المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

مُسْنَدُ الإِمَامِ أَحْمدِ بن حَنْبَل (164 - 241 هـ)   أشرف على تحقيقه الشيخ - مسند أحمد - ط الرسالة - جـ ٤

[أحمد بن حنبل]

فهرس الكتاب

مُسْنَدُ الإِمَامِ أَحْمدِ بن حَنْبَل

(164 - 241 هـ)

أشرف على تحقيقه

الشيخ شعيب الأرنؤوط

حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه

شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد

الجزء الرابع

مؤسسة الرسالة

ص: 3

2090 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا رَمَيْتُمُ الْجَمْرَةَ، فَقَدْ حَلَّ لَكُمْ كُلُّ شَيْءٍ إِلا النِّسَاءَ ". فَقَالَ رَجُلٌ: وَالطِّيبُ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَّا أَنَا فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُضَمِّخُ رَأْسَهُ بِالْسُّكِّ، أَفَطِيبٌ ذَاكَ أَمْ لَا؟! (1).

(1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أنه منقطع بين الحسن العرني وبين ابن عباس، لكن له شاهد من حديث عائشة بإسناد صحيح على شرطهما سيأتي عند أحمد 6/ 244 ويخرج هناك. سفيان: هو الثوري، وسلمة: هو ابن كُهيل.

وأخرجه ابن أبي شيبة ص 241 (الجزء الذي حققه عمر العمروي)، وابن ماجه (3041) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 5/ 277، والطحاوي 2/ 229، والطبراني (12705)، والبيهقي 5/ 136 من طرق عن سفيان الثوري، به. وسيأتي برقم (3204) و (3491).

وقوله: "يُضَمِّخُ رأسه" بضاد وخاء معجمتين بينهما ميم من ضمخ كنصر بمعنى تضمخ، وهو التلطخ بالشيء والإكثار منه، وفي "القاموس": الضمخ: لطخ الجسد بالطيب حتى كأنه يقطر. قاله السندي.

وقوله: "بالسُّك" كذا في الأصول الخطية، وهو نوع من الطيب يركب من المسك وغيره، وعلى حواشي الأصول: بالمسك، إشارة إلى بعض النسخ.

ص: 5

2091 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: احْتَجَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الْأَخْدَعَيْنِ، وَبَيْنَ الْكَتِفَيْنِ (1).

2092 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي جَهْضَمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُنْزِيَ حِمَارًا عَلَى فَرَسٍ (2).

2093 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَتْ عِيرٌ الْمَدِينَةَ، فَاشْتَرَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْهَا فَرَبِحَ أَوَاقِيَّ، فَقَسَمَهَا فِي أَرَامِلِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَقَالَ: " لَا أَشْتَرِي

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر -وهو ابن يزيد الجعفي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عامر: هو ابن شراحيل الشعبي.

وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(355)، والطبراني (12584) من طريقين عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد بزيادة: وأعطى الحجام أجره، ولو كان حراماً لم يُعطه.

وأخرجه الطبراني (12587) و (12588) من طريق أبي عوانة، عن جابر الجعفي، بنحوه. وسيأتي مطولاً برقم (2155) و (2904) و (2979) و (3078 م).

وله شاهد من حديث أنس عند الترمذي (2051)، وابن ماجه (3483)، قال الترمذي: حسن غريب، وسيأتي في "المسند" 3/ 119.

والأخدعان: هما عرقان في جانبي العنق.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي جهضم- واسمه موسى بن سالم مولى آل العباس- فقد روى له أصحاب السنن، ووثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة، وقال أبو حاتم: صالح الحديث صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عبد البر: لم يختلفوا في أنه ثقة. وانظر (1977).

ص: 6

شَيْئًا لَيْسَ عِنْدِي ثَمَنُهُ " (1).

2094 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ مَهْرِ الْبَغِيِّ، وَثَمَنِ الْكَلْبِ، وَثَمَنِ الْخَمْرِ (2).

(1) إسناده ضعيف، شريك- وهو ابن عبد الله القاضي- سيئ الحفظ، وسماك في روايته عن عكرمة اضطراب، ومع ذلك فقد أخرجه الحاكم 2/ 24 من طريق شريك به، وقال: قد احتج البخاري بعكرمة، واحتج مسلم بسماك وشريك، والحديث صحيح ولم يخرجاه، وهذا وهم منه رحمه الله، فإن سماكاً لم يحتج به مسلم في روايته عن عكرمة، وشريك لم يحتج به، وإنما أخرج له في المتابعات، ثم هو سيئ الحفظ.

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 18، وأبو داود (3344) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (11743)، والحاكم 2/ 24، والبيهقي 5/ 356 من طريق سعيد بن سليمان الواسطي، عن شريك، به.

وأخرجه أبو داود (3344) عن عثمان بن أبي شيبة وقتيبة بن سعيد، عن شريك، عن سماك، عن عكرمة يرفعه. وسيأتي برقم (2970) و (2971).

وقوله: "عير المدينة" بكسر العين وسكون الياء: الإبل التي تحمل المتاع.

وقوله: "لا أشتري شيئاً ليس عندي ثمنه" قال السندي: احتراز عن دين لا وفاء به عنده لأنه قد يؤدي إلى موته مديوناً.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير قيس بنِ حَبتر، فقد روى له أبو داود، وهو ثقة.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 6/ 245 و 14/ 202 عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي 4/ 52 من طريق زهير بن معاوية، عن عبد الكريم الجزري، به مختصراً، ولفظه "ثمن الكلب حرام".

وأخرجه الطيالسي (2755) عن سلام، عن عبد الكريم الجزري، عن رجل من بني =

ص: 7

2095 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ صُهَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، فَجَاءَتْ جَارِيَتَانِ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ حَتَّى أَخَذَتَا بِرُكْبَتَيْهِ، فَفَرَعَ بَيْنَهُمَا (1).

= تميم، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ثمن الكلب حرام، ومهر البغي حرام، وثمن الخمر حرام". وقال الشيخ أحمد شاكر: وهذا الرجل المبهم هو قيس بن حبتر فإنه نهشليٌّ من بني تميم.

وأخرجه بنحوه النسائي 7/ 309 من طريق عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2512) و (2626) و (3273) و (3344) و (3345).

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو عند الطبراني في "الأوسط"، فيما قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 91.

وعن أبي مسعود البدري عند الشيخين ولفظه: نهى عن ثمن الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهن، وسيأتي في "المسند" 4/ 118 - 119.

ومهر البغي: ما تأخذه الزانية على الزنى، وسماه مهراً مجازاً وهو حرام بالاتفاق.

والنهي عن ثمن الكلب ظاهره عدم جواز البيع وعليه الجمهور وجوزه الحنفية، وحملوا الحديث على غير المأذون في اتخاذه، وأما المنتفع به حراسة أو اصطياداً فيجوز. قاله السندي.

(1)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غيرَ صُهيب- وهو أبو الصهباء البكري- فقد روى له أبو داود والنسائي وله ذكر في "صحيح مسلم"(1594)(100) في حديث داود عن أبي نضرة، عن أبي سعيد في الصرف، ووثقه أبو زرعة والعجلي وابن حبان، وقال النسائي: بصري ضعيف، وقال ابن حجر: مقبول.

وأخرجه ابن خزيمة (882)، وابن حبان (2356) من طريق منصور، عن الحكم، بهذا الإسناد. وسيأتي تتمة تخريجه عند الحديث رقم (3167)، وانظر ما سيأتي برقم (2258).

وللحديث طرق أخرى عن ابن عباس، انظر (2804) و (2899). =

ص: 8

2096 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، الْمَعْنَى، قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، بِمَوْعِظَةٍ فَقَالَ:" إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إِلَى اللهِ حُفَاةً عُرَاةً (1) غُرْلًا، {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ}، فَأَوَّلُ الْخَلَائِقِ يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ عز وجل، قَالَ: ثُمَّ يُؤْخَذُ بِقَوْمٍ مِنْكُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ - قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: وَإِنَّهُ سَيُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي، فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ - فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي، قَالَ: فَيُقَالُ لِي: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، لَمْ يزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُذْ فَارَقْتَهُمْ، فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ} الْآيَةَ إِلَى: {إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 117] "(2).

= وقوله: "ففرع بينهما"، قال السندي بفاء وراء وعين مهملة، وفي الراء يجوز التخفيف والتشديد، أي حجز وفرق كما في بعض الأصول. قلنا: في (ظ 9) و (ظ 14): ففرق بينهما.

(1)

لفظة "عراة" لم ترد في (ظ 9) و (ظ 14).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جعفر: هو محمد المعروف بغندر.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 157 و 13/ 247، ومسلم (2860)(58)، والنسائي 4/ 117 من طريق وكيع، بهذا الإسناد، ورواية ابن أبي شيبة مختصرة.

وأخرجه البخاري (2526)، ومسلم (2860)(58)، وابن حبان (7347) من طريق محمد بن جعفر، به.

وأخرجه الطيالسي (2638)، والدارمي (2802)، والبخاري (4625) و (4740)، ومسلم (2860)(58)، والنسائي 4/ 117، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 395 من طرق عن شعبة، به. وقد تقدم مختصراً برقم (1913)، وسيأتي برقم (2281) =

ص: 9

2097 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ ذَرِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُحَدِّثُ نَفْسِي بِالشَّيْءِ لَأَنْ أخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِهِ. قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ كَيَدَهُ إِلَى الْوَسْوَسَةِ "(1).

= و (2282) و (2327).

قوله: "غرلًا" جمع أغرل: وهو الذي لم يُختن.

وقوله: "ثم يؤخذ بقوم منكم ذات الشمال"، قال السندي: أي طريق أهل النار، والشمال بالكسر: ضد اليمين، ولعل وجه تسميتها بهذا الاسم أن أهل النار يؤتَون كتبهم بشمالهم.

وقوله: "أصحابي" قال السندي: أي هم كانوا في الدنيا أصحابي، فما بالهم يُصرفون إلى النار اليوم.

وقوله: "مرتدين" أي: عن الدين، وهذا في أمثال أصحاب مسيلمة ممن ارتد من الأعراب، وإلا فالمشهورون من الصحابة قد ظهر في ثباتهم على الدين والسعي الجميل في انتطام أمره ما ظهر، فجزاهم الله عن أهل الإسلام خير الجزاء. قاله السندي.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر.

وأخرجه عبد بن حميد (701)، والطحاوي 2/ 252، وابن منده في "الإيمان"(345)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(341) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(668) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن منصور والأعمش، عن ذر، به.

وأخرجه أبو داود (5112)، وابن حبان (147) من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن منده (345) من طريق شيبان، كلاهما عن منصور، به.=

ص: 10

2098 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا اخْتَلَفْتُمْ فِي الطَّرِيقِ، فَاجْعَلُوهُ سَبْعَ أَذْرُعٍ، وَمَنْ بَنَى بِنَاءً، فَلْيَدْعَمْهُ حَائِطَ جَارِهِ "(1).

= وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(342) من طريق شيبان، عن قتادة، عن ذر، به. وسيأتي برقم (3161).

وقوله: "لأن" بفتح اللام والهمزة على أن اللام للابتداء و"أن" مصدرية، وهو مبتدأ خبرُه "أحبُّ" قاله السندي.

وقوله: "الحمد لله الذي ردَّ كيده إلى الوسوسة"، قال السندي: أي: كيد الشيطان إلى الوسوسة التي لا يؤاخذ بها المرء ولم يمكنه من غير الوسوسة وإلا لسعى فيه كما يسعى في الوسوسة بل جعل ذلك في يد الإنسان، فلذلك امتنع من التكلم.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لأن رواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه البيهقي 6/ 96 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرج القسم الأول منه عبد بن حميد (600)، وابنُ ماجه (2339) من طريق قبيصة، عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه الطبراني (11737)، والبيهقي 6/ 155 من طريقين عن سماك، به.

وأخرج القسم الثاني منه ابن أبي شيبة 7/ 256 - 257 عن وكيع، عن سفيان، والطبراني (11736) من طريق أبي خالد الدالاني، كلاهما عن سماك، به. وسيأتي برقم (2757) و (2912)، وانظر (2307) و (2867).

وللقسم الأول شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (2473)، ومسلم (1613)، وصححه ابن حبان (5067) بلفظ:"إذا اختلفتم في الطرق فدعوا سبعة أذرع" وسيأتي في "المسند" 2/ 228.

وللقسم الثاني شاهد أيضاً من حديث أبي هريرة عند البخاري (2463)، ومسلم (1609) ولفظه:"لا يمنع أحدكم جاره أن يغرز خشبة في داره" وسيأتي أيضاً 2/ 230.

وقوله: "إذا اختلفتم" قال السندي: أي إذا كان أرض لقوم وأرادوا إحياءها وعمارتها، =

ص: 11

2099 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا أَفَاضَ مِنْ عَرَفَةَ، تَسَارَعَ قَوْمٌ، فَقَالَ - أَوْ فُنُودُوا (1) -: لَيْسَ الْبِرُّ بِإِيضَاعِ الْخَيْلِ، وَلَا الرِّكَابِ " قَالَ:" فَمَا رَأَيْتُ رَافِعَةً يَدَهَا تَعْدُو، حَتَّى أَتَيْنَا جَمْعًا "(2).

= فإن اتفقوا في الطريق على شيء، فذاك وإلا فيجعل عرض طريقهم سبعة أذرع لدخول الأحمال والأثقال وخروجها.

وقوله: "سبع أذرع": الذراع مؤنثة وقد تذكر، ولذا جاء في بعض الروايات: سبعة أذرع.

وقوله: "فليُدعمه حائط جاره" من الدعم وهو أن يميل الشيء فتُدعمه بِدِعَامٍ ليستقيم، والفعل ثلاثي متعد بنفسه، وعُدِّيَ هنا إلى اثنين بالهمزة، قال السندي: والمراد: فليمكنه جارُه من غرز الخشب في جداره ونحوه حتى يصير حائطه كالدِّعامة لبنائه، وقد جاء النهي عن منع الجار من غرز الخشب أو الخشبة في الجدار.

(1)

في (م)"فقال: امتدوا وسدوا"، وفي (س) و (غ) و (ق) و (ص):"فقال: اتئدوا"، والمثبت من (ظ 9) و (ظ 14).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، المسعودي- واسمه عبد الرحمن بن عبد الله ابن عتبة- سمع منه وكيع قبل الاختلاط، وقد تابعه الأعمش، وباقي رجاله ثقات، ويأتي في "المسند" برقم (2264) و (2427) و (2507) و (3309).

وأخرجه الطيالسي (2702) عن المسعودي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحاكم 3/ 275 من طريق الحسن بن عمارة، عن الحكم، عن طاووس، عن ابن عباس: أن الفضل كان رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليلة جمع، فلما أفاض رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، قال:"يا أيها الناسُ عليكم بالسكينة، فإن البرَّ ليس بإيضاع الخيل والإبل".

وأخرجه البخاري (1671)، والبيهقي 5/ 119 من طريق عمرو بن أبي عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، ولفظه:"أيها الناس عليكم بالسكينة، فإن البر ليس بالإيضاع".

ص: 12

2100 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْمَاءُ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ "(1).

2101 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اغْتَسَلَتْ مِنْ جَنَابَةٍ، فَاغْتَسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ تَوَضَّأَ، مِنْ فَضْلِهَا (2).

= والإيضاع: سرعة السير.

وقوله: "فما رأيت رافعة" قال السندي: أي ناقة بسرعة يديها في المشي وضعاً ورفعاً من: رفع دابته: أسرع بها، أو فما رأيت ناقته صلى الله عليه وسلم رافعة يديها كما في أبي داود، ففيه: فما رأيتها رافعة يديها.

(1)

صحيح لغيره، سماك مضطرب في روايته عن عكرمة، لكن له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري يأتي عند أحمد 3/ 15 - 16، وحسنه الترمذي، وصححه أحمد، وابن معين، وابنُ حزم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 143، وابن حبان (1241) من طريق أبي الأحوص، عن سماك، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2102) و (2566) و (2805) و (2806) و (2807) و (3120).

وقوله: "الماء لا ينجسه شيء" قال السندي: أي ما دام لا يغيره، وأما إذا غيره، فكأنه أخرجه عن كونه ماءً فما بقي على طهارة الماء، لكون الطهارة صفة الماء والمغيَّر كأنه ليس بماء، ولذلك ترك الاستثناء، وقد جاء الاستثناء في بعض الروايات الضعيفة.

(2)

صحيح لغيره، سماك مضطرب في روايته عن عكرمة.

وأخرجه ابن ماجه (371)، وابن خزيمة (109) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحاكم 1/ 159 من طريقين عن سفيان الثوري، به. وسيأتي برقم (2102) و (2566) و (2805) و (3120)، وانظر (3465).

ص: 13

2102 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، (1) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ بَعْضَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اغْتَسَلَتْ مِنَ الجَنَابَةِ، فَتَوَضَّأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِفَضْلِهِ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ:" إِنَّ الْمَاءَ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ "(2).

(1) تحرف في (م) إلى: علي بن أبي إسحاق.

(2)

صحيح لغيره، وانظر (2100) و (2101).

وأخرجه النسائي 1/ 173، وابن خزيمة (109)، وابن حبان (1242)، والحاكم 1/ 159 من طرق عن ابن المبارك، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (735)، وابن الجارود (48)، وابن خزيمة (109)، والطحاوي 1/ 26، والحاكم 1/ 159، والبيهقي 1/ 188 من طرق عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 33 و 14/ 160، والدارمي (734)، وأبو داود (68)، وابن ماجه (370)، والترمذي (65)، وأبو يعلى (2411)، وابن خزيمة (91)، وابن حبان (1241) و (1261)، والطبراني (11715) و (11716)، والحاكم 1/ 159، والبيهقي 1/ 189 و 267 من طرق عن سماك، به.

وأخرجه عبد الرزاق (397) عن إسرائيل، عن عكرمة، به. كذا في المطبوع من "المصنف"، ويغلب على ظننا أنه سقط منه سماك، فإسرائيل ليست له رواية عن عكرمة بينهما سماك.

وله شاهد صحيح من حديث أبي سعيد يأتي في "المسند" 3/ 15 - 16.

وقوله: "بفضله" أي: بفضل ذلك الماء، وقوله:"إن الماء لا ينجسه شيء" قال السندي: وفي رواية الترمذي وغيره: "إن الماء لا يجنب" فمعنى قوله: "لا ينجسه شيء" على وفق تلك الرواية أنه لا ينجسه شيء من جنابة المستعمل أو حدثه، أي: إذا استعمل منه جنب أو محدث، فلا يصير البقية نجساً لجنابة المستعمل أو حدثه، وعلى هذا فهذا الحديث خارج عن محل النزاع، وهو أن الماء هل يصير نجساً بوقوع النجاسة أم لا؟

ص: 14

2103 -

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو سَعِيدٍ الْعَنْقَزِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عِمْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:" هَجَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نِسَاءَهُ شَهْرًا، فَلَمَّا مَضَى تِسْعٌ وَعِشْرُونَ، أَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: قَدْ بَرَّتْ يَمِينُكَ، وَقَدْ تَمَّ الشَّهْرُ "(1).

2104 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ فِطْرٍ. وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ شُرَحْبِيلَ أَبِي سَعْدٍ (2)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ كَانَتْ لَهُ أُخْتَانِ، فَأَحْسَنَ صُحْبَتَهُمَا مَا صَحِبَتَاهُ، دَخَلَ بِهِمَا الْجَنَّةَ ". وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ: " تُدْرِكُ لَهُ ابْنَتَانِ، فَيَحْسَنَ إِلَيْهِمَا مَا صَحِبَتَاهُ، إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ تَعَالَى الْجَنَّةَ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عمرو بن محمد العنقزي، وعمران- وهو ابن الحارث السلمي- من رجال مسلم، وباقي السند على شرطهما. وانظر (1885).

(2)

تحرف في (م) وأكثر الأصول الخطية إلى "سعيد" والتصويب من (ظ 9) و (ظ 14) و"أطراف المسند".

(3)

حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، شرحبيل بن سعد أبو سعد الخطمي ضعيف. محمد بن عبيد شيخ أحمد: هو الطنافسي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 551، والبخاري في "الأدب المفرد"(77)، وابن ماجه (3670)، وأبو يعلى (2571) و (2742)، وابن حبان (2945)، والطبراني (10836)، والحاكم 4/ 178، والبيهقي في "شعب الإيمان"(8683) من طرق عن فطر، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (2457) من طريق حسين بن قيس، عن عكرمة، عن ابن عباس بلفظ:"ومن عال ثلات بنات، فأنفق عليهن، وأحسن إليهن، وجبت له الجنة" فقام رجل من الأعراب فقال: أو اثنتين؟ قال: نعم. حتى لو قال واحدة لقال: نعم. وسيأتي برقم (3424).

ص: 15

2105 -

حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَا قَاتَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَوْمًا قَطُّ إِلا دَعَاهُمْ (1).

2106 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ. وَرَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَيْرٍ - مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ -، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَئِنْ عِشْتُ - قَالَ رَوْحٌ: لَئِنْ سَلِمْتُ - إِلَى قَابِلٍ، لَأَصُومَنَّ (2) الْيَوْمَ التَّاسِعَ " يَعْنِي عَاشُورَاءَ (3).

2107 -

حَدَّثَنِي يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ

= وفي الباب عن أنس، وجابر، وأبي سعيد الخدري، وستأتي أحاديثهم في "المسند" 3/ 147 - 148 و 303 و 42.

وقوله: "تدرك له ابنتان" من الإدراك: وهو البلوغ.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. ابن أبي نجيح: اسمه عبد الله.

وأخرجه عبد بن حميد (697)، والدارمي (2444)، وأبو يعلى (2591)، والطحاوي 3/ 207، والطبراني (11269)، والحاكم 1/ 15، والبيهقي 9/ 107 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (9427) عن الثوري، عن صاحب له، عن رجل، عن ابن عباس. وانظر (2053).

(2)

لفظة "اليوم" أثبتناها من (ظ 9) و (ظ 14).

(3)

إسناده قوي، القاسم بن عباس وعبد الله بن عمير روى لهما مسلم متابعة، وهما صدوقان، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. روح شيخ أحمد: هو ابن عبادة القيسي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن.

وأخرجه الطحاوي 2/ 78، والبيهقي 4/ 287 من طريق روح بن عبادة، بهذ الإسناد. وانظر (1971).

وقوله: "يعني عاشوراء" قال السندي: مبني على زعم أن التاسع عاشوراء، وهذا =

ص: 16

الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْأَدْيَانِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: " الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ "(1).

2108 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ. وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْرِمٌ احْتِجَامَةً فِي

= قول ابن عباس، والجمهور على خلافه.

(1)

صحيح لغيره، محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، وداود بن الحصين ثقة مشهور لكن له غرائب تُستنكر.

وأخرجه عبد بن حميد (569)، والبخاري في "الأدب المفرد"(287) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وعلقه البخاري في "صحيحه" 1/ 93 في الإيمان: باب الدين يسر، وحَسَّنَ الحافظ إسناده في "الفتح".

وله شاهد بسند قوي من حديث عائشة مرفوعاً: "إني أُرسِلْتُ بحنيفية سَمْحة" وسيأتي في "المسند" 16/ 116 و 233.

وآخر من حديث أبي أمامة عند أحمد 5/ 266، والطبراني (7868).

وثالث من حديث جابر عند الخطيب 7/ 209، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" 3/ 5، وسنده ضعيف.

ورابع عن حبيب بن أبي ثابت مرسلاً عند ابن سعد في "الطبقات" 1/ 192.

وقوله: "الحنيفية" قال السندي: أي الملة المنسوبة إلى إبراهيم يريد دين الإسلام الذي بعث به نبينا عليه الصلاة والسلام، فإنه يشارك دين إبراهيم في كثير من الفروع مع الاتحاد في الأصول، فلذلك ينسب إلى إبراهيم، والحنيف عند العرب: من كان على دين إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام، والسمحة: بفتح السين وسكون الميم: أي التي تسهل على النفوس، لا كالرهبانية الشاقة عليها.

ص: 17

رَأْسِهِ؛ قَالَ يَزِيدُ: مِنْ أَذًى كَانَ بِهِ (1).

2109 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَإِنَّ دِرْعَهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ مِنْ يَهُودَ عَلَى ثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَخَذَهَا رِزْقًا لِعِيَالِهِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري. يزيد: هو ابن هارون، وهشام: هو ابن حسان، وابن جعفر: هو محمد.

وأخرجه أبو داود (1836) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري مسنداً (5700) وتعليقاً (5701)، والنسائي في "الكبرى"(7599)، وابن حبان (3950) من طرق عن هشام، به.

وأخرجه الترمذي (775)، والنسائي في "الكبرى"(3219)، والطبراني (11859) من طريقين عن عكرمة، عن ابن عباس قال:"احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم"، وزاد الترمذي والنسائي:"صائم"!

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3222) من طريق أيوب السختياني، عن عكرمة مرسلاً. وسيأتي برقم (2243) و (2355). و (3233) و (3282) و (3523)، وانظر (1849) و (2784).

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 18، وابن سعد 1/ 488، والدارمي (2582) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (581)، والترمذي (1214)، والنسائي 7/ 303، وأبو يعلى (2695)، والبيهقي 6/ 36 من طرق عن هشام بن حسان، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وأخرجه عبد بن حميد (587)، وابن ماجه (2439)، والطبراني (11797) من طريقين عن عكرمة، به. وسيأتي برقم (3409)، وانظر (2724).

وقوله: "عند رجل من يهود" قال السندي: قيل: اسمه أبو الشحم كما في رواية =

ص: 18

2110 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ. وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بُعِثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ - وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَمَكَثَ بِمَكَّةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، قَالَ: فَمَاتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ (1).

2111 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُعْتِقُ مَنْ جَاءَهُ مِنَ العَبِيدِ قَبْلَ مَوَالِيهِمْ إِذَا أَسْلَمُوا، وَقَدْ أَعْتَقَ يَوْمَ الطَّائِفِ رَجُلَيْنِ (2).

= الشافعي (565) و (566)، والبيهقي، وذكر ابن الطلاع في "الأقضية النبوية" أن أبا بكر افْتَكَّ الدرع بعد النبي صلى الله عليه وسلم لكن روى ابن سعد عن جابر أن أبا بكر قضى عدات النبي صلى الله عليه وسلم وأن علياً قضى ديونه، وروى إسحاق بن راهويه في "مسنده" عن الشعبي مرسلاً أن أبا بكر افتك الدرع بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وسلمها لعلي بن أبي طالب كذا في شرح البخاري (5/ 142)، قلت: وقد يقال: كيف يكون ذلك مع أن اليهود الذين كانوا في المدينة قد قتل بعضهم وأخرج بعضهم إلا أن يقال: إن هذا اليهودي من سكان خيبر، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 53 و 14/ 291 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (2017).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، حجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، والحكم- وهو ابن عتيبة- لم يسمعه من مِقسم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 511 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (1959).

وقوله: "كان يعتق" قال السندي: أي يحكم بأنه قد عتق، وأحرز نفسه بالإسلام لا =

ص: 19

2112 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، وَيَعْلَى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، (1) عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُعَوِّذُ حَسَنًا وَحُسَيْنًا، يَقُولُ:" أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ " وَكَانَ يَقُولُ: " كَانَ إِبْرَاهِيمُ أَبِي يُعَوِّذُ بِهِمَا إِسْمَاعِيلَ، وَإِسْحَاقَ "(2).

= أنه يقول: أعتقته.

(1)

قوله: "ويعلى، حدثنا سفيان" سقط من النسخ المطبوعة من "المسند" وهو ثابت فى أصولنا الخطية.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، المنهال- وهو ابن عمرو الأسدي- من رجال البخاري، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(1006)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(634)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 299 و 5/ 45 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 48 - 49 و 10/ 315، والترمذي (2060)، والبغوي (1417) من طريق يعلى بن عبيد، به.

وأخرجه ابن ماجه (3525)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1006)، والبخاري في "خلق أفعال العباد"(455)، والطحاوي 4/ 72، والحاكم 3/ 167 من طرق عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 49 و 10/ 315، والبخاري في "صحيحه"(3371)، وفي "خلق أفعال العباد"(454) و (456)، وأبو داود (4737)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1007)، وابن حبان (1013) من طرق عن منصور، به.

وأخرجه ابن حبان (1012)، والطبراني (12271) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن المنهال، به. وسيأتي برقم (2434).

هامة، بتشديد الميم: كل ذات سم يقتل، وجمعه هوام، ولامة: بتشديد الميم، =

ص: 20

2113 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ (1)، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رَأَى رَجُلٌ رُؤْيَا، فَجَاءَ لِلنَّبِيِّ (2) صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ كَأَنَّ ظُلَّةً تَنْطِفُ عَسَلًا وَسَمْنًا، فَكَانَ النَّاسُ يَأْخُذُونَ مِنْهَا، فَبَيْنَ مُسْتَكْثِرٍ وَبَيْنَ مُسْتَقِلٍّ وَبَيْنَ ذَلِكَ، وَكَأَنَّ سَبَبًا مُتَّصِلًا إِلَى السَّمَاءِ - وقَالَ يَزِيدُ مَرَّةً: وَكَأَنَّ سَبَبًا دُلِّيَ مِنَ السَّمَاءِ - فَجِئْتَ، فَأَخَذْتَ بِهِ، فَعَلَوْتَ فَأَعْلَاكَ اللهُ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكَ، فَأَخَذَ بِهِ فَعَلا فَأَعْلَاهُ اللهُ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكُمَا، فَأَخَذَ بِهِ فَعَلا، فَأَعْلاهُ اللهُ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكُمْ، فَأَخَذَ بِهِ فَقُطِعَ بِهِ، ثُمَّ وُصِلَ لَهُ فَعَلا، فَأَعْلاهُ اللهُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: ائْذَنْ لِي يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَعْبُرُهَا فَأَذِنَ لَهُ، فَقَالَ: أَمَّا الظُّلَّةُ: فَالْإِسْلامُ، وَأَمَّا الْعَسَلُ وَالسَّمْنُ: فَحَلاوَةُ الْقُرْآنِ، فَبَيْنَ مُسْتَكْثِرٍ، وَبَيْنَ مُسْتَقِلٍّ، وَبَيْنَ ذَلِكَ، وَأَمَّا السَّبَبُ: فَمَا أَنْتَ عَلَيْهِ، تَعْلُو فَيُعْلِيكَ اللهُ، ثُمَّ يَكُونُ مِنْ بَعْدِكَ رَجُلٌ عَلَى مِنْهَاجِكَ، فَيَعْلُو وَيُعْلِيهِ اللهُ، ثُمَّ يَكُونُ مِنْ بَعْدِكُمَا رَجُلٌ، فيَأْخُذُ بِأَخْذِكُمَا، فَيَعْلُو فَيُعْلِيهِ اللهُ، ثُمَّ يَكُونُ مِنْ بَعْدِكُمْ رَجُلٌ يُقْطَعُ بِهِ، ثُمَّ يُوصَلُ لَهُ، فَيَعْلُو فَيُعْلِيهِ اللهُ، قَالَ: أَصَبْتُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أَصَبْتَ، وَأَخْطَأْتَ " قَالَ: أَقْسَمْتُ يَا رَسُولَ اللهِ

= أي: ذات لمم، واللمم: كل داء يلم من خبل أو جنون أو نحوهما، أي: من كل عين تصيب السوء. قاله السندي.

(1)

تحرف في (م) إلى: سفيان، عن ابن حسين.

(2)

في (ظ 9) و (ظ 14): فجاء بها إلى النبي.

ص: 21

لَتُخْبِرَنِّي. فَقَالَ: " لَا تُقْسِمْ "(1).

2114 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم

فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2).

(1) حديث صحيح، سفيان بن حسين- وإن كان ضعيفاً في روايته عن الزهري- قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 59 - 60، وأبو يعلى (2565) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده، وما سلف برقم (1894).

ظلة: سحابة لها ظل، وكل ما أظل من سقيفة ونحوها يُسمى: ظلة.

وقوله: "فبين مستكثر" أي: آخذ للكثير، وهذا خبر محذوف، أي: هم بين هذه الأقسام، أي: أنهم لا يخلون عن هذه الأقسام، ففيهم من هو مستكثر، وفيهم من هو مستقل، وفيهم من هو متوسط، وقوله:"وبين ذلك" أي: ومن هو بين ذلك المذكور من الاستكثار والاستقلال. قاله السندي.

وقوله: "فقطع به ثم وصل له"، قال السندي: هذا إشارة إلى أن عثمان كاد أن ينقطع من اللحاق بصاحبيه بسبب ما وقع له من تلك القضايا التي أنكروها، فعبر عنها بانقطاع الحبل، ثم وقعت له الشهادة فاتصل بهم، فعبر عنه بأن الحبل وصل له، فاتصل فألحق بهم. كذا ذكره الحافظ ابن حجر.

وقوله: "فحلاوة القرآن" قد جاء في الروايات: "فلينه وحلاوته" فهاهنا اختصار وقع من بعض الرواة، فشبه القرآن بالسمن في اللين، وبالعسل في الحلاوة، فظهر في عالم المثال بالصورتين جميعاً وهو واحد. قيل: هذا موضع الخطأ، وإنما هما الكتاب والسنة، والوجه ترك التعرض لموضع الخطأ، فإن ما خفي على أبي بكر يستبعد فيه الإصابة من غيره. قاله السندي.

وقوله: "لا تقسم" فيه أن إبرارَ المقسم إنما ينبغي إذا لم يمنع عنه مانع.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20360) =

ص: 22

2115 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ. وَمُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" هَذِهِ عُمْرَةٌ اسْتَمْتَعْنَا بِهَا، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ، فَلْيَحِلَّ الْحِلَّ كُلَّهُ، فَقَدْ دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "(1).

2116 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ

= عن عمر، عن الزهري، عن عبيد الله، عن أبي هريرة.

وأخرجه مسلم (2269) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس أو أبي هريرة.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7641) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله كان أحياناً يقول: عن ابن عباس، وأحياناً يقول: عن أبي هريرة.

وأخرجه أبو داود (3268) و (4632)، وابن ماجه (3918)، والترمذي (2293)، والبيهقي 10/ 38 - 39، والبغوي (3283) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس قال: كان أبو هريرة يحدث

وقد تقدم برقم (1894). وانظر لزاماً "فتح الباري" 12/ 433.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد: هو ابن جعفر، والحكم: هو ابن عتيبة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 102، ومسلم (1241)، وأبو داود (1790)، والنسائي 5/ 181 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2642)، والدارمي (1856)، ومسلم (1241)، والطبراني (11045)، والبيهقي 5/ 18، والبغوي (1886) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه الطبراني (11046) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، عن أبي مريم، عن الحكم، به. وسيأتي برقم (3172)، وانظر (2287).

ص: 23

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ جُلُوسٌ، فَقَالَ:" أَلا أُحَدِّثُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ مَنْزِلَةً؟ " فَقَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " رَجُلٌ مُمْسِكٌ بِرَأْسِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، حَتَّى يَمُوتَ أَوْ يُقْتَلَ، أَفَأُخْبِرُكُمْ بِالَّذِي يَلِيهِ؟ " قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " امْرُؤٌ مُعْتَزِلٌ فِي شِعْبٍ، يُقِيمُ الصَّلاةَ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَيَعْتَزِلُ شُرُورَ النَّاسِ، أَفَأُخْبِرُكُمْ بِشَرِّ النَّاسِ مَنْزِلَةً؟ " قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " الَّذِي يُسْأَلُ بِاللهِ وَلا يُعْطِي بِهِ "(1).

(1) إسناده صحيح، سعيد بن خالد: هو ابن عبد الله بن قارظ الكناني المدني روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه وهو ثقة، وشيخه فيه إسماعيل بن عبد الرحمن بن ذؤيب ثقة حديثُه عند النسائي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(3539) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد"(169)، وابن أبي شيبة 5/ 294، والدارمي (2395)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(153)، والنسائي 5/ 83 - 84، وابن حبان (604)، والطبراني (10767) من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2661) ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان"(3539) عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن خالد، عن عطاء، به.

وأخرجه الترمذي (1652) من طريق ابن لهيعة، وابن أبي عاصم (152) من طريق أسامة بن زيد، وابن حبان (605) من طريق ابن وهب، ثلاثتهم عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن عطاء بن يسار، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، ويروى هذا الحديث من غير وجه عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه سعيد بن منصور (2434)، والطبراني (10768) من طريق ابن وهب، عن بكير، عن أبيه، عن عطاء، به. =

ص: 24

2117 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَخِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فِي جُلُودِ الْمَيْتَةِ، قَالَ:" إِنَّ دِبَاغَهُ قَدْ أَذْهَبَ بِخَبَثِهِ، أَوْ رِجْسِهِ، أَوْ نَجَسِهِ "(1).

2118 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ (2)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ طَافَ بِالْبَيْتِ عَلَى نَاقَتِهِ، يَسْتَلِمُ

= وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 445 عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري، عن عطاء مرسلاً. وسيأتي برقم (2927) و (2928) و (2958).

وقوله: "ممسك" أي: آخذ، وهذا كناية عن إكثاره الجهاد.

وقوله: "معتزل" أي: منفرد عن الناس يدل على جواز العزلة إذا خاف الفتنة من الخلطة.

(1)

حسن، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين غير أخي سالم بن أبي الجعد- واسمه عبد الله بن أبي الجعد فيما ذكره البيهقي عن أحمد بن علي الأصبهاني- فقد روى له النسائي حديثاً واحداً وابن ماجه حديثاً آخر، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن القطان: مجهول الحال، وقال الذهبي: وهو وإن كان قد وثق، فيه جهالة.

وأخرجه البيهقي 1/ 17 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. وقال: وهذا إسناد صحيح. وسيأتي برقم (2880).

وله طريق آخر صحيح عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أيما إهاب دبغ فقد طهر" تقدم برقم (1895).

(2)

وقع هذا الإسناد في النسخ المطبوعة من "المسند" وفي أصولنا الخطية عدا (ظ 9) و (ظ 14) هكذا: "حدثنا يزيد، أخبرنا مسعر بن كدام، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أخيه" كما في الحديث السابق، وهو خطأ كبير، والتصويب من (ظ 9) و (ظ 14)، و"أطراف المسند" 1/ ورقة 127.

ص: 25

الْحَجَرَ بِمِحْجَنِهِ، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ. وَقَالَ يَزِيدُ مَرَّةً: عَلَى رَاحِلَتِهِ يَسْتَلِمُ الْحَجَرَ (1).

2119 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ وَابْنَ عَبَّاسٍ، رَفَعَاهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" لَا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُعْطِيَ الْعَطِيَّةَ، فَيَرْجِعَ فِيهَا، إِلا الْوَالِدَ فِيمَا يُعْطِي وَلَدَهُ، وَمَثَلُ الَّذِي يُعْطِي الْعَطِيَّةَ، فَيَرْجِعُ فِيهَا، كَمَثَلِ الْكَلْبِ أَكَلَ حَتَّى إِذَا شَبِعَ قَاءَ، ثُمَّ رَجَعَ فِي قَيْئِهِ "(2).

(1) حديث صحيح، حجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، لكنه توبع.

وأخرجه الطبراني (12070) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الحكم، بهذا الإسناد. وابن أبي ليلى سيئ الحفظ، لكن تابعه الحجاج بن أرطاة، وانظر ما تقدم برقم (1841) من طريق عكرمة، وسيأتي حديث مقسم برقم (2227) بأطول مما هنا.

وأخرج البخاري (1607)، ومسلم (1272) من طريق الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت على راحلته يستلم الركن بمحجن، وانظر تمام تخريجه في "صحيح ابن حبان"(3829).

وقوله: "وبين الصفا والمروة" أي: وطاف على ناقته بين الصفا والمروة.

(2)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن شعيب، فقد روى له أصحاب السنن وهو صدوق.

وأخرجه أبو يعلى (2717)، والدارقطني 3/ 42 - 43 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 476، وأبو داود (3539)، وابن ماجه (2377)، والترمذي (1299) و (2132)، والنسائي 6/ 265 و 267 - 268، وابن الجارود (994)، والطحاوي =

ص: 26

2120 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ (1) وَابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ

فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2).

2121 -

حَدَّثَنِي يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِي يَأْتِي امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، أَنْ يَتَصَدَّقَ بِدِينَارٍ، أَوْ نِصْفِ دِينَارٍ (3).

= 4/ 79، وابن حبان (5123)، والحاكم 2/ 46، والبيهقي 6/ 179 و 180 من طرق عن حسين المعلم، به. وليس عند ابن ماجه قوله: "مثل الذي يعطي العطية

" وسيأتي برقم (2120) و (4810) و (5493)، وانظر (2250) و (2647).

وقوله: "لا يحل للرجل" قال السندي: ذكر النووي وغيره أن نفي الحل ليس بصريح في إفادة الحرمة، لأن الحل: هو استواء الطرفين فالمكروه يصدق عليه أنه ليس بحلال، وعلى هذا فهذا النفي يحتمل الحرمة والكراهة، والمعنى: أنه لا ينبغي له الرجوع، وهذا لا ينفي صحة الرجوع إذا رجع بمعنى أنه إذا رجع صار الموهوب ملكاً له وإن كان الفعل غير لائق.

(1)

قوله: "عن ابن عمر" تحرف في (م) إلى: عن عمرة.

(2)

إسناده حسن. وانظر ما قبله.

(3)

صحيح موقوفاً، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير مقسم، فمن رجال البخاري. سعيد: هو ابن أبي عروبة.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9105) من طريق عبدة، عن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي أيضاً (9104)، والبيهقي 1/ 315 من طريقين عن سعيد، عن قتادة، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن، عن مقسم، به.

وأخرجه الطبراني (12065)، والبيهقي 1/ 315 - 316 من طريق حماد بن الجعد، =

ص: 27

2122 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ. وَرَوَاهُ عَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ، مِثْلَهُ بِإِسْنَادِهِ (1).

2123 -

حَدَّثَنِي يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَعَنَ الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْمُتَرَجِّلاتِ مِنَ النِّسَاءِ، وَقَالَ:" أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ " فَأَخْرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فُلانًا، وَأَخْرَجَ عُمَرُ فُلانًا (2).

2124 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ الْأَخْنَسِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ اللهَ عز وجل، فَرَضَ الصَّلاةَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ:

= عن قتادة، عن الحكم، عن عبد الحميد، عن مقسم، به.

وصححه الحاكم 1/ 171 - 172 ووافقه الذهبي، وصححه غير واحد من الأئمة إلا أن الصواب وقفه على ابن عباس. وسيتكرر الحديث برقم (2843)، وانظر (2032).

(1)

هو مكرر ما قبله. وعبد الكريم أبو أمية: هو عبد الكريم بن أبي المخارق البصري ضعيف ويأتي حديثه برقم (3473). عبد الوهاب: هو ابن عطاء الخفاف.

وأخرجه البيهقي 1/ 315 من طريق عبد الوهاب، بهذا الإسناد. وانظر (2032).

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي السند على شرطهما. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّسْتُوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير.

وأخرجه الدارمي (2649) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (1982).

المخنث: من يُشبه خِلقة النساء في حركاته وكلامه وغير ذلك مأخوذ من التكسر في المشي وغيره، قال الحافظ: فإن كان من أصل الخلقة لم يكن عليه لوم وعليه أن يتكلف إزالةَ ذلك، وإن كان بقصد منه، وتكلف له، فهو المذموم، ويطلق عليه اسم مخنث سواء فعل الفاحشة أو لم يفعل.

قال الطبري: المعنى لا يجوز للرجل التشبه بالنساء في اللباس والزينة التي تختص بالنساء ولا العكس، قال الحافظ: وكذا في الكلام والمشي. "فتح الباري" 10/ 332.

ص: 28

عَلَى الْمُقِيمِ أَرْبَعًا، وَعَلَى الْمُسَافِرِ رَكْعَتَيْنِ، وَعَلَى الْخَائِفِ رَكْعَةً (1).

2125 -

حَدَّثَنِي يَزِيدُ - يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ -، أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ، حَتَّى ظَنَنْتُ - أَوْ حَسِبْتُ - أَنْ سَيَنْزِلُ عَلَيَّ فِيهِ قُرْآنٌ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، بكير بن الأخنس من رجاله، وباقي السند على شرطهما. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.

وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام"(226)، ومسلم (687)(5)، وأبو داود (1247)، وابن ماجه (1068)، والنسائي 1/ 226 و 3/ 168، وأبو يعلى (2346)، والطبري 5/ 248، وابن خزيمة (304) و (943) و (1346)، والطحاوي 1/ 309، وابن حبان (2868)، والطبراني (11041)، والبيهقي 3/ 135 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (11043) من طريق هشيم، عن الحارث الغنوي، عن بكير، به. وسيأتي برقم (2177) و (2293) و (3332).

وقوله: "وعلى الخائف ركعة" قال السندي: وهذا هو ظاهر قوله تعالى: {وإذا كنت فيهم} الآية في غير الإمام، وأخذ بظاهره طائفة كالحسن البصري، والضحاك، وإسحاق بن راهويه، والجمهورُ على أن صلاة الخوف والأمن سواء في عدد الركعات، وحملوا الحديث على أن المراد ركعة مع الإمام والأخرى يأتي بها منفرداً كما جاءت به الأحاديث في صلاة الخوف، وللأولين أن يقولوا: إن الإتمام سنة والواجب ركعة كظاهر القرآن، والله تعالى أعلم.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، التميمي- واسمه أرْبِدة البصري- في عداد المجهولين، فإنه لم يرو عنه غير أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، ولم يوثقه غير ابن حبان والعجلي، وشريك بن عبد الله- وهو النخعي القاضي، وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع. ولفظة "عليَّ" زيادة من (ظ 14). =

ص: 29

2126 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْكَعْبَةَ وَفِيهَا سِتُّ سَوَارٍ، فَقَامَ عِنْدَ كُلِّ سَارِيَةٍ وَلَمْ يُصَلِّ (1).

2127 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، قَالَتِ امْرَأَةٌ: هَنِيئًا لَكَ الْجَنَّةُ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ. فَنَظَرَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَظَرَ غَضْبَانَ فَقَالَ: " وَمَا يُدْرِيكِ؟ " قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَارِسُكَ وَصَاحِبُكَ، فَقَالَ

= وأخرجه أبو يعلى (2330) عن بشر بن الوليد الكندي، عن شريك بن عبد الله، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 171 عن وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، به. وسيأتي برقم (2573) و (2798) و (2893) و (3122) و (3152).

وله شاهد يتقوى به من حديث واثلة بن الأسقع عند أحمد 3/ 490.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح.

وأخرجه عبد بن حميد (633)، ومسلم (1331)، والطحاوي 1/ 389، وابن حبان (3207) من طريقين عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (11301) من طريق ليث، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت فكبر في نواحيه ودعا، ثم خرج فصلى خلف المقام.

وأخرجه البخاري (398)، والبغوي (448) من طريق ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم البيت دعا في نواحيه كلها ولم يصل حتى خرج منه، فلما خرج ركع ركعتين في قُبُل البيت وقال: هذه القبلة. وسيأتي برقم (2833)، وانظر (2562) و (3093).

ص: 30

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَاللهِ، إِنِّي لَرَسُولُ اللهِ، وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي " فَأَشْفَقَ النَّاسُ عَلَى عُثْمَانَ، فَلَمَّا مَاتَتْ زَيْنَبُ ابْنَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" الْحَقِي بِسَلَفِنَا الْخَيْرِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ " فَبَكَتِ النِّسَاءُ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَضْرِبُهُنَّ بِسَوْطِهِ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، وَقَالَ:" مَهْلًا يَا عُمَرُ " ثُمَّ قَالَ: " ابْكِينَ، وَإِيَّاكُنَّ وَنَعِيقَ الشَّيْطَانِ " ثُمَّ قَالَ: " إِنَّهُ مَهْمَا كَانَ مِنَ العَيْنِ وَالْقَلْبِ، فَمِنَ اللهِ، وَمِنَ الرَّحْمَةِ، وَمَا كَانَ مِنَ اليَدِ وَاللِّسَانِ، فَمِنَ الشَّيْطَانِ "(1).

2128 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَقَّتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا

(1) إسناده ضعيف، علي بن زيد -وهو ابن جدعان- ضعيف، ويوسف بن مهران، قال الميموني عن أحمد: لا يعرف، ولا أعرف أحداً روى عنه إلا ابن جدعان، وقال أبو داود: ليس يروي عن يوسف بن مهران إلا علي بن زيد، وقال أبو زرعة: ثقة، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ويذاكر به، وقال في "التقريب": وليس هو يوسف بن ماهك ذاك ثقة، وهذا لم يرو عنه إلا ابن جدعان وهو لين الحديث.

وأخرجه ابن سعد 3/ 398 - 399 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2694)، وابن سعد 3/ 398 - 399، والطبراني (8317) و (12931)، وأبو نعيم 1/ 105، والحاكم 3/ 190 من طرق عن حماد بن سلمة، به. وبعضهم يرويه مختصراً. وسيأتي برقم (3103).

وقوله: "هنيئاً لك الجنة عثمان بن مظعون" هو بتقدير حرف النداء، أي: يا عثمان بن مظعون، وقوله:"نظر غضبان" غير منصرف لكون مؤنثه غضبى، وقد جاء على قلة غضبانة أيضاً، ونعيق الشيطان: هو الصوت الذي يأمر به الشيطان ويرضى به.

والخَيْر- بالتخفيف-: الكثير الخير، كالخَير- بالتشديد-، وفَرَّق بينهما الليث بن نصر صاحب الخليل، فجعل الأولى في الدِّين والصلاح، والثانية في الجمال والوسامة.

ص: 31

الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ، وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنًا، وَقَالَ:" هُنَّ وَقْتٌ لِأَهْلِهِنَّ وَلِمَنْ مَرَّ بِهِنَّ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِنَّ - يُرِيدُ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ -، فَمَنْ كَانَ مَنْزِلُهُ مِنْ وَرَاءِ الْمِيقَاتِ، فَإِهْلالُهُ مِنْ حَيْثُ يُنْشِئُ، وَكَذَلِكَ فَكَذَلِكَ، حَتَّى أَهْلُ مَكَّةَ إِهْلَالُهُمْ مِنْ حَيْثُ يُنْشِئُونَ "(1).

2129 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ، حِينَ أَتَاهُ فَأَقَرَّ عِنْدَهُ بِالزِّنَى:" لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ أَوْ لَمَسْتَ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَنِكْتَهَا؟ " قَالَ: نَعَمْ. فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (2606)، والبخاري (1526) و (1529)، ومسلم (1181)(11)، وأبو داود (1738)، والنسائي 5/ 126، وابن خزيمة (2590)، والطبراني (10886)، والبيهقي 5/ 29، والبغوي (1859) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2240) و (2272) و (3065) و (3148).

وقوله: "يريد الحج والعمرة" قال السندي: ظاهره أن الإحرام على من يريد أحد النسكين لا من يريد مكة ومر بهذه المواقيت، وبه يقول الشافعي وفيه إشارة إلى أن هذه المواقيت مواقيت للحج والعمرة جميعاً لا للحج فقط، فيلزم أن تكون مكة لأهلها ميقاتاً للحج والعمرة جميعاً، لا أن مكة للحج والتنعيم للعمرة كما عليه الجمهور.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله وباقي السند على شرطهما.

وأخرجه عبد بن حميد (571) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (6824)، وأبو داود (4427)، والطبراني (11936)، والبيهقي 8/ 226 من طرق عن جرير بن حازم، به. وسيأتي برقم (2310) و (2433) و (2617) و (2998).

ص: 32

2130 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ أَبُو عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُقِيمَتْ صَلاةُ الصُّبْحِ، فَقَامَ رَجُلٌ يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ، فَجَذَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِثَوْبِهِ، فَقَالَ:" أَتُصَلِّي الصُّبْحَ أَرْبَعًا؟! "(1).

2131 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا} [النور: 4]، قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَهُوَ سَيِّدُ الْأَنْصَارِ: أَهَكَذَا أُنْزِلَتْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَلَا تَسْمَعُونَ إِلَى مَا يَقُولُ سَيِّدُكُمْ؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَا تَلُمْهُ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ غَيُورٌ، وَاللهِ مَا

(1) إسناده حسن، صالح بن رستم فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 253 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2736)، وابن حبان (2469)، والطبراني (11227)، والحاكم 1/ 307، والبيهقي 2/ 482 من طرق عن صالح بن رستم، به.

وأخرجه البزار (518) عن إبراهيم بن محمد التيمي، عن يحيى بن سعيد القطان، عن أبي عامر، عن أبي يزيد، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكر نحوه. وقال: رواه بعضهم عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس، ولا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا يحيى، عن أبي عامر. وسيأتي برقم (3329).

وفي الباب عن مالك بن بحينة عند البخاري (663)، ومسلم (711)، والنسائي 2/ 117.

ص: 33

تَزَوَّجَ امْرَأَةً قَطُّ إِلَّا بِكْرًا، وَمَا طَلَّقَ امْرَأَةً لَهُ قَطُّ، فَاجْتَرَأَ رَجُلٌ مِنَّا عَلَى أَنْ يَتَزَوَّجَهَا مِنْ شِدَّةِ غَيْرَتِهِ. فَقَالَ سَعْدٌ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّهَا حَقٌّ، وَأَنَّهَا مِنَ اللهِ، وَلَكِنِّي قَدْ تَعَجَّبْتُ أَنِّي لَوْ وَجَدْتُ لَكَاعًا قَدْ تَفَخَّذَهَا رَجُلٌ لَمْ يَكُنْ لِي أَنْ أَهِيجَهُ وَلَا أُحَرِّكَهُ، حَتَّى آتِيَ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ، فَوَاللهِ لَا آتِي بِهِمْ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ.

قَالَ: فَمَا لَبِثُوا إِلَّا يَسِيرًا، حَتَّى جَاءَ هِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ، وَهُوَ أَحَدُ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ تِيبَ عَلَيْهِمْ، فَجَاءَ مِنْ أَرْضِهِ عِشَاءً، فَوَجَدَ عِنْدَ أَهْلِهِ رَجُلًا، فَرَأَى بِعَيْنَيْهِ، وَسَمِعَ بِأُذُنَيْهِ، فَلَمْ يَهِجْهُ، حَتَّى أَصْبَحَ، فَغَدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي جِئْتُ أَهْلِي عِشَاءً، فَوَجَدْتُ عِنْدَهَا رَجُلًا، فَرَأَيْتُ بِعَيْنَيَّ، وَسَمِعْتُ بِأُذُنَيَّ. فَكَرِهَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا جَاءَ بِهِ، وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، وَاجْتَمَعَتِ الْأَنْصَارُ، فَقَالُوا: قَدِ ابْتُلِينَا بِمَا قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، الْآنَ يَضْرِبُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ، وَيُبْطِلُ شَهَادَتَهُ فِي الْمُسْلِمِينَ. فَقَالَ هِلَالٌ: وَاللهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِي مِنْهَا مَخْرَجًا، فَقَالَ هِلَالٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ أَرَى مَا اشْتَدَّ عَلَيْكَ مِمَّا جِئْتُ بِهِ، وَاللهُ يَعْلَمُ إِنِّي لَصَادِقٌ.

فَوَاللهِ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ أَنْ يَأْمُرَ بِضَرْبِهِ إِذْ نَزَلَ (1) عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْوَحْيُ، وَكَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ عَرَفُوا ذَلِكَ فِي تَرَبُّدِ جِلْدِهِ، يَعْنِي، فَأَمْسَكُوا عَنْهُ حَتَّى فَرَغَ مِنَ الوَحْيِ، فَنَزَلَتْ:{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ} [النور: 6]،

(1) في (م): إذا أنزل الله.

ص: 34

الْآيَةَ كُلَّها، فَسُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" أَبْشِرْ يَا هِلَالُ، فَقَدْ جَعَلَ اللهُ لَكَ فَرَجًا وَمَخْرَجًا " فَقَالَ هِلَالٌ: قَدْ كُنْتُ أَرْجُو ذَاكَ مِنْ رَبِّي عز وجل. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَرْسِلُوا إِلَيْهَا " فَأَرْسَلُوا إِلَيْهَا، فَجَاءَتْ، فَتَلَاهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِمَا، وَذَكَّرَهُمَا، وَأَخْبَرَهُمَا أَنَّ عَذَابَ الْآخِرَةِ أَشَدُّ مِنْ عَذَابِ الدُّنْيَا، فَقَالَ هِلَالٌ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ صَدَقْتُ عَلَيْهَا. فقالَتْ: كَذَبَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَاعِنُوا بَيْنَهُمَا " فَقِيلَ لِهِلَالٍ: اشْهَدْ. فَشَهِدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ، فَلَمَّا كَانَ فِي الْخَامِسَةِ، قِيلَ: يَا هِلَالُ، اتَّقِ اللهَ، فَإِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ، وَإِنَّ هَذِهِ الْمُوجِبَةُ الَّتِي تُوجِبُ عَلَيْكَ الْعَذَابَ. فَقَالَ: لَا وَاللهِ لَا يُعَذِّبُنِي اللهُ عَلَيْهَا، كَمَا لَمْ يَجْلِدْنِي عَلَيْهَا. فَشَهِدَ فِي الْخَامِسَةِ: أَنَّ لَعْنَةَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الكَاذِبِينَ. ثُمَّ قِيلَ لَهَا: اشْهَدِي أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللهِ: إِنَّهُ لَمِنَ الكَاذِبِينَ. فَلَمَّا كَانَتِ الْخَامِسَةُ قِيلَ لَهَا: اتَّقِ اللهَ فَإِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ، وَإِنَّ هَذِهِ الْمُوجِبَةُ الَّتِي تُوجِبُ عَلَيْكِ الْعَذَابَ. فَتَلَكَّأَتْ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَتْ: وَاللهِ لَا أَفْضَحُ قَوْمِي. فَشَهِدَتْ فِي الْخَامِسَةِ: أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ، فَفَرَّقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُمَا، وَقَضَى أَنْ لَا يُدْعَى وَلَدُهَا لِأَبٍ، وَلَا تُرْمَى هِيَ بِهِ وَلَا يُرْمَى وَلَدُهَا، وَمَنْ رَمَاهَا أَوْ رَمَى وَلَدَهَا، فَعَلَيْهِ الْحَدُّ، وَقَضَى أَنْ لَا بَيْتَ لَهَا عَلَيْهِ، وَلَا قُوتَ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمَا يَتَفَرَّقَانِ مِنْ غَيْرِ طَلَاقٍ، وَلَا مُتَوَفًّى عَنْهَا، وَقَالَ:" إِنْ جَاءَتْ بِهِ أُصَيْهِبَ، أُرَيْسِحَ، حَمْشَ السَّاقَيْنِ، فَهُوَ لِهِلَالٍ، وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَوْرَقَ جَعْدًا، جُمَالِيًّا، خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ، سَابِغَ الْأَلْيَتَيْنِ، فَهُوَ لِلَّذِي رُمِيَتْ بِهِ " فَجَاءَتْ بِهِ أَوْرَقَ، جَعْدًا، جُمَالِيًّا، خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ، سَابِغَ

ص: 35

الْأَلْيَتَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَوْلَا الْأَيْمَانُ، لَكَانَ لِي وَلَهَا شَأْنٌ ".

قَالَ عِكْرِمَةُ: " فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أَمِيرًا عَلَى مِصْرٍ، وَكَانَ يُدْعَى لِأُمِّهِ وَمَا يُدْعَى لِأَبٍ "(1).

2132 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلامٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِينَاءَ

(1) حديث حسن، عباد بن منصور- وإن كان فيه ضعف من جهة حفظه- قد توبع على بعضه، وقد صرح بالسماع عند الطيالسي والطبري والبيهقي، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه الطيالسي (2667)، وأبو داود (2256)، وأبو يعلى (2740) و (2741)، والطبري 18/ 82 - 83، والبيهقي 7/ 349 من طرق عن عباد بن منصور، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه مختصراً البخاري (4747)، وأبو داود (2254)، والترمذي (3179)، وابن ماجه (2067)، والبيهقي 7/ 393 - 394 من طرق عن محمد بن بشار، عن ابن أبي عدي، عن هشام بن حسان، عن عكرمة، عن ابن عباس.

وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (12444) عن معمر، والطبري 18/ 82 عن يعقوب بن إبراهيم، عن إسماعيل ابن علية، كلاهما عن أيوب، عن عكرمة مرسلاً. وسيأتي مختصراً برقم (2199) و (2468) و (3339).

وانظر ما سيأتي عند أحمد برقم (3106) من طريق القاسم بن محمد عن ابن عباس.

وفي الباب عن أنس بن مالك عند مسلم (1496)، والنسائي في "الكبرى"(5662) و (5663)، والطحاوي 3/ 101 و 102.

لكاعاً: اللكعاء في الأصل: الأمة، ثم أطلقت على المرأة المستحقرة المذمومة الساقطة. تفخَّذها رجل: كناية عن الجماع. تربَّد جلده: أي تغيُّره إلى الغُبرة. فتلكأت: أي: توقفت. أصيهب: تصغير الأصهب، وهو الذي تعلو شعره حمرة مع اسوداد. أريسح: تصغير الأرسح، وهو الخفيف الأليتين. أورق: أي أسمر. جمالياً: أي ضخم الأعضاء تام الأوصال، كأنه جمل. خدلج الساقين: أي عظيمهما.

ص: 36

عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ، وَهُوَ عَلَى أَعْوَادِ الْمِنْبَرِ:" لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عز وجل عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَلَيُكْتَبَنَّ مِنَ الغَافِلِينَ "(1).

2133 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ بِوَلَدِهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ بِهِ لَمَمًا، وَإِنَّهُ يَأْخُذُهُ عِنْدَ طَعَامِنَا، فَيُفْسِدُ عَلَيْنَا طَعَامَنَا. قَالَ: فَمَسَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَدْرَهُ، وَدَعَا لَهُ، فَثَعَّ ثَعَّةً، فَخَرَجَ مِنْ فِيهِ مِثْلُ الْجَرْوِ الْأَسْوَدِ، فَشُفِيَ (2).

(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحح ويحيى بن أبي كثير- وإن كانت روايته عن أبي سلام من كتاب- قد توبع، وقد رواه أيضاً كما سيأتي برقم (2290) عن زيد بن سلام، عن جده أبي سلام، وقد ثبَّت الإمام أحمد وأبو حاتم سماعه من زيد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 154، وابن حبان (2785) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2735) عن هشام، به.

وأخرجه ابن ماجه (794) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن الحكم بن ميناء، به. وسيأتي برقم (2290) و (3099) و (3100) و (5560).

وقوله: "عن ودعهم الجمعات" قال في "النهاية": أي عن تركهم إياها والتخلف عنها، يقال: ودع الشيء يدعه ودعاً: إذا تركه، والنحاة يقولون: إن العرب أماتوا ماضي "يدع" ومصدره، واستغنوا عنه بتَرَكَ، والنبي صلى الله عليه وسلم أفصح، وإنما يحمل قولهم على قلة استعمالها، فهو شاذ في الاستعمال صحيح في القياس.

(2)

إسناده ضعيف، فرقد السَّبَخي: هو فرقد بن يعقوب السبخي قال البخاري: في =

ص: 37

2134 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّ أُخْتَهُ نَذَرَتْ أَنْ تَمْشِيَ إِلَى الْبَيْتِ، وَشَكَا إِلَيْهِ ضَعْفَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْ نَذْرِ أُخْتِكَ، فَلْتَرْكَبْ وَلْتُهْدِ بَدَنَةً "(1).

= حديثه مناكير، وقال أحمد وأبو حاتم: ليس بالقوي، وقال يحيى القطان: ما تعجبني الرواية عنه، وضعفه ابن سعد وابن المديني والنسائي ويعقوب بن شيبة وغيرهم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 50، والدارمي (19)، والطبراني (12460)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"(395) من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2288) و (2418).

ثع: أي قاء، والثّع: القيء، والثعة: المرة الواحدة.

وقوله: "فشفي" في (ظ 9) و (ظ 14): فسعى، والمثبت من (م) وعامة الأصول الخطية.

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي السند على شرطهما. بهز: هو بهز بن أسد العمي.

وأخرجه الدارمي (2335)، وأبو داود (3296)، والطبراني (11828)، والبيهقي 10/ 79 من طرق عن همام، به. ولفظه عند الدارمي وأبي داود:"ولتهد هدياً".

وأخرجه أبو داود (3297)، والطبراني (11829)، والبيهقي 10/ 79 من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، به. إلا أنه لم يذكر فيه الهدي.

وأخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته"(29)، ومن طريقه أبو داود (3303)، والبيهقي 10/ 79 عن مطر الوراق، عن عكرمة، به. وذكر فيه الهَدْي.

وأخرجه بنحوه عبد بن حميد (580)، والحاكم 4/ 302 من طريق أبي سعد البقال، والطبراني (11949) من طريق خالد الحذاء، كلاهما عن عكرمة، به. وليس فيه ذِكرٌ للهَدْي. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.

وأخرجه أبو داود (3298)، والبيهقي 10/ 79 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن عكرمة مرسلاً. وسيأتي برقم (2139) و (2278) و (2834)، وانظر (2828).

وسيأتي الحديث عن عقبة بن عامر نفسه في مسنده 4/ 143. =

ص: 38

2135 -

حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا حَاجِبُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَمِّي الْحَكَمُ بْنُ الْأَعْرَجِ، قَالَ: أَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ عِنْدَ زَمْزَمَ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، وَكَانَ نِعْمَ الْجَلِيسُ، فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ يَوْمِ عَاشُورَاءَ. قَالَ: عَنْ أَيِّ بَالِهِ تَسْأَلُ؟ قُلْتُ: عَنْ صَوْمِهِ، أَيُّ يَوْمٍ أَصُومُهُ؟ قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ هِلالَ الْمُحَرَّمِ فَاعْدُدْ، فَإِذَا أَصْبَحْتَ مِنْ تَاسِعَةٍ، فَأَصْبِحْ مِنْهَا صَائِمًا. قُلْتُ: أَكَذَاكَ كَانَ يَصُومُهُ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ (1).

2136 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثًا قَالَ: سَمِعْتُ طَاوُوسًا يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" عَلِّمُوا، وَيَسِّرُوا، وَلا تُعَسِّرُوا، وَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْكُتْ "(2).

= قال السندي: وفي هذا الحديث دليل على أن من نذر المشي في الحج فلم يقدر عليه يجب عليه بدنة.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه عبد بن حميد (669) و (670)، وأبو داود (2446)، وابن خزيمة (2098)، والطحاوي 2/ 75، وابن حبان (3633)، والبيهقي 4/ 287 من طرق عن حاجب، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2214) و (2540) و (3212) و (3393).

قال البيهقي في "سننه" 4/ 287: وكأنه رضي الله عنه أراد صومه مع العاشر، وأراد بقوله في الجواب:"نعم" ما روي من عزمه صلى الله عليه وسلم على صومه، والذي يبين هذا

فذكر حديث ابن عباس موقوفاً: "صوموا التاسع والعاشر وخالفوا اليهود"، وحديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لئن بقيت لآمرنَّ بصيام يوم قبله أو يوم بعده". انظر ما سلف برقم (1971).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ليث- وهو ابن أبي سليم- رمي بالاختلاط. =

ص: 39

2137 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ (1)، قَالَ: سَمِعْتُ الْمِنْهَالَ بْنَ عَمْرٍو، يُحَدِّثُ، عَنْ سَعَيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَعُودُ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ، فَيَقُولُ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَسْأَلُ اللهَ الْعَظِيمَ، رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ، إِلا عُوفِيَ "(2).

= وأخرجه الطيالسي (2608)، والطبراني (10951)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(8286) من طريقين عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 532 و 9/ 60، والبخاري في "الأدب المفرد"(245) و (1320)، والبزار (152 و 153 - كشف الأستار)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1572، والبيهقي في "الشعب"(8287) و (8288)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(764) من طرق عن ليث، به. وسيأتي برقم (2556) و (3448).

وقوله: "علموا ويسروا ولا تعسروا" يشهد له حديث أنس عند البخاري (69)، ومسلم (1734) بلفظ:"يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا".

وقوله: "إذا غضب أحدكم فليسكت" تكرر في (ظ 9) و (ظ 14) ثلاث مرات، وقد ذكر له بعض من يتقن صناعة الحديث في عصرنا في "صحيحته" 3/ 364 شاهداً من حديث أبي هريرة ونسبه إلى ابن شاهين في "الفوائد" ورقة 112/ 1 من طريق إسماعيل بن حفص الأُبُلِّي، حدثنا أَبو بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رفعه "إذا غضبت فاسكت" وحسن إسناده، والعهدة عليه فإنه لم يذكر أول السند.

(1)

تحرف في (م) إلى: زيد بن خالد.

(2)

حديث صحيح، يزيد أبو خالد- وهو يزيد بن عبد الرحمن الدالاني- وإن كان فيه كلام قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير المنهال بن عمرو، فمن رجال البخاري.

وأخرجه الحاكم 4/ 213 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. =

ص: 40

2138 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: أُرَاهُ رَفَعَهُ - قَالَ: " مَنْ عَادَ مَرِيضًا فَقَالَ أَسْأَلُ اللهَ الْعَظِيمَ، رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ، سَبْعَ مَرَّاتٍ، شَفَاهُ اللهُ إِنْ كَانَ قَدْ أُخِّرَ " يَعْنِي فِي أَجَلِهِ (1).

= وأخرجه الترمذي (2083)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1048)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(544) من طريق محمد بن جعفر، به.

وأخرجه أبو داود (3106)، والحاكم 1/ 432 و 4/ 416 من طريقين عن شعبة، به.

وأخرجه الحاكم 1/ 342 و 4/ 416 من طريقين عن يزيد الدالاني، به.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1114) من طريق حجاج بن نصير، عن شعبة، عن يزيد بن عبد الرحمن الدالاني، عن منهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن عباس.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(1045) و (1046) و (1047)، وابن حبان (2978)، والطبراني في "الدعاء"(1115) و (1116) و (1117) و (1118) و (1119) و (1120)، والحاكم 1/ 343 و 4/ 213 من طرق عن المنهال بن عمرو، به. وسيأتي برقم (2182). وانظر ما بعده.

(1)

حديث صحيح، حجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، لكنه متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير المنهال بن عمرو، فمن رجال البخاري. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وعبد الله بن الحارث: هو الأنصاري البصري نسيب ابن سيرين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 46 - 47 و 10/ 314، وعبد بن حميد (718)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1044) من طريقين عن حجاج بن أرطاة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1114) من طريق حجاج بن نصير، عن شعبة، عن يزيد بن عبد الرحمن الدالاني، عن المنهال بن عمرو، به. =

ص: 41

قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: وَحَدَّثَنَاهُ يَزِيدُ لَمْ يَشُكَّ فِي رَفْعِهِ، وَوَافَقَهُ عَلَى الْإِسْنَادِ.

2139 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ أَنَّ أُخْتَهُ نَذَرَتْ أَنْ تَمْشِيَ إِلَى الْبَيْتِ، قَالَ:" مُرْ أُخْتَكَ أَنْ تَرْكَبَ، وَلْتُهْدِ بَدَنَةً "(1).

2140 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ، فَمَاتَتْ، فَأَتَى أَخُوهَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: " أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ عَلَى أُخْتِكَ دَيْنٌ،

= وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(536) عن أحمد بن عيسى، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن عبد ربه بن سعيد، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن عباس.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(1043) عن وهب بن بيان، والحاكم 4/ 213 من طريق بحر بن نصر، كلاهما عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن عبد ربه بن سعيد، عن المنهال بن عمرو وسعيد بن جبير، عن عبد الله بن الحارث، به.

وأخرجه ابن حبان (2975) من طريق حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن عبد ربه بن سعيد، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن الحارث، به. وسيأتي برقم (3298).

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. يزيد: هو ابن هارون، وهمام: هو ابن يحيى بن دينار العَوذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.

وأخرجه الطحاوي 3/ 131 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (2134).

ص: 42

أَكُنْتَ قَاضِيَهُ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " فَاقْضُوا اللهَ عز وجل، فَهُوَ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ " (1).

2141 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَرَوْحٌ، قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ؛ قَالَ رَوْحٌ: سَمِعْتُ مُسْلِمًا الْقُرِّيَّ، قَالَ مُحَمَّدٌ: عَنْ مُسْلِمٍ الْقُرِّيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: أَهَلَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْعُمْرَةِ، وَأَهَلَّ أَصْحَابُهُ بِالْحَجِّ - قَالَ رَوْحٌ: أَهَلَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ بِالْحَجِّ - فَمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ أَحَلَّ، وَكَانَ مِمَّنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ طَلْحَةُ، وَرَجُلٌ آخَرُ، فَأَحَلاَّ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس.

وأخرجه النسائي 5/ 116 وابن خزيمة (3041) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2621)، والدارمي (1768) و (2332)، والبخاري (6699)، وابن الجارود (501) و (944)، وابن خزيمة (3041)، والطبراني (12443)، والبيهقي 5/ 179، والبغوي (1855) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه البخاري (1852) و (7315)، والطبراني (12444)، والبيهقي 4/ 335 من طريق أبي عوانة، عن أبي بشر، به، ولفظه: أن امرأة من جهينة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت أفاحج عنها؟ قال: "نعم حجي عنها

".

وأخرجه الطبراني (12512) من طريق ليث، عن عبد الملك بن سعيد بن جبير، عن أبيه، به. وسيأتي برقم (3224)، وانظر (2266).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مسلم القُري، نسبة إلى قُرة حيٍّ من عبد القيس- وهو مسلم بن مخراق العبدي- فمن رجال مسلم. روح: هو ابن عبادة القيسي. =

ص: 43

2142 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ الْمُجَبِّرِ التَّيْمِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَاهُ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا قَتَلَ رَجُلًا مُتَعَمِّدًا؟ قَالَ: {جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: 93]، قَالَ: لَقَدْ أُنْزِلَتْ فِي آخِرِ مَا نَزَلَ، مَا نَسَخَهَا شَيْءٌ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَا نَزَلَ وَحْيٌ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا، ثُمَّ اهْتَدَى؟ قَالَ: وَأَنَّى لَهُ بِالتَّوْبَةِ، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ: رَجُلٌ قَتَلَ رَجُلًا مُتَعَمِّدًا، يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ آخِذًا قَاتِلَهُ بِيَمِينِهِ، أَوْ بِيَسَارِهِ، وَآخِذًا رَأْسَهُ بِيَمِينِهِ، أَوْ بِشِمَالِهِ، تَشْخَبُ أَوْدَاجُهُ دَمًا فِي قُبُلِ الْعَرْشِ، يَقُولُ: يَا رَبِّ، سَلْ عَبْدَكَ فِيمَ قَتَلَنِي؟ "(1).

= وأخرجه مسلم (1239)(197)، والنسائي 5/ 181 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1239)(196)، وأبو داود (1804)، والبيهقي 5/ 18 من طريق معاذ بن معاذ، عن شعبة، به. ووافق معاذٌ محمدَ بن جعفر أنه عليه السلام أهلّ بالعمرة.

وأخرجه البيهقي 5/ 18 من طريق روح، عن شعبة، به. وتابع روحاً عن شعبة في أنه عليه السلام أهلَّ بالحج الطيالسيُّ (2763) ومن طريقه أخرجه الطحاوي 2/ 141، والبيهقي 5/ 18. وانظر (2152) و (2274) و (2360) و (2641).

(1)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن المُجَبِّر- وهو يحيى بن عبد الله بن الحارث الكوفي- ضعفه ابن معين وأبو حاتم والنسائي، وقال أحمد وابن عدي: ليس به بأس، وقال الدارقطني: يعتبر به.

وأخرجه الحميدي (488)، وعبد بن حميد (680)، والطبري 5/ 218 من طرق عن يحيى بن المجبر، بهذا الإسناد، وبعضهم يزيد فيه على بعض. =

ص: 44

2143 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى أَبِي عُمَرَ (1)، قَالَ: ذَكَرُوا النَّبِيذَ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُنْبَذُ لَهُ فِي السِّقَاءِ - قَالَ شُعْبَةُ: مِثْلَ لَيْلَةِ الاثْنَيْنِ - فَيَشْرَبُهُ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَالثُّلاثَاءِ إِلَى الْعَصْرِ، فَإِنْ فَضَلَ مِنْهُ شَيْءٌ سَقَاهُ الْخُدَّامَ، أَوْ صَبَّهُ. قَالَ شُعْبَةُ: وَلا أَحْسِبُهُ إِلا قَالَ: وَيَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ إِلَى الْعَصْرِ، فَإِنْ فَضَلَ مِنْهُ شَيْءٌ سَقَاهُ الْخُدَّامَ، أَوْ صَبَّهُ (2).

2144 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - قَالَ: رَفَعَهُ أَحَدُهُمَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَدُسُّ فِي فَمِ فِرْعَوْنَ الطِّينَ، مَخَافَةَ أَنْ يَقُولَ: لَا إِلَهَ إِلا اللهُ "(3).

= وقد تقدم مختصراً برقم (1941) بإسناد صحيح على شرط مسلم.

وقوله: "وأنى له بالتوبة" الباء زائدة.

(1)

وقع في (م) وأكثر الأصول الخطية: يحيى بن أبي عمر، وهو خطأ، والمثبت من (ظ 9) و (ظ 14) و"أطراف المسند" 1/ ورقة 128، ومن الإسنادين السالفين برقم (1963) و (2068).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى أبي عمر- وهو يحيى بن عبيد البهراني- فمن رجال مسلم.

وأخرجه مسلم (2004)(80) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (1963).

(3)

صحيح موقوفاً على ابن عباس، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عطاء بن السائب متابِع عدي بن ثابت، فقد روى له أصحاب السنن وهو صدوق، وشعبة روى عنه =

ص: 45

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قبل الاختلاط.

وأخرجه الطبري 11/ 163، وابن حبان (6215) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2618)، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان"(9393)، وأخرجه الترمذي (3108) من طريق خالد بن الحارث، والبيهقي (9392) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، ثلاثتهم (الطيالسي وخالد وهاشم) عن شعبة، به. رواية الطيالسي مرفوعة، وقال في آخرها:"مخافة أن تدركه الرحمة"، وزاد الترمذي في آخره:"فيرحمه الله" وقال: حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وفي رواية أبي النضر عند البيهقي: أحدهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أو كلاهما.

وأخرجه الحاكم 2/ 340، وعنه البيهقي في "شعب الإيمان"(9391) من طريق النضر بن شميل، عن شعبة، عن عدي بن ثابت، به مرفوعاً. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، وقال: إلا أن أكثر أصحاب شعبة أوقفوه، ووافقه الذهبي.

وأخرجه الطبري 11/ 163 من طريق حكام، عن شعبة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لما قال فرعون: لا إله إلا الله، جعل جبريل يحشو في فيه الطين والتراب".

وأخرجه الطبري 11/ 163 من طريق عمرو بن محمد العنقزي، عن شعبة، عن عطاء بن السائب، عن عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، به مرفوعاً.

وأخرجه أيضاً 11/ 164 عن سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن شعبة، عن عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، به موقوفاً.

وأخرجه أيضاً 11/ 164 من طريق عمر بن يعلى، عن سعيد بن جبير، به موقوفاً.

وسيتكرر برقم (3154)، وسيأتي من طريق آخر عن ابن عباس برقم (2203).

وفي الباب عن أبي هريرة، أخرجه ابن جرير 11/ 163 والبيهقي في "شعب الإيمان"(9390) من طريق كثير بن زاذان (وهو مجهول)، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "قال لي جبريل: يا محمد، لو رأيتني وأنا أغطُّه وأدسُّ من الحال =

ص: 46

2145 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" فِي السَّلَفِ فِي حَبَلِ الْحَبَلَةِ رِبًا "(1).

2146 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبٍ - يَعْنِي ابْنَ الشَّهِيدِ -، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: شَهِدْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَتَذْكُرُ حِينَ اسْتَقْبَلْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ جَاءَ مِنْ سَفَرٍ؟ " فَقَالَ: نَعَمْ، فَحَمَلَنِي وَفُلانًا - غُلامًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ - وَتَرَكَكَ (2).

= في فيه، مخافة أن تدركه رحمة الله فيغفر له" يعني فرعون. وذكر الهيثمي في "المجمع" 7/ 36 نحوه عن أبي هريرة مرفوعاً، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه قيس بن الربيع، وثقه شعبة والثوري، وضعفه جماعة.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه النسائي 7/ 293 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. ويأتي برقم (2645) بلفظ:"نهى عن حَبَل الحَبَلَة".

قوله: "في حبل الحبلة"، قال السندي في حاشيته على النسائي: هما بفتحتين، ومعناهما: محبول المحبولة في الحال على أنهما مصدران أريد بهما المفعول، والتاء في الثاني للإشارة إلى الأنوثة، والسلفُ فيه: هو أن يسلم المشتري الثمن إلى رجل عنده ناقة حبلى، ويقول: إذا ولدت هذه الناقة ثم ولدت التي في بطنها، فقد اشتريت منك ولدها بهذا الثمن، فهذه المعاملة شبيهة بالربا لكونها حراماً كالربا من حيث إنه بيعُ ما ليس عند البائع، وهو لا يقدر على تسليمه، ففيه غَرَرٌ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وانظر ما تقدم برقم (1472) من حديث عبد الله بن جعفر، فهو الغلام الثالث الذي من بني هاشم.

ص: 47

2147 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَدْخُلُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ يَنْظُرُ بِعَيْنِ شَيْطَانٍ، أَوْ بِعَيْنَيْ شَيْطَانٍ " قَالَ: فَدَخَلَ رَجُلٌ أَزْرَقُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، عَلامَ سَبَبْتَنِي - أَوْ شَتَمْتَنِي، أَوْ نَحْوَ هَذَا -؟ قَالَ: وَجَعَلَ يَحْلِفُ، قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي الْمُجَادَلَةِ: {وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [المجادلة: 14]، وَالْآيَةُ الْأُخْرَى (1).

2148 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ فِي الدَّجَّالِ: " أَعْوَرُ هِجَانٌ

(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك- وهو ابن حرب- فمن رجال مسلم، وهو صدوق.

وأخرجه البزار (2270 - كشف الأستار)، وابن جرير الطبري 28/ 23، والطبراني (12309) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2407) و (2408) و (3277).

وقوله: "فقال: يا محمد علام سببتني" كذا جاء في جميع الأصول وكذلك هو في "مسند البزار"، وزيادة "يا محمد"- كما قال الشيخ أحمد شاكر- خطأ ينافي السياق، فإن الذي نسب إليه السب والشتم هنا هو المنافق الأزرق، ورسول الله يسأله ويتهمه وهو يحلف كاذباً يتبرأ من التهمة، وقد جاء في "تفسير الطبري" على الصواب بإسقاط هذه الزيادة، وسيأتي على الصواب أيضاً عند أحمد (2407) من طريق زهير، و (3277) من طريق إسرائيل، كلاهما عن سماك بن حرب، به. وأشار في هامش (ظ 14) إلى خطئها.

وقوله: "ينظر بعين شيطان" قال السندي: كناية عن كونه شيطاناً، أو المراد أن عينه في النظر تتبع أمر الشيطان، فأضيفت إلى الشيطان للملابسة.

ص: 48

أَزْهَرُ، كَأَنَّ رَأْسَهُ أَصَلَةٌ، أَشْبَهُ النَّاسِ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ، فَإِمَّا هَلَكَ الْهُلَّكُ، فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ " (1).

قَالَ شُعْبَةُ: فَحَدَّثْتُ بِهِ قَتَادَةَ، فَحَدَّثَنِي بِنَحْوٍ مِنْ هَذَا.

2149 -

حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ،

(1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح، سماك وإن كانت روايته عن عكرمة فيها اضطراب، قد توبع.

وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص 43 - 44 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2678)، وابن حبان (6796)، والطبراني (11711) من طرق عن شعبة، به. وليس عند أحد منهم قول شعبة:"فحدثت به قتادة، فحدثني بنحو من هذا".

وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 15/ 132، والطبراني (11712) من طريق زائدة بن قدامة، والطبراني (11713) من طريق عبد الرزاق، عن الثوري، كلاهما عن سماك، به.

وأخرجه الطبراني (11843) من طريق هشام بن عمار، عن الوليد بن مسلم، عن شيبان، عن قتادة، عن عكرمة، بنحوه. وسيأتي برقم (2852).

والهجان: الأبيض، ويقع على الواحد والاثنين والجميع والمؤنث بلفظ واحد.

والأزهر: الأبيض المستنير. والأَصَلة بفتحات: الأفعى، وقيل: هي الحية العظيمة الضخمة، والعرب تشبه الرأس الصغير الكثير الحركة برأس الحية. وعبد العزى بن قطن، بفتح القاف والطاء: رجل من بني المصطلق من خُزاعة، قال الزهري: هلك في الجاهلية. و"إما" هي إن الشرطية وما الزائدة. فأدغمت نون إن الشرطية في ميم "ما" الزائدة. والهُلَّك: جمع هالك، قال ابن الأثير: أي: فإن هلك به ناس جاهلون وضلُّوا، فاعلموا أن الله ليس بأعور.

ص: 49

إِنِّي شَيْخٌ كَبِيرٌ عَلِيلٌ، يَشُقُّ عَلَيَّ الْقِيَامُ، فَأْمُرْنِي بِلَيْلَةٍ لَعَلَّ اللهَ يُوَفِّقُنِي فِيهَا لِلَيْلَةِ الْقَدْرِ. قَالَ:" عَلَيْكَ بِالسَّابِعَةِ "(1).

2150 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، فَاخْتَبَأْتُ مِنْهُ خَلْفَ بَابٍ، فَدَعَانِي، فَحَطَأَنِي حَطْأَةً، ثُمَّ بَعَثَ بِي إِلَى مُعَاوِيَةَ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الطبراني (11836)، والبيهقي 4/ 312 - 313 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي 4/ 312 - 313 من طريق معاذ بن هشام، به.

وقوله: "عليك بالسابعة"، أي: لسبع مضين بعد العشرين.

(2)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حمزة- واسمه عمران بن أبي عطاء القصاب- فقد روى له مسلم حديثاً واحداً، هو هذا، ووثقه ابن معين وابن نمير، وقال أحمد: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ولينه أبو زرعة، وقال أبو حاتم والنسائي: ليس بالقوي، وضعفه أبو داود.

وأخرجه مسلم (2604) من طريقين عن شعبة، بهذا الإِسناد مطولاً.

وأخرجه الطيالسي (2746) عن هشام وأبي عوانة، عن أبي حمزة، بنحوه مختصراً.

وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 3/ 299 من طريق أبي عوانة، عن أبي حمزة، به.

وقال: عمران بن أبي عطاء أبو حمزة عن ابن عباس لا يتابع على حديثه ولا يُعرف إلا به (يعني هذا الحديث). وسيأتي برقم (2651) و (3104) و (3131).

والحَطْء: الدفع بالكف، يقال: حطأه يحطؤه حطأً: إذا دفعه بكفه، وقيل: لا يكون الحطء إلا ضربة بالكف بين الكتفين. وقوله: "فحطأني حطأة" لم يرد في (ظ 9) و (ظ 14).

ص: 50

2151 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يُرِيدُ أَنْ يُفْطِرَ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يُرِيدُ أَنْ يَصُومَ، وَمَا صَامَ شَهْرًا مُتَتَابِعًا غَيْرَ رَمَضَانَ مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ (1).

2152 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: أَهَلَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْحَجِّ فَلَمَّا قَدِمَ طَافَ بِالْبَيْتِ، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَلَمْ يُقَصِّرْ، وَلَمْ يُحِلَّ مِنْ أَجْلِ الْهَدْيِ، وَأَمَرَ مَنْ لَمْ يَكُنْ سَاقَ الْهَدْيَ أَنْ يَطُوفَ، وَأَنْ يَسْعَى وَيُقَصِّرَ، أَوْ يَحْلِقَ، ثُمَّ يُحِلَّ (2).

2153 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس.

وأخرجه مسلم تحت رقم (1157)(178)، وابن ماجه (1711)، والنسائي 4/ 199 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (1998).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد- وهو القرشي الهاشمي مولاهم الكوفي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وللحديث طرق أخرى يصح بها، انظر (2141) و (2274) و (2360) و (2641).

وأخرجه الطبراني (11118) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (1792)، وأبو يعلى (2474)، والطبراني (11118) من طريق هشيم، به. وسيتكرر برقم (3128)، وانظر (2287).

قال السندي: وحاصل الحديث أنه أمر من لم يسق الهدي بالفسخ، وبقي هو محرماً لأجل الهدي، وظاهره أن سوق الهدي يوجب بقاءه محرماً كما يقول به علماؤنا الحنفية.

ص: 51

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِقِدْرٍ، فَأَخَذَ مِنْهَا عَرْقًا أَوْ كَتِفًا، فَأَكَلَهُ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (1).

2154 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ؛ صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا، أَوْ بَعْدَهُ يَوْمًا "(2).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر الجعفي، وقد سلف معناه (2002) بأسانيد صحاح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 47 - 48، والطبراني (10741) من طريق هشيم، بهذا الإسناد. ووقع عند ابن أبي شيبة:"ثم تمضمض ولم يتوضأ".

والعرق بفتح العين وسكون الراء: العظم الذي يبقى عليه شيء من اللحم.

(2)

إسناده ضعيف، ابن أبي ليلى- واسمه محمد بن عبد الرحمن- سيئ الحفظ، وداود بن علي- وهو ابن عبد الله بن عباس الهاشمي- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطئ، وقال الإِمام الذهبي: وليس حديثه بحجة.

وأخرجه ابن خزيمة (2095)، وابن عدي 3/ 956، والبيهقي 4/ 287 من طريق هشيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (1052 - كشف الأستار)، والطحاوي 2/ 78 من طرق عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به.

وأخرجه الحميدي (485)، ومن طريقه البيهقي 4/ 287 عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، بلفظ:"لئن بقيت لآمرن بصيام يوم قبله أو يوم بعد يوم عاشوراء"، وبهذا اللفظ أخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 956 من طريق عباس بن يزيد البحراني، عن سفيان بن عيينة، عن ابن حي، عن داود بن علي، به.

وأخرجه ابن عدي 3/ 956 من طريق الحارث بن النعمان بن سالم، عن سفيان- وهو الثوري- عن داود بن علي، به مختصراً "صوموا عاشوراء".

وأخرجه عبد الرزاق (7839)، والطحاوي 2/ 78، والبيهقي 4/ 287 من طريق ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: صوموا التاسع والعاشر وخالفوا اليهود. وهذا =

ص: 52

2155 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا احْتَجَمَ احْتَجَمَ فِي الْأَخْدَعَيْنِ، قَالَ: فَدَعَا غُلامًا لِبَنِي بَيَاضَةَ فَحَجَمَهُ، وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ مُدًّا وَنِصْفًا، قَالَ: وَكَلَّمَ مَوَالِيَهُ، فَحَطُّوا عَنْهُ نِصْفَ مُدٍّ، وَكَانَ عَلَيْهِ مُدَّانِ (1).

= إسناده صحيح موقوف. وانظر ما سيأتي برقم (3213).

(1)

صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر- وهو ابن يزيد الجعفي-، وسيأتي معناه بإسناد صحيح على شرط الشيخين برقم (3457)، وسلف أوله برقم (2091).

وأخرجه بنحوه مختصراً الطحاوي 4/ 130 من طريق شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (12586) من طريق زهير- وهو ابن معاوية الجعفي-، عن جابر الجعفي، بنحوه.

وأخرجه مختصراً أبو يعلى (2362)، والطحاوي 4/ 130 من طريق سفيان الثوري، عن جابر الجعفي، به. ولفظه: احتجم وأعطى الحجام أجره، زاد الطحاوي: ولو كان حراماً لم يعطه ذلك. وسيأتي برقم (2904) و (2979) و (3078 م).

وبلفظ: "احتجم وأعطى الحجام أجره" سيأتي برقم (2249) من طريق طاووس، وبرقم (2904) من طريق الشعبي، وبرقم (3085) من طريق محمد بن سيرين، وبرقم (3284) من طريق عكرمة، وبرقم (3286) من طريق مقسم، خمستهم عن ابن عباس.

وفي الباب بهذا اللفظ أيضاً عن علي بن أبي طالب، تقدم في مسنده برقم (692).

وعن محمد بن سيرين عن أنس عند ابن ماجه (2164)، والطحاوي 4/ 130، وأبي يعلى (2835)، وصححه ابن حبان (5151).

وأخرج البخاري (1202)، ومسلم (1577) من طريق حميد الطويل عن أنس قال: حجم أبو طيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر له بصاع من تمر، وأمر أهله أن يخففوا عنه، وهو في "المسند" 3/ 100 و 182.

الأخدعان: هما عِرقان في جانبي العُنُق.

وقوله: "فحطوا عنه نصف مد" أي: من الخراج.

ص: 53

2156 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ، قَالا: سَنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصَّلاةَ فِي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ، وَهِيَ تَمَامٌ، وَالْوَتْرُ فِي السَّفَرِ سُنَّةٌ (1).

2157 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَمَّارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا وَلَوْ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ لِبَيْضِهَا، بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ "(2).

(1) إسناده ضعيف، لضعف جابر الجعفي.

وأخرجه البزار (680 - كشف الأستار) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي 1/ 422 من طريق روح، عن شعبة، به.

وأخرجه ابن ماجه (1194)، والطحاوي 1/ 422، والطبراني (12570) من طريق شريك، عن جابر الجعفي، به. ورواية الطحاوي والطبراني مختصرة.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/ 155، ونسبه إلى البزار، وفاته أن ينسبه إلى أحمد، وسيأتي بعضه من طريق آخر عن ابن عباس برقم (2177).

وقوله: "والوتر في السفر سنة" قال السندي: يحتمل أن مراده بيان أن وتر الليل لا يسقط في السفر، بل هو باق على سنيته كما في الحضر، ويحتمل أن مراده بيان أن وتر النهار أي صلاة المغرب باقية على صفة الوتر لا يقع فيها قصر.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر الجعفي. عمار: هو ابن معاوية الدهني.

وأخرجه البزار (402 - كشف الأستار) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2617)، وابن أبي شيبة 1/ 310، وابن عدي 2/ 542 من طرق عن شعبة، به. =

ص: 54

2158 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَمْرَةَ الضُّبَعِيَّ، قَالَ: تَمَتَّعْتُ فَنَهَانِي نَاسٌ عَنْ ذَلِكَ، فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَأَمَرَنِي بِهَا، قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى الْبَيْتِ فَنِمْتُ، فَأَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي، فَقَالَ: عُمْرَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ وَحَجٌّ مَبْرُورٌ، قَالَ: فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي رَأَيْتُ، فَقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ: فِي الْهَدْيِ جَزُورٌ، أَوْ بَقَرَةٌ، أَوْ شَاةٌ، أَوْ شِرْكٌ فِي دَمٍ (1).

= وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/ 486 من طريق مسلم بن إبراهيم، عن شعبة، عن جابر الجعفي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قوله.

وفي الباب عن أبي ذر عند الطيالسي (461)، وابن أبي شيبة 1/ 309 و 310، والبزار (401 - كشف الأستار) والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/ 485، والطبراني في "الصغير"(1105) و (1159)، والبيهقي 2/ 437، والقضاعي في "مسند الشهاب"(479)، وصححه ابن حبان (1610) و (1611).

وعن جابر بن عبد الله عند ابن ماجه (738)، وصححه ابن خزيمة (1292).

ومَفْحَصُ القطاة: قال في "النهاية": موضعها الذي تجثم فيه وتبيض، كأنها تفحص عنه التراب، أي تكشفه، والفحص: البحث والكشف.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد الأعور المصيصي، وأبو جمرة: هو نصر بن عمران الضبعي.

وأخرجه مسلم (1242)، والطبري 2/ 217 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وليس عند مسلم قول ابن عباس: في "الهدي جزور

"، بينما اقتصر الطبري عليه.

وأخرجه الطيالسي (2749)، والبخاري (1567) و (1688)، والطبري 2/ 217، والطحاوي 2/ 142، والطبراني (12962)، والبيهقي 5/ 19 و 24 و 228 من طرق عن =

ص: 55

قَالَ عَبْدُ اللهِ: مَا أَسْنَدَ شُعْبَةُ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ إِلَّا وَاحِدًا، وَأَبُو جَمْرَةَ أَوْثَقُ مِنْ أَبِي حَمْزَةَ.

2159 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ شُفَيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ عَنِ الصَّلاةِ فِي السَّفَرِ، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَرَجَ مِنْ أَهْلِهِ لَمْ يُصَلِّ إِلا رَكْعَتَيْنِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ (1).

= شعبة، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض، واقتصر الطبري على قول ابن عباس: "في الهدي جزور

".

وقول عبد الله بن أحمد بإثر الحديث: ما أسند شعبة عن أبي جمرة إلا واحداً، وهمٌ منه رحمه الله، كما قال الشيخ أحمد شاكر، فإن شعبة سمع من أبي جمرة حديثاً كثيراً، انظر على سبيل المثال الأحاديث في ابن حبان (172) و (2611) و (6631)، وإنما هذه الكلمة لأبي داود قالها في أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، ففي "التهذيب" 10/ 432: قال الآجري عن أبي داود: روى أبو عوانة عن أبي حمزة القصاب- واسمه عمران بن أبي عطاء- ستين حديثاً، وروى عن أبي جمرة الضبعي أراه حديثاً واحداً.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن شفي، فقد وثقه أبو زرعة والعجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات". أبو السفر: اسمه سعيد بن يُحْمِدَ الهمداني الثوري الكوفي.

وأخرجه الطيالسي (2737)، وعبد بن حميد (696)، والطحاوي 1/ 417 والطبراني (12711) و (12712)، والبيهقي 3/ 153 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وليس في إسناد الطحاوي: عن أبي السفر. وسيأتي برقم (2160) و (2575) و (3349).

وفي الباب عن أنس عند البخاري (1081)، ومسلم (693).

وعن ابن عمر عند البخاري (1102)، ومسلم (689).

ص: 56

2160 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ شُفَيٍّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

2161 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْمُجَثَّمَةِ وَالْجَلَّالَةِ، وَأَنْ يُشْرَبَ مِنْ فِي السِّقَاءِ (2).

2162 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَهُوَ يُفْتِي النَّاسَ، لَا يُسْنِدُ إِلَى نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1) هو مكرر ما قبله إلا أن أبا إسحاق في هذه الرواية أسقط من السند أبا السفر سعيد بن يحمد، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 482 في ترجمة سعيد بن شفي بعد أن أشار إلى الرواية الأولى عن شعبة: وقال أبو نعيم: حدثنا زهير، عن أبي إسحاق، عن رجل من حيه سعيد بن شفي، عن ابن عباس. وقال عبيد الله، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن شفي سمع ابن عباس. وقوله: عن رجل من حيه، أي من قبيلته، فإن كليهما من هَمْدَانَ، قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: ويحتمل أن يكون أبو إسحاق سمعه من سعيد بن شفي ومن أبي السفر عنه.

وأخرجه الطحاوي 1/ 417 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن إسرائيل، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 447 عن أبي الأحوص، والطبراني (12712) من طريق عبد الغفار بن القاسم، كلاهما عن أبي إسحاق، به.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة فمن رجال البخاري. سعيد: هو ابن أبي عروبة.

وأخرجه الترمذي (1825) من طريق ابن أبي عدي، والحاكم 2/ 34، وعنه البيهقي 9/ 334 من طريق عبد الوهاب الخفاف، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، به. قال الترمذي: حسن صحيح. وانظر (1989).

ص: 57

شَيْئًا مِنْ فُتْيَاهُ، حَتَّى جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَقَالَ: إِنِّي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، وَإِنِّي أُصَوِّرُ هَذِهِ التَّصَاوِيرَ. فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: ادْنُهْ - إِمَّا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا - فَدَنَا، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:" مَنْ صَوَّرَ صُورَةً فِي الدُّنْيَا، يُكَلَّفُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَنْفُخَ فِيهِ الرُّوحَ وَلَيْسَ بِنَافِخٍ "(1).

2163 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْأَيِّمُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالْبِكْرُ تُسْتَأْذَنُ فِي نَفْسِهَا، وَإِذْنُهَا صُمَاتُهَا "(2).

2164 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: عَنْ مَالِكٍ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهِيَ خَالَتُهُ، قَالَ: فَاضْطَجَعْتُ فِي عَرْضِ الْوِسَادَةِ، وَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَهْلُهُ فِي طُولِهَا، فَنَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ اللَّيْلُ، أَوْ قَبْلَهُ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 484 - 485، والبخاري (5963)، ومسلم (2110)(100)، والنسائي 8/ 215، وأبو يعلى (2691)، والطبراني (12900)، والبيهقي 7/ 269، والبغوي (3219) من طرق عن سعيد بن أَبي عَروبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم تحت رقم (2110)(100) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، عن النضر بن أنس، به. وسيأتي برقم (3272)، وانظر (1866) و (2810).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (1888).

ص: 58

بِقَلِيلٍ، أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ، اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَلَسَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَرَأَ الْعَشْرَ الْآيَاتِ خَوَاتِمَ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ، فَتَوَضَّأَ مِنْهَا، فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقُمْتُ، فَصَنَعْتُ مِثْلَ الَّذِي صَنَعَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ، فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى (1) عَلَى رَأْسِي، وَأَخَذَ أُذُنِي الْيُمْنَى فَفَتَلَهَا، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَوْتَرَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى أَتَاهُ الْمُؤَذِّنُ، فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ، فَصَلَّى الصُّبْحَ (2).

2165 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَنَامِ بِنِصْفِ النَّهَارِ، أَشْعَثَ أَغْبَرَ، مَعَهُ قَارُورَةٌ فِيهَا دَمٌ يَلْتَقِطُهُ أَوْ يَتَتَبَّعُ فِيهَا شَيْئًا، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا هَذَا؟ قَالَ: " دَمُ الْحُسَيْنِ وَأَصْحَابِهِ، لَمْ أَزَلْ أَتَتَبَّعُهُ مُنْذُ

(1) لفظة: "اليمنى" سقطت من (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "موطأ مالك" 1/ 121 - 122.

ومن طريق مالك أخرجه عبد الرزاق (3866) و (4708)، والبخاري (183) و (992) و (1198) و (4570) و (4571) و (4572)، ومسلم (763)(182)، وأبو داود (1367)، وابن ماجه (1363)، والترمذي في "الشمائل"(262)، والنسائي 3/ 210 - 211، وابن خزيمة (1675)، وأبو عوانة 1/ 315 - 316، والطحاوي 1/ 288، وابن حبان (2592)، والطبراني (12192)، والبيهقي 3/ 7 وسيأتي برقم (3372)، وانظر (1912).

وقوله: "يمسح النوم عن وجهه بيده" أي: ما يعتري العين من أثره، والشن: القربة العتيقة.

ص: 59

الْيَوْمَ ". قَالَ عَمَّارٌ: فَحَفِظْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ، فَوَجَدْنَاهُ قُتِلَ ذَلِكَ الْيَوْمَ (1).

2166 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عِمْرَانَ أَبِي الْحَكَمِ (2)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَتْ قُرَيْشٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: ادْعُ لَنَا رَبَّكَ أَنْ يَجْعَلَ لَنَا الصَّفَا ذَهَبًا، وَنُؤْمِنُ بِكَ. قَالَ:" وَتَفْعَلُونَ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَدَعَا، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ، وَيَقُولُ: إِنْ شِئْتَ أَصْبَحَ لَهُمُ الصَّفَا ذَهَبًا، فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْهُمْ عَذَّبْتُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ العَالَمِينَ، وَإِنْ شِئْتَ فَتَحْتُ لَهُمْ بَابَ التَّوْبَةِ وَالرَّحْمَةِ. قَالَ:" بَلْ بَابُ التَّوْبَةِ وَالرَّحْمَةِ "(3).

(1) إسناده قوي على شرط مسلم.

وأخرجه الطبراني (2822) و (12837)، والحاكم 4/ 397 - 398 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وسيأتي برقم (2553).

(2)

في "تعجيل المنفعة" ص 219 قال ابن حجر: عمران بن الحكم السلمي، عن ابن عباس رضي الله عنهما، كذا وقع، والصواب: عمران بن الحارث أبو الحكم كما في "صحيح مسلم" وغيره. وسيأتي في "المسند" برقم (3223) على الصواب.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، عمران بن الحكم: صوابه عمران بن الحارث السلمي أبو الحكم الكوفي، من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه عبد بن حميد (700)، والطبراني (12736)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 272 من طريقين عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي 2/ 272 من طريق مالك بن مغول، عن سلمة بن كهيل، عن رجل من بني سليم، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (3223)، وانظر (2333).

ص: 60

2167 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ يَقُولُ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى " وَنَسَبَهُ إِلَى أَبِيهِ (1).

2168 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، عَنْ طَاوُوسٍ الْيَمَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُعَلِّمُهُمِ الدُّعَاءَ كَمَا يُعَلِّمُهُمِ السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ، يَقُولُ:" قُولُوا: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو العالية: هو رفيع بن مهران.

وأخرجه البخاري (4630) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإِسناد، دون قوله:"ونسبه إلى أبيه".

وأخرجه الطيالسي (2650)، والبخاري (3413) و (7539)، وأبو داود (4669)، والطحاوي في "مشكل الآثار" 1/ 446، والطبراني (12753) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه البخاري (7539) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به. وسيأتي برقم (2298) و (3179) و (3180) و (3252)، وانظر (2294). وفي الباب عن عبد الله بن جعفر تقدم برقم (1757)، وعن ابن مسعود وأبي هريرة، وسيأتيان 1/ 390 و 2/ 405.

وقوله: "لا ينبغي لأحد أن يقول أنا خير

" قال السندي: المراد أنه ليس له أن يقول على وجه الافتخار أو التنقيص، وأما ما كان على وجه التحديث بنعمة الله أو لفائدة دينية كإخباره صلى الله عليه وسلم بقوله: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر" فليس بداخل في ذلك.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم أبو الزبير- واسمه محمد بن مسلم بن =

ص: 61

2169 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ دَاوُدَ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْفُرَاتِ -، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: صَلَّى نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالنَّاسِ يَوْمَ فِطْرٍ رَكْعَتَيْنِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلا إِقَامَةٍ (1)، ثُمَّ خَطَبَ بَعْدَ الصَّلاةِ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ بِلالٍ، فَانْطَلَقَ إِلَى النِّسَاءِ فَخَطَبَهُنَّ، ثُمَّ أَمَرَ بِلالًا بَعْدَ مَا قَفَّى مِنْ عِنْدِهِنَّ أَنْ يَأْتِيَهُنَّ فَيَأْمُرَهُنَّ أَنْ يَتَصَدَّقْنَ (2).

= تدرس- من رجال مسلم، وأخرج له البخاري مقروناً، وباقي رجاله على شرط الشيخين.

وهو في "الموطأ" للإمام مالك 1/ 215.

ومن طريق مالك أخرجه مسلم (590)، وأبو داود (1542)، والترمذي (3494)، والنسائي 4/ 104 و 8/ 276 - 277، وابن حبان (999)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(200)، والبغوي (1364). وقال الترمذي: حسن صحيح.

وأخرجه أبو داود (984)، والطبراني (10939)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(201) من طريق محمد بن عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن جده طاووس، به.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(694)، وابن ماجه (3840)، والطبراني (12159) من طريق حميد الخراط، عن كريب، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2343) و (2709) و (2838)، وانظر (2667).

(1)

قوله: "ولا إقامة" لم ترد في النسخ القديمة من "المسند"، وإنما في النسخ المتأخرة وفي (م).

(2)

إسناده صحيح، إبراهيم- وهو ابن ميمون الصائغ المروزي- روى له أبو داود والنسائي، ووثقه ابن معين والنسائي في رواية، وقال أبو زرعة والنسائي في رواية: ليس به بأس، وقال أحمد: ما أقرب حديثه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن أَبي الفرات الكندي، فمن رجال البخاري. عبد الله بن يزيد: هو عبد الله بن يزيد المكي أبو عبد الرحمن المقرئ، وعطاء: هو ابن أبي رباح.

وأخرجه أبو يعلى (2572) من طريق يونس بن محمد، والطبراني (11357) من =

ص: 62

2170 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبِي مِنْ كِتَابِهِ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، قَالَ: الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا عَنْ طَارِقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ إِنَّكَ أَذَقْتَ أَوَائِلَ قُرَيْشٍ نَكَالًا، فَأَذِقْ آخِرَهُمْ نَوَالًا "(1).

2171 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعِيدَ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، فَكُلُّهُمْ صَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلا إِقَامَةٍ (2).

= طريق محمد بن كثير العبدي، كلاهما عن داود بن أبي الفرات، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطبراني (11357) من طريق حسان بن إبراهيم، عن إبراهيم الصائغ، به.

وسيأتي برقم (3105)، وانظر ما تقدم برقم (1902).

قَفى: أي ذهب مولياً، وكأنه من القَفَا، أي: أعطاهن قفاه وظهره.

(1)

إسناده حسن، طارق- وهو ابن عبد الرحمن البجلي الأحمسي- مختلف فيه، وثقه ابن معين والعجلي، وقال أبو حاتم والنسائي وابن عدي: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أحمد: ليس حديثه بذاك، وقال يحيى بن سعيد: يجري مع إبراهيم بن مهاجر مجرى واحداً، وله في البخاري حديث واحد، واحتجَّ به مسلم وأصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1538)، والترمذي (3908) من طريق يحيى بن سعيد الأموي، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم أيضاً (1539)، والترمذي (3908) من طريق عبد الحميد بن عبد الرحمن أبي يحيى الحِمَّاني، عن الأعمش، به. قال الترمذي: حسن صحيح غريب.

النكال: العذاب، والنوال: العطاء.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ محمد بن ربيعة الكلابي. =

ص: 63

2172 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، بِمِثْلِ ذَلِكَ (1).

2173 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعِيدَ ثُمَّ خَطَبَ، وَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ خَطَبَ، وَعُمَرُ ثُمَّ خَطَبَ، وَعُثْمَانُ ثُمَّ خَطَبَ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلا إِقَامَةٍ (2).

2174 -

حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ السَّدُوسِيِّ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعِيدَ رَكْعَتَيْنِ لَا يَقْرَأُ فِيهِمَا إِلا بِأُمِّ الْكِتَابِ، لَمْ يَزِدْ عَلَيْهَا شَيْئًا (3).

= الرؤاسي الكوفي، فقد روى له أصحابُ السنن والبخاري في "الأدب المفرد"، وهو ثقة، وابن جريج قد صَرَّحَ بالتحديث في الرواية السالفة برقم (2004). وسيأتي برقم (2172) و (2173) و (3064) و (3225) و (3227).

(1)

إسناده صحيح كسابقه. وهذا الحديث من مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وسيأتي في "المسند" 3/ 296.

(2)

صحيح، مؤمَّل- وهو ابن إسماعيل، وإن كان في حفظه شيء- تابعه عن سفيانَ عبدُ الله بن الوليد فيما سيأتي برقم (2574)، ووكيعٌ برقم (3225)، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (2171).

(3)

إسناده ضعيف، حنظلة السدوسي تركه يحيى بن سعيد القطان، وضعفه أحمد وابن معين والنسائي وأبو حاتم، وكان قد اختلط بأخَرَة حتى كان لا يدري ما يُحدِّثُ، وشهر بن حوشب مختلف فيه، والأكثرُ على تضعيفه، وقد صَحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ في =

ص: 64

2175 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ - يَعْنِي ابْنَ أَبَانَ - قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: رُكِزَتِ الْعَنَزَةُ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَاتٍ، فَصَلَّى إِلَيْهَا، وَالْحِمَارُ يَمُرُّ مِنْ وَرَاءِ الْعَنَزَةِ (1).

2176 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَاصَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَهْلَ الطَّائِفِ، فَخَرَجَ

= صلاة العيدين بـ {ق والقرآنِ المجيد} و {اقتربت الساعةُ وانشقَّ القمر} كما في حديث أبي واقد الليثي عند مسلم (891)(15)، وبـ {سَبِّحِ اسم ربك الأعلى} و {هل أتاك حديث الغاشية} كما في حديث النعمان بن بشير عند مسلم أيضاً (878).

والحديث أخرجه دون تقييد بصلاة العيدين: أبو يعلى (2561) عن زهير بن حرب، والطبراني (13016) من طريق محمد بن طريف، كلاهما عن القاسم بن مالك، به.

وأخرجه كذلك البزار (490 - كشف الأستار)، والبيهقي 2/ 62 من طريق أبي بحر البكراوي، عن حنظلة السدوسي، به.

وسيأتي في "المسند" برقم (2550) من طريق حنظلة السدوسي، عن عكرمة، عن ابن عباس مطولاً دون تقييد بالعيدين.

(1)

إسناده قوي، الحكم بن أبان وثَّقه ابن معين والنسائي وابن نمير، وقال أبو زرعة: صالح، حديثه عند أصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات من رجال الصحيح.

وأخرجه ابن خزيمة (840) من طريق إبراهيم بن الحكم بن أبان وحفص بن عمر المقرئ، كلاهما عن الحكم بن أبان، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه الطبراني (11620) من طريق إبراهيم بن الحكم بن أبان، به. وإبراهيم بن الحكم ضعيف. وانظر ما تقدم برقم (1891).

والعَنَزَة: رُميح أطول من العصا وأقصر من الرمح، في أسفلها حديدة كالرُّمْح.

ص: 65

إِلَيْهِ عَبْدَانِ، فَأَعْتَقَهُمَا، أَحَدُهُمَا أَبُو بَكْرَةَ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعْتِقُ الْعَبِيدَ إِذَا خَرَجُوا إِلَيْهِ (1).

2177 -

حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَائِذٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: إِنَّ اللهَ عز وجل فَرَضَ الصَّلاةَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم: فِي الْحَضَرِ أَرْبَعًا، وَفِي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ، وَفِي الْخَوْفِ رَكْعَةً (2).

2178 -

حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ ابْنُ أُخْتِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ أَنْ يَقُولَ: بِسْمِ اللهِ، اللهُمَّ جَنِّبْنِي الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنِي، فَإِنِ قَضَى اللهُ بَيْنَهُمَا فِي ذَلِكَ وَلَدًا، لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ أَبَدًا "(3).

(1) حسن لغيره، وقد تقدم برقم (1959).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 464، ومسلم (687)(6)، والنسائي 3/ 119، والطبري 5/ 248، والطبراني (11042) من طريق القاسم بن مالك، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 3/ 118 - 119 من طريق زيد بن أبي أنيسة، والطبري 5/ 248 من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، كلاهما عن أيوب بن عائذ، به. وانظر (2124).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمار بن محمد، فمن رجال مسلم. منصور: هو ابن المعتمر، وسالم: هو ابن أبي الجعد. وانظر (1867). =

ص: 66

2179 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: يَا سَعِيدُ: أَلَكَ امْرَأَةٌ؟ " قَالَ: قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَإِذَا رَجَعْتَ فَتَزَوَّجْ. قَالَ: فَعُدْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا سَعِيدُ أَتَزَوَّجْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا. قَالَ: تَزَوَّجْ، فَإِنَّ خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ كَانَ أَكْثَرَهُمْ نِسَاءً (1).

2180 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرَّحَبِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: اغْتَسَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مِنْ جَنَابَةٍ، فَلَمَّا خَرَجَ رَأَى لُمْعَةً عَلَى مَنْكِبِهِ الْأَيْسَرِ، لَمْ يُصِبْهَا الْمَاءُ، فَأَخَذَ مِنْ شَعَرِهِ فَبَلَّهَا، ثُمَّ مَضَى إِلَى الصَّلاةِ (2).

= وقوله: "وجنب الشيطان ما رزقتني" قال السندي: هكذا في نسخ المسند بلا عطف والظاهر العطف، أي: وما رزقتني وحذف العاطف قيل: قد جاء على قلة، فينبغي حمل هذا عليه، وأما جعله بدلاً من المفعول بدل اشتمال أو منصوباً بنزع الخافضة أي: فيما رزقتني أو جعل "ما" مصدرية أي: ما دام رزقتني، فلا يوافق سائر الروايات كما لا يخفى.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم، وعطاء بن السائب رُمي بالاختلاط، ولكنهما توبعا، انظر ما تقدم برقم (2048).

