ". وَقَدْ قَالَتْ قُرَيْشٌ: لَا تَعْجَلُوا بِفِدَاءِ أُسَارَاكُمْ، لَا يَتَأَرَّبُ عَلَيْكُمْ مُحَمَّدٌ وَأَصْحَابُهُ، فَقَالَ الْمُطَّلِبُ بْنُ أَبِي وَدَاعَةَ: صَدَقْتُمْ فَافْعَلُوا، وَانْسَلَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ، وَأَخَذَ أَبَاهُ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ، فَانْطَلَقَ بِهِ.
وَقَدِمَ مِكْرَزُ بْنُ حَفْصِ بْنِ الْأَخْيَفِ فِي فِدَاءِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، وَكَانَ الَّذِي أَسَرَهُ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُنِ أَخُو بَنِي مَالِكِ بْنِ عَوْفٍ (1).
(1) إسناده ضعيف، حسين بن عبد الله متروك، ثم هو منقطع: فإن عكرمة -وهو مولى ابن عباس- لم يدرك أبا رافع، والحديث من قوله:"وكان في الأسارى .. " ذكره ابن إسحاق في غير ما روايةٍ عنه بلا إسنادٍ.
وهو بطوله في "السيرة النبوية" لابن هشام 2/ 301 و 303.
وأخرجه الطبري في "تاريخه" 2/ 461 - 462 و 464 - 465 من طريق سلمة بن الفضل، والحاكم 3/ 323 من طريق زياد بن عبد الله البكائي، كلاهما عن محمد ابن إسحاق، به - ساق الطبري الخبر مطولاً، واقتصر الحاكم على الشطر الأول واختصره.
وأخرج الشطر الأول مطولاً الطبراني (912)، والحاكم 3/ 321 - 322 من طريق جرير بن حازم، والحاكم 3/ 322 - 323 من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن ابن إسحاق، عن الحسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن أبي رافع.
وأخرجه أيضاً البزار في "مسنده"(3866) من طريق عمر بن يونس بن القاسم اليمامي، عن أبيه، عن حسين بن عبد الله، به.
وقوله: "قالت قريش: لا تعجلوا بفداء أُساراكم لا يتأرب عليكم محمد وأصحابة" أخرجه الطبري 2/ 462 من طريق سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق- وهو في "السيرة النبوية" لابن هشام 2/ 302 - 303: حدثني يحيى بن =
23865 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ أَبِي خِدَاشٍ (1)، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَا أَبَا رَافِعٍ، اقْتُلْ كُلَّ كَلْبٍ بِالْمَدِينَةِ " قَالَ: فَوَجَدْتُ نِسْوَةً مِنَ الْأَنْصَارِ بِالصَّوْرَيْنِ مِنَ الْبَقِيعِ لَهُنَّ كَلْبٌ، فَقُلْنَ: يَا أَبَا رَافِعٍ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ قَدْ أَغْزَى رِجَالَنَا، وَإِنَّ هَذَا الْكَلْبَ يَمْنَعُنَا بَعْدَ اللهِ، وَاللهِ مَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَنَا حَتَّى تَقُومَ امْرَأَةٌ مِنَّا فَتَحُولَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، فَاذْكُرْهُ لِلنَّبِيّ. فَذَكَرَهُ (2) أَبُو رَافِعٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " يَا أَبَا رَافِعٍ، اقْتُلْهُ، فَإِنَّمَا
= عباد ابن عبد الله بن الزبير، عن أبيه عباد، قال: ناحت قريش على قتلاهم، ثم قالوا، لا تفعلوا، فيبلغ محمداً وأصحابه فيشمتوا بكم، ولا تبعثوا في أسراكم حتى تستأنوا بهم لا يتأرَّبُ عليكم محمد وأصحابه في الفداء. ثم ذكر قصة أخرى غير التي عند المصنف، ورجاله ثقات إلا أنه مرسل.
لكن وصله الطبراني في "الكبير- قطعة من ج 13"(245) من طريق جرير بن حازم، عن ابن إسحاق، قال: حدثني يحيى بن عباد، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير- وذكر قصة أبي وداعة بن صبيرة السهمي.
وأخرج قصة أبي وداعة عبد الرزاق (9401) عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار مرسلاً، قال: أَسَر النبيُّ صلى الله عليه وسلم أُسارى بدرٍ فكان فيهم أبو وداعة، فذكره.
قوله: "وقال فيه: أخو سالم بن عوف" أي: أنه قال ذلك في نسبة مالك بن الدُّخشن -ويقال: الدخشم بالميم- وليس أخا بني مالك بن عوف، وهو مختلف في نسبته كما قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 5/ 721، وهو أنصاري من الأوس.
وقوله: "لا يتأرَّب" قال السندي: أي: لا يشدِّد ولا يتعدى في مقدار الفداء.
(1)
تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: خراش، بالراء.
(2)
في (ظ 5): فذكر ذلك.
يَمْنَعُهُنَّ اللهُ " (1).
(1) أصل الحديث صحيح بغير هذه السياقة كما سيأتي برقم (27188)، وهذا إسناد ضعيف، الفضل بن عبيد الله بن أبي رافع لم يدرك جدَّه أبا رافع، والعباسُ بنُ أبي خِداش لم يذكروا في الرُّواة عنه سوى ابن جريج، وذكره ابن حبان في "ثقاته" وقال: يروي المقاطيع. قلنا: وهو من رجال "التعجيل"، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. رَوْح: هو ابن عُبادة، وابن جُرَيج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة (417)"زوائد" عن روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار في "مسنده"(3869) من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 405، والطبري في "تفسيره" 6/ 88 - 89، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 57، والطبراني في "الكبير"(971) و (972) من طريق موسى بن عبيدة الرَّبَذي، عن أبان بن صالح، عن القعقاع بن حكيم، عن سلمى أمِّ رافع، عن أبي رافع قال. جاء جبريلُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنُ عليه، فأذِنَ له، فقال:"قد أذنّا لك يا رسول الله" قال. أجل، ولكنا لا ندخل بيتاً فيه كلب. قال أبو رافع: فأمرني أن أقتل كل كلب بالمدينة، فقتلت حتى انتهيت إلى امرأة عندها كلب ينبح عليها، فتركته رحمة لها، ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فأمرني فرجعت إلى الكلب فقتلته، فجاؤوا فقالوا: يا رسول الله ما يحل لنا من هذه الأمة التي أمرت بقتلها؟ قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله: {يسألونك ماذا أُحِلَّ لهم قل أُحِلَّ لكم الطيباتُ وما عَلَّمتُم من الجَوَارح مُكلِّبِينَ} [المائدة:4]. هذا لفظ الطبري، وبعضهم رواه مختصراً. وموسى بن عبيدة الرَّبَذي ضعيف.
وأخرجه الحاكم 2/ 311، وعنه البيهقي 9/ 235 من طريق محمد بن إسحاق، عن أبان بن صالح بإسناد سابقه، ولفظه: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الكلاب، فقال =
23866 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: كَانَ إِذَا سَمِعَ الْمُؤَذِّنَ قَالَ مِثْلَ مَا يَقُولُ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ
= الناس: يا رسول الله، ما أُحِلَّ لنا من هذه الأمة التي أمرتَ بقتلها؟ فأنزل الله {يسألونك ماذا أُحِلَّ لهم قل أُحِلَّ لكم الطيِّباتُ وما عَلَّمتُم من الجَوَارح مُكلِّبِينَ}. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
قلنا: محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن.
وأخرجه الحارث في "مسنده"(416)"زوائد" من طريق عبد العزيز بن أبان، عن هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن بنت أبي رافع قالت: أعطى النبي صلى الله عليه وسلم العَنزَة أبا رافع، وأمره بقتل كلاب المدينة، فقال له أبو رافع: قد قتلتها كلها إلا كلباً، فأمره بقتل ذلك الكلب. وعبد العزيز بن أبان متروك.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4667)، وفي "شرح معاني الآثار" 4/ 53 من طريق علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن ابن بنت أبي رافع، عن أبي رافع: أن النبي صلى الله عليه وسلم دفع العنزة إلى أبي رافع، فأمره أن يقتل كلاب المدينة كلها، حتى أفضى به القتل إلى كلب لعجوز، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بقتله. وابن بنت أبي رافع لا يعرف.
وفي الباب عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الكلاب، حتى قتلنا كلب امرأة جاءت من البادية، سلف برقم (4744) بإسناد صحيح على شرط مسلم، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "بالصَّوْرَين" ضبط بفتح الصاد بصيغة التثنية، اسم موضعٍ بقُرب المدينة.
"قد أغزَى" أي: أرسلهم للغزو.
قَالَ: " لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ "(1).
23867 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرٍو - يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَمْرٍو - عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأُتِيَ بِكَتِفِ شَاةٍ فَأَكَلَهَا، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ وَلَمْ يَمَسَّ قَطْرَةَ مَاءٍ (2).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك: وهو ابن عبد الله النخعي، ولضعف عاصم بن عبيد الله: وهو ابن عاصم بن عمر بن الخطاب، ولانقطاعه، فإن علي بن الحسين -وهو ابن علي بن أبي طالب- لم يدرك أبا رافع.
وقد اختلف في إسناده:
فرواه أسود بن عامر وحسين بن محمد كما في هذه الرواية، والحسين بن الحسن فيما أخرجه البزار في "مسنده"(3868)، وأبو نعيم الفضل بن دُكين فيما أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(41)، وسعيد بن سليمان فيما أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 144، وزكريا بن يحيى زحمويه فيما أخرجه الطبراني في "الكبير"(924)، ستتهم عن شريك، به.
ورواه يحيى بن آدم فيما سيأتي برقم (27189) من طريق شريك، عن عاصم بن عبيد الله، عن علي بن حسين، عن أبيه، عن أبي رافع.
ورواه سفيان الثوري فيما أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(42) عن عاصم بن عبيد الله، عن ابن عبد الله بن الحارث، عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الحديث.
وله شاهد من حديث عمر بن الخطاب عند مسلم (385)(12).
وقد ذكرنا أحاديث الباب عند حديث عبد الله بن عمرو بن العاص السالف برقم (6568)، وانظر حديث معاوية بن أبي سفيان السالف برقم (16828).
(2)
الصحيح من حديث أبي رافع أنه أكل من بطن شاة كما سلف برقم =
23868 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلَانَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي غَطَفَانَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ذَبَحْتُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَاةً فَأَمَرَنِي، فَقَلَيْتُ لَهُ مِنْ بَطْنِهَا فَأَكَلَ مِنْهُ (1)، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (2).
= (23855) بدلاً من كتف، وهذا إسناد ضعيف لجهالة المغيرة -ويقال: المعتمر- ابن أبي رافع، فقد تفرد بالرواية عنه عمرو بن أبي عمرو ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وبقية رجال الإسناد ثقات، وفي بعضهم كلام ينزله عن رتبة الصحيح. عبد العزيز بن محمد: هو الدراوردي.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 106، والبزار في "مسنده"(3865)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 66، والطبراني في "الكبير"(960) من طرق عن عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن أبي عمرو، به.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 3/ 106، والطبراني (959) من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن عمرو بن أبي عمرو، به.
وخالفهما سليمان بن بلال فيما أخرجه ابن أبي شيبة 1/ 48، والبخاري في "تاريخه" 3/ 106، فرواه عن عمرو بن أبي عمرو، عن حنين بن أبي المغيرة، عن أبي رافع، وحنين بن أبي المغيرة هذا لا يعرف إلا في هذا الحديث، ولعلَّ سليمان وهم فيه، وصوابه كما قال عبد العزيز الدراوردي ومحمد بن جعفر: مغيرة بن أبي رافع.
وقد جاء أنه صلى الله عليه وسلم أكل كتف شاة ثم صلى ولم يتوضأ، في حديث ابن عباس السالف برقم (1988)، وحديث أبي هريرة السالف برقم (9049)، وحديث عمرو ابن أمية الضمري السالف برقم (17248) و (17249).
(1)
في (م) و (ق) ونسخة على هامش (ظ 2): منها.
(2)
حديث صحيح بطرقه وشواهده. وقد سلف برقم (23855) عن أحمد بن الحجاج عن حاتم بن إسماعيل. =
23869 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَذَّنَ فِي أُذُنَيِ الْحَسَنِ حِينَ وَلَدَتْهُ فَاطِمَةُ بِالصَّلَاةِ (1).
(1) إسناده ضعيف لضعف عاصم بن عُبيد الله: وهو ابن عاصم بن عمر بن الخطاب، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي.
وأخرجه الترمذي (1514) من طريقي يحيى وعبد الرحمن، بهذا الإسناد، فقال فيه. هذا حديث حسن صحيح!
وأخرجه أبو داود (5105) من طريق يحيى وحده، به.
وأخرجه عبد الرزاق (7986)، والطبراني في "الكبير"(931)، والحاكم 3/ 179، والبيهقي في "السنن" 9/ 305، وفي "شعب الإيمان"(8618) من طرق عن سفيان الثوري، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، فتعقَّبه الذهبي بقوله: عاصم ضُعّف.
وسيأتي برقم (27186) و (27194) من طريق سفيان الثوري به.
وأخرجه الطبراني (926) من طريق حماد بن شعيب، عن عاصم بن عبيد الله، عن علي بن الحسين، عن أبي رافع: أن النبي صلى الله عليه وسلم أذَّن في أُذن الحسن والحسين رضي الله عنهما حين وُلِدا، وأَمر به. وهذا إسناد ضعيف جداً، ففيه -غير عاصم ابن عبيد الله- حماد بن شعيب متفق على ضعفه.
وله شاهد لا يفرح به عند البيهقي في "شعب الإيمان"(8620) من حديث ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم أذَّن في أُذن الحسن بن علي يوم وُلِدَ، فأذَّن في أُذنه اليمنى وأقام في أُذنه اليسرى. وفي إسناده الحسن بن عمرو بن سيف السدوسي وهو متروك، واتهمه علي ابن المديني والبخاري بالكذب. =
23870 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأَبُو كَامِلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم طَافَ عَلَى نِسَائِهِ جُمَعَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، وَاغْتَسَلَ عِنْدَ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ غُسْلًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا تَجْعَلُهُ غُسْلًا وَاحِدًا؟ فَقَالَ:" إِنَّ هَذَا أَزْكَى وَأَطْهَرُ وَأَطْيَبُ "(1).
23871 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ (2) حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ
= وآخر أشدُّ هلاكاً من الأول، عند أبي يعلى (6780)، وعنه ابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة" (623) من حديث حسين بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن وُلِدَ له فأَذَّن في أُذنه اليمنى، وأقام في أُذنه اليسرى، لم تضرَّه أمُّ الصِّبيان". وفي إسناده يحيى بن العلاء ومروان بن سالم، وهما متهمان بالوضع، وشيخ أبي يعلى فيه جُبارة بن مغلِّس، وهو ضعيف.
وأُم الصِّبيان، قال المناوي في "الفيض" 6/ 238: ريحٌ تعرض لهم فربما غُشِيَ عليهم منها، كذا قيل، وأَولى منه قول الحافظ ابن حجر: أم الصبيان هي التابعة من الجنِّ.
قلنا: ومع ضعف الحديث الوارد في هذه المسألة، فقد عمل به جمهور الأمة قديماً وحديثاً، وهو ما أشار إليه الترمذي عقبَه بقوله: والعمل عليه. وقد أورده أهل العلم في كتبهم وبوَّبُوا عليه واستحبُّوه. وانظر "تحفة المودود بأحكام المولود" لابن القيِّم ص 39 - 40.
(1)
إسناده ضعيف على نكارة في متنه، وقد سلف برقم (23862) عن عفان عن حماد. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وأبو كامل: هو مظفَّر بن مُدرِك.
قال السندي: قوله: "على نسائه جُمع" بضمٍّ ففتح، جمع جَمْعاء للتأكيد.
(2)
قوله: "حدثنا عبد الرحمن" سقط من (م) و (ظ 2) و (ق).
أَنَّ سَعْدًا سَاوَمَ أَبَا رَافِعٍ، أَوْ أَبُو رَافِعٍ سَاوَمَ سَعْدًا، فَقَالَ أَبُو رَافِعٍ: لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الْجَارُ أَحَقُّ بِسَقَبِهِ " مَا أَعْطَيْتُكَ (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(14381)، والبخاري (6978) و (6980) و (6981)، والطبراني في "الكبير"(976)، والدارقطني في "السنن" 4/ 223، والبيهقي 6/ 105، والبغوي في "شرح السنة"(2172) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2258)، وابن حبان (5181) و (5183)، والطبراني (978)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(974)، والدارقطني 4/ 223، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 366، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار"(12008) من طرق عن إبراهيم بن ميسرة، به. في سياق قصة.
وسيأتي برقم (27180) عن سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة به.
وروي عن إبراهيم بن ميسرة، عن عمرو بن الشريد، عن أبيه الشريد بن سويد، فقد أخرجه النسائي في الشروط من "الكبرى" كما في "التحفة" 4/ 152 من طريق عبد الله عن معمر، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 343 من طريق محمد بن مسلم الطائفي، كلاهما عن إبراهيم بن ميسرة، به. وقد تحرف "عبد الله عن معمر" في المطبوع من "التحفة" إلى: عبد الله بن معمر! وعبد الله: هو ابن المبارك.
وقد سلف حديث الشريد بن سويد برقم (19461) من طريق عمرو بن شعيب عن عمرو بن الشريد عن أبيه.
قال الترمذي في "سننه" عقب الحديث (1368): سمعت محمداً (يعني البخاري) يقول: كلا الحديثين عندي صحيح. قلنا: يعني حديث أبي رافع وحديث =
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي حَدِيثِهِ: وَالسَّقَبُ: الْقُرْبُ.
23872 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ رَجُلًا مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَقَالَ لِأَبِي رَافِعٍ: اصْحَبْنِي كَيْمَا تُصِيبَ مِنْهَا. قَالَ: لَا، حَتَّى آتِيَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَسْأَلَهُ. فَانْطَلَقَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ فَقَالَ:" الصَّدَقَةُ لَا تَحِلُّ لَنَا، وَإِنَّ مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ "(1).
= الشريد بن سويد، فيحتمل أن يكون عمرو بن الشريد سمعه من أبيه ومن أبي رافع، والله تعالى أعلم.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. بَهْز: هو ابن أسد العَمِّي، والحَكَم: هو ابن عُتَيْبة، وابنُ أبي رافع: هو عُبيد الله.
وأخرجه الحاكم 1/ 404 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 214، والترمذي (657)، والبغوي في "شرح السنة"(1607) من طريق محمد بن جعفر، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطيالسي (972)، وابن زنجويه في "الأموال"(2123)، وأبو داود (1650)، وابن خزيمة (2344)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 8، والطبراني في "الكبير"(932)، والحاكم 1/ 404، والبيهقي 7/ 32 من طرق عن شعبة، به.
وسيأتي برقم (27182) عن يحيى القطان، عن شعبة. وانظر (23863).
23873 -
حَدَّثَنَا (1) مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُخَوَّلٍ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا رَافِعٍ جَاءَ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَهُوَ يُصَلِّي، قَدْ عَقَصَ شَعْرَهُ، فَأَطْلَقَهُ - أَوْ نَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ - وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا يُصَلِّي وَقَدْ عَقَصَ رَأْسَهُ، فَنَهَاهُ. أَوْ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ وَهُوَ عَاقِصٌ شَعْرَهُ (2).
23874 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا مُخَوَّلٌ (3)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمُؤَذِّنِ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (4).
قَالَ مُخَوَّلٌ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمَدَنِيِّ (5)، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ. قَالَ: يَقُولُ أَبُو جَعْفَرٍ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، أَنْتَ رَأَيْتَهُ؟
(1) هذا الحديث والأحاديث الخمسة التالية له، سقطت من (م) والنسخ الخطية، واستدركت من "جامع المسانيد" للحافظ ابن كثير، و"أطراف المسند" للحافظ ابن حجر 6/ 216 - 217 و 218 و 221 و 222، وقد جاءت الإشارة إلى وجود هذا الخَرْم في الأصل على هامش (ظ 2).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف إن كان أبو سعد هو شرحبيل بن سعد، فقد اختلف في إسناده كما سلف بيانه عند الرواية (23856).
(3)
تحرف "مخوَّل" في الموضعين في "جامع المسانيد" إلى: مكحول.
(4)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف بيان الخلاف فيه عند الرواية رقم (23856). وأشار إلى هذا الإسناد الدارقطني في "العلل" 7/ 17 - 18.
أبو كامل: هو مظفَّر بن مُدرِك الخراساني، وزهير: هو ابن معاوية الجُعفي.
(5)
تحرف في "جامع المسانيد" إلى: المذكي.
23875 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ: قَالَ أَبُو رَافِعٍ: لَمْ يَأْمُرْنِي أَنْ أَنْزِلَهُ، وَلَكِنْ ضُرِبَتْ قُبَّتُهُ فَنَزَلَ.
[قَالَ عَبْدُ اللهِ]: قَالَ أَبِي: سَأَلْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ عَنْ هَذَا (1).
23876 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا أُلْفَيَنَّ أَحَدَكُمْ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ، يَأتِيهِ الْأَمْرُ مِنْ أَمْرِي مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ، وَنَهَيْتُ عَنْهُ، فَيَقُولُ: لَا نَدْرِي، وَمَا وَجَدْنَا فِي كِتَابِ اللهِ اتَّبَعْنَاهُ "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وسليمان: هو ابن يسار.
وأخرجه أبو داود (2009)، وعنه أبو عوانة الإسفراييني في الحج كما في "إتحاف المهرة" 14/ 243 عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (549)، ومسلم (1313)، وأبو داود (2009)، وابن خزيمة (2986)، وأبو عوانة وابن أبي خيثمة في "تاريخه" كما في "الإتحاف" 14/ 243، والطبراني (916)، والبيهقي 5/ 161 من طريق سفيان بن عيينة، به.
قوله: "لم يأمرني أن أنزله" أي: الأَبطَح، كما في مصادر التخريح، ويقال له: المحصَّب أيضاً، وهو موضع بين مكة ومِنى، وهو إلى منى أقرب، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل به لأنه أسمح لخروجه قالت السيدة عائشة رضي الله عنها فيما رواه عنها البخاري (1765) وغيره، وليس هو بسُنَّة من سنن الحج، فلذلك قال ابن عباس فيما سلف برقم (1925): ليس المحصَّب بشيء، إنما هو منزل نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وأبو النضر: هو سالم بن أبي أُمية. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه أبو داود (4605)، والطبراني (934)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 549، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" ص 88 من طريق الإمام أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 20 وفي "الرسالة"(1106)، والحميدي (551)، وأبو داود (4605)، والطبراني (934)، والآجري في "الشريعة" ص 50، والحاكم 1/ 108، والبيهقي في "السنن" 7/ 76، وفي "معرفة السنن والآثار"(50)، وفي "الدلائل" 1/ 24 و 6/ 549، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 150 - 151، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/ 88، والبغوي في "شرح السنة"(101) من طريق سفيان بن عيينة، به.
قال الحاكم: قد أقام سفيان بن عيينة هذا الإسناد، وهو صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، والذي عندي أنهما تركاه لاختلاف المصريين في هذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2663)، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 209، والطبراني (935) من طريق سفيان بن عيينة، عن محمد بن المنكدر وسالم أبي النضر، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبي رافع. ورواية قتيبة عن سفيان عند الترمذي موقوفة، فقد قال الترمذي: وغيره رفعه. أي: غير قتيبة رفع الحديث.
قال الترمذي: هذا حديث حسن.
وأخرجه ابن ماجه (13) من طريق سفيان، عن سالم أبي النضر، ثم مرَّ في الحديث قال: أو زيد بن أسلم، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8839) من طريق خالد بن نزار، عن سفيان، عن الأعمش وابن المنكدر، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه.
قال الطبراني: لم يروه عن سفيان، عن الأعمش وابن المنكدر إلا خالد، ورواه الناس عن سفيان
…
ثم ذكر مثل إسناد أحمد.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 20، وفي "الرسالة"(1107)، ومن طريقه =
23877 -
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو رَافِعٍ مَوْلىَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ حَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ الْأَكْبَرَ حِينَ وُلِدَ، أَرَادَتْ أُمُّهُ فَاطِمَةُ أَنْ تَعُقَّ بِكَبْشَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا تَعُقِّي عَنْهُ، وَلَكِنِ احْلِقِي شَعْرَ رَأْسِهِ، ثُمَّ تَصَدَّقِي بِوَزْنِ رَأْسِهِ مِنَ الْوَرِقِ فِي سَبِيلِ اللهِ " ثُمَّ وُلِدَ حُسَيْنٌ بَعْدَ ذَلِكَ، فَصَنَعَتْ مِثْلَ ذَلِكَ (1).
23878 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ رَأَى أَبَا رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَهُوَ يُصَلِّي قَائِمًا، وَقَدْ غَرَزَ ضَفِيرَتَهُ فِي قَفَاهُ، فَحَلَّهَا أَبُو رَافِعٍ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ مُغْضَبًا، فَقَالَ أَبُو رَافِعٍ: أَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِكَ وَلَا تَغْضَبْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" ذَلِكَ كِفْلُ الشَّيْطَانِ ". يَعْنِي
= البيهقي في "معرفة السنن"(52)، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 150 - 151، وأخرجه الحميدي (551)، كلاهما (الشافعي والحميدي) عن سفيان، عن محمد ابن المنكدر عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلاً.
قال الترمذي: كان ابن عيينة إذا روى هذا الحديث على الانفراد بيَّن حديث محمد بن المنكدر من حديث سالمٍ أبي النضر، وإذا جمعهما روى هكذا؛ يعني جعله من حديثهما عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(1)
إسناده ضعيف. وسيأتي مكرراً برقم (27196)، فانظر تخريجه والكلام عليه هناك.
مَغْرَزَ ضَفِيرَتِهِ (1).
23878 م -[حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ فُرَاتٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ أَبِي سُرَيْحَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غُرْفَةٍ وَنَحْنُ تَحْتَهَا نَتَحَدَّثُ، قَالَ: فَأَشْرَفَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " مَا تَذْكُرُونَ؟ " قَالُوا: السَّاعَةَ. قَالَ: " إِنَّ السَّاعَةَ لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْا عَشْرَ آيَاتٍ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَالدُّخَانُ، وَالدَّجَّالُ، وَالدَّابَةُ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قَعْرِ عَدَنٍ تُرَحِّلُ النَّاسَ ". فَقَالَ شُعْبَةُ: سَمِعْتُهُ وَأَحْسَبُهُ قَالَ: " تَنْزِلُ مَعَهُمْ حَيْثُ نَزَلُوا، وَتَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا "
قَالَ شُعْبَةُ: وَحَدَّثَنِي] بِهَذَا الْحَدِيثِ رَجُلٌ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ أَبِي سَرِيحَةَ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ أَحَدُ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ:" الدَّجَّالُ يَقْتُلُهُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ " وَقَالَ الْآخَرُ: " رِيحٌ تُلْقِيهِمْ فِي الْبَحْرِ "(2).
(1) صحيح لغيره، وقد اختلف في إسناده كما سلف بيانه عند الرواية (23856)، وانظر تخريجه من هذا الطريق والكلام عليه هناك.
(2)
إسناده صحيح. وهو مكرر (16143).
حَدِيثُ ضُمَيْرَةَ بْنِ سَعْدٍ
(1)
23879 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي (2)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ ضَمَيْرَةَ بْنِ سَعْدٍ (3) السُّلَمِيَّ يُحَدِّثُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ ضَمَيْرَةَ وَعَنْ جَدِّهِ - وَكَانَا شَهِدَا حُنَيْنًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَا: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ ثُمَّ عَمَدَ إِلَى ظِلِّ شَجَرَةٍ فَجَلَسَ فِيهِ وَهُوَ بِحُنَيْنٍ، فَقَامَ إِلَيْهِ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ وَعُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ، يَخْتَصِمَانِ فِي عَامِرِ بْنِ الْأَضْبَطِ الْأَشْجَعِيِّ، وَعُيَيْنَةُ يَطْلُبُ بِدَمِ عَامِرٍ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ رَئِيسُ غَطَفَانَ، وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ يَدْفَعُ عَنْ مُحَلِّمِ بْنِ جَثَّامَةَ بِمَكَانِهِ مِنْ خِنْدِفٍ، فَتَدَاوَلَا الْخُصُومَةَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَنَحْنُ نَسْمَعُ، فَسَمِعْنَا عُيَيْنَةَ وَهُوَ يَقُولُ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ لَا أَدَعُهُ حَتَّى أُذِيقَ نِسَاءَهُ مِنَ الْحَرِّ مَا ذَاقَ نِسَائِي. وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " بَلْ تَأْخُذُونَ الدِّيَةَ: خَمْسِينَ فِي سَفَرِنَا هَذَا، وَخَمْسِينَ إِذَا رَجَعْنَا " قَالَ: وَهُوَ يَأْبَى
(1) المثبت من (ظ 5)، وفي (ظ 2): ضميرة بن سعيد، وفي (م) و (ق): ضمرة بن سعيد.
(2)
قوله: "حدثنا أبي" سقط من (م) و (ظ 2) و (ق).
(3)
هكذا في (ظ 5)، وفي (ظ 2): ضمرة بن سعد، وفي (م) و (ق): ضمرة بن سعيد.
عَلَيْهِ، إِذْ قَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ يُقَالُ لَهُ: مُكَيْتِلٌ، قَصِيرٌ مَجْمُوعٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ مَا وَجَدْتُ لِهَذَا الْقَتِيلِ شَبَهًا فِي غُرَّةِ الْإِسْلَامِ إِلَّا كَغَنَمٍ وَرَدَتْ فَرُمِيَتْ أَوَائِلُهَا فَنَفَرَتْ أُخْرَاهَا، اسْنُنِ الْيَوْمَ وَغَيِّرْ غَدًا. قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ، ثُمَّ قَالَ:" بَلْ تَأْخُذُونَ الدِّيَةَ خَمْسِينَ فِي سَفَرِنَا هَذَا، وَخَمْسِينَ إِذَا رَجَعْنَا " قَالَ: فَقَبِلُوا الدِّيَةَ، ثُمَّ قَالُوا: أَيْنَ صَاحِبُكُمْ يَسْتَغْفِرْ لَهُ رَسُولُ اللهِ؟ قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ آدَمُ ضَرْبٌ طَوِيلٌ، عَلَيْهِ حُلَّةٌ لَهُ، قَدْ كَانَ تَهَيَّأَ فِيهَا لِلْقَتْلِ حَتَّى جَلَسَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" مَا اسْمُكَ؟ " قَالَ: أَنَا مُحَلِّمُ بْنُ جَثَّامَةَ. قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ لَا تَغْفِرْ لِمُحَلِّمِ بْنِ جَثَّامَةَ، قُمْ " فَقَامَ وَهُوَ يَتَلَقَّى دَمْعَهُ بِفَضْلِ رِدَائِهِ، قَالَ: فَأَمَّا نَحْنُ بَيْنَنَا فَنَقُولُ: إِنَّا نَرْجُو أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ اسْتَغْفَرَ لَهُ، وَأَمَّا مَا ظَهَرَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَهَذَا (1).
(1) إسناده ضعيف لجهالة زياد بن ضمرة.
وقد سلف من زيادات عبد الله (21081) من طريق يحيى بن سعيد بن أبان الأُموي، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
قوله: "ضَرْبٌ" أي: خفيف اللحم.
وقوله. "من الحَرِّ" لعله أراد: من العذاب الشديد، وفي الموضع السالف: من الحزن.
وانظر بقية شرح ألفاظ الحديث في الموضع السالف.
حَدِيثُ أَبِي بُرْدَةَ الظَّفَرِيِّ
(1)
23880 -
حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُعَتِّبِ (2) بْنِ أَبِي بُرْدَةَ الظَّفَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَخْرُجُ مِنَ الْكَاهِنَيْنِ رَجُلٌ يَدْرُسُ الْقُرْآنَ دِرَاسَةً لَا يَدْرُسُهَا أَحَدٌ يَكُونُ بَعْدَهُ "(3).
(1) قال السندي: أبو بردة الظَّفَري بفتحتين، نسبة إلى ظَفَر: بطن من الأنصار وهو أنصاري أوسي، ذكره ابن سعد فيمن نزل مصر، وقال أبو نعيم: يُعدُّ في الكوفيين.
(2)
تحرف في (م) إلى: معقب بالقاف، ومعتِّب قال السندي: بضم الميم وفتح المهملة وتشديد المثناة المكسورة ثم موحدة، كذا عند الأكثر، وذكره ابن عبد البر بكسر المعجمة وسكون التحتية ثم مثلَّثة. يعني: مُغِيث. وانظر "تعجيل المنفعة"(588).
(3)
إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن معتب وأبيه. هارون: هو ابن معروف، وأبو صخر: هو حميد بن زياد.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 498 من طريق حرملة، عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (794) من طريق أصبغ بن الفرج، عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن أبي صخر، به. فزاد في إسناده عمرَو بنَ الحارث.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/ 500 - 501، والبزار (2328 - كشف =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الأستار)، والطبراني في "الكبير" 22/ (518)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 498 من طريق نافع بن يزيد، عن أبي صخر، به.
قال البزار: لا نعلمه يروى إلا بهذا الإسناد.
وروي مرسلاً عند البيهقي في "الدلائل" 6/ 498 من طريق أبي ثابت -وهو محمد بن عبد الله المدني- عن ابن وهب، عن عبد الجبار بن عمر، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره. وهذا على إرساله فيه عبد الجبار بن عمر، وهو ضعيف جداً صاحب مناكير.
وعنده أيضاً مرسلاً من طريق مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت، عن أبيه، عن موسى بن عقبة قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
…
فذكره. وهذا ضعيف أيضاً، وعبد الله بن مصعب الزبيري والد مصعب ضعفه ابن معين.
والكاهنان قال أبو ثابت -السالف ذِكرُه- وغيره: هما قريظة والنَّضير. وهما قَبِيلا اليهود بالمدينة، والعرب تُسمِّي كل من يتعاطى عِلماً دقيقاً: كاهناً، ومنهم من كان يُسمِّي المنجِّم والطبيب كاهناً. قاله ابن الأثير في "النهاية".
وهذا الرجل المراد في هذا الخبر-إن كان ثابتاً-: هو محمد بن كعب القُرَظي فيما قيل.
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ
(1)
23881 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ (2) إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ، قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى إِضَمٍ، فَخَرَجْتُ فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِيهِمْ أَبُو قَتَادَةَ الْحَارِثُ بْنُ رِبْعِيٍّ وَمُحَلِّمُ بْنُ جَثَّامَةَ بْنِ قَيْسٍ، فَخَرَجْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا بِبَطْنِ إِضَمٍ مَرَّ بِنَا عَامِرٌ الْأَشْجَعِيُّ عَلَى قَعُودٍ لَهُ مَعَهُ (3) مُتَيِّعٌ وَوَطْبٌ مِنْ لَبَنٍ، فَلَمَّا مَرَّ بِنَا، سَلَّمَ عَلَيْنَا، فَأَمْسَكْنَا عَنْهُ، وَحَمَلَ عَلَيْهِ مُحَلِّمُ بْنُ جَثَّامَةَ، فَقَتَلَهُ بِشَيْءٍ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، وَأَخَذَ بَعِيرَهُ وَمُتَيِّعَهُ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَخْبَرْنَاهُ الْخَبَرَ، نَزَلَ فِينَا الْقُرْآنُ:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [النساء: 94](4).
(1) سلفت ترجمته مع حديث له في مسند المكيين 24/ 241.
(2)
لفظة "ابن" سقطت من (م) و (ظ 2) و (ق).
(3)
لفظة "معه" سقطت من (م).
(4)
إسناده محتمل للتحسين، القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد روى عنه يحيى ابن سعيد الأنصاري ويزيد بن عبد الله بن قسيط، وذكره ابن حبان في "الثقات" =
23882 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ جَدَّتِهِ
= 5/ 323، واختُلف في صحبته، والراجح أنه لا صحبة له كما في "الإصابة" 5/ 554 - 555، والصحبة لأبيه وجدِّه، وله ترجمة في "التعجيل"(888).
يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
والخبر في "سيرة ابن هشام" 4/ 275 عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. ومن طريق ابن إسحاق أخرجه ابن أبي شيبة 14/ 547، وابن الجارود (777)، والطبري في "تفسيره" 5/ 222 - 223، والبيهقي في "دلائل النبوة" 4/ 305 و 306. وبعضهم يذكر بإثره الخبر السالف برقم (23879).
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 282 عن محمد بن عمر، عن عبد الله بن يزيد بن قسيط، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي، عن أبيه. ومحمد بن عمر-وهو الواقدي- متروك الحديث.
وفي الباب عن ابن عباس قال: لقي ناسٌ من المسلمين رجلاً في غُنيمةٍ له، فقال: السلام عليكم، فأخذوه فقتلوه وأخذوا تلك الغُنيَمة، فنزلت:{ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السَّلام لستَ مؤمناً} ، أخرجه البخاري (4591)، ومسلم (3025)، وسلف نحوه في "المسند" برقم (2023).
إضم: اسم موضع شمال المدينة من أرض جُهَينة، يقع خلف جبل أُحد وهو مجتمع أودية المدينة، ومنه تنحدر سيول هذه الأودية إلى وادي الحمض حتى تصب في البحر الأحمر بين أم لُجٍّ والوجه. انظر "الأماكن" للحازمي 1/ 77 بتحقيق الأستاذ حمد الجاسر.
قال السندي: "قَعُود" بفتح القاف: ما أمكن أن يُركَب عليه من البعير.
"مُتيِّع" بتشديد الياء: تصغير متاع.
و"وَطْب" بفتح فسكون: سِقاءُ اللبن يُتَّخذ من جلدٍ.
عَنِ ابْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيِّ (1)، أَنَّهُ ذَكَرَ: أَنَّهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَعِينُهُ فِي صَدَاقِهَا، فَقَالَ:" كَمْ أَصْدَقْتَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: مِئَتَيْ دِرْهَمٍ. قَالَ: " لَوْ كُنْتُمْ تَغْرِفُونَ الدَّرَاهِمَ مِنْ وَادِيكُمْ هَذَا مَا زِدْتُمْ، مَا عِنْدِي مَا أُعْطِيكْ ". قَالَ: فَمَكَثْتُ ثُمَّ دَعَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَبَعَثَنِي فِي سَرِيَّةٍ بَعَثَهَا نَحْوَ نَجْدٍ، فَقَالَ:" اخْرُجْ فِي هَذِهِ السَّرِيَّةِ لَعَلَّكَ أَنْ تُصِيبَ شَيْئًا فَأُنَفِّلَكَهُ ".
قَالَ: فَخَرَجْنَا حَتَّى جِئْنَا الْحَاضِرَ مُمْسِينَ، قَالَ: فَلَمَّا ذَهَبَتْ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ، بَعَثَنَا أَمِيرُنَا رَجُلَيْنِ رَجُلَيْنِ، قَالَ: فَأَحَطْنَا بِالْعَسْكَرِ، وَقَالَ: إِذَا كَبَّرْتُ وَحَمَلْتُ، فَكَبِّرُوا وَاحْمِلُوا. وَقَالَ: حِينَ بَعَثَنَا رَجُلَيْنِ رَجُلَيْنِ: لَا تَفْتَرِقَا، وَلَأَسْأَلَنَّ وَاحِدًا مِنْكُمَا عَنْ خَبَرِ صَاحِبِهِ فَلَا أَجِدُهُ عِنْدَهُ، وَلَا تُمْعِنُوا فِي الطَّلَبِ. قَالَ: فَلَمَّا أَرَدْنَا أَنْ نَحْمِلَ سَمِعْتُ رَجُلًا مِنَ الْحَاضِرِ صَرَخَ: يَا خَضرَةُ، فَتَفَاءَلْتُ بِأَنَّا سَنُصِيبُ مِنْهُمْ خَضِرَةً، قَالَ: فَلَمَّا أَعْتَمْنَا، كَبَّرَ أَمِيرُنَا وَحَمَلَ، وَكَبَّرْنَا وَحَمَلْنَا، قَالَ: فَمَرَّ بِي رَجُلٌ فِي يَدِهِ السَّيْفُ فَاتَّبَعْتُهُ، فَقَالَ لِي صَاحِبِي: إِنَّ أَمِيرَنَا قَدْ عَهِدَ إِلَيْنَا أَنْ لَا نُمْعِنَ فِي الطَّلَبِ فَارْجِعْ. فَلَمَّا رَأَيْتُ إِلَّا أَنْ أَتَّبِعَهُ، قَالَ: وَاللهِ لَتَرْجِعَنَّ أَوْ لَأَرْجِعَنَّ إِلَيْهِ، وَلَأُخْبِرَنَّهُ أَنَّكَ أَبَيْتَ. قَالَ: فَقُلْتُ: وَاللهِ لَأَتَّبِعَنَّهُ، قَالَ:
(1) تحرف في (م) والنسخ الخطية إلى: السلمي، والتصويب من "جامع المسانيد" و"غاية المقصد" ورقة 231.
فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى إِذَا دَنَوْتُ مِنْهُ، رَمَيْتُهُ بِسَهْمٍ عَلَى جُرَيْدَاءِ مَتْنِهِ فَوَقَعَ، فَقَالَ: ادْنُ يَا مُسْلِمُ إِلَى الْجَنَّةِ. فَلَمَّا رَآنِي لَا أَدْنُو إِلَيْهِ وَرَمَيْتُهُ بِسَهْمٍ آخَرَ فَأَثْخَنْتُهُ رَمَانِي بِالسَّيْفِ فَأَخْطَأَنِي، وَأَخَذْتُ السَّيْفَ فَقَتَلْتُهُ بِهِ، وَاحْتَزَزْتُ بِهِ رَأْسَهُ، وَشَدَدْنَا فَأَخَذْنَا نَعَمًا كَثِيرَةً وَغَنَمًا، قَالَ: ثُمَّ انْصَرَفْنَا، قَالَ: فَأَصْبَحْتُ فَإِذَا بَعِيرِي مَقْطُورٌ بِهِ بَعِيرٌ عَلَيْهِ امْرَأَةٌ جَمِيلَةٌ شَابَّةٌ، قَالَ: فَجَعَلَتْ تَلْتَفِتُ خَلْفَهَا فَتُكبِرُ، فَقُلْتُ لَهَا: إِلَى أَيْنَ تَلْتَفِتِينَ؟ قَالَتْ: إِلَى رَجُلٍ وَاللهِ إِنْ كَانَ حَيًّا خَالَطَكُمْ. قَالَ: قُلْتُ - وَظَنَنْتُ أَنَّهُ صَاحِبِي الَّذِي قَتَلْتُ -: قَدْ وَاللهِ قَتَلْتُهُ، وَهَذَا سَيْفُهُ، وَهُوَ مُعَلَّقٌ بِقَتَبِ الْبَعِيرِ الَّذِي أَنَا عَلَيْهِ. قَالَ: وَغِمْدُ السَّيْفِ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ مُعَلَّقٌ بِقَتَبِ بَعِيرِهَا، فَلَمَّا قُلْتُ ذَلِكَ لَهَا قَالَتْ: فَدُونَكَ هَذَا الْغِمْدَ فَشِمْهُ فِيهِ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا. قَالَ: فَأَخَذْتُهُ فَشِمْتُهُ فِيهِ فَطَبَّقَهُ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ بَكَتْ، قَالَ: فَقَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَانِي مِنْ ذَلِكَ النَّعَمِ الَّذِي قَدِمْنَا بِهِ (1).
(1) إسناده ضعيف لإبهام جَدَّةِ عبد الواحد بن أبي عون، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الواحد بن أبي عون فمن رجال ابن ماجه، وأخرج له البخاري تعليقاً. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن جعفر: هو المَخْرَمي.
وقد روى يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي: أن أبا حدرد الأسلمي أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستعينه في مهر امرأةٍ فقال: "كم أَمهَرْتَها؟ " قال: مئتي درهم. فقال. "لو كنتم تغرفون من بُطْحان ما زدتُم". سلف برقم (15706) =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= من طريق سفيان الثوري، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي حدرد، وجماعة من أصحاب يحيى بن سعيد رووه عنه على صورة الإرسال، وهو الصواب فيما يغلب على ظننا، فإن محمد بن إبراهيم التيمي كان يرسل عن غير واحدٍ من الصحابة. وأما ما جاء في رواية عبد الرزاق عن سفيان برقم (15707) من وقوع صيغة التحديث بين محمد بن إبراهيم وأبي حدرد، فنظنه وهماً من عبد الرزاق، فإنه لم يذكره غيره، والله تعالى أعلم.
ويشهد لهذه القطعة حديث أبي هريرة عند مسلم (1424)(75) بلفظ: "على أربع أواقٍ! كأنما تنحتون الفضة من عُرْض هذا الجبل".
قال السندي: "فأنفِّلكه" من التنفيل، أي: أُعطيكه.
"فَحْمة العشاء" بالفتح، أي: سواده الذي يظهر أولاً.
"ولا تُمعِنُوا" من الإمعان: وهو المبالغة في الطلب.
"خضرة" أي: مالاً، فإنه الحُلْو الخَضِر كما في الحديث، أو دماً وقتلاً، فإن الدم لسواده يمكن أن يوصف بالإخضار.
"فلما رأيت إلا أن أتبعه" أي: رأيت أن لا مصلحة إلا في اتباعه.
"على جُريداء مَتْنه" الجريداء بالمد: تصغير الجَرداء، والمتن: الظَّهر، والمراد: على وسطه، وهو موضع القفا المتجرِّد عن اللحم، والله تعالى أعلم.
"فتُكبر" أي: تستثقل عدم حضور زوجها لأجلها.
"خالَطكم" أي: قاتلكم.
"فشِمْه" من الشَيم: وهو الإغماد ويجيءُ بمعنى السَّل أيضاً، فهو من الأضداد.
حَدِيثُ بِلَالٍ
(1)
23883 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: قَالَ بِلَالٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَا تَسْبِقْنِي بِآمِينَ (2).
(1) هو بلال بن رباح الحَبَشي القرشي بالولاءِ التَّيمي، أبو عبد الله أو أبو عبد الرحمن، اشتراه أبو بكر الصِّدّيق رضي الله عنه من المشركين حين عذَّبوه على الإسلام فأعتقه، فلزم النبيَّ صلى الله عليه وسلم وأَذَّن له، وشَهِدَ معه جميع المشاهد. آخى النبيُّ صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي عبيدة بن الجرَّاح، ثم خرج بلال بعد النبي صلى الله عليه وسلم مجاهداً إلى أن مات بالشام وكان خازناً للنبي صلى الله عليه وسلم، وكان قديم الإسلام والهجرة، وكان أولاً عند أُميَّة بن خلف، فجاء أنه كان يُخرجه إذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة ثم يأمر بالصخرة العظيمة على صدره ثم يقول: لا تزال على ذلك حتى تموت أو تكفر بمحمد، فيقول وهو في ذلك: أَحدٌ أحدٌ. فمرَّ به أبو بكر فاشتراه منه بعبدٍ له أَسود جَلْد، فصار بلال سبباً لقتل أُمية يوم بدرٍ
…
وكان عمر يقول فيه: إنه سيِّدُنا وعَتيق سيدنا. وفضائله مشهورة، توفي بالشام زمن عمر وهو ابن ثلاث وستين، قيل: مات سنة ثمان عشرة في طاعون عَمَواس، وقيل: سنة عشرين. انظر "تاريخ دمشق" 3/ ورقة 444 - 469، و"السير" 1/ 347 - 360، و"الإصابة" 1/ 326 - 327.
(2)
مرسل صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد رجَّح إرساله غير واحد من أهل العلم كأبي حاتم الرازي والدارقطني وغيرهما. عاصم: هو ابن سليمان الأحول، أبو عثمان. هو عبد الرحمن بن ملٍّ النهدي، وهو من مخضرمي التابعين.
وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" 2/ 23 و 56 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. ووقع فيه مكان قول بلال:"يا رسول الله": قال رسول الله. فجعله من قوله صلى الله عليه وسلم لبلال، وهو خطأ. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه عبد الرزاق (2636)، وابن أبي شيبة 2/ 425، وأبو داود (937)، والبزار في "مسنده"(1375)، وابن خزيمة (573)، والشاشي في "المسند"(976)، والطبراني في "الكبير"(1124) و (1125)، وفي "الأوسط"(7239)، والبيهقي 2/ 23 و 56، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/ 276 و 277، والبغوي في "شرح السنة"(591) من طرق عن عاصم، به.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 245 من طريق سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي: أن بلالاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم
…
وهو الذي رجَّحه أبو حاتم في "العلل" 1/ 116 والدارقطني وغيرهما. لكن قال ابن التركماني في "الجوهر النقي" 2/ 23: أبو عثمان أسلم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وسمع جمعاً كثيراً من أصحابه عليه السلام كعمر بن الخطاب وغيره، فإذا روى عن بلال بلفظ (عن) أو (قال) فهو محمول على الاتصال على ما هو المشهور عندهم.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 2/ 276 عن أبي عمر بن مهدي، عن محمد ابن مخلد، عن محمد بن حسان، عن ابن مهدي، عن سفيان، عن عطاء، عن أبي عثمان، عن بلال: أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم ..
قال الخطيب: هكذا رواه أبو عمر بن مهدي لنا من أصل كتابه. ثم ساق الخطيب الحديث على صورة الإرسال كما تقدم، وقال بإثره: هذا هو الصواب وحديث أبي عمر بن مهدي خطأ.
قال البيهقي: وروي بإسناد ضعيف عن عاصم، عن أبي عثمان، عن سلمان، قال: قال بلال، وليس بشيء، إنما رواية الجماعة الثقات عن عاصم دون ذكر سلمان.
قلنا: وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6136) من طريق سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن سلمان: أن بلالاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: لا تسبقني بآمين. ورجاله ثقات إلا أن فيه شيخ الطبراني محمد بن العباس الأخرم، كان قد اختلط قبل موته بسنة فيما قاله أبو نعيم الحافظ كما في "لسان الميزان" 5/ 216. =
23884 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ بِلَالٍ قَالَ: مَسَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْخِمَارِ (1).
= وسيأتي الحديث برقم (23920).
وفي فضيلة التأمين مع الإمام انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7244).
قال الإمام البغوي في "شرح السنة" 3/ 63: قيل في تأويله: إن بلالاً كان يقيم في موضع أذانه من وراء الصفوف، فربما سبقه النبي صلى الله عليه وسلم ببعض القراءة، فاستمهله بلال قَدْر ما يلحق القراءة والتأمين، فينال فضيلة التأمين معه.
وروي أن أبا هريرة كان ينادي الإمام: لا تَفُتني بآمين (علَّقه البخاري بين يدي الحديث 780).
وتأول بعضُهم على أنه صلى الله عليه وسلم كان يكبِّر عند قوله: قد قامت الصلاة، فربما سبقه
ببعض القراءة.
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، والحكم: هو ابن عتيبة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 177 و 14/ 162، ومسلم (275)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 75، والبزار في "مسنده"(1358)، وابن خزيمة (180)، وأبو عوانة (715) و (716)، والشاشي (951) و (952) و (954) و (955)، والطبراني (1060) و (1061)، والبيهقي 1/ 61 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد- وعند بعضهم: مسح على الموقين والخمار. والمُوق: هو الخفُّ، أو هو خفٌّ غليظ يُلبس فوق الخف.
وأخرجه مسلم (275)، والترمذي (101)، وابن ماجه (561)، وأبو عوانة (714) و (716) و (717)، والشاشي (953)، والطبراني (1061)، والبيهقي 1/ 271 من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 184، والطبراني (1062) من طريق ليث بن أبي سليم، عن الحكم، به. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الطبراني (1063) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن ابن أبي ليلى، بنحوه. وفيه: الخفين والجوربين. ويزيد بن أبي زياد -وهو الهاشمي مولاهم- ضعيف.
وأخرجه البزار (1379)، والشاشي (969)، والطبراني في "الكبير"(1111) من طريق أبي جندل، والطبراني (1095)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 178 من طريق سويد بن غفلة، والطبراني (1096) من طريق شريح بن هانئ، ثلاثتهم عن بلال.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 40، والنسائي 1/ 81 - 82، وابن خزيمة (185)، وابن حبان (1323)، والطبراني (1065)، والحاكم 1/ 151 من طريق عطاء بن يسار، عن أسامة بن زيد قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلال الأسواف
…
فذكر سؤاله بلالاً عن وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه ذكر بلال المسح على الخفين دون الخمار. وقد تحرفت لفظة "الأسواف" في المصادر جميعها إلى: الأسواق، بالقاف، والأسواف: حائط بالمدينة كما قال ابن خزيمة.
