المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

مسند الإمام أحمد بن حنبل (164 - 241 هـ) حقَّق هذا الجزء - مسند أحمد - ط الرسالة - جـ ٤٢

[أحمد بن حنبل]

فهرس الكتاب

مسند الإمام أحمد بن حنبل

(164 - 241 هـ)

حقَّق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلَّق عليه

شعيب الأرنَؤُوط - محمد نعيم العرقِسُوسي - إبراهيم الزّيبَق

محمد بَرَكات

الجزء الثاني والأربعون

مؤسسة الرسالة

ص: 1

25082 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ ذَرِيحٍ، عَنِ الْبَهِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أُسَامَةَ عَثَرَ بِعَتَبَةِ الْبَابِ، فَدَمِيَ. قَالَ: فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَمُصُّهُ وَيَقُولُ: " لَوْ كَانَ أُسَامَةُ جَارِيَةً، لَحَلَّيْتُهَا، وَلَكَسَوْتُهَا حَتَّى أُنْفِقَهَا "(1).

(1) حديث حسن بطرقه، وهذا إسناد ضعيف لضعف شَريك، وهو ابن عبد الله النَّخَعي. وقد اختُلف في سماع البهيّ -وهو عبد الله مولى مصعب بن الزبير- من عائشة، فنفاه أحمد، وأثبته البخاري، وقال العلائي في "جامع التحصيل": أخرج مسلم لعبد الله البهيّ عن عائشة حديثاً، وكأن ذلك على قاعدته. قلنا: قد أخرجه بالعنعنة، وبقية رجاله ثقات.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 61 - 62، وابن أبي شيبة 12/ 139 - 140، وابن ماجه (1976)، وأبو يعلى (4597)، وابن حبان (7056)، والبيهقي في "شُعب الإيمان"(11017)، وابن الأثير في "أسد الغابة"(في ترجمة أسامة) من طرق عن شريك، به.

وأخرجه ابن سعد 4/ 62 عن يحيى بن عباد، حدثنا يونس بن أبي إسحاق، حدثنا أبو السفر، قال: بينما رسول اللّه صلى الله عليه وسلم جالس هو وعائشة وأسامة عندهم، إذْ نظرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في وجه أسامة، فضحك، ثم قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:"لو أن أسامة جارية، لحلَّيتها، وزينتها حتى أُنفقها"، ورجاله ثقات رجال الشيخين، غير أنه مرسل، أبو السفر: هو سعيد بن يُحْمِد الهمداني الكوفي.

وأخرجه بنحوه أبو يعلى (4458) من طريق هشيم، عن مجالد، عن =

ص: 7

25083 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صَوْمِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَتْ: مَا عَلِمْتُهُ صَامَ شَهْرًا حَتَّى يُفْطِرَ مِنْهُ، وَلَا أَفْطَرَ حَتَّى يَصُومَ مِنْهُ، حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ (1).

25084 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ (2)، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلْتُ، وَمِنْ شَرِّ مَا لَمْ أَعْمَلْ "(3).

= الشعبي، عن عائشة. ومجالد -وهو ابن سعيد- ضعيف، والشعبي لم يسمع من عائشة.

وسيرد برقم (25861).

وقد فاتنا ان نحسنه في "السير" 2/ 501 بالطريقين المسندين وبمرسل أبي السفر، فيستدرك من هنا.

قال السندي: قوله: "لحليتها" من التحلية، أي: لبستها الحُلي.

أُنَفِّقها، بالتشديد، أي: أُروِّجها بين الأزواج، كأنه قال ذلك لعدم حسن صورته.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (24334) سنداً ومتناً.

(2)

في (م): حدثنا شريك، حدثنا وكيع.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك: هو ابن عبد الله النخعي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق: هو السَّبيعي.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1357) من طريق أحمد بن بكر الباهلي، عن شريك، بهذا الإسناد.

وقد سلف بإسنادٍ صحيح برقم (24033)، وسيكرر (26205).

ص: 8

25085 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِي عُذْرَةَ: رَجُلٍ كَانَ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْحَمَّامَاتِ لِلرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، ثُمَّ رَخَّصَ لِلرِّجَالِ فِي الْمَآزِرِ، وَلَمْ يُرَخِّصْ لِلنِّسَاءِ (1).

25086 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: إِنَّمَا هِيَ سُهَيْلَةُ بِنْتُ سَهْلٍ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَهَا بِالْغُسْلِ لِكُلِّ صَلَاةٍ، فَلَمَّا شَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهَا أَمَرَهَا أَنْ تَجْمَعَ الظُّهْرَ (2) وَالْعَصْرَ بِغُسْلٍ وَاحِدٍ، وَبَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِغُسْلٍ وَاحِدٍ، وَأَنْ تَغْتَسِلَ لِلصُّبْحِ (3).

25087 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى (4) أَنْ يُمْنَعَ نَقْعُ الْبِئْرِ. قَالَ يَزِيدُ: يَعْنِي: فَضْلَ الْمَاءِ (5).

(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (25006) غير شيخ أحمد، فهو هنا وكيع، وهو ابن الجراح الرُّؤاسي، وهو هناك عفَّان بن مسلم.

وأخرجه ابن ماجه (3749) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وانظر لزاماً التعليق على حديث أبي هريرة السالف برقم (8275).

(2)

في هامش (ظ 8) بين الظهر ..

(3)

حديث ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (24879).

(4)

في (ظ 8): ينهى.

(5)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن إسحاق، =

ص: 9

25088 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ. قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا عِنْدَهَا إِذْ مُرَّ بِرَجُلٍ (1) قَدْ ضُرِبَ فِي خَمْرٍ عَلَى بَابِهَا، فَسَمِعَتْ حِسَّ النَّاسِ، فَقَالَتْ: أَيُّ شَيْءٍ هَذَا؟ قُلْتُ: رَجُلٌ أُخِذَ سَكْرَانًا (2) مِنْ خَمْرٍ، فَضُرِبَ. فَقَالَتْ:

= فمن رجال أصحاب السنن، وأخرج له البخاريُّ تعليقاً، ومسلمٌ متابعة، وهو صدوق، وقد صرح بالتحديث في الرواية (26318). محمد بن عبد الرحمن: هو ابنُ حارثة الأنصاري أبو الرِّجال، وعَمْرة: هي بنتُ عبد الرحمن الأنصارية.

وقد اختُلف فيه على أبي الرِّجال في وصله وإرساله، كما بيَّنَّا في الرواية (24741).

وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 257 - 258، وابنُ عبد البَرّ في "التمهيد" 13/ 125 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقوله:"يعني فَضْلَ الماء" لم يُنسب عندها ليزيد.

وأخرجه ابن حبان (4955) من طريق جرير، وابنُ عبد البَرِّ 13/ 124 و 124 - 125 من طريق أحمد بن خالد الوَهْبي، كلاهما عن محمد بن إسحاق، به. زادا كذلك: يعني فضلَ مائها. قال ابن عبد البر (في قوله: يعني فضل مائها): هكذا جاء هذا التفسير في نسق الحديث مسنداً، وهو كما جاء فيه، لا خلاف في ذلك بين العلماء فيما علمتُ على ما قال ابنُ وهب وغيره.

قلنا: قد سلف برقم (24741)، وذكرنا هناك شرحه.

(1)

في (م): رجل.

(2)

في (ظ 8) رجلاً سكراناً، وضبب فوقها، وكذلك في نسخة السندي، إلا أنه قال: أي أخذوا رجلاً سكراناً.

قلنا: وإنما جاء لفظ "سكراناً" في الحديث مصروفاً، لأنه يقال في مؤنثه: سكرى وسكرانة، وقال الجوهري: لغة بني أسد سكرانة.

ص: 10

سُبْحَانَ اللهِ! سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَشْرَبُ الشَّارِبُ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ - يَعْنِي الْخَمْرَ - وَلَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَنْتَهِبُ مُنْتَهِبٌ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا رُؤُوسَهُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاكُمْ (1).

(1) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن عباد، فقد روى له البخاري في جزء القراءة، وأصحاب السنن، وهو ثقة.

ثم إنه اختلف فيه على ابن إسحاق:

فرواه أحمد -كما في هذه الرواية- وابنُ أبي شيبة 4/ 405 و 8/ 194، وعمرو بنُ علي الباهلي وسفيان بنُ وكيع بن الجراح، كما عند الطبري في "تهذيب الآثار"(919)(مسند ابن عباس)، أربعتهم عن يزيد بن هارون، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.

ورواه ابن أبي شيبة 4/ 405، وعمرو بن علي -كما عند الطبري في "تهذيب الآثار"(920) - كلاهما عن يزيد بن هارون، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن بعجة الجهني، عن أبي هريرة مرفوعاً مثله.

ورواه هشام بن عروة واختلف عليه فيه:

فرواه حمَّاد بن سلمة، كما عند ابنِ أبي شيبة 11/ 14، والبزار (112)(زوائد)، والآجري في "الشريعة" ص 112، وأبي نعيم في "الحلية" 6/ 256، ويحيى بنُ أبي زكريا، كما عند الطبراني في "الأوسط"(1253)، ومحاضِرُ بن المورِّع، كما عند بحشل في "تاريخ واسط" ص 227، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 223، ثلاثتُهم عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعاً. وسقط من مطبوع ابن أبي شيبة اسم هشام بن عروة.

وخالفهم الدراوردي، كما عند البزار (113)، فرواه عن هشام بن عروة، =

ص: 11

25089 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جَاءَتْ يَهُودِيَّةٌ، فَاسْتَطْعَمَتْ عَلَى بَابِي، فَقَالَتْ: أَطْعِمُونِي، أَعَاذَكُمُ اللهُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَمِنْ فِتْنَةِ عَذَابِ الْقَبْرِ. قَالَتْ: فَلَمْ أَزَلْ أَحْبِسُهَا (1) حَتَّى جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا تَقُولُ هَذِهِ الْيَهُودِيَّةُ؟ قَالَ:" وَمَا تَقُولُ؟ " قُلْتُ: تَقُولُ: أَعَاذَكُمُ اللهُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَمِنْ فِتْنَةِ عَذَابِ الْقَبْرِ! قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَفَعَ يَدَيْهِ مَدًّا يَسْتَعِيذُ بِاللهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَمِنْ فِتْنَةِ عَذَابِ الْقَبْرِ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا فِتْنَةُ الدَّجَّالِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلَّا قَدْ حَذَّرَ أُمَّتَهُ، وَسَأُحَذِّرُكُمُوهُ تَحْذِيرًا لَمْ يُحَذِّرْهُ نَبِيٌّ أُمَّتَهُ، إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَاللهُ عز وجل لَيْسَ بِأَعْوَرَ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ، يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ. فَأَمَّا فِتْنَةُ الْقَبْرِ، فَبِي تُفْتَنُونَ، وَعَنِّي تُسْأَلُونَ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، أُجْلِسَ فِي قَبْرِهِ غَيْرَ فَزِعٍ، وَلَا مَشْعُوفٍ (2)، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: فِيمَ كُنْتَ؟ فَيَقُولُ: فِي الْإِسْلَامِ؟ فَيُقَالُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ

= عن أبيه، عن عائشة موقوفاً.

وخالفهم أيضاً محاضر بن المورع، كما عند بحشل في "تاريخ واسط" ص 227، فرواه عن هشام بن عروة، قال: قال رسول الله

فذكره مرسلاً.

وله شاهد صحيح من حديث أبي هريرة، عند البخاري (5578)، ومسلم (57)(100)، وسلف برقم (7318)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

(1)

في (ظ 2) وهامش (ق): أجلّسها.

(2)

في (ط 8): معسوف.

ص: 12

فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ عِنْدِ اللهِ عز وجل، فَصَدَّقْنَاهُ، فَيُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّارِ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَيُقَالُ لَهُ: انْظُرْ إِلَى مَا وَقَاكَ اللهُ عز وجل، ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ إِلَى الْجَنَّةِ، فَيَنْظُرُ إِلَى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا، فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا مَقْعَدُكَ مِنْهَا، وَيُقَالُ: عَلَى الْيَقِينِ كُنْتَ، وَعَلَيْهِ مِتَّ، وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللهُ.

وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ السَّوْءُ، أُجْلِسَ فِي قَبْرِهِ فَزِعًا مَشْعُوفًا (1)، فَيُقَالُ لَهُ: فِيمَ كُنْتَ؟ فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي، فَيُقَالُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ قَوْلًا، فَقُلْتُ كَمَا قَالُوا، فَتُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ الْجَنَّةِ، فَيَنْظُرُ إِلَى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا، فَيُقَالُ لَهُ: انْظُرْ إِلَى مَا صَرَفَ اللهُ عز وجل عَنْكَ، ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّارِ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يَحْطِمُ (2) بَعْضُهَا بَعْضًا، وَيُقَالُ لَهُ: هَذَا مَقْعَدُكَ مِنْهَا، كُنْتَ عَلَى الشَّكِّ، وَعَلَيْهِ مِتَّ، وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللهُ، ثُمَّ يُعَذَّبُ " (3).

(1) في (ظ 8): معسوفاً.

(2)

في (ظ 8): تحطم.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابنُ أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة، وذكوان: هو أبو عمرو مولى عائشة.

وأخرجه ابن راهويه (1170) عن رَوْح بن عُبادة، وابنُ منده في "الإيمان"(1067)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(29) من طريق يحيى بن أبي بُكير، كلاهما عن ابن أبي ذئب، به. =

ص: 13

25090 -

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو: فَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ الْمَيِّتَ تَحْضُرُهُ الْمَلَائِكَةُ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، قَالُوا: اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ، وَاخْرُجِي حَمِيدَةً، وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ، وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ. فَلَا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ، ثُمَّ يُعْرَجُ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ، فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ، فَيُقَالُ: مَنْ هَذَا؟ فَيُقَالُ: فُلَانٌ، فَيُقَالُ: مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الطَّيِّبَةِ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ

= وأورده المنذري البيهقي "الترغيب والترهيب" 4/ 267 - 269، وقال: رواه أحمد بإسناد صحيح.

ونسبه الهيثمي في "المجمع" 3/ 48 لأحمد كذلك.

وسلف مختصراً بقصة اليهودية فقط برقم (24178)، وفيه التعوذ من عذاب القبر فحسب.

وسلف حديث عائشة في الدجال برقم (24467).

وفي باب فتنة القبر عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11000)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

وفي باب التحذير من الدَّجَّال عن أنس، سلف برقم (12004)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

وفي الباب في حضور الملائكة الميت عن البراء، سلف برقم (18534).

قال السندي: قولها: فرفع يديه مدّاً، تصديقاً لها، والظاهر أنه أُوحي إليه بذلك حينئذ.

"ولا مشعوف": الشَّعَف، بالعين المهملة: شدة الفزع حتى يذهب بالقلب.

"يحطم": يكسر.

"مقعدك منها"، أي: من الجنة، أو من الآخرة.

"إن شاء الله": للتبرك.

ص: 14

الطَّيِّبِ، ادْخُلِي حَمِيدَةً، وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ (1) وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ، فَلَا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى يُنْتَهَى بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي فِيهَا اللهُ (2) عز وجل. فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ السَّوْءُ (3)، قَالُوا: اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ، اخْرُجِي مِنْهُ ذَمِيمَةً، وَأَبْشِرِي بِحَمِيمٍ وَغَسَّاقٍ، وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ. فَمَا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ، ثُمَّ يُعْرَجُ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ، فَيُسْتَفْتَحُ لَهَا، فَيُقَالُ: مَنْ هَذَا؟ فَيُقَالُ: فُلَانٌ، فَيُقَالُ: لَا مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الْخَبِيثَةِ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ، ارْجِعِي ذَمِيمَةً، فَإِنَّهُ لَا يُفْتَحُ لَكِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ. فَتُرْسَلُ مِنَ السَّمَاءِ، ثُمَّ تَصِيرُ إِلَى الْقَبْرِ.

فَيُجْلَسُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، فَيُقَالُ لَهُ

" وَيَرِدُ مِثْلَ مَا فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ سَوَاءً. " وَيَجْلِسُ الرَّجُلُ السُّوءُ (4)، فَيُقَالُ لَهُ

" وَيَرِدُ مِثْلَ مَا فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ سَوَاءً (5).

(1) في (م): وأبشري ويقال بروح.

(2)

قوله: "التي فيها الله" لم يرد في (ق).

(3)

في (ق) و (ظ 2): ويقال: فإذا كان الرجل السوء.

(4)

من قوله: ويجلس الرجل السوء

إلى آخر كلامه، لم يرد في (م).

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو موصول بإسناد سابقه. وقد سلف في مسند أبي هريرة برقم (8769) من طريق حسين بن محمد، عن ابن أبي ذئب، عن محمد بن عمرو بن عطاء، بهذا الإسناد.

ويزاد في تخريجه ما أخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر"(30) من طريق يحيى بن أبي بُكير، عن ابن أبي ذئب، به.

قال السندي: قوله: "فيها الله"، أي: محلُّ العرض عليه تعالى. =

ص: 15

25091 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي دِقْرَةُ أُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُذَيْنَةَ، قَالَتْ: كُنَّا نَطُوفُ بِالْبَيْتِ مَعَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، فَرَأَتْ عَلَى امْرَأَةٍ بُرْدًا فِيهِ تَصْلِيبٌ، فَقَالَتْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ: اطْرَحِيهِ اطْرَحِيهِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَأَى نَحْوَ هَذَا قَضَبَهُ (1).

= "فيقال له"، أي: تقول له الملائكة.

(1)

إسناده حسن، دقرة -بدال ثم قاف- أم عبد الرحمن بن أذينة: هي بنت غالب الراسبية البصرية، روى عنها جمع -كما سيأتي في التخريج- وذكرها ابن حبان في "الثقات". ويقال: لها صحبة، قال الحافظ في "الإصابة" 4/ 298: هي تابعية من الطبقة الأولى، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهام: هو ابن حسان القردوسي، ومحمد: هو ابن سيرين.

وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(ترجمة دقرة) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9792) من طريق يزيد بن هارون، به.

وأخرجه بنحوه إسحاق (1378) و (1404) من طريق ليث بن أبي سليم، عن بديل بن ميسرة، عن دقرة، عن عائشة، به. وليث بن أبي سليم ضعيف.

وأخرجه إسحاق (1405) و (1690)، والفاكهي في "أخبار مكة"(437) من طريق هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عمران بن حطان، عن دقرة، عن عائشة، به.

وأخرجه الفاكهي (113) عن يحيى بن الربيع -عرض عليه- قال: حدثنا جدِّي، حدثنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن دقرة، عن عائشة، به.

قلنا: يحيى بن الربيع وجده لم نقف لهما على ترجمة.

وقَضْبُ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم الثوب فيه تصليب، سلف بإسناد صحيح برقم =

ص: 16

25092 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبَّادَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ: أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ تُحَدِّثُ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ احْتَرَقَ. فَسَأَلَهُ: " مَا شَأْنُهُ؟ " فَقَالَ: أَصَابَ أَهْلَهُ فِي رَمَضَانَ، فَأَتَاهُ مِكْتَلٌ يُدْعَى الْعَرَقَ، فِيهِ تَمْرٌ، فَقَالَ:" أَيْنَ الْمُحْتَرِقُ؟ " فَقَامَ الرَّجُلُ فَقَالَ: " تَصَدَّقْ بِهَذَا "(1).

= (24261).

وسيرد بالرقمين (25810) و (25881).

قال السندي: قولها: قضبه، أي: قطعه.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، ويحيى: هو ابن سعيد الأنصاري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 106، والبخاري (1935) وفي "التاريخ الصغير" 1/ 290، والدارمي (1718)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 59 - 60، وابن حبان (3528) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق (907)، والبخاري في "التاريخ الصغير" 1/ 289، ومسلم (1112)(86)، والنسائي في "الكبرى"(3112)، وأبو يعلى (4663) و (4809) من طريق عبد الوهَّاب الثقفي، والبخاري أيضاً 1/ 289، ومسلم (1112)(85)، والنسائي أيضاً (3111) من طريق الليث، كلاهما عن يحيى بن سعيد، به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3113) من طريق حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن جعفر بن الزبير، به. ولم يذكر عبد الرحمن بن القاسم.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الصغير" 1/ 288، وفي "صحيحه"(6822) تعليقاً، والطبراني في "الأوسط"(8655) من طريق الليث، ومسلم (1112) =

ص: 17

25093 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ يُحَدِّثُ: أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَهِرَ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهِيَ إِلَى جَنْبِهِ. قَالَتْ: قُلْتُ: مَا شَأْنُكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَتْ: فَقَالَ: " لَيْتَ رَجُلًا صَالِحًا مِنْ أَصْحَابِي يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ " قَالَتْ (1): فَبَيْنَا أَنَا عَلَى ذَلِكَ إِذْ سَمِعْتُ صَوْتَ السِّلَاحِ، فَقَالَ:" مَنْ هَذَا؟ ". قَالَ: أَنَا سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ، فَقَالَ:" مَا جَاءَ بِكَ؟ " قَالَ: جِئْتُ لِأَحْرُسَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَتْ: فَسَمِعْتُ غَطِيطَ (2) رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَوْمِهِ (3).

= (87)، وأبو داود (2394)، والنسائي في "الكبرى"(3110)، وابن خزيمة (1946) من طريق ابن وهب، كلاهما عن عمرو بن الحارث، عن عبد الرحمن بن القاسم، به.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الصغير" 1/ 289، وأبو داود (2395)، وابن خزيمة (1947)، والبيهقي 4/ 223 من طريق عبد الرحمن بن الحارث، عن محمد بن جعفر بن الزبير، به. زاد فيه: أمره بإطعام ستين مسكيناً، وقال: بعرق فيه عشرون صاعاً.

وسيرد برقم (26359).

وفي الباب: من حديث أبي هريرة في مسند عبد اللّه بن عمرو، وقد سلف (6944)، وذكرنا أحاديث الباب هناك.

(1)

في (م): قال.

(2)

في (ق): خطيط. قال ابن الأثير: هو قريب من الغطيط، وهو صوت النَّائم، والخاء والغين متقاربتان.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، ويحيى: =

ص: 18

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= هو ابن سعيد الأنصاري.

وهو البيهقي "فضائل الصحابة" للمصنِّف (1305).

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 12/ 88 - 89، وابنُ أبي عاصم في "السنة"(1411)، وابنُ حبان (6986)، والحاكم في "المستدرك" 3/ 501 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه! قلنا: بل قد أخرجاه كما سيأتي.

وأخرجه ابنُ راهويه (1105)، والبخاري في "صحيحه"(2885) و (7231)، وفي "الأدب المفرد"(878)، ومسلم (2410)، والترمذي (3756)، والنسائي في "الكبرى"(8217) و (8867)، وأبو يعلى (4856) من طرق عن يحيى بن سعيد، به. وفي بعضها: فدعا له رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ثم نام. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 91، أنه اختلف فيه على يحيى بن سعيد الأنصاري:

فرواه أيضاً إسماعيل بن داود المحراقي، عن مالك، فقال: عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة. ووهم.

ورواه عبد الله بن جعفر بن نجيح والد علي ابن المديني، عن يحيى، عن القاسم، عن عائشة، ووهم أيضاً. ثم قال الدارقطني: والصواب عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن عائشة.

قال الحافظ في "الفتح" 6/ 82: وفي الحديث الأَخْذ بالحذر، والاحتراس من العدوّ، وأنَّ على الناس أن يحرسوا سلطانهم خشيةَ القتل، وفيه الثناءُ على من تبرَّع بالخير وتسميتُه صالحاً، وإنما عانى النبيُّ صلى الله عليه وسلم ذلك مع قوة توكله للاستنان به في ذلك

ثم قال: فالتوكل لا يُنافي تعاطي الأسباب؛ لأن التوكل عمل القلب، وهي عمل البدن.

قال السندي: قوله: أنا سعد بن مالك: هو سعد بن أبي وقاص، واحد من العشرة.

ص: 19

25094 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، يَعْنِي ابْنَ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أُهْدِيَتْ لِحَفْصَةَ شَاةٌ وَنَحْنُ صَائِمَتَانِ، فَفَطَّرَتْنِي، فَكَانَتْ ابْنَةَ أَبِيهَا، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ:" أَبْدِلَا يَوْمًا مَكَانَهُ "(1).

(1) إسناده ضعيف، سفيان بن حسين: وهو الواسطي ضعيف في الزهري، وقد اختلف على الزهري في وصله وإرساله: وإرساله هو الصواب.

فرواه سفيان بن حسين -كما في هذه الرواية والرواية (26007)، وعند النسائي في "الكبرى"(3292) - وجعفر بن برقان، كما سيرد في الرواية (26267)، وصالح بن أبي الأخضر -فيما أخرجه إسحاق (660)، والنسائي (3293)، والبيهقي 2/ 280، وابن عبد البر في "التمهيد" 12/ 68 - 69، وفي "الاستذكار"(14538) و (14543)، وصالح بن كيسان- فيما أخرجه النسائي (3295)، وحجاج بن أرطاة -فيما أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 12/ 68 - وإسماعيل بن إبراهيم (أو إسماعيل بن عقبة) فيما أخرجه النسائي (3294)، ستتهم عن الزهري، بهذا الإسناد. وقال النسائي: الصواب ما روى ابن عيينة عن الزهري، وصالح بن أبي الأخضر ضعيف في الزهري وفي غير الزهري، وسفيان بن حسين وجعفر بن برقان ليسا بالقويين في الزهري، ولا بأس بهما في غير الزهري. ثم خطأ رواية صالح وإسماعيل. قلنا: وحجاج بن أرطاة ضعيف أيضاً. ورواية سفيان ستأتي في التخريج.

ورواه معمر -فيما أخرجه عبد الرزاق (7790)، وإسحاق (659)، والنسائي (3296) - ومالك -كما في "الموطأ" 1/ 306 وعند النسائي (3298)، والطحاوي 2/ 108، والبيهقي 4/ 279 (من طرق عن مالك) - وعبيد الله بن عمر العمري فيما أخرجه النسائي (3297) ويونس بن يزيد فيما أخرجه البيهقي 4/ 279 أربعتهم عن الزهري عن عائشة مرسلاً.

وخالف عبد العزيز بن يحيى الرواة عن مالك -فيما أخرجه ابن عبد البر =

ص: 20

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 12/ 67 - فرواه عنه. وقال: عن الزهري عن عروة أن عائشة وحفصة. فذكره.

قال ابن عبد البر 12/ 66: ولا يصح ذلك عن مالك، والله أعلم.

ورواه يحيى بن سعيد الأنصاري واختلف عليه فيه:

فرواه يحيى بن أيوب فيما أخرجه النسائي (3295) - وأبو خالد الأحمر فيما أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 12/ 68، كلاهما عن يحيى بن سعيد، عن الزهري، عن عروة أن عائشة وحفصة

ورواه حماد بن زيد -فيما أخرجه البيهقي 4/ 281 - عن الزهري أن عائشة وحفصة مرسلاً.

ورواه جرير بن حازم -فيما أخرجه النسائي (3299)، والطحاوي 2/ 109، وابن حبان (3517)، وابن حزم 6/ 270، وابن عبد البر في "التمهيد" 12/ 70 - 71 - عن يحيى بن سعيد، وقال: عن عمرة، عن عائشة، نحوه، وهذا إسناد موصول رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن البيهقي قال 4/ 280 - 281: وجرير بن حازم، وإن كان من الثقات فهو واهم فيه، وقد خطأه في ذلك أحمد بن حنبل وعلي ابن المديني، والمحفوظ عن يحيى بن سعيد عن الزهري عن عائشة مرسلاً. ثم ساق بإسناده إلى أحمد بن منصور الرمادي، قال: قلت لعلي ابن المديني: يا أبا الحسن، تحفظ عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة، قالت: أصبحت أنا وحفصة صائمتين؟ .. فقال لي: من روى هذا؟ قلت: ابن وهب عن جرير بن حازم، عن يحيى بن سعيد، قال: فضحك، فقال: مثلك يقول مثل هذا! حدثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن الزهري أن عائشة وحفصة أصبحتا صائمتين. لكن ابن حزم صحح الحديث في كتابه "المحلى" 6/ 270 ولم يلتفت إلى هذه العلة، فقال: لم يخف علينا قول من قال: إن جرير بن حازم أخطأ في هذا الخبر إلا أن هذا ليس بشيء، لأن جريراً ثقة، ودعوى الخطأ باطل إلا أن يقيم المدعي له برهاناً على صحة دعواه، وليس انفراد جرير بإسناده علة لأنه ثقة.

وممن صحح الحديث أيضاً ابن حبان. =

ص: 21

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ورواه عبد الله العمري (وهو ضعيف)، واختلف عليه فيه:

فوواه القعنبي -فيما أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 108 - عنه، عن الزهري، وقال: عن عروة، عن عائشة.

ورواه عبد الله بن وهب -فيما أخرجه البيهقي 4/ 279 - عنه، عن الزهري وقال: بلغني أن عائشة وحفصة مرسلاً.

ورواه سفيان بن عيينة واختلف عليه فيه:

فروأه محمد بن منصور -فيما أخرجه النسائي (3293)، والبيهقي 2/ 280، وابن عبد البر في "التمهيد" 12/ 68 - 69، وفي "الاستذكار"(14538) - والنضر بن شميل فيما أخرجه إسحاق (660)، كلاهما عن صالح ابن أبي الأخضر (وهو ضعيف) عن الزهري عن عروة عن عائشة.

وزاد محمد بن منصور قول سفيان: فسألوا الزهري وأنا شاهد: أهو عن عروة؟ قال: لا. قال ابن عبد البر: أظن السائل الذي أشار إليه ابن عيينة بالذكر هو ابن جريج.

ورواه إسحاق (659)، والحميدي -فيما أخرجه البيهقي 4/ 280 - كلاهما عن سفيان، عن الزهري إن عائشة وحفصة مرسلاً.

وزاد البيهقي: فقال سفيان: فقيل للزهري: هو عن عروة؟ فقال: لا، وكان ذلك عند قيامه من المجلس وأقيمت الصلاة. قال سفيان: وكنت سمعت صالح بن أبي الأخضر حدثناه عن الزهري، عن عروة، قال الزهري: ليس هو عن عروة، فظننتُ أن صالحأ أتى به من قبل العرض. قال أبو بكر الحميدي: أخبرني غير واحد عن معمر أنه قال في هذا الحديث: لو كان من حديث عروة ما نسيته، قلنا: وبمثله قال ابن المديني عن سفيان فيما أخرجه ابن عبد البر في "الاستذكار"(14543).

ورواه ابن جريج -فيما أخرجه الشافعي 1/ 266، وعبد الرزاق (7791)، وإسحاق (885)، والترمذي عقب الرواية (735)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 109، والبيهقي 4/ 280، وابن عبد البر في "التمهيد" 12/ 69 =

ص: 22

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= - قال: قلت لابن شهاب: أحدثك عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أفطر في التطوع فليصمه"؟ قال: لم أسمع من عروة في ذلك شيئاً، ولكن حدثني في خلافة سليمان إنسان عن بعض من كان يسأل عائشة أنها قالت: أصبحت أنا وحفصة صائمتين، فقرب إلينا طعام فابتدرناه فاكلنا، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم

فذكره. واللفظ لعبد الرزاق.

قال البيهقي 4/ 280 - 281: فهذان ابن جريج وسفيان بن عيينة شهدا على الزهري، وهما شاهدا عدل بأنه لم يسمعه من عروة، فكيف يصح وصل من وصله. قال أبو عيسى الترمذي [هو في "العلل الكبير" 1/ 351]: سألت محمد بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث، فقال: لا يصح حديث الزهري عن عروة، عن عائشة. وكذلك قال محمد بن يحيى الذهلي، واحتج بحكاية ابن جريج وسفيان بن عيينة، وبإرسال من أرسل الحديث عن الزهري من الأئمة.

ورواه يزيد بن الهاد عن زميل مولى عروة -فيما أخرجه أبو داود (2457)، والنسائي (3290)، والبيهقي 2/ 281، وابن عبد البر في "التمهيد" 12/ 70 - عن عروة عن عائشة نحوه. قال البخاري في "تاريخه" 3/ 450: لا يعرف لزميل سماع من عروة، ولا ليزيد من زميل، ولا تقوم به الحجة.

ورواه خصيف واختلف عليه فيه:

فرواه خطاب بن القاسم -فيما أخرجه النسائي (3301) - عنه، عن عكرمة، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على حفصة وعائشة.

ورواه عبد السلام بن الحارث -فيما أخرجه ابن أبي شيبة 3/ 29 - عن خصيف، عن سعيد بن جبير أن عائشة وحفصة أصبحتا صائمتين. مرسل.

قال النسائي: هذا الحديث منكر، وخصيف ضعيف في الحديث، وخطاب لا علم لي به، والصواب حديث معمر ومالك وعبيد الله.

وسيرد برقم (26267)، وسيكرر برقم (26007) سنداً ومتناً.

وانظر (24220).

وفي الباب عن ابن عباس موقوفاً قال: يقضي يوماً مكانه، وهو عند ابن =

ص: 23

25095 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، وَعَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ جَحْشٍ اسْتُحِيضَتْ سَبْعَ سِنِينَ، وَكَانَتْ امْرَأَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَسَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّمَا هَذَا عِرْقٌ وَلَيْسَتْ بِحَيْضَةٍ، فَاغْتَسِلِي وَصَلِّي " قَالَ: فَكَانَتْ تَغْتَسِلُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ (1).

= أبي شيبة 3/ 29، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 111. ورجاله ثقات رجال الشيخين.

وعن أنس بن سيرين عند ابن أبي شيبة 3/ 29 أنه صام يوم عرفة، فعطش عطشاً شديداً، فأفطر، فسأل عدةً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأمروه أن يقضي يوماً مكانه. ورجاله ثقات.

وعن أنس بن سيرين أيضاً عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 111 قال: صمت يوم عرفة، فجهدني الصوم، فأفطرت، فسالت عن ذلك عبد الله بن عمر، فقال: يوماً آخر مكانه.

قال السندي: قولها: فكانت ابنة أبيها، أي: جريئة كأبيها عمر.

أبدلا: أي: اقضيا، وهذا يدلُّ على جواز الإفطار للمتطوع، لكن بشرط أن يقضي، وبه قال بعض أهل العلم، وهو أقرب إلى التوقيق بين الأدلة، بخلاف قول من لا يرى جواز الإفطار، أو لا يرى لزوم القضاء، والله تعالى أعلم.

وفي "التمهيد" 12/ 72: اختلف الفقهاء في هذا الباب، فقال مالك وأصحابُه: من أصبح صائماً متطوعاً، فأفطر متعمداً، فعليه القضاء، وكذلك قال أبو حنيفة وأبو ثور.

وقال الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق: استحب له أن لا يفطر، فإن أفطر فلا قضاء عليه. قال الثوري: أحب إلي أن يقضي.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وابن أبي =

ص: 24

25096 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَةَ أَنْوَاعٍ، فَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ مَعًا (1)، وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ مُفْرَدٍ، وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ، فَمَنْ كَانَ أَهَلَّ بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ مَعًا لَمْ يَحِلَّ مِنْ شَيْءٍ مِمَّا حَرَّمَ اللهُ عز وجل عَلَيْهِ (2 حَتَّى يَقْضِيَ مَنَاسِكَ الْحَجِّ، وَمَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ مُفْرَدٍ لَمْ يُحِلْ مِنْ شَيْءٍ مِمَّا حَرَّمَ اللهُ عز وجل عَلَيْهِ 2)، حَتَّى يَقْضِيَ حَجَّهُ، وَمَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ ثُمَّ طَافَ

= ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب، والزُّهْري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/ 170 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (327)، وأبو داود (291)، وأبو عوانة 1/ 321، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 99، وفي "شرح مشكل الآثار"(2741) من طرق عن ابن أبي ذئب، به.

وأخرجه الدارمي (781) عن عبيد الله بن عبد المجيد، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، عن أم حبيبة، قالت: يا رسول الله غلبني، قال:"اغتسلي وصلِّي".

وأخرجه الطيالسي (1439) عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أن زينب بنت جحش استحيضت سبع سنين، فسألت

وفد سلف برقم (24523) و (24538).

(1)

لفظ "معاً" ليس في (م).

(2 - 2) ما بينهما ساقط من النسخ و (م) خلا (ظ 8) و (هـ).

ص: 25

بِالْبَيْتِ وَسَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَقَصَّرَ، أَحَلَّ مِمَّا حُرِمَ مِنْهُ حَتَّى يَسْتَقْبِلَ حَجًّا (1).

25097 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ، قَالَتْ: خَرَجْتُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ أَقْفُو آثَارَ النَّاسِ. قَالَتْ: فَسَمِعْتُ وَئِيدَ الْأَرْضِ وَرَائِي - يَعْنِي حِسَّ الْأَرْضِ - قَالَتْ: فَالْتَفَتُّ، فَإِذَا أَنَا بِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَمَعَهُ ابْنُ أَخِيهِ الْحَارِثُ بْنُ أَوْسٍ، يَحْمِلُ مِجَنَّهُ. قَالَتْ: فَجَلَسْتُ إِلَى الْأَرْضِ، فَمَرَّ سَعْدٌ وَعَلَيْهِ دِرْعٌ مِنْ حَدِيدٍ، قَدْ خَرَجَتْ مِنْهَا أَطْرَافُهُ، فَأَنَا أَتَخَوَّفُ عَلَى أَطْرَافِ سَعْدٍ. قَالَتْ: وَكَانَ سَعْدٌ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو: وهو ابن علقمة الليثي، وهو مختلف فيه، حسن الحديث، وقد روى له البخاري مقروناً بغيره ومسلم في المتابعات. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب فمن رجال مسلم.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1106) و (1107)، وابن ماجه (3075)، وأبو يعلى (4652)، وابن خزيمة (2790)، والحاكم 1/ 485 من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي! قلنا: أخرج مسلم لمحمد بن عمرو في المتابعات.

وقد سلف نحوه برقم (24076)، وسيأتي نحوه برقم (25441).

قال السندي: قولها: لم يحل من شيءٍ مما حرم الله عليه: كأن المراد به من معه الهدي، وكأن الفسخ الذي جاء لمن لم يكن معه هدي، وإلا فهذا ينافي الفسخ، وهو ثابت، والله تعالى أعلم.

ص: 26

وَأَطْوَلِهِمْ. قَالَتْ: فَمَرَّ وَهُوَ يَرْتَجِزُ وَيَقُولُ:

لَبِّثْ قَلِيلًا يُدْرِكِ الْهَيْجَا حَمَلْ (1)

مَا أَحْسَنَ الْمَوْتَ إِذَا حَانَ الْأَجَلْ

قَالَتْ: فَقُمْتُ، فَاقْتَحَمْتُ حَدِيقَةً، فَإِذَا فِيهَا نَفَرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَإِذَا فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَفِيهِمْ رَجُلٌ عَلَيْهِ تَسْبِغَةٌ لَهُ (2) - يَعْنِي مِغْفَرًا - فَقَالَ عُمَرُ: مَا جَاءَ بِكِ؟! لَعَمْرِي (3) وَاللهِ إِنَّكِ لَجَرِيئَةٌ، وَمَا يُؤْمِنُكِ أَنْ يَكُونَ بَلَاءٌ، أَوْ يَكُونَ تَحَوُّزٌ؟ قَالَتْ: فَمَا زَالَ يَلُومُنِي حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنَّ الْأَرْضَ انْشَقَّتْ لِي سَاعَتَئِذٍ، فَدَخَلْتُ فِيهَا. قَالَتْ: فَرَفَعَ الرَّجُلُ التَّسْبِغَةَ (4) عَنْ وَجْهِهِ، فَإِذَا طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، فَقَالَ: يَا عُمَرُ، وَيْحَكَ! إِنَّكَ قَدْ أَكْثَرْتَ مُنْذُ الْيَوْمَ، وَأَيْنَ التَّحَوُّزُ أَوِ الْفِرَارُ إِلَّا إِلَى اللهِ عز وجل؟!

قَالَتْ: وَيَرْمِي سَعْدًا رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ قُرَيْشٍ - يُقَالُ لَهُ

(1) في (ظ 2) و (ق) و (م): جمل، وعليها شرح السندي، وهو خطأ. و"حَمَل" بالحاء المهملة؛ قال السهيلي في "الروض الأُنف" 3/ 280 إثر إيراده البيت: هو بيتٌ تمثَّل به [سعد]، عنى به حَمَلَ بنَ سعدانة بن حارثة بن معقل بن كعب بن جناب الكلبي.

وقال الزمخشري في "المستقصى من أمثال العرب" 2/ 278: قالوا في حَمَل: هو اسم رجل شجاع كان يُستظهر به في الحرب، ولا يبعد أن يراد به حَمَل بنَ بدر صاحب الغبراء.

قلنا: وانظر قصته في "خزانة الأدب" 8/ 367 - 370.

(2)

في (م): سبغة، وهو خطأ.

(3)

لفظة "لعمري" ليست في (ظ 8).

(4)

في (م): السبغة، وهو خطأ.

ص: 27

ابْنُ الْعَرِقَةِ - بِسَهْمٍ لَهُ، فَقَالَ لَهُ: خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الْعَرِقَةِ، فَأَصَابَ أَكْحَلَهُ، فَقَطَعَهُ، فَدَعَا اللهَ عز وجل سَعْدٌ، فَقَالَ: اللهُمَّ لَا تُمِتْنِي حَتَّى تُقِرَّ عَيْنِي مِنْ قُرَيْظَةَ. قَالَتْ: وَكَانُوا حُلَفَاءَهُ وَمَوَالِيَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ.

قَالَتْ: فَرَقَأَ كَلْمُهُ، وَبَعَثَ اللهُ عز وجل الرِّيحَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ، فَكَفَى الله عز وجل الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ، وَكَانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزًا، فَلَحِقَ أَبُو سُفْيَانَ وَمَنْ مَعَهُ بِتِهَامَةَ، وَلَحِقَ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ وَمَنْ مَعَهُ بِنَجْدٍ، وَرَجَعَتْ بَنُو قُرَيْظَةَ، فَتَحَصَّنُوا فِي صَيَاصِيهِمْ، وَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ، فَوَضَعَ السِّلَاحَ، وَأَمَرَ بِقُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، فَضُرِبَتْ عَلَى سَعْدٍ فِي الْمَسْجِدِ.

قَالَتْ: فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ عليه السلام، وَإِنَّ عَلَى ثَنَايَاهُ لَنَقْعُ الْغُبَارِ، فَقَالَ: أَقَدْ وَضَعْتَ السِّلَاحَ؟ وَاللهِ (1) مَا وَضَعَتِ الْمَلَائِكَةُ بَعْدُ السِّلَاحَ، اخْرُجْ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، فَقَاتِلْهُمْ. قَالَتْ: فَلَبِسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَأْمَتَهُ، وَأَذَّنَ فِي النَّاسِ بِالرَّحِيلِ أَنْ يَخْرُجُوا، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَرَّ عَلَى بَنِي غَنْمٍ، وَهُمْ جِيرَانُ الْمَسْجِدِ حَوْلَهُ، فَقَالَ:" مَنْ مَرَّ بِكُمْ؟ " فَقَالُوا: مَرَّ بِنَا دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ، وَكَانَ دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ تُشْبِهُ لِحْيَتُهُ وَسُنَّةُ وَجْهِهِ جِبْرِيلَ عليه السلام. فَقَالَتْ: فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَحَاصَرَهُمْ خَمْسًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً، فَلَمَّا اشْتَدَّ حَصْرُهُمْ وَاشْتَدَّ الْبَلَاءُ، قِيلَ لَهُمْ: انْزِلُوا عَلَى حُكْمِ

(1) في (ظ 8): لا والله.

ص: 28

رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَشَارُوا أَبَا لُبَابَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُنْذِرِ، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَنَّهُ الذَّبْحُ. قَالُوا: نَنْزِلُ عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" انْزِلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ " فَنَزَلُوا، وَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، فَأُتِيَ بِهِ عَلَى حِمَارٍ عَلَيْهِ إِكَافٌ مِنْ لِيفٍ، قَدْ حُمِلَ عَلَيْهِ، وَحَفَّ بِهِ قَوْمُهُ، فَقَالُوا: يَا أَبَا عَمْرٍو، حُلَفَاؤُكَ وَمَوَالِيكَ وَأَهْلُ النِّكَايَةِ وَمَنْ قَدْ عَلِمْتَ. قَالَتْ: لَا يُرْجِعُ (1) إِلَيْهِمْ شَيْئًا، وَلَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِمْ، حَتَّى إِذَا دَنَا مِنْ دُورِهِمْ، الْتَفَتَ إِلَى قَوْمِهِ، فَقَالَ: قَدْ أَنَى (2) لِي أَنْ لَا أُبَالِيَ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ.

قَالَ: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَلَمَّا طَلَعَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ فَأَنْزَلُوهُ ". فَقَالَ عُمَرُ: سَيِّدُنَا اللهُ عز وجل. قَالَ: أَنْزِلُوهُ، فَأَنْزَلُوهُ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" احْكُمْ فِيهِمْ ". قَالَ سَعْدٌ: فَإِنِّي أَحْكُمُ فِيهِمْ، أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ، وَتُسْبَى ذَرَارِيُّهُمْ، وَتُقْسَمَ أَمْوَالُهُمْ - وَقَالَ يَزِيدُ بِبَغْدَادَ: وَيُقْسَمُ - فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللهِ عز وجل وَحُكْمِ رَسُولِهِ ".

قَالَتْ: ثُمَّ دَعَا سَعْدٌ، قَالَ: اللهُمَّ إِنْ كُنْتَ أَبْقَيْتَ عَلَى نَبِيِّكَ صلى الله عليه وسلم مِنْ حَرْبِ قُرَيْشٍ شَيْئًا، فَأَبْقِنِي لَهَا، وَإِنْ كُنْتَ قَطَعْتَ الْحَرْبَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ، فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ. قَالَتْ: فَانْفَجَرَ كَلْمُهُ، وَكَانَ قَدْ

(1) البيهقي (م): وأَنَى لا يرجع.

(2)

في (ق): آن.

ص: 29

بَرِئَ حَتَّى مَا يُرَى مِنْهُ إِلَّا مِثْلُ الْخُرْصِ، وَرَجَعَ إِلَى قُبَّتِهِ الَّتِي ضَرَبَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

قَالَتْ عَائِشَةُ: فَحَضَرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ. قَالَتْ: فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَعْرِفُ بُكَاءَ عُمَرَ مِنْ بُكَاءِ أَبِي بَكْرٍ، وَأَنَا فِي حُجْرَتِي، وَكَانُوا كَمَا قَالَ اللهُ عز وجل:{رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29]. قَالَ عَلْقَمَةُ: قُلْتُ: أَيْ أُمَّهْ، فَكَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ؟ قَالَتْ: كَانَتْ عَيْنُهُ لَا تَدْمَعُ عَلَى أَحَدٍ، وَلَكِنَّهُ كَانَ إِذَا وَجَدَ، فَإِنَّمَا هُوَ آخِذٌ بِلِحْيَتِهِ (1).

(1) بعضه صحيح، وجزء منه حسن، وهذا إسناد فيه ضعف، عمرو بن علقمة لم يرو عنه غيرُ ابنه محمد، ولم يوثقه غير ابن حبان فهو مجهول، وبقية رجاله رجال الشيخين، غير محمد بن عمرو بن علقمة،، فإنما أخرجا له متابعة، وهو حسن الحديث. يزيد: هو ابن هارون، وأبو سعيد المذكور في متن الحديث: هو الخدري.

وللحديث شواهد يصح بها دون قولها: "كانت عينه لا تدمع على أحد"، ففيه نكارة كما سيأتي.

وأخرجه ابن سعد. في "الطبقات" 3/ 421 - 423، وابن أبي شيبة 14/ 408 - 411، وابن حبان (7028) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه بتمامه ومختصراً ابن راهويه (1126) و (1722)، وابن حبان (6439)، والطبراني في "الكبير"(5330)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"(433) من طرق عن محمد بن عمرو، به. واقتصرت رواية ابن حبان على لفظ: كان إذا أهمَّه شيءٌ أخذَ بلحيته.

وقولها: ويرمي سعداً رجلٌ من المشركين يقال له: ابن العَرِقَة.

وقولها: ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فوضع السلاح

إلى قوله: =

ص: 30

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أخرج إلى بني قريظة

ثم نزولهم على حكم سعد بن معاذ، ثم حكمه بينهم أن تُقتَل المُقاتِلةُ. ثم قوله صلى الله عليه وسلم:"لقد حكمتَ فيهم بحكم الله عز وجل": سلف برقمي (24294) و (24295) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، وهو عند البخاري (4122)، ومسلم (1769).

وقولها: فَرَقَأَ كَلْمُهُ: أخرجه مسلم (1769)(67) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، بلفظ: وتحجَّر كَلْمُهُ للبرء.

وقوله: قال أبو سعيد -وهو الخدري-: فلما طلع على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "قوموا إلى سيِّدكم فأَنزِلوُه

" إلى قوله: "لقد حكمتَ فيهم بحكم الله عز وجل". أخرجه البخاري (4121)، ومسلم (1768) دون قول عمر: سيِّدُنا الله عز وجل، وسلف برقم (11168).

وقوله: اللهمَّ إن كنتَ أبقيتَ على نبيِّك من حرب قريش شيئاً

إلى قوله: فانفجر كَلْمُه، ورجع إلى قُبَّتِه التي ضرب عليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: هو عند البخاري (4122)، ومسلم (1769)(67) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة بلفظ: اللهمَّ فإني أظنُّ أنك قد وضعتَ الحربَ بيننا وبينهم، فإن كان بقيَ من حرب قريشٍ شيءٌ، فأَبْقِني له حتى أجاهدَهم فيك، وإن كنتَ وضعتَ الحربَ فافْجُرْها، واجعلْ موتَتي فيها. فانفجرَتْ من لَبَّته، فلم يَرُعْهم -وفي المسجد خيمةٌ من بني غِفار- إلا الدمُ يسيلُ إليهم، فقالوا: يا أهلَ الخيمة، ما هذا الذي يأتينا من قِبَلكم؟! فإذا سعد يغذُو جرحُه دماً، فمات منها، رضي الله عنه.

وقولها: كان إذا وَجَدَ، فإنما هو آخذٌ بلحيته: أخرجه ابن حبان (6439)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 71 من طريقين، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عائشة، بنحوه، وهذا إسناد حسن، وقد فات الشيخ الألباني رحمه الله هذان المصدران، فضعف الحديث في "ضعيفته"(707) اعتماداً على طرق واهية وقعت له.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/ 136 - 137، وقال: في الصحيح بعضه، =

ص: 31

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= رواه أحمد، وفيه محمد بن عمرو بن علقمة، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات.

قلنا: ولمعظمه أيضاً شواهد يصح بها أو يحسن، كما ذكرنا:

فقولها: وبعث الله عز وجل الرِّيحَ على المشركين: له شاهدٌ ضمن حديث حذيفة عند مسلم (1788) باب غزوة الأحزاب، وسلف نحوه 5/ 392.

وآخر من حديث أبي سعيد الخدري، سلف برقم (10996).

وقولها: كان دِحْيَةُ الكلبيُّ تُشبه لحيتُه وسُنَّةُ وجهِه جبريلَ عليه السلام: له شاهد من حديث ابن عمر، سلف برقم (5857)، وإسناده صحيح على شرط مسلم.

وقولها: فاستشاروا أبا لبابة بنَ عبد المنذر، فأشار إليهم أنه الذبح: له شاهد من حديث عبد الله بن قتادة، قال: نزلت هذه الآية: {لا تَخُونُوا اللّهَ والرَّسُولَ} [الأنفال: 27]، قال: سأل أبا لبابة بنَ عبد المنذر بنو قريظة: ما الأمر؟ فأشار إلى حَلْقه: يقول الذبح. وهذا مرسل، أخرجه سعيد بن منصور في "السنن"(987)(التفسير)، والطبري في تفسير الآية المذكورة مختصراً.

وآخر مرسل كذلك من طريق يونس بن بُكير عن ابن إسحاق، حدثني والدي إسحاق بن يسار، عن معبد بنِ كعب بن مالك. أخرجه البيهقي في "الدلائل" 4/ 15 ضمن حديث.

وثالث من رواية موسى بن عقبة قوله، ضمن قصة غزوة بني قريظة. أخرجه البيهقي في "الدلائل" 4/ 12 - 14.

وقولها: بعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن معاذ: له شاهدٌ من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (4121)، وسلف برقم (11168).

وأما قولها: كانت عينُه لا تدمع على أحد: ففيه نكارة، فقد ثبت ما ينافيه فيما رواه البخاري (1303) من حديث أنس رضي الله عنه قال: دخَلْنا مع =

ص: 32

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= رسول اللّه صلى الله عليه وسلم على أبي سيف القَيْن [يعنىِ الحداد]، وكان ظِئْراً لإبراهيم عليه السلام، فأخذَ رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم إبراهيمَ، فقبَّلَه وشَمَّه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك، وإبراهيم يجودُ بنفسه، فجعلَتْ عينا رسولِ اللّه صلى الله عليه وسلم تَذْرِفان، فقال له عبد الرحمن بنُ عوف رضي الله عنه: وأنتَ يا رسول الله؟! فقال: "يا ابنَ عوف، إنَّها رَحْمةٌ"، ثم أتبعها بأخرى، فقال صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، والقَلْبَ يَحْزَنُ، ولا نَقولُ إلا ما يُرضِي رَبّنا، وإنَّا بِفِراقِك يا إبراهيمُ لَمحزُونون".

وتأوله السندي: بأنه صلى الله عليه وسلم لا تدمع عينه على أحد، أي: مع صوت، وإلا فقد بكى على إبراهيم ابنه وغيره، والله تعالى أعلم.

واخرج له ابن عدي هذا الحديث في "الكامل" 3/ 1281 - 1282، وقال: وعامَّةُ ما يرويه لا يُتابَع عليه.

قال السندي: قولها: أقفو، أي: أقتدي، أي: أمشي وراءهم.

فسمعت وئيدَ الأرض: الوئيد: الصوت الشديد، أي: سمعت صوت مشي الناس من ورائي.

الهيجاء: هي الحرب، يُمدُّ ويُقصَر.

تحوُّز، أي: فرار، قيل: هو من قوله تعالى: {أو مُتَحَيِّزاً إلى فئة} [الأنفال: 16]، أي: منضماً إليها.

فَرَقَأَ؛ من رَقَأَ الجرح: إذا سكن دمُه وانقطع، والكَلْم، بالسكون: الجرح.

وأهل النِّكاية فيك، أي: أهل المحاربة لأجلك (قلنا: لفظة "فيك" لم ترد في النسخ الخطية عندنا).

لا يرجع إليهم شيئاً، أي: سعد، لا يردُّ إليهم الجواب.

قلنا: والتَّسْبِغَة؛ تَسْبِغَةُ الخوذة: ما تُوصل به من حَلَق الدروع، فتستر العنق، جمعها تسابغ.

والأَكْحَل: وريدٌ في وسط الذراع.

والصَّياصِي: جمع صِيصِيَة، وهو الحِصْن.

والَّلْأمَة: الدِّرع، جمعها لُؤَم. =

ص: 33

25098 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ أَنَّهَا كَانَتْ تَغْسِلُ الْمَنِيَّ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَخْرُجُ، فَيُصَلِّي وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْبُقَعِ فِي ثَوْبِهِ مِنْ أَثَرِ الْغَسْلِ (1).

= وسُنَّةُ وجهه، يعني: صورة وجهه.

والإكاف -والوكاف- للحمار، كالسَّرْج للفرس.

وقوله: أَنَى لي، أي: حانَ لي.

والخُرْصُ: الحلقة الصغيرة من الحُلِيّ، كحلقة القُرط ونحوها.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، يزيد: هو ابن هارون، وعمرو بن ميمون: هو ابن مهران الجزري.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 50، وابن حبان (1382) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (229) و (230) و (231) و (232)، ومسلم (289)، وأبو داود (373)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 156، وفي "الكبرى"(288)، وابن خزيمة (287)، وأبو عوانة 1/ 205، وابن حبان (1381)، والدارقطني 1/ 125، والبيهقي في "السنن" 2/ 418 - 419، والبغوي في "شرح السنة"(297) من طرق عن عمرو بن ميمون، به.

وسيكرر هذا الحديث بهذا الإسناد برقم (26985)، وفيه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي كان يغسل المني.

وسلف برقم (24936) أن عائشة كانت تفرُك المنيَّ من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يذهب، فيصلي فيه.

قال الحافظ في "الفتح" 1/ 333: وليس بين حديث الغَسْل وحديثِ الفَرْك تعارض؛ لأن الجمع بينهما واضح على القول بطهارة المنيّ، بأن يُحمل الغَسْل على الاستحباب للتنظيف، لا على الوجوب، وهذه طريقة الشافعي =

ص: 34

25099 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ، فَهِيَ خِدَاجٌ "(1).

= وأحمد وأصحاب الحديث، وكذا الجمع ممكنٌ على القول بنجاسته، بأن يَحمل الغَسْلُ على ما كان رطباً، والفَرْكُ على ما كان يابساً، وهذه طريقة الحنفية.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث في الرواية (26356)، فانتفت شبهة تدليسه. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، فقد روى له البخاري في "القراءة خلف الإمام" وأصحاب السنن، وهو ثقة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 360، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1087)، وقي "شرح معاني الآثار" 1/ 215 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن راهويه (908)، والبخاري في "القراءة خلف الإمام"(9)، وابن ماجه (840)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 215، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام"(89) و (90) من طرق عن محمد بن إسحاق، به. ورواية البخاري ليس فيها:"بفاتحة الكتاب". وزاد البيهقي في الرواية (90): "غير تمام".

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7422)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1470، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 193، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام"(92) من طريق ابن لهيعة، عن عمارة بن غزية، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، به. وقال ابن عدي: ولا أعلم يرويه عن ابن غزية غير ابن لهيعة، وابن غزية هو عمارة بن غزية الأنصاري مديني عزيز الحديث، ولا أعلم لعمارة بن غزية عن هشام بن عروة غير هذا الحديث، وعبد الله بن لهيعة له من الروايات والحديث أضعاف ما ذكرت.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 1347، والبيهقي في "القراءة"(91)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(704) من طريق شبيب بن شيبة، عن =

ص: 35

25100 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: وَاعَدَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جِبْرِيلُ فِي سَاعَةٍ أَنْ يَأْتِيَهُ فِيهَا، فَرَاثَ عَلَيْهِ أَنْ يَأْتِيَهُ فِيهَا، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدَهُ بِالْبَابِ قَائِمًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنِّي انْتَظَرْتُكَ لِمِيعَادِكَ "، فَقَالَ: إِنَّ فِي الْبَيْتِ كَلْبًا، وَلَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةٌ. وَكَانَ تَحْتَ سَرِيرِ عَائِشَةَ جِرْوُ كَلْبٍ، فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأُخْرِجَ، ثُمَّ أَمَرَ بِالْكِلَابِ حِينَ أَصْبَحَ، فَقُتِلَتْ (1).

= هشام، بإسناد سابقه، إلا أنه قال:"كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب وآيتين فهي خداج". شبيب بن شيبة ضعيف.

وسيأتي برقم (26356).

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6903)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب. ومن حديث أبي هريرة (7901).

(1)

حديث صحيح، دون قوله: ثم أمر بالكلاب حين أصبح فقتلت، فصحيح لغيره، وهذا إسنادٌ حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابنُ هارون، وأبو سَلَمَة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 479 - وعنه ابنُ ماجه (3651) - عن علي بن مُسهر، وابن راهويه (1081) عن الفضل بن موسى، والبغوي في "شرح السنة"(3213) من طريق إسماعيل بن جعفر، ثلاثتهم عن محمد بن عمرو، به.

وأخرجه ابن راهويه (1069) -وعنه مسلم (2104) - من طريق وُهيب، ومسلم أيضاً، وأبو يعلى (4508)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 282 مختصراً، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 257 من طريق عبد العزيز بن أبي =

ص: 36

25101 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ؟ قَالَتْ: كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يَصُومُ، لَمْ أَرَهُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ إِلَّا قَلِيلًا، بَلْ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ (1).

25102 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَصْبَغُ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ الْجُرَشِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، فَقُلْتُ: مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ؟ وَبِمَ كَانَ يَسْتَفْتِحُ؟ قَالَتْ: كَانَ يُكَبِّرُ عَشْرًا، وَيُسَبِّحُ عَشْرًا،

= حازم، كلاهما عن أبي حازم سلمة بن دينار، عن أبي سلمة، به، نحوه، ليس فيه الأمر بقتل الكلاب، قال أبو نُعيم: هذا حديثٌ صحيح.

وأمْرُه صلى الله عليه وسلم بقتل الكلاب وَرَدَ من حديث ميمونة عند مسلم (2105)، وسيرد 6/ 330.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري سلف برقم (11858)، وذكرنا تتمة أحاديث الباب هناك.

قال السندي: قولها: فراث، أي: أبطأ.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد -وهو ابن عمرو ابن علقمة الليثي-، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، يزيد: هو ابن هارون.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 103، وعبد بن حميد في "المنتخب"(1516) عن يزيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي مختصراً في "جامعه"(737)، وفي "الشمائل"(295)، والنسائي في "الكبرى"(2908) من طريقين عن محمد بن عمرو، به.

وقد سلف برقم (24116).

ص: 37

وَيُهَلِّلُ عَشْرًا، وَيَسْتَغْفِرُ عَشْرًا، وَيَقُولُ:" اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي ". عَشْرًا، وَيَقُولُ:" اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الضِّيقِ يَوْمَ الْحِسَابِ " عَشْرًا (1).

(1) حديث حسن، وهذا إسناد غير محفوظ، فيما قال ابن عدي في "الكامل"، فقد أورد هذا الحديث لأصبغ -وهو ابن زيد أبو عبد الله الورّاق الواسطي- ضمن ثلاثهَ أحاديث، وقال: وهذه الأحاديث لأْصبغ غير محفوظة، يرويها عنه يزيد بن هارون، ولا أعلم روى عن أصبغ هذا (يعني هذه الأحاديث بهذا الإسناد) غير يزيد بن هارون.

قلنا: لكن الحديث قد روي من طرق إخرى يعتضد بها، سنذكرها فيما سيأتي، ورجال إسناد هذه الرواية ثقات رجال الصحيح غير أصبغ فمن رجال أصحاب السنن، ورواية أبي داود له في كتابه "المسائل"، وقد وثقه ابن معين وأبو داود، والدارقطني، وقال أحمد والنسائي وأبو حاتم: لا بأس به، وضعفه ابن سعد ومسلمة بن قاسم، وقال ابن حبان: كان يخطئ كثيراً، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد. قلنا: وغير ربيعة الجُرَشي -وهو ابن عمرو، ويقال: ابن الحارث، ويقال: ابن الغاز- فمن رجال أصحاب السنن، وهو مختلف في صحبته، قال الدارقطني: في صحبته نظر، وقال: ثقة.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10706) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(870) - والمروزي كما في "مختصر قيام الليل" ص 48، وابن المنذر البيهقي "الأوسط"(1273)، والحافظ في "نتائج الأفكار" ص 118 - 119 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد

وعلقه أبو داود بإثر الحديث (766)، فقال: ورواه خالد معدان، عن ربيعة الجرشي، عن عائشة، نحوه

وله طريق أخرى:

فقد أخرجه ابن أبى شيبة 10/ 260، وأبو داود (766)، والنسائي في =

ص: 38

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "الكبرى"(1317)، وفي "المجتبى" 3/ 208 - 209 و 8/ 284، وابن ماجه (1356)، وابن حبان (2602)، والطبراني في "مسند الشاميين"(2048) من طريق معاوية بن صالح، عن أزهر بن سعيد الحَرازي، عن عاصم بن حميد، عن عائشة، به. وهذا إسناد حسن، إن لم يكن أزهر بن سعيد الحَرَازي هو أزهر بن عبد الله الحَرَازي، كما سيرد، وإلا فقد اختلف عليه فيه:

فقد أخرجه أبو داود (5085)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(871) -وعنه ابن السني (761) - والحافظ في "نتائج الأفكار" ص 117 - 118 من طريقين عن بقية بن الوليد، قال: حدثني عمر بن جُعْثُم، قال: حدثني الأزهر بن عبد الله الحَرَازي، قال: حدثني شَرِيْق الهَوْزَني، قال: دخلتُ على عائشة فسألتها: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة إذا هب من الليل؟

فذكره، وفيه زيادة "سبحان الملك القدوس" عشراً، وزيادة الاستعاذة من ضيق الدنيا.

قال الحافظ في "التهذيب" بعد أن ذكر قول البخاري: أزهر بن عبد الله، وأزهر بن سعيد، وأزهر بن يزيد، واحد، نسبوه مرة: مرادي، ومرة: هَوْزَني، ومرة حرازي، قال الحافظ: فهذا قول إمام أهل الأثر، ووافقه جماعة على ذلك. قلنا: وفرق بينهما أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "الجرح والتعديل"، وتابعه على ذلك المزي في "تهذيب الكمال"، وفرق بينهما كذلك ابن حبان، بل جعلهما أربعة في كتابه "الثقات". فإن يكونا واحداً، فيكون قد اختلف عليه فيه، وإلا فإسناد الحديث الأول حسن كما ذكرنا، وإسناد الحديث الآخر ضعيف، لجهالة شَرِيق الهوزني، فلم يرو عنه سوى أزهر بن عبد الله، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. وعمر بن جُعْثَم روى عنه جمع، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وأشار الحافظ في "التقريب" إلى قلة روايته، فقال: مقبول. وأزهر بن عبد الله الحَرَازي إن لم يكن أزهر بن سعيد، فقد روى عنه جمع كذلك، ووثقه ابن حبان والعجلي. وقد ذكر الحافظ أن بقية بن الوليد قد أُمن تدليسه في هذا الإسناد. قلنا: لكن ذلك لا يفيد في تقوية إسناده والحال هذه. والحديث حسَّنه الحافظ في "نتائج الأفكار" ص 118.

ص: 39

25103 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا رَمَيْتُمْ وَحَلَقْتُمْ، فَقَدْ حَلَّ لَكُمُ الطِّيبُ وَالثِّيَابُ وَكُلُّ شَيْءٍ إِلَّا النِّسَاءَ "(1).

(1) صحيح دون قوله: "وحلقتم"، وهذا إسناد ضعيف لضعف حجاج بن أرطاة، وقد اختُلف عليه فيه، كما سيرد.

وأخرجه الحارث بن أسامة في "مسنده"(380)(زوائد)، وابن خزيمة (2937) من طريق محمد بن رافع، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 228 من طريق علي بن معبد، والبيهقي في "السنن" 5/ 136 من طريق مالك بن يحيى، أربعتهم عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ورواه محمد بن أبي بكر عن يزيد بن هارون، فزاد فيه:"وذبحتم" كما عند البيهقي في "السنن" أيضاً، وهي زيادة منكرة.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (995)، والدارقطني في "السنن" 2/ 276 من طريق أبي خالد الأحمر، عن حجاج بن أرطاة، به. وزاد:"وذبحتم"، وهي منكرة كما أسلفنا.

وخالفهما (يعني يزيد بن هارون وأبا خالد الأحمر) عبدُ الواحد بن زياد، فرواه -فيما أخرجه أبو داود (1978)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 228 - عن حجاج، عن الزهري، عن عمرة، عن عائشة، بلفظ:"إذا رمى أحدكم جمرة العقبة، فقد حل له كل شيء إلا النساء". قال أبو داود: هذا حديث ضعيف، الحجاج لم يَرَ الزهري، ولم يسمع منه.

ورواه عبد الرحيم بن سليمان، عن حجاج، فجمع بين الإسنادين جميعاً، أخرجه من طريقه الطبري في "تفسيره"(3960)، والدارقطني في "السنن" 2/ 276.

ورواه أبو معاوية الضرير عن الحجاج -كما عند ابن أبي شيبة (في الجزء =

ص: 40

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الذي حققه العمروي من "مصنفه" ص 241)، وإسحاق بن راهويه (997)، وأبي يعلى (4465)، والدارقطني في "السنن" 2/ 276، فقال: عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم، عن عمرة، عن عائشة. ووهم في ذلك، كما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 150.

ورواه أبو معاوية عن الحجاج أيضاً -كما عند ابن أبي شيبة ص 241، وابن راهويه (996)، وأبي يعلى (4464) - فقال: عن عطاء، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رمى الجمرة وذبح وحلق، فقد حل له كل شيء إلا النساء.

قال البيهقي: وهذا من تخليطات الحجاج بن أرطاة، وإنما الحديث عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما رواه سائر الناس عن عائشة رضي الله عنها.

وأخرجه موقوفاً بن أبي شيبة (الجزء الذي حققه العمروي ص 242) عن وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: إذا رمى حل له كل شيء إلا النساء حتى يطوف بالبيت، فإذا طاف بالبيت حل له النساء. وإسناده صحيح.

وأخرج ابن خزيمة (2939)، والبيهقي في "السنن" 5/ 135 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، عن عمر قال: إذا رمى الرجل الجمرة بسبع حصيات، وذبح وحلق، فقد حل له كل شيء إلا النساء والطيب. قال سالم: وكانت عائشة تقول: قد حلّ له كل شيء إلا النساء، وقالت: أنا طيبتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم. يعني لحله.

وسلف برقم (26078) من طريق عروة والقاسم، عن عائشة قالت: طيبتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي بذَرِيرة لحجة الوداع للحل والإحرام: حين أحرم، وحين رمى جمرة العقبة يوم النحر قبل أن يطوف بالبيت، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2090).

وعن أم سلمة، سيرد 6/ 295.

ص: 41

25104 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يُبَاشِرَ إِحْدَانَا وَهِيَ حَائِضٌ أَمَرَهَا فَاتَّزَرَتْ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ وَهُوَ جُنُبٌ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ (1).

25105 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مَا بَيْنَ أَنْ يَفْرَغَ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى الْفَجْرِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُسَلِّمُ فِي كُلِّ ثِنْتَيْنِ، وَيُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ، وَيَسْجُدُ فِي سَبْحَتِهِ بِقَدْرِ مَا يَقْرَأُ أَحَدُكُمْ خَمْسِينَ آيَةً قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ، فَإِذَا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُ مِنَ الْأَذَانِ الْأَوَّلِ قَامَ، فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمُؤَذِّنُ، فَيَخْرُجَ مَعَهُ (2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحجاج -وهو ابن أرطاة- وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وسيكرر برقم (25980) سنداً ومتناً.

وقولها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يباشر إحدانا وهي حائض أمرها فاتَّزرت، قد سلف برقم (24046) بإسناد صحيح.

وقولها: وإذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة، قد سلف برقم (24083)، وإسناده صحيح كذلك.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24461) غير أن شيخ أحمد هنا: هو يزيد بن هارون. =

ص: 42

25106 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ بُدَيْلٍ (1)، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْكُلُ طَعَامًا فِي سِتَّةِ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَأَكَلَهُ بِلُقْمَتَيْنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَمَا إِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَكَرَ اسْمَ اللهِ لَكَفَاكُمْ، فَإِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامًا فَلْيَذْكُرْ اسْمَ اللهِ، فَإِنْ نَسِيَ أَنْ يَذْكُرَ اسْمَ اللهِ فِي أَوَّلِهِ فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ "(2).

= وأخرجه الدارمي (1447)(1473)(1585) عن يزيد بن هارون بهذا الإسناد.

قال السندي: قولها: من الأذان الأول، احتراز عن الإقامة، فإنها أذان ثانٍ.

(1)

قوله: عن بديل، ليس في (م).

(2)

حديث حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عبد الله بن عبيد بن عُمير لم يسمع من عائشة، فقد قال في الرواية (26089) و (26292) عن امرأةٍ منهم يقال لها أم كلثوم، عن عائشة. وقول ابن عمير:"منهم" قابل للتأويل، ومن ثم اختلفوا في نسبة أم كلثوم. فذهب المزي إلى أنها ليثية، لأن عبد الله بن عبيد بن عمير ليثي، وذهب الترمذي إلى أنها بنت محمد بن أبي بكر الصديق، وهو ما رجحه الحافظ في "التهذيب" ويعكر عليه ما ذكره المنذري في "مختصر سنن أبي داود" 5/ 300 أن قول الترمذي هذا وقع في بعض الروايات، وقال في غيرها: أم كلثوم الليثية، ثم قال المنذري. وهو الأشبه لأن عبيد بن عمير ليثي، ومثل بنت أبي بكر لا يكنى عنها بامرأة، ولا سيما مع قوله "منهم". وقد سقط هذا من بعض نسخ الترمذي، وسقوطه هو الصواب، والله عز وجل أعلم. قلنا: وجزم الذهبي في "الميزان" أنها الليثية، فقال: أم كلثوم عن عائشة. تفرد عنها عبد الله بن عبيد بن عمير في التسمية =

ص: 43

25107 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَ (1): سَأَلَهَا أَخُوهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ، عَنْ غُسْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْجَنَابَةِ؟ فَدَعَتْ بِمَاءٍ قَدْرَ الصَّاعِ، فَاغْتَسَلَتْ وَصَبَّتْ عَلَى رَأْسِهَا ثَلَاثًا (2).

25108 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ (3)، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ غُسْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْجَنَابَةِ؟ فَقَالَتْ: كَانَ يَغْسِلُ يَدَيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ يَغْسِلُ فَرْجَهُ، ثُمَّ يَغْسِلُ يَدَيْهِ، ثُمَّ

= على الأكل. قلنا: فهي مجهولة الحال، والله أعلم. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الدارمي (2020)، وابن ماجه (3264)، وابن حبان (5214) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وله شاهد من حديث أمية بن مخشي، سلف 4/ 336، وإسناده ضعيف.

وآخر من حديث ابن مسعود عن ابن حبان (5213)، والطبراني في "الأوسط"(4573) وإسناده صحيح إن صح سماع عبد الرحمن بن عبد اللّه بن مسعود من أبيه.

وانظر حديث عمر بن أبي سلمة السالف برقم (16630).

(1)

في (م): قالت، وهو خطأ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24430)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو يزيد بن هارون.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 295 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

(3)

هذا الحديث ليس في (ظ 7) و (ظ 8).

ص: 44

يَتَمَضْمَضُ وَيَسْتَنْشِقُ، ثُمَّ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ يُفْرِغُ عَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ (1).

25109 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُعَاذَةَ، أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ لِعَائِشَةَ: أَتَجْزِي إِحْدَانَا صَلَاتَهَا إِذَا كَانَتْ حَائِضًا؟ قَالَتْ: أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ؟ قَدْ كُنَّا نَحِيضُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَا يَأْمُرُنَا بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ (2).

25110 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِضَبٍّ فَلَمْ يَأْكُلْهُ، فَقُلْتُ: أَلَا نُطْعِمُهُ الْمَسَاكِينَ؟ قَالَ: " لَا تُطْعِمُوهُمْ مِمَّا لَا تَأْكُلُونَ "(3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. عطاء بن السائب -وإن كان قد اختلط- قد سمع شعبة منه قبل اختلاطه، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 133 من طريق يزيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً 1/ 133، وفي "الكبرى"(244) من طريق النضر- وهو ابن شميل، عن شعبة، به. وفيه: فيغسل ما على فخذيه، بدلاً من فرجه.

وسيرد برقم (25409)، وسلف برقم (24648)، وانظر (24257).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24633) غير شيخ أحمد، فهو هنا يزيد بن هارون.

قال السندي: قوله: أتجزي إحدانا صلاتَها بالنصب، والجزاء بمعنى القضاء.

(3)

صحيح دون قوله: "لا تطعموهم مما لا تأكلون"، وهذا إسناد سلف =

ص: 45

25111 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ. وَعَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ عَفَّانُ: وحَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْسِمُ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَيَعْدِلُ. قَالَ عَفَّانُ: وَيَقُولُ: " هَذِهِ قِسْمَتِي ". ثُمَّ يَقُولُ: " اللهُمَّ هَذَا فِعْلِي فِيمَا أَمْلِكُ، فَلَا تَلُمْنِي (1) فِيمَا تَمْلِكُ وَلَا أَمْلِكُ "(2).

= الكلام عليه في الرواية (24790).

(1)

في (ظ 7) و (ق): تلومنِّي.

(2)

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة -وعبد الله بن يزيد- وهو رضيع عائشة- فمن رجال مسلم، وأخرج البخاري لحماد تعليقاً، وقد أخطأ حماد بن سلمة في وصله، والصواب أنه مرسل. فقد قال الترمذي عقب الحديث (1140): حديث عائشة هكذا رواه غير واحد عن حماد بن سلمة، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عبد الله بن يزيد، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم. ورواه حماد بن زيد وغير واحد عن أيوب، عن أبي قلابة مرسلاً، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقسم، وهذا أصح من حديث حماد بن سلمة. وقال الترمذي في "العلل" 1/ 448: سالت محمداً (أي البخاري) عن هذا الحديث، فقال: رواه حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة مرسلاً. وقال أبو زرعة نحو كلام الترمذي، فيما نقله عنه ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 425. وقد نُسب عبد الله بن يزيد في بعض الروايات بالخطمي، وهو وهم، فعبد الله بن يزيد الخطمي لا تعرف له رواية عن عائشة، ولا يعرف أن أبا قلابة قد روى عنه، وأما الراوي عن عائشة، فإنما هو عبد الله بن يزيد رضيع عائشة، وهو الذي روى عنه أبو قلابة، وقد ذكر الحافظ وشيخه المزي هذا الحديث في ترجمته. أيوب: هو السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 386 - 387، والنسائي في "المجتبى" 7/ 63 - 64، وفي "السنن الكبرى"(8891) -وهو في "عشرة النساء"(5) - =

ص: 46

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وابن ماجه (1971)، وابن حبان (4205) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(233) من طريق عفان، بهذا الإسناد، وفيه نسبة عبد الله بن يزيد بالخطمي، وقد أشرنا إلى أنه وهم.

وأخرجه الدارمي (2207)، وأبو داود (2134)، والترمذي في "سننه"(1140)، وفي "العلل" 1/ 448، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(232)، وابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 425، والحاكم 2/ 187، والبيهقي في "السنن" 7/ 298 من طرق عن حماد بن سلمة، به. ووقع في بعض الروايات: عبد الله بن يزيد الخطمي.

وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي!

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(10657) عن ابن وكيع -واسمه سفيان- عن أبيه، عن عبد الوهاب -وهو ابن عبد المجيد الثقفي- عن أيوب، به. وسفيان بن وكيع ضعيف.

واختلف فيه على عبد الوهاب الثقفي:

فأخرجه الطبري أيضاً (10637) عن محمد بن بشار، عن عبد الوهاب، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً. وهو الأصح، كما تقدم.

وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 120 عن معمر، وابن سعد 2/ 231، وابن أبي شيبة 4/ 386، والطبري (10637) من طريق إسماعيل ابن عُلَيّة، والطبري (10656) من طريق حماد بن زيد، ثلاثتهم عن أيوب، عن أبي قلابة مرسلاً.

وقولها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم بين نسائه فيعدل صحيح، سلف برقمي (24395) و (24859)، وفيهما: غير أن سودة وهبت يومها وليلتها لعائشة.

وانظر كلام الإمام الطحاوي في معنى الحديث في "شرح مشكل الآثار" 1/ 215 - 217.

ص: 47

25112 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَوُادَ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ، يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ. قَالَ:(1) قُلْتُ: أَرَأَيْتِ قَوْلَ اللهِ عز وجل: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158] قَالَ: فَقُلْتُ: فَوَاللهِ مَا عَلَى أَحَدٍ جُنَاحٌ أَنْ لَا يَتَطَوَّفَ (2) بِهِمَا، قَالَ (3): فَقَالَتْ عَائِشَةُ: بِئْسَمَا قُلْتَ يَا ابْنَ أُخْتِي، إِنَّهَا لَوْ كَانَتْ عَلَى مَا أَوَّلْتَهَا عَلَيْهِ (4)، كَانَتْ: فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ لَا يَطَّوَّفَ بِهِمَا، وَلَكِنَّهَا إِنَّمَا أُنْزِلَتْ أَنَّ الْأَنْصَارَ كَانُوا قَبْلَ أَنْ يُسْلِمُوا يُهِلُّونَ (5) لِمَنَاةَ الطَّاغِيَةِ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَ عِنْدَ الْمُشَلَّلِ، وَكَانَ مَنْ أَهَلَّ لَهَا تَحَرَّجَ أَنْ يَطَّوَّفَ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَسَأَلُوا عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا كُنَّا نَتَحَرَّجُ أَنْ نَطَّوَّفَ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ} إِلَى قَوْلِهِ: {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} . قَالَتْ عَائِشَةُ: ثُمَّ قَدْ سَنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الطَّوَافَ بِهِمَا، فَلَيْسَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَدَعَ الطَّوَافَ بِهِمَا (6).

(1) في النسخ الخطية: قالت، والمثبت من (م) وهو الصواب.

(2)

في (م): يطوَّف.

(3)

كلمة قال ليست في (م).

(14 لفظ: عليه، ليس في (م).

(5)

في (ظ 2) و (ق): كانوا يهلّون.

(6)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن سليمان بن داود الهاشمي أخرج له أصحاب السنن والبخاري في "خلق أفعال العباد". إبراهيم =

ص: 48

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ابن سعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزُّهري.

وأخرجه مختصراً ابنُ أبي داود في "المصاحف" ص 100 من طريق أبي داود، عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً الحميدي (219)، والبخاري (1643) و (4861)، ومسلم (1277)(261) و (262) و (263)، والترمذي (2965)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 237 - 238 و 238 - 239، وفي "الكبرى"(3960) و (3961)، والفاكهي في "أخبار مكة"(1405)، وأبو يعلى (4730)، والطبري في "تفسيره"(2350)، وابن خزيمة (2766) و (2767)، وابن أبي داود في "المصاحف" ص 100، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3935) و (3936)، وابن حبان (3840)، والبيهقي في "السنن" 5/ 96 - 97 و 97، وابن عبد البر في "الاستذكار" 12/ 218 و 219 - 220 من طرق عن الزُّهري، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 373 - ومن طريقه البخاري (1790) و (4495)، وأبو داود (1901)، وابنُ أبي داود في "المصاحف" ص 100، وابنُ حبَّان (3839)، والبيهقي في "السنن" 5/ 96، والبغوي في "شرح السنة"(1920)، وفي "التفسير" 1/ 133 - عن هشام بن عروة، عن أبيه، به.

وأخرجه إسحاق (691)، ومسلم (1277)(259) و (260)، وابن ماجه (2986)، وابنُ أبي داود في "المصاحف" ص 99 - 100 و 100، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3938)، وابن خزيمة (2769)، والبيهقي في "السنن" 5/ 96 من طرق عن هشام بن عروة، عن أبيه، به.

وسيرد برقمي (25298) و (25905).

وفي الباب عن أنس عند البخاري (1648)، ومسلم (1278).

قال السندي: قولها: إنما أنزلت أن الأنصار، بفتح الهمزة بتقدير لأن الأنصار.

قولها: عند المُشَلَّل، اسم موضع بين الحرمين. =

ص: 49

25113 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْيَوْمِ الَّذِي بُدِئَ فِيهِ، فَقُلْتُ: وَارَأْسَاهْ، فَقَالَ:" وَدِدْتُ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ وَأَنَا حَيٌّ، فَهَيَّأْتُكِ وَدَفَنْتُكِ ". قَالَتْ: فَقُلْتُ غَيْرَى (1): كَأَنِّي بِكَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَرُوسًا بِبَعْضِ نِسَائِكَ. قَالَ: " وَأَنَا (2) وَارَأْسَاهْ، ادْعُوا لِي أَبَاكِ وَأَخَاكِ حَتَّى أَكْتُبَ لِأَبِي بَكْرٍ كِتَابًا، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ، وَيَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ: أَنَا أَوْلَى، وَيَأْبَى الله عز وجل وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَّا أَبَا بَكْرٍ "(3).

= قولها: فأنزل الله عز وجل، أي: ردًّا لما زعموا لا لبيان أن السعي بينهما غير لازم.

(1)

في هامش (ظ 8)؛ غَيْرى، من الغيرة.

(2)

في (ظ 7) و (ظ 2) و (ق): "أنا وارأسأه" دون واو، وفي (ظ 8):"بل أنا وارأسأه".

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وإبراهيم بن سعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.

وأخرجه ابن سعد 3/ 180، ومسلم (2387)، والنسائي في "الكبرى"(7081)، وابن حبان (6598)، والبيهقي في "السنن" 8/ 153، وفي "الدلائل" 6/ 343 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد، وساقه مسلم مختصراً في دعوة أبي بكر.

وأخرجه ابن سعد 2/ 205 - 206 عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح، عن الزهري، قال: قالت عائمة: فذكره مرسلاً.

وأخرجه ابن سعد 2/ 225 - 226، والبخاري (5666) و (7217)، وأبو =

ص: 50

25114 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الْمُبْتَلَى حَتَّى يَبْرَأَ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَعْقِلَ "(1).

25115 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي خَلَفٍ، أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَلَى عَائِشَةَ فَسَأَلَهَا عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ:

= نعيم في "الحلية" 2/ 185، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 168، والبغوي في "شرح السنة"(1411) من طريق القاسم بن محمد، عن عائشة. وجاء عندهم سوى ابن سعد: فاستغفرُ لكِ وأدعو لكِ، بدل: فهيَّأْتُك ودفنتُك.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(4564) من طريق سفيان بن حسين، عن الزُّهري، عن الماجشون، عن عائشة، به. وسفيان بن حسين ضعيف في الزُّهري.

وأخرجه ابن سعد 2/ 206 عن الفضل بن دُكين، عن محمد بن مسلم -وهو الطائفي- عن إبراهيم بن ميسرة، قال: دخل رسول الله على عائشة

فذكره مختصراً. وهذا إسناد منقطع.

وسيرد برقم (25908).

وقد سلف برقم (24751).

(1)

إسناده جيد، وهو مكرر (24694) غير أن شيخ أحمد هنا: هو يزيد ابن هارون.

وأخرجه ابن أبي شيبة مختصراً 5/ 268، وأبو داود (4398)، وابنُ ماجه (2041) من طريق يزيد، بهذا الإسناد. وعند أبي داود وابن ماجه: وعن الصبي حتى يكبر.

ص: 51

كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَالَّذِينَ يَأْتُونَ مَا أَتَوْا} أَوْ {يُؤْتُونَ مَا آتَوْا} [المؤمنون: 60] فَقَالَتْ: أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ فَقَالَ: وَاللهِ لَإِحْدَاهُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا، قَالَتْ: أَيَّتُهُمَا؟ قَالَ: {الَّذِينَ يَأْتُونَ مَا أَتَوْا} فَقَالَتْ: أَشْهَدُ لَكَذَلِكَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَؤُهَا، وَكَذَاكَ أُنْزِلَتْ وَلَكِنَّ الْهِجَاءَ حُرِّفَ (1).

25116 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو خَلَفٍ مَوْلَى بَنِي جُمَحٍ أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2).

25117 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جُعِلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بُرْدَةٌ سَوْدَاءُ مِنْ صُوفٍ، فَذَكَرَ بَيَاضَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَسَوَادَهَا، فَلَمَّا عَرِقَ، وَجَدَ مِنْهَا رِيحَ الصُّوفِ، فَقَذَفَهَا.

(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (24641) غير أن شيخ أحمد هنا: هو يزيد بن هارون.

وأخرجه البخاري في "تاريخه" 9/ 28 (الكنى) عن مطر بن الفضل، عن يزيد بن هارون، سمع ابن جويرية، عن إسماعيل بن أمية، أخبرنا أبو خلف أنه دخل مع عبيد بن عمير على عائشةَ. فذكره.

قال السندي: قوله: الذين يأتون

إلخ، الأول أن يكونا من الإتيان، والثاني أن يكونا من الإيتاء.

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر سابقه غير أن شيخ أحمد هنا هو عفان بن مسلم الصفَّار.

ص: 52

قَالَ: وَأَحْسِبُهُ (1) قَدْ قَالَتْ: كَانَ يُعْجِبُهُ الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ (2).

25118 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ كَيْسَانَ - وَيَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ وَعَفَّانُ الْمَعْنَى - وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ يَزِيدَ لَمْ يَخْتَلِفُوا فِي الْإِسْنَادِ وَالْمَعْنَى -، قَالَا: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ كَيْسَانَ الْعَدَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَتْنَا مُعَاذَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ الْعَدَوِيَّةُ، قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَفْنَى أُمَّتِي إِلَّا بِالطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا الطَّاعُونُ؟ قَالَ:" غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْبَعِيرِ، الْمُقِيمُ بِهَا كَالشَّهِيدِ، وَالْفَارُّ مِنْهَا كَالْفَارِّ مِنَ الزَّحْفِ "(3).

(1) في (ظ 7) و (ظ 8): فأحسبه، وقد ضبب فوقها في (ظ 8)، وجاء في هامشها: فأحسب.

(2)

إسناده صحيح، وهو مكرر (25003) غير أن شيخ أحمد هنا هو يزيد بن هارون.

وأخرجه إسحاق (1326)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 113 - 114 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

(3)

إسناده جيد، جعفر بن كيسان من رجال "التعجيل"، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (24527). وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن إسحاق -وهو السيلحيني- فمن رجال مسلم.

وأخرجه بنحوه أبو يعلى (4664) من طريق معتمر بن سليمان، عن ليث -وهو ابن أبي سُلَيم- عن صاحب له، عن عطاء، عن عائشة، به. وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث بن أبي سُلَيم، ولجهالة شيخه.

وأخرجه البزار (3041)"زوائد" من طريق حفص -وهو ابن أبي سليمان- عن ليث، عن عطاء، عن عائشة، به. وهذا إسناد ضعيف أيضاً لضعف حفصٍ وليث، ولإسقاط شيخ ليث.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5527)، وابن عبد البر في "التمهيد" =

ص: 53

25119 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ سَخْبَرَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُنَّ مَئُونَةً "(1).

25120 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" اللهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ الَّذِينَ إِذَا أَحْسَنُوا اسْتَبْشَرُوا، وَإِذَا أَسَاؤُوا اسْتَغْفَرُوا "(2).

= 19/ 205 من طريق يوسف بن ميمون، عن عطاء، عن ابن عمر، عن عائشة، به. يوسف بن ميمون ضعيف.

وأخرجه ابن راهويه (1376) من طريق خالد الربعي، عن عائشة، به.

وسيأتي برقم (26182)، وسلف مختصراً برقم (25018)، وانظر (24358).

وفي باب فناء الأمة بالطعن والطاعون من حديث أبي بردة بن قيس أخي أبي موسى الأشعري، وقد سلف برقم (15608) وذكرنا هناك أحاديث الباب.

(1)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (24529) غير أن شيخ أحمد هنا: هو يزيد بن هارون.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 189، والنسائي في "الكبرى"(9274)، والخطيب في "الموضح" 1/ 297، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 186، والبيهقي في "السنن" 7/ 235 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده ضعيف لضعف علي بن زَيْد، وهو ابن جُدْعان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون: وأبو عثمان النَّهدي: هو =

ص: 54

25121 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْبَةُ الْخُضْرِيُّ (1)، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَحَدَّثَنَا عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ثَلَاثٌ أَحْلِفُ عَلَيْهِنَّ، لَا يَجْعَلُ اللهُ عز وجل مَنْ لَهُ سَهْمٌ فِي الْإِسْلَامِ كَمَنْ لَا سَهْمَ لَهُ، وَأَسْهُمُ (2) الْإِسْلَامِ ثَلَاثَةٌ (3): الصَّلَاةُ، وَالصَّوْمُ، وَالزَّكَاةُ، وَلَا يَتَوَلَّى الله عز وجل عَبْدًا فِي الدُّنْيَا فَيُوَلِّيهِ غَيْرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يُحِبُّ رَجُلٌ قَوْمًا إِلَّا جَعَلَهُ اللهُ عز وجل مَعَهُمْ (4)، وَالرَّابِعَةُ لَوْ حَلَفْتُ عَلَيْهَا رَجَوْتُ أَنْ لَا آثَمَ: لَا يَسْتُرُ اللهُ عز وجل عَبْدًا فِي الدُّنْيَا إِلَّا سَتَرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".

فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِذَا سَمِعْتُمْ مِثْلَ هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ مِثْلِ عُرْوَةَ،

= عبد الرحمن بن مَلّ.

وهو في "الزُّهد" للإمام أحمد ص 50.

وأخرجه ابن ماجه (3820) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وسيكرر سنداً ومتناً برقم (26021).

وسلف برقم (24980).

(1)

في (م) و (ق) و (ظ 2): الحضرمي، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8)، وهو الصواب نسبةً إلى خُضْر قبيلة من محارب بن خَصَفة.

(2)

في (م): فأسهم.

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8): ثلاث، وجاء في (ظ 2) و (ق): الثلاثة.

(4)

في (ق): منهم.

ص: 55

يَرْوِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَاحْفَظُوهُ (1).

(1) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة شيبة الخُضْري، إذ لم يذكروا في الرواة عنه سوى إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. قلنا: وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2185)، والحاكم 1/ 19 و 4/ 384 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: شيبة الحضرمي قد خرجه البخاري، وقال في "التاريخ": ويقال: الخضري، سمع عروة وعمر بن عبد العزيز. وهذا الحديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: ما خَرَّج له سوى النسائي هذا الحديث، وفيه جهالة.

وأخرجه إسحاق (863) عن عبد الصمد، وأبو يعلى (4566)، عن هُدْبة بن خالد، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2185) من طريق أبي الوليد الطيالسي، والحاكم 1/ 19 - ومن طريقه البيهقي في "الشعب (9014) "- من طريق أبي الوليد الطيالسي وموسى بن إسماعيل، أربعتهم عن همام، به. زاد هدبة عن همام بن يحيى قوله: قال إسحاق: وحدثني عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله. قلنا: وهذا إسناد متصل رجاله ثقات.

وقد أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(20318) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(8798)، والبيهقي في "الشعب"(9012) - عن معمر، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود موقوفاً من قوله.

وأبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه، وسماع معمر من أبي إسحاق لم يتحرر لنا أمره، أسمع من أبي إسحاق قبل الاختلاط أم بعده.

وأخرجه موقوفاً أيضاً الطبراني في "الكبير"(8800) من طريق المسعودي، عن القاسم، قال: قال عبد الله، فذكره، وهذا إسناد فيه انقطاع. =

ص: 56

25122 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ. وَعَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ سُمَيَّةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: وَجَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ، فَقَالَتْ لِي: هَلْ لَكِ إِلَى أَنْ تُرْضِينَ (1) رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِّي وَأَجْعَلُ لَكِ يَوْمِي؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَأَخَذَتْ خِمَارًا لَهَا مَصْبُوغًا بِزَعْفَرَانٍ، فَرَشَّتْهُ بِالْمَاءِ ثُمَّ اخْتَمَرَتْ بِهِ - قَالَ عَفَّانُ: لِيَفُوحَ رِيحُهُ - ثُمَّ دَخَلَتْ عَلَيْهِ فِي يَوْمِهَا، فَجَلَسَتْ إِلَى جَنْبِهِ، فَقَالَ:" إِلَيْكِ يَا عَائِشَةُ، فَلَيْسَ هَذَا يَوْمَكِ " فَقُلْتُ: فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ

= وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 268 عن أبي بكر الطلحي، عن الحسن بن محمد بن الحسين الأصبهاني، عن أبي مسعود، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة مرفوعأ فذكره.

قلنا: والطلحي لم نقف له على ترجمة، والحسن بن محمد ترجم له أبو نعيم في أخباره 1/ 268 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وأبو مسعود ومن فوقه ثقات.

وسيرد بالرقم (25271).

وفي الباب من حديث علي عند الطبراني في "الأوسط"(6446)، وفي "الصغير"(874)، وفي إسناده محمد بن ميمون الخياط، وهو ضعيف.

ومن حديث أبي أمامة الباهلي عند الطبراني في "الكبير"(8023)، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 340 - 341، وفي إسناده فضَّال بن جبير، وهو ضعيف.

ومن حديث أبي ذر عند ابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 340.

وانظر حديث أبي هريرة عند مسلم (2590).

(1)

كذا في النسخ الخطية، وانظر شرح السندي.

ص: 57

يَشَاءُ، ثُمَّ أَخْبَرْتُهُ خَبَرِي. قَالَ عَفَّانُ: فَرَضِيَ عَنْهَا (1).

25123 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُعَاذَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي الضُّحَى أَرْبَعًا، وَيَزِيدُ مَا شَاءَ اللهُ (2).

25124 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْدٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ سَالِمٍ الرَّاسِبِيَّةُ

(1) إسناده ضعيف لجهالة سُمية، وهو مكرر الرواية (24640) غير أن الإمام أحمد رواه هنا كذلك عن يزيد، وهو ابن هارون.

وأخرجه المزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة سمية) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8933) -وهو في "عِشْرة النساء"(47) - من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24640).

قال السندي: قولها: أن ترضين، على إهمال "أن"، تشبيهاً لها بما المصدرية.

قولها: فأخَذَتْ، على صيغة المؤنث، على أنه من كلام الراوي عنها، لا على صيغة المتكلم، ليوافق قولهَا: فرشَّتْه.

قولها: في يومها، أي: يوم صفية.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24889)، غير أن شيخ أحمد هنا هو يزيد بن هارون.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 267 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

ص: 58

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أُتِيَ (1) بِاللَّبَنِ قَالَ: " كَمْ فِي الْبَيْتِ بَرَكَةً أَوْ بَرَكَتَيْنِ "(2).

25125 -

حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا (3) فَهُوَ صَدَقَةٌ "(4).

(1) في (ظ 7) و (ظ 8): أوتي.

(2)

إسناده ضعيف، أم سالم الراسبية- تفرد عنها جعفر بن برد، ولم يؤثر توثيقها عن أحد، وذكرها الذهبي في الميزان مع المجهولات، وجعفر بن برد: وثقه البخاري، وقال أبو حاتم: يكتب حديثُه، وقال الدارقطني: يُعتبر به. يزيد: هو ابن هارون.

وأخرجه ابن ماجه (3321) من طريق زيد بن الحباب، عن جعفر، بهذا الإسناد.

(3)

في (ق): تركناه.

(4)

حديث صحيح، أسامة بن زيد -وهو الليثي- مختلف فيه، حسن الحديث، وقد توبع. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير صفوان بن عيسى فمن رجال مسلم ..

وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(384) من طريق صفوان بن عيسى، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابنُ سَعْد 2/ 314، وأبو داود (2977)، والبيهقي في "السنن" 6/ 302 من طريقين عن أسامة بن زيد، به.

وأخرجه مطولاً ومختصراً ابنُ سعد 2/ 314، والبخاري (4034) و (6727) وحماد بن إسحاق في "تركة النبي صلى الله عليه وسلم" ص 84، وأبو عوانة 4/ 144 - 145، والطبراني في "الأوسط"(3729) و (8804)، وفي "مسند الشاميين"(3098)، =

ص: 59

25126 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْعَصْرِ؟ فَقَالَتْ: صَلِّ، إِنَّمَا نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَوْمَكَ أَهْلَ الْيَمَنِ عَنِ الصَّلَاةِ إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ (1).

25127 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ، عَنْ

= والبيهقي في "السنن" 6/ 299، وفي "السنن الصغير"(3752) من طرق عن الزهري، به.

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(9773) -ومن طريقه إسحاق بن راهويه (902) - عن معمر، عن الزهري، عن عروة وعمرة، عن عائشة.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 102: فإن كان معمر حفظه عن عمرة فقد أغرب فيه، أو جمع بينها وبين عروة، والله أعلم.

وسيأتي برقم (26260).

وقد سلف من طرق عن الزهري، عن عروة عن عائشة عن أبي بكر الصديق بالارقام (9)(25)(55)(58)، والطريقان محفوظان.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7303)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. المقدام بن شريح ووالده من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن حبان (1568) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وانظر (24235).

قال السندى: قولها عن الصلاة إذا طلعت الشمس، أي: لا بعد العصر ولا بعد الفجر مطلقاً، لكن هذا على حسب علمها، وإلا فقد ثبت النهي عن الصلاة بعد العصر، والله تعالى أعلم.

ص: 60

مُعَاذَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: مِنْ أَيِّهِ (1)؟ فَقَالَتْ: لَمْ يَكُنْ يُبَالِي مِنْ أَيِّهِ كَانَ (2).

25128 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَخْرَمِيُّ، أَخْبَرَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أَنَّ رَجُلًا أَوْصَى فِي مَسَاكِنَ لَهُ بِثُلُثِ كُلِّ مَسْكَنٍ لِإِنْسَانٍ،

(1) في (م): من أيه كان، بزيادة كان.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاذة: هي العدوية.

وأخرجه ابن ماجه (1709)، وابن حبان (3657) من طريق محمد بن جعفر بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1572)، وإسحاق (1393) و (1394)، والترمذي في "جامعه"(763)، وفي "الشمائل"(301)، وابن خزيمة (2130)، والبغوي في "الجعديات"(1534)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 83، وابن حبان (3654)، والبغوي في "شرح السنة"(1802) من طرق عن شعبة، به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه مسلم (1160)(194)، وأبو داود (2453)، وأبو يعلى (4580)، والبيهقي في "السنن" 4/ 295 من طريق عبد الوارث، عن يزيد الرِّشْك، به.

وانظر (24508).

وفي الباب عن ابن مسعود، سلف (3860).

وعن أم سلمة، سيرد 6/ 289.

ص: 61

فَسَأَلْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، فَقَالَ: اجْمَعْ ثَلَاثَةً فِي مَكَانِ وَاحِدٍ، فَإِنِّي سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا، فَأَمْرُهُ رَدٌّ "(1).

25129 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ. وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَعَنَ قَوْمًا اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَعَنَ أَقْوَامًا. وَقَالَ الْخَفَّافُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَعَنَ اللهُ قَوْمًا اتَّخَذُوا "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الله بن جعفر المَخْرَمي من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن راهويه (979)، ومسلم (1718)(18)، وأبو عوانة 4/ 18 من طرق عن عبد الله بن جعفر، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24405).

قال السندي: قوله: اجمع ثلاثة في مكان واحد، أي: اجعل مسكناً واحداً منها للثلاثة، والمَسْكَنَين للورثة، فإن ذلك أقرب إلى الاجتماع، وأبعد من التفرّق.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على سعيد بن المسيب:

فرواه قتادة كما في هذه الرواية، وهو عند ابن أبي شيبة 2/ 377 و 3/ 345، والنسائي في "المجتبى" 4/ 95، وفي "الكبرى"(2173) و (7093) عن سعيد بن المسيب، عن عائشة.

ورواه الزُّهري كما سلف (10706) عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعاً، وهذه الطريق أخرجها الشيخان البخاري (437) ومسلم (530). =

ص: 62

25130 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَأَنَا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ مُضْطَجِعَةٌ " (1).

25131 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى مَعْرَفَةِ فَرَسٍ، وَهُوَ يُكَلِّمُ رَجُلًا، قُلْتُ: رَأَيْتُكَ وَاضِعًا يَدَيْكَ عَلَى مَعْرَفَةِ فَرَسِ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ وَأَنْتَ تُكَلِّمُهُ، قَالَ:" وَرَأَيْتِيهِ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ:" ذَاكَ جِبْرِيلُ عليه السلام، وَهُوَ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ ". قَالَتْ: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، جَزَاهُ اللهُ خَيْرًا مِنْ صَاحِبٍ وَدَخِيلٍ، فَنِعْمَ الصَّاحِبُ، وَنِعْمَ الدَّخِيلُ.

= وقال ابنُ عبد البر في "التمهيد" 1/ 166 - 167: وقول ابن شهاب فيه: عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة أولى بالصواب في الإسناد إن شاء الله، وهو محفوظٌ من حديث عروة، عن عائشة.

قلنا: وحديث عروة عن عائشة سلف برقم (24513)(24895)، وسيأتي (26178)، وقد سلف كذلك من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس وعائشة برقم (24060).

(1)

حديث صحيح، سعيد -وهو ابن أبي عروبة، وإن تكن رواية محمد ابن جعفر عنه بعد الاختلاط- تابعه همام، كما في الرواية (24642). وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

قال السندي: قولها: وأنا عن يمينه، أي: أحياناً، وعن شماله: أحياناً.

ص: 63

قَالَ سُفْيَانُ: الدَّخِيلُ: الضَّيْفُ (1).

25132 -

حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: قَدْ كَانَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَإِنَّ بَعْضَ مِرْطِي عَلَيْهِ (2).

25133 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ الدِّيلِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ الْأَشْهَلِيُّ، عَنْ دَوُادَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" السِّوَاكُ مَطْيَبَةٌ لِلْفَمِ مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ، وَفِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا السَّامُ؟ قَالَ:" الْمَوْتُ "(3).

(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (24462) سنداً ومتناً.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل كثير بن أبي كثير: وهو البصري، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (24979)، وشيخ أحمد معاذ بن هشام في حفظه كلام، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وأبو عياض: هو عمرو بن الأسود العنسي.

وأخرجه الحاكم 4/ 188 من طريق معاذ بن هشام، بهذا الإسناد، وصححه ووافقه الذهبي.

وقد سلف برقم (24979)، وسيأتي نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (25686)، وانظر (24044).

(3)

هو حديثان:

قوله: "السواك مطيبة للفم، مرضاة للرب" صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف إبراهيم بن أبي حبيبة الأشهلي، وبقية رجاله ثقات رجال =

ص: 64

25134 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اسْتَرَاثَ الْخَبَرَ تَمَثَّلَ فِيهِ بِبَيْتِ (1) طَرَفَةَ:

وَيَأْتِيكَ بِالْأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ (2)

25135 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنَامُ وَهُوَ جُنُبٌ، وَلَا يَمَسُّ مَاءً (3).

= الصحيح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 169، والدارمي (684)، وأبو يعلى كما في "المقصد العلي"(123)(زوائد)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 236 من طرق عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24203) و (24925)، وكلا الروايتين حسنة الإسناد.

وقوله: "وفي الحَبَّة السوداء شفاءٌ من كلِّ داءٍ إلا السام" قالوا: يا رسول الله، وما السام؟ قال:"الموت" فصحيح دون قوله: يا رسول اللّه وما السام؟ قال: "الموت" فضعيف لضعف هذا الإسناد، وقد سلف برقم (25067).

وتفسير السام بالموت: الصحيح أنه من تفسير بعض الرواة كما جاء عند البخاري (5688)، ومسلم (2215) من حديث أبي هريرة، وانظر "الفتح" 10/ 144.

(1)

في (ظ 7): بقول.

(2)

حديث حسن لغيره، وهو مكرر (24023) سنداً ومتناً.

(3)

حديث صحيح، دون قوله: ولا يمسُّ ماءً. فقد أنكره الحفاظ، وقد بسطنا الكلام عليه في الرواية (24706)، ورجال الإسناد رجال الشيخين. =

ص: 65

25136 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ لَمِيسَ، أَنَّهَا قَالَتْ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ. قَالَتْ: قُلْتُ لَهَا: الْمَرْأَةُ تَصْنَعُ الدُّهْنَ تَحَبَّبُ إِلَى زَوْجِهَا؟ فَقَالَتْ: أَمِيطِي عَنْكِ تِلْكَ الَّتِي لَا يَنْظُرُ اللهُ عز وجل إِلَيْهَا، قَالَتْ: وَقَالَتْ امْرَأَةٌ لِعَائِشَةَ: يَا أُمَّهْ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِنِّي لَسْتُ بِأُمِّكُنَّ، وَلَكِنِّي أُخْتُكُنَّ. قَالَتْ عَائِشَةُ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْلِطُ الْعِشْرِينَ بِصَلَاةٍ وَنَوْمٍ، فَإِذَا كَانَ الْعَشْرُ شَمَّرَ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ - أَوْ شَدَّ الْإِزَارَ (1) وَشَمَّرَ (2).

= هُشَيْم: هو ابنُ بشير، وأبو إسحاق: هو السَّبيعي.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9054) -وهو في "عِشْرة النساء"(168) - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 125 من طريق هُشَيْم، بهذا الإسناد. ورواية النسائي ليس فيها لفظ:"ولا يمسُّ ماءً".

وسلف برقم (24161).

وسيكرر برقم (25377) سنداً ومتناً.

(1)

في (م): شمر وشد المئزر وشمر، وفيه سقط، وفي النسخ خلا (ظ 8) وشد الإزار، والمثبت من (ظ 8).

(2)

إسناده ضعيف لضعف جابر: وهو ابن في يزيد الجعفي، ويزيد بن مرة، ولجهالة لميس، وقد سلف الكلام عليهما في الرواية السالفة برقم (24390)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وقد سلف مختصراً برقم (24390)، وانظر (24131).

قال السندي: قولها: تصنع الدهن: لعل المراد به عمل السحر في الدهن، بحيث إذا ادّهنت هي، أو ادهن هو به تصير هي محبوبة ومقبولة عنده، والله تعالى أعلم.

أميطي عنك تلك، أي: بعّديها عنك، فلا تذكريها. =

ص: 66

25137 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَبْرِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَرَادَ أَنْ يُكَلِّمَهُ وَعَائِشَةُ تُصَلِّي، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" عَلَيْكِ بِالْكَوَامِلِ " أَوْ كَلِمَةً أُخْرَى، فَلَمَّا انْصَرَفَتْ عَائِشَةُ سَأَلَتْهُ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ لَهَا:" قُولِي: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ، وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ، وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ (1) عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ (1) عَمَلٍ، وَأَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ مَا سَأَلَكَ (2) عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، وَأَسْتَعِيذُكَ مِمَّا اسْتَعَاذَكَ (3) مِنْهُ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، وَأَسْأَلُكَ مَا قَضَيْتَ لِي مِنْ أَمْرٍ أَنْ تَجْعَلَ عَاقِبَتَهُ رَشَدًا ". (4).

= بأمِّكُنّ: تريد أن المراد بضمير المؤمنين في قوله تعالى: {وأزواجه أمهاتهم} [الأحزاب: 6] الذكور لا النساء، إذ المقصود بذلك التحريم، ولا يظهر ذلك في النساء، وهذا مبني على تخصيص الضمير الراجع إلى العام، وإلا فالظاهر أن المراد بالمؤمنين في قوله تعالى:{النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم} [الأحزاب: 6] هو العموم، لا الخصوص بالذكور.

يخلط العشرين، أي: من رمضان.

(1)

في (ظ 7) و (ظ 8): "وعمل"(في الموضعين).

(2)

في (ق): سألك به.

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8): "استعاذ".

(4)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير جَبْرِ بنِ حَبيب، فمن رجال ابن ماجه، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، وهو ثقة. أَمُّ كلثوم: =

ص: 67

25138 -

حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا جَبْرُ بْنُ حَبِيبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ تُحَدِّثُ: عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا:" عَلَيْكِ بِالْجَوَامِعِ الْكَوَامِلِ ". فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

= هي بنتُ أبي بكر الصدِّيق، ورد التصريح بنسبتها عند الحاكم، وقد رواه من طريق أحمد، وصرَّح بها كذلك عبد الصمد في الرواية التالية، وكذا سمَّاها الحافظ في "أطراف المسند" 9/ 341، وكذا نسبت في الرواية السالفة برقم (25019)، وهي من طريق عفان، عن حماد بن سَلَمة، عن جَبْر بن حبيب، عنها.

وأخرجه الطيالسي (1569) عن شعبة، بهذا الإسناد.

واختلف فيه على شعبة:

فرواه النَّضْر بن شُميل -كما عند إسحاق بن راهويه (1165)، والطحاوي (6024) - عن شعبة، عن جبر بن حبيب، فقال: عن أمِّ كلثوم بنت علي، عن عائشة، به.

ورواه بقية بنُ الوليد -كما عند الطحاوي (6023) - عن شعبة، عن جَبْر بن حبيب، فقال: عن فاطمة بنت أبي بكر، عن عائشة.

والصواب ما رواه عن شعبة عبدُ الصمد ومحمد بن جعفر وغيرهما، كما ذكرنا آنفاً، كلُّهم قالوا: أم كلثوم بنت أبي بكر، وصوَّبه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 15/ 293.

ورواه أبو نعامة العدوي عمرو بن عيسى -كما عند الطحاوي (6028)، والحاكم 1/ 522 - عن جَبْر بن حبيب، فقال: عن القاسم، عن عائشة. قال الحاكم: هكذا قاله أبو نعامة، وشعبة أحفظ منه، وإذا خالفه، فالقول قول شعبة.

وسلف برقم (25019).

(1)

إسناده صحيح، وهو مكرر سابقه، إلا أن شيخ أحمد هنا: هو =

ص: 68

25139 -

حَدَّثَنَا (1) عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا جَبْرُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (2).

25140 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: فَقَدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ أَتَى بَعْضَ جَوَارِيهِ (3) فَطَلَبْتُهُ، فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ، يَقُولُ:" رَبِّ اغْفِرْ لِي مَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ "(4).

= عبد الصمد، وهو ابن عبد الوارث العنبري، وقد صرَّح بنسبة أمِّ كُلثوم.

(1)

في (ظ 8) و (ظ 2): حدثناه.

(2)

إسناده صحيح، وهو مكرر (25019) سنداً ومتناً.

(3)

في هامش (ظ 8): نسائه.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، هلال بنِ يِساف روى له مسلم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 220 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن راهويه (1601)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 220، وفي "الكبرى"(710)، والمروزي كما في "مختصر قيام الليل" ص 79 من طريق جرير، عن منصور، به.

وقد اختلف فيه على منصور:

فأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 223 عن عَبيدة بن حُميد، عن منصور، عن إبراهيم، عن عائشة. مرسلاً. ولا يُعَلُّ به، فإنَّ من رفعه ثقة. وعَبيدة بن حميد؛ قال الحافظ في "التقريب": صدوق ربما أخطأ.

وانظر (24312).

ص: 69

25141 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُمَارَةَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَوْبَانِ عُمَانِيَّانِ - أَوْ قِطْرِيَّانِ - فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: إِنَّ هَذَيْنِ ثَوْبَانِ غَلِيْظَيْنِ (1) تَرْشَحُ فِيهِمَا، فَيَثْقُلَانِ عَلَيْكَ، وَإِنَّ فُلَانًا قَدْ جَاءَهُ بَزٌّ، فَابْعَثْ إِلَيْهِ يَبِيعُكَ ثَوْبَيْنِ إِلَى الْمَيْسَرَةِ. فَبَعَثَ إِلَيْهِ يَبِيعُهُ ثَوْبَيْنِ إِلَى الْمَيْسَرَةِ (2). قَالَ: قَدْ عَرَفْتُ مَا يُرِيدُ مُحَمَّدٌ، إِنَّمَا يُرِيدُ أَنْ يَذْهَبَ بِثَوْبَيَّ - أَوْ (3) لَا يُعْطِينِي دَرَاهِمِي - فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ شُعْبَةُ: أُرَاهُ قَالَ: " قَدْ كَذَبَ، لَقَدْ عَرَفُوا أَنِّي أَتْقَاهُمْ لِلَّهِ عز وجل " أَوْ قَالَ (4): " أَصْدَقُهُمْ حَدِيثًا، وَآدَاهُمْ لِلْأَمَانَةِ "(5).

(1) في (م): ثوبان غليظان، والمثبت من النسخ الخطية. قال السندي: الظاهر: ثوبان غليظان، فهذا على رأي من نصب الجزأين بعد "إنَّ".

(2)

قولها: فبعث إليه يبيعه ثوبين إلى الميسرة، ليس في (م).

(3)

في (م): أي.

(4)

لفظ: "أو قال" ليس في (ظ 7) ولا (ظ 8).

(5)

إسناده صحيح على شرط البخاري. عُمارة بنُ أبي حفصة من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عكرمة: هو مولى ابن عباس، وقد أثبتَ البخاريُّ سماعَه من عائشة، حيث أخرج له من روايته عنها.

وأخرجه ابن راهويه (1200) عن النَّضْر، عن شعبة، به.

وأخرجه الترمذي (1213)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 294، وفي "الكبرى"(6224)، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "الزُّهد" لأبيه ص 23، والحاكم في "المستدرك" 2/ 23 - 24، وأبو نُعيم في "الحلية" 3/ 347 من طريق يزيد بن زُريع، عن عُمارة بن أبي حفصة، به. وجاء في روايتهم أن =

ص: 70

25142 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ رَبٍّ - يَعْنِي: ابْنَ سَعِيدٍ -، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَائِبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِقَتْلِ ذِي الطُّفْيَتَيْنِ وَالْأَبْتَرِ، وَقَالَ:" إِنَّهُمَا يَطْمِسَانِ (1) الْبَصَرَ، وَيُسْقِطَانِ الْوَلَدَ "(2).

= فلاناً هذا صاحب البزّ المفتري على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بما قال إنما هو يهودي. قال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن غريب صحيح، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه. وقال أبو نُعيم: هذا حديث غريب من حديث عُمارة وعِكرمة، لم يروه عنه فيما أعلم إلا يزيد بن زُريع! قلنا: قد رواه عنه شعبة أيضاً، كما في هذه الرواية.

قال الترمذي: وفي الباب عن ابن عباس، وأنس، وأسماء بنت يزيد.

قلنا: حديث أنس بن مالك، سلف برقم (13559).

قال السندي: قولها: إلى الميسرة: لعلها كانت متوقعة إلى أجل معلوم، وإلا، فجهالة الأجل مُفسدة عند أهل العلم.

قلنا: وقولها: قِطْريان -بكسر القاف- هو ضرب من البرود، فيه حمرة، ولها أعلام فيها بعض الخشونة، وقيل: هي حُلَلٌ جِياد، تُحمل من قِبل البحرين، وقال الأزهري: في أعراض البحرين قرية، يقال لها: قَطَر، وأحسب الثياب القطرية نسبت إليها، فكسروا القاف للنسبة، وخفَّفُوا. قاله ابن الأثير في "النهاية".

(1)

في (ظ 7) و (ظ 8): ليطمسان.

(2)

حديث صحيح، سائبة -وهي مولاة الفاكه بن المغيرة- تقدم الكلام عليها في الرِّواية السَّالفة برقم (24010) وقد توبعت، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه البغوي في "الجعديات"(1601) عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

ص: 71

25143 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَرَوْحٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِيهِ (1. وَقَالَ رُوحٌ: قَالَ: أَخْبَرَنِي أَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ 1) أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يُحَدِّثُ عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: أَيُّ الْعَمَلِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: الدَّائِمُ. قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: فَقُلْتُ: فَأَيُّ (2) حِينٍ كَانَ يَقُومُ؟ قَالَتْ: إِذَا سَمِعَ الصَّارِخَ (3).

25144 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ التَّيَمُّنَ فِي شَأْنِهِ كُلِّهِ. ثُمَّ قَالَ الْأَشْعَثُ أَخِيرًا: كَانَ يُحِبُّ التَّيَمُّنَ مَا اسْتَطَاعَ فِي تَرَجُّلِهِ وَنَعْلِهِ وَطُهُورِهِ (4).

25145 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ صَفِيَّةَ تحَدَّثُ

(1 - 1) ما بينهما ساقط من (م).

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): أي.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24628) غير أن شيخي أحمد هنا: هما محمد بن جعفر وروح بن عبادة.

وأخرجه مختصراً أبو عوانة 2/ 305 - 306 من طريق روح، بهذا الإسناد.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24627) غير أن شيخ أحمد هنا: هو محمد بن جعفر.

وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(80) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

ص: 72

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ أَسْمَاءَ سَأَلَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ غُسْلِ الْمَحِيضِ؟ قَالَ: " تَأْخُذُ إِحْدَاكُنَّ مَاءَهَا وَسِدْرَتَهَا فَتَطَهَّرُ، فَتُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ تَصُبُّ عَلَى رَأْسِهَا فَتُدَلِّكُهُ دَلْكًا شَدِيدًا حَتَّى يَبْلُغَ شُؤُونَ رَأْسِهَا، ثُمَّ تَصُبُّ عَلَيْهَا الْمَاءَ، ثُمَّ تَأْخُذُ فِرْصَةً مُمَسَّكَةً فَتَطَهَّرُ بِهَا ". قَالَتْ أَسْمَاءُ: وَكَيْفَ تَطَهَّرُ بِهَا؟ قَالَ: " سُبْحَانَ اللهِ، تَطَهَّرِي بِهَا ". فَقَالَتْ عَائِشَةُ كَأَنَّهَا تُخْفِي ذَلِكَ: تَتَبَّعِي أَثَرَ الدَّمِ. وَسَأَلَتْهُ عَنْ غُسْلِ الْجَنَابَةِ؟ قَالَ: " تَأْخُذِينَ مَاءً (1) فَتَطَهَّرِينَ، فَتُحْسِنِينَ الطُّهُورَ، أَوْ أَبْلِغِي الطُّهُورَ، ثُمَّ تَصُبُّ عَلَى رَأْسِهَا فَتُدَلِّكُهُ حَتَّى تَبْلُغَ شُؤُونَ رَأْسِهَا، ثُمَّ تُفِيضُ عَلَيْهَا الْمَاءَ ". فَقَالَتْ عَائِشَةُ: نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ، لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِي الدِّينِ (2).

(1) في (ق) و (ظ 2) و (م): ماءك، وفي (ظ 8) ضرب على الكاف، والمثبت من (ظ 7).

(2)

حديث صحيح، إبراهيم بن مهاجر: وهو ابن جابر الكوفي ضعيف يعتبر به، قد أخرج له مسلم حديثين في المتابعات، هذا أحدها.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 316 - 317 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (332)(61)، وابن ماجه (642)، وابن خرْيمة (248) من طريق محمد بن جعفر، به.

وأخرجه. إسحاق (1278)، ومسلم (332)(61)، وأبو داود (316)، وأبو عوانة 1/ 316 - 317، والبيهقي في "السنن" 1/ 180 من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه بتمامه ومختصراً الطيالسي (1563)، وابن أبي شيبة 1/ 79، ومسلم (332)(61)، وأبو داود (314)، والدارمي (773)، وابن الجارود (117)، وابن المنذر في "الأوسط"(678)، والبغوي في "شرح السنة"(253) =

ص: 73

25146 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (1)، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي سُجُودِهِ وَرُكُوعِهِ: " سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ "(2).

25147 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ، يُحَدِّثُ: أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَدَعُ أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ (3).

= من طرق عن إبراهيم، به.

وقد سلف برقم (24907).

قال السندي: قولها: إن أسماء، هي بنت شُكَل، أنصاريةٌ صحابية، وليست هي بأُخت عائشة، فظهر موافقة آخر الحديث بهذا، والله تعالى أعلم.

(1)

في (ظ 2) و (ق) و (هـ) و (م): شعبة، وفي (ظ 7) و"أطراف المسند" 9/ 243: سعيد، وفي (ظ 8) تحتمل الوجهين. ولا يضر هذا الاختلاف؛ لأنه انتقال من ثقة إلى ثقة، فإن كان سعيداً فإن محمد بن جعفر قد توبع بروايته عنه؛ لأن روايته عنه بعد الاختلاط.

(2)

حديث صحيح، وانظر التعليق السالف.

وقد سلف برقم (24062)، وسيأتي من طريق سعيد برقم (25606).

وقد سلف من طريق شعبة برقم (24630).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24340) إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو محمد بن جعفر.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 251 - 252 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

ص: 74

25148 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا قَالَتْ: كُنْتُ أَنَامُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَرِجْلَيَّ فِي قِبْلَتِهِ، فَإِذَا سَجَدَ، غَمَزَنِي، فَقَبَضْتُ رِجْلَيَّ، وَإِذَا قَامَ، بَسَطْتُهُا (1)، وَالْبُيُوتُ لَيْسَ فِيهَا يَوْمَئِذٍ (2) مَصَابِيحُ (3).

25149 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهِ وَهُوَ شَاكٍ، فَصَلَّى جَالِسًا، وَصَلَّى وَرَاءَهُ قَوْمٌ قِيَامًا، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَنْ اجْلِسُوا، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: " إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ

(1) في (م) و (ظ 2): بسطتهما.

(2)

في (م): يومئذ فيها.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو عند مالك في، "الموطأ" 1/ 117، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "السنن"(123)، والبخاري (382) و (513) و (1209)، ومسلم (512)(272)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 102، وفي "الكبرى"(156)، وأبو عوانة 2/ 54، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 462، وابن حبان (2342) و (2348)، والبيهقي في "السنن" 2/ 264 و 276، وفي "معرفة السنن والآثار"(4250)، والبغوي في "شرح السنة"(545).

وأخرجه بنحوه أبو داود (713)، وأبو عوانة 2/ 54 من طريق عُبيد الله -وهو ابن عُمر العُمري- عن أبي النَّضْر، به.

وسلف نحوه برقم (24169)، ومختصراً برقم (24088).

وسيرد برقمي (25884) و (26181).

ص: 75

بِهِ، فَإِذَا رَكَعَ، فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا، فَصَلُّوا جُلُوسًا " (1).

25150 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ، قَالَ: سَأَلْتُ (2) عَائِشَةَ: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُتَسَامَعُ عِنْدَهُ الشِّعْرُ؟ فَقَالَتْ: كَانَ أَبْغَضَ الْحَدِيثِ إِلَيْهِ (3).

25151 -

وَقَالَ: عَنْ عَائِشَةَ: كَانَ يُعْجِبُهُ الْجَوَامِعُ مِنَ الدُّعَاءِ، وَيَدَعُ مَا بَيْنَ ذَلِكَ (4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابنُ مهدي.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 135، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "الرسالة"(697)، وفي "المسند" 1/ 111 - 112 (بترتيب السندي)، والبخاري (688) و (1113) و (1236)، وأبو داود (605)، وأبو عوانة 2/ 108، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 404، وفي "شرح مشكل الآثار"(5634)، وابنُ حبان (2104)، والبيهقي في "السنن" 3/ 79، وفي "معرفة السنن" 4/ 135، والبغوي في "شرح السنة"(851)، والحازمي في "الاعتبار" ص 82.

قال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.

وسلف برقم (24250).

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): سئلت. قلنا: وجاء في الرواية (25554): سألت في النسخ كافة.

(3)

إسناده صحيح، وهو مكرر (25020) غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الرحمن بن مهدي.

وأخرجه إسحاق (1687) عن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

(4)

إسناده صحيح إسناد سابقه. =

ص: 76

25152 -

قَالَ: وَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ فَحَيَّ هَلَا بعُمَرَ (1).

25153 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَضَعُ رَأْسَهُ فِي حِجْرِهَا، فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهِيَ حَائِضٌ (2).

= وأخرجه الطيالسي (1491)، وابن أبي شيبة 10/ 199، وأبو داود (1482)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(6029)، وابن حبان (867)، والطبراني في "الأوسط"(4943)، وفي "الدعاء"(50)، والحاكم 1/ 539، والبيهقي في "الدعوات"(276) من طرق عن الأسود بن شيبان، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.

وسيكرر برقم (25555) سنداً ومتناً.

وانظر (25137).

(1)

أثر إسناده صحيح إسناد سابقه.

وفي الباب من حديث عبد الله بن مسعود عند أحمد في "فضائل الصحابة"(340) و (353) و (356) و (475) و (482)، وعبد الرزاق (20406) و (20407)، والطبراني (8811)، والحاكم 3/ 93، وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/ 78، وقال: رواه الطبراني، وإسناده حسن.

وآخر من حديث علي عند الطبراني في "الأوسط"(5545)، وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/ 67، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط"، وإسناده حسن.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، منصور: هو ابن عبد الرحمن الحَجبي، وأمه صفية بنت شيبة، وينسب إليها.

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(1252)، وابن راهويه (1267)، =

ص: 77

25154 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَخِيهِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَى بِرْذَوْنٍ، وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ طَرَفُهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" رَأَيْتِهِ (1)؟ ذَاكَ جِبْرِيلُ عليه السلام "(2).

25155 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ فُلَيْتٍ، حَدَّثَتْنِي جَسْرَةُ

= والبخاري (7549)، وأبو داود (260)، وابن ماجه (634)، وابن الجارود في "المنتقى"(103)، وأبو عوانة 1/ 313 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وسيكرر برقم (25730) سنداً ومتناً.

وفد سلف برقم (24862).

وانظر (24397).

(1)

في (ظ 7): رأيتيه، وفي (ق): أرأيتيه.

(2)

إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن عمر: وهو العمري أخو عبيد الله بن عمر، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 229 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (85) من طريق خالد بن مخلد، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"(435) من طريق عبد الرحمن بن أشرس، كلاهما عن عن عبد الله بن عمر، به. ورواية الطبراني: عن عبد الله، عن يحيى بن سعيد وعبيد الله.

وقد سلف بغير هذا السياق بإسناد صحيح برقم (24281)، وسيأتي برقم (25186).

قال السندي: قولها: برذون، ضُبِطَ بكسر باء وفَتْحِ ذال: الفرس العجمي.

ص: 78

عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ صَانِعَةَ طَعَامٍ (1) مِثْلَ صَفِيَّةَ، أَهْدَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِنَاءً فِيهِ طَعَامٌ، فَمَا مَلَكْتُ نَفْسِي أَنْ كَسَرْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا كَفَّارَتُهُ؟ فَقَالَ:" إِنَاءٌ كَإِنَاءٍ، وَطَعَامٌ كَطَعَامٍ "(2).

25156 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ

(1) في (ظ 7) و (ظ 8): صانعةً طعاماً.

(2)

إسناده حسن، جسرة -وهي بنت دَجاجة- روى عنها جمع، ووثقها العجلي، وذكرها ابن حبان في "الثقات"، وفُلَيْت -ويقال: أَفْلت- وهو ابنُ خليفة العامري، صدوق حسن الحديث. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وحسن إسناده الحافظ في "الفتح" 5/ 125. عبد الرحمن: هو ابنُ مَهْدي، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 71، وفي "الكبرى"(8905) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (3568)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 6/ 96، وابن عبد البر في "الاستذكار" 22/ 130 - 131 من طريق يحيى بن سعيد، عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 132 من طريق أبي بكر بن عياش، عن فُلَيْت العامريّ قال: حدثتني دهيمة ابنة حسان، عن جسرة بنت دجاجة، وقد سمعتُه من جسرة، فنسيتُه، فأعادته عليَّ دهيمة عنها.

وسيرد برقم (26366).

وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12027) وهو عند اليخاري (2481).

وعن أم سلمة عند النسائي 7/ 70 - 71.

ص: 79

عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى فِي جِدَارِ الْقِبْلَةِ بُصَاقًا أَوْ مُخَاطًا أَوْ نُخَامَةً فَحَكَّهُ (1).

25157 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ أَنْ يُسْتَمْتَعَ بِجُلُودِ الْمَيْتَةِ إِذَا دُبِغَتْ (2).

25158 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نِيارٍ (3)، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلَى بَدْرٍ، فَتَبِعَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَلَحِقَهُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ، فَقَالَ: إِنِّي أَرَدْتُ (4) أَنْ أَتَّبِعَكَ وَأُصِيْبَ (5) مَعَكَ، قَالَ:" تُؤْمِنُ بِاللهِ عز وجل وَرَسُولِهِ؟ " قَالَ:

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25075) غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الرحمن بن مهدي، وشيخه مالك: هو ابن أنس.

وهو في "الموطأ" 1/ 195، ومن طريقه أخرجه البخاري (407)، ومسلم (549)، وابن شَبَّة في "تاريخ المدينة" 1/ 28.

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (24447)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عبد الرحمن، وهو ابنُ مهدي.

(3)

في (ق) و (م): دينار، وهو خطأ.

(4)

في هامش (ظ 2) و (هـ): أريد.

(5)

في (ظ 7) و (ظ 8): فأصيب.

ص: 80

لَا، قَالَ:" ارْجِعْ (1) فَلَنْ نَسْتَعِينَ (2) بِمُشْرِكٍ ". قَالَ: ثُمَّ لَحِقَهُ عِنْدَ الشَّجَرَةِ، فَفَرِحَ بِذَاكَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ لَهُ قُوَّةٌ وَجَلَدٌ، فَقَالَ: جِئْتُ لِأَتْبَعَكَ وَأُصِيبَ مَعَكَ. قَالَ: " تُؤْمِنُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ؟ " قَالَ: لَا، قَالَ:" ارْجِعْ فَلَنْ أَسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ ". قَالَ: ثُمَّ لَحِقَهُ حِينَ ظَهَرَ عَلَى الْبَيْدَاءِ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ:" تُؤْمِنُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَخَرَجَ بِهِ (3).

25159 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: بِكَمْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ؟ قَالَتْ: بِأَرْبَعٍ وَثَلَاثٍ، وَسِتٍّ وَثَلَاثٍ، وَثَمَانٍ وَثَلَاثٍ، وَعَشْرٍ (4) وَثَلَاثٍ، وَلَمْ يَكُنْ يُوتِرُ بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَلَا أَنْقَصَ مِنْ سَبْعٍ، وَكَانَ لَا يَدَعُ رَكْعَتَيْنِ (5).

(1) في (ظ 7) و (ظ 8): فارجع.

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): أستعين.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (1817)، والنسائي في "الكبرى"(8761)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2575)، وابن حبان (4726) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24386).

(4)

في (م): وثلاث عشرة وثلاث، وهو خطأ.

(5)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1667)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2401 =

ص: 81

25160 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: كَيْفَ كَانَ نَوْمُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْجَنَابَةِ، أَيَغْتَسِلُ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ؟ فَقَالَتْ: كُلَّ ذَلِكَ قَدْ كَانَ يَفْعَلُ، رُبَّمَا اغْتَسَلَ، فَنَامَ، وَرُبَّمَا تَوَضَّأَ، فَنَامَ. قَالَ: قُلْتُ لَهَا: كَيْفَ كَانَتْ قِرَاءَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ، أَيَجْهَرُ أَمْ يُسِرُّ؟ قَالَتْ: كُلَّ ذَلِكَ قَدْ كَانَ يَفْعَلُ، رُبَّمَا جَهَرَ، وَرُبَّمَا أَسَرَّ (1).

25161 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ

= من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (1362) والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 285 وابن عدي 6/ 2401، والبيهقي في "السنن" 3/ 28 من طريق ابن وهب، والطبراني في "الشاميين"(1918)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع" 2/ 198 من طريق عبد الله بن صالح، كلاهما عن معاوية، به.

وانظر (24019).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير معاوية -وهو ابن صالح الحضرمي- وعبدِ الله بن أبي قيس، ويقال: ابن قيس -وهو أبو الأسود النَّصْري الحمصي- فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مَهْدي.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(1676) و (1677)، ومسلم -بقصة الغُسل من الجنابة- (307)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 199 و 3/ 224، وابن خزيمة (259) و (1160) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24453).

ص: 82

قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَحَفَّظُ مِنْ هِلَالِ شَعْبَانَ مَا لَا يَتَحَفَّظُ (1) مِنْ غَيْرِهِ، ثُمَّ يَصُومُ لِرُؤْيَةِ (2) رَمَضَانَ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْهِ، عَدَّ ثَلَاثِينَ يَوْمًا، ثُمَّ صَامَ (3).

(1) في (ظ 7) و (ظ 8): ما لا يتحفظه.

(2)

في (ق) و (ظ 2) و (م): برؤية، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8) و"أطراف المسند" 9/ 83، وهو الموافق لرواية أبي داود، وقد رواه من طريق الإمام أحمد.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. معاوية -وهو ابن صالح الحضرمي- وعبد الله بن أبي قيس، من رجاله، وبقية رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابنُ مهدي.

وأخرجه أبو داود (2325) من طريق الإمام أحمد بهذا الإسناد.

وأخرجه ابنُ خُزيمة (1910)، وابنُ حبان (3444)، والدارقطني 2/ 156 - 157، من طريق عبد الرحمن، به.

قال الدارقطني: هذا إسناد حسن صحيح.

وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى"(377) من طريق أسد بن موسى مطولاً، والحاكم في "المستدرك" 1/ 423، والبيهقي في "السنن" 4/ 206، من طريق عبد الله بن صالح، كلاهما عن معاوية بن صالح الحضرمي، به.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين

ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. قلنا: لم يخرج البخاري في الصحيح لمعاوية بن صالح الحضرمي، ولا لعبد الله بن أبى قيس، وروى للأول منهما البيهقي جزء القراءة، وللثاني في "الأدب المفرد".

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1985).

وعن أبي هريرة، سلف برقم (9556). =

ص: 83

25162 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، عَنْ رَبِيعَةَ - يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ، أَنَّ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ حَدَّثَهُ قَالَ: كَتَبَ مَعِي مُعَاوِيَةُ إِلَى عَائِشَةَ. قَالَ: فَقَدِمْتُ عَلَى عَائِشَةَ، فَدَفَعْتُ إِلَيْهَا كِتَابَ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ، أَلَا أُحَدِّثُكَ بِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَتْ: فَإِنِّي كُنْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ يَوْمًا مِنْ ذَاكَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" لَوْ كَانَ عِنْدَنَا رَجُلٌ يُحَدِّثُنَا " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا أَبْعَثُ لَكَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ؟ فَسَكَتَ، ثُمَّ قَالَ:" لَوْ كَانَ عِنْدَنَا رَجُلٌ يُحَدِّثُنَا " فَقَالَتْ حَفْصَةُ: أَلَا أُرْسِلُ (1) لَكَ إِلَى عُمَرَ؟ فَسَكَتَ، ثُمَّ قَالَ:" لَا " ثُمَّ دَعَا رَجُلًا فَسَارَّهُ بِشَيْءٍ، فَمَا كَانَ إِلَّا أَنْ أَقْبَلَ عُثْمَانُ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ وَحَدِيثِهِ (2)، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لَهُ:" يَا عُثْمَانُ، إِنَّ اللهَ عز وجل لَعَلَّهُ أَنْ يُقَمِّصَكَ قَمِيصًا، فَإِنْ أَرَادُوكَ عَلَى خَلْعِهِ فَلَا تَخْلَعْهُ " ثَلَاثَ مِرَارٍ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَيْنَ كُنْتِ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ، وَاللهِ لَقَدْ أُنْسِيتُهُ حَتَّى مَا ظَنَنْتُ أَنِّي سَمِعْتُهُ (3).

= وانظر (24945).

(1)

في (ظ 8) و (ظ 7): ألا أبعث.

(2)

في (ظ 7) و (ق): وحدثه.

(3)

حديث حسن، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (24566)، فانظره لزاماً.

ص: 84

25163 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ (1).

25164 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: " سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ ".

قَالَ: وَقَالَ هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ: فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ (2).

25165 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ (3)، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وذكوان: هو أبو عمرو مولى عائشة أم المؤمنين.

وأخرجه الطيالسي (1544)، وابن سعد 1/ 468 - 469 من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقمي (25459) و (25749).

وانظر (24184).

وسلفت أحاديث الباب في مسند ابن عباس برقم (2426)، وفي مسند ابن عمر برقم (5660).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24843) سنداً ومتناً.

(3)

في (م) و (ق): "عن سعيد"، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8)، و"أطراف المسند" 9/ 46.

ص: 85

عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَرَكْعَتَيْ الْفَجْرِ:" لَهُمَا خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا جَمِيعًا" قَالَ: وَكَانَ قَتَادَةُ يُتْبِعُ (1) هَذَا الْحَدِيثَ، فَيَقُولُ: لَهُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ (2).

25166 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِالْأَجْرَاسِ أَنْ تُقْطَعَ مِنْ أَعْنَاقِ الْإِبِلِ يَوْمَ بَدْرٍ (3).

(1) في (م) و (هـ): يَسْتَمِعُ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 241 عن أبي أسامة، عن شعبة، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24241).

(3)

حديث صحيح، محمد بن جعفر -وإن سمع من سعيد (وهو ابن أبي عروبة) بعد الاختلاط- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8809) من طريق أبي الأشعث، عن خالد بن الحارث، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وخالد بن الحارث ممن روى عن سعيد قبل الاختلاط. وتحرَّف اسم سعيد في مطبوع النسائي إلى شعبة، وانظر "تحفة الأشراف" 11/ 409.

وأخرجه ابنُ حِبَّان (4701) من طريق القعنبي، عن خالد بن الحارث، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس مرفوعاً. قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 133: وهم فيه، يعني القعنبي.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2720) من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، به.

وفي باب النهي عن الأجراس عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، سلف برقم (4811)، وذكرنا هناك أحاديث الباب. =

ص: 86

25167 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ قَتَادَةَ - قَالَ عَفَّانُ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ (1) - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ حَائِضٍ إِلَّا بِخِمَارٍ "(2).

= وانظر (25188) و (26052).

(1)

قوله: قال عفان: أخبرنا قتادة، ليس في (ظ 7).

(2)

حديث صحيح، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (24646).

وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(ترجمة صفية) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وتحرف في المطبوع حماد إلى همام!

وأخرجه إسحاق (1284) و (1285)، وابن أبي شيبة 2/ 230، وأبو داود (641)، والترمذي (377)، وابن ماجه (655)، وابن الأعرابي في "معجمه"(1994)، والبيهقي في "السنن" 2/ 233 و 6/ 57، والبغوي في "شرح السنة"(527) من طرق عن حماد بن سلمة، به. وصححه من هذه الطريق ابن خزيمة (775)، وابن حبان (1711) و (1712)، والحاكم 1/ 251، ووافقه الذهبي. وقال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن.

وخالف حماداً سعيدُ بن أبي عروبة، فرواه- كما عند الحاكم 1/ 251، والبيهقي 2/ 233، عن قتادة، عن الحسن مرسلاً.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 228 - 229 عن عيسى بن يونس، عن عمرو، عن الحسن مرسلاً.

وأخرجه ابن أبي شيبة كذلك 2/ 229 عن وكيع، عن ربيع، عن الحسن من قوله.

قال السندي: قوله: "لا تقبل صلاة الحائض" أي: البالغة التي من شأنها أن تحيض، وإلا فلا صلاة للحائض حالة الحيض.

ص: 87

25168 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعَائِشَةَ: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ الطِّيَرَةَ فِي الْمَرْأَةِ وَالدَّارِ وَالدَّابَّةِ ". فَغَضِبَتْ غَضَبًا شَدِيدًا، طَارَتْ (1) شِقَّةٌ مِنْهَا فِي السَّمَاءِ، وَشِقَّةٌ فِي الْأَرْضِ، فَقَالَتْ: إِنَّمَا كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَتَطَيَّرُونَ مِنْ ذَلِكَ (2).

25169 -

حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ لِآلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَحْشٌ، إِذَا (3) خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم اشْتَدَّ وَلَعِبَ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا أَحَسَّ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1) في (ق) و (ظ 2) و (م): فطارت.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو حسان -وهو الأعرج- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. بَهْز: هو ابنُ أَسَد العَمِّي، وهمَّام: هو ابنُ يحيى العَوْذي، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي.

وسيرد برقمي (26034) و (26088)، وجاء قول عائشة فيهما مرفوعاً. ويرد تخريجه هناك.

قال السندي: قوله: فطارت شقة، بكسر فتشديد، أي: قطعة، وهذا مبالغة في الغضب والغيظ، يقال: قد انشق فلان من الغيظ: كأنه امتلأ باطنُه به حتى انشقّ، ولعل هذا الغضب ليس لتكذيب أبي هريرة فيما روى، بل لبيان أنه صلى الله عليه وسلم قاله إخباراً عما كان الأمر عليه في الجاهلية، بمعنى أن الطيرة كانت في الجاهلية في هذه الأمور، فروى أبو هريرة على وجه يوهم أن هذا الأمر حق، وهذا خطأ منه في التأويل، فَغَضِبَتْ لذلك، والله تعالى أعلم.

(3)

في (ظ 7): فإذا.

ص: 88

قَدْ دَخَلَ رَبَضَ فَلَمْ يَتَرَمْرَمْ كَرَاهِيَةَ أَنْ يُؤْذِيَهُ (1).

25170 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهُ تُصُدِّقَ عَلَى بَرِيرَةَ مِنْ لَحْمِ الصَّدَقَةِ، فَذُهِبَتْ (2) بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَقِيلَ: إِنَّهُ مِنْ لَحْمِ الصَّدَقَةِ؟ قَالَ: " إِنَّمَا هُوَ لَهَا صَدَقَةٌ، وَلَنَا هَدِيَّةٌ "(3).

25171 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ - قَالَ عَفَّانُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ (4) - عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ خَدِيجَةَ، فَقُلْتُ: لَقَدْ أَعْقَبَكَ اللهُ عز وجل مِنَ امْرَأَةٍ - قَالَ عَفَّانُ: مِنْ عَجُوزَةٍ مِنْ عَجَائِزِ قُرَيْشٍ - مِنْ نِسَاءِ قُرَيْشٍ، حَمْرَاءِ الشِّدْقَيْنِ، هَلَكَتْ فِي الدَّهْرِ (5). قَالَتْ: فَتَمَعَّرَ وَجْهُهُ تَمَعُّرًا مَا كُنْتُ أَرَاهُ إِلَّا عِنْدَ نُزُولِ الْوَحْيِ، أَوْ

(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (24818)، غير أن شيخ أحمد هنا هو أبو قطن عمرو بن الهيثم، وهو ثقة.

(2)

في (ظ 2) و (م): فذهب.

(3)

حديث صحيح، وهو مكرر (24919)، غير شيخ أحمد فهو هنا أبو كامل، وهو مظفَّر بن مدرك، روى له أبو داود في التفرد، والنسائي.

(4)

قوله: قال عفان، أخبرنا عبد الملك بن عمير، ليس في (ظ 7) ولا (ظ 8).

(5)

في (ظ 8): في الدهر الأول.

ص: 89

عِنْدَ الْمَخِيلَةِ حَتَّى يَنْظُرَ: أَرَحْمَةٌ أَمْ عَذَابٌ؟ (1).

25172 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا (2) ابْنُ جُرَيجٍ، أَخْبَرَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ: عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَعْتَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى ذَهَبَ عَامَّةُ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. حماد بن سلمة من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عفَّان: هو ابنُ مسلم الصفَّار، وبَهْز: هو ابنُ أسد العمِّي.

وأخرجه ابن حبان (7008) من طريق عفَّان بن مسلم، عن حماد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن راهويه (1163) عن سليمان بن حرب، عن حماد بن سلمة، به.

وأخرجه بنحوه مسلم (2437)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 307 من طريق سويد بن سعيد، عن علي بن مسهر، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، به، وعلقه البخاري بصيغة الجزم (3821) عن إسماعيل بن خليل، عن علي بن مسهر، به.

قال ابن كثير في "البداية والنهاية" 4/ 320: تفرد به أحمد، وهذا إسناد جيد.

وسيرد من طريق مؤمَّل، عن حماد برقم (25210).

وانظر (24864).

قال السندي: قولها: حمراء الشدقين، أي: ساقطة الأسنان، فإن الأسنان إذا سقطت، ظهرت الحمرة في الفم.

أو عند المَخِيلة، أي: عند ظهور السحاب في الجوّ، والله تعالى أعلم.

(2)

في (ظ 2): حدثنا.

ص: 90

اللَّيْلِ، وَحَتَّى نَامَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ - وَقَالَ ابْنُ بَكْرٍ: رَقَدَ - ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى: فَقَالَ: " إِنَّهُ لَوَقْتُهَا، لَوْلَا أَنْ يَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي " وَقَالَ ابْنُ بَكْرٍ: " أَنْ أَشُقَّ "(1).

25173 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا: " هَذَا جِبْرِيلُ عليه السلام وَهُوَ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ " فَقَالَتْ: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، تَرَى مَا لَا نَرَى (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، المغيرة بن حكيم وأم كلثوم بنت أبي بكر روى لهما مسلم، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. محمد بن بكر: هو البُرْساني.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(2114)، وأخرجه من طريقه البيهقي في "السنن" 1/ 450.

وأخرجه مسلم (638)(219)، وابن خزيمة (348) من طريقي عبد الرزاق ومحمد بن بكر، به.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(1037)، والدارمي (1214) من طريق محمد بن بكر، به.

وأخرجه مسلم (638)(219)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 267، وفي "الكبرى"(1517)، وابن خزيمة (348)، وأبو عوانة 1/ 362، وابن المنذر في "الأوسط"(979)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 158، والبيهقي في "معرفة الآثار"(2385) من طرق عن ابن جريج، به.

وانظر (24059).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على معمر: وهو ابن راشد =

ص: 91

25174 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ

= الأزدي.

فرواه عبد الرزاق، عنه، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة -كما في هذه الرواية- وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(20917)، ومن طريقه أخرجه عبد ابن حميد في "المنتخب"(1480)، وإسحاق بن راهويه (856)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 69، وفي "الكبرى"(8901) و (10207) -وهو في "عشرة النساء"(15)، وفي "عمل اليوم والليلة"(3751) - والطبراني في "الكبير" 23/ (87)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(239).

ورواه عبد الله بن المبارك كما عند البخاري (6249)، والترمذي (8381)، والنسائي في "الكبرى"(10208) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(376) - وهشام بن يوسف الصنعاني كما عند البخاري كذلك (3217)، وابن حبان (7098) ومحمد بن عمر الواقدي -كما عند ابن سعد 8/ 79 - ثلاثتهم عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة. وقال النسائي: وهذا الصواب لمتابعة شعيب وابن مسافر إياه على ذلك. وقال البخاري عقب الرواية (6249) تابعه شعيب، وقال يونس والنعمان عن الزهري: وبركاته.

قلنا: متابعة شعيب سلفت برقم (24574)، ويونس سلفت برقم (24857). وأما متابعة النعمان بن راشد، فوصلها الطبراني في "الكبير" 23/ (86)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3018)، وأورده الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" 5/ 124 من "معجم الطبراني" ومن "جزء ابن الحفار".

وأخرجه النسائي -كما في "تحفة الأشراف" 12/ 364 - والطبراني في "الكبير" 23/ (88) من طريق عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، والطبراني في "الأوسط"(3352) من طريق زكريا بن عيسى الشعيبي، كلاهما عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة، به.

وقد سلف برقم (24574)، وبنحوه برقم (24281).

ص: 92

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: اجْتَمَعَتْ (1) أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَرْسَلْنَ فَاطِمَةَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْنَ لَهَا: قُولِي لَهُ: إِنَّ نِسَاءَكَ يَنْشُدْنَكَ الْعَدْلَ فِي ابْنَةِ أَبِي قُحَافَةَ. قَالَتْ: فَدَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مَعَ عَائِشَةَ فِي مِرْطِهَا، فَقَالَتْ لَهُ: إِنَّ نِسَاءَكَ أَرْسَلْنَنِي إِلَيْكَ وَهُنَّ يَنْشُدْنَكَ الْعَدْلَ فِي ابْنَةِ أَبِي قُحَافَةَ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَتُحِبِّينِي؟ " قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ:" فَأَحِبِّيهَا ". فَرَجَعَتْ إِلَيْهِنَّ، فَأَخْبَرَتْهُنَّ مَا قَالَ لَهَا، فَقُلْنَ: إِنَّكِ لَمْ تَصْنَعِي شَيْئًا، فَارْجِعِي إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: وَاللهِ لَا أَرْجِعُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبَدًا - قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَانَتْ (2) ابْنَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَقًّا - فَأَرْسَلْنَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ، قَالَتْ عَائِشَةُ: هِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: إِنَّ أَزْوَاجَكَ أَرْسَلْنَنِي إِلَيْكَ، وَهُنَّ يَنْشُدْنَكَ الْعَدْلَ فِي ابْنَةِ أَبِي قُحَافَةَ، قَالَتْ: ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَيَّ تَشْتُمُنِي (3)، فَجَعَلْتُ أُرَاقِبُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَنْظُرُ طَرْفَهُ (4)، هَلْ يَأْذَنُ لِي فِي أَنْ أَنْتَصِرَ مِنْهَا، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ، قَالَتْ: فَشَتَمَتْنِي حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ لَا يَكْرَهُ أَنْ أَنْتَصِرَ مِنْهَا،

(1) في غير (ق) من الأصول، وفي "المصنف": اجتمعن، ويخرج على أن النون في "اجتمعن" علامة الفاعل المؤنث المجموع على لغة بني الحارث، وأزواج النبي فاعل، ومنه قول الفرزدق:

ولكِنْ دِيافِيٌّ أبوه وأُمُّه

بِحَوْرَانَ يَعْصِرْنَ السَّلِيطَ أَقَارِبُه

انظر "خزانة الأدب" 5/ 234.

(2)

في (ظ 7): فكانت.

(3)

في (ظ 8) و (ظ 7): فتشتمني.

(4)

في (م): إلى طرفه.

ص: 93

فَاسْتَقْبَلْتُهَا، فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ أَفْحَمْتُهَا، قَالَتْ: فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهَا ابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ ". قَالَتْ عَائِشَةُ: وَلَمْ أَرَ امْرَأَةً خَيْرًا مِنْهَا، وَأَكْثَرَ صَدَقَةً، وَأَوْصَلَ لِلرَّحِمِ، وَأَبْذَلَ لِنَفْسِهَا فِي كُلِّ شَيْءٍ يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللهِ عز وجل مِنْ زَيْنَبَ، مَا عَدَا سَوْرَةً مِنْ غَرْبٍ حَدٍّ كَانَ فِيهَا، تُوشِكُ مِنْهَا الْفِيئَةَ (1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على الزهري: فرواه عبد الرزاق- كما في هذه الرواية عن معمر، عنه، عن عروة، عن عائشة.

ورواه شعيب بن أبي حمزة -كما سلف في الرواية (24575)، وتابعه يونس عند مسلم (2442) - وصالح بن كيسان -كما سلف في الرواية (24576) - ثلاثتهم عن الزهري، فقالوا: عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن عائشة.

قال الذهلي والدارقطني -فيما نقله الحافظ في "الفتح" 5/ 208 - عنهما: المحفوظ من حديث الزهري: عن محمد بن عبد الرحمن، عن عائشة.

قلنا: ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. معمر: هو ابن راشد.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20925)، ومن طريقه أخرجه إسحاق (871)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 67، وفي "الكبرى"(8894)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3016)، وابن حبان (7105)، والبغوي في "شرح السنة" (3964). وأسقط النسائي وابن حبان لفظ: قال الزهري في وسط الحديث. فأدرجا في الحديث قول الزهري: وكانت ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حقاً.

وقال النسائي: هذا خطأ، والصواب الذي قبله. قلنا: يعني حديث شعيب ابن أبي حمزة، وصالح بن كيسان، كما ذكرنا.

قال السندي: قوله: تساميني، أي: تساويني.

قوله: طرفه، بفتح فسكون، أي: عينه.

قولها: أن أفحمتها، أي: أسكتها. =

ص: 94

25175 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، - أَوْ غَيْرِهِ -، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ تُبَايِعُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخَذَ عَلَيْهَا: {أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ} الْآيَةَ، [سورة الممتحنة: 12] قَالَتْ: فَوَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا حَيَاءً، فَأَعْجَبَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا رَأَى مِنْهَا، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَقِرِّي أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ، فَوَاللهِ مَا بَايَعَنَا إِلَّا عَلَى هَذَا، قَالَتْ: فَنَعَمْ إِذًا، فَبَايَعَهَا بِالْآيَةِ (1).

= قولها: سورة: شدة.

قولها: من غرب، بفتح فسكون بمعنى الحدة والغضب.

قولها: حدّ، بفتح فتشديد بمعناه كالتفسير له.

قولها: الفيئة، أي: الرجعة، أي: وإن كان فيها شدة غضب إلا أنها ترجع عنها عن قريب.

(1)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، ومعمر: وهو ابن راشد، وإن كان شك هنا في روايته عن الزهري أو غيره، فقد جزم بأنه عن الزهري عند عبد الرزاق في "المصنف"، وعند البزار.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (9827) و (21020)، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (4554)، والبزار (70) (زوائد). وفيه: عن الزهري دون شك.

قال البزار: لا نعلم رواه إلا معمر بهذا.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/ 37، وقال: رواه أحمد، إلا أنه قال: عن معمر، عن الزهري أو غيره، عن عروة، والبزار لم يشك، ورجاله رجال الصحيح.

وقد سلف برقم (24829).

ص: 95

25176 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ (1)، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ مُوسَىِ بْنِ سَرْجِسٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَمُوتُ وَعِنْدَهُ قَدَحٌ فِيهِ مَاءٌ، يُدْخِلُ يَدَهُ فِي الْقَدَحِ، وَيَمْسَحُ وَجْهَهُ بِالْمَاءِ، وَهُوَ يَقُولُ:" اللهُمَّ أَعِنِّي عَلَى سَكَرَاتِ الْمَوْتِ "(2).

25177 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الطُّفَيْلِ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" يَا عَائِشَةُ، إِيَّاكِ وَمُحَقِّرَاتِ الذُّنُوبِ، فَإِنَّ لَهَا مِنَ اللهِ عز وجل طَالِبًا "(3).

25178 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتِ: افْتَقَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: فَتَحَسَّسْتُ (4) ثُمَّ

(1) في (م): هشيم، وهو تحريف.

(2)

إسناده ضعيف، لجهالة موسى بن سرجس، وهو مكرر (24359)، غير أن شيخ أحمد هنا: هاشم بن القاسم.

(3)

إسناده حسن، وهو مكرر (24415)، غير أن شيخ أحمد هنا هو أبو عامر وهو العَقَدي عبد الملك بنُ عمرو.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1120)، والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 12/ 250، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4005) من طريق أبي عامر، بهذا الإسناد.

(4)

في (ظ 7) و (ق): فتجسست.

ص: 96

رَجَعْتُ، فَإِذَا هُوَ رَاكِعٌ أَوْ (1) سَاجِدٌ، يَقُولُ:" سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ " فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي إِنَّكَ لَفِي شَأْنٍ، وَإِنِّي (2) لَفِي آخَرٍ (3). (4)

25179 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ أَوْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: " صُبُّوا عَلَيَّ مِنْ سَبْعِ قِرَبٍ لَمْ تُحْلَلْ أَوْكِيَتُهُنَّ لَعَلِّي أَسْتَرِيحُ، فَأَعْهَدَ إِلَى النَّاسِ ". قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَجْلَسْنَاهُ فِي مِخْضَبٍ لِحَفْصَةَ مِنْ نُحَاسٍ، وَسَكَبْنَا عَلَيْهِ الْمَاءَ مِنْهُنَّ حَتَّى طَفِقَ يُشِيرُ إِلَيْنَا أَنْ قَدْ فَعَلْتُنَّ، ثُمَّ خَرَجَ (5).

(1) في (ظ 7): وساجد.

(2)

في هامش (ق) و (ظ 2) و (هـ): وأنا.

(3)

في (م): وإني لفي شأن آخر، بزيادة شأن.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على ابن جريج، فرواه محمد ابن بكر: وهو البرساني -كما في هذه الرواية- عن ابن جريج، قال: أخبرني ابن أبي مليكة، عن عائشة. ورواه عبد الرزاق -كما سيأتي (25180) - عن ابن جريج، قال: قلت لعطاء، فأخبره عن ابن أبي مليكة، عن عائشة. فزاد في الإسناد عطاء بن أبى رباح، وعبد الرزاق أثبت في ابن جريج من محمد بن بكر البرساني فيما ذكر أحمد، فإن صَحَّ حديث محمد بن بكر، فيكون حديث عبد الرزاق من المزيد في متصل الأسانيد، والله أعلم. ابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله.

(5)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على عبد الرزاق.

فرواه أحمد في هذه الرواية عنه، عن معمر، عن الزهري، فقال: عن عروة =

ص: 97

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أو عمرة، عن عائشة، على الشك.

إلا أن الحاكم 1/ 144 - 145 - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/ 31 - أخرجه من طريق أحمد، وقد جاء عنده: عن عروة، عن عمرة!

وأخرجه على الشك كذلك إسحاق بن راهويه (645)، وابن خزيمة (258)، وابن حبان (6596) و (6600)، والبيهقي في "السنن" 1/ 31 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، به.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (179) -ومن طريقه النسائي في "الكبرى"(7082)، وابن خزيمة (123) - عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، به. دون شك.

وهو عند عبد الرزاق كذلك (9754)[51/ 430] عن معمر، عن الزهري، عن عروة وغيره، عن عائشة.

وأخرجه الحاكم 1/ 144 - 145 من طريق على ابن المديني، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة دون شك، وهو الراجح.

إذْ أخرجه كذلك النسائي في "الكبرى"(7082)، وابن حبان (6599)، والحاكم 1/ 145 من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة دون شك.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (644) من طريق صالح بن أبي الأخضر، والطبراني في "الأوسط"(6710)، وفي "مسند الشاميين"(2915)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2438 من طريق مرزوق بن أبي الهذيل، كلاهما عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، به.

وأخرجه ابن سعد 2/ 250 - 251 من طريق أبي الأسود، والدارمي (81) من طريق محمد بن كعب، كلاهما عن عروة، به.

وأخرجه مطولاً البخاري (198) و (4442) و (5714)، والنسائي في "الكبرى"(7083)، وأبو يعلى (4579)، والطبراني في "مسند الشاميين" =

ص: 98

25180 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: فَمَا تَبْتَغِي بِذَلِكَ؟ قَالَ: أَمَّا سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، فَأَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا افْتَقَدَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ فَظَنَّتْ (1).

25181 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللهِ، كُلُّ نِسَائِكَ لَهَا كُنْيَةٌ غَيْرِي؟ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اكْتَنِي أَنْتِ أُمَّ عَبْدِ اللهِ ". فَكَانَ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ عَبْدِ اللهِ، حَتَّى مَاتَتْ، وَلَمْ تَلِدْ قَطُّ (2).

= (3130)، والبيهقي في "السنن" 1/ 31، وفي "الدلائل" 7/ 173 - 174، والبغوي في "شرح السنة"(3825) من طريق الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة بن مسعود، عن عائشة، به.

وسيكرر برقم (25915) سنداً ومتناً.

قال السندي: قوله: "فأعهدَ إلى الناس"، أي: أوصي إليهم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(2898)، ومن طريقه أخرجه مسلم (485)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 72، وفي "الكبرى"(8910)، والطبراني في "الدعاء"(605).

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 223 و 7/ 72، وفي "الكبرى"(2909) من طريق حجاج -وهو ابن محمد المصيصي- عن ابن جريج، به.

وانظر (24312).

قال السندي: قوله: قلت لعطاء: فما تبتغي بذلك، كأنه كان له وِرْد، فقال له: ما تطلب بذلك الوِرْد.

(2)

حديث صحيح وهذا إسناد اختلف فيه على هشام بن عروة، وقد =

ص: 99

25182 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نِمْتُ، فَرَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ، فَسَمِعْتُ صَوْتَ قَارِئٍ يَقْرَأُ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ ". فَقَالَ (1) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كَذَاكَ الْبِرُّ، كَذَاكَ الْبِرُّ ". وَكَانَ أَبَرَّ النَّاسِ بِأُمِّهِ (2).

25183 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَوْ غَيْرِهِ

= بسطنا ذلك في الرواية السالفة برقم (24619)، فانظرها لزاماً.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (19858)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (35)، والبغوي في "شرح السنة"(3379).

(1)

في (م): فقال لها.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد سلف برقم (24080).

وهو عند الإمام أحمد في "فضائل الصحابة"(1507).

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(20119)، ومن طريقه أخرجه إسحاق ابن راهويه في، "مسنده"(1005)، والنسائي في "الكبرى"(8233)، وابن حبان (7015)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 356، والبغوي في "شرح السنة"(3419)، وابن النجار في "الذيل على تاريخ بغداد" 7/ 253 - 254. وتحرَّف اسمُ عَمْرة في مطبوع "الحلية" إلى: عروة.

وقد أرسله معمر عن الزُّهري من رواية ابن المبارك عنه في "البر والصلة"(39).

وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (25337).

وسلف برقم (24080).

ص: 100

أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا كَانَ خُلُقٌ أَبْغَضَ إِلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْكَذِبِ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يَكْذِبُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْكَذِبَةَ، فَمَا يَزَالُ فِي نَفْسِهِ عَلَيْهِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّهُ (1) قَدْ أَحْدَثَ مِنْهَا تَوْبَةً (2).

(1) في (م) و (ق) و (ظ 2): أن، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، فقد رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، واختلف عليه فيه:

فرواه أحمد -كما في هذه الرواية- والدَّبَري -كما في "مصنف" عبد الرزاق (20195) - ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(4817)، وإسحاق بنُ راهويه، كما في "مسنده"(1245)، ثلاثتهم عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، به.

ورواه ابن زنجويه فيما أخرجه ابنُ حبان (5736)، وأحمد بن منصور الرمادي فيما أخرجه البيهقي في "السنن" 10/ 196، وفي "الشعب"(4816)، والبغوي في "شرح السنة"(3576) كلاهما عن عبد الرزاق، عن أيوب، عن ابن أبي مُلَيْكة، عن عائشة. دون شك، وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين.

تنبيه: جاء الحديث في المطبوع من سنن الترمذي (1973) من طريق يحيى بن موسى عن عبد الرزاق، وهو خطأ، فقد رجعنا إلى الأصول الخطية من السنن، وهي نسخ متقنة، فلم نجده فيها، ومما يؤكد أنه ليس عند الترمذي أن الحافظ المزي لم يذكره في "تحفة الأشراف"، ولم يستدركه عليه الحافظان العراقي وابن حجر، وهو مذكور في "مجمع الزوائد" 1/ 142، وفي زوائد مسند البزار على الكتب، الستة (1931).

وتابع عبدَ الرزاق خلفُ بنُ أيوب فيما أخرجه البيهقي في "الشعب"(4815).

وعلقه البخاري في "تاريخه الكبير" 1/ 49 عن معمر، عن أيوب، عن ابن أبي مُلَيْكة، عن عائشة.

وقد تابع معمراً محمد بن مسلم الطائفي، وهو صدوق حسن الحديث.

فرواه مروان بن محمد الطاطري، فيما أخرجه البيهقي في "السنن" =

ص: 101

25184 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ (1)، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، فَإِذَا انْصَرَفَ، قَالَ لِي:" قُومِي فَأَوْتِرِي "(2).

= 10/ 196 عنه، عن أيوب، عن ابن أبي مُلَيكة، عن عائشة.

ورواه ابن وَهْب -فيما أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 278، والحاكم 4/ 98 عنه- فقال: عن أيوب، عن ابن سيرين، عن عائشة. وابنُ سيرين لم يسمع من عائشة.

وكذلك تابع معمراً حمادُ بن زيد، فيما أخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/ 2292، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين"(821) عن أيوب، عن ابن أبي مُلَيكة، عن عائشة، لكن هذه المتابعة لا يفرح بها، لأن في سندها محمد بن عبد الرحمن بن غزوان، وهو متهمٌ بالوضع.

ورواه محمد بن أبي بكيرة، فيما أورده البخاري في "تاريخه الكبير" 1/ 49، وحماد بن زيد، وحاتم بن وردان، ووُهيب، فيما ذكر الدارقطني البيهقيِ "العلل" 5/ الورقة 87، أربعتهم عن أيوب، عن إبراهيم بن ميسرة الطائفي، عن عائشة، وهو الصواب فيما ذكر الدارقطني، وابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 278 إلا أنه مرسل. إبراهيم بن ميسرة لم يسمع من عائشة.

وقد تابع أيوبَ رَوْحُ بنُ القاسم، فيما أخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق"(139).

ورواه نصر بن طريف الباهلي، فيما أخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق"(145)، وفي "الصمت"(476) عن إبراهيم بن ميسرة، فقال: عن عبيد الله بن سعد، عن عائشة. ونصرُ بنُ طريف ضعيف.

(1)

في (ق) و (ظ 2) و (م): عمرة، وهو خطأ، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8) و"أطراف المسند" 9/ 104، وهو الموافق لمصادر الحديث.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير =

ص: 102

25185 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَجُلٌ يَدْخُلُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُخَنَّثٌ، وَكَانُوا يَعُدُّونَهُ مِنْ غَيْرِ أُولِيَ الْإِرْبَةِ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا وَهُوَ عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ وَهُوَ يَنْعَتُ امْرَأَةً. فَقَالَ: إِنَّهَا إِذَا أَقْبَلَتْ، أَقْبَلَتْ بِأَرْبَعٍ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ أَدْبَرَتْ بِثَمَانٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لَا أَرَى هَذَا يَعْلَمُ مَا هَاهُنَا، لَا يَدْخُلْ (1) عَلَيْكُنَّ هَذَا ". فَحَجَبُوهُ (2).

= تميم بن سلمة، فمن رجال مسلم.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" برقم (4614).

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(605)، ومسلم (744)(134) من طريقين عن الأعمش، به.

وسيرد برقم (25698).

(1)

في (ظ 7) و (ظ 8): لا يدخلنَّ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همَّام الصنعاني، ومعمر: هو ابنُ راشد، والزُّهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب.

وهو عند عبد الرزاق في "التفسير" في تفسير الآية (31) من سورة النور، ومن طريقه أخرجه مسلم (2181)، وأبو داود (4108)، والنسائي في "الكبرى"(9247) -وهو في "عِشْرة النساء"(365) - والطبري في تفسير آية سورة النور، والبيهقي في "السنن" 7/ 96، والبغوي في تفسير الآية المشار إليها.

وأخرجه أبو داود (4107) من طريق محمد بن ثور، والنسائي في "الكبرى"(9246) -وهو في "عِشْرة النساء"(364) - من طريق رباح بن زيد، كلاهما عن معمر، به. وقرن محمد بن ثور بالزُهري هشام بنَ عروة.

وأخرجه أبو داود (4109) من طريق يونس، وهو ابن يزيد، و (4110) من =

ص: 103

25186 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَخِيهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَى بِرْذَوْنٍ، عَلَيْهِ عِمَامَةٌ طَرْفُهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْهُ؟ فَقَالَ:" رَأَيْتِيهِ؟ ذَاكَ جِبْرِيلُ عليه السلام "(1).

25187 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ - يَعْنِي ابْنَ بِلَالٍ - عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" فِي عَجْوَةِ الْعَالِيَةِ شِفَاءٌ - أَوْ تِرْيَاقٌ - أَوَّلَ الْبُكْرَةِ عَلَى الرِّيقِ "(2).

= طريق الأوزاعي، كلاهما عن الزُّهري، به.

زاد يونس: وأخرجه، فكان بالبيداء يدخل كل جمعة يستطعم.

وزاد الأوزاعي: فقيل: يا رسول الله، إنه إذن يموت من الجوع، فأذِنَ له أن يدخل في كل جمعة مرتين، فيسأل ثم يرجع.

وفي الباب عن أم سَلَمة عند البخاري (4324)، ومسلم (2180)، سيرد 6/ 290 و 318.

قال السندي: قوله: أقبلت بأربع، أي: بأربع عُكن، كغُرف، جمع عُكنة، كغرفة، وهي طيَّة البطن من السمن، يصفها بأنها سمينة.

(1)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (25154)، إلا أن شيخ الإمام أحمد في هذا الإسناد هو روح بن عبادة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (85) من طريق روح، عن عبد الله بن عمر، عن يحيى بن سعيد وعبيد اللّه بن عمر، به.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24484)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو أبو عامر عبد الملك، بن عمرو العقدي. =

ص: 104

25188 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ، أَنَّ مُجَاهِدًا أَخْبَرَهُ: أَنَّ مَوْلًى لِعَائِشَةَ أَخْبَرَهُ - كَانَ يَقُودُ بِهَا - أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا سَمِعَتْ صَوْتَ الْجَرَسِ أَمَامَهَا، قَالَتْ: قِفْ بِي. فَيَقِفُ حَتَّى لَا تَسْمَعَهُ، وَإِذَا سَمِعَتْهُ وَرَآهَا، قَالَتْ: أَسْرِعْ بِي حَتَّى لَا أَسْمَعَهُ، وَقَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ لَهُ تَابِعًا مِنَ الْجِنِّ "(1).

25189 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أُمِّ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يُرْسَلُ عَلَى الْكَافِرِ

= وأخرجه إسحاق (1117) -ومن طريقه النسائي في "الكبرى"(75581) - عن أبي عامر، بهذا الإسناد.

(1)

إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن عائشة. وعبد الكريم غير منسوب، فإن كان ابنَ مالك الجزري، فهو ثقة، من رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً، وإن كان ابنَ أبي المخارق البصري فهو ضعيف، أخرج له البخاري استشهاداً، ومسلم متابعة.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/ 174، وقال: رواه أحمد، ومولى عائشة لم أعرفه.

وانظر (25166).

وفي الباب عن عمر بن الخطاب أخرجه أبو داود (4230) من طريق حجاج عن ابن جريج، أخبرني عمر بن حفص، أن عامر بن عبد الله بن الزبير، أن مولاة لهم ذهبت بابنة الزبير إلى عمر بن الخطاب، وفي رجلها أجراس، فقطعها عمر، فم قال: سمعتُ رسول الله يقول: "إن مع كلِّ جرس شيطاناً".

قال المنذري: ومولاة لهم مجهولة، وعامر بن عبد الله لم يدرك عمر.

ص: 105

حَيَّتَانِ: وَاحِدَةٌ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ، وَأُخْرَى مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ، تَقْرِضَانِهِ قَرْضًا، كُلَّمَا فَرَغَتَا عَادَتَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1).

25190 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" يُغْتَسَلُ مِنْ أَرْبَعٍ: مِنَ الْجُمُعَةِ، وَالْجَنَابَةِ، وَالْحِجَامَةِ، وَغَسْلِ الْمَيْتِ "(2).

(1) إسناده ضعيف لجهالة أم محمد -وقيل: اسمها أمينة، وقيل: أمية، وهي امرأة زيد بن جُدْعان- إذ لم يذكروا في الرواة عنها سوى علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 2/ 384 من طريق روح، بهذا الإسناد إلا أنه سقط من الإسناد اسم حماد.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/ 55، وقال: رواه أحمد، وإسناده حسن!

وانظر حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11334).

(2)

إسناده ضعيف، مصعب بن شيبة انفرد ابن معين بتوثيقه، وقال أحمد: روى أحاديث مناكير، وقال أبو حاتم: لا يحمدونه، وليس بقوي، وقال النسائي: منكر الحديث، وقال في موضع آخر: في حديثه شيء، وقال الدارقطني: ليس بالقوي ولا بالحافظ، وضعف أبو داود حديثه هذا، وعده الذهبي في "الميزان" 4/ 120 من مناكيره، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير طلق بن حبيب، فمن رجال مسلم، وهو ثقة. يحيى بن حماد: هو الشيباني ختن أبي عوانة.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/ 300 من طريق سفيان الثوري، عن عبد الله ابن أبي السفر، بهذا الإسناد. وزاد فيه:"الغسل من ماء الحمام". =

ص: 106

25191 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" تُزَوَّجُ الْمَرْأَةُ لِثَلَاثٍ: لِمَالِهَا وَجَمَالِهَا وَدِينِهَا، فَعَلَيْكَ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ "(1).

= وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 44، وأبو داود (348) و (3160)، وابن خزيمة (256)، والدارقطني 1/ 113، والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 197، والحاكم 1/ 163، والبيهقي في "السنن" 1/ 199 و 300 و 304، وفي "معرفة السنن والآثار"(2127)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 132 - 133، والبغوي في "شرح السنة"(338) من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن مصعب بن شيبة، به.

قال أبو داود 3/ 513: وحديث مصعب ضعيف، فيه خصال ليس العمل عليه.

وفي باب غسل الجمعة، سلف من حديث ابن عمر برقم (4466) بإسناد صحيح، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

وفي باب الغسل من الجنابة، انظر حديث عائشة، سلف برقم (24014)، وهو صحيح.

وفي باب الغسل من الحجامة: عن ابن عباس وعبد الله بن عمرو بن العاص موقوفاً عند ابن أبي شيبة 1/ 44.

وفي باب الغسل من غسل الميت، سلف من حديث أبي هريرة برقم (7689)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وحسين بن ذكوان: هو المعلم، وعطاء: هو ابن أبي رباح.

وفي الباب من حديث أبي هريرة، سلف برقم (9521) وإسناده صحيح، وقد ذكرنا بقية أحاديث الباب هناك. =

ص: 107

25192 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قِيلَ لَهُ: إِنَّ فُلَانًا وَجِعٌ لَا يَطْعَمُ الطَّعَامَ، قَالَ:" عَلَيْكُمْ بِالتَّلْبِينَةِ فَحَسُّوهُ إِيَّاهَا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَغْسِلُ (1) بَطْنَ أَحَدِكُمْ كَمَا يَغْسِلُ أَحَدُكُمْ وَجْهَهُ بِالْمَاءِ مِنَ الْوَسَخِ "(2).

25193 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ الْخِيَارِ، دَعَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" يَا عَائِشَةُ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَذْكُرَ لَكِ أَمْرًا، فَلَا تَقْضِينَ فِيهِ شَيْئًا دُونَ أَبَوَيْكِ "، فَقَالَتْ: مَا هُوَ؟ قَالَتْ: فَدَعَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَرَأَ عَلَيَّ هَذِهِ الْآيَةَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ

إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ} الْآيَةَ كُلَّهَا [الأحزاب: 28 - 29] قَالَتْ: فَقُلْتُ: قَدْ اخْتَرْتُ اللهَ وَرَسُولَهُ، قَالَتْ: فَفَرِحَ لِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3).

= قال السندي: قوله: "تُزَوَّجُ المرأةُ" على بناء المفعول، بيان أن الناس يرغبون في النساء لهذه الأمور، لا بيان أن ذلك هو اللائق.

قوله: "تربت يداك" أي: لصقتا بالتراب، أي: أن عدلت عن ذات الدين إلى ذات الجمال، وظاهرُه الدعاء بالفقر إلا أن المطلوب بيان استحقاقه لذلك.

(1)

في (ظ 7) و (ظ 8): تغسل.

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (24500) سنداً ومتناً.

(3)

حديث صحيح، وهو مكرر (24487) سنداً ومتناً.

ص: 108

25194 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ، وَخُلِقَ (1) الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ، وَخُلِقَ آدَمُ عليه السلام مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ "(2).

25195 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ (3) اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يَصُومُ، وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1) في (ظ 2) و (ق) و (م): خلقت، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن هَمَّام الصنعاني، ومَعْمَر: هو ابنُ راشد، والزُّهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب، وعروة: هو ابن الزبير.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20904) ومن طريقه أخرجه إسحاق (786)، وعَبْد بنُ حميد بن في "المنتخب"(1479)، ومسلم (2996)، وابن حبان (6155)، وأبو الشيخ في "العظمة"(309)، وابن منده في "الردّ على الجهمية" ص 91، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 103، والبيهقي في "السنن" 9/ 3، وفي "الشعب"(143)، وفي "الأسماء والصفات"(818).

وأخرجه إسحاق (787)، وأبو الشيخ في "العظمة"(308) و (310) من طريقين عن معمر، به.

وسيكرر برقم (25354) سنداً ومتناً.

قال السندي: قوله: "من مارج من نار" قيل: هو الصافي من الدخان من النار، والمارج المضطرب، فإن النار شأنها الاضطراب.

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8): النبي.

ص: 109

اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلَّا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرٍ قَطُّ أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَامًا فِي شَعْبَانَ (1).

25196 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ أَنْ يُسْتَمْتَعَ بِجُلُودِ الْمَيْتَةِ إِذَا دُبِغَتْ (2).

25197 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَرْفَجَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، فَقَالَ:" لَقَدْ صَنَعْتُ الْيَوْمَ شَيْئًا وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَفْعَلْهُ، دَخَلْتُ الْبَيْتَ، فَأَخْشَى أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ (3) مِنْ أُفُقٍ مِنَ الْآفَاقِ، فَلَا يَسْتَطِيعُ دُخُولَهُ، فَيَرْجِعُ وَفِي نَفْسِهِ مِنْهُ شَيْءٌ "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24757) غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الرزاق بن هَمَّام الصنعاني.

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (24447)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عبد الرزاق، وهو ابن همَّام الصنعاني.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(191).

(3)

في (ظ 7) وهامش) (ظ 2) و (هـ) و (ق): رجل.

(4)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر -وهو ابن يزيد الجُعفي- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عَرْفَجَة -وهو ابن عبد الله الثقفي- فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وأخرجه إسحاق (1615) عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه أبو نُعيم في "الحلية" 7/ 115 من طريق يحيى بن سُليم، =

ص: 110

25198 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُبَايِعُ النِّسَاءَ بِالْكَلَامِ بِهَذِهِ الْآيَةِ: {عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا} [الممتحنة: 12]، قَالَتْ: وَمَا مَسَّتْ يَدُهُ يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ إِلَّا امْرَأَةً يَمْلِكُهَا (1).

25199 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ. وَعَبْدُ (2) الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ

= عن سفيان الثوري، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة. وقال: كذا حدثناه إسحاق بن يحيى، وصوابه: طلحة بن يحيى، والحديث يتفرَّد به يحيى بن سُليم، عن الثوري، عن طلحة. قلنا: ويحيى بن سُليم سيِّئُ الحفظ؛ قال أبو حاتم: محلُّه الصِّدق، ولم يكن بالحافظ، يكتب حديثه، ولا يحتج به. وطلحة بن يحيى بن طلحة وثقه ابن معين وغيره، وقال البخاري: منكر الحديث. وقال يحيى القطان: لم يكن بالقوي، وقال ابن معين في رواية والنسائي: ليس بالقوي.

وقد سلف نحوه برقم (25056) بإسنادٍ ضعيفٍ.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد.

وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(9825)، ومن طريقه أخرجه البخاري (7214)، والترمذي (3306)، والنسائي في "الكبرى"(9238)، وأبو عوانة 4/ 496، والبغوي في "تفسيره"(سورة الممتحنة).

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وقد سلف برقم (24829).

قال السندي: قولها: يملكها، أي: يحل له مسها بالملك أو بأنها محرمة منه، والله تعالى أعلم.

(2)

إلى هنا ينتهي الخرم في (ظ 8).

ص: 111

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُجِّيَ فِي ثَوْبٍ حِبَرَةٍ (1).

25200 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيِّ، عَنِ الْبَهِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ اللهَ عز وجل عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ (2).

25201 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ قَيْسِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سُوَاءَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: فِيمَا يَفِيضُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَامْرَأَتِهِ مِنَ الْمَاءِ. قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُبُّ الْمَاءَ عَلَى الْمَاءِ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وعبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى، البصري السَّامي نسبة إلى أسامة ابن لؤي بن غالب، ومعمر: هو ابن راشد.

وأخرجه أبو داود (3120) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن واهويه (1065)، ومسلم (942)، وابن حبان (6625)، والبيهقي في "السنن" 3/ 385، وفي "السنن الصغير"(1019) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، به.

وأخرجه ابن سعد 2/ 264 عن محمد بن عمر: وهو الواقدي، عن معمر بن راشد، به.

وقد سلف برقم (24581).

(2)

إسناده صحيح، وهو مكرر الحديث (24410) سنداً ومتناً.

(3)

إسناده ضعيف لإبهام الرجل من بني سواءة، ولضعف شريك: وهو بن عبد الله النخعي، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه أبو داود (257) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. =

ص: 112

25202 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ مَعْمَرٍ وَيُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ، أَوْ قَالَ: الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ. شَكَّ ابْنُ الْمُبَارَكِ. قَالَتْ: وَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ (1).

= وانظر (24064) و (24207).

قال السندي: قولها: فيما يفيض، من: فاض، إذا سالَ.

من الماء، أي: المني.

يصبّ الماء، أي: الطهور.

على الماء، أي: المنيّ، أي: إذا حصل في ثوبه أو بدنه منيٌّ، أخذ كفًّا من ماء، فصبَّه عليه.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن مبارك: هو عبد الله، ومعمر: هو ابن راشد، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.

وأخرجه مطولاً البخاري (4953) من طريق عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وجاء عنده بلفظ:"الصادقة" دون شك.

وأخرجه مسلم (160)(252)، والطبري في "التفسير" 30/ 252، وأبو عوانة 1/ 110 - 112، وابن منده في "الإيمان"(681)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/ 5 - 6 من طريق ابن وهب، عن يونس، بهذا الإسناد، بلفظ:"الصادقة " دون شك.

وأخرجه ابن سعد 1/ 194، ومسلم (160)(253)، وابن أبي عاصم في "الأوائل"(99)، والحاكم في "المستدرك" 3/ 183 - 184 من طرق عن معمر بن راشد، به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه! قلنا: بل خرجاه كما رأيت.

وأخرجه الطيالسي (1467) و (1469)، وابن سعد 1/ 194، والترمذي (3632)، وابن أبي عاصم في "الأوائل"(100)، والعسكري في "الأوائل" =

ص: 113

25203 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ، عَنْ عَائِشَةَ. قَالَ: قُلْتُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْقِرَاءَةِ؟ قَالَتْ: رُبَّمَا رَفَعَ، وَرُبَّمَا خَفَضَ (1).

25204 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا مَسَّتْ يَدُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَ امْرَأَةٍ فِي بَيْعَةٍ قَطُّ (2).

= 1/ 145، والطبري في "التفسير" 30/ 251، والآجري في "الشريعة" ص 439، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 51 من طرق، عن الزهري، به.

وسيرد مطولاً برقم (26018) من طريق معمر، عن الزُّهري، به.

وانظر قطعةً مطولة من الحديث برقم (25865).

وانظر حديث جابر السالف برقم (14287).

قال السندي: قوله: مثل فَلَق الصبح، أي: جاءت على وجه لا يُشك فيه، كفَلَق الصبح، أي: انشقاقه.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عطاء الخراساني -وهو ابن أبي مسلم- فمن رجال مسلم. ابن مبارك: هو عبد الله، ويحيى بن يعمر: ذكر أبو داود أنه لم يسمع من عائشة، غير أن البخاري روى له من حديثه عنها، ويقال: أنه أول من نقط المصاحف.

وسيرد مطولاً من رواية عبد الرزاق عن معمر برقم (25344).

وسلف مطولاً برقم (24202) من رواية غضيف بن الحارث، عن عائشة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن مبارك: هو عبد الله، ومعمر: هو ابن راشد. =

ص: 114

25205 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَغْتَسِلُ وَيُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ وَصَلَاةَ الْغَدَاةِ، لَا أُرَاهُ يُحْدِثُ وُضُوءًا بَعْدَ الْغُسْلِ (1).

25206 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ (2).

= وأخرجه إسحاق (1152) عن يحيى، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (25198).

(1)

حديث حسن بطرقه، دون قولها:"ويصلي ركعتين وصلاة الغداة"، فقد تفرد بها زهير بن معاوية، وسماعه من أبي إسحاق بعد الاختلاط، وهو مكرر (24932)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو يحيى بن آدم.

وأخرجه ابن راهويه (1521) عن يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً (1555) عن يحيى بن آدم، عن عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، به، دون الزيادة التي أشرنا إليها آنفاً.

وسيأتي برقم (26157) عن يحيى بن آدم، عن حسن: وهو ابن صالح، عن أبي إسحاق، به، دون الزيادة.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي القاضي، وقد اضطرب فيه:

فرواه إسحاق الأزرق عنه كما سيرد في الرواية (25847)، فقال: عن زياد بن علاقة، عن عمرو بن ميمون، به، بلفظ: كان يقبّل وهو صائم.

ورواه أسود بن عامر عنه، كما سيرد في الرواية (25848) فقال: عن السدي أو زياد بن علاقة، عن عمرو بن ميمون، به.

ورواه إسحاق الأزرق مرة أخرى عنه كما في الرواية (25848)، فقال: =

ص: 115

25207 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَّهُ يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْكَلْبُ الْأَسْوَدُ وَالْمَرْأَةُ الْحَائِضُ. قَالَ عَطَاءٌ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى وَهِيَ مُعْتَرِضَةٌ (1) بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقَالَ:" أَلَيْسَ هُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَأَخَوَاتِكُمْ وَعَمَّاتِكُمْ؟ "(2).

25208 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ - حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ النَّوْمَ جَمَعَ يَدَيْهِ، فَيَنْفُثُ فِيهِمَا، ثُمَّ يَقْرَأُ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ وَرَأْسَهُ وَسَائِرَ جَسَدِهِ.