(2)

إسناده ضعيف جداً، علي بن عاصم ضعيف، وأبو علي الرحبي- واسمه حسين بن قيس الواسطي- متروك.

وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 1/ 42، وابن ماجه (663) من طريق مسلم بن سعيد، عن أبي علي الرحبي، بهذا الإسناد. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 45: هذا إسناد ضعيف، أبو علي الرحبي: اسمه حسين بن قيس، أجمعوا على ضعفه.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 41، وأبو داود في "المراسيل"(7) من طرق عن إسحاق بن سويد، عن العلاء بن زياد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلاً. ورجالهما ثقات رجال الصحيح غير العلاء بن زياد، وهو ثقة. =

ص: 67

2181 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ الْخَثْعَمِيِّ، عَنْ أَبِي كَعْبٍ (1) مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ أَبْطَأَ عَنْكَ جِبْرِيلُ عليه السلام. فَقَالَ:" وَلِمَ لَا يُبْطِئُ عَنِّي، وَأَنْتُمْ حَوْلِي لَا تَسْتَنُّونَ، وَلا تُقَلِّمُونَ أَظْفَارَكُمْ، وَلا تَقُصُّونَ شَوَارِبَكُمْ، وَلا تُنَقُّونَ رَوَاجِبَكُمْ "(2).

2182 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ (3)، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ يَزِيدَ (4)، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " مَنْ أَتَى مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ، فَقَالَ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَسْأَلُ اللهَ الْعَظِيمَ، رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (5)، أَنْ

= لُمعة: أراد بقعةً يسيرةً من جسده لم يَنَلْها الماءُ.

(1)

تحرف في (م) والأصول الخطية إلى: أبي بن كعب، والتصويب من "أطراف المسند" 1/ ورقة 129، و"الإكمال" للحسيني ص 548.

(2)

إسناده ضعيف، ثعلبة بن مسلم الخثعمي لم يوثقه غير ابن حبان، وأبو كعب مولى ابن عباس، قال أبو زرعة: لا يُسمى ولا يُعرف إلا في هذا الحديث، وقال الحافظ في "التعجيل": فيه جهالة. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(12224) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.

لا تستنُّون: أي لا تستعملون السواك، ولا تنقون من الإنقاء.

والرواجب: هي ما بين عُقَد الأصابع من داخل، واحدتها راجبة.

(3)

تحرف في (م) إلى: هاشم بن أبي القاسم.

(4)

تحرف في (م) إلى: خالد بن يزيد.

(5)

في (م) و (س) و (ص): الكريم.

ص: 68

يَشْفِيَهُ، إِلَّا عُوفِيَ " (1).

2183 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ بِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَرِيبًا مِنْ زَمْزَمَ، فَدَعَا بِمَاءٍ وَاسْتَسْقَى، فَأَتَيْتُهُ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَشَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ (2).

2184 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، كِلاهُمَا عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَيَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَبْدَ اللهِ بْنَ حُذَافَةَ بِكِتَابِهِ إِلَى كِسْرَى، فَدَفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ الْبَحْرَيْنِ، يَدْفَعُهُ عَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ إِلَى كِسْرَى. قَالَ يَعْقُوبُ: فَدَفَعَهُ عَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ، إِلَى كِسْرَى، فَلَمَّا قَرَأَهُ مَزَّقَهُ.

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَحَسِبْتُ ابْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ: فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأَنْ يُمَزَّقُوا كُلَّ مُمَزَّقٍ (3).

(1) حديث صحيح، تقدم برقم (2137).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول. وانظر (1838).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، غير سليمان بن داود الهاشمي متابِع يعقوب بن إبراهيم، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة مأمون. ابن أخي ابن شهاب: هو محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري، ويعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، وعبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود. =

ص: 69

2185 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: صَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ حَتَّى أَتَى قُدَيْدًا، فَأُتِيَ بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ فَأَفْطَرَ، وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يُفْطِرُوا (1).

= وقوله: قال ابن شهاب: فحسبت ابن المسيب قال

هو مرسل، قال الحافظ في "الفتح" 8/ 127: وقع في جميع الطرق مرسلاً، ويحتمل أن يكون ابنُ المسيب سمعه من عبد الله بن حُذافة صاحب القصة، فإن ابن سعد ذكر من حديثه أنه قال: فقرأ عليه كتابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذه فمَزَّقه.

وأخرج الحديث النسائي في "الكبرى"(5859) عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قاضي دمشق، عن سليمان بن داود الهاشمي، بهذا الإسناد. وليس فيه قول ابن المسيب.

وأخرجه ابن سعد 4/ 189، والبخاري (4424) من طريق يعقوب بن إبراهيم، به.

وأخرجه البخاري (64) عن إسماعيل بن عبد الله، عن إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان وحده، به.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(2939) و (7264)، وفي "خلق أفعال العباد"(503) و (504) و (505) و (506)، والنسائي (8846)، والبيهقي 9/ 177 من طرق عن ابن شهاب الزهري، به. لم يذكر النسائي في روايته قول ابن المسيب. وسيأتي برقم (2780).

وقوله: "فدعا عليهم بأن يمزقوا .. " قال السندي: أراد بتمزيقهم تفرقهم وزوال ملكهم وقطع دابرهم، وقد وقع ذلك فما بقي فيهم الملك.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مقسم- وهو مولى ابن عباس- فمن رجال البخاري. الحكم: هو ابن عتيبة.

وأخرجه النسائي 4/ 183 و 184 من طريق عبد الله بن المبارك، عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3176) و (3209) و (3279).

وله طرق عن ابن عباس، انظر (1892) و (2350) و (3162). =

ص: 70

2186 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ بِالْقَاحَةِ، وَهُوَ صَائِمٌ (1).

2187 -

حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَيُونُسُ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي سَلَمَةَ -، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى امْرَأَةٍ وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا فِي مِحَفَّةٍ، فَأَخَذَتْ بِضَبْعِهِ فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَلِهَذَا حَجٌّ؟ قَالَ:" نَعَمْ، وَلَكِ أَجْرٌ "(2).

2188 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ حَدَّثَ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَعَرَّقَ كَتِفًا، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (3).

= قديد: موضع شمال مكة، يبعد عنها 160 كم تقريباً.

(1)

إسناده صحيح كسابقه.

وأخرجه الطبراني (12053) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن شعبة، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (2536) و (2594) و (3211)، وانظر (1849).

القاحةُ: موضع يبعد عن المدينة 95 كم تقريباً، في الجنوب الغربي منها.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن عقبة، فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وعبد العزيز بن أبي سلمة: هو عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، نسب إلى جده. وانطر (1898).

والمحفة بكسر الميم وتشديد الفاء: مركب من مراكب النساء. والضَّبْع: العَضُد.

(3)

حديث صحيح، محمد بن سيرين لم يسمع من ابن عباس فيما قاله ابن معين وأحمد وغيرهما، وقال ابن المديني: قال شعبة: أحاديث محمد بن سيرين عن عبد =

ص: 71

2189 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ (1)، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَسِنَانُ بْنُ سَلَمَةَ، وَمَعَنَا بَدَنَتَانِ، فَأَزْحَفَتَا عَلَيْنَا فِي الطَّرِيقِ، فَقَالَ لِي سِنَانٌ: هَلْ لَكَ فِي ابْنِ عَبَّاسٍ؟ فَأَتَيْنَاهُ، فَسَأَلَهُ سِنَانٌ

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْجُهَنِيُّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ، لَمْ يَحْجُجْ؟ قَالَ:" حُجَّ عَنْ أَبِيكَ "(2).

= الله بن عباس إنما سمعها من عكرمة، لقيه أيام المختار، وكذا قال خالد الحذاء: كل شيء يقول ابن سيرين "نبئت عن ابن عباس" سمعه من عكرمة، قلنا: وقد تحرفت لفظة "حدَّث" في الطبعة الميمنية إلى: حدَّثه، وأخطأ الشيخ أحمد شاكر رحمه الله فاتخذ هذا التحريف حجة في تصحيح سماع ابن سيرين من ابن عباس.

والحديث أخرجه البخاري (5404) عن عبد الله بن عبد الوهاب، والطبراني (12865) من طريق عارم محمد بن الفضل وسليمان بن حرب، ثلاثتهم عن حماد، به.

ثم أخرجه البخاري (5405) بإسناده عن أيوب وعاصم الأحول، عن عكرمة، عن ابن عباس. قال الحافظ في "الفتح" 9/ 546: واعتماد البخاري في هذا المتن، إنما هو على السند الثاني، وما لابن سيربن عن ابن عباس غير هذا الحديث، وإنما صَحَّ عنده لمجيئه بالطريق الأخرى الثانية، فأورده على الوجه الذي سمعه.

وأخرجه الطبراني (12867) من طريق أشعث بن سوّار، عن محمد بن سيرين، به. وسيأتي برقم (3312) و (3433)، وانظر ما تقدم برقم (1988).

تعرَّق كتفاً: أي أخذ عنه اللحم بأسنانه.

(1)

تحرف في (م) إلى: يونس بن حجاج، وإنما هو يونس بن محمد المؤدب.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن سلمة- وهو ابن المحبَّق- فمن رجال مسلم. أبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي، وسنان بن سلمة ولد يوم حنين، وأرسل أحاديث وقد روى له مسلم، والجهني الذي سأل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم اسمه سنان بن عبد الله الجهني سماه كذلك فيما سيأتي برقم (2518). =

ص: 72

2190 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَعْلَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقُلْتُ: إِنَّا بِأَرْضٍ لَنَا بِهَا الْكُرُومُ، وَإِنَّ أَكْثَرَ غَلاتِهَا الْخَمْرُ؟ فَقَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ دَوْسٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِرَاوِيَةِ خَمْرٍ أَهْدَاهَا لَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" هَلْ عَلِمْتَ أَنَّ اللهَ حَرَّمَهَا بَعْدَكَ؟ "، فَأَقْبَلَ صَاحِبُ الرَّاوِيَةِ عَلَى إِنْسَانٍ مَعَهُ فَأَمَرَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" بِمَاذَا أَمَرْتَهُ؟ " قَالَ: بِبَيْعِهَا. قَالَ: " هَلْ عَلِمْتَ أَنَّ الَّذِي حَرَّمَ شُرْبَهَا حَرَّمَ بَيْعَهَا، وَأَكْلَ ثَمَنِهَا؟ " قَالَ: فَأَمَرَ بِالْمَزَادَةِ فَأُهْرِيقَتْ (1).

2191 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، الْمَعْنَى، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - لَا أَعْلَمُهُ إِلا قَدْ رَفَعَهُ - قَالَ: كَانَ إِذَا نَزَلَ مَنْزِلًا فَأَعْجَبَهُ الْمَنْزِلُ أَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى يَجْمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَإِذَا سَارَ، وَلَمْ يَتَهَيَّأْ لَهُ الْمَنْزِلُ، أَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَنْزِلَ، فَيَجْمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ.

= وأخرجه أبو داود (1763)، وابن خزيمة (3035)، وابن حبان (4024)، والطبراني (12897) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وانظر (1869).

أَزْحَفَ، أي: وقف من الإعياء.

(1)

صحيح، وهذا إسناد حسن، فليح- وهو ابن سليمان بن أبي المغيرة الخزاعي- وإن روى له الشيخان ينحطُّ عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن وعلة، فمن رجال مسلم. وتقدم برقم (2041) من طريق آخر بمعناه، وسيأتي برقم (2978) و (3373).

ص: 73

قَالَ حَسَنٌ: كَانَ إِذَا سَافَرَ فَنَزَلَ مَنْزِلًا (1).

2192 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ (2)، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، وَعَنْ كُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ (3).

(1) رجاله ثقات رجال الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي، ويقال: إن روايته عن ابن عباس مرسلة.

وأخرجه البيهقي 3/ 164 من طريق سليمان بن حرب ومحمد بن الفضل عارم، كلاهما عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. قال الحافظ في "الفتح" 2/ 583: ورجاله ثقات، إلا أنه مشكوك في رفعه، والمحفوظ أنه موقوف.

وقد أخرجه البيهقي 3/ 164 من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن ابن عباس قال: إذا كنتم سائرين فنبا بكم المنزلُ، فسيروا حتى تُصيبوا منزلاً تجمعون بينهما، وإن كنتم نزولاً، فعجل بكم أمرٌ فاجمعوا بينهما، ثم ارتحلوا. وانظر ما تقدم برقم (1874) و (1953).

(2)

تحرف في النسخ المطبوعة إلى: أيوب.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ ميمون بن مهران، فمن رجال مسلم. أبو عَوانة: هو الوضاحُ بن عبد الله اليشكري، وأبو بشر: هو جعفرُ بن إياس بن أبي وحشية.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 399، والدارمي (1982)، ومسلم (1934)، وأبو داود (3803)، وأبو عوانة 5/ 143، والطحاوي 4/ 190، وابن حبان (5280)، والطبراني (12995) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 399، ومسلم (1934)، والطحاوي 4/ 190، والبيهقي 9/ 315 من طريق هشيم، عن أبي بشر، به.

وأخرجه مختصراً الطبراني (12996) من طريق شعبة، عن عمرو بن دينار، عن ميمون بن مهران، به- بقصة النهي عن السبع ذي الناب. وسيأتي الحديث برقم (2619) =

ص: 74

2193 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، عَنْ كَثِيرِ بْنِ شِنْظِيرٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: إِنَّمَا كَانَ بَدْءُ الْإِيضَاعِ مِنْ قِبَلِ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، كَانُوا يَقِفُونَ حَافَتَيِ النَّاسِ حَتَّى يُعَلِّقُوا الْعِصِيَّ وَالْجِعَابَ وَالْقِعَابَ، فَإِذَا نَفَرُوا، تَقَعْقَعَتْ تِلْكَ، فَنَفَرُوا بِالنَّاسِ، قَالَ: وَلَقَدْ رُئِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِنَّ ذِفْرَىْ نَاقَتِهِ لَيَمَسُّ حَارِكَهَا، وَهُوَ يَقُولُ بِيَدِهِ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ "(1).

2194 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، وَأَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَامَ حَتَّى سُمِعَ لَهُ غَطِيطٌ فَقَامَ

= و (2747) و (3023) و (3544)، وانظر (3002) و (3069) و (3141).

قال البغوي في "شرح السنة" 11/ 234: أراد بذي الناب: ما يعدو بنابه على الناس وأموالهم، مثل الذئب والأسد والكلب والفهد والنمر والدب والقرد ونحوها، فهي وأمثالُها حرامٌ، وكذلك كلُّ ذي مخلب من الطير: كالنسر والصقر والبازي ونحوها، وسُمي مخلبُ الطائر مِخلباً، لأنه يخلبُ، أي: يشقُّ ويقطعُ، ومنه قيل للمنجل: مِخلَب.

(1)

إسناده حسن، كثير بن شِنظير- وإن خرَّج له الشيخان- فيه كلام يحطه عن رتبة أهلِ الصحة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح.

وَأخرجه ابن خزيمة (2863)، والبيهقي 5/ 126 من طريق أبي النعمان محمد بن الفضل، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. رواية ابن خزيمة عن عطاء موقوفة عليه، وفي آخره عنده: وربما كان يذكره عن ابن عباس. وانظر ما تقدم برقم (1794).

الإيضاع: حمل البعير ونحوه على الإسراع في السير عند الإفاضة. والجِعاب: جمع جَعْبة، وهي الكنانة التي تُجعل فيها السهام. والقِعاب: جمع قَعْب، وهو القدح الضخم الغليظ من الخشب. تقعقعت: أي ضرب بعضها بعضاً، فكان منها صوت وصخب يَنْفِرُ منه الناسُ والدواب. وذِفرى ناقته: أصل أذنها. والحارك: أعلى الكاهل.

ص: 75

فَصَلَّى، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.

فَقَالَ عِكْرِمَةُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَحْفُوظًا (1).

2195 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَعَفَّانُ، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ - قَالَ عَفَّانُ (2): أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ - وَقَيْسٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَّرَ الْعِشَاءَ ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى نَامَ الْقَوْمُ، ثُمَّ اسْتَيْقَظُوا، ثُمَّ نَامُوا، ثُمَّ اسْتَيْقَظُوا، قَالَ قَيْسٌ: فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: الصَّلاةَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: فَخَرَجَ فَصَلَّى بِهِمْ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَنَّهُمْ تَوَضَّئُوا (3).

2196 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ وَحَسَنٌ، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ كُرَيْبِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. حميد: هو ابن أبي حميد الطويل، وأيوب: هو السختياني، وقول عكرمة في آخر الحديث:"كان النبي صلى الله عليه وسلم محفوظاً" مرسل.

وأخرجه عبد بن حميد (616) عن أبي الوليد، والبيهقي 1/ 121 - 122 من طريق حجاجٍ بن منهال، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. قرن البيهقي بحميد وأيوب حماداً الكوفي. وانظر ما تقدم برقم (1911) وما سيأتي برقم (3169).

الغطيط، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/ 372: الصوت الذي يخرج مع نَفَس النائم، وهو ترديده حيث لا يجد مَساغاً.

(2)

يعني: عن حماد.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وقيس: هو ابن سعد المكي.

وأخرجه عبد بن حميد (634) عن أبي الوليد الطيالسي، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (1926).

ص: 76

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، فَقَامَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، قَالَ: فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ صَلَّى، ثُمَّ نَامَ حَتَّى نَفَخَ، ثُمَّ جَاءَهُ بِلالٌ بِالْأَذَانِ، فَقَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. قَالَ حَسَنٌ - يَعْنِي فِي حَدِيثِهِ -: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ، فَلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ نَامَ حَتَّى نَفَخَ (1).

2197 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم؛ ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ رَجُلًا آدَمَ، طُوَالًا، جَعْدًا، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ مَرْبُوعَ الْخَلْقِ، إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ، سَبْطَ الرَّأْسِ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. حسن: هو ابن موسى الأشيب. وانظر ما تقدم برقم (1912).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وقتادة: هو ابن دعامة، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي.

وأخرجه مسلم (165)(267) عن عبد بن حميد، عن يونس بن محمد المؤدب، بهذا الإسناد. وزاد: وأُرِي مالكاً خازنَ النار، والدجالَ، في آياتٍ أَراهُنَّ الله إياه {فلا تكن في مِرْيةٍ من لقائِهِ} [السجدة: 23]. قال: كان قتادة يفسِّرُها أن نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم قد لقي موسى عليه السلام. وستأتي برقم (2198) و (2347) و (3179) و (3180)، وانظر (2324) و (2697) و (3546).

آدم: فيه سُمْرة. طُوال: طويل. جَعْداً، قال النووي في "شرح مسلم" 2/ 227: وأما الجعد في صفة موسى عليه السلام، فقال صاحب "التحرير": فيه معنيان، أحدهما: ما ذكرناه في عيسى عليه السلام وهو اكتناز الجسم واجتماعه، والثاني: جعودة الشعر، قال: والأول أصح، لأنه قد جاء في رواية أبي هريرة في "الصحيح"(168) أنه "رَجِلُ الشعر" =

ص: 77

2198 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ (1) فِي تَفْسِيرِ شَيْبَانَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَ أَبُو الْعَالِيَةِ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمُ؛ ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم

فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2).

2199 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي ابْنِ الْمُلاعَنَةِ أَنْ لَا

= هذا كلام صاحب "التحرير"، والمعنيان فيه جائزان، وتكون جعودة الشعر على المعنى الثاني ليست جعودة القطط، بل معناها أنه بين القطط والسبط (السبط: الشعر المسترسل ليس فيه تكسر).

قلنا: والمعنى الثاني هو الذي اختاره البخاري، فأدرج حديث ابن عباس من طريق مجاهد عنه وفيه:"وأما موسى فرجل آدم جعد" في كتاب اللباس: باب الجعد (5913) وقال شراحه: الجعد: هو صفة للشعر.

شنوءَة: قبيلة معروفة من اليمن. مربوع الخَلق: هو الرجل بين الرجلين في القامة، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير الحقير.

وقوله: إلى الحمرة والبياض، أي: مائل إلى اللونين وسط بينهما. سَبِط الرأس: الشعر السبط: هو المسترسل ليس فيه تكسُّر.

(1)

تحرف في النسخ المطبوعة وفي أكثر الأصول الخطية إلى: حَسَن، والتصويب من (ظ 9) و (ظ 14)، ومن "أطراف المسند" 1/ ورقة 108، وحُسين هذا: هو ابن محمد بن بَهْرام المرُّوذي، فهو المعروف برواية تفسير شيبان عنه، لا حسن بن موسى الأشيب، وقد رويا عنه جميعاً، وانظر "الجرح والتعديل" 3/ 64.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 386 من طريق حسين بن محمد المروذي، =

ص: 78

يُدْعَى لِأَبٍ، وَمَنْ رَمَاهَا، أَوْ رَمَى وَلَدَهَا، فَإِنَّهُ يُجْلَدُ الْحَدَّ، وَقَضَى أَنْ لَا قُوتَ لَهَا عَلَيْهِ وَلَا سُكْنَى، مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمَا يَتَفَرَّقَانِ مِنْ غَيْرِ طَلَاقٍ، وَلَا مُتَوَفًّى عَنْهَا (1).

2200 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ، وَهُمَا مُحْرِمَانِ (2).

= بهذا الإسناد. وذكر فيه الزيادة التي ذكرها مسلم في حديثه كما تقدم آنفاً.

(1)

إسناده ضعيف، فيه عباد بن منصور تُكلم فيه، وفي سماعه من عكرمة، وانظر ما تقدم برقم (2131).

قال الحافظ في "التلخيص" 3/ 227: وفي "علل الخلال" من طريق ابن إسحاق: ذكر عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده نحوه.

وقال في "الدراية" 2/ 77: وفي "الصحيحين" عن ابن عمر: لاعَنَ رجل امرأته في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وانتفى من ولدها، ففرَّق بينهما، وأَلحق الولدَ بالمرأة.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. حميد: هو الطويل.

وقوله في هذا الطريق: "وهما محرمان" وَهَم من أحد الرواة، والصواب الذي رواه الجماعة عن ابن عباس: وهو محرم.

وأخرجه عبد بن حميد (584)، والنسائي 5/ 191، والطحاوي 2/ 269، والطبراني (11919) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. ولفظه عند النسائي: وهو محرم.

وأخرجه ابن سعد 8/ 135 وابن حبان (4129)، والطبراني (11018) من طرق عن عكرمة، به. ولفظه عندهم: وهو محرم. وسيأتي برقم (2492) و (2565) و (2592) و (3109) و (3233) و (3283) و (3319) و (3384) و (3400)، وانظر (1919).

قال الطبري فيما نقله عنه ابن حجر في "الفتح" 9/ 166: الصوابُ من القول =

ص: 79

2201 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءٍ الْعَطَّارِ، عَنْ عِكْرِمَةَ

= عندنا: أن نكاح المحرم فاسدٌ لصحة حديث عثمان (يعني "المحرم لا يَنكِح ولا يُنكِح" الذي سلف برقم: 401)، وأما قصة ميمونة، فتعارضت الأخبارُ فيها، ثم ساق من طريق أيوب قال: أُنبِئتُ أن الاختلاف في زواج ميمونة إنما وقع لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان بَعَثَ إلى العباس ليُنكِحَها إياه، فأنكحه، فقال بعضُهم: أَنكَحها قبل أن يحرم النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وقال بعضُهم: بعدما أَحرم، وقد ثبت أن عمر وعلياً وغيرهما من الصحابة فَرَّقوا بين محرمٍ نَكَحَ وبين امرأته، ولا يكون هذا إلا عن ثبت.

وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 152: والرواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو حلالٌ متواترة عن ميمونة بعينها، وعن أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم، وعن سليمان بن يسار مولاها، وعن يزيد بن الأصم، وهو ابن أختها، وهو قولُ سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار وأبي بكر بن عبد الرحمن وابن شهاب وجمهور علماء المدينة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يَنْكِحْ ميمونةَ إلا وهو حلالٌ قبل أن يحرمَ.

وما أعلمُ أحداً من الصحابة روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نَكَحَ ميمونة وهو محرمٌ، إلا عبدَ الله بن عباس (وقد رَدَّ ابنُ حجر قولَ ابن عبد البر هذا في "الفتح" 9/ 166 بأنه روي أيضاً عن عائشة وأبي هريرة، وذكر أن حديث عائشة أُعِلَّ بالإرسال، وحديث أبي هريرة ضعيف الإسناد) ورواية من ذكرنا معارضةٌ لروايته، والقلب إلى رواية الجماعة أَمْيَل، لأن الواحد أقربُ إلى الغلط، وأكثر أحوال حديث ابن عباس أن يُجْعَلَ متعارضاً مع رواية مَنْ ذَكَرْنا، فإذا كان كذلك سقط الاحتجاجُ بجميعها، ووجب طلبُ الدليل على هذه المسألة من غيرها، فوجدنا عثمانَ بنَ عفان رضي الله عنه قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نَهى عن نكاح المحرِم، وقال:"لا يَنكِحُ المحرمُ ولا يُنكِح"، فوجب المصيرُ إلى هذه الرواية التي لا معارضَ لها، لأنه يستحيلُ أن يَنْهى عن شيء ويَفْعَلَه، مع عمل الخلفاء الراشدين لها، وهم: عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، وهو قول ابن عمر، وأكثر أهل المدينة. وانظر "فتح الباري" 9/ 165 - 166.

ص: 80

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" يَتَصَدَّقُ بِدِينَارٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَنِصْفُ دِينَارٍ (1) " يَعْنِي: الَّذِي يَغْشَى امْرَأَتَهُ حَائِضًا (2).

2202 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَقِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ، فَقَالَ:" أَحَقٌّ مَا بَلَغَنِي عَنْكَ؟ " قَالَ: وَمَا بَلَغَكَ عَنِّي؟ قَالَ: " بَلَغَنِي أَنَّكَ فَجَرْتَ

(1) قوله: "فإن لم يجد فنصف دينار" أثبتناه من (ظ 9) و (ظ 14)، ولم يرد في (م) وباقي الأصول الخطية.

(2)

صحيح موقوفاً، وهذا إسناد ضعيف جداً، عطاء العطار -وهو عطاء بن عجلان الحنفي البصري- ضعفه أبو زرعة وأبو حاتم وأبو داود والنسائي والترمذي وغيرهم، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال غير واحد: متروك، وقال ابن عدي: عامةُ روايته غيرُ محفوظة، وكذبه ابن معين في رواية، لكن متن الحديث قد جاء من طريق آخر صحيح عن ابن عباس إلا أنه قد اختُلِف في رفعه ووقفه، والأصح وقفُه كما تقدم برقم (2032).

وأخرجه الطبراني (11921) من طريق حجاج بن المنهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي 1/ 318 من طريق يزيد بن زريع، عن عطاء العطار، به.

وأخرجه ابن عدي 5/ 2003 من طريق علي بن الحسين بن واقد، عن عطاء رجل من أهل البصرة، عن عطاء وعكرمة، عن ابن عباس.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9114)، والطبراني (11698) و (12025) من طريق شريك، عن خصيف، والبيهقي 1/ 317 من طريق عبد الكريم أبي أمية، كلاهما عن عكرمة، به.

وأخرجه النسائي (9102) من طريق الحكم بن عتيبة، عن عكرمة، عن ابن عباس، موقوفاً. وسيأتي برقم (2788) و (3428).

ص: 81

بِأَمَةِ آلِ فُلانٍ؟ "، قَالَ: نَعَمْ. فَرَدَّهُ حَتَّى شَهِدَ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَمَرَ بِرَجْمِهِ (1).

2203 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ -يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ-، عَنْ عَلِىِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَوْ رَأَيْتَنِي وَأَنَا آخُذُ مِنْ حَالِ الْبَحْرِ، فَأَدُسُّهُ فِي فِي فِرْعَوْنَ (2).

(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك -وهو ابن حرب- فمن رجال مسلم وهو صدوق حسن الحديث في روايته عن غير عكرمة. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.

وأخرجه الطيالسي (2627)، ومسلم (1693)، وأبو داود (4425)، والترمذي (1427)، والنسائي في "الكبرى"(7171)، وأبو يعلى (2580)، والطبرانى (12305) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن.

وأخرجه النسائي (7172)، والطبراني (12306) من طريقين عن سماك، به.

وسيأتي برقم (2874) و (3028).

قال النووي في "شرح مسلم" 11/ 196 - 197: هكذا وقع في هذه الرواية (يعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيه

)، والمشهور في باقي الروايات أنه أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: طَهِّرْني، قال العلماء: لا تناقضَ بين الروايات، فيكون قد جيءَ به إلى النبي صلى الله عليه وسلم من غير استدعاءٍ من النبي صلى الله عليه وسلم، وقد جاء في غير مسلم أن قومه أرسلوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للذي أرسله:"لو سترتَه بثوبك يا هَزَّالُ لكان خيراً لك"، وكان ماعزٌ عند هزال، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لماعزٍ بعد أن ذكر له الذين حضروا معه ما جَرَى له:"أَحقٌّ ما بلغني عنك" إلى آخره.

(2)

إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد وهو ابن جدعان، ولين يوسف بن مهران، وقد تقدم برقم (2144) بإسناد آخر رجاله ثقات رجال الشيخين وبيَّنا هناك أن الأصحَّ وَقْفُه.

ص: 82

2204 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ -يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ-، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فِي الثَّقَلِ مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ (1).

2205 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ حَمَّادٍ -يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ-، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" قَالَ لِي جِبْرِيلُ عليه السلام: إِنَّهُ قَدْ حُبِّبَ إِلَيْكَ الصَّلاةُ، فَخُذْ مِنْهَا مَا شِئْتَ "(2).

2206 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ -يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ-، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ -قَالَ عَفَّانُ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ-، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى عُمَرَ، فَقَالَ: امْرَأَةٌ جَاءَتْ تُبَايِعُهُ، فَأَدْخَلْتُهَا الدَّوْلَجَ، فَأَصَبْتُ مِنْهَا مَا دُونَ الْجِمَاعِ. فَقَالَ: وَيْحَكَ! لَعَلَّهَا

= وأخرجه الطيالسي (2693)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 102 من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2820).

والحال: الطين الأسود كالحمأة.

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.

وأخرجه البخاري (1677)، والترمذي (892)، وابن حبان (3862)، والبيهقي 5/ 123 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3094)، وانظر ما تقدم برقم (1920).

والثقل بفتحتين: متاع المسافر وما يحمله على دوابه. وجَمْع: هي المزدلفة.

(2)

إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد، ولِين يوسف بن مهران.

وأخرجه الطبراني (12929) من طريق حجاج بن المنهال، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2301) و (2694).

ص: 83

مُغِيبٌ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: أَجَلْ. قَالَ: فَائْتِ أَبَا بَكْرٍ، فَاسْأَلْهُ. قَالَ: فَأَتَاهُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: لَعَلَّهَا مُغِيبٌ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: فَقَالَ مِثْلَ قَوْلِ عُمَرَ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ:" فَلَعَلَّهَا مُغِيبٌ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ "، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ:{وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلِي خَاصَّةً، أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً؟ فَضَرَبَ عُمَرُ صَدْرَهُ بِيَدِهِ، فَقَالَ: لَا وَلا نَعْمَةَ عَيْنٍ، بَلْ لِلنَّاسِ عَامَّةً. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" صَدَقَ عُمَرُ "(1).

2207 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ -يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ-، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ،

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد، ولِين يوسف بن مهران.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/ 1843 - 1844، والطبرانى (12931)، والواحدي في "أسباب النزول" ص 181 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. ووقع عند الواحدي:"يوسف بن ماهان"، وهو تحريف. وسيأتي برقم (2430).

وله شاهد عن ابن مسعود عند البخاري (4687)، ومسلم (2763)، وسيأتي عند أحمد (3653) و (4250) و (4290).

وعن أبي اليَسَر كعب بن عمرو عند الترمذي (3115)، والطبري 11/ 137.

وعن معاذ بن جبل عند الترمذي (3113)، والطبري 11/ 136، والدارقطني 1/ 134.

وعن أبي أُمامة عند أحمد 5/ 251، ومسلم (2765).

والدَّوْلج: المِخْدَع، وهو البيت الصغير داخل البيت الكبير. ومغيب بضم الميم: اسم فاعل من أغابت من صفات النساء: وهي من غاب عنها زوجها. ولا نُعمة عينٍ: أي لا قُرَّة عين لك بأن تختص بك ولا قُرة عين للناس إن اختصت بك.

ص: 84

عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ (1) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَرَدِيفُهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، فَسَقَيْنَاهُ مِنْ هَذَا الشَّرَابِ، فَقَالَ:" أَحْسَنْتُمْ، هَكَذَا فَاصْنَعُوا "(2).

2208 -

حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ، قَالَ: مَا أَحْفَظُهُ إِلَّا سَالِمًا الْأَفْطَسُ الْجَزَرِيُّ ابْنُ عَجْلانَ، حَدَّثَنِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (3): " الشِّفَاءُ فِي ثَلاثَةٍ: شَرْبَةِ عَسَلٍ، وَشَرْطَةِ مِحْجَمٍ، وَكَيَّةٍ بِنَارٍ، وَأَنْهَى أُمَّتِي عَنِ الْكَيِّ "(4).

(1) في (ظ 9) و (ق) وحاشية (س): جاءنا.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد، ولين يوسف بن مهران.

وأخرجه الطيالسي (2691)، والطبراني (12934) من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. ورواية الطيالسي مختصرة، وسيأتي برقم (2655).

وللحديث طرق أخرى يصح بها ستأتي برقم (2944) و (3495).

وقوله: "من هذا الشراب" قال السندي: أي من نبيذ السقاية.

(3)

قوله: "قال النبي صلى الله عليه وسلم" أثبتناه من (ظ 9) و (ظ 12)، ولم يرد في (م) وباقي النسخ الخطية.

(4)

إسناده صحيح على شرط البخاري، مروان بن شجاع احتج به البخاري وقال أحمد: شيخ صدوق، وقال أيضاً هو وأبو داود: لا بأس به، وقال ابن سعد وابن معين ويعقوب بن سفيان والدارقطني: ثقة، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين غير سالم بن عجلان الأفطس، فمن رجال البخاري.

وأخرجه الطبراني (12241) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد موقوفاً.

وأخرجه البخاري (5680) و (5681)، وابن ماجه (3491)، والبيهقي 9/ 341 من طريقين عن مروان بن شجاع، به مرفوعاً. =

ص: 85

2209 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ -يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، (1) -، عَنِ الزُّهْرِيِّ. [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: قَالَ أَبِي: وَيَعْقُوبُ (2)، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ رُءُوسَهُمْ، وَكَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَسْدِلُونَ - قَالَ يَعْقُوبُ: أَشْعَارَهُمْ - وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ وَيُعْجِبُهُ مُوَافَقَةُ أَهْلِ الْكِتَابِ، قَالَ يَعْقُوبُ: فِي بَعْضِ مَا لَمْ يُؤْمَرْ، قَالَ إِسْحَاقُ: فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ، فَسَدَلَ نَاصِيَتَهُ، ثُمَّ فَرَقَ بَعْدُ (3).

= قال السندي: والنهي عن استعمال الكي للتنزيه.

(1)

في (م) و (س) و (غ) و (ق) و (ص): "سعيد" وهو تحريف، والتصويب من (ظ 9) و (ظ 14) ومصادر التخريج.

(2)

تحرف في (م) و (س) و (غ) و (ق) و (ص) إلى: قال ابن يعقوب، وأثبتناه على الصواب من (ظ 9) و (ظ 14) و"أطراف المسند" 1/ الورقة 117. ويعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد.

(3)

الإسناد الأول صحيح على شرط مسلم، إسحاق بن عيسى من رجاله ومَن فوقه من رجال الشيخين، والإسناد الثاني على شرطهما.

وأخرجه أبو يعلى (2377) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 1/ 429 - 430، وابن أبي شيبة 8/ 449 - 450، والبخاري (5917)، ومسلم (2336)، وأبو داود (4188)، وابن ماجه (3632)، والبيهقي في "الآداب"(703) من طرق عن إبراهيم بن سعد، به.

وأخرجه الحازمي في "الاعتبار" ص 240 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري عن عُبيد الله بن عبد الله، به، مرسلاً. وسيأتي برقم (2364) و (2605) و (2942).

السدل: إرسال الشعر حول الرأس من غير أن يقسمه بنصفين، والفرق: أن يقسمه بنصفين، ويجعل نصفاً عن يمينه على الصدر، ونصفاً عن يساره عليه، وكلاهما جائز، =

ص: 86

2210 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: رَأَيْتُ مُعَاوِيَةَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عَنْ يَسَارِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَأَنَا أَتْلُوهُمَا فِي ظُهُورِهِمَا، أَسْمَعُ كَلامَهُمَا، فَطَفِقَ مُعَاوِيَةُ يَسْتَلِمُ رُكْنَ الْحَجَرِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَسْتَلِمْ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ. فَيَقُولُ مُعَاوِيَةُ: دَعْنِي مِنْكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْهَا شَيْءٌ مَهْجُورٌ. فَطَفِقَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَا يَزِيدُهُ (1)، كُلَّمَا وَضَعَ يَدَهُ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الرُّكْنَيْنِ قَالَ لَهُ ذَلِكَ (2).

2211 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعًا: عُمْرَةً مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَعُمْرَةَ الْقَضَاءِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ مِنْ قَابِلٍ، وَعُمْرَةَ الثَّالِثَةِ مِنَ الْجِعِرَّانَةِ، وَالرَّابِعَةَ الَّتِي مَعَ حَجَّتِهِ (3).

= والأفضل الفرق. قاله السندي.

(1)

في (ظ 9) و (ظ 14): لا يرده.

(2)

إسناده قوي على شرط مسلم. أبو خيثمة: هو زهير بن معاوية بن حديج الكوفي.

وأخرجه الطبراني (10632) من طريقين عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3074) و (3532) و (3533)، وانظر ما تقدم برقم (1877).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن سعد 1/ 170، والدارمي (1858)، وأبو داود (1993)، وابن ماجه (3003)، والترمذي (816)، والطحاوي 2/ 149 - 150، وابن حبان (3946)، =

ص: 87

2212 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: إِنَّ اللهَ عز وجل أَنْزَلَ: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44]، وَ {أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} ، وَ {أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنْزَلَهَا اللهُ فِي الطَّائِفَتَيْنِ مِنَ الْيَهُودِ، وَكَانَتْ إِحْدَاهُمَا قَدْ قَهَرَتِ الْأُخْرَى فِي الْجَاهِلِيَّةِ، حَتَّى ارْتَضَوْا وَاصْطَلَحُوا عَلَى أَنَّ كُلَّ قَتِيلٍ قَتَلَتهُ الْعَزِيزَةُ مِنَ

= والطبراني (11629)، والبيهقي 5/ 12 من طرق عن داود بن عبد الرحمن العطار، بهذا الإسناد. زاد الطحاوي:"وحج حجة واحدة"، وقال الترمذي: حسن غريب.

وأخرجه الترمذي من طريق سفيان بن عُيينة، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، مرسلاً.

وأخرجه ابن سعد 1/ 170 - 171 من طريق أبي بكر الهذلي، عن عكرمة قال: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثَ عُمَرٍ في ذي القعدة قبل أن يَحُجَّ. وسيأتي الحديث برقم (2956).

وقوله: "عمرة من الحديبية" قال السندي: هكذا في النسخ، وقد جاء هذا الحديث في الترمذي وابن ماجه بلفظ "عمرة الحديبية" بالإضافة وهو الظاهر، ولعل الصواب "عمرة زمن الحديبية" كما في حديث أنس عند مسلم وأبي داود، لكن بلفظ الشك بين لفظ "زمن الحديبية" وبين لفظ "من الحديبية"، ولفظ "زمن الحديبية" هو الصواب إذ ما كانت العمرة من الحديبية إلا أن يقال: التقدير: عمرة رجع فيها من الحديبية، والله تعالى أعلم وعدها عمرة بناء على أن من أُحْصِر فقد تم نسكه إذا لم يكن فرضاً، وعلى هذا فعمرة القضاء معناه عمرة كانت بمقاضاته مع قريش على أن يأتي العام القابل، لا أنها وقعت قضاء عما صُدَّ عنها، وإلا لما صح عدهما عمرتين.

والجِعْرَانَة بكسر الجيم وسكون العين وتخفيف الراء، وقد تكسر العين وتشدد الراء: منزل بين الطائف ومكة.

ص: 88

الذَّلِيلَةِ، فَدِيَتُهُ خَمْسُونَ وَسْقًا، وَكُلَّ قَتِيلٍ قَتَلَتْهُ الذَّلِيلَةُ مِنَ العَزِيزَةِ، فَدِيَتُهُ مِائَةُ وَسْقٍ.

فَكَانُوا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، وَذَلَّتِ الطَّائِفَتَانِ كِلْتَاهُمَا لِمَقْدَمِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ورَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1) يَوْمَئِذٍ لَمْ يَظْهَرْ، وَلَمْ يُوطِئْهُمَا عَلَيْهِ، وَهُوَ فِي الصُّلْحِ، فَقَتَلَتِ الذَّلِيلَةُ مِنَ العَزِيزَةِ قَتِيلًا، فَأَرْسَلَتِ الْعَزِيزَةُ إِلَى الذَّلِيلَةِ: أَنِ ابْعَثُوا إِلَيْنَا بِمِائَةِ وَسْقٍ. فَقَالَتِ الذَّلِيلَةُ: وَهَلْ كَانَ هَذَا فِي حَيَّيْنِ قَطُّ دِينُهُمَا وَاحِدٌ، وَنَسَبُهُمَا وَاحِدٌ، وَبَلَدُهُمَا وَاحِدٌ، دِيَةُ بَعْضِهِمْ نِصْفُ دِيَةِ بَعْضٍ؟ إِنَّا إِنَّمَا أَعْطَيْنَاكُمْ هَذَا ضَيْمًا مِنْكُمْ لَنَا، وَفَرَقًا مِنْكُمْ، فَأَمَّا إِذْ قَدِمَ مُحَمَّدٌ فَلَا نُعْطِيكُمْ ذَلِكَ. فَكَادَتِ الْحَرْبُ تَهِيجُ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ ارْتَضَوْا عَلَى أَنْ يَجْعَلُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُمْ، ثُمَّ ذَكَرَتِ الْعَزِيزَةُ، فَقَالَتْ: وَاللهِ مَا مُحَمَّدٌ بِمُعْطِيكُمْ مِنْهُمْ ضِعْفَ مَا يُعْطِيهِمْ مِنْكُمْ، وَلَقَدْ صَدَقُوا، مَا أَعْطَوْنَا هَذَا إِلَّا ضَيْمًا مِنَّا، وَقَهْرًا لَهُمْ، فَدُسُّوا إِلَى مُحَمَّدٍ مَنْ يَخْبُرُ لَكُمْ رَأْيَهُ: إِنْ أَعْطَاكُمْ مَا تُرِيدُونَ حَكَّمْتُمُوهُ، وَإِنْ لَمْ يُعْطِكُمْ حَذِرْتُمْ، فَلَمْ تُحَكِّمُوهُ. فَدَسُّوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَاسًا مِنَ المُنَافِقِينَ لِيَخْبُرُوا لَهُمْ رَأْيَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَ اللهُ رَسُولَهُ بِأَمْرِهِمْ كُلِّهِ وَمَا أَرَادُوا، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الذِينَ قَالُوا آمَنَّا} إِلَى قَوْلِهِ:{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة: 41 - 47]،

(1) قوله: "ورسول الله صلى الله عليه وسلم" لم يرد في (م) وفي أكثر أصولنا الخطية، وأثبتناه من (ظ 9) و (ظ 14).

ص: 89

ثُمَّ قَالَ: فِيهِمَا وَاللهِ نَزَلَتْ، وَإِيَّاهُمَا عَنَى الله عز وجل (1).

2213 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَسَمَّعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ، وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، صُبَّ فِي أُذُنِهِ الْآنُكُ، وَمَنْ تَحَلَّمَ عُذِّبَ حَتَّى يَعْقِدَ شَعِيرَةً وَلَيْسَ بِعَاقِدٍ، وَمَنْ صَوَّرَ صُورَةً كُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ "(2).

(1) إسناده حسن، عبد الرحمن بن أبي الزناد صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. وسيرد مختصراً من طريق آخر برقم (3434).

وأخرجه أبو داود (3576)، والطبري 6/ 254 - 255، والطبراني (10732) من طرق عن ابن أبي الزناد، بهذا الإسناد. ورواية أبي داود مختصرة، ولم يذكر الطبري في إسناده ابنَ عباس.

ورجح الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 3/ 105 في شأن هذه الآيات أنها نزلت في اليهوديين اللذين زَنَيا وتحاكم اليهودُ فيهما إلى رسول الله. وأورد أحاديث ابن عمر والبراء وهما في المسند 2/ 5 و 4/ 286، وجابر عند أبي داود (4452)، ثم نقل هذا الحديث عن "المسند"، وقال: وقد يكون اجتَمَعَ هذان السببانِ في وقتٍ واحدٍ، فنزلت الآيات في ذلك. قال الشيخ أحمد شاكر: وهذا هو الصحيحُ المتعين، وليس يجبُ أن يكونَ نزول الآيات لحادثٍ واحدٍ، وقد صحَّ وقوعُ الاثنين، وكثيراً ما تقع حوادثُ عدة، ثم يأتي القرآنُ فيصلاً في حكمها، فيحكي بعضُ الصحابة بعضَ السبب، ويحكي غيرُه غيرَه، وكلُّ صحيحٌ.

(2)

حديث صحيح، علي بن عاصم -وهو ابن صهيب الواسطي، وإن كان يخطئ- متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح.

وأخرجه الدارمي (2708)، والبخاري (7042)، والطبراني (11960) من طريق خالد بن عبد الله الطحان، عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد. واقتصر الدارمي على القسم الأول منه. وانظر (1866). =

ص: 90

2214 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ غَلابٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَعْرَجِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي بَيْتِ السِّقَايَةِ، وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، أَخْبِرْنِي عَنْ عَاشُورَاءَ. قَالَ: عَنْ أَيِّ بَالِهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: عَنْ صِيَامِهِ. قَالَ: إِذَا أَنْتَ أَهْلَلْتَ الْمُحَرَّمَ فَاعْدُدْ تِسْعًا، ثُمَّ أَصْبِحْ يَوْمَ التَّاسِعِ صَائِمًا. قَالَ: قُلْتُ: كَذَا كَانَ يَصُومُهُ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ (1).

2215 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَأْتِي هَذَا الْحَجَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ، يَشْهَدُ لِمَنِ اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ "(2).

= والآنك: الرصاص المذاب، وتحلم: تكلف في الحلم، أي: أتى فيه بشيء لم يره.

(1)

حديث صحيح، علي بن عاصم متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح.

وأخرجه مسلم (1133)، وأبو داود (2446)، وابن خزيمة (2098)، والطبراني (12925) من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. وانظر (2135).

(2)

حديث صحيح، علي بن عاصم متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح.

وأخرجه ابن ماجه (2944)، والترمذي (961)، وابن خزيمة (2735)، وابن حبان (3712)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 243 من طرق عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن، ولفظه عند ابن خزيمة وابن حبان:"ليبعثن الله هذا الرُّكْن".

ص: 91

2216 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ (1): حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ نَاسٌ مِنَ الْأَسْرَى يَوْمَ بَدْرٍ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ فِدَاءٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِدَاءَهُمْ أَنْ يُعَلِّمُوا أَوْلَادَ الْأَنْصَارِ الْكِتَابَةَ، قَالَ: فَجَاءَ غُلَامٌ يَوْمًا يَبْكِي إِلَى أَبِيهِ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: ضَرَبَنِي مُعَلِّمِي. قَالَ: الْخَبِيثُ، يَطْلُبُ بِذَحْلِ بَدْرٍ! وَاللهِ لَا تَأْتِيهِ أَبَدًا (2).

2217 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ بِالشُّهَدَاءِ أَنْ يُنْزَعَ عَنْهُمِ الْحَدِيدُ وَالْجُلُودُ، وَقَالَ:" ادْفِنُوهُمْ بِدِمَائِهِمْ وَثِيَابِهِمْ "(3).

= وأخرجه الطبراني (11432) من طريق ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، به، ولفظه:"يبعث الله الحجرَ الأسود والركنَ اليماني يوم القيامة ولهما عينانِ ولسانانِ وشَفتانِ يشهدان لمن استلمهما بالوفاءِ". وسيأتي الحديث برقم (2398) و (2643) و (2796) و (2797) و (3511).

قوله: "بِحَق"، أي: بلا رياء.

(1)

كذاَ في (ظ 9) و (ظ 14)، وفي (م) وسائر الأصول الخطية:"قال: قال داود".

(2)

حسن، علي بن عاصم -وإن كان فيه ضعف- قد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. داود: هو ابن أبي هند.

وأخرجه البيهقي 6/ 322 من طريق علي بن عاصم وخالد بن عبد الله، كلاهما عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد.

وروى ابن سعد في "الطبقات" 2/ 22 من طرق عن عامر الشعبي قال: كان فداء أسارى بدر أربعة آلاف إلى ما دون ذلك، فمن لم يكن عنده شيء أمر أن يعلم غلمان الأنصار الكتابة. وهذا مرسل. وانظر "أقضية الرسول صلى الله عليه وسلم" لابن الطَّلاع ص 199 - 200.

والذَّحْل: الثأر أو العداوة والحقد، والجمع: أَذحال وذُحول.

(3)

حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف، علي بن عاصم سيئ الحفظ، وعطاء بن =

ص: 92

2218 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ ارْتَدَّ عَنِ الْإِسْلامِ، وَلَحِقَ بِالْمُشْرِكِينَ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى:{كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ [آل عمران: 86]، فَبَعَثَ بِهَا قَوْمُهُ، فَرَجَعَ تَائِبًا، فَقَبِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ مِنْهُ، وَخَلَّى عَنْهُ (1).

= السائب قد اختلط.

وأخرجه أبو داود (3134)، وابن ماجه (1515)، والبيهقي 4/ 14 من طريق علي بن عاصم، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن جابر عند البخاري (1346) وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ادفنوهم بدمائهم" -يعني يوم أحد- ولم يغسلهم.

وعن أنس عند أبي داود (3135) بسند حسن: أن شهداء أحد لم يغسلوا ودفنوا بدمائهم ولم يصلّ عليهم، وصححه الحاكم 1/ 365 - 366 على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.

(1)

صحيح، علي بن عاصم متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. داود: هو ابن أبي هند.

وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول" ص 74 - 75 من طريق علي بن عاصم، بهذا الإِسناد. وقَرَنَ بداود بن أبي هند خالدَ بن مِهران الحذاء.

وأخرجه بنحوه النسائي في "المجتبى" 7/ 107، وفي "الكبرى"(11065)، والطبري 3/ 340، وابن حبان (4477)، والحاكم 2/ 142 و 4/ 366، والواحدي ص 75 من طرق عن داود بن أبي هند، به.

وأخرجه الطبري 3/ 340 من طريق عبد الأعلى، عن داود، عن عكرمة، به، ولم يرفعه إلى ابن عباس.

وأخرجه بنحوه الطبري 3/ 340، والواحدي ص 75 من طريق حميد الأعرج، عن مجاهد من قوله، وسمى الأنصاريَّ "الحارثَ بنَ سويد".

ص: 93

2219 -

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمِ الْبَيَاضَ، فَإِنَّهَا مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ، وَإِنَّ مِنْ خَيْرِ أَكْحَالِكُمُ الْإِثْمِدَ، يَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُنْبِتُ الشَّعَرَ "(1).

2220 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ. وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، كِلاهُمَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رَمَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثَلاثَةَ أَشْوَاطٍ بِالْبَيْتِ، إِذَا انْتَهَى إِلَى الرُّكْنِ الْيَمَانِي مَشَى، حَتَّى يَأْتِيَ الْحَجَرَ، ثُمَّ يَرْمُلُ، وَمَشَى أَرْبَعَةَ أَطْوَافٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَكَانَتْ سُنَّةً (2).

(1) صحيح، علي بن عاصم متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. وسيأتي برقم (2479) و (3035) و (3342) و (3426)، وانظر (2047).

(2)

صحيح، علي بن عاصم متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. الجريري: هو سعيد بن إياس، وكان قد اختلط، وأبو الطفيل: هو عامر بن واثلة الليثي، له رؤية وهو آخر من مات من الصحابة.

وأخرجه بنحوه مسلم (1264)(237)، والبيهقي 5/ 81 - 82 من طريق يزيد بن هارون، ومسلم (1264)(237)، وابن حبان (3845) من طريق عبد الواحد بن زياد، وابن خزيمة (2719) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، ثلاثتهم عن الجريري، به.

ولم يذكروا فيه قول ابن عباس: "وكانت سنة"، غير البيهقي، قال فيه:"وليست بسنة".

وأخرجه أبو داود (1889)، وابن خزيمة (2707)، وابن حبان (3812)، والبيهقي 5/ 79 من طريق يحيى بن سليم، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وسيأتي بنحوه برقم (2688) و (2782) و (2787) و (2868) و (3534) من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم، به. =

ص: 94

2221 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا الْحَذَّاءُ، عَنْ بَرَكَةَ أَبِي الْوَلِيدِ (1)، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَاعِدًا فِي الْمَسْجِدِ، مُسْتَقْبِلًا الْحُجَرَ، قَالَ: فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ، فَضَحِكَ ثُمَّ قَالَ:" لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ، حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الشُّحُومُ فَبَاعُوهَا، وَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا، وَإِنَّ اللهَ عز وجل إِذَا حَرَّمَ عَلَى قَوْمٍ أَكْلَ شَيْءٍ، حَرَّمَ عَلَيْهِمْ ثَمَنَهُ "(2).

2222 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُعَلَّى الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ الْعُرَنِيُّ، قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ يَقْطَعُ الصَّلاةَ الْكَلْبُ وَالْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ، قَالَ: بِئْسَمَا عَدَلْتُمْ بِامْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ كَلْبًا وَحِمَارًا، لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَقْبَلْتُ عَلَى حِمَارٍ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِالنَّاسِ، حَتَّى إِذَا كُنْتُ قَرِيبًا مِنْهُ مُسْتَقْبِلَهُ نَزَلْتُ

= وقوله: "وكانت سنة" هو من حديث علي بن عاصم، عن ابن خُثيم، انظر (2782)، وليس من حديث الجريري، فقد رواه البيهقي 5/ 81 - 82 من طريق يزيد بن هارون، عن الجريري، فقال فيه:"وليست بسنة"، وهي الرواية الصحيحة عن ابن عباس، فقد سلف برقم (2029) من طريق فطر، وسيأتي برقم (2707) و (3534 م) من طريق أبي عاصم الغنوي، كلاهما عن أبي الطفيل أن ابن عباس قال فيه:"وليست بسنة".

(1)

قوله: "عن بركة أبي الوليد" تحرف في (م) إلى: عن بركة، عن أبي الوليد.

(2)

صحيح، علي بن عاصم متابع، ومن فوقه ثقات. الحذاء: هو خالد بن مِهران.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 147، وأبو داود (3488)، وابن حبان (4938)، والبيهقي 6/ 13 و 13 - 14 من طرق عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (12378) من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به. وسيأتي برقم (2678) و (2961)، وقد تقدم في مسند عمر بن الخطاب برقم (170) من طريق طاووس، عن ابن عباس، عنه به، وإسناده صحيح.

ص: 95

عَنْهُ، وَخَلَّيْتُ عَنْهُ، وَدَخَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَلاتِهِ، فَمَا أَعَادَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلاتَهُ، وَلا نَهَانِي عَمَّا صَنَعْتُ، وَلَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَجَاءَتْ وَلِيدَةٌ تَخَلَّلُ الصُّفُوفَ، حَتَّى عَاذَتْ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَا أَعَادَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلاتَهُ، وَلا نَهَاهَا عَمَّا صَنَعَتْ، وَلَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي مَسْجِدٍ، فَخَرَجَ جَدْيٌ مِنْ بَعْضِ حُجُرَاتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَذَهَبَ يَجْتَازُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَمَنَعَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَفَلا تَقُولُونَ: الْجَدْيُ يَقْطَعُ الصَّلاةَ؟! (1).

(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم، لكنه متابع، ثم هو منقطع، الحسن العرني -وهو الحسن بن عبد الله- لم يسمع من ابن عباس، وللحديث مقطعاً طرق أخرى عن ابن عباس تقويه، انظر (1891) و (2095) و (2653). أبو المعلى العطار: هو يحيى بن ميمون الضَّبِّي.

وأخرج الطبراني (12696) و (12704) من طريق محمد بن الفضل عارم، و (12704) من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي، كلاهما عن حماد بن زيد، عن أبي المعلى العطار، عن الحسن العرني، عن ابن عباس أنه ذكر عنده ما يقطع الصلاة، فقال: ما تقولون في الجَدْي؟ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي، فمَرَّ جَدْيٌ بين يَديه فبادر رسول الله صلى الله عليه وسلم القِبلةَ، ولقد صَلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً وإن حمارة للفضل بن عباس ترعى بين يديه. هذا لفظى المقدمي. والحديث سيأتي نحوه برقم (2804) و (3193).

وقوله: "أفلا تقولون: الجدي يقطع الصلاة" قال السندي: يريد أنهم أخذوا ذلك الحديث من احتراز النبي صلى الله عليه وسلم عن مرور تلك الأشياء بين يديه إذا كان في الصلاة وقد احترز من مرور الجدي أيضاً، فينبغي لهم أن يقولوا بأنه يقطع الصلاة، لكن ذكر الحديث ثابت إلا أن بعض العلماء أولوه، وبعضهم ادعوا نسخه بنحو ما ذكر ابن عباس، وبعضهم قالوا به وببعضه، والله تعالى أعلم.

وجاء في "الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة" ص 161 - 162 للزركشي ما نصه: استدراكها أن المرأة لا تقطع الصلاة. =

ص: 96

2223 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَيْمُونٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّقِّيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ - يَعْنِي أَبَا الْمَلِيحِ -، عَنْ حَبِيبٍ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي مَرْزُوقٍ -، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَنْ قَدِمَ حَاجًّا، وَطَافَ بِالْبَيْتِ، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَقَدِ انْقَضَتْ حَجَّتُهُ، وَصَارَتْ عُمْرَةً، كَذَلِكَ سُنَّةُ اللهِ عز وجل وَسُنَّةُ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم (1).

= أخرج مسلم (511) عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب، وبقي ذلك مثل مؤخرة الرحل" وقد رُوي قطعُ المرأةِ الصلاة عن غير واحد من الصحابة منهم أبو ذر، أخرجه مسلم (510).

ومنهم ابن عباس أخرجه أبو داود (703) وقال: المرأة الحائض بدل "الحمار"، قال: وأوقفه جماعة.

ومنهم عبد الله بن مغفَّل أخرجه قاسم بن أصبغ في "مصنفه"، وابن ماجه (951).

وقد استدركت عائشة رضي الله عنها ذلك فأخرج الشيخان في "صحيحيهما" عن مسروق، عن عائشة وذكر عندها ما يقطع الصلاة: الكلب والحمار والمرأة. فقالت عائشة: شبهتمونا بالحمير والكلاب، والله لقد رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وأنا على السرير بينه وبين القبلة مضطجعة، فتبدو لي الحاجة، فأكره أن أجلس، فأوذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنسل من عند رجليه، ذكره البخاري (514) في باب: من قال: لا يقطع الصلاة شيء، وأخرج البخاري (514)، ومسلم (512)(271) نحوه عن الأسود عن عائشة، وأخرجه مسلم (512)(269) عن عروة عنها أيضاً، وانظر "فتح الباري"، وانظر في تخريج حديث:"لا يقطع الصلاة شيء""شرح السنة" 2/ 461 - 462.

(1)

عبد الله بن ميمون الرقي شيخ أحمد لم يذكروه بجرح ولا تعديل، وباقي رجاله ثقات. الحسن: هو ابن عمر أو عمرو بن يحيى الفزاري مولاهم أبو المليح الرقي.

وأخرجه الطبراني (11483) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد.

وقوله: "فقد انقضت حجته" ضبطت في "س" بتشديد الضاد، قال السندي: الظاهر أنه بتشديد الضاد كما في قوله تعالى: {يريد أن ينقض} بمعنى انكسرت وانفسخت، =

ص: 97

2224 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنَا سَيْفٌ، أَخْبَرَنِي قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَضَى بِشَاهِدٍ وَيَمِينٍ (1).

2225 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَزِيدَ الرَّقِّيُّ أَبُو يَزِيدَ، حَدَّثَنَا فُرَاتٌ، عَنْ (2) عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: لَئِنْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ يُصَلِّي عِنْدَ

= وهذا قاله على اعتقاده والجمهور على خلافه.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. سيف: هو ابن سليمان أو ابن أبي سليمان.

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 242 - 243 و 10/ 160 و 14/ 225، ومسلم (1712)، وأبو داود (3608)، وابن الجارود (1006)، وأبو يعلى (2511)، والطحاوي 4/ 144، وابن عدي 3/ 1274، والبيهقي 10/ 167 من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (3609)، والطبراني (11185)، والبيهقي 10/ 168 من طريقين عن محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، به.

وأخرجه الدارقطني 4/ 214 من طريق عبد الله بن محمد بن ربيعة، عن محمد بن مسلم، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس، به.

وأخرجه الشافعي 2/ 178 ومن طريقه البيهقي 10/ 168 عن إبراهيم بن محمد، عن ربيعة بن عثمان، عن معاذ بن عبد الرحمن، عن ابن عباس، ورجل آخر سماه لا يحضرني ذكر اسمه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد.

وسيأتي الحديث برقم (2886) و (2968) و (2969).

وفي الباب عن جابر عند أحمد 3/ 305، وعن سعد بن عبادة عنده أيضاً 5/ 285، وعن أبي هريرة في السنن، وصححه ابن حبان (5073)، وعن سُرَّق عند ابن ماجه (2371)، والبيهقي 10/ 172، وعن علي عند الدارقطني 4/ 215، والبيهقي 10/ 170.

وقوله: "قضى بشاهد ويمين"، يعني: قضى بذلك للمدعي.

(2)

تحرفت في (م) إلى: بن.

ص: 98

الْكَعْبَةِ، لَآتِيَنَّهُ حَتَّى أَطَأَ عَلَى عُنُقِهِ. قَالَ: فَقَالَ: " لَوْ فَعَلَ، لَأَخَذَتْهُ الْمَلَائِكَةُ عِيَانًا، وَلَوْ أَنَّ الْيَهُودَ تَمَنَّوْا الْمَوْتَ، لَمَاتُوا، وَرَأَوْا مَقَاعِدَهُمْ مِنَ النَّارِ، وَلَوْ خَرَجَ الَّذِينَ يُبَاهِلُونَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لَرَجَعُوا لَا يَجِدُونَ مَالًا وَلا أَهْلًا "(1).

2226 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ

فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2).

2227 -

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ أَبُو سَهْلٍ (3) فِي شَوَّالٍ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ (4)، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ

(1) صحيح، إسماعيل بن يزيد الرقي شيخ أحمد -وإن كان فيه جهالة- قد توبع، ومن فوقه ثقات. فرات: هو ابن سلمان الحضرمي الجزري الرقي، وثَّقه أحمد، وقال البخاري: يُعدُّ في الجزريين، وقال أبو حاتم: لا بأس به، محله الصدق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ونقل ابن خلفون في "الثقات" توثيقه عن ابن معين. عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري. وسيأتي برقم (2226) و (3483)، وانظر (2321).

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، أحمد بن عبد الملك -وهو ابن واقد الحراني- وعكرمة كلاهما من رجال البخاري، وباقي السند من رجال الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمرو الرقي الخزاعي.

وأخرجه البزار (2189 - كشف الأستار)، والنسائي في "الكبرى"(11061)، وأبو يعلى (2604) من طرق عن عبيد الله، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

(3)

وقع في (م) و (س) و (غ) و (ق) و (ص): "أبو سهيل" بالتصغير، وأثبتناه على الصواب من (ظ 9) و (ظ 14) ومن "تاريخ بغداد" للخطيب 13/ 278، و"التعجيل" ص 420.

(4)

تحرف في (م) و (ق) و (ص) إلى: "إحدى وثلايين ومئة" وهذا خطأ بيِّن، =

ص: 99

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: طَافَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْبَيْتِ، وَجَعَلَ يَسْتَلِمُ الْحَجَرَ بِمِحْجَنِهِ، ثُمَّ أَتَى السِّقَايَةَ بَعْدَ مَا فَرَغَ، وَبَنُو عَمِّهِ يَنْزِعُونَ مِنْهَا، فَقَالَ:" نَاوِلُونِي " فَرُفِعَ لَهُ الدَّلْوُ فَشَرِبَ، ثُمَّ قَالَ:" لَوْلا أَنَّ النَّاسَ يَتَّخِذُونَهُ نُسُكًا، وَيَغْلِبُونَكُمْ عَلَيْهِ، لَنَزَعْتُ مَعَكُمْ " ثُمَّ خَرَجَ، فَطَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ (1).

2228 -

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ صَائِمًا مُحْرِمًا، فَغُشِيَ

= والمثبت من (ظ 9) و (ظ 14) و (س) و (غ) وهي أصول عتيقة متقنة.

(1)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، نصر بن باب هو الخراساني المروزي نزيل بغداد، قال البخاري: يرمونه بالكذب، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال ابن حبان: كان ممن ينفرد عن الثقات بالمقلوبات ويروي عن الأثبات ما لا يشبه حديث الثقات، فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاجُ به، وقال ابن سعد: نزل بغداد فسمعوا منه ورووا عنه، ثم حدث عن إبراهيم الصائغ فاتهموه وتركوا حديثه، وقال ابن عدي: ومع ضعفه يكتب حديثه، وقال أحمد: ما كان به بأس، إنما أنكروا عليه حيث حدث عن إبراهيم الصائغ. وفي مسند جابر من مسند أحمد بعد أن أخرج حديثاً لنصر بن باب: قال عبد الله: قلتُ لأبي: سمعت أبا خيثمة -يعني زهير بن حرب- يقول: نصر بن باب كذاب، فقال أبي: أستغفر الله كذاب! إنما عابوا عليه أنه حدث عن إبراهيم الصائغ، وإبراهيم من أهل بلده لا ينكر أن يكونَ سَمِعَ منه، وحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن.

وأخرجه الطبراني (12080) عن علي بن عاصم، عن قيس بن الربيع، عن الحجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد.

وقد سلف مختصراً برقم (2118) عن يزيد بن هارون، عن الحجاج، به.

ويشهد له ماتقدم برقم (1841)، وما سيأتي برقم (3527).

والمِحْجَن: العصا المعقوفة الرأس.

ص: 100

عَلَيْهِ قَالَ: فَلِذَلِكَ كَرِهَ الْحِجَامَةَ لِلصَّائِمِ (1).

2229 -

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَعْتَقَ يَوْمَ الطَّائِفِ مَنْ خَرَجَ إِلَيْهِ مِنَ العَبِيدِ (2).

2229 م - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الطَّائِفِ: " مَنْ خَرَجَ

(1) إسناده ضعيف، نصر بن باب ضعيف، والحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن.

وأخرجه الطبراني (12086) من طريق عمار بن أبي مالك الجنبي، عن أبيه، عن الحجاج، بهذا الإسناد. وعمار ضعفه الأزدي، وأبو مالك عمرو بن هاشم قال الحافظ في "التقريب": لين الحديث.

وأخرجه أبو يعلى (2449)، والطبراني (11320) من طريق حفص بن داود، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس. وابن أبي ليلى سيئ الحفظ.

وأخرجه البزار (1015 - كشف الأستار) من طريق عيسى بن المختار، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم بالقاحة فنزف حتى غُشي عليه.

وأخرج الطحاوي 2/ 100 من طريق مجاهد، عن ابن عباس قال: إنما كرهت الحجامة للصائم مخافة الضعف. وانظر (3547).

وقوله: احتجم صائماً محرماً، سلف الكلام عليه برقم (1849) من طريق مقسم، به.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف نصر بن باب، وحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعنه، وبينه وبين مقسم الحكم بن عتيبة كما في الحديث التالي.

وهذا الحديث أثبتناه من (ظ 9) و (ظ 14) ولم يرد في (م) وباقي الأصول الخطية.

ص: 101

إِلَيْنَا مِنَ العَبِيدِ، فَهُوَ حُرٌّ " فَخَرَجَ عَبِيدٌ مِنَ العَبِيدِ فِيهِمْ أَبُو بَكْرَةَ، فَأَعْتَقَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

2230 -

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: قَتَلَ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ رَجُلًا مِنَ المُشْرِكِينَ، فَأَعْطَوْا بِجِيفَتِهِ مَالًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" ادْفَعُوا إِلَيْهِمْ جِيفَتَهُمْ، فَإِنَّهُ خَبِيثُ الْجِيفَةِ، خَبِيثُ الدِّيَةِ " فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُمْ شَيْئًا (2).

2231 -

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رَمَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْجِمَارَ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ، أَوْ بَعْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ (3).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف نصر بن باب وتدليس الحجاج، وانظر (1959).

(2)

إسناده ضعيف لضعف نصر بن باب وتدليس الحجاج.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 419، والبيهقي 9/ 133 من طريقين عن الحجاج، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2319) و (2442) و (3013).

(3)

حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف نصر بن باب، وقد توبع، والحجاج -وإن عنعن- قد صرح بالتحديث فيما سيأتي برقم (2635).

وأخرجه ابن أبي شيبة ص 355 (الجزء الذي حققه عمر العمروي) عن حفص بن غياث، والترمذي (898) من طريق زياد بن عبد الله، كلاهما عن الحجاج، بهذا الإسناد. ولفظه:"إذا زالت الشمس"، وقال الترمذي: حديث حسن.

وأخرجه ابن ماجه (3054)، والطبراني (12110) و (12117) من طريق أبي شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي، عن الحكم بن عتيبة، به. وأبو شيبة متروك. وسيأتي برقم (2635) و (3038). =

ص: 102

2232 -

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ أَهْلَ بَدْرٍ كَانُوا ثَلاثَ مِائَةٍ وَثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ سِتَّةً وَسَبْعِينَ، وَكَانَ هَزِيمَةُ أَهْلِ بَدْرٍ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَيْنَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ (1).

° 2233 - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ - يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ -، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اسْمَحْ، يُسْمَحْ لَكَ "(2).

= وفي الباب عن عائشة رضي الله عنها قالت: أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من آخر يومه حين صلى الظهر ثم رجع إلى مِنى، فمكث بها لياليَ أيام التشريق يرمي الجمرةَ إذا زالت الشمس، صححه ابنُ حبان (3868)، وسيأتي في "المسند" 6/ 90.

وعن ابن عمر عند البخاري (1746) وغيره، قال: كنا نتَحيَّنُ، فإذا زالت الشمسُ رمينا.

والمراد في غير يوم النحر، وأما الرمي في يوم النحر، فإنه يكون ضحى كما في حديث جابر عند مسلم (1299) (314) قال: رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمرة يوم النحر ضُحىً، وأما بعدُ، فإذا زالت الشمس. وسيأتي في "المسند" 3/ 119.

(1)

إسناده ضعيف لضعف نصر بن باب وتدليس الحجاج.

وأخرجه ابن سعد 2/ 20 عن نصر بن باب، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (1783 - كشف الأستار)، والطبراني (12083) من طريقين عن الحجاج، به. وزادا: وكان لواء المهاجرين مع علي بن أبي طالب، وكان لواء الأنصار مع سعد بن عبادة.

وأخرج البخاري (3956) وغيره عن البراء قال: استصغرت أنا وابن عمر يوم بدر، وكان المهاجرون يوم بدر نيفاً على ستين، والأنصار نيفاً وأربعين ومئتين.

وانظر "فتح الباري" 7/ 291 و 326.

(2)

صحيح، مهدي بن جعفر الرملي وثقه ابن معين، وقال: لا بأس به، ثم هو =

ص: 103

° 2234 - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ - يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ -، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنِ أكْثَرَ مِنَ الاسْتِغْفَارِ، جَعَلَ اللهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ "(1).

= متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين، وقد صرح الوليد بن مسلم بالتحديث عند الطبراني في "الصغير"، والبيهقي في "شعب الإيمان".

وأخرجه الطبراني في "الصغير"(1169)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(648)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(11258) من طرق عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (237) مرسلاً عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: إني رأيت إنساناً منكشفاً مكشوفاً على الحوض يغرف بيده على فرجه؟ قال: فتوضأ، فليسَ عليك إن الدينَ سمح، قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"اسمحوا يسمح لكم" وقد كان من مضى لا يفتشون عن هذا ولا يُلْحِفُون فيه -يعني: يفحصون عنه-.

وقال المناوي في شرح حديث المسند: أي: عامل الخلق الذين هم عيالُ الله وعبيده بالمسامحة والمساهلة يُعاملك سيدهم بمثله في الدنيا والآخرة

وقال بعض الحكماء: أحسن إن أحببت أن يُحسن إليك، ومن قل وفاؤُه، كثر أعداؤه، وهذا من الإحسان المأمور به في القرآن المتعلق بالمعاملات، وهو حث على المساهلة في المعاملة، وحسن الانقياد، وهو من سخاوة الطبع وحقارة الدنيا في القلب، فمن لم يجده من طبعه فليتخلَّق به، فعسى أن يسمح له الحق بما قصر فيه من طاعته، وعسر عليه في الانقياد إليه في معاملته إذا أوقفه بين يديه لمحاسبته.

(1)

إسناده ضعيف، الحكم بن مصعب مجهول، قال أبو حاتم: هو شيخ للوليد بن مسلم لا أعلم روى عنه أحد غيره، وجهله الذهبي في "المغني"، وابن حجر في "التقريب" وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/ 187، وقال: يخطئ، ثم ذكره في =

ص: 104

2235 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، قَالَ: كَتَبَ نَجْدَةُ بْنُ عَامِرٍ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنِ أشْيَاءَ، فَشَهِدْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ حِينَ قَرَأَ كِتَابَهُ، وَحِينَ كَتَبَ جَوَابَهُ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَاللهِ لَوْلَا أَنْ أَرُدَّهُ عَنْ شَرٍّ يَقَعُ فِيهِ، مَا كَتَبْتُ إِلَيْهِ وَلَا نَعْمَةَ عَيْنٍ. قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّكَ سَأَلْتَنِي عَنْ سَهْمِ ذَوِي الْقُرْبَى الَّذِي ذَكَرَ اللهُ عز وجل: مَنْ هُمْ؟ وَإِنَّا كُنَّا نُرَى أَنَّ قَرَابَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم هُمْ، فَأَبَى ذَلِكَ عَلَيْنَا قَوْمُنَا.

وَسَأَلَهُ عَنِ الْيَتِيمِ: مَتَى يَنْقَضِي يُتْمُهُ؟ وَإِنَّهُ إِذَا بَلَغَ النِّكَاحَ، وَأُونِسَ مِنْهُ رُشْدٌ، دُفِعَ إِلَيْهِ مَالُهُ، وَقَدِ انْقَضَى يُتْمُهُ.

وَسَأَلَهُ: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْتُلُ مِنْ صِبْيَانِ الْمُشْرِكِينَ أَحَدًا؟ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَقْتُلْ مِنْهُمْ أَحَدًا، وَأَنْتَ فَلَا تَقْتُلْ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ تَعْلَمُ مَا عَلِمَ الْخَضِرُ مِنَ الغُلَامِ الَّذِي قَتَلَهُ.

وَسَأَلَهُ عَنِ الْمَرْأَةِ وَالْعَبْدِ: هَلْ كَانَ لَهُمَا سَهْمٌ مَعْلُومٌ إِذَا حَضَرُوا

= "المجروحين" 1/ 249 فقال: ينفرد بالأشياء التي لا ينكر نفيَ صحتها من عُني بهذا الشأن لا يَحِلُّ الاحتجاجُ به، ولا الروايةُ عنه إلا على سبيلِ الاعتبار.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1774) من طريق مهدي بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (1518)، وابن ماجه (3819)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(456)، والطبراني (1774)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(364)، والحاكم 4/ 262، والبيهقي 3/ 351 من طرق عن الوليد بن مسلم، به. وليس عند ابن ماجه:"عن أبيه"، وصححه الحاكم، وتعقبه الذهبي، فقال: الحكم فيه جهالة.

ص: 105

الْبَأْسَ؟ وَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ سَهْمٌ مَعْلُومٌ إِلَّا أَنْ يُحْذَيَا مِنْ غَنَائِمِ الْمُسْلِمِينَ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الدارمي (2471)، ومسلم (1812)(140)، وابن الجارود (1086)، والطحاوي 3/ 220 و 235، والطبراني (10830)، والبيهقي 6/ 332 من طرق عن جرير بن حازم، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد فيه على بعض.

وأخرجه أبو عبيد في "الأموال"(852)، ومسلم (1812)(141)، وأبو داود (2727)، والطبراني (10831) من طريق الأعمش، عن المختار بن صيفي، عن يزيد بن هرمز، به. ورواية مسلم وأبي داود مختصرة.

وأخرجه مختصراً أبو يعلى (2551) من طريق محمد بن إسحاق، قال: حدثني من لا أتهم، عن يزيد بن هرمز، به.

وأخرج قصة سهم ذوي القربى النسائي في "الكبرى"(11577) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن جرير بن حازم، به. وسيأتي الحديث برقم (2685) و (2811) و (2941) و (3200) و (3264) و (3299)، وانظر (1967).

وقوله: "يُحذيا" أي: يُعطيا. و"نُعمة عَيْن" أي: قُرَّة عَيْن.

ونجدة بن عامر: هو نجدة بن عامر الحَروري الحنفي من بني حنيفة من بكر بن وائل، ولد سنة (36) هـ، وقتل سنة (69) هـ. وهو رأس الفرقة النجدية نسبة إليه من الحرورية، ويعرف أصحابها بالنجدات، انفرد عن سائر الخوارج بآراء.

قال ابن حجر في "لسان الميزان" 6/ 148: قدم مكة، وله مقالات معروفة وأتباع انقرضوا، وكان أول أمره من أتباع نافع بن الأزرق، ثم خالفه واستقل بمذهبه، ثم خرج مستقلا باليمامة سنة (66) هـ أيام عبد الله بن الزبير في جماعة كبيرة، وأتى البحرين واستقرَّ بها.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة" 5/ 247: ومما يدل أن الصحابة لم يُكَفِّروا الخوارج أنهم كانوا يصلون خلفهم، وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنه وغيره من الصحابة يصلون خلف نجدة الحروري، وكانوا أيضاً يحدثونهم ويفتونهم ويخاطبونهم كما يخاطب المسلمُ المسلمَ، كما كان عبد الله بن عباس يجيب نجدة الحروري لما =

ص: 106

2236 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَ الْمِنْبَرَ، فَلَمَّا اتَّخَذَ الْمِنْبَرَ وَتَحَوَّلَ إِلَيْهِ، حَنَّ عَلَيْهِ، فَأَتَاهُ فَاحْتَضَنَهُ فَسَكَنَ، قَالَ:" لَوْ لَمْ أَحْتَضِنْهُ، لَحَنَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "(1).

= أرسل يسأله عن مسائل، وحديثه في البخاري (قلنا: الصواب في مسلم)، وكما أجاب نافع بن الأزرق عن مسائل مشهورة، وكان نافع يناظره في أشياء بالقرآن كما يتناظر المسلمان.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. حماد: هو ابن سلمة.

وأخرجه الدارمي (39) و (1563)، وابن ماجه (1415)، والطبراني (12841)، والبيهقي 2/ 558 من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 1/ 188 من طريق ميمون بن مهران، عن ابن عباس، بنحوه. وسيأتي برقم (2400) و (22401) و (3430) و (3432)، وانظر ما بعده.

قال الحافظ ابن كثير في "البداية" 6/ 131 - 138: باب حنين الجذع شوقاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشفقاً من فراقه، وقد ورد من حديث جماعة من الصحابة بطرق متعددة تفيدُ القطعَ عند أئمة هذا الشأنِ وفرسانِ هذا الميدان، ثم ذكره بالأسانيد الكثيرة الصحاح من رواية ثمانية من الصحابة: أبي بن كعب، وأنس بن مالك، وجابر، وسهل بن سعد، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وأبي سعيد الخدري، وأم سلمة.

وقال السندي: قوله: "حن عليه": أي اشتاق إليه، وصاح على فراقه، والحنين: صوت يخرج من الصدر فيه رِقة، وأصله ترجيع الناقة صوتها إثر ولدها، وهذا الحديث مشهور جاء عن جماعة من الصحابة، وقال البيهقي: قصة حنين الجذع من الأمور الظاهرة التي حملها الخلف عن السلف. وفيه دلالة على أن الجمادات قد يخلق الله تعالى فيها إدراكات كالحيوان بل كأشرف الحيوان، وفيه تأييد لقول من يحمل قوله تعالى:{وإن من شيء إلا يسبح بحمده} على ظاهره. وعن الشافعي: ما أعطى الله نبياً ما أعطى محمداً صلى الله عليه وسلم، فقيل له: أُعطي عيسى إحياء الموتى، فقال: أُعطي محمد حنين الجذع حتى سمع صوته، فهذا أكثر من ذلك، انتهى. وذلك لأن هذا إحياء ما ليس من نوعه =

ص: 107

2237 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (1).

2238 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سَالِمٍ أَبُو جَهْضَمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَفِتْيَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: فَسَأَلُوهُ، هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ، فَقَالُوا: فَلَعَلَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي نَفْسِهِ! قَالَ: خَمْشًا، هَذِهِ شَرٌّ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ عَبْدًا مَأْمُورًا، بَلَّغَ مَا أُرْسِلَ بِهِ، وَإِنَّهُ لَمْ يَخُصَّنَا دُونَ النَّاسِ إِلا بِثَلاثٍ: أَمَرَنَا أَنْ نُسْبِغَ الْوُضُوءَ، وَلا نَأْكُلَ الصَّدَقَةَ، وَلا نُنْزِيَ حِمَارًا عَلَى فَرَسٍ (2).

= الحياة مع ما فيه من الاشتياق إليه والبكاء عليه بخلاف ما أعطي لعيسى، وكان الحسن البصري إذا حدَّث بهذا الحديث يقول: يا معشر المسلمين الخشبة تَحِنُّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقاً إلى لقائه، وأنتم أحق أن تشتاقوا إليه.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه عبدُ بن حميد (1336)، والدارمي (39 م) و (1564)، وابن ماجه (1415)، وأبو يعلى (3384) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2400) و (2401) و (3431) و (3432)، وانظر ما قبله، وما سيأتي في مسند أنس 3/ 226.

(2)

إسناده صحيح، موسى بن سالم أبو جهضم روى له أصحاب السنن، ووثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة، وقال أبو حاتم: صالح الحديث صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال ابن عبد البر: لم يختلفوا في أنه ثقة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الباهلي، ووهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي. وأخرجه أبو داود (808)، والنسائي 6/ 224، والطحاوي 1/ 205 من طريقين عن موسى بن سالم، بهذا الإسناد. ورواية الطحاوي مختصرة. وانظر (1977). =

ص: 108

2239 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَحَّلَ نَاسًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ بِلَيْلٍ - قَالَ شُعْبَةُ: أَحْسَبُهُ قَالَ: ضَعَفَتَهُمْ - وَأَمَرَهُمْ أَنْ لَا يَرْمُوا الْجَمْرَةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ. شُعْبَةُ شَكَّ فِي " ضَعَفَتَهُمْ "(1).

2240 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَقَّتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنًا، وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ، قَالَ:" هُنَّ لَهُمْ وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِمَّنْ سِوَاهُمْ مِمَّنْ أَرَادَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، مِنْ حَيْثُ بَدَأَ حَتَّى يَبْلُغَ (2) ذَلِكَ أَهْلَ مَكَّةَ "(3).

= قوله: "خمشاً" قال ابن الأثير: دعا عليه بأن يُخمش وجهه أو جلدُه، كما يقال: جدعاً وقطعاً، وهو منصوب بفعل لا يظهر.

وقوله: "هذه شر" قال السندي: أي: هذه الكلمة شر من السؤال الأول المبني على الجهل.

وقوله: "بلغ" أي: فلو كانت القراءة فرضاً لبلغ بالجهر أو بالبيان بالقول فحيث لم يفعل علم أنه ليس بفرض، وهذا على حسب ظنه، وإلا فقد قال:"لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب".

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الحكم -وهو ابن عتيبة- لم يدرك ابن عباس. وسيأتي برقم (3008) من طريق الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس. وانظر (1920) و (2082) و (3003).

(2)

في (س) وعلى حاشيتي (ق) و (ص): بلغ.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن طاووس: هو عبد الله بن طاووس بن =

ص: 109

2241 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يُصِيبُ مِنَ الرُّؤُوسِ، وَهُوَ صَائِمٌ (1).

2242 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ، وَكَانَ بِمَكَّةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا، فَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ (2).

= كيسان اليماني.

وأخرجه النسائي 5/ 125 - 126، وابن خزيمة (2591) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي 1/ 293 فقال: أخبرنا الثقة، عن معمر، فذكره.

وأخرجه أبو داود (1738)، والنسائي 5/ 123، والطحاوي 2/ 117، والطبراني (10912) و (10913) من طرق عن عبد الله بن طاووس، به. وانظر (2128).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق، فمن رجال مسلم. سعيد: هو ابن أبي عروبة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.

وأخرجه البزار (1020 - كشف الأستار) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي 2/ 90 من طريق عبد الأعلى السامي وعبد الوهاب الخفاف، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، به.

وأخرجه عبد الرزاق (7407)، ومن طريقه البزار (1020) عن معمر، عن أيوب، به.

وأخرجه الطبراني (11868) من طريق عاصم بن هلال البارقي، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (3391) و (3392) و (3392 م).

قال البزار: ومعنى يصيب من الرؤوس، أي: يُقَبِّل، وفي "النهاية": أراد التقبيل.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عكرمة =

ص: 110

2243 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم احْتِجَامَةً فِي رَأْسِهِ، وَهُوَ مُحْرِمٌ (1).

2244 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَعَا بِشَرَابٍ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَشَرِبَ قَائِمًا (2).

2245 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ أَتَى خَالَتَهُ مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ إِلَى سِقَايَةٍ، فَتَوَضَّأَ ثُمَّ قَامَ، فَصَلَّى، قَالَ: وَقُمْتُ فَتَوَضَّأْتُ، ثُمَّ قُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِي، فَأَدَارَنِي مِنْ خَلْفِهِ، حَتَّى أَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ (3).

= فمن رجال البخاري. هشام: هو ابن حسان القردوسي. وانظر (2017).

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري. وانظر (2108).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عاصم: هو ابن سليمان البصري.

وأخرجه مسلم (2027)(120)، والبيهقي في "السنن" 5/ 86، وفي "الآداب"(533) و (534) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (1838).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الملك -وهو ابن أبي سليمان العرزمي- من رجاله، وباقي السند على شرطهما.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 320، والبيهقي 3/ 99 من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (763)(193)، من طريق عبد الله بن نمير، والنسائي في "الكبرى" =

ص: 111

2246 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدْ حَفِظْتُ السُّنَّةَ كُلَّهَا، غَيْرَ أَنِّي لَا أَدْرِي أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، أَمْ لَا؟ وَلا أَدْرِي كَيْفَ كَانَ يَقْرَأُ هَذَا الْحَرْفَ:{وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الكِبَرِ عُتِيًّا (1)} [مريم: 8]، أَوْ " عُسِيًّا "(2)؟.

= (916) من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن عبد الملك بن أبي سليمان، به.

وأخرجه مختصراً مسلم (763)(193) من طريق قيس بن سعد، والطبراني (11306) من طريق ليث بن أبي سليم، كلاهما عن عطاء، به. وسيأتي برقم (3243) و (3479)، وانظر (1843).

(1)

بضم العين كما في الأصول، وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وابن عامر وأبي بكر عن عاصم، وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم:"عِتِيّاً" بكسر العين. انظر "زاد المسير" 5/ 211.

(2)

تحرف هذا الحرف في (م) و (س) و (غ) و (ق) و (ص) إلى: "عِتياً"، والتصويب من (ظ 9) و (ظ 14) وهامش (س)، و"غاية المقُصَد في زوائد المسند" ورقة 281، و"مجمع الزوائد" 7/ 155، و"تفسير الطبري" 16/ 51، وانظر "زاد المسير" لابن الجوزي 5/ 211، وهي قراءة ابن عباس ومجاهد. قال ابن قتيبة (عُتياً) أي: يُبساً، يقال: عتا وعسا بمعنى واحد، قال الزجاج: كل شيء انتهى، فقد عتا يعتو عُتياً وعتواً وعسواً وعِسياً.

والحديث إسناده صحيح على شرط البخاري. حصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي.

وأخرجه أبو داود (809)، والطحاوي 1/ 205، والطبري 16/ 51 من طرق عن هشيم، بهذا الإسناد. واقتصر أبو داود والطحاوي على القسم الأول.

وأخرج القسم الأول منه الحاكم 2/ 244 من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن حصين، به. وصححه على شرط البخاري، ووافقه الذهبي. وسيأتي برقم (2332).

ص: 112

2247 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا (1) عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يُبَاعُ الثَّمَرُ حَتَّى يُطْعِمَ "(2).

2248 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَهِيكٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللهِ، فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ سَأَلَكُمْ بِوَجْهِ اللهِ، فَأَعْطُوهُ "(3).

(1) تحرف في (م) إلى: بن.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة بن العلاء القيسي.

وأخرجه الطبراني (11187) و (11188) من طريقين عن عمرو بن دينار، بهذا الإسناد. وهو عند الطبراني في الموضع الأول عن جابر وابن عمر وابن عباس، بلفظ: نهى عن بيع الثمر

وأخرجه عبد الرزاق (14318)، وابن حبان (4988)، والطبراني (10870) من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس. ووقع عند عبد الرزاق: عن ابن عباس قال: لا أدري أبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه الشافعي 2/ 149، ومن طريقه البيهقي 5/ 302 عن سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن طاووس، عن ابن عباس موقوفاً.

وأخرجه الدارقطني 3/ 14 و 3/ 14 - 15 من طريقين عن عمر بن فروخ، عن خبيب بن الزبير، والحاكم 2/ 37 من طريق سماك، كلاهما عن عكرمة، عن ابن عباس، بنحوه مرفوعاً. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وسيأتي برقم (3361).

ويُطعم بكسر العين، قال في "النهاية": يقال: أطعمت الشجرة: إذا أثمرت، وأطعمت الثمرة: إذا أدركت، أي: صارت ذات طعم وشيئاً يؤكل، ويجوز فتح العين أيضاً، وهو رواية، قال ابن الأثير: أي تؤكل، ولا تؤكل إلا إذا أدركت.

(3)

إسناده حسن، أبو نهيك -واسمه عثمان بن نهيك- روى عنه جمع وذكره ابن =

ص: 113

2249 -

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ زَمْعَةَ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ، وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ (1).

2250 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْعُمْرَى لِمَنْ أُعْمِرَهَا، وَالرُّقْبَى لِمَنْ أُرْقِبَهَا، وَالْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْعَائِدِ فِي قَيْئِهِ "(2).

= حبان في "الثقات" وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. علي بن عبد الله: هو ابن المديني الحافظ الإمام، وسعيد: هو ابن أبي عروبة، وخالد بن الحارث -وهو ابن عبيد الله بن سليم الهجيمي- روى عن سعيد قبل الاختلاط.

وأخرجه أبو داود (5108)، وأبو يعلى (2536) و (2755)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 258 من طريقين عن خالد بن الحارث، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن ابن عمر بإسناد صحيح وسيأتي في "المسند" 2/ 68 و 99، وصححه ابن حبان (3408).

(1)

صحيح، زمعة -وهو ابن صالح اليماني، وإن كان ضعفه أحمد وابن معين وأبو داود والنسائي وأبو حاتم والبخاري وغيرهم- قد تابعه وهيب بن خالد، وسيأتي برقم (2337)، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي داود -وهو سليمان بن داود الطيالسي- فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن ماجه (2162) من طريق سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن طاووس، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2337) و (2659) و (2670) و (3018)، وانظر ما تقدم برقم (2155).

(7)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، حجاج -وهو ابن أرطاة، وأخطأ ابن حزم في "المحلى" 9/ 167 فظنه حجاج بن محمد- مدلس وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير. =

ص: 114

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه النسائي 6/ 267 و 269 - 270 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وهو في الموضع الأول عنده مختصر بقصة الهبة فقط.

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 138 من طريق ابن أبي زائدة، والطبراني (10995) و (10999) من طريق محمد بن فضيل، كلاهما عن الحجاج بن أرطاة، به، مختصراً، ابن أبي شيبة بقِصة العمرى، والطبراني بقصة الهبة.

وأخرجه النسائي 6/ 270 من طريق محمد بن بشر، عن حجاج، به موقوفاً على ابن عباس دون قصة الهبة.

وأخرجه كذلك 6/ 270 من طريق سفيان الثوري، عن أبي الزبير، به.

وأخرجه النسائي 6/ 269، وابن حبان (5126)، والطبراني (11000) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن أبي الزبير، به- موقوفاً بقصة الرقبى فقط.

وأخرجه النسائي 6272 من طريق عمرو بن دينار، والطبراني (10971) من طريق ليث بن أبي سليم، كلاهما عن طاووس، به- حديث ليث ليس فيه قصة الهبة، وحديث عمرو بلفظ:"إن العمرى جائزة".

وأخرجه النسائي 6/ 270 من طريق حنظلة بن أبي سفيان، عن طاووس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مرسلاً بقصة الرقبى.

وأخرجه النسائي 6/ 272، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2426 من طريق قتادة، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن الحَجُوري حُجْر بن قيس المَدَري، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"العمرى جائزة". قال ابن عدي: وهذا رواه الثقات أصحاب عمرو عن طاووس، عن حجر المدري، عن زيد بن ثابت، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وحديث زيد بن ثابت هذا سيأتي في "المسند" 5/ 182.

وله شاهد دون قصة الهبة من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/ 357، والبخاري (2626)، ومسلم (1626).

وثان من حديث ابن عمر عند أحمد 2/ 26 و 34 و 73.

وثالث من حديث جابر عند أحمد 3/ 302، ومسلم (1625). =

ص: 115

2251 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أُعْمِرَ عُمْرَى، فَهِيَ لِمَنْ أُعْمِرَهَا جَائِزَةٌ، وَمَنْ أَرْقَبَ رُقْبَى، فَهِيَ لِمَنْ أُرْقِبَهَا جَائِزَةٌ، وَمَنْ وَهَبَ

= ورابع من حديث زيد بن ثابت عند أحمد 5/ 189.

وقصة العائد في هبته رويت من طرق عن ابن عباس، انظر ما تقدم برقم (1872).

قال الإمام البغوي في "شرح السنة" 8/ 293: العمرى جائزة بالاتفاق، وهي أن يقولَ الرجل لآخر: أعمرتُك هذه الدار، أو جعلتُها لك عمرك، فيقبل، فهي كالهبة إذا اتَّصل بها القبضُ، ملكها المُعَمَّرُ، ونفذ تصرفه فيها، وإذا مات تورث منه، سواء قال: هي لعقبك من بعدك أو لورثتك، أو لم يقل، وهو قول زيد بن ثابت، وابن عمر، وبه قال عروةُ بنُ الزبير، وسليمان بن يسار، ومجاهد، وإليه ذهب الثوريُّ، والشافعي، وأحمدُ، وإسحاق، وأصحاب الرأي.

وذهب جماعة إلى أنه إذا لم يقل: هي لِعقبك من بعدك، فإذا مات يعود إلى الأول، لأن النبى صلى الله عليه وسلم قال:"أيما رجُل أعْمَر عُمْرى له ولعَقِبه" وهذا قول جابر، وروي عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن جابر قال:"إنما العُمْرى التي أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول: هي لك ولِعقبك، فأما إذا قال: هي لك ما عشتَ، فإنها ترجع إلى صاحبها" قال معمر: وكان الزهري يفتي به، وهذا قولُ مالك، ويُحكى عنه أنه قال: العُمْرى تمليكُ المنفعة دون الرَّقبة، فهي له مدة عمره، ولا يُورث، وإن جعلها له ولعقبه، كانت المنفعة ميراثاً عنه.

وأما الرُّقْبى: هي أن يجعلها الرجلُ على أيهما مات أولاً، كان للآخِر منهما، فَكُلُّ واحد يَرْقُبُ موتَ صاحبه، فاختلَف أهلُ العلم في جوازها، فذهب جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنها جائزة كالعُمرى، وإذا مات المدفوعُ إليه يُورث عنه، وشرطُ الرجوعِ باطل، وهو قولُ الشافعي وأحمد وإسحاق، وذهب قومٌ إلى أن الرقبى غيرُ جائزة، وقيل: إنها عارية لا تورث، وهو قولُ أصحاب الرأي، والأول موافق لظاهر الحديث.

ص: 116

هِبَةً، ثُمَّ عَادَ فِيهَا، فَهُوَ كَالْعَائِدِ فِي قَيْئِهِ " (1).

2252 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ صُرِفَتِ الْقِبْلَةُ بَعْدُ (2).

2253 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رَمَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، ثُمَّ ذَبَحَ، ثُمَّ حَلَقَ (3).

(1) صحيح لغيره، وهو مكرر ما قبله.

(2)

حديث صحيح، سماك -وإن كان في روايته عن عكرمة اضطراب- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة فمن رجال البخاري، وسيأتي برقم (2991) بإسناد صحيح على شرط الشيخين. حسين بن علي: هو الجُعفي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 334 عن حسين بن علي، بهذا الإسناد.

وأخرجه بأطول مما هنا ابن سعد 1/ 241 من طريق داود بن الحصين، عن عكرمة، به. وفيه الواقدي. وسيأتي الحديث برقم (3270) و (3363).

وله شاهد من حديث البراء عند البخاري (40)، وسيأتي في "المسند" 4/ 289 أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده أو قال: أخواله من الأنصار، وأنه صلَّى قِبَلَ بيتِ المقدس ستةَ عشر شهراً أو سبعةَ عشر شهراً

(3)

حسن لغيره، الحجاج بن أرطاة مدلس وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو القاسم: هو مقسم بن بُجْرة مولى ابن عباس.

وأخرجه الطبراني (12088) من طريق عمر بن علي المقدمي، عن الحجاج، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2638).

وله شاهد من حديث أنس عند أحمد 3/ 261، ومسلم (1305).

ص: 117

2254 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ نُوَيْفِعٍ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ ضِمَامَ بْنَ ثَعْلَبَةَ أَخَا بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ لَمَّا أَسْلَمَ، سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ فَرَائِضِ الْإِسْلامِ مِنَ الصَّلاةِ وَغَيْرِهَا، فَعَدَّ عَلَيْهِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ لَمْ يَزِدْ عَلَيْهِنَّ، ثُمَّ الزَّكَاةَ، ثُمَّ صِيَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ حَجَّ الْبَيْتِ، ثُمَّ أَعْلَمَهُ مَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، وَسَأَفْعَلُ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ، لَا أَزِيدُ وَلا أَنْقُصُ. قَالَ: ثُمَّ وَلَّى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنْ يَصْدُقْ ذُو الْعَقِيصَتَيْنِ، يَدْخُلِ الْجَنَّةَ "(1).

2255 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَفَعَ خَيْبَرَ: أَرْضَهَا وَنَخْلَهَا، مُقَاسَمَةً عَلَى النِّصْفِ (2).

(1) حديث حسن، ابن إسحاق صرح بالتحديث، ومحمد بن الوليد بن نويفع لم يرو عنه غير ابن إسحاق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: يعتبر به، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وسيأتي مطولاً برقم (2380)، ومختصراً برقم (2381).

والعقيصتان: الضفيرتان من الشعر.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن أبي ليلى -واسمه محمد بن عبد الرحمن- سيئ الحفظ، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه ابن ماجه (2468)، وأبو يعلى (1341)، والدارقطني 3/ 37 - 38 من طرق عن هشيم، بهذا الإسناد. ورواية ابن ماجه مطولة. =

ص: 118

2256 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ وَمُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي، وَلا أَقُولُهُ فَخْرًا: بُعِثْتُ إِلَى كُلِّ أَحْمَرَ وَأَسْوَدَ، فَلَيْسَ مِنْ أَحْمَرَ وَلا أَسْوَدَ يَدْخُلُ فِي أُمَّتِي إِلا كَانَ مِنْهُمْ، وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا "(1).

2257 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِي الدَّبَّاغَ -، عَنْ عَبْدِ اللهِ الدَّانَاجِ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: فَكَانَ إِذَا رَكَعَ وَإِذَا سَجَدَ كَبَّرَ (2)، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: لَا أُمَّ لَكَ، أَوَلَيْسَ تِلْكَ سُنَّةَ

= وأخرجه أبو يوسف القاضي في "الخراج" ص 51 عن ابن أبي ليلى، به.

وأخرجه الطحاوي 3/ 246 من طريق الحجاج بن أرطاة، عن الحكم، به.

وأخرجه مطولاً أبو داود (3410) و (3411)، وابن ماجه (1820)، والطبراني (12062) من طريق ميمون بن مهران، عن مقسم، به.

وله شاهد من حديث ابن عمر عند البخاري (2285)، ومسلم (1551)، وسيأتي في "المسند"(4732).

قال السندي: وقوله: "أرضها" بالمزارعة، و"نخلها" بالمساقاة، واستدل به على جواز المزارعة ببعض ما يخرج من الأرض، وقيل: بل هو مخصوص بما إذا كانت المزارعة تبعاً للمساقاة.

(1)

حسن، وهذا إسناد ضعيف، لضعف علي بن عاصم ويزيد بن أبي زياد -وهو القرشي الهاشمي مولاهم الكوفي- وهما متابعان، وسيأتي مطولاً برقم (2742)، ويأتي تخريجه هناك إن شاء الله تعالى.

(2)

في (ظ 9) و (ظ 14): فكان يكبر إذا ركع وإذا سجد.

ص: 119

رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ (1).

2258 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَرَّتْ جَارِيَتَانِ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، فَجَاءَتَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي، فَأَخَذَتَا بِرُكْبَتَيْهِ، فَلَمْ يَنْصَرِفْ.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَمَرَرْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي، وَنَحْنُ عَلَى حِمَارٍ فَجِئْنَا، فَدَخَلْنَا فِي الصَّلاةِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد العزيز الدباغ: هو عبد العزيز بن المختار البصري مولى حفصة بنت سيرين، وعبد الله الداناج: هو عبد الله بن فيروز، والداناج بالفارسية: العالم.

وأخرجه الطحاوي 1/ 221، والطبراني (11918) من طريقين عن عبد العزيز الدباغ، بهذا الإسناد. وانظر (1886).

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن الجزار، فمن رجال مسلم.

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(92)، وأبو يعلى (2423) عن علي بن الجعد، عن شعبة، بهذا الإسناد. زاد علي بن الجعد في حديثه: قال رجلٌ لشعبة: كان بين يديه عنَزَة؟ قال: لا.

وسيأتي هذا الحديث برقم (2295) عن عفان عن شعبة، وفيه أن الذي كان مع ابن عباس على الحمار هو غلام من بني هاشم، وهو أصحُّ.

وتقدم برقم (2095) مختصراً، وسيأتي برقم (3167) مطولاً، من طريق شعبة عن الحكم، عن يحيى بن الجزار، عن أبي الصهباء، عن ابن عباس، بزيادة أبي الصهباء بين يحيى بن الجزار وبين ابن عباس، قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: ويحيى بن الجزار سمعَ ابنَ عباس، ويروي أيضاً عنه بالواسطة، فيحمل هذا على الاتصال، فلعله =

ص: 120

2259 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَمَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْضَ غِلْمَةِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؛ وَاحِدًا خَلْفَهُ، وَوَاحِدًا بَيْنَ يَدَيْهِ (1).

2260 -

حَدَّثَنَا مُعَمَّرُ بْنُ سُلَيْمَانَ - يَعْنِي الرَّقِّيَّ -، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ، وَالسُّلْطَانُ مَوْلَى مَنْ لَا مَوْلَى لَهُ "(2).

= سمعه منهما.

وتقدم برقم (1891) من طريق عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس بقصة مروره على الحمار، وفيه أن الذي كان معه هو أخوه الفضل بن العباس.

(1)

إسناده صحيح، علي بن إسحاق -وهو المروزي- روى له الترمذي، وهو ثقة، ومن فوقه من رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. عبد الله: هو ابن المبارك.

وأخرجه البخاري (1898) و (5965)، والنسائي 5/ 212، والطبراني (11953)، والبيهقي 5/ 260 من طريق يزيد بن خالد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (5966) من طريق أيوب قال: ذُكِر شرُّ الثلاثة عند عكرمة، فقال: قال ابن عباس: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حمل قُثَمَ بين يديه والفضلَ خَلْفَه -أو قُثَمَ خلفه والفضل بين يديه- فأيهم شَرٌّ أو أيهم خيرٌ؟

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، الحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، وقال الإمام أحمد: لم يسمع من عكرمة.

وأخرجه الطبراني (11298) من طريق مَعْمر بن سليمان الرقي، عن الحجاج، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس.

وأخرجه ابن ماجه (1880)، وأبو يعلى (2507) من طريق أبي كريب محمد بن =

ص: 121

2261 -

حَدَّثَنَا مُعَمَّرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (1).

= العلاء، والبيهقي 7/ 109 - 110 من طريق سهل بن عثمان، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، عن الحجاج، عن عكرمة، به- دون قوله:"والسلطان مولى من لا مولى له".

وأخرجه الطبراني (11944) من طريق سهل بن عثمان، عن عبد الله بن المبارك، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، به.

وأخرجه الطبراني (12483) عن عبد الله بن أحمد، حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وبشر بن المفضل، قالا: حدثنا سفيان، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.

وهذا إسناد صحيح إلا أنه أُعِلَّ بالوقف، فقد أخرجه عبد الرزاق (10483) عن سفيان الثوري، عن ابن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لا نكاح إلا بإذن ولي أو سلطان. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 129 عن وكيع، عن سفيان، به موقوفاً.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/ 12، ومن طريقه البيهقي 7/ 112 والبغوي (2264) عن مسلم بن خالد، وأخرجه سعيد بن منصور (553) من طريق جعفر بن خالد، كلاهما عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به موقوفاً.

وأخرجه الدارقطني في "سننه" 3/ 221 من طريق عدي بن الفضل، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم فرفعه، قال الدارقطني: رفعه عدي بن الفضل ولم يرفعه غيره، وقال البيهقي في "السنن" 7/ 124 بعد أن أورده من طريق عدي بن الفضل: كذا رواه عدي بن الفضل وهو ضعيف، والصحيح موقوف.

وله شاهد حسن من حديث عائشة سيذكره المصنف بعد هذا، ومن حديث أبي هريرة عند ابن حبان (4076)، وأبي موسى الأشعري عند ابن حبان أيضاً (4077)، وابن مسعود عند الدارقطني 3/ 225 وعن علي عند البيهقي 7/ 111، وعن ابن عمر عند الدارقطني 3/ 225 وهذه الأحاديث لا يخلو واحد منها من ضعف، لكن الحديث يتقوى بمجموع هذه الشواهد ويصير حسناً.

(1)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. =

ص: 122

2262 -

حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ الْعُقَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ سَافَرَ رَكْعَتَيْنِ، وَحِينَ أَقَامَ أَرْبَعًا، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَمَنْ صَلَّى فِي السَّفَرِ أَرْبَعًا كَمَنْ صَلَّى فِي الْحَضَرِ رَكْعَتَيْنِ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمْ تُقْصَرِ الصَّلاةُ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً، حَيْثُ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ، وَصَلَّى النَّاسُ رَكْعَةً رَكْعَةً (1).

2263 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَعَنَ الْوَاصِلَةَ وَالْمَوْصُولَةَ، وَالْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ (2).

= وأخرجه الطحاوي 3/ 7 من طريق معمر بن سليمان الرقي، بهذا الإسناد. وسيأتي في مسند عائشة 6/ 47 و 260، وصححه ابن حبان برقم (4074) و (4075).

(1)

إسناده ضعيف، حميد بن علي -وهو أبو عكرشة العقيلي- قال الدارقطني: لا يستقيم حديثُه، ولا يحتج به، وقال أبو زرعة: كوفي لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري في "تاريخه" 2/ 353: حميد بن علي عن الضحاك مرسل، والضحاكُ بنُ مزاحم لم يسمع من ابن عباس، قال علي ابن المديني فيما نقله عنه العقيلي في "الضعفاء" عن يحيى بن سعيد: كان شعبة لا يحدث عن الضحاك بن مزاحم، وكان ينكر أن يكون لقي ابنَ عباس قط، وقال علي في موضع آخر عن يحيى بن سعيد: كان الضحاك عندنا ضعيفاً. وسيتكرر برقم (3268)، وانظر (2124).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة: سيئ الحفظ. أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل المدني المعروف بيتيم عروة. وسيتكرر برقم =

ص: 123

2264 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا أَفَاضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عَرَفَاتٍ أَوْضَعَ النَّاسُ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُنَادِيًا يُنَادِي:" أَيُّهَا النَّاسُ، لَيْسَ الْبِرُّ بِإِيضَاعِ الْخَيْلِ وَلا الرِّكَابِ "، قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ مِنْ رَافِعَةٍ يَدَهَا (1) عَادِيَةً حَتَّى نَزَلَ جَمْعًا (2).

2265 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ كَانَ رِدْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَرَفَةَ، فَدَخَلَ الشِّعْبَ، فَنَزَلَ فَأَهْرَاقَ الْمَاءَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، وَرَكِبَ وَلَمْ يُصَلِّ (3).

= (3059)، وانظر (1982).

وفي الباب عن ابن عمر متفق عليه وسيأتي في "المسند" برقم (4724) بلفظ: "لعن الله الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة".

(1)

في (ظ 9) و (ظ 14) وحاشية (س) و (ق) و (ص): يديها.

(2)

حديث صحيح، المسعودي -واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، وإن كان قد اختلط- قد رواه عنه وكيع في الرواية السالفة برقم (2099)، وهو ممن سمع منه قبل الاختلاط، وتابعه عليه الأعمش فيما سيأتي برقم (2427).

وقوله: "حتى نزل جمعاً" هو بفتح الجيم وسكون الميم، أي: مزدلفة، وسميت جمعاً، لأنه يجمع فيها بين الصلاتين، ويجتمعُ الناس بها، وأهلها يزدلفون، أي: يتقربون إلى الله تعالى بالوقوف بها، وفيها المشعر الحرام -بفتح الميم وبه جاء القرآن الكريم-، أي: المحرم فيه الصيد، وسمي مشعراً لما فيه من معالم الدين.

(3)

حسن لغيره، إسماعيل بن عمر هو الواسطي ثقة من رجال مسلم، ومن فوقه =

ص: 124

2266 -

حَدَّثَنَا سَعْدُ (1) بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ امْرَأَةً مِنْ خَثْعَمَ اسْتَفْتَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، وَالْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ رَدِيفُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فَرِيضَةَ اللهِ فِي الْحَجِّ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِيَ عَلَى الرَّاحِلَةِ، فَهَلْ يَقْضِي عَنْهُ أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ؟ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" نَعَمْ " فَأَخَذَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا، وَكَانَتِ امْرَأَةً حَسْنَاءَ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْفَضْلَ، فَحَوَّلَ وَجْهَهُ مِنَ الشِّقِّ الْآخَرِ (2).

2267 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْأَشْقَرُ، حَدَّثَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ يَهُودِيٌّ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ جَالِسٌ، قَالَ:

= ثقات من رجال الشيخين غير شعبة -وهو ابن دينار القرشي الهاشمي مولى ابن عباس- (وأخطأ الشيخ أحمد شاكر، فظنه شعبة بن الحجاج) وهو مختلف فيه، قال أحمد: ما أرى به بأساً، وقال ابن معين: ليس به بأس وهو أحب إليَّ من صالح مولى التوأمة، وقال مالك: ليس بثقة، وقال النسائي، وأبو حاتم الرازي: ليس بقوي، وقال أبو زرعة الرازي: مديني ضعيف الحديث، وقال ابن عدي: ولم أجد له حديثاً منكراً، فأحكم عليه بالضعف، وأرجو أنه لا بأس به. وانظر ما سيأتي برقم (2464)، وما تقدم برقم (1800).

(1)

تحرف في (م) إلى: سعيد.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعد بن إبراهيم، فمن رجال البخاري. صالح: هو ابن كيسان مؤدب ولد عمر بن عبد العزيز.

وأخرجه النسائي 5/ 119 و 8/ 228 - 229، والطبراني 18/ (725) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، بهذا الإسناد. وانظر (1890).

ص: 125

كَيْفَ تَقُولُ يَا أَبَا الْقَاسِمِ يَوْمَ يَجْعَلُ اللهُ السَّمَاءَ عَلَى ذِهْ - وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ (1) -، وَالْأَرْضَ عَلَى ذِهْ، وَالْمَاءَ عَلَى ذِهْ، وَالْجِبَالَ عَلَى ذِهْ، وَسَائِرَ الْخَلْقِ عَلَى ذِهْ؟ كُلُّ ذَلِكَ يُشِيرُ بِأَصَابِعِهِ، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل: {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الزمر: 67](2).

2268 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْأَشْقَرُ، حَدَّثَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ، وَلَيْسَ فِي الْعَسْكَرِ مَاءٌ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَيْسَ فِي الْعَسْكَرِ مَاءٌ، قَالَ:" هَلْ عِنْدَكَ شَيْءٌ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " فَأْتِنِي بِهِ " قَالَ: فَأَتَاهُ بِإِنَاءٍ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ قَلِيلٍ، قَالَ: فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَصَابِعَهُ عَلَى (3) فَمِ الْإِنَاءِ وَفَتَحَ أَصَابِعَهُ، قَالَ: فَانْفَجَرَتْ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ عُيُونٌ، وَأَمَرَ بِلالًا فَقَالَ:" نَادِ فِي النَّاسِ: الْوَضُوءَ الْمُبَارَكَ "(4).

(1) في (ظ 9) و (ظ 14) وعلى حاشية (س) و (ق) و (ص): بالسباحة.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، حُسين بن حُسين الأشقر، قال البخاري: فيه نظر، وقال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وعطاء -وهو ابن السائب- قد اختلط. أبو كدينة: هو يحيى بن المهلب البجلي، وأبو الضحى: هو مسلم بن صُبيح.

وأخرجه الترمذي (3240)، والطبري 24/ 26 من طريق محمد بن الصلت، عن أبي كدينة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن غريب صحيح، وسيأتي برقم (2989).

وفي الباب عن عبد الله بن مسعود وسيأتي برقم (3590).

(3)

في (م) و (س) و (ق) و (ص): في، والمثبت من (ظ 9) و (ظ 14) وهامش (س).

(4)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 4/ 128 من طريق محمد بن الصلت، عن أبي =

ص: 126

2269 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، عَنِ الزُّبَيْرِ - يَعْنِي ابْنَ خِرِّيتٍ -، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: خَطَبَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ يَوْمًا بَعْدَ الْعَصْرِ، حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَبَدَتِ النُّجُومُ، وَعَلِقَ النَّاسُ يُنَادُونَهُ: الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَجَعَلَ يَقُولُ: الصَّلاةَ الصَّلاةَ، قَالَ: فَغَضِبَ، قَالَ: أَتُعَلِّمُنِي بِالسُّنَّةِ؟ شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَوَجَدْتُ فِي نَفَسِي مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، فَلَقِيتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَسَأَلْتُهُ، فَوَافَقَهُ (1).

2270 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ

= كدينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (25) من طريق شعيب بن صفوان، عن عطاء بن السائب، به.

وأخرجه البزار (2415 - كشف الأستار)، والطبراني (12560) من طريق محمد بن معاوية بن مالِج، عن خلف بن خليفة، عن عطاء بن السائب، عن الشعبي، عن ابن عباس، بنحوه. ورواية الطبراني مطولة، وسيأتي برقم (2988).

