المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

مسند الإمام أحمد بن حنبل (164 - 241 هـ) حقق هذا الجزء - مسند أحمد - ط الرسالة - جـ ٤٠

[أحمد بن حنبل]

فهرس الكتاب

مسند الإمام أحمد بن حنبل

(164 - 241 هـ)

حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلّق عليه

شعيب الأرنَؤُوط - محمد نعيم العرِقسُوسي - إبراهيم الزّيبق - محمد رضوان العرِقسُوسي

الجزء الأربعون

مؤسسة الرسالة

ص: 1

النسخ الخطية المعتمدة في تحقيق مسند السيدة عائشة:

1 -

نسخ المكتبة الظاهرية، ورموزها (ظ 2) و (ظ 7) و (ظ 8).

2 -

نسخة المكتبة القادرية ببغداد، ورمزها (ق).

3 -

قد وضعنا رقم الجزء والصفحة من الطبعة الميمنية في هامش هذه الطبعة، وأشرنا في الحواشي إلى أهم فروقها وما وقع فيها من سقط أو تحريف، ورمزنا إليها ب (م).

الرموز المستعملة في زيادات عبد الله، ووجاداته، وما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره هي:

• دائرة صغيرة سوداء لزيادات عبد الله.

° دائرة صغيرة بيضاء لوجاداته.

* نجمة مدورة لما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره.

عدد الأحاديث الصحيحة والحسنة لذاتها ولغيرها في مسند عائشة: 2151 حديثاً.

عدد الأحاديث التي توقفنا في الحكم عليها: 21 حديثاً.

عدد الأحاديث الضعيفة: 227 حديثاً.

ص: 7

‌مسند النساء

‌مُسْنَدُ الصِّدِّيقَةِ عَائِشَةَ بِنْتِ الصِّدِّيقِ رضي الله عنها

(1)

24010 -

حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ قَتْلِ جِنَّانِ (2).

(1) هي بنت الإمام الصديق الأكبر، خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر عبد الله ابن أبي قحافة، عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مره بن كعب بن لؤي، القرشية التيمية المكية النبوية، أم المؤمنين، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، أفقه نساء الأُمة على الإطلاق.

وأمها هي أُمُّ رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة الكنانية.

هاجر بها أبواها، وتزوجها نبي الله صلى الله عليه وسلم قبل مهاجَرِه بَعدَ وفاة الصِّدِّيقة خديجة بنت خُويلد، وذلك قبل الهجرة ببضعة عشر شهراً -وقيل: بعامين- ودخل بها في شوال سنة اثنتين، منصرفه عليه الصلاة والسلام مِن غزوة بدر، وهي ابنةُ تسع. ومكثت عنده تسع سنين، فروت عنه علماً كبيراً طيباً مباركاً فيه.

وكانت امرأةً بيضاءَ، ومن ثم يُقال لها: الحُمَيْراء، ولم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بكراً غيرها، ولا أحبَّ امرأة حبها غير أن خديجة أفضلُ منها، وحبه عليه الصلاة والسلام لعائشة كان أمراً مستفيضاً، ألا تراهم كيف كانوا يتحرَّون بهداياهم يومها تقرباً إلى مرضاته صلى الله عليه وسلم.

توفيت رضي الله عنها سنة سبع وخمسين، وقيل: سنة ثمان وخمسين ولها ثلاث وستون سنة وأشهر.

وفضائلها كثيرة

انظر ترجمتها في "سير أعلام النبلاء" 2/ 135 - 201.

(2)

في النسخ خلا (ظ 8): حيات، وفي هامش كل من (ظ 2) و (ق) و (هـ): =

ص: 9

الْبُيُوتِ إِلَّا الْأَبْتَرَ، وذو (1) الطُّفْيَتَيْنِ فَإِنَّهُمَا (2) يَخْتَطِفَانِ (3) أَوْ قَالَ: يَطْمِسَانِ الْأَبْصَارَ، وَيَطْرَحَانِ الْحَبَلَ (4) مِنْ بُطُونِ النِّسَاءِ، وَمَنْ تَرَكَهُمَا، فَلَيْسَ مِنَّا " (5).

= جنان، وعليها علامة الصحة. وقد ذكر ابن الأثير أن الجِنَّان في هذا الحديث: هي الحيات، التي تكون في البيوت، واحدها جانّ، وهو الدقيق الخفيف.

(1)

كذا في (ظ 8) و (ظ 2) و (ق) و (هـ)، ونسخة السندي، وضبب فوقها في (ظ 8)، وجاء في هامشها: ذا، وقال السندي: قوله: إلا الأبتر، بالرفع، يدل عليه قوله:"وذو الطفيتين" وهو مرفوع على أنه بدل من الحيات، وذلك أن الحيات في محل رفع على أنه نائب الفاعل للمصدر المضاف إليه، وهو مصدر مبني للمفعول، وكأنه قيل: نهي أن تقتل الحيات القصيرة الذنب.

(2)

في (ظ 8): وإنهما.

(3)

في (ظ 8): يخطفان.

(4)

في هامش (ظ 2) و (ق): الحَمْل.

(5)

إسناده صحيح على شرط مسلم، عباد بن عباد -وهو أبو معاوية المهلبي- من رجال مسلم، وقد أخرج له البخاري متابعة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/ 226 - 227 من طريق الإمام أحمد بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(881) -ومن طريقه مسلم (2232) - عن أبي معاوية، والبخاري (3308) من طريق أبي أسامة، وابن أبي شيبة 5/ 404، ومسلم (2232)، وابن ماجه (3534) من طريق عبدة بن سليمان، ثلاثتهم عن هشام، به، إلا أن أبا أسامة وعبدة لم يذكرا قتلَ الأبتر.

وسيردُ بالأرقام: (24219)(24255)(24535)(25025)(25142)(25241)(25938).

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4557)، وسلف شرحه ثمة. =

ص: 10

24011 -

حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا يَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا نَزَلَتْ فَرِيضَةُ شَهْرِ رَمَضَانَ، كَانَ رَمَضَانُ هُوَ الَّذِي يَصُومُهُ، وَتَرَكَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ، وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَهُ (1).

وعن أبي لبابة، سلف برقم (15546) و (15547) و (15748).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه، وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(628) من طريق عباد بن عباد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 299 - ومن طريقه الشافعي في "مسنده"(699)(ترتيب السندي)، وفي "اختلاف الحديث" ص 102، وفي "السنن"(335)، والبخاري (2002)، وأبو داود (2442)، والبيهقي في "السنن" 4/ 288، وفي "معرفة السنن والاثار" 6/ 354، والبغوي في "شرح السنة"(1702) - وعبد الرزاق (7844) و (7845)، والحميدي (200)، وابن أبي شيبة 3/ 55، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"(647)(648)، ومسلم (1125)(113)(114)، والترمذي في "جامعه"(753) وفي "الشمائل"(302)، والدارمي (1763)، والطبري في "تهذيب الآثار"(627)(628)(629)(630)(631)(632)، وابن شاهين في "الناسخ"(368) و (369)، والبغوي في "شرح السنة" بإثر الحديث (1702)، والحازمي في "الاعتبار" ص 133 من طرق عن هشام بن عروة، به. وقد قرن الحميديُّ بهشامٍ الزهريَّ. قال الترمذي: والعمل عند أهل العلم على حديث عائشة وهو حديث صحيح، لا يرون صيام يوم عاشوراء واجباً، إلا مَنْ رَغِبَ في صيامه لما ذُكر فيه من الفضل. =

ص: 11

24012 -

حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ لَهَا:" إِنِّي أَعْرِفُ غَضَبَكِ إِذَا غَضِبْتِ، وَرِضَاكِ إِذَا رَضِيتِ " قَالَتْ: وَكَيْفَ تَعْرِفُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " إِذَا غَضِبْتِ قُلْتِ: يَا مُحَمَّدُ، وَإِذَا رَضِيتِ، قُلْتِ: يَا رَسُولَ اللهِ "(1).

= وأخرجه البخاري (1893) ومسلم (1125)(116)، والنسائي في "الكبرى"(2837) و (11016)، والطحاوي فى "شرح المعاني" 2/ 74، والطبري في "تهذيب الاثار"(633)، وأبو الشيخ في "الطبقات"(700) من طريق عراك بن مالك، عن عروة، به.

قال السندي: قوله: وأمر بصيامه: الظاهر أن المرادَ أمر إيجاب.

وترك يوم عاشوراء، أي: ترك أن يصومه وجوباً ويأمر بصومه.

(1)

حديث غير محفوظ بهذه السياقة، خالف فيه عباد بن عباد الرواة عن هشام بن عروة، فقد رواه أبو أسامة حماد بن أسامة كما في الرواية (24318) -ومن طريقه أخرجه الشيخان- ووكيع كما في رواية (25779) ومن تابعهما كما سيأتي في التخريج عن هشام عن أبيه عن عائشة، بلفظ: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأعلم إذا كنت عني راضية، وإذا كنت عليَّ غضبى" قالت: فقلت: من أين تعلم ذاك؟ قال: "إذا كنت عني راضية فإنك تقولين: لا وربِّ محمد، وإذا كنت عليّ غضبى تقولين: لا وربِّ إبراهيم" قلت: أَجَلْ، والله ما أهجرُ إلا اسمك.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/ 227 من طريق الإمام أحمد، عن عباد بهذا الإسناد.

وأورده الذهبي في "السير" 2/ 169، وقال: هذا حديث غريب، والمحفوظ ما أخرجا في الصحيحين لأبي أسامة عن هشام.

ص: 12

24013 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَ عُذْرِي مِنَ السَّمَاءِ، جَاءَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَنِي بِذَلِكَ، فَقُلْتُ: " بِحَمْدِ اللهِ عز وجل لَا بِحَمْدِكَ (1)(2).

24014 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبيه (3) عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنَ الْجَنَابَةِ (4).

(1) في (م): نحمد الله عز وجل لا نحمدك.

(2)

حديث صحيح دون قوله: جاءني النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرني بذلك، وهذا إسناد ضعيف لضعف عمر بن أبي سلمة: وهو ابن عبد الرحمن بن عوف، وقد خالف فيه ثقات الحفاظ كما سيأتي في الرواية (25623) وفيها أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه الوحي في براءة عائشة، وهو عندها، فقد قالت: ووالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه ولا خرج من أهل البيت أحد حتى أنزل الله عز وجل على نبيه. قلنا: وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هشيم: هو ابن بشير.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (155) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وسيرد مطولاً ومختصراً برقم (24317) و (24720) و (25623) و (25624) و (25625).

(3)

قوله: عن أبيه. سقط من (م).

(4)

حديث صحيح، عمر بن أبي سلمة -وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه مسلم (321)(43) من طريق بكير بن عبد الله بن الأشج، وابن المنذر في "الأوسط"(645) من طريق يحيى بن أبي كثير، والطبراني في =

ص: 13

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "الأوسط"(1289) من طريق محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، ثلاثتهم عن أبي سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (321)(44) وابن حبان (1202)، والبيهقي في "السنن" 1/ 195 من طريق حفصة بنت عبد الرحمن، وابن خزيمة (238)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 25 من طريق منصور بن عبد الرحمن الحجبي، عن أمه صفية بنت شيبة، كلتاهما (حفصة وصفية) عن عائشة، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2959)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 560 من طريق جعفر بن الزبير الشامي، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن عائشة، به. قال الطبراني: لا نعلم أبا أمامة روى عن عائشة غير هذا، ولا يروى إلا من هذا الوجه. قال ابن عدي في جعفر بن الزبير: عامة أحاديثه مما لا يتابع عليه، والضعف على حديثه بيّن.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" أيضاً (6083) من طريق محمد بن كثير، عن ليث، عن مجاهد، عن عائشة. وليث -وهو ابن سليم- ضعيف.

وأخرجه الطبراني أيضاً (7665) من طريق الحسن بن أبي جعفر الجُفري، عن أبي الزبير، عن أبي الطفيل -وهو عامر بن واثلة- عن عائشة. والحسن ضعيف.

وأخرجه الطبراني في "الصغير"(1103)، وابن عدي 3/ 1184 من طريق سالم بن نوح، عن عمر بن عامر، عن قتادة، عن سعيد، عن عائشة. وقال الطبراني: لم يروه عن عمر بن عامر إلا سالم بن نوح. وقال ابن عدي: وعنده غرائب وإفرادات، وأحاديثه محتملة متقاربة.

وأخرجه ابن عدي 2/ 612 من طريق الحارث بن شبل، عن أم النعمان الكندية، عن عائشة، وقال: غير محفوظ. قلنا: الحارث بن شبل ضعيف.

وأخرجه الإسماعيلي في "معجم شيوخه" 1/ 328 من طريق هشيم، عن عمر بن ذر بن عبد الله، عن أبيه، عن عائشة. وذر لم يدرك عائشة.

وسيرد بالأرقام (24089) و (24160) و (24349) و (24599) و (24719) و (24723) و (24866) و (24915) و (24953) و (24978) و (24991) =

ص: 14

24015 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ (1)، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: إِنَّمَا أَذِنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِسَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ فِي الْإِفَاضَةِ قَبْلَ الصُّبْحِ مِنْ جَمْعٍ، لِأَنَّهَا كَانَتْ امْرَأَةً ثَبِطَةً (2)(3).

= و (25235) و (25277) و (25353) و (25369) و (25380) و (25381) و (25387) و (25389) و (25394) و (25405) و (25583) و (25593) و (25608) و (25609) و (25634) و (25764)(25925) و (25941) و (25981)(26177) و (26288) و (26405).

وفي الباب عن أم سلمة، سيرد 6/ 291.

وعن ميمونة، سيرد 6/ 329.

(1)

قوله: "عن أبيه" سقط من النسخ الخطية و (م) خلا (ظ 8)، وإثباته هو الصواب، فالحديث حديثه كما سيرد في مكرراته والتخريج، وانظر "أطراف المسند" 9/ 211.

(2)

في هامش (ظ 2) و (ظ 8) و (هـ): ثبطة، أي: ثقيلة، وأشير إليها في (ظ 2) و (ق) أنها نسخة.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، ومنصور: هو ابن زاذان.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 262، وفي "الكبرى"(4032) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(971)، ومسلم (1290)(294)، النسائي في "الكبرى"(4034)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3041) و (3043)، وابن خزيمة (2869)، وابن حبان (3861) و (3866) من طريقين، عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه، به. وزاد مسلم وابن خزيمة: وكانت عائشة لا تفيض إلا مع الإمام.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (981)، والبخاري (1681)، ومسلم (1290) =

ص: 15

24016 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي حُجْرَتِي وَالنَّاسُ يَأْتَمُّونَ بِهِ مِنْ وَرَاءِ الْحُجْرَةِ يُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ (1).

= (293)، والدارمي (1886)، والبيهقي في "السنن" 5/ 124 من طريق أفلح بن حميد، عن القاسم، به. وزاد: وأقمنا حتى أصبحنا نحن، ثم دفعتنا بدفعه، فلأن أكون استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما استأذنت سودة أحب إلي من مفروح به. وهذا لفظ البخاري.

وسيرد بالأرقام (24635) و (24673) و (25017) و (25314)(25788).

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4892)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: ثبطة، أي: ثقيلة.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري، وعمرة: هي بنت عبد الرحمن الأنصارية.

وأخرجه ابن شبة في "تاريخ المدينة" 1/ 302 - 303 من طريق هشيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه البخاري (729) من طريق عبدة، عن يحيى بن سعيد الأنصاري بهذا الإسناد، مطولاً بذكر قصة قيام الليل.

وسيرد مطولاً بالأرقام (24124) و (24322) و (26038) و (26307).

وفي الباب عن زيد بن ثابت عند البخاري (731)، ومسلم (781)، وسلف برقم (21582).

قال السندي: قوله: في حجرتي: المشهور أنه اتخذ حجرة من حصير في المسجد، فكان يصلي فيها.

وقال الحافظ في "الفتح" 2/ 214: ظاهره أن المراد حجرة بيته .. ويحتمل أن المراد الحجرة التي كان احتجرها في المسجد بالحصير. =

ص: 16

24017 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي حَرَّةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي افْتَتَحَ صَلَاتَهُ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ (1).

= قلنا: وقد جاء مصرحاً بأنها حصيرة في الرواية الآتية برقم (24124)، وفي حديث زيد بن ثابت السالف برقم (21582)، وجاء في رواية البخاري (729) وصف لجدار الحجرة بأنه قصير، مما يدل على أنها حجرة بيته، وقد ترجم له: إذا كان بين الإمام وبِين القوم حائط أو سترة.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو حَرَّة: -وهو واصل بن عبد الرحمن البصري- تكلموا في روايته عن الحسن، وقد ذكر الإمام أحمد أنه لم يقل في أحاديثه عن الحسن:"سمعت" إلا في ثلاثة منها. قلنا: وهذا أحدها، فقد صرح بسماعه من الحسن في الرواية الآتية برقم (25677)، وهذا الحديث مما انتقاه له مسلم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، هشيم: هو ابن بشير. وسَعْد بن هشام: هو ابن عامر الأنصاري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 272، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"(1237)، ومسلم (767)(197)، والمروزي في "قيام الليل" ص 55 (المختصر)، وأبو عوانة 2/ 304، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 280، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(645)، والبيهقي فى "السنن" 3/ 5 - 6، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 290 من طريق هشيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 304 من طريق أبي زيد الهروي وهو سعيد بن الربيع، عن أبي حرة، به. وقد تحرف في المطبوع منه أبو زيد إلى أبي زائد!

وسيرد برقم (25677).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7176)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

ص: 17

24018 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ لِأَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي الرُّقْيَةِ مِنْ كُلِّ ذِي حُمَةٍ (1).

24019 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ التَّطَوُّعِ؟ فَقَالَتْ: كَانَ يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا فِي بَيْتِي، ثُمَّ يَخْرُجُ فَيُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَكَانَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى بَيْتِهِ، فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَكَانَ يُصَلِّي بِهِمُ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، ومغيرة: هو ابن مقسم. وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي خال إبراهيم.

وأخرجه مسلم (2193)(53) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1395) عن أبي عوانة، وابن ماجه (3517)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 326، وابن حبان (6101)، وأبو الشيخ في "تاريخ أصبهان" 1/ 312، وفي "طبقات المحدثين بأصبهان"(949) من طريق أبي الأحوص، كلاهما عن مغيرة، به. بلفظ: رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرقية من الحية والعقرب.

وسيرد بالأرقام: (24326) و (25571) و (25739) و (26172).

وفى الباب عن أنس، سلف برقم (12173) وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: من كل ذي حُمة، بضم ففتح ميم مخففة، وقد تشدَّد: السُّم.

ص: 18

الْعِشَاءَ، ثُمَّ يَدْخُلُ بَيْتِي، فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَكَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ تِسْعَ رَكَعَاتٍ فِيهِنَّ الْوَتْرُ، وَكَانَ يُصَلِّي لَيْلًا طَوِيلًا قَائِمًا، وَلَيْلًا طَوِيلًا جَالِسًا، فَإِذَا قَرَأَ وَهُوَ قَائِمٌ رَكَعَ وَسَجَدَ وَهُوَ قَائِمٌ، وَإِذَا قَرَأَ وَهُوَ قَاعِدٌـ رَكَعَ وَسَجَدَ وَهُوَ قَاعِدٌ، وَكَانَ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَيُصَلِّي بِالنَّاسِ صَلَاةَ الْفَجْرِ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن شقيق، وهو العقيلي، من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، وخالد: هو ابن مهران الحذاء.

وأخرجه أبو داود (1251) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/ 471 - 472 عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه بتمامه ومختصراً مسلم (730)(105)، والترمذي في "جامعه"(375)، وفي "الشمائل"(275)، وابن ماجه (1164)، وابن خزيمة (1167) و (1199) و (1245) من طريق هشيم، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه بتمامه ومختصراً إسحاق بن راهويه (1299) عن عبد الوهَّاب الثقفي، وأبو داود (1251)، والنسائي في "الكبرى"(336)، وأبو يعلى (4845)، وابن حبان (2475)، والبيهقي في "السنن" 2/ 471 - 472 من طريق يزيد بن زريع، والترمذي في "جامعه"(436) وفي "الشمائل"(280) من طريق بشر بن المُفَضَّل، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 338، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 185 من طريق سفيان، وابن حبان (2474) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، و (2510) من طريق وهيب بن خالد، ستتهم عن خالد الحذاء، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وسيرد برقم (25819) و (26022).

وقوله: كان يصلي قبل الظهر أربعاً

، سيرد برقم (26022)، وانظر (24164) و (24340) و (25147) و (26167) =

ص: 19

24020 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا (1) إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدَيَّ - قَالَ مَسْرُوقٌ: فَسَمِعْتُ تَصْفِيقَهَا بِيَدَيْهَا مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ وَهِيَ تُحَدِّثُ بِذَلِكَ - ثُمَّ يُقِيمُ (2) فِينَا حَلَالًا (3).

= وفي الباب عن عبد الله بن السائب، سلف برقم (15396)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

وفي باب صلاته الركعتين بعد الظهر، وبعد المغرب وبعد العشاء عن ابن عمر، سلف برقم (4506).

وعن أم حبيبة عند الترمذي (415)، وسيرد 6/ 326.

وسترد صور مختلفة لصلاته صلى الله عليه وسلم الوتر بالأرقام (24042) و (24057) و (24073) و (24237) و (24269) و (24357) و (24689) و (24921) و (25159) و (25286) و (25319) و (25559) و (25858) و (25889) و (26122) و (26159).

وقولها: كان يصلي ليلا طويلاً قائماً

سيرد بالأرقام (24669) و (24688) و (24809) و (24822) و (25329) و (25330) و (25688) و (25819) و (25904) و (25907) و (25912) و (25992) و (26039) و (26253) و (26257) و (26274) و (26290). وانظر (24191) و (24258) و (24715) و (24833) و (24945) و (24961) و (25360) و (25361) و (25448) و (25449) و (25502) و (25689) و (25819) و (25826) و (25940) و (26002) و (26114) و (26202).

(1)

في (ظ 8): عن، وهي نسخة في هامش (ظ 2) و (ق) و (هـ).

(2)

في (م) تقيم، وهو خطأ.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، والشعبي: هو عامر بن شراحيل، ومسروق: هو ابن الأجدع. =

ص: 20

24021 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ الرُّكْبَانُ يَمُرُّونَ بِنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ

= وأخرجه مسلم (1321)(370) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً إسحاق بن راهويه في "مسنده"(1434)، والبخاري (5566)، والدارمي (1935)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 265، وفي "شرح مشكل الآثار"(5514) و (5515)، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 227 من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به.

وأخرجه الدولاري في "الكنى والأسماء" 1/ 186 من طريق أبي سعيد عامر بن مسعود الزرقي عن عائشة، قالت: كنت أفتل قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ما يُحْرمُ من شيء.

وسيرد بالأرقام (24068) و (24787) و (24956) و (25574) و (25577) و (25736).

ومن طريق الأسود عن عائشة بالأرقام (24136) و (24155) و (24603) و (24710) و (24711) و (25383) و (25411) و (25565) و (25581) و (25582) و (25737) و (25776) و (25832) و (25872) و (25991) و (26124) و (26259).

ومن طريق عروة عن عائشة بالأرقام (24084)، و (25516) و (25580) و (25642) و (25776) و (25873) و (25887).

ومن طريق عمرة عن عائشة بالرقم (25465).

ومن طريقي عروة وعمرة عن عائشة بالرقم (24524).

ومن طريق القاسم عن عائشة بالأرقام (24492) و (24557) و (25976) و (25500) و (25818) و (26009).

وسلف ما يعارضه من حديثه جابر (14129)، وإسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه هناك، فانظره.

ص: 21

اللهِ صلى الله عليه وسلم مُحْرِمَاتٌ، فَإِذَا حَاذَوْا بِنَا، أَسْدَلَتْ (1) إِحْدَانَا جِلْبَابَهَا مِنْ رَأْسِهَا عَلَى وَجْهِهَا، فَإِذَا جَاوَزُونَا (2) كَشَفْنَاهُ " (3).

(1) في (ق): سدلت.

(2)

في (ظ 2) و (ق) و (هـ) و (م): جاوزنا، والمثبت من (ظ 8) وهامش (هـ).

(3)

إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وهو القرشي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، ورواية مجاهد بن جبر عن عائشة في "الصحيحين"، وقد أنكر يحيى بن سعيد القطان سماعه منها فيما ذكر ابن معين.

وأخرجه أبو داود (1833)، والبيهقي في "السنن" 5/ 48 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن خزيمة (2691)، وابن عدي في "الكامل" 7/ (2597) من طريق هشيم، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة (الجزء الذي نشره العمروي ص 307)، وابن ماجه (2935)، والدارقطني في "السنن" 2/ 295 من طريق محمد بن فضيل، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"(1189)، وابن الجارود في "المنتقى"(418)، وابن خزيمة (2691) عن طريق جريج بن عبد الحميد، وابن ماجه (2935)، وابن خزيمة (2691) من طريق عبد الله بن إدريس، والدارقطني في "السنن" 2/ 294 من طريق علي بن عاصم الواسطي، أربعتهم عن يزيد بن أبي زياد، به.

وخالفهم سفيان بن عيينه فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (608) و (934)، والدارقطني 2/ 295، فرواه عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد، فقال: قالت أم سلمة، فذكره.

وأخرج البيهقي في "السنن" 5/ 47 من طريق أبي عمرو بن مطر، عن يحيى بن محمد. وهو ابن البختري الحنَّائي، عن عبيد الله بن معاذ، عن أبيه، عن شعبة، عن يزيد الرِّشْك، عن معاذة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: المحرمة تلبس من الثياب ما شاءت إلا ثوباً مَسَّه وَرْس أو زعفران، ولا تتبرقع ولا تَلَثَّم، وتسدل الثوب على وجهها إن شاءت. وهذا إسناد صحيح. =

ص: 22

24022 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي سُجُودِ الْقُرْآنِ: " سَجَدَ وَجْهِي لِمَنْ خَلَقَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ "(1).

= وله شاهد من حديث أسماء بنت أبي بكر، رواه مالك في "الموطأ" 1/ 328 عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر أنها قالت: كنا نخمِّر وجوهنا ونحن محرمات، ونحن مع أسماء بنت أبي بكر الصديق. وإسناده صحيح.

وقد أخرجه بنحوه ابن خزيمة (2690)، والحاكم 1/ 454.

قال الخطابي في "معالم السنن" 2/ 179: قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى المحرمة عن النقاب، فأما سدل الثوب على وجهها من رأسها فقد رخص فيه غيرُ واحدٍ من الفقهاء، ومنعوها أن تلف الثوب أو الخمار على وجهها أو تشد النقاب أو تتلثم أو تتبرقع. ومن قال بأن للمرأة أن تسدل الثوب على وجهها من فوق رأسها عطاء ومالك وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل وإسحاق وهو قول محمد بن الحسن، وقد علق الشافعي القول فيه.

قلنا: وقد سلف النهي عن انتقاب المحرمة من حديث ابن عمر برقم (6003).

قال السندي: قولها: يمرُّون بنا، أي: بالنِّساء.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، خالد: -وهو ابن مهران الحذاء- لم يسمع أبا العالية -وهو رفيع بن مهران- بينهما رجلٌ مبهم كما سيأتي في الرواية (25821)، وهو الصواب فيما قال الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 96، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 20 عن هشيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1679)، والترمذي (580) و (3425)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 222، وفي "الكبرى"(714)، والحاكم 1/ 220، والبيهقي 2/ 325، والبغوي في "شرح السنة"(770) من طريق عبد الوهَّاب =

ص: 23

24023 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اسْتَرَاثَ الْخَبَرَ تَمَثَّلَ فِيهِ بِبَيْتِ طَرَفَةَ:

وَيَأْتِيكَ بِالْأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ (1).

= الثقفي، وأبو الشيخ في "طبقات المحدِّثين بأصبهان"(671)، والحاكم 1/ 220 من طريق وهيب بن خالد، والدارقطني في "السنن" 1/ 406 من طريق سفيان بن حبيب، ثلاثتهم عن خالد الحذاء، به، زاد الحاكم فيه: فتبارك الله أحسن الخالقين.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه! ووافقه الذهبي!

وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب المطول السَّالف برقم (729) وإسناده صحيح، ولفظه:"اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه فصوَّره فأحسن صوره، فشقَّ سمعه وبصره، فتبارك الله أحسن الخالقين".

(1)

حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الشعبي -وهو عامر بن شراحيل- لم يسمع من عائشة فيما قاله ابن معين وأبو حاتم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، والمغيرة: هو ابن مِقْسم الضَّبِّي.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10833) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(995) - من طريق هشيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 712، والنسائي في "الكبرى"(10834) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(996) - من طريق إبراهيم بن المهاجر، عن الشعبي، =

ص: 24

24024 -

حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ إِسْحَاقَ - يَعْنِي ابْنَ سُوَيْدٍ - عَنْ مُعَاذَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، نَهَى عَنِ النَّقِيرِ، وَالْمُقَيَّرِ، وَالدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ (1).

وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/ 128، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.

وسيكرر برقم (25134) سنداً ومتناً.

وسيرد بنحوه برقم (25071) و (25231) و (25862) من طريق شريك بن عبد الله النخعي، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن عائشة.

وفي الباب: عن ابن عباس عند البخاري في "الأدب المفرد"(793)، ولفظه: إنها كلمة نبي: ويأتيك بالأخبار من لم تزوِّد. وفي إسناده ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف.

قولها: إذا استراث الخبر، أي: استبطأه.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. إسحاق بن سويد، وهو العدوي من رجاله، وروى له البخاري مقروناً بغيره، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. معتمر: هو ابن سليمان، ومُعاذة: هي بنت عبد الله العدوية.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 307، وأبو عوانة 5/ 308 من طريق المعتمر، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(853)، ومسلم (1995)، وأبو عوانة 5/ 308 من طريق عبد الوهَّاب بن عبد المجيد الثقفي، عن إسحاق بن سويد، به.

وأخرجه بنحوه إسحاق بن راهويه (1107)، والبخاري في "تاريخه" 5/ 92، والنسائي في "المجتبى" 8/ 297 و 306 و 307 والطبراني في "الأوسط"(4741) من طرق عن عائشة، به. =

ص: 25

24025 -

حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدًا، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّ الضُّحَى إِلَّا أَنْ يَقْدَمَ مِنْ سَفَرٍ، فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ (1).

= وأخرجه مطولاً إسحاق بن راهويه (868) من طريق أمية بنت عبد الله، عن عائشة، به. وأمية بنت عبد الله لا تعرف.

وسيأتي بالأرقام: (24201) و (24507) و (24649) و (24656) و (24671) و (24676) و (24814) و (24840) و (24922) و (24930) و (25000) و (25011) و (25058) و (25390) و (25397) و (25669) و (25978) و (26072) و (26073) و (26074) و (26144) و (26373).

وانظر (24198) و (24741) و (26057).

وقد سلف من حديث ابن عمر برقم (4465)، وذكرنا هناك أحاديث الباب، وذكرنا كذلك من ذهب إلى نسخه، انظر (25000).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن شقيق -وهو العُقَيْلي- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. معتمر: هو ابن سليمان، وخالد: هو ابن مهران الحَذَّاء.

وأخرجه ابن خزيمة (1230) من طريق معتمر، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(481) من طريق ابن المبارك، عن خالد، به، ولم يقل: فيصلى ركعتين.

وأخرجه الطيالسي (1554) عن الصلت بن دينار، عن عبد الله بن شقيق، به، ولم يقل: فيصلي ركعتين.

وسيرد بالأرقام (25385) و (25691) و (25829).

وفي الباب عزت أنس، سلف برقم (12353)، وانظر حديث ابن عمر (4758).

قال السندي: قولها: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى: هذا لا يدل =

ص: 26

24026 -

حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تُحَرِّمُ الْمَصَّةُ وَالْمَصَّتَانِ "(1).

= على أنه ما كان يصلي، وإنما يدل على أنه ما كان يصلي عندها، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين. معتمر: هو ابن سليمان التيمي، وأيوب: هو السختياني، وابن أبي مُلَيْكة: هو عبد الله بن عبيد الله، وابن الزبير: هو عبد الله.

وأخرجه مسلم (1450)، والترمذي (1150) من طريق معتمر، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (546)، وابن نصر المروزي في "السنة"(312)، والدارقطني في "السنن" 4/ 171 - 172، والبيهقي في "السنن" 7/ 455 من طريق عبد الوهَّاب الثقفي، عن أيوب، به.

ورواه شعبة- كما عند النسائي في "الكبرى"(5450) عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة مرفوعاً، لم يذكر فيه: ابن الزبير.

ورواه عبد الرزاق (13922) عن معمر، عن أيوب أن ابن الزبير كان يقول: لا تحرِّم المصة ولا المصتان. يروي ابن الزبير ذلك عن عائشة. قلنا: لم يذكر فيه: ابن أبي مليكة.

وأخرجه عبد بن حميد (520) عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن الزبير، قال: قال رسول الله عليه، فذكره.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5460) من طريق ابن إسحاق قال: حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، عن الحجاج ابن الحجاج الأسلمي، عن أبي هريرة، به مرفوعاً، فجعله من حديث أبي هريرة. =

ص: 27

24027 -

حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا بُرْدٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي الْبَيْتِ وَالْبَابُ عَلَيْهِ مُغْلَقٌ، فَجِئْتُ، فَمَشَى حَتَّى فَتَحَ لِي، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَقَامِهِ، وَوَصَفَتْ أَنَّ الْبَابَ فِي الْقِبْلَةِ (1).

= وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5461) من طريق ابن إسحاق، عن إبراهيم بن عقبة، قال: كان عروة يحدث عن حجاج بن حجاج، عن أبي هريرة، مرفوعاً فذكر نحوه. فجعله كذلك من حديث أبي هريرة.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 111: المحفوظ عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن ابن الزبير، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وعن الزهري، عن عروة، عن عائشة وابن الزبير، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال الترمذي: والصحيح عند أهل الحديث حديث ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن الزبير، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وسيرد برقم (24644) و (25812) و (26099).

وقد سلف من حديث عبد الله بن الزبير بإسنادٍ صحيح برقم (16110)، فانظره.

وانظر (24632).

قال السندي: قوله: "لا تحرم المصة

" إلخ، أي: الرضاع القليل، وقد علم أن القليل من الرضاع كان محرماً أولاً، ثم نسخ، فيحتمل أن يكون هذا كان حينئذٍ، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده حسن، بُرْد -وهو ابن سنان الشامي- تفرد به، وهو مختلف فيه، وثقه ابن معين والنسائي وابن خراش ويزيد بن زريع، وقال أبو زرعة: لا بأس به، واختلف قول أبي حاتم فيه، فقال مرة: ليس بالمتين، وقال مرة: كان صدوقاً قدرياً، وضعفه ابنُ المديني، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو داود (922) -ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" =

ص: 28

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (4210) - من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (922)، والترمذي (601)، والدارقطني في "السنن" 2/ 80، والبيهقي في "السنن" 2/ 265، وفي "معرفة السنن والآثار"(4210)، والبغوي في "شرح السنة"(747) من طريق بشر بن المفضل، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.

وأخرجه الطيالسي (1468) عن عبد الوارث، وإسحاق بن راهويه (1147) -ومن طريقه النسائي في "المجتبى" 3/ 11، وفي "الكبرى"(523) و (1129) - عن حاتم بن وردان، وأبو يعلى (4406) -ومن طريقه ابن حبان (2355) - من طريق ثابت بن يزيد الأحوص، والدارقطني في "السنن" 2/ 80 من طريق حماد بن سلمة، أربعتهم عن برد، به. وفي رواية حاتم وثابت: يصلي تطوعًا، وعندهم عدا الطيالسي فمشى عن يمينه أو عن شماله ففتح.

وأخرجه الدارقطني في "السنن" 2/ 80، وفي "العلل" 5/ الورقة 27 عن أبي القاسم البغوي عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، عن محمد بن حميد الرازي، عن حكَّام بن سَلْم، عن عنبسة بن عبد الواحد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، فإذا استفتح إنسان الباب فتح له ما كان في قبلته أو عن يمينه أو عن يساره، ولا يستدير القبلة. قلنا: ومحمد بن حميد الرَّازي ضعيف.

وسيرد برقم (25503) و (25972).

وفي باب العمل في الصلاة من حديث عائشة عند البخاري (1212) ضمن حديث الخسوف.

وعن ابن عباس، سلف (2164).

وعن أبي هريرة، سلف (7178).

وعن أبي برزة الأسلمي، سلف برقم (19770).

وعن سهل بن سَعْد، سلف برقم (22807). =

ص: 29

24028 -

حَدَّثَنَا (1) بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى حَفْصَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَأَخْبَرَتْنَا، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ مُكَافَأَتَانِ (2)، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ "(3).

= قال السندي: قولها: فمشى، أي: في أثناء الصلاة، وعُلم منه أن مثل هذا فعل قليل لا ينافي الصلاة.

(1)

في (هـ) و (م): أخبرنا.

(2)

في (ظ 2) و (ق): مكافئتان، قال السندي: أي مساويتان في السن .. وهو بكسر الفاء من كافأه إذا ساواه، قال الخطابي: والمحدثون يفتحون الفاء، وأراه أولى.

(3)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الله بن عثمان، وهو ابن خثيم القاري، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/ 301 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (1513)، وابن حبان (5310) من طريق بشر بن المفضل، به. قال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن صحيح، وحفصة هي بنت عبد الرحمن بن أبي بكر.

وأخرجه إلحاقا بن راهويه (1290)، وأبو يعلى (4648) من طريقين، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به.

وأخرجه عبد الرزاق (7956) عن ابن جريج قال: أخبرنا يوسف بن ماهك، قال: دخلت أنا وابن مليكة على حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، وولدت للمنذر بن الزبير غلاماً، فقلت: هلا عققت جزوراً على ابنك؟ فقالت: معاذ الله، كانت عمتي عائشة تقول: على الغلام شاتان وعلى الجارية شاة. =

ص: 30

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1042)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1962، والبيهقي 1/ 301 من طريق عبد الجبار بن ورد المكي قال: سمعت ابن أبي مليكة يقول: نُفِس لعبد الرحمن بن أبي بكر غلام، فقيل لعائشة: يا أمَّ المؤمنين، عُقِّي عن جزوراً، فقالت: معاذ الله، ولكن ما قال رسول الله:"شاتان مكافأتان".

وأخرجه عبد الرزاق (7955) -ومن طريقه ابن راهويه (1291) - عن ابن جريج، قال: أخبرني عبيد الله بن أبي يزيد، عن بعض أهله أنه سمع عائشة تقول:"ألا على الغلام شاتان، وعلى الجارية شاة، ولا يضركم أذكر أم أنثى" تأثر ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم تقول: سمعته يقول.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 239، وإسحاق بن راهويه (1033) من طريقين عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطايا، عن عائشة، به.

وسيرد بالأرقام (25250) و (26134).

وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6713) و (6737) وذكرنا في الموضع الثاني أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: "عن الغلام"، أي: يجزئ في عقيقته شاتان مكافئتان، بالهمزة، أي متساويتان في السن، بمعنى أن لا ينزل سنهما عن سن أدنى ما يجزئ في الأضحية، وقيل: مساويتان أو متقاربتان، وهو بكسر الفاء، من كافأه إذا ساواه. قال الخطابي: والمحدِّثون يفتحون الفاء، وأُراه أَوْلى، لأنه يريد شاتين قد سُوِّي بينهما، أو مساوي بينهما، وأما بالكسر فمعناه متساويتان، فيحتاج إلى شيء أخر يساويانه، وأما لو قيل: متكافئتان لكان الكسر أَوْلى، وقال الزمخشري: لا فرق بين الفتح والكسر، لأن كلَّ واحدة إذا كافأت فهي مكافئة ومكافأة، أو يكون معناه: معادلتان لما يجب في الأضحية من الأسنان، ويحتمل من الفتح أن يراد مذبوحتان، من كافأ الرجل بين بعيرين، إذا نحر هذا ثم هذا معاً من غير تفريق، كأنه يريد شاتين =

ص: 31

24029 -

حَدَّثَنَا مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَابَنُوسَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ وَفَاتِهِ، فَوَضَعَ فَمَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَضَعَ يَدَيْهِ (1) عَلَى صُدْغَيْهِ، وَقَالَ: وَانَبِيَّاهْ، واخَلِيلَاهْ، وَاصَفِيَّاهْ (2).

24030 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ - يَعْنِي الْأَزْرَقَ - وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ إِسْحَاقُ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الْمُكْتِبِ، عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَفْتَتِحُ الصَّلَاةَ بِالتَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ: بِـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} . وَكَانَ إِذَا رَكَعَ لَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ. وَقَالَ يَحْيَى: يُشْخِصُ رَأْسَهُ وَلَمْ يُصَوِّبْهُ، وَلَكِنْ بَيْنَ ذَلِكَ، وَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ لَمْ يَسْجُدْ حَتَّى يَسْتَوِيَ قَائِمًا،

= يذبحهما معاً.

(1)

في (ق) يده.

(2)

إسناده حسن من أجل يزيد بن بابنوس، فإنه لم يرو عنه سوي أبي عمران الجوني، وقال الدارقطني: لا بأس به، وقال ابن عدي: أحاديثه مشاهير، وذكره ابن حبان في الثقات، وقد ثَبَّتَ البخاري في "تاريخه" سماعه من عائشة. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عمران الجوني: هو عبد الملك بن حبيب الأزدي.

وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(373) من طريق مرحوم بن عبد العزيز بهذا الإسناد.

وسيرد مطولاً برقم (25841).

وانظر (2026) و (24278) و (24863).

ص: 32

وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ لَمْ يَسْجُدْ حَتَّى يَسْتَوِيَ جَالِسًا. قَالَتْ: وَكَانَ يَقُولُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ: التَّحِيَّةَ، وَكَانَ يَنْهَى عَنْ عَقِبِ الشَّيْطَانِ، وَكَانَ يَفْتَرِشُ (1) رِجْلَهُ الْيُسْرَى وَيَنْصِبُ رِجْلَهُ الْيُمْنَى، وَكَانَ يَنْهَى أَنْ يَفْتَرِشَ أَحَدُنَا ذِرَاعَيْهِ كَالْكَلْبِ، وَكَانَ يَخْتِمُ الصَّلَاةَ بِالتَّسْلِيمِ. قَالَ يَحْيَى: وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَفْتَرِشَ ذِرَاعَيْهِ افْتِرَاشَ السَّبُعِ (2).

(1) في (ظ 8)، وهامش (ظ 2) و (هـ): يفرش، قلنا: وهو الموافق لرواية مسلم.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، بديل -وهو ابن ميسرة العُقيلي- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسحاق الأزرق: هو ابن يوسف، وحسين المُكْتِب: هو ابن ذكوان المعلِّم، وأبو الجوزاء: هو أوس بن عبد الله الرَّبَعي.

وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد الرزاق في "مصنفه"(2540) و (2602) و (2873) و (3014) و (3050)، وابن أبي شيبة 1/ 229 و 252 و 284 و 285 و 289، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"(1331)، ومسلم (498)، وأبو داود (783)، وابن ماجه (812) و (869) و (893)، وأبو يعلى (4667)، وابن خزيمة (699)، وأبو عوانة 2/ 94 و 96 و 164 و 189، وابن حبان (1768)، والبيهقي في "السنن" 2/ 15 و 85 و 113 و 172 من طرق عن حسين، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1547)، والطبراني في "الأوسط"(7613) من طريق عبد الرحمن بن بديل بن ميسرة، عن أبيه، به.

وخالفهم حماد بن زيد.

فأخرجه البيهقي مختصراً 2/ 15 من طريق حماد بن زيد، عن بديل، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة، به. =

ص: 33

24031 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، وَقَالَ: يُشْخِصُ رَأْسَهُ. وَقَالَ: افْتِرَاشَ السَّبُعِ (1).

24032 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ. وَيَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِنَّ (2) أَطْيَبَ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ مِنْ كَسْبِهِ، وَإِنَّ وَلَدَهُ مِنْ كَسْبِهِ "(3).

= قال الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 97: والقول قول من قال: عن أبي الجوزاء.

وسيأتي مطولاً ومختصراً بالأرقام (24031) و (24791) و (25382) و (26402)، وسيأتي من طريق يحيى بن سعيد القطان وحده برقم (25617).

وانظر أحاديث الباب في مسند عبد الرحمن بن أبزي عند الرواية (15371).

قال السندي: قولها: والقراءة بـ {الحمد لله رب العالمين} : من يرى الإخفاء بالتسمية يقول: المراد بالقراءة الجهر بالقراءة، ومن يرى الجهر بها يقول: قول: {الحمد لله رب العالمين} كناية عن الفاتحة.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر سابقه إلا أن شيخ الإمام أحمد في هذا الإسناد هو محمد بن جعفر.

(2)

لفظ "إن" ليس في (ظ 8)، وهو في هامش (هـ) نسخة.

(3)

حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عمَّة عمارة بن عمير التيمي فلم يترجم لها المزي ولا الحافظ في "التهذيب" وفروعه، وهي على =

ص: 34

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= على شرطهما، ولم يؤثر توثيقها عن أحد، ولم تعرف إلا برواية عمارة بن عمير عنها، وقد أخطأ الحكم بن عُتيبة في روايته الآتية برقم (24951) فقال: عن أمه، وقد اختلف في هذا الحديث على إبراهيم بن يزيد النخعي:

فرواه منصور بن المعتمر -كما في هذه الرواية- والرواية الآتية برقم (25957) و (25611) - عنه، عن عمارة بن عمير التيمي، عن عمته، عن عائشة مرفوعاً.

وحفظ منصور إسناده فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 59.

ورواه الأعمش، واختلف عليه فيه:

فرواه سفيان بن عيينه -كما في الرواية (24135)(25654) - عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عمارة، عن عمته، عن عائشة مرفوعاً، مثل حديث منصور.

وخالفه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير ويعلى بن عبيد كما في الرواية (24148)، فروياه عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة.

وقال البيهقي في "السنن" 7/ 480: وهو بهذا الإسناد غير محفوظ.

ورواه عنه شريك واختلف عليه فيه:

فرواه إسحاق بن يوسف الأزرق -كما في الرواية (25845) - عن شريك، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود.

ورواه إسحاق بن يوسف الأزرق -كما في الرواية (25846) - عن شريك، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عمارة، عن عمته، عن عائشة، به، مرفوعاً.

ورواه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة -كما في الرواية (25296) - وشعبة كما في الرواية (25400)، كلاهما عن الأعمش، عن عمارة، عن عمته، عن عائشة، مرفوعاً، لم يذكر إبراهيم في الإسناد. =

ص: 35

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ورواه الحكم بن عتيبة -كما في الرواية (25951) و (25669) عن عمارة ابن عمير، فقال: عن أمه، عن عائشة.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 60: والصحيح حديث منصور، عن إبراهيم، عن عمارة، عن عمته، عن عائشة.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 240 - 241، وفي "الكبرى"(6043)، والدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 60، والبيهقي في "معرفة السنن"(15590) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 60 من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، به.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 407، وأبو داود (3528)، والدارمي (2537)، والدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 60، والحاكم 2/ 46، والبيهقي في "السنن" 7/ 479 - 480 من طرق عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1508) و (1657)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 406 و 407 - 408، وابن حبان (4259) من طرق عن منصور بن المعتمر، به.

وأخرجه الدارقطني 5/ الورقة 60، وابن حزم في "المحلى" 8/ 102 من طريق مسدَّد، عن يحيى بن سعيد، عن سفيان الثوري، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة، عن عائشة، به مرفوعاً.

وسيأتي برقم (24136) و (24148) و (24951) و (24957) و (25296) و (25400) و (25611) و (25654) و (25669) و (25845) و (25846).

وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، قد سلف برقم (6678)، وإسناده حسن.

قال السندي: قوله: "وإن ولده من كسبه"، أي: فله أن يأكل من مال ولده، فإنه من كَسْبِ الولد، فهو من كسب الوالد بواسطة، وظاهر الحديث جواز الأكل من مال الولد مطلقاً، إلا أنهم حملوه على الجواز عند الحاجة.

ص: 36

24033 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلَتْهُ نَفْسِي "(1).

24034 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَادِمًا لَهُ قَطُّ وَلَا امْرَأَةً لَهُ قَطُّ، وَلَا ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ (2) فَانْتَقَمَهُ مِنْ صَاحِبِهِ، إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ مَحَارِمُ اللهِ عز وجل فَيَنْتَقِمُ لِلَّهِ عز وجل، وَمَا عُرِضَ عَلَيْهِ أَمْرَانِ أَحَدُهُمَا أَيْسَرُ مِنَ الْآخَرِ إِلَّا أَخَذَ بِأَيْسَرِهِمَا، إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَأْثَمًا، فَإِنْ كَانَ مَأْثَمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ (3).

(1) حديث صحيح، حُصَيْن -وهو ابنُ عبد الرحمن السلمي، وإن كان اختلط، وسماع محمد بن فضيل منه بعد اختلاطه- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وسيأتي بالأرقام (24684) و (25084) و (25784) و (26205) و (26368) و (26371).

(2)

في النسخ الخطية: شيئاً والمثبت من (م)، وهو الموافق لرواية مسلم. قال السندي:"شيئاً" من قبيل إقامة الجار والمجرور مقام نائب الفاعل مع وجود المفعول به، وهذا ممّا جوَّزه البعض، وعليه قراءة {لِيُجْزَى قوماً بما كانوا يكسبون} [الجاثية: 14] على بناء المفعول ونصب "قوماً"، والله تعالى أعلم.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عبد الرحمن =

ص: 37

24035 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِي ابْنَ عُلَيَّةَ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَخَذَ أَهْلَهُ الْوَعْكُ أَمَرَ بِالْحَسَاءِ فَصُنِعَ، ثُمَّ أَمَرَهُمْ، فَحَسَوْا مِنْهُ، ثُمَّ يَقُولُ:" إِنَّهُ - يَعْنِي: - لَيَرْتُو فُؤَادَ الْحَزِينِ، وَيَسْرُو عَنْ فُؤَادِ السَّقِيمِ، كَمَا تَسْرُو إِحْدَاكُنَّ الْوَسَخَ بِالْمَاءِ عَنْ وَجْهِهَا "(1).

= الطفاوي، وهو مختلف فيه، فقد وثّقه ابن المديني والذهبي. وقال أبو حاتم: صدوق، إلا أنه يهم أحياناً، وقال ابن معين وابن عدي: لا بأس به، وقال أبو زرعة: منكر الحديث. وله في البخاري ثلاثة أحاديث، وقد توبع. وبقية رجال الإسناد يقال رجال الشيخين.

وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 9/ 60، وابن راهويه في مسنده (810)، ومسلم (2327)(78) و (2328)، والترمذي في "الشمائل"(341)، والنسائي في "الكبرى"(9165)، والدارمي (2218)، والطبراني في "الأوسط"(7647)، والبيهقي في "السنن" 7/ 45 من طرق عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2939) مختصراً جداً، من طريق عطاء، عن عائشة، به.

وسيأتي مطولاً ومختصراً بالأرقام (24546) و (24830) و (24846) و (24985) و (25288) و (25289) و (25489) و (2557) و (25579) و (25715) و (25756) و (25871) و (25923) و (25956) و (26262) و (26404).

قال السندي قولها: خادماً له، أي: فضلاً عن خادم غيره.

(1)

إسناده ضعيف لجهالة والدة محمد بن السَّائب، فقد انفرد بالرواية عنها ابنها محمد، ولم يؤثر توثيقها عن أحد، وبقية رجاله ثقات. =

ص: 38

24036 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ مُعَاذَةَ، قَالَتْ: سَأَلَتْ امْرَأَةٌ عَائِشَةَ: أَتَقْضِي الْحَائِضُ الصَّلَاةَ؟ فَقَالَتْ: أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ؟ قَدْ كُنَّا نَحِيضُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَا نَقْضِي، وَلَا نُؤْمَرُ بِقَضَاءٍ (1).

= وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/ 228، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة محمد بن السائب) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (2039)، والنسائي في "الكبرى"(7573)، وابن ماجه (3445) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد رواه ابن المبارك عن يونس، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. حدثنا بذلك الحسين بن محمد، حدثنا به أبو إسحاق الطالقاني، عن ابن المبارك.

قلنا: وطريق الزهري الذي أشار إليه الترمذي سيأتي برقم (24512) بإسنادٍ صحيح، بحافظ:"إن التلبينة مَجَمَّةٌ لفؤاد المريض تذهب بعض الحزن".

وسيأتي برقم (24500) و (25066) و (25192) و (26050). وانظر (25219).

قال السندي: قولها: الوعك: الحمى، وقيل: ألمها، أو ما ينال المحموم عقيب الحمى من الضَّعْف والألم.

الحساء، بالفتح ممدود: طبيخ يتخذ من دقيق وماء ودهن، وقد يحلى، ويكون رقيقاً يُحسى.

"ليرتو"، ويدعو، أي. يُقَوِّي ويشدُّ.

"ويسرو"، ويدعو أيضاً، أي: يكشف عنه الألم ويزيله.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 191 - 192، وابن الجارود في "المنتقى"(101) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد. =

ص: 39

24037 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: أَخْرَجَتْ إِلَيْنَا عَائِشَةُ كِسَاءً مُلَبَّدًا، وَإِزَارًا غَلِيظًا، فَقَالَتْ: قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَيْنِ (1).

= وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(1384)، ومسلم (335)(67)، وأبو داود (262)، والترمذي (130)، والدَّارمي (980)، وابن خزيمة (1001)، وأبو عوانة 1/ 324، والبيهقي في "معرفة الآثار"(2158) من طرق عن أيوب، به.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 324 من طريق أبي داود الحفري، عن سفيان، وهو الثوري، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2735 من طريق يزيد بن إبراهيم التستري، كلاهما عن أيوب، عن معاذة، به. لم يذكرا أبا قلابة في الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(1279) عن الثوري، عن إبراهيم، عن عائشة، به. إبراهيم -وهو النخعي- لم يسمع من عائشة.

وسيأتي بالأرقام (24633) و (24660) و (24886) و (24887) و (25109) و (25520) و (25951).

قال السندي: قولها: أحرورية أنتِ، بفتح حاء وضم راء، أي: خارجية، وهم طائفةٌ من الخوارج نسبوا إلى حروراء، -بالمد والقصر- وهو موضعٌ قريب من الكوفة، وكان عندهم تشدّد في أمر الحيض، شبَّهَتْها بهم في تشدُّدِهم في أمرهم، وكَثْرَةِ مسائلهم وتعنُّتهم بها، وقيل: أرادَتْ أنها خرجت عن السُّنَّة كما خرجوا عنها.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلَيَّة، وأيوب: هو السختياني، وأبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري.

وأخرجه البخاري (5818)، ومسلم (2080)(35)، والترمذي (1733) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد، قال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن صحيح. =

ص: 40

24038 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، رَضِيعًا كَانَ لِعَائِشَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَمُوتُ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَيُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ النَّاسِ يَبْلُغُونَ أَنْ يَكُونُوا مِئَةً فَيَشْفَعُوا لَهُ إِلَّا شُفِّعُوا فِيهِ "(1).

= وأخرجه ابنُ حبان (6624) عن محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني، عن علي بن حجر، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن أبي الخليل، عن أبي بردة، أخرجت إلينا عائشة

فذكره. وقوله عن أبي الخليل -وهو صالح بن أبي مريم -وهم، والصحيح عن أيوب عن حميد بن هلال. فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 96.

وأخرجه عبد الرزاق (20624)، وإسحاق (1364)، والبخاري (3108)، ومسلم (2080)(35)، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 276 من طرق عن أيوب، به.

وأخرجه أبو داود (4036) من طريق حماد -وهو ابن سلمة- عن حميد بن هلال، به.

وسيرد برقم (24997).

قال السندي: قوله: ملبداً، بفتح باء مشددة، أي: مرقعاً.

غليظاً: ألزق بعضه ببعض، وفيه بيان ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من الزيادة في الدُنيا.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن يزيد رضيع عائشة من رجاله، وقد أخرج له هذا الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، إسماعيل: هو ابن عُلَيَّة، وأيوب: هو السَّختياني، وأبو قلابة: اسمه عبد الله بن زيد الجَرْمي.

وأخرجه الترمذي (1029)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 76، وفي =

ص: 41

24039 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: ذَكَرُوا عِنْدَ عَائِشَةَ أَنَّ عَلِيًّا كَانَ وَصِيًّا، فَقَالَتْ: مَتَى أَوْصَى

= "الكبري"(2119)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(266) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد.

قال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن صحيح، وقد أوقفه بعضهم ولم يرفعه. قلنا: وقال الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 91: ورفعه صحيح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 321، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"(1329)، وأبو يعلى (4398) و (4874)، والطحاوي (264) و (265)، وابن حبان (3081)، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عبد الله بن يزيد رضيع عائشة- من طريق عن أيوب، به.

وأخرجه مسلم (947)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 75 وفي "الكبرى"(118) من طريق سلَّام بن أبي مطيع، عن أيوب، به. وقال سلَّام في آخره: فحدَّثتُ به شعيب بن الحبحاب، فقال: حدثني به أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قلنا. وقد سلف من هذه الطريق في مسند أنس برقم (13804)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

وأخرجه الطحاوي (267) من طريق حماد بن سلمة، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عبد الله بن يزيد الخطمي، عن عائشة، به.

قال الطحاوي بإثره: هكذا يقول حماد في إسناد هذا الحديث، والنَّاس يخالفونه في ذلك، ويقولون: عبد الله بن يزيد رضيع عائشة، وهو أشبه بالصواب في ذلك، والله أعلم.

وسيأتي بالأرقام (24127) و (24657) و (25950).

قال السندي: قوله: "فيشفعوا"، بالتخفيف.

وقوله: "إلا شُفِّعوا"، بالتشديد، أي: قبلت شفاعتهم.

ص: 42

إِلَيْهِ؟ فَقَدْ كُنْتُ مُسْنِدَتَهُ إِلَى صَدْرِي، أَوْ قَالَتْ: فِي حَجْرِي، فَدَعَا بِالطَّسْتِ، فَلَقَدِ انْخَنَثَ فِي حَجْرِي وَمَا شَعَرْتُ أَنَّهُ مَاتَ، فَمَتَى أَوْصَى إِلَيْهِ (1)؟

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، إسماعيل: هو ابن عُلَيَّة، وابن عون: هو عبد الله، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.

وأخرجه البخاري (2741)، ومسلم (1636)، وابن ماجه (1626) من طريق إسماعيل بهذا الإسناد.

وأخرجه بتمامه ومختصراً ابنُ سعد 2/ 260 - 261 عن معاذ بن معاذ العنبري، ومحمد بن عبد الله الأنصاري و 2/ 261 من طريق وهيب، والنسائي في "الكبرى"(6452) من طريق حماد بن زيد، أربعتهم عن ابن عون، به.

وأخرجه البخاري (4459) عن عبد الله بن محمد، وهو المسندي، عن أزهر، وهو ابن سعد، عن ابن عوف، به.

ورواه عمرو بن علي، وهو الفلاس -كما عند النسائي في "المجتبى" 1/ 32 و 6/ 240 - 241، وفي "الكبرى"(6451) -وعباس بن محمد الدوري -كما عند البيهقي في "الدلائل" 7/ 226 - كلاهما عن أزهر بن سعد، عن ابن عون، به إلا أنهما زادا: فدعا بطست ليبول فيها.

وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(368) عن حميد بن مسعدة البصري، عن سُلَيْم بن أخضر، عن ابن عون، به، إلا أنه زاد فيه: فدعا بطستٍ ليبول فيه، ثم بال فمات.

قلنا: قوله: ثم بال فمات لم يتابعه عليه أحد، وهو مخالف لما سيأتي (24216) -وهو عند البخاري (4451) - وفيه: فدخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك رطب، فنظر إليه، فظننت أنَّ له فيه حاجةً. قالت: فأخذته فمضغته، ونفضته وطيبته، ثم دفعته إليه، فاستن كأحسن ما رأيته مستناً قط. =

ص: 43

24040 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنِّي لَأَعْلَمُ كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُلَبِّي، قَالَ: ثُمَّ سَمِعْتُهَا تُلَبِّي تَقُولُ: " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ،

= ثم ذهب يرفعه إلي، فسقط من يده، فأخذت أدعو الله عز وجل بدعاء كان يدعو له به جبريل عليه السلام، وكان هو يدعو به إذا مرض، فلم يدع به في مرضه ذلك، فرفع بصره إلى السماء، وقال:"الرفيق الأعلى، الرفيق الأعلى" يعني وفاضت نفسه، فالحمد لله الذي جمع بين ريقي وريقه في آخر يوم من أيام الدنيا.

وأخرج الطيالسي (1392) عن محمد بن خادم، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوص.

وقولها: فقد كنت مسندته إلى صدري، سيرد بالأرقام (24216) و (24354) و (24454) و (24482) و (24905) و (25947) و (26324) و (26347) و (26348).

وفي باب نفي وصيته صلى الله عليه وسلم لأحد:

عن علي، وقد سلف (921).

وعن عبد الله بن أبي أوفى، سلف (19123).

قال السندي: قولها: مسندته، أي: ضامَّتُه.

انخنث، بنونين بينهما خاء معجمة، وبعد الثانية ثاء مثلية، أي: انكسر، وانثنى لاسترخاء أعضائه عند الموت، ولا يخفى أن هذا لا يمنع الوصية قبل ذلك، ولا يقتضي أنه مات فجأة، بحيث لا يمكن منه الوصية ولا تتصور، كيف وقد عُلِم أنه صلى الله عليه وسلم عَلِمَ بقرب أجله قبل المرض، ثم مرض أياماً، نَعَمْ، وقد يقال: هو يوصي إلى عليّ بماذا؟ إن كان الكتاب والسنة، فالوصية بهما لا تختص بعلي، بل تعم المسلمين كلهم، وإن كان المال، فما ترك مالاً حتى يحتاج إلى وصية إليه، والله تعالى أعلم.

ص: 44

لَبَّيْكَ (1) لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ " (2).

24041 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعْتَكِفُ، فَيُخْرِجُ إِلَيَّ رَأْسَهُ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَأَغْسِلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ (3).

(1) لفظ "لبيك" هذا ليس في (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عطية: هو الوادعي الهَمْداني.

وأخرجه مختصراً الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 124 من طريق أبي الأحوص، عن الأعمش، بهذا الإسناد.

وسيأتي بالأرقام (24690) و (25480) و (25918) و (25935) و (26061) و (26062).

وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3897)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، تميم بن سلمة من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(3055) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (297)(8)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 148، وفي "الكبرى"(3384)، والبيهقي في "السنن" 1/ 308، من طريقين عن عروة، به.

وأخرجه الشافعي في "السنن"(358)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"(1725)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 894 و 4/ 1453، والبيهقي في "معرفة الآثار"(9086)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 211 =

ص: 45

24042 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ (1) الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الجَزَّارِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ بِتِسْعٍ، فَلَمَّا أَسَنَّ وثَقُلَ أَوْتَرَ بِسَبْعٍ (2).

= من طرق عن عائشة.

وسيأتي برقم (25927)، وبنحوه مطولاً ومختصراً بالأرقام (24238) و (24280) و (24521) و (24564) و (24683) و (24731) و (25374) و (25563) و (25682) و (25735) و (25927) و (25948) و (25973) و (25984) و (26102) و (26248) و (26261) و (26278) و (26336) و (26408).

(1)

في (ظ 8) و (ق) وهامش (هـ): قال: حدثنا.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على الأعمش:

فرواه محمد بن فضيل -كما في هذه الرواية، ومن طريقه أخرجه ابن أبي شيبة 2/ 293، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 284 - وأبو الأحوص كما عند النسائي في "الكبرى"(1351)، وزائدة كما عند النسائي في "المجتبى" 3/ 238، وفي "الكبرى"(1348)، وأبو عوانة كما عند ابن نصر في "قيام الليل" ص 25، وسفيان الثوري -كما في الرواية (25889) - خمستهم عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن يحيى بن الجزار، عن عائشة، به.

وخالفهم أبو معاوية- فرواه -كما سيرد 6/ 322 - عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن يحيى بن الجزار، عن أم سلمة، فجعله من حديث أم سلمة.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ 86: وقول ابن فضيل أشبه بالصواب.

قلنا: وروى أبو بكر النهشلي -كما سلف (2714) - عن حبيب بن أبي ثابت، عن يحيى بن الجزار، عن ابن عباس، بلفظ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي =

ص: 46

24043 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: سُئِلَتْ عَائِشَةُ وَأُمُّ سَلَمَةَ: أَيُّ الْعَمَلِ كَانَ أَعْجَبَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتَا: مَا دَامَ وَإِنْ قَلَّ (1).

= من الليل ثماني ركعات، ويوتر بثلاث، ويصلي الركعتين، فلما كبر صار إلى تسع: ستٍّ وثلاث.

فخالف أبو بكر النهشلي في إسناده ومتنه، وفيه ضعف.

وقد سلف برقم (24269) بإسنادٍ صحيح.

(1)

حديث صحيح، أبو صالح: وهو ذكوان السمان، وإن كان قد أدرك عائشة وأم سلمة إلا أنه لم يذكر ما يفيد السماع منهما، وقد ثبت من حديث عائشة بإسناد صحيح من طريق هشام بن عروة عن أبيه، وسيأتي برقم (24189)، وسيأتي من حديث أم سلمة 6/ 304.

وأخرجه الترمذي في "جامعه"(2856)، وفي "الشمائل"(305)، وأبو يعلى (4573) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة قالت: كان أحب العمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ديم عليه.

وسيكرر 6/ 289 سنداً ومتناً.

وسيرد بالأرقام (24628) و (25143) و (25671) و (26131) و (26390).

وانظر (24124) و (25431).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8600).

وعن أُمِّ سلمة، سيرد 6/ 304.

وعن ميمونة، سيرد 6/ 334 - 335.

قال السندي: قولهما: ما دام، أي: ما اعتاده صاحبه، ولا يتركه، وهو وإن قَلَّ خيرٌ من كثير لا يداوم عليه صاحبه.

ص: 47

24044 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُمَرٍو (1)، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُومُ وَيُصَلِّي، وَعَلَيْهِ طَرَفُ اللِّحَافِ وَعَلَى عَائِشَةَ طَرَفُهُ، ثُمَّ يُصَلِّي (2).

24045 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّها قَالَتْ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَصَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ قَبْلَ أَنْ يَسْجُدَ،

(1) في النسخ الخطية و (م) ما خلا (ظ 8) عمر، والمثبت من (ظ 8).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، فقد اضطرب فيه يونس بن عمرو، وهو ابن أبي إسحاق السبيعي، فرواه محمد بن فضيل -كما في هذه الرواية، وهو عند إسحاق بن راهويه (1609) - عنه، عن العيزار بن حريث، عن عائشة، فجعله من حديث عائشة.

ورواه وكيع -كما سلف برقم (23404) - عنه، عن العيزار بن حريث، عن حذيفة بن اليمان، به، فجعله من حديث حذيفة.

ورواه أبو نعيم -كما سلف برقم (23396) - عنه، عن الوليد بن العيزار، عن حذيفة، به.

وسيأتي نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (25686) بلفظ: كان رسول الله يصلي من الليل وأنا إلى جانبه، وأنا حائض، عليَّ مرط، وعليه بعضه.

وسيأتي نحوه بالأرقام (24382) و (24413) و (24675)، و (24979) و (25064) و (25132) و (25628) و (25842) و (26118) و (26126) و (26136).

وانظر (24370) و (24698) و (25822).

وفي الباب عن ميمونة، سيرد 6/ 331.

قال السندي: قولُها: ثم يصلي، أي: ثم يمضي على صلاته، أو المراد بقولها: يصلي أولاً: يريد الصَّلاة.

ص: 48

فَأَطَالَ الْقِيَامَ، وَهُوَ (1) دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَامَ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ فَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى، غَيْرَ أَنَّ أَوَّلَ قِيَامِهِ أَطْوَلُ مِنْ آخِرِهِ، وَأَوَّلَ رُكُوعِهِ أَطْوَلُ مِنْ آخِرِهِ، فَقَضَى صَلَاتَهُ وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ (2).

(1) في (ظ 8): ودون.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن فضيل: هو ابن غزوان الضبي، وهشام: هو ابن عروة بن الزبير.

وأخرجه مطولاً ومختصراً مالك 1/ 186، ومن طريقه الشافعي في "مسنده" 1/ 166 (بترتيب السندي)، وفي "السنن"(47)، وفي "الأم" 1/ 243، والدارمي (1529)، والبخاري (1044) و (5221)، ومسلم (901)(1)، وأبو داود (1191)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 132 - 133، وفىِ "الكبرى"(1859) و (7754)، وأبو عوانة 2/ 373 - 374، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 327، وابن حبان (2845)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/ 338، وفي "معرفة السنن" 5/ 131، والبغوي في "شرح السنة"(1142). وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 467، وإسحاق بن راهويه (595)، والبخاري (6631)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 152، وفي "الكبرى"(1887)، وابن الجارود في "المنتقى"(250)، والبيهقي في "السنن" 3/ 322 من طريق عبدة بن سليمان. وأخرجه إسحاق بن راهويه (596)، ومسلم (901)(2)، والبيهقي 3/ 322 من طريق أبي معاوية. وأخرجه الحميدي (180)، والشافعي في "السنن"(52)، وابن خزيمة (1391) و (1378)، والبيهقي في "معرفة السنن" 5/ 131 من طريق سفيان بن عيينة. وأخرجه أبو داود (1187)، والحاكم 1/ 333 - 334، والبيهقي في "السنن" 3/ 335 من طريق محمد بن إسحاق. وأخرجه ابن خزيمة (1395) من طريق محمد بن بشر العبدي، وأبو عوانة 2/ 374، وابن حبّان (2846) من طريق عبد الله بن المبارك، والحاكم 1/ 332 من طريق الليث بن سعد، و 1/ 334 من طريق زائدة، تسعتهم عن هشام =

ص: 49

24046 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُبَاشِرُ نِسَاءَهُ فَوْقَ الْإِزَارِ وَهُنَّ حُيَّضٌ (1).

= ابن عروة، به. وجمع محمد بن إسحاق إلى روايته عن هشام عن أبيه، روايته عن عبد الله بن سلمة، عن سليمان بن يسار، عن عروة. ولفظها: كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى بالناس، فحزرتُ قراءته، فرأيت أنه قرأ سورة البقرة، ثم سجد سجدتين، ثم قام، فأطال القراءة، فحزرت قراءته، فرأيت أنه قرأ سورة آل عمران. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وقال البيهقي: وفي ذلك دليل على أنه (يعني أبا داود) قصد بهذا الحديث وصف القراءة، دون وصف عدد الركوع والقيام.

وقال الحاكم في كلٍّ من رواية الليث ورواية زائدة: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي.

وسيرد مطولاً من طريق هشام عن أبيه كذلك برقمي (25312) و (25352).

ومن طرق عن الزهري، عن عروة بالأرقام:(24365) و (24473) و (24571) و (25351).

ومن طرق أخرى عن عائشة بالأرقام: (24268) و (24472) و (24670) و (25248).

وفي باب صلاة الكسوف عن النعمان بن بشير سلف برقم (18351). وذكرنا هناك الروايات الواردة في عدد ركعاتها.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. الشيباني: هو أبو إسحاق سليمان ابن أبي سليمان. =

ص: 50

24047 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ (1)، عَنْ خُصَيْفٍ. وَمَرْوَانَ بْنِ شُجَاعٍ قَالَ: حَدَّثَنِي خُصَيْفٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَائِشَةَ - وَقَالَ: مَرْوَانُ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ - قَالَتْ: لَمَّا نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ لُبْسِ الذَّهَبِ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نَرْبِطُ الْمَسَكَ بِشَيْءٍ مِنْ ذَهَبٍ؟ قَالَ: " أَفَلَا تَرْبِطُونَهُ بِالْفِضَّةِ، ثُمَّ تَلْطَخُونَهُ بِزَعْفَرَانَ، فَيَكُونَ مِثْلَ

= وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 254، وابن راهويه في "مسنده"(1492)، والبخاري (302)، ومسلم (293)(2)، وأبو داود (273)، وابن ماجه (635)، والطبري في "تفسيره"(4265)، وأبو عوانة 1/ 309، والحاكم 1/ 172، والبيهقي في "السنن" 1/ 310 - 311، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 167 - 168 من طرق عن أبي إسحاق الشيباني، بهذا الإسناد. ووهم الحاكم في استدراكه.

وأخرجه ابن ماجه (635) من طريقين، عن عبد الرحمن بن الأسود، به.

وأخرجه بنحوه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 353، والدارمي (1061)، وأبو يعلى (4939)، وابن حبان (1368)، والطبراني في "الأوسط"(6871) و (6881)، والبيهقي في "السنن" 1/ 312 و 313 - 314 و 7/ 191 من طرق عن عائشة، به.

وسيأتي نحوه مطولاً ومختصراً بالأرقام (24280) و (24436) و (24606) و (24824) و (24923) و (25021) و (25104) و (25275) و (25410) و (25416) و (25493) و (25542) و (25563) و (25684) و (25714) و (25750) و (25980).

وانظر الحديث رقم (24173).

وسيرد من حديث ميمونة 6/ 335.

(1)

في (م): محمد بن سلمة بن الأسود، وهو خطأ.

ص: 51

الذَّهَبِ؟ " (1).

(1) إسناده ضعيف، خُصَيْف -وهو ابن عبد الرحمن الجزري- سيئ الحفظ، قال الإمام أحمد: ليس بحجة ولا قوي في الحديث، وقال: شديد الاضطراب في المسند. وقال أبو حاتم: صالح يخلط، وتكلم في سوء حفظه. قلنا: وقد اضطرب في إسناد هذا الحديث، فرواه كما في هذه الرواية عن مجاهد عن عائشة، ورواه كما في الرواية التالية عن عطاء، عن أم سلمة. وبقية رجال الإسناد ثقات غير أن مروان بن شجاع فيه كلام ينزل حديثه إلى مرتبة الحسن، محمد بن سلمة: هو الحراني.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1194)، وأبو يعلى (6952) من طريق محمد بن سلمة بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" 23/ (614) من طريق قيس -لم ينسبه- عن خصيف، به.

ورواه الزهري، واختلف عنه:

فرواه عنه عمرو بن الحارث، واختلف عنه:

فرواه بكر بن مضر -فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 159، والبزار (3007)"زوائد"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(4803)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 459 - عن عمرو بن الحارث، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، بلفظ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى عليها مسكتين من ذهب، فقال:"أخبرك بأحسن من هذا، لو نزعت هذين، وجعلتِ مسكتين من وَرِق، ثم صفرتيهما بزعفران كانتا حسنتين" قال النسائي بإثره: هذا غير محفوظ.

ورواه ابن وهب- فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4804)، عن عمرو بن الحارث، عن الزهري، فذكر مثله، ولم يذكر فيه عروة ولا عائشة.

ورواه أبو حريز -فيما أخرجه الطحاوي (4805) - عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: لو كان لي سواران من ذهب، فقال =

ص: 52

24048 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ خُصَيْفٍ، وَحَدَّثَنَا مَرْوَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا خُصَيْفٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ أُمِّ سَلَمَةَ، مِثْلَ ذَلِكَ (1).

24049 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ تَضْرِبَانِ

= رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو لطخت على سواريك من زعفران، كان شبيهاً بالذهب".

وأبو حريز قال أبو حاتم: منكر الحديث، مصري لا يسمى.

ورواه معمر -فيما أخرجه الطحاوي (4806) - عن الزهري، عن عروة أو عن عمرة عن عائشة -كذا قال- قالت: رأى النبي صلى الله عليه وسلم في يدي عائشة قلبين ملونين بذهب، فقال:"ألقيهما عنك، واجعلي قلبين من فضة، وصفريهما بزعفران".

فهذه أربع روايات عن الزهري: رواية بكر بن مضر، وهي غير محفوظة، فيما قال النسائي، ورواية أبي حريز، وهو منكر الحديث، فيما قال أبو حاتم، بقيت رواية معمر عن الزهري، وهي -وإن كانت متصلة- معلولة برواية ابن وهب، وهي عن الزهري منقطعة. لم يذكر فيها عروة ولا عائشة كما أسلفنا. وسيأتي مطولاً برقم (25911).

وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (9677)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

و"المَسَك" بالتحريك: الذَّبْل (وهي قرون الأوعال) والأَسْوِرَة، والخَلاخيلُ من القرون والعاج، الواحدة: مَسَكة. انظر "النهاية" لابن الأثير و"القاموس المحيط".

(1)

إسناده ضعيف كما بيَّناه في الرواية السابقة. عطاء: هو ابن رباح.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(1195)، وأبو يعلى (6953) من طريق محمد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وانظر مسند أم سلمة 6/ 310 و 322.

ص: 53

بِدُفَّيْنِ، فَانْتَهَرَهُمَا أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" دَعْهُنَّ، فَإِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معمر: هو ابن راشد، وابن شهاب: هو الزهري، وعروة: هو ابن الزبير.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 195، وفي "الكبرى"(1795) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (19735) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (285) - عن معمر، بنحوه مطولاً، وقرن بالزهري هشام بن عروة، وذكر أنهما تغنيان في أيام منى، وسيرد ذلك برقم (24541)، وجاء عنده بلفظ:"فإنها أيام عيد وذكر الله" زاد لفظ: "ذكر الله" ولم ترد هذه الزيادة عند الطبراني.

وأخرجه ابن حبان (5869) من طريق إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أن أبا بكر دخل عليها في أيام التشريق وعندها جاريتان تغنيان وتضربان بالدف، فسبَّهما، وخرق دُفَّيهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"دعهما فإنها أيام عيد". وزيادة: "وخرق دفيهما" لم ترد إلا من هذه الطريق، ولعلها من أوهام إسحاق بن راشد، فقد قال الحافظ: في حديثه عن الزهري بعض الوهم.

وأخرجه عبد الرزاق (19736) عن معمر، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، به.

وسيكرر سنداً ومتناً برقم (24952).

وسيرد من طريق الأوزاعي عن الزهري مطولاً بذكر قصة لعب الحبشة في المسجد برقم (24541) ويرد تتمة تخريجه هناك.

وسيرد من طريق هشام بن عروة، عن أبيه برقمي:(24682) و (29028).

وفي باب الضرب بالدف عن الرُّبَيِّع بنت معاذ بن عفراء سيرد 6/ 360. =

ص: 54

24050 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: أَقْسَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ لَا يَدْخُلَ عَلَى نِسَائِهِ شَهْرًا. قَالَتْ: فَلَبِثَ (1) تِسْعًا وَعِشْرِينَ. قَالَتْ: فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ بَدَأَ بِهِ، فَقُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَلَيْسَ كُنْتَ أَقْسَمْتَ شَهْرًا؟ فَعَدَدْتُ (2) الْأَيَّامَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ "(3).

= وعن أنس عن ابن ماجه (1899).

وعن محمد بن حاطب الجمحي سلف برقم (15451).

وانظر ما سلف برقم (16626).

قال السندي: قولها: بدُفَّين، بضم الدال وفتحها.

فانتهرهما، أي: زجرهما.

(1)

في (ق): فلبثتُ.

(2)

المثبت من (ق) و (ظ 2): وهو الموافق لمصادر التخرج، وفي بقية النسخ: فعدَّت.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، ومعمر: هو ابن راشد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 136 - 137 و"الكبرى"(2441) من طريق عبد الأعلى، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1083)(22) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 124 من طريق هشام بن عروة، بنحوه.

وقد أخرج البخاري (5191) من حديث عمر في باب موعظة الرجل ابنته لحال زوجها ما وقع للنبي صلى الله عليه وسلم مع أزواجه وجاء في آخره: فقالت =

ص: 55

24051 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنَّ النِّسَاءُ يُصَلِّينَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ يَخْرُجْنَ مُتَلَفِّعَاتٍ بِمُرُوطِهِنَّ، لَا يُعْرَفْنَ (1).

= له عائشة: يا رسول الله، إنك كنت قد أقسمت ألا تدخل علينا شهراً

قال الحافظ في "الفتح" 9/ 290: ظاهر هذا السياق يوهم أنه من تتمة حديث عمر، فيكون عمر قد حضر ذلك من عائشة، وهو محتمل عندي، لكن يقوى أن يكون هذا من تعاليق الزهري في هذه الطريق، فإن هذا القدر عنده عن عروة عن عائشة أخرجه مسلم -كما ذكرنا آنفا- من رواية معمر عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أقسم أنه لا يدخل على نسائه شهراً. قال الزهري: فأخبرني عن عروة عن عائشة قالت

فذكره.

وسيرد بالأرقام (24743) و (26066) و (26067)، ومطولاً بذكر قصة التخيير برقم (25291).

وفي باب أنه صلى الله عليه وسلم أقسم لا يدخل على نسائه شهراً، عن عمر سلف برقم (222).

وعن أنس سلف برقم (13071).

وعن جابر سلف برقم (14585).

وعن أم سلمة سيرد 6/ 315.

وفي الباب في عدة الشهر عن ابن عمر، سلف برقم (4488)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: "الشهر تسع وعشرون"، أي: هذا الشهر تسع وعشرون، والظاهر أن الحلف كان غرة الشهر، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي. =

ص: 56

24052 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خَمْسٌ فَوَاسِقُ يُقْتَلْنَ فِي الْحَرَمِ: الْعَقْرَبُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْحُدَيَّا، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ، وَالْغُرَابُ "(1).

= وأخرجه الطيالسي (1459)، وابن أبي شيبة 1/ 320، والبخاري (372) و (578)، والدارمي (1216)، وأبو يعلى (4415)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار 1/ 176، وابن حبان (1499) و (1500)، والطبراني في "الأوسط" (8773)، وفي "الشاميين" (2881) و (3096)، والبيهقي في "السنن" 1/ 454 من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد وزاد بعضهم: من الغلس وسترد هذه الزيادة في الرواية (24096).

وسيأتي بالأرقام (24096) و (25454) و (26110) و (26222).

وفي باب التغليس في صلاة الفجر:

عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11249).

وعن جابر سلف برقم (14969).

قال السندي: قولها: كن النساء: من قبيل: أكلوني البراغيث.

لا يعرفن: جاء أنهن لا يعرفن من الغلس، لا من التلفع، فالحديث دليل لمن يرى الغلس لا الإسفار.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، كسابقه. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي.

وأخرجه البخاري (1829)، ومسلم (1198)(71)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 209 - 210 و 210، وفي "الكبرى"(3870) و (3871)، والطبراني في "الأوسط"(606) و (5476)، والبيهقي في "السنن" 5/ 209، والخطيب في "تاريخه" 8/ 271 - 272 من طرق عن الزهري، =

ص: 57

24053 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ بَرِيرَةَ أَتَتْهَا تَسْتَعِينُهَا، وَكَانَتْ مُكَاتَبَةً، فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ: أَيَبِيعُكِ أَهْلُكِ؟ فَأَتَتْ أَهْلَهَا، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ (1) لَهُمْ، فَقَالُوا: لَا إِلَّا أَنْ تَشْتَرِطَ (2) لَنَا وَلَاءَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" اشْتَرِيهَا فَأَعْتِقِيهَا، فَإِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ "(3).

= بهذا الإسناد.

وجاء في رواية الطبراني (606): "الحية" بدل "الغراب".

وسيأتي بالأرقام (24569) و (24661) و (24911) و (25310) و (25311) و (25678) و (25679) و (25753) و (25946) و (26012) و (26132) و (26223) و (26230) و (26244).

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4461)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، ونزيد عليها حديث حفصة، سيرد 6/ 285.

قال السندي: قوله: "خمس فواسق": بالإضافة أو التوصيف، "والحُديَّا" بالتصغير: طائر معروف.

(1)

في (ظ 8) وهامش (هـ): ذاك.

(2)

في (ظ 8) وهامش (هـ): تشرط.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السَّامي، ومعمر: هو ابن راشد.

وأخرجه مختصراً النسائي في "الكبرى"(6403) من طريق عبد الأعلى، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (16161) عن معمر، به.

وأخرجه مختصراً البخاري (2155)، والنسائي في "الكبرى"(6404) من طريق شعيب، عن الزهري، به.

وأخرجه بنحوه ابن سعد 8/ 256 - 257، وإسحاق بن راهويه (1297)، =

ص: 58

24054 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أَفْلَحَ أَخَا أَبِي قُعَيْسٍ اسْتَأْذَنَ عَلَى عَائِشَةَ، فَأَبَتْ أَنْ تَأْذَنَ لَهُ، فَلَمَّا أَنْ جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَفْلَحَ أَخَا أَبِي قُعَيْسٍ اسْتَأْذَنَ عَلَيَّ، فَأَبَيْتُ أَنْ آذَنَ لَهُ، فَقَالَ:" ائْذَنِي لَهُ ". قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا أَرْضَعَتْنِي الْمَرْأَةُ، وَلَمْ يُرْضِعْنِي الرَّجُلُ. قَالَ:" ائْذَنِي لَهُ، فَإِنَّهُ عَمُّكِ، تَرِبَتْ يَمِينُكِ "(1).

= والبخاري (2565) و (2726)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4404)، والطبراني في "الأوسط"(3775)، والبيهقي في "السنن" 10/ 339 من طريق أيمن المكي، عن عائشة، به.

وأخرجه بنحوه ابن سعد 8/ 257 من طريق أبي حرة، عن الحسن، عن عائشة، به.

وقد سلف برقم (5929) من حديث ابن عمر عن عائشة، فانظره.

وسيرد بالأرقام: (24150) و (24187) و (24422) و (24722) و (24839) و (24896) و (25031) و (25284) و (25366) و (25367) و (25393) و (25426) و (25452) و (25468) و (25533) و (25564) و (25585) و (25786) و (26335).

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4817) مختصراً وذكرنا أحاديث الباب هناك، ومطولاً برقم (4855).

قال السندي: قوله: اشتريها، أي: مع ذلك الشرط، فإنه لا أثر له، وهذا الشرط وإن كان مفسداً ويتضمن الخداع إلا أنه جوّز ليبين للناس بطلانه، وأنه لا خير له في انتقال الولاء، والحاصل أنه خص هذا البيع بهذا الشرط، وللشَّارع ذلك، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى =

ص: 59

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= القرشي، ومعمر: هو ابن راشد، والزهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب.

وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(13937) -ومن طريقه مسلم (1445)(6)، وابن نصر المروزي في "السنة"(302) - عن معمر، بهذا الإسناد. وزاد: وكان أبو القعيس زوج المرأة التي أرضعت عائشة.

وأخرجه البخاري (4796)، والبيهقي في "السنن" 7/ 452 من طريق شعيب بن أبي حمزة، والبخاري كذلك (6156)، والبيهقي 7/ 452، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 239 من طريق عقيل بن خالد، ومسلم (1445)(5)، والبيهقي 7/ 452 من طريق يونس بن يزيد الأيلي، ثلاثتهم عن الزهري، به.

وجاء عندهم في آخره: قال عروة: فلذلك كانت عائشة تقول: حرِّموا من الرضاعة ما تحرِّمون من النسب. وهذا ظاهره الوقف، وقد أخرجه مسلم من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن عراك بن مالك، عن عروة، مرفوعاً كما سيرد.

وأخرجه أبو حنيفة كما في "مسنده"(285)، وابن أبي شيبة 4/ 289 - 290، والبخاري (2644)، ومسلم (1445)(9) و (10)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 99 و 104، وفي "الكبرى"(5444) و (5473)، وابن ماجه (1937)، وابن نصر المروزي في "السنة"(306)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(160)، والبيهقي في "السنن" 7/ 452، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 241 - 242 من طريق عراك بن مالك. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/ 103، وفي "الكبرى"(5471) من طريق وهب بن كيسان، كلاهما عن عروة، بنحوه، وجاء عند مسلم (1445) (9) من طريق عراك بن مالك عن عروة: فقال لها صلى الله عليه وسلم: "لا تحتجبي منه، فإنه يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب".

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5437) من طريق شعيب بن أبي حمزة قال: سألت الزهري: ماذا يحرم من الرضاعة؟ فقال: أخبرني عروة أن عائشة كانت تقولت: حرِّموا من الرضاعة من تحرمون من النسب.

وأخرج عبد الرزاق (13954) قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني مسلم ابن أبي مريم، عن عروة بن الزبير، عن عائشة أنها كانت تقول: يحرم من =

ص: 60

24055 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ امْرَأَةً دَخَلَتْ عَلَيْهَا وَمَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا، فَأَعْطَتْهَا تَمْرَةً، فَشَقَّتْهَا (1) بَيْنَهُمَا، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" مَنِ ابْتُلِيَ بِشَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ، فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ، كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ "(2).

= الرضاعة ما يحرم من الولادة. وجاء مرفوعاً من طرق أخرى عن عروة كما ذكرنا آنفاً، وفي الرواية (24170).

وسيرد بالأرقام: (24085) و (24102) و (24170) و (24242) و (24376) و (24431) و (24711) و (25443) و (25453) و (25620) و (25651) و (25823) و (26334).

وانظر (24632).

وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (2490).

قال السندي: قولها: أخا أبي قُعَيْس، بالتصغير، أبو عائشة من الرضاع.

المرأة، أي: زوجة أبي قعيس، فهي أمي.

الرجل، أي: أبو قعيس، حتى يكون أبي فيكون أخوه عمِّي.

(1)

في (م): فأعطيتها تمرة فشققتها.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن رواه الزهري أيضاً -كما في الرواية الآتية برقم (25332) - عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، بإثبات عبد الله بن أبي بكر بينه وبين عروة، وهو أشبه، كما سيرد الكلام عليه هناك.

وأخرجه الترمذي (1913) من طريق عبد المجيد بن عبد العزيز -وهو ابن أبي رواد- عن معمر، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (19693) عن معمر، بهذا الإسناد. ومن =

ص: 61

24056 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتْرُكُ الْعَمَلَ وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَهُ، كَرَاهِيَةَ أَنْ يَسْتَنَّ النَّاسُ بِهِ، فَيُفْرَضَ عَلَيْهِمْ، وَكَانَ (1) يُحِبُّ مَا خُفِّفَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْفَرَائِضِ (2).

24057 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بَعْدَ الْعِشَاءِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، فَإِذَا أَصْبَحَ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمُؤَذِّنُ، فَيُؤْذِنَهُ

= طريقه أخرجه إسحاق بن راهويه (1695)، وعبد بن حميد في "المنتخب"(1473)، والقضائي في "مسند الشهاب"(522).

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1696) من طريق صالح بن أبي الأخضر، وابن حبان (2939) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، والطبراني في "الأوسط"(6996) من طريق الزبيدي، وهو محمد بن الوليد، ثلاثتهم عن الزهري، به.

ولتمام تخريجه انظر الرواية (25332).

وسيأتي كذلك بالأرقام (24572) و (24611) و (26060).

(1)

في (م): فكان.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، ومعمر: هو ابن راشد، والزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب.

وسيرد مطولاً بالأرقام (24559) و (25350) و (25363) و (25451) فانظر تخريجه ثمة.

وانظر (25362).

قال السندي: قوله: أن يستن، من الاستنان، أي: يقتدي.

ص: 62

بِالصَّلَاةِ (1).

24058 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَتْ امْرَأَةُ رِفَاعَةَ الْقُرَظِيِّ وَأَنَا وَأَبُو بَكْرٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: إِنَّ رِفَاعَةَ طَلَّقَنِي الْبَتَّةَ، وَإِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الزَّبِيرِ تَزَوَّجَنِي، وَإِنَّمَا عِنْدَهُ مِثْلُ الْهُدْبَةِ (2). وَأَخَذَتْ هُدْبَةً مِنْ جِلْبَابِهَا، وَخَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بِالْبَابِ، لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، أَلَا تَنْهَى هَذِهِ عَمَّا تَجْهَرُ بِهِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟! فَمَا زَادَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى التَّبَسُّمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" كَأَنَّكِ تُرِيدِينَ أَنْ تَرْجِعِي إِلَى رِفَاعَةَ، لَا، حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ، وَيَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السَّامي، ومَعْمَر: هو ابن راشد، والزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/ 44 من طريق عبد الأعلى، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (6310) من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، به.

وأخرجه تمام في "فوائده"(407) من طريق قرة بن عبد الرحمن بن حيويل المعافري، عن الزهري، به مختصراً في ركعتي الفجر واضطجاعه على شقه الأيمن.

وسيرد بالأرقام (24461) و (24537) و (24550) و (24577) و (24860) و (25105) و (25345) و (25486) و (25805) و (26106).

وانظر (24019) و (24461).

قال السندي: قولها: فيؤذنه، من الإيذان، أي: يخبره.

(2)

في (م): هدبتي.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى، =

ص: 63

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ومعمر: هو ابن راشد، والزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب.

وأخرجه عبد الرزاق (11131)، والبخاري (6084)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 146 - 147، وفي "الكبرى"(5602) من طريق معمر، بهذا الإسناد. وسيرد من طريق عبد الرزاق برقم (25892).

وأخرجه الطيالسي (1437) و (1473)، وعبد الرزاق (11131)، وابن راهويه (715) و (717)، والبخاري (5260) و (5792)، ومسلم (1433)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 146، وفي "الكبرى"(5601)، والطبري في "التفسير" تفسير الآية (230) من سورة البقرة، والطبراني في "الأوسط"(8635)، وفي "مسند الشاميين"(3086)، والبيهقي في "السنن" 7/ 374 من طرق عن الزهري، به.

وأخرجه البخاري (5825) من طريق أيوب، عن عكرمة، عن عائشة بنحوه أطول منه.

وسيرد بالأرقام: (24098) و (24149) و (24331) و (24651) و (25603) و (25605) و (25892) و (25920).

وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (4776) وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

قال السندي: قولها: ابن الزَّبير، بفتح الزاي.

قولها: مثل الهُدبة، بضم فسكون: طرف الثوب، والتشبيه في اللين، أو في الصغر.

قوله: عما تجهر به: من الكلام الفاحش.

قوله: "لا" أي: ليس لك سبيل إلى الرجوع.

قوله: "عُسَيْلَته": تصدير العسل، كنى به عن لذة الجماع، وليس المراد بالضمير عبد الرحمن بخصوصه، بل زوج آخر هو أو غيره، والمعنى: لا سبيل إلى الرجوع إلا أن يجامعك زوج آخر، والجماع إلى الآن ما تحقق بمقتضى ما قلت: إنما عنده مثل الهدبة، فلا وجه للرجوع.

ص: 64

24059 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَعْتَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْعِشَاءِ حَتَّى نَادَاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: قَدْ نَامَ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ يُصَلِّي هَذِهِ الصَّلَاةَ غَيْرَكُمْ ". وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يُصَلِّي يَوْمَئِذٍ غَيْرَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السَّامي.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(389)، والدارمي (1213) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، بهذا الإسناد.

وعلَّقه البخاري عقب الرواية (862) فقال: وقال عياش: حدثنا عبد الأعلى، فذكره.

قال الحافظ في "تعليق التعليق" 2/ 344: ووقع في بعض الروايات: "وقال لي عياش"، وبهذا جزم أبو نعيم في "المستخرج". وقد رواه الذهلي في "الزهريات"، قال: حدثنا عياش بن الوليد -هو الرقَّام- به. وانظر "الفتح" 2/ 346.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(826) عن معمر، عن الزهري، وقال: أَعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوه.

ثم قال: ورواه رباح، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.

قلنا: وسيأتي من رواية رباح -ونحو ابن زيد الصنعاني- عن معمر برقم (25630).

وأخرجه البخاري (569) و (682) و (864)، ومسلم (638)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 267، وفي "الكبرى"(1516)، والطحاوي في "شرح معاني =

ص: 65

24060 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهُمَا قَالَا: لَمَّا نُزِلَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَفِقَ يُلْقِي خَمِيصَتَهُ (1) عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ رَفَعْنَاهَا عَنْهُ، وَهُوَ يَقُولُ:" لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ ". تَقُولُ عَائِشَةُ: يُحَذِّرُ مِثْلَ الَّذِي صَنَعُوا (2).

= الآثار" 1/ 157، وابن حبان (1535)، والطبراني في "الشاميين" (76) و (3095). والبيهقي في "السنن" 1/ 374، والبغوي في "شرح السنة" (375) من طرق عن الزهري، به.

وزاد مسلم وابن حبان: قال الزهري: وذُكر لي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "وما كان لكم أن تنزروا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصلاة" وذلك حين صاح عمر بن الخطاب قلنا: و"تنزروا": أي تلحوا عليه فيها. ولفظ ابن حبان: "تبدروا"، من البدور وهو الإسراع.

وزاد غيرهما: وكان يصلون العتمة فيما بين أن يغيب الشفق إلى ثلث الليل الأول.

وسيأتي بالأرقام: (25630) و (25807) و (25808) و (26337).

وانظر (25172).

وفي الباب: عن ابن عباس، سلف برقم (1926).

وعن ابن مسعود، سلف برقم (3760)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

قال السندي: قولها: أعتم، بالتخفيف، أيْ أخّر.

"غيركم"، أي: فكنتم أحِقَّاء بالانتظار لها شكراً لذلك، فإنَّ الانتظار للصَّلاة كالصلاة.

(1)

في (ظ 8) خميصة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (1884) سنداً ومتناً. =

ص: 66

24061 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَرِضَ (1) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ، فَاسْتَأْذَنَ نِسَاءَهُ أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِي، فَأَذِنَّ لَهُ، فَخَرَجَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم مُعْتَمِدًا عَلَى الْعَبَّاسِ وَعَلَى رَجُلٍ آخَرَ، وَرِجْلَاهُ تَخُطَّانِ فِي

= وأخرجه ابنُ سَعْد في "الطبقات" 2/ 258، والبخاري (3453) و (3454)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 40 - 41، وفي "الكبرى"(7089)، من طريقين عن معمر، بهذا الإسناد. وقرن البخاري بمعمر يونس.

وأخرجه البخاري (435) و (436) و (3453) و (3454) و (4442) و (5815) و (5816)، ومسلم (531)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 40 - 41، وفي "الكبرى"(7089)، والدارمي في "السنن"(1403)، وأبو عوانة في "مسنده" 1/ 399، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4746)، والطبراني في "مسند الشاميين"(3131)، والبيهقي في "السنن" 4/ 80، وفي "دلائل النبوة" 7/ 203، والبغوي في "شرح السنة"(3825)، من طرق عن ابن شهاب، به.

وأخرج ابن سعد في "طبقاته" 2/ 241 من طريق عوف، عن الحسن، قال: ائتمروا أن يدفنوه صلى الله عليه وسلم في المسجد، فقالت عائشة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان واضعاً رأسه في حَجْري إذ قال: "قاتل الله أقواماً أخذوا قبور أنبيائهم مساجد". واجتمع رأيهم أن يدفنوه حيث قبض في بيت عائشة.

وسيرد بالأرقام (24513) و (24895) و (25129) و (25916) و (26149) و (26178) و (26350) و (26353).

وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7826) وذكرنا أحاديث الباب هناك.

قال السندي: قوله: لما نزل، على بناء المفعول، أو نزلت به حالة الاحتضار.

(1)

في (م): لما مرض.

ص: 67

الْأَرْضِ.

وَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَتَدْرِي مَنْ ذَلِكَ الرَّجُلُ؟ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَلَكِنَّ عَائِشَةَ لَا تَطِيبُ له (1) نَفْسًا.

قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ: " مُرِ النَّاسَ فَلْيُصَلُّوا "، فَلَقِيَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: يَا عُمَرُ، صَلِّ بِالنَّاسِ. فَصَلَّى بِهِمْ، فَسَمِعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَوْتَهُ فَعَرَفَهُ، وَكَانَ جَهِيرَ الصَّوْتِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَلَيْسَ هَذَا صَوْتَ عُمَرَ؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ: " يَأْبَى اللهُ جَلَّ وَعَزَّ ذَلِكَ وَالْمُؤْمِنُونَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ.

قَالَ (2 عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَائِشَةَ: إِنَّهُ لَمَّا دَخَلَ بَيْتَ عَائِشَةَ قَالَ: " مُرُوا أَبَا بَكْرٍ، فَلْيُصَلَّ بِالنَّاسِ " 2). قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ لَا يَمْلِكُ دَمْعَهُ، وَإِنَّهُ إِذَا قَرَأَ الْقُرْآنَ بَكَى. قَالَتْ (3): وَمَا قُلْتِ ذَلِكَ إِلَّا كَرَاهِيَةَ أَنْ يَتَشَاءَمَ (4) النَّاسُ بِأَبِي بَكْرٍ أَنْ يَكُونَ أَوَّلَ مَنْ قَامَ مَقَامَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ: " مُرُوا أَبَا بَكْرٍ، فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ " فَرَاجَعَتْهُ فَقَالَ: " " مُرُوا أَبَا

(1) في (م): لَهَا.

(2 - 2) مابينهما سقط من (م).

(3)

في (م). قال. وهو خطأ.

(4)

في (ظ 2) و (ق) و (م) يتأثم، وهو خطأ، وفي (ظ 8) و (هـ): يتاشم، وفي هامشهما: صوابه يتشاءم. قال السندي: الظاهر أنه مقلوب أن يتشاءم. قلنا: يتشاءم هو الموافق لرواية مسلم (418)(94).

ص: 68

بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، إِنَّكُنَّ (1) صَوَاحِبُ يُوسُفَ " (2).

(1) في (م): إنكم، وهو خطأ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، دون قول الزهري: فقال النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت ميمونة لعبد الله بن زمعة: "مر الناس فليصلوا" فلقي عمر بن الخطاب، فقال: يا عمر، صَلِّ بالناس، فصلى بهم، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته، فعرفه، وكان جهير الصوت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أليس هذا صوت عمر؟ " قالوا: بلى، قال:"يأبى الله عز وجل ذلك والمؤمنون، مروا أبا بكر فليصل بالناس". فهو ضعيف لانقطاعه، ومحمد بن إسحاق وإن وصله في الرواية السالفة (18906)، قد تفرد بالوصل، ولم يثبت تصريحه بالسماع من وجه صحيح، كما بينا هناك، فانظره لزاماً.

وقول الزهري هذا أخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(9754)[5/ 432] عن معمر، به.

وأخرجه مختصراً دون قول الزهري المنقطع البخاري (665) و (2588) من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، بهذا الإسناد.

وأخرجه مختصراً ومطولاً ابن طهمان في "مشيخته"(5)، وابن سعد 2/ 219، والبخاري (198) و (4442)، ومسلم (418)(92)، وأبو عوانة 2/ 113 والحاكم 3/ 56، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 173 - 174، وفي "السنن" 1/ 31، والبغوي في "شرح السنة"(3825) من طرق عن الزهري، به. دون قول الزهري المنقطع كذلك. إلا أن الحاكم قرن بعبيد الله: عروة والقاسم بن محمد، وأبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وسكت عنه الذهبي.

وأخرجه مختصراً ابن سعد 2/ 233 من طريق عفيف بن عمرو السلمي، عن عبيد الله بن عبد الله، به.

وأخرجه مختصراً ابن سعد 2/ 219، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 24 =

ص: 69

24062 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى عَائِشَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَتَا: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا، ثُمَّ يَصُومُ (1).

= و 5/ 289، والدارمي (82)، والطبراني في "الأوسط"(6325) من طريق القاسم بن محمد، عن عائشة، به.

وسيرد بالأرقام (24103) و (24647) و (24858) و (25256) و (25258) و (25663) و (25761) و (25876) و (25914) و (25917) و (25943) و (26113) و (26137) و (26138) و (26323).

وفي الباب عن أبي موسى الأشعري، سلف برقم (19700)، وذكرنا أحاديث الباب ثمة.

قال السندي قولها: أن يُمَرَّض، على بناء المفعول، من التمريض، أي: في أن يخدم في المرض، يريد استرضاءَهن بترك القَسْم في أيام المرض، ولا يلزم منه وجوب القسم عليه.

فأَذِنّ: بتشديد النون: من الإذن لجَمْعِ الإناث.

تخطان. من كثرة الضعف.

لا تطيب له، أي: لعلي، على اشتهار فَضْله وخيره، وذلك لما جرى بينهما.

"صواحب يوسف": في كثرة المراجعة والإلحاح، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي.

وقد اختلف في إسناده على الزهري:

وأخرجه النّسائي في "الكبرى"(2957)(2958) من طريق عبد الأعلى، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً عبد الرزاق في "مصنفه"(7396)، ومن طريقه إسحاق بن =

ص: 70

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= راهويه (1084)، وابن حبان (3499)، والطبراني في "الكبير" 23/ (594) عن معمر، به.

وسيرد من طريق عبد الرزاق برقم 6/ 308.

وأخرجه الطبراني 23/ (595) و (598)، وتمام في "فوائده"(561)، من طريق بُرْد، وهو ابن سنان، عن الزهري، به، بمثل حديث عبد الرزاق.

ورواه الليث بن سَعْد، عن الزهري، واختلف عليه فيه:

فأخرجه الترمذي (779)، والنسائي في "الكبرى"(2955) و (2956) عن عتيبة بن سعيد، والنسائي (2953) و (2954) من طريق مروان -لم ينسبه- وابن حبان (3487) و (3496) من طريق يزيد بن موهب، ثلاثتهم عن ليث، عن الزهري، به.

وأخرجه ابنُ أبي شَيبَة 3/ 81 عن شَبَابة بن سوار، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 105، وابن حبان (3498) من طريق أبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن ليث، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبيه، عن عائشة، وأم سلمة، به.

وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (1926)، والنسائي في "الكبرى"(2949)(2950)، والطبراني في "الشاميين"(3136) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أم سلمة وعائشة، به.

وأخرجه البخاري (1930)، ومسلم (1109)(76)، والنسائي في "الكبرى"(2962)، والبيهقي في "السنن" 4/ 214 من طريق يونس، وهو ابن يزيد الأيلي، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن وعروة بن الزبير، عن عائشة، به. لم يذكر أم سلمة.

وأخرجه النَّسائي في "الكبرى"(2961) من طريق الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، به.

وأخرجه كذلك (2959)(2960) من طريق إسماعيل بن أمية، عن =

ص: 71

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عائشة وحفصة، به.

ورواه صالح بن أبي الأخضر عن الزهري، واختلف عليه فيه:

فرواه روح -وهو ابن عبادة- عن صالح كما سيعني في الرواية الآتية 6/ 313 عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عائشة، به. ثم أعاده الإمام أحمد بعده عن روح بالإسناد نفسه، إلا أنه قال: عن أُمِّ سلمة.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (664) عن النضر -وهو ابن شُمَيْل- عن صالح، عن الزُّهْري، عن عروة، عن عائشة، به.

ورواه ابن جريج عن الزهري، واختلف عليه فيه:

فرواه عبد الرزاق وابن بكر -وهو البرساني- كما في الرواية الآتية 6/ 308، وروح -وهو ابن عبادة- كما في الرواية الآتية 6/ 313 ثلاثتهم، عن ابن جريج، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أم سلمة وعائشة، به.

ورواه أبو عاصم للضحاك بن مخلد كما أخرج الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 104، وفي "شرح مشكل الآثار"(543) عن ابن جريج، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أم سلمة وعائشة.

وسيرد من حديث أم سلمة 6/ 304.

وسيأتي مطولاً ومختصراً بالأرقام (24074) و (24104) و (24385) و (24429) و (24681) و (24701) و (24705) و (24806) و (24816) و (25368) و (25494) و (25501) و (25509) و (25569) و (25673) و (25674) و (25675) و (25811) و (25853) و (25854) و (25922) و (25931) و (26082) و (26083) و (26153) و (26170) و (26192) و (26201) و (26254) و (26298) و (26372) و (26391) و 6/ 289 و 290 و 308 و 312.

ص: 72

24063 -

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ:" سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ "(1).

= قال السندي: قولهما: ثم يصوم، أي: يمضي على صومه، أو ثم ينوي الصوم لكونه نفل، ويجوز فيه النية من النهار، أو لكون الفرض يجوز فيه ذلك أيضاً، ثم الحديث يدل على أن صوم من أصبح جنباً صحيح، وبهذا أخذ الأئمة، وتركوا حديث أبي هريرة الدالّ على خلافه.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، عمرو بن الهيثم من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هشام. هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، ومطرف: هو ابن عبد الله بن الشخير.

وأخرجه مسلم (487)(224)، وأبو داود (872)، وأبو عوانة 2/ 167، والبيهقي في "الدعوات"(75)، والبغوي في "شرح السنة"(625) من طرق عن هشام، بهذا الإسناد. وقد قرن أبو عوانة بهشام هماماً وسعيد بن أبي عروبة.

وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(625) من طريق سلام بن أبي مطيع عن قتادة، به.

وسيرد بالأرقام (24630) و (24843) و (25146) و (25434) و (25164) و (25606) و (25638) و (26070) و (26071) و (26293).

وقوله: سبوح قدوس: بضم السين والقاف وبفتحهما، والضم أفصح قال الإمام ثعلب: كل اسم فعُّول فهو مفتوح الأول إلا السُّبُّوح والقُدُّوس فإن الضم فيها أكثر، والمراد بالسُّبُّوح والقُدُّوس: المُسَبَّح المُقَدَّس، فكأنه قال. مُسبَّح مُقدَّس، والسُّبُّوح المبرأ من النقائص والشريكِ وكلِّ ما لا يليق بالإلهية، والقُدُوس: المطهر مِن كل ما لا يليق بالخالق.

وانظر (24163).

ص: 73

24064 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنِ النَّخَعِيِّ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَفْرُكُهُ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا رَأَيْتَهُ فَاغْسِلْهُ، وَإِلَّا فَرُشَّهُ (1).

(1) حديث صحيح، محمد بنُ أبي عديّ -وهو محمد بن إبراهيم بن أبي عديّ، نُسب هنا إلى جدِّه، وإن روى عن سعيد (وهو ابن أبي عروبه) بعد الاختلاط- تابعه عَبْدَةُ بنُ سليمان الكِلابيّ، كما سيرد، وقد سمع من سعيد قبل الاختلاط بدهر، فيما قاله ابن معين، وسعيد كذلك، تابعه خالد الحذَّاء، كما سيأتي في التخريج، ورجال الإسناد ثقات، رجال الشيخين، غير أبي معشر -واسمه زياد بن كليب- فمن رجال مسلم، النخعيّ: هو إبراهيم بن يزيد، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.

وأخرجه أبو يعلى (4854)، وابن خزيمة (288)، من طريق ابن أبي عديّ، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(1486)، ومسلم (288)(107) -ولم يسق لفظه-، وابن خزيمة (288)، من طريق عبدة بن سليمان، عن سعيد بن أبي عروبة، به.