وأخرجه الشاشي (967) من طريق عطاء بن يسار، عن أسامة، عن بلال وعبد الله بن رواحة، به في سياق قصة.
وأخرجه أيضاً (968) من طريق عطاء أن ابن رواحة وأسامة بن زيد سألا بلالاً
…
فذكره في سياق قصة.
وسيأتي برقم (23904) عن ابن نمير عن الأعمش.
وسيأتي برقم (23898) و (23916) من طريق سفيان الثوري، عن الأعمش، لكن لم يذكر فيه كعب بن عجرة.
ورواه زائدة بن قدامة عن الأعمش فيما سيأتي برقم (23915) فجعل مكان كعبٍ البراءَ.
ورواه زيد بن أبي أنيسة فيما سيأتي برقم (23911)، وشعبة فيما سيأتي برقم (23898) و (23918)، كلاهما عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن بلال، وابن أبي ليلى لم يدرك بلالاً. =
23885 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ حَجَّ، فَأَرْسَلَ إِلَى شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ: أَنْ افْتَحْ بَابَ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: عَلَيَّ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ. قَالَ: فَجَاءَ ابْنُ عُمَرَ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: هَلْ بَلَغَكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي الْكَعْبَةِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، دَخَلَ رَسُولُ اللهِ الْكَعْبَةَ، فَتَأَخَّرَ خُرُوجُهُ، فَوَجَدْتُ شَيْئًا فَذَهَبْتُ، ثُمَّ جِئْتُ سَرِيعًا فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَارِجًا، فَسَأَلْتُ بِلَالَ بْنَ رَبَاحٍ: هَلْ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْكَعْبَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ (1).
= وسيأتي برقم (23892) و (23893) و (23896) و (23908) من طريق نعيم ابن خمَّار، وبرقم (23891) و (23903) من طريق أبي عبد الرحمن أو أبي عبد الله، وبرقم (23917) من طريق أبي إدريس، ثلاثتهم عن بلال.
ويشهد له حديث المغيرة بن شعبة السالف برقم (18134) و (18234).
وحديث سلمان السالف برقم (23717).
وفي باب المسح على الخفين فقط أحاديث أخرى، انظرها عند حديث المغيرة بن شعبة في الموضع الأول.
الخِمار: هو العمامة، وسمِّيت العمامة خماراً لأنها تخمِّر الرأس، أي: تغطيه.
(1)
إسناده صحيح. يحيى بن سعيد: هو القطان، وابن أبي مليكة: هو عبد الله ابن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة التَّيْمي.
وأخرجه النسائي 5/ 217 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي في "مسنده"(943) من طريق الفضل بن دكين، عن السائب ابن عمر، به- مختصراً لم يذكر فيه قصة. =
23886 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قُلْتُ لِبِلَالٍ: كَيْفَ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَرُدُّ عَلَيْهِمْ حِينَ كَانُوا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ (1) فِي الصَّلَاةِ؟ قَالَ: كَانَ يُشِيرُ بِيَدِهِ (2).
= وأخرجه عبد الرزاق (4065) عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، بنحوه.
وسيأتي برقم (23899) عن وكيع ومحمد بن بكر، عن السائب بن عمر. وبرقم (23897) من طريق عثمان بن سعد، عن ابن أبي مليكة نحوه.
وانظر (23894) و (23900) و (23905) و (23906) و (23907) و (23909) و (23919) و (23921) و (23922) و (23923).
وسلف في مسند ابن عمر برقم (4464) من طريق نافع عن ابن عمر.
وفي الباب عن عثمان بن طلحة، سلف برقم (15387).
قال السندي: قوله "فوجدت شيئاً" أي: عارضاً كالبول ونحوه.
(1)
لفظة "عليه" سقطت من (م).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد لأجل هشام بن سعد، فهو ليس بذاك القوي.
وأخرجه الترمذي (368) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 245، وأبو داود (927)، والبزار في "المسند"(1353)، وابن الجارود (215)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 454، وفي "شرح مشكل الآثار"(5711)، والشاشي (947)، والطبراني (1027)، والبيهقي 2/ 259 و 259 - 260 من طرق عن هشام بن سعد، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 454، وفي "شرح مشكل الآثار"(5709)، والبيهقي 2/ 259 من طريق عبد الله بن وهب، عن هشام بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر: قلت لبلال أو لصهيب. =
23887 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ بِلَالٍ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ يُنْهَى عَنِ الصَّلَاةِ إِلَّا عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ (1).
= وأخرجه البزار (1355) من طريق روح بن القاسم، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر، عن بلال.
قلنا: وسلف من حديث ابن عمر أنه سأل صهيباً برقم (4568) عن سفيان بن عيينة، عن زيد بن أسلم.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 453 - 454، وفي "شرح مشكل الآثار"(5710) من طريق عبد الله بن نافع، عن هشام بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر، ليس فيه عن بلال.
قلنا: والاختلاف في تعيين الصحابي الذي حدّث ابن عمر لا يضرُّ لاحتمال أن يكون سمع ذلك منهما جميعاً، والله تعالى أعلم.
قال السندي: قوله: "يردُّ عليهم" أي: على أهل قُباءٍ -كما جاء في بعض الروايات- حين كان يذهب إلى قباء فيجيء أهله يسلِّمون عليه وهو في الصلاة.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. قيس بن مسلم: هو الجَدَلي.
وأخرجه الطيالسي (1117)، والشاشي (977)، والطبراني (1070) من طريقين، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 354 من طريق سفيان الثوري، عن قيس بن مسلم، به. إلا أنه ذكر فيه غروب الشمس مكان طلوعها.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4612)، وفيه النهي عن تحرِّي الشمس عند طلوع الشمس وعند غروبها. وانظر أحاديث الباب هناك.
قال السندي: قوله: "لم يكن يُنهى .. " على بناء المفعول، وكأنه ما بلغه النهي عن الصلاة في غير وقت الطلوع، وإلا فقد صحَّ ذلك.
23888 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَلَاءِ. وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ (1) بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ بِلَالٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ "(2).
23889 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ وَأَبُو أَحْمَدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلٍ الْمُزَنِيِّ، عَنْ بِلَالٍ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُوذِنُهُ بِالصَّلَاةِ - قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: وَهُوَ يُرِيدُ الصِّيَامَ - فَدَعَا بِقَدَحٍ فَشَرِبَ وَسَقَانِي، ثُمَّ خَرَجَ
(1) تحرف في (م) والنسخ الخطية إلى: سلمة، والتصويب من "جامع المسانيد" و"أطراف المسند" ومن مصادر التخريج.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وهو لم يدرك بلالاً. محمد بن يزيد شيخ المصنف: هو الكَلَاعي الواسطي، وأبو العلاء: هو أيوب بن أبي مسكين.
وأخرجه الشاشي في "مسنده"(981) من طريق يزيد بن هارون ومحمد بن يزيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 50، والشاشي (980)، والطبراني في "الكبير"(1122) من طريق يزيد بن هارون، به.
وأخرجه البزار (1008 - كشف الأستار) من طريق إسحاق بن يوسف، عن أبي العلاء أيوب بن أبي مسكين، به. وقال فيه: وشهر لم يلق بلالاً، مات بلال في خلافة عمر.
وفي الباب عن أبي هريرة (8768)، وانظر بقية شواهده والكلام عليه هناك.
إِلَى الْمَسْجِدِ لِلصَّلَاةِ، فَقَامَ يُصَلِّي بِغَيْرِ وُضُوءٍ؛ يُرِيدُ الصَّوْمَ (1).
23890 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ الصُّنَابِحِيِّ، عَنْ بِلَالٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ "(2).
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن عبد الله بن معقل المزني لا يُعرف له سماع من بلال. أبو أحمد: هو الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق جدُّه: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعي.
وأخرجه الشاشي (479)، والطبراني (1082) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي (972) و (973)، والطبراني (1083) من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه الشاشي (975) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن معاوية بن قرة: أن بلالاً
…
وهو مرسل.
وسيرد برقمي (23895) و (23901).
قال السندي: قوله "أُوذِنُه" من الإيذان بمعنى الإخبار، ولعله كان قُبيل الفجر بقليل، فحين خرج طلع الفجر فصلَّى أولَ ما طلع.
"بغير وضوء" أي: من غير أن يتخلَّل بين الشرب والصلاة وضوءٌ، بل كان متوضئاً قبلُ، وظاهر الحديث أنه شرب بعد طلوع الفجر، لكن حملُه على ما قلنا، فيحمل عليه دفعاً للإشكال، والله تعالى أعلم بحقيقة الحال.
(2)
إسناده ضعيف لسوء حفظ عبد الله بن لهيعة، وقد خولف فيه كما سيأتي. أبو الخير: هو مرثد بن عبد الله اليَزَني، والصُّنابحي. هو عبد الرحمن بن عُسَيلةَ.
وأخرجه البزار في "مسنده"(1376)، والشاشي (971) من طريق موسى بن داود، بهذا الإسناد. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قال البزار: لا نعلم روى الصنابحي عن بلال إلا هذا الحديث، ولا نعلم له طريقاً إلا هذا الطريق.
وأخرجه الطحاوي 3/ 92 من طريق عبد الله بن يوسف، والطبراني (1102) من طريق يحيى بن كثير الناجي، كلاهما عن ابن لهيعة، به.
وخالف ابن لهيعة في إسناده ومتنه محمدُ بنُ إسحاق، فقد أخرجه ابن أبي شيبة 2/ 513 و 3/ 75 من طريق محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير مرثد بن عبد الله، عن الصنابحي قال: سألت بلالاً عن ليلة القدر فقال: ليلة ثلاث وعشرين. فرواه موقوفاً وعيَّن الليلة بثلاث وعشرين. ومحمد بن إسحاق صدوق حسن الحديث إلا أنه لم يصرح بسماعه من يزيد.
وخالفهما في متنه عمرو بن الحارث عند البخاري في "صحيحه"(4470) فرواه عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن الصنابحي، قال في قصة وسُئِل عن ليلة القدر: أخبرني بلال مؤذِّن النبي صلى الله عليه وسلم أنه في السبع في العشر الأواخر. ولم يعيِّن أية ليلة هي في هذه السبع.
قلنا: وقد جاء تعيينها بليلة أربع وعشرين في حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً عند الطيالسي (2167)، وقد تفرد به حماد بن سلمة، عن سعيد بن إياس الجريري.
وعلَّق البخاري بإثر الحديث (2022) عن خالد الحذَّاء، عن عكرمة، عن ابن عباس قال. التمسوا في أربعٍ وعشرين- يعني ليلة القدر.
وقد اختلف في ليلة القدر اختلافاً كثيراً حتى بلغت أقوالهم في ذلك إلى أربعين قولاً كما قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 4/ 262، وانظر تفصيل المسألة عنده.
وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7905)، وحديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11076)، وحديث أنس السالف برقم (13452)، وحديث أُبي بن كعب السالف برقم (21190).
23891 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ يَسْأَلُ بِلَالًا: كَيْفَ مَسَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْخُفَّيْنِ؟ قَالَ: تَبَرَّزَ، ثُمَّ دَعَا بِمِطْهَرَةٍ - أَيْ: إِدَاوَةٍ - فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، ثُمَّ مَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ وَعَلَى خِمَارِ الْعِمَامَةِ. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: ثُمَّ دَعَا بِمِطْهَرَةٍ بِالْإِدَاوَةِ (1).
23892 -
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَكْحُولًا يُحَدِّثُ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ خَمَّارٍ، عَنْ بِلَالٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" امْسَحُوا عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْخِمَارِ "(2).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي عبد الرحمن وأبي عبد الله. وهو مولى بني تيم. وانظر الكلام على أبي عبد الرحمن فيما سيأتي.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(734)، ومن طريقه أخرجه الطبراني (1099)، ووقع عندهما:"أبو عبد الرحمن بن عبد الله أنه سمع عبد الرحمن بن عوف"، وهو خطأ.
ورواه شعبة عن أبي بكر بن حفص فيما سيأتي برقم (23903) فقال فيه: عن أبي عبد الله عن أبي عبد الرحمن قال: كنت قاعداً مع عبد الرحمن بن عوف.
وانظر ما سلف برقم (23884).
(2)
حديث صحيح من فعله صلى الله عليه وسلم لا من قوله، وهذا إسناد قوي، وقد صرَّح مكحول فيما سيأتي برقم (23896) بأن نعيماً أخبره، ونعيمم بن خمَّار -ويقال: همَّار، وهو أصح- صحابي من غَطَفان نزل الشام. هشام بن سعيد: هو =
23893 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا مَكْحُولٌ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ خَمَّارٍ، عَنْ بِلَالٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" امْسَحُوا عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْخِمَارِ "(1).
= الطَّالقاني، ومحمد بن راشد: هو المكحولي الدمشقي، ومكحول: هو الشامي.
وأخرجه الطبراني (1069) من طريق الأوزاعي، عن مكحول، به. وجعله من فعله صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه كذلك البزار في "مسنده"(1380)، والطبراني (1105) و (1109) من طريق أبي وهب العلاء بن الحارث، والطبراني (1106) من طريق عبيد الله بن عبيد الكلاعي، والشاشي (970) من طريق المغيرة بن زياد، ثلاثتهم عن مكحول، عن الحارث بن معاوية وأبي جندل بن سهيل، عن بلال.
وأخرجه الطبراني (1103) و (1104) من طريق ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن الحارث بن معاوية وسهيل بن أبي جندل، عن بلال فقلب اسم أبي جندل، وأبو جندل بن سهيل هذا غير الصحابي المعروف صاحب القصة المشهورة في صلح الحديبية، انظر "الأسامي والكنى" لأبي أحمد الحاكم 3/ 176، و"الإصابة" 7/ 76 - 77.
وأخرجه الطبراني أيضاً (1107) من طريق إسحاق بن عبد الله، عن مكحول، عن الحارث بن معاوية، عن بلال.
وأخرجه الطبراني (1110) من طريق النعمان بن المنذر، عن مكحول: أن بلالاً
…
فذكر نحوه. لم يذكر المسح على الخمار.
وسيأتي من طرق عن محمد بن راشد بالأرقام (23893) و (23896) و (23908).
وانظر ما سلف برقم (23884).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل محمد بن راشد المكحولي. وانظر ما قبله.
أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري.
23894 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الْكَعْبَةَ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَبِلَالٌ قَدْ غَلَّقَهَا، فَلَمَّا خَرَجَ سَأَلْتُ بِلَالًا: مَاذَا صَنَعَ النَّبِيُّ؟ قَالَ: تَرَكَ عَمُودَيْنِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَمُودًا عَنْ يَسَارِهِ، وَثَلَاثَةَ أَعْمِدَةٍ خَلْفَهُ، ثُمَّ صَلَّى وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ (1).
23895 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ أبِي (2) إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ بِلَالٍ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُوذِنُهُ بِالصَّلَاةِ وَهُوَ يُرِيدُ الصِّيَامَ، فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَنِي وَخَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ (3).
23896 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، أَخْبَرَنِي مَكْحُولٌ، أَنَّ نُعَيْمَ بْنَ خَمَّارٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ بِلَالًا أَخْبَرَهُ (4) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" امْسَحُوا عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْخِمَارِ "(5).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف في مسند ابن عمر برقم (5927) سنداً ومتناً.
(2)
تحرفت في (م) وبعض النسخ إلى: ابن.
(3)
رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (23889).
(4)
قوله: "أن بلالاً أخبره" سقط من (م).
(5)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (737)، ومن طريقه أخرجه الطبراني (1068).
وانظر (23892).
23897 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، حَدَّثَنِي ابْنُ عُمَرَ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ، قَضَوْا طَوَافَهُمْ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الْبَيْتَ، فَغَفَلَ عَنْهُ ابْنُ عُمَرَ، فَلَمَّا أُنْبِئَ بِدُخُولِهِ أَقْبَلَ يَرْكَبُ أَعْنَاقَ الرِّجَالِ، فَدَخَلَ يَقْتَدِي بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَيْفَ يُصَلِّي، فَتَلَقَّاهُ عِنْدَ الْبَابِ خَارِجًا، فَسَأَلَ بِلَالًا الْمُؤَذِّنَ: كَيْفَ صَنَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حِينَ دَخَلَ الْكَعْبَةَ؟ قَالَ: صَلَّى رَكْعَتَيْنِ حِيَالَ وَجْهِهِ، ثُمَّ دَعَا اللهَ عز وجل سَاعَةً، ثُمَّ خَرَجَ (1).
23898 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى؛ قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى -.
وَعَبْدَ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ (2)، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ بِلَالٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْخِمَارِ (3).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عثمان بن سعد: وهو الكاتب. روح: هو ابن عبادة.
وأخرجه الطبراني (1036) من طريقين عن عثمان بن سعد، بهذا الإسناد مختصراً.
وانظر (23885).
(2)
قوله: "عن الأعمش"، سقط من (م).
(3)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن فيه انقطاعاً، عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يدرك بلالاً، لكن روي عنه موصولاً بذِكْر كعب بن عُجْرة بينها كما سلف برقم (23884). =
23899 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا السَّائِبُ بْنُ عُمَرَ. وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا السَّائِبُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَأَلْتُ بِلَالَ بْنَ رَبَاحٍ: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ دَخَلَ الْكَعْبَةَ؟ قَالَ: بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ. وَقَالَ ابْنُ بَكْرٍ سَجْدَتَيْنِ (1).
23900 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ
= سفيان: هو ابن سعيد الثوري.
وأخرجه النسائي 1/ 76 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (1370) من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه الشاشي (956) و (962)، والطبراني (1088)، والخطيب في "تاريخه" 11/ 137 من طرق عن شعبة، به.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (736)، ومن طريقه أخرجه الطبراني (1086).
وأخرجه الشاشي (960) من طريق شريك النخعي، عن الأعمش، به.
وأخرجه الطيالسي (1116)، وعبد الرزاق (735)، والحميدي (150)، والبزار (1368)، والشاشي (957) و (958)، والطبراني (1087) و (1089) و (1090) من طرق عن الحكم بن عتيبة، به.
وأخرجه الشاشي (959)، والطبراني (1091) من طريقين عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به، مختصراً.
وسيأتي برقم (23918) عن عفان، عن شعبة.
وسيأتي مكرراً عن عبد الرزاق برقم (23916).
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه البزار في "مسنده"(1346)، والطبراني (1037) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (23885) عن يحيى بن سعيد عن السائب بن عمر.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَأَلْتُ بِلَالًا: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ دَخَلَ الْكَعْبَةَ؟ قَالَ: كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِدَارِ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ (1).
23901 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ شَدَّادٍ مَوْلَى عِيَاضِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ بِلَالٍ: أَنَّهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَوَجَدَهُ يَتَسَحَّرُ فِي مَسْجِدِ بَيْتِهِ (2).
23902 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ بْنِ ثُمَامَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مِرْدَاسٍ، قَالَ: أَتَيْتُ الشَّامَ أَتْيَةً، فَإِذَا رَجُلٌ غَلِيظُ الشَّفَتَيْنِ - أَوْ قَالَ: ضَخْمُ الشَّفَتَيْنِ - وَالْأَنْفِ، إِذَا بَيْنَ يَدَيْهِ سِلَاحٌ، فَسَأَلُوهُ وَهُوَ يَقُولُ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، خُذُوا مِنْ هَذَا السِّلَاحِ وَاسْتَصْلِحُوهُ وَجَاهِدُوا بِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ " قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: بِلَالٌ (3).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل هشام ابن سعد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن خزيمة (3011) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة، وأبو عوانة، كلاهما كما في "إتحاف المهرة" 2/ 646 من طريقين عن هشام بن سعد، به.
وانظر (23894).
(2)
إسناده ضعيف لجهالة شدَّاد مولى عياض، ثم هو منقطع، فإنه لم يدرك بلالاً.
وانظر ما سلف برقم (23889).
(3)
إسناده ضعيف لجهالة عمرو بن مِرداس وأبي الورد بن ثمامة. إسماعيل: هو ابن عليَّة، والجُريري: هو سعيد بن إياس. =
23903 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَمَرَّ بِلَالٌ، فَسَأَلَهُ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْضِي حَاجَتَهُ فَآتِيهِ بِالْمَاءِ، فَيَتَوَضَّأُ، وَيَمْسَحُ عَلَى الْعِمَامَةِ وَعَلَى الْخُفَّيْنِ (1).
= وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 13/ ورقة 604 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي عبد الله -وهو مولى لبني تَيْم بن مُرَّة- وأما أبو عبد الرحمن فقد قيل: إنه مسلم بن يسار، حكى ذلك الدارقطني في "العلل" 7/ 177 عن عبد الملك بن أبجر حيث رواه عن أبي بكر بن حفص متابعاً لشعبة، قال الدارقطني: وليس عندي كما قال؛ يعني في تسميته، وقد قيل: إنه أبو عبد الرحمن السلمي -واسمه عبد الله بن حبيب- كما وقع في رواية عيسى بن أحمد العسقلاني، عن شبابة، عن شعبة عند الشاشي (965)، وعيسى بن أحمد -مع كونه ثقة- له أحاديث يتفرد بها، وأما ابن عبد البر فقد قال في أبي عبد الرحمن وأبي عبد الله: كلاهما مجهول لا يُعرف. نقله عنه ابن حجر في "تهذيبه". قلنا: وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو بكر بن حفص: هو عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 481، وأبو داود (153)، والشاشي (963) و (964)، و (965) و (966)، والطبراني (1100) و (1101)، والحاكم 1/ 170، والبيهقي 1/ 288 - 289، والمزي في ترجمة أبي عبد الله من "التهذيب" 34/ 32 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح، فإن أبا عبد الله مولى بني تيم معروف بالصحة والقبول!
وسلف برقم (23891) من طريق ابن جريج عن أبي بكر بن حفص عن أبي =
23904 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ (1)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ بِلَالٍ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْخِمَارِ (2).
23905 -
حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ (3)، حَدَّثَنِي خُصَيْفٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ سَأَلَ بِلَالًا فَأَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ جَعَلَ الْأُسْطُوَانَةَ عَنْ يَمِينِهِ، وَتَقَدَّمَ قَلِيلًا وَجَعَلَ الْمَقَامَ خَلْفَ ظَهْرِهِ (4).
= عبد الرحمن عن أبي عبد الله، فقلبه ابن جريج، صرَّح بذلك غير واحد من الحفَّاظ فيما قاله الحافظ ابن حجر في "التهذيب".
وانظر ما سلف برقم (23884)،
(1)
تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: عتبة.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: اسمه سليمان بن مِهران.
وأخرجه النسائي 1/ 75، والبزار (1358)، وابن خزيمة (180)، وأبو عوانة (716)، والشاشي (949) و (951)، والطبراني (1061)، والبيهقي 1/ 271 من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وانظر (23884).
(3)
تحرف في (م) والنسخ الخطية إلى: مروان بن الحكم، والتصويب من "جامع المسانيد، و"أطراف المسند".
(4)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، مروان بن شجاع وخصيف -وهو ابن عبد الرحمن الجَزَري- صدوقان.
وأخرجه بنحوه الطبراني (1030) و (1031) من طريقين عن خصيف، بهذا الإسناد. =
23906 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. وَابْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ بِلَالٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ (1).
23907 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا قَالَ: أُتِيَ ابْنُ عُمَرَ وَهُوَ فِي مَنْزِلِهِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ دَخَلَ الْكَعْبَةَ، قَالَ: فَأَقْبَلْتُ، قَالَ: فَأَجِدُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ خَرَجَ وَأَجِدُ بِلَالًا قَائِمًا بَيْنَ الْبَابَيْنِ، فَقُلْتُ: يَا بِلَالُ، هَلْ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْكَعْبَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ بَيْنَ هَاتَيْنِ السَّارِيَتَيْنِ؛ وَأَشَارَ لَهُ إِلَى السَّارِيَتَيْنِ اللَّتَيْنِ عَلَى يَسَارِكِ إِذَا دَخَلْتَ، قَالَ: ثُمَّ
= وأخرجه البزار (1348) و (1349) من طريقين ضعيفين عن مجاهد، بنحوه، وقرن بمجاهدٍ في الموضع الثاني سالماً.
وسيأتي بأطول مما هنا برقم (23907) من طريق سيف بن سليمان عن مجاهد.
وانظر ما سلف برقم (23885).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن بكر: هو محمد بن بكر البُرساني، وابن جريج: اسمه عبد الملك بن عبد العزيز.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (9063)، ومن طريقه أخرجه الطبراني (1032).
وسيأتي بنحوه برقم (23919) من طريق حماد بن زيد عن عمرو بن دينار.
وانظر ما سلف برقم (23885).
خَرَجَ فَصَلَّى فِي وَجْهِ الْكَعْبَةِ رَكْعَتَيْنِ (1).
23908 -
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ خَمَّارٍ، عَنْ بِلَالٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " امْسَحُوا عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْخِمَارِ "(2).
23909 -
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، عَنْ سَعِيدٍ - يَعْنِي أَبَاهُ - قَالَ: اعْتَمَرَ مُعَاوِيَةُ فَدَخَلَ الْبَيْتَ، فَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ وَجَلَسَ يَنْتَظِرُهُ حَتَّى جَاءَهُ، فَقَالَ: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ دَخَلَ الْبَيْتَ؟ قَالَ: مَا كُنْتُ مَعَهُ، وَلَكِنِّي دَخَلْتُ بَعْدَ أَنْ أَرَادَ الْخُرُوجَ، فَلَقِيتُ بِلَالًا فَسَأَلْتُهُ: أَيْنَ صَلَّى؟ فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ صَلَّى بَيْنَ الْأُسْطُوَانَتَيْنِ. فَقَامَ مُعَاوِيَةُ فَصَلَّى بَيْنَهُمَا (3).
23910 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنِي أَبُو
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله.
وأخرجه البخاري (397) و (1167)، والنسائي 5/ 217 - 218، وابن خزيمة (3016)، والبيهقي 2/ 328 من طرق عن سيف بن سليمان، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (23905) مختصراً من طريق خصيف عن مجاهد.
وانظر ما سلف برقم (23885).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، وانظر (23892).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وانظر ما سلف برقم (23885).
زِيَادَةَ (1) عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادَةَ الْكِنْدِيُّ، عَنْ بِلَالٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُؤْذِنُهُ بِصَلَاةِ الْغَدَاةِ، فَشَغَلَتْ عَائِشَةُ بِلَالًا بِأَمْرٍ سَأَلَتْهُ عَنْهُ حَتَّى فَضَحَهُ الصُّبْحُ، وَأَصْبَحَ جِدًّا، قَالَ: فَقَامَ بِلَالٌ فَآذَنَهُ بِالصَّلَاةِ وَتَابَعَ بَيْنَ أَذَانِهِ، فَلَمْ يَخْرُجْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا خَرَجَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ شَغَلَتْهُ بِأَمْرٍ سَأَلَتْهُ عَنْهُ حَتَّى أَصْبَحَ جِدًّا، ثُمَّ إِنَّهُ أَبْطَأَ عَلَيْهِ بِالْخُرُوجِ، فَقَالَ:" إِنِّي رَكَعْتُ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ قَدْ أَصْبَحْتَ جِدًّا! قَالَ:" لَوْ أَصْبَحْتُ أَكْثَرَ مِمَّا أَصْبَحْتُ، لَرَكَعْتُهُمَا (2) وَأَحْسَنْتُهُمَا وَأَجْمَلْتُهُمَا "(3).
(1) في (م) في الموضعين: زياد، بلا هاء. وهو أحد وجهين قيلا في اسمه، وهو بالهاء أصحُّ.
(2)
في (م): فركعتهما.
(3)
رجاله ثقات إلا أنه منقطع بين عبيد الله بن زيادة وبلال بن رباح، وما وقع في هذه الرواية من التصريح بالسماع بينهما فهو وهم من أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج أو أنه كان يضطرب فيه، فقد رواه عنه أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة عند الطبراني في "الشاميين"(791)، ومحمد بن عوف عند الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 181، فلم يذكرا فيه التصريح بالسماع كما رواه الوليد بن مسلم عن عبد الله بن العلاء عند ابن عساكر في "تاريخه" 10/ لوحة 652 فلم يذكر فيه التصريح بالسماع كذلك، وقد نصَّ الحافظ ابن حجر في "التقريب" على أن رواية عبيد الله ابن زيادة عن بلال مرسلة، وقال في "تهذيبه": الظاهر أن روايته عن بلال مرسلة، فإن ابن أبي حاتم روى عن أبيه أنه لم يدرك أبا الدرداء، وقال: هو مرسل.
قلنا: ذكر أبو زرعة الدمشقي وابن سميع عبيدَ الله بن زيادة في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام، وأهل هذه الطبقة لا يحتمل سماعهم من مثل بلالٍ رضي الله =
23911 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَطَّابِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ بِلَالٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم " يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْخِمَارِ (1).
23912 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ وَأَبُو أَحْمَدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو (2) إِسْرَائِيلَ؛ قَالَ: أَبُو أَحْمَدَ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ بِلَالٍ قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ لَا أُثَوِّبَ فِي شَيْءٍ مِنَ
= عنه، فقد توفي في خلافة عمر سنة سبع عشرة، وقيل: ثمان عشرة، وقيل: سنة عشرين.
وأخرجه أبو داود (1257)، والبيهقي 2/ 471، والمزي في ترجمة عبيد الله بن زيادة من "تهذيب الكمال" 19/ 46، وابن عساكر من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار في "مسنده"(1381)، وابن عساكر في "تاريخه" 10/ لوحة 652 من طريق إبراهيم بن هانئ، عن أبي المغيرة، به.
وفي باب الإسفار بالفجر عن رافع بن خديج، سلف برقم (15819).
وفي باب تأكيد ركعتي الفجر عن عائشة، وسيأتي حديثها برقم (24167).
قوله: "ركعتي الفجر" أي: السُّنَّة، وفيه أن السُّنة لا تترك بزيادة الإسفار، والله تعالى أعلم، قاله السندي.
(1)
حديث صحيح، رجاله ثقات إلا أنه منقطع، وانظر (23898). عبيد الله: هو ابن عمرو بن أبي الوليد الرقيِّ.
(2)
تحرفت في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: ابن.
الصَّلَاةِ إِلَّا فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَذَّنْتَ فَلَا تُثَوِّبْ
…
" (1).
(1) حسن بمجموع طرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف، أبو إسرائيل -وهو المُلائي إسماعيل بن خليفة- فيه ضعف لكن يعتبر به في المتابعات والشواهد، وقد اضطرب في هذا الحديث كما في "الضعفاء" للعقيلي 1/ 75، فقد شكَّ فيه هل سمعه من الحكم بن عتيبة أو من الحسن بن عمارة، والحسن ضعيف عند أهل الحديث، ثم إن الإسناد منقطع بين عبد الرحمن بن أبي ليلى وبلال، فهو لم يدركه. أبو أحمد: هو الزبيري محمد بن عبد الله.
وأخرجه الترمذي (198)، وابن ماجه (715)، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 75، والطبراني (1093)، والمزي في "تهذيب الكمال" 3/ 81 - 82 من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد- ولفظه عندهم: أمرني أن أثوّبَ في الفجر، ونهاني أن أُثوِّب في العشاء. قال الترمذي: حديث بلال لا نعرفه إلا من حديث أبي إسرائيل الملائي، وأبو إسرائيل لم يسمع هذا الحديث من الحكم بن عتيبة، إنما رواه عن الحسن بن عمارة، عن الحكم بن عتيبة ..
وأخرجه البزار في "مسنده"(1373) من طريق إسماعيل بن أبان، عن أبي إسرائيل، بنحوه. ولفظه: أمرني أن أثوب في الفجر، ولا أُثوِّب في المغرب.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 701 - 702 من طريق حجاج، والعقيلي 1/ 75 من طريق أبي الوليد، كلاهما عن أبي إسرائيل، عن الحكم، أو عن الحسن بن عمارة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، به.
جاء عند العقيلي في أحد طريقيه: عن ابن أبي ليلى: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال ..
وأخرجه عبد الرزاق (1824)، ومن طريقه الطبراني (1092)، وأخرجه ابن عدي 2/ 702 من طريق أبي يوسف، كلاهما (عبد الرزاق وأبو يوسف) عن الحسن ابن عمارة عن الحكم، به. ولفظه: أمرني أن أُثوِّب في الفجر، ونهاني أن أُثوب في العشاء. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه ابن عدي 2/ 702 من طريق عبد الله بن بَزِيغ، عن الحسن بن عمارة، عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي قال: أمرني النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوه. لم يسق لفظه. وعبد الله بن بزيغ والحسن بن عمارة ضعيفان.
وأخرجه عبد الرزاق (1823) عن معمر، عن صاحب له، عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلالاً
…
فذكره.
وأخرجه البزار (1372)، والدارقطني 1/ 243 من طريق أبي سعد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن بلال. ولفظه: أمرني أن أُثوب في الفجر ونهاني أن أثوب في العشاء. وأبو سعد: هو سعيد بن المَرزُبان البقال، وهو ضعيف.
وأخرج ابن أبي شيبة 1/ 208، وابن ماجه (716)، والبيهقي 1/ 422 - 423 من طرق عن الزهري، عن سعيد بن المسيب أن بلالاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم يؤذنه بصلاة الفجر، فقيل: هو نائم، فقال: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، فأقرت في تأذين الفجر، فثبت الأمر على ذلك ورجاله ثقات إلا أنه مرسل، ومراسيل سعيد أصحُّ المراسيل.
ومثلَه أخرج البيهقي 1/ 422 من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، عن حفص بن عمر بن سعد المؤذن، عن أهله: أن بلَالاً
…
وحفص بن عمر لم يرو عنه سوى الزهري، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وسلف برقم (15376) من حديث أبي محذورة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "إذا أذنت بالأول من الصبح، فقل: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم
…
".
وأخرج ابن أبي شيبة 1/ 208، والبيهقي 1/ 423 من طريق أبي أسامة، عن عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين، عن أنس قال: من السنة إذا قال المؤذن في أذان الفجر: حي على الفلاح، قال: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم. وإسناده صحيح كما قال البيهقي. وتحرف أنسٌ في مطبوع ابن أبي شيبة إلى ليس، فصار: ليس من السنة!
قال السندي: قوله: "أن لا أُثوِّب" من التثويب، وهو الرجوع إلى الدعاء إلى الصلاة بقوله: الصلاة خيرٌ من النوم.
23913 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ بِلَالٍ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ لَا أُثَوِّبَ إِلَّا فِي الْفَجْرِ (1).
23914 -
حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، قَالَ: ذَكَرَ رَجُلٌ لِشُعْبَةَ الْحَكَمُ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ بِلَالٍ: فَأَمَرَنِي أَنْ أُثَوِّبَ فِي الْفَجْرِ، وَنَهَانِي عَنِ الْعِشَاءِ. فَقَالَ شُعْبَةُ: وَاللهِ مَا ذَكَرَ ابْنَ أَبِي لَيْلَى وَلَا ذَكَرَ إِلَّا إِسْنَادًا ضَعِيفًا. قَالَ: أَظُنُّ شُعْبَةَ قَالَ: كُنْتُ أُرَاهُ رَوَاهُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ (2).
23915 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو وَيَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ (3)، قَالَا: حَدَّثَنَا
(1) حسن بمجموع طرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم، ولانقطاعه.
وأخرجه البيهقي 1/ 424 من طريق علي بن عاصم، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
(2)
لعلَّه يريد عمران بن مسلم الجُعْفي، فقد أخرج ابن أبي شيبة في "مصنفه" 1/ 208 عن وكيع، عن سفيان الثوري، عن عمران بن مسلم، عن سويد بن غَفَلة: أنه أرسل إلى مؤذنه: إذا بلغت "حي على الفلاح" فقل: الصلاة خيرٌ من النوم، فإنه أذان بلالٍ. لكن عمران هذا ثقة، وسويد بن غفلة تابعي مخضرم.
وقد أخرج البيهقي 1/ 424 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن شعبة، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: أُمِرَ بلال أن يثوِّب في صلاة الصبح ولا يثوب في غيرها.
وانظر ما قبله
(3)
تحرَّف أول الإسناد في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: حدثنا معاوية عن عمرو ويحيى بن أبي كثير، والتصويب من (ظ 5).
زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنْ بِلَالٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ (1).
23916 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ بِلَالٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَعَلَى الْخِمَارِ (2).
23917 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ (3) - حَدَّثَنَا
(1) إسناده صحيح، وقد اختلف على الأعمش في ذِكْر الواسطه فيه بين ابن أبي ليلى وبلال كما سبق بيانه عند الرواية (23884).
وأخرجه الطبراني (1023) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي (950) من طريق يحيى بن أبي بكير، به. إلا أنه جاء فيه: كعب، بدل البراء!
وأخرجه البزار (1359)، والنسائي 1/ 75 - 76، وابن خزيمة (183) من طريقين عن زائدة، به.
جاء في أصل ابن خزيمة: البراء عن بلال، فغيرها محققه إلى: كعب عن بلال، ظناً منه أنه الصواب معتمداً على رواية مسلم، فأخطأَ، وقد جاء على الصواب في "إتحاف المهرة" 2/ 644.
وأخرجه البزار (1360) من طريق عمار بن رزيق، والنسائي 1/ 75 - 76 من طريق حفص بن غياث، كلاهما عن الأعمش، به.
(2)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أنه منقطع بين ابن أبي ليلى وبلال. وقد سلف من هذا الطريق برقم (23898).
(3)
في (م): يعني ابن أبي سلمة، وهو خطأ.
أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ بِلَالٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ عَلَى الْمُوقَيْنِ وَالْخِمَارِ (1).
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن رواية أبي إدريس -وهو الخولاني عائذ الله بن عبد الله- عن بلال قيل: إنها مرسَلَة، ذكر ذلك العلائي في "جامع التحصيل". أيوب: هو ابن أبي تميمة السَّختِياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 188 عن عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (1377)، وابن خزيمة (189)، والطبراني (1112) من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه عبد الرزاق (732)، ومن طريقه الطبراني (1113) عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، قال: مسح بِلال
…
فذكره. لم يذكر أبا إدريس في الإسناد.
وأخرجه الطبراني (1114) من طريق يحيى بن أبي إسحاق، عن أبي قلابة، عن بلال، لم يذكر أبا إدريس.
وأخرجه البزار (1378)، والطبراني (1116)، والبيهقي 1/ 62 من طريق حميد الطويل، عن أبي رجاء مولى أبي قلابة، عن أبي قلابة، عن أبي إدريس، به. انفرد البيهقي في حديثه: مسح على الخُفَّين وناصيته والعمامة. فزاد فيه الناصية، وهي غير محفوظة في حديث بلال، وفي إسناده عنده الفضل بن محمد -وهو الخراساني الشعراني- قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 69: تكلموا فيه، ووثقه الحاكم كما في "السير" للذهبي 3/ 318، ورماه الحسين القباني بالكذب، فبالغ، قاله الذهبي، وذِكرُ الناصية جاء في حديث المغيرة بن شعبة فيما سلف برقم (18234)، وهو في "صحيح مسلم"(274).
وأخرجه الطبراني (1118) من طريق مطر الوراق، عن أبي قلابة الجرمي، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن بلال. فذكر أبا الأشعث مكان أبي إدريس، ومطر الوراق كثير الخطأ. =
23918 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَنْبَأَنِي الْحَكَمُ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى، عَنْ بِلَالٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْخِمَارِ (1).
23919 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ حَدَّثَ عَنْ بِلَالٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي الْبَيْتِ. قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لَمْ يُصَلِّ فِيهِ، وَلَكِنَّهُ كَبَّرَ فِي نَوَاحِيهِ (2).
= وأخرجه الطبراني (1115) من طريق زهير بن معاوية، عن حميد الطويل، عن أبي رجاء، عن عمه أبي إدريس: أنه كان قاعداً بدمشق في يوم بارد يتوضأ فمرَّ به بلال
…
وفي هذا الإسناد إشكالان، الأول: قوله فيه: "عن عمه أبي إدريس" وأبو رجاء هذا -واسمه سلمان- مولىً لأبي قلابة، وليس بينه وبين أبي إدريس قرابة. والثاني: ذِكره فيه لُقيَّ أبي إدريس بلالاً، وأبو إدريس ولد عام حنين، فسنُّه لا يحتمل مثل هذه القصة التي ذكرها، فلذلك فإن بعض رواته أخطأ فيه، والله تعالى أعلم.
وأخرجه الطبراني (1117) من طريق معتمر، عن حميد، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي إدريس، عن بلال. قال الدارقطني في "العلل" 7/ 182: ليس بمحفوظ.
وانظر ما سلف برقم (23884).
(1)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه منقطع.
وقد سلف برقم (23898) من طريق شعبة.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن خزيمة (3008)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 390، =
23920 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ - قَالَ شُعْبَةُ: كَتَبَ إليَّ (1) -، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: قَالَ بِلَالٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَا تَسْبِقْنِي بِآمِينَ (2).
23921 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْبَيْتَ وَبِلَالٌ خَلْفَهُ، قَالَ: وَكُنْتُ شَابًّا فَصَعِدْتُ فَاسْتَقْبَلَنِي بِلَالٌ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا صَنَعَ رَسُولُ اللهِ هَاهُنَا؟ قَالَ: فَأَشَارَ بِيَدِهِ؛ أَيْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ (3).
= والشاشي (944)، والطبراني (1033) و (1034) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. ولم يذكروا فيه قول ابن عباس.
وانظر (23906)، وما سلف برقم (23885).
وقد سلف حديث ابن عباس في مسنده برقم (2126)، وللجمع بين القولين انظر "فتح الباري" 3/ 468 - 469، وما سلف عند حديث أسامة بن زيد برقم (21813).
(1)
تحرف في (م) إلى: أبي.
(2)
مرسل صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد سلف الكلام عليه برقم (23883).
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 1/ 219 من طريق روح بن عبادة وآدم بن أبي إياس، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "السنن الكبير" 2/ 56 من طريق روح وآدم، عن شعبة، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن بلال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تسبقني بآمين" فجعله من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، والعكس هو الصحيح.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، ابن أبي روَّاد -وهو عبد العزيز- صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. =
23922 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ وَهُوَ عَلَى نَاقَةٍ لِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، فَأَنَاخَ - يَعْنِي بِالْكَعْبَةِ - ثُمَّ دَعَا عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ بِالْمِفْتَاحِ، فَذَهَبَ يَأْتِيهِ بِهِ، فَأَبَتْ أُمُّهُ أَنْ تُعْطِيَهُ، فَقَالَ: لَتُعْطِيَنَّهُ أَوْ يُخْرَجُ بِالسَّيْفِ مِنْ صُلْبِي. فَدَفَعَتْهُ إِلَيْهِ، فَفَتَحَ الْبَابَ فَدَخَلَ وَمَعَهُ بِلَالٌ وَعُثْمَانُ وَأُسَامَةُ فَأَجَافُوا الْبَابَ عَلَيْهِمْ مَلِيًّا، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَكُنْتُ رَجُلًا شَابًّا قَوِيًّا فَبَادَرْتُ النَّاسَ فَبَدَرْتُهُمْ، فَوَجَدْتُ بِلَالًا قَائِمًا عَلَى الْبَابِ، فَقُلْتُ: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللهِ؟ فَقَالَ: بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ الْمُقَدَّمَيْنِ. وَنَسِيتُ أَنْ أَسْأَلَهُ كَمْ صَلَّى؟ (1)
= وأخرجه عمر بن شبة في "أخبار مكة" كما في "الفتح" 1/ 500 من طريق عبد العزيز بن أبي رواد، بهذا الإسناد.
وانظر (23894) و (23900)، والروايتين التاليتين، وانظر ما سلف برقم (23885).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّختياني.
وأخرجه الحميدي (149) و (692)، ومسلم (1329)(390)، وابن خزيمة (3010)، وأبو عوانة كما في "الإتحاف" 2/ 646، وابن حبان (2220)، والطبراني (1040) ميت طريق سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (9064)، والدارمي (1866)، والبخاري (468)، ومسلم (1329)(389)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(267)، وأبو عوانة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 390، والطبراني (1038)، والدارقطني في "العلل" 7/ 192 - 193 و 193 - 194 ميت طرق عن أيوب، به. =
23923 -
حَدَّثَنَا يَحْيِى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثَني نَافِعٍ، عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: أن رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَل الْبَيْتَ هُوَ وبِلَالٌ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ، فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَجَافَ عَلَيْهِمُ الْبَابَ، فَمَكَثُوا سَاعَةً ثُمَّ خَرَجَ، فَلَمَّا فَتَحَ كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَ، فَسَأَلْتُ بلِاَلًا: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللهِ؟ قَالَ: بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ
= جاء عند عبد الرزاق ذِكر الفضل بن العباس، وذِكرُه شاذٌّ كما قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 3/ 468.
وانظر ما قبله وما بعده.
قلنا: قول ابن عمر: "ونسيت أن أسأله: كم صلى؟ " كذا وقع في رواية نافع عنه، ووقع في رواية ابن أبي مليكة عنه السالفة برقم (23885)، ورواية مجاهد عنه السالفة برقم (23907): أن بلالاً أخبره بأن النبي صلى الله عليه وسلم ركع ركعتين. وأجاب الحافظ ابن حجر على هذا الإشكال في "الفتح" 1/ 500 فقال: الجواب عن ذلك أن يقال: يحتمل أن ابن عمر اعتمد في قوله: "ركعتين" على القدر المتحقق له، وذلك أن بلالاً أثبت له أنه صلَّى، ولم يُنقَل أن النبي صلى الله عليه وسلم تنفَّل في النهار بأقلَّ من ركعتين، فكانت الركعتان متحقَّقاً وقوعُهما لما عُرف بالاستقراء من عادته، فعلى هذا فقوله:"ركعتين" من كلام ابن عمر لا من كلام بلالٍ. وقد وجدتُ ما يؤيد هذا ويستفاد منه جمع آخر بين الحديثين، وهو ما أخرجه عمر بن شبَّة في "كتاب مكة" (وهو عند الإمام أحمد أيضاً وقد سلف برقم: 23921) من طريق عبد العزيز بن أبي روَّاد عن نافع عن ابن عمر في هذا الحديث: "فاستقبلني بلال فقلت: ما صنع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ها هنا؟ فأشار بيده؛ أي: صلَّى ركعتين، بالسبَّابة والوُسطى" فعلى هذا فيُحمل قوله: "نسيت أن أسأله: كم صلى؟ " على أنه لم يسأله لفظاً ولم يُجِبْه لفظاً، وإنما استفاد منه صلاة الركعتين بإشارته لا بنُطْقه. وانظر تتمة كلامه فيه.
الْمُقَدَّمَيْنِ. وَنَسِيتُ أَنْ أَسْأَلَهُ كَمْ صَلَّى؟ (1)
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (5176) سنداً ومتناً.
وسلف برقم (4891) عن عبد الرزاق عن عبيد الله بن عمر العمري، به.
تنبيه: لم يرد هذا الحديث في (م) و (ظ 2) و (ق) في هذا الموضع، واستدركناه من (ظ 5).
قوله: "فأجاف عليهم البابَ" أي: ردَّ عليهم باب الكعبة.
حَدِيثُ صُهَيْبٍ
23924 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عَجِبْتُ مِنْ قَضَاءِ اللهِ لِلْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَ الْمُؤْمِنِ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ فَشَكَرَ، كَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ فَصَبَرَ، كَانَ خَيْرًا لَهُ "(1).
23925 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَنْبَأَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، نُودُوا: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ مَوْعِدًا لَمْ تَرَوْهُ. فَقَالُوا: وَمَا هُوَ؟ أَلَمْ يُبَيِّضْ وُجُوهَنَا، وَيُزَحْزِحْنَا عَنِ النَّارِ، وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابُ، قَالَ: فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، فَوَاللهِ مَا أَعْطَاهُمُ اللهُ شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْهُ " ثُمَّ قَرَأَ: {لِلَّذِينَ
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وقد سلف في الجزء الحادي والثلاثين برقم (18934) عن بهز بن أسد وحجاج بن محمد عن سليمان بن المغيرة ..
وسيأتي برقم (23930) من طريق حماد بن سلمة عن ثابت.
أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26]. وَقَالَ مَرَّةً: " إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ "(1).
23926 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ صُهَيْبٍ، أَنَّ صُهَيْبًا كَانَ يُكْنَى أَبَا يَحْيَى، وَيَقُولُ: إِنَّهُ مِنَ الْعَرَبِ، وَيُطْعِمُ الطَّعَامَ الْكَثِيرَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا صُهَيْبُ، مَا لَكَ تُكْنَى أَبَا يَحْيَى وَلَيْسَ لَكَ وَلَدٌ؟ وَتَقُولُ: إِنَّكَ مِنَ الْعَرَبِ، وَتُطْعِمُ الطَّعَامَ الْكَثِيرَ، وَذَلِكَ سَرَفٌ فِي الْمَالِ؟ فَقَالَ صُهَيْبٌ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَنَّانِي أَبَا يَحْيَى، وَأَمَّا قَوْلُكَ فِي النَّسَبِ، فَأَنَا رَجُلٌ مِنَ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ مِنْ أَهْلِ الْمَوْصِلِ، وَلَكِنِّي سُبِيتُ غُلَامًا صَغِيرًا قَدْ عَقَلْتُ (2) أَهْلِي وَقَوْمِي، وَأَمَّا قَوْلُكَ فِي الطَّعَامِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" خِيَارُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَرَدَّ السَّلَامَ " فَذَلِكَ الَّذِي يَحْمِلُنِي عَلَى أَنْ أُطْعِمَ الطَّعَامَ (3).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (18935) سنداً ومتناً.
(2)
تصحفت في (م) إلى: غفلت
(3)
إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه عند الحديث السابق برقم (18942). زهير: هو ابن محمد التميمي.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 153 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/ 226 - 227 عن أبي عامر العَقَدي وأبي حذيفة موسى بن مسعود، كلاهما عن زهير بن محمد، به. =
23927 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى هَمَسَ شَيْئًا لَا أَفْهَمُهُ وَلَا يُخْبِرُنَا بِهِ، قَالَ:" أَفَطِنْتُمْ لِي؟ " قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: " إِنِّي ذَكَرْتُ نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ أُعْطِيَ جُنُودًا مِنْ قَوْمِهِ، فَقَالَ: مَنْ يُكَافِئُ هَؤُلَاءِ - أَوْ مَنْ يَقُومُ لِهَؤُلَاءِ؟! أَوْ غَيْرَهَا مِنَ الْكَلَامِ - فَأُوحِيَ إِلَيْهِ: أَنْ اخْتَرْ لِقَوْمِكَ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ نُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، أَوِ الْجُوعَ، أَوِ الْمَوْتَ. فَاسْتَشَارَ قَوْمَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالُوا: أَنْتَ نَبِيُّ اللهِ، نَكِلُّ ذَلِكَ إِلَيْكَ، خِرْ لَنَا. فَقَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، وَكَانُوا إِذَا فَزِعُوا، فَزِعُوا إِلَى الصَّلَاةِ، فَصَلَّى مَا شَاءَ اللهُ ". قَالَ: " ثُمَّ قَالَ: أَيْ رَبِّ، أَمَّا عَدُوٌّ مِنْ غَيْرِهِمْ فَلَا، أَوِ الْجُوعُ فَلَا، وَلَكِنِ الْمَوْتُ. فَسُلِّطَ عَلَيْهِمُ الْمَوْتُ، فَمَاتَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا، فَهَمْسِي الَّذِي تَرَوْنَ أَنِّي أَقُولُ: اللهُمَّ بِكَ أُقَاتِلُ، وَبِكَ أُصَاوِلُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ "(1).
= وأخرجه مختصراً بقصة التكنِّي ابنُ ماجه (3738) من طريق يحيى بن أبي بكير، والبزار في "مسنده"(2094) من طريق أبي عامر العقدي، كلاهما عن زهير بن محمد، به.
وسيأتي مختصراً برقم (23929).
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم. ثابت: هو ابن أسلَم البُناني.
وأخرجه ابن حبان (1975) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (18937) عن عفان عن سليمان بن المغيرة، وبرقم (18933) و (18938) و (18940) من طريق حماد بن سلمة عن ثابت.
23928 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ: " اللهُمَّ بِكَ أَحُولُ، وَبِكَ أَصُولُ، وَبِكَ أُقَاتِلُ "(1).