وفي الباب عن عبد الله بن مسعود سيأتي برقم (4393)، وعن أنس بن مالك سيأتي 3/ 216.

وقوله: "الوضوء المبارك"، قال السندي: بالنصب، أي: احضروا الوَضوءَ، وهو بفتح الواو على إرادة الماء.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق، فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب.

وأخرجه الطيالسي (2720)، ومسلم (705)(57)، والطبراني (12916)، والبيهقي 3/ 168 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3293).

وقوله: "علق الناسُ" أي: طفقوا ينادونه.

ص: 127

يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ الدَّيْنِ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَوَّلَ مَنْ جَحَدَ آدَمُ عليه السلام أَوْ: أَوَّلُ مَنْ جَحَدَ آدَمُ - إِنَّ اللهَ عز وجل لَمَّا خَلَقَ آدَمَ، مَسَحَ ظَهْرَهُ، فَأَخْرَجَ مِنْهُ مَا هُوَ مِنْ ذَارِئٌ (1) إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَجَعَلَ يَعْرِضُ ذُرِّيَّتَهُ عَلَيْهِ، فَرَأَى فِيهِمْ رَجُلًا يَزْهَرُ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا ابْنُكَ دَاوُدُ. قَالَ: أَيْ رَبِّ، كَمْ عُمْرُهُ؟ قَالَ: سِتُّونَ عَامًا، قَالَ: رَبِّ زِدْ فِي عُمْرِهِ. قَالَ: لَا، إِلا أَنْ أَزِيدَهُ مِنْ عُمْرِكَ. وَكَانَ عُمْرُ آدَمَ أَلْفَ عَامٍ، فَزَادَهُ أَرْبَعِينَ عَامًا، فَكَتَبَ اللهُ عز وجل عَلَيْهِ بِذَلِكَ كِتَابًا، وَأَشْهَدَ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةَ، فَلَمَّا احْتُضِرَ آدَمُ، وَأَتَتْهُ الْمَلائِكَةُ لِتَقْبِضَهُ، قَالَ: إِنَّهُ قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمُرِي أَرْبَعُونَ عَامًا. فَقِيلَ: إِنَّكَ قَدْ وَهَبْتَهَا لِابْنِكَ دَاوُدَ. قَالَ: مَا فَعَلْتُ. وَأَبْرَزَ اللهُ عز وجل عَلَيْهِ الْكِتَابَ، وَشَهِدَتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ "(2).

(1) كذا في (ظ 9) و (ظ 14)"ما هو ذارئ" وهو الصواب، وفي (م) وباقي الأصول الخطية:"ما هو من ذراري" وهو غير واضح المعنى. والذارئ من صفات الله عز وجل، وهو الذي ذرأ الخلق، أي: خلقهم.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، علي بن زيد -وهو ابن جدعان- ضعيف، وكذا يوسف بن مهران.

وأخرجه الطيالسي (2692)، وابن سعد 1/ 28 - 29، وابن أبي شيبة 13/ 60 و 14/ 118، وابن أبي عاصم في "السنة"(204)، وأبو يعلى (2710)، والطبراني (12928)، والبيهقي 10/ 146 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2713) و (3519)، وانظر (2455). يزهر: أي: يضيء وجهه حسناً.

وله شاهد بإسناد قوي من حديث أبي هريرة صححه ابن حبان برقم (6167).

ص: 128

2271 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَا قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْجِنِّ، وَلا رَآهُمْ، انْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ، وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الشُّهُبُ، قَالَ: فَرَجَعَتِ الشَّيَاطِينُ إِلَى قَوْمِهِمْ، فَقَالُوا: مَا لَكُمْ؟ قَالُوا: حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ، قَالَ: فَقَالُوا: مَا حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إِلا شَيْءٌ حَدَثَ، فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، فَانْظُرُوا مَا هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ. قَالَ: فَانْطَلَقُوا يَضْرِبُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا يَبْتَغُونَ مَا هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ؟ قَالَ: فَانْصَرَفَ النَّفَرُ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ بِنَخْلَةَ عَامِدًا إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ، وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلاةَ الْفَجْرِ، قَالَ: فَلَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ، اسْتَمَعُوا لَهُ، وَقَالُوا: هَذَا وَاللهِ الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ. قَالَ: فَهُنَالِكَ حِينَ رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ، فَقَالُوا: يَا قَوْمَنَا {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ} الْآيَةَ [الجن: 2]، فَأَنْزَلَ اللهُ عَلَى نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم:{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ} وَإِنَّمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ قَوْلُ الْجِنِّ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو بشر: هو جعفر بن إياس بن أبي وحشية.

وأخرجه البخاري (773) و (4921)، ومسلم (449)، والترمذي (3323)، والنسائي في "الكبرى"(11624) و (11625)، وأبو يعلى (2369)، والطبري 29/ 102، وابن حبان (6526)، والطبراني (12449)، والحاكم 3/ 503، والبيهقي 2/ 225 - 226 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2482). =

ص: 129

2272 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَّتَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ الْمَنَازِلِ، وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ، هُنَّ لَهُمْ وَلِكُلِّ آتٍ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِهِنَّ مِمَّنْ أَرَادَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، فَمَنْ كَانَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ، فَمِنْ حَيْثُ أَنْشَأَ، حَتَّى أَهْلُ مَكَّةَ مِنْ مَكَّةَ (1).

2273 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَكَحَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ (2).

= وسوق عكاظ: قال الواقدي: عكاظ بين نخلة والطائف وذو المجاز خلف عرفة ومجنَّة بمرِّ الظهران، وهذه أسواق قريش والعرب، ولم يكن فيها أعظم من عكاظ، قالوا: كانت العرب تقيم بسوق عكاظ شهر شوال، ثم تنتقل إلى سوق مجنّة فتقيم فيه عشرين يوماً من ذي القعدة. انظر "معجم البلدان" 4/ 142.

وقوله: "ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن ولا رآهم"، قال السندي: قد جاء أنه قرأ عليهم ورآهم، فيحمل هذا على حالة مخصوصة وهي واقعة نزول سورة الجن، أي: يومئذٍ سمعوا اتفاقاً لا أنه قرأ عليهم، والحديث يدل على أنه خفي عليهم بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهيب: هو ابن عجلان الباهلي مولاهم البصري.

وأخرجه الدارمي (1792)، والبخاري (1524) و (1530) و (1845)، ومسلم (1181)(12)، والنسائي 5/ 123 - 124، والطحاوي 2/ 117، والطبراني (10911)، والبيهقي 5/ 29 من طرق عن وهيب، بهذا الإسناد. وانظر (2128).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطبراني (10918)، والطحاوي 2/ 269 من طريقين عن وهيب، بهذا الإسناد. =

ص: 130

2274 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانُوا يَرَوْنَ الْعُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ مِنْ أَفْجَرِ الْفُجُورِ فِي الْأَرْضِ، وَيَجْعَلُونَ الْمُحَرَّمَ صَفَرًا، وَيَقُولُونَ: إِذَا بَرَأَ الدَّبَرْ، وَعَفَا الْأَثَرْ، وَانْسَلَخَ صَفَرْ، حَلَّتِ الْعُمْرَةُ لِمَنِ اعْتَمَرْ، فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ لِصَبِيحَةِ رَابِعَةٍ مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ، فَأَمَرَهُمْ أْنْ يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً، فَتَعَاظَمَ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْحِلِّ؟ قَالَ:" الْحِلُّ كُلُّهُ ". وَفِي كِتَابِهِ: لِصُبْحٍ (1).

= وأخرجه الطبراني (11018) من طريق عبد الكريم بن أبي مخارق، عن طاووس وعطاء وعكرمة عن ابن عباس، به. وانظر (1919).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (1564) و (3832)، ومسلم (1240)، والنسائي 5/ 180 - 181، والطحاوي 2/ 158 والطبراني (10906)، والبيهقي 4/ 345 من طرق عن وهيب، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (2505) من طريق ابن جريج، عن طاووس، عن ابن عباس قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه صبح رابعة

فذكره بنحوه مطولاً. وانظر (2361).

وقوله: "كانوا يرون"، قال السندي: أي: أهل الجاهلية. صفراً، أي: ليحلوه كما حكى الله تعالى عنهم: {يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً} . الدبر بفتحتين: الجروح التي تكون في ظهر البعير، أي: إذا زال عنها الجروح التي حصلت بسبب سفر الحج عليها.

وقوله: "وعفا الأثر"، قال النووي 8/ 225: أي: درس وامَّحى، والمراد أثر الإِبل وغيرها في سيرها عفا أثرها لطول مرور الأيام هذا هو المشهور، وقال الخطابي: المراد أثر الدبر، قال النووي: هذه الألفاظ تقرأ كلها ساكنة الآخر ويوقف عليها، لأن مرادهم السجع.

وقوله: "فأمرهم أن يجعلوها عمرة" قال السندي: ليقطع بذلك أصل أمر الجاهلية. فتعاظم ذلك: لحبهم موافقته صلى الله عليه وسلم، لأنه بقي محرماً لا لموافقة أمر الجاهلية.

ص: 131

2275 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، نَهَى أَنْ يَبِيعَ الرَّجُلُ طَعَامًا حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: " ذَلِكَ دَرَاهِمُ بِدَرَاهِمَ، وَالطَّعَامُ مُرْجَأٌ "(1).

2276 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُوسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي، فَقُمْتُ فَتَوَضَّأْتُ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَجَذَبَنِي فَجَرَّنِي، فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَصَلَّى ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، قِيَامُهُ فِيهِنَّ سَوَاءٌ (2).

2277 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ عُرْوَةُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: حَتَّى مَتَى تُضِلُّ النَّاسَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؟! قَالَ:

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (2132)، والطبراني (10915)، والبيهقي 5/ 312 من طريقين عن وهيب، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 7/ 285 من طريق ابن عيينة، عن ابن طاووس، به. وانظر (1847).

قال السندي: ذاك دراهم بدراهم: أي: بيع دراهم بدراهم، أي: إذا اشترى من أحد طعاماً إلى أجل بدرهم ثم باعه منه أو من آخر قبل قبضه بدرهم يلزم الربا، لأنه في التقدير بيع درهم بدرهم والطعام غائب فهو ربا.

مرجأ: هو اسم مفعول من أرجأ أو رجَّأ آخره همزة وقد تترك تخفيفاً: إذا أخر.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عكرمة بن خالد: هو ابن العاص بن هشام.

وأخرجه أبو يعلى (2465)، والطحاوي 1/ 286 من طريقين عن وهيب، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3459) و (3502)، وانظر (1843).

ص: 132

مَا ذَاكَ يَا عُرَيَّةُ؟ قَالَ: تَأْمُرُنَا بِالْعُمْرَةِ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ، وَقَدْ نَهَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ! فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَدْ فَعَلَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ عُرْوَةُ: هُمَا كَانَا أَتْبَعَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَعْلَمَ بِهِ مِنْكَ (1).

2278 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّ أُخْتَهُ نَذَرَتْ أَنْ تَمْشِيَ إِلَى الْبَيْتِ، فَقَالَ:" إِنَّ اللهَ عز وجل لَغَنِيٌّ عَنْ نَذْرِ أُخْتِكَ، لِتَحُجَّ رَاكِبَةً، وَلْتُهْدِ بَدَنَةً "(2).

2279 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " إِنَّ اللهَ عز وجل حَرَّمَ مَكَّةَ، فَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ كَانَ قَبْلِي، وَلا تَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي، وَإِنَّمَا أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، لَا يُخْتَلَى خَلاهَا، وَلا يُعْضَدُ شَجَرُهَا، وَلا يُنَفَّرُ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة. وانظر (2664) و (2976) و (3121).

وقوله: "وقد نهى أبو بكر وعمر" قال السندي: لم يشتهر نهي أبي بكر عنه أصلاً، ولعل عروة اعتمد على موافقة عمر لأبي بكر في سائر الأمور، فرأى أنه ما نهى عنه عمر إلا لموافقة أبي بكر، ثم إن عمر ما نهى عن العمرة في أشهر الحج مطلقاً، وإنما نهى عن المتعة فقط، فكأنه اعتمد على ظهور المقصود فسامح في الكلام.

وقوله: "وأعلم به" لا يلزم من الأعلمية على الإطلاق الأعلمية في كل حكم مخصوص على انفراده، فكلام عروة لا يخلو عن أثر الإهمال، وفيه خروج عن طور التحقيق إلى طور التقليد، لذلك أخذ المسلمون بجواز المتعة، والله ولي التوفيق.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة -وهو أبو عبد الله مولى ابن عباس- فمن رجال البخاري. وانظر (2134).

ص: 133

صَيْدُهَا، وَلا تُلْتَقَطُ لُقَطَتُهَا إِلا لِمُعَرِّفٍ ". فَقَالَ الْعَبَّاسُ: إِلا الْإِذْخِرَ لِصَاغَتِنَا وَقُبُورِنَا. قَالَ: " إِلا الْإِذْخِرَ "(1).

2280 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمُدَّعِيَ الْبَيِّنَةَ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَيِّنَةٌ، فَاسْتَحْلَفَ الْمَطْلُوبَ، فَحَلَفَ بِاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ (2)، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّكَ قَدْ فَعَلْتَ، وَلَكِنْ غُفِرَ لَكَ بِإِخْلاصِكَ قَوْلَ: لَا إِلَهَ إِلا اللهُ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري. خالد: هو ابن مِهران الحذاء.

وأخرجه البخاري (1349) و (1833) و (2090)، والطبراني (11957)، والبيهقي 5/ 195 من طريقين عن خالد، به. وعلقه البخاري 5/ 87 عن خالد الحذاء مختصراً.

وأخرجه الطبراني (11925) من طريق عبد الكريم بن مالك الجزري، عن عكرمة، به. وسيأتي برقم (2962)، وانظر (2896) و (3253).

وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد 2/ 238 وغيره، وصححه ابن حبان (3715)، وعن ابن عمر صححه ابن حبان (5996).

الخلا: النبات الرطب الرقيق، واختلاؤه: قطعه، لا يعضد شجرها: أي لا يقطع.

والإذخر، قال الحافظ في "هدي الساري" ص 76: حشيشة معروفة طيبة الريح توجد بالحجاز.

(2)

في (ظ 9) و (ظ 14): فاستحلف المطلوب بالذي لا إله إلا الله.

(3)

إسناده ضعيف، عطاء بن السائب اختلط بأخرة، وهو لا يحتمل مثل هذا المتن، وقد عد الإمام الذهبي هذا الحديث في "ميزان الاعتدال" 3/ 72 من مناكيره، وهو الصواب. أبو يحيى: اسمه زياد المكي الأعرج مولى قيس بن مخرمة، وهو ثقة روى له أبو داود والنسائي.

وأخرجه أبو داود (3275)، والبيهقي 10/ 37 من طريق موسى بن إسماعيل، عن =

ص: 134

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= حماد، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6006) من طريق سفيان الثوري، والحاكم في "المستدرك" 4/ 95 - 96 من طريق عبد الوارث بن سعيد، كلاهما عن عطاء بن السائب، به. وفي رواية النسائي:"ادفع حقه وستكفِّر عنك لا إله إلا الله ما صنعت"، وفي رواية الحاكم:"بل هو عندك، ادفع إليه حقَّه" ثم قال: "شهادتك أن لا إله إلا الله كفارة ليمينك".

وفي رواية أحمد الآتية برقم (2695) و (2956) من طريق شريك عن عطاء بن السائب: فنزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إنه كاذب، إن له عنده حقَّه، فَأْمُره أن يعطيه حقه، وكفارة يمينه معرفته لا إله إلا الله.

وأخرجه أبو داود (3620) من طريق أبي الأحوص، عن عطاء بن السائب، به مختصراً، بلفظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال -يعني لرجلٍ حلَّفه-: "احلف بالله الذي لا إله إلا الله ما له عندك شيء" يعني للمدَّعي.

ولفظ النسائي (6007) من طريق أبي الأحوص، به: جاءَ خصمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فادعى أحدهما على الآخر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للمدعي:"أقم بَيِّنَتَك" قال: يا رسولَ الله ليس لي بينة، فقال للآخر:"احلف بالذي لا إله إلا هو ما له عليك أوعندك شيء".

وأخرجه النسائي (6005) -وسيأتي في "المسند" 4/ 3 - من طريق شعبة، عن عطاء بن السائب، عن أبي البختري، عن عبيدة، عن ابن الزبير، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: أن رجلاً حلف بالله الذي لا إله إلا هو كاذباً فغفر له. قال شعبة: من قِبَل التوحيد.

قال النسائي بإثره: خالفه سفيان، فقال: عن عطاء بن السائب، عن أبي يحيى -وهو الأعرج-، عن ابن عباس

ولا أعلم أحداً تابع شعبه على قوله: عن أبي البختري، عن عبيدة، عن ابن الزبير. قلنا: وهذا من اضطراب عطاء بن السائب.

وسيأتي في "المسند" 2/ 68 من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الله بن عمر

فذكر مثل حديث ابن عباس، وهو إسناد ضعيف لانقطاعه، ثابت البناني لم يسمع من ابن عمر، ويغلب على ظننا أن حماداً أخطأ في إسناده إلى ابن عمر، والصواب أنه من حديث عطاء بن السائب، عن أبي يحيى، عن ابن عباس. =

ص: 135

2281 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ شَيْخٌ مِنَ النَّخَعِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يُحَدِّثُ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَوْعِظَةٍ، فَقَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إِلَى اللهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء: 104]، أَلَا وَإِنَّ أَوَّلَ الْخَلْقِ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ، وَإِنَّهُ سَيُجَاءُ بِأُنَاسٍ مِنْ أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ، فَلَأَقُولَنَّ: أَصْحَابِي، فَلَيُقَالَنَّ لِي: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَلَأقُولَنَّ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} إِلَى: {فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 117 - 118] فَيُقَالُ: إِنَّ هَؤُلَاءِ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ "(1).

= وحديث ابن عباس سيأتي برقم (2613) و (2695) و (2956) و (5379).

قال البيهقي في "السنن" 10/ 37: إن كان في الأصل صحيحاً، فالمقصود منه البيان أن الذنب وإن عَظُم لم يكن موجباً للنار متى ما صَحَّت العقيدة، وكان ممن سبقت له المغفرة، وليس هذا التعيين لأحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (1913) و (2096).

وقوله: أمَلَّه علي سفيان: يعني أملاه، قال الفراء: أمللتُ لغة أهل الحجاز وبني أسد، وأمليت لغة بني تميم وقيس. قال الشيخ أحمد شاكر: والمراد أن شعبة سمع هذا الحديث من المغيرة بن النعمان مع سفيان الثوري، وأن المغيرة أملاه على سفيان، فأملاه سفيان على شعبة فوراً.

وقوله: "إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم"، نقل البخاري عن =

ص: 136

قَالَ شُعْبَةُ: أَمَلَّهُ عَلَى سُفْيَانَ، فَأَمَلَّهُ عَلَيَّ سُفْيَانُ مَكَانَهُ.

2282 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَوْعِظَةٍ

فَذَكَرَهُ (1).

2283 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: إِنَّ الَّذِي تَدْعُونَهُ الْمُفَصَّلَ هُوَ الْمُحْكَمُ، تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ، وَقَدْ قَرَأْتُ الْمُحْكَمَ (2).

= قبيصة قال: هم الذين ارتدوا على عهد أبي بكر، فقاتلهم أبو بكر يعني حتى قتلوا وماتوا على الكفر.

وقال الخطابي: لم يرتد من الصحابة أحد، وإنما ارتد قوم من جفاة الأعراب ممن لا نصرة له في الدين، وذلك لا يوجب قدحاً في الصحابة المشهورين، ويدل قوله:"أصيحابي"(كما وقع في رواية البخاري في أحاديث الأنبياء) على قلة عددهم.

وقال غيره: قيل هو على ظاهره من الكفر، والمراد بأمتي أمة الدعوة لا أمة الإجابة، ورجح بقوله في حديث أبي هريرة "فأقول لهم: بعداً وسحقاً".

ورجح القاضي عياض والباجي وغيرهما ما قال قبيصة راوي الخبر أنهم من ارتد بعده صلى الله عليه وسلم.

وقال البيضاوي: ليس قوله "مرتدين" نصاً في كونهم ارتدوا عن الإسلام، بل يحتمل ذلك، ويحتمل أن يُراد أنهم عصاةُ المؤمنين المرتدون عن الاستقامة يبدلون الأعمال الصالحة بالسيئة.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وانظر ما قبله.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله =

ص: 137

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= اليشكري، وأبو بشر: هو جعفر بن إياس بن أبي وحشية.

وأخرجه البخاري (5035) عن موسى بن إسماعيل، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (10576) من طريق أبي العالية، عن ابن عباس قال: قرأت المحكم -يعني المفصل- على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يومئذٍ ابن اثنتي عشرة سنة. والحديث سيأتي برقم (2601) و (3125) و (3357)، وانظر (3543).

قال الإمام أحمد ابن حنبل: حديث أبي بشر عندي حديث واهٍ، قد روى أبو إسحاق عن سعيد بن جبير فقال: خمس عشرة (سيأتي في "المسند" 3543)، وهذا يُوافق حديثَ عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس: جئت على أتان وقد ناهزتُ الحُلُم (سيأتي برقم 2376). انظر "العلل" للإمام أحمد 1/ 273، و"السير" للذهبي 3/ 336.

وقال الحافظ في "الفتح" 9/ 84: وقد استشكل عياضٌ قول ابن عباس: "توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابنُ عشر سنين" بما تقدم في الصلاة من وجه آخر عن ابن عباس: أنه كان في حجة الوداع ناهز الاحتلام، وسيأتي في الاستئذان من وجه آخر:"أن النبي صلى الله عليه وسلم مات وأنا خَتين" وكانوا لا يختنون الرجل حتى يدرك، وعنه أيضاً: أنه كان عند موت النبي صلى الله عليه وسلم ابن خمس عشرة سنة، وسبق إلى استشكال ذلك الإسماعيلي فقال: حديث الزهري عن عبيد الله، عن ابن عباس (يعني الذي فيه: جئت على أتان وقد ناهزت الحلم) يخالف هذا، وبالغ الداوودي فقال: حديث أبي بشر وهم.

وقال عمرو بن علي الفلاس: الصحيح عندنا أن ابن عباس كان له عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة سنة قد استكملها، ونحوه لأبي عبيد، وأسند البيهقي عن مصعب الزبيري: أنه كان ابن أربع عشرة، وبه جزم الشافعي في "الأم"، ثم حكى أنه قيل: ست عشرة، وحكى قول ثلاث عشرة وهو المشهور، وأورد البيهقي عن أبي العالية عن ابن عباس: قرأت المحكم على عهد رسول الله وأنا ابن ثنتي عشرة، فهذه ستة أقوال.

قال ابن حجر: والأصل فيه قول الزبير بن بكار وغيره من أهل النسب أن ولادة ابن عباس كانت قبل الهجرة بثلاث سنين وبنو هاشم في الشِّعْب، وذلك قبل وفاة أبي طالب، ونحوه لأبي عبيد، ويمكن الجمع بين مختلف الروايات إلا ست عشرة وثنتي عشرة، فإن =

ص: 138

2284 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: - يَعْنِي حَجَّاجًا -: وَحَدَّثَنِي الْحَكَمُ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ، وَفِي بُرْدٍ أَحْمَرَ (1).

2285 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ إِبْرَاهِيمَ جَاءَ بِإِسْمَاعِيلَ عليهما السلام وَهَاجَرَ، فَوَضَعَهُمَا بِمَكَّةَ فِي مَوْضِعِ زَمْزَمَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، ثُمَّ جَاءَتْ مِنَ الْمَرْوَةِ إِلَى إِسْمَاعِيلَ، وَقَدْ نَبَعَتِ الْعَيْنُ، فَجَعَلَتْ تَفْحَصُ الْعَيْنَ بِيَدِهَا هَكَذَا،

= كلاً منهما لم يثبت سنده، والأشهر بأن يكون ناهز الاحتلام لما قارب ثلاث عشرة، ثم بَلَغَ لما استكملها ودخل في التي بعدها، فإطلاق خمس عشرة بالنظر إلى جَبْر الكسرين، وإطلاق العشر والثلاث عشرة بالنظر إلى إلغاء الكسر، وإطلاق أربع عشرة بجبر أحدهما.

(1)

حسن، الحجاج بن أرطاة قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، وقد جاء ما يعارضه وهو أصح منه، ففي حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد كفن في ثلاثة أثواب يمانية سحولية.

أخرجه البخاري (1264)، ومسلم (941) عنها قالت: كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب بيض سحولية من كرسف ليس فيها قميص ولا عمامة، وأما الحُلة، فإنما شبه على الناس فيها أنها اشتريت له ليكفن فيها، فتركت الحلة، وكفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية، وفي رواية:"أدرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في حلة يمنية كانت لعبد الله بن أبي بكر ثم نزعت عنه، وكفن في ثلاثة أثواب يمانية".

وحديث ابن عباس أخرجه ابن سعد 2/ 285 من طريق زهير بن معاوية، عن الحكم، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2861)، وانظر (1942) و (2357).

ص: 139

حَتَّى اجْتَمَعَ الْمَاءُ مِنْ شَقِّهِ، ثُمَّ تَأْخُذُهُ بِقَدَحِهَا، فَتَجْعَلُهُ فِي سِقَائِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَرْحَمُهَا اللهُ، ولَوْ تَرَكَتْهَا لَكَانَتْ عَيْنًا سَائِحَةً تَجْرِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "(1).

2286 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ إِمَّا ذِرَاعًا مَشْوِيًّا وَإِمَّا كَتِفًا، ثُمَّ صَلَّى، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً (2).

2287 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُجَّاجًا، فَأَمَرَهُمْ فَجَعَلُوهَا عُمْرَةً، ثُمَّ قَالَ:" لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ، لَفَعَلْتُ كَمَا فَعَلُوا، وَلَكِنْ دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " ثُمَّ أَنْشَبَ أَصَابِعَهُ بَعْضَهَا فِي بَعْضٍ، فَحَلَّ النَّاسُ إِلا مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ، وَقَدِمَ عَلِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" بِمَ أَهْلَلْتَ؟ " قَالَ: أَهْلَلْتُ بِمَا أَهْلَلْتَ بِهِ. قَالَ: " فَهَلْ مَعَكَ هَدْيٌ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَأَقِمْ كَمَا أَنْتَ، وَلَكَ ثُلُثُ هَدْيِي " قَالَ: فَكَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِائَةُ بَدَنَةٍ (3).

(1) حديث صحيح وهذا سند حسن، حماد بن سلمة روى عن عطاء بن السائب قبل الاختلاط في رأي الجمهور، وسيأتي من طريق آخر برقم (3250) و (3390).

وأخرجه الطبري 13/ 231 من طريق يحيى بن عباد، عن حماد، به.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطبراني (10793) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (2002).

(3)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد الكوفي.

ص: 140

2288 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ بِابْنٍ لَهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ ابْنِي هَذَا بِهِ جُنُونٌ، وَإِنَّهُ يَأْخُذُهُ عِنْدَ غَدَائِنَا وَعَشَائِنَا، فَيُفْسِدُ عَلَيْنَا. فَمَسَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَدْرَهُ، وَدَعَا، فَثَعَّ ثَعَّةً - قَالَ عَفَّانُ:(1) فَسَأَلْتُ أَعْرَابِيًّا، فَقَالَ: بَعْضُهُ عَلَى أَثَرِ بَعْضٍ - وَخَرَجَ مِنْ جَوْفِهِ مِثْلُ الْجَرْوِ الْأَسْوَدِ، وَسَعَى (2).

= وأخرجه الطبراني (11117) من طريق مسدد، عن خالد بن عبد الله الواسطي، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (644)، والترمذي (932) من طريقين عن يزيد بن أبي زياد، به. وسيأتي برقم (2348)، وانظر (2115).

قال الترمذي: حديث حسن، ومعناه: أن لا بأس بالعمرة في أشهر الحج وهكذا فسره الشافعي وأحمد وإسحاق، ومعنى هذا الحديث: أن أهلَ الجاهلية كانوا لا يعتمرون في أشهر الحج، فلما جاء الإسلامُ، رخَّصَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في ذلك فقال:"دخلت العمرةُ في الحجِّ إلى يوم القيامة" يعني: لا بأسَ بالعمرة في أشهر الحج.

قلنا: وله شاهد عن جابر عند أحمد 3/ 317، والبخاري (2506)، ومسلم (1216).

وعن أنس عند أحمد 3/ 185، والبخاري (1558)، ومسلم (1250).

وعن علي عند ابن حبان (3777).

وقوله: "لو استقبلت من أمري" قال السندي: أي لو علمت في ابتداء شروعي ما علمت الآن من لحوق المشقة بأصحابي بانفرادهم بالفسخ حتى توقفوا وترددوا وراجعوه لما سقت الهدي حتى فسخت معهم. في الحج: في أشهر الحج. وقول علي: لا، قد جاء أنه جاء بهدايا له صلى الله عليه وسلم، فيحمل النفي على أنه ليس معي هدي لي.

(1)

تحرف في (م) إلى: عثمان بن.

(2)

إسناده ضعيف، فرقد السبخي ضعفه ابن سعد ويعقوب بن شيبة وابن المديني =

ص: 141

2289 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم انْتَشَلَ مِنْ قِدْرٍ عَظْمًا، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (1).

2290 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلامٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِينَاءَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ (2) عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيُكْتَبُنَّ مِنَ الغَافِلِينَ "(3).

= والنسائي والدارقطني، وقال أحمد وأبو حاتم: ليس بالقوي، وقال البخاري: في حديثه مناكير، وقال يحيى القطان: ما تعجبني الرواية عنه. وانظر (2133).

وقوله: "فثع ثعة" أي: قاء قاءة، والثعة: المرة الواحدة، والثعثعة: حكاية صوت القالس.

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.

وأخرجه البخاري (5405) عن عبد الله بن عبد الوهاب، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وقرن بأيوب عاصماً الأحول.

وأخرجه ابن حبان (1129) من طريق داود بن أبي هند، والطبراني (11508) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، كلاهما عن عكرمة، به. وسيأتي برقم (2406) و (2467) و (2939) و (3012)، وانظر ما تقدم برقم (1988).

(2)

لفظ الجلالة ليس في (ظ 9) و (ظ 14).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، زيد: هو ابن سلام، وأبو سلام: هو ممطور الحبشي، وقد ثبت الإمام أحمد وأبو حاتم سماعَ يحيى بن أبي كثير من زيد بن سلام. =

ص: 142

2291 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ،

= وأخرجه النسائي في "الكبرى"(1659) من طريق علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد. قال النسائي: قال علي (هو ابن المبارك): ثم كتب به إلي عن ابن عمر وأبي هريرة.

وأخرجه النسائي 3/ 88 - 89 من طريق حبان، عن أبان العطار، عن يحيى بن أبي كثير، عن الحضرمي بن لاحق، عن زيد بن سلام، به.

وأخرجه مسلم (865)، والبغوي (1054) من طريق معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن الحكم بن ميناء، عن ابن عمر وأبي هريرة.

وأخرجه ابن خزيمة (1855) من طريق معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن الحكم بن ميناء، عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري. وانظر ما تقدم برقم (2132).

وقوله: "عن ودعهم الجمعات" بفتح الواو وسكون الدال، قال في "النهاية": أي: عن تركهم إياها والتخلف عنها، يقال: ودع الشيء يدعه ودعاً: إذا تركه، والنحاة يقولون: إن العربَ أماتوا ماضي "يدع" ومصدره، واستغنوا عنه بـ"ترك" والنبي صلى الله عليه وسلم أفصح، وإنما يُحمل قولهم على قلة استعماله فهو شاذ في الاستعمال، صحيح في القياس.

قال الإمام البغوي في "شرح السنة" 4/ 215: أما ترك الجمعة بالعذر، فجائز بالاتفاق، دعي ابن عمر لسعيد بن زيد وهو يموت، وابن عمر يستجمر (أخرجه الشافعي في "مسنده" بإسناد صحيح).

وقال ابن عباس لمؤذنه في يوم مطير: إذا قلت: أشهد أن محمداً رسول الله، فلا تقل: حي على الصلاة، قل: صلوا في بيوتكم وقال: إن الجمعة عزمة، فإني كرهت أن أُخْرِجَكُم، فتمشوا في الطين والدحض. وانظر البخاري (616) و (668) و (901)، ومسلماً (699).

ص: 143

وَالْمُتَرَجِّلاتِ مِنَ النِّسَاءِ. قَالَ: فَقُلْتُ: مَا الْمُتَرَجِّلاتُ مِنَ النِّسَاءِ؟ قَالَ: " الْمُتَشَبِّهَاتُ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ (1).

2292 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى النَّجَاشِيِّ (2).

2293 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ الْأَخْنَسِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: فَرَضَ اللهُ الصَّلاةَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ: فِي الْحَضَرِ أَرْبَعًا، وَفِي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ، وَفِي الْخَوْفِ رَكْعَةً (3).

2294 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ وَلَدِ آدَمَ إِلَّا

(1) حسن لغيره، وهذا سند ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد الكوفي. خلف بن الوليد: هو العتكي الجوهري البغدادي، وثقه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم، وخالد: هو ابن عبد الله الطحان.

وأخرجه أبو يعلى (2433) عن محمد بن بكار، عن خالد بن عبد الله، بهذا الإسناد. وانظر (1982).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان- ولجهالة الراوي عن ابن عباس، وصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم على النجاشي صلاة الغائب في "الصحيحين" من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث أبي هريرة، وسترد في "المسند" 3/ 363 و 369 و 2/ 289 و 479، ومن حديث عمران بن حصين، وسيأتي في "المسند" 4/ 433.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، بكير بن الأخنس من رجاله، وباقي السند من رجال الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، ومجاهد: هو ابن جبر =

ص: 144

قَدْ أَخْطَأَ، أَوْ هَمَّ بِخَطِيئَةٍ، لَيْسَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا، وَمَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى" (1).

= المكي. وانظر (2124).

(1)

إسناده ضعيف، علي بن زيد -وهو ابن جدعان- ضعيف، ويوسف بن مهران لم يرو عنه غير علي بن زيد وهو لين الحديث.

وأخرجه ابن أبى شيبة 11/ 562، وأبو يعلى (2544)، والحاكم 2/ 591 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وقرن الحاكم بعفان أبا سلمة، ورواية ابن أبي شيبة مختصرة.

وأخرجه عبد بن حميد (665) من طريق سليمان بن حرب، والطبراني (12933) من طريق هدبة بن خالد، كلاهما عن حماد، به.

وأخرجه البزار (2359 - كشف الأستار) من طريق محمد بن عون الخراساني، عن عكرمة، عن ابن عباس، مختصراً بقصة يحيى بن زكريا فقط. ومحمد بن عون الخراساني متروك.

وأورده ابن كثير في "قصص الأنبياء" ص 645 عن الإمام أحمد، ثم قال بإثره: علي بن زيد بن جدعان تكلم فيه غير واحد من الأئمة وهو منكر الحديث، وقد رواه ابن خزيمة والدارقطني (قلنا: والبزار 2358) من طريق أبي عاصم العباداني عن علي بن زيد بن جدعان، به، مطولاً، ثم قال ابن خزيمة: وليس على شرطنا.

قلنا: وسيأتي الحديث برقم (2654) و (2689) و (2736) و (2943).

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص رفعه: "لا ينبغي لأحد أن يقول أنا خير من يحيى بن زكريا، ما هم بخطيئة -أحسبه قال- ولا عملها". أخرجه البزار (2360) عن محمد بن الوليد البغدادي، عن محمد بن جهضم، عن سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الله بن عمرو. وهذا سند رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين إلا محمد بن الوليد البغدادي فقد روى له النسائي وقال: لا بأس به.

وقد أورده ابن كثيرص 645 - 646 عن ابن عساكر من طريق أبي خالد الأحمر، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد موقوفاً على عبد الله بن عمرو. وقال: هذا أصح من رفعه. =

ص: 145

2295 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: مَرَرْتُ أَنَا وَغُلامٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ عَلَى حِمَارٍ، وَتَرَكْنَاهُ يَأْكُلُ مِنْ بَقْلٍ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَنْصَرِفْ، وَجَاءَتْ جَارِيَتَانِ تَشْتَدَّانِ، حَتَّى أَخَذَتَا بِرُكْبَتَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَنْصَرِفْ (1).

2296 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: قَتَادَةُ، أَخْبَرَنِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَسَّانَ يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الظُّهْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ، ثُمَّ دَعَا بِبَدَنَتِهِ، أَوْ أُتِيَ بِبَدَنَتِهِ، فَأَشْعَرَ صَفْحَةَ سَنَامِهَا الْأَيْمَنِ، ثُمَّ سَلَتَ الدَّمَ عَنْهَا، وَقَلَّدَهَا نَعْلَيْنِ، ثُمَّ أَتَى بِرَاحِلَتِهِ، فَلَمَّا قَعَدَ عَلَيْهَا، وَاسْتَوَتْ بِهِ عَلَى الْبَيْدَاءِ، أَهَلَّ بِالْحَجِّ (2).

= وله شاهد مرسل عن الحسن عند الحاكم 2/ 591 جود إسناده الذهبي في "مختصره".

وقوله: "ما ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى" صحيح وقد تقدم برقم (2167) من طريق آخر.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن الجزار، فمن رجال مسلم. وانظر (2258).

وقوله: "تشتدان"، أي: تجريان.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حسان -واسمه مسلم بن عبد الله الأعرج- فمن رجال مسلم.

وأخرجه الدارمي (1912)، ومسلم (1243)، وأبو داود (1752)، وابن الجارود (424)، وابن خزيمة (2609)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1011)، وابن حبان (4002)، والطبراني (12901)، والبيهقي 5/ 232، وأبو محمد البغوي في "شرح =

ص: 146

2297 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ (1)، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، عَنِ ابْنِ عَمِّ نَبِيِّكُمْ - يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ -: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ عِنْدَ الْكَرْبِ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَلِيمُ (2) الْعَظِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ "(3).

= السنة" (1893) من طرق عن شعبة، به. وتقدم مختصراً دون قصة الإهلال بالحج برقم (1855).

قال النووي في "شرح مسلم" 8/ 228 أما الإشعار: فهو أن يجرحها في صَفْحة سنامها اليمنى بحَرْبة أو سكين أو حديدة أو نحوها، ثم يسلت الدم عنها، وأصل الإشعار والشعور: الإِعلام والعلامة، وإشعار الهدي، لكونه علامة له، وهو مستحبٌّ ليُعلَم أنه هَدْي، فإن ضَلَّ ردَّه واجدُه، وإن اختلط بغيره تميز.

وأما صفحةُ السنام: فهي جانبه، والصفحة مؤنثة، فقوله:"الأيمن" بلفظ التذكير، يُتأول على أنه وصف لمعنى الصفحة، لا للفظها، ويكون المراد بالصفحة: الجانب، فكأنه قال: جانب سنامها الأيمن. انتهى.

وقوله: "سلت الدم"، أي: أماطه. وقَلَّدها، أي: جعل في عنقها.

والبيداء: الأرض المنبسطة قدام ذي الحليفة في طريق مكة وذو الحليفة على ستة أميال أو سبعة من المدينة.

(1)

قوله: "حدثنا عفان" سقط من النسخ المطبوعة وأكثر الأصول الخطية، والمثبت من (ظ 9) و (ظ 14).

(2)

في (ق) وحاشية (س) و (ص): العلي، وفي (ظ 14): الحليم.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو العالية: هو رُفيع بن مهران الرياحي.

وأخرجه أبو يعلى (2541) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (2012).

ص: 147

2298 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَمِّ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم؛ ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَبَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ - قَالَ عَفَّانُ: عَبْدٍ لِي - أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى " وَنَسَبَهُ إِلَى أَبِيهِ (1).

2299 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو بِشْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ خَالَتَهُ أُمَّ حُفَيْدٍ، أَهْدَتِ الَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَمْنًا وَأَضُبًّا وَأَقِطًا، قَالَ: فَأَكَلَ مِنَ السَّمْنِ، وَمِنَ الأَقِطِ، وَتَرَكَ الْأَضُبَّ تَقَذُّرًا، فَأُكِلَ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا لَمْ يُؤْكَلْ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

قُلْتُ: مَنْ قَالَ: لَوْ كَانَ حَرَامًا؟ قَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 541، وابن حبان (6241) من طريق عفان، بهذا الإسناد، وانظر (2167).

قال العلماء: إنما قال صلى الله عليه وسلم ذلك تواضعاً إن كان قاله بعد أن أعلم أنه أفضل الخلق، وإن كان قاله قبل علمه بذلك، فلا إشكال، وقيل: خص يونس بالذكر لما يُخشى على من سمع قصته أن يقع في نفسه تنقيص له، فبالغ في ذكر فضله لسَدِّ هذه الذريعة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس، وهو أثبت الناس في سعيد بن جبير. =

ص: 148

2300 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: أَنْبَأَنِي طَاوُوسٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةٍ، وَلا أَكُفَّ شَعَرًا، وَلا ثَوْبًا، ثُمَّ قَالَ مَرَّةً أُخْرَى: أُمِرَ نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَسْجُدَ عَلَى سَبْعٍ، وَلا يَكُفَّ شَعَرًا، وَلا ثَوْبًا (1).

2301 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ جِبْرِيلَ قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهُ قَدْ حُبِّبَ إِلَيْكَ الصَّلاةُ، فَخُذْ مِنْهَا مَا شِئْتَ "(2).

= وأخرجه الطيالسي (2622)، والبخاري (2572) و (5402)، وأبو داود (3793)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 198، وفي "الكبرى"(2700)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1786)، والطحاوي 4/ 202، والطبراني (12440)، والبيهقي 9/ 324 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 7/ 199 من طريق هشيم، عن أبي بشر، به. وسيأتي برقم (2354) و (2959) و (3040) و (3163) و (3246)، وانظر (1978) و (2684) و (3067).

الَأقِط: هو لبن مجفَّف يابس مُستحجِر يُطبخ به.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (2603)، وابن أبي شيبة 2/ 435، والدارمي (1318)، والبخاري (810)، وأبو داود (890)، والنسائي 2/ 216، والطبري في "تهذيب الآثار" 1/ 199، وابن خزيمة (633)، وأبو عوانة 1/ 182 وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1688)، والطبراني (10862)، والبيهقي 2/ 108 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (1927).

(2)

إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، ولين يوسف بن مهران. وانظر (2205).

ص: 149

2302 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سِمَاكٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أُتِيتُ، وَأَنَا نَائِمٌ فِي رَمَضَانَ، فَقِيلَ لِي: إِنَّ اللَّيْلَةَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ، قَالَ: فَقُمْتُ، وَأَنَا نَاعِسٌ، فَتَعَلَّقْتُ بِبَعْضِ أَطْنَابِ فُسْطَاطِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا هُوَ يُصَلِّي، قَالَ: فَنَظَرْتُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، فَإِذَا هِيَ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ (1).

2303 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ (2) - يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ -، حَدَّثَنَا هِلالٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَبِيتُ اللَّيَالِي الْمُتَتَابِعَةَ طَاوِيًا، وَأَهْلُهُ لَا يَجِدُونَ عَشَاءً، قَالَ: وَكَانَ عَامَّةُ خُبْزِهِمْ خُبْزَ الشَّعِيرِ (3).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن في رواية سماك -وهو ابن حرب- عن عكرمة اضطراباً.

وأخرجه الطبراني (11777) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن أبي الأحوص، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (2547)، وانظر ما تقدم برقم (2052).

وله شاهد من حديث عبد الله بن أنيس عند أحمد 3/ 495، ومسلم (1168). وانظر "فتح الباري" 4/ 264.

الفُسطاط: بيت من شَعَر.

(2)

في النسخ المطبوعة من "المسند" زيادة "حدثنا حماد" بين عفان وبين ثابت، والصواب حذفها، كما في أصولنا الخطية و"أطراف المسند" 1/ الورقة 123.

(3)

إسناده صحيح، هلال -وهو ابن خباب العبدي- روى له أصحاب السنن ووثقه أحمد وابن معين ومحمد بن عبد الله بن عمار وغيرهم، وقال يحيى بن سعيد القطان وغيره: إنه تغير قبل موته واختلط، وقد أنكر ذلك ابن معين وقال: لا ما اختلط ولا تغير =

ص: 150

2304 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ أَبُو دَاوُدَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَطَبَنَا - يَعْنِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْحَجُّ " قَالَ: فَقَامَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ فَقَالَ: أَفِي كُلِّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لَوْ قُلْتُهَا لَوَجَبَتْ، وَلَوْ وَجَبَتْ لَمْ تَعْمَلُوا بِهَا، - أَوْ: لَمْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْمَلُوا بِهَا - الْحَجُّ مَرَّةً (1)، فَمَنْ زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ "(2).

2305 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ

= وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.

وأخرجه ابن سعد 1/ 400 عن عفان، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (592)، والترمذي في "السنن"(2360)، وفي "الشمائل"(147)، وابن ماجه (3347)، والطبراني (11900)، من طرق عن ثابت بن يزيد، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وسيأتي برقم (3545).

(1)

قوله: "الحج مرة" زيادة من (ظ 9) و (ظ 14).

(2)

حديث صحيح، سليمان بن كثير، قال النسائي: لا بأس به إلا في الزهري، فإنه يخطئ عليه، وقال ابن عدي: لم أسمع أحداً قال في روايته عن غير الزهري شيئاً، وله عن الزهري أحاديث صالحة ولا بأس به، روى له البخاري من حديثه عن حصين وعلق له عن الزهري متابعة، وروى له مسلم والباقون، وقد توبع على هذا الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سنان -واسمه يزيد بن أمية الدؤلي- فقد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة.

وأخرجه البيهقي 4/ 326 من طريق عفان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (1788) عن محمد بن كثير، عن سليمان بن كثير، به.

وأخرجه النسائي 5/ 111 من طريق عبد الجليل بن حميد، عن الزهري، به.

وسيأتي برقم (2642) و (3303) و (3510) و (3520)، وانظر (2663).

ص: 151

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم طَافَ سَبْعًا وَطَافَ سَعْيًا، وَإِنَّمَا سَعَى أَحَبَّ أَنْ يُرِيَ النَّاسَ قُوَّتَهُ (1).

2306 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو زُبَيْدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى يَوْمَ التَّرْوِيَةِ الظُّهْرَ (2).

2307 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا يَمْنَعْ أَحَدُكُمْ أخَاهُ مِرْفَقَهُ أَنْ يَضَعَهُ عَلَى جِدَارِهِ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.

وأخرجه الطبراني (11827)، والبيهقي 5/ 110 من طريق هدبة، عن همام، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2829) و (2835)، وانظر (1921).

(2)

إسناده صحيح، سليمان بن داود الهاشمي روى له أصحاب السنن وهو ثقة، ومَنْ فوقه ثقات من رجال الشيخين غير مقسم مولى ابن عباس، فقد روى له البخاري حديثاً واحداً، وقد وثقه غير واحد. أبو زُبَيد: هو عبثر بن القاسم الزُّبيدي، والحكم: هو ابن عتيبة. وسيأتي برقم (2701)، وانظر (2700).

(3)

إسناده حسن، قال الإِمام أحمد كما في "تهذيب الكمال" 15/ 494 لقتيبة بن سعيد: أحاديثك عن ابن لهيعة صحاح، فقال قتيبة: لأنا كنا نكتب من كتاب عبد الله بن وهب ثم نسمعه من ابن لهيعة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل المعروف بيتيم عروة.

وأخرجه ابن ماجه (2337) من طريق ابن وهب، والطبراني (11502/ 2) من طريق =

ص: 152

2308 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ ابْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ مَيْمُونٍ الْمَكِّيِّ: أَنَّهُ رَأَى ابْنَ الزُّبَيْرِ عَبْدَ اللهِ، وَصَلَّى بِهِمْ، يُشِيرُ بِكَفَّيْهِ حِينَ يَقُومُ، وَحِينَ يَرْكَعُ، وَحِينَ يَسْجُدُ، وَحِينَ يَنْهَضُ لِلقِيَامِ فَيَقُومُ فَيُشِيرُ بِيَدَيْهِ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ صَلَّى صَلاةً لَمْ أَرَ أَحَدًا يُصَلِّيهَا، فَوَصَفْتُ (1) لَهُ هَذِهِ الْإِشَارَةَ، فَقَالَ: إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَى صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاقْتَدِ بِصَلَاةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ (2).

= عبد الله بن يوسف، كلاهما عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وحديث ابن وهب عن ابن لهيعة صالح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 256 - 257، والطبراني (11736) من طريق سماك، عن عكرمة، به. وسيأتي برقم (2867).

وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (2463)، ومسلم (1609)، وسيأتي في "المسند" 2/ 230.

وعن مجمِّع بن يزيد ورجال من الأنصار عند أحمد 3/ 480، وابن ماجه (2336).

والمَرْفِق: كل ما يرتفق، أي: ينتفع به. وفي (ظ 9) و (ظ 14): مرفقاً.

(1)

في (م) وأكثر الأصول الخطية: وصف، والمثبت من (ظ 9) و (ظ 14) وحاشية (س) وسنن أبي داود.

(2)

إسناده ضعيف، ميمون المكى مجهول. ابن هبيرة: هو عبد الله بن هبيرة بن أسعد السبئي الحضرمي.

وأخرجه أبو داود (739) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2627).

قلنا: وهذا الحديثُ مخالفٌ لما ثَبَتَ عن ابن الزبير فيما أخرجه البيهقي 2/ 73 من طريق أيوب السختياني، عن عطاء بن أبي رباح، قال: صليتُ خلف عبد الله بن الزبير فكان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع، فسألته فقال عبد =

ص: 153

2309 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَتْ قُرَيْشٌ لِليَهُودِ: أَعْطُونَا شَيْئًا نَسْأَلُ عَنْهُ هَذَا الرَّجُلَ، فَقَالُوا: سَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ، فَسَأَلُوهُ، فَنَزَلَتْ:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}

= الله بن الزبير: صليت خلف أبي بكر الصديق رضي الله عنه

فذكر مثله، وقال أبو بكر: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكر مثله. قال البيهقي: رواته ثقات.

فأما ما أخرجه ابن ماجه برقم (865) من طريق عمر بن رباح، عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه عند كل تكبيرة، فإسناده ضعيف لاتفاقهم على ضعف عمر بن رباح.

وأما ما أخرجه النسائي 2/ 205 - 206 و 206 من طريق قتادة، عن نصر بن عاصم، عن مالك بن الحويرث: أنه رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رفع يديه في صلاته وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع، وإذا سجد وإذا رفع رأسه من السجود حتى يحاذِيَ بهما فروع أذنيه، ففيه عنعنة قتادة، على أن مسلماً قد أخرجه (391)(25) و (26) من هذا الطريق، فلم يذكر فيه قوله:"وإذا سجد وإذا رفع رأسه من السجود".

وأخرج حديث مالك بن الحويرث أيضاً البخاري (737)، ومسلم (391)(24) من طريق خالد الحذاء، عن أبي قلابة: أنه رأى مالك بن الحويرث إذا صلَّى كبَّر ورفع يديه

فذكره ورفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر فيه الرفع عند السجود ولا عند الرفع منه أيضاً، وهو الصواب.

وقد نَفَى ابنُ عمر أن يكون رسول اللُه صلى الله عليه وسلم قد رفع يديه في شيء من السجود، فقد أخرج البخاري (735) و (738) واللفظ له، ومسلم (390) عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه حَذْوَ منكبيه إذا افتتح الصلاة، وإذا كَبَّر للركوع، وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك أيضاً وقال:"سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمدُ" وكان لا يفعل ذلك حين يسجد ولا حين يرفع رأسه من السجود. وزاد في رواية عند البخاري (739): وإذا قام من الركعتين رفع يديه.

ص: 154

[الإسراء: 85]، قَالُوا: أُوتِينَا عِلْمًا كَثِيرًا، أُوتِينَا التَّوْرَاةَ، وَمَنْ أُوتِيَ التَّوْرَاةَ، فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ} [الكهف: 109](1).

* 2310 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنَ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ -، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلأَسْلَمِيِّ: " لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ، أَوْ لَمَسْتَ، أَوْ نَظَرْتَ "(2).

(1) إسناده صحيح، داود: هو ابن أبي هند البصري ثقة من رجال مسلم، وعكرمة من رجال البخاري، وباقي السند على شرطهما.

وأخرجه الترمذي (3140)، والنسائي في "الكبرى"(11314) من طريق قتيبة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب.

وأخرجه أبو يعلى (2501)، وابن حبان (99)، والحاكم 2/ 531، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 269 من طريقين عن يحيى بن أبي زائدة، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.

وأخرجه الطبري 15/ 155 من طريق داود، عن عكرمة، مرسلاً.

قال السندي: قد صح أن اليهود سألوه عنه بأنفسهم، ويمكن الجواب بأنه لا منافاة بين تعدد أسباب النزول، فيمكن أنها نزلت بعد السؤالين جميعاً، وقوله "قالوا: أوتينا

" أي: قالت اليهود، قالوا ذلك إما لحملهم قوله:{وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً} على عموم الخطاب، أو لعدهم أنفسهم السائلين، وزعموا أن هذا الخطاب مناسب بهم لأن المشركين ليسوا من أهل العلم.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي السند ثقات من رجال الشيخين. =

ص: 155

* 2311 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ - وَسَمِعْتُهُ أَنَا (1) مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ =، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى سَفَرٍ قَالَ:" اللهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الضُّبْنَةِ فِي السَّفَرِ، وَالْكَآبَةِ فِي الْمُنْقَلَبِ، اللهُمَّ اطْوِ (2) لَنَا الْأَرْضَ، وَهَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ ". وَإِذَا أَرَادَ الرُّجُوعَ قَالَ: " آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ ". وَإِذَا دَخَلَ أَهْلَهُ قَالَ: " تَوْبًا تَوْبًا، لِرَبِّنَا أَوْبًا، لَا يُغَادِرُ عَلَيْنَا حَوْبًا "(3).

= وهو في "مسند ابن المبارك"(156)، وعنه ابن أبي شيبة 10/ 25. وانظر (2129).

(1)

القائل: "وسمعته أنا" في هذا الحديث والأحاديث التالية له هو عبد الله بن أحمد بن حنبل.

(2)

في (ظ 9) و (ظ 14) وعلى حاشية (س): اقبض.

(3)

حديث حسن كما قال الحافظ ابن حجر في "تخريج الأذكار" فيما نقله عنه ابن علان في "الفتوحات الربانية" 5/ 172، رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن رواية سماك -وهو ابن حرب- عن عكرمة فيها اضطراب.

وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 10/ 358 و 360 و 12/ 517 و 518 عن أبي الأحوص، بهذا الإِسناد مختصراً.

وأخرجه أبو يعلى (2353)، وابن حبان (2716)، والطبراني في "الكبير"(11735)، وفي "الدعاء"(809)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(531) من طريقين عن أبي الأحوص، به.

وأخرجه البزار (3127 - كشف الأستار)، والحاكم 1/ 488 من طريقين عن سماك، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي! وسيأتي برقم (2723).

وفي الباب عن ابن عمر، وسيأتي في "المسند" 2/ 144 و 150.

الضِّبْنة قال ابن الأثير: ما تحت يدك من مال وعيال ومن تلزمك نفقته، سموا ضبنة =

ص: 156

* 2312 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيَقْرَأَنَّ الْقُرْآنَ أَقْوَامٌ مِنْ أُمَّتِي، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ "(1).

* 2313 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَسْتَقْبِلُوا، وَلَا تُحَفِّلُوا، وَلَا يُنَفِّقْ (2)، بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ "(3).

= لأنهم في ضبن من يعولهم، والضبن: بكسر الضاد ما بين الكشح والإبط، تعوَّذَ بالله مِن كثرة العيال في مَظِنَّة الحاجة، وهو السفر، وقيل: تعوذ من صحبة من لا غَناء فيه ولا كفاية من الرفاق وإنما هو كَلٌّ وعِيال على من يُرافقه.

وقوله: "توباً توباً" قال النووي في "الأذكار": سؤال للتوبة، وهو منصوب إما على تقدير: تب علينا، وإما على تقدير: أَسألك توباً، وأوباً بمعناه، مِن آب: إذا رجع، ومعنى لا يغادر: لا يترك، وحوباً: إثماً، وهو بفتح الحاء وضمها لغتان.

(1)

حسن لغيره.

وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 10/ 535 و 15/ 322، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (171)، والفريابي في "فضائل القرآن"(194).

وأخرجه الطيالسي (2687)، وابن ماجه (171)، والفريابي (194)، والطبراني (11734) و (11775)، وأبو يعلى (2354) من طرق عن أبي الأحوص، به.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري أخرجه البخاري (3610)، ومسلم (1064)، وسيأتي في "المسند" 4/ 60.

وعن أبي ذر أخرجه مسلم (1067)، وسيأتي 5/ 31.

وعن ابن مسعود أخرجه الترمذي (2188)، وسيأتي 1/ 404.

وعن علي بن أبي طالب وقد سلف برقم (706).

(2)

تحرفت في النسخ المطبوعة (الميمنية، وطبعة الشيخ أحمد شاكر، وطبعة الاعتصام) إلى: ينعق، وظنه الشيخ أحمد شاكر صواباً، ففسره تفسيراً غريباً.

(3)

حسن لغيره.

وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 6/ 215 و 14/ 205، ومن طريقه أخرجه أبو =

ص: 157

* 2314 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ -، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ

= يعلى (2345).

وأخرجه الترمذي (1268)، وأبو يعلى (2356)، والطحاوي 4/ 7، والطبراني (11774) من طرق عن أبي الأحوص، به، وقال الترمذي: حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم، كرهوا بيع المحفلة، وهي المصرَّاة لا يحْلُبُها صاحبها أياماً أو نحو ذلك ليجتمع اللبن في ضرعها، فيغتر بها المشتري، وهذا ضرب من الخديعة والغرر.

وقوله: "لا تستقبلوا" لفظ الترمذي والطبراني "لا تستقبلوا السوق" أي: لا تتلقوا الركبان الذين يجلبون الأمتعةَ والطعامَ إلى الأسواق، قال ابنُ قدامة في "المغني" 6/ 312 - 313 ط هجر: فان تُلُقُّوا، واشْتُريَ منهم، فهم بالخيار إذا دخلوا السوق، وعرفوا أنهم قد غُبِنُوا، إن أحبوا أن يفسخوا البيعَ فسخوا، رويَ أنهم كانوا يتلقون الأجلابَ، فيشترون منهم الأمتعة قبل أن تهبِطَ الأسواقَ، فربما غبنوهم غبناً بيناً، فيضرونهم، وربما أضروا بأهلِ البلد، لأن الركبانَ إذا وصلوا، باعوا أمتعتهم، والذين يتلقونهم لا يبيعونها سريعاً، ويتربصون بها السعرَ، فهو في معنى بيع الحاضر للبادي، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وروى طاووس عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا تلقوا الركبان، ولا يبع حاضر لباد" وعن أبي هريرة مثله، متفق عليهما، وكرهه أكثر أهل العلم، منهم عمر بن عبد العزيز، ومالك، والليث، والأوزاعي، والشافعي، وإسحاق.

وقال الحنفية كما في "الدر المختار" 5/ 102: يكره التلقي في حالتين، أما إذا انتفيا فلا يكره: أن يضر بأهل البلد، وأن يلتبس السعر على الواردين لعدم علمهم به، فيكره للضرر والغرر.

وقوله: "لا ينفِّق بعضكم على بعض" قال في "النهاية": أي: لا يقصد أن ينفق سلعته على جهة النجش (وهو أن يزيد في السلعة من لا يريدُ شراءَها) فإنه بزيادته فيها يرغب السامعَ، فيكون قولُه سبباً لابتياعها ومنفقاً لها.

وقال السندي: "ولا يُنَفِّق" من نفَّق بالتشديد: إذا روَّج، وجاء: أنفق، والأول أشهر، أي: لا تروجوا المبيع على المشتري بإظهار أنكم تشترونه.

ص: 158

عُتْبَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (1): أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَدَّقَ أُمَيَّةَ فِي شَيْءٍ مِنْ شِعْرِهِ، فَقَالَ:

رَجُلٌ وَثَوْرٌ تَحْتَ رِجْلِ يَمِينِهِ

وَالنَّسْرُ لِلْأُخْرَى وَلَيْثٌ مُرْصَدُ

فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " صَدَقَ " وَقَالَ:

وَالشَّمْسُ تَطْلُعُ كُلَّ آخِرِ لَيْلَةٍ

حَمْرَاءَ يُصْبِحُ لَوْنُهَا يَتَوَرَّدُ

تَأْبَى فَمَا تَطْلُعْ لَنَا فِي رِسْلِهَا

إِلا مُعَذَّبَةً وَإِلا تُجْلَدُ

فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " صَدَقَ "(2).

(1) تحرف في (م) إلى: "يعقوب بن عتيبة، عن عكرمة بن عباس".

(2)

إسناده ضعيف، محمد بن إسحاق مدلس وقد رواه بالعنعنة، والتصريح بالتحديث في بعض الروايات عند غير المصنف، إنما جاء عن غير الثقات من أصحابه، ولو ثبت تصريح ابن إسحاق فلا يعتدُّ به في مثل هذا المطلب.

وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 8/ 693، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(579)، وعبد الله بن أحمد في "السنة"(1168)، وأبو يعلى (2482)، والطبراني (11591).

وأخرجه الدارمي (2703)، وأبو يعلى (2482)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 204، والطحاوي 4/ 299، والطبراني (11591) من طريق عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الله بن أحمد (1169)، وابن خزيمة 1/ 202 - 203 و 205، والآجري في "الشريعة" ص 495 و 495 - 496، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 360 من طرق عن محمد بن إسحاق، به.

وأخرجه ابن خزيمة 1/ 205 - 206 من طريق إسماعيل ابن علية، عن عمارة بن أبي =

ص: 159

* 2315 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ - وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ -، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَيْسَ عَلَى مَنْ نَامَ سَاجِدًا وُضُوءٌ، حَتَّى يَضْطَجِعَ، فَإِنَّهُ إِذَا اضْطَجَعَ، اسْتَرْخَتْ مَفَاصِلُهُ "(1).

= حفصة، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكر القصة. وقد انفرد ابن خزيمة بهذا السند ولم نقف عليه عند غيره، ويغلب على الظن -إن صحَّ- أنه موقوف على ابن عباس من قوله.

وأمية بن أبي الصلت: هو الثقفي الشاعر المشهور، قال ابن قتيبة في "الشعر والشعراء" ص 459: وقد كان قرأ الكتب المتقدمة من كتب الله عز وجل، ورغب عن عبادة الأوثان، وكان يخبر بأن نبياً يُبعث قد أظلّ زمانه، ويُؤمِّل أن يكون ذلك النبي، فلما بلغه خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم وقصته، كَفَرَ حسداً له.

وفي "صحيح مسلم"(225) عن الشريد بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم استنشده من شعره، فقال:"كاد يُسْلِمُ في شعره".

وفي البخاري (3341) عن أبي هريرة مرفوعاً في حديثٍ: "وكاد أمية بن أبي الصلت أن يُسلم".

ولم يختلف أصحاب الأخبار أنه مات كافراً، وصح أنه عاش حتى رثى أهل بدر.

وقوله في البيت الثالث: "في رسلها" الرسل بكسر الراء وسكون السين: الرفق والتؤدة.

(1)

إسناده ضعيف، يزيد بن عبد الرحمن -وهو أبو خالد الدالاني- مختلف فيه، قال أحمد وابن معين والنسائي: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: صدوق ثقة، وقال أبو أحمد الحاكم: لا يتابع في بعض حديثه، وقال ابن سعد: منكر الحديث، وقال ابن عبد البر: ليس بحجة، وقال ابن حبان في "الضعفاء": كان كثير الخطأ فاحش الوهم، خالف الثقات في الروايات حتى إذا سمعها المبتدي في هذه الصناعة، علم أنها معمولة ومقلوبة لا يجوز الاحتجاجُ به إذا وافق، فكيف إذا انفرد، وقال ابن عدي: في حديثه لين إلا أنه يُكتب حديثه. =

ص: 160

* 2316 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ - وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ -، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا أَخَذَ امْرَأَةً، أَوْ سَبَاهَا، فَنَازَعَتْهُ قَائِمَ سَيْفِهِ، فَقَتَلَهَا، فَمَرَّ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأُخْبِرَ بِأَمْرِهَا، فَنَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ (1).

= وقال الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 148 (28): سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فقال: هذا لا شيء، رواه سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن ابن عباسٍ، قوله، ولم يذكر فيه أبا العالية، ولا أعرف لأبي خالد سماعاً من قتادة، وأبو خالد صدوق، وإنما يهم في الشيء.

وقال أبو داود: هو حديث منكر لم يروه إلا يزيد أبو خالد الدالاني عن قتادة، وقال أيضاً: وذكرت حديث يزيد الدالاني لأحمد بن حنبل، فانتهرني استعظاماً له، وقال: ما ليزيد الدالاني يدخل على أصحاب قتادة ولم يعبأ بالحديث.

وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 1/ 132، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (2487)، والطبراني (12748).

وأخرجه عبد بن حميد (659)، وأبو داود (202)، والترمذي (77)، والطبراني (12748)، وابن عدي 7/ 2731، والدارقطني 1/ 159 - 160، والبيهقي 1/ 121 من طرق عن عبد السلام بن حرب، بهذا الإسناد. وقال الدارقطني: لا يصح.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، الحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن. أبو خالد الأحمر: هو سليمان بن حيان. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/ 381 مختصراً.

وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 14/ 470 عن عبد الرحيم بن سليمان، والطبراني (12082) من طريق حفص بن غياث، كلاهما عن الحجاج بن أرطاة، بهذا الإِسناد. وعند الطبراني:"فسكت" بدل قوله: فنهى عن قتل النساء.

ويشهد له حديث ابن عمر عند أحمد 2/ 22، وهو في "الصحيحين"، وحديث عكرمة مرسلاً عند أبي داود في "المراسيل"(333) بتحقيقنا.

والنهي عن قتل النساء إنما يكون إذا لم يباشرنَ القتالَ ولم يُعِنَّ عليه.

ص: 161

* 2317 - وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ إِلَى مُؤْتَةَ، فَاسْتَعْمَلَ زَيْدًا، فَإِنْ قُتِلَ زَيْدٌ، فَجَعْفَرٌ، فَإِنْ قُتِلَ جَعْفَرٌ، فَابْنُ رَوَاحَةَ، فَتَخَلَّفَ ابْنُ رَوَاحَةَ، فَجَمَّعَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرَآهُ، فَقَالَ:" مَا خَلَّفَكَ؟ " قَالَ: أُجَمِّعُ مَعَكَ. قَالَ: " لَغَدْوَةٌ أَوْ رَوْحَةٌ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا "(1).

* 2318 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ وَطِئَ حُبْلَى "(2).

(1) إسناده ضعيف كسابقه.

وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 5/ 284 و 14/ 512، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (656)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(66)، وابن ماجه (2755).

وأخرجه الترمذي (1649)، وأبو يعلى (2506)، وابن ماجه (2755) من طريق أبي خالد الأحمر، به. وانظر (1966).

وفي الباب عند البخاري (4261) من حديث ابن عمر قال: أَمَّرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤتة زيد بن حارثة، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إن قتل زيد، فجعفر، وإن قتل جعفر، فعبد الله بن رواحة، قال عبد الله: كنت فيهم في تلك الغزوة، فالتمسنا جعفر بن أبي طالب، فوجدناه في القتلى، ووجدنا ما في جسده بضعاً وتسعين من طعنة ورمية.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 4/ 369، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (2522)، والطبراني في "الكبير"(12090).

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(483)، والدارقطني 3/ 275 من طريق عكرمة عن ابن عباس بلفظ: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تُوطأ حامِلٌ حتى تضع أو حائل حتى تحيض.

وأخرجه النسائي 7/ 301، وأبو يعلى (2414) و (2491)، والدارقطني 3/ 69، والحاكم 2/ 137 من طريقين عن مجاهد عن ابن عباس، قال: نهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن بيع المغانم حتى تُقسم، وعن الحبالى أن يوطأن حتى يضعن ما في بطونهن، وعن لحم كل ذي ناب من السباع، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.

وفي الباب عن رويفع بن ثابت الأنصاري سيأتي في "المسند" 4/ 108 و 108 - =

ص: 162

* 2319 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ - وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ -، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُصِيبَ يَوْمِ الْخَنْدَقِ رَجُلٌ مِنَ المُشْرِكِينَ، وَطَلَبُوا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُجِنُّوهُ، فَقَالَ:" لَا، وَلا كَرَامَةَ لَكُمْ " قَالُوا: فَإِنَّا نَجْعَلُ لَكَ عَلَى ذَلِكَ جُعْلًا. قَالَ: " وَذَلِكَ أَخْبَثُ وَأَخْبَثُ "(1).

= 109، رواه أبو داود (2158) و (2159)، وحسنه الترمذي (1131)، وصححه ابن حبان (4850): أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين: "لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقي ماءَه زرع غيره (يعني إتيان الحبالى) ولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقع على امرأة من السبي حتى يستبرئها

".

وعن أبي سعيد الخدري عند أبي داود (2157) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في سبايا أوطاس: "لا توطأ حامل حتى تضع، ولا غير ذاتِ حمل حتى تحيض حيضة" وصححه الحاكم 2/ 195

وعن العرباض بن سارية عند الترمذي (1564)، وسيأتي في "المسند" 4/ 127.

وعن أبي الدرداء عند مسلم (1441) في النكاح: باب تحريم وطء الحامل المسبية.

وعن علي عند ابن أبي شيبة في "المصنف" 4/ 370: نهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن توطأ

الحامل حتى تضع، أو الحامل حتى تستبرأ بحيضة.

وعن أبي هريرة عند الطبراني في "الصغير"(262): أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى في وقعة

أوطاس أن يقع الرجل على حامل حتى تضع.

(1)

إسناده ضعيف، ابن أبي ليلى -وهو محمد بن عبد الرحمن- سيئ الحفظ.

وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 12/ 419.

وأخرجه ابن أبي شيبة أيضاً 12/ 419 عن وكيع، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم: أن رجلاً

فذكره هكذا معضلاً. وانظر (2230).

وقوله: "أن يُجِنوه" أي: يدفنوه ويستروه، ويقال للقبر: جَنَنٌ.

ص: 163

* 2320 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ - وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ -، حَدَّثَنَا شَرِيكٍ، عَنْ حُسَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ، يَتَّقِي بِفُضُولِهِ حَرَّ الْأَرْضِ وَبَرْدَهَا (1).

* 2321 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ - وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ -، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ: أَلَمْ أَنْهَكَ. فَانْتَهَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ: لِمَ تَنْتَهِرُنِي يَا مُحَمَّدُ؟ فَوَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا بِهَا رَجُلٌ أَكْثَرُ نَادِيًا مِنِّي. قَالَ: فَقَالَ جِبْرِيلُ عليه السلام: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ}

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله القاضي- سيئ الحفظ، وحسين -وهو ابن عبد الله بن عبيد الله بن عباس- ضعيف. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 269.

وأخرجه أبو يعلى (2446) و (2687)، والطبراني (11520) و (11521) من طرق عن شريك، به.

وأخرجه عبد الرزاق (1369) عن إبراهيم بن محمد، عن الحسين بن عبد الله، به.

وأخرجه أبو يعلى (2448)، والطبراني (11178) من طريق سلام بن سليم الطويل، عن زيد العَمِّي، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: رأيت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يسجدُ على ثوبه. وهذا إسناد ضعيف لضعف سلام الطويل وزيد العمي.

وسيأتي الحديث برقم (2760) و (2938) و (3327)، وانظر (2384) و (2385).

ويشهد له ما في البخاري (1208)، ومسلم (620) من حديث أنس بن مالك قال: كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم في شدة الحرِّ، فإذا لم يستطع أحدُنا أن يمكِّنَ وَجْهَه من الأرض، بسط ثوبَه فسجد عليه. وفي لفظ عند البخاري (385) قال: كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم

فيضعُ أحدنا طرفَ الثوب من شدة الحرِّ في مكان السجود.

ص: 164

[العلق: 17]، قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَاللهِ لَوْ دَعَا نَادِيَهُ، لَأَخَذَتْهُ زَبَانِيَةُ الْعَذَابِ (1).

* 2322 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ - وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ -، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَائِمًا، ثُمَّ يَقْعُدُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَخْطُبُ (2).

(1) إسناده قوي، أبو خالد الأحمر -واسمه سليمان بن حيان- وثقه غير واحد، وروى له البخاري متابعة، واحتج به مسلم وأصحاب السنن، وقال ابن معين: صدوق وليس بحجة، وذكر له ابن عدي جملة أحاديث أخطأ فيها، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الله بن محمد: هو ابن أبي شيبة الواسطي الكوفي، وداود: هو ابن أبي هند البصري. وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 14/ 298.

وأخرجه الترمذي (3349)، والنسائي في "الكبرى"(11684)، والطبري 30/ 255 - 256، والواحدي في "أسباب النزول" ص 303 من طريقين عن أبي خالد، به. وقال الترمذي: حسن غريب صحيح.

وأخرجه الطبري 30/ 255 - 256 و 256، والبيهقي 2/ 192 من طرق عن داود، به.

وأخرجه الطبراني (11950) من طريق خالد الحذاء، عن عكرمة، به. وسيأتي برقم (3045)، وانظر (2225).

(2)

حسن، عبد الرحمن بن محمد المحاربي، والحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلسان وقد عنعنا، إلا أنهما قد توبعا.

وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 2/ 113، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (2490).

وأخرجه أبو يعلى (2620)، والطبراني (12091) من طريقين عن الحجاج، به.

وقرن أبو يعلى في روايته بالحجاج محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو سيئ الحفظ.

وأخرجه البزار (640) من طريق أبي معاوية، عن الحجاج، عن الحكم، عن ابن =

ص: 165

* 2323 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ - وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ -، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الشَّيَاطِينِ " قَالُوا: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَلَكِنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ "(1).

* 2324 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ - وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ -، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنَا ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِنَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، دَخَلَ الْجَنَّةَ، فَسَمِعَ مِنْ جَانِبِهَا وَجْسًا، قَالَ:" يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا؟ " قَالَ: هَذَا بِلالٌ

= عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب يوم الجمعة خطبتين يفصل بينهما بجلسة.

ومعنى الحديث ثابت من حديث ابن عمر قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب قائماً، ثم

يقعد، ثم يقوم كما تفعلون الآن" وفي رواية:"كان يخطب خطبتين يقعد بينهما" أخرجه البخاري (920) و (928)، ومسلم (861)، وسيأتي في "المسند"(4919).

وعن جابر بن سمرة عند مسلم (862).

(1)

حسن لغيره، قابوس بن أبي ظبيان وثقه ابن معين ويعقوب بن سفيان، وقال العجلي: كوفي لا بأس به، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وضعفه النسائي وابن سعد والدارقطني وابن معين في رواية، وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه ولا يحتج به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عثمان بن محمد: هو ابن أبي شيبة.

وأخرجه البزار (2440 - كشف الأستار)، والطبراني (12620) من طريقين عن جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن ابن مسعود عند مسلم (2814)، وسيأتي في "المسند" 1/ 385.

وعن شريك بن طارق صححه ابن حبان برقم (6416).

ص: 166

الْمُؤَذِّنُ. فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ جَاءَ إِلَى النَّاسِ: " قَدْ أَفْلَحَ بِلَالٌ، رَأَيْتُ لَهُ كَذَا وَكَذَا " قَالَ: فَلَقِيَهُ مُوسَى صلى الله عليه وسلم فَرَحَّبَ بِهِ (1)، وَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الْأُمِّيِّ. فَقَالَ: " وَهُوَ رَجُلٌ آدَمُ طَوِيلٌ، سَبْطٌ شَعَرُهُ مَعَ أُذُنَيْهِ، أَوْ فَوْقَهُمَا " فَقَالَ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ " قَالَ: هَذَا مُوسَى عليه السلام. قَالَ: فَمَضَى فَلَقِيَهُ عِيسَى، فَرَحَّبَ بِهِ، وَقَالَ: " مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ " قَالَ: هَذَا عِيسَى (2). قَالَ: فَمَضَى، فَلَقِيَهُ شَيْخٌ جَلِيلٌ مَهِيبٌ، فَرَحَّبَ بِهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَكُلُّهُمْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ، قَالَ: " مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ " قَالَ: هَذَا أَبُوكَ إِبْرَاهِيمُ. قَالَ: فَنَظَرَ فِي النَّارِ، فَإِذَا قَوْمٌ يَأْكُلُونَ الْجِيَفَ، قَالَ: " مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ " قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ. وَرَأَى رَجُلًا أَحْمَرَ أَزْرَقَ جَعْدًا شَعِثًا إِذَا رَأَيْتَهُ، قَالَ: " مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ " قَالَ: هَذَا عَاقِرُ النَّاقَةِ.

قَالَ: فَلَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ الْأَقْصَى قَامَ يُصَلِّي، ثُمَّ الْتَفَتَ فَإِذَا النَّبِيُّونَ أَجْمَعُونَ يُصَلُّونَ مَعَهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ جِيءَ بِقَدَحَيْنِ، أَحَدُهُمَا عَنِ الْيَمِينِ، وَالْآخَرُ عَنِ الشِّمَالِ، فِي أَحَدِهِمَا لَبَنٌ، وَفِي الْآخَرِ عَسَلٌ، فَأَخَذَ اللَّبَنَ فَشَرِبَ مِنْهُ، فَقَالَ: الَّذِي كَانَ مَعَهُ الْقَدَحُ: أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ (3).

(1) في (ظ 9) و (ظ 14) و (س): فلقيت

فرحبت به.

(2)

من قوله: "قال فمضى فلقيه عيسى

" إلى هنا لم يرد في (ظ 9) و (ظ 14).

(3)

إسناده ضعيف، قابوس مختلف فيه، وقد تقدمت ترجمته قريباً، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وصحح ابن كثير إسناده في "التفسير" 5/ 26! قلنا: ولجُلِّه شواهد.

والحديث أورده السيوطي في "الدر المنثور" 5/ 214 وزاد نسبته إلى ابن مردويه وأبي نعيم في "الدلائل" والضياء في "المختارة" وصحح إسناده!

وقد ورد في معنى هذا الحديث أحاديث عن أنس وغيره من الصحابة انظرها في "الدر =

ص: 167

* 2325 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ - وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ -، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قُمْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّلاةِ عَنْ شِمَالِهِ، فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ (1).

2326 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سُمَيْعٍ الزَّيَّاتِ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَ ذَلِكَ (2).

* 2327 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ - وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ -، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَنَا فَرَطُكُمْ (3) عَلَى الْحَوْضِ، فَمَنْ وَرَدَ أَفْلَحَ، وَيُؤْتَى بِأَقْوَامٍ، فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ، فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ، فَيُقَالُ: مَا زَالُوا بَعْدَكَ يَرْتَدُّونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ "(4).

= المنثور" 5/ 185 - 213، و"فتح الباري" 7/ 208 - 209.

والوَجْس: الصوت الخفي. وسبط الشعر: مسترسله، ضد الجعد.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (1912).

(2)

إسناده صحيح، سُمَيْع الزيات الكوفي أبو صالح الحنفي مولى ابن عباس، وثقه ابن معين وأبو زرعة وغيرهما، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (2570) من طريق عمار بن رزيق، عن الأعمش، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3359) و (3451).

(3)

في (ظ 9) و (ظ 14) وعلى حاشية (س): فرط لكم.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم، وقد سلف بإسناد صحيح مطولاً برقم (2096).

ص: 168

* 2328 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ - وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ -، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَفَاءَلُ وَلا يَتَطَيَّرُ، وَيُعْجِبُهُ الاسْمُ الْحَسَنُ (1).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم.

وأخرجه الطيالسي (2690) عن جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (11294) من طريق سعيد بن مسلمة، عن ليث بن أبي سليم، عن عبد الملك بن سعيد بن جبير، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس.

وأخرجه ابن حبان (5825) عن أبي خليفة، عن علي بن المديني، عن جرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك بن سعيد بن جبير، عن عكرمة، عن ابن عباس.

هكذا رواه بإسقاط ليث بن أبي سليم من إسناده، ورواه كذلك من طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" والصواب إثباته كما جاء في رواية أحمد والطيالسي وغيرهما، فإنه لا يعرف لجرير بن عبد الحميد رواية عن عبد الملك بن سعيد بن جبير، وقد تابع ابنَ حبان والضياءَ المقدسي بعضُ من يتقن صناعة الحديث في عصرنا، فصحح سند ابن حبان في "صحيحته"(777)! والحديث سيأتي برقم (2766) و (2925).

وفي الباب عن أبي هريرة سيأتي في "المسند" 2/ 507، وصححه ابن حبان (5826).

وعن بريدة وهو في "المسند" 6/ 129، وصححه ابن حبان (5824)، وانظر ابن حبان (5819) و (5820) و (5821) و (5822).

قال البغوي في "شرح السنة" 12/ 175: الفأل مهموز، وجمعه: فُؤُول، والفأل قد يكون في ما يحسن ويسوء، والطِّيرة لا تكونُ إلا فيما يسوء، وإنما أحبَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم الفأل، لأن فيه رجاءَ الخير والعائدة، ورجاءُ الخير أحسن بالإنسان من اليأس وقطع الرجاء عن الخير.

ص: 169

* 2329 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ - وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ (1) -، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرِ الْكَبِيرَ، وَيَرْحَمِ الصَّغِيرَ، وَيَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ "(2).

(1) قوله: "وسمعته أنا من عثمان بن محمد" ليس في (ظ 9) و (س)، وأثبت على هامش (س) إشارة إلى نسخة أخرى.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم.

وأخرجه البزار (1955) عن يوسف بن موسى، عن جرير بن عبد الحميد، عن ليث بن أبي سُليم، عن عبد الملك بن أبي بشير، عن عكرمة، عن ابن عباس.

وأخرجه ابن حبان (458) من طريق عثمان بن أبي شيبة، عن جرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك بن أبي بشير. بهذا الإسناد. أسقط من إسناده ليث بن أبي سُليم، وهو خطأ.

وأخرجه عبد بن حميد (586)، والبغوي في "شرح السنة"(3452) من طريق أبي نعيم الفضل بن دُكين، عن شريك، والبيهقي في "الشعب"(10980) من طريق أبي حمزة السكري، كلاهما عن ليث بن أبي سليم، عن عبد الملك بن أبي بشير، به.

وأخرجه الترمذي (1921) من طريق شريك، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1203) من طريق ابن إدريس، كلاهما عن ليث، عن عكرمة، به. ولم يذكرا عبد الملك بن أبي بشير.

وأخرجه البزار (1956 - كشف الأستار) عن محمد بن الليث، عن أبي نعيم، عن قيس بن الربيع، عن نسير بن ذُعلوق، عن عكرمة، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(11083) من طريق مندل، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس.

وأخرجه أيضاً (12276) من طريق محمد بن عبيد الله العرزمي (وهو متروك)، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. =

ص: 170

2330 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" خَمْسٌ كُلُّهُنَّ فَاسِقَةٌ يَقْتُلُهُنَّ الْمُحْرِمُ، وَيُقْتَلْنَ فِي الْحَرَمِ: الْفَأْرَةُ، وَالْعَقْرَبُ، وَالْحَيَّةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ، وَالْغُرَابُ "(1).

= وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري في "الأدب المفرد"(353)، والحاكم 4/ 178 بلفظ:"من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا، فليس منا" وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

وعن أنس عند الترمذي (1919)، وفي سنده ضعيفان.

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عند أبي داود (4943)، والترمذي (1920)، والبخاري في "الأدب المفرد" (354) بلفظ:"من لم يرحم صغيرنا ويعرف حقَّ كبيرنا، فليس منا"، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وعن أبي أمامة عند البخاري في "الأدب المفرد"(356) وهو حسن في الشواهد.

وعن عبادة بن الصامت سيأتي عند أحمد 5/ 323، والحاكم 1/ 122 بلفظ:"ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا" وسنده حسن وأورده السيوطي في "الجامع الصغير" وزاد في آخره "حقه" ولم ترد هذه اللفظة في المطبوع من "المسند" و"المستدرك".

وقوله: "وينهى عن المنكر" هكذا جاءت في الأصول المعتمدة، وإبقاء المجزوم على صورة المرفوع له شواهد غير قليلة، ورواية ابن حبان والبغوي "وينه" بحذف الألف وهو الجادة.

وقال السندي: الظاهر: ينه، فكأن الألف للإشباع، أو لإعطاء المعتل حكم الصحيح.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم.

وأخرجه البزار (1097 - كشف الأستار) من طريق يوسف بن موسى، عن جرير، بهذا الإسناد. =

ص: 171

2331 -

.......................... (1).

* 2332 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَا سَنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا إِلا وَقَدْ عَلِمْتُهُ غَيْرَ ثَلاثٍ: لَا أَدْرِي أَكَانَ يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ أَمْ لَا؟ وَلا أَدْرِي كَيْفَ كَانَ يَقْرَأُ: {وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الكِبَرِ عُتِيًّا} أَوْ {عُسِيًّا} ؟ قَالَ حُصَيْنٌ: وَنَسِيتُ الثَّالِثَةَ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: سَمِعْتُهَا كُلَّهَا أَنَا مِنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ (2).

= وأخرجه أبو يعلى (2428) و (2693) من طريق وهيب، عن ليث، به. وذكر الحِدَأة بدل الحية. انظر (3067)، وسيأتي برقم (2331).

وله شاهد من حديث ابن عمر عند البخاري (1826) و (1827) و (1828)، ومسلم (1199)، ومن حديث عائشة عند البخاري (1829) و (3314)، ومسلم (1198).

وقوله: "كلهن فاسقة" قال السندي: أي خارجة عن حد سائر الحيوانات بالإيذاء والإفساد وهذه الجملة صفة، والخبر "يقتلهن المحرم"، ويحتمل أن يكون اعتراضاً بين المبتدأ والخبر لإفادة التعليل.

(1)

ورد في هذا الموضع في النسخ المطبوعة من "المسند" هذا الحديث:

2331 -

حدثنا عثمان، حدثنا جرير، عن حصين بن عبد الرحمن، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"خمسٌ كلهن فاسقة يقتلهن المحرم ويُقتلنَ في الحرم " مثله. وهو غير ثابت في الأصول التي بين أيدينا، ولم نجده في "أطراف المسند" 1/ الورقة 127 في ترجمة حصين بن عبد الرحمن، عن عكرمة، عن ابن عباس، ولا في "غاية المُقصَد" الورقة 122 حيث ذكر الحديث الذي قبله، وكذلك الهيثمي لم يُشر في "مجمع الزوائد" 3/ 228 - 229 إلا إلى الإسناد الذي فيه ليث بن أبي سُليم.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وانظر (2246). =

ص: 172

2333 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ - وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ -، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَأَلَ أَهْلُ مَكَّةَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَجْعَلَ لَهُمُ الصَّفَا ذَهَبًا، وَأَنْ يُنَحِّيَ الْجِبَالَ عَنْهُمْ، فَيَزْرَعُوا (1)، فَقِيلَ لَهُ: إِنْ شِئْتَ أَنْ تَسْتَأْنِيَ بِهِمْ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ نُؤْتِيَهُمُ الَّذِي سَأَلُوا، فَإِنْ كَفَرُوا أُهْلِكُوا كَمَا أَهْلَكْتُ مَنْ قَبْلَهُمْ. قَالَ:" لَا، بَلْ أَسْتَأْنِي بِهِمْ " فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل هَذِهِ الْآيَةَ: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً} [الإسراء: 59](2).

2334 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ اسْمُ جُوَيْرِيَةَ بَرَّةَ، فَكَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَرِهَ

= وجاء في آخر الحديث في الأصول الخطية غير (ظ 9) و (ظ 14) و (ق) زيادة لفظ: "عتياً".

(1)

في (ظ 14) وعلى حاشية (س) و (ص): "فيزدرعوا"، وهي كذلك في النسخ المطبوعة، وكلاهما بمعنى.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البزار (2225 - كشف الأستار)، والنسائي في "الكبرى"(11290)، والطبري 15/ 108، والحاكم 2/ 362، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 271 من طرق عن جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد.

وانظر التعليق على الحديث الذي سيأتي برقم (3223).

وقوله: "إن شئت أن تستأني بهم" قال السندي: استفعال من أَنِيَ كرضي، أي: تنتظر وتتربص إلى أن يهديهم الله ويوفقهم.

ص: 173

ذَلِكَ، فَسَمَّاهَا جُوَيْرِيَةَ، كَرَاهَةَ أَنْ يُقَالَ: خَرَجَ مِنْ عِنْدِ بَرَّةَ، قَالَ: وَخَرَجَ بَعْدَ مَا صَلَّى، فَجَاءَهَا فَقَالَتْ: مَا زِلْتُ بَعْدَكَ يَا رَسُولَ اللهِ دَائِبَةً. قَالَ: فَقَالَ لَهَا: " لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ كَلِمَاتٍ لَوْ وُزِنَّ، لَرَجَحْنَ بِمَا قُلْتِ: سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ (1)، سُبْحَانَ اللهِ رِضَاءَ نَفْسِهِ، سُبْحَانَ اللهِ زِنَةَ عَرْشِهِ، سُبْحَانَ اللهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ "(2).

(1) في (م) والأصول الخطية عدا (ظ 9) و (ظ 14): عدد ما خلق الله.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عبد الرحمن -وهو ابن عبيد القرشي مولى آل طلحة- فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري، وكريب: هو ابن أبي مسلم الهاشمي مولاهم المدني أبو رشدين مولى ابن عباس، وجويرية: هي بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعية المصطلقية أم المؤمنين رضي الله عنها.

وأخرجه ابن سعد 8/ 119، وابن حميد (714)، والبخاري في "الأدب المفرد"(831) من طريقين عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. واقتصر البخاري على أوله.

وأخرجه الحميدي (496)، والبخاري في "الأدب المفرد"(647)، ومسلم (2140)، وأبو داود (1503)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(161)، وابن حبان (832)، والبغوي (1267) من طريق سفيان بن عيينة، والنسائي (163) من طريق شعبة كلاهما عن محمد بن عبد الرحمن، به. وبعضهم يقتصر على القسم الأول منه. وسيأتي برقم (2900) و (3005) و (3308). وسيأتي في مسند جويرية 6/ 429 من طريق محمد بن عبد الرحمن، عن كريب، عن ابن عباس، عن جويرية.

وقوله: "كره ذلك" قال السندي: لما فيه من التزكية أو لما فيه من كراهة اللفظ وشناعته إذا قيل: خرج مثلاً، كما ذكره ابن عباس رضي الله عنه، وقد جاء أنه كان يغير خوفاً من التزكية.

وقوله: "عدد ما خلق" قال السندي: منصوب بنزع الخافض، أي: بعدد جميع =

ص: 174

2335 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ حَالَ دُونَهُ غَيَايَةٌ، فَأَكْمِلُوا (1) الْعِدَّةَ، وَالشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ " يَعْنِي أَنَّهُ يَكُون نَاقِصًا (2).

2336 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ، أَفَأَقْضِيهِ عَنْهَا؟ فَقَالَ:" لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكَ دَيْنٌ، أَكُنْتَ قَاضِيَهُ عَنْهَا؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:" فَدَيْنُ اللهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى "(3).

= مخلوقاته، وكذا رضا نفسه، أي: بمقدار رضا ذاته، أي: بمقدار يكون سبباً لرضاه تعالى، أو بمقدار يرضى ذلك المقدار ويختاره لنفسه، وفيه إطلاق النفس على الله تعالى من غير مشاكلة. وبمقدار ثقل عرشه وبمقدار زيادة كلماته، أي: بمقدار يشاؤهما وقيل: نصبها على الظرفية بتقدير "قدر" أي: قدر عدد مخلوقاته وقدر رضا نفسه.

(1)

في (ظ 9) و (ظ 14): كملوا.

(2)

حسن لغيره، وسماك في روايته عن عكرمة اضطراب.

وأخرجه الطبراني (11754) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (2327)، والبيهقي 4/ 207 من طريق حسين بن علي الجعفي، عن زائدة بن قدامة، به. وانظر (1985).

والغياية: كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه كالسحابة وغيرها.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو بن المهلَّب =

ص: 175

قَالَ سُلَيْمَانُ: فَقَالَ الْحَكَمُ وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ: وَنَحْنُ جَمِيعًا جُلُوسٌ، حِينَ حَدَّثَ مُسْلِمٌ بِهَذَا الْحَدِيثِ، قَالا: سَمِعْنَا مُجَاهِدًا، يَذْكُرُ هَذَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

2337 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنِي وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ، وَاسْتَعَطَ (1).

2338 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنِ الذَّبْحِ وَالرَّمْيِ وَالْحَلْقِ وَالتَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ، فَقَالَ:" لَا حَرَجَ "(2).

= الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة. وانظر (1970).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن إسحاق -وهو السَّيلحيني- فمن رجال مسلم. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان البصري، وابن طاووس: هو عبد الله.

وأخرجه البخاري (2278)، ومسلم ص 1205 (65)، وص 1731 (76)، وأبو داود (3867)، والنسائي في "الكبرى"(1580)، والطحاوي 4/ 129 و 130، وابن حبان (5150)، والطبراني (10908)، والبيهقي 9/ 337 - 338 من طرق عن وهيب، به. وليس عند بعضهم قوله:"واستعط" واقتصر عليها أبو داود، وانظر (2249).

واستعط: افتعال من السَّعوط وهو بالفتح: ما يجعل من الدواء في الأنف.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (1734)، ومسلم (1307)، والنسائي في "الكبرى"(4103)، =

ص: 176

2339 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أُتِيَ بِكَتِفٍ مَشْوِيَّةٍ، فَأَكَلَ مِنْهَا نُتَفًا، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ مِنْ ذَلِكَ (1).

2340 -

حَدَّثَنِي مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الصِّحَّةَ وَالْفَرَاغَ، نِعْمَتَانِ مِنْ نِعَمِ اللهِ، مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ "(2).

= والطحاوي 2/ 236، والطبراني (10909)، والبيهقي 5/ 142 من طرق عن وهيب، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2421)، وانظر (1857) و (1858).

(1)

صحيح، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن الزبير-وهو التميمي الحنظلي البصري- ضعفه النسائي، وقال ابن معين: لا شيء، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال البخاري: منكر الحديث، وفيه نظر. وقد توبع محمد هذا فيما تقدم برقم (2002).

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 64 من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الدارمي (2707)، والبخاري (6412)، والحاكم 4/ 306 من طريق مكي بن إبراهيم. بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(1)، وعبد بن حميد (684)، والبخاري تعليقاً (6412)، وابن ماجه (4170)، والترمذي (2304)، والطبراني (10786)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 174 والقضاعي في "مسند الشهاب"(295)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(4543) من طرق عن عبد الله بن سعيد، به.

وأخرجه أبو نعيم 3/ 74 من طريق يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن ابن عباس =

ص: 177

2341 -

حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ -، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ؛ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ مِنْ كَتِفٍ أَوْ ذِرَاعٍ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (1).

2342 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُعَلِّمُهُمْ هَذَا الدُّعَاءَ، كَمَا يُعَلِّمُهُمِ السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ:" اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ "(2).

= به. وسيأتي برقم (3207).

قال السندي: ومعنى مغبون فيهما: خسران فيهما، قال ابن الخازن: النعمة ما يتنعم به الإنسان ويستلذه، والغَبن أن يشتري بأضعاف الثمن أو يبيع به دون ثمن المثل، فمن صح بَدَنه وتفرغ عن الأشغال العائقة ولم يسع لصلاح آخرته، فهو كالمغبون في البيع، انتهى. والمقصود بيان أن غالب الناس لا ينتفعون بالصحة والفراغ، بل يصرفونهما في غير محلهما، فيصير كل منهما في حقهم وبالاً بعد أن كلاًّ منهما لو صرفوه في محله، لكان خيراً أي خير، فكأنهم يستبدلون بذلك الخير هذا الوبال، والله أعلم بحقيقة الحال.

(1)

إسناده صحيح، من فوق عتاب بن زياد ثقات من رجال الشيخين. وانظر (2002).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، إسماعيل بن عمر: هو الواسطي نزيل بغداد، ثقة من رجال مسلم، ومن فوقه على شرط الشيخين. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. =

ص: 178

2343 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَهُ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ:" مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ "(1).

2344 -

قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو عِنْدَ الْكَرْبِ: " لَا إِلَهَ إِلا اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلا اللهُ أَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ، وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ "(2).

2345 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ

= وهذا الحديث من مسند أبي هريرة، وسيأتي في "مسنده" 2/ 288.

وأخرجه النسائي 8/ 275 - 276، والطبراني في "الدعاء"(1375) من طريق مالك، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (588)(132)، وابن أبي عاصم في "السنة"(872)، والنسائي 8/ 275 و 275 - 276، والطبراني (1375)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(189) من طرق عن أبي الزناد، به، ورواية ابن أبي عاصم مختصرة.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تدرس.

وهو في "الموطأ" برواية يحيى 1/ 215، وبرواية أبي مصعب (622).

وأخرجه من طريق مالك مسلم (590)، وأبو داود (1542)، والترمذي (3494)، والنسائي 4/ 104 و 8/ 276 - 277، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وانظر (2168).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الوهاب: هو ابن عطاء الخفاف من رجال مسلم، وقد صرح أحمد بسماعه منه هذا الحديث في الإسناد الآتي بعد هذا، ومن فوقه من رجال الشيخين. هشام: هو الدستوائي، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي. وانظر (2012).

ص: 179

عَنْ ابْنِ عَبِّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ، يَعْنِي مِثْلَ دُعَاءِ الْكَرْبِ (1).

• 2346 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ زَائِدَةَ بْنِ أَبِي الرُّقَادِ، عَنْ زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ، قَالَ:" اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ، وَبَارِكْ لَنَا فِي رَمَضَانَ ". وَكَانَ يَقُولُ: " لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ غَرَّاءُ، وَيَوْمُهَا أَزْهَرُ "(2).

2347 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. سعيد هو ابن أبي عروبة.

وأخرجه عبد بن حميد (658)، والبخاري (7426) و (7431)، ومسلم (2730)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(652) و (653) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وانظر (2012).

(2)

إسناده ضعيف، زائدة بن أبي الرقاد قال البخاري والنسائي: منكر الحديث، وقال أبو داود: لا أعرف خبره، وقال أبو حاتم: يحدث عن زياد النميري، عن أنس أحاديث مرفوعة منكرة ولا ندري منه أو من زياد، وزياد النميري -وهو ابن عبد الله- ضعفه ابن معين وأبو داود، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يُحتج به، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ، ثم ذكره في "المجروحين" وقال: منكر الحديث يروي عن أنس أشياء لا تشبه حديث الثقات لا يجوز الاحتجاج به. وهذا الحديث من مسند أنس وليس من مسند ابن عباس.

وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة"(659)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3815) من طريق عبيد الله بن عمر القواريري، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (616 - كشف الأستار)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 269 من طريقين عن زائدة، به.

ص: 180

حَدَّثَنَا ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمُ - يَعْنِي ابْنُ عَبَّاسٍ -، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ عليه السلام، رَجُلًا آدَمَ طُوَالًا، جَعْدَ الرَّأْسِ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عليه السلام، مَرْبُوعَ الْخَلْقِ، فِي الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ، سَبْطًا "(1).

2348 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ لِأَصْحَابِهِ:" اجْعَلُوهَا عُمْرَةً، فَإِنِّي لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ (2) لَأَمَرْتُكُمْ بِهَا، وَلْيَحِلَّ مَنْ لَيْسَ مَعَهُ هَدْيٌ " وَكَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَدْيٌ.

قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " وَخَلَّلَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ (3).

2349 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَعَرَّسَ مِنَ اللَّيْلِ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. سعيد: هو ابن أبي عروبة، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي.

وأخرجه البخاري (3239)، والطبراني (12749) من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وانظر (2197).

(2)

في (ظ 9) و (ظ 14): "ما استدبرت منه".

(3)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، يزيد بن أبي زياد علق له البخاري، وروى له مسلم مقروناً، حديثه حسن في الشواهد والمتابعات، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وسلف مطولاً بمعناه برقم (2287)، وانظر (2115) و (2152) و (2274) و (2360) و (3509).

ص: 181

فَرَقَدَ، فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ إِلَّا بِالشَّمْسِ، قَالَ: فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِلالًا فَأَذَّنَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا تَسُرُّنِي الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا بِهَا. يَعْنِي الرُّخْصَةَ (1).

2350 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمَدِينَةِ يُرِيدُ مَكَّةَ، فَصَامَ حَتَّى أَتَى عُسْفَانَ، قَالَ: فَدَعَا بِإِنَاءٍ، فَوَضَعَهُ عَلَى يَدِهِ، حَتَّى نَظَرَ النَّاسُ إِلَيْهِ، ثُمَّ أَفْطَرَ. قَالَ: فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ:

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وجهالة شيخه فيه.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 82، ومن طريقه أبو يعلى (2375)، والطبراني (12225) عن عبيدة بن حميد، عن يزيد بن أبي زياد، عن تميم بن سلمة، عن مسروق، عن ابن عباس.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 82 عن محمد بن فضيل، عن يزيد، عن تميم، عن مسروق، مرسلاً.

وأخرجه بنحوه البزار (398) من طريق صدقة بن عبادة بن نشيط، عن أبيه، عن ابن عباس.

وأخرجه مختصراً النسائي 1/ 299 من طريق عمرو بن هرم، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس.

وله شاهد عن أبي قتادة الأنصاري عند البخاري (595)، ومسلم (681)، وسيأتي في "المسند" 5/ 307.

وعن أبي هريرة عند مسلم (680)(310)، ويأتي في "المسند" 2/ 428.

وعن ابن مسعود صححه ابن حبان (1580) وهو في "المسند" 1/ 450.

وقوله: "فعَرَّس" من التعريس، أي: نزل آخر الليل.

ص: 182

مَنْ شَاءَ صَامَ، وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ (1).

2351 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ

فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ (2).

2352 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، حَدَّثَنِي قَابُوسُ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَقْبَلَ إِلَيْهِمْ مُسْرِعًا، قَالَ: حَتَّى أَفْزَعَنَا مِنْ سُرْعَتِهِ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْنَا قَالَ:" جِئْتُ مُسْرِعًا أُخْبِرُكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ فَأُنْسِيتُهَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وَلَكِنِ الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عبيدة -وهو ابن حميد- من رجال البخاري، ومن فوقه من رجال الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، ومجاهد: هو ابن جبر، وطاووس: هو ابن كيسان اليماني.

وأخرجه ابن خزيمة (2036) من طريق عبيدة بن حميد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (4279)، ومسلم (1113)، والنسائي 4/ 184، وأبو يعلى (2527)، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 93 و 95 و 96، والبيهقي 4/ 243 من طرق عن منصور، به. وسيأتي برقم (2351) و (2652) و (2994)، وبرقم (3162) من طريق منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس، وانظر (1892).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين: هو ابن محمد المرُّوذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن التميمي مولاهم.

وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" ص 95 من طريق سعيد بن حفص، عن شيبان، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، قابوس -وهو ابن أبي ظبيان- مختلف فيه، والقول بتضعيفه أرجح، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو ظبيان: هو حُصين بن جُندب الجنبي. =

ص: 183

2353 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: " إِنَّ هَذَا الْبَلَدَ حَرَامٌ، حَرَّمَهُ اللهُ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، فَهُوَ حَرَامٌ، حَرَّمَهُ اللهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، مَا أُحِلَّ لِأَحَدٍ فِيهِ الْقَتْلُ غَيْرِي، وَلا يَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي فِيهِ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، وَمَا أُحِلَّ لِي فِيهِ إِلا سَاعَةٌ مِنَ النَّهَارِ، فَهُوَ حَرَامٌ حَرَّمَهُ اللهُ عز وجل إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، وَلا يُعْضَدُ شَوْكُهُ، وَلا يُخْتَلَى خَلاهُ، وَلا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، وَلا تُلْتَقَطُ لُقَطَتُهُ إِلا لِمُعَرِّفٍ " قَالَ: فَقَالَ الْعَبَّاسُ - وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ، قَدْ عَلِمَ الَّذِي لَا بُدَّ لَهُمْ مِنْهُ -: إِلا الْإِذْخِرَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنَّهُ لَا بُدَّ لَهُمْ مِنْهُ، فَإِنَّهُ لِلقُبُورِ وَالْبُيُوتِ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِلا الْإِذْخِرَ "(1).

= وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(813)، والطبراني (12621) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن قابوس، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (1166) ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أُريت ليلة القدر، ثم أيقظني بعض أهلي فنسيتها، فالتمسوها في العشر الغوابر"(أي: البواقي)، وصححه ابن حبان برقم (3678)، وسيأتي في "المسند" مطولاً 2/ 291.

وعن عبادة بن الصامت أنه قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين، فقال:"خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان، فرفعت، وعسى أن يكون خيراً لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة" أخرجه البخاري (49)، وسيأتي في "المسند" 5/ 313.

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، عَبيدة من رجاله، ومن فوقه على شرطهما.

وأخرجه ابن الجارود (509) من طريق عبيدة بن حميد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1587) و (1834) و (3189)، ومسلم (1353)، وأبو داود =

ص: 184

2354 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي وَاقِدٌ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْخَيَّاطُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَمْنٌ وَأَقِطٌ وَضَبٌّ، فَأَكَلَ السَّمْنَ وَالْأَقِطَ، ثُمَّ قَالَ لِلضَّبِّ:" إِنَّ هَذَا الشَّيْءَ (1) مَا أَكَلْتُهُ قَطُّ، فَمَنْ شَاءَ أَنْ يَأْكُلَهُ فَلْيَأْكُلْهُ ". قَالَ: فَأُكِل عَلَى خُِوَانِهِ (2).

2355 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ - يَعْنِي ابْنَ حَسَّانَ -، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْرِمٌ فِي رَأْسِهِ، مِنْ صُدَاعٍ كَانَ بِهِ، أَوْ شَيْءٍ كَانَ بِهِ، بِمَاءٍ يُقَالُ لَهُ: لَحْيُ جَمَلٍ (3).

= (2018)، والنسائي 5/ 203، والبيهقي 5/ 195، والبغوي (2003) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور، به.

وأخرج بعضه البخاري (4313) من طريق حسن بن مسلم، عن مجاهد، مرسلاً. وسيأتي برقم (2896)، وانظر (2279).

(1)

في (ظ 14) وعلى حاشية (س) و (ص): لشيء، وفي (ظ 9): شيء.

(2)

إسناده قوي، واقد أبو عبد الله الخياط: هو مولى زيد بن خليدة، أثنى عليه سفيان خيراً، وقال النسائي: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابن سعد 1/ 395، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 207 من طريق عبيدة، بهذا الإسناد. وانظر (2299).

والخُِوان -بالضم والكسر-: ما يؤكل عليه الطعام.

(3)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. محمد بن عبد الله الأنصاري: هو محمد بن عبد الله بن المثنى بن =

ص: 185

2356 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يُودَى الْمُكَاتَبُ بِقَدْرِ مَا أَدَّى دِيَةَ الْحُرِّ، وَبِقَدْرِ مَا رَقَّ دِيَةَ الْعَبْدِ "(1).

2357 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا اجْتَمَعَ الْقَوْمُ لِغَسْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَيْسَ فِي الْبَيْتِ إِلا أَهْلُهُ: عَمُّهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ، وَقُثَمُ بْنُ الْعَبَّاسِ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، وَصَالِحٌ مَوْلاهُ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا الغَسْلَ (2) نَادَى مِنْ وَرَاءِ الْبَابِ أَوْسُ بْنُ خَوْلِيِّ الْأَنْصَارِيُّ، ثُمَّ أَحَدُ بَنِي عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ بَدْرِيًّا، عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَلِيُّ، نَشَدْتُكَ اللهَ، وَحَظَّنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: ادْخُلْ. فَدَخَلَ فَحَضَرَ غَسْلَ رَسُولِ اللهِ

= عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري.

وعلقه البخاري (5699) عن محمد بن عبد الله الأنصاري، ووصله البيهقي 9/ 339 من طريق أبي حاتم الرازي، عن محمد بن عبد الله الأنصاري، بهذا الإسناد. وانظر (2108).

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وانظر (1944).

(2)

في (ظ 14): أجمعوا لغسله، وفي (ظ 9) وحاشية (س) و (ص): اجتمعوا لغسله.

ص: 186

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَلِ مِنْ غَسْلِهِ شَيْئًا، قَالَ: فَأَسْنَدَهُ إِلَى صَدْرِهِ، وَعَلَيْهِ قَمِيصُهُ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ وَالْفَضْلُ وَقُثَمُ يُقَلِّبُونَهُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَكَانَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَصَالِحٌ مَوْلاهُمَا يَصُبَّانِ الْمَاءَ، وَجَعَلَ عَلِيٌّ يَغْسِلُهُ، وَلَمْ يُرَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْءٌ مِمَّا يُرَاهُ مِنَ المَيِّتِ، وَهُوَ يَقُولُ: بِأَبِي وَأُمِّي، مَا أَطْيَبَكَ حَيًّا وَمَيِّتًا!

حَتَّى إِذَا فَرَغُوا مِنْ غَسْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ يُغَسَّلُ بِالْمَاءِ وَالسِّدْرِ، جَفَّفُوهُ، ثُمَّ صُنِعَ بِهِ مَا يُصْنَعُ بِالْمَيِّتِ، ثُمَّ أُدْرِجَ فِي ثَلاثَةِ أَثْوَابٍ: ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ، وَبُرْدِ حِبَرَةٍ.

ثُمَّ دَعَا الْعَبَّاسُ رَجُلَيْنِ فَقَالَ: لِيَذْهَبْ أَحَدُكُمَا إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ يَضْرَحُ لِأَهْلِ مَكَّةَ، وَلْيَذْهَبِ الْآخَرُ إِلَى أَبِي طَلْحَةَ بْنِ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيِّ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ يَلْحَدُ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ الْعَبَّاسُ لَهُمَا حِينَ سَرَّحَهُمَا: اللهُمَّ خِرْ لِرَسُولِكَ. قَالَ: فَذَهَبَا، فَلَمْ يَجِدْ صَاحِبُ أَبِي عُبَيْدَةَ أَبَا عُبَيْدَةَ، وَوَجَدَ صَاحِبُ أَبِي طَلْحَةَ أَبَا طَلْحَةَ، فَجَاءَ بِهِ، فَلَحَدَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حسين بن عبد الله -وهو ابن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب- الهاشمي المدني.

وأخرجه الطبري في "تاريخه" 3/ 211 - 212 من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر وحسين (تحرف في الطبري إلى كثير) بن عبد الله وغيرهما من أصحابه، عمن يحدثه، عن عبد الله بن عباس أن علي بن أبي طالب، والعباس

فذكره بنحوه إلى قوله: "ما أطيبك حيّاً وميتاً"، وهو في "السيرة" لابن هشام 4/ 312 - 313، عن ابن إسحاق، به، إلا أنه لم يذكر قوله:"عمن يحدثه عن عبد الله بن عباس". =

ص: 187

2358 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا خُصَيْفُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَزَرِيُّ

= وأخرجه بأخصر مما هنا الطبراني (629) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس بقصة غسل النبي صلى الله عليه وسلم. وفي يزيد بن أبي زياد ضعف.

وأخرج قصة الغسل ابن سعد 2/ 280 عن مالك بن إسماعيل النهدي، عن مسعود بن سعد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث أن عليّاً لما قبض النبي قام فأرتَجَ الباب.

وأخرج ابن سعد 2/ 277، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 243 من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي قال: غسل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، والفضل بن العباس، وأسامة بن زيد، وكان علي يغسله ويقول: بأبي أنت وأمي، طبت ميتاً وحيّاً.

وأخرج ابن سعد 2/ 277 - 278 من طريق المغيرة بن مقسم، عن إبراهيم النخعي قال: غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم العباس وعلي والفضل، والعباس يسترهم.

وأخرج أيضاً 2/ 278 من مرسل الزهري نحوه وزاد: وصالح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وله شواهد أخرى مرسلة عنده انظرها فيه 2/ 277 - 280.

وقصة تكفينه في ثوبين أبيضين وبرد حبرة لها شواهد مرسلة عند ابن سعد 2/ 284 - 285، لكنها مخالفة لما ثبت في الصحيح عن عائشة أنه صلى الله عليه وسلم كفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية، تقدم الكلام عليها عند الحديث رقم (2284) من طريق الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس.

والقسم الثالث من الحديث وهو قصة حفر قبره صلى الله عليه وسلم تقدم برقم (39)، وسيأتي برقم (2661)، وهو صحيح بشواهده.

وصالح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو الملقب بشُقْران، وصالح اسمه.

وقوله: "برد حبرة" هو بكسر الحاء وفتح الباء: برد مخطط، وهو بالإضافة أو التوصيف. ويضرح، بضاد معجمة وراء وحاء مهملتين من ضرح للميت كمنع: حفر له ضريحاً، والضريح: القبر أو الشق، والثاني هو المراد هاهنا للمقابلة. قاله السندي.

ص: 188

عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ: يَا أَبَا الْعَبَّاسِ، عَجَبًا لِاخْتِلافِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي إِهْلالِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَوْجَبَ! فَقَالَ: إِنِّي لَأَعْلَمُ النَّاسِ بِذَلِكَ، إِنَّهَا إِنَّمَا كَانَتْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَجَّةً وَاحِدَةً، فَمِنْ هُنَالِكَ اخْتَلَفُوا: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَاجًّا، فَلَمَّا صَلَّى فِي مَسْجِدِهِ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْهِ أَوْجَبَ فِي مَجْلِسِهِ، فَأَهَلَّ بِالْحَجِّ حِينَ فَرَغَ مِنْ رَكْعَتَيْهِ، فَسَمِعَ ذَلِكَ مِنْهُ أَقْوَامٌ، فَحَفِظُوا عَنْهُ، ثُمَّ رَكِبَ، فَلَمَّا اسْتَقَلَّتْ بِهِ نَاقَتُهُ أَهَلَّ، وَأَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْهُ أَقْوَامٌ، وَذَلِكَ أَنَّ النَّاسَ إِنَّمَا كَانُوا يَأْتُونَ أَرْسَالًا، فَسَمِعُوهُ حِينَ اسْتَقَلَّتْ بِهِ نَاقَتُهُ يُهِلُّ، فَقَالُوا: إِنَّمَا أَهَلَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ اسْتَقَلَّتْ بِهِ نَاقَتُهُ. ثُمَّ مَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا عَلَا عَلَى شَرَفِ الْبَيْدَاءِ أَهَلَّ، وَأَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْهُ أَقْوَامٌ، فَقَالُوا: إِنَّمَا أَهَلَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ عَلَا عَلَى شَرَفِ الْبَيْدَاءِ. وَايْمُ اللهِ، لَقَدْ أَوْجَبَ فِي مُصَلَّاهُ، وَأَهَلَّ حِينَ اسْتَقَلَّتْ بِهِ نَاقَتُهُ، وَأَهَلَّ حِينَ عَلَا عَلَى شَرَفِ الْبَيْدَاءِ. فَمَنْ أَخَذَ بِقَوْلِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَهَلَّ فِي مُصَلَّاهُ إِذَا فَرَغَ مِنْ رَكْعَتَيْهِ (1).

(1) حسن لغيره، وهذا سند محتمل للتحسين، ابن إسحاق صرح بالتحديث، وخصيف بن عبد الرحمن -وإن كان في حفظه شيء- مختلف فيه، وحديثه يصلح للمتابعات، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الحاكم 1/ 451، وعنه البيهقي 5/ 37 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي! مع أن ابن إسحاق وخصيفاً لم يحتج بهما مسلم.

وأخرجه أبو داود (1770) عن محمد بن منصور، عن يعقوب بن إبراهيم، به.

وأخرجه بنحوه مختصراً أبو يعلى (2513) من طريق أبى خالد، عن ابن إسحاق، به =

ص: 189

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 123 من طريق عبد السلام بن حرب، عن خصيف، به. وسيأتي مختصراً (2571) بقصة إهلاله في دبر الصلاة.