وأخرجه مسلم (288)(105)، وابن خزيمة (288)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 50، وابن حبان (1379)، والبيهقي في "السنن" 2/ 416، من طريق خالد الحذَّاء، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن الأسود، وعلقمة: أنَّ رجلاً نزل بعائشة أمِّ المؤمنين، فأصبح يغسل ثوبه، فقالت عائشة: إنما يُجزِئك إنْ رأيتَه أن تغسلَ مكانَه، فإنْ لم تَرَ، نَضَحْتَ حولهَ، ولقد رَأَيْتُني أَفْركه من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فَرْكاً، فيُصلِّي فيه.

وأخرجه بنحوه ابن خزيمة (288) و (289)، والطحاوي في "شرح معانىِ الآثار" 1/ 51، والطبراني في "الأوسط"(5779)، وابن الغطريف (10)، =

ص: 74

24065 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ. وَرِبْعِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ فِي آخِرِ أَمْرِهِ مِنْ قَوْلِ: " سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ أَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ". قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لِي أَرَاكَ تُكْثِرُ مِنْ قَوْلِ سُبْحَانَ اللهِ

= وابن منده في "الفوائد"(13) من طرق عن عائشة، به.

وقولها: فإذا رأيتَه فاغْسِلْه، والّا فَرُشَّه، قالته عائشة رضي الله عنها للأسود بن يزيد، كما جاء مصرَّحاً به في الرواية (24702).

وانظر "فتح الباري" 1/ 333.

وسيأتي بنحوه مطولاً ومختصراً بالأرقام: (24158)، (24207) و (24378) و (24659) و (24702) و (24936) و (24939) و (24940) و (25008) و (25034) و (25035) و (25098) و (25293) و (25612) و (25614) و (25778) و (25985) و (26024) و (26059) و (26186) و (26264) و (26265) و (26266) و (26395).

وجاء في بعض هذه الأحاديث أن عائشة رضي الله عنها كانت تغسلُ المنيَّ من ثوبِ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بالأرقام: (24207) و (25098) و (25293) و (25985). وفي باقيها أنها كانت تفرُكه من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وسنذكر الجمع بين روايات الغسل وروايات الفرك في الرواية (25098).

قال السندي: قولها: أفْرُكه، من فركه، كنصر: إذا حكَّه بيده ليزول، والضمير للمنيّ.

فإذا رأيتَه، بالخطاب، أيْ: رطباً.

فرشَّه، أي: موضعَه بعد الفرك، ويحتمل أن يكون معنى فاغْسِلْه، أي: أزِلهْ بالماء، أو بالفرك، وقولها: فرشَّه مبني على أن التطهير من النجاسة المشكوكة يكون بالرشّ، كما هو مذهب مالك.

ص: 75

وَبِحَمْدِهِ، أَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ؟ قَالَ: " إِنَّ رَبِّي عز وجل كَانَ أَخْبَرَنِي أَنِّي سَأَرَى عَلَامَةً فِي أُمَّتِي، وَأَمَرَنِي إِذَا رَأَيْتُهَا أَنْ أُسَبِّحَ بِحَمْدِهِ، وَأَسْتَغْفِرَهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا، فَقَدْ رَأَيْتُهَا:{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ. وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا. فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} (1)[سورة النصر].

24066 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير داود -وهو ابنُ أبي هند- فمن رجال مسلم. ورِبْعيّ بنُ إبراهيم: هو أخو إسماعيلَ ابنِ عُلَيَّة، وهو -وإن لم يروِ له الشيخان- متابَع. الشعبيّ: هو عامر بنُ شَراحيل، ومسروق: هو ابنُ الأجدع.

وأخرجه مسلم (484)(225)، والطبري في "التفسير" 30/ 332 - 333 و 333 و 334، وابن حبان (6411)، والبيهقي في "الشعب"(2529)، والبغوي في تفسير سورة النصر من طرق عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 187 من طريق عبد الوهَّاب بن عطاء، عن داود، عن الشعبي، أحسبُه عن مسروق -شكَّ داود- به.

وأخرجه بنحوه ابنُ أبي شيبة 10/ 258، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"(1442)، ومسلم (484)(218)، والطبري في "التفسير" 30/ 334، والبيهقي في "الدعوات الكبير"(145) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن مسلم أبي الضحى، عن مسروق، به. وسقط اسم مسلم من مطبوع ابن أبي شيبة.

وسيكرر برقم (25508)، وسيأتي بنحوه بالأرقام:(24163) و (24223) و (24685) و (25567) و (25928) و (26161).

وفي الباب عن ابن مسعود سلف برقم (3683).

ص: 76

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَ عُذْرِي، قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ فَذَكَرَ ذَلِكَ، وَتَلَا الْقُرْآنَ، فَلَمَّا نَزَلَ أَمَرَ بِرَجُلَيْنِ وَامْرَأَةٍ فَضُرِبُوا حَدَّهُمْ (1).

(1) حديث حسن، محمد بن إسحاق -وإن كان مدلساً وقد عنعن- إلا أنه قد صرح بالتحديث عند البيهقي في "الدلائل" 4/ 74، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، وعبد الله بن أبي بكر: هو ابن محمد بن عمرو بن حزم. وعمرة: هي بنت عبد الرحمن.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (263) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (4474)، والترمذي (3181)، وابن ماجه (2567) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد. وتحرف اسم عمرة في مطبوع الترمذي إلى عروة، والتصحيح من "التحفة" 2/ 409.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 4/ 74 من طريق يونس بن بكير، عن محمد ابن إسحاق، قال: حدثنا عبد الله بن أبي بكر، به.

وأخرجه أبو داود (4475) عن النفيلي، عن محمد بن إسحاق، بهذا الحديث إلا أنه لم يذكر عائشة، قال: فأمر برجلين وامرأة ممن تكلم بالفاحشة، حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثه. قال النفيلي: ويقولون: المرأة حمنة بنت جحش.

وأخرجه عبد الرزاق (9749) عن ابن أبي يحيى، وهو محمد الأسلمي، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عمرة، عن عائشة، به.

وسترد قصة الإفك في الرواية (25623)، فانظرها.

قال السندي: قولها: فضربوا، على بناء المفعول، ونصب حدهم على أنه مفعول مطلق، فإن الحدَّ نوع من الضرب.

ص: 77

24067 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، وَكَانَتْ امْرَأَتُهُ أُمَّ وَلَدٍ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، حَدَّثَتْهُ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ ابْتَاعَ جَارِيَةً بِطَرِيقِ مَكَّةَ، فَأَعْتَقَهَا، وَأَمَرَهَا أَنْ تَحُجَّ مَعَهُ، فَابْتَغَى لَهَا نَعْلَيْنِ، فَلَمْ يَجِدْهُمَا، فَقَطَعَ لَهَا خُفَّيْنِ أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ.

قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِابْنِ شِهَابٍ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمٌ أَنَّ عَبْدَ اللهِ كَانَ يَصْنَعُ ذَلِكَ، ثُمَّ حَدَّثَتْهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي عُبَيْدٍ أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُرَخِّصُ لِلنِّسَاءِ فِي الْخُفَّيْنِ، فَتَرَكَ ذَلِكَ (1).

24068 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَبْعَثُ بِالْبُدْنِ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ، وَأَفْتِلُ قَلَائِدَ الْبُدْنِ بِيَدَيَّ، ثُمَّ يَأْتِي مَا يَأْتِي الْحَلَالُ، قَبْلَ أَنْ تَبْلُغَ الْبُدْنُ مَكَّةَ (2).

(1) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح سوى امرأة نافع، وقد توبعت. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وصفية بنت أبي عبيد: هي امرأة ابن عمر.

وسلف مختصراً في مسند عبد الله بن عمر برقم (4836)، وخرجناه هناك.

ونزيد هنا أنه أخرجه ابن خزيمة (2686) من طريق عبد الأعلى، عن ابن إسحاق، به.

قال السندي: قولها: ابتاع: اشترى.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، داود -وهو ابن أبي هند- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي. =

ص: 78

24069 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: أَنَا أَوَّلُ النَّاسِ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [إبراهيم: 48] قَالَتْ: فَقُلْتُ: أَيْنَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " عَلَى الصِّرَاطِ "(1).

= وأخرجه مسلم (1321)(370)، وأبو يعلى (4658)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 265 من طريقين عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24020).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. داود -وهو ابن أبي هند- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن أبي عديّ: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عديّ، والشعبي: هو عامر بن شراحيل، ومسروق: هو ابن الأجدع.

وأخرجه الحميدي (274)، والترمذي (3121) من طريق سفيان، ومسلم (2791)، وابن ماجه (4279)، والبغوي في تفسير الآية المذكورة من سورة إبراهيم من طريق علي بن مسهر، والدارمي (2809)، والطبري في تفسير الآية المذكورة من طريق خالد بن عبد الله، والطبري كذلك من طريق عبد الرحيم بن سليمان وإسماعيل بن زكريا، وابن حبان (331) من طريق حفص بن غياث، و (7380) من طريق عبيدة بن حميد، والحاكم 2/ 352 من طريق محبوب بن الحسن، ثمانيتهم عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد. قالوا الترمذي: هذا حديث حسنٌ صحيح، ورُوي من غير هذا الوجه عن عائشة، وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

قلنا: بل أخرجه مسلم كما تقدم. =

ص: 79

24070 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُوتِرُ مِنْهَا بِوَاحِدَةٍ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ، اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ (1).

= وقد اختلف فيه على داود بن أبي هند:

فرواه وهيب كما في الرواية (25923)، وإسماعيل ابن علية كما في الرواية (25828) وغيرهما كما سيرد في التخريج، عن داود، عن الشعبي، عن عائشة. وهذا إسناد منقطع.

قال الدارقطني: والقول قول من قال: عن مسروق. قلنا: يعني متصلاً.

وسيرد أيضاً من طريق الحسن، عن عائشة برقم (24697).

أين، أي: حين التبديل.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. الزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 234 و 243 من طريق عبد الرحمن بن مهدي بهذا الإسناد.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 120 ومن طريقه أخرجه مطولاً ومختصراً الشافعي في "مسنده" 1/ 191، وفي "الأم" 1/ 140، ومسلم (736)(121)، وأبو داود (1335)، والترمذي في "جامعه"(440)(441)، وفي "الشمائل"(268)، والنسائي في "الكبرى"(1418)، وابن نصر المروزي في "قيام الليل" ص 51 و 121، وابن الجارود في "المنتقى"(279)، وأبو عوانة 2/ 326، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 283، وابن حبان (2427)، والبيهقي =

ص: 80

24071 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ (1) مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِينَ أَهَلُّوا بِالْعُمْرَةِ طَافُوا بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ طَافُوا بَعْدَ أَنْ رَجَعُوا مِنْ مِنًى لِحَجِّهِمْ، وَالَّذِينَ قَرَنُوا طَافُوا طَوَافًا وَاحِدًا (2).

24072 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ

= في "السنن" 3/ 23 و 44 وفي "السنن الصغير"(767) وفي "معرفة السنن والآثار"(5443)، والبغوي في "شرح السنة" (900). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه مختصراً أبو يعلى (4752) من طريق المغيرة بن زياد، عن عطاء، عن عائشة، به. وقد أعل هذا الحديث الحافظ في "الفتح" 3/ 44 فقال: وأما ما رواه مسلم من طريق مالك عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أنه صلى الله عليه وسلم اضطجع بعد الوتر، فقد خالفه الزهري عن عروة، فذكروا الاضطجاع بعد الفجر، وهو المحفوظ.

قلنا: انظر (24057).

(1)

وقع في (م): حدثنا عبد الرحمن بن مالك، وهو تحريف.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه النسائي مختصراً في "السنن الكبرى"(3912) و (4173) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً بتمامه ومختصراً (4172) و (4174) و (4175) وابن الجارود في "المنتقى"(458) من طرق عن مالك، به.

وسيرد بهذا الإسناد مطولاً برقم (25441)، فانظر تمام تخريجه هناك.

قال السندي: قولها: طافوا بالبيت، أي: لركن العمرة.

طافوا طوافاً واحداً، أي: للركن، وإلا فقد جاء أنهم طافوا القدوم أولاً.

ص: 81

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ، اضْطَجَعَ، فَإِنْ كُنْتُ يَقْظَى (1) تَحَدَّثَ مَعِي، وَإِنْ كُنْتُ نَائِمَةً نَامَ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمُؤَذِّنُ (2).

(1) في (ق) و (م) وهامش (هـ) و (ظ 2): يقظانة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسالم أبو النضر: هو ابن أبي أميّة، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1054)، وأبو داود (1262)، والترمذي (418)، والدارمي (1446)، وأبو عوانة 2/ 277، والبيهقي في "السنن" 3/ 45 - 46، والخطيب في "تاريخه" 12/ 68 من طرق عن مالك، بهذا الإسناد، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه عبد الرزاق (4718)، والحميدي (175)، وابن أبي شيبة 2/ 249، والبخاري (1161) و (1168)، ومسلم (743)(133)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 697، وابن خزيمة (112)، وأبو عوانة 2/ 277، 278، والبيهقي 3/ 45 من طريق سفيان بن عيينه، عن سالم، به.

وأخرجه الحميدي (176)، وإسحاق بن راهويه (1053)، ومسلم (743)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 697، وأبو عوانة 2/ 277 و 278، والبيهقي في "السنن" 3/ 46، وفي "معرفة السنن والآثار"(5577) من طريق سفيان بن عيينه، عن زياد بن سعد الخراساني، عن ابن أبي عتاب، عن أبي سلمة، به.

وأخرجه أبو داود (1263) عن مسدد، عن سفيان بن عيينه، عن زياد بن سَعْد، عمن حدثه ابن أبي عتَّاب أو غيره، عن أبي سلمة، به.

وأخرجه الحميدي (177)، وعبد الرزاق (4718)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 697 من طريق سفيان بن عيينه، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، به. =

ص: 82

24073 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَمَضَانَ؟ فَقَالَتْ: مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلَا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلَا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا. قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ؟ قَالَ:" يَا عَائِشَةُ، إِنَّهُ - أَوْ إِنِّي - تَنَامُ عَيْنَايَ (1)، وَلَا يَنَامُ قَلْبِي "(2).

= قال الحميدي: وكان سفيان يشك في حديث أبي النضر يضطرب فيه، وربما شك في حديث زياد، ويقول: يختلط عليّ، ثم قال لنا غير مرة: حديث أبي النضر كذا، وحديث زياد كذا، وحديث محمد بن عمرو بن علقمة كذا على ما ذكرت كل ذلك.

وسيرد بالأرقام: (24073) و (24262) و (24446) و (24517) و (24732) و (24968) و (25072) و (25490) و (25559) و (25857) و (26122) و (26389).

(1)

في هامش (ظ 2) و (ق) و (هـ): عيني.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسعيد بن أبي سعيد: هو المقبري، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 10/ 384 من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 120، ومن طريقه أخرجه عبد الرزاق (4711)، وإسحاق بن راهويه (1130)، والبخاري (1147) و (2013) و (3569)، ومسلم (738)(125)، وأبو داود (1341)، والترمذي في =

ص: 83

24074 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُمَيٍّ وَعَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ جِمَاعٍ غَيْرَ احْتِلَامٍ، ثُمَّ يَصُومُ. وَقَالَتْ فِي حَدِيثِ عَبْدِ رَبِّهِ: فِي رَمَضَانَ (1).

= "جامعه"(439)، وفي "الشمائل"(267)، وابن خزيمة (1166)، وأبو عوانة 2/ 327، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 282، وفي "شرح مشكل الآثار"(3431)، وابن حبان (2430)، وأبو نعيم في "الحلية" 10/ 384، والبيهقي في "السنن" 1/ 122 و 2/ 495 - 496 و 3/ 6 و 7/ 62، وفي "معرفة السنن والآثار"(5379)، وفي "الدلائل" 1/ 371 - 372، والبغوي في "شرح السنة"(899)، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وسيرد بالأرقام (24446) و (24732).

وفي باب قوله: "تنام عيناي ولا ينام قلبي" عن ابن عباس، سلف برقم (1911).

قال السندي. قولها: على إحدى عشرة ركعة، يدل على أنه كان يصلي التراويح في رمضان.

قولها: عن حسنهن وطولهن، كناية عن بلوغها الغاية حتى كأنَّ عبارة المجيب عاجزة عن إحاطتهما، وجمع الأربع إما لكونه يجمعها في السلام، أو لمقارنتها في الطول والحسن، والمتبادر أن الوتر ثلاث بسلام واحد.

قولها: قبل أن توتر، أي: وهو ينقض الوضوء، أو وهو يؤدي إلى فوات الوتر أحياناً، وعلى الثاني يشكل الحديث بحديث ليلة التعريف الذي فيه أنه فاتته صلاة الفجر، فلذلك قيل: إن هذا بيان الغالب وذاك نادر، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، =

ص: 84

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وسُميّ: هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث.

وأخرجه أبو داود (2388) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك، عن عبد ربه بن سعيد وحده، بهذا الإسناد.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 289 - 290، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "السنن"(304)، ومسلم (1109)(78)، وأبو داود (2388)، والنَّسائي في "الكبرى"(2974)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 105، وابن حبان (3489)، والطبراني في "الكبير" 23/ (588) و (589)، والبيهقي في "السنن" 4/ 214، وفي "معرفة الآثار"(8634)، والبغوي في "شرح السنة"(1751)، والحازمي في "الاعتبار" ص 135 عن عبد ربه بن سعيد، به.

وسقط من مطبوع الطبراني (589) اسم أبي بكر.

وهو عند مالك كذلك في "الموطأ" 1/ 290 و 291 مطولاً ومختصراً، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 259 - 260 (ترتيب السندي)، وفي "اختلاف الحديث" و 141، وفي "السنن"(302)(303)، والبخاري (1925)(1926) و (1931)(1932)، والنسائي في "الكبرى"(2937)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(535)، وفي "شرح معاني الآثار" 2/ 102 - 103 و 105، والبيهقي في "السنن" 4/ 214، وفي "معرفة الآثار"(8630)، والحازمي في "الاعتبار" ص 135 عن سمي، به.

وأخرجه مسلم (1109)(77)، والنسائي في "الكبرى"(2976)، والبيهقي في "السنن" 4/ 214 من طريق عمرو بن الحارث، عن عبد ربه، عن عبد الله بن كعب الحميري، أن أبا بكر حدثه، أن مروان أرسله إلى أُمِّ سلمة، يسأل عن الرجل يصبح جنباً، أيصوم؟ فقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنباً من جماع لا من حلمٍ، ثم لا يُفطر ولا يقضي.

وأخرجه ابنُ ماجه (1704)، والطبراني في "الأوسط"(7649) من طريق نافع مولى ابن عمر، عن أُمِّ سلمة، به. =

ص: 85

24075 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللهَ جَلَّ وَعَزَّ، فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللهَ جَلَّ وَعَزَّ، فَلَا يَعْصِهِ "(1).

= ورواه أبو سلمة بن عبد الرحمن، واختلف عليه فيه:

فأخرجه النسائي في "الكبرى"(3002) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن، عن أبي سلمة، عن عائشة، به.

وأخرجه أيضاً (3003)(3004) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عين عائشة وأم سلمة، به.

وأخرجه أيضاً (3005)(3006) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أُمِّ سلمة، به. مطولاً فيه قصةٌ لأبي هريرة.

وأخرجه أيضاً (3007)(3008) من طريق محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة، عن أم سلمة، بمثل سابقه.

وقد سلف برقم (24062).

(1)

إسناده صحيح علي شرط البخاري، طلحة بن عبد الملك، وهو الأيلي من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وهو عند مالك في "الموطأ" 2/ 476، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 2/ 74 - 75 (ترتيب السندي)، وابن راهويه في "مسنده"(944)، والبخاري في "صحيحه"(6696) و (6700)، وفي "التاريخ الكبير" 4/ 2 - 3، وأبو داود (3289)، والترمذي (1526)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 17، وفي "الكبرى"(4748) و (8749)، والدارمي (2338)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/ 5، وابن خزيمة (2241)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4146) و (4165)، وفي "شرح معاني الآثار" 3/ 133، وابن حبان (4387) و (4389)، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 56، وأبو نعيم في =

ص: 86

24076 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِالْحَجِّ، وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِالْعُمْرَةِ، وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، وَأَهَلَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْحَجِّ، فَأَمَّا مَنْ أَهَلَّ بِالْعُمْرَةِ، فَأَحَلُّوا حِينَ طَافُوا بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَأَمَّا مَنْ أَهَلَّ بِالْحَجِّ أَوْ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَلَمْ يُحِلُّوا إِلَى يَوْمِ النَّحْرِ (1).

= و"الحلية" 6/ 346، وابن حزم في "المحلى" 7/ 9، والبيهقي في "السنن" 9/ 231 و 10/ 68 و 74 - 75، وفي "الشعب"(4349)، وفي "المعرفة"(19632)، وابن عبد البر في "الاستذكار"(20933)، وفي "التمهيد" 6/ 90 و 92 و 93 و 93 - 94، والبغوي في "شرح السنة"(2440).

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6365) من طريق محمد بن عبد الله الفزاري، عن القاسم، به.

وسيأتي بالأرقام (24141) و (25877) و (25878)، ومختصراً برقم (25738).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل؛ يتيم عروة.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 335، ومن طريقه أخرجه البخاري (1562) و (4408)، ومسلم (1211)(118)، وأبو داود (1779)، و (1780)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 145، وفي "الكبرى"(3696)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 140، والبيهقي في "السنن" 5/ 2 و 109، وفي "السنن الصغير"(1509)، وفي "معرفة الآثار والسنن"(9370)، والبغوي في "شرح السنة"(1874).

وأخرجه الحميدي (205) من طريق أنس بن عياش، عن أبي الأسود، به. =

ص: 87

24077 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَفْرَدَ الْحَجَّ (1)(2).

= وأخرجه مسلم (1211)(124)، والبيهقي في "السنن" 5/ 2 من طريق القاسم بن محمد، عن عائشة قالت: منّا مَنْ أهلَّ بالحج مفرداً، ومنّا من قرن، ومنا مَنْ تمتع.

وسيأتي بنحوه برقم (25096) ومختصراً برقم (24093).

وسيأتي بنحوه مختصراً من طريق مالك برقم (24727) و (26063) و (26064).

(1)

في (م): بالحج.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 145، وفي "الكبرى"(3695)، والبيهقي في "السنن" 5/ 3 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 335، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 376 (ترتيب السندي)، ومسلم (1211)(122)، وأبو داود (1777)، والترمذي (820)، وابن ماجه (2964)، والدارمي (1812)، وأبو يعلى (4361) و (4543)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 139، والصيداوي في "معجم الشيوخ" ص 107، وتمّام في "فوائده"(608)، والبيهقي في "السنن" 5/ 3، وفي "معرفة الآثار"(9313) و (9324)، والخطيب في "تاريخه" 1/ 375 - 376، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 259، والبغوي في "شرح السنة"(1873).

وأخرجه الصيداوي ص 200، وابن عبد البر 19/ 259، والذهبي في "السير" 15/ 249 من طريقين عن عبد الرحمن بن القاسم، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8481) من طريق عروة، عن عائشة، به. =

ص: 88

24078 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْطَعُ فِي رُبُعِ الدِّينَارِ فَصَاعِدًا (1).

= وسيأتي بالأرقام (24727) و (24729) و (24760) و (24763) و (25722) و (26063) و (26064)، وبنحوه برقم (24615).

قلنا: وقد ثبت عن عائشة أنه صلى الله عليه وسلم اعتمر مع حجته، فقد روى أبو داود (1992) من حديث أبي إسحاق، عن مجاهد، قال: سئل ابن عمر: كم اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: مرتين، فقالت عائشة: لقد علم ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اعتمر ثلاثاً سوى التي قرنها بحجة الوداع، وقال الحافظ في "الفتح" 3/ 429: إنّ كل من روى عنه الإفراد حُمِلَ على ما أهل به في أول الحال، وكل من روى عنه التمتع أراد ما أمر به أصحابه، وكل من روى عنه القِران أراد ما استقر عليه أمره، ويترجح من روى القِران بأمور:

منها أن معه زيادة علم على من روى الإفراد وغيره، وبأن من نوى الإفراد والتمتع اختُلف عليه في ذلك: فأشهر من روى عنه الإفراد عائشة، وقد ثبت عنها أنه اعتمر مع حجته كما تقدم، وابنُ عمر، وقد ثبت عنه أنه صلى الله عليه وسلم بدأ بالعمرة ثم أهلَّ بالحج كما سيأتي في أبواب الهدي، وثبت أنه جمع بين حج وعمرة، ثم حدث أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك، وسيأتي أيضاً، وجابرٌ، وقد تقدم قوله: إنه اعتمر مع حجته أيضاً.

وروى القِرانَ عنه جماعةٌ من الصحابة لم يُختلف عليهم فيه، وبأنه لم يقع في شيء من الروايات النقل عنه من لفظه أنه قال: أفردت ولا تمتعت، بل صح عنه أنه قال:"قرنت"، وصح عنه أنه قال:"لولا أن معي الهدي لأحللت". اهـ.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة، وعَمرة: هي بنت عبد الرحمن الأنصارية.

وأخرجه أبو داود (4383) عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي في "الأم" 6/ 133، وفي "مسنده" 2/ 83 (بترتيب السندي)، والحميدي (279)، وإسحاق بن راهويه (740) و (983)، ومسلم =

ص: 89

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (1684)، والترمذي (1445)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 78 - 79، وفي "الكبرى"(7408)، وابن نصر المَرْوزي في "السنَّة"(319)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 163 و 166 و 167، وابن حبان (4459)، والبيهقي في "السنن الكبري" 8/ 254، وفي "معرفة السنن والآثار" 12/ 356، والبغوي في "شرح السنة"(2595) من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد. وجاء عند الشافعي والحميدي وإسحاق بن راهويه (740) وابن نصر المروزي والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 166 - 167، والبيهقي بلفظ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تُقطع اليد في ربع دينار"، وقد علَّل الطحاوي الحديث بالاختلاف في روايتيه بين الفعلي منه والقولي، فردَّ عليه الحافظ في "الفتح" 12/ 102 - 103، وقال ما خلاصته: لا معارضة بين روايتيه، فتكون عائشة أخبرت بالفعل والقول معاً.

قال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن صحيح، وقد رُوي هذا الحديث من غير وجه عن عمرة، عن عائشة مرفوعاً، ورواه بعضُهم عن عمرة، عن عائشة موقوفاً. قلنا: سيأتي قريباً ذكرُ مَنْ وقفه.

وقال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.

وأخرجه الطيالسي (1582) عن زمعة، وأحمد كما سيرد (24079) من طريق يونس، و (25359) من طريق معمر، وابنُ أبي شيبة 6/ 468 - 469، والبخاري (6789)، ومسلم (1684)، وابن ماجه (2585)، والدارمي (2300)، وأبو يعلى (4411)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 167، والبيهقي في "السنن الكبرى" 8/ 254، وفي "ومعرفة السنن والآثار" 12/ 364 - 365 و 365، وابن عبد البر في "الاستذكار" 24/ 157 من طريق إبراهيم بن سعد (وقرن به ابن أبي شيبة -ومن أخرجه من طريقه- والبيهقيُّ في إحدى روايتيه سليمانَ بنَ كثير). وأخرجه الخطيب البغدادي في "التاريخ" 8/ 398 من طريق ابن أخي الزهري، ستتهم عن الزهري، به، مرفوعاً من قوله عليه الصلاة والسلام.

وذكر البخاري بإثر الحديث أنه تابع إبراهيمَ بنَ سعد عبدُ الرحمن بنُ =

ص: 90

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= خالد، وابنُ أخي الزهري ومعمر، عن الزهري. قال الحافظ في قول البخاري: تابعه، أي: في الاقتصار على عَمرة.

ومتابعةُ معمر وصلها أحمد، كما سيرد برقم (24079)، ومتابعة عبد الرحمن بن خالد -وهو ابن مسافر- وصلها الذهلي في "الزهريات" عن عبد الله بن صالح، عن الليث، عنه، فيما ذكر الحافظ في "الفتح" 12/ 101.

ورواه أربعةٌ عن عمرة عن عائشة موقوفاً.

فأخرجه الحميدي (280)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 79، وفي "الكبرى"(7413)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 165، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 12/ 370 - 371، وابن عبد البر في "الاستذكار" 24/ 158 من طريق سفيان بن عيينة قال: حدثناه أربعة عن عمرة، عن عائشة، لم يرفعوه: عبدُ الله بنُ أبي بكر، ورُزَيْق بن حُكَيْم الأَيْلي، ويحيى بن سعيد، وعبد ربه بن سعيد. قلنا: لم يرد عند النسائي ذكر عبد الله بن أبي بكر. قال ابن عيينة: والزُّهري أحفظُهم كلِّهم، إلا أن في حديث يحيى ما دلَّ على الرفع (يعني قول عائشة). ما نسيت ولا طال عليَّ:"القطع في ربع دينار فصاعداً".

قلنا: قال الحافظ في "الفتح" 12/ 102: وهو وإن لم يكن رفعُه صريحاً، لكنه في معنى المرفوع.

وأخرجه ابن حبان (4465) عن الحسين بن أحمد بن بسطام، عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن سفيان بن عيينة قال: سمعتُ من أربعة: يحيى بن سعيد، ورُزيق، وسعد بن سعيد، والزُّهري، عن عمرة، عن عائشة، مرفوعاً من رواية الزهري، وموقوفاً من رواية الثلاثة الباقين.

وذكر الدارقطنيّ في "العلل" 5/ لوحة 99 أن الحسين بن أحمد بن بسطام وهم في قوله: سعد بن سعيد، وأنه إنما أراد أن يقول: عبد ربه بن سعيد.

قلنا: وقد اختُلف فيه على يحيى بن سعيد:

فأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 79، وفي "الكبرى"(7409)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 12/ 371 - 372 ممن طريق سعيد بن أبي عروبة، =

ص: 91

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه النسائي كذلك في "المجتبى" 8/ 79، وفي "الكبرى"(7410)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 164 من طريق أبان، كلاهما عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عمرة، به، مرفوعاً. قال النسائي: حديث أبان وسعيد خطأ. قلنا: يعني أنهما أخطآ في رفعه، وقد رواه أربعة حفاظ عن يحيى بن سعيد موقوفاً:

فأخرجه مالك 2/ 832، ومن طريقه النسائي في "المجتبى" 8/ 79، وفي "الكبرى"(7414)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 165، وابن حبان (4462)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 12/ 371. وأخرجه النسائي أيضاً 8/ 80، وفي "الكبرى" (7412) من طريق عبد الله بن إدريس، و 8/ 79 و (7411) من طريق عبد الله بن المبارك، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 165 من طريق أنس بن عياض، أربعتهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عمرة، عن عائشة، موقوفاً. قال النسائي: هذا هو الصواب من حديث يحيى. قلنا: قد قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 99: وأما الخلاف فيه على يحيى بن سعيد، فإن أيوب السختياني بيَّنَ في روايته عن يحيى أن ذلك من يحيى، وأنه رفعه مرة، ثم ترك رَفْعَه، فهو عنه على الوجهين صواب.

واختلف فيه على الزهري:

فأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 77، وفي "الكبرى"(7401)، والطبراني في "الأوسط"(1705) من طريق حفص بن حسان، و (1027) من طريق الأوزاعي، و (4521) من طريق حميد الأعرج، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 12/ 374 من طريق قتادة، أربعتهم عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، به مرفوعاً.

قال الدارقطني في "العلل"- فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح" 12/ 100: اقتصر إبراهيم بن سعد وسائرُ من رواه عن ابن شهاب على عمرة، ورواه يونس عنه، فزاد مع عَمرة عُروة. قلنا: سترد رواية يونس برقم (24079).

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 80، وفي "الكبرى"(7418) من طريق =

ص: 92

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عبد الرحمن بن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عمرة، عن عائشة، مرفوعاً بلفظ:"تقطع يد السارق في ثمن المِجَنّ" وثمنُ المِجنّ ربع دينار. ووقع فيه: عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي الرجال، وهو خطأ، فأبو الرجال هو محمد بن عبد الرحمن، وقد جاء على الصواب في "تحفة الأشراف" 12/ 416.

وأخرجه مسلم (1684)(3)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 81، وفي "الكبرى"(7423) و (7425)، وابن نصر المروزي في "السنَّة"(323)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 164، وابنُ حبان (4464)، والدارقطني في "السنن" 3/ 189، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 12/ 366 من طريق مَخْرمة بن بُكير بن عبد الله بن الأشج، عن أبيه، عن سليمان بن يسار، عن عمرة، به، مرفوعاً.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 81، وفي "الكبرى"(7422)، والدارقطني في "السنن" 3/ 189، والبيهقي في "السنن الكبرى" 8/ 256 من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن بكير بن عبد الله بن الأشجّ، عن سليمان بن يسار، عن عمرة أنها سمعت عائشة تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تُقطع يد السارق فيما دون ثمن المِجنّ". قيل لعائشة: ما ثمنُ المجنّ؟ قالت: ربع دينار. وقد جمع الدارقطني رواية يزيد بن أبي حبيب إلى رواية مخرمة.

وأخرج البيهقي في "السنن الكبرى" 8/ 326 من طريق ابن لهيعة، عن أبي النضر، عن عمرة، بنحو رواية سليمان بن يسار المذكورة آنفاً.

وأخرجه مالك 2/ 832 - 833 وفيه قصة -ومن طريقه الشافعي في "المسند" 2/ 84 - 85 (بترتيب السندي)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 80، وفي "الكبرى"(8417)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 166 - عن عبد الله ابن أبي بكر بن محمد. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(18964) عن سفيان الثوري، كلاهما عن عمرة، عن عائشة موقوفاً. ووقع في مطبوع النسائي عبد الله بن محمد بن أبي بكر، وهو خطأ. =

ص: 93

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرج ابن نصر المروزي (325)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 166، والطبراني في "الأوسط"(8705) من طريق يحيى بن أيوب، عن جعفر بن ربيعة، عن الأسود بن العلاء بن جارية وأبي سلمة بن عبد الرحمن وعبد الملك بن المغيرة وكثير بن خُنيس أنهم تنازعوا في القطع، فدخلوا على عَمرة يسألونها، فقالت: قالت عائشة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا قطعَ إلا في ربع دينار". وأخرجه البخاري كذلك في "التاريخ الكبير" 7/ 209 - 210 غير أنه وقع فيه: دخلوا على عائشة. لم يذكر عمرة. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الأسود بن العلاء وأبي سلمة وعبد الملك بن المغيرة وكثير بن خُنيس إلا جعفر بن ربيعة، تفرد به يحيى بن أيوب.

قلنا: لم يذكر المروزي في روايته سوى الأسود بن العلاء بن جارية، وجاء اسمه عند الطحاوي: العلاء بن الأسود وأشار إلى ورود الاسمين في الرواية البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 209، ولم يذكر الطحاوي عبد الملك بن المغيرة.

ووقع في مطبوع "الأوسط": عن أبي سلمة، وهو خطأ، وتحرف فيه اسم خنيس إلى حسين.

وأخرج السهمي في "تاريخ جرجان" ص 256 من طريق الفرات أبي السائب، عن ميمون بن مهران، عن عروة، عن عائشة قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقطع السارق في أقلَّ من ربع دينار.

ونقل عن ابن عدي قوله: هذا حديث غريب من رواية ميمون، عن عروة، ليس له إلا هذا الطريق.

وأخرج النسائي في "المجتبى" 8/ 81، وفي "الكبرى"(7424)(7425)، والدارقطني في "السنن" 3/ 190 من طريق مخرمة بن بُكير، عن أبيه، قال: سمعت عثمان بنَ أبي الوليد مولى الأخنسيين يقول: سمعتُ عروةَ بنَ الزبير يقول: كانتْ عائشة تحدِّثُ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تُقطع اليدُ إلا في المِجنِّ أو ثمنه". قال: وزعم أن عروة قال: وثمنُ المِجنّ أربعةُ دراهمَ. =

ص: 94

24079 -

حَدَّثَنَا عَتَّابٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَتْ عَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، " تُقْطَعُ يَدُ السَّارِقِ فِي رُبُعِ دِينَارٍ فَصَاعِدًا "(1).

= قال: وسمعتُ سليمان بن يسار يقول: لا تقطع اليد إلا في ربع دينار، فما فوقَه.

وأخرج البخاري (6792) و (6793) و (6794)، ومسلم (1685)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 82، وفي "الكبرى"(7427) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: لم تكن تُقطعُ يد السارق في أدنى من حَجَفَة أو تُرْس، كلُّ واحد منهما ذو ثمن.

وذكر الحافظ في "الفتح" 12/ 103 - 104 أن الإسماعيلي أخرجه من وجه آخر، وفيه زيادة قصة في السند، ولفظه عن هشام، عن عروة أن رجلاً سرق قدحاً فأُتيَ به عمرَ بنَ عبد العزيز، فقال هشام بن عروة: قال أبي: إن اليد لا تقطع في الشيء التافه، ثم قال: حدثني عائشة

وقد رواد وكيع مرسلاً فيما أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" عنه، ولفظه: عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: كان السارق في عهد النبيِّ صلى الله عليه وسلم يُقطع في ثمن المجنّ، وكان المجنُّ يومئذٍ له ثمن، ولم يكن يُقطع في الشيء التافه.

وسيرد بالأرقام (24078) و (24515) و (24725) و (25304) و (26116) و (26141).

وفي الباب عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (4503).

وعن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6687)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

(1)

إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتّاب -وهو ابن زياد الخراساني- فمن رجال ابن ماجه، وهو ثقة.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 78، وفي "الكبرى"(7403) من طريق حِبَّان بن موسى، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (6790)، ومسلم (1684)(2)، وأبو داود (4384)، =

ص: 95

24080 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَسَمِعْتُ فِيهَا قِرَاءَةً، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ. كَذَاكُمُ الْبِرُّ، كَذَاكُمُ الْبِرُّ " وَقَالَ مَرَّةً: عَنْ عَائِشَةَ إِنْ شَاءَ اللهُ (1).

= والنسائي في "المجتبى" 8/ 78، وفي "الكبرى"(7404)، وابن نصر المروزي في "السنَّة"(321)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 164، وابنُ حبان (4455) و (4460)، والبيهقي في "السنن" 8/ 254، وفي "معرفة السنن والآثار" 12/ 358 - 361 من طريق ابن وَهْب، عن يونس، عن الزهريّ، عن عُروة وعَمرة، عن عائشة، به.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 77 - 78، وفي "الكبرى"(7402) من طريق القاسم بن مبرور، عن يونس، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة مرفوعاً، بلفظ:"لا تُقطع اليدُ إلا في ثمنِ المجنّ: ثلثِ دينار، أو نصفِ دينار فصاعداً". قال الحافظ في "الفتح" 12/ 104: هي رواية شاذة.

وقد سلف برقم (24078).

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد قال الحافظ في "الإصابة" في ترجمة حارثة بن النعمان: إسناده صحيح. وقوله: وقال مرة: عن عائشة إن شاء الله. القائل هو سفيان بن عيينة.

وأخرجه من طريق سفيان بن عيينه موصولاً عبد الله بن وهب في "جامعه" 1/ 22، والحميدي (285)، وإسحاق بن راهويه (1004)، وأبو يعلى (4425)، وابن حبان (7014)، والحاكم 3/ 208، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(2265)، والبغوي في "شرح السنة"(3418)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 429. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

وأخرجه من طريق ابن عيينه مرسلاً الحسين المروزي في زوائده على ابن المبارك في "البر والصلة"(40). =

ص: 96

24081 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدِ اسْتَتَرْتُ بِقِرَامٍ فِيهِ تَمَاثِيلُ، فَلَمَّا رَآهُ، تَلَوَّنَ وَجْهُهُ - وَقَالَ مَرَّةً: تَغَيَّرَ وَجْهُهُ - وَهَتَكَهُ بِيَدِهِ، وَقَالَ: " أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللهِ عز وجل يَوْمَ

= وأخرجه البخاري وفي "خلق أفعال العباد" ص 105 من طريق محمد بن أبي عتيق، عن الزهري، به، موصولاً.

وأرسله عن الزهري يونس بن يزيد ومعمر:

فأخرجه ابن وهب 1/ 20 عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن عمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكره.

وأخرجه كذلك ابن المبارك في "البر والصلة"(39) عن معمر، عن الزهري، عن عمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وسيرد من طريق معمر أيضاً عن الزهري موصولاً برقمي (25162) و (25337)، وفيه: وكان أبرَّ الناس بأمه.

وللزهري طريق آخر فيه:

فقد أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" ص 105، والنسائي في "الكبرى"(8234)، والطبراني في "الأوسط"(4602) من طريق سليمان بن بلال، عن موسى بن عقبة ومحمد بن عبد الله بن أبي عتيق، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن موسى بن عقبة وابن أبي عتيق إلا سليمان بن بلال، تفرد به ابن أبي أويس.

قلنا: بل رواه عن سليمان كذلك ابنه أيوب بن سليمان بن بلال، كما عند النسائي.

وفي باب مناقب حارثة، سلف 5/ 433.

قال السندي: قوله: "كذاكمُ البرُّ"، أي: وكان بارّاً بأمِّه.

ص: 97

الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللهِ جَلَّ وَعَزَّ - أَوْ: يُشَبِّهُونَ - ". قَالَ سُفْيَانُ: سَوَاءٌ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابنُ عُيينة، والقاسم ابن محمد: هو ابنُ أبي بكر الصِّدِّيق.

وأخرجه الحميدي (251)، ومسلم (2107)(91)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 214، وفي "الكبرى"(9778)، وأبو يعلى (4524)، والبيهقي في "السنن" 7/ 267، وفي "الآداب"(650) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (251)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"(918) و (919). والبخاري (5954)، ومسلم (2107)(92)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 214، وفي "الكبرى"(9779) و (9780)، وأبو يعلى (4723)، والبغوي في "شرح السنة"(3215) من طريق سفيان بن عيينه، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه القاسم، به، وزاد في آخره: قالت عائشة: فقطعناه، فجعلنا منه وسادةً، أو وسادتين.

وأخرجه البخاري (6109)، ومسلم (9107)(91)، وأبو يعلى (4409)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(8)، والطبراني في "الأوسط"(9166)، وفي "الشاميين"(114)، والبيهقي في "السنن" 7/ 267 من طرق عن الزهري، به.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 16، وفي "الكبرى"(9790) من طريق سماك، عن القاسم، به. دون ذكر القصة.

وسيأتي بالأرقام (24536) و (24556) و (24563) و (25631) و (25839).

وبنحوه مطولاً ومختصراً (24218) و (24267) و (24718) و (24812) و (24848) و (24849) و (25392) و (25744) و (25789) و (25921) و (26103) و (26407).

وانظر (24253) و (24417) و (26090). =

ص: 98

24082 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ، فَهُوَ حَرَامٌ "(1).

= وقد سلفت أحاديث الباب في مسند ابن مسعود عند الرواية (3558).

قال السندي: قولها: بِقِرام، بكسر قاف: ستر رقيق وراء الستر الغليظ.

تماثيل: صور ذوي الأرواح.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة، وأبو سَلَمة: هو ابنُ عبد الرحمن بنِ عوف.

وهو عند الإمام أحمد في "الأشربة"(1).

وأخرجه الطيالسي (1478)، والشافعي في "مسنده" 2/ 92 "بترتيب السندي"، وفي "السنن"(552!، والحميدي (281)، وابن أبي شيبة 7/ 100 - 101، وابن راهويه (808) و (1066)، والبخاري (242)، ومسلم (2001)(69)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 297 - 298، وفي "الكبرى"(5101)، وابن ماجه (3386)، وابن الجارود في "المنتقى"(855)، وأبو يعلى (4523) وأبو عوانة 5/ 261، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 216، وفي "شرح مشكل الآثار"(4971)، وابن حبان (5397) والبيهقي في "السنن" 1/ 8 - 9 و 8/ 293، وفي "معرفة السنن والآثار" 13/ 14، والبغوي في "شرح السنة"(3009) من طرق عن سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد.

زاد الحميدي وأبو عوانة: فقيل لسفيان: فإن مالكاً وغيرَه يذكرون البِتْع، فقال: ما قال لنا ابنُ شِهاب البِتْع، ما قال لنا ابنُ شهاب إلا كما قلتُ.

وأخرجه مسلم (2001)(69)، وأبو عوانة 5/ 262 - 263 من طريق صالح بن كيسان، وأبو عوانة 5/ 261 من طريق عقَيْل -وهو ابنُ خالد بن عَقِيل الأَيليّ- كلاهما عن الزهري، به. وفي حديث عُقيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل عن البِتْع. وليس في حديث صالح. =

ص: 99

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 73 - 74 أن الحفاظ رَوَوْه عن ابن عُيينة، عن الزُّهري، عن أبي سلمة، عن عائشة. ثم قال: ورُوي عن سعيد بن إبراهيم الجوهري، عن ابن عيينه، عن الزُّهري، عن عروة، عن عائشة، ولا يصحّ. قلنا: يعني ذكر عروة بدل أبي سلمة.

ورواه كذلك محمد بن عبد الرحيم الهروي -فيما أخرجه الدارقطني في "السنن" 4/ 256 - عن سعيد بن منصور، عن ابن عُيينة، عن الزُّهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أسْكَرَ الفَرْقُ منه، فالحُسْوَةُ منه حرام" قال الدارقطني في "العلل": وذلك وَهْمٌ من راويه على سعيد بن منصور، ووهم أيضاً في متنه، فقال:"ما أسكر الفَرْقُ منه فالحُسْوَةُ منه حرام" وهذا لا يصحُّ عن الزهري.

ورواه كذلك محمد بنُ عمر الواقدي -فيما أخرجه الدارقطني في "السنن" 4/ 255 - عن ابن أخي الزهري (وهو محمد بن عبد الله بن مسلم) وعبدِ الرحمن بن عبد العزيز، سمعا الزهري، عن عروة، عن عائشة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما أسكر الفَرْقُ منه فالحُسْوَهُّ منه حرام". قال الدارقطني: وهذا أيضاً لا يصحُّ عن الزُّهري، والمحفوظ عن الزُّهري ما رواه عنه يحيى بن سعيد ومن تابعه. قلنا: يعني بلفظ: "كلُّ شرابٍ أسكرَ فهو حرام".

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 320 من طريق أَبان بن صَمْعَة، عن أمّه، عن عائشة، أنها سُئلَتْ عن الأشربة، فقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن كلِّ مُسكر.

وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 1/ 53 من طريق إبراهيم بن زياد القرشي و 2/ 263 من طريق عبد الله بن سنان الزُّهري، كلاهما عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة، ولفظ رواية إبراهيم: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البِتْع، فقال:"كلُّ شرابٍ أسْكَرَ، فهو حرام". ولفظ رواية عبد الله بن سنان: "قليلُ ما أسكر كثيرُه حرام، وكثيرُ ما أسكر قليلُه حرام". قال العقيلي في إبراهيم بن زياد: شيخ يحدث عن الزُّهري وعن هشام بن عروة، فيَحمل حديثَ الزُّهري عن =

ص: 100

24083 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ وَهُوَ جُنُبٌ، تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ (1).

= هشام بن عروة، وحديثَ هشام بن عروة عن الزُّهري، ويأتي أيضاً مع هذا عنهما بما لا يُحفظ، وهذا رواه الناسُ عن الزُّهري، عن أبي سلمة، عن عائشة.

وأخرجه الدارقطني 4/ 255 من طريق سَلَمة بن الفضل، عن أبي جعفر الرازي، عن أيوب، عن ابن أبي مُليكة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أسْكَرَ الفَرْقُ، فالأُوقِيَّة منه حرام".

واختُلف فيه على أبي جعفر الرازي:

فأخرجه الدارقطني 4/ 255 من طريق خلف بن الوليد، عنه، عن ليث، عن ابن أبي مُليكة، عن عائشة قالت: ما أسكَرَ الفَرْقُ فالحُسْوَةُ منه حرام. موقوف.

وأخرجه الدارقطني كذلك من طريق محمد بن طلحة، عن حميد، عن أنس، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أسكر الفَرْقُ فالجُرْعَةُ منه حرام". قال الدارقطني في "العلل": ليس بمحفوظ عن عائشة.

وسيرد من طريق الزُّهري كذلك بالأرقام (24652) و (25572) و (25891).

ومن طريق القاسم بن محمد، عن عائشة بالأرقام (24423) و (24432) و (24992).

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4644)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 60، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"(1040)، وأبو داود (222)، والنسائي في "الكبرى"(9043)، وهو في "عِشْرة النساء"(157)، وأبو يعلى (4522)، وابن خزيمة (213)، وأبو عوانة 1/ 277، والبيهقي في "معرفة الآثار"(1520)، والخطيب في "تاريخه" 9/ 368، =

ص: 101

24084 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: كُنْتُ أَفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدَيَّ، ثُمَّ لَا يَجْتَنِبُ شَيْئًا مِمَّا يَجْتَنِبُ الْمُحْرِمُ (1).

= وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 37 من طرق عن سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (305)(21)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 139، وفي "الكبرى"(9044)، وهو في "عِشْرة النساء"(158)، وابن ماجه (584)، وأبو عوانة 1/ 277 - 278، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 126، وابن حبان (1217)، والبيهقي في "السنن" 1/ 200، والبغوي في "شرح السنة"(265) من طريق ليث بن سعد، وأبو عوانة 1/ 277 - 278 من طريق ابن أخي الزهري، كلاهما عن الزهري، به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9042)، وهو في "عِشْرة النساء"(156) من طريق علي بن عياش، عن سفيان بن عيينه، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، به. قال المزي في "تحفة الأشراف" 12/ 40: قال النسائي: حديث علي بن عياش خطأ.

وسيأتي بالأرقام (24555) و (24608) و (24716) و (24882) و (24902) و (24949) و (24969) و (25584) و (25597) و (25646) و (25667) و (25814) و (25879) و (26003) و (26236) و (26342).

ومطولاً بالأرقام (24713) و (24872) و (24873) و (24874) و (25104) و (25980) و (26383).

وانظر (25598).

وقد ذكرنا أحاديث الباب في مسند عبد الله بن عمر عند الرواية (4662).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مطولاً ومختصراً الحميدي (208)، وإسحاق بن راهويه (692)، ومسلم (1321)(360)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 175. وابن الجارود في =

ص: 102

24085 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: جَاءَ عَمِّي بَعْدَمَا ضُرِبَ الْحِجَابُ، فَأَبَيْتُ أَنْ آذَنَ لَهُ، فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ:" ائْذَنِي لَهُ، فَإِنَّهُ عَمُّكِ " قُلْتُ: إِنَّمَا أَرْضَعَتْنِي الْمَرْأَةُ، وَلَمْ يُرْضِعْنِي الرَّجُلُ. قَالَ:" تَرِبَتْ يَمِينُكِ، ائْذَنِي لَهُ، فَإِنَّمَا هُوَ عَمُّكِ "(1).

24086 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ

= "المنتقى"(423)، وابن خزيمة (2573) من طريق سفيان بن عيينه بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (1441)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 266، وفي "شرح مشكل الآثار"(5523)، وابن حبان (4012)، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 7/ 149 من طرق عن الزهري، به.

وقد سلف برقم (24020).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة. والزُّهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب.

وأخرجه الشافعي في "المسند" 2/ 24 (بترتيب السندي)، والحميدي (229)، وابن أبي شيبة 4/ 288، ومسلم (1445)(4)، وابن ماجه (1948)، والبيهقي في "معرفة السنن" 11/ 246، وابن عبد البر في "الاستذكار" 18/ 246، وفي "التمهيد" 8/ 240 من طريق سفيان، بهذا الإسناد.

وسيرد من رواية سفيان بن عيينه، عن هشام بن عروة والزهري، عن عروة، بر قم (24102).

وسلف برقم (24054).

وعمُّها: هو أفلح أخو أبي القُعَيْس كما ورد في الرواية (24054)، وكذا عند مسلم في رواية، وفي الرواية المذكورة له آنفاً: أفلح بن أبي قُعَيْس. وانظر "الفتح" 9/ 150.

ص: 103

عَنْ عَائِشَةَ: اخْتَصَمَ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي ابْنِ أَمَةِ زَمْعَةَ، قَالَ عَبْدٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخِي ابْنُ أَمَةِ أَبِي، وُلِدَ عَلَى فِرَاشِ أَبِي (1). وَقَالَ سَعْدٌ: أَوْصَانِي أَخِي إِذَا قَدِمْتَ مَكَّةَ، فَانْظُرْ ابْنَ أَمَةِ زَمْعَةَ، فَاقْبِضْهُ فَإِنَّهُ ابْنِي. فَرَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَبَهًا بَيِّنًا بِعُتْبَةَ، قَالَ:" هُوَ لَكَ يَا عَبْدُ، الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَاحْتَجِبِي مِنْهُ يَا سَوْدَةُ "(2).

(1) في (م) وهامش (هـ): على فراشه.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/ 30 (ترتيب السندي)، وفي "السنن المأثورة"(500)، والحميدي (238)، وسعيد بن منصور (2130)، وإسحاق ابن راهويه في "مسنده"(726)، والبخاري (2421)، ومسلم (1457)، وأبو داود (2273)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 180، وفي "الكبرى"(5681)، وابن ماجه (2004)، وأبو يعلى (4419)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4245)، والدارقطني في "السنن" 3/ 313 - 314 و 4/ 241، والبيهقي في "السنن" 6/ 86 و 7/ 412، وفي "معرفة الآثار"(15090)، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 180 من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه البخاري (2533)، والدارمي (2277)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4248)، والدارقطني 4/ 242، والبيهقي في "السنن" 6/ 86 من طريق شعيب، وهو ابن أبي حمزة، عن الزهري، به.

وأخرجه بنحوه ابنُ المبارك في "مسنده"(233)، والدارقطني 4/ 242 من طرق عن الزهري، به.

وسيأتي بهذا الإسناد مختصراً برقم (24094).

وسيأتي بالأرقام (24975) و (25644) و (25894) و (26001) و (26093). =

ص: 104

24087 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلَامٌ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ، قَالَ:" شَغَلَنِي أَعْلَامُهَا، اذْهَبُوا بِهَا إِلَى أَبِي جَهْمٍ (1)، وَائْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّةٍ "(2)(3).

= وانظر حديث ابن الزبير السالف برقم (16127).

وفي باب قوله: الولد للفراش، عن عبد الله بن عمرو بن العاص سلف برقم (6681) وذكرنا هناك أحاديث الباب، وانظر كذلك حديث أبي هريرة السالف برقم (7262).

قال السندي: قولها: بعُتْبة، أي: بأخي سعد، واسمه عتبة.

"للفراش"، أي: لصاحب الفراش، أي: لمن تكون الأم فراشاً له.

"يا سودة": مع كونه أخا لك حكماً -لأن الشبه بعتبة يورث الشَّك في حقيقة الأخوة- فراعي ذلك احتياطاً في شأن الاحتجاب.

(1)

في (ظ 8) و (هـ)، وهامش كل من (ظ 2) و (ق): أبي جهيم: قلنا: هو موافق لرواية الكشميهني لصحيح البخاري، قال الحافظ في "الفتح" 2/ 235: إلى أبي جَهْم: هو الصحيح.

(2)

في (م) بأنبجانيته.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الحميدي (172)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"(621)، والبخاري (752)، ومسلم (556)(61)، وأبو داود (914) و (4053)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 72، وفي "الكبرى"(847)، وابن ماجه (3550)، وابن خزيمة (928)، وأبو عوانة 2/ 64، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/ 109 من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (874)، والبخاري (373) و (5817)، ومسلم (556)(62)، وأبو داود (4052)، وأبو يعلى (4414)، وأبو عوانة 2/ 65، وابن حبان (2337)، والبيهقي في "السنن" 2/ 423، وفي "معرفة الآثار" =

ص: 105

24088 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي صَلَاتَهُ مِنَ اللَّيْلِ وَأَنَا مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، كَاعْتِرَاضِ الْجِنَازَةِ (1).

= 3/ 393، والبغوي في "شرح السنة"(523) و (738) من طرق عن الزهري، به.

وسيأتي برقم (25635)، وبنحوه بالأرقام (24190) و (25445) و (25734).

ونقل الحافظ في "الفتح" 1/ 483 عن ابن بطال قوله: إنما طلب منه ثوباً غيرها ليعلمه أنه لم يردَّ عليه هديته استخفافاً به.

قال السندي: قولها: خميصة: هي ثوب خز أو صوف مُعْلم، وقيل: إذا كان أسود.

أعلام: جمع عَلَم، بفتحتين، وعلم الثوب: رقمه الذي في طرفه.

"شغلني أعلامها": قلبه الشريف لغاية طهارته من الأغيار ظهر فيه أدنى أثر للغير، كالثوب الذي في غاية البياض، صلوات الله وسلامه عليه.

"إلى أبي جهم": فإنه الذي أرسله، وحين خاف من ذلك انكسار خاطره، قال: ائتوني بأنبجانية حتى لا ينكسر خاطره، وهي بفتح همزة وموحدة، أو كسرهما بينهما نون ساكنة، وبياء خفيفة أو مشددة: كساء غليظ لا علم له.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 69 (بترتيب السندي)، وفي "سننه"(122)، والحميدي (171)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"(600)، ومسلم (512)(267)، وابن ماجه (956)، وابن خزيمة (822)، وأبو عوانة 2/ 51 - 52، والبيهقي في "السنن" 2/ 275، وفي "السنن الصغير"(908)، وابن عبد البر في "التمهيد" 21/ 168، والبغوي في "شرح السنة"(546) من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (601)، والبخاري (383) و (515)، والدارمي =

ص: 106

24089 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، وَكَانَ يَغْتَسِلُ مِنَ الْقَدَحِ؛ وَهُوَ الْفَرَقُ (1).

= (1413)، والطبراني في "الشاميين"(1751) من طرق عن الزهري، به.

وأخرجه البخاري (384) من طريق عِراك -وهو ابن مالك الغفاري- عن عروة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي وعائشة معترضةٌ بينه وبين القبلة على الفراش الذي ينامان عليه. قال الحافظ في "الفتح" 1/ 492: وصورةُ سياقه بهذا الإرسالُ، لأنه محمول على أنه سمع ذلك من عائشة، بدليل الرواية التي قبلها، والنكتة في إيراده أن فيه تقييدَ الفِراش بكونه الذي ينامان عليه.

وسيرد مطولاً ومختصراً بالأرقام: (24139) و (24153) و (24169) و (24236) و (24274) و (24359) و (24562) و (24629) و (24642) و (24664) و (24937) و (24947) و (25007) و (25024) و (25130) و (25148) و (25184) و (25207) و (25222) و (25412) و (25432) و (25489) و (25599) و (25637) و (25647) و (25696) و (25697) و (25884) و (25929) و (25930) و (25942) و (26181) و (26234) و (26302) و (26357).

وانظر (24546).

وفي الباب عن علي سلف برقم (772).

قال الحافظ: وفيه أن الصلاة إلى النائم لا تكره، وقد وردت أحاديث ضعيفة في النهي عن ذلك، وهي محمولة -إن ثبتت- على ما إذا حصل شغلُ الفكر به.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، سفيان: هو ابن عيينه، والزهري: =

ص: 107

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= هو محمد بن مسلم بن عبيد الله ابن شهاب.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 38 (ترتيب السندي)، والحميدي (159)، وابن أبي شيبة 1/ 35 و 65، وابن راهويه في "مسنده"(557) ومسلم (319)(41)، وابن ماجه (376)، وابن الجارود (57)، وأبو يعلى (4546)، وأبو عوانة 1/ 294 - 295، والبيهقي في "السنن" 1/ 187، وفي "معرفة السنن والآثار"(1472)، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 100 من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد. وزاد بعضهم قول سفيان: والفرَق ثلاثة آصع.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 44 - 45 - ومن طريقه مسلم (319)(40)، وأبو داود (238)، وابن حبان (1201)، والبيهقي في "السنن" 1/ 194 - والطيالسي (1438)، والبخاري (250)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 48 - 49، والبيهقي 1/ 193، والبغوي في "شرح السنة"(255) من طريق ابن أبي ذئب، وإسحاق بن راهويه (558) من طريق صالح بن أبي الأخضر، ومسلم (319)(41)، وابن ماجه (376)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 57 و 127 و 179، وفي "الكبرى"(73) و (231)، وأبو عوانة 1/ 295، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 24 و 2/ 49، وابن حبان (1108)، والبيهقي 1/ 193، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 101 من طريق الليث بن سعد، والدارمي (749) من طريق الأوزاعي، والدارمي أيضاً (750)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 48، وتمام في "فوائده"(212)(الروض البسام) من طريق جعفر بن بُرْقان، والطبراني في "الأوسط"(1200) من طريق إسحاق ابن راشد، سمعتهم، عن الزهري، به.

وخالف إبراهيم بن سَعْد الرواة عن الزهري فيما أخرجه إسحاق ابن راهويه (959) و (1705)، وأبو يعلى (4412)، والطبراني في "الأوسط"(2412)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 247، والبيهقي في "السنن" 1/ 194، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 101، عنه، عن الزهري، فقال: عن القاسم بن =

ص: 108

24090 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: اسْتَأْذَنَ رَهْطٌ مِنَ الْيَهُودِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ (1). فَقَالَتْ عَائِشَةُ: بَلِ السَّامُ عَلَيْكُمْ وَاللَّعْنَةُ. قَالَ: " يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللهَ عز وجل يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ ". قَالَتْ: أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ: " فَقَدْ قُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ "(2).

= محمد، عن عائشة، به. وذكر أبو زرعة الرازي -كما في "العلل" 1/ 61 - والدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 26 أن القول قول من قال عروة. وقال الحافظ في "الفتح" 1/ 363: ويحتمل أن يكون للزهري شيخان، فإن الحديث محفوظ عن عروة والقاسم من طرق أخرى.

وأخرجه البخاري (263)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 24، والبيهقي في "السنن" 1/ 187 من طريق أبي بكر بن حفص، عن عروة، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3489)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 260 من طريق موسى بن أيوب، عن أبي إسحاق الفزاري عن الأعمش عن شقيق بن سلمة، عن عروة، به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الأعمش عن شقيق، عن عروة، إلا أبو إسحاق الفزاري، تفرد به موسى بن أيوب. وقال أبو نعيم: غريب تفرد به الفزاري عن الأعمش.

وقد سلف برقم (24014).

وانظر (24897).

(1)

في هامش (هـ) و (ظ 2): عليكم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الحميدي (248)، والبخاري (6927)، ومسلم (2165)(10)، والترمذي (2701)، والنسائي في "الكبرى"(10213) و (11572) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(381)، وفي "التفسير"(592) - وأبو يعلى (4421)، =

ص: 109

24091 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ اللهَ عز وجل يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ "(1).

والقضاعي في "مسند الشهاب"(1065)، والبيهقي في "الشعب"(8099) من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابنُ طهمان في "مشيخته"(111)، والبخاري في "صحيحه"(6024) و (6256)، وفي "الأدب المفرد"(462)، ومسلم (2165)(100)، والنسائي في "الكبرى"(10214) و (10216) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(382) و (384) - من طرق عن الزهري، به.

وأخرجه بنحوه البخاري (2935) و (6030) و (6401) من طريق ابن أبي مُلَيْكة، عن عائشة، به.

وأخرجه مسلم (2593)(77)، وابن حبان (554)، والبيهقي في "الشعب"(8414)، والبغوي في "شرح السنة"(3492) من طريق عمرة، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على ما سواه".

وسيكرر بنفس الإسناد في الحديث الذي يليه، لكنه اقتصر على المرفوع منه.

وسيأتي بتمامه برقم (25633)، وبالمرفوع منه برقم (24553).

وانظر الأحاديث (24090)(24307) و (24851) و (25029) و (25924).

وفي قصة سلام اليهود والرد عليهم، سلف من حديث ابن عمر برقم (4563)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

قال السندي: قولها: واللعنة: زادتها في مقابلة الرحمة في الرَّدِّ على من سلم، لبيان أن المحرِّف في السَّلام بهذا الوجه يستحق اللعنة، كما أن المسلم يستحق الرحمة.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وانظر ما قبله.

ص: 110

24092 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ تُحِدُّ (1) عَلَى مَيْتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ إِلَّا عَلَى زَوْجٍ "(2).

(1) في (ق): أن تحدَّ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة.

وأخرجه الحميدي (277)، وابن أبي شيبة 5/ 279، وابن راهويه (735)، ومسلم (1491)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 198، وفي "الكبرى"(5719)، وابن ماجه (2085)، وابن الجارود في "المنتقى"(764)، وأبو يعلى (4424)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 75، وابن حبان (4303)، والبيهقي في "السنن" 7/ 438، من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد. زاد الحميدي: فقيل لسفيان: فإنها تُحِدُّ عليه أربعةَ أشهر وعشراً؟ فقال سفيان: لم يقل لنا هذا الزهريُّ في حديثه، إنما قاله لنا أيوبُ بنُ موسى في حديثه.

قلنا: ومع ذلك فقد جاءت هذه الزيادة عند الطحاوي من طريق الزهري!

وحديث أيوب بن موسى إنما هو من حديث أم حبيبة، وقد أخرجه البخاري (1280)، وسيرد في مسندها 6/ 325 و 326 و 426.

وأخرجه ابن حبان (4301) من طريق يزيد بن زريع، عن معمر، عن الزهري به، وزاد:"فإنها تحدُّ عليه أربعةَ أشهر وعشراً". وقد سلف أن هذه في حديث الزهري، والظاهر أنها من أوهام معمر، فإن له أوهاماً في ما حدَّث به بالبصرة، ويزيد بنُ زريع بصري.

وأخرجه عبد الرزاق (12132) عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة موقوفاً.

وسيرد برقمي (26121) و (26413). =

ص: 111

24093 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ (1): أَهَلَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْحَجِّ، وَأَهَلَّ نَاسٌ (2) بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، وَأَهَلَّ نَاسٌ بِالْعُمْرَةِ (3).

= ومن حديث عائشة أو حفصة، أو كلتيهما بالأرقام (25513) و 6/ 286 و 287.

ومن حديث حفصة 6/ 286.

ومن حديث بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم 6/ 286.

وفي الباب عن زينب بنت جحش سيرد 6/ 324.

وعن أم حبيبة سيرد 6/ 325 و 326 و 426.

وعن أم عطية سيرد 6/ 408.

وعن أم سلمة سيرد 6/ 291 - 292، وفيه:"أفلا أربعة أشهر وعشراً".

قال السندي: قوله: تُحِدُّ، من الإحداد، وهو ترك الزينة لأجل الميت.

(1)

في (م) عن عائشة قالت.

(2)

في (هـ) وهامش (ظ 2) و (ق): الناس.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الحميدي (203)، ومسلم (1211)(114)، وابن الجارود في "المنتقى"(421)، وابن خزيمة (2605)، والبيهقي في "السنن" 5/ 3، وفي "معرفة الآثار"(9326)، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 22 من طريق سفيان ابن عيينه، بهذا الإسناد.

ولفظ مسلم وغيره: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "من أراد منكم أن يُهلَّ بحجٍّ وعمرة فليفعل، ومن أراد أن يهلَّ بحجٍّ فليُهلَّ، ومن أراد أن يُهلَّ بعمرة فليُهلَّ". ثم ذكر الحديث، وقال في آخره: وكنت فيمن أهلَّ بعمرة.

وقد سلف مطولاً برقم (24076). =

ص: 112

24094 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ "(1).

24095 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ طَالِعَةٌ فِي حُجْرَتِي، لَمْ يَظْهَرِ الْفَيْءُ بَعْدُ (2).

= وانظر (24071) و (24077).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 415 عن سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد.

وقد سلف مطولاً بهذا الإسناد برقم (24086).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

سفيان: هو ابن عُيينة.

وأخرجه الحميدي (170)، وابن أبي شيبة 1/ 326، وابن راهويه (578)، والبخاري (546)، ومسلم (611)، وابن ماجه (683)، وأبو يعلى (4420)، وابن خزيمة (332)، وأبو عوانة 1/ 350 - 351، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 193 من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 3، ومن طريقه أخرجه إسحاق بن راهويه (877)، والدارمي (1186)، والبخاري (522)، ومسلم (611)(168)، وأبو داود (407)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 192، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 2/ 279 - 280. وأخرجه ابن راهويه (632) من طريق صالح بن أبي الأخضر. وأخرجه البخاري (545)، والترمذي (159)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 252، وفي "الكبرى"(1494)، وأبو عوانة 1/ 351 من طريق الليث. وأخرجه مسلم (611)(169)، وابن حبان (1521) من طريق يونس، وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(3094)، والبيهقي في =

ص: 113

24096 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ نِسَاءً مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ كُنَّ يُصَلِّينَ مَعَ رَسُولِ اللهِ الصُّبْحَ مُتَلَفِّعَاتٍ بِمُرُوطِهِنَّ، ثُمَّ يَرْجِعْنَ إِلَى أَهْلِهِنَّ، وَمَا يَعْرِفُهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الْغَلَسِ (1).

"السنن الكبرى" 1/ 441 من طريق شعيب بن أبي حمزة، خمستهم، عن الزهري، به.

قال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن صحيح.

وجاء في رواية مالك -ومن أخرجه من طريقه- وصالح بن أبي الأخضر وشعيب: كان يصلي العصر والشمس في حجرتها قبل أن تظهر.

قال الحافظ في "الفتح" 2/ 25 في معنى قوله: "قبل أن تظهر": أي: ترتفع

ومحصِّلُه أن المراد بظهور الشمس خروجُها من الحجرة، وبظهور الفيء انبساطُه في الحجرة، وليس بين الروايتين اختلاف، لأن انبساط الفيء لا يكون إلا بعد خروج الشمس.

وسيرد برقمي (24554) و (25636).

وسيرد من طريق هشام عن عروة برقمي (25685) و (26378).

وفي الباب عن أنس، سلف برقمي (12331) و (12644).

قال السندي: قولها: ثم يظهر الفيء بعد، أي: ثم يطلع على الجُدُر، قال النووي: وهو حين يصير ظلُّ كلِّ شيءٍ مِثْلَه، وكانت الحجرة ضيقة العرصة، قصيرة الجدار، بحيث يكون ظل جدارها أقل من مساحة العرصة بشيء يسير، فإذا صار ظل الجدار مثله، دخل وقت العصر، وتكون الشمس بعد في أواخر العرصة، ولم يرتفع الفيء في الجدار الشرقي، وبالله التوفيق.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 51، والحميدي (174)، وابن أبي شيبة 1/ 320، ومسلم (645)(230)، والنسائي في "المجتبى" =

ص: 114

24097 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قِرَاءَةَ أَبِي مُوسَى، فَقَالَ:" لَقَدْ أُوتِيَ هَذَا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ "(1).

= 1/ 271، وفي "الكبرى"(1527)، وابن ماجه (669)، وأبو يعلى (4416)، وابن خزيمة (350)، وابن المنذر في "الأوسط"(1064)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 176، والبيهقي في "السنن" 1/ 454، وفي "معرفة السنن والآثار"(2758) من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24051).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على الزهري:

فقال سفيان -وهو ابن عيينة- كما في هذه الرواية، ومعمر كما في الرواية (25343): عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.

وقال محمد بن أبي حفصة كما في الرواية السالفة برقم (8820)، وعمرو بن الحارث فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 180، وابن حبان (7196) وغيرهما مما ذكرناه في تخريج الرواية (8820)، وإسحاق بن راشد فيما أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2700) ثلاثتهم قالوا: عن الزُّهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة.

وقال يونس بن يزيد فيما أخرجه الدارمي (3492): عن الزهري، عن أبي سلمة مرسلاً.

وقال الليث فيما ذكر الحافظ في "الفتح" 9/ 93: عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب مرسلاً.

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(4177)، والحميدي (282)، وابن أبي شيبة 10/ 463 و 12/ 122، والدارمي (1489)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 180 - 181، وفي "الكبرى"(1093)، وابن نصر المروزي في "قيام الليل" =

ص: 115

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (المختصر ص 58 - 59)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1158) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأحرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 2/ 344 و 4/ 107 عن سفيان ابن عيينة، عن الزُّهري، عن عروة أو عمرة -على الشك- عن عائشة، به.

وأخرجه ابن حبان (7195) من طريق سُريج بن يونس، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عمرة، عن عائشة، به.

قال الحميدي: وكان سفيان ربّما شكَّ فيه، فقال: عن عمرة أو عروة، لا يذكر فيه الخبر، ثم ثبت على عروة، وذكر الخبر فيه غير مرة، وترك الشكّ.

وأخرجه ابن سعد 2/ 344 من طريق أبي سلمة، عن عائشة، به.

وسيأتي برقم (25343).

وفي الباب عن بُريدة عند مسلم برقم (793)(235)، وسلف 5/ 349.

وعن أبي هريرة سلف برقم (8646)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب. ونزيد هنا: عن البراء عند أبي يعلى (1670).

وأخرج ابن أبي داود فيما ذكر الحافظ في "الفتح" 9/ 93، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 258 من طريق أبي عثمان النهدي قال: دخلتُ دار أبي موسى الأشعري، فما سمعتُ صوت صَنْجٍ ولا بَرْبَطٍ ولا ناي أحسنَ من صوته. ولفظه عند أبي نعيم: صلى بنا أبو موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه صلاة الصبح، فما سمعت صوت

إلخ، قال الحافظ: سنده صحيح. قال الخطابي: قوله: "آل داود"، يريد داود نفسه، لأنه لم يُنقل أن أحداً من أولاد داود ولا من أقاربه كان أُعطي من حُسن الصوت ما أُعطي.

وقال الحافظ: قد تقدم في باب من لم يتغن بالقرآن [9/ 68] ما نُقل عن السلف في صفة صوت داود. والمرادُ بالمزمار الصوت الحسن، وأصلُه الآلة، أطلق اسمه على الصوت للمشابهة.

ص: 116

24098 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، جَاءَتْ امْرَأَةُ رِفَاعَةَ الْقُرَظِيِّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: إِنِّي كُنْتُ عِنْدَ رِفَاعَةَ، فَطَلَّقَنِي، فَبَتَّ طَلَاقِي، فَتَزَوَّجْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الزَّبِيرِ، وَإِنَّمَا مَعَهُ مِثْلُ هُدْبَةِ الثَّوْبِ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ:" تُرِيدِينَ أَنْ تَرْجِعِي إِلَى رِفَاعَةَ؟ لَا، حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ وَيَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ " وَأَبُو بَكْرٍ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَخَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ عَلَى الْبَابِ يَنْتَظِرُ أَنْ يُؤْذَنَ لَهُ، فَسَمِعَ كَلَامَهُمَا (1)، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، أَلَا تَسْمَعُ هَذِهِ مَا تَجْهَرُ بِهِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ وَقَالَ مَرَّةً: مَا تَرَى هَذِهِ تَرْفُثُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2)؟!

(1) في (م): كلامها.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عطية، والزُّهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب.

وأخرجه الشافعي في "المسند" 2/ 34 - 35 (بترتيب السندي)، والحميدي (226)، وسعيد بن منصور في "السنن"(1985)، وابن أبي شيبة 4/ 274، وابن راهويه (714)، والبخاري (2639)، ومسلم (1433)(111)، والترمذي (1118)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 93 و 148، وفي "الكبرى"(5534) و (5604)، وابن ماجه (1932)، الدارمي (2267)، وابن الجارود في "المنتقى"(683)، وأبو يعلى (4423)، والطبري في تفسير الآية (230) من سورة البقرة، وتمام الرازي في "فوائده"(805)(الروض البسام)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 333 و 373 - 374، وفي "السنن الصغير"(2715) و (2716)، وفي "معرفة السنن والآثار" 11/ 101، وابن عبد البر في "التمهيد" 13/ 223، والبغوي في "شرح السنة"(2361)، وفي تفسير الآية (230) من =

ص: 117

24099 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا (1) الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: دَخَلَ مُجَزِّزٌ الْمُدْلِجِيُّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَأَى أُسَامَةَ وَزَيْدًا عَلَيْهِمَا قَطِيفَةٌ وَقَدْ غَطَّيَا رُؤُوسَهُمَا، وَبَدَتْ أَقْدَامُهُمَا، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْأَقْدَامَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ. وَقَالَ مَرَّةً: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَسْرُورًا (2).

= سورة البقرة، وابن الأثير في "أسد الغابة"(في ترجمة عبد الرحمن بن الزَّبِير) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وقال البغوي: هذا حديث متفق على صحته. وقال ابن عبد البر: هذا أصحُّ حديث يُروى في هذا الباب وأثبته من جهة الإسناد.

وسلف برقم (24058).

(1)

في (م): عن.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، والزُّهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب.

وأخرجه عبد الرزاق (13834)، والحميدي (239)، وابن سعد في "الطبقات" 4/ 63، وابن راهويه (728)، والبخاري (6771)، ومسلم (1459)(39)، وأبو داود (2267)، والترمذي بإثر (2129)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 184، وفي "الكبرى"(5688) و (6035)، وابن ماجه (2349)، وأبو يعلى (4422)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 160، وفي "شرح مشكل الآثار"(4780)، وابن حبان (7057)، والدارقطني في "السنن" 4/ 340، والبيهقي في "السنن الكبرى" 10/ 262، وفي "معرفة السنن والآثار" 14/ 365 و 366، والبغوي في "شرح السنة"(2381) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد، بلفظ: دخل عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو مسرور (عند أكثرهم)، =

ص: 118

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وهو اللفظ الذي ذكره الإمام أحمد بإثر الحديث. وجاء عقبه عند ابن سعد: قال سفيان: وحدَّثونا عن الزهري أنه قال: تَبْرُقُ أساريرُ وجههِ. وقد جاء لفظ: "أسارير وجهه" في رواية أبي داود والبيهقي في "السنن" المذكورتين آنفاً من طريق ابن عيينة، قال بإثرها أبو داود:"أساريرُ وجهه" هو تدليس من ابن عيينه، لم يسمعه من الزُّهري، إنما سمع الأسارير من غير الزهري، والأسارير في حديث الليث وغيره، وسمعت أحمد بن صالح يقول: وكان أسامةُ أسودَ شديدَ السواد مثل القار، وكان زيدٌ أبيضَ مثل القطن. قلنا: رواية الليث سترد برقم (24526).

وكذا قال عبد الرزاق عقب رواية ابن عيينة: لم يذكر بريق أسارير وجهه.

وقال الترمذي: هذا حديثٌ حسن صحيح، وقد احتجَّ بعضُ أهل العلم بهذا الحديث في إقامة أمر القافة. وقال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.

وأخرجه البخاري (3731)، ومسلم (1459)، وابن حبان (4103)، والدارقطني 4/ 340، والبيهقي في "السنن الكبرى" 10/ 262 و 262 - 263 من طريقي إبراهيم بن سعد ويونس بن يزيد، عن الزهري، به.

وسيرد بالأرقام (24526) و (25895) و (25896).

ومُجَزِّز: بضم الميم، وفتح الجيم، وتشديد الزاي المكسورة، بعدها زاي، على وزن مُحَدِّث، وقد نقل الحافظ في "فتح الباري" 12/ 57 عن مصعب الزبيري والواقعي قولهما: إنه سُمي مُجَزِّزاً، لأنه كان إذا أَخَذَ أَسيراً في الجاهلية، جَزَّ ناصيته، وأطلقه. قال الحافظ: وهذا يدفع فتح الزاي من اسمه. قلنا: قد نسب الزَّبيدي في "تاج العروس" إلى ابن عيينه أنه ضبطه كمعظَّم، وهو وهم منه.

وانظر تفصيل الأقوال فيه في "توضيح المشتبه" 8/ 76 - 77.

قال السندي: قوله: إن هذه الأقدامَ بعضُها من بعض، أي: بينهما نسب.

مسروراً، أي: بذلك القول، لما قيل: إن الناس كانوا يشكّون في نسب أسامة بن زيد، ففرح بهذا، إما لأن قول القائف يُثبت النسب شرعاً، أو لأنه =

ص: 119

24100 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: كَانَ أَحَبُّ الشَّرَابِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْحُلْوَ الْبَارِدَ (1).

= حجة على الشاكّين لاعتقادهم صحةَ ذلك.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أنه قد اختُلف فيه على معمر في وصله وإرساله، فوصله سفيان بن عينية عن معمر وأرسله عبد الرزاق وابن المبارك، وتابع معمراً على إرساله يونسُ بن يزيد الأَيلي وصوَّب إرساله غير واحد من الأئمة.

وأخرجه الحميدي (257) والترمذي في "جامعه"(1895)، وفي "الشمائل"(206)، والنسائي في "الكبرى"(6844)، وأبو يعلى (4516)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 227 و 228، والحاكم 4/ 137، والبيهقي في "الشعب"(5928)، وفي "معرفة الآثار"(14448) و (14449)، والبغوي في "شرح السنة"(3026) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي!

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(19583) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(5927) - وأخرجه الترمذي (1896) من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن معمر، عن الزهري، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

قال الترمذي: الصحيح ما رُوي عن الزهري، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، قلنا: وقد نبّه على ذلك أيضاً الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 28، وأبو زرعة فيما نقله عنه ابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 36.

وقد تابع معمراً في إرساله يونس بن يزيد الأيلي فيما أخرجه ابنُ أبي شيبة 8/ 224، والترمذي (1896) عن الزهري، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 225 عن وكيع، عن سفيان الثوري، عن ابن جريج، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً كذلك.

نَعَمْ، قد روي موصولاً من طريق هشام بن عروة، عن أبيه فيما أخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 1501، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 228، =

ص: 120

24101 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: حَاضَتْ صَفِيَّةُ بَعْدَمَا أَفَاضَتْ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" أَحَابِسَتُنَا هِيَ؟ " قُلْتُ: حَاضَتْ بَعْدَمَا أَفَاضَتْ. قَالَ: " فَلْتَنْفِرْ إِذًا " أَوْ قَالَ: " فَلَا إِذًا "(1).

24102 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ وَالزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَنِي أَفْلَحُ بْنُ أَبِي الْقُعَيْسِ يَسْتَأْذِنُ عَلَيَّ

= والحاكم 4/ 137، إلا أن في سنده عندهم عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة وهو متروك.

وسيكرر برقم (24129) سنداً ومتناً.

وفي الباب ما يشهد له عن ابنِ عَبَّاس، وقد سلف برقم (3129) بإسنادٍ ضعيف. وقولنا هناك عن حديث عائشة هذا: إسناده صحيح حكمنا عليه بموجب ظاهر الإسناد وثم نتفطن إلى علته، فيستدرك من هنا.

وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يحب الحلوى والعسل كما سيأتي برقم (24316).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 367 (ترتيب السندي)، وفي "الأم" 2/ 154، والحميدي (201)، وابن أبي شيبة- (الجزء الذي نشره العمروي) ص 149، وإسحاق بن راهويه (685)، والنسائي في "الكبرى"(4186)، وابن ماجه (3072)، وابن الجارود في "المنتقى"(496)، وابن خزيمة (3002)، والبيهقي في "السنن" 5/ 162، وفي "السنن الصغير"(1747) من طريق سفيان ابن عيينة، بهذا الإسناد.

وسيأتي بالأرقام (24113) و (24525) و (24558) و (24674) و (25309) و (25313) و (25428) و (25518) و (25603) و (25662) و (25721) و (25777) و (25875) و (25944) و (26164).

ص: 121

بَعْدَمَا ضُرِبَ الْحِجَابُ، وَالَّذِي أُرْضِعَتْ عَائِشَةُ مِنْ لَبَنِهِ هُوَ أَخُوهُ، فَجَاءَ يَسْتَأْذِنُ عَلَيَّ، فَأَبَيْتُ أَنْ آذَنَ لَهُ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" ائْذَنِي لَهُ، فَإِنَّمَا هُوَ عَمُّكِ ". قُلْتُ: إِنَّمَا أَرْضَعَتْنِي الْمَرْأَةُ، وَلَمْ يُرْضِعْنِي الرَّجُلُ. قَالَ:" تَرِبَتْ يَمِينُكِ، هُوَ عَمُّكِ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة. وهشام: هو ابن عروة بن الزبير، والزُّهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/ 103، وفي "الكبرى"(5468)، وابن الجارود في "المنتقى"(692)، والدارقطني في "السنن" 4/ 177 - 178، وابن حزم في "المحلَّى" 10/ 5 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (230)، وابن ماجه -كما في "تحفة الأشراف" 12/ 151 - وابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 240 من طريق ابن عيينة، عن هشام، عن عروة، به.

وأخرجه مالك 2/ 601 - 602 - ومن طريقه البخاري (5239)، وابن حبان (4109)، والبغوي في "شرح السنة"(2280) - وأخرجه عبد الرزاق (13938) عن معمر، و (13940) عن ابن جريج، و (13941) وأبو داود (2057) من طريق الثوري، وأخرجه إسحاق بن راهويه (700) عن عيسى بن يونس، وكذلك (701)، ومسلم (1445)(7) من طريق أبي معاوية، ومسلم كذلك، والترمذي (1148)، وابن ماجه (1949) من طريق ابن نمير، ومسلم أيضاً وأبو يعلى (4501) من طريق حماد بن زيد، والدارمي (2248)، والبيهقي في "السنن" 7/ 452 من طريق جعفر بن عون، وابن حبان (4219) و (4220) من طريق حماد بن سلمة، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 239 من طريق أنس بن عياش، كلهم عن هشام بن عروة، به. =

ص: 122

24103 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَائِشَةَ. قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُ مِنْهُ حَدِيثًا طَوِيلًا لَيْسَ أَحْفَظُ (1) مِنْ أَوَّلِهِ إِلَّا قَلِيلًا: دَخَلْنَا عَلَى عَائِشَةَ، فَقُلْنَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَخْبِرِينَا عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: اشْتَكَى، فَجَعَلَ يَنْفُثُ، فَجَعَلْنَا نُشَبِّهُ نَفْثَهُ نَفْثَ آكِلِ الزَّبِيبِ، وَكَانَ يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ، فَلَمَّا اشْتَكَى شَكْوَاهُ، اسْتَأْذَنَهُنَّ أَنَّ يَكُونَ فِي بَيْتِ

= زاد مالك -ومن طريقه البخاري-: قالت عائشة: وذلك بعدما ضُرِبَ الحجاب، وقالت عائشة: يحرُم من الرضاعة ما يحرم من الولادة. وجاء قول عائشة هذا في رواية جعفر بن عون وأنس بن عياض أيضاً. ووقع قولُ عائشة في رواية ابن حبان (4109) -وهي من طريق مالك- مرفوعاً.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وقال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.

وسلف من طريق ابن عيينة عن الزُّهري برقم (24085)، وسيرد من طريق هشام كذلك برقم (25620).

وقولها: أفلح بن أبي القعيس: قال الحافظ في "الفتح" 9/ 150: والمحفوظ: أفلح أخو أبي القعيس. ويحتمل أن يكون اسم أبيه قُعيسأ أو اسم جده، فنسب إليه، فتكون كنيته أبي القعيس وافقت اسم أبيه أو اسم جده، ويؤيده ما وقع في الأدب من طريق عُقيل عن الزهري بلفظ:"فإن أخا بني القعيس"، وكذا وقع عند النسائي من طريق وهب بن كيسان عن عروة، وقد مضى في تفسير الأحزاب من طريق شعيب عن ابن شهاب بلفظ:"إن أفلح أخا أبي القعيس"، وكذا لمسلم من طريق يونس ومعمر عن الزهري، وهو المحفوظ عن أصحاب الزهري.

(1)

في (م): أحفظه.

ص: 123

عَائِشَةَ وَيَدُرْنَ عَلَيْهِ، فَأَذِنَّ لَهُ، فَدَخَلَ عَلَي (1) رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ رَجُلَيْنِ مُتَّكِئٌ (2) عَلَيْهِمَا أَحَدُهُمَا عَبَّاسٌ، وَرِجْلَاهُ تَخُطَّانِ فِي الْأَرْضِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَفَمَا أَخْبَرَتْكَ مَنِ الْآخَرُ (3)؟ قَالَ: لَا. قَالَ: هُوَ عَلِيٌّ (4).

24104 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُدْرِكُهُ الصُّبْحُ وَهُوَ جُنُبٌ، فَيَغْتَسِلُ وَيَصُومُ (5).

(1) لفظ: علي، سقط من (ق) و (م).

(2)

في (ظ 2) و (ق): مُتَّكِئًا.

(3)

في (ظ 8) و (ظ 2) و (ق) وهامش (هـ): بالآخر.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.

وأخرجه بتمامه ومختصراً الحميدي (233)، والنسائي في "الكبرى"(7088) و (8935)، وابن ماجه (1618)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 726، وأبو عوانة 2/ 113 من طريق سفيان، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24061).

قال السندي: قولها: آكل الزبيب: حين يرمي بالبذر بفِيْه.

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الحميدي (199)، والشافعي في "مسنده" 1/ 259 (ترتيب السندي)، وفي "السنن"(300)، وفي "اختلاف الحديث" ص 142، وابن الجارود في "المنتقى"(392)، وأبو يعلى (4551) و (4637)، وابن خزيمة (2009) و (2010)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 104، والبيهقي في "معرفة الآثار"(8633) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وسقط من مطبوع "مسند الشافعي" اسم أبي بكر بن عبد الرحمن. =

ص: 124

24105 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُرْوَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: بِأَيِّ شَيْءٍ طَيَّبْتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: بِأَطْيَبِ الطِّيبِ (1).

= وقد سلف برقم (24074).

وانظر (24062).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.

وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 297، وفي "الأم" 2/ 129، والحميدي (213)، وابن أبي شيبة (نشرة العمروي) ص 194، ومسلم (1189)(36)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 137 - 138، و"الكبرى"(3669)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 130، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 124، وابن حزم في "المحلى" 7/ 86، والبيهقي في "السنن" 5/ 34، وفي "معرفة السنن والآثار" 7/ 110، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 299، من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. ولفظه عند مسلم: سألتُ عائشة: بأيِّ شيءٍ طيبتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم عند حُرْمه؟ قالت: بأطيب الطِّيب. ولفظ النسائي: عند حُرْمه وحِلِّه.

وسيرد من رواية هشام عن أخيه عثمان بن عروة برقمي (24989) و (25287)، ومن رواية هشام عن أبيه برقم (25725).

وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 279، و"الأم" 2/ 129، والحميدي (211)، ومسلم (1189)(31)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 137، و"الكبرى"(3667)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 722، والبيهقي في "السنن" 5/ 34، وفي "معرفة السنن والآثار"(7/ 110)، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 298 - 299، من طريق سفيان، عن الزُّهري، عن عروة، به، بلفظ: طيبتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لِحُرْمه حين أحرم، ولِحلِّه قبل أن يطوف البيت. لفظ مسلم.

وذكر الدارقطنيُّ في العلل 5/ ورقة 124 أن يونس والزبيدي وإسحاق بن راشد روَوْه عن الزهري عن عروة عن عائشة مثل لفظ ابن عيينة. =

ص: 125

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وخالفهم ضَمرة بن ربيعة، فرواه عن الأوزاعي- فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 137، و"الكبرى"(3668)، وأبو يعلى (4391)، عن الزهري، عن عروة، بلفظ: طَيَّبْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لإحلاله، وطيبته لإحرامه طيباً لا يشبه طيبكم هذا. تعني: ليس له بقاء.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 124: تفرد بهذه الألفاظ ضمرة، وليست بمحفوظة.

وذكر الحافظ في "الفتح" 3/ 399 أن تأويل الراوي بقوله: ليس له بقاء مردود. وانظر تتمة كلامه.

وأخرجه الدارقطني في "السنن" 2/ 274 من طريق عمرو بن شعيب سمعتُ عروة عن عائشة قالت: طيبتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قضى حجَّه قبل أن يُفيض.

وأخرجه مسلم (1189)(38)، والبيهقي في "السنن" 5/ 136 من طريق أبي الرجال، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 130 و 228، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 298 من طريق أبي بكر بن حزم، كلاهما عن عمرة، عن عائشة، بنحوه.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 130، والدارقطني في "السنن" 2/ 232، والبيهقي في "السنن" 5/ 35، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 301 من طريق أبي زيد عبد الرحمن بن أبي الغمر، عن يعقوب بن عبد الرحمن الزهري، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، عن عائشة قالت: كنتُ أُطَيِّبُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بالغالية الجيدة عند إحرامه.

قال أبو حاتم، كما في "علل" ابنه 1/ 284: هذا حديث منكر.

وقال ابن عبد البر: وهذا الحديث بهذا اللفظ وهذا الإسناد لم يروه إلا أبو زيد بن أبي الغمر، وقد أنكروه عليه.

قلنا: ومع ذلك فقد اعتدَّ به الحافظ في "الفتح" 3/ 399 في ردّ تفسير بعض الرواة رواية ضمرة المذكورة آنفاً بقوله: يعني لا بقاءَ له.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8610) من طريق ابن لهيعة، عن الأعرج، =

ص: 126

24106 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ رَجُلًا اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" ائْذَنُوا لَهُ، فَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ - أَوْ بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ " - وَقَالَ مَرَّةً: " رَجُلٌ " - (1) فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ، أَلَانَ لَهُ الْقَوْلَ، فَلَمَّا خَرَجَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: قُلْتَ لَهُ الَّذِي قُلْتَ، ثُمَّ أَلَنْتَ لَهُ الْقَوْلَ! فَقَالَ:" أَيْ عَائِشَةُ، شَرُّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ وَدَعَهُ النَّاسُ - أَوْ تَرَكَهُ النَّاسُ - اتِّقَاءَ فُحْشِهِ "(2).

= عن أبي سلمة، عن عائشة، ولفظه: طَيَّبْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يُفِيض.

وسيرد برقمي (24988) و (25287).

وسيرد من طرق أخرى بالارقام: (24107) و (24111) و (24134) و (24672) و (24750) و (24761) و (24781) و (24782) و (24934) و (24966) و (24983) و (25402) و (25421) و (25427) و (25476) و (25522) و (25523) و (25524) و (25525) و (25526) و (25527) و (25528) و (25586) و (25602) و (25641) و (25723) و (25724) و (25725) و (25752) و (25775) و (25789) و (25817) و (25874) و (25933) و (25991) و (26006) و (26017) و (26078) و (26079) و (26080) و (26081) و (26129) و (26162) و (26163) و (26220) و (26272) و (26273) و (26303) و (26396).

وانظر (24502) و (25103).

وفي الباب: عن ابن عباس سلف برقم (2090).

وعن أم حبيبة سيرد 6/ 325.

(1)

يعني: بئس رجل العشيرة. كما في صحيح مسلم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، =

ص: 127

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وابن المنكدر: هو محمد. وهو في "جزء" سفيان بن عيينة (2).

وأخرجه الطيالسي (1455)، والحميدي (249)، وابن راهويه (832)، والبخاري في "صحيحه"(6054) و (6131)، وفي "الأدب المفرد"(1311)، ومسلم (2591)(73)، وأبو داود (4791)، والترمذي في "السنن"(1996)، وفي "الشمائل"(344)، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(218)، وابن حبان (4538)، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 163، والبيهقي في "السنن" 10/ 245، وفي "الآداب "(203)، وفي "شعب الإيمان"(8101)، والخطيب في "الكفاية" ص 83، والبغوي في "شرح السنة"(3563) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. فال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.

وأخرجه عبد الرزاق (20144) -ومن طريقه ابن راهويه (833)، وعبد بن حميد (1511)، ومسلم (2591)(73) - عن معمر، وأخرجه البخاري (6032)، وابن حبان في "المجروحين" 1/ 17 - 18 من طريق رَوْح بن القاسم. وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7614) من طريق أبي عامر الخزاز، ثلاثتهم عن محمد بن المنكدر، به. زاد ابنُ راهويه قولَ معمر: وبلغني أن الرجل كان عيينة بن حصن.

وهو عند مالك في "الموطأ" 2/ 903 - 904 من بلاغاته عن عائشة. ووصله أبو نعيم في "الحلية" 6/ 335 من طريق عبد الله بن محمد بن ربيعة، عنه، عن محمد بن المنكدر، به. وقال: صحيحٌ متفق عليه من حديث عروة، عن عائشة، غريبٌ من حديث مالك، عن محمد. تفرَّد به عنه عبد الله بن محمد.

وأخرجه بتمامه ومختصراً النسائي في "الكبرى"(10067) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(238) - وأبو يعلى (4823) و (4832)، وابن حبان (5696)، وابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة"(328)، والقضائي في "مسند الشهاب"(1123) من طريق عبد الرحمن بن حرملة، عن عبد الله بن نِيار، عن عروة، به. =

ص: 128

24107 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ الْمِسْكِ فِي رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْرِمٌ (1).

= وتحرف اسم إلى "عبد الله بن نيار"، في مطبوع ابن حبان وابن السني إلى "عبد الله بن دينار" وفي مطبوع مسند الشهاب إلى "عبد الرحمن بن دينار".

وأخرج البخاري في "الأدب المفرد"(755)، وأبو داود (4792)، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(340)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 14/ 214 من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: استأذنَ رجلٌ على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "بئس أخو العشيرة". فلما دخل انبسط إليه، فقلتُ له، فقال:"إن اللهَ لا يُحب الفاحش المتفحش" هذا لفظ البخاري.

وسيرد بالأرقام (24505) و (24798) و (25254) و (25406).

قال السندي: قوله: "من وَدَعَهُ" أي: تركوا التعرُّض له خوفاً من شرِّه. وهذا منهم، فلذلك تركتُ التعرُّض له، أو المراد: فما واجهته بالقول الخشن خوفاً من أن أكون كذلك.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. الحسن بن عُبيد الله -وهو النَّخَعي- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسحاق بن يوسف: هو الأزرق، وسفيان: هو الثوري، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعي، والأسود: هو ابن يزيد النَّخعي.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 138 - 139، وفي "الكبرى"(3673) من طريق إسحاق الأزرق، بهذا الإسناد، بلفظ: وبيص الطيب، بدل: وبيص المسك، مع أن الدارقطني ذكر في "العلل" 5/ ورقة 130 أن الحسن بن عُبيد الله تفرد عن إبراهيم بلفظ: وبيص المسك.

وأخرجه ابن راهويه (1511)، ومسلم (1190)(45)، والنسائي في =

ص: 129

24108 -

حَدَّثَنَا (1) سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ: جَاءَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلٍ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَرَى فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ مِنْ (2) دُخُولِ سَالِمٍ عَلَيَّ؟ فَقَالَ:" أَرْضِعِيهِ ". فَقَالَتْ: كَيْفَ أُرْضِعُهُ وَهُوَ رَجُلٌ كَبِيرٌ؟ فَضَحِكَ رَسُولُ

= "المجتبى" 5/ 138، وفي "الكبرى"(3673)، وابن حبان (1376) و (3769)، والبيهقي في "السنن" 5/ 34، وفي "السنن الصغير"(1507)، وفي "معرفة السنن والآثار" 7/ 117، من طرق عن سفيان الثوري، به. وجاء عند النسائي من طريق أحمد بن نصر عن عبد الله بن الوليد العدني عن سفيان: وبيص طيب المسك.

قال إسحاق: الوبيص هو البريق.

وأخرجه مسلم (1190)(45)، وأبو داود (1746)، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 300 و 301، من طريقين عن الحسن بن عبيد الله، به.

وسيرد برقم (25523) من حديث منصور، عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه، عن عائشة قالت: طَيَّبْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بِطيبٍ فيه مسكٌ عند إحرامه.

وسيكرر برقم (26081).

وسيرد من طرق عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة بالأرقام (24134) و (24781) و (24934) و (24966) و (25402) و (25427) و (25522)(25527) و (25586) و (25775) و (25874) و (25933) و (26080) و (26162) و (26163) و (26303) و (26396).

وعلى طريقين عن الأسود عن عائشة بالأرقام (24782) و (25752) و (25991) و (26129) و (26163).

وسلف من طريق عثمان بن عروة عن أبيه عن عائشة برقم (24105).

(1)

في النسخ و (م) ما عدا (ظ 8) و (ق): عن.

(2)

في (م): شيئاً من: بزيادة "شيئاً" وهي مقحمة.

ص: 130

اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" أَلَسْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ رَجُلٌ كَبِيرٌ ". ثُمَّ جَاءَتْ، فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ شَيْئًا أَكْرَهُهُ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الحميدي (278)، ومسلم (1453)(26)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 104 - 105، وابن ماجه (1943)، والطبراني في "الكبير"(6376)، والبيهقي في "السنن" 7/ 459 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وزاد مسلم وغيره. وكان قد شهد بدراً.

وخالف حماد بن سلمة فرواه -كما سيأتي 6/ 356 - عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن سهلة امرأة أبي حذيفة أنها قالت .... فذكره من حديث سهلة. وأسقط عائشة من الإسناد. قلنا: وحديث سفيان هو الصواب. وانظر تصريح القاسم بسماعه هذا الحديث من عائشة في الرواية (25649).

وأخرجه بنحوه النسائي في "المجتبى" 6/ 105، وابن حبان (4213)، والطبراني في "الكبير"(6375) و 24/ (739)، وفي "الأوسط"(8810) من طريق سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد الأنصاري وربيعة بن عبد الرحمن، كلاهما عن القاسم، به. وقال ربيعة في آخره: فكان رخصة لسالم.

وأخرجه بنحوه الحاكم 3/ 226 من طريق يزيد بن هارون، و 4/ 61 من طريق الليث بن سعد، كلاهما عن يحيى بن سعيد -وهو الأنصاري- أنه سمع عروة بنت عبد الرحمن تحدث أن امرأة أبي حذيفة، فذكره هكذا مرسلاً.

ثم أخرجه من طريق علي بن مسهر، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة، أن امرأة أبي حذيفة، فذكر الحديث متصلاً.

ثم قال عقب الروايتين: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، لكن من طريق علي بن مسهر وحده.

وسيأتي بنحوه مطولاً ومختصراً بالأرقام (25415) و (25649) و (25650) و (25913) و (26115) و (26179) و (26315) و (26330). =

ص: 131

24109 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا وَحَاضَتْ بِسَرِفٍ قَبْلَ أَنْ تَدْخُلَ مَكَّةَ، قَالَ لَهَا:" اقْضِي مَا يَقْضِي الْحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ ". قَالَتْ: فَلَمَّا كُنَّا بِمِنًى أُتِيتُ بِلَحْمِ بَقَرٍ، قُلْتُ (1): مَا هَذَا؟ قَالُوا: ضَحَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَزْوَاجِهِ بِالْبَقَرِ (2).

= قال السندي: قوله: "أرضعيه": بهذا أخذت عائشة في قولها: إن رضاع الكبير محرم، والمشهور أن هذا مخصوص، والله تعالى أعلم.

(1)

في (ق): فقلت.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الشافعي في "السنن"(459)، والحميدي (206)، وابن أبي شيبة (في نشرة العمروي) ص 324، وإسحاق بن راهويه (917)، والبخاري (294) و (5548) و (5559)، ومسلم (1211) و (119)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 153 - 154 و 5/ 165، وفي "الكبرى"(3721)، وابن ماجه (2963)، وابن الجارود في "المنتقى"(466)، وأبو يعلى (4719)، وابن خزيمة (2905) و (2936)، وابن حبان (3834)، والبيهقي في "السنن" 1/ 308 و 5/ 86، وفي "معرفة السنن"(9206)، والبغوي في "شرح السنة"(1913) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، وزاد الجميع في أَوَّله سوى ابن أبي شيبة وابن خزيمة: خرجنا لا نريد إلا الحج. وسترد هذه الزيادة في الرواية (24112).

وأخرجه بنحوه الإمام مالك في "الموطأ" 1/ 411 - برواية يحيى الليثي- و (1325) -برواية أبي مصعب الزهري- ومن طريقه الشافعي في "السنن"(462)، والبخاري (1650)، والدارمي (1846)، وابن حبان (3835)، والبيهقي في "السنن" 5/ 86، والبغوي (1914) عن عبد الرحمن بن القاسم، به. =

ص: 132

24110 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ: أَسَمِعْتَ أَبَاكَ يُحَدِّثُ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُقَبِّلُهَا وَهُوَ صَائِمٌ؟ فَسَكَتَ عَنِّي هُنَيَّةً (1)، ثُمَّ قَالَ: نَعَمْ (2).

= وجاء في رواية يحيى الليثي بلفظ: "غير أن لا تطوفي بالبيت ولا بين الصفا والمروة" أي بزيادة: "بين الصفا والمروة". وذكر ابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 261 - 262 أن ذلك وهم من يحيى، وهو غير محفوظ في حديث عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه مختصراً جداً النسائي في "الكبرى"(4129) من طريق عمار -وهو الدُّهني- عن عبد الرحمن بن القاسم، به.

قال السندي: قوله: بسَرِف، بفتح فكسر: موضوع بقرب مكة.

قوله: "غير أن لا تطوفي": كلمة "لا" زائدة، لأن الطواف هو المستثنى من جملة ما يقضي الحاج أصالة، ويحتمل أن يكون الاستثناء مما يفهم من الكلام، أي: فلا فرق بينك وبين الحاج غير أن تطوفي، فكلمة "لا" على معناها، ثم السعي أيضاً يتأخر، لكن تبعاً للطواف، والله تعالى أعلم.

(1)

في (ظ 8): هنيهة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.

وأخرجه الشافعي في "السنن"(305) و (414)، والحميدي (197)، ومسلم (1106)(63)، والنسائي في "الكبرى"(3052) و (9130)، والدارمي (634)، وأبو يعلى (4696) و (4714) وابن خزيمة (2000)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 91، والبيهقي في "السنن" 4/ 233، وفي "معرفة السنن والآثار" 6/ 279، من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه عبد الرزاق في "المصنف"(7431)، والطبراني في "الأوسط"(8233) من طريق وهيب بن خالد، كلاهما عن عبد الله بن عمر =

ص: 133

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= العمري، عن عبد الرحمن بن القاسم، به. وسقط اسم عبد الرحمن بن القاسم من مطبوع الطبراني.

وأخرجه الترمذي (728) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، عن عائشة، بنحوه وقال: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه الشافعي في "السنن"(307)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 92، والرازي في "العلل" 1/ 257، وابن حبان (3541)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 6/ 278، من طريق يحيى بن حسان، عن الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد. عن عمرة، عن عائشة، به.

قال أبو حاتم وأبو زرعة كما في علل ابن أبي حاتم 1/ 234: هذا خطأ، إنما هو الليث، عن يحيى بن سعيد أنه بلغه عن عائشة أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُقبِّلها وهو صائم، وهو الصحيح.

وأخرجه الطيالسي (1578) عن السكن بن المغيرة، عن سارية (صاحبة عائشة)، عن عائشة، به.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 324 من طريق رزين، عن سلمى بنت سعد، عن عائشة، بنحوه.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(93) من طريق عبَّاد بن عبد الله بن الزبير، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة، به.

وأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" ص 204 من طريق قيس بن الربيع، عن منصور والأعمش، عن أبي الضحى، عن شُتَيْر بن شَكَل عن عائشة وحفصة، به. قال الدارقطني: لم يُتابَع (يعني قيساً) عليه.

وسيرد برقم (24174).

وسيرد من طريق علقمة بالأرقام (24130) و (25414) و (25653) و (26299).

ومن طريق علقمة وشريح برقم (24950). =

ص: 134

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ومن طريق علقمة والأسود برقم (24154).

ومن طريق الأسود برقمي (24965) و (25932).

ومن طريق الأسود ومسروق برقم (25815).

ومن طريق مسروق بالأرقام (24699) و (25230) و (26171) و (26270).

ومن طريق أبي سلمة بالأرقام (25867) و (25868) و (25953) و (26196).

ومن طريق عروة بالأرقام (25600) و (25613) و (25732) و (26045) و (26145) و (26392).

ومن طريق عبد الله البهيّ برقم (25848).

ومن طريق عمرو بن ميمون بالأرقام (24989) و (25206) و (25847) و (25848) و (26190) و (26216) و (26281).

ومن طريق عائشة بنت طلحة برقم (24314).

ومن طريق عكرمة برقم (25950).

ومن طريق بكر برقم (24668).

ومن طريق طلحة بن عبد الله بن عثمان بالأرقام (25022) و (25290) و (25430) و (25456) و (26320) و (26321) و (26322).

ومن طريق عبد الله بن شقيق برقم (26291).

ومن طريق علي بن حسين برقمي (25800)(26414).

ومن طريق محمد بن الأشعث بالأرقام (25291) و (25292) و (25782) و (25783).

ومن طريق مصدع برقمي (24916) و (25966).

ومن طريق معاذة برقمي (24666) و (26056).

وسيرد من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن منصور، عن أبي الضحى، عن شُتَيْر بن شَكَل عن أم حبيبة 6/ 325، أخرجه النسائي في =

ص: 135

24111 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا (1) عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: طَيَّبْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدَيَّ هَاتَيْنِ لِحُرْمِهِ حِينَ أَحْرَمَ، وَلِحِلِّهِ قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ (2).

= "الكبرى"(3084) وقال: الصواب: شُتَيْر عن حفصة.

وسيرد من طريق منصور والأعمش، عن مسلم أبي الضحى، عن شُتَيْر بن شَكَل، عن حفصة 6/ 286.

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص سلف برقم (6739)، وذكرنا هناك أحاديث الباب. ونزيد هنا حديث أم سلمة، سيرد 6/ 291، وانظر 6/ 296.

ونقل الحافظ في "الفتح" 4/ 153 عن النووي قوله: القُبلة في الصوم ليست محرمةً على مَنْ لم تحرك شهوته، لكن الأولى له تركها، وأما من حركت شهوته، فهي حرام في حقه على الأصح، وقيل: مكروهة، وروى ابن وهب عن مالك إباحتها في النفل دون الفرض. قال النووي: ولا خلاف أنها لا تبطل الصوم إلا إن أنزل بها.

(1)

في (ق) و (م): عن.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعبد الرحمن بن القاسم: هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق.

وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 297 (بترتيب السندي)، و"الأم" 2/ 129 والحميدي (210)، وابن أبي شيبة (نشرة العمروي) ص 194، والبخاري في "صحيحه"(1754)، وفي "التاريخ الكبير" 5/ 340، و"الصغير" 1/ 253، وابن ماجه (2926)، وابن الجارود في "المنتقى"(414)، وأبو يعلى (4712)، وابن خزيمة (2581) و (2582) و (2933)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 130 و 228، والبيهقي في "السنن" 5/ 34، و"السنن الصغير" =

ص: 136

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (1504)، وفي "معرفة السنن والآثار"(9467)، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 19/ 298، من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن طهمان في "مشيخته"(160) عن الحجاج بن الحجاج الباهلي، وابن راهويه (933) و (982)، والنسائي في "الكبرى"(4159) من طريق الأوزاعي، والنسائي كذلك (4157) وابن ماجه (2926)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 285، وفي "الحلية" 7/ 326 من طريق الليث، والطبراني في "مسند الشاميين"(707) من طريق أيوب بن موسى، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(902)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 143 من طريق عبد الله بن عثمان، والدارقطني في "السنن" 2/ 274 من طريق عبد الكريم الجزري، وأبو نعيم أيضاً في "أخبار أصبهان" 2/ 327 من طريق نافع ابن عبد الرحمن بن أبي نعيم، وفي "الحلية" 7/ 246 من طريق مسعر، ثمانيتهم عن عبد الرحمن بن القاسم، به. وسقط اسم عبد الرحمن بن القاسم من مطبوع "طبقات المحدثين".