قَالَ عُقَيْلٌ: وَرَأَيْتُ ابْنَ شِهَابٍ يَفْعَلُ ذَلِكَ (3).

= عن السُّدِّي، عن عبد الله البهيّ، عن عائشة.

وسلف بإسناد صحيح برقم (24130) و (24989).

(1)

في (ظ 7) و (ظ 2) و (هـ) وهامش (ق): مستعرضة.

(2)

صلاته صلى الله عليه وسلم وهي معترضة بين يديه صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر الحديث (24359) سوى شيخ الإمام أحمد فهو هنا أبو عبد الرحمن المقرئ، وهو عبد الله بن يزيد. ولم يرد هناك قول عطاء: سمعتُ أنه يقطع الصلاة الكلب الأسود والمرأة الحائض.

وانظر الحديث (24153).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24853)، غير أن شيخ أحمد هنا هو أبو عبد الرحمن بن عبد الله بن يزيد المقرئ، وشيخه: =

ص: 116

25209 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ، ثُمَّ صَلَّى ثَمَانِ رَكَعَاتٍ قَائِمًا، وَرَكْعَتَيْنِ جَالِسًا بَيْنَ النِّدَاءَيْنِ لَمْ يَكُنْ يَدَعُهُمَا (1).

25210 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ مُوسَىِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا خَدِيجَةَ (2)، فَأَطْنَبَ فِي الثَّنَاءِ عَلَيْهَا، فَأَدْرَكَنِي مَا يُدْرِكُ النِّسَاءَ مِنَ الْغَيْرَةِ، فَقُلْتُ: لَقَدْ أَعْقَبَكَ اللهُ يَا رَسُولَ اللهِ مِنْ عَجُوزٍ مِنْ عَجَائِزِ قُرَيْشٍ، حَمْرَاءِ الشِّدْقَيْنِ. قَالَتْ: فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَغَيُّرًا

= هو سعيد بن أبي أيوب.

وأخرجه إسحاق (794) و (1714)، وعبد بن حميد في "المنتخب"(1484) من طريق أبي عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (5543) من طريق النضر بن شُمَيْل، عن سعيد بن أبي أيوب، به.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرئ، وجعفر بن ربيعة: هو ابن شرحبيل بن حسنة.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1694)، والبخاري (1159)، وأبو داود (1361)، والنسائي في "الكبرى"(416) من طريق أبي عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (25857).

(2)

في (ق): يوم خديجة.

ص: 117

لَمْ أَرَهُ تَغَيَّرَ عِنْدَ شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا عِنْدَ نُزُولِ الْوَحْيِ أَوْ عِنْدَ الْمَخِيلَةِ حَتَّى يَعْلَمَ: رَحْمَةٌ أَوْ عَذَابٌ؟ (1).

25211 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ حَمَلَ مِنْ أُمَّتِي دَيْنًا، ثُمَّ جَهَدَ فِي قَضَائِهِ، ثُمَّ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَهُ، فَأَنَا وَلِيُّهُ "(2).

25212 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْفُرَاتِ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ، أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الطَّاعُونِ؟ فَأَخْبَرَهَا نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنَّهُ كَانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللهُ عز وجل عَلَى مَنْ يَشَاءُ، فَجَعَلَهُ اللهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، فَلَيْسَ مِنْ عَبْدٍ وَقَعَ الطَّاعُونُ فِي بَلَدِهِ، فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ، إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد -وهو ابن سلمة- من رجاله، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مكرر (25171) سنداً ومتناً سوى شيخ أحمد، فهو هنا مؤمَّل: وهو ابنُ إسماعيل.

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر (24455) سنداً ومتناً. أبو عبد الرحمن المقرئ: هو عبد الله بن يزيد.

قال السندي: قوله: "ثم جهد في قضائه" أي: اجتهد فيه.

ص: 118

شَهِيدٍ " (1).

25213 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ يُخْبِرُ: عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا خَيْرَ فِي جَمَاعَةِ النِّسَاءِ إِلَّا فِي مَسْجِدٍ، أَوْ فِي جَنَازَةِ قَتِيلٍ "(2).

25214 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ. وَحُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ جُلُودِ الْمَيْتَةِ؟ فَقَالَ: " دِبَاغُهَا طَهُورُهَا "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو مكرر الحديث (24358)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو أبو عبد الرحمن: وهو عبد الله بن يزيد المقرئ.

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (24376)، غير شيخ أحمد فهو هنا حجَّاج، وهو ابنُ محمد المِصَّيصي.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النَّخَعي. وقد اختُلف عليه، كما سيرد. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. حجَّاج: هو ابن محمد المِصَّيصي، وحسين: هو ابنُ محمد بن بَهرام المرُّوذي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 174، وفي "الكبرى"(4570)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 470، وابن حِبان (1290)، والدارقطني 1/ 44 - 45 من طرق عن حسين بن محمد بن بَهْرام المروذي، بهذا الإسناد.

واختلف فيه على شريك: =

ص: 119

25215 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِلْوَزَغِ: " فُوَيْسِقٌ ". وَلَمْ أَسْمَعْهُ أَمْرَ بِقَتْلِهِ (1).

25216 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ يَحْيَىِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ أَخْبَرَهُ:

= فأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 174، وفي "الكبرى"(4572) عن أيوب بن محمد الوزّان، والدارقطني 1/ 44 من طريق عبد الرحمن بن يونس، كلاهما عن حجاج بن محمد، عن شريك، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، به.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 174، وفي "الكبرى"(4571) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن شريك، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، به.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 174، وفي "الكبرى"(4573)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 470 من طريق إسرائيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، به. قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 63 بعد أن ساق الاختلاف: وأشبهُها بالصواب قول إسرائيل ومن تابعه عن الأعمش.

وأخرجه الطحاوي 1/ 470 من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، قال: حدثنا أصحابنا عن عائشة، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3727)، وفي "الصغير"(523) من طريق القاسم، عن عائشة، به.

وسلف نحوه برقم (24447)، وذكرنا أحاديث الباب هناك.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وليث: هو ابن سعد، وعُقَيْل: هو ابن خالد الأيلي.

وقد سلف برقم (24568).

ص: 120

أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعُثْمَانَ، حَدَّثَاهُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِهِ، لَابِسٌ مِرْطَ عَائِشَةَ، فَأَذِنَ لِأَبِي بَكْرٍ وَهُوَ كَذَلِكَ، فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَاسْتَأْذَنَ (1) عُمَرُ، فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ، ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ، فَجَلَسَ (2)، وَقَالَ لِعَائِشَةَ:" اجْمَعِي عَلَيْكِ ثِيَابَكِ " فَقَضَيْتُ إِلَيْهِ حَاجَتِي ثُمَّ انْصَرَفْتُ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لِي لَمْ أَرَكَ فَزِعْتَ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ كَمَا فَزِعْتَ لِعُثْمَانَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ، وَإِنِّي خَشِيتُ إِنْ أَذِنْتُ لَهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ أَنْ لَا يَبْلُغَ إِلَيَّ فِي حَاجَتِهِ ". قَالَ لَيْثٌ: وَقَالَ جَمَاعَةُ النَّاسِ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَائِشَةَ: " أَلَا أَسْتَحْيِي (3) مِمَّنْ تَسْتَحْيِي (3) مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ؟! "(4).

(1) في (ظ 2) وهأمش (ق): ثم استأذن.

(2)

في النسخ الخطية: قال عثمان، ثم استأذنت عليه، فجلس. والمثبت من (م).

(3)

في غير (ظ 7) و (ظ 8) و (ظ 2): أستحي.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الحديث (514) سنداً ومتناً. وسلف تخريجه هناك، ونزيد عليه هنا:

وهو عند الإمام أحمد في "فضائل الصحابة"(793)، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 474 من طريق يحيى بن أبي بكير، عن ليث بن سعد، به. =

ص: 121

25217 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَابِسٌ مِرْطًا، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).

25218 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ امْرَأَتِهِ، أَنَّهَا سَأَلَتْ عَائِشَةَ عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: قَدِمَ

= وأخرجه أيضاً من طريق سلامة بن روح، عن عُقيل، به.

وأخرجه الإمام أحمد في "فضائل الصحابة"(794) من طريق صالح -وهو ابن كيسان- والطحاوي 1/ 474 من طريق الإمام مالك، عن الزُّهري، به. لم يذكر مالك عثمانَ في الإسناد.

وقوله عليه الصلاة والسلام: "ألا أستحي مما تستحي منه الملائكة" الذي نسبه ليث إلى جماعة الناس عن عائشة، أخرجه مسلم (2401) من رواية عطاء وسليمان ابني يسار، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة، وسلف كذلك من طريق عائشة بنت طلحة، عن عائشة برقم (24330).

وسيكرر بعده دون ذكر عثمان.

وسيأتي برقم (25339).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.

وأخرجه أبو يعلى (4437)، والطحاوي 1/ 474 من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن طهمان (150)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1287) من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عن ابن أبي ذئب، به. ذكرا عثمان مع عائشة، كما سلف بالحديث قبله.

ص: 122

عَلَيْنَا عَلِيٌّ مِنْ سَفَرٍ، فَقَدَّمْنَا إِلَيْهِ مِنْهُ، فَقَالَ: لَا آكُلُهُ حَتَّى أَسْأَلَ عَنْهُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: فَسَأَلَهُ عَلِيٌّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" كُلُوهُ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ إِلَى ذِي الْحِجَّةِ "(1).

(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة يزيد بن أبي يزيد الأنصاري، وهو من رجال "التعجيل" وقد سلف الكلام عليه في الرواية (24368)، وامرأته هي أم سليم والدة سليمان بن أبي سليمان، ذكرها الحافظ في "التعجيل"، ووثَّقها الإمام أحمد كما سيأتي في التصريح بذلك في الرواية (28216). وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. حجَّاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور. وليث: هو ابن سعد.

وأخرجه الخطيب في "الموضح" 1/ 193 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1692) عن أبي الوليد الطيالسي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 187 من طريق شعيب بن الليث، والخطيب 1/ 194 من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير، والخطيب كذلك 1/ 194 من طريق محمد بن حرب المكي، أربعتهم عن الليث بن سعد، به.

وسقط من مطبوع الخطيب اسم يزيد بن أبي يزيد من إسناد محمد بن حرب.

وأخرجه الخطيب 1/ 194 من طريق ابن لهيعة، عن عبد العزيز بن صالح، عن يزيد بن أبي يزيد، قال: حججت مع امرأتي أم سليم

فذكر الحديث.

ورواه عمرو بن الحارث، واختلف عليه فيه:

فرواه حرملة بن يحيى -كما عند ابن حبان (5933) - عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن أبيه، عن يزيد مولى سلمة بن الاكوع، أن امرأته أم سليم سألت عائشة

فذكره.

ورواه يحيى بن سليمان الجعفي -كما عند الطبراني في "الأوسط" =

ص: 123

25219 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي لَيْثٌ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا مَاتَ الْمَيْتُ مِنْ أَهْلِهَا، فَاجْتَمَعَ النِّسَاءُ ثُمَّ تَفَرَّقْنَ إِلَّا أَهْلَهَا وَخَاصَّتَهَا، أَمَرَتْ بِبُرْمَةٍ مِنْ تَلْبِينَةٍ فَطُبِخَتْ، ثُمَّ صُنِعَ ثَرِيدٌ فَصُبَّتِ التَّلْبِينَةُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَتْ: كُلْنَ مِنْهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" التَّلْبِينَةُ مَجَمَّةٌ لِفُؤَادِ الْمَرِيضِ تَذْهَبُ بِبَعْضِ (1) الْحُزْنِ "(2).

25220 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْغَائِطِ قَالَ:" غُفْرَانَكَ "(3).

= (3701) - عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن أبيه وعبد العزيز بن صالح، عن يزيد مولى سلمة، أن أم سليمان امرأته سألت عائشة

فذكره.

وسيأتي بإسناد حسن 6/ 282.

قال السندي: قوله: "من ذي الحجة إلى ذي الحجة"، أي: تمام السنة.

(1)

في (ظ 7) و (ظ 8): تُذهِبُ بعض.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24512)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو حجاج بن محمد المِصِّيصي الأعور.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7572) من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإسناد.

(3)

إسناده حسن. يوسف بن أبي بردة -وإن لم يروِ عنه غيرُ اثنين- وثَّقه ابن حبان والعجلي والحاكم والذهبي، وصحح حديثَه هذا ابنُ خزيمة، وابن حبان، والحاكمُ، وحسنه الترمذي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. =

ص: 124

25221 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ وأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " اللهُمَّ أَحْسَنْتَ خَلْقِي، فَأَحْسِنْ خُلُقِي "(1).

25222 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ

= وأخرجه أبو داود (30)، وابن الجارود (42)، وابن المنذر في "الأوسط"(325)، والبيهقي في "السنن" 1/ 97، والبغوي في "شرح السنة"(188) من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبى شيبة 1/ 2، والدارمي (680)، والبخاري في "الأدب المفرد"(693)، والترمذي (7)، والنسائي في "الكبرى"(9907) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(79) - وابنُ ماجه (300)، وابن خُزيمة (90)، وابنُ حبان (1444)، وابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة"(23)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 158، والبيهقي في "السنن" 1/ 97، وفي "السنن الصغير"(73)، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة يوسف بن أبى بردة) من طرق عن إسرائيل، به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل، عن يوسف بن أبي بردة، ولا نعرف في هذا الباب إلا حديثَ عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح، فإن يوسف بن أبى بردة من ثقات آل أبي موسى، ولم نجد أحداً يطعن فيه، وقد ذكر سماعَ أبيه من عائشة رضي الله عنها.

وقال النووي في "المجموع" 2/ 83: صحيح.

(1)

حديث صحيح، وهو مكرر (24392) سنداً ومتناً غير أنه قرنَ هنا بأسود بن عامر هاشماً، وهو ابنُ القاسم أبو النضر.

ص: 125

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَأَنَا بِإِزَائِهِ (1).

25223 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ رَاشِدٍ - عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَعْفُرَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ دَخَلَ الْمَنْزِلَ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى بَعْدَهُمَا رَكْعَتَيْنِ أَطْوَلَ مِنْهُمَا، ثُمَّ أَوْتَرَ بِثَلَاثٍ لَا يَفْصِلُ فِيهِنَّ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ، يَرْكَعُ وَهُوَ جَالِسٌ، وَيَسْجُدُ وَهُوَ قَاعِدٌ جَالِسٌ (2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر -وهو ابن يزيد الجُعفي- وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي، وعامر. هو ابن شراحيل الشعبي، ومسروق: هو ابن الأجدع.

وروى مسلم (514) من طريق وكيع، عن طلحة بن يحيى، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عائشة، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل وأنا إلى جنبه

وسلف برقم (24088) أن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل وأنا معترضة بينه وبين القبلة كاعتراض الجنازة. وإسناده صحيح.

وفي الباب عن ميمونة عند مسلم (513) قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وأنا حذاءه.

(2)

يزيد بن يعفر، ترجم له الحافظ في "التعجيل" 2/ 381، ولم يذكر في الرواة عنه سوى محمد بن راشد، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الدارقطني: يعتبر به، وقال الذهبي في "الميزان": ليس بحجة. ومحمد بن راشد: وهو الخزاعي المكحولي، وثقه أحمد وابن معين وابن المبارك والنسائي وغيرهم، وروى له أصحاب السنن، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وانظر (24269) و (24658).

ص: 126

25224 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ ثَلَاثًا مِنْ خُبْزِ بُرٍّ حَتَّى قُبِضَ، وَمَا رُفِعَ مِنْ مَائِدَتِهِ كِسْرَةٌ قَطُّ حَتَّى قُبِضَ (1).

25225 -

حَدَّثَنَا قُرَادٌ أَبُو نُوحٍ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ: بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَفْتَتِحُ صَلَاتَهُ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ؟ قَالَتْ: كَانَ إِذَا قَامَ كَبَّرَ، وَيَقُولُ:" اللهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتَلَفْتُ فِيهِ مَنِ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ "(2).

(1) حديث صحيح دون قوله: "وما رفع من مائدته كسرة قط حتى قبض"، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن طلحة: وهو ابن مصرف وأبي حمزة ميمون الأعور، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر.

وأخرجه ابن سعد 1/ 401 من طريق هاشم، بهذا الإسناد.

وأخرجه كذلك 1/ 402، والطبراني في "الأوسط"(5094) من طريقين عن محمد بن طلحة، به.

وقولها: ما شبع آل محمد ثلاثاً من خبز بُرٍّ حتى قبض، سلف بإسنادٍ صحيح برقم (24151).

(2)

إسناده صحيح، عكرمة بن عمار: وهو العجلي -وإن كان ضعيف =

ص: 127

25226 -

قَالَ يَحْيَى: قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْثِهِ وَنَفْخِهِ "(2).

= الرواية عن يحيى بن أيي كثير- قد انتقى له مسلم هذا الحديث، وقراد أبو نوح -وهو عبد الوحمن بن غزوان- أخرج له البخاري متابعة، وهو ثقة.

وأخرجه أبو داود (768)، والبيهقي في "الدعوات"(374)، وفي "الأسماء والصفات"(138) من طريق قراد أبي نوح، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (770)(200)، وأبو داود (767)، والترمذي (3420)، والنسمائي البيهقيِ "المجتبى" 3/ 212 - 213، وفي "السنن الكبرى"(1322)، وابن ماجه (1357)، وابن نصر في "قيام الليل" ص 48، وابن خزيمة (1153)، وأبو عوانة 2/ 304 - 305، وابن المنذر في "الأوسط "(1272)، وابن حبان (2600)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 180، والبيهقي في "الدعوات"(374)، وفي "الأسماء والصفات"(138)، والبغوي في "شرح السنة"(952)، وفي "التفسير" 4/ 82 من طرق عن عكرمة، به.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عكرمة بن عمار روايته عن يحيى ضعيفة، وهو مرسل. وتفسير همزه ونفخه ونفثه مدرجة في الحديث كما بينا في الروايتين (3828) و (16739).

فقد سلف مرفوعاً من حديث ابن مسعود برقم (3828) ولفظه: أنه كان يتعوذ من الشيطان، من همزه ونفثه ونفخه، قال: وهمزه: الموتة، ونفثه: الشعر، ونفخه: الكبرياء. وإسناده محتمل للتحسين.

ومن حديث أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11473) ولفظه: ثم يقول: "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم" من همزه ونفخه ونفث". وإسناده ضعيف.

ومن حديث جبير بن مطعم، سلف (16739) وفيه أنه كان يقول في =

ص: 128

25227 -

قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا هَمْزُهُ وَنَفْخُهُ وَنَفْثُهُ؟ قَالَ:" أَمَّا هَمْزُهُ، فَهَذِهِ الْمُوتَةُ الَّتِي تَأْخُذُ بَنِي آدَمَ، وَأَمَّا نَفْخُهُ فَالْكِبْرُ، وَأَمَّا نَفْثُهُ فَالشِّعْرُ "(1).

25228 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي يُونُسَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى الْبَابِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أُصْبِحُ جُنُبًا وَأَنَا أُرِيدُ الصَّوْمَ؟ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي أُصْبِحُ جُنُبًا وَأَنَا أُرِيدُ الصَّوْمَ ". قَالَ الرَّجُلُ: إِنِّي لَسْتُ كَمِثْلِكَ، أَنْتَ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ. فَغَضِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:(2) " إِنِّي أَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَخْشَاكُمْ لِلرَّبِّ عز وجل،

= التطوع: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفثه ونفخه". قلت: يا رسول الله، ما همزه ونفثه ونفخه؟ قال:"أما همزه فالموتة التي تأخذ ابن آدم، وأما نفخه الكبر، ونفثه الشعر"، وإسناده ضعيف.

ومن حديث أبي أمامة، سلف برقم (22177)، وفيه:"اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه وشركه"، وإسناده ضعيف.

ومن حديث ابن عباس عند البزار (3210)، وإسناده ضعيف.

ومرسلاً من حديث الحسن، كما في "مراسيل أبي داود"(32)، ولفظه:"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفثه ونفخه".

(1)

حسن لغيره، وانظر الذي قبله.

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): وقال.

ص: 129

وَأَعْلَمَكُمْ بِمَا أَتَّقِي " (1).

25229 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نِيَارٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِظَبْيَةِ خَرَزٍ فَقَسَمَهَا لِلْحُرَّةِ وَلِلْأَمَةِ (2)، وَقَالَتْ: وَكَانَ أَبِي يَقْسِمُ لِلْحُرِّ وَالْعَبْدِ (3).

25230 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ

(1) إسناده صحيح، وهو مكرر الحديث (24385)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا أبو نوح: عبد الرحمن بن غزوان الخزاعي الملقب بقُراد.

(2)

في (ظ 8) و (ق) و (ظ 2): والأَمَة.

(3)

إسناده صحيح، القاسم بن عباس: هو ابن محمد بن معتب الهاشمي، وعبد الله بن نِيار الأسلمي، كلاهما من رجال مسلم، إلا أنه أخرج للقاسم متابعة وهو ثقة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.

وأخرجه الطيالسي (1435)، وإسحاق (758)، وأبو داود (2952)، وأبو يعلى (4923)، والبيهقي في "السنن" 6/ 347 و 348 من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق (757) عن الوليد بن مسلم، عن ابن أبي ذئب، عن القاسم بن عباس، عن عروة، به. لم يذكر عبد الله بن نيار في الإسناد. والوليد بن مسلم يدلس ويسوي، ولم يصرح بالتحديث في كل الطبقات.

وسيرد (25261) و (26010).

قال السندي: قوله: بظَبْية خَرَز، ضُبط بفتح، فسكون: وهو جراب صغير عليه شعر، وقيل: هو شبيه الخريطة والكيس.

ص: 130

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَلَكِنَّهُ كَانَ أَمْلَكَكُمْ لِأَرَبِهِ (1).

25231 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَمَثَّلُ شَيْئًا مِنَ الشِّعْرِ؟ قَالَتْ: قَدْ (2) كَانَ يَتَمَثَّلُ (3) مِنْ شِعْرِ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَوَاحَةَ، وَيَقُولُ:

وَيَأْتِيكَ بِالْأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ (4)

25232 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ - يَعْنِي ابْنَ فَضَالَةَ - أَخْبَرَتْنِي أُمِّي، عَنْ مُعَاذَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي مِنَ الضُّحَى أَرْبَعَ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه جابر -وهو الجُعفي- وهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، هاشم: هو ابنُ القاسم، وإسرائيل: هو ابنُ يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي، وعامر: هو الشَّعبي، وقد اختلف عليه فيه، وبسطنا الاختلاف في الرواية (24699).

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 93، من طريق حُريث بن عمرو، عن الشعبي، بنحوه، وزاد: وأما أنتم، فلا بأس به للشيخ الكبير الضعيف. وحُريث بن عمرو ضعيف.

وسلف برقم (24110).

(2)

لفظ: "قد" ليس في (ظ 7) و (ظ 8).

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8): كان يتمثل شيئاً من شعر.

(4)

تمثل النبي صلى الله عليه وسلم بشعر عبد الله بن رواحة صحيح لغيره، وتمثله ببيت طرفة حسن لغيره، وهو مكرر (25071) غير أن شيخ أحمد هنا: هو أبو النضر هاشم بن القاسم.

ص: 131

رَكَعَاتٍ (1).

25233 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْبَهِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: " الْقَرْنُ الَّذِي (2) أَنَا فِيهِ، ثُمَّ الثَّانِي، ثُمَّ الثَّالِثُ "(3).

25234 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَبْغُضَ أُسَامَةَ بَعْدَمَا سَمِعْتُ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (24456)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو أبو النضر هاشم بن القاسم.

(2)

في (م): الذين.

(3)

إسناده على شرط مسلم، عبد الله بن البهي مختلف في سماعه من عائشة، فقد ثبته البخاري في "تاريخه الكبير" 5/ 56، ونفاه الإمام أحمد، فقال: ما أرى هذا شيئاً، وقد أخرج له مسلم هذا الحديث بالعنعنة. والسدي: وهو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة، مختلف فيه، حسن الحديث، وقد انتقى له مسلم هذا الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. زائدة: هو ابن قدامة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 176، ومسلم (2536)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1475)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 78 - 79 من طريق حسين بن علي، بهذا الإسناد.

وفي الباب من حديث عبد اللّه بن مسعود، سلف برقم (3594)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

ص: 132

رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ كَانَ يُحِبُّ اللهَ عز وجل وَرَسُولَهُ، فَلْيُحِبَّ أُسَامَةَ "(1).

25235 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَقَدْ كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ وَإِنَّا لَجُنُبَانِ، وَلَكِنَّ الْمَاءَ لَا يَجْنُبُ (2).

25236 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الشعبي -وهو عامر بن شراحيل -لم يسمع من عائشة، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. زائدة: هو ابن قدامة، ومغيرة: هو ابن مقسم الضَّبِّي.

وهو في "فضائل الصحابة" للإمام أحمد (1527) - ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 2/ 684 (مصورة دار البشير)، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 138 عن حسين بن علي، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 2/ 684 من طريق أبي عوانة، عن مغيرة، به.

واورده الهيثمي في "المجمع" 9/ 286، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.

وله شاهد من حديث فاطمة بنت قيس، عند مسلم (2942)(119)، في سياق قصة الجساسة، وفيه:"من أحبَّني فليُحِبَّ أسامة".

وسلف برقم (21828) من حديث أسامة بن زيد قول النبي صلى الله عليه وسلم له وللحسن: "اللهم إني أحبهما فأحبهما".

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر (24978) غير أن شيحْ أحمد هنا: هو هاشم بن القاسم أبو النضر.

ص: 133

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا كَثُرَتْ ذُنُوبُ الْعَبْدِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُكَفِّرُهَا مِنَ الْعَمَلِ (1)، ابْتَلَاهُ اللهُ عز وجل بِالْحُزْنِ لِيُكَفِّرَهَا عَنْهُ "(2).

25237 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ شَقِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا صَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَهْرًا كَامِلًا مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ إِلَّا رَمَضَانَ (3).

(1) قوله: "من العمل" ليس في (ظ 7) ولا (ظ 8).

(2)

إسناده ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سُلَيم- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. زائدة: هو ابن قُدامة الثقفي.

وأخرجه البزار (3260)(زوائد)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(853)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 189 من طريق حسين بن علي، بهذا الإسناد. وقال البزار: لا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا زائدة، ولا عنه إلا حسين.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/ 291، وقال: رواه أحمد، وفيه ليث بن أبي سُليم، وهو مدلّس، وبقية رجاله ثقات، وأورده أيضاً 10/ 192 وقال: رواه أحمد والبزار، وإسناده حسن!

وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (8027).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن شقيق من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حسين بن علي: هو الجُعْفي، وزائدة: هو ابن قدامة، وهشام: هو ابن حسان القردوسي.

وأخرجه ابن حبان (356) من طريق حسين بن علي، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق (1307) عن موسى القاري، عن زائدة، به. =

ص: 134

25238 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، قَالَ: كُنَّا مُسْتَنِدَيْنِ (1) إِلَى الْحُجْرَةِ، وَأَنَا أَسْمَعُ صَوْتَ السِّوَاكِ أَوْ سِوَاكَهَا وَهِيَ تَسْتَنُّ. قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَجَبٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَلَا تَسْمَعِينَ (2) مَا يَقُولُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَتْ: وَمَا يَقُولُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اعْتَمَرَ فِي رَجَبٍ. قَالَتْ: يَغْفِرُ اللهُ لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَاللهِ مَا اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عُمْرَةٍ - أَوْ عُمْرَةً - إِلَّا وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَعَهُ، وَمَا اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَجَبٍ (3).

= وأخرجه مطولاً مسلم (1156)(174) من طريق حماد، عن أيوب وهشام، عن محمد بن سيرين، به.

وأخرجه الترمذي (768)، والنسائي 4/ 199 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن عبد اللّه بن شقيق، به.

وسيرد (25907).

(1)

في (ظ 7) و (ظ 8): مستديرين.

(2)

في (ق) و (هـ) و (م): تستمعين.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24279) غير شيخ أحمد، فهو هنا أبو عاصم، وهو الضحاك بن مخلد.

وأخرجه البخاري مختصراً (1777)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 5/ 11 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، بهذا الإسناد.

قال السندي: قوله: إلى الحجرة، أي: حجرة عائشة رضي الله عنها.

ص: 135

25239 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ التَّبَتُّلِ (1).

25240 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: قَالَتْ لِي عَائِشَةُ: أَلَا يُعْجِبُكَ أَبُو هُرَيْرَةَ، جَاءَ فَجَلَسَ إِلَى جَانِبِ حُجْرَتِي يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يُسْمِعُنِي ذَلِكَ، وَكُنْتُ أُسَبِّحُ، فَقَامَ قَبْلَ أَنْ أَقْضِيَ سُبْحَتِي، لَوْ جَلَسَ حَتَّى أَقْضِيَ سُبْحَتِي لَرَدَدْتُ عَلَيْهِ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ يَسْرُدُ الْحَدِيثَ كَسَرْدِكُمْ (2).

25241 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ - يَعْنِي شَيْبَانَ - عَنْ لَيْثٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ كُلَّهُنَّ، أَلا الْجَانَّ الْأَبْتَرَ مِنْهَا، وَذَا (3) الطُّفْيَتَيْنِ عَلَى ظَهْرِهِ، فَإِنَّهُمَا

(1) حديث صحيح، وهو مكرر (24943)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو حماد بن مسعدة.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1311)، والدارمي (2168) من طريق حماد ابن مسعدة، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده صحيح، وهو مكرر (24865)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عثمان بن عمر بن فارس العبدي.

قال السندي: قولها: وكنت أسبح، أي: أصلي صلاة النافلة.

قولها: لرددت عليه، أي: كيفية التحديث وهي السرد.

(3)

في (م): وذا.

ص: 136

يَقْتُلَانِ الصَّبِيَّ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَيُغَشِّيَانِ الْأَبْصَارَ، مَنْ تَرَكَهُمَا، فَلَيْسَ مِنَّا (1).

25242 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، يَعْنِي شَيْبَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ

(1) حديث صحيح دون قوله: اقتلوا الحيات كلهن، وهذا إسناد ضعيف، لضعف ليث: وهو ابن أبي سُلَيْم، ثم إن ليثاً لا يروي عن القاسم بن محمد، بينهما نافع كما صرح بذلك الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 107، وبذلك يكون الليث قد خالف الرواة عن نافع كذلك، فقد رواه عبيد الله بن عمر العمري كما في الرواية (24219)، وجرير بن حازم كما في الرواية (24535) وعبد رب بن سعيد كما في الرواية (35142) ومن تابعهما، عن نافع، فقال: عن سائبة، عن عائشة. وهو الأشبه بالصواب فيما ذكر الدارقطني، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وأبو معاوية شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي.

وأخرجه الحارث في مسنده (418)(زوائد) عن أبي النضر بهذا الإسناد، قال الهيثمي: في الصحيح منه قتل الأبتر وذى الطُّفيتين.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 47، وقال: في الصحيح بعضه، رواه أحمد، وفيه ليث بن أبي سُلَيْم، وهو ثقة، لكنه مدلس، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

قلنا: قد سلف بغير هذه السياقة بإسناد صحيح رقم (24010) وفيه استثناء قتل الجِنَّان منها، فانظره لزاماً.

قال السندي: قوله: "ألا الجان" كلمة ألا، بالتخفيف حرف تنبيه واستفتاح. والجان بالرفع مبتدأ، خبره مقدَّر، أي: أحق بالقتل.

ص: 137

وَالْمَحْجُومُ " (1).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث، وهو ابن أبي سليم، وقد اضطرب فيه ألواناً، كما سيرد في التخريج، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وعطاء: هو ابن أبي رباح.

فرواه أبو النضر -كما في هذه الرواية (25242) و (26217)، وعند النسائي في "الكبرى"(3191) - عن شيبان، عن ليث، بهذا الإسناد مرفوعاً.

وخالفه الحسن بن موسى -فيما أخرجه ابن أبي شيبة 3/ 51، والنسائي في "الكبرى"(3192) - عن شيبان، عن ليث، به موقوفاً.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3190)، والبزار (999)(زوائد)، والخطيب في "تاريخه" 12/ 85 من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 99، والطبراني في "الأوسط "(5016) من طريق أبي الأحوص، كلاهما عن ليث، به مرفوعاً.

وأخرجه النسائي أيضاً (3193) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن ليث، به موقوفاً.

وأخرجه النسائي أيضاً (3192) عن إبراهيم بن يعقوب، عن الحسن بن موسى، عن شيبان بن عبد الرحمن، عن ليث بن أبي سليم، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن عياض بن عروة، عن عائشة قولها. وعياض بن عروة هكذا جاء عند النسائي، وقال غيره: عروة بن عياض.

فقد أخرجه البزار 1/ 473 عن سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، عن عبيد بن سعيد، عن ليث، عن عطاء، عن عروة بن عياض، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أفطر الحاجم والمحجوم".

قال البزار: لا نعلم أحداً أدخل بين عطاء وعائشة عروة بن عياض إلا عبيد ابن سعيد، ثم قال: وليث كان قد اضطرب أصابه اختلاط.

وأخرجه النسائي (3194)، والبزار (998)، والبيهقي في "السنن" 4/ 266 من طريق قبيصة بن عقبة، عن فطر بن خليفة، عن عطاء، عن ابن عباس، =

ص: 138

25243 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ - يَعْنِي شَيْبَانَ - عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ

= قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره.

وقال البزار: هكذا أسنده قبيصة عن فطر، ورواه غير واحد عن عطاء مرسلاً. وقال البيهقي: ورواه محمود بن غيلان عن قبيصة أنه حدثه من كتابه، عن فطر، عن عطاء، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وهو المحفوظ، وذِكْرُ ابن عباس فيه وهم.

قلنا: وأخرجه النسائي (3195) من طريق محمد بن يوسف، عن فطر، عن عطاء، قال: كنا نسمع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره.

وأخرجه أبو يعلى (5849) من طريق مثنى بن الصباح، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 77 من طريق الوليد عن الأوزاعي، كلاهما عن عمرو بن شعيب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، قال: أفطر الحاجم والمستحجم. وقد جمع المثنى إلى حديث عروة عن عائشة حديث سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. والمثنى ضعيف، والوليد وهو ابن مسلم يدلس ويسوي، ولم يصرح بالتحديث في طبقات السماع كلها.

وأخرجه البزار (1000)(زوائد)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 230 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن إبراهيم بن يزيد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة مرفوعاً، وقرن البزار بعروة سعيدَ بنَ المسيب. قال البزار: تفرد به إبراهيم بن يزيد، وهو لين الحديث.

وأخرجه ابن عدي 1/ 230 من طريق عبد الأعلى، عن إبراهيم بن يزيد، عن عطاء، عن عائشة، مرفوعاً فأسقط الزهري.

وقال: وهذه الأحاديث التي ذكرتها عن عبد الأعلى عن إبراهيم بن يزيد

ليس هي بالمحفوظة.

قلنا: والحديث متواتر روي من حديث ثمانية عشر صحابياً، سلف في "المسند" منها حديث أبي هريرة برقم (8768)، وذكرنا هناك بقيتها. وانظر (15828).

ص: 139

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْكَلْبُ الْأَسْوَدُ الْبَهِيمُ شَيْطَانٌ "(1).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث، وهو ابن أبي سُلَيم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النَّضْر: هو هاشم بنُ القاسم، وأبو معاوية شيبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحوي، والأسود: هو ابن يزيد النَّخَعي.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3037) من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد. وقال: لم يروِ مجاهد عن الأسود، عن عائشة غيرَ هذا، ولا رواه عن ليث إلا شيبان.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/ 44، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط"، وفيه ليث بن أبي سُليم، وهو ثقة، ولكنه مدلِّس، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.

وأخرجه مطولاً البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 239 من طريق أبي نعيم، عن سفيان، عن عبد الملك بن عُمير، عن طارق بن شريك، عن فروة بن نوفل، عن عائشة.

وأخرجه البخاري أيضاً 4/ 239 - 240 من طريق شيبان، عن عبد الملك بن عُمير، وقال: عن شريك بن طارق، عن فروة، عن عائشة.

وأخرجه البخاري أيضاً 4/ 240 من طريق أبي عَوانة، عن عبد الملك، عن شريك بن طارق، عن فروة، عن عائشة.

قلنا: وفروة بن نوفل مختلف في صحبته، وشريك بن طارق مختلف في صحبته كذلك، وقد ترجم له ابن حبان في "الثقات"، واضطرب عبد الملك بن عُمير في اسمه، فقال مرة: عن شريك بن طارق، ومرة: طارق بن شريك. وعبد الملك في حفظه بعض الكلام.

وسيرد برقم (26394).

وانظر (24052).

وله شاهد من حديث أبي ذر عند مسلم (150)، وقد سلف برقم (21323) =

ص: 140

25244 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ يَعْنِي الثَّقَفِيَّ، حَدَّثَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، (1)، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: حَدَّثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نِسَاءَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ حَدِيثًا، فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ (2): يَا رَسُولَ اللهِ، كَانَ الْحَدِيثُ حَدِيثَ خُرَافَةَ؟ فَقَالَ:" أَتَدْرِينَ (3) مَا خُرَافَةُ؟ إِنَّ خُرَافَةَ كَانَ رَجُلًا مِنْ عُذْرَةَ، أَسَرَتْهُ الْجِنُّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَمَكَثَ فِيهِنَّ (4) دَهْرًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَدُّوهُ إِلَى الْإِنْسِ، فَكَانَ يُحَدِّثُ النَّاسَ بِمَا رَأَى فِيهِمْ مِنَ الْأَعَاجِيبِ، فَقَالَ النَّاسُ: حَدِيثُ خُرَافَةَ "(5).

(1) في (م): سعد، وهو خطأ.

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): منهم.

(3)

في (م): أتدرون.

(4)

في (ظ 2) و (ق): فيهم.

(5)

إسناده ضعيف لضعف مجالد بن سعيد، وللاختلاف عليه في وصله وإرساله، والمرسَل أشبه بالصواب، كما سيرد. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي عَقيل عبدِ الله بن عَقيل الثقفي، فمن رجال أصحاب السنن، وهو صدوق. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وعامر: هو ابن شَراحيل الشعبي، ومسروق: هو ابنُ الأجدع.

وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(49) من طريق الإمام أحمد، وقال: ومجالد ليس بشيءٍ، قال ابن حبان: كان مجالد يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل، لا يجوز الاحتجاج به.

وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(250)، والبزار في "مسنده"(2475)(زوائد)، وأبو يعلى (4442) من طريق أبي النَّضر هاشم بن القاسم، به.

قال البزار: لا نعلمه يروى إلا من حديث عائشة. وأبو عَقيل مشهور.

واختلف على مُجالد فيه: =

ص: 141

قَالَ أَبِي: أَبُو عَقِيلٍ هَذَا ثِقَةٌ، اسْمُهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَقِيلٍ الثَّقَفِيُّ.

25245 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا دَوُادُ، يَعْنِي الْعَطَّارَ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ شَبِعَ النَّاسُ مِنَ الْأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ (1).

25246 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ أُمِّهِ

= فأخرجه ابن راهويه (1436) عن أبي أسامة، عن مجالد، عن عامر

مرسلاً. ثم قال: وقال غير أبي أسامة: عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 70: والمرسل أشبه بالصواب.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/ 315، ونسبه لأحمد وأبي يعلى والبزار، وقال: ورجال أحمد ثقات، وفي بعضهم كلام لا يقدح!

وأخرجه بنحوه الطبراني في "الأوسط"(6065) من طريق يزيد بن عمرو بن البراء الغنوي، قال: حدثنا سعيد بن عبد الله السلمي، قال: حدثنا علي بن أبي سارة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، عن عائشة، به، نحوه. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أنس إلا ثابت، ولا عن ثابت إلا علي بن أبي سارة، ولا عن علي إلا سعيد بن عبد الله، تفرَّد يه يزيد بن عمرو الغنوي.

قلنا: وعلي بن أبي سارة ضعيف، ويزيد بن عمرو بن البراء الغنوي لم يوثقه غير ابن حبان، وسعيد بن عبد اللّه السلمي لم نعرفه.

قال في "اللسان": والخرافة: الحديثُ المُسْتَمْلَحُ مِن الكذب، وقالوا: حديثُ خرافة.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24452) غير شيخ أحمد، فهو هنا أبو النَّضْر: وهو هاشم بنُ القاسم.

ص: 142

عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ (1) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَّكِئُ فِي حِجْرِي وَأَنَا حَائِضٌ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ (2).

25247 -

حَدَّثَنَاهُ حَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا دَوُادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ (3) مَنْصُورُ بْنُ صَفِيَّةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (4).

25248 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَحْيَى، يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي حَفْصَةَ مَوْلَى عَائِشَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرْتْهُ أَنَّهُ (5) لَمَّا كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، تَوَضَّأَ، وَأَمَرَ فَنُودِيَ أَنَّ الصَّلَاةَ جَامِعَةٌ. فَقَامَ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ فِي صَلَاتِهِ. قَالَ: فَأَحْسِبُهُ قَرَأَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، ثُمَّ رَكَعَ،

(1) في (ظ 7): أن رسول الله.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. داود: هو ابن عبد الرحمن العَطَّار المكي من رجاله، وأخرج له البخاري متابعة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، منصور: هو ابن عبد الرحمن الحَجَبي، وأُمه صفية بنت شيبة، وينسب إليها.

وأخرجه مسلم (301)، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 116 وص 238، والبيهقي في "السنن" 1/ 312 من طريق يحيى بن يحيى، عن داود بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24862)، وانظر ما بعده.

(3)

في (م): حدثنا.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرَّر سابقه، إلا أن شيخ أحمد هنا هو حسن بن الربيع البجلي.

(5)

لفظة: "أنه" من (ظ 7) و (ظ 8).

ص: 143

فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ قَالَ:" سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ "، ثُمَّ قَامَ مِثْلَ مَا قَامَ، وَلَمْ يَسْجُدْ، ثُمَّ رَكَعَ، فَسَجَدَ، ثُمَّ قَامَ، فَصَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعَ، ثُمَّ رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَةٍ، ثُمَّ جَلَسَ وَجُلِّيَ (1) عَنِ الشَّمْسِ (2).

25249 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا، فَقَالَ:" لَوْلَا أَنْ تَبْطَرَ قُرَيْشٌ، لَأَخْبَرْتُهَا بِمَا لَهَا عِنْدَ اللهِ عز وجل "(3).

25250 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُعِقَّ عَنِ الْجَارِيَةِ شَاةً، وَعَنِ الْغُلَامِ شَاتَيْنِ (4)، وَأَمَرَنَا بِالْفَرَعِ مِنْ كُلِّ خَمْسِ شِيَاهٍ

(1) في (ظ 7) و (ظ 8): أجلي.

(2)

حديث صحيح وهو مكرر (24670) غير شيخ أحمد، فهو هنا أبو النَّضْر، وهو هاشمِ بن القاسم، وأبو معاوية: هو شيبان بنُ عبد الرحمن النَّحْوي، نسبة إلى نَحْو: بطنٍ من الأَزْد، لا إلى علم النحو.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وسعيد بن عمرو بن سعيد الأموي والد إسحاق، سمع من عائشة فيما قال البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 499.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 20 وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.

وفي الباب عن معاوية، سلف برقم (16928)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

(4)

في النسخ: "شاتان"، والمثبت من (م).

ص: 144

شَاةٌ (1).

25251 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا كَانَتْ تُعَيِّرُ النِّسَاءَ اللَّاتِي وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: أَلَا تَسْتَحْيِي (2) الْمَرْأَةُ أَنْ تَعْرِضَ نَفْسَهَا بِغَيْرِ صَدَاقٍ؟ فَنَزَلَ أَوْ قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنْ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ} [سورة الأحزاب: 51] قَالَتْ: إِنِّي أَرَى رَبَّكَ عز وجل يُسَارِعُ لَكَ فِي هَوَاكَ (3).

(1) حديث العقيقة صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام عليه في الرواية (25429).

وقوله: "أمرنا أن نعق عن الجارية" أخرجه ابن أبي شيبة 8/ 239 - ومن طريقه ابن ماجه (3163) - عن عفان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1044) من طريق الحجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، به.

وقد سلف برقم (24048).

(2)

في غير (ظ 8) و (ظ 7) و (ظ 2): ألا تستحي.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 22/ 26، بهذا الإسناد.

وقد أشار البخاري في "صحيحه" عقب الرواية (5113) إلى رواية محمد ابن بشر، فقال: وتابعه محمد بن بشر.

وأخرجه البخاري (4788) و (5113)، ومسلم (1464)(49) و (50)، وابن ماجه (2000)، والطبري في "تفسيره" 22/ 26، والبيهقي في "السنن" 7/ 55، والحافظ في "التغليق" 4/ 411 من طرق عن هشام، به. =

ص: 145

25252 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ؟ قَالَ: " أَحْيَانًا يَأْتِينِي فِي مِثْلِ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ، وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ، ثُمَّ يَفْصِمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ، وَأَحْيَانًا يَأْتِينِي مَلَكٌ فِي مِثْلِ صُورَةِ الرَّجُلِ، فَأَعِي مَا يَقُولُ "(1).

= وقد سلف برقم (24476).

وفي الباب عن أنس، سلف برقم (13835).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن بِشْر: هو العَبْدي.

وأخرجه مسلم (2333)(87) من طريق محمد بن بشر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (256)، وابنُ راهويه (754) و (755)، والبخاري في "صحيحه"(3215)، وفي "خلق أفعال العباد" ص 84، ومسلم (2333)(87)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 146 - 147، وفي "الكبرى"(1005) و (7979)، والطبراني في "الكبير"(3346)، والآجري في "الشريعة" ص 453 - 454، وابن منده في "الإيمان"(678) و (680)، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(426) من طرق عن هشام بن عروة، به.

وسلف برقم (24309).

وقولها أن الحارث بن هشام سأل. قال الحافظ في "الفتح" 1/ 19: هكذا رواه أكثر الرواة عن هشام بن عروة، فيحتمل أن تكون عائشة حضرت ذلك، وعلى هذا اعتمد أصحاب الأطراف، فأخرجوه في مسند عائشة، ويحتمل أن يكون الحارث أخبرها بذلك بعد، فيكون من مرسل الصحابة، وهو محكوم بوصله عند الجمهور، وقد جاء ما يؤيد الثاني، ففي مسند أحمد ومعجم البغوي وغيرهما من طريق عامر بن صالح الزبيري: عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، عن الحارث بن هشام، قال: سألت

وعامر فيه ضعف، ولكن =

ص: 146

25253 -

حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (1).

= وجدتُ له متابعاً عند ابن منده، والمشهور الأول. قلنا: سيرد من طريق عامر بن صالح بالحديث بعده.

قال السندي: قوله: "يأتيني"، أي: الملك.

قوله: "في مثل صلصلة الجرس"، أي: مع صوت كصوت الجرس في أنه متدارك غير منفهم أول الأول.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد فيه عامر بن صالح الزُّبيري، وهو متروك، وقد جعله من مسند الحارث بن هشام، والصحيح أنه من مسند عائشة، كما سلف في الحديث قبله.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3343)، والحاكم في "المستدرك" 3/ 279 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. قال الحاكم: لا أعلم أحداً قال في هذا الحديث عن عائشة، عن الحارث، غير عامر بن صالح، وقد رواه أصحاب هشام، عن أبيه، عن عائشة أن الحارث بن هشام سأل

الحديث.

وأخرجه الطبراني (3344) من طريق أيوب، عن هشام، عن أبيه، عن الحارث بن هشام سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم

دون ذكر عائشة.

وأورد الدارقطني روايتي عامر بن صالح، وأيوب في "العلل" 5/ ورقة 36. وقال: وأصحاب هشام الحفاظ يروونه عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، أن الحارث بن هشام سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، يكون مسنداً عن عائشة، وهو الصحيح.

قلنا: وقال الحافظ في "الفتح" 1/ 19: والمشهور الأول. قلنا: يعني من =

ص: 147

25254 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ وَسُرَيْجٌ يَعْنِي، ابْنَ النُّعْمَانِ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي يُونُسَ مَوْلَى عَائِشَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: اسْتَأْذَنَ رَجُلٌ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" بِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ ". فَلَمَّا دَخَلَ، هَشَّ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَانْبَسَطَ إِلَيْهِ (1)، ثُمَّ خَرَجَ، فَاسْتَأْذَنَ رَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" نِعْمَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ ". فَلَمَّا دَخَلَ، لَمْ يَنْبَسِطْ إِلَيْهِ كَمَا انْبَسَطَ إِلَى الْآخَرِ، وَلَمْ يَهَشَّ لَهُ كَمَا هَشَّ. فَلَمَّا خَرَجَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اسْتَأْذَنَ فُلَانٌ، فَقُلْتَ لَهُ مَا قُلْتَ، ثُمَّ هَشَشْتَ لَهُ، وَانْبَسَطْتَ إِلَيْهِ، وَقُلْتَ لِفُلَانٍ مَا قُلْتَ وَلَمْ أَرَكَ صَنَعْتَ بِهِ مَا صَنَعْتَ لِلْآخَرِ؟! (2) فَقَالَ:" يَا عَائِشَةُ، إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ اتُّقِيَ لِفُحْشِهِ "(3).

= مسند عائشة، كما مر في التعليق على الحديث السابق.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/ 256، وقال: رواه الطبراني بإسنادين، ورجال أحدهما ثقات.

وانظر (24309).

(1)

في (ظ 8): له.

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): بالآخر.

(3)

حديث صحيح دون ذكر الرجل الآخر الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "نعم ابن العشيرة" فإسناده حسن من أجل فُليح، وهو ابن سليمان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو عامر: هو عبد الملك بن عَمْرو العَقَدي.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(338) من طريق محمد بن فُليح، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1124) من طريق مُعافى بن سليمان، كلاهما عن فُليح، به. =

ص: 148

25255 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِهِ أَنْ قَدْ حَفَزَهُ شَيْءٌ، فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ خَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا، فَدَنَوْتُ مِنَ الْحُجُرَاتِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ: مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَدْعُونِي فَلَا أُجِيبُكُمْ، وَتَسْأَلُونِي فَلَا أُعْطِيكُمْ، وَتَسْتَنْصِرُونِي، فَلَا أَنْصُرُكُمْ "(1).

= وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/ 17 وقال: في الصحيح بعضُه، رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.

قلنا: سلف بعضُه الصحيح برقم (24106)، ومرَّ في تخريجه ذكرُ موضعِه في الصحيحين وغيرهما.

قال السندي: قولها: هشَّ، بتشديد الشين: من البشاشة، وهي طلاقة الوجه.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف -على قلب في اسم أحد رواته- لجهالة عاصم بن عُمر بن عثمان، فقد انفرد بالرواية عنه عمرو بن عثمان بن هانئ -وقد انقلب اسمه هنا إلى عثمان بن عمرو- ولم يؤثر توثيقه عن غير ابنِ حبان، وعمرو بن عثمان هذا روى عنه جمع، وقال الحافظ في "التقريب": مستور. وهشام بن سعد: -وهو المدني- قد توبع. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي.

وأخرجه إسحاق (864)، والبزار (3305)(زوائد) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد، إلا أنه سقط اسم عاصم من إسناد إسحاق.

وأخرجه ابن ماجه (4004) من طريق معاوية بن هشام، والبزار (3306) من طريق أبي عامر، والمِزِّي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عمرو بن عثمان =

ص: 149

25256 -

حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ بْنَ الْحَجَّاجِ، يُحَدِّثُ (1) عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ صَلَّى بِالنَّاسِ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّفِّ (2).

= ابن هانئ) من طريق أبي همام محمد بن محبَّب، كلهم عن هشام بن سَعد، عن عمرو بن عثمان بن هانئ، عن عاصم بن عمر، به.

وأخرجه البزار (3304)(زوائد)، وابن حبان (290)، والطبراني في "الأوسط"(6661) من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن عمرو بن عثمان بن هانئ، به.

وأخرجه بنحوه أبو يعلى (4914) من طريق موسى بن عبيدة، عن عاصم بن عبيد الله، عن عروة، به. وموسى بن عبيدة ضعيف.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/ 266، وقال: رواه أحمد والبزار، وفيه عاصم بن عمر أحد المجاهيل.

وفي الباب: عن حذيفة، سلف برقم (23301)، وحسن الترمذي.

وعن أبي هريرة عند البزار (3307 - كشف الأستار)، والخطيب في "تاريخه" 13/ 92 من طريقين يتقوى أحدهما بالآخر.

(1)

لفظ: "يحدِّث" ليس في (ظ 7) و (ظ 8).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير نُعَيم بن أبي هند، فمن رجال مسلم، وبكر بن عيسى وهو الرَّاسبي روى له النَّسائي، وهو ثقة.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 79، وفي "الكبرى"(861)، وابن خزيمة (1620)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4209) من طريق بكر بن عيسى، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(2039) من طريق بَدَل بن المُحَبَّر، عن شعبة، به. =

ص: 150

25257 -

حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ قَاعِدًا فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ (1).

= وأخرجه مطولاً يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 447 - 448 - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 3/ 82 - 83 - من طريق عبيد الله بن معاذ، عن المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن نعيم بن أبي هند، عن أبي وائل، عن عائشة، به. منقطعاً. قلنا: وفي "المراسيل" للرازي ص 88: قلت لأبي عبد الله- يعني أحمد بن حنبل: أبو وائل سمع من عائشة؟ قال: لا أدري، ربما أُدخل بينه وبينها مسروق.

وقد أخرجه ابن حبان (2124) عن الحسن بن سفيان، عن عبيد الله بن معاذ، عن المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن نعيم بن أبي هند، عن أبي وائل، أحسبه عن مسروق، عن عائشة، به. وجاء عند يعقوب وابن حبان أنه صلى الله عليه وسلم خرج إلى الصلاة يحتمله نوبة وبريرة. وانظر كلام ابن حِبَّان، و"الفتح" 8/ 141.

وأخرجه مختصراً ومطولاً ابنُ أبي شيبة 2/ 331 - 332، وابن حبان (2118)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 453 من طريق حسين بن علي، عن زائدة، عن عاصم -وهو ابن أبي النجود- عن شقيق، عن مسروق، عن عائشة، به. وفيه: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو جالس، وأبو بكر قائم يصلي بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم والنَّاسُ يُصَلُّون بصلاةِ أبي بكر.

وانظر (25257) و (25761) و (26113) و (26137) و (26138).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، نعيم بن أبي هند من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 332، والترمذي (362)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 453، وابن المنذر في "الأوسط"(2040)، والطحاوي =

ص: 151

25258 -

حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: " مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ ". قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ، فَمَتَى يَقُومُ (1) مَقَامَكَ تُدْرِكُهُ الرِّقَةُ؟ فَقَالَ (2) النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ (3) يُوسُفَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّ (4) بِالنَّاسِ ". فَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ، وَصَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَلْفَهُ قَاعِدًا (5).

= في "شرح مشكل الآثار"(4208)، وفي "شرح معاني الآثار" 1/ 406، وابن حبان (2119)، والبيهقي في "السنن" 3/ 83، وفي "الدلائل" 7/ 191 من طريق شبابة، بهذا الإسناد.

وقال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن صحيح غريب.

وأخرجه يعقوب بن سفيان 1/ 452، وابن المنذر في "الأوسط"(2037)، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 192 من طريق مسلم بن إبراهيم، عن شعبة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى خلف أبي بكر.

وانظر ما قبله (25256).

(1)

كذا جاء في الأصول الخطية "يقوم" بإثبات الواو والوجه حذفها، وكذا وقع عند البخاري في صحيحه (713)، ووجَّهَهُ ابن مالك بان شبَّه "متى" بإذا، فلم تجزم كما شبه "إذا بمتى" في قوله:"إذا أخذتما مضاجعكما تكبرا إربعاً وثلاثين" فحذف النون.

(2)

في (م): قال.

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8): صواحبات.

(4)

في (م) وهامش (ق) و (ظ 2) و (هـ): فليُصلِّ.

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. شبابة: هو ابن سوار، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري. =

ص: 152

25259 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْزَمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا: " إِنَّهُ مَنْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ، فَقَدْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ وَحُسْنُ الْجِوَارِ يَعْمُرَانِ الدِّيَارَ، وَيَزِيدَانِ فِي الْأَعْمَارِ "(1).

= وأخرجه البخاري (3384) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 448 - 449 من طريقين، عن شعبة، بهذا الإسناد. دون قولها: فصلى أبو بكر وصلى النبي صلى الله عليه وسلم خلفه قاعداً.

وانظر ما قبله (25257).

وقد سلف برقم (24061).

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن مهزم، فمن رجال "التعجيل" وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وأخرجه مختصراً دون قوله "وصلة الرحم

" أبو يعلى (4530) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً مختصراً أبو نعيم في "الحلية" 9/ 159، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1605، والقضاعي في "مسند الشهاب"(444) و (446)، والبغوي في "شرح السنة"(3491) من طرق عن عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله ابن أبي مليكة، عن القاسم، بهذا الإسناد. وعبد الرحمن ضعيف.

وأخرجه مختصراً عبد بن حميد في "المنتخب"(1523) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن محمد بن عبد الرحمن ابن أبي مليكة، عن القاسم، به. لم يذكر أباه عبد الرحمن في الإسناد.

وانظر (24091) و (24307). =

ص: 153

25260 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ، كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى الطَّعَامِ "(1).

= وفي الباب عن ثوبان، سلف برقم (22389).

وعن أبي الدرداء، سيرد 6/ 451.

(1)

صحيح لغيره وهذا إسناد حسن من أجل الحارث: وهو ابن عبد الرحمن القرشي خال ابن أبي ذئب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن.

وهو عند الإمام أحمد في "فضائل الصحابة"(1628)، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن راهويه (1068) عن عثمان بن عمر، به.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 68، وفي "الكبرى"(8896) من طريق عيسى بن يونس، والطبراني في "الأوسط"(4622) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، كلاهما عن ابن أبي ذئب، به.

وأخرجه ابن سعد 8/ 79 عن محمد بن عمر الواقدي، عن ابن أبي ذئب، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن عائشة، به. والواقدي متروك.

وأخرجه ابن حبان (7115) من طريق الوليد بن مسلم، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن أبي سلمة، به. والوليد يدلّس ويسوّي وقد عنعن.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (108) من طريق علي بن محمد المدائني، عن ابن أبي ذئب، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. فزاد في الإسناد: عن أبيه، والمدائني صاحب أخبار، وليس بالقوي في الحديث فيما ذكر ابن عدي في "كامله"، =

ص: 154

25261 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نِيَارٍ (1) الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِظَبْيَةٍ فِيهَا خَرَزٌ، فَقَسَمَ لِلْحُرَّةِ وَالْأَمَةِ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَكَانَ (2) أَبِي يَقْسِمُ لِلْحُرِّ وَالْعَبْدِ. قَالَ أَبِي: قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: فَقَسَمَ بَيْنَ الْحُرَّةِ وَالْأَمَةِ سَوَاءً (3).

25262 -

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: صَلَاتَانِ لَمْ يَتْرُكْهُمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سِرًّا وَلَا

= وأبو سلمة لم يسمع من أبيه.

وأورده الهيثمىِ في "مجمع الزوائد" 9/ 243، وقال: أبو سلمة لم يسمع من أبيه.

وله شاهد من حديث أنس بن مالك، وقد سلف برقم (12597)، وإسناده صحيح.

وآخر من حديث أبي موسى الأشعري، وقد سلف (19523)، وإسناده صحيح كذلك.

(1)

في (م): عبد الله بن دينار، وهو خطأ.

(2)

في النسخ الخطية و (م) خلا (ظ 7) و (ظ 8): وكان، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8).

(3)

إسناده صحيح، وهو مكرر (25229)، غير أن شيخي أحمد هنا هما عثمان بن عمر بن فارس العبدي، ويزيد بن هارون، وستكرر رواية يزيد برقم (26010).

ص: 155

عَلَانِيَةً رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ (1).

25263 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} [المؤمنون: 60] يَا رَسُولَ اللهِ، هُوَ الَّذِي يَسْرِقُ وَيَزْنِي وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ (2)، وَهُوَ يَخَافُ اللهَ؟ قَالَ:" لَا يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ، وَلَكِنَّهُ الَّذِي يُصَلِّي وَيَصُومُ وَيَتَصَدَّقُ وَهُوَ يُخَافُ اللهَ عز وجل "(3).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هشام بن سعيد: وهو الطالقاني، فقد أخرج له البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو داود والنسائي، وهو ثقة. خالد: هو ابن عبد الله الواسطي، والشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان.

وأخرجه البخاري (592)، ومسلم (835)(300)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 281، وأبو يعلى (4940)، وأبو عوانة 2/ 263، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 300 - 301 و 301 من طرق عن الشيباني، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24230).

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): هو الذي يزني ويسرق ويشرب الخمر.

(3)

إسناده ضعيف لانقطاعه، عبد الرحمن بن سعيد بن وهب -وهو الخيواني- لم يدرك عائشة فيما قال أبو حاتم ونقله عنه ابنه في "المراسيل" ص 127.

وقد اختلف عليه فيه:

فرواه مالك بن مِغْوَل -كما في هذه رواية- عنه، عن عائشة. =

ص: 156

25264 -

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ سَلَّامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو قِلَابَةَ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ شَيْبَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَرَقَهُ وَجَعٌ، فَجَعَلَ يَشْتَكِي وَيَتَقَلَّبُ عَلَى فِرَاشِهِ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لَوْ صَنَعَ هَذَا بَعْضُنَا لَوَجِدْتَ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الصَّالِحِينَ يُشَدَّدُ عَلَيْهِمْ، وَإِنَّهُ لَا

= وخالفه عمرو بن قيس الملائي -فيما أخرجه الطبري في "تفسيره" 18/ 33، والطبراني في "الأوسط"(3977) - فرواه عنه، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، عن عائشة.

والمحفوظ عن عبد الرحمن بن سعيد هو المرسل فيما قال الدارقطني في "العلل" 11/ 193.

قلنا: وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الحميدي (275)، والترمذي (3175)، والطبري في "تفسيره" 18/ 33، والحاكم 2/ 393 - 394، والبيهقي في "الشعب"(762)، وفي "معرفة السنن والآثار"(20854) من طرق عن مالك بن مغول، بهذا الإسناد.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 18/ 34 من طريق ابن إدريس، عن ليث، عن مغيث، عن رجل من أهل مكة، عن عائشة، نحوه.

وأخرجه أيضاً 18/ 34 من طريق جرير، عن ليث بن أبي سُلَيْم، وهشيم عن العوام بن حوشب جميعاً، عن عائشة، نحوه.

وأخرجه أبو يعلى (4917) من طريق جرير، عن ليث، عن رجل، عن عائشة، نحوه.

قلنا: وهذه الأسانيد ضعيفة كلها.

وسيرد برقم (25705)، وانظر (24641).

ص: 157

يُصِيبُ مُؤْمِنًا (1) نَكْبَةٌ مِنْ شَوْكَةٍ، فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ، إِلَّا حُطَّتْ بِهِ عَنْهُ خَطِيئَةٌ، وَرُفِعَ بِهَا دَرَجَةً " (2).

25265 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ (3)، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ

(1) في (ق) و (ظ 2): المؤمن.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الرحمن ابن شيبة -وهو ابن عثمان العَبْدري- فقد روى له النسائي، وهشام بن سعيد -وهو الطالقاني- فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود والنسائي، وهما ثقتان. أبو قلابة: عبد الله بن زيد الجَرْمي.

وأخرجه الحاكم 3/ 319 - 320 من طريق يحيى بن بشر الجريري، عن معاوية، بهذا الإسناد. وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.

وخالف هشامَ بنَ سعيد، ويحتى بنَ بشر معمرُ بنُ يعمر، فرواه فيما أخرجه ابنُ حبان (2919) عن معاوية بن سلَّام، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قِلابة، عن عبد الله بن نسيب، عن عائشة، به. فذكر عبد الله بن نسيب بدل عبد الرحمن بن شيبة، وقد قال ابن حبان في معمر هذا: يُغرب.

وأخرجه ابن سعد 2/ 206 - 207، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2211) و (2212)، والحاكم 1/ 345 - 346 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به.

وسيأتي برقم (25804) من طريق علي بن المبارك الهنائي، عن يحيى بن أبي كثير، به.

وانظر (24114).

قال السندي: قولها: لو صنع هذا بعضنا لوجدت عليه: لقلة صبره، فبيَّن أنه ليس من قلة الصبر، وإنما هو من اشتداد المرض، والله تعالى أعلم.

(3)

تحرف في (م) إلى: محمد بن أبي عبد الله، بزيادة لفظ: أبي.

ص: 158

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُ يَدَيْهِ (1) يَدْعُو حَتَّى أَسْمَعَ: " اللهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَلَا تُعَاقِبْنِي بِشَتْمِ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِنْ آذَيْتُهُ "(2).

25266 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَرِيكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي، وَفِي لَيْلَتِي (3).

25267 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَرِيكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا سَأَلَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَذَكَرَتْ شَيْئًا قَلِيلًا، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَعْطِي وَلَا تُوعِي فَيُوعَى عَلَيْكِ "(4).

(1) في (ظ 7) و (ظ 8): يده.

(2)

حديث ضعيف بهذه السياقة، وهو من رواية سماك -وهو ابن حرب- عن عكرمة، وروايته عنه مضطربة، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. محمد بن عبد الله: هو ابن الزُّبير، أبو أحمد الزُّبيري، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي.

وسلف برقم (25016).

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن محمد بن شريك من رجال أبي داود، وهو ثقة. ابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير.

وقد سلف برقم (24216).

(4)

حديث صحيح، وهو مكرر (25081)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو =

ص: 159

25268 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ أُمِّهِ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تُبَاعُ الثَّمَرَةُ حَتَّى تَنْجُوَ مِنَ الْعَاهَةِ "(1).

قَالَ أَبِي: خَارِجَةُ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.

25269 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ أُمَّ بَكْرٍ أَخْبَرَتْهُ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي الْمَرْأَةِ تَرَى مَا يُرِيبُهَا بَعْدَ الطُّهْرِ؟ قَالَ:" إِنَّمَا هُوَ عُرُوقٌ ". أَوْ قَالَ: " عِرْقٌ "(2).

= أبو أحمد الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف خارجة بن عبد الله، وهو ابن سليمان بن زيد بن ثابت، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي.

وقد اختلف في وصله وإرساله على أبي الرِّجال، وبيَّنَّا ذلك في الرواية (24407).

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 23، وابن عبد البر في "التمهيد" 13/ 134 من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي عن خارجة، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24407)، وذكرنا هناك شواهده التي يصحُّ بها.

(2)

إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (24427). أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي البصري، وعلي: هو ابن المبارك الهُنَائي.

وأخرجه إسحاق (1736) عن أبي عامر، بهذا الإسناد.

وسيكرر (25624) سنداً ومتناً.

ص: 160

25270 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أُسَامَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ اللهَ عز وجل وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ يَصِلُونَ الصُّفُوفَ "(1).

25271 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ عَبْدِ اللهِ

(1) إسناده حسن من أجل أسامة -وهو ابن زيد الليثي- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الزُّبيري، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه عَبْدُ بن حُميد (1513)(المنتخب)، والبيهقي في "السنن" 3/ 103 من طريق قَبيصة بن عقبة، وأخرجه أبو داود (676)، وابن ماجه (1005)، وابن حبان (2160)، والبيهقي 3/ 103، والبغوي في "شرح السنة"(819) من طريق معاوية بن هشام. وأخرجه البيهقي 3/ 103 كذلك من طريق عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي، ثلاثتهم عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد، غير أن لفظ رواية معاوية بن هشام:"إن الله وملائكته يُصلُّون على ميامن الصفوف". قال البيهقي: كذا قال، والمحفوظ بهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم:"إن الله وملائكته يصلُّون على الذين يَصِلُون الصفوف". ومعاوية بن هشام ينفرد بالمتن الأول (يعني المتن المذكور) فلا أراه محفوظاً.

وأخرجه ابن خزيمة (1550)، وابن المنذر في "الأوسط"(1983)، وابن حبان (2163)، والحاكم 1/ 214، والبيهقي 3/ 101 من طريق عبد الله بن وهب، عن أسامة، به، قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

قلنا: لم يحتج مسلم بأسامة بن زيد الليثي، إنما روى له في الشواهد.

وقد اختلف فيه على أسامة بن زيد، وبسطنا الاختلاف عليه في الرواية السالفة برقم (24381)، وذكرنا أحاديث الباب هناك.

وانظر الرواية (24587).

ص: 161

بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْبَةُ الْخُضْرِيُّ، أَنَّهُ شَهِدَ عُرْوَةَ يُحَدِّثُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَجْعَلُ اللهُ عز وجل رَجُلًا لَهُ سَهْمٌ فِي الْإِسْلَامِ كَمَنْ لَا سَهْمَ لَهُ " قَالَ: " وَسِهَامُ الْإِسْلَامِ: الصَّوْمُ، وَالصَّلَاةُ وَالصَّدَقَةُ. وَلَا يَتَوَلَّى الله عز وجل رَجُلًا فِي الدُّنْيَا فَيُوَلِّيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غَيْرَهُ، وَلَا يُحِبُّ رَجُلٌ قَوْمًا إِلَّا جَاءَ مَعَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". قَالَ: " وَالرَّابِعَةُ: لَا يَسْتُرُ اللهُ عز وجل عَلَى عَبْدٍ ذَنْبًا إِلَّا سَتَرَهُ (1) عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ ". قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِذَا سَمِعْتُمْ مِثْلَ هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ مِثْلِ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَاحْفَظُوهُ (2).

25272 -

حَدَّثَنَا (3) أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَائِشَةَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا اشْتَكَى رَقَاهُ جِبْرِيلُ عليه السلام، فَقَالَ: " بِسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ، مِنْ شَرِّ

(1) في (ظ 2) و (ق): يستره.

(2)

حديث حسن لغيره، وهو مكرر (25121)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عفان بن مسلم الصفار.

وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" -في ترجمة شيبة الخُضْري- من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه -مختصراً- النسائي في "الكبرى"(6350)، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 341، وفي "الاستذكار" 24/ 88 من طريق عفان، به.

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8) و (ق): حدثني.

ص: 162

حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ " (1).

25273 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ مُحَمَّدٍ، أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ لَا يَرْقُدُ مِنْ لَيْلٍ وَلَا نَهَارٍ، فَيَسْتَيْقِظُ إِلَّا اسْتَاكَ قَبْلَ الْوُضُوءِ (2).

25274 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه. محمد بن إبراهيم -وهو التيمي- لم يسمع من عائشة، بينهما أبو سلمة بن عبد الرحمن، كما سيأتي في التخريج، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1743)، وابن سعد 2/ 213 - 214 من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 2/ 213 من طريق سليمان بن بلال، وابن سعد أيضاً 2/ 213، ومسلم (2185)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة"(340) من طريق عبد العزيز الدراوردي، كلاهما عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة، به. فزاد في الإسناد أبا سلمة بن عبد الرحمن، وهو الصحيح.

وانظر (24345).

وفي الباب عن أبي هريرة، وقد سلف برقم (9757)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (24900)، غير شيخ أحمد فهو هنا عبد الصمد، وهو ابنُ عبد الوارث العنبري.

وأخرجه ابن راهويه (1401) عن عبد الصمد، بهذا الإسناد.

ص: 163

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اشْتَرَى مِنْ يَهُودِيٍّ طَعَامًا، فَرَهَنَهُ دِرْعَهُ (1).

25275 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ (2)، قَالَتْ: كُنْتُ إِذَا طَمِثْتُ شَدَدْتُ عَلَيَّ إِزَارًا، ثُمَّ أَدْخُلُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم شِعَارَهُ، وَلَكِنَّهُ كَانَ أَمْلَكَكُمْ (3) لِإِرْبِهِ (4).

25276 -

حَدَّثَنَا قُرَّانُ بْنُ تَمَّامٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مَخْلَدِ بْنِ خُفَافٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنَّ الْغَلَّةَ بِالضَّمَانِ ".

[قَالَ عَبْدُ اللهِ]: قَالَ أَبِي: سَمِعْتُ مِنْ قُرَّانَ بْنِ تَمَّامٍ فِي سَنَةِ إِحْدَى

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24146)، غير شيخ أحمد، فهو هنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وشيخه هناك أبو معاوية الضرير.

(2)

لفظ "أم المؤمنين" ليس في (م).

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8): أملك.

(4)

حديث صحيح، زكريا بن أبي زائدة والد يحيى -وإن روى عن أبي إسحاق السَّبيعي بعد اختلاطه- قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وقد سلف بنحوه برقم (24824).

قال السندي: قولها: كنت اذا طمثت، بكسر الميم، أي: حضت.

ص: 164

وَثَمَانِينَ وَمِئَةٍ، وَكَانَ ابْنُ الْمُبَارَكِ هَاهُنَا (1)، وَفِيهَا مَاتَ ابْنُ الْمُبَارَكِ (2).

25277 -

حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ بَيْنَهُمَا (3).

25278 -

حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا أَلْفِيتُهُ بِالسَّحَرِ الْآخِرِ إِلَّا نَائِمًا عِنْدِي. تَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم (4).

25279 -

حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى امْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَفِي

(1) في (ظ 2) و (ق) و (هـ) و (م): باقياً، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8).

(2)

حديث حسن، وهو مكرر (24224)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو قُرّان بن تمام.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24724)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو مروان بن معاوية الفزاري.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25061)، غير أن الإمام أحمد رواه هنا عن عَبْدَةَ بن سليمان، وهو الكلابي، أبو محمد الكوفي، ولم يقرن مع مسعر -وهو ابن كدام- سفيان الثوري.

وأخرجه ابن راهويه (1051) عن عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد. وقرن بعبدةَ محمد بنَ بشر. وفيه: ما كنت ألقى.

ص: 165

الْبَيْتِ قِرْبَةٌ مُعَلَّقَةٌ، فَاخْتَنَثَهَا وَشَرِبَ (1) وَهُوَ قَائِمٌ (2).

25280 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي (3) الزُّهْرِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أُدْرِجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي ثَوْبٍ حِبَرَةٍ، ثُمَّ أُخِذَ (4) عَنْهُ. قَالَ الْقَاسِمُ: إِنَّ بَقَايَا ذَلِكَ الثَّوْبِ لَعِنْدَنَا بَعْدُ (5).

(1) في (ظ 7) و (ظ 8): فشرب.

(2)

إسناده حسن من أجل محمد بن مسلم، وهو الطائفي، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير الهيثم بن جميل، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو داود في "القدر"، والنسائي في "مسند علي"، وابن ماجه، وهو ثقة.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 79، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات.

وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12188).

وانظر (24567).

قال السندي: قولها: فاختنثها، أي: كسر فمها، وقد جاء النهي عن مثل هذا، فقيل: هذا لبيان أن النهي للتنزيه، وقيل: بل النهي لغيره، والله تعالى أعلم.

(3)

في (ظ 7) و (ق): حدثنا.

(4)

في (ظ 7) و (ظ 8): ثم أخر.

(5)

إسناده صحيح. الوليد بن مسلم -وإن كان موصوفاً بالتدليس- قد صرح بالتحديث عند ابن حبان والبيهقي، فانتفت شبهة تدليسه، وقد احتجوا بروايته عن الأوزاعي: وهو عبد الرحمن بن عمرو.

وأخرجه أبو داود (3149)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 248، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 140 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7118)، وأبو يعلى (24582)، وابن حبان (6626)، والبيهقي في "السنن" 3/ 401 من طريق الوليد بن مسلم، به. =

ص: 166

25281 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: إِذَا جَاوَزَ الْخِتَانُ الْخِتَانَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ، فَعَلْتُهُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَاغْتَسَلْنَا (1).

= وقد سلف برقم (24581).

قال السندي: قولها: أدرج، على بناء المفعول، أي: أدخل بعد الوفاة.

ثم أخذ عنه، على بناء المفعول، أي: نزعوه عنه وكفنوه في غيره.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد أعله البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 184، فقال: هذا حديث خطأ، إنما يرويه الأوزاعي عن عبد الرحمن بن القاسم مرسلاً، ونقل عن أبي الزناد سؤاله للقاسم بن محمد: سمعت في هذا الباب شيئاً؟ قال: لا.

وأجاب الحافظ في "التلخيص" 1/ 134 عمن صححه بقول: يحتمل أن يكون القاسم نسيه ثم حدث به ابنه، أو كان حدث به ابنه ثم نسي. وعقَّب الحافظ بقوله: ولا يخلو الجواب عن نظر. قلنا: وهو وإن كان موقوفاً، فهو في حكم المرفوع.

وأخرجه الترمذي في "سننه"(108)، وفي "العلل الكبير" 1/ 183، والنسائي في "الكبرى"(196)، وابن ماجه (608)، وابن حبان (1176) و (1185)، والرامهرمزي في "المحدِّث الفاصل" ص 474، والدارقطني 1/ 111، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 104 من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (4925) من طريق عيسى بن يونس، وابن الجارود في "المنتقى"(93)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 55 من طريق بشر بن بكر، وابن حبان (1175) و (1181) و (1186) من طريق عبد الله بن كثير: وهو الدمشقي، والدارقطني 1/ 111 - 112، والبيهقي في "السنن" 1/ 164 من =

ص: 167

25282 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمُرُّ بِالْقِدْرِ، فَيَأْخُذُ الْعَرْقَ، فَيُصِيبُ مِنْهُ، ثُمَّ يُصَلِّي، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ، وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً (1).

= طريق الوليد بن مَزْيَد، وتمَّام في "فوائده"(205) من طريق إسماعيل بن عبد الله بن سماعة، خمستهم عن الأوزاعي، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، أنها سُئلت عن الرجل يجامع فلا ينزل، قالت: فعلته أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتسلنا منه جميعاً.

وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 38 (ترتيب السندي)، وفي "اختلاف الحديث" ص 62 - ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن" 1/ 464 - فقال: أخبرني الثقة، عن الأوزاعي، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم، به، وعقب البيهقي بقوله: هكذا رواه الربيع، عن الشافعي بالشك، ورواه المزني، عن الشافعي، فقال: عن عبد الرحمن بن القاسم، ثم أخرجه البيهقي من طريق المزني، عن الشافعي دون شك.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 86 عن ابن عُلَيَّة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، وعن نافع، قالا: قالت عائشة: اذا خالط الختان الختان فقد وجب الغسل.

وأخرج مسلم (350)(89) من طريق ابن وهب، اخبرني عياض بن عبد الله بن عبد الله، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، عن أم كلثوم، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن الرجل يجامع أهله ثم يُكْسِلُ، هل عليهما الغُسْلُ؟ وعائشة جالسة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إني لأفعل ذلك أنا وهذه، ثم نغتسلُ".

وانظر (24206).

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، وهو مولى ابن عباس، فقد روى له مسلم مقروناً، ثم أنه لم يسمع هذا الحديث من عائشة، كما هو ظاهر إسناد مكرره رقم (26297)، وقد توبع. حُسين بن =

ص: 168

25283 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَجْنُبُ، فَيُوضَعُ لَهُ الْإِنَاءُ فِيهِ الْمَاءُ، فَيُفْرِغُ عَلَى يَدَيْهِ، فَيَغْسِلْهُمَا قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهُمَا فِي الْمَاءِ، ثُمَّ يُدْخِلُ يَدَهُ الْيُمْنَى فِي الْإِنَاءِ، فَيُفْرِغُ بِهَا عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى، فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ، ثُمَّ يُمَضْمِضُ وَيَسْتَنْشِقُ ثَلَاثًا، وَيَغْسِلُ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ، ثُمَّ يَغْرِفُ ثَلَاثَ غَرَفَاتٍ، فَيَصُبُّهَا عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ (1).

= علي: هو الجعفي، وزائدة: هو ابن قُدامة، وابن أبي مُلَيْكة: هو عبد الله بن عُبيد الله.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 50 - ومن طريقه أبو يعلى (4449) - عن حسين، بهذا الإسناد. ووقع في مطبوع أبي يعلى: عن ابن أبي مُليكة، عن عكرمة. وهو خطأ.

وأخرجه البزار (298)(زوائد)، والبيهقي في "السنن" 1/ 154 من طريق يحيى بن علي الصنعاني، عن زائدة، به.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/ 253، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجاله رجال الصحيح.

وسيرد برقم (26297).

وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3791)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، ونزيد عليها: حديث فاطمة وأم سلمة، وسيردا: 6/ 283 و 292.

وانظر (24580).

قال السندي: قولها: فيأخذ العَرْق، بفتح فسكون، أي: العظم الذي بقي عليه شيء من اللحم.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. عطاء بن السائب -وإن كان قد اختلط- قد سمع زائدة: وهو ابن قدامة منه قبل اختلاطه، وبقية رجال =

ص: 169

25284 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ رَبِيعَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ "(1).

25285 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " رَأَيْتُكِ (2) فِي الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ، أَرَى رَجُلًا يَحْمِلُكِ فِي سَرَقَةِ حَرِيرٍ، فَيَقُولُ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ، فَأَكْشِفُهَا، فَإِذَا هِيَ أَنْتِ، فَأَقُولُ: إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ عز وجل، يُمْضِهِ "(3).

= الإسناد ثقات رجال الشيخين. حسين بن علي: هو الجُعْفي.

وأخرجه ابن أبي شبة 1/ 63، والنسائي في "المجتبى" 1/ 132 من طريق حسين بن علي الجعفي، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24648).

وانظر (24257).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، معاوية بن هشام: وهو القصار مختلف فيه وهو حسن الحديث، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (3762)، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ربيعة: هو ابن أبي عبد الرحمن التيمي، المعروف بربيعة الرأي، والقاسم: هو ابن محمد بن أبي بكر.

وأخرجه ابن سعد 8/ 258، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 43 من طريق سليمان بن بلال، عن ربيعة بهذا الإسناد مطولاً.

وسيرد برقم (25452).

وقد سلف برقم (24053).

(2)

في هامش (ظ 2): أريتك.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24142) إلا =

ص: 170

25286 -

حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، وَكَانَ يُوتِرُ بِخَمْسِ سَجَدَاتٍ لَا يَجْلِسُ بَيْنَهُنَّ حَتَّى يَجْلِسَ فِي الْآخِرَةِ، ثُمَّ يُسَلِّمَ (1).

25287 -

حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا (2) هِشَامٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ يُحَدِّثُ: عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأَطْيَبِ مَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يُحْرِمَ، ثُمَّ يُحْرِمُ (3).

25288 -

حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ

= أن شيخ أحمد هنا هو حماد بن أسامة، وشيخه هناك هو عبد الله بن إدريس.

وأخرجه ابن سعد 8/ 67، والبخاري (5078) و (7011)، ومسلم (2438)، وابن حبان (7093)، والبغوي في "شرح السنة"(3292) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، بهذا الإسناد.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24239)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو حماد بن أسامة أبو أسامة.

وأخرجه مسلم (737)(123)، وابن خزيمة (1076) من طريق حماد، بهذا الإسناد.

(2)

في (م): حدثنا.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حماد: هو ابنُ أسامة، وهشام: هو ابنُ عروة.

وأخرجه مسلم (1189)(37) من طريق حماد بن أسامة، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24105).

ص: 171

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَمْرَيْنِ، أَحَدُهُمَا أَيْسَرُ مِنَ الْآخَرِ إِلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا، فَإِذَا كَانَ إِثْمًا، كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ (1).

25289 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ مِثْلَهُ. قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ لِي - يَعْنِي عُثْمَانَ بْنَ عُرْوَةَ -: هِشَامٌ يُخْبِرُ بِهِ عَنِّي (2).

25290 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ بَنِي تَيْمٍ يُقَالُ لَهُ: طَلْحَةُ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: تَنَاوَلَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: إِنِّي صَائِمَةٌ، فَقَالَ:" وَأَنَا صَائِمٌ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حماد: هو ابن أسامة أبو أسامة.

وأخرجه مسلم (2327)(78)، ومطولاً (2328) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، بهذا الإسناد.

وقد سلف مطولاً برقم (24034).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقول سفيان: قال لي يعني عثمان بن عروة: هشام يخبر به عني، لا يعل رواية هشام، فالظاهر أن هشام بن عروة قد سمعه من أخيه عثمان، ثم سمعه من أبيه عروة دون واسطة، وقد سلف من طرق عن هشام، عن أبيه دون واسطة برقم (24034) و (25288)، وسيأتي (25579) و (25715) و (25756) و (25923).

(3)

إسناده صحيح على شرط البخاري، طلحة التيمي -وهو ابنُ عبد الله =

ص: 172

25291 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ صَالِحٍ الْأَسَدِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْتَنِعُ مِنْ شَيْءٍ مِنْ وَجْهِي وَهُوَ صَائِمٌ (1).

= ابن عثمان بن عبيد الله بن معمر- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى بنُ زكريا: هو ابنُ أبي زائدة، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.

وسلف برقمي (24110) و (25022).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة صالح الأسدي، وهو ابنُ أبي صالح، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 284: صالح بن صالح. وقد أورده الذهبي في "الميزان" 2/ 296، وقال: تفرَّد عنه زكريا بن أبي زائدة. قلنا: قد ذكر البخاري وابن أبي حاتم راوياً آخر عنه، هو عطاء بنُ مسلم الخفَّاف، غير أن الحافظ ذكر في "تهذيب التهذيب" أن الذي يروي عنه عطاء بن مسلم في الظاهر غير الذي يروي عنه زكريا بن أبي زائدة، فقد فرَّق بينهما ابن حبان في "الثقات".

وقد اختلف فيه على الشعبي، وبسطنا الاختلاف فيه في الرواية (24699).

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3077) و (9133)، من طريق يحيى بن زكريا، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 284 من طريق القاسم العرني، عن زكريا بن أبي زائدة، به.

واختلف فيه على زكريا بن أبي زائدة:

فرواه وكيع كما سيرد في الرواية الآتية (25292) عن زكريا، عن العباس ابن ذَرِيح، عن الشعبي، عن محمد بن الأشعث، عن عائشة.

وأخرجه النَّسائي في "الكبرى"(3076) من طريق موسى بن مروان الرقي، عن أبي سعيد الأنصاري، عن زكريا بن أبي زائدة، عن صالح بن أبي صالح =

ص: 173

25292 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (1)، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ ذَرِيحٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَائِشَةَ، مِثْلَهُ (2).

25293 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا كَانَتْ تَغْسِلُ الْمَنِيَّ مِنْ ثَوْبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (3).

= الأسدي، عن محمد بن الأشعث، عن عائشة. لم يذكر عامر الشعبي. قال النسائي فيما نقله عنه المزّي في "التهذيب" في ترجمة صالح الأسدي: هذا خطأ. ثم قال المِزّي: يعني أن الصواب ذكرُ الشعبي فيه.

وسلف برقم (24110).

(1)

لم يرد هذا الحديث في (ظ 7) ولا (ظ 8).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على زكريا، وهو ابن أبي زايدة، كما بيَّنَّا في الرواية السابقة، كما اختُلف فيه على الشعبي، وبيَّنَّا ذلك في الرواية (24699).

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3078) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 60، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 284 - 285، وابن حبان (3546)، من طريق وكيع، به.

وقولها: لا يمتنع من وجهي، تحرف على ابن حبان رحمه الله إلى:"لا يلمس"، فترجم للحديث بقوله: ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن تقبيل الصائم امرأتَه غيرُ جائز. ثم أورد الخبر الذي يضاد هذا الخبر!

وسلف برقم (24110).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24207)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو يحيى: وهو ابنُ زكريا بن أبي زائدة.

ص: 174

25294 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا يَصُومُهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تَصُومُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ، كَانَ رَمَضَانُ هُوَ الْفَرِيضَةَ، وَتَرَكَ عَاشُورَاءَ (1).

25295 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ غَدَاةٍ وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ مِنْ شَعَرٍ أَسْوَدَ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (24011)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو يحيى بن زكريا بن أبي زائدة.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، مصعب بن شيبة من رجاله، وهو -وإن كان لين الحديث- قد انتقى له مسلم هذا الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى بن زكريا: هو ابن أبي زائدة.

وأخرجه مسلم (2081)، والبيهقي 2/ 419 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2081)، وأبو داود (4032)، والتر مذي (2813)، وفي "الشمائل"(67)، والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 197، والحاكم 4/ 188 من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، به.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح.

وقال الحاكم: هذا صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 72، ومسلم (2424)، والطبري في "تفسيره" 22/ 6، والبيهقي 2/ 149 من طريق محمد بن بشر، عن زكريا، به، وزاد في =

ص: 175

25296 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلْتُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ، وَإِنَّ أَوْلَادَكُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ "(1).

25297 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَتْ امْرَأَةٌ مَخْزُومِيَّةٌ تَسْتَعِيرُ الْمَتَاعَ وَتَجْحَدُهُ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقَطْعِ يَدِهَا، فَأَتَى أَهْلُهَا أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَكَلَّمُوهُ، فَكَلَّمَ أُسَامَةُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِيهَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" يَا أُسَامَةُ، أَلَا أَرَاكَ تُكَلِّمُنِي فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ عز وجل "، ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَطِيبًا، فَقَالَ: " إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ قَطَعُوهُ،

= آخره: فجاء الحسن بن علي، فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء عليٌّ فأدخله، ثم قال:{إنما يريدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عنكُمُ الرِّجْس أهل البيتِ ويُطَهِّركُمْ تطهيراً} [الأحزاب: 33].

(1)

حديث حسن لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (24032).

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 158 و 14/ 196، والترمذي (1358)، وابن ماجه (2290) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، بهذا الإسناد.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح!

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(4484) من طريق عمر بن سعيد بن مسروق، عن الأعمش، به.

ص: 176

وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كَانَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، لَقَطَعْتُ يَدَهَا ". فَقَطَعَ يَدَ الْمَخْزُومِيَّةِ (1).

(1) إسناده صحيح.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (18830)، ومن طريقه أخرجه مسلم (1688)(10)، وأبو داود (4374) و (4397)، وابن الجارود في "المنتقى"(804)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 170، وفي "شرح مشكل الآثار"(2301).

واختُلِف في لفظه على الزُّهري، فمن أصحابه من رواه عنه بلفظ: استعارت، ومنهم من رواه عنه بلفظ: سرقت.

فتابع معمراً في قوله: استعارت:

يونسُ بنُ يزيد، فيما أخرجه أبو داود (4396) من طريق أبي صالح كاتب الليث، عن الليث، عن يونس. وعلَّقه البخاري بصيغة الجزم عن الليث، عن يونس بإثر الحديث (2648)، لكن لم يسق لفظه.

وشعيبُ بن أبي حمزة، فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 73، وفي "الكبرى"(7385).

وابنُ أخي الزُّهري، فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2303).

ورواه عن الزُّهري بلفظ: سرقت:

الليثُ بنُ سعد، كما عند إسحاق بن راهويه (861) و (1729)، والبخاري (3475) و (6788)، ومسلم (1688)(8)، وأبي داود (4373)، والترمذي (1430)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 73 - 74، وفي "الكبرى"(7386)، وابن ماجه (2547)، وابن الجارود في "المنتقى"(805)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 171، وفي "شرح مشكل الآثار"(1682) و (2306)، وابن حبان (4402)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 8/ 253 - 254، وفي "السنن الصغير"(3316)، وابن عبد البر في "الاستذكار" 24/ 249، والبغوي في =

ص: 177

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "شرح السنة"(2603).

ويونس بن يزيد أيضاً كما عند البخاري (2648)، ومسلم (1688)(9)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 74 - 75، وفي "الكبرى"(7389) من طريق ابن وهب، والبخاري (4304)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 75، وفي "الكبرى"(7390) من طريق ابن المبارك، كلاهما عن يونس.

وإسحاقُ بنُ راشد، كما عند النسائي في "المجتبى" 8/ 74، وفي "الكبرى"(7388).

وإسماعيلُ بنُ أمية، كما عند النسائي في "المجتبى" 8/ 74 - 75، وفي "الكبرى"(7389).

قال الحافظ في "الفتح" 12/ 90: والذي اتَّضح لي أن الحديثين محفوظان عن الزُّهري، وأنه كان يحدِّثُ تارةً بهذا، وتارةً بهذا، فحدَّث يونس عنه بالحديثين، واقتصرت كلُّ طائفة من أصحاب الزُّهري غير يونس على أحد الحديثين

ثم ذكر الحافظ كلاماً طويلاً نفيساً في الجمع بين الروايتين، وهل القطع للسرقة أم للجحد 12/ 90 - 92، فانظره.

وأخرجه البخاري (3732) عن قتيبة بن سعيد، عن ليث بن سعد، عن الزهري، به، بلفظ: أن قريشاً أهمَّهم شأنُ المخزومية، فقالوا: من يجترئ عليه إلا أسامة بنُ زيد حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه البخاري (6787) عن أبي الوليد، عن الليث، عن الزُّهري، به، بلفظ: أن أسامة كلَّم النبيَّ صلى الله عليه وسلم في امرأة، فقال:"إنما هَلَكَ مَنْ كان قبلكم أنهم كانوا يُقيمون الحدَّ على الوضيع، ويتركون على الشريف، والذي نفسي بيده، لو فاطمة فعلت ذلك، لقطعتُ يدَها".

قلنا: وزاد يونُس بن يزيد عند البخاري ومسلم في روايته: قالت عائشة: فحسنت توبتُها بعد، وتزوَّجت، وكانت تأتي بعد ذلك، فأرفعُ حاجتَها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ووقع نحو هذه الزياده في رواية ابن أخي الزهري عند الطحاوي في "شرح =

ص: 178

25298 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ} [البقرة: 158] قَالَتْ: كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأَنْصَارِ مِمَّنْ يُهِلُّ لِمَنَاةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ - وَمَنَاةُ صَنَمٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ - قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّا كُنَّا نَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ تَعْظِيمًا لِمَنَاةَ، فَهَلْ عَلَيْنَا مِنْ حَرَجٍ أَنْ نَطُوفَ بِهِمَا؟ فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} (1).