قلنا: وللحديث مفرقاً شواهدُ:

فقد أخرج الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 123 من طريق ابن جريج قال: أخبرني حبيب بن أبي ثابت، أنه سمع الحسن بن محمد بن علي يقول: كل ذلك قد فعل النبي صلى الله عليه وسلم، قد أهلَّ حين استوت به راحلته، وقد أهلَّ حين جاء البيداء.

وأخرج الدارمي (1807)، والبزار (1088 - كشف الأستار) من حديث أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم أحرم وأهلَّ في دبر الصلاة. ورجاله ثقات.

وأخرج البخاري (1541)، ومسلم (1186) من حديث ابن عمر قال: ما أهلَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من عند المسجد (يعني مسجد ذي الحليفة). زاد مسلم: حين قام به بعيرُه.

وأخرج البخاري (1545) من طريق كريب، عن ابن عباس في حديث طويل: أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب راحلته (عني بذي الحليفة) حتى استوى على البيداء أهل هو وأصحابه. وتقدم نحوه برقم (2296) من طريق أبي حسان الأعرج، عن ابن عباس.

وأخرج البخاري (1546) من حديث أنس: صلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة أربعاً، وبذي

الحليفة ركعتين ثم بات حتى أصبح بذي الحليفة، فلما ركب راحلته واستوت به أهلَّ.

وأخرج مسلم (1218)، والترمذي (817) من حديث جابر بن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بالمسجد (يعني بذي الحليفة) ثم ركب القصواء، حتى إذا استوت به ناقته على البيداء أهلَّ.

قال الترمذي: الذي يستحبه أهل العلم أن يحرم الرجل في دبر الصلاة.

وقال الطحاوي: بين عبد الله بن عباس رضي الله عنهما الوجه الذي منه جاء اختلافهم، وأن إهلال النبي صلى الله عليه وسلم الذي ابتدأ الحجَّ ودخل به فيه، كان في مصلاه، فبهذا نأخذ، وينبغي للرجل إذا أراد الإحرام أن يصلي ركعتين، ثم يحرم في دبرهما كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد رحمهم الله تعالى. قلنا: وهو أيضاً قول مالكٍ والشافعي وأحمد وأصحابهم. =

ص: 190

2359 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَهْدَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ مِائَةَ بَدَنَةٍ، نَحَرَ مِنْهَا ثَلاثِينَ بَدَنَةً بِيَدِهِ، ثُمَّ أَمَرَ عَلِيًّا فَنَحَرَ مَا بَقِيَ مِنْهَا، وَقَالَ:" اقْسِمْ لُحُومَهَا وَجِلالَهَا وَجُلُودَهَا بَيْنَ النَّاسِ، وَلا تُعْطِيَنَّ جَزَّارًا مِنْهَا شَيْئًا، وَخُذْ لَنَا مِنْ كُلِّ بَعِيرٍ حُذْيَةً مِنْ لَحْمٍ، ثُمَّ اجْعَلْهَا فِي قِدْرٍ وَاحِدَةٍ، حَتَّى نَأْكُلَ مِنْ لَحْمِهَا، وَنَحْسُوَ مِنْ مَرَقِهَا " فَفَعَلَ (1).

2360 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا الْعَبَّاسِ، أَرَأَيْتَ قَوْلَكَ: مَا حَجَّ رَجُلٌ لَمْ يَسُقْ الْهَدْيَ مَعَهُ، ثُمَّ طَافَ بِالْبَيْتِ، إِلا حَلَّ بِعُمْرَةٍ، وَمَا طَافَ بِهَا حَاجٌّ قَدْ سَاقَ مَعَهُ الْهَدْيَ، إِلا اجْتَمَعَتْ لَهُ عُمْرَةٌ وَحَجَّةٌ، وَالنَّاسُ لَا يَقُولُونَ هَذَا. فَقَالَ: وَيْحَكَ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ

= وقال البغوي: والعمل على هذا عند أهل العلم، يستحبون أن يكون إحرامه عقيبَ الصلوات، ثم منهم من يذهب إلى أنه يحرم في مكانه إذا فرغ من الصلاة، ومنهم من يقول: يحرم إذا ركب واستوت به ناقته، وإن لم يكن وقت صلاة، صلى ركعتين ثم أحرم.

قوله: "فلما استقلَّت به" قال السندي: بتشديد اللام، أي: قامت به وارتفعت، وأرسالاً: بفتح الألف، جمع رَسَل بفتحتين، أي: أفواجاً وفرقاً متقطعة يتبع بعضُها بعضاً.

(1)

إسناده ضعيف لإبهام شيخ محمد بن إسحاق، ثم إن في متنه مخالفة للحديث الصحيح المخرج في مسلم من حديث جابر الذي جاء فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم نحر من هديه ثلاثاً وستين بدنة، ثم أعطى علياً فنحر ما غبر وهو سبع وثلاثون بدنة تكملة المئة. وانظر (1374). =

ص: 191

أَصْحَابِهِ، لَا يَذْكُرُونَ إِلا الْحَجَّ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ الْهَدْيُ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ وَيُحِلَّ بِعُمْرَةٍ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا هُوَ الْحَجُّ. فَيَقُولُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّهُ لَيْسَ بِالْحَجِّ، وَلَكِنَّهَا عُمْرَةٌ "(1).

2361 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَا أَعْمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَائِشَةَ لَيْلَةَ الْحَصْبَةِ إِلا قَطْعًا لِأَمْرِ أَهْلِ الشِّرْكِ، فَإِنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ: إِذَا بَرَأَ الدَّبَرْ، وَعَفَا الْأَثَرْ، وَدَخَلَ صَفَرْ، فَقَدْ حَلَّتِ الْعُمْرَةُ لِمَنِ اعْتَمَرْ (2).

= والحُذْية: القطعة من اللحم تُقطع طولاً.

(1)

إسناده حسن، ابن إسحاق حسن الحديث إذا صرح بالتحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (2141) و (2152) و (2274) و (2641).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق، فقد روى له البخاري تعليقاً ومسلم متابعة وهو صدوق حسن الحديث، وهو متابع.

وأخرجه أبو داود (1987)، وابن حبان (3765)، والطبراني (10907)، والبيهقي 4/ 344 - 345 من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن ابن جريج ومحمد بن إسحاق، عن ابن طاووس، بهذا الإسناد. وانظر (2274).

وقوله: ليلة الحصبة، بفتح المهملة وسكون الأخرى: ليلة المبيت بالمحصب، والمحصب: الشِّعب الذي مخرجه إلى الأبطح بين مكة ومنى سُمي بذلك للحصى الذي فيه، قال أبو عبيد: التحصيب إذا نفر الرجل من منى إلى مكة للتوديع، أقام بالأبطح حتى يهجع بها ساعة من الليل، ثم يدخل مكة، قال: وهذا شيء كان يفعل ثم ترك.

قال أنس فيما رواه البخاري (1764): صلى النبي صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر والمغرب =

ص: 192

2362 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ كَانَ أَهْدَى جَمَلَ أَبِي جَهْلٍ، الَّذِي كَانَ اسْتَلَبَ يَوْمَ بَدْرٍ فِي رَأْسِهِ بُرَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي هَدْيِهِ. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: لِيَغِيظَ بِذَلِكَ الْمُشْرِكِينَ (1).

= والعشاء ورقد رقدة بالمحصب، ثم ركب إلى البيت فطاف به (يعني طواف الوداع).

وقالت عائشة فيما رواه البخاري أيضا (1765): إنما كان منزلاً ينزله النبي صلى الله عليه وسلم ليكون أسمح لخروجه يعني بالأبطح.

وقال ابن عباس -وهو في البخاري (1766) -: ليس التحصيب بشيء إنما هو منزل نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ونقل ابن المنذر الاختلاف في استحبابه مع الاتفاق على أنه ليس من المناسك. انظر "فتح الباري" 3/ 591 - 592.

(1)

حسن لغيره، وتصريح ابن إسحاق هنا بالتحديث فيه وقفة، فقد نقل الحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 107 عن علي ابن المديني أنه قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني من لا أتَّهم عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس.

قلنا: وكل من خَرَّج هذا الحديث من هذا الطريق لم يذكر فيه تصريح ابن إسحاق بالتحديث سوى أحمد هنا، وابن خزيمة في إحدى روايتيه (2898)، والحاكم! ومع ذلك فقد توبع ابن إسحاق على رواية هذا الحديث، فيصير الحديث حسناً إن شاء الله تعالى. والحديث في "سيرة ابن هشام" 3/ 334 عن ابن إسحاق قال: وقال عبد الله بن أبي نجيح، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (11147) من طريق أحمد بن محمد بن أيوب صاحب المغازي، عن إبراهيم بن سعد والد يعقوب، به.

وأخرجه أبو داود (1749) من طريق محمد بن سلمة ويزيد بن زريع، وابن خزيمة =

ص: 193

2363 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا بُشَيْرُ بْنُ يَسَارٍ مَوْلَى بَنِي حَارِثَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ فِي رَمَضَانَ، فَصَامَ رَمَضَانَ، وَصَامَ الْمُسْلِمُونَ مَعَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْكَدِيدِ، دَعَا بِمَاءٍ فِي قَعْبٍ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَشَرِبَ، وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ، يُعْلِمُهُمْ أَنَّهُ قَدْ أَفْطَرَ، فَأَفْطَرَ الْمُسْلِمُونَ (1).

2364 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَسْدِلُونَ أَشْعَارَهُمْ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ (2) يَفْرُقُونَ رُءُوسَهُمْ، قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ مُوَافَقَةُ أَهْلِ الْكِتَابِ فِي بَعْضِ مَا لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ، فَسَدَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَاصِيَتَهُ،

= (2897)، والحاكم 1/ 467 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وابن خزيمة (2898) من طريق سلمة بن الفضل الرازي، والطبراني (11148) من طريق محمد بن سلمة، أربعتهم عن محمد بن إسحاق، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وذكر محمد بن سلمة عند الطبراني ويزيد بن زريع عند أبي داود أن البُرة كانت من ذهب!

وسيأتي هذا الحديث برقم (2466) من طريق جرير بن حازم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس.

وتقدم برقم (2079) من طريق ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق، وهو صدوق حسن الحديث وقد صرح بالتحديث. وانظر (1892) و (2350).

والقَعْب: القَدَح الضخم.

(2)

تحرف في النسخ المطبوعة إلى: "المسلمون"، والمثبت من أصولنا الخطية.

ص: 194

ثُمَّ فَرَقَ بَعْدُ (1).

2365 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الْأَيِّمُ أَوْلَى بِأَمْرِهَا، وَالْيَتِيمَةُ تُسْتَأْمَرُ فِي نَفْسِهَا، وَإِذْنُهَا صُمَاتُهَا "(2).

2366 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَدَّ ابْنَتَهُ زَيْنَبَ عَلَى أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَكَانَ إِسْلامُهَا قَبْلَ إِسْلامِهِ بِسِتِّ سِنِينَ عَلَى النِّكَاحِ الْأَوَّلِ، وَلَمْ يُحْدِثْ شَهَادَةً وَلا صَدَاقًا (3).

2367 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَذَكَرَ طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين وهو مكرر (2209).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.

وأخرجه النسائي 6/ 84 - 85، والدارقطني 3/ 238 - 239 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 136 عن عبد الله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن الفضل، به.

وأخرجه الدارقطني 3/ 239 من طريق سعيد بن سلمة، عن صالح بن كيسان، به. وانظر (1888) و (2481).

(3)

إسناده حسن. وانظر (1876)، وما سيأتي برقم (3290).

ص: 195

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: تَزَوَّجَ رَجُلٌ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَلْعَجْلانَ، فَدَخَلَ بِهَا فَبَاتَ عِنْدَهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ، قَالَ: مَا وَجَدْتُهَا عَذْرَاءَ. قَالَ: فَرُفِعَ شَأْنُهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَعَا الْجَارِيَةَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَهَا، فَقَالَتْ: بَلَى، قَدْ كُنْتُ عَذْرَاءَ. قَالَ: فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَتَلاعَنَا، وَأَعْطَاهَا الْمَهْرَ (1).

2368 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ وَسَعْدٌ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِرَجْمِ الْيَهُودِيِّ وَالْيَهُودِيَّةِ، عِنْدَ بَابِ مَسْجِدِهِ، فَلَمَّا وَجَدَ الْيَهُودِيُّ مَسَّ الْحِجَارَةِ قَامَ عَلَى صَاحِبَتِهِ، فَجَنَا عَلَيْهَا يَقِيهَا مَسَّ الْحِجَارَةِ، حَتَّى قُتِلا جَمِيعًا، فَكَانَ مِمَّا صَنَعَ اللهُ عز وجل لِرَسُولِهِ فِي تَحْقِيقِ الزِّنَى مِنْهُمَا (2).

(1) إسناده ضعيف لتدليس محمد بن إسحاق كما قال البوصيري في "زوائد ابن ماجه" ورقة 132.

وأخرجه ابن ماجه (2070)، والبزار (1509 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (3723) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. قال البزار: لا نعلمه إلا بهذا الإسناد.

وقوله: "من بلعجلان"، أصله: من بني العجلان، لكن كثيراً ما يستعملونه بالاختصار.

(2)

حديث صحيح لغيره وهذا إسناد حسن، إسماعيل بن إبراهيم الشيباني، قال ابن أبي حاتم: إسماعيل بن إبراهيم السلمي ويقال: الشيباني، روى عن ابن عباس، روى عنه يعقوب بن خالد، سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك، قال أبي: وروى عنه محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، وبعض الرواة يقول: إبراهيم بن إسماعيل، يعد في المدنيين، وفي "التهذيب": إبراهيم بن إسماعيل، ويقال: إسماعيل بن إبراهيم =

ص: 196

2369 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ: وَحَدَّثَ ابْنُ شِهَابٍ، أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِشَاةٍ مَيْتَةٍ، فَقَالَ: " هَلا

= السلمي، ويقال: الشيباني، حجازي روى عن أبي هريرة وابن عباس وعائشة وامرأة رافع بن خديج، وعنه حجاج بن عبيدة، وعمرو بن دينار، وعباس بن عبد الله بن معبد بن عباس، قال محمد بن إسحاق: حدثنا عباس، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم وكان خياراً، وقال أبو حاتم: مجهول.

قال الحافظ ابن حجر: لا يبعد أن إسماعيل بن إبراهيم الشيباني الذي روى عنه عباس غير إبراهيم بن إسماعيل السلمي الذي روى عن أبي هريرة، فقد فرق بينهما أبو حاتم الرازي وأبو حاتم بن حبان في "الثقات"، وإنما جمع بينهما البخاري في "تاريخه" 1/ 340 - 341 فتبعه المزي.

وهو في "السيرة" لابن هشام 2/ 214 عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (10820) من طريق جرير، عن محمد بن إسحاق، به مختصراً.

وفي الباب عن ابن عمر عند البخاري (1329)، ومسلم (1699)، وسيأتي في "المسند" 2/ 5.

وقوله: "فجنا عليها"، قال السندي: بجيم ثم نون، من: جنا على الشيء يجنو: إذا أكب عليه، وقيل: آخره همزة، وقيل: الأصل الهمزة ثم يخفف، قال الخطابي: هو بالجيم في كتب السنن، والمحفوظ بالحاء، أي: يكب عليها، قلنا: وبين رواياته عياض في "المشارق" 1/ 157، وقال: والصحيح من هذا كله ما قاله أبو عبيد: يجنأ بفتح الياء والنون والجيم مهموز الأخير، ومعناه: ينحني عليها ويقيها الحجارة بنفسه كما جاء في الحديث.

وقال الزمخشري في "الفائق" 1/ 238 في تفسير حديث عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجم يهودياً ويهودية فقد رأيته يجانئ عليها يقيها الحجارة بنفسه وروي: فعلق الرجل يجنئ عليها، يقال: جنأ عليه إذا عطف، جنوءاً، وأجنأه عليه، ومنه المُجنأ: وهو الترس.

ص: 197

اسْتَمْتَعْتُمْ بِإِهَابِهَا؟ " فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا مَيْتَةٌ. فَقَالَ: " إِنَّمَا حَرُمَ أَكْلُهَا " (1).

2370 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَتَبَ إِلَى قَيْصَرَ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلامِ، وَبَعَثَ كِتَابَهُ مَعَ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ، وَأَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى، لِيَدْفَعَهُ إِلَى قَيْصَرَ، فَدَفَعَهُ عَظِيمُ بُصْرَى إِلَى قَيْصَرَ، وَكَانَ قَيْصَرُ لَمَّا كَشَفَ اللهُ عز وجل عَنْهُ جُنُودَ فَارِسَ، مَشَى مِنْ حِمْصَ إِلَى إِيلْيَاءَ عَلَى الزَّرَابِيِّ تُبْسَطُ لَهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ: فَلَمَّا جَاءَ قَيْصَرَ كِتَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ حِينَ قَرَأَهُ: الْتَمِسُوا لِي مِنْ قَوْمِهِ مَنْ أَسْأَلُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ.

(1) إسناده صحيح على شرطهما. صالح: هو ابن كيسان المدني مؤدب ولد عمر بن عبد العزيز.

وأخرجه البخاري (2221) و (5531)، وأبو عوانة 1/ 210 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (1988) و (1989)، والبخاري (1492)، ومسلم (363)(101)، وأبو داود (4120)، والنسائي 7/ 172، والطحاوي 1/ 472، وأبو عوانة 1/ 209 و 210، وابن حبان (1284)، والدارقطني 1/ 41 و 42 و 43، والبيهقي 1/ 15 و 20 و 23 من طرق عن الزهري، به.

وأخرجه البخاري (5532) من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (3018) و (3052) و (3452)، وانظر (1895) و (2003) و (2117) و (3026).

وسيأتي في مسند ميمونة 6/ 329 من طريق الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن ميمونة.

ص: 198

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَأَخْبَرَنِي أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ أَنَّهُ كَانَ بِالشَّامِ فِي رِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدِمُوا تُجَّارًا، وَذَلِكَ فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَأَتَانِي رَسُولُ قَيْصَرَ، فَانْطَلَقَ بِي وَبِأَصْحَابِي، حَتَّى قَدِمْنَا إِيلْيَاءَ، فَأُدْخِلْنَا عَلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فِي مَجْلِسِ مُلْكِهِ، عَلَيْهِ التَّاجُ، وَإِذَا حَوْلَهُ عُظَمَاءُ الرُّومِ، فَقَالَ لِتَرْجُمَانِهِ: سَلْهُمْ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا بِهَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ؟ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: أَنَا أَقْرَبُهُمْ إِلَيْهِ نَسَبًا. قَالَ: مَا قَرَابَتُكَ مِنْهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: هُوَ ابْنُ عَمِّي. قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَلَيْسَ فِي الرَّكْبِ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ غَيْرِي، قَالَ: فَقَالَ قَيْصَرُ: أَدْنُوهُ مِنِّي. ثُمَّ أَمَرَ بِأَصْحَابِي، فَجُعِلُوا خَلْفَ ظَهْرِي عِنْدَ كَتِفِي، ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ: قُلْ لِأَصْحَابِهِ: إِنِّي سَائِلٌ هَذَا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، فَإِنْ كَذَبَ، فَكَذِّبُوهُ. قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَوَاللهِ لَوْلَا الِاسْتِحْيَاءُ يَوْمَئِذٍ أَنْ يَأْثُرَ أَصْحَابِي عَنِّي الْكَذِبَ لَكَذَبْتُهُ حِينَ سَأَلَنِي، وَلَكِنِّي اسْتَحَيْتُ أَنْ يَأْثِرُوا عَنِّي الْكَذِبُ، فَصَدَقْتُهُ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ: قُلْ لَهُ: كَيْفَ نَسَبُ هَذَا الرَّجُلِ فِيكُمْ؟ قَالَ: قُلْتُ: هُوَ فِينَا ذُو نَسَبٍ، قَالَ: فَهَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ مِنْكُمْ أَحَدٌ قَطُّ قَبْلَهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَهَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ فِي الْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: لَا. قَالَ: فَهَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَأَشْرَافُ النَّاسِ اتَّبَعُوهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ. قَالَ: فَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلْ يَزِيدُونَ. قَالَ: فَهَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَهَلْ يَغْدِرُ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، وَنَحْنُ الْآنَ مِنْهُ فِي مُدَّةٍ، وَنَحْنُ نَخَافُ ذَلِكَ. قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَلَمْ تُمْكِنِّي كَلِمَةٌ

ص: 199

أُدْخِلُ فِيهَا شَيْئًا أَنْتَقِصُهُ بِهِ غَيْرُهَا، لَا أَخَافُ أَنْ يُؤْثَرَ (1) عَنِّي، قَالَ: فَهَلْ قَاتَلْتُمُوهُ أَوْ قَاتَلَكُمْ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: كَيْفَ كَانَتْ حَرْبُكُمْ وَحَرْبُهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: كَانَتْ دُوَلًا سِجَالًا نُدَالُ عَلَيْهِ الْمَرَّةَ، وَيُدَالُ عَلَيْنَا الْأُخْرَى. قَالَ: فَبِمَ يَأْمُرُكُمْ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَأْمُرُنَا أَنْ نَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، وَيَنْهَانَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا، وَيَأْمُرُنَا بِالصَّلاةِ وَالصِّدْقِ، وَالْعَفَافِ وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ.

قَالَ: فَقَالَ لِتَرْجُمَانِهِ حِينَ قُلْتُ لَهُ ذَلِكَ: قُلْ لَهُ:

إِنِّي سَأَلْتُكَ عَنْ نَسَبِهِ فِيكُمْ، فَزَعَمْتَ أَنَّهُ فِيكُمْ ذُو نَسَبٍ، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي نَسَبِ قَوْمِهَا.

وَسَأَلْتُكَ: هَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ مِنْكُمْ قَطُّ قَبْلَهُ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، فَقُلْتُ: لَوْ كَانَ أَحَدٌ مِنْكُمْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ قَبْلَهُ، قُلْتُ: رَجُلٌ يَأْتَمُّ بِقَوْلٍ قِيلَ قَبْلَهُ.

وَسَأَلْتُكَ: هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، فَقَدْ أَعْرِفُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَذَرَ الْكَذِبَ عَلَى النَّاسِ، وَيَكْذِبَ عَلَى اللهِ عز وجل.

وَسَأَلْتُكَ: هَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، فَقُلْتُ: لَوْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مَلِكٌ، قُلْتُ: رَجُلٌ يَطْلُبُ مُلْكَ آبَائِهِ.

وَسَأَلْتُكَ: أَشْرَافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّ ضُعَفَاءَهُمِ اتَّبَعُوهُ، وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ.

(1) في (م) و (س) و (ق) و (ص): يأثروا، والمثبت من (ظ 9) و (ظ 14).

ص: 200

وَسَأَلْتُكَ: هَلْ يَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ، وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ حَتَّى يَتِمَّ.

وَسَأَلْتُكَ: هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ حِينَ يُخَالِطُ بَشَاشَةَ الْقُلُوبِ لَا يَسْخَطُهُ أَحَدٌ.

وَسَأَلْتُكَ: هَلْ يَغْدِرُ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ.

وَسَأَلْتُكَ: هَلْ قَاتَلْتُمُوهُ وَقَاتَلَكُمْ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ قَدْ فَعَلَ، وَأَنَّ حَرْبَكُمْ وَحَرْبَهُ يَكُونُ دُوَلًا، يُدَالُ عَلَيْكُمِ الْمَرَّةَ، وَتُدَالُونَ عَلَيْهِ الْأُخْرَى، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْتَلَى، وَيَكُونُ لَهَا الْعَاقِبَةُ.

وَسَأَلْتُكَ: بِمَاذَا يَأْمُرُكُمْ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ عز وجل، وَحْدَهُ لَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَيَنْهَاكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ، وَيَأْمُرُكُمْ بِالصِّدْقِ، وَالصَّلاةِ، وَالْعَفَافِ، وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَهَذِهِ صِفَةُ نَبِيٍّ قَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ، وَلَكِنْ لَمْ أَظُنَّ أَنَّهُ مِنْكُمْ.

فَإِنْ يَكُنْ مَا قُلْتَ فِيهِ حَقًّا، فَيُوشِكُ أَنْ يَمْلِكَ مَوْضِعَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ، وَاللهِ لَوْ أَرْجُو أَنْ أَخْلُصَ إِلَيْهِ، لَتَجَشَّمْتُ لُقِيَّهُ، وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ، لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمَيْهِ.

قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ بِهِ، فَقُرِئَ، فَإِذَا فِيهِ: " بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ، سَلامٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدَاعِيَةِ (1) الْإِسْلَامِ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، وَأَسْلِمْ يُؤْتِكَ اللهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، فَإِنْ

(1) في النسخ المطبوعة وعلى هامش (س): بدعاية.

ص: 201

تَوَلَّيْتَ فَعَلَيْكَ إِثْمُ الْأَرِيسِيِّينَ - يَعْنِي الْأَكَرَةَ (1) - وَ {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64] ".

قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَلَمَّا قَضَى مَقَالَتَهُ، عَلَتْ أَصْوَاتُ الَّذِينَ حَوْلَهُ مِنْ عُظَمَاءِ الرُّومِ، وَكَثُرَ لَغَطُهُمْ، فَلا أَدْرِي مَاذَا قَالُوا، وَأَمَرَ بِنَا فَأُخْرِجْنَا، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَلَمَّا خَرَجْتُ مَعَ أَصْحَابِي وَخَلَصْتُ لَهُمْ، قُلْتُ لَهُمْ: أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ، هَذَا مَلِكُ بَنِي الْأَصْفَرِ يَخَافُهُ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَوَاللهِ مَا زِلْتُ ذَلِيلًا مُسْتَيْقِنًا أَنَّ أَمْرَهُ سَيَظْهَرُ، حَتَّى أَدْخَلَ اللهُ قَلْبِي الْإِسْلامَ، وَأَنَا كَارِهٌ (2).

(1) في النسخ المطبوعة وعلى هامش (س): الأكّارة. والأكّارة والأكَرة: هم الفلاحون من التبع والضعفاء.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أخي ابن شهاب: هو محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري.

وأخرجه مختصراً البخاري (2936) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (7) و (2978) و (3174) و (5980) و (6260) و (7196)، والترمذي (2717)، وابن منده في "الإيمان"(143)، والبيهقي في "الدلائل" 4/ 381 - 383 من طرق عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن أبي سفيان. وسيأتي برقم (2371) و (2372).

والزرابي: كل ما بُسط واتُّكِئ عليه.

وقوله: "لم يكن ليذر الكذب" قال السندي: النفي في "لم يكن" متوجه إلى المجموع، أي: لم يكن يجمع بين ترك الكذب على الناس والكذب على الله، وذلك =

ص: 202

2371 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ؛ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَتَبَ

فَذَكَرَهُ (1).

= لأن الكذب على الله هي الغاية القصوى في الكذب فلا يكون إلا من كذَّاب لا يترك الكذب على أحد حتى ينتهي أمره إلى الكذب على الله، فمن لا يكون كاذباً على غيره لا يمكن أن يكذب على الله مرة واحدة.

وقوله: "وهم أتباع الرسل" أي: الضعفاء، قال السندي: أي أولاً إذ لا يمنعهم شيء من اتباع الحق بعد معرفته بخلاف غيرهم ويشهد له نحو قوله تعالى: {وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إتا بما أُرسلتم به كافرون} ، وله أمثال في القرآن.

وقوله: "وكذلك الإيمان"، أي: يزيد أهله بعد أن يظهر غريباً حتى يتم، أي: يقوى بما قدر الله من أهله، أراد أنه المعتاد، وإلا فقد جاء أن بعض الرسل ما آمن به أحد.

وقوله: "بداعية الإسلام"، أي: بالكلمة الداعية إلى الإسلام.

وقوله: "أَمِرَ أَمْر ابن أبي كَبْشة"، أي: كثر وارتفع شأنه، قال ابن الأثير في "النهاية" 4/ 144: كان المشركون ينسُبون النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي كبشة، وهو رجل من خُزاعة خالف قريشاً في عبادة الأوثان، وعَبَد الشِّعرى والعَبُور، فلما خالفَهم النبي صلى الله عليه وسلم في عبادة الأوثان

شبَّهوه به.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مطولاً ومختصراً مسلم (1773)، والنسائي في "الكبرى"(5858) و (8845) و (11064) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وجعله مسلم والنسائي في الموضع الثالث من حديث ابن عباس، عن أبي سفيان بن حرب.

وأخرجه البخاري (2940)، والبيهقي في "الدلائل" 4/ 377 - 380 من طريق إبراهيم بن سعد، به.

وأخرجه البخاري (51) و (2681) و (2941) من طريق إبراهيم، عن صالح، عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن أبي سفيان. وانظر ما قبله.

ص: 203

2372 -

حَدَّثَنَاه عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ

فَذَكَرَهُ (1).

2373 -

حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ: قَالَ عُبَيْدُ اللهِ، سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ عَنْ رُؤْيَا رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الَّتِي ذَكَرَ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ذَكَرَ لِي أَنَّ (2) رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ أُرِيتُ أَنَّهُ وُضِعَ فِي يَدَيَّ سِوَارَانِ (3) مِنْ ذَهَبٍ، فَفَظِعْتُهُمَا، فَكَرِهْتُهُمَا، فَأُذِنَ لِي فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُ: كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ ". قَالَ عُبَيْدُ اللهِ: " أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيُّ الَّذِي قَتَلَهُ فَيْرُوزُ بِالْيَمَنِ، وَالْآخَرُ مُسَيْلِمَةُ (4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو داود (5136) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن شهاب الزهري، به مختصراً.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(9724) من حديث ابن عباس، عن أبي سفيان، وأخرجه كذلك من طريقه البخاري (4553)، ومسلم (1773)، وأبو داود (5136)، وابن حبان (6555)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(1457)، والبيهقي في "الدلائل" 4/ 380 - 381.

وأخرجه كذلك البخاري (4553) من طريق هشام بن يوسف الصنعاني، عن معمر، به. وانظر ما قبله.

(2)

لفظة "أن" سقطت من (م)، وهي ثابتة في أصولنا الخطية المعتمدة.

(3)

في (ظ 9) و (ظ 14): وضع في يدي سوارين.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. صالح: هو ابن كيسان، وعبيد الله: هو ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي.

وأخرجه البخاري (4379) و (7033) و (7043)، والنسائي في "الكبرى"(7648) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. إلا أن البخاري زاد في إسناده بين صالح بن كيسان وبين عبيد الله بن عبد الله بن عُتبة عبدَ الله بن عُبيدة بن نَشِيط، وهو من المزيد =

ص: 204

2374 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ صَالِحٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَقَالَ النَّاسُ: يَا أَبَا حَسَنٍ، كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللهِ بَارِئًا. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَأَخَذَ بِيَدِهِ عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ: أَلا تَرَى أَنْتَ؟ وَاللهِ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَيُتَوَفَّى فِي وَجَعِهِ هَذَا، إِنِّي أَعْرِفُ وُجُوهَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عِنْدَ الْمَوْتِ، فَاذْهَبْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلْنَسْأَلْهُ فِيمَنْ هَذَا الْأَمْرُ؟ فَإِنْ

= في متصل الأسانيد.

وأما قول ابن عباس فيه: "ذُكر لي" فقد جاء من غير هذا الطريق أن الذي حدثه بذلك هو أبو هريرة فقد أخرجه البخاري (3621) و (4374)، ومسلم (2274)، والترمذي (2292)، والنسائي (7649)، وابن حبان (6654)، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 334 من طريق نافع بن جبير، عن ابن عباس قال: أخبرني أبو هريرة

فذكره. وسيأتي في "المسند" 9/ 312 من طريق همام بن منبه، و 338 من طريق أبي سلمة، كلاهما عن أبي هريرة.

قوله: "ففُظعتهما"، أي: استعظمتهما وخفتهما.

وقوله: "فأولته كذابين يخرجان"، قال القاضي عياض فيما نقله عنه العراقي في "طرح التثريب" 8/ 217: إنما تأول ذلك -والله أعلم فيهما- لَمَّا كان السواران في اليدين جميعاً من الجهتين، وكان حينئذٍ النبيُّ بينهما، وتأول السوارين على الكذابين ومن ينازعه الأمرَ، لوضعهما غيرَ موضعهما، إذ هما من حلي النساء، وموضعهما أيديهن لا أيدي الرجال، وكذلك الكذب والباطل هو الإخبار بالشيء على غير ما هو عليه، ووضع الخبر على غير موضعه، مع كونهما من ذهب وهو حرام على الرجال، ولما في اسم السوارين من لفظ السور لقبضهما على يديه وليسا من حليته، ولأن كونهما من ذهب إشعار بذهاب أمرهما، وبطلان باطلهما.

ص: 205

كَانَ فِينَا، عَلِمْنَا ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا، كَلَّمْنَاهُ، فَأَوْصَى بِنَا. فَقَالَ عَلِيٌّ: وَاللهِ لَئِنْ سَأَلْنَاهَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَنَعَنَاهَا، لَا يُعْطِينَاهَا النَّاسُ أَبَدًا، فَوَاللهِ لَا أَسْأَلُهُ أَبَدًا (1).

2375 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدٍ الْقَارِيَّ حَدَّثَاهُ، أَنَّهُمَا سَمِعَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).

قَالَ مُحَمَّدٌ: وَحَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلَى حَرْفٍ فَرَاجَعْتُهُ، فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ وَيَزِيدُنِي، حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن سعد 2/ 245 عن يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (9754)، والبخاري في "صحيحه"(4447) و (6266)، وفي "الأدب المفرد"(1130)، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 223 - 224 و 224 و 225 من طرق عن الزهري، به. وسيأتي برقم (2999).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أخي ابن شهاب: هو محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري. وهذا من حديث عمر، وقد تقدم برقم (296).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد: هو ابن مسلم بن شهاب الزهري، وهو موصول بالإسناد السالف، وسيأتي برقم (2717) عن يعقوب، عن ابن أخي ابن شهاب، عن عمه، به.

وأخرجه البخاري (3219) و (4991)، ومسلم (819)(272)، والطبري 1/ 14 من طريقين عن ابن شهاب الزهري، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2717) و (2858). =

ص: 206

2376 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: أَقْبَلْتُ، وَقَدْ نَاهَزْتُ الْحُلُمَ، أَسِيرُ عَلَى أَتَانٍ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يُصَلِّي لِلنَّاسِ بِمِنًى (1) حَتَّى صِرْتُ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ الْأَوَّلِ، ثُمَّ نَزَلْتُ عَنْهَا، فَرَتَعَتْ، فَصَفَفْتُ مَعَ النَّاسِ وَرَاءَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

2377 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءِ بْنِ عَبَّاسٍ بْنِ عَلْقَمَةَ أَخُو بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ بَيْتَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِغَدِ (3) يَوْمِ الْجُمُعَةِ، قَالَ: وَكَانَتْ مَيْمُونَةُ قَدْ أَوْصَتْ لَهُ بِهِ، فَكَانَ إِذَا صَلَّى الْجُمُعَةَ، بُسِطَ لَهُ فِيهِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْهِ، فَجَلَسَ فِيهِ لِلنَّاسِ، قَالَ: فَسَأَلَهُ رَجُلٌ، وَأَنَا أَسْمَعُ، عَنِ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ مِنَ الطَّعَامِ، قَالَ: فَرَفَعَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَدَهُ إِلَى عَيْنَيْهِ، وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ، فَقَالَ: بَصَرَ عَيْنَيَّ هَاتَينِ رَأَيْتُ

= ويرى الإمام الطحاوي وغيره من أهل العلم أن القراءة بالأحرف السبعة كانت في أول الأمر خاصة للضرورة لاختلاف لغة العرب ومشقة أخذ جميع الطوائف بلغة، فلما كثر الناسُ والكُتاب وارتفعت الضرورة كانت قراءة واحدة. انظر "شرح مشكل الآثار" 4/ 181 - 194، و"جامع البيان" 1/ 8 - 34، و"التمهيد" 8/ 290 - 294.

(1)

تحرف في النسخ المطبوعة والأصول الخطية عدا (ظ 9) و (ظ 14) إلى: يعني، والتصويب من (ظ 9) و (ظ 14) و"صحيح البخاري".

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (1857) من طريق يعقوب بن إبراهيم، به. وانظر (1891).

(3)

لفظة "لغد" ليست في (ظ 9) و (ظ 14).

ص: 207

رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ لِصَلاةِ الظُّهْرِ فِي بَعْضِ حُجَرِهِ، ثُمَّ دَعَا بِلالٌ إِلَى الصَّلاةِ، فَنَهَضَ خَارِجًا، فَلَمَّا وَقَفَ عَلَى بَابِ الْحُجْرَةِ، لَقِيَتْهُ هَدِيَّةٌ مِنْ خُبْزٍ وَلَحْمٍ بَعَثَ بِهَا إِلَيْهِ بَعْضُ أَصْحَابِهِ، قَالَ: فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَنْ مَعَهُ، وَوُضِعَتْ لَهُمْ فِي الْحُجْرَةِ، قَالَ: فَأَكَلَ وَأَكَلُوا مَعَهُ، قَالَ: ثُمَّ نَهَضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَنْ مَعَهُ إِلَى الصَّلاةِ، وَمَا مَسَّ وَلا أَحَدٌ مِمَّنْ كَانَ مَعَهُ مَاءً، قَالَ: ثُمَّ صَلَّى بِهِمْ (1).

وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِنَّمَا عَقَلَ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم آخِرَهُ.

2378 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكْيرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، حَدَّثَنِي خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: طَافَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَعِيرِهِ، فَكُلَّمَا أَتَى عَلَى الرُّكْنِ، أَشَارَ إِلَيْهِ وَكَبَّرَ (2).

(1) إسناده حسن، محمد بن إسحاق صرح بالتحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه مختصراً جداً الطبراني (10797) من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (646) عن ابن جريج قال: سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن خاله قال: كان ابن عباس

فذكر نحوه.

وقد تقدم مختصراً برقم (2002) ولفظه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل لحماً أوعَرْقاً، فصلَّى ولم يمسَّ ماءً.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.

وأخرجه البيهقي 5/ 84 من طريق يحيى بن أبي بكير، بهذا الإسناد. =

ص: 208

2379 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا خَتِينٌ (1).

2380 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ نُوَيْفِعٍ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَعَثَتْ بَنُو سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ضِمَامَ بْنَ ثَعْلَبَةَ

= وأخرجه البخاري (5293) من طريق عبد الملك بن عمرو، عن إبراهيم بن طهمان، به.

وأخرجه الدارمي (1845)، والبخاري (1612) و (1613) و (1632)، والترمذي (865)، والنسائي 5/ 233، وابن خزيمة (2722) و (2724)، وابن حبان (3825)، والطبراني (11955)، والبيهقي 5/ 99، والبغوي (1909) من طرق عن خالد الحذاء، به. وانظر (1841) و (2118).

(1)

حديث صحيح، الحجاج بن أرطاة -وإن كان يدلس وقد عنعن- متابع، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه البخاري (6299) عن محمد بن عبد الرحيم، أخبرنا عباد بن موسى، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن إسرائيل، عن أبي اسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.

وعلقه البخاري (6300) عن عبد الله بن إدريس، عن أبيه، عن أبي إسحاق، به، ووصله ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(374) عن يوسف بن موسى، والطبراني (10579) عن محمد بن عبد الله الحضرمي، عن عثمان بن أبي شيبة، كلاهما عن عبد الله بن إدريس، به.

وتقدم برقم (2283) من طريق أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أنه كان عندما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنَ عشر سنين.

وختين: مختون، كقتيل ومقتول.

ص: 209

وَافِدًا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَدِمَ عَلَيْهِ، وَأَنَاخَ بَعِيرَهُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ عَقَلَهُ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ، وَكَانَ ضِمَامٌ رَجُلًا جَلْدًا أَشْعَرَ ذَا غَدِيرَتَيْنِ، فَأَقْبَلَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: أَيُّكُمُ ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ " قَالَ: مُحَمَّدٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ " فَقَالَ: ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، إِنِّي سَائِلُكَ وَمُغَلِّظٌ فِي الْمَسْأَلَةِ، فَلا تَجِدَنَّ فِي نَفْسِكَ. قَالَ:" لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي، فَسَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ ".

قَالَ: أَنْشُدُكَ اللهَ إِلَهَكَ، وَإِلَهَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ، وَإِلَهَ مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ، آللَّهُ بَعَثَكَ إِلَيْنَا رَسُولًا؟ فَقَالَ:" اللهُمَّ نَعَمْ ".

قَالَ: فَأَنْشُدُكَ اللهَ إِلَهَكَ، وَإِلَهَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ، وَإِلَهَ مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تَأْمُرَنَا أَنْ نَعْبُدَهُ وَحْدَهُ، لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ نَخْلَعَ هَذِهِ الْأَنْدَادَ الَّتِي كَانَتْ آبَاؤُنَا يَعْبُدُونَ مَعَهُ؟ قَالَ:" اللهُمَّ نَعَمْ ".

قَالَ: فَأَنْشُدُكَ اللهَ إِلَهَكَ، وَإِلَهَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ، وَإِلَهَ مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نُصَلِّيَ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ؟ قَالَ:" اللهُمَّ نَعَمْ ".

قَالَ: ثُمَّ جَعَلَ يَذْكُرُ فَرَائِضَ الْإِسْلامِ فَرِيضَةً فَرِيضَةً: الزَّكَاةَ، وَالصِّيَامَ، وَالْحَجَّ، وَشَرَائِعَ الْإِسْلامِ كُلَّهَا، يُنَاشِدُهُ عِنْدَ كُلِّ فَرِيضَةٍ كَمَا يُنَاشِدُهُ فِي الَّتِي قَبْلَهَا، حَتَّى إِذَا فَرَغَ قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَسَأُؤَدِّي هَذِهِ الْفَرَائِضَ، وَأَجْتَنِبُ مَا نَهَيْتَنِي عَنْهُ، ثُمَّ لَا أَزِيدُ وَلا أَنْقُصُ. قَالَ: ثُمَّ انْصَرَفَ رَاجِعًا إِلَى بَعِيرِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ وَلَّى:" إِنْ يَصْدُقْ ذُو الْعَقِيصَتَيْنِ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ ".

ص: 210

قَالَ: فَأَتَى إِلَى بَعِيرِهِ، فَأَطْلَقَ عِقَالَهُ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى قَدِمَ عَلَى قَوْمِهِ، فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ، فَكَانَ أَوَّلَ مَا تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ: بِئْسَتِ اللاتُ وَالْعُزَّى. قَالُوا: مَهْ يَا ضِمَامُ، اتَّقِ الْبَرَصَ وَالْجُذَامَ، اتَّقِ الْجُنُونَ. قَالَ: وَيْلَكُمْ، إِنَّهُمَا وَاللهِ لَا يَضُرَّانِ وَلا يَنْفَعَانِ، إِنَّ اللهَ عز وجل قَدْ بَعَثَ رَسُولًا، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ كِتَابًا اسْتَنْقَذَكُمْ بِهِ مِمَّا كُنْتُمْ فِيهِ، وَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، إِنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِهِ بِمَا أَمَرَكُمْ بِهِ، وَنَهَاكُمْ عَنْهُ. قَالَ: فَوَاللهِ مَا أَمْسَى مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَفِي حَاضِرِهِ رَجُلٌ وَلا امْرَأَةٌ إِلا مُسْلِمًا.

قَالَ: يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَمَا سَمِعْنَا بِوَافِدِ قَوْمٍ كَانَ أَفْضَلَ مِنْ ضِمَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ (1).

2381 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ نُوَيْفِعٍ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ

فذَكَرَهُ مُخْتَصَرًا (2).

(1) حديث حسن، محمد بن الوليد بن نويفع قد توبع. وهو في "السيرة" لابن هشام 4/ 219 - 221 عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.

ومن طريق ابن إسحاق أخرجه الدارمي (652)، وابن شبة في "تاريخ المدينة" 2/ 521 - 522، وأبو داود (487)، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 374 - 375. وقرن الدارمي وابن شبة وأبو داود بمحمد بن إسحاق سلمة بن كهيل.

وأخرجه مختصراً بنحوه ابن سعد 1/ 299 من طريق شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن كريب، به. وانظر (2254).

وقوله: "جلداً"، أي: قوياً.

(2)

حديث حسن، وانظر ما قبله.

ص: 211

2382 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَا كَانَتْ صَلَاةُ الْخَوْفِ إِلَّا كَصَلَاةِ أَحْرَاسِكُمْ هَؤُلَاءِ الْيَوْمَ خَلْفَ أَئِمَّتِكُمْ، إِلَّا أَنَّهَا كَانَتْ عُقْبًا، قَامَتْ طَائِفَةٌ وَهُمْ جَمِيعٌ (1) مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَسَجَدَتْ مَعَهُ طَائِفَةٌ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَسَجَدَ الَّذِينَ كَانُوا قِيَامًا لِأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَامُوا مَعَهُ جَمِيعًا، ثُمَّ رَكَعَ وَرَكَعُوا مَعَهُ جَمِيعًا، ثُمَّ سَجَدَ، فَسَجَدَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ قِيَامًا أَوَّلَ مَرَّةٍ، وَقَامَ الْآخَرُونَ الَّذِينَ كَانُوا سَجَدُوا مَعَهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ، فَلَمَّا جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالَّذِينَ سَجَدُوا مَعَهُ فِي آخِرِ صَلاتِهِمْ، سَجَدَ الَّذِينَ كَانُوا قِيَامًا لِأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ جَلَسُوا، فَجَمَعَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالسَّلامِ (2).

2383 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ طَاوُوسٍ الْيَمَانِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ: يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " اغْتَسِلُوا

(1) في (م) و (س) و (ق) و (ص): جَمْع، والمثبت من (ظ 9) و (ظ 14) وحاشية (س).

(2)

إسناده حسن، وحسنه الحافظ في "التلخيص الحبير" 2/ 75.

وأخرجه النسائي 3/ 170، والبيهقي 3/ 258 - 259 من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (2063).

ويشهد له حديث جابر بن عبد الله عند مسلم (840)، وسيأتي في "المسند" 3/ 374، وصححه ابن حبان (2877).

قوله: "كانت عُقَباً"، أي: تصلي طائفة بعد طائفةٍ، فهم يتعاقبونها تعاقبَ الغزاة.

وقوله: "قامت طائفة"، أي: في حِذاءِ العدو.

ص: 212

يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَاغْسِلُوا رُءُوسَكُمْ، وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا جُنُبًا، وَمَسُّوا مِنَ الطِّيبِ ". قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَّا الطِّيبُ، فَلا أَدْرِي، وَأَمَّا الْغُسْلُ، فَنَعَمْ (1).

2384 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ الْحَضْرَمِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ نُوَيْفِعٍ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ، كِلاهُمَا حَدَّثَنِي عَنْ كُرَيْبٍ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.

وأخرجه ابن خزيمة (1759) عن محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، وأبو يعلى (2558)، وعنه ابن حبان (2782) عن زهير بن حرب أبي خيثمة، كلاهما عن يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. ولفظ حديث زهير:"إلا أن تكونوا جُنباً". وسيأتي برقم (3059) و (3471).

وللمسِّ من الطيب يوم الجمعة شاهد من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (880)، ومسلم (846)، وسيأتي في "المسند" 3/ 30، ومن حديث عبد الله بن عمرو عند أبي داود (347).

قوله: "اغتسلوا يوم الجمعة وإن لم تكونوا جنباً"، قال الحافظ في "الفتح" 2/ 373 معناه: اغتسلوا يوم الجمعة إن كنتم جنباً للجنابة، وإن لم تكونوا جنباً للجمعة، وأُخِذ منه أن الاغتسالَ يومَ الجمعة للجنابة يجزئ عن الجمعة، سواء نواه للجمعة أم لا، وفي الاستدلال به على ذلك بُعْدٌ.

نعم، روى ابن حبان من طريق ابن إسحاق عن الزهري في هذا الحديث:"اغتسلوا يوم الجمعة إلا أن تكونوا جنباً"، وهذه أوضح في الدلالة على المطلوب، لكن رواية شعيب عن الزهري أصح (يعني التي فيها: وإن لم تكونوا جنباً). قال ابن المنذر: حَفِظْنا الإِجزاءَ عن أكثر أهل العلم من الصحابة والتابعين.

وقوله: "واغسلوا رؤوسكم"، هو من عَطْف الخاص على العام للتنبيه على أن المطلوبَ الغسلُ التام، لئلا يظنَّ أن إفاضة الماء دون حَلِّ الشعر -مثلاً- يجزئ في غُسْل الجمعة، ويحتمل أن يُرادَ بالثاني المبالغةُ في التنظيف.

ص: 213

مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فِي بُرْدٍ لَهُ حَضْرَمِيٍّ مُتَوَشِّحًا بِهِ (1)، مَا عَلَيْهِ غَيْرُهُ (2).

2385 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ، وَهُوَ يَتَّقِي الطِّينَ إِذَا سَجَدَ بِكِسَاءٍ عَلَيْهِ، يَجْعَلُهُ دُونَ يَدَيْهِ إِلَى الْأَرْضِ إِذَا سَجَدَ (3).

2386 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي رَكْعَتَيْهِ قَبْلَ الْفَجْرِ بِفَاتِحَةِ الْقُرْآنِ، وَالْآيَتَيْنِ مِنْ خَاتِمَةِ الْبَقَرَةِ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى، وَفِي الرَّكْعَةِ الْأُخْرَى (4) بِفَاتِحَةِ الْقُرْآنِ، وَبِالْآيَةِ مِنْ آلِ

(1) في (م) و (ظ 9): متوشحه.

(2)

حديث حسن، وانظر الحكم على الحديث رقم (2254).

وأخرجه ابن حبان (2570) من طريق أبي خيثمة زهير بن حرب، عن يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (2320).

(3)

حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف حسين بن عبد الله بن عبيد الله، وانظر ما تقدم برقم (2320).

(4)

في (م) و (ظ 9) وحاشية (س) و (ق): الآخرة.

ص: 214

عِمْرَانَ: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} [آل عمران: 64] حَتَّى يَخْتِمَ الْآيَةَ (1).

2387 -

حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: طَلَّقَ رُكَانَةُ بْنُ عَبْدِ يَزِيدَ أَخُو بَنِي الْمُطَّلِبِ امْرَأَتَهُ ثَلَاثًا فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ، فَحَزِنَ عَلَيْهَا حُزْنًا شَدِيدًا، قَالَ: فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كَيْفَ طَلَّقْتَهَا؟ " قَالَ: طَلَّقْتُهَا ثَلَاثًا. قَالَ: فَقَالَ: " فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " فَإِنَّمَا تِلْكَ وَاحِدَةٌ فَأَرْجِعْهَا إِنْ شِئْتَ ". قَالَ: فَرَجَعَهَا، فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَرَى أَنَّمَا الطَّلَاقُ عِنْدَ كُلِّ طُهْرٍ (2).

(1) إسناده ضعيف لجهالة الراوي عن ابن عباس. العباس بن عبد الله بن معبد بن عباس روى له أبو داود، وهو ثقة، وثقه يحيى بن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أحمد: ليس به بأس، وقال سفيان بن عيينة: وكان رجلاً صالحاً. وانظر ما تقدم برقم (2038).

(2)

إسناده ضعيف، رواية داود بن الحصين عن عكرمة فيها شيء، قال علي ابن المديني: ما روى عن عكرمة فمنكر، وقال أبو داود: أحاديثه عن شيوخه مستقيمة، وأحاديثه عن عكرمة مناكير، وقال الذهبي في كتابه:"من تُكلم فيه وهو موثق"(105): ثقة مشهور، له غرائب تُستَنْكَر، وقال الحافظ في "التقريب": ثقة إلا في عكرمة. سعد بن إبراهيم: هو سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه البيهقي 7/ 339 من طريق عبد الله بن سعد بن إبراهيم، عن عمه يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، بهذا الإسناد. قال البيهقي: وهذا الإسناد لا تقوم به الحجة مع ثمانية رَوَوْا عن ابن عباس رضي الله عنهما فُتْياه بخلاف ذلك، ومع رواية أولاد ركانة أن طلاق ركانة كان واحدة، وبالله التوفيق. =

ص: 215

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه أبو يعلى (2500) من طريق يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، به.

وأخرج عبد الرزاق (11334)، ومن طريقه أبو داود (2196) عن ابن جريج، قال: أخبرني بعض بني أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم، عن عكرمة مولى ابن عباس، عن ابن عباس قال: طَلَّق عبدُ يزيد -أبو رُكانة وإخوتِه- أمَّ ركانة، ونكح امرأة من مزينة

فذكر الحديث، وقال: ثم قال: "راجع امرأتَك أمَّ ركانةَ وإخوتِه" قال: إني طَلَّقتُها ثلاثاً يا رسول الله. قال: "قد علمتُ، راجعها" وتلا: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} .

قال الخطابي في "معالم السنن" 3/ 236: في إسناد هذا الحديث مقالٌ، لأن ابن جريج إنما رواه عن بعض بني أبي رافع ولم يُسمِّه، والمجهولُ لا تقومُ به الحجة.

وقد روى أبو داود هذا الحديث [برقم 2206] بإسناد أجود منه: أن رُكانة طَلَّق امرأته البتَّة، فأخبر النبيِّ صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما أردتَ إلا واحدة؟ " فقال ركانة: والله ما أردتُ إلا واحدةً. فردَّها إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فطلَّقها الثانية في زمان عمر، والثالثة في زمان عثمان.

قال أبو داود: حدثنا ابن السَّرْح وإبراهيم بن خالد الكلبي في آخرين، قالوا: حدثنا محمد بن إدريس الشافعي، حدثني عمي محمد بن علي بن شافع، عن عبيد الله بن علي بن السائب، عن نافع بن عُجير بن عبد يزيد بن ركانة، وذكر الحديث، قال أبو داود: وهذا أَوْلى، لأنهم ولد الرجل وأهله، وهم أعلم به.

قال الخطابي: قد يحتمل أن يكون حديث ابن جريج إنما رواه الراوي على المعنى دون اللفظ، وذلك أن الناس قد اختلفوا في البتَّة، فقال بعضهم: هي ثلاثة، وقال بعضهم: هي واحدة، وكأن الراوي له ممن يذهب مذهب الثلاث، فحكى أنه قال: إني طَلَّقتها ثلاثاً، يريد البتة التي حكمها عنده حكم الثلاث، والله أعلم.

قال الخطابي: وكان أحمد بن حنبل يضعفُ طرق هذه الأحاديث كلها. قلنا: وقد نص ابن قدامة أيضاً في "المغني" 10/ 366 على أن أحمد ضَعَّف إسناد حديث ركانة هذا وتركه. =

ص: 216

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 9/ 363: إن أبا داود رَجَّح أن رُكانة إنما طلق امرأته البتة، كما أخرجه هو من طريق آل بيت ركانة، وهو تعليل قوي، لجواز أن يكون بعض رواته حَمَل البتة على الثلاث، فقال: طلقها ثلاثاً، فبهذه النكتة يقف الاستدلال بحديث ابن عباس.

قلنا: ومع هذا فقد جَوَّد إسناد هذا الحديث شيخ الإسلام في "الفتاوى الكبرى" 3/ 22، وصححه ابن القيم في "زاد المعاد" 5/ 263، والشيخ أحمد شاكر في تعليقه على"المسند"!

وقد نُقِل العملُ بهذا الحديث -فيما قاله الحافظ في "الفتح"- عن علي وابن مسعود وعبد الرحمن بن عوف والزبير، ذكر ذلك ابن مغيث في كتاب "الوثائق" له، وعزاه لمحمد بن وضاح، ونقل الغنوي ذلك عن جماعة من مشايخ قرطبة كمحمد بن بقي بن مخلد ومحمد بن عبد السلام الخشني وغيرهما، ونقله ابن المنذرعن أصحاب ابن عباس كعطاء وطاووس وعمرو بن دينار.

وأخرج أحمد في "مسنده"(سقط من الطبعة الميمنية، وهو ثابت في "أطراف المسند" 1/ ورقة 257 في ترجمة يزيد بن ركانة)، وأبو داود (2208)، وابن ماجه (2051)، والترمذي (1177) من طرق عن جرير بن حازم، عن الزبير بن سعيد، عن عبد الله بن علي بن يزيد بن ركانة، عن أبيه، عن جده: أنه طَلَّق امرأته البتَّة، فأتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"ما أردتَ؟ " قال: واحدة. قال: "آلله؟ " قال: آلله. قال: "هو على ما أردت".

قال أبو داود: وهذا أصح من حديث ابن جريج: أن ركانة طَلَّق امرأته ثلاثاً، لأنهم أهل بيته وهم أعلم به، وحديث ابن جريج رواه عن بعض بني رافع، عن عكرمة، عن ابن عباس.

وقال الترمذي في "السنن" وفي "العلل" 1/ 461: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسألت محمداً (ويعني البخاري) عن هذا الحديث، فقال: فيه اضطراب، ويروى عن عكرمة، عن ابن عباس: أن ركانة طلق امرأته ثلاثاً. =

ص: 217

2388 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَمَّا أُصِيبَ إِخْوَانُكُمْ بِأُحُدٍ، جَعَلَ اللهُ عز وجل أَرْوَاحَهُمْ فِي أَجْوَافِ طَيْرٍ خُضْرٍ تَرِدُ أَنْهَارَ الْجَنَّةِ، تَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا، وَتَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ، فَلَمَّا وَجَدُوا طِيبَ مَشْرَبِهِمْ وَمَأْكَلِهِمْ، وَحُسْنَ مَقِيلِهِمْ (1)، قَالُوا: يَا لَيْتَ إِخْوَانَنَا يَعْلَمُونَ بِمَا صَنَعَ اللهُ لَنَا، لِئَلا يَزْهَدُوا فِي الْجِهَادِ، وَلا يَنْكُلُوا عَنِ الْحَرْبِ، فَقَالَ اللهُ عز وجل: أَنَا أُبَلِّغُهُمْ عَنْكُمْ " فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل هَؤُلاءِ الْآيَاتِ عَلَى رَسُولِهِ: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا} [آل عمران: 169](2).

= وذكر الترمذي أيضاً فيما نقله عنه المنذري في "مختصر سنن أبي داود" 3/ 134 عن البخاري أنه مضطرب فيه: تارةً قيل فيه: ثلاثاً، وتارة قيل فيه: واحدة، وأَصحُّه أنه طَلَّقها البتة، وأن الثلاث ذُكرت فيه على هذا المعنى.

(1)

في (م) و (س) و (ص): منقلبهم.

(2)

حديث حسن، أبو الزبير المكي -وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس- لم يسمع من ابن عباس، وبينهما في هذا الحديث سعيدُ بن جبير كما سيأتي في الحديث الذي بعده. وهو في "سيرة ابن هشام" 3/ 126 عن ابن إسحاق.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 294 - 295، وهنَّاد في "الزهد"(155)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(194) من طريقِ محمد بن فضيل، وابن أبي عاصم (195) من طريق إسماعيل بن عياش، والطبري 4/ 170 - 171 من طريق سلمة بن الفضل وإسماعيل بن عياش، ثلاثتُهم عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الله بن المبارك في "الجهاد"(62) عن محمد بن إسحاق، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي الزبير المكي وغيره، عن ابن عباس. =

ص: 218

• 2389 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1)، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَهُ (2).

= المَقِيل: المُقام وقت القائلة، وهو النوم نصف النهار.

ويَنْكُلوا: يَجْبُنوا.

(1)

ورد هذا الحديث في (م) والأصول الخطية عدا (ظ 9) و (ظ 14) على أنه من رواية الإمام أحمد، والمثبت من (ظ 9) و (ظ 14) ومن "أطراف المسند" 1/ ورقة 129.

(2)

إسناده حسن، ابن إسحاق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير، فمن رجال مسلم. وانظر ما قبله.

وأخرجه أبو داود (2520)، وبقي بن مخلد -كما في "التمهيد" 11/ 61 - ، وابن أبي عاصم (52) و (193)، وأبو يعلى (2331)، والآجري في الشريعة" ص 392 - 393، والحاكم 2/ 88 و 297 - 298 والبيهقي في "السنن" 9/ 163، وفي "الدلائل" 3/ 304، وفي "الشعب" (4240)، وفي "الأسماء والصفات" ص 364 - 365، وفي "البعث" (201)، وفي "إثبات عذاب القبر" (145، والواحدي في "أسباب النزول" ص 85 من طريق عبد الله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وصححه الحاكم في الموضعين على شرط مسلم، ووافقه الذهبي! مع أن محمد بن إسحاق لم يخرج له مسلم إلا متابعةً.

وأخرجه عبد بن حميد (679) عن يوسف بن بهلول، عن عبد الله بن إدريس، به. ولم يذكر فيه سعيد بن جبير!

قال ابن كثير في "التفسير" 2/ 141 عن طريق عبد الله بن إدريس الذي فيه سعيد بن جبير: وهذا أثبت، وكذا رواه سفيان الثوري، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.

وفي الباب عن عبد الله بن مسعود عند مسلم (1887) قال مسروق: سألنا عبدَ الله =

ص: 219

2390 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ فُضَيْلٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الشُّهَدَاءُ عَلَى بَارِقٍ نَهْرٍ بِبَابِ الْجَنَّةِ، فِي قُبَّةٍ خَضْرَاءَ، يَخْرُجُ عَلَيْهِمْ رِزْقُهُمْ مِنَ الجَنَّةِ بُكْرَةً وَعَشِيًّا "(1).

= عن هذه الآية: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} ، قال: أَمَا إنا قد سأَلنا عن ذلك، فقال:"أرواحُهم في جوفِ طيرٍ خُضْرٍ، لها قناديلُ معلقة بالعرش، تسرحُ من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطَّلَع إليهم رَبُّهم اطِّلاعة، فقال: هل تشتهون شيئاً؟ قالوا: أيَّ شيءٍ نشتهي؟ ونحن نسرحُ من الجنة حيث شئنا. ففعل ذلك بهم ثلاث مراتٍ، فلما رأَوْا أنهم لن يُترَكوا من أن يُسألوا، قالوا: يا ربّ، نُريد أن تردَّ أرواحَنا في أجسادنا حتى نُقتَلَ في سبيلك مرةً أخرى. فلما رأى أنْ ليس لهم حاجةٌ، تُرِكوا".

(1)

إسناده حسن، ابن إسحاق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وهو في "سيرة ابن هشام" 3/ 126 عن ابن إسحاق، وقال ابن كثير في "التفسير" 2/ 142: وهو إسناد جيد.

وأخرجه ابن حبان (4658) عن أبي يعلى، عن أبي خيثمة، عن يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 290، وهنَّاد في "الزهد"(166)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(199)، وعبد بن حميد (721)، وابن جرير الطبري 2/ 40 و 4/ 171 و 171 - 172 و 172، والطبراني في "الكبير"(10825)، وفي "الأوسط"(123)، والحاكم 2/ 74، والبيهقي في "الشعب"(4241)، وفي "إثبات عذاب القبر"(78) من طرق عن محمد بن إسحاق، به. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي!

قوله: "على بارق نهر الجنة"، قال السندي: لعلَّ المرادَ به الموضع الذي يبرق منه النهرُ الذي بباب الجنة ويظهر، والله تعالى أعلم.

ص: 220

2391 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ زَيْدٍ (1)، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَشَى مَعَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ، ثُمَّ وَجَّهَهُمْ وَقَالَ:" انْطَلِقُوا عَلَى اسْمِ اللهِ " وَقَالَ: " اللهُمَّ أَعِنْهُمْ " يَعْنِي: النَّفَرَ الَّذِينَ وَجَّهَهُمْ إِلَى كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ (2).

(1) في (م) والأصول الخطية التي بين أيدينا: "ثور بن يزيد" يعني الكلاعي، وهو كذلك في "مستدرك الحاكم"، وعلى حاشية (ظ 14) ما نصه:"في نسخة فيها سماع ابن المذهب: ثور بن زيد"، قلنا: وهو كذلك عن ابن إسحاق عند ابن هشام في "السيرة" 3/ 59 والبزار والطبراني والبيهقي في "الدلائل" وابن كثير في "البداية والنهاية" 4/ 8، وأورد هذا الحديثَ الحافظُ ابن حجر في "أطراف المسند" 1/ ورقة 120 في ترجمة ثور بن زيد الدِّيلي عن عكرمة، ولم يترجم لثور بن يزيد الكلاعي، على أن كليهما قد روى عن عكرمة، والله أعلم.

(2)

إسناده حسن، ابن إسحاق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. ثور بن زيد: هو الدِّيلي. والحديث في "سيرة ابن إسحاق"(502)، وفيه:"حدثني ثور" دون نسبة.

وأخرجه الطبراني (11554) من طريق أحمد بن محمد بن أيوب صاحب "المغازي"، عن إبراهيم بن سعد والد يعقوب، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (1801) و (1802)"كشف الأستار"، والطبراني (11555)، والحاكم 2/ 98، والبيهقي في "الدلائل" 3/ 199 - 200 من طرق عن ابن إسحاق، به. قال الحاكم: هذا حديث غريب صحيح ولم يخرجاه، وقال الذهبي في "تلخيصه": صحيح.

قوله: "انطلقوا على اسم الله"، قال السندي: أي ثابتين على بركته، أو ذِكره، أو معه. "إلى كعب بن الأشرف"، أي: ليقتلوه، فإنه كان يهودياً مؤذياً.

وقال ابن إسحاق وغيره: كان عربيّاً من بني نبهان وهم بطن من طيئ، وكان أبوه =

ص: 221

2392 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: ثُمَّ مَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِسَفَرِهِ وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ أَبَا رُهْمٍ كُلْثُومَ بْنَ حُصَيْنِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ خَلَفٍ الْغِفَارِيَّ، وَخَرَجَ لِعَشْرٍ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، فَصَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَصَامَ النَّاسُ مَعَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْكَدِيدِ - مَاءٍ بَيْنَ عُسْفَانَ وَأَمَجَ - أَفْطَرَ، ثُمَّ مَضَى حَتَّى نَزَلَ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ فِي عَشَرَةِ آلافٍ مِنَ المُسْلِمِينَ (1).

= أصاب دماً في الجاهلية فأتى المدينة، فحالف بني النضير، فشرف فيهم، وتزوج عقيلة بنت أبي الحقيق، فولدت له كعباً، وكان طويلاً جسيماً ذا بطن وهامة، وهجا المسلمين بعد وقعة بدر، وخرج إلى مكة، فنزل على ابن وداعة السهمي والد المطلب، فهجاه حسان وهجا امرأته عاتكة بنت أسيد بن العيص بن أمية فطردته فرجع كعب إلى المدينة وتشبب بنساء المسلمين حتى آذاهم.

وروى أبو داود (3000) من طريق الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه: أن كعب بن الأشرف كان شاعراً وكان يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحرض عليه

كفار قريش، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وأهلها أخلاط، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم استصلاحهم، وكان اليهود والمشركون يؤذون المسلمين أشد الأذى، فأمر الله رسوله

والمسلمين بالصبر، فلما أبى كعب أن ينزع عن أذاه، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ أن يبعث رهطاً ليقتلوه، وذكر ابن سعد في "الطبقات" 2/ 31 أن قتله كان في ربيع الأول من السنة الثالثة.

(1)

إسناده حسن. وهو في "سيرة ابن هشام" 4/ 42 عن ابن إسحاق، وجعل قوله: "ثم مضى

" في آخر الحديث من قول ابن إسحاق وليس من نص الحديث!

وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 5/ 19 - 20، وفي "السنن" 9/ 40 من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. وروايته في "السنن" مختصرة بقصة =

ص: 222

2393 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَمُجَاهِدٍ أَبِي (1) الْحَجَّاجِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ فِي سَفَرِهِ وَهُوَ حَرَامٌ (2).

= استعمال أبي رهم الغفاري على المدينة. وانظر (1892).

الكَديد: موضع على اثنين وأربعين ميلاً من مكة شمالاً، وعُسْفان: على ستة وثلاثين ميلاً، وأَمَجُ: على خمسة وسبعين ميلاً، ومَرُّ الظهران: على ستة عشر ميلاً.

(1)

تحرفت في (م) إلى: ابن.

(2)

إسناده حسن. وهو في "سيرة ابن هشام" 4/ 14 عن ابن إسحاق، وزاد: وكان الذي زوَّجه إياها العباسُ بن عبد المطلب.

وأخرجه ابن حبان (4133) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي 2/ 269 من طريق عبد الله بن هارون، عن أبيه، عن ابن إسحاق، به.

وذكره البخاري في "صحيحه"(4259) معلقاً عن ابن إسحاق، به. ولفظه: تَزوَّج النبيُّ صلى الله عليه وسلم ميمونةَ في عُمرة القضاء.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3202) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن محمد بن إسحاق، عن أبان بن صالح وحده، به.

وأخرجه ابن سعد 8/ 135، والطحاوي 2/ 269 من طريق رباح بن أبي معروف، وابن سعد 8/ 135، والطبراني (11303) من طريق ليث بن أبي سليم، وابن سعد 8/ 135، والنسائي في "المجتبى" 6/ 88 من طريق ابن جريج، ثلاثتهم عن عطاء، عن ابن عباس.

وأخرجه النسائي 5/ 191 من طريق حماد بن سلمة، عن حميد، عن مجاهد، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهما محرمان. وسيأتي الحديث برقم (2587) =

ص: 223

2394 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ - يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ -، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: ذُكِرَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ وَقَصَتْهُ رَاحِلَتُهُ، وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَقَالَ:" كَفِّنُوهُ وَلا تُغَطُّوا رَأْسَهُ، وَلا تُمِسُّوهُ طِيبًا، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ يُلَبِّي - أَوْ وَهُوَ يُهِلُّ -"(1).

2395 -

" حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، بِإِسْنَادِهِ، إِلا أَنَّهُ قَالَ: " وَلا تُغَطُّوا وَجْهَهُ " (2).

2396 -

حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: " لَا هِجْرَةَ

= و (2980) و (3052)، وانظر ما تقدم برقم (1919).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المرُّوذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن التميمي مولاهم النحوي، ومنصور: هو ابن المعتمر، والحكم: هو ابن عتيبة، وابن جبير: هو سعيد.

وأخرجه البخاري (1839)، وأبو داود (3241)، والنسائي 5/ 196، وابن حبان (3957)، والطبراني (12540)، والبيهقي 3/ 393 من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن الجارود (507)، والدارقطني 2/ 295 من طريق عبيدة بن حميد، كلاهما عن منصور بن المعتمر، بهذا الإسناد. وانظر (1850).

وَقَصَتْه، أي: كسرت عنقَه.

(2)

إسناده صحيح على شرطهما. أسود: هو ابن عامر الشامي، ولقبه شاذان.

وأخرجه مسلم (1206)(103)، والبيهقي 3/ 393 من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه الحكم بن عتيبة، وانظر ما قبله.

ص: 224

- يَقُولُ بَعْدَ الْفَتْحِ - وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِنِ اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا " (1).

2397 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ أَبُو (2) خَيْثَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَضَعَ يَدَهُ عَلَى كَتِفِي - أَوْ عَلَى مَنْكِبِي، شَكَّ سَعِيدٌ - ثُمَّ قَالَ:" اللهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ "(3).

(1) حديث صحيح، زياد بن عبد الله: هو ابن الطفيل البَكَّائي العامري الكوفي راوي المغازي عن ابن إسحاق، قال عبد الله بن إدريس: ما أجد أثبت في ابن إسحاق منه، لأنه أملى عليه إملاءً مرتين، وقال صالح جزرة: هو في نفسه ضعيف، ولكنه أثبت الناس في كتاب "المغازي"، وكذا قال عثمان الدارمي وغيره عن ابن معين، وقال أحمد وأبو داود: حديثه حديث أهل الصدق، وضعفه علي ابن المديني والنسائي وابن سعد، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يُحتجُّ به، له في البخاري حديث واحد، وروى له مسلم والترمذي وابن ماجه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، ومجاهد بن جبر سمع من ابن عباس هذا الحديث تقدم برقم (1991) من روايته عن طاووس عن ابن عباس، وهكذا رواية كل من رواه عن منصور كما تقدم.

وأخرجه الترمذي (1590) عن أحمد بن عبدة الضَّبِّي، عن زياد بن عبد الله، عن منصور بن المعتمر، عن مجاهد، عن طاووس، عن ابن عباس. فقد ذكر زياد بن عبد الله عند الترمذي "عن طاووس"، فلعله حدَّث به مرةً هكذا ومرةً هكذا! قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

(2)

تحرفت في (م) و (س) و (ص) إلى: بن.

(3)

إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان بن خثيم، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. زهير أبو خيثمة: هو ابن معاوية.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 494 من طريقين عن زهير أبي =

ص: 225

2398 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ أَبُو زَيْدٍ (1)، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ لِهَذَا الْحَجَرِ لِسَانًا وَشَفَتَيْنِ، يَشْهَدُ لِمَنِ اسْتَلَمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَقٍّ "(2).

2399 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَقَامَ بِمَكَّةَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً؛ ثَمَانِ سِنِينَ أَوْ سَبْعًا (3) يَرَى الضَّوْءَ وَيَسْمَعُ الصَّوْتَ، وَثَمَانِيًا أَوْ سَبْعًا يُوحَى إِلَيْهِ، وَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ عَشْرًا (4).

= خيثمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (10614) من طريق داود بن أبي هند، عن سعيد بن جبير، به. وسيأتي برقم (2879) و (3032) و (3102)، وانظر (1840) و (2422) و (3022) و (3060).

قوله: "وعلمه التأويل"، قال السندي: المراد بالتأويل: تأويل القرآن، فكان يُسمَّى بحراً، وترجمان القرآن، والله تعالى أعلم.

(1)

تحرف في النسخ المطبوعة وفي (ق) إلى: يزيد.

(2)

إسناده قوي على شرط مسلم، عبد الله بن عثمان بن خثيم من رجاله، وباقي رجال السند ثقات رجال الشيخين. ثابت أبو زيد: هو ثابت بن يزيد الأحول.

وأخرجه أبو يعلى (2719)، وابن خزيمة (2736)، وابن حبان (3711)، والحاكم 1/ 457 من طريق الحسن بن موسى الأشيب، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي. وانظر (2215).

(3)

في (ظ 9) و (ظ 12): أو سبع، وفي الموضع الثاني فيهما: وثمان أو سبع.

(4)

إسناده على شرط مسلم، وانظر ما تقدم برقم (1945). =

ص: 226

2400 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعِ نَخْلَةٍ، فَلَمَّا اتَّخَذَ الْمِنْبَرَ تَحَوَّلَ إِلَى الْمِنْبَرِ، فَحَنَّ الْجِذْعُ حَتَّى أَتَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاحْتَضَنَهُ فَسَكَنَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَوْ لَمْ أَحْتَضِنْهُ، لَحَنَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "(1).

2401 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَعَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَ مَعْنَاهُ (2).

2402 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ

= وأخرجه مسلم (2353)(123)، والطبراني (12840)، والحاكم 2/ 627، والبيهقي في "السنن" 6/ 207، وفي "الدلائل" 7/ 240 من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2523) و (2640) و (2680) و (2846).

قوله: "خمس عشرة سنة"، قال السندي: الظاهر أن هذا الحديث مبنيٌّ على اعتبار أيام ظهور المقدِّمات من أيام النبوة، كما يدلُّ عليه قوله:"يرى الضوء ويسمع الصوت"، والمراد بالسبع الذي يوحى إليه: هي التي أوحي إليه فيها بالتتابع، وأما أيام الفَتْرة، فقد عدَّها من أيام الضوء لِقلة الوحي، والله تعالى أعلم!

وقوله: "يرى الضَّوء ويسمع الصوت"، قال القاضي عياض -كما في "شرح مسلم" 15/ 104 للنووي-: أي: صوت الهاتف به من الملائكة، ويرى الضوء: أي: نور الملائكة، ونور آيات الله تعالى، حتى رأى الملَكَ بعينه، وشافهه بوحي الله تعالى.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. والراوي عن ثابت البناني هو حماد بن سلمة، وحديث ابن عباس تقدم برقم (2236)، وحديث أنس تقدم برقم (2237).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (2236) و (2237).

ص: 227

جُدْعَانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَاهُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ مَلَكَانِ، فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رِجْلَيْهِ، وَالْآخَرُ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رِجْلَيْهِ لِلَّذِي عِنْدَ رَأْسِهِ: اضْرِبْ مَثَلَ هَذَا، وَمَثَلَ أُمَّتِهِ. فَقَالَ: إِنَّ مَثَلَهُ وَمَثَلَ أُمَّتِهِ كَمَثَلِ قَوْمٍ سَفْرٍ، انْتَهَوْا إِلَى رَأْسِ مَفَازَةٍ، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ مِنَ الزَّادِ مَا يَقْطَعُونَ بِهِ الْمَفَازَةَ، وَلا مَا يَرْجِعُونَ بِهِ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ أَتَاهُمْ رَجُلٌ فِي حُلَّةٍ حِبَرَةٍ، فَقَالَ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ وَرَدْتُ بِكُمْ رِيَاضًا مُعْشِبَةً، وَحِيَاضًا رُوَاءً، أَتَتَّبِعُونِي؟ فَقَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَانْطَلَقَ بِهِمْ، فَأَوْرَدَهُمْ رِيَاضًا مُعْشِبَةً، وَحِيَاضًا رُوَاءً، فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا وَسَمِنُوا، فَقَالَ لَهُمْ: أَلَمْ أَلْقَكُمْ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، فَجَعَلْتُمْ لِي إِنْ وَرَدْتُ بِكُمْ رِيَاضًا مُعْشِبَةً، وَحِيَاضًا رُوَاءً، أَنْ تَتَّبِعُونِي؟ فَقَالُوا: بَلَى. قَالَ: فَإِنَّ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ رِيَاضًا أَعْشَبَ مِنْ هَذِهِ، وَحِيَاضًا هِيَ أَرْوَى مِنْ هَذِهِ، فَاتَّبِعُونِي. قَالَ: فَقَالَتْ طَائِفَةٌ: صَدَقَ وَاللهِ، لَنَتَّبِعَنَّهُ، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: قَدْ رَضِينَا بِهَذَا نُقِيمُ عَلَيْهِ (1).

(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدعان، ولِين يوسف بن مهران.

وأخرجه عبد بن حميد (667) عن حسن بن موسى، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (2407 - كشف الأستار)، والطبراني (12940) من طرق عن حماد بن سلمة، به.

السَّفْر، قال ابن الأثير 2/ 371: جمع سافر، كصاحب وصَحْب، والمسافرون جمع مسافر، والسَّفْر والمسافرون بمعنىً.

وقوله: "حلة حِبَرة"، قال السندي: بكسر ففتح: بُرد مخطط، وهو بالإضافة أو التوصيف =

ص: 228

2403 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: كَانَ الْمَاءُ يَسْتَنْقِعُ فِي جُفُونِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ عَلِيٌّ يَحْسُوهُ (1).

2404 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِذَا لَبَّى يَقُولُ: لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: انْتَهِ إِلَيْهَا، فَإِنَّهَا تَلْبِيَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

= وقوله: "رِواء"، قال السندي: ضُبِط بكسر راءٍ ومَدّ، وفي "الصحاح": قوم رِواء من الماء، بالكسر والمد، وماءٌ رَوَاء، بالفتح والمد، وإذا كسرتَ الراء قَصَرته وكتبته بالياء وقلتَ: ماءٌ رِوىً، وفي "النهاية": الماء الرَّوَاء -بالفتح والمد-: الكثير، وقيل: العذب الذي فيه للواردين رِيٌّ، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده ضعيف لانقطاعه، جعفر بن محمد -وهو الصادق- لم يدرك ذلك ولم يسنده. وهذا الحديث من مسند جعفر بن محمد أو علي بن أبي طالب، لا من مسند ابن عباس، فلا وجه لذكره ها هنا.

وقوله: "كان الماء"، قال السندي: أي: الذي غَسَّلوه به صلى الله عليه وسلم بعد وفاته. ويستنقع: على بناء الفاعل، أي: يجتمع. ويَحْسُوه: يشربه.

وقد جاء في النسخ المطبوعة من "المسند" بعد كلمة "الماء" ما لفظه: ماء غسله صلى الله عليه وسلم حين غسلوه بعدَ وفاته.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أَبو إسحاق: عمرو بن عبد الله السبيعي اختلط بأخرة، ورواية زهير -وهو ابن معاوية- عنه بعد الاختلاط، والضحاك بن مزاحم لم يسمع من ابن عباس. وهذا الحديث تفرد به الإمام أحمد، وسيأتي برقم (2754). =

ص: 229

2405 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، الَّذِي يُحْدِثُ التَّفْسِيرَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ خَلْفِهِ، فَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ، وَهُوَ مُجَخٍّ قَدْ فَرَّجَ يَدَيْهِ (1).

= ويشهد له حديث جابر بن عبد الله في وصف حجة النبي صلى الله عليه وسلم عند مسلم (1218)، وصححه ابن حبان (3943) و (3944).

وحديث ابن عمر عند البخاري (1549)، ومسلم (1184)، وصححه ابن حبان (3799).

(1)

صحيح لغيره، التميمي الذي يحدث التفسير: اسمه أَرْبِدَة، ويقال: أَرْبِد، لم يرو عنه غير أبي إسحاق -ويقال: روى عنه أيضاً المنهال بن عمرو- ولم يوثقه غير ابن حبان والعجلي، وزهير -وهو ابن معاوية- وإن كانت روايته عن أبي إسحاق بأَخَرة، قد توبع.

وأخرجه أبو داود (899)، والحاكم 1/ 228، والبيهقي 2/ 115 من طريق عبد الله بن محمد النفيلي، عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2662) و (2753) و (2781) و (2907) و (2908) و (3152) و (3197) و (3328) و (3414) و (3447)، وانظر ما تقدم برقم (2073).

وله شاهد من حديث عبد الله بن مالك ابن بُحينة عند أحمد في "المسند" 5/ 345، والبخاري (807)، ومسلم (495).

وثان من حديث ميمونة عند أحمد 6/ 333، ومسلم (497).

وثالث من حديث عبد الله بن أقرم عند أحمد 4/ 35، وابن ماجه (881)، والترمذي (274) وحسنه، والنسائي 2/ 213.

ورابع من حديث البراء بن عازب عند النسائي 2/ 212، والحاكم 1/ 227 - 228 والبيهقي 2/ 115.

قوله: "من خلفه"، أي: وهو ساجد. =

ص: 230

2406 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ كَتِفَ شَاةٍ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يُعِدِ الْوُضُوءَ (1).

2407 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي ظِلِّ حُجْرَةٍ مِنْ حُجَرِهِ، وَعِنْدَهُ نَفَرٌ مِنَ المُسْلِمِينَ، قَدْ كَادَ يَقْلِصُ عَنْهُمِ الظِّلُّ، قَالَ: فَقَالَ: " إِنَّهُ سَيَأْتِيكُمْ إِنْسَانٌ يَنْظُرُ إِلَيْكُمْ بِعَيْنَيْ شَيْطَانٍ، فَإِذَا أَتَاكُمْ، فَلَا تُكَلِّمُوهُ " قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ أَزْرَقُ، فَدَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَلَّمَهُ، قَالَ: عَلَامَ تَشْتُمُنِي أَنْتَ، وَفُلَانٌ، وَفُلَانٌ؟ نَفَرٌ دَعَاهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ، قَالَ: فَذَهَبَ

= وقوله: "مُجَخٍّ"، قال السندي: بضم ميم ففتح جيم وتشديد خاء مشددة مُنَّونة مكسورة، من جَخَّى كصَلَّى فهو مُصَلٍّ: أي: فاتح عضديه، وجافاهما عن جنبيه، ورفع بطنه عن الأرض.

(1)

حديث صحيح، سماك بن حرب من رجال مسلم، وهو صدوق حسن الحديث، وفي روايته عن عكرمة خاصة اضطراب، إلا أنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 47، وأبو داود (189)، وابن ماجه (488)، وأبو يعلى (2352)، وابن حبان (1162)، والطبراني (11739) من طريق أبي الأحوص، والطبراني (11738) من طريق شريك، كلاهما عن سماك بن حرب، بهذا الإسناد. وانظر (2289).

ص: 231

الرَّجُلُ فَدَعَاهُمْ، فَحَلَفُوا بِاللهِ، وَاعْتَذَرُوا إِلَيْهِ، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل: {يَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ

} الْآيَةَ [المجادلة: 18](1).

2408 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا فِي ظِلِّ حُجْرَةٍ، قَدْ كَادَ يَقْلِصُ عَنْهُ الظِّلُّ

فَذَكَرَهُ (2).

2409 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ قَابُوسَ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلانِ حَاجَتُهُمَا وَاحِدَةٌ، فَتَكَلَّمَ أَحَدُهُمَا، فَوَجَدَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ فِيهِ إِخْلافًا، فَقَالَ لَهُ:" أَلا تَسْتَاكُ؟ " فَقَالَ: إِنِّي لَأَفْعَلُ، وَلَكِنِّي لَمْ أَطْعَمْ طَعَامًا مُنْذُ ثَلاثٍ، فَأَمَرَ بِهِ رَجُلًا فَآوَاهُ، وَقَضَى لَهُ حَاجَتَهُ (3).

(1) إسناده حسن. زهير: هو ابن معاوية الجعفي.

وأخرجه الطبراني (12308)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/ 282 - 283 من طريق عمرو بن خالد الحراني، عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وانظر (2147).

يقلصُ الظلُّ: أي ينقبض.

(2)

حديث حسن، مؤمَّل -وهو ابن إسماعيل- وإن كان سيئ الحفظ، قد توبع، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين غير سماك بن حرب، فمن رجال مسلم، وهو صدوق حسن الحديث.

وأخرجه الطبراني (12307) من طريق محمد بن كثير، والحاكم 2/ 482 من طريق عمرو بن محمد العنقزي، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم، وانظر ما قبله.

(3)

إسناده ضعيف، قابوس -وهو ابن أبي ظَبيان حُصين بن جندب- لَيِّن، يُكتب حديثه ولا يحتج به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب، =

ص: 232

2410 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، قَالَ: قُلْنَا لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللهِ عز وجل: {مَا جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} [الأحزاب: 4] مَا عَنَى بِذَلِكَ؟ قَالَ: قَامَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا يُصَلِّي، قَالَ: فَخَطَرَ خَطْرَةً، فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ الَّذِينَ يُصَلُّونَ مَعَهُ: أَلَا تَرَوْنَ لَهُ قَلْبَيْنِ، قَالَ: قَلْبًا مَعَكُمْ، وَقَلَبًا (1) مَعَهُمْ؟ فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{مَا جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} (2).

= وزهير: هو ابن معاوية.

وأخرجه الطبراني (12611)، والبيهقي 1/ 39 من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.

والإخلاف: مصدر أخلَف الفمُ: إذا تغيرت رائحتُه، ومنه خلوف فم الصائم.

وقضى له حاجتَه: أي أطعمه.

(1)

في (م) و (س) و (ق) و (ص) في الموضعين: قلب.

(2)

إسناده ضعيف كسابقه.

وأخرجه الترمذي (3199)، وابن جرير الطبري 21/ 118، والطبراني (12610)، والحاكم 2/ 415 من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن! وصحح الحاكم إسناده، فتعقبه الذهبي بقوله: قابوس ضعيف.

وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 5/ 180 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن مردويه والضياء في "المختارة".

قوله: "فخطر خَطْرةً"، قال السندي: قيل: يريد الوسوسة التي تحصل للإنسان في صلاته، ولعله ظهر لهم ذلك من جهته، فقالوا ذلك، والله تعالى أعلم.

وقال ابن جرير الطبري: اختَلَفَ أهلُ التأويل في المراد من قول الله: {ما جَعَلَ الله لرجلٍ من قلبينِ في جَوْفِهِ} ، فقال بعضهم: عَنَى بذلك تكذيبَ قوم من أهل النفاق =

ص: 233

2411 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ - يَعْنِي ابْنَ مُوسَى -، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ قَالَ: " لَا إِلَهَ إِلا اللهُ الْحَلِيمُ الْعَظِيمُ، لَا إِلَهَ إِلا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ، لَا إِلَهَ إِلا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلا اللهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ، وَرَبُّ الْأَرْضِ، وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ " ثُمَّ يَدْعُو (1).

2412 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عِكْرِمَةَ

= وَصَفوا نبي الله صلى الله عليه وسلم بأنه ذو قلبين، فنفى ذلك عن نبيِّه وكذَّبَهم

ثم ذكر أثر ابن عباس هذا، ثم قال: وقال آخرون: بل عنى بذلك رجلاً من قريش كان يُدعى ذا القلبين من دَهْيه

ثم ذكر من قال ذلك، ثم قال: وقال آخرون: بل عنى بذلك زيد بن حارثة من أجل أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان تبنَّاهُ، فضرب الله بذلك مثلاً، ثم قال: وأَوْلى الأَقوالِ في ذلك بالصواب قولُ مَن قال: ذلك تكذيبٌ من الله تعالى قولَ من قال لرجلٍ: في جوفه قلبان يَعقِلُ بهما، على النحو الذي روي عن ابنِ عباس، وجائز أن يكونَ ذلك تكذيباً من الله لمن وَصَف رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بذلك، وأن يكون تكذيباً لمن سَمَّى القرشي الذي ذُكر أنه سُمِّي ذا القلبين مِن دهيه، وأي الأمرين كان، فهو نَفْيٌ من الله عن خَلْقِه من الرجال أن يكونوا بتلك الصفة.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو العالية: هو رفيع بن مِهران.

وأخرجه عبدُ بن حميد (660)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(652)، والطبراني في "الدعاء"(1023) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي (654) من طريق مهدي بن ميمون، عن يوسف بن عبد الله بن الحارث، عن أبي العالية مرسلاً لم يذكر فيه ابن عباس. وانظر (2012).

ص: 234

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى بَعْضِ بَنَاتِهِ وَهِيَ فِي السَّوْقِ، فَأَخَذَهَا وَوَضَعَهَا فِي حِجْرِهِ حَتَّى قُبِضَتْ، فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ، فَبَكَتْ أُمُّ أَيْمَنَ، فَقِيلَ لَهَا: أَتَبْكِينَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَتْ: أَلا أَبْكِي وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَبْكِي؟ قَالَ: " إِنِّي لَمْ أَبْكِ، وَهَذِهِ رَحْمَةٌ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ تَخْرُجُ نَفْسُهُ مِنْ بَيْنِ جَنْبَيْهِ وَهُوَ يَحْمَدُ اللهَ عز وجل "(1).

(1) حديث حسن، عطاء بن السائب روى له أصحاب السنن، وهو صدوق لكنه اختلط، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري، وسيأتي الحديث برقم (2475) من طريق سفيان الثوري عن عطاء بن السائب، به، وسفيان الثوري سمع من عطاء قبل الاختلاط. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب بن عمرو الأزدي، وأبو إسحاق: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 394، وعبد بن حميد (593) من طريق سعيد بن زيد أخي حماد بن زيد، والبزار (808 - كشف الأستار) من طريق جرير بنِ عبد الحميد، والنسائي 4/ 12 من طريق أبي الأحوص، ثلاثتهم عن عطاء بن السائب، بهذا الإسناد. ولفظ المرفوع منه عند البزار:"إني لست أبكي، ولكنها رحمة، نظرتُ إليها على هذه الحال ونفسها تنزع". وسيأتي الحديث برقم (2475) و (2704).

ويشهد لقوله: "هذه رحمة" ما عند البخاري (1284)، ومسلم (923) من حديث أسامة بن زيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة ابن ابنته حين أُتي النبي صلى الله عليه وسلم به وهو في الموت

فبكى، ثم قال:"هذه رحمةٌ جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحمُ الله مِن عباده الرحماءَ". وسيأتي في "المسند" 5/ 204.

ويشهد لقوله: "إن المؤمن تخرج نفسه

" حديث أبي هريرة عند أحمد 2/ 361 عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله عز وجل: إنَّ المؤمنَ عندي بمنزلة كل خيرٍ، يَحمَدُني وأنا أَنْرِعُ نفسه من بين جنبيه" وإسناده جيد.

قوله: "في السَّوْق"، قال ابن الأثير في "النهاية" 2/ 424: أي: في النَّزْعِ، كأنَّ روحه تُساق لِتخرج من بدنه، ويقال له: السِّياق، أيضاً، وأصله سِوَاق، فقُلِبت الواو ياءً =

ص: 235

2413 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ وَعَبْدُ الصَّمَدِ، الْمَعْنَى، قَالا: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قُمْتُ أُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَقَالَ: بِيَدِهِ مِنْ وَرَائِهِ، حَتَّى أَخَذَ بِعَضُدِي - أَوْ بِيَدِي - حَتَّى أَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ (1).

2414 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلانَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، حَدَّثَنِي حَسَنُ بْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى الْمَعَافِرِيِّ، حَدَّثَنِي حَنَشٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ، {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} [البقرة: 223] فِي أُنَاسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ أَتَوْا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلُوهُ فَقَالَ

= لكسرة السين، وهما مصدران من ساقَ يَسُوق.

وقوله: "إني لم أَبْكِ"، قال السندي: أي: بكاءً عن قِلَّة الرضا، ولذلك قال: "إن المؤمن

الخ" أي: المؤمن ينبغي له الرضا عنه تعالى في كل حالٍ، فلا ينبغي له البكاء الصادر عن قلة الرضا، وهو المنهي عنه دون الذي يكون عن رحمة.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأبو سعيدٍ مولى بنىِ هاشم -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري- من رجال البخاري، وعبد الصمد -وهو ابنُ عبد الوارث- فمن رجال الشيخين. ثابت: هو ابن يزيد الأحول، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.

وأخرجه البخاري (728) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي، والطبراني (12567) من طريق غسان بن الربيع، كلاهما عن ثابت بن يزيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (973) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن عاصم الأحول، به.

وانظر ما تقدم برقم (1843) و (1912).

ص: 236

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ائْتِهَا عَلَى كُلِّ حَالٍ، إِذَا كَانَ فِي الْفَرْجِ "(1).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف رشدين بن سعد، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير حسان بن ثوبان، فقد روى له النسائي وابن ماجه، وهو صدوق. حنش: هو ابن عبد الله -ويقال: ابن علي- بن عمرو السَّبَائي.

وأخرجه ابن جرير الطبري 2/ 397، وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" 1/ 381، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(466)، والطبراني (12983) من طريق عبدِ الله بن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عامر بن يحيى المعافري، بهذا الإسناد. وفيه عندهم: أن ناساً من حِمْيَر أتوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم

، والراوي عن ابن لهيعة عند ابن أبي حاتم هو عبد الله بن وهب، فالإسناد حسن.

وله شاهد من حديث ابن عباس نفسه عند أبي داود (2164)، والبيهقي 7/ 195 - 196، وعنه من طريق آخر سيأتي في "المسند"(2703)، وعنه أيضاً موقوفاً عليه من طرق عند ابن جرير الطبري 2/ 392 و 393، والبيهقي 7/ 196.

وفي الباب عن جابر بن عبد الله قال: قالت اليهود: إن الرجل إذا أتى امرأته وهي مُجَبِّيَة (أي: منكبَّة على وجهها تشبيهاً بهيئة السجود) جاء ولده أحولَ، فنزلت:{نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أَنَّى شئتم} إن شاء مُجبية، وإن شاء غير مجبية، إذا كان في صِمَامٍ واحدٍ. أخرجه مسلم (1435)، وصححه ابن حبان (4166) و (4197).

وقوله: "فِي صِمام واحد"، قال ابن الأثير: أي: في مسلك واحد، الصمام: ما تُسد به الفُرجة، فسُمي الفرج به، ويجوز أن يكون: في موضع صمام، على حذف المضاف.

وأخرجه البخاري (4528)، ومسلم (1435) ولفظه: كانت اليهود تقول: إذا أتى الرجل امرأته من دُبُرها في قُبُلها، كان الولد أحول، فنزلت:{نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} .

وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"، ونقله عنه ابن كثير 1/ 381 من طريق ابن وهب، عن مالك بن أنس وابن جريج وسفيان الثوري، أن محمد بن المنكدر حدثهم، أن جابر بن عبد الله أخبره: أن اليهود قالوا للمسلمين: من أَتَى امرأة وهي مدبرة، جاء الولد =

ص: 237

2415 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا قَزَعَةُ - يَعْنِي ابْنَ سُوَيْدٍ -، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَى مَا أَتَيْتُكُمْ بِهِ مِنَ البَيِّنَاتِ وَالْهُدَى أَجْرًا، إِلَّا أَنْ تَوَادُّوا اللهَ (1)، وَأَنْ تَقَرَّبُوا إِلَيْهِ بِطَاعَتِهِ "(2).

= أحول، فأنزل الله عز وجل:{نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} . قال ابن جريج في الحديث: فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مُقبِلة ومُدبِرة إذا كان ذلك في الفَرْج".

قوله: "إذا كان في الفرج"، قال السندي: أي: فنزلت الآية تقريراً لذلك، على أن معنى {أَنَّى شئتم}: كيف شئتم، وأن قوله:{نساؤكم حَرْث لكم} ، وقوله:{فَأْتُوا حرثكم} ، لإفادة أن المأتيَّ لا بُدَّ أن يكونَ موضع حرث، ولا دلالة له على نفي التفخيذ، لأن ذلك تابع للإتيان في موضع الحرث بخلاف الإتيان في موضع آخر غير موضع الحرث، فإنه غير تابع، فلا يجوزُ أصلاً، والله تعالى أعلم.

(1)

في (م) و (ق): الله ورسوله، ولفظ "رسوله" ليس في شيء من أصولنا الخطية غير (ق)، وكذا هو ليس في "أطراف المسند" 1/ ورقة 125.

(2)

إسناده ضعيف لضعف قزعة بن سويد الباهلي.

وأخرجه الحاكم 2/ 443 - 444 من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد. وصححه ووافقه الذهبي!

وأخرجه ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" 7/ 188، والطبراني (11144) من طريق مسلم بن إبراهيم، وابن جرير الطبري 25/ 25 من طريق عاصم بن علي، كلاهما عن قزعة بن سويد، به.

قلنا: وأخرج البخاري في "صحيحه"(4818)، وسيأتي في "المسند"(2599) من طريق طاووس، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن قوله:{إلا المودَّةَ في القُربى} ، فقال سعيد بن جبير: قُربى آل محمد صلى الله عليه وسلم، فقال: عجلتَ، إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بطنٌ من قريش إلا كان له فيهم قَرابة، فقال: إلاَّ أن تَصِلوا ما بيني وبينكم من القرابة. =

ص: 238

2416 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ بِلالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ تَوَضَّأَ فَغَسَلَ وَجْهَهُ، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ فَتَمَضْمَضَ بِهَا، وَاسْتَنْثَرَ، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً فَجَعَلَ بِهَا هَكَذَا - يَعْنِي أَضَافَهَا إِلَى يَدِهِ الْأُخْرَى - فَغَسَلَ بِهَا وَجْهَهُ، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ، فَغَسَلَ بِهَا يَدَهُ الْيُمْنَى، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ، فَغَسَلَ بِهَا يَدَهُ الْيُسْرَى، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ، ثُمَّ رَشَّ عَلَى رِجْلِهِ الْيُمْنَى حَتَّى غَسَلَهَا، ثُمَّ أَخَذَ

= قال ابن كثير 7/ 187: وهكذا روى عامر الشعبي والضحاك وعلي بن أبي طلحة والعوفي ويوسف بن مهران وغير واحد عن ابن عباس مثله، وبه قال مجاهد وعكرمة وقتادة والسدي وأبو مالك وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم.

وأخرج الحاكم 2/ 444 من طريق عمرو بن عون، حدثنا هشيم، أخبرنا داود بن أبي هند، عن الشعبي قال: أَكثَرَ الناسُ علينا في هذه الآية: {قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودةَ في القُربى} ، فكتبنا إلى ابن عباس نسأله عن ذلك، فكتب ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أوسطَ بيتٍ في قريش، ليس بطن من بطونهم إلا قد وَلَدَه، فقال الله عز وجل:{قل لا أسألكم عليه أجراً} إلى ما أدعوكم إليه إلا أن تودوني بقرابتي منكم وتحفظوني بها. قال هشيم: وأخبرني حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما بنحو من ذلك، قال الحاكم: هذا حديث صحيح ولم يخرجاه بهذه الزيادة، وهو صحيح على شرطهما، فإن حديث عكرمة صحيح على شرط البخاري، وحديث داود بن أبي هند صحيح على شرط مسلم. ونسبه الحافظ في "الفتح" 8/ 565 إلى سعيد بن منصور.

وقوله: "القُربى"، قال الحافظ في "الفتح": مصدر كالزُّلفى والبُشرى، بمعنى القَرابة، والمراد: في أهل القربى، وعَبَّر بلفظ "في" دون اللام، كأنه جعلهم مكاناً للمودة ومَقراً لها، كما يقال: لي في آل فلان هوى، أي: هم مكان هواي، ويحتمل أن تكون "في" سببية، وهذا على أن الاستثناء متصل، فإن كان منقطعاً، فالمعنى: لا أسألكم عليه أجراً قط، ولكن أسألكم أن تَوَدُّوني بسبب قرابتي فيكم.

ص: 239

غَرْفَةً أُخْرَى، فَغَسَلَ بِهَا رِجْلَهُ الْيُسْرَى، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

2417 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ بِلالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، نَحْوَ هَذَا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة، وابن بلال: هو سليمان.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/ 53 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (140) من طريق أبي سلمة الخزاعي، به.

وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 1/ 9، والنسائي 1/ 74، وابن خزيمة (148)، وابن حبان (1078) و (1086)، والبيهقي في "السنن" 1/ 55 من طريق محمد بن عجلان، وأبو داود (137)، والحاكم 1/ 147 والبيهقي في "المعرفة"(79) من طريق هشام بن سعد، والنسائي في "المجتبى" 1/ 73، والبيهقي في "المعرفة"(78) و (80) من طريق عبد العزيز الدراوردي، والبيهقي في "السنن" 1/ 67 من طريق ورقاء، أربعتهم عن زيد بن أسلم، به.

وأخرجه ابن ماجه (403)، والنسائي في "الكبرى"(93) من طريق عبد العزيز الدراوردي، عن زيد بن أسلم، به، مختصراً ولفظه: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم مضمض واستنشق من غرفة واحدة. وانظر ما تقدم برقم (2072)، وما سيأتي برقم (3450).

قوله: "رشَّ"، قال الحافظ في "الفتح" 1/ 241: أي سكب الماءَ قليلاً قليلاً إلى أن صدق عليه مُسمَّى الغسل، وقوله:"حتى غسلها" صريح في أنه لم يكتف بالرشِّ.

(2)

صحيح كسابقه، وفي هذا الإسناد إشكال، فيعقوبُ بن إبراهيم هذا الذي روى عن ابن عباس لم نتبينه، وليس فيمن روى عن ابن عباس من يُسمى يعقوب بن إبراهيم، وأقربُ الرواة إلى هذه الطبقة ممن يسمى بهذا الاسم اثنان: يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص، وهو يروي عن أبيه عن عمر، ويروي عنه عطاف بن خالد، ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 395، قال الشيخ أحمد شاكر: فمثل هذا لا يبعد أن =

ص: 240

2418 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِابْنٍ لَهَا، فَقَالَتْ: إِنَّ ابْنِي هَذَا بِهِ جُنُونٌ يَأْخُذُهُ عِنْدَ غَدَائِنَا وَعَشَائِنَا، فَيُخَبِّثُ عَلَيْنَا. فَمَسَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَدْرَهُ وَدَعَا، فَثَعَّ ثَعَّةً - يَعْنِي سَعَلَ - فَخَرَجَ مِنْ جَوْفِهِ مِثْلُ الْجَرْوِ الْأَسْوَدِ (1).

2419 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ عَمْرٍو - يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَمْرٍو -، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، أَوَاجِبٌ هُوَ؟ قَالَ: لَا، وَمَنْ شَاءَ اغْتَسَلَ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ عَنْ بَدْءِ الْغُسْلِ: كَانَ النَّاسُ مُحْتَاجِينَ، وَكَانُوا يَلْبَسُونَ الصُّوفَ، وَكَانُوا يَسْقُونَ النَّخْلَ عَلَى ظُهُورِهِمْ، وَكَانَ مَسْجِدُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ضَيِّقًا مُتَقَارِبَ السَّقْفِ، فَرَاحَ النَّاسُ فِي الصُّوفِ فَعَرِقُوا، وَكَانَ مِنْبَرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَصِيرًا، إِنَّمَا هُوَ ثَلاثُ دَرَجَاتٍ، فَعَرِقَ النَّاسُ فِي الصُّوفِ، فَثَارَتْ أَرْوَاحُهُمْ، أَرْوَاحُ الصُّوفِ، فَتَأَذَّى بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ، حَتَّى بَلَغَتْ أَرْوَاحُهُمْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِذَا جِئْتُمُ الْجُمُعَةَ، فَاغْتَسِلُوا، وَلْيَمَسَّ أَحَدُكُمْ مِنْ أَطْيَبِ طِيبٍ

= يكون أدرك ابن عباس، ويعقوب بن إبراهيم بن عبد الله بن حنين مولى ابن عباس، وهو يروي عن نافع، ويروي عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس، ذكره البخاري 8/ 396، قال الشيخ أحمد شاكر: فإن كان هذا كانت روايته منقطعة، والله تعالى أعلم. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري.

(1)

إسناده ضعيف لضعف فرقد السبخي. وانظر (2133).

ص: 241

إِنْ كَانَ عِنْدَهُ " (1).

2420 -

حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " مَنْ وَقَعَ عَلَى بَهِيمَةٍ

(1) إسناده جيد، عمرو بن أبي عمرو: وهو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب -وإن كان من رجال الشيخين- ينحط عن رتبة الصحيح. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري.

وأخرجه ابن خزيمة (1755)، والحاكم 1/ 280 - 281 و 4/ 189 من طريق عبد الله بن وهب، وعبد بن حميد (590) عن خالد بن مخلد، كلاهما عن سليمان بن بلال، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط البخاري، ووافقه الذهبي.

وأخرجه أبو داود (353)، والطحاوي 1/ 116 - 117، والطبراني (11548)، والبيهقي 1/ 295 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمرو بن أبي عمرو، به. وحسن الحافظ إسناده في "الفتح" 2/ 362 من هذا الوجه.

وفي الباب عن عائشة عند البخاري (902)، ومسلم (847)، وابن حبان في "صحيحه" (1237) قالت: كان الناسُ ينتابون يوم الجمعة من منازلهم والعوالي، فيأتون في الغبار، يُصيبهم الغبار والعرق، فيخرج منهم العرقُ، فأتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم إنسانٌ منهم -وهو عندي- فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لو أنكم تطهَّرتم ليومكم هذا".

وعنها أيضاً عند البخاري (903)، ومسلم (847)، وابن حبان (1236) قالت: كان الناس مَهَنَةَ أنفُسهم، وكانوا إذا راحوا إلى الجمعة راحوا في هيئتهم، فقيل لهم: لو اغتسلتم.

قوله: "عن بدء الغسل"، قال السندي: أي: ابتداء شرعه، أي: حتى تعرف أن علته قد عدمت الآن، فلو فُرض واجباً لما بقي وجوبُه الآن، فكيف وهو غيرُ واجب من الأصل، وهذا المعنى هو الذي يقتضيه تمام هذا الحديثِ.

ص: 242

فَاقْتُلُوهُ، وَاقْتُلُوا الْبَهِيمَةَ " (1).

(1) الإسناد مكرر ما قبله، عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب وثقه أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم والعجلي، وضعفه ابن معين والنسائي وعثمان الدارمي لروايته عن عكرمة حديث البهيمة، وقال العجلي: أنكروا حديث البهيمة، وقال البخاري: لا أدري سمعه من عكرمة أم لا، وقال أيضاً: عمرو بن أبي عمرو صدوق لكنه روى عن عكرمة مناكير، وقال أبو داود: ليس هو بذاك، حَدَّث بحديث البهيمة، وقد روى عاصم عن أبي رزين، عن ابن عباس: ليس على من أتى بهيمة حد، وقال الساجي: صدوق إلا أنه يهم.

وأخرجه عبد بن حميد (575)، وأبو داود (4464)، والترمذي (1455)، والنسائي في "الكبرى"(7340)، وأبو يعلى (2462) و (2743)، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 554، والدارقطني 3/ 126 - 127، والحاكم 4/ 355، والبيهقي في "السنن" 8/ 233 وفي "معرفة السنن والآثار"(5087) من طرق عن عمرو بن أبي عمرو، بهذا الإسناد. وزاد أبو داود والترمذي والنسائي والدارقطني والبيهقي: قيل لابن عباس: ما شأن البهيمة؟ قال: ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك شيئاً، ولكن أرى رسول الله كَرِه أن يُؤكل من لحمها أو ينتفع بها وقد عُمِل بها ذلك العمل.

قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى سفيان الثوري عن عاصم عن أبي رزين مسعود بن مالك الكوفي عن ابن عباس أنه قال: من أتى بهيمة فلا حَدَّ عليه. حدثنا بذلك محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان الثوري، وهذا أصحُّ من الحديث الأول، والعمل على هذا عند أهل العلم، وهو قول أحمد وإسحاق.

وأخرجه أبو داود (4465) من طرق عن عاصم بن بهدلة، به، وقال: حديث عاصم يُضعف حديث عمرو بن أبي عمرو. قال الخطابي في "معالم السنن" 3/ 333 - 334: يريد أن ابن عباس لو كان عنده في هذا البابِ حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُخالفه، وقال ابنُ معين: عمرو بن أبي عمرو ليس به بأس وَليس بالقوي، وقال محمد بن إسماعيل: صدوق، ولكن روى عن عكرمة مناكير، ولم يذكر في شيء من حديثه أنه سمع عكرمة، وقد عارض هذا الحديثَ نهيُ النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل الحيوان إلا لمأكلة

، ثم ذكر =

ص: 243

2421 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ فِي الرَّمْيِ، وَالذَّبْحِ وَالْحَلْقِ:" لَا حَرَجَ "(1).

2422 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " اللهُمَّ أَعْطِ ابْنَ عَبَّاسٍ الْحِكْمَةَ، وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ "(2).

= الخطابي الاختلاف في هذا الفعل، ثم قال: وقال أكثر الفقهاء: يُعَزَّر، وكذلك قال عطاء والنخعي، وبه قال مالك وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل، وكذلك قال أبو حنيفة وأصحابه، وهو أحد قولي الشافعي، وقوله الآخر: إن حكمه حكم الزاني.

وسيأتي الحديث برقم (2727) مرفوعاً، وبرقم (2733) موقوفاً، وإسناداهما ضعيفان، وانظر ما تقدم برقم (1875).

وفي الباب عن أبي هريرة أخرجه أبو يعلى في "مسنده"(5987) عن عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير، عن علي بن مسهر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من وقع على بهيمة فاقتلوه، واقتلوها معه". وهذا إسناد ضعيف، عبد الغفار بن عبد الله لم يوثقه غير ابن حبان، وقد قال أبو يعلى بإثره: ثم بلغني أنه رجع عنه. وقد أورد حديثه هذا ابن عدي عن أبي يعلى في مقدمة "الكامل" 1/ 46 تحت باب: من قال: التلقين هو الذي يكذب فيه الراوي، وذكر بعض من لُقِّن.

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، أبو سعيد من رجاله، ومن فوقه من رجال الشيخين. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان، وابن طاووس: هو عبد الله. وانظر (2338).

(2)

حسن، وهذا إسناد ضعيف، لضعف حسين بن عبد الله بن عُبيد الله بن عباس، =

ص: 244

2423 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ هِشَامِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كِنَانَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي هِشَامَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَعَثَ الْوَلِيدُ يَسْأَلُ ابْنَ عَبَّاسٍ: كَيْفَ صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الاسْتِسْقَاءِ؟ فَقَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُتَبَذِّلًا مُتَخَشِّعًا، فَأَتَى الْمُصَلَّى فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، كَمَا يُصَلِّي فِي الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى (1).

2424 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حُكْمًا، وَمِنَ البَيَانِ سِحْرًا "(2).

= وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابن سعد 2/ 365 عن خالد بن مخلد البجلي، والطبراني (11531) من طريق عبد العزيز بن يحيى، كلاهما عن سليمان بن بلال، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 2/ 365 عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن عمرو بن أبي عمرو، عن حسين بن عبد الله، به. فزاد في الإسناد: عمرَو بنَ أبي عمرو! وانظر (1840).

(1)

حسن، إسماعيل بن ربيعة بن هشام روى عنه هذا الحديث اثنان، وصحح له ابن خزيمة، وأورده الحسيني في "الإكمال"، وابن العراقي في "ذيل الكاشف"، وابن حجر في "التعجيل"، فلم يذكروا عن أحد توثيقاً له، وقد تابعه سفيان الثوري فيما تقدم برقم (2039). والوليد الذي سأل ابنَ عباس: هو الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، وكان والياً على المدينة من قِبَلِ عمِّه معاوية. انظر "السير" 3/ 534.

وأخرجه ابنُ خزيمة (1419)، والطبراني (10819)، والدارقطني 2/ 67 - 68 والحاكم 1/ 326 من طريق عبد الله بن يوسف، عن إسماعيل بن ربيعة بن هشام، به.

(2)

صحيح لغيره، سماك بن حرب صدوقٌ حسنُ الحديث، إلا أن في روايته عن =

ص: 245

2425 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " لَا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ، وَلا

= عكرمة اضطراباً، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. زائدة: هو ابن قدامة.

وأخرجه الطبراني (11763) من طريق إسحاق بن راهويه، عن أبي أسامة، عن زائدة بن قدامة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 691 - 692، وعنه ابن ماجه (3756) عن أبي أسامة، عن زائدة، به مختصراً بقصة الشِّعر فقط.

وأخرجه ابن حبان (5778)، والطبراني (11759) و (11760) و (11762)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(7)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 355، والبيهقي 10/ 237 من طرق عن سماك بن حرب، به.

وأخرجه الطبراني (12888) من طريق أبي يزيد المديني، والحاكم 3/ 613، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 317 من طريق مقسم، كلاهما عن ابن عباس. وسيأتي الحديث برقم (2473) و (2761)، و (2815) و (2861) و (3026) و (3068).

وفي الباب عن أُبي بن كعب عند أحمد 5/ 125 والبخاري (6145).

وعن ابن مسعود عند أحمد 1/ 454، والترمذي (2844).

وعن ابن عمر عند أحمد 2/ 16، والبخاري (5767).

وعن كعب بن مالك عند أحمد 3/ 456.

وعن بريدة بن الحصيب عند ابن أبي شيبة 8/ 692، وأبي داود (5012)، والبزار (2100 - كشف الأستار).

وعن عائشة عند البزار (2101) و (2102) و (2103).

قوله: "إن من الشعر حُكماً"، قال ابن الأثير في "النهاية" 1/ 419: أي: إنَّ من الشِّعر كلاماً نافعاً يمنع من الجهل والسَّفَه، وينهى عنهما، قيل: أراد بها المواعظَ والأمثال التي ينتفعُ بها الناس، والحُكْمُ: العلمُ والفقه والقضاء بالعدل، وهو مصدر: حَكَم يَحْكُم، ويُروى "إن من الشعر لحِكمةً" وهي بمعنى الحُكْم. =

ص: 246

صَفَرَ وَلا هَامَ " - فَذَكَرَ سِمَاكٌ أَنَّ الصَّفَرَ: دَابَّةٌ تَكُونُ فِي بَطْنِ الْإِنْسَانِ - فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَكُونُ فِي الْإِبِلِ الْجَرِبَةُ فِي الْمِئَةِ، فَتُجْرِبُهَا. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ؟ " (1).

(1) صحيح لغيره، سماك بن حرب قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابن ماجه (3539)، والطبري في "تهذيب الآثار" مسند علي ص 14، والطحاوي 4/ 307 - 308 من طرق عن سماك بن حرب، بهذا الإسناد. ورواية ابن ماجه مختصرة دون ذكر قصة الإبل.