زاد ابن راهويه برقم (982): قال القاسم: ولم يكن طيبهم كطيبكم هذا، إنما كان طيبهم الغالية والذريرة، قد تذهب في ساعة من النهار، وأما طيبهم اليوم الخاثر، يُخلِّق أحدهم رأسه، ثم يوجد الريح منهم.

قال أبو نعيم في "الحلية": مشهور من حديث عبد الرحمن بن القاسم.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4162)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1687، من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب السختياني، عن عبد الرحمن بن القاسم، به. واختلف على أيوب السختياني فيه:

فرواه إسماعيل ابن علية كما سيرد برقم (25817) عن أيوب، عن القاسم، نفسه، عن عائشة.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4165)، من طريق أبي ضمرة أنس بن عياش، عن عُبيد الله بن عمر، من عبد الرحمن بن القاسم، به. =

ص: 137

24112 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ: خَرَجْنَا لَا نَرَى إِلَّا الْحَجَّ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

= واختلف على عبيد الله بن عمر فيه:

فرواه يحيى القطان كما سيرد برقم (25602) عن عُبيد الله بن عمر، قال: سمعت القاسم، عن عائشة.

وأخرجه الطيالسي (1418)، والنسائي في "الكبرى"(4160)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 130 و 228، والطبراني في "مسند الشاميين"(1317)، والدارقطني في "السنن" 2/ 274، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 185 - 186 وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 298 من طرق عن القاسم، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(9319) من طريق أبي خالد الأحمر، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن القاسم، به. وجمع إليه حديث الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، ولفظُه: كأنّي أنظرُ إلى وبيصِ الطِّيب في مَفْرِق رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وهو يُلبِّي، وقال: لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن سعيد إلا أبو خالد الأحمر.

قلنا: سيرد من طريق الأعمش عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة برقم (24781)، ومن طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه برقم (26017).

وسلف من وجه آخر برقم (24105).

قال السندي: قولها: لِحُرْمه، بضم فسكون: الإحرام.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة (نشرة العمروي) ص 315 - 316، والنسائي في "الكبرى"(3907) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وانظر تمام تخريجه عند الرواية (24109).

ص: 138

24113 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ (1): حَاضَتْ صَفِيَّةُ، فَذَكَرْتُ (2) ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" أَحَابِسَتُنَا هِيَ؟ ". قُلْتُ: إِنَّهَا قَدْ أَفَاضَتْ قَبْلَ ذَلِكَ. قَالَ: " فَلَا "(3).

24114 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُشَاكُ بِشَوْكَةٍ،

(1) في (م): عن عائشة أنها قالت.

(2)

في (ظ 8): فذكر.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 367 (ترتيب السندي)، وفي "الأم" 2/ 154، والحميدي (202)، وابن أبي شيبة (نشرة العمروي) ص 149، ومسلم (1211)(383) 2/ 964، والبيهقي في "السنن" 5/ 162 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 412، ومن طريقه ابن طهمان في "مشيخته"(171)، والشافعي في "مسنده" 1/ 367، وفي "الأم" 2/ 154، والبخاري (1757)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 234، وابن حبان (3902)، والبيهقي 5/ 162، والبغوي في "شرح السنة"(1974) عن عبد الرحمن بن القاسم، به.

وأخرجه مسلم (1211)(383)، والترمذي (943)، والنسائي في "الكبرى"(4193) و (4195)، وأبن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3044) من طريقين عن عبد الرحمن بن القاسم، به.

وسيأتي بالأرقام (24674) و (25313) و (25603) من طريق عبيد الله، عن القاسم، به.

وقد سلف برقم (24101).

ص: 139

فَمَا فَوْقَهَا، إِلَّا حَطَّتْ مِنْ خَطِيئَتِهِ " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، والقاسم والد عبد الرحمن هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق.

وأخرجه بنحوه مسلم (2572)(51)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2227)، والبيهقي في "الشعب"(9828) من طرق عن عائشة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2481)، والبيهقي في "الشُّعَب"(9860) من طريق عمران بن يزيد، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن سالم، عن عائشة مرفوعاً بلفظ:"ما ضربَ على مؤمن عِرْقٌ قطُّ، إلا حطَّ الله عنه به خطيئة، وكتبَ له حسنة، ورفعَ له درجة". قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عائشة إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به عمران. قلنا: قال الحافظ في "الفتح" 9/ 105: سنده جيد.

وسيرد بالأرقام (24156) و (24157) و (24264) و (24573) و (24828) و (24884) و (25264) و (25338) و (25403) و (25429) و (25676) و (25804) و (26104) و (26175) و (26208) و (26246) و (26377) و (26385).

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري سلف برقم (11007). وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

وسيأتي من طريق إبراهيم عن الأسود، عن عائشة بالأرقام (24156) و (24157) و (25403) و (26175) و (26377) بلفظ:"إلا رفعه الله عز وجل بها درجة، وحطَّ عنه بها خطيئة". وكذلك لفظه من طريق أبي وائل عن عائشة برقم (25429).

قال الحافظ في "الفتح" 9/ 105: وهذا يقتضي حصولَ الأمرين معاً: حصولَ الثواب، ورفعَ العقاب.

قلنا: وذكر الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" عقب الحديث (2227) أن الأمراض قد تنزل بمن لا ذنب له ولا خطيئة من الأنبياء صلوات الله عليهم =

ص: 140

24115 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعَ (1) ابْنَ عُمَرَ حِينَ مَاتَ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ (2): إِنَّ بُكَاءَ الْحَيِّ عَلَى الْمَيِّتِ عَذَابٌ لِلْمَيِّتِ، فَأَتَيْتُ عَمْرَةَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهَا: فَقَالَتْ: قَالَتْ (3) عَائِشَةُ: إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيَهُودِيَّةٍ: " إِنَّكُمْ لَتَبْكُونَ عَلَيْهَا، وَإِنَّهَا لَتُعَذَّبُ " وَقَرَأَتْ {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (4)[الأنعام: 164].

24116 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ

= وممن سواهم، فتكون أجوراً لهم، وقد تنزل بمن له خطايا وذنوبٌ، فتكون حطة لذنوبهم ولخطاياهم عنهم.

(1)

في (هـ): أنه سمع.

(2)

في هامش (هـ): يقول.

(3)

لفظ "قالت" ليس في (م).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الحميدي (221)، وابن حبان (3137)، والبيهقي في "السنن" 4/ 72 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه ابن راهويه (1205) من طريق عكرمة، عن عائشة، به.

وسيأتي بنحوه بالأرقام (24302) و (24495) و (24637) و (24758) و (25079) و (25754) و (26180) و (26411).

وقد ذكرنا أحاديث الباب في مسند ابن عمر، عند الرواية (4865)، وانظر تعليقنا على الحديث ثمة.

قال السندي: قولها: ليهودية، أي: في شأنها، وقد صح هذا الحديث الذي رواه ابن عمر، ولا منافاة بينه وبين حديث عائشة، وأما الحصر فلا دليل عليه، والجمع بين هذا الحديث والآية ممكن بحمل الحديث على ما إذا رضي بكاءهم في الحياة، أو أوصى بذلك، وبالجملة فلا وجه لإنكار هذا الحديث.

ص: 141

قُلْتُ لِعَائِشَةَ: أَيْ أُمَّهْ، أَخْبِرِينِي عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: كَانَتْ (1) صَلَاتُهُ فِي رَمَضَانَ وَغَيْرِهِ سَوَاءً ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِيهَا (2) رَكْعَتَا (3) الْفَجْرِ، قُلْتُ: فَأَخْبِرِينِي عَنْ صِيَامِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: قَدْ صَامَ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: قَدْ أَفْطَرَ، وَمَا رَأَيْتُهُ صَامَ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ فِي شَعْبَانَ، كَانَ يَصُومُهُ إِلَّا قَلِيلًا (4).

(1) في (هـ) و (ظ 2) و (ق): كان.

(2)

في (ظ 8): منها، وهو الموافق لرواية مسلم.

(3)

في (هـ): ركعتي، وصححت في هامشها إلى: ركعتا، وفي (ظ 8) تحتمل القراءتين، قال السندي في توجيه، ركعتي: لعله بتقدير صلاة ركعتي الفجر.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، ابن أبي لبيد: وهو عبد الله من رجاله، وقد روى له البخاري متابعة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن.

وأخرجه بتمامه الحميدي (173)، وأبو يعلى (4860) من طريق سفيان، بهذا الإسناد.

وصلاته صلى الله عليه وسلم في رمضان أخرجه ابن أبي شيبة 2/ 491، ومسلم (738)(127)، والبيهقي في "السنن" 3/ 6، وفي "معرفة السنن والآثار"(5378)، وفي "فضائل الأوقات"(18) من طريق سفيان، بهذا الإسناد.

وصيامه صلى الله عليه وسلم أخرجه الشافعي في "السنن"(321)، وابن أبي شيبة 3/ 103، ومسلم (1156)(176)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 151، وابن ماجه (1710)، وأبو يعلى (4633)، والبيهقي في "السنن" 4/ 292، وفي "معرفة السنن والآثار"(9028)، وفي "الشعب"(3817) من طريق سفيان، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2909)، والطبراني في "الأوسط"(8228) من طريق علي بن ثابت، عن نوح بن أبي بلال، عن زيد بن أبي العتاب، عن =

ص: 142

24117 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ

= أبي سلمة، عن عائشة، به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن زيد بن أبي العتاب: إلا نوح بن أبي بلال، تفرد به علي بن ثابت.

وأخرجه أبو يعلى (4788) من طريق أبي النضر، عن أبي سلمة، به مختصراً في سؤاله عن الصلاة.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(139) من طريق جعفر بن ربيعة، عن الأسود بن العلاء، عن أبي سلمة، به مختصراً في صوم شعبان.

وأخرجه ابن خزيمة (2135) من طريق ابن أبي الزناد، والخطيب في "تاريخه" 11/ 314 - 315 من طريق إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت، كلاهما عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، به مختصراً في الصوم، وزاد الخطيب: فقال: "يا عائشة، إنه يكتب فيه لملك الموت أن يقبض، فأنا أحب ألا ينسخ اسمي إلا وأنا صائم". قلنا: قال البخاري والدارقطني في إسماعيل بن قيس: منكر الحديث، وقال ابن عدي: وعامة ما يرويه منكر.

وسيرد بالأرقام (24542) و (24757) و (24967) و (25101) و (25195) و (25318) و (25558) و (25964) و (26053) و (26123) و (26310).

وقولها: "كانت صلاته في رمضان وغيره سواء" سيرد بنحوه (25447)، وانظر (24388) و (25548) و (25907).

وفي باب قولها: "كان يصوم حتى نقول لا يفطر

" عن ابن عباس، سلف (2046).

وعن أنس، سلف برقم (13403).

وفي باب كثرة صيامة صلى الله عليه وسلم في شعبان: عن أسامة بن زيد، سلف 5/ 201.

وعن أم سلمة، سيرد 6/ 293 - 294.

قال السندي: قوله: أي أمّه، نداء لها باسم الأم لكونها أم المؤمنين، والهاء للسكت.

ص: 143

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ هِنْدَاً قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ، وَلَيْسَ لِي إِلَّا مَا يَدْخُلُ بَيْتِي؟ قَالَ:" خُذِي مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ "(1).

24118 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَابَقَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَسَبَقْتُهُ، فَلَبِثْنَا حَتَّى إِذَا رَهِقَنِي اللَّحْمُ سَابَقَنِي فَسَبَقَنِي، فَقَالَ:" هَذِهِ بِتِيكِ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الشَّافعي في "الأم" 5/ 89، وفي "المسند" 2/ 64 (ترتيب السندي)، والحميدي في "مسنده"(242)، وابن حبان (4255)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار"(15508) و (19807) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي في "الأم" 5/ 89 - 90، وفي "المسند" 2/ 64، وعبد الرزاق (16613)، وإسحاق بن راهويه (733)، والبخاري (2211) و (5370) و (7180)، ومسلم (1714)، وأبو داود (3532)، والدارمي (2259)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1833) و (1834) و (1835)، وابن حبان (4256)، والدارقطني في "السنن" 4/ 234 - 235، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 138، والبيهقي في "السنن" 7/ 466 و 477 و 10/ 141 و 269 - 270 و 270، وفي "معرفة الآثار"(15509) و (20773) وفي "السنن الصغير"(2892) و (4152)، والبغوي في "شرح السنة"(2149) من طرق عن هشام، به.

وسيأتي بالأرقام (24231) و (25713) و (25888).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الشافعي في "السنن"(276)، والحميدي (261)، والنسائي في "الكبرى"(8942) -وهو في "عشرة النساء"(56) - وابن ماجه (1979)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1880)، وابن حبان (4691)، والطبراني =

ص: 144

24119 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ: أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ وَهِيَ جَارِيَةٌ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ:" تَقَدَّمُوا " فَتَقَدَّمُوا، ثُمَّ قَالَ لَهَا:" تَعَالَيْ أُسَابِقْكِ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

= في "الكبير" 23/ (125)، والبيهقي في "معرفة الآثار"(19451) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه الطيالسي (1462)، وإسحاق بن راهويه (806) من طريقين عن هشام، به.

وسيأتي مطولاً ومختصراً بالأرقام (24119) و (24981) و (25488) و (26252) و (26277) و (26398).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو بن المهلَّب الكوفي، وأبو إسحاق: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/ 17 - 18 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8945) من طريق سعيد بن المغيرة الصياد، عن أبي إسحاق الفزاري، به.

وأخرجه أبو داود (2578)، والبيهقي في "السنن" 10/ 18 من طريق أبي صالح محبوب بن موسى الأنطاكي، عن أبي إسحاق الفزاري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، وعن أبي سلمة، به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8944) من طريق محمد بن كثير، عن أبي إسحاق الفزاري، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، به.

ورواه أبو أسامة حماد بن أسامة عن هشام، واختلف عليه فيه: =

ص: 145

24120 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، تَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم:" إِذَا وُضِعَ الْعشَاءُ، وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَابْدَؤُوا بِالْعَشَاءِ "(1).

24121 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ مَكَّةَ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ (2).

= فأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (124) من طريق عثمان بن أبي شيبة، عن أبي أسامة، عن هشام بن عروة، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 508 - 509، والنسائي في "الكبرى"(8943) عن محمد بن المثنى، كلاهما عن أبي أسامة، عن هشام، عن رجل، عن أبي سلمة، به.

وانظر ما قبله.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الحميدي (182)، وابن ماجه (935)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1982)، والبيهقي في "معرفة الآثار"(5652) من طريق سفيان ابن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1445)، وإسحاق بن راهويه (592) و (593) و (594)، والبخاري (5465)، ومسلم (558)، والدارمي (1280)، وأبو يعلى (4431)، وابن المنذر في "الأوسط"(1640)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1981) و (1983) و (1984)، والطبراني في "الأوسط"(7043)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 212 من طرق عن هشام، به.

وانظر (24166).

وقد سلفت أحاديث الباب في مسند ابن عمر في الرواية (4709).

(2)

في (ظ 8): دخل من أعلى مكة.

ص: 146

وَخَرَجَ مِنْ أَسْفَلِهَا (1).

24122 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: كُفِّنَ (2) رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ سُحُولِيَّةٍ بِيضٍ. وَقَالَ لِي (3) أَبُو بَكْرٍ: فِي أَيِّ شَيْءٍ كُفِّنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.

وأخرجه البخاري (1577)، ومسلم (1258)(224)، وأبو داود (1869)، والترمذي (853)، والنسائي في "الكبرى"(4241)، والفاكهي في "أخبار مكة"(2461)، وابن خزيمة (959)، والبيهقي في "السنن" 5/ 71، وفي "معرفة الآثار" 7/ 198، والبغوي في "شرح السنة"(1896)، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 2/ 193 - 194، و 8/ 491 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وسيرد نحوه برقم (24311) و (25656).

وانظر (26238).

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4625).

ونقل الحافظ في "الفتح" 3/ 438 عن عياض والقرطبي وغيرهما أن الأكثر على أن أعلى مكة كَدَاء، بالفتح والمد، وأسفلها كُدَى بالضم والقصر، ثم قال: واختلف في المعنى الذي لأجله خالف صلى الله عليه وسلم بين طريقيه، فقيل: ليتبرَّك به كلُّ من في طريقه، فذكر شيئاً مما تقدم في العيد وقد استوعبت ما قيل فيه هناك، وبعضه لا يتأتى اعتباره هنا والله أعلم. وقيل: الحرية في ذلك المناسبةُ بجهة العلوّ عند الدخول لما فيه من تعظيم المكان وعكسه الإشارة إلى فراقه، وقيل: لأن إبراهيم لما دخل مكة دخل منها، وقيل: لأنه صلى الله عليه وسلم خرج منها مختفياً في الهجرة، فأراد أن يدخلها ظاهراً عالياً، وقيل: لأن من جاء من تلك الجهة كان مستقبلاً للبيت

إلى آخر ما قال. فانظره إن شئت.

(2)

في (م): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كفن في.

(3)

لفظ "لي" ساقط من (م).

ص: 147

قُلْتُ: فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ، قَالَ: كَفِّنُونِي فِي ثَوْبَيَّ هَذَيْنِ، وَاشْتَرُوا ثَوْبًا آخَرَ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.

وأخرجه البخاري (1271)، ومسلم (941)(46)، والحاكم 3/ 65، والبيهقي في "السنن" 3/ 400 من طريق سفيان، بهذا الإسناد، وزادوا: إلا الحاكم: "ليس فيها قميص ولا عِمامة". قلنا: وقد وهم الحاكم في استدراكه.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 223 - ومن طريقه الشافعي في "مسنده" 1/ 207 - 208 (ترتيب السندي)، وفي "الأم" 1/ 235، وابن سعد 2/ 282 وابن أبي شيبة 3/ 258، والبخاري (1273)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 35، وفي "الكبرى"(2026)، وابن حبان (3037)، والطبراني في "الأوسط"(8369)، والبيهقي في "السنن" 3/ 399، وفي "الدلائل" 7/ 246، وفي "السنن الصغير"(1039)، وفي "معرفة السنن والآثار"(7369)، والبغوي في "شرح السنة"(1476) - والطيالسي (1453) عن شعبة وزائدة بن قدامة، وعبد الرزاق (6172)، والبخاري (1271)، والدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 47، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 141 من طريق الثوري، وعبد بن حميد (1507) عن النضر بن شميل، والبخاري (1264) من طريق عبد الله، ومسلم (941)(45)، والبيهقي 3/ 400، وفي "المعرفة"(7371) من طريق أبي معاوية، ومسلم (941)(46)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 35 - 36، وفي "الكبرى"(2025)، والبيهقي في "السنن" 3/ 400، وفي "معرفة السنن والآثار"(7371) وفي "الدلائل" 7/ 247 من طريق حفص، ومسلم (941)(46)، والبيهقي 3/ 400 من طريق عبدة، وابن الجارود (521) من طريق عيسى، والطبراني في "الأوسط"(8369) من طريق عمرو بن الحارث والليث، و (8500) من طريق روح بن القاسم كلهم عن هشام، به. وزاد بعضهم: ليس فيها قميص ولا عمامة. قلنا: وهذه الزيادة سترد في الرواية (25323). وزاد ابن أبي شيبة والنسائي 4/ 35 - 36: فقلنا: إنهم يزعمون أنه كان كفِّن مني بُرْدِ =

ص: 148

24123 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ: تَوَضَّأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عِنْدَ عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، أَسْبِغِ الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّارِ "(1).

= حبَرَة؟ فقالت: قد جاؤوا ببُرْدِ حِبَرَة ولم يكفِّنوه فيه. وهذا لفظ ابن أبي شيبة.

وأخرجه مسلم (941)(46)، وأبو يعلى (4828)، وابن حبان (6632)، والبيهقي 3/ 399 من طريق عبد العزيز بن محمد، عن هشام، به. إلا أنهم زادوا سوي مسلم: ولُحد له ونُصب اللبِن عليه نصباً. تفرد بها عبد العزيز فيما قال الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 47. وانظر الرواية (25041).

وسيرد بالأرقام (24625) و (24869) و (25323) و (25601) و (25680) و (25795) و (25949) و (26276). وانظر (24186) و (25005).

قال السندي: قوله: سحولية، بفتجع السين وضمها، فبالفتح نسبة إلى السحول، وهو القصار، لأنه يسحلها، أي: يغسلها، أو إلى سحول اسم قرية باليمن، وبالضم جمع سحال، وهو الثوب الأبيض النقي من قطن، وقيل: اسم القرية بالضم أيضاً.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عجلان -وهو محمد- استشهد به البخاري في "الصحيح"، وروى له مسلم في المتابعات، وأصحاب السنن. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 33 (بترتيب السندي)، وعبد الرزاق (69)، والحميدي (161)، والترمذي في "العلل الكبير" 1/ 118، وأبو يعلى (4426)، والطبري في "التفسير"(11509)، وابن حبان (1059)، والبيهقي =

ص: 149

24124 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ (1): كَانَتْ لَنَا حَصِيرَةٌ نَبْسُطُهَا بِالنَّهَارِ، ونَتَحَجَّرُهَا بِاللَّيْلِ - خَفِيَ عَلَيَّ شَيْءٌ لَمْ أَفْهَمْهُ مِنْ سُفْيَانَ - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمُسْلِمُونَ (2) يُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ، فَقَالَ: " اكْلَفُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا

= في "معرفة السنن والآثار" 1/ 286 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وجاء عند بعضهم بلفظ:"للأعقاب" بدل: "العراقيب"، وقرن الطبريُّ بسفيان ابنِ عيينة يحيى بنَ سعيد القطان، وسيرد من طريقه برقم (25589)، وسقط اسم محمد بن عجلان من مطبوع "مسند" الشافعي، وسقط اسم أبي سلمة عند عبد الرزاق. قال البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل": حديث أبي سلمة عن عائشة حديثٌ حسن.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 26، وابن ماجه (452)، وابن المنذر في "الأوسط"(403)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 38 من طرق عن محمد بن عجلان به.

وأخرجه ابن ماجه (451)، والطبراني في "الأوسط"(4161) من طريق عبد المؤمن بن علي، عن عبد السلام بن حرب، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"ويلٌ للأعقاب من النار". قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن هشام بن عروة إلا عبد السلام، تفرّد به عبد المؤمن.

وسيرد بالأرقام: (24516) -وفي تخريجه أنه أخرجه مسلم من طريق سالم مولى شداد عن عائشة- و (24543) و (24678) و (24813) و (25589) و (26214).

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص سلف برقم (6809) وإسناده صحيح، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

(1)

في (م) عن عائشة قالت:

(2)

في (م) و (هـ) قال: "المسلمون". بزيادة لفظ قال، ولا وجه له.

ص: 150

تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللهَ عز وجل لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا ". وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً أَثْبَتَهَا، وَكَانَ أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَيْهِ أَدْوَمَهُ (1).

(1) حديث صحيح، ابن عجلان -وهو محمد- وإن كان حديثه لا يرقى إلى درجة الصحة، إلا أنه قد توبع، وأخرج له مسلم في المتابعات، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وسعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن.

وأخرجه الحميدي (183) عن سفيان، بهذا الإسناد. وفي روايته عن سفيان بيان لما خفي على الإمام أحمد، وهو:"فصلى فيه، فسعى له ناس يصلون بصلاته، قال: ففطن فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فترك ذلك، وقال: "إني حسبت أن ينزل فيهم أمر لا يطيقونه" ثم قال: "اكلفوا

" فذكر الحديث.

وأخرجه مختصراً ومطولاً أبو داود (1368)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 68 - 69 من طريق الليث، عن ابن عجلان، به. زاد النسائي: ثم ترك مصلاه ذلك، فما عاد له حتى قبضه الله عز وجل.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1045)، والبخاري (5861)، ومسلم (782)(215)، وابن ماجه (942)، وابن حبان (2571)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 164، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 298، والبيهقي في "معرفة السنن"(5436) و (5437)، والخطيب في "تاريخه" 3/ 244 من طريق عبيد الله بن عمر، والبخاري (730) من طريق ابن أبي ذئب، كلاهما عن سعيد ابن أبي سعيد المقبري، به.

وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(1304) من طريق عبد الله بن عمر العمري، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 71: وحديث أبي سلمة عن عائشة هو الصواب. قلنا: وعبد الله بن عمر العمري ضعيف.

وقد سلف برقم (24016). =

ص: 151

24125 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَخِي عَمْرَةَ، - يَعْنِي هَذَا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ (1): كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُخَفِّفُ (2) الرَّكْعَتَيْنِ حَتَّى أَقُولَ قَرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ أَمْ لَا (3)؟

= وسيرد بالأرقام (24269) و (24540) و (25317) و (25963) و (26076).

وانظر (24043) و (24245) و (24967) و (25362).

وفي باب قوله "اكلفوا من الأعمال ما تطيقون

" عن أبي هريرة، سلف برقم (7162).

قال السندي: قولها: ونتحجرها، أي: تتخذها حجرة.

"اكلفوا"، كاسمعوا، أي: تحملوا.

"لا يمل": لا يقطع التوجه إلى العبد بالإحسان والإنعام.

(1)

في (م): عن عائشة قالت.

(2)

في النسخ الخطية و (م) ما عدا (ق) يخف، والمثبت من (ق)، وهو الموافق لرواية "الصحيحين"، وكذلك جاء عند ابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 39، وقد ساقه من طريق الحميدي عن سفيان. قال السندي: أي سنة الفجر.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان هو ابن عيينة، ويحيى: هو ابن سعيد الأنصاري، ومحمد بن عبد الرحمن: هو ابن أسعد بن زرارة، وقد جاء مصرحاً به في الرواية (24225)، وعمرة: هي بنت عبد الرحمن الأنصارية.

وأخرجه الحميدي (180) -ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 39 - عن سفيان، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (990) -ومن طريقه النسائي في "المجتبى" 2/ 156 - وابن خزيمة (1113) من طريق جريج، والبخاري (1171)، وأبو داود (1255)، والبغوي في "شرح السنة"(882) من طريق زهير بن معاوية، =

ص: 152

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والشافعي في "السنن"(69)، ومسلم (724)(92)، وابن خزيمة (1113)، وابن حبان (2466)، والبيهقي في "السنن" 3/ 43 - 44 وفي "معرفة السنن"(5568) من طريق عبد الوهاب الثقفي، وابن راهويه (991)، وابن خزيمة (1113) من طريق أبي خالد الأحمر، وأبو عوانة 2/ 275 - 276 والبيهقي 3/ 43 - 44 من طريق جعفر بن عون، خمستهم عن يحيى، به، وسقط في مطبوع ابن راهويه اسم عمرة من الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 297، والطبراني في "مسند الشاميين"(2079) من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن يحيى بن سعيد، أن محمد بن عبد الرحمن، حدثه عن أمه عمرة، عن عائشة، به. وعبد الله بن صالح ضعيف، جعل عمرة أمَّ محمد بن عبد الرحمن بن أسعد، وإنما هي عمته، وهي أم محمد بن عبد الرحمن بن حارثه الأنصاري أبي الرجال.

وأخرجه عبد الرزاق (4792) عن ابن جريج وعن ابن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عمن سمع عمرة يحدَّث عن عائشة. وقد سقط حرف العطف بين ابن جريج وابن عيينة من المطبوع.

وأخرجه عبد الرزاق (4793) عن معمر بن راشد، وأبو يعلى (4624) من طريق شريك بن عبد الله النخعي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 297 من طريق عبد الحميد بن جعفر وعلي بن مُسْهر، وتمام في "فوائده"(377) من طريق جعفر بن محمد بن أبي كثير، خمستهم، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة، به. لم يذكروا محمد بن عبد الرحمن في الإسناد.

وأخرجه مرسلاً مالك في "الموطأ" 1/ 127 عن يحيى بن سعيد، أن عائشة فذكره.

وسيرد بالأرقام (24225) و (24687) و (25315) و (25396) و (25529) و (26983).

وانظر (25824). =

ص: 153

24126 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَخِي عَمْرَةَ - وَلَا أَدْرِي هَذَا أَوْ غَيْرَهُ - عَنْ عَمْرَةَ قَالَتْ: اشْتَكَتْ عَائِشَةُ، فَطَالَ شَكْوَاهَا، فَقَدِمَ إِنْسَانٌ الْمَدِينَةَ يَتَطَبَّبُ، فَذَهَبَ بَنُو أَخِيهَا يَسْأَلُونَهُ عَنْ وَجَعِهَا، فَقَالَ: وَاللهِ إِنَّكُمْ تَنْعَتُونَ نَعْتَ امْرَأَةٍ مَطْبُوبَةٍ. قَالَ: هَذِهِ امْرَأَةٌ مَسْحُورَةٌ سَحَرَتْهَا جَارِيَةٌ لَهَا (1)، قَالَتْ: نَعَمْ، أَرَدْتُ أَنْ تَمُوتِي فَأُعْتَقَ، قَالَ: وَكَانَتْ مُدَبَّرَةً، قَالَتْ: بِيعُوهَا فِي أَشَدِّ الْعَرَبِ مَلَكَةً، وَاجْعَلُوا ثَمَنَهَا فِي مِثْلِهَا (2).

(1) في هامش (هـ): فأرسلت إليها، فجاءت بها. نسخة.

(2)

هذا الأثر صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين على شكٍّ في اسم أحد رواته، فقد اختلف فيه على سفيان بن عيينة.

فرواه أحمد -كما في هذه الرواية- عنه، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، فقال: عن ابن أخي عمرة، ولا أدري هذا أو غيره- عن عمرة، به.

ورواه عبد الرزاق (18750) عن سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن أبي الرجال: وهو محمد بن عبد الرحمن بن حارثة ابن عمرة، عن عمرة، به. وهو الصواب.

ورواه كذلك عبد الوهَّاب الثقفي -كما عند البيهقي في "السنن" 8/ 137 - عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن ابن عمرة محمد بن عبد الرحمن بن حارثة: وهو أبو الرجال، عن عمرة، عن عائشة، به.

وأخرجه مالك في "الموطأ"(2782)(رواية أبي مصعب الزهري) ومن طريقه الشافعي في "مسنده" 2/ 67 (ترتيب السندي)، وعبد الرزاق (18749)، وابن حزم في "المحلى" 11/ 395، والبغوي في "شرح السنة"(3261) عن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن، عن أمه عمرة، عن عائشة، به. =

ص: 154

24127 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ رَضِيعِ عَائِشَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" مَا مِنْ مَيِّتٍ يُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ النَّاسِ يَبْلُغُونَ أَنْ يَكُونُوا مِئَةً فَيَشْفَعُوا فِيهِ إِلَّا شُفِّعُوا فِيهِ "(1).

24128 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ الْجَدَلِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَائِشَةَ: أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَشِيقَةُ ظَبْيٍ، وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَرَدَّهَا (2).

وقد صحح إسناده الحافظ في "التلخيص" 4/ 41.

قال السعدي: قولها: يتطبب، من الطب.

قوله: مطبوبة، أي: مسحورة.

قولها: قالت نعم، أي: قالت الجارية لعائشة نعم قد سحرتك.

قولها: فأعتق، على بناء الفاعل من العتق، أو بناء المفعول من الإعتاق.

قولها: قالت: أي: عائشة.

قولها: بيعوها، فيه جواز بيع المدبّر.

قولها: في أشد العرب مَلَكة، أي: أسوؤهم معاملة بالمماليك، أي: ليكون جزاء السيئة بمثلها.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الحديث (24038)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو سفيان بن عُيينة.

وأخرجه الحميدي (222) عن سفيان، بهذا الإسناد.

(2)

حديث صحيح إن ثبت سماع الحسن بن محمد بن علي من عائشة. وعبد الكريم -وهو أبو أمية ابن أبي المخارق، فيما ذكر عبد الرزاق (8325)، وإن كان ضعيفاً- تابعه سفيان الثوري كما في الرواية (25882) =

ص: 155

قَالَ سُفْيَانُ: الْوَشِيقَةُ مَا طُبِخَ وَقُدِّدَ.

24129 -

حَدَّثَنَا (1) سُفْيَانُ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ (2): كَانَ أَحَبُّ الشَّرَابِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْحُلْوَ الْبَارِدَ (3).

24130 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ:

= وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، والحسن بن محمد بن علي: هو ابن أبي طالب، المعروف أبوه بابن الحنفية.

وأخرجه أبو يعلى في "مسنده"(4616) و (4617) و (4827)، وهو في "المقصد العلي"(564) و (565) و (566)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 168 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(8325) عن معمر، وأبو يعلى (4617) في "مسنده"، وفي "المقصد العلي"(565) من طريق ابن جريج، كلاهما عن عبد الكريم، به.

وسيأتي برقم (25882).

وقد ذكر الصعب بن جثَّامة كما في حديثه (16423) أنه أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالأبواء أو بودّان حماراً وحشياً، فردَّه عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فلما رأى ما في وجهي قال: "إنّا لم نردّه عليك إلا أنَّا حُرُم". وهو عند البخاري برقم (1825)، ومسلم (1153)(50).

قال السندي: قولها: وشِيقَةُ ظَبْيٍ: لعل الظَّبْيَ قد صِيد للحرُم. والله تعالى أعلم.

(1)

كتب في (ظ 8) فوق هذا الحديث: معاد.

(2)

في (م): عن عائشة قالت.

(3)

حديثها ضعيف، وهو مكرر (24100) سنداً ومتناً.

ص: 156

خَرَجَ عَلْقَمَةُ وَأَصْحَابُهُ حُجَّاجًا، فَذَكَرَ بَعْضُهُمُ الصَّائِمَ يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ، فَقَالَ (1) رَجُلٌ مِنْهُمْ قَدْ قَامَ سَنَتَيْنِ وَصَامَهُمَا: هَمَمْتُ أَنْ آخُذَ قَوْسِي، فَأَضْرِبَكَ بِهَا. قَالَ: فَكُفُّوا حَتَّى تَأْتُوا (2) عَائِشَةَ، فَدَخَلُوا عَلَى عَائِشَةَ، فَسَأَلُوهَا عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ، وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ. قَالُوا: يَا أَبَا شِبْلٍ، سَلْهَا؟ قَالَ: لَا أَرْفُثُ عِنْدَهَا الْيَوْمَ، فَسَأَلُوهَا، فَقَالَتْ: كَانَ يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ (3).

(1) في (م): فقام.

(2)

في النسخ: تأتون، والمثبت هو الوجه.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، سفيان: هو ابن عيينة، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.

وأخرجه الشافعي في "السنن"(312)، وعبد الرزاق (7441)، والحميدي (196)، ومسلم (1106)(66)، والنسائي في "الكبرى"(3085) و (3095)، وابن الجارود في "المنتقى"(391)، والبيهقي في "السنن" 4/ 233، وفي "معرفة السنن والآثار" 6/ 280، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 265 و 266، من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3100)، والدارقطني في "السنن" 2/ 181، من طريق الأعمش، عن إبراهيم، به مختصراً.

وقد اختلف فيه على إبراهيم النخعي:

فرواه منصور بن المعتمر -كما في هذه الرواية، والروايات (25414) و (25653) و (26299) - عن إبراهيم، عن علقمة، عن عائشة.

ورواه الحكم -كما في الرواية (24950) - عن إبراهيم، عن علقمة وشُريح ابن أَرطاة، عن عائشة. =

ص: 157

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ورواه الأعمش -كما في الرواية (24154) - عن إبراهيم، عن علقمة والأسود.

ورواه حماد -كما في الرواية (24965) - والأعمش -كما في الرواية (25932) - عن إبراهيم، عن الأسود.

ورواه عبد الله بن عون -كما في الرواية (25815) - عن إبراهيم، عن الأسود ومسروق. قال الحافظ في "الفتح" 4/ 150: عُرف منها أن الحديث كان عند إبراهيم عن علقمة والأسود ومسروق جميعاً، فلعلَّه كان يحدِّثُ به تارة عن هذا، وتارة عن هذا، وتارة يجمع، وتارة يُفرِّق. وقال الدارقطني بعد ذكر الاختلاف فيه على إبراهيم: كلها صحاح.

وقال الحافظ في "الفتح" 4/ 149 وقد ترجم النسائي في "سننه" الاختلاف على إبراهيم، والاختلافَ على الحكم، وعلى الأعمش، وعلى منصور، وعلى عبد الله بن عون، كلُّهم عن إبراهيم.

قلنا: أما الاختلاف فيه على منصور:

فهو أنَّ إسرائيل رواه عنه -كما عند النسائي في "الكبرى"(3093) - عن إبراهيم، عن علقمة قال: خرج نفرٌ من النَّخَع فيهم رجل يدعى شُريحاً، فحدَّث أن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يباشر وهو صائم، فقال رجل: لقد هَمَمْتُ أن أضرب رأسك بالقوس.

ورواه عَبِيدة عنه -كما عند النسائي برقم (3094) - فجعل شُريحاً هو المنكِرَ، وأبهم الذي حدَّث بذلك عن عائشة.

ورواه ابنُ عيينة عنه -كما في هذه الرواية- فأبهمهما معاً.

ورواه شعبة عنه -كما سيرد في الرواية (25414) - عن إبراهيم، عن علقمة، به مختصراً.

ورواه الثوري -كما عند النسائي في "الكبرى"(3097) - عن منصور، فجعله من حديث إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة.

ورواه شعبة -كما عند الإسماعيلي في "معجم الشيوخ" 1/ 337 - 338 - =

ص: 158

24131 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ عُبَيْدِ بْنِ نِسْطَاسٍ - يَعْنِي أَبَا يَعْفُورٍ - عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، تَذْكُرُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: كَانَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَشَدَّ الْمِئْزَرَ. قَالَ سُفْيَانُ: وَوَاحِدَةٌ (1) مِنْ آخِرِ: وَجَدَّ (2).

= عن حماد منصور، عن إبراهيم، قال: دخل علقمة وشُريح بنُ أرطاة على عائشة

ورواه جَرير بن عبد الحميد -كما عند ابن راهويه (1636) - عن منصور، عن إبراهيم قال: روى رجل من النَّخَع عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 719 من طريق الحسن بن أبي جعفر، عن، أيوب، عن عطاء، عن علقمة، به، مختصراً.

وأخرجه ابن راهويه (1215) عن عبد الأعلى، عن عباد بن منصور، عن عطاء، عن عائشة قالت: كنت أُباشِرُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو صائم. وعبَّاد بن منصور ضعيف.

وسلف مختصراً برقم (24110).

قال السندي: قولها: أملككم لأَرَبِهِ، أكثرُ المحدثين يرويه بفتحتين ورواه بعضهم بكسر فسكون، أي: لحاجته.

(1)

في (م) واحدة، وقد ضبب عليها في (ظ 8).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن عبيد أبو يعفور: هو عبد الرحمن، ومسلم: هو ابن صُبَيْح أبو الضحى، ومسروق: هو ابن الأجدع.

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(7704)، والحميدي (187)، وإسحاق ابن راهويه (1440)، والبخاري (2024)، ومسلم (1174)، وأبو داود (1376)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 217 - 218، وفي "الكبرى"(1334) =

ص: 159

24132 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ صَبِيًّا لِلْأَنْصَارِ لَمْ يَبْلُغِ السِّنَّ عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ؟ قَالَ:" أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ يَا عَائِشَةُ، خَلَقَ اللهُ الْجَنَّةَ، وَخَلَقَ لَهَا أَهْلًا، وَخَلَقَ النَّارَ وَخَلَقَ لَهَا أَهْلًا، وَهُمْ فِي أَصْلَابِ آبَائِهِمْ "(1).

= و (3391)، وابن ماجه (1768)، وابن نصر المروزي في "مختصر قيام الليل" ص 107، وابن خزيمة (2214)، والبيهقي في "السنن" 4/ 313، وفي "السنن الصغير"(1398)، والبغوي في "شرح السنة"(1829) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7573) من طريق نهشل، وهو ابن سعيد ابن وردان، عن الضحاك، وهو ابن مزاحم، عن مسروق، به. بلفظ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر شد المئزر واجتنب النساء. ونهشل بن سعيد متروك.

وأخرجه عبد الرزاق (7702) عن سفيان الثوري، عن بعض أصحابه، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر الأواخر من رمضان أيقظ أهله وشدَّ المئزر. يقول سفيان: لا يقرب النساء.

وأخرجه ابن خزيمة (2216) من طريق المطلب بن عبد الله، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل رمضان شدَّ مئزره، ثم لم يأت فراشه حتي ينسلخ. والمطلب بن عبد الله لم يدرك عائشة.

وانظر (24377) و (24390) و (24528) و (24913) و (25136) و (26188).

وفي الباب عن علي، سلف برقم (1103).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، طلحة بن يحيى، وهو ابن طلحة =

ص: 160

24133 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ مُنْذِرٍ، عَنْ حَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ امْرَأَتِهِ، عَنْ عَائِشَةَ تَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم:" إِذَا ظَهَرَ السُّوءُ فِي الْأَرْضِ أَنْزَلَ اللهُ بِأَهْلِ الْأَرْضِ بَأْسَهُ ". قَالَتْ: وَفِيهِمْ أَهْلُ طَاعَةِ اللهِ عز وجل؟ قَالَ: " نَعَمْ ثُمَّ يَصِيرُونَ إِلَى رَحْمَةِ اللهِ تَعَالَى "(1).

= ابن عبيد الله القرشي، مختلف فيه حسن الحديث، وقد انتقى له مسلم هذا الحديث، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الحميدي (265)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 57، وفي "الكبرى"(2074)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 507 - 508 من طريق سفيان ابن عيينة بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(20095)، وإسحاق بن راهويه (1017)، ومسلم (2662)، وأبو داود (4713)، وابن حبان (6173)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة"(1072)، والبيهقي في "معرفة الآثار"(7414)، والخطيب في "تاريخه" 11/ 110 - 111 من طرق عن طلحة بن يحيى، به.

وأخرجه الطيالسي (1574) من طريق يحيى بن إسحاق، وابن راهويه (1016)، ومسلم (2662)، وابن حبان (138) من طريق فضيل بن عمرو، كلاهما عن عائشة بنت طلحة، به. وليس في رواية فضيل قوله:"في أصلاب آبائهم".

وسيأتي برقم (25742).

قال السندي: قوله: "أو غير ذلك

" إلخ، أي: لا يحسن الجزم في حق، أحد، ولو صغيراً.

(1)

إسناده ضعيف لإبهام المرأة التي روى عنها الحسن بن محمد، وهو ابن علي المعروف أبوه بابن الحنفية، ولاضطرابه.

فرواه سفيان بن عُيينة -كما في هذه الرواية- عن جامع بن أبي راشد، =

ص: 161

24134 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: " رَأَيْتُ وَبِيصَ الطِّيبِ - وَقُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ السَّائِبِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ فِي مَفْرِقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ثَلَاثٍ (1).

= عن منذر، وهو ابن يعلى الثوري، عن حسن بن محمد، عن امرأته، عن عائشة.

ورواه سفيان بن عيينة كذلك -فيما أخرجه الحميدي (264)، وابن أبي شيبة 15/ 42 - 43 - عن جامع بن أبي راشد، عن منذر، عن حسين بن محمد، عن امرأةٍ، عن عائشة.

ورواه سفيان بن عيينة كذلك- فيما أخرجه إسحاق (1108)، والبيهقي في "الشعب"(7599) / م عن جامع بن أبي راشد، عن منذر الثوري، عن الحسن بن محمد، عن عائشة، لم يذكر المرأة في الإسناد.

ورواه يزيد بن هارون -كما سيرد 6/ 294 و 418 - عن شريك، عن جامع ابن أبي راشد، عن منذر الثوري، عن الحسن بن محمد، قال: حدثتني امرأة من الأنصار هي حَيَّةٌ اليوم، عن أم سلمة.

ورواه سفيان الثوري -فيما أخرجه الحاكم 4/ 523 - عن جامع بن أبي راشد، عن منذر الثوري، عن الحسن بن محمد بن علي، عن مولاة لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن عائشة أو بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه.

ورواه سالم بن طلحة- فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (891) عن جامع بن أبي راشد، عن أم مبشر، عن أم سلمة.

وانظر (24738).

وقد سلف من حديث ابن عمر بإسنادٍ صحيح برقم (4985) بلفظ: "إذا أراد الله تعالى بقوم عذاباً، أصاب العذابُ من كان فيهم، ثم بعثوا على أعمالهم".

(1)

إسناده حسن من أجل عطاء بن السائب، وقد روى سفيان -وهو ابن عيينة- عنه قبل الاختلاط، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. =

ص: 162

24135 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَمَّةٍ لَهُ

= وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 296 (بترتيب السندي)، وفي "الأم" 2/ 129، والحميدي (215)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 140، وفي "الكبرى"(3682)، وابن حزم في "المحلى" 7/ 86، والبيهقي في "السنن" 5/ 35، وفي "السنن الصغير"(1508)، وفي "معرفة السنن والآثار"(9470)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 82، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 302، والبغوي في "شرح السنة"(1864)، والحازمي في "الاعتبار" ص 147، من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقرن البيهقي بسفيان سعيدَ بنَ زيد. وقال الحازمي: هذا حديث صحيح ثابت متفق عليه، وله طرق في الصحاح.

وأخرجه ابن أبي شيبة (نشرة العمروي) ص 194، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 302 من طريق محمد بن فضيل، وإسحاق بن راهويه (1510) من طريق جريج ولم يسق لفظه، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 129 من طريق حماد بن سلمة، ولم يسق لفظه، والطبراني في "الأوسط"(5029) من طريق المفضل بن صدقة، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2553 من طريق ورقاء بن عمر، والبيهقي في "السنن الكبرى" 5/ 35، وفي "السنن الصغير"(1508) من طريق سعيد بن زيد، ستتهم عن عطاء بن السائب، به. وقرن الطحاويُّ بعطاء حمادَ بنَ أبي سليمان، ولم يسق لفظه، وسيرد من طريقه برقم (24934).

وقوله: بعد ثلاث، سيرد في الرواية (24934) -وهي من طريق حماد بن سلمة، عن حماد بن أبي سليمان- بلفظ: بعد أيام.

وسيكرر برقم (26272)، وسلف بإسناد صحيح دون قوله:"بعد ثلاث" برقم (24107).

وانظر (24105).

ص: 163

عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ أَوْلَادَكُمْ مِنْ أَطْيَبِ كَسْبِكُمْ، فَكُلُوا مِنْ كَسْبِ أَوْلَادِكُمْ "(1).

24136 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَهْدَى مَرَّةً غَنَمًا (2).

(1) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (24032).

وأخرجه الحميدي (246)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 241، وفي "الكبرى"(6044) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وسيكرر (25654) سنداً ومتناً.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.

وأخرجه الحميدي (217)، وابن الجارود في "المنتقى"(426) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. إلا أن ابن جارود زاد فيه:"مقلَّدة".

وستأتي هذه الزيادة في الرواية رقم (24155).

وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (1701) و (1702)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 173 و 173 - 174، وفي "الكبرى"(3767)، والدارمي (1911)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 634، وتمام الرازي في "فوائده"(الروض البسام)(604) و (605)، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 18/ 516 - 517 من طرق عن الأعمش، به.

وقد سلف (14891) من طريق عبثر بن القاسم، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر. قال الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 129: والمحفوظ حديث الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة.

وسيرد برقم (24155)، وقد سلف برقم (24020).

ص: 164

24137 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا مَاتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أُحِلَّ لَهُ النِّسَاءُ (1).

(1) حديث ضعيف، وهو وإن كان رجالهُ ثقاتٍ رجال الشيخين قد اختُلِف فيه على عطاء وهو ابن أبي رباح كما سنذكر. سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار.

وأخرجه ابن سعد 8/ 194، والحميدي (233)، وابن أبي شيبة 4/ 269 - 270، وإسحاق بن راهويه (1184)، والترمذي (3216)، -وقال: حسن صحيح- والنسائي في "المجتبى" 6/ 56، وفي "الكبرى"(5311)، والطبري في "التفسير" 22/ 32، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(521)، والبيهقي في "السنن" 7/ 54، وفي "معرفة الآثار" 10/ 10 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقرن ابن سعد داود بن عبد الرحمن بسفيان.

وأخرجه ابن سعد 8/ 194 من طريق الثوري، عن عطاء، به.

واختلف فيه على عطاء بن أبي رباح:

فقد رواه سفيان بن عيينة -كما في هو الرواية- عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن عائشة.

ورواه وهيب بن خالد الباهلي -كما في الرواية الآتية برقم (25467) - عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن عائشة، به. فزاد عبيد بن عمير -وهو ابن قتادة الليثي- في الإسناد، لكن رواه عبد الرزاق عن ابن جريج كما سيأتي (25652)، قال: وزعم عطاء أن عائشة قالت، فذكر الحديث، وذكر في عقبه قول ابن جريج لعطاء: عمن تأثر هذا؟ قال: لا أدري، حسبت أني سمعت عبيد بن عمير يقول ذلك.

ورواه الطبري في "تفسيره" 22/ 33، والطحاوي في "شرح المشكل"(523)، من طريق الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج، به. وجاء في آخره: قال: وقال أبو الزبير: سمعت رجلاً يخبر به عطاءً.

وقال أبو بكر بن العربي في "أحكام القرآن" 3/ 1571 بعد أن نقل عن جماعة من العلماء أنهم جعلوا هذا الحديث سنة ناسخة لقوله تعالى: {لا يحل =

ص: 165

24138 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أُتِيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِسَارِقٍ (1)، فَأَمَرَ بِهِ فَقُطِعَ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا كُنَّا نُرَى أَنْ يَبْلُغَ مِنْهُ هَذَا؟ قَالَ:" لَوْ كَانَتْ فَاطِمَةُ، لَقَطَعْتُهَا ". ثُمَّ قَالَ سُفْيَانُ: لَا أَدْرِي كَيْفَ هُوَ (2)؟

= لك النِّساءُ من بعد} [الأحزاب: 52]: هو حديث واه ومتعلَّق ضعيف.

وسيأتي برقم (25467) و (25652).

(1)

في (م) و (ق): أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بسارق.

(2)

حديث صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.

وقد اختُلف فيه على ابن عيينة سنداً ومتناً:

فرواه البخاري (3733) عن علي ابن المديني، عن ابن عيينة، قال: ذهبتُ أسأل الزُّهريَّ عن حديث المخزومية فصاح عليَّ، فقلت لسفيان: فلَمْ تحتمله عن أحد؟ قال: وجدتُهُ في كتابٍ كان كَتَبَه أيوبُ بن موسى، عن الزُّهري

وقال فيه: إنها سرقت.

وهكذا قال محمد بن منصور عن ابن عيينة: إنها سرقت. أخرجه النسائي في "الكبرى"(7382)، وفي " المجتبى" 8/ 72.

وعن رزق الله بن موسى عند النسائي في "المجتبى" 8/ 72، وفي "الكبرى"(7383) عن سفيان كذلك، لكن قال: أُتِيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بسارق، فقطعه، فذكره مختصراً.

وكذا أخرجه أحمد -كما في هذه الرواية- عن سفيان، لكن في آخره: قال سفيان: لا أدري ما هو.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (860) -ومن طريقه النسائي في "المجتبى" 8/ 72، وفي "الكبرى"(8381) - عن سفيان، عن الزُّهري، بلفظ: كانت مخزوميةٌ تستعيرُ المتاع وتجحدُه

الحديث، وقال في آخره: قيل لسفيان: من ذكره؟ قال: أيوب بن موسى. فذكره بسنده المذكور هنا. =

ص: 166

24139 -

حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ (1): كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَأَنَا بَيْنَ يَدَيْهِ (2).

24140 -

حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ

= وأخرج الطيالسي (1448)، وابن أبي شيبة 9/ 466، والنسائي في "المجتبى" 8/ 72 - 73، وفي "الكبرى"(7384) من طريق يحيى بن زكريا ابن أبي زائدة، عن ابن عيينة، عن الزُّهري، بغير واسطة، وقال فيه: سَرَقَتْ.

قال الحافظ في "الفتح" 12/ 90: قال شيخنا في "شرح الترمذي": وابنُ عيينة لم يسمعه من الزهري، ولا ممن سمعه من الزهري، وإنما وجده في كتاب أيوب بن موسى، ولم يصرح بسماعه من أيوب بن موسى، ولهذا قال في رواية أحمد: لا أدري كيف هو.

قلنا: وسيرد برقم (25297) من طريق معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، بلفظ: كانت امرأةٌ مخزومية تستعير المتاع وتجحده. وسنذكر هناك من تابع معمراً في قوله: تستعيرُ المتاعَ وتَجحدُه، ومن رواه عن الزهري بلفظ: سرقت.

(1)

في (م): عن عائشة قالت.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو الضحى: هو مسلم بن صبيح، ومسروق: هو ابن الأجدع.

وأخرجه مطولاً البخاري (514)، ومسلم (512)(270)، وابن خزيمة (825)، والبيهقي 2/ 276، والبغوي في "شرح السنة"(547) من طريق حفص بن غياث، بهذا الإسناد.

وسيرد مطولاً برقمي (25929) و (25930).

وسلف برقم (24088).

ص: 167

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَزَعَتْ ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ بَيْتِ زَوْجِهَا، هَتَكَتْ سِتْرَ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ رَبِّهَا "(1).

(1) حديث حسن وهذا إسناد فيه انقطاع، سالم بن أبي الجعد لم يسمع من عائشة، بينهما أبو المليح: وهو ابن أسامة الهذلي، كما سيأتي في التخريج، وهو ثقة من رجال الشيخين، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد اختُلف فيه على الأعمش: فرواه حفص بن غياث -كما في هذه الرواية- عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن عائشة.

وخالفه يعلى بن عبيد -فيما أخرجه الدارمي (2651) - فرواه عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن عائشة.

وأخرجه إسحاق (1605)، وأبو داود (4010) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور بن المعتمر، عن سالم، عن عائشة.

ورواه شعبةُ -كما سيرد في الرواية (25407)، وسفيان الثوري- كما سيرد في الرواية (25408) - كلاهما فرواه عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي المليح، عن عائشة بزيادة أبي المليح بين سالم وعائشة.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 95: وقول شعبة والثوري عن منصور أشبه بالصواب.

قلنا: وتابعهما إسرائيل -فيما أخرجه الدارمي (2652) - وورقاء -فيما أخرجه الخطيب في "تاريخه" 3/ 58 - فروياه كذلك عن منصور، عن سالم، عن أبي المليح، عن عائشة.

وأخرجه أبو يعلى (4390) من طريق سعيد بن أبي هلال، عن محمد بن عبد الله، عن أبي مسلم الخولاني، عن عائشة. ومحمد بن عبد الله لم نعرفه.

وأخرجه أبو يعلى كذلك (4680) من طريق إسحاق بن سليمان الرازي، عن معاوية بن يحيى الصدفي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، به. قال =

ص: 168

24141 -

حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، وَأَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ (1)، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللهَ عز وجل، فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللهَ عز وجل، فَلَا يَعْصِهِ "(2).

= البخاري في معاوية: روى عنه إسحاق بن سليمان أحاديث مناكير كأنها من حفظه.

وله شاهد من حديث أم الدرداء سيأتي 6/ 362 وسنده حسن وقواه المنذري في "الترغيب والترهيب".

وآخر من حديث أم سلمة، سيرد 6/ 301، وفي سنده ضعف.

قال المناوي: والظاهر أن نزعَ الثيابِ عبارةٌ عن تكشفها للأجنبي، لِينالَ منها الجماعَ أو مقدماته، بخلافِ ما لو نزعت ثيابَها بينَ نساء مع المحافظةِ على ستر العورةِ إذ لا وجه لدخولها في هذا الوعيد.

(1)

يعني: مالك بن أنس شيخ ثانٍ لابن إدريس.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، طلحة بن عبد الملك -وهو الأيلي- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، ابن إدريس: هو عبد الله، والقاسم: هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 17، وفي "الكبرى"(4750)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1515) و (2145) و (4166)، وفي "شرح معاني الآثار" 3/ 133 من طريق عبد الله بن إدريس، عن عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابنُ عبد البر في "التمهيد" 6/ 90 من طريق ابن إدريس، عن مالك، به. =

ص: 169

24142 -

حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامًا، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ، وَرَجُلٌ يَحْمِلُكِ فِي سَرَقَةٍ (1) مِنْ حَرِيرٍ، فَيَقُولُ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ، فَأَقُولُ: إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ عز وجل يُمْضِهِ "(2).

= وأخرجه ايضاً 6/ 90 - 91 من طريق عمر بن علي المقدَّمي، عن عُبيد الله بن عمر ومالك، به.

وأخرجه ابن ماجه (2126)، وابن الجارود في "المنتقى"(934) من طريقين عن عبيد الله بن عمر، به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1514) و (2144) من طريق حفص بن غياث، عن عبيد الله بن عمر، عن القاسم، به، لم يذكر طلحة في الإسناد.

وقد سلف برقم (24075).

(1)

في (ق): على سرقة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، ابن إدريس: هو عبد الله.

وهو عند الإمام أحمد في "فضائل الصحابة"(1638).

وأخرجه مسلم (2438) من طريق ابن إدريس، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(703)، وابن سعد 8/ 64، والبخاري (5125) و (7012)، ومسلم (2438)، وأبو يعلى (4498)، والطبراني في "الكبير" 23/ (41) و (42) و (43)، والبيهقي في "السنن" 2/ 410 و 7/ 85، والخطيب في "تاريخه" 5/ 428. من طرق عن هشام بن عروة، به، نحوه. ولفظه من طريق حماد بن زيد عن هشام: يجيء بك الملك. قال الحافظ في الجمع بين رواية "رجل" هذه ورواية "ملك" فكأن الملك تمثل له حينئذ رجلاً. =

ص: 170

24143 -

حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: إِنَّ نُزُولَ الْأَبْطَحِ لَيْسَ بِسُنَّةٍ، إِنَّمَا نَزَلَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَنَّهُ كَانَ أَسْمَحَ (1) لِخُرُوجِهِ (2).

= وطريق: يونس عن هشام في مطبوع البيهقي في الموضع الأول تحرف إلى يونس بن هشام.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1237)، والترمذي (3880)، وابن حبان (7094)، والإسماعيلي في "معجمه" (344) من طريق ابن أبي مليكة -وهو عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة المدني- عن عائشة قالت: جاء بي جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في خِرْقة حرير، فقال:"هذه زوجتُك في الدنيا والآخرة".

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.

وسيأتي برقمي (24971) و (25285).

قال السندي: قوله: "في سَرَقة حرير"، بفتحتين، أي قطعة حرير.

(1)

في (م): أسمج، وهو تصحيف شنيع، وفي هامش (هـ): أسهل.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (676)، وابن ماجه (3067) من طريق عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن راهويه (674)، والبخاري (1765)، ومسلم (1311)(339)، والترمذي (923)، والنسائي في "الكبرى"(4207)، وابن ماجه (3067)، والفاكهي في "أخبار مكة"(2389)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 121، والبيهقي في "السنن" 5/ 161، وفي "معرفة الآثار" 7/ 346 من طرق عن هشام، به.

وأخرجه ابنُ حبان (3896) من طريق سريج بن يونس، عن سفيان الثوري، عن هشام، به. وزاد في أوله: إن أسماء وعائشة كانتا لا تحصِّبان. =

ص: 171

24144 -

حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَأَى الْمَطَرَ، قَالَ:" اللهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا ".

قَالَ: وَسَأَلْتُ عَائِشَةَ: بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ يَبْدَأُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ؟ قَالَتْ: بِالسِّوَاكِ (1).

= وسيأتي بالأرقام (25575) و (25720) و (25885)، و (25926).

قال السندي: قولها: أسمح، أي: أسهل.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، المقدام بن شريح -وهو ابن هانئ الحارثي- ووالده من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبدة: هو ابن سليمان، ومِسْعر: هو ابن كدام.

وقولها: كان إذا رأى المطر، قال:"اللهم صيباً نافعاً":

أخرجه الحميدي (270)، وإسحاق (1580)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 164، وفي "الكبرى"(1828)، وابن حبان (994)، والبيهقي في "السنن" 3/ 362 من طريقين عن مسعر، بهذا الإسناد.

وسيرد بالأرقام (24589) و (24590) و (24877) و (24973) و (25065) و (25336) و (25570) و (25864).

وقولها: بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته

أخرجه إسحاق (1578)، ومسلم (253)، وأبو داود (51)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 13، وفي "الكبرى"(7)، وابن خزيمة (134)، وأبو عوانة 1/ 192، والبيهقي في "السنن" 1/ 34 من طرق عن مسعر، بهذا الإسناد.

وسيرد بالأرقام (24795) و (25487) و (25553) و (25592).

وانظر (26037).

قال السندي: قوله: صيَّباً، بتقدير: أجعله صيباً، أي: مطراً نافعاً والصيِّب: النَّازل.

ص: 172

24145 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُرْوَةَ (1)، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَتَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: إِنِّي اسْتَحَضْتُ، فَقَالَ:" دَعِي الصَّلَاةَ أَيَّامَ حَيْضِكِ، ثُمَّ اغْتَسِلِي، وَتَوَضَّئِي عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، وَإِنْ قَطَرَ عَلَى الْحَصِيرِ "(2).

(1) في (ق): عروة بن الزبير.

(2)

حديث صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن هاشم، فمن رجال مسلم، وحبيب -وهو ابن أبي ثابت، وإن لم يسمعه من عُروة- قد يتبعه عليه هشام بن عروة، كما عند البخاري (228) عن أبيه عروة، عن عائشة، قالت: جاءت فاطمة ابنة أبي حبيش إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله: إني امرأة أُستحاض فلا أطهر، أفأدع الصلاة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا، إنما ذلك عرق، وليس بحيض، فإذا أقبلت حيضتُك، فدعي الصلاة، وإذا أدبرت، فاغسلي عنك الدم ثم صلي" وقال أبي (وهو عروة بن الزبير)"ثم توضئي لكل صلاة حتى يجيء ذلك الوقت"، وسيأتي في الرواية رقم (25622).

وقوله في آخر الحديث: "وإن قطر على الحصير" يشهد له حديث عائشة عند البخاري (309) و (310) قالت: اعتكفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأةٌ مستحاضة من أزواجه، فكانت ترى الحمرة والصفرة، فربما وضعنا الطست تحتها وهي تصلي.

قال الإمام الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 200: وأعلم أن أبا داود لم ينسب عروة في هذا الحديث، كما نسبه ابن ماجه، وأصحابُ الأطراف لم يذكروه في ترجمة عروة بن الزبير، وإنما ذكروه في ترجمة عروة المزني معتمدين في ذلك على قول علي بن المديني: إن حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة بن الزبير، ورواه أحمد وإسحاق بن راهويه وابن أبي شيبة، والبزار في مسانيدهم، ولم ينسبوا عروة، ولكن ابن راهويه والبزار أخرجاه في ترجمة عروة بن الزبير =

ص: 173

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عن عائشة، وفي لفظٍ لابن أبي شيبة بهذا الإسناد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"تصلي المستحاضة وإن قطر الدم على الحصير". انتهى.

قلنا. قد أخرجه ابن ماجه (624) عن علي بن محمد وأبي بكر بن أبي شيبة قالا: حدثنا وكيع عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة بن الزبير، عن عائشة. فنسب عروة.

وأخرجه الدارقطني 1/ 212 من طريق محمد بن حرب النسائي، عن محمد بن ربيعة، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة بن الزبير، عن عائشة.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 102 وفي "شرح مشكل الآثار"(2731) من طريق يحيى بن عيسى، والدارقطني في "السنن" 1/ 211 و 213 من طريق قرة بن عيسى وعبد الله بن نمير وسعيد بن محمد الوراق، وأبو يعلى (4799) من طريق عبد الله بن داود وعثام بن علي وعبيد الله بن موسى، وستأتي في "المسند" عن وكيع برقم (25059) كلهم عن الأعمش، عن حبيب ابن أبي ثابت، عن عروة -غير منسوب-، عن عائشة مرفوعاً.

وأخرجه الدارقطني 1/ 211 من طريق علي بن هاشم، بهذا الإسناد. ثم قال بإثره: تابعه وكيعٌ والحربيُّ وقرةُ بن عيسى ومحمدُ بن ربيعة وسعيدُ بن محمد الوراق وابنُ نمير عن الأعمش، فرفعوه. ووقفه حفص بن غياث وأبو أسامة وأسباط بن محمد وهم إثبات.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/ 345 - 346 من طريق عباس الدوري، عن يزيد بن هارون، عن أبي العلاء أيوب بن أبي مسكين، عن الحجاج بن أرطاة، عن أم كلثوم، عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في المستحاضة:"تدع الصَّلاة أيام أقرائها، ثم تغتسل مرة، ثم تتوضأ إلى مثل أيام أقرائها، فإن رأت صفرة انتضحت وتوضأت وصلَّت".

وأخرجه أبو داود (299) -ومن طريقه البيهقي 1/ 3466 - عن أحمد بن =

ص: 174

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= سنان، عن يزيد بن هارون، عن أيوب بن أبي مسكين، عن الحجاج: يعني ابن أرطاة، عن أم كلثوم، عن عائشة موقوفاً.

وأخرجه أبو داود (300)، والبيهقي 1/ 346 عن أحمد بن سنان، عن يزيد بن هارون، عن أبي العلاء أيوب بن أبي مسكين، عن ابن شبرمة، عن امرأة مسروق، عن عائشة، مرفوعاً.

وأخرجه الدارقطني 1/ 210 - 211، والبيهقي 1/ 346 من طريق عمار بن مطر، عن أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن قمير امرأة مسروق، عن عائشة أن فاطمة بنت أبي حبيش أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسولَ الله إني امرأة اُستحاض. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما ذاك عرق، فانظري أيام أقرائك، فإذا جاوزت فاغتسلي واستنقي، ثم توضئي لكل صلاة".

وقال الدارقطني: تفرد به عمار بن مطر، وهو ضعيف، عن أبي يوسف، والذي عند الناس عن إسماعيل بهذا الإسناد موقوفاً: المستحاضة تدع الصلاة أيام أقرائها، ثم تغتسل وتتوضأ لكل صلاة.

قلنا: ورواية إسماعيل هذه أخرجها الدارمي (792) عن جعفر بن عون، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن قمير، عن عائشة موقوفاً.

وأخرجه الدارمي كذلك (790) من طريق معتمر، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن مجالد، عن قمير، عن عائشة موقوفاً.

وأخرجه الدارمي (799) و (814)، والبيهقي 1/ 346 - 347 من طريق الشعبي عن قمير امرأة مسروق، عن عائشة موقوفاً.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 107: والموقوف عن قمير عن عائشة أصح. قلنا: وأشار إلى صحة حديث قمير أبو داود عقب الرواية (300).

وأخرجه مرفوعاً الدارقطني في "السنن" 1/ 216 و 217، والبيهقي 1/ 354 =

ص: 175

24146 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: اشْتَرَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ يَهُودِيٍّ طَعَامًا نَسِيئَةً، فَأَعْطَاهُ دِرْعًا لَهُ رَهْنًا (1).

= و 354 - 355 من طريق عثمان بن سعد الكاتب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة بنحوه مطولاً، وعثمان بن سَعْد ضعيف.

وسيأتي برقم (25059) و (25681)، وسيكرر (26256) سنداً ومتناً.

وسيأتي من حديث فاطمة بنت أبي حبيش 6/ 420 و 463 - 464، وانظر (24428) و (24523) و (24879) و (26005).

وفي الباب عن أُمِّ سلمة، سيرد 6/ 320 و 322 و 323، وإسناده صحيح.

قال السندي: قولها: اسْتُحِضْتُ، على بناء المفعول.

قوله: "وإن قطر" أي: الدم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.

وأخرجه ابن راهويه (1502)، والبخاري (2096)، ومسلم (1603)(124)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 303، وفي "الكبرى"(6246) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (14094)، وابن أبي شيبة 6/ 16، وابن راهويه (1501) و (1503) و (1504)، والبخاري (2068) و (2200) و (2251) و (2252) و (2386) و (2509) و (2513)، ومسلم (1603)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 288، وفي "الكبرى"(6202)، وابن ماجه (2436)، وابن الجارود في "المنتقى"(664)، وابن حبان (5938)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 317، والبيهقي في "السنن الكبرى" 6/ 19 و 36، وفي "السنن الصغير" 2/ 288، والبغوي في "شرح السنة"(2130) من طرق عن =

ص: 176

24147 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَيَعْلَى، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَائِمًا فِي الْعَشْرِ قَطُّ (1).

= الأعمش، به.

قال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.

وسيرد بالأرقام (25274) و (25934) و (25998).

وفي الباب عن أنس بن مالك سلف برقم (11993)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

قال الحافظ في "الفتح" 5/ 141: وفي الحديث (يعني حديث أنس وهو بمعنى حديث عائشة) جوازُ معاملة الكفار فيما لم يتحقق تحريم عين المتعامل فيه،

وفيه جوازُ بيع السلاح ورهنُه وإجارته وغيرُ ذلك من الكافر ما لم يكن حربيّاً.

ثم قال الحافظ: قال العلماء: الحكمةُ في عدوله صلى الله عليه وسلم عن معاملة مياسير الصحابة إلى معاملة اليهود، إما لبيان الجواز، أو لأنهم لم يكن عندهم إذ ذاك طعام فاضل، أو خشي أنهم لا يأخذون منه ثمناً أو عوضاً، فلم يُرد التضييق عليهم، فإنه لا يبعد أن يكون فيهم إذ ذاك من يقدر على ذلك وأكْثَر منه، فلعله لم يُطلعهم على ذلك، وإنما أطلع عليه من لم يكن موسراً به. ممن نقل ذلك. والله أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، ويعلى: هو ابن عبيد الطنافسي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 41، وإسحاق بن راهويه (1505)، ومسلم (1176)، والترمذي (756)، والنسائي في "الكبرى"(2872)، وابن حبان (3608)، والبيهقي في "السنن" 4/ 285، والبغوي في "شرح السنة"(1793) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. =

ص: 177

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقال الترمذي: هكذا رواه غير واحد عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة. قلنا: ثم ذكر أن هذه الرواية أصحُّ وأوصلُ إسناداً. يعني من الرواية المرسلة الآتي ذكرها قريباً.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 4/ 285 من طريق يعلى، به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2874) من طريق حفص بن غياث، وابن خزيمة (2103) من طريق أبي خالد الأحمر، كلاهما عن الأعمش، به.

وأخرجه ابن ماجه (1729) من طريق أبي الأحوص، عن منصور، عن إبراهيم، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 41، وإسحاق بن راهويه (1506) من طريق جرير، عن منصور، عن إبراهيم، أن النبي صلى الله عليه وسلم

هكذا مرسلاً.

قال الترمذي: وروى الثوري وغيره هذا الحديث عن منصور، عن إبراهيم، أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُرَ صائماً في العشر. وروى أبو الأحوص، عن منصور، عن إبراهيم، عن عائشة. ولم يذكر فيه عن الأسود. وقد اختلفوا على منصور في هذا الحديث، ورواية الأعمش أصحُّ وأوصل إسناداً.

ثم قال: وسمعت محمد بن أبان يقول: سمعت وكيعاً يقول: الأعمش أحفظ لإسناد إبراهيم من منصور.

قلنا: وقد ذكر مثل كلام الترمذي أبو حاتم وأبو زرعة فيما نقله عنهما ابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 265. وقاله الدارقطني أيضاً في "العلل" 5/ ورقة 129 - 130.

وسيأتي (24926) و (25566).

قال النووي في "شرح صحيح مسلم": قال العلماء: هذا الحديث مما يُوهم كراهة صوم العشر، والمراد بالعشر هنا: الأيام التسعة من أوَّل ذي الحجة. قالوا: وهذا مما يتأول، فليس في صوم هذه التسعة كراهة، بل هي =

ص: 178

24148 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَيَعْلَى، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ مِنْ كَسْبِهِ، وَوَلَدُهُ مِنْ كَسْبِهِ "(1).

= مستحبة استحباباً شديداً، لا سيما التاسع منها، وهو يوم عرفة.

قلنا. وترجم ابن حبان له بقوله: ذكر الإباحة للمرء ترك صوم العشر من ذي الحجة، وإن أمن الضَّعْفَ لذلك.

وقد سلف في مسند ابن عمرو برقم (6505) الحثُّ على العمل الصالح في أيام العشر من ذي الحجة، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

(1)

حديث حسن لغيره، وهذا إسناد اختلف فيه على إبراهيم وهو ابن يزيد النخعي، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (24032).

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 7/ 157 و 14/ 196، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"(1507)، وابن ماجه (2137)، وابن حبان (4261)، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(232)، وابن حزم في "المحلّى" 8/ 102، والبيهقي في "السنن" 7/ 480 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وقال البيهقي: وهو بهذا الإسناد غير محفوظ.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1507) والبيهقي في "معرفة السنن"(15993) والبغوي في "شرح السنة"(2398) من طريق يعلى بن عبيد، به.

وأخرجه ابن راهويه (1561)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 241، وفي "الكبرى"(6045) و (6046)، والطبراني في "الأوسط"(4483) من طرق عن الأعمش، به.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 8/ 480 من طريق إبراهيم الصائغ، عن حماد ابن أبي سليمان، عن إبراهيم، به.

وأخرجه البيهقي كذلك في "السنن" 7/ 480 من طريق عبد الله بن المبارك، عن سفيان الثوري، عن حماد، عن إبراهيم، به. قال سفيان: وهذا =

ص: 179

24149 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ:] قَالَ أَبِي: وَلَمْ يَرْفَعْهُ يَعْلَى -عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ، فَتَزَوَّجَتْ زَوْجًا غَيْرَهُ، فَدَخَلَ بِهَا، ثُمَّ طَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ يُوَاقِعَهَا: أَتَحِلُّ لِزَوْجِهَا الْأَوَّلِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَحِلُّ لِلْأَوَّلِ حَتَّى يَذُوقَ الْآخَرُ عُسَيْلَتَهَا وَتَذُوقَ عُسَيْلَتَهُ "(1).

24150 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ زَوْجُ بَرِيرَةَ حُرًّا، فَلَمَّا أُعْتِقَتْ - وَقَالَ مَرَّةً: عَتَقَتْ - خَيَّرَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا، قَالَتْ: وَأَرَادَ أَهْلُهَا أَنْ يَبِيعُوهَا، وَيَشْتَرِطُوا الْوَلَاءَ، قَالَتْ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ

= وهمٌ من حماد، قال عبد الله: سألت أصحاب سفيان عن هذا الحديث، فلم يحفظوا. قال عبد الله: وهذا من حديثه عن عمارة بن عمير ليس فيه الأسود. قلنا: وقد سلفت رواية سفيان برقم (24032).

(1)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن اختلف في رفعه ووقفه. فلم يرفعه يعلى كما ذكر الإمام أحمد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 274، وابن راهويه (1538)، وأبو داود (2309)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 146، وفي "الكبرى"(5600)، والطبري في تفسير الآية (230) من سورة البقرة، وابن حبان (4122)، وابن عبد البر في "التمهيد" 13/ 230 - 231 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24058).

قال السندي: قوله: فدخل بها، أي: خلى بها، وليس المراد جامعها حتى ينافي ما بعده.

ص: 180

لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" اشْتَرِيهَا (1) فَأَعْتِقِيهَا، فَالْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ "(2).

(1) في (ق): قال: فاشتريها.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقولها:"كان زوج بريرة حراً" هو مدرج من كلام الأسود كما سنبين ذلك. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.

وأخرجه مختصراً وبتمامه سعيد بن منصور في "سننه"(1260)، وإسحاق ابن راهويه (1539)، والترمذي (1155)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 82 و 4/ 43، وفي "شرح مشكل الآثار"(4374) و (4400) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وقال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن صحيح.

وأخرجه سعيد بن منصور (1259)، وابن أبي شيبة 4/ 211 و 385 و 396، وابن ماجه (2074)، وأبو يعلى (4520)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4401) من طرق عن الأعمش، به.

وأخرجه ابن سَعْد 8/ 260 - 261، وابن أبي شيبة 4/ 395 من طريق أبي معشر، عن إبراهيم، عن الأسود أن عائشة قالت: كان زوج بريرة يوم خيرت حراً. أبو معشر: وهو زياد بن كليب قد خالف من هو أوثق منه، وفيه كلام من قبل حفظه. وقد اختلف عليه فيه، انظر "علل" الدارقطني 5/ الورقة 131.

قلنا: وقوله: وكان زوج بريرة حراً. قال الحافظ في "الفتح" 9/ 411 مدرج من قول الأسود، أدرج في أول الخبر وهو نادر، فإن الأكثر أن يكون في آخره، ودونه أن يقع في وسطه، وعلى تقدير أن يكون موصولاً فترجح رواية من قال: كان عبداً، بالكثرة.

قلنا: وقد بسط ذلك الحافظ 9/ 410 - 411، فانظره لزاماً.

وسيجيء من قول الأسود برقم (25366) و (25533). وقد بين ذلك البخاري في روايته (6754)، وقال: وقول الأسود منقطع، وقولُ ابنِ عَبَّاس: =

ص: 181

24151 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا شَبِعَ رَسُولُ اللهِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ تِبَاعًا مِنْ خُبْزِ بُرٍّ، حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ (1).

رأيته عبداً. أصح.

قلنا: سلف حديث ابن عباس برقم (2542).

وقد سلف برقم (24053).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 249، وهنّاد في "الزهد"(726)، ومسلم (2970)(21)، والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر)(1003)، والبيهقي في "السنن" 7/ 47، وفي "الشعب"(5637) و (5638)، وفي "الآداب"(561)، وفي "الدلائل" 1/ 340 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين"(158) مطولاً من طريق روح بن مسافر، عن حماد، عن إبراهيم، به. وروح بن مسافر ضعيف.

وأخرجه وكيع في "الزهد"(109) من طريق مسعر، عن حماد، عن إبراهيم، عن عائشة، به. لم يذكر الأسود في الإسناد.

وأخرجه مسلم (2970)(24) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، به.

وأخرجه وكيع (110)، والبخاري (6455)، ومسلم (2971)(25) من طريق هلال بن حميد، عن عروة، عن عائشة، به. بنحوه، ولفظه عند مسلم: ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم يومين من خبز بُرٍّ، إلا وأحدهما تمر.

وأخرجه مسلم (2974)، والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس)(477)، و (مسند عمر)(1012) من طريق يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن عروة، عن عائشة، قالت: لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما شبع من خبز وزيت في يوم واحد مرتين. =

ص: 182

24152 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ، وَمَاتَ عَنْهَا وَهِيَ بِنْتُ ثَمَانِ عَشْرَةَ (1).

24153 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ: بَلَغَهَا أَنَّ نَاسًا يَقُولُونَ: إِنَّ الصَّلَاةَ يَقْطَعُهَا الْكَلْبُ

= وأخرجه مطولاً ومختصراً وبألفاظ مختلفة- ابن سعد 1/ 400 - 401 و 401، وأحمد في "الزهد" ص 205، والترمذي في "سننه"(2356)، وفي "الشمائل"(150)، وأبو يعلى (3538)، والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس)(462) و (مسند عمر)(1008)، والطبراني في "الأوسط"(5109) و (6026)، والبيهقي في "الشعب"(10421) من طريق مجالد، وهو ابن سعيد الهَمْدَاني، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة، به. ومجالد بن سعيد ضعيف.

وسيأتي بتمامه ومطولاً بالأرقام (24665) و (24965) و (25224) و (25540) و (25751) و (26176) و (26367).

وفي الباب عن ابن عباس، وقد سلف برقم (2303)، وعن أبي هريرة، وقد سلف برقم (9611)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن سعد 8/ 60، وابن أبي شيبة 13/ 46، وإسحاق بن راهويه (1537)، ومسلم (1422)(72)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 82، وفي "الكبرى"(5368)، والطبراني في "الكبير" 23/ (51) و (59)، والبيهقي في "السنن" 7/ 114 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 8/ 62 من طريق إسرائيل، عن الأعمش، به.

وسيأتي بنحوه برقمي (24867) و (26397).

ص: 183

وَالْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ. قَالَتْ: أَلَا أَرَاهُمْ قَدْ عَدَلُونَا بِالْكِلَابِ وَالْحُمُرِ!! رُبَّمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِاللَّيْلِ وَأَنَا عَلَى السَّرِيرِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، فَتَكُونُ لِي الْحَاجَةُ، فَأَنْسَلُّ مِنْ قِبَلِ رِجْلِ السَّرِيرِ كَرَاهِيَةَ أَنْ أَسْتَقْبِلَهُ بِوَجْهِي (1).

24154 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، وَالْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَلَكِنَّهُ كَانَ أَمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعي، والأسود: هو ابن يزيد النَّخَعي.

وأخرجه ابن خزيمة (826)، والبيهقي في "السنن" 2/ 276 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وسيرد بالأرقام (24937) و (25007) و (25412) و (26302).

وسلف مختصراً برقم (24088).

وقد بسطنا القول في مسألة ما يقطع الصلاة عند حديث أبي هريرة السالف برقم (7983).

قال السندي: قولها: قد عَدَلوُنا، أي: معشر النساء.

فَأَنْسَلُّ، أي: أذهبُ بالتدرّج والتأنّي.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وإبراهيم: هو النَّخَعي، وعلقمة: هو ابن قيس، والأسود: هو ابن يزيد بن قيس النخعي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 59 و 63، وابن راهويه (1495)، ومسلم =

ص: 184

24155 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَهْدَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّةً غَنَمًا إِلَى الْبَيْتِ فَقَلَّدَهَا (1).

= (1106)(65)، وأبو داود (2382)، والترمذي (729)، والنسائي في "الكبرى"(3101)، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 266، والبغوي في "شرح السنة"(1748) و (1749)، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيح. وقال البغوي: هذا حديث متفقٌ على صحته.

وقد اختلفوا فيه على الأعمش:

فرواه ابن نمير، كما سيرد في الرواية (25932)، وشعبة كما عند النسائي في "الكبرى"(3099)، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة.

ورواه شريك كما عند النسائي في "الكبرى"(3100)، ويحيى بن سعيد الأموي كما عند الدارقطني في "السنن" 2/ 181 عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عائشة.

ورواه يحيى بن أبي زائدة، كما عند مسلم (1106)(65)، والنسائي في "الكبرى"(3081)، عن الأعمش، عن أبي الضحى مسلم بن صُبَيْح، عن مسروق، عن عائشة.

ورواه سفيان، كما عند النسائي (3082)، عن الأعمش ومنصور، عن أبي الضحى، عن شُتَير بن شَكَل، عن حفصة. وسيرد 6/ 286.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3086) من طريق المغيرة، عن إبراهيم، به، مختصراً.

وقد سلف من طريق منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عائشة برقم (24130)، وذكرنا الاختلاف فيه على إبراهيم النخعي هناك.

وسلف برقم (24110).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (24136) غير أن =

ص: 185

24156 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا، إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ عز وجل بِهَا دَرَجَةً، وحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً "(1).

= شيخ أحمد هنا هو أبو معاوية محمد بن خازم الضرير.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1499)، والحميدي (217)، ومسلم (1321)(366)(367)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 173، وفي "الكبرى"(3768)، وابن ماجه (3096)، والبيهقي في "السنن" 5/ 232، وفي "السنن الصغير"(1784)، والبغوي في "شرح السنة"(1892) وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 229 من طريق أبي معاوية الضرير، بهذا الإسناد، إلا أن ابن عبد البر قرن بالأعمش منصوراً.

قال السندي: قولها: فقلدها، من التقليد، فيدل الحديث على جواز تقليد الغنم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 229، وإسحاق بن راهويه (1549)، ومسلم (2572)(47)، والترمذي (965)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2226)، والبيهقي في "السنن" 3/ 374 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(702) من طريق رَوْح بن مسافر، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم، به. بلفظ:"ما من مسلم يُشاكُ شوكةً إلا كتبَ اللهُ له بها عشرَ حسناتٍ، وكفَّر عنه عشر سيئات، ورفع له بها عشر درجات". وروح بن مسافر ضعيف.

وسيأتي من طريق إبراهيم، به، بالأرقام:(24155) و (25403) و (26175) و (26377). =

ص: 186

24157 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُشَاكُ شَوْكَةً (1) فَمَا فَوْقَهَا، إِلَّا كُتِبَ (2) لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ، وَكُفِّرَ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ "(3).

24158 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ، قَالَ: نَزَلَ بِعَائِشَةَ ضَيْفٌ، فَأَمَرَتْ لَهُ بِمِلْحَفَةٍ لَهَا صَفْرَاءَ، فَنَامَ فِيهَا، فَاحْتَلَمَ، فَاسْتَحَى (4) أَنْ يُرْسِلَ بِهَا وَفِيهَا أَثَرُ الِاحْتِلَامِ. قَالَ: فَغَمَسَهَا فِي الْمَاءِ، ثُمَّ أَرْسَلَ بِهَا، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ أَفْسَدَ عَلَيْنَا ثَوْبَنَا؟ إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيهِ أَنْ يَفْرُكَهُ بِأَصَابِعِهِ، لَرُبَّمَا فَرَكْتُهُ مِنْ ثَوْبِ

= وسلف برقم (24114). وليس فيه رفع الدرجة، وانظر ما ذكرناه في ذلك هناك.

(1)

في (م): بشوكة.

(2)

في (ظ 8) و (ظ 2): كتبت.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين: هو ابن محمد بن بَهْرام المرُّوذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، ومنصور: هو ابن المعتمر.

وأخرجه الطيالسي (1380)، وإسحاق بن راهويه (1548)، ومسلم (2572)(46)، والنسائي في "الكبرى"(7488)، والبيهقي في "الشُّعَب" من طرق عن منصور، بهذا الإسناد. وزاد الجميع -سوى النسائي- في أوله قصة.

وانظر ما قبله.

(4)

في (ظ 8): فاستحيا.

ص: 187

رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأَصَابِعِي (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وإبراهيم: هو ابنُ يزيد النَّخَعي، وهَمَّام: هو ابن الحارث.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 1/ 84، والترمذي (116)، وابن ماجه (537) و (538) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

ثم قال: وهكذا رُوي عن منصور، عن إبراهيم، عن هَمَّام بن الحارث، عن عائشة مثل رواية الأعمش. وروى أبو معشر هذا الحديث عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، وحديث الأعمش أصحُّ.

قلنا: ورواية أبي معشر أخرجها مسلم في "صحيحه"(288)، كما ذكرنا في تخريج الرواية (24064).

وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن ماجه (527)، وابن خزيمة (288)، وأبو عوانة 1/ 205 - 206، وابن المنذر في "الأوسط"(725)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 48 من طرق عن الأعمش، به.

وأخرجه مسلم (288)(106)، والطحاوي 1/ 48 من طريق حفص بن غياث، عن إبراهيم، عن هَمَّام والأسود، به، بلفظة كنت أَفْرُكُهُ من ثوبِ رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه مسلم (290)، وابن خزيمة (288)، والبيهقي في "السنن" 2/ 417 من طريق عبد الله بن شهاب الخولاني، قال: كنت نازلاً على عائشة، فاحتلمت في ثوبيَّ، فغمستهما في الماء، فرأتني جارية لعائشة، فأخبرتها، فبعثَتْ إليَّ عائشةُ، فقالت: ما حَملكَ على ما صنعت بثوبيك؟ قال: قلت: رأيتُ ما يرى النائم في منامه، قالت: هل رأيتَ فيهما شيئاً؟ قلت: لا، قالت: فلو رأيت شيئاً غسلتَه. لقد رأيتُني وإني لأحكُّه من ثوبِ رسول الله صلى الله عليه وسلم يابساً بظفري. وسيأتي مختصراً برقم (25612).

وسلف مختصراً برقم (24064) من طريق الأسود بن يزيد، عن عائشة.

ص: 188

24159 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ. وَعَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، يُحَدِّثَانِ ذَاكَ، عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ لَا أَحْفَظُ حَدِيثَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ هَذَا؟ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، يَصْدُرُ النَّاسُ بِنُسُكَيْنِ وَأَصْدُرُ بِنُسُكٍ وَاحِدٍ؟ قَالَ:" انْتَظِرِي، فَإِذَا طَهُرْتِ، فَاخْرُجِي إِلَى التَّنْعِيمِ، فَأَهِلِّي مِنْهُ، ثُمَّ الْقَيْنَا ". وَقَالَ مَرَّةً: " ثُمَّ وَافِينَا بِجَبَلِ كَذَا وَكَذَا " قَالَ: أَظُنُّهُ قَالَ: " كَذَا، وَلَكِنَّهَا عَلَى قَدْرِ نَصَبِكِ أَوْ قَدْرِ نَفَقَتِكِ ". أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

(1) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين. ابن عون: اسمه عبد الله.

وأخرجه ابن أبي شيبة (الجزء الذي نشره العمروي) ص 126، ومسلم (1211)(126)، والنسائي في "الكبرى"(4233)، وابن خزيمة (3027) من طريق إسماعيل ابن عُليَّة، بالإسنادين معاً.

وأخرجه البخاري (1787) من طريق يزيد بن زُرَيع، عن ابن عون، بالإسنادين معاً.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (926)، ومسلم (1211)(127)، والنسائي في "الكبرى"(4233)، وابن خزيمة (3027) من طرق عن ابن عون، عن القاسم وإبراهيم، عن عائشة، به. لم يذكروا الأسود في رواية إبراهيم.

وأخرجه الدارقطني في "السنن" 2/ 286 من طريق هشيم، عن ابن عون، عن القاسم، به مختصراً. وتحرف في مطبوعه اسم ابن عون إلى ابن عوف. وانظر (25307) و (25441).

قال السندي: قولها: يصدر الناس، أي: يرجعون إلى بيوتهم.

قولها: بنسكين، أي: بالحج والعمرة. =

ص: 189

24160 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: بَلَغَ عَائِشَةَ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو يَأْمُرُ النِّسَاءَ إِذَا اغْتَسَلْنَ أَنْ يَنْقُضْنَ رُؤُوسَهُنَّ. فَقَالَتْ: يَا عَجَبًا لِابْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ يَأْمُرُ النِّسَاءَ إِذَا اغْتَسَلْنَ أَنْ يَنْقُضْنَ رُؤُوسَهُنَّ، أَفَلَا يَأْمُرُهُنَّ أَنْ يَحْلِقْنَ؟! لَقَدْ كُنْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَغْتَسِلُ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، فَمَا أَزِيدُ عَلَى أَنْ أُفْرِغَ عَلَى رَأْسِي ثَلَاثَ إِفْرَاغَاتٍ (1).

قوله: "ولكنها" أي: العمرة.

قوله: "نصبك" بفتحتين، أي تعبك، أي: أجرها بقدر المشقَّة والمال.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تدرس المكي- من رجاله، وقد أخرج له البخاري مقروناً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلَيَّة، وأيوب: هو السختياني، وعبيد بن عمير: هو الليثي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 73، ومسلم (331)، وابن ماجه (604)، وابن خزيمة (247)، والبيهقي في "السنن" 1/ 181 من طريق إسماعيل بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(1182) و (1773)، وابن خزيمة (247)، وأبو عوانة 1/ 315، والدارقطني في "السنن" 1/ 52 من طرق عن أيوب، به.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 203، وأبو عوانة 1/ 315، والطبراني في "الأوسط"(5333)، والبيهقي في "السنن" 1/ 196 من طرق عن أبي الزبير، به.

وقد سلف برقم (24014).

ص: 190

24161 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُجْنِبُ، ثُمَّ يَنَامُ، وَلَا يَمَسُّ مَاءً حَتَّى يَقُومَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَيَغْتَسِلَ (1).

24162 -

حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ:

(1) رجاله ثقات رجال الشيخين، أبو بكر بنُ عَيَّاش من رجال البخاري، وهو ثقة. وقد أنكر الحفاظ قولَ إبي إسحاق السَّبيعي: ولا يمسُّ ماءً، وسنبسط القول فيه في الرواية (24706)

وأخرجه ابن راهويه في "مسنده"(1518)، والترمذي (118)، والنسائي في "الكبرى":(9052) -وهو في "عِشرَة النساء"(166) - من طريق أبي بكر بن عيَّاش، بهذا الإسناد. ورواية إسحاق بن راهويه مطوّلة.

قال الترمذي: وهذا قولُ سعيد بن المسيب وغيره. وقد روى غيرُ واحد عن الأسود، عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتوضأُ قبل أن ينام. وهذا أصحُّ من حديث أبي إسحاق عن الأسود. وقد رَوى عن أبي إسحاق هذا الحديث شعبةُ والثوريُّ وغير واحد، ويرون أن هذا غلطٌ من أبي إسحاق.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9053) -وهو في "عِشْرة النساء"(167) - من طريق مُطَرِّف، عن أبي إسحاق، به، بلفظ: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته، ثم ينام، ثم يُفيض عليه الماء.

وسيأتي مطولاً ومختصراً بالأرقام (24706) و (24708) و (24755) و (24778) و (25135) و (25791).

قال السندي: قولها: ولا يمسُّ ماءً: كنايةٌ عن عدم الاغتسال، فلا ينافي الوضوء، أو هو كنايةٌ عن عدم الاغتسال والوضوء، فيقال: إنه ترك الوضوء أحياناً لبيان الجواز، وأهلُ الحديث على أن هذا خطأٌ من أبى إسحاق، وهو غير لازم لما ذكرنا، والله تعالى أعلم.

ص: 191

سَأَلْتُ عَائِشَةَ: كَيْفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: وَأَيُّكُمْ يَسْتَطِيعُ مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَطِيعُ؟ كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً (1).

24163 -

حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. جرير: هو ابن عبد الحميد الضَّبيِّ، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعي، وعلقمة: هو ابنُ قَيْس النَّخَعي.

وأخرجه ابن راهويه (1565)، والبخاري (6466)، ومسلم (783)(217)، وأبو داود (1370)، والنسائي في "الكبرى"(كما في "تحفة الأشراف" 12/ 245)، وابن خزيمة (1281)، وابن حبان (322) و (3647) من طريق جرير، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1398) عن سليمان بن معاذ الضَّبي، عن منصور، به. وفيه قال علقمة: سألتُ عائشة: هل كان رسول صلى الله عليه وسلم يُفضل ليلةَ الجمعة" أو يومَ الجمعة؟ فقالت: كان عملُه دِيمة

وسيرد بالأرقام (24282) و (25413) و (25562) و (26374).

وسيرد بأطولَ منه من طريق أبي سليم، عن عائشة برقمي:(24941) و (26343).

وسلف نحوه من طريق أبي صالح، عن عائشة وأم سلمة برقم (24043)، وذكرنا فيه أحاديث الباب.

قال السندي: قولها: دِيْمة، بكسر فسكون: هي المطر الدائم بلا برق ورعد، شبِّه به عملُه في دوامه مع الاقتصاد.

ص: 192

رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: " سُبْحَانَكَ اللهُمَّ رَبَّنَا، وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ". يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ (1).

24164 -

حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَرْسَلَ أَبِي امْرَأَةً إِلَى عَائِشَةَ يَسْأَلُهَا: أَيُّ الصَّلَاةِ كَانَتْ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُوَاظِبَ عَلَيْهَا؟ قَالَتْ: كَانَ يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا يُطِيلُ فِيهِنَّ الْقِيَامَ، وَيُحْسِنُ فِيهِنَّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، فَأَمَّا مَا لَمْ يَكُنْ يَدَعُ صَحِيحًا وَلَا مَرِيضًا وَلَا غَائِبًا،

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. جرير: هو ابن عبد الحميد الضَّبيِّ، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو الضُّحى: هو مُسلم بن صُبَيْح، ومسروق: هو ابنُ الأجدع.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(1441)، والبخاري (4968)، ومسلم (784)(217)، وأبو داود (877)، وابن ماجه (889)، وابن نصر المروزي في "قيام الليل" ص 89، والطبري في "تفسيره" 30/ 334، وابن خزيمة (605)، والبيهقي في "السنن" 2/ 109، وفي "الدعوات الكبير"(76)، والبغوي في "تفسيره" في تفسير سورة النصر، وفي "شرح السنة"(1618) من طريق جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (1930)، والطبراني في "الدعاء"(602) و (603) من طرق عن منصور، به.

وأخرجه ابن حبان (1929) من طريق موسى بن بحر، عن جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن أبي إسحاق، عن مسروق، به. وموسى بن بحر روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وسيأتي برقم (24223) و (24685) و (25567).

وسلف مطولاً برقم (24065).

ص: 193

وَلَا شَاهِدًا، فَرَكْعَتَيْنِ (1) قَبْلَ الْفَجْرِ (2).

24165 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ: قَبَّلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ وَهُوَ مَيِّتٌ حَتَّى رَأَيْتُ الدُّمُوعَ تَسِيلُ عَلَى وَجْهِهِ (3).

(1) كذا في النسخ الخطية و (م) عدا (هـ)، وقد وجهه السندي بقوله: أي فإنه يصلي ركعتين، وفي (هـ) فركعتان: وهو الأشبه.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة المرأة التي أرسلها والد قابوس، وقد سمَّاها الطَّيالسي في روايته أم جعفر، وقابوس: وهو ابن أبي ظبيان حصين بن جندب الجنبي، فيه لين، وقال ابن حِبَّان في "المجروحين" 2/ 215 - 216: كان رديء الحفظ، ينفرد عن أبيه بما لا أصل له، ربما رفع المراسيل وأسند الموقوف، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين: جرير: هو ابن عبد الحميد الضبي.

وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 2/ 200، ومن طريقه ابنُ ماجه (1156) عن جرير، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطَّيالسي (1575) عن قيس بن الربيع، عن قابوس، عن أبيه، عن أم جعفر، عن عائشة، به.

ويأتي برقمي (24340) و (25147) بإسنادين صحيحين بلفظ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدع أربعاً قبل الظهر وركعتين قبل الفجر.

وفي الباب في صلاة أربع ركعات قبل الظهر، عن عبد الله بن السائب، وقد سلف برقم (15396) وذكرنا هناك أحاديث الباب.

وانظر (24019) و (24167).

(3)

إسناده ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله، وهو ابنُ عاصم بن عمر بن الخطاب، وقد اضطرب فيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان. وسفيان: هو الثوري. =

ص: 194

24166 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي حَزْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يُصَلِّي بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ وَلَا وَهُوَ يُدَافِعُهُ الْأَخْبَثَانِ (1).

= وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(6775)، وابن سَعْد 3/ 396، وإسحاق ابن راهويه (921)، وعبد بن حميد في "المنتخب"(1526)، وأبو داود (3163)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1867، والحاكم 1/ 361 و 3/ 190 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم في الموضع الثَّاني. وقال في الموضع الأول: هذا حديث متداول بين الأئمة، إلا أن الشيخين لم يحتجا بعاصم بن عبيد الله. ووافقه الذهبي!

وأخرجه الطيالسي (1415)، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 105 - 107 عن قيس، وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 385 عن سفيان -هو ابن عيينة- كلاهما عن عاصم بن عبيد الله، به.

وأخرجه البزار (809)(زوائد) من طريق العمري، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قبَّل عثمان بن مظعون. قلنا: وقد أخطأ الشيخ الألباني رحمه الله في كتاب الجنائز ص 21، فظن أن هذه الرواية تشهد لحديث عائشة اعتماداً على قول الهيثمي في "المجمع" 3/ 20: رواه البزار وإسناده حسن. مع أن عاصم بن عبيد الله في سنده أيضاً.

وأخرجه الذهبي في "السير" 5/ 481 من طريق محمد بن عبد الله بن عبيد ابن عمير، عن يحيى بن سعيد، وهو الأنصاري، عن القاسم، به. ثم قال: الذهبي: محمد بن عبد الله هذا المعروف بالمحرم ضعّفوه.

وسيأتي برقم (25712)، وسيكرر برقم (24286) سنداً ومتناً.

والثابت في هذا الباب أن أبا بكر رضي الله عنه قبّل النبي صلى الله عليه وسلم وهو ميت. وسيأتي برقم (24278).

(1)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حزرة، وهو =

ص: 195

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= يعقوب بن مجاهد القاص فمن رجال مسلم، وهو ثقة.

وقد اختلف في تعيين عبد الله بن محمد، فقد رواه أحمد هنا غير منسوب وكذلك أبو يعلى (4804).

وأخرجه أبو داود (89) عن أحمد بن حنبل وقرن معه مسدداً ومحمد بن عيسى، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد، وهو القطان، عن أبي حزرة، عن عبد الله ابن محمد -قال ابن عيسى: ابن أبي بكر، ثم اتفقوا- أخو القاسم بن محمد، عن عائشة.

وكذلك رواه البغوي في "شرح السنة"(802) من رواية اللؤلؤي، عن أبي داود، عن أحمد بن حنبل، عن يحيى بن سعيد، عن أبي حزرة، عن عبد الله بن محمد أخو القاسم بن محمد: كنا عند عائشة.

وقد وهم المزي في تعيينه في رواية أبي داود بأنه عبد الله بن محمد أبو عتيق، فزاد: أبو عتيق، وتعقبه الحافظ في "النكت الظراف" 11/ 464 بأن هذه اللفظة ليست في أصول أبي داود، فانظره لزاماً.

وتابعهم بندار ويعقوب ين إبراهيم ويحيى بن حكيم وأحمد بن عبدة -كما عند ابن خزيمة (933) - أربعتهم عن يحيى بن سعيد القطان، عن أبي حزرة، عن عبد الله بن محمد- وهو ابن أبي بكر الصديق، عن عائشة.

ورواه إسماعيل بن جعفر -كما سيأتي (24449) - وأخرجه مسلم من طريقه (560)(67) عن أبي حزرة، عن عبد الله ابن أبي عتيق، عن عائشة.

وكذلك رواه حاتم بن إسماعيل -كما عند مسلم (560)(67) والبيهقي 3/ 73 - عن أبي حزرة، عن ابن أبي عتيق، به.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 16، والبيهقي في "السنن" 3/ 71 من طريق سليمان بن بلال، وابن المنذر في "الأوسط"(1639)، والبيهقي 3/ 71 من طريق محمد بن جعفر، كلاهما عن أبي حزرة، عن عبد الله بن محمد ابن أبي عتيق، عن عائشة، به.

قال المزي في "تهذيب الكمال" 16/ 51: ابن أبي عتيق هو المحفوظ، وهو =

ص: 196

24167 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى شَيْءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أَشَدَّ مُعَاهَدَةً مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ (1).

= عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 423، وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1999) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء، وابن حبان (2074) من طريق الحسن بن سهل الجعفري، ثلاثتهم عن الحسين بن علي الجعفي، عن أبي حزرة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1998)، وابن حبان (2073) من طريق يحيى بن أيوب، عن أبي حزرة، عن القاسم بن محمد وعبد الله بن محمد، عن عائشة.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/ 71، وفي "المعرفة" 4/ 124 من طريق الدراوردي، عن محمد بن أبي عتيق، عن أبيه، عن عائشة.

وأخرجه الحاكم 1/ 168 من طريق يحيى عن أبي حزرة، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، به.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ 90: الصحيح من ذلك ما رواه يحيى القطان، عن أبي حزرة، عن ابن أبي عتيق، قال: دخلت أنا والقاسم عند عائشة، فذكره.

وسيكرر (24270) سنداً ومتناً.

وقد سلفت أحاديث الباب في رواية أبي هريرة (9697).

قال السندي: قوله: "لا يصلي" على بناء المفعول أو الفاعل، والضمير للمصلي، وعلى التقديرين فضمير وهو يدافعه للمصلي، والأخبثان البول والغائط.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابنُ سعيد القطان، =

ص: 197

24168 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ " قَالَتْ: فَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا كَانَ قَدْرَ مَا يَنْزِلُ هَذَا وَيَرْقَى هَذَا (1).

= وعطاء: هو ابنُ أبي رباح.

وأخرجه البخاري (1169)، ومسلم (724)(94)، وأبو داود (1245)، والنسائي في "الكبرى"(456)، وابن خزيمة (1109)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 299، وابن حبان (2456)، والبيهقي في "السنن" 2/ 470، وابن عبد البَرّ في "التمهيد" 24/ 44 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 240 - 241، ومسلم (724)(95)، وأبو يعلى (4423)، وابن خزيمة (1108)، وابن حبان (2457)، والبيهقي في "السنن" 2/ 470، وابن عبد البَرّ 24/ 44 من طريق حفص بن غياث، والبغوي في "شرح السنة"(880) من طريق الوليد بن مسلم، كلاهما عن ابن جريج، به.

وسيأتي برقم (25364).

وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (24275).

وانظر (24241).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن خزيمة (403) و (1932)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 138 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (934) و (935)، والبخاري (622 - 623) وبنحوه (1918 - 1919)، ومسلم (1092)(38)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 10، وفي "الكبرى"(1603)، وابن خزيمة (1932)، والبيهقي في "السنن" 1/ 381 - 382 و 4/ 218 من طرق عن عبيد الله، به. =

ص: 198

24169 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ يُحَدِّثُ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: بِئْسَمَا عَدَلْتُمُونَا بِالْكَلْبِ وَالْحِمَارِ. قَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَأَنَا مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ، غَمَزَ - يَعْنِي رِجْلِي - فَضَمَمْتُهَا (1) إِلَيَّ، ثُمَّ يَسْجُدُ (2).

= وأخرجه عبد الرزاق (7611) عن عبيد الله، عن القاسم، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

وأخرجه أيضاً (7612) عن الثوري، عن عبد الله، عن القاسم، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلاً

وسيأتي بغير هذه السياق مطولاً برقم (25521).

وسيكرر برقم (24273) سنداً ومتناً.

وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، وقد سلف برقم (3654)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب. وانظر حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب السَّالف برقم (4551).

(1)

في الحديث الآتي برقم: (24274) وهو مكررٌ لهذا الحديث: غمز -يعني رجليَّ- فقبضتهما.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعُبيد الله: هو ابنُ عمر العمري.

وأخرجه البخاري (519)، وأبو داود (712)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 102، وفي "الكبرى"(157)، وابن حبان (2343)، وابن عبد البَرّ في "التمهيد" 21/ 167 و 169 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (744)(135) من طريق ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن القاسم بن محمد، عن عائشة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي صلاتَه بالليل وهي مُعترضةٌ بين يديه، فإذا بَقِيَ الوتر، أيقظها، فأوتَرَتْ.

وسلف مختصراً برقم (24088). =

ص: 199

24170 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنَ الْوِلَادَةِ ". قَالَ (1): وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (2).

= وسيأتي بنحوه برقم (26234).

وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (24274).

وانظر (24153).

(1)

القائل هو مالك.

(2)

إسناداه صحيحان على شرط الشيخين. يحيى: هو ابنُ سعيد القطان، وعبد الله بنُ دينار: هو القرشي، مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب، ومالك: هو ابن أنس، وعبد الله بن أبي بكر: هو ابنُ محمد بن عمرو بن حزم، وعَمرة: هي بنتُ عبد الرحمن.

وبالإسناد الأول: أخرجه الدارمي (2249)، والترمذي (1147)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 98 - 99، وفي "الكبرى"(5436/ 3) من طريق يحيى، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، والعملُ على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم وغيرهم لا نعلم بينهم في ذلك اختلافاً.

وهو بالإسناد الأول عند مالك في "الموطأ" 2/ 607، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 2/ 19 - 20 (بترتيب السندي)، وأبو داود (2055)، والترمذي (1147)، وابن حبان (4223)، والبيهقي في "السنن" 6/ 275 و 7/ 158 - 159، وفي "معرفة السنن" 11/ 246، والخطيب في "تاريخه" 6/ 333، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 122، والبغوي في "شرح السنة"(2279).

وبالإسناد الآخر: أخرجه الدارمي (2250)، والنسائي في "المجتبى" =

ص: 200

24171 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَنْفَقَتْ " وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: " إِذَا أَطْعَمَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا " وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيةَ: " إِذَا أَنْفَقَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا غَيْرَ مُفْسِدَةٍ، كَانَ لَهَا أَجْرُهَا، وَلَهُ مِثْلُ ذَلِكَ بِمَا كَسَبَ، وَلَهَا بِمَا أَنْفَقَتْ، وَلِلْخَازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ ". قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: " مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ "(1).

= 6/ 99، وفي "الكبرى"(5435) من طريق يحيى، عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، به.

وسيرد طريق مالك بالإسناد الآخر برقم (25453) ونذكر تتمة تخريجه هناك.

وسيكرر سنداً ومتناً بالإسناد الأول برقم (24242).

وانظر (24054).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وابن نُمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وشقيق: هو ابن سَلَمة، ومسروق: هو ابن الأجدع.

وأخرجه مسلم (1024)(81)، وابن ماجه (2294) من طريق أبي معاوية، وابن نُمير، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 582، وابن راهويه (1418)، ومسلم (1024)(81)، والنسائي في "الكبرى"(9109) -وهو في "عِشْرة النساء"(316) - من طريق أبي معاوية، به. وقرن ابن أبي شيبة بأبي معاوية ابنَ أبي زائدة.

وأخرجه البيهقي 4/ 192 من طريق ابن نمير، به. =

ص: 201

24172 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرٌ قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَيْحُ بْنُ هَانِئٍ قَالَ:

= وأخرجه ابن راهويه (1728)، والحميدي (276)، والبخاري (1437) و (1439) و (1440)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(77)، والإسماعيلي في "المعجم" 1/ 398، والسَّهمي في "تاريخ جُرجان" ص 391، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(1692) و (1693) من طرق عن الأعمش، به.

وقرن البخاري (1439)، وأبو القاسم البغوي، والإسماعيلي، والسهمي بالأعمش منصوراً، وسيرد من طريقه برقم (26370).

قال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.

وأخرجه موقوفاً النسائي (9199) -وهو في "عِشْرة النساء"(317) - عن يوسف بن سعيد، عن حجاج، عن ابن جُريج، أخبرني أبو الزبير، عن حبيب ابن أبي ثابت، عن مسروق، عن عائشة، قالت: ما تصدقت المرأة من عرض بيتها فالأجر بينهما شطران.