= مشكل الآثار" (2303) عن الزُّهري، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت: فنكحتْ تلك المرأةُ رجلاً من بني هاشم، وكانت عنده حسنة التلبس، تأتيني، فأرفع حاجتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الحافظ في "الفتح" 12/ 95: وكأن هذه الزيادة كانت عند الزهري عن عروة وعن القاسم جميعاً عن عائشة.

وسلف برقم (24138).

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (6383)، وذكرنا هناك أن الأشبه إرساله

وعن جابر سلف برقم (15149)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

وانظر ما نقلناه عن السندي في تعليقه على حديث ابن عمر (6383) فإنه مهم.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومَعْمَر: هو ابنُ راشد.

وأخرجه مطولاً وبتمامه إسحاق (690)، والطبري في "تفسيره"(2351)، وابنُ أبي داود في "المصاحف" ص 100، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" =

ص: 179

25299 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ} [الأحزاب: 29] دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، بَدَأَ بِي، فَقَالَ:" يَا عَائِشَةُ، إِنِّي ذَاكِرٌ لَكِ أَمْرًا، فَلَا عَلَيْكِ أَنْ لَا تَعْجَلِي فِيهِ، حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْكِ؟ ". قَالَتْ: قَدْ عَلِمَ - وَاللهِ - أَنَّ أَبَوَيَّ (1) لَمْ يَكُونَا لِيَأْمُرَانِي بِفِرَاقِهِ. قَالَتْ: فَقَرَأَ عَلَيَّ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا

} فَقُلْتُ: أَفِي هَذَا أَسْتَأْمِرُ أَبَوَيَّ؟! فَإِنِّي أُرِيدُ اللهَ عز وجل وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ (2).

= (3937) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

وعلقه البخاري في "صحيحه"(4861) عن عبد الرحمن بن خالد، ثم علَّقه عن معمر، كلاهما عن الزهري، به.

وذكر الحافظ في "الفتح" 8/ 613 أن الذهلي والطحاوي قد وصلا طريق عبد الرحمن بن خالد، وأن الطبري قد وصله من طريق معمر.

(1)

قوله: أن أبويّ، ليس في (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أنَّ في هذا الإسناد علَّة أشار إليها أبو حاتم والنسائي كما سيرد، ولهذه العلة نزل عن شرط البخاري، فأورده معلَّقاً، لا موصولاً، ولم يلتفت مسلم إلى هذه العلة، فأخرجه في صحيحه من هذه الطريق، كما سنذكر في الرواية (25301).

وهو عند عبد الرزاق في "التفسير" 2/ 115 في تفسير الآية المذكورة من سورة الأحزاب، ومن طريقه أخرجه الترمذي مطولاً مع حديث ابن عباس =

ص: 180

25300 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَمْتَحِنُ الْمُؤْمِنَاتِ إِلَّا

= (3318)، وابن ماجه (2053). قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وعلَّقه البخاري بصيغة الجزم عن عبد الرزاق وأبي سفيان المَعْمَري، عن معمر، به، بإثر (4786)، وذكر الحافظ في "الفتح" 8/ 523 أن رواية أبي سفيان المَعْمَري أخرجها الذُّهْلي في الزُّهريات.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/ 160، و"الكبرى"(5633)، من طريق محمد بن ثور، عن معمر، به، وقال في "المجتبى": هذا خطأ، والأول أولى بالصواب.

ونقل المزي في "تحفة الأشراف" 12/ 87 عن النسائي قولَه: هذا خطأ. لا نعلم أحداً من الرواة تابع معمراً على هذه الرواية، وقد رواه موسى بن أعين، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة. ومحمد بن ثور ثقة.

قلنا: وصحَّح روايةَ الزُّهري عن أبي سَلَمة أبو حاتم كما سنذكر في الرواية (25517). فقال الحافظ في "الفتح" 8/ 523: تابع معمراً على عروة جعفرُ بن برقان، ولعل الحديث كان عند الزُّهري عنهما، فحدَّث به تارةً عن هذا، وتارةً عن هذا، وإلى هذا مال الترمذي. وقد رواه عُقيل وشُعيب عن الزهري، عن عائشة بغير واسطة كما قدمته. والله أعلم.

قلنا: قد أخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(11984) عن معمر، عن الزهري، عن عائشة به مختصراً.

وسترد رواية جعفر بن برقان برقم (25517).

وسيرد مطولاً من رواية عبد الرزاق برقم (25301)، ونذكر هناك تتمة تخريجه.

وسلف برقم (24487).

ص: 181

بِالْآيَةِ الَّتِي قَالَ اللهُ عز وجل: {إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ} [الممتحنة: 12] وَلَا وَلَا (1).

25301 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: فَلَمَّا مَضَتْ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً، دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَتْ: بَدَأَ بِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ أَقْسَمْتَ أَنْ لَا تَدْخُلَ عَلَيْنَا شَهْرًا، وَإِنَّكَ قَدْ دَخَلْتَ مِنْ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ أَعُدُّهُنَّ؟ فَقَالَ:" إِنَّ الشَّهْرَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ ". ثُمَّ قَالَ: " يَا عَائِشَةُ، إِنِّي ذَاكِرٌ لَكِ أَمْرًا، فَلَا عَلَيْكِ أَنْ لَا تَعْجَلِي فِيهِ حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْكِ ". ثُمَّ قَرَأَ عَلَيَّ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ} حَتَّى بَلَغَ (2){أَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 28 - 29]. قَالَتْ عَائِشَةُ: قَدْ عَلِمَ أَنَّ أَبَوَيَّ لَمْ يَكُونَا يَأْمُرَانِي بِفِرَاقِهِ. قَالَتْ: فَقُلْتُ: أَفِي هَذَا أَسْتَأْمِرُ أَبَوَيَّ؟ فَإِنِّي أُرِيدُ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (25198).

وأخرجه البيهقي في "السنن" 8/ 147 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وهو عند عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 287 - ومن طريقه البيهقي 8/ 147.

(2)

قوله: حتى بلغ: {أجراً عظيماً} ليس في (ظ 7) ولا (ظ 8).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين، وذكرنا في الرواية (25299) لِمَ ليس هو على شرط البخاري.

وقسمُه الأول عن عبد الرزاق في "المصنف"(19497)، ومن طريقه أخرجه مسلم (1083)(22)، والبغوي في تفسير الآية المذكورة من سورة =

ص: 182

25302 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ (1)، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، فَقُلْتُ: أَخْبِرِينِي عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَتْ: كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ (2).

25303 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ، فَقَالَ: كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ يَا نَبِيَّ اللهِ؟ قَالَ: " يَأْتِينِي أَحْيَانًا لَهُ صَلْصَلَةٌ كَصَلْصَلَةِ الْجَرَسِ، فَيَنْفَصِمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ، وَذَلِكَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ، وَيَأْتِينِي أَحْيَانًا فِي

= الأحزاب.

وقسمُه الثاني عند عبد الرزاق في "التفسير" 2/ 115.

وأخرجه من طريق عبد الرزاق كذلك مسلم (1475)(35)، والترمذي (3318)، وابن حبان (4268)، والبيهقي في "السنن الكبير" 7/ 37 - 38 مطولاً مع حديث ابن عباس.

وسلف قسمه الثاني من رواية عبد الرزاق برقم (25299).

وسلف قسمه الأول برقم (24050)، وقسمه الثاني برقم (24487).

(1)

في (ظ 7) و (ظ 8): أخبرنا معمر.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد.

وهو عند عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 307، ومن طريقه أخرجه الحاكم 2/ 499.

وسيرد مطولاً (25347).

وقد سلف برقم (24269).

ص: 183

صُورَةِ الرَّجُلِ - أَوْ قَالَ: الْمَلَكِ - فَيُخْبِرُنِي، فَأَعِي مَا يَقُولُ " (1).

25304 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " تُقْطَعُ يَدُ السَّارِقِ فِي رُبُعِ دِينَارٍ فَصَاعِدًا "(2).

25305 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همَّام، ومَعْمر: هو ابنُ راشد.

وهو عند عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 326 في تفسير قوله تعالى: {إنَّا سنُلقي عليك قولاً ثقيلاً} من سورة المزَّمل، وعنه أخرجه عبد بن حُميد في "المنتخب"(1490).

وسلف برقم (25252).

وانظر (24309).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(18961)، ومن طريقه أخرجه إسحاق (984)، ومسلم (1684)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 78، وفي "الكبرى"(7406)، وابن نصر في "السنة"(320)، والبيهقي في "السنن" 8/ 254، وفي "معرفة السنن والآثار" 12/ 365.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 78، وفي "الكبرى"(7405) من طريق عبد الوهاب، عن سعيد، عن معمر، به.

وأخرجه النسائي في المجتبى" 8/ 78، وفي "الكبرى" (7407) من طريق عبد الله، عن معمر، به، موقوفاً.

وسلف برقم (24078).

ص: 184

عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ وَهِيَ تَذْكُرُ شَأْنَ خَيْبَرَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَبْعَثُ ابْنَ رَوَاحَةَ إِلَى الْيَهُودِ، فَيَخْرُصُ عَلَيْهِمُ النَّخْلَ حِينَ يَطِيبُ قَبْلَ أَنْ يُؤْكَلَ مِنْهُ، ثُمَّ يُخَيِّرُونَ يَهُودَ أَنْ يَأْخُذُوهُ (1) بِذَلِكَ الْخَرْصِ، أَمْ يَدْفَعُونَهُ إِلَيْهِمْ بِذَلِكَ؟ وَإِنَّمَا كَانَ أَمْرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالْخَرْصِ لِكَيْ يُحْصِيَ (2) الزَّكَاةَ قَبْلَ أَنْ تُؤْكَلَ الثَّمَرَةُ وَيُفَرَّقَ (3).

25306 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْهُ، عَنْ عُرْوَةَ

(1) في (م): أيأخذونه، وفي هامش (ظ 2): يأخذونه، نسخة.

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): تُحصى.

(3)

إسناده ضعيف لانقطاعه. ابن جريج لم يسمع هذا الحديث من ابن شهاب، كما صرَّح بذلك في هذا الإسناد والذي يليه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن راهويه (904) عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(7219) عن ابن جريج، عن ابن شهاب، ليس فيه: أُخبرت عن ابن شهاب، وكذلك ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 27.

ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن خزيمة (2315)، والدارقطني في "السنن" 2/ 134، وابن حزم في "المحلَّى" 5/ 255 - 256، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 6/ 110 - 111، ومن ثم قال ابن خزيمة: "إني أخاف أن يكون ابن جريج لم يسمع هذا الخبر من ابن شهاب. قلنا: وهو الصواب.

وأخرجه أبو عبيد بن سلَّام في "الأموال"(1438)، وأبو داود (1606) و (3413)، والدارقطني 2/ 134، والبيهقي في "السنن" 4/ 123 من طريق حجَّاج بن محمد الأعور، عن ابن جريج، قال: أُخبرت عن ابن شهاب، به.

وانظر حديث جابر السالف برقم (14161).

ص: 185

عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ وَهِيَ تَذْكُرُ شَأْنَ خَيْبَرَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: حِينَ يَطِيبُ أَوَّلُ الثَّمْرِ، وَقَالَ: قَبْلَ أَنْ تُؤْكَلَ الثِّمَارُ (1).

25307 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَأَهْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ، وَلَمْ أَكُنْ سُقْتُ الْهَدْيَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ كَانَ مَعَهُ الْهَدْيُ فَلْيُهِلَّ بِالْحَجِّ مَعَ عُمْرَتِهِ، ثُمَّ لَا يَحِلَّ حَتَّى يَحِلَّ مِنْهُمَا جَمِيعًا ". فَحِضْتُ، فَلَمَّا دَخَلَتْ لَيْلَةُ عَرَفَةَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ أَهْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ، فَكَيْفَ أَصْنَعُ بِحَجَّتِي؟ قَالَ:" انْقُضِي رَأْسَكِ، وَامْتَشِطِي، وَأَمْسِكِي عَنِ الْعُمْرَةِ، وَأَهِلِّي بِالْحَجِّ ". فَلَمَّا قَضَيْتُ حَجَّتِي، أَمْرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، فَأَعْمَرَنِي مِنَ التَّنْعِيمِ مَكَانَ عُمْرَتِي الَّتِي نَسَكْتُ (2) عَنْهَا (3).

(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله إلا أن شيخ أحمد هنا هو محمد ابن بكر البُرْساني.

(2)

في رواية مسلم: أمسكت عنها.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (683)، ومسلم (1211)(113)، وابن حبان (3927)، والبيهقي في "السنن" 4/ 353 من طرق عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه البخاري (319)، ومسلم (1211)(112) من طريق عقيل بن خالد، عن الزهري، به. وفي أوله: فمنَّا من أهل بعمرة، ومنَّا من أهلَّ =

ص: 186

25308 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ. وَهِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَتْ: إِنِّي أُرِيدُ الْحَجَّ وَأَنَا شَاكِيَةٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" حُجِّي وَاشْتَرِطِي أَنَّ مَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَنِي "(1).

= بحجٍّ. بدلاً من قولها: فأهللت بعمرة.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7905) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن عروة، به.

وسيأتي برقم (25441) بلفظٍ أتمَّ منه.

(1)

إسناداه صحيحان على شرط الشيخين.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (833)، والبيهقي في "السنن" 5/ 221 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. ورواية الطبراني من طريق الزُّهري وحده.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (677)، ومسلم (1207)(105)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 168، وفي "الكبرى"(3748)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5908) و (5911)، والدارقطني في "السنن" 2/ 234 - 235 من طريق عبد الرزاق بالإسنادين جميعاً.

وقال النسائي: لا أعلم أحداً أسند هذا الحديث عن الزهري غير معمر، والله تعالى أعلم.

وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى"(420)، وابن حبان (3774) من طريق عبد الرزاق، به، ولكن من طريق الزهري وحده.

وأخرجه الطحاوي (5907) من طريق عبد الله بن نُمير، والطبراني في "الكبير" 24/ (835) من طريق عمر بن علي، كلاهما عن هشام، به.

ورواه سفيان بن عُيينة، عن هشام، واختلف عليه فيه:

فرواه عبد الجبار بن العلاء، كما عند ابن خزيمة (2602)، والبيهقي =

ص: 187

25309 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَرَادَ أَنْ يَنْفِرَ أُخْبِرَ أَنَّ صَفِيَّةَ حَائِضٌ، فَقَالَ:" أَحَابِسَتُنَا هِيَ؟ " فَأُخْبِرَ أَنَّهَا قَدْ أَفَاضَتْ، فَأَمَرَهَا

= 5/ 221، ومحمد بنُ أبي عمر العدني، كما عند الطبراني في "الكبير" 24/ (834)، كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، به.

وخالفهما الشافعي، كما في "مسنده" 1/ 382 - ومن طريقه البيهقي 5/ 221، وفي "المعرفة"(10822) - فرواه عن سفيان بن عيينة، عن هشام، عن عروة، أن النبي صلى الله عليه وسلم

فذكره مرسلاً.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6865) من طريق عمرو بن شعيب، عن عر وة، به.

ورواه محمد بن فضيل ووكيع -كما عند ابن ماجه (2937)، الطبراني في "الكبير" 24/ (843) - وسفيان الثوري -كما عند الطبراني 24/ (842) - ثلاثتهم عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن ضباعة.

ورواه حماد بن سلمة عن هشام بن عروة واختلف عنه فيه:

فرواه أسد بن موسى -كما عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5912) - عن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن ضباعة.

ورواه حجاج بن منهال -كما عند الطحاوي أيضاً (5913) - عن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه أن ضباعة .. مرسلاً.

وأخرجه ابن حبان (3773)، والدارقطني 2/ 235 من طريق القاسم بن محمد، عن عائشة، به.

وسيأتي برقم (25659).

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (3117).

وعن أم سلمة، سيرد 6/ 303.

وعن ضباعة بنت الزبير، سيرد 6/ 419.

ص: 188

بِالْخُرُوجِ (1).

25310 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِ خَمْسِ فَوَاسِقَ فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ: الْحِدَأَةِ (2)، وَالْعَقْرَبِ، وَالْفَأْرَةِ، وَالْغُرَابِ، وَالْكَلْبِ الْعَقُورِ (3).

25311 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ كُلُّهُنَّ فَاسِقٌ يُقْتَلْنَ فِي الْحِلِّ (4) وَالْحَرَمِ: الْكَلْبُ الْعَقُورُ،

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (686) عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24101).

(2)

في النسخ الخطية: الحِدَأ، والمثبت من (م)، و"مصنف" عبد الرزاق، والحديث من طريقه.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرَّر الحديث (24107) إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عبد الرَّزَّاق بن همَّام الصنعاني وشيخه هناك عبد الأعلى السامي.

وهو عند عبد الرَّزَّاق في "مصنفه"(8374)، ومن طريقه أخرجه إسحاق ابن راهويه في "مسنده"(688)، ومسلم (1198)(70)، والنَّسائي في "المجتبى" 5/ 210، وفي "الكبرى"(3873)، والدارمي (1817)، وابن حبان (5632).

(4)

كلمة "الحِلّ" لم ترد في (ظ 7) ولا (ظ 8).

ص: 189

وَالْعَقْرَبُ، وَالْغُرَابُ، وَالْحِدَأَةُ (1)، وَالْفَأْرَةُ " (2).

25312 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، فَأَطَالَ الْقِيَامَ جِدًّا، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ جِدًّا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَامَ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ جِدًّا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ جِدًا (3)، [وَهُوَ دُوْنَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ](4) ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَامَ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ (5)

(1) في (ظ 7) و (ظ 8): الحِدَأ.

(2)

حديث صحيح. ابنُ أخي الزُّهري -واسمُه محمد بن عبد الله بن مسلم، وإن يكن حسنَ الحديث- متابَع، كما في الرواية (24569). وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزُّهري.

وسلف برقم (24052).

وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (26230).

قال السندي: قوله: "كلهن فاسق"، أي: كل واحد منهن، أو جميعهن فاسق، والإفراد لإفراد لفظ كل.

(3)

قوله: ثم ركع، فأطال الركوع جداً، ليس في النسخ الخطية ولا (م)، عدا (ظ 7) و (ظ 8). غير أن فيهما زيادة: ثم رفع رأسه، فقام، فأطال القيام جداً، وهو دون القيام الأول. وهذه الزيادة وهم من أحد النساخ، إذ وقع نظره على السطر قبله، فاعاده، وتابعه مَنْ نقل عنه، والله تعالى أعلم.

(4)

ما بين حاصرتين مستدرك من رواية مسلم، وهي من طريق ابن نمير، كرواية أحمد هذه.

(5)

كلمة "القيام" ليس في (ظ 2) ولا (م).

ص: 190

الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَامَ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ. فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللهَ عز وجل، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:" إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ مِنْ آيَاتِ اللهِ، وَإِنَّهُمَا لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا، فَكَبِّرُوا، وَادْعُوا اللهَ عز وجل، وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا. يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ عز وجل، أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ، أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ. يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، وَاللهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَلَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا. أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نُمير: هو عبد الله، وهشام: هو ابن عروة بن الزبير.

وأخرجه بتمامه ومختصراً ابن أبي شيبة 2/ 467، ومن طريقه مسلم (901)(1)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/ 340 من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.

وأخرجه بتمامه ومختصراً مالك في "الموطأ" 1/ 186، ومن طريقه الشافعي في "السنن"(47)، والبخاري (1044) و (5221)، ومسلم (901)(1)، وأبو داود (1191)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 132 - 133، وفي "الكبرى"(1859) و (7754)، وأبو عوانة 2/ 373 - 374، وابن حبان (2845)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/ 338، وفي "معرفة السنن" 5/ 131، والبغوي في "شرح السنة"(1142)، وأخرجه ابن راهويه (595)، والبخاري (6631)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 152، وفي "الكبرى"(1887)، وابن الجارود في "المنتقى"(250) من طريق عبدة بن سليمان، وأخرجه ابن راهويه (596)، ومسلم (901)(2)، والبيهقي 3/ 322 من طريق =

ص: 191

25313 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ، يُحَدِّثُ: عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: يَا رَسُولُ اللهِ (1)، مَا أَرَى صَفِيَّةَ إِلَّا حَابِسَتُنَا. قَالَ:" أَوَ لَمْ تَكُنْ أَفَاضَتْ؟ " قَالَتْ: بَلَى. قَالَ: " فَلَا حَبْسَ عَلَيْكِ " فَنَفَرَ بِهَا (2).

= أبي معاوية الضرير، وأخرجه ابن خزيمة (1395) من طريق محمد بن بشر العبدي، وأبو عوانة 2/ 374، وابن حبان (2846) من طريق ابن المبارك، والحاكم 1/ 334 من طريق زائدة، والبيهقي في "معرفة السنن" 5/ 131 من طريق سفيان بن عيينة، سبعتهم عن هشام، به.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.

وسلف برقم (24045).

وباب قوله: "أن الشمس والقمر آيتان

" سلفت الإشارة إليه عقب الحديث (24473).

وفي باب قوله: "فصلُّوا وتصدقوا" عن أسماء، سيرد 6/ 354 - 355.

وعن ابن عمر، عند ابن خزيمة (1400).

وفي باب قوله: "يا أمة محمد ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته" عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"والله إني لأغار، والله أغير مني، ومن غيرته نهى عن الفواحش"، سلف برقم (8321)، وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.

وفي باب قوله: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً" عن أبي هريرة، سلف برقم (7499)، وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.

(1)

في النسخ الخطية و (م) قالت: قال رسول الله، وهو تحريف قديم لا يستقيم معه سياق الحديث، وما أثبتناه يوافق رواية عبيد الله السالفة برقم (24674)، والآتية برقم (25603).

(2)

حديث صحيح على قلبٍ في متنه، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (24674).

ص: 192

25314 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ (1)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ اسْتَأْذَنْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا اسْتَأْذَنَتْهُ سَوْدَةُ، فَأُصَلِّي الصُّبْحَ بِمِنًى، وَأَرْمِي الْجَمْرَةَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ النَّاسُ. فَقِيلَ لَهَا: وَكَانَتْ اسْتَأْذَنَتْهُ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، إِنَّهَا كَانَتْ امْرَأَةً ثَقِيلَةً ثَبِطَةً فَاسْتَأْذَنَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَذِنَ لَهَا (2).

25315 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ، فَيُخَفِّفُهُمَا حَتَّى أَقُولَ: هَلْ قَرَأَ بِأُمِّ الْقُرْآنِ؟ (3).

25316 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ: أَتَرْجِعُ نِسَاؤُكَ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، وَأَرْجِعُ أَنَا بِحَجَّةٍ لَيْسَ مَعَهَا عُمْرَةٌ؟ فَأَقَامَ لَهَا رَسُولُ اللهِ

(1) في (م): عبد الله، وهو تحريف.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24673) غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الله بن نمير.

وأخرجه مسلم (1290)(295)، وابن حبان (3864) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24015).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24125) غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الله بن نمير.

وأخرجه ابن خزيمة (1113) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.

ص: 193

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَالْبَطْحَاءِ، وَأَمَرَهَا فَخَرَجَتْ إِلَى التَّنْعِيمِ، وَخَرَجَ مَعَهَا أَخُوهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، فَأَحْرَمَتْ بِعُمْرَةٍ، ثُمَّ أَتَتِ الْبَيْتَ، فَطَافَتْ بِهِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَقَصَّرَتْ، فَذَبَحَ عَنْهَا بَقَرَةً (1).

25317 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ عز وجل أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ "(2).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الملك: وهو ابن أبي سليمان العَرْزمي، فمن رجال مسلم. ابن نمير: هو عبد الله، وعطاء: هو ابن أبي رباح.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1229) عن أسباط بن محمد، عن عبد الملك، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه مختصراً إسحاق بن راهويه (1218) من طريق ابن جريج، والطبراني في "الأوسط "(4507) من طريق خالد بن دينار، كلاهما عن عطاء، به.

وانظر (24906) و (25838) و (26344) و (26345).

قال السندي: قوله: فذبح عنها بقرة: الموافق لروايات الحديث أن ضمير عنها للنساء، والمراد أنه ذبح عن النساء الأضحية عنهن كما جاءت به الروايات أو للهدية لكونهن متمتعات، لكن سوق هذه الرواية يدل على أنه ذبح عن عائشة لكونها فسخت العمرة ثم قضت بدلها، والله تعالى أعلم.

(2)

حديث صحيح، سَعْد بن سعيد: هو ابن قيس الأنصاري أخو يحيى مختلف فيه، وثقه ابنُ سَعْد والعجلي وابن عمار، وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة تقرب من الاستقامة، ولا أرى بحديثه بأساً بمقدار ما يرويه، واختلف قول ابن معين فيه، فضعَّفه في رواية، وقال في رواية أخرى: صالح، وضعفه أحمد والنسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطئ. وقال =

ص: 194

25318 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو - قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَ: قُلْتُ: أَيْ أُمَّهْ، كَيْفَ كَانَ صِيَامُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يَصُومُ، وَلَمْ أَرَهُ يَصُومُ مِنْ شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلَّا قَلِيلًا، بَلْ كَانَ يَصُومُهُ كُلَّهُ (1).

25319 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، وَرَوْحٌ الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ. قَالَ رَوْحٌ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ، تَقُولُ: كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ عَشْرَ رَكَعَاتٍ، يُوتِرُ بِسَجْدَةٍ، وَيَرْكَعُ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، فَتِلْكَ ثَلَاثَ

= الترمذي: تكلموا فيه من قبل حفظه. قلنا: وقد أخرج له مسلم هذا الحديث في المتابعات، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، والقاسم بن محمد: هو ابن أبي بكر الصديق.

وأخرجه مسلم (783)(218) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد، وزاد: وكانت عائشة إذا عملت عملاً لزمته.

وأخرجه ابن المبارك في "مسنده"(81)، وفي "الزهد"(1329)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1303) من طريق سليمان بن بلال، كلاهما عن سعد بن سعيد، به.

وتحرف في مطبوع سعد بن سعيد إلى: سعيد بن أبي سعيد.

وقد سلف مطولاً برقم (24124).

وانظر (24043) و (25439).

(1)

حديث صحيح، وهو مكرر (25101)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو يزيد بن هارون.

ص: 195

عَشْرَةَ (1).

25320 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَبْطَأْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" مَا حَبَسَكِ يَا عَائِشَةُ؟ " قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فِي الْمَسْجِدِ رَجُلًا مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ قِرَاءَةً مِنْهُ. قَالَ: فَذَهَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا هُوَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي أُمَّتِي مِثْلَكَ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، ابن نمير: هو عبد الله، وروح: هو ابن عبادة، وحنظلة: هو ابن أبي سفيان المكي.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/ 6 - 7 من طريق الإمام أحمد عن ابن نمير، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (738)(128) من طريق عبد الله بن نمير، به.

وأخرجه البخاري (1140)، وأبو داود (1334)، والنسائي في "الكبرى"(1423)، وأبو عوانة 2/ 327، والدارقطني في "السنن" 2/ 33، والبيهقي في "السنن" 3/ 6 - 7، وفي "معرفة السنن والآثار"(5548)، والبغوي في "شرح السنة"(902) من طرق عن حنظلة، به.

وانظر (24057) و (24239).

(2)

حديث حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، غير ابنِ سابط -وهو عبد الرحمن- فمن رجال مسلم، وهو ثقة، كثير الإرسال.

وقد اختلف في إسناده على حنظلة، وهو ابنُ أبي سفيان:

فرواه ابن نُمير -وهو عبد الله- كما في هذه الرواية، وعند الفاكهي في "أخبار مكة" (1729) - وقال: حدثنا حنظلة، عن ابن سابط، عن عائشة.

ورواه ابن المبارك في "الجهاد" -فيما ذكر الحافظ في "الإصابة" 2/ 7 - =

ص: 196

25321 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَتْ (1) يَمِينُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِطَعَامِهِ وَصَلَاتِهِ، وَكَانَتْ شِمَالُهُ لِمَا سِوَى ذَلِكَ (2).

= عن حنظلة بن أبي سفيان، عن ابن سابط، أن عائشة.

ورواه الوليد بن مسلم -فيما أخرجه ابن ماجه (1338)، والحاكم 3/ 225، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 371، والبيهقي في "الشعب" (2148) - فقال: حدثني حنظلة، أنه سمع عبد الرحمن بن سابط الجمحي يحدث عن عائشة. والوليد يدلِّس ويسوي، وقد صرح عند ابن ماجه والبيهقي بالتحديث في كل طبقات السماع.

قال الحافظ في "الإصابة" 2/ 7: وابنُ المبارك أحفظ، ولكن له شاهد أخرجه البزار، عن الفَضْل بن سهل، عن الوليد بن صالح، عن أبي أسامة، عن ابن جُريج، عن ابن أبي مُليكة، عن عائشة، بالمتن دون القصة، ولفظه: قالت: سمع النبي صلى الله عليه وسلم سالماً مولى أبي حذيفة يقرأ من الليل، فقال:"الحمد لله الذي جعل في أمتي مثله". ورجاله ثقات.

قلنا: هو عند البزار (2694)، غير أن فيه ابنَ جريج، وهو مدلِّس، وقد عنعن.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/ 300 وقال: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح.

(1)

في (م): كان.

(2)

حديث حسن بطرقه وشاهده، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن مسروق، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. الأعمش: هو سليمان بن مهران.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 152 و 8/ 559 عن محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن بعض أصحابه، عن مسروق، بهذا الإسناد.

وسيأتي (25373) و (26283) و (26285) وهذه أسانيد ضعيفة لا تخلو من مقال. =

ص: 197

25322 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ ابْنَةِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ عَلَى النِّسَاءِ مِنْ جِهَادٍ؟ قَالَ:" نَعَمْ، عَلَيْهِنَّ جِهَادٌ لَا قِتَالَ فِيهِ: الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ "(1).

25323 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُفِّنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ سُحُولِيَّةٍ، لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ (2).

= وله شاهد من حديث حفصة عند أبي داود (32)، وإسناده ضعيف.

وحبه صلى الله عليه وسلم التيمن في شأنه كله ما استطاع، سلف بإسناد صحيح برقم (24627).

وفي الباب من حديث ابن عمر، سلف برقم (4538).

ومن حديث أبي هريرة، سلف برقم (8652).

ومن حديث أبي قتادة، سلف برقم (19419).

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن فضيل: هو ابن غزوان الضبيِّ.

وأخرجه ابن أبي شيبة ص 76 - 77 (نشرة العمروي)، وابن ماجه (2901)، والفاكهي في "أخبار مكة"(791)، وابن خزيمة (3074)، وابن أبي داود في "المصاحف" ص 101، والدارقطني 2/ 284 من طرق عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24463)، ونحوه برقم (24422).

وانظر (24383).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24122) غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الله بن إدريس.

وأخرجه مسلم (941)، والبيهقي في "السنن" 3/ 400 من طريق عبد الله =

ص: 198

25324 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ ذَكْوَانُ مَوْلَى عَائِشَةَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ الْجَارِيَةِ يُنْكِحُهَا أَهْلُهَا، أَتُسْتَأْمَرُ أَمْ لَا؟ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" تُسْتَأْمَرُ ". قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ لَهُ: فَإِنَّهَا تَسْتَحِي، فَتَسْكُتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" فَذَلِكَ إِذْنُهَا إِذَا هِيَ سَكَتَتْ "(1).

25325 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتِ: اسْتَأْذَنَّا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي الْجِهَادِ، فَقَالَ:" حَسْبُكُنَّ الْحَجُّ، أَوْ جِهَادُكُنَّ الْحَجُّ "(2).

25326 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عُرْوَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ نُكِحَتْ بِغَيْرِ

= ابن إدريس، بهذا الإسناد.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24185)، غير شيخ أحمد، فهو هنا عبد الرزاق، وهو ابن همَّام الصنعاني.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (10285)، ومن طريقه أخرجه ابن راهويه (1098)، ومسلم (1420).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير معاوية بن إسحاق: وهو ابن طلحة بن عبيد الله التيمي، فقد أخرج له البخاري هذا الحديث متابعة. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري.

وقد سلف برقم (24383).

ص: 199

إِذْنِ مَوَالِيهَا (1)، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ - ثَلَاثًا - وَلَهَا مَهْرُهَا بِمَا أَصَابَ مِنْهَا، فَإِنْ اشْتَجَرُوا، فَإِنَّ السُّلْطَانَ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ " (2).

25327 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى شَيْءٍ أَسْرَعَ مِنْهُ إِلَى رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ، وَلَا إِلَى غَنِيمَةٍ يَطْلُبُهَا (3).

(1) في (ظ 2) و (ق): وليها.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسنادٌ حسن من أجل سليمان بن موسى.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (10472)، ومن طريقه أخرجه ابنُ راهويه (699)، وابن الجارود في "المنتقى"(700)، والدارقطني في "السنن" 3/ 221، وفي "العلل" 5/ ورقة 114، والحاكم 2/ 168، والبيهقي في "السنن" 7/ 105.

وسلف من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، عن ابن جريج، برقم (24205).

(3)

إسناده ضعيف لضعف حَكِيمُ بن جُبير، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(4777).

وسيأتي بالرقمين (25844) و (26165).

وقد سلف نحوه بإسناد صحيح برقم (24167) بلفظ: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشدَّ معاهدةً من الركعتين قبل الصبح.

ص: 200

25328 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْجِهَادِ؟ فَقَالَ: " بِحَسْبِكُنَّ الْحَجُّ " أَوْ قَالَ: " جِهَادُكُنَّ الْحَجُّ "(1).

25329 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ الْعُقَيْلِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي لَيْلًا طَوِيلًا قَائِمًا، وَلَيْلًا طَوِيلًا قَاعِدًا. قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ؟ قَالَتْ: كَانَ إِذَا قَرَأَ قَائِمًا رَكَعَ قَائِمًا، وَإِذَا قَرَأَ قَاعِدًا رَكَعَ قَاعِدًا (2).

25330 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، وَالثَّوْرِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (3).

25331 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، قَالَ:

(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (24483)، غير أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرزاق بن همام الصنعاني.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(8811).

وقد سلف برقم (25325).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (24822)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الرزاق بن همام الصنعاني، وشيخه: هو سفيان الثوري.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر سابقه غير أنه قرن هنا بالثوري معمر بن راشد.

ص: 201

سَأَلْتُ (1) عَائِشَةَ: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنَامُ وَهُوَ جُنُبٌ؟ قَالَتْ لِي: رُبَّمَا (2) اغْتَسَلَ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ، وَرُبَّمَا نَامَ قَبْلَ أَنْ يَغْتَسِلَ، وَلَكِنَّهُ كَانَ يَتَوَضَّأُ. قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الدِّينِ (3) سَعَةً (4).

25332 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَكَانَ يَذْكُرُهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَكَذَا كَانَ فِي كِتَابهِ - يَعْنِي الزُّهْرِيَّ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيْئًا غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ، فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا، فَأَخَذَتْهَا، فَشَقَّتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا، وَلَمْ تَأْكُلْ مِنْهَا شَيْئًا، ثُمَّ قَامَتْ، فَخَرَجَتْ هِيَ وَابْنَتَاهَا، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى تَفِيْئَةِ ذَلِكَ، فَحَدَّثْتُهُ حَدِيثَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ ابْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ، فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ، كُنَّ سِتْرًا لَهُ مِنَ النَّارِ "(5).

(1) في (ظ 7) و (ظ 8): سئلت.

(2)

في (م): وربما.

(3)

في (ق) و (ظ 2): في هذا الدين.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عطاء الخراساني -وهو ابن أبي مسلم- فمن رجال مسلم.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" برقم (1076).

وسلف مطولاً من رواية غضيف بن الحارث، عن عائشة برقم (24202).

(5)

إسناده بإثبات عبد الله بن أبي بكر -وهو ابن محمد بن عمرو بن حزم- بين الزُّهري وعروة صحيحٌ على شرط الشيخين. =

ص: 202

25333 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ

= وأخرجه البخاري (1418)، ومسلم (2629)(147)، والترمذي (1915) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، بهذا الإسناد. يعني بإثبات عبد الله ابن أبي بكر ابن حزم فيه.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 379 من طريق عُبيد الله بن أبي زياد الرصافي، عن الزُّهري، به، بإثبات عبد الله بن أبي بكر، كذلك.

وهو عند عبد الرزاق (19693) بإسقاط عبد الله بن أبي بكر، ومن طريقه أخرجه إسحاق بن راهويه (1695)، وعبد بن حميد في "المنتخب"(1473)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(522).

وقد ذكر الحافظ في "الفتح" 10/ 427 أنَّ ابن المبارك رواه عن معمر بإثبات عبد الله بن أبي بكر -وهي رواية البخاري- وأن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، رواه عن معمر مختصراً بإسقاط عبد الله بن أبي بكر من الإسناد -وهي رواية الترمذي (1913) -، ثم قال: فإن كان (يعني إسقاط عبد الله بن أبي بكر) محفوظاً احتمل أن يكون الزُّهري سمعه من عروة مختصراً، وسمعه عنه مطولاً، وإلا فالقول ما قال ابن المبارك. قلنا: الذين رَوَوْهُ عن الزُّهري بإسقاط عبد الله بن أبي بكر: معمرٌ كما في الرواية (24055)، واختُلف عنه، ويونسُ بن يزيد الأَيلي، ومحمدُ بنُ الوليد الزبيدي، وصالحُ بن أبي الأخضر، كما ذكرنا في الرواية المشار إليها.

فهؤلاء جمعٌ رَوَوْهْ عنه بإسقاطه من السند، لكن رواه عنه بإثباته شُعيب بن أبي حمزة كما في الرواية (24572)، ومحمدُ بن أبي حفصة كما في الرواية (26060)، وعُبيد الله ابن أبي زياد الرصافي عند يعقوب بن سفيان كما تقدم. يضاف إلى ذلك أنه كان مثبتاً في كتابه كما ذكر عبد الرزاق في هذه الرواية، مما يرجح أن إثباته أصح، والله أعلم. وبإثباته أخرجه الشيخان كما سلف.

قال السندي: قولها: فدخل النبي صلى الله عليه وسلم على تفيئة ذلك، أي: إثره.

ص: 203

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُومُ عَلَى بَابِ حُجْرَتِي، وَالْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ بِالْحِرَابِ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ لِأَنْظُرَ إِلَى لَعِبِهِمْ مِنْ بَيْنِ أُذُنِهِ وَعَاتِقِهِ، ثُمَّ يَقُومُ مِنْ أَجْلِي، حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّتِي أَنْصَرِفُ، فَاقْدُرُوا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ، الْحَرِيصَةِ عَلَى اللهْوِ (1).

25334 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَلْعَبُ بِاللُّعَبِ، فَيَأْتِينِي صَوَاحِبِي، فَإِذَا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرَرْنَ مِنْهُ، فَيَأْخُذُهُنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَرُدُّهُنَّ إِلَيَّ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مَعْمَر: هو ابنُ راشد.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (19721). ومن طريقه أخرجه إسحاق بن راهويه (781)، والطبراني في "الكبير" 23/ (282)، والبيهقي في "السنن" 7/ 92، وفي "الآداب"(769)، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (5190) من طريق هشام بن يوسف الصنعاني، عن معمر، به.

وسلف مطولاً برقم (24541)، وبرقم (24296) ونقلنا فيه ما ذكره الحافظ في اللعب بالحراب في المسجد.

وانظر (24049).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24298)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الرزاق بن همام الصنعاني، وشيخه: هو معمر بن راشد.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(19722)، ومن طريقه أخرجه إسحاق =

ص: 204

25335 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْفُثُ عَلَى نَفْسِهِ فِي الْمَرَضِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ مِنْهُ بِالْمُعَوِّذَاتِ (1).

25336 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَأَى الْغَيْثَ، قَالَ:" اللهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا "(2).

= ابن راهويه (785)، والطبراني في "الكبير" 23/ (275)، والبيهقي في "السنن" 10/ 220، والبغوي في "شرح السنة"(2336)، بهذا الإسناد.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24927)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الرزاق بن همام الصنعاني.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (19785)، ومن طريقه أخرجه إسحاق (795)، وعبد بن حميد في "المنتخب"(1474)، ومسلم (2192)(51)، والبيهقي في "الدعوات الكبير"(523)، وفي "الآداب" (854) مطولاً بزيادة: قال معمر: فسألت الزهري: كيف كان ينفث على نفسه؟ فقال: كان ينفث على يديه ويمسح بهما وجهه. قالت عائشة: فلما ثقل جعلت أتفل عليه بهن وأمسحه بيد نفسه.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام، ومعمر: هو ابن راشد، وأيوب: هو السختياني.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (19999)، ومن طريقه أخرجه إسحاق ابن راهويه (954)، وعبد بن حميد (1525)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 186 و 3/ 14.

وقد سلف برقم (24589). =

ص: 205

25337 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نِمْتُ، فَرَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ، فَسَمِعْتُ صَوْتَ قَارِئٍ يَقْرَأُ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: هَذَا حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ ". فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كَذَلِكَ الْبِرُّ، كَذَلِكَ الْبِرُّ " وَكَانَ أَبَرَّ النَّاسِ بِأُمِّهِ (1).

25338 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ مَرَضٍ، أَوْ وَجَعٍ، يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ، إِلَّا كَانَ كَفَّارَةً لِذَنْبِهِ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، أَوِ النَّكْبَةِ يُنْكَبُهَا "(2).

25339 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ

= وفي "أطراف المسند" 9/ 200 طريق آخر: عن محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، حدثنا أيوب، عن القاسم بن محمد، عن عائشة. ولم نجده فيما بين أيدينا من نسخ المسند.

(1)

إسناده صحيح، وهو مكرر الحديث (25182) سنداً ومتناً.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(20312)، ومن طريقه أخرجه إسحاق بن راهويه (880)، وابن حبان (2925)، والبيهقي في "السنن" 3/ 373، والبغوي في "شرح السنة"(1422).

وسلف برقم (24573).

وانظر (24114).

ص: 206

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا مَعَهُ فِي مِرْطٍ وَاحِدٍ. قَالَتْ: فَأَذِنَ لَهُ، فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ وَهُوَ مَعِي فِي الْمِرْطِ، ثُمَّ خَرَجَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ عُمَرُ، فَأَذِنَ لَهُ، فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ (1)، ثُمَّ خَرَجَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ عُثْمَانُ، فَأَصْلَحَ عَلَيْهِ ثِيَابَهُ، وَجَلَسَ، فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ، ثُمَّ خَرَجَ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اسْتَأْذَنَ عَلَيْكَ أَبُو بَكْرٍ، فَقَضَى إِلَيْكَ حَاجَتَهُ عَلَى حَالِكَ تِلْكَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَيْكَ عُمَرُ، فَقَضَى إِلَيْكَ حَاجَتَهُ عَلَى حَالِكَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَيْكَ عُثْمَانُ، فَكَأَنَّكَ احْتَفَظْتَ؟ فَقَالَ:" إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ، وَإِنِّي لَوْ أَذِنْتُ لَهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، خَشِيتُ أَنْ لَا يَقْضِيَ إِلَيَّ حَاجَتَهُ "(2).

(1) في (ظ 2) و (ق): وهو على تلك الحال.

(2)

حديث صحيح كما سلف في الرواية (25216)، وهذا إسناد أخطأ فيه معمر، فإن يحيى بن سعيد بن العاص إنما سمعه من أبيه عن عائشة، قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 80: والصحيح عن الزهري، عن يحيى بن سعيد بن العاص، عن أبيه، عن عائشة. قلنا: ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن سعيد بن العاص، فمن رجال مسلم.

وهو عند الإمام أحمد في "فضائل الصحابة"(760).

وعند عبد الرزاق في "مصنفه"(20409)، ومن طريقه أخرجه إسحاق بن راهويه (1140)، وابن حبان (6906)، والبغوي في "شرح السنة"(3900).

وانظر الرواية (24330).

قال السندي: قولها: فكأنك احتفظت، أي: راعيتَه، أو راعيت حالك وهيئتك. يقال: احتفظ بالشيء: إذا اعتنى به.

ص: 207

25340 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي زَوْجًا وَلِي ضَرَّةً، وَإِنِّي أَتَشَبَّعُ مِنْ زَوْجِي، أَقُولُ أَعْطَانِي كَذَا، وَكَسَانِي كَذَا، وَهُوَ كَذِبٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ "(1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على هشام بن عروة:

فرواه مَعْمَر -كما في هذه الرواية، وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(20452)، وإسحاق (736)، والنسائي في "الكبرى"(8920) - عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.

وتابع معمراً وكيعٌ وعبدةُ، كما عند مسلم (2129)، والمباركُ بنُ فَضالة، كما عند الطبراني في "الصغير"(1064)، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 77.

ورواه حماد بنُ زيد وحماد بنُ سلمة -فيما أخرجه الحاكم ص 77 - كلاهما عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

ورواه حُميد بن الأسود -فيما أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8533) والحاكم ص 77 - عن هشام بن عروة، عن أبيه، وقال: عن سفيان بن عبد الله الثقفي. قال الحربي فيما نقله عنه الحاكم: إنما أراد: عن عبد الله بن سفيان، وهو الذي روى عنه يعلى بن عطاء الثقفي.

ورواه أبو معاوية -كما سيرد في الرواية 6/ 345 - ويحيى بن سعيد -كما سيرد 6/ 346 و 6/ 353 - وعبدة فيما أخرجه مسلم (2130)، والنسائي (8922)، ثلاثتهم عن هشام بن عروة، فقال: عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء بنت أبي بكر. وهو الصواب فيما ذكر إبراهيم الحربي -ونقله عنه الحاكم ص 78 - والنسائيُّ، والدارقطنيُّ في "التتبع" ص 345 - 347، والمزيُّ في =

ص: 208

25341 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، وَعَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ عَائِشَةَ: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا؟ قَالَتْ: نَعَمْ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَخِيطُ ثَوْبَهُ، وَيَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ كَمَا يَعْمَلُ أَحَدُكُمْ فِي بَيْتِهِ (1).

= "التحفة" 12/ 211، والحافظ في "الفتح" 9/ 319.

وقد سلف نحوه مطولاً برقم (24593).

قال السندي: قولها: أتَشَبَّعُ من زوجي، أي: أُظهر الشبع بتكلف.

قولها: وهو كذب، أي: قولي كذب، أي: فهل علي فيه إثم، أو لا، كالكذب لمصلحة.

قوله: "ثَوبَيْ زور" أي أنه عمل هو زور في ذاته، وهو مؤذٍ لغيره، فكأنه زُور بوجهين، فكيف لا يكون فيه إثم؟

(1)

حديث صحيح، وله إسنادان: الأول عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، قال: سأل رجل عائشة.

وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.

وتابع معمراً يونسُ بنُ يزيد الأيلي كما في "أطراف المسند" 9/ 147، وهذه الطريق ليست في نسخنا الخطية.

وأخرجه ابن سعد 1/ 366 من طريق الحجاج بن الفرافصة، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 21 من طريق ثور بن يزيد الأيلي، كلاهما عن الزهري، قال: سئلت عائشة. وهو منقطع، والحجاج بن الفرافصة فيه كلام، وفي طريق أبي الشيخ بقية، وهو ضعيف.

والثاني: عبد الرزاق، عن معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه. وهذا إسناد بينا الاختلاف فيه على هشام بن عروة في الرواية رقم (24803).

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20492) ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد =

ص: 209

25342 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى مَخِيلَةً، تَغَيَّرَ وَجْهُهُ، وَدَخَلَ وَخَرَجَ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا مَطَرَتْ، سُرِّيَ عَنْهُ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: " مَا أَمِنْتُ أَنْ يَكُونَ (1) كَمَا قَالَ اللهُ: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ} إِلَى {رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} (2)[الأحقاف: 24].

25343 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَمِعَ صَوْتَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ وَهُوَ

= في "المنتخب"(1482)، وابن حبان (5676) و (6440)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 328، والبغوي (3675).

(1)

في (ظ 8): تكون.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابنُ طاووس: هو عبد الله بن طاووس بن كَيْسان اليماني.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(2000)، وفي "تفسيره" 2/ 347، ومن طريقه أخرجه ابن راهويه (1221)، والنسائي في "الكبرى"(1832)، وأبو الشيخ في "العظمة"(872)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 23.

وسيأتي برقم (26037).

وسلف نحوه برقم (24369).

قولها: مَخِيلة: قال الحافظ: بفتح الميم، وكسر المعجمة، بعدها تحتانية ساكنة: هي السحابة التي يُخال فيها المطر.

وقال السندي: قولها: تغير وجهه، أي: خوفاً من أن يكون عذاباً.

ودخل وخرج

إلخ: كناية عن الاضطراب وعدم الاستقرار على حالة واحدة من كثرة الخوف، والله تعالى أعلم.

ص: 210

يَقْرَأُ، فَقَالَ:" لَقَدْ أُوتِيَ أَبُو مُوسَى مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ "(1).

25344 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ عَائِشَةَ. قَالَ: سَأَلَهَا رَجُلٌ: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُ صَوْتَهُ مِنَ اللَّيْلِ إِذَا قَرَأَ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، رُبَّمَا رَفَعَ، وَرُبَّمَا خَفَضَ. قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الدِّينِ سَعَةً. قَالَ: فَهَلْ كَانَ يُوتِرُ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، رُبَّمَا أَوْتَرَ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، وَرُبَّمَا أَوْتَرَ مِنْ آخِرِهِ. قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الدِّينِ سَعَةً (2).

25345 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، فَإِذَا فَجَرَ الْفَجْرُ، صَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ اتَّكَأَ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على الزُّهري، وقد بسطنا ذلك في الرواية (24097).

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(4177)، ومن طريقه أخرجه إسحاق ابن راهويه (624)، وعبد بن حميد في "المنتخب"(1476)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 181، وفي "الكبرى"(1094) و (8051)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1159).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجالُه ثقاتٌ رجالُ الشيخين، غير عطاء الخراساني -وهو ابن أبي مُسلم- فمن رجال مسلم.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" برقم (4208).

وسلف مختصراً برقم (25203)، ومطولاً من طريق غضيف بن الحارث، عن عائشة برقم (24202).

ص: 211

عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمُؤَذِّنُ يُؤْذِنُهُ لِلصَّلَاةِ (1).

25346 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعْدُ بْنُ هِشَامٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ تَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ بِتِسْعِ رَكَعَاتٍ، وَرَكْعَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ، فَلَمَّا ضَعُفَ، أَوْتَرَ بِسَبْعٍ، وَرَكْعَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ (2).

25347 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، أَنَّ سَعْدَ بْنَ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ - وَكَانَ جَارًا لَهُ - أَخْبَرَهُ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَأَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ، فَذَكَرَتْ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي تِسْعَ رَكَعَاتٍ لَا يَقْعُدُ فِيهِنَّ إِلَّا عِنْدَ الثَّامِنَةِ، فَيَحْمَدُ اللهَ عز وجل

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24057)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الرزاق بن همام الصنعاني.

وهو البيهقي "مصنف" عبد الرزاق (4704) و (4721) و (4770)، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(1470).

قال السندي: قولها: فإذا فَجَرَ الفجر: من أفجر الرجل: إذا دخل في الفجر، فالمراد به حَضَرَ وجاء.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد، والحسن: هو البصري.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (4713)، ومن طريقه أخرجه إسحاق بن راهويه (1318)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 242، وفي "الكبرى"(449).

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5673) و (8130) من طريقين عن الحسن، به.

وقد سلف برقم (24269).

ص: 212

وَيَذْكُرُهُ، وَيَدْعُو، ثُمَّ يَنْهَضُ وَلَا يُسَلِّمُ، ثُمَّ يُصَلِّي التَّاسِعَةَ، فَيَقْعُدُ يَحْمَدُ اللهَ عز وجل وَيَذْكُرُهُ، وَيَدْعُو، ثُمَّ يُسَلِّمُ تَسْلِيمًا يُسْمِعُنَا، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَهُوَ قَاعِدٌ (1).

25348 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي صَلَاةَ الضُّحَى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَيَزِيدُ مَا شَاءَ اللهُ (2).

25349 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي مُعَاذَةُ الْعَدَوِيَّةُ، فَذَكَرَهُ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مطول الرواية السالفة برقم (25302).

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (4714)، ومن طريقه أخرجه إسحاق بن راهويه (1316)، ومسلم (746)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 241، وفي "الكبرى"(448)، وابن نصر المروزي في "مختصر قيام الليل" ص 47، وأبو عوانة 2/ 321 - 323، وابن حبان (2551).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24637)، غير أن شيح أحمد هنا: هو عبد الرزاق بن همام الصنعاني، وشيخه: هو معمر بن راشد.

وهو عند عبد الرزاق (4853)، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 2/ 267، والبيهقي 3/ 47.

(3)

إسناده صحيح، وهو مكرر (24637)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو إبراهيم بن خالد الصنعاني وشيخه: هو رباح بن زيد الصنعاني، وقد أخرج لهما أبو داود والنسائي، وكلاهما ثقة.

ص: 213

25350 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا سَبَّحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُبْحَةَ الضُّحَى. قَالَ: وَقَالَتْ عَائِشَةُ: لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتْرُكُ الْعَمَلَ، وَإِنَّهُ لَيُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَهُ مَخَافَةَ أَنْ يَسْتَنَّ بِهِ النَّاسُ، فَيُفْرَضَ عَلَيْهِمْ. قَالَتْ: وَكَانَ يُحِبُّ مَا خَفَّ عَلَى النَّاسِ (1).

25351 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَأَطَالَ الْقِرَاءَةَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَأَطَالَ الْقِرَاءَةَ وَهِيَ دُونَ قِرَاءَتِهِ الْأُولَى، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ وَهُوَ دُونَ رُكُوعِهِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ، فَصَنَعَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ. ثُمَّ انْصَرَفَ، فَقَالَ: " إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ عز وجل،

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(4867)، ومن طريقه أخرجه إسحاق (819)، وعبد بن حميد (1478)، وأبو عوانة 2/ 267، والبيهقي 3/ 49.

وقد سلف برقم (24056) و (24551).

ص: 214

فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ، فَافْزَعُوا لِلصَّلَاةِ " (1).

25352 -

قَالَ مَعْمَرٌ، وَأَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ مِثْلَ هَذَا، وَزَادَ: قَالَ: " فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ، فَتَصَدَّقُوا وَصَلُّوا "(2).

25353 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا أَخْبَرَتْ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَنْهَا: أَنَّهُمَا شَرَعَا

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (4922)، ومن طريقه أخرجه ابن راهويه (640)، وابن خزيمة (1398)، وأبو عوانة 2/ 375.

وأخرجه البخاري (1058) من طريق هشام بن يوسف، والترمذي (561) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن معمر، به. وقرنَ البخاريُّ بالزُّهريِّ هشامَ ابنَ عروة.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وسلف برقم (24365).

وسلف برقم (24045) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو موصول بإسناد سابقه.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق بإثر (4922)، ومن طريقه أخرجه ابن راهويه (641)، وابن خزيمة (1398).

وأخرجه البخاري (1058) من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، به، وقرن بهشام بنِ عروة الزُّهريَّ.

وسلف برقم (24045).

ص: 215

جَمِيعًا وَهُمَا جُنُبٌ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ (1).

25354 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه. وعطاء: هو ابن أبي رباح.

وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 1/ 309 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وهو عند عبد الرزاق (1028)، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن" 1/ 188.

وأخرجه تمام في "فوائده"(213)(الروض البسام)، والخطيب في "تاريخه" 1/ 309 من طريق الدارقطني، عن محمد بن أحمد بن صالح بن أحمد بن حنبل، عن أبيه أحمد بن صالح، عن جده أحمد بن حنبل، عن روح بن عبادة، عن مالك بن أنس، عن سفيان الثوري، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عائشة. قال الدارقطني: هكذا حدثنا به هذا الشيخ، وهذا الحديث إنما يعرف عن روح، عن ابن جريج، ليس فيه مالك ولا الثوري، والله أعلم.

قال الخطيب: لم أر هذا الحديث من رواية أحمد بن حنبل عن روح بن عبادة، عن ابن جريج.

وأخرجه ابن راهويه (1202)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 25، والطبراني في "مسند الشاميين"(748)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1118 من طرق، عن عطاء، به.

وقد سلف برقم (24014).

قال السندي: قولها: أنهما شرعا جميعاً، أي: في الاغتسال.

وهما جُنُب: الجُنُب، بضمتين: ما يصح إطلاقه على الواحد والكثير، قال الله تعالى:{وإن كنتم جنباً فاطهروا} [المائدة:6].

ص: 216

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ، وَخُلِقَ (1) الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ، وَخُلِقَ آدَمُ عليه السلام مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ "(2).

25355 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا (3) ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ - عَنِ الْمُعْتَكِفِ وَكَيْفَ سُنَّتُهُ - عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُمَا: " أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَعْتَكِفُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ عز وجل (4).

(1) في (م): وخلقت.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (25194) سنداً ومتناً.

(3)

في (م): أنبأنا.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على ابن جُرَيج:

فرواه عبد الرزاق، ومحمد بن بكر -كما في هذه الرواية- عن ابن جُريج، عن الزُّهري، عن سعيد بن المسيب وعروة، قالا: أخبرتْهما عائشة.

ورواه محمد بن بكر أيضاً، كما في الرواية (25358)، وعبد المجيد بنُ عبد العزيز، كما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 154، عن ابن جُريج، عن الزُّهري، عن عروةَ وابنِ المسيب: يُحدِّث عروةُ عن عائشة، وابنُ المسيب عن أبي هريرة. قال أبو زرعة: والصحيح عندي: الزهري، عن عروة، عن عائشة، وابنُ المسيب، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الدارقطني في "العلل": والصواب من هذه الأحاديث قول من قال: عن الزُّهري، عن عروة، عن عائشة. قلنا: =

ص: 217

25356 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ أَخِي يَحْيَي بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ، كَكَسْرِهِ وَهُوَ حَيٌّ " قَالَ: يَرَوْنَ أَنَّهُ فِي الْإِثْمِ. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَظُنُّهُ قَوْلَ دَاوُدَ (1).

= ورواية ابن المسيب المرسلة سترد فيما يأتي.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7682) -ومن طريقه أخرجه ابن الجارود في "المنتقى"(407)، وابن حبان (3665) - عن معمر وابن جريج، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة. وجمع عبد الرزاق -ومن طريقه ابن حبان- إلى هذه الرواية روايةَ سعيد بن المسيب عن أبي هريرة.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3336)، والدارقطني في "السنن" 2/ 201 من طريق حجاج، والدارقطني أيضاً من طريق القاسم بن معن، كلاهما عن ابن جريج، به. زاد النسائي والدارقطني: ثم اعتكف أزواجه من بعده. وسلفت هذه الزيادة برقم (24613). وزاد الدارقطني: وإن السنة للمعتكف أن لا يخرج إلا لحاجة الإنسان، ولا يتبع جنازة، ولا يعود مريضاً، ولا يمس امرأة ولا يباشرها، ولا اعتكاف إلا في مسجد جماعة، وسنة من اعتكف أن يصوم، ثم ذكر الدارقطني أن هذه الزيادة ليست من قول النبي صلى الله عليه وسلم وأنها من كلام الزهري، ومن أدرجها في الحديث فقد وهم.

قلنا: سلف ذكر هذه الزيادة في الرواية (24613)، وذكرنا أن البيهقي قال: قيل أنه من قول عروة.

واختُلف فيه على الزُّهري: فأخرجه النسائي في "الكبرى"(3337) عن قتيبة بن سعيد، عن ليث، عن الزُّهري، عن سعيد مرسلاً.

وسلف من طريق عُقيل، عن الزُّهري برقم (24613).

(1)

هو مكرر (24308) غير شيخ أحمد، فقد رواه هناك عن ابن نُمير، عن سعد بن سعيد، وروي موقوفاً ومرفوعاً، كما بسطناه هناك. =

ص: 218

25357 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهَا أَرْسَلَتْ هِيَ وَأَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَهْلِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنْ مُرُّوا بِهِ عَلَيْنَا فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى نُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَمَرُّوا بِهِ عَلَيْهِنَّ فِي الْمَسْجِدِ (1)، فَصَلَّى عَلَيْهِ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ النَّاسُ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ، فَقَالَتْ: أَلَا تَعْجَبُونَ مِنَ النَّاسِ حِينَ يُنْكِرُونَ هَذَا، فَوَاللهِ مَا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى سُهَيْلِ (2) بْنِ بَيْضَاءَ إِلَّا فِي الْمَسْجِدِ (3).

= وهو عند عبد الرَّزَّاق في "مصنفه"(6256)، ومن طريقه أخرجه الدارقطني في "السنن" 3/ 188، والبيهقي في "السنن" 4/ 58. وقرن عبدُ الرزاق بداود ابن جريج، وقرن الدارقطنيُّ به ابنَ جريج وأبا بكر بن محمد.

وسترد رواية ابن جريج برقم (25645).

(1)

قولها: حتى نصلي عليه، فمروا به عليهن في المسجد، ساقطة من (م).

(2)

في (م): سهل، وهو خطأ.

(3)

حديث صحيح، قد اختلف فيه على موسى بن عقبة:

فرواه ابن جريج، وهو عبد الملك بن عبد العزيز -كما في هذه الرواية- عنه، عن عبد الواحد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير، فقال: عن عبد الرحمن بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة.

ورواه وهيب بن خالد -فيما أخرجه ابن سعد 3/ 148، والبخاري في "تاريخه" 4/ 103، ومسلم (973)(100) - وعبد الله بن المبارك -فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 68، وفي "الكبرى"(2095)، والبيهقي في "السنن" 4/ 51، وفي "معرفة السنن والآثار"(7691)، وابن عبد البر في "الاستذكار" =

ص: 219

25358 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ حَدِيثِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَابْنِ الْمُسَيِّبِ: يُحَدِّثُ عُرْوَةَ (1)، عَنْ عَائِشَةَ. وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَفْعَلُ ذَلِكَ حَتَّى تَوَفَّاهُ الْمَوْتُ صلى الله عليه وسلم (2).

= 8/ 272 - كلاهما عنه، عن عبد الواحد، فقالا: عن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 92: والصحيح ما رواه وهيب، عن موسى بن عقبة.

قلنا: وعباد بن عبد الله بن الزبير ثقة أخرج له الشيخان، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وانظر ما علقه الحافظ في "التعجيل" 1/ 802 - 803 في ترجمة عبد الرحمن بن عبد الله بن الزبير.

وأخرجه إسحاق (367)، ومسلم (973)(99)، والترمذي (1033)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 68، وفي "الكبرى"(2094)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ " 1/ 251، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 492، والبيهقي في "السنن" 4/ 51، وفي "السنن الصغير"(1095)، وابن عبد البر في "الاستذكار" 8/ 272، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 478 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عبد الواحد بن حمزة، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، به. قال الترمذي: وهذا حديث حسن.

وقد سلف برقم (24498).

(1)

في (م): يحدث عن عروة، وهو خطأ.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على ابن جريج، وبسطنا الاختلاف فيه في الرواية (25355)، وذكرنا أن الصحيح رواية الزهري، عن عروة، عن عائشة، ورواية سعيد بن المسيب، عن النيي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

وأخرجه ابن خزيمة (2223) من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد. =

ص: 220

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا الْحَدِيثُ هُوَ هَكَذَا فِي كِتَابِ الصِّيَامِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَائِشَةَ، وَفِي الِاعْتِكَافِ وَحْدَهَا.

25359 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، يَزْعُمُ (1) أَنَّ عُرْوَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهَا قَطُّ بَعْدَ الْعَصْرِ إِلَّا رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ (2).

25360 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ. وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَ: قَالَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: سَمِعْتُ أَهْلَ عَائِشَةَ يَذْكُرُونَ عَنْهَا: أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَدِيدَ الْإِنْصَابِ لِجَسَدِهِ (3) فِي الْعِبَادَةِ، غَيْرَ أَنَّهُ حِينَ دَخَلَ فِي السِّنِّ وَثَقُلَ مِنَ اللَّحْمِ، كَانَ أَكْثَرُ مَا يُصَلِّي

= وسلفت رواية ابن المسيب، عن أبي هريرة برقم (7784).

وقوله: هكذا في كتاب الصيام، يعني: من مصنف عبد الرزاق، ولم نجده في كتاب الاعتكاف في المطبوع منه.

(1)

في (ظ 7) و (ظ 8): فزعم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- صرَّح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وابن بكر: هو محمد البرساني.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (3978).

وقد سلف برقم (24235).

(3)

في هامش (ق) و (ظ 2) و (هـ): لبدنه.

ص: 221

وَهُوَ قَاعِدٌ (1).

25361 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَمُتْ حَتَّى كَانَ (2) يُصَلِّي كَثِيرًا مِنْ صَلَاتِهِ وَهُوَ جَالِسٌ (3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن جريج مدلس ولم يصرح هنا بالسماع. وعبد الله بن عبيد الله: هو ابن أبي مليكة، وقد أخطأ في اسمه ابن بكر: وهو محمد البرساني فقال: عبيد الله بن أبي مليكة، ولم يسمِّ ابنُ أبي مليكة أحداً من أهل عائشة الذين سمع منهم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (4092).

وقولها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد الإنصاب لجسده في العبادة، له شاهد من حديث عائشة، سيرد برقم (24844)، وفيه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام حتى تفطر رجلاه.

وقولها: غير أنه حين دخل في السن وثَقُلَ من اللحم كان أكثر ما يصلي وهو قاعد سيأتي نحوه بإسنادٍ صحيحٍ برقم (26202).

قال السندي: قولها: شديد الإنصاب، بكسر الهمزة، أي: الإتعاب والاجتهاد.

(2)

في (ق) و (هـ) و (م): صار، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8) و (ظ 2) وهامش (ق) و (هـ).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، عثمان بن أبي سليمان -وهو ابن جبير بن مطعم القرشي المكي- من رجاله. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني. =

ص: 222

25362 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، قَالَ: قَالَ عُرْوَةُ: قَالَتْ عَائِشَةُ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ، فَصَلَّى فِي الْمَسْجِدِ، فَثَابَ رِجَالٌ فَصَلَّوْا مَعَهُ بِصَلَاتِهِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ تَحَدَّثُوا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ خَرَجَ، فَصَلَّى فِي الْمَسْجِدِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ، فَاجْتَمَعَ اللَّيْلَةَ الْمُقْبِلَةَ أَكْثَرُ مِنْهُمْ، قَالَتْ: فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ (1) جَوْفِ اللَّيْلِ، فَصَلَّى وَصَلَّوْا مَعَهُ بِصَلَاتِهِ، ثُمَّ أَصْبَحَ فَتَحَدَّثُوا بِذَلِكَ، فَاجْتَمَعَ اللَّيْلَةَ الثَّالِثَةَ نَاسٌ كَثِيرٌ حَتَّى كَثُرَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ، قَالَتْ: فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ فَصَلَّى، فَصَلَّوْا مَعَهُ، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ، اجْتَمَعَ النَّاسُ حَتَّى كَادَ الْمَسْجِدُ يَعْجَزُ عَنْ أَهْلِهِ، فَجَلَسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَخْرُجْ، قَالَتْ: حَتَّى سَمِعْتُ نَاسًا مِنْهُمْ يَقُولُونَ: الصَّلَاةَ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا صَلَّى صَلَاةَ الْفَجْرِ سَلَّمَ، ثُمَّ قَامَ فِي النَّاسِ، فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ شَأْنُكُمُ اللَّيْلَةَ، وَلَكِنِّي

= وهو في "مصنف" عبد الرزاق (4090)، ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة (1239).

وأخرجه مسلم (732)(116)، والترمذي في "الشمائل"(276)، والنَّسائي في "المجتبى" 3/ 222، وابن خزيمة (1239)، وأبو عوانة 2/ 220، والبيهقي 2/ 490، والبغوي في "شرح السنة"(981) من طريقين عن ابن جريج، به.

وانظر (24191).

(1)

في (م): اغتسل من جوف الليل، بزيادة اغتسل، وهي مقحمة على النص.

ص: 223

خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ، فَتَعْجَزُوا عَنْهَا " (1).

25363 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَقُولُ: مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي سُبْحَةَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- صرَّح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وابن بكر: هو محمد البُرْساني، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7747)، ومن طريقه أخرجه ابنُ خزيمة (1128)(مختصراً)، بهذا الإسناد. إلا أن عبد الرزاق قرن بابن جريج معمراً.

وأخرجه البخاري (924) و (2012)، والبيهقي في "السنن" 2/ 493، وفي "معرفة السنن والآثار"(5407)، وفي "السنن الصغير"(816) من طريق عقيل، والنسائي في "المجتبى" 4/ 155، وفي "الكبرى"(2505) من طريق شعيب، كلاهما عن الزهري، به.

زاد البخاري (2012): فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك.

وهذه الزيادة هي من كلام الزهري، وقد ذكرها البخاري عقب الرواية (2009)، فقال: قال ابن شهاب: فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس على ذلك، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر وصدراً من خلافة عمر رضي الله عنهما.

قال الحافط في "الفتح" 4/ 252: أي على ترك الجماعة في التراويح.

وأخرجه أبو يعلى (4788) من طريق ابن وهب، عن عبد الله بن عمر، عن أبي النضر، عن أبي سلمة، عن عائشة، به مطولاً.

وسيرد بالارقام (25446) و (25496) و (25954) و (25955).

وانظر (24124).

ص: 224

الضُّحَى. قَالَ: وَكَانَتْ (1) عَائِشَةُ تُسَبِّحُهَا، وَكَانَتْ تَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتْرُكُ الْعَمَلَ خَشْيَةَ أَنْ يَسْتَنَّ بِهِ النَّاسُ، فَيُفْرَضَ عَلَيْهِمْ (2).

25364 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى شَيْءٍ مِنَ النَّوَافِلِ بِأَشَدَّ مُعَاهَدَةً مِنْهُ عَلَى الرَّكْعَتَيْنِ أَمَامَ الصُّبْحِ، سَمِعْتُ هَذَا مِنْ عَطَاءٍ مِرَارًا (3).

25365 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " الْمَاهِرُ فِي الْقُرْآنِ (4) مَعَ

(1) في (ظ 7): فكانت.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- صرّح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 406، وأبو عوانة 2/ 267 من طريقين عن ابن جريج، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24056) و (24551).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24167)، إلا أن شيخي الإمام أحمد هنا هما عبد الرَّزَّاق بنُ همَّام الصنعاني، وابنُ بكر: وهو محمد البُرْساني.

(4)

في (ظ 7) و (ظ 8): الماهر بالقرآن.

ص: 225

السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَؤُهُ (1) وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ، يَتَتَعْتَعُ (2) فِيهِ، لَهُ أَجْرَانِ اثْنَانِ " (3).

25366 -

حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: اشْتَرَيْتُ بَرِيرَةَ، فَاشْتَرَطَ أَهْلُهَا وَلَاءَهَا، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اشْتَرِيهَا فَأَعْتِقِيهَا، فَإِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْطَى الْوَرِقَ " قَالَتْ: فَاشْتَرَيْتُهَا، فَأَعْتَقْتُهَا. قَالَتْ: فَدَعَاهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَخَيَّرَهَا مِنْ زَوْجِهَا، فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا، وَكَانَ زَوْجُهَا حُرًّا (4).

(1) في النسخ الخطية و (م): يقرأ، والمثبت من الرواية المكررة برقم (24667).

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): يتعتع.

(3)

حديث صحيح، وهو مكرر (24667) سنداً ومتناً.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. جرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور. هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.

وأخرجه إسحاق (1541) -ومن طريقه البيهقي 7/ 223 - والبخاري (2536) و (6758)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 163 و 7/ 300، وفي "الكبرى"(5642) و (6238) و (6402)، والبيهقي 7/ 223 و 10/ 338 - 339 من طريق جرير، بهذا الإسناد. إلا أن البخاري لم يذكر صفة زوجها، وجاء وصفه بأنه كان حراً من قول الأسود عند إسحاق والبيهقي.

وأخرجه إسحاق (1542)، والبخاري (6754)، وابن حبان (4271)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4372) و (4398)، والبيهقي 7/ 223 من طرق عن منصور، به. =

ص: 226

25367 -

حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، مِثْلَ حَدِيثِ مَنْصُورٍ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: كَانَ زَوْجُهَا عَبْدًا وَلَوْ كَانَ حُرًّا لَمْ يُخَيِّرْهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

25368 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْتِي الْمِخْضَبَ،

= وقوله: وكان زوجها حراً هو من قول الأسود كما سلف، وقد بيَّنا ذلك أيضاً في روايته (24150)، فانظرها لزاماً.

وقد سلف برقم (24053).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. جرير: هو ابن عبد الحميد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً إسحاق (746)، ومسلم (1504)(9)، وأبو داود (2233)، والترمذي (1154)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 164 - 165، وفي "الكبرى"(5644) و (5015) و (6402)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 82، وفي "شرح مشكل الآثار" 11/ 189 و (4406)، وابن حبان (4272)، والبيهقي في "السنن" 7/ 132 و 221 من طريق جرير، بهذا الإسناد.

وقوله: كان زوجها عبداً ولو كان حراً لم يخيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم هو من قول عروة، بين ذلك في رواية إسحاق والنسائي.

وأخرجه إسحاق (747)، ومسلم (1504)(13)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 165، وفي "الكبرى"(5017) و (5645)، والبيهقي 7/ 221 من طريق يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة بلفظ: كان زوج بريرة عبداً.

وقد سلف برقم (24053)، وانظر ما قبله.

ص: 227

فَيَغْتَسِلُ (1) مِنْهُ مِنَ الْجَنَابَةِ بَعْدَمَا يُصْبِحُ، ثُمَّ يَظَلُّ يَوْمَهُ ذَلِكَ (2) صَائِمًا (3).

25369 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ (4).

25370 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَرَجَ مِنْ مُغْتَسَلِهِ حَيْثُ يَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ، يَغْسِلُ قَدَمَيْهِ (5).

(1) في (ظ 7) و (ظ 8): يغتسل.

(2)

في (ظ 7): كذلك.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على الشعبي، وقد بينا ذلك في الرواية (25675).

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2993) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.

وا نظر (24062).

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الملك -وهو ابن أبي سليمان- من رجاله. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، وعطاء: هو ابن أبي رباح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 36، وأبو يعلى (4457) من طريق هشيم، بهذا الإسناد. زاد أبو يعلى: ولكنه كان يبدأ فيتوضأ.

وأخرجه ابن حبان (1193) من طريق زائدة بن قدامة، عن عبد الملك، به.

وقد سلف برقم (25353).

(5)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل الذي يروي عن =

ص: 228

25371 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَكَانُ الْكَيِّ التَّكْمِيدُ، وَمَكَانُ الْعَلَاقِ السَّعُوطُ، وَمَكَانُ النَّفْخِ اللَّدُودُ "(1).

= الأسود بن يزيد، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. هُشَيم: هو ابن بشير السُّلمي، وخالد: هو ابن مِهْران الحذاء.

وسلف مطولاً برقم (24648).

وانظر (24257).

(1)

إسناده ضعيف. إبراهيم -وهو ابن يزيد النَّخَعي- لم يسمع من عائشة، ومغيرة -وهو ابن مقسم الضبي- روايته عن إبراهيم ضعيفة. هُشيم: هو ابن بشير.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 97 - 98، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن إبراهيم لم يسمع من عائشة.

قال السندي: قوله: مكان الكيّ، بالنصب على الظرف.

التكميد: هو أن تسخن خرقة، وتوضع على الوجع، ويتابع مرة بعد مرة، ليسكن. والمراد أن الأَولى الاكتفاء بالتكميد مكان الكي، إذا كان فيه غناء الكي، لأنه أقل تعباً.

ومكان العَلاق، بفتح العين، وقيل: بتثليث العين، قيل: لعله اسم بمعنى الإعلاق، وهو المشهور، وهو معالجة مرض وورم للصغار في الحَلْق، بإدخال الإصبع، وإخراج الدم منه.

السَّعوط، بالفتح، وقد يُروى بالضم: ما يجعل من الدواء في الأنف، والمراد هاهنا ما يتخذ من القسط الذي يقال له: العود الهندي.

ومكان النفخ، وهو بفاء وخاء معجمة، كانوا إذا اشتكى أحدُهم حَلْقَه، نفخوا فيه، فجعلوا اللدَود مكان النفخ، وهو -بفتح اللام- ما يوضع في الفم.

ص: 229

25372 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: لَمَّا أَمَرَ (1) النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ بِأُولَئِكَ الرَّهْطِ، فَأُلْقُوا فِي الطَّوِيِّ: عُتْبَةُ وَأَبُو جَهْلٍ وَأَصْحَابُهُ، وَقَفَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ:" جَزَاكُمُ اللهُ شَرًّا مِنْ قَوْمِ نَبِيٍّ، مَا كَانَ أَسْوَأَ الطَّرْدِ وَأَشَدَّ التَّكْذِيبِ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ تُكَلِّمُ قَوْمًا قَدْ (2) جَيَّفُوا؟ فَقَالَ:" مَا أَنْتُمْ بِأَفْهَمَ لِقَوْلِي (3) مِنْهُمْ، أَوْ: لَهُمْ أَفْهَمُ لِقَوْلِي مِنْكُمْ "(4).

25373 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ

(1) البيهقي (ق) و (ظ 7) و (هـ) و (م): لما مرَّ، والمثبت من (ظ 8).

(2)

لفظ: "قد" من (ظ 7) و (ظ 8).

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8): لقولٍ.

(4)

إسناده ضعيف لانقطاعه، إبراهيم -وهو ابن يزيد النخعي- لم يسمع من عائشة، ورواية مغيرة بن مِقْسم عنه ضعيفة. هُشيم: هو ابن بشير السلمي.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/ 90، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات، إلا أن إبراهيم لم يسمع من عائشة، ولكنه دخل عليها.

وسيأتي نحوه برقم (26361).

قال السندي: قولها: بأولئك الرهط، أي: رهط المشركين الذين قُتلوا ببدر.

قولها: في الطويّ: بتشديد الياء، على وزن كريم، والمراد البئر المطوية.

قوله: "ما كان أسوأ الطرد" وهو صيغة التعجب، وكان زائدة، والطرد بالنصب، أي: أيُّ شيء أسوأ طردكم نبيكم.

قولهم: جيَّفوا، بتشديد الياء على بناء الفاعل، أي: صاروا جيفاً.

ص: 230

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُفْرِغُ يَمِينَهُ لِمَطْعَمِهِ وَلِحَاجَتِهِ، وَيُفْرِغُ شِمَالَهُ لِلِاسْتِنْجَاءِ وَلِمَا هُنَاكَ (1).

25374 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا كَانَتْ تَغْسِلُ رَأْسَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ حَائِضٌ، وَهُوَ مُعْتَكِفٌ يُخْرِجُ رَأْسَهُ مِنَ الْمَسْجِدِ إِلَى الْحُجْرَةِ (2).

25375 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَتَّزِرُ وَأَنَا حَائِضٌ، فَأَدْخُلُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِحَافَهُ (3).

25376 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ

(1) حديث حسن بطرقه وشاهده، وهذا إسناد ضعيف، إبراهيم: وهو ابن يزيد النخعي لم يسمع من عائشة، والمغيرة: وهو ابن مقسم الضبي ضعيف في روايته عن إبراهيم. هشيم: هو ابن بشير.

وقد سلف برقم (25321).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، المغيرة: وهو ابن مِقْسَم الضبي، يدلس عن إبراهيم: وهو ابن يزيد النخعي، وقد عنعن، وضعف أحمد روايته عن إبراهيم وحده، وإبراهيم لم يثبت له سماع من عائشة، بينهما الأسود بن يزيد النخعي كما سيأتي (25563) و (26248). وهو الصواب فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 64.

وانظر (24041).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

وقد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (24824)، وانظر (24173).

ص: 231

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَدْ خَيَّرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاخْتَرْنَاهُ، فَلَمْ يَعُدَّ ذَلِكَ طَلَاقًا (1).

25377 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنَامُ وَهُوَ جُنُبٌ، وَلَا يَمَسُّ مَاءً (2).

(1) حديثٌ صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على مغيرة، وهو ابن مِقْسم الضَّبِّي.

فرواه هُشَيْمٌ -وهو ابنُ بشير- كما في هذه الرواية، وحسنُ بن صالح، وشعيبُ بن الحبحاب -كما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 146 - عن مغيرة، عن إبراهيم، عن عائشة، وهو منقطع.

ورواه إسرائيل، كما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 146 عن مغيرة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة.

قال الدارقطني في "العلل": والصحيح عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة.

وأخرجه مسلم (1477)(28)، وأبو يعلى (4371)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 345، من طريق إسماعيل بن زكريا، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(139) من طريق رَوْح بن مسافر، كلاهما عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1356) من طريق أبي حمزة -وهو ميمون الأعور القصاب- وابنُ عدي في "الكامل" 3/ 999، من طريق حماد بن أبي سليمان، كلاهما عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، به.

وسلف برقم (24181).

(2)

حديث صحيح، دون قوله: ولا يمسُّ ماءً. وهو مكرر (25135) سنداً ومتناً.

ص: 232

25378 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ. وَبَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُعَاذَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: مُرُوا أَزْوَاجَكُنَّ أَنْ يَغْسِلُوا عَنْهُمْ أَثَرَ الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ، فَإِنِّي أَسْتَحْيِيهِمْ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَفْعَلُهُ. قَالَ بَهْزٌ: مُرْنَ أَزْوَاجَكُنَّ (1).

25379 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ. وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَغْتَسِلَ بَدَأَ بِكَفَّيْهِ فَيَغْسِلْهُمَا (2)، ثُمَّ أَفَاضَ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ، فَغَسَلَ مَرَاقَّهُ، حَتَّى إِذَا أَنْقَى أَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى الْحَائِطِ، ثُمَّ غَسَلَهَا، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الطَّهُورَ، وَأَفَاضَ عَلَيْهِ الْمَاءَ (3).

(1) حديث صحيح، وله إسنادان: الأول: عن محمد بن جعفر، عن سعيد: وهو ابن أبي عروبة- عن قتادة، عن معاذة، عن عائشة، ومحمد بن جعفر وإن سمع من سعيد وهو ابن أبي عروبة بعد اختلاطه، قد توبع كما سيرد برقم (25994).

والثاني: عن بهز، قال: حدثنا همام، عن قتادة، عن معاذة، عن عائشة. وهو مكرر (24639) سنداً ومتناً.

(2)

في (م) وهامش (ق) و (ظ 2): فغسلهما.

(3)

إسناده صحيح، سعيد: وهو ابن أبي عروبة قد اختلط، وسماع محمد بن جعفر منه بعد اختلاطه، إلا أنه قد توبع بعبد الوهاب: وهو ابن عطاء الخَفَّاف، وهو ممن سمع من سعيد قبل اختلاطه، وكان عالماً به. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي معشر: وهو زياد بن كليب التميمي من رجال مسلم، وهو ثقة. =

ص: 233

25380 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ. وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ (1).

25381 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ (2) أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْجَنَابَةِ مِنْ (3) إِنَاءٍ وَاحِدٍ (4).

= وأخرجه أبو داود (243) من طريق محمد بن أبي عدي، عن سعيد، بهذا الإسناد.

وانظر (24257).

(1)

حديث صحيح، محمد بن جعفر -وإن سمع من سعيد بن أبي عروبة بعد الاختلاط- توبع بعبد الوهاب -وهو ابن عطاء الخفاف، وسماعه من سعيد قبل الاختلاط، وكان عالماً به- وعبدة بن سليمان كما سيأتي في التخريج، وهو قد سمع منه قبل الاختلاط كذلك. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(1380) عن عبدة بن سليمان، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24915).

(2)

في (م): محمد بن عمرو بن أبي سلمة، وهو خطأ.

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8): في.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو: وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي، وقد أخرج له البخاري مقروناً ومسلم في المتابعات، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. =

ص: 234

25382 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَفْتَتِحُ صَلَاتَهُ بِالتَّكْبِيرِ، وَيَفْتَتِحُ الْقِرَاءَةَ بِـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} . وَيَخْتِمُهَا بِالتَّسْلِيمِ (1).

25383 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنِ النَّخَعِيِّ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَبْعَثُ بِالْهَدْيِ، فَنَفْتِلُ لَهَا قَلَائِدَهَا، ثُمَّ لَا يُمْسِكُ عَنْ شَيْءٍ مِمَّا يُمْسِكُ عَنْهُ الْمُحْرِمُ (2).

= وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 337 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24014).

(1)

حديث صحيح، محمد بن جعفر -وإن سمع من سعيد: وهو ابن أبي عروبة بعد الاختلاط- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الدارمي (1236) عن جعفر بن عون، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 203 من طريق أسباط بن محمد، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، به، وأسباط قد سمع من سعيد قبل الاختلاط.

وقد سلف مطولاً بإسناد صحيح برقم (24030).

قلنا: وقد جاء عند أحمد (26402) عن أسباط، عن شعبة، فليحرر!

(2)

حديث صحيح، سعيد: وهو ابن أبي عروبة -وإن كان اختلط، وسماع محمد بن جعفر منه بعد اختلاطه- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو معشر: هو زياد بن كليب، والنخعي: هو إبراهيم بن يزيد. =

ص: 235

25384 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ بُرَيْدَةَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، مَا أَقُولُ؟ قَالَ:" تَقُولِينَ: اللهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ (1) تُحِبُّ الْعَفْوَ، فَاعْفُ عَنِّي "(2).

= وأخرجه أبو يعلى (4852) من طريق ابن أبي عدي، عن سعيد، بهذا الإسناد.

وابن أبي عدي سمع من سعيد بعد الاختلاط كذلك.

وقد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (24020).

(1)

في (ق): عفوٌّ كريم.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، ابنُ بُريدة: هو عبد الله. وكَهْمَس: هو ابن الحسن، وقد روي موقوفاً.

وأخرجه إسحاق (1361)، والترمذي (3513)، والنسائي في "الكبرى"(10708) و (10709) و (10710) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(872) و (873) و (874) - وابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة"(767) من طرق عن كَهْمَس، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه الحاكم 1/ 530، واقره الذهبي، وصححه النووي في، الأذكار" ص 248، وقول الدارقطني في السنن 3/ 233 لم يسمع عبد الله بن بريدة من عائشة شيئاً فيه نظر، ولم يتابع عليه.

وأخرجه موقوفاً ابن أبي شيبة 10/ 206، والبيهقي في "الشُّعَب"(3702) عن أبي معاوية، عن الشيباني، وهو أبو إسحاق، عن العباس بن ذَرِيح، عن شُريح بن هانئ، عن عائشة، قالت: لو عرفتُ أي ليلة ليلة القدر ما سألتُ الله فيها إلا العافية. وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10714) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(878) - من طريق يزيد، عن حميد، عن عبد الله بن جبير، عن مسروق، عن عائشة، قالت: لو علمتُ أيَّ ليلة ليلة القدر، لكان دعائي فيها أن أسالَ الله =

ص: 236

25385 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ. وَيَزِيدُ، قَالَ أَخْبَرَنَا (1). وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ: عَنْ كَهْمَسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ شَقِيقٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: أَكَانَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي صَلَاةَ الضُّحَى؟ قَالَتْ: لَا إِلَّا أَنْ يَجِيءَ مِنْ مَغِيبِهِ، قَالَ: قُلْتُ (2: أَكَانَ يُصَلِّي جَالِسًا؟ قَالَتْ: بَعْدَمَا حَطَمَهُ النَّاسُ، قَالَ: قُلْتُ: أَكَانَ يَقْرَأُ السُّورَ؟ (3) فَقَالَتْ: الْمُفَصَّلَ 2)، قَالَ: قُلْتُ: أَكَانَ يَصُومُ شَهْرًا كُلَّهُ؟ قَالَتْ: مَا عَلِمْتُهُ صَامَ شَهْرًا كُلَّهُ إِلَّا رَمَضَانَ، وَلَا أَعْلَمُهُ أَفْطَرَ شَهْرًا كُلَّهُ حَتَّى يُصِيبَ مِنْهُ، حَتَّى مَضَى لِوَجْهِهِ، قَالَ يَزِيدُ: يَقْرِنُ، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (4).

= العَفْوَ والعافية. وعبد الله بن جُبير لم نقف له على ترجمة، ولم يرد هذا الحديث في "تحفة الأشراف" ولم يترجم له المِزي في "تهذيبه". ويزيد: هو ابن هارون، وحميد: هو الطويل.

وسيرد بالأرقام (25495) و (25497) و (25505) و (25741) و (26215).

(1)

لفظ: "أخبرنا" ليس في (م).

(2 - 2) ما بينهما جاء في هامش (ظ 8): سقط من ابن المذهب.

(3)

في (م): السُّورَةَ، وهو خطأ.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (24334)، غير أن شيوخ أحمد هنا: هم محمد بن جعفر ويزيد بن هارون، وأبو عبد الرحمن المقرئ عبد الله بن يزيد.

وأخرجه مختصراً أبو داود (956)، والحاكم 1/ 265 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه =

ص: 237

25386 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمِقْدَامَ بْنَ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَ: رَكِبَتْ عَائِشَةُ بَعِيرًا، فَكَانَ (1) مِنْهُ صُعُوبَةٌ، فَجَعَلَتْ تُرَدِّدُهُ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ، فَإِنَّهُ لَا يَكُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ "(2).

= بهذا اللفظ، ووافقه الذهبي.

وأخرجه بتمامه ومختصراً إسحاق بن راهويه (1300)، ومسلم (717)(76)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 152، وفي "الكبرى"(2494)، وابن خزيمة (539) و (1230) و (1241)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 345، والطبراني في "الأوسط "(2296) من طرق عن كهمس، به.

وأخرجه مختصراً الطيالسي (1555) عن الصلت بن دينار، عن عبد الله بن شقيق، قال: قلت لعائشة: أكان رسول الله يقرن بين السورتين؟ قالت: لا، إلا المفصل.

وقوله: في صلاة الضحى، قد سلف (24025).

وقوله: في الصلاة جالساً، قد سلف نحوه برقم (24019).

وقوله: في صومه رمضان، إلخ، قد سلف برقم (24334).

وقوله: في القرن بين السورتين، سيرد برقم (25687) و (25829).

وفي باب قراءة السور في ركعة عن ابن مسعود مرفوعاً برقم (3607).

وعن ابن عمر موقوفاً، وقد سلف (4610).

قال السندي: قولها: بعدما حطمه الناس، أي: كسروه وأثقلوا عليه، أي: بعد أن كبر وضعف، فكأنهم كسروه.

يقرأ السور، أي: المتعددة في ركعةٍ واحدة.

(1)

في (م): وكان، وفي (ق) و (ظ 2): فرأت فيه صعوبة، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الحديث (24938)، إ لا=

ص: 238

25387 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ مُعَاذَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، فَيُبَادِرُنِي وَأُبَادِرُهُ، حَتَّى أَقُولَ: دَعْ لِي، دَعْ لِي (1).

25388 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ، عَنْ مُعَاذَةَ: أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتْ عَائِشَةَ: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الضُّحَى؟ قَالَ: قَالَتْ: نَعَمْ أَرْبَعًا (2)، وَيُزِيدُ مَا شَاءَ اللهُ (3).

= أن شيخ الإمام أحمد هنا هو محمد بن جعفر.

وأخرجه مسلم (2594)(79)، والبيهقي في "الشعب"(4813) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24723)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو محمد بن جعفر، وشيخه: هو شعبة.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 130 و 202، وفي "الكبرى"(241) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 24، والبيهقي في "السنن" 1/ 188 من طريقين عن شعبة، به.

(2)

لفظ: "أربعاً" ليس في (م).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24924)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو محمد بن جعفر غندر.

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1532) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (719) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وانظر لزاماً أقوال أهل العلم في صلاة الضحى في "زاد المعاد" 1/ 341 - 360.

ص: 239

25389 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ، عَنْ مُعَاذَةَ، قَالَتْ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ؟ فَقَالَتْ: إِنَّ الْمَاءَ لَا يُجْنِبُهُ (1) شَيْءٌ، قَدْ كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ (2).

25390 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَخْبِرِينِي عَمَّا نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْأَوْعِيَةِ؟ قَالَتْ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ (3)

(1) في (ق) و (هـ) و (ظ 2) و (م): لا ينجسه، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8) وهامش (ق) و (هـ) و (ظ 2).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد الرِّشْك: هو ابن أبي يزيد الضُّبعي.

وأخرجه البغوي في "الجعديات"(1536) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(1383)، والبغوي في "الجعديات"(1536)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 26، والبيهقي في "السنن" 1/ 187 من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه ابن خزيمة (251)، وابن حبان (1192) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن يزيد الرِّشْك، به.

وقد سلف برقم (24723).

(3)

والحنتم من (م)، ليست في النسخ الخطية.

ص: 240

وَالْمُزَفَّتِ (1).

25391 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَجَّاجٌ. قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ امْرَأَةً مُسْتَحَاضَةً سَأَلَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقِيلَ: إِنَّمَا هُوَ عِرْقٌ عَانِدٌ، وَأُمِرَتْ أَنْ تُؤَخِّرَ الظُّهْرَ وَتُعَجِّلَ الْعَصْرَ، وَتَغْتَسِلَ غُسْلًا وَاحِدًا، وَتُؤَخِّرَ الْمَغْرِبَ وَتُعَجِّلَ الْعِشَاءَ، وَتَغْتَسِلَ لَهُمَا غُسْلًا وَاحِدًا، وَتَغْتَسِلَ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ غُسْلًا (2). قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: غُسْلًا وَاحِدًا (3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، حماد -وهو ابن أبي سليمان الأشعري- ثقة إمام مجتهد، حسن الحديث روى له مسلم مقروناً بغيره، وأصحاب السنن، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6828)، وأبو عوانة 5/ 295، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 224 من طريقين، عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي كذلك 4/ 224 من طريق روح بن عبادة، عن حماد، به. ولفظه: سألتُ عائشة عن الأوعية التي حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: القرع، والمَزفت، وهي جرارٌ خضرٌ كان يُجاء بها من مصر، مزفَّتة.

وقد سلف برقم (24840).

(2)

لفظ: "غسلاً" ليس في (ظ 7) و (ظ 8).