وأخرجه الطبري ص 15، والطبراني (11605) من طريق الحكم بن أبان، والطبري ص 15 من طريق يزيد بن أبي زياد، كلاهما عن عكرمة، به. وفي إسناديهما ضعف. وسيأتي برقم (3032).

وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/ 267، والبخاري (5717)، ومسلم (2220).

وثان من حديث ابن عمر عند أحمد 2/ 24 - 25، وابن ماجه (86) و (3540).

وثالث من حديث ابن مسعود عند أحمد 1/ 440، والترمذي (2143).

ورابع من حديث جابر عند أحمد 3/ 382، ومسلم (2222).

وخامس من حديث السائب بن يزيد عند أحمد 3/ 449 - 450، ومسلم (2220)(103).

قوله: "لا صفر"، الصفر: دوابُّ في البطن، وهي دود، وكانوا يعتقدون أن في البطن دابة تهيج عند الجوع، وربما قتلت صاحبها، وكانت العرب تراها أعدى من الجرب، فأبطله الإسلام.

وقوله: "لا هامة" الهامَة: طائر كانت العرب تزعم أن عظام الميت تصير هامة فتطير، وكانوا يُسمون ذلك: الصدى، ومن ذلك تطيُّر العامة بصوت الهامة، فأبطل الشرعٍ ذلك.

وقوله: "لا عدوى"، قال البغوي في "شرح السنة" 12/ 169: يريد أن شيئاً لا يعدي شيئاً بطبعه، إنما هو بتقدير الله عز وجل، وسابق قضائه، بدليل قوله للأعرابي: "فمن =

ص: 247

2426 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأَبُو سَعِيدٍ، قَالا: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ - قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: عَنْ سِمَاكٍ -، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ (1).

2427 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَفَاضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عَرَفَةَ، وَأَمَرَهُمْ

= أعدى الأول"، يريد أن أول بعير جَرِب منها، كان جربُه بقضاء الله وقدره، لا بالعدوى، فكذلك ما ظهر بسائر الإبل من بعدُ.

(1)

صحيح لغيره. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وزائدة: هو ابن قدامة.

وأخرجه أبو يعلى (2703)، والبيهقي 2/ 421 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (11752) من طريق معاوية بن عمرو، عن زائدة بن قدامة، به.

وأخرجه الطيالسي (2672)، وابن أبي شيبة 1/ 398، والترمذي (331)، وأبو يعلى (2357)، وابن حبان (2310) و (2311) من طريق أبي الأحوص، عن سماك بن حرب، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وسيأتي برقم (2813) و (2940) و (3371)، وانظر (2061).

وله شاهد من حديث ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عند أحمد 6/ 330، والبخاري (333)، ومسلم ص 458 (270).

وثان من حديث أم حبيبة صححه ابن حبان (2312).

وثالث من حديث أم سُليم عند أحمد 6/ 377.

الخُمْرة، قال الحافظ في "الفتح" 1/ 430: بضم الخاء المعجمة وسكون الميم، قال الطبري: هو مصلى صغير يُعمل من سَعَف النخل، سُميت بذلك لسترها الوجه والكفين من حرِّ الأرض وبردها، فإن كانت كبيرة سميت حصيراً.

ص: 248

بِالسَّكِينَةِ، وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، وَقَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ، فَإِنَّ الْبِرَّ لَيْسَ بِإِيجَافِ الْإِبِلِ وَالْخَيْلِ " فَمَا رَأَيْتُ نَاقَةً رَافِعَةً يَدَهَا عَادِيَةً، حَتَّى بَلَغَتْ جَمْعًا، ثُمَّ أَرْدَفَ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ مِنْ جَمْعٍ إِلَى مِنًى، وَهُوَ يَقُولُ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ، فَإِنَّ الْبِرَّ لَيْسَ بِإِيجَافِ الْإِبِلِ وَالْخَيْلِ " فَمَا رَأَيْتُ نَاقَةً رَافِعَةً يَدَهَا عَادِيَةً حَتَّى بَلَغَتْ مِنًى (1).

2428 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَهْدَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِائَةَ بَدَنَةٍ، فِيهَا جَمَلٌ أَحْمَرُ لِأَبِي جَهْلٍ، فِي أَنْفِهِ بُرَّةٌ مِنْ فِضَّةٍ (2).

(1) صحيح، مؤمل بن إسماعيل -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين غير مقسم، فقد روى له أصحاب السنن، وله في البخاري حديث واحد، وهو ثقة. سفيان: هو الثوري.

وأخرجه أبو داود (1920)، والبيهقي 5/ 119 من طريق محمد بن كثير، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (1920)، ومن طريقه البيهقي 5/ 126 عن وهب بن بيان، عن عَبيدة بن حُميد، عن الأعمش، به. وانظر (2099).

وأخرج الحاكم 1/ 465 من طريق معاوية بن هشام، عن سفيان، عن الأعمش، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، عن أسامة. وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي! مع أن مقسماً من أفراد البخاري. وسيأتي من رواية ابن عباس عن أسامة في "المسند" 5/ 201 و 202 و 207.

(2)

حسن، وهذا إسناد ضعيف، مؤمَّل بن إسماعيل وكذا ابن أبي ليلى -واسمه =

ص: 249

2429 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ "(1).

2430 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ (2)، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً مُغِيبًا أَتَتْ رَجُلًا تَشْتَرِي مِنْهُ شَيْئًا، فَقَالَ: ادْخُلِي الدَّوْلَجَ حَتَّى أُعْطِيَكِ. فَدَخَلَتْ، فَقَبَّلَهَا وَغَمَزَهَا، فَقَالَتْ: وَيْحَكَ إِنِّي مُغِيبٌ. فَتَرَكَهَا، وَنَدِمَ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ، فَأَتَى عُمَرَ، فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي صَنَعَ، فَقَالَ: وَيْحَكَ، فَلَعَلَّهَا مُغِيبٌ! قَالَ: فَإِنَّهَا مُغِيبٌ. قَالَ: فَائْتِ أَبَا بَكْرٍ فَاسْأَلْهُ، فَأَتَى أَبَا بَكْرٍ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَيْحَكَ، لَعَلَّهَا مُغِيبٌ! قَالَ: فَإِنَّهَا مُغِيبٌ. قَالَ: فَائْتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبِرْهُ. فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لَعَلَّهَا مُغِيبٌ! " قَالَ: فَإِنَّهَا مُغِيبٌ. فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ

= محمد بن عبد الرحمن- موصوفان بسوء الحفظ. وسيأتي برقم (2880)، وانظر (2079).

(1)

إسناده ضعيف لضعف مؤمَّل وعبد الأعلى: وهو ابن عامر الثعلبي. سفيان: هو الثوري. وانظر (2069).

(2)

في (م) والأصول الخطية عدا (ظ 9) و (ظ 14): "حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا حماد"، وقوله:"قال: حدثنا سفيان" زيادة لم ترد في النسخ العتيقة من "المسند" مثل (ظ 9) و (ظ 14)، وكذا لم يُوردها الحافظُ ابن حجر في كتابيه "أطراف المسند" 1/ ورقة 129، و"إتحاف المهرة" 3/ ورقة 129.

ص: 250

اللَّيْلِ} إِلَى قَوْلِهِ: {لِلذَّاكِرِينَ} ، قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَهِيَ فِيَّ خَاصَّةً، أَوْ فِي النَّاسِ عَامَّةً؟ قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: لَا، وَلا نُعْمَةَ عَيْنٍ لَكَ، بَلْ هِيَ لِلنَّاسِ عَامَّةً. قَالَ: فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ:" صَدَقَ عُمَرُ "(1).

2431 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ فِي قَوْلِ الْجِنِّ:{وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} [الجن: 19]، قَالَ: لَمَّا رَأَوْهُ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ، وَيُصَلُّونَ بِصَلاتِهِ، وَيَرْكَعُونَ بِرُكُوعِهِ، وَيَسْجُدُونَ بِسُجُودِهِ، تَعَجَّبُوا مِنْ طَوَاعِيَةِ أَصْحَابِهِ لَهُ، فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ، قَالُوا: إِنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُوهُ، كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (2).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف برقم (2206). حماد: هو ابن سلمة.

(2)

صحيح، مؤمل بن إسماعيل -وإن كان في حفظه شيء- قد تُوبِعَ، ومَنْ فوقه ثقات مِن رجال الشيخين. أبو عَوانة: هو الوضَّاحُ بنُ عبد الله اليشكري، وأبو بشر: هو جعفرُ بن أبي وحشية.

وأخرجه الترمذي بإثر الحديث رقم (3323) من طريق أبي الوليد الطيالسي، والطبري 29/ 118 من طريق أبي مسلم، كلاهما عن أبي عَوانة، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.

وأخرج الحاكم 2/ 504 من طريق أحمد بن منيع، حدثنا هشيم، أخبرني مغيرة -وهو ابن مِقسم الضبي-، عن أبي معشر -وهو زياد بنُ كليب-، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله:{كادوا يكونون عليه لِبَداً} ، قال: كانوا يركعون بركوعه، ويسجدون بسجوده، يعني الجن! وصحح إسناده ووافقه الذهبي.

وأخرج ابن جرير الطبري 29/ 118 عن ابن حميد، عن جرير، عن مغيرة، عن =

ص: 251

2432 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، عَاصِبًا رَأْسَهُ فِي خِرْقَةٍ، فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:" إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ أَمَنَّ عَلَيَّ فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنَ النَّاسِ خَلِيلًا، لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنْ خُلَّةُ الْإِسْلامِ أَفْضَلُ، سُدُّوا عَنِّي كُلَّ خَوْخَةٍ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، غَيْرَ خَوْخَةِ أَبِي بَكْرٍ "(1).

= زياد، عن سعيد بن جبير في قوله: {وأنه لما قام عبدُ الله

} الآية، قال: كان أصحابُ نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم يأتمُّون به، فيركعون بركوعه، ويسجدون بسجوده. ابن حميد -وهو محمد بن حميد الرازي- ضعيف، لكن خبره هذا يؤيده حديث أبي عوانة. وانظر ما تقدم برقم (2271).

اللِّبْد: كل شعر أو صوف متلبِّد، واللِّبَد: بعضهم على بعض.

قال السندي: قوله: قالوا: أنه لما قام عبدُ الله

الخ، يريد أنه من كلام الجن لقومهم، وضمير "يكونون" للصحابة لا للجن، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. إسحاق بن عيسى: هو ابن الطباع، وجرير: هو ابن حازم.

وأخرجه ابن سعد 2/ 227 - 228 عن إسحاق بن عيسى، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (467)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1463)، والنسائي في "الكبرى"(8102)، وأبو يعلى (2584)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/ 441، وابن حبان (6860)، والطبراني (11938)، والقطيعي في زياداته على "الفضائل"(134)، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 176 من طريق وهب بن جرير، والطبراني (11938) من طريق داود بن منصور القاضي، كلاهما عن جرير بن حازم، به. =

ص: 252

2433 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا أَتَاهُ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ:" لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ، أَوْ غَمَزْتَ، أَوْ نَظَرْتَ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنِكْتَهَا؟ " لَا يُكَنِّي، قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ أَمَرَ بِرَجْمِهِ (1).

2434 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ

= وأخرجه دون قصة سدِّ كل خوخة الطبراني (11974) من طريق خالد الحذاء، عن عكرمة، به.

وسيأتي في "المسند" مختصراً بقصة الخُلة فقط برقم (3385) من طريق أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند أحمد 3/ 18، والبخاري (466)، ومسلم (2382).

وعن أبي المعلَّى الأنصاري عند أحمد 3/ 478، والترمذي (3659) وقال: حسن غريب.

قوله: "أمنّ عليَّ"، قال السندي: أي: أكثر إحساناً، وأبلغ إكراماً وإنعاماً، فهو من المِنَّة بمعنى النعمة والإحسان، لا بمعنى تعداد النعمة، فإن ذاك مكروه.

ولكن خُلة الإسلام: أي: الاقتصار عليها أفضل من التجاوز إلى خُلة لا تليق له إلا مع الله تعالى.

وكل خَوْخَة: هو الباب الصغير الذي يُتَّخذ للخروج من البيت إلى المسجد ونحوه.

(1)

إسناده صحيح كسابقه. وانظر (2129).

ص: 253

فَيَقُولُ: " أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَةِ اللهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ " ثُمَّ يَقُولُ: " هَكَذَا كَانَ أَبِي إِبْرَاهِيمُ عليه السلام يُعَوِّذُ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ عليهما السلام "(1).

2435 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَعْلَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: إِنَّا نَغْزُو، فَنُؤْتَى بِالْإِهَابِ وَالْأَسْقِيَةِ. قَالَ: مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لَكَ، إِلا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ، فَقَدْ طَهُرَ "(2).

2436 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُمِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، أَنْ يَسْجُدَ عَلَى سَبْعٍ، وَلا يَكُفَّ

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المنهال بن عمرو، فمن رجال البخاري، سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(7988)، ومن طريقه أخرجه الترمذي (2060)، وقال: حسن صحيح. وانظر (2112).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن وعلة، فمن رجال مسلم. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(190).

وأخرجه الدارمي (1985)، ومسلم (366)(105)، وأبو داود (4123)، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 810، وأبو عوانة 1/ 212، والطحاوي في "مشكل الآثار" 4/ 262، والطبراني في "الصغير"(698)، وأبو نعيم في "الحلية" 10/ 218، والخطيب في "تاريخه" 10/ 338 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وبعضهم لا يذكر فيه سوى المرفوع منه، وانظر (1895).

ص: 254

شَعْرًا وَلا ثَوْبًا (1).

2437 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْرِمٌ (2).

2438 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَنِ اشْتَرَى طَعَامًا فَلا يَبِعْهُ حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ ". قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَأَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ بِمَنْزِلَةِ الطَّعَامِ (3).

2439 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: " كُلُوا فِي الْقَصْعَةِ مِنْ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطبراني (10855) عن إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (809)، والطبري في "تهذيب الآثار" 1/ 200، وأبو عَوانة 1/ 182، والبيهقي 2/ 108 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وانظر (1927).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وجابر بن زيد: هو أبو الشعثاء. وانظر (1919)، وسيأتي برقم (2581).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(14211).

وأخرجه مسلم (1525)(29)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 825، وفي "الكبرى"(6190)، والطبراني (10871) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وانظر (1847).

ص: 255

جَوَانِبِهَا، وَلا تَأْكُلُوا مِنْ وَسَطِهَا، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَنْزِلُ فِي وَسَطِهَا " (1).

2440 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ -، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - أَحْسِبُهُ رَفَعَهُ - قَالَ: كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، مِلْءَ السَّمَاءِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ "(2).

(1) إسناده حسن، سفيان -وهو الثوري- سماعه من عطاء بن السائب قبل الاختلاط.

وأخرجه الطبراني (12290) من طريق قبيصة بن عقبة، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه ابن ماجه (3277) من طريق محمد بن فضيل، والترمذي (1805) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن عطاء بن السائب، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وسيأتي برقم (2730) و (3190) و (2314) و (3438).

وفي الباب عن واثله بن الأسقع عند أحمد 3/ 490، وابن ماجه (3276)، وهو حسن.

وعن عبد الله بن بسر عند أبي داود (3773)، وابن ماجه (3275)، وسنده جيد.

قوله: "فإن البركة"، قال السندي: أي: النِّماء والزيادة، "تنزل في وسطها" أي: فلا تجعلوه خالياً.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. سريج: كذا ورد غيرَ منسوبٍ، ويحتمل أن يكون سريج بن يونس أو سريج بن النعمان، فإن الإمام أحمد يروي عن كليهما، وهما ثقتان من رجال الصحيح، لكن في "التهذيب" أن الذي يروي عن حماد بن سلمة: هو سريج بن النعمان.

وأخرجه الطبراني (12503) من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. =

ص: 256

2441 -

حَدَّثَنَا سُرَيجٌ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ الْعَوَّامِ -، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ أَبِي الْقَاسِمِ مِقْسَمٍ (1)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ، فَجَعَلَتْ أَمْرَهَا إِلَى الْعَبَّاسِ، فَزَوَّجَهَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم (2).

2442 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ

= وأخرجه ابن حزم في "المحلى" 4/ 120 من طريق الحجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن قيس بن سعد وحماد بن أبي سليمان، عن سعيد بن جبير: أن ابن عباس كان إذا رفع رأسه من الركوع

فذكره موقوفاً على ابن عباس. وسيأتي برقم (2489) و (2505) و (3083)، وانظر (2498).

وفي الباب عن علي تقدم برقم (729).

وعن أبي سعيد الخدري سيأتي 3/ 87، وصححه ابن حبان (1905).

وعن البراء بن عازب سيأتي أيضاً 4/ 285. وعن ابن أبي أوفى 4/ 353.

(1)

"مقسم" تحرف في (م) إلى: القاسم، وقوله:"أبي القاسم" ليس في (م).

(2)

حسن، وهذا إسناد ضعيف لتدليس الحجاج -وهو ابن أرطاة-. الحكم: هو ابن عتيبة، وسريج الذي يروي عن عباد بن العوام: هو سريج بن يونس، كما في "التهذيب".

وأخرجه أبو يعلى (2481) عن أبي خيثمة، والطبراني (12093) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن عمه القاسم، كلاهما عن عباد بن العوام، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 8/ 133 عن الواقدي، عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس. وهذا إسناد ضعيف.

وأخرجه بنحوه ابن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" 4/ 14 قال: وحدثني أبان بن صالح وعبد الله بن أبي نجيح، عن عطاء بن أبي رباح ومجاهدٍ أبي الحجاج، عن ابن عباس. وإسناده حسن من أجل ابن إسحاق.

ص: 257

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَتَلَ الْمُسْلِمُونَ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، فَأَرْسَلُوا رَسُولًا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَغْرَمُونَ (1) الدِّيَةَ بِجِيفَتِهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّهُ لَخَبِيثٌ، خَبِيثُ الدِّيَةِ، خَبِيثُ الْجِيفَةِ " فَخَلَّى بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ (2).

2443 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَتَبَ كِتَابًا بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ: " أَنْ يَعْقِلُوا مَعَاقِلَهُمْ، وَأَنْ يَفْدُوا عَانِيَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ، وَالْإِصْلاحِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ "(3).

2444 -

حَدَّثَنِي سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَهُ (4).

(1) في (ظ 9) و (ظ 14) وحاشية (س): يعرضون، وعلى حاشية (ظ 9): يغرمون، وأشار إلى أنها في نسخة أخرى.

(2)

إسناده ضعيف، الحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد رواه بالعنعنة. وانظر (2230).

قوله: "يَغْرَمون"، قال السندي: من غَرِم كسَمِع، أي: يلتزمون الديةَ في مقابلة جيفته، أي: كانوا يريدون أن يأخذوا جيفته، ويُعطوا الدية لذلك. وانظر "فتح الباري" 6/ 283.

(3)

إسناده ضعيف لتدليس الحجاج. وهذا الحديث من مسند عبد الله بن عمرو بن العاص، وسيأتي فيه برقم (6904). وانظر ما بعده.

قوله: "أن يعقلوا"، قال السندي: من العَقْل: بمعنى الدية، "عانيَهم": أي أسيرهم.

(4)

إسناده ضعيف لتدليس الحجاج. =

ص: 258

2445 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْمَى عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: تَنَفَّلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَيْفَهُ ذَا الْفَقَارِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَهُوَ الَّذِي رَأَى فِيهِ الرُّؤْيَا يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ:" رَأَيْتُ فِي سَيْفِي ذِي الْفَقَارِ فَلًّا، فَأَوَّلْتُهُ: فَلًّا يَكُونُ فِيكُمْ، وَرَأَيْتُ أَنِّي مُرْدِفٌ كَبْشًا، فَأَوَّلْتُهُ: كَبْشَ الْكَتِيبَةِ، وَرَأَيْتُ أَنِّي فِي دِرْعٍ حَصِينَةٍ، فَأَوَّلْتُهَا: الْمَدِينَةَ، وَرَأَيْتُ بَقَرًا تُذْبَحُ، فَبَقَرٌ وَاللهِ خَيْرٌ، فَبَقَرٌ وَاللهِ خَيْرٌ " فَكَانَ الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

= وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 318، ومن طريقه أبو يعلى (2484)، وابن حزم في "المحلى" 11/ 45 عن حفص بن غياث، عن الحجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد. وضعفه ابن حزم. وانظر ما قبله.

(1)

إسناده حسن، ابن أبي الزناد -واسمه عبد الرحمن- حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات، وسريج يحتمل أن يكون ابنَ النعمان، أو أن يكون ابنَ يونس، فكلاهما روى عن أبي الزناد. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان.

وأخرجه بأطول مما هنا الحاكم 2/ 128 - 129، وعنه البيهقي في "السنن" 7/ 41، وفي "الدلائل" 3/ 204 - 205 من طريق عبد الله بن وهب، عن ابن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي.

وأخرج أوله إلى قوله "ويوم أحد": الترمذي بعد الحديث (1561)، وابن ماجه (2808)، والطحاوي 3/ 302، والطبراني (10733)، والحاكم 3/ 39، والبيهقي في "السنن" 6/ 304، وفي "الدلائل" 3/ 136 - 137 من طرق عن ابن أبي الزناد، به. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي، وقال الترمذي: حسن غريب.

وأخرج نحوه مختصراً الطبراني (12104) من طريق أبي شيبة إبراهيم بن عثمان، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس. وأبو شيبة متروك.

وفي الباب عن أبي موسى الأشعري عند البخاري (3622)، ومسلم (2272).

ص: 259

2446 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَتْ قِرَاءَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ قَدْرَ مَا يَسْمَعُهُ مَنْ فِي الْحُجْرَةِ، وَهُوَ فِي الْبَيْتِ (1).

2447 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ الْخَبَرُ كَالْمُعَايَنَةِ، إِنَّ اللهَ عز وجل أَخْبَرَ مُوسَى بِمَا صَنَعَ قَوْمُهُ فِي الْعِجْلِ، فَلَمْ يُلْقِ الْأَلْوَاحَ،

= وعن جابر بن عبد الله وسيأتي في "المسند" 3/ 351.

قوله: "تنفل"، قال السندي: أي: أخذه زيادةً لنفسه، "ذا الفَقار": بفتح الفاء، قيل: سُمي بذلك، لأنه كان فيه حُفَر صِغار حِسان، "فلاًّ": بفتح فتشديد، هو الكسر في حَدِّ السيف، "كبش الكتيبة": في "الصحاح": كبش الكتيبة: سَيِّدُهم، والكتيبة -بالتاء المثناة من فوق-: القطعة العظيمة من الجيش.

قوله: "والله خير"، قال الحافظ في "الفتح" 7/ 377: هذا من جملة الرؤيا كما جزم به عياض وغيره، كذا بالرفع فيهما على أنه مبتدأ وخبر، وفيه حذف تقديره: وصُنْع الله خير، قال السهيلي: معناه: رأيت بقراً تُنحر، والله عنده خير. قلت: في رواية ابن إسحاق "وإني رأيت والله خيراً، رأيت بَقَراً" وهي أوضح، والواو للقَسَم، والله بالجَرِّ، وخيراً مفعول رأيت .. وقد وقع في حديث ابن عباس (!) ومرسل عروة "تأولتُ البقر التي رأيتُ بَقْراً يكون فينا" قال: فكان ذلك مَن أُصيب من المسلمين، وقوله:"بَقْر" هو بسكون القاف، وهو شَقُّ البطن، وهذا أحد وجوه التعبير أن يشتقَّ من الاسم معنى مناسبٌ.

(1)

إسناده حسن.

وأخرجه أبو داود (1327)، والترمذي في "الشمائل"(314)، والطحاوي 1/ 344 من طرق عن ابن أبي الزناد، بهذا الإسناد.

ص: 260

فَلَمَّا عَايَنَ مَا صَنَعُوا، أَلْقَى الْأَلْوَاحَ فَانْكَسَرَتْ " (1).

2448 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: أَيُّكُمْ رَأَى الْكَوْكَبَ الَّذِي انْقَضَّ الْبَارِحَةَ؟ قُلْتُ: أَنَا، ثُمَّ قُلْتُ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَكُنْ فِي صَلاةٍ وَلَكِنِّي لُدِغْتُ.

(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سُريج بن النعمان، فمن رجال البخاري، وهشيم مدلس وقد رواه بالعنعنة، وقال ابن عدي: يقال: إن هذا لم يسمعه هشيم من أبي بشر، إنما سمعه من أبي عوانة عن أبي بشر، فدلَّسَه. أبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية.

وأخرجه الحاكم 2/ 321 من طريق العباس بن محمد الدوري، عن سريج بن النعمان، بهذا الإسناد. وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي!

وأخرجه ابن حبان (6213) عن الحسن بن سفيان، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2596 عن إبراهيم بن أسباط، وأبو الشيخ في "الأمثال"(5) عن حامد بن شعيب البلخي، ثلاثتهم عن سريج بن يونس، عن هشيم، به.

وأخرجه ابن عدي 7/ 2596، والخطيب في "تاريخه" 6/ 56 من طريق شعبة بن الحجاج، والطبراني في "الأوسط"(25) من طريق محمد بن عيسى الطباع، كلاهما عن هشيم، به. وحديث شعبة مختصر بلفظ:"ليس الخبر كالمعاينة".

وأخرجه البزار (200)، وابن حبان (6214)، وابن عدي 7/ 2596، والطبراني في "الكبير"(12451)، والحاكم 2/ 380، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1182) و (1183) و (1184) من طرق عن أبي عوانة، عن أبي بشر، به مطولاً ومختصراً. وانظر (1842).

ولقوله: "ليس الخبر كالمعاينة"، شاهد من حديث أنس عند الخطيب البغدادي في "تاريخه" 3/ 200، والضياء في "المختارة"(1827) و (1828).

ومن حديث أبي هريرة عند الخطيب البغدادي 8/ 28.

ص: 261

قَالَ: وَكَيْفَ فَعَلْتَ؟ قُلْتُ: اسْتَرْقَيْتُ. قَالَ: وَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قُلْتُ: حَدِيثٌ (1) حَدَّثَنَاهُ الشَّعْبِيُّ، عَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: لَا رُقْيَةَ إِلا مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ. فَقَالَ سَعِيدٌ - يَعْنِي ابْنَ جُبَيْرٍ -: قَدْ أَحْسَنَ مَنِ انْتَهَى إِلَى مَا سَمِعَ.

ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّهْطَ، وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلَ وَالرَّجُلَيْنِ (2)، وَالنَّبِيَّ وَلَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، إِذْ رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ، فَقُلْتُ: هَذِهِ أُمَّتِي، فَقِيلَ: هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ، وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ، فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ، ثُمَّ قِيلَ لِي: انْظُرْ إِلَى هَذَا الْجَانِبِ الْآخَرِ، فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ، فَقِيلَ: هَذِهِ أُمَّتُكَ، وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا، يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ " ثُمَّ نَهَضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَ، فَخَاضَ الْقَوْمُ فِي ذَلِكَ، فَقَالُوا: مَنْ هَؤُلاءِ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَعَلَّهُمُ الَّذِينَ صَحِبُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَعَلَّهُمُ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الْإِسْلامِ، وَلَمْ يُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا قَطُّ، وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" مَا هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ تَخُوضُونَ فِيهِ؟ " فَأَخْبَرُوهُ بِمَقَالَتِهِمْ، (3)، فَقَالَ:" هُمُ الَّذِينَ لَا يَكْتَوُونَ، وَلا يَسْتَرْقُونَ، وَلا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ "، فَقَامَ

(1) في (ظ 9): حديثاً، وفي (ظ 14): حديثاً حُدِّثناه عن الشعبي.

(2)

قال السندي: هكذا في النسخ، وفي "مسلم": والرجلان، كما هو الظاهر، ووجهه نصب "الرهط" و"الرجل" على أنه عطف على النبي، وجعل "معه" حالاً عنه مقدماً.

(3)

في (ظ 9) و (ظ 14): مقالتهم.

ص: 262

عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيُّ فَقَالَ: أَنَا مِنْهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: " أَنْتَ مِنْهُمْ (1) "، ثُمَّ قَامَ الْآخَرُ فَقَالَ: أَنَا مِنْهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ "(2).

• 2449 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (3)، حَدَّثَنَا شُجَاعٌ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ

مِثْلَهُ (4).

(1) في (م): فيهم.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سريج -وهو ابن النعمان- فمن رجال البخاري.

وأخرجه البخاري (6541) عن أَسِيد بن زيد، ومسلم (220)(374)، وأبو عوانة 1/ 85 - 86 من طريق سعيد بن منصور، وابن حبان (6430)، وابن منده في "الإيمان"(982)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(1163) من طريق زكريا بن يحيى زحمويه، ثلاثتهم عن هشيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولا ومختصراً البخاري (3410) و (5705) و (5752) و (6541)، ومسلم (220)(375)، والترمذي (2446)، وأبو عوانة 1/ 86، وابن منده (983) و (984)، والبغوي (4322) من طرق عن حُصين بن عبد الرحمن، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وسيأتي مختصراً بقصة دخولِ السبعين ألفاً الجنة برقم (2954).

وقوله: "لا رُقية إلا من عَيْنٍ أو حُمَةٍ" سيأتي من حديث سهل بن حنيف 3/ 486، ومن حديث عمران بن حصين 4/ 436 و 438 و 446.

الحُمَة، قال ابن الأثير في "النهاية" 1/ 446: السمُّ، ويُطْلق على إبرة العقرب للمجاورة، لأن السم منها يخرج.

وقوله: "لا رقية إلا من عين أو حُمة"، قال السندي: قيل: لم يرد الحَصْر، بل أراد أنهما أحقُّ بالرقية لِشدة الضرورة فيهما.

(3)

هذا الحديث جاء في (م) على أنه من رواية الإمام أحمد، والصواب أنه من زيادات ابنه عبد الله كما في أصولنا الخطية.

(4)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. شجاع: هو ابن مَخْلَد الفَلاّس. وانظر ما قبله.

ص: 263

2450 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَا صَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَهْرًا كَامِلًا قَطُّ، غَيْرَ رَمَضَانَ، وَإِنْ كَانَ لَيَصُومُ إِذَا صَامَ، حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ: وَاللهِ لَا يُفْطِرُ، وَإِنْ كَانَ لَيُفْطِرُ إِذَا أَفْطَرَ، حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ: وَاللهِ لَا يَصُومُ (1).

2451 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَطَعَ الْأَوْدِيَةَ وَجَاءَ بِهَدْيٍ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُ بُدٌّ مِنْ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ، وَيَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، قَبْلَ أَنْ يَقِفَ بِعَرَفَةَ، فَأَمَّا أَنْتُمْ يَا أَهْلَ مَكَّةَ، فَأَخِّرُوا طَوَافَكُمْ حَتَّى تَرْجِعُوا (2).

2452 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا حُرِّمَتِ الْخَمْرُ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَصْحَابُنَا الَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ يَشْرَبُونَهَا؟ فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل: {لَيْسَ عَلَى

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، سريج بن النعمان من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. أبو عَوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية.

وأخرجه الدارمي (1743)، والبخاري (1971)، ومسلم (1157)(178)، والطبراني (12446) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وانظر (1998).

(2)

إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن المؤمَّل. سريج: هو ابن النعمان، وعطاء: هو ابن أبي رباح.

قوله: "قطع الأودية"، قال السندي: يريد الفرقَ بين الآفاقي والمكي، والحديث آخره موقوف، وفي إسناده عبد الله بن المؤمَّل ضعيف.

ص: 264

الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93](1).

2453 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ - يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ -، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مُدْمِنُ الْخَمْرِ إِنْ مَاتَ، لَقِيَ اللهَ كَعَابِدِ وَثَنٍ "(2).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن رواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب. وانظر (2088).

(2)

إسناده ضعيف لجهالة الواسطة بين محمد بن المنكدر وبين ابن عباس.

وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1116) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (708) عن أبي نعيم، عن الحسن بن صالح، به.

وأخرجه عبد الرزاق (17070) عن ابن أبي نجيح، عن محمد بن المنكدر، عن ابن عباس.

وأخرجه ابن حبان (5347)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1525، وابن الجوزي (1118) من طريق عبد الله بن خراش بن حوشب، عن العوام بن حوشب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس

وهذا سند ضعيف، عبد الله بن خراش ضعفه أبو زرعة والبخاري والنسائي والدارقطني وأبو حاتم والساجي، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ.

وأخرجه البزار (2934)، والطبراني (12428)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 253، وابن الجوزي (1119) من طريق ثوير بن أبي فاختة وحكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، به. وثوير ضعيف، وكذا حكيم.

وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن ماجه (3357)، والبخاري في "تاريخه" 1/ 129، وابن الجوزي في "العلل"(1117) من طريق محمد بن سليمان الأصبهاني، =

ص: 265

2454 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ يُمْنَ الْخَيْلِ فِي شُقْرِهَا "(1).

= عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عنه.

ومحمد بن سليمان، قال أبو حاتم: لا يحتج به، وقال النسائي: ضعيف، وقال ابن عدي: هو قليل الحديث، أخطأ في غير شيء، وقال الدارقطني: خالفه سليمان بن بلال، فرواه عن سهيل، عن محمد بن عبد الله، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم

قال: ورواه حماد بن سلمة، عن سلمة، عن عاصم، عن أبي صالح، عن عبد الله بن عمرو من قوله، قال ابن الجوزي: وهذا هو الصحيح.

وقال البخاري في "تاريخه" بعد أن أورد الحديث من طريق محمد بن سليمان، عن سهيل، عن أبي هريرة: ولا يصح حديث أبي هريرة في هذا.

(1)

إسناده حسن، عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس، قال ابن معين: لم يكن به بأس، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن عبد الله بن عباس، فمن رجال مسلم. حسين: هو ابن محمد بن بهرام المرُّوذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي نسبة إلى نحوة بطن من الأزد.

وأخرجه أبو داود (2545) عن يحيى بن معين، والخطيب في "تاريخه" 11/ 148 من طريق جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، كلاهما عن حسين بن محمد المروذي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2599) عن شيبان النحوي، والترمذي (1695) من طريق يزيد بن هارون، عن شيبان النحوي، به. وقال: حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث شيبان.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 958 من طريق شريك النخعي، عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس، عن ابن عباس. وهذا إسناد ضعيف، شريك سيئ الحفظ، وداود بن علي لم يدرك جدَّه ابن عباس، وقال الحافظ في ترجمته من "التقريب": مقبول =

ص: 266

2455 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ - يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ -، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَخَذَ اللهُ الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ بِنَعْمَانَ - يَعْنِي عَرَفَةَ - فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا، فَنَثَرَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذَّرِّ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ قِبَلًا، قَالَ: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ. أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} [الأعراف: 172 - 173] "(1).

= وأخرج أبو داود (2544) من طريق محمد بن مهاجر، حدثنا عقل بن شبيب، عن أبي وهب الجشمي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بكلِّ أشقر أغر محجل، أو كميت أغر" قال محمد بن مهاجر: سألته لم فضّل الأشقر؟ قال: لأن النبيَّ صلى الله عليه وسلم بعث سريةً، فكان أول من جاء بالفتح صاحب أشقر. وعقيل بن شبيب لم يرو عنه غير محمد بن مهاجر الثقة، ولم يوثقه غير ابن حبان.

قوله: "إن يُمن الخيل"، قال السندي: اليُمن: البركة، والشُّقر -بضم فسكون-: جمع أَشقر.

(1)

رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ كلثوم بن جبر، فمن رجال مسلم، ووثقه أحمدُ وابنُ معين، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال النسائي: ليس بالقوي. ورجَّح الحافظُ ابنُ كثير في "تفسيره" 3/ 501 وقفه على ابن عباس.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(202)، والنسائي في "الكبرى"(11191)، والطبري 9/ 110 - 111، وابن أبي حاتم في "تقسيره"، والحاكم 2/ 544، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 326 - 327 من طريق حسين بن محمد المروذي، بهذا الإسناد.

إلا أن ابن أبي حاتِم جعله موقوفاً، وصحح الحاكم إسنادَ الحديث ووافقه الذهبي! قال النسائي: ليس بالمحفوظ. =

ص: 267

2456 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي كُلِّ صَلاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: {الم تَنْزِيلُ} وَ {هَلِ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ} (1).

2457 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَهُ (2).

= وأخرجه الحاكم 1/ 27 - 28 من طريق وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه، به. وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد احتج مسلم بكلثوم بن جبر.

قال ابن كثير 3/ 501: وقد رواه عبد الوارث عن كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فوقفه، وكذا رواه إسماعيل بن عُلية ووكيع عن ربيعة بن كلثوم بن جبر عن أبيه به، وكذا رواه عطاء بن السائب، وحبيب بن أبي ثابت، وعلي بن بَذيمة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قوله، وكذا رواه العوفي وعلي بن أبي طلحة عن ابن عباس، فهذا أكثر وأثبت، والله أعلم. وانظر "تفسير الطبري" 9/ 111 و 112.

قوله: "من ظهر آدم"، قال السندي: أي: من ذريته، سُمِّي ظهراً لخروجهم منه، ذرأَها: بهمزة، أي: خلقها في ظهره وأَوْدَعها فيه، كالذَّرِّ: واحدها الذَّرة، قيل: هي النملة، وقيل غير ذلك، قِبَلاً: ضُبط بكسر ففتح، أي: عياناً ومقابلةً، لا من وراء حجاب، ومن غير أن يُولي أمره غيره من الملائكة، أَن تقولوا: علة للإخبار بما ذكر، أي: أخبرناكم بذلك كراهة أن تقولوا، والله تعالى أعلم.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مرسل، أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي، وهو تابعي ثقة، وقد روى هذا الحديث مرسلاً، والإسناد الآتي بعد هذا موصول. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عُبيد السبيعي.

(2)

حديث صحيح، شريك -وإن كان سيئ الحِفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات =

ص: 268

2458 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنِ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ فِي الرَّجُلِ يَأْتِي امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، قَالَ:" يَتَصَدَّقُ بِنِصْفِ دِينَارٍ "(1).

2459 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: عَجَّلَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ عَجَّلَ أُمَّ سَلَمَةَ، وَأَنَا

= رجال الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (2634) عن شريك بنِ عبد الله، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (2729) عن معمر، والطبراني (12433) من طريق موسى بن عقبة، كلاهما عن أبي إسحاق، به. وانظر (1993).

(1)

صحيح موقوفاً، وهذا إسناد ضعيف، شريك سيئ الحفظ، وكذا خصيف -وهو ابن عبد الرحمن الجزري-.

وأخرجه الدارمي (1105)، وأبو داود (266)، والترمذي (136)، والنسائي في "الكبرى"(9113)، والبيهقي 1/ 316 من طرق عن شريك، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه الدارمي (1109)، والدارقطني 3/ 287 من طريق سفيان الثوري، والنسائي (9109) من طريق ابن جريج، والدارقطني 3/ 287 من طريق عبد الله بن محرر، ثلاثتهم عن خصيف، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض، وتابع خصيفاً عند الدارقطني عبدُ الكريم وعلي بن بذيمة.

وأخرجه عبد الرزاق (1261)، ومن طريقه النسائي في "الكبرى"(9112) عن معمر، عن خصيف، به موقوفاً على ابن عباس.

وأخرجه عبد الرزاق (1262) عن ابن جريج، والنسائي (9110) من طريق أبي خيثمة، وعبد الرزاق (1263)، والنسائي (9111)، والبيهقي 1/ 316 من طريق سفيان، ثلاثتهم عن خصيف، عن مقسم، به، مرسلاً. وفي حديث سفيان الثوري: عن علي بن بذيمة وخصيف. وانظر (2032) و (2995).

ص: 269

مَعَهُمْ، مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ إِلَى جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ، فَأَمَرَنَا أَنْ لَا (1) نَرْمِيَهَا حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ (2).

2460 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ - يَعْنِي الْعَطَّارَ -، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ ثَقَلَةِ وَضَعَفَةِ أَهْلِهِ لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ، فَصَلَّيْنَا الصُّبْحَ بِمِنًى، وَرَمَيْنَا الْجَمْرَةَ (3).

2461 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْقُرَشِيِّ، قَالَ:

(1) لفظة "لا" لم ترد في النسخ المطبوعة.

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، شريك ضعيف، وكذا ليث -وهو ابن أبي سليم-.

وتقدم بنحوه برقم (2082) عن وكيع، عن سفيان ومسعر، عن سلمة بن كهيل، عن الحسن العرني، عن ابن عباس. وانظر أيضاً ما سيأتي برقم (3005).

وله طريق آخر عندَ أبي داود (1941)، والنسائي 5/ 272 من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء، عن ابنِ عباس. وهذا سند رجاله ثقات، إلا أن حبيب بن أبي ثابت مدلس، وقد عنعن، وانظر الحديث الآتي.

فهذه طرق يُقوي بعضُها بعضاً كما قال الحافظ في "الفتح" 3/ 528، فيَقْوى الحديثُ.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين: هو ابن محمد المرُّوذي، وداود: هو ابن عبد الرحمن العطار، وعمرو: هو ابنُ دينار، وعطاء: هو ابنُ أبي رباح.

وأخرجه النسائي 5/ 266 عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن أشهب، عن داود العطار، بهذا الإسنادِ. وانظر (1920).

ص: 270

دَخَلْنَا بَيْتَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدْنَا فِيهِ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ، فَذَكَرْنَا الْوُضُوءَ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: قَدْ (1) رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ مِمَّا مَسَّتْهُ النَّارُ، ثُمَّ يُصَلِّي وَلا يَتَوَضَّأُ. فَقَالَ لَهُ بَعْضُنَا: أَنْتَ رَأَيْتَهُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى عَيْنَيْهِ، فَقَالَ: بَصُرَ عَيْنَيَّ (2).

2462 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَخَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَسُوقُ غَنَمًا لَهُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا: مَا سَلَّمَ عَلَيْكُمِ إِلَّا لِيَتَعَوَّذَ مِنْكُمْ، فَعَمَدُوا إِلَيْهِ فَقَتَلُوهُ، وَأَخَذُوا غَنَمَهُ، فَأَتَوْا بِهَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُ ؤْمِنًا} إِلَى آخِرِ الْآيَةَ [النساء: 94](3).

(1) لفظة "قد" ليست في النسخ المطبوعة.

(2)

إسناده حسن، ابنُ أبي الزناد -وهو عبدُ الرحمن- حسنُ الحديث، روى له أصحابُ السنن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان.

وأخرجه الطبراني (10792) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وانظر (2002).

قوله: "بصر عيني"، قال السندي: يُحتمل أن يكونَ بفتح موحَّدة وسكون مهملة: على أنه مصدر منصوب على أنه مفعول مطلق لِرأيتُه مقدراً، أو بضم مهملة موحدة: على أنه صيغة ماضٍ، والعين مفرد للجنس، إذ لو كان تنبيه لكان عيناي، والله تعالى أعلم.

(3)

حسن لغيره، وقد تقدم برقم (2023). خلف بن الوليد: هو أبو الوليد البغدادي =

ص: 271

2463 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ عز وجل:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [آل عمران: 110] قَالَ: هُمِ الَّذِينَ هَاجَرُوا مَعَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ. قَالَ: أَبُو نُعَيْمٍ: مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (1).

= الجوهري سكن مكة، وثقه ابنُ معين وأبو زرعة وأبو حاتِم.

وأخرجه الطبراني (11731) عن بشر بن موسى، عن خلف بن الوليد، بهذا الإسناد.

(1)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك بن حرب، فمن رجال مسلم، وهو صدوق حسن الحديث، وجَوَّد الحافظ في "الفتح" 8/ 225 إسناد هذا الحديث. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين.

وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 130، وابن أبي شيبة 12/ 155 - 156 و 14/ 334، والنسائي في "الكبرى"(11072)، وابن جرير الطبري 4/ 43، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1157 - آل عمران)، والطبراني (12303)، والحاكم 2/ 294 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.

وأخرجه الطبري 4/ 43 من طريق أسباط، عن سماكٍ، به.

وأخرجه أيضاً 4/ 43 من طريق قيس بن الربيع، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عباس. وسيأتي الحديث برقم (2926) و (2987) و (3321).

قوله: "هم الذين هاجروا"، قال السندي: يُرِيدُ أن الخِطاب لا يَعُمُّ تمامَ الصحابة، فضلاً عن أن يعمَّ تمام الأُمة، بل هو مخصوص بالمهاجرين منهم، وذلك لأن الخطاب يقتضي الوجودَ، فلا يشمل الأمةَ، وقد وصفوا بأنهم أُخرجوا: أي من بلادهم، للناس: أي لانتفاعهم بهم، وهذا الوصفُ لا يوجد من بين الموجودين في ذلك الوقت إلا في =

ص: 272

2464 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لَمْ يَنْزِلْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ عَرَفَاتٍ وَجَمْعٍ إِلا لِيُهَرِيقَ الْمَاءَ (1).

2465 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَمَانِيًا جَمِيعًا، وَسَبْعًا جَمِيعًا (2).

2466 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَهْدَى فِي بُدْنِهِ بَعِيرًا كَانَ لِأَبِي

= المهاجرين، وأيضاً السَّوْق يدل على أن المخاطبين غير من أُريدَ بالناسِ، فالظاهرُ أنَّهم المهاجرون، لأنهم أحقُّ بذلك مِن غيرهم، والله تعالى أعلم.

ونقل الحافظُ في "الفتح" 8/ 225 عن الفَرَّاء أنه جزم بحملِ الآية على عموم الأمة، ورجحه ابنُ جرير الطبري.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي عن ابن عباس، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وسيأتي الحديث برقم (2563)، وانظر ما تقدم برقم (2265).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (562)، وأبو عوانة 2/ 354، والطحاوي 1/ 160 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (1918).

ص: 273

جَهْلٍ، فِي أَنْفِهِ بُرَةٌ مِنْ فِضَّةٍ (1).

2467 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم انْتَهَسَ عَرْقًا، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (2).

2468 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا قَذَفَ هِلالُ بْنُ أُمَيَّةَ امْرَأَتَهُ، قِيلَ لَهُ: وَاللهِ لَيَجْلِدَنَّكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَمَانِينَ جَلْدَةً. قَالَ: اللهُ أَعْدَلُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَضْرِبَنِي ثَمَانِينَ ضَرْبَةً، وَقَدْ عَلِمَ أَنِّي قَدْ رَأَيْتُ حَتَّى اسْتَيْقَنْتُ، وَسَمِعْتُ حَتَّى اسْتَيْقَنْتُ، لَا وَاللهِ لَا يَضْرِبُنِي أَبَدًا. قَالَ: فَنَزَلَتْ آيَةُ الْمُلاعَنَةِ (3).

(1) حسن لغيره، قال البيهقي: وهذا إسناد صحيح إلا أنهم يرون أن جرير بن حازم أخذه من محمد بن إسحاق ثم دَلَّسه، فإن بُيِّن فيه سماع جرير من ابن أبي نجيح صار الحديث صحيحاً، والله أعلم.

وأخرجه البيهقي 5/ 230 من طريق حسين بن محمد المروذي، بهذا الإسناد. وتقدم برقم (2362) من طريق ابن إسحاق، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (2289).

قوله: "انتهس عَرْقاً"، بفتح فسكون: عظم عليه لحمٌ، والنَّهْس -بالمهلمة-: أخذ اللحم بأطراف الأسنان.

(3)

إسناده صحيح على شرط البخاري.

وأخرجه بأطول مما هنا الطبري 18/ 83 - 84، والحاكم 2/ 202، وعنه البيهقي 7/ 395 من طريق الحسين بن محمد المروذي، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط البخاري ووافقه الذهبي. وانظر (2131).

قوله: "أن يضربني"، قال السندي: بدل من اسم الإشارة.

ص: 274

2469 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ جَارِيَةً بِكْرًا أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَتْ أَنَّ أَبَاهَا زَوَّجَهَا وَهِيَ كَارِهَةٌ، فَخَيَّرَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (1).

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري.

وأخرجه أبو داود (2096)، وابن ماجه (1875)، والنسائي في "الكبرى"(5387)، وأبو يعلى (2526)، والطحاوي 4/ 365، والدارقطني 3/ 234 - 235، والبيهقي 7/ 117 من طريق حسين بن محمد المروذي، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (1875)، والنسائي (5389)، والدارقطني 3/ 235 من طريق مُعمَّر بن سليمان، عن زيد بن حبان، والدارقطني 3/ 235 من طريق أيوب بن سويد، عن سفيان الثوري، كلاهما عن أيوب السختياني، به.

وقد أُعِلَّ هذا الحديث بالإرسال، وبتفرد جرير بن حازم عن أيوب، وبتفرد حسين بن محمد المروذي عن جرير.

قلنا: أما تفرد جرير بن حازم، فقد تابعه في روايته عن أيوب زيدُ بن حبان وسفيان الثوري، وأما تفرد حسين بن محمد عن جرير، ففي "نصب الراية" 3/ 190 عن "التنقيح": قال الخطيب البغدادي: قد رواه سليمان بن حرب عن جرير بن حازم أيضاً كما رواه حسين، فبرئت عهدته، وزالت تبعتُه؛ ثم رواه بإسناده.

وأما الإِرسال، فقد أخرجه مرسلاً أبو داود (2097)، ومن طريقه البيهقي 7/ 117 عن محمد بن عبيد، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا الحديث ولم يذكر ابن عباس. ورجَّح إرساله أبو داود وأبو حاتم والدارقطني والبيهقي، قال ابن التركماني في "الجوهر النقي" 7/ 117: جرير بن حازم ثقة جليل، وقد زاد الرفع فلا يضره إرسالُ من أرسله، كيف وقد تابعه الثوري وزيد بن حبان فروياه عن أيوب كذلك مرفوعاً.

وقال الحافظ في "الفتح" 9/ 196: الطعن في الحديث لا معنى له، فإن طرقه يَقْوى بعضها ببعض. وصحح حديثَ ابنِ عباس هذا ابنُ القطان فيما نقله الحافظ الزيلعي في =

ص: 275

2470 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو -، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ - قَالَ أَحْمَدُ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" يَكُونُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ يَخْضِبُونَ بِهَذَا السَّوَادِ - قَالَ حُسَيْنٌ: كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ - لَا يَرِيحُونَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ "(1).

= "نصب الراية" 3/ 190.

وأخرج الدارقطني 3/ 234، والبيهقي 7/ 117 من طريق عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري، عن سفيان الثوري، عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رَدَّ نكاح بكر وثَيِّب أنكحهما أبوهما وهما كارهتان، فردَّ النبي صلى الله عليه وسلم نكاحهما. قال الدارقطني: هذا وهم من الذماري، وتفرد بهذا الإسناد، والصواب: عن يحيى بن أبي كثير عن المهاجر بن عكرمة مرسل، وهم فيه الذماريُّ على الثوري وليس بقوي. قال البيهقي: هو في "جامع الثوري" عن الثوري كما ذكره أبو الحسن الدارقطني رحمه الله مرسلاً، وكذلك رواه عامة أصحابه عنه، وكذلك رواه غير الثوري عن هشام. وقال ابن التركماني: هذه كما تقدم زيادة من الذماري، وهو أخرج له الحاكم في "المستدرك"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكر صاحب "الكمال" عن عمرو بن علي الصيرفي أنه ثقة، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق كان يُصحف.

قوله: "أن جارية بكراً"، قال السندي: ظاهره أنها كانت غير بالغة، لكن يمكن حملها على البالغة فيوافق المذاهب.

وفي "بذل المجهود في حلِّ أبي داود" 10/ 102 للشيخ خليل السهارنفوري: وفي الحديث دليل على أن الولي لا إجبارَ له على البالغة ولو كانت بكراً، وبه قال أبو حنيفة رحمه الله، وخالفه الشافعي وأحمد، ولأصحابنا هذا الحديث.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأحمد بن عبد الملك ثقة من رجال البخاري وحده. عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري أبو سعيد مولى بني أمية الثقة، وأخطأ ابن الجوزي فظنه عبدَ الكريم بن أبي المخارق البصري الضعيف، قال الحافظ =

ص: 276

2471 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ: حَضَرَتْ عِصَابَةٌ مِنَ الْيَهُودِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، حَدِّثْنَا عَنْ خِلِالٍ نَسْأَلُكَ عَنْهَا، لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ. فَكَانَ فِيمَا سَأَلُوهُ: أَيُّ الطَّعَامِ حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ قَبْلَ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ؟ قَالَ: " فَأَنْشُدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ إِسْرَائِيلَ يَعْقُوبَ عليه السلام مَرِضَ مَرَضًا شَدِيدًا فَطَالَ سَقَمُهُ، فَنَذَرَ لِلَّهِ نَذْرًا لَئِنْ شَفَاهُ اللهُ مِنْ سَقَمِهِ، لَيُحَرِّمَنَّ أَحَبَّ الشَّرَابِ إِلَيْهِ، وَأَحَبَّ الطَّعَامِ إِلَيْهِ، فَكَانَ أَحَبَّ الطَّعَامِ إِلَيْهِ، لُحْمَانُ الْإِبِلِ، وَأَحَبَّ الشَّرَابِ

= في "القول المسدد" ص 49: أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" 3/ 55 من طريق أبي القاسم البغوي عن هاشم بن الحارث، عن عبيد الله بن عمرو، به، وقال: هذا حديث لا يصحُّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به عبدُ الكريم بن أبي المخارق أبو أمية البصري.

ثم نقل تجريحه عن جماعة. قلت (القائل الحافظ ابن حجر): وأخطأ في ذلك، فإن الحديث من رواية عبد الكريم الجزري الثقة المخرَّج له في الصحيح. عبيد الله بن عمرو: هو الرقي.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "النكت الظراف" 4/ 424، وأبو داود (4212)، والنسائي 8/ 138، وأبو يعلى (2603)، والطبراني (12254)، والبيهقي 7/ 311، والبغوي (3180) من طرق عن عبيد الله بن عمرو الرقي، بهذا الإسناد. ولفظه عند إسحاق:"يخضبون لحاهم بالسواد".

قوله: "لا يريحون"، قال السندي: مِن راحَ أو أَراحَ، يقال: راح يَريحُ ويَراحُ، وأَراح يُريحُ، ثم قيل: أُريدَ أنهم وإن دخلوا الجنة لا يجدون ريحَها، ولا يتلذَّذون به، وقيل: هو تغليظ وتشديد، وقيل: إنهم لا يجدون ريحها مع السابقين.

ص: 277

إِلَيْهِ أَلْبَانُهَا؟ " فَقَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ (1).

2472 -

حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى بِسَاطٍ (2).

2473 -

حَدَّثَنَا الْفَضْلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ (3)، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حُكْمًا، وَإِنَّ مِنَ القَوْلِ سِحْرًا "(4).

2474 -

حَدَّثَنَا الْفَضْلُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ

(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف، عبد الحميد بن بهرام تكلَّم بعضهم في روايته عن شهر، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وشهر بن حوشب مختلف فيه، والأكثر على تضعيفه، وللحديث طريق آخر يتقوى به سيأتي برقم (2483).

وأخرجه ابن جرير الطبري 4/ 5 من طريق يونس بن بكير، عن عبد الحميد بن بهرام، بهذا الإسناد. وسيأتي مطولاً برقم (2514) و (2515).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف زمعة -وهو ابن صالح الجندي-، وقد سلف هذا الحديث برقم (2061).

وأخرجه الطبراني (11624) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد.

(3)

في (ظ 9) وعلى حاشية (س): سفيان!

(4)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك -وهو ابن عبد الله النخعي-، وسماك روايته عن عكرمة فيها اضطراب، وقد تقدم برقم (2424).

وأخرجه الطحاوي 4/ 299 من طريق الهيثم بن جميل (تحرف فيه إلى: حميد)، والطبراني (11761) من طريق يوسف بن الصباح العطار، كلاهما عن شريك، بهذا الإسناد. والحديثُ عندَ الطحاوي مختصر بقصة الشِّعر فقط.

ص: 278

قَالَ: مَرَّ ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى أُنَاسٍ قَدْ وَضَعُوا حَمَامَةً يَرْمُونَهَا، فَقَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُتَّخَذَ الرُّوحُ غَرَضًا (1).

2475 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِنْتًا لَهُ تَقْضِي فَاحْتَضَنَهَا، فَوَضَعَهَا بَيْنَ ثَدْيَيْهِ فَمَاتَتْ وَهِيَ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، فَصَاحَتْ أُمُّ أَيْمَنَ، فَقِيلَ: أَتَبْكِي عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: أَلَسْتُ أَرَاكَ تَبْكِي يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لَسْتُ أَبْكِي، إِنَّمَا هِيَ رَحْمَةٌ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ بِكُلِّ خَيْرٍ عَلَى كُلِّ حَالٍ، إِنَّ نَفْسَهُ تَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ جَنْبَيْهِ وَهُوَ يَحْمَدُ اللهَ عز وجل "(2).

2476 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ، حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ حَبْتَرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ الْجَرِّ الْأَبْيَضِ، وَالْجَرِّ الْأَخْضَرِ، وَالْجَرِّ الْأَحْمَرِ؟ فَقَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَنْ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ، فَقَالُوا: إِنَّا نُصِيبُ مِنَ الثُّفْلِ، فَأَيُّ الْأَسْقِيَةِ؟ قَالَ:" لَا تَشْرَبُوا فِي الدُّبَّاءِ وَالْمُزَفَّتِ وَالنَّقِيرِ وَالْحَنْتَمِ، وَاشْرَبُوا فِي الْأَسْقِيَةِ " ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَيَّ، أَوْ

(1) حديث صحيح، وقد سلف برقم (1863).

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 398، والطبراني (11717) من طريق أبي نعيم الفضل بن دُكين، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده حسن، سفيان -وهو الثوري- روى عن عطاء بن السائب قبل اختلاطه.

أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري.

وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(318) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد. وانظر (2412).

ص: 279

حَرَّمَ الْخَمْرَ وَالْمَيْسِرَ وَالْكُوبَةَ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " (1).

(1) إسناده صحيح، علي بن بذيمة ثقة روى له أصحاب السنن، وقيس بن حبتر روى له أبو داود، وهو ثقة، وباقي رجال السند ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أحمد في "الأشربة"(192) و (193) و (194)، وأبو داود (3696)، وأبو يعلى (2729)، والطحاوي 4/ 223، وابن حبان (5365)، والبيهقي 10/ 221 من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد فيه على بعض.

وأخرجه الطبراني (12598) و (12599)، والبيهقي 8/ 303 من طريق إسرائيل، عن علي بن بذيمة، به. وانظر ما تقدم برقم (2020).

وأخرج قوله: "كل مسكر حرام" الطبراني (12600) من طريق موسى بن أَعين، عن علي بن بذيمة، عن سعيد بن جبير، عن قيس بن حبتر، به.

وسيأتي دون قصة الأسقية برقم (2625) و (3274) من طريق عبد الكريم الجزري، عن قيس بن حبتر، عن ابن عباس.

وفي الباب دون قصة الأسقية أيضاً عن عبد الله بن عمرو بن العاص سيأتي في "المسند" 2/ 158.

وعن قيس بن سعد بن عبادة سيأتي أيضاً 3/ 422.

قلنا: والمنع من الشرب في هذه الأوعية المذكورة في الحديث منسوخ بحديث بريدة الأسلمي الذي أخرجه أحمد 5/ 355، ومسلم (977)، وصححه ابن حبان (5390)، وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ونهيتكم عن الأشربة في الأوعية، فاشربوا في أيِّ وعاءٍ شئتم، ولا تشربوا مسكراً".

الدُّباء: هو القَرْع اليابس، والمراد هنا الوعاء منه. والمزفت: المطلي بالزِّفت. والنَّقير: جذع يُنقَر وسطُه. والحنتم: الجِرار الخُضْر. قلنا: والنهي عن الشرب في هذه الأوعية إنما هو عن شرب ما انتُبِذ فيها.

والثُّفْل، قال السندي: فيَ "القاموس": الثُّفْل -بضم مثلثة-: ما استقرَّ تحت الشيء من كُدْرة، فكان المراد أنهم كانوا يشربون النبيذ أياماً إلى أن يشربوا ما بقي في آخر السقاء، ثم ينبذون ثانياً.

ص: 280

قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ: لِعَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ: مَا الْكُوبَةُ؟ قَالَ: " الطَّبْلُ "(1).

2477 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْعَيْنُ حَقٌّ، تَسْتَنْزِلُ الْحَالِقَ "(2).

2478 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ دُوَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَهُ (3).

(1) كذا فَسَّرها علي بن بَذيمة -وأصله فارسي، أبوه بَذِيمة من سبي المدائن-، وفي "غريب الحديث" لأبي عبيد 4/ 278: وأما الكوبة، فإن محمد بن كثير العبدي أخبرني أن الكوبة: النَّرْد في كلام أهل اليمن، وقال غيره: الطبل، وفي "المعرَّب" للجواليقي ص 295: والكوبة: الطبل الصغير المخصَّر، وهو أعجمي، وقال محمد بن كثير: الكوبة: النرد بلغة أهل اليمن.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن جابر بن زيد. وانظر ما بعده. سفيان: هو الثوري.

الحالق: هو الجبل العالي المنيف المشرف.

(3)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، دُويد البصري قال أبو حاتم: شيخ لَيِّن، وإسماعيل بن ثوبان لم يوثقه غير ابن حبان 6/ 41، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه الطبراني (12833) من طريق أبي حذيفة، والحاكم 4/ 215 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي! وسيتكرر برقم (2681).

وله شاهد من حديث أبي ذر رفعه: "إن العين لتولَعُ الرجل بإذن الله حتى يصعد حالقاً، ثم يتردَّى منه"، سيأتي في "المسند" 5/ 146. ومعنى "تُولَع": تَعْلَق.

وأخرج مسلم (2188)، والطبراني (10905) من طريق ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "العينُ حق، ولو كان شيء سابَق القدرَ سبقته العينُ، =

ص: 281

2479 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خَيْرُ أَكْحَالِكُمُ الْإِثْمِدُ عِنْدَ النَّوْمِ، يُنْبِتُ الشَّعْرَ، وَيَجْلُو الْبَصَرَ، وَخَيْرُ ثِيَابِكُمِ الْبَيَاضُ، فَالْبَسُوهَا، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ "(1).

2480 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُتَّخَذَ شَيْءٌ فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا (2).

= وإذا استُغسِلتُم فاغسِلُوا"، وهو عند الترمذي (2061) من هذا الطريق دون قوله "العين حق".

قال النووي في "شرح مسلم" 14/ 174: فيه إثبات القدر، وهو حقٌّ بالنصوص وإجماع أهل السنة، ومعناه أن الأشياء كلها بقدر الله تعالى، ولا تقع إلا على حسب ما قَدَّرها الله تعالى وسبق بها علمه، فلا يقع ضررُ العين ولا غيره من الخير والشر إلا بقدر الله تعالى، وفيه صحةُ أمر العين وأنها قوية الضرر، والله أعلم.

وقوله: "العين الحق" له شاهد من حديث عبد الله بن عمرو سيأتي برقم (7070).

وآخر من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/ 319، والبخاري (5740)، ومسلم (2187).

(1)

إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان بن خيثم، فمن رجال مسلم، وهو صدوق.

وأخرجه أبو يعلى (2727)، وعنه ابن حبان (6072) من طريق أبي أحمد محمد بن عبد الله الأسدي الزبيري، بهذا الإسناد. وانظر (2219).

(2)

إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير العلاء بن صالح -وهو التيمي، =

ص: 282

2481 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ (1) بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" الْأَيِّمُ أَمْلَكُ بِأَمْرِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالْبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ فِي نَفْسِهَا، وَصُمَاتُهَا إِقْرَارُهَا "(2).

2482 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

= ويقال: الأسدي- فمن رجال أصحاب السنن غير ابن ماجه، وهو صدوق.

وأخرجه النسائي 7/ 239 من طريق علي بن هاشم، عن العلاء بن صالح، بهذا الإسناد. بلفظ: "لا تتخذوا شيئاً

".

وأخرجه بهذا اللفظ الطبراني (12263) من طريق أبي مريم، عن عدي بن ثابت، به. وسيأتي برقم (2532) و (2586) و (3155) و (3156) و (3215)، وانظر (1863) و (3133).

(1)

في (م): عبد الله بن عُبيد الله، وهو خطأ.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عبيد الله بن عبد الله بن موهب -وهو عُبيدُ الله بنُ عبد الرحمن بن عبد الله بن موهب التيمي القرشي المدني- فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن غير الترمذي، وثقه ابن معين في رواية إسحاق بن منصور، وضعفه في رواية الدوري، وقال أبو حاتم: صالح، وقال العجلي: ثقة، وقال ابن عدي: حسن الحديث يُكتب حديثه، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال البخاري في "التاريخ الأوسط":(2/ 6، وهو المطبوع خطأً باسم الصغير) كان ابنُ عيينة يُضعفه، وقال النسائي: ليس بذلك القوي، وقد تابعه عبد الله بن الفضل في الرواية السالفة برقم (1888).

وأخرجه الدارمي (2190)، والطحاوي 3/ 11 و 4/ 366، والطبراني (10747)، والدارقطني 3/ 242 من طرق عن عُبيد الله بنِ عبد الله بن موهب، بهذا الإسناد. وانظر (1888).

ص: 283

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ الْجِنُّ يَسْمَعُونَ الْوَحْيَ فَيَسْتَمِعُونَ الْكَلِمَةَ فَيَزِيدُونَ فِيهَا عَشْرًا، فَيَكُونُ مَا سَمِعُوا حَقًّا، وَمَا زَادُوهُ بَاطِلًا، وَكَانَتِ النُّجُومُ لَا يُرْمَى بِهَا قَبْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَانَ أَحَدُهُمْ لَا يَأْتِي مَقْعَدَهُ إِلا رُمِيَ بِشِهَابٍ يُحْرِقُ مَا أَصَابَ، فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى إِبْلِيسَ، فَقَالَ: مَا هَذَا إِلا مِنْ أَمْرٍ قَدْ حَدَثَ. فَبَثَّ جُنُودَهُ، فَإِذَا هُمْ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بَيْنَ جَبَلَيْ نَخْلَةَ، فَأَتَوْهُ فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: هَذَا الْحَدَثُ الَّذِي حَدَثَ فِي الْأَرْضِ (1).

2483 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعِجْلِيُّ - وَكَانَتْ لَهُ هَيْئَةٌ، رَأَيْنَاهُ عِنْدَ حَسَنٍ -، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ إِنَّا نَسْأَلُكَ عَنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ، فَإِنْ أَنْبَأْتَنَا بِهِنَّ، عَرَفْنَا أَنَّكَ نَبِيٌّ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل -وهو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي- سماعه من جده أبى إسحاق في غاية الإتقان للزومه إياه وكان خِصِّيصاً به، واسم أبى إسحاق: عمرو بن عبد الله.

وأخرجه الترمذي (3324)، والطبراني (12431) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، والنسائي في "الكبرى"(11626) من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.

وأخرجه أبو يعلى (2502) من طريق زكريا بن أبي زائدة، وبنحوه البيهقي في "الدلائل" 2/ 239 - 240 من طريق يونس بن أبى إسحاق، كلاهما عن أبى إسحاق، به.

وأخرجه مطولاً بنحوه أبو نعيم في "الدلائل"(177) من طريق محمد بن فضيل، والبيهقي كذلك 2/ 240 - 241 من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وسيأتي الحديث برقم (2977)، وانظر (2271).

ص: 284

وَاتَّبَعْنَاكَ. فَأَخَذَ عَلَيْهِمْ مَا أَخَذَ إِسْرَائِيلُ عَلَى بَنِيهِ، إِذْ قَالُوا: اللهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ. قَالَ: " هَاتُوا " قَالُوا: أَخْبِرْنَا عَنْ عَلامَةِ النَّبِيِّ. قَالَ: " تَنَامُ عَيْنَاهُ، وَلا يَنَامُ قَلْبُهُ " قَالُوا: أَخْبِرْنَا كَيْفَ تُؤَنِّثُ الْمَرْأَةُ وَكَيْفَ تُذْكِرُ؟ قَالَ: " يَلْتَقِي الْمَاءَانِ، فَإِذَا عَلَا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ أَذْكَرَتْ، وَإِذَا عَلَا مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ آنَثَتْ " قَالُوا: أَخْبِرْنَا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ؟ قَالَ: " كَانَ يَشْتَكِي عِرْقَ النَّسَا، فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يُلائِمُهُ إِلا أَلْبَانَ كَذَا وَكَذَا - قَالَ أَبِي: " قَالَ بَعْضُهُمْ: يَعْنِي الْإِبِلَ - فَحَرَّمَ لُحُومَهَا " قَالُوا: صَدَقْتَ. قَالُوا: أَخْبِرْنَا مَا هَذَا الرَّعْدُ؟ قَالَ: " مَلَكٌ مِنْ مَلائِكَةِ اللهِ عز وجل مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ، بِيَدِهِ - أَوْ فِي يَدِهِ - مِخْرَاقٌ مِنْ نَارٍ، يَزْجُرُ بِهِ السَّحَابَ، يَسُوقُهُ حَيْثُ أَمَرَ اللهُ " قَالُوا: فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِي نَسْمَعُ؟ قَالَ: " صَوْتُهُ " قَالُوا: صَدَقْتَ، إِنَّمَا بَقِيَتْ وَاحِدَةٌ وَهِيَ الَّتِي نُبَايِعُكَ إِنْ أَخْبَرْتَنَا بِهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ إِلا لَهُ مَلَكٌ يَأْتِيهِ بِالْخَبَرِ، فَأَخْبِرْنَا مَنْ صَاحِبكَ؟ قَالَ:" جِبْرِيلُ عليه السلام " قَالُوا: جِبْرِيلُ ذَاكَ الَّذِي يَنْزِلُ بِالْحَرْبِ وَالْقِتَالِ وَالْعَذَابِ عَدُوُّنَا، لَوْ قُلْتَ: مِيكَائِيلَ الَّذِي يَنْزِلُ بِالرَّحْمَةِ وَالنَّبَاتِ وَالْقَطْرِ، لَكَانَ. فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ} إِلَى آخِرِ الْآيَةَ [البقرة: 97](1).

(1) حديث حسن دونَ قصة الرعد، فقد تفرَّد بها بُكيرُ بنُ شهاب، وهو لم يرو عنه سوى اثنينِ، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال الذهبي في "الميزان": عراقي صدوق، وقد تُوبع على حديثه هذا -فيما سيأتي برقم (2514) - سوى قصة الرعد، فهي منكرة، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غيرَ عبد الله بن الوليد العجلي، فقد روى له الترمذي والنسائي، وهو ثقة.

ص: 285

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسير آل عمران (952) عن أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، عن أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد. وهو عنده مختصر بقصة ما حرَّم إسرائيلُ على نفسه فقط، وقال فيه:"ألبان الأُتن"، وذكر محقق الكتاب أنه كتب فوقَ هذا اللفظ في أصله: كذا وجاء في رواية الطبري بلفظ "ألبان الإبل" وهو الأصح.

وأخرجه الترمذي (3117)، والنسائي في "الكبرى"(9072)، والطبراني (12429)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 304 - 305 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن عبد الله بن الوليد العجلي، به. وهو عند الترمذي مختصر بقصة الرعد وما حرم إسرائيل على نفسه، ولفظه في قصة إسرائيل عند هؤلاء:"فلم يجد شيئاً يلائمه إلا لحوم الإبل وألبانها، فلذلك حرَّمها"، وقال الترمذي: حسن غريب، وقال أبو نعيم: غريب من حديث سعيد، تفرد به بكير.

وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 114 فقال: قال لي أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن الوليد

فذكر قصة ما حرم إسرائيل على نفسه. ثم قال: وقال الثوري: عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قوله: قال أبو عبد الله (يعني البخاري): حدثناه محمد بن يوسف، وغير واحد عن سفيان.

ومن هذا الوجه أخرجه عبد الرزاق في "التفسير" 1/ 126، ومن طريقه الطبري 4/ 4 عن سفيان الثوري، وابن أبي حاتم (953) من طريق الأعمش وسفيان، كلاهما عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان إسرائيل أخذه عرقُ النَّسَا، فكان يَبيتُ له زُقَاءٌ فجعل لله عليه إنْ شفاه أن لا يأكل العروقَ، فأنزل الله تعالى:{كُلُّ الطَّعَامِ كان حِلاًّ لِبَني إِسرائيلَ إلا ما حَرَّمَ إسرائيلُ على نَفْسِهِ} ، قال سفيان: له زُقاء، قال: صِياح. هذا لفظ عبد الرزاق.

وأخرجه بنحوه الطبري 4/ 5 من طريق سفيان والأعمش، به، وفيه أنه حرم العروق ولحوم الإبل.

قال الطبري بعدما ذكر في ذلك عدة أقوال: وأَوْلى هذه الأقوال بالصواب قولُ ابن عباس الذي رواه الأعمش عن حبيب عن سعيد عنه: أن ذلك العروق ولحوم الإِبل، لأن اليهود مجمعة إلى اليوم على ذلك من تحريمهما، كما كان عليه من ذلك أوائلها. =

ص: 286

2484 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ عِلْبَاءَ بْنِ أَحْمَرَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَحَضَرَ النَّحْرُ، فَذَبَحْنَا الْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ، وَالْبَعِيرَ عَنْ عَشْرَةٍ (1).

= قلنا: ويشهد لقوله: "تنام عيناه ولا ينام قلبه" ما تقدم برقم (1911).

ولقصة كيف تؤنث المرأة وكيف تذكر حديثُ ثوبان عند مسلم (315).

ولقصة جبريل حديثُ أنس عند أحمد 3/ 108، والبخاري (4480)، وانظر "تفسير الطبري" 1/ 433 - 435.

قوله: "كيف تؤنث"، قال السندي: من آنَثَت المرأة بالمد إيناثاً: إذا وَلَدت أنثى، وتُذكِر: من أَذكرت: إذا وَلَدت ذكراً.

وعرق النَّسا: النَّسا، بوزن العصا: عرقٌ يخرج من الوَرِك فيستبطن الفخذ، ثم يمرُّ بالعرقوب حتى يبلغ الكعب.

والمِخراق، قال السندي: بكسر ميم وإعجام خاء: المنديل يُلف ليُضرب به.

(1)

رجاله ثقات رجال الصحيح غير الحسن بن يحيى، فقد ترجم له الحسيني في "الإكمال" (165) فقال: الحسن بن يحيى المروزي، عن ابن المبارك والفضل بن موسى والنضر بن شميل، وعنه أحمد وغيره، فيه نظر، قلنا: هو متابَع، والحسين بن واقد -وإن احتج به مسلم وعلَّق له البخاري- عنده بعض ما يُنكر، وقد تفرد برواية حديث ابن عباس هذا، قال البيهقي: حديث عكرمة يتفرد به الحسين بن واقد عن علباء بن أحمر، وحديث جابر أصحُّ منه. قلنا: وحديث جابر هذا أخرجه أحمد 3/ 293 - 294، ومسلم (1318) وغيرهما، قال: نحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عامَ الحديبية البَدَنةَ عن سبعة، والبقرةَ عن سبعة.

وأخرجه ابن ماجه (3131) عن هدية بن عبد الوهاب، والترمذي (905) و (1501)، وابن خزيمة (2908)، وابن حبان (4007)، والطبراني (11929) من طريق حسين بن حريث، والنسائي 7/ 222 عن محمد بن عبد العزيز بن غزوان، =

ص: 287

2485 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى وَالطَّالَقَانِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي يَلْتَفِتُ يَمِينًا وَشِمَالًا، لَا يَلْوِي عُنُقَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ (1).

= والبيهقي 5/ 235 - 236، والبغوي (1132) من طريق عبد الرحيم بن منيب، أربعتهم عن الفضل بن موسى، بهذا الإسناد. وعند ابن حبان وحده "وفي البعير سبعة أو عشرة" على الشك.

وأخرجه الحاكم 4/ 230 من طريق علي بن الحسن بن شقيق، عن الحسين بن واقد، عن عكرمة، به. بإسقاط علباء بن أحمر، وصححه على شرط البخاري ووافقه الذهبي!

قال الترمذي بعدما خَرَّج حديث جابر الذي ذكرناه آنفاً: والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم، وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق، وقال إسحاق: يُجزئ أيضاً البعيرُ عن عشرة، واحتجَّ بحديث ابن عباس.

(1)

إسناده صحيح. الطالقاني: هو إبراهيم بن إسحاق.

وأخرجه أبو يعلى (2592) عن زهير بن حرب، عن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود في رواية أبي الطيب ابن الأُشْناني كما في "التحفة" 5/ 117، والترمذي (587)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 9، وفي "الكبرى"(529)، وابن خزيمة (485) و (871)، وابن حبان (2288)، والدارقطني 2/ 83، والحاكم 1/ 236 - 237 و 256، والبيهقي 2/ 13، والبغوي (737)، والحازمي في "الاعتبار" ص 64 من طرق عن الفضل بن موسى، به. قال الترمذي: هذا حديث غريب! وصححه الحاكم على شرط البخاري ووافقه الذهبي.

وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (3269) عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن شيخ من أهل =

ص: 288

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= المدينة يقال له: أبو علي، عن عكرمة، به. وسيأتي الحديث برقم (2791)، وانظر الحديث الآتي برقم (2486).

قال ابن القطان في "كتابه" فيما ذكره الزيلعي في "نصب الراية" 2/ 90: هذا حديث صحيح، وإن كان غريباً لا يُعْرَفُ إلا من هذه الطريق، فإنَّ عبدَ الله بن سعيد وثورَ بن زيد ثقتان، وعكرمة احتجَّ به البخاري، فالحديثُ صحيح، والله أعلم.

قال الحازمي: وقد ذهب بعضُ أهل العلم إلى هذا، وقال: لا بأس بالالتفات في الصلاة ما لم يَلْوِ عنقه، وإليه ذهب عطاء ومالك وأبو حنيفة وأصحابُه والأوزاعي وأهل الكوفة.

ثم ساق حديثَ سهل بن الحنظلية قال: ثُوِّب بالصلاة، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي

وهو يلتفت إلى الشِّعب. قال أبو داود: وكان أرسل فارساً إلى الشعب من الليل يحرس.

ثم قال الحازمي: هذا حديث حسن، أخرجه أبو داود في "كتابه"(916)، وقال مَن ذهب إلى حديث ابن عباس: هذا الحديثُ لا يناقض الحديثَ الأول، لاحتمال أن الشِّعب كان في جهة القبلة، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يلتفت إليه ولا يلوي عنقه.

وذهب الحكمُ بنُ عتيبة إلى أنه من تأمَّل عن يمينه في الصلاة، أو عن شماله حتى يعرفه، فليست له صلاة.

وقد ذهب أكثر أهل العلم إلى كراهة ذلك، وهو الأَوْلى، لأن المقصودَ الأعظم في الصلاة الخشوعُ، ومع الالتفات لا يحصل هذا الغرضُ، وقال من ذهب إلى هذا القول: كان الالتفات جائزاً ثم نُسِخَ، فصار مكروهاً. ثم ذكر عمدتهم في ذلك، وهو ما رواه محمد بن سيرين عن أبي هريرة: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صَلَّى رفع بصره إلى السماء، فنزل:{الذين هم في صلاتهم خاشعون} .

وقال الشوكاني في "نيل الأوطار" 2/ 379 بعدما ذكر أحاديث في التنفير عن الالتفات: وأحاديثُ الباب تدلُّ على كراهة الالتفات في الصلاة، وهو قولُ الأكثر، والجمهور على أنها كراهة تنزيه ما لم يَبْلُغْ إلى حدِّ استدبار القبلة، والحكمة في التنفيرِ عنه ما فيه من نقص الخشوع، والإعراضِ عن الله تعالى، وعدمِ التصميم على مخالفة وسوسة الشيطان.

ص: 289

قَالَ الطَّالَقَانِيُّ: حَدَّثَنِي ثَوْرٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ (1)، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

مِثْلَهُ.

2486 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ (2) سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ عِكْرِمَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَلْحَظُ فِي صَلاتِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَلْوِيَ عُنُقَهُ (3).

2487 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ، فَلْيَصْبِرْ، فَإِنَّهُ مَنْ خَالَفَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ، فَمِيتَتُهُ جَاهِلِيَّةٌ "(4).

(1) في النسخ المطبوعة: "عن عكرمة، عن ابن عباس"، والصواب حذف عبارة "عن ابن عباس"، كما في عامة أصولنا الخطية، وكما أشار الحافظ في "أطراف المسند" 1/ 120.

(2)

تحرف في (م) إلى: عن.

(3)

هذا مرسل، وانظر ما قبله.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 42، وأبو داود في رواية ابن الأشناني كما في "التحفة" 5/ 117، والترمذي (588)، والدارقطني 2/ 83، والبيهقي 2/ 13 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. قال أبو داود: وهذا أصحُّ- يعني من حديث عكرمة عن ابن عباس!

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. الجعد أبو عثمان: هو الجعد بن دينار اليشكري، وأبو رجاء: هو عمران بن ملحان العُطارِدي.

وأخرجه مسلم (1849)(55)، وأبو عوانة 4/ 481 من طريق الحسن بن الربيع، بهذا الإسناد. =

ص: 290

2488 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ حَدَّثَ: أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَامَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ، فَخَرَجَ فَنَظَرَ فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ تَلا هَذِهِ الْآيَةَ الَّتِي فِي آلِ عِمْرَانَ {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} حَتَّى بَلَغَ:{سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 190 - 191]، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَيْتِ فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، ثُمَّ اضْطَجَعَ، ثُمَّ رَجَعَ أَيْضًا فَنَظَرَ فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ، ثُمَّ رَجَعَ فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، ثُمَّ اضْطَجَعَ، ثُمَّ رَجَعَ أَيْضًا فَنَظَرَ فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ، ثُمَّ رَجَعَ فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى (1).

= وأخرجه الدارمي (2519)، وابنُ أبي عاصم في "السنة"(1101)، والبخاري (7054) و (7143)، وأبو يعلى (2347)، وأبو عَوانة 4/ 481، والطبراني (12759)، والبيهقي في "السنن" 8/ 157، وفي "شعب الإيمان"(7497)، والبغوي (2458) من طرق عن حماد بن زيد، به. ورواية ابن أبي عاصم مختصرة. وسيأتي الحديث برقم (2702) و (2825) و (2826).

قوله: "فمِيتته جاهلية"، قال الحافظ فى "الفتح" 13/ 7: المراد بالمِيتَة الجاهلية -وهي بكسر الميم-: حالةُ الموت كموتِ أهلِ الجاهلية على ضلال وليس له إمام مطاع، لأنهم كانوا لا يعرفون ذلك، وليس المرادُ أنه يموت كافراً، بل يموتُ عاصياً، ويحتمل أن يكونَ التشبيه على ظاهره، ومعناه أنه يموتُ مثلَ موتِ الجاهلي وإن لم يكن هو جاهلياً، أو أن ذلك وَرَدَ موردَ الزجرِ والتنفيرِ وظاهره غيرُ مراد.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن مسلم العبدي، فمن رجال مسلم. أبو المتوكل: هو علي بن داود، ويقال: ابن دؤاد =

ص: 291

2489 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي (1) هَاشِمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ - أَوْ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، شَكَّ مَنْصُورٌ - عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَالَ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ " قَالَ: " اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ "(2).

قَالَ: وَقَالَ مَنْصُورٌ: وَحَدَّثَنِي عَوْنٌ، عَنْ أَخِيهِ عُبَيْدِ اللهِ بِهَذَا (3).

= الناجي البصري.

وأخرجه مسلم (256) عن عبد بن حميد، عن أبي نعيم، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (3276)، وانظر (2164) و (3541).

(1)

تحرفت في (م) إلى: ابن.

(2)

صحيح، وقد تقدم برقم (2440).

حجاج: كذا جاء غير منسوب عن أحمد، ولم نتبينه، ونسبه الحافظ في "الأطراف" 1/ ورقة 109 فقال: حجاج بن أرطاة، وقال الشيخ أحمد شاكر: وحجاج لم أعرف من هو في هذا الإسناد، ومن المحتمل أن يكون حجاجَ بنَ أرطاة أو حجاجَ بن دينار، وكلاهما -فيما أرى- متأخرٌ عن أن يُدرك سعيد بن جبير، بل هما متأخران عن منصور، يرويان عنه، وقد ورد كثيراً روايةُ الأكابر عن الأصاغر، ولكن روايتهما عن سعيد بن جبير تكون منقطعة. قلنا: وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن عباد -وهو ابن شيبان الأنصاري- فمن رجال مسلم. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو هاشم: هو يحيى بن دينار الرماني.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو موصول بالإسناد الأول. عون: هو ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، وأخوه عبيد الله تابعي معروف سمع من ابن عباس وغيره من الصحابة.

ص: 292

2490 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُرِيدَ عَلَى ابْنَةِ حَمْزَةَ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا فَقَالَ: " إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، وَإِنَّهُ يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ "(1).

2491 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن بكر: هو ابن حبيب السهمي، وسعيد: هو ابن أبي عروبة، وهو أثبتُ الناسِ في قتادة. وسيتكرر برقم (3144)، وتقدم مختصراً برقم (1952).

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 287، وعنه مسلم (1447)(13) عن علي بن مسهر، وابن ماجه (1938) من طريق خالد بن الحارث، والنسائي 6/ 100 من طريق محمد بن سواء، ومحمد بن نصر المروزي في "السنة"(298)، والطبراني (12822) من طريق يزيد بن زريع، أربعتهم عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده.

وقوله: "يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب" أخرجه الطبراني (11968) من طريق خالد الحذاء، والنسائي في "الكبرى"(5441) من طريق سماك، كلاهما عن عكرمة، عن ابن عباس.

وأخرجه بنحوه النسائي (5442) من طريق عبد الأعلى الثعلبي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.

وأخرجه النسائي أيضاً (5443) من طريق أبي العلاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، موقوفاً عليه.

وفي الباب عن علي تقدم في مسنده برقم (1096).

وعن عائشة وسيأتي في مسندها 6/ 44.

ص: 293

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ عَلِيًّا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي ابْنَةِ حَمْزَةَ، وَذَكَرَ مِنْ جَمَالِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ "، ثُمَّ قَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللهَ عز وجل حَرَّمَ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا حَرَّمَ مِنَ النَّسَبِ؟ "(1).

2492 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَتَزَوَّجَ الرَّجُلُ وَهُوَ مُحْرِمٌ، وَيَقُولُ: إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بِمَاءٍ يُقَالُ لَهُ: سَرِفُ، وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَلَمَّا قَضَى نَبِيُّ اللهِ حَجَّتَهُ، أَقْبَلَ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِذَلِكَ الْمَاءِ أَعْرَسَ بِهَا (2).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدعان.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5439) من طريق عبد الله بن بكر، والطبراني (10697) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.

قال النسائي: لم يسمعه سعيد عن علي بن زيد.

ثم ساقه (5440) عن قتيبة بن سعيد، عن غندر، عن سعيد، عن رجل، عن علي بن زيد، به. وانظر ما قبله.

قلنا: وقد تقدم هذا الحديث في مسند علي برقم (1096) عن وكيع، عن سفيان، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب قال: قال علي

فذكره. وانظر تخريجه هناك.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري، وعبد الله بن بكر -وهو ابن حبيب السهمي- سمع من سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط صرح بذلك أحمد نقله عنه ابن رجب في "شرح علل الترمذي" 2/ 566. =

ص: 294

2493 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَجُلٍ، وَفَخِذُهُ خَارِجَةٌ، فَقَالَ:" غَطِّ فَخِذَكَ، فَإِنَّ فَخِذَ الرَّجُلِ مِنْ عَوْرَتِهِ "(1).

2494 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ: أَيُّ الْقِرَاءَتَيْنِ كَانَتْ أَخِيرًا: قِرَاءَةُ عَبْدِ

= وأخرجه مختصراً النسائي 6/ 87 من طريق محمد بن سواء، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. ولفظه: تزوج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ميمونة بنت الحارث وهو محرم بسرفَ. وانظر (2200).

(1)

حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، أبو يحيى القتات قال أحمد: روى عنه إسرائيل أحاديثَ كثيرة مناكيرَ جداً، وقال الحافظ في "التقريب": لينُ الحديث.

وأخرجه البيهقي 2/ 228 من طريق محمد بن سابق، بهذا الإسناد. مختصراً بلفظ:"الفخذ عورة".

وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 119، وعبد بن حميد (640)، والترمذي (2796)، وأبو يعلى (2547)، والطحاوي 1/ 474، والحاكم 4/ 181 من طرق عن إسرائيل، به.

وليس فيه عند الطحاوي قوله: "غط فخذك"، وهو عند ابن أبي شيبة والترمذي مختصر كالبيهقي، وقال الترمذي (فيما نقله المزي في "التحفة" 5/ 228، وليس هو في المطبوع من السنن): حسن غريب.

وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وجرهد الأسلمي ومحمد بن عبد الله بن جحش، وهي عند أحمد في "المسند" على التوالي 2/ 187 و 3/ 478 و 5/ 290، وهذه الأحاديث -وإن كان في أسانيدها مقال- يشدُّ بعضها بعضاً، فتقوى.

وفي الباب أيضاً عن علي سلف برقم (1249).

ص: 295

اللهِ، أَوْ قِرَاءَةُ زَيْدٍ؟ " قَالَ: قُلْنَا: قِرَاءَةُ زَيْدٍ. قَالَ: لَا، إِنَّ (1) رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَعْرِضُ الْقُرْآنَ عَلَى جَبْرَيلَ كُلَّ عَامٍ مَرَّةً، فَلَمَّا كَانَ فِي الْعَامِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ عَرَضَهُ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ، وَكَانَتْ آخِرَ الْقِرَاءَةِ قِرَاءَةُ عَبْدِ اللهِ (2).

2495 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ:{الم غُلِبَتِ الرُّومُ} قَالَ: غُلِبَتْ وَغَلَبَتْ، قَالَ: كَانَ الْمُشْرِكُونَ يُحِبُّونَ أَنْ تَظْهَرَ فَارِسُ عَلَى الرُّومِ، لِأَنَّهُمْ أَهْلُ أَوْثَانٍ، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يُحِبُّونَ أَنْ تَظْهَرَ الرُّومُ عَلَى فَارِسَ، لِأَنَّهُمْ أَهْلُ كِتَابٍ، فَذَكَرُوهُ لِأَبِي بَكْرٍ، فَذَكَرَهُ أَبُو بَكْرٍ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَمَا إِنَّهُمْ سَيَغْلِبُونَ " قَالَ: فَذَكَرَهُ أَبُو بَكْرٍ لَهُمْ، فَقَالُوا: اجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ أَجَلًا، فَإِنْ ظَهَرْنَا، كَانَ لَنَا كَذَا وَكَذَا، وَإِنْ ظَهَرْتُمْ، كَانَ لَكُمْ كَذَا وَكَذَا. فَجَعَلَ أَجَلًا خَمْسَ سِنِينَ، فَلَمْ يَظْهَرُوا، فَذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ

(1) في (م) و (ق) و (ص): لا، إلا أن.

(2)

صحيح، وهذا إسناد ضعيف، إبراهيم بن مهاجر لين الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه البزار (2683 - كشف الأستار)، والحاكم 2/ 230 من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي!! وسيأتي برقم (2999).

وسيأتي الحديث بإسناد صحيح برقم (3422) عن أبي ظبيان، عن ابن عباس.

وقصة عرض القرآن على جبريل تقدمت برقم (2042) من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس.

عبد الله: هو ابن مسعود الهُذَلي، وزيد: هو ابن ثابت الأنصاري.

ص: 296

لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" أَلا جَعَلْتَهَا إِلَى دُونَ؛ قَالَ: أُرَاهُ قَالَ: الْعَشْرِ؟ " - قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: الْبِضْعُ: مَا دُونَ الْعَشْرِ - ثُمَّ ظَهَرَتِ الرُّومُ بَعْدُ، قَالَ: فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {الم غُلِبَتِ الرُّومُ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ} [الروم: 4] قَالَ: يَفْرَحُونَ {بِنَصْرِ اللهِ} (1).

2496 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ خُثَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ ذَكْوَانُ حَاجِبُ عَائِشَةَ:

(1) إِسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إِسحاق: هو إِبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري.

وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد"(115)، والترمذي (3193)، والنسائي في "الكبرى"(11389)، وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" 6/ 304، والطبراني (12377/ 2)، والحاكم 2/ 410، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 330 - 331 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن غريب، وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.

وأخرجه البخاري في "أفعال العباد"(116)، والطبري 21/ 16 - 17 من طريق أبي سعيد محمد بن أسعد التغلبي، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 331 من طريق أبي صالح محبوب بن موسى، كلاهما عن أبي إِسحاق الفزاري، به. ومحمد بن أسعد التغلبي لين، لكنه متابَع.

وأخرجه مختصراً الترمذي (3191)، والطبري 21/ 17 من طريق ابن شهاب الزهري، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، عن ابنِ عباس. قال الترمذي: غريب من حديث الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس. وسيتكرر الحديث برقم (2769).

وفي الباب عن عبد الله بن مسعود عند الطبري 21/ 20.

وعن البراء بن عازب عند ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" 6/ 305.

وعن نيار بن مُكرم الأسلمي عند الترمذي (3194)، وقال: صحيح حسن غريب.

ص: 297

أَنَّهُ جَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَى عَائِشَةَ، فَجِئْتُ، وَعِنْدَ رَأْسِهَا ابْنُ أَخِيهَا عَبْدُ اللهِ بِنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقُلْتُ: هَذَا ابْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَأْذِنُ. فَأَكَبَّ عَلَيْهَا ابْنُ أَخِيهَا عَبْدُ اللهِ، فَقَالَ: هَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَأْذِنُ. وَهِيَ تَمُوتُ، فَقَالَتْ: دَعْنِي مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ. فَقَالَ: يَا أُمَّتَاهُ، إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ مِنْ صَالِحِي بَنِيكِ، لِيُسَلِّمْ عَلَيْكِ، وَيُوَدِّعْكِ. فَقَالَتْ: ائْذَنْ لَهُ إِنْ شِئْتَ.

قَالَ: فَأَدْخَلْتُهُ، فَلَمَّا جَلَسَ، قَالَ: أَبْشِرِي. فَقَالَتْ: أَيْضًا! فَقَالَ: مَا بَيْنَكِ وَبَيْنَ أَنْ تَلْقَيْ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم وَالْأَحِبَّةَ، إِلا أَنْ تَخْرُجَ الرُّوحُ مِنَ الجَسَدِ، كُنْتِ أَحَبَّ نِسَاءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى رَسُولِ اللهِ، وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ يُحِبُّ إِلا طَيِّبًا، وَسَقَطَتْ قِلادَتُكِ لَيْلَةَ الْأَبْوَاءِ، فَأَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى يُصْبِحَ فِي الْمَنْزِلِ، وَأَصْبَحَ النَّاسُ لَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل: أَن تَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا، فَكَانَ ذَلِكَ فِي سَبَبِكِ وَمَا أَنْزَلَ اللهُ عز وجل لِهَذِهِ الْأُمَّةِ مِنَ الرُّخْصَةِ، وَأَنْزَلَ اللهُ بَرَاءَتَكِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ، جَاءَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ، فَأَصْبَحَ لَيْسَ لِلَّهِ مَسْجِدٌ مِنْ مَسَاجِدِ اللهِ يُذْكَرُ فِيهِ اللهُ، إِلا يُتْلَى فِيهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ. فَقَالَتْ: دَعْنِي مِنْكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (1).

(1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن خُثيم -وهو عبد الله بن عثمان بن خثيم- فمن رجال مسلم، وهو صدوق. زائدة: هو ابن قدامة.

وأخرجه الطبراني (10783) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 8/ 75، وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 27 - 28 من =

ص: 298

2497 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: قَالَ لَهَا ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّمَا سُمِّيتِ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ لِتَسْعَدِي، وَإِنَّهُ لاسْمُكِ قَبْلَ أَنْ تُولَدِي (1).

2498 -

حَدَّثَنَا (2) مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، قَالَ: اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ،

= طريق زهير بن معاوية، وأبو يعلى (2648) من طريق بشر بن المفضل، كلاهما عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به. ورواية الدارمي مختصرة.

والحديث سيأتي برقم (3262) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن خثيم، به. وتقدم برقم (1905) عن سفيان، عن معمر، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به لم يذكر فيه ذكوان حاجب عائشة.

الأبواء: قرية من أعمال الفُرْع من المدينة، بينها وبين الجُحفة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلاً.

قال الحافظ في "الفتح" 8/ 484: وفي هذه القصة دلالةٌ على سَعَةِ علمِ ابن عباس، وعظيمِ منزلته بَيْنَ الصحابة والتابعين، وتواضع عائشة وفضلها وتشديدها في أمرِ دينها، وأن الصحابة كانوا لا يدخلون على أُمَّهاتِ المؤمنين إلا بإذن، ومَشُورة الصغير على الكبير إذا رآه عَدَل إلى ما الأَوْلى خلافُه، والتنبيه على رعاية جانب الأكابر من أهل العلم والدِّين، وأن لا يترك ما يَستحقُّونَه من ذلك لمعارض دون ذلك في المصلحة.

(1)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (1906).

(2)

وقع في أول هذا الإسناد في النسخ المطبوعة: "حدثنا سفيان، عن ليث، حدثنا معاوية

" وهو خطأ، والصواب حذف "حدثنا سفيان، عن ليث" كما في أصولنا الخطية.

ص: 299

وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ " (1).

2499 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ - هُوَ ابْنُ عَمْرٍو -، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ (2)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالْمُزَفَّتِ وَالنَّقِيرِ، وَأَنْ يُخْلَطَ الْبَلَحُ وَالزَّهْوُ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ قيس بن سعد فمن رجال مسلم. معاوية: هو ابن عمرو الأزدي، وهشام: هو ابن حسان.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 246 - 247، وعبد بن حميد (635)، ومسلم (478)، وأبو عوانة 2/ 177، وابن حبان (1906)، والبيهقي 2/ 94 من طريق هشيم، وعبد بن حميد (628)، والنسائي 2/ 198، وأبو عوانة 2/ 176، والبيهقي 2/ 94 من طريق سعيد بن عامر، ومسلم (478) من طريق حفص بن غياث، وأبو يعلى (2538) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وأبو عوانة 2/ 177، والطحاوى 1/ 239 من طريق عثمان بن عمر، والطبراني (11347) من طريق زائدة بن قدامة، سِتَّتهم عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد. زاد هشيم في حديثه:"أهل الثناء والمجد، لا مانعَ لما أعطيتَ، ولا معطيَ لما منعتَ، ولا ينفع ذا الجَدِّ منك الجدُّ". وسيأتي الحديث برقم (3498)، وانظر (2440).

(2)

تحرف في (م) إلى: عمر.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 122، ومسلم (1995)(41)، والنسائي 8/ 289 و 290 - 291 من طريق محمد بن فضيل، والنسائي 8/ 289 من طريق جرير بن عبد الحميد، و 8/ 291 من طريق عبد الرحيم بن سليمان، ثلاثتهم عن حبيب بن أبي عمرة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2650) و (2771) و (3110)، وانظر (1961) و (2020) و (2607) و (3300).

وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، انظر "المسند" 2/ 46 و 445 و 3/ 3 و 134 و 294 و 5/ 295.

ص: 300

2500 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ (1)، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ الْفَتْحُ فِي ثَلاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ (2).

2501 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَذَكَرُوا الدَّجَّالَ، فَقَالُوا: إِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: ك ف ر. قَالَ: مَا تَقُولُونَ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: ك ف ر. قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمْ أَسْمَعْهُ قَالَ ذَلِكَ، وَلَكِنْ قَالَ:" أَمَّا إِبْرَاهِيمُ عليه السلام فَانْظُرُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ، وَأَمَّا مُوسَى عليه السلام، فَرَجُلٌ آدَمُ جَعْدٌ، عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ مَخْطُومٍ بِخُلْبَةٍ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ إِذَا انْحَدَرَ فِي الْوَادِي يُلَبِّي "(3).

(1) في (ظ 9) و (ظ 14): أبو معاوية، وكتب على لفظة "أبو" في (ظ 14): صح. قلنا: والصواب هنا "معاوية" دون لفظة "أبو"، كما في سائر أصولنا الخطية، وكما في "أطراف المسند" 1/ ورقة 117 و"إتحاف المهرة" 3/ ورقة 57، وهو معاوية بن عمرو الأزدي.

(2)

إسناده حسن، محمد بن أبي حفصة -وإن خرَّج له الشيخان- ينحطُّ عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري.

وأخرجه الحاكم 3/ 43 عن أبي بكر محمد بن أحمد بن النضر الأزدي، عن معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي البصري، نُسِب إلى جده، وابن عون: هو عبد الله بن عون بن =

ص: 301

2502 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: ذَكَرُوهُ - يَعْنِي الدَّجَّالَ - قَالَ: مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: ك ف ر. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ ذَاكَ، وَلَكِنْ قَالَ: " أَمَّا إِبْرَاهِيمُ عليه الصلاة والسلام، فَانْظُرُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ - قَالَ يَزِيدُ: يَعْنِي نَفْسَهُ، صلى الله عليه وسلم وَأَمَّا مُوسَى فَرَجُلٌ آدَمُ جَعْدٌ طُوَالٌ، عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ مَخْطُومٍ بِخُلْبَةٍ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، وَقَدِ انْحَدَرَ مِنَ الْوَادِي يُلَبِّي (1).

قَالَ أَبِي: قَالَ هُشَيْمٌ: الْخُلْبَةُ: اللِّيفُ.

2503 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، - قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: أَظُنُّهُ قَدْ رَفَعَهُ - قَالَ: أَمَرَ مُنَادِيًا، فَنَادَى فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ: أَنْ صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ (2).

= أرطبان البصري، ومجاهد: هو ابن جبر.

وأخرجه البخاري (1555) و (5913)، ومسلم (166)(270)، والبيهقي 5/ 176 من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد. والحديث عند البخاري في الموضع الأول مختصر لم يذكر فيه إبراهيم عليه السلام.

وأخرجه البخاري (3355) من طريق النضر بن شميل، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ ورقة 110 من طريق أزهر بن سعد، والبيهقي 5/ 176 من طريق معاذ، ثلاثتهم عن عبد الله بن عون، به. وسيأتي برقم (2502)، وانظر ما تقدم برقم (1854)، وما سيأتي برقم (2697).

قوله: "صاحبكم"، المراد به نفسه صلى الله عليه وسلم. والخُلْبة: واحدة الخُلْب، وهو اللِّيف، وقد يُسمى الحبلُ نفسُه خلبة. والجعد: تقدم تفسيره عند الحديث رقم (2197).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون. وانظر ما قبله.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. =

ص: 302

2504 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ -يَعْنِي ابْنَ نَافِعٍ -، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ مَاتَتْ شَاةٌ فِي بَعْضِ بُيُوتِ نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ عليه الصلاة والسلام:" أَلَا انْتَفَعْتُمْ بِمَسْكِهَا؟ "(1).

2505 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ - يَعْنِي ابْنَ نَافِعٍ -، عَنْ وَهْبِ بْنِ

= وأخرجه الطبراني (12872) من طريق النضر بن شميل، عن ابن عون، بهذا الإسناد، ورفعه من غير شك.

وأخرج البخاري (616) و (668) و (901)، ومسلم (699)، وأبو داود (1066)، وابن ماجه (939) من طريق عبد الله بن الحارث أن ابن عباس قال لمؤذنه في يوم مَطير: إذا قلتَ: أشهد أن محمداً رسولُ الله، فلا تقل: حيَّ على الصلاة، قل: صَلُّوا في بيوتكم. فكأن الناس استنكروا، قال: فَعَلَه من هو خيرٌ مني، إن الجمعة عَزْمة وإني كرهتُ أن أُحرجكم فتمشون في الطين والدَّحْض. والدحض: هو الزلق.

وأخرج ابن ماجه (938) من طريق عباد بن منصور، عن عطاء، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في يوم جمعة، يوم مطر:"صَلُّوا في رحالكم".

وفي الباب عن ابن عمر عند أحمد 2/ 10، والبخاري (632)، ومسلم (697).

وعن والد أبي المليح الهذلي عندَ أبي داود (1057) و (1059)، وابن ماجه (936)، والنسائي 2/ 111.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عطاء: هو ابنُ أبي رباح.

وأخرجه بنحوه الحميديُّ (491)، ومسلم (363)(102)، والنسائي 7/ 172 - 173، والطحاوي 1/ 469، وأبو عوانة 1/ 211، والطبراني (11383)، والبيهقي 1/ 16 من طريق سفيان، وأبو عوانة 1/ 211 من طريق ابن جريج، والطبراني (11384) من طريق محمد بن مسلم، ثلاثتهم عن عمرو بن دينار، بهذا الإسناد. وسقط "عمرو بن دينار" من المطبوع من مسند الحميدي، فقد أخرجه البيهقي من طريقه، فذكره فيه. وانظر (2003).

ص: 303

مِينَاسٍ الْعَدَنِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَرَادَ السُّجُودَ بَعْدَ الرَّكْعَةِ يَقُولُ: " اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ "(1).

2506 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وُلِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَاسْتُنْبِئَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَخَرَجَ مُهَاجِرًا مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَتُوُفِّيَ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ وَرَفَعَ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ (2).

(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير وهب بن ميناس، فقد روى له أبو داود والنسائي، وروى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه الذهبي، وقال ابن القطان: مجهول الحال، وقال الحافظ في "التقريب": مستور، وقد توبع.

وأخرجه المزي في "التهذيب" 31/ 140 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 2/ 198، وأبو يعلى (2546) من طريق يحيى بن أبي بكير، به. وانظر (2440).

(2)

إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن لهيعة.

وأخرجه الطبراني (12984)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 233 و 234 من طريق عبد الله بن لهيعة، بهذا الإِسناد.

وفي الباب عن أبي قتادة عند مسلم (1162)(197) وفيه: وسئل عن صوم يوم الاثنين، قال:"ذاك يومٌ وُلِدْتُ فيه، ويوم بُعِثْتُ أو أنزِلَ عليَّ فيه".

وعن عائشة عند البخاري (1387) وفيه أن أبا بكر قال لها: في أي يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: يوم الاثنين.

ص: 304

2507 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَاتٍ وَاقِفًا، وَقَدْ أَرْدَفَ الْفَضْلَ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَوَقَفَ قَرِيبًا وَأَمَةٌ (1) خَلْفَهُ، فَجَعَلَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَفَطِنَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ يَصْرِفُ وَجْهَهُ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَيْسَ الْبِرُّ بِإِيجَافِ الْخَيْلِ وَلا الْإِبِلِ، فَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ ". قَالَ: ثُمَّ أَفَاضَ، قَالَ: فَمَا رَأَيْتُهَا رَافِعَةً يَدَهَا عَادِيَةً حَتَّى أَتَى جَمْعًا، قَالَ: فَلَمَّا وَقَفَ بِجَمْعٍ أَرْدَفَ أُسَامَةَ، ثُمَّ قَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الْبِرَّ لَيْسَ بِإِيجَافِ الْخَيْلِ وَالْإِبِلِ، فَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ " قَالَ: ثُمَّ أَفَاضَ، فَمَا رَأَيْتُهَا رَافِعَةً يَدَهَا عَادِيَةً، حَتَّى أَتَتْ مِنًى، فَأَتَانَا بِسَوَادٍ (2) ضَعْفَى بَنِي هَاشِمٍ عَلَى حُمُرَاتٍ لَهُمْ، فَجَعَلَ يَضْرِبُ أَفْخَاذَنَا وَيَقُولُ:" يَا بَنِيَّ، أَفِيضُوا، وَلا تَرْمُوا الْجَمْرَةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ "(3).

(1) في (ظ 9) و (ظ 14) وعلى هامش (س): وابنة له.

(2)

كذا في (ظ 9) و (ظ 14) وحاشية (س)، أي: بليلٍ، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: سواد، وفسرها السندي بقوله: الجماعة!

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ مِقْسَم، فقد روى له البخاري حديثاً واحداً، وحديثُه في السنن، وهو ثقة. عثمان بن محمد: هو ابن أبي شيبة وهو من أقران أحمد، وجرير: هو ابن عبد الحميد. وتقدم مختصراً برقم (2099)، وقصة رمي الجمار سترد برقم (3003) و (3006) و (3513).

وانظر الحديث رقم (562) من مسند علي، و (1805) من مسند الفضل بن عباس، و (2082) من مسند ابن عباس.

قوله: "بعرفات واقفاً، وقد أردف الفضل"، قال السندي: المشهور أنه أردف أسامة =

ص: 305

2508 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ بُكَيْرًا حَدَّثَهُ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ دَخَلَ الْبَيْتَ، وَجَدَ فِيهِ صُورَةَ إِبْرَاهِيمَ، وَصُورَةَ مَرْيَمَ، فَقَالَ:" أَمَّا هُمْ، فَقَدْ سَمِعُوا أَنَّ الْمَلائِكَةَ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ، هَذَا إِبْرَاهِيمُ مُصَوَّرًا، فَمَا بَالُهُ يَسْتَقْسِمُ؟! "(1).

= أولاً، ثم الفضل، ففي هذه الرواية تصحيف.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن وهب: هو عبد الله، وبكير: هو ابن عبد الله الأشج.

وأخرجه أبو يعلى (2429) عن هارون بن معروف، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (3351)، والنسائي في "الكبرى"(9772)، والطحاوي 4/ 282، وابن حبان (5858)، والطبراني (12171)، والبيهقي 5/ 158 من طرق عن عبد الله بن وهب، به.

وأخرجه الطبراني (12198) من طريق ابن لهيعة، عن بكير بن عبد الله، به. وانظر ما سيأتي برقم (3093) و (3455).

قوله: "أما هم"، قال السندي: أي: الأنبياء، أي: فكيف يرضون بصورهم موضوعة في البيت، أو قريش، أي: فكيف اجترؤوا على وضع هذه الصور في البيت.

وقوله: "يستقسم"، قال: كأنهم جعلوا صورته على وجه كان يستقسم، ومعلوم أن إبراهيم كان منه بريئاً، والاستقسامُ من جملة جاهليتهم، وهو المذكورُ في قوله تعالى:{وأَن تستَقْسِموا بالأَزلام} .

والاستقسام، قال ابن الأثير في "النهاية" 4/ 63: طلب القِسْم الذي قُسم له وقُدِّر، مما لم يُقسم ولم يُقدِّر، وكانوا إذا أراد أحدُهم سفراً أو تزويجاً، أو نحو ذلك من المَهامِّ ضَرَبَ بالأزلام، وهي القِداح، وكان على بعضها مكتوب: أَمرني ربي، وعلى الآخَر: نهاني ربي، وعلى الآخر غُفْل، فإن خرج "أمرني" مضى لشأنه، وإن خرج "نهاني" أمسك، وإن خرج الغُفْل، عاد فأجالَها، وضرب بها أخرى، إلى أن يخرج الأمرُ أو النهي.

ص: 306

* 2509 - حَدَّثَنَا هَارُونُ - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ - قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ مَاتَ ابْنٌ لَهُ بِقُدَيْدٍ، أَوْ بِعُسْفَانَ، فَقَالَ: يَا كُرَيْبُ، انْظُرْ مَا اجْتَمَعَ لَهُ مِنَ النَّاسِ. قَالَ: فَخَرَجْتُ، فَإِذَا نَاسٌ قَدِ اجْتَمَعُوا لَهُ، فَأَخْبَرْتُهُ، قَالَ: يَقُولُ: هُمْ أَرْبَعُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَخْرِجُوهُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ، فَيَقُومُ عَلَى جِنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا لَا يُشْرِكُونَ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا شَفَّعَهُمُ اللهُ فِيهِ "(1).

(1) إسناده جيد، أبو صخر -واسمه حميد بن زياد الخراط- من رجال مسلم، وهو صدوق، وشريك بن عبد الله بن أبي نمر -وإن روى له الشيخان- فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح.

وأخرجه مسلم (948)، والبيهقي في "الشعب"(9249) من طريق هارون بن معروف، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (948)، وأبو داود (3170)، والطحاوي في "مشكل الآثار"(271)، وابن حبان (3082)، والبيهقي في "السنن" 4/ 30، والبغوي (1505) من طرق عن ابن وهب، به.

وأخرجه ابن ماجه (1489)، والطبراني (12158) من طريق بكر بن سليم، عن حميد بن زياد الخراط، عن كريب، به. فأسقط من الإسناد شريكَ بن أبي نمر.

وفي الباب عن ميمونة عند أحمد 6/ 331 و 334 بإسناد محتمل للتحسين، ولفظه مرفوعاً:"ما من مسلم يُصلي عليه أُمَّة إلا شُفِّعوا فيه" قال أبو المليح -أحد رواته-: الأمة: أربعون إلى مئة فصاعداً.

وعن عائشة وأنس نحوه عند أحمد 3/ 266، ومسلم (947).

وعن أبي هريرة مرفوعاً "من صَلَّى عليه مئة من المسلمين غُفر له" أخرجه ابن ماجه =

ص: 307

2510 -

حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ - يَعْنِي الْخَطَّابِيَّ -، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا خَرَجَ فَتَبِعَهُ رَجُلانِ، وَرَجُلٌ يَتْلُوهُمَا، يَقُولُ: ارْجِعَا، قَالَ: فَرَجَعَا، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: إِنَّ هَذَيْنِ شَيْطَانَانِ، وَإِنِّي لَمْ أَزَلْ بِهِمَا حَتَّى رَدَدْتُهُمَا، فَإِذَا أَتَيْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَقْرِئْهُ السَّلامَ، وَأَعْلِمْهُ أَنَّا فِي جَمْعِ صَدَقَاتِنَا، وَلَوْ كَانَتْ تَصْلُحُ لَهُ، لَأَرْسَلْنَا بِهَا إِلَيْهِ. قَالَ: " فَنَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ عَنِ الْخَلْوَةِ (1).

= (1488)، قال في "الزوائد": إسناده صحيح.

قُديد: موضع شمال مكة يبعد عنها مئة ميلٍ تقريباً، وعُسْفان: على ستة وثلايين ميلاً شمال مكة.

(1)

إسناده حسن، عبد الجبار بن محمد الخطابي روى عنه جماعة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، قال الحافظ في "التعجيل" ص 244: وإنما عُرف بالخطابي، لأن عبد الحميد جدَّه هو أبو عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، وقد تُوبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. عبيد الله بن عمرو: هو ابن أبي الوليد الجزري الرقي، وعبد الكريم: هو ابن مالك الجزري.

وأخرجه أبو يعلى (2589) عن هاشم بن الحارث، والحاكم 2/ 102 من طريق عبد الله بن محمد النفيلي، كلاهما عن عبيد الله بن عمرو الرقي، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط البخاري، ووافقه الذهبي.

وسيأتي برقم (2719) عن زكريا بن عدي، عن عبيد الله بن عمرو، به.

قوله: "فقال له"، قال السندي: أي: فقال الذي تلاهما للخارج.

وقال الشيخ أحمد شاكر: من الواضح أن الذي أمر الشيطانين بالرجوع كان من مؤمني =

ص: 308

2511 -

حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، قَالَ: مَا أَدْرَكْنَا أَحَدًا أَقْوَمَ بِقَوْلِ الشِّيعَةِ مِنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ (1).

2512 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ - يَعْنِي الْخَطَّابِيَّ -، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو -، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ثَمَنُ الْكَلْبِ خَبِيثٌ " قَالَ: " فَإِذَا جَاءَكَ يَطْلُبُ ثَمَنَ الْكَلْبِ، فَامْلَأ كَفَّيْهِ تُرَابًا "(2).

= الجن، ولذلك كانت صدقاتهم لا تصلح للناس، إذ لم تكن من مادتهم التي يرون والتي يعرفون.

(1)

هذا أثر عن المسعودي: وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، وعدي بن ثابت: هو الأنصاري الكوفي، وثقه أحمد والعجلي والنسائي، وقال أبو حاتم: صدوق، وكان إمامَ مسجد الشيعة وقاصَّهم، وقال ابن معين: شيعي مفرط، وقال الدارقطني: ثقة إلا أنه كان غالياً في التشيُّع، وقال أحمد: ثقة إلا أنه كان يتشيع، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مات في ولاية خالد (يعني القَسْري) على العراق، وقال ابن قانع: مات سنة ست عشرة ومئة أبو قَطَن: هو نُسير بن ذُعْلوق.