وأخرجه أبو يعلى (4359)، وابن حبان (3358)، والطبراني في "الأوسط"(2760) من طريق جرير، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 69 من طريق إبراهيم بن خالد، عن سفيان الثوري، كلاهما عن الأعمش، عن مسلم بن صُبيح أبي الضحى، عن مسروق، به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الأعمش، عن أبي الضُّحى إلا جرير. قلنا: ورواه الثوري كذلك كما عند الدارقطني.

وقال الدارقطني عقبه: كذا قال: عن مسلم. قلنا: يعني أن الجادَّة فيه: عن شقيق بن سلمة.

وسيرد بالأرقام (24177) و (24680) و (26370).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8188).

وعن أبي موسى، سلف برقم (19512).

ص: 202

حَدَّثَتْنِى عَائِشَةُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ عز وجل، أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ، كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ، وَالْمَوْتُ قَبْلَ لِقَاءِ اللهِ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. شُريح بن هانئ من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وزكريا: هو ابن أبي زائدة، وقد صرَّح بالتحديث عن عامر، وهو ابن شَراحيل الشعبي.

وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(1450) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (225)، وابن راهويه (1571)، ومسلم (2684)(16)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/ 79، والبغوي (1450) من طرق عن زكريا بن أبي زائدة، به.

وأخرجه ابن راهويه (1320)، ومسلم (2684)(15)، والترمذي (1067)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 10، وفي "الكبرى"(1964)، وابن ماجه (4264)، وابن حبان (3010) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن زرارة بن أبي أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة، به، وزاد: فقلت: يا نبي الله، أكراهيةُ الموتِ؟ فكلنا يكره الموت، فقال:"ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا بُشِّر برحمة الله ورضوانه وجنَّتِه، أحبَّ لقاء الله، فأحبَّ الله لقاءه، وإنَّ الكافر إذا بُشِّرَ بعذاب الله وسَخَطه، كرهَ لقاءَ الله وكره اللهُ لقاءه".

وعلَّقه البخاري بإثر حديث عبادة بن الصامت (6507) -وهو من أحاديث الباب- بصيغة الجزم عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد، ولم يذكر لفظه، اكتفاءً بلفظ حديث عبادة.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وسيكرر سنداً ومتناً برقم (24284).

وسيرد برقمي: (25728) و (25989). =

ص: 203

24173 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ جَابِرِ بْنِ صُبْحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ خِلَاسًا قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَبِيتُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الشِّعَارِ الْوَاحِدِ، وَأَنَا طَامِثٌ حَائِضٌ، قَالَتْ: فَإِنْ أَصَابَهُ مِنِّي شَيْءٌ غَسَلَهُ لَمْ يَعْدُ مَكَانَهُ، وَصَلَّى فِيهِ، وَإِنْ أَصَابَهُ مِنْهُ شَيْءٌ لَمْ يَعْدُ ذَلِكَ (1)(2).

= وسيرد من طريق الحسن، عن عائشة برقم (25831).

وكان شُريح بنُ هانئ قد سمعه أولاً من أبي هريرة كما جاء في الرواية (8556)، ثم جاء عائشةَ، فسألها، فقالت: قد قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال السندي: قوله: "والموتُ قَبْلَ لقاءِ الله"، أي: لا بدَّ من الموت أولاً حتى يحصل لقاءُ الله تعالى عقبه.

وقد ذكرنا أحاديث الباب في مسند أبي هريرة برقم (8133).

(1)

قوله: وإن أصابه منه شيء، لم يَعْدُ ذلك سقط من (م)، والمثبت من (ظ 2) و (ق) و (هـ)، إذ إن خرماً في نسخة (ظ 8) في هذا الموضع.

(2)

إسناده صحيح، جابر بن صُبْح: هو الرَّاسبي، روى له أصحاب السنن ما خلا ابن ماجه، وهو ثقة، وخلاس، وهو ابن عمرو الهجري من رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً بغيره، وهو ثقة كذلك. يحيى بن سعيد: هو القطان.

وأخرجه الدارمي (1013)، وأبو داود (269) و (2166)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 150 - 151 و 188 - 189 و 2/ 73، وفي "الكبرى"(276) و (849)، وأبو يعلى (4802)، والدولابي في "الكنى" 1/ 4، والبيهقي في "السنن" 1/ 313 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (25514)، وانظر (25416).

قال السندي: قوله: فإن أصابه، أي: الثوب.

فولها: منه، أي: من الدم. =

ص: 204

24174 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ يُحَدِّثُ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُقَبِّلُ - أَوْ يُقَبِّلُنِي - وَهُوَ صَائِمٌ، وَأَيُّكُمْ كَانَ أَمْلَكَ لِإِرْبِهِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ (1).

24175 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أَهْلِهِ، يَمْسَحُهُ بِيَمِينِهِ (2)، فَيَقُولُ:" أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ إِنَّكَ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا ".

قَالَ: فَذَكَرْتُهُ لِمَنْصُورٍ، فَحَدَّثَنِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ،

= قولها: لم يعد ذلك، أي: لم يجاوز مكان الدم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، والقاسم: هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق.

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 79، والبيهقي في "السنن" 4/ 233، وفي "السنن الصغير"(1339)، وابن عبد البَرّ في "التمهيد" 24/ 264، وفي "الاستذكار" 10/ 60، من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن راهويه (937)، ومسلم (1106)(64)، وابن ماجه (1684)، والبغوي في "الجعديات"(2602)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 91، وابن حبان (3543)، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 264، من طرق، عن عبيد الله بن عمر العمري، به.

وسلف برقم (24109).

(2)

في (ظ 2): بيده.

ص: 205

عَنْ عَائِشَةَ، نَحْوَهُ (1).

24176 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ. وَابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا تَرَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم دِينَارًا، وَلَا دِرْهَمًا،

(1) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين، ولسفيان الثوري فيه شيخان، فرواه عن سليمان -وهو الأعمش- عن مسروق، عن عائشة. ورواه عن منصور ابن المعتمر، عن إبراهيم، عن مسروق، عن عائشة. مسلم: هو ابن صبيح أبو الضحى. وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، ومسروق: هو ابن الأجدع.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 10/ 313، والبخاري (5743) و (5750)، ومسلم (2191)، والنسائي في "الكبرى"(10848) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(1010) - من طريق يحيى بن سعيد، بهذين الإسنادين.

وأخرجه عبد الرزاق (19783) عن معمر، والنسائي في "الكبرى"(10855) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(1016) - من طريق عبد الواحد بن زياد، كلاهما، عن الأعمش، به.

وأخرجه النسائي أيضاً (10851) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(1013) - من طريق ورقاء، عن منصور، عن إبراهيم، به.

وسيرد بالأرقام (24182) و (24234) و (24774) و (24776) و (24838) و (24891) و (24935) و (24946) و (24959) و (24995) و (25001) و (25740) و (26243) و (26369) و (26400).

وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3615)، وقد ذكرنا أحاديث الباب ثمة.

وقد أورده الحافظ في "أطراف المسند" 9/ 33، من طريق ابن نمير، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عائشة. ولم نجده فيما بين أيدينا من نسخ المسند.

ص: 206

وَلَا شَاةً، وَلَا بَعِيرًا، وَلَا أَوْصَى بِشَيْءٍ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وابن نُمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وشَقيق: هو ابن سَلَمة، ومسروق: هو ابن الأَجْدَع.

وهو في "الزهد" لأحمد ص 9 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 2/ 260، وابن أبي شيبة 11/ 206 - 207، ومسلم (1635)(18)، وابن ماجه (2695) من طريق أبي معاوية وابن نُمير، به. وتحرف "شقيق" في مطبوع ابن أبي شيبة إلى سفيان.

وأخرجه ابن راهويه (1420)، وهَنَّاد في "الزهد"(732)، وأبو داود (2863)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 240، وفي "الكبرى"(6448)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 281، وابن عبد البَرِّ في "الاستذكار" 23/ 8 - 9، وفي "التمهيد" 14/ 294، والبغوي في "شرح السنة"(3837) من طريق أبي معاوية، به. قال البغوي: هذا حديث صحيح. قلنا: وسقط اسم شقيق من مطبوع "الزهد" لهنَّاد.

وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" 6/ 266، وفي "دلائل النبوة" 7/ 273، وفي "شُعَب الإيمان"(10437) من طريق ابن نُمير، به.

وأخرجه ابن راهويه (1419)، ومسلم (1635)(18)، وأبو الشيخ ص 281 من طريق جرير، ومسلم كذلك من طريق عيسى بن يونس، والنسائي في "المجتبى" 6/ 240، وفي "الكبرى"(6448) من طريق مفضَّل، والنسائي كذلك 6/ 240، وفي "الكبرى"(6449)، والطبراني في "الأوسط"(1747) من طريق داود بن نُصَيْر الطائي، والطبراني كذلك في "الأوسط"(3888) من طريق جعفر بن الحارث، خمستهم عن الأعمش، به.

واختُلف فيه على الأعمش:

فرواه حسن بن عيَّاش فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 6/ 240، وفي "الكبرى"(6450)، وأبو الشيخ ص 281 - 282، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" =

ص: 207

24177 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا أَنْفَقَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ طَعَامِ زَوْجِهَا ". فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، وَقَالَ:" لَا يَنْقُصُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ شَيْئًا "(1).

= 1/ 100 و 136 عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة.

ورواه سعد بن الصلت فيما أخرجه أبو الشيخ ص 281 عن الأعمش، عن مسلم بن صبيح، عن مسروق، عن عائشة.

ورواه رَوْح بن مسافر، فيما أخرجه أبو الشيخ كذلك ص 282 عن الأعمش، عن أبي صالح، عن عائشة.

قال النسائي: الصواب حديث أبي معاوية ومفضل وداود، وحديث ابن عياش لا نعلم أحداً تابعه على قوله: عن إبراهيم عن الأسود.

وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(3836) من طريق أبي حُذيفة النَّهدي، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، به. وأبو حذيفة النهدي سيّئ الحفظ، وقد رواه إسحاق بن يوسف وعبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري كما في الروايتين (25519) و (25538)، فقالا: عن عاصم، عن زرّ، عن عائشة.

وسيرد من طريق زرّ، عن عائشة بالأرقام (25053) و (25519) و (25538).

وفي الباب عن عمرو بن المُصطلق قال: ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا سلاحَه، وبغلةً بيضاءَ، وأرضاً جعلها صدقة. سلف في "مسند الكوفيين" برقم (18458).

وانظر حديث عائشة السالف برقم (24146).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همَّام، =

ص: 208

24178 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَتْ عَلَيْهَا (1) يَهُودِيَّةٌ اسْتَوْهَبَتْهَا طِيبًا، فَوَهَبَتْ لَهَا عَائِشَةُ، فَقَالَتْ: أَجَارَكِ اللهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ. قَالَتْ: فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ حَتَّى جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَتْ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِلْقَبْرِ عَذَابًا؟! قَالَ:" نَعَمْ، إِنَّهُمْ لَيُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ "(2).

= وسفيان: هو الثوري.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7275) و (16619).

وسلف بتمامه برقم (24171).

(1)

في (ظ 2) و (ق): علينا.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وشَقيق: هو ابن سَلَمة أبو وائل، ومسروق: هو ابن الأَجْدع.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 373، وابن راهويه (1418)، وهناد في "الزهد"(348)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 105، وفي "الكبرى"(2193) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن راهويه (1415)، والبخاري (6366)، ومسلم (586)(125)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 105، وفي "الكبرى"(2194)، والآجري في "الشريعة" ص 359 - 360، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة"(2135)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(174) من طريق جرير، عن منصور، عن أبي وائل شقيق، عن مسروق، عن عائشة قالت: دخلت عليَّ عجوزان من عُجُز يهود المدينة

فذكر نحوه، وفي آخره: فما رأيتُه بعدُ في صلاة إلا تعوَّذ من عذاب القبر. =

ص: 209

24179 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلَانِ، فَأَغْلَظَ لَهُمَا، وَسَبَّهُمَا. قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمَنْ أَصَابَ مِنْكَ خَيْرًا مَا أَصَابَ هَذَانِ مِنْكَ خَيْرًا؟ قَالَتْ (1): فَقَالَ: " أَوَمَا عَلِمْتِ مَا عَاهَدْتُ عَلَيْهِ رَبِّي عز وجل؟ " قَالَ: قُلْتُ: " اللهُمَّ أَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَبَبْتُهُ، أَوْ جَلَدْتُهُ، أَوْ لَعَنْتُهُ، فَاجْعَلْهَا لَهُ مَغْفِرَةً وَعَافِيَةً. وَكَذَا وَكَذَا "(2).

= وسيرد هذا الحرف في رواية أبي الشعثاء عن مسروق برقم (25520).

وأخرجه ابن راهويه (1647) من طريق عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل أن يهودية كانت عند عائشة تحدثها، حتى أتت على عذاب القبر.

وسلف مع ذكر قصة الكسوف برقم (24268).

وسيرد بالأرقام: (24520) و (24582) و (25419) و (25706) و (26008) و (26105) و (26333)، ومطولاً برقم (25089).

وانظر (24301).

وفي الباب عن أبي أيوب مرفوعاً بلفظ: "يهودُ تُعَذَّب في قبورها" عند البخاري (1375)، وسلف 5/ 417.

وانظر ما نقلناه في الرواية (24582).

قال السعدي: قوله: "تسمعه" أي: تسمع أثرَه، وهو صوت المعذَّب.

(1)

في النسخ الخطية: قال. والمثبت من (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وابن نُمير: اسمه عبد الله، والأعمش: اسمه سليمان بن مِهْران، ومسلم: هو ابن صُبيح أبو الضُّحى، ومعروف: هو ابن الأجدع. =

ص: 210

24180 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَمْرٍ، فَتَنَزَّهَ عَنْهُ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَغَضِبَ حَتَّى بَانَ الْغَضَبُ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ:" مَا بَالُ قَوْمٍ يَرْغَبُونَ عَمَّا رُخِّصَ لِي فِيهِ، فَوَاللهِ لَأَنَا أَعْلَمُهُمْ بِاللهِ عز وجل، وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً "(1).

24181 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ

= وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 340، ومسلم (2600)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 206، والبيهقي في "السنن" 7/ 61 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1461)، ومسلم (2600)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(6003) من طريقين عن الأعمش، به.

وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7311)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

وانظر (24259) و (24764) و (25016).

قال السندي: قولها: لمَنْ أصاب منك، بفتح اللام و"من": شرطية، أي: أيُّ عبد أصاب خيراً فهما محرومان من الخير.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1460)، ومسلم (2356)(128) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابنُ راهويه (1458) و (1459)، والبخاري في "صحيحه"(6101) و (7301)، وفي "الأدب المفرد"(436)، ومسلم (2356)، وأبو يعلى (4910)، وتمّام في "فوائده"(61) من طرق عن الأعمش، به.

وسيأتي برقم (25482).

وانظر (24319) و (24385).

ص: 211

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَيَّرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاخْتَرْنَاهُ، فَلَمْ يَعْدُدْهَا عَلَيْنَا شَيْئًا (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، ومسلم: هو ابن صُبَيْح أبو الضُّحى، ومسروق: هو ابن الأجدع.

وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 5/ 61، وإسحاق بن راهويه (1452)، ومسلم (1477)(28)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 161، و"الكبرى"(5638)، وابن ماجه (2052)، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (5262)، ومسلم (1477)(28)، وأبو داود (2203)، وأبو يعلى (4372)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(138)، وأبو نعيم "أخبار أصبهان" 2/ 164، والبيهقي في "السنن" 7/ 345، وابن عبد البر في "الاستذكار" 17/ 164، والبغوي في "شرح السنة"(2355)، من طرق عن الأعمش، به.

وأخرجه مسلم (1477)(28)، وأبو يعلى (4371)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(139)، والبيهقي في "السنن الكبير" 7/ 345، من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، به.

وأخرجه الشافعي في "الأم" 5/ 125، من طريق معمر، وابن سعد في "الطبقات" 8/ 191، من طريق محمد بن عبد الله، كلاهما عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، به. وسيرد مطولاً من حديث الزهري برقمي (25517) و (26271).

وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(11984) عن معمر، عن الزهري، عن عائشة، به. وهذا منقطع، لم يذكر فيه عروة.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 8/ 191، وأبو نعيم في "الحلية" 10/ 219 من طريق القاسم، والطبراني في "الأوسط"(371) من طريق =

ص: 212

24182 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وَابْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذُ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ: " أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا ". قَالَتْ: فَلَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، أَخَذْتُ بِيَدِهِ، فَجَعَلْتُ أَمْسَحُهُ بِهَا وَأَقُولُهَا، قَالَتْ: فَنَزَعَ يَدَهُ مِنِّي، ثُمَّ قَالَ:" رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ ". قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: قَالَتْ: فَكَانَ هَذَا آخِرَ مَا سَمِعْتُ مِنْ كَلَامِهِ. قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا عَادَ مَرِيضًا، مَسَحَهُ بِيَدِهِ، وَقَالَ:" أَذْهِبْ "(1)(2).

= سعيد بن جبير، و (7100) من طريق أبي العالية، ثلاثتهم عن عائشة، به.

وسيرد من طريق إبراهيم عن عائشة مرسلاً برقم (25376).

وسيرد مطولاً ومختصراً بالأرقام (24208) و (24247) و (24487) و (24653) و (24721) و (25193) و (25299) و (25301) و (25376) و (25401) و (25517) و (25666) و (25703) و (25770) و (26023) و (26036) و (26108) و (26271).

(1)

في (ظ 8)"أذهب الباس".

(2)

إسناداه صحيحان على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وابن جعفر: هو محمد، والأعمش: هو سليمان بن مهران، ومسلم: هو ابن صبيح أبو الضُّحى.

وأخرجه ابن سعد 2/ 210، وابن أبي شيبة 8/ 45 - 46 و 10/ 259 =

ص: 213

24183 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَرَقَهَا سَارِقٌ، فَدَعَتْ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا تُسَبِّخِي عَنْهُ "(1).

= و 312، ومسلم (2191)، وابن ماجه (1619) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2191) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، به.

وأخرجه الطيالسي (1404) -ومن طريقه البيهقي في "السنن" 3/ 381، وفي "الشعب"(9201)، وفي "الآداب"(337) - ومسلم (2191) من طريقين عن شعبة، به.

وأخرجه ابن سعد 2/ 212، وإسحاق (1457)، ومسلم (2191) و (2191)(46)، وأبو يعلى (4459)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(551)، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(153) من طرق عن الأعمش، به وقد سلف برقم (24175).

قال السندي: قولها: فنزع يده مني، ثم قال:"رب اغفر لي" بَيَّن على أن هذا المرض مرضُ الموت، فلا يطلب فيه الشفاء، وإنما يطلب فيه المغفرة، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده ضعيف، حبيب -وهو ابن أبي ثابت- حديثه عن عطاء -وهو ابن أبي رباح- ليس بمحفوظ فيما نقله العقيلي عن يحيى القطان، وقال أيضاً في "الضعفاء" 1/ 263: له عن عطاء أحاديث لا يتابع عليها، وذكر منها هذا الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وقد تابعه سفيان الثوري كما سيرد برقم (25051).

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 348، وابن راهويه (1222) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. =

ص: 214

24184 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنَ الْمَسْجِدِ ". قَالَتْ: قُلْتُ: إِنِّي حَائِضٌ؟ قَالَ: " إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ "(1).

= وأخرجه أبو داود (1497) من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، به.

قال أبو داود: "لا تُسَبِّخِي" أي: لا تُخَفِّفي.

وسيرد بالأرقام (25051) و (25052) و (25798).

قال أبو أحمد العسكري في "تصحيفات المحدثين" 1/ 60: هو مثل قوله صلى الله عليه وسلم: "من دعا على مَنْ ظلَمه فقد انتصر".

قلنا: هو من حديث عائشة، أخرجه ابن أبي شيبة 10/ 347 - 348، والترمذي (3552)، وأبو يعلى (4454) و (4631)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2407، فيه ميمون أبو حمزة الأعور، وهو ضعيف. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي حمزة، وقد تكلم بعض أهل العلم في أبي حمزة، وهو ميمون الأعور.

قال السندي: قولهم "لا تُسَبِّخي عنه" بتشديد الباء الموحدة بعدها خاء معجمة، أي: لا تُخَفِّفي عنه إثمَ السرقة والعقوبة بدعائك عليه، وفي رواية: دعيه، وكأنه صلى الله عليه وسلم رآها في الغضب، فأشار إلى أنَّ مقتضى الغضب تتميمُ العقوبة له، أو الدعاءُ عليه يخفِّفُ العقوبةَ عنه، فاللائق بذلك تركُ الدعاء، ومرادُه صلى الله عليه وسلم أن تترك الدعاء لا أن يتم له العقوبة، ويحتمل أن المراد: لا تخفِّفي عنه خوفاً من أن يخفَّ أجرك، فكأن أجر المظلوم بقدرِ وِزْرِ الظالم. والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، ثابت بن عبيد، وهو الأنصاري =

ص: 215

24185 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ (1)، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. وَيَحْيَى، الْمَعْنَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ ذَكْوَانَ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى عَائِشَةَ

= الكوفي من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 2/ 360، وإسحاق بن راهويه (916)، ومسلم (298)(11)، وأبو داود (261)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 146 - 147، وفي "الكبرى"(266)، والبيهقي في "السنن" 1/ 186، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 170 - 171 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سَعْد 1/ 469، وإسحاق بن راهويه (915)، والترمذي (134)، والنَّسائي في "المجتبى" 1/ 146، وفي "الكبرى"(266)، وأبو عوانة 1/ 313 - 314 و 314، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 171 من طرق عن الأعمش، به.

قال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن صحيح، وهو قول عامة أهل العِلْم، لا نعلم بينهم اختلافاً في ذلك.

وأخرجه مسلم (298)(12)، وأبو يعلى (4488) و (4666)، والطبراني في "الكبير"(1316) من طرق عن ثابت بن عبيد، به.

وأخرجه أبو حنيفة (72)، وأبو عوانة 1/ 314، والطبراني في "الأوسط"(3724) من طرق عن عائشة، به.

وسيأتي بالأرقام (24695) و (24747) و (24794) و (24802) و (24807) و (24832) و (25404) و (25460) و (25461) و (25796) و (26084).

وسيكرر برقم (25919) سنداً ومتناً.

وانظر (25163) و (25459) و (25749) و (26111).

وقد سلفت أحاديث الباب في مسند ابن عمر في الرواية (5382).

(1)

في (ظ 2) و (ق) و (م): معاذ، والمثبت من (ظ 8)، و"أطراف المسند" 9/ 38. وظاهرٌ أن الأحاديث التي يذكرها الإمام أحمد هنا أنما هي من مرويات شيخه أبي معاوية، كما يتبين من الأحاديث السابقة واللاحقة.

ص: 216

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اسْتَأْمِرُوا النِّسَاءَ فِي أَبْضَاعِهِنَّ ". قَالَ: قِيلَ: فَإِنَّ الْبِكْرَ تَسْتَحِي (1) أَنْ تَكَلَّمَ؟ قَالَ: " سُكُاتُهَا (2) إِذْنُهَا "(3).

(1) في (ظ 8) و (ظ 2): تستحيي.

(2)

في (م): سكوتها.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن حازم الضرير، ويحيى: هو ابن سعيد القطان، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرَّح بسماعه من ابن أبي مليكة، وهو عبد الله بنُ عُبيد الله.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/ 85 - 86، وفي "الكبرى"(5376)، وابن الجارود في "المنتقى"(708)، وأبو يعلى (4803) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. ولفظه عند أبي يعلى:"استأمروا النساء في أبضاعهن، فإن البكر تستحي، فتسكت، فهو إذنها" وفي إسناده موسى بن محمد بن حيان، قال الذهبي: ضعفه أبو زرعة. اهـ. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: ربما خالف. قلنا: وقد خالف هنا، فجعل قول عائشة: فإن البكر تستحي، مرفوعاً.

وأخرجه أبو يعلى (4890) من طريق أبي معاوية، به. وتحرف أبو معاوية في المطبوع إلى: معاذ.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 136، وابن راهويه (1746)، والبخاري (6946) و (6971)، ومسلم (1420)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 367، وابن حبان (4080) و (4081)، وتمّام الرازي في "فوائده"(767)(الروض البسام)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 119 و 122 - 123 و 123، والبغوي في "شرح السنة"(2255) من طرق عن ابن جريج، به، بألفاظ متقاربة. ولفظه عند البخاري (6946): قلت: يا رسول الله: يُستأمرُ النساء في أبضاعهن؟ قال: "نعم .. " إلى آخر الحديث. =

ص: 217

24186 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا ثَقُلَ أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قُلْنَا: يَوْمُ الِاثْنَيْنِ. قَالَ: فَأَيُّ يَوْمٍ قُبِضَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ (1): قُلْنَا: قُبِضَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ. قَالَ: فَإِنِّي أَرْجُو مَا بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّيْلِ. قَالَتْ: وَكَانَ عَلَيْهِ ثَوْبٌ بِهِ (2) رَدْعٌ مِنْ مِشْقٍ، فَقَالَ: إِذَا أَنَا مِتُّ، فَاغْسِلُوا ثَوْبِي هَذَا، وَضُمُّوا (3) إِلَيْهِ ثَوْبَيْنِ جَدِيدَيْنِ، فَكَفِّنُونِي فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ. فَقُلْنَا: أَفَلَا نَجْعَلُهَا جُدُدًا كُلَّهَا. قَالَ: فَقَالَ: لَا، إِنَّمَا هُوَ لِلْمُِهْلَةِ. قَالَتْ: فَمَاتَ لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ (4).

= ولفظه عند تمّام بنحو لفظ حديث أبي يعلى المذكور آنفاً، وفي إسناده ضعف كذلك.

وأخرجه البخاري (5137)، وابن حبان (4082) من طريق ليث بن سعد، عن ابن مليكة، به. مختصراً.

وسيرد برقمي (25324) و (25672).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7527) وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

(1)

في (ق) و (م): قال.

(2)

في (م): فيه.

(3)

في (ظ 8): فضموا.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم.

وأخرجه إسحاق (829) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

أخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 3/ 258 و 346، وعبد الرزاق (6176)، وابن سَعْد 2/ 682، وإسحاق (830)، وعبد بن حميد في =

ص: 218

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "المنتخب"(1495)، والبخاري (1387)، وأبو يعلى (4451)، وابن حبان (6615)، والطبراني في "الكبير"(40)، والحاكم 3/ 65، والبيهقي في "السنن" 3/ 399، وفي "الدلائل" 7/ 233 من طرق عن هشام، به.

وأخرجه مختصراً عبد الرزاق (6178)، وابن سعد 3/ 206 من طريق معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، بلفظ: أوصى أن يكفن بثوبين عليه يلبسهما.

وأخرجه ابن سعد 3/ 205 - 206 من طريق شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عمرة، عن عائشة، قالت: قال أبو بكر: اغسلوا ثوبي هذا، وكفنوني فيه، فإنَّ الحيَّ أفقر إلى الجديد من الميت.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 59، من طريق ابن أبي مليكة، عن عائشة، وعنده: فاغسلوا ثوبيَّ هذين، واشتروا لي ثوباً.

وأخرجه مطولاً إسحاق (828)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(980)، وابن حبان (3036) من طريق مجاهد بن وردان، عن عروة، عن عائشة، به. وذكروا فيه: كفنوني في ثوبي هذين، واشتروا لي ثوباً.

وأخرجه مرسلاً ابنُ سعد 3/ 206 عن مسلم بن إبراهيم، عن القاسم بن الفضل، عن عبد الرحمن بن القاسم أَنَّ أبا بكر الصديق كُفِّن في ثوبين غسيلين سحوليين من ثياب اليمن. وقال أبو بكر: الحي أولى بالجديد، إنما الكفن للمُِهلة.

وسيرد (25005)، وانظر (24790).

وانظر (24122).

قال السندي: قوله: فإني أرجو، أي: الموت طلباً للموافقة له صلى الله عليه وسلم في يوم الوفاة.

قوله: ما بيني، أي: في الوقت الذي بين هذه الساعة وبين الليل، والمراد ما بين هذه الساعة والليل. =

ص: 219

24187 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ فِي بَرِيرَةَ ثَلَاثُ قَضِيَّاتٍ: أَرَادَ أَهْلُهَا أَنْ يَبِيعُوهَا وَيَشْتَرِطُوا الْوَلَاءَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" اشْتَرِيهَا فَأَعْتِقِيهَا، فَإِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ ". قَالَتْ: وَعَتَقَتْ، فَخَيَّرَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا، قَالَتْ: وَكَانَ النَّاسُ يَتَصَدَّقُونَ عَلَيْهَا، فَتُهْدِي لَنَا، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" هُوَ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ، وَهُوَ لَكُمْ هَدِيَّةٌ، فَكُلُوهُ "(1).

= قوله: ردع بفتح فسكون، وإهمال عين، وجاء الإعجام، أي: آثر ولطخ لم يعم كله.

قوله: مشي، بكسر فسكون: المَغْرة. قلنا: وهو صبغ أحمر.

قوله: للمهلة، بضم ميم وكسرها، هي القيح والصديد الذي يذوب ويسيل من الجسد.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وعبد الرحمن بن القاسم: هو ابن محمد بن أبي بكر.

وأخرجه مختصراً وبتمامه إسحاق (968)، ومسلم (1075)(172) و (1504)(10)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 162 - 163، وفي "الكبرى"(5641)، وابن حبان (4269) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه مختصراً الدارمي (2290) و (2291)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 82، وفي "شرح مشكل الآثار" 11/ 188 و 189 من طرق عن هشام، به.

وقد سلف برقم (24053).

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2542).

ص: 220

24188 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ (1).

(1) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 286، وابن راهويه في "مسنده"(1448)، ومسلم (745)(136) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (996)، وأبو داود (1435)، وأبو عوانة 2/ 307، وتمّام الرازي في "فوائده"(388)(الروض البسام) من طرق، عن الأعمش، به.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 195 "بترتيب السندي"، والحميدي (188)، ومسلم (745)(136) و (138)، وابن الجارود في "المنتقى"(268)، وأبو عوانة 2/ 307، والمروزي في "مختصر قيام الليل" ص 120، والبيهقي في "السنن" 3/ 34 - 35 و 35 من طريقين عن أبي الضُّحى مسلم بن صُبيح، به.

وسيأتي بالأرقام (24759) و (25974) و (25693) و (25694) و (25695).

وسيكرر بإسناده الثاني ومتنه برقم (25691).

وفي الباب عن علي، سلف برقم (580).

وانظر (24202).

قال السندي: قولها: فانتهى وِتْرُه إلى السَّحَر، أي: كان آخر العمر يوتر في السحر.

ص: 221

24189 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَتْ امْرَأَةٌ تَدْخُلُ عَلَيْهَا تَذْكُرُ مِنْ اجْتِهَادِهَا، قَالَ: فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" إِنَّ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَى اللهِ عز وجل مَا دُووِمَ عَلَيْهِ، وَإِنْ قَلَّ "(1).

24190 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (626) عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. وقد نسب المرأة إلى بني أسد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً إسحاق بن راهويه (625)، والترمذي في "جامعه" عقب الرواية (2856)، وفي "الشمائل"(304)، والبغوي في "شرح السنة"(933) من طريق عبدة بن سليمان الكلابي، ومسلم (785)(221)، وابن خزيمة (1282) من طريق أبي أسامة، وأبو يعلى (4651) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، وأبو عوانة 2/ 298، والبيهقي 3/ 17 من طريق أبي ضمرة أنس بن عياض، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 65 - 66 من طريق حماد بن سلمة، خمستهم عن هشام، به. قاله الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وسيرد بالأرقام (24245) و (25439) و (25632) و (25772) و (25945) و (26095) و (26097) و (26309).

وقوله: "إن أحب الدين إلى الله .. "، سلف برقم (24124)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

قالت السندي: قوله: "إن أحب الدين" أي: العبادة والعمل، قاله كراهةً لإفراطها في الأمر، فإنه قد يؤدي إلى التَّرْك.

ص: 222

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ (1) لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَمِيصَةٌ فَأَعْطَاهَا أَبَا جَهْمَةَ (2)، وَأَخَذَ أَنْبِجَانِيَّةً لَهُ، فَقَالُوا (3): يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْخَمِيصَةَ هِيَ خَيْرٌ مِنَ الْأَنْبِجَانِيَّةِ، قَالَ: فَقَالَ: " إِنِّي كُنْتُ أَنْظُرُ إِلَى عَلَمِهَا فِي الصَّلَاةِ "(4).

(1) في هامش (هـ) و (ظ 2) و (ق): كانت.

(2)

في (ظ 8): أبا جهم، وهي نسخة.

(3)

في (ظ 8): قالوا.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(623) عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه أبو داود (915)، وابن خزيمة (929) من طريقين عن هشام بن عروة، به. وفي رواية أبي داود:(كردي) بدلاً من (أنبجانية). وهو ثوب منسوب إلى الأكراد لكونه يعمل في بلادهم، أو لغير ذلك.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 98 برواية يحيى الليثي، و (485) برواية أبي مصعب الزهري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبس خميصة

فذكر نحوه هكذا مرسلاً.

ووصله أبو عوانة 2/ 65 من طريق معن، عن مالك، عن هشام بن عروة، به.

قلنا: لكن قال ابن عبد البر عقب رواية الليثي: هذا مرسلٌ عند جميع الرواة، عن مالك.

وعلَّقه البخاري بصيغة الجزم عقب الحديث (373) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.

وسيأتي برقم (25734) من طريق وكيع، عن هشام بن عروة.

وقد سلف نحوه برقم (24087).

ص: 223

24191 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ (1)، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا بَدَّنَ وَثَقُلَ يَقْرَأُ مَا شَاءَ اللهُ عز وجل وَهُوَ جَالِسٌ، فَإِذَا غَبَرَ مِنَ السُّورَةِ ثَلَاثُونَ (2) أَوْ أَرْبَعُونَ آيَةً قَامَ، فَقَرَأَهَا، ثُمَّ سَجَدَ (3).

(1) في النسخ الخطية و (م) ما عدا (ظ 8): حدثنا هشام، حدثنا عروة، عن أبيه، وهو خطأ، والمثبت من (ظ 8) و"أطراف المسند".

(2)

في (ظ 8): ثلاثون آية.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (615)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 338 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (4096)، والحميدي (192)، وابن أبي شيبة 1/ 388 - 389، وإسحاق بن راهويه (612) و (613) و (614)، ومسلم (731)(111)، وأبو داود (953)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 220، وفي "الكبرى"(1356)، وابن ماجه (1227)، وأبو يعلى (4722) و (4877)، وابن خزيمة (1240) و (1243)، وأبو عوانة 2/ 217 و 218، وابن حبان (2509) من طرق عن هشام، به.

وسيرد بالأرقام (24258) و (24961) و (25360) و (25448) و (25449) و (25502) و (25689) و (25826) و (25940) و (26002) و (26202).

قال السندي: قولها: لما بدَّن، بالتشديد، أي: كبر سنّه، أو بالتخفيف بضم الدال من البدانة، وهي كثرة اللحم، قيل: روي بالوجهين، واختار العلماء التشديد، إذ السمن لم يكن من عادته صلى الله عليه وسلم، وردّ بأنه قد جاء في صفته أنه بادن، وجاء أنه لما أسن أخذ اللحم، وبالجملة فهما وجهان جائزان، والله أعلم.

ص: 224

24192 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُؤْتَى بِالصِّبْيَانَ فَيَدْعُو لَهُمْ، وَإِنَّهُ أُتِيَ بِصَبِيٍّ، فَبَالَ عَلَيْهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" صُبُّوا عَلَيْهِ الْمَاءَ صَبًّا "(1).

(1) حديثٌ صحيحٌ من فعله صلى الله عليه وسلم، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن أبا معاوية -وهو محمد بن خازم الضرير- قد انفرد، فجعل الحديث من قوله صلى الله عليه وسلم، وأبو معاوية قد يهم في حديث غير الأعمش، وقال أبو داود: قلت لأحمد: كيف حديث أبي معاوية عن هشام بن عروة؟ قال: فيها أحاديث مضطربة، يرفع منها أحاديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه ابن راهويه (587)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 93 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 14، ومن طريقه أخرجه البخاري (222)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 157، وفي "الكبرى"(292)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 93، والبيهقي في "السنن" 2/ 414.

وأخرجه ابن راهويه (585) -وعنه مسلم (286)(102) - عن عيسى بن يونس، وابن راهويه (586) أيضاً، ومسلم (286)(102) من طريق جرير، والبخاري (6355) من طريق عبد الله بن المبارك، ومسلم (286)(101)، والبيهقي 2/ 414 من طريق عبد الله بن نُمير. والحميدي (164)، وابن الجارود (140) من طريق ابن عيينة. وأبو يعلى (4623) من طريق شريك، وأبو عوانة 1/ 204 من طريق مُحاضر، ومن طريق وهيب، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 92 من طريق زائدة، و 1/ 93 من طريق عبدة، وابن حبان (1372) من طريق سفيان الثوري. جميعهم عن هشام بن عروة، به، بلفظ: فدعا بماء فأتبعه إياه، ولم يغسله. وقوله: لم يغسله لم يرد في رواية ابن عيينة. ولفظه عند مسلم من طريق جرير: فدعا بماء، فصبَّه عليه، وعند أبي عوانة من طريق وهيب: فدعا بماء فصبَّه على البول يُتْبِعُه إياه. وعند =

ص: 225

24193 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتِ الْآيَاتُ مِنْ آخِرِ الْبَقَرَةِ فِي الرِّبَا، خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَسْجِدِ، فَحَرَّمَ (1) التِّجَارَةَ فِي الْخَمْرِ (2).

= الطحاوي من طريق زائدة: فدعا بماء فنَضَحه، ولم يغسله.

وسيرد بالأرقام (24256) و (25768) و (25771).

وفي الباب عن أم قيس بنت محصن عند البخاري (223)، ومسلم (287)، وسيرد 6/ 355، ولفظه (عند البخاري): أنها أتت بابن لها صغير لم يأكل الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأجلسه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في حِجْره، فبال على ثوبه، فدعا بماء، فنضحه، ولم يغسله.

وانظر حديث علي بن أبي طالب السالف برقم (563)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: وإنه أُتيَ بصبي، أي: ذَكَر لم يأكل الطعام بعد.

قوله: صُبُّوا، أي: بلا غسل، والله تعالى أعلم.

(1)

في (م): وحرَّم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، ومسلم: هو ابن صُبيح أبو الضُّحى، ومسروق: هو ابن الأجدع.

وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(قسم التفسير)(451)، وابن أبي شيبة 6/ 445، وابن راهويه (1445)، ومسلم (1580)(70)، وأبو داود (3491)، وابن مزاجه (3382)، وابن حبان (4943) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (2569)، والبخاري (459) و (4540)، وابن الجارود في "المنتقى"(576)، وأبو يعلى (4467)، وتمَّام الرازي في "فوائده"(673)(الروض البسام)، والبيهقي 6/ 11 من طرق عن الأعمش، به. =

ص: 226

24194 -

حَدَّثَنَا ابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ أَبَا الضُّحَى، مَعْنَاهُ، يَعْنِي لَمَّا نَزَلَتِ الْآيَاتُ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ (1).

= ولفظه عند أبي يعلى: لما نزلت سورة البقرة نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخمر والربا، وفي إسناده إبراهيم بن الحجاج، وهو ثقة يهم قليلاً، وقد وهم في لفظ هذه الرواية كما هو ظاهر.

وسيرد بالأرقام: (24194) و (24692) و (24960) و (25532) و (25576) و (26375).

وفي باب تحريم التجارة بالخمر عن ابن عباس، وابن عمرو، وعبد الرحمن ابن غَنْم، سلفت أحاديثهم على التوالي بالأرقام:(2041) و (6997) و (17995).

والمراد بالآيات من سورة البقرة قوله تعالى: {الذينَ يأكلون الرِّبا لا يقومونَ إلَّا كما يقومُ الذي يَتَخَبَّطُهُ الشيطانُ من المَسّ} ، إلى قوله:{فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوالِكُمْ لان تَظْلِمُونَ ولا تُظلَمُونَ} البقرة: 275 - 279].

قال الحافظ في "الفتح" 1/ 554: قال القاضي عياض: كان تحريم الخمر قبل نزول آية الربا بمدة طويلة، فيحتمل أنه صلى الله عليه وسلم أَخبرَ بتحريمها مرةً بعد أُخرى تأكيداً. ثم قال الحافظ: ويحتمل أن يكون تحريمُ التجارة فيها تأخَّرَ عن وقت تحريم عينها. والله أعلم.

قال السندي: قولها: فحرم التجارة في الخمر، لمناسبة الرِّبا، وبيَّن أن التجارة في الخمر كالرِّبا في الحُرمة، وقيل: بل كانت مع آيات الربا آيةُ تحريم التجارة في الخمر أيضاً، فلذلك حُرِّم، إلا أنها نُسخت تلاوة وبقيت حكماً.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش، وأبو الضُّحى: هو مسلم بن صُبَيْح.

وأخرجه البخاري (4541)، والنسائي في "الكبرى"(11055) -وهو في =

ص: 227

24195 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ، لَقَدْ جَاءَتِ الْمُجَادِلَةُ، إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تُكَلِّمُهُ، وَأَنَا فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ مَا أَسْمَعُ مَا تَقُولُ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} [المجادلة: 1] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ (1).

= "التفسير"(75) - من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1402)، وابن راهويه (1446)، والبخاري (2226)، وأبو داود (3490)، والنسائي في "الكبرى"(11055) -وهو في "التفسير"(75) - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 99، والبيهقي 6/ 11 من طرق عن شعبة، به. وقرن الطحاوي بالأعمش منصوراً، وسيرد من طريقه بالأرقام (24490) و (25532) و (25576) و (26375).

وسيذكره الإمام أحمد بتمامه برقم (24692).

وسلف بالحديث قبله.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، تميم بن سلمة من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن ماجه (188)، والطبري في "التفسير" 28/ 5، وأبو الشيخ في "العظمة"(191)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة"(689)، والبيهقي في "السنن" 7/ 382، وفي "السنن الصغير" 3/ 138، وفي "معرفة السنن والآثار" 11/ 115، وفي "الأسماء والصفات"(385)، وفي "الاعتقاد والهداية" ص 51 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد، وعلَّقه البخاري بصيغة الجزم عن الأعمش، به، قبل الحديث (7386).

وأخرجه إسحاق بن راهويه (731)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 168، =

ص: 228

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وفي "الكبرى"(5654) و (11570) -وهو في "التفسير"(590) - والطبري في "تفسيره" 28/ 6، والآجري في "الشريعة" ص 291 من طريق جرير بن عبد الحميد، وعبد بن حميد في "المنتخب"(1514) من طريق الفُضيل بن عياض، وابن ماجه (2063)، وأبو يعلى (4780)، والطبري 28/ 5 - 6، والإسماعيلي في "معجمه" 1/ 451 - 452، والحاكم 2/ 481، والبيهقي في "السنن" 7/ 382 من طريق أبي عبيدة بن معن المسعودي، وابن أبي عاصم في "السنة"(625)، والطبري 5/ 28، والآجري ص 291 من طريق يحيى بن عيسى الرملي، أربعتهم عن الأعمش، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، وأقره الذهبي. قلنا: ولفظ رواية جرير: فكان يخفى عليَّ كلامُها. ولفظ الثلاثة الآخرين: أسمعُ بعض كلامها ويخفى عليَّ بعض، فقال الحافظ في "الفتح" 13/ 374 في معنى رواية أحمد: ما أسمع ما تقول: ومرادها بهذا النفي مجموعُ القول.

قلنا: وهذه المجادِلَةُ هي خولةُ بنتُ ثعلبة، كما نسبها أبو عبيدة المسعودي، وسمَّى زوجَها أوسَ بنَ الصامت، وزاد في روايته ذكرَ الكلام الذي سمعته عائشة منها، وهو قولها: يا رسول الله، أَكَلَ شبابي، ونَثَرْتُ له بطني، حتى إذا كَبِرَ سِنِّي، وانقطع ولدي، ظاهَر منّي، اللهم إني أشكو إليك.

قال الحافظ في "الفتح" 13/ 374: وهذا أصحُّ ما ورد في قصة المجادلة وتسميتها.

ورواها حماد بن سلمة واختُلف عليه فيه:

فأخرجه أبو داود (2220)، والحاكم 2/ 481، والبيهقي في "السنن" 7/ 382 من طريق محمد بن الفضل، والطبري في "تفسيره" 28/ 6 من طريق أسد بن موسى، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 11/ 115 من طريق سليمان بن حرب، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن جميلة كانت تحت أوس بن الصامت، وكان رجلاً به لمم، =

ص: 229

24196 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جَاءَ حَمْزَةُ الْأَسْلَمِيُّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَجُلٌ أَسْرُدُ الصَّوْمَ، أَفَأَصُومُ فِي السَّفَرِ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنْ شِئْتَ فَصُمْ، وَإِنْ شِئْتَ فَأَفْطِرْ "(1).

= فكان إذا اشتد لممه ظاهر من امرأته، فانزل الله تعالى فيه كفارة الظهار.

وأخرج أبو داود (2219) عن موسى بن إسماعيل -وهو التبوذكي- عن حمَّاد بن سلمة، عن هشام بن عروة، أن جميلة .... فذكره هكذا مرسلاً.

وفي الباب عن خولة بنت ثعلبة سيرد 6/ 410 - 411.

وانظر حديث سلمة بن صخر 5/ 436.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.

وأخرجه ابن راهويه (668)، ومسلم (1121)(105)، وابن الجارود في "المنتقى"(397) من طريق أبي معاوية بهذا الإسناد. وقرن ابن الجارود بأبي معاوية عبدَ الله بنَ إدريس.

ورواه مالك في "الموطأ"(794) برواية أبي مصعب الزُّهري، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 267 (بترتيب السندي)، وفي "السنن"(318)، والبخاري (1943)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 187، وفي "الكبرى"(2614)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 69، والطبراني في "الكبير"(2963)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 4/ 243، وفي "معرفة السنن والآثار" 6/ 295، والبغوي في "شرح السنة"(1760)، وقال: هذا حديث متفق على صحته.

وأخرجه الشافعي في "السنن"(313)، والحميدي (199)(مكرر)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 6/ 296 من طريق سفيان بن عيينة، وابنُ أبي شيبة 3/ 16، ومسلم (1121)(106)، وابن ماجه (1662) من طريق ابن =

ص: 230

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= نمير، وابن راهويه (665)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(203) من طريق جرير، وابن راهويه كذلك من طريق عيسى بن يونس، وابن راهويه (667)، والترمذي (711)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 188، وفي "الكبرى"(2616)، والطبري في "التفسير"(2889) من طريق عبدة بن سليمان، والدارمي (1707)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 54 من طريق سفيان الثوري، ومسلم (1121)(103) من طريق ليث، ومسلم (1121)(104)، وأبو داود (2402)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 207، وفي "الكبرى"(2692)، وأبو يعلى (4502)، والطبراني في "الكبير"(2969)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 4/ 243 من طريق حماد بن زيد، ومسلم (1121)(106)، والطبري في "التفسير"(2889) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، والنسائي في "المجتبى" 4/ 187، وفي "الكبرى"(2615)، وأبو يعلى (4919)، والطبري في "تهذيب الآثار"(163)(مسند ابن عباس)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 67 من طريق ابن عجلان، وأبو يعلى (4654) من طريق عمر بن علي، والطبري في "تهذيب الآثار"(162)(مسند ابن عباس) من طريق عبد الرحمن بن عثمان، وابن خزيمة (2028)، وابن حبان (3560)، والطبراني في "الكبير"(2974) من طريق شعبة، والطبراني في "الكبير"(2966) من طريق زائدة، و (2967) من طريق أبي أويس و (2968) من طريق مسلمة بن قعنب، و (2970) من طريق قيس بن الربيع، و (2971) من طريق حجاج بن أرطاة، و (2973) وفي "الأوسط"(4775)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(204) من طريق أيوب، والطبراني في "الكبير"(2976) من طريق يحيى بن عبد الله بن سالم، كلُّهم رَوَوْه عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد من حديث عائشة، أن حمزة بن عمرو الأسلمي سأل

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2373)، والطبراني في "الكبير"(2962) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، والنسائي في "المجتبى" =

ص: 231

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 4/ 187، وفي "الكبرى"(2613) عن علي بن الحسن اللاني، كلاهما عن عبد الرحيم بن سليمان، وأخرجه الطبراني أيضاً في "الكبير"(2961) من طريق عبد العزيز بن محمد، والدارقطني في "العلل" من طريق يحيى بن عبد الله بن سالم، فيما ذكر الحافظ في "الفتح" 4/ 179، ثلاثتهم عن هشام بن عروة، به، لكن جاء فيه: عن عائشة، عن حمزة.

قال الحافظ في "الفتح" 4/ 179 - 180: المحفوظ أنه من مسند عائشة، ويحتمل أن يكون هؤلاء لم يقصدوا بقولهم: عن حمزة، الروايةَ عنه، وإنّما أرادوا الإخبار عن حكايته، فالتقدير: عن عائشة، عن قصة حمزة أنه سأل. لكن قد صحَّ مجيءُ الحديث من رواية حمزة: فأخرجه مسلم (1121)(107) من طريق أبي الأسود، عن عروة، عن أبي مراوح، عن حمزة

وقال الحافظ: وهو محمول على أنَّ لعروةَ فيه طريقين: سمعه من عائشة، وسمعه من أبي مراوح عن حمزة. قلنا: ومما يؤيد قول الحافظ أن بعض من رَوَوْه من حديث حمزة، وترجم لهم الطبراني في "الكبير" بقوله: عائشة، عن حمزة، جاءت رواياتهم عند مسلم والطبري وغيرهما من حديث عائشة أن حمزة، كما سلف في التخريج.

بل ورد التصريح في إسناد هذه الرواية والرواية (25665) أن عائشة تروي قصة حمزة، وقد جاء فيهما عن عائشة، قالت: جاء حمزة بن عمرو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

وكذلك في إسناد الرواية (25730)، وفيه عن عائشة، قالت: إن حمزة الأسلمي سأل

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 295 برواية يحيى بن يحيى، والنسائي في "المجتبى" 4/ 187 وفي "الكبرى"(2612)(2617) من طريق محمد بن بشر، والطبري في "التفسير"(2890)، وفي "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس)(165)، والطبراني في "الكبير"(2977) من طريق عبد الله بن إدريس، و (2965) من طريق ابن جريج، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 146 من طريق أبي مَعْشر المدني، خمستهم عن هشام بن عروة، عن أبيه أن حمزة =

ص: 232

24197 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ مَادَّةً، وَإِنَّ مَوَادَّ قُرَيْشٍ مَوَالِيهِمْ "(1).

= ابن عمرو الأسلمي سأل رسول الله

قال ابن عبد البَرّ: هكذا قال يحيى: عن مالك، عن هشام، عن أبيه، أن حمزة، وقال سائر أصحاب مالك: عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، أن حمزة بن عمرو الأسلمي قال: يا رسول الله

والحديث محفوظ عن هشام، عن أبيه، عن عائشة. كذلك رواه جماعةٌ عن هشام

فسَرَدَهم، ثم قال: كما رواه جمهور أصحاب مالك، عن مالك، عن هشام، عن أبيه عن عائشة.

وسيرد بالأرقام (25607) و (25665) و (25730).

وسلف من حديث حمزة بن عمرو الأسلمي في مسند المكيين برقم (16037) وذكرنا بقية الاختلاف فيه هناك.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري قال: كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمنَّا الصائم ومنَّا المفطر

سلف برقم (11083) وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

قال السندي: قولهُ: "إن شئتَ فصُم

" إلخ، أي: كلٌّ من الصوم والإفطار جائز في السفر، وعليه الجمهور.

(1)

إسناده ضعيف لضعف حجاج، وهو ابن أرطاة، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي.

وأخرجه يحيى بن معين في "تاريخه"(915)، والطبراني في "الأوسط"(8430) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.

وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا الحجاج بن أرطاة.

وسيأتي برقم (26020).

قال السندي: قوله: مادة، هي من يعينهم في حرب أو غيره ويكثر جيوشهم، ويتقوون به على غيرهم.

ص: 233

24198 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ تَبَالَةَ بِنْتِ يَزِيدَ الْعَبْشَمِيَّةِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنَّا نَنْبِذُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سِقَاءٍ، فَنَأْخُذُ (1) قَبْضَةً مِنْ زَبِيبٍ، أَوْ قَبْضَةً مِنْ تَمْرٍ، فَنَطْرَحُهَا فِي السِّقَاءِ، ثُمَّ نَصُبُّ عَلَيْهَا الْمَاءَ لَيْلًا، فَيَشْرَبُهُ نَهَارًا، أَوْ نَهَارًا فَيَشْرَبُهُ لَيْلًا (2).

(1) في (ظ) و (ق): فآخذ.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة تَبالة -ويقال: بُنانة- بنت يزيد العبشمية، فقد انفرد بالرِّواية عنها عاصمُ بنُ سليمان الأحول، ولم يؤثر توثيقها عن أحد. وجَهَّلها الحافظان الذهبي وابن حجر، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.

وأخرجه ابنُ ماجه (3398)، عن عثمان بن أبي شيبة، وأبو يعلى (4401) عن سريج بن يونس، كلاهما عن أبي معاوية، بهذا الإسناد، وفي رواية ابن ماجه: بَنانة بدلاً من تَبالة.

وأخرجه ابنُ ماجه أيضاً (3398) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن عاصم الأحول، به.

وأخرجه مسلم (2005)(85)، وأبو داود (3711)، والترمذي في "سننه"(1871)، وفي "العلل" 2/ 791، وأبو يعلى (4396)، وأبو عوانة 5/ 308، وابن حبان (5385)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 209، والبيهقي في "السنن" 1/ 12 و 8/ 299، والبغوي في "شرح السنة"(3021) و (3024) من طريق يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أمه -واسمها خيِّرة- عن عائشة قالت: كنا ننبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سقاءٍ يوكى أعلاه، وله عزلاء، ننبذه غُدوةً، فيشربه عِشاءً، وننبذه عشاءً، فيشربه غُدوةً.

ورواه مسعرٌ واختلف عليه فيه:

فأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 210 من طريق شريك، عن مسعر، عن يزيد -ابن صهيب- الفقير، عن عبد الله الخطمي، عن =

ص: 234

24199 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ: " ائْتِنِي بِكَتِفٍ أَوْ لَوْحٍ حَتَّى أَكْتُبَ لِأَبِي بَكْرٍ كِتَابًا لَا يُخْتَلَفُ عَلَيْهِ ". فَلَمَّا ذَهَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لِيَقُومَ، قَالَ:

= عائشة، قالت: كنت أخرج في نبيذ النبي صلى الله عليه وسلم القبضة من الزبيب، يلتقط حموضته.

وأخرجه أبو داود (3707) من طريق عبد الله بن داود، عن مِسْعر، عن موسى بن عبد الله، عن امرأة من بني أسد، عن عائشة، أَنَّ رسول الله عظيم كان يُنبذ له زبيبٌ، فيلقى فيه تمرٌ، أو تمرٌ فيلقى فيه الزبيب.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ 109، وهو الصواب.

وأخرجه أبو داود أيضاً (3708) من طريق عتاب بن عبد العزيز الحِمَّاني، عن صفية بت عطية، قالت: دخلت مع نسوة على عائشة، فسألناها عن التمر والزبيب، فقالت: كنت اتخذ قبضةً من تمرٍ وقبضةً من زبيب، فألقيه في إناء، فأمرسه، ثم أسقيه النبيَّ صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(1268) من طريق جابر -وهو الجعفي-، عن أبي النضرة، أنَّ امرأةً سألت عائشة: كيف كنتم تنبذون لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: كنا نرمي له تمرات من الليل، فيشربه في الغد.

وأخرج النسائي في "المجتبى" 8/ 320 من طريق قدامة العامري، أن جَسْرة بنت دجاجة العامرية حدثته قالت: سمعت عائشة سألها أناسٌ كلهم يسأل عن النبيذ يقول: ننبذ التمر غدوة ونشربه عشياً، وننبذه عشياً ونشربه غدوةً؟ قالت: لا أُحِلُّ مسكراً، وإن كان خبزاً وإن كان ماءً. قالتها ثلاث مرات.

وفي الباب عن ابن عباس عند مسلم (2004)، وقد سلف برقم (1963).

ص: 235

" أَبَى اللهُ وَالْمُؤْمِنُونَ أَنْ يُخْتَلَفَ عَلَيْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ "(1).

24200 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ حُوسِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُذِّبَ ". قَالَتْ: فَقُلْتُ: أَلَيْسَ قَالَ اللهُ عز وجل: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} [الانشقاق: 8] قَالَ: " لَيْسَ ذَلِكَ بِالْحِسَابِ، وَلَكِنَّ ذَلِكَ الْعَرْضُ، مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، عُذِّبَ "(2).

(1) إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن أبي بكر، وهو ابن عبيد الله بن أبي مليكة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله، وهو عم عبد الرحمن.

وأخرجه ابن سعد 3/ 180، وابن ماجه (1627) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وتابع عبد الرحمن بن أبي بكر عبدُ العزيز بنُ رفيع إلا أن في طريقه محمد بن أبان الجُعْفي، وهو ضعيف، وقد اختلف عليه فيه:

فرواه الطيالسي (1508) -ومن طريقه ابن سعد 3/ 180 - عن محمد بن أبان الجعفي، عن عبد العزيز بن رفيع، عن ابن أبي مليكة، به.

ورواه عفان -فيما أخرجه ابن سعد 3/ 180 - عن محمد بن أبان عن عبد العزيز بن رفيع، عن ابن أبي مليكة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

وسيرد بنحوه بإسنادٍ صحيح برقم (25113)، وانظر (24751).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابنُ عُلَيَّة، وأيوب: هو السَّخْتِياني. =

ص: 236

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 248، ومسلم (2876)(79)، والنسائي في "الكبرى"(11659) -وهو في "التفسير"(679) - والطبري في "تفسيره" 30/ 116، وابن حبان (7369) و (7371) من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(1318)، وإسحاق بن راهويه (1250)، والبخاري (4939)، ومسلم (2876)، والترمذي عقب الحديث (3337)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة"(2192)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(338)، والبيهقي في "الشعب"(269) من طرق عن أيوب، به.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(1319)، وإسحاق بن راهويه (1249) و (1259)، والمروزي في زوائده على "الزهد" لابن المبارك (369)، والبخاري (4939) و (6536)، ومسلم (2876)(80)، وأبو داود (3093)، والترمذي (2426) و (3337)، والطبري 30/ 116، وابن حبان (7370)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين"(96) و (130)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 318 - 319 و 2/ 347 - 348، والبيهقي في "الاعتقاد والهداية" ص 139 من طرق عن ابن أبي مُليكة، به.

قال البخاري بإثر الرواية (6536) وهي من طريق عثمان بن الأسود عن ابن أبي مُليكة: وتابعه ابنُ جريج ومحمد بن سليم وأيوبُ وصالح بن رستم، عن ابن أبي مُليكة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال الحافظ في "الفتح" 11/ 401: متابعة ابن جريج ومحمد بن سليم وصلهما أبو عوانه في "صحيحه".

قلنا: ومتابعة صالح بن رستم، وهو أبو عامر الخزاز، وصلها ابن راهويه (1249)، وأبو داود (3093)، وغيرهما.

وأخرجه الحاكم بغير هذا السياق 4/ 580 من طريق الحَرِيش بن خِرِّيت، عن ابن أبي مُليكة، به، وسكت عنه، فتعقَّبه الذهبي، فقال: الحَرِيش بن =

ص: 237

24201 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ - يَعْنِي ابْنَ سُوَيْدٍ - عَنْ مُعَاذَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالنَّقِيرِ، وَالْمُزَفَّتِ (1).

= خِرِّيت قال البخاري: في حديثه نظر.

وأخرجه البخاري (4939) و (6537)، ومسلم (2876)(80)، والطبري في "التفسير" 30/ 116، واللالكائي في "أصول اعتقاد أهل السنة"(2190)(2191) من طريق أبي يونس حاتم بن أبي صغيرة، عن ابن أبي مليكة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8590) من طريق حجاج بن أرطاة، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن الزبير، عن عائشة، به، وحجاج بن أرطاة ضعيف.

وسيأتي بالأرقام (24215) و (24605) و (24769) و (24772) و (25958) و (25515) و (25707).

وفي الباب عن أنس عند الترمذي (3338).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الحديث (24024)، إلا أن شيخ الإمام أحمد في هذا الإسناد هو إسماعيل وهو ابن عُليَّة.

وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(562)، ومسلم (1995)(38)، والبيهقي في "معرفة الآثار"(17410) من طريق إسماعيل ابن عُليَّة، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 307 عن زياد بن أيوب، عن إسماعيل ابن عُلَيَّة، به. بلفظ: نهى عن الدباء بذاته. ثم أخرجه النسائي عقبه من طريق المعتمر بن سليمان، عن إسحاق بن سويد، بهذا الإسناد، ثم قال: قال إسحاق -أي ابن سويد-: وذكرَتْ هنيدة عن عائشة مثل حديث معاذة وسمَّت الجرار. قلت لهُنيدة: أنت سمعتيها سمت الجرار؟ قالت: نعم. =

ص: 238

24202 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: أَرَأَيْتِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ، أَمْ (1) فِي آخِرِهِ؟ قَالَتْ: رُبَّمَا اغْتَسَلَ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ، وَرُبَّمَا اغْتَسَلَ فِي آخِرِهِ. قُلْتُ: اللهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الْأَمْرِ سَعَةً. قُلْتُ: أَرَأَيْتِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ (2) يُوتِرُ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ أَوْ فِي آخِرِهِ؟ قَالَتْ: رُبَّمَا أَوْتَرَ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ، وَرُبَّمَا أَوْتَرَ فِي آخِرِهِ. قُلْتُ: اللهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الْأَمْرِ سَعَةً. قُلْتُ: أَرَأَيْتِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَجْهَرُ بِالْقُرْآنِ، أَوْ يَخْفِتُ (3) بِهِ؟ قَالَتْ: رُبَّمَا جَهَرَ بِهِ، وَرُبَّمَا خَفَتَ (4). قُلْتُ: اللهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الْأَمْرِ سَعَةً (5).

قلنا: وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(854) عن عبد الوهَّاب الثقفي، عن إسحاق بن سويد، عن هُنيدة، عن عائشة، به.

وأخرجه النسائي 8/ 307 عن سويد، قال: أنبأنا عبد الله، عن طَوْد بن عبد الملك القيسي -بصريّ- قال: حدثني أبي، عن هنيدة بنت شريك بن أبان قالت: لقيت عائشة رضي الله عنها بالخُرَيبة، فسألتها عن العكر، فنهتني عنه وقالت: انبذي عشيةً، واشربيه غُدوةً، وأوكي عليه، ونهتني عن الدباء والنقير والمزفت والحنتم.

(1)

في (م): أو.

(2)

في (ظ 8): أكان.

(3)

في (م) و (ظ 2) و (ق): يخافت.

(4)

في (م): خافت.

(5)

إسناده صحيح، غضيف بن الحارث مختلف في صحبته، وأثبت =

ص: 239

24203 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ

= صحبته أبو حاتم وأبو زرعة، وذكره في التابعين ابن سعد والعِجْلي والدارقطني ووثقوه، وذكره ابن حبان في "الثقات" في التابعين، وذكره أيضاً في الصحابة. وقال الحافظ في "التقريب": مختلف في صحبته، ومنهم من فرق بين غضيف بن الحارث، فأثبت صحبته، وغطيف بن الحارث، فقال: إنه تابعي، وهو أشبه. قلنا: وباقي رجال الإسناد ثقات. بُرْد بنُ سِنَان: هو أبو العلاء الدمشقي، نزيل البصرة.

وأخرجه أبو داود (226)، والبيهقي في "السنن" مختصراً 1/ 199 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 1/ 62، وابن ماجه (1354) من طريق إسماعيل ابن علية، به.

وأخرجه مطولاً ومختصراً أبو داود (226)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 125 - 126، وابن حبان (2447) و (2582)، والطبراني في "الأوسط"(2500)، وفي "الشاميين"(391) و (392) و (393) و (2239)، والحاكم 1/ 153، والبيهقي 1/ 199 من طرق عن بُرْد بن سِنان، به

وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(750) من طريق عتبة بن أبي حكيم، عن عُبادة بن نسي، به.

وأخرجه أيضاً في "الشاميين"(1890) من طريق عبد الرحمن بن أبي عون، عن غضيف بن الحارث، به.

وسيأتي مطولاً ومختصراً بالأرقام (24453) و (25070) و (25160) و (25203) و (25331) و (25344).

وانظر (24188).

قال السندي: قوله: يجهر بالقرآن: في الليل.

ص: 240

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ "(1).

(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلَيَّة، وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر: هو المعروف بابن أبي عتيق، وروايته عن عائشة في "الصحيحين".

وعلقه البخاري في "صحيحه" قبل الحديث (1934) بصيغة الجزم، فقال: وقالت عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره.

وأخرجه أبو يعلى (4598) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(338)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 159 من طريق شعبة، والبغوي في "شرح السنة"(200) من طريق أحمد بن خالد، كلاهما عن محمد بن إسحاق، به.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 30 (ترتيب السندي)، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/ 34، وفي "السنن الصغير"(77)، وفي "معرفة الآثار"(582)، وأخرجه الحميدي (162)، كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن إسحاق، به.

وخالفهما محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، فرواه -كما عند البيهقي في "السنن" 1/ 34 - عن سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن محمد بن إسحاق، به، فزاد في الإسناد مسعراً بين سفيان ومحمد بن إسحاق. قال الحافظ في "تلخيص الحبير" 1/ 60: والذي في مسند ابن أبي عمر ليس فيه مسعر، فيحتمل أن يكون عنده على الوجهين.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(278) من طريق محمد بن عبد الله بن محمد، عن أبيه عبد الله بن محمد، به.

ورواه حماد بن سلمة -فيما سلف برقم (7) - عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن أبي بكر الصديق، فجعله من حديث أبي بكر، قال الدارقطني في "العلل" =

ص: 241

24204 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مِنْ أَكْمَلِ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنَهُمْ خُلُقًا وَأَلْطَفَهُمْ بِأَهْلِهِ "(1).

= 1/ 277: عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الصواب، قلنا: يعني أنه من حديث عائشة.

وأخرجه ابن خزيمة (135)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 105، والبيهقي في "السنن" 1/ 34 من طريق عبيد بن عمير، عن عائشة، به.

وسيأتي بالأرقام (24332) و (25133) و (26014)، وسيأتي برقم (24925) من طريق يزيد بن زريع، عن عبد الرحمن بن أبي عتيق، عن أبيه، عن عائشة. وهذا إسناد حسن كذلك.

قال السندي: قوله: "مطهرة"، بفتح ميم أو كسرها: هو كلُّ آلة يتطهر بها، والسواك كذلك لأنه ينظف الفم.

و"مرضاة"، بفتح ميم وسكون راء، أي: سبب لرضاه تعالى.

(1)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو قلابة -وهو عبد الله بن زيد الجرمي- لم يدرك عائشة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلَيَّة.

وأخرجه الترمذي (2612) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد، وقال كما في "تحفة الأشراف" 11/ 440: حديث حسن، ولا نعرف لأبي قلابة سماعاً من عائشة.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9154) من طريق حفص بن غياث، عن خالد الحَذَّاء، به.

وسيأتي برقم (24677).

وانظر (24355) و (24595) و (25013) و (25537).

وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7402)، وذكرنا تتمة =

ص: 242

24205 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا نَكَحَتِ الْمَرْأَةُ بِغَيْرِ أَمْرِ مَوْلَاهَا، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ، فَنكَاحُهَا بَاطِلٌ، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ، فَإِنْ أَصَابَهَا، فَلَهَا مَهْرُهَا بِمَا أَصَابَ مِنْهَا، فَإِنْ اشْتَجَرُوا، فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ ".

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: فَلَقِيتُ الزُّهْرِيَّ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَلَمْ يَعْرِفْهُ. قَالَ: وَكَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى وَكَانَ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: السُّلْطَانُ: الْقَاضِي، لِأَنَّ إِلَيْهِ أَمْرَ الْفُرُوجِ وَالْأَحْكَامِ (1).

= شواهده هناك.

قال السندي: "أحسنهم خُلُقاً" بضمتين، أي: معاملة مع أهله.

(1)

حديث صحيح، وصححه ابن معين وأبو عوانة وابن خزيمة وابن حبان والحاكم والبيهقي، كما سيرد، وما حكاه إسماعيلُ -وهو ابنُ عُلَيَّة- عن ابن جريج أنه سأل الزُّهري عن هذا الحديث فلم يعرفه، لم يذكره عن ابن جريج غيرُ ابنِ عُلَيّة، وقد ضعَّف ابن معين روايته عن ابن جريج، فقد قال الترمذي عقب الحديث: وذُكر عن يحيى بن معين أنه قال: لم يذكر هذا الحرفَ عن ابن جريج إلا إسماعيلُ بنُ إبراهيم. قال يحيى بن معين: وسماعُ إسماعيل بن إبراهيم عن ابن جريج ليس بذاك، إنما صحَّح كتبه على كتب عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد ما سمع من ابن جريج. وضعف يحيى رواية إسماعيل عن ابن جريج. وقال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 112: لم يُتابَع ابنُ عُلية على هذا، وقد تكلم يحيى بن معين في سماع ابن عُلية من ابن جريج، وذكر أنه عرض سماعه منه على عبد المجيد. وسليمانُ بنُ موسى من الثقات =

ص: 243

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الحفاظ، وابنُ جريج ممن يُعتمد عليه إذا قال: أخبرني، وسمعت، كذلك قال أحمد بن حنبل، وقد قيل في هذا الحديث ما يدل على سماعه منه، قال عبد الرزاق وأبو عاصم وغيرهما عن ابن جريج: أخبرني سليمان بن موسى.

قلنا: ونقل البيهقي في "السنن" 7/ 105 عن أبي حاتم الرازي قوله: سمعتُ أحمد بن حنبل يقول -وذُكر عنده ما حكاه ابنُ علية-: إنَّ ابن جُريج له كتب مدونة، وليس هذا في كتبه. يعني حكاية ابن علية عن ابن جريج. ثم نقل البيهقي عن جعفر الطيالسي قوله: سمعتُ يحيى بن معين يوهن رواية ابن عُلية عن ابن جريج أنه أنكر معرفة حديث سليمان بن موسى

ثم قال: وضعَّف يحيى بنُ معين روايةَ إسماعيل عن ابن جريج جداً. ونقل البيهقي أيضاً عن عثمان بن سعيد الدارمي انه قال ليحيى بن معين: فما حالُ سليمان بن موسى في الزهري؟ فقال: ثقة، وروى بإسناده إلى بقية قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة، قال: قال لي الزُّهري: إن مكحولاً يأتينا وسليمان بن موسى، وايم الله، إن سليمان بن موسى لأحفظ الرجلين.

قلنا: وردُّ ابن التركماني أنَّ ابنَ عُلية لم ينفرد بما حكاه عن ابن جريج، بل تابعه عليه بشر بن المفضل من رواية الشاذَكوني عنه عن ابن جريج، ردَّه ابنُ عدي نفسُه، فقال بعد إيراد رواية بشر هذه 3/ 1115: وهذه القصة معروفةٌ بابن عُلَيَّة، أن ابن جريج سأل الزُّهري، فلم يعرفه. قلنا: يعني أنها ليست معروفة من رواية بشر بن المفضل، وروايتُه هذه لا يُفرح بها؛ لأنها من طريق الشاذَكوني -وهو سليمان بن داود- فقد ذكره الذهبي في "الميزان"، وقال: قال البخاري: فيه نظر، وكذَّبه ابن معين في حديث ذُكر له عنده، وقال عبدان الأهوازي: كانت كتبه قد ذهبت، فكان يحدِّث من حفظه، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال النسائي ليس بثقة، وقال صالح بن محمد الحافظ: ما رأيت أحفظ من الشاذكوني، وكان يكذب في الحديث. ثم قال الذهبي: وساق له ابن عدي أحاديث خولف فيها، وقال: ما أشبه أمره بما قال عبدان: يحدث =

ص: 244

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= حفظاً فيغلط.

وقال الحافظ في "التلخيص" 3/ 157: وأعلَّ ابنُ حبان وابن عدي وابن عبد البر والحاكم وغيرهم الحكاية عن ابن جريج، وأجابوا عنها على تقدير الصحة بأنه لا يلزم من نسيان الزُّهري له أن يكون سليمان بن موسى وهم فيه، وقد تكلم عليه أيضاً الدارقطني في جزء مَنْ حدَّث ونسي، والخطيبُ بعده.

قلنا: وقد رواه عن ابن جريج جمع لم يذكر أحد منهم ما رواه ابنُ عُلَيَّة عن ابن جريج، لكن اختُلف عليه في متنه:

فرواه هَمَّام كما عند الطيالسي (1463). وسفيانُ بنُ عيينة وعبدُ الله بنُ رجاء المزني كما عند الحميديِّ (228)، والترمذيِّ (1102)، وابنِ عبد البر في "التمهيد" 19/ 86. ومسلمُ بنُ خالد وعبدُ المجيد بن أبي رَوَّاد وسعيدُ بن سالم كما عند الشافعيِّ في "مسنده" 2/ 11 (بترتيب السندي)، والبيهقيِّ في "معرفة السنن" 10/ 29، والبغويِّ في "شرح السنة" (2262). وابنُ المبارك كما عند سعيد بنِ منصور في "السنن"(528). وإسماعيلُ بنُ زكريا عنده كذلك (529) ومعاذُ بنُ معاذ عند ابنِ أبي شيبة 4/ 128، وابنِ ماجه (1879). وأبو عاصم الضَّحَّاكُ بن مَخْلَد كما عند الدارميِّ (2184)، والدارقطنيِّ في "العلل" 5/ ورقة 114 - 115، والحاكمِ في "المستدرك" 2/ 168، والبيهقيِّ في "السنن" 7/ 138. وسفيانُ الثوري عند أبي داود (2083)، وابنِ عبد البرِّ في "التمهيد" 19/ 85، والدارقطنيِّ في "العلل" 5/ ورقة 113. ويسعى بنُ سعيد الأنصاري كما عند النسائيِّ في "الكبرى"(5394)، والطحاويِّ في "شرح معاني الآثار" 3/ 7، وابنِ حِبَّان (4074)، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 113، وأبي نعيم في "الحلية" 6/ 88. ومحمدُ بنُ عبد الله الأنصاري كما عند أبي يعلى (4750). وابنُ وَهْب كما عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 7، والدارقطنيِّ في "العلل" 5/ ورقة 115، والبيهقيِّ في "السنن الكبرى" 7/ 105، وفي "السنن الصغير" 3/ 16. ومؤمَّل بنُ إسماعيل كما عند الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 114 - 113 و 114. وحجاجُ بنُ محمد عند الدارقطنيِّ كذلك =

ص: 245

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 5/ ورقة 114، والحاكمِ في "المستدرك" 2/ 168، والبيهقيِّ في "السنن" 7/ 105. وعبدُ الوهَّاب بنُ عطاء كما عند الدارقطنيِّ 5/ ورقة 115. ويحيى بنُ أيوب كما عند الحاكمِ 2/ 168. وعبيدُ الله بنُ موسى كما عند البيهقيِّ في "السنن" 7/ 113. جميعُهم -وهم تسعةَ عَشَرَ راوياً- عن ابن جريج، بهذا الإسناد.

وصحَّحه ابنُ معين -فيما حكاه البيهقيُّ عنه في "السنن" 7/ 107 - وصحَّحه كذلك الحاكم والبيهقي، وقال الترمذي: حديث حسن، وصححه أبو عوانة وابن خزيمة فيما حكاه الحافظ في "الفتح" 9/ 191.

قال الحاكم: فقد صحَّ وثبتَ بروايات الأئمة الأثبات سماعُ الرواة بعضهم من بعض، فلا تُعلَّلُ هذه الروايات بحديث ابنِ عُلَيّة وسؤالِه ابنَ جريج عنه، وقولِهِ: إني سألت الزُّهري عنه، فلم يعرفه، فقد ينسى الثقةُ الحافظُ الحديثَ بعد أن حدَّث به. وأقره الذهبي.

ورواه حفص بن غياث كما عند ابن حبان (4075). ويحي بن سعيد الأموي كما عند البيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 125، و"السنن الصغير" 3/ 20، كلاهما عن ابن جريج، به. فزادوا:"وشاهِدَيْ عَدْل". وجاء عندهما بلفظ: "لا نكاحَ إلا بِوَليّ". زاد حفص بن غياث: "وما كان من نكاح على غير ذلك، فهو باطل

".

ورواه عيسى بن يونس، عن ابن جريج، واختُلف عنه:

فرواه سليمانُ بن عمر بن خالد كما عند الدارقطني في "السنن" 3/ 225 - 226، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 125. ومحمد بن أحمد الحجاج الرَّقي كما عند ابن حزم في "المحلى" 9/ 465، والبيهقي في "السنن" 7/ 124 - 125، كلاهما عن عيسى بن يونس، عن ابن جُريج، به، بزيادة: "وشاهِدَيْ عَدل" -ولفظه من طريق سليمان بن عمر بن خالد: "لا نِكاحَ إلا بوليّ"- وتابعهما عبد الرحمن بن يونس، عن عيسى بن يونس فيما ذكر الدارقطني في "السنن" 3/ 226. =

ص: 246

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وخالفهم ابنُ راهويه (698)، وعليُّ بن خَشْرم كما عند الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 113، فروياه عن عيسى بن يونس، عن ابن جريج، وثم يذكرا الشاهِدَيْن.

ولم ينفرد به ابنُ جريج، فقد نقل الحافظ في "التلخيص" 3/ 157 أن أبا القاسم بن عنده ذكر أن معمراً وعُبيد الله بنَ زَحْر تابعا ابنَ جريج على روايته إياه عن سليمان بن موسى.

ولم ينفرد به سليمان بنُ موسى كذلك، فقد تابعه جعفر بنُ ربيعة، كما سيرد برقم (24372)، لكن في طريقه ابنُ لهيعة. وحجَّاج بنُ أَرْطاة كما سلف برقم (2261)، وسيرد برقم (26235). وعبيد الله بنُ أبي جعفر كما عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 7 وفي طريقه ابن لهيعة أيضاً. ومحمد ابنُ إسحاق وقُرَّةُ بنُ عبد الرحمن بن حَيْوِيل، وإبراهيم بنُ أبي عَبْلة، كما عند الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 116، ويزيد بنُ أبي حبيب، وأيوب بنُ موسى، وابنُ عُيينة، وإبراهيم بنُ سعد، فيما ذكر ابن عدي في "الكامل" 3/ 1116، وقال: وكلُّ هؤلاء طرقُهم طرقٌ غريبة، إلا حديث حجَّاج بنِ أَرْطاة، فإنه مشهور، رواه عنه جماعة. قلنا: لكن يشدُّ بعضُها بعضاً، ويصحُّ الحديث بمجموعها.

وقد رواه هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فيما أخرجه الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 430، وأبو يعلى (4682)، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 177، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 30 من طريق زمعة بن صالح، وأبو يعلى (4749) من طريق مَنْدل، والطبراني في "الأوسط"(6923)، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 117 من طريق جعفر بن بُرْقان، وابنُ عديٍّ في "الكامل" 2/ 770 من طريق الحُسين بن علوان، والدارقطنيُّ في "السنن" 3/ 277 وفي "العلل" 5/ ورقة 117 من طريق يزيد بن سنان، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 239 من طريق أبي مالك الجنبي، ستتهم عن هشام بن عروة، به. وزاد بعضهم: وشاهِدَيْ عدل، وأسانيدُهم ضعيفة. =

ص: 247

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ورواه عن هشام بن عروة أيضاً الحجاجُ بن أرطاة فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 112، وقال: واختُلف عنه:

فرواه عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، عن حجاج، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة.

وتابعه هشام بن يونس عن أبي مالك الجَنْبي، عن حجاج، عن هشام، عن أبيه، والصحيح: عن حجاج، عن الزُّهري، عن عروة، عن عائشة. قلنا: وسيرد برقم (26235).

قال الدارقطني: ورواه سهل بن عثمان وإبراهيم بن يوسف الصيرفي، عن أبي مالك الجَنْبي، ولم يذكروا فيه حجَّاجاً.

ورواه عن هشام ابنُ جريج فيما ذكر الدارقطني في "العلل" أيضاً، وقال: تفرَّد به مُطَرِّف بن مازن عنه، ووهم فيه، والصحيح: عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن الزُّهري.

وضعف ابن معين طريق هشام بن عروة فيما حكاه البيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 107.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6348)، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 117 من طريق أبي الوليد خالد بن يزيد العدوي، عن أبي الغُصْن ثابت بنِ قيس، والدارقطني 5/ ورقة 116 من طريقين (فرّقهما) عن أبي حازم، كلاهما عن عروة، به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أبي الغُصن إلا خالد بن يزيد.

وسيرد بالأرقام (24372) و (25326) و (26235).

وله شاهد صحيح من حديث أبي موسى الأشعري، سلف برقم (19518).

وآخر من حديث ابن عباس، سلف برقم (2260)، وذكرتا هناك بقية أحاديث الباب.

ونزيد من أحاديث الباب هنا: حديث عائشة عند البخاري برقم (5127)، وقد ذَكَرَتْ فيه أنَّ النكاح كان في الجاهلية كان على أربعة أنحاء، وذكرتْ أنَّ =

ص: 248

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الأول منها هو نكاح الناس اليوم، يخطُب الرجلُ إلى الرجلِ وليَّتَه أو ابنَته، فيصدُقها، ثم ينكحها، وبعد أن ذكرت الأنحاء الثالثة الأخرى قالت: فلما بُعث محمدٌ صلى الله عليه وسلم بالحقّ هَدَمَ نكاح الجاهلية كلَّه إلا نكاج الناس اليوم.

قال الحافظ في "الفتح" في شرح الحديث: قوله: إلا نكاح الناس اليوم، أي: الذي بدأت بذكره، وهو أن يخطُب الرجل إلى الرجل، فيزوِّجَه، احتُجَّ بهذا على اشتراط الولي

ثم قال الحافظ: وقد صَحَّ عن عائشة أنها أنكحت رجلاً من بني أخيها، فضربت بينهم بسِتْر، ثم تكلَّمت، حتى إذا لم يبق إلا العقد أمرت رجلاً، فأنكح، ثم قالت: ليس إلى النساء نكاح. أخرجه عبد الرزاق.

قلنا: وقد ترجم البخاري لحديث عائشة هذا والأحاديث الأخرى التي أوردها في الباب بقوله: باب من قال: "لا نكاح إلا بولي".

وأورد فيه بعد حديث عائشة حديث ابن عمر الذي فيه أن عمر حين تأيَّمت بنتُه حفصةُ لقي عثمان، فقال له: إن شئتَ أنكحتُك حفصة، ثم لقي أبا بكر، فقال له مثل ذلك. وسلف من حديث عمر برقم (74)، ومن حديث ابن عمر برقم (4807).

وأورد بعده حديث مَعْقِل بن يسار، وهو الذي نزل فيه قوله تعالى:{فلا تعضُلوهنَّ} [البقرة: 232] وفيه أنه قد زوَّج أخته بعد أن عَضَلها.

وقال الحافظ في "الفتح": ذهب الجمهورُ إلى اشتراط الولي في النكاح، وقالوا: لا تُزوِّجُ المرأةُ نفسَها أصلاً، واحتجوا بالأحاديث المذكورة، ومن أقواها هذا السببُ المذكور في نزول الآية الكريمة، وهي أصرحُ دليل على اعتبار الوليّ، وإلا لمَا كان لِعَضْلهِ معنىً، ولأنها لو كان لها أن تُزَوِّجَ نفسَها لم تحتج إلى أخيها .... وذكر ابنُ المنذر أنه لا يُعرف عن أحد من الصحابة خلافُ ذلك، ثم ذكر قول أبي حنيفة وغيره في ذلك، فراجعه.

ويشهدُ لقوله: "السلطانُ وليُّ من لا وليَّ له" أيضاً حديثُ سهل بن سعد =

ص: 249

24206 -

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا قَعَدَ بَيْنَ الشُّعَبِ الْأَرْبَعِ، ثُمَّ أَلْزَقَ الْخِتَانَ بِالْخِتَانِ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ "(1).

= عند البخاري (5135)، وفيه أنه صلى الله عليه وسلم قال لرجلٍ خطب امرأة عنده:"زَوَّجناكها بما معك من القرآن"، وقد ترجم البخاري للحديث بقوله: باب السلطانُ ولي.

قال السِّندي: قوله: "فإن اشتجروا"، أي: اختلفوا، بأن رضيت المرأة دون الأولياء أو رضي البعضُ دون البعض.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد، وهو ابن جُدْعان، وقد رفعه عن سعيد، والصواب عنه موقوفاً كما سيأتي في التخريج، وقد اختلف في رفعه ووقفه، ووقفه صحيح كذلك، وهو في حكم المرفوع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 38 (بترتيب السندي)، وفي "اختلاف الحديث" ص 62، وابن أبي شيبة 1/ 85، وإسحاق بن راهويه (1100)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 1/ 463 - 464 من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 38، وفي "اختلاف الحديث" ص 62، وفي "الأم" 1/ 31، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 55، والبيهقي في "المعرفة" 1/ 463، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 100 - 101، والبغوي في "شرح السنة"(243) من طرق عن علي بن زيد، به.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 45 - 46، ومن طريقه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 57، والبيهقي في "معرفة الآثار" 1/ 467، والحازمي في "الاعتبار" ص 30 - 31، وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(936)، ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط"(576) عن معمر، كلاهما عن الزهري، عن سعيد =

ص: 250

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ابن المسيب، أن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعائشة رضي الله عنهم كانوا يقولون: إذا مس الختان الختان، فقد وجب الغسل.

وأخرجه مالك 1/ 46، ومن طريقه الشافعي في "المسند" 1/ 37 - 38، وفي "اختلاف الحديث" ص 60، والبيهقي في "المعرفة" 1/ 462 - 463، وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(954) عن ابن جريج، كلاهما عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة موقوفاً، وفيه قصة مع أبي موسى الأشعري.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 100 من طريق أبي قرة، عن مالك، عن يحيى الأنصاري، عن سعيد بن المسيب، مرفوعاً قال ابن عبد البر: هذا خطأ، والصواب ما في "الموطأ". يعني موقوفاً.

وأخرجه مسلم (349)، وابن خزيمة (227)، وأبو عوانة 1/ 288 - 289، وابن المنذر في "الأوسط"(587)، وابن حبان (1183)، والطبراني في "الأوسط"(7115)، وابن حزم في "المحلى" 2/ 2، والبيهقي في "السنن" 1/ 163 - 164، وفي "معرفة السنن والآثار" 1/ 465 - 466، والحازمي في "الاعتبار" ص 30 من طريق أبي موسى الأشعري، عن عامة، به مرفوعاً، وفيه قصة.

وأخرجه عبد الرزاق (945)، وابن أبي شيبة 1/ 85، وابن راهويه (1219)، وابن المنذر (585)، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 103 - 104 من طريق عطاء بن أبي رباح، والطحاوي في "شعرت معاني الآثار" 1/ 60 من طريق ميمون بن مهران، كلاهما عن عادة موقوفاً، بلفظ:"إذا التقى الختانان، فقد وجب الغسل".

وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 12/ 286 من طريق عروة، عن عائشة مرفوعاً.

ورواه مسروق عن عائشة، واختلف عليه فيه:

فأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 86 من طريق داود، عن مسروق، عن عائشة، =

ص: 251

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= موقوفاً.

وأخرجه عبد الرزاق (938)، ومن طريقه ابن المنذر (579) من طريق الشعبي، عن مسروق، عن عائشة، مرفوعاً.

ورواه أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة، واختلف عليه فيه:

فأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 46، ومن طريقه عبد الرزاق (941)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 60، والبيهقي في "السنن" 1/ 166 عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله، ومن طريقه أورده البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 182، ومن طريق محمد بن عمرو، كلاهما عن أبي سلمة، عن عائشة موقوفاً.

وأخرجه ابنُ راهويه (1044) من طريق أبي واقد الليثي، وأورده البخاري في "تاريخه" 6/ 182 من طريق حفص بن حجار، وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 374 من طريق عثمان بن عطاء، ثلاثتهم عن أبي سلمة، عن عائشة، مرفوعاً.

ورواه معمر بن أبي حبيبة، واختلف عليه فيه:

فأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 59 من طريق الليث، عن معمر بن أبي حبيبة، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار، عن عائشة موقوفاً، وفيه قصة.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 1/ 87 - 88، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 58 - 59، وفي "شرح مشكل الآثار"(3965) من طريق محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن معمر بن أبي حبيبة، عن عبيد بن رفاعة بن رافع الأنصاري، عن أبيه، عن عائشة موقوفاً، وفيه قصة.

وقد سلف 5/ 115.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 58 من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن معمر بن أبي حبيبة، عن عبيد بن رفاعة، عن عائشة، موقوفاً، وفيه قصة. =

ص: 252

24207 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا غَسَلَتْ مَنِيًّا أَصَابَ ثَوْبَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

24208 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ

= وسيأتي بتمامه وبنحوه بالأرقام (24391) و (24458) و (24459) و (24655) و (24792) و (24815) و (24914) و (25037) و (25281) و (25902) و (26025) و (26289).

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وقد سلف برقم (6670)، وذكرنا هناك أحاديث الباب، ونزيد عليها هنا: حديث معاذ سلف 5/ 234.

قال السندي: قوله: "بين الشعب الأربع"، بضم الشين المعجمة وفتح العين المهملة: والمراد: شعب المرأة، أي: نواحيها، قيل: يداها ورجلاها، وقيل: نواصي الفرج الأربع، وإلحاق الختان بالختان كناية عن غيبوبة الحشفة.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسليمان بن يسار صرح بسماعه من عائشة في الرواية (25098).

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1134)، والترمذي (117)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 50 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

ولفظه عند ابن راهويه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي كان يغسله.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وسيأتي بالأرقام (25098) و (25293) و (25984).

وانظر (24064).

ص: 253

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَيَّرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاخْتَرْنَاهُ، فلم (1) يَعْدُدْهَا عَلَيْنَا شَيْئًا (2).

24209 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ ضِجَاعُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الَّذِي يَنَامُ عَلَيْهِ بِاللَّيْلِ مِنْ أَدَمٍ مَحْشُوًّا لِيفًا (3).

(1) في (م): وَلَمْ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24181) سنداً ومتناً.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابنُ المبارك في "الزهد"(1000)، وإسحاق بن راهويه (845)، ومسلم (2082)، وأبو داود (4146)، وأبو يعلى (4404)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 156 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 218 - 219، وإسحاق بن راهويه (844)، وهناك في "الزهد"(741)، وعبد بن حميد في "المنتخب"(1506)، والبخاري (6456)، ومسلم (2082)، وأبو داود (4147)، والترمذي في "سننه"(1761)، وفي "الشمائل"(322)، وابن ماجه (4151)، وأبو يعلى (4958)، وأبو عوانة 5/ 468 و 468 - 469 و 469، وابن حبان (6361)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2067، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 156، والبيهقي في "الشعب"(1459) و (6291)، وفي "الدلائل" 1/ 344، والبغوي في "شرح السنة"(3122) و (3123) من طرق عن هشام، به.

وسيأتي بالأرقام (24293) و (24451) و (25729) و (25773)، ومطولاً برقم (24768).

وفي الباب عن أنس بن مالك، وقد سلف برقم (12417)، وذكرنا هناك أحاديث الباب. =

ص: 254

24210 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 7]" فَإِذَا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيهِ، فَهُمُ الَّذِينَ (1) عَنَى الله عز وجل، فَاحْذَرُوهُمْ "(2).

قال السندي: قولها: ضجاع: كالفراش، لفظاً ومعنى.

أدم، بفتحتين، جمع أديم: بمعنى الجلد المدبوغ.

ليفاً، بكسر اللام: قشر النخل.

(1)

في (ظ 2) و (ق): الذي.

(2)

حديث صحيح، رجالهُ ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابنُ عُلَيَّة، وأيوب: هو ابنُ أبي تميمة السَّخْتياني. وعبد الله بن أبي مُليكة: هو عبد الله بن عُبيد الله بن أبي مُلَيْكة.

وأخرجه ابن ماجه (47)، والطبري في تفسير الآية المذكورة من آل عمران (6605) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 116، وابن راهويه (1235) و (1236)، وابن ماجه (47)، وابن أبي عاصم في "السنة"(6)، والطبري (6606) و (6607) و (6608) و (6609)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2516)، وابن حبان (76)، والآجري في "الشريعة" ص 26 و 27 و 72 و 332، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 546 من طرق عن أيوب بن أبي تميمة =

ص: 255

24211 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ

= السَّخْتياني، به.

وتوبع أيوب:

فأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(492)(التفسير) من طريق حمَّاد بن يحيى الأَبَحّ، والترمذي (2993)، والطبراني في "الأوسط"(3368) من طريق أبي عامر الخزَّاز صالح بن رستم، والطبري (6612) و (6614)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2515) من طريق نافع بن عُمر الجُمحي. والطبري كذلك (6613) من طريق رَوْح بن القاسم. والطبراني في "الأوسط" كذلك (4952) من طريق عليِّ بن زيد بن جُدْعان، خمستهم عن ابن أبي مُلَيْكة، به. قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيح. قلنا: وإسناد الطبري (6612)، والطحاوي (2515) وقع فيه تصريحُ ابنِ أبي مُلَيْكة بسماعه من عائشة، لكن في طريقه الوليد بنُ مسلم، وهو كثيرُ التدليس والتسوية، ومثلُه ينبغي أن يُصرِّح بالسماع في جميع طبقات الإسناد، وقد عنعن، فلا يعتدُّ به.

وقد اختُلف فيه على ابنِ أبي مُلَيكة:

فرواه يزيدُ بنُ إبراهيم كما سيرد برقم (26197)، وحمادُ بنُ سلمة، كما سيرد برقمي (24929) و (25004)، عن عبد الله بن أبي مُلَيكة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، بزيادة القاسم بن محمد بين ابنِ أبي مُليكة وعائشة.

قال الحافظ في "الفتح" 8/ 210: قد سمع ابنُ أبي مُلَيكة من عائشة كثيراً، وكثيراً أيضاً ما يُدخِلُ بينها وبينه واسطة، وقد اختُلف عليه في هذا الحديث.

قلنا: وسيرد بالأرقام (24929) و (25004) و (26197)، وانظر حديث أبي أمامة 5/ 262.

قال السندي: قوله: يجادلون فيه، أي: يدفعون بعضه ببعض.

ص: 256

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ مَاهِرٌ بِهِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَؤُهُ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ (1) أَجْرَانِ "(2).

(1) في (م): فله.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلَيَّة، وهشام: هو ابنُ أبي عبد الله الدَّسْتَوائي، وقتادة: هو ابنُ دِعامة السدوسي، وقد صرَّح بسماعه من زُرارة بن أوفى في الرواية (24788). وسعد بن هشام: هو ابن عامر الأنصاري.

وأخرجه الطيالسي (1499)، والدارمي (3368)، وأبو داود (1454)، والترمذي (2904)، والنسائي في "السنن الكبرى"(8047)، وابن الضُّريس في "فضائل القرآن"(29)، وأبو نعيم في. "الحلية" 2/ 260، والبغوي في "شرح السنة"(1174) من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. وقرن الطيالسي -ومن طريقه الترمذي وأبو نُعيم- بهشامٍ شعبةَ، وقرن الدارمي وأبو داود به همَّاماً. ووقع عند الدارمي: زُرارة بن أبي أوفى، وهو خطأ. قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيح، وقال البغوي: هذا حديث متفقٌ على صحته.

وسيرد من طريق شعبة برقم (24788)، ومن طريق همَّام برقم (24634).

وأخرجه مسلم (798)(244)، والنسائي في "الكبرى"(8045)، وابن الضُّريس في "فضائل القرآن"(35)، والفريابي في "فضائل القرآن"(3)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 2/ 395 من طريق أبي عَوانة، عن قتادة، به.

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(4194) و (6016) عن معمر، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن عائشة، به. قال المزي في "التهذيب": والمحفوظ أن بينهما سعد بن هشام.

وسيرد بالارقام (24634) و (24677) و (24788) و (25365) و (25592) و (26028) و (26296). =

ص: 257

24212 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا ومَسْرُوقٌ عَلَى عَائِشَةَ، فَقُلْنَا لَهَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، رَجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَحَدُهُمَا يُعَجِّلُ الْإِفْطَارَ وَيُعَجِّلُ الصَّلَاةَ، وَالْآخَرُ يُؤَخِّرُ الْإِفْطَارَ وَيُؤَخِّرُ الصَّلَاةَ؟ قَالَ: فَقَالَتْ: أَيُّهُمَا يُعَجِّلُ الْإِفْطَارَ وَيُعَجِّلُ الصَّلَاةَ؟ قَالَ: قُلْنَا: عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَتْ: كَذَاكَ كَانَ يَصْنَعُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَالْآخَرُ أَبُو مُوسَى (1).

= وانظر (19549).

قال السندي: قوله: "ماهرٌ به"، أي: حاذِقٌ بقراءته.

"مع السَّفَرَة": هم الملائكة، جمع سافر، وهو الكاتب؛ لأنه يبين الشيء، ولعل المراد بهم الملائكة الذين قال تعالى فيهم:{بأيدي سفرة كرام بررة} [عبس: 15 - 16]. والمعية في التقرب إلى الله تعالى، وقيل: المراد أنه يكون في الآخرة رفيقاً لهم في منازلهم، أو هو عامل بعملهم.

"أجران": قيل: يضاعف له في الأجر على الماهر؛ لأن الأجر بقدر التعب، وقيل: بل المضاعفة للماهر لا تحصى، فإن الحسنة قد تضاعفت إلى سبع مئة وأكثر، والأجر شيء مقدر، وهنا له أجران من تلك المضاعفة.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعمارة: هو ابن عُمير التيمي، وأبو عطية مختلف في اسمه، وهو الوادعي الهَمْداني.

وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(ترجمة أبي عطية) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق (1480)، ومسلم (1099)(49)، وأبو داود (2354)، =

ص: 258

24213 -

حَدَّثَنَا ابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ خَيْثَمَةَ، وَقَالَ: يُعَجِّلُ الْإِفْطَارَ وَيُؤَخِّرُ السَّحُورَ (1).

= والترمذي (702)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 144 - 145، وفي "الكبرى"(2471)، والبيهقي في "السنن" 4/ 237، والبدوي في "شرح السنة"(1731) من طريق أبي معاوية، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وأبو عطية اسمه: مالك بن أبي عامر الهمداني، ويقال: ابن عامر الهمداني، وابن عامر أصح.

وأخرجه مسلم (1099)(50) من طريق ابن أبي زائدة، والنسائي في "المجتبى" 4/ 144، وفي "الكبرى"(2470)، من طريق زائدة، كلاهما عن الأعمش، به.

وسيرد بالأرقام (24213) و (24214) و (25399).

وفي باب استحباب تعجيل الفطر وتأخير السحور عن أبي هريرة، سلف برقم (9810)، وذكرنا أحاديث الباب هناك.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على سليمان، وهو ابن مِهْران الأعمش. فرواه عنه شعبة كما في هذه الرواية، وسفيان الثوري كما عند النسائي في "المجتبى" 4/ 144، وفي "الكبرى"(2469) كلاهما عن الأعمش، عن خيثمة، عن أبي عطية، به. بلفظ: يعجل الإفطار ويؤخر السحور.

ورواه أبو معاوية كما سلف في الرواية (24212)، وزائدة كما عند النسائي في "الكبرى"(2470)، وابن أبي زائدة كما عند مسلم (1099)(50)، وسفيان الثوري في رواية مُؤَمَّل عنه كما سيأتي (24214) أربعتهم عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي عطية، به، بلفظ: يعجل الإفطار، ويعجل الصلاة. وقال الدارقطني: والقول قول من قال: عن الأعمش، عن عمارة، عن أبي عطية، به.

وأخرجه الطيالسي (1512) -ومن طريقه البيهقي في "السنن" 4/ 237 - والنسائي في "المجتبى" 4/ 143 - 144، وفي "الكبرى"(2468) من طريق خالد بن الحارث، كلاهما (الطيالسي وخالد) عن شعبة، بهذا الإسناد.

وسيأتي مطولاً برقم (25399). =

ص: 259

24214 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ، قَالَ: قُلْنَا لِعَائِشَةَ: رَجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَحَدُهُمَا يُعَجِّلُ الْمَغْرِبَ، وَيُعَجِّلُ الْإِفْطَارَ، وَالْآخَرُ يُؤَخِّرُ الْمَغْرِبَ، وَيُؤَخِّرُ الْإِفْطَارَ، فَذَكَرَهُ (1).

24215 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي بَعْضِ صَلَاتِهِ: " اللهُمَّ حَاسِبْنِي حِسَابًا يَسِيرًا ". فَلَمَّا انْصَرَفَ، قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، مَا الْحِسَابُ الْيَسِيرُ؟ قَالَ:" أَنْ يَنْظُرَ فِي كِتَابِهِ، فَيَتَجَاوَزَ عَنْهُ، إِنَّهُ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَوْمَئِذٍ يَا عَائِشَةُ، هَلَكَ، وَكُلُّ مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ يُكَفِّرُ اللهُ عز وجل بِهِ عَنْهُ حَتَّى الشَّوْكَةُ تَشُوكُهُ "(2).

= وفي باب فضل تأخير السحور من حديث زيد بن ثابت عند مسلم (1097)(47)، وقد سلف نحوه (21671).

(1)

حديث صحيح، مؤمل -وهو ابن إسماعيل، وإن كان ضعيفاً- ثقة في سفيان، وهو الثوري.

وقد سلف من طريق أبي معاوية، عن الأعمش بهذا الإسناد برقم (24212)، وانظر ما قبله.

(2)

حديث صحيح دون قوله: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول في صلاته: "اللَّهمَّ حاسِبْني حسابا يسيراً" فهذه الزيادة تفرَّد بها محمد بن إسحاق؛ وقد قال الذهبي في "الميزان": وما تفرَّد به فيه نكارة. قلنا: وقد اختُلف عليه فيه، كما سيرد، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير عبد الواحد بن حمزة بن =

ص: 260

24216 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: مَاتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي وَيَوْمِي وَبَيْنَ سَحْرِي ونَحْرِي، فَدَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَمَعَهُ سِوَاكٌ رَطْبٌ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ فِيهِ حَاجَةً، قَالَتْ: فَأَخَذْتُهُ، فَمَضَغْتُهُ ونَفَضْتُهُ وَطَيَّبْتُهُ، ثُمَّ دَفَعْتُهُ إِلَيْهِ، فَاسْتَنَّ كَأَحْسَنِ مَا رَأَيْتُهُ

= عبد الله بن الزبير، فمن رجال مسلم.

وأخرجه الحاكم 1/ 57 و 255، والبيهقي في "الشعب"(270) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم! ولم يخرِّجاه بهذا اللفظ، إنما اتفقا على حديث ابن أبي مُلَيْكة عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ نُوقش الحساب عُذِّب". ووافقه الذهبي!

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 30/ 115، وابن خزيمة (7372)(849) من طريق إسماعيل ابنِ عُلَيَّة، به.

وأخرجه الطبري 30/ 115، وابن حبان (7372)، والحاكم 4/ 249 - 250 و 579 - 580 من طرق عن محمد بن إسحاق، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3662) من طريق محمد بن سلمة، وهو الحَراني، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عروة بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة، به.

وقال: لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن عروة إلا محمد بن إسحاق، تفرَّد به محمد بنُ سلمة.

وسيأتي برقم (25515) من طريق آخر عن عبد الواحد بن حمزة دون زيادة ابن إسحاق هذه.

وقوله: "وكلُّ ما يُصيبُ المؤمنَ

" سلف نحوه بإسناد صحيح برقم (24114). وانظر (24515).

ص: 261

مُسْتَنًّا قَطُّ، ثُمَّ ذَهَبَ يَرْفَعُهُ (1) إِلَيَّ، فَسَقَطَ مِنْ يَدِهِ، فَأَخَذْتُ أَدْعُو اللهَ عز وجل بِدُعَاءٍ كَانَ يَدْعُو لَهُ بِهِ جِبْرِيلُ عليه السلام، وَكَانَ هُوَ يَدْعُو بِهِ إِذَا مَرِضَ، فَلَمْ يَدْعُ بِهِ فِي مَرَضِهِ ذَلِكَ (2)، فَرَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَقَالَ:" الرَّفِيقُ الْأَعْلَى، الرَّفِيقُ الْأَعْلَى (3) " يَعْنِي وَفَاضَتْ نَفْسُهُ، فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَمَعَ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ (4) الدُّنْيَا (5).

(1) في (ظ 2) و (هـ) و (ق): يدفعه.

(2)

في (ظ 8): ذاك.

(3)

في (ظ 2) و (هـ): الرفيق الأعلى، لم تتكرر مرتين.

(4)

لفظ أيام، ليس في (ظ 8) وهو في هامش (هـ).

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلَيَّة، وأيوب: هو السختياني، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله.

وأخرجه الحاكم 4/ 7 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وقال: صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه بتمامه ومختصراً ابنُ سَعْد 2/ 261، وإسحاق (1254)، والبخاري (4451)، وابن حبان (6616)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1283، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصفهان"(1050)، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 206، والخطيب في "موضح أوهام الجمع" 2/ 138 و 139 من طرق عن أيوب، به.

وأخرجه بتمامه ومختصراً ابن طهمان في "مشيخته"(40)، والبخاري (3100)، وأبو يعلى (4604)، وابن حبان (6616)، والطبراني في "الكبير" 23/ (82)، والحاكم 4/ 6 - 7، واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(2753) من طرق عن ابن أبي مليكة، به.

وأخرجه مطولاً البخاري (4449) و (6510)، والطبراني في "الكبير" =

ص: 262

24217 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَكَعَ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ (1).

= 23/ (78)، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 206 - 207، والبغوي في "شرح السنة"(3826) من طريق عيسى بن يونس، عن عمر بن سعيد، عن ابن أبي مليكة، عن أبي عمرو ذكوان مولى عائشة، أن عائشة، كانت تقول

فذكره، وزاد: وبين يديه ركوة أو علبة -يشك عمر- فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء، فيمسح بهما وجهه، يقول:"لا إله إلا الله، إن للموتِ سكرات".

وأخرجه البخاري (4438)، والطبراني في "الكبير" 23/ (79) من طريق القاسم بن محمد، عن عائشة، به.

وأخرجه مختصراً ابن سعد 2/ 234 من طريق علقمة بن أبي علقمة، عن أُمِّه، عن عائشة، به.

وسيرد بالأرقام (25640) و (26346).

وقد سلف برقم (24039).

قال السندي: قولها: ويومي، أي: إنه ترك القسم في تلك الأيام ولزم بيت عائشة، إلا أنه لو قسم لكان ذلك اليوم يوم عائشة رضي الله تعالى عنها.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. عبد الرحمن بن إسحاق، وهو المدني مختلف فيه، حسن الحديث، قال ابن معين: وكان إسماعيل ابن عُلَيَّة يرضاه.

قلنا: وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 2/ 247 - ومن طريقه ابن ماجه (1198) - عن إسماعيل، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24057).

وسيرد بالأرقام (24904) و (25009) و (26169).

ص: 263

24218 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ لَنَا سِتْرٌ فِيهِ تِمْثَالُ طَائِرٍ، فَكَانَ الدَّاخِلُ إِذَا دَخَلَ، اسْتَقْبَلَهُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا عَائِشَةُ حَوِّلِي هَذَا، فَإِنِّي كُلَّمَا دَخَلْتُ فَرَأَيْتُهُ، ذَكَرْتُ الدُّنْيَا ". وَكَانَتْ لنا (1) قَطِيفَةٌ، كُنَّا نَقُولُ: عَلَمُهَا مِنْ حَرِيرٍ، فَكُنَّا نَلْبَسُهَا (2).

(1) المثبت من (ظ 8) ومن الرواية (24267)، ووقع في بقية النسخ: لَهُ، وهو خطأ.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. داود بن أبي هند وعَزْرَة -وهو ابن عبد الرحمن الخزاعي- من رجاله، وأخرج البخاري للأول منهما تعليقاً، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، إسماعيل: هو ابنُ عُلَيَّة، وحُميد بن عبد الرحمن: هو الحِمْيَري.

وأخرجه مسلم (2107)(88) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطوَّلاً ومختصراً إسحاق بن راهويه (1321)، ومسلم (2107)(89)، والترمذي (2468)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 213، وفي "الكبرى"(9775)، وأبو يعلى (4468)، وابن حبان (672) من طرق عن داود بن أبي هند، به.

وأخرجه مختصراً النسائي في "الكبرى"(9774) من طريق سفيان، عن داود بن أبي هند، عن عَزْرة، عن عائشة، به. لم يذكر سعد بن هشام. والصحيح إثباته كما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 77.

وسيرد برقمي: (24043) و (26077).

وسلف بنحوه مطولاً برقم (24081).

وانظر (24417).

قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 14/ 87: هذا محمولٌ على أنه كان =

ص: 264

24219 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ. وَمُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ سَائِبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَنْ قَتْلِ الْحَيَّاتِ (1) - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ: الَّتِي تَكُونُ فِي الْبُيُوتِ - وَأَمَرَ (2) بِقَتْلِ الْأَبْتَرِ وذو (3) الطُّفْيَتَيْنِ، قَالَ:" إِنَّهُمَا يَلْتَمِسَانِ الْبَصَرَ، وَيُسْقِطَانِ مَا فِي بُطُونِ النِّسَاءِ، وَمَنْ (4) تَرَكَهُمَا، فَلَيْسَ مِنِّي "(5).

= قبل تحريم اتخاذ ما فيه صورة، فلهذا كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يدخل ويراه، ولا يُنكره.

قلنا: سيرد أنه صلى الله عليه وسلم هتك السِّتْرَ الذي فيه صورٌ في الرواية (25744).

وسيرد ذكر تحريم هذه الصور في الرواية (26090).

(1)

في (ظ 8) الجِنَّان. قلنا: وهو ما أثبتناه عن هذه النسخة في الرواية السالفة برقم (24010).

(2)

في (م): أمرنا.

(3)

كذا في النسخ، وقد سلف توجيهه في التعليق على الحديث (24010).

(4)

في (ظ 8) و (هـ): فمن.