23929 -
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: فَقَالَ لِعُمَرَ: أَمَّا قَوْلُكَ: اكْتَنَيْتَ وَلَيْسَ لَكَ وَلَدٌ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَنَّانِي أَبَا يَحْيَى، وَأَمَّا قَوْلُكَ: فِيكَ سَرَفٌ فِي الطَّعَامِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" خَيْرُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ " أَوِ " الَّذِينَ يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ "(2).
23930 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَاعِدٌ مَعَ أَصْحَابِهِ إِذْ
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. روح: هو ابن عُبادة، وحماد: هو ابن سلمة.
وانظر ما قبله.
(2)
إسناده ضعيف كما سلف عند الرواية (18942).
وأخرجه ابن سعد 3/ 226 - 227، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 340، والطبراني في "الكبير"(7310)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 153 من طرق عن عبيد الله بن عمرو الرقي، بهذا الإسناد.
وانظر (23926).
ضَحِكَ فَقَالَ: " أَلَا تَسْأَلُونِي مِمَّ أَضْحَكُ؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمِمَّ تَضْحَكُ؟ قَالَ:" عَجِبْتُ لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، إِنْ أَصَابَهُ مَا يُحِبُّ، حَمِدَ اللهَ وَكَانَ لَهُ خَيْرٌ، وَإِنْ أَصَابَهُ مَا يَكْرَهُ فَصَبَرَ، كَانَ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ كُلُّ أَحَدٍ أَمْرُهُ كُلُّهُ لَهُ خَيْرٌ إِلَّا الْمُؤْمِنُ "(1). وَحَدَّثَنَاهُ عَفَّانُ أَيْضًا، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ هَذَا اللَّفْظَ بِعَيْنِهِ، وَأُرَاهُ وَهِمَ، هَذَا لَفْظُ حَمَّادٍ، وَقَدْ حَدَّثَنَا بِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ نَحْوًا مِنْ لَفْظِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سُلَيْمَانَ، وَذَلِكَ مِنْ كِتَابِهِ قِرَاءَةً عَلَيْنَا.
23931 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " كَانَ مَلِكٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، وَكَانَ لَهُ سَاحِرٌ، فَلَمَّا كَبِرَ السَّاحِرُ قَالَ لِلْمَلِكِ: إِنِّي قَدْ كَبِرَتْ سِنِّي، وَحَضَرَ أَجَلِي، فَادْفَعْ إِلَيَّ غُلَامًا فَلَأُعَلِّمُهُ السِّحْرَ. فَدَفَعَ إِلَيْهِ غُلَامًا، فَكَانَ يُعَلِّمُهُ السِّحْرَ، وَكَانَ بَيْنَ السَّاحِرِ وَبَيْنَ الْمَلِكِ رَاهِبٌ، فَأَتَى الْغُلَامُ عَلَى الرَّاهِبِ، فَسَمِعَ مِنْ كَلَامِهِ
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد ابن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه الدارمي (2777) عن أبي حاتم البصري، وابن قانع في "معجمه" 2/ 18، والطبراني في "الكبير"(7316) من طريق أبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، وقرن الطيالسي بحمادٍ سليمانَ بنَ المغيرة.
وقد سلف من طريق سليمان برقم (23924).
فَأَعْجَبَهُ نَحْوُهُ وَكَلَامُهُ، فَكَانَ إِذَا أَتَى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ وَقَالَ: مَا حَبَسَكَ؟ وَإِذَا أَتَى أَهْلَهُ ضَرَبُوهُ وَقَالُوا: مَا حَبَسَكَ؟ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى الرَّاهِبِ، فَقَالَ: إِذَا أَرَادَ السَّاحِرُ أَنْ يَضْرِبَكَ فَقُلْ: حَبَسَنِي أَهْلِي، وَإِذَا أَرَادَ أَهْلُكَ أَنْ يَضْرِبُوكَ فَقُلْ: حَبَسَنِي السَّاحِرُ.
قَالَ: فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَتَى ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى دَابَّةٍ فَظِيعَةٍ عَظِيمَةٍ وَقَدْ حَبَسَتِ النَّاسَ، فَلَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَجُوزُوا، فَقَالَ: الْيَوْمَ أَعْلَمُ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ أَمْ أَمْرُ السَّاحِرِ؟ فَأَخَذَ حَجَرًا فَقَالَ: اللهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ وَأَرْضَى لَكَ مِنَ أَمِرِ السَّاحِرِ، فَاقْتُلْ هَذِهِ الدَّابَّةَ حَتَّى يَجُوزَ النَّاسُ. وَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا، وَمَضَى النَّاسُ، فَأَخْبَرَ الرَّاهِبَ بِذَلِكَ، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ، أَنْتَ أَفْضَلُ مِنِّي، وَإِنَّكَ سَتُبْتَلَى، فَإِنْ ابْتُلِيتَ، فَلَا تَدُلَّ عَلَيَّ.
فَكَانَ الْغُلَامُ يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَسَائِرَ الْأَدْوَاءِ وَيَشْفِيهِمْ، وَكَانَ جَلِيسٌ لِلْمَلِكِ فَعَمِيَ، فَسَمِعَ بِهِ، فَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيرَةٍ فَقَالَ: اشْفِنِي وَلَكَ مَا هَاهُنَا أَجْمَعُ. فَقَالَ: مَا أَشْفِي أَنَا أَحَدًا، إِنَّمَا يَشْفِي اللهُ، فَإِنْ أَنْتَ آمَنْتَ بِهِ، دَعَوْتُ اللهَ فَشَفَاكَ. فَآمَنَ فَدَعَا اللهَ لَهُ فَشَفَاهُ، ثُمَّ أَتَى الْمَلِكَ، فَجَلَسَ مِنْهُ نَحْوَ مَا كَانَ يَجْلِسُ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: يَا فُلَانُ، مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ؟ فَقَالَ: رَبِّي. قَالَ: أَنَا؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ رَبِّي وَرَبُّكَ، اللهُ. قَالَ: أَوَلَكَ رَبٌّ غَيْرِي؟! قَالَ: نَعَمْ. فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّهُ عَلَى الْغُلَامِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ، قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ أَنْ تُبْرِئَ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ
وَهَذِهِ الْأَدْوَاءَ؟ قَالَ: مَا أَشْفِي أَنَا أَحَدًا، مَا يَشْفِي غَيْرُ اللهِ. قَالَ: أَنَا؟ قَالَ: لَا. قَالَ: أَوَلَكَ رَبٌّ غَيْرِي؟! قَالَ: نَعَمْ، رَبِّي وَرَبُّكَ، اللهُ. فَأَخَذَهُ أَيْضًا بِالْعَذَابِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى دَلَّ عَلَى الرَّاهِبِ، فَأُتِيَ بِالرَّاهِبِ، فَقَالَ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكِ. فَأَبَى، فَوَضَعَ الْمِنْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ، وَقَالَ لِلْأَعْمَى: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ. فَأَبَى، فَوَضَعَ الْمِنْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ فِي الْأَرْضِ.
وَقَالَ لِلْغُلَامِ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ. فَأَبَى، فَبَعَثَ بِهِ مَعَ نَفَرٍ إِلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: إِذَا بَلَغْتُمْ ذُرْوَتَهُ فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ، وَإِلَّا فَدَهْدِهُوهُ مِنْ فَوْقِهِ. فَذَهَبُوا بِهِ، فَلَمَّا عَلَوْا بِهِ الْجَبَلَ قَالَ: اللهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ. فَرَجَفَ بِهِمُ الْجَبَلُ فَتَدَهْدَهُوا أَجْمَعُونَ، وَجَاءَ الْغُلَامُ يَتَلَمَّسُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى الْمَلِكِ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟ فَقَالَ: كَفَانِيهِمُ اللهُ. فَبَعَثَ بِهِ مَعَ نَفَرٍ فِي قُرْقُورٍ، فَقَالَ: إِذَا لَجَجْتُمْ بِهِ الْبَحْرَ فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلَّا فَغَرِّقُوهُ، فَلَجَّجُوا بِهِ الْبَحْرَ، فَقَالَ الْغُلَامُ: اللهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ. فَغَرِقُوا أَجْمَعُونَ، وَجَاءَ الْغُلَامُ يَتَلَمَّسُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى الْمَلِكِ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟ قَالَ: كَفَانِيهِمُ اللهُ. ثُمَّ قَالَ لِلْمَلِكِ: إِنَّكَ لَسْتَ بِقَاتِلِي حَتَّى تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ بِهِ، فَإِنْ أَنْتَ فَعَلْتَ مَا آمُرُكَ بِهِ قَتَلْتَنِي، وَإِلَّا فَإِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ قَتْلِي. قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: تَجْمَعُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ، ثُمَّ تَصْلُبُنِي عَلَى جِذْعٍ فَتَأْخُذُ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي، ثُمَّ قُلْ: بِاسْمِ اللهِ رَبِّ الْغُلَامِ، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ قَتَلْتَنِي. فَفَعَلَ وَوَضَعَ
السَّهْمَ فِي كَبِدِ قَوْسِهِ ثُمَّ رَمَى فَقَالَ: بِاسْمِ اللهِ رَبِّ الْغُلَامِ، فَوَضَعَ السَّهْمَ فِي صُدْغِهِ، فَوَضَعَ الْغُلَامُ يَدَهُ عَلَى مَوْضِعِ السَّهْمِ وَمَاتَ، فَقَالَ النَّاسُ: آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ. فَقِيلَ لِلْمَلِكِ: أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحْذَرُ؟ فَقَدْ وَاللهِ نَزَلَ بِكَ، قَدْ آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ، فَأَمَرَ بِأَفْوَاهِ السِّكَكِ فَخُدِّدَتْ فِيهَا الْأُخْدُودُ، وَأُضْرِمَتْ فِيهَا النِّيرَانُ، وَقَالَ: مَنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ فَدَعُوهُ، وَإِلَّا فَأَقْحِمُوهُ فِيهَا. قَالَ: فَكَانُوا يَتَعَادَوْنَ فِيهَا وَيَتَدَافَعُونَ، فَجَاءَتْ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا تُرْضِعُهُ، فَكَأَنَّهَا تَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ فِي النَّارِ، فَقَالَ الصَّبِيُّ: يَا أُمَّهْ، اصْبِرِي، فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ " (1).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. ثابت: هو ابن أسلم البُناني.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11661)، والبزار في "مسنده"(2090) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (3005)، والطبري في "تفسيره" 30/ 133 - 134، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 6/ 315، وابن حبان (873)، والطبراني (7320) من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه عبد الرزاق (9751)، والترمذي (3340)، والبزار (2091)، والطبراني (7319) من طريق معمر، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 6/ 315 من طريق سليمان بن المغيرة، كلاهما عن ثابت، به.
قلنا: وسياق حديث معمر ليس فيه صراحةً أن سياق هذه القصة من كلام النبي صلى الله عليه وسلم كما قال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 8/ 389، وقال: قال شيخنا الحافظ أبو الحجاج المِزِّي: فيحتمل أن يكون من كلام صهيب الرومي، فإنه كان عنده علم من أخبار النصارى، والله أعلم. =
حَدِيثُ امْرَأَةِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ
23932 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّهِ - وَكَانَتْ قَدْ صَلَّتِ الْقِبْلَتَيْنِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى أَنْ يُنْتَبَذَ التَّمْرُ وَالزَّبِيبُ جَمِيعًا، وَقَالَ:" انْتَبِذْ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهَا وَحْدَهُ "(1).
= وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 8/ 698: صرّح برفع القصة بطولها حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب، ومن طريقه أخرجه مسلم والنسائي وأحمد، ووقفها معمر، عن ثابت، ومن طريقه أخرجه الترمذي.
قال السندي: "الأكْمَه" هو المخلوق أعمىً.
"ذُِروته" بالضم والكسر: أعلاه.
"فدَهدِهوه" أي: أسقِطوه.
"في قُرقُور" بضم القافين: السفينة الصغيرة.
"في صعيد" أي: في أرض بارزة.
"في كبد قوسه" أي: في مقبضها عند الرمي.
"بأفواه السكك" السِّكك: الطُّرق، وأفواهها: أبوابها.
"الأُخدود" هو الشَّق العظيم في الأرض، وجمعه: الأخاديد.
"فأقْحِموه" من الإقحام، أي: أَدخِلوه.
"تقاعَسَت" أي: توقَّفَت ولزمت موضعها وكرهت الدخول في النار.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، وقد صرّح ابن إسحاق بالسماع عند الحميدي. =
23933 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ (1)، عَنْ (2) مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّهِ: أَنَّ أُمَّ مُبَشِّرٍ دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَجَعِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، فَقَالَتْ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، مَا تَتَّهِمُ بِنَفْسِكَ؟ فَإِنِّي لَا أَتَّهِمُ إِلَّا الطَّعَامَ الَّذِي أَكَلَ مَعَكَ بِخَيْبَرَ؛ وَكَانَ ابْنُهَا مَاتَ قَبْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" وَأَنَا لَا أَتَّهِمُ غَيْرَهُ، هَذَا أَوَانُ قَطْعِ أَبْهَرِي "(3).
= وأخرجه الحميدي (356)، وابن سعد 8/ 406، والطبراني في "الكبير" 25/ (353)، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 162 من طرق عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي 8/ 307 من طريق عبد الرحمن بن سلمان -وهو المصري- عن عقيل بن خالد، عن معبد بن كعب بن مالك، عن أخيه عبد الله بن كعب بن مالك، عن امرأة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وسنده حسن من أجل عبد الرحمن بن سلمان، وسند ابن إسحاق أعلى وأقوى.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9750).
وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (10991)، وانظر بقية أحاديث الباب هناك.
(1)
تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: روح.
(2)
في (م): حدثنا.
(3)
رجاله ثقات، وقد اختلف فيه على الزهري كما سيأتي. إبراهيم بن خالد: هو الصنعاني المؤذن، ورباح: هو ابن زيد الصنعاني.
وأخرجه أبو داود (4514) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. إلا أنه قال فيه: عن أمه أم مبشر، ولا يصح هذا، فإن أم مبشر لم تكن زوجاً لعبد الله بن كعب ولا لكعب بن مالك. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وجاء عقبه: قال أبو سعيد ابن الأعرابي: كذا قال: "عن أمه"، والصواب: عن أبيه، عن أم مبشر: دخلتُ على النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه الحاكم 3/ 219 عن القطيعي راوي "المسند"، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، به- غير أنه قال فيه: عن أبيه، عن أم مبشر، فجعله من حديث أم مبشر، وهكذا أورده الحافظ ابن حجر في "الفتح" 8/ 131 عن الحاكم.
وقال الحاكم: هذا صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه عبد الرزاق (19815) عن معمر، عن الزهري، عن ابن لكعب بن مالك، أن أم مبشر قالت للنبي صلى الله عليه وسلم
…
فذكره.
وأخرجه أبو داود (4513) من طريق عبد الرزّاق، عن معمر، عن الزهري، عن ابن لكعب بن مالك، عن أبيه: أن أم مبشر
…
وروى البخاري (4428) معلقاً عن يونس الأَيلي، عن الزهري، قال عروة: قالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي مات فيه: "يا عائشة، ما أزال أجدُ ألم الطعام الذي أكلتُ بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبْهَري من ذلك السُّم".
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 7/ 131: وصله البزار والحاكم (3/ 58) والإسماعيلي من طريق عنبسة بن خالد، عن يونس، بهذا الإسناد. وقال البزار: تفرد به عنبسة، عن يونس؛ أي: بوصله، وإلا فقد رواه موسى بن عقبة في "المغازي" عن الزهري لكنه أرسله، وله شاهدان مرسلان أيضاً، أخرجهما إبراهيم الحربي في "غرائب الحديث" له، أحدهما من طريق يزيد بن رومان، والآخر من
رواية أبي جعفر الباقر
…
ثم ذكر حديث أم مبشِّر هذا، ثم قال: وروى ابن سعد (في "الطبقات" 2/ 202 - 203) عن شيخه الواقدي بأسانيد متعددة في قصة الشاة التي سُمَّت له بخيبر فقال في آخر ذلك: وعاش بعد ذلك ثلاث سنين حتى كان وجعه الذي قُبض فيه، وجعل يقول:"ما زلتُ أجدُ ألم الأكلة التي أكلتها بخيبر عِداداً، حتى كان هذا أوانَ انقطاع أَبهَري". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلنا: ولأحاديث قصة الشاة المسمومة انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (9827).
قولها: "ما تتهم بنفسك؟ " أي: ما تظنُّ الذي نزل بك من المرض.
وقولها: "فإني لا أتهم" أي. في شأن ابني.
والأبهَر: من أوردة القلب، وهما أبهران، قال في "المعجم الوسيط" 1/ 73: الوريدان اللذان يحملان الدم من جميع أوردة الجسم إلى الأُذَين الأيمن من القلب.
تنبيه: إلى هنا انتهى مسند الأنصار في رواية ابن المُذهِب للمسند، فقد جاء في نسخة (ظ 5) بعد هذا:"آخر مسند الأنصار"، وما سيأتي بعد هذا من مسند فضالة بن عُبيد وعوف بن مالك الأشجعي فهو في جزء مفرَدٍ لم يسمعه ابن المذهب من القَطِيعي راوي "المسند" عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال ابن عساكر في كتابه "ترتيب أسماء الصحابة الذين أخرج حديثَهم أحمد بن حنبل في المسند" (396): عوف بن مالك الأشجعي، في جزء فيه فضالة بن عبيد، ولم يقع إلينا مسموعاً.
وقال الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 5/ 158 في مسند عوف بن مالك: وهو فوت لابن المُذهِب على القَطِيعي لم يسمعه منه، وقد رواه عن القطيعي أبو القاسم عبدُ الملك بن محمد بن بشران، وحدَّث به عنه أبو الحسن علي ابن العلَّاف، وهذا العلَّاف قد أجاز لأبي القاسم ابن عساكر ولأبي موسى المديني وطائفةٍ، فيمكن إيصاله بالإجازة من طريق بعضهم، وكذلك مسند فَضالة بن عُبيد الأنصاري.
مُسْنَدُ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ
(1)
23934 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ (2)، عَنْ ثُمَامَةَ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ إِلَى أَرْضِ الرُّومِ، وَكَانَ عَامِلًا لِمُعَاوِيَةَ عَلَى الدَّرْبِ، فَأُصِيبَ ابْنُ عَمٍّ لَنَا فَصَلَّى عَلَيْهِ فَضَالَةُ، وَقَامَ عَلَى حُفْرَتِهِ حَتَّى وَارَاهُ، فَلَمَّا سَوَّيْنَا عَلَيْهِ حُفْرَتَهُ قَالَ: أَخِفُّوا عَنْهُ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْمُرُنَا بِتَسْوِيَةِ الْقُبُورِ (3).
(1) قال السندي: هو أنصاريٌّ أوسي، أبو محمد، أسلم قديماً ولم يشهد بدراً وشهد أُحداً فما بعدها، وشهد فتح مصر والشام قبلها ثم سكن الشام، وولِيَ الغزوَ، وولَّاه معاوية قضاء دمشق بعد أبي الدرداء، قيل: وكان ذلك بمشُورةٍ من أبي الدرداء. وكان ممن بايع تحت الشجرة.
مات في خلافة معاوية، وكان معاويةُ حمل سريره، وكان معاويةُ استخلفه على دمشق في سفرةٍ سافرها. مات بدمشق لأن معاوية جعله قاضياً عليها وبَنىَ له بها داراً، ووفاته سنة ثلاث وخمسين، وقيل غير ذلك.
(2)
في (م) والنسخ الخطية: حدثنا محمد بن يحيى بن إسحاق، وهو خطأ.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق صدوق، وقد صرَّح بسماعه فيما سيأتي برقم (23936)، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. محمد ابن عبيد. هو ابن أبي أُمية الطنافسي، وثمامة: هو ابن شْفَي.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنَّفه" 3/ 336 - 337 و 341، والطبراني 18/ (809)، والبيهقي 3/ 411 من طرق عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد- =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= زاد الطبراني في إسناده بين ابن إسحاق وثمامة يزيدَ بنَ أبي حبيب، وشيخه فيه أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، وهو لا بأس به، لكن خالفه أبو زرعة الدمشقي الحافظ عند البيهقي فأسقطه، وهو الصواب، على أنه قد روي عن يزيد بن أبي حبيب، عن ثمامة، رواه عنه ابن لهيعة فيما سيأتي برقم (23959).
وأخرجه مسلم (968)(92)، وأبو داود (3219)، والنسائي 4/ 88، والطبراني 18/ (811) من طريق عمرو بن الحارث، عن ثمامة بن شُفَي، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (812) من طريق أبي إبراهيم السبئي، عن أبي علي الهمداني، عن فضالة بن عبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سَوُّوا القبور على وجه الأرض إذا دفنتُم". وأبو إبراهيم مجهول، وأبو علي الهمداني: هو ثمامة بن شفي نفسه.
وفي الباب عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (741).
الدَّرْب: يقال لكل مَدخلٍ إلى بلاد الروم، وقد جاء تعيينه في رواية عمرو بن الحارث عند مسلم وأبي داود بجزيرة رُودِس، وكانت هي وعامة الجزر في البحر الأبيض المتوسط بأيدي المسلمين، وهي الآن إحدى جزر الأَرخبيل اليوناني، وقد سلف الكلام عليها عند الحديث رقم (15462).
قوله: "أخِفُّوا عنه" أي: خفِّفوا عن قبره التراب ولا ترفعوه.
وقوله: وكان يأمرنا بتسوية القبور، ليس المراد أن يدرس القبر بحيث يُسوَّى بالأرض، ولا يبقى له أثر، وإنما المراد أن لا يُزادَ على ما استُخرِج من الحفرة من التراب، فقد روى ابن حبان في "صحيحه" (6635) من حديث جابر بن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم أُلحِد ونُصِب عليه اللَّبِنُ نصْباً، ورفع قبره من الأرض نحواً من شبر. وهو حديث حسن.
وروى أبو داود في "المراسيل"(421) عن صالح بن أبي الأخضر قال: رأيت قبر النبي صلى الله عليه وسلم شبراً أو نحواً من شبر. =
23935 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ فَضَالَةَ الْأَنْصَارِيِّ، سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ عَلَيْهِمْ فِي يَوْمٍ كَانَ يَصُومُهُ، فَدَعَا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ فَشَرِبَ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذَا الْيَوْمَ كُنْتَ تَصُومُهُ! قَالَ:" أَجَلْ، وَلَكِنْ قِئْتُ "(1).
= وروى أيضاً (422) عن إبراهيم النخعي قال: جُعل قبر النبي صلى الله عليه وسلم نَبَثاً ولم يسوَّ تسويةً.
وقوله: "نَبَثاً" مأخوذ من نبث التراب يَنْبُثه: إذا استخرجه من الحفرة، أي: أن التراب الزائد من حفرة القبر أثبت فوقه مُسَنَّما ولم يُسَوَّ.
وروى البخاري في "صحيحه" بإثر الحديث (1390) من طريق أبي بكر بن عياش، أن سفيان التمَّار -وهو من كبار أتباع التابعين وقد لحق عصر الصحابة- حدثه: أنه رأى قبر النبي صلى الله عليه وسلم مُسنَّماً.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" 3/ 334 عنه، ولفظه: دخلت البيت الذي فيه قبر النبي صلى الله عليه وسلم فرأيت قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر أبي بكر وعمر مُسنَّمةً.
وروى أبو داود في "مراسيله"(423) بإسناد صحيح عن الشعبي قال: رأيت قبور الشهداء مسنَّمةً، يعني جُثاً. وقوله:"يعني جُثاً" جمع جُثوة، وهو الشيء المجموع، يعني أتربةً مجموعة.
(1)
حديث صحيح، محمد بن إسحاق وإن كان مدلِّساً وقد عنعن هنا، لكنه صرَّح بالتحديث فيما سيأتي برقم (23963)، وقد توبع، والإسناد هنا منقطع بين أبي مرزوق وفضالة بن عبيد، والواسطة بينهما هو حنشٌ الصنعاني كما سيأتي، وهو ثقة. أبو مرزوق: هو التُّجيبي المصري، واسمه حبيب بن الشهيد على الأشهر. =
23936 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثُمَامَةُ بْنُ شُفَيٍّ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: غَزَوْنَا أَرْضَ الرُّومِ، وَعَلَى ذَلِكَ الْجَيْشِ فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فَقَالَ فَضَالَةُ: خَفِّفُوا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُ بِتَسْوِيَةِ الْقُبُورِ (1).
= وأخرجه ابن ماجه (1675)، والطبراني في "الكبير" 18/ (818) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، عن محمد ويعلى ابني عبيد، بهذا الإسناد. وقد وقع عند ابن ماجه فقط التصريح بسماع أبي مرزوق من فضالة، وهو وهمٌ.
قال البوصيري في "زوائد ابن ماجه" ورقة 110: هذا إسناد ضعيف، أبو مرزوق التُّجيبي لا يُعرف اسمه، لم يسمع من فضالة بن عبيد، بينهما حنش، ومحمد بن إسحاق مدلِّس وقد عنعنه.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1678)، وفي "شرح معاني الآثار" 2/ 97، والطبراني 18/ (817)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 4/ ورقة 164 من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، به- ووقع في المطبوع من "شرح المعاني" زيادة حنش الصنعاني بين أبي مرزوق وفضالة، ولم تقع هذه الزيادة في "شرح المشكل"، مع أن الحديث فيهما من الطريق ذاته!
وسيأتي بالأرقام (23948) و (23963) و (23966)، وذُكر فيها كلها حنشٌ الصنعاني.
وانظر حديث أبي الدرداء السالف برقم (21701) والكلام عليه.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.
وانظر (23934).
23937 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الْجَنْبِيِّ حَدَّثَنَا أَنَّهُ سَمِعَ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: سَمِعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يَدْعُو فِي الصَّلَاةِ وَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ عز وجل، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" عَجِلَ هَذَا " ثُمَّ دَعَاهُ، فَقَالَ لَهُ وَلِغَيْرِهِ:" إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ، فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ رَبِّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ لِيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ، ثُمَّ لِيَدْعُ بَعْدُ بِمَا شَاءَ "(1).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عمرو بن مالك الجَنْبي، فقد روى له أصحاب السنن والبخاري في "الأدب المفرد"، وهو ثقة. أبو عبد الرحمن المقرئ: اسمه عبد الله بن يزيد، وحيوة: هو ابن شريح.
وأخرجه أبو داود (1481) عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (3477)، والبزار في "مسنده"(3748)، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي"(106)، وابن خزيمة (710)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2242)، وابن حبان (1960)، والطبراني في الكبير" 18/ (791) و (793)، والحاكم 1/ 230 و 268، والبيهقي 2/ 147 - 148 من طرق عن أبي عبد الرحمن المقرئ، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وصحَّحه الحاكم ووافقه الذهبي.
وأخرجه النسائي 3/ 44، وابن خزيمة (709)، والطبراني 18/ (795) من طريق عبد الله بن وهب، عن أبي هانئ، به.
وأخرجه بنحوه الترمذي (3476)، والطبراني 18/ (792) و (794) من طريق رِشْدين بن سعد، عن أبي هانئ، به. ورشدين ضعيف.
قال السندي: قوله: "عَجِل هذا" أي: في الدعاء حيث أَتى به قبل الحمد والصلاة، وحقُّه أن يكون بعدهما.
23938 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى بِالنَّاسِ، خَرَّ رِجَالٌ مِنْ قَامَتِهِمْ فِي الصَّلَاةِ لِمَا بِهِمْ مِنَ الْخَصَاصَةِ، وَهُمْ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ، حَتَّى يَقُولَ الْأَعْرَابُ: إِنَّ هَؤُلَاءِ مَجَانِينُ، فَإِذَا قَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصَّلَاةَ انْصَرَفَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ:" لَوْ تَعْلَمُونَ مَا لَكُمْ عِنْدَ اللهِ، لَأَحْبَبْتُمْ لَوْ أَنَّكُمْ تَزْدَادُونَ حَاجَةً وَفَاقَةً ". قَالَ فَضَالَةُ: وَأَنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ (1).
23939 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ وَابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو هَانِئِ بْنُ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقِلَادَةٍ فِيهَا ذَهَبٌ
(1) إسناده صحيح.
وأخرجه الترمذي (2368)، والبزار في "مسنده"(3750)، وابن حبان (724)، والطبراني 18/ (798)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 17، والبيهقي في "شعب الإيمان"(10316) و (10441) من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، بهذا الإسناد. وصححه الترمذي.
وأخرجه البزار (3751)، والطبراني 18/ (799)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(10440) من طريق عبد الله بن وهب، والطبراني 18/ (800) من طريق عبد الله بن لهيعة، كلاهما عن أبي هانئ، به.
وفي الباب عن العرباض بن سارية، سلف برقم (17161).
قال السندي: قوله: "من الخصاصة" أي: الحاجَة والجُوع.
"فقال لهم": أي: تسليةً وتصبيراً.
وَخَرَزٌ تُبَاعُ وَهِيَ مِنَ الْغَنَائِمِ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالذَّهَبِ الَّذِي فِي الْقِلَادَةِ، فَنُزِعَ وَحْدَهُ، ثُمَّ قَالَ:" الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ وَزْنًا بِوَزْنٍ "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم من جهة حيوة: وهو ابن شريح المصري، وأما قرينُه عبد الله بن لهيعة فسيِّئ الحفظ. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرئ المكي، وأبو هانئ بن هانئ: اسمه حُميد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 74، وفي "شرح مشكل الآثار"(6099) عن بكر بن إدريس، عن أبي عبد الرحمن المقرئ، بهذا الإسناد- ولم يذكر فيه ابن لهيعة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (807) عن هارون بن مَلُّول المصري، عن أبي عبد الرحمن المقرئ، به- لكن قال فيه: عمرو بن مالك، بدل عُليِّ بن رباح، وهو وهمٌ، ولم يذكر فيه أيضاً ابن لهيعة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 73 من طريق أسد بن موسى، عن ابن لهيعة وحده، به.
وأخرجه مسلم (1591)(89)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2113)، وابن الجارود (654)، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 73، وفي "شرح المشكل"(3215) و (6098)، والطبراني 18/ (803)، والدارقطني 3/ 3، والبيهقي في "السنن الكبرى" 5/ 292، وفي "معرفة السنن والآثار"(11115) من طريق ابن وهب، عن أبي هانئ، به.
وأخرجه بنحوه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2114)، والطبراني 18/ (814) من طريق قَبَاث بن رَزِين، عن عُلي بن رباح، به. وفيه:"لا تبيعوا كذا" ونهاهم عن ذلك، وقال:"الجَوهر على حِدَة، والذهب على حِدَة".
وانظر ما سيأتي برقم (23962) و (23968).
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11007) و (11062)، وانظر بقية أحاديث الباب في الموضع الأول. =
23940 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْجَنْبِيِّ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدِ (1)، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ "(2).
23941 -
حَدَّثَنَا [إِبْرَهِيمُ بْنُ] إِسْحَاقَ (3)، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ الْجَنْبِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ فَضَالَةَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ مَاتَ عَلَى مَرْتَبَةٍ مِنْ هَذِهِ الْمَرَاتِبِ، بُعِثَ عَلَيْهَا ". قَالَ حَيْوَةُ: يَقُولُ: رِبَاطٌ، حَجٌّ، أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ (4).
= قال السندي: قوله: "فنزُع" أي: جُرِّد من الخَرَز، وهذا يقتضي أن الخلط بجنسٍ آخر لا يدفع الربا. اهـ. وانظر "شرح السنة" للبغوي 8/ 66 - 67، و"شرح مسلم" للنووي 11/ 17 - 19.
(1)
في (م) و (ظ 2): فضالة بن عبيد الله، وهو خطأ.
(2)
إسناده صحيح. أبو علي الجَنْبي: هو عمرو بن مالك.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(998)، والدارمي (2637)، والطبراني في "الكبير" 18/ (804) من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد- زاد البخاري والدارمي:"والماشي على القاعد".
وسيأتي برقم (23941 م) و (23942) و (23949).
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8162)، وهو في "الصحيح".
وعن عبد الرحمن بن شِبْل، سدف برقم (15666/ 4)، وسنده صحيح.
(3)
انظر التعليق على إسناد الرواية (23950).
(4)
إسناده صحيح. وسيأتي مكرراً برقم (23950). =
23941 م - وَحَدَّثَنَاهُ الطَّالَقَانِيُّ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ:" يُسَلِّمُ الْفَارِسُ عَلَى الْمَاشِي، وَالْمَاشِي عَلَى الْقَائِمِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ "(1).
= وهو في كتاب "الجهاد" لابن المبارك برقم (173)، ومن طريق ابن المبارك أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 278 عن أسد بن موسى، والحاكم 2/ 144 من طريق عبدان، كلاهما عنه.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(2303)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(252)، والطبراني في "الكبير" 18/ (785) من طريق عبد الله بن وهب، عن أبي هانئ الخولاني، به.
وسيأتي برقم (23945) عن أبي عبد الرحمن المقرئ، عن حيوة وابن لهيعة. وانظر (23951).
وفي الباب عن سلمان الفارسي عند مسلم (1913) مرفوعاً: "رباط يومٍ وليلةٍ خير من صيام شهر وقيامِه، وإن مات جَرَى عليه عملُه الذي كان يعمله، وأُجرِيَ عليه رزقه، وأمِنَ الفتَّان"، وقد سلف برقم (23727).
ونحوه عن أبي هريرة، سلف برقم (9244).
قال السندي: قوله: "على مرتبةٍ" أي: عملٍ.
"رباطٌ، حجٌّ" هما مذكوران بطريق التعدادِ، ولا إضافة بينهما.
(1)
إسناده صحيح. الطالقاني: هو إبراهيم بن إسحاق.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(999)، والترمذي (2705) من طريقين عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(996)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(338)، وابن حبان (497)، والطبراني في "الكبير" 18/ (805)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(217) من طريق ابن وهب، عن أبي هانئ، به. وبعضهم يختصره. =
23942 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ الْجَنْبِيَّ، مِثْلَهُ (1).
23943 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ الْجَنْبِيَّ، حَدَّثَهُ فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " ثَلَاثَةٌ لَا تُسْأَلْ عَنْهُمْ: رَجُلٌ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ وَعَصَى إِمَامَهُ وَمَاتَ عَاصِيًا، وَأَمَةٌ أَوْ عَبْدٌ أَبَقَ فَمَاتَ، وَامْرَأَةٌ غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا قَدْ كَفَاهَا مُؤْنَةَ الدُّنْيَا فَتَبَرَّجَتْ بَعْدَهُ، فَلَا تُسْأَلْ عَنْهُمْ.
وَثَلَاثَةٌ لَا تُسْأَلْ عَنْهُمْ: رَجُلٌ نَازَعَ اللهَ رِدَاءَهُ، فَإِنَّ رِدَاءَهُ الْكِبْرِيَاءُ، وَإِزَارَهُ الْعِزَّةُ، وَرَجُلٌ شَكَّ فِي أَمْرِ اللهِ، وَالْقَنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ " (2).
= وانظر (23940).
(1)
إسناده صحيح. وهو مكرر (23940).
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عمرو بن مالك الجنبي، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المكي المقرئ، وحيوة: هو ابن شريح التُّجيبي المصري، وأبو هانئ: هو حميد بن هانئ الخَوْلاني المصري.
وأخرجه البزار في "مسنده"(3749)، وابن حبان (4559)، والطبراني في "الكبير" 18/ (788) و (789)، والحاكم 1/ 119 من طريق أبي عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(590)، وابن أبي عاصم في "السنة"(89) و (900) و (1060)، والطبراني في "الكبير" 18/ (790) من طريق عبد الله =
23944 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" طُوبَى لِمَنْ هُدِيَ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَكَانَ عَيْشُهُ كَفَافًا وَقَنَعَ "(1).
= ابن وهب، عن أبي هانئ، به- واقتصر ابن أبي عاصم على أوله، وهو مفارقة الجماعة.
وفي باب مفارقة الجماعة ونزع الطاعة انظر حديث ابن عمر السالف برقم (5386)، وشواهده هناك.
وفي باب إباق العبد انظر حديث جرير بن عبد الله السالف برقم (19155).
وفي باب منازعة الله عز وجل الكبرياء والعزة انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7382).
قال السندي: قوله: "لا تُسأَل عنهم" أي: فإنك لا تستطيع أن تعرف ما هم عليه من سوء الحال وقُبح المآل، وهذا كناية عن غاية شناعة حالهم.
"الجماعة" أي: جماعة المسلمين بعد اتفاقهم على إمام.
"أَبَق": (أي: هرب) من مولاه إلى بلاد الكَفَرةِ.
"القَنوط": أي: ذو القُنوط. (والقُنوط: هو اليأس).
(1)
إسناده صحيح.
وهو في "الزهد" للمصنف ص 8 - 9.
وأخرجه الترمذي (2349)، وابن حبان (705)، والطبراني في "الكبير" 18/ (786)، والحاكم 1/ 34 - 35 من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(553)، ومن طريقه أخرجه النسائي في الرقائق كما في "تحفة الأشراف" 8/ 261، والقضاعي في "مسند الشهاب"(616). =
23945 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ وَابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَا: أَنْبَأَنَا أَبُو هَانِئٍ، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْجَنْبِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ مَاتَ عَلَى مَرْتَبَةٍ مِنْ هَذِهِ الْمَرَاتِبِ، بُعِثَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1).
* 23946 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ حَجَّاجًا يَذْكُرُ عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ، قَالَ: قُلْتُ لِفَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ: أَرَأَيْتَ تَعْلِيقَ يَدِ السَّارِقِ فِي الْعُنُقِ، أَمِنَ السُّنَّةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِسَارِقٍ فَأَمَرَ بِهِ فَقُطِعَتْ يَدُهُ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا، فَعُلِّقَتْ فِي عُنُقِهِ.
= وأخرجه أبو عوانة في الرقاق كما في "إتحاف المهرة" 12/ 662، والطبراني 18/ (778)، والحاكم 4/ 122، والقضاعي (617) من طريق عبد الله بن وهب، عن أبي هانئ، به.
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6572).
(1)
إسناده صحيح من جهة حيوة -وهو ابن شريح المصري- ومتابعُه ابن لهيعة سيئ الحفظ.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 278، وابن قتيبة في "غريب الحديث" 1/ 524 - 525، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(302)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(253)، والطبراني 18/ (784)، والخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" 1/ 29 - 30 من طريق أبي عبد الرحمن، بهذا الإسناد- ولم يذكر فيه ابن عبد الحكم وابنُ قتيبة وابنُ أبي عاصم والخطيبُ ابنَ لهيعة.
وقد سلف برقم (23941) من طريق ابن المبارك عن حيوة.
قَالَ حَجَّاجٌ: وَكَانَ فَضَالَةُ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: سَمِعْتَ مِنْ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيِّ شَيْئًا؟ قَالَ: أَيُّ شَيْءٍ كَانَ عِنْدَهُ؟ قُلْتُ: حَدِيثُ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ فِي تَعْلِيقِ الْيَدِ. فَقَالَ: لَا، حَدَّثَنَا بِهِ عَفَّانُ عَنْهُ (1).
(1) إسناده ضعيف، حجاج -وهو ابن أرطاة- ليس بذاك القوي، وهو مدلِّس وقد عنعنه، وبه أعلَّ الحديث النسائيُّ في "سننه" والزيلعيُّ في "نصب الراية" 3/ 370، وقال أبو بكر ابن العربي في "عارضة الأحوذي": لم يثبت.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (769)، وفي "مسند الشاميين"(2175)، ومن طريقه المزي في ترجمة ابن محيريز من "تهذيب الكمال" 17/ 397 - 398 عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وعند الطبراني: عبد الله بن محيريز، قال المزي: وهو وهمٌ.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 134، وأبو داود (4411)، والترمذي (1447) والنسائي 8/ 92، وابن ماجه (2587)، والطبراني 18/ (769)، وفي "مسند الشاميين"(2175)، والدارقطني 3/ 208، وأبو نعيم في "الحلية 5/ 148، والبيهقي 8/ 275، والمزي 17/ 397 - 398 من طرق عن عمر بن علي المقدمي، به. وقال الترمذي: حسن غريب!! قال ابن العربي في "عارضة الأحوذي بشرح الترمذي" 6/ 227: لو ثبت لكان حسناً صحيحاً، لكنه لم يثبت.
وأخرجه الطبراني في الكبير" 18/ (769)، وفي "مسند الشاميين" (2175) و (3556)، ومن طريقه المزي 17/ 397 - 398 عن علي بن عبد العزيز، عن عفان، عن عمر بن علي المقدَّمي، به.
وأخرجه النسائي 8/ 92، والبيهقي 8/ 275 من طريق عبد الله بن المبارك، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 322 من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن أبي بكر بن علي المقدَّمي أخي عمر بن علي، عن حجاج بن أرطاة، به.
23947 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ (1) الطَّالَقَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَلَّهُ أَشَدُّ أَذَنًا إِلَى الرَّجُلِ حَسَنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ، مِنْ صَاحِبِ الْقَيْنَةِ إِلَى قَيْنَتِهِ "(2).
23948 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ حَنَشٍ
(1) انقلب اسم الطالقاني في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: إسحاق بن إبراهيم، والتصويب من "جامع المسانيد".
(2)
إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن إسماعيل بن عبيد الله -وهو ابن أبي المهاجر- لم يدرك فضالةَ بن عبيد، وبينهما في هذا الحديث ميسرة مولى فضالة كما سيأتي برقم (23956)، وهو مجهول.
وأخرجه الحاكم 1/ 570 - 571 من طريق دُحيم عبد الرحمن بن إبراهيم، عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وغفل الحاكم عن علَّة الانقطاع فصححه على شرط الشيخين، فتعقَّبه الذهبي في ملخَّصه فقال: بل هو منقطع.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 161 - 162، والآجري في "أخلاق أهل القرآن"(80)، والحاكم 1/ 570 - 571، والبيهقي 10/ 230، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 17/ ورقة 462 من طرق عن الأوزاعي، به.
وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 124 من طريق ثور -وهو ابن يزيد الكلاعي- عن إسماعيل بن عبيد الله، به.
قلنا: ويغني عن هذا الحديث ما روي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أَذِنَ الله لشيءٍ ما أَذِنَ لنبيٍّ يتغنَّى بالقرآن"، وهو في "الصحيحين"، وقد سلف برقم (7670)، أي: ما استمع لشيءٍ مسموع كاستماعه لنبي يحسِّن صوته بالقرآن، والأذَن: الاستماع.
عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَصْبَحَ صَائِمًا، فَدَعَا بِشَرَابٍ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَمْ تُصْبِحْ صَائِمًا؟ قَالَ:" بَلَى، وَلَكِنْ قِئْتُ "(1).
23949 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن لهيعة سيئ الحفظ، لكنه توبع، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1679)، وفي "شرح معاني الآثار" 2/ 96 - 97، والطبراني 18/ (779)، والبيهقي 4/ 220 من طرق عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد- وقرن البيهقي بابن لهيعة المفضل بن فضالة: وهو القِتْباني المصري، وهو ثقة من رجال الشيخين، وانفرد الطحاوي في "شرح المشكل" فأسقط من إسناده حنشاً.
وأخرجه الدارقطني 2/ 182، والبيهقي 4/ 220 من طريق عثمان بن صالح، عن المفضل بن فضالة وابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، به - إلا أن الدارقطني لم يسمِّ ابن لهيعة، فقال: عن المفضل بن فضالة وآخر، قال الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" 12/ 656: الآخَر هو ابن لهيعة.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 4/ ورقة 164 من طريق زكريا بن يحيى كاتب العمري، عن المفضل بن فضالة، عن يزيد بن أبي حبيب، به.
وسيأتي برقم (23966) عن يحيى بن غيلان، عن المفضل بن فضالة، حدثني عبد الله بن عياش، عن يزيد بن أبي حبيب، فزاد في الإسناد عبد الله بن عياش.
وأخرجه الطبراني 18/ (819)، وابن عساكر 4/ ورقة 164 من طريق عَميرة بن أبي ناجية، عن يزيد بن أبي حبيب، به. وسنده صحيح.
وانظر (23935).
عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي، وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ "(1).
23950 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ (2)، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ الْجَنْبِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ مَاتَ عَلَى مَرْتَبَةٍ مِنْ هَذِهِ الْمَرَاتِبِ، بُعِثَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". قَالَ حَيْوَةُ: يَقُولُ: رِبَاطٌ أَوْ حَجٌّ أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ (3).
23951 -
وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلَّا الَّذِي مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَإِنَّهُ يَنْمُو عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَيَأْمَنُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ "(4).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة سيئ الحفظ لكنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات. أبو هانئ: اسمه حميد بن هانئ، وأبو علي: اسمه عمرو بن مالك الجَنْبي.
وانظر (23940).
(2)
انقلب هذا الاسم في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: إسحاق بن إبراهيم، وهو خطأ صوَّبناه من "أطراف المسند" 5/ 184، ومما يؤيد أن الصواب إبراهيم بن إسحاق نسبة المصنِّف له بالطَّالْقاني في الرواية (23941 م).
(3)
إسناده صحيح. وهو مكرر (23941).
(4)
إسناده صحيح.
وهو في "الجهاد" لابن المبارك (174)، ومن طريق ابن المبارك أخرجه الترمذي (1621)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(317)، وابن حبان (4624)، =
23951 م - قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ لِلَّهِ " أَوْ قَالَ: " فِي اللهِ "(1).
23952 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي الصَّعْبَةِ، عَنْ حَنَشٍ
= والطبراني في "الكبير" 18/ (802)، والحاكم 2/ 144. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(2414)، وأبو داود (2500)، والبزار في "مسنده"(3753)، وأبو عوانة (7463)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2316)، والطبراني 18/ (803)، والحاكم 2/ 79، والبيهقي في "شعب الإيمان"(4287)، وفي "إثبات عذاب القبر"(143)، وابن عساكر في "الأربعون في الحث على الجهاد" ص 85 - 86 من طريق عبد الله بن وهب، عن أبي هانئ، به.
وسيأتي برقم (23954).
وفي الباب عن عقبة بن عامر، سلف برقم (17359)، وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: قوله: "يختم على عمله" المراد به العمل المنقطع بموته، فلا يُشكِل بالعمل الجاري كالوقف ونحوه، أي: يتمُّ عمله المنقطع فلا ينمو بعد موته إلا المرابط، فإنه ينمو عمله المنقطع أيضاً.
(1)
إسناده صحيح كسابقه.
وهو في "الجهاد" لابن المبارك (175) بإثر الحديث السابق، وأخرجه من طريقه مجموعاً إليه: الترمذي (1621)، وابن حبان (6424)، والحاكم 2/ 144.
وسيأتي منفرداً برقم (23965) عن علي بن إسحاق، عن ابن المبارك، وانظر تمام تخريجه هناك.
وسيأتي ضمن حديث برقم (23958) من طريق ليث بن سعد عن أبي هانئ الخولاني.
عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ اللهِ، كَانَتْ نُورًا لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " فَقَالَ رَجُلٌ عِنْدَ ذَلِكَ: فَإِنَّ رِجَالًا يَنْتِفُونَ الشَّيْبَ! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ شَاءَ فَلْيَنْتِفْ نُورَهُ "(1).
23953 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ سَعِيدٍ التُّجِيبِيُّ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" الْعَبْدُ آمِنٌ مِنْ عَذَابِ اللهِ مَا اسْتَغْفَرَ اللهَ "(2).
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن لهيعة سيئ الحفظ، لكنه قد تُوبع. وهو صحيح لغيره.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (783)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(6388) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار في "مسنده"(3755) من طريق أبي الأسود النضر بن عبد الجبار، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1470 من طريق محمد بن معاوية، كلاهما عن ابن لهيعة، به- لكن سقط من إسناد ابن عدي حنشٌ الصنعاني.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(168)، والطبراني في "الكبير" 18/ (782)، وفي "الأوسط"(5489)، والبيهقي في "الشعب"(6388) من طريق يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، به. وسنده حسن.
وفي الباب من حديث عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6672).
وانظر بقية أحاديث الباب هناك.
(2)
حسن بمجموع طريقيه وشاهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف رِشْدين -وهو ابن سعد- ولإبهام الراوي عن فضالة. =
23954 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ فَضَالَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلَّا الْمُرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللهِ، يُجْرَى عَلَيْهِ أَجْرُهُ حَتَّى يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيُوقَى فِتْنَةَ الْقَبْرِ "(1).
23955 -
حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، أَنَّ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيَّ كَانَ يَقُولُ: غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةَ تَبُوكَ، فَجُهِدَ بِالظَّهْرِ جَهْدًا شَدِيدًا، فَشَكَوْا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَا
= وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 87، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 15/ لوحة 855 من طريق يعقوب بن محمد بن فضالة بن عبيد، عن أبيه، عن جدّه. ويعقوب وأبوه معروفا النسب، مجهولا الحال.
وفي الباب عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنزل الله عليَّ أَمانين لأُمَّتي: {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وأَنتَ فيهم وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال:33] إذا مضيتُ تركتُ فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة"، أخرجه الترمذي (3082)، وإسناده ضعيف، وضعَّفه الترمذي.
وأخرج الإمام أحمد (13493) وغيره من حديث أنس بن مالك مرفوعاً: "والذي نفسي بيده، لو خَطِئتُم حتى تملأَ خطاياكم ما بين السماء والأرض ثم استغفرتم الله، لغَفَر لكم". وسنده حسن في المتابعات والشواهد.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف رِشدين: وهو ابن سعد المصري. ابن هانئ الخولاني: اسمه حميد، وكنيته أبو هانئ.
وقد سلف برقم (23951) من طريق حيوة بن شريح عن أبي هانئ الخولاني.
بِظَهْرِهِمْ مِنَ الْجَهْدِ، فَتَحَيَّنَ بِهِمْ مَضِيقًا فَسَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِيهِ، فَقَالَ:" مُرُّوا بِاسْمِ اللهِ " فَمَرَّ النَّاسُ عَلَيْهِ بِظَهْرِهِمْ، فَجَعَلَ يَنْفُخُ بِظَهْرِهِمْ:" اللهُمَّ احْمِلْ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِكَ، إِنَّكَ تَحْمِلُ عَلَى الْقَوِيِّ وَالضَّعِيفِ، وَعَلَى الرَّطْبِ وَالْيَابِسِ، فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ " قَالَ: فَمَا بَلَغْنَا الْمَدِينَةَ حَتَّى جَعَلَتْ تُنَازِعُنَا أَزِمَّتَهَا.
قَالَ فَضَالَةُ: هَذِهِ دَعْوَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْقَوِيِّ وَالضَّعِيفِ، فَمَا بَالُ الرَّطْبِ وَالْيَابِسِ! فَلَمَّا قَدِمْنَا الشَّامَ غَزَوْنَا غَزْوَةَ قُبْرُسَ فِي الْبَحْرِ، فَلَمَّا رَأَيْتُ السُّفُنَ فِي الْبَحْرِ وَمَا يَدْخُلُ فِيهَا، عَرَفْتُ دَعْوَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (1).
23956 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، عَنْ مَيْسَرَةَ مَوْلَى فَضَالَةَ
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، عصام بن خالد صدوق لا بأس به، ومن فوقه ثقات. صفوان بن عمرو: هو ابن هَرِم السَّكسكي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2110)، وابن حبان (4681)، والطبراني في "مسند الشاميين"(971) من طريق الوليد بن مسلم، عن صفوان بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار في "مسنده"(3758)، والطبراني في "الكبير" 18/ (771)، وفي "مسند الشاميين"(931) من طريق يحيى بن عبد الله البابلتي، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن فضالة. فخالف يحيى بن عبد الله في إسناده، وهو ضعيف.
قال السندي: قوله "فجهد" على بناء المفعول "جَهداً" بفتح الجيم، أي: تعب.
عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَلَّهُ أَشَدُّ أَذَنًا لِلرَّجُلِ الْحَسَنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ، مِنْ صَاحِبِ الْقَيْنَةِ إِلَى قَيْنَتِهِ "(1).