(2)

إسناده صحيح، مَن فوق عبد الجبار بن محمد ثقات من رجال الشيخين غير قيس بن حبتر، فقد روى له أبو داود وهو ثقة. عبد الكريم: هو ابن مالك الجَزَري.

وأخرجه أبو يعلى (2600) عن زهير بن حرب، عن عبد الجبار الخطابي، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه أبو داود (3482) عن أبي توبة الربيع بن نافع، عن عبيد الله بن عمرو، به.

وأخرجه بنحوه أيضاً الطحاوي 4/ 52 من طريق زهير بن معاوية، والطبراني (12601) من طريق عبيد الله بن معقل، كلاهما عن عبد الكريم الجزري، به. ورواية =

ص: 309

2513 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَلْهُجَيْمٍ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، مَا هَذِهِ الْفُتْيَا الَّتِي قد (1) تَفَشَّغَتْ بِالنَّاسِ: أَنَّ مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ فَقَدْ حَلَّ؟ فَقَالَ: سُنَّةُ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم، وَإِنْ رَغِمْتُمْ (2).

2514 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا شَهْرٌ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: حَضَرَتْ عِصَابَةٌ مِنَ الْيَهُودِ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا،

= الطحاوي مختصرة بلفظ: "ثمن الكلب حرام". وسيأتي برقم (2626) و (3273)، وانظر (2094).

قال الخطابي في "معالم السنن" 3/ 131: ومعنى التراب هاهنا: الحِرْمان والخَيْبة، كما يقال: ليس في كفه إلا التراب، وكقوله صلى الله عليه وسلم:"وللعاهر الحَجَر" يريد الخَيْبة، إذ لا حَظَّ له في الولد.

(1)

لفظة "قد" ليست في (م) و (ظ 9).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حسان -وهو الأعرج واسمه مسلم بن عبد الله- فمن رجال مسلم، وهو ثقة إلا أنه كان يرى رأي الخوارج، قال البخاري وابن حبان: قتل يوم الحرورية سنة ثلاثين ومئة. يزيد: هو ابن هارون.

وأخرجه الطيالسي (2695)، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ ورقة 130، والطحاوي 2/ 189 - 190 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2539) و (3181) و (3182) و (3183).

قوله: "من بَلْهجيم"، أي: من بني الهُجيم، وهم بطنان في العرب، أحدهما: الهجيم بن عمرو بن تميم، والثاني: الهجيم بن علي من الأزد.

وقوله: "تفشَّغت"، قال السندي: بفاء ثم شين معجمة ثم غين معجمة، أي: فشت وانتشرث. وقوله: "وإن رغمتم"، قال: أي ما رَضِيتم بها.

ص: 310

فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، حَدِّثْنَا عَنْ خِلالٍ نَسْأَلُكَ عَنْهُنَّ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلا نَبِيٌّ. قَالَ:" سَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ، وَلَكِنِ اجْعَلُوا لِي ذِمَّةَ اللهِ، وَمَا أَخَذَ يَعْقُوبُ عليه السلام عَلَى بَنِيهِ: لَئِنْ أَنَا (1) حَدَّثْتُكُمْ شَيْئًا فَعَرَفْتُمُوهُ، لَتُتَابِعُنِّي عَلَى الْإِسْلَامِ " قَالُوا: فَذَلِكَ لَكَ. قَالَ: " فَسَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ " قَالُوا: أَخْبِرْنَا عَنْ أَرْبَعِ خِلَالٍ نَسْأَلُكَ عَنْهُنَّ: أَخْبِرْنَا أَيُّ الطَّعَامِ حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ؟ وَأَخْبِرْنَا كَيْفَ مَاءُ الْمَرْأَةِ، وَمَاءُ الرَّجُلِ؟ كَيْفَ يَكُونُ الذَّكَرُ مِنْهُ؟ وَأَخْبِرْنَا كَيْفَ هَذَا النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ فِي النَّوْمِ؟ وَمَنْ وَلِيُّهُ مِنَ المَلائِكَةِ؟ قَالَ:" فَعَلَيْكُمْ عَهْدُ اللهِ وَمِيثَاقُهُ لَئِنْ أَنَا أَخْبَرْتُكُمْ لَتُتَابِعُنِّي؟ " قَالَ: فَأَعْطَوْهُ مَا شَاءَ مِنْ عَهْدٍ وَمِيثَاقٍ.

قَالَ: " فَأَنْشُدُكُمْ بِالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى صلى الله عليه وسلم، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ إِسْرَائِيلَ يَعْقُوبَ عليه السلام، مَرِضَ مَرَضًا شَدِيدًا، وَطَالَ سَقَمُهُ، فَنَذَرَ لِلَّهِ نَذْرًا لَئِنْ شَفَاهُ اللهُ تَعَالَى مِنْ سَقَمِهِ، لَيُحَرِّمَنَّ أَحَبَّ الشَّرَابِ إِلَيْهِ، وَأَحَبَّ الطَّعَامِ إِلَيْهِ، وَكَانَ أَحَبَّ الطَّعَامِ إِلَيْهِ لُحْمَانُ الْإِبِلِ، وَأَحَبَّ الشَّرَابِ إِلَيْهِ أَلْبَانُهَا؟ " قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ. قَالَ: " اللهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ، فَأَنْشُدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ، الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ مَاءَ الرَّجُلِ أَبْيَضُ غَلِيظٌ، وَأَنَّ مَاءَ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ رَقِيقٌ، فَأَيُّهُمَا عَلا كَانَ لَهُ الْوَلَدُ وَالشَّبَهُ بِإِذْنِ اللهِ. إِنْ عَلا مَاءُ الرَّجُلِ عَلَى مَاءِ الْمَرْأَةِ كَانَ ذَكَرًا بِإِذْنِ اللهِ، وَإِنْ عَلا مَاءُ الْمَرْأَةِ عَلَى مَاءِ الرَّجُلِ كَانَ أُنْثَى بِإِذْنِ اللهِ؟ " قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ. قَالَ: " اللهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ، فَأَنْشُدُكُمْ بِالَّذِي أَنْزَلَ

(1) لفظة: "أنا" ليست في (م).

ص: 311

التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ هَذَا النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ تَنَامُ عَيْنَاهُ وَلا يَنَامُ قَلْبُهُ؟ " قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ. قَالَ: " اللهُمَّ اشْهَدْ " قَالُوا: وَأَنْتَ الْآنَ فَحَدِّثْنَا: مَنْ وَلِيُّكَ مِنَ المَلائِكَةِ؟ فَعِنْدَهَا نُجَامِعُكَ أَوْ نُفَارِقُكَ. قَالَ: " فَإِنَّ وَلِيِّيَ جِبْرِيلُ عليه السلام، وَلَمْ يَبْعَثِ اللهُ نَبِيًّا قَطُّ إِلا وَهُوَ وَلِيُّهُ " قَالُوا: فَعِنْدَهَا نُفَارِقُكَ، لَوْ كَانَ وَلِيُّكَ سِوَاهُ مِنَ المَلائِكَةِ لَتَابَعْنَاكَ وَصَدَّقْنَاكَ. قَالَ:" فَمَا يَمْنَعُكُمْ مِنْ أَنْ تُصَدِّقُوهُ؟ " قَالُوا: إِنَّهُ عَدُوُّنَا. قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ اللهُ عز وجل: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ} إِلَى قَوْلِهِ عز وجل: {كِتَابَ اللهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} فَعِنْدَ ذَلِكَ: {بَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ} الْآيَةَ [البقرة: 90](1).

• 2515 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2)، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ

(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف تقدم الكلام عليه عند الحديث رقم (2471)، لكن له طريق آخر يتقوَّى به، تَقدَّم برقم (2483).

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 174 - 176 عن هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2731)، وعبد بن حميد في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" 1/ 186، والطبري 1/ 431 - 432، وابن أبي حاتم في تفسير سورة آل عمران (951)، والطبراني (13012)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 266 - 267 من طرق عن عبد الحميد بن بهرام، به.

وأخرجه ابنُ إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" 2/ 191 - 192، ومن طريقه الطبري 1/ 432 - 433 قال: حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي الحسين، عن شهر بن حوشب: أن نفراً من أحبار يهود

الحديث، ولم يذكر فيه ابنَ عباس.

(2)

هذا الحديث جاء في (م) والأصول الخطية عدا (ظ 9) و (ظ 14) على أنه من رواية الإمام أحمد، وهو خطأ، والصواب أنه من رواية ابنه عبد الله كما في (ظ 9) و (ظ 14) =

ص: 312

بَهْرَامَ، حَدَّثَنَا شَهْرٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، بِنَحْوِهِ (1).

2516 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: أَتَيْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ يَأْكُلُ رُمَّانًا بِعَرَفَةَ، وَحَدَّثَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَفْطَرَ بِعَرَفَةَ، بَعَثَت إِلَيْهِ أُمُّ الْفَضْلِ بِلَبَنٍ، فَشَرِبَ (2).

2517 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَفْطَرَ بِعَرَفَةَ، قَالَ: بَعَثَتْ إلَيْهِ أُمُّ الْفَضْلِ بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ (3).

= و"أطراف المسند" 1/ ورقة 113، و"إتحاف المهرة" 3/ ورقة 37، ومحمد بن بكار -وهو ابن الريان الهاشمي مولاهم- ليس لأحمد عنه رواية، والمعروف بالرواية عنه إنما هو ابنه عبد الله.

(1)

حسن، وهذا إسناد ضعيف، وانظر ما قبله.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الواسطة بين أيوب وبين سعيد بن جبير، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الباهلي، ووهيب: هو ابن خالد، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.

وأخرجه البيهقي 4/ 283 - 284 من طريق سهل بن بكار، عن وهيب بن خالد، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، به. لم يذكر فيه الواسطة بين أيوب وبين سعيد، وليس فيه قصة أم الفضل. وانظر (1870)، وانظر الحديث الآتي بعد هذا.

(3)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.

وأخرجه عبد الرزاق (7814) عن معمر، عن أيوب، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم =

ص: 313

2518 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: حَجَجْتُ أَنَا وَسِنَانُ بْنُ سَلَمَةَ، وَمَعَ سِنَانٍ بَدَنَةٌ، فَأَزْحَفَتْ عَلَيْهِ، فَعَيِيَ بِشَأْنِهَا، فَقُلْتُ: لَئِنْ قَدِمْتُ مَكَّةَ لأسْتَبْحِثَنَّ عَنْ هَذَا، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ، قُلْتُ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، وَعِنْدَهُ جَارِيَةٌ، وَكَانَ لِي حَاجَتَانِ، وَلِصَاحِبِي حَاجَةٌ، فَقَالَ: أَلا أُخْلِيكَ؟ قُلْتُ: لَا، فَقُلْتُ: كَانَتْ مَعِي بَدَنَةٌ فَأَزْحَفَتْ عَلَيْنَا، فَقُلْتُ: لَئِنْ قَدِمْتُ مَكَّةَ، لَأَسْتَبْحِثَنَّ عَنْ هَذَا. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْبُدْنِ مَعَ فُلَانٍ، وَأَمَرَهُ فِيهَا بِأَمْرِهِ، فَلَمَّا قَفَّا رَجَعَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَصْنَعُ بِمَا أَزْحَفَ عَلَيَّ مِنْهَا؟ قَالَ:" انْحَرْهَا وَاصْبُغْ نَعْلَهَا فِي دَمِهَا، وَاضْرِبْهُ عَلَى صَفْحَتِهَا، وَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا أَنْتَ، وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ (1) رُفْقَتِكَ ".

قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: أَكُونُ فِي هَذِهِ الْمَغَازِي، فَأُغْنَمُ فَأُعْتِقُ عَنِ أُمِّي، أَفَيُجْزِئُ عَنْهَا أَنْ أُعْتِقَ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَرَتِ امْرَأَةٌ سِنَانَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْجُهَنِيَّ أَنْ يسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أُمِّهَا تُوُفِّيَتْ وَلَمْ تَحْجُجْ، أَيُجْزِئُ عَنْهَا أَنْ تَحُجَّ عَنْهَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّهَا دَيْنٌ، فَقَضَتْهُ عَنْهَا، أَكَانَ يُجْزِئُ عَنْ أُمِّهَا؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " فَلْتَحْجُجْ عَنْ أُمِّهَا ".

= (3398).

وسيأتي بأطول مما هنا في مسند أم الفضل 6/ 338 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن أم الفضل.

(1)

لفظة "أهل" من (ظ 9) و (ظ 14)، ولم ترد في (م) وباقي الأصول الخطية.

ص: 314

وَسَأَلَهُ عَنْ مَاءِ الْبَحْرِ، فَقَالَ:" مَاءُ الْبَحْرِ طَهُورٌ "(1).

2519 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا الْجَعْدُ أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فِيمَا رَوَى عَنْ رَبِّهِ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ رَبَّكُمْ تبارك وتعالى رَحِيمٌ، مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا، كُتِبَتْ لَهُ عَشْرًا، إِلَى سَبْعِ مِئَةٍ، إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي.

وأخرجه الطبراني (12898) من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرج القسم الثاني منه النسائي 5/ 116، وابن خزيمة (3034) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن أبي التياح، به. ووقع عند النسائي "امرأة سنان بن سلمة الجهني"، ولعله خطأ من أحد الرواة، ولم يذكر في أوله سؤال موسى بن سلمه عن العتق عن أمه.

وأخرج القسم الثالث منه وهو السؤال عن ماء البحر: الدارقطني 1/ 35، والحاكم 1/ 140 من طريق سريج بن النعمان، عن حماد بن سلمة، به. وصححه الحكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وصَوَّب الدارقطني وقفه على ابن عباس. وانظر (1869) و (2189).

قوله: "فأزحفت عليه" أي: وقفت من الكلال والإعياء.

وقوله: "فعيي بشأنها"، قال السندي: قيل: بياءَين أو بواحدة مشددة، أي: عجز، أو بنون ثم ياء على بناء المفعول: من العناية بالشيء والاهتمام به.

وقوله: "فلما قَفَّا"، أي: أدبر.

ص: 315

كُتِبَتْ لَهُ وَاحِدَةً، أَوْ يَمْحُوهَا اللهُ، وَلَا يَهْلِكُ عَلَى اللهِ تَعَالَى إِلَّا هَالِكٌ " (1).

2520 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى، أَوْ سَابِعَةٍ تَبْقَى، أَوْ خَامِسَةٍ تَبْقَى "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جعفر بن سليمان، فمن رجال مسلم. الجعد أبو عثمان: هو الجعد بن دينار اليشكري، وأبو رجاء العطاردي: هو عمران بن ملحان.

وأخرجه الدارمي (2786)، وأبو عوانة 1/ 84 - 85، وابن منده في "الإيمان"(381) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (716)، ومسلم (131)(208)، والطبراني (12760)، وابن منده (381)، والبيهقي في "الشعب"(334) و (335) من طرق عن جعفر بن سليمان، به. وسيأتي برقم (2827) و (3402)، وانظر (2001).

قوله: "ولا يهلك على الله إلا هالك"، قال السندي: أي: لا يكون أحدٌ هالكاً عنده تعالى مستوجباً للعذاب، محروماً من الرحمة مع سَعَتِها، إلا من كان هالكاً في المعاصي بالانهماك فيها، وعدم الارتداع عنها بالكلية، حتى ما استحقَّ من الرحمة -مع سعتها- شيئاً، وإلا فمن جمع بينها وبين الحسنات، فالمرجوُّ له النجاة لما سَبَقَ من سَعَة الرحمة، كيف وقد قال تعالى:"سبقت رحمتي غضبي"، والظاهر أن معناه: أن من استحق من الرحمة شيئاً ولو مع استحقاقه الغضب، فالغالب المعاملة معه بالرحمة دون الغضب، فلا تكون المعاملة بالغضب غالباً إلا مع من لا يستحق إلا الغضب، وهو الهالك، والله تعالى أعلم.

وقيل: معناه: من يُحرَم هذه الرحمةَ الواسعة وغَلَبَت سيئاتُه، مع سعة المغفرة وكثرة أفراد الحسنة، فهو الهالك، أي: حتم هلاكه، وسُدَّت عليه أبواب الهدى.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، =

ص: 316

2521 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَجَدَ فِي " ص "(1).

2522 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَعْلَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّا نَغْزُو أَهْلَ الْمَغْرِبِ، وَأَكْثَرُ أَسْقِيَتِهِمْ - وَرُبَّمَا قَالَ حَمَّادٌ: وَعَامَّةُ أَسْقِيَتِهِمْ - الْمَيْتَةُ. فَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " دِبَاغُهَا طُهُورُهَا "(2).

2523 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً؛ سَبْعَ سِنِينَ يَرَى الضَّوْءَ وَيَسْمَعُ الصَّوْتَ، وَثَمَانِي سِنِينَ يُوحَى إِلَيْهِ، وَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ (3).

= فمن رجال البخاري.

وأخرجه البخاري (2021)، وأبو داود (1381)، والبيهقي في "السنن" 4/ 308 - 309، وفي "الشعب"(3680) من طريق موسى بن إسماعيل، والطبراني (11858)، والبيهقي في "الشعب"(3680) من طريق معلى بن أسد، كلاهما عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد. وانظر (2052).

(4)

إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وسيأتي تخريجه عند الحديث رقم (3387)، وانظر (3436).

(5)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الطيالسي (2761) عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. وانظر (1895).

(6)

رجاله رجال الصحيح، وانظر (2399).

ص: 317

2524 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم انْتَهَسَ مِنْ كَتِفٍ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (1).

2525 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَمَّارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ، - لَمْ يَنْسُبْهُ عَفَّانُ أَكْثَرَ مِنْ عَبْدِ اللهِ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ، فَإِيَّايَ رَأَى، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَخَيَّلُ بِي ". وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: " لَا يَتَخَيَّلُنِي "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو داود (190)، والطحاوي 1/ 64 من طريق حفص بن عمر أبي عمر الحوضي، عن همام بن يحيي، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3403)، وانظر ما تقدم برقم (1988).

قوله: "انتهس من كتف"، أي: أخذ منه بفيه.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر -وهو ابن يزيد الجعفي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمار -وهو ابن معاوية الدُّهني- فمن رجال مسلم.

أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.

وأخرجه ابن ماجه (3905) عن محمد بن يحيي، وأبو عوانة في الرؤيا كما في "إتحاف المهرة" 3/ ورقة 29 عن أبي زرعة الرازي، كلاهما عن أبي الوليد الطيالسي، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.

وله شواهد عن عبد الله بن مسعود، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وأنس، وجابر، وطارق بن أشيم، وأبي قتادة الأنصاري، وستأتي في "المسند" على التوالي 1/ 375، 2/ 232 و 261، 3/ 55، 3/ 269، 3/ 350، 3/ 472، 5/ 306، =

ص: 318

2526 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ يُخْبِرُ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ بِعَرَفَاتٍ:" مَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ، فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا، فَلْيَلْبَسْ سَرَاوِيلَ "(1).

= وبعضها مخرج في الصحيح.

قوله: "لا يتخيلني"، قال السندي: أي: لا يتشبهني.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمِّي، وجابر بن زيد: هو أبو الشعثاء الأزدي.

وأخرجه مسلم (1178) من طريق بهز بن أسد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2610)، والبخاري (1841) و (1843)، والطحاوي 2/ 133، وابن حبان (3786)، والطبراني (12814)، والدارقطني 2/ 228، والبيهقي 5/ 50 من طرق عن شعبة، به. وانظر (1848).

قال القرطبي فيما نقله عنه الحافظ فى "الفتح" 4/ 57: أخذ بظاهر هذا الحديث أحمد، فأجاز لبس الخف والسراويل للمحرم الذي لا يجد النعلين والإزار على حالهما، واشترط الجمهور قطع الخف وفَتْق السراويل، فلو لبس شيئاً منهما على حاله، لزمته الفدية، والدليل لهم قوله في حديث ابن عمر:"وليقطعهما حتى يكونا أسفل من الكعبين"، فيحمل المطلق على المقيد، ويلحق النظير بالنظير لاستوائهما في الحكم.

وقال ابن قدامة: الأولى قطعهما عملاً بالحديث الصحيح، وخروجاً من الخلاف.

قال الحافظ: والأصح عند الشافعية والأكثر جوازُ لبس السراويل بغير فَتْق كقول أحمد، واشترط الفتق محمد بن الحسن وإمام الحرمين وطائفة، وعن أبي حنيفة منع السراويل للمحرم مطلقاً، ومثله عن مالك، وكان حديث ابن عباس لم يبلغه، ففي "الموطأ" 1/ 325 أنه سئل عنه فقال: لم أسمع بهذا الحديث، وقال الرازي من الحنفية: يجوز لبسه وعليه الفدية، كما قاله أصحابهم في الخفين، ومن أجاز لبس السراويل على =

ص: 319

2527 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ طَاوُوسًا يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ، وَلا أَكُفَّ شَعَرًا وَلا ثَوْبًا ". وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى: أُمِرَ نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ، وَلا يَكُفَّ شَعَرًا وَلا ثَوْبًا (1).

2528 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: قَتَادَةُ أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَسَّانَ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ، ثُمَّ أُتِيَ بِبَدَنَتِهِ، فَأَشْعَرَ صَفْحَةَ سَنَامِهَا الْأَيْمَنِ، ثُمَّ سَلَتَ الدَّمَ عَنْهَا، ثُمَّ قَلَّدَهَا نَعْلَيْنِ، ثُمَّ أُتِيَ بِرَاحِلَتِهِ، فَلَمَّا قَعَدَ عَلَيْهَا وَاسْتَوَتْ بِهِ عَلَى الْبَيْدَاءِ، أَهَلَّ بِالْحَجِّ (2).

2529 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي قَتَادَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يُحَدِّثُ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْعَائِدِ فِي قَيْئِهِ "(3).

= حاله، قَيَّده بأن لا يكون في حالة لو فتقه لكان إزاراً، لأنه في تلك الحالة يكون واجداً لإِزار.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (1927).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حسان -وهو مسلم بن عبد الله الأعرج- فمن رجال مسلم. وانظر (1855).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

ص: 320

2530 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَجُزُ حِمَارٍ - أَوْ قَالَ: رِجْلُ حِمَارٍ - وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَرَدَّهُ (1).

2531 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ

= وأخرجه الطيالسي (2649)، والبخاري (2621)، ومسلم (1622)(7)، وأبو داود (3538)، وابن ماجه (2385)، والنسائي 6/ 266، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(977)، والطحاوي 4/ 77، وابن حبان (5121)، والطبراني (10692)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 281، والبيهقي 6/ 180، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(2200) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (3538)، والطبراني (10692)، وأبو نعيم 6/ 281، والبيهقي 6/ 180 من طريق أبان بن يزيد العطار، عن قتادة، به. وسيأتي برقم (2622) و (2646) و (3146) و (3178) و (3221) و (3269)، وانظر ما تقدم برقم (1872).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وحبيب بن أبي ثابت صرح بالسماع فيما سيأتي برقم (3132).

وأخرجه مسلم (1194)(54)، والنسائي 5/ 185، والطحاوي 2/ 170 و 171، والطبراني (12342)، والبيهقي 5/ 193 من طرق عن شعبة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطبراني (12343) من طريق ابن أبي ليلى، عن حبيب بن أبي ثابت، به.

وأخرجه الطحاوي 2/ 170 من طريق أبي الهذيل غالب بن الهذيل، عن سعيد بن جبير، به. وسيأتي برقم (2535) و (2630) و (2631) و (3132) و (3168) و (3218) و (3417)، وتقدم برقم (1856) من طريق مقسم عن ابن عباس، وانظر ما سيأتي في مسند زيد بن أرقم 4/ 369 - 370.

ص: 321

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ، قَالَ:" لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ (1)، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ "(2).

2532 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يُحَدِّثُ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَتَّخِذُوا شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا "(3).

قَالَ شُعْبَةُ: " قُلْتُ لَهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1) في (م) والأصول الخطية عدا (ظ 9) و (ظ 14): "لا إله إلا الله رب العرش العظيم الكريم، لا إله إلا الله العظيم الحليم"، والصواب حذف قوله:"لا إِله إلا الله رب العرش العظيم الكريم" كما في (ظ 9) و (ظ 14)، وكما في رقم (2411).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. حماد: هو ابن سلمة، وأبو العالية: هو رفيع بن مِهران الرياحي.

وأخرجه مسلم (2730) عن محمد بن حاتم السمين، عن بهز بن أسد، بهذا الإسناد. وانظر (2012).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (2616)، ومسلم (1957)، والنسائي 7/ 238، وأبو عوانة 5/ 194 - 195 و 195، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(495)، وابن حبان (5608)، والطبراني (12262)، والبيهقي 9/ 70، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(2784) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (2480).

ص: 322

2533 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي فِطْرٍ، فَلَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا وَلا بَعْدَهَا، ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ، وَمَعَهُ بِلالٌ، فَجَعَلَ يَقُولُ:" تَصَدَّقْنَ " فَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ تُلْقِي خُرْصَهَا، وَسِخَابَهَا (1).

2534 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ، قَالَ: صَلَّى بِنَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ بِجَمْعٍ (2) الْمَغْرِبَ ثَلاثًا بِإِقَامَةٍ، قَالَ: ثُمَّ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (2637)، وعبد الرزاق (5617)، وابن أبي شيبة 2/ 177 و 188، والدارمي (1605) و (1611)، والبخاري (964) و (989) و (1431) و (5881) و (5883)، ومسلم ص 606 (13)، وأبو داود (1159)، وابن ماجة (1291)، والترمذي (537)، والنسائي 3/ 193، وابن الجارود (261)، والبيهقي 3/ 295 و 302، والبغوي (1109) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وبعضهم لا يذكر فيه قصة النساء. وسيأتي برقم (3153) و (3333)، وانظر ما تقدم برقم (1902) و (3065).

قوله: "خُرصها"، قال الحافظ في "الفتح" 2/ 454: بضم المعجمة، وحُكي كسرها، وسكون الراء بعدها صاد مهملة: هو الحلقة من الذهب أو الفضة، وقيل: هو القرط إذا كان بحبة واحدة.

وقوله: "وسخابها" بكسر المهملة ثم معجمة ثم موحدة: هو قِلادة من عنبر أو قرنفل أو غيره، ولا يكونُ فيه خرز، وقيل: هو خيط فيه خرز، وسُمي سخاباً لصوت خرزه عند الحركة، مأخوذ من السخب: وهو اختلاط الأصوات، يقال بالصاد والسين.

(2)

تحرفت في النسخ المطبوعة والأصول الخطية عدا (ظ 9) و (ظ 14) إلى: فجمع، والتصويب من (ظ 9) و (ظ 14)، ومن "سنن النسائي"، وسيأتي على الصواب في عدة مواضع من مسند ابن عمر. وجمع: هي المزدلفة.

ص: 323

سَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ فَعَلَ ذَلِكَ، وَذَكَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَ ذَلِكَ (1).

2535 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَهْدَى صَعْبُ بْنُ جَثَّامَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، رِجْلَ حِمَارٍ، وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَرَدَّهُ وَهُوَ يَقْطُرُ دَمًا (2).

2536 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ صَائِمٌ (3).

2537 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، عَنِ ابْنِ عَمِّ نَبِيِّكُمْ - يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ - أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ عِنْدَ الْكَرْبِ: " لَا إِلَهَ إِلا اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلا

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحكم: هو ابن عتيبة.

وأخرجه النسائي 1/ 239 - 240 عن عمرو بن يزيد، عن بهز بن أسد، بهذا الإسناد. وهذا الحديث من مسند عبد الله بن عمر، وسيأتي فيه برقم (5241) و (5290).

وانظر ما سيأتي برقم (3288).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (2530).

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مقسم، فقد روى له أصحاب السنن، وله في البخاري حديث واحد، وهو ثقة.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3224) عن عمرو بن يزيد، عن بهز بن أسد، بهذا الإسناد. وانظر (2186).

ص: 324

اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلا اللهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ " (1).

2538 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَعْلَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قُلْتُ: إِنَّا نَغْزُو هَذَا الْمَغْرِبَ، وَأَكْثَرُ أَسْقِيَتِهِمْ جُلُودُ الْمَيْتَةِ؟ قَالَ: فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:" دِبَاغُهَا طُهُورُهَا "(2).

2539 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ هَذَا الَّذِي تَقُولُ، قَدْ تَفَشَّغَ فِي النَّاسِ - قَالَ هَمَّامٌ: يَعْنِي كُلُّ مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ فَقَدْ حَلَّ -. فَقَالَ: سُنَّةُ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم، وَإِنْ رَغِمْتُمْ. قَالَ هَمَّامٌ: يَعْنِي مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ (3).

2540 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَاجِبُ بْنُ عُمَرَ أَبُو خُشَيْنَةَ، أَخُو عِيسَى

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (2012).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (1895).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حسان -وهو مسلم بن عبد الله الأعرج- فمن رجال مسلم.

وأخرجه مسلم (1244)(207) من طريق أحمد بن إسحاق، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ ورقة 130 من طريق عمرو بن عاصم، كلاهما عن همام، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (3183)، وانظر (2513).

قوله: "قد تفشغ"، قال السندي: بفاء ثم شين معجمة ثم غين معجمة، أي: انتَشَر واشتَهَر.

ص: 325

النَّحْوِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْأَعْرَجِ، قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ رِدَاءَهُ عِنْدَ بِئْرِ زَمْزَمَ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، وَكَانَ نِعْمَ الْجَلِيسُ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ عَاشُورَاءَ؟ فَقَالَ: " عَنْ أَيِّ بَالِهِ تَسْأَلُ؟ قُلْتُ: عَنْ صِيَامِهِ. قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ هِلالَ الْمُحَرَّمِ فَاعْدُدْ، فَإِذَا أَصْبَحْتَ مِنْ تَاسِعِهِ، فَصُمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ. قُلْتُ: أَهَكَذَا كَانَ يَصُومُهُ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ (1).

2541 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ طَاوُوسًا قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ هُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْهُمْ - يَعْنِي عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَأَنْ يَمْنَحَ الرَّجُلُ أَخَاهُ أَرْضَهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ عَلَيْهَا خَرْجًا مَعْلُومًا "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. الحكم ابن الأعرج: هو الحكم بن عبد الله بن إسحاق بن الأعرج البصري. وانظر (2135).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1550)(120)، والنسائي 7/ 36، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 110، وفي "مشكل الآثار" 3/ 289، والطبراني (10882)، والبيهقي 6/ 133 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وفي رواية مسلم وغيره: أن مجاهداً قال لطاووس: انطلق بنا إلى رافع بن خديج، فاسمع منه الحديث عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم (يعني في النهي عن المخابرة) قال: فانتهره، وقال: إني والله لو أعلم أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه ما فعلته، ولكن حدثني من هو أعلم به منهم

فذكره. وانظر (2087).

الخَرْج: الأُجرة.

وقوله: "لأن يمنح"، قال السندي: بفتح اللام، أي: يعطي بلا أُجرة، أي: وهذا =

ص: 326

2542 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا أَسْوَدَ يُسَمَّى مُغِيثًا، قَالَ: فَكُنْتُ أَرَاهُ يَتْبَعُهَا فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ، يَعْصِرُ عَيْنَيْهِ عَلَيْهَا، قَالَ: وَقَضَى فِيهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعَ قَضِيَّاتٍ: إِنَّ مَوَالِيَهَا اشْتَرَطُوا الْوَلاءَ، فَقَضَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" الْوَلاءَ لِمَنْ أَعْتَقَ ". وَخَيَّرَهَا، فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا، فَأَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ. قَالَ: وَتُصُدِّقَ عَلَيْهَا بِصَدَقَةٍ، فَأَهْدَتْ مِنْهَا إِلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" هُوَ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ، وَإِلَيْنَا هَدِيَّةٌ "(1).

= ليس بنهي وإنما ترغيب في الإحسان، فظن بعضهم أنه نهي فذكره كذلك، وعبد الله أعلم من أولئك الذين ظنوه نهياً، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 182، والطحاوي 3/ 82 من طريق عفان بن مسلم، به.

وأخرجه الطبراني (11826) من طريق هدبة بن خالد، والبيهقي 7/ 221 - 222 من طريق محمد بن سنان، كلاهما عن همام، به.

وأخرجه مختصراً أبو داود (2232) عن عثمان بن أبي شيبة، والطحاوي 3/ 82 عن علي بن عبد الرحمن، كلاهما عن عفان، به. ولفظه عن ابن عباس: أن زوج بريرة كان عبداً أسود يُسمَّى مُغيثاً، فخيرها النبي صلى الله عليه وسلم، وأمرها أن تعتدَّ.

وأخرجه مختصراً بنحوه البخاري (5280)، والطبراني (11825)، والبيهقي 7/ 221 من طريق شعبة -زاد البخاري: وهمام-، والترمذي (1156) من طريق سعيد بن أبي عروبة، ثلاثتهم عن قتادة، به. وسيأتي برقم (3405)، وانظر (1844).

وفي الباب عن عائشة عند أحمد 6/ 45 - 46، ومسلم (1075)(172).

قوله: "يعصر عينيه عليها"، قال السندي: أي: يبكي على فراقها.

وقوله: "الولاء لمن أعتق"، قال: أي: لا ينتقل عنهم باشتراط غيرهم.

ص: 327

2543 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ لاحِقِ بْنِ حُمَيْدٍ وَعِكْرِمَةَ، قَالا: قَالَ عُمَرُ: مَنْ يَعْلَمُ مَتَى لَيْلَةُ الْقَدْرِ؟ قَالا: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " هِيَ فِي الْعَشْرِ، فِي سَبْعٍ يَمْضِينَ، أَوْ سَبْعٍ يَبْقَيْنَ "(1).

(1) إسناد لاحق بن حميد صحيح على شرطهما، وعكرمة من رجال البخاري.

وأخرجه البخاري (2022) عن عبد الله بن أبي الأسود، عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد. ولفظه عنده:"في تسع يمضين". وانظر ما تقدم برقم (2052).

وأخرجه البيهقي 4/ 309 عن أبي عمرو محمد بن عبد الله الأديب، أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرني الحسن بن سفيان، حدثنا محمد بن عقبة السدوسي، حدثنا عبد الواحد بن زياد، به. فذكره كرواية البخاري "في تسع يمضين"، لكن قال الحافظ في "الفتح" 4/ 261: في رواية الإسماعيلي بتقديم السين في الموضعين؛ يعني سبعاً!

قلنا: وقد روي المرفوع من هذا الحديث موقوفاً، فقد أخرج عبد الرزاق في "مصنفه"(7679) عن معمر، عن قتادة وعاصم، أنهما سمعا عكرمة يقول: قال ابن عباس: دعا عمر بن الخطاب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فسألهم عن ليلة القدر، فأجمعوا أنها في العشر الأواخر، قال ابن عباس: فقلت لعمر: إني لأعلم -أو إني لأظن- أيَّ ليلة هي، قال: عمر: وأيُّ ليلةٍ هي؟ فقلت: سابعة تمضي، أو سابعة تبقى من العشر الأواخر، فقال عمر: ومن أين علمت ذلك؟ فقال: خلق الله سبع سموات وسبع أَرَضين، وسبعة أيام، وإن الدهر يدور في سبع، وخلق الله الإنسان من سبع، ويأكل من سبع، ويسجد على سبع، والطواف بالبيت سبع، ورَمْي الجمار سبع، لأشياء ذكرها، فقال عمر: لقد فطنت لأمر ما فطنَّا له.

وللموقوف طريق أخرى أخرجها الحاكم في "المستدرك" 1/ 437 - 438 من طريق عاصم بن كليب الجرمي، عن أبيه، عن ابن عباس. وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي. وزاد الحافظ نسبته من هذا الطريق إلى إسحاق بن راهويه في "مسنده" ومحمد بن نصر في "قيام الليل".

ص: 328

2544 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا الصَّفَا فَقَالَ: " يَا صَبَاحَاهْ، يَا صَبَاحَاهْ " قَالَ: فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ قُرَيْشٌ فَقَالُوا لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: " أَرَأَيْتُمْ لَوْ أخْبَرْتُكُمْ أنَّ الْعَدُوَّ مُصَبِّحُكُمْ أَوْ مُمَسِّيكُمْ، أَمَا كُنْتُمْ تُصَدِّقُونِي؟ " فَقَالُوا: بَلَى. قَالَ: فَقَالَ: " إِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ". قَالَ: فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا؟ تَبًّا لَكَ. قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} إِلَى آخِرِ السُّورَةِ (1).

2545 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وَهَيْبٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم.

وأخرجه البخاري (4801) و (4972)، ومسلم (208)(356)، والترمذي (3363)، والنسائي في "الكبرى"(11714)، وفي "عمل اليوم والليلة"(983)، والطبري 19/ 120 - 121، وابن منده في "الإيمان"(951)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 182 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وسيأتي تمام تخريجه عند الحديث رقم (2801).

قوله: "يا صباحاه"، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/ 6 - 7: هذه كلمة يقولُها المستغيث، وأصلُها إذا صاحوا للغارة، لأنهم أكثر ما كانوا يغيرون عندَ الصباح، ويُسَمُّون يوم الغارة: يومَ الصباح، فكأن القائل: يا صباحاه، يقول: قد غَشِيَنا العدوُّ، وقيل: إن المتقاتلين كانوا إذا جاء الليلُ يرجِعون عن القتال، فإذا عاد النهار عاودوه، فكأنه يريد بقوله "يا صباحاه": قد جاء وقتُ الصباح، فتأهَّبوا للقتال.

وقوله: "مصبِّحكم"، قال السندي: اسم فاعل من "صَبَّح" بالتشديد، ومثله "ممسِّيكم"، والعدوُّ مفرد لفظاً، فلذلك أفرد لفظ "مصبحكم" وإن أُطلِق على الجمع.

ص: 329

كَيْسَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ عَرْقًا مِنْ شَاةٍ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يُمَضْمِضْ وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً (1).

2546 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: خَطَبَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلا لَهُ دَعْوَةٌ قَدْ تَنَجَّزَهَا فِي الدُّنْيَا، وَإِنِّي قَدْ اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي، وَأَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلا فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ، وَلا فَخْرَ، وَبِيَدِي لِوَاءُ الْحَمْدِ، وَلا فَخْرَ، آدَمُ فَمَنْ دُونَهُ تَحْتَ لِوَائِي، وَلا فَخْرَ.

وَيَطُولُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ عَلَى النَّاسِ، فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى آدَمَ أَبِي الْبَشَرِ، فَيَشْفَعْ إِلَى رَبِّنَا عز وجل، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. فَيَأْتُونَ آدَمَ صلى الله عليه وسلم، فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ، أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلائِكَتَهُ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، إِنِّي قَدْ أُخْرِجْتُ مِنَ الجَنَّةِ بِخَطِيئَتِي، وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلا نَفْسِي، وَلَكِنِ ائْتُوا نُوحًا رَأْسَ النَّبِيِّينَ. فَيَأْتُونَ نُوحًا، فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، إِنِّي دَعَوْتُ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطبراني (10789) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وقد تحرف في المطبوع منه "عفان" إلى:"عثمان". وانظر (2002).

ص: 330

بِدَعْوَةٍ أَغْرَقَتْ أَهْلَ الْأَرْضِ، وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلا نَفْسِي، وَلَكِنِ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ اللهِ. فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ، فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيمُ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، إِنِّي كَذَبْتُ فِي الْإِسْلامِ ثَلاثَ كِذْبَاتٍ - وَاللهِ إِنْ حَاوَلَ بِهِنَّ إِلا عَنْ دِينِ اللهِ: قَوْلُهُ: {إِنِّي سَقِيمٌ} [الصافات: 89]، وَقَوْلُهُ:{بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ} [الأنبياء: 63]، وَقَوْلُهُ لِامْرَأَتِهِ حِينَ أَتَى عَلَى الْمَلِكِ: أُخْتِي - وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلا نَفْسِي، وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى، الَّذِي اصْطَفَاهُ اللهُ بِرِسَالَتِهِ وَكَلامِهِ. فَيَأْتُونَهُ، فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى، أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللهُ بِرِسَالَتِهِ وَكَلَّمَكَ (1)، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ إِنِّي قَتَلْتُ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ، وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلا نَفْسِي، وَلَكِنِ ائْتُوا عِيسَى رُوحَ اللهِ وَكَلِمَتَهُ. فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ: اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، إِنِّي اتُّخِذْتُ إِلَهًا مِنْ دُونِ اللهِ، وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلا نَفْسِي، وَلَكِنْ أَرَأَيْتُمْ لَوْ كَانَ مَتَاعٌ فِي وِعَاءٍ مَخْتُومٍ عَلَيْهِ، أَكَانَ يُقْدَرُ عَلَى مَا فِي جَوْفِهِ حَتَّى يُفَضَّ الْخَاتَمُ؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: لَا. قَالَ: فَيَقُولُ: إِنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَقَدْ حَضَرَ الْيَوْمَ وَقَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ ".

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَيَأْتُونِي فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. فَأَقُولُ: أَنَا لَهَا، حَتَّى يَأْذَنَ اللهُ عز وجل، لِمَنْ يَشَاءَ وَيَرْضَى، فَإِذَا أَرَادَ اللهُ تبارك وتعالى أَنْ يَصْدَعَ بَيْنَ خَلْقِهِ نَادَى مُنَادٍ: أَيْنَ

(1) في (س) و (ق) و (ص): وبكلامه، وفي (غ): وكلمك بكلامه.

ص: 331

أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ؟ فَنَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ، نَحْنُ آخِرُ الْأُمَمِ، وَأَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبُ، فَتُفْرَجُ لَنَا الْأُمَمُ عَنْ طَرِيقِنَا، فَنَمْضِي غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الطُّهُورِ، فَتَقُولُ الْأُمَمُ: كَادَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ أَنْ تَكُونَ أَنْبِيَاءَ كُلُّهَا، فَآتِي (1) بَابَ الْجَنَّةِ، فَآخُذُ بِحَلْقَةِ الْبَابِ، فَأَقْرَعُ الْبَابَ، فَيُقَالُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ: أَنَا مُحَمَّدٌ، فَيُفْتَحُ لِي، فَآتِي رَبِّي عز وجل عَلَى كُرْسِيِّهِ - أَوْ سَرِيرِهِ، شَكَّ حَمَّادٌ - فَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي، وَلَيْسَ يَحْمَدُهُ بِهَا أَحَدٌ بَعْدِي (2)، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَقُلْ تُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أُمَّتِي، أُمَّتِي. فَيَقُولُ: أَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ كَذَا وَكَذَا - لَمْ يَحْفَظْ حَمَّادٌ - ثُمَّ أَعُودُ، فَأَسْجُدُ، فَأَقُولُ مَا قُلْتُ، فَيُقَالُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ تُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أُمَّتِي، أُمَّتِي. فَيَقُولُ: أَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ كَذَا وَكَذَا؛ دُونَ الْأَوَّلِ، ثُمَّ أَعُودُ، فَأَسْجُدُ، فَأَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَيُقَالُ لِيَ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ تُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أُمَّتِي، أُمَّتِي. فَيَقُولُ: أَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ كَذَا وَكَذَا؛ دُونَ ذَلِكَ " (3).

(1) المثبت من (ظ 9) و (ظ 14) وحاشية (س)، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: فنأتي.

(2)

في (ظ 9) و (ظ 14): كان بعدي.

(3)

حسن لغيره، دون قول عيسى عليه السلام:"إني اتُّخذت إِلهاً من دون الله"، فإنه مخالف لما في الصحيح من أن عيسى لم يذكر ذنباً، ثم إن هذا لا يُعدُّ ذنباً له، وإسنادُ هذا الحديث ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-. أبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قُطعة.

ص: 332

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه الطيالسي (2711)، وابن أبي شيبة 14/ 135، وعبد بن حميد (695)، وأبو يعلى (2328)، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 481 - 483 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وهو عند ابن أبي شيبة وعبد بن حميد مختصر جداً بلفظ:"أنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر". وسيأتي برقم (2692).

وروى نحو هذا الحديث الترمذي (3148) من طريق سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبى نضرة، عن أبى سعيد الخدري. وقال: حسن صحيح.

وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/ 435 - 436، والبخاري (4712)، ومسلم (194).

وثان من حديث أنس عند أحمد في مسند ابن عباس برقم (2693) وفي مسند أنس 3/ 116، والبخاري (4476)، ومسلم (193).

وثالث عن أبي بكر الصديق سلف في "المسند" برقم (15).

قوله: "إلا له دعوة"، قال السندي: قيل: أي: دعوة لأمته وُعِد أن يجابَ له فيهم، وقيل: دعوة متيقنة الإجابة وهو على يقين من إجابتها، وأما باقي دعواتهم فهم على طمع من إجابتها، والغالب الإجابة، وفي الحديث كمال شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته، ورأفته بهم، واعتنائه بالنظر في مصالحهم المهمة، فأَخَّر صلى الله عليه وسلم دعوته لأمته إلى أهمِّ أوقات حاجتهم.

"لواء الحمد"، أي: لواء يدل على أنه رئيس الحامدين صلى الله عليه وسلم، ولذلك سُمي محمداً وأحمد.

"إني لست هُناكم"، قال النووي: معناه: لست أهلاً لذلك.

"رأس النبيين"، أي: أول النبيين الذين أرسلوا لرفع الكفر من الأرض.

"في الإسلام"، أي: في حالة الإسلام، أي: بعد أن أسلَمْتُ، أو في شأن الإسلام، وهو الأوفقُ بقوله: "والله إن حاول

" وهذا من قول نبينا صلى الله عليه وسلم كما يدل عليه الرواية الآتية بعدُ (2692)، وكلمة "إن" فيه نافية، وحاوَلَ: بحاء مهملة وواو، أي: قَصَد. =

ص: 333

2547 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، فَقَالَ: أَخْبَرَنَا سِمَاكٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أُتِيتُ وَأَنَا نَائِمٌ فِي رَمَضَانَ، فَقِيلَ لِي: إِنَّ اللَّيْلَةَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ. قَالَ: فَقُمْتُ، وَأَنَا نَاعِسٌ، فَتَعَلَّقْتُ بِبَعْضِ أَطْنَابِ فُسْطَاطِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا هُوَ يُصَلِّي، قَالَ: فَنَظَرْتُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، فَإِذَا هِيَ لَيْلَةُ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ (1).

2548 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُمْ يُسْلِفُونَ، فَقَالَ:" مَنْ أَسْلَفَ فَلا يُسْلِفْ إِلا فِي كَيْلٍ مَعْلُومٍ، وَوَزْنٍ مَعْلُومٍ "(2).

= "حتى يفض الخاتم"، أي: يُكسر ويُفك.

"خاتم النبيين"، أي: فلذلك أعطي وظيفة فض الخاتم من باب الشفاعة، فإذا فَضَّه فتح بابها.

"أن يصدع"، أي: يحكم بالحق بينهم.

"الآخِرون": وجوداً في الدنيا، "الأولون": شرفاً وحسباً ودخولاً في الجنة يوم القيامة.

(1)

حسن لغيره، وهو مكرر (2302).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المنهال -واسمه عبد الرحمن بن مطعم البناني المكي- فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وهو ثقة: عبد الله بن كثير: هو المكي القارئ، وعبد الوارث: هو ابن سعيد.

وأخرجه مسلم (1604)(128)، وابن حبان (4925) من طريق شيبان بن فروخ، عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (1868).

ص: 334

2549 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنَ الخَلاءِ، فَأُتِيَ بِطَعَامٍ فَقِيلَ لَهُ: أَلا تَتَوَضَّأُ؟ (1) فَقَالَ: " إِنَّمَا أُمِرْتُ بِالْوُضُوءِ إِذَا قُمْتُ إِلَى الصَّلاةِ "(2).

2550 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ السَّدُوسِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِعِكْرِمَةَ: إِنِّي أَقْرَأُ فِي صَلاةِ (3) الْمَغْرِبِ بِـ {قُلْ أعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} وَإِنَّ نَاسًا يَعِيبُونَ ذَلِكَ عَلَيَّ؟ فَقَالَ: وَمَا بَأْسٌ بِذَلِكَ؟ اقْرَأْهُمَا فَإِنَّهُمَا مِنَ القُرْآنِ.

ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَمْ يَقْرَأْ فِيهِمَا إِلا بِأُمِّ الْكِتَابِ (4).

2551 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ:

(1) في (ظ 9) و (ظ 14): ألا توضَّأ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهيب: هو ابن خالد الباهلي، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّختياني، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله. وسيأتي تخريجه عند الحديث رقم (3381)، وانظر (1932).

(3)

لفظة "صلاة" ليست في (ظ 9) و (ظ 14).

(4)

إسناده ضعيف لضعف حنظلة السدوسي.

وأخرجه البيهقي 2/ 61 من طريق عفان، بهذا الإسناد مختصراً بالمرفوع فقط.

وأخرجه كذلك هو 2/ 61 - 62 من طريق عبد الملك بن خطاب، عن حنظلة السدوسي، به.

وأخرجه بطوله ابن خزيمة (513) من طريق محمد بن زياد بن عبيد الله وأبي معمر، عن عبد الوارث بن سعيد، به. وانظر ما تقدم برقم (2174).

ص: 335

أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه أُتِيَ بِقَوْمٍ مِنْ هَؤُلاءِ الزَّنَادِقَةِ وَمَعَهُمْ كُتُبٌ، فَأَمَرَ بِنَارٍ فَأُجِّجَتْ، ثُمَّ أَحْرَقَهُمْ وَكُتُبَهُمْ، قَالَ عِكْرِمَةُ: فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحْرِقْهُمْ، لِنَهْيِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَقَتَلْتُهُمْ، لِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ " وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللهِ عز وجل "(1).

2552 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ: أَنَّ عَلِيًّا أَخَذَ نَاسًا ارْتَدُّوا عَنِ الْإِسْلامِ، فَحَرَّقَهُمْ بِالنَّارِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحَرِّقْهُمْ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللهِ عز وجل أَحَدًا "، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ بَدَّلَ دَيْنَهُ فَاقْتُلُوهُ "، فَبَلَغَ عَلِيًّا مَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: وَيْحَ ابْنِ أُمِّ ابْنِ عَبَّاسٍ (2).

2553 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ -، أَخْبَرَنَا عَمَّارٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَرَى النَّائِمُ بِنِصْفِ النَّهَارِ، وَهُوَ قَائِمٌ، أَشْعَثَ أَغْبَرَ، بِيَدِهِ قَارُورَةٌ فِيهَا دَمٌ، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.

وأخرجه البخاري (6922)، والطحاوي 4/ 63، وأبو يعلى (2532)، وابن حبان (5606)، والبيهقي 8/ 202 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وانظر (1871).

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري كسابقه. وهيب: هو ابن خالد.

وأخرجه النسائي 7/ 104 من طريق أبي هشام المخزومي، عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد - دون قول علي بن أبي طالب. وانظر ما قبله.

ص: 336

وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، مَا هَذَا؟ قَالَ:" هَذَا دَمُ الْحُسَيْنِ وَأَصْحَابِهِ، لَمْ أَزَلْ أَلْتَقِطُهُ مُنْذُ الْيَوْمِ " فَأَحْصَيْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ، فَوَجَدُوهُ قُتِلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ (1).

2554 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ بَعْدَ مَا دُفِنَتْ.

وَوَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، مِثْلَهُ (2).

2555 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ قَالَ: بِسْمِ اللهِ، اللهُمَّ جَنِّبْنِي الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنِي، فَيُولَدُ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ، فَيَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ أَبَدًا "(3).

(1) إسناده قوي على شرط مسلم. وانظر (2165).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.

وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (6540)، ومن طريقه أخرجه الطبراني (12580).

وأخرجه مسلم (954)(68) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (3085)، والدارقطني 2/ 78، والبيهقي 4/ 46 من طريق أبي عاصم النبيل، عن سفيان الثوري، به. وانظر (1962).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(10465).

ومن طريق عبد الرزاق أخرجه عبد بن حميد (689)، ومسلم (1434)، والطبراني =

ص: 337

2556 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عَلِّمُوا، وَيَسِّرُوا، وَلا تُعَسِّرُوا، وَإِذَا غَضِبْتَ فَاسْكُتْ، وَإِذَا غَضِبْتَ فَاسْكُتْ، وَإِذَا غَضِبْتَ فَاسْكُتْ "(1).

2557 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَمَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ بِالْمَدِينَةِ، فِي غَيْرِ سَفَرٍ وَلا خَوْفٍ. قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا الْعَبَّاسِ، وَلِمَ فَعَلَ ذَلِكَ؟ قَالَ: أَرَادَ أَنْ لَا يُحْرِجَ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِهِ (2).

= في "الدعاء"(941). وقَرَنَ مسلمٌ بعبد الرزاق عبدَ الله بنَ نُمير.

وأخرجه بنحوه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(267) من طريق الفضل بن موسى، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن كريب، به، لم يذكر فيه سالماً. وانظر ما تقدم برقم (1867).

قوله: "فيضره الشيطان"، قال السندي: الظاهر: لم يضره الشيطان، على أنه جواب "لو"، وهو الموافق لسائر الروايات، وأما توجيه هذه الرواية، فأن يقال: نزل قوله: لو أن أحدهم

الخ منزلة النفي، لأن كلمة "لو" للامتناع فناسبت النفي، فأريد النفي، كأنه قيل: لا يقول أحدُهم ذلك، وعلى هذا فقولُه "فيولد" بالرفع، وكذا قوله "فيضره" بالرفع على العطف على "يقول"، ومن جعل مثله جواباً يجوز له أن ينصِبَه على أنه جوابُ النفي، لكن المعنى لا يُساعد ذلك لِفقد السببية كما لا يخفى، إلا أن المشهورَعندَ أهلِ الحديث في مثله النصب كما في قوله عليه الصلاة والسلام:"لا يموتُ لأحدٍ من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسَّه النار" وله أمثال، والله تعالى أعلم.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد تقدم برقم (2136).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير =

ص: 338

2558 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: ذَهَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلبَرَازِ، فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ قُرِّبَ لَهُ طَعَامٌ، فَقَالُوا: أَنَأْتِيكَ بِوَضُوءٍ؟ فَقَالَ: " مِنْ أَيِّ شَيْءٍ أَتَوَضَّأُ؟! أُصَلِّي، فَأَتَوَضَّأُ - أَوْ صَلَّيْتُ فَأَتَوَضَّأُ -؟! "(1).

2559 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ كُرَيْبٍ

= -واسمه محمد بن مسلم بن تَدْرُس- فمن رجال مسلم، وروى له البخاريُّ مقروناً. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(4435).

وأخرجه أبو عوانة 2/ 353 من طريق الفريابي وأبي نعيم، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 144 عن أبي الزبير، به. ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 1/ 188، ومسلم (705)(49)، وأبو داود (1210)، والنسائي 1/ 290، وابن خزيمة (972)، وأبو عوانة 2/ 353، والطحاوي 1/ 160، وابن حبان (1596)، والبيهقي 3/ 166، والبغوي في "شرح السنة"(1043).

وأخرجه مسلم (705)(50) و (51)، والطحاوي 1/ 160، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2726)، والبيهقي 3/ 166، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(1044) من طرق عن أبي الزبير، به. وانظر (1953).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن الحويرث، فمن رجال مسلم.

وأخرجه الدارمي (2076) عن قبيصة بن عقبة، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وانظر (1932).

قوله: "للبَراز"، بفتح الباء: أي لقضاء الحاجة.

ص: 339

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: نِمْتُ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ، فَأَتَى الْحَاجَةَ، ثُمَّ جَاءَ فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ قَامَ مِنَ اللَّيْلِ، فَأَتَى الْقِرْبَةَ، فَأَطْلَقَ شِنَاقَهَا، فَتَوَضَّأَ وُضُوءًا بَيْنَ الْوُضُوءَيْنِ لَمْ يُكْثِرْ، وَقَدْ أبْلَغَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، وَتَمَطَّيْتُ كَرَاهيَةَ أَنْ يَرَانِي كُنْتُ أَبْقِيهِ - يَعْنِي أَرْقُبُهُ - ثُمَّ قُمْتُ فَفَعَلْتُ كَمَا فَعَلَ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَ بِمَا يَلِي أُذُنِي حَتَّى أَدَارَنِي، فَكُنْتُ عَنْ يَمِينِهِ، وَهُوَ يُصَلِّي، فَتَتَامَّتْ صَلاتُهُ إِلَى ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، فِيهَا رَكْعَتَا الْفَجْرِ، ثُمَّ اضْطَجَعَ، فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ، ثُمَّ جَاءَ بِلالٌ، فَآذَنَهُ بِالصَّلاةِ، فَقَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (1).

2560 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْرِمٌ، وَاحْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(3862) و (4707).

ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني (12189). وانظر ما تقدم برقم (1911).

الشِّناق: هو الخيط أو الحبل الذي تُعلَّق به القربة، والخيط الذي يشد به فمها.

وقوله: "وقد أبلغ"، قال السندي: في العمل بمراعاة الآداب والدَّلك وغير ذلك. وتمطَّيتُ: أي تمددت كالقائم من النوم. فآذنه، بمد الهمزة: أي أعلمه.

(2)

إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان -وهو ابن خثيم- فمن رجال مسلم، وهو صدوق.

وأخرجه الدارمي (1819) عن محمد بن يوسف، وأبو يعلى (2726) من طريق محمد بن عبد الله الأسدي، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. رواية الدارمي =

ص: 340

2561 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ. فَقَالَ:" جَعَلْتَنِي لِلَّهِ عَدْلًا، بَلْ مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ "(1).

2562 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ الْجَزَرِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ مِقْسَمًا مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْبَيْتَ، فَدَعَا فِي نَوَاحِيهِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ (2).

= بقصة الاحتجام فقط.

وأخرجه أبو حنيفة في "مسنده" بشرح علي القاري ص 274 عن سماك بن حرب، عن سعيد بن جبير، به. بقصة تزويج ميمونة فقط. وسيأتي برقم (3030) و (3075) و (3412)، وانظر قصة تزويج ميمونة برقم (1919) و (2200)، وقصة الاحتجام برقم (1849) و (1922) و (2108).

(1)

حسن لِغيره، وسلف الكلام عليه عند الحديث رقم (1839).

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(783)، والطبراني (13005)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 99، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 8/ 105 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، وابن السني في "اليوم والليلة"(667)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 419 من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن سفيان، بهذا الإسناد.

(2)

صحيح لغيره، عثمان الجزري أورده البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 258، وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 174 وقال: عثمان الجزري، ويقال له: عثمان المشاهد، روى عن مقسم، روى عنه معمر، والنعمان بن راشد، سمعت أبي يقول ذلك، ثم قال: أخبرنا علي بن أبي طاهر القزويني فيما كتب إلي، قال: أخبرنا أبو بكر الأثرم، قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل سُئل عن عثمان الجزري، فقال: روى أحاديث مناكير زعموا أنه ذهب كتابُه، قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن عثمان =

ص: 341

2563 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِي ابْنَ رُفَيْعٍ -: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لَمْ يَنْزِلِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ عَرَفَاتٍ وَجَمْعٍ إِلا لِيُهَرِيقَ الْمَاءَ (1).

2564 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَبَّى حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ (2).

2565 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَيْمُونَةَ بِسَرِفَ وَهُوَ مُحْرِمٌ (3).

= الجزري، فقال: لا أعلم روى عنه غير معمر والنعمان، قلنا: وقد فات الحافظين الحسيني في "إكماله"، وابن حجر في "تعجيله" أن يترجما له، مع أنَّه من شرطهما، ووقع للمحدِّثَين الشيخ أحمد محمد شاكر والشيخ حبيب الرحمن الأعظمي وَهَمٌ في تعيينه، فظنَّاه عثمانَ بن عمرو بن ساج القرشي الجزري، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(9058)، وقد تحرف في المطبوع منه "معمر" إلى: محمد! وانظر ما تقدم برقم (1795) و (1801) و (1819) و (2126).

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالةِ الراوي عن ابن عباس، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (2464).

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة -وهو مولى ابن عباس- من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وانظر ما تقدم برقم (1860)، وما سيأتي برقم (3199).

(3)

إسناده صحيح على شرط البخاري.

وأخرجه البخاري (4258) من طريق وهيب بن خالد، وابن سعد 8/ 136، وأبو داود =

ص: 342

2566 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اسْتَحَمَّتْ مِنْ جَنَابَةٍ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ مِنْ فَضْلِهَا، فَقَالَتْ: إِنِّي اغْتَسَلْتُ مِنْهُ. فَقَالَ: " إِنَّ الْمَاءَ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ "(1).

2567 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بِتُّ فِي بَيْتِ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، فَرَقَبْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَيْفَ يُصَلِّي، فَقَامَ فَبَالَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ، ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ قَامَ، فَعَمَدَ إِلَى الْقِرْبَةِ فَأَطْلَقَ شِنَاقَهَا، ثُمَّ صَبَّ فِي الْجَفْنَةِ، أَوِ الْقَصْعَةِ، وَأَكَبَّ يَدَهُ عَلَيْهَا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا حَسَنًا بَيْنَ الْوُضُوءَيْنِ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَجِئْتُ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَنِي، فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَتَكَامَلَتْ صَلاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، قَالَ: ثُمَّ نَامَ حَتَّى نَفَخَ، وَكُنَّا نَعْرِفُهُ إِذَا نَامَ بِنَفْخِهِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ فَصَلَّى، وَجَعَلَ يَقُولُ فِي صَلاتِهِ، أَوْ فِي سُجُودِهِ: " اللهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ يَسَارِي نُورًا، وَأَمَامِي نُورًا، وَخَلْفِي نُورًا،

= (1844)، والترمذي (843)، والطبراني (11863) من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن أيوب، بهذا الإسناد. زاد البخاري والطبراني: وبنى بها وهو حلال. وانظر (2200).

(1)

صحيح لغيره، وفي رواية سماك عن عكرمة اضطراب. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(396).

ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن الجارود (49)، والطبراني (11714)، والبيهقي 1/ 267. وانظر (2102).

ص: 343

وَفَوْقِي نُورًا، وَتَحْتِي نُورًا، وَاجْعَلْنِي نُورًا ". قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ قَالَ: " اجْعَلْ لِي نَوَرًا ".

قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ نَامَ مُضْطَجِعًا (1).

2568 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ وَهِشَامُ بْنُ أَبِي (2) عَبْدِ اللهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: " لَا إِلَهَ إِلا اللهُ الْحَلِيمُ الْعَظِيمُ، لَا إِلَهَ إِلا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلا اللهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ، ورَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ "(3).

2569 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ حَرْمَلَةَ، قَالَ:

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (763)(187)، وابن خزيمة (1534) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. رواية ابن خزيمة مختصرة.

وأخرجه الطيالسي (2706)، ومسلم (763)(187)، وابن ماجه (508)، وابن خزيمة (127)، وأبو عوانة 1/ 279 و 2/ 312، والطحاوي 1/ 286، وابن حبان (1445) من طرق عن شعبة، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وانظر (1912).

الشناق: هو الخيط الذي يُشد به فم القِربة. وانظر "فتح الباري" 11/ 117 - 118.

(2)

لفظة "أبي" سقطت من (م) والنسخ الخطية عدا (ظ 9) و (ظ 14)، ومنهما ومن حاشية (س) أثبتناها.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعيد هو ابن أبي عروبة، وهشام بن عبد الله هو الدستوائي، واسم أبيه: سنبر. وانظر (2012).

ص: 344

سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: أَهْدَتْ خَالَتِي أُمُّ حُفَيْدٍ (1) إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَمْنًا وَلَبَنًا وَأَضُبًّا، فَأَمَّا الْأَضُبُّ فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَفَلَ عَلَيْهَا، فَقَالَ لَهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: قَذِرْتَهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " نَعَمْ - أَوِ أجَلْ -" وَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم اللَّبَنَ فَشَرِبَ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ عَنْ يَمِينِهِ:" أَمَا إِنَّ الشَّرْبَةَ لَكَ، وَلَكِنْ أَتَأْذَنُ أَنْ أَسْقِيَ عَمَّكَ؟ " فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قُلْتُ: لَا، وَاللهِ مَا أَنَا بِمُؤْثِرٍ عَلَى سُؤْرِكَ أَحَدًا. قَالَ: فَأَخَذْتُهُ، فَشَرِبْتُ، ثُمَّ أَعْطَيْتُهُ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" مَا أَعْلَمُ شَرَابًا يُجْزِئُ عَنِ الطَّعَامِ غَيْرَ اللَّبَنِ، فَمَنْ شَرِبَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وَزِدْنَا مِنْهُ، وَمَنْ طَعِمَ طَعَامًا، فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وَأَطْعِمْنَا خَيْرًا مِنْهُ "(2).

2570 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: تَبَرَّزَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِحَاجَتِهِ، ثُمَّ رَجَعَ، فَأُتِيَ بِعَرْقٍ، فَلَمْ يَتَوَضَّأْ، فَأَكَلَ مِنْهُ.

(1) في النسخ الخطية: أم حفيق، وعلى حواشيها: صوابه أم حفيد، قلنا: وهو الصحيح، وكذلك هو على الصواب في (م).

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدْعان، ولجهالة عمر بن حرملة.

وأخرجه مختصراً بقصة الدعاء النسائي في "عمل اليوم والليلة"(287) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه بطوله الطيالسي (2723) عن شعبة وغيره، به. وانظر (1978).

قوله: "تفل عليها"، قال السندي: أي: تفل لأجلها تقذُّراً طبعاً لا ديناً.

ص: 345

وَزَادَ عَمْرٌو عَلَيَّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ لَمْ تَوَضَّأْ! قَالَ:" مَا أَرَدْتُ الصَّلاةَ فَأَتَوَضَّأَ "(1).

° 2571 - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَجَدْتُ هَذِهِ الْأحَادِيثَ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا شَرِبَ تَنَفَّسَ مَرَّتَيْنِ فِي الشَّرَابِ (2).

وَكَتَبَ أَبِي فِي إِثْرِ هَذَا الْحَدِيثِ: لَا أُرَى عَبْدَ اللهِ (3) سَمِعَ هَذَا الْحَدِيثَ.

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن الحويرث، فمن رجال مسلم. والذي يقول في آخر الحديث: "وزاد عمرو عليَّ

" هو ابن جريج، فإنه سمع الحديث من سعيد بن الحويرث، وسمع الزيادةَ من عمرو بن دينار عن سعيد بن الحويرث، ويوضحه روايةُ الدارمي برقم (2077) من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن الحويرث، عن ابن عباس، ورواية عمرو بن دينار تقدمت برقم (2558).

(2)

إسناده ضعيف لضعف سعيد بن محمد الورّاق ورشدين بن كريب، وعندهما مناكير.

وأخرجه ابن ماجه (3417) من طريق مروان بن معاوية الفزاري، عن رشدين بن كريب، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2578).

وفي الباب عن أنس: أنه كان يتنفس في الإناء مرتين أو ثلاثاً، وزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتنفَّس في الإناء ثلاثاً. متفق عليه، وسيأتي في "المسند" 3/ 185.

ومعناه أنه كان إذا أراد أن يشرب لا يقتصر على نَفَسٍ واحدٍ، بل يفصل بين الشرب بنَفَسين أو ثلاثة خارج الإناء. وانظر لزاماً "فتح الباري" 10/ 93 - 94.

(3)

هوعبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل.

ص: 346

° 2572 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ (1)، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْعَبْدِيُّ الْعَصَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَبَلَةُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: تَضَيَّفْتُ مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهِيَ خَالَتِي، وَهِيَ لَيْلَةَ إِذْ لَا تُصَلِّي، فَأَخَذَتْ كِسَاءً فَثَنَتْهُ، وَأَلْقَتْ عَلَيْهِ نُمْرُقَةً، ثُمَّ رَمَتْ عَلَيْهِ بِكِسَاءٍ آخَرَ، ثُمَّ دَخَلَتْ فِيهِ، وَبَسَطَتْ لِي بِسَاطًا إِلَى جَنْبِهَا، وَتَوَسَّدْتُ مَعَهَا عَلَى وِسَادِهَا، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ صَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ، فَأَخَذَ خِرْقَةً فَتَوَزَّرَ بِهَا، وَأَلْقَى ثَوْبَهُ، وَدَخَلَ مَعَهَا لِحَافَهَا، وَبَاتَ حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، قَامَ إِلَى سِقَاءٍ مُعَلَّقٍ فَحَرَّكَهُ، فَهَمَمْتُ أَنْ أَقُومَ فَأَصُبَّ عَلَيْهِ، فَكَرِهْتُ أَنْ يَرَى أَنِّي كُنْتُ مُسْتَيْقِظًا، قَالَ: فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ أَتَى الْفِرَاشَ، فَأَخَذَ ثَوْبَيْهِ، وَأَلْقَى الْخِرْقَةَ، ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ، فَقَامَ فِيهِ يُصَلِّي، وَقُمْتُ إِلَى السِّقَاءِ، فَتَوَضَّأْتُ، ثُمَّ جِئْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَتَنَاوَلَنِي فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَصَلَّى وَصَلَّيْتُ مَعَهُ ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ

(1) وقع اسمه في (م) والنسخ الخطية عدا (ظ 9) و (ظ 14): "عَبْد الله بن محمد"، والمثبت من (ظ 9) و (ظ 14) و"أطراف المسند" 1/ ورقة 106، وزِيدَ في هذه النسخ الثلاثة في اسمه "بن عبيد"، ولم نقف فيما بين أيدينا من مصادرعلى شيخ لأحمد يُسمى عُبَيدَ الله بن محمد بن عبيد، بل لا يكاد يوجد في الرواة من هذه الطبقة مَن اسمه هكذا، فيغلب على ظننا أن شيخه هذا هو: عبيد الله بن محمد بن حفص بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر التَّيْمي، الذي يقال له: ابن عائشة، والعائشي، والعَيْشي، نسبةً إلى عائشة بنت طلحة، لأنه من ذريتها، وقد عُدَّ في جملة شيوخ الإمام أحمد، وذكر له المزي في "تهذيب الكمال" روايةً عن محمد بن ثابت العبدي، والله تعالى أعلم.

ص: 347

قَعَدَ، وَقَعَدْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَوَضَعَ مِرْفَقَهُ إِلَى جَنْبِي، وَأَصْغَى بِخَدِّهِ إِلَى خَدِّي، حَتَّى سَمِعْتُ نَفَسَ النَّائِمِ، فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ بِلالٌ، فَقَالَ: الصَّلاةَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَسَارَ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَاتَّبَعْتُهُ، فَقَامَ يُصَلِّي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، وَأَخَذَ بِلالٌ فِي الْإِقَامَةِ (1).

2573 -

حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَذَكَرَ شَيْئًا، قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ السِّوَاكَ، قَالَ: حَتَّى ظَنَنَّا - أَوْ رَأَيْنَا - أَنَّهُ سَيُنْزَلُ عَلَيْهِ (2).

2574 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ خَطَبَ، وَأَبُو بَكْرٍ

(1) إسناده ضعيف، محمد بن ثابت العبدي، قال أبو حاتم: ليس بالمتين يكتب حديثه، وقال البخاري: يخالف في بعض حديثه، وقال أبو داود: ليس بشيء، وقال ابن معين في رواية الدوري: ضعيف، وقال ابن عدي: عامة أحاديثه مما لا يتابع عليه، وإسحاق بن عبد الله -وهو ابن الحارث بن كنانة العامري- روايته عن ابن عباس مرسلة فيما قاله أبو حاتم. وروي نحو هذا الحديث في "المسند" مختصراً من طرق عن ابن عباس، انظر (1843) و (1912) و (2245) و (2276) و (2567).

النُّمرقة: الوسادة الصغيرة.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة التميمي -واسمه أربدة البصري-.

وأخرجه أبو يعلى (2702) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وانظر (2125).

وقوله: "أنه سينزل عليه"، أي: قرآن بافتراضه كما تقدم.

ص: 348

وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، فِي الْعِيدِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلا إِقَامَةٍ (1).

قَالَ أَبِي: قَدْ سَمِعَهُ عَبْدُ اللهِ.

° 2575 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ قَالَ: وَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ أَبِي: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ شُفَيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُمْ جَعَلُوا يَسْأَلُونَهُ عَنِ الصَّلاةِ فِي السَّفَرِ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَرَجَ مِنْ أَهْلِهِ لَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى يَرْجِعَ (2).

° 2576 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: وَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّهِ: حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الْأَحْمَرُ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَصْلُحُ قِبْلَتَانِ فِي مِصْرٍ وَاحِدٍ، وَلا عَلَى الْمُسْلِمِينَ جِزْيَةٌ "(3).

2577 -

حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، رَفَعَهُ أَيْضًا.

قَالَ: " لَا تَصْلُحُ قِبْلَتَانِ فِي أَرْضٍ، وَلَيْسَ عَلَى مُسْلِمٍ

(1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الوليد -وهو ابن ميمون أبو محمد المكي المعروف بالعَدَني- فمن رجال أصحاب السنن غير ابن ماجه، وهو صدوق، وابن جريج قد صرح بالسماع فيما تقدم برقم (2004)، وسيتكرر برقم (3227). سفيان: هو ابن سعيد الثوري.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 10/ 252 من طريق مؤمل، عن سفيان، بهذا الإِسناد. وانظر (2171).

(2)

إسناده صحيح، وقد تقدم برقم (2159). حجاج: هو ابن محمد المصيصي.

(3)

إسناده ضعيف لضعف قابوس. وانظر (1949).

ص: 349

جِزْيَةٌ " (1).

2578 -

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ رِشْدِينٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَنَفَّسُ فِي الْإِنَاءِ مَرَّتَيْنِ (2).

2579 -

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَبَّى فِي (3) دُبُرِ الصَّلاةِ (4).

2580 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ

(1) إسناده ضعيف كسابقه. وهو مكرر (1949).

(2)

إسناده ضعيف لضعف رشدين -وهو ابن كريب بن أبي مسلم-.

وأخرجه الترمذي (1886) عن علي بن خشرم، عن عيسى بن يونس، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن كريب. وانظر (2571).

(3)

لفظة "في" من (ظ 9) و (ظ 14).

(4)

حسن لغيره، وهذا سند محتمل للتحسين، تقدم الكلام عليه عند الحديث رقم (2358).

وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" ص 89 (الجزء الذي حققه العمروي)، والدارمي (1806)، وأبو يعلى (2512)، والترمذي (819)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 162، وفي "الكبرى"(3735)، والطبراني (12230)، والبيهقي 5/ 37 من طرق عن عبد السلام بن حرب، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرف أحداً رواه غير عبد السلام بن حرب. وتقدم مطولاً برقم (2358).

ص: 350

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " رَأَيْتُ رَبِّي تبارك وتعالى "(1).

(1) صحيح موقوفاً، وهذا إسناد رجاله رجال الصحيح، وحماد بن سلمة -وهو من رجال مسلم- قال ابن سعد في "الطبقات" 7/ 282: ثقة كثير الحديث، وربما حدث بالحديث المنكر، وقال البيهقي في "الخلافيات" فيما نقله الحافظ الذهبي في "السير" 7/ 452: لما طعن في السن ساء حفظه

فالاحتياط أن لا يُحتج به فيما يخالف الثقات، وقال الذهبي: كان بحراً من بحور العلم، وله أوهام في سعة ما روى، وهو صدوق حجة إن شاء الله، وليس هو في الإتقان كحماد بن زيد. قلنا: وفي هذا الحديث عند ابن عدي ومن طريقه البيهقي زيادةُ ألفاظ منكرة في صفة الرب تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، تمنع القول بصحته من هذا الطريق، وإنما صححنا وقف هذا الحرف الذي أورده المؤلف لاختلافهم في رفعه ووقفه، ولأنه ثبت عن ابن عباس من قوله من غير طريق: أن محمداً صلى الله عليه وسلم رأى ربه عز وجل.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(440) عن أحمد بن محمد المروزي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل في "السنة"(563) عن محمد بن منصور، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(817) من طريق الفضل بن يعقوب، وابن عدي في "الكامل" 2/ 677، ومن طريقه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 444 - 445 و 445 من طريق محمد بن رافع ومحمد بن رزق الله والنضر بن سلمة، ستتهم عن أسود بن عامر، بهذا الإسناد. ووقفه محمد بن منصور والنضر بن سلمة على ابن عباس.

وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص 494، وابن عدي في "الكامل" 2/ 677 والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 444 من طريقين عن حماد بن سلمة، به.

وأخرج ابن أبي عاصم (442)، والنسائي في "الكبرى"(11539)، وابن خزيمة في "التوحيد"(272)، وابن منده في "الإيمان"(762)، والحاكم 1/ 65، واللالكائي (905) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: أتعجبون أن تكونَ الخلة لإبراهيم، والكلام لموسى، والرؤية لمحمد صلى الله عليه وسلم. وصححه =

ص: 351

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الحاكم على شرط البخاري، ووافقه الذهبي.

وأخرج الترمذي (3279)، وابن أبي عاصم (437)، والنسائي (11537)، وابن خزيمة (273) و (274)، والطبراني (11619) من طرق عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: رأى محمد ربه، قلت: أليس الله يقول: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار} ؟ قال: ويحك، ذاك إذا تجلى بنوره الذي هو نوره. قال: وقال: رأى محمد ربه تبارك وتعالى مرتين. وفيه الحكم بن أبان، قال الحافظ في "التقريب": صدوق، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.

وأخرجه ابن أبي عاصم (435)، وابن خزيمة (278)، وابن منده (760) من طريق عاصم الأحول، عن الشعبي وعكرمة، عن ابن عباس قال: رأى محمد ربَّه. وهذا إسناد صحيح. ووقع في "السنة" لابن أبي عاصم وبعض نسخ "التوحيد": عن الشعبي، عن عكرمة، وهذا صحيح أيضاً، وهو من المزيد في متصل الأسانيد.

وأخرجه ابن أبي عاصم (434)، والطبري 27/ 52 من طريق أسباط بن نصر، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه قال:{ولقد رآه نزلة أخرى} قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه عز وجل. فقال له رجل: أليس قد قال: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار} ؟ فقال له عكرمة: أليس ترى السماء؟ قال: بلى. قال: فكلها ترى؟ وهذا إسناد ضعيف، أسباط بن نصر كثير الخطأ، ورواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب.

وأخرجه الترمذي (3280)، وابن أبي عاصم (439)، وابن خزيمة (284)، وابن حبان (57)، والطبراني (10727)، والآجري ص 491، والبيهقي ص 442 من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن ابن عباس {ولقد رآه نزلة أخرى} قال: رأى ربه تبارك وتعالى. وقال الترمذي: حديث حسن. وسيأتي الحديث برقم (2634)، وانظر ما تقدم برقم (1956).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" 6/ 509 - 510: وأما الرؤية فالذي ثبت في الصحيح عن ابن عباس أنه قال: "رأى محمد ربه بفؤاده مرتين" وعائشة =

ص: 352

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أنكرت الرؤية، فمن الناس من جمع بينهما فقال: عائشة أنكرت رؤية العين، وابن عباس أثبت رؤية الفؤاد.

والألفاظ الثابتة عن ابن عباس هي مطلقة، أو مقيدة بالفؤاد، تارة يقول: رأى محمدٌ ربه، وتارة يقول: رآه محمد؛ ولم يثبت عن ابن عباس لفظ صريح بأنه رآه بعينه.

وكذلك الإمام أحمد، تارة يطلق الرؤية، وتارة يقول: رآه بفؤاده؛ ولم يقل أحد أنه سمع أحمد يقول رآه بعينه؛ لكن طائفة من أصحابه سمعوا بعض كلامه المطلق، ففهموا منه رؤية العين؛ كما سمع بعض الناس مطلق كلام ابن عباس، ففهم منه رؤية العين.

وليس في الأدلة ما يقتضي أنه رآه بعينه، ولا ثبت ذلك عن أحد من الصحابة، ولا في الكتاب والسنة ما يدل على ذلك؛ بل النصوص الصحيحة على نفيه أدل، كما في "صحيح مسلم" (178) عن أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل رأيت ربك؟ فقال: "نور، أنى أراه".

وقد قال تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريَه من آياتنا} ، ولو كان قد أراه نفسه بعينه لكان ذكر ذلك أولى.

وكذلك قوله: {أفتمارونه على ما يرى} ، {لقد رأَى من آيات ربه الكبرى} ، ولو كان رآه بعينه لكان ذكر ذلك أولى.

وفي "الصحيحين" عن ابن عباس في قوله: {وما جعلنا الرؤية التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن} ، قال: هي رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به، وهذه رؤيا الآيات، لأنه أخبر الناس بما رآه بعينه ليلة المعراج، فكان ذلك فتنة لهم، حيث صدقه قوم وكذبه قوم، ولم يخبرهم بأنه رأى ربه بعينه وليس في شيء من أحاديث المعراج الثابتة ذكر ذلك، ولو كان قد وقح ذلك لذكره كما ذكر ما دونه.

وقد ثبت بالنصوص الصحيحة واتفاق سلف الأمة أنه لا يرى الله أحد في الدنيا بعينه، إلا ما نازع فيه بعضهم من رؤية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاصة واتفقوا على أن المؤمنين يرون الله

يوم القيامة عياناً، كما يرون الشمس والقمر. وانظر "زاد المعاد" 3/ 37. =

ص: 353

وَقَدْ سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ أَبِي، أَمْلَى عَلَيَّ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ (1).

2581 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ وَهُوَ مُحْرِمٌ (2).

2582 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ صَلَّى سَبْعًا جَمِيعًا، وَثَمَانِيًا جَمِيعًا (3).

2583 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، يُحَدِّثُ

= وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 10/ 114 في قوله: "رأيت ربي": ما قَيَّد الرؤية بالنوم، وبعض من يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربَّه ليلة المعراج يحتجُّ بظاهر الحديث، والذي دلَّ عليه الدليلُ عدمُ الرؤية مع إمكانها، فنقفُ عن هذه المسألة، فإن من حُسْن إسلام المرءِ تركَه ما لا يعنيه، فإثباتُ ذلك أو نفيُه صعب، والوقوف سبيلُ السلامة، والله أعلم، وإذا ثبت شيءٌ قلنا به، ولا نُعنِّفُ من أثبت الرؤيةَ لنَبِيِّنا في الدنيا، ولا من نفاها، بل نقول: الله ورسوله أعلمُ، بلى نُعَنِّفُ ونُبَدِّعُ مَن أنكر الرؤيةَ في الآخرةِ، إذ رؤيةُ الله في الآخرة ثبَتَت بنصوص متوافرة.

(1)

القائل: "وقد سمعت

" هو عبد الله بن أحمد بن حنبل.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (2611)، ومن طريقه أبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ ورقة 3 عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (1919).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (1918).

ص: 354

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ بِعَرَفَاتٍ، فَقَالَ:" مَنْ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا، فَلْيَلْبَسْ سَرَاوِيلَ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ، فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ "(1).

2584 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةٍ، وَلا أَكُفَّ شَعَرًا وَلا ثَوْبًا "(2).

2585 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، يُحَدِّثُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ بَيْعِ الطَّعَامِ حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ، أَوْ يُسْتَوْفَى. وقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَحْسِبُ الْبُيُوعَ كُلَّهَا بِمَنْزِلَتِهِ (3).

2586 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1178)(4) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (1848).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (490)(228) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (1927).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (2602) عن شعبة، بهذا الإسناد. وقرن بشعبة هشاماً الدستوائي. وانظر (1847).

ص: 355

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" لَا تَتَّخِذُوا شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا "(1).

2587 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ وَابْنِ عَطَاءٍ، أَنَّهُمَا سَمِعَا عَطَاءً، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ (2).

2588 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةٍ، وَلا أَكُفَّ شَعَرًا، وَلا ثَوْبًا "(3).

2589 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ ابْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1957)(58 م) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقرن بمحمد بن جعفر عبد الرحمن بن مهدي. وانظر (2480).

(2)

إسناده حسن، الحجاج بن أرطاة وابن عطاء -وهو يعقوب بن عطاء بن أبي رباح- وإن كان في كل منهما مقال، يتقوى أحدهما بالآخر، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (2656)، ومن طريقه الطبراني (11297) عن شعبة، عن الحجاج بن أرطاة وحده، بهذا الإِسناد. وانظر (2393).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (2584)، وسيتكرر برقم (2590). وهذا الحديث لم يرد في (ظ 9) و (ظ 14).

ص: 356

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُحْرِمًا صَائِمًا (1).

2590 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةٍ، وَلا أَكُفَّ شَعَرًا وَلا ثَوْبًا "(2).

2591 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ وَأَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا صُرِعَ مِنْ رَاحِلَتِهِ، وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَمَاتَ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَأَنْ يُكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ، وَأَنْ لَا يُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا. وَقَالَ أَيُّوبُ: مُلَبِّدًا (3).

2592 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ

(1) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وتقدم الكلام على هذا الحديث مفصلاً برقم (1849).

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3226) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو داود (2373) عن حفص بن عمر، عن شعبة، به.

وأخرجه الطيالسى (2700) عن شعبة، والطحاوي 2/ 101 من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، به. ولم يرد عندهما ذكر الإحرام.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (2584).

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة.

وأخرجه الدارمي (1852)، والبخاري (1265) و (1266) و (1268) و (1850)، =

ص: 357

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَتَزَوَّجَ الرَّجُلُ وَهُوَ مُحْرِمٌ، وَيَقُولُ: إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بِمَاءٍ يُقَالُ لَهُ: سَرِفُ، وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَلَمَّا قَضَى نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَجَّهُ، أَقْبَلَ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِذَلِكَ الْمَاءِ، أَعْرَسَ بِهَا (1).

2593 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَطَاءٍ أَنَّهُ شَهِدَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنُ عَبَّاسٍ شَهِدَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ صَلَّى فِي يَوْمِ عِيدٍ، ثُمَّ خَطَبَ، ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ فَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، فَجَعَلْنَ يُلْقِينَ (2).

2594 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ

= ومسلم (1206)(94)، وأبو داود (3239) و (3240)، والنسائي 5/ 196، والبيهقي 3/ 391 و 5/ 53 من طرق عن حماد بن زيد، وابن خزيمة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ ورقة 15 من طريق معتمر بن سليمان، كلاهما عن أيوب، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1206)(95) من طريق إسماعيل ابن علية عن أيوب قال: نبئت عن سعيد بن جبير، به. وانظر (1850).

قوله: "ملبِّداً"، قال ابن الأثير 4/ 224: تلبيد الشَّعر: أن يُجعَلَ فيه شيء من صمغٍ عند الإحرام، لئلاَّ يَشْعَثَ ويقمل إبقاءً على الشَّعر، وإنما يُلَبَّد من يطول مُكثُه في الإحرام.

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري. وهو مكرر (2492).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (2655)، والبخاري (98)، وأبو داود (1142)، وابن حبان (2884)، والطبراني (11340) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (1902).

وقوله: "فجعلن يلقين"، أي: جعلن يلقين الخرص والخاتم والشيء، كما تقدم.

ص: 358

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ صَائِمًا (1).

2595 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ فِي الَّذِي يَأْتِي امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ:" يَتَصَدَّقُ بِدِينَارٍ، أَوْ نِصْفِ دِينَارٍ "(2).

2596 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ، وَلا أَكُفَّ شَعْرًا وَلا ثَوْبًا "(3).

2597 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: " لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ - أَوْ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ - إِذَا أَتَى امْرَأَتَهُ، قَالَ: اللهُمَّ جَنِّبْنِي الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنِي، ثُمَّ كَانَ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ، إِلا لَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهِ الشَّيْطَانُ - أَوْ:

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مِقْسَم -وهو مولى ابن عباس- فمن رجال البخاري. الحكم: هو ابن عتيبة الكندي الكوفي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 51، والنسائي في "الكبرى"(3227) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (1849) و (2186).

(2)

رجاله ثقات رجال الشيخين غير مقسم، فله في البخاري حديث واحد وهو ثقة إلا أن الصحيح وقفه كما هو مبين في (2032).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (1927) و (2590).

ص: 359

لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ -" (1).

2598 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُوسٍ وَعَطَاءٍ وَمُجَاهِدٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَنَهَانَا عَنْ أَمْرٍ كَانَ لَنَا نَافِعًا، وَأَمْرُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَيْرٌ لَنَا مِمَّا نَهَانَا عَنْهُ، قَالَ:" مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَزْرَعْهَا، أَوْ لِيَذَرْهَا، أَوْ لِيَمْنَحْهَا ".

قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِطَاوُوسٍ، وَكَانَ يَرَى أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ مِنْ أَعْلَمِهِمْ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ، أَنْ يَمْنَحَهَا أَخَاهُ، خَيْرٌ لَهُ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1434) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2705)، وأخرجه البخاري (3283) عن آدم بن أبي إياس، وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(269) من طريق بهز بن أسد، ثلاثتهم (الطيالسي وآدم وبهز) عن شعبة، به. وانظر (1867).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الملك بن ميسرة: هو الهلالي أبو زيد العامري الكوفي الزراد.

وأخرجه النسائي 7/ 36 من طريق حجاج، عن شعبة، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه حديث ابن عباس.

وأخرجه الطحاوي 4/ 110 من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن مجاهد وحده، عن رافع. وذكر فيه حديث ابن عباس.

وأخرج حديث ابن عباس فقط الطيالسي (2604) عن شعبة، عن عبد الملك بن =

ص: 360

قَالَ شُعْبَةُ: وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ يَجْمَعُ هَؤُلاءِ: طَاوُوسًا، وَعَطَاءً، وَمُجَاهِدًا، وَكَانَ الَّذِي يُحَدِّثُ عَنْهُ مُجَاهِدٌ، قَالَ شُعْبَةُ: كَأَنَّهُ صَاحِبُ الْحَدِيثِ.

2599 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ طَاوُوسًا، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23]، قَالَ: فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: قُرْبَى آلِ مُحَمَّدٍ. قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: عَجِلْتَ! إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ مِنْ بُطُونِ قُرَيْشٍ، إِلا كَانَ لَهُ فِيهِمْ قَرَابَةٌ، فَقَالَ: إِلا أَنْ تَصِلُوا مَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ مِنَ القَرَابَةِ (1).

= ميسرة، عن طاووس، به.

وأخرجه كذلك مسلم (1550)(123) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الملك بن زيد، عن طاووس، به. وحديث ابن عباس هذا تقدم برقم (2087)، وحديث رافع بن خديج سيأتي بنحوه في مسنده 3/ 463.

قوله: "أو ليذرها"، قال السندي: أي يتركها بلا زرع، يريد أنه لا يُكريها، وله أن يتركها بلا زرع. "أو ليمنحها" أي: ليعطها من ينتفع بها بلا كراء على وجه العارية، ثم له استردادها متى شاء. "أن يمنحها" بفتح الهمزة، مبتدأ خبره "خير"، أي: أن رافعاً ما أتى بلفظ الحديث، بل أتى بمعناه على ما فهمه، وهو أنه نهى عن كراء الأرض، وكان المقصود الترغيب في الإعطاء بلا كراء، لا النهي عن الكراء، والله تعالى أعلم.

وقوله: "طاووساً

الخ"، قال: بدل من "هؤلاء".

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (4818)، والترمذي (3251)، والنسائي في "الكبرى" =

ص: 361

2600 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بِشْرٍ يُحَدِّثُ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يُحَدِّثُ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَوَقَعَ مِنْ نَاقَتِهِ، فَأَقْصَعَتْهُ (1)، فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُغْسَلَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَأَنْ يُكَفَّنَ فِي ثَوْبَيْنِ، وَقَالَ:" لَا تَمَسُّوهُ بِطِيبٍ، خَارِجَ رَأْسِهِ - قَالَ شُعْبَةُ: ثُمَّ إِنَّهُ حَدَّثَنِي بِهِ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ: خَارِجَ رَأْسِهِ، أَوْ وَجْهِهِ - فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّدًا "(2).

= (11474)، والبغوي في "معالم التنزيل" 4/ 124 - 125 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (2024).

(1)

في (م) و (س) و (ق) و (ص): فأوقصته، والمثبت من (ظ 9) و (ظ 14) ومصادر التخريج.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس ابن أبي وحشية.

وأخرجه مسلم (1206)(101)، والبيهقي 3/ 392 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2623)، ومن طريقه البيهقي 3/ 292، وأخرجه النسائي 5/ 196 من طريق خالد بن الحارث، وأخرجه الطبراني (12542) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، ثلاثتهم (الطيالسي وخالد وأبو نعيم) عن شعبة، به. وقد وقع عند الطيالسي والطبراني والنسائي "ملبّياً" بدل "ملبداً"، وقال البيهقي: ورأيت في نسخة أخرى، بهذا الإسناد "في ثوبيه". وانظر (1850).

قوله: "فأقعصته" أي: قتلته في الحال.

وقوله: "خارجٌ رأسُه"، قال السندي: هما بالرفع على أن رأسه مبتدأ، وخبره خارج مقدم عليه، والجملة حال بلا واو عند من جَوَّز ذلك، وهو الأصح، والمراد: خارجٌ رأسه من الكفن كشأن المحرم. والتلبيد سلف تفسيره عند الحديث (2591).

ص: 362

2601 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَاتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ، وَأَنَا مَخْتُونٌ، وَقَدْ قَرَأْتُ الْمُحْكَمَ مِنَ القُرْآنِ (1).

قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي بِشْرٍ: مَا الْمُحْكَمُ؟ قَالَ: الْمُفَصَّلُ.

2602 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَنِي فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ (2).

2603 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَائِرَاتِ الْقُبُورِ، وَالْمُتَّخِذِينَ عَلَيْهَا الْمَسَاجِدَ وَالسُّرُجَ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (2639)، وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 241 عن الربيع بن يحيى، والطبراني (10577) من طريق عمرو بن مرزوق، ثلاثتهم (الطيالسي والربيع ومرزوق) عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (2283).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (2620) عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (1843).

(3)

حسن لغيره دون ذكر السُّرج، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي صالح: واسمه باذام، مولى أم هانئ. =

ص: 363

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه الحاكم 1/ 374 من طريق محمد بن جعفر، به. وانظر (2030).

وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/ 337 و 356، وصححه ابن حبان (3178)، ولفظه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن زوارات القبور.

ومن حديث حسان بن ثابت عند أحمد 3/ 442 - 443، ولفظه كحديث أبي هريرة.

ومن حديث ابن عباس وعائشة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" تقول عائشة: يحذرهم مثل الذي صنعوا. وقد تقدم في

"المسند" برقم (1884).

قال العلامة ابن القيم في "تهذيب سنن أبي داود" 4/ 348: وقد اختلف في زيارة النساء للمقابر على ثلاثة أقوال:

أحدها: التحريم، لهذه الأحاديث.

والثاني: يكره من غير تحريم، وهذا منصوص أحمد في إحدى الروايات عنه، وحجة هذا القول حديث أم عطية المتفق عليه:"نهينا عن اتباع الجنائز، ولم يعزم علينا"، وهذا يدل على أن النهي عنه للكراهة لا للتحريم.

والثالث: أنه مباح لهن غير مكروه، وهو الرواية الأخرى عن أحمد، واحتج لهذا القول بوجوه:

أحدها: ما روى مسلم في "صحيحه"(977) من حديث بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها" وفيه أيضاً (976) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "زوروا القبور فإنها تذكر الموت".

قالوا: وهذا الخطاب يتناول النساء بعمومه، بل هن المراد به، فإنه إنما علم نهيه عن زيارتها للنساء، دون الرجال، وهذا صريح في النَّسْخ، لأنه قد صرح فيه بتقدم النهي، ولا ريب في أن المنهي عن زيارة القبور هو المأذون له فيها، والنساء قد نهين عنها فيتناولهن الإذن.

قالوا: وأيضاً فقد قال عبد الله بن أبي مليكة لعائشة: "يا أم المؤمنين، من أين أقبلت؟ قالت: من قبر أخى عبد الرحمن. فقلت لها: أليس قد نهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن زيارة =

ص: 364

2604 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الصَّلاةِ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خَلِّلْ أَصَابِعَ يَدَيْكَ وَرِجْلَيْكَ - يَعْنِي إِسْبَاغَ الْوُضُوءِ - ". وَكَانَ فِيمَا قَالَ لَهُ: " إِذَا رَكَعْتَ، فَضَعْ كَفَّيْكَ عَلَى

= القبور؟ قالت: نعم، قد نهى، ثم أمر بزيارتها" رواه البيهقي 4/ 78 من حديث يزيد بن زريع، عن بسطام بن مسلم، عن أبي التياح، عن ابن أبي مليكة.

[وروى الترمذي (1055) عن ابن أبي مليكة] قال: "توفي عبد الرحمن بن أبي بكر بحُبْشِي، فحمل إلى مكة، فدفن، فلما قدمت عائشة أتت قبر عبد الرحمن، فقالت:

وكنا كندماني حذيمة حِقبةً

مِن الدهر، حتى قِيلَ: لن يتصدَّعَا

فلما تفرَّقنا، كأنِّي ومالكاً

لِطول اجتماعٍ لم نَبِتْ ليلةً معا

ثم قالت: والله لو حضرتُك، ما دُفِنْتَ إلا حيثُ مت، ولو شهدتك ماَ زرتُك".

قالوا: وأيضاً فقد ثبت في "الصحيحين"[البخاري (1283)، ومسلم (626)] من حديث أنس قال: مَرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة عند قبر تبكي على صبي لها، فقال لها:"اتَّقي الله واصْبِري" فقالت: وما تُبالي بمصيبتي، فلما ذهب قيلَ لها: إنَهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذها مثلُ الموت، فأتت بابَه، فلم تجد على بابه بوابين، فقالت: يا رسولَ الله، لم أعرفك، فقال:"إنَّما الصبرُ عند الصدمةِ الأولى" وترجم عليه البخاري: باب زيارة القبور.

قالوا: ولأن تعليلَه زيارتها بتذكير الآخرة أمر يشترك فيه الرجالُ والنساء، وليس الرجال بأحوجَ إليه منهن.

وقال الإمام البغوي في "شرح السنة" 2/ 417: ذهب بعض أهل العلم إلى أن هذا (يعني ما في حديث ابن عباس من لعن زائرات القبور) كان قبل ترخيص النبي صلى الله عليه وسلم في زيارة القبور، فلما رخص، دخل في الرخصة الرجال والنساء، وذهب بعضهم إلى أنه كره للنساء زيارة القبور، لقلة صبرهن، وكثرة جزعهن. وانظر "فتح الباري" 3/ 148 - 149.

ص: 365

رُكْبَتَيْكَ حَتَّى تَطْمَئِنَّ - وَقَالَ الْهَاشِمِيُّ مَرَّةً: حَتَّى تَطْمَئِنَّا - وَإِذَا سَجَدْتَ فَأَمْكِنْ جَبْهَتَكَ مِنَ الأَرْضِ، حَتَّى تَجِدَ حَجْمَ الأَرْضِ " (1).

2605 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ. وَعَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَسْدِلُ شَعْرَهُ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ رُءُوسَهُمْ، وَكَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَسْدِلُونَ شُعُورَهُمْ، وَكَانَ

(1) إسناده حسن، موسى بن عقبة ممن روى عن صالح مولى التوأمة قبل الاختلاط، وعبد الرحمن بن أبي الزناد صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات، ونقل الحافظ ابن حجر في "التلخيص" 1/ 94 عن البخاري تحسين هذا الحديث.

وأخرجه ابن ماجه (447)، والترمذي (39) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، والحاكم 1/ 182 - 183 من طريق جعفر بن محمد بن شاكر، كلاهما عن سعد بن عبد الحميد بن جعفر، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن غريب. والحديث في هذه المصادر مختصر ليس فيه ذكر الاطمئنان في الركوع والسجود.

ولتخليل الأصابع شاهدٌ عن لقيط بن صَبِرَةَ سيأتي في "المسند" 4/ 33 و 211، وصححه ابن حبان (1054).

وآخر عن المستورد بن شداد وسيأتي في "المسند" أيضاً 4/ 229.

ولتتمته شاهد عن سعد بن أبي وقاص عند البخاري (790)، ومسلم (535)، وانظر ما تقدم برقم (1570).

وآخر من حديث المسيء صلاته عن أبي هريرة وعن رفاعة بن رافع الزرقي، سيأتي 2/ 437 و 4/ 340.

وثالث من حديث أبي حميد الساعدي عند أبي داود (734)، والترمذي (270).

قوله: "حتى تطمئنا"، قال السندي: أي الكفّان، و"حجم الأرض"، قال: بفتح حاء مهملة وسكون جيم، في "القاموس": الحجم من الشيء: ملمسه الناتئ تحت يدك.

ص: 366

يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ بِشَيْءٍ، ثُمَّ فَرَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ (1).

2606 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ نَبِيذِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: كَانَ يَشْرَبُ بِالنَّهَارِ مَا صُنِعَ بِاللَّيْلِ، وَيَشْرَبُ بِاللَّيْلِ مَا صُنِعَ بِالنَّهَارِ (2).

2607 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ

(1) إسناده صحيح، علي بن إسحاق: هو السلمي مولاهم أبو الحسن المروزي، وثقه ابن معين والنسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وحديثه عند الترمذي، ومتابعه عتاب -وهو ابن زياد الخراساني- وثقه أبو حاتم وابن سعد، وقال أحمد: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات" وروى له ابن ماجه، ومن فوقهما ثقات من رجال الشيخين. عبد الله: هو ابن المبارك، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.

وأخرجه البخاري (3944) عن عبدان، والترمذي في "الشمائل"(29) عن سويد بن نصر، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (3558)، ومسلم (2336)، والنسائي 8/ 184، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 3/ الورقة 60، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 489، وفي "مشكل الآثار" 4/ 320، والحازمي في "الاعتبار" ص 240 من طرق عن يونس بن يزيد، به. وانظر (2209).

(2)

إسناده ضعيف لضعف حسين بن عبد الله -وهو ابن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي-. وانظر ما تقدم برقم (1963).

ص: 367

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ النَّقِيرِ، وَالدُّبَّاءِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَقَالَ:" لَا تَشْرَبُوا إِلا فِي ذِي إِكَاءٍ " فَصَنَعُوا جُلُودَ الْإِبِلِ، ثُمَّ جَعَلُوا لَهَا أَعْنَاقًا مِنْ جُلُودِ الْغَنَمِ، فَبَلَغَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ:" لَا تَشْرَبُوا إِلا فِيمَا أَعْلاهُ مِنْهُ "(1).

2608 -

حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ. وَعَتَّابٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُ قَالَ: سَقَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ زَمْزَمَ، فَشَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ (2).

2609 -

حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: مَا نَصَرَ اللهُ تبارك وتعالى فِي مَوْطِنٍ، كَمَا نَصَرَ يَوْمَ أُحُدٍ. قَالَ: فَأَنْكَرْنَا ذَلِكَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَيْنِي وَبَيْنَ مَنِ أَنْكَرَ ذَلِكَ كِتَابُ اللهِ تبارك وتعالى، إِنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ فِي يَوْمِ أُحُدٍ:

(1) إسناده ضعيف لضعف حسين بن عبد الله.

وأخرجه أبو يعلى (2730) من طريق علي بن الحسن بن شقيق، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وانظر ما سيأتي برقم (2768).

الإِكاء: بكسر الهمزة وأصله "وِكاء": وهو الخيط الذي تُشد به القِربة.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق وعتاب -وهو ابن زياد الخراساني-، فالأول من رجال الترمذي، والثاني من رجال ابن ماجه. عبد الله: هو ابن المبارك، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.

وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(209)، والنسائي 5/ 237، وابن حبان (3838) من طريق علي بن حُجر، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وانظر (1838).

ص: 368

{وَلَقَدْ صَدَقَكُمِ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} - يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَالْحَسُّ: الْقَتْلُ - {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ} - إِلَى قَوْلِهِ - {وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 152]، وَإِنَّمَا عَنَى بِهَذَا الرُّمَاةَ، وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَقَامَهُمْ فِي مَوْضِعٍ، ثُمَّ قَالَ:" احْمُوا ظُهُورَنَا، فَإِنْ رَأَيْتُمُونَا نُقْتَلُ، فَلا تَنْصُرُونَا، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا قَدْ غَنِمْنَا فَلا تُشْرِكُونَا " فَلَمَّا غَنِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَأَبَاحُوا عَسْكَرَ الْمُشْرِكِينَ، أَكَبَّ (1) الرُّمَاةُ جَمِيعًا، فَدَخَلُوا فِي الْعَسْكَرِ يَنْهَبُونَ، وَقَدِ الْتَقَتْ صُفُوفُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَهُمْ هَكَذَا (2) - وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِ يَدَيْهِ - وَالْتَبَسُوا، فَلَمَّا أَخَلَّ الرُّمَاةُ تِلْكَ الْخَلَّةَ الَّتِي كَانُوا فِيهَا، دَخَلَتِ الْخَيْلُ مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَضَرَبَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَالْتَبَسُوا، وَقُتِلَ مِنَ المُسْلِمِينَ نَاسٌ كَثِيرٌ، وَقَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ أَوَّلُ النَّهَارِ، حَتَّى قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِ لِوَاءِ الْمُشْرِكِينَ سَبْعَةٌ، أَوْ تِسْعَةٌ، وَجَالَ الْمُسْلِمُونَ جَوْلَةً نَحْوَ الْجَبَلِ، وَلَمْ يَبْلُغُوا حَيْثُ يَقُولُ النَّاسُ الْغَارَ، إِنَّمَا كَانُوا تَحْتَ الْمِهْرَاسِ، وَصَاحَ الشَّيْطَانُ: قُتِلَ مُحَمَّدٌ، فَلَمْ يُشَكَّ فِيهِ أَنَّهُ حَقٌّ، فَمَا زِلْنَا كَذَلِكَ مَا نَشُكُّ أَنَّهُ قَدْ قُتِلَ، حَتَّى طَلَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ السَّعْدَيْنِ نَعْرِفُهُ بِتَكَفُّئِهِ إِذَا مَشَى، قَالَ: فَفَرِحْنَا حَتَّى كَأَنَّهُ لَمْ يُصِبْنَا مَا أَصَابَنَا، قَالَ: فَرَقِيَ نَحْوَنَا، وَهُوَ يَقُولُ:" اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى قَوْمٍ دَمَّوْا وَجْهَ رَسُولِهِ " قَالَ: وَيَقُولُ مَرَّةً أُخْرَى: " اللهُمَّ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُمِ أنْ يَعْلُونَا " حَتَّى انْتَهَى إِلَيْنَا.

(1) في (ظ 9) و (ظ 14): انكبَّ.

(2)

المثبت من (ظ 9) و (ظ 14)، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: كذا.

ص: 369

فَمَكَثَ سَاعَةً، فَإِذَا أَبُو سُفْيَانَ يَصِيحُ فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ: اعْلُ هُبَلُ - مَرَّتَيْنِ، يَعْنِي آلِهَتَهُ - أَيْنَ ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ؟ أَيْنَ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ أَيْنَ ابْنُ الْخَطَّابِ؟ فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلا أُجِيبُهُ؟ قَالَ:" بَلَى " فَلَمَّا قَالَ: اعْلُ هُبَلُ، قَالَ عُمَرُ: اللهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ. قَالَ: فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، إِنَّهُ قَدِ انْعَمَتْ عَيْنُهَا، فَعَادِ عَنْهَا، أَوْ فَعَالِ عَنْهَا، فَقَالَ: أَيْنَ ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ؟ أَيْنَ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ أَيْنَ ابْنُ الْخَطَّابِ؟ فَقَالَ عُمَرُ: هَذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهَذَا أَبُو بَكْرٍ، وَهَا أَنَا ذَا عُمَرُ. قَالَ: فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ، الْأَيَّامُ دُوَلٌ، وَإِنَّ الْحَرْبَ سِجَالٌ. قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: لَا سَوَاءً، قَتْلانَا فِي الْجَنَّةِ، وَقَتْلاكُمْ فِي النَّارِ. قَالَ: إِنَّكُمْ لَتَزْعُمُونَ ذَلِكَ، لَقَدْ خِبْنَا إِذاً وَخَسِرْنَا. ثُمَّ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: أَمَا إِنَّكُمْ سَوْفَ تَجِدُونَ فِي قَتْلاكُمْ مَثْلَى (1)، وَلَمْ يَكُنْ ذَاكَ عَنْ رَأْيِ سَرَاتِنَا. قَالَ: ثُمَّ أَدْرَكَتْهُ حَمِيَّةُ الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَانَ ذَاكَ. وَلَمْ يَكْرَهْهُ (2).

(1)"مَثْلى" بالألف المقصورة كما في عامة أصولنا الخطية، قال السندي: هو جمع مُثلة. قلنا: ولم نجد هذا الجمع في كتب اللغة المتيسرة لنا، وقال الشيخ أحمد شاكر:"مثلى" خطأ لا وجه له، ورجَّح أن الصواب "مَثْلاً" بفتح الميم وسكون الثاء كما في النسخة الكتانية و"مجمع الزوائد" وغيره: مصدر "مَثَل بالقتيل" من بابَيْ ضرب ونصر: إذا نكل به بجدع أنفه أو قطع أذنه أو نحو ذلك، كمثَّل به تمثيلاً.

(2)

إسناده حسن، عبد الرحمن بن أبي الزناد صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود شيخ أحمد -وهو الهاشمي- فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة جليل. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، وعبيد الله: هو ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي.

وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسير سورة آل عمران (1644)، والطبراني (10731)، =

ص: 370

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والحاكم 2/ 296 - 297، والبيهقي في "دلائل النبوة" 3/ 269 - 271 من طريق سليمان بن داود الهاشمي، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي.

قال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 2/ 114: هذا حديث غريب، وسياق عجيب، وهو من مرسلات ابن عباس، فإنه لم يشهد أحداً ولا أبوه .. ولبعضه شواهد في الصحاح وغيرها.

وقال الشيخ أحمد شاكر معلقاً على قول ابن كثير هذا: وهو حديث غريب حقاً، في لفظه ما يوهم أن ابن عباس شهد الوقعة، وما كان ذلك قط، فإنه كان إذ ذاك طفلاً مع أبيه بمكة، والظاهر عندي أنه حكاه عن واحد من الصحابة ممن شهد أحداً، ونسي بعض الرواة أن يذكر من حدث ابن عباس به، حتى يقول في حديثه:"فما زلنا كذلك ما نشك أنه قد قتل" إلخ، وأما سياق القصة في ذاتها فصحيح، له شواهد كثيرة في الصحاح، أشار ابن كثير إلى بعضها في "التفسير" وفي "التاريخ".

قلنا: فمن شواهده مقطعاً حديث عبد الله بن مسعود عند أحمد 1/ 462 - 463.

وحديث البراء بن عازب عند أحمد 4/ 293، والبخاري (3039) و (4043).

وحديث الزبير بن العوام عند ابن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" 3/ 82.

وحديث أبي هريرة عند أحمد 2/ 317، والبخاري (4073)، ومسلم (1793).

قوله: "ما نصر الله تبارك وتعالى في مواطن كما نصرَ يوم أحد"، قال السندي: أي: ما نصر المؤمنين في موطن مثل ما نصرهم يوم أُحد أولاً، كما يدل عليه آخر كلامه، ولكن حيث أطلق أنكروا عليه ذلك حتى كشف لهم عن حقيقة الأمر، فعرفوا مراده.

وقوله: "أكبَّ الرماة"، قال: أي: وقعوا.

وقوله: "جميعاً"، قال: كان المراد: الغالب، وإلا ففي "صحيح البخاري" [في حديث البراء رقم 4043]: فأخذوا يقولون: الغنيمةَ الغنيمةَ، فقال عبد الله (أي: ابن جبير رئيس الرماة): عَهِد إليَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن لا تبرحوا، فأَبَوا. وفي شرحه: قالوا: لم يُرِد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا، قد انهزم المشركون، فما مقامُنا هاهنا؟ ووقعوا ينتهبون العسكر، وثبت أميرهم عبد الله في نفر يسير دون العشرة مكانَه، وقال: لا أجاوز أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونظر خالد بن الوليد إلى خَلاءِ الجبلِ وقلة أهله، فكَرَّ بالخيل، وتبعه عكرمة بن أبي جهل، =

ص: 371

2610 -

حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي الْعُمَرِيَّ -، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَخِيهِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً أَخْرَجَتْ صَبِيًّا لَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لِهَذَا حَجٌّ؟ فَقَالَ:" نَعَمْ، وَلَكِ أَجْرٌ "(1).

= وحملوا على مَن بقي مِن الرماة فقتلوهم وأميرَهم عبدَ الله بن جبير، وانتقضت صفوف المسلمين، فاستدارت رجالهم، وحالت الريح فصارت دَبُوراً بعد أن كانت صَبا.

وقوله: "تلك الخَلَّة"، قال: بفتح فتشديد، أي: تلك الحاجة التي هي دفع العساكر من وراء الظهر، أي: قصروا فيها، من أَخلَّ بالشيء، أو المراد بالخلة تلك البُقعة، سُميت خَلة، لأنها محل الخلة، بمعنى الحاجة، لأنها كانت محتاجة إلى وجود العسكر فيها، أي: ترك تلك البقعة، من أَخل الرجلُ بمركزه، أي: تركه.

وقوله: "وجال المسلمون"، قال: أي: انكشفوا.

وقوله: "تحت المِهراس"، قال: بكسر الميم، صخرة منقورة تسع كثيراً من الماء، وقيل: اسم ماء بأُحد.

وقوله: "قد أَنعمت"، قال: على بناء الفاعل من: أَنْعَم، إذا أجاب بنَعم، أي: أنها أجابت بنعم، يريد أنه حين أراد الخروج إلى أحد، كتب على سهم "نعم"، وعلى آخر "لا"، وأجالهما عند هُبل، فخرج سهم "نعم"، فخرج إلى أحد، وكان عادتهم ذلك إذا أرادوا ابتداء فعل.

والتكفُّؤ: التمايل إلى قدام. ودَمُّوا: أسالوا دمه. وابن أبي كبشة: يريد به رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعادِ عنها أو عالِ عنها: كلاهما بمعنى، وهو: تجاف عن ذكرها وتجاوز. وسِجال: جمع سَجْل، أي: مرة لنا ومرة علينا، وأصله أن المستقينَ بالسَّجْل يكون لكل واحدٍ منهم سَجْل، وهو الدَّلْو. والسَّراة: هم الأشراف والكبراء.

(1)

صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله العمري -وهو عبد الله بن عمر بن حفص- ضعيف، وهو متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير نوح بن ميمون، وهو ثقة. وانظر (1898).

ص: 372

2611 -

حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ، قَالا: أَفَاضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مِنًى لَيْلًا (1).

2612 -

حَدَّثَنَاه عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَخَّرَ طَوَافَ يَوْمِ النَّحْرِ إِلَى اللَّيْلِ (2).

(1) إسناده ضعيف، أبو الزبير -واسمه محمد بن مسلم بن تدرس- موصوف بالتدليس وقد عنعن، وفي سماعه من ابن عباس وعائشة نظرٌ، ثم إنَّ هذا الحديثَ والذي بعده مخالفٌ لما ثبت في الصحيح عن ابن عمر وجابر أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف يوم النحر نهاراً، وذهب بعضُهم إلى الجمع بينهما، فحمل حديثَ ابنِ عمر وجابر على اليومِ الأوَّلِ من أيام مِنى، وحملَ حديثَ ابنِ عباس على باقي الأيام، والله أعلم. وانظر ما بعده.

(2)

إسناده ضعيف كسابقه. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه أبو داود (2000)، والترمذي (920)، وأبو يعلى (2700)، والبيهقي 5/ 144 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وعلقه البخاري 3/ 567 بصيغة الجزم عن أبي الزبير، عن ابن عباس وعائشة. قال الترمذي: حسن صحيح!

وأخرجه ابن ماجه (3059)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 219 - 220 من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان الثوري، عن محمد بن طارق، عن أبي الزبير، به.

وأخرجاه أيضاً من هذا الطريق عن محمد بن طارق، عن طاووس، مرسلاً. وسيتكرر هذا الحديث في مسند ابن عباس برقم (2815)، وفي مسند عائشة 6/ 215، وانظر "شرح مشكل الآثار" حديث رقم (1567).