(5)

حديث صحيح، سائبة، وهي مولاة الفاكه بن المغيرة، تفرد بالرواية عنها نافع مولى ابن عمر، وذكرها الذهبي في "الميزان" في المجهولات من النساء، لكنه قال: وما علمت في النساء من اتهمت ولا من تركوها، وذكر الحافظ في "التهذيب": أن ابن حبان ذكرها في "الثقات" ولم نجد ذلك في مطبوعه، وقد توبعت، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، ومحمد بن عبيد: هو الطنافسي، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1774) عن محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. =

ص: 265

24220 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ بِنْتُ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْتِيهَا وَهُوَ صَائِمٌ، فَيَقُولُ:" أَصْبَحَ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ تُطْعِمُونِيهِ؟ " فَتَقُولُ: لَا، مَا أَصْبَحَ عِنْدَنَا شَيْءٌ كَذَاكَ. فَيَقُولُ:" إِنِّي صَائِمٌ ". ثُمَّ جَاءَهَا بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَتْ: أُهْدِيَتْ لَنَا هَدِيَّةٌ، فَخَبَأْنَاهَا لَكَ. قَالَ:" مَا هِيَ؟ " قَالَتْ: حَيْسٌ. قَالَ: " قَدْ أَصْبَحْتُ صَائِمًا "، فَأَكَلَ (1).

= وأخرجه ابنُ عبد البر في "التمهيد" 16/ 132، وفي "الاستذكار" 27/ 254 من طريق ابن نمير، عن عبيد الله بن عمر، به.

وأخرجه الطيالسي (1542) عن عبد الله بن نافع، عن نافع، به، ووقع في المطبوع: السائب بدل سائبة، وهو تحريف.

وأخرجه مرسلاً مالك في "الموطأ" 2/ 976 عن نافع، عن سائبة مولاة معايشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى

فذكره مختصراً.

قال ابنُ عبد البر في "التمهيد" 16/ 131: وأكثر أصحاب نافع وحفاظهم يروونه عن نافع، عن سائبة، عن عائشة مسنداً متصلاً.

وقد سلف برقم (24010) بإسنادٍ صحيح.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، طلحة بن يحيى -وهو ابن طلحة بن عبيد الله التيمي- مختلف فيه، حسن الحديث، وهذا مما انتقاه له مسلم، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 194 - 195، وفي "الكبرى"(2635) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1023) عن عيسى بن يونس، ومسلم (1154)(169)، والبيهقي في "السنن" 4/ 203 و 274 - 275 من طريق عبد الواحد بن زياد، وأبو يعلى (4563) من طريق أبي معاوية، وأبو يعلى =

ص: 266

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= كذلك (4596)، وابن حبان (3630) من طريق إسماعيل بن زكريا، وابن خزيمة (2143) من طريق محمد بن سعيد، وابن خزيمة كذلك (2141)، وابن حبان (3629)، والدارقطني 2/ 175، وتمّام في "فوائده"(559) و (560) من طريق شعبة، والبيهقي في "السنن الصغير"(1293) و (1294) من طريق يعلى بن عبيد، سبعتهم عن طلحة بن يحيى، به. قلنا: وقد أخرجه النسائي (2322) و (2323) من طريقين، عن طلحة بن يحيى بن طلحة، عن مجاهد عن عائشة وزاد في آخره: ثم قال: إنما مثل صوم المتطوع مثل الرجل يُخرجُ مِن ماله الصدقة، فإن شاء أمضاها وإن شاء حبسها، وهذه الزيادة ليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هي مدرجة من كلام مجاهد، بيَّن ذلك الإمام مسلم في "صحيحه"، فقد أخرج الحديث برقم (1154) من طريق عبد الواحد بن زياد حدثنا طلحة ابن يحيى بن عبيد الله، حدثتني عائشةُ بنتُ طلحة، عن عائشة أم المؤمنين، قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم يا عائشة:"هل عندكم شيءٌ؟ " قالت: فقلت: يا رسول الله ما عندنا شيء، قال:"فإني صائم"، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهُديت لنا هدية، أو جاءنا زور، قالت: فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله أهديت لنا هدية أو جاءنا زور، وقد خبأت لك شيئاً، قال:"ما هو؟ " قلتُ: حيس، قال:"هاتيه"، فجئت به، فأكل، ثم قال:"قد كنت أصبحت صائماً" قال طلحة: فحدثتُ مجاهداً بهذا الحديث، فقال: ذاك بمنزلة الرجل يخرج الصدقة من ماله، فإن شاء أمضاها، وإن شاء أمسكها.

ولم يتفطن الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله لهذا الإدراج في "آداب الزفاف" ص 159، فذكر رواية النسائي الموهمة رفع هذه الزيادة وصحح إسنادها، وأغفل رواية مسلم التي تبين بوضوح إدراجها، وأنها ليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 266، ومن طريقه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 109، والبيهقي في "السنن" 4/ 275، والبغوي في "شرح السنة"(1812)، وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(7739)، والحميدي =

ص: 267

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (190) و (191)، وأخرجه الدارقطني 2/ 177، والبيهقي 4/ 275 من طريق محمد بن عمرو بن العباس الباهلي، أربعتهم عن سفيان بن عيينة، عن طلحة بن يحيى، به. ورواية الجميع سوى الحميدي بطرفه الثاني، وزاد الشافعي في إحدى روايتي البيهقي، وعبد الرزاق، ومحمد بن عمرو الباهلي، زادوا في آخره:"وأصوم يوماً مكانه".

قال البيهقي 4/ 275: وكان أبو الحسن الدارقطني رحمه الله يحمل في هذا اللفظ على محمد بن عمرو بن العباس الباهلي، ويزعم أنه لم يروه بهذا اللفظ غيره ولم يتابع عليه، وليس كذلك، فقد حدث به ابن عيينة في آخر عمره، وهو عند أهل العلم بالحديث غير محفوظ ثم قال البيهقي: قال المزني: سمعت الشافعي يقول: سمعت سفيان عامة مجالسه لا يذكر فيه: "سأصوم يوماً مكانه". ثم عرضته عليه قبل أن يموت بسنة، فأجاب فيه:"سأصوم يوماً مكانه". ثم قال البيهقي: ورواية عامة دهره لا يذكر فيه هذا اللفظ مع رواية الجماعة عن طلحة بن يحيى لا يذكره منهم أحد، منهم سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، وعبد الواحد بن زياد، ووكيع بن الجراح، ويحيى بن سعيد القطان، ويعلى بن عبيد، وغيرهم، تدلُّ على خطا هذه اللفظة، والله أعلم.

ورواه سفيان الثوري عن طلحة بن يحيى، واختلف عليه فيه:

فأخرجه أبو داود (2455)، والبيهقي في "السنن" 4/ 203 من طريق محمد ابن كثير العبدي، والترمذي (734)، والبغوي في "شرح السنة"(1745) من طريق بشر بن السري، والنسائي في "المجتبى" 4/ 194، وفي "الكبرى"(2633) من طريق القاسم بن يزيد، والدارقطني 2/ 176 - 177 من طريق يحيى بن أبي الحجاج المنقري، والبيهقي 4/ 203 من طريق روح بن عبادة، خمستهم عن سفيان الثوري، عن طلحة بن يحيى، به.

وخالفهم أبو بكر الحنفي، فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 194 وفي "الكبرى"(2624) من طريقه عن سفيان الثوري، عن طلحة بن يحيى، عن =

ص: 268

24221 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمَّارٍ - وَكَانَ ثِقَةً، وَيُقَالُ لَهُ: ابْنُ عَمَّارِ بْنِ أَبِي زَيْنَبَ مَدِينِيٌّ - قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ (1)

= مجاهد، عن عائشة، به.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 193 - 194، وفي "الكبرى"(2631) من طريق أبي الأحوص، وفي "المجتبى" 4/ 194، وفي "الكبرى"(2632) من طريق شريك، كلاهما عن طلحة بن يحيى، عن مجاهد، عن عائشة، به. وزاد في آخره: إنما مثل صوم التطوع مثل الرجل يخرج من ماله الصدقة، فإن شاء أمضاها وإن شاء حبسها. وهذه الزيادة مدرجة كما سلف بيانها.

ورواه القاسم بن معن، عن طلحة بن يحيى، واختلف عليه فيه:

فأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 195، وفي "الكبرى"(2637) من طريق علي بن صهبان الجهضمي، عن القاسم بن معن، عن طلحة بن يحيى، عن مجاهد وعائشة بنت طلحة، به.

وأخرجه في "المجتبى" 4/ 195، وفي "الكبرى"(2638) من طريق المعافى بن سليمان، عن القاسم بن معن، عن طلحة بن يحيى، عن مجاهد وأم كلثوم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: .... فذكره مرسلاً.

ورواه سماك بن حرب، واختلف عليه فيه:

فأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(7792) عن إسرائيل، عن سماك، عن عائشة بنت طلحة، به.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 195 - 196، وفي "الكبرى"(2639) من طريق أحمد بن خالد، عن إسرائيل، عن سماك، عن رجل، عن عائشة بنت طلحة، به.

وأخرجه الدارقطني 1/ 175 - 176، والبيهقي في "السنن" 4/ 203 و 275 من طريق سليمان بن معاذ الضبي، عن سماك، عن عكرمة، عن عائشة، به.

وسيأتي برقم (25731).

قال السندي: قولها: كذاك، أي: كفاك.

(1)

لفظ "ابن محمد" ليس في (ظ 8).

ص: 269

عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: " فُضِّلَتِ صَلَاةُ (1) الْجَمَاعَةِ عَلَى صَلَاةِ الْفَذِّ خَمْسًا وَعِشْرِينَ "(2).

24222 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: " يَا عَائِشَةُ، مَا فَعَلَتِ الذَّهَبُ " فَجَاءَتْ مَا بَيْنَ الْخَمْسَةِ إِلَى السَّبْعَةِ أَوِ الثَّمَانِيَةِ (3) أَوِ تِسْعَةِ (4)، فَجَعَلَ يُقَلِّبُهَا بِيَدِهِ، وَيَقُولُ:" مَا ظَنُّ مُحَمَّدٍ بِاللهِ عز وجل لَوْ لَقِيَهُ وَهَذِهِ عِنْدَهُ! أَنْفِقِيهَا "(5).

(1) في (ظ 2) و (هـ) و (م) فضلت الجماعة، والمثبت من (ظ 8) و (ق) وهامش (هـ).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الرحمن بن عمار، فقد روى له أبو داود في "المراسيل"، والنسائي، وهو ثقة.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 103، وفي "الكبرى"(913) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وقد سلفت أحاديث الباب في مسند عبد الله بن مسعود في الرواية (3564).

قال السندي: قوله: "الجماعة" أي: الصلاة مع الجماعة.

قوله: "الفذ" أي: المنفرد.

(3)

في هامش (هـ) و (ظ 8) أو ثمانية.

(4)

في (م): أو التسعة.

(5)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو، وهو ابن علقمة الليثي، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الحميدي (283) عن سفيان بن عيينة، وابن سعد 2/ 238 عن =

ص: 270

24223 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ: " سُبْحَانَكَ اللهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، رَبِّ اغْفِرْ لِي ". يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ (1).

= عبد الوهَّاب بن عطاء الخَفّاف، وابن أبي شيبة 3/ 238، عن علي بن مُسْهِر، والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس)(438) من طريق مسعود بن واصل، وابن حبان (3212) من طريق يزيد بن زُرَيع، والبغوي في "شرح السنة"(1656) من طريق إسماعيل بن جعفر، ستتهم عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.

ورواه عبدة بن سليمان، عن محمد بن عمرو، واختلف عليه فيه:

فأخرجه هناد في "الزهد"(622) عن عبدة، عن محمد بن عمرو، به.

وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(432) عن أبي كريب، عن عبدة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه ابن سعد -بألفاظ مختلفة- 2/ 237 - 239 من طرق عن عائشة، به.

وسيأتي برقم (25492)، وبنحوه برقمي (24590) و (24733).

وانظر حديث ما ترك صلى الله عليه وسلم ديناراً ولا درهماً، وقد سلف برقم (24176).

وفي الباب عن أم سلمة، سيرد 6/ 293.

قال السندي: قوله: "ما ظن محمد

" إلخ، أي: حسن الظن به تعالى يقتضي أن لا يحبس الإنسان للغد، أو لما بعد الموت، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، يحيى: هو ابنُ سعيد القطَّان، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابنُ المعتمر، وأبو الضُّحى: اسمه مسلم ابن صُبَيْح، ومسروق: هو ابن الأجدع. =

ص: 271

24224 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَخْلَدُ بْنُ خُفَافِ بْنِ إِيمَاءَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ (1):" الْخَرَاجُ بِالضَّمَانِ "(2).

= وأخرجه البخاري (817)، والبيهقي في "السنن" 2/ 86 من طريق يحيى، بهذا الإسناد. وزاد: وسجوده.

وأخرجه بنحوه عبد الرزاق في "مصنفه"(2878)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 219، وفي "الكبرى"(709)، وأبو عوانة 2/ 186، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 234، والطبراني في "الدعاء"(600) من طرق عن سفيان، به. وزاد الجميع سوى الطحاوي: وسجوده.

وسلف برقم (24163).

(1)

لفظ "قال" ليس في (ظ 8).

(2)

حديث حسن وهذا إسناد ضعيف، مخلد بن خفاف قال الذهبي في "الميزان" وثقه ابن وضاح، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الترمذي عن حديثه هذا بعد أن أخرجه: هذا حديث حسن صحيح، وقال أبو حاتم: لم يرو عنه غير ابن أبي ذئب، وليس هذا إسناداً تقوم به الحجة غير أني أقول به لأنه أصلح من آراء الرجال، وقال البخاري: فيه نظر.

قلنا: قد تابع مخلدَ بن خفاف عمرُ بنُ علي المقدَّمي، ومسلمُ بنُ خالد الزنجي، وخالدُ بن مهران، كما سيأتي، فالحديث حسن بهذه المتابعات، ولا سيما أن أهل العلم تلقوا هذا الحديث بالقبول، وعملوا به. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى"(627)، والحاكم في "المستدرك" 2/ 15، وابن عبد البر في "التمهيد" 18/ 206 و 207 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1464)، والشافعي في "مسنده" 2/ 143 - 144 وعبد الرزاق في "مصنفه"(14777)، وإسحاق بن راهويه (750) و (775) =

ص: 272

24225 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ عمْرَةَ (1)

= و (776)، وحميد بن زنجويه في "الأموال"(280)، وأبو داود (3508) و (3509)، والترمذي (1285)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 254 - 255، وأبو يعلى (4575)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2830) و (2831)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 21، والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 231، وابن حبان (4928)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2436، والدارقطني 3/ 53، والحاكم 2/ 15، وتمَّام في "فوائده"(691) و (692)، والبيهقي في "السنن" 5/ 321، وفي "معرفة السنن والآثار"(11349) و (11359)، والبغوي في "شرح السنة"(2119) من طرقه عن ابن أبي ذئب، به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم. وكذلك حسّنه البغوي.

وأخرج ابن عدي في "الكامل" 6/ 2437 من طريق يزيد بن عياض، عن مخلد بن خفاف، به.

والحديث سيأتي بالأرقام (25276) و (25745) و (25999) وسيأتي برقمي (24514) و (24847) من طريق مسلم بن خالد الزنجي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، به.

وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 8/ 297 - 298 من طريق إبراهيم بن عبد الله الهروي، حدثنا أبو الهيثم خالد بن مهران البلخي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، وهذا سند حسن.

قال السندي: قوله "الخراج بالضمان"، الخراج بالفتح: أريد به ما يخرج ويحصل من غلة العين المشتراة: عبداً كان أو غيره، وذلك أن يشتريه فيستغلّه زماناً، ثم يعثر منه على عيب كان فيه عند البائع، فله رَدُّ العين المبيعة وأَخْذُ الثمن، ويكون للمشتري ما استغله؛ لأن المبيع لو تلف في يده لكان في ضمانه، ولم يكن له على البائع شيء.

(1)

في (م): عن عروة، وهو خطأ.

ص: 273

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ لَا يُصَلِّي إِلَّا رَكْعَتَيْنِ، فَأَقُولُ: قَرَأَ فِيهِمَا بِفَاتِحَةِ (1) الْكِتَابِ؟ (2).

24226 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ فِي أَهْلِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ (3).

(1) في (ظ 8): فاتحة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القَطَّان، وعمرة: هي بنت عبد الرحمن الأنصارية.

وأخرجه الطيالسي (1581)، ومسلم (724)(93)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 297، وأبو عوانة 2/ 275 و 276 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وسيرد برقم (24687) و (25396).

وقد سلف برقم (24125).

قال السندي: قولها: فأقول: قرأ فيهما، بتقدير حرف الاستفهام، وليس المقصود الشك في قراءة الفاتحة.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، والحكم: هو ابن عتيبة، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(979)، والطيالسي (1383)، وابن سعد 1/ 365 - 366 و 366، وإسحاق (1550)، والبخاري (676) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(3678) - و (5363) و (6039)، وفي "الأدب المفرد"(538)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 20، والبيهقي في "السنن" =

ص: 274

24227 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَامِرٌ، قَالَ: أَتَى مَسْرُوقٌ عَائِشَةَ، فَقَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم رَبَّهُ؟ قَالَتْ: سُبْحَانَ اللهِ! لَقَدْ قَفَّ شَعْرِي لِمَا قُلْتَ، أَيْنَ أَنْتَ مِنْ ثَلَاثٍ، مَنْ حَدَّثَكَهُنَّ، فَقَدْ كَذَبَ: مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم رَأَى رَبَّهُ، فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ:{لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} [الأنعام: 103]{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الشورى: 51] وَمَنْ أَخْبَرَكَ بِمَا (1) فِي غَدٍ، فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ:{إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ} هَذِهِ الْآيَةَ [لقمان: 34] وَمَنْ أَخْبَرَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم كَتَمَ، فَقَدْ كَذَبَ. ثُمَّ قَرَأَتْ:{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} [المائدة: 67] وَلَكِنَّهُ رَأَى جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ مَرَّتَيْنِ (2).

= 2/ 215، وفي "الدلائل" 1/ 327، وفي "الآداب"(836) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو الشيخ ص 62 من طريق بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن عائشة مختصراً.

وسيرد بالأرقام (24749) و (24903) و (25948) و (25341) و (25710) و (26048) و (26194) و (26239).

قال السندي: قولها: في مهنة أهله، بفتح ميم وسكون هاء: الخدمة، وجوَّزَ بعضهم كسر الميم، وأنكره الآخرون، والله تعالى أعلم.

(1)

في (ظ 8): ما.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابنُ سعيد القطان، =

ص: 275

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وإسماعيل: هو ابنُ أبي خالد، وعامر: هو ابن شَراحيل الشعبي، ومسروق: هو ابن الأجدع.

وأخرجه بتمامه ومختصراً البخاري (4612) و (4855) و (7380) و (7531)، ومسلم (177) و (289)، وأبو يعلى (4901) و (4902). والطبري في تفسير الآية (67) من سورة المائدة، وفي تفسير الآية (103) من سورة الأنعام، وأبو عوانة 1/ 154 - 155، وابن منده في "الإيمان"(767) و (768)، والبغوي في تفسير الآية (13) من سورة النجم، من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به.

وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 252، والترمذي (3278)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 229 من طريق مُجالد بن سعيد، وابن راهويه (1426)، والبخاري (3235)، ومسلم (177)(290)، وأبو عَوانة 1/ 155، وابن منده (769)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 367 - 368، وفي "الأسماء والصفات"(921) من طريق أبي أسامة، عن زكريا بن أبي زائدة، عن ابن الأَشْوع سعيد بنِ عمرو، والبخاري في "خلق أفعال العباد" ص 77 من طريق أبي مَعْشَر مختصراً والطبري في تفسير الآية (13) من سورة النجم من طريق محمد بن يزيد، كلُّهم عن عامر الشعبي، به.

ولفظ رواية ابن الأشوع: قلت لعائشة: فأين قولهُ: {ثم دنا فتَدَلى، فكان قابَ قوسَيْنِ أو أدنى} [النجم: 8 - 9] قالت: ذاك جبريل كان يأتيه في صورة الرَّجُل، وإنه أتاه هذه المرة في صورته التي هي صورته، فَسَدَّ الأُفق.

وأخرجه مطولاً ومختصراً النسائي في "الكبرى"(11147) -وهو في "التفسير"(167) - وابن خزيمة في "التوحيد" ص 225 من طريق إبراهيم، والطبري في تفسير الآية (67) من سورة المائدة من طريق محمد بن الجهم، كلاهما عن مسروق، به.

وأخرجه مختصراً البخاري (3234)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" =

ص: 276

24228 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ الْحُمَّى - أَوْ شِدَّةَ الْحُمَّى - مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ "(1).

= (922)، وفي "دلائل النبوة" 2/ 370 من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، عن ابن عَوْن، عن القاسم، وأبو عوانة 1/ 155 من طريق بَيَان، عن قَيْس، كلاهما عن عائشة، به.

وسيرد مختصراً بالأرقام (24885) و (25993) و (26040) و (26041) و (26295).

قال السندي: قولها: سبحان الله، قالته تعجباً من مثل هذا الجهل.

فولها: قَفَّ، بتشديد الفاء، أي: قام شعري من الفَزَع.

قوله تعالى: {لا تُدْرِكُه الأبصار} هو كأنها حملت الآيةَ على معنى: لا تراه أبصارُ أهلِ الدُّنيا. وقد سبق البحث في هذا المعنى في مسند ابن عباس عند الحديث (1956) و (2580).

قولهما: كَتَم، أي: من الوحي شيئاً.

قوله تعالى: {يا أيُّها الرسول بلِّغ

} أي: فكيف يكتمُ مع أنه يؤدِّي إلى ترك الامتثال لأمره تعالى، ولا يُتوقع مثلُ ذلك من مثلِه صلى الله عليه وسلم؟

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (5725)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(60) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (883) و (884)، وعبد بن حميد في "المنتخب"(1498)، والبخاري (3263)، ومسلم (2210)، والترمذي (2074)، والنسائي في "الكبرى"(7607)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2691)، والقضاعي (61)، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 293 و 294، من طرق عن هشام بن عروة، به.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 945 - برواية الليثي- عن هشام بن عروة، =

ص: 277

24229 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا (1) هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ "(2).

24230 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، (3) عَنْ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ

= عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلاً.

قال ابن عبد البر في "الاستذكار" 27/ 46: قد أسند حديث هشام بن عروة، عن أبيه، من أصحاب مالك: ابنُ وهب ومعن بنُ عيسى، روياه عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.

قلنا: وقد أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 293 من طريق ابن وهب، عن مالك مسنداً بالإسناد المذكور.

وسيأتي برقم (24229) و (24598).

وفي الباب: عن ابن عباس، وقد سلف برقم (2649)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

(1)

في (م): عن.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر سابقه، غير أن شيخ الإمام أحمد في هذا الإسناد هو عبد الله بن نمير.

وأخرجه مسلم (2210)(81)، وابن ماجه (3471)، والخطيب في "موضح الأوهام" 2/ 236، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 294 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.

(3)

في (م): حدثنا ابن نُمير، حدثنا يحيى، بإقحام ابن نمير في الإسناد، وهو خطأ.

ص: 278

وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا نَزَلَ صَوْمُ رَمَضَانَ، كَانَ رَمَضَانُ هُوَ الْفَرِيضَةَ، وَتَرَكَ عَاشُورَاءَ، فَكَانَ مَنْ شَاءَ صَامَهُ، وَمَنْ شَاءَ لَمْ يَصُمْهُ (1).

24231 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى وَوَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ - قَالَ يَحْيَى: قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي -، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ هِنْدَ بِنْتَ عُتْبَةَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ، وَإِنَّهُ لَا يُعْطِينِي وَوَلَدِي مَا يَكْفِينَا إِلَّا مَا أَخَذْتُ مِنْ مَالِهِ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ؟ قَالَ:" خُذِي مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر الرواية (24011) غير أن شيخ أحمد هنا: هو يحيى بن سعيد القطان.

وأخرجه البخاري (3831) و (4504)، والنسائي في "الكبرى"(2838) و (11015)، وابن خزيمة (2080) من طريق يحيى بن سعيد القطان بهذا الإسناد.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الدارقطني في "السنن" 4/ 234 و 235 من طريقي يحيى ووكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (5364)، والنسائي في "الكبرى"(9191)، وابن الجارود في "المنتقى"(1025)، وأبو يعلى (4636)، والبغوي في "شرح السنة"(2397) من طريق يحيى، به.

وأخرجه ابنُ سَعْد 8/ 237، وابن أبي شيبة 6/ 584، وابن راهويه (732)، ومسلم (1714)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 246 - 247، وفي "الكبرى"(5982)، وابن ماجه (2293)، والبيهقي في "السنن" 10/ 270 من طريق وكيع، به. =

ص: 279

24232 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ يَأْتِي عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم الشَّهْرُ مَا يُوقِدُونَ فِيهِ نَارًا، لَيْسَ إِلَّا التَّمْرُ وَالْمَاءُ إِلَّا أَنْ نُؤْتَى بِاللَّحْمِ (1).

24233 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعْتَكِفُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، وَيَقُولُ:" الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ ". يَعْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ (2).

= وسيكرر من طريق يحيى وحده برقم (25713).

وقد سلف برقم (24117).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(1456) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (6458) من طريق يحيى، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(20625)، وعبد بن حميد في "المنتخب"(1491)، وإسحاق بن راهويه (851) و (890) و (891)، وهنَّاد في "الزهد"(730)، ومسلم (2972)(26)، والترمذي (2471)، وابن ماجه (4144)، وابن حبان (6361)، والبغوي في "شرح السنة"(4074) من طرق عن هشام، به.

وسيأتي بنحوه مطولاً ومختصراً بالأرقام (24420) و (24561) و (24631) و (24768) و (25491) و (25825) و (26004) و (26077).

وفي الباب عن أبي هريرة، وقد سلف برقم (7962). وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابنُ سعيد القطَّان، =

ص: 280

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وهشامُ: هو ابن عُروة.

وأخرجه البخاري (2019) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد مختصراً بذكر لفظ طرفه فحسب، وهو: "التمسوا

".

وأخرجه بتمامه ابن راهويه (670)، والبخاري (2020)، والترمذي (792) وابن نَصْر المَرْوَزِيّ كما في "مختصر قيام الليل" ص 109 من طريق عَبْدَة بن سُليمان، عن هشام بن عروة، به. قال الترمذي: حديثٌ حسنٌ صحيح.

وقولها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكفُ في العَشْر الأواخِر: أخرجه ابن راهويه (654)، ومسلم (1172)(4)، والبيهقي في "السنن" 4/ 314 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد، وجمع مسلم إلى أبي معاوية حَفْص بن غياث، وابنَ نمير.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "اِلتمِسُوها في العَشْر الأواخر" أخرجه ابن راهويه (655)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 91، وفي "شرح مُشْكل الآثار"(5479) من طريق أبي معاوية، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1517 من طريق عبد الله بن محمد بن زاذان المديني، كلاهما عن هشام، به.

وأخرجه مالك في "الموطأ" -1/ 319 برواية يحيى الليثي، عن زياد بن عبد الرحمن، وص 240 برواية القَعْنبي، و 1/ 340 برواية أبي مصعب الزُّهري، وص 131 برواية محمد بن الحسن- عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"تَحَرَّوْا ليلةَ القَدْرِ في العَشرِ الأَوَاخِرِ من رمضان". ذكره مُرسلاً. قال ابنُ عبد البَرّ في "التمهيد" 22/ 294: لم يُختلف عن مالك -فيما علمت- في إرسال هذا الحديث.

وسيرد قسمه الأول بالأرقام (24613) و (25355) و (25358) و (25952) و (26380).

وسيرد قسمه الثاني بالأرقام (24292) و (24445) و (25690).

وسيرد أنه أراد أن يعتكف، ثم بدا له أن يخرج، برقمي (24544) =

ص: 281

24234 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَرْقِي، يَقُولُ:" امْسَحِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، بِيَدِكَ الشِّفَاءُ، لَا يَكْشِفُ الْكَرْبَ إِلَّا أَنْتَ "(1).

24235 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: قَالَتْ لِي عَائِشَةُ: يَا ابْنَ أُخْتِي، مَا تَرَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

= و (25897).

وفي باب أنه صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العَشْر الأواخِر من رمضان عن ابن عمر سلف برقم (6172)، وذكرنا هناك بقيةَ أحاديث الباب.

وفي باب قوله: "اِلْتَمِسُوها في العَشْرِ الأَواخر" عن أنس سلف برقم (13452)، وذكرنا هناك بقيةَ أحاديث الباب.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وهشام: هو ابن عروة.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7551) من طريق يحيى، بهذا الإسناد. وفيه:"لا كاشف له إلا أنت".

وأخرجه إسحاق (797) و (798) و (1744)، وعبد بن حميد في "المنتخب"(1497)، والبخاري (5744)، ومسلم (2191)(49)، والنسائي في "الكبرى"(10859) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(1020) - والخطيب في "تاريخه" 14/ 230 من طرق عن هشام، به، وفيه:"لا كاشف له إلا أنت".

وأخرجه إسحاق (799) ومن طريقه النسائي في "الكبرى"(7552) و (10858) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(1019) - عن أبي معاوية، عن هشام، به إلا أنه قال:"امسح البأس رب الناس لا شفاء إلا شفاؤك، اشفِ شفاء لا يغادرسَقَماً".

وقد سلف برقم (24175).

ص: 282

السَّجْدَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ عِنْدِي قَطُّ (1).

24236 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ وَأَنَا مُعْتَرِضَةٌ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ عَلَى الْفِرَاشِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُوتِرَ أَيْقَظَنِي (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وهشام: هو ابن عروة بن الزبير.

وأخرجه البخاري (591)، والنسائي في "الكبرى"(1553)، وفي "المجتبى" 1/ 280 - 281 من طريق يحيى بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (194)، وابن أبي شيبة 2/ 351، وعبد بن حميد (1505)، وإسحاق بن راهويه (611)، والنسائي في "الكبرى"(367)، ومسلم (835)(299)، والدارمي (1435)، وأبو عوانة 2/ 264، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 301، وابن حِبَّان (1573)، والبيهقي في "السنن" 2/ 458، والبغوي في "شرح السنة"(782) من طرق عن هشام، به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 301 من طريق ابن أبي الرجال، عن أبيه، عن عمرة، عن عائشة نحوه.

وسيرد بالأرقام (24645) و (24783) و (24823) و (25027) و (25262) و (25359) و (25437) و (25506) و (26044) و (26152).

وفي الباب عن أبي موسى، سلف (19753)، وذكرنا أحاديث الباب هناك. وانظر (24545).

قال السندي: قولها: ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم السجدتين، أي: الركعتين، وعُدَّ هذا من خصائصه صلى الله عليه وسلم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، =

ص: 283

24237 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سُحِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ قَدْ صَنَعَ شَيْئًا وَلَمْ يَصْنَعْهُ (1).

= وهشام: هو ابن عروة بن الزبير.

وأخرجه البخاري (512) و (997)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 67، وفي "الكبرى"(835)، وابن خُزيمة (824)، والبغوي في "شرح السنة"(971) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. بزيادة: فأوترتُ.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(602) و (603) و (604)، وأبو داود (711)، وأبو يعلى (4490) و (4820)، وابن خُزيمة (823) و (824)، وأبو عَوانة 2/ 52، وابن حِبَّان (2341) و (2344) و (2345) و (2347)، والطبراني في "الأوسط"(9459) من طرق عن هشام، به.

وسيأتي بالأرقام (25599) و (25696) و (25942).

وسلف برقم (24088).

قال السندي: قولها: أيقظني، أي: لأُوتر.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، يحيى: هو ابن سعيد القطان.

وأخرجه البخاري (3175)، والطبري في "تفسيره"(1692) من طريق يحيى بهذا الإسناد.

وسيرد مطولاً بالأرقام (24300) و (24347) و (24348) و (24650).

فانظر تخريجه هناك.

قال السندي: قولها: سحر، على بناء المفعول.

قولها: أنه صنع، أي: أنه قادر على أن يصنع.

قولها: ولم يصنعه، أي: ولم يقدر عليه، أي كان يجد من نفسه قدرة على الشيء فإذا أراد أن يفعل حال أَثَرُ السِّحْرِ بينه وبين الفعل، فلم يقدر عليه، وهذا هو المراد في الحديث عند المحققين، وليس المراد أنه كان يخيل إليه الأباطيل.

ص: 284

24238 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُجَاوِرُ فِي الْمَسْجِدِ، فَيُصْغِي إِلَيَّ رَأْسَهُ صلى الله عليه وسلم، فَأُرَجِّلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ (1).

24239 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (2028) وأبو يعلى (4632) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 60. ومن طريقه الشافعي في "السنن" (140)، والبخاري (295) و (5925)، والترمذي في "الشمائل" (31)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 148، وفي "الكبرى" (270) و (3385)، والدارمي (1059)، وأبو عوانة 1/ 312، وابن المنذر في "الأوسط" (785)، وابن حبان (1359)، والطبراني في "الأوسط" (1567) و (2087)، والبيهقي في "السنن" 1/ 186، وفي "السنن الصغير" (188)، وفي "معرفة الآثار" (9084)، والخطيب في "تاريخه" 2/ 254، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 136 - 137 عن هشام بن عروة، به. ولفظه: كنت أُرَجِّلُ رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حائض.

وأخرجه مطولاً ومختصراً الشافعي في "السنن"(141) و (142) و (357)، والحميدي (184)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"(656) و (892) و (2469)، ومسلم (297)(9)، وأبو داود (2469)، وأبو عوانة 1/ 312 - 313، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1409، والبيهقي في "معرفة الآثار"(9084) من طرق عن هشام بن عروة، به.

وسيأتي بالأرقام (24683) و (25683) و (25735).

وقد سلف نحوه برقم (24041).

قال السندي: قولها: يجاور، أي: يعتكف.

قولهات فأرجله، من الترجيل، أي: أصلح شعره بالمشط.

ص: 285

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُوتِرُ بِخَمْسٍ، لَا يَجْلِسُ إِلَّا فِي الْخَامِسَةِ، فَيُسَلِّمُ (1).

24240 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: ذَبَحُوا شَاةً، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا بَقِيَ إِلَّا كَتِفُهَا. قَالَ: " كُلُّهَا قَدْ بَقِيَ إِلَّا كَتِفَهَا "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.

وأخرجه ابن خزيمة (1076) و (1077) من طريق يحيى، بهذا الإسناد.

وأخرجه بتمامه ومختصراً الطيالسي (1449)، والشافعي في "مسنده" 1/ 194 (بترتيب السندي)، وفي "الأم" 1/ 140 - 141، والحميدي (1/ 195)، وإسحاق بن راهويه (616)، ومسلم (737)(123)، وأبو داود (1338)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 240، وفي "الكبرى"(1407) و (1420)، وابن ماجه (1359)، والدارمي (1581)، وابن نصر في "مختصر قيام الليل" ص 124 - 125، وأبو يعلى (4526) و (4657)، وأبو عوانة 2/ 325، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 284، وابن حبان (2437) و (2438) و (2439)، والطبراني في "الأوسط"(2062) وتمام الرازي في "فوائدة"(394)(الروض البسام)، وابن حزم في "المحلى" 3/ 42 - 43، والبيهقي في "السنن" 3/ 27 و 28، وفي "الصغير"(774)، وفي "معرفة السنن والآثار"(5480) من طرق عن هشام، به.

وأخرجه مختصراً الطبراني في "الأوسط"(7710)، والخطيب في "تاريخه" 1/ 388 من طريق عمرو بن مصعب بن الزبير، عن عروة، به.

وسيرد بالأرقام (24357) و (24291) و (25286) و (25329) و (25447) و (25705) و (25781) و (25858) و (25936) و (25358).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد =

ص: 286

24241 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ التَّيْمِيِّ وَابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ، قَالَ:" هُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا "(1).

= القطان، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي، وأبو ميسرة: هو عمرو بن شُرَحبيل.

وأخرجه الترمذي (2470) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث صحيح.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 230، والبيهقي في "الشعب"(3357) من طريقين عن أبي إسحاق، به.

وأخرجه بنحوه ابنُ أبي شيبة 3/ 112 من طريق مسروق، عن عائشة، به.

قال السندي: قولها: ما بقي إلا كتفها، أي: تَصَدَّقُوا بكلِّها إلا كَتِفَهَا، فما بقي إلا كَتِفُها، فأجاب: أَنَّ ما تصَدَّقْتُم به قد بقي، وما تركتم لنفسكم فهو الذي ما بقي، كما هو الموافق لقوله تعالى:{ما عندكم يَنْفَدُ وما عند الله باقٍ} . [النحل: 96].

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وقد روى عن ابن أبي عروبة -وهو سعيد- قبل الاختلاط، والتَّيْمي: هو سليمان بن طَرْخان، وزُرارة: هو ابنُ أوفى العامريّ.

وأخرجه الحاكم 1/ 306 - 307 من طريق الإمام أحمد، عن يحيى القطان، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(458)، وابن خزيمة (1107)، وابن حبان (2458) من طريق يحيى القطان، بالإسنادين جميعاً.

وأخرجه مسلم (725)(97)، والبيهقي في "السنن" 2/ 470 من طريقين عن سليمان التيمي، به. =

ص: 287

24242 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: " يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ مَا

= وأخرجه مسلم -كما في "تحفة الأشراف" 11/ 407 - والنسائي في "المجتبى" 3/ 252، وفي "الكبرى"(1452)، وابن خزيمة (1107)، وأبو عوانة 2/ 273، والحاكم 1/ 306 - 307 من طرق عن سعيد بن أبي عُروبة، به.

وأخرجه مسلم (725)(96)، والترمذي (416)، وأبو يعلى (4766)، وأبو عوانة 2/ 274، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 300، والبيهقي في "السنن" 2/ 470، وفي "السنن الصغيرة (743)، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 45، والبغوي في "شرح السنة" (881) من طريق أبي عوانه الوضَّاح بن عبد الله اليَشْكري، عن قتادة، به. قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيح.

وأخرجه الطيالسي (1498) عن أبي عَوانة، عن قتادة، به. بلفظ:"ركعتا الصبح لهما أحبُّ إليَّ من حمر النعم".

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(4778) عن عثمان بن عمر، عن سعيد ابن أبي عَروبة، عن زُرارة بن أوفى، عن عائشة، به. وهذا منقطع. بين سعيدٍ وزُرارةَ قتادةُ. ثم إن المحفوظ أنَّ بين زُرارة وعائشة سَعْدَ بنَ هشام فيما قال الحافظ المِزِّي في ترجمة زُرارة في "تهذيب الكمال".

وأخرجه عبد الرزاق أيضاً (4786) عن معمر، عن قتادة، عن زيارة، عن عائشة، به. والمحفوظ أن بين زُرارة وعائشة سَعْدَ بنَ هشام، كما تقدم.

وسيأتي برقمي: (25165) و (26286).

وانظر: (24167) و (25327).

ص: 288

يَحْرُمُ مِنَ الْوِلَادَةِ ". وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. مِثْلَهُ (1).

24243 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى (2)، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (3).

24244 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هُشَامٌ، أَخْبَرَنِي (4) أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: خَبُثَتْ نَفْسِي، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: لَقِسَتْ "(5).

(1) هو مكرر (24170) سنداً ومتناً.

(2)

لم يرد هذا الحديث في (م).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابنُ سعيد القطان.

وسلف في تخريج الرواية (24054)، وسيرد مطولاً بذكر القصة برقم (25620).

وانظر ما قبله.

(4)

في (م): حدثني.

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الحُميدي (262)، وابنُ أبي شيبة 9/ 67، وإسحاق بن راهويه (800) و (801)، والبخاري في "صحيحه"(6179)، وفي "الأدب المفرد"(809)، ومسلم (2250)، وأبو داود (4979)، والنسائي في "الكبرى"(10888) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(1049) - والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(342) و (343)، وابن حبان (5724)، والطبراني في "الأوسط"(2633)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 58 و 217، والبيهقي في "شعب الإيمان"(5210) و (5211)، والبغوي في "شرح السنة"(3390) من طرق عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد. =

ص: 289

24245 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: دَخَلَ عَلَيْهَا، وَعِنْدَهَا فُلَانَةُ، لِامْرَأَةٍ، فَذَكَرَتْ مِنْ صَلَاتِهَا، فَقَالَ:" مَهْ، عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ، فَوَاللهِ لَا (1) يَمَلُّ اللهُ عز وجل حَتَّى تَمَلُّوا (2)، إِنَّ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَى اللهِ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ "(3).

= وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10889) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(1050) - من طريق سفيان بن حسين، وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(361)، والطبراني في "الأوسط"(2334) من طريق النعمان بن راشد، كلاهما عن الزهري، عن عروة، به. والنعمان بن راشد ضعيف، وسفيان بن حسين، وهو الواسطي ضعيف في روايته عن الزهري.

وسيأتي بالأرقام (24375) و (25748) و (25939) و (26406).

وفي الباب عن سهل بن حنيف عند البخاري (6180)، والنسائي في "الكبرى"(10890).

قال السندي: قوله: "خبثت" بضم الباء.

قوله: "لقست" بكسر القاف، قيل: معناهما واحد، وإنما كره لَفْظَ الخُبْث.

(1)

في (ظ 8): لن.

(2)

في (ظ 8) و (هـ) وهامش (ظ 2) و (ق): تملون.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24189) غير أن شيخ أحمد هنا: هو يحيى بن سعيد القطان.

وأخرجه بتمامه ومختصراً البخاري (43)، ومسلم (785)(221)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 218 و 8/ 123، وأبو عوانة 2/ 298، والبيهقي 3/ 17 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. =

ص: 290

24246 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا وُضِعَ الْعَشَاءُ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَابْدَؤُوا بِالْعَشَاءِ "(1).

24247 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدٍ - يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو - قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ ". فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِعَائِشَةَ، فَقَالَتْ: يَرْحَمُ اللهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّمَا قَالَ:" الشَّهْرُ يَكُونُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ "(2).

= وانظر (24124) و (25431).

قال السندي: قوله: ما، أي: اسكتي، من المدح بالإفراط في الصَّلاة.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24120)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو يحيى، وهو ابن سعيد القطان. ورواه هناك عن سفيان بن عينية.

وأخرجه البخاري (671) من طريق يحيى، بهذا الإسناد.

وقد عقوقه كذلك عقب الرواية (5465) بصيغة الجزم، فقال: قال وهيب ويحيى بن سعيد، عن هشام. قال الحافظ في "الفتح" 9/ 585 وأما رواية وهيب فوصلها الإسماعيلي.

وسيكرر بهذا الإسناد برقم (25621)، إلا أن الإمام أحمد رواه فيه أيضاً عن وكيع.

قال السندي: قوله: "العشاء"، بفتح العين في المحلين: بمعنى طعام آخر النهار.

(2)

هو مكرر الحديث (5182) سنداً ومتناً الوارد في مسند ابن عمر، فانظره. =

ص: 291

24248 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ قَالَ: جَاؤُوا بِعُسٍّ فِي رَمَضَانَ، فَحَزَرْتُهُ ثَمَانِيَةَ أَوْ تِسْعَةَ أَوْ عَشْرَةَ أَرْطَالٍ، فَقَالَ مُجَاهِدٌ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَغْتَسِلُ بِمِثْلِ هَذَا (1).

= ومكرر (26067) متناً وانظر (24050).

قال السندي: قولها: إنما قال: "الشهر يكون

" إلخ، تريد أن كلامه صلى الله عليه وسلم كان منبئاً بالجزئية، لا كما قال ابن عمر، مما يتبادر منه الذهن إلى الكلية، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين، غير موسى الجهني -وهو ابن عبد الله، فمن رجال مسلم. وقد صرح مجاهد بسماعه من عائشة، وفي ذلك ردٌّ على من ينفي سماعه منها.

وأخرجه أبو عبيد في "الأموال"(1579)، وابن المنذر في "الأوسط"(642) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عبيد (1580) عن شريك، والنسائي في "المجتبى" 1/ 127، وفي "الكبرى"(230) من طريق يحيى بن زكريا، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 48 من طريق يعلى بن عبيد، ثلاثتهم عن موسى الجهني، به. وفيه ثمانية أرطال من غير شك.

وأخرجه أبو عبيد (1573) من طريق أبي الزبير، عن مجاهد، به، بلفظ: كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من الجنابة بصاع من ماء جميعاً، وفي إسناده ابن لهيعة، وهو ضعيف.

وأخرج مسلم (321)(44)، وابن حبان (1202) من طريق حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، أن عائشة أخبرتها أنها كانت تغتسل هي والنبي صلى الله عليه وسلم في إناءٍ واحد يسع ثلاثة أمداد، أو قريباً من ذلك.

وانظر (24896).

ص: 292

24249 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَفَّتْ دَافَّةٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ حَضْرَةَ الْأَضْحَى، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" كُلُوا وَادَّخِرُوا لِثَلَاثٍ " فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَانَ النَّاسُ يَنْتَفِعُونَ مِنْ أَضَاحِيِّهِمْ يَجْمِلُونَ مِنْهَا الْوَدَكَ، وَيَتَّخِذُونَ مِنْهَا الْأَسْقِيَةَ، قَالَ:" وَمَا ذَاكَ؟ " قَالُوا: الَّذِي نَهَيْتَ عَنْهُ مِنْ إِمْسَاكِ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ. قَالَ: " إِنَّمَا نَهَيْتُ عَنْهُ لِلدَّافَّةِ الَّتِي دَفَّتْ، فَكُلُوا، وَتَصَدَّقُوا، وَادَّخِرُوا "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن أبي بكر: هو ابن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 235 من طريق يحيى، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (2812)، وأبو عوانة 5/ 234 - 235 و 235، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 188، والحازمي في "الاعتبار" ص 155 من طرق عن مالك، به.

وهو عند مالك في "الموطأ" 2/ 484 - 485، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 162، ومسلم (1971)، وابن حبان (5927)، والبيهقي في "السنن" 5/ 240 و 9/ 293، وفي "معرفة الآثار"(19075) و (19076) عن عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الله بن واقد، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل لحوم الضحايا بعد ثلاث. قال أبو بكر: فذكرت ذلك لعمرة فقالت: صدق، سمعت عائشة تقول: دفَّ. فذكر الحديث.

وأخرجه بنحوه الدارمي (1959)، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 209 من طريق ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، به.

وأخرجه البخاري (5570)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 188 =

ص: 293

24250 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهِ النَّاسُ فِي مَرَضِهِ يَعُودُونَهُ، فَصَلَّى بِهِمْ جَالِسًا، فَجَعَلُوا يُصَلُّونَ قِيَامًا، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَنِ اجْلِسُوا، فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ:" إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وَإِذَا (1) صَلَّى جَالِسًا، فَصَلُّوا جُلُوسًا "(2).

= - 189، والبيهقي في "السنن" 9/ 293، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 210 من طريق يحيى بن سعيد، وهو الأنصاري، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة قالت: الضحية كنا نملِّح منه، فنقدم به إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فقال:"لا تأكلوا إلا ثلاثة أيام" وليست بعزيمة، ولكن أراد أن نطعم منه، والله أعلم.

وانظر (24707).

وقد ذكرنا أحاديث الباب في النهي عن ادخار لحوم الأضاحي فوق ثلاث في مسند ابن عمر عند الرواية (4558)، وذكرنا هناك أحاديث النسخ كذلك، وقد شرحناه ثمة، فأغنى عن إعادته هنا.

(1)

في (ظ 8): وإن.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابنُ سعيد القطَّان.

وأخرجه البخاري (5658)، والنسائي في "الكبرى"(7514)، وابن خُزيمة (1614)، وأبو عَوانة 2/ 107 - 108 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. قال البخاري بإثر الحديث: قال الحميدي: هذا منسوخ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم آخِرُ ما صلَّى، صلَّى قاعداً، والناسُ خلفَه قيام.

وجاء عند النسائي وابن خزيمة وأبي عوانة: "وإذا صلَّى قائماً فصلُّوا قياماً".

وأخرجه ابنُ سعد 2/ 214، وابن أبي شيبة 2/ 325، وإسحاق بن راهويه =

ص: 294

24251 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ (1) نَفْسُهَا، وَأَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، فَهَلْ لَهَا أَجْرٌ إِنْ أَتَصَدَّقْ عَنْهَا؟ قَالَ:" نَعَمْ "(2).

= (572)، ومسلم (412)(82)، وابن ماجه (1237)، وأبو يعلى (4807)، وأبو عوانة 2/ 107 (مختصراً)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 404، وفي "شرح مشكل الآثار"(5635) من طرق، عن هشام بن عروة، به، نحوه. زاد ابن سعد:"واصْنَعُوا مثلَ ما يصنَعُ الإمام".

وسيكرر سنداً ومتناً برقم (25618).

وسيرد بالأرقام (24303) و (24396) و (25149).

وفي باب قوله: "إنما جُعِلَ الإمامُ لِيُؤْتَمَّ به

" عن أبي هريرة، سلف برقم (7144)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، ونزيد هنا:

وعن أبي موسى الأشعري، سلف برقم (19595).

قال السندي: قوله: قال: "إنما جُعل الإمامُ

" إلخ، سوقُ الحديث يدل على أن الجلوس إذا صلى الإمام جالساً من جملة الاقتداء بالإمام، ولا شكَّ أن الاقتداء بالإمام حكمٌ باقٍ غيرُ منسوخ، فالظاهر أن الجلوس حكم باق، ولذلك أخذ به أحمد، والقولُ بأنه منسوخ كما عليه الجمهور بعيد لا يكاد يتم له دليل.

(1)

في (م): افتلت، وهو خطأ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1004)، [3/ 1254]، من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 760، ومن طريقه الشافعي في "السنن"(514)، والبخاري (2760)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 250، وأبو يعلى =

ص: 295

24252 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ. قَالَ: أَبِي: وَوَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، الْمَعْنى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ ذَكَرَتَا كَنِيسَةً رَأَيْنَهَا بِالْحَبَشَةِ، فِيهَا تَصَاوِيرُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ أُولَئِكَ إِذَا كَانَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، فَمَاتَ، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللهِ عز وجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". [قَالَ أَحْمَدُ]: قَالَ وَكِيعٌ: إِنَّهُمْ تَذَاكَرُوا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ، فَذَكَرَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَأُمُّ حَبِيبَةَ كَنِيسَةً رَأَيْنَهَا فِي أَرْضِ

= (4434)، وابن حبان (3353)، والبيهقي في "السنن" 6/ 277 - 278، وفي "معرفة السنن والآثار" 9/ 196، والبغوي في "شرح السنة"(1690) عن هشام بن عروة، به.

وأخرجه الحميدي (243)، وإسحاق بن راهويه (751) و (752)، والبخاري (1388)، ومسلم (1004) و (1004) 3/ 1254، وأبو داود (2881)، وابن ماجه (2717)، وابن خزيمة (2499) من طرق عن هشام بن عروة، به.

وزاد مسلم في روايةٍ وابنُ ماجه: ولم توصِ.

وفىِ الباب عن ابن عباس، وقد سلف برقم (3080).

قال السندي: قوله: افتلتت نفسها، هو على بناء المفعول، افتعل من الفلتة، بمعنى الفجأة، ويروى بنصب النفس، بمعنى: افتلتها الله نفسها، يعدَّى إلى مفعولين، كاختلسه الشيء، واستلبه إياه، فبني الفعل للمفعول، فصار الأول مضمراً، هو ضمير يرجع إلى الأم، وبقي الثاني منصوباً، وبرفعها متعدياً إلى واحد ناب عن الفاعل، أي: أخذت نفسها فَلْتة.

قوله: أن أتصدَّق، كلمة أن بفتح الهمزة: حرف مصدري، أي: بأن أتصدق، أو بكسر الهمزة: حرف شرط.

ص: 296

الْحَبَشَةِ (1).

24253 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ أَبِي سَهْلَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ادْعُوا لِي بَعضَ أَصْحَابِي ". قُلْتُ: أَبُو بَكْرٍ؟ قَالَ: " لَا ". قُلْتُ: عُمَرُ؟ قَالَ: " لَا " قُلْتُ: ابْنُ عَمِّكَ عَلِيٌّ؟ قَالَ: " لَا " قَالَتْ: قُلْتُ: عُثْمَانُ؟ قَالَ: " نَعَمْ ". فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: " تَنَحَّيْ ". فَجَعَلَ يُسَارُّهُ، وَلَوْنُ عُثْمَانَ يَتَغَيَّرُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الدَّارِ وَحُصِرَ فِيهَا، قُلْنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَلَا تُقَاتِلُ؟ قَالَ: لَا، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا، وَإِنِّي صَابِرٌ نَفْسِي عَلَيْهِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى هو ابنُ سعيد القطان، وهشام: هو ابنُ عروة.

وأخرجه البخاري (427) و (3873)، ومسلم (528)(16)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 41 من طريق يحيى، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (528)(17) من طريق وكيع، به.

وأخرجه البخاري (434) و (1341)، ومسلم (528)(18)، وأبو عوانة 1/ 400 - 401 و 1/ 401، وابن حبان (3181)، والبيهقي في "السنن" 4/ 80، والبغوي في "شرح السنة"(509) من طرق عن هشام، به.

وانظر (24081) و (26090).

قال السندي: قوله: تصاوير: أي صور ذوي الأرواح.

(2)

حديث صحيح. أبو سهلة وهو مولى عثمان بن عفان، وثقه العجلي، والحافظ في "التقريب" وذكره ابن حبان في "الثقات"، وصحح حديثه الترمذي والحاكم وابن حبان وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. =

ص: 297

24254 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، قَالَ:

= وهو عند أحمد في "فضائل الصحابة"(804).

وأخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" 3/ 1070، وأبو يعلى (4805) عن موسى بن محمد بن حبان، والحاكم 3/ 99، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 391 من طريق عبد الرحمن بن منصور الحارثي، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.

وأخرجه الترمذي (3711) عن سفيان بن وكيع، عن أبيه، ويحيى بن سعيد القطان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي سهلة، قال: قال عثمان يوم الدار: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عهد إليَّ عهداً فأنا صابر عليه. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، لا نعرفه إلا من حديث إسماعيل بن أبي خالد.

وأخرجه الحميدي (268) عن سفيان بن عيينة، وإسحاق بن راهويه (1776)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1176) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد، به.

وقال سفيان: وحدثوني عن ابن أبي خالد، عن قيس، عن أبي سهلة، فقالت عائشة في هذا الحديث: فلم أحفظ من قوله إلا أن قال: "وإن سألوك أن تنخلع من قميص قمَّصك الله عز وجل، فلا تفعل".

وأخرجه ابن سعد 3/ 66 - 67، وابن أبي شيبة 12/ 44 - 45، وابن أبي عاصم في "السنة"(1175) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي سهلة مولى عثمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه: "وددت أن عندي بعض أصحابي". فقالت عائشة فذكر الحديث.

وسيأتي برقم (25797) عن وكِيع، عن إسماعيل، عن قيس بن أبي حازم، عن عائشة، وانظر (24566).

ص: 298

لَمَّا أَقْبَلَتْ عَائِشَةُ بَلَغَتْ مِيَاهَ بَنِي عَامِرٍ لَيْلًا، نَبَحَتِ الْكِلَابُ. قَالَتْ: أَيُّ مَاءٍ هَذَا؟ قَالُوا: مَاءُ الْحَوْأَبِ، قَالَتْ: مَا أَظُنُّنِي إِلَّا أَنِّي رَاجِعَةٌ، فَقَالَ بَعْضُ مَنْ كَانَ مَعَهَا: بَلْ تَقْدَمِينَ، فَيَرَاكِ الْمُسْلِمُونَ، فَيُصْلِحُ اللهُ عز وجل ذَاتَ بَيْنِهِمْ، قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا ذَاتَ يَوْمٍ: " كَيْفَ بِإِحْدَاكُنَّ تَنْبَحُ عَلَيْهَا كِلَابُ الْحَوْأَبِ؟ "(1).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم. وقد نقل المِزِّي في "تهذيب الكمال" في ترجمة قيسِ بنِ أبي حازم عن ابن المديني قولَه: قال لي يحيى بنُ سعيد (يعني القطان): قيسُ بن أبي حازم منكر الحديث، ثم ذكر له يحيى أحاديث مناكير، منها حديث كلاب الحَوْأَب. قال الحافظ في "تهذيبه": مراد القطان بالمنكر: الفرد المطلق. وقال في "الفتح" 13/ 55: سنده على شرط الصحيح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 259 - 260، وإسحاق بن إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 2/ 403، والبزار في "مسنده"(3275)(زوائد)، وأبو يعلى (4868)، وابن حبان (6732)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1627، والحاكم في "المستدرك" 3/ 120، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 410 - 411 من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد. وسكت عنه الحاكم والذهبي.

وجاء عند ابن أبي شيبة أنَّ طلحة والزُّبير هما اللذان قالا لها: بل تَقْدَمين

وسيرد في الرواية (24654) أن الذي كلَّمها في ذلك هو الزُّبير.

وذكره الهيثمي في "المجمع" 7/ 234، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجال أحمد رجالُ الصحيح. =

ص: 299

24255 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ (1) هِشَامٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْمُرُ بِقَتْلِ ذِي الطُّفْيَتَيْنِ يَقُولُ:" إِنَّهُ يُصِيبُ الْحَبَلَ، وَيَلْتَمِسُ الْبَصَرَ "(2).

24256 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى وَوَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِصَبِيٍّ لِيُحَنِّكَهُ، فَأَجْلَسَهُ فِي حَجْرِهِ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ، فَأَتْبَعَهُ إِيَّاهُ. قَالَ وَكِيعٌ: فَأتْبَعَهُ إِيَّاهُ وَلَمْ يَغْسِلْهُ (3).

= وله شاهدٌ من حديث ابن عباس عند البزار برقم (3273) و (3274)، قال الهيثمي 7/ 234: ورجاله ثقات.

وانظر حديث عمار (18331).

قال السندي: قوله: لما أقبلت، أي: إلى البصرة.

الحَوْأَب: بفتح مهملة، وسكون واو، فهمزة مفتوحة، فموحَّدة: هو ماء من البصرة على طريق مكة.

(1)

في (م): يحيى ووكيع حدثنا.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24010) غير أن شيخي أحمد هنا: هما يحيى بن سعيد القطان، ووكيع بن الجراح. هشام: هو ابن عروة.

وأخرجه البخاري (3309) من طريق يحيى، بهذا الإسناد، إلا أنه قال: بقتل الأبتر بدل: ذي الطُّفْيتين.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان ووكيع: هو ابن الجرَّاح الرُّؤاسي.

وأخرجه البخاري (5468) و (6002)، وأبو عوانة 1/ 201 - 202 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. =

ص: 300

24257 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى وَوَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ الْمَعْنَى. قَالَ يَحْيَى (1): أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ، عَنْ غُسْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْجَنَابَةِ قَالَتْ: كَانَ يَبْدَأُ بِيَدَيْهِ فَيَغْسِلُهُمَا - قَالَ وَكِيعٌ: يَغْسِلُ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا - ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ (2)، ثُمَّ يُخَلِّلُ أُصُولَ شَعَرِ رَأْسِهِ، حَتَّى إِذَا ظَنَّ أَنَّهُ قَدِ اسْتَبْرَأَ الْبَشَرَةَ، اغْتَرَفَ ثَلَاثَ غَرَفَاتٍ، فَصَبَّهُنَّ عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ، قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: غَرَفَ بِيَدَيْهِ مِلْءَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا (3).

= وأخرجه ابن أبى شيبة 1/ 120، وابن راهويه (585)، وابن ماجه (523)، وأبو عوانة 1/ 202 من طريق وكيع، به.

وسيكرر برقم (25768).

وسلف برقم (24192).

(1)

قوله: قال يحيى، ليس في (ق)، وهو في (هـ) نسخة.

(2)

في (ظ 8) و (هـ): ثم يتوضأ للصلاة، وفي هامش (هـ) وضوءه، نسخة.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 135، وابن الجارود في "المنتقى"(99) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 63 و 64، وإسحاق بن راهويه (560)، ومسلم (316)(36)، والبيهقي في "السنن" 1/ 172 من طريق وكيع، به.

وأخرجه مسلم (316)، والدارقطني 1/ 113 من طريق ابن نمير، وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 44، ومن طريقه الشافعي في "المسند" =

ص: 301

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 1/ 39، وفي "الأم" 1/ 34، والبخاري (248)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 134، وفي "الكبرى"(246)، وابن المنذر في "الأوسط"(665)، وابن حبان (1196)، والبيهقي في "السنن" 1/ 175، وفي "معرفة السنن"(1425)، والبغوي في "شرح السنة"(246)، عن هشام، به.

وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 39، وفي "الأم" 1/ 35، وعبد الرزاق في "مصنفه"(997) و (998)، والحميدي (163)، وابن راهويه (561)، والبخاري (262) و (272)، ومسلم (316)، وأبو داود (242)، والترمذي (104)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 135 و 205، والدارمي (748)، وأبو يعلى (4430)، وابن خزيمة (242)، وأبو عوانة 1/ 298 و 298 - 299، وابن المنذر في "الأوسط"(622) و (667)، والطبراني في "الأوسط"(9307)، والبيهقي في "السنن" 1/ 172 و 173 و 173 - 174 و 175 و 176، وفي "معرفة الآثار"(1427)، وفي "السنن الصغير"(139) و (410) من طرق عن هشام بن عروة، به، منهم من رواه مختصراً ومنهم من زاد بعد غسل اليدين: ثم يفرغ بيمينه على شماله فيغسل فرجه.

وأخرجه ابن راهويه (562)، ومسلم (316)(35)، والبيهقي في "السنن" 1/ 173 - 174 من طريق أبي معاوية، عن هشام، به. بالزيادة التي ذكرناها آنفاً، وزاد أيضاً في آخره: ثم غسل رجليه.

قال البيهقي: وقوله في آخر الحديث: "ثم غسل رجليه" غريب صحيح، حفظه أبو معاوية دون غيره من أصحاب هشام من الثقات، وذلك للتنظيف إن شاء الله.

وسيأتي مطولاً ومختصراً بالأرقام: (24411) و (24430) و (24648) و (24700) و (24841) و (25107) و (25108) و (25201) و (25283) و (25370) و (25379) و (25409) و (25552) و (25860) و (26995) و (26140).

وفي الباب عن ابن عباس، وقد سلف برقم (2800)، وذكرنا هناك =

ص: 302

24258 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ (1) صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي شَيْءٍ مِنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ جَالِسًا، حَتَّى إِذَا كَبِرَ، قَرَأَ جَالِسًا، حَتَّى إِذَا بَقِيَ عَلَيْهِ مِنَ السُّورَةِ ثَلَاثُونَ أَوْ أَرْبَعُونَ آيَةً، قَامَ فَقَرَأَهُنَّ، ثُمَّ رَكَعَ (2).

24259 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِى ذِئْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ ذَكْوَانَ مَوْلَى عَائِشَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِأَسِيرٍ، فَلَهَوْتُ عَنْهُ، فَذَهَبَ فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" مَا فَعَلَ الْأَسِيرُ؟ " قَالَتْ: لَهَوْتُ عَنْهُ مَعَ النِّسْوَةِ، فَخَرَجَ، فَقَالَ:" مَا لَكِ؟ قَطَعَ اللهُ يَدَكِ - أَوْ يَدَيْكِ " فَخَرَجَ فَآذَنَ بِهِ النَّاسَ، فَطَلَبُوهُ، فَجَاؤُوا بِهِ، فَدَخَلَ عَلَيَّ وَأَنَا أُقَلِّبُ يَدَيَّ، فَقَالَ:" مَا لَكِ، أَجُنِنْتِ؟ " قُلْتُ: دَعَوْتَ عَلَيَّ، فَأَنَا أُقَلِّبُ يَدَيَّ أَنْظُرُ أَيُّهُمَا يُقْطَعَانِ. فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ مَدًّا، وَقَالَ: " اللهُمَّ إِنِّي بَشَرٌ أَغْضَبُ كَمَا يَغْضَبُ

= أحاديث الباب.

قال السندي: قولها: قد استبرأ البشرة، أي: أوصل البلل إلى جميعه.

(1)

في (ق): رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24191) غير أن شيخ أحمد هنا: هو يحيى بن سعيد القطان.

وأخرجه البخاري (1148)، ومسلم (731)(111)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 339، وأبو عوانة 2/ 218 من طريق يحيى، بهذا الإسناد.

ص: 303

الْبَشَرُ، فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ أَوْ مُؤْمِنَةٍ دَعَوْتُ عَلَيْهِ، فَاجْعَلْهُ لَهُ زَكَاةً وَطُهُورًا " (1).

24260 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا زَالَ جِبْرِيلُ عليه السلام يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ ".

قَالَ يَحْيَى: أُرَاهُ سَمَّى لِي أَبَا بَكْرِ بْنَ مُحَمَّدٍ، وَلَكِنْ نَسِيتُ اسْمَهُ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1125)، والبيهقي في "السنن" 9/ 89 من طريقين، عن ابن أبي ذئب.

وقد سلف برقم (12431) من طريق حسين بن واقد المروزي، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم دفع إلى حفصة رجلاً .. فذكر الحديث. وحسين بن واقد، قال ابن حبان: ربما أخطأ في الروايات، قلنا: وقد اختلف عليه في تسمية من أُودع عندها الأسير، فقيل: حفصة، وقيل: عند إنسان لم يُسمِّه، والصواب عائشة، كما في هذه الرواية.

وانظر (24179).

قال السندي: قوله: فقال: مالكِ، الخطاب لعائشة.

قوله: فآذن -بالمد- أي: أعلمَ.

قولها: أُقَلِّبُ، من التقليب.

قوله: أَجُنِنْت، على بناء المفعول من الجنون، والخطابُ لعائشة.

قولها: أيُّهما، أي: أنفع.

قولها: يُقطعان، أي: والحال أنهما يقطعان.

قولها: مدًّا، أي: رفعاً بالغاً الغاية.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، ويحيى بن سعيد القطان، وإن =

ص: 304

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= كان نسي اسم شيخ يحيى بن سعيد الأنصاري، فقال: عن رجل، ثم قال: أراه سمَّى لي أبا بكر بن محمد، فقد جزم أنه أبو بكر كل من رواه عن يحيى بن سعيد الأنصاري كما سيأتي في التخريج، ورواه كذلك يزيد بن هارون، عنه، كما سيأتي (26072). وأبو بكر هو محمد بن عمرو بن حزم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 545، والبخاري في "الأدب المفرد"(106)، ومسلم (2624)، وأبو داود (5151)، والترمذي (1942)، وابن ماجه (3673)، والحسين المروزي في زوائده على "البر والصلة" لابن المبارك (268)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2787) و (2788)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 36، والطبراني في "مكارم الأخلاق"(206)، والبيهقي في "السنن" 6/ 275، وفي "الشعب"(8554) و (9527) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، بهذا الإسناد.

ورواه مالك بن أنس، واختلف عليه فيه:

فأخرجه البخاري في "صحيحه"(6014)، وفي "الأدب المفرد"(101)، والبيهقي في "السنن" 6/ 275، وفي "الشعب"(3432) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، ومسلم (2624) عن قتيبة بن سعيد، كلاهما عن مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.

وأخرجه الطبراني في "مكارم الأخلاق"(205) من طريق يحيى بن بكير، عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عمرة، به.

وأخرجه الطحاوىِ في "شرح مشكل الآثار"(2785) من طريق عبد الله بن وهب، عن مالك، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عمرة، به. لم يذكر أبا بكر بن محمد في الإسناد.

وأخرجه أيضاً (2786) من طريق إبراهيم بن طهمان، عن يحيى، عن عمرة، به. لم يذكر أبا بكر بن محمد في الإسناد كذلك. =

ص: 305

24261 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ، أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُ، قَالَتْ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَعُ فِي بَيْتِهِ ثَوْبًا فِيهِ تَصْلِيبٌ إِلَّا نَقَضَهُ (1).

= وأخرجه الإسماعيلي في "معجمه"(273) من طريق أبي خالد الأحمر، عن يحيى بن سعيد، عن أيوب -لم ينسبه- عن ابن عمرو بن حزم، عن عمرة، به.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق"(321)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2789) و (2790)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 36، والطبراني في "مكارم الأخلاق"(207) من طرق عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، به.

وأخرجه مسلم (2624)، والطبراني في "الأوسط"(651)، وفي "مكارم الأخلاق"(204)، والبيهقي في "الشعب"(9528) من طريق عروة بن الزبير، عن عائشة، به.

وسيأتي برقم (26013)، ومن طريق مجاهد عن عائشة بالأرقام (24600) و (24942) و (25539).

وقد سلف من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (5577)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: سيورثه، من التوريث، والمراد سيورثه من الجار، ولم يرد سيورثه مني، كيف والوارث لا يرث منه، فكيف الجار؟

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، عمران بن حطان من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث شيخ أحمد، قد رواه كذلك عن هشام: وهو ابن أبي عبد الله الدستوائي متابعاً في ذلك يحيى: وهو ابن سعيد القطان، ويحيى الراوي عن عمران بن حطان: هو يحيى بن أبي كثير الطائي. =

ص: 306

24262 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ بَيْنَ النِّدَاءِ وَصَلَاةِ الصُّبْحِ (1).

= وأخرجه البخاري (5952) عن معاذ بن فضالة، والنسائي في "الكبرى"(9791) من طريق خالد بن الحارث، وإسحاق بن راهويه (1690) وأبو يعلى (4641) من طريق معاذ بن هشام، ثلاثتهم عن هشام، عن يحيى، بهذا الإسناد. وسقط من إسناد إسحاق اسم هشام.

وأخرجه أبو داود (4151) من طريق أبان بن يزيد العطار، عن يحيى، به.

وسيكرر برقمي (25996) و (26142)، وسيرد بالأرقام (25091) و (25810) و (25881).

وانظر (24218).

قال السندي: قولها: فيه تصليب، أي: صورة تصليب النصارى.

قولها: نقضه، أي: التصليب.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن.

وأخرجه مسلم (724)(91)، وأبو عوانة 2/ 276 من طريقين عن هشام، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1145)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 256، وأبو يعلى (4786)، وأبو عوانة 2/ 276 من طريق الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، به.

وسيرد بالأرقام (24517) و (24968) و (25072) و (25490) و (25857) و (26122) و (26389)، ومطولاً برقم (25559).

ص: 307

24263 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ أَبِي (1) عَائِشَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَائِشَةَ: لَدَدْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ، فَأَشَارَ أَنْ لَا تَلُدُّونِي، قُلْنَا (2): كَرَاهِيَةُ الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ (3)، فَلَمَّا أَفَاقَ، قَالَ:" أَلَمْ أَنْهَكُمْ أَنْ لَا تَلُدُّونِي؟ (4) " قَالَ: " لَا يَبْقَى مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا لُدَّ غَيْرُ الْعَبَّاسِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَشْهَدْكُنَّ "(5).

(1) لفظ: أبي، سقط من (م).

(2)

في (م): قلت.

(3)

في النسخ الخطية و (م) غير (ظ 8) الدواء، والمثبت من (ظ 8).

(4)

في (م) و (ق): "أن لا تلدوني" بزيادة حرف النفي، وهو خطأ.

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه البخاري (4458) و (5712) و (6886) و (6897)، ومسلم (2213)، والنسائي في "الكبرى"(7085) و (7586)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1933)، وابن حبان (6589) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وسيرد مطولاً برقم (24870).

وفي الباب: عن ابن عباس سلف (1784).

وعن أسماء بنت عميس، سيرد 6/ 439.

قال السندي: قولها: لددنا، اللدود بالفتح: دواء يسقى المريض في أحد جانبي الفم.

قوله: كراهية، بالنصب، أي: قال ذلك لأجل كراهية المريض، أو بالرفع أي: قوله ذلك كراهية، أي: ليس هو نهي تحريم، بل هو نهيٌ للكراهية.

قوله: لا يبقى أحد: فعله عقوبةً لهم، لأنهم لدوه بغير إذنه، وقيل: قصاصاً لفعلهم.

ص: 308

24264 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَا أَصَابَ الْمُسْلِمَ مِنْ شَيْءٍ، كَانَ لَهُ أَجْرًا وَكَفَّارَةً "(1).

24265 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حَاتِمٍ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي صَغِيرَةَ - قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّكُمْ تُحْشَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا ". قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ؟! قَالَ:" يَا عَائِشَةُ، إِنَّ الْأَمْرَ أَشَدُّ مِنْ أَنْ يُهِمَّهُمْ ذَلِكَ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل حمزة بن عبد الله بن الزبير؛ ذكره الحافظ في "التعجيل"، وقال: روى عن أبيه وعائشة، وروى عنه جعفر بن عبد الله بن الحكم، وثقه ابن حبان، وقال ابن سعد: ولّاه أبوه البصرة، ثم عزله. قلنا: وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. عبد الحميد بن جعفر: هو ابن عبد الله بن الحكم بن رافع الأنصاري.

وسيأتي برقم (26104).

وقد سلف نحوه بإسناد صحيح برقم (24156). وانظر (24114).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطَّان.

وأخرجه مسلم (2859)(56)، والنَّسائي في "المجتبى" 4/ 114 - 115، وفي "الكبرى"(2211) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (6527)، والنسائي في "الكبرى"(11304) -وهو في "التفسير"(324) - من طريق خالد بن الحارث. ومسلم (2859)(56)، وابن =

ص: 309

24266 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1).

24267 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعْد (2) بْنِ هِشَامٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ لَنَا سِتْرٌ فِيهِ تِمْثَالُ طَيْرٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " حَوِّلِيهِ فَإِنِّي إِذَا رَأَيْتُهُ ذَكَرْتُ الدُّنْيَا ". وَكَانَتْ لَنَا قَطِيفَةٌ نَلْبَسُهَا، نَقُولُ (3): عَلَمُهَا حَرِيرٌ (4).

= ماجه (4276)، والبغوي بنحوه في تفسير الآية (47) من سورة الكهف، من طريق أبي خالد الأحمر سليمان بن حيَّان، كلاهما عن حاتِم بن أبي صَغِيرة، به.

وسيرد في الحديث بعده، ومن طريق عردة، عن عائشة برقم (24588).

وفي باب قوله: "إنكم تُحشرون يومَ القيامة حفاةً عراةً غُرْلاً" عن ابن عباس سلف برقم (1913)، وعن عبد الله بن أُنيس سلف برقم (16042).

قال السندي: فوله: غُرْلاً، بضم معجمة وسكون مهملة، أي: غير مختونين.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو مكرر سابقه غير شيخ أحمد، فهو هنا رَوْح، وهو ابنُ عبادة.

(2)

في (م): سَعِيد، وهو خطأ.

(3)

في (م) و (ظ 2): يقول، وهو خطأ، وانظر (24218).

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الحديث (24218)، إلا أن شيخ أحمد هنا هو ابنُ أبي عديّ، وهو إبراهيمُ بن محمد.

وأخرجه مسلم (2107)(89) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.

وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (26043).

ص: 310

24268 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَمْرَةُ قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: جَاءَتْنِي يَهُودِيَّةٌ تَسْأَلُنِي، فَقَالَتْ: أَعَاذَكِ اللهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنُعَذَّبُ فِي الْقُبُورِ؟ قَالَ:" عَائِذٌ (1) بِاللهِ " فَرَكِبَ مَرْكَبًا، فَخَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَخَرَجْتُ، فَكُنْتُ بَيْنَ الْحُجَرِ مَعَ النِّسْوَةِ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَرْكَبِهِ، فَأَتَى مُصَلَّاهُ، فَصَلَّى النَّاسُ وَرَاءَهُ، فَقَامَ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ سَجَدَ، فَأَطَالَ السُّجُودَ، ثُمَّ قَامَ أَيْسَرَ مِنْ قِيَامِهِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ أَيْسَرَ مِنْ رُكُوعِهِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ قَامَ أَيْسَرَ مِنْ قِيَامِهِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ أَيْسَرَ مِنْ رُكُوعِهِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ أَيْسَرَ مِنْ سُجُودِهِ الْأَوَّلِ، فَكَانَتْ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ، فَتَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ:" إِنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ كَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ " قَالَتْ: فَسَمِعْتُهُ بَعْدُ يَسْتَعِيذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ (2).

(1) في (هـ) وأكثر مصادر التخريج: عائذاً، قال الحافظ في "الفتح" 2/ 538: ورُوي بالرفع، أي: أنا عائذ، وكأنَّ ذلك كان قبل أن يطَّلع النبيُّ صلى الله عليه وسلم على عذاب القبر.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى -شيخ أحمد-: هو ابنُ سعيد القطان، ويحيى بن سعيد شيخه: هو الأنصاري، وعَمْرة: هي بنت عبد الرحمن الأنصارية.

وأخرجه النَّسائي في "المجتبى" 3/ 134 - 135، وفي "الكبرى"(1861) =

ص: 311

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه مطولاً ومختصراً مالك في "الموطأ" 1/ 187 - 188، ومن طريقه الشافعي في "الأم" 1/ 243، وفي "المسند" 1/ 166 مختصراً "بترتيب السندي"، وفي "السنن"(49)، والدارمي (1530)، والبخاري (1049 - 1050) و (1055 - 1056)، وأبو عوانة 2/ 377 - 378، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 327، وفي "شرح مُشْكل الآثار"(5195) و (5196)، والبيهقي في "السنن" 3/ 323، وفي "إثبات عذاب القبر"(177)، وفي "معرفة السنن"(7052)، والبغوي في "شرح السنة"(1141). وأخرجه الشافعي في "السنن"(51)، ومسلم (907)، وعبد الرزاق (4924)، والحميدي (179)، والنَّسائي في "المجتبى" 3/ 135، وفي "الكبرى"(502) و (1862)، وابن خُزيمة (1378) و (1390)، وأبو عوانة 2/ 376، وابن حزم في "المحلَّى" 5/ 102 - 103، والبيهقي في "معرفة السنن"(7053) من طريق سفيان بن عُيينة، وأخرجه عبد الرزاق (4923)، والبخاري (1064) من طريق سفيان الثوري. وأخرجه الدارمي (1527) من طريق حمَّاد بن زيد، وأخرجه مسلم (903)، وأبو عوانة 2/ 375 - 376، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(178) من طريق سليمان بن بلال، ومسلم (903) أيضاً، وأبو عوانة 2/ 376 - 377 من طريق عبد الوهَّاب بن عبد المجيد الثقفي، وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 133 - 134 و 151، وفي "الكبرى"(1860) و (1886)، وابن حبان (2840) من طريق عمرو بن الحارث. سبعتُهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.

قال البغوي: هذا حديثٌ متَّفَقٌ على صحَّته.

ووقع عند النسائي في روايته عن عبدة بن عبد الرحيم، عن ابن عيينة -ومن طريقه ابن حزم-: صلَّى في كسوفٍ في صُفَّة زمزم. قال ابن كثير -فيما نقله عنه السيوطي والسِّندي-: تفرَّد النسائي عن عَبْدة بقوله: في صُفَّة زمزم، وهو وهم بلا شك، فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يُصَلِّ الكسوف إلا مَرَّةً واحدة =

ص: 312

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= بالمدينة في المسجد، هذا هو الذي ذكره الشافعيُّ وأحمد والبخاري والبيهقي وابنُ عبد البر، وأما الحديثُ بهذه الزيادة؛ فيُخْشى أن يكون الوهم من عبدة، فإنه مَرْوَزيٌّ، نزل دمشق، ثم صار إلى مصر، فاحتمل أن النسائي سمعه منه بمصر، فدخل عليه الوهم لأنه لم يكن معه كتاب، وقد أخرجه البخاري ومسلم والنسائي أيضاً بطريق آخر من غير هذه الزيادة. انتهى.

وانظر "المحلَّى" لابن حزم 5/ 102 - 103.

وقال ابن حجر في "التلخيص الكبير" 2/ 90: وهذه الزيادة شاذة، والله أعلم.

وجاء عند عبد الرزاق في روايته عن ابن عُيينة: أَنُعَذَّب في قبورنا؟ قال: "كَذَبَتْ يهودُ

".

وأخرج منه حديث عذاب القبر بنحوه ومختصراً النَّسائي 4/ 105 و 8/ 274 - 275 من طريق سفيان بن عيينة، وابن خزيمة (851) من طريق أبي خالد، وتمَّام في "فوائده"(517) من طريق شعبة، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.

وقد سلف في الرواية (24178) أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لم يُنكر على اليهودية قولَها، بل قال: "نعم، إنهم لَيُعَذَّبُون في قبورهم

"، وقد جَمَعتْ بينهما الرواية (24520).

وانظر كذلك الرواية (24582).

وأخرجه أبو يعلى (4841) من طريق ابن لَهِيعَة، عن أبي النَّضر، عن عَمْرة، عن عائشة. وهذا إسناد ضعيف.

وقد نقل الشيخُ أحمد شاكر رحمه الله عن محمود باشا الفلكي في كتابه "نتائج الأفهام في تقويم العرب قبل الإسلام" والذي ترجمه أحمد زكي باشا التحديدَ الدقيق للكسوف الذي وقع في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، في اليوم الذي مات فيه ابنُه إبراهيمُ عليه السلام، وأنه كان يومَ الاثنين 29 شوال سنة 10 هـ، الموافق ليوم 27 كانون الثاني سنة 632 ميلادية في الساعة الثامنة والنصف =

ص: 313

24269 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ: أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ، ثُمَّ ارْتَحَلَ إِلَى الْمَدِينَةِ لِيَبِيعَ عَقَارًا لَهُ بِهَا، وَيَجْعَلَهُ فِي السِّلَاحِ وَالْكُرَاعِ، ثُمَّ يُجَاهِدَ الرُّومَ حَتَّى يَمُوتَ، فَلَقِيَ رَهْطًا مِنْ قَوْمِهِ، فَحَدَّثُوهُ أَنَّ رَهْطًا مِنْ قَوْمِهِ سِتَّةً أَرَادُوا ذَلِكَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" أَلَيْسَ لَكُمْ فِيَّ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ؟ " فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ، فَأَشْهَدَهُمْ عَلَى رَجْعَتِهَا. ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْنَا، فَأَخْبَرَنَا أَنَّهُ أَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ، فَسَأَلَهُ عَنِ الْوَتْرِ؟ فَقَالَ: أَلَا أُنَبِّئُكَ بِأَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ بِوَتْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: ائْتِ عَائِشَةَ فَاسْأَلْهَا، ثُمَّ ارْجِعْ إِلَيَّ فَأَخْبِرْنِي بِرَدِّهَا عَلَيْكَ. قَالَ: فَأَتَيْتُ عَلَى حَكِيمِ بْنِ أَفْلَحَ فَاسْتَلْحَقْتُهُ إِلَيْهَا، فَقَالَ: مَا أَنَا بِقَارِبِهَا، إِنِّي نَهَيْتُهَا أَنْ تَقُولَ فِي هَاتَيْنِ الشِّيْعَتَيْنِ شَيْئًا، فَأَبَتْ فِيهِمَا إِلَّا مُضِيًّا. فَأَقْسَمْتُ عَلَيْهِ، فَجَاءَ مَعِي، فَدَخَلْنَا عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: حَكِيمٌ؟ وَعَرَفَتْهُ. قَالَ: نَعَمْ - أَوْ بَلَى - قَالَتْ: مَنْ هَذَا مَعَكَ؟ قَالَ سَعْدُ بْنُ هِشَامٍ. قَالَتْ: مَنْ هِشَامٌ؟ قَالَ ابْنُ عَامِرٍ.

= صباحاً.

وسلف من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة برقم (24045).

وانظر (24178).

قال السندي: قوله: "عائذٌ بالله"، أي: قال: نعم، وهو عائذٌ بالله من عذاب القبر، أو قال: لا، وهو عائذ بالله أن يكون الأمرُ كذلك، فيُحمل ذلك أنه قال ذلك قبلَ أن يُوحَى به إليه.

أربع رَكَعات، أي: أربع رُكوعات.

ص: 314

قَالَ: فَتَرَحَّمَتْ عَلَيْهِ، وَقَالَتْ: نِعْمَ الْمَرْءُ كَانَ عَامِرٌ. قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنْبِئِينِي عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَتْ: أَلَسْتَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَتْ: فَإِنَّ خُلُقَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ الْقُرْآنَ. فَهَمَمْتُ أَنْ أَقُومَ، ثُمَّ بَدَا لِي قِيَامُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنْبِئِينِي عَنْ قِيَامِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَتْ: أَلَسْتَ تَقْرَأُ هَذِهِ السُّورَةَ {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ} (1)؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَتْ: فَإِنَّ اللهَ عز وجل افْتَرَضَ قِيَامَ اللَّيْلِ فِي أَوَّلِ هَذِهِ السُّورَةِ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ حَوْلًا حَتَّى انْتَفَخَتْ أَقْدَامُهُمْ، وَأَمْسَكَ اللهُ عز وجل خَاتِمَتَهَا فِي السَّمَاءِ اثْنَيْ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ عز وجل التَّخْفِيفَ فِي آخِرِ هَذِهِ السُّورَةِ، فَصَارَ قِيَامُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم اللَّيْل تَطَوُّعًا مِنْ بَعْدِ فَرِيضَتِهِ. فَهَمَمْتُ أَنْ أَقُومَ، ثُمَّ بَدَا لِي وَتْرُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنْبِئِينِي عَنْ وَتْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: كُنَّا نُعِدُّ لَهُ سِوَاكَهُ وَطَهُورَهُ، فَيَبْعَثُهُ اللهُ عز وجل لِمَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَهُ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَتَسَوَّكُ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَمَانِي رَكَعَاتٍ لَا يَجْلِسُ فِيهِنَّ إِلَّا عِنْدَ الثَّامِنَةِ، فَيَجْلِسُ وَيَذْكُرُ رَبَّهُ عز وجل، وَيَدْعُو وَيَسْتَغْفِرُ، ثُمَّ يَنْهَضُ وَلَا يُسَلِّمُ، ثُمَّ يُصَلِّي التَّاسِعَةَ، فَيَقْعُدُ، فَيَحْمَدُ رَبَّهُ وَيَذْكُرُهُ وَيَدْعُو، ثُمَّ يُسَلِّمُ تَسْلِيمًا يُسْمِعُنَا، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ بَعْدَمَا يُسَلِّمُ، فَتِلْكَ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يَا بُنَيَّ. فَلَمَّا أَسَنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأُخِذَ اللَّحْمُ،

ص: 315

أَوْتَرَ بِسَبْعٍ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ بَعْدَمَا يُسَلِّمُ، فَتِلْكَ تِسْعٌ يَا بُنَيَّ، وَكَانَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَا صَلَّى صَلَاةً أَحَبَّ أَنْ يُدَاوِمَ عَلَيْهَا، وَكَانَ إِذَا شَغَلَهُ عَنْ قِيَامِ اللَّيْلِ نَوْمٌ أَوْ وَجَعٌ أَوْ مَرَضٌ صَلَّى مِنَ النَّهَارِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، وَلَا أَعْلَمُ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ فِي لَيْلَةٍ، وَلَا قَامَ لَيْلَةً حَتَّى أَصْبَحَ، وَلَا صَامَ شَهْرًا كَامِلًا غَيْرَ رَمَضَانَ، فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَحَدَّثْتُهُ بِحَدِيثِهَا، فَقَالَ: صَدَقْتَ، أَمَا لَوْ كُنْتُ أَدْخُلُ عَلَيْهَا لَأَتَيْتُهَا حَتَّى تُشَافِهَنِي مُشَافَهَةً (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، ويحيى -وهو ابن سعيد القطان- سمع من سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/ 29 - 30 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه بتمامه ومختصراً أبو داود (1343)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 60 و 199 - 200، وفي "الكبرى"(1294)، وابن خزيمة (1078) و (1127) و (1170) و (1177) من طريق يحيى بن سعيد، به. ولم يذكر أبو داود والنسائي: ثم يصلي التاسعة. وقال النسائي: كذا وقع في كتابي، ولا أدري ممن الخطأ في موضع وتره عليه السلام.

وأخرجه ابن حبان (2441) عن ابن خزيمة، عن محمد بن بشار، عن يحيى بن سعيد، به. بلفظ: ثم يصلي سبع ركعات ولا يجلس فيهن إلا عند السادسة، فيجلس، ويذكر الله ويدعو.

قلنا: رواية ابن خزيمة (1078): فلما أسن وأخذ اللحم أوتر بسبع، وصلى ركعتين وهو جالس بعدما يسلم، فتلك تسع ركعات يا بني.

وانظر (24658). =

ص: 316

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه مطولاً ومختصراً ابنُ سعد في "الطبقات" 1/ 364، وابن أبي شيبة 2/ 295، وإسحاق بن راهويه (1310)، والبخاري في "خلق أفعال العباد" ص 73، ومسلم (746)(139)، وأبو داود (1344) و (1345)، وابن ماجه (1191) و (1348)، وابن نصر في "قيام الليل" ص 6 - 7 و 52 - 53 و 126، والنسائي في "المجتبى" 3/ 218 و 234 - 235 و 241 - 242، وفي "الكبرى"(425) و (1335) و (1400) و (1408) و (1414)، وابن خزيمة (1127) و (1078) و (1170)، وأبو عوانة 2/ 323 - 325، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 280، والطبراني في "الأوسط"(6657)، وفي "الصغير"(990)، وفي "مسند الشاميين"(917)، والدارقطني 2/ 32، والحاكم 1/ 304، وابن حزم في "المحلى" 3/ 47، والبيهقي في "السنن" 1/ 39، و 3/ 29 - 30 و 31 و 499 - 500، وفي "الدلائل" 1/ 308، وفي "معرفة السنن"(5492) و (5493) و (5496)، والخطيب في "تاريخه" 14/ 284، والبغوي في "شرح السنة"(963) من طرق عن سعيد، به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه! ووافقه الذهبي!

قلنا: بل أخرجه مسلم كما رأيت.

وأخرجه مختصراً الطيالسي (1497) و (1500)، والنسائي 3/ 240، والحاكم 2/ 504 من طريقين، عن قتادة.

وسيرد بالأرقام (24601) و (24636) و (24658) و (24775) و (24777) و (24810) و (24943) و (25223) و (25239) و (25302) و (25346) و (25347) و (25813) و (25900) و (25901) و (26986) و (26987) و (26988) و (26150) و (26185) و (25219).

وانظر (24042) و (24043) و (24057) و (24800).

قال السندي: قوله: ائت عائشة، أي: هي أعلم أهل الأرض بالوتر، فإن الوتر كان في البيت، فكان أعلم الناس بها أزواجه، وهي أعلم الأزواج. =

ص: 317

24270 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي حَزْرَةَ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ، تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يُصَلَّى بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ، وَلَا وَهُوَ يُدَافِعُهُ الْأَخْبَثَانِ "(1).

24271 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى (2)، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى شَيْءٍ مِنَ

= قوله: بردّها عليك، أي: بجوابها عن سؤالك.

قوله: بقاربها، من القرب.

قوله: الشيعتين، أي: الفرقتين، فرقة علي وفرقة معاوية رضي الله عنهما.

قولها: حكيم، أي: أنتَ حكيم.

قوله: وعرفته، أي: عرفت عائشةُ حكيماً.

قولها: كان القرآن، أي: كان مدلول القرآن، وهو قوله تعالى:{وإنك لعلى خلق عظيم} [القلم: 4] أو المراد أنه كان واقفاً عند حدود الله المذكورة في القرآن، مجتهداً في العمل به، غاية الاجتهاد.

قولها: نُعِدّ، من الإعداد.

قولها: لما شاء، بكسر اللام بلا تشديد، أي: للوقت الذي يشاء، وهذه اللام بمعنى في، أي في الوقت الذي يشاء، ويمكن أن يفتح اللام ويشدد، أي: حين يشاء.

قوله: ثم يصلي ثماني ركعات، لعل هذه الهيئة في الوتر كانت أحياناً، وإلا فقد جاءت هيئات أُخَر في الوتر أيضاً.

(1)

حديث صحيح، وهو مكرر (24166) سنداً ومتناً.

(2)

قوله: "حدثنا يحيى" من (ظ 8) وسقط من باقي النسخ.

ص: 318

النَّوَافِلِ أَشَدَّ مُعَاهَدَةً مِنْهُ عَلَى الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ (1).

24272 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِى عَبْدُ اللهِ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي شَوَّالٍ، وَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ فِي شَوَّالٍ، فَأَيُّ نِسَائِهِ كَانَ أَحْظَى عِنْدَهُ مِنِّي؟ فَكَانَتْ تَسْتَحِبُّ أَنْ تُدْخِلَ نِسَاءَهَا فِي شَوَّالٍ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24167) سنداً ومتناً.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الترمذي (1093)، والنسائي في "المجتبى"(5353)، وابن ماجه (1990)، والطبري في "تاريخه" 2/ 399 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(10459)، وعبد بن حميد في "المنتخب"(1508)، وابن سعد 8/ 60، وإسحاق بن راهويه (724)، ومسلم (1423)، والدارمي (2211)، وابن حبان (4058)، والطبراني في "الكبير" 23/ (68)، والبيهقي في "السنن" 7/ 290 من طرق عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (69)، وفي "الأوسط"(6955)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1881 من طريقين عن عروة، به.

وسيأتي برقم (25716).

قال السندي: قولها: كان أحظى، أي: أوفر نصيباً وحظاً، مرادها بذلك الرد على من يرى أنه لا ينبغي النكاح بين العيدين، والله تعالى أعلم.

ص: 319

24273 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ " قَالَ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا كَانَ قَدْرَ مَا يَنْزِلُ هَذَا وَيَرْقَى هَذَا (1).

24274 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمُ (2) يُحَدِّثُ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: بِئْسَمَا عَدَلْتُمُونَا بِالْكَلْبِ وَالْحِمَارِ، قَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَأَنَا مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ، غَمَزَ - يَعْنِي: رِجْلَيَّ - فَقَبَضْتُهُمَا (3) إِلَيَّ، ثُمَّ سَجَدَ (4).

24275 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، قَالَ:

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24168) سنداً ومتناً.

والقائل: ولا أعلمه إلا كان قدر ما ينزل هذا ويرقى هذا، هو من كلام السيدة عائشة كما سلف برقم (24168)، وهنا أيمكن أن يؤول بأن القاسم قال ذلك في روايته عن عائشة. وقد ذكر ذلك الحافظ في "الفتح" 2/ 105.

قال السندي: قوله: إن بلالاً يؤذن بليل، هل هو بيان وتقرير لأذان بلال بالليل أو هو بيان أنه يخطئ في ذلك، فلا اعتماد على أذانه؟ وجهان. والثاني هو مقتضى ما سبق من الأحاديث في "المسند" في مواضع، والله تعالى أعلم.

(2)

في (م): أبا القاسم، وهو خطأ.

(3)

في هامش كل من (هـ) و (ظ 2) و (ق): فضممتُهما.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24169) سنداً ومتناً.

ص: 320

قُلْتُ لِعَائِشَةَ: أَيْ أُمَّتَاهُ، كَيْفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ؟ قَالَتْ: تِسْعًا قَائِمًا، وَثِنْتَيْنِ جَالِسًا، وَثِنْتَيْنِ بَعْدَ (1) النِّدَاءَيْنِ (2).

24276 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُجَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرٌ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ شَيْئًا إِذَا دَخَلَ الْبَيْتَ؟ قَالَتْ: كَانَ إِذَا دَخَلَ الْبَيْتَ تَمَثَّلَ: " لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ، لَابْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ فَمَهُ إِلَّا التُّرَابُ، وَمَا جَعَلْنَا الْمَالَ إِلَّا لِإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ "(3).

(1) في (ظ 8) وهامش (ظ 2) و (هـ) و (ق) بين، هـ المثبت من (هـ) و (ظ 2) و (ق) و (م)، ونسخة السندي، وهو الموافق للرواية (25489)، وسيأتي تفسيرها هناك.

(2)

إسناده حسن، محمد بن عمرو- وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي مختلف فيه حسن الحديث، وقد أخرج له الشيخان، أما البخاري فمقروناً، وأما مسلم فمتابعة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان.

وسيرد برقم (25489).

قال السندي: قولها: بعد النداءين، أي: نداء بلال وابن أُمِّ مكتوم.

(3)

قوله: "لو كان لابن آدم واديان .. " إلى آخر الحديث صحيح، دون قوله:"وما جعلنا المال إلا لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة" وهذا إسناد ضعيف لضعف مُجالد، وهو ابن سعيد، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو =

ص: 321

24277 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ

= ابنُ سعيد القطَّان، وعامر: هو ابن شَراحيل الشعبي، ومسروق: هو ابن الأجدع.

وأخرجه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(10280) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزَّار في "مسنده"(3640)(زوائد) من طريق أبي أسامة، و (3641) من طريق محمد بن فُضيل، وأبو يعلى (4460) من طريق هشيم ثلاثتهم عن مُجالد بن سعيد، به.

وفي رواية أبي أسامة: هل كان يقول شيئاً عند منامه، وليس فيه قوله: "وما جعلنا المال إلا لإقام الصلاة

" وزاد: وكنَّا نرى هذا فيما نُسخ، وكذا زاد هشيم. قال البزار: لا نعلمه يُروى عن عائشة إلا بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 243 - 244، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى -إلا أنه قال في آخره: إنما جُعل المال لتُقضى به الصلاة وتُؤتى به الزكاة، قالت: فكنا نرى أنه مما نسخ من القرآن- والبزار، وفيه مجالد بن سعيد، وقد اختلط، ولكن يحيى القطان لا يروي عنه ما حدث به في اختلاطه. والله أعلم.

قلنا: كان يحيى بن سعيد القطان يضعف مجالداً؛ قال ابن معين: كان يحيى يقول: لو أردتُ أن يرفع لي مجالد حديثه كله رفعه! قلت: ولِمَ يرفع حديثَه؟ قال: للضعف، وذكر المري أقوالاً أخرى في تضعيف الأئمة له.

وللحديث شاهد من حديث ابن عباس مرفوعاً بلفظ: "لو أن لابن آدم وادياً مالاً، لأحبَّ أن له إليه مثلَه، ولا يملأ نفسَ ابنِ آدم إلا التراب، والله يتوبُ على من تاب" سلف برقم (3501) وإسناده صحيح على شرط الشيخين.

وآخر من حديث زيد بن أرقم مرفوعاً بلفظ: "لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة، لابتغى إليهما آخر، ولا يملأ بطنَ ابنِ آدم إلا التراب، ويتوبُ الله على من تاب". سلف برقم (19280) وإسناده صحيح.

ص: 322

عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَبْغَضُ الرِّجَالِ الْأَلَدُّ الْخَصِمُ "(1).

24278 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَبَّلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مَيِّتٌ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، يحيى: هو ابن سعيد القطان، وابنُ جُريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرَّح بالتحديث عند البخاري وغيره، وابن أبي مُليكة: هو عبد الله بن عُبيد الله.

وأخرجه البخاري (7188) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وعنده:"أبغضُ الرِّجالِ إلى الله الأَلَدُّ الخَصِم".

وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 81، والحميدي (273)، وابن راهويه (1243)، والبخاري (2457) و (4523)، ومسلم (2668)، والترمذي (2976)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 247 - 248، وفي "الكبرى"(5987)، وابن حبان (5697)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة"(209)، والبيهقي في "السنن" 10/ 108، وفي "الأسماء والصفات"(1051)، وفي "شُعب الإيمان"(8429) و (8430)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 274، والبغوي في "شرح السنة"(2499)، من طرق عن ابن جريج، به. وعندهم:"أبغضُ الرجالِ إلى الله الأَلَدُّ الخصم" قال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.

قال السندي: قوله: الأَلَدُّ، أي: شديدُ الخُصومة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (2026) سنداً ومتناً.

وقد سلف تخريجه هناك، ونزيد عليه: =

ص: 323

24279 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً يَقُولُ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وابْنُ عُمَرَ مُسْتَنِدَيْنِ إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ، إِنَّا لَنَسْمَعُهَا تَسْتَنُّ. قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي رَجَبٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: يَا أُمَّتَاهُ، مَا تَسْمَعِينَ مَا يَقُولُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَتْ: مَا يَقُولُ؟ قُلْتُ: يَقُولُ: اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي رَجَبٍ. قَالَتْ: يَغْفِرُ اللهُ لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نَسِيَ، مَا اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي رَجَبٍ. قَالَ: وَابْنُ عُمَرَ يَسْمَعُ، فَمَا قَالَ لَا، وَلَا نَعَمْ. سَكَتَ (1).

24280 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ

= وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(372)، والنسائي في "الكبرى"(7111) و (7112) عن طريق يحيى، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 11، وفي "الكبرى"(7110) من طريق يونس، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، بلفظ: قبّل بين عيني النبي صلى الله عليه وسلم وهو ميت.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، يحيى: هو ابنُ سعيد القطَّان، وابن جُريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وعطاء: هو ابن أبي رباح.

وأخرجه ابن راهويه (893)، ومسلم (1255)(219) عن طريق محمد بن بكر البُرْسَاني، والنَّسائي في "الكبرى"(4222) عن طريق شعيب بن إسحاق، كلاهما عن ابن جُريج، به.

وسيرد برقم (25238).

وسلف في مسند ابن عمر برقم (5416)، وانظر (5383).

ص: 324

إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ يَأْمُرُنِي، فَآتَّزِرُ وَأَنَا حَائِضٌ، ثُمَّ يُبَاشِرُنِي، وَكُنْتُ أَغْسِلُ رَأْسَهُ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ، وَأَنَا حَائِضٌ (1).

24281 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ ". قَالَتْ: وَعَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللهِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وسيأتي (25021)، و (25410) و (25563) و (25750)، وقد سلف (24046) و (26248).

قال السندي: قولها: فآتزر، بمد الهمزة وتخفيف التاء، هو الصحيح عند أهل الحديث وأما القصر وتشديد التاء فخطأ عندهم لأنه مهموز، والهمزة لا تقلب تاء في الافتعال، والله تعالى أعلم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. زكريا: هو ابن أبي زائدة صرَّح بالتحديث في الرواية (24815)، فانتفت شبهة تدليسه عن عامر: وهو ابن شراحيل الشعبي.

وهو عند الإمام أحمد في "فضائل الصحابة"(1634) بهذا الإسناد.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/ 613 و 12/ 132 - 133، وإسحاق بن راهويه (1071)، ومسلم (2447)، وأبو داود (5232)، والترمذي (2693) و (3882)، وابن ماجه (3696)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3012)، والطبراني في "الكبير" 23/ (92) من طرق عن زكريا بن أبي زائدة، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (94) من طريق يحيى الحِمّاني، عن شريك بن مطيع الغزال، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة قالت: استأذن =

ص: 325

24282 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخُصُّ شَيْئًا مِنَ الْأَيَّامِ؟ قَالَتْ: لَا، كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً. وَأَيُّكُمْ يُطِيقُ مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُطِيقُ (1)؟!

= جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: من هذه عندك؟ قال: "عائشة" قال: فاقرئها السلام. قال: "بَخٍ بَخٍ يا عائشة، هذا جبريل يقرئك السلام". يحيى الحِمَّاني ضعيف، وشيخه شريك بن مطيع الغزال لم نقف له على ترجمة.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 69، وفي "الكبرى"(8383) و (8900)، وهو في "عشرة النساء"(14)، وأبو يعلى (4781)، والطبراني في "الكبير" 23/ (97) من طريق صالح بن ربيعة بن الهُدير، عن عائشة قالت: أُوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه، فقمت فأجفت الباب بيني وبينه، فلما رفِّه عنه، قال لي:"يا عائشة، إن جبريل يقرئك السلام". وصالح بن ربيعة بن الهُدير مجهول.

وأخرجه الطبراني 23/ (93) من طريق محمد بن عبد الله، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها:"جبريل يقرئك السلام" قالت: قلت: فلربي السلام، ومنه السلام، وعلى جبريل السلام. محمد بن عبد الله لم نعرفه.

والحديث سيأتي بالأرقام (24815) و (25746) و (25880)، ومطولاً برقمي (24462) و (25131)، وبنحوه بالأرقام (24574) و (24857) و (25154) و (25173) و (25186).

قال السندي: قوله: وعليه ورحمة الله، أي: وعليه السلام ورحمة الله، فالمعطوف عليه مضمر.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابنُ سعيد القطَّان، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد =

ص: 326

24283 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ نَافِعٍ. قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: عَنْ إِنْسَانٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ لِلْقَبْرِ ضَغْطَةً، وَلَوْ كَانَ أَحَدٌ نَاجِيًا مِنْهَا، نَجَا مِنْهَا (1) سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ "(2).

= النَّخَعي، وعلقمة: هو ابن قيس النَّخعي.

وأخرجه البخاري (1987)، والبيهقي 4/ 299 من طريق يحيى، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24162).

(1)

لفظ "منها" ليس في (ظ 2) و (ق).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على شعبة:

فرواه يحيى بن سعيد القطان -كما في هذه الرواية -ووهب بن جرير- فيما أخرجه إسحاق بن راهويه (1114)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(273) كلاهما عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع، عن عائشة.

ورواه محمد بن جعفر- كما في هذه الرواية كذلك، والرواية الآتية (24663) عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نافعة، عن إنسان، عن عائشة. ومحمد بن جعفر من أوثق الناس بشعبة، إلا أنه أبهم الراوي عن عائشة، وقد جاء مصرحاً به فيما رواه كلٌّ من:

آدم بن أبي إياس -فيما أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(897)(مسند عمر بن الخطاب)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(106) - وعلي بن الجعد -كما في "الجعديات"(1566) - وعبد الرحمن بن زياد ويحيى بن أبي بكير -فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(274) و (275) - وأبو عائشة -فيما أخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر"(107) - وعبد الملك بن الصباح -فيما أخرجه ابن حبان (3112) - وعلي بن عاصم -فيما أخرجه الحارث بن أبي أسامة- سبعتهم عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع =

ص: 327

24284 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَيْحُ بْنُ هَانِئٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ عز وجل، أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ، كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ، وَالْمَوْتُ قَبْلَ لِقَاءِ اللهِ عز وجل "(1).

= عن امرأة ابن عمر صفية، عن عائشة، به، وهو الصواب فيما قال الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 108.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(276)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(108) من طريق وسفيان الثوري، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع، عن ابن عمر.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(4624)، والبيهقي (110) من طريق ابن لهيعة، عن عقيل، عن سعد، عن عائشة بنت سعد، عن عائشة. فذكره مطولاً، وقال: لم يرو هذا الحديث عن عائشة بنت سعد إلا سعد بن إبراهيم، ولا رواه عن سعد إلا عقيل انفرد به ابن لهيعة.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 46، وقال: رواه أحمد، عن نافع عن عائشة. وعن نافع، عن إنسان، عن عائشة. وكلا الطريقين رجالهما رجال الصحيح.

وسيكرر (24663).

وفي الباب عن ابن عمر عند النسائي 4/ 100 - 101.

وعن جابر بن عبد الله، سلف (14873).

وعن حذيفة، سلف برقم (23457).

قال السندي: قوله: "ضغطة"، أي: زحمة وضيقاً وشدة.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (24172) سنداً ومتناً.

ص: 328

24285 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" قَدْ كَانَ فِي الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ، فَإِنْ يَكُنْ مِنْ أُمَّتِي، فَعُمَرُ "(1).

(1) حديث صحيح، ابنُ عجلان -وهو محمد، وإن يكن حسنَ الحديث- توبع كما سيرد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابنُ سعيد القطَّان، وأبو سَلَمة: هو ابنُ عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 457، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 75 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (253)، وابن راهويه (1058) و (1059)، ومسلم (2398)، والترمذي (3693)، والنسائي في "الكبرى"(8119)، ويعقوب بن سفيان 1/ 461، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1648)(1649)، وابن حبان (6894)، والقطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة" لأحمد (516)(517)، والحاكم في "المستدرك" 3/ 86، وابن الأثير في "أسد الغابة" (في ترجمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه من طرق عن محمد بن عجلان، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديثٌ صحيح. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

وأخرجه مسلم (2398) من طريق عبد الله بن وهب، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1652)، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 220 من طريق ابن الهاد، كلاهما عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه سعد بن إبراهيم، به. وكذا رواه الحَكَم بن أسْلَم، عن إبراهيم بن سَعْد، فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 75.

واختُلف فيه على إبراهيم بن سعد: =

ص: 329

24286 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ (1): قَبَّلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ وَهُوَ مَيْتٌ حَتَّى رَأَيْتُ الدُّمُوعَ تَسِيلُ عَلَى وَجْهِهِ (2).

= فرواه فَزَارة بن عمر كما سلف في الرواية (8468)، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، وتابع فزارةَ غيرُ واحد، كما ذكرنا في تخريجه هناك.

واختُلف فيه كذلك على عبد الله بن وَهْب:

فرواه أحمد بنُ عَمرو بن السَّرْح -كما ذكرنا عند مسلم (2398) - عن عبد الله بن وَهْب، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه سعد بن إبراهيم، عن أبي سَلَمة، عن عائشة، به.

ورواه أحمد بنُ عبد الرحمن بن وهب -كما عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1650) - عن عمه عبد الله بن وهب، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.

ونقل الحافظ في "الفتح" 7/ 50 عن أبي مسعود قوله: وهو مشهور عن ابن عجلان فكأنَّ أبا سلمة سمعه من عائشة ومن أبي هريرة جميعاً.

قلناه وقد ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 75 رواية زكريا بن أبي زائدة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وسَرَدَ الاختلاف فيه على زكريا، ثم قال: وقد أخرج مسلم القولين جميعاً، عن عائشة وأبي هريرة.

قلنا: إنما أخرج مسلمٌ حديثَ عائشة، كما سلف، وأما حديث أبي هريرة فإنما أخرجه البخاري (3469) و (3689)، وسلف برقم (8468).

قال السِّندي: قوله: مُحَدَّثون، بفتح دال مشددة، أي: الذين أُلهم إليهم.

(1)

في (م): عن عائشة قالت.

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (24165) سنداً ومتناً.

ص: 330

24287 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ، فَإِنَّهُ إِذَا صَلَّى وَهُوَ يَنْعَسُ لَعَلَّهُ يَذْهَبُ يَسْتَغْفِرُ، فَيَسُبُّ نَفْسَهُ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: اسمه عبد الله.

وأخرجه مسلم (786)، وابن ماجه (1370)، وأبو عوانة 2/ 297 من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 118، ومن طريقه البخاري (212)، ومسلم (786)، وأبو داود (1310)، وأبو عوانة 2/ 297، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3435)، وابن حبان (2583)، والبيهقي في "السنن" 3/ 16، وفي "معرفة السنن والآثار"(5429)، والبغوي في "شرح السنة" عقب الحديث (1940) عن هشام، به.