23957 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي مَرْيَمَ - عَنِ الْأَشْيَاخِ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: عَلَّمَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رُقْيَةً، وَأَمَرَنِي أَنْ أَرْقِيَ بِهَا مَنْ بَدَا لِي، قَالَ لِي:" قُلْ: رَبَّنَا اللهُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ، تَقَدَّسَ اسْمُكَ، أَمْرُكَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، اللهُمَّ كَمَا أَمْرُكَ فِي السَّمَاءِ فَاجْعَلْ رَحْمَتَكَ عَلَيْنَا فِي الْأَرْضِ، اللهُمَّ رَبَّ الطَّيِّبِينَ اغْفِرْ لَنَا حُوْبَنَا وَذُنُوبَنَا وَخَطَايَانَا، وَنَزِّلْ رَحْمَةً مِنْ رَحْمَتِكَ، وَشِفَاءً مِنْ شِفَائِكَ، عَلَى مَا بِفُلَانٍ مِنْ شَكْوَى، فَيَبْرَأُ " قَالَ: " وَقُلْ ذَلِكَ ثَلَاثًا ثُمَّ تَعَوَّذْ بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ "(2).
(1) إسناده ضعيف لجهالة مَيْسرة مولى فضالة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (772) من طريق علي بن بحر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 124، وابن ماجه (1340)، ومحمد بن نصر المروزي في "قيام الليل"(148)، وابن حبان (754)، والطبراني 18/ (772)، والبيهقي 10/ 230، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 17/ لوحة 462 من طرق عن الوليد بن مسلم، به.
وانظر (23947).
(2)
إسناده ضعيف لضعف أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم، ولإبهام الأشياخ الذين روى عنهم.
وأخرجه الحاكم 4/ 218 - 219 من طريق سعيد بن أبي مريم، عن الليث بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= سعد، عن زيادة بن محمد الأنصاري، عن محمد بن كعب القرظي، عن فضالة بن عبيد، أنه قال: جاء رجلان من أهل العراق يلتمسون الشفاء لأب لهما حبس بوله، فدلهما القوم على فضالة، فجاء الرجلان ومعهما فضالة .. فقال فضالة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فذكره. ليس فيه ذكر المعوذات. وصحح الحاكم إسناده! مع أن فيه زيادة بن محمد الأنصاري، قال البخاري والنسائي وأبو حاتم: منكر الحديث، وقال ابن حبان في "المجروحين": منكر الحديث جدّاً، يروي المناكير عن المشاهير فاستحق التَّرك، وقال ابن عدي في "الكامل": لا أعلم له إلا حديثين أو ثلاثة، ومقدار ما له لا يتابع عليه.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(1038) من طريق سعيد بن أبي مريم، وابن حبان في "المجروحين" 1/ 308، وابن عدي 3/ 1054 من طريق يزيد بن موهب، كلاهما عن الليث، به. إلا أنه جاء فيه: فدلهما القوم على أبي الدرداء فجاء الرجلان ومعهما فضالة، فذكروا له، فقال أبو الدرداء: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
فجعله من حديث أبي الدرداء.
وأخرجه الحاكم 1/ 343 - 344 من طريق يحيى بن بكير، عن الليث، عن زيادة بن محمد الأنصاري، عن محمد بن كعب القرظي، عن فضالة بن عبيد: أن رجلين أقبلا يلتمسان الشفاء من البول، فانطلق بهما إلى أبي الدرداء، فذكرا وجع أُنثييهما، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
فذكر نحوه.
قال الحاكم: قد احتج الشيخان بجميع رواة هذا الحديث غير زيادة بن محمد، وهو شيخ من أهل مصر قليل الحديث، وتعقبه الذهبي بقوله: قلت: قال البخاري وغيره: منكر الحديث.
وأخرجه أبو داود (3892)، وابن عدي 3/ 1054، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(647) و (648)، والمزي في "تهذيب الكمال" 9/ 535 من طرق عن الليث، عن زيادة بن محمد، عن محمد بن كعب، عن فضالة بن عبيد، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم. =
23958 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَنْبَأَنَا لَيْثٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الْجَنْبِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَِجَّةِ الْوَدَاعِ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ؟ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ الْخَطَايَا وَالذَّنُوبَ "(1).
= وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(1037)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1054 من طريق ابن وهب، قال النسائي: أخبرني الليث وذكر آخر قبله، وقال ابن عدي: عن الليث وابن لهيعة، عن زيادة بن محمد، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي الدرداء، أنه أتاه رجل فذكر له أن أباه احتبس بوله فأصابته حصاة البول، فعلمه رقية سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
فذكره. لم يذكر فضالة بنَ عبيد.
وله شاهد من حديث رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم عند النسائي في "عمل اليوم والليلة"(1035) و (1036)، لكن اختلف في إسناده، فقد أخرجه في الموضع الأول (1035) من طريق سفيان الثوري، عن منصور بن المعتمر عن طلق بن حبيب العَنزَي، عن أبيه: أنه كان به الأُسْر فانطلق إلى المدينة والشام يطلب من يداويه فلقي رجلاً
…
فذكره.
وأخرجه في الموضع الثاني (1036) من طريق شعبة، عن يونس بن خباب، عن طلق بن حبيب، عن رجل من أهل الشام، عن أبيه: أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم كان به الأُسْر
…
فذكره. ورجَّح هذه الرواية عَبْدان في "الصحابة" فيما نقله عنه الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 2/ 26 و 202، ويونس بن خباب متكلَّم فيه، وحبيب العنزي في الطريق الأول والد طَلْق مجهول الحال.
الحُوب، بضم الحاء: الإثم.
(1)
إسناده صحيح. علي بن إسحاق: هو المروزي، وعبد الله: هو ابن المبارك، وليث: هو ابن سعد، وأبو هانئ الخولاني: اسمه حميد بن هانئ. =
23959 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْهَمْدَانِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ رَأَى فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ أَمَرَ بِقُبُورِ الْمُسْلِمِينَ فَسُوِّيَتْ، بِأَرْضِ الرُّومِ، وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " سَوُّوا قُبُورَكُمْ بِالْأَرْضِ "(1).
23960 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ رَجُلٍ
= وهو في "الزهد" لابن المبارك (826)، ومن طريق ابن المبارك أخرجه ابن حبان (4862)، والبغوي في "شرح السنة"(14).
أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 277، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 341 - 342، والطبراني في "الكبير" 18/ (796)، والحاكم 1/ 10 - 11، والبيهقي في "شعب الإيمان"(11123) من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث، به.
وأخرجه مختصراً ومطولاً ابن ماجه (3934)، والبزار في "مسنده"(3752)، وابن منده في "الإيمان"(315)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(131) من طريق ابن وهب، عن أبي هانئ، به.
وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12561).
وسيأتي برقم (23967) من طريق رشدين بن سعد، عن أبي هانئ.
وقوله: "المجاهد من جاهد نفسه
…
" سلف برقم (23951 م).
(1)
صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن لهيعة سيئ الحفظ، وباقي رجال الإسناد ثقات. أبو عليّ الهَمداني: هو ثمامة بن شُفَي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (810)، وفي "الأوسط"(3188) من طريق شعيب بن يحيى، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وانظر (23934).
عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ: أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ قَالَ: وَفِينَا مَمْلُوكِونَ، فَلَمْ (1) يَقْسِمُ لَهُمْ (2).
23961 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ. وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخُو سُلَيْمَانَ بْنِ كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ: أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزَاةٍ، قَالَ: وَفِينَا مَمْلُوكِونَ فَلَمْ (1) يَقْسِمْ لَهُمْ (3).
23962 -
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ؛ قَالَ هَاشِمٌ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو شُجَاعٍ، وَقَالَ يُونُسُ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدِ (4) أَبِي شُجَاعٍ الْحِمْيَرِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ - قَالَ يُونُسُ: الْمَعَافِرِيِّ - عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ
(1) في (م) و (ظ 2) و (ق): وفينا مملوكين، وهو خطأ، وفي (م) و (ظ 2): فلا.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام راويه عن فضالة، وابن أبي ليلى -وهو محمد بن عبد الرحمن- سيئ الحفظ. سفيان: هو الثوري.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (9450)، لكن سقط من إسناده في المطبوع الراوي المبهم.
وفي الباب عن ابن عباس عند مسلم (1812) في حديث طويل، وقد سلف برقم (2235).
وعن عمير مولى آبي اللحم، وقد سلف برقم (21940)، وسنده صحيح.
وفي الحديثين أن العبد لا يُسهَم له، وإنما يعطى من الغنيمة دون السهم.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
(4)
في (م) و (ظ 2) و (ق): سعيد بن سويد، والمثبت من "جامع المسانيد" لابن كثير، ومن مصادر ترجمته.
عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: اشْتَرَيْتُ قِلَادَةً يَوْمَ فَتْحِ خَيْبَرَ بِاثْنَيْ عَشَرَ دِينَارًا فِيهَا ذَهَبٌ وَخَرَزٌ، فَفَصَّلْتُهَا، فَوَجَدْتُ فِيهَا أَكْثَرَ مِنَ اثْنَيْ عَشَرَ دِينَارًا، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" لَا تُبَاعُ حَتَّى تُفَصَّلَ "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. هاشم: هو ابن القاسم، ويونس: هو ابن محمد المؤدِّب.
وأخرجه مسلم (1591)(90)، وأبو داود (3352)، والترمذي (1255)، والنسائي 7/ 279، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(6094)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 323، والطبراني في "الكبير" 18/ (774)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 5/ 293، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 363 من طرق عن ليث بن سعد، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 72، وفي "شرح مشكل الآثار"(6093) من طريق أسد بن موسى، عن الليث، به. وسقط حنشٌ من هذا الطريق، وأشار إليه الطحاوي نفسه.
وأخرجه النسائي 7/ 279، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 71، وفي "شرح المشكل"(6095) من طريق هشيم، عن ليث، عن خالد بن أبي عمران، به. لم يذكر بينهما أبا شجاع.
وأخرجه الطيالسي (1011)، وابن أبي شيبة 6/ 54 - 55 و 14/ 258، ومسلم (1591)(90)، وأبو داود (3351)، والترمذي (1255)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2111)، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 72، وفي "شرح المشكل"(6096)، والطبراني 18/ (775)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 5/ 293، وفي "السنن الصغير"(1883)، وفي "معرفة السنن والآثار"(11110) والمزي في ترجمة سعيد بن يزيد من "التهذيب" 11/ 119 - 120 من طريق عبد الله بن المبارك، عن سعيد بن يزيد، به. =
23963 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ مَوْلَى تُجِيبَ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ نَافِذٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي يَوْمٍ كَانَ يَصُومُهُ، قَالَ: فَدَعَا بِمَاءٍ فَشَرِبَ، فَقُلْنَا لَهُ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ كَانَ هَذَا الْيَوْمُ كُنْتَ تَصُومُهُ! قَالَ:" أَجَلْ، وَلَكِنِّي قِئْتُ "(1).
23964 -
حَدَّثَنَا يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ (2)، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَنْبَأَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الْجَنْبِيِّ
= وأخرجه بنحوه البزار في "مسنده"(3756)، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 74 من طريق ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، به.
وأخرجه مسلم (1591)(92)، وابن أبي عاصم (2112)، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 74، وفي "شرح المشكل"(3214) و (6097)، والطبراني في "الكبير" 18/ (776)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 5/ 292 - 293 من طريق عامر بن يحيى المعافري، عن حنش، به.
وسيأتي نحوه برقم (23968) من طريق الجُلاح أبي كثير عن حنش.
وانظر ما سلف برقم (23939).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق، وباقي رجاله ثقات. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، وحنش: هو ابن عبد الله الصنعاني.
وانظر (23935) و (23948).
(2)
تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: بشير، والتصويب من "جامع المسانيد" و"أطراف المسند" ومصادر ترجمته، وهو من رجال "تعجيل المنفعة".
أَنَّ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ وَعُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ حَدَّثَاهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، وَفَرَغَ اللهُ مِنْ قَضَاءِ الْخَلْقِ، فَيَبْقَى رَجُلَانِ، فَيُؤْمَرُ بِهِمَا إِلَى النَّارِ، فَيَلْتَفِتُ أَحَدُهُمَا، فَيَقُولُ الْجَبَّارُ تَبَارَكَ اسْمُهُ: رُدُّوهُ. فَيَرُدُّوهُ، فَيُقَالُ لَهُ: لِمَ الْتَفَتَّ؟ - يَعْنِي - فَيَقُولُ: قَدْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ تُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ. قَالَ: فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ قَالَ، فَيَقُولُ: لَقَدْ أَعْطَانِي رَبِّي حَتَّى لَوْ أَنِّي أَطْعَمْتُ أَهْلَ الْجَنَّةِ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي شَيْئًا ". قَالَا: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا ذَكَرَهُ يُرَى السُّرُورُ فِي وَجْهِهِ (1).
23965 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ - قَالَ: أَنْبَأَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ الْجَنْبِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ "(2).
(1) إسناده ضعيف لضعف رشدين بن سعد. عبد الله: هو ابن المبارك، وأبو هانئ الخولاني: هو حميد بن هانئ.
وهو مكرر (22793) سنداً ومتناً.
(2)
إسناده صحيح. علي بن إسحاق: هو المروزي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(14) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن علي ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وهو عند ابن المبارك في "الزهد- زوائد نعيم"(141)، ومن طريقه أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 278، والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 8/ 262، والطبراني في "الكبير" 18/ (797)، والسهمي في "تاريخ =
23966 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ صَائِمًا فَقَاءَ فَأَفْطَرَ (1).
23967 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ أَبِي هَانِئٍ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ:" أَلَا أُخْبِرُكُمْ مَنِ الْمُسْلِمُ؟ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ الْخَطَايَا وَالذَّنُوبَ، وَالْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللهِ "(2).
= جرجان" ص 201، والقضاعي في "مسند الشهاب" (184)، والبيهقي في "الزهد" (370).
وسلف الحديث برقم (23951 م).
(1)
حديث صحيح، وهذا سند حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبد الله بن عياش، ففيه ضعف لكنه يعتبر به، وباقي رجاله ثقات.
وقد روي الحديث بنحوه عن المفضل بن فضالة كما سلف عند الحديث (23948) لكن بإسقاط عبد الله بن عياش من إسناده.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف رِشدين بن سعد، لكنه متابع، وباقي رجاله ثقات.
وقد سلف برقم (23958) من طريق ليث بن سعد عن أبي هانئ الخولاني.
23968 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (1) بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الْجُلَاحِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَنَشٌ الصَّنْعَانِيُّ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ خَيْبَرَ نُبَايِعُ (2) الْيَهُودَ الْأُوقِيَّةَ الذَّهَبَ بِالدِّينَارَيْنِ وَالثَّلَاثَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ إِلَّا وَزْنًا بِوَزْنٍ "(3).
23969 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَحَلَ إِلَى فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ وَهُوَ بِمِصْرَ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ وَهُوَ يَمُدُّ نَاقَةً لَهُ، فَقَالَ: إِنِّي لَمْ آتِكَ زَائِرًا، إِنَّمَا أَتَيْتُكَ لِحَدِيثٍ بَلَغَنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَكَ مِنْهُ عِلْمٌ. فَرَآهُ شَعِثًا فَقَالَ: مَا لِي أَرَاكَ شَعِثًا وَأَنْتَ
(1) تحرف في (م) إلى: عَبد الله.
(2)
تحرفت في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: فبايع، والتصحيح من "أطراف المسند" 5/ 181، ومصادر التخريج.
(3)
إسناده قوي على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (1591)(91)، وأبو داود (3353)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 5/ 293 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار في "مسنده"(3757) من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث، عن الليث بن سعد، به.
وانظر (23962).
أَمِيرُ الْبَلَدِ؟! قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَنْهَانَا عَنْ كَثِيرٍ مِنَ الْإِرْفَاهِ (1). وَرَآهُ حَافِيًا فَقَالَ: مَا لِي أَرَاكَ حَافِيًا؟! قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَنَا أَنْ نَحْتَفِيَ أَحْيَانًا (2).
(1) تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: الأرفة، والتصويب من "جامع المسانيد" و"أطراف المسند" 5/ 182.
(2)
إسناده صحيح إن كان عبد الله بن بريدة سمعه من أحد صحابيَّيه، وإلا فهو مرسَل، والجريري -وهو سعيد بن إياس- كان قد اختلط، ورواية يزيد بن هارون عنه بعد الاختلاط، لكن تابعه إسماعيل ابن عليَّة وحماد بن سلمة عن سعيد، وروايتهما عنه قبل الاختلاط.
وأخرجه أبو داود (4160)، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان"(6468) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(6469)، وفي "الآداب"(698) من طريق حماد بن سلمة، عن الجريري، به.
وأخرجه مختصراً النسائي 8/ 185 عن يعقوب بن إبراهيم، عن إسماعيل ابن عليَّة، عن الجريري، عن عبد الله بن بريدة: أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له: عُبيد، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن كثيرٍ من الإرفاه. سُئِل ابن بريدة عن الإرفاه، قال: منه الترجُّل.
كذا قال فيه: عبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال المزي في "تحفة الأشراف" 7/ 226: وهو وهمٌ، والصواب: فضالة بن عبيد.
قال البيهقي في "الشعب" بإثر الحديث (6469): رواه في الاحتفاء زهير بن حرب عن ابن علية عن الجريري عن عبد الله بن بريدة: أن رجلاً سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً، وقد سمعه معه رجلٌ يقال له: عبيد، فأتاه فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا بالاحتفاء.
وأخرج نحوه النسائي 8/ 132 من طريق خالد بن الحارث، عن كهمس بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الحسن، عن عبد الله بن شقيق قال: كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عاملاً بمِصر، فأتاه رجل من أصحابه فإذا هو شَعِثُ الرأس مُشعانٌّ (أي: ثائر الرأس)، قال: ما لي أراك مشعانّاً وأنت أمير؟! قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم ينهانا عن الإرفاه، قلنا: وما الإرفاه؟ قال: الترجُّل كلَّ يومٍ.
وفي الباب عن عبد الله بن مغفل: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الترجُّل إلا غِبّاً. وقد سلف برقم (16793)، ورجاله ثقات.
وعن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمتشط أحدنا كل يوم. وقد سلف برقم (17012)، وإسناده صحيح.
قوله. "وهو يمدُّ ناقة له" أي: يسقيها المَديد، وهو ماء يُخلَط به دقيق أو سمسم أو شعير، ثم يسقاه البعير. وقيل: المديد: العلف. "اللسان"(مدَّ).
حَدِيثُ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ الْأَنْصَارِيِّ
(1)
23970 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا النَّهَّاسُ بْنُ قَهْمٍ أَبُو الْخَطَّابِ، عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ الشَّامِيِّ، قَالَ: قَالَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ: يَا طَاعُونُ، خُذْنِي إِلَيْكَ. قَالَ: فَقَالُوا: أَلَيْسَ قَدْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا عَمَّرَ الْمُسْلِمُ كَانَ خَيْرًا لَهُ "؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنِّي أَخَافُ سِتًّا: إِمَارَةَ السُّفَهَاءِ، وَبَيْعَ الْحُكْمِ، وَكَثْرَةَ الشُّرَطِ، وَقَطِيعَةَ الرَّحِمِ، وَنَشْأً يَنْشَؤُونَ يَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ، وَسَفْكَ الدَّمِ (2).
(1) قال السندي: عوف بن مالك، أشجعيٌّ، مختلف في كنيته، قيل: أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو محمد، وقيل: غير ذلك، قيل: أسلم عام خيبر ونزل حمص، وقيل: شهد الفتح وكانت معه راية أشجع، وسكن دمشق. وقال ابن سعد: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي الدرداء. قيل: مات سنة ثلاث وسبعين في خلافة عبد الملك.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف النَّهاس بن قَهْم، ولانقطاعه فإن شدَّاداً أبا عمار لم يسمع من عوف بن مالك.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 244، والطبراني في "الكبير" 18/ (104) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني 18/ (105) من طريق النضر بن شميل، عن النهاس بن قهم، عن شداد، عن عوف بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أخاف عليكم ستاً
…
" فذكره مرفوعاً.
وسيأتي برقم (23973). =
23971 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: اسْتَأْذَنْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: أَدْخُلُ كُلِّي أَوْ بَعْضِي؟ قَالَ: " ادْخُلْ كُلُّكَ " فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ وُضُوءًا مَكِيثًا، فَقَالَ لِي:" يَا عَوْفُ بْنَ مَالِكٍ، سِتًّا قَبْلَ السَّاعَةِ: مَوْتُ نَبِيِّكُمْ، خُذْ إِحْدَى، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ مَوْتٌ يَأْخُذُكُمْ تُقْعَصُونَ فِيهِ كَمَا تُقْعَصُ الْغَنَمُ، ثُمَّ تَظْهَرُ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرُ الْمَالُ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ الْوَاحِدُ مِئَةَ دِينَارٍ فَيَسْخَطَهَا، ثُمَّ يَأْتِيكُمْ بَنُو الْأَصْفَرِ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا "(1).
= ويشهد لقوله: "ما عُمِّر المسلم كان خيراً له" حديث أبي هريرة السالف برقم (7212)، وحديث عبد الله بن بسر السالف برقم (17680)، وحديث أبي بكرة السالف برقم (20415).
ويشهد لبقيته حديث عَبْس الغفاري مرفوعاً، وقد سلف برقم (16040).
وحديث الحكم بن عمرو الغفاري عند الطبراني في "الكبير"(3162)، والحاكم 3/ 443.
وانظر شرح الحديث عند حديث عبس الغفاري.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة هشام بن يوسف -وهو السُّلمي الحِمصي- فلم يرو عنه غير اثنين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد توبع كما سيأتي، ثم إن رواية هشام بن يوسف عن عوف بن مالك مرسلة، قاله المزي في "تهذيب الكمال" 30/ 269. سفيان بن حسين: هو الواسطي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 104، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1289)، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 52 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقال ابن أبي شيبة في روايته:"وفتح مدينة الكفر" بدل قوله: "ثم تظهر الفتن"، ولم يسق ابن أبي عاصم لفظه بتمامه. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه البخاري (3176)، وأبو داود (5000)، وابن ماجه (4042) و (4095)، وابن أبي عاصم (1288)، وابن حبان (6675)، والطبراني في "الكبير" 18/ (70)، وابن منده في "الإيمان"(998)، والحاكم 4/ 419، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 128، والبيهقي في "السنن" 9/ 223، وفي "دلائل النبوة" 6/ 320 - 321 و 383، والبغوي في "شرح السنة"(4248) من طريق أبي إدريس الخولاني، وابن أبي عاصم (1286)، والطبراني في الكبير 18/ (122) من طريق عبد الله ابن الدَّيلمي، وابن أبي عاصم (1291)، والطبراني 18/ (119) من طريق ضمرة بن حبيب، وابن أبي عاصم (1293)، والطبراني 18/ (148) من طريق علي العقيلي، والحاكم 4/ 422 من طريق الشعبي، و 4/ 551 - 552 من طريق إسحاق بن عبد الله، ستَّتُهم عن عوف بن مالك الأشجعي
…
بهذا الحديث. ورواية بعضهم مختصرة، ولفظُ بعضهم على نحو لفظ المصنِّف ولم يسُق عليٌّ العقيلي لفظَ الحديث بتمامه.
وسيأتي الحديث برقم (23979) من طريق عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، وبرقم (23985) من طريق جُبير بن نُفير، وبرقم (23996) من طريق محمد بن أبي محمد، ثلاثتهم عن عوف بن مالك الأشجعي.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6623).
وعن معاذ بن جبل، سلف برقم (21992).
ولقصة بني الأصفر انظر حديث ذي مِخْبَر السالف برقم (16826).
وأخرج أبو داود (5001) عن صفوان بن معاوية، عن الوليد بن مسلم، عن عثمان ابن أبي العاتكة قال: إنما قال: "أَدْخُل كُلِّي؟ " من صِغَر القبَّة. قلنا: يعني القبة التي ضُرِبت له في غزوة تبوك كما جاء في بعض مصادر الحديث.
قال السندي: قوله: "ستّاً" أي: عُدَّ ستاً.
"تقعصون" على بناء المفعول، يقال: قعصتُه وأقعصتُه، أي: قتلته قتلاً سريعاً. اهـ. =
23972 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، قَالَ: دَخَلَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ هُوَ وَذُو الْكَلَاعِ مَسْجِدَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَقَالَ لَهُ عَوْفٌ: عِنْدَكَ ابْنُ عَمِّكَ (1). فَقَالَ ذُو الْكَلَاعِ: أَمَا إِنَّهُ مِنْ خَيْرِ أَوْ مِنْ أَصْلَحِ النَّاسِ، فَقَالَ عَوْفٌ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَقُصُّ إِلَّا أَمِيرٌ أَوْ مَأْمُورٌ أَوْ مُتَكَلِّفٌ "(2).
= وقوله: "يتوضأ وضوءاً مَكيثاً" أي: بطيئاً متأنِّياً.
بنوالأصفر: هم الروم.
والغاية: الراية.
(1)
تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: عنك أم عمك، والمثبت من "جامع المسانيد" لابن كثير، وابن عمِّ ذي الكلاع هو كعب كما جاء في بعض مصادر التخريج: وهو ابن مانع الحِمْيري، المشهور بكعب الأحبار، ومعنى قول عوف هذا:"عندك ابن عمِّك" أي: خذه وأسكته، والله أعلم، فعند، قال في "لسان العرب": قد يُغرى بها فيقال: عندك زيداً، أي: خذه
…
وقال سيبويه: وقالوا: عندَكَ، تحذره شيئاً بين يديه أو تأمره أن يتقدم، وهو من أسماء الفعل لا يتعدَّى.
(2)
صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد سقط منه أكثر من راوٍ على التوالي بين بكير بن عبد الله بن الأشج وعوف بن مالك، وجاء ذكرهم في الرواية الآتية برقم (23994) من طريق عمرو بن الحارث المصري -وهو ثقة من رجال الشيخين- عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج وابن أبي حفصة، عن عبد الله بن يزيد -وقيل: زيد- قاصِّ مَسْلمة في القسطنطينية، عن عوف بن مالك، وقد تابع الضحاكَ بن عثمان -وهو ابن عبد الله ابن خالد الأسدي- في روايته عن بكير مرسلاً محمدُ بن عَجْلان عند ابن وهب في "جامعه"(574)، والضحاك وابن عجلان قويان، فلعل بكيراً قد روى هذا الحديث على الهيئتين مرسلاً ومتصلاً، وعلى أي حال فالرواية المتصلة فيها عبد الله بن زيد =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قاصُّ مسلمة، وهو مجهول الحال، ولكنه متابع، فقد تابعه ذو الكلاع الحميريُّ فيما سيأتي برقم (23974) و (24001)، وكثير بن مرة فيما سيأتي برقم (24005)، وإسناد الروايتين متصل حسنٌ.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(4074) من طريق زيرك أبي العباس، عن عبد الرحمن بن مغراء، عن الضحاك بن عثمان، عن بُكير بن عبد الله بن الأشج، عن بسر بن سعيد وسليمان بن يسار، عن عوف بن مالك .. وذكر الحديث. قلنا: تفرد بروايته من طريق بسر بن سعيد وسليمان بن يسار زيرك أبو العباس وهو مجهول.
وأخرجه ابن وهب في "الجامع"(574) عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن عجلان، عن بكير بن الأشج، مرسلاً كرواية المصنِّف. لكنه قال فيه:"أو مختال" بدل قوله: "أو متكلِّف".
وأخرجه موصولاً البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 329، والطبراني في "الكبير" 18/ (112)، وفي "مسند الشاميين"(1194) من طريق يزيد بن خُمَير الحِمْصي، والطبراني في "الكبير"(140) من طريق الأزرق بن قيس، كلاهما عن عوف بن مالك .. فذكر الحديث، وإسناد البخاري جيد، وأسانيد الطبراني فيها ضعف، وقال يزيد بن خُمير في روايته:"أو مختال" بدل قوله: "أو متكلِّف"، وزاد عند البخاري قوله:"أو مُراءٍ".
وأخرجه موصولاً أبو داود (3665) من طريق عباد بن عباد الخوّاص -وهو ثقة إلا عند المخالفة- عن يحيى بن أبي عمرو السَّيباني، عن عمرو بن عبد الله السَّيباني، عن عوف بن مالك. لكن خالف فيه عبادَ بن عبادٍ إبراهيم بن أبي عبلة -وهو ثقة من رجال الشيخين- عند ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 305، والطبراني في "الكبير" 18/ (121)، وفي "الشاميين"(61) و (855)، فأسقط إبراهيم من إسناده عَمرَو بن عبد الله السَّيباني، ورواية إبراهيم أصح من رواية عباد فيترجح لدينا -والله أعلم- أن الحديث من طريق يحيى بن أبي عمرو السَّيباني =
23973 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا النَّهَّاسُ، عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: يَا طَاعُونُ، خُذْنِي إِلَيْكَ. قَالُوا: لِمَ تَقُولُ هَذَا؟! أَلَيْسَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَزِيدُهُ طُولُ الْعُمُرِ إِلَّا خَيْرًا "؟ قَالَ: بَلَى، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ وَكِيعٍ (1).
23974 -
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَزْهَرَ - يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ - عَنْ ذِي الْكَلَاعِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" الْقُصَّاصُ ثَلَاثَةٌ: أَمِيرٌ، أَوْ مَأْمُورٌ، أَوْ مُخْتَالٌ "(2).
= مرسلٌ، فإنه لم يسمع من الصحابة كما قال الحافظ ابن حجر في ترجمته من "تقريب التهذيب". وجاء عندهم قوله: أو"مختال" بدل "أو متكلِّف".
وسيأتي من طريق ذي الكلاع برقم (23974) و (24001)، ومن طريق عبد الله بن زيد -وقيل يزيد- قاصِّ مسلمة برقم (23992) و (23994)، ومن طريق كثير بن مُرَّة برقم (24005)، ثلاثتهم عن عوف بن مالك الأشجعي.
وانظر ما سلف برقم (18050).
وفي الباب عن عبد الرحمن بن عوف عند إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(3517)، لكن في إسناده رجل مبهم.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6661)، وإسناده حسن، وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: القصُّ: التحدُّث بالقَصَص، ويستعمل في الوعظ.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وانظر (23970).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أزهر بن سعيد -وهو الحَرَازي- =
23975 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، عَنْ عَوْفٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى مَيِّتٍ، فَفَهِمْتُ مِنْ صَلَاتِهِ عَلَيْهِ:" اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجِهِ وَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ وَنَجِّهِ مِنَ النَّارِ، وَقِهِ عَذَابَ الْقَبْرِ "(1).
= فهو صدوق حسن الحديث، وبقية رجال الإسناد ثقات. ذو الكَلَاع: اسمه السَّمَيْفَع، ويقال: سَمَيْفَع بن ناكور، وقيل: اسمه أيْفَع، كنيته أبو شرحبيل، أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان سيِّد قومه، والصحيحُ أنه لم يَرَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقد قُبِض وهو في بعض الطريق إليه. ومعاوية بن صالح: هو ابن حُدير الحضرمي الحِمْصي.
وأخرجه ابن وهب في "الجامع"(565)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 6/ لوحة 141، وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" تعليقاً 3/ 266 من طريق معن بن عيسى القزاز، والطبراني في "المعجم الكبير" 18/ (114) من طريق إسحاق بن راهويه، ثلاثتهم (ابن وهب ومعن وابن راهويه) عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (23972).
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم. معاوية: هو ابن صالح.
وأخرجه مسلم (963)(85) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 291 و 10/ 409، ومسلم (963)(85)، والنسائي 1/ 51 و 4/ 73، وابن الجارود (538)، وابن حبان (3075)، والطبراني في =
23976 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ (1)، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي عَرِيبٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ الْعَصَا وَفِي الْمَسْجِدِ أَقْنَاءٌ مُعَلَّقَةٌ، فِيهَا قِنْوٌ فِيهِ حَشَفٌ، فَغَمَزَ الْقِنْوَ بِالْعَصَا الَّتِي فِي يَدِهِ قَالَ:" لَوْ شَاءَ رَبُّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ، تَصَدَّقَ بِأَطْيَبَ مِنْهَا، إِنَّ رَبَّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ لَيَأْكُلُ الْحَشَفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَقَالَ:" أَمَا وَاللهِ يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ، لَتَدَعُنَّهَا أَرْبَعِينَ عَامًا لِلْعَوَافِي " قَالَ: فَقُلْتُ: اللهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " يَعْنِي الطَّيْرَ وَالسِّبَاعَ ". قَالَ: وَكُنَّا نَقُولُ: إِنَّ هَذَا لَلَّذِي تُسَمِّيهِ الْعَجَمُ، هِيَ الْكَرَاكِيُّ (2).
= "الكبير" 18/ (78)، والبيهقي 4/ 40، والبغوي في "شرح السنة"(1495) من طرق عن معاوية بن صالح، به- وهو عند بعضهم مختصر.
وأخرجه الطيالسي (999)، وابن ماجه (1500)، والطبراني في "الكبير" 18/ (108) من طريقين ضعيفين عن حبيب بن عبيد، عن عوف بن مالك، به- وأسقط من الإسناد جبير بن نفير.
وسيأتي الحديث برقم (24000) عن عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيهِ جبير بن نفير.
وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (8809)، وحديث واثلة بن الأسقع السالف برقم (16018).
النُّزل، بضم الزاي وإسكانها: ما يقدَّم للضيف أول ما ينزل.
(1)
قوله: "حدثنا أبو بكر الحنفي" سقط من (م) و (ظ 2) و (ق)، واستُدرك من "جامع المسانيد" لابن كثير و"أطراف المسند" لابن حجر.
(2)
إسناده حسن، صالح بن أبي عَرِيب روى عنه جمع وذكره ابن حبان في =
23977 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْمَلِيحِ الْهُذَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ
= "الثقات" وباقي رجال الإسناد ثقات. أبو بكر الحنفي: اسمه عبد الكبير بن عبد المجيد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 202 من طريق أبي بكر الحنفي، بهذا الإسناد.
وأخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" 1/ 281، والبزار في "مسنده"(2759) و (2763)، والطحاوي 4/ 201 - 202، وابن حبان (6774)، والطبراني 18/ (99)، والحاكم 2/ 285 و 4/ 425 - 426 من طريقين عن عبد الحميد بن جعفر، به- وهو عند بعضهم مختصر. وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي.
وأخرجه عمر بن شبة 1/ 281 - 282 من طريق يحيى بن أبي كثير، قال: ذكر لي عن عوف بن مالك
…
فذكره مختصراً.
وسيأتي الحديث برقم (23998).
وفي باب تعليق القنو في المسجد عن البراء بن عازب عند الترمذي (2987)، وابن ماجه (1822).
وفي باب كراهية التصدق برذائل الأموال عن سهل بن حنيف عند ابن خزيمة (2313)، والطحاوي 4/ 201، والحاكم 2/ 284.
وفي باب هجر المدينة عن أبي هريرة، سلف برقم (7193).
قال السندي: قوله: "أقناء" جمع قِنو -بكسر فسكون-: العِذق بما فيه من الرُّطَب.
"حَشَفٌ" بفتحتين: هو اليابس الفاسد من التمر.
قلنا: والكَرَاكي: جمع كُرْكي: وهو طائر معروف، كبير أغبر اللون، طويل العنق والرجلين، أبتر الذنب، قليل اللحم، يأوي إلى الماء أحياناً. "المعجم الوسيط" 2/ 784.
عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ: أَنَّهُ كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَسَارَ بِهِمْ يَوْمَهُمْ أَجْمَعَ، لَا يَحُلُّ لَهُمْ عُقْدَةً، وَلَيْلَتَهُ جَمْعَاءَ لَا يَحُلُّ عُقْدَةً، إِلَّا لِصَلَاةٍ، حَتَّى نَزَلُوا أَوْسَطَ اللَّيْلِ، قَالَ: فَرَقَبَ رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ وَضَعَ رَحْلَهُ، قَالَ: فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ فَنَظَرْتُ، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا إِلَّا نَائِمًا، وَلَا بَعِيرًا إِلَّا وَاضِعًا جِرَانَهُ نَائِمًا، قَالَ: فَتَطَاوَلْتُ فَنَظَرْتُ حَيْثُ وَضَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَحْلَهُ فَلَمْ أَرَهُ فِي مَكَانِهِ، فَخَرَجْتُ أَتَخَطَّى الرِّحَالَ حَتَّى خَرَجْتُ إِلَى النَّاسِ، ثُمَّ مَضَيْتُ عَلَى وَجْهِي فِي سَوَادِ اللَّيْلِ، فَسَمِعْتُ جَرَسًا فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ، فَإِذَا أَنَا بِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَالْأَشْعَرِيِّ، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِمَا، فَقُلْتُ: أَيْنَ رَسُولُ اللهِ؟ فَإِذَا هَزِيزٌ كَهَزِيزِ الرَّحَا، فَقُلْتُ: كَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ هَذَا الصَّوْتِ، قَالَا: اقْعُدْ اسْكُتْ. فَمَضَى قَلِيلًا فَأَقْبَلَ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْنَا، فَقُمْنَا إِلَيْهِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَزِعْنَا إِذْ لَمْ نَرَكَ، وَاتَّبَعْنَا أَثَرَكَ. فَقَالَ:" إِنَّهُ أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ " فَقُلْنَا: نُذَكِّرُكَ اللهَ وَالصُّحْبَةَ إِلَّا جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ. قَالَ: " أَنْتُمْ مِنْهُمْ " ثُمَّ مَضَيْنَا، فَيَجِيءُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلَانِ، فَيُخْبِرُهُمْ بِالَّذِي أَخْبَرَنَا بِهِ فَيُذَكِّرُونَهُ اللهَ وَالصُّحْبَةَ إِلَّا جَعَلَهُمْ مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِهِ، فَيَقُولُ:" فَإِنَّكُمْ مِنْهُمْ " حَتَّى انْتَهَى النَّاسُ، فَأَضَبُّوا عَلَيْهِ، وَقَالُوا: اجْعَلْنَا مِنْهُمْ. قَالَ: " فَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنَّهَا لِمَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا "(1).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن أبي المليح قال محمد بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= المثنى: ما سمعت يحيى ولا عبد الرحمن يحدثان عنه بشيء؛ يريد يحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي، وأما أخوه زياد، فقد قال أبو حاتم: ليس بالقوي.
عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وأبو المليح: مختلف في اسمه، وهو ابن أسامة بن عمير الهذلي، وأبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري.
وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 1/ 184، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 644 و 648، والطبراني في "الكبير" 18/ (135) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد- واقتصر البخاري على قوله:"الشفاعة لمن مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً".
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(819)، وابن خزيمة 2/ 645 - 646، وابن حبان (7207)، والطبراني 18/ (133)، والحاكم 1/ 67 من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن عوف بن مالك، ومن طريق خالد، عن حميد بن هلال، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن عوف بن مالك- بالإسناد الأول إلى قصة سؤاله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وباقي الحديث بالإسناد الثاني، ورجالهما ثقات.
ووقع في إسناد ابن خزيمة وابن حبان في "الإحسان" والحاكم: "عن أبي بردة عن أبي موسى"، لكن في "موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان" (2592):"عن أبي بردة بن أبي موسى عن عوف" وهو المحفوظ.
ورواه أبو بكر بن عياش، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي بردة، عن أبي المليح، عن معاذ وأبي موسى، وقد سلف برقم (22025).
ورواه حماد بن سلمة عن عاصم، عن أبي بردة، عن أبي موسى وقد سلف برقم (19618).
قلنا: وهذا الخلاف لا يضر، فإن أبا بردة وأبا المليح كلاهما ثقة، وهما من الطبقة نفسها أيضاً.
ورواه قتادة عن أبي المليح عن عوف، وسيأتي بالأرقام (24002) و (24003) و (24009)، وسماع أبي المليح من عوف محتمل جداً. =
23978 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ وَعَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ هِدْمٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: غَزَوْنَا وَعَلَيْنَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، فَأَصَابَتْنَا مَخْمَصَةٌ، فَمَرُّوا عَلَى قَوْمٍ قَدْ نَحَرُوا جَزُورًا،
= وأخرجه بنحوه البخاري في "تاريخه الكبير" 8/ 42، وابن ماجه (4317)، وابن أبي عاصم في "السنة"(820)، وابن خزيمة 2/ 638 - 639، والطبراني 18/ (126)، والآجري في "الشريعة" ص 343، والحاكم 1/ 14 - 15 و 66 من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن سليم بن عامر، قال: سمعت عوف بن مالك- وبعضهم يختصره، وسنده صحيح، ووقع فيه: معاذ بن جبل وأبو عبيدة ابن الجراح، مكان معاذ وأبي موسى، والمحفوظ الثاني.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 8/ 41 - 42، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 337، وابن أبي عاصم (829)، والطبراني 18/ (106) من طريق جابر بن غانم، وابن خزيمة 2/ 640 من طريق حجاج بن رشدين، عن معاوية بن صالح، كلاهما عن سليم بن عامر، عن معدي كرب بن عبد كُلال، عن عوف بن مالك، والإسنادان إلى سُليم فيهما ضعف، ومعدي كرب هذا لا يعرف.
وأخرجه الطبراني 18/ (107) من طريق أبي راشد الحبراني، عن ابن عبد كلال، عن عوف. وفي إسناده فرج بن فضالة وهو ضعيف.
وانظر حديث أبي أيوب السالف برقم (23505).
قوله: "رَقَبَ رجلٌ رسولَ الله
…
" أي: راقبه كأنه يحرسه.
"واضعاً جِرانه" جران البعير، بالكسر: مقدَّم عنقه من مَذْبحه إلى مَنحَره.
وقال السندي: "جرساً" أي: صوتاً مثل صوت الجرس.
"هزيز" أي: صوت.
"فأضبُّوا": ازدحموا.
فَقُلْتُ: أُعَالِجُهَا لَكُمْ عَلَى أَنْ تُطْعِمُونِي مِنْهَا شَيْئًا - وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: فَتُطْعِمُونَ مِنْهَا -؟ فَعَالَجْتُهَا ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِي أَعْطَوْنِي، فَأَتَيْتُ بِهِ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَهُ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ، فَقَالَ مِثْلَ مَا قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَهُ، ثُمَّ إِنِّي بُعِثْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلكَ فِي فَتْحٍ (1)، فَقَالَ:" أَنْتَ صَاحِبُ الْجَزُورِ؟ " فَقُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. لَمْ يَزِدْنِي عَلَى ذَلِكَ (2).
(1) في (م) و (ظ 2) و (ق): في فتح مكة، والمثبت من "جامع المسانيد" و"أطراف المسند" 5/ 166 - 167، وهو الصواب، وفي "الدلائل" للبيهقي: في فتحٍ لنا.
(2)
إسناده جيد. ابن المبارك: هو عبد الله.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 338، ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" 4/ 405 عن عبد الله بن عثمان، والبيهقي في "الدلائل" أيضاً 6/ 308 من طريق حسين بن حسن، كلاهما عن ابن المبارك، بهذا الإسناد. وسقط من رواية يعقوب عوف بن مالك، فصار الحديث عن مالك بن هدم، لكن استدرك ذلك البيهقي فقال في كتابه: أظنه عن عوف بن مالك، وفات هذا الحافظ ابنَ حجر فأورد مالكاً في "الإصابة" 5/ 757 - 758 وعدَّه صحابياً، وأورد له هذا الحديث من طريق يعقوب بن سفيان في "تاريخه"!
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 283، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 308 من طريق يحيى بن أيوب، ويعقوب بن سفيان 2/ 338، ومن طريقه البيهقي 4/ 405 من طريق ابن لهيعة، كلاهما عن يزيد بن أبي حبيب، عن ربيعة، عن مالك بن هِدْم، عن عوف به. ولم يسق البخاري لفظه بتمامه.
وأخرجه الطبراني 18/ (131) من طريق حبان بن موسى وسويد بن نصر، عن =
23979 -
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو الرُّقِّيُّ (1)، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِتَبُوكَ مِنْ آخِرِ السَّحَرِ (2) وَهُوَ فِي فُسْطَاطٍ - أَوْ قَالَ: قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ - قَالَ: فَسَأَلْتُ، ثُمَّ اسْتَأْذَنْتُ، فَقُلْتُ: أَدْخُلُ؟ فَقَالَ: " ادْخُلْ " قُلْتُ: كُلِّي؟ قَالَ: " كُلُّكَ " قَالَ: فَدَخَلْتُ وَإِذَا هُوَ يَتَوَضَّأُ وُضُوءًا مَكِيثًا (3).
= ابن المبارك، عن سعيد بن أبي أيوب ومن طريق يحيى بن أيوب، كلاهما عن يزيد ابن أبي حبيب، عن ربيعة بن هدير، عن عوف بن مالك، فقال فيه: ربيعة بن هدير، وهو آخر غير ربيعة بن لقيط، وأسقط منه مالكَ بن هِدْم!
وأخرجه ابن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" 4/ 274، ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" 4/ 404 قال: أخبرني يزيد بن أبي حبيب أنه حُدِّث عن عوف بن مالك
…
فذكر نحوه.
قال البيهقي عقب إخراجه هذا الطريق: قصَّر بإسناده محمد بن إسحاق.
قوله: "غزونا وعلينا عمرو بن العاص" أي: غزوة ذات السلاسل.
"مخمصة": مجاعة.
وقوله: "فقال مثل ما قال عمر
…
" قد جاء عند يعقوب بن سفيان بيان قوله، فقد قال له عمر عندما أخبره من أين هو: أسمعك قد تعجَّلتَ أجْرَك. عنى بذلك -والله أعلم- أن عوفاً لم يصبر على هذه المخمصة ويكتب له أجرها عند الله، بل سارع وصنع ما صنع، فكأنه قد تعجَّل أجره في الدنيا، لكن جاء عوف إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبشره بالفتح والظَّفَر لم ينكر عليه ذلك.
(1)
تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: الزرقى.
(2)
تحرف في (م) إلى: السحور.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين غير =
23980 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْكِنْدِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَاصِمَ بْنَ حُمَيْدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: قُمْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَبَدَأَ فَاسْتَاكَ ثُمَّ تَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي وَقُمْتُ مَعَهُ، فَبَدَأَ فَاسْتَفْتَحَ الْبَقَرَةَ لَا يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلَّا وَقَفَ فَسَأَلَ، وَلَا يَمُرُّ بِآيَةِ عَذَابٍ إِلَّا وَقَفَ يَتَعَوَّذُ، ثُمَّ رَكَعَ فَمَكَثَ رَاكِعًا بِقَدْرِ قِيَامِهِ، يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ:" سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ، وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ " ثُمَّ قَرَأَ آلَ عِمْرَانَ، ثُمَّ سُورَةً، فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ (1).
= إسحاق بن راشد الجزري وهو -وإن كان من رجال البخاري- فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وهو متابع.
وأخرجه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن"(525) من طريق علي ابن مَعْبد بن شداد الرَّقيِّ، عن عُبيد الله بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1287)، والطبراني في "الكبير" 18/ 98 من طريق عمرو بن عثمان الكلابي، والحاكم 3/ 546 - 547 من طريق العلاء بن هلال الرَّقي، كلاهما عن عبيد الله بن عمرو، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن عبد الحميد، به. فزادا الزهريَّ في الإسناد، وهما ضعيفان، وقد خالفا من هو أوثق منهما: زكريا بن عدي وعلي بن معبد الرَّقيَّ، فلا يُعتد بمخالفتهما؛ فسَماعُ إسحاق من عبد الحميد محتمل، وساق عمرُو بن عثمان عند الطبراني والعلاءُ بن هلال لفظه كالرواية السالفة برقم (23971).
(1)
إسناده قوي. ليث: هو ابن سعد، ومعاوية: هو ابن صالح.
وأخرجه النسائي 2/ 223 من طريق الحسن بن سوار، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً النسائي 2/ 191 من طريق آدم بن أبي إياس، عن الليث، به. =
23981 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رُزَيْقٌ مَوْلَى بَنِي فَزَارَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ، وَكَانَ ابْنَ عَمِّ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ يَقولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ مَنْ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ " قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ؟ قَالَ:" لَا مَا أَقَامُوا لَكُمُ الصَّلَاةَ، أَلَا وَمَنْ وُلِّيَ عَلَيْهِ أَمِيرٌ وَالٍ، فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، فَلْيُنْكِرْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، وَلَا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ "(1).
= وأخرجه أبو داود (873)، والترمذي في "الشمائل"(306)، والبزار (2750) و (2751)، والطبراني في "الكبير" 18/ (113)، وفي "الشاميين"(2009)، والبيهقي في "السنن" 2/ 310، وفي "الأسماء والصفات"(276)، والبغوي في "شرح السنة"(912) من طرق عن معاوية بن صالح، به.
وانظر حديث حذيفة السالف برقم (23261) و (23300).
وحديث عائشة الآتي برقم (24609).
(1)
إسناده جيد، رجاله رجال الصحيح، ومسلم بن قَرَظَةَ -وإن خرَّج له مسلم- لم يرو عنه غير ثلاثة، ولم يوثقه غير ابن حبان، وقال فيه البزار: مشهور، فهو صدوق. عبد الله: هو ابن المبارك، ورُزَيق -ويقال: بتقديم الزاي- مولى بني فَزَارة: هو ابن حيّان الدمشقي.
وهو في "مسند" ابن المبارك (243)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (117).
وأخرجه الدارمي (2797)، والبخاري في "التاريخ الكبير" تعليقاً 7/ 271، =
23982 -
حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، قَالَ: أَنْبَأَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ فِي أَصْحَابِهِ فَقَالَ: " الْفَقْرَ تَخَافُونَ أَوِ الْعَوَزَ أَوَ تُهِمُّكُمُ الدُّنْيَا؟ فَإِنَّ اللهَ
= ومسلم (1855)(66)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1071) و (1072)، والبزار في "مسنده"(2752)، وأبو عوانة (7182) و (7183) و (7184)، والطبراني في "الكبير" 18/ (117)، وفي "الشاميين"(586) و (587)، والآجري في "الشريعة" ص 41، والبيهقي 8/ 158، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 6/ لوحة 252 من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة (7183)، وابن عساكر 6/ لوحة 252 من طريق بشر بن بكر البجلي، وأبو عوانة (7185) من طريق الأوزاعي، كلاهما عن ابن جابر -هكذا دون تقييد- به.
وأخرجه مسلم (1855)(65)، وأبو عوانة (7186)، والطبراني في "الكبير" 18/ (116)، وفي "الشاميين"(637)، والمزي في ترجمة رزيق مولى بني فَزَارة من "تهذيب الكمال" 9/ 182 - 183 من طريق الأوزاعي، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن رزيق، به.
وسيأتي الحديثُ من طريق ربيعة بن يزيد، عن مسلم بن قَرَظة برقم (23999).
وفي الباب عن عقبة بن عامر عند الطبراني في "الكبير" 17/ (808) لكن فيه بكر بن يونس بن بُكير، وهو ضعيف.
وعن أنس بن مالك عند أبي نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 216.
وللنهي عن قتال الأئمة ما أقاموا الصلاة، انظر حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11224)، وحديث أم سلمة الآتي (26606)، وهو في "صحيح مسلم"(1854).
فَاتِحٌ لَكُمْ أَرْضَ فَارِسَ وَالرُّومِ، وَتُصَبُّ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا صَبًّا، حَتَّى لَا يُزِيغُكُمْ بَعْدِي إِنْ أَزَاغَكُمْ إِلَّا هِيَ " (1).
23983 -
حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ سَيْفٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَضَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، فَقَالَ الْمَقْضِيُّ عَلَيْهِ لَمَّا أَدْبَرَ: حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " رُدُّوا عَلَيَّ الرَّجُلَ " فَقَالَ: " مَا قُلْتَ؟ ": قَالَ: قُلْتُ: حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ، فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل بقية بن الوليد، وباقي رجال الإسناد ثقات. حيوة: هو ابن شريح بن يزيد الحضرمي الحمصي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (93)، وفي "الشاميين"(1150) من طريق حيوة بن شريح، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار في "مسنده"(2758)، والطبراني في "الكبير" 18/ (93)، وفي "الشاميين"(1150) من طرق عن بقية، به. ولم يذكر البزار جُبيرَ بن نُفيرٍ في الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(2527) من طريق عبد الرحمن بن عائذ، عن جبير بن نفير، به.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11865).
وعن عمرو بن عوف، سلف برقم (17234).
وعن عقبة بن عامر، سلف برقم (17433).
قال السندي: "أو العَوَز" بفتحتين: العَدَم وسوء الحال.
فَقُلْ: حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " (1).