(3)

حديث ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (24879)، فانظرها لزاماً. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.

وأخرجه الطيالسي (1419) -ومن طريقه البيهقي 1/ 352 - وأبو داود (294) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(328) - والدارمي (777)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 100، والبيهقي في "السنن" 1/ 352 من =

ص: 241

25392 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ يُحَدِّثُ: عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ لَهَا ثَوْبٌ فِيهِ تَصَاوِيرُ مَمْدُودًا (1) إِلَى سَهْوَةٍ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي إِلَيْهِ (2)، فَقَالَ:" أَخِّرِيهِ عَنِّي ". قَالَتْ: فَأَخَّرْتُهُ، فَجَعَلْتُهُ وَسَائِدَ (3).

= طرق عن شعبة، به. وزاد بعضهم قول شعبة: فقلت لعبد الرحمن: أعن النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لا أحدثك عن النبي صلى الله عليه وسلم بشيء.

وأخرجه البيهقي 1/ 352 من طريق الحسن بن سهل، عن عاصم، عن شعبة، عن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عائشة مرفوعاً، وقال: هكذا رواه أبو بكر بن إسحاق الفقيه، عن الحسن بن سهل بن عبد العزيز، وهو غلط من جهة الحسن.

(1)

في (ظ 2) و (ق) و (م): ممدود.

(2)

في (ظ 2) و (ق) و (م): إليها، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8) وهو الموافق لرواية مسلم وابن خزيمة، وهي من طريق محمد بن جعفر.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجَّاج: هو ابن محمد المِصِّيصي.

وأخرجه مسلم (2107)(93)، وابن خزيمة (844) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1423)، وابن راهويه في "مسنده"(973) و (974)، ومسلم (2107)(93)، والنَّسائي في "المجتبى" 2/ 67 - 68 و 8/ 213 - 214، وفي " الكبرى"(9777)، والدارمي (2662)، وأبو عوانة 2/ 71 و 72، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 284 من طرق عن شعبة، به.

وسلف برقم (24218)، وانظر (24081).

قال السندي: قوله: ممدود إلى سَهْوة، بفتح فسكون: بيتٌ صغير منحدر في الارض قليلاً.

ص: 242

25393 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ، يُحَدِّثُ: عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا أَرَادَتْ أَنْ تَشْتَرِيَ بَرِيرَةَ لِلْعِتْقِ، فَاشْتَرَطُوا وَلَاءَهَا، فَذَكَرَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" اشْتَرِيهَا وَأَعْتِقِيهَا، فَإِنَّ الْوَلَاءَ لِمَنْ أَعْتَقَ "، وَأُهْدِيَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَحْمٌ، فَقَالُوا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: هَذَا مَا تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ. فَقَالَ: " هُوَ لَهَا صَدَقَةٌ، وَهُوَ لَنَا هَدِيَّةٌ " وَخُيِّرَتْ. فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَكَانَ زَوْجُهَا حُرًّا. قَالَ شُعْبَةُ: ثُمَّ سَأَلْتُهُ عَنْ زَوْجِهَا؟ فَقَالَ: لَا أَدْرِي (1).

25394 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (2578)، ومسلم (1075)(173) و (1504)(12)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 300، وفي "الكبرى"(6239) و (6405)، والبيهقي 10/ 338 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1417)، ومسلم (1504)(12)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 165 - 166، وفي "الكبرى"(5648)، والبيهقي 7/ 220 من طريقين، عن شعبة، به.

وجاء عند الطيالسي: فقال: ما أدري أحر هو أم عبد، قال شعبة: فقلت لسماك بن حرب: إني أتقي أن أسأله عن الإسناد، فسله أنت، فقال: وكان في خلقه، فقال له سماك بعدما حدث: أحدثك هذا أبوك عن عائشة؟ فقال عبد الرحمن: نعم، فلما خرج قال لي سماك: يا شعبة، استوثقت لك منه.

قلنا: قد ثبت أنه عبد، انظر الرواية السالفة برقم (24150).

وقد سلف برقم (24053).

ص: 243

عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنَ الْجَنَابَةِ (1).

25395 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، أَنَّهُ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى عَائِشَةَ، قَالَ: قُلْتُ: وَكَيْفَ كَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا؟ قَالَ: كَانَ يَخْرُجُ مَعَ خَالِهِ الْأَسْوَدِ. قَالَ: وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَائِشَةَ إِخَاءٌ وَوُدٌّ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصّيصي الأعور، وعبد الرحمن بن القاسم: هو ابن محمد بن أبي بكر.

وأخرجه ابن خزيمة (250) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1416)، وإسحاق بن راهويه (960)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 128 - 129 و 201، وفي "الكبرى"(237)، وابن حبان (1262) و (1264)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2121، والبيهقي في "السنن" 1/ 188 من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه الطيالسي (1421)، وابن راهويه (961)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار"(1482) من طريقين عن القاسم، به.

وسيرد برقم (25593).

وقد سلف برقم (24014).

(2)

أثر صحيح، محمد بن جعفر -وإن سمع من سعيد، وهو ابن أبي عروبة، بعد اختلاطه- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو معشر: هو زياد بن كليب.

وأخرجه ابن سعد 6/ 271 عن عبد الوهَّاب بن عطاء، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 334، وابن حبان في "الثقات" 4/ 9 من طريق خالد بن =

ص: 244

25396 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَمَّتِهِ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ - أَوْ لَمْ يُصَلِّ إِلَّا رَكْعَتَيْنِ - أَقُولُ: يَقْرَأُ فِيهِمَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ؟ (1).

25397 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عُرْفُطَةَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالْمُزَفَّتِ (2).

= الحارث، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد، وهما ممن سمع من سعيد قبل الاختلاط، وكان عبد الوهَّاب عالماً به.

وقد أنكر علي ابن المديني لقاء إبراهيم لعائشة، فقال في "علله" ص 65: ابراهيم النخعي لم يلق أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. قيل له: فعائشة؟ قال: هذا لم يروه غير سعيد بن أبي عروبة، عن أبي معشر، عن إبراهيم، وهو ضعيف.

قلنا: وقد قال بدخوله عليها ابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة. انظر "المراسيل" لابن أبي حاتم: ص 9 - 10.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24687) سنداً ومتناً.

قال السندي: قولها: أو لم يصل إلا ركعتين، أي: لم يصل من التطوع إلَّا سُنَّة الفجر.

(2)

إسناده صحيح على خطأ في اسم أحد رواته، فقد وهم شعبة في اسم خالد بن علقمة، فسماه هنا مالك بن عرفطة، وقد نبه على هذا الوهم الإمام =

ص: 245

25398 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ الْوَجَعَ عَلَى أَحَدٍ أَشَدَّ مِنْهُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

= أحمد كما في الرواية (26072)، وأبو داود، وأبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 2/ 33 - 34، وخالد بن علقمة روى له أصحاب السنن خلا الترمذي، وهو ثقة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد خير: وهو ابن يزيد الكوفي، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة كذلك.

وأخرجه الطيالسي (1538)، وإسحاق بن راهويه (1229) و (1249) من طريق النضر بن شميل، عن شعبة، بهذا الإسناد.

وقد رواه أبو عوانة عن شعبة، فأخطأ فيه كذلك فيما أخرجه الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 61.

ثم رجع إلى الصواب فيما أخرجه عنه الخطيب في "تاريخه" 7/ 400، فقال: عن شعبة، عن خالد بن علقمة، عن عبد خير، به.

قال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 2/ 29: كان شعبة يخطئ في اسم خالد بن علقمة، وكان أبو عوانة يقول: خالد بن علقمة، فقال شعبة: لم يكن بخالد بن علقمة، وإنما كان مالك بن عرفطة، فلقنه الخطأ وترك الصواب. قلنا: ثم رجع أبو عوانة الى الصواب، وقد نبه على ذلك الحافظ في "التقريب" في ترجمة خالد.

وسيأتي برقم (26072)، وقد سلف برقم (24024).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مهران، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.

وأخرجه مسلم (2570)(00) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (5646)، ومسلم (2570)، من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه الطيالسي (1536)، ومن طريقه الترمذي (2397)، وابن حبان =

ص: 246

25399 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ خَيْثَمَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ، قَالَ: قُلْنَا لِعَائِشَةَ: إِنَّ فِينَا رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَحَدُهُمَا يُعَجِّلُ الْإِفْطَارَ وَيُؤَخِّرُ السُّحُورَ، وَالْآخَرُ يُؤَخِّرُ الْإِفْطَارَ وَيُعَجِّلُ السُّحُورَ. قَالَ: فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَيُّهُمَا الَّذِي يُعَجِّلُ الْإِفْطَارَ وَيُؤَخِّرُ السُّحُورَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ هُوَ عَبْدُ اللهِ، فَقَالَتْ: كَذَا كَانَ يَصْنَعُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

25400 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" وَلَدُ الرَّجُلِ مِنْ كَسْبِهِ، مِنْ أَطْيَبِ كَسْبِهِ "(2).

25401 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الضُّحَى، يُحَدِّثُ عَنْ مَسْرُوقٍ

= (2918) من طريق أبي عامر العقدي، كلاهما عن شعبة، عن الأعمش، قال: سمعت أبا وائل يقول: قالت عائشة، فذكره. لم يُذكر مسروق في الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه مسلم (2570)(44)، وأبو يعلى (4536) من طريق جرير، عن الأعمش، به.

وسيرد برقم (25481).

(1)

هو مكرر (24213).

(2)

حديث حسن لغيره، وهذا إسناد تقدم الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (24032).

ص: 247

عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: قَدْ خَيَّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نِسَاءَهُ، أَفَكَانَ طَلَاقًا (1)؟!

25402 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: لَقَدْ رَأَيْتُ وَبِيصَ الطِّيبِ فِي رَأْسِ (2) رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْرِمٌ (3).

25403 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مِهْران الأعمش، وأبو الضُّحى: هو مسلم بن صُبيح، ومسروق: هو ابن الأجدع.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/ 56، و"الكبرى"(5313) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخر جه الطيالسي (1403)، وابن راهويه (1454)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 161، و"الكبرى"(5637)، وابن حبان (4267)، من طرق عن شعبة، به.

وسلف من طريق أبي معاوية عن الأعمش برقم (24181).

وقولها: أفكان طلاقاً؟ قال السندي في حاشيته على النسائي: أي: فالتخيير ليس بطلاق إذا اختارت الزوج.

(2)

في (ق): في مفرق.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مِهْران الأعمش، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعي، والأسود: هو ابن يزيد النَّخعي.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 140، وفي "الكبرى"(3678)، من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24781).

ومن وجه آخر برقم (24105).

ص: 248

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُشَاكُ شَوْكَةً، فَمَا فَوْقَهَا، إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً "(1).

25404 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ. وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الْمَعْنَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا: " نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ " قَالَتْ: فَقُلْتُ: إِنِّي حَائِضٌ، فَقَالَ:" إِنَّهَا لَيْسَتْ فِي يَدِكِ ". فَنَاوَلْتُهُ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (1380) عن شعبة، عن الأعمش ومنصور، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (25429) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي وائل، عن عائشة، به.

وسلف برقم (24156).

وانظر (24114).

(2)

إسناداه صحيحان على شرط مسلم. فقد رواه شعبة وسفيان، كلاهما عن الأعمش، عن ثابت بن عبيد، عن القاسم بن محمد، عن عائشة. وثابت بن عبيد، من رجال مسلم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن حبان (1358) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن الأعمش، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24695) عن عفان، عن شعبة، عن الأعمش، به.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(1258)، ومن طريقه أخرجه ابن =

ص: 249

25405 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا كَانَتْ تَغْتَسِلُ هِيَ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ (1).

25406 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْمُونَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَحْوَصِ، يُحَدِّثُ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَجُلًا مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَوْ ذُكِرَ رَجُلٌ عِنْدَهُ - فَقَالَ:" بِئْسَ عَبْدُ اللهِ وَأَخُو الْعَشِيرَةِ " ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّ لَهُ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً. قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ قَالَ: حَتَّى كَأَنَّ لَهُ عِنْدَهُ مَنْزِلَةٌ (2). (3)

= الجارود في "المنتقى"(102).

وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(214) و (783)، وابن حبان (1357)، والبغوي في "شرح السنة"(320) من طرق عن سفيان، به.

وقد سلف برقم (24184).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24953) سنداً ومتناً.

(2)

قوله: قال شعبة

إلى آخر كلامه، ليس في (م).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على أبي الأحوص: فرواه محمد بن جعفر، عن شعبة، عن إبراهيم بن ميمون، عن أبي الأحوص، فقال: عن عروة بن المغيرة بن شعبة. ورواه عبد الصمد بن عبد الوارث، كما في الرواية (24505)، بهذا الإسناد إلى أبي الأحوص، فقال: عن مسروق. ورواه الطيالسي (1406) عن شعبة، بهذا الإسناد إلى أبي الأحوص، فقال: عن مسروق، أو عن عروة بن أبي الجعد. =

ص: 250

25407 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ - قَالَ حَجَّاجٌ: عَنْ رَجُلٍ - قَالَ: دَخَلَ نِسْوَةٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: أَنْتُنَّ اللَّاتِي تَدْخُلْنَ الْحَمَّامَاتِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا مِنَ امْرَأَةٍ وَضَعَتْ ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ بَيْتِهَا إِلَّا هَتَكَتْ سِتْرًا بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللهِ عز وجل ". قَالَ حَجَّاجٌ: " إِلَّا هَتَكَتْ سِتْرَهَا "(1).

25408 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2).

= وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 104 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وانظر (24106).

(1)

إسناده صحيح. أبو المليح: هو ابن أسامة الهذلي ثقة من رجال الشيخين، وقد أبهمه الحجاج بن محمد المصيصي في روايته عن شعبة، فقال: عن رجل، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه أبو داود (4010) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1518) -ومن طريقه الترمذي (2803)، والبيهقي في "السنن" 7/ 308 - والحاكم 4/ 288 - 289 من طريق آدم بن أبي إياس، كلاهما (الطيالسي وآدم) عن شعبة، عن منصور، عن سالم، عن أبي المليح، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن.

وقد سلف برقم (24140).

(2)

صحيح وهو مكرر سابقه، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الرزاق بن =

ص: 251

25409 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، فَسَأَلْتُهَا عَنْ غُسْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْجَنَابَةِ؟ قَالَتْ: كَانَ يُؤْتَى بِإِنَائِهِ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ يَصُبُّ مِنَ الْإِنَاءِ عَلَى فَرْجِهِ فَيَغْسِلُهُ، ثُمَّ يُفْرِغُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى فَيَغْسِلُهَا، ثُمَّ يُمَضْمِضُ (1) وَيَسْتَنْشِقُ، ثُمَّ يُفْرِغُ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ يَغْسِلُ سَائِرَ جَسَدِهِ (2).

25410 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُ إِحْدَانَا إِذَا كَانَتْ حَائِضًا (3)، فَتَتَّزِرُ، ثُمَّ يُضَاجِعُهَا. قَالَ هَذَا بِالْمُبَارَكِ، ثُمَّ يُبَاشِرُهَا (4).

= همام الصنعاني، وشيخه: هو سفيان الثوري.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (1132)، ومن طريقه أخرجه الحاكم 4/ 288، وسكت عنه، وقال الذهبي: على شرط البخاري ومسلم!

وأخرجه ابن ماجه (3750)، والبيهقي في "الشعب"(7771) من طريقين عن سفيان، به.

وقد سلف برقم (24140).

(1)

في (ظ 7) و (ظ 8) و (ق): يتمضمض.

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر (25108)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا محمد بن جعفر.

(3)

في (م): إذا حاضت.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 649 من طريق محمد بن جعفر، بهذا =

ص: 252

25411 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَنَمًا، ثُمَّ لَا يَحْرُمُ مِنْهُ شَيْءٌ (1).

= الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1375)، وأبو داود (268)، والنسائي في "الكبرى"(9119)، وأبو عوانة 1/ 308 - 309، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 36، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 166 من طرق عن شعبة، به.

وقد رواه عن شعبة حجاجُ بنُ نصير، فأخطأ في إسناده، فجعل المُبَارَك -وهو اسمُ موضعٍ فوق واسط- اسمَ راوٍ، وأسقط منصور من الإسناد، وذلك فيما أخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 649 عن ابن صاعد، عن محمد بن إشكاب -في المطبوع بالسين المهملة، وهو خطأ- عن حجاج بن نصير، حدثنا شعبة، عن المبارك، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، فذكر الحديث. قال ابن عدي: قال لنا ابن صاعد: قلت لابن إشكاب: مَن مبارك هذا؟ فقال: لا أدري. قال لنا ابن صاعد: وانما قال له شعبة: حدثنا منصور بالمبارك -الموضع الذي يقرب من واسط- فلقن عنه المبارك، فجعل اسم الموضع اسم رجل، وأسقط منصور من الإسناد لما طال عليه، وفي حديث غندر بيان ذلك.

قلنا: وحجاج بن نصير ضعيف جداً، كان يلقن، ويدخل في حديثه ما ليس منه. وهذا الحديث منها.

وقد سلف مطولاً برقم (25279).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24603)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو محمد بن جعفر، وشيخه: هو شعبة.

وأخرجه الطيالسي (1377) -ومن طريقه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(877) - والنسائي في "المجتبى" 5/ 173، وفي "الكبرى" =

ص: 253

25412 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَكُونُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي، فَإِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَقُومَ، كَرِهْتُ أَنْ أَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَنْسَلُّ انْسِلَالًا (1).

25413 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: كَانَتْ دِيمَةً (2).

= (3766) من طريق خالد كلاهما (الطيالسي وخالد) عن شعبة، بهذا الإسناد، إلا أن الطيالسي قرن بالأعمش منصوراً. ولم يذكر النسائي قوله:"ثم لا يحرم منه شيء".

وقد سلف برقم (24020).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.

وأخرجه الطيالسي (1379)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 65 - 66، وفي "الكبرى"(831)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 462 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24153).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وسلف برقم (24162).

وقولها: كانت ديمة. الديمة في الأصل المطر الدائم في سكون، =

ص: 254

25414 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُبَاشِرُ (1) وَهُوَ صَائِمٌ (2).

25415 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ لِعَائِشَةَ: إِنَّهُ يَدْخُلُ عَلَيْكِ الْغُلَامُ الْأَيْفَعُ الَّذِي مَا أُحِبُّ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيَّ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَمَا لَكِ فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ؟ قَالَتْ: إِنَّ امْرَأَةَ أَبِي حُذَيْفَةَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ سَالِمًا يَدْخُلُ عَلَيَّ وَهُوَ رَجُلٌ، وَفِي نَفْسِ أَبِي

= قال أبو تمام:

ديمةٌ سَمْحَةُ القِيادِ سكوبُ

مستغيثٌ بها الثرى المكروبُ

لو سَعَتْ بُقعة لإعظام نُصحي

لسَعَى نحوَهَا المكانُ الجديبُ

شبهت صلاته في المداومة عليها مع الاقتصاد بديمة المطر. وأصل الكلمة: دومة بالواو، فانقلبت ياءً للكسرِ، ومثلها: ميزان وميقات.

(1)

في (ظ 7) و (ظ 2) و (هـ) وهامش (ق): يباشرها.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، حجَّاج: هو ابن محمد المصِّيصي، ومنصور: هو ابنُ المعتمر.

وأخرجه مسلم (1106)(67) -ومن طريقه ابن حزم في "المحلَّى" 6/ 206 - من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24130)، وذكرنا الاختلاف فيه على منصور بن المعتمر وعلى إبراهيم النخعي، وبرقم (24110).

ص: 255

حُذَيْفَةَ مِنْهُ شَيْءٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَرْضِعِيهِ حَتَّى يَدْخُلَ عَلَيْكِ "(1).

25416 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْروِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُنَا إِذَا كَانَتْ إِحْدَانَا حَائِضًا أَنْ تَتَّزِرَ، ثُمَّ تَدْخُلَ مَعَهُ فِي لِحَافِهِ (2).

25417 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَلَا صَخَّابًا فِي الْأَسْوَاقِ، وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ مِثْلَهَا، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ (3). (4)

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1453)(29) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً بنحوه (1453)(30)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 104، والطبراني في "الأوسط" (6565) من طريق بُكَير: وهو ابن عبد الله بن الأشج- عن حميد بن نافع، به.

وقد سلف نحوه برقم (24108).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الدارمي (1048)، والبيهقي في "السنن" 1/ 314 من طريقين عن شعبة، بهذا الإسناد.

وقد سلف بنحوه برقم (24824).

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8): يغفر أو يصفح.

(4)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي عبد الله الجَدَلي -واسمه عبد، وقيل: عبد الرحمن بن عبد- فقد روى له أصحاب =

ص: 256

25418 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. قَالَ بَهْزٌ: حَدَّثَنَا أَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يُحَدِّثُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا رَجُلٌ، فَكَأَنَّهُ

= السنن خلا ابن ماجه، وهو ثقة. أبو إسحاق: هو السَّبيعي.

وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(340)، والبغوي في "شرح السنة"(3668) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1520)، والترمذي في "السنن"(2016)، والطبراني في "مكارم الاخلاق"(58)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 315، وفي "شُعب الإيمان"(8297)، وفي "السنن" 7/ 45، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي"(829) من طرق عن شعبة، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرج ابن سعد 1/ 363، وإسحاق (1610) و (1611)، والحاكم 2/ 614 من طريق العَيْزار بن حُرَيْث، قال: قالت عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكتوب في الإنجيل: لا فَظّ ولا غليظ، ولا صخّاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة مثلها، ولكن يعفو ويصفح.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

وسيرد برقمي (25990) و (26091).

وقولها: لم يكن فاحشاً ولا مُتَفَحِّشاً، له شاهد من حديث عبد الله بن عمرو، عند البخاري (6029)، ومسلم (2321)، وسلف برقم (6504)، وانظر تتمة شواهد هناك.

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عند البخاري (2125)، ولفظه:

ليس بفَظّ ولا غليظ، ولا سخاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر.

ص: 257

غَضِبَ، فَقَالَتْ: إِنَّهُ أَخِي، قَالَ:" انْظُرْنَ مَا إِخْوَانُكُنَّ، فَإِنَّمَا الرَّضَاعَةُ مِنَ الْمَجَاعَةِ "(1).

25419 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ يَهُودِيَّةً دَخَلَتْ عَلَيْهَا، فَذَكَرَتْ عَذَابَ الْقَبْرِ، فَقَالَتْ لَهَا: أَعَاذَكِ اللهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ. فَسَأَلَتْ عَائِشَةُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، فَقَالَ:" نَعَمْ، عَذَابُ الْقَبْرِ حَقٌّ ". قَالَتْ عَائِشَةُ: فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي صَلَاةً بَعْدُ إِلَّا تَعَوَّذَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24632) سنداً ومتناً، إلا أن الإمام أحمد رواه هنا عن محمد بن جعفر أيضاً.

وأخرجه مسلم (1455) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأشعث بن سُليم: هو ابن الأسود ابن حنظلة، ويقال له: أشعث بن أبي الشعثاء، ومسروق: هو ابن الأجدع.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(874)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 56، وفي "الكبرى"(1231) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1411)، وابن راهويه (1476)، والبخاري (1372)، والبيهقي في "الاعتقاد والهداية" ص 149، وفي "إثبات عذاب القبر"(175) و (176) من طرق عن شعبة، به. قال البخاري عقبه: زاد غندر: عذاب القبر حق.

وأخرجه هنَّاد في "الزهد"(346)، ومسلم (586)(126)، والآجري في "الشريعة" ص 359، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(173) من طريق أبي الأحوص، عن أشعث، به. وسقط من مطبوع الآجري: عن أبيه، من الإسناد.

وسلف من طريق شقيق بن سلمة، عن مسروق، برقم (24178).

وانظر (24301).

ص: 258

25420 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَبَهْزٌ وَحَجَّاجٌ، قَالُوا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ - قَالَ حَجَّاجٌ وَبَهْزٌ: أَخْبَرَنِي شُعْبَةُ - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ - قَالَ بَهْزٌ: ابْنُ وَرْدَانَ، وَقَالَ حَجَّاجٌ: مُجَاهِدُ بْنُ وَرْدَانَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَأَثْنَوْا عَلَيْهِ خَيْرًا - عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: تُوُفِّيَ مَوْلًى لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمِيرَاثِهِ، فَقَالَ:" هَاهُنَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ قَرْيَتِهِ؟ " قَالَ بَهْزٌ: قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ:" فَأَعْطُوهُ إِيَّاهُ "(1).

25421 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الرَّجُلِ يَتَطَيَّبُ عِنْدَ إِحْرَامِهِ، فَقَالَ: لَأَنْ

(1) إسناده حسن، وهو مكرر (25054) غير أن شيوخ أحمد هنا: هم محمد بن جعفر وبهز بن أسد العمي، وحجاج بن محمد المصيصي الأعور، وشيخهم هو شعبة.

وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(917) من طريق محمد بن جعفر، والنسائي في "الكبرى"(6392) من طريق حجاج، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1465)، وإسحاق (853)، وأبو داود (2902)، والنسائي في "الكبرى"(6391)، والبيهقي في "السنن" 6/ 243، والبغوي في "شرح السنة"(2230) من طرق عن شعبة، به. قال أبو داود: وحديث سفيان أتم. يعني السالف برقم (25054).

قال السندي: قوله: "هاهنا أحد من أهل قريته" لعله أعطاه، إما لأن المال له صلى الله عليه وسلم بالولاء، فأراد به التصدق على من له اختصاص بالمولى، أو لأن المال لبيت المال، إن قلنا: أنه صلى الله عليه وسلم لا يرث، كما أنه لا يورث، فاختار به بعضَ المستحقِّين ممن كان له اختصاص بالمولى، والله تعالى أعلم.

ص: 259

أَطَّلِيَ بِقَطِرَانٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَفْعَلَهُ. قَالَ: فَسَأَلَ أَبِي عَائِشَةَ، وَأَخْبَرَهَا بِقَوْلِ ابْنِ عُمَرَ، فَقَالَتْ: يَرْحَمُ اللهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ، ثُمَّ يُصْبِحُ مُحْرِمًا يَنْتَضِحُ (1) طِيبًا (2).

25422 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ:

(1) في (ظ 8) يتنضخ، وعند البخاري ومسلم: ينضخ. قال ابن الأثير في "النهاية": قيل: هو بالخاء المعجمة فيما ثخن، كالطيب، وبالمهملة فيما رقَّ، كالماء، وقيل: هما سواء، وقيل: بالعكس.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه بتمامه ومختصراً البخاري (267)، ومسلم (1192)(48)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 209 و 5/ 141، و"الكبرى"(3684)، وابن خزيمة (2588)، وابنُ عبد البَرّ في "التمهيد" 19/ 308، من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (216)، وابن راهويه (1627) و (1628)، والبخاري (270)، ومسلم (1192)(47) و (49)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 203 و 5/ 141، و"الكبرى"(3685)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 132، والطبراني في "الأوسط"(239)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 228، والبييهقي في "السنن" 5/ 35، و"معرفة السنن والآثار"(9490)، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 308، من طرق عن إبراهيم، به.

وسلف برقم (24105).

قال السندي: قوله: أطَّلي، بتشديد الطاء، افتعال: من: طليتُه بنُورة: إذا لطختَه به، أي: أن أصير مطَّلياً، وقال ذلك لعدم علمه الحِلّ.

ص: 260

سَأَلْتُ عَائِشَةَ: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ الْأَيَّامَ الْمَعْلُومَةَ مِنَ الشَّهْرِ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ (1).

25423 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ طَلْحَةَ - قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: ابْنُ عَبْدِ اللهِ - عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا سَأَلَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: إِنَّ لِي جَارَيْنِ، فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي؟ قَالَ:" أَقْرَبِهِمَا (2) مِنْكِ بَابًا "(3).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الله بن شقيق، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري في "الأدب المفرد". خالد: هو ابن مهران الحذاء.

وأخرجه الطيالسي (1556)، وابن راهويه (1309) من طريقين عن شعبة، بهذا الإسناد.

وانظر (25127).

قال السندي: قوله: الأيام المعلومة، لعلها أيام البِيض.

(2)

رواية البخاري: إلى أقربهما، وكذلك سيأتي (25535).

(3)

إسناده صحيح على شرط البخاري، طلحة بن عبد الله: وهو ابن عبد الله بن عثمان التيمي من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي، وأبو عمران الجوني: هو عبد الملك بن حبيب.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(2595)، وفي "الأدب المفرد"(108) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن المبارك في "المسند"(10)، وفي "الزهد"(720)، والطيالسي (1529)، وإسحاق بن راهويه (1367)، والبخاري في "صحيحه"(2259) و (6020)، وفي "الأدب المفرد"(107)، والحسين المروزي في زوائده على "البر والصلة" لابن المبارك (259)، وابن أبي الدنيا في "مكارم =

ص: 261

25424 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ طَلْحَةَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ بَنِي تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ

= الأخلاق" (335)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2797)، والبيهقي في "السنن" 6/ 275 و 7/ 28، والخطيب في "تاريخه" 7/ 275 من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه أبو داود (5155) من طريق الحارث بن عبيد، عن أبي عمران الجوني، به.

ورواه جعفر بن سليمان الضُّبَعي عن أبي عمران، فاختُلف عليه فيه:

فأخرجه البيهقي في "السنن" 6/ 28 من طريق عبد الرزاق، عن جعفر بن سليمان، عن أبي عمران، عن طلحة بن عبد الله بن عوف، عن عائشة، به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2799) من طريق خالد بن أبي يزيد، والحاكم 4/ 167 من طريق أبي الربيع الزهراني، كلاهما عن جعفر بن سليمان، عن أبي عمران، عن يزيد بن بابنوس، عن عائشة، به. قال الحاكم: هكذا يرويه جعفر بن سليمان عن أبي عمران الجوني، والصحيح رواية شعبة عن أبي عمران الجوني، عن طلحة بن عبد الله رجل من بني تيم الله، عن عائشة.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2693) من طريق عوبد بن أبي عمران الجوني، عن أبيه، عن عبد الله بن الصامت، عن عائشة، به. عوبد بن أبي عمران ضعيف، قال البخاري: منكر الحديث.

وأخرجه بنحوه الحسين المروزي في زوالده على "البر والصلة" لابن المبارك (244)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 39 من طريق جعفر العبدي، عن عائشة، به.

وسيأتي بالأرقام (25424) و (25536) و (25615) و (26026).

قال السندي: قولها: فإلى أيهما أهدي، من الإهداء بمعنى إرسال الهدية، والمراد أيهما أقدم في الإهداء وأرجحه في ذلك.

ص: 262

عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا سَأَلَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1).

25425 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَرَوْحٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ. قَالَ رَوْحٌ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ. عَنْ ذَكْوَانَ مَوْلَى عَائِشَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَرْبَعٍ مَضَيْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، فَدَخَلَ عَلَيَّ وَهُوَ غَضْبَانُ، فَقُلْتُ: مَنْ أَغْضَبَكَ يَا رَسُولَ اللهِ أَدْخَلَهُ اللهُ النَّارَ. فَقَالَ: " وَمَا شَعَرْتِ أَنِّي أَمَرْتُ النَّاسَ بِأَمْرٍ، فَأَرَاهُمْ (2) يَتَرَدَّدُونَ " - قَالَ الْحَكَمُ: " كَأَنَّهُمْ " أَحْسَبُ - " وَلَوْ أَنِّي اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ، مَا سُقْتُ الْهَدْيَ مَعِي حَتَّى أَشْتَرِيَهُ، ثُمَّ أَحِلَّ كَمَا أَحَلُّوا ". قَالَ رَوْحٌ: يَتَرَدَّدُونَ فِيهِ، قَالَ: كَأَنَّهُمْ هَابُوا، أَحْسَبُ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو مكرر (25423)، إلا أن شيخ الإمام أحمد في هذا الإسناد هو روح: وهو ابن عبادة.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2797) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.

(2)

في (ق): فإذا هم. قلنا: وهو الموافق لرواية مسلم.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحَكَم: هو ابنُ عُتَيْبة، وعليُّ بنُ الحسين: هو ابنُ عليِّ بنِ أبي طالب.

وأخرجه مسلم (1211)(130)، وابن خُزيمة (2606) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/ 19 من طريق رَوْح، به.

وأخرجه الطيالسي (1540)، وابن راهويه (1099)، ومسلم (1211)(131)، وابن حبان (3941) من طرق عن شعبة، به. =

ص: 263

25426 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا أَرَادَتْ أَنْ تَشْتَرِيَ بَرِيرَةَ لِلْعِتْقِ، فَأَرَادَ مَوَالِيهَا أَنْ يَشْتَرِطُوا وَلَاءَهَا، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" اشْتَرِيهَا، فَإِنَّمَا (1) الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ ". وَخَيَّرَهَا مِنْ زَوْجِهَا، وَكَانَ زَوْجُهَا حُرًّا، وَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِلَحْمٍ، فَقِيلَ: هَذَا مَا تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ، فَقَالَ:" هُوَ لَهَا صَدَقَةٌ وَلَنَا هَدِيَّةٌ "(2).

= وفي الباب عن جابر، سلف برقم (14238).

وانظر (24876).

(1)

في (م): إنما.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحكم: هو ابن عتيبة، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.

وأخرجه مختصراً مسلم (1075)(171)، والنسائي في "الكبرى"(6400) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (1381)، وإسحاق (1540)، والبخاري (1540) و (5284) و (6717) و (6751)، ومسلم (1075)(171)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 107 - 108 و 6/ 163، وفي "الكبرى"(5643)، والدارمي (2289)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 11/ 185 و (4397)، وفي "شرح معاني الآثار" 4/ 43، والخطابي في "معالم السنن" 4/ 67، والبيهقي 7/ 223 و 224 و 10/ 338 من طرق عن شعبة، به. وعند البخاري (6751)، قال: قال الحكم: وكان زوجها حراً، وقول الحكم مرسل، وقال ابن عباس: رأيته عبداً.

قال الحافظ في "الفتح" 12/ 40: ولم يقل ذلك الحكم من قبل نفسه. =

ص: 264

25427 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ، يُحَدِّثُ عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَأَنَّمَا أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ الطِّيبِ فِي مَفْرِقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْرِمٌ (1).

25428 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَنْفِرَ رَأَى صَفِيَّةَ عَلَى بَابِ خِبَائِهَا كَئِيبَةً أَوْ حَزِينَةً وَحَاضَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَعَقْرَى أَوْ حَلْقَى، إِنَّكِ لَحَابِسَتُنَا، أَكُنْتِ أَفَضْتِ يَوْمَ النَّحْرِ؟ " فَقَالَتْ (2): نَعَمْ. قَالَ: " فَانْفِرِي إِذًا "(3).

= قلنا: قد بينا في الرواية (24150) أنه من قول الأسود، فانظرها لزاماً.

وقد سلف برقم (25366).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحَكَم: هو ابن عُتَيْبة، وإبراهيم: هو ابنُ يزيد النَّخَعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.

وأخرجه مسلم (1190)(42) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1385)، وابن راهويه (1535)، والبخاري (271) و (5918)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 139 - 140، وفي "الكبرى"(3677)، والبغوي في "الجعديات"(184)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 129، والبيهقي في "السنن" 5/ 34، من طرق عن شعبة، به.

وسلف برقم (24107).

ومن وجه آخر برقم (24105).

(2)

في (م): قالت.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحكم: هو ابن عتيبة. =

ص: 265

25429 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْروِ بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ: عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُشَاكُ شَوْكَةً فَمَا فَوْقَهَا، إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ عز وجل بِهَا دَرَجَةً، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا (1) خَطِيئَةً "(2).

25430 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ. قَالَ حَجَّاجٌ: ابْنُ عَوْفٍ. وَحَدَّثَنَاهُ يَعْقُوبُ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ابْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: أَهْوَى إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيُقَبِّلَنِي،

= وأخرجه مسلم (1211)(386) 2/ 965، والنسائي في "الكبرى"(4192) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (5329) و (6157)، ومسلم (1211)(386) 2/ 965، والدارمي (1918)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 233 - 234، والبيهقي في "السنن" 5/ 162 من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه بنحوه إسحاق بن راهويه (1528) من طريق الحسن بن الحر، عن الحكم، به.

وقد سلف مطولاً برقم (24906).

قال السندي: قوله: "أعقرى" أي: أنت عقرى.

(1)

في (م): بها عنه.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 231 - 232، وابنُ حِبَّان (2906) من طريق عثمان بن أبي شيبة، كلاهما عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وسلف برقمي (24114) و (24156).

ص: 266

فَقُلْتُ: إِنِّي صَائِمَةٌ. قَالَ: " وَأَنَا صَائِمٌ " فَقَبَّلَنِي، قَالَ حَجَّاجٌ: قَالَ شُعْبَةُ: وَقَالَتْ: إِنِّي صَائِمَةٌ، وَقَالَ:" إِنِّي صَائِمٌ ". فَقَبَّلَنِي (1)، قَالَ حَجَّاجٌ: قَالَ شُعْبَةُ: قَالَ لِي سَعْدٌ: طَلْحَةُ عَمُّ أَبِي سَعْدٍ (2).

(1) قوله: قال حجاج: قال شعبة: وقالت إني صائمة، وقال: إني صائم، فقبلني، ليس في (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، طلحة بن عبد الله، وإن اختلفوا في تعيينه، فقال حجاج (وهو ابنُ محمد المِصِّيصي): ابن عبد الله بن عوف، وقال غيره: ابنَ عبد الله بن عثمان التيمي، فلا يضرّ، لأنه انتقال من ثقة إلى ثقة، وكلاهما من رجال البخاري، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. ولم ينبِّه الحافظ في "أطراف المسند" 9/ 57 على أن حجاجاً قال: ابن عوف، بل أدرَج رواية حجاج المصيصي في حديث طلحة بن عبد الله بن عثمان التيمي.

وأخرجه أبو يعلى (4532) من طريق النضر بن شميل، وابن خزيمة (2004) من طريق ابن أبي عدي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 92، من طريق وهب بن جرير، ثلاثتهم عن شعبة، بهذا الإسناد، وسموا طلحة: ابنَ عبد الله بن عثمان بن عبيد الله بن معمر التيمي، لكن نسبوه إلى جده، فقالوا: طلحة بن عبيد الله.

وأخرجه الشافعي في "السنن"(309) -ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" 6/ 279 - والبيهقي أيضاً في "السنن" 4/ 233، من طريق إبراهيم بن حمزة، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة طلحة بن عبد الله بن عثمان) من طريق أبي معمر الهذلي، عن إبراهيم بن سعد، به، وقالوا: طلحة بن عبد الله بن عثمان التيمي.

وأخرجه الطيالسي (1523) عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، فقال: عن طلحة بن عبد الله بن عوف، عن عائشة، به. =

ص: 267

25431 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. قَالَ بَهْزٌ: أَخْبَرَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ: أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: " أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ ". قَالَ بَهْزٌ: " مَا دُووِمَ عَلَيْهِ " وَقَالَ: " اكْلَفُوا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ "(1).

= وطريق حجاج المصيصي سيكرر برقم (26322)، وحديث يعقوب سيكرر برقم (26320).

وسلف برقم (24110) و (25022).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمِّي، وسعد ابن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري.

وأخرجه مسلم (782)(216) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد مختصراً.

وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد بن حميد (1515)، وإسحاق (1057)، والبخاري (6465)، وأبو يعلى (4533)، والبيهقي في "السنن" 2/ 485 من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه الطيالسي (1479)، عن شعبة، به، بلفظ: سئلت عائشة: أي العمل كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: أدومه. وقد تصحف: "سئلت" في المطبوع إلى: "سألت"!

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1826) من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، عن سعد بن إبراهيم، به مختصراً.

وأخرجه ابن سعد 1/ 384 من طريق إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة، قال: ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان أكثر صلاته وهو قاعد، وكان يقول: أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل.

وسيرد برقمي (25473) و (25474).

وانظر (24124) و (24245) و (24967).

ص: 268

25432 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. قَالَ بَهْزٌ: أَخْبَرَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ: عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي وَأَنَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ. قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: قَالَ سَعْدٌ: وَأَحْسَبُهُ قَدْ قَالَ: وَهِيَ حَائِضٌ (1).

25433 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ. وَرَوْحٌ، قَالَ (2): حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدٍ (3)، قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، يُحَدِّثُ: عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كُنْتُ أَسْمَعُ أَنَّهُ لَنْ يَمُوتَ نَبِيٌّ حَتَّى يُخَيَّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، قَالَتْ (4): فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم (5) فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَأَخَذَتْهُ بُحَّةٌ، يَقُولُ:{مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69] قَالَتْ: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ خُيِّرَ حِينَئِذٍ - قَالَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الروايتين (24629) و (24664)، إلا أن الإمام أحمد رواه هنا عن بَهْز مقروناً بمحمد بن جعفر.

وقد سلف برقم (24664) من رواية محمد بن جعفر مقروناً بحجاج بن محمد المِصِّيصي.

(2)

في (م): قالا، وهو خطأ.

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8): حدثنا.

(4)

في (ق) و (هـ) و (م) و (ظ 2): قال، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8).

(5)

في (ق) و (هـ) و (ظ 2) و (م): يقول، وهي ليست في (ظ 7) و (ظ 8) وهو الصواب.

ص: 269

رَوْحٌ -: إِنَّهُ خُيِّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ (1).

25434 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: " سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ "(2).

25435 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ:

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وروح: هو ابن عبادة، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري.

وأخرجه البخاري (4435)، ومسلم (2444)(86) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 2/ 229 من طريق روح، بهذا الإسناد.

وأخرجه بتمامه ومختصراً الطيالسي (1456)، وإسحاق بن راهويه (766)، والبخاري (4436)، ومسلم (2444)(86)، وأبو يعلى (4534)، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 207 - 208 من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه البخاري (4586)، وابن ماجه (1620)، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 268 - 269 و 269، والبغوي في "شرح السنة"(3830) من طريق إبراهيم بن سعد، عن سعد بن إبراهيم، به.

وقد سلف برقم (24583).

وسيرد (26319).

قال السندي: قولها: وأخذته بحة، بضم باء وتشديد حاء مهملة، أي: غلظة في الصَّوْت.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24630) سنداً ومتناً إلا أنه هنا لم يذكر: في سجوده.

ص: 270

سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ، فَقَالَتْ: كَانَ يَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَقُومُ، فَإِذَا كَانَ مِنَ السَّحَرِ، أَوْتَرَ، ثُمَّ أَتَى فِرَاشَهُ، فَإِنْ كَانَتْ (1) لَهُ حَاجَةٌ، أَلَمَّ بِأَهْلِهِ، فَإِذَا سَمِعَ الْأَذَانَ، وَثَبَ، فَإِنْ كَانَ جُنُبًا، أَفَاضَ عَلَيْهِ الْمَاءَ، وَإِلَّا، تَوَضَّأَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ (2).

25436 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ أَخْبَرَنَا (3)، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَسْوَدَ، قَالَ:

(1) في (م): كان.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 230، والترمذي في "الشمائل"(262)، وابن حبان (2638) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1386)، وابن راهويه في "مسنده"(1513) و (1514)، والبخاري (1146)، وابن حبان (2593)، وأبو عوانة 2/ 305 من طرق عن شعبة، به. ولم يذكر البخاري في روايته:"فإذا كان من السَّحر أوتر"، وزاد:"فإن كانت به حاجةٌ اغتسل".

قال الحافظ في "الفتح" 3/ 32 - 33: وقوله فيه: "فإن كانت به حاجةٌ اغتسل" يعكر عليه ما في رواية مسلم: "أفاض عليه الماء"، وما قالت:"اغتسل". ويجاب بأن بعض الرواه ذكره بالمعنى، وحافظ بعضهم على اللفظ، والله أعلم.

قلنا: ورواية مسلم التي أشار إليها الحافظ سلفت برقم (24706)، ثم أن جميع الرواة عن شعبة -سوى أبي الوليد الطيالسي كما في رواية البخاري هذه- قد رووه بمثل رواية مسلم التي أشار إليها الحافظ رحمه الله.

وانظر ما بعده.

(3)

في (ظ 8): أنبأنا.

ص: 271

سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1).

25437 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ وَمَسْرُوقٍ، أَنَّهُمَا قَالَا: نَشْهَدُ عَلَى عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: مَا كَانَ يَوْمُهُ الَّذِي يَكُونُ عِنْدِي إِلَّا صَلَّاهُمَا (2) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي - تَعْنِي: الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ (3).

25438 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لِلْأَسْوَدِ: حَدِّثْنِي عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ (4)، فَإِنَّهَا كَانَتْ تُفْضِي إِلَيْكَ. قَالَ: أَخْبَرَتْنِي أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا: " لَوْلَا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بِجَاهِلِيَّةٍ لَهَدَمْتُ الْكَعْبَةَ، ثُمَّ لَجَعَلْتُ (5) لَهَا بَابَيْنِ ". فَلَمَّا مَلَكَ ابْنُ الزُّبَيْرِ هَدَمَهَا، وَجَعَلَ لَهَا بَابَيْنِ (6).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث الذي قبله، أن شيخ الإمام أحمد في هذا الإسناد هو عفَّان بن مسلم الصفَّار.

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): صلاها.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25027) غير أن أحمد هنا: هو محمد بن جعفر.

وأخرجه مسلم (835)(301) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

(4)

في (م): عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

(5)

في (ظ 7): لجعلتها.

(6)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (1382) -ومن طريقه الترمذي (875) - والنسائي في =

ص: 272

25439 -

قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِي يَدُومُ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ (1).

= "المجتبى" 5/ 215 - 216، وفي "الكبرى"(3884) و (5903)، وابن حبان (3817) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وقد سلف برقم (24709).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 174 من رواية يحيى بن يحيى عنه، ومن رواية أبي مصعب الزهري عنه (577) -ومن طريقه أخرجه ابن حبان (323) - ومن رواية قتيبة عنه عند البخاري (6462).

وعلَّقه مطولاً البخاري (1151) بصيغة الجزم، فقال: قال: قال عبد الله بن مسلمة -وهو القعنبي- عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كانت عندي امرأة من بني أسد، فدخلَ عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"من هذه؟ " قلت: فلانة لا تنام الليل -تذكر من صلاتها- فقال: "مه، عليكم ما تطيقون من الأعمال، فإن الله لا يملُّ حتى تملوا".

قال الحافظ في "الفتح" 3/ 37: كذا للأكثر -يعني معلقاً- وفي رواية الحموي والمستملي: حدثنا عبد الله.

وقد وصله من طريق القعنبي عبد الملك بن عبد الحميد الميموني فيما أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 192، ومحمد بن غالب تمتام فيما أخرجه الحافظ في "التغليق" 2/ 432 - كلاهما عن القعنبي، عن مالك، به. ونقل الحافظ عن ابن عبد البر قوله: تفرد القعنبي بروايته عن مالك في "الموطأ" دون بقية رواته، فإنهم اقتصروا منه على طرفٍ مختصر.

والمرأة من بني أسد هي الحولاء بنت تويت، وقد سلفت قصتها برقم =

ص: 273

25440 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، أَخْبَرَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ قَوْمَكِ (1) لَمَّا بَنَوُا الْكَعْبَةَ اقْتَصَرُوا عَنْ قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام ". قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا تَرُدُّهَا عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَوْلَا حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ ". قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: لَئِنْ كَانَتْ عَائِشَةُ سَمِعَتْ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مَا أُرَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَرَكَ اسْتِلَامَ الرُّكْنَيْنِ اللَّذَيْنِ يَلِيَانِ الْحِجْرَ إِلَّا أَنَّ الْبَيْتَ لَمْ يَتِمَّ عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام (2).

= (24189) و (24245).

وسلف برقم (24124) من طريق أبي سلمة عن عائشة من قصة قيام الليل، وانظر (24043)، و (25317).

(1)

في (ق) و (ظ 2) و (هـ) و (م): حين، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8) وهامش (ق) و (ظ 2) و (هـ).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 363 - 364، ومن طريقه أخرجه ابن طهمان (72)، والشافعي في "مسنده" 1/ 348 - 349 (ترتيب السندي)، وفي "السنن"(484)، وفي "الأم" 2/ 150، والبخاري (1583) و (3368) و (4484)، ومسلم (1333)(399)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 214، وفي "الكبرى"(3883) و (5904) و (10999)، وأبو يعلى (4363)، وابن خزيمة (2726)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 185، وابن حبان (3815)، =

ص: 274

25441 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ. وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَأَهْلَلْنَا بِعُمْرَةٍ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ، فَلْيُهِلَّ بِالْحَجِّ مَعَ الْعُمْرَةِ، ثُمَّ لَا يَحِلُّ حَتَّى يَحِلَّ مِنْهُمَا جَمِيعًا ". قَالَتْ: فَقَدِمْتُ مَكَّةَ وَأَنَا حَائِضٌ وَلَمْ أَطُفْ بِالْبَيْتِ، وَلَا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" انْقُضِي رَأْسَكِ وَامْتَشِطِي وَأَهِلِّي بِالْحَجِّ وَدَعِي الْعُمْرَةَ ". قَالَتْ: فَفَعَلْتُ، فَلَمَّا قَضَيْنَا الْحَجَّ أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى بَكْرٍ إِلَى التَّنْعِيمِ، فَاعْتَمَرْتُ، فَقَالَ:" هَذِهِ مَكَانُ عُمْرَتِكِ " قَالَتْ: فَطَافَ الَّذِينَ أَهَلُّوا بِالْعُمْرَةِ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ حَلُّوا، ثُمَّ طَافُوا طَوَافًا آخَرَ بَعْدَ أَنْ رَجَعُوا مِنْ مِنًى لِحَجِّهِمْ، فَأَمَّا الَّذِينَ جَمَعُوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ (1). فَطَافُوا طَوَافًا وَاحِدًا (2).

= والبيهقي في "السنن" 5/ 77 و 88 - 89، وفي "معرفة السنن والآثار"(9917)، والبغوي في "شرح السنة"(1903)، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (8941) -ومن طريقه أبو داود (1875)، والبيهقي في "السنن" 5/ 89 - عن معمر، عن الزهري، به.

وأخرجه مسلم (1333)(400) من طريق نافع، عن عبد الله بن أبي بكر يحدِّث عن عبد الله بن عمر، عن عائشة، فذكره.

وقد سلف برقم (24297).

(1)

لفظ: "العمرة" ليس في (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. =

ص: 275

25442 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ قَدْ حَاضَتْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَعَلَّهَا حَابِسَتُنَا (1)، أَوَلَمْ

= وأخرجه -مفرقاً- ابن خزيمة (2607) و (2784) و (2789) و (2948) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 410 - 411، وأخرجه من طريقه الشافعي في "السنن"(461)، والبخاري (1556) و (1638) و (4395)، ومسلم (1211)(111)، وأبو داود (1781)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 165 - 167، وفي "الكبرى"(3745) و (3909)، وابن الجارود في "المنتقى"(422)، وابن خزيمة (2607) و (2784) و (2789) و (2948)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 199، وابن حبان (3912) و (3917)، والبيهقي في "السنن" 4/ 353 و 5/ 105 - 106، وفي "السنن الصغير"(1703)، والبغوي في "شرح السنة"(1887).

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 374 - 375 عن مالك، به. بلفظ: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع، فمنَّا من أهلَّ بحجَّة، ومنَّا من أهلَّ بعمرة، ومنَّا من أهلَّ بالحج والعمرة، وكنت فيمن أهلَّ بعمرة.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 410 - 411 عن عبد الرحمن بن قاسم، عن أبيه، عن عائشة، به.

وسلف بهذا الإسناد مختصراً برقم (24071)، وسلف كذلك برقم (25307).

وقوله: هذه مكان عمرتك. مكان بالرفع خبر، وبالنصب على الظرفية، قال القاضي عياض: والرفع أوجه عندي، إذ لم يرد به الظرف، وإنما أراد: عوض عمرتك.

(1)

في (ق) و (ظ 2) و (هـ) و (م): تحبسنا، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8)، وهامش (ق) و (ظ 2) و (هـ). =

ص: 276

تَكُنْ طَافَتْ مَعَكُنَّ بِالْبَيْتِ؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ: " فَاخْرُجْنَ " (1).

25443 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ أَنَّ أَفْلَحَ أَخَا أَبِي الْقُعَيْسِ جَاءَ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْهَا - وَهُوَ عَمُّهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ - بَعْدَ أَنْ نَزَلَ الْحِجَابُ. قَالَتْ: فَأَبَيْتُ أَنْ آذَنَ لَهُ، فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي صَنَعْتُ، فَأَمَرَنِي أَنْ آذَنَ لَهُ عَلَيَّ (2).

25444 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ: مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُسَبِّحُ سُبْحَةَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن أبي بكر: أبوه أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 412، وأخرجه من طريقه البخاري (328)، ومسلم (1211)(385) 2/ 965، والنسائي في "المجتبى" 1/ 194، وفي "الكبرى"(4194)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 234، والبيهقي في "السنن" 5/ 163.

وقد سلف من طريق عروة، عن عاششة برقم (24101).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، ومالك: هو ابن أنس، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزُّهري، وعروة: هو ابن الزبير.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 602 ومن طريقه البخاري (5103)، ومسلم (1445)(3)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 103، وفي "الكبرى"(5472)، وابن نَصْر المَرْوَزي في "السنة"(301)، والدارقطني في "السنن" 4/ 178.

وسلف من طريق معمر عن الزهري برقم (24054).

ص: 277

الضُّحَى، وَإِنِّي لَأُسَبِّحُهَا (1).

25445 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ. وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: أَهْدَى أَبُو جَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَمِيصَةً شَامِيَّةً لَهَا عَلَمٌ، فَشَهِدَ فِيهَا الصَّلَاةَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ:" رُدِّي هَذِهِ الْخَمِيصَةَ إِلَى أَبِي جَهْمٍ، فَإِنِّي نَظَرْتُ إِلَى عَلَمِهَا فِي الصَّلَاةِ، فَكَادَ يَفْتِنُنِي "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24559)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو حجاج بن محمد المصيصي الأعور، وشيخه: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة ابن أبي ذئب.

وأخرجه إسحاق (820)، والبخاري (1177)، والبيهقي 3/ 49، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2793) من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، والدة علقمة بن أبي علقمة: وهي مرجانة روى عنها ابنها علقمة وهو ثقة، ووثقها العجلي، وذكرها ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 97 - 98 - برواية يحيى الليثي- و (484) -برواية أبي مصعب الزهري- وأخرجه من طريقه إسحاق بن راهويه (1027)، وابن حبان (2338)، والبيهقي في "معرفة الآثار" 3/ 293.

وذكر ابن عبد البر في "التمهيد" 20/ 108 أنه سقط من رواية يحيى الليثي قوله: عن أمه، وهو مما عُدَّ عليه.

قلنا: والذي في المطبوع من رواية يحيى الليثي بإثبات قوله: عن أمه!

وقد سلف في الرواية (25635) من رواية الزهري، عن عروة، عن عائشة، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"فإنها ألهتني آنفاً عن صلاتي". والذي في =

ص: 278

25446 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي الْمَسْجِدِ، فَصَلَّى بِصَلَاتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ الْقَابِلَةِ، فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ:" قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ، فَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ ". وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ (1).

25447 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِاللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ يُصَلِّي إِذَا سَمِعَ النِّدَاءَ بِالصُّبْحِ رَكْعَتَيْنِ

= هذه الرواية: "فإني نظرت إلى علمها في الصلاة، فكاد يفتنني".

وقد سلف نحوه برقم (24087)، وانظر (25635).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25632)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الرحمن بن مهدي وشيخه: هو مالك بن أنس.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 113، ومن طريقه أخرجه إسحاق بن راهويه (865)، والبخاري (1129) و (2011)، ومسلم (761)(177)، وأبو داود (1373)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 202، وابن حبان (2542)، والحسن بن محمد الخلال في "أماليه"(41)، والبيهقي في "السنن" 3/ 492 - 493، وفي "الشعب"(3267)، وفي "فضائل الأوقات"(119)، والبغوي في "شرح السنة"(989).

ص: 279

خَفِيفَتَيْنِ (1).

25448 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا لَمْ تَرَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي صَلَاةَ اللَّيْلِ قَاعِدًا حَتَّى أَسَنَّ، فَكَانَ يَقْرَأُ قَاعِدًا، حَتَّى إِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ، قَامَ فَقَرَأَ نَحْوًا مِنْ ثَلَاثِينَ أَوْ أَرْبَعِينَ آيَةً، ثُمَّ رَكَعَ (2).

25449 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ وَأَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 121، ومن طريقه أخرجه البخاري (1170)، وأبو داود (1339)، والنسائي في "الكبرى"(1419)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 283، وابن حزم في "المحلى" 3/ 42.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (608)، ومسلم (724)(90)، وأبو عوانة 2/ 276، والخطيب في "تاريخه" 7/ 186 من طرق عن هشام، به مختصراً في ذكر ركعتي الفجر.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 137، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "السنن"(27)، والبخاري (1118)، وابن نصر في "قيام الليل" ص 86، وأبو عوانة 2/ 217، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 338، والبيهقي في "السنن" 2/ 490.

ص: 280

جَالِسًا، فَيَقْرَأُ وَهُوَ جَالِسٌ، فَإِذَا بَقِيَ عَلَيْهِ مِنْ قِرَاءَتِهِ قَدْرُ مَا يَكُونُ ثَلَاثِينَ أَوْ أَرْبَعِينَ آيَةً، قَامَ، فَقَرَأَ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ يَفْعَلُ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ (1).

25450 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي يُونُسَ مَوْلَى عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ (2) صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: أَمَرَتْنِي عَائِشَةُ أَنْ أَكْتُبَ لَهَا مُصْحَفًا، قَالَتْ: إِذَا بَلَغْتَ هَذِهِ الْآيَةَ، فَآذِنِّي:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238] قَالَ: فَلَمَّا بَلَغْتُهَا آذَنْتُهَا، فَأَمْلَتْ عَلَيَّ:" حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَصَلَاةِ الْعَصْرِ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ". ثُمَّ قَالَتْ: سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وعبد الله بن يزيد: هو مولى الأسود بن سفيان، وأبو النَّضْر: هو سالم بن أبي أمية.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 138، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "السنن"(28)، وإسحاق بن راهويه (1047)، والبخاري (1119)، ومسلم (731)(112)، وأبو داود (954)، والترمذي في "جامعه"(374)، وفي "الشمائل"(273)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 220، وأبو عوانة 2/ 218، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 339، والبيهقي 2/ 490، إلا أنَّ الترمذي والنسائي لم يقرنا بأبي النضر عبد الله بنَ يزيد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وقد سلف برقم (24191).

(2)

في (م): عن أبي يونس مولى عائشة، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (24448)، غير أن =

ص: 281

25451 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا قَالَتْ: مَا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُبْحَةَ الضُّحَى قَطُّ، وَإِنِّي لَأُسَبِّحُهَا، وَإِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيَدَعُ الْعَمَلَ وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ خَشْيَةَ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ النَّاسُ، فَيُفْرَضَ عَلَيْهِمْ (1).

25452 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ. وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَتْ فِي بَرِيرَةَ ثَلَاثُ سُنَنٍ، إِحْدَى (2) السُّنَنِ الثَّلَاثِ أَنَّهَا عَتَقَتْ، فَخُيِّرَتْ فِي زَوْجِهَا، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ

= شيخ أحمد هنا: هو عبد الرحمن، وهو ابن مهدي.

قال السندي: قوله: فأملت عليَّ، من الإملاء أو الإملال، أي: ألقت علي.

قوله: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر، ظاهر هذه الرواية أنها غير العصر إلا أن يحمل العطف على التفسير. والله أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25363)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الرحمن، وهو ابن مهدي، وشيخه مالك: هو ابن أنس.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 152 - 153 ومن طريقه أخرجه إسحاق (870)، والبخاري (1128)، ومسلم (718)(77)، وأبو داود (1293)، وأبو عَوانة 2/ 266 - 267، وابن حبان (313)، والبيهقي 3/ 50، والبغوي (1004).

(2)

في (ظ 8) و (ظ 2) و (ق): كانت إحدى.

ص: 282

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا: " الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ "، وَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَالْبُرْمَةُ تَفُورُ بِلَحْمٍ، فَقُرِّبَ إِلَيْهِ خُبْزٌ وَأُدْمٌ مِنْ أُدُم الْبَيْتِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَلَمْ أَرَ بُرْمَةً فِيهَا لَحْمٌ؟ " فَقَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَكِنَّ ذَلِكَ لَحْمٌ تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ، وَأَنْتَ لَا تَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" هُوَ لَهَا صَدَقَةٌ، وَهُوَ لَنَا هَدِيَّةٌ (1) "(2).

25453 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ عِنْدَهَا، وَأَنَّهَا سَمِعَتْ صَوْتَ رَجُلٍ يَسْتَأْذِنُ فِي بَيْتِ حَفْصَةَ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا رَجُلٌ يَسْتَأْذِنُ فِي بَيْتِكَ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أُرَاهُ فُلَانًا " لِعَمٍّ لِحَفْصَةَ مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ،

(1) في (ظ 7) و (ظ 8): هو عليها صدقة، ولنا هدية.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25284)، غير أن شيخي أحمد هنا هما: عبد الرحمن -وهو ابن مهدي- وإسحاق بن عيسى الطباع، وشيخُهما: هو مالك بن أنس.

وهو عند مالك في "الموطأ" 2/ 562 - ومن طريقه أخرجه البخاري (5097) و (5279)، ومسلم (1504)(14) و (1075)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 162، وفي "الكبرى"(5640)، والبيهقي 6/ 184 - عن ربيعة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (5430)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4405) من طريق إسماعيل بن جعفر، والطبراني في "الصغير"(481) من طريق إسماعيل بن عياش، كلاهما عن ربيعة أنه سمع القاسم بن محمد يقول: كان في بريرة ثلاث سنن: أرادت عائشة

ص: 283

لَوْ كَانَ فُلَانٌ حَيًّا - لِعَمِّهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ - دَخَلَ (1) عَلَيَّ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نَعَمْ، إِنَّ الرَّضَاعَةَ تُحَرِّمُ مَا تُحَرِّمُ الْوِلَادَةُ "(2).

(1) في (م): أدخلَ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابنُ مهدي، ومالك: هو ابنُ أنس، وعبد الله بن أبي بكر: هو ابن محمد بن عَمرو بن حَزْم.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 601، ومن طريقه الشافعي في "مسنده" 2/ 24 (بترتيب السندي)، وابن راهويه (1010)، والدارمي (2247)، والبخاري (2646) و (3105) و (5099)، ومسلم (1444)(1)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 102 - 103، وفي "الكبرى" و (5470)، وابن نصر المروزي في "السنة"(285)، والبيهقي في "السنن" 7/ 159 و 451، وفي "معرفة السنن" 11/ 245، والبغوي في "شرح السنة"(2278).

قال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.

وأخرجه عبد الرزاق (13952) -ومن طريقه مسلم (1444)(2) - عن ابن جريج، عن عبد الله بن أبي بكر، به.

ووافقه هشام بن عروة في بعض الروايات عنه:

فأخرجه مسلم (1444)(2)، وأبو يعلى (4374) من طريق أبي معمر إسماعيل بن إبراهيم، والبيهقي 7/ 451 من طريق داود بن رُشَيْد، كلاهما عن علي بن هاشم بن البريد، وأخرجه مسلم (1444)(2) أيضاً من طريق أبي أسامة، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 415 من طريق عبد الله بن داود. ثلاثتهم (علي بن هاشم، وأبو أسامة، وعبد الله بن داود) عن هشام بن عروة، عن عبد الله بن أبي بكر، به.

وخالف هشام بن عروة من طريقين آخرين عنه:

فأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/ 99، وفي "الكبرى"(5436) عن محمد بن عبيد، عن علي بن هاشم، ومن طريق زائدة بن قدامة، كلاهما عن هشام =

ص: 284

25454 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا قَالَتْ: إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيُصَلِّي الصُّبْحَ، فَيَنْصَرِفُ النِّسَاءُ مُتَلَفِّعَاتٌ بِمُرُوطِهِنَّ، مَا يُعْرَفْنَ مِنَ الْغَلَسِ (1).

25455 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهَا قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ (2) حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ - أَوْ بِذَاتِ الْجَيْشِ -

= ابن عروة، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، عن عمرة، عن عائشة.

وقد وقع في "المجتبى" سقط فاحش، يستدرك من "السنن الكبرى"، ومن "تحفة الأشراف".

وسلف طريق عبد الله بن أبي بكر، عن عمرة، برقم (24170).

وسلف برقم (24054).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبدُ الرحمن: هو ابنُ مهدي.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 5، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 50 و 51، والبخاري (867)، ومسلم (645)(232)، وأبو داود (423)، والترمذي (153)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 271، وفي "الكبرى"(1528)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 176، وابن حبان (1498) و (1501)، والبيهقي في "السنن" 1/ 454، وفي "معرفة السنن والآثار"(2759)، والبغوي في "شرح السنة"(353).

وسلف برقم (24051).

(2)

في (م): أسفارنا.

ص: 285

انْقَطَعَ عِقْدٌ لِي، فَأَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْتِمَاسِهِ، وَأَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ، وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ، فَأَتَى النَّاسُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالُوا: أَلَا تَرَى مَا صَنَعَتْ عَائِشَةُ؟ أَقَامَتْ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبِالنَّاسِ (1)، وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ. فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاضِعًا رَأْسَهُ عَلَى فَخِذِي قَدْ نَامَ (2)، فَقَالَ: حَبَسْتِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسَ، وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ. قَالَتْ: فَعَاتَبَنِي أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ، وَجَعَلَ يَطْعَنُ بِيَدِهِ فِي خَاصِرَتِي، وَلَا يَمْنَعُنِي مِنَ التَّحَرُّكِ إِلَّا مَكَانُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى فَخِذِي، فَنَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَصْبَحَ النَّاسُ عَلَى غَيْرِ مَاءٍ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل آيَةَ التَّيَمُّمِ، فَتَيَمَّمُوا، فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ: مَا هِيَ بِأَوَّلِ بَرَكَتِكُمْ يَا آلَ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: فَبَعَثْنَا الْبَعِيرَ الَّذِي كُنْتُ عَلَيْهِ، فَوَجَدْنَا الْعِقْدَ تَحْتَهُ (3).

(1) في (ظ 7) و (ظ 8): والناس.

(2)

قولها: قد نام، ليس في (م).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.

وهو في "موطأ" مالك 1/ 53 - 54، ومن طريقه أخرجه مطولاً ومختصراً الشافعي في "مسنده" 1/ 43 (بترتيب السندي)، وعبد الرزاق (880)، وابن راهويه (966)، والبخاري (334) و (3672) و (4607) و (5250) و (6844)، ومسلم (367)(108)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 163 - 164، وفي "الكبرى"(299) و (11107) -وهو في "التفسير"(127) - وابن خزيمة (262)، وأبو عوانة 1/ 302، وابن المنذر في "الأوسط"(504)، وابن حبان (1300)، =

ص: 286

25456 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَعْدٍ، يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُنِي وَهُوَ صَائِمٌ وَأَنَا صَائِمَةٌ (1).

= والطبراني في "الكبير" 23/ (129)، والبيهقي في "السنن" 1/ 204 - 205 و 223 - 224، وفي "معرفة السنن والآثار" 2/ 13 و 14، والبغوي في "شرح السنة"(307)، وفي "معالم التنزيل" في تفسير الآية (43) من سورة النساء.

قال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.

وأخرجه البخاري (4608) و (6845)، والطبري في تفسير الآية (43) من سورة النساء، والبيهقي في "السنن" 1/ 223 من طريق عمرو بن- الحارث، عن عبد الرحمن بن القاسم، به. وفيه: فنزلت: {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة

} [المائدة:6]، وفي رواية عمرو بن الحارث هذه ما يفيد أن المراد بآية التيمم آية المائدة دون تردُّد فيما ذكر الحافظ في "الفتح" 1/ 434.

وأخرجه الطبري كذلك من طريق عُبيد الله بن عمر، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن عائشة

وهذا إسناد منقطع.

وقد جاء في هذه الرواية قول عائشة: انقطع عقد لي، وجاء في الرواية (24299): أنها استعارت من أسماء قلادة، قال الحافظ في "الفتح" 1/ 435: والجمع بينهما أن إضافة القلادة إلى عائشة لكونها في يدها وتصرُّفها، وإلى أسماء لكونها ملكها، لتصريح عائشة بأنها استعارتها منها.

وانظر (24299).

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، طلحة، قد ذكر المزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة طلحة بن عبد الله بن عثمان) أن عبد الرحمن -وهو ابنُ مهدي- سمَّاه طلحة بن عبد الله بن عوف، وهو من رجال البخاري، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، وسعد بن إبراهيم: =

ص: 287

25457 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِي عُذْرَةَ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ عَنِ الْحَمَّامَاتِ، ثُمَّ رَخَّصَ لِلرِّجَالِ فِي الْمَيَازِرِ (1).

25458 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَحْلَاءَ، عَنْ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا عَائِشَةُ، بَيْتٌ لَيْسَ فِيهِ تَمْرٌ جِيَاعٌ أَهْلُهُ "(2). قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: كَانَ سُفْيَانُ حَدَّثَنَاهُ

= هو ابن عبد الرحمن بن عوف، وقد أدرج الحافظ في "أطراف المسند" 9/ 57 رواية عبد الرحمن بن مهدي هذه في حديث عبد الله بن عثمان التيمي!

وأخرجه أبو داود (2384) عن محمد بن كثير العبدي، عن سفيان، بهذا الإسناد. وسمى طلحة: ابنَ عبد الله، يعني ابن عثمان القرشي التيمي.

وسلف من طريق طلحة برقم (25022)، وسلف كذلك من طريق آخر برقم (24110).

(1)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (25006) غير شيخ أحمد، فهو هنا عبد الرحمن، وهو ابن مهدي.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 9/ 61، والترمذي (2802) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة، وإسناده ليس بذاك القائم.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. يعقوب بن محمد بن طَحْلاء من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وأبو الرجال: هو محمد بن عبد الرحمن بن حارثة، وعَمْرة: هي بنت عبد الرحمن الأنصارية. =

ص: 288

عَنْهُ.

= وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/ 63، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(1006) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وتحرف "طحلاء" في مطبوع "الحلية" إلى:"طحلان".

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/ 306، والدارمي (2060)، ومسلم (2046)(153)، وأبو عوانة 5/ 395، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين"(379) و (1038)، وأبو نعيم في "الحلية" 10/ 396، وفي "أخبار أصبهان" 1/ 92 و 2/ 116، والبغوي في "شرح السنة"(2885)، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة يعقوب بن محمد بن طحلاء، من طرق عن يعقوب بن محمد بن طحلاء، به.

وكُرر لفظ الحديث عند مسلم مرتين، وجاء فيه: قالها مرتين أو ثلاثاً. وتحرف "ابن طحلاء" في مطبوع "الحلية" إلى: "أبي طلحة".

قال البغوي: هذا حديث صحيح.

وأخرج الدارمي (2061)، ومسلم (2046)، والترمذي في "السنن"(1815)، وفي "العلل الكبير" 2/ 769، والبغوي في "شرح السنة"(2884) من طريق يحيى بن حسان، وأبو داود (3831)، وابن ماجه (3327)، وأبو عوانة 5/ 395، وابن حبان (5206)، وأبو نعيم في "الحلية" 10/ 31 من طريق مروان بن محمد الطاطري، كلاهما عن سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعاً:"لا يجوع أهل بيت عندهم التمر" لفظ الدارمي ومسلم والبغوي، ولفظ الباقين:"بيت لا تمر فيه جياع أهله".

قال الترمذي: هذا الحديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث هشام بن عروة إلا من هذا الوجه (يعني من طريق يحيى بن حسان). قال: وسألتُ البخاري عن هذا الحديث، فقال: لا أعلمُ أحداً رواه غيرَ يحيى بن حسان.

وأما طريق مروان بن محمد الطاطري، فقال فيها أبو حاتم الرازي كما في "العلل" 2/ 292 - 293: هذا حديث منكر بهذا الإسناد. =

ص: 289

25459 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ. قَالَ عَفَّانُ: قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَزْرَقُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ (1).

25460 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْبَهِيِّ

= وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5232) و (6917) من طريق عبد الرحمن بن قيس الضبي، عن عبد الرحيم (تحرف فيه إلى عبد الرحمن) بن كردم، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، به.

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا عبد الرحيم بن كردم، تفرد به عبد الرحمن بن قيس الضبي. قلنا: عبد الرحمن بن قيس الضبي متروك الحديث، وعبد الرحيم بن كردم مجهول الحال. ولذلك أورد ابن الجوزي الحديث بهذا الإسناد في "العلل المتناهية"(1107)، ولم يصنع شيئاً، فالحديث صحيح بطريق أخرى، كما سلف.

وسيكرر سنداً ومتناً برقم (25549).

وسلف من وجه آخر بلفظ مقارب برقم (24740).

قال السندي: قوله: "بيت ليس فيه تمر جياع أهله" قيل: قاله على حسب ذلك الوقت، إذ كان غالبُ القوت يومئذ التمر، فإذا خلا منه بيت فكأنه ما فيه قوت، ويُحتمل أنه مدحٌ للتمر، وبيانُ أنه طعام حاضر لا يحتاج إلى طبخٍ وغيره، فمن عنده التمر لا يجوع، ومن ليس عنده يجوع ولو بقدر الانتظار إلى الطبخ. والله أعلم.

(1)

إسناده صحيح، وهو مكرر الحديث (25163)، إلا أن الإمام أحمد رواه هنا عن عبد الرحمن مقروناً بعفّان بن مسلم الصفّار.

ص: 290

عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِلْجَارِيَةِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ: " نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ " قَالَتْ: أَرَادَ أَنْ يَبْسُطَهَا فَيُصَلِّيَ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: إِنِّي حَائِضٌ، فَقَالَ:" إِنَّ حَيْضَتَهَا لَيْسَتْ فِي يَدِهَا "(1).

25461 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ السُّدِّيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْبَهِيِّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ، فَذَكَرَهُ (2).

25462 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ (3)، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْبَهِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا كُنْتُ أَقْضِي مَا يَبْقَى عَلَيَّ مِنْ رَمَضَانَ حَيَاةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كُلَّهَا إِلَّا فِي شَعْبَانَ (4).

(1) حديث صحيح، وهو مكرر (24747) غير أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرحمن بن مهدي، وعبدُ الله البهيّ اختُلف في سماعه من عائشة، فثبَّته البخاري، ودفعه أحمد، على تصريحه بسماعه منها، وقال: ما أراه شيئاً، وقد روى مسلم من حديثه عن عائشة بالعنعنة.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/ 23 من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر سابقه، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الصمد، وهو: ابن عبد الوارث العنبري.

(3)

في هامش (ظ 8): عبد الصمد.

(4)

حديث صحيح، وهو مكرر (24928)، غير أن شيخ أحمد هنا هو: عبد الرحمن، وهو ابن مهدي، وشيخه زائدة هو ابن قدامة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 98، وإسحاق (1608)، وابن خزيمة (2050) من طرق عن زائدة، بهذا الإسناد.

ص: 291

25463 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ (1)، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ (2)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مِيْنَاءَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: حَدَّثَتْنِي خَالَتِي عَائِشَةُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا: " لَوْلَا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُ (3) عَهْدٍ بِشِرْكٍ - أَوْ بِجَاهِلِيَّةٍ - لَهَدَمْتُ الْكَعْبَةَ، فَأَلْزَقْتُهَا بِالْأَرْضِ، وَجَعَلْتُ لَهَا بَابَيْنِ، بَابًا شَرْقِيًّا وَبَابًا غَرْبِيًّا، وَزِدْتُ فِيهَا مِنَ الْحِجْرِ سِتَّةَ أَذْرُعٍ، فَإِنَّ قُرِيشًا اقْتَصَرَتْهَا حِينَ بَنَتِ الْكَعْبَةَ "(4).

25464 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ،

(1) في هامش كل من (ظ 7) و (ظ 8): حدثنا عبد الصمد.

(2)

في (م): لحيان، وهو خطأ.

(3)

كذا في النسخ الخطية و (م)، ونسخة السندي، وعند البيهقي -وقد رواها من طريق أحمد-: حَدِيثُو عَهْدٍ، بإثبات الواو وهو الموافق لرواية مسلم (1333)(401)، وهو الجادة. وقال الحافظ في "الفتح" تعليقاً على الرواية التي جاءت عند البخاري (1586) بحذف الواو كما هنا: كذا لجميع الرواة بالإضافة، وقال المطرزي: لا يجوز حذف الواو في مثل هذا، والصواب حديثو عهد، والله أعلم. ووجَّه السندي هذه الرواية بقوله: كأن الإفراد لإفراد القوم لفظاً، والله تعالى أعلم.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وابنُ الزبير: هو عبد الله الصحابي.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/ 89 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1333)(401) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (4628)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 184، وابن حبان (3818) من طريق سَلِيم، به.

وسيرد برقم (25466).

ص: 292

عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا مِنَ امْرِئٍ يَكُونُ لَهُ صَلَاةٌ مِنَ اللَّيْلِ يَغْلِبُهُ عَلَيْهَا نَوْمٌ إِلَّا كَانَ نَوْمُهُ عَلَيْهِ صَدَقَةً، وَكُتِبَ لَهُ أَجْرُ صَلَاتِهِ "(1).

25465 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدَيَّ، ثُمَّ يُقَلِّدُهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، ثُمَّ يَبْعَثُ بِهَا مَعَ أَبِي، فَلَا يَدَعُ شَيْئًا أَحَلَّهُ اللهُ عز وجل لَهُ حَتَّى يُنْحَرَ الْهَدْيَ (2).

(1) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (24341).

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 117، ومن طريقه أخرجه أبو داود (1314)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 257، وفي "الكبرى"(1457)، وابن نَصْر في "قيام الليل" ص 82، والبيهقي في "السنن" 3/ 15. وجاء عندهم: عن رجل عنده رِضاً.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وعبد الله بن أبي بكر: هو ابن محمد بن عمرو بن حزم.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 175، وفي "الكبرى"(3774) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

ورواه عن مالك يحيى بنُ يحيى كما في "الموطأ" 1/ 340 - 341 - ومن طريقه مسلم (1321)(369)، والبيهقي في "السنن" 5/ 234 - وأبو مصعب الزهري كما في "الموطأ"(1096) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(1891) - ومحمدُ بنُ الحسن كما في "الموطأ"(397)، وعبدُ الله بنُ يوسف وإسماعيل بنُ عبد الله عند البخاري (1700) و (2317)، وعبد الله بن وهب =

ص: 293

25466 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ عَنْ خَالَتِهِ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْلَا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بِالشِّرْكِ، لَهَدَمْتُ الْكَعْبَةَ ". فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ ابْنِ مَهْدِيٍّ (1).

25467 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا مَاتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أُحِلَّ لَهُ النِّسَاءُ (2).

= عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 264 - 265 و 266، وفي "شرح مشكل الآثار"(5528)، وعثمان بنُ عمر عند أبي يعلى (4853) وابن خزيمة (2574)، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 220، به. إلا أن عثمان بن عمر قال: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قلَّد هَدْيَه وأَشعرَه .. فزاد الإشعار. قال ابن عبد البر: هذا اللفظ ليس بصحيح في حديث مالك هذا، وإنما هو معروف في ديث أفلح بن حميد، عن القاسم، عن عائشة. قلنا: وحديث أفلح سلف برقم (24492).

وقد سلف برقم (24020).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25463)، غير أن شيخ أحمد هنا هو بَهْزُ: وهو ابنُ أَسَد العَمِّي.

(2)

ضعيف، وقد بيَّنَّا ضعفه في الروايه السالفة برقم (24137).

وأخرجه ابن سعد 8/ 195، والدارمي (2241)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 56، وفي "الكبرى"(5314) و (16415) -وهو في "التفسير"(435) - والطبري في "تفسيره" 22/ 32، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(522) =

ص: 294

25468 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ تَقُولُ: إِنَّ بَرِيرَةَ كَانَتْ مُكَاتِبَةً لِأُنَاسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَبْتَاعَهَا، فَأَمَرْتُهَا أَنْ تَأْتِيَهُمْ، فَتُخْبِرَهُمْ أَنِّي أُرِيدُ أَنْ أَبْتَاعَهَا، فَأُعْتِقَهَا، فَقَالُوا: إِنْ جَعَلْتِ لَنَا وَلَاءَهَا ابْتَعْنَاهَا (1) مِنْهَا. فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" اشْتَرِيهَا، فَأَعْتِقِيهَا، فَإِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ ".

وَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمِرْجَلُ يَفُورُ بِلَحْمٍ، فَقَالَ:" مِنْ أَيْنَ لَكِ هَذَا؟ " قُلْتُ: أَهْدَتْهُ لَنَا بَرِيرَةُ، وَتُصُدِّقَ بِهِ عَلَيْهَا، فَقَالَ:" هَذَا لبَرِيرَةَ صَدَقَةٌ، وَلَنَا هَدِيَّةٌ ". قَالَتْ: وَكَانَتْ تَحْتَ عَبْدٍ، فَلَمَّا أَعْتَقْتُهَا، قَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اخْتَارِي، فَإِنْ شِئْتِ أَنْ تَمْكُثِي تَحْتَ هَذَا الْعَبْدِ، وَإِنْ شِئْتِ أَنْ تُفَارِقِيهِ "(2).

= والحاكم 2/ 437، والبيهقي في "السنن" 7/ 54 من طرق عن وُهَيْب بن خالد الباهلي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 22/ 32 من طريق همَّام، وابنُ حبان (6366) من طريق عبد الله بن رجاء المكي، كلاهما عن ابن جُريج، به.

وقد سلف برقم (24137).

(1)

في (ظ 7) و (ظ 8): بعناها.

(2)

حديث صحيح دون قوله: "اختاري، فإن شئت أن تمكثي تحت هذا العبد، وإن شئت أن تفارقيه"، وهذا إسناد حسن، أسامة بن زيد -وهو الليثي- حسن الحديث، وقد أخرج له مسلم متابعة، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عثمان بن عمر: هو العبدي. =

ص: 295

25469 -

حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي فِي إِزَارٍ وَرِدَاءٍ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَبَسَطَ يَدَهُ، وَقَالَ:" اللهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِكَ ضَرَبْتُ، أَوْ آذَيْتُ، فَلَا تُعَاقِبْنِي فِيهِ "(1).

25470 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تَسُبُّوا الْأَمْوَاتَ، فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا "(2).

= وأخرجه أبو يعلى (4436)، والبيهقي 7/ 220 من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 8/ 258 - 259 من طريق عبد الوهَّاب بن عطاء، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 58 - 59 (مختصراً) من طريق عبد الله بن موسى، عن أسامة، به. دون قوله: "اختاري، فإن شئت أن تمكثي

" وقد سلف نحوه برقم (24187) بإسنادٍ صحيح.

(1)

ضعيف بهذه السياقة، وهو مكرر الحديث (25016) سنداً ومتناً، إلا أن الإمام أحمد لم يقرن هنا ببهز بن أسد أحداً.

وسلف بغير هذا السياق مطولاً بإسناد صحيح (24179).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه القضاعي في "مسند الشِّهاب"(923) من طريق عبد الرحمن بن مَهْدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن راهويه (1199)، والدَّارمي (2511)، والبخاري (1393) =

ص: 296

25471 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ وحَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ (1)، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ

= و (6516)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 53، وفي "الكبرى"(2063)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(745)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(92)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(481)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(924)، والبيهقي في "السنن" 4/ 75، وفي "شُعَب الإيمان"(6678)، وفي "الآداب"(351)، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(1509) من طرق عن شعبة، به. قال البغوي: هذا حديث صحيح.

وأخرجه ابن حبان (3021) من طريق عبثر بن القاسم، عن الأعمش، به، وفيه قصة.

وأخرجه عُمر بن شبَّه -فيما ذكر الحافظ في "الفتح" 3/ 259 - في "كتاب أخبار البصرة" عن محمد بن يزيد الرفاعي، عن محمد بن فُضيل، عن الأعمش، عن مجاهد أن عائشة قالت: ما فعل يزيد الأَرْحَبِي لعنه الله؟ قالوا: مات. قال: أستغفر الله. قالوا: ما هذا؟ فذكرت الحديث.

وأخرج النسائي في "المجتبى" 4/ 52، وفي "الكبرى"(2062)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(94) من طريق منصور بن عبد الرحمن، عن أمه، عن عائشة، قالت: ذُكر عند النبي صلى الله عليه وسلم هالك بسوء، فقال:"لا تذكروا هلكاهم إلا بخير". لفظ النسائي، وعند الخرائطي:"موتاكم".

وأخرج الخرائطي أيضاً (93) من طريق الدراوردي، عن أبي شيبة المصري، عن مسروق، قال: دخلتُ على عائشة، فقالت: ما فعل فلان لعنه الله؟ قلت: توفي، قالت: رحمه الله، قلت: وكيف هذا؟ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الأموات".

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2734)، وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.

(1)

لفظ: "أبي" ساقط من (م).

ص: 297

أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ عَائِشَةَ إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ إِلَى الْبَقِيعِ، فَيَقُولُ:" السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ دَارِ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، فَإِنَّا وَإِيَّاكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ غَدًا مُؤَجَّلُونَ ". قَالَ أَبُو عَامِرٍ: " تُؤَجِّلُونَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زهير بن محمد: وهو التميمي؛ قال البخاري: ما روى عنه أهل البصرة، فإنه صحيح، وهذه منها، فإن عبد الرحمن بن مهدي، وأبا عامر -وهو عبد الملك بن عمرو العقدي- بصريان.

وأخرجه إسحاق (1756) من طريق أبي عامر، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 2/ 203 - 204، ومسلم (974)، وأبو داود -كما في "تحفة الأشراف" 12/ 241 - والنسائي في "الكبرى"(2166) و (10931)، وأبو يعلى (4758) و (4831)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(592)، واللالكائي في "الاعتقاد"(1761)، والبيهقي في "السنن" 4/ 78 - 79 و 5/ 249، والبغوي في "شرح السنة"(1556) من طرق عن شريك، به.

وأخرجه مرسلاً إسحاق (1757) عن الدراوردي، عن شريك بن عبد الله، عن عطاء بن يسار أن رسول الله

فذكر نحوه.

وقد سلف برقم (24425).

قال السندي: قولها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إذا كانت ليلةُ عائشة، أي: أحياناً، أو في آخر عمره، فلا يلزم الدوام.

قوله: "فإنَّا" أي: معشر الأحياء.

قوله: "وإياكم" أي: معشر الأموات.

قوله: "وما توعدون غداً" أي: مجيئَه غداً، أي: يوم القيامة من المواعيد الإلهية.

قوله: "مؤجَّلون" أي: مؤخرون إلى ذلك اليوم، وضمير مؤجلون لجميع ما تقدم من الأحياء والأموات بطريق التغليب، والله تعالى أعلم.

ص: 298

25472 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، سَمِعَ الْقَاسِمَ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا، فَهُوَ رَدٌّ "(1).

25473 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ عز وجل؟ قَالَ: " أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ ".

قَالَ: وَسَمِعْتُهُ - يَعْنِي أَبَا سَلَمَةَ - يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ، أَوْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" اكْلَفُوا مِنَ الْعَمَلِ (2) مَا تُطِيقُونَ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الرحمن: هو ابنُ مهدي.

وسلف برقم (24450).

(2)

في (ظ 7): من الأعمال.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد سمعه سعد بن إبراهيم من أبي سلمة، مرة يحدث عن عائشة، ومرة شكَّ بين عائشة وأبي هريرة، ولا يضر هذا الشك؛ لأنه انتقال من صحابي إلى صحابي، لا سيما وقد ثبت من حديث عائشة ومن حديث أبي هريرة، فقد سلف من حديث عائشة برقم (24245). وسلف من حديث أبي هريرة برقم (7162).

وسلف برقم (25431).

وقوله: "اكلفوا من العمل ما تطيقون": أخرجه الطيالسي (1480) عن شعبة، به.

ص: 299

25474 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" أَقِيلُو ذَوِي الْهَيْئَاتِ عَثَرَاتِهِمْ إِلَّا الْحُدُودَ "(1).

(1) حديث جيد بطرقه وشواهده، وهذا إسناد قد اختُلف فيه على أبي بكر، وهو ابنُ محمد بن عمرو بن حزم، كما سيرد، وعبدُ الملك بنُ زيد -وهو ابن سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل العدوي- مختلفٌ فيه، فضعَّفه عليُّ بن الحسين بن الجنيد المالكي، وابنُ عدي، وأورد له هذا الحديث مع حديث آخر، وقال: وهذان منكران بهذا الإسناد. قلنا: وقال النسائي: ليس به بأس، ونقله عنه الحافظ في "التقريب"، واعتمده، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد توبع كما سيرد، وبقيةُ رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7294)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2377)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 43، وابن حزم في "المحلَّى" 11/ 405، من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. قال ابنُ حزم وقد أورد طرقه: أحسنُها كلّها حديثُ عبد الرحمن بن مهدى، فهو جيد، والحجة به قائمة.

وأخرجه الطحاوي (2376) من طريق يونس بنِ عبد الأعلى ومحمد بنِ عبد الله بن عبد الحكم، والبيهقيُّ في "السنن" 8/ 267 و 334 من طريق ابنِ عبد الحكم، وابنُ عديّ في "الكامل" 5/ 1945 من طريق أبي الطاهر أحمد بنِ عَمرو بن السرح، ثلاثتهم عن محمد بن اسماعيل بن أبي فُديك، عن عبد الملك بن زيد، به.

واختُلف فيه على ابن أبي فُديك:

فأخرجه أبو داود (4375) عن جعفر بن مسافر ومحمد بن سليمان الأنباري -ومن طريقه ابنُ حزم في "المحلى" 11/ 404 - عن ابن أبي فُديك، عن =

ص: 300

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عبد الملك بن زيد، به. لكن لم يذكرا أبا بكر بن حزم والد محمد. وروايةُ ابنِ مهدي ومن تابعه في ذكره أصح.

وخالف أبو بكر بن نافع عبدَ الملك بنَ زيد، فرواه عن محمد بن أبي بكر، عن عمرة، ولم يذكر أباه:

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(465)، والطحاوي (2370) من طريق عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي، والطحاويُّ (2367) من طريق أسد بنِ موسى، و (2368) من طريق سعيد بنِ منصور، و (2369) من طريق أبي عامر العَقَدي، وابنُ حبان (94) من طريق قُتيبة بن سعيد وسعيد بنِ عبد الجبار ومحمد بنِ الصباح، ومن طريق محمد بن الصباح أخرجه المِزِّيُّ في "تهذيب الكمال"(في ترجمة أبي بكر بن نافع)، ووكيعٌ في "أخبار القضاة" 1/ 175، من طريق عمرو بن الهيثم، والبيهقيُّ في "السنن" 8/ 334 من طريق يحيى بن يحيى، تسعتهم عن أبي بكر بن نافع، عن محمد بن أبي بكر، عن عمرة، به. وأبو بكر بن نافع -وهو العدوي المدني قاضي بغداد مولى عمر بن الخطاب، ويقال مولى زيد بن الخطاب- قال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو داود: لم يكن عنده إلا حديث واحد: "أقيلوا ذوي الهيئات زلاتِهم"، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم، وذكره يعقوب بن سفيان في باب:"من يُرغَبُ عن الرواية عنهم، وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم".

قلنا: وقد اختُلف فيه على أبي بكر بن نافع هذا:

فقد أخرجه أبو يعلى (4953) من طريق أبي معمر الهُذلي، والطبراني في "الأوسط"(3163) من طريق نُعيم بن حماد، كلاهما عن أبي بكر بنِ نافع، عن أبي بكر بن حزم، به. لم يذكرا محمد بنَ أبي بكر.

وأخرجه المِزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة أبي بكر بن نافع) من طريق سعيد بن عبد الجبار، -وهو الكرابيسي- عن أبي بكر بن نافع، عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن عمرة، به.

وأخرجه الطحاوي (2371) من طريق يحيى بن مسلمة بن قعنب، عن أبي =

ص: 301

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= بكر بن نافع، عن أبي الرِّجال محمد بن عبد الرحمن، عن عمرة، به.

ورواه إبراهيم بن أبي الوزير -كما ذكر المِزِّي في "تحفة الأشراف" 12/ 431 - عن أبي بكر بن نافع، عن محمد بن عمارة، عن عمرة، به.

والأولى بالحفظ روايةُ الجمع -وهم التسعة المذكورون آنفاً- الذين رووه عن أبي بكر بن نافع، عن محمد بن أبي بكر، عن عمرة، به. ولم يذكروا أبا بكر بن حزم، ولذلك لم يُشر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 102 من رواية أبي بكر بن نافع إلى غير هذه الطريق، وأهمل ما سواها، وهو إسناد ضعيف، كما ذكرنا.

وكذلك قال العطّاف بن خالد عند النسائي (7293)، والطحاوي (2372)، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 343: حدثني عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن حزم، عن أبيه محمد بن أبي بكر، عن عمرة، لم يذكر أبا بكر بن حزم أيضاً، قال العقيلي: وقد رُوي بغير هذا الإسناد، وفيه أيضاً لين، وليس فيه شيءٌ يثبت.

قلنا: ومن طرقه الأخرى ما رواه عبدُ العزيز بنُ عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبي بكر بن حزم، عن عمرة، عن عائشة.

واختُلف على ابن أبي ذئب، فيه:

فرواه عبدُ الرحمن بنُ أبي الرِّجال، عن ابن أبي ذيب، عن عبد العزيز بن عبد الله، عن أبي بكر بن حزم، عن عمرة، عن عائشة؛ أخرجه من طريقه النسائي في "الكبرى"(7297)، والطحاوي (2373)، وابن حزم في "المحلى" 11/ 404 - 405.

وخالفه عبدُ الله بن مسلمة القعنبي، فرواه عن ابن أبي ذئب، عن عبد العزيز بن عبد الله، عن محمد بن أبي بكر بن حزم، عن أبيه، عن عمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، أخرجه من طريقه النسائي في "الكبرى"(7296)، وجاء فيه عبد العزيز بن عبد الملك، وهو خطأ نبَّه عليه الحافظ في "التقريب".