وأخرجه الحميدي (185)، وإسحاق بن راهويه (617) و (618)، ومسلم (786)، والترمذي (355)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 99 - 100، وفي "الكبرى"(154)، وابن ماجه (1370)، والمروزي في "قيام الليل" ص 81، وابن خزيمة (907)، وأبو عوانة 2/ 296 - 297 و 297، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3437) و (3438)، وابن حبان (2584)، والطبراني في "الأوسط"(8134)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين"(315)، والبيهقي في "السنن" 3/ 16، وفي "معرفة السنن والآثار"(5430)، والبغوي في "شرح السنة"(940) من طرق عن هشام، به.

وسيأتي بالأرقام (25661) و (25699) و (26231).

وفي الباب عن أنس، وقد سلف برقم (11971)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: فيسب نفسه، أي: يدعو عليها.

ص: 331

24288 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَهِيَ أَوْبَأُ أَرْضِ اللهِ عز وجل، فَاشْتَكَى أَبُو بَكْرٍ. قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ، أَوْ أَشَدَّ، وَصَحِّحْهَا وَبَارِكْ لَنَا فِي مُدِّهَا وَصَاعِهَا، وَانْقُلْ حُمَّاهَا، فَاجْعَلْهَا فِي الْجُحْفَةِ "(1).

24289 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَمَرَهُمْ بِمَا يُطِيقُونَ مِنَ الْعَمَلِ يَقُولُونَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا لَسْنَا كَهَيْئَتِكَ، إِنَّ اللهَ عز وجل قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ. قَالَتْ: فَيَغْضَبُ حَتَّى

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نُمير: هو عبد الله، وهشام: هو ابنُ عروة بن الزبير.

وأخرجه مسلم (376) من طريق ابن نُمير، بهذا الإسناد. وقرن بابن نُمير أبا أسامة.

وأخرجه البخاري (6372)، ومسلم (1376)، والطبراني في "الأوسط"(1325)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 568 - 569، من طرق عن هشام، به.

وأخرجه النَّسائي في "الكبرى"(4271) من طريق صالح بن كَيْسان، عن ابن شهاب، عن عروة، به، مختصراً.

وسيرد مطولا بالأرقام: (24532) و (26240) و (26241).

وسيرد كذلك من طريق عبد الله بن عروة، عن أبيه برقمي:(24360)(25856).

وسيرد من طريق عبد الرحمن بن الحارث، عن عائشة برقم (26030).

وفي الباب عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (5849).

ص: 332

يُعْرَفَ الْغَضَبُ فِي وَجْهِهِ (1).

24290 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَرَجَتْ سَوْدَةُ لِحَاجَتِهَا لَيْلًا بَعْدَمَا ضُرِبَ عَلَيْهِنَّ الْحِجَابُ، قَالَتْ: وَكَانَتْ امْرَأَةً تَفْرَعُ النِّسَاءَ، جَسِيمَةً، فَوَافَقَهَا عُمَرُ فَأَبْصَرَهَا، فَنَادَاهَا: يَا سَوْدَةُ، إِنَّكِ وَاللهِ مَا تَخْفَيْنَ عَلَيْنَا، إِذَا خَرَجْتِ فَانْظُرِي كَيْفَ تَخْرُجِينَ، أَوْ كَيْفَ تَصْنَعِينَ؟ فَانْكَفَّتْ (2)، فَرَجَعَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَإِنَّهُ لَيَتَعَشَّى، فَأَخْبَرَتْهُ بِمَا قَالَ لَهَا عُمَرُ، وَإِنَّ فِي يَدِهِ لَعَرْقًا، فَأُوحِيَ إِلَيْهِ، ثُمَّ رُفِعَ عَنْهُ وَإِنَّ الْعَرْقَ لَفِي يَدِهِ، فَقَالَ:" لَقَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وسيأتي مطولاً برقم (24318).

وانظر (24912).

وفي باب القصد في العبادة من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وقد سلف برقم (6477).

قال السندي: قوله: بما يطيقون بأن يأمرهم بقدر عمله وينهاهم عن الزيادة عليه، وبهذا ظهر ارتباط قولها يقولون

إلخ بهذا.

قولهم: لسنا كهيئتك، أي: فينبغي لنا أن نزيد عليك في الأعمال ولا نقصر على قدر عملك.

(2)

في (هـ): فانكفأت، والمثبت من باقي النسخ، قال السندي. فانكفأت، بتخفيف الفاء بعدها همزة: أي مالت. أو بتشديدها بلا همزة: أي انحبست.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله. =

ص: 333

24291 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتُقَبِّلُ الصِّبْيَانَ؟! فَوَاللهِ مَا نُقَبِّلُهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا أَمْلِكُ أَنَّ اللهَ عز وجل نَزَعَ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ؟! "(1).

= وأخرجه مسلم (2170)، والطبري في "تفسيره" 22/ 40 من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (147) و (4795) و (5237)، ومسلم (2170)، وابن خزيمة (54)، والبيهقي في "السنن" 7/ 88 من طرق عن هشام، به.

وسيرد برقم (25866) و (26331).

وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (4362)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

قال السندي: قولها: تفرع النساء، من فرع كمنع: إذا علا.

قولها: فناداها، طلباً لمنعهن من الخروج، فجاء الوحي بخلاف ما أراد، وقد جاء أنه فعل مثل هذا قبل نزول الحجاب أيضا طلباً للحجاب، فنزل الحجاب على وَفْق ما أراد.

قولها: لعرقاً، بفتح فسكون، أي: عظماً عليه بقية لحم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نُمير: هو عبد الله، وهشام: هو ابن عروة.

وأخرجه مسلم (2317) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.

وأخرجه هنَّاد في "الزُّهد"(1336)، والبخاري في "صحيحه"(5998)، وفي "الأدب المفرد"(90) و (98)، ومسلم (2317)، وابن ماجه (3665)، والحارث في "مسنده"(901)(بُغية الباحث) وابن حِبَّان (5595)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 100، وفي "شعب الإيمان"(11013)، وفي "الآداب"(15)، وفي "الأربعون الصغرى"(101)، والبغوي في "شرح السنة"(3447)، =

ص: 334

24292 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ "(1).

24293 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ ضِجَاعُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهُ مِنْ لِيفٍ (2).

= من طرق عن هشام، به. قال البغوي: هذا حديثٌ متفقٌ على صحته.

وأخرجه وكيع في "الزهد"(501) عن هشام بن عروة، عن أبيه مرسلاً.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7121)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

وسيرد برقم (24408).

قال السِّندي: قوله "إنِ اللهُ": بكسر الهمزة، ورفع الجلالة على تقدير الفعل، مثل قوله تعالى:{وإنْ أَحَدٌ مِنَ المشركين اسْتَجَارَكَ} [التوبة: 6]، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نُمير: هو عبد الله.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 75، ومسلم (1169)، و (1172)(4) من طريق ابن نُمير، بهذا الإسناد.

وقرن مسلم في الرواية (1169) بابن نُمير وكيع بن الجراح، وسترد رواية وكيع مقروناً بابن نُمير برقم (25690).

وسلف بأطول منه برقم (24233).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24209)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عبد الله بن نمير.

وأخرجه ابن سعد 1/ 464، ومسلم (2082)، وابن ماجه (4151) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.

ص: 335

24294 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أُصِيبَ سَعْدٌ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، رَمَاهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ: حِبَّانُ بْنُ الْعَرِقَةِ فِي الْأَكْحَلِ، فَضَرَبَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَيْمَةً فِي الْمَسْجِدِ لِيَعُودَهُ مِنْ قَرِيبٍ (1).

24295 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْخَنْدَقِ، وَوَضَعَ السِّلَاحَ وَاغْتَسَلَ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عليه السلام وَعَلَى رَأْسِهِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نُمير: هو عبد الله، وهشام: هو ابنُ عروة بن الزبير.

وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن سعد في الطبقات 3/ 425 - 426 والبخاري (463) و (4122)، ومسلم (1769)، وأبو داود (3101)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 45، وفي "الكبرى"(789)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5006)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/ 97، وفي "دلائل النبوة" 4/ 26، والبغوي في "شرح السنة"(3796) من طريق ابن نُمير، بهذا الإسناد. قال البغوي: هذا حديثٌ متفقٌ على صحته.

وأخرجه الطحاوي (5007)، وابن حِبَّان (7027) من طريق يحيى بن أبي زائدة، وأبو يعلى (4477)، وابن خزيمة (1333)، والطبراني في "الكبير"(5325) من طريق حمَّاد بن سلمة، كلاهما عن هشام، به.

وسيرد بأطول مما هنا من طريق ابن نُمير أيضاً بالحديث بعده.

ومن طريق حمَّاد بن سلمة، عن هشام بشطر آخر من القصة برقمي (24994) و (26399).

ومطولاً من طريق علقمة بن وقاص عن عائشة برقم (25097).

وانظر حديث أبي سعيد الخدري وجابر السالفين برقمي (11168) و (14773).

ص: 336

الْغُبَارُ، قَالَ: قَدْ وَضَعْتَ السِّلَاحَ، فَوَاللهِ مَا وَضَعْتُهَا، اخْرُجْ إِلَيْهِمْ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" فَأَيْنَ؟ " قَالَ: هَاهُنَا. فَأَشَارَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ. قَالَ هِشَامٌ: فَأَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّهُمْ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَدَّ الْحُكْمَ فِيهِمْ إِلَى سَعْدٍ. قَالَ: فَإِنِّي أَحْكُمُ أَنْ تُقَتَلَ الْمُقَاتِلَةُ، وَتُسْبَى النِّسَاءُ وَالذُّرِّيَّةُ، وَتُقَسَّمَ أَمْوَالُهُمْ. قَالَ هِشَامٌ: قَالَ أَبِي: فَأُخْبِرْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللهِ عز وجل "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين غير أنَّ قولَ عروة في آخر الحديث: أُخبرت أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لقد حَكَمْتَ فيهم بحكم الله عز وجل" صحيح لغيره.

وقوله في سياق الحديث: قال هشام: موصولٌ بالإسناد المذكور أولَه. وقول هشام: فأخبرني أبي أنهم

محمول على الاتصال، وورد متصلاً عند البخاري ومسلم. ابن نُمير. هو عبد الله، وهشام: هو ابنُ عروة.

وأخرجه بتمامه ابنُ سعد في "الطبقات" 3/ 425 - 426، ومسلم (1769)(65) و (66)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 4/ 26، من طريق ابن نُمير، بهذا الإسناد.

وأخرجه دون قوله: "لقد حكمتَ فيهم بحكم الله" مطوَّلاً ومختصراً ابنُ أبي شيبة 14/ 422، والبخاري (4117) و (4122) ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(3796) من طريق ابن نُمير، به.

وأخرجه مطوَّلاً ومختصراً كذلك ابنُ أبي شيبة 14/ 424 و 425 - 426، والبخاري (2813) من طريق عَبْدة بن سليمان، عن هشام، به. دون قوله "لقد حكمتَ فيهم بحكم الله" عند البخاري. =

ص: 337

24296 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ الْحَبَشَةَ كَانُوا يَلْعَبُونَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي يَوْمِ عِيدٍ، قَالَتْ: فَاطَّلَعْتُ مِنْ فَوْقِ عَاتِقِهِ، فَطَأْطَأَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَنْكِبَيْهِ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ مِنْ فَوْقِ عَاتِقِهِ، حَتَّى شَبِعْتُ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ (1).

= وهذا الحديث مع سابقه حديث واحد.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "لقد حَكَمْتَ فيهم بحكم الله عز وجل" له شاهدٌ من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (4121)، وسلف برقم (11168).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نُمير: هو عبد الله، وهشام: هو ابن عروة بن الزبير.

وأخرجه بتمامه ومختصراً الحميدي (254)، ومسلم (892)(20)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 195، وفي "الكبرى"(1798) و (8954) من طرق عن هشام بن عروة، به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8957) من طريق يزيد بن رومان، عن عروة، بنحوه مطولاً، وفيه قالت عائشة: فقال لي (يعني النبيَّ صلى الله عليه وسلم: "أمَا شبعتِ؟ " فجعلتُ أقولُ: لا، لأَنظرَ منزلتي عنده، إذْ طَلَعَ عمرُ، فَارْفَضَّ الناسُ عنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إني لأَنظر إلى شياطين الجنِّ والإنس قد فَرُّوا من عمر". قالت: فرجعت.

وأخرجه مختصراً الطبراني في "والأوسط"(4213) من طريق يحيى بن سعيد الأموي، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عروة بن الزبير، عن عروة، عن عائشة قالت: لعبَ طائفةٌ من السودان بين يَدَيْ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكنتُ أنظرُ بين مَنْكِبَيْه ورأسِه.

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن عروة إلا محمدُ بنُ إسحاق، ولا عن محمد بن إسحاق إلا يحيى بن سعيد الأموي. =

ص: 338

24297 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ. وَأَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، الْمَعْنَى، عَنْ أَبِيهِ

= وأخرجه بنحوه مطولاً ومختصراً الحميدي (254) من طريق يعقوب بن زيد التيمي، -ولم يدرك عائشة- والنسائي في "الكبرى"(8951) و (8955)، وأبو يعلى (4830)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(292) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، والنسائي في "الكبرى"(8958) من طريق عكرمة، ثلاثتهم عن عائشة، به. وفي رواية أبي سلمة عنها: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حَسْبُكِ"، فقلت: يا رسول الله، لا تعجل، فقام لي، ثم قال:"حَسْبُكِ"، فقلت: لا تعجل يا رسول الله. قالت: وما بي حب النظر إليهم، ولكني أحببتُ أن يبلغَ النساءَ مقامُه لي، ومكاني منه. وزاد الحميدي: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العبوا بني أرفده، تعلم اليهود والنصارى أن في ديننا فسحة". قلنا: يعقوب بن زيد التيمي لم يدرك عائشة. وسيرد نحو هذه الزيادة من طريق ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة، برقم (24855).

وسيرد بالأرقام: (24533) و (24552) و (24854) و (25333) و (25534) و (25960) و (26051) و (26101) و (26328).

وسيرد مطولاً بذكر قصة غناء الجاريتين عندها برقم (24541).

وفي باب لعب الحبشة في المسجد عن أبي هريرة، سلف برقم (8080).

وانظر حديثي أنس: (12540) و (12649).

وسيرد في الروايتين: (25333) و (26101) أنهم كانوا يلعبون بالحِراب.

قال: الحافظ في "الفتح" 1/ 549: واللعب بالحراب ليس لعباً مجرداً، بل فيه تدريبُ الشجعان على مواقع الحروب والاستعداد للعدوّ، وقال المهلَّب: المسجد موضوع لأمر جماعة المسلمين، فما كان من الأعمال يجمع منفعة الدين وأهله، جاز فيه. وفي الحديث جوازُ النظر إلى اللهو المباح، وفيه حُسْنُ خُلُقِه صلى الله عليه وسلم مع أهله، وكَرَمُ معاشرته، وفضلُ عائشة، وعظيمُ محلِّها عنده.

ص: 339

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْلَا حَدَاثَةُ عَهْدِ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ، لَنَقَضْتُ الْكَعْبَةَ، ثُمَّ جَعَلْتُهَا عَلَى أُسِّ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام، فَإِنَّ قُرَيْشًا يَوْمَ بَنَتْهَا اسْتَقْصَرَتْ، وَلَجَعَلْتُ لَهَا خَلْفًا " قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: خِلْفًا (1).

24298 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ، وَيَجِيءُ صَوَاحِبِي

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1333) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1585)، وابن خزيمة (2742) من طريق حماد بن أسامة أبي أسامة، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق (671) -ومن طريقه النسائي في "المجتبى" 5/ 15، وفي "الكبرى"(3885) - ومسلم (1333)، والدارمي (1868)، وابن خزيمة (2742) و (3019) من طرق عن هشام، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6247) من طريق عمرو بن الحارث، عن قتادة، عن عروة، به، وقال: لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا عمرو بن الحارث.

وسيرد بالأرقام (24384) و (24616) و (24709) و (24827) و (25048) و (25438) و (25440) و (25463) و (25466) و (26029) و (26100) و (26151) و (26256).

قوله: "ولجعلت لها خلفاً" قال ابن الأثير في "النهاية" 2/ 68: الخَلْف: الظهر، كأنه أراد أن يجعل لها بابين، والجهة التي تقابل الباب من البيت ظهره، فإذا كان لها بابان فقد صار لها ظهران، ويروى بكسر الخاء، أي: زيادتين كالثديين، والأول أوجه.

ص: 340

فَيَلْعَبْنَ مَعِي، فَإِذَا رَأَيْنَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَقَمَّعْنَ (1) مِنْهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُدْخِلُهُنَّ عَلَيَّ، فَيَلْعَبْنَ مَعِي (2).

24299 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ

(1) في (م) تعمقن، وهو خطأ، قال السندي: تقمعن منه من التقميع، بمعنى التغيب، أي: تغيبن منه، والمشهور انقمعن كذا قيل.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله.

وأخرجه ابن سعد 8/ 66، وابن حبان (5866)، والطبراني في "الكبير" 23/ (279) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.

وأخرجه بتمامه ومختصراً الشافعي في "مسنده" 2/ 29 (ترتيب السندي)، والحميدي (260)، وابن سعد 8/ 58 - 59 و 61 و 65، وإسحاق بن راهويه (783) و (784)، والبخاري في "صحيحه"(6130)، وفي "الأدب المفرد"(368) و (1299)، ومسلم (2440)، وأبو داود (4931)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 131، وفي "الكبرى"(5569) و (8946) و (8947) و (8948) -وهو في "عشرة النساء"(60) و (61) و (62) - وابن ماجه (1982)، وابن حبان (5865)، والطبراني في "الكبير" 23/ (276) و (277) و (278)، والبيهقي في "السنن" 10/ 219، وفي "معرفة السنن والآثار"(13559)، والبغوي في "شرح السنة"(2257) و (2337) من طريق عن هشام، به.

وأخرجه مختصراً ومطولاً ابنُ سَعْد 8/ 62، والنسائي في "الكبرى"(8949) -وهو في "عشرة النساء"(63) - والطبراني في "الكبير" 23/ 280 من طريق يزيد بن رومان، وابن حبان (5864) من طريق أبي النضر، كلاهما عن عروة، به.

وأخرجه بنحوه أبو داود (4932)، والنسائي في "الكبرى"(8950) -وهو في "عشرة النساء"(64) - والبيهقي في "السنن" 10/ 219 من طريق محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة.

وسيرد بالأرقام (25334) و (25961) و (25968).

ص: 341

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا اسْتَعَارَتْ مِنْ أَسْمَاءَ قِلَادَةً، فَهَلَكَتْ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رِجَالًا فِي طَلَبِهَا، فَوَجَدُوهَا، فَأَدْرَكَتْهُمُ الصَّلَاةُ وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ، فَصَلَّوْا بِغَيْرِ وُضُوءٍ، فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل التَّيَمُّمَ، فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ لِعَائِشَةَ: جَزَاكِ اللهُ خَيْرًا، فَوَاللهِ مَا نَزَلَ بِكِ أَمْرٌ تَكْرَهِينَهُ إِلَّا جَعَلَ اللهُ عز وجل لَكِ وَلِلْمُسْلِمِينَ فِيهِ خَيْرًا (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نُمير: هو عبد الله.

وأخرجه البخاري (336)، والطبري في تفسير الآية (43) من سورة النساء من طريق ابن نُمير، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (165)، وابن راهويه (582) و (583)، وعَبْد بن حُميد (1504)، والدارمي (746)، والبخاري (3773) و (4583) و (5164) و (5882)، ومسلم (367)(109)، وأبو داود (317)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 172، وفي "الكبرى"(312)، وابن ماجه (568)، وابن خزيمة (261)، وأبو عوانة 1/ 303، وابن حبان (1709)، والطبراني في "الكبير" 23/ (131)، والبيهقي في "السنن" 1/ 214، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 267 و 268، والبغوي في تفسير الآية (43) من سورة النساء، من طرق عن هشام بن عروة، به.

وأخرجه عبد الرزاق (879) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (130) - عن معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه أو غيره، قال: سقط عِقْدٌ لعائشة

ذكره مرسلاً. وجاء في آخره: قال معمر: وقال هشام عن أبيه، وقاله أيوب أيضاً، قال: فلما نزل التيمم سُرَّ بذلك أبو بكر، وقال: ما علمتكِ لَمباركة، ما نزل بكِ أمرٌ تكرهينه، إلا جعلَ اللهُ تبارك وتعالى للمسلمين فيه خيراً. قلنا: وقولُ أبي بكر هذا سيرد في الرواية الآتية برقم (26341).

وسيرد مطوَّلاً من طريق القاسم وعبَّاد بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة =

ص: 342

24300 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَحَرَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَهُودِيٌّ مِنْ يَهُودِ بَنِي زُرَيْقٍ، يُقَالُ لَهُ: لَبِيْدُ بْنُ الْأَعْصَمِ، حَتَّى كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنْ يَفْعَلَ الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ، قَالَتْ: حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ - أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ - دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ دَعَا، ثُمَّ قَالَ:" يَا عَائِشَةُ، شَعَرْتُ أَنَّ اللهَ عز وجل قَدْ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ، جَاءَنِي رَجُلَانِ، فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي، وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِي لِلَّذِي عِنْدَ رِجْلَيَّ، أَوِ الَّذِي عِنْدَ رِجْلَيَّ لِلَّذِي عِنْدَ رَأْسِي: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ. قَالَ: مَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيْدُ بْنُ الْأَعْصَمِ. قَالَ: فِي أَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: فِي مِشْطٍ وَمُشَاطَةٍ وَجُفِّ طَلْعَةِ ذَكَرٍ. قَالَ: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي بِئْرِ أَرْوَانَ (1) ". قَالَتْ: فَأَتَاهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: " يَا عَائِشَةُ، لَكَأَنَّ (2) مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ، وَلَكَأَنَّ

= برقمي: (25455) و (26341).

وانظر حديث عمَّار بنِ ياسر السالف برقم (18322).

قال السندي: قوله: فهلكت، أي: ضاعت.

قوله: فوجدوها: المشهور أنها وُجدت بعد أن رجعوا، فلعل المراد أنهم وجدوها آخِر الأمر.

(1)

في (هـ) ذروان. قلنا: وهو الموافق للرواية (24348) وكلاهما صحيح، قال الحافظ في "الفتح" 10/ 229 - 230: الأصل بئر ذي أروان، ثم لكثرة الاستعمال سهلت الهمزة فصارت ذروان.

(2)

في (م): كان.

ص: 343

نَخْلَهَا رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَهَلَّا أَحْرَقْتَهُ (1)؟ قَالَ: " لَا، أَمَّا أَنَا فَقَدْ عَافَانِي اللهُ عز وجل، وَكَرِهْتُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى النَّاسِ مِنْهُ شَرًّا ". قَالَتْ: فَأَمَرَ بِهَا، فَدُفِنَتْ (2).

(1) في هامش (ق) و (ظ 2) و (هـ) أخرجته، نسخة، قلنا: وعليها شرح السندي، فقال: أي أظهرت السَّاحر بين الناس.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 30، ومسلم (2189)(43)، وابن ماجه (3545)، والطبري في "تفسيره"(1693)، وابن حبان (6583) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (259) -ومن طريقه البخاري (5765) و (6063) - وإسحاق بن راهويه (737)، والبخاري (3268) و (5763) و (6391)، والنسائي في "الكبرى"(7615)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5934)، وابن حبان (6584)، والطبراني في "الأوسط"(5922)، والبيهقي في "السنن" 8/ 135، وفي "الدلائل" 6/ 247، والبغوي في "شرح السنة"(3260) من طرق عن هشام، به. قال الحميدي في آخر الحديث: قال سفيان: وكان عبد الملك بن جريج حدثناه أولاً قبل أن نلقى هشاماً، فقال: حدثني بعض آل عروة، فلما قدم هشام حدثناه.

وعلَّقه البخاري في الرواية (3268) بقوله: وقال الليث: كتب إليَّ هشام أنه سمعه ووعاه عن عائشة. ووصله الحافظ في "التغليق" 3/ 512 من طريق أبي بكر بن أبي داود، عن عيسى بن حماد زغبة، عن الليث، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة فذكره.

وأخرجه عبد الرزاق (19764)، والطبري (1694) من طريق ابن المسيب وعروة بن الزبير، مرسلاً.

وفي الباب عن زيد بن أرقم، سلف 4/ 367.

قال السندي: قوله: مطبوب، أي: مسحور. =

ص: 344

24301 -

حَدَّثَنَا ابنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو بِهَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ: " اللهُمَّ فَإِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النَّارِ، وَعَذَابِ النَّارِ، وَفِتْنَةِ الْقَبْرِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْفَقْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّ قَلْبِي مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ،

= قوله: في مشط ومشاطة، المشط بضم ميم، وتسكين شين وبضمهما، وبكسر ميم مع سكون شين: معروف، والمشاطة بضم ميم: شعر ساقط عند التسريح.

قوله: وجف طَلعة ذكر، بضم جيم وتشديد فاء: وهو الغشاء الذي على طلع النخل، ويطلق النخل على الذكر والأنثى، ولذا قيده بالذكر.

قوله: نقاعة الحِنّاء، بضم نون، وخِفة قاف أو تشديدها: ماء لونه أحمر كلون الماء الذي يُنقع فيه الحناء.

قوله: على الناس. قال الإمام النووي في "شرح مسلم" 14/ 78: خشي من إخراجه وإشاعته ضرراً على المسلمين من تذكير السِّحر أو تعلمه، وهو من باب ترك مصلحة لخوف مفسدة.

قلنا: والسحر الذي أُصيب به صلى الله عليه وسلم هو من قبيل الأمراض التي تعرضُ للبدن دون أن تؤثِّرَ على شيءٍ من العقل، ولا يعدو أن يكون نوعاً من أنواع العقد عن النساء وهو الذي يسمونه (رباطاً) فكان صلى الله عليه وسلم يخيَّلُ إليه أن عنده قدرة على إتيان إحدى نسائه، فإذا ما هم بحاجة، عجز عن ذلك، وهذا غير مخل بمقام النبوة، فقوله: حتى كان يخيل إليه أن يفعل الشيء وما يفعله. من العام المخصوص، ففي رواية ابن عيينة عند البخاري (5765): وحتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن.

ص: 345

اللهُمَّ، فَإِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ وَالْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابنُ نُمير: هو عبدُ الله، وهشام: هو ابن عُروة بن الزبير.

وأخرجه بتمامه ومختصراً ابن أبي شيبة 10/ 188 و 189 - 190، ومسلم (589) كتاب الذكر والدعاء ص 2078، وابن ماجه (3838) من طريق ابن نُمير، بهذا الإسناد.

وأخرجه بتمامه ومختصراً كذلك عبدُ الرزاق (19631)، وابن راهويه (789) و (791) و (792)، وعَبْد بن حُميد (1492)، والبخاري (6368) و (6376) و (6377)، وتسلم (589) ص 2078، وأبو داود (1543)، والترمذي (3495)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 51 و 176 و 8/ 262 و 266 وفي "الكبرى"(59) و (7902) و (7912)، وأبو يعلى (4474)، والطبراني في "الدعاء"(1345) و (1346)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 541، والبيهقي في "الدعوات الكبير"(219) و (305)، وفي "إثبات عذاب القبر"(180) من طرق عن هشام، به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال الحاكم: هذا صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة! ووافقه الذهبي! قلنا: بل أخرجاه بهذه السياقة، لكن بتقديم وتأخير بعض فقراته.

وأخرجه عبد الرزاق (3088) مختصراً عن مَعْمَر بن راشد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عائشة.

وسيرد بالأرقام (24578) و (24579) و (25648) و (25727) و (26075) و (26327).

وانظر (25419).

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "اللَّهمَّ إني أعوذُ بك من الكَسَلِ والهَرَم، والمَغْرَمِ والمأْثَم، وأعوذُ بِكَ من فتنة المسيح الدجَّال، وأعوذُ بك من عذابِ القبر، وأعوذُ بكَ من عذاب النار". وسلف برقم (6734). =

ص: 346

24302 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قِيلَ لَهَا: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ يَرْفَعُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم " إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ ". قَالَتْ: وَهَِلَ أَبُو

= وعن أبي هريرة سمع رسوله الله صلى الله عليه وسلم يقوله: "إذا فَرَغَ أحدُكم من التشهُّد الآخرِ، فليتعوَّذْ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر المسيح الدجال". وسلف برقم (7327).

وعنه أن رسوله الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الفقر والعلة

" وسلف برقم (8053).

وعن أنس بنحوه، سلف برقم (12113)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، ونزيد:

عن عبد الله بن أبي أوفى أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو، فيقول: "اللهم طهِّرني بالثلج والبَرَدِ والماء البارد، اللهم طهِّرْ قلبي من الخطايا كما طهّرت الثوب الأبيض من الدنس، وباعِدْ بين ذنوبي كما باعَدْتَ بين المشرق والمغرب

" وسلف برقم (19118) و (19402).

قال الحافظ في "الفتح" 2/ 319: وقد استُشكل دعاؤه صلى الله عليه وسلم بما ذُكر مع أنه معصوم، مغفورٌ له ما تقدم وما تأخر، وأُجيب بأجوبة أحدها: أنه قصد التعليم لأمته. ثانيها: أن المراد السؤال منه لأمته، فيكون المعنى هنا: أعوذ بك لأمتي. ثالثها: سلوك طريق التواضع، وإظهار العبودية، وإلزام خوف الله وإعظامه والافتقار إليه، وامتثال أمره في الرغبة إليه، ولا يمتنع تكرار الطلب مع تحقق الإجابة، لأن ذلك يُحَصِّلُ الحسنات: ويَرْفَعُ الدرجات، وفيه تحريض لأمته على ملازمة ذلك، لأنه إذا كان مع تحقق المغفرة لا يترك التضرع، فمن لم يتحقق ذلك أحرى بالملازمة. وأما الاستعاذة من فتنة الدجالة مع تحقُّقه أنه لا يدركه، فلا إشكال فيه على الوجهين الأولَين، وقيل على الثالث: يحتمل أن يكون ذلك قبل تحقق عدم إدراكه، ويدل عليه قوله في الحديث الآخر عند مسلم:"إنْ يخرجْ وأنا فيكم فأنا حَجِيْجُه". الحديث. والله أعلم.

ص: 347

عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّمَا قَالَ: " إِنَّ أَهْلَ الْمَيِّتِ يَبْكُونَ عَلَيْهِ، وَإِنَّهُ لَيُعَذَّبُ بِجُرْمِهِ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (3978)، ومسلم (932)(26) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن هشام، بهذا الإسناد، وزاد مسلم في آخره: وذاك مثل قوله: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على القليبِ يومَ بدر، وفيه قتلى بدر من المشركين، فقال لهم ما قال:"إنهم ليسمعون ما أقول" وقد وَهَِلَ، إنما قال:"إنهم ليعلمون أنَّ ما كنت أقول لهم حقٌّ"، ثم قرأت:{إنك لا تُسْمِعُ الموتى} [النمل: 80]{وما أنتَ بِمُسْمِعٍ من في القُبُور} [فاطر: 22] يقول: حين تبوَّءُوا مقاعدهم من النار.

وقد أخرج البخاري جزءاً من هذه الزيادة برقم (1371) من طريق سفيان، وهو ابن عيينة، عن هشام، به.

وأخرجه مسلم (931)، وأبو يعلى (4499)، والبيهقي في "السنن" 4/ 72 من طريق حماد بن زيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: ذُكر عند عائشة قول ابن عمر: الميت يعذَّب ببكاء أهله عليه، فقالت: رحم الله أبا عبد الرحمن، سمع شيئاً فلم يحفظه، إنما مرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة يهودي، وهم يبكون عليه، فقال:"أنتم تبكون، وإنه ليعذَّب".

وأخرجه بنحوه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 294 من طريق ابن أبي الزناد، عن هشام، به. وفيه: إن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ على قبر يهودي. وابن أبي الزناد -وهو عبد الرحمن- ضعيف.

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(6679) عن معمر، عن الزهري، عن عائشة قالت: يرحم الله عمر وابن عمر، سمعا شيئاً لم يحفظاه، إنما مر النبي صلى الله عليه وسلم بهالك يبكي عليه أهله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إن أهله يبكون عليه، وإنه ليعذب" والزهري لم يسمع من عائشة.

وأخرجه بنحو سابقه ابن طهمان في "مشيخته"(197) عن محمد بن =

ص: 348

24303 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي مَرَضِهِ وَهُوَ جَالِسٌ، فَصَلَّى وَخَلْفَهُ قَوْمٌ قِيَامًا، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَنْ اجْلِسُوا، فَلَمَّا قَضَى (1) صَلَاتَهُ قَالَ:" إِنَّمَا الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا، فَصَلُّوا جُلُوسًا "(2).

24304 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ غَالِبٍ، قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى عَائِشَةَ أَنَا وَعَمَّارٌ وَالْأَشْتَرُ، فَقَالَ عَمَّارٌ: السَّلَامُ عَلَيْكِ يَا أُمَّتَاهُ، فَقَالَتْ: السَّلَامُ عَلَى مَنْ اتَّبَعَ الْهُدَى. حَتَّى أَعَادَهَا عَلَيْهَا مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: أَمَا وَاللهِ إِنَّكِ لَأُمِّي وَإِنْ كَرِهْتِ. قَالَتْ: مَنْ هَذَا مَعَكَ؟ قَالَ: هَذَا الْأَشْتَرُ. قَالَتْ: أَنْتَ الَّذِي أَرَدْتَ أَنْ تَقْتُلَ ابْنَ أُخْتِي؟ قَالَ: نَعَمْ. قَدْ أَرَدْتُ ذَلِكَ وَأَرَادَهُ، قَالَتْ: أَمَا لَوْ فَعَلْتَ، مَا أَفْلَحْتَ، أَمَّا أَنْتَ يَا عَمَّارُ،

= إسحاق، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، به.

وسيأتي بالأرقام (24495) و (24636) و (25754).

وقد سلف نحوه برقم (24115).

(1)

في (ظ 8): صلى.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نُمير: هو عبد الله. وهشام: هو ابن عُروة.

وأخرجه مسلم (412)(83)، وأبو عوانة 2/ 107، والبيهقي في "معرفة السنن" 3/ 5، من طريق ابن نُمير، بهذا الإسناد. ولم يسق مسلم لفظه.

وسلف برقم (24250).

ص: 349

فَقَدْ سَمِعْتَ - أَوْ سَمِعْتُ - رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مَنْ زَنَى بَعْدَمَا أحْصَنَ، أَوْ كَفَرَ بَعْدَمَا أَسْلَمَ، أَوْ قَتَلَ نَفْسًا فَقُتِلَ بِهَا "(1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسنادٌ فيه عَمرو بن غالب تفرَّد بالرواية عنه أبو إسحاق -وهو السَّبيعي- ونقل الحافظ في "التهذيب" عن أبي عَمرو الصدفي أن النسائي وثقه، وصحح له الترمذي حديثاً في فضائل عائشة. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير يونس بن أبي إسحاق، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري في جزء القراءة، وهو صدوق. ابن نمير: هو عبد الله، وأبو إسحاق: هو عَمرو بن عبد الله السَّبيعي، واختُلف عليه فيه كما سيرد.

وأخرجه الطيالسي (1543)، وابن أبي شيبة 9/ 414، وأبو يعلى (4676)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1809)، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة عمرو بن غالب) من طريق أبي الأحوص سلَّام بن سُليم، عن أبي إسحاق، بنحوه.

ووقفه زهير عن أبي إسحاق:

فأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 91، وفي "الكبرى"(3481) من طريق زهير عن أبي إسحاق، عن عَمرو بن غالب قال: قالت عائشة: يا عمار، أما إنك تعلم أنه لا يحل دمُ امرئٍ مسلم

موقوفاً.

وأخرجه أبو داود (4353)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 101 - 102 و 8/ 23، وفي "الكبرى"(3511) و (6945)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1800) و (1801)، والطبراني في "الأوسط"(3772)، والدارقطني في "السنن" 3/ 81، والحاكم في "المستدرك" 4/ 367، وأبو نُعيم في "الحلية" 9/ 15، والبيهقي في "السنن" 8/ 283 من طريق إبراهيم بن طَهْمَان، عن عبد العزيز بن رُفيع، عن عُبيد بن عُمير، عن عائشة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحلُّ دمُ امرئٍ مسلم إلا بإحدى ثلاث خصال: زانٍ مُحصَن يُرجم، أو رجل =

ص: 350

24305 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ (1): لَمْ تَكُنْ صَلَاةٌ أَحْرَى أَنْ يُؤَخِّرَهَا إِذَا كَانَ عَلَى حَدِيثٍ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، وَمَا صَلَّاهَا قَطُّ، فَدَخَلَ عَلَيَّ إِلَّا صَلَّى بَعْدَهَا أَرْبَعًا أَوْ سِتًّا، وَمَا رَأَيْتُهُ يَتَّقِي الْأَرْضَ (2) بِشَيْءٍ قَطُّ إِلَّا أَنِّي أَذْكُرُ أَنَّ يَوْمَ

= قتل رجلاً متعمداً، فيُقتل، أو رجل يخرج من الإسلام يحاربُ الله ورسولَه، فيقتل، أو يصلب، أو يُنفَى من الأرض".

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عُبيد بن عُمير إلا عبد العزيز بن رُفيع، تفرَّد به إبراهيم بن طَهْمان.

قلنا: وإبراهيم بن طَهْمان؛ قال الحافظ في "التقريب": ثقة يغرب.

وقال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا: وتحرَّف عُبيد بن عُمير في مطبوعه إلى عبيد الله بن عمر.

وسيرد من طريق سفيان الثوري، عن أبي إسحاق السَّبيعي برقمي:(25477) و (25794).

ومن طريق سفيان وإسرائيل برقم (25700).

وسيرد من طريق إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة برقم (25475) مجموعاً إلى طريق مسروق عن ابن مسعود. وإسناده صحيح على شرط الشيخين.

وحديث ابن مسعود سلف برقم (3621)، وذكرنا أحاديث الباب هناك.

قال السندي: قوله: السلام على من اتبع الهدى، فيه تعريض له بأنه ممن اتَّبع الهوى، فلا يستحق الردَّ.

(1)

في (م): قال. وهو خطأ.

(2)

في (ق) و (ظ 2) و (م): على الأرض، بزيادة على، وهي مقحمة على النص.

ص: 351

مَطَرٍ أَلْقَيْنَا تَحْتَهُ بَتًّا، فَكَأَنِّي (1) أَنْظُرُ إِلَى خَرْقٍ فِيهِ يَنْبُعُ مِنْهُ الْمَاءُ (2).

(1) في (هـ) و (ق) و (ظ 2): كأني.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة مقاتل بن بشير، وهو العجلي، فقد انفرد بالرواية عنه مالك بن مغول، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(1272)، وأبو داود (1303)، والنسائي في "الكبرى"(391)، والبيهقي في "السنن" 2/ 477 من طرق عن مالك بن مغول، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/ 436 من طريق عمرو بن مرزوق، عن مالك بن مغول، عن مقاتل بن بشير، عن أبيه، عن شريح بن هانئ، به. فزاد في الإسناد، عن أبيه، وعمرو بن مرزوق وإن كان ثقة إلا أن له أوهاماً، وهذه منها.

وأخرجه عبد الرزاق مختصراً في "المصنف"(1555) عن ابن عُيينة، عن مالك بن مِغْول، عمن سمع ابن شريح بن هانئ يحدث عن عائشة، به.

قلنا: هكذا في نسخة عبد الرزاق، والظاهر أن الناسخ زاد لفظ "ابن" قبل شريح، مما جعل محققه يتوهم أن شريحاً سقط من الإسناد، لأن الحديث حديثه، فزاد: عن أبيه بين حاصرتين، والإسناد على الصواب هو: عن ابن عيينة، عن مالك بن مِغْول، عمن سمع شريح بن هانئ يحدث عن عائشة، فيكون ابن عيينة قد أبهم، اسم مقاتل بن بشير من الإسناد، ويتفق بذلك مع باقي الأسانيد، والله أعلم.

وفي تأخير صلاة العشاء سلف برقم (24059).

وفي صلاته صلى الله عليه وسلم على الخمرة، سيأتي (25163).

وفي صلاته صلى الله عليه وسلم بعد العشاء، أربعاً سلف من حديث ابن عباس (3169).

قال السندي: قولها: أن يؤخرها، من التأخير والضمير للنبي صلى الله عليه وسلم. =

ص: 352

24306 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ.

قَالَ: بَتًّا - يَعْنِي: النِّطَعَ - فَصَلَّى (1) عَلَيْهِ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2).

24307 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ الْحَارِثِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: هَلْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَبْدُو؟ قَالَتْ: نَعَمْ، كَانَ يَبْدُو إِلَى هَذِهِ التِّلَاعِ، فَأَرَادَ الْبَدَاوَةَ مَرَّةً، فَأَرْسَلَ إِلَى نَعَمٍ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ، فَأَعْطَانِي مِنْهَا نَاقَةً مُحَرَّمَةً (3)، ثُمَّ قَالَ (4):" يَا عَائِشَةُ، عَلَيْكِ بِتَقْوَى اللهِ عز وجل وَالرِّفْقِ، فَإِنَّ الرِّفْقَ لَمْ يَكُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ، وَلَمْ يُنْزَعْ مِنْ شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا شَانَهُ "(5).

= قولها: على حديث. أي مشتغلاً بكلام.

قولها: يتقي الأرض، إي: يحترز عن الجلوس عليها بلا واسطة.

قولها: بتاً، بتشديد التاء، كساء غليظ مربع.

(1)

في (ظ 8): وصلى.

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر سابقه إلا أن شيخ أحمد هنا هو عثمان بن عمر، وهو ابن فارس العبدي.

(3)

في (م) محزمة -بالزاي- وهو خطأ.

(4)

في (م): قال لي.

(5)

حديث صحيح، شريك -هو ابن عبد الله النَّخعي- وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه مطولاً ابنُ أبي شيبة 8/ 510 - 511 و 2/ 335، وإسحاق بن راهويه (1584) و (1585)، والبخاري في "الأدب المفرد"(580)، وأبو داود (2478) و (4808)، وابن حبان (550) من طرق عن شريك، بهذا الإسناد. =

ص: 353

24308 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَمْرَةُ قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ كَسْرَ عَظْمِ الْمُؤْمِنِ مَيْتًا مِثْلُ كَسْرِهِ حَيًّا "(1).

= وأخرجه بنحوه البزار في "الزوائد"(1966) من طريق رقبة بن مصقلة، عن المقدام بن شريح، به.

وسيأتي بالأرقام (24808) وفيه: أنه أعطاها بعيراً آدماً صعباً، و (24938) و (25386) و (25709) و (25863).

وانظر (24095).

قال السندي: قوله: يبدو، أي: يخرج إلى البادية.

قولها: التلاع، بكسر التاء، أي: مسايل الماء من علو إلى سفل.

قوله: البداوة، بفتح الباء وكسرها، أي: الخروج إلى البادية.

وقال الخطابي في "معالم السنن" 2/ 234: والناقة المحرَّمة: هي التي لم تُركب، ولم تذلَّل، فهي غير وطيئة، ويقال: أعرابيٌّ محرَّم: إذا كان جلفاً، لم يخالط أهل الحَضَر.

(1)

رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سعد بن سعيد، وهو أخو يحيى بن سعيد الأنصاري، فمن رجال مسلم، وثقه ابنُ سعد، وقال ابن عديّ: له أحاديث صالحة تقرب من الاستقامة، لا أرى بحديثه بأساً بمقدار ما يرويه، قلنا: لكن ضعفه أحمد، والنسائي وابن معين في رواية، وقال الترمذي: تكلم بعض أهل العلم من قبل حفظه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: وكان يخطئ. قلنا: وقد روى الحديث مرفوعاً، وخالف مالكاً في رفعه، ولا يشدُّ من رفعه والحالة هذه أن يتابعه في رفعه بعض من فيه كلام، كما سيرد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1006) من طريق ابن المبارك، وأبو داود (3207)، وابن ماجه (1616)، وابن عدي 3/ 1189، وابن حزم 11/ 40 من طريق عبد العزيز الدراوردي، وابن الجارود (551) من طريق محاضر بن =

ص: 354

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= المورع، والدارقطني في "السنن" 3/ 188 من طريق أبي بكر بن محمد، وقرن به ابن جريج وداودَ بن قيس، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 186 من طريق علي بن صالح المكي، وابن عبد البر في "التمهيد" 13/ 143 من طريق أبي أسامة، ثمانيتهم عن سعد بن سعيد، بهذا الإسناد. قال ابن عدي: هذا مدارُه على سعد بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة.

قلنا: يعني وهو سيئ الحفظ. كما تقدم، وقد رفعه وتابعه في رفعه:

محمد بنُ عمارة، كما عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1273)، وتمّام في "فوائده"(507)، وقد روى عنه جمع، ووثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: صالح، وليس بذاك القوي.

وسعيدُ بنُ عبد الرحمن الجَحْشِي عند عبد الرزاق (6258)، ولم يذكر المزي في الرواة عنه سوى معمر بن راشد، وقال النسائي: ليس فيه بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وحارثة بن محمد ابن أبي الرجال، وهو ضعيف كما عند عبد الرزاق (6257)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1276)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 13/ 119 - 120، أخرجوه من طريق سفيان الثوري، عن حارثة، عن عمرة، به.

ولسفيان الثوري فيه طريق آخر، لكنه يرجع إلى سعد بن سعيد، فقد أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1275)، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 100 من طريق سفيان، عن سعد بن سعيد، به مرفوعاً.

ثم إنه قد اختلف فيه على سفيان الثوري:

فقد رواه أبو أحمد الزبيري، كما عند ابن حبان (3167)، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 100، والبيهقي في "السنن" 4/ 58، عن سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، به.

ورواه عبد الرزاق، كما عند الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 100، وأبو إسحاق الفزاري كما عند أبي نعيم في "الحلية" 7/ 95، من طريق أبي صالح =

ص: 355

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الفراء، عنه، كلاهما (عبد الرزاق وأبو إسحاق الفزاري) عن سفيان، عن أبي الرجال، عن عمرة، به. قال أبو نعيم: غريب من حديث الثوري، تفرّد به الفرَّاء عن الفزاري.

ورواه قبيصة -كما عند الدارقطني في "العلل"- عن سفيان، عن حارثة، عمن حدثه عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه علي بن مجاهد -كما عند الخطيب في "تاريخ بغداد" 12/ 106 - عن محمد بن إسحاق، عن أبي الرجال، عن أمه، عن عائشة، مرفوعاً وعلي بن مجاهد قال فيه ابن معين: كان يضع الحديث، وكان يضع للكلام إسناداً، وقال يحيى بن الضريس: كذاب، وقال أيضاً: لم يسمع من ابن إسحاق، وقال الحافظ في "التقريب": متروك.

واختلف على سعد بن سعيد فيه:

فقد رواه يعلى بن عبيد -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 100 - عن يحيى بن سعيد، عن أخيه سعد بن سعيد، عن عمرة قالت: كان يقال

لم يذكر عائشة ولا النبي صلى الله عليه وسلم.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 100: الصحيح عن سعد بن سعيد، وعن حارثة -وليس بالقوي- عن عمرة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وعن يحيى بن سعيد موقوفاً، ويقال: إن يحيى بن سعيد أخذه عن أخيه سعد بن سعيد، بيَّن ذلك يعلى بن عبيد في روايته.

وأخرجه الدارقطني في "السنن" 3/ 188 - 189، وابن عبد البر في "التمهيد" 13/ 144 من طريق أبي حذيفة، عن زهير بن محمد، عن إسماعيل بن أبي حكيم، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، به مرفوعاً. وأبو حذيفة -وهو موسى بن مسعود النهدي البصري- سيِّئ الحفظ، ولعله هو الذي رفضه، لأن الصحيح عن القاسم بن محمد وقفه على عائشة، فيما ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 150.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 238 أنه بلغه أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم =

ص: 356

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= كانت تقول: كَسْرُ عَظْمِ المُسلم مَيْتاً، ككسره وهو حي. تعني في الإثم.

وذكر ابن عبد البر في "التمهيد" 13/ 143 أن أكثر رواة الموطأ يقولون فيه كذلك (يعني بلاغاً)، وبعضهم يرويه عن مالك، عن أبي الرجال. عن عمرة، عن عائشة موقوفاً.

وذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 150 أن عروة قد وقفه على عائشة أيضاً، وبالجملة فقد ذكر أن الذين وقفوه أكثر من الذين رفعوه، فقال: وغير مرفوع أكثر.

قلنا: ومع ذلك فقد حسَّنه ابنُ القطان، فيما ذكر الحافظ في "التلخيص الحبير" 3/ 54.

وقال النووي في "المجموع" 5/ 267: رواه أبو داود بإسناد صحيح إلا رجلاً واحداً، وهو سعد بن سعيد الأنصاري أخو يحيى بن سعيد الأنصاري، فضعَّفه أحمد، ووثَّقه الأكثرون! وروى له مسلم في "صحيحه"، وهو كاف في الاحتجاج به! ولم يضعفه أبو داود.

قلنا: لكن لا يضر وقفُه، فهو مما لا يُدرك بالرأي، وقد أخذ به عامَّة الفقهاء، وذكروا أن عظم الميت -وإن كان لا حياةَ فيه- له حرمة، وكاسرُه في انتهاك حرمته ككاسر عظم الحي في انتهاك حرمته، فيما ذكر الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"، لكن لا يجب فيه قصاص ولا دية. وقد ورد في بعض الروايات ما يبين ذلك، ففيها زيادة من بعض الرواة هي: يعني في الإثم.

وقال النووي: وجه الدلالة من هذا الحديث أن كسر العظم وشق الجوف في الحياة لا يجوز لاستخراج جوهرة وغيرها، فكذا بعد الموت.

وقد ترجم أبو داود للحديث بقوله: باب في الحفَّار يجد العظم هل يتنكب ذلك المكان. وترجم له ابن ماجه بقوله: باب في النهي عن كسر عظام الميت. وترجم له ابن حبان بقوله: ذكر الأخبار عما يستحب للمرء من تحفّظ أذى الموتى، ولا سيما في أجسادهم.

وسيرد بالأرقام (24686) و (24739) و (25356) و (25645) و (26275). =

ص: 357

24309 -

حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: إِنْ كَانَ لَيَنْزِلُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْغَدَاةِ الْبَارِدَةِ، ثُمَّ تَفِيضُ جَبْهَتُهُ عَرَقًا (1).

24310 -

حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ

= وفي الباب عن أم سلمة عند ابن ماجه (1617)، وفي إسناده عبد الله بن زياد، مجهول.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حمَّاد بن أسامة، وهشام: هو ابنُ عروة.

وأخرجه مسلم (2333)(86) و (87) من طريق أبي أسامة حمَّاد بن أسامة، بهذا الإسناد.

وسيكرر برقم (25657).

وسيرد من طريق عبد الرحمن بن أبي الزِّناد، ومحمد بن بشر ومعمر ومالك عن هشام بن عروة على التوالي بالأرقام:(24868) و (25252) و (25303) و (26198).

ومن طريق عامر بن صالح، عن هشام، عن عروة، عن عائشة، عن الحارث بن هشام برقمي:(25253) و (26200).

وفي باب شدة نزولِ الوحي عليه، صلى الله عليه وسلم، عن عمر سلف برقم (223)، وفيه أنه كان يسمعُ عند وجهِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم دَوِيٌّ كدويّ النحل عندما ينزل عليه الوحي.

وعن ابن عمرو سلف برقم (7071).

وعن عُبادةَ بن الصَّامت سلف بالأرقام (22766) و (22778) و (22798)، ولفظُه: كان إذا نَزَلَ عليه الوحيُ، كَرَبَ له وتَرَبَّد وجهُه

قال السندي: قولُها: لَيَنزِلُ، أي: الوحي.

قولها: تَفيض: تَسيلُ من ثِقَلِ القول، قال تعالى:{إنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً} [المزمل: 5].

ص: 358

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، وَلَقَدْ هَلَكَتْ قَبْلَ أَنْ يَتَزَوَّجَنِي بِثَلَاثِ سِنِينَ، لِمَا كُنْتُ أَسْمَعُهُ يَذْكُرُهَا، وَلَقَدْ أَمَرَهُ رَبُّهُ عز وجل أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ لَيَذْبَحُ الشَّاةَ، ثُمَّ يُهْدِي فِي خُلَّتِهَا مِنْهَا (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة.

وهو في "فضائل الصحابة" لأحمد (1589).

وأخرجه البخاري (6004) و (7484)، ومسلم (2435)(74) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن راهويه (720) و (854)، والبخاري (3816) و (3817) و (3818) و (5229)، ومسلم (2434) و (2435)، والترمذي (2017) و (3875) و (3876)، والنسائي في "الكبرى"(8361) و (8362) و (8363) و (8913)، وابن ماجه (1997)، وابن حبان (7006)، والطبراني في "الكبير" 23/ (15) و (16) و (17) و (19)، والحاكم في "المستدرك" 3/ 186، والبيهقي في "السنن" 7/ 307، وابن عبد البر في "الاستيعاب"(في ترجمة خديجة)، والبغوي في "شرح السنة"(3956)، وابن الأثير في "أُسد الغابة"(في ترجمة خديجة) من طرق عن هشام بن عروة، به.

قال الترمذي عقب (2017) و (3875): هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ صحيح.

وقال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.

قلنا: ولفظ رواية الترمذي (3876)، والنسائي (8362)، والحاكم، وإحدى روايتي ابن الأثير من طريق الفضل بن موسى: ما حَسَدْتُ أحداً ما حَسَدْتُ خديجة

قال الترمذي: هذا حديثٌ حسن، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا: والفضل بن موسى ثقة ثبت، لكن ربما أَغرب، فيما ذكر الحافظ في "التقريب".

وأخرجه مختصراً مسلم (2435)(76) عن عبد بن حميد، والحاكم 3/ 186 من طريق أحمد بن حنبل، كلاهما عن عبد الرزاق، عن معمر، عن =

ص: 359

24311 -

حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ (1) مِنْ كَدَاءٍ مِنْ أَعَلَى مَكَّةَ، وَدَخَلَ فِي الْعُمْرَةِ مِنْ كُدًى (2).

= الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: ما غِرْتُ للنبي صلى الله عليه وسلم على امرأة من نسائه ما غِرْت على خديجة، لكثرة ذكره إياها، وما رأيتُها قطّ. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه!

وسيكرر برقم (25658).

وسيرد من طريق عامر بن صالح، عن هشام مفرقاً بالأرقام (26379) و (26381) و (26387).

وانظر (24864) و (25171).

وفي باب قولها: أمره ربُّه أن يُبَشِّرها ببيت من قَصَب: عن أبي هريرة سلف برقم (7156)، وذكرنا تتمة أحاديث الباب هناك.

قال السندي: قولها: من قَصَب، بفتحتين، أي: دُرٍّ مجوف.

قولها: يُهدي، من الإهداء.

في خُلَّتها، بضم، فتشديد، أي: في أهل محبتها.

منها، أي: لأجلها، أو من الشاة.

(1)

في (ظ 8): عام الفتح.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حمَّاد بنُ أسامة.

وأحرجه البخاري (4291)، ومسلم (1258)(225)، وأبو داود (1868)، وأبو يعلى (4959)، وابن خزيمة (960)، والبيهقي في "السنن" 5/ 71 من طرق عن أبي أسامة حمَّاد بن أسامة، بهذا الإسناد، وليس في رواية "الصحيحين" وابن خزيمة: ودخل في العمرة من كُدىً.

وزاد مسلم وابن خزيمة والبيهقي: وقال هشام: كان أبي يدخل منهما كليهما، وكان أبي أكثرَ ما يدخل من كَدَاء.

وأخرجه البخاري (1578) عن محمود بن غَيْلان، عن أبي أسامة، به، =

ص: 360

24312 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ

= بلفظ: إن النبي صلى الله عليه وسلم دخلَ عامَ الفتح من كَدَاء، وخرج من كُدىً من أعلى مكة.

قال الحافظ في "الفتح" 3/ 437: كذا رواه أبو أسامة، فقلبه، والصوابُ ما رواه عمرو وحاتم عن هشام: دخل من كَدَاء، من أعلى مكة. ثم ظهر أنَّ الوهم فيه ممن دونَ أبي أسامة، فقد رواه أحمد عن أبي أسامة على الصواب.

وأخرجه البخاري (1579) من طريق عمرو -وهو ابن الحارث المصري- و (4290) من طريق حفص بن ميسرة، كلاهما عن هشام، به. ليس فيهما: ودخل في العمرة من كُدىً. وزاد عمرو: قال هشام: وكان عروة يدخل على كلتيهما: من كَدَاءَ وكُدىً، وأكثرُ ما يدخل من كَدَاء، وكانت أقربهما إلى منزله.

وأخرجه البخاري أيضاً (1580) من طريق حاتم -وهو ابن إسماعيل- و (1581) من طريق وُهيب -وهو ابن خالد- كلاهما عن هشام، عن أبيه قال: دخل النبيُّ صلى الله عليه وسلم

فذكراه بمثل رواية عمرو السابقة، ولم يذكرا في إسناده عائشة.

قال الحافظ في "الفتح" 3/ 438: اختُلف على هشام بن عروة في وصل الحديث وإرساله، وأوردَ البخاري الوجهين مشيراً إلى أن رواية الإرسال لا تقدح في رواية الوصل، لأن الذي وصله حافظٌ، وهو ابن عُيينة، وقد تابعه ثقتان، ولعلَّه إنما أورد الطريقين المرسلين ليستظهر بهما على وهم أبي أسامة الذي أشرت إليه أولاً.

قلنا: رواية ابن عيينة التي أشار إليها الحافظ سلفت برقم (24121).

وسيكرر هذا الحديث بإسناده ومتنه برقم (25656).

قال السندي: قوله: من كَدَاء: بفتحتين، ممدود.

من كُدىً: بضم ففتحت، مقصور.

قال ابن المواز: كداء التي دخل منها النبي صلى الله عليه وسلم هي العقبة الصغرى التي بأعلى مكة وهي التي تهبط منها إلى الأبطح، والمقبرة منها على يسارك، وكُدى التي خرج منها هي العقبة الوسطى التي بأسفل مكة.

ص: 361

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: فَزِعْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، وَفَقَدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَدَدْتُ يَدِي، فَوَقَعَتْ عَلَى قَدَمَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُمَا مُنْتَصِبَانِ وَهُوَ سَاجِدٌ، وَهُوَ يَقُولُ:" أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ "(1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على عبيد الله: وهو ابن عمر العمري، فرواه ابن نمير -كما في هذه الرواية- عنه، عن محمد بن يحيى، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عائشة.

ورواه حماد بن أسامة -كما سيأتي (25655) - وعبدة بن سليمان -كما سيأتي في تخريج الرواية المذكورة- كلاهما عن عبيد الله بن عمر العمري، عن محمد بن يحيى، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، عن عائشة، به.

فزادا في الإسناد أبا هريرة، وهو الصواب. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3690) من طريق جنادة بن سَلْم، عن عبيد الله بن عمر، عن موسى بن عقبة، عن نافع بن جبير، عن عائشة. وجنادة بن سلم ضعيف، قال أبو حاتم: عمد إلى أحاديث موسى بن عقبة فحدث بها عن عبيد الله بن عمر.

وأخرجه ابن خزيمة (654)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(111)، وفي "شرح معاني الآثار" 1/ 34، وابن حبان (1933)، والطبراني في "الأوسط"(199)، والحاكم 1/ 288، والبيهقي في "السنن" 2/ 116، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 348 - 349 من طريق عروة بن الزبير، عن عائشة، به، وفيه زيادة، لَفْظُها عند ابن حبان: فلما انصرف قال صلى الله عليه وسلم: "يا عائشة، أحَرَّ بك شيطانك"؟ فقلت: مالي من شيطان. فقال: "ما من آدمي إلا له شيطان" فقلت: وأنت يا رسول الله؟ قال: "وأنا، ولكني دعوت الله عليه =

ص: 362

24313 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا جَاءَ نَعْيُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ رَوَاحَةَ، جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ الْحُزْنُ. قَالَتْ عَائِشَةُ: وَأَنَا أَطَّلِعُ مِنْ شَقِّ الْبَابِ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ نِسَاءَ جَعْفَرٍ. فَذَكَرَ مِنْ بُكَائِهِنَّ، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَنْهَاهُنَّ، فَذَهَبَ الرَّجُلُ، ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: قَدْ نَهَيْتُهُنَّ، وَإِنَّهُنَّ لَمْ يُطِعْنَهُ، حَتَّى كَانَ فِي الثَّالِثَةِ. فَزَعَمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" احْثُوا (1) فِي أَفْوَاهِهِنَّ (2) التُّرَابَ ". فَقَالَتْ عَائِشَةُ: قُلْتُ: أَرْغَمَ اللهُ بِأَنْفِكَ، وَاللهِ مَا أَنْتَ بِفَاعِلٍ مَا قَالَ لَكَ،

= فأسلم". وهي زيادة صحيحة، سيأتي نحوها برقم (24845).

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 214، ومن طريقه الترمذي (3493)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 234، والبغوي في "شرح السنة"(1366)، وأخرجه الترمذي كذلك عقب الرواية (3493) من طريق الليث، وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 222، من طريق جرير، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن إبراهيم التيمي. عن عائشة. ومحمد بن إبراهيم لم يسمع من عائشة.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 234 من طريق الفرج بن فضالة. عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة، به. والفرج به فضالة وضعيف.

وقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذا الدعاء في آخر وتره، كما سلف من حديث علي برقم (751).

(1)

كذا في النسخ الخطية، وجاء في هامش (ظ 8): صوابه: احثُ. قلنا: وهو الموافق لمصادر الحديث.

(2)

في (ظ 2) و (ق) و (م). "وجوههنَّ".

ص: 363

وَلَا تَرَكْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1)!

24314 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ بِنْتُ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ، ثُمَّ يَجْعَلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا ثَوْبًا. يَعْنِي: الْفَرْجَ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابنُ نُمير: هو عبد الله، ويحيى: هو ابنُ سعيد الأنصاري، وعمرة: هي بنت عبد الرحمن الأنصارية.

وأخرجه مسلم (935)، وابن حبان (3155) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد، ولفظ الفقرة الأخيرة منه عند مسلم: قالت عائشة: فقلت: أرغم اللهُ أنفك والله ما تفعلُ ما أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما تركت رسول الله صلى الله عليه وسلم من العناء.

وأخرجه البخاري (1299) و (1305) و (4263)، ومسلم (935)، وأبو داود (3122)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 14 - 15، وفي "الكبرى"(1974)، وابن حبان (3147)، والبيهقي في "السنن" 4/ 59 من طرق عن يحيى بن سعيد، به.

وسيأتي نحوه برقم (26363).

قال السندي: قولها: نَعْي جعفر، بفتح فسكون، وجاء بفتح فكسر فتشديد، على وزن فعيل، بمعنى خبر الموت.

قولها: من شَقِّ الباب، بفتح فتشديد، أي: الموضع المشقوق منه، وهو الموضع الذي يُنظر منه.

قال الحافظ في "الفتح" 13/ 168: قولها: أرغم الله أنفك: بالراء والمعجمة، أي: ألصقه بالرَّغام بفتح الراء والمعجمة، وهو التراب، إهانة وإذلالاً، ودعت عليه من جنس ما أمر أن يفعله بالنسوة، لفهمها من قرائن الحال أنه أحرجَ النبي صلى الله عليه وسلم بكثرة تَردُّدِه إليه في ذلك.

(2)

حديث صحيح. طلحة بن يحيى -وهو ابنُ طلحة بن عبيد الله، وإن =

ص: 364

24315 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نُبَيْهٍ، قَالَ:

= كان فيه كلام يحطُّه عن رتبة الصحيح- متابع كما في الرواية (24130)، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. ابنُ نمير: هو عبد الله، وعائشة بنتُ طلحة: هي بنت طلحة بن عبيد الله، وهي عمة طلحة بن يحيى، وعائشة خالتُها.

وأخرج مالك في "الموطأ" 1/ 292 عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله، أن عائشة بنت طلحة أخبرت أنها كانت عند عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فدخل عليها زوجها هنالك، وهو عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وهو صائم، فقالت له عائشة: ما يمنعك أن تدنو من أهلك فتقبِّلَها وتلاعبها؟ فقال: أقبِّلها وأنا صائم؟! قالت: نعم. وإسناده صحيح.

قال ابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 266: وفتوى عائشة بجواز القبلة للصائم دليلٌ على أن ذلك مباح لكل من أمن على نفسه إفساد صومه.

وذكر الحافظ في "الفتح" 4/ 150 أن فتوى عائشة هذه تدل على أنها لا ترى تحريمها، ولا كونها من الخصائص.

قال اللكنوي في "التعليق الممجد" 2/ 190: ولا يعارض هذا ما للنسائي عن الأسود: قلت لعائشة: أيُباشر الصائم؟ قالت: لا. قلت: أليس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُباشر وهو صائم؟ قالت: كان أملَككم لأَرَبه، لأن جوابها للأسود بالمنع محمولٌ على مَنْ تحرَّكت شهوته، لأن فيه تعريضاً لإفساد العبادة كما أشعر به قولُها: وكان أملَككم لأَرَبه. فحاصلُ ما أشارت إليه إباحةُ القبلة، والمباشرةِ بغير جماع لمن ملك أَرَبه، دون مَنْ لا يملكه، أو يُحمل النهي على التنزيه، فقد رواه أبو يوسف القاضي بلفظ: سُئلت عائشة عن المباشرة للصائم، فكَرِهَتْها. فلا يُنافي الإباحة المستفادة من حديث الباب.

وسلف برقمي: (24110) مختصراً و (24130) مطولاً.

ص: 365

سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا تَحْتَ الْكَعْبِ مِنَ الْإِزَارِ فِي النَّارِ "(1).

24316 -

حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ الْحَلْوَى وَيُحِبُّ الْعَسَلَ، وَكَانَ (2) إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ دَارَ عَلَى نِسَائِهِ فَيَدْنُو مِنْهُنَّ، فَدَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ، فَاحْتَبَسَ عِنْدَهَا أَكْثَرَ مِمَّا كَانَ يَحْتَبِسُ، فَسَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ، فَقِيلَ لِي: أَهْدَتْ لَهَا امْرَأَةٌ مِنْ قَوْمِهَا عُكَّةَ عَسَلٍ، فَسَقَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهُ، فَقُلْتُ: أَمَا وَاللهِ لَنَحْتَالَنَّ لَهُ. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسَوْدَةَ، وَقُلْتُ: إِذَا دَخَلَ عَلَيْكِ فَإِنَّهُ سَيَدْنُو مِنْكِ،

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي نبيه: وهو أخو محمد ابن إبراهيم التيمي. ترجم له الحافظ في "التعجيل"، ولم يذكر في الرواة عنه سوى محمد بن إسحاق، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 391، وإسحاق بن راهويه (1759) من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "تاريخه" 9/ 77 (الكنى) من طريق عبدة، عن ابن إسحاق، به.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/ 123 وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات، وقد صرح ابن إسحاق بالسماع.

وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (9319) بإسناد صحيح، وذكرنا أحاديث الباب في الرواية (7467).

وسيرد برقمي: (26173) و (26204).

قال السندي: قوله: "في النار"، أي: موضعه في النار.

(2)

في (ظ 8) وهامش (هـ): فكان.

ص: 366

فَقُولِي لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَكَلْتَ مَغَافِرَ؟ فَإِنَّهُ سَيَقُولُ لَكِ: لَا، فَقُولِي لَهُ: مَا هَذِهِ الرِّيحُ - وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَشْتَدُّ عَلَيْهِ أَنْ يُوجَدَ مِنْهُ رِيحٌ - فَإِنَّهُ سَيَقُولُ لَكِ: سَقَتْنِي حَفْصَةُ شَرْبَةَ عَسَلٍ، فَقُولِي لَهُ: جَرَسَتْ نَحْلُهُ الْعُرْفُطَ، وَسَأَقُولُ لَهُ: ذَلِكَ، وَقُولِي (1) لَهُ: أَنْتِ يَا صَفِيَّةُ. فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى سَوْدَةَ، قَالَتْ سَوْدَةُ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَقَدْ كِدْتُ أَنْ أُبَادِئَهُ (2) بِالَّذِي قُلْتِ لِي وَإِنَّهُ لَعَلَى الْبَابِ فَرَقًا مِنْكِ، فَلَمَّا دَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَكَلْتَ مَغَافِرَ؟ قَالَ:" لَا " قُلْتُ: فَمَا هَذِهِ الرِّيحُ؟ قَالَ: " سَقَتْنِي حَفْصَةُ شَرْبَةَ عَسَلٍ ". قَالَتْ (3): جَرَسَتْ نَحْلُهُ الْعُرْفُطَ. فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيَّ، قُلْتُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَى صَفِيَّةَ فَقَالَتْ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا أَسْقِيكَ مِنْهُ؟ قَالَ:" لَا حَاجَةَ لِي بِهِ ". قَالَتْ: تَقُولُ سَوْدَةُ: سُبْحَانَ اللهِ، وَاللهِ لَقَدْ حَرَمْنَاهُ، قُلْتُ (4) لَهَا: اسْكُتِي (5).

(1) في (م): فقولي.

(2)

في (ظ 8): أناديه.

(3)

في (م) وهامش (هـ): قلت.

(4)

في (ق): فقلت.

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة القرشي.

وأخرجه بتمامه ومختصراً ابن أبي شيبة 8/ 224، وإسحاق بن راهويه (831)، وعبد بن حميد في "المنتخب"(1489)، والبخاري (5431) =

ص: 367

24317 -

حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا ذُكِرَ مِنْ شَأْنِي الَّذِي ذُكِرَ وَمَا عَلِمْتُ بِهِ، قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيَّ خَطِيبًا وَمَا عَلِمْتُ بِهِ، فَتَشَهَّدَ، فَحَمِدَ اللهَ عز وجل، وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ،

= و (5599) و (5614) و (5682) و (6972)، ومسلم (1474)(21)، وأبو داود (3715)، والترمذي في "جامعه"(1831)، وفي "الشمائل"(164)، والنسائي في "الكبرى"(7562)، وابن ماجه (3323)، وأبو يعلى (4741) و (4896) و (4957)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 203، والبيهقي في "الشعب"(5929)، والخطيب في "تاريخه" 7/ 432، والبغوي في "شرح السنة"(2865) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، بهذا الإسناد.

وأخرجه بتمامه ومختصراً البخاري (5216) و (5268)، ومسلم (1474)، والدارمي (2075)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 203، وتمّام في "فوائده"(977)، والبيهقي في "السنن" 7/ 354، والبغوي في "شرح السنة"(2866) من طرق عن هشام، به.

وانظر (24100)، (25852).

قال السندي: قولها: لنحتالن له: حتى لا يقعد عندها أكثر مما يجلس عند غيرها.

قولها: مغافر، جمع مغفور بالضم، وهو صَمْغٌ حلوٌ له رائحة كريهة.

قولها: جرست، أي: أكلت.

قولها: العرفط، بضم عين مهملة وسكون راء وضم فاء: شجر له صمغ كريه الرائحة، فإذا أكلته النحلة حصل في عسلها من ريحه.

قولها: فرقاً، بفتحتين، أي: خوفاً منك يا عائشة.

قولها: حرمناه، بالتخفيف، أي: جعلناه محروماً من العسل، وهو يحبه.

ص: 368

أَشِيرُوا عَلَيَّ فِي نَاسٍ (1) أَبَنُوا أَهْلِي، وَايْمُ اللهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي سُوءًا قَطُّ، وَأَبَنُوهُمْ بِمَنْ؟ وَاللهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَطُّ، وَلَا دَخَلَ بَيْتِي قَطُّ إِلَّا وَأَنَا حَاضِرٌ، وَلَا غِبْتُ فِي سَفَرٍ إِلَّا غَابَ مَعِي ". فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فَقَالَ: نَرَى يَا رَسُولَ اللهِ أَنْ تَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ. فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ بلْخَزْرَج (2) - وَكَانَتْ أُمُّ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ مِنْ رَهْطِ ذَلِكَ الرَّجُلِ - فَقَالَ: كَذَبْتَ، أَمَا وَاللهِ لَوْ (3) كَانُوا مِنَ الْأَوْسِ مَا أَحْبَبْتَ أَنْ تُضْرَبَ أَعْنَاقَهُمْ. حَتَّى كَادُوا أَنْ يَكُونَ بَيْنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ فِي الْمَسْجِدِ شَرٌّ، وَمَا عَلِمْتُ بِهِ، فَلَمَّا كَانَ مَسَاءُ ذَلِكَ الْيَوْمِ خَرَجْتُ لِبَعْضِ حَاجَتِي وَمَعِي أُمُّ مِسْطَحٍ، فَعَثَرَتْ، فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ. فَقُلْتُ: عَلَامَ تَسُبِّينَ ابْنَكِ؟ فَسَكَتَتْ، ثُمَّ عَثَرَتِ (4) الثَّانِيَةَ، فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ، فَقُلْتُ: عَلَامَ تَسُبِّينَ ابْنَكِ؟ ثُمَّ عَثَرَتِ الثَّالِثَةَ، فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ. فَانْتَهَرْتُهَا، فَقُلْتُ: عَلَامَ تَسُبِّينَ ابْنَكِ؟ فَقَالَتْ: وَاللهِ مَا أَسُبُّهُ إِلَّا فِيكِ. فَقُلْتُ: فِي أَيِّ شَأْنِي؟ فَذَكَرَتْ (5) لِي الْحَدِيثَ،

(1) في (ظ 2) و (ق) و (هـ): أناس.

(2)

المثبت من (ظ 8) و (هـ) و (ظ 2): وهو الموافق لما في البخاري وجاء في بقية النسخ: مِنَ الْخَزْرَجِ.

(3)

في هامش (هـ): أن لو، نسخة.

(4)

في (م): فعثرت.

(5)

في رواية: فنقرت لي الحديث: وهي بنون وقاف ثقيلة، أي شرحته، ولبعضهم بموحدة وقاف خفيفة، أي: أعلمتنيه.

انظر "الفتح" 8/ 466.

ص: 369

فَقُلْتُ: وَقَدْ كَانَ هَذَا؟ قَالَتْ: نَعَمْ وَاللهِ. فَرَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي، لَكَأَنَّ (1) الَّذِي خَرَجْتُ لَهُ لَمْ أَخْرُجْ لَهُ لَا أَجِدُ مِنْهُ قَلِيلًا وَلَا كَثِيرًا، وَوُعِكْتُ، فَقُلْتُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَرْسِلْنِي إِلَى بَيْتِ أَبِي. فَأَرْسَلَ مَعِي الْغُلَامَ، فَدَخَلْتُ الدَّارَ، فَإِذَا أَنَا بِأُمِّ رُومَانَ، فَقَالَتْ: مَا جَاءَ بِكِ يَا بُنَيَّةُ (2)؟ فَأَخْبَرْتُهَا، فَقَالَتْ: خَفِّضِي عَلَيْكِ الشَّأْنَ، فَإِنَّهُ وَاللهِ لَقَلَّمَا كَانَتْ امْرَأَةٌ جَمِيلَةٌ تَكُونُ عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا وَلَهَا ضَرَائِرُ إِلَّا حَسَدْنَهَا وَقُلْنَ فِيهَا. قُلْتُ: وَقَدْ عَلِمَ بِهِ أَبِي؟ قَالَتْ: نَعَمْ. قُلْتُ: وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَاسْتَعْبَرْتُ، فَبَكَيْتُ، فَسَمِعَ أَبُو بَكْرٍ صَوْتِي وَهُوَ فَوْقَ الْبَيْتِ يَقْرَأُ، فَنَزَلَ، فَقَالَ لِأُمِّي: مَا شَأْنُهَا؟ قَالَتْ: بَلَغَهَا الَّذِي ذُكِرَ مِنْ أَمْرِهَا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكِ يَا بُنَيَّةُ (2) إِلَّا رَجَعْتِ إِلَى بَيْتِكِ. فَرَجَعْتُ وَأَصْبَحَ أَبَوَايَ عِنْدِي، فَلَمْ يَزَالَا عِنْدِي، حَتَّى دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ الْعَصْرِ وَقَدِ اكْتَنَفَنِي أَبَوَايَ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي، فَتَشَهَّدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ:" أَمَّا بَعْدُ، يَا عَائِشَةُ، إِنْ كُنْتِ قَارَفْتِ سُوءًا أَوْ ظَلَمْتِ تُوبِي إِلَى اللهِ عز وجل، فَإِنَّ اللهَ عز وجل يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ ". وَقَدْ جَاءَتْ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَهِيَ جَالِسَةٌ بِالْبَابِ، فَقُلْتُ: أَلَا تَسْتَحِي (3)

(1) في (م): فكأن.

(2)

في (م): يا ابنته.

(3)

في (ظ 8): ألا تستحيي.

ص: 370

مِنْ هَذِهِ الْمَرْأَةِ أَنْ تَقُولَ شَيْئًا، فَقُلْتُ لِأَبِي: أَجِبْهُ. فَقَالَ: أَقُولُ مَاذَا. فَقُلْتُ لِأُمِّي: أَجِيبِيهِ، فَقَالَتْ: أَقُولُ مَاذَا. فَلَمَّا لَمْ يُجِيبَاهُ، تَشَهَّدْتُ، فَحَمِدْتُ اللهَ عز وجل، وَأَثْنَيْتُ عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قُلْتُ: أَمَّا بَعْدُ، فَوَاللهِ لَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ: إِنِّي لَمْ أَفْعَلْ - وَاللهُ جل جلاله يَشْهَدُ إِنِّي لَصَادِقَةٌ - مَا ذَاكَ بِنَافِعِي عِنْدَكُمْ، لَقَدْ تَكَلَّمْتُمْ بِهِ وَأُشْرِبَتْهُ قُلُوبُكُمْ، وَلَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ: إِنِّي قَدْ فَعَلْتُ - وَاللهُ عز وجل يَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَفْعَلْ - لَتَقُولُنَّ قَدْ بَاءَتْ بِهِ عَلَى نَفْسِهَا، فَإِنِّي وَاللهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلًا إِلَّا أَبَا يُوسُفَ وَمَا أَحْفَظُ اسْمَهُ: صَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ. فَأُنْزِلَ (1) عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَاعَتَئِذٍ، فَرُفِعَ عَنْهُ، وَإِنِّي لَأَسْتَبِينُ السُّرُورَ فِي وَجْهِهِ، وَهُوَ يَمْسَحُ جَبِينَهُ، وَهُوَ يَقُولُ:" أَبْشِرِي يَا عَائِشَةُ، فَقَدْ أَنْزَلَ اللهُ عز وجل بَرَاءَتَكِ " فَكُنْتُ أَشَدَّ مَا كُنْتُ غَضَبًا. فَقَالَ لِي أَبَوَايَ: قُومِي إِلَيْهِ. قُلْتُ: وَاللهِ لَا أَقُومُ إِلَيْهِ وَلَا أَحْمَدُهُ وَلَا أَحْمَدُكُمَا، لَقَدْ سَمِعْتُمُوهُ فَمَا أَنْكَرْتُمُوهُ وَلَا غَيَّرْتُمُوهُ، وَلَكِنْ أَحْمَدُ اللهَ الَّذِي أَنْزَلَ بَرَاءَتِي. وَلَقَدْ جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْتِي، فَسَأَلَ الْجَارِيَةَ عَنِّي؟ فَقَالَتْ: لَا وَاللهِ، مَا أَعْلَمُ عَلَيْهَا عَيْبًا (2) إِلَّا أَنَّهَا كَانَتْ تَنَامُ حَتَّى تَدْخُلَ الشَّاةُ فَتَأْكُلَ خَمِيرَتَهَا أَوْ عَجِينَتَهَا - شَكَّ هِشَامٌ - فَانْتَهَرَهَا بَعْضُ أَصْحَابِهِ، وَقَالَ: اصْدُقِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى أَسْقَطُوا لَهَا

(1) في (ظ 8): ونزل.

(2)

في (ظ 8): عتباً.

ص: 371

بِهِ (1) - قَالَ عُرْوَةُ: فَعِيْبَ ذَلِكَ عَلَى مَنْ قَالَهُ - فَقَالَتْ: لَا وَاللهِ، مَا أَعْلَمُ عَلَيْهَا إِلَّا مَا يَعْلَمُ الصَّائِغُ عَلَى تِبْرِ الذَّهَبِ الْأَحْمَرِ. وَبَلَغَ ذَلِكَ الرَّجُلَ الَّذِي قِيلَ لَهُ (2)، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَاللهِ مَا كَشَفْتُ كَنَفَ أُنْثَى قَطُّ، فَقُتِلَ شَهِيدًا فِي سَبِيلِ اللهِ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَمَّا زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ فَعَصَمَهَا اللهُ عز وجل بِدِينِهَا، فَلَمْ تَقُلْ إِلَّا خَيْرًا، وَأَمَّا أُخْتُهَا حَمْنَةُ فَهَلَكَتْ فِيمَنْ هَلَكَ، وَكَانَ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا فِيهِ: الْمُنَافِقُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ، كَانَ يَسْتَوْشِيهِ وَيَجْمَعُهُ، وَهُوَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ، ومِسْطَحٌ، وَحَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ، فَحَلَفَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ لَا يَنْفَعَ مِسْطَحًا بِنَافِعَةٍ أَبَدًا، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} يَعْنِي: أَبَا بَكْرٍ {أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ} يَعْنِي: مِسْطَحًا {أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22]، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَلَى وَاللهِ، إِنَّا لَنُحِبُّ أَنْ تَغْفِرَ لَنَا. وَعَادَ أَبُو بَكْرٍ لمِسْطَحٍ بِمَا كَانَ يَصْنَعُ بِهِ (3).

(1) قال الحافظ في "الفتح" 8/ 469، يقال: أسقط الرجل في القول: إذا أتى بكلام ساقط، والمراد: حتى صرحوا لها بالأمر، فلهذا تعجبت.

(2)

في (ظ 8) الذي قيل فيه، وفي (هـ): الذي قيل له فيه.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو أسامة: هو حمّاد بن أسامة الكوفي، وهشام: هو ابن عروة بن الزبير.

وقد علّقه البخاري (4757) بصيغة الجزم عن أبي أسامة، ووصله من طريقه مسلم (2770)(58)، والترمذي (3180)، والطبري في "تفسيره" 18/ 89 و 93 - 94، والطبراني في "الكبير" 23/ (150)، والحافظ في "تغليق التعليق" 4/ 266 - 268، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من =

ص: 372

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= حديث هشام بن عروة، ورواه يونس بن يزيد ومعمر وغير واحد عن الزهري عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص الليثي وعبيد الله بن عبد الله عن عائشة أطول من حديث هشام بن عروة وأتم.

قلنا: سيرد حديث الزهري في الرواية رقم (25623).

وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (7370) من طريق يحيى بن أبي زكريا الغساني، وأبو داود (5219)، وأبو يعلى (4931) والطبراني في "الكبير" 23/ (149)، والبيهقي في "السنن" 7/ 101 من طريق حماد بن سلمة، والطبراني 23/ (151) من طريق أبي أويس، ثلاثتهم عن هشام، به.

وأخرجه البخاري بإثر الحديث (2661)، وأبو يعلى (4929)، والطبراني 23/ (136) من طريق فليح بن سليمان، عن هشام، عن عروة، عن عائشة وعبد الله بن الزبير.

وسيرد (25623) و (23624) و (25625) و (26279) و (26314).

قال السندي: قولها: فيَّ، أي: في شأني.

قوله: أبنوا، بتقديم الموحدة المخففة على النون، وجُوِّز تشديد الموحدة أيضاً، أي: اتهموا.

قوله: بمن، يريد صفوان.

قوله: ولا دخل بيتي، بيان لانتفاء أسباب التهمة.

قوله: من بَلْخَزْرج، أي: من بني الخزرج، وهذا اختصار مشهور.

قوله: أن لو كانوا، أي: أهل الإفك.

قولها: تعس، بفتح العين أو كسرها، أي: هلك.

قولها: لكأن الذي خرجت

إلخ، أي نسيت كل شيء من غاية ما حصل بي من الهم حتى لا أعرف لماذا خرجت، وليس المراد أنها رجعت بلا قضاء الحاجة فقد جاء أنها قضت حاجتها، ثم رجعت.

قولها: وعكت، على بناء المفعول، أي: صرت محمومة. =

ص: 373

24318 -

حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي لَأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى " قَالَتْ: فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ تَعْلَمُ ذَاكَ؟ قَالَ: " إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، فَإِنَّكِ تَقُولِينَ: لَا

= قولها: خفضي، من التخفيض، أي: لا تجعليه أمراً عظيماً عالياً.

قوله: قارفت، بتقديم القاف على الفاء، أي: اكتسبت.

قوله: أو ظلمت، أي: نفسك.

قولها: وأشربته، على بناء المفعول ونائب الفاعل هو قوله قلوبكم والضمير المنصوب للإفك.

قولها: قد باءت، بهمزة بعد الألف، أي: اعترفت وأقرت.

قولها: إلا أنها كانت تنام، أي: إنها كانت غافلة كل الغفلة، ولا يخفى أن هذه المعصية قلما تجيء من الغافلة بهذه الصفة، ففي هذا الكلام تأكيد لنزاهتها.

قوله: اصدقي، من صدقه كنصر: إذا تكلم معه بالصدق.

قوله: لها، أي: للجارية.

قوله: به، أي بسبب الانتهار، أو بسبب حديث الإفك، والمراد أنهم سبوها بسبب ذلك.

قوله: فعيب

إلخ، لا عيب عليه فإنه أراد تقرير صدقها في نفس النبي صلى الله عليه وسلم والله تعالى أعلم.

قولها: ما يعلم

إلخ، مبالغة في نفي العيب على حد قوله:

ولا عَيْبَ فيهِمْ غَيرَ أنَّ سُيُوفَهم

بِهنَّ فُلُولٌ مِنْ قِراعِ الكَتَائِبِ

قوله: قيل له، أي: فيه وهو صفوان.

قوله: كنف بفتحتين، أي: ثوباً.

قولها: يستوشيه، أي: يطلب اشتهاره.

ص: 374

وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى تَقُولِينَ: لَا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ " قُلْتُ: أَجَلْ، وَاللهِ مَا أَهْجُرُ إِلَّا اسْمَكَ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة.

وأخرجه البخاري (5228)، ومسلم (2439)، وأبو يعلى (4894) والطبراني في "الكبير" 23/ (122)، والبيهقي في "السنن" 10/ 27، والخطيب في "تاريخه" 3/ 61، والبغوي في "شرح السنة"(2338) من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 8/ 79، والطبراني في "الكبير" 23/ (119) من طريق أبي الزناد، والبخاري في "صحيحه"(6078)، وفي "الأدب المفرد"(403)، ومسلم (2439) من طريق عبدة بن سليمان، والنسائي في "الكبرى"(9156)، وأبو يعلى (4893)، وابن حبان (7112)، والطبراني 23/ (121) من طريق علي بن مسهر، وابن حبان (4331) من طريق سليمان بن بلال، أربعتهم عن هشام، به.

وسيرد برقم (25779).

وانظر (24012).

قال السندي: قولها: "ما أهجر إلا اسمك" أي: وإلا فحبُّك على الدوام عندي.

وقال الحافظ في "فتح الباري" 9/ 326: قال الطيبي: هذا الحصر لطيف جداً، لأنها أخبرت أنها إذا كانت في حال الغضب الذي يسلب العاقل اختياره لا تتغير عن المحبة المستقرة، فهو كما قيل:

إني لأمنحكِ الصدودَ وإنني

قسماً إليكِ مع الصدودِ لأميلُ

ثم قال ابن حجر: وفي اختيار عائشة ذكر إبراهيم، عليه الصلاة والسلام، دون غيره من الأنبياء دلالة على مزيد فطنتها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أولى الناس به، كما نص عليه القرآن، فلما لم يكن لها بد من هجر الاسم الشريف =

ص: 375

24319 -

حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا (1) هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُهُمْ بِمَا يُطِيقُونَ، فَيَقُولُونَ: إِنَّا لَسْنَا كَهَيْئَتِكَ، قَدْ غَفَرَ اللهُ عز وجل لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ. فَيَغْضَبُ حَتَّى يُرَى ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ: " وَاللهِ إِنِّي لَأَعْلَمُكُمْ بِاللهِ عز وجل، وَأَتْقَاكُمْ لَهُ قَلْبًا "(2).

24320 -

حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ يَوْمُ بُعَاثٍ يَوْمًا قَدَّمَهُ اللهُ عز وجل لِرَسُولِهِ (3) صلى الله عليه وسلم، فَقَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَقَدْ افْتَرَقَ مَلَؤُهُمْ، وَقُتِلَتْ سَرَوَاتُهُمْ، وَرَفَقُوا (4) لِلَّهِ عز وجل وَلِرَسُولِهِ فِي (5) دُخُولِهِمْ فِي الْإِسْلَامِ (6).

= أبدلته بمن هو منه بسبيل، حتى لا تخرج عن دائرة التعلق في الجملة.

(1)

في (ق): حدثنا.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة.

وأخرجه البخاري (20) من طريق عبدة -وهو ابن سليمان الكلابي-، عن هشام بهذا الإسناد.

وسلف مختصراً برقم (24289).

وسيأتي بنحوه برقم (24180) و (24385).

(3)

في (ظ 8) وهامش (هـ): لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

(4)

في هامش (ق) و (ظ 2): أي لانوا.

(5)

لفظ (في) ليس في (ظ 2) و (ق).

(6)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حماد بن =

ص: 376

24321 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتْ بَرَاءَتِي، قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ، فَدَعَا بِهِمْ (1)، وَحَدَّهُمْ (2).

24322 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ. وَيَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ

= أسامة.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 2/ 421 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (3777) و (3846) و (3930) من طريق أبي أسامة حماد ابن أسامة، به.

قالت السندي: قولها: قدمه الله تعالى، من التقديم، فإن إجتماع الرؤساء على الغريب لا يوجد عادة، وغير الرؤساء يتبعون الرؤساء، ويوم بعام (موضع عند بني قريظة على ميلين من المدينة كانت به وقعة بينَ الأوس والخزرج قبلَ الهجرة بخمس سنين، وكان النصر فيها للأوس) قُتِلَ الرؤساء، فَسَهُلَ اجتماعُهم عليه صلى الله عليه وسلم.

قولها: وقد افترق، أي: فاحتاجوا إلى ما يجمعهم.

قولها: سرواتهم، أي: رؤساؤهم، أي: فاحتاجوا إلى رئيس لهم.

قولها: ورفقوا، من الرفق، وهو لين الجانب، والفعل منه كضرب ونصر.

(1)

في (ظ 2) و (ق) و (م): فدعاهم، والمثبت من (ظ 8) و (هـ).

(2)

حديث حسن، وهو مكرر (24066) سنداً ومتناً.

قال السندي: قولها: فدعا بهم، أي: بأهل الإفك.

قولها: وحدَّهم، أي: أجرى عليهم الحد.

ص: 377

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَتْ (1) لَنَا حَصِيرَةٌ نَبْسُطُهَا بِالنَّهَارِ وَنَتَحَجَّرُهَا عَلَيْنَا بِاللَّيْلِ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً، فَسَمِعَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ صَلَاتَهُ، فَأَصْبَحُوا، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّاسِ، فَكَثُرَ النَّاسُ اللَّيْلَةَ الثَّانِيَةَ، فَاطَّلَعَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" اكْلَفُوا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللهَ عز وجل لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا ". وَقَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَدْوَمَهَا وَإِنْ قَلَّ، وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً أَثْبَتَهَا. وَقَالَ يَزِيدُ: حَصِيرَةٌ نَبْسُطُهَا (2) بِالنَّهَارِ، وَنَحْتَجِرُهَا بِاللَّيْلِ (3).

24323 -

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ:

(1) في (ظ 8) و (هـ) و (ق): كان.

(2)

في (ق) و (ظ 2) وهامش (هـ): نبتسطها، وجاء في هامش (ق) و (ظ 2): نبسطها.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد -وهو ابن عمرو ابن علقمة الليثي- وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، ويزيد: هو ابن هارون.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(1115)، وإسحاق بن راهويه (1080) من طريقين عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24016).

قال السندي: قولها: ونتحجرها، أي: نتخذها حجرة.

"اكلفوا"، كاسمعوا، أي: تحملوا.

"ما تطيقون"، أي: تطيقون المداومة عليه، وإلا فغير المطاق لا يتأتى، فلا حاجة إلى النهي عنه.

ص: 378

قَالَتْ عَائِشَةُ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدَيَّ فَأَرَانِي الْقَمَرَ حِينَ طَلَعَ، فَقَالَ:" تَعَوَّذِي بِاللهِ مِنْ شَرِّ هَذَا الْغَاسِقِ إِذَا وَقَبَ "(1).

(1) حديث حسن من أجل الحارث وهو ابن عبد الرحمن القرشي، خال ابن أبي ذئب، فقد تفرد بالرواية عنه ابن أبي ذئب، وقال النَّسائي: ليس به بأس، وقال ابن سعد: كان قليل الحديث، وقال: ابن معين: هو مشهور، وقال أحمد: لا أرى به بأساً، وانفرد علي ابن المديني بتجهيله، ولم يتابعه على ذلك أحد.

وأخرجه الطيالسي (1486) -ومن طريقه البيهقي في "الدعوات"(314) - والحربي في "غريب الحديث" 2/ 517، وإسحاق بن راهويه (1072)، وأبو يعلى (4440)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1771) و (1772)، والحاكم 2/ 540 من طرق عن ابن أبي ذئب، به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

وقد اختلف في هذا الإسناد على أبي داود الحفري، وهو عمر بن سَعْد.

فرواه الإمام أحمد -كما في هذه الرواية- عنه، عن ابن أبي ذئب، عن الحارث، به.

ورواه محمود بن غيلان -كما عند النسائي في "الكبرى"(10138) - وهو في "عمل اليوم والليلة"(306) -ومن طريقه ابن السني في "عمل اليوم والليلة"(648) - عنه، عن سفيان، وهو الثوري، عن ابن أبي ذئب، عن الحارث، به. فزاد في الإسناد سفيان، وهو الأشبه.

ومن طريق سفيان الثوري أخرجه الطبري في "تفسيره" 30/ 352، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1774) عن ابن أبي ذئب، عن الحارث، به.

وسيرد (25711) و (25802) و (26967) و (26000).

قال السندي: قوله: "من شر هذا الغاسق"، أي: المظلم.

"إذا وقع"، أي: غاب، وإنما سُمِّي غاسقاً، لأنه إذا أخذ في الطلوع والغروب يظلم لونه لما تعرض دونه من الأبخرة المتصاعدة من الأرض عند =

ص: 379

24324 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا قُدَامَةُ، يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ الْعَامِرِيَّ، عَنْ جَسْرَةَ قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ قَالَتْ: دَخَلَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَتْ: إِنَّ عَذَابَ الْقَبْرِ مِنَ الْبَوْلِ، فَقُلْتُ: كَذَبْتِ، فَقَالَتْ: بَلَى، إِنَّا لَنَقْرِضُ مِنْهُ الثَّوْبَ وَالْجِلْدَ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الصَّلَاةِ، وَقَدْ ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا، فَقَالَ:" مَا هَذِهِ؟ " فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَتْ، فَقَالَ:" صَدَقَتْ ". قَالَتْ: فَمَا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ يَوْمِئِذٍ إِلَّا قَالَ فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ: " اللهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ أَعِذْنِي مِنْ حَرِّ النَّارِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ "(1).

= الأفق، وهو إذا غاب انتشر الفسقة للسرقة، وللفجور بالنساء، والله تعالى أعلم وانظر "شرح مشكل الآثار" 5/ 31 للطحاوي.

(1)

إسناده ضعيف بهذه السياقة. جسرة -وهي بنت دجاجة- لم يوثقها سوى العجلي، وابن حبان، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 67: عندها عجائب. وقدامة بن عبد الله العامري -ويُكنى أبا رَوْح- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات". وحكى الحافظ عن ابن أبي خيثمة أن سفيان الثوري كان يسميه فُليتاً، وتابعه على ذلك ابن ماكولا، والدارقطني قبله، لكنه فرَّق بين فليت العامري هذا، وفُليت بن خليفة الذي يُكنى أبا حسان. وقد ورد في إسناد النسائي وهو الآتي من طريق سفيان ما يشير إلى أنهما راوٍ واحدٌ له كنيتان: أبو روح وأبو حسان. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعلى: هو ابن عُبيد.

وأخرجه بتمامه ومختصراً ابن أبي شيبة 1/ 122، والنسائي في "المجتبى" 3/ 72، وفي "الكبرى"(1268) و (9966) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(138) - والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(181)، وفي "الدعوات الكبير" =

ص: 380

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (109) من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد. وتحرف اسم جَسْرَة في مطبوع "إثبات عذاب القبر" إلى عمرة.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 278، وفي "الكبرى"(7960)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(182)، وفي "الدعوات الكبير"(306) من طريق إبراهيم بن طهمان، عن سفيان الثوري، عن أبي حسان فُليت العامري، عن جسرة، به، دون قوله: في دبر الصلاة.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3870) -وهو في "مجمع البحرين"(4667) - من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي روح فُليت، عن جسرة، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 110، وقال: رواه النسائي غير قولها: في دبر كل صلاة، رواه الطبراني في "الأوسط" عن شيخه علي بن سعيد الرازي، وفيه كلام لا يضر، وبقية رجاله ثقات!

وأخرج أبو يعلى (4779) عن سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن عبد الله بن أبي حُميد، عن أبي مليح، عن عبد الله بن رباح الأنصاري، عن عائشة قالت: كان رسول صلى الله عليه وسلم يصلي الركعتين قبل طلوع الفجر، ثم يقول في مصلاه:"اللهمَّ ربَّ جِبْرِيل وميكائيل، وربَّ إسرافيل، وربَّ محمد، أعوذُ بك من النار". ثم يخرج إلى صلاته. وإسناده ضعيف جداً. سفيان بن وكيع ضعيف، وعبد الله بن أبي حميد متروك الحديث.

وقد صحَّ عذابُ القبر من حديث عائشة عند البخاري (6366)، ومسلم (903) قالت: دخلت عليّ عجوزان من عُجُز يهود المدينة، فقالتا: إن أهل القبور يُعذَّبون في قبورهم، فكذَّبتُهما، ولم أنعم أن أصدقهما، فخرجتا، ودخل عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له: يا رسول الله، إن عجوزين

وذكرت له، فقال:"صدقتا، إنهم يعذَّبون عذاباً تسمعه البهائم كلُّها" فما رأيتُه بعدُ في صلاة إلا تعوَّذ من عذاب القبر. وسلف بنحوه مختصراً برقم (24178). وانظر (24115) و (24578). =

ص: 381

24325 -

حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ قَائِدِ السَّائِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ السَّائِبِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، فَحَدَّثَتْنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" صَلَاةُ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ "(1).

= وثبت أن من عذاب القبر ما يكون من البول، من حديث ابن عباس السالف برقم (1980).

(1)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف. إبراهيم بن مهاجر -وهو البَجَلي- ليس بذاك القوي، وأسباط -وهو ابن محمد الكوفي- قال ابن معين في رواية الدوري عنه: لا بأس به، وكان يخطئ عن سفيان. وقائد السائب لم نقع له على ترجمة. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

واختلف فيه على الثوري:

فقد سلف برقم (15501) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن قائد السائب، عن السائب، عن النبي صلى الله عليه وسلم. فأدخل مجاهداً بين إبراهيم بن مهاجر وقائد السائب، وجعله من حديث السائب.

واختلف فيه على إبراهيم بن مهاجر:

فسيأتي برقم (24327) عن أبي نعيم، عن إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن عائشة.

وسيأتي برقم (25903) عن أبي كامل، عن زهير، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد أن السائب سأل عائشة، فذكر الحديث.

ورواه شريك عن إبراهيم بن مهاجر، واختلف عليه فيه:

فسيأتي برقم (24426) عن إبراهيم بن أبي العباس، عن شريك، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن السائب، عن عائشة.

وسيأتي برقم (25849) عن إسحاق بن يوسف، عن شريك، عن =

ص: 382

24326 -

حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنْ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الرُّقْيَةِ مِنْ كُلِّ ذِي حُمَةٍ (1).

= إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن مولى عبد الله بن السائب، عن عائشة.

وسيأتي برقم (25850) عن حجاج، عن شريك، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن مولاة السائب، عن عائشة.

وسيأتي برقم (25851) عن أسود بن عامر، عن شريك، عن إبراهيم بن مهاجر وليث، بمثل سابقه.

وللحديث شاهد صحيح من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6512)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: صلاة القاعد، أي: النافلة، أو ما يعمُّ النافلة والفرض، ولا ينافيه أنَّ مَن قعدَ لعذر وكان يعتاد القيام قبل ذلك، يتمُّ له الأجر، فإن المقصود ههنا بيان الفرق بين الصلاتين في نفس الأمر، وهذا يظهر أثره فيمن قعد لعذر ولم يكن يصلي قبل ذلك، فإنه لا يتم له الأجر والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أسباط: هو ابن محمد بن عبد الرحمن القرشي، والشيباني: هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان، وعبد الرحمن بن الأسود: هو ابن يزيد النخعي.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(1004) أو عن أسباط. بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 34، والبخاري (5741)، ومسلم (2193)(52)، وأبو يعلى (4909) و (4938)، والبيهقي في "السنن" 9/ 347 من طرق عن الشيباني، به. =

ص: 383

24327 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " صَلَاةُ الْجَالِسِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ "(1).

24328 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيُؤْتَى بِالْإِنَاءِ، فَأَشْرَبُ مِنْهُ وَأَنَا حَائِضٌ، ثُمَّ يَأْخُذُهُ فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ، وَإِنْ كُنْتُ لَآخُذُ الْعَرْقَ، فَآكُلُ مِنْهُ، ثُمَّ يَأْخُذُهُ، فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ (2).

= وقد سلف برقم (24018).

قال السندي: قولها: ذي حُمَةٍ، بضم ففتح بلا تشديد: ذي سُمّ.

(1)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف إبراهيم بن مهاجر، وقد اختلف عليه كما بسطنا ذلك عند الرواية (24325)، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو نُعيم: هو الفضل بن دُكين، وإسرائيل: هو ابنُ يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي، ومجاهد: هو ابن جَبْر.

وأخرجه ابن راهويه (1190)، والطبراني في "الصغير"(1165)، والخطيب في "تاريخه" 14/ 226 من طريق أبي نُعيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(1365) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، به.

وسلف برقم (24325)، وذكرنا هناك شاهده الذي يصح به.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، المقدام بن شريح -وهو ابن هانئ =

ص: 384

24329 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ زَيْنَبَ السَّهْمِيَّةِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ، ثُمَّ يُقَبِّلُ وَيُصَلِّي (1) وَلَا يَتَوَضَّأُ (2).

= وأبوه من رجال مسلم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، ومسعر: هو ابن كدام.

وأخرجه إسحاق (1574) و (1575)، وابن خزيمة (110)، وأبو عوانة 1/ 311، وابن حبان (1360) و (1361) من طرق عن مسعر، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً النسائي في "المجتبى" 1/ 148 - 149 و 149 و 190 وفي "الكبرى"(272) و (273)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2304)، والبيهقي في "السنن" 1/ 311 - 312 من طرق عن المقدام بن شريح، به.

وأخرجه أبو يعلى (4771) من طريق يونس، عن مسعر، عن المقدام بن شريح بن هانئ، عن عائشة. دون ذكر والد المقدام في الإسناد.

وسيرد بالأرقام (24350) و (24954) و (25594) و (25765) و (25792) و (25793).

وفي الباب، عن أنس، سلف برقم (12354).

قال السندي: قولها: لآخذ العرق، بفتح فسكون، هو عَظْمٌ عليه بقية لحم.

(1)

في هامش (هـ) و (ظ 2): ثم يصلي، نسخة.

(2)

حديث صحيح، وهذا سند حسن في المتابعات، الحجاج -وهو ابن أرطاة مدلس وقد عنعن، وزينب السهمية: هي زينب بنت محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي، والراوي عنها عمرو بن شعيب هو ابن أختها، وروى عنها أيضاً أخوها، وقد ذكرها ابن حبان في الثقات.

وقد نص الإمام الذهبي على أنه لا يوجد في النساء متروكة ولا من اتهمت ولا سيما في المتابعات. =

ص: 385

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقد اختلف فيه على حجاج بن أرطاة:

فرواه محمد بن فضيل -كما في هذه الرواية، وهو عند ابن ماجه (503)، والمزي في "تهذيب الكمال"(ترجمة زينب) - وعبادُ بنُ العوام -فيما أخرجه الدارقطني 1/ 142 - وعبدُ الواحد بنُ زياد -فيما أخرجه البيهقي في "الخلافيات"(446) - ثلاثتهم عن حجاج بن أرطاة، عن عمرو بن شعيب، عن زينب السهمية، عن عائشة.

ورواه حفص بن غياث -فيما أخرجه الطبري في "تفسيره"(9630) - عن حجاج، عن عمرو بن شعيب، عن زينب السهمية، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، لم تذكر عائشة في الإسناد.

ورواه الأوزاعي عن عمرو بن شعيب، واختلف عليه فيه:

فرواه هشام بن عبد الحميد -فيما أخرجه الدارقطني 1/ 142 - عن الأوزاعي، عن عمرو بن شعيب، عن زينب، عن عائشة.

ورواه عبد الرزاق -كما في "المصنف"(509) - عن الأوزاعي عن عمرو ابن شعيب، عن امرأة سماها، عن عائشة.

ورواه العرزمي -فيما أخرجه البيهقي في "الخلافيات"(445) - عن عمرو بن شعيب، فقال: عن أبيه، عن جده، والعرزمي: وهو محمد بن عبيد الله ضعيف.

وسيرد برقم (25766) من طريق وكيع، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة بن الزبير، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَبَّلَ بعض نسائه، ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ. قال عروة: قلت لها: من هي إلا أنت، قال: فضحكت. وإسناده صحيح، وسنفصل القول فيه هناك.

وفي الباب عن أم سلمة عند الطبري في "تفسيره"(9633)، والطبراني في "الأوسط"(3817)، وفي إسناده يزيد بن سنان، وهو أبو فروة الرهاوي، ضعيف.

وعن أبي مسعود الأنصاري عند الطبراني في "الأوسط"(7223)، وفي =

ص: 386

24330 -

حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبَدُ اللهِ (1) بْنُ سَيَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ طَلْحَةَ تَذْكُرُ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ جَالِسًا كَاشِفًا عَنْ فَخِذِهِ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ، فَأَذِنَ لَهُ، وَهُوَ عَلَى حَالِهِ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ، فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى حَالِهِ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ، فَأَرْخَى عَلَيْهِ ثِيَابَهُ، فَلَمَّا قَامُوا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اسْتَأْذَنَ عَلَيْكَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَأَذِنْتَ لَهُمَا وَأَنْتَ عَلَى حَالِكَ، فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ، أَرْخَيْتَ عَلَيْكَ ثِيَابَكَ! فَقَالَ:" يَا عَائِشَةُ، أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ وَاللهِ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَسْتَحِي (2) مِنْهُ (3)؟ ".

= إسناده ليث بن أبي سُلَيْم، وهو ضعيف.

(1)

وقع في النسخ الخطية و (م): عُبيد الله، مصغراً، ومثله في "تعجيل المنفعة"، وقد صُحح في هامش (ظ 8) إلى عبد الله، وكذلك سماه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 110، وابن أبي حاتم في "والجرح والتعديل" 5/ 76، وابن حبان في "الثقات"، وهو ما أثبتناه.

(2)

في (ظ 8) و (ظ 2) وهامش (هـ): تستحيي، وفي هامش (ظ 2): لتستحيي، وفي هامش (ق): لتستحي. قال النووي: قال أهل اللغة: يقال: استحيا يستحيي بياءين، واستحى يستحي بياء واحدة، لغتان، الأولى أفصح وأشهر، وبها جاء القرآن.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حالة عبد الله بن سيّار، فقد روى عنه اثنان، ولم يؤثر توثيقة عن غير ابن حبان، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. مروان: أخو ابن معاوية الفزاري. =

ص: 387

24331 -

حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْعُسَيْلَةُ هِيَ الْجِمَاعُ "(1).

= وأخرجه إسحاق بن راهويه (1018) عن مروان بن معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(603)، ومسلم (2401)، وأبو يعلى (4815)، وابن حبان (6907)، والبيهقي في "السنن" 2/ 230، والبغوي في "شرح السنة"(3899) من طرق عن عائشة، به. وقوله: كاشفاً عن فخذيه؛ جاء عند مسلم: أو ساقيه. على الشك.

وسيأتي نحوه برقمي (25216) و (25339).

وسلف نحوه من حديث عائشة وعثمان برقم (514).

وفي الباب عن حفصة: سيرد 6/ 288.

(1)

إسناده ضعيف. أبو عبد الملك المكي: ذكره الحسيني في "الإكمال"، والحافظ في "التعجيل"، ولم يذكرا في الرواة عنه سوى مروان بن معاوية، ومروان بن معاوية هذا -وإن وثقوه- قال أبو حاتم: تكثر روايته عن الشيوخ المجهولين، وقال ابن نمير: كان يلتقط الشيوخ من السكك، وقال العجمي: ما حدث عن المجهولين ففيه ما فيه، وليس بشيء، وقال ابن معين: كان يغيّر الأسماء يعمِّي على الناس، وقال أبو داود: مروان بن معاوية يقلب الأسماء، يقول: حدثني إبراهيم بن حصن يعني أبا إسحاق الفزاري، وقال الذهبي في "الميزان": يرويهما عمَّن دبَّ ودرج، فيُستأنى في شيوخه، وقال الحافظ في "التقريب": كان يدلس أسماء الشيوخ.