23984 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: انْطَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا وَأَنَا مَعَهُ حَتَّى دَخَلْنَا كَنِيسَةَ الْيَهُودِ بِالْمَدِينَةِ يَوْمَ عِيدٍ لَهُمْ، فَكَرِهُوا دُخُولَنَا عَلَيْهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ، أَرُونِي اثْنَيْ (2) عَشَرَ
(1) إسناده ضعيف لضعف بقية بن الوليد، وجهالة سيفٍ، فقد تفرد بالرواية عنه خالد بن معدان، وقال النسائي: لا أعرفه، وكذا قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وتساهل العجلي وابن حبان فوثقاه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (97) و (139)، وفي "الشاميين"(1182) من طريق حيوة بن شريح، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3627)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(626)، والبزار في "مسنده"(2749)، والطبراني في "الكبير" 18/ (97)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(349)، والبيهقي في "السنن" 10/ 181، وفي "الشعب"(1213) من طرق عن بقية بن الوليد، به.
قال السندي: قوله: "حسبي الله ونعم الوكيل" أشار به إلى أن المدَّعي أخذ ماله باطلاً.
"يلوم على العجز" أي: لا يرضى العجز، والمراد به ضد الكَيْس -بفتح فسكون- وهو التيقُّظ في الأمور والاهتداء إلى التدبير، والمصلحة بالنظر إلى الأسباب، واستعمال الفكر في العاقبة، يعني كان ينبغي لك أن تتيقظ في معاملتك، فإذا غلبك الخصمُ قلت: حسبي الله، وأما ذِكر "حسبي الله" بلا تيقُّظ كما فعلت، فهو من الضعف فلا ينبغي، والله تعالى أعلم.
(2)
قوله: "أروني اثني" تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: انبانا اثنا، والتصويب من "جامع المسانيد" و"مجمع الزوائد" 7/ 105 ومصادر التخريج.
رَجُلًا يَشْهَدُونَ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، يُحْبِطِ اللهُ عَنْ كُلِّ يَهُودِيٍّ تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ الْغَضَبَ الَّذِي غَضِبَ عَلَيْهِ " قَالَ: فَأَسْكَتُوا مَا أَجَابَهُ (1) مِنْهُمْ أَحَدٌ، ثُمَّ رَدَّ عَلَيْهِمْ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، ثُمَّ ثَلَّثَ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، فَقَالَ:" أَبَيْتُمْ! فَوَاللهِ إِنِّي لَأَنَا الْحَاشِرُ، وَأَنَا الْعَاقِبُ، وَأَنَا النَّبِيُّ الْمُصْطَفَى، آمَنْتُمْ أَوْ كَذَّبْتُمْ ".
ثُمَّ انْصَرَفَ وَأَنَا مَعَهُ، حَتَّى إِذَا كِدْنَا أَنْ نَخْرُجَ نَادَى رَجُلٌ مِنْ خَلْفِنَا: كَمَا أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ. قَالَ: فَأَقْبَلَ، فَقَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ: أَيَّ رَجُلٍ تَعْلَمُونَي فِيكُمْ يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ؟ قَالُوا: وَاللهِ مَا نَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ فِينَا رَجُلٌ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللهِ مِنْكَ، وَلَا أَفْقَهُ مِنْكَ، وَلَا مِنْ أَبِيكَ قَبْلَكَ، وَلَا مِنْ جَدِّكَ قَبْلَ أَبِيكَ. قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ لَهُ بِاللهِ أَنَّهُ نَبِيُّ اللهِ، الَّذِي تَجِدُونَهُ فِي التَّوْرَاةِ. قَالُوا: كَذَبْتَ. ثُمَّ رَدُّوا عَلَيْهِ قَوْلَهُ، وَقَالُوا فِيهِ شَرًّا، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" كَذَبْتُمْ، لَنْ يُقْبَلَ قَوْلُكُمْ، أَمَّا آنِفًا فَتُثْنُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا أَثْنَيْتُمْ، وَلَمَّا آمَنَ أَكْذَبْتُمُوهُ وَقُلْتُمْ فِيهِ مَا قُلْتُمْ، فَلَنْ يُقْبَلَ قَوْلُكُمْ ". قَالَ: فَخَرَجْنَا وَنَحْنُ ثَلَاثَةٌ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا وَعَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ، وَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل فِيهِ:{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الأحقاف: 10](2).
(1) تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى. ما جاء به، والتصويب من "جامع الأسانيد" وغيره.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو المغيرة: هو عبد القُدُّوس بن =
23985 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: " عَوْفٌ؟ ": فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ:" ادْخُلْ " قَالَ: قُلْتُ: كُلِّي أَوْ بَعْضِي؟ قَالَ: " بَلْ كُلُّكَ " قَالَ: " اعْدُدْ يَا عَوْفُ، سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: أَوَّلُهُنَّ مَوْتِي " قَالَ: فَاسْتَبْكَيْتُ حَتَّى جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُسْكِّتُنِي، قَالَ: قُلْتُ: إِحْدَى " وَالثَّانِيَةُ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ " قُلْتُ: اثْنَيْنِ " وَالثَّالِثَةُ مَوَتَانٌ يَكُونُ فِي أُمَّتِي يَأْخُذُهُمْ مِثْلَ قُعَاصِ الْغَنَمِ، قَلَ: ثَلَاثًا، وَالرَّابِعَةُ فِتْنَةٌ تَكُونُ فِي أُمَّتِي - وَعَظَّمَهَا - قُلْ: أَرْبَعًا، وَالْخَامِسَةُ يَفِيضُ الْمَالُ فِيكُمْ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيُعْطَى الْمِئَةَ دِينَارٍ فَيَتَسَخَّطُهَا، قُلْ: خَمْسًا، وَالسَّادِسَةُ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ، فَيَسِيرُونَ إِلَيْكُمْ عَلَى ثَمَانِينَ غَايَةً " قُلْتُ: وَمَا الْغَايَةُ؟ قَالَ: " الرَّايَةُ، تَحْتَ كُلِّ رَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا، فُسْطَاطُ الْمُسْلِمِينَ
= الحجاج الخولاني، وصفوان: هو ابن عمرو السَّكسكي.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 26/ 11 - 12، وابن حبان (7162)، والطبراني في "الكبير" 18/ (83)، وفي "الشاميين"(948)، والحاكم 3/ 415 - 416 من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.
وقصة إسلام عبد الله بن سلام سلفت برقم (12057) في سياق قصة أخرى، وهي أصحُّ.
وفي باب قوله: "أنا الحاشر
…
" عن جبير بن مطعم، سلف برقم (16734)، وذكرنا أحاديث الباب هناك.
يَوْمَئِذٍ فِي أَرْضٍ يُقَالُ لَهَا: الْغُوطَةُ، فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا: دِمَشْقُ " (1).
23986 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا جَاءَ فَيْءٌ قَسَمَهُ مِنْ يَوْمِهِ، فَأَعْطَى الْآهِلَ حَظَّيْنِ، وَأَعْطَى الْعَزَبَ حَظًّا وَاحِدًا، فَدُعِينَا، وَكُنْتُ أُدْعَى قَبْلَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، فَدُعِيتُ فَأَعْطَانِي حَظَّيْنِ، وَكَانَ لِي أَهْلٌ، ثُمَّ دَعَا بَعْدُ عَمَّارَ (2) بْنَ يَاسِرٍ
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، وصفوان: هو ابن عمرو السَّكْسكي.
وأخرجه البزار في "مسنده"(2742)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 1/ ورقة 105 من طريق أبي المغيرة الخولاني، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1292)، والطبراني في "الكبير" 18/ (72)، وفي "الشاميين"(934)، وابن منده في "الإيمان"(1000)، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن"(427) و (523)، وابن عساكر 1/ ورقة 105 من طرق عن صفوان بن عمرو، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ 71، وابن منده (999) من طريق خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، به.
وانظر ما سلف برقم (23971).
ولقوله: "فساط المسلمين يومئذ .. إلخ" انظر ما سلف برقم (17470).
قال السندي: "مَوَتان" بفتحتين: الموت، وبضم فسكون: موت الماشية.
(2)
في (م): ثم دعا بعمار. =
فَأُعْطِيَ حَظًّا وَاحِدًا، فَبَقِيَتْ قِطْعَةُ سِلْسِلَةٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُهَا بِطَرَفِ عَصَاهُ فَتَسْقُط، ثُمَّ رَفَعَهَا وَهُوَ يَقُولُ:" كَيْفَ أَنْتُمْ يَوْمَ يَكْثُرُ لَكُمْ مِنْ هَذَا! "(1).
23987 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: غَزَوْنَا غَزْوَةً إِلَى طَرَفِ الشَّامِ، فَأُمِّرَ عَلَيْنَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: فَانْضَمَّ إِلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ أَمْدَادِ حِمْيَرَ فَأَوَى إِلَى رَحْلِنَا، لَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ إِلَّا سَيْفٌ لَيْسَ مَعَهُ
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه أبو داود (2953)، وابن الجارود (1112)، والطبراني في "الكبير" 18/ (81)، وفي "الشاميين"(947)، والبيهقي 6/ 346 من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد- وبعضهم يزيد فيه على بعضٍ.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال"(599)، وابن زنجويه في "الأموال"(879)، والبزار في "مسنده"(2748)، والطبراني في "الكبير" 18/ (80)، وفي "الشاميين"(946)، والحاكم 2/ 140 - 141، والبيهقي 6/ 346 من طريقين عن صفوان بن عمرو، به، مختصراً.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، فقد أخرج بهذا الإسناد بعينه أربعة أحاديث، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (82) من طريق معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، بنحوه.
وسيأتي برقم (24004).
سِلَاحٌ غَيْرَهُ، فَنَحَرَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ جَزُورًا، فَلَمْ يَزَلْ يَحْتَالُ حَتَّى أَخَذَ مِنْ جِلْدِهِ كَهَيْئَةِ الْمِجَنِّ، حَتَّى بَسَطَهُ عَلَى الْأَرْضِ، ثُمَّ وَقَدَ عَلَيْهِ حَتَّى جَفَّ، فَجَعَلَ لَهُ مُمْسِكًا كَهَيْئَةِ التُّرْسِ، فَقُضِيَ أَنْ لَقِينَا عَدُوَّنَا فِيهِمْ أَخْلَاطٌ مِنَ الرُّومِ وَالْعَرَبِ مِنْ قُضَاعَةَ، فَقَاتَلُونَا قِتَالًا شَدِيدًا، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ مِنَ الرُّومِ عَلَى فَرَسٍ لَهُ أَشْقَرَ، وَسَرْجٍ مُذَهَّبٍ وَمِنْطَقَةٍ مُلَطَّخَةٍ ذَهَبًا وَسَيْفٌ مِثْلُ ذَلِكَ، فَجَعَلَ يَحْمِلُ عَلَى الْقَوْمِ وَيُغْرِي بِهِمْ، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ الْمَدَدِيُّ يَحْتَالُ لِذَلِكَ الرُّومِيِّ حَتَّى مَرَّ بِهِ فَاسْتَقْفَاهُ، فَضَرَبَ عُرْقُوبَ فَرَسِهِ بِالسَّيْفِ فَوَقَعَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ ضَرْبًا بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتَلَهُ، فَلَمَّا فَتَحَ اللهُ الْفَتْحَ أَقْبَلَ يَسْأَلُ لِلسَّلَبِ، وَقَدْ شَهِدَ لَهُ النَّاسُ بِأَنَّهُ قَاتِلُهُ، فَأَعْطَاهُ خَالِدٌ بَعْضَ سَلَبِهِ، وَأَمْسَكَ سَائِرَهُ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى رَحْلِ عَوْفٍ ذَكَرَهُ، فَقَالَ لَهُ عَوْفٌ: ارْجِعْ إِلَيْهِ، فَلْيُعْطِكَ مَا بَقِيَ. فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَأَبَى عَلَيْهِ، فَمَشَى عَوْفٌ حَتَّى أَتَى خَالِدًا، فَقَالَ: أَمَا تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَضَى بِالسَّلَبِ لِلْقَاتِلِ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَدْفَعَ إِلَيْهِ سَلَبَ قَتِيلِهِ؟ قَالَ خَالِدٌ: اسْتَكْثَرْتُهُ لَهُ. قَالَ عَوْفٌ: لَئِنْ رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَأَذْكُرَنَّ ذَلِكَ لَهُ. فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعَثَهُ عَوْفٌ فَاسْتَعْدَى إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَدَعَا خَالِدًا وَعَوْفٌ قَاعِدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا يَمْنَعُكَ يَا خَالِدُ أَنْ تَدْفَعَ إِلَى هَذَا سَلَبَ قَتِيلِهِ؟ " قَالَ: اسْتَكْثَرْتُهُ لَهُ يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: " ادْفَعْهُ إِلَيْهِ " قَالَ: فَمَرَّ بِعَوْفٍ، فَجَرَّ عَوْفٌ بِرِدَائِهِ، فَقَالَ:
أَنْجَزْتُ (1) لَكَ مَا ذَكَرْتُ لَكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَسَمِعَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاسْتُغْضِبَ فَقَالَ: " لَا تُعْطِهِ يَا خَالِدُ، هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو (2) أُمَرَائِي؟ إِنَّمَا مَثَلُكُمْ وَمَثَلُهُمْ كَمَثَلِ رَجُلٍ اشْتَرَى إِبِلًا وَغَنَمًا، فَرَعَاهَا ثُمَّ تَحَيَّنَ (3) سَقْيَهَا، فَأَوْرَدَهَا حَوْضًا، فَشَرَعَتْ فِيهِ فَشَرِبَتْ صَفْوَةَ الْمَاءِ وَتَرَكَتْ كَدِْرَهُ، فَصَفْوُةُ أَمْرُهُمْ لَكُمْ، وَكَدَرُهُ عَلَيْهِمْ "(4).
(1) في (م) و (ظ 2). ليجزي.
(2)
في (م) و (ظ 2): تاركي، وهو خطأ. قال النووي في "شرح مسلم" 12/ 64 قوله:"هل أنتم تاركو لي أمرائي" هكذا هو في بعض النسخ -يعني نسخ الصحيح-: "تاركو" بغير نون، وفي بعضها:"تاركون" بالنون، وهذا هو الأصل، والأول صحيح أيضاً، وهي لغة معروفة، وقد جاءت بها أحاديث كثيرة، منها قوله صلى الله عليه وسلم:"لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا".
(3)
في (م) و (ظ 2): "فدعاها ثم تخير" وهو تحريف.
(4)
إسناه صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه البزار في "مسنده"(2746)، والطبراني في "الكبير" 18/ (84) و (87)، وفي "الشاميين"(949)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(223)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 336 - 337 من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد- وهو عند بعضهم مختصر.
زاد الطبراني 18/ (84) في أوله: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخمِّس السلب، وسيرد بعده، وسلفت هذه الزيادة أيضاً برقم (16822).
وأخرجه سعيد بن منصور (2697)، والطبراني في "الكبير" 18/ (84) من طريق إسماعيل بن عياش، والبزار (2745) من طريق بقية بن الوليد، كلاهما عن صفوان ابن عمرو، به، ورواية بقية مختصرة. =
23988 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ وَخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يُخَمِّسْ السَّلَبَ (1).
= وأخرجه مختصراً مسلم (1753)(43)، وأبو عوانة (6649)، والطبراني في "الكبير" 18/ (89) من طريق معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير، به.
وسيرد برقم (23997).
وفي باب تنفيل سَلَب القتيل للقاتل عن عبد الرحمن بن عوف، سلف برقم (1673).
وعن سلمة بن الأكوع، سلف برقم (16492).
وعن أبي قتادة، سلف برقم (22518).
المِنطَقة، قال: الفيومي في "المصباح": اسم لما يسمِّيه الناس الحِيَاصة. وفي "القاموس" للفيروزآبادي: الحياصة، والأصل الحِوَاصة: سَيرٌ يُشدُّ به حزام السَّرج.
وقوله: "ويُغري بهم" أي: يحرِّض أصحابه عليهم.
والسَّلَب: ما يؤخذ من القتيل من سلاحه وفرسه وغيره.
قال النووي: وهذا الحديث يُستَشكل من حيث إن القاتل قد استحق السَّلَب، فكيف منعه إيَّاه؟ ويجاب عنه بوجهين:
أحدهما: لعله أعطاه بعد ذلك للقاتل، وإنما آخَّره تعزيراً له ولعوف بن مالك لكونهما أطلقَا ألسنتهما في خالد رضي الله عنه، وانتهكا حرمة الوالي ومن ولَّاه.
الوجه الثاني: لعله أستطاب قلب صاحبه فتركه صاحبه باختياره وجعله للمسلمين، وكان المقصود بذلك استطابة قلب خالد رضي الله عنه للمصلحة في إكرام الوُلاة.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (16822).
23989 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ أَبُو الْعَلَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عَوْفِ (1) بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَنْ يَجْمَعَ اللهُ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ سَيْفَيْنِ: سَيْفًا مِنْهَا، وَسَيْفًا مِنْ عَدُوِّهَا "(2).
23990 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ الْحِمْصِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ذَاتَ يَوْمٍ، فَنَظَرَ فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ:" هَذَا أَوَانُ الْعِلْمِ أَنْ يُرْفَعَ " فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ: أَيُرْفَعُ الْعِلْمُ يَا رَسُولَ اللهِ وَفِينَا كِتَابُ اللهِ، وَقَدْ عَلَّمْنَاهُ أَبْنَاءَنَا وَنِسَاءَنَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّكَ مِنْ أَفْقَهِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ " ثُمَّ
(1) قوله: "عن عوف" سقط من (م) و (ظ 2) و (ق).
(2)
إسناده حسن إن كان إسماعيل بن عياش حفظه، فقد تفرد به فلم يتابعه عليه أحد.
وأخرجه أبو داود (4301) من طريق الحسن بن سوار، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود أيضاً عن عبد الوهاب بن نجدة، عن إسماعيل بن عياش، به.
قال المناوي في "فيض القدير" 5/ 302: يعني أن السيفين لا يجتمعان فيؤديان إلى استئصالهم، ولكن إذا جعلوا بأسهم بينهم سلَّط عليهم العدو وكفَّ بأسهم عن أنفسهم، وقيل: معناه: محاربتهم إما معهم أو مع الكفار.
ذَكَرَ ضَلَالَةَ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ، وَعِنْدَهُمَا مَا عِنْدَهُمَا مِنْ كِتَابِ اللهِ عز وجل.
فَلَقِيَ جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ بِالْمُصَلَّى، فَحَدَّثَهُ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ فَقَالَ: صَدَقَ عَوْفٌ. ثُمَّ قَالَ: وَهَلْ تَدْرِي مَا رَفْعُ الْعِلْمِ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا أَدْرِي. قَالَ: ذَهَابُ أَوْعِيَتِهِ. قَالَ: وَهَلْ تَدْرِي أَيُّ الْعِلْمِ أَوَّلُ أَنْ يُرْفَعَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا أَدْرِي. قَالَ: الْخُشُوعُ، حَتَّى لَا تَكَادُ تَرَى خَاشِعًا (1).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، محمد بن حمير صدوق لا بأس به، وهو من رجال البخاري، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح غير علي بن بحر، فقد روى له البخاري تعليقاً وأبو داود والترمذي، وهو ثقه.
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد"(339)، والطحاوي في "شرح المشكل"(302)، والطبراني في "الشاميين"(56)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 138 و 247، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/ 152 من طرق عن محمد بن حمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد"(337) و (338)، والنسائي في "الكبرى"(5909)، والبزار في "مسنده"(2741)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(301)، وابن حبان (4572)، والطبراني في "الكبير" 18/ (75)، وفي "الشاميين"(55)، والحاكم 1/ 98 - 99، والخطيب البغدادي في "اقتضاء العلم العمل"(89)، والبيهقي في "المدخل"(853) من طريق الليث بن سعد، والطحاوي في "شرح المشكل"(303) من طريق يحيى بن أيوب، كلاهما عن إبراهيم بن أبي عبلة، به.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح. =
23991 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي النَّهَّاسُ بْنُ قَهْمٍ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ شَدَّادٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كُنَّ لَهُ ثَلَاثُ (1) بَنَاتٍ أَوْ ثَلَاثُ أَخَوَاتٍ، أَوْ بِنْتَانِ أَوْ أُخْتَانِ، اتَّقَى اللهَ فِيهِنَّ، وَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ حَتَّى يَبِنَّ أَوْ يَمُتْنَ، كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ "(2).
= وخالف عبد الله بن صالح كاتب الليث، فرواه عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن أبي الدرداء
…
وذكر في آخره: إن جبيراً لقي عبادة بن الصامت فأخبره بما سمع من أبي الدرداء. أخرجه الترمذي (2653)، والطحاوي (304)، والحاكم 1/ 99، والبيهقي في "المدخل"(854). وهذا من أوهام عبد الله بن صالح فقد كان سيئ الحفظ.
وسلف الحديث عن زياد بن لبيد نفسه برقم (17473) من طريق سالم بن أبي الجعد عنه، وهو منقطع.
(1)
لفظة "ثلاث" من "جامع المسانيد" و"أطراف المسند".
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناده ضعيف، علي بن عاصم والنهاس بن قَهم ضعيفان، لكن الأول منهما متابعٌ، وأبو عمار شداد -وهو ابن عبد الله- لم يسمع من عوف.
وأخرجه الطبراني 18/ (102)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(8679) من طريق عثمان بن عمر، والبيهقي (1681) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن النهاس بن قهم، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (24007) عن محمد بن بكر عن النهاس.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11384)، وذكرنا أحاديث الباب هناك. =
23992 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ الْأَشَجِّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ يَزِيدَ قَاصَّ مَسْلَمَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَقُصُّ إِلَّا أَمِيرٌ أَوْ مَأْمُورٌ أَوْ مُخْتَالٌ "(1).
= ويشهد له حديث ابن عباس السالف برقم (2104)، وسنده ضعيف.
وحديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11384)، وسنده ضعيف.
وحديث أنس السالف برقم (12498)، وسنده صحيح.
وحديث أم سلمة الآتي برقم (26516)، وسنده ضعيف.
وفي الباب أحاديث أخرى صحيحة دون ذِكْر الأخوات، انظرها عند حديث أبي سعيد الخدري.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عبد الله بن يزيد -وقيل: زيد- قاص مسلمة، فقد روى عنه ثلاثةٌ، ولم يُؤثَر توثيقه عن أحدٍ، وليس الأمر كما ذهب إليه ابن عساكر حيث ذكره في "تاريخ دمشق" 9/ ورقة 326 - 327 وعدَّه وخالدَ بنَ زيد الأزرق واحداً فقد فرق بينهما البخاري، وتبعه ابن أبي حاتم والمزي، وهو الصواب فيما يغلب على ظننا -والله تعالى أعلم- ثم إن في إسناد الحديث عبد الله ابن لهيعة وهو سيئ الحفظ، وقد اضطرب فيه كما سيأتي. يعقوب بن عبد الله: هو ابن الأشج أخو بكير.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (145)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 9/ لوحة 326 عن يحيى بن عثمان بن صالح، عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار، عن ابن لهيعة، عن بكير بن عبد الله بن الأشج ويزيد بن خُصَيفة أنهما حدثاه عن عبد الله بن زيد، عن عوف
…
الحديث.
وسيأتي برقم (23994) من طريق عمرو بن الحارث المصري، عن بكير بن الأشج، عن أخيه يعقوب بن عبد الله وابن أبي حفصة، عن عبد الله بن يزيد، عن عوف. =
23993 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سِتَّةِ نَفَرٍ أَوْ سَبْعَةٍ أَوْ ثَمَانِيَةٍ، فَقَالَ لَنَا:" بَايِعُونِي " فَقُلْنَا: يَا نَبِيَّ اللهِ، قَدْ بَايَعْنَاكَ. قَالَ:" بَايِعُونِي " فَبَايَعْنَاهُ فَأَخَذَ عَلَيْنَا بِمَا أَخَذَ عَلَى النَّاسِ، ثُمَّ أَتْبَعَ ذَلِكَ كَلِمَةً خَفِيَّةً، فَقَالَ:" لَا تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا "(1).
= وانظر ما سلف برقم (23972).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، ابن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ- قد مشَّى بعض أهل العلم حديثه من رواية قتيبة عنه، ولم ينفرد بهذا الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير ربيعة بن لقيط، فهو من رجال "تعجيل المنفعة"(316)، وهو حسن الحديث.
وأخرجه الطبراني 18/ (130) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن زنجويه في "الأموال"(2065)، ومسلم (1043)، وأبو داود (1642)، وابن ماجه (2867)، والبزار في "مسنده"(2764)، والنسائي 1/ 229، والطبراني في "الكبير" 18/ (67)، وفي "الشاميين"(335)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3519) من طريق سعيد بن عبد العزيز التنوخي، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي مسلم الخولاني، قال: حدثني الحبيب الأمين عوف بن مالك، فذكره بأطول مما هنا.
وأخرجه ابن حبان (3385)، والطبراني في "الكبير" 18/ (68)، وفي "الشاميين"(1929) من طريق معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن عوف بن مالك- فأسقط من إسناده أبا مسلم، ورواية سعيد بن عبد العزيز أصحُّ، على أن أبا إدريس أدرك عوفاً وسمع منه. =
23994 -
حَدَّثَنَا هَارُونُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ يَعْقُوبَ أَخَاهُ وَابْنَ أَبِي حَفْصَةَ (1) حَدَّثَاهُ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ يَزِيدَ قَاصَّ مَسْلَمَةَ بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ حَدَّثَهُمَا، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَقُصُّ عَلَى النَّاسِ إِلَّا أَمِيرٌ، أَوْ مَأْمُورٌ أَوْ مُخْتَالٌ "(2).
23995 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَنْبَأَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِالْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ: ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ لِلْمُسَافِرِ وَلَيَالِيهِنَّ،
= وفي الباب عن أبي ذر، سلف برقم (21509).
وعن ثوبان، سلف برقم (22366).
(1)
في (م) و (ظ 2) و (ق) و"أطراف المسند" 5/ 159: خصيفة، وفي "جامع المسانيد" و"تهذيب التهذيب" في ترجمة عبد الله بن زيد الأزرق: ابن أبي حفصة، وهو كذلك في "تاريخ البخاري"، وقد ذكر المزي في ترجمة خالد بن زيد 8/ 75 أن عمرو بن الحارث قال في حديثه: ابن أبي حفصة، وأن ابن لهيعة قال: يزيد بن خصيفة، وقد سلف تخريج حديث ابن لهيعة عند الرواية (23992).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عبد الله بن زيد قاصِّ مَسْلمة. هارون: هو ابن معروف المروزي، وابن وهب: هو عبد الله بن وهب المصري، وعمرو بن الحارث: هو ابن يعقوب المصري.
وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 93 عن أبي صالح، عن بكر بن مُضر، عن عمرو بن الحارث، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (23972).
وَلِلْمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ (1).
23996 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَنْبَأَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي خِدْرٍ لَهُ فَقُلْتُ: أَدْخُلُ؟ فَقَالَ: " ادْخُلْ " قُلْتُ: أَكُلِّي؟ قَالَ: " كُلُّكَ " فَلَمَّا جَلَسْتُ قَالَ: " أَمْسِكْ سِتًّا تَكُونُ قَبْلَ السَّاعَةِ: أَوَّلُهُنَّ وَفَاةُ نَبِيِّكُمْ " قَالَ: فَبَكَيْتُ. - قَالَ هُشَيْمٌ: وَلَا أَدْرِي بِأَيِّهَا بَدَأَ - " ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَفِتْنَةٌ تَدْخُلُ بَيْتَ كُلِّ شَعَرٍ وَمَدَرٍ، وَأَنْ يَفِيضَ الْمَالُ فِيكُمْ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِئَةَ دِينَارٍ فَيَتَسَخَّطَهَا، وَمُوتَانٌ يَكُونُ فِي النَّاسِ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ، قَالَ: وَهُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ بِكُمْ، فَيَسِيرُونَ إِلَيْكُمْ فِي ثَمَانِينَ
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، داود بن عمرو -وهو الأودي الدمشقي- صدوق حسن الحديث من رجال أبي داود، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو إدريس الخولاني: اسمه عائذ الله بن عبد الله.
أخرجه ابن أبي شيبة 1/ 175 - 176 و 14/ 546، والبزار في "مسنده"(2757)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 82 و 83، والطبراني في "الكبير" 18/ (69)، وفي "الأوسط"(1167)، والدارقطني 1/ 197، والبيهقي 1/ 275 من طريق هشيم بن بشير، بهذا الإسناد.
وقال البيهقي: قال أبو عيسى الترمذي: سألت محمداً -يعني البخاري- عن هذا الحديث، فقال: هو حديث حسن.
وفي الباب عن خزيمة بن ثابت، سلف برقم (21851). وانظر تتمة شواهده هناك.
غَايَةً - وَقَالَ يَعْلَى (1): فِي سِتِّينَ غَايَةً - تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا " (2).
23997 -
حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ مَنْ خَرَجَ مَعَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي غَزْوَةِ مُؤْتَةَ، وَرَافَقَنِي مَدَدِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ لَيْسَ مَعَهُ غَيْرُ سَيْفِهِ، فَنَحَرَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ جَزُورًا، فَسَأَلَهُ الْمَدَدِيُّ طَائِفَةً مِنْ جِلْدِهِ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، فَاتَّخَذَهُ كَهَيْئَةِ الدَّرَقِ، وَمَضَيْنَا فَلَقِينَا جُمُوعَ الرُّومِ، وَفِيهِمْ رَجُلٌ عَلَى فَرَسٍ لَهُ أَشْقَرَ، عَلَيْهِ سَرْجٌ مُذَهَّبٌ، وَسِلَاحٌ مُذَهَّبٌ، فَجَعَلَ الرُّومِيُّ يُغْرِي بِالْمُسْلِمِينَ، وَقَعَدَ لَهُ الْمَدَدِيُّ خَلْفَ صَخْرَةٍ، فَمَرَّ بِهِ الرُّومِيُّ، فَعَرْقَبَ فَرَسَهُ، فَخَرَّ وَعَلَاهُ فَقَتَلَهُ، وَحَازَ فَرَسَهُ
(1) في "جامع المسانيد": وقال غير يعلى. بزيادة كلمة "غير"، وحذفها فيما نرى أصوب، فإن المصنف أراد -والله أعلم- أن يعلى كان يقول في هذا الحديث:"في ستين غاية" وأثبته هو على الصواب كما في طرقه الأخرى.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة محمد بن أبي محمد الراوي عن عوف بن مالك، فلم يرو عنه غير يعلى بن عطاء، وذكره ابن حبان في "ثقاته"، وقد توبع.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1290)، والطبراني في "الكبير" 18/ (150) من طريق هُشيم بن بشير، بهذا الإسناد. ولم يسق ابن أبي عاصم لفظه. وانظر ما سلف (23971).
وقوله: "يكونُ في الناسِ مُوتانٌ" بوزن بُطْلانٍ: هو المَوْتُ الكثيرُ الوقوعِ.
وَسِلَاحَهُ، فَلَمَّا فَتَحَ اللهُ لِلْمُسْلِمِينَ بَعَثَ إِلَيْهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَأَخَذَ مِنْهُ السَّلَبَ، قَالَ عَوْفٌ: فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا خَالِدُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَضَى بِالسَّلَبِ لِلْقَاتِلِ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنِّي اسْتَكْثَرْتُهُ، قُلْتُ: لَتَرُدَّنَّهُ إِلَيْهِ أَوْ لَأُعَرِّفَنَّكَهَا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وَأَبَى أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِ، قَالَ عَوْفٌ: فَاجْتَمَعْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَصَصْتُ عَلَيْهِ قِصَّةَ الْمَدَدِيِّ وَمَا فَعَلَهُ خَالِدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا خَالِدُ، مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اسْتَكْثَرْتُهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا خَالِدُ، رُدَّ عَلَيْهِ مَا أَخَذْتَ مِنْهُ " قَالَ عَوْفٌ: فَقُلْتُ: دُونَكَ يَا خَالِدُ أَلَمْ أَفِ لَكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَمَا ذَاكَ؟ "، فَأَخْبَرْتُهُ، فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ:" يَا خَالِدُ، لَا تَرُدَّهُ عَلَيْهِ، هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لِيَّ أُمَرَائِي، لَكُمْ صَفْوَةُ أَمْرِهِمْ، وَعَلَيْهِمْ كَدَرُهُ ".
قَالَ الْوَلِيدُ: سَأَلْتُ ثَوْرًا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَحَدَّثَنِي عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، نَحْوَهُ (1).
(1) إسناداه صحيحان. ثور: هو ابن يزيد الكَلاعي الحمصي.
وأخرجه أبو داود (2719)، وأبو عوانة (6654)، والبيهقي 6/ 310، والبغوي في "شرح السنة"(2725) من طريق الإمام أحمد بالسند الأول.
وأخرجه أبو داود (2720)، وأبو عوانة (6655)، والبيهقي 6/ 310 من طريق الإمام أحمد، بالإسناد الثاني.
وأخرجه ابن زنجويه في "الأموال"(1149)، ومسلم (1753)(44)، وأبو عوانة (6650) و (6652) و (6653) و (6656)، والطحاوي في "شرح معاني =
23998 -
حَدَّثَنَا يَحْيَي بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ - يَعْنِي ابْنَ (1) جَعْفَرٍ - قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ أَبِي عَرِيبٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَوْ دَخَلَ، وَنَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ وَبِيَدِهِ عَصًا، وَقَدْ عَلَّقَ رَجُلٌ أَقْنَاءَ حَشَفٍ، فَطُعِنَ (2) بِالْعَصَا فِي ذَلِكَ الْقِنْوِ، ثُمَّ قَالَ:" لَوْ شَاءَ رَبُّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ تَصَدَّقَ بِأَطْيَبَ مِنْ هَذَا، إِنَّ رَبَّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ يَأْكُلُ الْحَشَفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(3).
= الآثار" 3/ 231، والطبراني 18/ (85)، والبيهقي 6/ 310 من طريق الوليد بن مسلم، عن صفوان بن عمرو، به، مختصراً.
وأخرجه أبو عوانة (6651) و (6653)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 231، والطبراني 18/ (92)، والبيهقي 6/ 310 من طريق الوليد بن مسلم، عن ثور، به- وبعضهم يختصره.
وأخرجه الطبراني 18/ (85) من طريق الوليد بن مسلم، عن ثور بن يزيد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، به.
وسلف برقم (23987).
(1)
تحرفت في (م) إلى: أبا.
(2)
تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: فطس، والتصويب من "جامع المسانيد" ومصادر التخريج.
(3)
إسناده حسن. يحيى بن سعيد: هو القطّان.
وأخرجه أبو داود (1608)، والنسائي 5/ 43 - 44، وابن ماجه (1821)، وابن خزيمة (2467)، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 85 - 86 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. =
23999 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَنْبَأَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" خِيَارُكُمْ وَخِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ، وَشِرَارُكُمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نُقَاتِلُهُمْ؟ قَالَ:" لَا، مَا صَلَّوْا لَكُمُ الْخَمْسَ، أَلَا وَمَنْ عَلَيْهِ وَالٍ، فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعَاصِي اللهِ، فَلْيَكْرَهْ مَا أَتَى، وَلَا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَتِهِ "(1).
24000 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى مَيِّتٍ
= وسلف بأطول مما هنا برقم (23976).
(1)
حديث جيد، وهذا إسناد ضعيف لضعف فَرَج بن فَضَالة -وهو التَّنوُخي الشامي- لكنه متابع كما سلف في الرواية (23981)، وكما سيأتي. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه أبو عوانة (7188) من طريق سعيد بن سليمان، عن فرج بن فضالة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 270 - 271، وأبو عوانة (7187)، والطبراني في "الكبير" 18/ (115)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 16/ لوحة 482 من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث، وابن حبان (4589) من طريق عبد الله بن وهب، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/ 318 من طريق الليث بن سعد، ثلاثتهم عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، به. ورواية بعضهم مختصرة.
قَالَ: فَفَهِمْتُ مِنْ صَلَاتِهِ عَلَيْهِ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، وَارْحَمْهُ، وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ، وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ "(1).
24001 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَزْهَرَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ ذِي كَلَاعٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْقُصَّاصُ ثَلَاثَةٌ: أَمِيرٌ، أَوْ مَأْمُورٌ، أَوْ مُخْتَالٌ "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. معاوية: هو ابن صالح.
وأخرجه مسلم (963)(85)، والترمذي (1025) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. قال محمد -يعني ابن إسماعيل البخاري-: أصح شيء في هذا الباب هذا الحديث.
وأخرجه مسلم (963)(85)، وابن الجارود (539)، وابن حبان (3075) من طريق ابن وهب، والطبراني في "الكبير" 18/ (79)، والبيهقي 4/ 40 من طريق عبد الله بن صالح، كلاهما عن معاوية بن صالح، به.
وأخرجه مسلم (963)(86)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 73، وفي "عمل اليوم والليلة"(1087)، والطبراني 18/ (76) و (77)، والبيهقي 4/ 40 من طريق أبي حمزة بن سليم، عن عبد الرحمن بن جبير، به.
وانظر (23975).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أزهر بن سعيد.
عبد الرحمن: هو ابن مهدي، ومعاوية: هو ابن صالح بن حُدَير، وذو الكلاع: هو السَّمَيْفع بن ناكور، وسلف الحديث عنه برقم (23974).
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (114)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 6/ لوحة 141 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
24002 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي مَلِيحٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: عَرَّسَ بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَافْتَرَشَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا ذِرَاعَ رَاحِلَتِهِ، قَالَ: فَانْتَهَيْتُ إِلَى بَعْضِ الْإِبْلِ فَإِذَا نَاقَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ قُدَّامَهَا أَحَدٌ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ أَطْلُبُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ قَائِمَانِ، قُلْتُ: أَيْنَ رَسُولُ اللهِ؟ قَالَا: مَا نَدْرِي، غَيْرَ أَنَّا سَمِعْنَا صَوْتًا بِأَعْلَى الْوَادِي، فَإِذَا مِثْلُ هَزِيزِ الرَّحْلِ، قَالَ: امْكُثُوا يَسِيرًا. ثُمَّ جَاءَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّي، فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ " فَقُلْنَا: نَنْشُدُكَ اللهَ وَالصُّحْبَةَ لَمَا جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ. قَالَ: " فَإِنَّكُمْ مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِي " قَالَ: فَأَقْبَلْنَا مَعَانِيقَ إِلَى النَّاسِ، فَإِذَا هُمْ قَدْ فَزِعُوا وَفَقَدُوا نَبِيَّهُمْ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ مِنْ رَبِّي آتٍ فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ، وَإِنِّي اخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، نَنْشُدُكَ اللهَ وَالصُّحْبَةَ لَمَا جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ. قَالَ: فَلَمَّا أَضَبُّوا عَلَيْهِ قَالَ: " فَأَنَا أُشْهِدُكُمْ أَنَّ شَفَاعَتِي لِمَنْ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا مِنْ أُمَّتِي "(1).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمِّي، وأبو عوانة: هو وضَّاح بن عبد الله اليشكُري، وأبو المليح: هو ابن أُسامة بن عمير الهذلي. =
24003 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ الْهُذَلِيِّ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَأَنَاخَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَخْنَا مَعَهُ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:" وَبَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ "(1).
= وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 486، والترمذي بإثر الحديث (2441)، وابن أبي عاصم في "السنة"(818)، وابن حبان (211) و (6463) و (6470)، والطبراني 18/ (134) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وهو عند بعضهم مختصر.
وأخرجه الطيالسي (998) عن همام، والبخاري في "تاريخه" 1/ 185 من طريق أبان بن يزيد العطار، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 641 و 643، والحاكم 1/ 67 من طريق هشام الدستوائي، ثلاثتهم عن قتادة، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين.
وأخرجه عبد الرزاق (20865)، ومن طريقه الطبراني 18/ (136) عن معمر، والطبراني 18/ (137) من طريق هشام الدستوائي، كلاهما عن قتادة، عن أبي قلابة، عن عوف بن مالك، وقرن معمر في حديثه بقتادة عاصماً الأحول.
وانظر ما سلف برقم (23977).
(1)
إسناده صحيح كسابقه.
سعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه هنَّاد في "الزهد"(181)، والترمذي (2441)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 641 - 642 و 642 و 643، والآجري في "الشريعة" ص 342، وابن منده في الإيمان (925)، والحاكم 1/ 67، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 312 - 313 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
24004 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَاهُ الْفَيْءُ قَسَمَهُ مِنْ يَوْمِهِ، فَأَعْطَى الْآهِلَ حَظَّيْنِ، وَأَعْطَى الْعَزَبَ حَظًّا (1).
24005 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي عَرِيبٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: دَخَلَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ مَسْجِدَ حِمْصَ قَالَ: وَإِذَا النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ فَقَالَ: مَا هَذِهِ الْجَمَاعَةُ؟ قَالُوا: كَعْبٌ يَقُصُّ. قَالَ: يَا وَيْحَهُ، أَلَا سَمِعَ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم " لَا يَقُصُّ إِلَّا أَمِيرٌ أَوْ مَأْمُورٌ أَوْ مُخْتَالٌ "(2)؟!
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
أخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(2356)، وابن أبي شيبة 12/ 348، وأبو داود (2953)، وابن حبان (4816) من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وسلف بأطول مما هنا برقم (23986).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسنٌ من أجل صالح بن أبي عَرِيب، فهو صدوق حسن الحديث. أبو عاصم: هو الضحاك بن مَخْلَد النبيل، وعبد الحميد: هو ابن جعفر.
وأخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" 1/ 8، والبزار في "مسنده"(2762)، والطبراني في "الكبير" 18/ (100) من طريق أبي عاصم النبيل، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (23972).
24006 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا النَّهَّاسُ (1)، عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنَا وَامْرَأَةٌ سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ كَهَاتَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " وَجَمَعَ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ: السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى " امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ آمَتْ مِنْ زَوْجِهَا، حَبَسَتْ نَفْسَهَا عَلَى أَيْتَامِهَا حَتَّى بَانُوا أَوْ مَاتُوا "(2).
24007 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا النَّهَّاسُ، عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ
(1) زاد في (م): عن عمرو، وهو خطأ.
(2)
حسن لغيره إن شاء الله، وهذا إسناد ضعيف لضعف النَّهَّاس -وهو ابن قَهْم- ولانقطاعه بين شداد أبي عمار وعوف بن مالك.
وأخرجه أبو داود (5149)، وابن أبي الدنيا في "العيال"(86)، والطبراني في "الكبير" 18/ (103)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(8680) و (8682) من طريقين عن النهاس بن قهم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (20591) عن معمر، عن قتادة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
فذكره. وهو مرسلٌ رجاله ثقات.
وسيأتي برقم (24008).
وفي الباب عن أبي هريرة عند أبي يعلى (6651)، وسنده حسن في المتابعات والشواهد.
وانظر في كفالة اليتيم حديث أبي هريرة السالف برقم (8881).
قال السندي: قوله: "سفعاء الخدّين" أي: متغيرة لونها بسبب خدمة الأيتام. اهـ.
وقوله: "آمت من زوجها" أي: فَقَدت زوجها.
عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَكُونُ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ، فَأَنْفَقَ عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَبِنَّ أَوْ يَمُتْنَ، إِلَّا كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ " فَقَالَتْ امْرَأَةٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوْ اثْنَتَانِ؟ قَالَ:" أَوْ اثْنَتَانِ "(1).
24008 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ النَّهَّاسِ، عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: " أَنَا وَامْرَأَةٌ سَفْعَاءُ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ: امْرَأَةٌ آمَتْ مِنْ زَوْجِهَا، فَحَبَسَتْ نَفْسَهَا عَلَى يَتَامَاهَا حَتَّى بَانُوا أَوْ مَاتُوا "(2).
24003 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ (3) فِي تَفْسِيرِ شَيْبَانَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَاحِبٌ لَنَا - أَظُنُّهُ أَبَا الْمَلِيحِ الْهُذَلِيَّ -، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، فَذَكَرَهُ، وَقَالَ:" بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ "(4).
آخر حديث عوف بن مالك الأنصاري
وهو تمام مسند الأنصار رضي الله عنهم
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف النَّهاس -وهو ابن قَهم- ولانقطاعه.
وقد سلف برقم (23991).
(2)
حسن لغيره إن شاء الله، وهذا إسناد ضعيف. وقد سلف برقم (24006).
(3)
تحرف "حسين" في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: حيس.
(4)
إسناده صحيح. حسين: هو ابن محمد بن بَهْرام المرُّوذي، وقد روى عن شيبان تفسيرَه، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وهو الراوي عن قتادة. وانظر (24002).
[الْمُلْحَقُ الْمُسْتَدْرَكُ مِنْ مُسْنَدِ الْأَنْصَارِ]
(1)
[بَقِيَّةُ خَامِسَ عَشَرَ الْأَنْصَارِ]
بَقِيَّةُ حَدِيثِ الْأَرْقَمِ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ
(2)
24009/ 1 - حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْأَرْقَمِ، عَنْ جَدِّهِ الْأَرْقَمِ: أَنَّهُ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ:" أَيْنَ تُرِيدُ؟ " قَالَ: أَرَدْتُ يَا رَسُولَ اللهِ هَاهُنَا - وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى حَيْثُ بَيْتُ الْمَقْدِسِ -. قَالَ: " مَا يُخْرِجُكَ إِلَيْهِ؛ أَتِجَارَةٌ؟ " قَالَ: قُلْتُ: لَا، وَلَكِنْ أَرَدْتُ الصَّلَاةَ فِيهِ. قَالَ:" فَالصَّلَاةُ هَاهُنَا " وَأَوْمَأَ إِلَى مَكَّةَ بِيَدِهِ " خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ " وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الشَّامِ (3).
(1) قد سقط جملة أحاديث من الجزء الخامس عشر والسادس عشر من ترتيب ابن المذهِب للمسند، من الطبعة الميمنية والنسخ الخطية التي اعتمدناها في التحقيق، وتعدادها اثنان وتسعون حسب ترقيمنا، وقد استُدرِكت هذه الأحاديث من "جامع المسانيد" للحافظ ابن كثير، ومن "أطراف المسند" و"إتحاف المهرة" كلاهما للحافظ ابن حجر، ومن "غاية المقصد في زوائد المسند" للحافظ الهيثمي، ومن "ترتيب أسماء الصحابة الذين أخرج حديثهم أحمد بن حنبل في المسند" للحافظ ابن عساكر، والله وليُّ التوفيق.
(2)
سلفت ترجمته في "المسند" في أول مسند المكيين 24/ 182، وله فيه حديث واحد برقم (15447).
(3)
إسناده ضعيف لجهالة يحيى بن عمران -وهو ابن عثمان بن الأرقم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= المخزومي-، وجهالة عَمِّه عبد الله بن عثمان بن الأرقم، ولاضطراب عطاف بن خالد -وهو ابن عبد الله بن العاص المخزومي- في إسناده ومتنه كما سيأتي بيانه.
فقد رواه عصام بن خالد، عنه كما في رواية المصنف هنا، ومن طريقه الضياء المقدسي في "المختارة"(1300)، فقال: عن يحيى بن عمران، عن عبد الله بن عثمان بن الأرقم، عن جدِّه الأرقم.
ورواه علي بن عياش، عنه كما في رواية المصنف التالية، ومن طريقه الضياء المقدسي في "المختارة"(1301)، فقال: عن يحيى بن عمران وعبد الله بن عثمان ابن الأرقم -قرنهما-، عن جده الأرقم.
ورواه أسد بن موسى عند الحاكم 3/ 504، وسعيد بن كثير بن عُفير عند الطبراني في "الكبير"(907)، ومن طريقه أبو نعيم في "فضائل الصحابة"(1006)، والضياء المقدسي في "المختارة"(13002)، كلاهما (أسد بن موسى وسعيد بن كثير) عن عطاف بن خالد، فقال: عن عثمان بن عبد الله بن الأرقم، عن جده الأرقم. كذا قال في هذه الرواية:"عن عثمان بن عبد الله بن الأرقم" قَلَبَ اسمَه.
ورواه أبو صالح عبد الله بن صالح، عنه عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(688)، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 576، فقال: عن عبد الله بن عثمان بن الأرقم، عن أبيه عثمان بن الأرقم، قال: جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم أُسَلِّم عليه
…
الحديث. كذا قال في هذه الرواية، جعل عثمان بن الأرقم هو صحابي الحديث.
ورواه أبو اليمان الحكم بن نافع، عنه عند ابن منده في "الصحابة" كما في "الإصابة" 5/ 263، فقال: عن عبد الله بن عثمان بن الأرقم، عن أبيه، عن جده.
ورواه النضر بن عبد الجبار أبو الأسود، عنه عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(607)، فقال: عن عبد الله بن عثمان بن الأرقم، أنه قال: جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
الحديث. كذا قال في هذه الرواية، جعل عبدَ الله بن عثمان هو صحابي =
. . / 2 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عِمْرَانَ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْأَرْقمِ، عَنْ جَدِّهِ الْأَرْقَمِ: أَنَّهُ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).
= الحديث، وقال فيه:"صلاة هاهنا -يريد المدينة-" مكان قوله: "فالصلاة هاهنا -وأومأ إلى مكة بيده-" جعل الفضيلة لمسجد المدينة لا للمسجد الحرام.
وخالف عطافَ بن خالد أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، كما عند ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 47، وأبي نعيم في "معرفة الصحابة"(1007)، ومحمد بن أبي بكر المُقَدَّمي كما أشار إلى روايته أبو نعيم بإثر الحديث (1007)، فقالا: عن يحيى بن عمران بن عثمان بن الأرقم، عن عَمِّه عبد الله بن عثمان وعن أهل بيته، عن جده عثمان بن الأرقم، عن الأرقم، فذكراه. إلا أنهما قالا في روايتهما: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام" ووقع في إسناده في مطبوع ابن قانع: "عن عمه عبد الله بن عثمان، عن أهل بيته".
قلناة ويغلب على ظننا أن روايتي أبي مصعب الزهري ومحمد بن أبي بكر المقدمي هما الصواب في حديث الأرقم بن أبي الأرقم، ويشهد لهما حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11734) قال: وَدَّعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً، فقال له:"أين تريد؟ " قال: أريد بيت المقدس. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: الصلاة في هذا المسجد أفضل -يعني- من ألف صلاة في غيره إلا المسجد الحرام". وإسناده صحيح على شرط مسلم، وأحلنا على شواهده هناك.
(1)
إسناده ضعيف تكلمنا عليه في الرواية السابقة.
وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة"(1301) من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
حَدِيثُ جَبَلَةَ بْنِ حَارِثَةَ الْكَلْبِيِّ
(1)
. . . / 3 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ جَبَلَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا لَمْ يَغْزُ، أَعْطَى سِلَاحَهُ عَلِيًّا أَوْ أُسَامَةَ (2).
(1) قال في "الإصابة" هو جبلة بن حارثة بن شراحيل أخو زيد بن حارثة وعم أسامة بن زيد، وهو أكبر سناً من زيد.
(2)
إسناده ضعيف، علته الانقطاع بين أبي إسحاق السبيعي وبين جبلة بن حارثة. شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- وإن كان سيئ الحفظ. قد توبع، أسود: هو ابن عامر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 74 - 75، والطبراني في "الكبير"(2194) و"الأوسط"(1990) من طرق عن شريك، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 3/ 218 من طريق إبراهيم بن يوسف بن إسحاق، عن أبيه، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 222 من طريق حُدَيْج بن معاوية، كلاهما عن أبي إسحاق، به. لفظ رواية الحاكم: لم يعط سلاحه إلا علياً أو زيداً، ولفظ رواية حديج: دفع سلاحه إلى زيد. ولم يذكر علياً. وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه!!
وأخرجه المصنِّف في "فضائل الصحابة"(965) عن يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق مرسلاً.
حَدِيثُ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ الْأَزْدِيِّ
. . . / 4 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ الْأَزْدِيِّ، عَنْ جُنَادَةَ الْأَزْدِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ، فِي سَبْعَةٍ مِنَ الْأَزْدِ، أَنَا ثَامِنُهُمْ، وَهُوَ يَتَغَدَّى، فَقَالَ:" هَلُمُّوا إِلَى الْغَدَاءِ ". قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله، إِنَّا صِيَام. قَالَ:" أَصُمْتُم أَمْس؟ " قَالَ: قُلْنَا: لَا. قَالَ: " فَتَصُومُونَ غَدًا "؟ قَالَ: قُلْنَا: لَا. قَالَ: " فَأَفْطِرُوا ". قَالَ: فَأَكَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ فَلَمَّا خَرَجَ وَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، دَعَا بِإِنَاءٍ مِنْ مَاءٍ، فَشَرِبَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ، يُرِيَهُمْ أَنَّهُ لَا يَصُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ (1).