وخالفهما معنُ بن عيسى، فرواه عن ابن أبي ذئب، عن عبد العزيز بن =

ص: 302

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عبد الله، عن أبي بكر بن حزم، عن عمرة، مرسلاً؛ أخرجه من طريقه النسائي في "الكبرى"(7298)، والطحاوي (2374).

ورواه عبدُ الله بن المبارك، عن عبد العزيز بن عبد الله، عن محمد بن أبي بكر، عن أبيه، عن عمرة مرسلاً، أخرجه من طريقه النسائي في "الكبرى"(7295)، والطحاوي (2375)، وابن حزم 11/ 405.

فيكون ابن المبارك قد وافق القعنبيَّ ومعنَ بنَ عيسى في روايته عن أبي بكر بن حزم، عن عمرة مرسلاً، وخالف فيه ابن أبي الرجال في روايته متصلاً.

ورواه إبراهيمُ بنُ محمد، عن عبد العزيز بن عبد الله، عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن عمرة، عن عائشة، أخرجه عنه الشافعي في "مسنده" 2/ 87 (ترتيب السندي). وإبراهيم بن محمد -وهو ابن أبي يحيى الأسلمي- متروك عند غير الشافعي.

وله طريق أخرى عن عائشة: فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5770) و (7236) من طريقين عن المثنى أبي حاتم العطار، عن عبيد الله بن العيزار، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر، عنها، مطولاً في الموضع الثاني، ولفظه:"أقيلوا الكرامَ عثراتِهم"، قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن القاسم إلا عُبيد الله بن العيزار، تفرَّد به المثنى أبو حاتم.

قلنا: والمثنى أبو حاتم؛ قال العقيلي في "الضعفاء": لا يتابع على حديثه، وقال الدارقطني: متروك. فالإسناد ضعيف.

وله شاهد من حديث عبد الله بن مسعود، أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7558) -ومن طريقه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 334، والمِزَّي في "تهذيب الكمال"(ترجمة محمد بن يزيد الحنفي) - والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 85 - 86 من طريق عبد الله بن محمد بن يزيد الحنفي، عن أبيه، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن زرّ، عن ابن مسعود، مرفوعأ بلفظ:"أقيلوا ذوي الهيئاتِ زَلَّاتِهم" لم يذكر الحدود. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديثَ عن عاصم إلا أبو بكر بن عياش، تفرَّد به عبدُ الله بنُ محمد بن يزيد، ولا يُروى =

ص: 303

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عن ابن مسعود إلا بهذا الإسناد. قلنا: وهو إسناد ضعيف، محمد بن يزيد الحنفي -وهو الكوفي أيضاً- لم يرو عنه سوى ابنِه عبدِ الله بن محمد بن يزيد، ولم يُوثقه سوى مسلمة بن قاسم الأندلسي، وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/ 282، وقال: رواه الطبراني عن محمد بن عاصم، عن عبد الله بن محمد بن يزيد الرفاعي، ولم أعرفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح. قلنا: قول الهيثمي في نسبة محمد بن يزيد: الرفاعي، وهمٌ منه، تابعه عليه الشيخ ناصر الدين الألباني، رحمه الله، وإنما هو الحنفي، كما تقدم، والرفاعي راوٍ آخر من رجال التهذيب، أما الحنفي الكوفي، فإنما ذكره المزي والحافظ تمييزاً.

وله طريق أخرى عند الطبراني في "الأوسط"(1221)، فقد أخرجه من طريق بشر بن عبيد الدارسي، حدثنا محمد بن حميد العتكي، عن الأعمش -واختُلف عليه كما سنذكر- عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود مرفوعاً بلفظ:"تجاوز للسخي عن ذنبه، فإن الله عز وجل يأخذُ بيده عند عثرته" قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الأعمش إلا محمد بن حميد، تفرَّد به بشر. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/ 282، ونسبه إلى الطبراني، وقال: وفيه بشر بن عبيد الله الدارسي، وهو ضعيف.

واختُلف فيه على الأعمش: فأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/ 108 من طريق إبراهيم بن حمَّاد الأزدي، حدثنا عبد الرحمن بن حماد البصري، حدثنا الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله مرفوعاً بلفظ:"تجافوا عن ذنب السخيّ، فإن الله تعالى آخذ بيده كلما عثر" قال أبو نعيم: غريب من حديث الأعمش، لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

وله شاهد آخر من حديث ابن عمر؛ أخرجه السهمي في "تاريخ جُرجان" ص 164 عن أبي أحمد بن عديّ الحافظ، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن يوسف بجرجان، حدثنا محمد بن غالب، حدثنا عبد الصمد، يعني ابن النعمان، حدثنا الماجشون، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"أقيلوا ذوي الهيئات عثراتِهم". قال السهمي: في كتابي بخطي: عثراتهم. =

ص: 304

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ورأيت في كتاب ابن عديٍّ بخطه: عقوبتهم. قلنا: وإسناده حسن من أجل عبد الصمد بن النعمان، فهو مختلف فيه، قال الذهبي في "الميزان": وثقه ابن معين وغيره، وقال الدارقطني: ليس بالقوي. وكذا قال النسائي. قلنا: وبقية رجاله ثقات.

وقد روى محمدُ بنُ عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، عن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تجافَوا عن عقوبة ذوي المروءة، وهو ذو الصلاح"، أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2378)، وفي إسناده محمد بن عبد العزيز بن عمر، ذكره الذهبي في "الميزان"، وقال: قال البخاري: منكر الحديث، ويقال: بمشورته جُلد الإمام مالك، وقال النسائي: متروك، وقال الدارقطني: ضعيف.

وله شاهد من حديث زيد بن ثابت عند الطبراني في "الصغير"(883) بلفظ: "تجافوا عن عقوبة ذي المروءة إلا في حد من حدود الله عز وجل" اورده الهيثمي في "المجمع" 6/ 282، وقال: وفيه محمد بن كثير بن مروان الفهري، وهو ضعيف، وقال فيه 3/ 59: ضعيف جداً.

وفي الباب كذلك عن أنس بن مالك عند مسلم (2510) في باب فضائل الأنصار، وفيه:"فاقبلوا من محسنهم، واعفوا عن مسيئهم".

فالحديث يعتضد ويقوى بمجموع هذه الطرق والشواهد.

قال الطحاوي بعد الحديث (2378): فعقلْنا بذلك أن ذوي الهيئة في الآثار التي تقدمت روايتنا لهم هم ذوو الصلاح، لا من سواهم.

قال السندي: قوله: "أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم" قيل: هم الذين ثم يظهر منهم ريبة، وقيل: هم الذين لا يُعرفون، وإنما اتفق منهم زلة، والهيئةُ: شكلُ الشيء، والمراد ذوو الهيئات الحسنة الملازمون لها، ولا ينتقلون من حالة إلى حالة، وقيل: المراد أصحابُ المروءات والخصال الحميدة، وقيل: ذوو الوجوه من الناس. والعثرات، قيل: الصغائر، والاستثناء بقوله: إلا الحدود، منقطع، =

ص: 305

25475 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ لَا يَحِلُّ دَمُ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ (1)، إِلَّا ثَلَاثَةَ نَفَرٍ: التَّارِكُ الْإِسْلَامَ وَالْمُفَارِقُ الْجَمَاعَةَ (2)، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ "(3).

= وقيل: الذنوب مطلقاً، والمراد بالحدود ما يُوجبها من الذنوب، والاستثناء متصل، والخطابُ مع الأئمة وغيرهم ممن يستحق المؤاخذةَ والتأديبَ عليها.

(1)

في (م): وأني محمد رسول الله.

(2)

في (ظ 2) و (ق): التارك الإسلام المفارق الجماعة.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، ومسروق: هو ابن الأجدع.

وأخرجه مسلم (1676)(26)، والبيهقي في "السنن" 8/ 194 - 195 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 90 - 91، وفي "الكبرى"(3479)، وأبو يعلى (4767 - 4768)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1805)، وابن حبان (4407)، والدارقطني في "السنن" 3/ 82 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به. وسقط "مسروق" من مطبوع أبي يعلى.

وأخرجه مسلم (1676)(26)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 160 و 161، وفي "شرح مشكل الآثار"(1806) و (1807) من طرق عن الأعمش، به.

وأخرجه الدارقطني في "السنن" 3/ 83 - 84 من طريق جرير، عن منصور، =

ص: 306

قَالَ الْأَعْمَشُ فَحَدَّثْتُ بِهِ إِبْرَاهِيمَ، فَحَدَّثَنِي عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، بِمِثْلِهِ.

25476 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: طَيَّبْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِحُرْمِهِ حِينَ أَحْرَمَ، وَلِحِلِّهِ حِينَ أَحَلَّ، قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ (1).

25477 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ غَالِبٍ

= عن إبراهيم، عن أبي معمر، عن مسروق، عن عائشة نحوه موقوفاً.

واختلف فيه على منصور:

فأخرجه الدارقطني أيضاً 3/ 83 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن إبراهيم بن طهمان، عن منصور، عن إبراهيم، عن أبي معمر، عن مسروق، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

واختلف فيه على إبراهيم بن طهمان كذلك:

فأخرجه الدارقطني أيضاً 3/ 83 من طريق أبي عامر -وهو العقدي- عن إبراهيم بن طهمان، عن منصور، عن إبراهيم، عن أبي معمر، عن مسروق، عن عائشة موقوفاً.

وسلف في مسند ابن مسعود بالأرقام (3621) و (4245) و (4429).

وسلف من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن عمرو بن غالب، عن عائشة برقم (24304) وفيه قصة.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه ابن راهويه (931) عن عبد الرزاق، عن سفيان، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24411).

وانظر (24105).

ص: 307

أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ لِلْأَشْتَرِ: أَنْتَ الَّذِي أَرَدْتَ قَتْلَ ابْنِ أُخْتِي؟ قَالَ: قَدْ حَرَصْتُ عَلَى قَتْلِهِ، وَحَرَصَ عَلَى قَتْلِي. قَالَتْ: أَوَ مَا عَلِمْتَ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَحِلُّ دَمُ رَجُلٍ، إِلَّا رَجُلٌ ارْتَدَّ، أَوْ تَرَكَ الْإِسْلَامَ، أَوْ زَنَى بَعْدَمَا أُحْصِنَ، أَوْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ "(1).

25478 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ مَوْلًى لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَرَّ مِنْ عِذْقِ نَخْلَةٍ، فَمَاتَ، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" هَلْ لَهُ مِنْ نَسَبٍ أَوْ رَحِمٍ " قَالُوا: لَا. قَالَ: " أَعْطُوا مِيرَاثَهُ بَعْضَ أَهْلِ قَرْيَتِهِ (2) "(3).

(1) حديث صحيح، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (24304). عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو ابن عبد الله السَّبيعي.

وأخرجه ابن راهويه (1603)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 91، وفي "الكبرى"(3480)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1808)، وفي "شرح معاني الآثار" 3/ 161، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 93 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24304).

(2)

في (ظ 2): "أعطوا ميراثه إلى أهل قريته" وفي هامش (ق): لأهل (نسخة).

(3)

إسناده حسن، وهو مكرر (25054)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الرحمن بن مهدي.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6393) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

ص: 308

25479 -

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: فَدَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِيرَاثَهُ إِلَى أَهْلِ قَرْيَتِهِ (1).

25480 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ.

وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ خَيْثَمَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: إِنِّي لَأَعْلَمُ كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُلَبِّي: " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ (2) ". قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: ثُمَّ سَمِعْتُهَا بَعْدُ لَبَّتْ (3).

(1) إسناده حسن، وهو مكرر (24054)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عمر بن سعد أبو داود الحَفَري.

(2)

في (م): والنعمة لك والملك.

(3)

حديث صحيح له إسنادان:

الأول: عبد الرحمن عن سفيان، عن الأعمش، عن عمارة، عن أبي عطية، عن عائشة، وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.

والثاني: ابن جعفر، عن شعبة، عن سليمان، وهو الأعمش، قال: سمعت خيثمة يحدث عن أبي عطية، عن عائشة، به. وهو مكرر (24690) وقد سلف الكلام عليه هناك.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/ 28، والبيهقي في "السنن" 5/ 44 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1550)، والدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 149، والبيهقي 5/ 44 من طرق عن سفيان الثوري، به. =

ص: 309

25481 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ إِنْسَانًا قَطُّ أَشَدَّ عَلَيْهِ الْوَجَعُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

25482 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ الْأَمْرِ، فَرَغِبَ عَنْهُ رِجَالٌ، فَقَالَ:" مَا بَالُ رِجَالٍ آمُرُهُمْ بِالْأَمْرِ يَرْغَبُونَ عَنْهُ، وَاللهِ إِنِّي لَأَعْلَمُهُمْ بِاللهِ عز وجل، وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً "(2).

25483 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ

= وقد سلف برقم (24040).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25398) غير أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرحمن بن مهدي، وشيخه: هو سفيان الثوري.

وأخرجه مسلم (2570) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (5646)، ومسلم (2570)، والنسائي في "الكبرى"(7087) و (7484)، وابن ماجه (1622)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(10212) من طرق عن سفيان، به.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10063)، وهو في "عمل اليوم والليلة"(234)، وابن خزيمة (2015) و (2021) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24180).

ص: 310

عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ إِذَا مَرِضَ يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، وَيَنْفُثُ (1).

25484 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اعْتَكَفَ يُدْنِي إِلَيَّ رَأْسَهُ أُرَجِّلُهُ، وَكَانَ لَا يَدْخُلُ بَيْتَهُ إِلَّا لِحَاجَةِ الْإِنْسَانِ (2).

25485 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ (3)، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ إِثْمٌ، فَإِذَا كَانَ فِيهِ إِثْمٌ كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24728)، غير أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرحمن بن مهدي.

وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 93، والبيهقي في "الشُّعَب"(2568)، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 132 من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وتحرَّف اسم عروة في مطبوع "الشُّعَب" إلى: عمرة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3373)، والذهبي في "السير" 23/ 324 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (5925)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 148، وفي "الكبرى"(271)، والدارمي (1058)، والطبري في "التفسير"(3056)، والطبراني في "الأوسط"(2087) من طرق عن مالك، به.

وأخرجه مختصراً الطيالسي (1443)، والنسائي في "الكبرى"(3369) من طريقين عن الزُّهري، به.

وسلف برقم (24731).

(3)

تحرف "عبد الرحمن" في "أطراف المسند" 9/ 135 إلى: "عبد الرزاق".

ص: 311

مِنْهُ. وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِنَفْسِهِ مِنْ شَيْءٍ يُؤْتَى إِلَيْهِ إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عز وجل (1).

25486 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُوتِرُ مِنْهَا بِوَاحِدَةٍ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ، اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ (2).

25487 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْمِقْدَامِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: يَا أُمَّهْ، بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ يَبْدَأُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ عَلَيْكِ بَيْتَكِ، وَبِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ يَخْتِمُ؟ قَالَتْ: كَانَ يَبْدَأُ بِالسِّوَاكِ، وَيَخْتِمُ بِرَكْعَتَيِ الْفَجْرِ (3).

25488 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَابَقْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَبَقْتُهُ (4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24846)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عبد الرحمن، وهو ابن مهدي.

وسيكرر برقم (25557) سنداً ومتناً.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24070) سنداً ومتناً.

(3)

حديث صحيح، وهو مكرر (24795)، غير أن شيخ أحمد هنا هو يزيد، وهو ابن هارون.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة =

ص: 312

25489 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَنَامُ مُعْتَرِضَةً بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُوتِرَ، غَمَزَنِي بِرِجْلِهِ، فَقَالَ:" تَنَحَّيْ "(1).

25490 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَ: قُلْتُ: يَا أُمَّهْ، كَيْفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ؟ قَالَتْ: كَانَ يُصَلِّي ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً: تِسْعًا قَائِمًا، وَثِنْتَيْنِ جَالِسًا، وَثِنْتَيْنِ بَعْدَ النِّدَاءَيْنِ. يَعْنِي بَيْنَ أَذَانِ

= برقم (24981)، وانظر (24118).

(1)

إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وأبو سَلَمة: هو ابنُ عبد الرحمن.

وأخرجه الشافعي في "سننه"(124)، والحميدي (177)، وأبو داود (714)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 697، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 462، وابن حبان (2346)، والبيهقي في "السنن" 2/ 276، وفي "معرفة السنن والآثار"(4251) من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.

فلنا: ورواية "الصحيحين" سلفت برقم (24291)، وستأتي كذلك برقم (25656) بلفظ: كان إذا أراد أن يُوتر، أيقظني، فأوتَرْتُ. قال البيهقي في "السنن" 2/ 276: وذلك أصحّ.

وانظر (24088).

ص: 313

الْفَجْرِ وَبَيْنَ الْإِقَامَةِ (1).

25491 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَقَدْ كَانَ يَأْتِي عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ الشَّهْرُ، مَا يُرَى فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِهِ الدُّخَانُ. قُلْتُ: يَا أُمَّهْ، وَمَا كَانَ طَعَامُهُمْ؟ قَالَتْ: الْأَسْوَدَانِ؛ التَّمْرُ وَالْمَاءُ، غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ لَهُ جِيرَانُ صِدْقٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَكَانَ لَهُمْ رَبَائِبُ، فَكَانُوا يَبْعَثُونَ إِلَيْهِ مِنْ أَلْبَانِهَا (2).

25492 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَجَعِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: " مَا فَعَلَتِ الذَّهَبُ؟ " قَالَتْ: قُلْتُ: هِيَ عِنْدِي، قَالَ:

(1) إسناده حسن، وهو مكرر (24275)، غير أن شيخ أحمد هنا هو يزيد بن هارون.

وأخرجه أبو داود (1350)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 282، والبيهقي في "السنن" 3/ 32 من طريقين عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو، وهو ابنُ علقمة بن وقَّاص الليثي، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن ماجه (4145) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وسيكرر برقم (26004) سنداً ومتناً.

قال السندي: قولها: وكانت لهم ربائب: جمع ربيبة: وهي الغنم التي تكون في البيت وليست بسائمة.

ص: 314

" ائْتِينِي بِهَا " فَجِئْتُ بِهَا، وَهِيَ بَيْنَ التِّسْعِ وَالْخَمْسِ (1)، فَوَضَعَهَا فِي يَدِهِ، ثُمَّ قَالَ بِهَا - وَأَشَارَ يَزِيدُ بِيَدِهِ -:" مَا ظَنُّ مُحَمَّدٍ بِاللهِ لَوْ لَقِيَ اللهَ عز وجل وَهَذِهِ عِنْدَهُ، أَنْفِقِيهَا "(2).

25493 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ (3): إِنْ كُنْتُ لَأَتَّزِرُ، ثُمَّ أَدْخُلُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي لِحَافِهِ وَأَنَا حَائِضٌ (4).

25494 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُجْنِبُ، ثُمَّ يَنَامُ، فَإِذَا قَامَ، اغْتَسَلَ، وَخَرَجَ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ، ثُمَّ يَصُومُ بَقِيَّةَ ذَلِكَ الْيَوْمِ (5).

25495 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ

(1) في (م): وهي ما بين التسع أو الخمس.

(2)

حديث صحيح، وهذا مكرر (24222)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا: هو يزيد بن هارون.

وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس)(433) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

(3)

في (م): أم المؤمنين عائشة.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث رقم (25471)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا: هو يزيد بن هارون.

(5)

حديث صحيح، حجاج -وهو ابن أرطاة، وإن كان ضعيفاً- توبع. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رَباح.

وانظر (24062).

ص: 315

أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، فَبِمَ أَدْعُو؟ قَالَ:" قُولِي: اللهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ، فَاعْفُ عَنِّي "(1).

(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. ويزيد -وهو ابن هارون وإن روى عن الجريري سعيد بن إياس بعد الاختلاط- قد تابعه سفيان الثوري، وهو ممن سمع منه قبل الاختلاط.

ورواه يزيدُ بن هارون -كما في هذه الرواية- وعلي بن عاصم -كما في الرواية (25505) - وعبدُ الرحمن بنُ مرزوق، فيما أخرجه النسائي في "الكبرى"(10711) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(875) - والقضاعي في "مسند الشهاب"(1477)، وخالدُ بنُ عبد الله، فيما أخرجه القضاعي (1474) - أربعتهم عن الجريري، عن عبد الله بن بريدة، عن عائشة.

ورواه سفيان الثوري، واختلف عليه فيه:

فرواه الأشجعي، وهو عُبيد الله بن عُبيد الرحمن -كما سيرد في الرواية (26215) - عن سفيان الثوري، عن علقمة بن مرثد، عن ابن بريدة -وقد سماه النسائي (10713) سليمانَ بن بريدة- عن عائشة.

ورواه عمرو بن محمد العنقزي، فيما أخرجه إسحاق (1362)، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(92)، ومخلد بنُ يزيد فيما أخرجه النسائي في "الكبرى"(10712) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(876) - وعليُّ بنُ قادم فيما أخرجه القضاعي (1475)، ثلاثتهم عن الثوري، عن الجريري، عن ابن بُريدة، عن عائشة.

ورواه عبد الحميد بن واصل -فيما أخرجه الطبراني في "الدعاء"(915) - عن الجريري، عن أبي عثمان النهدي، قال: قالت عائشة رضي الله عنها: لما حضر رمضان، قلت: يا رسول الله، قد حضر رمضانُ، فما أقول؟ قال: قولي: اللهم إنك

قال الدارقطني في "العلل" 5/ 132: ووهم فيه، يعني عبد الحميد بن واصل، والصحيح: عن الجريري، عن ابن بريدة.

ص: 316

25496 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، يَعْنِي ابْنَ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى فِي الْمَسْجِدِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ، وَصَلَّى خَلْفَهُ نَاسٌ بِصَلَاتِهِ، ثُمَّ نَزَلَ اللَّيْلَةَ الثَّانِيَةَ، فَكَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ كَثُرُوا فِي اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ، غَصَّ الْمَسْجِدُ بِأَهْلِهِ، فَلَمْ يَنْزِلْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا فِي ذَلِكَ: مَا شَأْنُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَنْزِلْ؟ فَسَمِعَ مَقَالَتَهُمْ (1)، فَلَمَّا أَصْبَحَ، قَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ مَقَالَتَكُمْ، وَإِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَنْزِلَ إِلَيْكُمْ إِلَّا مَخَافَةَ أَنْ يُفْتَرَضَ عَلَيْكُمْ قِيَامُ هَذَا الشَّهْرِ "(2).

25497 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا كَهْمَسٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، بِمَ أَدْعُو؟ قَالَ:" قُولِي: اللهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ، فَاعْفُ عَنِّي "(3).

(1) في (ظ 7) و (ظ 8): بمقالتهم.

(2)

حديث صحيح، سفيان -وهو ابن حسين الواسطي، وإن كان ضعيفاً في الزُّهري- قد تُوبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.

وأخرجه مختصراً عبد بن حميد (1469)، والحسن بن محمد الخلَّال في "أماليه"(42) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (25362) بإسناد صحيح.

(3)

إسناده صحيح، وهو مكرر، (25384)، غير أن شيخ أحمد هنا هو: =

ص: 317

25498 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَبْعَثُ بِهَا، وَلَا يَدَعُ شَيْئًا مِمَّا كَانَ يَصْنَعُ قَبْلَ ذَلِكَ (1).

25499 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، أَنَّ عَائِشَةَ سُئِلَتْ عَنْ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، فَقَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُخَفِّفُهُمَا. قَالَتْ: فَأَظُنُّهُ كَانَ يَقْرَأُ بِنَحْوٍ مِنْ {قُلْ يَا أَيُّهَا

= غير يزيد بن هارون، وقد اختلف عليه:

فرواه الإمام أحمد، كما في هذه الرواية، والحسنُ بنُ مكرم فيما أخرجه البيهقي في "الشعب"(3700)، وفي "فضائل الأوقات"(113)، كلاهما عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

ورواه موقوفاً ابن أبي شيبة -كما في "مصنفه" 10/ 207 - عن يزيد بن هارون، عن كهمس، عن عبد الله بن بريدة، قال: قالت عائشة: لو علمتُ أي ليلةٍ ليلة القدر، كان أكثر دعائي فيها: أسالُ اللهَ العَفْوَ والعافية.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 171، وفي "الكبرى"(3757)، وأبو يعلى (4659)، والبيهقي في "السنن الصغير"(1786) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي 5/ 232 من طريق سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد وعمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة، به.

وقد سلف برقم (24492) و (24557)، وسيكرر (26009) سنداً ومتناً.

ص: 318

الْكَافِرُونَ} وَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} (1).

25500 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنَّهُ قَالَ: مَا اسْتَقْبَلْتُ الْقِبْلَةَ بِفَرْجِي مُنْذُ كَذَا وَكَذَا، فَحَدَّثَ عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ: عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِخَلَائِهِ أَنْ يُسْتَقْبَلَ بِهِ الْقِبْلَةَ لَمَّا بَلَغَهُ أَنَّ النَّاسَ يَكْرَهُونَ ذَلِكَ (2).

25501 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ

(1) حديث صحيح دون قولها: فأظنُّه كان يقرأ بنحو: {قل يا أيها الكافرون}

وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، محمد بن سيرين لم يسمع من عائشة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أيوب: هو السختياني.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1338) عن عبد الوهَّاب، بهذا الإسناد.

وتخفيف الركعتين سلف بإسناد صحيح برقم (24125).

وقولها: فأظنُّه كان يقرأ بنحو: {قل يا أيها الكافرون} و {قل هو الله أحد} سلف بنحوه برقم (26022)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

وسيرد بالأرقام (25510) و (25824) و (25890) و (26015).

(2)

إسناده ضعيف على نكارة فيه، وقد سلف بيان علته في الرواية (25063). وعبد الوهَّاب الثقفي: هو ابن عبد المجيد بن الصلت.

قال السندي: قولها: أمر بخلائه: المرادُ بيت الخلاء، وظاهر هذا الحديث أن النهي كان عن الاستقبال في الصحراء، إلا أن الناس زعموا عمومه، فكرهوا ذلك في البيوت أيضاً، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم إبطالَ ذلك في البيوت بما فعل. والله تعالى أعلم.

ص: 319

احْتِلَامٍ، ثُمَّ يَصُومُ (1).

25502 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَيُّوبَ، يَعْنِي أَبَا الْعَلَاءِ الْقَصَّابَ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي جَالِسًا، فَإِذَا أَرَادَ الرُّكُوعَ قَامَ، فَقَرَأَ قَدْرَ عَشْرِ آيَاتٍ، أَوْ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ يَرْكَعُ (2). (3)

25503 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بُرْدٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ بَابُنَا فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، فَاسْتَفْتَحْتُ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه انقطاع، محمد -وهو ابن سِيرين- لم يسمع من عائشة، ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عبد الوهَّاب الثقفي: هو ابن عبد المجيد، وأيوب: هو السختياني.

وقد سلف برقم (24074) بإسناد صحيح.

وانظر (24062).

(2)

في (م): ركع.

(3)

إسناده حسن من أجل أيوب أبي العلاء القصاب، وهو أيوب بن أبي مسكين، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن يزيد -وهو الواسطي- فقد أخرج له أبو داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة. أبو هاشم: هو الرمَّاني.

وأخرجه بحشل في "تاريخ واسط " ص 80، والإسماعيلي في "معجمه"(30) من طريق محمد بن يزيد، بهذا الإسناد.

وقد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (24191) وفيه: فإذا غبر من السورة ثلاثون أو أربعون آية قام، فقرأها، ثم سجد.

ص: 320

وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، فَمَشَى حَتَّى فَتَحَ لِي، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَانِهِ الَّذِي كَانَ فِيهِ (1).

25504 -

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، أَخْبَرَنِي سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُلُّ شَرْطٍ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللهِ عز وجل، فَهُوَ مَرْدُودٌ، وَإِنْ اشْتَرَطُوا مِئَةَ مَرَّةٍ "(2).

25505 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ لَوْ أَنِّي عَلِمْتُ

(1) حديث حسن، علي بن عاصم، وهو الواسطي -وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وهو مكرر (24027).

وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/ 265 من طريق علي بن عاصم، بهذا الإسناد.

قال السندي: قولها: في قبلة المسجد: كأن المراد: قبلة مسجد البيت.

فاستفتحت، أي: طلبت فتح الباب.

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر (24522)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو علي بن عاصم الواسطي، وشيخه: هو سفيان بن حسين، وهو ضعيف في روايته عن الزهري، وقد توبعا.

وأخرجه إسحاق (743) عن محمد بن يزيد، عن سفيان بن حسين الواسطي، بهذا الإسناد.

قال السندي: قوله: "ليس في كتاب الله": بمعنى أنه يُخالف كتابَ الله، والمراد بكتاب الله حُكْمُه، أعم من أن يكون في الكتاب أو السنة، والله تعالى أعلم.

ص: 321

لَيْلَةَ الْقَدْرِ، مَا كُنْتُ أَدْعُو بِهِ رَبِّي عز وجل، أَوْ: مَا كُنْتُ أَسْأَلُهُ؟ قَالَ: " قُولِي: اللهُمَّ، إِنَّكَ تُحِبُّ الْعَفْوَ، فَاعْفُ عَنِّي "(1).

25506 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ السَّدُوسِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ: صَلَّى مُعَاوِيَةُ بِالنَّاسِ الْعَصْرَ، فَالْتَفَتَ، فَإِذَا أُنَاسٌ يُصَلُّونَ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَدَخَلَ وَدَخَلَ عَلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَنَا مَعَهُ، فَأَوْسَعَ لَهُ مُعَاوِيَةُ عَلَى السَّرِيرِ، فَجَلَسَ مَعَهُ، قَالَ: مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ الَّتِي رَأَيْتُ النَّاسَ يُصَلُّونَهَا، وَلَمْ أَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّيهَا وَلَا أَمَرَ بِهَا؟! قَالَ: ذَاكَ مَا يُفْتِيهِمْ ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَدَخَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَسَلَّمَ، فَجَلَسَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ: مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ الَّتِي تَأْمُرُ النَّاسَ يُصَلُّونَهَا، لَمْ نَرَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّاهَا، وَلَا أَمَرَ بِهَا؟ قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّاهَا عِنْدَهَا فِي بَيْتِهَا، قَالَ: فَأَمَرَنِي مُعَاوِيَةُ وَرَجُلٌ آخَرُ أَنْ نَأْتِيَ عَائِشَةَ، فَنَسْأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهَا، فَسَأَلْتُهَا عَنْ ذَلِكَ، فَأَخْبَرْتُهَا بِمَا أَخْبَرَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَنْهَا، فَقَالَتْ: لَمْ يَحْفَظْ ابْنُ الزُّبَيْرِ، إِنَّمَا حَدَّثْتُهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى هَذِهِ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ

(1) حديث صحيح، وهو مكرر (25495)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو علي بن عاصم الواسطي، وهو ضعيف، وقد روي موقوفاً.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(3701)، وفي "فضائل الأوقات"(114)، وفي "الدعوات الكبير"(203) من طريق علي بن عاصم، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (25384).

ص: 322

عِنْدِي، فَسَأَلْتُهُ، قُلْتُ: إِنَّكَ صَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ لَمْ تَكُنْ تُصَلِّيهِمَا؟ (1) قَالَ: " إِنَّهُ كَانَ أَتَانِي شَيْءٌ، فَشُغِلْتُ فِي قِسْمَتِهِ عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ، وَأَتَانِي بِلَالٌ، فَنَادَانِي بِالصَّلَاةِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَحْبِسَ النَّاسَ فَصَلَّيْتُهُمَا " قَالَ: فَرَجَعْتُ فَأَخْبَرْتُ مُعَاوِيَةَ. قَالَ: قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: أَلَيْسَ قَدْ صَلَّاهُمَا؟ لَا (2) نَدَعُهُمَا، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: لَا تَزَالُ مُخَالِفًا أَبَدًا (3).

(1) في (ظ 8): تصليها.

(2)

في (م): فلا.

(3)

صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين بعد العصر صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عليِّ بن عاصم، وهو الواسطي، ولضعف شيخه حنظلة السَّدوسي، وقد اختلف فيه:

فرواه علىُّ بنُ عاصم -كما في هذه الرواية- عن حنظلة السَّدوسي، عن عبد الله بن الحارث، به.

ورواه عبد الله بن المبارك -كما سيرد 6/ 333 - وعبد الوارث العنبري -كما سيرد 6/ 334 - كلاهما عن حنظلة، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن ميمونة. وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/ 223، وقال: رواه أحمد، وفيه حنظلة السَّدوسي ضعفه أحمد وابنُ معين ووثَّقه ابن حبان.

ورواه عبيدة -كما سيرد 6/ 303 - عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، قال: سألتُه عن الركعتين بعد العصر، فقال: دخلت أنا وعبد الله بنُ عباس على معاوية، فذكر نحوه، وفيه أسندت عائشة الخبر إلى أم سلمة.

ورواه محمد بن جعفر -كما سيرد 6/ 311 - عن شعبة، عن يزيد بن أبي زياد، قال: سألتُ عبد الله بن الحارث عن الركعتين بعد العصر، فذكره، وفيه: فأرسل معاوية إلى عائشة، فأحالت السائل على أمِّ سلمة، فحدَّثت أمُّ سلمة أن =

ص: 323

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى الظهر، ثم أُتِيَ بشيء، فجعل يقسمه حتى حضرت صلاةُ العصر، فقام فصلَّى العصر، ثم صلَّى بعدها ركعتين، فلما صلاها، قال: هاتان الركعتان كنت أصلِّيهما بعد الظهر. فقالت أم سلمة: ولقد حدثتُها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنهما

قلنا: ويزيد بن أبي زياد ضعيف.

ورواه عبد الرحمن بن أبي سفيان فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (502) عن عبد الله بن الحارث، عن عائشة، قالت: حدثتني أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاهما في بيتها.

ورواه عبد الله بن أبي لبيد -فيما أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 56 (بترتيب السندي)، وعبد الرزاق (3971)، والحُميدي (295)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 302، والطبراني في "الكبير" 23/ (540)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 3/ 426، والبغوي في "شرح السنة" (781) - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن معاوية بن أبي سفيان قال وهو على المنبر لكثير بن الصلت: اذهب إلى عائشة، فاسألها عن ركعتي النبي صلى الله عليه وسلم بعد العصر، قال أبو سلمة: فقمت معه، وقال ابن عباس لعبد الله بن الحارث: اذهب معه، فجئناها، فسألناها، فقالت: لا أدري، سلوا أمَّ سلمة، فسألناها، فقالت: دخل عليَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ذات يوم بعد العصر، فصلى ركعتين، فقلت: يا رسولَ الله، ما كنتَ تصلي هاتين الركعتين؟ فقال: قدم عليَّ وفدٌ من بني تميم -أو جاءتني صدقة- فشغلوني عن ركعتين كنت أصليهما بعد الظهر، وهما هاتان.

ورواه محمد بن عمرو -كما سيأتي 6/ 293 - عن أبي سلمة، عن أمِّ سلمة: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد العصر، فصلى ركعتين، فقلت: يا رسول الله، ما هذه الصلاة؟ ما كنت تصليها. قال: قدم وفد بني تميم، فحبسوني عن ركعتين كنت أركعهما بعد الظهر. فلم يذكر فيه عائشة.

وخالفهما محمد بن أبي حرملة -فيما أخرجه مسلم (835) - فرواه عن أبي سلمة أنه سأل عائشة عن السجدتين اللتين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصليهما بعد =

ص: 324

25507 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنِ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا سَلَّمَ مِنَ الصَّلَاةِ، قَالَ: " اللهُمَّ، أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا (1)

= العصر؟ فقالت: كان يصليهما قبل العصر، ثم أنه شُغل عنهما -أو نسيهما- فصلاهما بعد العصر، ثم أثبتهما، وكان إذا صلَّى صلاة أثبتها.

قلنا: وقد روى هذا الحديث بُكير بن الأشج -فيما أخرجه البخاري (1233) و (4370)، ومسلم (834)، وأبو داود (1273)، والدارمي (1436)، وأبو عوانة 1/ 384، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 302 - 303، وابن حبان (1576)، والبيهقي في "السنن" 2/ 262 و 457، وفي "السنن الصغير"(931)، وفي "معرفة السنن " 2/ 427 - عن كريب مولى ابن عباس أنهم أرسلوه إلى عائشة، فسألها عن ذلك، فقالت: سل أم سلمة. وفيه: وإنه أتاني ناسٌ من عبد القيس، فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر، فهما هاتان.

وقال الدارقطني في "العلل" 5/ 175: وحديث بُكير بن الأشج أثبتُ هذه الأحاديث وأصحها، والله أعلم.

وأخرج البخاري (1631)، وأبو عوانة 2/ 263 - 264، والبيهقي في "السنن" 2/ 458 من طريق عبد العزيز بن رفيع، قال: رأيتُ عبد الله بنَ الزبير يصلي ركعتين بعد العصر، ويخبر أن عائشة رضي الله عنها حدثته أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدخل بيتها إلا صلاها.

وانظر تعليقنا على الرواية (16943) و (25546).

وانظر حديث أم سلمة 6/ 293 ومكرراته.

وقد سلف إنكار معاويةَ الصلاةَ ركعتين بعد العصر في الرواية (16908) وإسنادها صحيح.

(1)

في (م): يا ذا.

ص: 325

الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ " (1).

25508 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ قَبْلَ مَوْتِهِ: " سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، أَسْتَغْفِرُ اللهَ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ". قَالَتْ: وَكَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تَدْعُو بِدُعَاءٍ لَمْ تَكُنْ تَدْعُو بِهِ قَبْلَ الْيَوْمِ، فَقَالَ:" إِنَّ رَبِّي عز وجل أَخْبَرَنِي أَنِّي سَأَرَى عَلَمًا فِي أُمَّتِي، وَأَنِّي إِذَا رَأَيْتُ ذَلِكَ الْعَلَمَ أَنْ أُسَبِّحَ بِحَمْدِهِ وَأَسْتَغْفِرَهُ، فَقَدْ رَأَيْتُ ذَلِكَ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ. وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا} "(2).

(1) حديث صحيح، عليُّ بنُ عاصم، وهو الواسطي -وإن كان ضعيفاً- قد توبع. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه إسحاق (1356)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار"(3895) من طريق عبد الوهَّاب الثقفي، ومسلم (592)، وأبو داود (1512)، والنسائي في "الكبرى"(9925) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(97) - والطبراني في "الدعاء"(644) من طريق شعبة، وأبو يعلى (4721)، وابن حبان (2001)، وابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة"(109) من طريق خالد بن عبد الله، وابن السُّنِّي أيضاً (109) من طريق عبد الواحد بن زياد، أربعتهم عن خالد الحذَّاء، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24338).

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر (24065) سوى شيخ الإمام أحمد، فهو هنا علي بن عاصم- وهو ابن صهيب الواسطي، وهو -وإن كان ضعيفاً- متابَع.

ص: 326

25509 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَتَّابٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ: مَنْ أَصْبَحَ جُنُبًا، فَلَا صَوْمَ لَهُ. قَالَ: فَأَرْسَلَنِي مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ - أَنَا وَرَجُلٌ (1) آخَرَ - إِلَى عَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ، نَسْأَلُهُمَا عَنِ الْجُنُبِ يُصْبِحُ فِي رَمَضَانَ قَبْلَ أَنْ يَغْتَسِلَ؟ قَالَ: فَقَالَتْ إِحْدَاهُمَا: قَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصْبِحُ جُنُبًا، ثُمَّ يَغْتَسِلُ، وَيُتِمُّ صِيَامَ يَوْمِهِ. قَالَ: وَقَالَتِ الْأُخْرَى: كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَحْتَلِمَ، ثُمَّ يُتِمُّ صَوْمَهُ، قَالَ: فَرَجَعَا، فَأَخْبَرَا مَرْوَانَ بِذَلِكَ، فَقَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَخْبِرْ أَبَا هُرَيْرَةَ بِمَا قَالَتَا، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: كَذَا كُنْتُ أَحْسَبُ، وَكَذَا كُنْتُ أَظُنُّ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ: بِأَظُنُّ وَبِأَحْسَبُ تُفْتِي النَّاسَ! (2).

(1) في (ظ 2): وَرَجُلًا.

(2)

حديث صحيح بغير هذه السياقة، وهذا إسناد ضعيف لضعف عليِّ بنِ عاصم: وهو الواسطي، وعبد الرحمن بن عتاب لم نقف له على ترجمة، وقد اختلف فيه على خالد: وهو ابن مهران الحذَّاء.

فرواه علي بن عاصم -كما في هذه الرواية- عنه، عن أبي قِلابة، عن عبد الرحمن بن عتَّاب، به.

ورواه عبد الوهَّاب الثقفي، عن خالد الحذَّاء، واختلف عليه فيه:

فرواه محمد بن المثنى ومحمد بن بشار -كما عند النسائي في "الكبرى"(2939) و (2940) - كلاهما عن عبد الوهَّاب، قال: وحدثنا وذكر خالد عن أبي قلابة، عن عبد الرحمن بن الحارث أن أبا هريرة كان يقول.

ورواه محمد بن المثنى -كما عند النسائي في "الكبرى"(2944) عن =

ص: 327

25510 -

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ خَالِدٍ، وَهِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ فِي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ بِـ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} .

وحَدَّثَنَا عَنْ خَالِدٍ - يَعْنِي عَلِيًّا - عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُسِرُّ بِهِمَا (1).

= عبد الوهَّاب، عن خالد الحَذَّاء، عن أبي قلابة، عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو منقطع.

ورواه خالد بن عبد الله الواسطي -كما عند النسائي (2941) - وعبد العزيز ابن المختار كما عند النسائي في "الكبرى"(2942) كذلك، كلاهما عن خالد الحَذَّاء، عن أبي قلابة، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو منقطع.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2943) من طريق أيوب: وهو السختياني، عن أبي قلابة، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو منقطع كذلك.

وقد صح بغير هذا السياق برقم (24681) و (25673). وانظر (24062).

قال السندي: قوله: كان أبو هريرة يقول: من أصبح جنباً فلا صوم له: قد صح عن أبي هريرة رفعُ هذا، ورواية الكتاب هذه لا توافق الرفع كما لا يخفى، إلا أن يقال: قد جاء أن أبا هريرة كان يرفعه بواسطة، فمعنى كذا كنت أحسب: أن رفعه صحيح بناء على أني سمعته من غيري لا أني أفتيت به عن اجتهاد وظن. والله تعالى أعلم.

وانظر لزاماً فيما علقناه في "شرح السنة" 6/ 279 - 281، وفي حديث المسند السالف برقم (7388).

(1)

في سنده انقطاع، -ابن سيرين: وهو محمد- لم يسمع من عائشة، =

ص: 328

25511 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: خَالِدٌ الْحَذَّاءُ أَخْبَرَنِي، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلَافَتِهِ - قَالَ: وَعِنْدَهُ عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ (1) - فَقَالَ عُمَرُ: مَا اسْتَقْبَلْتُ الْقِبْلَةَ وَلَا اسْتَدْبَرْتُهَا بِبَوْلٍ وَلَا غَائِطٍ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ عِرَاكٌ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا بَلَغَهُ قَوْلُ النَّاسِ فِي ذَلِكَ، أَمَرَ بِمَقْعَدَتِهِ فَاسْتَقْبَلَ بِهَا الْقِبْلَةَ (2).

= وعلي: وهو ابن عاصم الواسطي، -وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. خالد: هو ابن مهران الحذَّاء، وهشام: هو ابن حسان القُرْدُوسي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 242، وإسحاق بن راهويه (1339) و (1340)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 297، وأبو نعيم في "الحلية" 10/ 30، والبيهقي في "الشعب"(2525)، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 41، وفي "الاستذكار"(6912) من طرق عن هشام، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1341) من طريق الأشعث، عن ابن سيرين، به.

وانظر (25499).

(1)

لفظ: "بن مالك" ليس في (ظ 7) ولا (ظ 8).

(2)

إسناده ضعيف على نكارة فيه، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (25064).

وأخرجه المزي في "تهذيبه"(في ترجمة ابن أبي الصَّلت) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق (1096)، والدارقطني في "السنن" 1/ 59 - 60، والبيهقي =

ص: 329

25512 -

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَدْ كَانَتْ تَخْرُجُ الْكَعَابُ مِنْ خِدْرِهَا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْعِيدَيْنِ (1).

25513 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ صَفِيَّةَ تَقُولُ: قَالَتْ عَائِشَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ حَفْصَةُ، أَوْ هُمَا تَقُولَانِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ أَنْ تُحِدَّ فَوْقَ ثَلَاثَةِ

= في "السنن" 1/ 92، والحازمي في "الاعتبار" ص 29 من طريق علي بن عاصم، به

(1)

صحيح لغيره. علي: وهو الواسطي -وإن كان ضعيفاً- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن أبا قلابة -وهو عبد الله بن زيد الجَرْمي- لم يسمع من عائشة، خالد: هو ابن مِهْران الحذاء.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 182، عن عبد الأعلى، وابن راهويه (1358) عن عبد الوهاب، كلاهما عن خالد الحذَّاء، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 200، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.

وسيأتي برقم (25830).

وقد سلف من حديث أم عطية 5/ 85 - وهو عند البخاري (324) - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن تخرج العواتق وذوات الخدور والحُيَّض لِيَشْهَدْنَ العيدَيْنِ ودعوةَ المسلمين، ويعتزل الحُيَّض المصلَّى.

وانظر حديث أخت عبد الله بن رواحة الآتي برقم 6/ 358.

قال السندي: قوله: تخرجُ الكَعَاب: بوزن سحاب، المراد بها الكاعب حين يبدو ثدياها، وجمعها كواعب.

ص: 330

أَيَّامٍ إِلَّا عَلَى زَوْجِهَا " (1).

(1) حديث صحيح على وهم في إسناده ومتنه، وَرْقاء -وهو ابن عُمر اليَشْكري- روى أحاديثَ غلط في أسانيدها، فيما ذكر ابن عدي، فلعلَّ هذا منها، فقد أسقط من إسناده نافعاً بين عبد الله بن دينار وصفية، ولعلَّه هو الذي أخطأ أيضاً في نسبة صفية، فقال: بنت شيبة، كما جاء مصرحاً به عند ابن راهويه، وتسرَّب هذا الوهم إلى "علل" الدارقطني 5/ ورقة 152، فنسبت فيه كذلك، وإلى الحافظ، فأدرج هذا الحديثَ ضمن أحاديث صفية بنت شيبة في "أطراف المسند" 9/ 313. وصفيَّةُ هذه إنما هي بنتُ أبي عُبيد، كما جاء مصرَّحاً بها في الروايات الآتية 6/ 286، وكذا نسبها المزي في "تهذيب الكمال"، وروى الحديثَ من طريقها، وكذا أدرج الدارقطني في "العلل" في الموضع المشار إليه أحاديث صفية بنت أبي عبيد.

ثم أن في المتن وهماً هو ترك ذكر اليوم الآخِر، وإنما هو:"لا يحلُّ لامرأة تُؤمنُ بالله واليوم الآخر" كما جاء في جميع روايات الحديث.

وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وقد اختلف فيه على نافع:

فرواه عبد الله بن دينار، كما في هذه الرواية، وكما في الرواية 6/ 286، عن صفية، فقال: عن عائشة أو حفصة، أو عنهما كلتيهما.

وكذلك قال ليث بن سعد عن نافع، كما في الرواية 6/ 286، ومثله قال ابن أبي ذئب وابن سمعان فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ 152 - 153.

ورواه يحيى بن سعيد الأنصاري كما في الرواية 6/ 286 عن نافع، عن صفية، فقال: عن حفصة.

ورواه أيوب السختياني، كما في الرواية 6/ 286، وعُبيد الله بن عمر، كما عند مسلم (1490)(64) عن نافع، عن صفية، فقال: عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه ابن أبي ليلى كما عند ابن أبي شيبة 5/ 281 عن نافع، عن صفية، =

ص: 331

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= فقال: عن أم سلمة وعائشة وحفصة.

ورواه محمد بن إسحاق، فيما ذكر الحافظ في "النكت الظراف" 11/ 291، عن نافع، عن صفية، عن عائشة وأم سلمة.

ورواه مالك بن أنس، واختُلف عليه فيه:

فرواه ابن وهب والشافعي عن مالك -فيما ذكر الدارقطني في "العلل"- نحو قول ابن دينار! لكنه قال في "مسنده" 2/ 61: عن عائشة أو حفصة، مثل قولِ ابن مهدي الآتي، وقال في "الأم" 5/ 213: عن عائشة وحفصة، أو عائشة أو حفصة.

ورواه عبد الرحمن بن مهدي عن مالك، كما في الرواية 6/ 286 عن نافع، عن صفية. فقال: عن عائشة أو حفصة بالشكِّ.

ورواه عبد الرزاق عن مالك، كما في "مصنفه"(12131)، نحو قول ابن مهدي، لكن جعله موقوفاً.

ورواه هشام بن عروة، عن نافع، واختلف عليه فيه:

فرواه يحيى بن أبي زكريا الغسَّاني أبو مروان، كما عند أبي نُعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 110، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 159 عن هشام بن عروة، عن نافع، عن صفية، عن عائشة وحفصة، بغير شكٍّ عنهما.

ورواه الجرَّاح بن الضحاك الكندي، كما عند السهمي في "تاريخ جرجان" ص 406، عن هشام بن عروة، عن مالك، عن نافع، عن صفية، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، لم يذكر عائشة ولا حفصة.

ورواه عَبْدَةُ بنُ سليمان، فيما ذكر الدارقطني في "العلل" عن هشام، عن نافع، عن حفصة وعائشة كلتيهما، ولم يذكر صفية.

قال الدارقطني والقولُ قولُ عبد الله بنِ دينار ومن تابعه عن نافع.

وأخرجه ابن راهويه (1281) عن أبي نعيم الفضل بن دُكَيْن، عن ورقاء، بهذا الإسناد. =

ص: 332

25514 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيِّ، (1) عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: حِضْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى فِرَاشِهِ، فَانْسَلَلْتُ، فَقَالَ لِي:" أَحِضْتِ؟ " فَقُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " فَشُدِّي عَلَيْكِ إِزَارَكَ ثُمَّ عُودِي "(2).

25515 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّادَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ تَقُولُ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْحِسَابِ الْيَسِيرِ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْحِسَابُ الْيَسِيرُ؟ فَقَالَ:" الرَّجُلُ تُعْرَضُ عَلَيْهِ ذُنُوبُهُ، ثُمَّ يُتَجَاوَزُ لَهُ عَنْهَا، إِنَّهُ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ هَلَكَ، وَلَا يُصِيبُ عَبْدًا شَوْكَةٌ، فَمَا فَوْقَهَا، إِلَّا قَاصَّ اللهُ عز وجل بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ "(3).

= وسلف بإسناد صحيح برقم (24092) بلفظ: "لا يحلُّ لامرأةٍ تؤمنُ بالله واليوم الآخِرِ تُحدُّ على ميت فوق ثلاث إلا على زَوْج".

(1)

كذا في النسخ الخطية و"أطراف المسند" و (م)، ولعله خطأ قديم، وفي "تهذيب الكمال"، وفروعه: الْجُرَشِيّ، وهو الصواب.

(2)

حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك: وهو ابن عبد الله النَّخَعي. والوليدُ بنُ عبد الرحمن لم يدرك عائشة. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يعلى بن عطاء: هو الطائفي.

وقد سلف برقم (24364).

(3)

إسناده قوي، عبد الواحد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير لا بأس به، =

ص: 333

25516 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي (1) ابْنُ شِهَابٍ، أَنَّ عُرْوَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ، قَالَتْ: لَقَدْ كُنْتُ أَفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ يَبْعَثُ بِهِ، وَيُقِيمُ، فَمَا يَتَّقِي مِنْ شَيْءٍ (2).

25517 -

حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنِ الرَّجُلِ يُخَيِّرُ امْرَأَتَهُ فَتَخْتَارُهُ. قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَتَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" إِنِّي سَأَعْرِضُ عَلَيْكِ أَمْرًا، فَلَا عَلَيْكِ أَنْ تَعْجَلِي فِيهِ حَتَّى تُشَاوِرِي أَبَوَيْكِ ". فَقُلْتُ: وَمَا هَذَا الْأَمْرُ؟ قَالَتْ: فَتَلَا عَلَيَّ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا. وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ

= وقد احتجَّ به مسلم، وبقيةُ رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وقد سلف برقم (24215) بأطول منه.

وقد سلف دون قوله: "ولا يصيب عبداً شوكةٌ، فما فوقها

" برقم (24200) بإسناد صحيح.

وقوله: "ولا يصيبُ عبداً شوكةٌ فما فوقها

" سلف نحوه برقم (24114) بإسناد صحيح أيضاً.

(1)

في (م): أخبر، وهو خطأ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جُرَيْج -وهو عبدُ الملك بنُ عبد العزيز- صرَّح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه.

وقد سلف برقم (24084).

ص: 334

وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 28 - 29] قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: وَفِي ذَلِكَ (1) تَأْمُرُنِي أَنْ (2) أُشَاوِرَ أَبَوَيَّ؟! بَلْ أُرِيدُ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ. قَالَتْ: فَسُرَّ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَعْجَبَهُ، وَقَالَ:" سَأَعْرِضُ عَلَى صَوَاحِبِكِ مَا عَرَضْتُ عَلَيْكِ ". قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهُ: فَلَا تُخْبِرْهُنَّ بِالَّذِي اخْتَرْتُ، فَلَمْ يَفْعَلْ، وَكَانَ يَقُولُ لَهُنَّ كَمَا قَالَ لِعَائِشَةَ، ثُمَّ يَقُولُ: قَدْ اخْتَارَتْ عَائِشَةُ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ. قَالَتْ عَائِشَةُ: قَدْ خَيَّرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ نَرَ ذَلِكَ طَلَاقًا (3).

(1) في (م): وفي أيّ ذلك.

(2)

لفظة: "أن" من (ظ 7) و (ظ 8).

(3)

حديث صحيح، جعفر بن بُرْقان -وإن يكن ضعيفاً في الزُّهري- تابعه معمر في الرواية (25299)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير كَثِير بن هشام -وهو الكِلابي أبو سهل الرَّقِّي- فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري في "الأدب المفرد"، وهو ثقة.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 8/ 68، وعَبْد بن حُميد (1483) عن كثير بن هشام، بهذا الإسناد.

قال ابن أبي حاتم الرازي في "العلل" 1/ 433: وسألتُ أبي وسئل عن حديث رواه كَثِير بن هشام عن جعفر بن برقان عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في "التخيير"، قال: الصحيح الزهريُّ، عن أبي سَلَمة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قلنا: نقلنا في الرواية (25299) عن الحافظ في "الفتح" قوله: لعلَّ الحديث كان عند الزهري عنهما، فحدَّث به تارةً عن هذا، وتارةً عن هذا، وإلى هذا مال الترمذيّ.

وسيأتي من طريق الزُّهري عن أبي سلمة برقم (26108). =

ص: 335

25518 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: حَاضَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ، وَهِيَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى بَعْدَ أَنْ أَفَاضَتْ. قَالَتْ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ النَّفْرِ، ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" عَسَى أَنْ تَحْبِسَنَا " قَالَ: فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا قَدْ كَانَتْ طَافَتْ بِالْبَيْتِ، قَالَ:" فَلْتَنْفِرْ "(1).

25519 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ مَا تَرَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا،

= وقصة التخيير سلفت برقم (24487)، وأن ذلك لم يعدَّه صلى الله عليه وسلم طلاقاً سلف بإسناد صحيح برقم (24181).

وقولها: فسُرَّ بذلك النبى صلى الله عليه وسلم وأعجبه، سلف نحوه برقم (24487) من طريق عمر بن أبي سلمة، عن أبي سلمة.

وقولها: فلا تخبرهنَّ بالذي اخترت، فلم يفعل، له شاهد من حديث جابر، سلف برقم (14515).

(1)

حديث صحيح، محمد بن إسحاق -وإن كان مدلِّساً قد عنعن- قد تُوبع. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير عمران -وهو ابنُ أبي أنس العامري- فمن رجال مسلم. محمد بن عُبيد: هو الطنافسي.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7748) من طريق عبد الأعلى -وهو ابنُ عبد الأعلى السامي- عن محمد بن إسحاق، عن عمران، عن أبي سَلَمة وسليمان بن يسار، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24558).

وانظر (24101).

ص: 336

وَلَا أَمَةً وَلَا عَبْدًا، وَلَا شَاةً وَلَا بَعِيرًا " (1).

25520 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ، عَنْ مُعَاذَةَ: أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتْ عَائِشَةَ: أَتُجْزِئُ الْحَائِضُ الصَّلَاةَ؟ قَالَتْ: أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ؟ قَدْ حِضْنَ نِسَاءُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَفَأَمَرَهُنَّ (2) أَنْ يَجْزِينَ؟ (3).

(1) حديث صحيح دون قولها: ولا أمةً ولا عبداً، فإسناده حسن من أجل عاصم، وهو ابنُ أبي النَّجود. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، إسحاق بن يوسف: هو الأزرق، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه ابنُ سعد في "الطبقات الكبرى" 2/ 316 - 317، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 282 من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (25053).

وسلف بإسناد صحيح برقم (24176) وليس فيه ذكر العبد والأمة.

(2)

في (م): فأمرهنَّ.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد الرِّشْك: هو يزيد بن أبي يزيد الضُّبَعي.

وأخرجه الطيالسي (1570)، وابن أبي شيبة 2/ 340، ومسلم (335)(68)، والدارمي (988)، وأبو عوانة 1/ 324 - 325، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1535) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه مسلم (335)(67)، والدارمي (881)، وابن خُزيمة (1001)، والبيهقي في "معرفة الآثار"(2158) من طريق حماد بن يزيد، عن يزيد الرِّشْك، به.

وقد سلف برقم (24036).

ص: 337

25521 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (1)، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ: أَيُّ سَاعَةٍ تُوتِرِينَ؟ قَالَتْ (2): مَا أُوتِرُ حَتَّى يُؤَذِّنُوا (3)، وَمَا يُؤَذِّنُونَ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ، قَالَتْ: وَكَانَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُؤَذِّنَانِ: بِلَالٌ، وَعَمْرُو ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِذَا أَذَّنَ عَمْرٌو، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا، فَإِنَّهُ رَجُلٌ ضَرِيرُ الْبَصَرِ، وَإِذَا أَذَّنَ بِلَالٌ، فَارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ، فَإِنَّ بِلَالًا لَا يُؤَذِّنُ - كَذَا قَالَ - حَتَّى يُصْبِحَ "(4).

(1) قوله: عن أبي إسحاق، سقط من (م).

(2)

في (م): لعله قالت.

(3)

في الأصول: حتى يؤذنون بثبوت النون، والوجه حذفها كما أثبتنا.

(4)

حديث صحيح. يونس: وهو ابنُ أبي إسحاق -وإن كان ضعيفَ الرواية عن أبيه إلا أنه- قد توبع بابنه إسرائيل، وسماعه من جده أبي إسحاق في غاية الإتقان للزومه إياه، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابن خُزيمة (407) من طريق إسماعيل بن عمر -وهو الواسطي أبو المنذر- عن يونس، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1522) و (1523)، وابن خزيمة (408)، والبيهقي في "السنن" 1/ 429 من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به. ولفظه: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثةُ مؤذِّنين: بلالٌ، وأبو محذورة، وعمرو بن أم مكتوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن ابن أمِّ مكتوم ضريرٌ، لا يغرَّنَّكم أذانُه، فكُلوا واشربوا، فإذا أذَّن بلالٌ فلا يطعمنَّ أحد". ولم يسق المرفوع منه ابن راهويه في الرواية (1522) ولا البيهقي.

وأخرجه أبو يعلى (4385)، وابن خزيمة (406)، وابن حبان (3473) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أن ابن =

ص: 338

25522 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ الطِّيبِ فِي مَفْرِقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَيَّامٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ (1).

= أمِّ مكتوم يؤذِّن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذِّن بلال، فإنَّ بلالاً لا يؤذِّن حتى يرى الفجر".

قلنا: قد سلفَ من حديث عائشة ما يضادُّ هذا الحديث، وذلك في الرواية (24168) بلفظ:"إن بلالاً يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أمِّ مكتوم".

قال الحافظ في "الفتح" 2/ 103: وقد جمع ابن خزيمة والضّبعي بين الحديثين بما حاصله: أنه يحتمل أن يكون الأذان كان نوباً بين بلال وابن أم مكتوم، فكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُعلِّمُ الناسَ أن أذانَ الأول منهما لا يُحرِّمُ على الصائم شيئاً، ولا يدلُّ على دخول وقتِ الصلاة، بخلاف الثاني، وجزم ابنُ حبان بذلك، ولم يبده احتمالاً، وأنكر ذلك عليه الضياء وغيره، وقيل: لم يكن نوباً، وإنما كانت لهما حالتان مختلفتان، فإن بلالاً كان في أول ما شرع الأذان يُؤَذِّنُ وحدَه، ولا يؤذِّنُ للصبح حتى يطلع الفجر.

قال السندي: قوله: قالت ما أوتر حتى يؤذنوا؛ ظاهرُ الحديث جوازُ الوتر بعد طلوع الفجر بلا ضرورة، والله تعالى أعلم.

قوله: فإنه رجل ضرير البصر، أي: فيخطئ في إدراك الفجر، وهذا ظاهرٌ أن الأذان قبل الوقت ما كان إلا عن خطأ، وقد سبق ما يؤيد ذلك. نعم المشهور في الأحاديث أن بلالاً كان هو الذي يؤذن قبل الفجر، وسبق أن ذلك كان منه خطأ، والله أعلم.

قلنا: وفي باب تأخير الوتر إلى آخر الليل سلف من حديث ابن عمر برقم (4492)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

(1)

حديث صحيح، دون قوله: بعد أيام، وهو مكرر (24934)، غير شيخ أحمد، فهو هنا رَوْح، وهو ابنُ عُبَادة، وشيخه هناك، عفَّان أن بن مسلم الصَّفَّار.

ص: 339

25523 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: طَيَّبْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِطِيبٍ فِيهِ مِسْكٌ عِنْدَ إِحْرَامِهِ قَبْلَ أَنْ يُحْرِمَ، وَيَوْمَ النَّحْرِ قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ (1).

25524 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ: عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِحُرْمِهِ حِينَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هُشيم: هو ابنُ بَشير، ومنصور: هو ابن زاذان. وقد تفرَّد عن عبد الرحمن بن القاسم بقوله: "بطِيبٍ فيه مسك"، ووقع في "المحلى" أن منصوراً هو ابن المعتمر، وهو خطأ.

وأخرجه مسلم (1191)(46)، والترمذي (917)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 138، و"الكبرى"(3672)، وابن خُزيمة (2583)، وابن حبان (3770)، والطبراني في "الأوسط"(1161)، وابن حزم في "المحلى" 7/ 86، والبيهقي في "السنن" 5/ 136، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 297 - 298، من طريق هُشَيْم، بهذا الإسناد.

قال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن صحيح. والعملُ على هذا عند أكثرِ أهلِ العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم، يرون أن المحرم إذا رمى جمرة العقبة يوم النحر وذبح وحلق، أو قصَّر، فقد حلَّ له كلُّ شيء حرُم عليه إلا النساء، وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق، وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه قال: حلَّ له كل شيء إلا النساء والطيب، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم، وهو قول أهل الكوفة.

وقد أورد الطبراني هذا الحديث في جملة أحاديث لهشيم عن منصور، ثم قال: لم يرو هذه الأحاديث عن منصور إلا هشيم.

ص: 340

يُحْرِمُ، وَلِحِلِّهِ حِينَ يَحِلُّ، قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ (1).

25525 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ وصَخْرٌ وَحَمَّادٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، بِمِثْلِهِ، إِلَّا أَنَّهُمْ قَالُوا: لِحُرْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُحْرِمَ (2).

25526 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. رَوْح: هو ابنُ عُبادة.

وأخرجه ابنُ راهويه (930)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 130 و 228، وابن حِبَّان (3771)، من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24111).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر سابقه. حماد -وهو ابن سَلَمة، وإن يكن من رجال مسلم- متابَع، مالك: هو ابن أنس، وصخر: هو ابن جُوَيْرِية.

وأخرجه الإسماعيلي في "معجم الشيوخ" 3/ 732 من طريق رَوْح، بهذا الإسناد.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 328، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 297، و"الأم" 2/ 129، والبخاري (1539)، ومسلم (1189)(33)، وأبو داود (1745)، والنَّسائي في "المجتبى" 5/ 137، و"الكبرى"(3665)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 130 و 228، وابن حبان (3766)، والبيهقي في "السنن" 5/ 33 - 34، وفي "معرفة السنن والآثار"(9466)، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 297، والبغوي في "شرح السنة" (1863). قال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 122، من طريق عبد الوهَّاب بن عطاء، عن صخر بن جُوَيْرية، به.

وسلف برقم (24111).

ص: 341

الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَيُوسُفَ بْنَ مَاهَكَ وَعَطَاءً: يَذْكُرُونَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: قَدْ (1) كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ إِحْلَالِهِ وَعِنْدَ إِحْرَامِهِ (2).

25527 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ الطِّيبِ فِي مَفْرِقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْرِمٌ (3).

25528 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ

(1) لفظة: "قد" ليست في (م).

(2)

حديث صحيح، عبَّاد بن منصور توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عطاء: هو ابنُ أبي رَباح.

وأخرجه الطيالسي (1418) عن عبَّاد بن منصور، عن القاسم بن محمد، به.

وأخرجه ابن راهويه (1227) عن عبد الأعلى، عن عبَّاد بن منصور، عن عطاء، به.

وأخرجه الطيالسي (1493)، وابن راهويه (1207)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 130، 131، والطبراني في "الأوسط"(334) و (5032)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(82)، وأبو نُعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 318، من طرق عن عطاء، بهذا الإسناد.

وسلف بنحوه من طريق القاسم برقم (24111) بإسناد صحيح.

وسلف من وجه آخر برقم (24105).

(3)

حديث صحيح، وهو مكرر (24966)، غير شيخ أحمد، فهو هنا رَوْح، وهو ابن عبادة.

ص: 342

عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ الطِّيبِ فِي مَفْرِقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَيَّامٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ (1).

25529 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى، يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي عَمْرَةَ، عَنْ عَمَّتِهِ (2) عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ، فَيُخَفِّفُهُمَا حَتَّى إِنِّي لَأَشُكُّ، أَقَرَأَ فِيهِمَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ أَمْ لَا؟ (3).

25530 -

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ أَبُو حَفْصٍ الْمُعَيْطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا تَكْتَنِينَ؟ "(4) قُلْتُ: (5)

(1) حديث صحيح دون قوله: بعد أيام، وهو مكرر (24983)، غير شيخ أحمد، فهو هنا رَوْح، وهو ابنُ عبادة، وقد زاد فيه قوله:"بعد أيام" ولم يرد في الأسانيد الصحيحة وانظر (24934).

(2)

لفظ: "عمته" لم يرد في (ق) ولا (هـ) ولا (ظ 2)، واسم "عمرة" لم يرد في (ظ 7) ولا (ظ 8).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24125)، غير أن شيخ أحمد هنا هو عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد العنبري، ويرويه عن أبيه.

(4)

في (ظ 7) و (ظ 8) و (ق): تَكَنَّين.

(5)

في (ظ 2) و (ق) و (م): قالت.

ص: 343

بِمَنْ أَكْتَنِي؟ (1) قَالَ: " اكْتَنِي بِابْنِكِ عَبْدِ اللهِ ". يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ، قَالَ: فَكَانَتْ تُكَنَّى بِأُمِّ عَبْدِ اللهِ (2).

25531 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، كُلُّ نِسَائِكَ لَهَا كُنْيَةٌ غَيْرِي؟ قَالَ:" أَنْتِ أُمُّ عَبْدِ اللهِ "(3).

25532 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتْ آيَاتُ الرِّبَا، قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ، فَتَلَاهُنَّ عَلَى النَّاسِ، ثُمَّ حَرَّمَ التِّجَارَةَ فِي الْخَمْرِ (4).

(1) في (ق): أتكنَّى.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على هشام بن عروة، وقد بسطنا ذلك في الرواية السالفة برقم (24619)، فانظرها لزاماً.

وهو عند أحمد في "العلل"(5091).

(3)

هو مكرر سابقه.

وأخرجه أحمد في "العلل"(5092)، وابن أبي شيبة 9/ 13، وابن ماجه (3739)، والطبراني في "الكبير" 23/ (38) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24960) غير شيخ أحمد، فهو هنا وكيع، وهو ابن الجراح الرُّؤاسي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 445، والنسائي في "المجتبى" 7/ 308، وفي "الكبرى"(6261) و (11056) -وهو في "التفسير"(76) - من طريق وكيع، بهذا الإسناد. =

ص: 344

25533 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْطَى الْوَرِقَ، وَأَعْتَقَ، وَوَلِيِّ النِّعْمَةِ ". وَكَانَ زَوْجُهَا حُرًّا، فَخُيِّرَتْ (1).

25534 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَتِ الْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ يَوْمَ عِيدٍ، فَدَعَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكُنْتُ أَطَّلِعُ مِنْ عَاتِقِهِ، فَأَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" دَعْهَا، فَإِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَهَذَا عِيدُنَا "(2).

= وسلف برقم (24193).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25366)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو وكيع بن الجراح، وشيخه: هو سفيان الثوري.

وأخرجه البخاري (6760)، وأبو داود (2916)، والنسائي في "الكبرى"(6401)، والبيهقي 10/ 295 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. ولم يذكر البخاري وأبو داود صفة زوجها.

وأخرجه مختصراً أبو داود (2235)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4373) و (4399)، والبيهقي 7/ 223 من طرق عن سفيان، به. وقال البيهقي: وقوله: كان زوجها حرًّا، من قول الأسود، لا من قول عائشة رضي الله عنها. قلنا: قد بيَّنَّا ذلك في الرواية (24150)، فانظره لزاماً.

(2)

رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد خَلَط وكيع هنا بين حديثين: حديث لعب الحبشة في المسجد، وحديث غناء الجاريتين عند عائشة، وزجر أبي بكر لهما. والحديث الأول سلف برقم (24049)، والحديث الثاني سلف برقم (24296). وجمعهما بعض الرواة، كما في الحديث (24541). =

ص: 345

25535 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" يَا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، يَا صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا، سَلُونِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمْ "(1).

25536 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ: طَلْحَةُ، عَنْ عَائِشَةَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي جَارَيْنِ، إِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي؟ قَالَ:" إِلَى أَقْرَبِهِمَا بَابًا (2) مِنْكِ "(3).

25537 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ عَمْرٍو، يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، عَنِ الْمُطَّلِبِ يَعْنِي ابْنَ حَنْطَبٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ، دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ "(4).

= قال السندي: قولها: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعها"، أي: دع عائشة تنظر إلى لعبهم، أو: دع الحبشة يلعبون.

(1)

إسناده صحيح، وهو مكرر (25044) سنداً ومتناً.

(2)

لفظهَ: "باباً" ليست في (ظ 7) ولا (ظ 8).

(3)

إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو مكرر (25323)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو وكيع، وهو ابن الجراح الرُّؤاسي.

(4)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد فيه انقطاع، المطَّلب بن حَنْطَب لم يدرك عائشة، وعمرو بن أبي عمرو مولى المطلب حديثه حسن، فيما ذكر الذهبي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. =

ص: 346

25538 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ (1): مَا تَرَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَلَا شَاةً وَلَا بَعِيرًا. قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ: عِلْمِي (2)، وَأَشُكُّ فِي الْعَبْدِ وَالْأَمَةِ (3).

25539 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ (4) سُفْيَانَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ مُوَرِّثُهُ "(5).

= وقد سلف برقم (24355).

(1)

لفظ: "قالت" من (م).

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): قاله علمي، وجاء في هامش (هـ): عاصم (نسخة بدل: علمي)، وتحرفت في (م) إلى: علمن، ولم ترد فيها كلمة قال.

(3)

حديث صحيح، دون قوله: في العبد والأمة، فإسناده حسن من أجل عاصم -وهو ابن أبي النَّجود- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري. وزرّ: هو ابن حُبيش.

وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(387) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (25519) ولم يذكر فيه العبد والأمة.

وسلف بإسناد صحيح برقم (24176) وليس فيه ذكر العبد والأمة كذلك.

(4)

في (ظ 7) و (ظ 8): حدثنا.

(5)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على مجاهد:

فرواه سفيان الثوري، كما في هذه الرواية، ومحمد بن طلحة بن مصرِّف، كما في الرواية (24600)، كلاهما عن زُبَيْد اليامي، عن مجاهد، عن عائشة، به. =

ص: 347

25540 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، فَقُلْتُ لَهَا: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ بَعْدَ ثَلَاثٍ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ. أَصَابَ النَّاسَ شِدَّةٌ (1)، فَأَحَبَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُطْعِمَ الْغَنِيُّ الْفَقِيرَ، ثُمَّ لَقَدْ رَأَيْتُ آلَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُونَ الْكُرَاعَ بَعْدَ خَمْسَ عَشْرَةَ، فَقُلْتُ لَهَا: مِمَّ

= ورواه الفريابي، كما عند أبي نُعيم في "الحلية" 3/ 306، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 46 - 37، عن سفيان الثوري، عن زُبيد، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، به. وقال أبو نعيم: تفرَّد الفريابي عن سفيان الثوري، عن زُبيد، بهذا، وتابعه عليه داود بن شابور وبشير بن سَلْمان.

قلنا: وهذه المتابعة التي أشار إليها أبو نعيم أخرجها أحمد في "المسند"(6496).

ورواه يونس بن أبي إسحاق، كما سلف في "السنن"(8046) و (9746) عن مجاهد، عن أبي هريرة.

وقال الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 82: والصحيح حديث مجاهد، عن عائشة.

وأخرجه الحسين المروزي في زوائده على "البرّ والصلة" لابن المبارك (264) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1196)، والطبراني في "مكارم الأخلاق"(202)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 306 - 307، وفي "طبقات المحدثين"(749) من طرق عن سفيان الثوري، به.

وقد سلف برقم (24260) بإسناد صحيح.

(1)

في هامش (ظ 8): سنة.

ص: 348

ذَاكَ؟ قَالَ: فَضَحِكَتْ، وَقَالَتْ: " مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ خُبْزٍ مَأْدُومٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللهِ عز وجل (1).

25541 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ. وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْرَائِيلُ الْمَعْنَى، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نَبْنِي (2) لَكَ بِمِنًى بَيْتًا - أَوْ بِنَاءً - يُظِلُّكَ مِنَ الشَّمْسِ؟ فَقَالَ:" لَا إِنَّمَا هُوَ مُنَاخٌ لِمَنْ سَبَقَ إِلَيْهِ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24962)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عبد الرحمن بن مهدي.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 235 - 236 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): تبني.

(3)

إسناده ضعيف، وتفرد به إبراهيم بن مهاجر، وهو ضعيف، ووالدة يوسف بن ماهك -وهي مُسَيْكة المكية- مجهولة، تفرد بالرواية عنها ابنها يوسف، ولم يؤثر توثيقها عن أحد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير زيد بن الحباب، فمن رجال مسلم، وهو ثقة.

وأخرجه أبو داود (2019) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(2625) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.

وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 1/ 466 - 467، والبيهقي في "السنن الكبرى" 5/ 139 من طريق عُبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي! وكذلك صححه الترمذي!

غير أن ابن خزيمة (2891) ترجم للحديث بقوله: باب النهي عن احتظار =

ص: 349

25542 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَابَنُوسَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَوَشَّحُنِي وَيَنَالُ مِنْ رَأْسِي، وَأَنَا حَائِضٌ (1).

25543 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَتْ إِحْدَانَا تَحِيضُ، وَتَطْهُرُ، فَلَا يَأْمُرُنَا بِقَضَاءٍ، وَلَا نَقْضِيهِ (2).

= (وفي المطبوع احتضار وهو تصحيف) المنازل بمنى أن ثبت الخير، فإني لست أعرف مُسيكة بعدالة ولا جرح، ولست أحفظ لها راوياً إلا ابنها.

وسيأتي برقم (25718).

(1)

إسناده حسن. يزيد بن بَابَنُوس قال الدارقطني: لا بأس به، وقال ابن عدي: أحاديثه مشاهير، وذكره ابن حبان في "الثقات". وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الطيالسي (1517)، والدارمي (1052)، وأبو يعلى (4487)، والبيهقي في "السنن" 1/ 312 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" ص 238 من طريق الحارث بن عبيد، عن أبي عمران الجَوْني، به.

وسيأتي مطولاً برقم (25841).

قال السندي: قولها: يتوشحني، أي: يعانقني.

قولها: وينال من رأسي، أي: يقبّل رأسي.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. لَيْث -وهو ابن أبي سُلَيم- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. زائدة: هو ابن قُدامة الثقفي.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(965) عن موسى بن عيسى =

ص: 350

25544 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا (1) إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَأَبُو كَامِلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جَاءَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ جَحْشٍ - قَالَ أَبُو كَامِلٍ: أُمُّ حَبِيبٍ - إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَتْ اسْتُحِيضَتْ سَبْعَ (2) سِنِينَ، فَاشْتَكَتْ ذَلِكَ إِلَيْهِ، وَاسْتَفْتَتْهُ فِيهِ، فَقَالَ:" لَيْسَ هَذَا بِالْحَيْضَةِ، وَلَكِنَّ هَذَا عِرْقٌ، فَاغْتَسِلِي وَصَلِّي ". فَكَانَتْ تَغْتَسِلُ لِكُلِّ صَلَاةٍ وَتُصَلِّي، وَكَانَتْ تَجْلِسُ فِي مِرْكَنٍ، فَتَعْلُو حُمْرَةُ الدَّمِ الْمَاءَ، ثُمَّ تُصَلِّي (3).

= القاري، عن زائدة، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه الدارمي (986)، وأبو يعلى (2637) من طريقين، عن ليث ابن أبي سُلَيم، به.

وقد سلف بإسناد صحيح برقم (24036).

(1)

في (م): عن.

(2)

في هامش (ظ 8): تسع. (نسخة).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي كامل، وهو مظفَّر بن مُدْرك، فقد أخرج له أبو داود في كتاب "التفرُّد"، والنسائي، وهو ثقة، وقد توبع. إبراهيم: هو ابن سَعْد الزُّهري.

وأخرجه الشافعي في "الأم" 1/ 53 - ومن طريقه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 99، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار"(2200)، ومسلم (334)(64)، والدارمي (782)، وأبو يعلى (4410)، وأبو عوانة 1/ 320، وابن حبان (1351)، من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي في "الأم" 1/ 53 وفي "مسنده" 1/ 46 - 47، والحميدي (160)، وإسحاق (567)، ومسلم (334)(64)، والنسائي في "المجتبى" =

ص: 351

25545 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ (1) شُعْبَةُ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ (2)، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ فِي شَأْنِهِ كُلِّهِ: فِي تَرَجُّلِهِ وَفِي طُهُورِهِ (3) وَفِي نَعْلِهِ. قَالَ شُعْبَةُ: ثُمَّ سَأَلْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ - أَوْ يُعْجِبُهُ - التَّيَمُّنُ مَا اسْتَطَاعَ (4).

25546 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ؟ فَقَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ، فَشُغِلَ عَنْهُمَا حَتَّى صَلَّى الْعَصْرَ، فَلَمَّا فَرَغَ رَكَعَهُمَا فِي بَيْتِي، فَمَا تَرَكَهُمَا حَتَّى مَاتَ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي قَيْسٍ: فَسَأَلْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنْهُ؟ قَالَ: قَدْ كُنَّا نَفْعَلُهُ، ثُمَّ قَدْ (5)

= 1/ 121 و 183، وفي "الكبرى"(215)، وأبو عَوانة 1/ 322، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 99، وفي "شرح مشكل الآثار"(2738)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار"(2198) من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، به.

وقد سلف برقم (24523).

(1)

في (م): حدثنا.

(2)

قوله: عن مسروق، سقط من (م).

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8): طهره.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24627)، غير أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرحمن بن مهدي.

(5)

لفظة: "قد" ليست في (م).

ص: 352

تَرَكْنَاهُ (1).

25547 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: هَلْ تَقْرَأُ سُورَةَ الْمَائِدَةِ؟ قَالَ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَتْ: فَإِنَّهَا آخِرُ سُورَةٍ نَزَلَتْ، فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهَا مِنْ حَلَالٍ، فَاسْتَحِلُّوهُ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهَا مِنْ حَرَامٍ، فَحَرِّمُوهُ. وَسَأَلْتُهَا عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: الْقُرْآنُ (2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (24545)، فانظرها لزاماً.

وأخرجه إسحاق (1668) و (1669) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، معاوية: هو ابن صالح الحضرمي، وأبو الزَّاهرية: هو حُدَير بن كريب.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1666)، والنسائي في "السنن الكبرى"(11138)، وهو عنده في "التفسير"(158)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 20 من طريق عبد الرحمن بن مَهْدي، بهذا الإسناد. ورواية أبي الشيخ مختصرة.

وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 128، والطبري في "تفسيره" 19/ 29، والنحاس في "الناسخ والمنسوخ"(398)، والطبراني في "مسند الشاميين"(1963)، والحاكم 2/ 311، وأبو نُعيم في "دلائل النبوة"(118)، والبيهقي في "السنن" 7/ 172 من طريقين عن معاوية بن صالح، به.

وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي!

وقولها حين سئلت عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: القرآن، سلف (24269) و (25302).

وسيرد (25813).

ص: 353

25548 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ تَقُولُ: كَانَ أَحَبُّ الشُّهُورِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَصُومَهُ شَعْبَانَ، ثُمَّ يَصِلَهُ بِرَمَضَانَ (1).

25549 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا عَائِشَةُ، بَيْتٌ لَيْسَ فِيهِ تَمْرٌ جِيَاعٌ أَهْلُهُ "(2).

25550 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ (3)، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ " اللهُمَّ اجْعَلْنِي

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. معاويةُ -وهو ابنُ صالح الحضرمي- وعبدُ الله بنُ أبي قيس من رجاله.

وأخرجه أبو داود (2431) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن خزيمة (2077) من طريق عبد الرحمن، به.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 199، وابن خُزيمة (2077)، والحاكم 1/ 434، والبيهقي 4/ 292 من طريق ابن وَهْب، وابنُ عبد البَرّ في "التمهيد" 2/ 41، والبغوي في "شرح السنة"(1779) من طريق عبد الله بن صالح أبي صالح، كلاهما عن معاوية، به.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!

وانظر (24116).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (25458) سنداً ومتناً.

(3)

قوله: "النهدي" من (م).

ص: 354

مِنَ الَّذِينَ إِذَا أَحْسَنُوا اسْتَبْشَرُوا، وَإِذَا أَسَاؤُوا اسْتَغْفَرُوا " (1).

25551 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعَفَّانُ، قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: ذُكِرَتْ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ، فَأَثْنَتْ عَلَيْهِنَّ، وَقَالَتْ لَهُنَّ مَعْرُوفًا، وَقَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتْ سُورَةُ النُّورِ، عَمَدْنَ إِلَى حُجَزِ - أَوْ حُجُوزِ - مَنَاطِقِهِنَّ، فَشَقَقْنَهُ، ثُمَّ اتَّخَذْنَ مِنْهُ خُمُرًا، وَأَنَّهَا دَخَلَتْ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي عَنِ الطُّهُورِ مِنَ الْمَحِيضِ؟ فَقَالَ:" نَعَمْ (2) لِتَأْخُذْ إِحْدَاكُنَّ مَاءَهَا وَسِدْرَتَهَا فَلْتَطَّهَّرْ، ثُمَّ لِتُحْسِنِ الطُّهُورَ، ثُمَّ تَصُبَّ عَلَى رَأْسِهَا، ثُمَّ تُلْزِقْ (3) بِشُؤُونِ رَأْسِهَا، ثُمَّ تَدْلُكْهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ طُهُورٌ، ثُمَّ تَصُبَّ عَلَيْهَا مِنَ الْمَاءِ، ثُمَّ تَأْخُذْ فِرْصَةً مُمَسَّكَةً، فَلْتَطَّهَّرْ (4) بِهَا ". قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ أَتَطَهَّرُ (5) بِهَا؟ فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكْنِي عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: تَتَّبَّعُ بِهَا أَثَرَ الدَّمِ. قَالَ عَفَّانُ: ثُمَّ لِتَصُبَّ عَلَى رَأْسِهَا مِنَ الْمَاءِ، وَلْتُلْصِقْ شُؤُونَ رَأْسِهَا فَلْتَدْلُكْهُ. قَالَ عَفَّانُ: إِلَى حُجَرٍ أَوْ

(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (24980)، غير شيخ أحمد، فهو هنا عبد الرحمن، وهو ابنُ مَهْدي.

(2)

لفظة "نعم" ليست في (ظ 7) ولا (ظ 8).

(3)

في (م): لتلزق.

(4)

في (ظ 7) و (ظ 8): فتطهر.

(5)

في (ظ 7) و (ظ 8): تطهر.

ص: 355

حُجُورٍ (1). (2)

(1) في "سنن" أبي داود: حجور، أو حجوز، وعند عبد الرزاق -ومن طريقه ابن المنذر- حواجز، أو حجور. ولم تضبط نسخ المسند هذين اللفظين، وقد أفرد الإمام أحمد رواية عفان لمخالفتها رواية عبد الرحمن، وقد استظهرنا ما أثبتناه من هامش (ظ 8).

قال ابن الأثير في "النهاية": قال الخطابي: الحُجور -يعني بالراء- لا معنى لها هاهنا، وإنما هو بالزاي، يعني جمع حُجَز. فكأنّه جمع الجمع، وأما الحجور، بالراء، فهو جمع حَجْر الإنسان. قال الزمخشري: واحد الحُجوز: حِجْز، بكسر الحاء، وهي الحُجْزة، ويجوز أن يكون واحدها حُجْزة، على تقدير إسقاط التاء، كبُرج وبروج.

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر (25145)، غير أن شيخي أحمد هنا: هما عبد الرحمن بن مهدي، وعفان، وشيخهما: هو أبو عوانة: الوضاح بن عبد الله اليشكري.

وأخرجه بتمامه ومختصراً أبو داود (315) و (4100)، وأبو عوانة 1/ 318، وابن المنذر في "الأوسط"(677) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(1208) -ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط "(678) - عن الثوري وغيره، عن إبراهيم، به.

وأخرج شطره الأول إسحاق (1280)، والبخاري (4759)، والنسائي في "الكبرى"(11363)، والطبري في "تفسيره" 18/ 120، والحاكم 2/ 397، والبيهقي في "السنن" 7/ 88 من طريق الحسن بن مسلم بن يناق، عن صفية، به.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!

وأخرج شطره الأول منه البخاري (4758)، وأبو داود (4102) و (4103)، والطبري في "تفسيره" 18/ 120، والبيهقي في "السنن" 7/ 88 من =

ص: 356

25552 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ صَدَقَةَ، رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُمَيْعُ بْنُ عُمَيْرٍ: أَحَدُ بَنِي تَيْمِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ (1)، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أُمِّي وَخَالَتِي عَلَى عَائِشَةَ، فَسَأَلَتْهَا (2) إِحْدَاهُمَا: كَيْفَ كُنْتُنَّ تَصْنَعْنَ عِنْدَ الْغُسْلِ؟ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ يُفِيضُ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَنَحْنُ نُفِيضُ عَلَى رُؤُوسِنَا خَمْسًا مِنْ أَجْلِ الضَّفِرِ (3).

= طريق الزهري، عن عروة، عن عائشة، به.

قال السندي: قولها: إلى حُجَز، بضم الحاء، وفتح جيم، وبزاي: معجمة: جمع حُجْزة، وهي معقد السراويل والإزار.

قوله: "بشؤون رأسها": هي طرائقه وعظامه.

(1)

تحرف في (م) إلى: جميع بن نمير، حدثني عبد الله بن ثعلبة.

(2)

في (م): فسألت.

(3)

إسناده ضعيف لضعف جُمَيْع بن عُمير، فقد قال فيه البخاري: فيه نظر. وقال ابن نُمير: من أكذب الناس، وقال ابن عديّ: وما قاله البخاري كما قاله، في أحاديثه نظر، وعامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد، وتناقض فيه ابن حبان، فذكره مرة في "الثقات"، ومرة أخرى في "المجروحين"، وقال: كان رافضياً يضع الحديث، وقد أغرب أبو حاتم فقال: محلُّه الصدق، صالح الحديث!. وأما صدقة: فهو ابن سعيد الحنفي، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: شيخ. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. زائدة: هو ابنُ قدامة الثقفي.

وأخرجه أبو داود (241)، والنسائي -كما في "التحفة" 11/ 389 - والدارقطني في "السنن" 1/ 114 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. =

ص: 357

25553 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ، بَدَأَ بِالسِّوَاكِ (1).

25554 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُتَسَامَعُ عِنْدَهُ الشِّعْرُ؟ فَقَالَتْ: قَدْ كَانَ أَبْغَضَ الْحَدِيثِ إِلَيْهِ (2).

25555 -

وَقَالَ عَنْ عَائِشَةَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ الْجَوَامِعُ

= وأخرجه إسحاق بن راهويه (1622)، عن أبي الوليد الطيالسي وموسى القاري، والدارمي (1149) عن أبي الوليد وحده، كلاهما عن زائدة، به.

وأخرجه ابن ماجه (574) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن صدقة، به. وفيه: عمتي، بدلاً من أمي.

وانظر (24257).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، المقدام بن شُريح -وهو ابنُ هانئ- ووالده من رجاله، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه مسلم (253)(44)، وابن خزيمة (134) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 192 من طريق قَبيصة، عن سفيان، به.

وقد سلف برقم (24144).

وسيرد برقم (25592).

(2)

إسناده صحيح، وهو مكرر (25150) سنداً ومتناً.

ص: 358

مِنَ الدُّعَاءِ، وَيَدَعُ مَا بَيْنَ ذَلِكَ (1).

25556 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ (2) حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مَرْوَانَ أَبِي لُبَابَةَ، قَالَ سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: مَا يُرِيدُ أَنْ يُفْطِرَ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: مَا يُرِيدُ أَنْ يَصُومَ، وَكَانَ يَقْرَأُ كُلَّ لَيْلَةٍ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَالزُّمَرِ (3).

25557 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ (4) بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَمْرَيْنِ قَطُّ، إِلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا، إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِيهِ (5) إِثْمٌ، فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ (6).

25558 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ

(1) إسناده صحيح إسناد سابقه، وهو مكرر (25151) سنداً ومتناً.

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): حدثنا.

(3)

حديث صحيح دون قوله: "كان يقرأ

"، وهو مكرر (24388) غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الرحمن بن مهدي.

(4)

تحرف (عبد الرحمن) في "أطراف المسند" 9/ 135 إلى: (عبد الرازق).

(5)

لفظة: "فيه" ليست في (ظ 8) ولا (ظ 7) ولا (ق).

(6)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25485) سنداً ومتناً.

ص: 359

أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ يَصُومُ مِنْ شَهْرٍ مِنَ السَّنَةِ أَكْثَرَ مِنْ صَوْمِهِ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، وَكَانَ يَقُولُ:" خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللهَ عز وجل لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا " وَإِنَّهُ كَانَ أَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا دُووِمَ عَلَيْهَا، وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً دَاوَمَ عَلَيْهَا (1).

25559 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا. وَيَزِيدُ (2) قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ، فَقَالَتْ: كَانَ يُصَلِّي ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ يُوتِرُ، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ، قَامَ فَرَكَعَ، وَيُصَلِّي (3) الرَّكْعَتَيْنِ بَيْنَ النِّدَاءِ وَالْإِقَامَةِ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ (4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24967) غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الملك بن عمرو أبو عامر العَقَدي.

وأخرجه ابن خزيمة (2079) من طريق أبي عامر، بهذا الإسناد.

(2)

في (ظ 2) و (ق) و (م): حدثنا يزيد، وهو خطأ.

(3)

في (م): ثم يصلي.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24262)، غير أن شيخي أحمد هنا: هما عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي، ويزيد بن هارون.

وأخرجه الدارمي (1474)، وابن خزيمة (1102)، وأبو عَوانة 2/ 328، والبغوي في "شرح السنة"(964) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1483)، ومسلم (738)(126)، والنسائي في =

ص: 360

25560 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يُحَدِّثُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْأَقْمَرِ، عَنْ أَبِي حُذَيْفَةَ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ، وَكَانَ طَلْحَةُ يُحَدِّثُ عَنْهُ - عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: حَكَيْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا، فَقَالَ:" مَا يَسُرُّنِي أَنِّي حَكَيْتُ رَجُلًا، وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا ". قَالَتْ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ صَفِيَّةَ امْرَأَةٌ - وَقَالَ بِيَدِهِ، كَأَنَّهُ يَعْنِي قَصِيرَةً - فَقَالَ:" لَقَدْ مَزَجْتِ بِكَلِمَةٍ لَوْ مُزِجَ بِهَا مَاءُ الْبَحْرِ مَزَجَتْ "(1).

= "المجتبى" 3/ 256، والدارمي (1474)، وأبو نصر في "قيام الليل" ص 134 (مختصر)، وابن خزيمة (1102)، وأبو عوانة 2/ 328، وابن حزم في "المحلى" 3/ 49 من طرق عن هشام، به.

وأخرجه مسلم (738)، وأبو داود (1340)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 251، وفي "الكبرى"(1422) و (1449)، وابن ماجه (1196)، وأبو عوانة 2/ 329، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 281، الطبراني في "مسند الشاميين"(2830)، والبيهقي 3/ 32 من طرق عن يحيى، به.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مطوَّل الرواية (24964)، غير أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرحمن بنُ مهدي.