قلنا: وقد قال البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 492 في ترجمة سعيد بن عبد الرحمن أبي شيبة الزبيدي: روى مروان عن سعيد، هو ابن أبي راشد، عن ابن أبي مليكة وعطاء. وقال مروان مرة: عن أبي عبد الملك المكي. =

ص: 388

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلنا: فقد سمى مروان شيخه هنا سعيد بن أبي راشد، وظاهر صنيع البخاري في إيراده في هذه الترجمة أنه جوز أن يكون هو سعيد بن عبد الرحمن الزبيدي أبا شيبة، وتابعه العقيلي في "الضعفاء" 2/ 110، لكن ابن عدي جزم أن سعيد بن أبي راشد رجل آخر، فقالوا في ترجمته في "الكامل" 7/ 1225: روى عنه الفزاري، يحدث عن عطاء وابن أبي مليكة وغيرهما، مما لا يتابع عليه. ثم روى له هذا الحديث كما سيرد، ثم قال: ولا أعلم يروي عنه غير مروان الفزاري، يعني أنه مجهول، وظاهر صنيع ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 9 - 20 أنه سماه سعيد بن راشد السماك، وقال: سألت أبي عنه، قال: ضعيف الحديث منكر الحديث. ولم يجزم ابن حبان بواحد منهما، فقالوا في ترجمة سعيد بن أبي راشد: يروي عن عطاء، عن أبي هريرة في المسح على الخفين، روى عنه مروان بن معاوية الفزاري، إن لم يكن سعيداً السماك، فإن كان هو فهو ضعيف. قال المعلمي في تعليقه على الجرح والتعديل: اختلفوا فيه على أربعة أقوال سردتها في التعليق على تاريخ البخاري، أقواها قول ابن عدي: إنه رجل مجهول، ليس هو سعيد بن راشد صاحب هذه الترجمة (يعني السماك)، ولا سعيد بن عبد الرحمن أبا شيبة الزبيدي، كما جوزه البخاري، ولا الراوي عن ابن أبي مليكة غير الراوي عن عطاء كما يراه ابن حبان.

قلنا: يعني أن سعيداً الراوي عن ابن أبي مليكة هو الراوي عن عطاء أيضاً، لا اثنان كما فرق بينهما ابن حبان.

قلنا: وأبو عبد الملك المكي هذا، وقع في "الميزان" و"اللسان" اسماً لا كنية، ففيهما: عبد الملك، مكي، له عن ابن أبي مليكة، ضعفه الأيدي، قلنا: وكذلك وقع في إسناد هذا الحديث الذي أورده الزيلعي في "نصب الراية" 3/ 238، مع أنه ساقه من طريق الإمام أحمد، ثم قال: والمكي مجهول.

قلنا: وعلى ضعف إسناده بجهالة المكي هذا، قد اختلف في وقفه ورفعه وإرساله:

فأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/ 226 من طريق الإمام أحمد، بهذا =

ص: 389

24332 -

حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْكِلَابِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ عز وجل "[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ يُقَالُ لَهُ: أَبُو عَتِيْقٍ (1).

24333 -

حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرَةَ

= الإسناد. وتحرف أبو عبد الملك في المطبوع منه إلى أبي عبد الله.

وأخرجه أبو يعلى (4881) عن مجاهد بن موسى، والدارقطني في "السنن" 3/ 252 من طريق أحمد بن عبد الله بن ميسرة، كلاهما عن مروان بن معاوية، به، موقوفاً، ولفظه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما عنى بالعُسَيْلة النكاح.

وأخرج ابن عدي في "الكامل" 3/ 1225 - 1226 من طريق معاوية، بهذا الإسناد إلى عائشة، فذكرت حديث الرجل الذي يطلق زوجته ثلاثاً، وأنه لا تحلُّ له حتى يتزوجَها آخر يذوق عُسيلتها، ثم قال: فذكر عن ابن أبي مليكة أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن العسيلة، فقال:"هو الجماع". وهذا مرسل.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/ 341، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه أبو عبد الملك المكي، ولم أعرفه بغير هذا الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح.

وانظر ما سلف برقم (24058).

قال السندي: قوله: العُسيلة، المذكورة في حديث المطلقة ثلاثاً.

(1)

حديث صحيح لغيره، وهو مكرر (24203)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عبدة بن سليمان الكلابي، وحسب ثقة من رجال الشيخين.

وعبد الله بن محمد -وهو ابن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق- إنما يقال له: ابن أبي عتيق، كما هو مذكور في التهذيب وفروعه، لا أبو عتيق كما ذكر عبد الله بن أحمد.

ص: 390

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ، مَا عَلِمْنَا بِدَفْنِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى سَمِعْنَا (1) صَوْتَ الْمَسَاحِي مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ. قَالَ مُحَمَّدٌ: وَالْمَسَاحِي الْمُرُورُ (2).

24334 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صَوْمِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: مَا عَلِمْتُهُ صَامَ شَهْرًا حَتَّى يُفْطِرَ مِنْهُ، وَلَا أَفْطَرَهُ حَتَّى يَصُومَ مِنْهُ، حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ (3).

24335 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ

(1) في (م): سمعت.

(2)

حديث محتمل للتحسين، وسيرد الكلام عليه في الرواية (24790).

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 347، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 397 من طريق عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد.

وسيرد برقم (26049) و (26349).

والمساحي: جمع مسحاة، وهي مجرفة من حديد، يقال لها: المر، كذلك.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن شقيق: -وهو العقيلي- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وكهمس: هو ابن الحسن.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 101، وإسحاق بن راهويه (1306) عن وكيع، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24116) وذكرنا هناك أحاديث الباب.

وسيرد بالأرقام (25385) و (25829) و (25907) و (26087).

وسيكرر برقم (25083) سنداً ومتناً.

ص: 391

عَنْ عَائِشَةَ (1): سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يَقْرَأُ آيَةً فَقَالَ: " رحمه الله، لَقَدْ أَذْكَرَنِي آيَةً كُنْتُ نَسِيتُهَا "(2).

24336 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الرَّحِمُ؛ مَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعَهُ اللهُ "(3).

(1) في (م): عن عائشة قالت.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح.

وأخرجه ابن راهويه (629) و (630)، والبخاري (2665) و (5037) و (5038) و (5042) و (6335)، ومسلم (788)، وأبو داود (1331) و (3970)، والنسائي في "الكبرى"(806)، وأبو يعلى (4492)، وابن حبان (107)، والبيهقي في "السنن" 3/ 12، وفي "شعب الإيمان"(2605) من طرق عن هشام، به.

وعلق البخاري عقب الرواية (2655) قوله: وزاد عباد بن عبد الله، عن عائشة: تهجد النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي، فسمع صوت عباد يصلي في المسجد، فقالت:"يا عائشة، أصوت عبادٍ هذا؟ " قلت: نعم، قالت:"اللَّهمَّ ارحم عباداً". قلنا: وقد وصله أبو يعلى (4388) من طريق ابن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة. وابن إسحاق مدلس وقد عنعن. وعباد الذي سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوتَه هو عبادُ بنُ بشر.

وأخرجه عبد الرزاق (5975) عن معمر، عن هشام، عن أبيه، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يرحم الله فلانا

".

وسيكرر برقم (25069) سنداً ومتناً، وانظر حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (3602).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. =

ص: 392

24337 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْبَهِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ مَنْ رَفَقَ بِأُمَّتِي فَارْفُقْ بِهِ، وَمَنْ شَقَّ عَلَيْهِمْ، فَشُقَّ عَلَيْهِ "(1).

= وأخرجه البيهقي في "الشعب"(7953) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. ولفظه:"إن الرحم معلقة بالعرش، تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله".

وهو عند وكيع في "الزهد"(404)، ومن طريقه أخرجه ابنُ أبي شيبة 8/ 536، وهنَّاد في "الزُّهد"(1003)، ومسلم (2555)، وأبو يعلى (4446)، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(787)، بمثل لفظ البيهقي السالف.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(5989)، وفي "الأدب المفرد"(55)، وأبو يعلى (4599)، والطبراني في "الأوسط"(3176)، والحاكم 4/ 158 - 159، والبيهقي في "السنن" 7/ 26، وفي "الأسماء والصفات"(787) من طرق عن معاويةَ بنِ أبي مُزَرِّد، به. وقالوا "الرَّحِمُ شِجْنَةٌ".

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7931)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على جعفر بن برقان:

فرواه أحمد -كما في هذه الرواية- عن وكيع، عن جعفر بن برقان، عن عبد الله البهي، عن عائشة.

وهو عند وكيع في "الزهد"(462) عن جعفر بن برقان، عن عبد الله المزني، عن عائشة.

ورواه محمد بن ربيعة -كما في الرواية (26237) - عن جعفر بن برقان، قال: عن عبد الله المديني وغيره.

وتابع محمدَ بنَ ربيعة أبو نعيم، كما عند إسحاق بن راهويه (1119). =

ص: 393

24338 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ إِذَا سَلَّمَ:" اللهُمَّ، أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ "(1).

= ورواه عبد الله بن المبارك -كما في "مسنده"(288) - -ومن طريقه الطبراني في "الأوسط"(6911) - وعثمان بن سعيد المري -فيما أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(383) - كلاهما عن جعفر بن برقان، قال: عن عبد الله بن دينار، عن عائشة.

ورواه عبد الرحمن بن محمد المحاربي -كما عند إسحاق (1767) - عن جعفر بن برقان، قال: عن ثابت بن حزن، عن عائشة، به.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1108) و (1429) و (2195) من طريقين عن يونس بن ميسرة بن حَلْبَس، عن عائشة، به. ويونس بن ميسرة لم يذكروا له سماعاً من عائشة.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(362) من طريق ابن لهيعة، عن عمرو بن الحارث، عن أبي علي الهمداني -وهو ثُمامة بن شُفَي- عن عائشة، به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن عمرو بن الحارث إلا ابن لهيعة.

وسيرد بإسناد صحيح بالأرقام (24622) و (26199) و (26212).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري، وعاصم بن سليمان: هو الأحول، وعبد الله بن الحارث: هو أبو الوليد البصري.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 241 - 242 من طريق الفريابي، عن سفيان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1558)، وابن أبي شيبة 1/ 302 و 304، وإسحاق (1357)، ومسلم (592)، وأبو داود (1512)، والترمذي (298) و (299)، =

ص: 394

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والنسائي في "المجتبى" 3/ 69، وفي "الكبرى"(1261) و (7717) و (9924) و (9925) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(96) و (97) - وابن ماجه (924)، وأبو عوانة 2/ 241، وابن حبان (2000)، والطبراني في "الدعاء"(644)، والبغوي في "شرح السنة"(713) من طرق عن عاصم، به، وقال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن صحيح.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(645)، وفي "الأوسط"(4597)، من طريق إسماعيل بن عياش، عن عتبة بن حميد -وهو البصري- عن خالد الحذاء، عن عاصم الأحول، عن عبد الله بن الحارث، به. وقال في "الأوسط" لم يرو هذا الحديث عن خالد الحذاء إلا عتبة بن حميد، تفرد به إسماعيل بن عياش.

قلنا: إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير أهل بلده، وهذه منها، وعتبة بن حميد ضعيف كذلك، إلا أنه تابعه علي بن عاصم الواسطي وغيره، كما سيرد في الرواية (25508).

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(647)، وفي "الأوسط"(3327) عن طريق عبد الله بن معاوية -وهو الجمحي- عن وهيب بن خالد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، وقال. لم يرو هذا الحديث عن هشام إلا وهيب، وعن وهيب إلا عبد الله بن معاوية.

وأخرجه ابن خزيمة (736) من طريق أبي معاوية، وابن حبان (2002) من طريق إسماعيل بن زكريا، والطبراني في "الدعاء"(648) من طريق عبد العزيز ابن المختار، والمزي في "تهذيب الكمال"(ترجمة عوسجة) من طريق إسرائيل، أربعتهم عن عاصم بن سليمان الأحول، عن عوسجة بن الرَّمَّاح، عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن عبد الله بن مسعود، مرفوعاً.

وأخرجه الطيالسي (373)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(99) من طريق شعبة، عن عاصم، عن عوسجة بن الرماح، عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن ابن مسعود موقوفاً. =

ص: 395

24339 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّاسُ عُمَّالَ أَنْفُسِهِمْ، فَكَانُوا يَرُوحُونَ كَهَيْئَتِهِمْ، فَقِيلَ لَهُمْ: لَوْ اغْتَسَلْتُمْ (1).

= قال المزي في "تهذيب الكمال" في (ترجمة عوسجة): وكلاهما محفوظ عنه. قلنا: يعني عن عاصم عن عبد الله بن الحارث، وعن عاصم عن عوسجة.

ورواه سفيان بن عيينة عن عاصم الأحول، واختلف عليه فيه:

فرواه عبد الرزاق -كما في "المصنف"(3197) - ومن طريقه الطبراني في "الدعاء"(646) - عن ابن عيينة، عن عاصم الأحول، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن عبد الرحمن بن الرماح، عن عائشة، به.

ورواه أحمد بن حرب- كما عند النسائي في "الكبرى"(9922)، عن سفيان بن عيينة، عن عاصم، عن رجل يقال له عبد الرحمن بن الرماح، عن عبد الرحمن بن عوسجة أحدهما عن الآخر، عن عائشة، به.

وقال المزي في "تهذيب الكمال"(ترجمة عوسجة): والوهم في ذلك من ابن عيينة، ولعله مما رواه بعد الاختلاط، فإنه لم يتابعه عليه أحد، ولا يعرف في رواة الحديث من اسمه عبد الرحمن بن الرماح لا في هذا الحديث ولا في غيره، والله أعلم. وقد ذكر نحو ذلك النسائي في "الكبرى" عقب الرواية (9925).

وفي الباب عن ثوبان عند مسلم، سيرد 5/ 275.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري، وعمرة: هي بنت عبد الرحمن.

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 327 من طريق أبي هانئ إسماعيل بن خليفة، وابن عبد البر في "التمهيد" 10/ 84 من طريق الفضل بن دُكين، كلاهما عن سفيان، بهذا الإسناد. =

ص: 396

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 135 (بترتيب السندي)، وعبد الرزاق (5315)، والحميدي (178) عن سفيان بن عيينة، وابن أبي شيبة 2/ 95 عن هشيم، وابن راهويه (989) عن عيسى بن يونس، والبخاري (903) من طريق ابن المبارك، ومسلم (847) من طريق الليث بن سعد، وأبو داود (352)، وابن حبان (1236)، وابن عبد البر في "التمهيد" 10/ 83 - 84 من طريق حماد بن زيد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 117 من طريق أنس بن عياض وعبيد الله، والبيهقي في "السنن" 3/ 189 من طريق جعفر بن عون، جميعهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به. وعندهم: بهيئتهم. ولفظه عند مسلم: كان الناسُ أهلَ عمل، ولم يكن لهم كُفاة، فكانوا يكون لهم تَفَلٌ، فقيل لهم: لو اغتسلتم يوم الجمعة.

وذكر الدارقطني في "العلل" 5 ورقة 102 أنه اختُلف فيه على يحيى بن سعيد الأنصاري في إسناده وفي متنه:

فرواه الإمام أبو حنيفة -كما في "مسنده"(137) - عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كانوا يروحون إلى الجمعة، وقد عَرِقُوا وتَلَطَّخوا بالطين، فقيل لهم: من راح إلى الجمعة فليغتسل.

قال الدارقطني: وخالفهم يحيى بن سعيد -يعني الأموي- في إسناده وزاد عليهم في متنه، لم يأت بذلك غيره، فقال: عن يحيى بن سعيد، عن عروة، عن عائشة: كان الناس عمالَ أنفسهم، فكانت ثيابُهم التُّبَّان، فيروحون كهيئتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لو اغتسلتُم، وما على أحدكم أن يتَّخذَ ليوم الجمعة ثوبَيْن سوى ثوبي مهنتِه". قال الدارقطني: ولم يتابع على هذا، والصواب ما قاله الثوري ومن تابعه.

قلنا: حديث يحيى بن سعيد الأموي هذا قد أخرجه ابنُ عبد البر في "التمهيد" 24/ 34 - 35 غير أنه جاء فيه: عن عمرة، فإن صحَّ ما في المطبوع، فليست فيه مخالفة في الإسناد. =

ص: 397

24340 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (1)، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

= وأخرجه البخاري (2071)، والنسائي في "الكبرى"(1682) من طريق أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، وابن خزيمة (1753) من طريق قريش ابن أنس، عن هشام بن عروة، كلاهما عن عروة، عن عائشة، بنحوه.

وأخرج البخاري (902)، ومسلم (847)، وأبو داود (1055)، وابن خزيمة (1754)، وابن حبان (1237)، والبيهقي 3/ 189 - 190 من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، عن عائشة قالت: كان الناس ينتابون يوم الجمعة من منازلهم والعوالي، فيأتون في الغبار، يصيبهم الغُبارُ والعرق، فيخرج منهم العرق، فأتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم إنسانٌ منهم وهو عندي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لو أنكم تَطَهَّرْتُم ليومكم هذا". وهذا لفظ البخاري.

وأخرج النسائي في "المجتبى" 3/ 93 - 94، وفي "الكبرى"(1683)، والطبراني في "مسند الشاميين"(772)، وابن عبد البر في "التمهيد" 10/ 84 و 85 من طريق عبد الله بن العلاء، عن القاسم بن محمد أنهم ذكروا غُسل يوم الجمعة عند عائشة، فقالت

، نحوه.

وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (2419).

وفي باب الغُسل يوم الجمعة عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ: "إذا جاء أحدُكم إلى الجمعة، فليغتسل". سلف برقم (4466)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

قال السندي. قولها: عمال أنفسهم، كحُكَّام، أي: كانوا يخدمون أنفسهم.

قولها: يروحون: إلى صلاة الجماعة.

قولها: كهيئتهم، أي: على هيئتهم، بلا لبس ثياب جُدُد، ولا اغتسال، فكان يؤدِّي ذلك إلى رائحة تؤذي.

قوله: لو اغتسلتُم، أي: لكان أحسن، والمراد ليتكم اغتسلتم.

(1)

قول: حدثنا وكيع، سقط من (م).

ص: 398

سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَدَعُ أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ، عَلَى كَلِّ حَالٍ (1)(2).

24341 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ رَجُلٍ تَكُونُ لَهُ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلٍ يَقُومُهَا، فَيَنَامُ عَنْهَا إِلَّا كُتِبَ لَهُ أَجْرُ صَلَاتِهِ،

(1) في النسخ و (م) غير (ظ 8) على حال، والمثبت من (ظ 8).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 10/ 29 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1182)، وأبو داود (1253)، والنسائي في "الكبرى"(333)، والبيهقي في "السنن" 2/ 472، والخطيب في "تاريخه" 11/ 322، والبغوي في "شرح السنة"(871) من طرق عن شعبة، به. دون قوله: على كلِّ حال.

ورواه عثمان بن عمر -كما عند النسائي في "المجتبى" 3/ 251 - عن شعبة، عن إبراهيم بن محمد، عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة. فزاد مسروقاً في الإسناد بين محمد بن المنتشر وبين عائشة. قال النسائي: خالفه عامة أصحاب شعبة ممن روى هذا الحديث فلم يذكروا مسروقاً، ثم قال: هذا هو الصواب عندنا، وحديث عثمان بن عمر خطأ، والله تعالى أعلم.

قال الحافظ في "الفتح" 3/ 59: لكن أخرجه الدارمي [1439] عن عثمان بن عمر بهذا الإسناد فلم يذكر فيه مسروقاً، فإما أن يكون سقط عليه أو على من بعده، أو يكون الوهم في زيادته ممن دون عثمان بن عمر.

وسيأتي برقم (25147).

ص: 399

وَكَانَ نَوْمُهُ عَلَيْهِ صَدَقَةً تُصُدِّقَ بِهِ عَلَيْهِ " (1).

(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو جعفر الرازي سيئ الحفظ، واضطرب فيه، وسعيد بن جبير لم يسمع من عائشة، بينهما رجل مبهم، وقد اختلف فيه على محمد بن المنكدر كما سيرد.

واضطرب فيه أبو جعفر الرازي:

وأخرجه إسحاق (1640) عن وكيع بهذا الإسناد.

فرواه وكيع -كما في هذه الرواية- ويحيى بن أبي بكير -كما عند النسائي في "المجتبى" 3/ 258 كلاهما عن أبي جعفر الرازي، عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن جبير، عن عائشة. قال النسائي: أبو جعفر الرازي ليس بالقوي في الحديث.

ورواه محمد بن سليمان بن أبي داود -كما عند النسائي في "المجتبى" 3/ 258، وفي "الكبرى"(1458)، وأبن عبد البر في "التمهيد" 12/ 261 - 262 - عن أبي جعفر الرازي، عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن جبير، عن الأسود بن يزيد، عن عائشة. فزاد في الإسناد الأسود بن يزيد، وأبو جعفر الرازي سييء الحفظ، كما تقدم.

ورواه أبو أويس -كما في الرواية (24441) - وورقاء بن عمر اليشكري -كما عند الطيالسي (1527) - كلاهما عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن جبير، عن عائشة.

ورواه مالك -كما في الرواية الآتية (25464) - عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن جبير، عن رجل، عن عائشة، وهو الصحيح، فيما قاله الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 80. قلناه ويبقى الإسناد ضعيفاً لإبهام الرجل الراوي عن عائشة.

وسير د (24441) و (25464).

وله شاهد جيد من حديث أبي الدرداء عند النسائي في "المجتبى" 3/ 258، وابن ماجه (1344)، وابن خزيمة (1173)، وابن حبان (2588)، والحاكم 1/ 311، والبيهقي 3/ 15 وقد اختُلف في رفعه ووقفه، قال =

ص: 400

24342 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ وَأَبِي، عَنْ أَبِي (1) إِسْحَاقَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صَلَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ؟ فَقَالَتْ: يَنَامُ (2) أَوَّلَهُ وَيَقُومُ آخِرَهُ (3).

24343 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللهِ الْأَلَدُّ الْخَصِمُ "(4).

= الدارقطني: المحفوظ وقفه، نقله عنه ابن رجب في "جامع العلوم" 2/ 319 قلنا: ولا يضر وقفه، فإنه في معنى المرفوع، لأنه لا يقال مِنْ قِبَلِ الرأي.

(1)

سقطت لفظة "أبي" من (م).

(2)

في (ظ 8) و (هـ): كان ينام.

(3)

! اشاده صحيح على شرط الشيخين. والد وكيع، وهو الجراح بن مليح الرؤاسي -وإن كان حسن الحديث- متابع. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي.

وأخرجه ابن ماجه (1365)، وابن حبان (2589) من طريق عبيد الله بن موبسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.

وسيرد برقمي: (24779) و (26156)، وسيكرر بهذا الإسناد مطولاً برقم (25791)، لكن دون ذكر والد وكيع.

وانظر الحديث (24706).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، ووهو مكرر الرواية (24277) غير شيخ أحمد، فهو هنا وكيع، وهو ابن الجراح.

وأخرجه ابن راهويه (1242)، ومسلم (2668)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 247 - 248، وفي "الكبرى"(5986) و (11036) -وهو في "التفسير" =

ص: 401

24344 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ، عَنْ مَوْلىً لِعَائِشَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا نَظَرْتُ إِلَى فَرْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَطُّ، أَوْ مَا رَأَيْتُ فَرْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَطُّ (1).

= (56) - والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(64) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وسيكرر برقم (25704).

(1)

إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن عائشة، وقد اختلف فيه: أهو مولى لعائشة، أو مولاة لعائشة، كما جاء في بعض طرقه، ومن ثم لا تميل النفس إلى ما قاله الحافظ في "الأطراف" 9/ 295: لعله أبو عمرو ذكوان. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابن سعد 1/ 383 - 384، والترمذي في "الشمائل"(352)، وابن ماجه (662) و (1922) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 106 من طريق وكيع، به، إلا أن فيه: عن مولاة لعائشة.

وأخرجه ابن سعد 1/ 383 - 384 عن الفضل بن دكين، عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه إسحاق (1038) عن الفضل بن دكين، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1383) من طريق مؤمل بن إسماعيل، كلاهما عن سفيان الثوري، به، إلا أن فيه: عن مولاة لعائشة.

وأخرج الطبراني في "الصغير"(138)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 479، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 247 من طريق بركة بن محمد الحلبي، عن يوسف ابن أسباط، حدثني سفيان الثوري، عن محمد بن جحادة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن عائشة، قالت: ما رأيت عورة رسول الله صلى الله عليه وسلم قط. وقال الطبراني: لم يروه عن الثوري إلا يوسف بن أسباط، تفرد به بركة =

ص: 402

24345 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، وَسُفْيَانَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَهَا أَنْ تَسْتَرْقِيَ مِنَ الْعَيْنِ (1).

24346 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعُمَيْسِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ

= ابن محمد.

وأورده الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 24، وقال: وهذا -يعني بركة بن محمد الحلبي- يضع الحديث على الثوري وعلى غيره، ولا يصح هذا لا عن الثوري ولا عن محمد بن جحادة ولا عن قتادة.

وسيرد برقم (25568).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. مِسْعَر: هو ابن كِدام، ومعبد بن خالد: هو الجدلي القيسي.

وأخرجه ابن ماجه (3152) عن طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1588)، ومسلم (2195)(55) من طريقين، عن مسعر، به.

وأخرجه ابن راهويه (1589)، والبخاري (5738)، ومسلم (2195)(56)، والنسائي في "الكبرى"(7536)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2903)، وفي "شرح معاني الآثار" 4/ 327، والحاكم 4/ 412، والبيهقي في "السنن" 9/ 347 من طرق عن سفيان الثوري، به. ورواية البخاري: أمرني النبي صلى الله عليه وسلم -أو أمر- أن يسترقى من العين.

وسيكرر برقم (25068)، سنداً ومتناً.

وانظر (24442) و (25272).

وفي الباب عن أنس بن مالك، وقد سلف برقم (12173)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، ونزيد عليها: حديث أسماء بنت عُميس، وسيرد 6/ 438، وحديثه أم سلمة عند البخاري (25739)، ومسلم (2197).

ص: 403

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَمْ يَسْتَخْلِفْ أَحَدًا، وَلَوْ كَانَ مُسْتَخْلِفًا (1) أَحَدًا، لَاسْتَخْلَفَ أَبَا بَكْرٍ، أَوْ عُمَرَ (2).

(1) في (ظ 8): يستخلف.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو العُمَيس: اسمه عُتبة بن عبد الله المسعودي، وابنُ أبي مُلَيْكة: اسمه عبد الله بن عُبيد الله.

وهو عند الإمام أحمد في "فضائل الصحابة"(203) بهذا الإسناد.

وأخرجه الخلَّال في "السنَّة"(330) عن محمد بن إسماعيل، والطبراني في "الأوسط"(7053) من طريق سهل بن عثمان، والحاكم 3/ 78 من طريق يحيى بن يحيى -وهو النيسابوري- ثلاثتُهم عن وكيع، به.

قال الحاكم: صحيحٌ شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.

وخالفَهم إسحاق بنُ راهويه، فرواه برقم (1253) -وعنه النسائي في "الكبرى"(8118) - عن وكيع به، غير أنه رفع القسم الثاني من الحديث، ففيه أنَّ عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو كنتُ مستخلفاً لاستخلفتُ أبا بكر، أو عمر".

قلنا: قد تفرَّد إسحاق بنُ راهويه برفعه، ولم يتابعه عليه أحد، فلعله اشتبه عليه، فقد كان يحدِّث الناس من حفظه.

وأخرجه ابن سعد 3/ 181، وأحمد في "فضائل الصحابة"(204)، ومسلم (2385)، والنسائي في "الكبرى"(8202)، والدولابي في "الكني" 2/ 39 من طريق جعفر بن عون، عن أبي العُمَيْس، عن ابن أبي مُلَيْكة: سمعتُ عائشة وسئلت: مَن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخلفاً لو استخلفه؟ قالت: أبو بكر. فقيل لها: ثم من؟ قالت: عمر. قيل لها: ثم من بعد عمر؟ قالت: أبو عُبيدة بن الجراح. ثم انتهت إلى هذا.

قال السندي: قولها: لم يستخلف أحداً، أي: لم يعيّن أحداً بالتصريح بأنه خليفة لي بعدي، وهذا لا يخالف أنه فعل ما يدل على ذلك كتقديم أبي بكر =

ص: 404

24347 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ رَبَاحٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَبِثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سِتَّةَ أَشْهُرٍ يَرَى أَنَّهُ يَأْتِي وَلَا يَأْتِي، فَأَتَاهُ مَلَكَانِ، فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِهِ، وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: مَا بَالُهُ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ. قَالَ: مَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيْدُ بْنُ الْأَعْصَمِ. قَالَ: فِيمَ؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ (1) فِي جُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ تَحْتَ رَعُوفَةٍ. فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ نَوْمِهِ، فَقَالَ:" أَيْ عَائِشَةُ، أَلَمْ تَرَيْ (2) أَنَّ اللهَ أَفْتَانِي فِيمَ اسْتَفْتَيْتُهُ ". فَأَتَى الْبِئْرَ، فَأَمَرَ بِهِ، فَأُخْرِجَ، فَقَالَ:" هَذِهِ الْبِئْرُ الَّتِي أُرِيتُهَا، وَاللهِ كَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ، وَكَأَنَّ رُؤُوسَ نَخْلِهَا رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ ". فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لَوْ أَنَّكَ؟ كَأَنَّهَا تَعْنِي: أَنْ تَتَنَشَّرَ. قَالَ: " أَمَا وَاللهِ قَدْ عَافَانِي اللهُ (3)، وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى النَّاسِ مِنْهُ شَرًّا "(4).

= رضي الله عنه للإمامة.

(1)

في (هـ) وهامش (ظ 2) و (ق): ومشاقة بالقاف. قلنا: وهو الموافق لرواية البخاري (3268). قال الحافظ في "الفتح" 10/ 232: قيل المشاقة هي المشاطة بعينها، والقاف تبدل من الطاء لقرب المخرج، والله أعلم.

(2)

في (م): ترين.

(3)

في (ظ 8): أما الله قد عافاني ....

(4)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير إبراهيم بن خالد -وهو الصنعاني- وشيخه رباح -وهو ابن زيد الصنعاني- فمن رجال أبي داود والنسائي،: كلاهما ثقة. =

ص: 405

24348 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سُحِرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَنَّهُ لَيُخَيَّلُ لَهُ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ عِنْدَهَا دَعَا اللهَ عز وجل وَدَعَاهُ، ثُمَّ قَالَ:" أُشْعِرْتُ أَنَّ اللهَ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ ". قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: " جَاءَنِي رَجُلَانِ، فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي، وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ. قَالَ: مَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ الْيَهُودِيُّ، قَالَ: فِيمَا ذَا؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ. قَالَ: فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ (1) ". فَذَهَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْبِئْرِ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَعَلَيْهَا نَخْلٌ،

= وقد سلف برقم (24237).

قال السندي: قولها: أنه يأتي، أي: يقدر على إتيان النساء.

قوله: تحت رعوفة، ضبط بفتح راء، وهي صخرة تترك في أسفل البئر، إذا أرادوا تنقية البئر جلس المنقي عليها.

قوله: أن تتنشر، أي: أن تظهر للناس فاعله، وقيل: هو من النشرة وهو العلاج الذي يُعالج به من كان يظن أن به مساً من الجن، لأنه ينشر به ما خامره من الداء. اهـ. والظاهر أن هذا المعنى غير ظاهر في هذا المقام، والظاهر أن هذا اللفظ وقع من بعض الرواة ظناً، وليس هو من قولها عائشة، والله تعالى أعلم.

(1)

في (ظ 2) و (ق) و (هـ): بئر ذي أروان. قلنا: وهو الموافق لرواية البخاري، وكلاهما صحيح. وانظر ما علقناه في الرواية (24300)، ص (341) ت (1).

ص: 406

ثُمَّ رَجَعَ إِلَى عَائِشَةَ، فَقَالَ:" وَاللهِ لَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ، وَلَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَحْرِقْهُ. قَالَ:" لَا، أَمَّا أَنَا فَقَدْ عَافَانِي اللهُ عز وجل، وَخَشِيتُ أَنْ أُثَوِّرَ عَلَى النَّاسِ مِنْهُ شَرًّا "(1).

24349 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنَ الْجَنَابَةِ (2).

24350 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعْطِينِي الْعَرْقَ فَأَتَعَرَّقُهُ، ثُمَّ يَأْخُذُهُ فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ، وَيُعْطِينِي الْإِنَاءَ فَأَشْرَبُ (3)،

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24300) غير أن شيخ أحمد هناك هو حماد بن أسامة أبو أسامة.

وأخرجه البخاري (5766)، ومسلم (2189)(44)، وأبو يعلى (4882) من طريق حماد بن أسامة، بهذا الإسناد. وعند البخاري: أفأخرجتَه؟ بدل فأحْرِقْه، وأحال مسلم في روايته على رواية ابن نمير السالفة برقم (24300) إلا أنه فيه: فَأَخرِجْه، ولم يقل: أفلا أحرقته.

قلنا: هو عند أحمد من رواية ابن نمير: فهلا أحرقته. قال النووي- فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح" 10/ 235: كلا الروايتين صحيح، كأنها طلبت أن يخرجه ثم يحرقه. وانظر تعقيب الحافظ عليه.

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر (24014) سنداً وديناً.

(3)

في (ظ 8) و (ق): فأشرب منه.

ص: 407

ثُمَّ يَأْخُذُهُ فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ (1).

24351 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ، وَبِالصَّفَا وَالمَرْوَةِ، وَرَمْيُ الْجِمَارِ، لِإِقَامَةِ، ذِكْرِ اللهِ عز وجل "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (24328) غير أن شيخ أحمد هنا: هو سفيان بن عيينة.

وأخرجه مختصراً الحميدي (166)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 149 و 199 - 191، وفي "الكبرى"(274) من طريق سفيان، بهذا الإسناد.

قال السندي: قولها: يُعطيني العرق، أي: في حالة الحيض لبيان طهارة الحائض.

(2)

إسناده ضعيف، وقد روي مرفوعاً وموقوفاً، والصحيح وقفُه، كما سيرد. عُبيد الله بنُ أبي زياد -وهو القداح- ذكره البخاري في "الضعفاء الصغير"(214)، واختلفت أقوال الأئمة فيه، فقال يحيى القطان: كان وسطاً لم يكن بذاك، وقال أحمد في رواية: ليس به بأس، وقال في أخرى: صالح. وقال ابن معين مرةً: ضعيف، وقال في رواية ثانية عنه: ليس به بأس، وقال في رواية ثالثة: ثقة. وقال النسائي في رواية: ليس به بأس، وفي أخرى: ليس بالقوي، وفي ثالثة: ليس بثقة. وقال أبو داود: أحاديثُه مناكير. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي ولا المتين، هو صالح، يكتب حديثه. وقال الحاكم: ليس بالقوي عندهم. وقال ابن عديّ: قد حدَّث عن الثقات، ولم أر في حديثه شيئاً منكراً. وقال العجلي: ثقة. وقال ابن حبان في "المجروحين": كان ممن ينفرد عن القاسم بما لا يتابع عليه، وكان رديء الحفظ، كثير الوهم، لم يكن بالإتقان بالحال التي يقبل ما انفرد به، ولا يجوز الاحتجاج بأخباره إلا بما =

ص: 408

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وافق الثقات. قلنا: وهذا الحديث مما انفرد به عن القاسم مرفوعاً، ووقفه غيره كما سيرد. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو نُعيم: هو الفضل بن دُكين، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه الدارمي (1854)، والبيهقي في "السنن" 5/ 145 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (1854)، والفاكهي في "أخبار مكة"(409) و (1421)، والإسماعيلي في "معجمه" 1/ 429، والبيهقي في "الشعب"(4081) من طرق عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 11/ 331 - 332، والذهبي في "السير" 17/ 446 من طريق علي بن عبد الحميد الغضائري، عن الحسن بن الحسين المروزي، عن بشر بن السري، عن سفيان الثوري، عن عبيد الله بن عمر، عن القاسم، به. قال الخطيب: وهو حديث غريب، رواه الغضائري هكذا على الخطأ، وصوابه عن الثوري، عن عبيد الله بن أبي زياد، عن القاسم.

وأخرجه الدارمي (1853)، وأبو داود (1888)، والترمذي (902)، والفاكهي (1422)، وابن الجارود في "المنتقى"(457)، وابن خزيمة (2738) و (2882) و (2970)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1635، والبيهقي في "السنن" 5/ 145 من طرق عن عبيد الله بن أبي زياد، به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح!

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 32 عن سفيان بن عيينة، عن عبيد الله بن أبي زياد، عن القاسم، عن عائشة موقوفاً.

وأخرجه عبد الرزاق (8961)، والفاكهي (332) من طريق ابن جريج، والفاكهي (1423) من طريق حبيب المعلم، كلامه، عن عطاء بن أبي رباح، عن عائشة موقوفاً. وهذا إسناد حسن من أجل حبيب المعلم، وابنُ جريج- وإن لم يصرح بالسماع متابع.

وسيرد برقمي (24468) و (25080). =

ص: 409

24352 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هَارُونُ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ: {فَرُوحٌ وَرَيْحَانٌ} [الواقعة: 89] بِرَفْعِ الرَّاءِ (1).

= وفي الباب عن رجل أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إنما الطوافُ صلاةٌ، فإذا طفتُم فأقِلُّوا الكلام". وقد سلف برقم (15423) وهو حديث صحيح.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير بُدَيْل بن ميسرة، وعبد الله بن شقيق -وهو العقيلي- فمن رجال مسلم. يونس بن محمد: هو أبو محمد المؤدب، وهارون: هو ابن موسى الأعور النحوي البصري صاحب القراءات. قال أبو حاتم السجستاني -فيما نقله ابنُ الجزري في "غاية النهاية" 2/ 348 - : كان أول من سمع بالبصرة وجوه القراءات وألفَّها وتتبَّع الشاذَّ منها، فبحث عن إسنادها هارون بن موسى الأعور، وكان من القراء.

وأخرجه الطيالسي (1557) -ومن طريقه أبو نُعيم في "الحلية" 3/ 63 - وأخرجه أبو داود (3991)، وتمَّام في "فوائده"(1390) من طريق مسلم بن إبراهيم، والترمذي (2938)، والنسائي في "الكبرى"(11566) -وهو في "تفسيره"(586) - وأبو يعلى (4644) من طريق جعفر بن سليمان الضبعي، وأبو يعلى أيضاً (4515) من طريق يزيد بن زُريع، والحاكم في "المستدرك" 2/ 236 من طريق محمد بن الفضل، وتمَّام في "فوائده" أيضاً (1391) من طريق أبي الوليد الطيالسي، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 302 من طريق بشر بن السري وعباد بن العوام، ثمانيتهم عن هارون النحوي، بهذا الإسناد، قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث هارون الأعور. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين! ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي قلنا: بُديل بن ميسرة وعبد الله بن شقيق لم يخرج لهما البخاري في "الصحيح"، وروى لابن شقيق في "الأدب المفرد". وقال أبو نعيم 8/ 302: =

ص: 410

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= مشهور من حديث هارون، به.

ورواه أبو بكر القطيعي في زوائده على "المسند" -كما ذكرنا في تعليقنا على الحديث رقم (2989) في مسند ابن عباس 5/ 130 - عن محمد بن يونس- وهو الكديمي، عن عبد الله بن أبي بكر العتكي، عن هارون النحوي، به.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 223، والطبراني في "الصغير"(617)، وتمام في "فوائده"(1389) من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن أبي بكر العتكي، عن شعبة، عن هارون، به. ثم قال: قال أبو عبد الرحمن العتكي: ثم لقيت هارون المعلم، فسألته عن هذا الحديث، فحدثنيه كما حدثني به شعبة.

وقال الطبراني لم يروه عن شعبة إلا عبد الله بن أبي بكر.

وقال الحافظ في "أطراف المسند" 9/ 72 بعد إيراده هذا الحديث: وقال عبد الله: حدثنا محمد بن بشر، حدثنا عبد الله بن أبي بكر (وتحرف فيه إلى أبي كثير) العتكي، حدثنا هارون، به، نحوه، وقع هذا في مسند ابن عباس في الأصل. قلنا: الذي مرَّ في الموضع المشار إليه في التعليق على الحديث رقم (2989) في مسند ابن عباس ما ذكرناه آنفاً من زيادات ابن القطيعي، رواه عن محمد بن يونس الكديمي، عن عبد الله بن أبي بكر العتكي، ليس فيه عبد الله ولا محمد بن بشر.

وأخرجه الحاكم 2/ 250 من طريق حماد -وهو ابن زيد- عن بُديل، به. ووقع في المطبوع حماد بن بديل، وهو خطأ. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. قلنا: ولم يرد هذا الحديث في تلخيص الذهبي.

وسيرد برقم (25785).

وقولهم (فروح) قال الطبري: اختلف القراء في قراءةِ ذلك، فقرأته عامة قُرّاء الأمصار (فَرَوح) بفتح الراء بمعنى: فله برد

وقرأ ذلك الحسن البصري (فرُوح) بضم الراء بمعنى أن روحه تخرج في ريحانة.

وقال ابن الجوزي في "زاد المسير" 8/ 156 - 157 بتحقيقنا: الجمهور =

ص: 411

24353 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ وَهُوَ يُخَاصِمُ فِي أَرْضٍ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا أَبَا سَلَمَةَ، اجْتَنِبِ الْأَرْضَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ ظَلَمَ قِيْدَ شِبْرٍ مِنَ الْأَرْضِ، طُوِّقَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ "(1).

= يفتحون الراء، وفي معناها: الفرح أو الراحة، أو المغفرة، أو الجنة، أو روح من الغَمِّ الذي كانوا فيه، أو روح في القبر، أي: طيب نسيم. وقرأ أبو بكر الصديق وأبو رزين والحسن وعكرمة وابن يعمر، وقتادة ورويس عن يعقوب وابن أبي سريج عن الكسائي (فَرُوح) برفع الراء، وفي معنى هذه القراءة قولان أحدهما: أن معناها فرحمة، والثاني: فحياة وبقاء، قال الزجاج: معناه فحياة دائمة لا موت معها.

وفي الباب عن ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط"(4431) وفي "الصغير"(608) أخرجه فيهما من طريق هارون بن سفيان المستملي، عن داود بن سليمان القارئ أبي سليمان الكُرَيْزي، عن حماد بن سلمة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال: قرأت على النبيِّ صلى الله عليه وسلم سورة الواقعة، فلما بلغتُ:{فروح وريحان} قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فرُوح وريحان يا ابن عمر". هذا لفظ الطبراني في "الأوسط"، ولفظه في "الصغير": عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: {فرُوح وريحان} . قال الطبراني: لم يروه عن أيوب إلا حماد بن سلمة، ولا رواه عن حماد إلا داود بن سليمان الكُرَيْزي، تفرَّد به هارون بن سفيان. قلنا: وداود بن سليمان الكُريزي ذكره ابن حبان في "الثقات" 8/ 235. وقال: يُغرب ويخالف.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/ 156، وقال: رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، ورجاله ثقات!

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع. يحيى -وهو ابنُ أبي كثير الطائيّ- لم يسمع هذا الحديثَ من أبي سَلَمة، إنما سمعه من محمد بن إبراهيم التيمي عنه، كما سيأتي في التخريج، وفي الرواية (24504). قال =

ص: 412

24354 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ - يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ (1).

= الحافظ في "الفتح" 5/ 105: وفي هذا الإسناد ما يُشعر بقلة تدليس يحيى بن أبي كثير، لأنه سمع الكثير من أبي سلمة، وحدث عنه هنا بواسطة محمد بن إبراهيم. قلنا: ورجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. يونُس: هو ابنُ محمد المؤدب، وأَبَان: هو ابنُ يزيد العطَّار.

وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند علي)(291) من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(6146) من طريق محمد بن المثنى، عن يحيى بن أبي كثير، به.

وأخرجه مسلم (1612) من طريق حبان بن هلال، والبيهقي في "السنن" 6/ 98 - 99 من طريق سهل بن بكَّار، كلاهما عن أَبَان بن يزيد العطَّار، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سَلَمة، به. وهذا إسناد متصل صحيح.

وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(270) من طريق أبي إسحاق مولى بني هاشم، عن أبي سَلَمة، وعليِّ بن الحسين الأكبر، به.

وأخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(668)، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 44، والذهبي في "معجم الشيوخ" 2/ 162 من طريق مروان بن معاوية الفزاري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، به.

قال الدارقطني: وخالفه أصحاب هشام، رَوَوْه عن هشام، عن أبيه، عن سعيد بن زيد، وهو الصواب.

قلنا. حديث سعيد بن زيد سلف برقم (1633).

وحديث عائشة هذا سيأتي بالأرقام (24504) و (26143) و (26225).

وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (26224).

وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3767)، وذكرنا هناك أحاديث الباب، ونزيد عليها حديث وائل بن حجر، سلف برقم (18863).

(1)

لفظ عن أبيه ليس في (ظ 2) و (ق) و (هـ) و (م)، والمثبت من (ظ 8) =

ص: 413

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَاتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَإِنَّهُ لَبَيْنَ حَاقِنَتِي وَذَاقِنَتِي، فَلَا أَكْرَهُ شِدَّةَ الْمَوْتِ لِأَحَدٍ أَبَدًا بَعْدَ مَا رَأَيْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

24355 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَاتِ قَائِمِ اللَّيْلِ، صَائِمِ النَّهَارِ "(2).

= وأطراف المسند 9/ 212.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب، ويزيد بن الهاد: أو يزيد بن عبد الله بن الهاد.

وأخرجه البخاري (4446)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 6 - 7، وفي "الكبرى"(1956) و (7106)، والطبراني في "الكبير" 23/ (83)، والبيهقي في "الشعب"(10211)، والبغوي في "شرح السنة"(1466) و (3827) من طرق عن الليث، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24039).

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، المطلب -وهو ابن عبد الله بن حنطب- لم يدرك عائشة، وعمرو بن أبي عمرو مولى المطلب حديثه حسن فيما ذكر الذهبي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب البغدادي، وأبو النضر: هو هاشم بن القاسم، والليل: هو ابن سعد.

وأخرجه الحاكم 1/ 60 من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين! ووافقه الذهبي!

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4427)، والبيهقي في "الشعب"(7988)، والخطيب في "الموضح" 2/ 317 - 318، والبغوي في =

ص: 414

24356 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَرْجِسَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَمُوتُ، وَعِنْدَهُ قَدَحٌ فِيهِ مَاءٌ، فَيُدْخِلُ يَدَهُ فِي الْقَدَحِ، ثُمَّ يَمْسَحُ وَجْهَهُ بِالْمَاءِ، ثُمَّ يَقُولُ:" اللهُمَّ أَعِنِّي عَلَى سَكَرَاتِ الْمَوْتِ "(1).

= "شرح السنة"(3500) من طرق عن الليث، به.

وأخرجه ابن حبان (480)، وتمّام في "فوائده"(1071) من طريقين، عن عمرو بن أبي عمرو، به.

وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 4/ 464، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1076 من طريق يمان بن عدي الحمصي، عن زهير بن محمد، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن عائشة مرفوعاً، ولفظه عن ابن عدي:"إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الساهر بالليل الصائم بالنهار". ويمان بن عدي الحمصي ضعّفه أحمد والدارقطني وقال البخاري: في حديثه نظر، وقال أبو حاتم: صدوق.

وسيأتي برقمي (25013) و (25537).

وانظر (24204)، وسيكرر من طريق هشام بن القاسم برقم (24595).

وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6648). وذكرنا هناك تتمة شواهده.

(1)

إسناده ضعيف لجهالة حال موسى بن سرجس، فإنه لم يرو عنه سوى يزيد، وهو ابن عبد الله بن أسامة بن الهاد، ولم يؤثر توثيقه عن أحد. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وليث: هو ابن سعد.

وأخرجه ابن سعد 2/ 258، والخطيب في "تاريخه" 7/ 208 من طريق يونس، بهذا الإسناد. =

ص: 415

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 258 - 259 - ومن طريقه ابن ماجه (1623) عن يونس، عن ليث، عن يزيد- ونسبه ابن ماجه فقال: ابن أبي حبيب-، عن موسى به.

قال الحافظ في "النكت الظراف" 12/ 286 - 287: هذا حال يخالف جميع أصحاب الليث، فإنهم قالوا عن: عن يزيد ابن الهاد

، وذكر أن أحمد أخرجه عن يونس بن محمد -كما في هذه الرواية- ومنصور بن سلمة -كما سيرد (24416) - وهاشم بن القاسم كما سيرد (25176) ثلاثتهم عن الليث، عن يزيد ابن الهاد، وقال: فوقع الاختلاف فيه على يونس، لا من يونس، فاحتمل أن يكون من ابن ماجه، فلعله كان في أصله عن أبي بكر به غير منسوب، فنسبه من قبل نفسه لكون الليث مصرياً ويزيد بن أبي حبيب كذلك، ثم راجعت مسند ابن أبي شيبة، فوجدت الأمر كما ظننت، فأخرجه في مسند عائشة: حدثنا يونس بن محمد، حدثنا الليث، حدثنا يزيد، عن موسى بن سرجس فذكره. ويزيد هذا هو ابن الهاد لا ابن أبي حبيب.

وأخرجه الترمذي في "جامعه"(978)، وفي "الشمائل"(369)، والحاكم 2/ 465، والمزي في "تهذيبه"(ترجمة موسى بن سرجس) من طريق قتيبة بن سعيد، والنسائي في "الكبرى"(7101) و (10932) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(1093) - من طريق ابن وهب، وأبو يعلى (4510) و (4688) من طريق رشدين بن سعد، والحاكم 3/ 56 - 57 من طريق شعيب بن الليث وعبد الله بن عبد الحكم، خمستهم، عن الليث، به.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد! ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي! وقال الترمذي: هذا حديث غريب.

وقد صح من طريق عمر بن سعيد، عن ابن أبي مليكة، عن أبي عمرو ذكوان مولى عائشة، عنها مطولاً في ذكر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم عند البخاري (4449) وفيه: وبين يديه ركوة، أو علبة -يشك عمر- فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء، فيمسح بهما وجهه، يقول:"لا إله إلّا الله، إن للموت سكرات". =

ص: 416

24357 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُوتِرُ بِخَمْسِ سَجَدَاتٍ لَا يَجْلِسُ بَيْنَهُنَّ حَتَّى يَجْلِسَ فِي الْخَامِسَةِ، ثُمَّ يُسَلِّمَ (1).

24358 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْفُرَاتِ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ: أَنَّهَا سَأَلَتْ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الطَّاعُونِ، فَأَخْبَرَهَا نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَنَّهُ كَانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللهُ عز وجل عَلَى مَنْ يَشَاءُ، فَجَعَلَهُ اللهُ عز وجل رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، فَلَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ (2) فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا يَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يُصِبْهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ عز وجل لَهُ إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ "(3).

= وسلف طرفه الأول في تخريج الرواية (24216).

وسيرد بالأرقام (24416) و (24481) و (25176).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24239) غير أن شيخ أحمد هنا: هو يونس بن محمد المؤدب، وشيخه: هو الليث بن سَعْد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 284 من طريق يحيى، عن الليث، بهذا الإسناد.

قال السندي: قوله: يوتر بخمس سجدات، أي: خمس ركعات.

(2)

في (م) وهامش (هـ) و (ظ 2) فيه، وقد ضرب عليه في (ظ 8) قلنا: وهو الموافق لرواية البخاري.

(3)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير داود بن أبي الفرات فمن رجال البخاري. =

ص: 417

24359 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْمُونٍ الصَّائِغِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى وَهِيَ مُعْتَرِضَةٌ (1) بَيْنَ يَدَيْهِ. وَقَالَ:" أَلَيْسَ هُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَأَخَوَاتِكُمْ وَعَمَّاتِكُمْ "(2).

= وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7527) من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1353) و (1761)، والبخاري (3474) و (5734) و (6619)، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 206، والبغوي في "شرح السنة"(1442) من طرق عن داود بن أبي الفرات، به.

وسيأتي برقمي (25212) و (26139).

وانظر (24527) و (25118).

وفي الباب: عن جد عكرمة بن خالد المخزومي، وقد سلف برقم (15435)، وعن شرحبيل بن حسنة، وقد سلف برقم (17753)، وقد ذكرنا عندهما أحاديث الباب، ونزيد عليها حديث خزيمة بن ثابت سيرد 5/ 213.

(1)

في (ظ 8) وهامش (هـ): مستعرضة.

(2)

صلاته صلى الله عليه وسلم وهي معترضةٌ بين يديه صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل إبراهيم بن ميمون الصائغ -وهو المروزي- فقد اختُلف فيه، فوثَّقه ابنُ مَعين والنسائي في رواية، وقال في أخرى وأبو زرعة: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري: ما أقرب حديثَه، وقال أبو حاتم: يُكتب حديثُه ولا يحتجُّ به. وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. قلنا: وقد توبع في الفعلي منه. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير داود بن أبي الفرات، فمن رجال البخاري. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وعطاء: هو ابن أبي رباح.

وأخرجه الطيالسي -دون القولي منه- (1452) من طريق إياس بن دغفل، =

ص: 418

24360 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ (1)، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، اشْتَكَى أَصْحَابُهُ، وَاشْتَكَى أَبُو بَكْرٍ وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، وَبِلَالٌ، فَاسْتَأْذَنَتْ عَائِشَةُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي عِيَادَتِهِمْ، فَأَذِنَ لَهَا، فَقَالَتْ لِأَبِي بَكْرٍ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ فَقَالَ:

كُلُّ امْرِئٍ مُصَبِّحٌ فِي أَهْلِهِ، وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ.

وَسَأَلَتْ عَامِرًا، فَقَالَ:

إِنِّي وَجَدْتُ الْمَوْتَ قَبْلَ ذَوْقِهِ

إِنَّ الْجَبَانَ حَتْفُهُ مِنْ فَوْقِهِ

وَسَأَلَتْ بِلَالًا، فَقَالَ:

= عن عطاء بن أبي رباح، بهذا الإسناد. وإياس بن دغفل ثقة، وقد تابع إبراهيمَ ابنَ ميمون الصائغ.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(636) من طريق حجاج -وهو ابن أرطاة- عن عطاء، به، بلفظ: كان يصلي وعائشةُ بحذاه. قلنا: وحجاج بن أرطاة -وإن يكن ضعيفاً- متابع، كما سيرد في تخريج الرواية (25222).

وسيرد برقم (25207).

وسلف الفعلي منه بنحوه برقم (24088)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.

قال السندي: قوله: أليس هنَّ، أي: النساء، فكيف يقطعن الصلاة عليكم بمرورهن؟

(1)

قوله: عن عروة، سقط من (ق).

ص: 419

يَا (1) لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً

بِفَخٍّ (2) وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ (3)

فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَتْهُ بِقَوْلِهِمْ، فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ، وَقَالَ: اللهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ، كَمَا حَبَّبْتَ إِلَيْنَا مَكَّةَ، وَأَشَدَّ، اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِهَا، وَفِي مُدِّهَا (4)، وَانْقُلْ وَبَاءَهَا إِلَى مَهْيَعَةَ ". وَهِيَ الْجُحْفَةُ كَمَا زَعَمُوا (5).

(1) كذا في النسخ الخطية: يا. وفيه ثلمٌ، حيث حذفت الفاء من فعولن. وفي مصادر الحديث، والرواية التي ستكرر برقم (25856): ألا بدل "يا"، وهو الجادة.

(2)

في (م): بفجّ، وهو خطأ، وفخ: وادٍ بمكة.

(3)

الجليل: هو نبت الثُّمام، وهو -كما في "المعجم الوسيط"- عُشب يسمو إلى مئة وخمسين سنتمتراً، فروعه مزدحمة متجمعة، والنَّورةُ سنبلةٌ مدلَّاة. يقولون: هو منك على طرف الثُّمام، أي: قريبٌ سهلُ التناول.

(4)

في (ق) و (هـ): ومدِّها.

(5)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي بكر بن إسحاق بن يسار، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وليث: هو ابن سعد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4272) و (7519)، وابن حبان (5600)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 566 - 567، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة أبي بكر بن إسحاق بن يسار) من طرق عن ليث، بهذا الإسناد.

وسيكرر برقم (25856).

وله طريق أخرى ستأتي برقم (26089).

وسيرد بأسانيد صحيحة بالأرقام (24532) و (26240) و (26241).

وسلف مختصراً برقم (24288).

قال السندي: الجبان حتفه، أي: موته، أي إنه لا يباشر أسباب الموت =

ص: 420

24361 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَمَّارِ (1) بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ عُرْوَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ عَمْرَةَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَتْهُ، أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا زَنَتِ الْأَمَةُ فَاجْلِدُوهَا، وَإِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، وَإِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ بِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ " وَالضَّفِيرُ الْحَبْلُ (2).

= حتى يجيئه الموت من بين يديه، وإنما يجيئه الموت بالغلبة والقهر من السماء.

بفخ: موضع عند مكة.

(1)

في (ظ 8) و (ظ 2) و (ق) و (م): عمارة، وهو خطأ، صوابه عمار، كما جاء في هامش (ظ 8) و"أطراف المسند" و"تهذيب الكمال"، وفروعه.

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عمار بن أبي فروة، فقد انفرد بالرواية عنه يزيد بن أبي حبيب، وقال البخاري: لا يتابع في حديثه، وذكره العقيلي وابن الجارود في "الضعفاء". ثم إنه خالف فيه الرواة عن الزهري.

فقد رواه مالك -كما سلف برقم (17057) - عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن زيد بن خالد الجهني وأبي هريرة.

ورواه ابن أخي الزهري -كما سلف برقم (19017) - والزبيدي -كما سلف برقم (19018) - كلاهما عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن شِبْل بن خليد المزني عن عبد الله بن مالك الأوسي.

وانظر تعليقنا على الرواية السالفة برقم (17042).

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7264)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 433، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 136 من طريق شعيب بن الليث، وابن ماجه (2566)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة =

ص: 421

24362 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُكَبِّرُ فِي الْعِيدَيْنِ سَبْعًا وَخَمْسًا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ (1).

= والتاريخ" 1/ 433 من طريق محمد بن رمح، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 433، والطبراني في "الأوسط" (8787)، والمزي في "تهذيب الكمال" 20/ 21 من طريق عبد الله بن صالح، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 433، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 168 من طريق يحيي بن بكير، أربعتهم عن ليث بن سعد، بهذا الإسناد.

وخالفهم عيسى بن حماد زغبة، فرواه -كما عند النسائي في "الكبرى"(7265)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1729، والمزي في "تهذيب الكمال" 21/ 203 - عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمار بن أبي فروة، عن الزهري، عن عروة وعمرة، عن عائشة، به. فقرن عمرة مع عروة.

وخالفهم كذلك شبابة -كما عند ابن أبي شيبة 14/ 159 - فرواة عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمار بن أبي فروة -في المطبوع: عمارة- عن عروة، عن عائشة. لم يذكر الزهري في الإسناد.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 103، والمحفوظ ما قاله ابن بكير ومن تابعة.

وقد سلف من حديث أبي هريرة بإسناد صحيح كذلك برقم (7295)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: "ثم بيعوها"، أي: مع بيان العيب.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لَهيعة ولاضطرابه فيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد مولى بني هاشم -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري- فإنما روى له البخاري متابعة، =

ص: 422

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأصحاب السنن سوى الترمذي، ورواية أبي داود له هي في "فضائل الأنصار"، وهو ثقة. عُقَيْل: هو ابنُ خالد الأَيلي، وابنُ شهاب: هو الزهري.

واضطربَ فيه ابنُ لَهيعة:

فرواه عنه أبو سعيد مولى بني هاشم، كما في هذه الرواية، وعبد الله بن وَهْب كما عند ابن ماجه (1280)، وأسد بن موسى، كما عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 344، وقُتيبة بن سعيد، كما عند أبي داود (1149)، ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" 5/ 71، وعمرو بن خالد، كما عند الدارقطني في "السنن" 2/ 46، والحاكم في "المستدرك" 1/ 298، والبيهقي في "السنن" 3/ 286 - 287، خمستُهم رَوَوْه عن ابن لَهيعة، فقال: عن عُقيل. زاد ابن وهب: سوى تكبيرتي الركوع، وزاد عمرو بن خالد: قبل القراءة.

ورواه عنه عبد الله بن وَهْب مرة أخرى، كما عند أبي داود (1150)، وابن ماجه (1280)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 343 - 344، والدارقطني في "السنن" 2/ 47، والبيهقي في "السنن" 3/ 287، ويحيى بنُ إسحاق -وهو السَّيْلَحِيني- كما في الرواية الآتية برقم (24409)، وأسدُ بنُ موسى كذلك، عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 344، وإسحاقُ بنُ عيسى، كما عند الدارقطني في "السنن" 2/ 46، والحاكم في "المستدرك" 1/ 298، أربعتُهم رَوَوْه عن ابنِ لَهيعة، فقال: عن خالد بن يزيد، وقرن ابنُ ماجه به عُقيلاً المذكور آنفاً. ورواه عنه عبد الله بنُ يوسف، كما عند الطبراني في "الأوسط"(3139)، والدارقطني في "السنن" 2/ 46، فقال: عن يزيد بن أبي حبيب ويونس. قال الطبراني: لم يروِ هذا الحديث عن الزُّهري إلا يونسُ ويزيدُ بن أبي حبيب وخالد بن يزيد، تفرَّد به ابنُ لهيعة. قلنا: قد رواه ابن لهيعة كذلك عن عُقيل بن خالد، عن الزُّهري، كما هو ظاهر في هذه الرواية.

ورواه عنه سعيد بن كثير بن عفير، كما عند الطحاوي في "شرح معاني =

ص: 423

24363 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ (1)، أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، فَأَرْشَدَ اللهُ الْإِمَامَ، وَعَفَا عَنِ

= الآثار" 4/ 343، فقال: عن أبي الأسود، عن عروة، عن أبي واقد الليثي وعائشة.

وقد نصَّ على أنه ابن لهيعة هو الذي اضطرب فيه الدارقطنيُّ في "العلل" 5/ ورقة 27، فقال: والاضطراب فيه من ابن لهيعة. قلنا: ولذلك ضعَّف البخاريُّ هذا الحديث، فيما نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 289، وأما ما قاله محمد بن يحيى الذُّهلي -فيما نقله البيهقي عنه- أن المحفوظ عنده حديث خالد بن يزيد لأنه من رواية ابن وهب، وهو قديم السماع منه، ففيه نظر، فقد فاته أنَّ ابنَ لهيعة قد اضطرب فيه في رواية ابن وهْب نفسها، فمرة قال: عن عُقيل، وأخرى قال: عن خالد بن يزيد، كما سلف بيانه.

واضطرب فيه ابن لهيعة اضطراباً آخر في سنده وفي متنه، فقد رواه يحيى ابن إسحاق السَّيلَحيني، كما سلف في الرواية (8679) عنه، عن الأعرج، عن أبي هريرة، مرفوعاً، بلفظ:"التكبير في العيدين سبعاً قبل القراءة، وخمساً بعد القراءة".

وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو سلف برقم (6688)، وإسناده حسن.

وله كذلك شواهد أخرى ذكرناها في تخريج حديث ابن عمرو المذكور، يتقوّى الحديث بمجموعها.

وانظر أيضاً حديث أبي هريرة (8679).

(1)

من قوله: حدثنا حيوة. إلى قوله: حدثه عن أبيه، سقط من (ظ 2) و (ق).

ص: 424

الْمُؤَذِّنِ " (1).

(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، محمد بنُ أبي صالح إما ضعيف أو مجهول، فيحتمل -فيما ذكر المزِّي- أن يكون محمد ابنَ ذكوان الأزديَّ الطاحيّ، وهو ضعيف، أو يكون محمد بنَ ذكوانَ الأسديَّ بيَّاعَ الأكسية، وهو مجهول، وبعضهم كابن أبي حاتم ذكر في "الجرح والتعديل" 7/ 257 أن والده هو ذكوان أبو صالح السمان، وعليه فهو أخو سهيل بن أبي صالح، وذكر أنَّ ابن معين قال فيه: لا أعرفه. قال ابنُ أبي حاتم: يعني لا أَخْبُرُه، وجعله أخا سهيل كذلك ابنُ حبان، وذكره في "الثقات" 7/ 417، وقال: يخطئ، لكن ابن عدي أنكر أن يكون محمد هذا أخاً لسهيل، فقال -فيما نقله عنه الحافظ في "التهذيب"-: من جعل محمداً أخاً لسهيل فقد وهم، ليس في ولد أبي صالح من اسمه محمد. فتعقَّبه الحافظ بقوله: قد ذكره أبو داود في كتاب "الإخوة"، وكذا أبو زُرعة الدمشقي. قلنا: وتردَّد أبو حاتم كما في "العلل" 1/ 18، فذكر أن سهيل بن أبي صالح وعبَّاد بن أبي صالح أخوان، ثم قال: ولا أعلم لهما أخاً إلا ما رواه حَيْوة بن شُريح، عن نافع بن سليمان، عن محمد بن أبي صالح، عن أبيه، عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر هذا الحديث. فقال له ابنه: محمد بن أبي صالح هو أخو سهيل وعبَّاد؟ قال: كذا يروونه، وقال: ونافع بن سليمان ليس بقوي. قلنا: نافع بن سليمان هو القرشي المكي، من رجال "التعجيل"، قال الحافظ: وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: صدوق يحدث عن الضعفاء مثل بقية. قلنا: وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرئ، وأبو صالح: هو السمان، وقد اختُلف عليه فيه، كما سيرد.

وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(742) من طريق الإمام أحمد بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن راهويه (1124)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 78، وأبو يعلى (4562)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2195)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 194، والبيهقي في "السنن" 1/ 425 - 426 و 431، وفي =

ص: 425

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "السنن الصغير"(529)، من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، به. ووقع في مطبوع البيهقي: عن نافع، عن سليمان، وهو خطأ.

وأخرجه ابن خزيمة (1532)، وابنُ حبان (1671)، والرامهرمزي في "المحدّث الفاصل" ص 290 من طريق عبد الله بن وهب، عن حيوة بن شريح، به.

وقد اختُلف فيه على أبي صالح:

فرواه محمد بنُ أبي صالح -كما في هذه الرواية- عن أبيه، عن عائشة.

وخالفه الأعمش وسهيل بن أبي صالح -على اختلاف عليهما- فأسنداه عن أبي صالح، عن أبي هريرة.

واختلفت أقوال الأئمة: أيُّ الحديثين أصحُّ.

فذكر أبو حاتم- كما في "العلل" 1/ 81، وأبو زرعة -فيما نقله عنه الترمذي بإثر الحديث (207) - أن حديث الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة أصحُّ من حديث أبي صالح عن عائشة. وقال ابن خزيمة بعد أَن أخرج الحديثين في "صحيحه" بإثر الحديث (1532): الأعمش أحفظ من مئتين مثل محمد بن أبي صالح. وجزم الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 95 أن حديث أبي صالح، عن أبي هريرة هو الصواب، ورجَّحه كذلك العُقيلي فيما نقله الحافظ في "التلخيص" 1/ 207.

أما البخاري فقال -فيما نقله عنه الترمذي-: حديث أبي صالح، عن عائشة أصحّ، وقال أحمد- فيما نقله الحافظ في "التلخيص" 1/ 207: ليس لحديث الأعمش أصل.

وضعَّف علي ابنُ المديني كلا الحديثين، فنقل الترمذي عنه بإثر الحديث (207) أنه لم يثبت حديثُ أبي صالح، عن أبي هريرة، ولا حديثُ أبي صالح عن عائشة في هذا، ونقل عنه ذلك أيضاً ابنُ الجوزي في "العلل المتناهية". =

ص: 426

24364 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: طَرَقَتْنِي الْحَيْضَةُ مِنَ اللَّيْلِ وَأَنَا إِلَى جَنْبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَأَخَّرْتُ، فَقَالَ:" مَا لَكِ أَنُفِسْتِ؟ " قَالَتْ: لَا، وَلَكِنِّي حِضْتُ؟ قَالَ:" فَشُدِّي عَلَيْكِ إِزَارَكِ، ثُمَّ عُودِي "(1).

= وخالف ابنُ حبان عليَّ ابن المديني، فصحَّح كلا الحديثين، فقال بإثر الحديث (1671) في "الإحسان": سمع هذا الخبرَ أبو صالح السمان، عن عائشة، على حسب ما ذكرناه، وسمعه من أبي هريرة مرفوعاً، فمرةً حدَّثَ به عن عائشة، وأخرى عن أبي هريرة، وتارةً وقفه عليه، ولم يرفعه.

قلنا: وللحديث شواهدُ يصحُّ بها، ذكرناها في تخريج حديث أبي هريرة السالف برقم (7169).

ونزيد عليها هنا ما أخرجه البيهقي في "السنن" 1/ 426 من طريق يحيى بن عبد الحميد، عن إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة، عن أبيه، عن جده، عن أبي محذورة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُمناء المسلمين على صلاتهم وسجودهم المؤذنون" وإسناده ضعيف.

وأوردنا شرح الحديث عند رواية أبي هريرة المشار إليها.

قال السندي: قوله: الإمام ضامن، صلاته متضمنة لصلاة القوم صحة وفساداً.

قوله: مؤتمن، بفتح التاء، أي: فوض إليه الأمانة، في معرفة الأوقات.

(1)

حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، وهو عبد الله، وموسى بن سعيد بن زيد بن ثابت، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" وروى له مسلم، ولا نعلم فيه جرحاً، وبقية رجاله ثقات رجال =

ص: 427

24365 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ

= الشيخين غير خُبيب بن عبد الله بن الزبير، فقد روى له النسائي، وهو ثقة

وسيأتي برقم (25514) بإسناد ضعيف كذلك.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 58 عن ربيعة بن عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأي، عن عائشة، به. وهو منقطع. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 162: لم يختلف رواة الموطأ في إرسال هذا الحديث كما روي.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(549) من طريق سويد بن عبد العزيز، عن قرة، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة. وسويد بن عبد العزيز ضعيف.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/ 311 من طريق خالد بن مخلد القطواني، عن محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار، عن عائشة، به. وخالد بن مخلد ضعيف.

وقد صح أن ذلك قد وقع لأم سلمة فيما أخرجه البخاري (298) ومسلم (296)(5)، وسيرد عند أحمد 6/ 300.

وقال البيهقي في "السنن" 1/ 311: ويحتمل أن يكون وقع ذلك لعائشة وأم سلمة جميعاً.

وانظر (24824).

قال السندي: قوله: "أنفست" نفس كعلم، ويستعمل مبنياً للفاعل والمفعول في الحيض والولادة إلا أن بناء الفاعل في الحيض أكثر وبناء المفعول في الولادة أشهر، فكأنه وقع ها هنا على بناء المفعول ففهمت هي الولادة.

قولها: لا ولكني حضت، لكن المراد إنما كان الحيض سواء كان اللفظ على بناء الفاعل أو المفعول، فلا وجه لهذا الجواب وهو ظاهر.

ص: 428

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ، يَعْنِي فِي الْكُسُوفِ (1).

24366 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" اجْعَلُوا مِنْ صَلَاتِكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ، وَلَا تَجْعَلُوهَا عَلَيْكُمْ قُبُورًا "(2).

(1) حديث صحيح. ابنُ لَهيعة -وهو عبد الله- تابعه غيرُ واحد، كما سنذكر في تخريج الرواية (24473). وبقية رجالِه ثقات رجال الشيخين. حسن: هو ابنُ موسى الأشْيَب، وعُقَيْل بن خالد: هو ابن عَقيل الأَيْلي.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 333 من طريق ابن لَهيعة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً البخاري (1046) و (1047) و (3203)، والبيهقي في "السنن" 3/ 342 من طريق الليث، عن عُقَيْل بن خالد، به، بلفظ حديث شعيب، عن الزهري، الآتي برقم (24571)، وليس فيه ذكر الجهر بالقراءة.

وسلف من طريق هشام بن عروة عن أبيه برقم (24045).

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لَهيعة، وهو عبد الله، وقد روى عنه حسن -وهو ابن موسى الأشيب- بعد اختلاطه، والصواب فيه أنه مرسل. قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 49: والصحيح عن هشام، عن أبيه، مرسلاً. وقال أبو حاتم، فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 1/ 135: لا يقولون في هذا الحديث: عن عائشة. قلنا: وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو الأسود: هو يتيم عروة، واسمه محمد بن عبد الرحمن بن نوفل.

وأخرجه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 8/ 29 من طريق قتيبة، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. =

ص: 429

24367 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ خَدِيجَةَ سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ؟ فَقَالَ: " قَدْ رَأَيْتُهُ فِي الْمَنَامِ، فَرَأَيْتُ عَلَيْهِ ثِيَابَ بَيَاضٍ، فَأَحْسِبُهُ لَوْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ بَيَاضٌ (1) "(2).

= وأخرجه أبو يعلى (4867) عن عبد الرحمن بن صالح -وهو الأزدي- عن عبد الرحيم بن سليمان، وابن عدي في "الكامل" 3/ 926 من طريق خارجة بن مصعب الخراساني، عن أيوب، كلاهما عن هشام بن عروة، به. وعبد الرحمن بن صالح فيه كلام، وخارجة ضعيف.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 168 عن هشام، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلاً.

ويشهد له حديث ابن عمر، عند البخاري (1187)، ومسلم (777)(209)، وقد سلف برقم (4511)، وذكرنا هناك بقية شواهده.

(1)

في (م): ثياب بياض.

(2)

إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وهو عبد الله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد روي من بلاغات الزهري، وهو الصواب.

فقد أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(9709)[5/ 324]، عن معمر، عن الزهري قال: وسئل رسول صلى الله عليه وسلم عن ورقة بن نوفل -كما بلغنا- فقال: فذكر نحوه.

وخالف معمراً عثمانُ بنُ عبد الرحمن الوقّاصي -فيما أخرجه الترمذي (2288) - ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 447 - 448، والحاكم 4/ 393 - فرواه عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، فذكره.

وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وعثمان بن عبد الرحمن ليس عند أهل الحديث بالقوي.

قلنا: وصححه الحاكم، فتعقبه الذهبي بقوله: عثمان: هو الوقّاصي =

ص: 430

24368 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، أَنَّ بَكْرَ بْنَ سَوَادَةَ، حَدَّثَهُ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ أَبِي يَزِيدَ، حَدَّثَهُ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَجُلًا تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123]، قَالَ: إِنَّا لَنُجْزَى بِكُلِّ عَمَلِنَا؟! هَلَكْنَا إِذًا. فَبَلَغَ ذَاكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" نَعَمْ يُجْزَى بِهِ الْمُؤْمِنُونَ (1) فِي الدُّنْيَا فِي مُصِيبَةٍ (2) فِي جَسَدِهِ فِيمَا يُؤْذِيهِ "(3).

= متروك.

وفي الباب عن جابر بن عبد الله، عند أبي يعلى (2047) بلفظ: وسئل عن ورقة بن نوفل، قال:"أبصرته في بطنان الجنة عليه سندس". قلنا: وفي إسناده مجاهد بن سعيد، وهو ضعيف.

وقد ترجم الحافظ لورقة بن نوفل في "الإصابة".

(1)

في (ظ 8): المؤمن.

(2)

في (ظ 8) و (هـ): مصيبته.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، يزيد بن أبي يزيد -وهو من رجال "التعجيل"- قال فيه الحافظ: روى عن امرأته، عن عائشة، في لحوم الأضاحي، وعن عُبيد بن عُمير، رَوَى عنه الحارث بنُ يعقوب المصري والد عمرو، وبُكير بن عبد الله بن الأشجّ، وبكر بن سوادة. قلنا: قد فرَّق البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 370 - 371، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 298 وابن حبان في "الثقات" 7/ 631 بين يزيد بن أبي يزيد الذي يروي عن عُبيد بن عُمير، ويروي عنه بكر بن سوادة، وبين يزيد بن أبي بزيد مولى مسلمة بن مخلد الذي يروي عن امرأته، ويروي عنه الحارث بن يعقوب، غير أنَّ الخطيب البغدادي ذكر في "مُوضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 194 أنهما =

ص: 431

24369 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، أَنَّ أَبَا النَّضْرِ، حَدَّثَهُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ

= واحد، ووهَّم البخاريَّ في تفريقه بينهما، واحتجَّ لذلك برواية ضعيفة لا تقوم بمثلها الحجة، وقد تابع الحافظُ الخطيبَ في جعلهما واحداً، فإن قلنا: هما اثنان، فكلاهما مجهول، ولم يؤثر توثيقهما عن غير ابن حبان، وإن جمعناهما في واحد، فلا يختلف الأمر كثيراً، وقد قال الحافظ في "التعجيل": قد أغفل الحسيني ذكر هذا الرجل في "التذكرة"، وفي رجال المسند، ولم يستدركه شيخنا الهيثمي عليه ولا من تبعه، فإنهم ظنوا أنه يزيد بن أبي يزيد الرِّشْك، وليس كذلك. قلنا: وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير بكر بن سوادة، فمن رجال مسلم، وروى له البخاريُّ في "الأدب المفرد"، وهو ثقة. ابن وَهْب: هو عبد الله، وعمرو: هو ابن الحارث.

وأخرجه أبو يعلى (4675) و (4839) عن هارون بن معروف، بهذا الإسناد. وقد تحرف اسم يزيد بن أبي يزيد في الموضع الثاني إلى يزيد بن أبي حبيب، فاغترَّ بذلك محقق الكتاب! فغيَّر اسمه في الموضع الأول -وقد جاء على الصواب فيه- ليوافق الموضع الثاني!

وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(699)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 371، وابن حبان (2923)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(9806) و (9807) من طرق عن ابن وَهْب، به. وسقط اسم يزيد بن أبي يزيد من مطبوع البيهقي (9806).

وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/ 12، وقال: لها في الصحيح غير هذا، رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح.

وسيرد بأطول منه برقم (25835).

والصحيح الذي أشار إليه الهيثمي: سلف برقمي (24114) و (24200).

وللحديث شاهد يصحُّ به من حديث أبي هريرة سلف برقم (7386) وإسناده صحيح على شرط مسلم، وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.

ص: 432

عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَطُّ مُسْتَجْمِعًا ضَاحِكًا - قَالَ مُعَاوِيَةُ: ضَحِكًا - حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتِهِ، إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ، وَقَالَتْ: كَانَ إِذَا رَأَى غَيْمًا، أَوْ رِيحًا، عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، النَّاسُ إِذَا رَأَوْا الْغَيْمَ، فَرِحُوا رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْمَطَرُ، وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ عَرَفْتُ فِي وَجْهِكَ الْكَرَاهِيَةَ! قَالَتْ: فَقَالَ: " يَا عَائِشَةُ، مَا يُؤْمِنِّي أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ، قَدْ عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ، وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ الْعَذَابَ، فَقَالُوا: هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المُهَلَّب الكوفي أبو عمرو البغدادي، وابن وَهْب: هو عبد الله، وعمرو: هو ابن الحارث المصري، وأبو النَّضْر: هو سالم بنُ أبي أمية المدني مولى عمر بن عبيد الله التيمي.

وأخرجه مسلم (899)(16)، وأبو الشيخ في "العظمة"(821) من طريق هارون بن معروف، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(4828 - 4829) و (6092)، وفي "الأدب المفرد"(251)، ومسلم (899)(16)، وأبو داود (5098)، والطبراني في "الأوسط"(217)، والحاكم 2/ 456، والبيهقي في "السنن" 3/ 360، وفي "الدلائل" 1/ 322، والبغوي في "شرح السنة"(1150)، وفي "تفسيره" -سورة الأحقاف الآية (24) - من طرق عن عبد الله بن وهب.

قال الحاكم: هذا صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة! ووافقه الذهبي!. قلنا: بل أخرجاه وبالسياقة نفسها.

وسيرد بنحوه برقمي: (25342) و (26037).

ومختصراً بالأرقام (24474) و (24503) و (24894). =

ص: 433

24370 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ حَدَّثَهُ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا طَرَقَتْهَا الْحَيْضَةُ مِنَ اللَّيْلِ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، فَأَشَارَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِثَوْبٍ وَفِيهِ دَمٌ، فَأَشَارَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ: اغْسِلِيهِ، فَغَسَلَتْ مَوْضِعَ الدَّمِ، ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ الثَّوْبَ، فَصَلَّى فِيهِ (1).

24371 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنَ الْوِلَادَةِ "(2).

= قال السندي: قولها: لهواته، بفتحتين جمع لهاة بفتح: وهي اللحمات في سقف أقصى الفم، وقيل: هي اللحمة الحمراء المعلقة في أصل الحنك.

(1)

إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة وحيي بنِ عبد الله -وهو المعافري- وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح، أبو عبد الرحمن الحُبُلي: هو عبد الله بن يزيد.

وقد صح في غسل دم المحيض من حديث عائشة عند البخاري (308) بلفظ: كانت إحدانا تحيض، ثم تقترص الدم من ثوبها عند طهرها، فتغسله، وتنضح على سائره، ثم تصلي فيه.

وآخر من حديث أسماء بنت أبي بكر الصديق، سيرد 6/ 345.

(2)

حديث صحيح. ابنُ لَهيعة -وهو عبد الله- توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيمُ عروة. =

ص: 434

24372 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهَا، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ، فَإِنْ أَصَابَهَا، فَلَهَا مَهْرُهَا بِمَا أَصَابَ مِنْ فَرْجِهَا، وَإِنْ اشْتَجَرُوا، فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ "(1).

= وسيرد بإسناد صحيح من طريق عمرة عن عائشة برقم (25453).

وسلف من طريق الزهري برقم (24054)، وذكرنا أرقام طرقه هناك.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابنِ لَهيعة، وهو عبد الله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن: هو ابنُ موسى الأَشْيب، وابنُ شهاب: هو الزُّهري.

وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 116 من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد، ولفظه:"لا نكاحَ إلا بوليّ، فإن لم يكن وليٌّ، فاشْتَجَروا، فالسلطانُ وليُّ مَنْ لا وَليَّ له".

وأخرجه أبو داود (2084)، وأبو يعلى (4837)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 7، والبيهقي في "السنن" 7/ 106، وفي "معرفة السنن والآثار" 10/ 32، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 87 من طرق عن ابن لهيعة، به.

قال أبو داود: جعفر لم يسمع من الزُّهري، كَتب إليه.

قلنا: يُشير أبو داود إلى طريقة تحمُّلِ جعفر بن ربيعة من الزُّهري، وقد ذكر علماء المصطلح أن الصحيحَ جوازُ الرواية بالكتابة، سواءٌ كانت مقترنةً بالإجازة، أم مجردةً عنها. قال اللكنوي في "ظفر الأماني" ص 522: يعبرون عنه بقولهم: كتبَ إليَّ فلان، ويُدرجونه في المسانيد الموصولة، وقال السيوطي في "تدريب الراوي" 2/ 56: وفي "صحيح البخاري" في الأيمان والنذور [(6673)]: وكتب إليَّ محمد بن بشار. وليس فيه بالمكاتبة عن شيوخه غيره، =

ص: 435

24373 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ، عَنْ عَائِشَةَ: زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كَانَ الْكَافِرُ مِنْ كُفَّارِ قُرَيْشٍ يَمُوتُ، فَيَبْكِيهِ أَهْلُهُ فَيَقُولُونَ: الْمُطْعِمُ الْجِفَانَ الْمُقَاتِلُ الَّذِي

، فَيَزِيدُهُ اللهُ عَذَابًا بِمَا يَقُولُونَ " (1).

24374 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: ذُكِرَ رَجُلٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِخَيْرٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَوَلَمْ تَرَوْهُ يَتَعَلَّمُ الْقُرْآنَ (2)؟ ".

= وفيه وفي "صحيح مسلم" أحاديثُ كبيرة بالمكاتبة في أثناء السند.

وسلف من طريق ابن جُريج، عن سليمانَ بنِ موسى، عن ابن شهاب، به، برقم (24205).

(1)

إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وبقية رجال الإسناد يقال رجال الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة بن الزبير.

وانظر (24115).

(2)

إسناده ضعيف لضعف ابن لَهيعة، وهو عبد الله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، يعرف بيتيم عروة.

وأخرجه الفريابي في "فضائل القرآن"(8) و (9) من طريق عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، وابن أبي مريم، عن ابن لهيعة، به.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/ 162، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وهو حسن الحديث، وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح. =

ص: 436

24375 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَقُولَنَّ (1) أَحَدُكُمْ: نَفْسِي خَبِيثَةٌ، وَلَكِنْ يَقُولُ: نَفْسِي لَقِسَةٌ "(2).

24376 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يُخْبِرُ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا خَيْرَ فِي جَمَاعَةِ النِّسَاءِ إِلَّا فِي مَسْجِدٍ أَوْ فِي جِنَازَةِ قَتِيلٍ "(3).

= وفي الباب عن عثمان بن عفان مرفوعاً بلفظ: "خيرُكم من تعلَّم القرآن وعلَّمه". أخرجه البخاري (5027) وسلف برقم (500).

(1)

في (ق): يقول.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، وهو عبد الله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل.

وقد سلف برقم (24244) بإسناد صحيح.

(3)

إسناده ضعيف لضعف ابنِ لهَيعة -وهو عبد الله- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير الوليد بن أبي الوليد، فمن رجال مسلم، وجهَّله ابنُ الجوزي! وقد روى عنه جمع، ووثَّقه أبو زرعة، وسُئل عنه أبو داود، فقال فيه خيراً، وذكره ابنُ حبان في "الثقات" وقال: ربما خالف على قلة روايته.

وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1500) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وقال: ابن لهيعة ضعيف، والوليد مجهول!

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(9355) من طريق أبي صالح الحراني، =

ص: 437

24377 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ

= عن ابن لهيعة، به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن الوليد بن أبي الوليد إلا ابنُ لهيعة.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/ 23 و 33، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" وفيه ابنُ لهيعة، وفيه كلام.

ويعارضُه ما أخرجه السهمي في "تاريخ جُرجان" ص 365 من طريق محمد بن جعفر، عن ليث بن أبي سُليم، عن عطاء، عن عائشة قلت: يا رسول الله إنَّ النساءَ إذا مات الميت اجتمعنَ، فقال:"لا خير في اجتماعهنَّ، إنهنَّ إذا اجتمعن، قُلن وقُلن". قلنا: لكن ليث بن أبي سُليم ضعيف كذلك.

وسيرد برقم (25213).

وله شاهد من رواية الوازع بن نافع، وقد اختلف عنه:

فرواه مغيرة بن سقلاب كما عند الطبراني في "الكبير"(13228)، عن الوازع، عن سالم، عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ:"لا خير في جماعة النساء إلا عند ميت، فإنهن إذا اجتمعن قلن وقلن". ولفظ "إلا" وقع في المطبوع: "ولا"، وكذلك وقع عند الهيثمي في "المجمع" 3/ 26، وقال فيه: رواه الطبراني في "الكبير". وفيه الوازع بن نافع، وهو ضعيف.

ورواه علي بن ثابت الجزري كما عند الطبراني في "الكبير" 24/ (632) و"الأوسط"(7126)، عن الوازع، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن خولة بنت اليمان، مرفوعاً بلفظ حديث ابن عمر السالف، ووقع لفظ:"إلا عند ميت" في "مجمع الزوائد" 2/ 330: "ولا عند ميت" مع أنه ترجم له بقوله: باب حضور النساء عند الميت، وقال: وفيه الوازع بن نافع، وهو متروك.

وفي الباب كذلك عن عبادة بن الصامت عند الطبراني فيما ذكر الهيثمي- بلفظ: "لا خير في اجتماعهنَّ إلا عند ذكرٍ، أو جنازة

" وقد أورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 77، وقال: رواه الطبراني من طريق يحيى بن إسحاق، عن عبادة، ويحيى لم يدرك عبادة، وبقية رجاله رجال الصحيح.

ص: 438

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا بَقِيَ عَشْرٌ مِنْ رَمَضَانَ، شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَاعْتَزَلَ أَهْلَهُ (1).

24378 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ صَاحِبِ الرُّمَّانِ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا سُئِلَتْ عَنِ الْجَنَابَةِ؟ قَالَتْ: كُنْتُ أَفْرُكُ الْجَنَابَةَ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

(1) حديث صحيح دون قوله: "واعتزل أهله" فحسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر، وهو نجيح بن عبد الرحمن السندي، قال عمرو بن علي: أبو معشر ضعيف، وما روى عن المقبري وهشام بن عروة ونافع وابن المنكدر رديئة لا تكتب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سريج -وهو ابن النعمان الجوهري- فمن رجال البخاري.

وقوله: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بقي عشر من رمضان شد مئزره. سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (24131) بلفظ: كان إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشدَّ المئزر.

وقوله: واعتزل أهله، له شاهد من حديث علي عند البيهقي 4/ 304، وإسناده حسن.

وقد سلف في مسند علي (1103) أن أبا بكر بن أبي شيبة سئل: ما رَفَعَ المئزر؟ قال: اعتزل النساء.

وأخرج عبد الرزاق في "مصنفه"(7702) عن سفيان الثوري، عن بعض أصحابه، عن عائشة، فذكر الحديث، ثم قال: يقول سفيان: شد المئزر، لا يقرب النساء.

(2)

إسناده صحيح، الحارث بن نوفل- وهو ابن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي، صحابي، روى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعن عائشة أم المؤمنين. وجعله ابنُ حبان اثنَيْن، فقد ذكر الراويَ عن عائشة في التابعين، =

ص: 439

24379 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ وَيَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ: عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " أَتَدْرُونَ مَنِ السَّابِقُونَ إِلَى ظِلِّ اللهِ عز وجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ ". قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:" الَّذِينَ إِذَا أُعْطُوا الْحَقَّ قَبِلُوهُ، وَإِذَا سُئِلُوهُ بَذَلُوهُ، وَحَكَمُوا لِلنَّاسِ كَحُكْمِهِمْ (1) لِأَنْفُسِهِمْ "(2).

= فقال الحافظ: يحتمل أن يكونا اثنين. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وأبو هاشم صاحب الرّمّان: هو الرّمّاني، واسمه يحيى بن الأسود، وقيل: ابن أبي الأسود، وقيل: ابن نافع. وأبو مِجْلَز: هو لاحقُ بن حُميد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(1683) من طريق سليمان بن حرب، والنسائي في "المجتبى" 1/ 156، وفي "الكبرى"(289) -ومن طريقه المزِّي في "التهذيب"(ترجمة الحارث بن نوفل) - عن قتيبة بن سعيد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 49 من طريق مُسَدَّد، ثلاثتُهم عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن خزيمة (288) من طريق بشر بن معاذ العقدي، عن حماد بن زيد، عن أبي هاشم، عن أبي مِجْلَز، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن عائشة.

وسيأتي برقم (26395).

وانظر (24064).

(1)

في (ظ 2) و (ق): حكمهم، وجاء في هامشيهما: كحكمهم، نسخة.

(2)

إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وهو عبد الله، وقد تفرد به، وهو ممن لا يحتمل تفرده، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الحافظ ابن حجر في "الأمالي المطلقة" ص 113 من طريق الإمام =

ص: 440

24380 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الزُّبَيْرِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا مَكَّةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، قَالَ: كَانَ عُرْوَةُ يَقُولُ لِعَائِشَةَ: يَا أُمَّتَاهُ، لَا أَعْجَبُ مِنْ فَهْمِكِ (1)، أَقُولُ: زَوْجَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبِنْتُ أَبِي بَكْرٍ، وَلَا أَعْجَبُ مِنْ عِلْمِكِ بِالشِّعْرِ وَأَيَّامِ النَّاسِ أَقُولُ: ابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ أَوْ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ، وَلَكِنْ أَعْجَبُ مِنْ عِلْمِكِ بِالطِّبِّ، كَيْفَ هُوَ؟ وَمِنْ أَيْنَ هُوَ (2)؟ قَالَ: فَضَرَبَتْ عَلَى مَنْكِبِهِ (3)، وَقَالَتْ: أَيْ عُرَيَّةُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَسْقَمُ عِنْدَ آخِرِ عُمُرِهِ، أَوْ فِي آخِرِ عُمُرِهِ، فَكَانَتْ تَقْدَمُ عَلَيْهِ وُفُودُ الْعَرَبِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، فَتَنْعَتُ لَهُ الْأَنْعَاتَ، وَكُنْتُ أُعَالِجُهَا لَهُ، فَمِنْ ثَمَّ (4).

= أحمد، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث غريب، ولم أره إلا من حديث ابن لهيعة، وخالدٌ معروف.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 6 و 2/ 186 - 187، والحافظ في "الأمالي" ص 202 - 203 من طريق يحيى، به. قال أبو نعيم: هذا حديث غريب، تفرد به ابن لهيعة عن خالد.

وسيرد برقم (24398).

وانظر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، السالف برقم (6485).

(1)

في (ظ 8) و (ظ 2) و (ق)، وهامش (هـ)، فقهك، وجاء في هامشهن فهمك.

(2)

في (ظ 8) و (ظ 2)، وهامش (هـ) زيادة: وما هو؟ وقد وضع عليها في (ظ 2) إشارة نسخة.

(3)

في (ظ 8) منكبيه.

(4)

خبر صحيح، وهذا إسناد فيه أبو معاوية عبد الله بن معاوية الزبيري =

ص: 441

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قال البخاري في "تاريخه" 5/ 209، وفي "الضعفاء" ص 67: بعض أحاديثه مناكير، وقال في "الأوسط" 2/ 161: منكر الحديث، وقال النسائي: ضعيف، وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 5/ 178: مستقيم الحديث، ونقله عنه أبو زرعة العراقي في "ذيل الكاشف" ص 165، والهيثمي في "المجمع" 9/ 242، وقد تحرف في مطبوع اللسان إلى: منكر الحديث، وهو تحريف قبيح، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 246 وقال: ربما خالف، يعتبر حديثه إذا بين السماع في روايته. قلنا: وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخطأ الحافظ ابن حجر في ترجمة عبد الله بن معاوية من "التعجيل" 1/ 766 - 767، وفي "اللسان" 3/ 419، فنسب إلى ابن عدي أنه قال فيه: أحاديثه مناكير، وليست هذه الجملة من كلام ابن عدي في "كامله" 4/ 1512 وإنما هي قول البخاري السالف نقلَه عنه، وأورد له حديثين، أحدهما حديث أحمد هذا، وقال بإثر ذلك: له غير ما ذكرت من الحديث وليس بالكثير.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 2/ 50، والذهبي في "السير" 2/ 182 من طريق أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 3/ 295، وابن عدي 5/ 1512 من طريق أبي معاوية عبد الله بن معاوية الزبيري، به.

وأخرجه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 12/ 182 - 183 من طريق أبي نعيم الأصبهاني، عن عبد الله بن جعفر أبي الشيخ، عن أحمد بن الفرات، عن أبي أسامة، عن هشام بن عروة، عن عروة، قال: ما رأيت أحداً أعلم بالطب من عائشة، رضي الله عنها. فقلت: يا خالة، ممن تعلمت الطب؟ قالت: كنت أسمع الناس ينعت بعضهم لبعض فأحفظه. وهذا إسناد صحيح.

ثم أورد الحديث من طريق سعيد بن سليمان، عن أبي أسامة عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: لقد صحبت عائشة، فما رأيت أحداً قط كان أعلم بآية نزلت، ولا بفريضة ولا بسنة ولا بشعر، ولا أروى له، ولا بيوم من أيام العرب، ولا بنسب ولا بكذا ولا بكذا، ولا بقضاء ولا طب منها، فقلت لها: يا خالة، =

ص: 442

24381 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ عز وجل وَمَلَائِكَتَهُ عليهم السلام يُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ يَصِلُونَ الصُّفُوفَ "(1).

= الطب من أين عُلِّمْتيه؟ فقالت: كنت أمرض فيُنعت لي الشيء، ويمرض المريض فيُنعت له، وأسمع الناس ينعت بعضهم لبعض، فأحفظه. وهذا سند رجاله ثقات، وأخرجه بنحوه أبو نعيم في "الحلية" 2/ 49 من طريق جعفر الفريابي، عن منجاب بن الحارث، عن علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه. وهذا سند صحيح.

ورواه الطبراني 23/ (294) عن بكر بن سهل، عن عبد الله بن يوسف، عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: ما رأيت امرأة كانت أعلم بطب ولا بفقه ولا بشعر من عائشة. وهذا سند حسن في المتابعات.

وأخرجه البزار (2662)(زوائد)، والطبراني في "الأوسط"(6064) من طريق خلاد بن يزيد الباهلي، عن محمد بن عبد الرحمن المليكي أبي غِرارة زوج جبرة، عن عروة بن الزبير، بسياقة أحمد قال: قلت لعائشة: إني أفكر بأمرك فأعجب، أجدك من أفقه الناس

قال البزار: لا نعلمه يروى عن عائشة إلا بهذا الإسناد.

وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن محمد بن عبد الرحمن المليكي إلا خلاد بن يزيد الباهلي.

قال السندي: قولها: أي عرية، بالتصغير نداء لعروة.

قولها: يسقم، من سقم كعلم.

قولها: الأنعات، بالفتح جمع نعت بمعنى المنعوت، أي: الأدوية المنعوتة.

قولها: أعالجها، أي: أصلح تلك الأدوية.

(1)

حديث حسن، وهذا إسناد اختلف فيه على أسامة -وهو ابن زيد- =

ص: 443

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الليثي-:

فرواه عنه سفيان الثوري، واختلف عنه:

فرواه عبد الله بن الوليد كما في هذه الرواية، وعبد الرزاق في "المصنف"(2470)، ويزيد بن أبي حكيم فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 49 عن الثوري، عن أسامة، عن عبد الله بن عروة، عن عروة، عن عائشة غير أن لفظ عبد الرزاق:"إن الله وملائكته يُصلُّون على الذي يُصلي في الصف الأول".

ورواه أبو أحمد الزُّبيري كما سيرد في الرواية (25270)، وعُبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي، كما عند البيهقي في "السنن" 3/ 103، ومعاوية بنُ هشام كما عند أبي داود (676)، وابنِ ماجه (1005)، وابنِ حبان (2160)، والبيهقيِّ في "السنن" 3/ 103، والبغويِّ في "شرح السنة"(819)، وقبيصةُ بنُ عقبة، كما عند عبدِ بنِ حُميد (1513)، والبيهقيِّ في "السنن" 3/ 103، كلُّهم رَوَوْه عن الثوريّ، عن أسامة بن زيد، عن عثمان بن عروة، عن عروة، عن عائشة. غير أن لفظ رواية معاوية بن هشام:"إن الله وملائكته يُصلُّون على ميامن الصفوف". قال البيهقي: كذا قال، والمحفوظ بهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم:"إن الله وملائكته يُصلُّون على الذين يَصِلُون الصفوف". ومعاوية بن هشام ينفرد بالمتن الأول، فلا أراه محفوظاً. قلنا: ومع ذلك حسَّنه الحافظ في "الفتح" 2/ 213.

ورواه عن الثوري كذلك حسين بن حفص، واختلف عنه:

فرواه أسيد بن عاصم كما عند البيهقي في "السنن" 3/ 103، عن حسين بن حفص، عن الثوري، عن أسامةَ بنِ زيد، عن عبد الله بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.

ورواه عبد الرحمن بن عُمر رُسْتَه، كما عند ابن حبان (2164)، عن حسين، عن الثوريّ، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة، لم يذكر أسامة. =

ص: 444

24382 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ

= قال الدارقطني: والصحيح قولُ من قال: عن أسامة بن زيد، عن عثمان بن عروة، وكذلك رواه هشام بن سعد، عن عثمان بن عروة.

وقال الدارقطني أيضاً: ورواه محمد بن معمر البحراني عن قبيصة، عن الثوري، عن أسامة بن زيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، وذلك وهم منه.

ورواه عبدُ الله بنُ وَهْب كما عند ابن خزيمة (1550)، وابنِ المنذر في "الأوسط"(1983)، وابنِ حبان (2163)، والحاكم 1/ 214، والبيهقيِّ 3/ 101. وسليمانُ بنُ بلال، وعبد الوهَّاب بنُ عطاء، وحاتِمُ بنُ إسماعيل، وأبو ضمرة، فيما ذكر الدارقطنيُّ في "العلل"، كلُّهم عن أسامة بن زيد، عن عثمان بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.

قال الطبراني، فيما نقله البيهقيُّ عنه في "السنن": كلاهما صحيحان. قال البيهقي: يريد كلا الإسنادين. قلنا: يعني الذي فيه عبد الله بن عروة، وعثمان بن عروة.

وسيرد بالإسناد الذي فيه عثمان بن عروة برقم (25270). وبإسناد آخر برقم (24587).

وله شاهدٌ من حديث أبي هريرة مرفوعاً عند الطبراني في "الأوسط"(3783) ولفظه: "إنه اللهَ وملائكَتَه يُصَلُّون على الذين يَصِلُون الصُّفوف، ولا يَصِلُ عبدٌ صفاً إلا رَفَعه اللهُ به درجة، وذرَّت عليه الملائكة من البر". وإسناده مسلسل بالضعفاء.

وفي الباب عن ابن عمر مرفوعاً عند أبي داود (666)، وصححه ابن خزيمة (1549)، والحاكم 1/ 213 بلفظ:"من وصل صفاً وصله الله، ومن قطع صفاً قطعه الله".

وانظر حديث أنه السالف برقم (12011).

قال السندي: يصلون: الأول: من الصلاة، والثاني: من الوصل.

ص: 445

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَعَلَيْهِ مِرْطٌ، وَعَلَيَّ بَعْضُهُ (1).

24383 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: اسْتَأْذَنَّا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي الْجِهَادِ، فَقَالَ:" جِهَادُكُنَّ - أَوْ حَسْبُكُنَّ - الْحَجُّ "(2).

(1) إسناده قوي، عبد الله بن الوليد: هو ابن ميمون القرشي الأموي، وثقة العقيلي والدارقطني. وقال البخاري: مقارب. وقال أبو زرعة: صدوق. وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث. وصحح أحمد سماعه من سفيان الثوري، وقال: لم يكن صاحب حديث، وحديثه حديث صحيح، وكان ربما أخطأ في الأسماء، وقد كتبت عنه أنا كثيراً. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير طلحة بن يحيى -وهو ابن طلحة بن عبيد الله القرشي- فمن رجال مسلم.

وأخرجه بنحوه أبو عوانة 2/ 60 من طريق أبي حذيفة، عن سفيان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً 2/ 60 من طريق أبي يحيى الحماني، عن طلحة بن يحيى، به.

وسيأتي بالأرقام (24675) و (25064) و (25686).

وانظر (24044).

(2)

إسناده قوي، عبد الله بن الوليد سلف الكلام عليه عند الرواية (5097)، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير معاوية بن إسحاق -وهو ابن طلحة بن عبيد الله التيمي- فقد روى له البخاري هذا الحديث متابعة، ووثقه أحمد والنسائي وغيرهما، ووهاه أبو زرعة.

وأخرجه ابن راهويه (1015) عن عبد الله بن الوليد، بهذا الإسناد. =

ص: 446

24384 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّها قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، كُلُّ أَهْلِكَ قَدْ دَخَلَ الْبَيْتَ غَيْرِي؟ فَقَالَ:" أَرْسِلِي إِلَى شَيْبَةَ فَيَفْتَحَ لَكِ الْبَابَ ". فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ، فَقَالَ شَيْبَةُ: مَا اسْتَطَعْنَا فَتْحَهُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسْلَامٍ بِلَيْلٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" صَلِّي فِي الْحِجْرِ، فَإِنَّ قَوْمَكَ اسْتَقْصَرُوا عَنْ بِنَاءِ الْبَيْتِ (1) حِينَ بَنَوْهُ "(2).

= وعلَّقه البخاري بصيغة الجزم عقب الحديث (2875)، فقال: وقال عبد الله بن الوليد، حدثنا سفيان، عن معاوية بهذا.

وأخرجه ابن سعد 8/ 72، والبخاري (2875) و (2876)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5606) و (5607)، والبيهقي في "السنن" 4/ 326 و 9/ 21، وفي "السنن الصغير"(1474) و (3450)، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 12/ 388 من طرق عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(2339)، وأبو يعلى (4511)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1387 من طريق صالح بن موسى، عن معاوية بن إسحاق، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1345) من طريق عمرة، عن عائشة، به.

وسيأتي بالأرقام (24393) و (24422) و (24463) و (24497) و (24888) و (25322) و (25325) و (25328).

وفي الباب عن أبي هريرة، وقد سلف برقم (9459)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

(1)

في (ق): عن بناء إبراهيم، وفي هامشها: البيت، نسخة.

(2)

إسناده ضعيف لانقطاعه دون قوله: "صلي في الحجر" فهو حسن لغيره، ودون قوله:"فإن قومك استقصروا عن بناء البيت حين بنوه" =

ص: 447

24385 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُنْذِرِ إِسْمَاعِيلُ (1) بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ - يَعْنِي ابْنَ أَنَسٍ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي يُونُسَ (2) مَوْلَى عَائِشَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، تُدْرِكُنِي الصَّلَاةُ وَأَنَا جُنُبٌ وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَأَنَا تُدْرِكُنِي الصَّلَاةُ وَأَنَا جُنُبٌ، وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ،

= فصحيح. وهذا إسناد فيه سعيد بن جبير لم يسمع من عائشة، وعطاء بن السائب صححوا سماع حماد بن سلمة منه قبل اختلاطه. حسن: هو ابن موسى الأشيب.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7094)، والإسماعيلي في "معجمه" 1/ 443 من طريق شعيب بن صفوان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن عائشة، فزاد في الإسناد ابن عباس بين سعيد بن جبير وعائشة، وشعيب بن صفوان ضعيف، وسماعه من عطاء لم يتحرر لنا أكان قبل الاختلاط أم بعده؟ وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.

وقد أخرج النسائي في "المجتبى" 5/ 218 - 219 من طريق عبد الحميد بن جبير، عن عمته صفية بنت شيبة، قالت: حدثتنا عائشة، قالت: قلت: يا رسول الله، ألا أدخل البيت؟ قال:"ادخلي الحجر، فإنه من البيت"، وإسناده صحيح.

وقوله: "صلي في الحجر" سيأتي برقم (24616) بإسناد محتمل للتحسين، فيحسن لغيره، به.

وقوله. "إن قومك استقصروا عن بناء البيت حين بنوه"، سلف بإسنادٍ صحيح برقم (24297).

(1)

في (م) حدثنا أبو المنذر حدثنا إسماعيل، وهو خطأ.

(2)

في (م): عن أبي يوسف، وهو تحريف.

ص: 448

فَأَغْتَسِلُ، ثُمَّ أَصُومُ ". فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنَّا لَسْنَا مِثْلَكَ، فَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ. فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ:" وَاللهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَخْشَاكُمْ لِلَّهِ عز وجل، وَأَعْلَمَكُمْ بِمَا أَتَّقِي "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. إسماعيل بن عمر، وأبو يونس مولى عائشة من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 289، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 258 (ترتيب السندي)، وفي "السنن"(301)، وفي "اختلاف الحديث" ص 141، وأبو داود (2389)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(540)، وفي "شرح معاني الآثار" 2/ 106، والبيهقي في "السنن" 4/ 213، وفي "معرفة الآثار"(8629)، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 419.

وأخرجه مسلم (1110)، والنسائي في "الكبرى"(3025) و (11500)، وأبو يعلى (4427)، وابن خزيمة (2014)، وابن حبان (3492) و (3495) و (3501)، والبيهقي في "السنن" 4/ 214 والحازمي في "الاعتبار" ص 135 - 136 من طرق عن عبد الله بن عبد الرحمن، به.

وسيأتي برقمي (25228) و (26083).

وانظر (24062).

قال السندي: قوله: تدركني الصلاة، أي: صلاة الفجر، وهذا كناية عن طلوع الفجر.

قوله: قد غَفَرَ لك، أي: فيمكن منك المسامحة في أمر اعتماداً على المغفرة، ولا يمكن لنا مثل ذلك، فبيَّن صلى الله عليه وسلم أنه مع ذلك يعمل بدقائق التقوى والورع، ولا يأخذ بالمسامحة في الأمور، فلا ينبغي الاحتراز عن فعله بتوهم المسامحة فيه، والله تعالى أعلم.

ص: 449

24386 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نِيَارٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَجُلًا اتَّبَعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَتَّبِعُكَ لِأُصِيبَ مَعَكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تُؤْمِنُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ؟ " قَالَ: لَا، قَالَ:" فَإِنَّا لَا نَسْتَعِينُ بِمُشْرِكٍ ". قَالَ: فَقَالَ لَهُ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ: " تُؤْمِنُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ؟ " قَالَ: نَعَمْ. فَانْطَلَقَ فَتَبِعَهُ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو المنذر -وهو إسماعيل بن عمر الواسطي- والفضيل بن أبي عبد الله -وهو مولى المَهْرِي- وعبد الله بن نيار الأسلمي من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. مالك: هو ابن أنس.

وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن سعد 3/ 535، ومسلم (1817)، وأبو داود (2732)، والترمذي (1558)، والنسائي في "الكبرى"(8886) و (11600)، والدارمي (2497)، وابن الجارود (1048)، وأبو عوانة 4/ 332 - 333 و 333 - 334، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2572) و (2573) و (2574) و (2576)، والدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 50، والبيهقي في "السنن" 9/ 36 - 37، والحازمي في "الاعتبار" ص 217 من طرق عن مالك، بهذا الإسناد.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، والعملُ على هذا عند بعض أهل العلم.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8760) عن إسحاق، عن وكيع، عن مالك، عن الفضيل بن أبي عبد الله، عن عبد الله بن نيار، به.

وأخرجه إسحاق (759) -ومن طريقه الدارمي (2496) - وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 272 من طريق ابن أبي شيبة، كلاهما وإسحاق وابن أبي شيبة) عن وكيع، عن مالك، عن عبد الله بن نيار، عن عروة، عن عائشة، به. لم يذكر فيه: الفضيل بن أبي عبد الله. =

ص: 450

24387 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنْ دُرَّةَ بِنْتِ أَبِي لَهَبٍ، قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ عَائِشَةَ (1) فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " ائْتُونِي بِوَضُوءٍ ". فَقَالَتْ (2): فَابْتَدَرْتُ أَنَا وَعَائِشَةُ الْكُوزَ، قَالَتْ: فَبَدَرْتُهَا فَأَخَذْتُهُ أَنَا، فَتَوَضَّأَ فَرَفَعَ طَرْفَهُ أَوْ عَيْنَهُ أَوْ بَصَرَهُ إِلَيَّ، فَقَالَ:" أَنْتِ مِنِّي وَأَنَا مِنْكِ " قَالَتْ: فَأُتِيَ بِرَجُلٍ، فَقَالَ:" مَا أَنَا فَعَلْتُهُ وَلَكِنْ قِيلَ لِي ". قَالَتْ: وَكَانَ سَأَلَهُ عَلَى الْمِنْبَرِ: مَنْ خَيْرُ النَّاسِ؟ فَقَالَ: " أَفْقَهُهُمْ فِي دِينِ اللهِ عز وجل، وَأَوْصَلُهُمْ لِرَحِمِهِ ". وَذَكَرَ فِيهِ

= وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 395 - ومن طريقه ابن ماجه (2832) - وابن ماجه (2832) كذلك عن علي بن محمد، كلاهما عن وكيع، عن مالك، عن عبد الله بن يزيد، عن نيار، عن عروة، به. وقال ابن ماجه: قال علي في حديثه: عبد الله بن يزيد أو زيد. وجاء في مطبوع ابن أبي شيبة: عن أبي نيار، وفي مطبوع ابن ماجه: عن دينار!