(1) إسناده ضعيف، حذيفة الأزدي -ويقال: البارقي- تفرد بالرواية عنه مرثد بن عبد الله اليزني، وقال الذهبي: مجهول. ومحمد بن إسحاق -وإن كان مدلساً وقد عنعنه- قد توبع، وجنادة الأزدي مختلف في صحبته.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة حذيفة البارقي الأزدي 5/ 115 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2173) من طريق يزيد بن هارون، به.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/ 502، وابن أبي شيبة 3/ 44، والبخاري في "تاريخه الكبير" 2/ 233 - 234، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2297)، والنسائي في "الكبرى"(2774)، والطبراني في "الكبير"(2173) و (2174)، والحاكم 3/ 608 من طرق عن محمد بن إسحاق، به، وصححه =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الحاكم على شرط مسلم! ورواية البخاري مختصرة بقوله: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم تاسع تسعة. ورواية النسائي ليس فيها مرثد بن عبد الله ووهمها المزي في "التحفة" 2/ 438.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2773)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 155، والطبراني (2175)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 4/ ورقة 29 من طريق الليث بن سعد، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 306، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 79، والطبراني (2176) من طريق عبد الله بن لهيعة كلاهما عن يزيد بن أبي حبيب، به. وصح النهي عن إفراد الجمعة بالصوم، عن غير واحد من الصحابة سلف ذكرهم عند حديث ابن عباس برقم (2615).
حَدِيثُ الْحَارِثِ بْنِ جَبَلَةَ، أَوْ جَبَلَةَ بْنِ الْحَارِثِ
(1)
. . . / 5 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ جَبَلَةَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي شَيْئًا أَقُولُهُ عِنْدَ مَنَامِي. قَالَ:" إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ مِنَ اللَّيْلِ، فَأَقْرَأْ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ "(2).
. . . / 6 - وَحَدَّثَنَاهُ أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، قَالَ: جَبَلَة. وَلَم يَشُك (3).
(1) كذا وقع تسميته: الحارث بن جبلة في "المسند" في الحديث الآتي من طريق حجاج بن محمد المِصِّيصي، عن شريك بن عبد الله النَّخَعي، وسَمَّاه علي ابن المديني، عن إبراهيم بن أبي الوزير، عن شريك:"جبلة بن الحارث الكَلْبي" وكلاهما خطأ، والصواب في اسمه، وهو الذي رواه العامة عن شريك كما ذكرناه عند الرواية السالفة برقم (23807): جبلة بن حارثة الكَلْبي وهو أخو زيد بن
حارثةَ. قلنا كذا رواه شريك، عن أبي إسحاقَ السَّبيعي، ولم يحفظه، والأصح أنه من رواية أبي إسحاق السَّبيعي، عن فروة بن نوفل الأشجعي، عن أبيه كما سلف في "المسند" برقم (23807).
(2)
حديث حسن على اختلاف في إسناده على أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السَّبيعي- كما بيناه عند الرواية (23807)، وفيه هنا شريك -وهو ابن عبد الله النخعي-، وهو سيئ الحفظ. حجاج: هو ابن محمد المصِّيصي.
وسيأتي من طريق شريك بن عبد الله النخعي في الحديثين التاليين.
(3)
حديث حسن كسابقه. أسود: هو ابن عامر الشامي الملقب شاذان.
. . / 7 - وَقَالَ عَلِيٌّ، يَعْنِي ابْن الْمَدِينِي: جَبَلَة بْن الْحَارِث الْكَلْبِي. قَالَ عَلِيٌّ: سَمِعْتُه مِن ابْن أَبِي الْوَزِير.
[قَالَ عَبْد الله بْن أَحْمَد]: وَحَدَّثَنَاه أَبِي عَن عَلِيٍّ قَبْل أَن يُمْتَحَن بِالْقُرْآن (1).
(1) حديث حسن كسابقه. ابن أبي الوزير: هو إبراهيم بن عمر بن مُطَرِّف الهاشمي، أبو إسحاق.
مُسْنَد خَارِجَة بْن حُذَافَة الْعَدَوِي
(1)
. . . / 8 - حَدَّثَنَا يَزِيد بْن هَارُون، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَن يَزِيد بْن أَبِي حَبِيب، عَن عَبْد الله بْن رَاشِد الزَّوْفِي، عَن عَبْد الله بْن أَبِي مُرَّة الزَّوْفِي، عَن خَارِجَة بْن حُذَافَة الْعَدَوِي، قَالَ: خَرَج عَلَيْنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ذَات غَدَاة، فَقَالَ:" لَقَد أَمَدَّكُم الله بِصَلَاة هِي خَيْر لَكُم مِن حُمْر النَّعَم " قُلْنَا: وَمَا هِي يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " الْوِتْر، فِيمَا بَيْن
(1) هو خارجة بن حذافة بن غانم بن عامر القرشي العَدَوي، من مسلمة الفتح، وقيل: إنه أسلم قديماً، كان أحدَ فرسان قريش، ويقال: إنه كان يُعَدُّ بألف فارس، كتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب يستمِدُّه بثلاثة آلاف فارس، فأَمَدَّه بخارجة بن حذافة هذا، والزبير بن العَوَّام، والمِقْداد بن الأسْود.
شهد خارجة فتح مصر، وكان على شُرطَتها في إمرة عمرو بن العاص في خلافة معاوية بن أبي سفيان، وقيل: كان قاضياً بها، ولم يزل بمصر حتى قتله أحد الخوارج الثلاثة الذين انتدبوا لقتل عليٍّ ومعاوية وعمرو سنة أربعين، وكان يومَ وافي الخارجيُّ ليضربَ عمرو بن العاص، لم يخرج عمرو يومئذ للصلاة، وأمر خارجة أن يُصلِّيَ بالناس، فتقدم الخارجيُّ فقتل خارجة وهو يظنُّه عمراً، فلما أُخِذَ وأدْخِلَ على عمرو بن العاص، قال: من قتلتُ؟ قالوا: والله ما قتلت عمراً، وإنما ضربتَ خارجة. فقال: أردت عمراً، وأراد الله خارجة. فذهبت مثلاً، وقبر خارجة بن حذافة معروف بمصر عند أهلها. انظر "أسد الغابة" 2/ 83، و"الإصابة" 2/ 222، "والطبقات الكبرى" لابن سعد 7/ 496.
صَلَاة الْعِشَاء إِلَى طُلُوع الْفَجْر " (1).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن راشد أبو الضحاك الزَّوْفي وعبد الله بن أبي مُرَّة -ويقال: ابن مُرَّة- الزَّوفي في عداد المجهولين، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 203: لا يعرف لإسناده سماع بعضهم من بعض. ومحمد بن إسحاق -وهو ابن يسار المدني- وإن كان مدلساً وقد عنعنه، إلا أنه صرح بالتحديث في الرواية الآتية برقم (11).
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 188 - 189، وابن أبي شيبة 2/ 296 - 297، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(816)، ومحمد بن نصر المروزي في "الوتر- مختصره"(3)، والطبراني في "الكبير"(4137) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ووقع في إسناد مطبوع ابن أبي شيبة: عبد الله بن راشد الرزقي وهو تصحيف، وسقط من إسناده: عبد الله بن أبي مرة، وترجم ابن أبي عاصم لصحابي الحديث: خارجة بن حذافة السَّهْمي، وهو خطأ لم يتابعه عليه أحد، والصواب أنه عَدَوي كما ذكرنا في ترجمته، وتصحف "الزوفي" في إسناده من المطبوع إلى:"الروقي".
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4137) من طريق أحمد بن خالد الوهبي، عن محمد بن إسحاق، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 430، والبيهقي 2/ 477 - 478 من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، به. ووقع في مطبوع "شرح معاني الآثار": عبد الله بن مرة، عن عبد الله بن أبي راشد، وهو تحريف، ووقع في مطبوع "سنن البيهقي": عبد الله بن شداد بدل عبد الله بن راشد وهو تحريف أيضاً.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 260 من طريق خالد بن يزيد، عن أبي الضحاك عبد الله بن راشد، عن عبد الله بن أبي مرة، به. ووقع في مطبوعه: عن خالد بن يزيد، عن أبي الضحاك عبد الله بن أبي مرة، وهو خطأ، والصواب: عن أبي الضحاك، عن عبد الله بن أبي مرة. وأبو الضحاك هي كنية عبد الله بن راشد راويه عن عبد الله بن أبي مرة. =
. . / 9 - حَدَّثَنَا هَاشِم، حَدَّثَنَا لَيْث، عَن يَزِيد بْن أَبِي حَبِيب، عَن عَبْد الله بْن رَاشِد الزَّوْفِي، عَن عَبْد الله بْن أَبِي مُرَّة الزَّوْفِي، عَن خَارِجَة بْن حُذَافَة، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ قَدْ أَمَدَّكُمْ بِصَلَاةٍ هِيَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ، جَعَلَهَا اللهُ لَكُمْ فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ "(1).
. . . / 10 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ الْمِصْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُرَّةَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ حُذَافَةَ الْقُرَشِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ،
= وانظر الحديثين التاليين.
وفي الباب عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (6693)، وانظر تتمة شواهده هناك، وبعض هذه الشواهد إسناده صحيح.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. هاشم: هو أبو النَّضْر بن القاسم البغدادي، وليث: هو ابن سعد الفَهْمي المصري.
وأخرجه الدارمي (1576)، والبخاري في "تاريخه الكبير" 3/ 203 وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 259 - 260، وأبو داود (1418)، وابن ماجه (1168)، والترمذي (452)، والنسائي في "الكنى" كما في "نصب الراية" 2/ 109، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 430، والطبراني في "الكبير"(4136)، والدارقطني 2/ 30، والحاكم 1/ 306، والبيهقي 2/ 477 - 478، والبغوي (975)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 84، والمزي في ترجمة خارجة بن حذافة من "تهذيب الكمال" 8/ 8 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى صَلَاةِ الصُّبْحِ، فَقَالَ:" لَقَدْ أَمَدَّكُمُ اللهُ اللَّيْلَةَ بِصَلَاةٍ هِيَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ " قَالَ: فَقُلْتُ: مَا هِي يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الْوِتْرُ فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ "(1).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه في الرواية رقم (9). يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزُّهري.
بَقِيَّةُ حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ عَدِيٍّ الْجُهَنِيِّ
. . . / 11 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ، أَنَّ بُكَيْرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ بُسْرَ بْنَ سَعِيدٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ جَاءَهُ مِنْ أَخِيهِ مَعْرُوفٌ، مِنْ غَيْرِ إِشْرَافٍ وَلَا مَسْأَلَةٍ، فَلْيَقْبَلْهُ وَلَا يَرُدَّهُ، فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللهُ إِلَيْهِ "(1).
(1) حديث صحيح، وسلف برقم (17936) لكن عن أبي عبد الرحمن عبد الله ابن يزيد المقرئ، عن سعيد بن أبي أيوب، عن أبي الأسود، به. وهي رواية العامة عن أبي عبد الرحمن المقرئ.
مُسْنَدُ سَعْدِ بْنِ الْمُنْذِرِ الْأَنْصَارِيِّ
. . . / 12 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ وَاسِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ الْمُنْذِرِ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي ثَلَاثٍ؟ قَالَ:" نَعَمْ ". وَكَانَ يَقْرَؤُهُ حَتَّى تُوُفِّيَّ (1).
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن لهيعة سيئ الحفظ، وقد اضطرب في تعيين صحابي الحديث. وقال البخاري في "تاريخه" 4/ 50 بعدما أورد هذا الحديث: لا يصح. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وحبان بن واسع: هو ابن حبان بن منقذ الأنصاري.
وأخرجه عبد الله بن المبارك في "الزهد"(1274)، وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 179، والطبراني في "الكبير"(5481) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير، والفريابي في "فضائل القرآن"(128) عن قتيبة بن سعيد، ثلاثتهم (ابن المبارك ويحيى وقتيبة) عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد، ولم يُذكر في إسناد الطبراني واسع بن حبان والد حبان.
وأخرجه أبو عبيد ص 177، ويعقوب الفسوي في "تاريخه" 1/ 98 - 99، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2008)، والطبراني في "الكبير" 18/ (877) من طرق عن ابن لهيعة، عن حبان بن واسع الأنصاري، عن أبيه، عن قيس بن أبي صعصعة أنه قال: يا رسول الله في كم أقرأ القرآن؟ قال في: "خمس عشرة" قال: إني أجدني أقوى من ذلك. قال: "في جمعة" قال: إني أجدني أقوى من ذلك، فمكث كذلك يقرؤه زماناً حتى كبر، وكان يعصب على عينيه، ثم رجع فكان يقرؤه في خمس عشرة، قال: يا ليتني قبلت رخصة النبي صلى الله عليه وسلم الأولى، وهذا الحديث ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 100 في ترجمة قيس بن صعصعة. وقال ابن السكن فيما نقله الحافظ في "الإصابة" تفرد به ابن لهيعة.
وفي باب قراءة القرآن في ثلاثة أيام عن ابن عمرو، سلف برقم (6535).
بَقِيَّةُ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ
. . . / 13 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: حَضَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ وَجَدْتُ عَلَى بَطْنِ امْرَأَتِي رَجُلًا، أَضْرِبُه بِسَيْفِي؟ قَالَ:" أَيُّ بَيِّنَةٍ أَبْيَنُ مِنَ السَّيْفِ؟! " قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ عَنْ قَوْلِهِ، فَقَالَ:" كِتَابُ اللهِ وَالشُّهَدَاءُ " قَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ بَيِّنَةٍ أَبْيَنُ مِنَ السَّيْفِ؟ قَالَ:" كِتَابُ اللهِ وَالشُّهَدَاءُ. أَيَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، هَذَا سَيِّدُكُمْ اسْتَفَزَّتْهُ الْغَيْرَةُ، حَتَّى خَالَفَ كِتَابَ اللهِ " قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ سَعْدًا غَيُورٌ، وَمَا طَلَّقَ امْرَأَةً قَطُّ قَدْرَ أَحَدٍ مِنَّا أَنْ يَتَزَوَّجَهَا لِغَيْرَتِهِ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " سَعْدٌ غَيُورٌ، وَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَاللهُ أَغْيَرُ مِنِّي " قَالَ رَجُلٌ: عَلَى أَيِّ شَيْءٍ يَغَارُ اللهُ؟ قَالَ: " عَلَى رَجُلٍ مُجَاهِدٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُخَالَفُ إِلَى أَهْلِهِ "(1).
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر -وهو نجيح بن عبد الرحمن السندي المدني- ولجهالة عبد الوهاب. ولم ينسبه المصنِّف في روايته، ووقع في رواية إسحاق بن راهويه كما في "إتحاف الخيرة" (4509): عبد الوهاب بن عمرو بن شرحبيل بن سعيد، فإن كان ما وقع فيه صحيحاً فقد ذكر البخاري في "تاريخه الكبير" 6/ 100، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 70، وابن حبان في "ثقاته" 7/ 132 ترجمة لعبد الوهاب بن عمرو -وعند ابن =
. . / 14 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، قَالَ: كَانَ بَيْنَ أَبْيَاتِنَا رُوَيْجِلٌ ضَعِيفٌ سَقِيمٌ مُخْدَجٌ، فَلَمْ يَرُعَ الْحَيُّ إِلَّا وَهُوَ عَلَى أَمَةٍ مِنْ إِمَائِهِمْ يَخْبُثُ بِهَا، قَالَ فَذَكَرَ ذَلِكَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ ذَلِكَ الرُّوَيْجِلُ مُسْلِمًا. فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: " اضْرِبُوهُ
= أبي حاتم: عُمر- ابن شرحبيل، وجهله أبو حاتم وكذا الذهبي في "الميزان"، وذهب الحافظ ابن حجر في "اللسان" 4/ 89 إلى أن عمرو بن شرحبيل هذا من أولاد سعد بن عبادة، فقال: وشرحبيل هو ابن سعيد بن سعد بن عبادة.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(4509) من طريق النضر بن شميل، عن أبي معشر، عن عبد الوهاب بن عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد، عن أبيه، عن جده، عن سعد بن عبادة. فجعله من مسند سعد بن عبادة، وقال البوصيري عقبه: فيه انقطاع فيما أظن، وأبو معشر ضعيف.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5394) من طريق يحيى بن صالح الوُحَاظي، عن أبي معشر، عن عبد الرحمن بن عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة، عن أبيه، عن جده، قال: قال سعد بن عبادة: حضرت رسول الله وجاءه رجل فقال: يا رسول الله وجدت على بطن امرأتي
…
فذكره. فجعله أيضاً من مسند سعد. قلنا: هكذا وقع في الطبراني: عبد الرحمن بن عمرو بن شرحبيل، وقد ذكر المزي في "التهذيب" أن لعمرو بن شرحبيل ولدين يرويان عنه عبد الرحمن وسعيد.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2131).
وعن المغيرة بن شعبة، سلف برقم (18168).
قوله: "يخالف إلى أهله" أي: يُبتغى في أهله السوء.
حَدَّهُ " فَقَالَوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ أَضْعَفُ مِنْ ذَاكَ، وَلَوْ ضَرَبْنَاهُ مِئَةً قَتَلْنَاهُ! فَقَالَ: " خُذُوا لَهُ عِثْكَالًا فِيهِ مِئَةَ شِمْرَاخٍ، ثُمَّ اضْرِبُوهُ بِهِ ضَرْبَةً وَاحِدَةً " قَالَ: فَفَعَلُوا (1).
(1) حديث صحيح كما سلف بيانه برقم (21935).
وأخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" 1/ 291، وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة المهرة"(4753)، والطبراني في "الكبير"(5521)، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 2/ 16، والبغوي في "شرح السنة"(2591)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 2/ لوحة 804، والمزي في ترجمة سعيد بن سعد بن عبادة من "تهذيب الكمال" 10/ 462 - 463 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
حَدِيثُ شَرِيقٍ
(1)
. . . / 15 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي الْحُسَامِ، حَدَّثَنِي مَوْلًى لِآلِ عُمَرَ (2)، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ
(1) كذا وقع في "المسند" كما في "ترتيب أسماء الصحابة" لابن عساكر ص 39، و"أطراف المسند" 1/ 572، و"إتحاف المهرة" 2/ 449، وليست له رواية، وإنما له ذكر في حديث، الترجمة، وقال ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 521 في ترجمة شريق: ترجم له عبد الله بن أحمد بن حنبل في مسند الأنصار، ولم يتابعه أحد.
قلنا: بل تابعه على ذكره في الصحابة البغوي كما في "الإصابة" 3/ 342.
(2)
قوله: حدثنا سعيد بن سلمة بن أبي الحُسام، حدثني مولى لآل عمر، كذا وقع في "المسند" كما جاء في "جامع المسانيد" 2/ 15، و"أطراف المسند" 1/ 572، و"إتحاف المهرة" 2/ 449، وأخرجه كذلك من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" كما في "الإصابة" 3/ 342، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 521 - 522، وهو خطأ نظنه من أحد رواة "المسند" والصواب: حدثنا سعيد بن سلمة بن أبي الحسام مولى لآل عمر، بحذف كلمة "حدثني"، إلا أن تكون هذه الكلمة محرفة عن كلمة:"مدني"، فقد سلفت له رواية في "المسند" برقم (567) وفيها: حدثنا أبو سعيد، حدثنا سعيد بن سلمة ابن أبي الحسام -مدني مولى لآل عمر-، وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3550)، والحاكم في "المستدرك" 2/ 250 من طريق عبد الله بن رجاء، قال: حدثني سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، حدثنا صالح بن كيسان. لم يذكر واسطة بين سعيد بن سلمة وبين صالح بن كيسان، وسعيد بن سلمة معروف بالرواية عن صالح بن كيسان، والذي يؤيد ذلك ويقويه أيضاً أن سعيد بن سلمة بن أبي الحسام =
عِيسَى بْنِ مَسْعُودِ بْنِ الْحَكَمِ الزُّرَقِيِّ، عَنْ جَدَّتِهِ حَبِيبَةَ بِنْتِ شَرِيقٍ: أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ أَبِيهَا، فَإِذَا بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ عَلَى الْعَضْبَاءِ رَاحِلَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْحَلُهَا، فَنَادَى: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ كَانَ صَائِمًا، فَلْيُفْطِرْ، فَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكَلٍ وَشُرْبٍ "(1).
= ذكروا في ترجمته في كتب الرجال أنه مدني مولى لآل عمر بن الخطاب، فهو منسوب قرشياً عدوياً بالولاء، والله أعلم.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، عيسى بن مسعود بن الحكم الزُّرَقي روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وسعيد بن سلمة بن أبي الحسام مولى آلِ عمر صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجاله الصحيح غير صحابية الحديث حبيبة بنت شريق الأنصارية أو الهذلية، فقد أخرج لها النسائي، وانفرد ابن حبان، فذكرها في ثقات التابعين، أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" كما في "الإصابة" لابن حجر 3/ 342، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 521 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3550)، والحاكم 2/ 250 من طريق عبد الله بن رجاء، عن سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، عن صالح بن كيسان، به. إلا أنهما قالا. عن حبيبة بنت شريق: أنها كانت مع أمها ابنة العجماء.
وأخرجه كذلك ابن منده في "الصحابة" كما في "الإصابة" 7/ 578 من طريق سعيد بن سلمة، عن صالح بن كيسان، به. وفيه أيضاً: أن حبيبة بنت شريق كانت مع أمها ابنة العجماء.
وسلف الحديث برقم (708) من طريق عبد الله بن أبي سلمة، عن مسعود بن الحكم الزرقي، عن أمه، وبرقم (992) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= يوسف بن مسعود بن الحكم الزوقي، عن جدَّته. لكن فيهما أن الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم ينادي في الناس هو علي بن أبي طالب.
وأخرج ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2339) و (3471)، والبغوي في "الصحابة" كما في "الإصابة" لابن حجر 1/ 276، والطبراني في "المعجم الكبير" 25/ (423)، وابن منده في "الصحابة" كما في "الإصابة" 8/ 185، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 312 من طرق عن ابن جريج، عن محمد بن يحيى بن حَبَّان، عن أم الحارث بنت عياش بن أبي ربيعة: أنها رأت بُديل بن
وَرْقَاء يطوف على جمل أوْرَق على أهل المنازل بمنى يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهاكم أن تصوموا هذه الأيام، فإنها أيام أكل وشرب. قلنا: وهذا سند رجاله ثقات غير أن ابن جريج صرح بعدم سماعه من محمد بن يحيى بن حَبَّان عند البغوي، فقال: بلغني عن محمد بن يحيى بن حَبَّان. كما ذكره الحافظ في "الإصابة" 1/ 276.
وروى أبو علي ابن السَّكَن كما في "الإصابة" 1/ 276، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1217) من طريق مفضل بن صالح، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بديل بن ورقاء، فنادى في أيام التشريق: لا تصوموا هذه الأيام، فإنها أيام أكل وشرب. وفيه المفضل بن صالح الأسدي النَّخَّاس، وهو ضعيف الحديث.
وأخرج ابن سعد في "الطبقات" 4/ 294 عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن جابر، عن محمد بن علي، عن بديل بن ورقاء، قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فذكره. قلنا: لا يصح رفعه من هذا الوجه فإن فيه جابر بن يزيد الجُعْفي، وهو ضعيف، والصحيح إرساله، فقد أخرجه ابن أبي شيبة 4/ 20 عن حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه محمد بن علي: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بُديل بن وَرْقَاء الخُزاعي
…
، فذكره. ورجاله ثقات. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وسلف الحديث برقم (567) من طريق عبد الله بن أبي سلمة، عن عمرو بن سُليم الزُّرقي، عن أمه. لكن فيه أن الذي نادى في الناس هو علي بن أبي طالب.
وقد جاء النهي عن صيام أيام التشريق عن جمع من الصحابة، انظر أحاديثهم عند حديث ابن عمر السالف برقم (4970).
وقوله: يَرْحلُها، أي: يعلوها ويركبها.
بَقِيَّةُ حَدِيثِ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَنَفِيِّ
(1)
. . . / 16 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَدْرٍ، عَنْ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا وِتْرَانِ فِي لَيْلَةٍ "(2).
. . . / 17 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنْ قَيْس بْن طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا تَمْنَعِ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا - وَقَالَ يَزِيدُ مَرَّةً: حَاجَتَهُ - وَإِنْ كَانَ عَلَى ظَهْرِ قَتَبٍ "(3).
(1) سلفت ترجمته في مسند المكيين 26/ 211.
(2)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن جابر الحَنَفي -وهو ابن سَيار اليمامي-، ولانقطاعه بين عبد الله بن بدر -وهو ابن عَميرة الحَنَفي السُّحيمي- وبين طلق بن علي، فهو إنما يروي عنه بواسطة ابنه قيس بن طلق كما ذكرنا عند الرواية (16283)، وقد سلف هذا الحديث من روايته، عن قيس بن طلق، عن أبيه برقم (16296)، وفيه قصة، وإسناده حسن، وانظر تمام تخريجه هناك.
محمد بن يزيد: هو الكلاعي الواسطي.
وسلف أيضاً برقم (16289) عن موسى بن داود الضبي، عن محمد بن جابر، به. غير أنه قال في إسناده: عن طلق بن علي، عن أبيه بزيادة: عن أبيه في الإسناد، وهو خطأ كما بيناه هناك.
وسيأتي من طريق أيوب بن عتبة، عن قيس بن طلق، عن أبيه. برقم (19) و (21).
وقوله: "لا وترانِ في ليلة"، كذا جاء في الأصول بالألف، وحقها أن تكون بالياء، ويمكن توجيهها بأنه على لغة بني الحارث، قال أبو زيد: سمعت من العرب من يقلب كل ياءٍ ينفتح ما قبلها ألفاً، يجعلون المثنى كالمقصور، فيثبتون ألفاً في جميع أحواله ويقدِّرون إعرابه بالحركات.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن عتبة اليَمَامي القاضي، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= لكنه قد توبع. يزيد: هو ابن هارون السُّلمي الواسطي.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 1// 345 من طريق سعيد بن سليمان، عن أيوب بن عتبة، بهذا الإسناد. وقد ذكرنا تتمة تخريجه من هذا الوجه عند الرواية السالفة برقم (16288).
وسيأتي عن أبى النضر هاشم بن القاسم، عن أيوب بن عتبة برقم (20).
وسلف من طريق محمد بن جابر بن سَيَّار الحنفي، عن قيس بن طلق، به مرفوعاً بلفظ:"إذا أراد أحدُكم من امرأتِه حاجةً، فليَأْتِها ولو كانت على تَنُّور". ومحمد بن جابر ضعيف الحديث.
قلنا: لكن رواه ملازم بن عمرو، عن جدِّه عبد الله بن بدر، عن قيس بن طلق، به مرفوعاً بلفظ:"إذا الرجلُ دعا زوجته لحاجته، فلتَأْتِه وإن كانت على التَّنّوُر" وإسناده حسن، وقد ذكرنا تخريجه من هذا الطريق عند الرواية السالفة برقم (16288).
ويشهد له حديث عبد الله بن أبي أَوْفى السالف برقم (19403)، وفيه:"ولا تؤدي المرأة حقَّ الله عليها كُلَّه حتى تؤدِّي حقَّ زوجِها عليها كلَّه، حتى لو سألها نفسَها وهي على ظهر قَتَب لأَعطَتْهُ إياه" وهو حديث جيد على اضطراب في إسناده.
وفي الباب عن ابن عمر عند الطيالسي (1951)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" 4/ 303 - 304، وفي "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(4302)، ومسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(4301)، وعبد بن حميد (813)، والبيهقي 7/ 292، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 231، وفيه: أن امراة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ما حقُّ الزوج على امرأته؟ فقال: "لا تمنعه نفسها وإن كانت على ظهرِ قَتَبٍ". وفيه ليث بن أبي سُليم، وهو سيئ الحفظ.
وعن ابن عباس عند مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(4306) و (4308)، والبزار (1464 - كشف الأستار)، وأبي يعلى (2455)، وفيه: "أن امرأة من خَثْعَم أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إني امرأة أيِّمٌ، فأخبرني ما =
. . / 18 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ عَنْ قَيْس بْن طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ، وَعَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَوْبَانِ، فَطَارَقَ بَيْنَهُمَا فَتَوَشَّحَ بِهِ، ثُمَّ صَلَّى فِيهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ:" أَكُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ؟! "(1).
= حقُّ الزوج على زوجته، فقال:"إن حقَّ الزوج على زوجته إن سَأَلَها نفسها وهي على ظهر بعيرٍ أن لا تَمْنعَه" وهو ضعيف، في بعض طرقه ليث بن أبي سُليم، وهو ضعيف، وفي بعضها الآخر حسين بن قيس الواسطي الملقب بحَنَش، وهو متروك الحديث.
وقوله: "على ظهر قتب": القتب: هو الرَّحْل الصغير على قَدْر سنام البعير، والجمع أقتاب.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن عتبة اليَمَامي القاضي، وقد توبع.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 1/ 345 من طريق عاصم بن علي، عن أيوب بن عتبة، بهذا الإسناد. وهو بمثل رواية أبي النضر هاشم بن القاسم الآتية برقم (22) وقد ذكرنا تمام تخريجه من هذا الطريق عند الرواية السالفة برقم (16285).
وسيأتي الحديث عن أبي النضر هاشم بن القاسم، عن أيوب بن عتبة برقم (22).
وسلف من طريق ملازم بن عمر، عن جده عبد الله بن بدر برقم (16285)، ومن طريق عيسى بن خثيم برقم (16287)، كلاهما عن قيس بن طلق، وإسنادهما حسن. وقد ذكرنا تتمة تخريح الحديث وشواهده وشرحه عند الرواية رقم (16285).
وسلف أيضاً من طريق محمد بن جابر، عن عبد الله بن بدر، عن طلق بن علي، عن أبيه برقم (16289) وذُكِرَ معه حديث آخر، ومحمد بن جابر بن سَيَّار =
. . / 19 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا وِتْرَانِ فِي لَيْلَةٍ "(1).
. . . / 20 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَمْنَعِ امْرَأَةٌ زَوْجَهَا، وَلَو كَانَ عَلَى ظَهْرِ قَتَبٍ "(2).
= الحنفي ضعيف الحديث، وقد انفرد بزيادة "عن أبيه" في الإسناد، وهو خطأ كما بيناه هناك.
وسيأتي من طريق عيسى بن خثيم، عن قيس بن طلق (30).
وقوله: "فتوشح به": أي تغطَّى به، ثم أخرج طرفَه الذي أَلْقاه على عاتِقه الأَيسر من تحت يده اليمنى، ثم عَقَدَ طرفيه على صدره.
(1)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن عتبة -وهو اليَمَامي القاضي-، لكنه قد توبع. يزيد: هو ابن هارون السُّلمي الواسطي.
وقد سلف الحديث من طريق عبد الله بن بَدْر وسِرَاج بن عقبة، كلاهما عن قيس بن طلق برقم (16296)، وفيه قصة، وإسناده حسن. وانظر تمام تخريجه هناك.
وانظر ما سلف برقم (16).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل أيوب بن عتبة اليَمَامي القاضي، لكنه قد توبع. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم الليثي البغدادي.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/ 552 عن أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وانظر (17).
. . / 21 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا وِتْرَانِ فِي لَيْلَةٍ "(1).
. . . / 22 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ الظُّهْرِ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، يُصَلِّي أَحَدُنَا فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ؟ قَالَ: فَسَكَتَ، حَتَّى إِذَا حَضَرَ الْعَصْرُ، حَلَّ إِزَارَهُ فَطَارَقَ بَيْنَ مِلْحَفَتِهِ وَإِزَارِهِ، ثُمَّ تَوَشَّحَ بِهِمَا عَلَى مَنْكِبَيْهِ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ - صَلَاةَ الْعَصْرِ - وَانْصَرَفَ، قَالَ:" أَيْنَ؟ " يَعْنِي أَيْنَ هَذَا السَّائِلُ عَنِ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا يَا نَبِيَّ اللهِ. فَقَالَ: " أَوَكُلُّ النَّاسِ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ؟! "(2).
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن عتبة اليَمَامي القاضي، لكنه قد توبع.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/ 552 عن أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وانظر الحديث السالف برقم (19).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل أيوب -وهو ابن عتبة اليَمامي القاضي-، وقد توبع.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/ 552 - 553 عن أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وانظر (18).
. . / 23 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ طَلْقٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللهِ، أَيَتَوَضَّأُ أَحَدُنَا إِذَا مَسَّ ذَكَرَهُ؟ قَالَ:" هَلْ هُوَ إِلَّا بَضْعَةٌ مِنْكَ - أَوْ مِنْ جَسَدِكَ -؟! "(1).
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب -وهو ابن عتبة اليَمَامي القاضي-، لكنه قد توبع. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم الليثي البغدادي.
وأخرجه ابن سعد 5/ 552 عن أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وسلف الحديث عن حماد بن خالد الخياط، عن أيوب بن عتبة برقم (16286)، وقد خرجناه من هذا الوجه هناك. ونزيد في تخريجه هنا: ما أخرجه الطبراني في "الكبير"(8249)، وتمام الرازي في "فوائده"(197) و (198)، والحازمي في "الاعتبار" ص 39 - 40 و 40 من طرق عن أيوب بن عتبة، به.
وأخرج الطبراني في "الكبير"(8252)، ومن طربقه الحازمي في "الاعتبار" ص 46 من طريق حماد بن محمد، عن أيوب بن عتبة، عن قيس بن طلق، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من مَسَّ ذكره فليتوضأ". قلنا: وهذا منكر مخالف لما رواه عامة الرواة عن أيوب بن عتبة، وكذا لما رواه غير أيوب عن قيس بن طلق، وحماد بن محمد هذا -وهو الفزاري كما نسبه العقيلي في "الضعفاء" 1/ 313، وابن ماكولا في "الإكمال" 7/ 214، وهو الصواب، ونسبه الطبراني حَنَفيّاً- ضَعَّفَه صالح بن محمد جَزَرة الحافظ، وذكره العقيلي والذهبي في "الضعفاء".
وسلف الحديث من طريق محمد بن جابر بن سَيَّار الحنفي، عن قيس بن طلق برقم (16292) و (16295).
وانظر تمام تخريج الحديث والكلام عليه عند الرواية السالفة برقم (16286).
قلنا: وقد صحح حديث طلق هذا ابن حبان (1119) وعمرو بن علي الفلاس، وابن المديني، والطحاوي والطبراني وابن حزم وغيرهم.
. . / 24 - حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا السَّيْلَحِينِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ الْفَجْرُ بِالْأَبْيَضِ الْمُعْتَرِضِ، وَلَكِنَّهُ الْأَحْمَرُ "(1).
. . . / 25 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مُلَازِمٌ، حَدَّثَنِي هَوْذَةُ بْنُ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ الْأَيْمَنِ، وَبَيَاضُ خَدِّهِ الْأَيْسَرِ (2).
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن جابر -وهو ابن سَيَّار الحَنَفي-، وقد توبع. أبو زكريا السَّيْلَحيني: هو يحيى ابن إسحاق.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(8236) عن بشر بن موسى الأسدي، عن أبي زكريا يحيى بن إسحاق السَّيْلحيني، بهذا الإسناد
وسلف الحديث برقم (16291) عن موسى بن داود الضَّبِّي، عن محمد بن جابر، عن عبد الله بن النُّعمان، عن قيس بن طلق، بهذا الإسناد بزيادة عبد الله بن النعمان في إسناده بين محمد بن جابر وبين قيس بن طلق، وهو الصواب. وانظر تمام تخريجه وشواهده والكلام عليه هناك.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، هَوْذَة بن قيس بن طلق روى عنه ثلاثة، وأورده البخاري في "تاريخه"، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، ولم يأثرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقيس بن طلق مختلف فيه، وهو حسن الحديث كما بينا عند الرواية السالفة برقم (16285)، وباقي رجاله ثقات. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري، وملازم: هو ابن عمرو بن عبد الله بن بدر الحنفي اليمامي.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 358 عن أبي مَعْمَر عبد الله بن عمرو =
. . / 26 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مُلَازِمُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَدْرٍ وَسِراجُ بْنُ عُقْبَةَ، أَنَّ عَمَّهُ قَيْسُ بْنُ طَلْقٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَاهُ طَلَّقُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ انْطَلَقَ وَفْدٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَتَوْهُ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ بِأَرْضِهِمْ بِيْعَةً، وَاسْتَوْهَبُوهُ مِنْ طَهُورِهِ فَضْلَه، فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأ وَتَمَضْمَضَ، ثُمَّ صَبَّهُ فِي إِدَاوَةٍ، وَقَالَ:" اذْهَبُوا بِهَذَا الْمَاءِ، فَإِذَا قَدِمْتُمْ بَلَدَكُمْ، فَاكْسِرُوا بِيعَتَكُمْ وَانْضَحُوا مَكَانَهَا مِنْ هَذَا الْمَاءِ، وَاتَّخِذُوهَا مَسْجِدًا " قَالَ: قُلْنَا: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّا نَخْرُجُ فِي زَمَانٍ كَثِيرِ السَّمُومِ وَالْحَرِّ، وَالْمَاءُ يُنَشَّفُ. قَالَ:" فَمُدُّوهُ مِنَ الْمَاءِ، فَإِنَّهُ يَبْقَى مِنْهُ شَدِيدٌ كَثِيرٌ رَطْبٌ ".
قَالَ: فَخَرَجْنَا حَتَّى بَلَغْنَا بَلَدَنَا، فَكَسَرْنَا بِيعَتَنَا، وَنَضَحْنَا مَكَانَهَا بِذَلِكَ الْمَاءِ، وَاتَّخَذْنَاهَا مَسْجِدًا (1).
= المِنْقَري، وابن حبان في "الثقات" 7/ 590 من طريق محمد بن أبي السَّري، والطبراني في "الكبير"(8246) من طريق محمد بن أبي يعقوب الكِرْماني، ثلاثتهم عن ملازم بن عمرو، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث عن علي ابن المديني، عن ملازم بن عمرو برقم (28).
وفي الباب عن عديِّ بن عَمِيرة الكِنْدي، سلف برقم (17726)، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1)
إسناده حسن، وسِرَاج بن عُقبة بن طلق بن علي الحَنَفي تفرد بالرواية عنه ملازم بن عمرو الحَنَفي، وقال ابن معين: لا بأس به، ثقة، وذكره ابن حبان وابن خلفون في "الثقات"، ونقل ابن خلفون عن العجلي كما في "تعجيل المنفعة" أنه قال: يَمَامي ثقة. وهو متابع، وقيس بن طلق مختلف فيه، وهو حسن الحديث كما بيَّنا عند الرواية رقم (16285)، وباقي رجاله ثقات. =
. . / 27 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مُلَازِمٌ، حَدَّثَنَا سِرَاجُ بْنُ عُقْبَةَ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُقْبَةَ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ بَدْرٍ، أَنَّ قَيْسَ بْنَ طَلْقٍ حَدَّثَهُمْ، أَنَّ أَبَاهُ طَلَّقَ بْنَ عَلِيٍّ قَالَ: بَنَيْتُ الْمَسْجِدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ يَقُولُ:" قَرَّبِ الْيَمَامِيَّ مِنَ الطِّينِ، فَإِنَّهُ أَحْسَنُكُمْ لَهُ مَسًّا، وَأَشَدُّكُمْ مَنْكِبًا "(1).
= وسلف نحوه من طريق محمد بن جابر بن سيَّار الحنفي، عن عبد الله بن بدر، عن طلق بن علي برقم (16293)، وذكرنا تخريجه من طريق ملازم بن عمرو، عن عبد الله بن بدر، عن قيس بن طلق، عن أبيه هناك. ونزيد في تخريجه هنا: ما أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/ 552، وابن أبي شيبة 2/ 80، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"(47)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 92 من طرق عن ملازم بن عمرو، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد فيه على بعض، ولم يذكروا في إسنادهم جميعاً: سراج بن عقبة.
وقوله: بأرضهم بيعة: البِيعَةُ: هي معبد النصارى، والجمع: بِيَعٌ.
وقوله: إداوَة: هي المِطْهرة، وهي إناء صغير يُحْمَل فيه الماء، والجمع: أَداوَى.
وقوله: السَّمُوم: هي الرِّيح الحارَّة تَهُبُّ غالباً بالنهار.
(1)
إسناده حسن، عبد الله بن عقبة لم نعثر له على ترجمة، وهو متابع، وباقي رجاله ثقات غير سراج بن عقبة -وهو ابن طلق بن علي الحنفي- وقيس بن طلق، وهما حسنا الحديث. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العَنْبري، وملازم: هو ابن عمرو الحَنَفي.
وأخرجه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف المهرة"(1350)، ومن طريقه ابن حبان (1122)، والطبراني في "الكبير"(8242)، وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 542 من طريق محمد بن أبي بكر المُقدَّمي كلاهما (مسدد ومحمد بن أبي بكر) عن ملازم بن عمرو، عن عبد الله بن بدر وحده، بهذا الإسناد. =
. . / 28 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَبْلَ أَنْ يُمْتَحَنَ، حَدَّثَنَا مُلَازِمُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي هَوْذَةُ بْنُ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ جَدِّهِ طَلَّقِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا مَعَ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَيْنَا بَيَاضَ خَدِّهِ الْأَيْمَنِ، وَبَيَاضَ خَدِّهِ الْأَيْسَرِ (1).
°. . . / 29 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا، قَالَ: حَدَّثَنِي مُلَازِمٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَدْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ طَلَّقِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: لَدَغَتْنِي عَقْرَبٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَقَانِي وَمَسَحَهَا (2).
= وأخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف المهرة"(1351)، والطبراني في "الكبير"(8239)، والدارقطني 1/ 148 - 149، والبيهقي في "السنن" 1/ 135، والحازمي في "الاعتبار" ص 45 من طريق محمد بن جابر، عن قيس بن طلق، به.
وسيأتي الحديث من طريق أيوب بن عتبة، عن قيس بن طلق برقم (31).
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن سلف الكلام عليه في الرواية رقم (25). علي بن عبد الله: هو ابن المديني.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 269 من طريق علي ابن المديني، بهذا الإسناد.
وسلف الحديث عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن ملازم بن عمرو برقم (25).
(2)
إسناده حسن، وهو مكرر (16298)، وشيخ أحمد الذي أبهمه هنا، سَمَّاه هناك عليَّ بن عبد الله، وهو ابن المديني.
وقد ذكرنا تخريجه هناك، ونزيد عليه هنا: =
. . / 30 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ خُثَيْمٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ الْحَنَفِيِّ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُصَلِّي أَحَدُنَا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ؟ فَسَكَتَ عَنْهُ، فَلَمَّا نُودِيَ بِالصَّلَاةِ، قَالَ: طَارَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ ثَوْبَيْنِ، فَصَلَّى فِيهِمَا (1).
. . . / 31 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ يَبْنُونَ الْمَسْجِدَ، قَالَ: فَكَأَنَّهُ لَمْ يُعْجِبْهُ عَمَلُهُمْ، قَالَ: فَأَخَذْتُ الْمِسْحَاةَ، فَخَلَطْتُ
= ما أخرجه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(5389) عن ملازم بن عمرو، عن عبد الله بن بدر وعبد الحميد بن عبد الحميد، عن طلق بن علي. لم يذكر فيه قيس بن طلق.
وما أخرجه مسدد أيضاً كما في "إتحاف الخيرة"(5388)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 40، والحازمي في "الاعتبار" ص 45 من طريق محمد بن جابر، عن عبد الله بن بدر، عن طلق بن علي. ليس فيه قيس بن طلق أيضاً.
وما أخرجه الطبراني في "الشاميين"(2052) من طريق عصام بن يحيى، عن قيس بن طلق، به.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن سلف الكلام عليه في الرواية (16287). حسن بن موسى: هو الأشْيب البغدادي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن التميمي النَّحْوي.
وسلف الحديث من طريق أبان بن يزيد العطَّار، عن يحيى بن أبي كثير برقم (16287).
وانظر الحديث رقم (18).
بِهَا الطِّينَ، فَكَأَنَّهُ أَعْجَبَهُ أَخْذِي الْمِسْحَاة وَعَمَلِي، فَقَالَ:" دَعُوا الْحَنَفِيَّ وَالطِّينَ، فَإِنَّهُ أَضْبَطُكُمْ لِلطِّينِ "(1).
. . . / 32 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مُلَازِمُ بْنُ عَمْرٍو السُّحَيْمِيُّ، حَدَّثَنَا سِرَاجُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ عَمَّتِهِ خَلْدَةَ بِنْتِ طَلْقٍ، قَالَتْ: حَدَّثَنِي أَبِي طَلْقٌ: أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا، فَجَاءَ صُحَارُ عَبْدِ الْقَيْسِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا تَرَى فِي شَرَابٍ نَصْنَعُهُ بِأَرْضِنَا، مِنْ ثِمَارِنَا؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى سَأَلَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، حَتَّى قَامَ فَصَلَّى، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهَ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" مَنِ السَّائِلُ عَنِ الْمُسْكِرِ؟ لَا تَشْرَبْهُ، وَلَا تُسْقِهِ أَخَاكَ الْمُسْلِمَ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ - أَوْ فَوَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ - لَا يَشْرَبُهُ رَجُلٌ ابْتِغَاءَ لَذَّةٍ سُكْرِهِ، فَيَسْقِيهِ اللهُ الْخَمْرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(2).
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن عتبة اليَمامي، لكنه قد توبع. يونس بن محمد: هو المُؤدِّب البغدادي.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 41، والطبراني في "الكبير"(8254) من طريق علي بن عاصم، والطبراني (8254) من طريق سعيد بن سليمان، كلاهما عن أيوب بن عتبة، بهذا الإسناد.
وسلف الحديث من طريق سراج بن عقبة وعبد الله بن بدر، عن قيس بن طلق برقم (27).
وقوله: المِسْحاة، بكسر الميم: هي المِجْرَفة، وهي من حديد، والجمع: المَسَاحي.
(2)
المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، خلدة -ويقال: خالدة، أو جعدة- بنت طلق بن علي اليَمامية تفرد بالرواية عنها ملازم بن عمرو، وذكرها ابن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= حبان وابن خلفون في "الثقات"، ووثقها العجلي، ونقل ابن حجر في "تعجيل المنفعة" عن ابن خلفون أنه قال: وثقها ابن صالح. وسراج بن عقبة سلف الكلام عليه في الرواية (26)، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العَنْبري.
وهو في "الأشربة" للمصنف (32).
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(5121)، وفي "مصنفه" 8/ 102 - 103، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 205، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 53، والطبراني في "الكبير"(8259) من طرق عن ملازم بن عمرو، بهذا الإسناد. ووقع عند البخاري "خالدة" بدل "خلدة" ووقع اسم الصحابي عند ابن قانع:"طليق". ورواية البخاري مختصرة بالمرفوع منه فقط.
وأخرج ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(5122)، وفي "مصنفه" 8/ 507، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(8256) عن ملازم بن عمرو، عن عجيبة بن عبد الحميد، عن عمه قيس بن طلق، عن أبيه طلق بن علي، قال: جلسنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء وفد عبد القيس، فقال:"ما لكم قد اصفَرَّت ألوانُكم وعَظُمَت بطونُكم، وظَهَرَتْ عروقُكم؟ " قالوا: أتاك سيدُنا، فسألك عن شرابٍ كان لنا موافقاً، فنهيتَه عنه، وكنا بأرضٍ وبيئةٍ وَخِمَةٍ. قال:"فاشْرَبُوا ما بدا لكم". قال ابن أبي شيبة في "مسنده" بإثر الحديث: يعني ما حلَّ. وفيه عجيبة ابن عبد الحميد بن عقبة بن طلق بن علي الحنفي تفرد بالرواية عنه ملازم بن عمرو، ووثقه ابن معين والعجلي، وقال ابن حبان في "الثقات" في باب العين من ثقات أتباع التابعين: عجيبة بنت عبد الحميد بن عقبة. كذا بالتأنيث، وهو مما انفرد به ابن حبان، والأئمة على خلافه، وقال الذهبي: لا يكاد يعرف. وقال ابن حزم في "المحلى" 7/ 483: مجهول لا يدرى من هو، والله أعلم.
وفي باب الحرمان من الخمر في الآخرة لمن شربها في الدنيا عن ابن عمر سلف برقم (4690)، وهو في "الصحيحين" وانظر شاهده هناك.
حَدِيثُ عَلِيِّ بْن طَلْقٍ الْيَمَامِيِّ
. . . / 33 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ حِطَّانَ، عَنْ عَلِيِّ بْن طَلْقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا فَسَا أَحَدُكُم، فَلْيَتَوَضَّأْ، وَلَا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَسْتَاهِهِنَّ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ "(1).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، مسلم بن سَلَّام -وهو أبو عبد الملك الحنفي- تفرد بالرواية عنه عيسى بن حِطَّان الرقَّاشي، وذكره ابن حبان في "الثقات" ووثقه العجلي، وقال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" 5/ 191: مجهول الحال. وعيسى بن حِطَّان الرَّقاشي روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 146: رجل مجهول. وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" في ترجمة عمرو بن ميمون الأودي 2/ 536: ليس ممن يحتح به، وقد انقلب إسناده على معمر -وهو ابن راشد الأزدي- فقال: عن عاصم بن سليمان، عن مسلم بن سلام، عن عيسى بن حطان، والصواب الذي رواه عامة أهل العلم: عن عاصم، عن عيسى بن حطَّان، عن مسلم بن سلَّام. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(529) و (20950)، وأخرجه من طريقه البيهقي في "شعب الإيمان"(5375)، ووقع في الموضع الأول من "مصنف عبد الرزاق": قيس بن طلق بدل علي بن طلق ونظنه من خطأ الناسخ.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 4/ 251، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1679) من طريق حفص بن غياث، والدارمي (1141) و (1142) من طريق عبد الواحد بن زياد، وابن قانع 2/ 260، والطحاوي في "شرح معاني =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الآثار" 3/ 45 من طريق إسماعيل بن زكريا، وأبو داود (205) و (1005)، والنسائي في "الكبرى" (9026)، والطحاوى 3/ 54، وابن حبان في "الصلاة" كما في "إتحاف المهرة" 11/ 713، وفي "صحيحه" (2237)، وفي "الثقات" 3/ 262 - 263، والدارقطني 1/ 153، والبيهقي في "السنن" 2/ 255، والبغوي في "شرح السنة" (257) من طريق جرير بن عبد الحميد أربعتهم عن عاصم بن سليمان الأحول، به. وفي لفظ حديث جرير بن عبد الحميد: "إذا فسا أحدكم في الصلاة فلينصرف، فليتوضأ، وليعد صلاته"، وفي لفظ حديث عبد الواحد بن زياد: "إذا أحدث أحدكم في الصلاة فلينصرف، وليتوضأ، ثم يصلي". وتحرف قوله: عيسى بن حطان عن مسلم بن سلام، في إسناده في مطبوع ابن أبي شيبة إلى:"عيسى بن سلام".
وسيأتي الحديث عن أبي معاوية محمد بن خازم برقم (34)، ومن طريق شعبة بن الحجاج برقم (35)، ومن طريق سفيان الثوري برقم (36)، ثلاثتهم عن عاصم بن سليمان الأحول.
وسلف في مسند علي بن أبي طالب برقم (655) عن وكيع بن الجراح عن عبد الملك بن مسلم الحنفي، عن أبيه، عن علي. وذكرنا هناك أن إدراجه في مسند علي بن أبي طالب خطأ. وانظر تخريجه من هذا الطريق هناك، ونزيد في تخريجه هنا:
ما أخرج الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 10/ 399 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، به.
وما أخرجه النسائي في "الكبرى"(9023) عن هنَّاد بن السَّري، عن وكيع، به.
وما أخرجه الخطيب 10/ 398 - 399 من طريق شبابة بن سوار عن عبد الملك بن مسلم، عن عيسى بن حطان، عن مسلم بن سلام، عن علي بن طلق. وقال الخطيب عقب إخراجه له من طريق وكيع بن الجراح: هكذا روى الحديث وكيع بن الجراح، عن عبد الملك بن مسلم، عن أبيه، ولم يسمعه عبد الملك من أبيه، وإنما رواه عن عيسى بن حطان، عن أبيه مسلم بن سلام كما سقناه عن شبابة، =
. . / 34 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ عِيسَى بْنِ حِطَّانَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ عَلِيِّ بْن طَلْقٍ، قَالَ: أَتَى أَعْرَابِيٌّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَكُونُ بِأَرْضِ الْفَلَاةِ، وَيَكُونُ مِنْ أَحَدِنَا الرُّوَيْحَةُ، وَيَكُونُ فِي الْمَاءِ قِلَّةٌ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا فَسَا أَحَدُكُمْ، فَلْيَتَوَضَّأْ، وَلَا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَدْبَارِهِنَّ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ "(1).