وأخرجه الترمذي (2502)، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(206)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1080)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(206)، والبيهقي في "الشُّعب"(6721)، والخطيب في "الكفاية" ص 40 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (4875)، والترمذي (2502)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(203) من طريق يحيى بن سعيد، عن سفيان، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وأبو حذيفة هو كوفي من أصحاب ابن مسعود، ويقال: اسمه سَلَمة بن صُهَيْبة.

ص: 361

° 25561 - [قال عبد الله]: وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخط يده: (1) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ تَوَضَّأَ (2).

(1) جاء في النسخ الخطية بعد كلام عبد الله هنا ما نصُّه: "لم يسمع عبدُ الله هذا الحديث، يعني حديث جابر

والظاهر أن هذه العبارة كانت في هامش إحدى النسخ من قول أحد رواة المسند، أو ممن سمعه، أدرجها الناسخ في صلب الكتاب، فأثبتناها في الحاشية، وهو حاقُّ موضعها.

(2)

حديث صحيح وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر، وهو ابن يزيد الجُعفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري.

وأخرج ابن ماجه (354) عن هنَّاد بن السَّرِيّ -وهو ثقة- وابن حبان (1441) من طريق يحيى بن طلحة اليربوعي -وهو ضعيف لكنه متابع- كلاهما عن أبي الأحوص، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من غائط إلا مسَّ ماءً. فهو حديث صحيح وترجم له ابن ماجه بقوله: باب الاستنجاء بالماء، وترجم له ابن حبان بقوله: ما يجب على المرء من مسِّ الماء عند خروجه من الخلاء.

ورواه ابن أبي شيبة 1/ 105 عن جرير، عن منصور، عن إبراهيم قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدخل الخلاء إلا توضأ، أو مسَّ ماءً. وإسناده ضعيف.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/ 241، وقال: رواه أحمد، وفيه جابر الجعفي، وثقه شعبة وسفيان، وضعَّفه أكثر الناس.

ص: 362

25562 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخُصُّ مِنَ الْأَيَّامِ شَيْئًا؟ قَالَتْ: لَا، كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً، وَأَيُّكُمْ يُطِيقُ (1) مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُطِيقُ (2).

25563 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا حِضْتُ، يَأْمُرُنِي فَأَتَّزِرُ، ثُمَّ يُبَاشِرُنِي، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَغْتَسِلُ أَنَا وَهُوَ مِنْ إِنَاءٍ

= وسلف من حديث أبي هريرة برقم (8104)، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلاء، فأتيته بتَوْر فيه ماءٌ، فاستنجى، ثم مسح بيده في الأرض، ثم غسلها، ثم أتيتُه بتَوْر آخر فتوضَّأَ به. وإسناده ضعيف.

وسلف من حديث أبي الحكم أو الحكم بن سفيان برقم (15384)، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بال ثم توضأ ونضح فرجه. وهو ضعيف لاضطرابه كما ذكرنا هناك.

وانظر حديث ثوبان برقم (22378).

(1)

في (م): كان يطيق.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابنُ مهدي، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(303) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24282).

ص: 363

وَاحِدٍ وَنَحْنُ جُنُبَانِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُخْرِجُ رَأْسَهُ إِلَيَّ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ، فَأَغْسِلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد سلف برقم (24280)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عبد الرحمن بن مهدي.

وقولها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حضت يأمرني فأتَّزر، ثم يُباشرني:

أخرجه الترمذي (132)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 196 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وقولها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج رأسه إلي وهو معتكف، فأغسله وأنا حائض:

أخرجه النسائي في "الكبرى"(3380)، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 323 من طريق عبد الرحمن، به.

وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد الرزاق في "مصنفه"(1031) و (1237) و (1248)، وابن أبي شيبة 1/ 35، وإسحاق بن راهويه (1524)، والبخاري (299) و (300) و (301) و (2030) و (2031)، وأبو داود (77)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 129 و 147 - 148 و 193، وفي "الكبرى"(234) و (269) و (3378) و (3379)، والدارمي (1037)، وابن الجارود في "المنتقى"(106)، وأبو عوانة 1/ 309 و 313، وابن المنذر في "الأوسط"(788)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 26، والبيهقي في "السنن" 1/ 189 و 4/ 316، وفي "معرفة الآثار"(2146)، والبغوي في "شرح السنة"(317)، وفي "التفسير" -سورة البقرة الآية (222) - من طرق عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 254، وإسحاق بن راهويه (1493) و (1560)، ومسلم (293)(1) و (297)(10)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 129 و 202 و 151، وفي "الكبرى"(279)، وابن ماجه (636)، والدارمي (1068)، والطبري في "التفسير"(4264)، والبيهقي في "السنن" 1/ 310، وفي "معرفة الآثار"(2147)، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 323 من طرق عن منصور، =

ص: 364

25564 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا اشْتَرَتْ بَرِيرَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَشْتَرِي بَرِيرَةَ، وَأَشْتَرِطُ لَهُمُ الْوَلَاءَ؟ قَالَ:" اشْتَرِي، فَإِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ وَلِيَ النِّعْمَةَ، أَوْ لِمَنْ أَعْتَقَ "(1).

25565 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ وَالْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَنَمًا، ثُمَّ لَا يُحْرِمُ (2).

= به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 25 من طريق الحكم بن عتيبة، عن إبراهيم، به، مختصراً.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25533)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الرحمن بن مهدي.

وأخرجه الترمذي (1256) و (2125) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث حسن صحيح.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابنُ مهدي، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر.

وأخرجه الترمذي (909)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 174، وفي "الكبرى"(3769) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، بهذا الإسناد، لم يذكر الأعمش. قال الترمذي: هذا حديث حسنٌ صحيح، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم، يرون تقليد الغنم. =

ص: 365

25566 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَصُمِ الْعَشْرَ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَأَسْنَدَهُ أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَسْوَدِ (1).

25567 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ. وَوَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي سُجُودِهِ وَرُكُوعِهِ " سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ". يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ. قَالَ وَكِيعٌ: " اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ "(2).

= وأخرجه ابن حبان (4011) من طريق محمد بن كثير العبدي، عن سفيان، عن منصور والأعمش، به.

وأخرجه البخاري (1703)، والبيهقي في "السنن" 5/ 232 - 233 من طريق محمد بن كثير، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، به، لم يذكر الأعمش.

وقد سلف برقم (24603).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو عوانة: هو الوضَّاح بن عبد الله اليَشْكُري.

وأخرجه مسلم (1176)(10)، والنسائي في "الكبرى"(2873)، وابن خزيمة (2103) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، بهذا الإسناد.

وسلف طريق أبي عَوانة برقم (24926).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24223) =

ص: 366

25568 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مَوْلَاةٍ لِعَائِشَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ فَرْجَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَطُّ (1).

25569 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَخْرُجُ إِلَى صَلَاةِ الصُّبْحِ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ فَيُصْبِحُ صَائِمًا (2).

= سوى شيخي الإمام أحمد، فهما هنا: وكيع -وهو ابن الجراح الرُّؤاسي- وعبد الرحمن: هو ابن مهدي.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 220، وفي "الكبرى"(716) و (11710)، وابن خزيمة عقب الحديث (605)، وأبو عوانة 2/ 186 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/ 86 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.

(1)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (24344)، غير أن شيخ أحمد هنا عبد الرحمن بن مهدي.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 7/ 94 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل حماد: وهو ابن أبي سليمان، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3027) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً (3022) من طريق الأشجعي -وهو عُبيد الله بن عُبيد الرحمن- عن سفيان الثوري، به. =

ص: 367

25570 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَأَى نَاشِئًا مِنْ أُفُقٍ مِنْ آفَاقِ السَّمَاءِ، تَرَكَ عَمَلَهُ وَإِنْ كَانَ فِي صَلَاتِهِ، ثُمَّ يَقُولُ " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِيهِ " فَإِنْ كَشَفَهُ اللهُ، حَمِدَ اللهَ، وَإِنْ مَطَرَتْ (1)، قَالَ:" اللهُمَّ صَيِّبًا (2) نَافِعًا "(3).

= وأخرجه أيضاً (2991) و (3023) من طريق مُغيرة بن مِقْسم، عن إبراهيم، به. بلفظ: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقوم من المِخْضَب لصلاة الغداة، فيغتسلُ، ثم يصوم.

وقد سلف برقم (24705).

وانظر (24062).

(1)

في (ق): أمطرت.

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8) وهامش (ظ 2): سيّباً. قال ابن الأثير: أي: عطاء، ويجوز أن يريد مطراً سائباً، أي: جارياً.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه أبو داود (5099) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(1830) و (10750) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(914) - وابن ماجه (3889) من طريق يزيد بن المقدام، عن أبيه المقدام، به.

وأخرجه ابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة"(302) من طريق ابن أبي شيبة، عن يزيد بن المقدام بن شريح، عن أبيه، أنه ذكر عن عائشة حدثته، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره مختصراً في الاستعاذة من شر السحاب.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 174 (ترتيب السندي)، وإسحاق (1581) من طريقين عن المقدام بن شريح، به. =

ص: 368

25571 -

حَدَّثَنَا عبدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ. وَأَبِي نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ فِي الرُّقْيَةِ مِنْ كُلِّ ذِي حُمَةٍ (1).

25572 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْبِتْعِ، فَقَالَ:" كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ، فَهُوَ حَرَامٌ "(2).

= وسلف نحوه برقم (25065).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وأبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، وسفيان: هو الثوري، والشيباني: هو سليمان ابن أبي سليمان.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7539) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(1005)، والنسائي في "الكبرى"(7539) من طريق يحيى بن آدم، عن سفيان، به.

وقد سلف برقم (24018) و (24326).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وأبو سَلَمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري.

وهو في "الأشربة" للمصنف (2)، ومن طريقه أخرجه ابنُ عبد البَرّ في "التمهيد" 7/ 125.

وأخرجه الدارقطني في "السنن" 4/ 251 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وهو في "الموطأ" 2/ 845، ومن طريقه أخرجه ابن طهمان في "مشيخته" =

ص: 369

25573 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورِ ابْنِ صَفِيَّةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَضَعُ رَأْسَهُ فِي حَِجْرِهَا، وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهِيَ حَائِضٌ (1).

= (76)، والشافعي في "السنن"(553)، والدارمي (2097)، والبخاري (5585)، ومسلم (2001)(67)، وأبو داود (3682)، والترمذي (1863)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 298، وفي "الكبرى"(5102) و (6814)، وأبو عوانة 5/ 262، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 216، وفي "شرح مشكل الآثار"(4968) و (4969) و (4970)، وابن حبان (5345) و (5371) و (5372) و (5393)، والدارقطني 4/ 251، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 443، والبيهقي في "السنن الكبرى" 8/ 291، وفي "معرفة السنن والآثار" 13/ 14، وابن عبد البر في "التمهيد" 7/ 125، والبغوي في "شرح السنة"(3008). وسقط اسم الزهري من مطبوع "التمهيد".

قال الترمذي: هذا حديث حسنٌ صحيح، وقال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.

ولفظ رواية السهمي: "كل مسكر حرام، وكل مسكر خمر"، ونقل عن الدارقطني (وقد روى عنه هذا الحديث) قولَه: في "الموطأ": "كلُّ شرابٍ أسكر فهو حرام"، وقولُه:"كلُّ مسكر" غريبٌ بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2001)(68)، وأبو عوانة 5/ 262، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 216، وفي "شرح مشكل الآثار"(4969)، وابن حبان (5371)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 8/ 291 من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، به.

وسلف برقم (24082).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25153) سنداً ومتناً.

ص: 370

25574 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرٌ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ. قَالَ: قُلْتُ إِنَّ هَاهُنَا رَجُلًا يَبْعَثُ بِهَدْيِهِ إِلَى الْكَعْبَةِ، فَيَأْمُرُ الَّذِي يَسُوقُهَا لَهُ - مِنْ مُعْلَمٍ قَدْ أَمَرَهُ - فَيُقَلِّدُهَا، وَلَا يَزَالُ مُحْرِمًا حَتَّى يُحِلَّ النَّاسُ. قَالَ فَسَمِعْتُ تَصْفِيقَ (1) يَدَيْهَا (2) مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ: لَقَدْ كُنْتُ أَفْتِلُ قَلَائِدَ الْهَدْيِ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَبْعَثُ بِهَدْيِهِ، فَمَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِمَّا يَحْرُمُ عَلَى الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِهِ حَتَّى يَرْجِعَ النَّاسُ (3).

25575 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، يَعْنِي ابْنَ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ (4): إِنَّمَا نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمُحَصَّبَ لِيَكُونَ أَسْمَحَ لِخُرُوجِهِ، وَلَيْسَ بِسُنَّةٍ، فَمَنْ شَاءَ نَزَلَهُ، وَمَنْ شَاءَ لَمْ يَنْزِلْهُ (5). (6)

(1) في النسخ الخطية: تسفيق، بالسين، والمثبت من (م)، وهما بمعنى.

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): يدها.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24020) غير أن شيخ أحمد هنا: هو يحى بن سعيد القطان.

وأخرجه مختصراً النسائي في "المجتبى" 5/ 171، وفي "الكبرى"(3758) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

(4)

قوله: أنها قالت، ليس في (ظ 7) ولا (ظ 8).

(5)

في (ق): فمن شاء تركه، ومن شاء لم يتركه.

(6)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24143)، إلا أن =

ص: 371

25576 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ: لَمَّا نَزَلَتِ الْآيَاتُ الْأَوَاخِرُ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، قَرَأَهُنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى النَّاسِ، وَحَرَّمَ التِّجَارَةَ فِي الْخَمْرِ (1).

25577 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرٌ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَفْتِلُ قَلَائِدَ الْهَدْيِ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَبْعَثُ بِهَا، وَمَا يُحْرِمُ (2).

= شيخ الإمام أحمد هنا هو يحيى بن سعيد القطان.

وأخرجه أبو داود (2008)، والبيهقي في "السنن" 5/ 161 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن خزيمة (2987) من طريق يحيى بن سعيد، به.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، ومنصور: هو ابنُ المعتمر، ومسلم: هو ابنُ صُبيح أبو الضُّحى، ومسروق: هو ابنُ الأجدع.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 99 من طريق يحيى، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (2084) و (4542) من طريق محمد بن جعفر، والطحاوي 4/ 99 من طريق عبد الرحمن بن زياد، كلاهما عن شعبة، به، وقرن عبد الرحمن بن زياد بمنصورٍ الأعمشَ.

وسلف برقم (24960).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24020)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو يحيى بن سعيد القطان، وشيخه: هو زكريا بن أبي زائدة. =

ص: 372

25578 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ وَسُلَيْمَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا نَرَى إِلَّا أَنَّهُ الْحَجُّ (1).

25579 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " مَا خُيِّرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَمْرَيْنِ قَطُّ، أَحَدُهُمَا أَيْسَرُ مِنَ الْآخَرِ، إِلَّا أَخَذَ (2) الَّذِي هُوَ أَيْسَرُ (3).

= وأخرجه مسلم (1321)(370) من طريق ابن نُمير، عن زكريا، بهذا الإسناد.

وقد رواه القطيعي في زياداته -فيما سلف في حاشية في مسند ابن عباس [5/ 130]- عن بشْر بن موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة الأسدي، عن الفضل بن دُكين: وهو أبو نُعيم، حدثنا زكريا بنُ أبي زائدة، به. وبِشْر بن موسى ثقة.

وقد أخرجه البخاري (1704) عن أبي نعيم، به. لكن جاء في "أطراف المسند" 9/ 229 زيادةُ القطيعي هذه، إلا أن فيها لفظاً مخالفاً للرواية الصحيحة، وهو قوله:"وهو محرم". فلعلَّها من أوهام النساخ، إذ إنها جاءت على الجادة في حاشية مسند ابن عباس، والله أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 146، وفي "الكبرى"(3697) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24112)، ومطولاً برقم (24906).

(2)

في هامش كل من (ق) و (ظ 2): اختار.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وقد سلف مطولاً برقم (24034).

ص: 373

25580 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَفْتِلُ الْقَلَائِدَ لِهَدْيِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَيَبْعَثُ بِهَا، ثُمَّ يُقِيمُ عِنْدَنَا، وَلَا يَجْتَنِبُ شَيْئًا مِمَّا يَجْتَنِبُ الْمُحْرِمُ (1).

25581 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ وَسُلَيْمَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: الْغَنَمَ، ثُمَّ يَبْعَثُ بِهَا وَمَا يُحْرِمُ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وهشام: هو ابن عروة بن الزبير.

وأخرجه ابن طهمان في "مشيخته"(152)، ومسلم (1321)(360)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"، 2/ 266، وفي، شرح مشكل الآثار" (5524) و (5529)، وابن حبان (4010)، والإسماعيلي في "معجمه" (178) من طرق عن هشام، بهذا الإسناد. وزاد الطحاوي في "شرح المشكل" (5529) في آخره: "من أهله حتى يرجع الناس".

وأخرجه أبو يعلى (4394) من طريق حسان بن إبراهيم الكرماني، والبيهقي 5/ 233 - 234 من طريق أنس بن عياض، كلاهما عن هشام، به. وعندهما زيادة: وكان بلغها أن زياد بنَ أبي سفيان أهدى وتجرَّد، قال: فقالت: هل كان له كعبة يطوف بها، فإنا لا نعلم أحداً تحرم عليه الثياب ثم تحل له حتى يطوف بالكعبة". وأنس بن عياض ثقة، وحسان بن إبراهيم الكرماني حسن الحديث وقد توبع. وقد سبق نحو هذه الزيادة في الرواية رقم (24557).

وقد سلف برقم (24020).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25565)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو يحيى بن سعيد القطان.

ص: 374

25582 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ. قَالَ: غَنَمًا (1).

25583 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ وَنَحْنُ جُنُبَانِ (2).

25584 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ جُنُبًا، فَأَرَادَ أَنْ يَنَامَ، تَوَضَّأَ. قَالَ أَبِي: وَقَالَ وَكِيعٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ، أَوْ يَأْكُلَ، تَوَضَّأَ. قَالَ يَحْيَى: تَرَكَ شُعْبَةُ حَدِيثَ الْحَكَمِ فِي الْجُنُبِ: إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ تَوَضَّأَ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25411)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو يحيى بن سعيد القطان.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مختصر (25563)، وشيخ أحمد هنا هو يحيى بن سعيد القطان.

وأخرجه أبو داود (77)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 129، وفي "الكبرى"(234) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24014).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24949)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو يحيى: وهو ابن سعيد القطان، وشيخه هناك محمدبن جعفر.

وأخرجه أبو داود (224)، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 38 - 39 من =

ص: 375

25585 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ بَرِيْرَةَ تُصُدِّقَ عَلَيْهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" هُوَ لَهَا صَدَقَةٌ، وَلَنَا هَدِيَّةٌ "(1).

25586 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ وَسُلَيْمَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: رَأَيْتُ الطِّيبَ. قَالَ أَحَدُهُمَا: فِي رَأْسِ - أَوْ شَعَرِ - وَقَالَ الْآخَرُ: فِي مَفْرِقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْرِمٌ (2).

25587 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ - قَالَ يَحْيَى: أَمْلَاهُ عَلَيَّ هِشَامٌ - قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي: قَالَ أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ، قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُوَافِينَ

= طريق مسدد، والنسائي في "المجتبى" 1/ 138، وفي "الكبرى"(253) و (6738) عن عمرو بن علي، كلاهما عن يحيى بن سعيد، به. بزيادة:"وإذا أراد أن يأكل" -أي بمثل رواية وكيع ومحمد بن جعفر وغيرهما عن شعبة- ولم يذكروا قول يحيى في آخر الحديث.

وأخرج ابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 39 كلام يحيى بن سعيد -في آخر الحديث- من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. لكن يحيى قد روى هذه اللفظة عن شعبة، كما ذكرنا في المصادر آنفاً.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مختصر (25426)، وشيخ أحمد هنا: هو يحيى بنُ سعيد القطان.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، والحَكَم: هو ابن عُتَيْبة، وسلف من طريقه برقم (25427)، وسليمان: هو الأعمش، وسلف من طريقه برقم (25402).

ص: 376

لِهِلَالِ ذِي الْحِجَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُهِلَّ بِعُمْرَةٍ، فَلْيُهِلَّ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُهِلَّ بِحَجَّةٍ، فَلْيُهِلَّ، فَلَوْلَا أَنِّي أَهْدَيْتُ، أَهْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ ". قَالَتْ: فَمِنْهُمْ مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَهَلَّ بِحَجَّةٍ، وَكُنْتُ مِمَّنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ، فَحِضْتُ قَبْلَ أَنْ أَدْخُلَ مَكَّةَ، فَأَدْرَكَنِي يَوْمُ عَرَفَةَ وَأَنَا حَائِضٌ، فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" دَعِي عُمْرَتَكِ، وَانْقُضِي رَأْسَكِ، وَامْتَشِطِي، وَأَهِلِّي بِالْحَجِّ " فَفَعَلْتُ، فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الْحَصْبَةِ، أَرْسَلَ مَعِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ إِلَى التَّنْعِيمِ، فَأَرْدَفَهَا، فَأَهَلَّتْ بِعُمْرَةٍ مَكَانَ عُمْرَتِهَا، فَقَضَى الله عز وجل حَجَّهَا وَعُمْرَتَهَا، وَلَمْ يَكُنْ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ هَدْيٌ، وَلَا صَوْمٌ، وَلَا صَدَقَةٌ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (1786)، وابن خزيمة (3028) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 211، وإسحاق بن راهويه (680) و (681) و (682)، والبخاري (317) و (1783)، ومسلم (1211)(115) و (116)، وأبو داود (1778)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 145 - 146، وفي "الكبرى"(3696) و (3698)، وابن ماجه (3000)، وأبو يعلى (4504)، وابن خزيمة (2604) و (3029)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 202 و 203 - 204، وابن حبان (3792) و (3942)، والبيهقي في "السنن" 4/ 355 و 5/ 3، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 222 و 225 - 226 من طرق عن هشام بن عروة، به.

وسيأتي في الحديث الذي يليه.

وانظر (24076).

ص: 377

25588 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ نَحْوَهُ.

قَالَ وَكِيعٌ: " وَاغْتَسِلِي، وَأَهِلِّي بِالْحَجِّ ". قَالَ عُرْوَةُ: فَقَضَى الله عز وجل حَجَّهَا وَعُمْرَتَهَا (1).

25589 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ رَأَتْ عَائِشَةُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ يَتَوَضَّأُ، فَقَالَتْ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَحْسِنِ الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ "(2).

(1) حديث صحيح، وهو مكرر سابقه، إلا أن شيخ الإمام أحمد في هذا الإسناد هو وكيع بن الجراح الرؤاسي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 79، ومسلم (1211)(117)، والفاكهي في "أخبار مكة"(2824) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. ورواية ابن أبي شيبة مختصرة.

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر (24123)، غير شيخ أحمد، فإنه هنا يحيى -وهو ابن سعيد القطان- وشيخه هناك سفيان بن عيينة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 26، وابن ماجه (452)، والطبري في "التفسير"(11508) و (11509)، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 72 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وقرن ابنُ أبي شيبة بيحيى القطانِ أبا خالد الأحمر، وقرن به الطبريُّ سفيانَ بنَ عيينة.

وأخرجه القاسم بن سلَّام في "الطهور"(374) -ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" 12/ 414، والمِزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة أبي عُبيد القاسم) - عن يحيى بن سعيد، عن عُبيد الله بن عمر، عن سعيد، به. قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 72: لم يقل عن يحيى القطان، عن عبيد الله =

ص: 378

25590 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ شَهِيدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَلَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ (1).

25591 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ

= ابن عمر غيرُ أبي عبيد في كتاب "الطهارة" الذي صنعه. قال: وخالفهم جماعة من أصحاب يحيى، فذكر جماعة منهم أحمد بن حنبل، ثم ذكر أنهم رَوَوْه بإسناد أحمد في هذه الرواية بذكر ابن عجلان بدل عُبيد الله بن عمر.

وأخرج المزي عن عبد الغني بن سعيد الحافظ قوله: في كتاب "الطهارة" لأبي عبيد حديثان ما حدَّث بهما غيرُ أبي عبيد

وذكر منهما هذا الحديث، ثم قال: وحدَّث به الناس عن يحيى القطان، عن ابن عجلان.

وسلف من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان برقم (24123).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين: يحيى بن سعيد: هو القطان، وحبيب بن الشهيد: هو الأزدي أبو محمد البصري، وعكرمة -وهو مولى ابن عباس- قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 7: قيل لأبي: سمع من عائشة؟ قال: نعم، ومع ذلك نسب في المراسيل إلى أبيه أنه لم يسمع منها، لكن أثبت سماعه منها البخاري، فأخرج من روايته عنها.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3858) من طريق عدي بن الفضل، عن يونس بن عبيد، و (9467) من طريق محمد بن جابر، عن عبد العزيز بن رُفيع، كلاهما عن عكرمة، به، دون لفظ: لكم في رسول الله أُسْوةٌ حَسَنة، وزاد في الموضع الأول: وأيُّكم كان أملك لأربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

وسلف برقم (24110).

ص: 379

وَهُوَ مَاهِرٌ بِهِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَؤُهُ وَهُوَ يَشْتَدُّ (1) عَلَيْهِ لَهُ أَجْرَانِ " (2).

25592 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ الْحَارِثِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَبْدَأُ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ؟ قَالَتْ: بِالسِّوَاكِ (3).

25593 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (4)، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا أَفْلَحُ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ

(1) في (ظ 7) و (ظ 8): وهو مشتد.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّسْتَوائي، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي، وقد صرَّح بسماعه من زرارة بن أَوْفى في الرواية (24788).

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 490، وإسحاقُ بنُ راهويه في "مسنده"(1313)، ومسلم (798)(244)، والفريابي في "فضائل القرآن"(5) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وسقط اسم سعد بن هشام في إسناد ابن راهويه، ونبَّه عليه محققه.

وسلف برقم (24211).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (25553)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو وكيع بن الجراح.

وأخرجه إسحاق (1577)، وابن خزيمة (134) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

(4)

اسم وكيع سقط من (م).

ص: 380

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ. وَقَالَ فِي حَدِيثِ مَنْصُورٍ: وَنَحْنُ جُنُبَانِ (1).

25594 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ وَمِسْعَرٌ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَشْرَبُ وَأَنَا حَائِضٌ، فَأُنَاوِلُهُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ، وَأَتَعَرَّقُ الْعَرْقَ وَأَنَا حَائِضٌ، فَأُنَاوِلُهُ، فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ (2).

(1) للحديث ثلاثة أسانيد، وهي صحيحة على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وهشام: هو ابن عُروة. وأفلح: هو ابن حُميد.

وأخرجه أبو يعلى (4726) من طريق وكيع، عن هشام، بهذا الإسناد.

وقد سلف من طريق هشام برقم (24723).

وأخرجه البخاري (261)، ومسلم (321)(45)، وأبو عوانة 1/ 284 و 284 - 285، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 26، وابن حبان (1111)، والبيهقي في "السنن" 1/ 186 - 187، وفي "معرفة السنن والآثار"(1483)، والذهبي في "معجم شيوخه" 1/ 150 من طرق عن أفلح، بإسناده.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 35 عن وكيع، عن سفيان، بإسناده.

وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 9/ 446 من طريق أبي أيوب أحمد بن عبد الصمد، عن وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عائشة. وأحمد بن عبد الصمد، قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف.

وسيرد من طريق وكيع عن سفيان برقم (25764)، وقد سلف برقم (25583).

وانظر (24014).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (24328)، غير أن شيخ =

ص: 381

25595 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَا يَتَوَضَّأُ بَعْدَ الْغُسْلِ (1).

25596 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَالَ قَائِمًا، فَلَا تُصَدِّقْهُ، مَا بَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا مُنْذُ أُنْزِلَ (2) عَلَيْهِ الْقُرْآنُ (3).

25597 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ. وَمُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ. قَالَ مُحَمَّدٌ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ، أَوْ يَأْكُلَ، وَهُوَ

= أحمد هنا: هو وكيع بن الجراح، وشيخه: هو سفيان الثوري.

وأخرجه إسحاق (1576)، ومسلم (300)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 149 و 190، وفي "الكبرى"(61)، وابن خزيمة (110)، وابن حبان (1293)، والبغوي في "شرح السنة"(321) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (388) و (1253) -ومن طريقه أبو عوانة 1/ 311، وابن المنذر في "الأوسط"(787) - والدارمي (1061)، والبيهقي في "السنن" 1/ 312 من طرق عن سفيان، به.

وسيكرر (25765).

(1)

حديث حسن بطرقه، وهو مكرر (24389)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو وكيع بن الجراح الرؤاسي.

(2)

في (م): ما بال منذ أنزل بتكرار لفظ: "ما بال" وهو خطأ.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (25045) سنداً ومتناً.

ص: 382

جُنُبٌ، تَوَضَّأَ (1).

25598 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ وَهُوَ جُنُبٌ، غَسَلَ يَدَيْهِ (2). (3)

25599 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِاللَّيْلِ وَأَنَا مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُوتِرَ، أَيْقَظَنِي، فَأَوْتَرْتُ (4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24949) سنداً ومتناً. وقد رواه الإمام أحمد عن وكيع أيضاً.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 61، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"(1484)، ومسلم (305)(22)، وابن ماجه (591)، وابن خزيمة (215)، والبيهقي في "السنن" 1/ 202 - 203 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): يده.

(3)

حديث صحيح، صالح بنُ أبي الأخضر -وإن كان ضعيفاً- متابع في الروايات الواردة في تخريجها، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (822)، والنسائي في "الكبرى"(9046) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24713).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24236)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو وكيع، وهو ابن الجراح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 524، ومسلم (512)(268)، وابن خزيمة =

ص: 383

25600 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُ بَعْضَ نِسَائِهِ وَهُوَ صَائِمٌ (1).

= (824)، وأبو عوانة 2/ 52 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (25696).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان. وهشام: هو ابن عروة.

وأخرجه البخاري (1928)، والنسائي في "الكبرى"(3054)، وابن حِبَّان (3540) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 292 - ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 256، وفي "السنن"(310)، وفي "الأم" 1/ 84، والبخاري (1928)، وابن حبان (3537) و (3547)، والبيهقي في "السنن" 4/ 233، وفي "معرفة السنن والآثار" 6/ 276، والبغوي في "شرح السنة"(1750) - عن هشام بن عروة، به.

قال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.

وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(7409)، والحميدي (198)، وابن أبي شيبة 3/ 59، وابن راهويه (672)، وعَبْد بن حُميد (1501)، ومسلم (1106)(62)، والدارمي (1722)، وأبو يعلى (4428) و (4715) و (4734)، والبغوي في "الجعديات"(2318)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 91، والطبراني في "الأوسط"(1806) و (7044)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 138، والبيهقي في "السنن" 4/ 233، من طرق عن هشام بن عروة، به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3056) عن أحمد بن عمرو بن السرح، عن خاله وجادةً، عن عُقَيل، عن الزُّهري، عن عروة، به.

واختلف فيه عن عُقيل كما سنذكر في الرواية (25867). =

ص: 384

25601 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ، قَالَتْ: كُفِّنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ يَمَانِيَةٍ بِيضٍ، لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ (1).

25602 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ يَقُولُ: قَالَتْ عَائِشَةُ: طَيَّبْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِحِلِّهِ وَحُرْمِهِ حِينَ أَحْرَمَ، وَلِحِلِّهِ حِينَ أَحَلَّ، قَبْلَ أَنْ يُفِيضَ - أَوْ يَطُوفَ - بِالْبَيْتِ (2).

25603 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ قَالَ:

= وأخرجه إسحاق بن راهويه (901) -ومن طريقه النسائي في "الكبرى"(3053)، والطبراني في "الأوسط"(1722) - عن أبي قرة موسى بن طارق، عن موسى بن عقبة، عن عروة، بنحوه.

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن موسى إلا أبو قرة، تفرَّد به إسحاق.

وسلف برقم (24110).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24122)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو يحيى بن سعيد القطان.

وأخرجه أبو داود (3151)، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 141 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1272) من طريق يحيى بن سعيد، به.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد اختلف فيه على عُبيد الله، وهو ابن عمر، وبسطنا الاختلاف عليه في الرواية (24672).

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4164) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

ص: 385

قَالَتْ عَائِشَةُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَرَى صَفِيَّةَ إِلَّا حَابِسَتَنَا؟ قَالَ: " وَمَا شَأْنُهَا؟ " قُلْتُ: حَاضَتْ. قَالَ: " أَمَا كَانَتْ أَفَاضَتْ؟ " قُلْتُ: بَلَى وَلَكِنَّهَا حَاضَتْ بَعْدُ، قَالَ:" فَلَا حَبْسَ عَلَيْكِ ". فَنَفَرَ بِهَا (1).

25604 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ، أَوْ حَدَّثَنِي عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَجُلًا طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلَاثًا، فَتَزَوَّجَهَا آخَرُ، فَطَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَمَسَّهَا، فَسُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَتَحِلُّ لِلْأَوَّلِ؟ فَقَالَ: " لَا حَتَّى يَذُوقَ عُسَيْلَتَهَا كَمَا ذَاقَ الْأَوَّلُ "(2).

(1) حديث صحيح على قلب في متنه، وهو مكرر (24674)، غير أن شيخ أحمد هنا هو يحيى بن سعيد القطان، وقد سلف الكلام عليه هناك.

وأخرجه ابن حبان (3900) و (3904) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، والقاسم: هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق.

وأخرجه البخاري (5261)، ومسلم (1433)(115)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 148، وفي "الكبرى"(5605)، والطبري في تفسير الآية (230) من سورة البقرة، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/ 327 و 334 و 374، وفي "السنن الصغير"(2659)، وفي "معرفة السنن والآثار" 11/ 42 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 274 و 275، وابن راهويه (920)، ومسلم (1433)(115)، وأبو يعلى (4964)، والطبري في تفسير الآية (230) من =

ص: 386

25605 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ طَلَّقَهَا زَوْجُهَا، فَتَزَوَّجَهَا رَجُلٌ آخَرُ مِنْهُمْ، فَطَلَّقَهَا، فَجَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: إِنَّمَا مَعَهُ مِثْلُ هُدْبَتِي هَذِهِ. فَقَالَ: " لَا، حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ، أَوْ يَذُوقَ (1) عُسَيْلَتَكِ ". هِشَامٌ شَكَّ (2).

= سورة البقرة، وابن حبان (4210)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 5 - 6 من طرق عن عبيد الله بن عمر العمري، به.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 531، وأبو يعلى (4965)، وابن حبان (4119)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 173 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن القاسم، به.

وسلف برقم (24058).

(1)

في (ظ 2): ويذوق.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وهشام: هو ابن عروة بن الزبير.

وأخرجه البخاري (5317)، والبيهقي 7/ 374 من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن راهويه (719)، والبخاري (5317)، ومسلم (1433)(114)، والدارمي (2268)، والطبري في تفسير الآية (230) من سورة البقرة، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 374، وابن عبد البر في "التمهيد" 13/ 222 - 223 من طرق عن هشام، به.

وأخرج الطبراني في "الكبير" 24/ (869) مختصراً، وابن الأثير في "أسد الغابة"(في ترجمة الغميصاء الأنصارية) من طريق حمَّاد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن عَمرو بنَ حزم طلَّق الغميصاء، فنكحها رجلٌ، فطلَّقها قبل أن يمسها، فأتَتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم تسأله أن ترجع إلى زوجها =

ص: 387

25606 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ:" سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ ". ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ شَكَّ يَحْيَى فِي ثَلَاثٍ (1).

= الأول، فقال:"لا، حتى يذوق الآخر من عُسيلتها، وتذوق من عُسيلته". قال الحافظ في "الفتح" 9/ 469: إن كان حماد بن سلمة حفظه، فهو حديث آخر لعائشة في قصة أخرى، غير قصة امرأة رفاعة. وله شاهد من حديث عُبيد الله (بالتصغير) ابنِ عباس عند النسائي في ذكره الغميصاء.

قلنا: هذا الشاهد الذي أورده الحافظ قد اختُلف فيه على سليمان بن يسار، وأشار إلى ذلك الحافظ في "الفتح" 9/ 465، فقد أخرجه من طريق سليمان بن يسار، عن عائشة ابنُ عبد البر في "التمهيد" 13/ 225، وأخرجه من طريق سليمان عن عُبيد الله بن عباس أحمدُ، فيما سلف برقم (1837).

وأخرج الطبراني في "الأوسط"(7465) من طريق سَلَمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كانتِ امرأةٌ من بني قُريظة يقال لها: تميمة تحت عبد الرحمن بن الزَّبير، فقالت: يا رسول الله، ما ذاك منه

وذكر نحوه. وقال: لم يرو هذا الحديث عن محمد بن إسحاق إلا سلمة بن الفضل، وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/ 341، وفي "مجمع البحرين"(2389) من حديث عائشة كذلك، وقال: هو في الصحيح بنحوه خلا تسميتها تميمة، وقال: فيه ابن إسحاق، وهو مدلِّس. اهـ، لكن الحافظ أورده في "الفتح" مرسلاً عن عروة، لم يذكر عائشة، ونسبه إلى ابن إسحاق في "المغازي" ثم قال: وهو مع إرساله مقلوب، والمحفوط ما اتفق عليه الجماعة عن هشام.

وسلف برقم (24058).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى -وهو ابن سعيد القطان- =

ص: 388

25607 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ عَمْرٍو الْأَسْلَمِيَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ أَسْرُدُ الصَّوْمَ، أَفَأَصُومُ (1) فِي السَّفَرِ؟ قَالَ:" إِنْ شِئْتَ فَصُمْ، وَإِنْ شِئْتَ فَأَفْطِرْ "(2).

25608 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ، صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ

= سمع من سعيد بن أبي عروبة قبل اختلاطه.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 167، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 234 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد، ولم يذكرا عدداً، وعند أبي عوانة: في سجوده.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 250، ومسلم (487)(223)، وأبو عوانة 2/ 167، وابن حبان (1899) من طريق محمد بن بشر، وإسحاق (1322) عن عبدة بن سليمان، وأبو عوانة 2/ 167، والبيهقي في "السنن" 2/ 87 و 109، وفي "الدعوات"(75) من طريق سعيد بن عامر، والنسائي في "الكبرى"(7693)، وابن نصر في "قيام الليل" ص 79 (مختصر) من طريق يزيد بن زُريع، وأبو عَوانة 2/ 167 من طريق أبي عتاب، وأبو عوانة 2/ 167 من طريق روح، ستتهم عن سعيد، به. ولم يذكروا عدداً، وقد قرن أبو عوانة بسعيد هشاماُ وهمَّاماً.

وقد سلف برقم (24063)، وسيرد برقم (26293).

(1)

في (ق) و (ظ 2) و (م): فأصوم، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24196) غير شيخ أحمد، فهو هنا يحيى، وهو ابنُ سعيد القطان.

وأخرجه البخاري (1942) مختصراً، والطبراني في "الكبير"(2972) و (2975) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

ص: 389

وَاحِدٍ، أَغْتَرِفُ (1) أَنَا وَهُوَ مِنْهُ (2).

25609 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَغْتَسِلُ (3) مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، فَأَقُولُ: أَبْقِ لِي، أَبْقِ لِي. كَذَا قَالَ أَبِي (4).

25610 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عَمْرَةَ، سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: لَوْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى مَا أَحْدَثَ النِّسَاءُ، مَنَعَهُنَّ كَمَا مُنِعَ نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، قَالَ: قُلْتُ لِعَمْرَةَ: وَنِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُنِعْنَ الْمَسْجِدَ؟ قَالَتْ: نَعَمْ (5).

25611 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ

(1) في (ظ 7) و (ظ 8): أغرف.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24991) غير أن شيخ أحمد هنا: هو يحيى بن سعيد القطان.

(3)

في (ق) و (ظ 2) و (م): أغتسل، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8) وهامش (ظ 2).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24991) غير أن شيخ أحمد هنا: هو حسين بن محمد بن بهرام المرُّوذي، وشيخه: هو جرير ابن حازم.

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وشيخه يحيى: هو ابن سعيد الأنصاري.

وقد سلف برقم (24602).

وانظر (24406).

ص: 390

إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ مِنْ كَسْبِهِ، وَوَلَدُهُ مِنْ كَسْبِهِ "(1).

25612 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ (2) أَرَاهُ عَلَى ثَوْبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: الْمَنِيَّ، فَأَحُكُّهُ، وَقَالَ يَحْيَى مَرَّةً: فَأَفْرُكُهُ (3).

25613 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، يَعْنِي الدَّسْتُوَائِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ (4).

(1) حديث حسن لغيره، وهو مكرر (24033).

(2)

في (ظ 2) و (ق): قد كنت.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد سلف مطولاً برقم (24158)، بهذا الإسناد، سوى شيخ الإمام أحمد، فهو هنا يحيى بن سعيد: وهو القطان.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 56، وفي "الكبرى"(290)، وابن خزيمة (288) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24158).

قال السندي: قولها: كنت أراه على ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم المنيَّ، بالنصب: بيان للضمير في أراه.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسنادٌ رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن اختُلف فيه على يحيى -وهو ابن أبي كثير- الراوي عن أبي سَلَمة، كما سيرد. يحيى =

ص: 391

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= شيخ أحمد: هو ابن سعيد القطان، وأبو سَلَمة: هو ابنُ عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3063) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن راهويه (843)، والترمذي في "العلل الكبير" 1/ 345، والنسائي في "الكبرى"(3064)، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 139 من طرق عن هشام الدَّسْتَوائي، به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3065)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 91 من طريق علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، به.

واختُلف فيه على يحيى بن أبي كثير:

فقد خالف هشاماً وعليَّ بن المبارك شيبانُ النحوي، كما في الرواية الآتية برقم (26392)، ومعاويةُ بن سلام، كما سيرد في تخريجها، وسليمانُ بن أرقم، فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 148، فرَوَوْه عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سَلَمة، عن عمر بن عبد العزيز، عن عروة، عن عائشة. زادوا عُمرَ بنَ عبد العزيز.

ورواه عن يحيى الأوزاعي، واختلف عليه فِيه:

فرواه يحيى بن عبد الله البابلتي، كما في "تاريخ بغداد" 7/ 426، ومبشر بن إسماعيل وعقيل، فيما ذكر الدارقطني في "العلل"، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سَلَمة، عن عائشة. لم يذكروا عروة.

ورواه عنه الوليد بن مسلم، واختلف عليه فيه:

فرواه محمود بن خالد الدمشقي فيما أخرجه النسائي في "الكبرى"(3061)، ومحمد بن عبد الله بن ميمون، فيما أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 91، عن الوليد، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سَلَمة، عن عائشة، وكذا رواه عن الأوزاعي مبشر بن إسماعيل، وعقيل، فيما ذكر الدارقطني في "العلل"، يعني لم يذكر عمر بن عبد العزيز ولا عروة في =

ص: 392

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الإسناد.

ورواه يزيد بن عبد الله بن رُزَيق، فيما أخرجه تمَّام في "فوائده"(562)، وأبو بكر الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز"(56)، عن الوليد، عن الأوزاعي، عن يحيى بمتابعة شيبان النحوي ومن تابعه. يعني بذكر عمر ابن عبد العزيز وعروة في الإسناد.

وتابعه يزيد بن سنان أبو فروة التميمي، عن الأوزاعي فيما ذكر الدارقطني.

قال البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 345 - 346: وكأن حديث شيبان عندي أحسن.

وقال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 148: القول قول شيبان ومن تابعه ممن ذكر فيه عمر بن عبد العزيز.

قلنا: يعني وعروة أيضاً، لكن قال ابن حبان عقب الحديث (3545): سمع هذا الخبر أبو سَلَمة بن عبد الرحمن، عن عمر بن عبد العزيز، عن عروة، عن عائشة، وسمعه من عائشة نفسها، والدليلُ على صحته أن معمراً قال: عن الزُّهري، عن أبي سَلَمة، قال: قلتُ لعائشة: في الفريضة والتطوع؟ فمرة أدَّى الخبر عن عمر بن عبد العزيز، عن عروة، عن عائشة، وأخرى أدَّى الخبر عنها نفسِها.

قلنا: وعلى قول ابن حبان، فيكون أبو سَلَمة مرة ثالثة أدَّى الخبر عن عروة، عن عائشة، كما في رواية أحمد هذه.

وقد ذكر النسائي في "الكبرى" الاختلاف فيه على هشام الدستوائي:

فأخرجه فيها (3062) من طريق إسحاق بن يوسف، عن هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عائشة، لم يذكر فيه عروة، مثل رواية عقيل ومن تابعه، كما سلف.

لكن الإمام أحمد قد رواه كما في الرواية (26045) عن إسحاق، عن هشام الدَّسْتَوائي، بذكر عروة في الإسناد، فلعله اختلف فيه على إسحاق الأزرق أيضاً. =

ص: 393

25614 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَ هَذَا. يَعْنِي فِي فَرْكِ الْمَنِيِّ (1).

25615 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ طَلْحَةَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ لِي جَارَيْنِ، إِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي؟ قَالَ:" أَقْرَبُهُمَا مِنْكِ بَابًا "(2).

25616 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ، قَالَ: قُلْتُ لِمِقْسَمٍ: أُوتِرُ بِثَلَاثٍ، ثُمَّ أَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ مَخَافَةَ أَنْ تَفُوتَنِي، قَالَ: لَا وَتْرَ إِلَّا بِخَمْسٍ أَوْ سَبْعٍ. قَالَ: فَذَكَرْتُ (3) ذَلِكَ لِيَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ وْمُجَاهِدٍ، فَقَالَا لِي: سَلْهُ عَمَّنْ؟ فَقُلْتُ لَهُ،

= قال الدارقطني: ورواه يحيى بن أبي كثير بإسناد آخر، واختلف عليه فيه أيضاً:

فرواه الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أم سلمة

ثم قال: ويكتب ذلك في مسند أم سلمة إن شاء الله.

قلنا: وسيرد من طريق أبي سَلَمة، عن عائشة بالأرقام:(25867) و (25868) و (25953) و (25966).

وسلف برقم (24110).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وسلف مطولاً برقم (24939)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو يحيى: وهو ابن سعيد القطان.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو مكرر (25423)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو يحيى، وهو ابن سعيد القطان.

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8): فذكر.

ص: 394

فَقَالَ: عَنِ الثِّقَةِ، عَنْ عَائِشَةَ (1) ومَيْمُونَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (2).

(1) في (ظ 8) فقلت له، عن الثقة عن الثقة، عن عائشة، بتكرار لفظ:"الثقة"، وهو موافق للرواية الآتية 6/ 335.

(2)

إسناده ضعيف لإبهام الثقة الراوي عنه مِقْسم، وهو ابن بُجْرة. ويقال: ابن بَجَرَة، ويقال: ابن نجدة، وهو مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل، ويقال له: مولى ابن عباس للزومه إياه، ومقسم هذا مختلف فيه حسن الحديث.

وقد اختلف فيه على الحكم وهو ابن عتيبة:

فرواه يحيى: وهو ابن سعيد القطان -كما في هذه الرواية- وآدم بن يحيى، فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الصغير" 1/ 293 - 294، كلاهما عن شعبة، عن الحكم، عن مِقْسم، عن الثقة، عن عائشة وميمونة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه محمد بن جعفر ويحيى كما سيأتي 6/ 335، ويزيد بن زريع فيما أخرجه النسائي في "الكبرى"(431) و (1406)، كلاهما عن شعبة، عن الحكم، عن مِقْسم، عن الثقة، عن الثقة، عن عائشة وميمونة، فكرَّر لفظ الثقة، وليس ذلك في "التحفة" 12/ 384.

ورواه موقوفاً سفيان بن حسين- فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 239 - 240، وفي "الكبرى"(1405)، عن الحكم، عن مقسم، قال الحكم: فذكرتُ ذلك لإبراهيم، فقال: عمن ذكره؟ فقلت: لا أدري، قال الحكم: فحججت، فلقيت مقسماً، فقلت: عمن؟ فقال: عن الثقة، عن عائشة وميمونة، ولم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه حجاج بن أرطاة -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 23 و 166 - عن الحكم، عن ابن عباس، عن عائشة وميمونة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وحجَّاج بنُ أرطاة ضعيف.

ورواه سفيان الثوري، عن منصور، عن الحكم، واختلف عليه فيه كذلك:

فرواه جرير بن عبد الحميد، كما سيأتي 6/ 290، وسفيان الثوري كما سيأتي 6/ 310، و 6/ 321، وزهير بن معاوية، فيما أخرجه ابن ماجه (1192)، والطبراني في "الكبير" 23/ 954، ثلاثتهم عن منصور، عن =

ص: 395

25617 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُسَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُدَيْلٌ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنْ عَائِشَةَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَفْتَتِحُ الصَّلَاةَ بِالتَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةَ بِـ {الْحَمْدِ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ، فَإِذَا رَكَعَ، لَمْ يُشْخِصْ رَأْسَهُ، وَلَمْ يُصَوِّبْهُ، وَلَكِنْ بَيْنَ ذَلِكَ، وَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، لَمْ يَسْجُدْ حَتَّى يَسْتَوِيَ قَائِمًا، وَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ، لَمْ يَسْجُدْ حَتَّى يَسْتَوِيَ قَاعِدًا، وَكَانَ يَقُولُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ التَّحِيَّةَ، وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَفْتَرِشَ ذِرَاعَيْهِ افْتِرَاشَ السَّبُعِ، وَكَانَ

= الحكم، عن مقسم، عن أم سلمة، مرفوعاً. ومِقْسم لا يعرف له سماع من أمِّ سلمة.

ورواه مَخْلد بن يزيد الحرَّاني -فيما أخرجه النسائي في "الكبرى"(433) وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3083)، والطبراني في "الكبير" 23/ (895) - ومؤمل بن إسماعيل -فيما أخرجه الخطيب في "تاريخه" 5/ 137 - 138 - كلاهما عن سفيان، عن منصور، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، عن أمِّ سلمة.

ورواه إسرائيل -فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 239، وفي "الكبرى"(1404) - عن منصور، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، عن أمِّ سلمة.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ الورفة 166: والمرسل عنهما أصح.

وأورده ابن أبي حاتم ني "العلل" 1/ 159، ونقل عن أبيه قوله: هذا حديث منكر.

وانظر (24239) و (25702).

قال السندي: قوله: لا وتر إلا بخمس: كأن المراد بالوتر صلاة الليل، والمراد أن صلاة الليل مع الوتر لا ينبغي أن يكون دون خمس أو سبع، والله تعالى أعلم.

ص: 396

يَفْرُشُ رِجْلَهُ الْيُسْرَى، وَيَنْصِبُ (1) رِجْلَهُ الْيُمْنَى، وَكَانَ يَنْهَى عَنْ عَقِبِ الشَّيْطَانِ، وَكَانَ يَخْتِمُ الصَّلَاةَ بِالتَّسْلِيمِ (2).

25618 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، دَخَلَ عَلَيْهِ النَّاسُ فِي مَرَضِهِ يَعُودُونَهُ، فَصَلَّى بِهِمْ جَالِسًا، فَجَعَلُوا يُصَلُّونَ قِيَامًا، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَنِ اجْلِسُوا، فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ: إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا رَكَعَ، فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ، فَارْفَعُوا، وَإِنْ صَلَّى جَالِسًا، فَصَلُّوا جُلُوسًا " (3).

25619 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا نَرَى إِلَّا أَنَّهُ الْحَجُّ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ كَانَ مَعَهُ الْهَدْيُ أَنْ يَمْضِيَ عَلَى إِحْرَامِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ أَنْ يُحِلَّ إِذَا طَافَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ النَّحْرِ، دُخِلَ عَلَيَّ بِلَحْمِ (4) بَقَرٍ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: ذَبَحَ

(1) كلمة: "وينصب" ليست في (ظ 8).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الحديث (24030)، إلا أن الإمام أحمد رواه هنا عن يحيى، وهو ابن سعيد القطان وحده.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (24250)، سنداً ومتناً.

(4)

في (ظ 7) و (ظ 8): دخل بلحم.

ص: 397

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ نِسَائِهِ. قَالَ يَحْيَى: قَالَ شُعْبَةُ عَنْ يَحْيَى (1): فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلقَاسِمِ، فَقَالَ: جَاءَتْكَ بِالْحَدِيثِ عَلَى وَجْهِهِ. قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: لِخَمْسٍ بَقِينَ (2) مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ، لَا نَرَى إِلَّا الْحَجَّ (3).

25620 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جَاءَنِي عَمِّي مِنَ الرَّضَاعَةِ يَسْتَأْذِنُ عَلَيَّ

(1) قوله: عن يحيى، ليس في (م).

(2)

في (م): بقيت.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3786) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد، مختصراً.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 393، ومن طريقه الشافعي في "المسند" 1/ 369 (بترتيب السندي)، وفي "السنن"(463)، والبخاري (1709) و (2952)، وابنُ حبان (3929)، والبيهقي في "معرفة السنن"(9205)، والبغوي في "شرح السنة"(1875) عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 368، وفي "السنن"(464) و (465)، والحميدي (207)، والبخاري (1720)، ومسلم (1211)(125)، والنسائي في "الكبرى"(3630) و (4131)، وابن ماجه (2981)، وابن الجارود في "المنتقى"(480)، وابن خزيمة (2904)، والبيهقي في "السنن" 5/ 5، وفي "معرفة الآثار"(9204) و (9321) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.

وأخرجه ابن راهويه (986)، وابن حبان (3928) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن أخي عمرة، عن عمرة، به.

وانظر (24076).

ص: 398

بَعْدَمَا ضُرِبَ الْحِجَابُ. قُلْتُ: لَا آذَنُ لَكَ (1) حَتَّى أَسْتَأْذِنَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" لِيَلِجْ عَلَيْكِ عَمُّكِ ". قُلْتُ: إِنَّمَا أَرْضَعَتْنِي الْمَرْأَةُ، وَلَمْ يُرْضِعْنِي الرَّجُلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" هُوَ عَمُّكِ، فَلْيَلِجْ عَلَيْكِ "(2).

25621 -

حَدَّثَنَا يَحْيِى (3)، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا وُضِعَ الْعَشَاءُ، وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَابْدَؤُوا بِالْعَشَاءِ ". وَقَالَ وَكِيعٌ: " إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ وَالْعَشَاءُ ". وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: " إِذَا وُضِعَ الْعَشَاءُ "(4).

25622 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ عَائِشَةَ.

(1) لفظة: "لك" ليست في (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وهشام: هو ابن عروة بن الزبير.

وهو مطول (24242)

(3)

سقط من (م) اسم يحيى.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24246)، إلا أنه ساقه كذلك من راوية وكيع وابن عيينة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 420، ومسلم (558)، وابن ماجه (935) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

ولم يسق مسلمٌ متنه، وقرن بوكيع ابنَ نمير وحفص بنَ غياث.

وسلف برقم (24120) من طريق ابن عيينة عن هشام، به.

وانظر "الفتح" 9/ 585.

ص: 399

وَوَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَبِي حُبَيْشٍ جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: إِنِّي أُسْتَحَاضُ، فَلَا أَطْهُرُ، أَفَأَدَعُ الصَّلَاةَ؟ قَالَ وَكِيعٌ: قَالَ: " لَا ". قَالَ يَحْيَى: " لَيْسَ ذَلِكَ بِالْحَيْضِ (1)، إِنَّمَا ذَلِكَ عِرْقٌ، فَإِذَا أَقْبَلَتِ الْحَيْضَةُ، فَدَعِي الصَّلَاةَ، فَإِذَا أَدْبَرَتْ، فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ وَصَلِّي ". قَالَ يَحْيَى: قُلْتُ لِهِشَامٍ: أَغُسْلٌ وَاحِدٌ تَغْتَسِلُ وَتَوَضَّأُ (2) عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ؟ قَالَ: نَعَمْ (3).

(1) في (م): الحيض.

(2)

في (ق): وتتوضأ.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابنُ سعيد القطان، ووكيع: هو ابن الجرَّاح.

وأخرجه الدارقطني 1/ 206 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 8/ 245، وابن أبي شيبة 1/ 125، وإسحاق (563)، ومسلم (333)(62)، والترمذي (125)، والنَّسائي في "المجتبى" 1/ 122 و 184، وفي "الكبرى"(217)، وابن ماجه (621)، وأبو عَوانة 1/ 319، والبيهقي 1/ 324، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 128 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه مالك 1/ 61 - ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 46، وفي "الأم" 1/ 60، والبخاري (306)، وأبو داود (283)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 124 و 186، وفي "الكبرى"(223)، وأبو عوانة 1/ 319، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 102 - 103، وفي "شرح مشكل الآثار"(2735)، وابن حبان (1350)، والدارقطني 1/ 206، والبيهقي 1/ 320 - 321 و 324 و 329، والبغوي في "شرح السنة"(324) - وأخرجه إسحاق (563)، =

ص: 400

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والبخاري (228)، ومسلم (333)(62)، والترمذي (125)، والنسائي 1/ 122 و 184، وفي "الكبرى"(217)، والدارقطني 1/ 206، والبيهقي 1/ 344، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 104، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 128 من طريق أبي معاوية، وإسحاق (563)، والترمذي (125)، والنسائي 1/ 122 و 184، وفي "الكبرى"(217)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 128 من طريق عَبْدة بنِ سُليمان، والبخاري (331)، وأبو داود (282)، والبيهقي 1/ 324 من طريق زهير بن معاوية، والحميدي (193)، والبخاري (320)، والبيهقي 1/ 327، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/ 61 - 62 و 22/ 104 من طريق سفيان، وإسحاق (565) من طريق الثوري، وعبد الرزاق (1165)، وإسحاق (565) من طريق معمر، وعبد الرزاق (1166) من طريق ابن جُريج، والدارمي (774)، وابن الجارود (112)، وأبو عوانة 1/ 319، والبيهقي 1/ 323 - 324 و 324 - 325 من طريق جعفر بن عون، والبخاري (325)، والدارقطني 1/ 206، والبيهقي 1/ 324 - 325، من طريق أبي أسامة، والنسائي 1/ 86 من طريق عبد الله بن المبارك، ومسلم (333)(62)، من طريق ابن نُمير، والبيهقي 1/ 324 - 325، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 104 - 105 من طريق محمد بن كناسة، ومسلم (333)(62) من طريق جرير بن عبد الحميد، والنسائي في "المجتبى" 1/ 124 و 186، وفي "الكبرى"(224) من طريق خالد بن الحارث، وأبو عوانة 1/ 319، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 102 - 103، وفي "شرح مشكل الآثار"(2735) من طريق عمرو بن الحارث وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي والليث بن سعد، ومسلم (333)(62)، والبيهقي 1/ 330 من طريق عبد العزيز بن محمد، والبيهقي 1/ 329 - 330 من طريق محاضر بن المورع، والدارمي (779)، وأبو يعلى (4486)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 103، وفي "شرح مشكل الآثار"(2734)، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 104 من طريق حماد بن سلمة، ومسلم (333)(62)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 123 - 124 =

ص: 401

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= و 185 - 186، وفي "الكبرى"(222)، وابن ماجه (621)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2733)، والبيهقي في "السنن" 1/ 343 من طريق حمَّاد بن زيد، وابن حبان (1354)، والبيهقي 1/ 344 من طريق أبي حمزة، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/ 95 من طريق يحيى بن هاشم، وأبو عَوانة 1/ 319، والطبراني في "الأوسط"(4293)، والإسماعيلي في "معجمه"(260)، والخطيب في "تاريخه" 4/ 221 - 222 من طريق أيوب، والطبراني في "الأوسط"(7619) من طريق محمد بن عجلان، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 102، وفي "شرح مشكل الآثار"(2732)، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(230)، وابن عبد البَرّ في "التمهيد" 22/ 103 من طريق أبي حنيفة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 103 من طريق ابن أبي الزناد، كلُّهم عن هشام بن عروة، به. إلا أن أبا حمزة السكري ومحمد بن عجلان ويحيى بن هاشم وأبا حنيفة، وحماد بن زيد -عند بعضهم- وأبا معاوية في بعض طرقه، وحمَّاد بن سلمة، زادوا قوله:"وتوضَّئي لكل صلاة". وفي رواية أبي معاوية: وقال أبي: "ثم توضئي لكل صلاة حتى يجيء ذلك الوقت".

وأشار إلى ذلك مسلم، فقال وفي حديث حماد بن زيد زيادة حرف تركنا ذكره.

وقال النسائي: لا أعلم أحداً ذكر في هذا الحديث: "وتوضَّئي" غير حماد بن زيد.

وقد روى غير واحد عن هشام ولم يذكر فيه: "وتوضئي".

وذكر البيهقي أن هذه الزياده ليست بمحفوظة، وأن الصحيح أن هذه الكلمة من قول عروة بن الزبير.

وعقب الحافظ في "الفتح" 1/ 332: وادَّعى آخر أن قوله: "ثم توضَّئي" من كلام عروة موقوفاً عليه، وفيه نظر، لأنه لو كان كلامَه، لقال: ثم تتوضأ، بصيغة الإخبار، فلما أتى به بصيغة الأمر، شاكله الامر الذي في المرفوع، =

ص: 402

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قوله: "فاغسلي"، وانظر "الفتح" أيضاً 1/ 409.

وقال الترمذي: حديث عائشة: جاءت فاطمة حديثٌ حسن صحيح، وهو قولُ غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم والتابعين، وبه يقول سفيان الثوري ومالك وابن المبارك والشافعي أن المستحاضة إذا جاوزت أيام أقرائها اغتسلت وتوضأت لكل صلاة.

وأخرجه ابن حبان (1355) من طريق أبي عوانة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المستحاضة، فقال:"تدعُ الصلاةَ أيامَها، ثم تغتسل غسلاً واحداً، ثم تتوضَّأ عند كل صلاة".

وأخرجه الإسماعيلي في "معجمه" 1/ 346 من طريق عنبسة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن فاطمة بنت أبي حُبيش أنها قالت: يا رسول الله

فذكره.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ 107: أسنده -يعني عنبسة- عن فاطمة ولم يتابَع على ذلك.

وأخرجه أبو داود (286)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 123 و 185، وفي "الكبرى"(220)، والدارقطني 1/ 206 - 207 و 207، والبيهقي في "السنن" 1/ 325 - 326، وفي معرفة السنن والآثار" (2169) من طريق محمد بن المثنى، عن ابنِ أبي عدي، عن محمد بن عمرو، عن ابن شِهاب الزُّهري، عن عروة بن الزُّبير، عن فاطمة بنت أبي حبيش، أنها كانت تُستحاض، فقال لها النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إذا كان دم الحيضة، فإنه دمٌ أسودُ يُعرف، فإذا كان ذلك، فأمْسِكي عن الصلاة، فإذا كان الآخَر، فتوضَّئي وصلِّي، فإنما هو عرق"، قال أبو داود: وقال ابن المثنى: حدثنا به ابنُ أبي عديّ من كتابه هكذا، ثم حدثنا به بعدُ حفظاً: فأخرجه أبو داود عقب (286)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 123 و 185، وفي "الكبرى" (221)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2729)، وابن حبان (1348)، والدارقطني 1/ 207، والبيهقي 1/ 326 من طريق محمد بن المثنى، حدثنا ابن أبي عدي -من حفظه-، حدثنا محمد بن عمرو، عن ابن =

ص: 403

25623 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الْإِفْكِ مَا قَالُوا، فَبَرَّأَهَا اللهُ عز وجل، وَكُلُّهُمْ حَدَّثَنِي بِطَائِفَةٍ مِنْ حَدِيثِهَا، وَبَعْضُهُمْ كَانَ أَوْعَى لِحَدِيثِهَا مِنْ بَعْضٍ، وَأَثْبَتَ اقْتِصَاصًا. وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْحَدِيثَ الَّذِي حَدَّثَنِي، وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضًا، ذَكَرُوا

أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ سَفَرًا، أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا، خَرَجَ بِهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَهُ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا،

= شهاب، عن عروة، عن عائشة، أن فاطمة بنت أبي حبيش كانت تستحاض فذكره.

وأخرجه البيهقي 1/ 325 من طريق الإمام أحمد، عن محمد بن أبي عدي، عن محمد بن عمرو، عن ابن شهاب، عن عروة، أن فاطمة بنت أبي حبيش، فذكره.

قال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: كان ابن أبي عدي حدثنا به عن عائشة، ثم تركه.

وأخرجه الدارقطني 1/ 207 من طريق خَلَف بن سالم، عن محمد بن أبي عدي، عن محمد بن عمرو، عن ابن شهاب، عن عروة، عن فاطمة بنت أبي حُبيش، أنها كانت تُستحاض، فذكره. قال أبو حاتم فيما نقله ابنه في "العلل" 1/ 50: لم يتابَع محمد بن عمرو على هذه الرواية، وهو منكر.

وانظر (24145).

ص: 404

فَخَرَجَ فِيهَا سَهْمِي، فَخَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَذَلِكَ بَعْدَمَا أُنْزِلَ الْحِجَابُ، فَأَنَا أُحْمَلُ فِي هَوْدَجِي، وَأَنْزِلُ فِيهِ مَسِيرَنَا، حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوِهِ، وَقَفَلَ وَدَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ، آذَنَ (1) لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ، فَقُمْتُ حِينَ آذَنُوا بِالرَّحِيلِ، فَمَشَيْتُ حَتَّى جَاوَزْتُ الْجَيْشَ، فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْنِي، أَقْبَلْتُ إِلَى الرَّحْلِ، فَلَمَسْتُ صَدْرِي، فَإِذَا عِقْدٌ مِنْ جَزْعِ أَظْفَارٍ (2) قَدْ انْقَطَعَ، فَرَجَعْتُ فَالْتَمَسْتُ عِقْدِي، فَاحْتَبَسَنِي (3) ابْتِغَاؤُهُ، وَأَقْبَلَ الرَّهْطُ الَّذِينَ (4) كَانُوا يَرْحَلُونَ بِي، فَحَمَلُوا هَوْدَجِي فَرَحَلُوهُ عَلَى بَعِيرِي الَّذِي كُنْتُ أَرْكَبُ، وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنِّي فِيهِ. قَالَتْ: وَكَانَتِ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافًا، لَمْ يُهَبِّلْهُنَّ (5) وَلَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ، إِنَّمَا يَأْكُلْنَ الْعُلْقَةَ مِنَ الطَّعَامِ، فَلَمْ يَسْتَنْكِرِ الْقَوْمُ ثِقَلَ (6) الْهَوْدَجِ حِينَ رَحَلُوهُ وَرَفَعُوهُ. وَكُنْتُ جَارِيَةً

(1) يقال: أذَّنَ وآذن، وكلاهما بمعنى.

(2)

في (ظ 2) و (ق) و (هـ): ظفار، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8). وانظر الرواية التالية.

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8): فحبسني.

(4)

في (م): الذي.

(5)

في (ظ 7) و (ظ 8): يهبلن، وانظر الرواية التالية، وشرح السندي.

(6)

كذا في الأصول: ثقل الهودج، وهي رواية معمر، ورواية البخاري عن يونس، عن الزهري: خفة الهودج، وهي أوضح، قال الحافظ: لأن مرادها إقامة عذرهم في تحميل هودجها وهي ليست فيه، فكأنها تقول: كأنها لخفة جسمها بحيث إن الذين يحملون هودجها لا فرق عندهم بين وجودها فيه وعدمها

وانظر توجيه الرواية الاولى في "الفتح" 8/ 460.

ص: 405

حَدِيثَةَ السِّنِّ، فَبَعَثُوا الْجَمَلَ وَسَارُوا، فَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَمَا اسْتَمَرَّ الْجَيْشُ، فَجِئْتُ مَنَازِلَهُمْ وَلَيْسَ بِهَا دَاعٍ وَلَا مُجِيبٌ، فَيَمَّمْتُ (1) مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ فِيهِ، وَظَنَنْتُ أَنَّ الْقَوْمَ سَيَفْقِدُونِي، فَيَرْجِعُوا (2) إِلَيَّ، فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسَةٌ فِي مَنْزِلِي غَلَبَتْنِي عَيْنِي فَنِمْتُ، وَكَانَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ - ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ - قَدْ عَرَّسَ وَرَاءَ (3) الْجَيْشِ، فَادَّلَجَ، فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي، فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ، فَأَتَانِي، فَعَرَفَنِي حِينَ رَآنِي، وَقَدْ كَانَ يَرَانِي قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ عَلَيَّ الْحِجَابُ، فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ عَرَفَنِي، فَخَمَّرْتُ وَجْهِي بِجِلْبَابِي، فَوَاللهِ مَا كَلَّمَنِي كَلِمَةً، وَلَا سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً غَيْرَ اسْتِرْجَاعِهِ، حَتَّى أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ، فَوَطِئَ عَلَى يَدِهَا، فَرَكِبْتُهَا، فَانْطَلَقَ يَقُودُ بِي الرَّاحِلَةَ، حَتَّى أَتَيْنَا الْجَيْشَ بَعْدَمَا نَزَلُوا مُوغِرِينَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، فَهَلَكَ مَنْ هَلَكَ فِي شَأْنِي، وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيِّ ابْنِ سَلُولَ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَاشْتَكَيْتُ حِينَ قَدِمْنَا شَهْرًا، وَالنَّاسُ يُفِيضُونَ فِي قَوْلِ أَهْلِ الْإِفْكِ، وَلَمْ (4) أَشْعُرْ

(1) في (ظ 7) و (ظ 8) وهامش كل من (ق) و (ظ 2): فتيممت، وانظر الرواية الآتية.

(2)

كذا الأصل بحذف النون، والوجه إثباتها، وقد قال الحافظ في "الفتح" 8/ 461 تعليقاً على رواية البخاري: فيرجعون إلي: وقع في رواية معمر: فيرجعوا، بغير نون، وكأنه على لغة من يحذفها مطلقاً.

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8): من وراء.

(4)

في (ظ 7) و (ظ 8): ولا.

ص: 406

بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، وَهُوَ يَرِيبُنِي فِي وَجَعِي أَنِّي لَا أَعْرِفُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم اللُّطْفَ الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَشْتَكِي، إِنَّمَا يَدْخُلُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَيُسَلِّمُ، ثُمَّ يَقُولُ:" كَيْفَ تِيكُمْ؟ " فَذَاكَ يَرِيبُنِي، وَلَا أَشْعُرُ بِالشَّرِّ حَتَّى خَرَجْتُ بَعْدَمَا نَقَهْتُ، وَخَرَجَتْ مَعِي (1) أُمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ الْمَنَاصِعِ، وَهُوَ مُتَبَرَّزُنَا، وَلَا نَخْرُجُ إِلَّا لَيْلًا إِلَى لَيْلٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ نَتَّخِذَ الْكُنُفُ قَرِيبًا مِنْ بُيُوتِنَا، وَأَمْرُنَا أَمْرُ الْعَرَبِ الْأُوَلِ فِي التَّنَزُّهِ، وَكُنَّا نَتَأَذَّى بِالْكُنُفِ أَنْ نَتَّخِذَهَا عِنْدَ بُيُوتِنَا، وَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ - وَهِيَ بِنْتُ أَبِي رُهْمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَأُمُّهَا بِنْتُ صَخْرِ بْنِ عَامِرٍ، خَالَةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَابْنُهَا مِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ الْمُطَّلِبِ - وَأَقْبَلْتُ أَنَا وَبِنْتُ أَبِي رُهْمٍ قِبَلَ بَيْتِي حِينَ فَرَغْنَا مِنْ شَأْنِنَا، فَعَثَرَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ فِي مِرْطِهَا، فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ. فَقُلْتُ لَهَا: بِئْسَ مَا قُلْتِ، تَسُبِّينَ رَجُلًا قَدْ شَهِدَ بَدْرًا! قَالَتْ: أَيْ هَنْتَاهُ، أَوَلَمْ تَسْمَعِي مَا قَالَ؟ قُلْتُ: وَمَاذَا قَالَ؟ فَأَخْبَرَتْنِي بِقَوْلِ أَهْلِ الْإِفْكِ، فَازْدَدْتُ مَرَضًا إِلَى مَرَضِي، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ:" كَيْفَ تِيكُمْ؟ " قُلْتُ: أَتَأْذَنُ لِي أَنْ آتِيَ أَبَوَيَّ؟ قَالَتْ: وَأَنَا حِينَئِذٍ أُرِيدُ أَنْ أَتَيَقَّنَ الْخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِمَا، فَأَذِنَ لِي (2) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَجِئْتُ أَبَوَيَّ، فَقُلْتُ لِأُمِّي: يَا أُمَّتَاهْ، مَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ؟ فَقَالَتْ:

(1) في (ق) و (ظ 2): بي.

(2)

لفظة: "لي" ليست في (ظ 7) ولا (ظ 8).

ص: 407

أَيْ بُنَيَّةُ، هَوِّنِي عَلَيْكِ، فَوَاللهِ لَقَلَّمَا كَانَتْ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةً عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا، وَلَهَا ضَرَائِرُ إِلَّا كَثَّرْنَ (1) عَلَيْهَا. قَالَتْ قُلْتُ: سُبْحَانَ اللهِ، أَوَقَدْ تَحَدَّثَ النَّاسُ بِهَذَا؟! قَالَتْ: فَبَكَيْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، حَتَّى أَصْبَحْتُ لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ، وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، ثُمَّ أَصْبَحْتُ أَبْكِي.

وَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ حِينَ اسْتَلْبَثَ الْوَحْيُ يَسْتَشِيرُهُمَا (2) فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ، قَالَتْ: فَأَمَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، فَأَشَارَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالَّذِي يَعْلَمُ مِنْ بَرَاءَةِ أَهْلِهِ، وَبِالَّذِي يَعْلَمُ فِي نَفْسِهِ لَهُمْ مِنَ الْوُدِّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هُمْ أَهْلُكَ، وَلَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا. وَأَمَّا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: لَمْ يُضَيِّقِ اللهُ عز وجل عَلَيْكَ، وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ، وَإِنْ تَسْأَلِ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ. قَالَتْ: فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَرِيرَةَ، قَالَ:" أَيْ بَرِيرَةُ، هَلْ رَأَيْتِ مِنْ شَيْءٍ يَرِيبُكِ مِنْ عَائِشَةَ؟ " قَالَتْ لَهُ بَرِيرَةُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنْ رَأَيْتُ عَلَيْهَا أَمْرًا قَطُّ أَغْمِصُهُ عَلَيْهَا أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ، تَنَامُ عَنْ عَجِينِ أَهْلِهَا، فَتَأْتِي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ. فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ، فَقَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: " يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِ بَيْتِي، فَوَاللهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا خَيْرًا، وَلَقَدْ ذَكَرُوا

(1) في (ظ 7) و (ظ 8): أكثرن.

(2)

في (م): ليستشيرهما.

ص: 408

رَجُلًا مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا، وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا مَعِي ". فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ: أَعْذِرُكَ (1) مِنْهُ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ كَانَ مِنَ الْأَوْسِ ضَرَبْنَا عُنُقَهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ الْخَزْرَجِ، أَمَرْتَنَا، فَفَعَلْنَا أَمْرَكَ. قَالَتْ: فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَهُوَ سَيِّدُ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا، وَلَكِنْ اجْتَهَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ، فَقَالَ لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ: لَعَمْرُ اللهِ (2) لَا تَقْتُلُهُ، وَلَا تَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ. فَقَامَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ؛ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، فَقَالَ لِسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ: كَذَبْتَ، لَعَمْرُ اللهِ لَنَقْتُلَنَّهُ، فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ. فَثَارَ الْحَيَّانِ: الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ، حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَقْتَتِلُوا، وَرَسُولُ اللهِ (3) صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُخَفِّضُهُمْ حَتَّى سَكَتُوا وَسَكَتَ. قَالَتْ: وَبَكَيْتُ يَوْمِي ذَاكَ لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ، وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، ثُمَّ بَكَيْتُ لَيْلَتِي الْمُقْبِلَةَ لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ، وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، وَأَبَوَايَ يَظُنَّانِ أَنَّ الْبُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي. قَالَتْ: فَبَيْنَمَا هُمَا جَالِسَانِ عِنْدِي وَأَنَا أَبْكِي، اسْتَأْذَنَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَأَذِنْتُ لَهَا فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي، فَبَيْنَمَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ، دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَلَّمَ، ثُمَّ جَلَسَ. قَالَتْ: وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِي مُنْذُ قِيلَ لِي مَا قِيلَ، وَقَدْ لَبِثَ شَهْرًا لَا يُوحَى إِلَيْهِ

(1) في (ظ 2) و (ق) و (م): لقد أعذرك بزيادة لقد، وهو لفظ ليس في (ظ 7) ولا (ظ 8) وهو الصواب، ورواية البخاري ومسلم: أنا أعذرك.

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): لعمرك.

(3)

في (ظ 7): وإن رسول الله.

ص: 409

فِي شَأْنِي شَيْءٌ. قَالَتْ: فَتَشَهَّدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ جَلَسَ، ثُمَّ قَالَ:" أَمَّا بَعْدُ، يَا عَائِشَةُ، فَإِنَّهُ بَلَغَنِي (1) عَنْكِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً، فَسَيُبَرِّئُكِ اللهُ عز وجل، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرِي اللهَ، ثُمَّ تُوبِي (2) إِلَيْهِ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبٍ، ثُمَّ تَابَ، تَابَ اللهُ عَلَيْهِ ". قَالَتْ: فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَقَالَتَهُ، قَلَصَ دَمْعِي (3) حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً، فَقُلْتُ لِأَبِي: أَجِبْ عَنِّي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا قَالَ (4). فَقَالَ: مَا أَدْرِي وَاللهِ مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقُلْتُ لِأُمِّي: أَجِيبِي عَنِّي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَتْ: وَاللهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَتْ: فَقُلْتُ، وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ لَا أَقْرَأُ كَثِيرًا مِنَ الْقُرْآنِ: إِنِّي وَاللهِ قَدْ عَرَفْتُ أَنَّكُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ بِهَذَا حَتَّى اسْتَقَرَّ فِي أَنْفُسِكُمْ، وَصَدَّقْتُمْ بِهِ، وَلَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ إِنِّي بَرِيئَةٌ، وَاللهُ عز وجل يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ، لَا تُصَدِّقُونِي بِذَلِكَ، وَلَئِنْ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ، وَاللهُ عز وجل يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ، تُصَدِّقُونِي، وَإِنِّي وَاللهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلًا إِلَّا كَمَا قَالَ أَبُو يُوسُفَ: فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ.

قَالَتْ: ثُمَّ تَحَوَّلْتُ فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي. قَالَتْ: وَأَنَا وَاللهِ حِينَئِذٍ أَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ، وَأَنَّ اللهَ عز وجل مُبَرِّئِي بِبَرَاءَتِي، وَلَكِنْ

(1) في (م): فإنه قد بلغني.

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): وتوبي.

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8): دمعتي.

(4)

قولها: فيما قال، ليس في (ظ 7) ولا (ظ 8).

ص: 410

وَاللهِ مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنْ يُنَزَلَ فِي شَأْنِي وَحْيٌ يُتْلَى، وَلَشَأْنِي كَانَ أَحْقَرَ فِي نَفْسِي مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللهُ عز وجل فِيَّ بِأَمْرٍ يُتْلَى، وَلَكِنْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّوْمِ رُؤْيَا يُبَرِّئُنِي اللهُ عز وجل بِهَا. قَالَتْ: فَوَاللهِ مَا رَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَجْلِسَهُ (1) وَلَا خَرَجَ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ أَحَدٌ، حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ عز وجل عَلَى نَبِيِّهِ فَأَخَذَهُ (2) مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنَ الْبُرَحَاءِ عِنْدَ الْوَحْيِ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الْجُمَانِ مِنَ الْعَرَقِ فِي الْيَوْمِ الشَّاتِي مِنْ ثِقَلِ الْقَوْلِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْهِ. قَالَتْ: فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَضْحَكُ، فَكَانَ أَوَّلُ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا أَنْ قَالَ:" أَبْشِرِي يَا عَائِشَةُ، أَمَّا اللهُ عز وجل، فَقَدْ بَرَّأَكِ " فَقَالَتْ لِي أُمِّي: قُومِي إِلَيْهِ. فَقُلْتُ: وَاللهِ لَا أَقُومُ إِلَيْهِ، وَلَا أَحْمَدُ إِلَّا اللهَ عز وجل، هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ بَرَاءَتِي. فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور: 11] عَشْرَ آيَاتٍ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل هَذِهِ الْآيَاتِ بَرَاءَتِي، قَالَتْ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ، وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ وَفَقْرِهِ: وَاللهِ لَا أُنْفِقُ عَلَيْهِ شَيْئًا أَبَدًا بَعْدَ الَّذِي قَالَ لِعَائِشَةَ. فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} إِلَى قَوْلِهِ {أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ} [النور: 22] فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللهِ إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لِي. فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ النَّفَقَةَ

(1) في (ق) و (ظ 2) و (م): من مجلسه، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8).

(2)

في (ق) و (ظ 2) و (م): وأخذه.

ص: 411

الَّتِي كَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ، وَقَالَ: لَا أَنْزِعُهَا مِنْهُ أَبَدًا.

قَالَتْ عَائِشَةُ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ؛ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَمْرِي: مَا (1) عَلِمْتِ أَوْ مَا رَأَيْتِ أَوْ مَا بَلَغَكِ؟ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَحْمِي سَمْعِي وَبَصَرِي، وَأَنَا مَا عَلِمْتُ إِلَّا خَيْرًا. قَالَتْ عَائِشَةُ: وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَعَصَمَهَا اللهُ عز وجل بِالْوَرَعِ، وَطَفِقَتْ أُخْتُهَا حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ تُحَارِبُ لَهَا، فَهَلَكَتْ فِيمَنْ هَلَكَ.

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَهَذَا مَا انْتَهَى إِلَيْنَا مِنْ أَمْرِ هَؤُلَاءِ الرَّهْطِ (2).

(1) في (ق) و (ظ 2) و (م): وما.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد، والزُّهري: هو محمد بن مسلم بن عُبيد الله.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (9748) ومن طريقه أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(1104)، ومسلم (2770)(56)، ويعقوب بنُ سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 393، وابن حِبَّان (4212)، والطبراني في "الكبير" 23/ (133)، واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(2757)، والبيهقي في "الدلائل" 4/ 72 - 73.

وأخرجه مطولاً ومختصراً إسحاق بن راهويه (1103)، والنسائي في "الكبرى"(11360) -وهو في "التفسير"(380) - والطبري في "تفسيره" 18/ 89 - 92 من طريق محمد بن ثور، عن معمر، به، إلا أن إسحاق لم يذكر عبيد الله بن عبد الله بن عتبة وعلقمة بنَ وقاص في الإسناد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري في "صحيحه"(2879) و (4025) و (4690) و (4750) و (6662) و (6679) و (7500) و (7545)، وعلَّقه (2637)، وفي "خلق أفعال العباد" ص 52، ومسلم (2770)(56)، والطحاوي في "شرح =

ص: 412

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= معاني الآثار" 4/ 383، وفي "شرح مشكل الآثار" (747)، والطبراني في "الكبير" 23/ (134)، والبيهقي في "السنن" 10/ 41، وفي "الدلائل" 4/ 64 - 72 من طريق يونس بن يزيد، والبخاري (2661)، ومسلم (2770) (57)، وأبو يعلى (4927)، والطبراني 23/ (135)، والبيهقي في "السنن" 7/ 302 و 10/ 153 من طريق فليح بن سليمان، والحارث بن أسامة (998) (زوائد) من طريق معمر بن أبان بن حمران، والطبري في "تفسيره" 18/ 92 و 102، وفي "تاريخه" 2/ 611، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 383، والخطيب في "الكفاية" من طريق محمد بن إسحاق، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (746)، وفي "شرح معاني الآثار" 4/ 383، والطبراني 23/ (141) من طريق إسحاق بن راشد، والطبري 23/ (139) و (144) و (146) و (148) من طريق محمد بن عبد الله بن أبي عتيق وعُقيل بن خالد وأبي رافع إسماعيل بن رافع ويعقوب بن عطاء وزياد بن سعد (على الترتيب) كلُّهم عن الزُّهري، به. وقد قرن الخطيب بمحمد بن إسحاق وائل بن داود.

وأخرجه الطبراني 23/ (142)، والبيهقي في "الشعب"(7028) من طريق مالك، عن يحيى بن سعيد وعبيد الله بن عمر، عن الزهري، به. قال البيهقي: هذا حديث مخرج في "الصحيحين" من حديث يونس بن يزيد وصالح بن كيسان وفليح بن سليمان وغيرهم، عن الزهري، وهو غريب من حديث مالك عن عبيد الله بن عمر ويحيى بن سعيد، تفرد به إسحاق بن محمد الفروي.

وأخرجه مطولاً ومختصراً النسائي في "الكبرى"(8929)، وأبو يعلى (4397) من طريق ابن المبارك، عن يونس، والطبراني 23/ (140)، والقاضي عبد الجبار الخولاني في "تاريخ داريا" ص 105 من طريق عطاء الخراساني، والبيهقي في "الدلائل" 4/ 63 من طريق النعمان بن راشد ومعمر، أربعتهم عن =

ص: 413

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الزهري، عن عروة، عن عائشة، به. وقرن الطبراني بعروة علقمة.

وأخرجه أبو داود (785) من طريق حُميد الأعرج المكي، عن الزُّهري، عن عروة، عن عائشة -وذكر حديث الإفك- قالت: جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وكشف عن وجهه وقال: "أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم {إنَّ الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم} الآية. وقال: وهذا حديث منكر، وقد روى هذا الحديث جماعة عن الزهري، لم يذكروا هذا الكلام على هذا الشرح، وأخاف أن يكون أمر الاستعاذة من كلام حميد.

وسيرد برقم (26279) من طريق سفيان بن عيينة عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، به.

وأخرجه مختصراً النسائي في "الكبرى"(8930) من طريق محمد بن علي ابن شافع عن الزُّهري، عن عبيد الله، عن عائشة، به.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 18/ 94 - 95 من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن علقمة بن وقاص وغيره، عن عائشة، به.

وأخرجه الطبراني 23/ (138) من طريق ابن جُريج، قال: قال ابن شهاب: عن عروة وعبيد الله بن عديّ وعلقمة بن وقاص، يزيد بعضهم على بعض، عن عائشة، به.

وأخرجه الطبراني أيضاً 23/ (147) من طريق صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة وأبي سلمة بن عبد الرحمن وعلقمة بن وقاص وعروة بن الزبير عن حديث عائشة، به. زاد أبا سلمة بن عبد الرحمن في الإسناد، وقد سلف من طريقه مختصراً برقم (24068). وصالح بن أبي الأخضر ضعيف.

وأخرجه البخاري بإثر الحديث (2661)، وأبو يعلى (4928)، والطبراني 23/ (137) من طريق فُليح بن سليمان، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن ويحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر، عن عائشة، به.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 18/ 93، وفي "تاريخه" 2/ 611 - 612، =

ص: 414

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والطبراني 23/ (151) من طريق عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عمرة، عن عائشة، به.

وأخرجه الطبري أيضاً 18/ 93 و 102، وفي "تاريخه" 2/ 611 - 612، والطبراني 23/ (160) من طريق يحيى بن عبد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة.

وأخرجه بنحوه الطبراني 23/ (152)، وفي "الأوسط"(6385) من طريق مقسم، والطبراني 23/ (153) من طريق الأسود، كلاهما عن عائشة، به.

وأورد الهيثمي في "المجمع" 9/ 230 - 232 طريق الأسود، وقال: رواه الطبراني، وفيه أبو سعد البقال فيه ضعف، وقد وثق.

وسيرد بالأرقام (25624) و (25625) و (25679) و (26314).

وقد سلف برقم (24317).

وفي الباب عن أم رومان، سيرد 6/ 367 - 368.

قال السندي: قولها: لم يهبلن، قيل: ضبط على بناء المفعول من التهبيل، وضبط بفتح ياء وموحدة وسكون هاء، ويجوز ضم الموحدة أيضاً، ويجوز على بناء الفاعل من الإهبال، والمهبل: الكثير اللحم، الثقيل الحركة للسمن، وجاء: لم يُهَبِّلْهُنَ اللحم، من هَبَّلَه اللحم: إذا كنز عليه وركب بعضُه بعضاً.

قولها: العُلْقَة، بضم عين وسكون لام، أي: قدر ما يمسك الرمق، تُريد القليل.

قولها: وليس بها داع ولا مجيب، أي: ليس بها أحد، لا من يدعو، ولا من يرد جواباً.

قولها: قد عرّس، من التعريس، أي: نزل آخر الليل.

قولها: فادلج، أي: مشى آخر الليل بعد أن نزل.

قولها: وهو يُريبني، أي: والشأن يريبني

إلخ.

قولها: قِبَل المناصع، وهي مواضع يُخلى فيها لقضاء الحاجة. =

ص: 415

25624 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ - قَالَ بَهْزٌ: قُلْتُ لَهُ: ابْنُ كَيْسَانَ؟ قَالَ: نَعَمْ - عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الْإِفْكِ مَا قَالُوا، فَبَرَّأَهَا اللهُ، وَكُلُّهُمْ حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنْ حَدِيثِهَا، وَبَعْضُهُمْ كَانَ أَوْعَى لِحَدِيثِهَا مِنْ بَعْضٍ، وَأَثْبَتَ لَهُ اقْتِصَاصًا، وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمُ الْحَدِيثَ الَّذِي حَدَّثَنِي عَنْ عَائِشَةَ، وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضًا، وَإِنْ كَانَ بَعْضُهُمْ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضٍ، قَالُوا:

= قوله: في التنزه، عن الروائح الكريهة.

قولها: فاستعذر من عبد الله، أي: طلب العذر من عقوبته، أي: بيَّن أنه إن عاقبه فهو معذور.

قوله: "من يَعْذِرُني من رجل" بفتح الياء، أي: من ينصرني عليه، والعذير: الناصر، أو بضم الياء، أي: من يقوم بعذري إن أدبتُه على سوء صنيعه بأن يدفع عني من يلومني على ذلك، من أعذره، أي: قام بعذره.

قولها: قَلَصَ، بالفتحات، أي: ارتفع، قيل: هذه علامة بلوغ الحزن غايته.

قولها: ما رام، أي: ما ترك.

قولها: من البُرَحاء، بضم موحدة، وفتح راء، وإهمال حاء ممدود، أي: شدة الكرب.

مثل الجمان، بضم الجيم وخفة ميم: هو اللؤلؤ الصغار، والمراد تشبيه ما يسقط من قطرات العرق به.

ص: 416

قَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ سَفَرًا، أَقْرَعَ بَيْنَ أَزْوَاجِهِ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا، خَرَجَ بِهَا. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: آذَنَ لَيْلَةَ بِالرَّحِيلِ، فَقُمْتُ حِينَ آذَنُوا بِالرَّحِيلِ، وَقَالَ: مِنْ جَزْعِ ظَفَارٍ، وَقَالَ: يُهَبَّلْنَ، وَقَالَ: فَيَمَّمْتُ (1) مَنْزِلِي، وَقَالَ: قَالَ عُرْوَةُ: أُخْبِرْتُ أَنَّهُ كَانَ يُشَاعُ، وَيُحَدَّثُ بِهِ عِنْدَهُ فَيُقِرُّهُ وَيَسْتَمِعُهُ وَيَسْتَوْشِيهِ، وَقَالَ عُرْوَةُ أَيْضًا: لَمْ يُسَمَّ مِنْ أَهْلِ الْإِفْكِ إِلَّا حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ وَمِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ، وَحَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ فِي نَاسٍ آخَرِينَ لَا عِلْمَ لِي بِهِمْ، إِلَّا أَنَّهُمْ عُصْبَةٌ، كَمَا قَالَ اللهُ عز وجل، وَإِنَّ كِبْرَ ذَلِكَ كَانَ يُقَالُ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُبَيِّ ابْنِ سَلُولَ. قَالَ عُرْوَةُ: وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَكْرَهُ أَنْ يُسَبَّ عِنْدَهَا حَسَّانُ، وَتَقُولُ: إِنَّهُ الَّذِي قَالَ:

فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي

لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ

وَقَالَتْ: وَأَمْرُنَا أَمْرُ الْعَرَبِ الْأُوَلِ فِي التَّنْزِيهِ (2)، وَقَالَ: لَهَا ضَرَائِرُ. وَقَالَ: بِالَّذِي يَعْلَمُ مِنْ بَرَاءَةِ أَهْلِهِ. وَقَالَ: فَتَأْتِي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ. وَقَالَ: وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا الْخَزْرَجِ. وَقَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْخَزْرَجِ، وَكَانَتْ أُمُّ حَسَّانَ بِنْتَ عَمِّهِ مِنْ فَخِذِهِ، وَهُوَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَهُوَ سَيِّدُ الْخَزْرَجِ، قَالَتْ: وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلًا صَالِحًا وَلَكِنْ احْتَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ، وَقَالَ: قَلَصَ دَمْعِي. وَقَالَ:

(1) في (ظ 7) و (ظ 8): فتيممت، وانظر الرواية السالفة.

(2)

في (م) وهامش (ظ 2): التنزه، وانظر الرواية السالفة.

ص: 417

وَطَفِقَتْ أُخْتُهَا حَمْنَةُ تُحَارِبُ لَهَا. وَقَالَ عُرْوَةُ: قَالَتْ عَائِشَةُ: وَاللهِ إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي قِيلَ لَهُ مَا قِيلَ لَيَقُولُ: سُبْحَانَ اللهِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا كَشَفْتُ عَنْ كَنَفِ أُنْثَى قَطُّ. قَالَتْ: ثُمَّ قُتِلَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهِيدًا. [قَالَ عَبْدُ اللهِ]: قَالَ أَبِي: فِي أَحَدِ الْحَدِيثَيْنِ: تُجَاذبٌ (1). (2)

25625 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَإِسْنَادَهُ.

وَقَالَ: مِنْ جَزْعِ ظَفَارٍ. وَقَالَ: يُهْبِلْنَ (3). وَقَالَ: تَيَمَّمْتُ. وَقَالَ فِي الْبَرِّيَّةِ. وَقَالَ: لَهَا ضَرَائِرُ. وَقَالَ: فَتَأْتِي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ. وَقَالَ: وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلًا صَالِحًا وَلَكِنْ احْتَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ. وَقَالَ: لَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُخَفِّضُهُمْ حَتَّى سَكَتُوا (4) وَقَالَ: قَلَصَ دَمْعِي. وَقَالَ: تُحَارِبُ (5).