قال الترمذي: وقد رَخَّص بعضُ أهل العلم في أن يُؤخَّر طوافُ الزيارة إلى الليل، واستحبُّ بعضهم أن يزور يومَ النحر، ووَسَّع بعضهم أن يُؤخَّر ولو إلى آخر أيام مِنى. وانظر "فتح الباري" 3/ 567 - 568.

ص: 373

2613 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمُدَّعِيَ الْبَيِّنَةَ؟ فَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَيِّنَةٌ، فَاسْتَحْلَفَ الْمَطْلُوبَ، فَحَلَفَ بِاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّكَ قَدْ حَلَفْتَ، وَلَكِنْ قَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ بِإِخْلاصِكَ قَوْلَكَ: لَا إِلَهَ إِلا اللهُ "(1).

2614 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ حَنَشٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَخْرُجُ فَيُهَرِيقُ الْمَاءَ، فَيَتَمَسَّحُ بِالتُّرَابِ، فَأَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْمَاءَ مِنْكَ قَرِيبٌ. فَيَقُولُ:" وَمَا يُدْرِينِي، لَعَلِّي لَا أَبْلُغُهُ "(2).

2615 -

حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَصُومُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَحْدَهُ "(3).

(1) إسناده ضعيف، وقد تقدم برقم (2280).

(2)

إسناده حسن، فإن رواية عبد الله بن المبارك عن ابن لهيعة صالحة، والحديث تفرد به ابن لهيعة! حنش: هو ابن عبد الله السبائي الصنعاني، من صنعاء دمشق. وهو في "الزهد" لابن المبارك (292). وسيأتي برقم (2764).

(3)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حسين بن عبد الله بن عبيد الله. وهذا الحديث تفرَّد به الإمامُ أحمد. =

ص: 374

2616 -

حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ، حِينَ يَلْقَى جِبْرِيلَ، وَكَانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، قَالَ: فَلَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ (1).

2617 -

حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ الْأَسْلَمِيَّ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاعْتَرَفَ بِالزِّنَى،

= وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/ 394، والبخاري (1985)، ومسلم (1144).

وآخر من حديث جابر عند البخاري (1984)، ومسلم (1143).

وثالث من حديث جويرية بنت الحارث عند أحمد 6/ 324، والبخاري (1986).

قال الإِمام البغوي في "شرح السنة" 6/ 360: والعملُ على هذا عند أهلِ العلم، كرهوا تخصيص يوم الجمعة بالصوم إلا أن يصومَ قبلَه أو بعدَه معه، ولم يكرهه مالك، وقال: رأيتُ بعضَ أهلِ العلم يصومُه ويتحرَّاه.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب -وهو ابن زياد الخراساني- فمن رجال ابن ماجه، وهو ثقة. عبد الله: هو ابنُ المبارك، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، وعبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود الهذلي.

وأخرجه البخاري (6) و (3220) و (3554)، ومسلم (2308)، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 326 من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 125، وفي "الكبرى"(7993)، وابن حبان (6370) من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس، به. وانظر (2042).

ص: 375

فَقَالَ: " لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ، أَوْ غَمَزْتَ، أَوْ نَظَرْتَ "(1).

2618 -

حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا تَأْكُلِ الشَّرِيطَةَ، فَإِنَّهَا ذَبِيحَةُ الشَّيْطَانِ "(2).

2619 -

حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ

(1) إسناده صحيح، مَن فوقَ عتاب ثقات من رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وانظر (2129).

(2)

إسناده ضعيف، عمرو بن عبد الله: هو ابن الأسوار اليماني، ويقال: عمرو بن برق، قال ابن معين: ليس بالقوي، وقال ابن عدي: أحاديثه لا يتابعه الثقات عليها، وحكى العقيلي في "الضعفاء" 3/ 259 عن أحمد أنه قال: له أشياء مناكير ومعمر قد روى عنه وكان عنده لا بأس به، وقال المنذري في "مختصر السنن" 4/ 118: قد تكلم فيه غير واحد.

وأخرجه أبو داود (2826)، وابن حبان (5888)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1794، والحاكم 4/ 113، والبيهقي 9/ 278 من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي! وهو عند ابن عدي وفي أحد إسنادي أبي داود عن ابن عباس وحده، وعندَ ابنِ حبان عن أبي هريرة وحده، ولفظه في بعض هذه المصادر: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شريطة الشيطان.

والشريطة، قال الخطابي في "معالم السنن" 4/ 281: أخذت من الشَّرْط: وهو شقُّ الجلد بالمبْضَع ونحوه، كأنه اقتصر على شرطه بالحديد دون ذبحه والإتيان بالقطع على حلقه، وإنما سمي هذا شريطة الشيطان من أجل أن الشيطان هو الذي يحملهم على ذلك، ويُحَسِّن هذا الفعل عندهم.

ص: 376

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ نَهَى عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، وَذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ (1).

قَالَ: رَفَعَهُ الْحَكَمُ، قَالَ شُعْبَةُ: وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ أُحَدِّثَ بِرَفْعِهِ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي غَيْلانُ وَالْحَجَّاجُ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، لَمْ يَرْفَعْهُ (2).

2620 -

حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَى أَبِي قَتَادَةَ وَهُوَ عِنْدَ رَجُلٍ قَدْ قَتَلَهُ فَقَالَ:" دَعُوهُ وَسَلَبَهُ "(3).

(1) إسناده صحيح، من فوق عتاب من رجال الشيخين غير ميمون بن مهران، فمن رجال مسلم.

وأخرجه مسلم (1934)، وأبو عوانة 5/ 141 - 142 و 142، والبغوي (2795) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد مرفوعاً. وانظر (2192).

(2)

قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: وتردُّدُ شعبة في رفعه، بعد أن جزم بأن شيخه رفعه، لا يصلح علة للحديث، وكذلك روايته إياه موقوفاً عن غيلان والحجاج.

قلنا: وغيلانُ: هو ابنُ جامع بن أشعث المحاربي، وهو ثقة من رجال مسلم، وحجاج: هو ابن أرطاة، فقد أورده المزي في "تحفة الأشراف" 5/ 253 عن سفيان الثوري، عن حجاج بن أرطاة وجعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس - قال أحدهما: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال الآخر: نهى.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد صحيح إن كان سفيان -وهو الثوري- سمعه من الحكم بن عتيبة، فقد رواه غير المصنف فأدخل بينهما محمدَ بنَ عبد الرحمن بن أبي ليلى: وهو سيئ الحفظ. =

ص: 377

2621 -

حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَوَّى بَيْنَ الْأَسْنَانِ وَالْأَصَابِعِ فِي الدِّيَةِ (1).

2622 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّمَا مَثَلُ الَّذِي يَتَصَدَّقُ، ثُمَّ يَعُودُ فِي صَدَقَتِهِ، كَالَّذِي يَقِيءُ، ثُمَّ يَأْكُلُ قَيْئَهُ "(2).

= وأخرجه أبو يعلى (2682)، والطبراني (12058) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، بهذا الإسناد. وقد سقط من المطبوع من الطبراني "عن الحكم".

ويشهد له حديث أبي قتادة نفسه في قصة عند أحمد 5/ 306، والبخاري (3142)، ومسلم (1751).

قوله: "دعوه وسلَبَه"، السَّلَب: هو ما يأخذه القاتلُ عمن قتله مما يكونُ عليه ومعه من سلاح وثياب ودابة وغيرها، قال السندي: أي: خَلُّوا له سلبَ قتيله ولا تتعرضوا له فيه، والنصبُ على المعية أظهر من العطف، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح. أبو حمزة: هو محمد بن ميمون السكري، ويزيد النحوي: هو يزيد بن أبي سعيد النَّحْوي، نسبة إلى بطن من الأزد. وسيأتي تخريجه برقم (2624).

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أحمد بن عبد الملك -وهو ابن واقد الحراني- فمن رجال البخاري. عمرو بن الحارث: هو ابن يعقوب المصري، وبكير بن عبد الله: هو ابن الأشج.

وأخرجه مسلم (1622)(6) من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، بهذا الإسناد. =

ص: 378

2623 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كَفَّارَةُ الذَّنْبِ النَّدَامَةُ "(1).

= وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(394) من طريق أيوب بن موسى، عن بكير بن عبد الله، به. وانظر (2529).

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، يحيى بن عمرو بن مالك النكري ضعفه ابن معين وأبو زرعة وأبو داود والنسائي وغيرهم، وقال أحمد: ليس بشيء، ويقال: إن حماد بن زيد كذبه، وأبوه عمرو بن مالك ذكره ابن حبان في "الثقات" 8/ 487 وقال: يغرب ويخطئ، ووثقه الذهبي في "الميزان" 3/ 286 أبو الجوزاء: هو أوس بن عبد الله الربعي البصري، ثقة روى له الجماعة.

وأخرجه الطبراني (12795) من طريق أحمد بن عبد الملك الحراني، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(7038) من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس، عن يحيى بن عمرو النكري، به.

وأخرجه البيهقي أيضاً (7039) من طريق محمد بن الفضل، عن حماد بن زيد، عن عمرو بن مالك النكري، عن أبي الجوزاء، من قوله.

وله شاهد من حديث ابن مسعود عند أحمد 1/ 376 و 433، وابن ماجه (4252)، وصححه ابن حبان (612).

وآخر من حديث عائشة عند أحمد 6/ 264.

وثالث من حديث أنس عند ابن حبان في "صحيحه"(613).

وفي الباب أيضاً عن وائل بن حُجر عند الطبراني في "الكبير" 22/ (101)، وعن أبي سعد الأنصاري عنده أيضا 22/ (775)، وأبي نعيم 10/ 398، وعن أبي هريرة عندَ الطبراني في "الصغير"(186). =

ص: 379

وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا، لَجَاءَ اللهُ عز وجل بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، لِيَغْفِرَ لَهُمْ "(1).

= قال السندي: المراد بالكفارة التوبة، فقد روى ابن ماجه (4252) بإسناد صحيح، كما ذكره صاحب "زوائده":"الندم توبة"، والمراد: الندامة على المعصية لكونها معصية، وإلا فإذا نَدِمَ عليها من جهة أخرى، كما إذا نَدِمَ على شرب الخمر من جهة صرف المال عليه، فليس من التوبة في شيء، ومعنى كونها توبةً أنها معظمُها ومستلزمٌ لبقية أجزائها عادةً، فإن النادم ينقلِعُ عن الذنب في الحال عادةً، ويَعْزِمُ على عدم العَوْدِ إليه في الاستقبال، وبهذا القدر تتمُّ التوبةُ إلا في الفرائضِ التي يجب قضاؤُها، فتحتاج التوبة فيها إلى القضاءِ، وإلا في حقوق العباد، فتحتاجُ فيها إلى الاستحلال أو الرد، والندمُ يُعين على ذلك.

(1)

صحيح لغيره، وهو بالإسناد السابق نفسه.

وأخرجه الطبراني (12794) من طريق أحمد بن عبد الملك الحراني، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (3250 - كشف الأستار) عن أبي محذورة الوراق، عن يحيى بن عمرو النكري، به. وقال فيه:"ثم يستغفرون فيغفر لهم".

وأخرجه بقسميه ابن عدي في "الكامل" 7/ 2662 من طريق بشر بن الوليد، عن يحيى بن عمرو النكري، به.

وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/ 305 و 309، ومسلم (2749).

وآخر من حديث أبي أيوب الأنصاري عند أحمد 5/ 414، ومسلم (2748).

وثالث عن أبي سعيد الخدري عند البزار (3251).

قوله: "لجاء الله"، قال السندي: أي: لذهب بكم، ولجاء بغيركم، كما في حديث أبي هريرة عند مسلم.

وقوله: "ليغفر لهم"، قال: أي: باستغفارهم كما في حديث أبي هُريرة، فالمقصود الحثُّ على الاستغفار بعدَ وقوع الذنوب، وأنه لا ينبغي أن يقطع الرجاءَ بالذنوب، لا الترغيب في الذنوب، وفيه أنه تعالى كما يُحب العبادةَ بوجوه أخر، يُحِبُّ أن يُعبَدَ =

ص: 380

2624 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ - يَعْنِي ابْنَ شَقِيقٍ - قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ النَّحْوِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْأَسْنَانُ سَوَاءٌ، وَالْأَصَابِعُ سَوَاءٌ "(1).

2625 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو -، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمِ الْخَمْرَ، وَالْمَيْسِرَ، وَالْكُوبَةَ "، وَقَالَ:" كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ "(2).

= بالاستغفار أيضاً، وأنه كما خلق الخلائق لإِظهار القدرة الباهرة، كذلك خلقهم لإظهار المغفرة والنعمة، وبإظهار القهر والغلبة، فلذلك قسمهم أقساماً، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح، يزيد النحوي -وهو يزيد بن أبي سعيد النحوي- ثقة روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.

وأخرجه أبو داود (4560)، والبيهقي 8/ 90 من طريق علي بن الحسن بن شقيق، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه أبو داود (4561)، والترمذي (1391)، والدارقطني 3/ 212، والبيهقي 8/ 92 من طرق عن يزيد النحوي، به. وانظر (1999) و (2621).

(2)

إسناده صحيح، أحمد بن عبد الملك ثقة من رجال البخاري، وعبد الجبار بن محمد: هو ابن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 8/ 418، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير قيس بن حبتر، فقد روى له أبو داود، وهو ثقة. عبيد الله بن عمرو: هو الرقي، وعبد الكريم: هو ابن مالك الجزري.

وأخرجه الطحاوي 4/ 216 من طريق علي بن معبد، والبيهقي 10/ 221 من طريق =

ص: 381

2626 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ثَمَنِ الْخَمْرِ، وَمَهْرِ الْبَغِيِّ، وَثَمَنِ الْكَلْبِ، وَقَالَ:" إِذَا جَاءَ صَاحِبُهُ يَطْلُبُ ثَمَنَهُ، فَامْلَأْ كَفَّيْهِ تُرَابًا "(1).

2627 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ ابْنِ هُبَيْرَةَ، أَنَّ مَيْمُونًا الْمَكِّيَّ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ صَلَّى بِهِمْ، يُشِيرُ بِكَفَّيْهِ حِينَ يَقُومُ، وَحِينَ يَرْكَعُ، وَحِينَ يَسْجُدُ، وَحِينَ يَنْهَضُ لِلقِيَامِ، فَيَقُومُ، فَيُشِيرُ بِيَدَيْهِ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقُلْتُ: إِنِّي رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يُصَلِّي صَلاةً لَمْ أَرَ أَحَدًا يُصَلِّيهَا، فَوَصَفْتُ لَهُ هَذِهِ الْإِشَارَةَ، فَقَالَ: إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَى صَلَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَاقْتَدِ بِصَلَاةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ (2).

2628 -

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ مِهْرَانَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ - يَعْنِي الْعَطَّارَ -، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ

= يحيى بن يوسف الزَّمِّي، كلاهما عن عبيد الله بن عمرو الرقي، بهذا الإسناد. وانظر (2476).

(1)

إسناده صحيح كسابقه. وانظر (2512).

(2)

إسناده ضعيف. وقد تقدم الكلام عليه برقم (2308).

وأخرجه الطبراني (11273) من طريق موسى بن داود، بهذا الإسناد.

قوله: "يشير بيديه"، قال السندي: أي: يرفع يديه، وفيه الرفع عند السجود، وهو غير موجود في المشاهير، وفي إسناده ابن لهيعة وفيه كلام، وميمون المكي وهو مجهول.

ص: 382

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: كَمْ يَكْفِينِي مِنَ الوُضُوءِ؟ قَالَ: مُدٌّ. قَالَ: كَمْ يَكْفِينِي لِلغُسْلِ؟ قَالَ: صَاعٌ. قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: لَا يَكْفِينِي. قَالَ: لَا أُمَّ لَكَ، قَدْ كَفَى مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ؛ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

(1) صحيح لغيره، داود بن مِهران: هو الدباغ، روى عنه جمع، وقال أبو حاتم ويعقوبُ بن شيبة: ثقة صدوق، ووثقه العجلي، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، ومَنْ فوقه ثقات من رجال الشيخين إلا أن ابنَ جريج مدلس، وقد عنعن. داود العطار: هو داود بن عبد الرحمن العطار أبو سليمان المكي.

وأخرجه البزار (255 - كشف الأستار) عن عمر بن الخطاب السجستاني، والطبراني (11258) عن محمد بن العباس المؤدب، كلاهما عن داود بن مهران، بهذا الإسناد. ولفظ حديث محمد بن العباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ بالمد، ويغتسل بالصاع.

وأخرجه الطبراني (11646) من طريق أبي كُريب، عن أحمد بن حماد بن خوار، عن ابن جريج، عن عمرو بنِ دينار، عن عكرمة، قال: سأل رجل ابنَ عباس

فذكر مثله. وأحمد بن حماد بن خوار هذا لم نتبينه.

وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله عند البخاري (252).

وآخر من حديث سَفينة مولى أمِّ سلمة صاحبِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم عند مسلم (326).

وثالث من حديث عائشة عند البخاري (251)، وآخر عند أبي داود (92) وغيره.

ورابع من حديث أنس عند البخاري (201)، ومسلم (325).

قوله: "مِن الوضوء"، قال السندي: بفتح الواو، بمعنى الماء، أو ضمها على أن "مِن" تعليلية وهو الأوفق بما بعده، أو بمعنى "في".

وقوله: "لا أم لك"، قال: دعاءٌ عليه بموت أمه ظاهراً، والمقصود الزجر.

قال الحافظ في "الفتح" 1/ 366: وفي الحديث بيان ما كان عليه السلفُ من الاحتجاج بأفعال النبيِّ صلى الله عليه وسلم والانقياد إلى ذلك، وفيه جواز الرد بعنف على من يُماري بغير علمٍ إذا قصد الرادُّ إيضاحَ الحقِّ وتحذيرَ السامعين من مثل ذلك، وفيه كراهية التنطُّع والإسراف في الماء.

ص: 383

2629 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُتَقَنِّعًا بِثَوْبِهِ، فَقَالَ:" أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ، وَإِنَّ الْأَنْصَارَ يَقِلُّونَ، فَمَنْ وَلِيَ مِنْكُمِ أَمْرًا يَنْفَعُ فِيهِ أَحَدًا، فَلْيَقْبَلْ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَيَتَجَاوَزْ عَنْ مُسِيئِهِمْ "(1).

2630 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَكَمٌ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ الصَّعْبَ بْنَ جَثَّامَةَ اللَّيْثِيَّ أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللهِ

(1) إسناده جيد، رجاله رجال الصحيح، عبد الرحمن ابن الغسيل: هو عبدُ الرحمن ابنُ سليمان بن عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الأنصاري، المعروف بابن الغسيل، والغسيل: هو حنظلة قُتِل يوم أحد شهيداً وهو جنب، فغسلته الملائكةُ، وعبد الرحمن من صغار التابعين، وثقه ابن معين والنسائي وأبو زرعة والدارقطني، وقال النسائي مرةً: ليس به بأس، ومرةً: ليس بالقوي، وقال ابن حبان: كان يخطئ ويهم كثيراً، مرَّض القول فيه أحمد ويحيى، وقالا: صالح، وقال الأزدي: ليس بالقوي عندهم، وقال ابن عدي: هو ممن يعتبر حديثه ويكتب، قال الحافظ في "مقدمة الفتح" ص 417: تضعيفهم له بالنسبة إلى غيره ممن هو أثبت منه من أقرانه، وقد احتج به الجماعة سوى النسائي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 165 - 166، والبخاري (927) و (3628) و (3800)، والطبراني (11684)، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 177 من طرق عن عبد الرحمن ابن الغسيل، بهذا الإسناد. وفيه عندهم أن هذا المجلسَ كان آخرَ مجلسٍ جلسه النبيُّ صلى الله عليه وسلم حتى قُبِضَ.

وفَي الباب عن أنس عند أحمد 3/ 176 و 272، والبخاري (3801)، ومسلم (2510).

قوله: "متقنعاً"، قال السندي: التقنع: سترُ الرأس بالرداء وإلقاء طرفه على الكتف.

وقوله: "ويتجاوز عن مسيئهم"، قال: مخصوص بغيرِ الحدود.

ص: 384

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ بِقُدَيْدٍ عَجُزَ حِمَارٍ، فَرَدَّهُ وَهُوَ يَقْطُرُ دَمًا (1).

2631 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ شُعْبَةُ: عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَدَّهُ (2).

2632 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: قَتَادَةُ أَنْبَأَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ سَلَمَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَكُونُ بِمَكَّةَ، فَكَيْفَ أُصَلِّي؟ قَالَ: رَكْعَتَيْنِ، سُنَّةَ أَبِي الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم (3).

2633 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ - قَالَ عَفَّانُ: قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ -، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُرِيدَ عَلَى ابْنَةِ حَمْزَةَ، فَقَالَ:" إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، وَيَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنَ الرَّحِمِ "، قَالَ عَفَّانُ:" وَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِي "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حكم: هو ابن عتيبة. وانظر (2530).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (2530).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن سلمة -وهو ابن المُحَبَّق الهذلي- فمن رجال مسلم.

وأخرجه مسلم (688)، والنسائي 3/ 119، وابن خزيمة (951)، وابن حبان (2755) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (1862).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابنُ أسد العَمِّي، وهمام: هو ابن يحيى العوذي. =

ص: 385

2634 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ كَيْسانَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " رَأَيْتُ رَبِّي تبارك وتعالى "(1).

2635 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رَمَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْجِمَارَ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ (2).

= وأخرجه البخاري (2645)، ومسلم (1447)(12)، ومحمد بن نصر المروزي في "السنة"(299)، والطبراني (12821)، والبيهقي 7/ 452 من طرق عن همام، بهذا الإسناد. وانظر (1952).

(1)

صحيح موقوفاً، وقد تقدم الكلامُ عليه مفصلاً برقم (2580)، عبد الصمد بن كيسان، قال الحسيني: غيرُ معروف، وقال أبو زرعة العراقي: لا أعرفه، وباقي رجاله رجال الصحيح.

وأخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في "السنة"(1117) عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(433)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 677، واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(898) من طريق عفان بن مسلم، به. ووقع عند اللالكائي "عبد الله بن كيسان" بدل: عبد الصمد بن كيسان! وتحرف في المطبوع من "الكامل" كيسان إلى: كيان.

وأخرج اللالكائي برقم (899) من طريق عفان قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: سمعت هذا الحديث من قتادة وليس في البيت رجل غيري وغيره. فإذا ثبت هذا فيكون عفان سمعه مرة من عبد الصمد هذا عن حماد بن سلمة، ومرة من حماد نفسه.

(2)

إسناده حسن، الحجاج -وهو ابن أرطاة- قد صرح بالتحديث، وباقي رجاله =

ص: 386

2636 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا أَبُو طَالِبٍ، وَهُوَ مُنْتَعِلٌ نَعْلَيْنِ مِنْ نَارٍ، يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ "(1).

2637 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ (2): أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ الصَّلاةِ بِالْبَطْحَاءِ، إِذَا لَمْ يُدْرِكِ الصَّلاةَ مَعَ

= ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. عبد الواحد: هو ابن زياد العبدي. وسيتكرر برقم (3038)، وانظر (2231).

(1)

إِسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 157 - 158، ومن طريقه مسلم (212)، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 348، وأخرجه أبو عوانة 1/ 98 عن محمد بن إِسماعيل الصائغ، كلاهما (ابن أبي شيبة والصائغ) عن عفان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 98، والحاكم 4/ 581، والبيهقي 2/ 348 من طرق عن حماد بن سلمة، به. وقولُ الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، خطأ بيِّنٌ، فقد أخرجه مسلم كما تقدم آنفاً.

وفي الباب دون ذِكر أبي طالب في الحديث عن النعمان بن بشير عند أحمد 4/ 271، والبخاري (6561)، ومسلم (213).

وعن أبي سعيد الخدري عند أحمد 3/ 13، ومسلم (211).

وعن أبي هريرة عند أحمد 2/ 432.

(2)

تحرف في (م) إلى: مسلمة.

ص: 387

الْإِمَامِ؟ قَالَ: رَكْعَتَانِ، سُنَّةَ أَبِي الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم (1).

2638 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذَبَحَ، ثُمَّ حَلَقَ (2).

2639 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ وَقَدْ وَهَنَتْهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ، قَالَ: فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: إِنَّهُ يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ قَوْمٌ قَدْ وَهَنَتْهُمْ الْحُمَّى. قَالَ: فَأَطْلَعَ اللهُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَى ذَلِكَ، فَأَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَرْمُلُوا، وَقَعَدَ الْمُشْرِكُونَ نَاحِيَةَ الْحِجْرِ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ، فَرَمَلُوا وَمَشَوْا مَا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ، قَالَ: فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: هَؤُلاءِ الَّذِينَ تَزْعُمُونَ أَنَّ الْحُمَّى وَهَنَتْهُمْ؟! هَؤُلاءِ أَقْوَى مِنْ كَذَا وَكَذَا. ذَكَرُوا قَوْلَهُمْ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَلَمْ يَمْنَعْهُ أَنْ يَأْمُرَهُمْ أَنْ يَرْمُلُوا الْأَشْوَاطَ كُلَّهَا إِلا إِبْقَاءٌ عَلَيْهِمْ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن سلمة -وهو ابن المحبَّق الهذلي- فمن رجال مسلم. وانظر (1862).

(2)

حسن لغيره، حجاج -وهو ابن أَرطاة- مدلس، وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير مقسم، فمن رجال البخاري.

وأخرجه أبو يعلى (2568) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (2253).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.

وأخرجه البخاري (1602) و (4256)، ومسلم (1266)(240)، وأبو داود (1886)، والنسائي 5/ 230 - 231، والطحاوي 2/ 179 - 180، والبيهقي 5/ 82 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد - وبعضهم يزيد فيه على بعض. =

ص: 388

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه بنحوه ابن خزيمة (2720) من طريق أسد بن موسى، عن حماد بن سلمة، عن أيوب، به. وعلقه البخاري من طريق حماد بنِ سلمة بإثر الحديث رقم (4256) من "صحيحه". وسيأتي الحديث برقم (2686) و (2793) و (3536)، وانظر (1921).

قوله: "إلا إبقاء عليهم"، وفي البخاري ومسلم:"إلا الإبقاءُ عليهم" وهو بكسر الهمزة مصدر أبقى عليه: إذا رفق به، وهو مرفوع فاعل "لم يمنعه"، أي: لم يمنعه من الأمر بالرمل (سرعة المشي في الطواف) في الأربعة إلا إرادته عليه الصلاة والسلام الإبقاء عليهم، فلم يأمرهم به، وهم لا يفعلون شيئاً إلا بأمره. "إرشاد الساري" 3/ 165.

قال العلامة ابن قدامة في "المغني" 5/ 217 - 220: الرَّمَل سُنَّة في الأشواط الثلاثة الأُوَل من طواف القدوم، ولا نعلم فيه بين أهل العلم خلافاً، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم رَمَل ثلاثاً، ومشى أربعاً. رواه جابرٌ، وابنُ عباس، وابن عمر، وأحاديثهم متفق عليها.

فإن قيل: إنما رَمَلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابُه لإظهارِ الجَلَدِ للمشركين، ولم يَبْقَ ذلك المعنى، إذ قد نَفى الله المشركين، فلِمَ قلتم: إن الحكم يبقى بعدَ زوال عِلَّتِه؟

قلنا: قد رَمَلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابُه، واضطبع في حَجَّة الوداع بعدَ الفتح، فثبت أنها سُنة ثابتة، وقال ابنُ عباس: رَمَل النبيُّ صلى الله عليه وسلم في عُمَرِه كلها، وفي حَجِّه، وأبو بكر وعمر وعثمان والخلفاءُ من بعده. رواه أحمد في "المسند"(1972)، وروى أسلم عن عمر بن الخطاب: أنه اضطبع ورَمَل، وقال: ففيمَ الرَّمَلُ، ولِمَ نُبدي مناكبنا وقد نَفَى الله المشركين؟ بلى، لن نَدَعَ شيئاً فعلناه على عهد رسولِ الله صلى الله عليه وسلم. رواه أبو داود (1887).

إذا ثَبَتَ هذا، فإن الرمل سنة في الأشواط الثلاثة بكمالها، يَرْمُل من الحجر إلى أن يعودَ إليه، لا يمشي في شيءٍ منها، رُوي ذلك عن عمر وابنِ عمر وابنِ مسعود وابنِ الزبير رضي الله عنهم، وبه قال عروةُ والنَّخَعي ومالك والثوري والشافعي وأَصحاب الرأَي.

وقال طاووس وعطاء والحسن وسعيد بن جبير والقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله: يمشي ما بين الركنين، لما روى ابنُ عباس قال: قدم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه

فذكر الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد.

قال: ولنا ما روى ابنُ عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم رَمَل من الحجر إلى الحجر (رواه مسلم =

ص: 389

وَقَدْ سَمِعْتُ حَمَّادًا يُحَدِّثُهُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَوْ عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَدْ سَمِعْتُ حَمَّادًا يَذْكُرُهُ عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ (1)، لَا شَكَّ فِيهِ عَنْهُ.

2640 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ عَمَّارٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ: كَمْ أَتَى لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ مَاتَ؟ قَالَ: مَا كُنْتُ أُرَى مِثْلَكَ فِي قَوْمِهِ، يَخْفَى عَلَيْكَ ذَلِكَ! قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي قَدْ سَأَلْتُ

= 1262)، وفي مسلم (1263) عن جابر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رَمَل من الحجر حتى انتهى إليه. وهذا يُقَدَّم على حديث ابن عباس لوجوه:

منها: أن هذا إثباتٌ.

ومنها: أن رواية ابن عباس إخبارٌ عن عُمرة القضية، وهذا إخبار عن فعلٍ في حجة الوداع، فيكون متأخراً فيجب العمل به وتقديمه.

الثالث: أن ابن عباس كان في تلك الحال صغيراً، لا يَضْبِطُ مثل جابر وابن عمر، فإنهما كانا رجلين يَتتبَّعان أفعالَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ويحرصان على حفظها، فهما أعلمُ.

ولأن جِلَّة الصحابة عملوا بما ذكرنا، ولو علموا من النبي صلى الله عليه وسلم ما قال ابنُ عباس، ما عَدَلُوا عنه إلى غيره. ويحتملُ أن يكون ما رواه ابن عباس اختصَّ بالذين كانوا في عُمرة القضية لضعفهم، والإبقاءِ عليهم، وما رويناه سُنَّة في سائر الناس.

(1)

قوله: "عن ابن عباس وقد سمعت حماداً يذكره عن ابن جبير" سقط من النسخ المطبوعة. قال الشيخ أحمد شاكر: وقول عفان في آخره: "وقد سمعت حماداً" إلخ، هو شك منه فيما سمع من حماد: أهو عن أيوب عن سعيد بن جبير مباشرة، أم عن أيوب عن عبد الله بن سعيد بن جبير، عن أبيه؟ وهذا الشك لا يضر، لأنه انتقال من ثقة إلى ثقة، ولذلك قال بعد ذلك:"لا شك فيه عنه" يعني أنه حديث سعيد لا شك فيه، سواء أكان أيوب سمعه منه أم من ابنه عبد الله، وهذا الشك من عفان وحده

وعبد الله بن =

ص: 390

فَاخْتُلِفَ عَلَيَّ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَعْلَمَ قَوْلَكَ فِيهِ. قَالَ: أَتَحْسِبُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: أَمْسِكْ: أَرْبَعِينَ بُعِثَ لَهَا، وَخَمْسَ عَشْرَةَ أَقَامَ بِمَكَّةَ يَأْمَنُ وَيَخَافُ، وَعَشْرًا مهَاجَرَةً بِالْمَدِينَةِ (1).

2641 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ لِصُبْحِ رَابِعَةٍ مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ، فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً، إِلا مَنْ كَانَ مَعَهُ الْهَدْيُ. قَالَ: فَلُبِسَتِ الْقُمُصُ، وَسَطَعَتْ (2) الْمَجَامِرُ، وَنُكِحَتِ النِّسَاءُ (3).

= سعيد بن جبير ثقة مأمون، قاله النسائي، وقال أيوب: كانوا يَعُدُّونه أفضل من أبيه.

(1)

رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمار بن أبي عمار، فمن رجال مسلم، وقد تقدم الكلام على علته برقم (1945). يونس: هو ابن عبيد بن دينار العبدي.

وأخرجه مسلم (2353)(121) عن حجاج بن منهال، والطبراني (12842) من طريق إبراهيم بن الحجاج، كلاهما عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد. وانظر (2399).

قوله: "أتحسب"، قال السندي: بضم السين، أي: أتعرف الحساب. و"مهاجرة"، أي: هي أيام مهاجرة بالمدينة.

(2)

ضُبطت في (س) و (ظ 14) بضم السين وكسر الطاء، ولم تضبط في باقي أصولنا، قال السندي: ضُبِطَ على بناء المفعول كما هو الموافقُ بما قبله وما بعده، لكن المشهور أنه لازم بمعنى ارتفع، إلا ما في "القاموس": سَطَعتني رائحةُ المسك، كمَنَع: إذا طارت إلى أنفك، وهو غيرُ مناسب، إذ اللائق به أن يكون نائب الفاعل من يستعمل الطِّيب، والله تعالى أعلم، والمراد: أنهم استعملوا الطيبَ.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل الذي روى عنه أيوب، لكن قال الحافظ ابن حجر في "التعجيل" ص 537: لعله عكرمة! قلنا: وباقي رجاله ثقات =

ص: 391

2642 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ أَبُو دَاوُدَ الْوَاسِطِيُّ (1)، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، كُتِبَ عَلَيْكُمِ الْحَجُّ " قَالَ: فَقَامَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ، فَقَالَ: أَفِي كُلِّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: " لَوْ قُلْتُهَا لَوَجَبَتْ، وَلَوْ وَجَبَتْ لَمْ تَعْمَلُوا بِهَا، وَلَمْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْمَلُوا بِهَا، الْحَجُّ مَرَّةٌ، فَمَنْ زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ "(2).

2643 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَيَبْعَثَنَّ اللهُ الْحَجَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ، يَشْهَدُ بِهِ عَلَى مَنِ اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ "(3).

= رجال الشيخين، وللحديث طرق أخرى عن ابن عباس يصحُّ بها، انظر (2141) و (2152) و (2274) و (2360). وهيب: هو ابن خالد بن عجلان، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.

(1)

تحرف في (م) والأصول التي بين أيدينا عدا (ظ 14) إلى: الطيالسي، والتصويب من (ظ 14) ومما سلف برقم (2304).

(2)

صحيح، وهو مكرر (2304). أبو سنان: هو يزيد بن أمية الدؤلي.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه البيهقي 5/ 75 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (1839)، والطبراني (12479) من طريقين عن حماد بن سلمة، به. وانظر (2215).

وأخرج ابن خزيمة (2734) من طريق أبي الجنيد حسين بن خالد الضرير، عن =

ص: 392

2644 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَرَأَى الْيَهُودَ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ:" مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَ؟ " قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ. قَالَ: فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ " قَالَ: فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَمَرَ بِصَوْمِهِ (1).

= حماد بن سلمة، به يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الحجر الأسود ياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة، وإنما سَوَّدته خطايا المشركين، يُبعَث يوم القيامة مثل أُحد، يشهدُ لمن استلمه وقَبَّله من أهل الدنيا". وأبو الجنيد ضعيف ولم يضبط متن الحديث عن حماد بن سلمة، وانظر ما سيأتي برقم (2795).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الوارث: هو ابن سعيد العنبري.

وأخرجه البخاري (2004) عن أبي معمر، عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (7843)، والحميدي (515)، والبخاري (3397)، ومسلم (1130)(128)، وابن ماجه (1734)، والبيهقي 4/ 286 من طريق سفيان بن عيينة، عن أيوب، به. ولم يذكر ابن ماجه في حديثه عبدَ الله بن سعيد بن جبير!

وأخرجه الطبراني (12362) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، به. وسيأتي برقم (2831) و (3112) و (3164).

قوله: "أنا أحق بموسى"، قال السندي: أي: بموافقة موسى لقوله تعالى: {فبِهُداهم اقتَدِه} وعُلِمَ من هذا أن المطلوبَ منه الموافقةُ لموسى، لا الموافقةُ لِيهودَ، فلا يُشكل بأنه يحب مخالفتهم لا موافقتهم، على أنه كان في أول الأمر يحب موافقتهم لتألُّفهم، ثم لما علم منهم إصرارهم على الكفر وعدم تأثير التأليف فيهم، ترك موافقتهم ومال إلى مخالفتهم، ولهذا عَزَمَ على المخالفة في آخر الأمر بضم صوم التاسع إلى صوم =

ص: 393

2645 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: حِفْظِي عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ حَبَلِ الْحَبَلَةِ (1).

2646 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ، كَالْعَائِدِ فِي قَيْئِهِ ".

قَالَ قَتَادَةُ: وَلا أَعْلَمُ الْقَيْءَ إِلا حَرَامًا (2).

= عاشوراءَ، وأما الأخذُ بقولهم، فأما لأنه تواتَرَ ذلك عنده، أو لأنه علم بالوحي صِدْقَهم فيه، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البزار (1268 - كشف الأستار)، والطبراني (11581) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع المضامين والملاقيح وحبل الحبلة. قال الهيثمي في "المجمع" 4/ 104: فيه إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة وثقه أحمد وضعفه جمهور الأئمة. وانظر ما تقدم برقم (2145).

وفي الباب عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع حَبَل الحَبَلة. تقدم تخريجه في مسند أبيه عمر بن الخطاب برقم (394).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو داود (3538)، وابن حبان (5121)، والطبراني (10692) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن همام، بهذا الإسناد. ولم يذكر ابن حبان قول قتادة. وانظر (2529).

ص: 394

2647 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا نَقُولُ وَنَحْنُ صِبْيَانٌ: الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ، يَقِيءُ، ثُمَّ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ، وَلَمْ نَعْلَمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَرَبَ فِي ذَلِكَ مَثَلًا، حَتَّى حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ يَقِيءُ، ثُمَّ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ "(1).

2648 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ. قَالَ: فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ، وَقَالَ:" لَا حَرَجَ " وَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَبَحْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ. قَالَ: فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ، وَقَالَ:" لَا حَرَجَ " قَالَ: فَمَا سُئِلَ يَوْمَئِذٍ عَنْ شَيْءٍ مِنَ التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ، إِلا أَوْمَأَ بِيَدِهِ، وَقَالَ:" لَا حَرَجَ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان.

وسيأتي الحديث مختصراً بالمرفوع فقط برقم (3015)، ويأتي تخريجه هناك، وانظر ما تقدم برقم (1872) و (2119).

وقوله: "ثم يعود في قيئه"، في (ظ 9) و (ظ 14): ثم يعود فيه.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.

وأخرجه البخاري (84)، والطبراني (11870)، والبيهقي 5/ 142 من طريق موسى بن إسماعيل، عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد- وبعضهم يزيد فيه على بعض.

وأخرجه بنحوه ابن ماجه (3049)، والدارقطني 2/ 253 من طريق سفيان بن عيينة، =

ص: 395

2649 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَمْرَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَدْفَعُ النَّاسَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَاحْتَبَسْتُ أَيَّامًا، فَقَالَ: مَا حَبَسَكَ؟ قُلْتُ: الْحُمَّى. قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأَبْرِدُوهَا بِمَاءِ زَمْزَمَ "(1).

= والطبري في "تهذيب الآثار" ص 219 من طريق عمرو بن دينار، كلاهما عن أيوب، به.

وأخرجه الطبري ص 217 و 218 و 219 من طريق سفيان وابن علية وعبد الوهاب الثقفي، ثلاثتهم عن أيوب، عن عكرمة مرسلاً. وسيأتي الحديث برقم (2832)، وانظر (1858).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو جمرة: هو نصر بن عمران الضبعي.

وأخرجه ابن أبي شييبة 8/ 81، والنسائي في "الكبرى"(7614)، وأبو يعلى (2732)، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/ 346، وابن حبان (6068)، والطبراني (12967)، والحاكم 4/ 403 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي! وقد وهم الحاكم باستدراكه الحديث، فقد أخرجه البخاري كما سيأتي لاحقاً.

وأخرجه البخاري (3261) من طريق أبي عامر العقدي، والحاكم 4/ 200 من طريق عبد الله بن رجاء، كلاهما عن همام، به. وفيه عند البخاري "فابردوها بالماء، أو قال: بماء زمزم" شك همام.

وفي الباب عن ابن عمر ورافع بن خديج وأبي بشير وأبي أمامة وعائشة وأسماء بنتي أبي بكر، وهي في "المسند" على التوالي 2/ 21، 3/ 463، 5/ 216، 5/ 252، 6/ 50، 6/ 346.

قوله: "من فيح جهنم"، قال السندي: أي: من شدة غليانها، والمراد أنها قطعة من النار الشديدة في شدة الغليان على بدن الإنسان.

وقوله: "بماء زمزم"، قال: الظاهر أنه على ظاهره، ولا إشكال فيه، فإنه ماءٌ مبارك، =

ص: 396

2650 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالْمُزَفَّتِ (1).

2651 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: كُنْتُ غُلامًا أَسْعَى مَعَ الصِّبْيَانِ، قَالَ: فَالْتَفَتُّ، فَإِذَا نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَلْفِي مُقْبِلًا، فَقُلْتُ: مَا جَاءَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلا إِلَيَّ، قَالَ: فَسَعَيْتُ حَتَّى أَخْتَبِئَ وَرَاءَ بَابِ دَارٍ، قَالَ: فَلَمْ أَشْعُرْ حَتَّى تَنَاوَلَنِي، قَالَ: فَأَخَذَ بِقَفَايَ، فَحَطَأَنِي حَطْأَةً، قَالَ: " اذْهَبْ فَادْعُ لِي

= فيمكن أن يكون الاغتسالُ به نافعاً وإن كان الاغتسال بماء آخر مضراً، ويمكن أن يكون المراد شربه بنية الشفاء كما في حديث "ماءُ زمزم لما شُرب له"، والله تعالى أعلم. وانظر لزاماً "فتح الباري" 10/ 175 - 177.

وقوله: "فابرُدوها"، قال الحافظ في "الفتح" 10/ 175: المشهور في ضبطها بهمزة وصل والراء مضمومة، وحُكي كسرها، يقال: بَرَدْتُ الحمَّى أبرُدُها بَرْداً، بوزن: قتلتُها أقتلها قتلاً، أي: أسكنت حرارتَها، قال شاعر الحماسة:

إذا وجدتُ لهيبَ الحُبِّ في كَبِدِي

أقبلتُ نحو سقاءِ القوم أَبتَرِدُ

هَبْني بَرَدْتُ ببردِ الماءِ ظاهرَه

فمن لنارٍ على الأحشاءِ تتقدُ

وحكى عياضٌ روايةً بهمزة قطع مفتوحة وكسر الراء، من: أَبرد الشيءَ، إذا عالجه فصيَّره بارداً، مثل: أسخنه، إذا صيَّره سخناً، وقد أشار إليها الخطابي، وقال الجوهري: إنها لغة رديئة.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو بشر: هو جعفر بن إياس.

وأخرجه الطيالسي (2615)، والطبراني (12447) من طريق أبي عوانة، بهذا الإسناد. وانظر (2499).

ص: 397

مُعَاوِيَةَ " وَكَانَ كَاتِبَهُ، قَالَ: فَسَعَيْتُ، فَقُلْتُ: أَجِبْ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّهُ عَلَى حَاجَةٍ (1).

2652 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ، فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ عُسْفَانَ، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ، فَرَفَعَهُ إِلَى يَدِهِ (2) لِيُرِيَهُ النَّاسَ، فَأَفْطَرَ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ، وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ، وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: قَدْ صَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَفْطَرَ، فَمَنْ شَاءَ صَامَ، وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ (3).

(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حمزة -واسمه عمران بن أبي عطاء القصاب- وقد سلف الكلام عليه برقم (2150).

وأخرجه العقيلي في ترجمة عمران بن أبي عطاء من "الضعفاء" 3/ 299 من طريق فهد بن عوف، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وقال: لا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلا به. وانظر (2150).

قوله: "إلاَّ إليَّ"، قال السندي: كأنه ظن أنه جاء إليه حين رآه يلعب مع الصبيان، فاستحيى منه.

(2)

في (ظ 9) و (ظ 14) و (ق) وحاشية (س): على يده.

وقوله: "فرفعه إلى يده"، قال الحافظ في "الفتح" 4/ 187: كذا في الأصول التي وقفت عليها من البخاري، وهو مشكل، لأن الرفع إنما يكون باليد، وأجاب الكرماني بأن المعنى يحتمل أن يكون رفعه إلى أقصى طول يده، أي: انتهى الرفع إلى أقصى غايتها. قلت (القائل هو ابنُ حجر): وقد وقع عند أبي داود عن مُسدَّدٍ، عن أبي عوانة بالإسناد المذكور في البخاري "فرفعه إلى فيه" وهذا أوضح، ولعل الكلمة تصحفت.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر.

وأخرجه البخاري (1948)، وأبو داود (2404)، وابن حبان (3566) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وانظر (2350).

ص: 398

2653 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ الْجَزَّارِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، لَمْ يَسْمَعْهُ مِنْهُ: أَنَّ جَدْيًا أَرَادَ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي، فَجَعَلَ يَتَّقِيهِ (1).

(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن الجزار، فمن رجال مسلم، وقد صرح في هذا الحديث بأنه لم يسمعه من ابن عباس فهو منقطع، إلا أن البيهقي قد وصله في روايته فذكر بينهما صهيباً البصري أبا الصهباء، فإن ثبت هذا فالإسناد حسن. عمرو: هو ابن مرة بن عبد الله الجَمَلي الكوفي.

وأخرجه الطيالسي (2754)، وأخرجه أبو داود (709) عن سليمان بن حرب وحفص بن عمر، وأبو يعلى (2422)، والبغوي في "الجعديات"(93) عن علي بن الجعد، أربعتهم (الطيالسي وسليمان وحفص وعلي) عن شعبة، بهذا الإسناد. وقد تحرف في "مسند أبي يعلى" لفظة "جَدْي" إلى "أحدنا" وهو من تحريف النساخ، فإن الأصل الذي نقل منه أبو يعلى "جَدْي" على الصواب.

وأخرجه موصولاً البيهقي 2/ 268 من طريق يحيى بن أبي بكير، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن يحيى بن الجزار، عن صهيب البصري، عن ابن عباس. وهذا إسناد حسن.

وأخرجه بنحوه ابن خزيمة (827)، وابن حبان (2371)، والحاكم 1/ 254 من طريق جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم والزبير بن خِرِّيت، عن عكرمة، عن ابن عباس. وقال فيه: فساعاها إلى القبلة حتى ألصق بطنه بالقِبلة. وإسناده صحيح على شرط البخاري.

وأخرجه كذلك الطبراني (11937) بإسناد ضعيف إلى جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم وحده، عن عكرمة، عن ابن عباس. وسيأتي الحديث برقم (3174)، وانظر (2222).

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو سيأتي في "مسنده" 2/ 196، وإسناده حسن. =

ص: 399

2654 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ وَلَدِ آدَمَ، إِلا قَدْ أَخْطَأَ، أَوْ هَمَّ بِخَطِيئَةٍ، لَيْسَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، وَمَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى "(1).

2655 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَرَدِيفُهُ أُسَامَةُ، فسَقَيْنَاهُ مِنْ هَذَا النَّبِيذِ - يَعْنِي نَبِيذَ السِّقَايَةِ - فَشَرِبَ مِنْهُ، وَقَالَ:" أَحْسَنْتُمْ، هَكَذَا فَاصْنَعُوا "(2).

2656 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ شَيْخٍ بِمَكَّةَ، فَكَبَّرَ فِي صَلاةِ الظُّهْرِ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ تَكْبِيرَةً، فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقُلْتُ: إِنِّي صَلَّيْتُ خَلْفَ شَيْخٍ أَحْمَقَ، فَكَبَّرَ

= قوله: "يتقيه"، قال السندي: أي: يحترز عن مروره بين يديه.

(1)

إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، ويوسف بن مهران لَيِّن الحديث.

وهذا الحديث مكرر ما سلف برقم (2294).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد، ولِين يوسف بن مهران.

وأخرجه ابن سعد 4/ 64، وأبو يعلى (2543)، والطبراني (12934) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (2207).

ص: 400

فِي صَلاةِ الظُّهْرِ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ تَكْبِيرَةً. قَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، تِلْكَ سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم (1).

2657 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَلْحِقُوا الْفَرَائِضَ بِأَهْلِهَا، فَمَا بَقِيَ فَهُوَ لِأَوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.

وأخرجه البيهقي 2/ 68 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (788)، والبيهقي 2/ 68 من طريق أبي سلمة موسى بن إسماعيل، عن همام، به. وانظر (1886).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى"(955) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2609)، والدارمي (2987)، والبخاري (6732) و (6735) و (6737)، ومسلم (1615)(2)، والترمذي (2098)، والنسائي في "الكبرى"(6331)، وأبو يعلى (2371)، والطحاوي 4/ 390، والطبراني (10904)، والدارقطني 4/ 71، والبيهقي 6/ 234 و 238 و 10/ 306، والبغوي (2216) من طرق عن وهيب بن خالد، به. وقال الترمذي: حديث حسن.

وأخرجه البخاري (6746)، ومسلم (1615)(3)، والطحاوي 4/ 390، وابن حبان (6028)، والطبراني (10903)، والدارقطني 4/ 71، والبيهقي 6/ 239 من طريق روح بن القاسم، ومسلم (1615)(4) من طريق يحيى بن أيوب، وابن الجارود (955) من طريق المغيرة بن سلمة، والطبراني (10901)، والدارقطني 4/ 72 من طريق زياد بن سعد، والدارقطني 4/ 70 من طريق زمعة بن صالح، والحاكم 4/ 338 من طريق =

ص: 401

2658 -

وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ - كَذَا قَالَ أَبِي (1) -: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ:

= علي بن عاصم، ستتهم عن عبد الله بن طاووس، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح، فإن علي بن عاصم صدوق، وتعقَّبه الذهبي بقوله: بل أجمعوا على ضعفه.

وأخرجه أبو حنيفة في "مسنده" بشرح علي القاري ص 180، وأخرجه الدارقطني 4/ 72 من طريق هشام بن حجير، كلاهما (أبو حنيفة وهشام) عن طاووس، به.

وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(289) من طريق هشام بن حجير، به فوقفه على ابن عباس.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6332)، والطحاوي 4/ 390، والحاكم 4/ 338 من طريق سفيان الثوري، وسعيد بن منصور (288)، والحاكم 4/ 338 من طريق سفيان بن عيينة، والحاكم 4/ 338 من طريق ابن جريج، ثلاثتهم عن عبد الله بن طاووس، عن طاووس مرسلاً لم يذكر ابن عباس. ورجَّح النسائي إرساله فقال: كأن حديث الثوري (يعني المرسَل) أشبه بالصواب! وسيأتي الحديث برقم (2861) و (2994).

قوله: "ألحقوا الفرائضَ بأهلها"، قال الحافظ في "الفتح" 12/ 11: المراد بالفرائض هنا: الأنصباء المقدَّرة في كتاب الله تعالى، وهي: النصف، ونصفه، ونصف نصفه، والثلثان، ونصفهما، ونصف نصفهما، والمراد بأهلها: من يستحقُّها بنصِّ القرآن، ووقع في رواية روح بن القاسم عن ابن طاووس "اقسموا المال بين أهل الفرائض على كتاب الله" أي: على وَفْق ما أنزل في كتابه.

وقوله: "فهو لأَولى رجلٍ"، قال السندي: أي: أقرب إلى الميت من رجلٍ، فالإضافة للبيان، وأَوْلى بمعنى: أقرب نسباً، لا أحق إرثاً، وإلا لم يُفهم بيانُ الحكم، إذ لا يُدرى مَن الأحق بالإِرث، و"ذَكَرٍ" تأكيد لرجلٍ، وقال السهيلي:"ذَكَرٍ" صفة لأَولى، لا لرجلٍ، ذكره السيوطي. وانظر "الفتح" 12/ 11 - 14.

(1)

يعني الإمام أحمد بن حنبل.

ص: 402

الْجَبْهَةِ - ثُمَّ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى (1) أَنْفِهِ -، وَالْيَدَيْنِ، وَالرُّكْبَتَيْنِ، وَأَطْرَافِ الْقَدَمَيْنِ، وَلا نَكُفَّ الثِّيَابَ، وَلا الشَّعَرَ " (2).

2659 -

وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ - قَالَ: كَذَا قَالَ أَبِي -: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ، وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ، وَاسْتَعَطَ (3).

2660 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْمُكَاتَبُ يُودَى مَا أَعْتَقَ مِنْهُ بِحِسَابِ الْحُرِّ، وَمَا رَقَّ مِنْهُ بِحِسَابِ الْعَبْدِ "(4).

(1) في (ظ 9) و (ظ 14): على. وهي كذلك في "الصحيحين": على.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الدارمي (1319)، والبخاري (812)، ومسلم (490)(230)، والنسائي 2/ 109، وأبو يعلى (2464)، وأبو عوانة 2/ 183، وابن حبان (1925)، والبيهقي 2/ 103، والبغوي (644) من طرق عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد. وانظر (1927).

قوله: "ثم أشار بيده إلى أنفه"، قال السندي: تنبيهاً على أنها مع الأنف عَظْم واحد، فلذلك جاء عَدُّ سبعة أَعظُم.

وقوله: "ولا يكف"، قال: على بناء المفعول أو الفاعل، أي: المصلي.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم ص 1205 (65)، والطحاوي 4/ 129، والحاكم 4/ 405، والبيهقي 9/ 337 - 338 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (2249).

(4)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. أبان العطار: هو أبان بن يزيد العطار البصري. =

ص: 403

2661 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ - يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ -، عَنْ حُسَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ بِالْمَدِينَةِ رَجُلانِ يَحْفِرَانِ الْقُبُورَ: أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ يَحْفِرُ لِأَهْلِ مَكَّةَ، وَأَبُو طَلْحَةَ يَحْفِرُ لِلأنْصَارِ وَيَلْحَدُ لَهُمْ، قَالَ: فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، بَعَثَ الْعَبَّاسُ رَجُلَيْنِ إِلَيْهِمَا، فَقَالَ: اللهُمَّ خِرْ لِنَبِيِّكَ. فَوَجَدُوا أَبَا طَلْحَةَ، وَلَمْ يَجِدُوا أَبَا عُبَيْدَةَ، فَحَفَرَ لَهُ وَلَحَدَ (1).

= وأخرجه الطبراني (11994) من طريق سعيد بن سليمان النشيطي، والحاكم 2/ 218 من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن أبان العطار، بهذا الإسناد. وانظر (1944).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حسين -وهو ابن عبد الله بن عبيد الله بن العباس-، ومحمد بن إسحاق قد صرح بالتحديث عند غير المصنف وعنده فيما تقدم برقم (39).

وهو في "سيرة ابن هشام" 4/ 313 - 314 عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. ومن طريق ابن إسحاق أخرجه أبو يعلى (22)، والطبري في "تاريخه" 3/ 213، والبيهقي في "السنن" 3/ 407 - 408، وفي "الدلائل" 7/ 252. والحديث عند أبي يعلى مطول.

وأخرجه مطولاً ابن ماجه (1628) من طريق وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه جرير بن حازم، به.

وأخرجه ابن سعد 2/ 298 عن محمد بن عمر الواقدي، عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، به. وهذا سند ضعيف.

وأخرج البزار (855 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (2518)، والطحاوي في "مشكل الآثار" 4/ 47، وابن حبان (6633) من طريق زياد بن خيثمة، عن إسماعيل السدي، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: دخل قبرَ النبي صلى الله عليه وسلم العباس وعلي والفضل، وسوَّى لحدَه رجلٌ من الأنصار .... وانظر (2357). =

ص: 404

2662 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا أَبُو وَكِيعٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: اسْتَدْبَرْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم " فَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ وَهُوَ سَاجِدٌ (1).

= وله شاهد من حديث أبي طلحة نفسه عند ابن سعد 2/ 298، ورجاله رجال الصحيح غير الواقدي شيخ ابن سعد فيه، وفيه كلام.

وثانٍ من حديث أنس بن مالك سيأتي في "المسند" 3/ 139، وحسن إسناده الحافظ في "التلخيص" 2/ 128.

وثالث من حديث عائشة ينجبر بالشواهد عند ابن سعد 2/ 295، وابن ماجه (1558).

ورابع من حديث عروة بن الزبير مرسلاً عند مالك في "الموطأ" 1/ 231، ورجاله ثقات. ووصله ابن سعد 2/ 295 عن عروة بن الزبير، عن عائشة. وله شواهد أخرى مرسلة عند ابن سعد 2/ 295 - 298.

أبو عبيدة بن الجراح: هو عامر بن عبد الله بن الجراح القرشي الفِهْري المكي، أحد السابقين الأولين، ومَنْ عَزَمَ الصِّدِّيقُ على توليته الخلافة، وأشار به يومَ السقيفة لكمال أهليته عند أبي بكر، شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وسمَّاه أمين الأمَّة، ومناقبه شهيرة جمَّة، توفي في طاعون عَمَواس سنة ثمان عشرة. "السير" 1/ 5 - 23.

وأبو طلحة: هو زيد بن سهل الخزرجيُّ النَّجَاري الأنصاري، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بني أخواله، وأحد أعيان البدريين، وأحد النقباءِ الاثني عشر ليلة العقبة، وهو الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم:"صوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة"، ومناقبه كثيرة، توفي سنة أربع وثلاثين على الأرجح. "السير" 2/ 27 - 34.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو وكيع: هو الجراح بن مليح بن عدي الرؤاسي، قال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقد توبع، والتميمي -واسمه أَربِدة البصري- لم يرو عنه غير أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي-، ولم يوثقه غير العجلي وابن حبان. وقد تقدم الحديث برقم (2405).

ص: 405

2663 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ حَجَّةٌ، وَلَوْ قُلْتُ: كُلَّ عَامٍ، لَكَانَ "(1).

2664 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ - يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ -، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: تَمَتَّعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى مَاتَ، وَأَبُو بَكْرٍ حَتَّى مَاتَ، وَعُمَرُ حَتَّى مَاتَ، وَعُثْمَانُ حَتَّى مَاتَ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ نَهَى عَنْهَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَعَجِبْتُ مِنْهُ، وَقَدْ حَدَّثَنِي أَنَّهُ قَصَّرَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمِشْقَصٍ (2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- وإن كان سيئ الحفظ - قد توبع، وسماك في روايته عن عكرمة اضطراب، وقد روي نحو هذا الحديث من غير هذا الطريق تقدم برقم (2304). أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير.

وأخرجه الدارمي (1789) عن عبيد الله بن موسى، عن شريك، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه الطيالسي (2669)، وابن الجارود (410) من طريق سلاّم أبي الأحوص، والدارقطني 2/ 281 من طريق الوليد بن أبي ثور، كلاهما عن سماك، به. الوليد بن أبي ثور ضعيف، لكنه متابع. وسيأتي الحديث برقم (2741) و (2969) و (2996).

(2)

إسناده ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سليم-.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 97، والترمذي (822)، والطحاوي 2/ 141، والطبراني (10965) من طرق عن ليث بن أبي سليم، بهذا الإسناد. وليس في رواية الطحاوي والطبراني نهي معاوية عن التمتع. وسيأتي برقم (2863) و (2877). =

ص: 406

2665 -

حَدَّثَنِي يُونُسُ وَحُجَيْنٌ، قَالا: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَطَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُنَا الْقُرْآنَ، فَكَانَ يَقُولُ:" التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ - قَالَ حُجَيْنٌ: سَلامٌ عَلَيْكَ - أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، سَلَامٌ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ "(1).

= وأخرج النسائي 5/ 153 - 154 من طريق سفيان، عن هشام بن حجير، عن طاووس قال: قال معاوية لابن عباس: أعلمت أني قَصَّرت من رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم عند المروة؟ قال: لا، يقول ابن عباس: هذا معاوية ينهى الناسَ عن المتعة وقد تمتع النبي صلى الله عليه وسلم.

قال السندي: هذا يقتضي أنه يعتقد أنه تَمتَّع صلى الله عليه وسلم، نعم في حديث معاوية نظر، لأنه ثبت أنه ما حَلَّ عن إحرامه في حجة الوداع حتى نَحَر وحَلَّ بمنى، فقيل في تأويله: إنه قصر عنه يوم العيد بالمروة، أي: أصلح له شيئاً من شعره، وقيل: بل المراد أنه قَصَّر عنه في عمرة الجِعْرانة، والله تعالى أعلم.

والمِشقص: نصل السَّهم إذا كان طويلاً غير عريض.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير -واسمه محمد بن مسلم بن تدرس- فمن رجال مسلم. حجين: هو ابن المثنى.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 227 - 228 من طريق يونس بن محمد وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي 1/ 97، ومسلم (403)(60)، وأبو داود (974)، وابن ماجه (900)، والترمذي (290)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 242، وفي "الكبرى"(762)، وابن خزيمة (705)، وأبو عوانة 2/ 228، والطحاوي 1/ 263، وابن حبان (1952) و (1953) و (1954)، والطبراني (10996)، والبيهقي 2/ 140 و 377، والبغوي (679) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. =

ص: 407

2666 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ (1).

2667 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ الْغَنَوِيَّ -، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى مِنْبَرِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَعَوَّذُ فِي دُبُرِ صَلاتِهِ مِنْ أَرْبَعٍ، يَقُولُ:" أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَأَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الفِتَنِ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَأَعُوذُ بِاللهِ مِنْ فِتْنَةِ الْأَعْوَرِ الْكَذَّابِ "(2).

= وأخرجه الطبراني (10997) و (11406)، والدارقطني 1/ 350 من طريق عمرو بن الحارث، عن أبي الزبير، عن عطاء وطاووس وابن جبير، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2892).

قوله: "التحيات المباركات الصلوات الطيبات"، قال النووي في "شرح مسلم" 4/ 116: تقديره: والمباركات والصلوات والطيبات، لكن حُذفت الواو اختصاراً، وهو جائز معروف في اللغة.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو الزبير -واسمه محمد بن مسلم بن تدرس- من رجاله، وباقي رجال الإسناد على شرطهما. ليث: هو ابن سعد.

وأخرجه أبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ ورقة 66 عن الصغاني، عن يونس بن محمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 193 عن قتيبة بن سعيد، وفي "الكبرى"(3206) عن عيسى بن حماد، وأبو عوانة عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، كلاهما عن الليث بن سعد، به. وسيأتي برقم (2716)، وانظر ما تقدم برقم (1923).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، البراء بن عبد الله: هو ابن يزيد الغنوي، =

ص: 408

2668 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ عِلْبَاءَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ، قَالَ:" تَدْرُونَ مَا هَذَا؟ " فَقَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ "(1).

2669 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ رَكِبَ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا غُلامُ، إِنِّي مُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللهَ

= وربما نُسب إلى جده، وهو ضعيف ضعفه أحمد ويحيى بن معين والنسائي وغيرهم، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، وقد تقدم نحوه من طريق آخر صحيح برقم (2168). أبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قُطَعَة العبدي.

وأخرجه الطيالسي (2710)، وعبد بن حميد (707)، والطبراني (12779) من طرق عن البراء الغنوي، بهذا الإسناد.

وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 119 و 120 معلقاً من طرق عن البراء، به. وسيأتي برقم (2778).

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. علباء: هو ابن أحمر اليشكري.

وأخرجه أبو يعلى (2722)، والحاكم 3/ 185 من طريق يونس بن محمد المؤدب، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة.

وأخرجه عبد بن حميد (597)، والطحاوي في "مشكل الآثار"(148)، وابن حبان (7010)، والطبراني (11928) من طرق عن داود بن أبي الفرات، به. وسيأتي برقم (2901) و (2957).

ص: 409

يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، وَإِذَا سَأَلْتَ فاَسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ، لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ، لَمْ يَضُرُّوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الْأَقْلامُ، وَجَفَّتِ الصُّحُفُ " (1).

(1) إسناده قوي، قيس بن الحجاج -وهو الكلاعي السُّلفي المصري- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: صالح، وقال في "التقريب": صدوق، وحديثه عند الترمذي وابن ماجه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير حنش الصنعاني -وهو ابن عبد الله- فمن رجال مسلم. ليث: هو ابن سعد.

وأخرجه أبو يعلى (2556) من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" معلقاً (316)، والترمذي (2516)، والطبراني (12988)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(425)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(195) من طرق عن الليث بن سعد، به. قال الترمذي: حسن صحيح.

وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص 198 من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن حنش، به.

وأخرجه عبد بن حميد (236)، والعقيلي في "الضعفاء" 3/ 53، والطبراني (11243) و (11416) و (11560)، والآجري ص 198، وابن السني (317) و (318)، والحاكم 3/ 541 - 542، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 314، والبيهقي في "الشعب"(10000) و (10001)، وفي "الآداب"(1073) من طرق عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2763) و (2803).

قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في "جامع العلوم والحكم" 1/ 460 - 461، طبع مؤسسة الرسالة: وقد روي هذا الحديثُ عن ابن عباس من طرق كثيرة من رواية ابنه علي، ومولاه عكرمة، وعطاء بن أبي رباح، وعمرو بن دينار، وعبيد الله بن عبد الله، وعمر مولى غُفْرة، وابن أبي مليكة، وغيرهم، وأصحُّ الطرق كلها طريق حنش الصنعاني التي خَرَّجها =

ص: 410

2670 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ (1) طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ، وَاسْتَعَطَ (2).

= الترمذي، كذا قاله ابنُ منده وغيرُه.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند أبي يعلى (1099)، والآجري في "الشريعة" ص 199، والخطيب في "تاريخه" 14/ 125، وفيه يحيى بن ميمون التمار، وهو متروك، وعلي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف، وذكره ابن عدي في "الكامل" 7/ 2683 وعَدَّه من منكرات يحيى بن ميمون.

وعن سهل بن سعد ذكره السيوطي في "الدر المنثور" 1/ 159 ونسبه للدارقطني في "الأفراد"، وابن مردويه، والبيهقي، والأصبهاني في "الترغيب".

وعن عبد الله بن جعفر عند ابن أبي عاصم (315)، وفيه علي بن أبي علي الهاشمي، وهو متروك.

قال السندي: قوله: "احفظ الله"، أي: أمره بامتثال الأوامر واجتناب الزواجر، "يحفظك": بالجَزْم على أنه جواب الأمر، أي: يحرسك من مكاره الدنيا ومشاق العُقبى.

"تُجاهك"، قال: بضم التاء، أي: عندك بالنصر والعون، قال تعالى:{من عمل صالحاً من ذكرٍ أو أُنثى وهو مؤمنٌ فلنُحيينَّه حياةً طيبةً} ، وإنما يحصل البلاءُ والمصائب للعبد بسبب تضييع أوامر الله تعالى، قال الله تعالى:{وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} ، كذا ذكره النووي في "شرح الأربعين" له (ص 51)، ويمكن أن يُحمل الحديثُ على معنى {فاذكروني أذكركم} .

"على أن ينفعوك"، قال: أي: ظاهراً ونسبياً، لا حقيقة وإيجاداً، فإنه لا يمكن منهم لا بالمكتوب ولا بغيره، "قد كتبه الله لك": أي: على أيديهم أو بواسطتهم، "جَفَّت": بتشديد الفاء على بناء الفاعل، والمراد الفراغ من أمر التقدير، وأن الأمر لا يزيد ولا ينقص، نعم يمحو الله ما يشاء ويثبت، فالالتجاءُ إليه لا إلى غيره.

(1)

لفظة "ابن" سقطت من (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد =

ص: 411

2671 -

حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الشُّرْبِ مِنْ فِي السِّقَاءِ، وَعَنِ الْمُجَثَّمَةِ، وَعَنْ لَبَنِ الْجَلالَةِ (1).

2672 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ مِنَ الطَّعَامِ، فَلا يَمْسَحْ يَدَهُ حَتَّى يَلْعَقَهَا أَوْ يُلْعِقَهَا "(2).

قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ ذَلِكَ: سَمِعْتُهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: " وَلا يَرْفَعِ الصَّحْفَةَ حَتَّى يَلْعَقَهَا أَوْ يُلْعِقَهَا، فَإِنَّ آخِرَ الطَّعَامِ فِيهِ الْبَرَكَةُ "(3).

= -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري- فمن رجال البخاري. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان، وابن طاووس: هو عبد الله. وانظر (2249).

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّسْتوائي.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(11821) عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، به.

وأخرجه الترمذي (1825) عن محمد بن بشار، عن معاذ بن هشام، به. وانظر (1989).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن الحارث -وهو ابن عبد الملك القرشي- من رجاله، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.

وأخرجه عبد بن حميد (629)، ومسلم (2031)(13)، والبيهقي 7/ 278 من طريقين عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وانظر (1924).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو موصول بالإسناد الأول، والقائل "قال أبو الزبير": هو ابن جريج. =

ص: 412

2673 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ - يَعْنِي ابْنَ مُوسَى -، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْكُسُوفَ، فَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ فِيهَا حَرْفًا مِنَ القُرْآنِ (1).

= وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6767) من طريق حجاج بن محمد، وأبو عوانة بنحوه 5/ 366، وابن حبان (5253) من طريق أبي عاصم النبيل، كلاهما عن ابن جريج، بهذا الإسناد.

وسيأتي حديث جابر في مسنده 3/ 301 من طريق سفيان عن أبي الزبير، ويخرج هناك.

(1)

حسن، عبد الله بن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ- قد رواه عنه ابن المبارك في الطريق الآتي بعد هذا، وحديثُه عنه صالح، فقد حدَّث عنه قبلَ احتراق كتبه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.

وأخرجه أبو يعلى (2745) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي 1/ 332 من طريق عمرو بن خالد، والبيهقي 3/ 335 من طريق زيد بن الحباب، كلاهما عن ابن لهيعة، به. وسيأتي برقم (2674) و (3278).

ويأتي برقم (2711) من طريق مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس قال: خَسَفت الشمسُ، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والناسُ معه، فقام قياماً طويلاً نحواً من سورة البقرة

قال الشافعي فيما نقله عنه البيهقي 3/ 335: هذا دليل على أنه لم يسمع ما قرأ، لأنه لو سمعه لم يقدِّره بغيره.

وفي الباب عن سمرة بن جندب عند أحمد 5/ 16 وأصحاب السنن، وسنده حسن في الشواهد.

قال أبو جعفر الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 333: فذهب قوم إلى هذه الآثار فقالوا: هكذا صلاةُ الكسوف لا يُجهر فيها بالقراءة، لأنها من صلاة النهار، وممن ذهب إلى ذلك أبو حنيفة رحمه الله. =

ص: 413

2674 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم صَلاةَ الْخُسُوفِ، فَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ فِيهَا حَرْفًا وَاحِدًا (1).

2675 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ (2)، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ الْوَضَّاحُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

= وخالفهم في ذلك آخرون فقالوا: يُجهر فيها بالقراءة، وكان من الحجة لهم في ذلك أنه قد يجوز أن يكون ابنُ عباس وسمرة رضي الله عنهما لم يسمعا من رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاته تلك حرفاً، وقد جَهَر فيها لبعدهما منه، فهذا لا ينفي الجهرَ، إذ كان قد رُوي عنه أنه قد جهر فيها

ثم ذكر حديثَ عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جَهَر بالقراءة فى كسوف الشمس (انظر صحيح البخاري 1065).

ثم قال: فهذه عائشة تخبر أنه قد جهر فيها بالقراءة، فهي أولى لما ذكرنا

ثم ذكر كلاماً في ترجيح الجهر فيها وذكر أنه قول أبي يوسف ومحمد بن الحسن صاحبي الإمام أبي حنيفة.

وقال البغوي في "شرح السنة" 4/ 382 - 383: اختلف أهل العلم في القراءة في صلاة كسوف الشمس، فذهب قوم إلى أنه يجهر بالقراءة كما في صلاة الجمعة والعيدين، وهو قول مالكٍ وأحمد وإسحاق (قلنا: وهو أيضاً قول أبي يوسف ومحمد بن الحسن صاحبي أبي حنيفة، وابن خزيمة وابن المنذر وغيرهما من محدثي الشافعية).

وذهب قوم إلى أنه يُسِرُّ فيها بالقراءة، وهو قول الشافعي وأصحاب الرأي .. والأول أَوْلى

ثم ذكر عن أبي سليمان الخطابي أنه قال: ويحتمل أن يكونَ الجهرُ إنما جاء في صلاةِ الليلِ، ويُحتمل أن يكونَ قد جَهَر مرةً وخَفَت أُخرى، والله أعلم.

(1)

إسناده حسن، وانظر ما قبلَه. عبد الله: هو ابن المبارك.===

(2)

قوله: "حدثنا حسن" سقط من (م). وحسن: هو ابن موسى الأشيب.

ص: 414

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اتَّقُوا الْحَدِيثَ عَنِّي إِلا مَا عَلِمْتُمْ، فَإِنَّهُ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ "(1).

2676 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا حُضِرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" ائْتُونِي بِكَتِفٍ أَكْتُبْ لَكُمْ فِيهِ كِتَابًا، لَا يَخْتَلِفُ مِنْكُمْ رَجُلانِ بَعْدِي " قَالَ: فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ فِي لَغَطِهِمْ، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: وَيْحَكُمْ، عَهْدُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

2677 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هُبَيْرَةَ، عَنْ حَنَشِ بْنِ عَبْدِ اللهِ

(1) صحيح لغيره دون قوله: "اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم"، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى الثعلبي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 763، والدارمي (232)، والطبراني (12393) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وسيأتي بأطول مما هنا برقم (2974) و (3024).

وله شواهد يأتي ذكرها في مسند عبد الله بن عمرو برقم (6478)، وانظر ما تقدم في مسند علي برقم (584).

قوله: "اتقوا الحديث"، قال السندي: أي: روايته عني، "إلا ما علمتم": أي أنه مني.

(2)

حسنٌ دون قصة المرأة، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سليم-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وشيبان: هو ابنُ عبد الرحمن النَّحْوي.

وأخرجه الطبراني (10961) من طريق أبي حمزة، و (10962) من طريق هلال بنِ مقلاص، كلاهما عن ليث، بهذا الإِسناد. وانظر ما تقدم برقم (1935).

اللَّغَط -بفتحتين-: الأصوات المختلفة.

ص: 415

أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ فِي أَبْوَالِ الْإِبِلِ وَأَلْبَانِهَا شِفَاءً لِلذَّرِبَةِ بُطُونُهُمْ "(1).

2678 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ بَرَكَةَ بْنِ الْعُرْيَانِ الْمُجَاشِعِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يُحَدِّثُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ، حُرِّمَتْ عَلَيْهِمِ الشُّحُومُ، فَبَاعُوهَا وَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا، وَإِنَّ اللهَ عز وجل إِذَا حَرَّمَ أَكْلَ شَيْءٍ، حَرَّمَ ثَمَنَهُ "(2).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، وحنش بن عبد الله: هو السبائي الصنعاني الثقة الذي احتج به مسلم، ووهم الألباني في "ضعيفته"(1406) وهماً بيّناً، فظنه الحسين بن قيس المتروك، وهذا الحديث يشدُّه حديثُ العرنيين في "الصحيحين" عن أنس، وسيأتي في مسنده 3/ 107.

وأخرجه الطبراني (12976) عن بكر بن سهل، عن عبد الله بن يوسف، والطحاوي 1/ 108 عن الربيع بن سليمان المؤذن، عن أسد بن موسى، كلاهما عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.

قوله: "للذَّرِبة بطونُهم"، أي: لمن فسدت بطونهم، والذَّرَب: هو الداء الذي يَعْرِضُ للمعدة فلا تَهْضِمُ الطعامَ، ويَفْسُدُ فيها فلا تُمْسِكُهُ.

(2)

إسناده صحيح، بركة المجاشعي كنيته أبو الوليد، وقيل: أبو العريان، روى له أبو داود وابن ماجه، ووثقه أبو زرعة وابن خلفون والذهبي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأما الاسم الذي سماه به أحمد هنا وهو "بركة بن العريان" فلم يذكره به أحد ممن وقفنا على ترجمته عنده، إلا أن الحافظ ابن حجر قال في ترجمته في "التهذيب": وقرأت بخط مغلطاي أن ابن خلفون سَمَّى أباه العريانَ، والذي رأيت في ابن خلفون: بركة أبو الوليد، ويقال: أبو العريان. سريج: إما أن يكون ابن يونس، وهو ثقة من رجال الشيخين، أو يكون ابنَ النعمان، وهو أيضاً ثقة من رجال البخاري، والله أعلم. =

ص: 416

2679 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَعِنْدَهُ رَجُلٌ يُنَاجِيهِ، فَكَانَ كَالْمُعْرِضِ عَنْ أَبِي، فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ، فَقَالَ لِي أَبِي: أَيْ بُنَيَّ، أَلَمْ تَرَ إِلَى ابْنِ عَمِّكَ كَالْمُعْرِضِ عَنِّي؟ فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ، إِنَّهُ كَانَ عِنْدَهُ رَجُلٌ يُنَاجِيهِ. قَالَ: فَرَجَعْنَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَبِي: يَا رَسُولَ اللهِ، قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ: كَذَا وَكَذَا، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ كَانَ عِنْدَكَ رَجُلٌ يُنَاجِيكَ، فَهَلْ كَانَ عِنْدَكَ أَحَدٌ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" وَهَلْ رَأَيْتَهُ يَا عَبْدَ اللهِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " فَإِنَّ ذَاكَ جِبْرِيلُ، وَهُوَ الَّذِي شَغَلَنِي عَنْكَ "(1).

= وأخرجه الطبراني (12887) عن علي بن عبد العزيز، عن عمرو بن عوف الواسطي، عن هشيم، بهذا الإسناد. وانظر (2221).

(1)

إسناده على شرط مسلم، عمار بن أبي عمار -وإن خرج له مسلم- قال البخاري في "التاريخ الأوسط " (وهو المطبوع خطأً باسم الصغير) 1/ 55: كان شعبة يتكلَّمُ في عمار، وقال ابنُ حبان في "الثقات" 5/ 268: كان يُخطئ.

وأخرجه الطيالسي (2708)، وأخرجه عبدُ بن حميد (712)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 75 من طريق سليمان بن حرب، وأخرجه يعقوب بنُ سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 521، والطبراني (10584) و (12836) من طريق حجاج بن المنهال، وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على "فضائل الصحابة"(1817) من طريق النضر بن شميل، أربعتهم (الطيالسي وسليمان وحجاج والنضر) عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2847) و (2848).

وأخرج أحمد في "الفضائل"(1854) عن يحيى بن سعيد، عن زكريا بن أبي زائدة، عن عامر الشعبي، عن ابنِ عباس قال: قد رأيتُ عنده رجلاً، فقال العباس: يزعم ابنُ عمك أنه رأى عندك رجلاً، قال: كذا وكذا؟ قال: نعم، قال: ذاك جبريل. وهذا إسناد صحيح، ولم يذكر فيه أن العباس كان في المجلس الذي رأى فيه ابنُ عباس جبريل.

ص: 417

2680 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَقَامَ بِمَكَّةَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً؛ ثَمَانِ سِنِينَ أَوْ سَبْعًا يَرَى الضَّوْءَ وَيَسْمَعُ الصَّوْتَ، وَثَمَانِيًا أَوْ سَبْعًا يُوحَى إِلَيْهِ، وَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ عَشْرًا (1).

2681 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ دُوَيْدٍ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْعَيْنُ حَقٌّ، الْعَيْنُ حَقٌّ، الْعَيْنُ تَسْتَنْزِلُ الْحَالِقَ "(2).

2682 -

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ يُحَدِّثُ، عَنِ

= ومما يؤيد ذلك ما أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على "الفضائل"(1917) من طريق عبد العزيز الدراوردي، عن ثور بن زيد، عن موسى بن ميسرة، عن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه قال: بعث العباسُ بنُ عبد المطلب عبدَ الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة، فوجد معه رجلاً ولم يَعْلَمْهُ فقال: رأيتَه؟ قال: نعم، قال: ذاك جبريلُ، قال: أما إن ابنَك لن يموت حتى يذهبَ بصره ويُؤتى علماً. فإن صَحَّ وصله، فالإسناد حسن.

وأخرج ابن سعد في "الطبقات" 2/ 370، وأحمد في "الفضائل"(1561)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 519، والترمذي (3822) من طريق سفيان الثوري، عن ليث، عن أبي الجهضم موسى بن سالم: أن ابن عباس رأى جبريل مرتين، ودعا له النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالحكمة مرتين. وقال الترمذي: هذا حديث مرسل، ولا نعرف لأبي جهضم سماعاً من ابن عباس، وقد روي عن عُبيد الله بن عبد الله بنِ عباس عن ابن عباس. قلنا: فيه أيضاً ليث -وهو ابن أبي سليم- ضعيف.

(1)

إسناده على شرط مسلم. وهو مكرر (2399).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وهو مكرر (2478).

ص: 418

الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خَيْرُ الصَّحَابَةِ أَرْبَعَةٌ، وَخَيْرُ السَّرَايَا أَرْبَعُ مِئَةٍ، وَخَيْرُ الْجُيُوشِ أَرْبَعَةُ آلافٍ، وَلا يُغْلَبُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مِنْ قِلَّةٍ "(1).

(1) رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد اختلف في وصله وإرساله، قال أبو داود: الصحيح أنه مرسل، وقال الترمذي: لا يسنده كبيرُ أحد غير جرير بن حازم، وإنما روي هذا الحديث عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وقال أبو حاتم الرازي كما في "العلل" لابنه 1/ 347: مرسل أشبه، لا يحتمل هذا الكلامُ أن يكون كلامَ النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه عبد بن حميد (652)، وأبو داود (2611)، والترمذي (1555)، وأبو يعلى (2587)، وابن خزيمة (2538)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/ 238، وابن حبان (4717)، والحاكم 1/ 443 و 2/ 101، والبيهقي 9/ 156 من طرق عن وهب بن جرير، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا يسنده كبير أحد غير جرير بن حازم، وإنما رُوي هذا الحديث عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه لخلافٍ بين الناقلين فيه عن الزهري، ووافقه الذهبي، وقال البيهقي: تفرد به جرير بن حازم موصولاً، وتعقبه ابن التركماني بقوله: هذا ممنوع، لأن جريراً ثقة، وقد زاد الإِسناد فيقبل قولُه، كيف وقد تابعه عليه غيره، وقال المناوي في "فيض القدير" 3/ 474: ولم يصححه الترمذي، لأنه يروى

مسنداً ومرسلاً ومعضلاً، قال ابن القطان: لكن هذا ليس بعلة، فالأقرب صحته، ونقل تصحيحَ ابن القطان الحافظُ ابن حجر في "إتحاف المهرة" 3/ 60 قال: وصححه ابن القطان لأنه لا يرى الاختلاف في الإرسال والوصل علة كما هو رأي أبي محمد بن حزم، قلنا: وصححه أيضاً الضياء المقدسي في "المختارة" 62/ 292/ 2.

وأخرجه الدارمي (2438) من طريق حبان بن علي، عن يونس، عن الزهري، به. وقرن بيونس عُقيلَ بن خالد، وهذا إسناد ضعيف لضعف حبان بن علي.

وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" 1/ 239، والقضاعي في "مسند الشهاب" =

ص: 419

2683 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا قَتَلَ مُؤْمِنًا؟ قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ [النساء: 93]، قَالَ: فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ: أَرَأَيْتَ إِنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا؟ قَالَ: ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ، وَأَنَّى لَهُ التَّوْبَةُ؟! وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ

= (1237) من طريق مندل وحبان ابني علي، عن يونس بن يزيد، عن عقيل بن خالد، عن الزهري، به. وهذا إسناد ضعيف لضعف مندل وحبان.

وأخرجه أبو داود في "المراسيل"(314) من طريق عثمان بن عمر، عن يونس بن يزيد، عن عقيل، عن الزهري، عن النبي صلى الله عليه وسلم

بمعناه مرسلاً. وقال: قد أُسند هذا ولا يصح.

وأخرجه عبد الرزاق (9699) عن معمر، عن الزهري مرسلاً.

وأخرجه كذلك سعيد بن منصور في "سننه"(2387)، وعنه أبو داود في "المراسيل"(313) عن عبد الله بن المبارك، عن حيوة بن شريح، عن عقيل بن خالد، عن الزهري مرسلاً، دون قوله:"لن يغلب اثنا عشر ألفاً من قلة". ورجال المرسَلَيْنِ ثقات من رجال الشيخين.

وأخرجه أيضاً الطحاوي في "مشكل الآثار" 1/ 239 من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن عقيل بن خالد، عن الزهري، مرسلاً. وعبد الله بن صالح حسن الحديث في المتابعات، ومن فوقه ثقات رجال الشيخين. وسيأتي الحديث برقم (2718).

وله شاهد من حديث أنس بن مالك عند ابن ماجه (2827)، والقضاعي (1236) و (1238)، وإسناده ضعيف جداً، وأورده ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/ 580.

وآخر من حديث أكثم بن الجون عند البيهقي 9/ 157، وإسناده ضعيف جداً.

ص: 420

الْمَقْتُولَ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُتَعَلِّقًا رَأْسَهُ بِيَمِينِهِ - أَوْ قَالَ: بِشِمَالِهِ - آخِذًا صَاحِبَهُ بِيَدِهِ الْأُخْرَى، تَشْخَبُ أَوْدَاجُهُ دَمًا، فِي قُبُلِ عَرْشِ الرَّحْمَنِ، فَيَقُولُ: رَبِّ، سَلْ هَذَا فِيمَ قَتَلَنِي؟ " (1).

2684 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ، قَالَ: دَعَانَا رَجُلٌ، فَأَتَى بِخِوَانٍ عَلَيْهِ ثَلاثَةَ عَشَرَ ضَبًّا، قَالَ: وَذَاكَ عِشَاءً، فَآكِلٌ وَتَارِكٌ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا غَدَوْنَا عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَسَأَلْتُهُ، فَأَكْثَرَ فِي ذَلِكَ جُلَسَاؤُهُ، حَتَّى قَالَ بَعْضُهُمْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا آكُلُهُ، وَلا أُحَرِّمُهُ ". قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بِئْسَ مَا قُلْتُمْ، إِنَّمَا بُعِثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُحِلًّا وَمُحَرِّمًا، ثُمَّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ مَيْمُونَةَ، وَعِنْدَهُ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَامْرَأَةٌ، فَأُتِيَ بِخِوَانٍ عَلَيْهِ خُبْزٌ، وَلَحْمُ ضَبٍّ، قَالَ: فَلَمَّا ذَهَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَنَاوَلُ، قَالَتْ لَهُ مَيْمُونَةُ: إِنَّهُ يَا رَسُولَ اللهِ لَحْمُ ضَبٍّ. فَكَفَّ يَدَهُ، وَقَالَ:" إِنَّهُ لَحْمٌ لَمْ آكُلْهُ، وَلَكِنْ كُلُوا " قَالَ: فَأَكَلَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَالْمَرْأَةُ، قَالَ: وَقَالَتْ مَيْمُونَةُ: لَا آكُلُ مِنْ طَعَامٍ لَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن عبد الله -وهو ابن الحارث الجابر ويقال: المجبِّر التيمي- وقد تقدم الكلام عليه عند الحديث رقم (2142). يونس: هو ابن محمد المؤدب، وعبد الواحد: هو ابن زياد العبدي مولاهم البصري. وانظر (1941).

قوله: "آخذاً صاحبه"، أي: قاتله، وتشخب: تسيل.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن =

ص: 421

2685 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ:

= الأصم، فمن رجال مسلم. سليمان الشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان أبو إسحاق الشيباني الكوفي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 269، وابن سعد 1/ 396، ومسلم (1948)(47)، وأبو عوانة 5/ 177 - 178 و 178، والطبراني (13008) من طرق عن سليمان الشيباني، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (487)، ومن طريقه أبو عوانة 5/ 178 - 179، وأخرجه أبو عوانة أيضاً 5/ 179 من طريق إبراهيم بن بشار، كلاهما (الحميدي وإبراهيم) عن سفيان بن عيينة قال: حدثنا الشيباني قال: دخلت مع الشعبي المسجد فقال: هل ترى أحداً من أصحابنا نجلسُ إليه؟ هل ترى أبا حَصين؟ قلت: لا، ثم نَظَر فرأى يزيد بن الأصم فقال: هل لك أن تجلس إليه فإن خالته ميمونة، فجلسنا إليه، فقال يزيدُ بن الأصم: ذُكر عند ابن عباس قول النبي صلى الله عليه وسلم في الضب "لا آكله ولا أحرمه" فغضب فقال: ما بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا محللاً أو محرماً، وقد أُكل عنده. ولم يذكر إبراهيم بن بشار في حديثه قوله "وقد أُكل عنده".

وسيأتي هذا الحديث برقم (3007) و (3219)، وانظر طرقاً أخرى له عن ابن عباس برقم (1978) و (2299) و (3067).

والحديث بنحوه في مسند خالد بن الوليد 4/ 88، ومسند ميمونة 6/ 331 من طريق يزيد بن الأصم عن ميمونة.

وفي الباب عن ابن عمر وعائشة سيأتيان في "المسند" 2/ 5 و 6/ 105، وفي الباب أيضاً عن غيرهما من الصحابة.

قوله: "فآكلٌ وتارك"، أي: منا من أكل، ومنا من ترك فلم يأكل.

وقوله: "محلاًّ ومحرماً"، قال السندي: أي: فكيف له أن يقول: لا آكله ولا أُحَرِّمه من غير بيان أنه حلال، لما فيه من الإبهام، بل لا بد أن يبين حِلَّ الشيء أو حرمته، ثم إن ترك بعد ذلك فممكن.

ص: 422

أَنَّ نَجْدَةَ كَتَبَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنْ سَهْمِ ذِي الْقُرْبَى لِمَنْ هُوَ؟ وَعَنِ الْيَتِيمِ مَتَى يَنْقَضِي يُتْمُهُ؟ وَعَنِ الْمَرْأَةِ وَالْعَبْدِ يَشْهَدَانِ الْغَنِيمَةَ؟ وَعَنْ قَتْلِ أَطْفَالِ الْمُشْرِكِينَ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَوْلا أَنْ أَرُدَّهُ عَنْ شَيْءٍ يَقَعُ فِيهِ، مَا أَجَبْتُهُ. وَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّكَ كَتَبْتَ إِلَيَّ تَسْأَلُ (1) عَنْ سَهْمِ ذِي الْقُرْبَى لِمَنْ هُوَ؟ وَإِنَّا كُنَّا نَرَاهَا لِقَرَابَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَبَى ذَلِكَ عَلَيْنَا قَوْمُنَا، وَعَنِ الْيَتِيمِ مَتَى يَنْقَضِي يُتْمُهُ؟ قَالَ: إِذَا احْتَلَمَ وَأُونِسَ مِنْهُ خَيْرٌ، وَعَنِ الْمَرْأَةِ وَالْعَبْدِ يَشْهَدَانِ الْغَنِيمَةَ؟ فَلا شَيْءَ لَهُمَا، وَلَكِنَّهُمَا يُحْذَيَانِ وَيُعْطَيَانِ، وَعَنْ قَتْلِ أَطْفَالِ الْمُشْرِكِينَ؟ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَقْتُلْهُمْ، وَأَنْتَ فَلا تَقْتُلْهُمْ، إِلا أَنْ تَعْلَمَ مِنْهُمْ مَا عَلِمَ الْخَضِرُ مِنَ الغُلامِ حِينَ قَتَلَهُ (2).

2686 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ مَكَّةَ، وَقَدْ وَهَنَتْهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: إِنَّهُ لَقَدْ قَدِمَ عَلَيْكُمْ قَوْمٌ قَدْ وَهَنَتْهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ، وَلَقُوا مِنْهَا شَرًّا. فَجَلَسَ الْمُشْرِكُونَ مِنَ النَّاحِيَةِ الَّتِي تَلِي الْحِجْرَ،

(1) في (ظ 9) و (ظ 12): تسألني.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه أبو عوانة في السير كما في "إتحاف المهرة" 3/ ورقة 135 عن الحارث بن أبي أسامة، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/ 53 من طريق يحيى بن أبي طالب، كلاهما عن عبد الوهاب بن عطاء، بهذا الإسناد. وانظر (2235).

وقوله: يُحذَيان: يُعطيان، والحَذِيَّةُ والحُذْيا والحُذَيَّا: هي القسمة من الغنيمة.

وقوله: "فلا شيء لهما"، قال السندي: أي ليس لهما سهم تامُّ.

ص: 423

فَأَطْلَعَ اللهُ نَبِيَّهُ عَلَى مَا قَالُوا، فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَرْمُلُوا الْأَشْوَاطَ الثَّلاثَةَ، لِيَرَى الْمُشْرِكُونَ جَلَدَهُمْ، قَالَ: فَرَمَلُوا ثَلاثَةَ أَشْوَاطٍ، وَأَمَرَهُمِ أَنْ يَمْشُوا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ، حَيْثُ لَا يَرَاهُمِ الْمُشْرِكُونَ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَلَمْ يَمْنَعِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَأْمُرَهُمِ أنْ يَرْمُلُوا الْأَشْوَاطَ كُلَّهَا، إِلا الْإِبْقَاءُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: هَؤُلاءِ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّ الْحُمَّى قَدْ وَهَنَتْهُمْ؟! هَؤُلاءِ أَجْلَدُ مِنْ كَذَا وَكَذَا (1).

2687 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا وَهَبَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هِبَةً، فَأَثَابَهُ عَلَيْهَا، قَالَ:" رَضِيتَ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: فَزَادَهُ، قَالَ:" رَضِيتَ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: فَزَادَهُ، قَالَ:" رَضِيتَ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لَا أَتَّهِبَ هِبَةً إِلا مِنْ قُرَشِيٍّ، أَوْ أَنْصَارِيٍّ، أَوْ ثَقَفِيٍّ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (2639).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البزار (1938 - كشف الأستار)، وابن حبان (6384)، والطبراني (10897) من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد.

ثم أخرجه البزار (1939 - كشف الأستار) من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

وأخرجه الحميدي (1052) عن سفيان بن عيينة، عن عمرو وابن طاووس، عن النبى صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

وأخرجه عبد الرزاق (16521) عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً. =

ص: 424

2688 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ اعْتَمَرُوا مِنْ جِعْرَانَةَ، فَرَمَلُوا بِالْبَيْتِ ثَلاثًا، وَمَشَوْا أَرْبَعًا (1).

2689 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ إِلا قَدْ أَخْطَأَ، أَوْ هَمَّ بِخَطِيئَةٍ، لَيْسَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا "(2).

2690 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ وَعَفَّانٌ، الْمَعْنَى، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ

= وله شاهد قوي من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/ 247 و 292، وصححه ابن حبان (6383).

قوله: "لا أتَّهِبُ"، قال السندي: بتشديد التاء، افتعال من الهبة، أي: أن لا أقبل الهبة إلا من هؤلاء لقلة طمعهم، وفي "النهاية": لأنهم أصحاب مدنٍ وقرى وهم أعرف بمكارم الأخلاق، ولأن في أخلاق البادية جفاءً وذهاباً عن المروءة، وطلباً للزيادة.

(1)

إسناده قوي على شرط مسلم.

وأخرجه أبو يعلى (2574) من طريق الحسن بن موسى الأشيب، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (1890)، والطحاوي 2/ 180، والبيهقي 5/ 79 من طرق عن حماد بن سلمة، به.

وأخرجه البيهقي 5/ 79 من طريق يحيى بن سُليمٍ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به. وانظر (2220).

(2)

إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابنُ جدعان-، ولِين يوسف بن مهران. وانظر (2294).

ص: 425

ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَهْوَنُ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا أَبُو طَالِبٍ: فِي رِجْلَيْهِ نَعْلانِ مِنْ نَارٍ، يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ "(1).

2691 -

حَدَّثَنَا شَاذَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا حُرِّمَتِ الْخَمْرُ، قَالَ أُنَاسٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَصْحَابُنَا الَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ يَشْرَبُونَهَا؟ فَأُنْزِلَتْ:{لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93](2). قَالَ: وَلَمَّا حُوِّلَتِ الْقِبْلَةُ، قَالَ أُنَاسٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَصْحَابُنَا الَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ يُصَلُّونَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ فَأُنْزِلَتْ:{وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143](3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه عبد بن حميد (711)، وأبو عوانة 1/ 98 من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد. وانظر (2636).

(2)

صحيح لغيره، وهو مكرر (2452).

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن في رواية سماك بن حرب عن عكرمة اضطراباً، وصححه الحافظ في "الفتح" 1/ 98. شاذان: هو الأسود بن عامر.

وأخرجه الدارمي (1235)، والطبري في "التفسير" 2/ 17، والطبراني (11729)، والحاكم 1/ 269 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.

وأخرجه الطيالسي (2673)، وأبو داود (4680) من طريقين عن سماك، به.=

ص: 426

2692 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: خَطَبَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ، مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلا لَهُ دَعْوَةٌ تَنَجَّزَهَا فِي الدُّنْيَا، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي، وَأَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلا فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُ عَنْهُ الْأَرْضُ، وَلا فَخْرَ، وَبِيَدِي لِوَاءُ الْحَمْدِ، وَلا فَخْرَ، آدَمُ فَمَنْ دُونَهُ تَحْتَ لِوَائِي.

قَالَ: وَيَطُولُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ عَلَى النَّاسِ، حَتَّى يَقُولَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى آدَمَ أَبِي الْبَشَرِ، فَيَشْفَعَ لَنَا إِلَى رَبِّهِ عز وجل فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. فَيَأْتُونَ آدَمَ عليه السلام، فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ، أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلائِكَتَهُ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، إِنِّي قَدِ أُخْرِجْتُ مِنَ الجَنَّةِ بِخَطِيئَتِي، وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلا نَفْسِي، وَلَكِنِ ائْتُوا نُوحًا رَأْسَ النَّبِيِّينَ. فَيَأْتُونَ نُوحًا، فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، إِنِّي قَدْ دَعَوْتُ دَعْوَةً غَرَّقَتْ أَهْلَ الْأَرْضِ، وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلا نَفْسِي، وَلَكِنِ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ اللهِ عليه السلام. قَالَ: فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ، فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيمُ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، إِنِّي قَدْ كَذَبْتُ فِي الْإِسْلامِ ثَلاثَ كِذْبَاتٍ،

= وسيأتي برقم (2775) و (2964) و (3249).

وله شاهد من حديث البراء بن عازب عند البخاري (40).

ص: 427

وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلا نَفْسِي - فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنْ حَاوَلَ بِهِنَّ إِلا عَنْ دِينِ اللهِ، قَوْلُهُ:{إِنِّي سَقِيمٌ} ، وَقَوْلُهُ:{بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} ، وَقَوْلُهُ لِامْرَأَتِهِ: إِنَّهَا أُخْتِي - وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى، الَّذِي اصْطَفَاهُ اللهُ بِرِسَالَتِهِ وَكَلامِهِ. فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى، أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللهُ بِرِسَالَتِهِ وَكَلَّمَكَ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، إِنِّي قَتَلْتُ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ، وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلا نَفْسِي، وَلَكِنِ ائْتُوا عِيسَى، رُوحَ اللهِ وَكَلِمَتَهُ، فَيَأْتُونَ عِيسَى، فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى، أَنْتَ رُوحُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، قَدِ اتُّخِذْتُ إِلَهًا مِنْ دُونِ اللهِ، وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلا نَفْسِي. ثُمَّ قَالَ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ كَانَ مَتَاعٌ فِي وِعَاءٍ قَدْ خُتِمَ عَلَيْهِ، أَكَانَ يُقْدَرُ عَلَى مَا فِي الْوِعَاءِ حَتَّى يُفَضَّ الْخَاتَمُ؟ فَيَقُولُونَ: لَا. فَيَقُولُ: إِنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم، خَاتَمَ النَّبِيِّينَ، قَدْ حَضَرَ الْيَوْمَ، وَقَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ ".

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَيَأْتُونِي، فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. فَأَقُولُ: نَعَمْ أَنَا لَهَا، حَتَّى يَأْذَنَ اللهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى، فَإِذَا أَرَادَ اللهُ عز وجل أَنْ يَصْدَعَ بَيْنَ خَلْقِهِ نَادَى مُنَادٍ: أَيْنَ أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ؟ فَنَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ، فَنَحْنُ آخِرُ الْأُمَمِ، وَأَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبُ، فَتُفْرَجُ لَنَا الْأُمَمُ عَنْ طَرِيقِنَا، فَنَمْضِي غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الطُّهُورِ، وَتَقُولُ الْأُمَمُ: كَادَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ أَنْ تَكُونَ أَنْبِيَاءَ كُلُّهَا. قَالَ: " ثُمَّ آتِي بَابَ الْجَنَّةِ، فَآخُذُ بِحَلْقَةِ بَابِ الْجَنَّةِ (1)، فَأَقْرَعُ الْبَابَ، فَيُقَالُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ:

(1) في (ظ 9) و (ظ 14): بحلقة الباب.

ص: 428

مُحَمَّدٌ، فَيُفْتَحُ لِي، فَأَرَى رَبِّي عز وجل، وَهُوَ عَلَى كُرْسِيِّهِ - أَوْ سَرِيرِهِ - فَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، وَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي، وَلا يَحْمَدُهُ بِهَا أَحَدٌ بَعْدِي، فَيُقَالُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ تُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. قَالَ:" فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أُمَّتِي، أُمَّتِي. فَيُقَالُ لِي: أَخْرِجْ مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ كَذَا وَكَذَا. فَأُخْرِجُهُمْ، ثُمَّ أَعُودُ فَأَخِرُّ سَاجِدًا، وَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي، وَلا يَحْمَدُهُ بِهَا أَحَدٌ بَعْدِي، فَيُقَالُ لِي: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أُمَّتِي، أُمَّتِي. فَيُقَالُ: أَخْرِجْ مَنِ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ كَذَا وَكَذَا. فَأُخْرِجُهُمْ " قَالَ: وَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ مِثْلَ هَذَا أَيْضًا (1).

2693 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَهُ، أَنَّهُ قَالَ فِي الْأَوَّلِ:" مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ " وَالثَّانِيَةِ: " بُرَّةٍ " وَالثَّالِثَةِ: " ذَرَّةٍ "(2).

(1) حسن لغيره دون قول عيسى عليه السلام: "إني قد اتُّخذت إلهاً من دون الله" فإنه مخالف لما في الصحيح من أن عيسى لم يذكر ذنباً، وإسناد هذا الحديث ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قُطَعة. وقد تقدم الحديث بطوله برقم (2546).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر ما قبله.

وهذا الحديث من مسند أنس بن مالك، وإنما أورده الإمامُ أحمد هنا تبعاً للذي قبله بياناً للمثاقيل المبهمة في رواية أبي نضرة عن ابن عباس، وسيأتي بنحوه في مسند أنس 3/ 247 - 248 عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس.

ص: 429

2694 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" قَالَ لِي جِبْرِيلُ عليه السلام: إِنَّهُ قَدْ حُبِّبَتْ إِلَيْكَ الصَّلَاةُ، فَخُذْ مِنْهَا مَا شِئْتَ "(1).

2695 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْأَعْرَجِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: اخْتَصَمَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلانِ، فَوَقَعَتِ الْيَمِينُ عَلَى أَحَدِهِمَا، فَحَلَفَ بِاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ مَا لَهُ عِنْدَهُ شَيْءٌ، قَالَ: فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّهُ كَاذِبٌ، إِنَّ لَهُ عِنْدَهُ حَقَّهُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُعْطِيَهُ حَقَّهُ، وَكَفَّارَةُ يَمِينِهِ مَعْرِفَتُهُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ، أَوْ شَهَادَتُهُ (2).

2696 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَبِثَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا (3).

(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، ولين يوسف بن مهران.

وأخرجه عبد بن حميد (666) عن الحسن بن موسى، بهذا الإسناد. وانظر (2205).

(2)

إسناده ضعيف، لاختلاط عطاء بن السائب. شريك: هو ابن عبد الله النخعي، وهو -وإن كان سيئ الحفظ- قد تُوبع، وأبو يحيى الأعرج هذا: هو زياد المكي، وهو ثقة روى له أبو داود، وليس هو مِصْدعاً المشهور بأبي يحيى الأعرج المعرقب. وانظر (2280).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وشيبان: =

ص: 430

2697 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عُثْمَانَ - يَعْنِي ابْنَ الْمُغِيرَةِ -، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " رَأَيْتُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، وَمُوسَى، وَإِبْرَاهِيمَ، فَأَمَّا عِيسَى، فَأَحْمَرُ جَعْدٌ عَرِيضُ الصَّدْرِ، وَأَمَّا مُوسَى فَآدَمُ جَسِيمٌ " قَالُوا لَهُ: فَإِبْرَاهِيمُ؟ قَالَ: " انْظُرُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ " يَعْنِي نَفْسَهُ (1).

2698 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَابُوسُ بْنُ أَبِي ظَبْيَانَ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ زُهَيْرٌ: لَا شَكَّ فِيهِ - قَالَ: " إِنَّ

= هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي، ويحيى: هو ابن أبي كثير، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 290، وعبد بن حميد (1521)، والبخاري (4464) و (4978)، والنسائي في "الكبرى"(7977)، والطبراني (10726) من طرق عن شيبان، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (2017).

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عثمان بن المغيرة، فمن رجال البخاري.

وأخرجه البخاري (3438)، والطبراني (11057)، وابن منده في "الإيمان"(726) من طريق محمد بن كثير، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. ولم يذكر البخاريُّ فيه إبراهيمَ عليه السلام.

وأخرجه الطبراني (11086) من طريق سلمة بن كهيل، عن مجاهد، به. وانظر ما تقدم برقم (2197) و (2501) وما سيأتي برقم (3546).

وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد 2/ 282، والبخاري (3394)، ومسلم (168).

ص: 431

الْهَدْيَ الصَّالِحَ، وَالسَّمْتَ الصَّالِحَ، وَالاقْتِصَادَ، جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " (1).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، قابوس بن أبي ظبيان ليِّن، وباقي رجاله ثقات. زهير: هو ابن معاوية الجعفي.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(468)، والطبراني (12608)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(6555) من طريق أحمد بن يونس، وأبو داود (4776)، ومن طريقه البيهقي في "الآداب"(193) عن عبد الله بن محمد النفيلي، كلاهما عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وقال أحمد بن يونس في حديثه:"جزء من سبعين جزءاً من النبوة".

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(791)، والطبراني (12609)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 263 من طرق عن قابوس بن أبي ظبيان، به. ولفظه عند الطبراني:"جزء من خمسة وأربعين جزءاً من النبوة".

وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(306) من طريق بحر بن كنيز السقاء، عن الثوري، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن كريب، عن ابن عباس رفعه بلفظ:"التؤدة والاقتصاد والتثبت والصمت جزء من ستة وعشرين جزءاً من النبوة".

وأورده مالك في "الموطأ" 2/ 954 - 955 بلاغاً عن ابن عباس أنه كان يقول: القصد والتؤدة وحسن السمت، جزء من خمسة وعشرين جزءاً من النبوة. فجعله موقوفاً على ابن عباس. وانظر ما بعده.

وله شاهد من حديث عبد الله بن سَرْجس عند الترمذي (2010) بلفظ: "السمت الحسن والتؤدة والاقتصاد، جزء من أربعة وعشرين جزءاً من النبوة". قال الترمذي: حسن غريب.

قوله: "إن الهدي الصالح"، قال السندي: بفتح فسكون: الطريقة، قال الخطابي: هدي الرجل: حاله ومذهبه، وكذا السَّمت -بفتح فسكون- فالعطف كعطف التفسير، والاقتصاد: التوسط بين الإفراط والتفريط، وهو محمود في كل شيء، ومعنى كونها جزءاً من النبوة: أنها جزء من فضائل الأنبياء، أو جزء مما جاء به الأنبياء ودعوا الناسَ إليه، أو =

ص: 432

2699 -

حَدَّثَنَاه أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، وَجَعْفَرٌ - يَعْنِي الْأَحْمَرَ -، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " السَّمْتُ الصَّالِحُ

" فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1).

2700 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ يَحْيَى بْنُ الْمُهَلَّبِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى خَمْسَ صَلَوَاتٍ (2).

2701 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُحَيَّاةِ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى التَّيْمِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الظُّهْرَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ بِمِنًى، وَصَلَّى الْغَدَاةَ يَوْمَ عَرَفَةَ بِهَا (3).

= أن صاحبها يستحق أن يُوقّر ويعظم، ويلبسه الله تعالى لباس التقوى على قدر هذا الجزء من النبوة لو كانت النبوة أجزاءَ، وإلا فالنبوَّة لا تتجزأ، وجعلها جزءاً من هذا العدد موكول إلى عالمه لا دخل للرأي فيه، والله تعالى أعلم.

(1)

حسن لغيره، وانظر ما قبله.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري. الأعمش: هو سليمان بن مهران، والحكم: هو ابن عتيبة.

وأخرجه الدارمي (1871)، وابن خزيمة (2799)، والطبراني (12126)، والحاكم 1/ 461 من طريق الأسود بن عامر، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط البخاري ووافقه الذهبي. وسيأتي برقم (2765)، وانظر ما بعده.

وفي الباب عن جابر في حديثه الطويل في حجة النبي صلى الله عليه وسلم عند مسلم (1218).

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح.

ص: 433

2702 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيَّ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، يَرْوِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ، فَلْيَصْبِرْ، فَإِنَّهُ مَا أَحَدٌ يُفَارِقُ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَيَمُوتُ، إِلا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً "(1).

2703 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ - يَعْنِي الْقُمِّيَّ، - عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكْتُ. قَالَ:" وَمَا الَّذِي أَهْلَكَكَ؟ " قَالَ: حَوَّلْتُ رَحْلِيَ الْبَارِحَةَ. قَالَ: فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئًا، قَالَ: فَأَوْحَى اللهُ إِلَى رَسُولِهِ هَذِهِ الْآيَةَ: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223]

= وأخرجه بنحوه أبو داود (1911)، والترمذي (880)، وأبو يعلى (2426)، والطبراني (12125) من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. ولفظه عند الطبراني: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر والعصر بمنى يوم التروية.

وأخرجه كذلك ابن ماجه (3004)، والترمذي (879) من طريق إسماعيل بن مسلم المكي، عن عطاء، عن ابن عباس. وإسماعيل بن مسلم ضعيف الحديث، لكنه ينجبر بالمتابعات. وتقدم الحديث برقم (2306)، وانظر ما قبله.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن عند إطلاقه عند الإمام أحمد: هو حسن بن موسى الأشيب، لكن تقدم هذا الحديث برقم (2487) عن حسن بن الربيع مصرحاً به، والله أعلم.

وأخرجه أبو عوانة 4/ 481 من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.

ص: 434

" أَقْبِلْ، وَأَدْبِرْ، وَاتَّقُوا الدُّبُرَ وَالْحَيْضَةَ "(1).

2704 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْضَ بَنَاتِهِ، وَهِيَ تَجُودُ

(1) إسناده حسن، يعقوب القمي -وهو يعقوب بن عبد الله بن سعد القمي- روى عنه جمع، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال الطبراني: كان ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وجعفر -وهو ابن أبي المغيرة الخزاعي القمي- روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه أبو حفص بن شاهين، وذكره الذهبي في "تاريخ الإِسلام" في الطبقة الثالثة عشرة -وهي التي توفي أصحابها بين 121 و 130 - ، وقال: وكان صدوقاً، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب.

وأخرجه الترمذي (2980)، والطبري 2/ 397 من طريق الحسن بن موسى الأشيب، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن غريب.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8977) و (11040)، وأبو يعلى (2736)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(465)، وابن حبان (4202)، والطبراني (12317)، والبيهقي 7/ 198، والواحدي في "أسباب النزول" ص 48، والبغوي في "معالم التنزيل" 1/ 198 من طريق يونس بن محمد، عن يعقوب القمي، به.

وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 1/ 629 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم والضياء في "المختارة".

قوله: "حولت رحلي البارحة"، قال ابن الأثير في "النهاية" 2/ 209: كنى برَحْله عن زوجته، أراد به غِشْيانها في قبلها من جهة ظهرها، لأن المجامع يعلو المرأة ويركبها مما يلي وجهها، فحيث ركبها من جهة ظهرها كنى عنه بتحويل رحله، إما أن يريد به المنزل والمأوى، وإما أن يريد به الرَّحْل الذي تُركبُ عليه الإبلُ.

ص: 435

بِنَفْسِهَا، فَوَقَعَ عَلَيْهَا، فَلَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ حَتَّى قُبِضَتْ (1)، قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ، وَقَالَ:" الْحَمْدُ لِلَّهِ، الْمُؤْمِنُ بِخَيْرٍ، تُنْزَعُ نَفْسُهُ مِنْ بَيْنِ جَنْبَيْهِ وَهُوَ يَحْمَدُ اللهَ عز وجل "(2).

2705 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ وَخَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِرَهْطٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَقَدْ نَصَبُوا حَمَامَةً يَرْمُونَهَا، فَقَالَ:" لَا تَتَّخِذُوا شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا "(3).

2706 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَلْفَهُ، وَقُثَمُ أَمَامَهُ (4).

2707 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ وَيُونُسُ، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ -، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ الْغَنَوِيِّ

(1) في (ظ 9) و (ظ 14): قضت.

(2)

حديث حسن، إسرائيل -وهو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي- روى عن عطاء بن السائب بعد اختلاطه، لكن تابعه سفيان الثوري في الرواية السالفة برقم (2475) وهو ممن سمع من عطاء قبل اختلاطه. وانظر (2412).

(3)

حديث صحيح، وقد تقدم برقم (1863).

وأخرجه الطبراني (11719) من طريق عبد الرزاق، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.

(4)

إسناده ضعيف لضعف جابر -وهو ابن يزيد الجعفي-. وهو في "فضائل الصحابة" للإمام أحمد (1884) بإسناده ومتنه. وسيأتي برقم (3217)، وانظر ما تقدم برقم (2259).

وفي الباب عن عبد الله بن جعفر تقدم في مسنده برقم (1760) وفيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حمل عبد الله بن جعفر أمامه، وقثم بن عباس خلفه. وإسناده حسن.

ص: 436

عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، رَمَلَ بِالْبَيْتِ، وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ. فَقَالَ: صَدَقُوا وَكَذَبُوا. قُلْتُ: وَمَا صَدَقُوا وَكَذَبُوا؟ قَالَ: صَدَقُوا، رَمَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْبَيْتِ، وَكَذَبُوا، لَيْسَ بِسُنَّةٍ، إِنَّ قُرَيْشًا قَالَتْ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ: دَعُوا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ حَتَّى يَمُوتُوا مَوْتَ النَّغَفِ، فَلَمَّا صَالَحُوهُ عَلَى أَنْ يَقْدَمُوا مِنَ العَامِ الْمُقْبِلِ، يُقِيمُوا (1) بِمَكَّةَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَقَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَالْمُشْرِكُونَ مِنْ قِبَلِ قُعَيْقِعَانَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ:" ارْمُلُوا بِالْبَيْتِ ثَلاثًا "، وَلَيْسَ بِسُنَّةٍ.

قُلْتُ: وَيَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّهُ طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ عَلَى بَعِيرٍ، وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ. فَقَالَ: صَدَقُوا وَكَذَبُوا. فَقُلْتُ: وَمَا صَدَقُوا وَكَذَبُوا؟ فَقَالَ: صَدَقُوا، قَدْ طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ عَلَى بَعِيرٍ، وَكَذَبُوا، لَيْسَ بِسُنَّةٍ، كَانَ النَّاسُ لَا يُدْفَعُونَ عَنْ رَسُولِ اللهِ، وَلا يُصْرَفُونَ عَنْهُ، فَطَافَ عَلَى بَعِيرٍ لِيَسْمَعُوا كَلامَهُ، وَلا تَنَالُهُ أَيْدِيهِمْ.