= عنه، وقد وافق شبابةَ عبيد الله بن موسى وأبو نعيم وأبو قتيبة سلم بن قتيبة وأحمد ابن خالد الوهبي وعلي بن نصر الجهضمي، فرووه كلهم عن عبد الملك، عن عيسى بن حطان، عن مسلم بن سلام.
والقطعة الأخيرة من الحديث وهي قوله صلى الله عليه وسلم: "ولا تأتوا النساء في أستاههن، فإن الله لا يستحيي من الحق" ذكرنا شواهدها عند الرواية السالفة برقم (655) وذهلنا هناك عن ذكر شواهد القطعة الأولى منه، وهي قوله صلى الله عليه وسلم:"إذا فسا أحدكم، فليتوضأ، فنستدركها هنا: فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا وجد أحدكم في صلاته حركة في دُبُره، فأَشْكَلَ عليه، أحدَثَ أم لم يُحدِثْ، فلا ينصرف حتى يَسْمَعَ صوتاً، أو يَجِدَ رِيحاً" سلف برقم (9355) وهو في "صحيح مسلم" وذكرنا أحاديث الباب عند حديثه السالف برقم (8369).
وقوله: "أَسْتاهِهن" الاسْتُ: العَجُز، ويراد به حَلْقةُ الدُّبُر، والأصل سَتَهٌ بالتحريك، ولهذا يجمع على أَسْتاه، مثل سَبَب، وأَسْباب، وقد يقال فيها: سَهٌ بالهاء، وسَتٌ بالتاء. "المصباح المنير" ص 266.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضَّرير.
وأخرجه المزي في ترجمة علي بن طلق الحنفي من "تهذيب الكمال" 20/ 495 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. =
. . / 35 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ حِطَّانَ، يُحَدِّثُ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ سَلَّامٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).
= وأخرجه الترمذي في "السنن"(1164)، وفي "العلل الكبير" 1/ 146، والنسائي في "الكبرى"(9025) و (9026)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 45، وابن حبان (4199) و (4201) من طرق عن أبي معاوية محمد بن خازم، به. وبعضهم يختصره.
وانظر ما قبله.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. محمد بن جعفر: هو الهذلي البصري المعروف بغُندر، وشعبة: هو ابن الحجاج العتكي الواسطي.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 93 من طريق سليمان بن أحمد الطبراني، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. إلا أنه قال: عن طلقِ بن يزيد أو يزيد بن طلق، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهو مختصر بالنهي عن إتيان النساء في أسْتاهِهنَّ.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 44 و 3/ 231 من طريق معاذ بن معاذ العنبري، عن شعبة بن الحجاج، به إلّا أنه قال أيضاً: عن طلق بن يزيد، أو يزيد بن طلق.
وأورده ابن كثير في "تفسيره" 1/ 387، فقال: قال الإمام أحمد: حدثنا غندر ومعاذ بن معاذ، حدثنا شعبة، عن عاصم الأحول، عن عيسى بن حطان، عن مسلم بن سلام، عن طلق بن يزيد -أو يزيد بن طلق-، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"إن الله لا يستحيي من الحق، لا تأتوا النساء في أسْتَاهِهنَّ" وقال ابن كثير عقبه: وكذا رواه غير واحد عن شعبة.
وقال ابن حجر في "الإصابة" 3/ 539: ذكره أحمد، وابن أبي خيثمة، وابن قانع، والبغوي، وابن شاهين، كلهم من طريق شعبة عن عاصم الأحول، عن عيسى بن حطان، عن مسلم بن سلام، عن طلق بن يزيد أو يزيد بن طلق، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله لا يستحيي من الحق، لا تأتوا النساء في أستاههن".
قلنا: وطريق محمد بن جعفر غندر، عن شعبة التي فيها:"طلق بن يزيد أو يزيد بن طلق، عن النبي صلى الله عليه وسلم" لم تقع لنا في النسخ الخطية التي بين أيدينا من =
. . / 36 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ حِطَّانَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ طَلْقٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُؤْتِى النِّسَاءُ فِي أَدْبَارِهِنَّ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحِي مِنَ الْحَقِّ (1).
= "مسند الإمام أحمد" ولا في "أطراف المسند" و"إتحاف المهرة" لابن حجر، ولا كذلك طريق معاذ بن معاذ، عن شعبة، وقد جعل ابن كثير في "جامع المسانيد" 6/ 552 ترجمة لطلق بن يزيد أو يزيد بن طلق وأورد فيها الحديث من طريق الإمام أحمد، عن محمد بن جعفر، لكن نقلاً عن ابن الأثير، والله أعلم.
وانظر (33).
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. عبد الرزاق: هو ابن هَمَّام الصنعاني، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول.
وانظر (33).
مُسْنَدُ عُمَارَةَ بْنِ حَزْمٍ الْأَنْصَارِيِّ
(1)
. . . / 37 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ قَالَ: كِتَابٌ وَجَدْتُهُ فِي كُتُبِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ: أَنَّ عُمَارَةَ بْنَ حَزْمٍ شَهِدَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ.
قَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: سَأَلْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّاهِدِ: هَلْ يَجُوزُ فِي الطَّلَاقِ وَالْعَتَاقِ؟ فَقَالَ: لَا، إِنَّمَا هَذَا فِي الشِّرَاءِ وَالْبَيْعِ وَأَشْبَاهِهِ (2). (3)
(1) هو عُمارة بن حَزْم بن زيد بن لَوْذَان الأنصاري الخَزْرجي ثم من بني النجار، اتفق جميع أهل المغازي أنه كان من السبعين الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة، وذكره أكثرهم فيمن شهد بَدْراً، وقال ابن سعد: شهد المشاهِدَ كُلَّها. واستشهد في قتال أهل الرِّدَّة باليمامةِ في خلافة أبي بكر الصِّدِّيق سنة اثنتي عشرة، وهو أخو عمرو بن حزم. انظر "الإصابة" 4/ 579، و"أسد الغابة" 4/ 137، و"الطبقات الكبرى" 3/ 486.
(2)
قوله: "قال زيد بن الحباب
…
إلخ" لم يرد في "جامع المسانيد" 9/ 315 ولا في "أطراف المسند" 5/ 13 ولا في "إتحاف المهرة" 11/ 746، وأثبتناه من "غاية المقصد" ورقة 158 و"مجمع الزوائد" 4/ 202 و"إتحاف الخيرة" للبوصيري 7/ 202.
(3)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه كما بينَّاه في الرواية السالفة برقم (22460). وقد اختلف فيه هنا على عبد العزيز بن المطلب -وهو =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن عبد الله بن حَنْطَب المخزومي- كما سيأتي بيانه، وهو حسن الحديث، وشرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة جَدُّ سعيد بن عمرو روى عنه ثلاثة وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد ثقات. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزُّهري.
ورواه يعقوب بن محمد ومعن بن عيسى القزاز وعبد الله بن محمد الزبيري عند أبي عوانة (6024)، وعبد الله بن محمد الزبيري عند الخطيب في "تلخيص المتشابه" 2/ 711 عن عبد العزيز بن المطلب، فقال: عن سعيد بن عمرو بن شرحبيل، عن سعيد بن سعد بن عبادة، قال: وجدت في كتب سعد بن عبادة، فذكره.
ورواه إسماعيل بن أبي أُوَيس، عن عبد العزيز بن المطلب عند ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 249، فقال: عن سعيد بن عمرو بن سعد بن عبادة، عن أبيه، عن جدِّه، فذكره.
ورواه معن بن عيسى القزاز، عنه عند ابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 147، فقال: عن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز، عن شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة، قال: كتاب وجدته في كتب سعد بن عبادة، فذكره.
وقال الشافعي 2/ 178، ومن طريقه البيهقي 10/ 171: وذكر عبد العزيز بن المطلب، عن سعيد بن عمرو، عن أبيه، قال: وجدنا في كتب سعد بن عبادة: يشهد سعد بن عبادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر عمرو بن حزم أن يقضي باليمين والشاهد.
وقد سلف الحديث في مسند سعد بن عبادة برقم (22460) من طريق سليمان بن بلال، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن إسماعيل بن عمرو بن قيس بن سعد بن عبادة، عن أبيه: أنهم وجدوا في كتب -أو كتاب- سعد بن عبادة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بالشاهد واليمين، وقد أحلنا على شواهده هناك، وتكلمنا على فقهه عند حديث جابر بن عبد الله السالف برقم (14278).
. . / 38 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، عَن زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَزْمٍ، قَالَ: رَآنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا عَلَى قَبْرٍ ..
وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: زِيَادُ بْنُ نُعَيْمٍ، أَنَّ ابْنَ حَزْمٍ - إِمَّا عَمْرٌو، وَإِمَّا عُمَارَةُ - قَالَ: رَآنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا مُتَّكِئٌ عَلَى قَبْرٍ، فَقَالَ:" انْزِلْ مِنَ الْقَبْرِ، لَا تُؤْذِي صَاحِبَ الْقَبْرِ، وَلَا يُؤْذِيكَ "(1).
(1) حديث صحيح دون قوله: "ولا يؤذيك" فقد تفرَّد بها ابن لهيعة -وهو عبد الله- وهو سيئ الحفظ، وباقي رجال الإسناد ثقات، والشك في تعيين صحابي الحديث هل هو عمرو أو عمارة بن حزم؟ إنما هو من ابن لهيعة، فقد رواه عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة كما في الرواية التالية، فقال فيه: عن عمرو بن حزم. ولم يشك، وهو الصواب، وأما عمارة بن حزم، فإن رواية زياد بن نعيم عنه مرسلة، فهو لم يدركه. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وبكر بن سوادة: هو ابن ثُمامة الجُذامي المصري، وزياد بن نعيم: هو زياد بن ربيعة بن نعيم الحضرمي المصري، وقد يُنسب إلى جدِّه.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ ورقة 578 من طريق أحمد بن منيع، عن الحسن بن موسى الأشيب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 3/ 590 من طريق أسد بن موسى، عن عبد الله بن لهيعة، به وقال فيه: عن عمارة بن حزم. ولم يشك.
وسيأتي الحديث في مسند عمرو بن حزم بالأرقام (39) و (40) و (43).
وفي الباب عن أبي هريره، سلف في مسنده برقم (8108) وقد ذكرنا تتمة شواهده هناك.
مُسْنَدُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ الْأَنْصَارِيِّ
(1)
. . . / 39 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سُوَدَاةَ الْجُذَامِيِّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، قَالَ: رَآنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُتَّكَأً عَلَى قَبْرٍ، فَقَالَ:" لَا تُؤْذِ صَاحِبَ هَذَا الْقَبْرِ - أَوْ لَا تُؤْذِهِ - "(2).
(1) هو عمرو بن حزم بن زيد بن لَوْذان الخزرجي الأنصاري، أبو الضحاك -ويقال: أبو محمد-، شهد الخندق وما بعدها، بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل نَجْران -وهم بنو الحارث بن كعب- وهو ابن سبع عشرة سنة، واستعمله عليهم، بعد أن بعث إليهم خالد بن الوليد فأسلموا، وكئب له كتاباً فيه الفرائض، والسُّنن والدِّيات وغير ذلك، وهو أخو عُمارة ومَعْمَر ابني حزم، توفي بالمدينة بعد الخمسين في قول عامة أهل العلم، وقيل: إنه توفي في خلافة عمر بن الخطاب، وهو وهم، والله أعلم. انظر "الإصابة" 4/ 621، و"أسد الغابة" 4/ 214، و"تهذيب الكمال" 21/ 585 - 587.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير زياد بن نعيم الحضرمي، فقد أخرج له أبو داود والترمذي وابن ماجه وهو ثقة، وغير صحابيه فقد روى له أبو داود في "المراسيل"، والنسائي وابن ماجه. علي بن عبد الله: هو ابن المديني، وابن وهب: هو عبد الله القرشي المصري، وعمرو بن الحارث: هو ابن يعقوب الأنصاري المصري.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 13/ ورقة 422 من طريق أبي بكر الباغَنْدِي، عن علي بن عبد الله المديني، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 201 من طريق أحمد بن عيسى، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 215 من طريق يعقوب بن حميد، كلاهما عن عبد الله بن وهب، به. ولم يسق ابن قانع لفظه.
وانظر ما قبله.
. . / 40 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، قَالَ: رَآنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَبْرٍ، فَقَالَ:" انْزِلْ، لَا تُؤْذِ صَاحِبَ هَذَا الْقَبْرِ ".
قَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: زِيَادُ بْنُ نُعَيْمٍ، أَنَّ ابْنَ حَزْمٍ - إِمَّا عَمْرٌو، وَإِمَّا عُمَارَةُ - قَالَ: رَآنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَبْرٍ
…
(1).
. . . / 41 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَمْرو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: عَرَضْتُ - أَو قَالَ: عُرِضْتْ - رُقَيَّةَ النَّهْشَةِ مِنَ الْحَيَّةِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ بِهَا (2).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه في الرواية رقم (38). يحيى بن إسحاق: هو أبو زكريا السَّيْلحيني. وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 200 - 201 من طريق يحيى بن إسحاق، بهذا الإسناد. وقال فيه: عن عمرو بن حزم. ولم يشك.
وانظر (38).
(2)
حديث صحيح رجاله ثقات، وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم لم يدرك جدَّه فيما قاله المزي في "تهذيب الكمال" 33/ 137، وفي "تحفة الأشراف" 8/ 149، لكن ذكر ابن سعد في "الطبقات" ص 127 عن شيخه محمد بن عمر الواقدي: أنه توفي سنة عشرين ومئة وهو ابن أربع وثمانين سنة، وتبعه ابن حبان في "الثقات" 5/ 562، فإن كان ما ذكره محفوظاً، فمولده على هذا سنة ست وثلاثين، ويكون قد أدرك من حياة جدِّه عمرو بن حزم أربع عشرة سنة على أقل تقدير، فإن عمرو بن حزم توفي بعد سنة خمسين في قول عامة أهل العلم، والله =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أعلم. عفان: هو ابن مسلم الصَّفَّار، وعبد الواحد: هو ابن زياد العبدي، وعثمان ابن حكيم، هو ابن عَبَّاد بن حُنيف الأنصاري.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" ورقة 220، وعنه ابن ماجه (3519)، وأخرجه أبو يعلى (7176) عن أبي خيثمة زهير بن حرب، كلاهما (ابن أبي شيبة وأبو خيثمة) عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وسقط من إسناد مطبوع أبي يعلى:"عمرو بن حزم".
وأخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" ص 44 - 45 من طريق محمد بن مسلم الزهري، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمارة بن حزم: "اعْرِضْ عليَّ رُقْيَتك" فلم ير بها بأساً، فَهم يَرقُون بها إلى اليوم. وإسناده فيه لين، لكن يعتبر به، وقوله فيه: عمارة بن حزم، وهمٌ، والصواب: عمرو بن حزم.
وأخرج الطبراني في "الأوسط"(9147) عن سهل بن أبي حَثْمةَ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج، وخرج معه عبد الرحمن بن سَهْل، فلما كان بالحَرَّة، نَهَشَتْ عبد الرحمن بن سهل حيَّةٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ادعوا لي عمرو بن حزم" فدُعِيَ، فَعَرَضَ رُقْيتَه على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"لا بأس بها، ارْقِهِ" قال: فوضع ابنُ حزم يَدَه عليه، فقال: يا رسول الله هو يموت -أو قد مات- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ارْقِهِ، وإن كان قد يموت -أو قد مات-" فرقاه، فصَحَّ عبد الرحمن وانطلق. وإسناده محتمل للتحسين في المتابعات والشواهد.
وسلف عند المصنِّف برقم (14382) من طريق أبي سفيان عن جابر، قال: نهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن الرُّقَى -قال ابن نُمير في حديثه: فأتاه خالي يَرْقي من العَقْرب- قال: فجاء آلُ عمرو بن حزم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله، إنه قد كانت عندنا رُقيةٌ نَرْقي بها من العَقْرب، وإنك نهيت عن الرُّقَى. قال: فعرضوها عليه، فقال:"ما أرَى بأساً، من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليَنْفَعهُ". وهو في "صحيح مسلم". =
. . / 42 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، دَخَلَ عَمْرُو بْنُ حَزْمٍ عَلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقَالَ: قُتِلَ عَمَّارُ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ "(1).
. . . / 43 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرٍو - يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ (2) - عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، أَنَّ النَّضْرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا تَقْعُدُوا عَلَى الْقُبُورِ "(3).
= وسلف أيضاً من طريق أبي الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: أرْخصَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في رُقْية الحُمة لبني عمرٍو. وهو في "صحيح مسلم".
(1)
إسناده صحيح، وهو مكرر (17778) غير أن روايته هناك مطولة، وفيها قصة دخول عمرو بن العاص على معاوية بن أبي سفيان وإخباره بذلك.
(2)
قوله: "عن عمرو -يعني بن الحارث-" لم يرد في "جامع المسانيد" 9/ 559 - 560، ولا في "أطراف المسند" 5/ 131، ولا في "إتحاف المهرة" 12/ 465، وأثبتناه من "تهذيب الكمال" 29/ 388 - 389، فقد أخرج الحافظ المزي هذا الحديث من طريق "المسند".
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة النَّضْر بن عبد الله -ويقال: عبد الله بن النَّضْر- السَّلَمي، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المُهلَّب الأَزْدي البغدادي، وعمرو بن الحارث: هو ابن يعقوب الأزدي المصري، وأبو بكر بن حزم: هو أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه المزي في ترجمة النضر بن عبد الله السّلمي من "تهذيب الكمال" 29/ 388 - 389 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 13/ ورقة 422 من طريق حرملة بن يحيى وأحمد بن عيسى، عن عبد الله بن وهب، به.
وأخرجه النسائي 4/ 95 من طريق خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 515 من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، به. بلفظ: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر، فقال:"انزل عن القبر، لا تؤذي صاحب القبر، ولا يؤذيك". قلنا: وهذا اللفظ غير محفوظ من هذا الوجه، وابن لهيعة سيئ الحفظ، وقد سلف بهذا اللفظ من طريق زياد بن نعيم الحضرمي، عن ابن حزم -إما عمارة أو عمرو- برقم (38).
بَقِيَّةُ حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيِّ
. . . / 44 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَبُو سُفْيَانَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ تَعْلُقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ، حَتَّى يَرْجِعَهَا اللهُ إِلَى جَسَدِهِ "(1).
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب لم يسمع هذا الحديث من جَدِّه كما وقع التصريح بذلك في الرواية السالفة برقم (15777)، وهو لم ينفرد به، بل رواه الزهري أيضاً عن عَمِّه عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه كعب بن مالك كما سلف في الرواية (15776). معمر: هو ابن راشد الأزْدي، والزُّهري: اسمه محمد بن مسلم بن شهاب.
وقد ذكرنا تخريجه عند الرواية (15776)، ونزيد في تخريجه هنا:
أنه أخرجه ابن حبان (4657) من طريق الليث بن سعد، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه، فذكره.
حَدِيثُ مَالِكِ بْنِ عُمَيْرٍ الْأَسَدِيِّ
. . . / 45 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَفْوَانٍ مَالِكَ بْنَ عُمَيْرٍ الْأَسَدِيَّ - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: عَمِيرَةَ - يَقُولُ: قَدِمْتُ مَكَّةَ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاشْتَرَى مِنِّي رِجْلَ سَرَاوِيلَ، فَأَرْجَحَ لِي (1).
(1) حديث حسن من أجل سماك بن حرب، فهو حسن الحديث، وقد اختلف عليه في تعيين صحابيّ الحديث هل هو قيس بن سُوَيد، أم أبو صفوان مالك بن عَمِيرَة؟ كما سلف بيانه في الرواية رقم (19098). شعبة: هو ابن الحجَّاج العَتَكي الواسطي، ومحمد بن جعفر المذكور: هو شيخ المصنِّف المعروف بغُنْدَر.
وقد سلف الحديث عن حجاج بن محمد المصِّيصي، عن شعبة بن الحجاج برقم (19099). وذكرنا تخريجه من هذا الطريق هناك، ونزيد في تخريجه هنا: أنه أخرجه البغوي في "الصحابة" كما في "الإصابة" 5/ 741 من طريق شبابة بن سَوَّار، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وقوله. رِجْل سَراوِيلَ: قال ابن الأثير في "النهاية" 2/ 204: هذا كما يقال: اشترى زَوْجَ خُفٍّ وزوجَ نَعْلٍ، وإنما هي زَوجان، يريد: رِجْلَي سراويل، لأنَّ السراويل من لِباس الرِّجْلَين، وبعضهم يُسَمّى السَّراويل رِجْلاً.
بَقِيَّةُ حَدِيثِ نَوْفَلِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الدِّيلِيِّ
. . . / 46 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ الْمِصْرِيُّ، عَنْ عِرَاكَ بْنِ مَالِكٍ الْغِفَارِيِّ، سَمِعْتُ نَوْفَلَ بْنَ مُعَاوِيَةَ الدِّيلِيَّ - وَهُوَ جَالِسٌ مَعَ ابْنِ عُمَرَ بِسُوقِ الْمَدِينَةِ - يَقُولُ (1): صَلَاةٌ مَنْ فَاتَتْهُ، فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَتْرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ.
قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ -: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " هِي الْعَصْرُ "(2).
(1) زاد في "جامع المسانيد" 12/ 241 - 242 هنا قوله: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول" فجعله مرفوعاً، ولم يرد في "إتحاف المهرة" 13/ 607 - 608، وقد أخرجه النسائي 1/ 238 - 239 من طريق يعقوب بن إبراهيم، به. فذكره موقوفاً، ولم يرفعه.
(2)
حديث صحيح مرفوعاً، وقد اختلف على عراك بن مالك في سماعه هذا الحديث من نوفل بن معاوية كما سيأتي بيانه، وسماعه منه محتمل، ورجال هذا الإسناد ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق بن يسار، فهو حسن الحديث، وقد روي الحديث من وجه آخر يصح به. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزُّهري.
وأخرجه النسائي 1/ 238 - 239 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مرفوعاً ابن أبي شيبة في "مصنفه" 1/ 342 عن شبابة بن سوَّار، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(952) من طريق شبابة بن سوار ويزيد بن هارون، والنسائي 1/ 238 من طريق عيسى بن حماد، ثلاثتهم عن الليث بن =
. . / 47 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ (ح) وَهَاشِمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ فَاتَتْهُ الصَّلَاةُ، فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلُهُ وَمَالُهُ ".
قَالَ هَاشِمٌ فِي حَدِيثِهِ: فَقُلْتُ (1) لِأَبِي بَكْرٍ: مَا هَذِهِ؟ قَالَ: الْعَصْرُ.
وَقَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ: فَقُلْتُ (1): مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي.
= سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، به. قال شبابة بن سوار ويزيد بن هارون في روايتهما:"عن عراك بن مالك، عن نوفل بن معاوية" وقال عيسى بن حماد في روايته: "عن عراك بن مالك أنه بلغه أن نوفل بن معاوية قال". والحديث عند ابن أبي شيبة مختصر بلفظ "هي صلاة العصر".
وأخرجه النسائي 1/ 237 - 238، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 155 من طريق جعفر بن ربيعة، عن عراك بن مالك، به. وقال النسائي في روايته:"عن عراك بن مالك، أن نوفل بن معاوية حدَّثه" وقال ابن قانع في روايته: "عن عراك بن مالك، عن نوفل بن معاوية" ولم يسق ابن قانع لفظه.
وأخرجه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" 2/ 281 من طريق يحيى بن بكير، عن الليث بن سعد، عن ابن أبي ذئب، عن عراك أنه بلغه أن نوفل بن معاوية بن عروة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "هي العصر".
وانظر الحديثين التاليين، وما سلف برقم (23642).
وأما حديث ابن عمر فسلف عنه من طرق أخرى، انظر (4545).
(1)
القائل: هو ابن شهاب الزهري.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَمَّا هَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي حَدَّثَنَاهُ [أَبُو بَكْرٍ، فَحَدَّثَنَاهُ] سَالِمٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ فَاتَتْهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ، فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلُهُ وَمَالُهُ "(1).
. . . / 48 - حَدَّثَنَا فَزَارَةُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (23642). هاشم: هو ابن القاسم أبو النَّضْر البغدادي الليثي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة القرشي، والزهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وأبو بكر بن عبد الرحمن: هو ابن الحارث بن هشام المخزومي.
وقد ذكرنا تخريجه عند الرواية السالفة رقم (23642) ونزيد في تخريجه هنا: ما أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 45/ 372 من طريق أسد بن موسى، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
وما أخرجه عبد الرزاق (2220)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 19/ (1042) عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي سَبْرَة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن نوفل بن معاوية، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأن يُوتَرَ أحدكم أهلَه وماله خيرٌ له من أن يَفُوتَه وقتُ صلاة العصر". محمد بن عبد الرحمن راويه عن نوفل: هو أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث فيما يغلب على ظننا، فقد حُكي في اسمه محمد كما في مصار ترجمته، وقوله في إسناده:"عن أبيه" وهْمٌ من ابن أبي سَبْرَة، وهو واهي الحديث.
وانظر ما قبله.
وأما حديث الزهري، عن سالم، عن أبيه عبد الله بن عمر، فقد سلف في مسنده برقم (4545).
عَنْ نَوْفَلِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الدِّيلِيِّ، مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي الْفِتَنِ (1)، إِلَّا أَنَّ أَبَا بَكْرٍ يَزِيدُ:" مِنَ الصَّلَاةِ صَلَاةٌ، مَنْ فَاتَتْهُ، فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلُهُ وَمَالُهُ "(2).
(1) وقع في "جامع المسانيد" 12/ 242: "مثل حديث سالم، عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة العصر" وهو خطأ، نظنه بسبب انتقال نظر الناسخ من الحديث الذي قبله، والصواب ما أثبتناه من مصادر تخريج الحديث، وقد وقع في بعضها ذكر حديث نوفل بن معاوية في الفتن بلفظه كما سيأتي في تخريجه، وحديث أبي هريرة سلف في مسنده برقم (7796).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل فزارة بن عمر، فقد تفرد بالرواية عنه الإمام أحمد، وقال أبو زرعة: لا أعرفه. وقال الحسيني: فيه نظر. وقد وهم في هذا الحديث، فأسقط الواسطة بين إبراهيم بن سعد وبين ابن شهاب الزهري، وهي صالح بن كيسان، وأثبتها عبد العزيز الأويسي ويعقوب بن إبراهيم كما سيأتي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن مطيع بن الأسود، فلم يرو عنه غير أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، وروى له البخاري ومسلم هذا الحديث الواحد متابعة، وهو مختلف في صحبته.
وأخرجه البخاري (3602) عن عبد العزيز بن عبد الله الأوَيسي، ومسلم (2886)(11)، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 13/ 607 من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، كلاهما عن إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(955)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 154 - 155، والمزي في "تهذيب الكمال" 17/ 408 من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، كلاهما (صالح وعبد الرحمن) عن الزُّهري، بهذا الإسناد.
ووقع في رواية ابن قانع: عن نوفل بن معاوية، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"ستكون فِتنٌ كرِياحِ الصَّيف، القاعد فيها خيرٌ من القائم، والقائمُ فيها خيرٌ من الماشي" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من الصلوات صلاةٌ من فاتته -يعني- كأنما وُتِرَ أهلَه ومالَه، هي صلاة العصر".
ولفظ رواية المزي: عن نوفل بن معاوية، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستكون فِتَنٌ كرياح الصَّيف، القاعدُ فيها خيرٌ من القائم، والقائم فيها خيرٌ من الماشي، من أشْرفَ لها استَشْرفَتْهُ" زاد فيه: "ومن الصلوات صلاةٌ من فاتَتْهُ فكأنما وُتِرَ أهلَه ومالَه".
وانظر ما سلف برقم (46).
بَقِيَّةُ حَدِيثِ نَوْفَلٍ الْأَشْجَعِيِّ
. . . / 49 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ: " هَلْ لَكَ فِي رَبِيبَةٍ لَنَا فَتَكْفُلَهَا " قَالَ: أُرَاهَا زَيْنَبُ. ثُمَّ جَاءَ فَسَأَلَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْهَا، فَقَالَ:" مَا فَعَلْتِ الْجَارِيَةُ؟ " قَالَ: تَرَكْتُهَا عِنْدَ أُمِّهَا. قَالَ: " فَمَجِيءٌ مَا جَاءَ بِكَ؟ " قَالَ: جِئْتُ لِتُعَلِّمَنِي شَيْئًا أَقُولُهُ عِنْدَ مَنَامِي. فَقَالَ: اقْرَأْ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ثُمَّ نَمْ عَلَى خَاتِمَتِهَا، فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ " (1).
. . . / 50 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ ظِئْرًا لِأُم سَلَمَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" مَجِيءٌ مَا جِئْتَ؟ " قَالَ: جِئْتُ لِتُعَلِّمَنِي شَيْئًا أَقُولُهُ عِنْدَ مَنَامِي. قَالَ: " اقْرَأْ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} عِنْدَ مَنَامِكَ، فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ "(2).
(1) حديث حسن على اختلاف في إسناده على أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السَّبيعي- كما بيَّناه عند الرواية السالفة برقم (23807).
هاشم بن القاسم: هو أبو النَّضْر الليثي البغدادي، وزهير: هو ابن معاوية الجعفي.
(2)
حديث حسن كسابقه. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزُّبير الأسدي الزُّبيري، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي.
. . / 51 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِرَجُلٍ:" اقْرَأْ عِنْدَ مَنَامِكَ، فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} "(1).
. . . / 52 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ فَرْوَةَ الْأَشْجَعِيِّ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ:" اقْرَأْ عِنْدَ مَنَامِكَ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ "(2).
. . . / 53 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الْأَشْجَعِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِرَجُلٍ: " اقْرَأْ عِنْدَ مَنَامِكَ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ "(3).
(1) حديث حسن. سفيان: هو ابن سعيد الثوري.
(2)
حديث حسن. عبد الرزاق: هو ابن هَمَّام الصنعاني.
(3)
حديث حسن.
مُسْنَدُ الْوَزَّاعِ بْنِ الزُّرَّاعِ الْعَبْدِيِّ
. . . / 54 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا مَطَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعْتُ هِنْدَ بِنْتَ الْوَزَّاعِ: أَنَّهَا سَمِعْتُ اْلوَزَّاعَ يَقُولُ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَالْأَشَجَّ الْمُنْذِرَ بْنَ عَامِرٍ، أَوْ عَامِرَ (1) بْنَ الْمُنْذِرِ، وَمَعَهُمْ رَجُلٌ مُصَابٌ، فَانْتَهُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَأَوْا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَثَبُوا مِنْ رَوَاحِلَهُمْ، فَأَتَوْا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَبَّلُوا يَدَهُ، ثُمَّ نَزَلَ الشَّجَّ، فَعَقَلَ رَاحِلَتَهُ، وَأَخْرَجَ عَيْبَتَهُ فَفَتَحَهَا، فَأَخْرَجَ ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ مِنْ ثِيَابِهِ فَلَبِسَهُمَا، ثُمَّ أَتَى رَوَاحِلَهُمْ فَعَقْلَهَا، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" يَا أَشَجُّ، إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ وَرَسُولُهُ: الْحِلْمَ وَالْأَنَاةَ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَا تَخَلَّقْتُهُمَا، أَوْ جَبَلَنِي اللهُ عَلَيْهِمَا؟ قَالَ:" بَلِ اللهُ جَبَلَكَ عَلَيْهِمَا " قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى خُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ وَرَسُولُهُ.
فَقَالَ الْوَزَّاعُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ مَعِي خَالًا لِي مُصَابًا، فَادْعُ اللهَ لَهُ. فَقَالَ:" أَيْنَ هُوَ؟ ائْتِنِي بِهِ " قَالَ: فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا صَنَعَ الْأَشَجُّ، أَلْبَسْتُهُ ثَوْبَيْهِ، فَأَتَيْتُهُ، فَأَخَذَ مِنْ رِدَائِهِ فَرَفَعَهَا حَتَّى رَأَيْنَا
(1) هكذا وقع في الموضعين في رواية الإمام أحمد كما في "جامع المسانيد" و"البداية والنهاية" 5/ 43 كلاهما لابن كثير: عامر، وفي مصادر ترجمته: عائذ.
بَيَاضَ إِبْطِهِ، ثُمَّ ضَرَبَ بِظَهْرِهِ، فَقَالَ:" اخْرُجْ عَدُوَّ اللهِ " فَوَلَّى وَجْهَهُ وَهُوَ يَنْظُرُ نَظَرَ رَجُلٍ صَحِيحٍ (1).
(1) إسناده ضعيف لجهالة هند بنت الوازع، وتكنى بأُم أبان، فلم يرو عنها غير مطر بن عبد الرحمن، ومطر هذا ليس بذاك الثقة المشهور، قال أبو حاتم: محلُّه الصدق، وذكره ابن حبان في "ثقاته" وقال: يروي المقاطيع. وقد اختلف عليه في إسناد هذا الحديث فقيل: عن أم أبان، عن أبيها، وقيل: عنها عن جدِّها الزارع.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 241 من طريق أحمد بن عبد الملك ابن واقد، عن مطر بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري في "الأدب المفرد"(975)، وفي "خلق أفعال العباد"(203)، وفي "التاريخ الكبير" 3/ 447، والطبراني في "الكبير"(5314)، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 443 - 445 من طريق موسى بن إسماعيل، وأخرجه أبو داود (5225)، والطبراني في "الكبير"(5313)، وفي "الأوسط"(420)، والبيهقي في "السنن" 7/ 102، وفي "دلائل النبوة" 5/ 327 - 328، والمزي في ترجمة الزارع من "التهذيب" 9/ 266 - 267 من طريق محمد بن عيسى ابن الطبَّاع، وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1684)، والبزار (2746 - كشف الأستار)، والطبراني بإثر (5313) من طريق أبي داود الطيالسي، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" كما في "الإصابة" 6/ 129 - 130 من طريق يحيى بن حماد، أربعتهم عن مطر بن عبد الرحمن، عن أم أبان بنت الوزاع، عن جدِّها الزارع، وبعضهم يرويه على صورة الإرسال: أم أبان أن جدَّها الزارع خرج وافداً إلى النبي صلى الله عليه وسلم .. إلخ.
وانظر لقصة الأشج ما سلف برقم (17828).
وللشطر الثاني انظر ما سلف من حديث يعلى بن مرة برقم (17548).
مُسْنَدُ أَبِي أُمَامَةَ الْحَارِثِيِّ
(1)
. . . / 55 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ أَحَدِ بَنِي حَارِثَةَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا يَقْتَطِعُ رَجُلٌ حَقَّ رَجُلٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ، وَأَوْجَبَ لَهُ النَّارَ " فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا؟ قَالَ:" وَإِنْ كَانَ سِوَاكًا مِنْ أَرَاكٍ! (2) "(3).
. . . / 56 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ -، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبٍ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ، فَقَدْ أَوْجَبَ اللهُ لَهُ بِهَا النَّارَ، وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ " فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَإِنْ
(1) سلف ذكر ترجمته في مسند أبي أمامة صُدَيِّ بن عَجلانَ الباهِليِّ 37/ 132.
(2)
متن هذا الحديث أثبتناه من "تهذيب الكمالِ" 33/ 50، فإن الحافظ المزي قد أخرجه من طريق "المسند".
(3)
حديث صحيح، وهو مكرر (22240)، لكن لم يسق هناك لفظه.
وانظر الحديثين التاليين.
قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ! " (1).
. . . / 57 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ اقْتَطَعَ حَقَّ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ، حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ، وَأَوْجَبَ لَهُ النَّارَ " قَالَوَا: وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا؟ قَالَ: " وَإِنْ كَانَ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ! " يَقُولُهَا ثَلَاثًا (2).
. . . / 58 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ زُهَيْرٍ - يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ -، عَنْ صَالِحٍ - يَعْنِي ابْنَ كَيْسَانَ - أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أُمَامَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْبَذَاذَةُ مِنَ الْإِيمَانِ، الْبَذَاذَةُ مِنَ الْإِيمَانِ "(3).
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (22239).
وانظر ما قبله.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير العلاء -وهو ابن عبد الرحمن الحُرَقي- وإسحاق بن عيسى: وهو ابن الطَّبَّاع البغدادي، فهما من رجال مسلم. مالك: هو ابن أنس الأَصْبحي الإمام.
وهو في "الموطأ" 2/ 727، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(545)، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة"(6629)، والطحاوي في "شرح المشكل"(448) و (5929)، والطبراني في "الكبير"(797)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(943)، والبيهقي 10/ 179، والبغوي في "شرح السنة"(2507)، وفي "معالم التنزيل" 1/ 319. وسقط من إسناد أبي يعلى في "إتحاف الخيرة":"عبد الله بن كعب".
وانظر الحديث السالف برقم (55).
(3)
إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن أبي أمامة فقد =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= روى له أبو داود وابن ماجه، وهو صدوق حسن الحديث، وقد صرَّح بسماعه من أبيه عند المصنِّف وغيره، وقد اختلف عليه في هذا الحديث بما لا يقدح.
وهو في "الزهد" للمصنِّف ص 7، ومن طريقه أخرجه الحاكم 1/ 9، والبيهقي في "الشعب" (8136) لكن وقع عند الأخيرين: صالح بن أبي صالح بدل صالح ابن كيسان، وهو خطأ. وقال أحمد عقب روايته في "الزهد": البذاذة: التواضع في اللباس. ونقل البيهقي عن عبد الرحمن بن مهدي بأنها التواضع.
وأخرجه البيهقي (6173) من طريق محمد بن إبراهيم، عن أحمد بن حنبل، به. وجاء عنده على الصواب: صالح بن كيسان.
وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(157)، والبيهقي في "الآداب"(240)، وفي "الشعب"(8136) من طريق عبد الرحمن بن محمد بن منصور، عن عبد الرحمن بن مهدي، به. ووقع في رواية البيهقي في "الآداب": صالح بن أبي صالح، وهو خطأ أيضاً.
وأخرجه الطبراني (790)، وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" 2/ 13، والمزي في ترجمة أبي أمامة من "التهذيب" 33/ 51 من طريق سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، عن صالح بن كيسان، به.
وأخرجه ابن ماجه (4118) من طريق أيوب بن سويد، وأبو أحمد الحاكم 2/ 12 - 13 من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن أسامة بن زيد، عن عبد الله ابن أبي أمامة، عن أبيه. وفُسِّر في رواية ابن ماجه بأنه التقشف.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(1531) و (3036)، والطبراني (791)، وأبو أحمد الحاكم 2/ 14 - 15، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1361) من طريق عبد الله بن حمران، عن عبد الحميد بن جعفر، عن عبد الله بن ثعلبة، قال: قال لي عبد الرحمن بن كعب بن مالك: سمعت أباك يحدِّث عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم .. فذكره. وعبد الله بن ثعلبة: هو عبد الله بن أبي أُمامة بن ثعلبة نسب إلى جدِّه. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلنا: وعبد الحميد بن جعفر، وإن كان صدوقاً حسن الحديث عند الجمهور إلا أن النسائي قال. ليس بالقوي، وقال ابن حبان: ربما أخطأ. فإن كان عبد الرحمن بن كعب محفوظاً في هذا الإسناد فيكون من المزيد في متصل الأسانيد، لأن عبد الله بن أبي أمامة قد صرَّح بسماعه من أبيه كما في رواية "المسند" وغيرها.
وأخرجه الطبراني (789) من طريق عبد العزيز بن عبيد الله، عن عبد الله بن عُبيد الله بن حكيم، عن أبي المنيب بن أبي أمامة -وهو عبد الله-، عن عبد الله بن كعب، عن أبي أمامة، به. قلنا: عبد العزيز ضعيف، وعبد الله بن عبيد الله لم نقف على حاله.
وأخرجه البخاري في "الكنى" 9/ 3، وابن أبي الدنيا في "التواضع"(129)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2002)، والطبراني (788) من طرق عن عبد الله بن منيب بن عبد الله بن أبي أمامة، عن أبيه منيب، عن محمود بن لبيد، عن أبي أمامة، به. قلنا: ومنيب بن عبد الله مجهول الحال.
ورواه محمد بن إسحاق واختلف عليه في إسناده:
فأخرجه أبو داود (4161)، والبيهقي في "الشعب"(6470)، وفي "الآداب"(241) من طريق محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي أمامة، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبي أمامة، به. قلنا: ابن إسحاق مدلِّس وقد عنعنه.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "التواضع والخمول"(128)، والبيهقي في "الشعب"(8135) من طريق عباد بن العوام، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي أمامة، عن عبد الله بن كعب، عن أبيه. كذا قال: عن أبيه، قال البيهقي عقبه: يحتمل أن يكون المراد بقوله: "عن أبيه" أبا عبد الله بن أبي أمامة والله أعلم. قلنا: وابن إسحاق عنعنه أيضاً.
وأخرجه أبو يعلى الموصلي في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة"(250)، عن إبراهيم بن الحجاج، عن حجاج، عن ابن إسحاق، عن أبي أمامة بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= سهل بن حنيف، عن عبد الله بن كعب الباهلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
فذكره. وقال
البوصيري عقبه: إسناده ضعيف لتدليس محمد بن إسحاق.
وأخرجه الحميدي (357)، وابن أبي عمر العدني في "الإيمان"(46) عن سفيان بن عيينة، عن ابن إسحاق، عن معبد بن كعب -عند العدني: محمد بن كعب-، عن عمه أو أمه -عند العدني: عن أبيه أو عمه- أن النبي صلى الله عليه وسلم
…
فذكره. وابن إسحاق عنعنه أيضاً.
قوله: "البذاذة" قال الخطابي: هي سوء الهيئة والتجوز في الثياب ونحوها، قال الحَليمي كما في "شعب الإيمان" 5/ 228: وإنما هو والله أعلم أنه لا تبعده البذاذة عن الطاعات، فلا يمتنع إذا ساءت حاله عن الجمعة والجماعات، ولا عن مجالس العلم لأجل رثاثة كسوته وسوء هيئة لباسه، ولكنه يصبر على ما هو فيه، ويحمد الله عليه، ولا يستشعر منه خجلاً ولا حياءً، فذلك إن شاء الله هو الإيمان دون الرثاثة بعينها، والله أعلم.
بَقِيَّةُ حَدِيثِ أَبِي جُهَيْمِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَنْصَارِيِّ
. . . / 59 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ: أَنَّ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ أَرْسَلَ إِلَى أَبِي جُهَيْمٍ - قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: بَعَثَنِي زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ إِلَى أَبِي جُهَيْمِ الْأَنْصَارِيِّ -: مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي الرَّجُلِ يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيِ الرَّجُلِ وَهُوَ يُصَلِّي؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُكُمْ مَا لَهُ فِي أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيِ الرَّجُلِ وَهُوَ يُصَلِّي، كَانَ لِأَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ - لَا أَدْرِي: عَامًا، أَوْ يَوْمًا، أَوْ شَهْرًا! - خَيْرًا لَهُ مِنْ ذَلِكَ "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجرَّاح الرُّؤاسي، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي العَنْبري، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، وسالم أبو النضر: هو ابن أبي أميَّة مولى عمر بن عُبيد الله التَّيمي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 282، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2077)، وأخرجه مسلم (507) عن عبد الله بن هاشم بن حَيَّان العَبْدي، وابن ماجه (945) عن علي بن محمد، ثلاثتهم (ابن أبي شيبة وعبد الله ابن هاشم وعلي بن محمد) عن وكيع بن الجراح وحده، بهذا الإسناد.
وقال ابن أبي شيبة وحده في روايته عن وكيع: "عن بسر بن سعيد، عن عبد الله بن جهيم" سَمَّى أبا جهيم الأنصاري: عبد الله بن جهيم. ولفظ الحديث عنده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لو يعلم أحدكم في الممرِّ بين يدي أخيه وهو يصلي من الإثم، لوقف أربعين".
وأخرجه ابن عبد البرِّ في "التمهيد" 21/ 147 من طريق عبد الرحمن بن مهدي وحده، به. =
. . / 60 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: أَرْسَلَنِي زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ إِلَى أَبِي جُهَيْمٍ الْأَنْصَارِيِّ أَسْأَلُهُ: مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِيمَنْ يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيِ الْمُصَلِّي؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " لِأَنْ يَقُومَ فِي مَقَامِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيِ الْمُصَلِّي " فَلَا أَدْرِي قَالَ: أَرْبَعِينَ سَنَةً، أَوْ أَرْبَعِينَ شَهْرًا، أَوْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا! (1).
= وأخرجه أبو عوانة (1393)، وابن عبد البر في "التمهيد" 21/ 147 من طريق قبيصة بن عقبة، وأبو عوانة (1395)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(86) من طريق أبي عامر العَقَدي، كلاهما عن سفيان الثوري، به. ووقع في حديث أبي عامر العقدي:"عن بسر بن سعيد، عن أبي جهيم الأنصاري" لم يقل: "أرسلني زيد بن خالد إلى أبي جهيم الأنصاري".
وأخرجه ابن خزيمة (813) عن علي بن خَشْرَم، عن سفيان بن عيينة، عن سالم أبي النَّضْر، به. ورواه ابن عيينة مرة أخرى، فجعل أبا جُهيم هو المرسِل لبسر بن سعيد إلى زيد بن خالد، وقد سلف عند المصنِّف في مسند خالد بن زيد برقم (17051)، وانظر تعليقنا عليه هناك.
وقد سلف الحديث عن عبد الرحمن بن مهدي برقم (17540)، وسيأتي عن عبد الرزاق بن همام في الرواية التالية، كلاهما عن مالك بن أنس، عن سالم أبي النضر.
وقوله: "كان لأن يقف أربعين - لا أدري: عاماً، أو يوماً، أو شهراً! خيراً له من ذلك" الشك فيه من سالم أبي النضر كما جاء التصريح به في الرواية السالفة برقم (17540).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن هَمَّام الصنعاني، ومالك: هو ابن أنس الأصبحي الإمام. =
. . / 61 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزَ الْأَعْرَجُ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ - وَكَانَ عُمَيْرٌ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ ثِقَةً فِيمَا بَلَغَنِي -، عَنْ أَبِي جُهَيْمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْبَصْمَةِ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِبَعْضِ حَاجَتِهِ نَحْوَ بِئْرِ جَمَلٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى وَضَع يَدَهُ عَلَى الْجِدَارِ، ثُمَّ مَسَحَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:
= وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (2322) وقرن بمالك بن أنس سفيانَ بن سعيد الثَّوري.
وأخرجه أبو عوانة (1392)، والطبراني في "الكبير"(5235) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري، عن عبد الرزاق، به. إلا أن الطبراني قال: في روايته: "أرسلني أبو جهيم الأنصاري إلى زيد بن خالد الجهني" فقلبه، جعل أبا جهيم الأنصاري هو المرسِل وزيدَ بن خالد هو المرسل إليه، وهو وهم منه رحمه الله.
وسلف الحديث عن عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك برقم (17540)، وسلف تخريجه من هذا الطريق هناك، ونزيد في تخريجه هنا:
ما أخرجه ابن الجوزي في "الحدائق" 2/ 117 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن مهدي، به.
وما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2078)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 59، والمزي في "تهذيب الكمال" 33/ 210 من طرق عن مالك ابن أنس، به.
وانظر ما قبله.
وقوله: فلا أدري قال: أربعين سنة
…
إلخ. الشك فيه من سالم أبي النضر كما جاء مصرَّحاً به في الرواية رقم (17540).
" وَعَلَيْكَ السَّلَامُ "(1).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق -هو ابن يسار المدني- فهو صدوق حسن الحديث، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزُّهري، وعمير مولى عبد الله بن عباس: هو ابن عبد الله الهِلالي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 86، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 130، وأبو أحمد الحاكم في "الأسامي والكنى" 3/ 187، والدارقطني 1/ 176 و 176 - 177 من طريق يعقوب بن إبراهيم الزُّهري، بهذا الإسناد. ووقع عند ابن قانع والدارقطني: عمير مولى عبيد الله بن عباس. قلنا: وعمير هو مولى أم الفضل لُبابة بنت الحارث الهلالية زوج العباس بن عبد المطلب، قال الحافظ في "الفتح" 1/ 442: وإذا كان مولى أم الفضل فهو مولى أولادها.
وأخرجه أبو أحمد الحاكم 3/ 187 عن أبي القاسم بن منيع، عن أبي خيثمة زهير بن حرب، عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق، عن عمير مولى عبد الله بن عباس، به. وقال أبو أحمد الحاكم بإثره: هكذا أخبرناه ابن منيع، عن أبي خيثمة، ولم يذكر الأعرج في الإسناد، فلا أدري سقط ذكره عليه، أو على أبي خيثمة؟ والصواب من حديث محمد بن إسحاق بن يسار ما أخبرنا
…
وساق الحديث من طريق أخرى عن إبراهيم بن يعقوب، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق، وفيه ذكرُ عبد الرحمن بن هرمز. وقد خرَّجنا هذا الطريق آنفاً.
وسلف الحديث من طريق ابن لهيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج برقم (17541)، وقد ذكرنا تخريجه من هذا الوجه هناك، ونزيد هنا:
ما أخرجه أبو عبيد في "الطهور"(61) عن حسان بن عبد الله المصري، عن ابن لهيعة، به. إلا أنه قال: عن عبد الرحمن الأعرج قال: سمعت عمير بن عبد الله يحدث، عن عبد الله بن يسار مولى ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، عن أبي الجهيم الأنصاري، فذكره. قلنا: وهذا من سوء حفظ ابن لهيعة، والصواب: عن عبد الرحمن الأعرج، عن عمير مولى ابن عباس، قال: أقبلت أنا وعبد الله بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= يسار مولى ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخلنا على أبي الجهيم بن الحارث بن الصِّمَّة الأنصاري، فقال أبو جهيم
…
وهكذا رواه حسن بن موسى الأشيب، عن ابن لهيعة نفسه كما سلف في الرواية رقم (17541).
وما أخرجه ابن الجارود في "المنتقى"(127)، وأبو عوانة (888)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 85 - 86، وابن حبان (805)، وأبو أحمد الحاكم 3/ 186، والمزي في ترجمة عمير من "تهذيب الكمال" 22/ 382 - 383 من طريق جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز، به.
بَقِيَّةُ حَدِيثِ أَبِي رِفَاعَةَ الْعَدَوِيِّ
. . . / 62 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي رِفَاعَةَ الْعَدَوِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَخْطُبُ، فَقُلْتُ: رَجُلٌ غَرِيبٌ جَاءَ يَسْأَلُ عَنْ دِينِهِ، لَا يَدْرِي مَا دِينُهُ. قَالَ: فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَتَرَكَ خُطْبَتَهُ، ثُمَّ أُتِي بِكُرْسِيٍّ خُلْبٍ قَوَائِمُهُ حَدِيدٌ، فَقَعَدَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ يُعَلِّمُنِي مِمَّا عِلَّمَهُ اللهُ، ثُمَّ أَتَى خُطْبَتَهُ، فَأَتَمَّ آخِرَهَا (1).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مخرَّج في "صحيحه"(876)، وهذا الإسناد عند علي ابن المديني منقطع، فقد قال: حميد عندي لم يلق أبا رفاعة. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن المغيرة وصحابيِّه أبي رفاعة. أبو عبد الرحمن المقرئ: هو عبد الله بن يزيد المكي.
وأخرجه ابن خزيمة (1457)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1281) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1164)، وابن خزيمة (1800)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 112 - 113، والحاكم 1/ 286، والبمِهقي 1/ 218 من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ وحده، به.
وانظر ما بعده.
وسلف الحديث عن بهز عن سليمان بن المغيرة برقم (20753)، وسلف تخريجه هناك. ونزيد عليه هنا:
أخرجه أبو نعيم في "المعرفة" بإثر الحديث (1281)، وابن الأثير في "أسد =
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ حُمَيْدٌ: قَالَ: أُرَاهُ رَأَى خَشَبًا أَسْوَدَ حَسِبَهُ حَدِيدًا.
. . . / 63 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، قَالَ: قَالَ أَبُو رِفَاعَةَ - رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ -: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَخْطُبٌ
…
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).
= الغابة" 6/ 111، والمزي في ترجمة أبي رفاعة العدوي من "تهذيب الكمال" 33/ 314 من طريق شيبان بن فروخ، عن سليمان بن المغيرة، به. وقرن أبو نعيم بشيبان عاصمَ بنَ علي.