قال المزي في "التحفة" 12/ 13: كذا عنده -يعني ابن ماجه- وهو تخليط فاحش، والصواب ما تقدم. وقد نسب أبو حاتم -كما في "العلل" لابنه 1/ 305 - والدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 50 الوهم إلى وكيع.

وسيرد برقم (25158).

وفي الباب عن جدِّ خُبَيب، سلف برقم (15763)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

(1)

في (ق): كنت وعائشة.

(2)

في (م): فسألت، وهو خطأ.

ص: 451

شَرِيكٌ شَيْئَيْنِ آخَرَيْنِ، لَمْ أَحْفَظْهُمَا (1).

24388 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ - عَنْ أَبِي لُبَابَةَ الْعُقَيْلِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: مَا يُرِيدُ أَنْ يُفْطِرَ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: مَا يُرِيدُ أَنْ يَصُومَ، وَكَانَ يَقْرَأُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَالزُّمَرِ (2).

(1) إسناده ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي، ولجهالة شيخ سماك عبد الله بن عميرة، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (16626). ثم إنه اختلف فيه على شريك في إسناده ومتنه:

فرواه أسود بن عامر -كما في هذه الرواية- عن شريك، عن سماك، عن عبد الله بن عمارة، عن درة.

ورواه أحمد بن عبد الملك -كما سيِأتي في الرواية 6/ 432، ومن تابعه، كما سيأتي في تخريجها- فقال: عن شريك، عن سماك، عن عبد الله بن عميرة، عن زوج درة بنت أبي لهب، عن درة، فزاد في الإسناد زوج درة، ولفظه:"خير الناس أقرؤهم وأتقاهم، وآمرهم بالمعروف، وأنهاهم عن المنكر، وأوصلهم للرحم".

وسيكرر 6/ 432 سنداً ومتناً.

قال السندي: قوله: "أنت مني"، أي: بيني وبينك قرابة، فإنها بنت عمه صلى الله عليه وسلم.

ما أنا فعلته: يريد أنه ما سأله من نفسه، وإنما أمره الناس أن يسأل، كأنه بعد أن سأل خاف أن لا يكون سؤاله في محله، فقال ذلك اعتذاراً، والله تعالى أعلم.

(2)

حديث صحيح دون قوله: وكان يقرأ في كل ليلة ببني إسرائيل والزمر، وهذا إسناد فيه أبو لبابة العقيلي، وهو مروان مولى عائشة رضي الله =

ص: 452

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عنها، ويقال: مولى هند بنت المهلب بن أبي صفرة، ويقال: مولى عبد الرحمن بن زياد العقيلي، وثقه ابن معين، والذهبي في "الكاشف"، وابن حجر في "التقريب"، وذكره ابن حبان في "الثقات" لكن الذهبي نص في "الميزان" 4/ 565 على أن خبره منكر، وتوقف فيه ابن خزيمة في "صحيحه"(1163)، فقال: باب استحباب قراءة بني إسرائيل والزمر كل ليلة استناداً بالنبي صلى الله عليه وسلم، إن كان أبو لبابة هذا يجوز الاحتجاج بخبره، فإني لا أعرفه بعدالة ولا جرح، قلنا: حسن حديثه الترمذي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب.

وأخرجه بتمامه ومختصراً إسحاق بن راهويه (1372)، والترمذي (2920) و (3405)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 199، وفي "الكبرى"(3656) و (1444) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(712) - وابن خزيمة (1163)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(678)، والحاكم 2/ 434، والبيهقي في "الشعب"(2470)، وفي "الدعوات الكبير"(359)، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة مروان أبي لبابة) من طرق عن حماد بن زيد، به. ولفظه عند الترمذي: "كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام على فراشه حتى يقرأ بني إسرائيل والزُّمَر. وقال: هذا حديث حسن غريب، وسكت عنه الحاكم، ووافقه الذهبي.

وأخرجه أبو يعلى (4643) و (4764) من طريق حسن بن عمر بن شقيق، عن حماد، به مختصراً، إلا أنه قال: تنزيل السجدة بدل بني إسرائيل.

وسيرد (24908) و (25556).

قولها: كان يصوم حتى نقول: "ما يريد أن يفطر، ويفطر حتى نقول: ما يريد أن يصوم" سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (24116).

قال السندي: قولها: يصوم حتى نقول، أي: يتابع في الصيام حتى نقول لا يريد الإفطار في هذا الشهر.

ص: 453

24389 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَتَوَضَّأُ بَعْدَ الْغُسْلِ (1).

(1) حديث حسن بطرقه، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أسود بن عامر: هو الملقب بشاذان. وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.

وأخرجه الطيالسي (1390)، وابن أبي شيبة 1/ 68، والترمذي (107)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 137 و 209، وفي "الكبرى"(249)، وابن ماجه (579)، وأبو يعلى (4531) و (4834)، وابن المنذر في "الأوسط"(672)، والحاكم 1/ 153، وتمام في "فوائده"(214)، والبغوي في "شرح السنة"(249) من طرق عن شريك، بهذا الإسناد.

وقال الترمذي: وهذا قول غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين، أن لا يتوضأ بعد الغسل.

وأخرجه ابق راهويه (1555) من طريق عمار بن رزيق، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين"(600)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 222 من طريق سليمان بن مهران الأعمش، كلاهما عن أبي إسحاق، به. وعمار بن رزيق وإن سمع من أبي إسحاق بآخرة قد قال الحافظ في "الفتح" 1/ 257: هو أحد الثقات عن أبي إسحاق.

وأخرجه بنحوه الطبراني في "الشاميين"(2787) من طريق سعيد بن بشير، عن منصور بن زاذان، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغتسل ثم يخرج إلى الصلاة فيصلي ولا يتوضأ. قلنا: سعيد بن بشير -وإن كان فيه ضعف- يعتبر به.

وسيأتي (24878) و (25205) و (25595) و (26157) و (26213).

وفي الباب عن ابن عمر عند الحاكم 1/ 153 - 154 من طريق محمد بن =

ص: 454

24390 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ لَمِيْسَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ يَخْلِطُ فِي الْعِشْرِينَ الْأُولَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ نَوْمٍ وَصَلَاةٍ، فَإِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ جَدَّ وشَدَّ الْمِئْزَرَ (1).

24391 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا حَسَنٌ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: فَعَلْنَاهُ مَرَّةً فَاغْتَسَلْنَا - يَعْنِي الَّذِي يُجَامِعُ وَلَا يُنْزِلُ (2).

= عبد الله بن بزيع، عن عبد الأعلى، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الوضوء بعد الغسل، وقال:"وأي وضوء أفضل من الغسل"، ثم قال الحاكم: محمد بن عبد الله بن بزيع ثقة، وقد أوقفه غيره، قال الذهبي: وهو الصواب.

قال السندي: قولها: لا يتوضأ بعد الغسل: بل يكتفي بالوضوء في ضمن الغسل، أو بالذي كان قبله.

(1)

إسناده مسلسل بالضعفاء على نسق. شريك، وهو ابن عبد الله النخعي، وجابر، وهو ابن يزيد الجعفي، وهما من رجال "التهذيب"، ويزيد بن مرة وهو من رجال "التعجيل"، ولميس مجهولة، انفرد بالرواية عنها يزيد بن مرة ولم يؤثر توثيقها عن أحد، وقد ترجم لها الحافظ في "التعجيل".

وسيأتي مطولاً برقم (25136)، وانظر (24131).

(2)

حديث صحيح، أشعث بن سوار -وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، حسن: هو ابن صالح بن حي الثوري، وجابر: هو ابن عبد الله الصحابي الجليل. وأم كلثوم: هي بنت أبي بكر الصديق.

وأخرجه بنحوه أبو يعلى (4697)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 364، وتمّام في "فوائده"(204) من طريقين عن أشعث، بهذا الإسناد. =

ص: 455

24392 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ (1)

= وأخرجه مسلم (350)، وأبو عوانة 1/ 289، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 55، والدارقطني 1/ 112، والبيهقي في "السنن" 1/ 164 من طريق عياض بن عبد الله، عن أبي الزبير، عن جابر، عن أم كلثوم، عن عائشة قالت: إن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يُجامع أهله ثم يُكسل، هل عليهما الغسل؟ وعائشة جالسة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إني لأفعلُ ذلك أنا وهذه، ثم نغتسل" وهذا لفظ مسلم.

وأخرج العقيلي في "الضعفاء" 1/ 254، وابن حبان (1180)، وابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه"(28)، والحازمي في "الاعتبار" ص 34 - 35 من طريق الحسين بن عمران، عن الزهري، قال: سألت عروة عن الذي يجامع ولا ينزل؟ قال: على الناس أن يأخذوا بالآخر، والآخر من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثتني عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك ولا يغتسل، وذلك قبل فتح مكة، ثم اغتسل بعد ذلك، وأمر الناس بالغسل. والحسين بن عمران ضعيف. ونقل العقيلي عن البخاري توله: لا يتابع على حديثه.

قال العقيلي بعد أن أورد الحديث من طريق الحسين بن عمران: والحديث في الغسل لالتقاء الختانين ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير هذا الوجه.

وسيأتي بنحوه برقمي (24458) و (24459) من طريق ابن لهيعة، عن أبي الزبير، به.

وسيكرر برقم (24792) سنداً ومتناً.

وانظر (24206).

(1)

وقع في (م) و (ق) و (ظ 2) زيادة: عائشة بنت طلحة، بين عبد الله بن الحارث، وعائشة أم المؤمنين، ولم ترد هذه الزيادة في (ظ 8)، وهي نسخة جيدة، ولا في "أطراف المسند" 9/ 66، ولا في مصادر التخريج، وسيكرر الحديث برقم (25221) وليس فيه هذه الزيادة كذلك.

وقد وهم محقق "أطراف المسند" فاستدرك هذا الحديث على أحاديث =

ص: 456

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " اللهُمَّ أَحْسَنْتَ خَلْقِي، فَأَحْسِنْ خُلُقِي "(1).

= عائشة بنت طلحة في "الأطراف" 9/ 317، وأشار إليه كذلك فيه 9/ 66.

(1)

حديث صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين. أسود: هو ابن عامر شاذان، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي، وعاصم بن سليمان: هو الأحول، وعبد الله بن الحارث: هو الأنصاريُّ البصريُّ أبو الوليد، نسيبُ محمد بنِ سيرين، غير أنه قد اختُلف فيه على عاصم الأحول فيه، كما سنذكر.

وأخرجه البيهقي في "شُعب الإيمان"(8543)، وفي "الدعوات الكبير"(437)، من طريق أحمد بن خالد الوهبي، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي في "شُعب الإيمان" أيضاً (8544) من طريق أبي شهاب الحنَّاط عبدِ ربه بن نافع، عن عاصم، به.

واختلف فيه على عاصم الأحول:

فأخرجه الطيالسي (374) عن ثابت أبي زيد، وابنُ سعد 1/ 377 من طريق إسماعيل بن زكريا، وأحمد كما سلف (3823) عن محاضر بن المورع، وأبو يعلى (5075)، وابنُ حبان (959) عن طريق محمد بن فُضيل، والبيهقيُّ في "شُعب الإيمان"(8542) من طريق علي بن مسهر، خمستُهم عن عاصم الأحول، عن عوسجة بن الرمَّاح، عن عبد الله بن أبي الهُذيل، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم. لكن وقع في رواية الطيالسي، كما نبَّه عليه راوي مسنده: عن أبي الهذيل.

ورواه جريج، عن عاصم كذلك، واختُلف عنه:

فرواه أبو خيثمة -كما عند أبي يعلى (5181) - عن جرير، عن عاصم، عن عوسجة بن الرمَّاح، مثل رواية محمد بن فضيل ومن تابعه من حديث ابن مسعود مرفوعاً. =

ص: 457

24393 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" عَلَيْكُنَّ بِالْبَيْتِ فَإِنَّهُ جِهَادُكُنَّ "(1).

24394 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ

= ورواه عثمان بن أبي شيبة -كما عند البيهقي في "الشعب"(8542) - عن جرير، عن عاصم، عن عوسجة بن الرمَّاح أيضاً، به. لكن وقفه على ابن مسعود. قال البيهقي: لم يرفعه عثمان بن أبي شيبة.

وقال البيهقي أيضاً: ورواه قريبة عن جرير، عن الأشعث، عن عوسجة، بالإسناد الأول مرفوعاً.

وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 171 من طريق أبان بن سفيان، عن أبي هلال والبيهقي في "الدعوات"(438) من طريق مسلمة بن عُلَيٍّ، كلاهما عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة مرفوعاً، وفيه زيادة النظر في المرآة، وأبان بن سفيان ذكره الذهبي في "الميزان" ونقل عن الدارقطني قوله فيه: جزري متروك. قلنا: ومسلمة بن عُلَيّ من رجال "التهذيب"، متروك كذلك، فيما ذكر الحافظ في "التقريب".

وأورد روايةَ أحمد هذه الهيثميُّ في "المجمع" 8/ 20 و 10/ 173، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.

وسيرد برقم (25221).

(1)

إسناده ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير معاوية بن إسحاق -وهو ابن طلحة بن عبيد الله- فقد أخرج له البخاري متابعة، ووثقه أحمد والنسائي وغيرهما، ووهاه أبو زرعة.

وقد سلف برقم (24383) بإسناد صحيح بلفظ: استأذنا النبيَّ صلى الله عليه وسلم في الجهاد، فقال:"جهادكن -أو حسبكن- الحج".

قال السندي: قوله: عليكن بالبيت، أي: بالحج والاعتمار.

ص: 458

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " هَذِهِ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنْ آتَيْنَاهُ مِنْهَا شَيْئًا بِطِيبِ نَفْسٍ مِنَّا وَطِيبِ طُعْمَةٍ مِنْهُ وَلَا إِشْرَاهٍ مِنْهُ، بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ آتَيْنَاهُ مِنْهَا شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ مِنَّا وَغَيْرِ طِيبِ طُعْمَةٍ وَإِشْرَاهٍ مِنْهُ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ "(1).

24395 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا كَبِرَتْ سَوْدَةُ، وَهَبَتْ يَوْمَهَا لِي، فَكَانَ

(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أسود: هو ابن عامر.

وأخرجه البزار (920)"زوائد"، وابن حبان (3215) من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، عن شريك، بهذا الإسناد.

قال البزار: لا نعلم أحداً أسنده إلا شريك، ورواه غيره عن عروة مرسلاً.

وقد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح (15574) من حديث حكيم بن حزام، ولفظه:"إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بحقه بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفسٍ لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى".

وانظر حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11169).

قال السندي: قوله: "خضرة حلوة" أي: جالبة للقلوب إليها من كل وجهٍ حُسْنُ اللون وحُسْنُ الذوق.

قوله: " آتيناه" أي: أعطيناه.

قوله: "أو طيب طُِعمة" هي بضم الطاء وكسرها: وجه المكسب، يقال: هو طيب الطعمة وخبيث الطعمة، ولما كان هنا في معنى من غير خبث طعمة منه عطف عليه قوله ولا إشراه.

ص: 459

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْسِمُ لِي بِيَوْمِهَا مَعَ نِسَائِهِ. قَالَتْ: وَكَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا بَعْدِي (1)(2).

(1) في (م): بعدها، وهو خطأ.

(2)

حديث صحيح دون قولها: "وكانت أول امرأة تزوجها بعدي" فقد تفرد به شريك -وهو ابن عبد الله النَّخَعي- وهو سيِّئُ الحفظ، وقد أشار الإمام مسلم إلى تفرد شريك به بإثر الحديث (1463)(48) عنده، كما سيرد، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أسود: هو ابن عامر.

وأخرجه مسلم (1463)(48)، وأبو يعلى (4621) من طريقين عن شريك، بهذا الإسناد، وإنما أخرجه مسلم من رواية شريك متابعة، ولم يسق لفظه، إنما أحال على حديث جرير، وقال: وزاد في حديث شريك: قالت: وكانت أول امرأة تزوجها بعدي.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (712)، والبخاري (5212)، ومسلم (1463)، والنسائي في "الكبرى"(8934) -وهو في "عشرة النساء"(48) - وابن ماجه (1972)، وابن حبان (4211)، والبيهقي في "السنن" 7/ 74 و 296 - 297، والبغوي في "شرح السنة"(2324) من طرق عن هشام بن عروة، به.

وزاد مسلم وغيره في أوله: ما رأيت امرأةً أحبَّ إلى أن أكون في مسلاخها من سودة بنت زمعة، من امرأة فيها حِدَّة.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/ 28 (بترتيب السندي) عن سفيان -وهو ابن عيينة- عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن سودة وهبت يومها لعائشة. هكذا ذكره مرسلاً.

ورواه معمر، واختلف عليه:

فأخرجه ابن سعد 8/ 54 عن محمد بن حميد العبدي، عن معمر، عن هشام، عن أبيه أن سودة

مرسلاً.

وأخرجه ابن سعد أيضاً 8/ 53 عن محمد بن عمر، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، موصولاً. ومحمد بن عمر -وهو الواقدي- =

ص: 460

24396 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا مَرِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، دَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ يَعُودُونَهُ (1)، فَقَامُوا، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِمْ أَنِ اقْعُدُوا، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ:" الْإِمَامُ يُؤْتَمُّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ، فَارْكَعُوا، وَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا، فَصَلُّوا قُعُودًا، وَإِذَا صَلَّى قَائِمًا، فَصَلُّوا قِيَامًا "(2).

24397 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ. وَيَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ

= ضعيف.

وأخرجه الطيالسي (1470) من طريق أبي الزناد، عن عروة، به مرسلاً.

وسيرد برقمي (24477) و (24859)، وانظر (24765) و (24834) و (25111). قال الحافظ في معنى قول عائشة: وكانت أول امرأة تزوجها بعدي: ومعناه عقدَ عليها بعد أن عقدَ على عائشة، وأما دخوله عليها فكان قبل دخوله على عائشة بالاتفاق. "الفتح" 9/ 312.

(1)

كلمة "يعودونه" ليست في (ق)، وهي نسخة في هامش (هـ).

(2)

إسناده صرح على شرط الشيخين. أسود: هو ابن عامر، وهشام: هو ابنُ عروة.

وأخرجه مسلم (412)(83)، وأبو يعلى (4496) عن أبي الربيع الزهراني، عن حمَّاد بن زيد، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24250).

قال السندي: قولها: فقاموا، أي: في الصلاة وراءه وهو قاعد.

ص: 461

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَضَعُ رَأْسَهُ فِي حَِجْرِي وَأَنَا حَائِضٌ فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ (1).

24398 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ. وَيَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَتَدْرُونَ مَنِ السَّابِقُونَ إِلَى ظِلِّ اللهِ عز وجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ "؟ قَالُوا: اللهُ عز وجل وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " الَّذِينَ إِذَا أُعْطُوا الْحَقَّ قَبِلُوهُ، وَإِذَا سُئِلُوهُ بَذَلُوهُ، وَحَكَمُوا لِلنَّاسِ حُكْمَهُمْ لِأَنْفُسِهِمْ "(2).

24399 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ. وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جَاءَ بِلَالٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، فقد صح سماع إسحاق بن عيسى ويحيى بن إسحاق من ابن لهيعة قبل اختلاطه، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. خالد: هو ابن أبي عمران التُّجيبي.

وسيرد بالأرقام (24435) و (24862) و (25030) و (25153) و (25246) و (25247) و (25573) و (25683) و (26221).

وفي الباب: عن ميمونة، سيرد 6/ 331.

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (24379) غير أن شيخ أحمد هنا: هو إسحاق بن عيسى وهو ابن الطباع.

وأخرجه الحافظ في "الأمالي" ص 113 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(11139) من طريق إسحاق بن عيسى، به.

ص: 462

اللهِ، مَاتَتْ فُلَانَةُ وَاسْتَرَاحَتْ. فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ:" إِنَّمَا يَسْتَرِيحُ مَنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ ". قَالَ قُتَيْبَةُ: " مَنْ غُفِرَ لَهُ "(1).

24400 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ

(1) إسناده ضعيف. ابن لهيعة -وهو عبد الله، وإن كان يحيى، وهو ابن إسحاق السيلحيني من قدماء أصحابه سماع قتيبة منه- قد تفرد برفعه، ومرسله هو الصحيح، فيما ذكر الدارقطني، كما سيأتي.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(9375)، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 8/ 290 عن عبد الكبير بن المعافى بن عمران، عن أبيه، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/ 330، وقال: رواه أحمد، والطبراني في "الأوسط"، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام.

ورواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده"(257)(زوائد) عن عثمان بن عمر، عن يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، عن محمد بن عروة، عن عروة مرسلاً.

وخالفه أحمد بن إسحاق الأهوازي -فيما أخرجه البزار (789)(زوائد) - فرواه عن عثمان بن عمر، عن يونس، عن الزهري، عن محمد بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعاً.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 29: الصحيح عن يونس، عن الزهري، عن محمد بن عروة، عن أبيه، مرسل.

وسيرد (24767).

وانظر حديث أبي قتادة عند البخاري (6512)، ومسلم (950)، وقد سلف 5/ 302 - 303.

قال السندي: قوله: "إنما يستريح من دخل الجنة" أي: ومن عَرَفَتْ أَنَّها دخلتِ الجنة.

ص: 463

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا أَعْجَبَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْءٌ (1) مِنَ الدُّنْيَا، وَلَا أَعْجَبَهُ أَحَدٌ قَطُّ إِلَّا ذُو تُقًى (2).

(1) في هامش (هـ): ما أعجب بشيء (نسخة).

(2)

حديث ضعيف، ابنُ لَهيعة -وإنْ رواه عنه يحيى بنُ إسحاق السَّيلَحيني، كما في الرواية (24403)، وهو من قدماء أصحابه فيما ذكر الحافظ في "التهذيب" في ترجمة حفص بن هاشم- قد تفرَّد به، ثم إنَّ في متنه نكارةً كما سيرد. حسن: هو ابنُ موسى الأشيب، وأبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نَوْفل، المعروف بيتيم عروة.

وأخرجه أبو يعلى في "مسنده"(4552) من طريق أبي سعيد مولى بني هاشم عبد الرحمن بن عبد الله، والطبراني في "الأوسط"(539) من طريق كامل بن طلحة الجحدري، كلاهما عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. ولفظه عند أبي يعلى: ما أحبَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلا ذا تقىً. ولفظه عند الطبراني مثل لفظه عند أحمد، غير أنه قال:

ولا أعجبه منها إلا ورعاً، وقال: لم يرو هذا الحديث عن القاسم إلا أبو الأسود، تفرَّد به ابنُ لهيعة.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/ 84 بلفظ حديث أحمد، ونسبه إليه، وقال: فيه ابنُ لهيعة، وهو ليّن، وبقية رجاله رجال الصحيح.

وأورده في "المجمع" أيضاً 10/ 296 بلفظ حديث الطبراني، وقالت: رواه الطبراني في "الأوسط"، ورجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة، وقد وُثِّق على ضعفه، وشيخ الطبراني -أحمد بن القاسم- لم أعرفه.

وسيرد برقم (24407).

ويعارضه قولُه عليه الصلاة والسلام: "حُبِّبَ إليَّ من الدنيا النساءُ والطِّيب". وقد سلف من حديث أنس برقم (12294) بإسناد حسن.

وسلف من حديث عائشة برقم (24440) قولها: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُعجبه من الدنيا ثلاثة: الطعامُ والنساءُ والطِّيب، فأصابَ ثنتين، ولم يصب واحدة. وإسناده ضعيف لإبهام الراوي عن عائشة.

ص: 464

24401 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى (1)، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ. وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وَقَالَ مُوسَى: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ ". قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَصُومُ عَنْهُ وَلِيُّهُ "(2).

(1) سقط اسم يحيى من (م)، والنسخ الخطية خلا (ظ 8).

(2)

حديث صحيح، ابن لهيعة -وهو عبد الله، وقد سمع منه يحيى، وهو ابن إسحاق السيلحيني قديماً- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن داود، وهو الضبي، فمن رجال مسلم.

وأخرجه أبو بكر البزار (1023)(زوائد) من طريق يحيى بن كثير الزيادي، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2398) من طريق أسد ابن موسى، كلاهما عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد، إلا أن البزار زاد فيه:"إن شاء".

وأخرجه البخاري (1952)، ومسلم (1147)، وأبو داود (2400) و (3311)، والنسائي في "الكبرى"(2919)، وأبو يعلى (4417) و (4761) و (2052)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2397)، وابن حبان (3569)، والدارقطني في "السنن" 2/ 195، والبيهقي في "السنن" 4/ 255 و 6/ 279، وفي "معرفة السنن والآثار"(8827)، والبغوي في "شرح السنة"(1773) من طريق عمرو بن الحارث، وابن خزيمة (2052)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2399)، والدارقطني 2/ 194 - 195، والبيهقي في "السنن" 4/ 255 من طريق يحيى بن أيوب، كلاهما عن عبيد الله بن أبي جعفر، به.

قال أبو داود: هذا في النذر، وهو قول أحمد بن حنبل. =

ص: 465

24402 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ حَيْوَةُ: أَخْبَرَنِي سَالِمٌ أَنَّهُ عَرَضَ هَذَا الْحَدِيثَ عَلَى يَزِيدَ فَعَرَفَهُ، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَيُّمَا مَيْتٍ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ، فَلْيَصُمْهُ عَنْهُ وَلِيُّهُ "(1)،

24403 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ وَالْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا أُعْجِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِشَيْءٍ، وَلَا أَعْجَبَهُ شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا، إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِيهَا ذُو تُقًى (2).

* 24404 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي

= وسيأتي (24402).

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1861).

وقد اختلف الفقهاء في هذه المسألة: هل الصيام عن الميت للوجوب أم لا، أم إنه للنذر؟، وقد بسط الحافظ أقوالهم في "الفتح" 4/ 193.

(1)

حديث صحيح، سالم، وهو ابن غيلان التجيبي لم يسمع هذا الحديث من عروة بن الزبير، إنما عرضه على يزيد فعرفه، ويزيد هذا هو ابن رومان مولى آل الزبير كما نبه على ذلك الحافظ في "الأطراف" 9/ 181.

وقد جاء من حديث سالم عن عروة من طريق لا يفرح به، أخرجه إسحاق ابن راهويه (900) -ومن طريقه الطبراني في "الأوسط"(4134) - عن أبي قتادة عبد الله بن واقد الحراني، عن حيوة بن شريح، عن سالم بن غيلان، عن عروة، عن عائشة

وعبد الله بن واقد متروك.

والحديث صحيح بالرواية السابقة برقم (24401).

(2)

حديث ضعيف لتفرُّد ابن لهيعة به، على نكارة في متنه، وهو مكرر (24400) غير شيخ أحمد، فهو هنا يحيى، وهو ابنُ إسحاق السّيلحيني.

ص: 466

الرِّجَالِ. [قَالَ عَبْدُ اللهِ]: وَسَمِعْتُهُ مِنَ الْحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ قَالَ: قَالَ أَبِي: فَذَكَرَهُ (1) عَنْ أُمِّهِ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ "(2).

* 24405 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، قَالَ أَبِي يَذْكُرُهُ عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَتْ امْرَأَةٌ عَلَى النَّبِيِّ، فَقَالَتْ: أَيْ بِأَبِي وَأُمِّي، إِنِّي ابْتَعْتُ أَنَا وَابْنِي مِنْ فُلَانٍ ثَمَرَ مَالِهِ، فَأَحْصَيْنَاهُ وَحَشَدْنَاهُ، لَا وَالَّذِي أَكْرَمَكَ بِمَا أَكْرَمَكَ بِهِ، مَا أَصَبْنَا مِنْهُ شَيْئًا

(1) في هامش (ظ 2) و (هـ): يذكره.

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن أبي الرجال، وثقه أحمد وابن معين والدارقطني، وقال أبو داود وابن عدي: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ. قلنا: من أخطائه ما ذكره أبو داود حين سئل عنه، فقال: أحاديث عمرة يجعلها كلها لعائشة. وقال أبو زرعة الرازي: يرفع أشياء لا يرفعها غيره. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحكم بن موسى فمن رجال مسلم، وهو ثقة. أبو الرجال: هو محمد بن عبد الرحمن بن حارثه الأنصاري.

وأخرجه البزار (زوائد)(3575) من طريق عبد الله بن يوسف، عن عبد الرحمن بن أبي الرجال، بهذا الإسناد.

وله شاهد من حديث أبي شريح الكعبي، سلف برقم (16370)، وذكرنا أحاديث الباب في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص عند الرواية (6621).

ص: 467

إِلَّا شَيْئًا نَأْكُلُهُ فِي بُطُونِنَا، أَوْ نُطْعِمُهُ مِسْكِينًا رَجَاءَ الْبَرَكَةِ، فَنُقِصْنَا عَلَيْهِ، فَجِئْنَا نَسْتَوْضِعُهُ مَا نُقِصْنَا، فَحَلَفَ بِاللهِ: لَا يَضَعُ لَنَا شَيْئًا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَأَلَّى لَا أَصْنَعُ خَيْرًا! " ثَلَاثَ مِرَارٍ قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ صَاحِبَ الثَّمَرِ، فَجَاءَهُ، فَقَالَ: أَيْ بِأَبِي وَأُمِّي، إِنْ شِئْتَ وَضَعْتُ مَا نَقَصُوا، وَإِنْ شِئْتَ مِنْ رَأْسِ الْمَالِ مَا شِئْتَ؟ فَوَضَعَ مَا نَقَصُوا. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنَ الْحَكَمِ (1)(2).

(1) قوله: "قال أبو عبد الرحمن: وسمعته أنا من الحكم" لم يرد في (ظ 8)، وإنما ورد فيها بعد الحديث الذي يليه ما نصه:"قال أبو عبد الرحمن: سمعتها من الحكم".

(2)

إسناده حسن كسابقه.

وأخرجه ابن حبان (5032) من طريق عمران بن أبي جميل، عن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/ 124، وقال: لعائشة حديث في الصحيح غير هذا. رواه أحمد ورجاله ثقات، وفي عبد الرحمن بن أبي الرجال كلام، وهو ثقة.

قلنا: الحديث الذي أشار إليه الهيثمي هو ما أخرجه البخاري (2705)، ومسلم (1557)، والبيهقي في "السنن" 5/ 305 من طريق سليمان بن بلال، عن يحيى ابن سعيد، عن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن، أن أمه عمرة بنت عبد الرحمن، قالت: سمعت عائشة تقول: سمع رسول الله عن صوت خصوم بالباب عالية أصواتهم، وإذا أحدهما يستوضع الآخر ويسترفقه في شيء، وهو يقول: والله لا أفعل، فخرج عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"أين المتألِّي على الله لا يفعل المعروف؟ " فقال: أنا يا رسول الله، فله أيُّ ذلك أحبَّ. =

ص: 468

* 24406 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، فَقَالَ: أَبِي يَذْكُرُهُ عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللهِ مَسَاجِدَ اللهِ، وَلْيَخْرُجْنَ تَفِلَاتٍ ". قَالَتْ عَائِشَةُ: وَلَوْ رَأَى حَالَهُنَّ الْيَوْمَ،

= وأخرجه مرسلاً مالك في "الموطأ" 2/ 621 - ومن طريقه الشافعي في "المسند" 2/ 152 (ترتيب السندي)، والبيهقي في "السنن" 5/ 305، وفي "معرفة السنن والآثار"(11226)، وفي "السنن الصغير"(1902) - عن أبي الرجال، عن عمرة بنت عبد الرحمن أنه سمعها تقول: ابتاع رجل ثمر حائط في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعالجه وقام فيه حتى تبين له النقصان، فسأل رب الحائط أن يضع له أو أن يُقيله، فحلف أن لا يفعل، فذهبت أمُّ المشتري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"تألَّى أن لا يفعل خيراً! "، فسمع بذلك ربُّ الحائط، فأتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، هو له.

وقال الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 103: والصحيح المتصل.

وسيرد برقم (24742).

وانظر حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11317)، وحديث جابر السالف برقم (14320).

قالت السندي: قولها: أي بأبي وأمي، أي حرف نداء، والمنادى مقدر، والمعنى: أي رسول الله أنت مفدَّى بأبي وأمي.

قولها: ثمر ماله، أي: ثمر بستانه.

قولها: وحشدناه، من إهمال الحاء، أي: جمعناه.

قولها: فنقصنا، ضبط على بناء المفعول.

قولها: نستوضعه، أي: نطلب من أن يترك لنا.

قوله: "تألّى" أي: حلف.

ص: 469

مَنَعَهُنَّ (1).

24407 -

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تَبِيعُوا ثِمَارَكُمْ حَتَّى يَبْدُوَ

(1) مرفوعه صحيحٌ لغيره، وقول عائشة: ولو رأى حالَهنَّ اليوم

صحيح، وهذا إسناد فيه عبد الرحمن بنُ أبي الرجال، وثَّقَهُ ابنُ معين والدارقطني، لكن سئل عنه أبو داود فقال: أحاديثُ عمرةَ يجعلُها كلَّها عن عائشة. وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال: ربما أخطأ. وقال سعيد بن عمرو البرذعي: قلت لأبي زُرعة الرازي: حارثة وعبد الرحمن ابنا أبي الرجال؟ فقال: عبد الرحمن أشبه، وحارثة واهي، وعبد الرحمن أيضاً يرفع أشياء لا يرفعها غيره. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. الحكم: هو ابنُ موسى القَنْطَري، وعمرة: هي عَمْرَةُ بنت عبد الرحمن الأنصارية والدة أبي الرجال.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1751) من طريق حارثة بن أبي الرجال، عن عمرة، بهذا الإسناد، وحارثة ضعيف، كما سلف.

ويشهد له حديثُ ابن عمر السالف برقم (4522) بلفظ: "إذا استأذَنَتْ أحدَكم امرأتُه أن تأتيَ إلى المسجد، فلا يَمْنَعها". وإسناده صحِيح على شرط الشيخين.

ويشهد لقوله: "وليخرجن تَفِلات": حديث زينب الثقفية امرأة عبد الله بن مسعود عند مسلم (443)(142) بلفظ: "إذا شَهِدَتْ إحداكنَّ المسجدَ، فلا تَمَسَّ طيباً"، وسيرد 6/ 363.

وذكرنا بقية شواهِده في حديث ابن عمر السالف برقم (5725).

وانظر حديث عمر السالف برقم (283).

وقوله عائشة: "لو رأى حالهنَّ اليوم منعهنَّ" سيدني بالأرقام (24602) و (25610) و (25957) و (25982) بأسانيد صحيحة.

ص: 470

صَلَاحُهَا، وَتَنْجُوَ مِنَ الْعَاهَةِ " (1).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد فيه عبد الرحمن بن أبي الرجال: وثقه ابن معين والدارقطني. وقال أبو حاتم: صالح، لكن سُئل عنه أبو داود، فقال: أحاديث عمرة يجعلُها كلَّها عن عائشة. وقال في موضع آخر: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ. قلنا: وقد اختلف عليه في وصله وإرساله كما سيرد. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير الحَكَم -وهو ابن موسى القَنْطري- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً. أبو الرِّجال: هو محمد بن عبد الرحمن بن حارثة الأنصاري، وعمرة: هي بنت عبد الرحمن الأنصارية، والدةُ أبي الرجال.

وأخرجه الحارث (430)(زوائد) عن قتيبة بن سعيد، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1595 من طريق عبد الله بن عبد الوهاب الحَجَبي، كلاهما عن عبد الرحمن بن أبي الرجال، بهذا الإسناد. ولفظ قتيبة بن سعيد: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الثمار حتى

وهو لفظ الرواية الآتية برقم (24724).

واختلف في وصله وإرساله على أبي الرجال:

فرواه عنه موصولاً عبد الرحمن بن أبي الرجال كما في هذه الرواية، والرواية (24744)، وخارجةُ بن عبد الله بن سليمان كما سيرد في الرواية (25268).

ورواه مرسلاً مالك في "الموطأ" 2/ 618 - ومن طريقه الشافعي في "مسنده" 2/ 149 (بترتيب السندي)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار"(11166) - عن أبي الرجال، عن أمه عمرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الثمار حتى تنجوَ من العاهة. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 13/ 134: لا خلاف عن مالك -فيما علمت- في إرسال هذا الحديث.

وقال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 104: ومن عادة مالك أن يرسل أحاديث. =

ص: 471

24408 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ قَالَ: حَدَّثَنَا هُرَيْمُ بْنُ سُفْيَانَ البَجَلِيُّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَ أعراب (1) إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالوا (2): أَتُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ؟ قَالَ: وَاللهِ مَا نُقَبِّلُهُمْ. قَالَ: " لَا أَمْلِكُ (3) إِنْ كَانَ (4) اللهُ عز وجل نَزَعَ مِنْكَ الرَّحْمَةَ "(5).

= وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/ 102 ونسبه لأحمد، وقال: رجاله ثقات.

وسيرد برقمي: (24744) و (25268).

وله شاهد من حديث ابن عُمر مرفوعاً بلفظ: "لا تَبتاعوا الثمر حتى يبدوَ صلاحُه، وتذهب عنه الآفة" أخرجه مسلم (1534)، وسلف برقم (4493).

وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7559). وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

(1)

في (م): أَعْرَابِيٌّ.

(2)

في (م): قَالَ.

(3)

في (ظ 2) و (ق) و (هـ): لا أُمَّ لك، وجاء في حواشيها: هكذا في الأصل، ولكن تقدم [برقم (24291] بلفظ:"لا أملك"، وهو المحفوظ.

قلنا: والمثبت من (م)، وهو الموافق للصحيح، والسالف في الرواية المذكورة. وقد شرح السندي عليها، فقال: قوله: "لا أُمَّ لك" كلمة ذمٍّ

والمشهور في هذا الحديث: "لا أملك" موضع: "لا أمَّ لك". ويحتمل أن يُقرأ هذا المكتوب على ما هو المشهور، وإن كان مخالفاً لرسم الخط.

(4)

كلمة "كان" ليست في (ق)، وهو الموافق للرواية السالفة، ولنسخة السندي، فقال في "الشرح": قوله: "إنِ اللهُ

" إلخ شرط جزاؤه مقدَّر، أي: فماذا أفعل لكم؟

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أسود: هو ابن عامر.

وسلف برقم (24291).

ص: 472

24409 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُكَبِّرُ فِي الْعِيدَيْنِ سَبْعًا فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى، وَخَمْسًا فِي الْآخِرَةِ، سِوَى تَكْبِيرَتَيِ الرُّكُوعِ (1).

24410 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيِّ، عَنِ الْبَهِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ اللهَ عز وجل عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ (2).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابنِ لهيعة، واضطرابه فيه، كما بسطنا ذلك في الرواية (24362)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن إسحاق -وهو السَّيلَحِيني- فمن رجال مسلم، وهو ثقة.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/ 287 من طريق يحيى بن إسحاق، بهذا الإسناد، غير أنه قال: عن خالد بن يزيد أنه قال: بلغَنا عن ابن شهاب الزُّهري. وهو ما نقله عنه الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 27.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 344 من طريق حرملة بنِ يحيى، عن ابن وَهْب، عن ابن لهَيعة، عن خالد بن يزيد، عن عُقيل بن خالد، عن ابن شهاب، به. وفي قوله: عن خالد بن يزيد، عن عُقيل بن خالد نظر، فإنما هو عن خالد بن يزيد وعُقيل بن خالد، كما هو عند ابن ماجه (1280)، وأشرنا إليه في الرواية (14362)، وذكرنا هناك شواهده التي يحسن بها.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير خالد بن سَلَمة والبهيّ -واسمه عبد الله- فمن رجال مسلم، وغير خلف بن الوليد، فمن رجال "التعجيل"، وهو ثقة. =

ص: 473

24411 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ قَيْسِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي سُوَاءَةَ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، قُلْتُ: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَجْنَبَ، فَغَسَلَ (1)

= وأخرجه مسلم (373)، وأبو داود (18)، والترمذي في "سننه"(3384)، وفي "العلل الكبير" 2/ 904، وابن ماجه (302)، وأبو يعلى (4699)، وابن خزيمة (207)، وأبو عوانة 1/ 217، وابن حبان (802)، والبيهقي في "السنن" 1/ 90، والبغوي في "شرح السنة"(274) من طرق عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، بهذا الإسناد، وسقط اسم زكريا من مطبوع ابن خزيمة. قال الترمذي في "العلل": سألت محمداً -أي البخاري- عن هذا الحديث، فقال: هو حديث صحيح. قلنا: وقد علَّقه البخاري بصيغة الجزم 1/ 407 في باب: تقضي الحائضُ المناسك كلَّها إلا الطواف بالبيت، فقال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله في كل أحيانه.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 88 من طريق علي بن منصور، وابن حبان (801) من طريق أبي كُرَيب، كلاهما عن يحيى بن زكريا ابن أبي زائدة، عن أبيه، عن خالد بن سلمة، عن عروة، عن عائشة، به. لم يذكر البهيّ في الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (4937) من طريق إسحاق الأزرق، عن زكريا بن أبي زائدة، به.

وسيأتي برقم (26376).

وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (25200).

قال السندي: قولها: على كل أحيانه: الضمير [في "أحيانه"] إن كان له صلى الله عليه وسلم، فلا بد من تخصيص هذا العموم، أو حمل الذكر على القلبي دون اللساني، وإن كان للذكر -أي: في جميع أحيان الذكر، أي: في جميع الأحيان التي يليق فيها الذكر- كان العموم على ظاهره، والله تعالى أعلم.

(1)

في (ظ 8): يغسل.

ص: 474

رَأْسَهُ بِغُسْلٍ اجْتَزَأَ بِذَلِكَ أَمْ يُفِيضُ الْمَاءَ عَلَى رَأْسِهِ؟ قَالَتْ: بَلْ كَانَ يُفِيضُ عَلَى رَأْسِهِ الْمَاءَ (1).

24412 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ التَّلَفُّتِ فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ:" اخْتِلَاسٌ يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ صَلَاةِ الْعَبْدِ "(2).

24413 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ بَعْضُهُ

(1) إسناده ضعيف لإبهام الشيخ من بني سُواءة، ولضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيِح. حسين: هو ابن محمد بن بَهْرام المرُّوذي.

وانظر (24257).

قالت السندي: قوله: بغسل، بكسر فسكون. ما يجعل في الرأس عند الاغتسال للتنظيف، كالصَّابون ونحوه.

قوله: اجتزأ، أي: اكتفى بذلك.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على أشعث بن أبي الشعثاء: فرواه معاوية بن عمرو -وهو ابنُ المُهَلَّب الكوفي- كما في هذه الرواية، عن زائدة -وهو ابن قُدامة- عن أشعث، عن مسروق -وهو ابن الأجدع-، عن عائشة. لم يذكر والد أشعث.

ورواه غيره -كما سيرد بسطُه في الرواية (24746) - عن أشعث، عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة، وهو الصحيح فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 67، ورجحه الحافظ في "الفتح" 2/ 234.

ص: 475

عَلَيَّ (1).

24414 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ، يَعْنِي ابْنَ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ وَلَّاهُ اللهُ عز وجل مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا، فَأَرَادَ بِهِ خَيْرًا جَعَلَ لَهُ وَزِيرَ صِدْقٍ، فَإِنْ نَسِيَ ذَكَّرَهُ، وَإِنْ ذَكَرَ أَعَانَهُ "(2)،

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، عائشة: هو ابن قدامه الثقفي. وأبو حَصِيْن: هو عثمان بن عاصم بن حُصَيْن الأسدي.

وأخرجه ابن راهويه في "مسنده"(1123)، وأبو داود (631) من طريقين، عن زائدة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1592) من طريق قيس بن الربيع، عن أبي حَصِين، به.

وسلف برقم (24044).

وسيأتي برقم (26136).

(2)

صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف مسلم بن خالد، وهو الزنجي، وعبدِ الرحمن بنِ أبي بكر، وهو ابن عبيد الله بن أبي مُلَيْكة القُرَشي. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المَرُّوذي.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (956)، والخلال في "السنة"(78) من طريق وكيع، وإسحاق كذلك (972) عن أبي عامر العقدي، وأبو يعلى (4439) من طريق عمر بن علي المقدمي، ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن أبي بكر، بهذا الإسناد. وتحرف اسم عبد الرحمن بن أبي بكر في مطبوع "السنة" للخلال إلى عبد الرحمن ين يزيد المكي!

وأخرجه أبو داود (2932)، وابن حبان (4494)، وابن عدي في "الكامل" =

ص: 476

24415 -

حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ وَأَبُو سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ (1) قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ. - قَالَ الْخُزَاعِيُّ: ابْنُ أَخِي عَائِشَةَ لِأُمِّهَا -

= 3/ 1076، والبيهقي في "السنن" 10/ 111 - 112، وفي "الأسماء والصفات"(304) من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا زهير بن محمد التميمي، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، به.

وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين، وزهير بن محمد وإن كانت رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة وهذا منها، قد جاء معنى حديثه هذا من طريق آخر يتقوى به.

فأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 159، وفي "الكبرى"(8752)، والبيهقي في "السنن" 10/ 111، وفي "الشعب"(7402) من طريق بقية بن الوليد، حدثنا ابن المبارك، عن ابن أبي حسين، عن القاسم، عن عائشة، به.

وأخرجه البزار (1592)(زوائد)، والطبراني في "الأوسط"(4252) من طريق أبي سعيد المؤدب محمد بن مسلم وهو ثقة والقضاعي في "مسند الشهاب"(542)، والخطيب في "تاريخه" 7/ 376 من طريق فرج بن فضالة، كلاهما عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة، به. وسند البزار والطبراني في الأوسط جيد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 210، وقال: رواه أحمد والبزار، ورجال البزار رجال الصحيح.

(1)

وقع في (ظ 2) و (ق) و (هـ) و (م): يانك، بالمثناة التحتية بدل الموحدة، وهو خطأ، والمثبت من (ظ 8)، و"أطراف المسند". وشُكلت النون في (ظ 8) بالضم، وقد ضبطها الفيروز آبادي والحافظ ابن حجر والخزرجي في "الخلاصة" كهاجر، يعني بفتح النون. وتصحف في مطبوع "الخلاصة" إلى نابك بتقديم النون.

ص: 477

عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يَا عَائِشَةُ، إِيَّاكِ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، فَإِنَّ لَهَا مِنَ اللهِ عز وجل طَالِبًا "(1).

24416 -

حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَرْجِسَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ

(1) إسناده قوي من أجل عوف بن الحارث -وهو ابن الطُّفَيل بن سَخْبرة- فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "ثقاته"، وأخرج له البخاري في "صحيحه" حديثاً واحداً في الأدب، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح، الخُزاعي: هو أبو سلمة منصور بن سلمة، وأبو سعيد: هو مولى بني هاشم عبدُ الرحمن بن عبد الله، وكلاهما ثقة.

وأخرجه ابن ماجه (4243)، والدارمي (2726)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4006) و (4007)، وابن حبان (5568) والطبراني في "الأوسط"(2398) و (3788)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(374)، وأبو نُعيم في "الحلية" 3/ 168، والقُضاعي في "مسند الشهاب"(955)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(7261) من طرق عن سعيد بن مسلم بن بانَك، بهذا الإسناد.

وأُقحم في مطبوع الدارمي اسم مالك بين سعيد بن مسلم وعامر بن عبد الله. وتحرف اسم "بانك" في "حلية الأولياء" إلى نابك، واسم "عوف بن الحارث" إلى "عمرو بن الحارث".

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4004) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سعيد بن مسلم، عن عامر بن عبد الله بن الزُّبير، عن فلان بن الحارث، عن عائشة، به، وفلان بن الحارث هو عوف نفسه كما تقدم.

وسيرد برقم (25177).

قال السندي: قوله: "فإنَّ لهما من الله طالباً"، أي. فإن لها ملكاً يسألك، يجيء من الله تعالى، كالمنكر والنكير في القبر مثلاً.

ص: 478

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَمُوتُ، وَعِنْدَهُ قَدَحٌ فِيهَا مَاءٌ، وَهُوَ يُدْخِلُ يَدَهُ فِيهِ، فَيَمْسَحُ بِهِ وَجْهَهُ، وَيَقُولُ:" اللهُمَّ أَعِنِّي عَلَى سَكَرَاتِ الْمَوْتِ "(1).

24417 -

حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ "(2).

* 24418 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ سَائِلًا سَأَلَ، قَالَتْ: فَأَمَرْتُ الْخَادِمَ فَأَخْرَجَ لَهُ

(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (24356) غير أن شيخ أحمد هنا: هو منصور بن سلمة الخزاعي.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. الخُزاعي: هو منصور بن سَلَمة، ولَيْث: هو ابن سعد، ونافع: هو مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب، والقاسم: هو ابن محمد بن أبي بكر.

وأخرجه البخاري (7557)، ومسلم (1207)(96)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 215 - 216، وفي "الكبرى"(9789)، وابن ماجه (2151) من طريقين عن ليث بن سعد، بهذا الإسناد.

وسيرد برقمي (24510) و (25869)، ومطولاً برقم (26090).

وانظر (24081) و (24218).

وقد ذكرنا أحاديث الباب في تخريج حديث ابن مسعود السالف برقم (3558).

وذكرنا شرحه في حديث ابن عمر السالف برقم (4475).

ص: 479

شَيْئًا، قَالَتْ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَهَا: " يَا عَائِشَةُ لَا تُحْصِي فَيُحْصِي اللهُ عَلَيْكِ "(1).

24419 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا دُوَيْدٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زُرْعَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لَا دَارَ لَهُ، وَمَالُ مَنْ لَا مَالَ لَهُ (2)، وَلَهَا يَجْمَعُ مَنْ لَا عَقْلَ لَهُ "(3).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة، وقد توبع، ابن إدريس: هو عبد الله، والحكم: هو ابن عتيبة.

وأخرجه أبو يعلى (4463) عن ابن أبي شيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (3365) والبيهقي في "الشعب"(3437) من طريقين عن ابن إدريس، به.

وأخرجه إسحاق (1742) عن أبي عامر العقدي، عن زهير بن محمد، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار، عن عائشة، بنحوه.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 73، وفي "الكبرى"(2330) والبيهقي في "الشعب"(3438) من طريق الليث، عن خالد، عن سعيد بن أبي هلال، عن أمية بن هند، عن أبي أمامة بن سهل، عن عائشة، به. وأمية بن هند، قال ابن معين: لا أعرفه. وذكره ابن حبان في "الثقات".

وسيرد بالأرقام: (24766) و (24773) و (25081) و (25267).

وفي الباب عن أسماء بنت أبي بكر الصديق، سيرد 6/ 345.

قال السندي: قوله: "لا تحصي" أي: لا تضيقي، فإن الإحصاء لازمه التضييق.

(2)

قوله: "ومال من لا مال له" زيادة من (ظ 8).

(3)

إسناده ضعيف. سويد غير منسوب، ترجم له الدارقطني في "المؤتلف =

ص: 480

24420 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ تَقُولُ: كَانَ يَمُرُّ بِنَا هِلَالٌ وَهِلَالٌ مَا يُوقَدُ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَارٌ، قَالَ: قُلْتُ: يَا خَالَةُ، فَعَلَى

= والمختلف" 2/ 1008، وابن ماكولا في "الإكمال" 3/ 387، وقالا: يروي عن أبي إسحاق، عن زرعة، عن عائشة: "الدنيا دار

". وقد فرقا بينه وبين دويد بن نافع. وزرعة شيخ أبي إسحاق كذلك غير منسوب، ولم يتبين لنا من هو. ثم إنه قد اختُلف فيه على حسين بن محمد:

فرواه أحمد -كما في هذه الرواية- عنه، عن دويد، عن أبي إسحاق، عن زرعة، عن عائشة.

ورواه محمد بن العباس بن محمد -فيما أخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا"(182)، ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(10638) - عنه، عن أبي سليمان النصيبي، عن أبي إسحاق السبيعي، عن زرعة، عن عائشة، به. وأبو سليمان النصيبي لم نقف له على ترجمة.

وأخرجه موقوفاً أحمد في "الزهد" ص 200، وابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا"(16) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(10637) - من طريقين عن مالك بن مِغْوَل، قال: قال ابن مسعود، فذكره. وهذا إسناد منقطع، مالك بن مغول لم يدرك ابن مسعود.

ومع علله هذه فقد جوَّد إسناده المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/ 77، والعراقي في "المغني" في تخريج الإحياء، 3/ 203، وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 288، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير دويد، وهو ثقة!، وأورده السخاوي في "المقاصد الحسنة"(494)، وقال: رجاله ثقات!

قال السندي: قوله: "دار من لا دار له" أي: يتخذها داراً مَن لا نصيب له في الآخرة.

ص: 481

أَيِّ شَيْءٍ كُنْتُمْ تَعِيشُونَ؟ قَالَتْ: عَلَى الْأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ (1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على أبي حازم، وهو سلمة ابن دينار، فرواه محمد بن مطرف وهو أبو غسان الليثي -كما في هذه الرواية، وهو عند أبي الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 273 - 274 - عنه، عن عروة بن الزبير، عن عائشة.

وخالفه هشام بن سعد كما عند عبد بن حميد في "المنتخب"(1510)، وأبي الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 274، وعبدُ العزيز بنُ أبي حازم كما عند البخاري (2567) و (6459)، ومسلم (2972)(28) فروياه عن أبي حازم، عن يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة، به. فزادا يزيد بن رومان في الإسناد بين أبي حازم وعروة، وهو الصواب، وعندهما زيادة قول عائشة: إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار كانت لم منائح، وكانوا يمنحون رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانهم فيسقينا. وهذا لفظ البخاري.

وأخرجه ابنُ المبارك في "الزهد"(969)، والطيالسي (1472)، وابن سعد ا/ 406، وإسحاق بن راهويه (891) من طريق محمد بن أبي حميد المدني، عن محمد بن المنكدر، عن عروة، به. ومحمد بن أبي حميد المدني ضعيف.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 249 عن أبي خالد الأحمر، وإسحاق بن راهويه (970) عن صفوان بن عيسى، وهناد في "الزهد"(729) عن حاتم بن إسماعيل، ثلاثتهم عن محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، به.

وخالفهم بكر بن صدقة، فرواه -كما عند الطبراني في "الأوسط"(6492) وأبي الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 274 - 275 - عن ابن عجلان، فقال: عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن عائشة، به. =

ص: 482

24421 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ (1)، حَدَّثَنَا دُوَيْدٌ، عَنْ أَبِي سَهْلٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ رُومَانَ مَوْلَى عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ مَا رَأَى مُنْخُلًا وَلَا أَكَلَ خُبْزًا مَنْخُولًا مُنْذُ بَعَثَهُ اللهُ عز وجل إِلَى أَنْ قُبِضَ. قُلْتُ (2): كَيْفَ تَأْكُلُونَ (3) الشَّعِيرَ؟ قَالَتْ: كُنَّا نَقُولُ: أُفٍّ (4).

24422 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ - يَعْنِي ابْنَ عَطَاءٍ - عَنْ حَبِيبٍ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَمْرَةَ - عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ

= وقال الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 54: وهم فيه، والصواب عن القاسم.

وقد سلف نحوه مختصراً برقم (24232)، وسيكرر برقم (24561).

(1)

في (م): حسن، وهو تحريف.

(2)

في هامش (ظ 2) و (ق) و (هـ): فقلت، نسخة.

(3)

في (ظ 8) و (هـ) و (ق): كيف كنتم تأكلون.

(4)

إسناده ضعيف مسلسل بالمجاهيل على نسق: دويد، وشيخه أبو سهل وشيخ شيخه سليمان بن رومان. ترجم الحسيني فيه "الإكمال" لدويد، وترجم الحافظ في "التعجيل" لأبي سهل وشيخه سليمان بن رومان.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 312، وقال: رواه أحمد، وفيه سليمان بن رومان، ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا. قلنا: فاته أن يعله بدوية وشيخه أبي سهل.

ويغني عنه حديث سهل بن سعد، السالف 5/ 332 وهو في "الصحيح".

قال السندي: قولها. أف، أي ننفخ في الدقيق فما طار من النخالة فقد طار، وما لا نعجنه في العجين.

ص: 483

عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ (1): يَا رَسُولَ اللهِ أَلَا نَخْرُجُ نُجَاهِدُ مَعَكُمْ؟ قَالَ: " لَا، جِهَادُكُنَّ الْحَجُّ الْمَبْرُورُ، هُوَ لَكُنَّ جِهَادٌ "(2).

24423 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الْأَنْصَارِيِّ - قَالَ: وَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ - قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا أَسْكَرَ الْفَرْقُ مِنْهُ إِذَا شَرِبْتَهُ، فَمِلْءُ الْكَفِّ مِنْهُ حَرَامٌ "(3).

(1) في (ظ 8) قلت.

(2)

حديث صحيح، يزيد بن عطاء -وهو ابن يزيد اليشكري، وإن كان لين الحديث- قد توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. حسين: هو ابن محمد بن بَهرام المرُّوذي.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5609) من طريق أسد بن موسى، عن يزيد بن عطاء، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه ابن راهويه (1014)، والبخاري (1520) و (2784) و (2876)، والنَّسائي في "المجتبى" 5/ 114، وفي "الكبرى"(3607)، والمروزي في "السنة"(142)، وأبو يعلى (4717)، والطحاوي (5608)، وابن حبان (3702)، وابن منده في "الإيمان"(229)، والبيهقي في "السنن" 4/ 326 و 9/ 21، وفي "السنن الصغير"(3451)، والبغوي في "شرح السنة"(1848) من طرق عن حبيب بن أبي عمرة، به.

وقد سلف نحوه برقم (24383).

(3)

حديث صحيح. الربيع -وهو ابنُ صَبِيح- تابعه مهدي بن ميمون كما سيرد في التخريج، وفي الروايتين:(24432) و (24992)، وأبو عثمان الأنصاري -واسمه عمرو بن سالم وقيل: ابن سلم، وقيل غير ذلك كما سيرد بالرواية بعده- روى عنه جمع، ووثقه أبو داود، وذكره ابن حبان في =

ص: 484

24424 -

حَدَّثَنَا أَبُو تُمَيْلَةَ يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا عُثْمَانَ عَمْرَو بْنَ سُلَيْمٍ (1) يَقْضِي عَلَى بَابِهِ. قَالَ أَبِي. وَهُوَ الَّذِي

= "الثقات"، وبقية رجاله ثقات. وأخرجه إسحاق بن راهويه (952) عن أبي أسامة، والدارقطني في "السنن" 4/ 255 (49) من طريق ابن المبارك كلاهما عن الربيع بن صَبِيح، بهذا الإسناد. وقرن ابنُ راهويه بالربيع مهدي بنَ ميمون، وقال: قال أحدهما: فالأوقية منه. ولفظ الدارقطني: "ما أسكر الفرق منه فالحسوة منه حرام".

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 101 عن إسماعيل ابن عُلَيَّة، وابنُ راهويه (951)، وأحمد في "الأشربة"(6) و (43)، والدارقطني في "السنن" 4/ 254 من طريق عبد الله بن إدريس و 4/ 255 من طريق ابن إدريس وعبد الرحمن بن المحاربي، والبيهقي في "السنن" 8/ 296 من طريق ابنِ عُلَيَّة والمحاربي، ثلاثتهم عن ليث بن أبي سُليم، عن أبي عثمان، به. وذكر الدارقطني في "العلل" أنه رواه علي بن سعيد بن مسروق، عن ابن إدريس، عن ليث بن أبي سليم، عن الحكم، عن القاسم، عن عائشة، قال الدارقطني: ووهم فيه

ثم ذكر أن الصحيح فيه: الليث، عن أبي عثمان، عن القاسم، عن عائشة.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1656)، والدارقطني في "السنن" 4/ 249 - 250 و 255 من طريق عبيد الله بن عمر، والدارقطني أيضاً 4/ 250 من طريق عبد الرحمن بن القاسم كلاهما عن القاسم بن محمد، به.

وانظر (24137).

وفي الباب عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلُّ مسكر حرام، ما أسكر كثيره، فقليله حرام". سلف برقم (5648)، وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.

(1)

جاء اسمه في النسخة التي نقل عنها الحافظ: عمرو بن سليمان، فقال في "أطراف المسند" 9/ 208: كذا في الأصل، والمعروف عمرو بن سالم. قلنا: وقال المزي في "التهذيب": اسمه عمرو بن سالم، وقيل: ابن سلم، وقيل: ابن سليم، وقيل: ابن سعد، وقيل: اسمه عمر. ونقل المزي عن أبي =

ص: 485

رَوَى عَنْهُ مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، وَرَوَى عَنْهُ مُطَرِّفُ بْنُ طَرِيفٍ (1)، ورَبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ، وَلَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ.

24425 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: فَقَدْتُهُ مِنَ اللَّيْلِ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ، فَقَالَ:" سَلَامٌ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَأَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ، وَإِنَّا بِكُمْ لَاحِقُونَ، اللهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُمْ وَلَا تَفْتِنَّا بَعْدَهُمْ " تَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم (2).

= عبيد الآجري: سألت أبا داود عن أبي عثمان الأنصاري صاحب حديث القاسم عن عائشة

قال: هذا قاضي مرو، ثقة اسمه عَمرو بن سالم؟ قلت: اسمه عُمر بن سالم؟ قال: عَمرو. قلنا: جزم بأنه "عمرو" شيخ الدارقطني أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، كما ذكر في "السنن" 4/ 255.

وجزم بأنه عمر ابن حبان في "الثقات" والبخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 161 - 162، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، والدولابي في "الكنى" 2/ 26. وقال الترمذي: اسمه عمرو، ويقال: عمر. وقد روى عنه جمع، فقد ذكر المزي من الرواة عنه ستة، ووثقه أبو داود كما سلف، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأحسن الثناء عليه مهدي بن ميمون، ومع ذلك قال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يُدرى من هو!

ورواية الربيع ين صبيح عنه سلفت برقم (24423)، وذكرنا في تخريجها رواية ليث بن أبي سليم، ورواية مهدي بن ميمون عنه سترد برقمي (24432) و (24992).

(1)

في (ظ 8): روى مهدي بن ميمون عنه، ومطرف بن طريف.

(2)

إسناده ضعيف بهذه السياقة لضعف شريك -وهو ابن عبد الله النخعي =

ص: 486

24426 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ السَّائِبِ، عَنْ عَائِشَةَ، رَفَعَتْهُ، قَالَ (1):" صَلَاةُ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ غَيْرَ مُتَرَبِّعٍ (2) "(3).

= - وعاصمِ بن عبد الله -وهو العمري- وبقية رجاله ثقات.

وأخرجه ابن سعد 2/ 203، وأبو داود -كما في "التحفة" 11/ 449 - والنسائي في "المجتبى" 7/ 75، وابن ماجه (1546)، وأبو يعلى (4748) و (4593) و (4620)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(591) من طرق عن شريك، بهذا الإسناد.

وسيرد بالأرقام (24475) و (24612) و (24801) و (25471) و (25855) و (26148).

وقوله: "سلام عليكم دار قوم مؤمنين" وقوله. "وإنا بكم لاحقون" سيرد (25471) بإسناد صحيح.

وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7993)، وإسناده صحيح، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

وقوله: "أنتم لنا فرط" له شاهد من حديث بريدة، سلف 5/ 353 و 359 - 360، وإسناده صحيح.

وقوله: "اللهم لا تحرمنا أجرهم

" ورد من حديث أبي هريرة عند أبي داود (3201) في دعائه صلى الله عليه وسلم على الجنازة.

وانظر الرواية السالفة برقم (8809).

(1)

في هامش (ظ 2) و (هـ): قالت. وفي (م): قالت: قال.

(2)

في (ظ 8): المتربع.

(3)

حديث صحيح لغيره، دون قوله:"غير متربِّع" فزيادة منكرة، فقد تفرَّد بها شريك -وهو ابنُ عبد الله النَّخَعي- وهو سيِّئُ الحفظ، وقد اضطرب أيضاً في إسناد هذا الحديث، كما بسطنا عند الرواية (24325). وإبراهيم بن مهاجر =

ص: 487

24427 -

حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَرَادَ اللهُ عز وجل بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الرِّفْقَ "(1).

= ليس بذاك القوي، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير إبراهيم بن أبي العباس، فقد روى له النسائي، وهو ثقة.

وسلف برقم (24325)، وذكرنا هناك شاهده الذي يصحُّ به.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على هشام بن عروة:

فرواه هيثم بن خارجة -كما في هذه الرواية- وابن وَهْب كما عند البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 416، وأبو توبة- كما عند البيهقي في "الأسماء والصفات"(321)، وأبو معاوية كما عند البيهقي في "الشعب"(6560) أربعتهم عن حفص بن ميسرة، بهذا الإسناد.

وتابع حفصاً أيوب بن سَعْد كما عند البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 416، وعلي بن مسهر كما عند البيهقي في "الشعب"(6561)، كلاهما عن هشام بن عروة، به.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(1493) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن هشام بن عروة، به، بلفظ:"ما كان الرفق في قوم قط إلا نفعهم ولا كان الخرق في قوم قوط إلا ضرهم".

ورواه بشر بن الحكم- فيما أخرجه البيهقي في "الشعب"(6559) عن أبي معاوية، عن هشام بن عروة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، عن أبيه، عن عائشة، بلفظة "لن يقسم الرفق لأهل بيت إلا نفعهم، ولن يتولى عنهم إلا ضرهم".

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 416 من طريق حماد -غير منسوب- عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبيد الله بن معمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً. =

ص: 488

24428 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَنَّ أُمَّ بَكْرٍ، أَخْبَرْتُهُ، أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي الْمَرْأَةِ الَّتِي تَرَى مَا يُرِيبُهَا بَعْدَ الطُّهْرِ: " إِنَّمَا هُوَ عِرْقٌ " أَوْ قَالَ: " عُرُوقٌ "(1).

= وسيأتي نحوه بإسناد صحيح برقم (24734).

وفي الباب عن جابر عند البزار (1965)(زوائد) أورده الهيثمي في "المجمع" 8/ 19، وقال: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح.

قال السندي: قوله: "الرفق" أي: ترك التكلف في المعيشة والاكتفاء بما تيسر، وترك الشدة في المعاملة بينهم.

(1)

إسناده ضعيف لجهالة أم بكر، فقد انفرد بالرواية عنها أبو سلمة، وهو ابن عبد الرحمن، وقال الذهبي في "الميزان": لا تُعرف، وقال الحافظ في "التقريب": لا يُعرف حالها، ثم إنه قد اختُلف في اسمها على يحيى بن أبي كثير:

فرواه عبد الوارث والد عبد الصمد العنبري -كما في هذه الرواية- وعليُّ ابنُ المبارك الهُنَائي -كما في الرواية (25269) و (25803) - كلاهما عن يحيى ابن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أم بكر، عن عائشة.

ورواه شيبان بن عبد الرحمن النحوي، كما في الرواية (26388) -ومعاويةُ بنُ سلام- كما عند البيهقي في "السنن" 1/ 377 - كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أم أبي بكر، عن عائشة. فسمياها: أم أبي بكر، وهو ما صححه الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 108، وأبو حاتم في "العلل" 1/ 50. =

ص: 489

24429 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ - تَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصْبِحُ جُنُبًا ثُمَّ يَغْتَسِلُ، ثُمَّ يَغْدُو إِلَى الصَّلَاةِ، فَأَسْمَعُ قِرَاءَتَهُ، وَيَصُومُ (1).

24430 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ يَقُولُ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَخُو عَائِشَةَ مِنَ الرَّضَاعَةِ عَلَى عَائِشَةَ، فَسَأَلَهَا أَخُوهَا عَنْ غُسْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَعَتْ بِإِنَاءٍ نَحْوًا مِنْ صَاعٍ فَاغْتَسَلَتْ، وَأَفْرَغَتْ عَلَى رَأْسِهَا ثَلَاثًا، وَبَيْنَنَا وَبَيْنَهَا

= وأخرجه أبو داود (293) عن عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج، عن عبد الوارث بن سعيد العنبري والد عبد الصمد، بهذا الإسناد.

وسيأتي (25269) و (25803) و (26388).

وانظر (24145).

قاد السندي: قولها: ترى ما يريبها، بفتح الياء، أي: يوقعها في الريبة أنها طاهرة أو حائضة، والمراد به الدم، أي إذا رأت الدم بعد الطهر وانقطاع الحيض فذاك دم عرق، وليس بحيض.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على الشعبي كما بينا ذلك في الرواية (25675).

وأخرجه الطيالسي (1502)، وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2988) من طريق أبي عباد يحيى بن عباد، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.

وانظر (24062).

ص: 490

الْحِجَابُ (1).

24431 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ صُخَيْرٍ (2)، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " حَرِّمُوا مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا تُحَرِّمُونَ (3) مِنَ الْوِلَادَةِ "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وأبو بكر بن حفص: هو عبد الله بن حفص بن عمر بن سَعْد بن أبي وقاص الزهري، هو مشهور بكنيته.

وأخرجه البخاري (251) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد. ولم يقل: من الرضاعة.

وأخرجه مسلم (320)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 127 من طريقين عن شعبة، به. وزاد مسلم في آخره، وهي عند أبي عوانه 1/ 295 - 296: وكان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يأخذن من رؤوسهن حتى تكون كالوفرة.

وسيأتي برقم (25107).

وانظر (24257).

(2)

جاء في هامش كل من (ظ 2) و (ق) و (هـ): صخر (نسخة).

(3)

في الأصول الخطية: تُحرموا بحذف النون والوجه ما أثبتنا.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، لضعف شريك -وهو ابن عبد الله النَّخَعي- وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يحيى بن إسحاق: هو السَّيلحيني البَجَلي، وأبو بكر بن صُخير: ذكره الحافظ في "التعجيل" وقال: كذا قال في "الإكمال"، وهو ابنُ عبد الله بن أبي الجهم العدوي، واسم أبي الجهم صُخير، فنسب إلى جده، وهو مذكور في "التهذيب" ووهم من أفرده.

قلنا: ووقع في "مطبوع الإكمال": "صخر" بدل: "صخير". =

ص: 491

24432 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنِي مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا أَسْكَرَ مِنْهُ الْفَرْقُ، فَمِلْءُ الْكَفِّ مِنْهُ حَرَامٌ "(1).

24433 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ آمِنَةَ الْقَيْسِيَّةِ قَالَتْ:

= وسلف بإسناد صحيح برقم (24170) بلفظ: "يحرم من الرَّضاع ما يحرم من الولادة".

(1)

إسناده صحيح. أبو عثمان الأنصاري: روى عنه جمع، ووثقه أبو داود، وذكره ابنُ حبان في "الثقات". وسلف الكلام عليه برقم (24424) وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن إسحاق -وهو السَّيلحيني- فمن رجال مسلم.

وأخرجه إسحاق بنُ راهويه (949) و (950) و (952)، وأبو داود (3687)، والترمذي (1866)، وابن الجارود في "المنتقى"(861)، وأبو يعلى (4360)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 216، وابن حبان (5383)، والدارقطني في "السنن" 4/ 255، والبيهقي في "السنن" 8/ 296 من طرق عن مهدي بن ميمون، به. وقرن ابنُ راهويه في (952) بمهدي الربيعَ بن صَبيح، وقال: قال أحدهما: فالأوقية منه. ولفظ رواية ابن راهويه (949): "ما أسكر الفرق، فالحسوة منه حرام".- قال الترمذي: هذا حديث حسن

وقد رواه ليث بن أبي سليم والرَّبيع بن صَبِيح عن أبي عثمان الأنصاري نحو رواية مهدي بن ميمون. وأبو عثمان الأنصاري اسمه عمرو بن سالم، ويقال: عُمر بن سالم أيضاً.

قلنا: سلف من طريق الربيع بن صَبيح عن أبي عثمان برقم (24423)، وذكرنا في تخريجه طريق ليث بن أبي سليم عنه.

ص: 492

سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَشْرَبُوا إِلَّا فِيمَا أُوكِئَ عَلَيْهِ "(1).

24434 -

حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَلَعَنَتْ بَعِيرًا لَهَا، فَأَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُرَدَّ، وَقَالَ: " لَا يَصْحَبُنِي شَيْءٌ

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة آمنة القيسية، فقد ترجم لها الحافظ في "التعجيل"، ولم يذكر في الرواة عنها سوى جعفر بن كيسان، وهو العدوي، وقال الحسيني: لا تعرف. وجعفر بن كيسان من رجال التعجيل كذلك، وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات". يحيى بن إسحاق: هو السَّيْلحيني.

وله شاهد من حديث ابن عباس، وقد سلف برقم (2607)، وإسناده ضعيف.

وآخر من حديث بريدة عند النسائي في "المجتبى" 8/ 311 - 312، ورجال إسناده ثقات، إلا أن في النفس من سماع عيسى بن عبيد الكندي من عبد الله بن بريدة وقفة.

وانظر حديث ابن عمر بن الخطاب السالف برقم (4465)، وقد ذكرنا دليل نسخه ثمة.

وقوله: "فيما أوكي عليه" قال السندي: أي: في الأسقية التي يربط على أفواهها الخيط، وكان هذا في أول الأمر، ثم نسخ.

وقال ابن الأثير في "النهاية" 5/ 223 في شرح حديث "وعليكم بالموكى"، قال: أي السقاء المشدود الرأس، لأن السقاء الموكى قلما يغفل عنه صاحبه لئلا يشتد فيه الشراب فينشق، فهو يتعهده كثيراً.

ص: 493

مَلْعُونٌ " (1).

24435 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ وَالْأَشْيَبُ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ. وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ - قَالَ الْأَشْيَبُ -: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَضَعُ رَأْسَهُ فِي حَِجْرِهَا وَهِيَ حَائِضٌ، فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ (2).

(1) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، سعيد بن زيد -وهو ابن دِرْهم البصري أخو حماد بن زيد- مختلف فيه، وهو حسن الحديث، وعمرو بن مالك -وهو النكري- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه الذهبي في "الميزان"، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق له أوهام. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عارم: هو محمد بن الفضل السدوسي. وأبو الجوزاء هو أوس بن عبد الله الرَّبَعي.

وسيأتي نحوه برقم (25074) وسيكرر (26210) سنداً ومتناً.

وله شاهد من حديث جابر الطويل عند مسلم (3009) وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم لمن لعن بعيره: "أنزل عنه، فلا تصحبنا بملعون".

وآخر من حديث أبي هريرة، سلف برقم (9522)، وإسناده جيد، وقد ذكرنا تتمة شواهده هناك. ونزيد عليها: حديث أنس بن مالك عند أبي يعلى (3622).

قال السندي: قولها: أن يرد، أي أن يصرف إلى أهله كأنه كان لغيرها، أو أن يصرف إلى حاله الأصلي، وهو أن لا يحمل عليه شيء ويترك في الصحراء.

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر (24397)، لكن شيوخ الإمام أحمد في هذا الإسناد هم: موسى بن داود، وهو الضبيِّ، وإسحاق بن عيسى، وهو ابن الطباع، والأشيب، وهو حسن بن موسى.

ص: 494

24436 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَابَنُوسَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الرَّجُلِ يُبَاشِرُ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ؟ قَالَ لَهُ:" مَا فَوْقَ الْإِزَارِ "(1).

24437 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَضَعَ لِحَسَّانَ مِنْبَرًا فِي الْمَسْجِدِ يُنَافِحُ عَنْهُ بِالشِّعْرِ، ثُمَّ يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ اللهَ عز وجل لَيُؤَيِّدُ حَسَّانَ بِرُوحِ الْقُدُسِ يُنَافِحُ عَنْ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم "(2).

(1) إسناده ضعيف، المبارك، وهو ابن فضالة، مدلس ويسوي، وقد عنعن، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير يزيد بن بابنوس، وهو صدوق حسن الحديث كما سلف بيانه في (24029) أبو عمران الجوني: هو عبد الملك بن حبيب الأزدي.

وقد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (24046) بلفظ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يباشر نساءه فوق الإزار، وهن حُيَّض.

وانظر (25542).

(2)

حديث صحيح لغيره دون قوله: "وَضَعَ لحسان منبراً في المسجد"، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن أبي الزناد، وهو عبد الرحمن، وقد انفرد بهذه اللفظة، وهو ممن لا يحتمل تفرده.

فرواه موسى بن داود -كما في هذه الرواية- ومحمد بن سليمان لوين كما عند أبي داود (5015)، وإسماعيل بن موسى، وعلي بن حجر عند الترمذي في "جامعه" عقب الرواية (2846)، وفي "الشمائل" عقب (250) وزكريا بن يحيى كما عند بحشل في "تاريخ واسط" ص 197، وإبراهيم بن عبد الله =

ص: 495

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الهروي كما عند الطبراني في "الكبير"(3580)، وعبد الله بن وَهْب كما عند الطبري في "تهذيب الآثار"(928)(مسند عمر بن الخطاب)، والحاكم 3/ 487 سمعتهم عن ابن أبي الزناد، بهذا الإسناد، وقرن أبو داود والحاكم بأبي الزناد والدِ عبد الرحمن هشامَ بنَ عروة. -وسيأتي من طريق هشام في الرواية التالية-.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، وهو حديث ابن أبي الزناد.

وأخرجه الإسماعيلي في "معجمه"(195)، والسهمي في "تاريخ جرجان"(142) من طريق عمران بن سوار، عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة، عمن حدثه، عن عائشة، فذكره. وعمران بن سوار متروك.

وأخرجه أبو يعلى (4591) من طريق إسماعيل بن إبراهيم الترجماني، عن ابن أبي الزناد، عن عروة، عن عائشة. ولم يذكر فيه أبا الزناد.

وأخرج مسلم (2490)، والطبري في "تهذيب الآثار"(929)(مسند عمر)، والطبراني في "الكبير"(3582)، والبيهقي 10/ 238، وفي "الدلائل" 5/ 50، والبغوي في "تفسيره" 5/ 131 من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة، مرفوعاً ضمن حديث طويل:"إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله".

وأخرجه ابن حبان (7147) من طريق مروان بن عثمان، عن يعلى بن شداد، عن أبيه، عن عائشة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحسان بن ثابت:"إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله". ومروان بن عثمان ضعيف.

وفي الباب عن البراء بن عازب، سلف (18526)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: "ينافح" أي: يدافع، والمنافحة: المدافعة والمضاربة، وكان يؤيده روح القدس لئلا يفحش في الكلام، كذا قيل.

ص: 496

24438 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، مِثْلَهُ (1).

24439 -

حَدَّثَنَا مُوسَى (2)، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، يَعْنِي ابْنَ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ تَدَّانُ (3)، فَقِيلَ لَهَا: مَا لَكِ وَلِلدَّيْنِ؟ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا مِنْ عَبْدٍ كَانَتْ لَهُ نِيَّةٌ فِي أَدَاءِ دَيْنِهِ إِلَّا كَانَ لَهُ مِنَ اللهِ عز وجل عَوْنٌ (4) ". فَأَنَا أَلْتَمِسُ ذَلِكَ الْعَوْنَ (5).

(1) هو مكرر سابقه إلا أن ابن أبي الزناد رواه هنا عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.

وأخرجه أبو داود (5015)، والترمذي في "جامعه"(2846)، وفي "الشمائل"(250)، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 197، والطبري في "تهذيب الآثار"(926) و (928)(مسند عمر بن الخطاب)، والحاكم 3/ 487، والبغوي في "شرح السنة"(3408) من طرق عن ابن أبي الزناد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "تهذيب الآثار"(927)، عن إسماعيل بن موسى، عن هشيم، عن هشام بن عروة، عن أبيه، به.

(2)

وقع في (م) والنسخ الخطية عدا (ظ 8): مؤمَّل، والمثبت من (ظ 8) وهامش (هـ)، و"أطراف المسند" 9/ 227، وظاهرٌ من الأسانيد السابقة أن الحديث من رواية أحمد عن شيخه موسى بن داود الضِّبِّي.

(3)

في (م): تداين، وهو خطأ.

(4)

في (ظ 8) وهامش (هـ): عوناً.

(5)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، محمد بن علي -وهو =

ص: 497

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أبو جعفر الباقر- لم يسمع من عائشة، وقد اختلف عليه فيه، كما سيرد. ورجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الطيالسي (1524) - ومن طريقه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4288)، والبيهقي في "السنن" 5/ 354. وأخرجه إسحاق بن راهويه (1111) عن يحيى بن آدم، و (1112) عن الملائي -وهو الفضل بن دُكين- والحاكم 2/ 22، والبيهقي في "السنن" 5/ 354 أيضاً من طريق حجَّاج بن مِنهال، أربعتُهم عن القاسم بن الفضل، بهذا الإسناد، وسكت عنه الحاكم والذهبي. وتفرَّد يحيى بنُ آدم بنسبة محمد بن علي بالسلمي.

واختلف فيه على محمد بن علي:

فأخرجه ابن ماجه (2409)، والحاكم 2/ 22، والبيهقي في "السنن" 5/ 355 من طريق جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن عبد الله بن جعفر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وكان اللهُ مع الدائن حتى يقضيَ دَيْنَه، ما لم يكن فيما يكرهه الله". قال الحاكم: هذا صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي، وصحَّحَه البوصيري في "الزوائد". وقال الحافظ في "الفتح" 5/ 54: إسناده حسن، لكن اختُلف فيه على محمد بن علي.

وأخرجه بنحوه الطبراني في "الأوسط"(7604) من طريق إسحاق بن إبراهيم المعروف بشاذان، عن سعيد بن الصلت، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديثَ عن هشام بن عروة، إلا سعيد بنُ الصلت، ولا رواه عن سعيد إلا شاذان. قلنا: وهذا إسناد حسن. شاذان إسحاق بن إبراهيم روى عنه جمع، وقال ابن أبي حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وسعيد بن الصلت -واسمه في "السير" 9/ 317: سعد- هو جد شاذان لأمه، كوفي من طبقة وكيع، ولي قضاء شيراز مدة، روى عنه جمع، وقال الذهبي: هو صالح الحديث، وما علمت لأحد فيه جرحاً. قلنا: وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. =

ص: 498

24440 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ مِنَ الدُّنْيَا ثَلَاثَةٌ: الطَّعَامُ، وَالنِّسَاءُ، وَالطِّيبُ، فَأَصَابَ ثِنْتَيْنِ، وَلَمْ يُصِبْ وَاحِدَةً، أَصَابَ النِّسَاءَ وَالطِّيبَ، وَلَمْ يُصِبِ الطَّعَامَ (1).

= وأخرجه بنحوه الطبراني أيضاً في "الأوسط"(5218)، والحاكم 2/ 22، والبيهقي في "السنن" 5/ 354 من طريق محمد بن عبد الرحمن بن المجبر، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة. قال الحاكم: صحيح الإسناد. فتعقبه الذهبي بقوله: ابن مجبر وهّاه أبو زُرعة، وقال النسائي: متروك، لكن وثقه أحمد. قلنا: لم يشر الذهبي في "الميزان" إلى توفيق أحمد له، وزاد: قال يحيى: ليس بشيء، وقال الفلاس: ضعيف، وقال البخاري: سكتوا عنه.

وسيأتي بالأرقام: (24679) و (24993) و (25977) و (26127).

وبنحوه من طريق ورقاء بنت هراب، عن عائشة برقم (26187)، وورقاء مجهولة الحال.

وله شاهد من حديث ميمونة عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" برقم (4286) من طريق عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ميمونة. وهو صحيح إن ثبتَ سماع عبيد الله بن عتبة من ميمونة. وهو عند أحمد في "المسند" 6/ 332 و 335 من طريق آخر عن ميمونة، وإسناده ضعيف.

وآخر بنحوه من حديث أبي هريرة عند البخاري (2387) بلفظ: "من أخذ من أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله"، وسلف برقم (8733).

(1)

إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن عائشة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن عبد الله: هو أبو أحمد الزبيري، وإسرائيل: هو ابن يونس ابن أبي إسحاق السبيعي. =

ص: 499

24441 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا مِنَ امْرِئٍ تَكُونُ لَهُ صَلَاةٌ بِاللَّيْلِ، فَيَغْلِبُهُ عَلَيْهَا نَوْمٌ إِلَّا كَتَبَ اللهُ عز وجل لَهُ أَجْرَ صَلَاتِهِ، وَكَانَ نَوْمُهُ ذَلِكَ صَدَقَةً "(1).

24442 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَسَمِعَ صَوْتَ صَبِيٍّ يَبْكِي، فَقَالَ:" مَا لِصَبِيِّكُمْ هَذَا يَبْكِي، هَلَّا (2) اسْتَرْقَيْتُمْ لَهُ مِنَ الْعَيْنِ؟ "(3).

= وأخرجه ابنُ سَعْد 1/ 398 من طريق الفضل بن دكين، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12293) بلفظ:"حُبِّبَ إليَّ النّساءُ والطِّيْبُ، وجُعِلَ قُرَّةُ عيني في الصلاة".

قال السندي: قولها: الطعام، أي: توسعة على الأهل والجيران. قولها: ثنتين، أي: حاجتين.

(1)

حديث حسن لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (24341). حسين: هو ابن محمد بن بهرام المروذي. وأبو أويس: هو عبد الله ابن عبد الله المدني.

(2)

في (م): فهلا.

(3)

إسناد ضعيف لضعف أبي أويس: وهو عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. حسين: هو ابن محمد =

ص: 500

24443 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا. وَحُسَيْنٌ (1) قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ (2) حَبِيبِ بْنِ هِنْدٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ أَخَذَ السَّبْعَ الْأُوَلَ، فَهُوَ حَبْرٌ "(3).

= ابن بهرام المرُّوذي، وعبد الله بن أبي بكر: هو ابن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري.

وقد سلف برقم (24345) من طريق عبد الله بن شداد، عن عائشة، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها أن تسترقي من العين، وإسناده صحيح.

(1)

في (م) و (ق): أخبرنا حسين، والمثبت من (ظ 8) و (ظ 2) و (هـ).

(2)

في (م): بن، وهو خطأ.

(3)

إسناده حسن، عمرو -وهو ابن أبي عمرو مولى المطلب بن عبد الله ابن حنطب- مختلف فيه، وهو حسن الحديث، وحبيب بن هند الأسلمي من رجال "التعجيل"، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سليمان بن داود: هو العتكي الزهراني، وحسين: هو ابن محمد بن بهرام المروذي، وإسماعيل بن جعفر: هو ابن أبي كثير الأنصاري.

وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 120، وابن نصر المروزي في "قيام الليل" ص 73، وابن الضريس في "فضائل القرآن"(72)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1378)، والحاكم 1/ 564، والبيهقي في "الشعب"(2415)، والبغوي في "شرح السنة"(1203) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.

وأخرجه سعيد بن منصور في "السنن"(69)، وابن راهويه (857)، والبزار (2327)(زوائد)، والفريابي في "فضائل القرآن"(65)، والطحاوي في "شرح =

ص: 501

24444 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ. [قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ]: وَهَذَا أَرَى أَنَّ فِيهِ: عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، وَلَكِنْ كَذَا كَانَ فِي الْكِتَابِ، فَلَا أَدْرِي أَغْفَلَهُ أَبِي أَوْ كَذَا هُوَ مُرْسَلٌ (1)؟.

24445 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوَتْرِ مِنَ الْعَشْرِ "(2).

= مشكل الآثار" (1377)، والبغوي في "شرح السنة" (1203) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمرو بن أبي عمرو، به.

وسيأتي برقم (24531)، وانظر ما بعده.

قال السندي: قوله: "السبع الأول" أي: السور السبع التي هي أول القرآن.

قوله: "حبر" بفتح أو كسر فسكون، أي: عالم.

(1)

حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن أبي الزناد، وهو عبد الرحمن، ثم الظاهر أن فيه انقطاعاً كما أشار إلى ذلك عبد الله بن أحمد في إسناده، إذ إن عبد الرحمن بن أبي الزناد لا يروي عن الأعرج، وهو عبد الرحمن بن هرمز، بينهما والد عبد الرحمن، وهو عبد الله بن ذكوان أبو الزناد.

وانظر ما قبله.

(2)

إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان -وهو ابن داود الهاشمي- فمن رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري في "خلق أفعال العباد" وهو ثقة. إسماعيل: هو ابن جعفر، وأبو سهيل: هو نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي. =

ص: 502

24446 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: كَيْفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَمَضَانَ؟ فَقَالَتْ: مَا كَانَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلَا تَسْأَلْ (1) عَنْ طُولِهِنَّ وَحُسْنِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلَا تَسْأَلْ (2) عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ؟ قَالَ:" يَا عَائِشَةُ، إِنَّ عَيْنِي تَنَامُ (3) وَلَا يَنَامُ قَلْبِي "(4).

24447 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ

= وأخرجه البخاري (2017) عن قتيبة بن سعيد، والبيهقي في "شُعب الإيمان"(3672) من طريق أبي الربيع الزهراني سليمان بن داود العتكي، كلاهما عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.

وسلف من طريق عروة عن عائشة برقم (24233).

(1)

في (ظ 8) وهامش (ظ 2) و (هـ) و (ق): فلا تسل.

(2)

في (ظ 8) وهامش (هـ) فلا تسل.

(3)

في (ظ 2) و (هـ) و (ق): تنامان. يعني على تثنية العين، وهو الموافق لرواية (24732).

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، إسحاق بن عيسى: وهو ابن الطباع من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

قال السندي: قولها: يصلي أربعاً، أي: بسلام واحد، أو بسلامين، وجمعها في العدد لاشتراكها في مقدار الطول، وقد سبق الحديث، والله تعالى أعلم.

ص: 503

ابْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ أَنْ يُنْتَفَعَ بِجُلُودِ الْمَيْتَةِ إِذَا دُبِغَتْ (1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة والدة محمد بن عبد الرحمن ابن ثوبان، فقد تفرَّد بالرواية عنها ابنُها محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، وذكرها ابنُ حبان في "الثِّقات" كعادته في توثيق المجاهيل. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير إسحاق -وهو ابن عيسى ابن الطباع- فمن رجال مسلم، وهو ثقة.

وهو عند مالك في "الموطأ" 2/ 498، ومن طريقه أخرجه ابن المبارك في "مسنده"(207)، والطيالسي (1568)، والشافعي في "المسند" 1/ 27، وعبد الرزاق (191)، وابن أبي شيبة 8/ 380، والدارمي (1987)، وأبو داود (4124)، والنَّسائي في "المجتبى" 7/ 176، وفي "الكبرى"(4578)، وابن ماجه (3612)، وابن حبان (1286)، والبيهقي في "السنن" 1/ 17، وفي "معرفة السنن والآثار" 1/ 244. وتحرَّف في مطبوعي النسائي قوله: عن أمه، إلى: عن أبيه، وانظر "تحفة الأشراف" 12/ 444.

وخالفه ابن أبي ذئب، كما في "مسند" ابن المبارك برقم (206)، فرواه عن الحارث بن عبد الرحمن، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن عائشة أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم افتقد عناقاً كانت عندهم، فأخبروه أنها ماتت، فقال:"ألا أخذتُم إهابَها فاستمتعتُم به". ولم يذكر أمَّ ابن ثَوْبان في الإسناد.

وسيأتي بالأرقام (24730) و (25157) و (25196) وبنحوه برقم (25214).

وله شاهد من حديث ابن عباس عند مسلم (363)، وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ بشاةٍ مَيْتَةٍ لمولاة ميمونة، فقال:"هلَّا أخذتُم إهابها فدبغتُموه، فانتفعتم به؟ ".

وفي الباب كذلك عن ابن عباس بملف برقم (1895) بلفظ: "أيُّما إهابٍ =

ص: 504

24448 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي يُونُسَ مَوْلَى عَائِشَةَ قَالَ: أَمَرَتْنِي عَائِشَةُ أَنْ أَكْتُبَ لَهَا مُصْحَفًا، قَالَتْ: إِذَا بَلَغْتَ إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238] فَآذِنِّي، فَلَمَّا بَلَغْتُهَا آذَنْتُهَا، فَأَمْلَتْ عَلَيَّ:" حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَصَلَاةِ الْعَصْرِ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ " قَالَتْ: سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

= دبغ، فقد طَهُر". وإسناده صحيح على شرط مسلم.

وعن سَلَمة بنِ المُحَبِّق، سلف برقم (15908).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، إسحاق: وهو ابن عيسى ابن الطباع من رجاله، وأبو يونس مولى عائشة: روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه الحافظان الذهبي وابن حجر. وأخرج له مسلم هذا الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 138 - 139، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "السنن"(25)، ومسلم (629)، وأبو داود (410)، والترمذي (2982)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 236، وفي "الكبرى"(366) و (11046) -وهو في "التفسير"(66) - وأبو عوانة 1/ 353، وابن أبي داود في "المصاحف" ص 84، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 172، والبيهقي في "السنن" 1/ 462، وفي "معرفة السنن والآثار" 2/ 304، والبغوي في "شرح السنة"(386)، والمزي في "تهذيب الكمال" في (ترجمة أبي يونس مولى عائشة). قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وسيرد برقم (25450).

وفي الباب عن ابن مسعود سلف برقم (3716) وفيه: "حبسونا عن صلاة الوسطى حتى غابت الشمس" وذكرنا فيه بقية أحاديث الباب. =

ص: 505

24449 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَزْرَةَ الْقَاصُّ، عَنْ عَبْدِ (1) اللهِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ

= قلنا: وقول عائشة في هذا الحديث: "وصلاة العصر" يوهم أن هذه الجملة من القرآن، وهي ليست منه يقيناً لأن خبر الواحد لا يثبت به قرآن، ولهذا لم يثبتها أمير المؤمنين عثمان بن عفان في المصحف الإمام، ولا قرأ يذلك أحد من القراء الذين ثبتت الحجة بقراءتهم، لا من السبعة ولا من غيرهم، على أنه قد جاءت آثار عن عائشة رضي الله عنها تفيد أن ما قالته هو تفسير لقوله تعالى:{والصلاة الوسطى} ، فقد روى الطبري (5393) عن حميدة مولاة عائشة، قالت: أوصت عائشة لنا بمتاعها، فوجدت في مصحف عائشة:"حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى" وهي العصر، وقوموا لله قانتين. وروى أيضاً (5396) عن القاسم بن محمد عن عائشة في قوله:"الصلاة الوسطى"، قالت: صلاة العصر.

وفيه ايضاً (5397): من طريق هشام بن عروة، عن أبيه عروة، قال: كان في مصحف عائشة: "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى" وهي صلاة العصر.

وفيه أيضاً (5401): عن أبي أيوب، عن عائشة أنها قالت: الصلاة الوسطى صلاة العصر.

وتفسير الصلاة الوسطى بالعصر ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي خرجه مسلم في "صحيحه"(627)(205) عن علي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب: "شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر"، وهو قول ابن مسعود وأُبي بن كعب وأبي أيوب وسمرة بن جندب وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وحفصة وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير وطاووس والضحّاك والنخعي وعبيد بن عمير وزر بن حبيش وقتادة وأبي حنيفة ومقاتل في آخرين.

ذكر ذلك ابن الجوزي في "زاد المسير" 1/ 283 بتحقيقنا، وقال: هو مذهب أصحابنا -يريد الحنابلة-. قلنا: وإليه ذهب الطبري والدمياطي وابن كثير وأكثر أهل الأثر.

(1)

في (م): عبيد، وهو خطأ.

ص: 506

عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدُكُمْ بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ، وَلَا وَهُوَ يُدَافِعُهُ الْأَخْبَثَانِ "(1).

24450 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ مِنْ آلِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ " صَنَعَ أَمْرًا عَلَى (2) غَيْرِ أَمْرِنَا، فَهُوَ مَرْدُودٌ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. إسماعيل: هو ابن جعفر بن أبي كثير الأنصاري.

وأخرجه مسلم (560)، والبيهقي في "السنن" 3/ 71 - 72، والبغوي في "شرح السنة"(801) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24166).

(2)

في (م): من.

(3)

إسناده صحته على شرط مسلم. إسحاق بن عيسى، وعبد الله بن جعفر من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" ص 43، ومسلم (1718)(18)، وأبو داود (4606)، وأبو عوانة 4/ 18، والدارقطني 4/ 227 من طرق عن عبد الله بن جعفر، بهذا الإسناد، بلفظ:"من أحدَثَ في أمرنا هذا ما ليس فيه، فهو رَدٌ". لفظ مسلم.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(52) من طريق مروان بن محمد، و (53)، والدارقطني 4/ 227، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 173 من طريق عبد الواحد بن أبي عون، كلاهما عن سعد بن إبراهيم، به.

قال أبو نعيم: هذا حديثٌ صحيحٌ ثابتٌ من حديث سعد، عن القاسم، متفق عليه، غريبٌ من حديث عبد الواحد بن أبي عون، ورواه عن سعد عدةٌ، =

ص: 507

24451 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي الزِّنَادِ - عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ فِرَاشُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَدَمًا، وَحَشْوُهُ لِيفٌ (1).

24452 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، يَعْنِي الْعَطَّارَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ شَبِعَ النَّاسُ مِنَ الْأَسْوَدَيْنِ: الْمَاءِ وَالتَّمْرِ (2).

= منهم عبد الله بن جعفر المخرمي، وابنه إبراهيم بن سعد في آخرين. قلنا: سيرد من طريق إبراهيم بن سعد عن أبيه برقمي: (26033) و (26329).

وأخرجه الدارقطني 4/ 227 من طريق زُفر بن عقيل الفهري، عن القاسم، به.

وسيرد كذلك بالأرقام: (25128) و (25472) و (26191).

وفي الباب عن جابر، سلف برقم (14334)، وفيه:"وشرُّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلُّ بِدْعةٍ ضَلالةٌ".

وعن العِرْباض بن سارية، سلف برقم (17144).

قال السندي: قوله: على غير أمرنا، أي: على طريق تُخالفُ دِيننا.

فهو مردود، أي: يجب على الناس أن يردوه ولا يقبلوه ولا يتبعوه فيه.

(1)

حديث صحيح، عبد الرحمن بن أبي الزناد -حسن الحديث في المتابعات- وقد توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير إسحاق: وهو ابن عيسى، ابن الطباع- فمن رجال مسلم.

وقد سلف برقم (24209).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق -وهو ابنُ عيسى، ابن الطباع- فمن رجال مسلم، داود العطار: هو =

ص: 508

24453 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنِي لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ (1) قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: أَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، أَوْ مِنْ آخِرِهِ؟ فَقَالَتْ: كُلُّ ذَلِكَ كَانَ يَفْعَلُ، رُبَّمَا أَوْتَرَ أَوَّلَ اللَّيْلِ، وَرُبَّمَا أَوْتَرَ آخِرَهُ. قُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الْأَمْرِ سَعَةً. قُلْتُ: كَيْفَ كَانَتْ قِرَاءَتُهُ، يُسِرُّ أَوْ يَجْهَرُ؟ قَالَتْ: كُلُّ ذَلِكَ كَانَ يَفْعَلُ، رُبَّمَا (2) أَسَرَّ، وَرُبَّمَا جَهَرَ. قَالَ: قُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الْأَمْرِ سَعَةً. قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ فِي الْجَنَابَةِ، أَكَانَ يَغْتَسِلُ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ، أَوْ يَنَامُ قَبْلَ أَنْ يَغْتَسِلَ؟ قَالَتْ: كُلُّ ذَلِكَ كَانَ يَفْعَلُ، رُبَّمَا اغْتَسَلَ، فَنَامَ، وَرُبَّمَا تَوَضَّأَ، وَنَامَ. قَالَ: قُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الْأَمْرِ سَعَةً (3).

= ابنُ عبد الرحمن، ووالدة منصور بن عبد الرحمن: هى صفية بنت شيبة العبدريّة.

وأخرجه مسلم (2975)(30)، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 347 من طريقين عن داود بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1066)، والبخاري (5383) من طريقين، عن منصور بن عبد الرحمن، به.

وسيأتي بالأرقام (24963) و (25245) و (25629) و (25801).

(1)

في (ظ 8): عبد الله بن أبي قيس. قلنا: وهو قول آخر فيه.

(2)

في (ظ 8): وربما.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، ليث بن سعد وعائشة أم المؤمنين من رجال الشيخين، وبقية رجاله ثقات رجال مسلم. إسحاق: هو ابن عيسى، ابن الطباع، وعبد الله بن قيس -ويقال: ابن أبي قيس- هو أبو الأسود النصري =

ص: 509

24454 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا تُقْبَضُ نَفْسُهُ ثُمَّ يَرَى الثَّوَابَ، ثُمَّ تُرَدُّ إِلَيْهِ، فَيُخَيَّرُ بَيْنَ أَنْ تُرَدَّ إِلَيْهِ إِلَى أَنْ يَلْحَقَ " فَكُنْتُ قَدْ حَفِظْتُ ذَلِكَ مِنْهُ، فَإِنِّي لَمُسْنِدَتُهُ إِلَى صَدْرِي، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ حَتَّى مَالَتْ عُنُقُهُ، فَقُلْتُ: قَدْ قَضَى. قَالَتْ: فَعَرَفْتُ الَّذِي قَالَ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ حَتَّى ارْتَفَعَ، فَنَظَرَ، قَالَتْ: قُلْتُ (1): إِذَنْ وَاللهِ لَا يَخْتَارُنَا، فَقَالَ:" مَعَ الرَّفِيقِ الْأَعْلَى فِي الْجَنَّةِ {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ، وَالصِّدِّيقِينَ} "[سورةالنساء: 69] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ (2).

= الحمصي، مولى عطية بن عازب -ويقال: ابن عفيف- النصري.

وأخرجه مسلم -بقصة الغسل من الجنابة- (3071)(26)، وأبو داود (1437) والترمذي (449) و (2924)، والحاكم 1/ 153، والبيهقي في "السنن" 1/ 200 من طرق عن الليث ين سعد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم -بقصة الغسل من الجنابة أيضاً- (307)، وابن خزيمة -مفرقاً- 259 و (1081) و (1601)، وأبو عوانة 1/ 278 و 2/ 308 من طريق عبد الله بن وهب، والطبراني في "الشاميين"(1917) من طريق عبد الله بن صالح، كلاهما عن معاوية بن صالح، به.

وسيرد برقم (25160).

وسلف من طريق غضيف بن الحارث عن عائشة برقم (24202).

وانظر الحديث (24188).

(1)

في (ظ 2) و (ق). حتى ارتفع، قالت: فنظر فسألت قلت.

(2)

إسناده ضعيف لانقطاعه، المطلب بن عبد الله -وهو ابن حنطب- لم =

ص: 510

24455 -

حَدَّثَنَا (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ حَمَلَ مِنْ أُمَّتِي دَيْنًا، ثُمَّ جَهِدَ فِي قَضَائِهِ، فَمَاتَ، وَلَمْ يَقْضِهِ، فَأَنَا وَلِيُّهُ "(2).

= يدرك عائشة. وكثير بن زيد، وهو الأسلمي، مختلف فيه وهو حسن الحديث، محمد بن عبد الله بن الزبير: هو أبو أحمد الزبيري.

وأخرجه ابن سعد 2/ 229 عن محمد بن عبد الله بن الزبير، بهذا الإسناد.

وسيأتي نحوه بإسناد صحيح برقم (24583).

قال السندي: قوله: "إلا تقبض نفسه" أي: تغفل عن الدنيا وتغيب بنوم أو بوجه آخر، فلا يلزم تعدد الموت.

قوله: "أن ترد إليه" أي: نفسه.

قوله: "إلى أن يلحق" من اللحوق، أي: بالأموات، أي: وبين أن يموت في ذلك الوقت.

قوله: قد قضى، على بناء الفاعل، أي: أجله، وهو كناية عن الموت.

(1)

جاء هذا الإسناد في (م) مقلوباً، ففيها: حدثنا سعيد- يعني ابن أبي أيوب، حدثنا عبد الله بن يزيد، وجاء على الصواب في النسخ الخطية، وفي الرواية الآتية برقم (25211).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن اختلف فيه على الزهري، عبدُ الله بن يزيد: هو أبو عبد الرحمن المقرئ، وعُقَيْل: هو ابن خالد الأَيلي، وأبو سلمة: هو ابنُ عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه ابن راهويه (1063)، وعبد بن حميد في "المنتخب"(1522)، وأبو يعلى (4838)، والطبراني في "الأوسط"(9334)، والبيهقي في "السنن" 7/ 22، وفي "الشعب"(5551) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد. وقرنوا -سوى الطبراني- بعُقَيلٍ يونس بنَ يزيد الأَيليَّ، وقرن ابنُ راهويه بهما ثالثاً لم يسمِّه، ولعله ابنُ سمعان، فقد قال الطبراني عقب روايته: =

ص: 511

24456 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُبَارَكُ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ مُعَاذَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي مِنَ الضُّحَى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ (1).

= لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا عُقيل ويونس وابنُ سمعان.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/ 132، ونسبه إلى أحمد وأبي يعلى والطبراني في "الأوسط"، وقال: ورجال أحمد رجال الصحيح.

وسيكرر سنداً ومتناً برقم (25211).

وقد رواه الليث بن سعد عند البخاري (2298) عن عُقيل، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وعنده كذلك برقم (6731) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، به، بلفظ: "أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن مات وعليه دين ولم يترك وفاء فعلينا قضاؤه

".

وقد سلف برقم (7899) من طريق ابن أبي ذئب، عن الزهري، به.

وتابعهم ابن أخي الزهري، عن الزهري، به عند مسلم (1619)(14).

وخالفهم معمر، فرواه عن الزهري، عن أبي سلمة، عن جابر، وقد سلف برقم (14158).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، لجهالة حال أم المبارك بن فضالة، فإنا لم نقف لها على ترجمة فيما بين أيدينا من مصادر، ولم يترجم لها كذلك الحسيني في "الإكمال" ولا الحافظ في "التعجيل" وهي على شرطهما. وقد توبعت، والمبارك بن فضالة يدلس ويسوي ولم يصرح بالتحديث إلا عن أمه في الرواية (25232)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حسين ابن محمد: هو ابن بهرام المروذي.

وأخرجه إسحاق (3191) عن النضر، عن مبارك بن فضالة، بهذا الإسناد. =

ص: 512

24457 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (1): " يَا عَائِشَةُ إِنَّ أَوَّلَ مَنْ يَهْلِكُ (2) مِنَ النَّاسِ قَوْمُكِ "، قَالَتْ: قُلْتُ: جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ، أَبَنِي تَيْمٍ؟ قَالَ:" لَا، وَلَكِنْ هَذَا الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ، تَسْتَحْلِيهِمْ الْمَنَايَا، ويَنْفَسُ الناسُ عَنْهُمْ (3)، أَوَّلَ النَّاسِ هَلَاكًا " قُلْتُ: فَمَا

= وسيكرر برقم (25232).

وسيرد بالأرقام (24638) و (24889) و (24924) و (25123) و (25348) و (25349) و (25388) و (26287) بأسانيد صحيحة. وانظر (24745)، و (24551).

وفي الباب: عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11155).

وعن عقبة بن عامر، سلف برقم (17390).

وعن زيد بن أرقم، سلف برقم (19270).

وعن عتبان بن مالك، سلف برقم (23773).

وعن أبي الدرداء، سيرد 6/ 440.

وعن أم هانئ، سيرد 6/ 450.

(1)

في (ق) وهامش (ظ 2): قال رسول الله.

(2)

في (ق) و (ظ 2): هلك.

(3)

كذا في الأصول "عنهم" والجادة "عليهم" كما في الروايتين الآتيتين، وفي المصادر التي خرجت الحديث ويمكن توجيه ما هنا على أن "عنهم" بمعنى "عليهم" كما في قوله تعالى:{فمن يبخل فإنما يبخل عن نفسه} وقول ذي الأصبع:

لاهِ ابنُ عَمِّك لا أفضلت في حسبٍ

عني ولا أنتَ ديَّاني فتخزوني

ومعنى: ينفس الناس عليهم، أي: يحسدونهم، يقال: نَفِسَ عليه فلان =

ص: 513

بَقَاءُ النَّاسِ بَعْدَهُمْ؟ قَالَ: " هُمْ صُلْبُ النَّاسِ، فَإِذَا هَلَكُوا هَلَكَ النَّاسُ (1) "(2).

= ينْفَسُ نَفَساً ونفاسة، أي: حسده.

(1)

لفظ "الناس" ليس في (م).

(2)

إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن المؤمل، وهو ابن وهب الله القرشي المخزومي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه البزار (2789)(زوائد)، والطبري في "تهذيب الآثار"(185)(مسند علي)، والطبراني في "الأوسط"(3090) من طريق موسى بن داود، بهذا الإسناد.

قال البزار: لا نعلمه يروى عن عائشة بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن ابن أبي مليكة إلا عبد الله بن المؤمل.

وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "السنة"(1537)، والبزار (2790) من طريق مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة، به. ومجالد ضعيف.

وأخرجه الدولابي في "الكنى" 2/ 22 قال: حدثنا بعض أصحابنا فذكره من طريق محمد بن علي، عن عائشة. مختصراً.

وأخرجه ابنُ عدي في "الكامل" 3/ 894 من طريق خالد بن عبد الرحمن بن سلمة بن هشام، عن أبيه عن جده، عن عروة عن عائشة، به. وخالد بن عبد الرحمن متروك.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 28، وقال: رواه أحمد والبزار ببعضه، والطبراني في "الأوسط" ببعضه أيضاً -يعني بعض الرواية الآتية برقم (24519) - وإسناد الرواية الأولى عند أحمد رجال الصحيح، وفي بقية الروايات مقال.

وسيرد نحوه برقم (24519) و (24596) مطولاً.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف (8437)، ولفظه: "أسرع قبائل العرب =

ص: 514

24458 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَابِرٌ أَنَّ أُمَّ كُلْثُومٍ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهَا: أَنَّهَا وَالنَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَعَلَا ذَلِكَ، ثُمَّ اغْتَسَلَا مِنْهُ يَوْمًا (1).

= فناءً قريش، ويوشك أن تعبر المرأة بالنعل، فتقول:"إن هذا نعل قرشي".

قال السندي: قولها: أبني تيم؟ على الاستفهام، أي: أتريد قومي بني تيم، وعلى هذا فقوله:"هذا الحي" بالنصب.

قوله: "تستحليهم" من استحليته، رأيته أو وجدته حلواً أي: تغلبهم المنايا كما يغلب الآكل على ما وجده حلواً.

(1)

حديث صحيح، ابن لهيعة -وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. موسى: هو ابن داود.

وأخرجه الدارقطني 1/ 112 من طريق عبد الله بن وهب، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24391).

وانظر ما بعده.

قال السندي: قولها: فعلا ذلك، أي. الجماع بلا إنزال.

ص: 515