قُلْتُ: وَيَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ؟ قَالَ: صَدَقُوا، إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا أُمِرَ بِالْمَنَاسِكِ، عَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَسْعَى فَسَابَقَهُ، فَسَبَقَهُ إِبْرَاهِيمُ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيلُ إِلَى جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ، فَعَرَضَ لَهُ شَيْطَانٌ - قَالَ يُونُسُ: الشَّيْطَانُ - فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، حَتَّى ذَهَبَ، ثُمَّ عَرَضَ لَهُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، قَالَ: قَدْ تَلَّهُ لِلجَبِينِ - قَالَ يُونُسُ: وَثَمَّ تَلَّهُ لِلجَبِينِ - وَعَلَى إِسْمَاعِيلَ قَمِيصٌ أَبْيَضُ، وَقَالَ: يَا أَبَتِ، إِنَّهُ لَيْسَ لِي ثَوْبٌ تُكَفِّنُنِي فِيهِ

(1) كذا الأصول، وفي سنن أبي داود، ومسند الطيالسي والطبراني: فيقيموا.

ص: 437

غَيْرُهُ، فَاخْلَعْهُ حَتَّى تُكَفِّنَنِي فِيهِ، فَعَالَجَهُ لِيَخْلَعَهُ، فَنُودِيَ مِنْ خَلْفِهِ:{أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} [الصافات: 105] فَالْتَفَتَ إِبْرَاهِيمُ، فَإِذَا هُوَ بِكَبْشٍ أَبْيَضَ أَقْرَنَ أَعْيَنَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا نَتْبَعُ ذَلِكَ الضَّرْبَ مِنَ الكِبَاشِ، قَالَ: ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيلُ إِلَى الْجَمْرَةِ الْقُصْوَى، فَعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ، فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ حَتَّى ذَهَبَ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيلُ إِلَى مِنًى قَالَ: هَذَا مِنًى - قَالَ يُونُسُ: هَذَا مُنَاخُ النَّاسِ - ثُمَّ أَتَى بِهِ جَمْعًا، فَقَالَ: هَذَا الْمَشْعَرُ الْحَرَامُ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ إِلَى عَرَفَةَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَلْ تَدْرِي لِمَ سُمِّيَتْ عَرَفَةَ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: إِنَّ جِبْرِيلَ قَالَ لِإِبْرَاهِيمَ: عَرَفْتَ - قَالَ يُونُسُ: هَلْ عَرَفْتَ -؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَمِنْ ثَمَّ سُمِّيَتْ عَرَفَةَ، ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَدْرِي كَيْفَ كَانَتِ التَّلْبِيَةُ؟ قُلْتُ: وَكَيْفَ كَانَتْ؟ قَالَ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا أُمِرَ أَنْ يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ، خَفَضَتْ لَهُ الْجِبَالُ رُءُوسَهَا، وَرُفِعَتْ لَهُ الْقُرَى، فَأَذَّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ (1).

(1) رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي عاصم الغنوي، فقد روى له أبو داود، وقال أبو حاتم: لا أعرف اسمه ولا أعرفه، ولا حدث عنه سوى حماد بن سلمة، وقال إسحاق بن منصور عن ابن معين: ثقة، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. قلنا: ولمعظم هذا الحديث طرق وشواهد يتقوى بها. سريج: هو ابن النعمان، ويونس: هو ابن محمد المؤدب.

وأخرجه بطوله الطيالسي (2697)، والطبراني (10628)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(4077) من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وذكر الطيالسي في حديثه أن الركوب على البعير كان في الطواف بالبيت وليس بين الصفا والمروة.

وأخرج القطعتين الأولى والثانية منه أبو داود (1885) من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، به.

وأخرجهما مسلم (1264)(237)، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 3/ ورقة =

ص: 438

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 49، وابن حبان (3845)، والبيهقي 5/ 81 - 82 و 100 من طريق الجريري، عن أبي الطفيل، به.

وقد سلفت القطعة الأولى منه برقم (2220)، وستأتي القطعة الثانية برقم (3492)، كلتاهما من طريق الجريري، وقرن به في الموضع الأول ابنَ خثيمٍ.

وأخرج القطعة الأولى منه الطحاوي 2/ 179 عن ربيع المؤذن، عن أسد بن موسى، عن حماد بن سلمة، به. وسلفت برقم (2029) من طريق فطر بن خليفة عن أبي الطفيل، وستأتي برقم (3534 م) و (3535) من طريق حماد بن سلمة، به.

وقد روي عن أبي الطفيل من حديثه قال: رَمَل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من الحجر إلى الحجر. وسيأتي في تخريجه في مسنده 5/ 455.

أما القطعة الثانية فأخرجها الطبري في "تهذيب الآثار" ص 60، والبيهقي 5/ 100 من طريق حجاج بن المنهال، عن حماد بن سلمة، به.

وأخرجها مسلم (1265)(239) من طريق عبد الملك بن سعيد بن أَبجر، عن أبي الطفيل، عن ابن عباس بنحوه. وستأتي برقم (2842) من طريق أبي عاصم الغنوي، و (3492) من طريق الجريري، كلاهما عن أبي الطفيل.

وأما القطعة الثالثة فأخرجها الطبري في "تفسيره" 23/ 80 من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، به - مختصرة إلى قوله:"ذلك الضرب من الكباش". وسيأتي نحوها برقم (2794) من طريق عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.

وأخرج من قول ابن عباس في آخرها: "هل تدري كيف كانت التلبية

" الطبري 17/ 145 من طريق حجاج بن منهال، عن حماد، به.

قال الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" 1/ 149 في معرض قصة إسماعيل: غالب ما هاهنا من الآثار مأخوذ من الإسرائيليات، وفي القرآن كفاية عما جرى من الأمر العظيم، والاختبار الباهر، وأنه فُدِي بذبح عظيم، وقد ورد في الحديث أنه كان كبشاً.

قوله: "موت النَّغَف"، قال السندي: بفتح ونون وغين معجمة بعدها فاء، دود تكون في أنوف الإبل والغنم. "قُعَيقِعان"، قال: بضم القاف الأولى وكسر الثانية وفتح مهملتين =

ص: 439

2708 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الْغَنَوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ

فَذَكَرَهُ، إِلا أَنَّهُ قَالَ: لَا تَنَالُهُ أَيْدِيهِمْ، وَقَالَ: وَثَمَّ تَلَّ إِبْرَاهِيمُ إِسْمَاعِيلَ لِلجَبِينِ (1).

2709 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُعَلِّمُهُمْ هَذَا الدُّعَاءَ كَمَا يُعَلِّمُهُمِ السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ يَقُولَ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ "(2).

2710 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاةِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ يَقُولُ: " اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ قَيَّامُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، أَنْتَ الْحَقُّ، وَقَوْلُكَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ

= وسكون تحتانية، جبل بمكة مقابل قُبيس. "لا يُدفَعون"، قال: على بناء المفعول، أي: لم يكن من عادته أنهم إذا ازدحموا عليه دُفِعوا عنه كما هو عادة الأمراء.

(1)

هو مكرر ما قبله. مؤمل: هو ابن إسماعيل، سيئ الحفظ.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجالُه ثقاتٌ رجال الشيخين غيرَ إسحاق بن عيسى -وهو ابن الطباع- وأبي الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس-، فمن رجال مسلم. وانظر (2168).

ص: 440

الْحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو في "الموطأ" 1/ 215 - 216.

ومن طريق مالك أخرجه ابن أبي شيبة 10/ 259، والبخاري في "الأدب المفرد"(697)، ومسلم (769)(199)، وأبو داود (771)، والترمذي (3418)، والنسائي في "الكبرى"(7704)، وفي "عمل اليوم والليلة"(868)، وأبو عوانة 2/ 300، وابن حبان (2598)، والطبراني في "الدعاء"(756)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(760)، والبغوي (950). وقال الترمذي: حسن صحيح.

وأخرجه بنحوه الطبرانيُّ في "الكبير"(10993)، وفي "الدعاء"(755) من طريق عبيد الله بن عمر، عن أبي الزبير، به. وفيه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقولُ هذا الدعاءَ بعد التكبير، وبعدَ أن يقولَ: وجهتُ وجهي للذي فطر السماواتِ والأرضَ حنيفاً مسلماً.

وأخرجه مسلم (769)(199)، وأبو داود (772)، ومحمد بن نصر في "قيام الليلة" ص 48، وابن خزيمة (1152)، وأبو عوانة 3/ 201، وابن حبان (2599)، والطبراني في "الكبير"(11012)، وفي "الدعاء"(757) من طريق عمران بن مسلم، عن قيس بن سعد، عن طاووس، به. وفيه أيضاً أنه كان يقولُه بعد ما يكبر.

وأشار إلى روايتي أبي الزبير وقيس بن سعد عن طاووس البخاريُّ في "صحيحه" بإثر الحديث رقم (7442).

وسيأتي الحديث برقم (2812) و (3368) و (3468).

قوله: "أنت نورُ السماوات والأرض"، قال النووي في "شرح مسلم" 6/ 54: قال العلماء: معناه: مُنَوِّرُهُما وخالقُ نورهما، وقال أبو عبيد: معناه: بنورك يهتدي أهلُ السماوات والأرض. قال الخطّابي في تفسير اسمه سبحانه وتعالى "النور": ومعناه: الذي بنوره يُبصر ذو العَماية، وبهدايته يَرْشُدُ ذو الغِواية، قال: ومنه: {اللهُ نورُ =

ص: 441

2711 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ - يَعْنِي ابْنَ عِيسَى -، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدٍ - يَعْنِي ابْنَ أَسْلَمَ -، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسُ مَعَهُ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، قَالَ: نَحْوًا (1) مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَامَ، فَقَامَ قِيَامًا

= السماوات}، أي: منه نورهما، قال: ويحتمل أن يكونَ معناه: ذو النور، ولا يصحُّ أن يكونَ النوُر صفةَ ذات الله تعالى، وإنما هو صفةُ فعل، أي: هو خالقُه، وقال غيره: معنى نور السماوات والأرض: مدبر شمسها وقمرها ونجومها.

قوله: "أنت قَيّام السماوات"، قال السندي: القيام -بتشديد الياء- والقيوم: القائم بأمورِ العباد، ومدبرُ الخلائق في جميع الأحوال، والمعنى: القائم بأتمِّ وجه وأكمله بتدبيرِ السماوات والأرض وأهلهما.

وقوله: "أنت الحق"، قال: أي: الثابت ألوهيته دون ما يدعيه المبطلون.

وقوله: "وبك خاصمت"، قال: أي: بحجتك، أو بعونك، أو بأمرك خاصمت أعداءَك.

وقوله: "وإليك حاكمت"، قال: أي: إليك فوضتُ المحاكمةَ بيني وبين أعدائي، ورضيتُ بحُكمك بيني وبينهم، والله تعالى أعلم.

قال النووي في "شرح مسلم" 6/ 56: ومعنى سؤاله صلى الله عليه وسلم المغفرة مع أنه مغفور له: أنه يسأل ذلك تواضعاً وخضوعاً وإشفاقاً وإجلالاً، وليُقتدى به في أصلِ الدعاء والخضوعِ وحسنِ التضرع في هذا الدعاء المعيَّن، وفي هذا الحديث وغيره مواظبتُه صلى الله عليه وسلم في الليل على الذكر والدعاء والاعتراف لله تعالى بحقوقه والإقرارِ بصدقه ووعده ووعيده والبعث والجنةِ والنار وغيرِ ذلك.

(1)

في (ظ 14) و (س): نحو، وعلى هامش (س): في نسخة نحواً.

ص: 442

طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا (1)، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ - قَالَ أَبِي (2): وَفِيمَا قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ (3)، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ انْصَرَفَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ إِسْحَاقَ: - ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ:" إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا اللهَ ".

قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلْتَ شَيْئًا فِي مَقَامِكَ، ثُمَّ رَأَيْنَاكَ تَكَعْكَعْتَ؟ فَقَالَ:" إِنِّي رَأَيْتُ الْجَنَّةَ فَتَنَاوَلْتُ مِنْهَا عُنْقُودًا، وَلَوِ أَخَذْتُهُ لأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا، وَرَأَيْتُ النَّارَ، فَلَمِ أَرَ كَالْيَوْمِ مَنْظَرًا قَطُّ، وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ " قَالُوا: لِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " بِكُفْرِهِنَّ " قِيلَ: أَيَكْفُرْنَ بِاللهِ؟ قَالَ: " يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الْإِحْسَانَ، لَوِ احْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ "(4).

(1) قوله: "وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعاً طويلاً" من (ظ 9) و (ظ 14)، وسقط من (م) وباقي الأصول الخطية، وهو ثابت في "موطأ مالك" و"صحيح مسلم".

(2)

القائل هو عبد الله بن أحمد، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، يعني: عن مالك.

(3)

زاد الشيخ أحمد شاكر في طبعته بعد هذا نقلاً عن النسخة الكتانية ما نصه: "ثم قام قياماً طويلاً، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعاً طويلاً، وهو دون الركوع الأول"، ولم ترد هذه الزيادة في (م) ولا في أصولنا الخطية المعتمدة، ولا في "الموطأ" و"صحيح مسلم" وغيره.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، إسحاق بن عيسى من رجاله، ومن فوقه من =

ص: 443

2712 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ مَرْوَانَ قَالَ: اذْهَبْ يَا رَافِعُ؛ لِبَوَّابِهِ، إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْ: لَئِنْ كَانَ كُلُّ امْرِئٍ مِنَّا فَرِحَ بِمَا أُوتِيَ، وَأَحَبَّ أَنْ يُحْمَدَ بِمَا لَمْ يَفْعَلْ مُعَذَّبًا (1)، لَنُعَذَّبَنَّ أَجْمَعُونَ! فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَمَا لَكُمْ وَهَذِهِ؟ إِنَّمَا نَزَلَتْ هَذِهِ فِي أَهْلِ الْكِتَابِ؛ ثُمَّ تَلا ابْنُ عَبَّاسٍ: {وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ

= رجال الشيخين. وهو في "الموطأ" 1/ 186 - 187.

وأخرجه مسلم (907) عن محمد بن رافع، عن إسحاق بن عيسى، بهذا الإسناد.

ومن طريق مالك أخرجه مطوّلاً ومقطعاً: الشافعيُّ 1/ 163 و 164، وعبد الرزاق (4925)، والدارمي (1528)، والبخاري (29) و (431) و (748) و (1052) و (3202) و (5197)، وأبو داود (1189)، والنسائي 3/ 146 - 148، وابن خزيمة (1377)، وأبو عَوانة 2/ 379 - 380، والطحاوي 1/ 327، وابنُ حبان (2832) و (2853)، والبيهقي 3/ 321 و 335، والبغوي (1140).

وأخرجه مسلم (907)(17) عن سُويد بنِ سعيد، عن حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، به. وسيأتي برقم (3374)، وانظر ما تقدم برقم (1864) و (1975) و (2673).

وسيأتي نحوه من طريق كثير بنِ عباس، عن ابن عباس في مسند عائشة 6/ 87.

قوله: "آيتان"، قال السندي: أي: علامتان دالتان على عظيم سلطانه، وباهر برهانه.

وقوله: "لموت أحد"، قال: قال ذلك لأنها انكسفت يومَ مات إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم، فزعم الناسُ أنها انكسفت لموته، فدفع صلى الله عليه وسلم وهْمَهُمْ بهذا الكلام، وذكر الحياة استطرادي.

تكعكعت، أي: تأخرت إلى الوراء.

ويكفرن العشير، أي: يُنكِرْن إحسانَ الزوج.

(1)

لفظة "معذباً" ليست في (م).

ص: 444

أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ} هَذِهِ الْآيَةَ، وَتَلا ابْنُ عَبَّاسٍ:{لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} [آل عمران: 187 - 188]، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: سَأَلَهُمِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ شَيْءٍ فَكَتَمُوهُ إِيَّاهُ وَأَخْبَرُوهُ بِغَيْرِهِ، فَخَرَجُوا قَدْ أَرَوْهُ أَنْ قَدِ أخْبَرُوهُ بِمَا سَأَلَهُمْ عَنْهُ، وَاسْتَحْمَدُوا بِذَلِكَ إِلَيْهِ، وَفَرِحُوا بِمَا أَتَوْا مِنْ كِتْمَانِهِمْ إِيَّاهُ مَا سَأَلَهُمْ عَنْهُ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله.

وأخرجه البخاري (4568)، ومسلم (2778)، والترمذي (3014)، والنسائي في "الكبرى"(11086)، والطبري 4/ 207، وأبو عَوانة كما في "إتحاف المهرة" 3/ ورقة 7، والطبراني (10730)، والحاكم 2/ 299، والبيهقي في "شعب الإيمان"(7019) من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 141 - 142، ومن طريقه الطبري 4/ 207، والواحدي في "أسباب النزول" ص 91، وأخرجه البخاري (4568)، ومن طريقه البغوي في "معالم التنزيل" 1/ 384 عن إبراهيم بن موسى، عن هشام بن يوسف الصنعاني، كلاهما (عبد الرزاق وهشام) عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن علقمة بن وقاص أن مروان قال لبوابه: اذهب يا رافع إلى ابن عباس

فذكره. وأشار البخاري في "صحيحه" إلى رواية عبد الرزاق عن ابن جريج.

قلنا: قد اختلف على ابن جريج في شيخ شيخه، فقال عبد الرزاق وهشام بن يوسف الصنعاني عنه: عن ابن أبي مليكة، عن علقمة، وقال حجاج بن محمد عنه: عن ابن أبي مليكة، عن حميد بن عبد الرحمن، قال الحافظ في "الفتح" 8/ 234: والذي يتحصَّلُ لي من الجواب عن هذا الاحتمالِ أن يكونَ علقمةُ بن وقاص كان حاضراً عند ابن عباس لما أجاب، فالحديثُ من رواية علقمة عن ابن عباس، وإنما قَصَّ علقمةُ سببَ =

ص: 445

2713 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَوَّلُ مَنْ جَحَدَ آدَمُ - قَالَهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ - إِنَّ اللهَ لَمَّا خَلَقَهُ مَسَحَ ظَهْرَهُ، فَأَخْرَجَ ذُرِّيَّتَهُ، فَعَرَضَهُمْ عَلَيْهِ، فَرَأَى فِيهِمْ رَجُلًا يَزْهَرُ، قَالَ: أَيْ رَبِّ، مَنْ هَذَا؟ قَالَ:

= تحديث ابنِ عباس بذلك فقط، وكذا أقول في حميد بن عبد الرحمن، فكأن ابنَ أبي مُليكة حمله عن كل منهما، وحدث به ابنَ جريج عن كل منهما، فحدث به ابن جريج تارةً عن هذا، وتارة عن هذا.

وأخرج البخاري (4567)، ومسلم (2777) عن أبي سعيد الخدري أن هذه الآية نزلت في المنافقين الذين تخلفوا عن رسول الله، ثم اعتذروا إليه، وأحبوا أن يُحمدوا بما لم يفعلوا. قال الحافظ ابنُ كثير في "تفسيره" 2/ 158: ولا منافاةَ بين ما ذكره ابنُ عباس، وما قاله هؤلاء، لأن الآيةَ عامة في جميع ما ذكر.

قوله: "بما أوتي"، قال السندي: بضم الهمزة وكسر الفوقانية، أي: أعطي، هكذا في نسخ "المسند"، وكذا في "صحيح البخاري"، وظاهره أن قراءة مروان "لا تحسبن الذين يفرحون بما أُوتُوا" كما قرأه سعيد بن جبير وغيره، والقراءة المشهورة {بما أَتَوْا} أي: فعلوا، لكن لفظ مسلم "فرح بما أتى"، وهو موافق للقراءة المشهورة، وهكذا جاء الاختلاف في لفظ ابن عباس، والظاهر أن الاختلاف جاء من الرواة، والصحيح ما هو موافق للقراءة المشهورة.

تنبيه: قال الحافظ ابن حجر 8/ 235: الشيء الذي سأل النبيُّ صلى الله عليه وسلم عنه اليهودَ لم أره مفسراً، وقد قيل: إنه سألهم عن صفته عندهم بأمر واضح، فأخبروه عنه بأمر مجمل، وروى عبد الرزاق (في تفسيره 1/ 141) من طريق سعيد بن جبير قوله:{لَتُبيِّنُنَّه للناس ولا تكتمونه} قال: محمد، وقي قوله:{يفرحون بما أتوا} ، قال: بكتمانهم محمداً، وفي قوله:{أن يحمدوا بما لم يفعلوا} ، قال: قولهم: نحن على دين إبراهيم.

ص: 446

ابْنُكَ دَاوُدُ. قَالَ: كَمْ عُمُرُهُ؟ قَالَ: سِتُّونَ. قَالَ: أَيْ رَبِّ، زِدْ فِي عُمُرِهِ. قَالَ: لَا، إِلا أَنْ تَزِيدَهُ أَنْتَ مِنْ عُمُرِكَ. فَزَادَهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً مِنْ عُمُرِهِ، فَكَتَبَ اللهُ عَلَيْهِ كِتَابًا، وَأَشْهَدَ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةَ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقْبِضَ رُوحَهُ، قَالَ: بَقِيَ مِنْ أَجَلِي أَرْبَعُونَ. فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ جَعَلْتَهُ لِابْنِكَ دَاوُدَ. قَالَ: فَجَحَدَ، قَالَ: فَأَخْرَجَ اللهُ عز وجل الْكِتَابَ، وَأَقَامَ عَلَيْهِ الْبَيِّنَةَ، فَأَتَمَّهَا لِدَاوُدَ عليه السلام مِائَةَ سَنَةٍ، وَأَتَمَّهَا لِآدَمَ عليه السلام عُمْرَهُ أَلْفَ سَنَةٍ " (1).

2714 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ - يَعْنِي النَّهْشَلِيَّ -، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَمَانِيَ (2) رَكَعَاتٍ، وَيُوتِرُ بِثَلاثٍ، وَيُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ، فَلَمَّا كَبِرَ، صَارَ إِلَى تِسْعٍ: سِتٍّ (3) وَثَلاثٍ (4).

(1) حسن لغيره دون قوله: "فأتمها لداود مئة سنة، وأتمها لآدم عمره ألف سنة"، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، ولين يوسف بن مهران. وانظر (2270).

(2)

في (ظ 9) و (ظ 14): ثمان، بحذف الياء، وكلاهما سائغ.

(3)

في النسخ المطبوعة والأصول الخطية عدا (ظ 14): وست، بواو، والمثبت من (ظ 14) وهو الصواب.

(4)

صحيح، وهذا إسناد على شرط مسلم، وقد اضطُرِب فيه على يحيى بن الجزار، فروي عنه عن ابن عباس كما هو هنا، وروي عنه عن أم سلمة أخرجه كذلك الترمذي (457)، والنسائي 3/ 237، وروي عنه عن عائشة أخرجه النسائي 3/ 238 مع اختلاف في بعض ألفاظه. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الزبيري، وأبو بكر النهشلي، قيل: اسمه عبد الله بن قِطَاف أو ابن أبي قطاف، وقيل: وهب، وقيل: =

ص: 447

2715 -

حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ هُبَيْرَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:

= معاوية.

وأخرجه الطبراني (12730) من طريق عون بن سلام، عن أبي بكر النهشلي، عن حبيب بنِ أبي ثابت، عن يحيى ابنِ الجزار، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بثلاث.

وأخرجه الطبراني أيضاً (12690) من طريق أبي بلال الأشعري، حدثنا أبو بكر النهشلي، عن حبيب بنِ أبي ثابت، عن يحيى بن وثاب (!)، عن ابنِ عباس: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُصلي من الليل ثمان ركعات، ويوتر بثلاث.

وأخرج البيهقي 3/ 41 من طريق عطاء بن مسلم، عن العلاء بن المسيب، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عباس، قال: أوتر النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث قَنَتَ فيها قبل الركوع. وقال البيهقي: هذا ينفرد به عطاء بن مسلم وهو ضعيف.

وأخرجه ابن ماجه (1361)، والطبراني (12568) من طريق موسى بن عقبة، عن أبي إسحاق، عن الشعبي، قال: سألتُ عبدَ الله بنَ عباس وعبد الله بن عمر عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل، فقالا: ثلاث عشرة ركعة، منها ثمانٍ ويوتر بثلاث، وركعتين بعد الفجر.

وسيأتي الحديث برقم (2740) و (3004)، وانظر صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليل عن ابن عباس برقم (2019) و (2164) و (2276) و (2559) و (2572)، وكلام الحافظ ابن حجر على بعض هذه الروايات في "الفتح" 2/ 483 - 486.

وفي الباب عن عائشة عند البخاري (1159)، ومسلم (738)، وانظر الروايات عنها في "سنن البيهقي" 3/ 6 - 7.

وعن عائشة أيضاً عند أبي داود (1362) قالت: كان (يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بأربع وثلاث، وست وثلاث، وثمان وثلاث، وعشر وثلاث

ص: 448

" اتَّقُوا الْمَلاعِنَ الثَّلاثَ " قِيلَ: مَا الْمَلاعِنُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أَنْ يَقْعُدَ أَحَدُكُمْ فِي ظِلٍّ يُسْتَظَلُّ فِيهِ، أَوْ فِي طَرِيقٍ، أَوْ فِي نَقْعِ مَاءٍ "(1).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام راويه عن ابن عباس. عبد الله: هو ابن المبارك، وروايته عن ابن لهيعة صالحة.

وله شاهد من حديث معاذ بن جبل عند أبي داود (26)، وابن ماجه (328)، والحاكم 1/ 167، والبيهقي 1/ 97 من طرق عن أبي سعيد الحميري، عن معاذ رفعه:"اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد، وقارعة الطريق، والظل" وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، مع أن أبا سعيد الحميري لم يسمع من معاذ.

وآخر من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/ 372، ومسلم (269)، وأبي داود (25) ولفظه:"اتقوا اللَّعَّانَيْن" قالوا: وما اللَّعّانانِ يا رسول الله؟ قال: "الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم".

وثالث من حديث جابر عند أحمد 3/ 305 و 381 - 382 وغيره من طريق الحسن، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا سرتم في الخصب فأمكنوا الركاب أسنانها، ولا تُجاوزوا المنازل، وإذا سرتم في الجدب فاستجدوا، وعليكم بالدَّلَجِ، فإنَّ الأرضَ تُطوى بالليل، وإذا تغولت لكم الغيلانُ فنادوا بالأذان، وإياكم والصلاةَ على جوادِّ الطريق والنزول عليها، فإنها مأوى الحيات والسباع، وقضاءَ الحاجة فإنها الملاعن".

ورجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن الحسن -وهو البصري- لم يسمع من جابر بن عبد الله. ورواه ابن ماجه (329) مختصراً من طريق سالم بن عبد الله الخياط قال: سمعت الحسن يقول: حدثنا (!) جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والتعريس على جوادِّ الطريق، والصلاة عليها، فإنها مأوى الحيات والسباع، وقضاء الحاجة عليها، فإنها من الملاعن". وحسنه الحافظ في "التلخيص الحبير" 1/ 105!

ورابع من حديث ابن عمر بسند ضعيف عند ابن ماجه (330)، والطبراني (13120)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1010.

قوله: "الملاعن"، قال السندي: أي: مواضع اللعن، جمع ملعنة، وهي المواضع =

ص: 449

2716 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ (1).

2717 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلَى حَرْفٍ، فَرَاجَعْتُهُ، فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ، وَيَزِيدُنِي، حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ "(2).

= التي ينتفع الناس بها، فيلعنون من يضيعها، والمراد: اتقوا القعود فيها، أي: التخلي والتغوط فيها.

وقوله: "أو في نقع ماءٍ"، قال: أي: مجمع الماء، وفي بعض الأحاديث: وموارد الماء.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبى الزبير محمد بن مسلم بن تدرس، فمن رجال مسلم.

وقوله في آخره: "وهو محرم" كذا هو في (ظ 14) و"أطراف المسند" 1/ ورقة 119، و"إتحاف المهرة" 3/ ورقة 66، وتقدم كذلك برقم (2666) عن يونس بن محمد المؤدب، عن ليث بن سعد، وفي النسخ المطبوعة وعامة الأصول الخطية، وكذا على هامش (ظ 14):"وهو صائم"، ويغلب على ظننا أن الصواب ما أثبتنا، فإن عامة من رواه عن عطاء قال فيه:"وهو محرم"، والله أعلم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، وابن أخي ابن شهاب: هو محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله. وهو مكرر (2375).

ص: 450

2718 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خَيْرُ الْأَصْحَابِ أَرْبَعَةٌ، وَخَيْرُ السَّرَايَا أَرْبَعُ مِئَةٍ، وَخَيْرُ الْجُيُوشِ أَرْبَعَةُ آلافٍ ".

قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَنْ يُغْلَبَ قَوْمٌ عَنْ قِلَّةٍ يَبْلُغُونَ (1) أَنْ يَكُونُوا اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا "(2).

2719 -

حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ خَيْبَرَ، فَاتَّبَعَهُ رَجُلانِ وَآخَرُ

(1) في (ظ 9) و (ظ 14): يبلغوا، وما أثبتنا هو الجادة.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حبان بن علي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (2714) عن حجاج بن يوسف، عن حجين بن المثنى ويونس بن محمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (2438) عن محمد بن الصلت، والطحاوي في "مشكل الآثار" 1/ 238، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1239) من طريق محمد بن سليمان لُوَيْن، وابن عدي في "الكامل" 2/ 833 من طريق داود بن عمرو، ثلاثتهم عن عقيل بن خالد، به. وقرن الدارمي بعقيل يونسَ بن يزيد.

وأخرجه الطحاوي 1/ 239، ومن طريقه القضاعي (1237) عن فهد بن سليمان، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن حبان وأخيه مندل، عن يونس بن يزيد، عن عقيل، به.

وقد روي من طريق عقيل عن الزهري مرسلاً. انظر تخريجه في الحديث المتقدم برقم (2682).

ص: 451

يَتْلُوهُمَا، يَقُولُ: ارْجِعَا ارْجِعَا، حَتَّى رَدَّهُمَا، ثُمَّ لَحِقَ الْأَوَّلَ فَقَالَ: إِنَّ هَذَيْنِ شَيْطَانَانِ، وَإِنِّي لَمْ أَزَلْ بِهِمَا حَتَّى رَدَدْتُهُمَا، فَإِذَا أَتَيْتَ رَسُولَ اللهِ فَأَقْرِئْهُ السَّلامَ، وَأَخْبِرْهُ أَنَّا هَاهُنَا فِي جَمْعِ صَدَقَاتِنَا، وَلَوْ كَانَتْ تَصْلُحُ لَهُ، لَبَعَثْنَا بِهَا إِلَيْهِ. قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ الرَّجُلُ الْمَدِينَةَ، أَخْبَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَعِنْدَ ذَلِكَ نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْخَلْوَةِ (1).

2720 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُوتِرُ بِثَلاثٍ: بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} (2).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، زكريا بن عدي: ثقة من رجال مسلم، ومن فوقه من رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. عُبيد الله: هو ابن عمرو الرقي، وعبد الكريم: هو ابن مالك الجزري.

وأخرجه البزار (2022 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (2588) من طريق زكريا بن عدي، بهذا الإسناد. وانظر (2510).

(2)

حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله، وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الترمذي (462)، والنسائي في "الكبرى"(1426) عن علي بن حجر، والطحاوي 1/ 287 من طريق محمد بن سليمان لوين، كلاهما عن شريك، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 299 و 14/ 263، وابن ماجه (1172)، والنسائي في "الكبرى"(1340)، وأبو يعلى (2555)، والبيهقي 3/ 38 من طريق يونس بن أبي إسحاق، والدارمي (1589)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 236، وفي "الكبرى" =

ص: 452

2721 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُحَمَّدٍ، مِنْ آلِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَينٍ، قَالَتْ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُدِيمَ النَّظَرَ إِلَى الْمُجَذَّمِينَ (1).

= (1427) من طريق زكريا بن أبي زائدة، وابن أبي شيبة 2/ 299 من طريق أبي الأحوص، والطبراني (12434) من طريق زهير بن معاوية، أربعتهم عن أبي إسحاق، به. ولفظ حديث أبي الأحوص عند ابن أبي شيبة: كان يقرأ في الوتر بثلاث، دون تعيين السور.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 236، وفي "الكبرى"(1428) من طريق أبي نعيم، عن زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، موقوفاً عليه.

وأخرجه البيهقي 3/ 38 من طريق إسماعيل القاضي، عن عمرو بن مرزوق، عن زهير، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن أبي هريرة: أنه كان يوتر بثلاث سور: بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد.

وأخرج الطبراني (12679) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه السور الثلاث في الوتر، ضمن الحديث الطويل في قيامِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.

وسيأتي الحديث برقم (2725) و (2726) و (2776) و (2906) و (3531).

وله شواهد عن عبد الرحمن بن أبزى، وعنه عن أبي بن كعب، وعن عائشة، وستأتي في "المسند" على التوالي 3/ 406 و 5/ 123 و 6/ 227، وحديثا أبي بن كعب وعائشة صححهما ابن حبان برقم (2436) و (2448)، وفي حديث عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعة الأخيرة بالمعوذتين مع سورة الإخلاص، ونقل الحافظ ابن حجر في "التلخيص" 2/ 19 عن العقيلي أنه قال: حديث ابن عباس وأبي بن كعب بإسقاط المعوذتين أصح.

(1)

إسناده ضعيف، وقد تقدم الكلام عليه في مسند علي برقم (581). محمد =

ص: 453

2722 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ - هُوَ ابْنُ عِيسَى -، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ بَعْضِ نِسَائِهِ، إِذْ وَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ، فَضَحِكَ فِي مَنَامِهِ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ قَالَتْ لَهُ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِ: لَقَدْ ضَحِكْتَ فِي مَنَامِكَ، فَمَا أَضْحَكَكَ؟ قَالَ " أَعْجَبُ مِنْ نَاسٍ مِنْ أُمَّتِي يَرْكَبُونَ هَذَا الْبَحْرَ هَوْلَ الْعَدُوِّ، يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ " فَذَكَرَ لَهُمْ خَيْرًا كَثِيرًا (1).

= الذي من آل عمرو بن عثمان: هو محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، وفاطمة بنت الحسين بن علي أمُّه.

وأخرجه الطيالسي (2601)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 138، وابن ماجه (3543)، وابن خزيمة في التوكل كما في "إتحاف المهرة" 3/ ورقة 134، والبيهقي 7/ 218 و 218 - 219 من طرق عن ابن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وانظر (2075).

(1)

إسناده ضعيف، محمد بن ثابت العبدي ليس بالقوي عندهم، وباقي رجاله ثقات. إسحاق بن عبد الله: هو إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمي.

وأخرجه أبو يعلى (2461) عن إبراهيم بن الحجاج السامي، عن محمد بن ثابت العبدي، بهذا الإسناد.

وفي الباب من حديث أنس عند أحمد 3/ 240، والبخاري (2788)، ومسلم (1912) (160) ولفظه عند البخاري: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطعمته وجعلت تَفْلِي رأسه، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت: وما يضحكك يا رسول الله؟ قال: "ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر ملوكاً على الأسرّة -أو مثل الملوك على الأسرّة، شك إسحاق-" قالت: =

ص: 454

2723 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ فِي سَفَرٍ قَالَ: " اللهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الضِّبْنَةِ فِي السَّفَرِ، وَالْكَآبَةِ فِي الْمُنْقَلَبِ، اللهُمَّ اقْبِضْ لَنَا الْأَرْضَ، وَهَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ "(1).

= فقلتُ: يا رسولَ الله، ادع الله أن يجعلني منهم. فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم وضع رأسه ثم استيقظ وهو يضحك، فقلت: وما يضحكك يا رسول الله؟ قال: "ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله

" كما قال في الأول، قالت: فقلت: يا رسولَ الله، ادع الله أن يجعلني منهم. قال: "أنت من الأولين". فركبَت البحر في زمن معاوية بن أبي سفيان، فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت.

وقد روي كذلك عن أنس عن أم حرام، وهو عند أحمد 6/ 361، والبخاري (2799)، ومسلم (1912)(161).

وأخرج عبد الرزاق في "المصنف"(9629) عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، أن امرأة حذيفة حدثته قالت: نام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك، فقلت: تضحك مني يا رسول الله؟ قال: "لا، ولكن من قوم من أمتي يخرجون غزاةً في البحر، مثلهم كمثل الملوك على الأسرّة" ثم نام، ثم استيقظ أيضاً، فضحك، فقلت: تضحك مني يا رسول الله؟ فقال: "لا، ولكن من قوم يخرجون من أمتي غزاة في البحر، فيرجعون قليلةً غنائمهم، مغفوراً لهم" قالت: ادع الله لي أن يجعلني منهم. قال: فدعا لها، قال: فأخبرنا عطاء بن يسار قال: فرأيتها في غزاة غزاها المنذر بن الزبير إلى أرض الروم وهي معنا، فماتت بأرض الروم.

قوله: "هول العدو"، قال السندي: أي: خوفاً منه.

(1)

حديث حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن في رواية سماك بن حرب عن =

ص: 455

2724 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَأَبُو سَعِيدٍ، الْمَعْنَى، قَالا: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم الْتَفَتَ إِلَى أُحُدٍ، فَقَالَ:" وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا يَسُرُّنِي أَنَّ أُحُدًا يُحَوَّلُ لِآلِ مُحَمَّدٍ ذَهَبًا أُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَمُوتُ يَوْمَ أَمُوتُ أَدَعُ مِنْهُ دِينَارَيْنِ، إِلا دِينَارَيْنِ أُعِدُّهُمَا لِدَيْنٍ إِنْ كَانَ " فَمَاتَ، وَمَا تَرَكَ دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا، وَلا عَبْدًا وَلا وَلِيدَةً، وَتَرَكَ دِرْعَهُ مَرْهُونَةً عِنْدَ يَهُودِيٍّ عَلَى ثَلاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ (1).

= عكرمة اضطراباً. أبو الأحوص: هو سلام بن سليم الحنفي. وانظر (2311).

الضِّبنة: ما تحت يدك من مال وعيال ومن تلزمك نفقته، والكآبة: تغيُّر النَّفْس بالانكسار من شدة الهم والحزن، والمنقلب: الرجوع.

(1)

إسناده قوي، هلال بن خباب روى له أصحاب السنن، وأطلق القول بتوثيقه يحيى بن معين وأحمد ويعقوب بن سفيان وغيرهم، وقال ابن القطان: تغير بأخرة، ورده يحيى بن معين كما في "تاريخ بغداد" 14/ 73 - 74، وباقي رجاله ثقات. عفان: هو ابن مسلم الباهلي، وأبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم، وثابت: هو ابن يزيد الأحول.

وأخرجه عبد بن حميد (598)، والطبراني (11899) و (11901) من طريق عارمٍ أبي النعمان محمد بن الفضل، عن ثابت بن يزيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (3682 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (2684)، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 238، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 263 - 264، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 342 من طريق عباد بن العوام، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 239 من طريق أبي محمد، كلاهما عن هلال بن خباب، به. ورواية أبي يعلى وأبي الشيخ مختصرة، وزاد الطبري في أوله من حديث أبي محمد: قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه ذات يوم وفي يده قطعة من ذهب، فقال: "يا عبد الله بن عمرو ما كان محمد قائلاً لربه لو مات =

ص: 456

2725 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ. وَحَجَّاجٌ، قَالا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ بِثَلاثٍ: بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} (1).

2726 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ بِثَلَاثٍ

فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2).

= وهذه عنده؟! " ثم قسمها قبل أن يقوم. وزاد أبو الشيخ وأبو نعيم والطبري في آخره: والله إن كان ليأتي على آل محمد الليالي ما يجدون فيها عشاءً. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 239: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة. وقال في 10/ 326: رواه البزار وإسناده حسن.

وأخرجه الطبراني (11697) بنحوه عن جبرون بن عيسى، عن يحيى بن سليمان، عن فضيل بن عياض، عن حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس. وهذا سند ضعيف. وسيأتي الحديث برقم (2743).

وقصة رهن درع النبي صلى الله عليه وسلم سلفت برقم (2109) بإسناد صحيح.

(1)

حديث صحيح. حسين بن محمد: هو المرُّوذي، وأبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله، وحجاج: هو ابن محمد الأعور المصيصي. وانظر (2720).

(2)

إسناده صحيح، خلف بن الوليد روى عنه جمع، ووثقه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 3/ 371، ويعقوب بن شيبة كما في "تاريخ بغداد" 8/ 321، وكره ابن حبان في "الثقات" 8/ 227، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وإسرائيل -وهو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي- سماعه من جده أبي إسحاق في غاية الإتقان للزومه إياه. =

ص: 457

2727 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ، فِي عَمَلِ قَوْمِ لُوطٍ، وَالْبَهِيمَةَ وَالْوَاقِعَ عَلَى الْبَهِيمَةِ، وَمَنْ وَقَعَ عَلَى ذَاتِ مَحْرَمٍ، فَاقْتُلُوهُ "(1).

= وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 299 عن وكيع، والدارمي (1586) من طريق مالك بن إسماعيل، والطحاوي 1/ 288 من طريق عبد الله بن رجاء، والبيهقي 3/ 38 من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس، أربعتهم عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

(1)

إسناده ضعيف لضعف ابن أبي حبيبة -واسمه إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأنصاري الأشهلي-، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال مرة: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال أبو حاتم: شيخ ليس بالقوي يكتب حديثه منكر الحديث، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: ضعيف، وقال الدارقطني: متروك، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس حديثه بالقائم، وقال ابن حبان: كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، وقال العقيلي: له غير حديث لا يتابع على شيء منها، وقال الترمذي: يُضعف في الحديث، وداود بن الحصين ثقة إلا في روايته عن عكرمة. أبو القاسم بن أبي الزناد: هو المدني روى له ابن ماجه، وأثنى عليه أحمد ووثقه، وقال ابن معين: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وأخرجه عبد الرزاق (13492)، وأخرجه الطبراني (11569) من طريق ابن جريج، كلاهما (عبد الرزاق وابن جريج) عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى -وهو متروك- عن داود بن الحصين، بهذا الإسناد. زاد عبدُ الرزاق قولَ ابن عباس عند ذِكْر قتل البهيمة: لئلاَّ يُعيَّر أهلُها بها، ووقع في إسناد الطبراني تحريف يُصحح من هنا.

وأخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(436) و (572) من طريق عبد الله بن صالح، عن يحيى بن أيوب، عن ابن جريج، عن عكرمة، به. وابن جريج مدلس وقد =

ص: 458

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عنعن، والواسطة بينهما إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، عن داود بن الحصين كما في الطبراني (11569)، وكما في مصادر التخريج الآتية.

وأخرجه دون ذكر نكاح المحارم الطبراني (11568)، وابن حزم في "المحلى" 11/ 387 من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن ابن أبي حبيبة، به.

وأخرجه كذلك البيهقي 8/ 232 من طريق ابن جريج، عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، عن داود بن الحصين، به.

وأخرجه دون ذكر حد اللواط ابن ماجه (4564)، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 554 و 554 - 555، والدارقطني 3/ 126، والبيهقي 8/ 234 من طريق ابن أبي فديك، عن ابن أبي حبيبة، به. وزاد عند الدارقطني في أوله قول النبي صلى الله عليه وسلم:"إذا قال الرجل للرجل: يا مخنث، فاجلدوه عشرين سوطاً، وإذا قال الرجل للرجل: يا يهودي، فاجلدوه عشرين". وقال عنه أبو حاتم في "العلل" 1/ 455 حين أورده بهذا اللفظ: هذا حديث منكر لم يروِه غير ابن أبي حبيبة.

وأخرجه الطبري ص 555 - 556 من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري، عن داود بن الحصين، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه حدَّ إتيان البهيمة. وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع ضعيف، قال الأستاذ محمود شاكر في تعليقه على "تهذيب الآثار": وأنا في شك من ذكره في هذا الإسناد (يعني إبراهيم بن إسماعيل)، أخشى أن يكون وهماً وقع فيه أبو جعفر نفسه، لاشتباه الاسمين، وتماثلهما في الضعف، وفي نسبة "الأنصاري" و"المدني" والله أعلم.

وأخرجه الطبري ص 556، والبيهقي 8/ 232 من طريق إسحاق بن محمد الفَرْوي، عن ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من وقع على الرجل فاقتلوه" يعني عمل قوم لوط. وانظر (2732).

وأخرج ابن أبي شيبة 10/ 8 عن عُبيد الله بن موسى، عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"اقتلوا الفاعل بالبهيمةِ والبهيمةَ". وانظر (2420) و (2733). =

ص: 459

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه الترمذي (1462) من طريق ابن أبي فديك، والطبراني (11565)، والحاكم 4/ 356 من طريق سعيد بن أبي مريم، كلاهما عن ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من وقع على ذات محرم، فاقتلوه". زاد الترمذي في أوله قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا قال الرجل للرجل: يا يهودي، فاضربوه عشرين، وإذا قال: يا مخنث، فاضربوه عشرين"، وقال: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإبراهيم بن إسماعيل يضعف في الحديث، والعمل على هذا عند أصحابنا، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: لا، أي: ليس بصحيح.

وأخرجه موقوفاً ابن أبي شيبة 10/ 104 عن يزيد بن هارون، عن عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: اقتلوا كل من أتى ذات محرم.

والأصح من هذا الحديث الذي أورده المؤلف هنا، ما تقدم عنده برقم (1875) وفيه لعن فاعل هذه الأشياء وغيرها، ولم يذكر فيه القتل.

وفي باب حد اللوطي حديث أبي هريرة عند ابن ماجه (2562)، وابن حزم في "المحلى" 11/ 384 من طريق عاصم بن عمر، وعند الحاكم 4/ 355، والخرائطي (434) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. ولفظه عند الحاكم:"من عمِل عملَ قوم لوط فارجموا الفاعلَ والمفعولَ به". وعند ابن ماجه والخرائطي وابن حزم: "من وجدتموه يعمل عملَ قوم لوط فارجموا الأعلى والأسفل جميعاً". قال الترمذي في إثر الحديث (1456) من "سننه" بعد أن أشار إلى حديث أبي هريرة: هذا حديث في إسناده مقال، ولا نعرف أحداً رواه عن سهيل بن أبي صالح غير عاصم بن عمر العمري، وعاصم بن عمر يضعف في الحديث من قبل حفظه، وقال الذهبي في تعقبه الحديث عند الحاكم: عبد الرحمن ساقط، وقال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" 4/ 54 - 55: حديث أبي هريرة لا يصح، وقد أخرجه البزار من طريق عاصم بن عمر العمري، عن سهيل، عن أبيه، عنه، وعاصم متروك.

وحديث جابر بن عبد الله عند الخرائطي (433)، وابن حزم 11/ 383 وضعفه من =

ص: 460

2728 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا بَعَثَ جُيُوشَهُ قَالَ: " اخْرُجُوا بِسْمِ اللهِ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ مَنْ كَفَرَ بِاللهِ، لَا تَغْدِرُوا، وَلا تَغُلُّوا، وَلا تُمَثِّلُوا، وَلا تَقْتُلُوا الْوِلْدَانَ، وَلا أَصْحَابَ الصَّوَامِعِ "(1).

= طريق يحيى بن أيوب، عن عباد بن كثير، أن عبد الله بن محمد بن عقيل حدثه عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عمل بعمل قوم لوط فاقتلوه". وهذا إسناد ضعيف جداً، يحيى بن أيوب -وهو الغافقي المصري- وعبد الله بن محمد بن عقيل ليسا بذاك، وعباد بن كثير -وهو الثقفي البصري- متروك الحديث، وقال الإمام أحمد: روى أحاديث كذب.

وقوله: "من وقع على ذات محرم فاقتلوه"، فقد جاء من حديث البراء بن عازب بإسناد حسن عند أحمد 4/ 295، وأبي داود (4457) قال: لقيت عمي ومعه راية، فقلت له: أين تريد؟ قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل نكح امرأة أبيه، فأمرني أن أضرب عنقه وآخذ ماله.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

وأخرجه البزار (1677 - كشف الأستار) من طريق أبي عامر العقدي، وأبو يعلى (2549)، والطبراني (11562)، والبيهقي 9/ 90 من طريق إسماعيل بن أبي أوس، والبيهقي 9/ 90 من طريق سعيد بن الحكم، ثلاثتهم عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (1680) من طريق جابر بن زيد، عن ابن عباس، أثناء حديث طويل.

وأخرجه الطحاوي 3/ 220 عن ابن مرزوق، عن بشر بن عمر، عن ابن أبي حبيبة، به- بقصة النهي عن قتل الولدان. =

ص: 461

2729 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا مِنَ الحُمَّى وَالْأَوْجَاعِ: " بِسْمِ اللهِ الْكَبِيرِ، أَعُوذُ بِاللهِ الْعَظِيمِ، مِنْ شَرِّ عِرْقٍ نَعَّارٍ، وَمِنْ شَرِّ حَرِّ النَّارِ "(1).

= وأخرجه أبو يعلى (2650) من طريق حميد بن عبد الرحمن، والطحاوي 3/ 225 من طريق بشر بن عمر، كلاهما عن ابن أبي حبيبة، به- بقصة النهي عن قتل أصحاب الصوامع. وانظر ما تقدم برقم (1967) و (2316).

وله شاهد من حديث بريدة عند أحمد 5/ 352 و 358، ومسلم (1731)، وفيه: أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا أمر أميراً على جيش أو سرية، أوصاه في خاصته بتقوى الله ومَن معه من المسلمين خيراً، ثم قال: "اغزوا باسم الله، في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليداً

" الحديث.

وثانٍ من حديث صفوان بن عَسال، سيأتي في "المسند" 4/ 240.

وثالث عن أنس عند أبي داود (2614)، والبيهقي 9/ 90.

ورابع عن علي عند البيهقي 9/ 90 - 91، قال البيهقي: فى إسناده إرسال وضعف وهو بشواهده مع ما فيه من الآثار يقوى.

وخامس عن جرير بن عبد الله البجلي عند أبي يعلى (7505)، والطبراني (2304) و (2305).

وسادس عن أبي موسى الأشعري عند البزار (1674).

وسابع عن أبي بكر الصديق عند البيهقي 9/ 89 و 90.

وثامن عن خالد بن زيد عند البيهقي أيضاً 9/ 91.

قوله: "تقاتلون"، قال السندي: يحتمل أنه استئناف مُبَين لعلة الخروج، أو حال بتأويل النية، أي: ناوين القتال.

(1)

إسناده ضعيف كالذي قبله. =

ص: 462

2730 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِقَصْعَةٍ مِنْ ثَرِيدٍ، فَقَالَ:" كُلُوا مِنْ حَوْلِهَا، وَلا تَأْكُلُوا مِنْ وَسَطِهَا، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَنْزِلُ فِي وَسَطِهَا "(1).

= وأخرجه عبد الرزاق (19771)، وابن أبي شيبة 8/ 89 و 10/ 316، وعبد بن حميد (594)، وابن ماجه (3526)، والترمذي (2075)، والعقيلي 1/ 44، والطبراني في "الكبير"(11563)، وفي "الدعاء"(1097) و (1098)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(566)، وابن عدي 1/ 235، والحاكم 4/ 414 من طرق عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، وإبراهيم هذا يُضَعَّف في الحديث، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي! وقال: إبراهيم قد وثقه أحمد! قلنا: انفرد أحمد رحمه الله بتوثيقه، وقد تقدم نقل تضعيفه عند الجمهور.

قوله: "من شر عرق نعَّار"، قال السندي: بالنون وتشديد العين؛ هو الذي يرتفع دقُّه ويزيد، فيحدث فيه الحر، ويروى:"عرق يعَّار"، أي: بياء وتشديد عين، وهو المضطرب، وذلك بزيادة الخلط فيه، كذا قال شارح الترمذي.

(1)

إسناده حسن، شعبة سمع من عطاء بن السائب قبل الاختلاط، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الدارمي (2046)، وأبو داود (3772)، والنسائي في "الكبرى"(6762)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(860)، والبيهقي في "السنن" 7/ 278، وفي "الآداب"(496)، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(2872) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

ولفظ أبي داود: "إذا أكل أحدكم طعاماً فلا يأكل من أعلى الصَّحْفَةِ، ولكن ليأكل من أسفلها، فإن البركة تنزل من أعلاها". وانظر (2439).

ص: 463

2731 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ عَطَاءٍ (1)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ يَوْمَ النَّحْرِ عَنْ رَجُلٍ حَلَقَ قَبْلَ أَنْ يَرْمِيَ، أَوْ نَحَرَ، أَوْ ذَبَحَ، وَأَشْبَاهِ هَذَا فِي التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا حَرَجَ، لَا حَرَجَ "(2).

2732 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ "(3).

(1) وقع في النسخ المطبوعة من "المسند" وأصولنا الخطية عدا (ظ 9) و (ظ 14): "عطاء بن السائب" وهو خطأ، فإنه لا يُعرف لعطاء بن السائب رواية عن ابن عباس، والصواب:"عطاء" دون تقييد كما جاء في (ظ 9) و (ظ 14)، وهو عطاء بن أبي رباح كما في "أطراف المسند" 1/ ورقة 119، ومصادر التخريج.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، هشام بن سعد من رجال مسلم، وحديثه من قبيل الحسن، وقد تابعه منصور بن زاذان عند أحمد برقم (1857)، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة.

وأخرجه الدارقطني 2/ 252 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وانظر (1857).

(3)

ضعيف، عمرو بن أبي عمرو -وهو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب- وإن كان صدوقاً قد استنكر عليه هذا الحديثُ، فقد قال الترمذي في "العلل الكبير" 2/ 622 بعد أن خرَّج حديثَ عمرو هذا: سألتُ محمداً (يعني البخاري) عن حديث عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس، فقال: عمرو بن أبي عمرو صدوق، ولكن روى عن عكرمة مناكير، ولم يذكر في شيء من ذلك أنه سمع عن عكرمة، ونقل الحافظ في =

ص: 464

2733 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ فِي الَّذِي يَأْتِي الْبَهِيمَةَ: اقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ (1).

= "التلخيص" 4/ 54 عن النسائي أنه استنكر هذا الحديث، وروى أحمد بن أبي مريم عن ابن معين قال: عمرو بن أبي عمرو ثقة يُنكر عليه حديث عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اقتلوا الفاعل والمفعول به".

وأخرجه أبو داود (4462)، وابن ماجه (2561)، والترمذي في "السنن"(1456)، وفي "العلل الكبير"(251)، وأبو يعلى (2463)، وابن عدي 5/ 1768، والدارقطني 3/ 124، والبيهقي 8/ 231 - 232، والبغوي (2593) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، بهذا الإسناد. قال الترمذي: وإنما يعرف هذا الحديث عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الوجه، وروى محمد بن إسحاق هذا الحديثَ عن عمرو بن أبي عمرو فقال: ملعون من عمل عمل قوم لوط، ولم يذكر فيه القتل، وذكر فيه: ملعون من أتى بهيمة. قلنا: حديث ابن إسحاق هذا تقدم برقم (1875).

وأخرجه عبد بن حميد (575)، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 554، والحاكم 4/ 355 من طريق عبد الله بن جعفر المخرمي، وابن الجارود (820)، والحاكم 4/ 355، وعنه البيهقي في "السنن" 8/ 231 - 232، وفي "معرفة السنن والآثار"(5086) من طريق سليمان بن بلال، وأبو يعلى (2743) من طريق زهير بن محمد، ثلاثتهم عن عمرو بن أبي عمرو، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي! وانظر (2727).

(1)

إسناده ضعيف، عباد بن منصور ضعيف لسوء حفظه وتدليسه وتغيره، قال أبو حاتم: ونرى أنه أخذ هذه الأحاديث عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن داود بن حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، يعني كان يُدلسها بإسقاط رجلين، وإبراهيم بن أبي يحيى متروك، وداود بن الحصين ثقة إلا في روايته عن عكرمة. عبد الوهَّاب: هو ابن عطاء الخفّاف.

ص: 465

2734 -

حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ وَقَعَ فِي أَبٍ لِلْعَبَّاسِ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَطَمَهُ الْعَبَّاسُ، فَجَاءَ قَوْمَهُ، فَقَالُوا: وَاللهِ لَنَلْطِمَنَّهُ كَمَا لَطَمَهُ. فَلَبِسُوا السِّلاحَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ:" أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّ أَهْلِ الْأَرْضِ أَكْرَمُ عَلَى اللهِ؟ " قَالُوا: أَنْتَ. قَالَ: " فَإِنَّ الْعَبَّاسَ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُ، فَلا تَسُبُّوا أَمْوَاتَنَا (1)، فَتُؤْذُوا أَحْيَاءَنَا " فَجَاءَ الْقَوْمُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ غَضَبِكَ (2).

= وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" ص 551 من طريق يزيد بن هارون، عن عباد بن منصور، عن الحكم، عن ابن عباس موقوفاً، وزاد: واقتلوا الفاعل والمفعول به في اللوطية، واقتلوا كل من أتى ذات محرم.

وأخرجه الحاكم 4/ 355، والبيهقي 8/ 233 من طريق يحيى بن أبي طالب، وابن حزم في "المحلى" 1/ 387 من طريق الحارث بن أبي أسامة، كلاهما عن عبد الوهَّاب بن عطاء، به مرفوعاً.

وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" ص 550 من طريق عون بن عمارة، والبيهقي 8/ 232 من طريق عبد الله بن بكر السهمي، كلاهما عن عباد بن منصور، به، مرفوعاً بألفاظ مختلفة، وفيه زيادة أن من عمل عمل قوم لوط، وأتى ذات محرم، يقتل. وانظر (2420) و (2727).

(1)

المثبت من (ظ 9) و (ظ 14)، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: موتانا.

(2)

إسناده ضعيف، عبد الأعلى -وهو ابن عامر الثعلبي- ضعفه أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وابن معين وغيرهم.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 23 - 24 و 24، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 499 - 500، والترمذي (3759)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 33، وفي =

ص: 466

2735 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُجَاهِدٍ: أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ، وَابْنُ عَبَّاسٍ جَالِسٌ مَعَهُ مِحْجَنٌ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]، وَلَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الزَّقُّومِ قُطِرَتْ، لَأَمَرَّتْ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ عَيْشَهُمْ، فَكَيْفَ مَنْ لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا الزَّقُّومُ؟! "(1).

= "الكبرى"(8173)، والحاكم 3/ 325 و 329 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وقد ورد عند ابن سعد في أحد طرقه، والترمذي، والنسائي في "الكبرى"، والحاكم في أحد طريقيه مختصراً بلفظ:"العباس مني، وأنا منه". وصحح الحديث الحاكم، ووافقه الذهبي! ولكن قال في "سير أعلام النبلاء" 2/ 99: إسناده ليس بقوي. وفي 2/ 102: عبد الأعلى الثعلبي لين. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل.

وفي الباب عن المغيرة بن شعبة رفعه: "لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء"، وسيرد عند أحمد 4/ 252، وصححه ابن حبان (3022).

وعن عائشة عند البخاري (1393)، وسيرد في "المسند" 6/ 180، ولفظه:"لا تسبوا الأموات، فإنهم أفضوا إلى ما قدموا".

وعن ابن عمر عند أبي داود (4900)، والترمذي (1019)، والطبراني (13599)، والحاكم 1/ 385، والبيهقي 4/ 75، وصححه ابن حبان (3020) وهو حديث حسن في الشواهد، ولفظه:"اذكروا محاسن موتاكم، وكفوا عن مساويهم".

وتقدم في "مسند علي" برقم (725)، ويأتي في "مسند أبي هريرة" 2/ 322 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في العباس:"عم الرجل صِنْو أبيه"، والصِّنْو: المِثْل.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وسليمان: هو ابن مهران الأعمش. =

ص: 467

2736 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ إِلَّا وَقَدْ أَخْطَأَ، أَوْ هَمَّ بِخَطِيئَةٍ، لَيْسَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا "(1).

2737 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَاللهِ مَا صَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَهْرًا كَامِلًا قَطُّ، غَيْرَ رَمَضَانَ، وَكَانَ إِذَا صَامَ، صَامَ حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ: وَاللهِ لَا يُفْطِرُ،

= وأخرجه الطيالسي (2643)، وابن ماجه (4325)، والترمذي (5285)، وابن أبي حاتم في تفسير سورة آل عمران (1098)، وابن حبان (7470)، والطبراني (11068)، والحاكم 2/ 294 و 451 - 452، والبيهقي في "البعث والنشور"(543)، والبغوي في "شرح السنة"(4408)، وفي "معالم التنزيل" 1/ 333 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وأقره الذهبي. وسيأتي برقم (3136)، وموقوفاً برقم (3137)، وانظر ما تقدم عن ابن عباس في استلام الحَجَر بالمحجن برقم (1841) و (2118) و (2227).

قوله: "لأَمَرَّت" أي: جعلته مُرّاً فأفسدته.

والزقوم، قال ابن الأثير في "النهاية" 2/ 306: الزقوم: ما وصف الله في كتابه العزيز. فقال: {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ. طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ) وهي فَعُّول من الزَّقْم؛ اللَّقْم الشديد، والشرب المفرط.

(1)

إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، ولين يوسف بن مهران. وسيتكرر برقم (2943)، وانظر (2294).

ص: 468

وَيُفْطِرُ إِذَا أَفْطَرَ حَتَّى يَقُولُ الْقَائِلُ: وَاللهِ لَا يَصُومُ (1).

2738 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُصُّ شَارِبَهُ وَكَانَ أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ مِنْ قَبْلِهِ يَقُصُّ شَارِبَهُ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو بشر: هو جعفر بن إياس.

وأخرجه الدارمي (1743)، والبخاري (1971)، ومسلم (1157)(178)، والطبراني (12446) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (2947)، وانظر (1998).

(2)

إسناده ضعيف، سماك -وهو ابن حرب- حسن الحديث إلا في روايته عن عكرمة، فإن فيها اضطراباً، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه أبو يعلى (2715)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 230، والطبراني (11725) من طرق عن يحيى بن أبي بكير، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 567 من طريق زائدة، والترمذي (2760) من طريق إسرائيل، كلاهما عن سماك، به. وقال الترمذي: حسن غريب.

وأخرجه الطبراني (11724) من طريق إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"أوفوا اللحى، وقصوا الشوارب" قال: وكان إبراهيم عليه السلام خليل الرحمن يوفي لحيته، ويقص شواربه.

وفي الباب في قص الشارب عن زيد بن أرقم عند أحمد 4/ 366 و 368، وصححه ابن حبان (5477)، بلفظ:"من لم يأخذ من شاربه فليس منا".

وثان عن أبي هريرة عند البخاري (5889) و (5891) و (6297)، ومسلم (257) (49) بلفظ: "الفطرة خمس -أو خمس من الفطرة-: الختان، والاستحداد، ونتف =

ص: 469

2739 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ - يَعْنِي الدَّسْتُوَائِيَّ -، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا تَفْتَخِرُوا بِآبَائِكُمِ الَّذِينَ مَوِّتُوا (1) فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَمَا يُدَهْدِهُ الْجُعَلُ بِمَنْخَرَيْهِ، خَيْرٌ مِنْ آبَائِكُمِ الَّذِينَ مَوِّتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ "(2).

= الإبط، وتقليم الأظفار، وقص الشارب". وسيأتي في "المسند" 2/ 229.

وثالث عن ابن عمر عند أحمد 2/ 118، والبخاري (5888) و (5890) بلفظ:"من الفطرة حلق العانة، وتقليم الأظفار، وقص الشارب".

وفي "الموطأ" 2/ 922 عن سعيد بن المسيب أنه قال: كان إبراهيم أول الناس ضيَّف الضيَّف، وأول الناس اختتن، وأول الناس قصَّ الشارب، وأول الناس رأى الشيب، فقال: يارب، ما هذا؟ فقال الله تبارك وتعالى: وقار يا إبراهيم. فقال: ربّ، زِدني وقاراً.

(1)

في النسخ المطبوعة في الموضعين: ماتوا، وأشار في حاشية (س) إلى أنها توجد في نسخة هكذا "ماتوا".

(2)

إسناده صحيح، سليمان بن داود: هو الطيالسي، ثقة من رجال مسلم، ومن فوقه من رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري، أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.

وهو في "مسند الطيالسي"(2682)، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (5775).

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(11862)، وفى "الأوسط"(2599) من طريق حجاج بن نصير، عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني أيضاً في "الكبير"(11861) من طريق الحسن بن أبي جعفر، عن أيوب، به.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/ 85 وقال: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" و"الكبير" بنحوه، ورجال أحمد رجال الصحيح. =

ص: 470

2740 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُوتِرُ بِثَلاثٍ (1).

2741 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الْحَجُّ كُلَّ عَامٍ؟ فَقَالَ:" بَلْ حَجَّةٌ عَلَى كُلِّ إِنْسَانٍ، وَلَوْ قُلْتُ: نَعَمْ، كُلَّ عَامٍ، لَكَانَ كُلَّ عَامٍ "(2).

2742 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ مِقْسَمٍ

= قوله: "مُوِّتوا"، قال السندي: بتشديد الواو على بناء المفعول، يقال: أماته الله وموَّته، وضبطه بعضهم على بناء الفاعل (ضبطت هكذا عندنا في س) ولا يظهر وجهه.

وقوله: "لَما يدهده الجعلُ"، قال: بفتح اللام، و"ما" موصولة، ويُدَهدِه: أي: يُدير ويدحرج، وهو بضم ياء من دَهْدَه كدحرج، لفظاً ومعنى، والجُعَلُ: بضم جيم وفتح عين، دُوَيْبة سوداء معروفة (كالخنفساء) تدير الخراء بأنفها.

(1)

صحيح، وهذا إسناد على شرط مسلم.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 287 من طريق أبي داود الطيالسي، بهذا الإسناد. وانظر (2714).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابنُ عبد الله، وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وسماك في روايته عن عكرمة اضطراب، وانظر (2663).

والحديث في "مسند الطيالسي"(2669) وقرن بشريك سلاماً أبا الأحوص، ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 13.

ص: 471

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي، وَلا أَقُولُهُنَّ فَخْرًا: بُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً، الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ، وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، فَأَخَّرْتُهَا لِأُمَّتِي، فَهِيَ لِمَنْ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا "(1).

(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد -وهو ابن أبي زياد الهاشمي مولاهم- لكنه متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 402 و 432 - 433، وابن أبي عاصم في "السنة"(803)، والبزار (3460 - كشف الأستار) من طريق محمد بن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، بهذا الإسناد. وقرن البزار بمحمد بن فضيل جريراً، وقرنوا جميعاً بمقسم مجاهداً إلا البزار فرواه عن مجاهد وحده، ورواية ابن أبي عاصم وإحدى روايتي ابن أبي شيبة مختصرة.

وأخرجه البزار (3460)، والطبراني (11047) من طريق حصين بن نمير، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مجاهد، عن ابن عباس. وابن أبي ليلى سيئ الحفظ، لكن حديثه يصلح للمتابعات. وانظر (2256).

وله شاهد من حديث جابر عند أحمد 3/ 304، والبخاري (335)، ومسلم (521).

وثان من حديث أبي ذر سيأتي في "المسند" 5/ 145 و 148 و 161، وإسناده صحيح.

وثالث من حديث عبد الله بن عمرو سيأتي 2/ 222.

وأخرج البزار (2366) و (2441)، والبيهقي في "السنن" 2/ 433، وفي "دلائل النبوة" 5/ 473 - 474 من طريق عبيد الله بن موسى، عن سالم أبي حماد، عن السدي، عن عكرمة، عن ابن عباس. وفيه:"وكانت الأنبياء يعزلون الخمس، فتجيء النار فتأكله، وأمرت أن أقسمه في فقراء أمتي"، أخرجه الذهبي في "ميزان الاعتدال" 2/ 111 بإسناده =

ص: 472

2743 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، حَدَّثَنَا هِلالٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَظَرَ إِلَى أُحُدٍ، فَقَالَ:" وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا يَسُرُّنِي أَنَّ أُحُدًا لِآلِ مُحَمَّدٍ ذَهَبًا أُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَمُوتُ يَوْمَ أَمُوتُ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارَانِ، إِلا أَنْ أُعِدَّهُمَا لِدَيْنٍ " قَالَ: فَمَاتَ وَمَا تَرَكَ دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا، وَلا عَبْدًا وَلا وَلِيدَةً، وَتَرَكَ دِرْعَهُ رَهْنًا عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ (1).

2744 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَأَبُو سَعِيدٍ وَعَفَّانُ، قَالُوا: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، حَدَّثَنَا هِلالٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ، وَهُوَ عَلَى حَصِيرٍ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، لَوِ اتَّخَذْتَ فِرَاشًا أَوْثَرَ مِنْ هَذَا؟ فَقَالَ: " مَا لِي وَلِلدُّنْيَا؟ مَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا، إِلا كَرَاكِبٍ سَارَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ،

= إلى عبيد الله بن موسى، في ترجمة سالم بن أبي حماد، وقال: حديث منكر.

وأكل النار للغنائم كلها في الأمم السابقة وليس للخمس فقط، ثابت من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/ 318، والبخاري (3124)، ومسلم (1747).

قوله: "ولا أقولهن"، قال السندي: أي: لا أذكرهن، فالقول بمعنى الذِّكر، فلذلك تعدَّى إلى مفرد، وإلا فالمقول يكون جملة.

(1)

إسناده صحيح، عكرمة من رجال البخاري، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير هلال -وهو ابن خباب- فقد روى له أصحاب السنن، ووثقه يحيي بن معين وأحمد ويعقوب بن سفيان وغيرهم، ولم يصفه بالتغير سوى ابن القطان، ورده عليه يحيى بن معين كما في "تاريخ بغداد" 14/ 73 - 74. ثابت: هو ابن يزيد الأحول البصري. وانظر (2724).

ص: 473

فَاسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا " (1).

2745 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، حَدَّثَنَا هِلالٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَاتَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَدُوًّا، فَلَمْ يَفْرُغْ مِنْهُمْ حَتَّى أَخَّرَ الْعَصْرَ عَنْ وَقْتِهَا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ:" اللهُمَّ مَنْ حَبَسَنَا عَنِ الصَّلاةِ الْوُسْطَى، فَامْلَأْ بُيُوتَهُمْ نَارًا، وَامْلَأْ قُبُورَهُمْ نَارًا " أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ (2).

(1) إسناده صحيح كسابقه. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم. وهو في "الزهد" ص 13 للمصنف عن عبد الصمد وأبي سعيد.

وأخرجه عبد بن حميد (599)، وابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا"(135)، وابن أبي عاصم في "الزهد"(182)، وابن حبان (6352)، والطبراني (11898)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(298)، والحاكم 4/ 309 - 310، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 342، والبيهقي في "شعب الإيمان"(1450) و (10417)، والخطيب في "الموضح" 2/ 266 من طرق عن ثابت بن يزيد، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط البخاري، ووافقه الذهبي! وهذا ذهول منهما رحمهما الله، فإن هلال بنَ خباب لم يخرج له البخاري ولا مسلم، وإنما أخرج له أصحابُ السنن.

وفي الباب عن عبد الله بن مسعود عند أحمد 1/ 391، وابن ماجه (4109)، والترمذي (2377)، والحاكم 4/ 310، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

(2)

إسناده صحيح.

وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير"(11905)، وفي "الأوسط"(2016)، والطحاوي 1/ 174 من طريق أبي عوانة، والطحاوي أيضاً 1/ 174 من طريق عباد بن العوام، كلاهما عن هلال بن خباب، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه مختصراً الطبراني في "الكبير"(12069)، والطحاوي 1/ 174 من طريقين عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس. وقَرَن الطحاويُّ =

ص: 474

2746 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَعَفَّانُ، قَالا: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، حَدَّثَنَا (1) هِلالٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَنَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَهْرًا مُتَتَابِعًا فِي الظُّهْرِ، وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ، وَالْعِشَاءِ، وَالصُّبْحِ، فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ، إِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، مِنَ الرَّكْعَةِ الْأَخِيرَةِ، يَدْعُو عَلَيْهِمْ، عَلَى حَيٍّ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ، وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ، أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلامِ، فَقَتَلُوهُمْ (2).

قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: وَقَالَ عِكْرِمَةُ: هَذَا كَانَ مِفْتَاحَ الْقُنُوتِ.

= بمقسم سعيدَ بن جبير.

وفي الباب عن علي بن أبي طالب عند أحمد تقدم برقم (591).

وعن عبد الله بن مسعود عند أحمد 1/ 392 و 403 - 404 و 456، ومسلم (628)(206).

(1)

كذا في (ظ 9) و (ظ 14): حدثنا، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: عن.

(2)

إسناده صحيح.

وأخرجه أبو داود (1443)، ومحمد بن نصر في "قيام الليل" ص 141، وابن الجارود (198)، وابن خزيمة (618)، والطبراني (11910)، والحاكم 1/ 225 - 226، والبيهقي 2/ 200، والحازمي في "الاعتبار" ص 62 من طرق عن ثابت بن يزيد الأحول، بهذا الإسناد. ورواية الطبراني والحازمي مختصرة، وصححه الحاكم على شرط البخاري، ووافقه الذهبي.

وفي الباب عن أنس عند أحمد 3/ 116، والبخاري (1001) و (1002) و (2801) و (3064) و (4088) و (6394) و (7341) ومواضع أخرى، ومسلم (677)(298).

قوله: "على حي"، قال السندي: هو بدل من "عليهم" بإعادة الجارِّ، والضمير مبهم أبدل منه ما بعده للبيان، و"قتلوهم" قال: أي: قتلوا من أرسل إليهم للدعوة.

ص: 475

2747 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ وَأَبُو بِشْرٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، وَكُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ (1).

2748 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ بُرَيْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ، لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، أَنْ تُضِلَّنِي، أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لَا تَمُوتُ، وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ يَمُوتُونَ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. الحكم: هو ابن عتيبة، وأبو بشر: هو جعفر بن إياس.

وهو في "مسند الطيالسي"(2745)، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 5/ 142 - 143، والبيهقي 9/ 315.

وأخرجه مسلم (1934)، والخطيب في "تاريخه" 7/ 278 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وانظر (2192).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري، وحسين: هو ابن ذكوان المُعَلِّم، وابن بريدة: هو عبد الله.

وأخرجه ابن حبان (898) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (7383)، ومسلم (2717)(67)، والنسائي في "الكبرى"(7684)، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" المجلد 3/ ورقة 127 من طرق عن عبد الله بن عمرو أبي معمر، عن عبد الوارث بن سعيد، به. ورواية البخاري =

ص: 476

2749 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَ ضِمَادٌ الْأَزْدِيُّ مَكَّةَ، فَرَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَغِلْمَانٌ يَتْبَعُونَهُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي أُعَالِجُ مِنَ الجُنُونِ! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ، فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِل، فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " قَالَ: فَقَالَ: رُدَّ عَلَيَّ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُ الشِّعْرَ، وَالْعِيَافَةَ، وَالْكَهَانَةَ، فَمَا سَمِعْتُ مِثْلَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ، لَقَدْ بَلَغْنَ قَامُوسَ الْبَحْرِ، وَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. فَأَسْلَمَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَسْلَمَ:" عَلَيْكَ وَعَلَى قَوْمِكَ؟ "، قَالَ: فَقَالَ: نَعَمْ، عَلَيَّ وَعَلَى قَوْمِي.

قَالَ: فَمَرَّتْ سَرِيَّةٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ بِقَوْمِهِ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ مِنْهُمْ شَيْئًا؛ إِدَاوَةً أَوْغَيْرَهَا، فَقَالُوا: هَذِهِ مِنْ قَوْمِ ضِمَادٍ، رُدُّوهَا. قَالَ: فَرَدُّوهَا (1).

= مختصرة بلفظ: "أعوذ بعزتك الذي لا إله إلا أنت الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون".

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. عمرو بن سعيد: هو القرشي -ويقال: الثقفي- مولاهم أبو سعيد البصري.

وأخرجه مسلم (868)(46)، وابن ماجه (1893)، وأبو عوانة في الجمعة كما في "إتحاف المهرة" 3/ ورقة 28، وابن حبان (6568)، وابن منده في "الإيمان"(131) =

ص: 477

2750 -

حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَتْ أُمُّ الْفَضْلِ ابْنَةُ الْحَارِثِ بِأُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ عَبَّاسٍ، فَوَضَعَتْهَا فِي حِجْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَالَتْ، فَاخْتَلَجَتْهَا أُمُّ الْفَضْلِ، ثُمَّ لَكَمَتْ بَيْنَ كَتِفَيْهَا، ثُمَّ اخْتَلَجَتْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَعْطِينِي قَدَحًا مِنْ مَاءٍ " فَصَبَّهُ عَلَى مَبَالِهَا، ثُمَّ قَالَ:" اسْلُكُوا الْمَاءَ فِي سَبِيلِ الْبَوْلِ "(1).

= و (132)، والبيهقي 3/ 214 من طرق عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد. ورواية ابن ماجه مختصرة بذكر خطبة الحاجة فقط مع اختلاف في ألفاظها، ووقع عند ابن منده من حديث مسلمة بن محمد الثقفي عن داود بن أبي هند أن السرية التي أغارت على قوم ضماد كانت في عهد عمر رضي الله عنه، وهو خطأ ومسلمة هذا ليّنُ الحديث، والصواب أنها كانت في عهدِ النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء صريحاً عند مسلم وغيره. وسيأتي الحديث مختصراً برقم (3275).

ضِماد -بكسر الضاد وتخفيف الميم وآخره دال-: هو ابن ثعلبة الأزدي من أزد شنوءة.

قوله: "غلمان"، قال السندي: أي: الأحداث وصغار الأسنان، وكأنه زعم من ذلك أنه مجنون، واستدل عليه باجتماع الأحداث.

وقوله: "قاموس البحر"، قال: قيل: هو وسطه، وقيل: قعره الأقصى، والمراد أنها في الفصاحة والهداية في المرتبة العالية، ولا يُعطى مثله أهل الضلال.

(1)

إسناده ضعيف، أبو جعفر المدائني: هو محمد بن جعفر الرازي البزاز روى له مسلم، وقال أحمد وأبو داود: لا بأس به، وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه ولا يحتج به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحسين بن عبد الله -وهو ابن عبيد الله بن عباس الهاشمي المدني- قال ابن معين: ضعيف، وقال مرة: ليس به بأس، يكتب حديثه (يعني =

ص: 478

2751 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي زِيَادٌ، أَنَّ قَزَعَةَ مَوْلًى لِعَبْدِ الْقَيْسِ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَعَائِشَةُ خَلْفَنَا تُصَلِّي مَعَنَا، وَأَنَا إِلَى جَنْبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أُصَلِّي مَعَهُ (1).

= للمتابعة)، وقال أحمد: له أشياء منكرة، وقال البخاري: قال علي: تركت حديثه، وقال أبو زرعة وغيره: ليس بقوي، وقال النسائي: متروك.

وأخرجه الطبراني 25/ (16) من طريق عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن حسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن أم الفضل قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بأم حبيب بنت العباس .... وانظر ما سيأتي في "مسند أم الفضل" 6/ 339 و 340.

وتقدم في "مسند علي" برقم (563) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بول الغلام يُنضح، وبول الجارية يُغسل".

أم الفضل: هي لبابة بنت الحارث الهلالية، وهي زوجُ العباس، وهي شقيقة ميمونة أم المؤمنين، وأم حبيبة بنت العباس كانت طفلة عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر الحافظ في "الإصابة" 8/ 186 أن الأشهر في اسمها "أم حبيب" دون "هاء".

اختلجتها: اجتذبتها وانتزعتها.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير قزعة المكي، فحديثه عند النسائي، ووثقه أبو زرعة، وذكره ابن حبان في "الثقات". حجاج: هو ابن محمد المِصّيصي الأعور، وزياد: هو ابن سعد بن عبد الرحمن الخراساني نزيل مكة، ثم اليمن.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 86 و 104، وفي "الكبرى"(915)، وابن خزيمة (1537)، وابن حبان (2204)، والطبراني في "الصغير"(503)، والبيهقي 3/ 107 من طريق حجاج بن محمد الأعور، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (3875) عن ابن جريج، قال: حُدِّثت عن عكرمة، قال: قال ابن عباس: صليت إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم

فذكره. =

ص: 479

2752 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ بَيْعِ الْغَرَرِ (1).

قَالَ أَيُّوبُ: وَفَسَّرَ يَحْيَى، بَيْعَ الْغَرَرِ، قَالَ: " إِنَّ مِنَ الغَرَرِ ضَرْبَةَ الْغَائِصِ، وَبَيْعُ الْغَرَرِ الْعَبْدُ الْآبِقُ، وَبَيْعُ الْبَعِيرِ الشَّارِدِ، وَبَيْعُ الْغَرَرِ مَا

= وفي الباب عن أنس عند أحمد 3/ 110 و 131، والبخاري (380) و (727) و (860) و (871) و (874)، ومسلم (658)(266)، ولفظ أحمد: صليت أنا ويتيم كان عندنا في البيت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأتاهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في دارهم، وصلت أم سليم خلفنا.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أيوب بن عتبة ضعفه أحمد وابن معين وابن المديني والنسائي وعمرو بن علي ومسلم، وقال البخاري: هو عندهم لين، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أسود: هو ابن عامر شاذان، عطاء: هو ابن أبي رباح.

وأخرجه ابن ماجه (2195)، والطبراني (11341)، والدارقطني 3/ 15 من طريق أسود بن عامر شاذان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (11655) من طريق عقبة بن مكرم، عن يونس بن بكير، عن النضر أبي عمر، عن عكرمة، عن ابن عباس. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 80: وفيه النضر أبو عمر، وهو متروك.

وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (1513)(4)، ويأتي في "المسند" 2/ 250، وعن ابن عمر في "المسند" 2/ 144، وعن علي فيه أيضاً تقدم برقم (937).

قوله: "عن بيع الغرر"، قال السندي: هو ما كان له ظاهر يغرُّ المشتري، وباطن مجهول.

وقوله: "ضربة الغائص"، قال: هو أن يقول الغائص للتاجر: أغوص غوصةً، فما أخرجته، فهو لك.

ص: 480

فِي بُطُونِ الْأَنْعَامِ، وَبَيْعُ الْغَرَرِ تُرَابُ الْمَعَادِنِ، وَبَيْعُ الْغَرَرِ مَا فِي ضُرُوعِ الْأَنْعَامِ، إِلا بِكَيْلٍ.

2753 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَاجِدًا مُخَوِّيًا، حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ (1).

2754 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَتْ تَلْبِيَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ (2)، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ "(3).

2755 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ

(1) صحيح لغيره، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي، وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع. والتميمي: اسمه أرْبِدَةَ، ويقال: أَرْبِد، لم يرو عنه غير أبي إسحاق السبيعي، ولم يوثقه غير العجلي وابن حبان. وانظر (2405).

قوله: "مَخوِّياً"، قال السندي: مِن خَوَّى كصَلَّى، إذا جافى بطنَه عن الأرضِ ورفعها، وجافي عَضُدَيْهِ عن جنبيه.

(2)

في (ظ 9) و (ظ 14) ونسخة على حاشية (س): لبيك لبيك لبيك، إن الحمد

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك بن عبد الله النخعي سيئ الحفظ، والضحاك -وهو ابن مزاحم الهلالي، وإن كان ثقة- لم يسمع من ابن عباس. وانظر (2404).

ص: 481

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِجُبْنَةٍ فِي غَزَاةٍ، فَقَالَ:" أَيْنَ صُنِعَتْ هَذِهِ؟ " فَقَالُوا: بِفَارِسَ، وَنَحْنُ نُرَى أَنَّهُ يُجْعَلُ فِيهَا مَيْتَةً. فَقَالَ:" اطْعَنُوا فِيهَا بِالسِّكِّينِ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ وَكُلُوا "(1).

ذَكَرَهُ شَرِيكٌ، مَرَّةً أُخْرَى، فَزَادَ فِيهِ: فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهَا بِالْعِصِيِّ.

2756 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ - يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ -، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ عُمَرُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ، أَيَدْخُلُ عُمَرُ؟ (2).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك سيئ الحفظ، وجابر -وهو ابن يزيد الجعفي- ضعيف.

وأخرجه الطبراني (11807)، وابن عدي 2/ 543، والبيهقي 10/ 6 من طرق عن شريك بن عبد الله، بهذا الإسناد. وقرن الطبراني بشريك قيسَ بن الربيع. وانظر (2080).

قوله: "ونحن نرى"، قال السندي: يدل على أنه لا عبرة بظن لا يستند إلى دليل، وأنه لا يترك به ما هو الأصل في الأشياء من الطهارة والحِلِّ.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن صالح، فمن رجال مسلم.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1085)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(322) من طريق يحيى بن آدم، عن الحسن بن صالح، بهذا الإسناد. وفي رواية البخاري "الحسن بن صالح عن سلمة بن كهيل" بإسقاط صالح بن حي، والد الحسن.

وأخرجه ابن أبي شيبة بإسقاط صالح كذلك في "المصنف" 8/ 615 عن يحيى بن آدم، به. ولفظه: جاء رجل إلى باب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام على رسول الله، السلام =

ص: 482

2757 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا اخْتَلَفْتُمْ فِي الطَّرِيقِ، فَدَعُوا سَبْعَ أَذْرُعٍ، ثُمَّ ابْنُوا، وَمَنْ سَأَلَهُ جَارُهُ أَنْ يَدْعَمَ عَلَى حَائِطِهِ، فَلْيَدَعْهُ "(1).

2758 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ ابْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا (2) فَتَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ، أَقَامَ فِيهَا سَبْعَ عَشْرَةَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ (3).

= عليكم.

وأخرجه أبو داود (5201) عن عباس العنبري، والنسائي في "اليوم والليلة"(321) عن الفضل بن سهل، كلاهما عن الأسود بن عامر، به. إلا أنه جعله عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب.

وأخرج الترمذي (2961) من طريق عكرمة بن عمار، عن سماك أبي زميل، عن ابن عباس، عن عمر بن الخطاب، قال: استأذنت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً، فأذن لي. وسيأتي برقم (2992)، وانظر ما تقدم في "مسند عمر" برقم (222) ضمن الحديث الطويل في قصة الطلاق.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك سيئ الحفظ، لكنه متابع، ورواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب.

وأخرجه بنحوه البيهقي 6/ 69 من طريق يحيى، عن شريك، بهذا الإسناد- بقصة الحائط فقط. وانظر (2098).

(2)

لفظة "لما" من (ظ 9) و (ظ 14) ولم ترد في (م) وباقي الأصول الخطية.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، إلا أنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. ابن الأصبهاني: هو عبد الرحمن بن عبد الله ابن الأصبهاني. =

ص: 483

2759 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَفَعَهُ (1)، قَالَ:" مَنْ وَلَدَتْ مِنْهُ أَمَتُهُ، فَهِيَ مُعْتَقَةٌ عَنْ دُبُرٍ مِنْهُ " أَوْ قَالَ: " بَعْدَهُ "(2).

= وأخرجه عبد بن حميد (585)، وابن المنذر في "الأوسط"(2251)، والطبراني (11672) من طريق أبي نعيم، وأبو داود (1232)، ومن طريقه البيهقي 3/ 151 من طريق علي بن نصر الجهضمي، كلاهما عن شريك، بهذا الإسناد. إلا أن ابن المنذر قال في حديثه:"تسع عشرة". وانظر ما تقدم برقم (1958).

(1)

لفظة "رفعه" من (ظ 9) و (ظ 14)، ولم ترد في (م) وباقي الأصول الخطية، وكذلك أشار السندي في حاشيته إلى وقفه، والصواب رفعه، فهو الموافق لما في مصادر التخريج، ولما سيأتي برقم (2910) و (2937).

(2)

حسن، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وحسين بن عبد الله -وهو ابن عبيد الله بن عباس الهاشمي المدني- ضعيف.

وأخرجه عبد الرزاق (13219)، وابن أبي شيبة 6/ 436، والدارمي (2574)، وابن ماجه (2515)، والدارقطني 4/ 130 و 130 - 131، والحاكم 2/ 19، والبيهقي 10/ 346 من طرق عن شريك، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارقطني 4/ 131 من طريق سفيان الثوري، عن حسين بن عبد الله، به. وسيأتي الحديث برقم (2910) و (2937).

وأخرج ابن ماجه (2516)، والدارقطني 4/ 131، والحاكم 2/ 19، والبيهقي 10/ 346 من طرق عن حسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: ذُكرت أم إبراهيم (يعني مارية القبطية) عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أعتقها ولدُها".

وأخرجه كذلك ابن حزم في "المحلى" 9/ 18 من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، عن عبد الكريم الجزري، عن عكرمة، به. وقال: هذا خبر صحيح السند، وجَوَّدَ إسناده الحافظُ ابن حجر في "الدراية" 2/ 87، وابنُ القطان في كتابه كما في "نصب الراية" 3/ 287.

ص: 484

2760 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ حُسَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ، يَتَّقِي بِفُضُولِهِ بَرْدَ الْأَرْضِ وَحَرَّهَا (1).

= وأخرجه أيضاً الدارقطني 4/ 131 - 132، ومن طريقه البيهقي 10/ 346 من طريق سعيد بن زكريا المدائني، عن ابن أبي سارة، عن ابن أبي حسين، عن عكرمة، به.

سعيد بن زكريا فيه لين، وابن أبي سارة مجهول. وانظر "سنن البيهقي" 10/ 346 - 347.

وأخرج مالك في "الموطأ" 2/ 776 برواية يحيى الليثي، و (2728) برواية أبي مصعب الزهري، عن نافع، عن عبد الله بن عمر، أن عمر بن الخطاب قال: أيُّما وليدة ولَدَت من سيّدها، فإنه لا يبيعها ولا يَهَبُها ولا يورِّثُها، وهو يستمتع بها، فإذا مات فهي حُرَّة.

قال البغوي في "شرح السنة" 9/ 370: ذهب عامة أهل العلم إلى أن بيع أم الولد لا يجوز، وإذا مات المولى تعتق بموته من رأس المال مقدماً على الديون والوصايا، وقد رُوي عن عطاء، عن جابر، قال: بعنا أمهات الأولاد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، فلما كان عمر نهانا، فانتهينا، فقال بعض أهل العلم: يحتمل أن يكون ذلك مباحاً في ابتداء الإسلام، ثم نهي عنه، ولم يظهر النهي لمن باعها، ولم يعلم أبو بكر ببيع من باعها منهم في زمانه لقصر مدة أيامه واشتغاله بأمور الدين، ومحاربة أهل الردة، وظهر ذلك في زمن عمر، فنهى عن ذلك، ومنع منه، وروي فيه عن علي خلاف، وعن ابن الزبير: أنه كان يبيعها، وعن ابن عباس: أنها تعتق في نصيب ولدها، وروي عن محمد بن سيرين، قال: قال لي عَبِيدة: بعث إليَّ عليٌّ وإلى شريح يقول: إني أبغض الاختلافَ، فاقضوا كما كنتم تقضون -يعني في أم الولد- حتى يكون الناس جماعة، أو أموت كما مات صاحباي. فهذا يدل على أنه وافق الجماعة على أنها لا تباع، واختلاف الصحابة إذا خُتِم بالاتفاق، وانقرض العصر عليه، كان إجماعاً.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وتقدم برقم (2320).

ص: 485

2761 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَتَكَلَّمَ بِكَلامٍ بَيِّنٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ مِنَ البَيَانِ سِحْرًا، وَإِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حُكْمًا "(1).

2762 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: إِنَّ الْمَلَأَ مِنْ قُرَيْشٍ اجْتَمَعُوا فِي الْحِجْرِ، فَتَعَاقَدُوا بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةِ الْأُخْرَى، وَنَائِلَةَ وَإِسَافٍ: لَوْ قَدْ رَأَيْنَا مُحَمَّدًا، لَقَدْ قُمْنَا إِلَيْهِ قِيَامَ رَجُلٍ وَاحِدٍ، فَلَمْ نُفَارِقْهُ حَتَّى نَقْتُلَهُ. فَأَقْبَلَتِ ابْنَتُهُ فَاطِمَةُ رضي الله عنها تَبْكِي، حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: هَؤُلَاءِ الْمَلَأُ مِنْ قُرَيْشٍ، قَدْ تَعَاقَدُوا عَلَيْكَ، لَوْ قَدْ رَأَوْكَ، لَقَدْ قَامُوا إِلَيْكَ فَقَتَلُوكَ، فَلَيْسَ مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلَّا قَدْ عَرَفَ نَصِيبَهُ مِنْ دَمِكَ. فَقَالَ:" يَا بُنَيَّةُ، أَرِينِي وَضُوءًا " فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِمِ الْمَسْجِدَ، فَلَمَّا رَأَوْهُ، قَالُوا: هَا هُوَ ذَا، وَخَفَضُوا أَبْصَارَهُمْ، وَسَقَطَتْ أَذْقَانُهُمْ فِي صُدُورِهِمْ، وَعَُقِرُوا فِي مَجَالِسِهِمْ، فَلَمْ يَرْفَعُوا إِلَيْهِ بَصَرًا، وَلَمْ يَقُمِ إلَيْهِ

(1) صحيح لغيره، سماك بن حرب حسن الحديث، إلا أن في روايته عن عكرمة اضطراباً، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.

وأخرجه الطيالسي (2670)، والبخاري في "الأدب المفرد"(872)، وأبو داود (5011)، والترمذي (2845) وقال: حسن صحيح، وأبو يعلى (2332) و (2581)، وابن حبان (5780)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(6)، والطبراني (11758) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. والحديث عند بعضهم مختصر، وانظر (2424).

ص: 486

مِنْهُمْ رَجُلٌ، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قَامَ عَلَى رُءُوسِهِمْ، فَأَخَذَ قَبْضَةً مِنَ التُّرَابِ، فَقَالَ:" شَاهَتِ الْوُجُوهُ " ثُمَّ حَصَبَهُمْ بِهَا، فَمَا أَصَابَ رَجُلًا مِنْهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْحَصَى حَصَاةٌ إِلَّا قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ كَافِرًا (1).

2763 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ قَيْسَ بْنَ الْحَجَّاجِ حَدَّثَهُ، أَنَّ حَنَشًا حَدَّثَهُ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُ، قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِي: " يَا غُلامُ، إِنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا، احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ

(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن في يحيى بن سُليم -وهو الطائفي- كلاماً يحطه عن رتبة الصحيح. عبد الله بن عثمان: هو ابن خثيم، ويأتي في الحديث برقم (3485) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن خثيم.

وأخرجه الحاكم 1/ 163 من طريق محمد بن سعيد ابن الأصبهاني، عن يحيى بن سُليم، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث صحيح.

وأخرجه ابن حبان (6502)، وأبو نعيم في "الدلائل"(139) من طريق مسلم بن خالد الزنجي، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 240 من طريق أبي بكر بن عياش، كلاهما عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به.

وأخرجه الحاكم مختصراً 3/ 157 من طريق أبي بكر بن عياش، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به- إلا أنه جعله من حديث ابن عباس عن فاطمة.

قوله: "عَقِروا" بفتح العين، كذا ضُبط في "النهاية" 3/ 273 لابن الأثير، وقال: العَقَر بفتحتين: أن تُسلِمَ الرجُلَ قوائِمُه من الخوف، وقيل: هو أن يفجأه الرَّوْعُ فَيَدْهَشَ ولا يستطيعَ أن يتقدم أو يتأخر.

وضُبط في (ظ 9) و (س) و"حاشية السِندي" بضم العين، قال السندي: على بناء المفعول، أي: ما قدروا القيام إليه حتى كأنهم عُقِرُوا في ذلك المكان، وإسناد الحديث حسن إن شاء الله تعالى.

ص: 487

تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ، فَاسْأَلِ الله، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ، فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، فَقَدْ رُفِعَتِ الْأَقْلامُ، وَجَفَّتِ الْكُتُبُ، فَلَوْ جَاءَتِ الْأُمَّةُ يَنْفَعُونَكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللهُ عز وجل لَكَ، لَمَا اسْتَطَاعَتْ، وَلَو أَرَادَتْ أَنْ تَضُرَّكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللهُ لَكَ، مَا اسْتَطَاعَتْ " (1).

2764 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، قَالَ يَحْيَى: عَنِ الْأَعْرَجِ، وَلَمْ يَقُلْ مُوسَى: عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ حَنَشٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَخْرُجُ فَيُهَرِيقُ الْمَاءَ فَيَتَمَسَّحُ بِالتُّرَابِ، فَأَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْمَاءَ مِنْكَ قَرِيبٌ. قَالَ:" مَا أَدْرِي، لَعَلِّي لَا أَبْلُغُهُ ".

قَالَ يَحْيَى مَرَّةً أُخْرَى: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَخَرَجَ، فَأُهْرَاقَ الْمَاءَ، فَتَيَمَّمَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ الْمَاءَ مِنَّا قَرِيبٌ (2).

(1) حديث صحيح، ابن لهيعة -واسمه عبد الله، وإن كان في حفظه شيء- رواه عنه عبد الله بن يزيد المقرئ كما سيأتي برقم (2803) وهو ممن روى عنه قبل احتراق كتبه، وهو متابع أيضاً فيما تقدم برقم (2669)، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير قيس بن الحجاج، فقد روى له الترمذي وابن ماجه، وهو صدوق. يحيى بن إسحاق: هو السَّيلَحيني.

(2)

حسن، ابن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ- رواه عنه عبد الله بن المبارك في الرواية السالفة برقم (2614)، وروايته عنه صالحة، وباقي رجاله ثقات، وقال الشيخ أحمد شاكر: زيادة يحيى بن إسحاق في الإسناد "عن الأعرج" بين عبد الله بن هبيرة وبين حنش الصنعاني أكبر الظن أنه خطأ، فإن الحديث رواه ابن المبارك عن ابن لهيعة كرواية =

ص: 488

2765 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى خَمْسَ صَلَوَاتٍ بِمِنًى (1).

2766 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا هُرَيْمٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَفَاءَلُ وَلا يَتَطَيَّرُ، وَيُعْجِبُهُ الاسْمُ الْحَسَنُ (2).

2767 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلانَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ يُصَلِّي وَرَأْسُهُ مَعْقُوصٌ

= موسى بن داود ليس فيه "عن الأعرج". قلنا: والأعرج هذا ذكره المزي في "تهذيب الكمال" 7/ 430 فيمن روى عن حنش بن عبد الله الصنعاني وسماه "يحيى"، ولم نتبينه.

وأخرجه الطبراني (12987) من طريق يحيى بن إسحاق وحده، بهذا الإسناد.

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري. أبو كدينة: هو يحيى بن المهلب الكوفي. وهو مكرر (2700).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سليم-، وتقدم الحديث برقم (2328) بزيادة عبد الملك بن سعيد بن جبير في إسناده بين ليث وبين عكرمة. هريم: هو ابن سفيان البجلي الكوفي.

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3116)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1894، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 248، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(3254) من طريق علي بن الجعد، عن أبي جعفر الرازي، عن ليث بن أبي سليم، بهذا الإسناد. ورواية أبي القاسم البغوي مختصرة.

ص: 489

مِنْ وَرَائِهِ، فَقَامَ وَرَاءَهُ وَجَعَلَ يَحُلُّهُ، وَأَقَرَّ لَهُ الْآخَرُ، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: مَا لَكَ وَرَأْسِي؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّمَا مَثَلُ هَذَا، كَمَثَلِ الَّذِي يُصَلِّي وَهُوَ مَكْتُوفٌ "(1).

2768 -

حَدَّثَنِي مُعَاوِيةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" اجْتَنِبُوا أَنْ تَشْرَبُوا فِي الْحَنْتَمِ، وَالدُّبَّاءِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَاشْرَبُوا فِي السِّقَاءِ "(2).

2769 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

(1) حديث صحيح، رشدين -وهو ابن سعد، وإن كان فيه ضعيف- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه مسلم (492)، وأبو داود (647)، والنسائي 2/ 215 - 216، وابن خزيمة (910)، وأبو عوانة 2/ 74، وابن حبان (2280)، والبيهقي 2/ 108 - 109 من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (1381)، والطبراني (12174) و (12197) من طرق عن عمرو بن الحارث، به. وسيأتي برقم (2902) و (2903).

قوله: "وهو مكتوف"، قال السندي: أي: فلا تسجد يداه، فكذا هذا لا يسجد شعره.

(2)

حديث صحيح، وفي رواية سماك بن حرب عن عكرمة اضطراب. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب بن عمرو بن شبيب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة.

وأخرجه أبو يعلى (2569) عن زهير بن خيثمة، عن معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.

وانظر (2607)، وله طرق أخرى صحيحة، انظر (2476) و (3406).

ص: 490

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ الْمُسْلِمُونَ يُحِبُّونَ أَنْ تَظْهَرَ الرُّومُ عَلَى فَارِسَ، لِأَنَّهُمْ أَهْلُ كِتَابٍ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يُحِبُّونَ أَنْ تَظْهَرَ فَارِسُ عَلَى الرُّومِ، لِأَنَّهُمْ أَهْلُ أَوْثَانٍ، فَذَكَرَ ذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ لِأَبِي بَكْرٍ، فَذَكَرَ أَبُو بَكْرٍ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَمَا إِنَّهُمْ سَيُهْزَمُونَ " فَذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ لَهُمْ، فَقَالُوا: اجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ أَجَلًا، فَإِنْ ظَهَرُوا، كَانَ لَكَ كَذَا وَكَذَا، وَإِنْ ظَهَرْنَا، كَانَ لَنَا كَذَا وَكَذَا. فَجَعَلَ بَيْنَهُمْ أَجَلًا خَمْسَ سِنِينَ، فَلَمْ يَظْهَرُوا، فَذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" أَلا جَعَلْتَهُ - أُرَاهُ قَالَ: - دُونَ الْعَشْرِ " - قَالَ: وَقَالَ سَعِيدٌ: الْبِضْعُ مَا دُونَ الْعَشْرِ - قَالَ: فَظَهَرَتِ الرُّومُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:{الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ} قَالَ: فَغُلِبَتِ الرُّومُ، ثُمَّ غَلَبَتْ بَعْدُ، قَالَ:{لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ} قَالَ: يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ (1).

2770 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ (2)، حَدَّثَنَا دُوَيْدٌ، عَنْ سَلْمِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " الْتَقَى مُؤْمِنَانِ عَلَى بَابِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري، وسفيان: هو الثوري. وهو مكرر (2495). وقوله: "قال يفرح المؤمنون بنصر الله" كذا في جميع الأصول، ولفظ البخاري في "خلق أفعال العباد" (491): قال: "ففرح المؤمنون بنصر الله".

(2)

المثبت من (ظ 9) و (ظ 14) وحاشية (س) و"أطراف المسند" 1/ ورقة 121، وتحرف في (م) وباقي الأصول الخطية إلى: حَسَن. وحسين: هو ابن محمد بن بهرام المرُّوذي.

ص: 491

الْجَنَّةِ، مُؤْمِنٌ غَنِيٌّ، وَمُؤْمِنٌ فَقِيرٌ، كَانَا فِي الدُّنْيَا، فَأُدْخِلَ الْفَقِيرُ الْجَنَّةَ، وَحُبِسَ الْغَنِيُّ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يُحْبَسَ، ثُمَّ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، فَلَقِيَهُ الْفَقِيرُ، فَيَقُولُ: أَيْ أَخِي، مَاذَا حَبَسَكَ؟ وَاللهِ لَقَدِ احْتُبِسْتَ حَتَّى خِفْتُ عَلَيْكَ. فَيَقُولُ: أَيْ أخِي، إِنِّي حُبِسْتُ بَعْدَكَ مَحْبِسًا فَظِيعًا كَرِيهًا، وَمَا وَصَلْتُ إِلَيْكَ حَتَّى سَالَ مِنِّي مِنَ الْعَرَقِ، مَا لَوْ وَرَدَهُ أَلْفُ بَعِيرٍ، كُلُّهَا آكِلَةُ حَمْضٍ، لَصَدَرَتْ عَنْهُ رِوَاءً " (1).

2771 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ حَبِيبٍ - يَعْنِي

(1) إسناده ضعيف، دويد: هكذا جاء غير منسوب، ونسبه الحسيني في "الإكمال" فقال: دويد الخراساني عن عمرو بن شعيب وأبي سهل وسلم بن بشير، وعنه علي بن عاصم وغيره: مجهول، وسلم -ويقال له أيضاً: سالم- بن بشير، روى عنه جمع، وقال ابن معين: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/ 420، وقال الحسيني: مجهول، وباقي رجال الإسناد ثقات.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 263 - 264، وقال: رواه أحمد، وفيه دويد غير منسوب، فإن كان هو الذي روى عنه سفيان! فقد ذكره العجلي في كتاب "الثقات" وإن كان غيره لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح غير سلم بن بشير وهو ثقة.

وأخرج نحوه عبد الله بن المبارك في "الزهد"(556) عن أبي بكر بن أبي مريم الغساني، قال: حدثنا ضمرة والمهاصر بن حبيب وحكيم بن عمير، رفعوه. وهذا إسناد ضعيف، أبو بكر بن أبي مريم، قال الحافظ في "التقريب": ضعيف، وكان قد سرق بيته فاختلط، والثلاثة الذين روى عنهم في طبقة التابعين، فهو مرسل.

قوله: "آكلة حَمض"، قال السندي: الآكلة: جمع آكل، والحَمْض -بفتح حاءٍ مهملة وسكون ميم آخره ضاد معجمة-: ما مَلُحَ وَأمَرَّ من النبات، وهي كفاكهة الإبل، وفي "النهاية": الحَمْض: كل نبات في طعمه حموضة، وبالجملة إذا أكل منه عطش، فلذلك ذُكر هاهنا، والله تعالى أعلم.

ص: 492

ابْنَ أَبِي عَمْرَةَ -، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالنَّقِيرِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَأَنْ يُخْلَطَ الْبَلَحُ بِالزَّهْوِ (1).

قَالَ: قُلْتُ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَجْعَلُ نَبِيذَهُ فِي جَرَّةٍ خَضْرَاءَ كَأَنَّهَا قَارُورَةٌ، غُدْوَةً (2)، وَيَشْرَبُهُ مِنَ اللَّيْلِ؟ فَقَالَ: لَا، انْتَهُوا (3) عَمَّا نَهَاكُمْ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟!

2772 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ - يَعْنِي ابْنَ عَطَاءٍ -، عَنْ يَزِيدَ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي زِيَادٍ -، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ قَدِ اشْتَكَى، فَطَافَ بِالْبَيْتِ عَلَى بَعِيرٍ، وَمَعَهُ مِحْجَنٌ، كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ اسْتَلَمَهُ بِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ، أَنَاخَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ (4).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن عطاء -وهو ابن يزيد بن عبد الرحمن اليشكري- وقد توبع فيما تقدم برقم (2499)، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

(2)

لفظة "غدوة" سقطت من (م) والأصول الخطية عدا (ظ 9) و (ظ 14)، ومنهما أثبتناها.

(3)

في (م) و (س) و (ق) و (ص): ألا تنتهوا، والمثبت من (ظ 9) و (ظ 14).

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن عطاء ويزيد بن أبي زياد -وهو الهاشمي مولاهم الكوفي-.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(الجزء الذي نشره العمروي) ص 144 - 145، وعنه عبد بن حميد (612)، عن محمد بن فضيل، وأبو داود (1881)، والبيهقي =

ص: 493

2773 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَا يُبَاشِرِ الرَّجُلُ الرَّجُلَ، وَلا الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ "(1).

2774 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ،

= 5/ 100 من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، كلاهما عن يزيد بن أبي زياد، بهذا الإسناد. وانظر (1841).

(1)

حديث صحيح، سماك -وإن كان في حديثه عن عكرمة اضطراب- قد توبع، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(11728) من طريق خلف بن الوليد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 398، والبزار (2074 - كشف الأستار)، وابن حبان (5582) من طرق عن إسرائيل، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(11794)، وفي "الصغير"(1094)، والحاكم 4/ 288 من طريق أبي معاوية، عن أبي إسحاق الشيباني، عن عكرمة، به. وصححه الحاكم على شرط البخاري، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. وسيأتي الحديث برقم (2871)، ومرسلاً برقم (2872).

وفي الباب عن أبي سعيد عند أحمد 3/ 63، ومسلم (338)، وصححه ابن حبان (5574).

وعن أبي هريرة عند أحمد 2/ 447، وصححه ابن حبان (5583) إلا أن فيه عنده زيادة ضعيفة.

قوله: "لا يباشر الرجلُ الرجلَ"، قال السندي: المباشرة: لمس البشرة، وهي ظاهر جلد الإنسان، ولم ينه عن مباشرة الرجل المرأة إما لجوازها أحياناً كما في الزوجة والمملوكة، أو لدلالة المذكور عليه بالأَولى.

ص: 494

الَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ؟! فَنَزَلَتْ: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ [المائدة: 93](1).

2775 -

حَدَّثَنَا خَلَفٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا حُوِّلَتِ الْقِبْلَةُ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ الَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ يُصَلُّونَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ فَأَنْزَلَ اللهُ:{وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143](2).

2776 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُخَوَّلٍ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ بِثَلاثٍ بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} (3).

2777 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ

(1) صحيح لغيره، وقد سلف برقم (2088).

(2)

صحيح لغيره، وقد سلف برقم (2691).

(3)

حديث صحيح، شريك قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن أبي العباس، فقد روى له النسائي، وهو ثقة. مخوَّل: هو ابن راشد النهدي مولاهم الكوفي، ومسلم البطين: هو ابن عمران.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 299، والطحاوي 1/ 287 - 288، والطبراني (12372) من طرق عن شريك، بهذا الإسناد. وتحرَّف مخوَّل في المطبوع من "مصنف ابن أبي شيبة" إلى: مكحول. وانظر (2720).

ص: 495

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ: الْجَبْهَةِ - وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى أَنْفِهِ -، وَالْيَدَيْنِ، وَالرُّكْبَتَيْنِ، وَأَطْرَافِ الْأَصَابِعِ، وَلا أَكُفَّ الثِّيَابَ وَلا الشَّعَرَ "(1).

2778 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْغَنَوِيُّ، مِنْ أَنْفُسِهِمْ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ يُحَدِّثُ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مِنْ أَرْبَعٍ، يَقُولُ:" اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الفِتَنِ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْأَعْوَرِ الْكَذَّابِ "(2).

2779 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَوُادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ قُتِلَ دُونَ مَظْلَمَتِهِ (3) فَهُوَ شَهِيدٌ "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن إسحاق السيلحيني، فمن رجال مسلم. وانظر (1921).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف البراء بن عبد الله الغنوي، وباقي رجاله ثقات. وانظر (2667).

(3)

في (م) و (س) و (ق) و (ص): مظلمة.

(4)

حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أنه منقطع، والد إبراهيم -وهو سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف- لم يسمع من ابن عباس. وقد تفرد به الإمام أحمد.

وله شاهد عن سويد بن المقرن عند النسائي 7/ 117، والطبراني (6454). =

ص: 496

2780 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ بِكِتَابِهِ إِلَى كِسْرَى مَعَ رَجُلٍ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ الْبَحْرَيْنِ، فَدَفَعَهُ عَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ إِلَى كِسْرَى، فَلَمَّا قَرَأَهُ، خَرَّقَهُ. قَالَ: فَحَسِبْتُ أَنَّ ابْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ: فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُمَزَّقُوا كُلَّ مُمَزَّقٍ (1).

2781 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ

= وثان عن الحسين بن علي تقدم برقم (590).

وثالث عن سعيد بن زيد تقدم أيضاً برقم (1628) و (1652).

ورابع عن عبد الله بن عمرو عند البخاري (2480)، ومسلم (141)، ويأتي في "المسند" 2/ 163.

المظلمة، قال السندي: مصدر "ظلم" واسم ما أُخذ منك بغير حق، وهو بكسر لام وفتحها، وقد ينكر الفتح، وقيل: بضم لام أيضاً، كذا في "المجمع".

قلنا: وقيده صاحب "القاموس" بكسر اللام، وتعقَّبه المرتضى الزبيدي في شرحه، فنقل عن شيخه قوله: فيه قصور ظاهر، فقد نقل التثليث فيه صاحب "التوشيح" في كتاب المظالم، والفتح حكاه ابن مالك، وصرح به ابن سيده، وابن القطاع، والضم أنكره جماعة، ولكن نقله الحافظ مغلطاي عن الفراء. قلت (القائل هو المرتضى): وهكذا ضبط بالتثليث في نسخ "الصحاح".

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن داود، فمن رجال مسلم. وانظر (2184).

خَرَّقه: شَقَّه.

ص: 497

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: تَدَبَّرْتُ صَلاةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَأَيْتُهُ مُخَوِّيًا، فَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ (1).

2782 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِي ابْنَ زَكَرِيَّا -، عَنْ عَبْدِ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ عُثْمَانَ -، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا نَزَلَ مَرَّ الظَّهْرَانِ فِي عُمْرَتِهِ، بَلَغَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ قُرَيْشًا تَقُولُ: مَا يَتَبَاعَثُونَ مِنَ العَجَفِ. فَقَالَ أَصْحَابُهُ: لَوِ انْتَحَرْنَا مِنْ ظَهْرِنَا، فَأَكَلْنَا مِنْ لَحْمِهِ، وَحَسَوْنَا مِنْ مَرَقِهِ، أَصْبَحْنَا غَدًا حِينَ نَدْخُلُ عَلَى الْقَوْمِ وَبِنَا جَمَامَةٌ؟ قَالَ:" لَا تَفْعَلُوا، وَلَكِنِ اجْمَعُوا لِي مِنْ أَزْوَادِكُمْ " فَجَمَعُوا لَهُ، وَبَسَطُوا الْأَنْطَاعَ، فَأَكَلُوا حَتَّى تَوَلَّوْا، وَحَثَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي جِرَابِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَقَعَدَتْ قُرَيْشٌ نَحْوَ الْحِجْرِ، فَاضْطَبَعَ بِرِدَائِهِ، ثُمَّ قَالَ:" لَا يَرَى الْقَوْمُ فِيكُمْ غَمِيزَةً " فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ، ثُمَّ دَخَلَ حَتَّى إِذَا تَغَيَّبَ بِالرُّكْنِ الْيَمَانِي، مَشَى إِلَى الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: مَا يَرْضَوْنَ بِالْمَشْيِ، أَنَّهُمْ لَيَنْقُزُونَ نَقْزَ الظِّبَاءِ، فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثَةَ أَطْوَافٍ، فَكَانَتْ سُنَّةً.

قَالَ أَبُو الطُّفَيْلِ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم " فَعَلَ ذَلِكَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ (2).

(1) صحيح لغيره، وانظر (2753). التميمي: اسمه أرْبِدة.

(2)

إسناده قوي، رجاله رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان بن خثيم، فمن رجال مسلم.

وأخرجه بنحوه ابن حبان (3812) من طريق يحيى بن سليم الطائفي، عن عبد =

ص: 498

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الله بن عثمان بن خثيم، بهذا الإسناد، وسلف مختصراً برقم (2220).

قوله: "ما يتباعثون"، قال السندي: أي: يقومون، أي: الصحابة. من العجف: بفتحتين، أي: الضعف الحاصل بالجوع والمرض. من ظهرنا: أي: من جِمالنا. وبنا جمامة: بالجيم، أي: راحة وشبع وريّ. غميزة: أي: نقيصة يغمز بها بعضهم بعضاً، يقال: فيه غميزة، أي: مطعن أو مطمع، ويمكن الحمل على المعنى الثاني، أي: لا يرون فيكم ضعفاً يطمعون به في محاربتكم. لينقزون بالقاف، من نَقَزَ كنَصَر: إذا وثب، أو بالفاء كضَرَبَ بمعناه.

وقوله: "فكانت سنة"، قال السندي أيضاً: قد جاء عنه أنه أنكر كونه سنة، فلعله رَجَعَ إلى القول بأنه سُنة بعد أن حقَّق الأمر كما سبق، لكنه يُشكل أن أبا الطفيل الراوي لهذا الحديث هو الذي روى الإنكار أيضاً، إلا أن يقال: لعله سمع منه هذا القولَ مرة ثانية بعد أن رجع، والله تعالى أعلم. وانظر الحديث المتقدم برقم (2639)، والتعليق عليه.

ص: 499