قوله: "بكرسيٍّ خُلْبٍ" قال ابن الأثير في "النهاية" 2/ 58: الخُلْب: اللِّيف، واحدته خُلْبة.
(1)
إسناده صحيح كسابقه.
بَقِيَّةُ حَدِيثِ أَبِي زُهَيْرٍ الثَّقَفِيِّ
. . . / 64 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ بِالنَّبَاوَةِ - أَوْ بِالْبَنَاوَةِ - مِنَ الطَّائِفِ: " يُوشِكُ أَنْ تَعَلَمُوا أَهْلَ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلْ النَّارِ " أَوْ " خِيَارُكُمْ مِنْ شِرَارُكُمْ " وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ: أَهْلَ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارْ. فَقَالَ قَائِلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: بِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " بِالثَّنَاءِ الْحَسَنِ، وَالثَّنَاءِ السَّيِّئِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ "(1).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين، سلف الكلام عليه برقم (15439).
وسلف الحديث عن عبد الملك بن عمرو وسريج بن النعمان عن نافع بن عمر برقم (15439)، وانظر تخريجه من طريق يزيد بن هارون هناك.
قوله: "بالنباوة" هذا الذي ذكره أبو عُبيد البكري وياقوت بتقديم النون على الباء: موضع بالطائف، ولم يذكرا "البناوة" بتقديم الباء على النون.
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عَمِّهِ
. . . / 65 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدْ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَمِّهِ: أَنَّ كَعْبَ بْنَ الْأَشْرَفِ كَانَ يَهْجُو النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ خَمْسَةَ نَفَرٍ، فَأَتَوْهُ وَهُوَ فِي مَجْلِسِ قَوْمِهِ فِي الْعَوَالِي، فَلَمَّا رَآهُمْ ذُعِرَ مِنْهُمْ وَقَالَ: مَا جَاءَ بِكُمْ؟ قَالُوا: جِئْنَا إِلَيْكَ لِحَاجَةٍ. قَالَ: فَلْيَدْنُ إِلَيًّ بَعْضُكُمْ فَلْيُحَدِّثْنِي بِحَاجَتِهِ. فَدَنَا مِنْهُ بَعْضُهُمْ، فَقَالُوا: جِئْنَاكَ لِنَبِيعَكَ أَدْرُعًا لَنَا. قَالَ: وَاللهِ إِنْ فَعَلْتُمْ، لَقَدْ جُهِدْتُمْ مُنْذُ نَزَلَ هَذَا الرَّجُلُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ - أَوْ قَالَ: بِكُمْ - فَوَاعَدُوهُ أَنْ يَأْتُوهُ بَعْدَ هَدْأَةٍ مِنَ اللَّيْلِ، قَالَ فَجَاؤُوهُ، فَقَامَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: مَا جَاءَكَ هَؤُلَاءِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ لِشَيْءٍ مِمَّا تُحِبُّ. قَالَ: إِنَّهُمْ قَدْ حَدَّثُونِي بِحَاجَتِهِمْ. فَلَمَّا دَنَا مِنْهُمْ، اعْتَنَقَهُ أَبُو عَبْسٍ، وَعَلَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بِالسَّيْفِ، وَطَعَنَهُ فِي خَاصِرَتِهِ، فَقَتَلُوهُ، فَلَمَّا أَصْبَحْتِ الْيَهُودُ، غَدَوْا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَوا: قُتِلَ سَيِّدُنَا غِيلَةً. فَذَكَرَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَا كَانَ يَهْجُوهُ فِي أَشْعَارِهِ، وَمَا كَانَ يُؤْذِيهِ، ثُمَّ دَعَاهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَنْ يَكْتُبَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ كِتَابًا. قَالَ: فَكَانَ ذَلِكَ الْكِتَابُ مَعَ عَلِيٍّ (1).
(1) صحيح لغيره، وهذا الإسناد رجاله ثقات غير عمّ عبد الله بن كعب فلم نتبيَّنه، ونقل الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 5/ 611 في ترجمة كعب سنداً من =
. . / 66 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَأَخْبَرَنِي ابْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَمِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ بَعَثَ إِلَى ابْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ بِخَيْبَرَ، نَهَى عَن قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ (1).
= طريق يزيد بن هارون، عن إسماعيل من ولد كعب بن مالك، قال: لم يكن لمالك ولدٌ غير الشاعر المشهور. وهذا الإسناد قد اختلف فيه على معمر ثم على الزهري كما يأتي.
وأخرجه عبد الرزاق (9388) عن معمر، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، فذكره ليس فيه عن عمه، ولم يسمِّ ابن كعب.
وأخرجه الطبري في "تفسيره"(8317) عن الحسن بن يحيى، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، فذكره مرفوعاً دون ذكر واسطة.
وأخرجه كرواية الطبري ابنُ سعد في "الطبقات" 2/ 33 عن محمد بن حميد العبدي، عن معمر، به.
وأخرجه أبو داود (3000)، ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" 3/ 198 عن محمد بن يحيى بن فارس، عن الحكم بن نافع، عن شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، عن أبيه.
وأخرجه البيهقي 3/ 196 - 198 من طريق عبد الكريم بن الهيثم، عن الحكم، عن شعيب، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، فذكره مطولاً.
وأخرجه الطبراني 19/ (154) من طريق حيوة بن شريح، عن عقيل بن خالد، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، فذكره.
وأخرجه أيضاً 19/ (155) من طريق ابن لهيعة، عن عقيل، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب، فذكره.
ويشهد له حديث جابر عند البخاري (4037)، ومسلم (1801).
(1)
صحيح لغيره، وإسناده إسناد سابقه، وقد اختلف فيه على الزهري أيضاً. =
. . / 67 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبٍ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (1).
= وأخرجه عبد الرزاق بإثر الحديث (9385) عن معمر، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، فذكره. لم يذكر فيه: عن عمه.
وأخرجه كذلك ابن أبي شيبة 14/ 470 - 471 من طريق محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبد الله بن كعب بن مالك. لم يذكر فيه أيضاً: عن عمه.
وأخرجه الطبراني 19/ (150) من طريق عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، عن أبيه، عن عمه، عن كعب، فجعله من حديث كعب بن مالك.
وأخرجه الطبراني 19/ (145) من طريق يونس بن يزيد، وبرقم (146) من طريق مالك، كلاهما عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه.
وأخرجه أيضاً 19/ (147) من طريق ابن أبي عدي، وبرقم (148) من طريق روح بن عُبادة، كلاهما عن محمد بن أبي حفصة، عن الزهري، عن عبد الله بن كعب -زاد روح: أو عبيد الله بن كعب- عن كعب.
وانظر ما بعده.
ويشهد له حديث ابن عمر السالف برقم (4739)، وانظر شواهده هناك.
(1)
صحيح لغيره، وهذا الإسناد قد اختلف فيه على الزهري كما بيناه في الحديث السابق.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/ 118، والحميدي (874)، وسعيد بن منصور (2627)، وابن أبي شيبة 12/ 381 - 382، والبيهقي 9/ 78، والحازمي في "الاعتبار" ص 213 و 214 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وسُمَّي ابن كعب في رواية ابن أبي شيبة عبد الرحمن.
[سادس عشر الأنصار]
مُسْنَدُ التَّلِبِّ بْنِ ثَعْلَبَةَ الْعَنْبَرِيِّ
. . . / 68 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ - يَعْنِي الْحَذَّاءَ - عَنْ أَبِي بِشْرٍ الْعَنْبَرِيِّ، عَنِ ابْنِ الثَّلِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَجُلًا أَعْتَقَ نَصِيبًا لَهُ مِنْ مَمْلُوكٍ، فَلَمْ يُضَمِّنْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (1).
كَذَا قَالَ غُنْدَرٌ: ابْنِ الثَّلِبِّ، وَإِنَّمَا هُوَ: ابْن التَّلِبِّ، وَكَانَ شُعْبَةُ فِي لِسَانِهِ شَيْءٌ - يَعْنِي لُثْغَةً - وَلَعَلَّ غُنْدَرًا لَمْ يَفْهَمْ عَنْهُ.
(1) إسناده ضعيف لجهالة حال ابن التلب -واسمه مِلْقام، ويقال: هلقام-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه فقد روى له أبو داود والنسائي. أبو بشر العنبري: هو الوليد بن مسلم بن شهاب البصري.
وأخرجه المزي في ترجمة التلب بن ثعلبة من "تهذيبه" 4/ 319 - 320 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3948)، والبيهقي 10/ 284 من طريق أحمد بن حنبل، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1206)، والنسائي في "الكبرى"(4969)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 112، والطبراني في "الكبير"(1300)، وأبو أحمد العسكري في "تصحيفات المحدثين" 1/ 98، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1295)، والخطيب في "الموضح" 2/ 434 من طريق محمد بن جعفر، به.
قلنا: فإن احتج بهذا الحديث محتجٌّ فعليه أن يَحمِلَ قوله: "فلم يضمِّنه" على المعتِق المعسِر، فإن كان له مال ضَمِنَ حِصصَ شركائه في العبد على ما في حديث ابن عمر السالف برقم (4451)، وحديث أبي هريرة السالف أيضاً برقم (7468)، وانظر "فتح الباري" 5/ 159.
بَقِيَّةُ حَدِيثِ ثَابِتِ بْنِ وَدِيعَةَ الْأَنْصَارِيِّ
. . . / 69 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ وَدِيعَةَ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِضَبٍّ، فَقَالَ:" أُمَّةٌ مُسِخَتْ، وَاللهُ أَعْلَمُ "(1).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد روى له أصحاب السنن غير الترمذي.
وسلف الحديث عن محمد بن جعفر وعفان بن مسلم، عن شعبة، برقم (17932).
بَقِيَّةُ حَدِيثِ الْجَارُودِ الْعَبْدِيِّ
. . . / 70 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْجَذْمِيِّ، عَنِ الْجَارُودِ، قَالَ: قُلْتُ - أَوْ قَالَ رَجُلٌ -: يَا رَسُولَ اللهِ، اللُّقَطَةُ نَجِدُهَا؟ قَالَ:" انْشُدْهَا، وَلَا تَكْتُمْ، وَلَا تُغِيِّبْ، فَإِنْ وَجَدْتَ رَبِّهَا، فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ، وَإِلَّا فَمَالُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ "(1).
(1) حديث حسن، أبو مسلم الجَذَمي روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه العجلي، والذهبي في "الكاشف"، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد روى له الترمذي والنسائي، ويزيد بن هارون سماعه من الجُرَيري -وهو سعيد بن إياس أبو مسعود- بعد الاختلاط، لكن تابعه إسماعيل ابن عُليَّة وغيره كما في الرواية السالفة برقم (20754) والتعليق عليها، غير أنهم قالوا: عن أبي العلاء -وهو يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير- عن أخيه مُطَرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير، عن أبي مسلم الجَذَمي، عن الجارود. زادوا مُطَرِّفاً فيه.
وذكرنا تخريجه من هذا الطريق هناك، ونزيد عليه هنا:
ما أخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(4019)، عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
والجَذَمي: بفتحتين- وضبطه بعضهم بتسكين الذال نسبة إلى جذيمة: بطن من عبد القيس.
. . / 71 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ (1)، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنِ الْجَارُودِ بْنِ الْمُعَلَّى، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" ضَالَّةُ الْمُسْلِمِ حَرَقُ النَّارِ "(2).
(1) وقع في "أطراف المسند" 2/ 180، و"إتحاف المهرة" 4/ 6:"حدثنا شعبة، عن أبان، عن قتادة" بزيادة أبان في الإسناد بين شعبة وقتادة، والصواب إسقاطه من الإسناد كما في "جامع المسانيد" 2/ 587، و"غاية المقصد" ورقة 154.
(2)
إسناده حسن من أجل أبي مسلم الجَذَمي، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد روى له الترمذي والنسائي، غير أن شعبة بن الحجاج خالف فيه سائر من رواه عن قتادة -وهو ابن دِعامةَ السَّدُوسي- كما في الروايتين السالفتين برقم (20757) و (20759) وتخريجهما، فلم يذكر في إسناده أبا العلاء يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير بين قتادة وأبي مسلم الجَذَمي، ولم يتابعه على إسقاطه من الإسناد غيرُ سعيد بن أبي عَرُوبة عند الطبراني في "معجمه الكبير"(2117)، والله أعلم.
بَقِيَّةُ حَدِيثِ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ
. . . / 72 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ (1): أَنَّ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ كَتَبَ إِلَى قَيْسِ بْنِ الْهَيْثَمِ حِينَ مَاتَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ: سَلَامٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، وَفِتَنًا كَقِطَعِ الدُّخَانِ، يَمُوتُ فِيهَا قَلْبُ الرَّجُلِ كَمَا يَمُوتُ بَدَنُهُ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا، وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا، يُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ فِيهَا أَقْوَامٌ خَلَاقَهُمْ وَدِينَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا قَلِيلٍ ".
وَإِنَّ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ قَدْ مَاتَ، وَأَنْتُمْ إِخْوَتُنَا وَأَشِقَّاؤُنَا، فَلَا تَسْبِقُونَا بِشَيْءٍ حَتَّى نَخْتَارُ لِأَنْفُسِنَا (2).
(1) وقع في "غاية المقصد" و"جامع المسانيد" مكان قوله: "عن الحسن": عن أنس، وهو خطأ، والتصويب من "أطراف المسند" 2/ 605، ومما سلف برقم (15753).
(2)
مرفوعه صحيح لغيره دون قوله: "وفتناً كقطع الدخان يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه"، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان.
وقد سلف برقم (15753) عن عفان عن حماد بن سلمة.
مُسْنَدُ عَلْقَمَةَ بْنِ رِمْثَةَ الْبَلَوِيِّ
(1)
. . . / 73 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ قَيْسٍ الْبَلَوِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ رِمْثَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصٍ إِلَى الْبَحْرَيْنِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَرِيَّةٍ وَخَرَجْنَا مَعَهُ، فَنَعَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ:" يَرْحَمُ اللهُ عمرًا " قَالَ: فَتَذَاكَرْنَا كُلَّ مَنِ اسْمُهُ عَمْرٌو، قَالَ: فَنَعَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" يَرْحَمُ اللهُ عَمْرًا " قَالَ: ثُمَّ نَعَسَ الثَّالِثَةَ، فَاسْتَيْقَظَ، فَقَالَ:" يَرْحَمُ اللهُ عَمْرًا " فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ عَمْرٌو هَذَا؟ قَالَ:" عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ " قُلْنَا: وَمَا شَأْنُهُ؟ قَالَ: " كُنْتُ إِذَا نَدَبْتُ النَّاسَ إِلَى الصَّدَقَةِ، جَاءَ فَأَجْزَلَ مِنْهَا، فَأَقُولُ: يَا عَمْرُو، أَنَّى لَكَ هَذَا؟ قَالَ: مِنْ عِنْدِ اللهِ. وَصَدَقَ عَمْرٌو، إِنَّ لَهُ عِنْدَ اللهِ خَيْرًا كَثِيرًا ".
قَالَ زُهَيْرُ بْنُ قَيْسٍ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قُلْت لَأَلْزِمَنَّ هَذَا الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ لَهُ عِنْدَ اللهِ خَيْرًا كَثِيرًا " حَتَّى أَمُوتَ (2).
(1) علقمة بن رمثة البلوي، عداده في أهل مصر، وكان ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة، ثم شهد فتح مصر.
(2)
رجاله ثقات غير زهير بن قيس البلوي، فقد تفرد بالرواية عنه سويد بن قيس التجيبي، وجهله الحسيني، فاستدرك عليه الحافظ ابن حجر في "التعجيل" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= بأنه معروف وذكر عن ابن يونس في "تاريخ مصر" أنه شهد فتح مصر -وكان فتحها سنة 20 - وأنه كان عاملاً على أيلة، وقُتِلَ سنة 76 بِبَرْقة. وقال البخاري في "تاريخه" 7/ 40: لا يعرف لزهير سماع من علقمة، كذا قال، مع أن زهيراً كبير وسماعه من علقمة غير مستنكر، خاصة وأنه شهد فتح مصر، ولأنه صرَّح عقب الحديث بلزومه لعمرو بن العاص أيضاً.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 13/ لوحة 505 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن يحيى بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/ 499، والبخاري في "تاريخه الكبير" 7/ 40 تعليقاً، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 302، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 512، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(797)، والطبراني في "الكبير" 18/ (1)، والحاكم 3/ 455، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 6/ لوحة 456 - 457 و 457 و 11/ لوحة 796 من طرق عن الليث، به. وبعضهم يختصره، ووقع سقط في المطبوع من "فتوح مصر".
ووقع عندهم عقبه -إلا في رواية ابن عبد الحكم وابن أبي عاصم فلم يذكراها-: قال زهير: فلما كانت الفتنة قلت: أتبع هذا الذي الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال، فلم أفارقه. وأما ما وقع في رواية أحمد من قول زهير: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهمٌ من يحيى بن إسحاق.
وأخرجه ابن عساكر 11/ لوحة 796 - 797 من طريق ابن وهب، عن الليث بن سعد، به. وقال عقبه: قال علقمة: فلما كانت الفتنة قلت: أتبع هذا الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعله ابن وهب من كلام علقمة لا زهير.
وأخرجه الطبراني 18/ (2)، والحاكم 3/ 455، وابن عساكر 6/ 456 - 457 و 11/ 796 من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، به.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 819، ومن طريقه ابن عساكر 13/ 504 - 505 من طريق حبيب بن أبي حبيب كاتب مالك، عن شبل، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعاً نحوه، وحبيب متهم بالكذب.
بَقِيَّةُ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ شَيْبَانَ الْحَنَفِيِّ
. . . / 74 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَدْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ (1) بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَيْبَانَ السُّحَيْمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَى صَلَاةِ عَبْدٍ لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ بَيْنَ رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ "(2).
(1) وقع في "جامع المسانيد" و"أطراف المسند" 4/ 383 و"إتحاف المهرة" 11/ 295: "عبد الله بن علي" وقد سلف الحديث عن أبي النضر هاشم بن القاسم، عن أيوب بن عتبة، وسيأتي أيضاً من طريق عمر بن جابر الحنفي، عن عبد الله بن بدر برقم (76)، وفيهما:"عبد الرحمن بن علي"، وهو الصواب الموافق في كتب الرجال.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن عتبة -وهو اليَمَامي أبو يحيى القاضي- لكنه قد توبع، وقد اختلف فيه على عبد الله بن بدر -وهو ابن عَميرةَ الحنفي اليَمَامي- كما سيأتي بيانه، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وسلف الحديث عن أبي النضر هاشم بن القاسم، عن أيوب بن عتبة برقم (16284)، وأخرجه ابن الجوزي في "الحدائق" 2/ 111 - 112 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن أبي النضر، به.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/ 551 عن أبي النضر هاشم بن القاسم، به.
قلنا: هكذا رواه أيوب بن عتبة، عن عبد الله بن بدر، فقال: عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان، عن أبيه علي بن شيبان، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وتابعه عمر بن جابر، عن عبد الله بن بدر كما سيأتي عند المصنِّف برقم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (76)، وسنذكر تخريجه من هذا الطريق هناك. وعمر بن جابر الحنفي اليمامي روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وتابعهما ملازم بن عمرو بن عبد الله بن بدر الحنفي، عن جدِّه كما سلف عند المصنِّف برقم (16297)، فقال أيضاً: عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان، عن أبيه. ولفظه: أن عليّ بن شيبان خرج وافداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: صَلَّينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم، فَلَمحَ بُمؤخِر عينه إلى رجل لا يُقيمُ صُلْبَه في الركوع والسُّجود، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"يا معشر المسلمين، إنه لا صلاة لمن لا يُقيمُ صُلْبَه في الرُّكوع والسُّجود". وملازم بن عمرو ثقة، وهذا الإسناد صحيح، وذكرنا تخريجه من هذا الوجه هناك، ونزيد هنا:
ما أخرجه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(2035)، وابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" ورقة 65، وفي "مصنّفه" 1/ 287، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 90 - 91 من طرق عن ملازم بن عمرو، به. وزاد ابن أبي شيبة ومسدد في روايتهما حديثاً آخر، هو الحديث التالي، ورواه عكرمة بن عمار، عن عبد الله بن زيد -أو بدر، شك عكرمة- كما سلف عند المصنِّف برقم (16283)، فقال: عن طلق بن علي الحنفي، كذا قال، جعله من حديث طلق بن علي الحنفي، وعكرمة بن عمار فيه كلام، ثم إن رواية عبد الله بن بدر عن طلق بن علي منقطعة كما رجحنا هناك.
ورواه عكرمة بن عمار مرة أخرى، عن عبد الله بن بدر عند الطبراني في "الكبير"(8261)، فقال: عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان عن طلق بن علي مرفوعاً، لكن في إسناده من لم نقف له على ترجمة.
ورواه عامرُ بن يِساف، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن بدر كما سلف عند المصنف برقم (10799)، فقال: عن أبي هريرة مرفوعاً. وعامر بن يساف فيه ضعف، ثم إن رواية عبد الله بن بدر عن أبي هريرة منقطعة، فهو لا يروي عنه إلا بواسطة كما قال الحافظ ابن حجر في "التعجيل"، وقد ذهلنا عن هذه العلة هناك، فحسَّنّا الحديث، فيستدرك من هنا. =
. . / 75 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مُلَازِمُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَدْرِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَلِيٍّ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَاهُ عَلِيَّ بْنَ شَيْبَانَ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَانْصَرَفَ، فَرَأَى رَجُلًا يُصَلِّي فَرْدًا خَلْفَ الصَّفِّ، فَوَقَفَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى انْصَرَفَ الرَّجُلُ مِنْ صَلَاتِهِ، فَقَالَ لَهُ:" اسْتَقْبَلْ صَلَاتَكَ، فَلَا صَلَاةَ لِفَرْدٍ خَلْفَ الصَّفِّ "(1).
. . . / 76 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الشَّقَرِي، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَدْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ
= وفي الباب عن أبي مسعود البَدْري، سلف برقم (17073)، ولفظه:"لا تُجزئُ صلاةُ الرجل -أو أحدٍ- لا يُقيمُ ظهرَه في الرُّكوع والسُّجود"، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
(1)
إسناده صحيح، وهو مكرر (16297) وقُرن هناك بعبد الصمد بن عبد الوارث سريجُ بن النعمان.
وقد سلف تخريجه من هذا الطريق هناك، ونزيد هنا:
ما أخرجه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(2035)، وابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" ورقة 65، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 340، وابن عساكر 15/ ورقة 196 من طرق عن ملازم بن عمرو، بهذا الإسناد. وزاد مسدد وابن أبي شيبة في روايتهما حديثاً آخر، هو الحديث السابق، ورواية ابن قانع مختصرة، وقال في إسناده:"عن عبد الرحمن بن علي، عن أبيه، عن شيبان" زاد فيه: "عن شيبان"، وهو خطأ.
وانظر "المغني" 3/ 49 - 56 لابن قدامة المقدسي.
إِلَى رَجُلٍ لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي رُكُوعِهِ وَفِي سُجُودِهِ " (1).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عمر بن جابر -وهو الحنفي اليمامي- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأبو عبد الله الشَّقَريُّ -واسمه سلمة بن تَمَّام- صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات، وقد اختلف فيه على عبد الله بن بدر كما سلف بيانه في الرواية رقم (74)، واختلف فيه هنا على عبد الوارث بن سعيد العنبري والد عبد الصمد:
فرواه عبد الصمد بن عبد الوارث كما في رواية المصنِّف هنا، وعند البغوي في "معجم الصحابة" كما في "الإصابة" 5/ 241، وأبي يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة"(1926)، عن أبيه عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإسناد، فقال فيه:"عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان، عن أبيه" جعله من حديث علي بن شيبان، وجعل الصحبة له.
وتابع عبدَ الصَّمد على ذلك مسددٌ في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(1925) عن عبد الوارث بن سعيد، به. فقال فيه أيضاً:"عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان، عن أبيه".
ورواه جماعة عن عبد الوارث بن سعيد عند الحسن بن سفيان في "مسنده"، والبغوي في "معجم الصحابة"، وابن منده في "معرفة الصحابة" كما في "الإصابة" 4/ 338 و 5/ 240، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 147، فقال: عن أبي عبد الله الشقري، عن عمر بن جابر، عن عبد الله بن بدر، عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
…
فجعله من حديث عبد الرحمن بن علي، وجعل الصحبة له.
قلنا: والصواب هو الأول، فالحديث معروف لعلي بن شيبان لا لابنه عبد الرحمن كما سلف في الرواية (74) والتعليق عليها، وبهذا جزم البخاري في "التاريخ الكبير" حيث ترجم لعبد الرحمن بن علي في التابعين، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال العجلي: تابعي ثقة.
وأخرجه ابن حبان في "الثقات" 5/ 147 من طريق ابن أبي السَّري العسقلاني، عن معتمر بن سليمان، عن كهمس بن الحسن، عن عمر بن جابر رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
بَقِيَّةُ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ
. . . / 77 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَعْطَى ناسًا، وَمَنَع نَاسًا، فَبَلَغَهُ أَنَّهُمْ عَتَبُوا، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ:" إِنِّي أَعْطَيْتُ نَاسًا، وَتَرَكْتُ نَاسًا، فَعَتَبُوا عَلِيَّ، وَإِنِّي لَأُعْطِي الْعَطَاءَ الرَّجُلَ، وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ، وَإِنَّمَا أُعْطِيهِمْ لِمَا فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْهَلَعِ وَالْجَزَعِ، وَأَمْنَعُ قَوْمًا لِمَا جَعَلَ اللهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْغِنَى وَالْخَيْرِ، مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ ".
قَالَ عَمْرٌو: فَمَا يَسُرُّنِي بِكَلِمَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُمْرُ النَّعَم (1).
. . . / 78 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، سَمِعْتُ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ، أَنْ يَفِيضَ الْمَالُ وَيَكْثُرَ، وَيَظْهَرَ الْقَلَمُ، وَتَفْشُوَ التِّجَارَةُ ".
قَالَ: قَالَ عَمْرٌو: فَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ لِيَبِيعُ الْبَيْعَ فَيَقُولُ: حَتَّى
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري. يزيد: هو ابن هارون.
وقد سلف برقم (20672) عن عفان، و (20673) عن وهب بن جرير، كلاهما عن جرير بن حازم.
أَسْتَأْمِرُ تَاجِرَ بَنِي فُلَانٍ، وَيُلْتَمَسُ فِي الْحَيِّ الْعَظِيمِ الْكَاتِبَ، وَلَا يُوجَدْ (1).
(1) إسناده صحيح. يونس: هو ابن عُبيد البصري.
وأخرجه الحاكم 2/ 7 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وصححه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1664)، والنسائي 7/ 244، والحاكم 2/ 7 من طريق وهب بن جرير، به. وقع في رواية ابن أبي عاصم:"ويظهر العلم أو القلم" على الشك، وفي رواية الحاكم مكان قوله:"ويظهر القلم": ويكثر الجهل وتظهر الفتن.
وأخرجه بنحوه الطيالسي (1171)، ومن طريقه ابن الأثير في "أُسد الغابة" 4/ 201 عن المبارك بن فضالة، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 211 من طريق أشعث، كلاهما عن الحسن البصري، به. وقال أشعث في روايته:"لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتفشو التجارة".
ويشهد لإفاضة المال حديث أبي هريرة السالف برقم (8135).
ولبقيته حديث ابن مسعود السالف برقم (3870).
قوله: "ويظهر القَلَم" قال ابن عبد البر فيما نقله القرطبي في "التذكرة" ص 723: أراد ظهور الكتاب وكثرة الكتَّاب.
بَقِيَّةُ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِيِّ
. . . / 79 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سَبْرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنُ مُرَّةَ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" مَنْ كَانَ هَاهُنَا مِنْ مَعْدٍ فَلْيَقُمْ " قَالَ: فَأَخَذْت ُثَوْبِي لَأَقُومَ، فَقَالَ:" اقْعُدْ " ثُمَّ قَالَ: " مِن كَانَ هَاهُنَا مِنْ مَعْدٍ فَلْيَقُمْ " قَالَ: فَأَخَذْتُ ثَوْبِي لَأَقُومَ، فَقَالَ:" اقْعُد " فَقَالَ الثَّالِثَةَ، فَقُلْتُ: مِمَّنْ نَحْنُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " مِنْ حِمْيَرَ "(1).
(1) إسناده ضعيف، عبد الله بن لهيعة سيئ الحفظ، وقد اضطرب في إسناده.
أخرجه أبو يعلى (1567) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرج البزار (221 - كشف الأستار) من طريق سعيد بن شرحبيل، عن ابن لهيعة، عن الربيع بن سبرة، عن عمرو بن مرة قال: قلت: يا رسول الله، ممن نحن؟ قال:"من اليد الطليقة والكلمة الهنيئة: اليمن وحمير".
وأخرج ابن قانع 2/ 197 من طريق جرير بن حازم وآخر معه، عن ابن لهيعة، عن أبي عُشَّانة، عن عمرو بن مرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنتم من قضاعة بن مالك بن حمير".
وروي الحديث عن ابن لهيعة عن معروف بن سويد، عن أبي عشانة، عن عقبة بن عامر الجهني فذكر القصة عن نفسه، أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 343 - 344، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1724)، والطبراني في "الكبير" 17/ (839) و (840)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 11/ ورقة 698 و 698 - 699. =
. . / 80 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ، سَمِعْتُ عَمْرٍو بْنَ مُرَّةَ الْجُهَنِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ كَانَ هَاهُنَا مِنْ مَعْدٍ فَلْيَقُمْ " فَقُمْتُ، فَقَالَ:" اقْعُدْ " فَصَنَعَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، كُلَّ ذَلِكَ أَقُومُ، فَيَقُولُ:" اقْعُدْ " فَلَمَّا كَانَتِ الثَّالِثَةُ قُلْتُ: مِمَّنْ نَحْنُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أَنْتُمْ مَعْشَرَ قُضَاعَةَ، مِنْ حِمْيَرَ ".
قَالَ عَمْرٌو: فَكَتَمَتُ هَذَا الْحَدِيثَ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً (1).
. . . / 81 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (2) ابْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، شَهِدْتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، وَصَلَّيْتُ الْخَمْسَ، وَأَدَّيْتُ زَكَاةَ مَالِي، وَصُمْتُ شَهْرَ
= ورواه سليمان بن داود الشاذكوني، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن أبيه، عن الربيع بن سَبْرة بن معبد الجهني، عن أبيه قال: حضرت النبي صلى الله عليه وسلم يوماً يقول: "من كان هاهنا من مَعَدٍّ فليقم" فقام عمرو بن مرة الجهني
…
وذكره. وسليمان الشاذكوني متروك.
(1)
إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 197 بأخصر مما هنا من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
(2)
تحرَّف في "أطراف المسند" 5/ 154 و"جامع المسانيد" إلى: عبد الله، مكبَّراً، والمثبت من "غاية المقصد" ورقة 238.
رَمَضَانَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ مَاتَ عَلَى هَذَا، كَانَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، هَكَذَا - وَنَصَبَ إِصْبَعَيْهِ - مَا لَمْ يُعَقَّ وَالِدَيْهِ "(1).
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات غير عبد الله بن لهيعة، وهو -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع. يحيى بن إسحاق: هو السيلحيني، وعبيد الله بن أبي جعفر: هو المصري مولى بني كنانة، وعيسى بن طلحة: هو ابن عبيد الله التيمي.
وأخرجه ابن قانع 2/ 197 من طريق محمد بن أبي الخصيب، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 308، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 333، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2558)، والبزار (25 - كشف الأستار)، وابن خزيمة (2212)، وابن حبان (3438)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 13/ ورقة 604 - 605 من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، عن شعيب بن أبي حمزة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن عيسى بن طلحة، به. وإسناده صحيح.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 147، وقال: رواه أحمد والطبراني بإسنادين، ورجال أحد إسنادي الطبراني رجال الصحيح.
تنبيه: قال محقق "كتاب الآحاد والمثاني" الدكتور باسم الجوابرة: جاء في "التاريخ الكبير": قال أبو اليمان أخو شعيب عن عبد الله
…
إلخ وأظنها خطأ مطبعي. قلنا: الذي في المطبوع منه: قال أبو اليمان أخ شعيب، ولفظة (أخ) هي اختصار لكلمة أخبرنا، ففهم الدكتور أنها تعني أخاه، وعليه قال: خطأ مطبعي! ثم لم ينصب كلمة "مطبعي" وحقها أن تكون منصوبة!
وفي الباب عن ابن عمرو وأبي هريرة، سلف حديثاهما على التوالي برقمي (6586) و (9466)، وانظر الشواهد عندهما.
ونزيد عليها: حديث طلحة بن عبيد الله، وسلف برقم (1390).
. . / 82 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ أَنَّهُ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا مِنْ وَالٍ يُغْلَقُ بَابَهُ عَنْ ذِي الْخَلَّةِ وَالْحَاجَةِ وَالْمَسْكَنَةِ، إِلَّا أَغْلَقَ اللهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ دُونَ خَلَّتِهِ وَحَاجَتِهِ وَمَسْكَنَتِهِ "(1).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي الحسن: وهو الجزري. يزيد: هو ابن هارون، وعلي البناني: هو ابن الحكم البصري.
وسلف الحديث برقم (18033) عن إسماعيل ابن عليَّة، عن علي بن الحكم البناني، وانظر تخريجه والكلام عليه هناك.
بَقِيَّةُ حَدِيثِ عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ
. . . / 83 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ يَسْتَسْقِي، رَافِعًا بَطْنَ كَفَّيْهِ (1).
. . . / 84 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ، قَالَ: كُنْتُ أَرْعَى بِذَاتِ الْجَيْشِ، فَأَصَابَتْنِي خَصَاصَةٌ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِبَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَدَلُّونِي عَلَى حَائِطٍ لِبَعْضِ الْأَنْصَارِ، فَقَطَعْتُ مِنْهُ أَقْنَاءَ، فَأَخَذُونِي فَذَهَبُوا بِي إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرْتُهُ بِحَاجَتِي، فَأَعْطَانِي قِنْوًا وَاحِدًا، وَرَدَّ سَائِرَهُ إِلَى أَهْلِهِ " (2).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيئ الحفظ، لكنه لم ينفرد به، فقد سلف برقم (21944) بسندٍ صحيح عن عميرٍ.
وأخرجه الطبراني 17/ (126)، والحاكم 3/ 623 من طريق أسد بن موسى، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
(2)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعةَ -وهو عبد الله القاضي المصري- سيئ الحفظ، وباقي رجاله ثقات، لكن جاء الحديث بنحوه من وجه آخر يقوّيه كما سلف برقم (21942). =
. . / 85 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ، قَالَ: أَمَرَنِي مَوْلَايَ أَنْ أُقَدِّدَ لَهُ لَحْمًا، قَالَ فَجَاءَ مِسْكِينٌ فَأَطْعَمَتْهُ مِنْهُ، قَالَ: فَعَلِمَ بِي فَضَرَبَنِي، قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ:" لِمَ ضَرَبْتَهُ؟ " قَالَ: أَطْعَمَ طَعَامِي مِنْ غَيْرِ أَنْ آمُرَهُ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْأَجْرُ بَيْنَكُمَا "(1).
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (130) من طريق أسد بن موسى وعثمان ابن صالح، كلاهما عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم. صفوان: هو ابن عيسى الزهري.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2674)، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 12/ 531، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 228، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1100) من طريق صفوان بن عيسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1025)(83)، والنسائي 5/ 63 - 64، وأبو عوانة، والطبراني في "الكبير" 17/ (125)، والحاكم 3/ 623، والبيهقي 4/ 194، والمزي في ترجمة عمير مولى آبي اللحم من "التهذيب" 22/ 394 من طريق حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، به.
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 3/ 164، ومسلم (1025)(82)، وابن ماجه (2297)، وابن أبي عاصم (2673)، وابن حبان (3360)، وأبو نعيم (1100)، والبيهقي 4/ 194 من طريق محمد بن زيد بن المهاجر، عن عمير مولى آبي اللحم.
بَقِيَّةُ حَدِيثِ فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ الْغُطَيْفِيِّ
*. . . / 86 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ - وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، أَخْبَرَنَا مُجَالِدٌ، أَخْبَرَنِي عَامِرٌ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ الْمُرَادِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَكَرِهْتَ يَوْمَكُمْ وَيَوْمَ هَمْدَانَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، فَنَاءَ الْأَهْلِ وَالْعَشِيرَةِ. قَالَ:" أَمَا إِنَّهُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى مِنْكُمْ "(1).
. . . / 87 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَابِسٍ
(1) إسناده ضعيف لضعف مجالد -وهو ابن سعيد الهمداني- وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد روى له أبو داود والترمذي. عبد الله بن محمد: هو ابن أبي شيبة، وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2468)، والطبراني 18/ (837) من طريق ابن أبي شيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "التاريخ" 3/ 136، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 337، والطبراني 18/ (837) من طرق عن أبي أسامة حماد بن أسامة، به. وعندهم: لمن بقي منكم. وأشار الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 380 إلى أن رواية أحمد: لمن اتقى.
قوله: "يوم همدان" كان قبيل الإسلام بين مُراد وهمدان وقعة أصابت فيها همدان من مراد ما أرادوا، حتى أثخنوهم في يوم كان يقال له: يوم الرَّدم. قاله ابن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" 4/ 228.
عَنْ فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَمِعْتُ رَجُلًا يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرْضٌ سَبَأٌ أَوِ امْرَأَةٌ؟ قَالَ:" لَيْسَ بِأَرْضٍ وَلَا امْرَأَةٍ، وَلَكِنَّهُ رَجُلٌ وَلَدَ عَشْرَةً مِنَ الْعَرَبِ، تَشَاءَمَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ، وَتَيَمَّنَ سِتَّةٌ، فَأَمَّا الَّذِينَ تَشَاءَمُوا: فَعَكٌ، وَلَخْمٌ، وَغَسَّانُ، وَعَامِلَةُ، وَأَمَّا الَّذِينَ تَيَمَّنُوا: فَالْأَزْدُ، وَكِنْدَةَ، وَمَذْحِجٌ، وَحِمْيَرُ، وَالْأَشْعَرِيُّونَ، وَأنْمَارٌ " قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا أَنْمَارٌ؟ قَالَ:" الَّذِينَ مِنْهُمْ خَثْعَمٌ وَبَجِيلَةُ "(1).
. . . / 88 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا أَبُو جَنَابٍ يَحْيَى بْنُ أَبِي حَيَّةَ الْكَلْبِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ هَانِئِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَرْوَةَ بْن ِمُسَيْكٍ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُقَاتِلُ بِمُقْبِلِ قَوْمِي مُدْبِرَهُمْ؟ قَالَ:" نَعَمْ، فَقَاتَل بمقبل مدبرهم " فَلَمَّا وُلِّيت دَعَانِي، فَقَالَ: " لَا تُقَاتِلْهُم
(1) إسناده حسن، عبد الله بن عابس -وهو أبو سبرة النخعي- روى عنه ثلاثة وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله موثوقون. حسين: هو ابن محمد بن بهرام، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي.
وسيأتي من طريق أبي سبرة برقمي (89) و (90)، ومن طريق يحيى بن هانئ برقم (88) كلاهما عن فروة.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2898).
قوله: "عَكّ" لم يَردْ إلا في هذه الرواية، وهو خطأ، والذي في الروايات الآتية: جُذام، وكذلك هي في حديث ابن عباس، وهو الصواب، فإن عَكّاً من الأزد: وهو ابن عُدثان -أو عدنان- بن عبد الله بن الأزد، وهؤلاء قد تيامنوا.
حَتَّى تَدْعُوهُم إِلَى الْإِسْلَامِ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ سَبَأ، أَوَادٍ هُوَ؟ أَجَبَلٍ هُوَ؟ قَالَ: " لَا، بَلْ هُوَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ، وُلِدَ لَهُ عَشْرَةٌ، فَتَيَامَنَ سِتَّةٌ، وَتَشَاءَمَ أَرْبَعَةٌ: تَيَامَنَ الْأَزْدُ، وَالْأَشْعَرِيُّونَ، وَحِمْيَرُ، وَكِنْدَةُ، وَمَذْحِجٌ، وَأنْمَارُ، الَّذِينَ يُقَالُ: مِنْهُمْ بَجَلِيَّةُ وَخَثْعَمٌ، وَتَشَاءَمَ لَخْمٌ، وَجُذَامُ، وَعَامِلَةُ، وَغَسَّانُ " (1).
•. . . / 89 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ النَّخَعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَبْرَةَ النَّخَعِيُّ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ الْغُطَيْفِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ، يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا أُقَاتِلُ مَنْ أَدْبَرَ مِنْ قَوْمِي بِمَنْ أَقْبَلَ مِنْهُمْ؟ قَالَ:" بَلَى " ثُمَّ بَدَا لِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَا بَلْ أَهْلَ سَبَأٍ، فَهُمْ أَعَزُّ وَأَشَدُّ قُوَّةً. قَالَ: فَأَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَذِنَ لِي
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف من أجل أبي جناب الكلبي.
وأخرجه عبد بن حميد - كما في "تفسير ابن كثير" 6/ 492 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 22/ 76، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 336، والطبراني في "الكبير" 18/ (834)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 202 من طريقين عن أبي جناب الكلبي، بهذا الإسناد.
وخالف أبا جناب أسباطُ بن نصر فأخرجه الطبري 22/ 77 من طريق يحيى بن هانئ، عن أبيه -أو عمه، شك أسباط- عن فروة. قلنا: وأسباط فيه ضعف.
وانظر ما قبله.
فِي قِتَالِهِمْ، فَلَمَّا خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ أَنْزَلَ اللهُ فِي سَبَأٍ مَا أَنْزَلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا فَعَل الْغُطَيْفِيُّ؟ " فَأَرْسَلَ إِلَى مَنْزِلِي، فَوَجَدَنِي قَدْ سِرْتُ فَرُدِدْتُ، فَلَمَّا أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَجَدْتُهُ قَاعِدًا وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ، قَالَ: فَقَالَ: " بَلْ ادْعُ الْقَوْمَ، فَمَنْ أَجَابَ فَاقْبَلْ مِنْهُ، وَمَنْ لَمْ يَجِبْ، فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِ، حَتَّى تُحْدِثَ إِلَيَّ " قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللهِ أَخْبِرْنَا عَنْ سَبَأٍ أَرْضٌ هِيَ أَوْ امْرَأَةٌ؟ قَالَ: " لَيْسَتْ بِأَرْضٍ وَلَا امْرَأَةٍ، وَلَكِنَّهُ رَجُلٌ وَلَدَ عَشْرَةً مِنَ الْعَرَبِ، فَتَيَامَنَ مِنْهُمْ سِتَّةٌ، وَتَشَاءَمَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ، فَأَمَّا الَّذِينَ تَشَاءَمُوا: فَلَخْمٌ، وَجُذَامُ، وَغَسَّانُ، وَعَامِلَةُ، وَأَمَّا الَّذِينَ تَيَامَنُوا: فالْأُزْدُ، وَكِنْدَةُ، وَحِمْيَرُ، وَالْأَشْعَرِيُّونَ، وَأنْمَارٌ، وَمَذْحِجٌ " فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا أَنْمَارٌ؟ قَالَ:" الَّذِينَ مِنْهُمْ خَثْعَمٌ وَبَجِيلَةُ "(1).
•. . . / 90 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله ِبْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ، حَدَّثَنَا أَبُو سَبْرَةَ النَّخَعِيُّ
(1) إسناده حسن. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة.
وأخرجه المزي في ترجمة فروة بن مُسيك من "التهذيب" 23/ 175 - 177 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 1/ 45، وأبو داود (3988)، والترمذي (3222)، وأبو يعلى (6852)، والطبري في "تفسيره" 22/ 76 - 77، والطحاوي في "شرح المشكل"(3379)، والطبراني في "الكبير" 18/ (836)، والمزي 23/ 175 - 177 من طرق عن أبي أسامة، به. وبعضهم يختصره.
وانظر (87).
عَنْ فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ الْغُطَيْفِيُّ، ثُمَّ الْمُرَادِيُّ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
…
فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).
(1) إسناده حسن. عبد الله بن محمد: هو ابن أبي شيبة.
وهو في "مصنَّف" ابن أبي شيبة 12/ 362 - 363، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1699)، والطبراني في "الكبير" 18/ (836). ورواية ابن أبي شيبة مختصرة.
وانظر (87).
حَدِيثُ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ (1) الْقُرَشِيِّ
. . . / 91 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ عَبْدِِ اللهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ الْبَتَّةَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" مَا أَرَدْتَ بِذَلِكَ؟ " قَالَ: وَاحِدَةً. قَالَ: " آللَّهِ؟ " قَالَ: آللَّهِ. قَالَ: " هُوَ مَا أَرَدْتُ "(2).
(1) كذا وقع في "المسند": "يزيد بن ركانة" كما جاء في "ترتيب أسماء الصحابة" ص 110 لابن عساكر، و"أطراف المسند" 5/ 459 و"إتحاف المهرة" 13/ 709 لابن حجر، و"جامع المسانيد" لابن كثير، والصواب:"ركانة بن عبد يزيد" كما قال الحافظ ابن عساكر، فإن الضمير في قوله:"عن جده" في إسناد الحديث التالي يعود على عليٍّ والد عبد الله، لا على عبد الله كما قال الحافظ ابن حجر.
وركانة بن عبد يزيد: هو ابن هاشم بن المُطَّلِب بن عبد مناف القرشي المُطَّلِبي، كان من مُسْلِمة الفتح، ويروى أنه صارع النبي صلى الله عليه وسلم مرتين أو ثلاثاً فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك قبل إسلامه، وقيل: إن ذلك كان سبب إسلامه، له عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، نزل المدينة ومات بها في أول خلافة معاوية بن أبي سفيان سنة إحدى وأربعين أو اثنتين وأربعين، وقيل: مات في خلافة عثمان بن عفان. انظر "تهذيب الكمال" 9/ 221 - 224، و"الإصابة" 2/ 498، و"أسد الغابة" 2/ 236.
(2)
حديث محتمل للتحسين، وهذا إسناد ضعيف لضعف الزُّبير بن سعيد الهاشمي، وعبدُ الله بن علي بن يزيد بن ركانة تفرد بالرواية عنه الزبير بن سعيد الهاشمي، ولم يوثقه غير ابن حبان، فهو في عداد المجهولين، وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه، مضطرب الإسناد. وقال ابن حجر في "التقريب": لَيِّن الحديث، وعلي بن يزيد بن ركانة مجهول الحال، وقال البخاري في "التاريخ =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الكبير" 6/ 301: لم يصح حديثه. قلنا: لكن جاء الحديث من وجه آخر محتمل للتحسين بلفظ "البتة" كما سيأتي في تخريجه. يزيد: هو ابن هارون السُّلمي الواسطي.
وأخرجه الطيالسي (1188)، وابن أبي شيبة 5/ 65، والدارمي (2272)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 148، وأبو داود (2208)، وابن ماجه (2051)، والترمذي في "الجامع"(1177)، وفي "العلل الكبير" 1/ 460 - 461، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(443)، وأبو يعلى (1537) و (1538)، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 282، وابن حبان (4274)، والطبراني في "الكبير"(4612)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1080، والدارقطني 4/ 34، والبيهقي 7/ 342، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 464، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 236، والمزي في ترجمة عبد الله بن علي بن يزيد بن ركانة من "تهذيب الكمال" 15/ 323 من طرق عن جرير بن حازم، بهذا الإسناد. ولم يسق البخاري لفظه بتمامه.
وأخرجه الحاكم 2/ 199 من طريق عبد الله بن موسى، عن جرير بن حازم، عن الزبير بن سعيد، عن عبد الله بن علي بن يزيد بن ركانة، عن جده ركانة بن عبد يزيد. لم يذكر فيه عن أبيه.
وسيأتي الحديث عن إسحاق بن عيسى، عن جرير بن حازم في الذي بعده.
وأخرجه الدارقطني 4/ 34 من طريق حِبَّان بن موسى، عن عبد الله بن المبارك، عن الزبير بن سعيد، عن عبد الله بن علي بن يزيد بن ركانة، قال: كان جدي ركانة ابن عبد يزيد طلق امرأته البتة، فذكره.
وخالف حِبَّانَ إسحاقُ بن أبي إسرائيل عند الدارقطني 4/ 35، ويحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني عند الطبراني في "الكبير"(4613)، فقالا: عن عبد الله بن المبارك، عن الزبير بن سعيد، عن عبد الله بن علي بن السائب، عن جده ركانة بن عبد يزيد: أنه طلق امرأته البتة
…
الحديث. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/ 37 و 38، ومن طريقه أخرجه أبو داود (2206) و (2207)، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 282، والدارقطني 4/ 33، وابن منده في "معرفة الصحابة" كما في "الإصابة" 7/ 718، والحاكم 2/ 199 - 200، والبيهقي 7/ 342، والبغوي (2353)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 156 عن عمه محمد بن علي بن شافع، عن عبد الله بن علي بن السائب، عن نافع بن عُجَير بن عبد يزيد، أن ركانة بن عبد يزيد طلق امرأته سُهَيمةَ المُزَنيّه البتة، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إني طلقت امرأتي سهيمة البتة
…
الحديث، وزاد: فطلقها الثانية في زمن عمر، والثالثة في زمن عثمان. وسقط من إسناده في مطبوع الحاكم:"عبد الله بن علي بن السائب".
قلنا: وهذا إسناد محتمل للتحسين. وقال الدارقطني: قال أبو داود: وهذا حديث صحيح. وقال الحاكم: قد صح الحديث بهذه الرواية، فإن الإمام الشافعي قد أتقنه وحفظه عن أهل بيته، والسائب بن عبد يزيد أبو الشافع بن السائب، وهو أخو ركانة بن عبد يزيد، ومحمد بن علي بن شافع عم الشافعي شيخ قريش في عصره.
وقال ابن كثير في "إرشاد الفقيه" 2/ 197، فهو حديث حسن إن شاء الله.
وأخرجه الطيالسي (1188)، ومن طريقه البيهقي 7/ 342 قال: سمعت شيخاً بمكة، فقال: حدثنا عبد الله بن علي، عن نافع بن عجير، عن ركانة.
وقد رُوي الحديث من طريق عكرمة مولى ابن عباس، عن ابن عباس كما سلف في "المسند" برقم (2387)، قال: طلَّق رُكانة بن عبد يزيد أخو بني المُطَّلِب امرأته ثلاثاً في مجلس واحد، فحَزِنَ عليها حزناً شديداً، قال: فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف طَلَّقْتها؟ " قال" طَلَّقْتُها ثلاثاً. قال: فقال: "في مَجلِسٍ واحد؟ " قال: نعم. قال: "فإنما تلك واحدةٌ، فارْجِعْها إن شِئْتَ". قال: فَرَجَعَها، فكان ابنُ عباس يَرى أنَّما الطلاقُ عندَ كُلِّ طُهْرٍ. وإسناده ضعيف، كما هو مبين في "المسند" ولفظ الثلاث فيه خطأ من أحد رواته. قال أبو داود بإثر حديث يزيد بن ركانة =
. . / 92 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، عَنْ جَرِيرٍ، بِهِ (1).
= (2208): وهذا أصح من حديث ابن جريج: أن ركانة طلق امرأته ثلاثاً، لأنهم أهل بيته وهم أعلم به
…
وقال الحافظ في "الفتح" 9/ 363: إن أبا داود رجح أن ركانة إنما طلق امرأته البتة كما أخرجه هو من طريق آل بيت ركانة، وهو تعليل قوي لجواز أن يكون بعض رواته حمل البتة على الثلاث، فقال: طَلَّقَها ثلاثاً، فبهذه النكتة يقف الاستدلال بحديث ابن عباس.
(1)
إسناده ضعيف كسابقه. إسحاق بن عيسى: هو ابن نَجِيح البغدادي، أبو يعقوب ابن الطبَّاع.
استدراك (*)
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: نقلتُ هذا الاستدراك بنصه إلى موضعه المناسب فانظره في هذه النسخة الإلكترونية عقب حديث 17699
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . (*)
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: كان هنا - في المطبوع - تتمة الاستدراك الذي نقلته إلى موضعه المناسب فانظره في هذه النسخة الإلكترونية عقب حديث 17699
استدراكان في ج (35)(*)
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: قد تم استدراكهما في مواضعهما، من هذه النسخة الإلكترونية فانظر هذا الجزء 35 ص 167، ص 279