(1) قوله: "قال أبي: في أحد الحديثين: تجاذب" من (ظ 7) و (ظ 8).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، بهز: هو ابن أسد العَمِّي.

وأخرجه البخاري (4141) و (4690) و (6662) و (6679) و (7369)، وأبو يعلى (4933) و (4934)، والطبراني في "الكبير" 23/ (143) من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.

(3)

في (م) وهامش كل من (ق) و (ظ 2): يهبّلهنّ، وانظر الرواية (25623).

(4)

في (ظ 2) و (ق) و (م): سكتوا.

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر سابقه، غير أن شيخ =

ص: 418

25626 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ (1) قَطُّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ، وَلَمْ يَمْرُرْ عَلَيْنَا يَوْمٌ إِلَّا يَأْتِينَا فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَرَفَيِ النَّهَارِ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً، فَلَمَّا ابْتُلِيَ الْمُسْلِمُونَ، خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُهَاجِرًا قِبَلَ أَرْضِ الْحَبَشَةِ حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَرْكَ الْغِمَادِ لَقِيَهُ ابْنُ الدَّغِنَةِ (2) وَهُوَ سَيِّدُ الْقَارَةِ، فَقَالَ ابْنُ الدَّغِنَةِ: أَيْنَ تُرِيدُ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَخْرَجَنِي قَوْمِي، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلْمُسْلِمِينَ:" قَدْ رَأَيْتُ (3) دَارَ هِجْرَتِكُمْ، أُرِيتُ سَبْخَةً ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لَابَتَيْنِ " - وَهُمَا حَرَّتَانِ - فَخَرَجَ مَنْ كَانَ مُهَاجِرًا قِبَلَ الْمَدِينَةِ حِينَ ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ بَعْضُ مَنْ كَانَ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَتَجَهَّزَ أَبُو بَكْرٍ مُهَاجِرًا،

= أحمد هنا: هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزُّهري.

وأخرجه مسلم (2770)(57)، والنسائي في "الكبرى"(8931) و (11251) -وهو في "التفسير"(271) - من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

(1)

في (ق) و (ظ 2) و (م) أبواي، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8)، وهو الصواب.

(2)

قال الحافظ في "الفتح" 7/ 233: بضم المهملة والمعجمة وتشديد النون عند أهل اللغة، وعند الرواة بفتح أوله وكسر ثانيه، وتخفيف النون.

(3)

في (ق) و (ظ 2): أُريت.

ص: 419

فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عَلَى رِسْلِكَ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُؤْذَنَ لِي ". فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَوَ تَرْجُو (1) ذَلِكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي؟ قَالَ: " نَعَمْ ". فَحَبَسَ أَبُو بَكْرٍ نَفْسَهُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِصُحْبَتِهِ، وَعَلَفَ رَاحِلَتَيْنِ كَانَتَا عِنْدَهُ مِنْ وَرَقِ السَّمُرِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ.

قَالَ الزُّهْرِيُّ: قَالَ عُرْوَةُ: قَالَتْ عَائِشَةُ: فَبَيْنَا نَحْنُ يَوْمًا جُلُوسًا فِي بَيْتِنَا فِي نَحْرِ (2) الظَّهِيرَةِ، قَالَ قَائِلٌ لِأَبِي بَكْرٍ: هَذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُقْبِلًا مُتَقَنِّعًا فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِدَاءٌ لَهُ أَبِي وَأُمِّي، إِنْ جَاءَ بِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ لَأَمْرٌ. فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَأْذَنَ، فَأَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ دَخَلَ لِأَبِي بَكْرٍ:" أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ ". فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّمَا هُمْ أَهْلُكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم " فَإِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ ". فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَالصَّحَابَةَ (3) بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نَعَمْ ". فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَخُذْ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ إِحْدَى رَاحِلَتَيَّ هَاتَيْنِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بِالثَّمَنِ ". قَالَتْ: فَجَهَّزْنَاهُمَا أَحَثَّ (4) الْجِهَازِ، وَصَنَعْنَا لَهُمَا سُفْرَةً

(1) في (ظ 7). و (ظ 8): أترجو.

(2)

في (ق) و (ظ 2): نحو.

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8): والصحابة، وفي (ظ 2) وهامش (ق): فالصحبة.

(4)

في (م): أحب.

ص: 420

فِي جِرَابٍ، فَقَطَعَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ مِنْ نِطَاقِهَا فَأَوْكَتِ الْجِرَابَ، فَلِذَلِكَ كَانَتْ تُسَمَّى ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ (1)، ثُمَّ لَحِقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ بِغَارٍ فِي جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ: ثَوْرٌ، فَمَكَثَا فِيهِ ثَلَاثَ لَيَالٍ (2).

(1) في (ظ 7) و (ظ 8): ذات النطاق.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(9743)، ومن طريقه أخرجه مطولاً ومختصراً ابن راهويه (760) و (849)، وأبو داود (4083)، وابن حبان (6277)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(1422) و (1431)، وأبو نُعيم في "دلائل النبوة"(230).

وأخرجه البخاري (5807) و (6079) من طريق هشام بن يوسف الصنعاني، عن معمر، به.

وأخرجه البخاري (476) و (2297) و (3905) و (6079) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(3763) - وابن خزيمة (265) و (2518)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4076)، والحاكم في "المستدرك" 3/ 3 - 4، والبيهقي في "السنن" 9/ 9، وفي "دلائل النبوة" 2/ 471 - 475، من طرق عن الزهري، به.

وسيرد نحوه برقم (25774).

وقوله: وهما حرتان، مدرج في الخبر، وهو من تفسير الزهري، أشار إلى ذلك الحافظ في "الفتح" 7/ 234.

وقوله: فالصحابة، قال الحافظ في "الفتح" 7/ 235: بالنصب، أي أريد المصاحبة.

وقولها: أحث الجهاز، قال الحافظ: بالمهملة والمثلثة أفعل تفضيل من الحث، وهو الإسراع.

ص: 421

25627 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي مَلِيحٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ وَضَعَتْ ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ بَيْتِهَا، فَقَدْ هَتَكَتْ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللهِ عز وجل، أَوْ سِتْرَ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللهِ عز وجل "(1).

25628 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ (2) صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مِنْ هَذِهِ الْمُرَحَّلَاتِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَعَلَيْهِ بَعْضُهُ وَعَلَيَّ بَعْضُهُ، وَالْمِرْطُ مِنْ أَكْسِيَةٍ سُودٍ (3).

25629 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ صَفِيَّةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ شَبِعْنَا مِنَ الْأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ (4).

(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (25408) سنداً ومتناً.

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): أن النبي صلى الله عليه وسلم.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الحديث (24675) سنداً ومتناً.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24963) سنداً ومتناً.

ص: 422

25630 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَعْتَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى نَادَاهُ عُمَرُ، فَقَالَ (1): الصَّلَاةَ، نَامَ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ. قَالَتْ (2): فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " مَا يَنْتَظِرُهَا (3) أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْأَدْيَانِ غَيْرُكُمْ "(4).

25631 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا وَهِيَ مُسْتَتِرَةٌ بِقِرَامٍ فِيهِ صُورَةُ تَمَاثِيلَ، فَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ، ثُمَّ أَهْوَى إِلَى الْقِرَامِ، فَهَتَكَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُشَبِّهُونَ بِخَلْقِ اللهِ " (5).

(1) لفظة: "فقال" ليست في (ظ 7) ولا (ظ 8).

(2)

لفظة: "قالت" ليست في (ظ 7) ولا (ظ 8).

(3)

في (ق): ما انتظرها.

(4)

إسناده صحيح، إبراهيم بن خالد ورباح -وهو ابن زيد الصنعاني- روى لهما أبو داود، والنسائي، وهما ثقتان، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وقد سلف برقم (24059).

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(19484)، ومن طريقه أخرجه إسحاق ابن راهويه في "مسنده"(975)، ومسلم (2107)(91)، وابن حبان (5847)، والبيهقي في "السنن" 7/ 267.

وسلف برقم (24081).

ص: 423

25632 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدِي امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْهَيْئَةِ، فَقَالَ:" مَنْ هَذِهِ؟ " فَقُلْتُ: هَذِهِ فُلَانَةُ بِنْتُ فُلَانٍ يَا رَسُولَ اللهِ، هِيَ لَا تَنَامُ اللَّيْلَ. فَقَالَ:" مَهْ مَهْ، خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللهَ عز وجل لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَأَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَى اللهِ عز وجل مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ، وَإِنْ قَلَّ "(1).

25633 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ رَهْطٌ مِنَ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكُمْ. فَفَهِمْتُهَا، فَقُلْتُ: عَلَيْكُمُ السَّامُ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24189)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الرزاق بن همَّام الصنعاني، وشيخ شيخه هو معمر بن راشد الأزدي.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20566) ومن طريقه أخرجه إسحاق بن راهويه (627)، والبغوي في "شرح السنة"(934)، بهذا الإسناد.

وقوله: مَهٍ مَهٍ. قال الجوهري في "الصحاح": ومه: كلمة بنيت على السكون، وهو اسم سمي به الفعل، ومعناه: اكفف، فإن وصلت نونت، فقلت مهٍ مهٍ، قال الحافظ: وهذا الزجر يحتمل أن يكون لعائشة، والمراد نهيها عن مدح المرأة بما ذكرت، ويحتمل أن يكون المراد النهي عن ذلك الفعل، وقد أخذ بذلك جماعة من الأئمة، فقالوا: يكره صلاة جميع الليل.

وقوله: فإن الله عز وجل لا يمل حتى تملوا. قال ابن حجر: الملال: استثقالُ الشيءِ ونفورُ النفسِ عنه بعدَ محبته، وهو محالٌ على الله تعالى باتفاق. قال الإسماعيلي وجماعةٌ مِن المحققين: إنما أطلق هذا على جهة المقابلة اللفظية مجازاً كما قال تعالى: {وجزاءُ سيئةٍ سيئةٌ مثلُها} وأنظاره.

ص: 424

وَاللَّعْنَةُ. فَقَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَهْلًا يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللهَ عز وجل يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ ". قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" فَقَدْ قُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ "(1).

25634 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ وَابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ (2) وَاحِدٍ، فِيهِ قَدْرُ الْفَرَقِ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(9839) و (19460)، ومن طريقه أخرجه إسحاق بن راهويه (817)، وعَبْدُ بن حُميد في "المنتخب"(1471)، ومسلم (2165)(10)، والنسائي في "الكبرى"(10215) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(383) - والبيهقي في "السنن" 9/ 203، والبغوي في "شرح السنة"(3314).

وأخرجه البخاري (6395) من طريق هشام -وهو ابن يوسف الصنعاني- عن معمر، به.

وقد سلف برقم (24090).

(2)

في النسخ الخطية: في، والمثبت من (م).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24953)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الرزاق بن همَّام الصنعاني. ابنُ جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد توبع.

وهو عند عبد الرزاق (1027)، ومن طريقه أخرجه إسحاق بن راهويه (634)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 128، وفي "الكبرى"(235)، وابن =

ص: 425

25635 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي خَمِيصَةٍ ذَاتِ عَلَمٍ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ، قَالَ:" اذْهَبُوا بِهَذِهِ الْخَمِيصَةِ إِلَى أَبِي جَهْمٍ، وَائْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّةٍ (1)، فَإِنَّهَا أَلْهَتْنِي آنِفًا عَنْ صَلَاتِي "(2).

25636 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الْعَصْرَ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ الشَّمْسُ مِنْ حُجْرَتِي طَالِعَةً (3).

= المنذر في "الأوسط"(209)، والبيهقي في "السنن" 1/ 194، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 101.

(1)

في (م): بأنبجانيته.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(1389)، ومن طريقه أخرجه إسحاق بنُ راهويه (622)، وأبو عَوانة 2/ 65، وابن المنذر في "الأوسط"(1638).

وقد سلف برقم (24087).

وقوله: "فإنها ألهتني آنفاً عن صلاتي" سلف في الرواية (25445) بلفظ: "فإني نظرت إلى عَلَمها في الصلاة، فكاد يفتنني".

قال الحافظ في "الفتح" 1/ 483: والجمع بين الروايتين بحمل قوله: "ألهتني" على قوله: "كاد"، فيكون إطلاق الأولى للمبالغة في القرب، لا لتحقق وقوع الإلهاء.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همَّام، ومَعْمَر: هو ابنُ راشد. =

ص: 426

25637 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ الْلَيْلِ (1) وَأَنَا مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، كَاعْتِرَاضِ الْجِنَازَةِ (2).

25638 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ أَوْ رُكُوعِهِ:" سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ "(3).

25639 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: لَمْ يَدَعْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ

= وهو في "مصنف" عبد الرزاق (2070) و (2071) و (2072)، ومن طريقه أخرجه ابن راهويه (579) و (631).

وسلف برقم (24095).

(1)

قوله: "من الليل" ليس في (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(2374)، ومن طريقه أخرجه ابن راهويه في "مسنده"(635)، وأبو عوانة 2/ 51 - 52.

وسلف برقم (24088).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24063)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الرزاق بن همَّام الصنعاني، وشيخه: هو مَعْمَر بن راشد.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (2884)، ومن طريقه أخرجه إسحاق (1324) وليس فيه شكّ بين الركوع والسجود.

وقد سلف بالأرقام (24063) و (24630) و (24843) و (25146) و (25606) و (26293) أنه يقوله في ركوعه وسجوده.

ص: 427

الْعَصْرِ. قَالَتْ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَلَا تَتَحَرَّوْا طُلُوعَ الشَّمْسِ، وَلَا غُرُوبَهَا، فَتُصَلُّوا عِنْدَ ذَلِكَ "(1).

25640 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حِينَ قُبِضَ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَيَّ، قَالَتْ: فَدَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَفِي يَدِهِ سِوَاكٌ، فَدَعَا بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذْتُ السِّوَاكَ، فَطَيَّبْتُهُ، ثُمَّ دَفَعْتُهُ إِلَيْهِ، فَجَعَلَ يَسْتَنُّ بِهِ، فَثَقُلَتْ يَدُهُ وَثَقُلَ عَلَيَّ، وَهُوَ يَقُولُ:" اللهُمَّ فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى، اللهُمَّ فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى " مَرَّتَيْنِ. قَالَتْ: ثُمَّ قُبِضَ. تَقُولُ عَائِشَةُ: قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي (2).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير إبراهيم بن خالد -وهو الصنعاني المؤذن- ورَباح -وهو ابن زيد- فقد روى لهما أبو داود والنسائي، وهما ثقتان.

وأخرجه مسلم (833)(296) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، بهذا الإسناد.

وقد سلف نحوه برقم (24931).

وانظر (24460) و (25027).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير إبراهيم بن خالد، ورباح -وهو ابن زيد- الصنعانيين، فقد أخرج لهما أبو داود والنسائي، وكلاهما ثقة. مَعْمَر: هو ابنُ راشد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (81)، والخطيب في "تاريخه" 7/ 275 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، إلا أنه سقط من إسناد الخطيب: معمر. =

ص: 428

25641 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، وَالْأَنْصَارِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ وَالْقَاسِمَ يُخْبِرَانِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: طَيَّبْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِي بِذَرِيرَةٍ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ لِلْحِلِّ وَالْإِحْرَامِ.

وَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللهِ (1) بْنِ عُرْوَةَ (2).

= وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6883) من طريق إبراهيم بن خالد، به، وزاد: فقُبض، وأنا لا أشعر.

وأخرجه البخاري (890)(1389) و (4450) و (5217)، ومسلم (2443)(84)، والحاكم 1/ 145 من طريقين عن هشام، به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي!

وأخرجه إسحاق (1715) من طريق الزهري، عن عروة، به.

وسلف برقم (24216).

(1)

جاء في (ظ 7) و (ظ 8): عمرو بن عبد الله، وجاء في باقي النسخ و (م): عمرو بن عبيد الله، وكل ذلك تحريف. والصواب ما أثبتناه، وإنما ذكر الإمام أحمد أنَّ روايةَ الأنصاري ليس فيها تصريح ابن جريج بالتحديث. وقد وهم الحافظ في "الأطراف" فظن أن الإمام أحمد أشار إلى أن الأنصاري سماه عمراً، فقال: لهن سماه الأنصاري عَمْراً.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن بكر: هو البُرْساني، والأنصاري: هو محمد بن عبد الله بن المثنى، وابنُ جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرَّح بالتحديث في رواية البُرْساني، والقاسم: هو ابنُ محمد ابن أبي. بكر الصديق.

وأخرجه المزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة عمر بن عبد الله بن عروة) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1189)(35)، والمِزِّي في "تهذيب الكمال" من طريق =

ص: 429

25642 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، أَنَّ عُرْوَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ، قَالَتْ: لَقَدْ كُنْتُ أَفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ يَبْعَثُ بِهِ وَيُقِيمُ، فَمَا يَتَّقِي مِنْ شَيْءٍ (1). (2)

25643 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، أَنَّ نَافِعًا مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" اقْتُلُوا الْوَزَغَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَنْفُخُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عليه السلام النَّارَ ". قَالَ: وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَقْتُلُهُنَّ (3).

= محمد بن بكر، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/ 136، من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 296 - 297، وفي "الأم" 2/ 129، والبخاري (5930)، والبيهقي في "السنن" 5/ 34، وفي "معرفة السنن والآثار"(9471)، وابن عبد البَرّ في "التمهيد" 19/ 299، من طرق عن ابن جُرَيْج، به.

وسلف برقم (24105).

(1)

في (ق): من ذلك شيء.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25517)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو محمد بن بكر البُرْساني.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي أمية لم نقف له على ترجمة، وباقي رجاله ثقات. =

ص: 430

25644 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ (1)، قَالَتْ: اخْتَصَمَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ:" فَهُوَ لَكَ يَا عَبْدُ بْنَ زَمْعَةَ، الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ "(2).

25645 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ أَخُو يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ عَمْرَةَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَتْهُ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ كَسْرَ عَظْمِ الْمَيِّتِ مَيْتًا كَمِثْلِ كَسْرِهِ حَيًّا "(3).

= وسيأتي من طريق إسماعيل ابن علية برقم (25827) - عن أيوب، عن نافع، عن عائشة.

ورواه جرير بن حازم -كما في الرواية (24534) - فقال: عن نافع، عن سائبة مولاة الفاكه بن المغيرة، عن عائشة، فزاد في الإسناد سائبة بين نافع وعائشة، وهو الصحيح، فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 107، وانظر (24534).

(1)

في (م): عن عائشة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24975)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو محمد بن بكر، وهو البُرساني.

(3)

هو مكرر (24308) غير شيخ أحمد، فقد رواه هناك عن ابن نمير، عن سعد بن سعيد الأنصاري. وروي مرفوعاً وموقوفاً، كما بسطناه هناك. محمد بن بكر: هو البُرْساني، وابنُ جُريج: هو عبد الملك بنُ عبد العزيز. =

ص: 431

25646 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ وَهُوَ جُنُبٌ، تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ (1).

25647 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَأَنِّي لَمُعْتَرِضَةٌ (2) عَلَى السَّرِيرِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ. قُلْتُ: أَبَيْنَهُمَا جُدُرُ الْمَسْجِدِ؟ قَالَتْ: لَا، فِي الْبَيْتِ إِلَى جُدُرِهِ (3).

= وأخرجه الدارقطني في "السنن" 3/ 188 من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد. وزاد: في الإثم.

وأخرجه عبد الرزاق (6256) -ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" 3/ 1189، والدارقطني في "السنن" 3/ 188، والبيهقي في "السنن" 4/ 58 - عن ابن جريج، به. وقرن عبد الرزاق بابن جُرَيْج داودَ بن قيس، وقرن الدارقطنيُّ به داودَ بنَ قَيس وأبا بكر بن محمد، وسلفت رواية داود بن قيس برقم (25356).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن بكر: هو البُرْساني، وابن جُرَيْج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(1073) -ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط"(612) - عن ابن جريج، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24083).

(2)

في (ق) و (م). وأنا معترضة.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن بكر: هو البُرساني، =

ص: 432

25648 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ بَعْدَ التَّشَهُّدِ فِي الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ كَلِمَاتٍ، كَانَ يُعَظِّمُهُنَّ جِدًّا، يَقُولُ:" أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَأَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِاللهِ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ ".

قَالَ: كَانَ يُعَظِّمُهُنَّ، وَيَذْكُرُهُنَّ عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (1).

= وابن جُريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرَّح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه. وعطاء: هو ابن أبي رباح، وصرح بسماعه من عروة في الرواية (24562).

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(821) عن محمد بن بكر، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (2373)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 462 من طريق ابن جريج، به. ورواية الطحاوي مختصرة.

وسلف برقم (24088).

(2)

حديث صحيح دون تقييده بالعِشاء الآخِرة، كما سيرد. ابنُ جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- صرَّح بالتحديث في رواية رَوْح عنه، فيما أخرجه ابن خزيمة، كما سيرد، لكن يُعَكِّر عليه قول ابن معين -فيما حكاه عنه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 1/ 245 - : لم يسمع ابن جريج من ابن طاووس إلا حديثاً في مُحْرِمٍ إصاب ذرات. قلنا: وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرَّزَّاق: هو ابن همَّام الصنعاني، وابنُ طاووس: هو عبد الله بن طاووس بن كَيْسان.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق برقم (3086).

وأخرجه ابن خزيمة (722) من طريق روح، عن ابن جريج، به. =

ص: 433

25649 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. وَرَوْحٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ سَهْلَةَ بِنْتَ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو جَاءَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ سَالِمًا - لِسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ - مَعَنَا فِي بَيْتِنَا، وَقَدْ بَلَغَ مَا يَبْلُغُ الرِّجَالُ - قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَعَلِمَ مَا يَعْلَمُ الرِّجَالُ - قَالَ: " أَرْضِعِيهِ تَحْرُمِي عَلَيْهِ ".

قَالَ: فَمَكَثْتُ سَنَةً أَوْ قَرِيبًا مِنْهَا لَا أُحَدِّثُ بِهِ رَهْبَةً (1)، ثُمَّ لَقِيتُ الْقَاسِمَ، فَقُلْتُ: لَقَدْ حَدَّثْتَنِي حَدِيثًا مَا حَدَّثْتُهُ بَعْدُ. قَالَ: مَا هُوَ؟

= ولم يرد عند عبد الرزاق لفظ: "في العِشاء الآخِرة" بل لفظه عنده: كان يقول بعد التشهد في المثنى الآخِر. ولفظه عند ابن خزيمة: في المثنى الأخير. وقد أورداه في باب القول بعد التشهد قبل السلام، فلا ندري من قيَّده بالعِشاء.

وقوله: يعظِّمهن: تحرف في مطبوع "المصنف" إلى يعلمهن في الموضعين.

وأخرجه عبد الرزاق (3088) عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عائشة، به.

وسلف بإسناد صحيح برقم (24301).

وقوله: يعظِّمهن، يعني طاووساً.

وقد روى عبد الرزاق (3087) عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، قال: قال لرجل، أقُلْتَهنَّ في صلاتك؟ قال: لا. قال: فَأَعِدْ صلاتك، يعني هذا القول.

(1)

في (ظ 7) و (ظ 8): رهبتُه.

ص: 434

فَأَخْبَرْتُهُ، قَالَ: فَحَدَّثَهُ عَنِّي، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْنِيهِ (1).

25650 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أَبَا حُذَيْفَةَ تَبَنَّى سَالِمًا - وَهُوَ مَوْلًى لِامْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ - كَمَا تَبَنَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم زَيْدًا، وَكَانَ مَنْ تَبَنَّى رَجُلًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ دَعَاهُ النَّاسُ ابْنَهُ، وَوَرِثَ مِنْ مِيرَاثِهِ، حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ} [الأحزاب: 5] فَرُدُّوا إِلَى آبَائِهِمْ، فَمَنْ لَمْ يُعْلَمْ لَهُ أَبٌ، فَمَوْلًى وَأَخٌ فِي الدِّينِ، فَجَاءَتْ سَهْلَةُ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، كُنَّا نَرَى سَالِمًا وَلَدًا، يَأْوِي مَعِي وَمَعَ أَبِي حُذَيْفَةَ، وَيَرَانِي فُضُلًا، وَقَدْ أَنْزَلَ اللهُ عز وجل فِيهِمْ مَا قَدْ عَلِمْتَ؟ فَقَالَ:" أَرْضِعِيهِ خَمْسَ رَضَعَاتٍ ". فَكَانَ بِمَنْزِلَةِ وَلَدِهِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. رَوْح: هو ابنُ عُبادة.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(13884)، وأخرجه من طريقه إسحاق ابن راهويه (939)، ومسلم (1453)(28)، والطبراني في "الكبير"(6373) و 24/ 737.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/ 105 من طريق سفيان بن حبيب، عن ابن جُريج، به.

وأخرجه بنحوه ابن راهويه (938)، ومسلم (1453)(27)، والنسائي 6/ 105 - 106 من طريق أيوب -وهو السَّختياني- عن ابن أبي مُليكة، به.

وقد سلف نحوه برقم (24108).

ص: 435

مِنَ الرَّضَاعَةِ (1).

25651 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ. وَرَوْحٌ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ، قَالَتْ: اسْتَأْذَنَ عَلَيَّ عَمِّي مِنَ الرَّضَاعَةِ أَبُو الْجَعْدِ. قَالَ رَوْحٌ: أَبُو الْجُعَيْدِ. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عْنِ (2) ابْنَ جُرَيْجٍ، قَالَ لَهُ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: فَرَدَدْتُهُ (3)، فَقَالَ لِي هِشَامٌ: إِنَّمَا هُوَ أَبُو الْقُعَيْسِ، فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، أَخْبَرْتُهُ ذَلِكَ. قَالَ:" فَهَلَّا أَذِنْتِ لَهُ، تَرِبَتْ يَمِينُكِ، أَوْ يَدُكِ "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، ابنُ جُريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرَّح بالتحديث، فانتفت شبهةُ تدليسه.

وهو عند عبد الرزَّاق في "مصنفه"(13887)، وأخرجه من طريقه إسحاق ابن راهويه (706).

وسيأتي مطوَّلاً ومختصراً بالأرقام: (25913) و (26179) و (26315) و (26330)، وانظر تمام تخريجه هناك.

وقد سلف نحوه مختصراً برقم (24108).

قال السندي: قولها: ويراني فُضُلاً: ضبط بضمتين، أي: مُتَبَذِّلَةً في ثياب مهنتي، ويقال للرجل: فُضُل أيضاً.

(2)

في النسخ: "يعني" بدل "عن"، وقد جاءت لفظة "عن" في هامش (ظ 8) وعليها علامة الصحة.

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8) وهامش كل من (ق) و (ظ 2): فردَّته.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام، ورَوْح: هو ابنُ عُبادة، وابن جُرَيْج: هو عبد الملك بنُ عبد العزيز، وقد =

ص: 436

25652 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: وَزَعَمَ عَطَاءٌ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا مَاتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَحَلَّ اللهُ عز وجل لَهُ أَنْ يَنْكِحَ مَا شَاءَ. قُلْتُ: عَمَّنْ تَأْثُرُ هَذَا؟ قَالَ لَا أَدْرِي، حَسِبْتُ أَنِّي سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ ذَلِكَ (1).

= صرَّح بالتحديث في رواية رَوْح، وعطاء: هو ابن أبي رَبَاح.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (13939) ومن طريقه أخرجه ابن راهويه في "مسنده"(702)، ومسلم (1445)(8)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 103، وفي "الكبرى"(5469)، وابن نصر المروزي في "السنة"(307).

وسلف برقم (24054).

قال الحافظ في "الفتح" 9/ 150: قال القرطبي: كلُّ ما جاء من الروايات وهم إلا من قال: أفلح أخو أبي القعيس، أو قال: أبو الجعد، لأنها كنية أفلح. ثم قال الحافظ: إذا تدبَّرت ما حرَّرت، عرفت أن كثيراً من الروايات لا وهم فيها، ولم يخطئ عطاء في قوله: أبو الجعد، فإنه يحتمل أن يكون حفظ كنية أفلح، وأما اسم أبي القعيس، فلم أقف عليه إلا في كلام الدارقطني، فقال: هو وائل بن أفلح الأشعري، وحكى هذا ابن عبد البر، ثم حكى أيضاً أن اسمه الجَعْد، فعلى هذا يكون أخوه وافق اسمه اسم أبيه، ويحتمل أن يكون أبو القعيس نسب لجده، ويكون اسمه وائل بن قعيس بن أفلح بن القعيس، وأخوه أفلح بن قعيس بن أفلح أبو الجعد، قال ابن عبد البر في "الاستيعاب": لا أعلم لأبي القعيس ذكراً إلا في هذا الحديث.

(1)

حديث ضعيف كما هو مبين في الرواية (24137).

وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(14001) - ورواه عنه إسحاق بن راهويه (1183).

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 22/ 32، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(523) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مَخْلد، عن ابن جُرَيْج، به. =

ص: 437

25653 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لِأَرَبِهِ (1).

25654 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَمَّةٍ لَهُ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ أَوْلَادَكُمْ مِنْ أَطْيَبِ كَسْبِكُمْ، فَكُلُوا مِنْ كَسْبِ أَوْلَادِكُمْ "(2).

25655 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: فَقَدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ مِنَ الْفِرَاشِ، فَالْتَمَسْتُهُ، فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ، وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ، وَهُوَ يَقُولُ: " اللهُمَّ، إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ

= وفيه قول ابن جريج لعطاء: من أخبرك هذا؟ قال: حسبت أني سمعته من عبيد بن عمير، قال: وقال أبو الزبير: سمعت رجلاً يخبر به عطاء.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد سلف مطولاً بهذا الإسناد برقم (24130).

وسلف كذلك برقم (24110).

(2)

حديث حسن لغيره، وهو مكرر (24135) سنداً ومتناً.

ص: 438

لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ " (1).

25656 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَامَ الْفَتْحِ مِنْ كَدَاءَ، وَدَخَلَ فِي الْعُمْرَةِ (2) مِنْ كُدًى (3).

25657 -

حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: إِنْ كَانَ لَيَنْزِلُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْغَدَاةِ الْبَارِدَةِ، فَتَفِيضُ جَبْهَتُهُ عَرَقًا، عليه الصلاة والسلام (4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عُبيد الله: هو ابن عمر العمري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 191، ومسلم (486)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 102 - 103، وفي "الكبرى"(158)، وابن ماجه (3841)، وابن خزيمة (655) و (671)، وأبو عوانة 2/ 169 - 170 و 188، وابن حبان (1932)، والدارقطني 1/ 143، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 215 - 216، والبيهقي في "السنن" 1/ 127، وفي "الدعوات"(188)، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 349 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن راهويه (544)، وأبو داود (879)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 110، وفي "الكبرى"(687)، والمروزي في "قيام الليل" ص 79 من طريق عَبْدة بن سليمان، عن عُبيد الله بن عمر، به. وتحرَّف اسم عبدة في مطبوع "المجتبى" إلى عبيدة.

وقد سلف برقم (24312).

(2)

في (م): عمرة.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24311) سنداً ومتناً.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24309) سنداً ومتناً.

ص: 439

25658 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، وَلَقَدْ هَلَكَتْ قَبْلَ أَنْ يَتَزَوَّجَنِي بِثَلَاثِ سِنِينَ، لِمَا كُنْتُ أَسْمَعُهُ يَذْكُرُهَا، وَلَقَدْ أَمَرَهُ رَبُّهُ عز وجل أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ لَيَذْبَحُ الشَّاةَ، ثُمَّ يُهْدِي فِي خَلَائِلِهَا مِنْهَا (1).

25659 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ لَهَا:" أَرَدْتِ الْحَجَّ؟ " قَالَتْ: وَاللهِ مَا أَجِدُنِي إِلَّا وَجِعَةً، فَقَالَ لَهَا:" حُجِّي وَاشْتَرِطِي، فَقُولِي (2): اللهُمَّ مَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَنِي ". وَكَانَتْ تَحْتَ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ (3).

25660 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24310) سنداً ومتناً.

قال السندي: قولها: ثم يُهدي في خلائلها منها: الجار متعلق بيهدي، والضمير للشاة، أي: يهدي من الشاة.

(2)

في (م): فقال: قولي.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (5089)، ومسلم (1207)(104)، وابن خزيمة (2602)، والبيهقي في "السنن" 5/ 221 من طريق أبي أسامة حمَّاد بن أسامة، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (25308).

ص: 440

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَدْخُلُ بَيْتِي الَّذِي دُفِنَ (1) فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي، فَأَضَعُ ثَوْبِي، وَأَقُولُ (2): إِنَّمَا هُوَ زَوْجِي وَأَبِي، فَلَمَّا دُفِنَ عُمَرُ مَعَهُمْ، فَوَاللهِ مَا دَخَلْتُهُ (3) إِلَّا وَأَنَا مَشْدُودَةٌ عَلَيَّ ثِيَابِي حَيَاءً مِنْ عُمَرَ (4).

25661 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ. وَوَكِيعٌ عَنْ هِشَامٍ، الْمَعْنَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ يُصَلِّي فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ، فَإِنَّهُ إِذَا صَلَّى وَهُوَ يَنْعَسُ لَعَلَّهُ يَذْهَبُ يَسْتَغْفِرُ، فَيَسُبُّ نَفْسَهُ "(5).

(1) كلمة "دفن" ليست في (ظ 7) ولا (ظ 8).

(2)

في (ق) و (ظ 2) و (م): وأقول: والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8).

(3)

في (م): ما دخلت.

(4)

أثر إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الحاكم 3/ 61 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه كذلك 4/ 7 من طريق الحسن بن علي بن عفان، عن أبي أسامة حماد بن أسامة، به. وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. وسكت عنه الذهبي.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 26 و 9/ 37، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.

وأخرجه بنحوه ابن سَعْد 3/ 364 من طريق يحيى بن سعيد وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وغيرهما، عن عمرة، عن عائشة.

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين من طريق يحيى، وقد اختلف فيه على وكيع: =

ص: 441

25662 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ صَفِيَّةَ، قَالُوا: حَاضَتْ، قَالَ " أَحَابِسَتُنَا هِيَ؟ " قَالُوا: إِنَّهَا قَدْ أَفَاضَتْ. قَالَ: " فَلَا إِذًا "(1).

25663 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: " مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ ". قُلْتُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ الْبُكَاءِ، قَالَ:" مُرُوا أَبَا بَكْرٍ ". فَقُلْتُ لِحَفْصَةَ: قُولِي: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لَا يُسْمِعُ النَّاسَ مِنَ الْبُكَاءِ، فَلَوْ

= فرواه هنا عن هشام دون واسطة، وسيأتي (25697) من طريق وكيع، عن سفيان، عن هشام، به. فزاد في الإسناد سفيان، ولعله من المزيد في متصل الأسانيد، والله أعلم.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (619)، وأبو عوانة 2/ 296 - 297، وأبو نعيم في "الحلية" 10/ 30 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24287).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 413، ومن طريقه الشافعي في "مسنده" 1/ 366 (ترتيب السندي)، وفي "الأم" 2/ 154، وأبو داود (2003)، والبيهقي في "السنن" 5/ 162 عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (687) عن أبي معاوية، عن هشام بن عروة، به. وزاد في آخره:"مُروها فلتركب".

وسيأتي بالأرقام (25721) و (25777) و (26944).

وقد سلف برقم (24101).

ص: 442

أَمَرْتَ عُمَرَ، فَقَالَ:" صَوَاحِبَ يُوسُفَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ ". فَالْتَفَتَتْ إِلَيَّ حَفْصَةُ، فَقَالَتْ: لَمْ أَكُنْ لِأُصِيبَ (1) مِنْكِ خَيْرًا (2).

25664 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ التَّيَامُنَ فِي طُهُورِهِ وَنَعْلِهِ وَفِي تَرَجُّلِهِ (3).

25665 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ (4) عُرْوَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جَاءَ حَمْزَةُ بْنُ عَمْرٍو الْأَسْلَمِيُّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَصُومُ، يَعْنِي أَسْرُدُ الصَّوْمَ، أَفَأَصُومُ فِي السَّفَرِ؟ قَالَ:" إِنْ شِئْتَ فَصُمْ، وَإِنْ شِئْتَ فَأَفْطِرْ "(5).

25666 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَامِرٌ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ:

(1) في (ظ 7) و (ظ 8): أصيب.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24647)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو يحيى بن سعيد القَطَّان.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24627)، غير أن شيخ أحمد هنا هو يحيى بن سعيد القطان.

وأخرجه ابن خزيمة (244) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

(4)

في (م): عن، وهو خطأ.

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25607) سنداً ومتناً.

ص: 443

سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الْخِيَرَةِ؟ فَقَالَتْ: خَيَّرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَفَكَانَ طَلَاقًا؟ (1).

25667 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، يَعْنِي الدَّسْتُوَائِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنَامُ وَهُوَ جُنُبٌ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، وَلَكِنْ كَانَ يَتَوَضَّأُ مِثْلَ وُضُوءِ الصَّلَاةِ (2).

25668 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عُمَارَةَ - قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: ابْنُ عُمَيْرٍ - عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" وَلَدُ الرَّجُلِ مِنْ كَسْبِهِ؛ مِنْ أَطْيَبِ كَسْبِهِ، فَكُلُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ هَنِيئًا "(3).

25669 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، يحيى: هو ابن سعيد القطَّان، وإسماعيل: هو ابنُ أبي خالد، وعامر: هو ابن شَراحيل الشعبي، ومسروق: هو ابن الأجدع.

وأخرجه البخاري (5263)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 160 - 161، و"الكبرى"(5634)، وابن الجارود (740)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 345، من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24653) من طريق شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، به.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24968)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو يحيى بن سعيد القطان.

(3)

حديث حسن لغيره، وهو مكرر (24951)، إلا أن الإمام أحمد رواه هنا عن محمد بن جعفر مقروناً بيحيى بن سعيد القطان.

ص: 444

وَسُلَيْمَانُ وَحَمَّادٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ (1): نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْمُزَفَّتِ، إِلَّا أَنَّ شُعْبَةَ قَالَ فِي حَدِيثِ مَنْصُورٍ: فَقُلْتُ: الْجَرِّ أَوِ (2) الْحَنْتَمِ؟ قَالَ: مَا أَنَا بِزَائِدِكَ عَلَى مَا سَمِعْتُ (3).

25670 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِى أَبِي، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَلْحَنُ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، وَإِنَّمَا أَقْضِي لَهُ بِمَا يَقُولُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِشَيْءٍ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ بِقَوْلِهِ، فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ

(1) في (م): عن عائشة قالت.

(2)

في (ق): الجر والحنتم.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حمَّاد -وهو ابن أبي سليمان- فقد روى له مسلم هذا الحديث مقروناً بغيره.

وأخرجه مسلم (1995)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 305، وفي "الكبرى"(6830) و (6831)، وأبو عوانة 5/ 95، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين"(787)، والخطيب في "تاريخه" 3/ 94 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. ولم يذكر النسائي شعبةَ في الإسناد، ولم يذكر أبو عوانة سليمانَ الأعمش.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6829)، وأبو عوانة 5/ 294، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 224 من طريقين، عن شعبة وحده، عن منصور، به. ورواية أبي عوانة: عن منصور مقروناً بالأعمش.

وقد سلف برقم (24840).

ص: 445

قِطْعَةً مِنَ النَّارِ فَلَا يَأْخُذْهَا " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن عروة.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 233، وفي "الكبرى"(5956)، وأبو يعلى (6994)، وأبو عوانة 4/ 4، والدارقطني 4/ 239 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 719 - ومن طريقه الشافعي في "المسند" 2/ 78 (ترتيب السندي)، وفي "الأم" 6/ 201 - 202، و 7/ 36، والبخاري (2680) و (7169)، والنسائي في "الكبرى"(5943)، وأبو عوانة 4/ 4 - 5، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 154، وابن حبان (5070)، والبيهقي في "السنن" 10/ 143 و 149، وفي "معرفة السنن والآثار"(19852)، والخطيب في "تاريخه" 4/ 10، والبغوي في "شرح السنة"(2506) - عن هشام، به.

وأخرجه الحميدي (296)، والبخاري (6967)، ومسلم (1713)، وأبو داود (3583)، والترمذي (1339)، والحارث بن أبي أسامة (462)(بغية الباحث)، وابن الجارود في "المنتقى"(999)، وأبو يعلى (6880) و (6881)، وأبو عوانة 4/ 3 - 4 و 4، و 4 - 5 و 50، وابن حبان (5072)، والطبراني في "الكبير" 23/ (798) و (907)، والبيهقي في "السنن" 10/ 149، وفي "السنن الصغير"(4161)، والخطيب في "تاريخه" 7/ 179 من طرق عن هشام، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (803) من طريق ابن أبي الزناد، عن عروة، به.

وأخرجه الطبراني أيضاً في "الشاميين"(1271) من طريق أبي أمية، عن زينب، به.

وسيأتي 6/ 290 و 307 و 309 و 320.

وفي الباب عن أبي هريرة، وقد سلف برقم (8394).

ص: 446

25671 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَشْعَثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ الدَّائِمُ مِنَ الْعَمَلِ. قَالَ: فَقُلْتُ: أَيُّ اللَّيْلِ كَانَ يَقُومُ؟ قَالَتْ: إِذَا سَمِعَ الصَّارِخَ (1).

25672 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ يُحَدِّثُ عَنْ ذَكْوَانَ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" اسْتَأْمِرُوا النِّسَاءَ فِي أَبْضَاعِهِنَّ ". قَالَ: قِيلَ: فَإِنَّ الْبِكْرَ تَسْتَحْيِي (2)، فَتَسْكُتُ؟ قَالَ:" فَهُوَ إِذْنُهَا "(3).

25673 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: مَنْ أَصْبَحَ جُنُبًا، فَلَا يَصُمْ؟ قَالَ: فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ وَأَبُوهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَتَّى دَخَلَا عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24628)، غير أن شيخ أحمد هنا هو يحيى بن سعيد القطان، وشيخه هو سفيان الثوري.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/ 17 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

(2)

في غير (ظ 7) و (ظ 2): تستحي.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24185) سنداً ومتناً، غير أنه قرن هناك بيحيى القطان، أبا معاوية الضرير.

ص: 447

وَعَائِشَةَ، فَكِلْتَاهُمَا قَالَتَا: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ احْتِلَامٍ، ثُمَّ يَصُومُ. فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ وَأَبُوهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَأَتَيَا مَرْوَانَ، فَحَدَّثَاهُ. قَالَ: عَزَمْتُ عَلَيْكُمَا لَمَّا انْطَلَقْتُمَا إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَحَدَّثْتُمَاهُ، فَانْطَلَقَا إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَأَخْبَرَاهُ. قَالَ: هُمَا قَالَتَاهُ لَكُمَا؟ قَالَا: نَعَمْ. قَالَ: هُمَا أَعْلَمُ، إِنَّمَا أَنْبَأَنِيهِ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1109)(75)، والنسائي في "الكبرى"(2935) و (2936)، وابن خزيمة (2011)، وابن حبان (3486) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (7398) -ومن طريقه مسلم (1109)(75)، والبيهقي في "السنن" 4/ 214 - 215 - والدارمي مختصراً (1725) من طريق أبي عاصم الضَّحَّاك بنِ مَخْلد، كلاهما عن ابن جُرَيْج، به.

وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير" 23/ (597) من طريق مَنْدل، عن ابن جُريج، عن عبد الملك بن أبي بكر، عن أبيه، عن أمِّ سلمة وحدَها.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2933) من طريق أبي حازم، عن عبد الملك بن أبي بكر، به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2967) و (2969)، وأبو يعلى (6962)، وابن خزيمة (2013)، والطبراني في "الكبير" 23/ (596) من طريق عِرَاك بن مالك، عن عبد الملك بن أبي بكر، عن أبيه، عن أمِّ سَلَمة وحدها.

وقد اختلف فيه على عِرَاك:

فأخرجه النسائي في "الكبرى"(2963) و (2964) و (2965) من طريق جعفر بن ربيعة، عن عِرَاك، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، به، لم يذكر =

ص: 448

25674 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تُصِيبُهُ الْجَنَابَةُ مِنَ اللَّيْلِ، وَهُوَ يُرِيدُ الصَّوْمَ، فَيَغْتَسِلُ بَعْدَمَا يَطْلُعُ الْفَجْرُ، ثُمَّ يُتِمُّ صِيَامَهُ (1).

= عبد الملك بن أبي بكر في الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(536) من طريق عبد الله بن أبي سلمة، عن عِراك والنعمان بن أبي عياش، كلاهما عن أبي بكر بن عبد الرحمن، به. لم يذكرا عبد الملك في الإسناد.

ورواه عن عِرَاك يحيى بن سعيد الأنصاري، واختلف عليه فيه:

فرواه عَبْدة بن سليمان، كما عند ابن أبي شيبة 3/ 80، وعبدُ الوهَّاب -وهو ابن عبد المجيد الثقفي- كما عند النسائي في "الكبرى"(2966)، وسليمان بنُ بلال، كما عند النسائي (2969)، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد، عن عِراك، عن عبد الملك بن أبي بكر، عن أمِّ سَلَمة وحدَها، لم يذكر أبا بكر والد عبد الملك في الإسناد.

ورواه الليث، كما عند النسائي (2970)، عن يحيى بن سعيد، عن عِراك، عن عبد الملك بن أبي بكر، عن أبيه أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبيه عبد الرحمن بن الحارث، عن أمِّ سَلَمة وحدها.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2971) و (2972) و (3973)، والطبراني في "الأوسط"(171) و (352)، وابنُ شاهين في "الناسخ والمنسوخ"(397) من طريق عبد الله بن أبي سلمة، عن أمِّ سَلَمة وحدها.

وانظر حديث الفضل بن عباس (1826).

وسيكرر 6/ 313 سنداً ومتناً، وانظر (24062).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الملك -وهو ابن أبي سليمان العَرْزَمي- من رجال مسلم، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عطاء: هو ابنُ أبي رَباح. =

ص: 449

25675 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ أَتَى عَائِشَةَ، فَقَالَ: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُفْتِينَا أَنَّهُ مَنْ أَصْبَحَ جُنُبًا فَلَا صِيَامَ لَهُ، فَمَا تَقُولِينَ فِي ذَلِكَ؟ فَقَالَتْ: لَسْتُ أَقُولُ فِي ذَلِكَ شَيْئًا، قَدْ كَانَ الْمُنَادِي يُنَادِي بِالصَّلَاةِ، فَأَرَى حَدَرَ الْمَاءِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، ثُمَّ يُصَلِّي الْفَجْرَ، ثُمَّ يَظَلُّ صَائِمًا (1).

= وأخرجه إسحاق بن راهويه (1209)، والنسائي في "الكبرى"(3019) و (3020)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(545)، وفي "شرح معاني الآثار" 2/ 105 من طرق عن عبد الملك، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1210)، والنسائي في "الكبرى"(3016) من طريق قيس بن سعد، وابنُ راهويه (1211)، والنسائي (3017) و (3018) من طريق هشام بن حسان، كلاهما عن عطاء، به. بلفظ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصبح جنباً من غير احتلام، ثم يصومُ يومَه ذلك.

وقد سلف نحوه برقم (24494).

وسيأتي برقم (25931).

وانظر ما بعده.

وانظر (24062).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على عامر، وهو ابن شَراحيل الشعبي:

فرواه عنه إسماعيل بن أبي خالد، واختلف عليه فيه:

فرواه يحيى بن سعيد القطان -كما في هذه الرواية- عنه، عن الشعبي، عن أبي بكر بن عبد الرحمن أنه أتى عائشة.

ورواه عن يحيى كذلك عمرو بن علي الفلَّاس أبو حفص، كما عند النسائي في "الكبرى"(2981) و (2982) و (24983)، غير أنه قال في الرواية الأخيرة: =

ص: 450

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وسمعتُ يحيى يقول: أنا سمعتُ مجالداً يُحدِّثُ عن عامر، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن عائشة بمثله.

وأخرجه ابنُ حبان (3488) من طريق حمَّاد بن أسامة أبي أسامة، عن إسماعيل، عن الشعبي، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2983) من طريق معتمر بن سليمان، عن إسماعيل، عن مجالد، عن الشعبي، به.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1089) عن حمَّاد بن أسامة، عن مجالد، عن الشعبي، به.

ورواه عن الشعبي كذلك أبو إسحاق الشيباني، فيما أخرجه ابن أبي شيبة 3/ 80، والنسائي في "الكبرى"(2984) و (2985) عنه، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، به.

ورواه عن الشعبي كذلك داود بنُ أبي هند، واختلف عليه فيه:

فرواه يزيد بن هارون، كما عند النسائي في "الكبرى"(2986)، عنه، عن الشعبي، عن عمر بن عبد الرحمن بن الحارث أن أباه أرسل إلى عائشة يسألها.

ورواه عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، كما عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(542)، وفي "شرح معاني الآثار" 2/ 104 عنه، عن عمر بن عبد الرحمن، عن أخيه أبي بكر بن عبد الرحمن، فذكر قصة.

ورواه مغيرة بن مقسم الضبي عن الشعبي كذلك، واختلف عليه فيه:

فرواه خالد بن عبد الله الواسطي، كما عند النسائي في "الكبرى"(2989)، عنه، عن الشعبي، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن عائشة.

ورواه جرير بن عبد الحميد، كما عند النسائي في "الكبرى"(2990)، عنه، عن الشعبي، عن عائشة، به، لم يذكر بينهما أحداً.

ورواه سليمان بن طرخان التيمي، كما عند النسائي في، الكبرى" (2991)، عنه، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، به. =

ص: 451

25676 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا أَصَابَ الْمُؤْمِنَ شَوْكَةٌ، فَمَا فَوْقَهَا - تَعْنِي - إِلَّا كَانَ كَفَّارَةً لَهُ "(1).

= ورواه سيَّار أبو الحكم عن الشعبي عن عائشة منقطعاً، كما عند النسائي (2993)، وتابع سيّاراً عاصم الأحول، كما عند النسائي (2994)، وسلف من طريق سيّار برقم (25368).

ورواه مطرِّف بنُ طريف عن الشعبي كذلك، كما سلف (24701)، وكما سيأتي (26170)، فقال: عن مسروق، عن عائشة.

ورواه عبد الله بن أبي السَّفَر عن الشعبي كذلك، كما سلف (24429)، فقال: عن عبد الرحمن بن الحارث، عن عائشة.

وتابع ابنَ أبي السفر ابنُ أبي زائدة، كما سلف (24816).

وانظر ما قبله.

وانظر (24062).

قال السندي: قولها: فأرى حدر الماء، أي: نزول الماء وسيلانه.

(1)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وهذا إسناد اختُلف فيه على ابن جُريج:

فرواه يحيى -وهو ابنُ سعيد القطان، كما في هذه الرواية- عنه عن ابن أبي مُلَيْكة، عن عائشة.

ورواه رَوْح بنُ عبادة -كما سيأتي في الرواية (26208) - وأبو عاصم الضَّحَّاك بن مَخْلد، فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2224) عن ابن جُريج، عن ابن أبي مُليكة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 53: ويشبه أن يكون ابنُ أبي مُلَيْكة سمعَه من عائشة، وأخذه عن القاسم عنها، فرواه مرةً عنها، وأخرى عن القاسم، عن عائشة. =

ص: 452

25677 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي حَرَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ يَتَجَوَّزُ فِيهِمَا (1).

25678 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ. قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" خَمْسٌ يَقْتُلُهُنَّ الْمُحْرِمُ: الْحَيَّةُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْغُرَابُ الْأَبْقَعُ، وَالْحِدَأَةُ، وَالْكَلْبُ الْكَلِبُ ". قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: " يُقْتَلْنَ فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ "(2).

= وأخرجه البيهقي في "الشُّعب"(9811) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وسلف نحوه برقم (24114).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (24017)، غير أن شيخ أحمد هنا هو يحيى بنُ سعيد القطان.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وابن جعفر: هو محمد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 188، وفي "الكبرى"(3812)، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 15/ 172، وفي "الاستذكار"(16721) عن عمرو بن علي، عن يحيى القطان، بهذا الإسناد. وعندهم:"الكلب العقور" بدل: "الكَلْبُ الكَلِب".

وسلف برقم (24661) من رواية محمد بن جعفر وحده.

قال السندي: قوله: "والكَلْب الكَلِب": الأول بفتح فسكون، والثاني بفتح فكسر، بمعنى العَقُور.

ص: 453

25679 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ بِمِثْلِ حَدِيثِ ابْنِ جَعْفَرٍ سَوَاءٍ، قَالَ:" الْكَلْبُ الْعَقُورُ ". وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: الْعَقُورُ (1).

25680 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ يَمَانِيَةٍ بِيْضٍ كُرْسُفٍ - يَعْنِي قُطْنًا - قَالَتْ: لَيْسَ فِي كَفَنِهِ قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ (2).

25681 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي امْرَأَةٌ أُسْتَحَاضُ، فَلَا أَطْهُرُ، أَفَأَدَعُ الصَّلَاةَ؟ قَالَ:" لَا، اجْتَنِبِي الصَّلَاةَ أَيَّامَ مَحِيضِكِ، ثُمَّ اغْتَسِلِي، وَتَوَضَّئِي لِكُلِّ صَلَاةٍ، ثُمَّ صَلِّي، وَإِنْ قَطَرَ الدَّمُ عَلَى الْحَصِيرِ ". وَقَدْ قَالَ وَكِيعٌ " اجْلِسِي أَيَّامَ أَقْرَائِكِ، ثُمَّ اغْتَسِلِي "(3).

(1) مكرر ما قبله، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد، وهو حجَّاج بن محمد المِصِّيصي الأعور.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24122) غير أن شيخ أحمد هنا هو وكيع بن الجراح الرؤاسي.

وأخرجه ابن سعد 2/ 281 و 287، وإسحاق (771)، ومسلم (941)(46)، والبيهقي 3/ 400 من طريق وكيع، بهذا الإسناد، وقرن ابن سعد 2/ 281 بوكيع عبد الله بنَ نُمير.

(3)

حديث صحيح، وهو مكرر (25059)، وانظر (24145) فقد بسطنا =

ص: 454

25682 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُدْنِي رَأْسَهُ إِلَيَّ وَهُوَ مُجَاوِرٌ، يَعْنِي (1) مُعْتَكِف، وَأَنَا فِي حُجْرَتِي، فَأَغْسِلُهُ وَأُرَجِّلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ (2).

25683 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورِ ابْنِ صَفِيَّةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَضَعُ رَأْسَهُ فِي حَِجْرِي وَأَنَا حَائِضٌ، فَيَتْلُو الْقُرْآنَ (3).

= القول فيه.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 1/ 125 - 126، وإسحاق (564)، وأبو داود (298)، وابن ماجه (624)، والدارقطني 1/ 212، والبيهقي 1/ 344 - 345، وفي "معرفة السنن والآثار" 2/ 165 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وقول وكيع: "اجلسي أيام أقرائك ثم اغتسلي" أخرجه الدارقطني 1/ 212 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

(1)

في (م): وهو مجاور، وهو معتكف.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24238)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو وكيع بن الجراح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 202، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"(846)، وابن ماجه (633) و (1778)، وابن الجارود في "المنتقى"(104)، والطبري في "تفسيره"(3054) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وسيكرر برقم (25735).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25153)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو وكيع بن الجراح الرؤاسي.

وانظر (24397).

ص: 455

25684 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُبَاشِرُنِي وَأَنَا حَائِضٌ، كَانَ أَمْلَكَكُمْ لِأَرَبِهِ (1).

25685 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ وَاقِعَةٌ فِي حُجْرَتِي (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24824)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا: هو وكيع بن الجراح الرؤاسي.

وأخرجه ابن راهويه في "مسنده"(1593) عن وكيع، بهذا الإسناد.

وسيكرر برقم (25714) سنداً ومتناً.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.

وأخرجه مسلم (611)(170) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (633)، والبخاري (544) و (3103)، وأبو يعلى (4480)، وأبو عوانة 1/ 351، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 193، والبيهقي في "السنن الكبرى" 1/ 442 من طرق عن هشام بن عروة، به.

ورواه عبد الرزاق (2077) عن إبراهيم بن محمد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة بلفظ: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلِّي العصرَ حين تخرجُ الشمسُ من حُجْرتي. وإبراهيم بن محمد -وهو ابن أبي يحيى الأسلمي- متروك، وقد أخطأ في قوله: حين تخرج الشمس من حجرتي. ورواية البخاري (544): والشمس لم تخرج من حجرتها.

وسيرد من طريق عامر بن صالح، عن هشام برقم (26378).

وانظر (24059).

ص: 456

25686 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، سَمِعَهُ مِنْهُ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ وَأَنَا إِلَى جَانِبِهِ وَأَنَا حَائِضٌ وَعَلَيَّ (1) مِرْطٌ، وَعَلَيْهِ بَعْضُهُ (2).

25687 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَجْمَعُ بَيْنَ السُّوَرِ فِي رَكْعَةٍ؟ قَالَتْ: الْمُفَصَّلُ (3).

25688 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي قَائِمًا وَقَاعِدًا، فَإِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ قَائِمًا، رَكَعَ قَائِمًا، وَإِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ قَاعِدً رَكَعَ قَاعِدًا (4).

(1) في (م): علي، دون واو.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الحديث (25064) سنداً ومتناً

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (25385)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو وكيع بن الجراح.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1301)، وابن خزيمة (539) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (24822)، غير أن شيخ أحمد هنا هو وكيع بن الجراح، وشيخه: هو يزيد بن إبراهيم التستري. قال =

ص: 457

25689 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي جَالِسًا بَعْدَمَا دَخَلَ فِي السِّنِّ، حَتَّى إِذَا بَقِيَ عَلَيْهِ مِنَ السُّورَةِ ثَلَاثُونَ أَوْ أَرْبَعُونَ آيَةً، قَامَ، فَقَرَأَ، ثُمَّ رَكَعَ (1).

25690 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ. وَابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَحَرُّوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ "(2).

= علي ابن المديني: ثبت في الحسن وابن سيرين.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1304)، والنسائي 3/ 219 - 220، وابن خزيمة (1248)، وابن حبان (2511) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 338، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2735، والحاكم 1/ 315 من طرق عن يزيد بن إبراهيم، به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذا اللفظ، ووافقه الذهبي!

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24191)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو وكيع بن الجراح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 389، ومسلم (731)(111)، وابن خزيمة (1240) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24292) سنداً ومتناً، غير أنه قرن هنا بابن نُمير وكيعاً، وهو ابن الجراح الرؤاسي.

وأخرجه مسلم (1169) من طريق ابن نمير ووكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 511، وابن راهويه (842) من طريق وكيع، عن هشام، به.

وسلف برقم (24233).

ص: 458

25691 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الضُّحَى؟ قَالَتْ: لَا، إِلَّا أَنْ يَجِيءَ مِنْ مَغِيبِهِ (1).

25692 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ (2) عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُخَفِّفُ (3) رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ (4).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (25385)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو وكيع بن الجراح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 407، والترمذي في "الشمائل"(285)، وابن خزيمة (1230)، وابن حبان (2526)، والبغوي في "شرح السنة"(1003) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

(2)

تحرف في (م) إلى: عن.

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8) و (ظ 2): يخفّ.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وهشام: هو ابن عروة بن الزبير.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 10/ 28 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 243، ومسلم (724)(90)، وأبو عوانة 2/ 276، والبيهقي في "السنن" 3/ 44 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وخالف إسحاق بن راهويه، فرواه في "مسنده"(875) -ومن طريقه ابن حبان (2464)، والبيهقي 3/ 44 - عن وكيع، عن سفيان، عن هشام، به. فزاد في الإسناد: سفيان. قال البيهقي: ورواية غيره عن وكيع عن هشام أصح، والله أعلم.

قلنا: يعني دون ذكر سفيان في الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 243، عن أبي خالد الأحمر، عن هشام، به. =

ص: 459

25693 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مِنْ أَوَّلِهِ وَأَوْسَطِهِ وَآخِرِهِ، فَانْتَهَى وَتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ، فَمَاتَ وَهُوَ يُوتِرُ بِالسَّحَرِ (1).

25694 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ (2)، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مِنْ أَوَّلِهِ (3) وَوَسَطِهِ وَآخِرِهِ، فَانْتَهَى وَتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ (4).

= وقد سلف برقم (24057).

(1)

حديث صحيح، عاصم بن أبي النَّجود -وإن كان حسن الحديث- توبع. كما سلف في الرواية (24974)، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو الضحى: هو مسلم بن صُبيح، ومسروق: هو ابن الأجدع.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(1449) عن وكيع، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24188).

(2)

في (م): يحيى بن أبي وثاب، وهو خطأ،

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8): من أول الليل.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو حَصِين: هو عثمان بن عاصم بن حُصَين الأسدي.

وأخرجه ابن راهويه (1450)، ومسلم (745)(137)، وأبو عوانة 2/ 306 - 307، والبيهقي في "السنن" 3/ 35 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 230، والبيهقي في "السنن" 3/ 35 من =

ص: 460

25695 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَلِيٍّ. وَسُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، فَذَكَرَهُمَا جَمِيعًا (1).

25696 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِاللَّيْلِ وَأَنَا مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُوتِرَ أَيْقَظَنِي، فَأَوْتَرْتُ (2).

25697 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ تَمِيمٍ، يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَيْقَظَنِي - تَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ " قُومِي فَأَوْتِرِي "(3).

= طريق عبد الرحمن، به. وجاء في رواية البيهقي حبيب بن أبي ثابت بدلاً من أبي حَصين!.

وأخرجه ابن راهويه (1451)، والدارمي (1587)، وتمَّام الرازي في "فوائده"(389)(الروض البسام) من طريق قَبيصة، عن سفيان، به.

وسلف برقم (24188).

(1)

هذا الحديث له إسنادان:

الأول: طريق وكيع، عن شعبة، عن أبي إسحاق -وهو السَّبيعي- عن عاصم -وهو ابنُ ضَمْرة السَّلُولي- عن علي، وهو مكرر (653) سنداً ومتناً، وهو إسناد قوي.

الثاني: طريق وكيع، عن سفيان، عن أبي حَصِين. وهو مكرر الحديث الذي قبله، غير أن الإمام أحمد لم يقرن هنا بوكيع عبد الرحمن بن مَهدي.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (25599) سنداً ومتناً.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير =

ص: 461

25698 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ وَسُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا كُنْتُ أَلْقَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مِنْ آخِرِ السَّحَرِ (1) إِلَّا وَهُوَ نَائِمٌ عِنْدِي (2).

25699 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ، فَلْيَنَمْ، فَلَعَلَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ، فَيَسُبَّ نَفْسَهُ "(3).

25700 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ وَإِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ غَالِبٍ، قَالَ: جَاءَ عَمَّارٌ وَمَعَهُ الْأَشْتَرُ يَسْتَأْذِنُ عَلَى عَائِشَةَ قَالَ: يَا أُمَّهْ،

= تميم بن سَلَمة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 10/ 30 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (25184).

(1)

في (م): الليل.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25061) سنداً ومتناً.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(4222) -ومن طريقه أبو عَوانة 2/ 297، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 138، والبيهقي في "السنن" 3/ 16 - عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وانظر (24287).

ص: 462

فَقَالَتْ: لَسْتُ لَكَ بِأُمٍّ. قَالَ: بَلَى، وَإِنْ كَرِهْتِ. قَالَتْ: مَنْ هَذَا مَعَكَ؟ قَالَ: هَذَا الْأَشْتَرُ. قَالَتْ: أَنْتَ الَّذِي أَرَدْتَ قَتْلَ ابْنِ أُخْتِي. قَالَ: قَدْ أَرَدْتُ قَتْلَهُ وَأَرَادَ قَتْلِي، قَالَتْ: أَمَا لَوْ قَتَلْتَهُ مَا أَفْلَحْتَ أَبَدًا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا يُحِلُّ دَمَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا إِحْدَى ثَلَاثَةٍ: رَجُلٌ قَتَلَ فَقُتِلَ، أَوْ رَجُلٌ زَنَى بَعْدَمَا أُحْصِنَ، أَوْ رَجُلٌ ارْتَدَّ بَعْدَ إِسْلَامِهِ "(1).

25701 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَسْمَعُ: لَا يَمُوتُ نَبِيٌّ حَتَّى يُخَيَّرَ (2) بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. قَالَتْ: فَأَصَابَتْهُ بُحَّةٌ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:{مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69]

(1) حديث صحيح، وهو مكرر (25477)، غير شيخ أحمد، فهو هنا وكيع، وهو ابن الجراح الرؤاسي. وقد قرن هنا بسفيان -وهو الثوري- إسرائيلَ، وهو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي.

وأخرجه ابنُ راهويه (1602) عن وكيع، بهذا الإسناد.

وسيكرر دون ذكر إسرائيل برقم (25794).

وسلف برقم (24304).

قال السندي: قولها: لست لك بأمّ، كأنه تعريض بأنه غير داخل في المؤمنين.

(2)

في (م): إلا خُيِّر.

ص: 463

فَظَنَنْتُ أَنَّهُ خُيِّرَ (1).

25702 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُوتِرُ بِخَمْسِ رَكَعَاتٍ، لَا يَجْلِسُ إِلَّا فِي آخِرِهِنَّ (2).

25703 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَيَّرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاخْتَرْنَاهُ، فَهَلْ كَانَ طَلَاقًا؟ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25433)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو وكيع بن الجراح.

وأخرجه ابن سعد 2/ 229، وإسحاق (765)، ومسلم (2444)(86)، والنسائي في "الكبرى"(7103) و (11111) -وهو في "التفسير"(131)، وفي "عمل اليوم والليلة"(1094) - والخلال في "السنة"(233) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

قال السندي: قولها: بُحَّة، بضم باء موحدة، وفتح حاء مهملة، أي: غلظة في الصوت.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24239)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو وكيع بن الجراح.

وأخرجه مسلم (737)(123)، وأبو عوانة 2/ 325، والبغوي في "شرح السنة"(961) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25666)، غير أن شيخ أحمد هنا هو وكيع، وهو ابن الجراح الرؤاسي، وهناك هو يحيى بن سعيد القطان.

ص: 464

25704 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللهِ عز وجل الْأَلَدُّ الْخَصِمُ "(1).

25705 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ {الَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون: 60] أَهُوَ الرَّجُلُ يَزْنِي وَيَسْرِقُ، وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ؟ قَالَ:" لَا يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ - أَوْ لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ - وَلَكِنَّهُ الرَّجُلُ يَصُومُ، وَيُصَلِّي، وَيَتَصَدَّقُ، وَهُوَ يَخَافُ أَنْ لَا يُقْبَلَ مِنْهُ "(2).

25706 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَتْ عَلَيَّ يَهُودِيَّةٌ فَذَكَرَتْ عَذَابَ الْقَبْرِ،

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24343) سنداً ومتناً.

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (25263)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو وكيع بن الجراح.

وأخرجه المزي في "تهذيبه"(ترجمة عبد الرحمن بن سعيد) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق (1643)، وابن ماجه (4198)، والطبري في "تفسيره" 18/ 34، والبيهقي في "الشعب"(762)، والبغوي في "تفسيره" 3/ 39 - 40 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقرن إسحاق بوكيع عبد الله بن نمير.

ص: 465

فَكَذَّبْتُهَا، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلْتُهُ؟ فَقَالَ:" صَدَقَتْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُمْ لَيُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ حَتَّى تَسْمَعَ أَصْوَاتَهُمُ الْبَهَائِمُ "(1).

25707 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَرْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ حُوسِبَ هَلَكَ ". قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَيْسَ يَقُولُ اللهُ عز وجل:{فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} [الانشقاق: 8]. قَالَ: " يَا عَائِشَةُ، ذَاكَ الْعَرْضُ، مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ فَقَدْ هَلَكَ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة، ومسروق: هو ابن الأجدع.

وأخرجه ابن راهويه (1416)، وهنَّاد في "الزُّهد"(347)، عن وكيع، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24178).

وانظر ما ذكرناه في تخريج الرواية (24582) في الجمع بين الروايات التي فيها إنكار النبي صلى الله عليه وسلم لكلام اليهودية، والروايات التي فيها إقراره لقولها، وزيادة قول عائشة في هذه الرواية فكذَّبتُها.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الجبار بن الوَرْد، فمن رجال أبي داود والنسائي، وهو ثقة. ابن أبي مُليكة: هو عبد الله بن عُبيد الله بن أبي مُليكة.

وأخرجه أبو يعلى (4453) من طريق عبد الجبار بن الورد، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24200).

ص: 466

25708 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ، عَنْ أَبِي حُذَيْفَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا ذَكَرَتْ امْرَأَةً - وَقَالَ (1) مَرَّةً: حَكَتْ امْرَأَةً - وَقَالَتْ: إِنَّهَا قَصِيرَةٌ، فَقَالَ:" اغْتَبْتِهَا، مَا أُحِبُّ أَنِّي حَكَيْتُ أَحَدًا، وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا "(2).

25709 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ وَشَرِيكٌ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَا كَانَ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا عُزِلَ عَنْهُ (3) إِلَّا شَانَهُ " (4).

25710 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ، قَالَا حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ؟ قَالَتْ: كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، خَرَجَ

(1) في (ق) و (ظ 2) و (م): وقالت.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (25049) و (25050) سنداً ومتناً.

(3)

في (م): عن شيء.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم. شريك -وهو ابن عبد الله النَّخَعي، وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع بإسرائيل: وهو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي.

وهو عند وكيع في "الزهد"(464).

وقد سلف برقم (24307).

ص: 467

فَصَلَّى (1).

25711 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ خَالِهِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِي، فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ، فَقَالَ:" يَا عَائِشَةُ، تَعَوَّذِي بِاللهِ مِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ، هَذَا غَاسِقٌ إِذَا وَقَبَ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24226)، غير أن شيخي أحمد هنا هما: وكيع بن الجراح، ومحمد بن جعفر.

وهو عند وكيع في "الزُّهد"(496)، ومن طريقه أخرجه هنَّاد في "الزهد"(790)، والترمذي (2489).

وقد سلف برقم (25948) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، به.

(2)

إسناده حسن، وهو مكرر (24323)، غير أن شيخ أحمد هنا هو وكيع بن الجراح.

وأخرجه البغوي في "تفسيره" 7/ 324 (تفسير سورة الفلق)، وفي "شرح السنة"(1367) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

قال ابن قتيبة: ويقال: الغاسق: القمر إذا كسف فاسودّ، ومعنى وقب: دخل في الكسوف.

وقد ذكر الطبري في "تفسيره" 30/ 352 - 353 ثلاثة أقوال في تفسير الغاسق:

أحدها: القمر واستدل بهذا الحديث.

ثانيها: أنه النجم رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قلنا: ولا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما قال ابن كثير.

ثالثها: أنه الليل، وهو قول ابن عباس والحسن ومحمد بن كعب القرظي ومجاهد، قلنا: وهو قول الفراء وأبو عبيد وابن قتيبة والزجاج. =

ص: 468

25712 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَبَّلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُ، وَقَالَ وَكِيعٌ: قَالَتْ: قَبَّلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ وَهُوَ مَيْتٌ، قَالَتْ: فَرَأَيْتُ دُمُوعَهُ تَسِيلُ عَلَى خَدَّيْهِ. يَعْنِي عُثْمَانَ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَعَيْنَاهُ تُهْرَاقَانِ، أَوْ قَالَ: وَهُوَ يَبْكِي (1).

25713 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ

= قال ابن جرير: وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب: أن يقال: إن الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ من شر غاسق، وهو الذي يظلم، يقال: قد غسق الليل يغسق غسوقاً: إذا أظلم (إذا وقب) يعني إذا دخل في ظلامه، والليل إذا دخل في ظلامه غاسق، والنجم إذا أفل غاسق، والقمر غاسق إذا وقب، ولم يُخصِّصْ بعضَ ذلك، بل عَمَّ الأمرَ بذلك، فكل غاسق، فإنه صلى الله عليه وسلم كان يؤمر بالإستعاذة من شره إذا وقب.

(1)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (24165)، إلا أن شيخي الإمام أحمد هنا هما وكيع وعبد الرحمن بن مهدي.

وأخرجه الحاكم 1/ 361 من طريق الإمام أحمد، عن عبد الرحمن بن مهدي وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي في "سننه"(989)، وفي "الشمائل"(319)، والبغوي في "شرح السنة"(1470) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به، وقال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن صحيح.

وأخرجه ابن سعد 3/ 396، وابن راهويه (922)، وابن ماجه (1456) من طريق وكيع، به.

ص: 469

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جَاءَتْ هِنْدٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ، وَلَيْسَ يُعْطِينِي وَوَلَدِي مَا يَكْفِينِي إِلَّا مَا أَخَذْتُ مِنْ مَالِهِ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ. قَالَ:" خُذِي مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ "(1).

25714 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُبَاشِرُنِي وَأَنَا حَائِضٌ، وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لِأَرْبِهِ (2).

25715 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَادِمًا قَطُّ وَلَا امْرَأَةً، وَلَا ضَرَبَ بِيَدِهِ شَيْئًا (3)، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ (4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24231)، إلا أن الإمام أحمد رواه هنا عن وكيع وحده، ولم يقرن به يحيى.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين وهو مكرر الحديث (25684) سنداً ومتناً.

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8): شيئاً قطُّ.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 8/ 556 - 557، وابن راهويه في "مسنده"(810)، ومسلم (2328)، والنسائي في "الكبرى"(9165)، وابن ماجه (1984) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وقد سلف مطولاً برقم (24034).

ص: 470

25716 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي شَوَّالٍ، وَبَنَى بِي فِي شَوَّالٍ، فَأَيُّ نِسَاءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ أَحْظَى عِنْدَهُ مِنِّي، وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَسْتَحِبُّ أَنْ تُدْخِلَ نِسَاءَهَا فِي شَوَّالٍ (1).

25717 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا كَانَ مِنْ شَرْطٍ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللهِ، فَهُوَ بَاطِلٌ، وَإِنْ كَانَ مِئَةَ شَرْطٍ "(2).

25718 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ أُمِّهِ مُسَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نَبْنِي لَكَ بَيْتًا بِمِنًى يُظِلُّكَ؟ قَالَ:" لَا، مِنَى مُنَاخٌ لِمَنْ سَبَقَ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن سعد 8/ 59، وإسحاق بن راهويه (723)، ومسلم (1423)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 130، وفي "الكبرى"(5572)، وابن ماجه (1990)، والطبري في "تاريخه" 2/ 400، والبغوي في "شرح السنة"(2259) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24272).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وكيع: هو ابن الجراح.

وأخرجه إسحاق (862) عن وكيع، بهذا الإسناد.

وسيكرر مطوَّلاً برقم (25786).

(3)

إسناده ضعيف، مسيكة أم يوسف مجهولة، وهو مكرر (25541)، =

ص: 471

25719 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَارَ الْبَيْتَ لَيْلًا (1).

25720 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَيْسَ نُزُولُ الْمُحَصَّبِ بِالسُّنَّةِ، إِنَّمَا نَزَلَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيَكُونَ أَسْمَحَ لِخُرُوجِهِ (2).

= إلا أن شيخ أحمد هنا هو وكيع بن الجراح الرؤاسي.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(1286)، والدارمي (1937)، والترمذي (881)، وابن ماجه (3006) و (3007)، وأبو يعلى (4519)، وابن خزيمة في "صحيحه"(2891)، والمِزِّي في "تهذيب الكمال"(ترجمة مُسيكة) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن.

(1)

إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (2611) من مسند ابن عباس.

وقد خالف وكيعاً أبو أحمد محمد بن عبد الله الزُّبيري -كما سلف (5110) - فرواه عن سفيان الثوري، عن أبي الزُّبير، عن عائشة وابن عمر، به. وقد وهم فيه أبو أحمد، وهو يخطئ في حديث سفيان، نبَّه على ذلك الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 110، وفاتنا أن ننبه على هذا الوهم ثمة، فيستدرك من هنا.

وسيرد (25799)، وانظر (14646).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24143)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو وكيع بن الجراح الرؤاسي.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (852)، وابن ماجه (3067)، وابن خزيمة (2988) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

ص: 472

25721 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ. وَأَفْلَحُ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَأَلَ عَنْ صَفِيَّةَ، فَقَالَ " أَحَابِسَتُنَا هِيَ؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا قَدْ كَانَتْ أَفَاضَتْ، قَالَ:" فَلَا إِذًا "(1).

25722 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَفْلَحُ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ (2).

(1) حديث صحيح، وله إسنادان:

الأول: وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة. وهذا إسنادٌ صحيح على شرط الشيخين.

والثاني: وكيع، عن أفلح، عن القاسم، عن عائشة، وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن أفلح: وهو ابن حميد بن نافع المدني تكلم بعض الأئمة في حفظه، ولم يخرج البخاري من حديثه في الأحكام إلا ما توبع عليه. وقد توبع.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (816) عن وكيع، بالإسنادين معاً.

وأخرجه مسلم (1211)(384) 2/ 964، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 234 من طريقين عن أفلح، به.

وذكر المزي في "التحفة" 12/ 254 أن البخاري علَّقه في كتاب الحج من طريق أفلح، إلا إننا لم نقع عليه.

وقد سلف برقم (25622).

وانظر (24101).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أفلح: هو ابن حُميد بن نافع =

ص: 473

25723 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ (1): كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ الطِّيبِ فِي مَفَارِقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُلَبِّي (2).

25724 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَفْلَحُ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: طَيَّبْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدَيَّ هَاتَيْنِ عِنْدَ الْإِحْرَامِ (3).

= المدني. تكلم بعض الأئمة في حفظه، ولم يخرج البخاري من حديثه في الأحكام إلا ما توبع عليه، وقد توبع.

وأخرجه ابن أبي شيبة ص 316 - الجزء الذي نشره العمروي- عن وكيع، بهذا الإسناد.

وسيأتي مطولاً بالأرقام: (25838) و (26344) و (26345).

وقد سلف برقم (24077).

(1)

كلمة: "قالت" من (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجرَّاح الرُّؤاسي، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وأبو الضُّحى: هو مسلم بن صُبيح، ومسروق: هو ابن الأجدع.

وأخرجه ابن أبي شيبة (نشرة العمروي) ص 196، وابن راهويه (1447)، ومسلم (1190)(41)، وابن ماجه (2927)، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 301، من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24781) مجموعاً إلى حديث الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أفلح: هو ابن حُميد، والقاسم: =

ص: 474

25725 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ (1): طَيَّبْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأَطْيَبِ مَا أَجِدُ (2).

= هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق.

وأخرجه ابن راهويه (962)، من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن راهويه (932)، ومسلم (1189)(32)، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/ 148، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 130 و 228، والبيهقي في "السنن" 5/ 136، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 298، من طرق عن أفلح، به.

(1)

كلمة: "قالت" من (م).

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن هشاماً -وهو ابن عروة بن الزبير- لم يسمع هذا الحديث من أبيه، وإنما سمعه من أخيه عثمان، عن أبيه عروة. فقد نقل الحميدي (213) عن سفيان قال: قال لي عثمان بنُ عروة: ما يروي هشام بن عروة هذا الحديث إلا عنّي. قال الحافظ في "النكت الظراف" 12/ 16: فعلى هذا إما أن يكون هشام دلَّسه، وإما أن يكون ممن رواه عنه بدون ذكر عثمان سواه.

قلنا: قد أورده مسلم في مقدمة صحيحه في سياق حديثه عن إرسال ثقات المحدثين، وذكر جماعة غير وكيع ممن رووه كذلك، دون ذكر عثمان.

وقد اختُلف على هشام بن عروة فيه:

فأخرجه أحمد كما في هذه الرواية، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 19/ 300، من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن راهويه (679)(886) عن عَبْدة بن سليمان، والدارمي (1801) من طريق حماد بن سلمة، والنسائي في "الكبرى"(4163)، وابن حبان (3772) من طريق أيوب السختياني، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" =

ص: 475

25726 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ (1)، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" هُوَ لَهَا صَدَقَةٌ " - تَعْنِي (2) بَرِيرَةَ - " وَلَنَا هَدِيَّةٌ "(3).

25727 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَفِتْنَةِ النَّارِ، وَفِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَشَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى، وَشَرِّ فِتْنَةِ الْفَقْرِ، وَشَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّ قَلْبِي مِنَ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ

= 2/ 143 من طريق عثمان بن عبد الرحمن الجمحي، أربعتهم، عن هشام، به.

ولفظ رواية أيوب: كنت أطيِّب رسول الله صلى الله عليه وسلم لحُرمه قبل أن يحرم، ولحِلِّه قبل أن يُفيض.

ورواه وُهيب كما سلف في الرواية (25988)، والليث، كما مرَّ في تخريجها، وحماد بن أسامة كما سلف في الرواية (25287) عن هشام بن عروة، عن عثمان بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، وهو الصحيح.

وسلف برقم (24105).

(1)

قوله: "بن زيد" من (م).

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): على.

(3)

حديث صحيح، وهو مكرر (25468)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو وكيع بن الجراح.

وأخرجه مطولاً ابن ماجه (2076) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

ص: 476

بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ وَالْمَغْرَمِ وَالْمَأْثَمِ " (1).

25728 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ، وَالْمَوْتُ قَبْلَ لِقَاءِ اللهِ "(2).

25729 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ ضِجَاعُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَدَمٍ مَحْشُوٍّ (3) لِيفًا (4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24301) سوى شيخ أحمد، فهو هنا وكيع، وهو ابن الجرَّاح الرؤاسي، وشيخه هناك ابنُ نمير.

وأخرجه ابن راهويه (790)، والبخاري (6375)، ومسلم (589) كتاب الذكر والدعاء ص 2079، وابن ماجه (3838)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة"(2136)، والبغوي في "شرح السنة"(1357) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

قال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (24172)، غير شيخ أحمد، فهو هنا وكيع، وهو ابن الجراح الرؤاسي.

وهو في "الزُّهد" لوكيع (89)، وزاد فيه عقبة قوله: يعني قدَّر الله عليه الموت قبل لقائه.

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8) و (م): محشوًّا.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24209)، إلا أن =

ص: 477

25730 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ (1): إِنَّ حَمْزَةَ الْأَسْلَمِيَّ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الصَّوْمِ فِي السَّفَرِ، وَكَانَ رَجُلًا يَسْرُدُ الصَّوْمَ، فَقَالَ:" أَنْتَ بِالْخِيَارِ، إِنْ شِئْتَ فَصُمْ، وَإِنْ شِئْتَ فَأَفْطِرْ "(2).

25731 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَمَّتِهِ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ. وَابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ طَلْحَةَ قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ بِنْتُ طَلْحَةَ الْمَعْنَى عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيَّ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ:" هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟ " قُلْنَا: لَا، قَالَ:" فَإِنِّي إِذَنْ صَائِمٌ ". ثُمَّ جَاءَ يَوْمًا (3) آخَرَ، فَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ:، بَعْدَ ذَلِكَ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أُهْدِيَ لَنَا حَيْسٌ، فَخَبَّأْنَا (4) لَكَ مِنْهُ. قَالَ: أَدْنِيهِ

= شيخ الإمام أحمد هنا هو وكيع بن الجراح الرؤاسي.

وهو عند وكيع في "الزهد"(112)، وأخرجه من طريقه ابن سعد 1/ 464، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 379.

(1)

لفظة: "قالت" من (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24196)، غير شيخ أحمد، فهو هنا وكيع، وهو ابن الجراح الرؤاسي.

وأخرجه الطبري في "التفسير"(2889)، وفي "تهذيب الآثار"(164)(مسند ابن عباس)، وابن خزيمة (2028) من طريق وكيع، بهذا الإتشاد. وقرن الطبري بوكيع في "التفسير" عبد الرحيم وعبدة.

(3)

في النسخ الخطية: يوم.

(4)

في (م): فأخبانأ.

ص: 478

فَقَدْ أَصْبَحْتُ صَائِمًا ". فَأَكَلَ (1).

25732 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَبَّلَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ وَهُوَ صَائِمٌ. ثُمَّ ضَحِكَتْ (2).

25733 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ صَاحِبُ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا أُمُّ كُلْثُومٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامًا، فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللهِ، فَإِنْ نَسِيَ فِي أَوَّلِهِ، فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللهِ فِي أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1024)، ومسلم (1154)(170)، وأبو داود (2455)، والترمذي (733)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 195، وفي "الكبرى"(2636)، وابن خزيمة (2143)، وابن حبان (3628)، والبيهقي في "السنن" 4/ 203 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24220).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (25600)، غير شيخ أحمد، فهو هنا وكيع، وهو ابن الجرَّاح.

وسلف برقم (24110).

(3)

حديث حسن بشواهده، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (25106)، فانظره لزاماً.

وأخرجه المِزِّي في "تهذيب الكمال"(ترجمة أم كلثوم الليثية) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. =

ص: 479

25734 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ لَهُ خَمِيصَةٌ مُعَلَّمَةٌ، فَكَانَ يَعْرِضُ لَهُ عَلَمُهَا فِي الصَّلَاةِ، فَأَعْطَاهَا أَبَا الْجَهْمِ (1)، وَأَخَذَ كِسَاءً لَهُ أَنْبِجَانِيًّا (2).

25735 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا كَانَتْ تُرَجِّلُ شَعَرَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهِيَ حَائِضٌ (3).

= وأخرجه مختصراً ومطولاً إسحاق (1289)، والترمذي في "جامعه"(1858)، وفي "الشمائل"(194)، والبغوي في "شرح السنة"(2825) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً كذلك الطيالسي (1566)، وإسحاق (1288)، وأبو داود (3767)، والترمذي في "الشمائل"(190)، والنسائي في "الكبرى"(10112) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(281) - والدارمي (2021)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1084)، والحاكم 4/ 108، والبيهقي في "السنن" 7/ 276، وفي "الشُّعب"(5832)، والبغوي في "شرح السنة"(2826) من طرق عن هشام، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!.

(1)

في (م): أبا جهم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(873)، ومسلم (556)(63)، وأبو عوانة 2/ 65 - 66 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24190).

وانظر (24087).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (25682).

ص: 480

25736 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَيُقَلِّدُهَا، ثُمَّ يَبْعَثُ بِهَا (1).

25737 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ وَالْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَهْدَى مَرَّةً غَنَمًا مُقَلَّدَةً (2).

25738 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللهَ، فَلَا يَعْصِهِ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24020)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو وكيع بن الجراح الرؤاسي.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1435) من طريق وكيع بن الجراح الرؤاسي، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25565) غير أن شيخ أحمد هنا: هو وكيع بن الجراح.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1500) وأبو داود (1755) من طريق وكيع ابن الجراح، بهذا الإسناد.

(3)

حديث صحيح، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين، وعلي بن المبارك ذكروا أن له كتابين عن يحيى بن أبي كثير أحدهما سماع والآخر إرسال، وحديث الكوفيين عنه فيه شيء، والراوي عنه هنا هو وكيع بن الجراح، وهو كوفي تابعه عثمان بن عمر بن فارس العبدي، وهو بصري، =

ص: 481

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= فرواه عن علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن القاسم، به. علقه البخاري في "تاريخه" 1/ 34 عن عثمان بن عمر، ووصله ابن حبان (4388) عن أحمد بن يحيى بن زهير، عن الحسن بن ناصح الخلّال، عن عثمان بن عمر، عن علي بن المبارك، عن أيوب السختياني ويحيى بن أبي كثير، كلاهما عن القاسم، عن عائشة. وهذا سند حسن، الحسن بن ناصح الخلّال روى عنه جمع، وقال ابن أبي حاتم 3/ 39: أدركته ولم أكتب عنه، وكان صدوقاً. له ترجمة في "تاريخ بغداد" 7/ 435، ومَن فوقه ثقات على شرط الشيخين.

ورواه أبان بن يزيد العطاء وحرب بن شداد فزادا في إسناده محمد بن أبان بين يحيى بن أبي كثير وبين القاسم. أخرجه عن أبان بن يزيد يعقوبُ بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/ 4 - 5، وأبو يعلى (4368)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2166)، وفي "شرح معاني الآثار" 3/ 133، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 94 - 95 و 95.

وأخرجه عن حرب بن شداد الطحاويُّ في "شرح مشكل الآثار"(2165)، وفي "شرح معاني الآثار" 3/ 133، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد ابن أبان، عن القاسم.

ومحمد بن أبان حديثه قوي، نسبه ابن حبان في "ثقاته" 7/ 392 أنصارياً من أهل المدينة، وقال: ثبت، وأورده ابن أبي حاتم 7/ 199، وقال: سألت أبي عنه، فقال: هو شيخ من أهل اليمامة لا أعلم أحداً روى عنه غير يحيى بن أبي كثير والأوزاعي. قلنا: ومنصور فيما ذكره ابن حبان في "ثقاته" ونسبه ابن أبي حاتم مُزَنيّاً وكذا ابن معين في "تاريخه" ص 305، وقيل له: من محمد بن أبان هذا؟ فقال: لا أدري. وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 95: ومحمد بن أبان هذا هو محمد بن أبان المزني اليمامي، ليس هو محمد بن أبان بن صالح الكوفي، ذاك ضعيف عندهم، وقيل: إن محمد بن أبان هذا لم يرو عنه إلا يحيى بن أبي كثير وهو مجهول، وقال آخرون: هو مدني معروف روى عنه =

ص: 482

25739 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الرُّقْيَةِ مِنْ كُلِّ ذِي حُمَةٍ (1).

25740 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " امْسَحِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، بِيَدِكِ الشِّفَاءُ، لَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا أَنْتَ "(2).

25741 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ

= الأوزاعي أيضاً وله عن القاسم وعروة وعون بن عبد الله رواية، وهذا هو الصحيح، وهو شيخ يمامي ثقة، وحسبك برواية يحيى بن أبي كثير والأوزاعي عنه.

وأخرجه يعقوب بن سفيان 3/ 5، وابن حبان (4390) من طريقين عن الأوزاعي، حدثني محمد بن أبان، حدثنا القاسم بن محمد، حدثتني عائشة. وهذا سند قوي.

وأخرجه البخاري في "تاريخه" 4/ 2 - ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" 3/ 1103 عن حيوة بن شُريح، عن محمد بن حرب، عن الزّبيدي، عن الزُّهري، عن رجل، عن القاسم، عن عائشة، به.

وقد سلف بإسناد صحيح برقم (24075) و (24141) من طريق طلحة بن عبد الملك الأيلي، عن القاسم، عن عائشة، به.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25571)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو وكيع بن الجراح الرؤاسي.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24234)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو وكيع بن الجراح الرؤاسي.

ص: 483

الْقَدْرِ، بِمَ أَدْعُو؟ قَالَ:" تَقُولِينَ: اللهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ، فَاعْفُ عَنِّي "(1).

25742 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَمَّتِهِ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: دُعِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى جَنَازَةِ غُلَامٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، طُوبَى لِهَذَا، عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ، لَمْ يُدْرِكِ الشَّرَّ، وَلَمْ يَعْمَلْهُ، قَالَ:" أَوَ غَيْرُ ذَلِكَ، يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللهَ عز وجل خَلَقَ لِلْجَنَّةِ أَهْلًا خَلَقَهَا لَهُمْ، وَهُمْ فِي أَصْلَابِ آبَائِهِمْ، وَخَلَقَ لِلنَّارِ أَهْلًا خَلَقَهَا لَهُمْ وَهُمْ فِي أَصْلَابِ آبَائِهِمْ "(2).

25743 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي عَقِيلٍ يَحْيَى بْنِ الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ بُهَيَّةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا ذَكَرَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَطْفَالَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ:" إِنْ شِئْتِ أَسْمَعْتُكِ تَضَاغِيَهُمْ فِي النَّارِ "(3).

(1) إسناده صحيح، وهو مكرَّر (25384)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو وكيع بن الجراح.

وأخرجه ابن ماجه (3850) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (2662)(31)، وابن ماجه (82)، والآجري في "الشريعة" ص 195 - 196، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة"(1073) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24132).

(3)

إسناده ضعيف لضعف أبي عقيل يحيى بن المتوكل، ولجهالة بُهَيَّة، =

ص: 484

25744 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ سَفَرٍ، وَقَدْ عَلَّقْتُ عَلَى

= وهي مولاة عائشة، فقد انفرد بالرواية عنها أبو عقيل. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.

وأخرجه مطولاً الطيالسي (1576)، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2664، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1541) من طرق عن أبي عقيل، بهذا الإسناد.

وقال ابن عدي: وهذه الأحاديث لأبي عقيل عن بهية، عن عائشة غير محفوظة ولا يروي عن بهية غير أبي عقيل هذا.

وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال أحمد بن حنبل: يحيى بن المتوكل يروي عن بهية أحاديث منكرة، وهو واهي الحديث.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/ 217، وقال: رواه أحمد، وفيه أبو عقيل يحيى بن المتوكل، ضعفه جمهور الأئمة أحمد وغيره، ويحيى بن معين، ونقل عنه توثيقه في رواية من ثلاثة.

قلنا: ومما يدل على نكارة هذا الحديث وبطلانه حديث سمرة بنت جندب الطويل في صحيح البخاري (7047) وفيه: وأما الرجل الطويل الذي في الروضة، فإنه إبراهيم صلى الله عليه وسلم، وأما الولدان الذين حوله، فكل مولود مات على الفطرة، قال: فقال بعض المسلمين: يا رسول الله وأولاد المشركين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"وأولاد المشركين".

فظاهره أنه صلى الله عليه وسلم ألحق أولاد المشركين بأولاد المسلمين في حكم الآخرة.

وقال الإمام النووي: المذهب الصحيح الذي صار إليه المحققون أنهم في الجنة.

وانظر (24545).

قال السندي: قوله: تضاغيهم في النار، أي: صياحهم وبكاءهم، من ضغا إذا صَاحَ.

ص: 485

بَابِي دُرْنُوكًا فِيهِ الْخَيْلُ أُولَاتُ الْأَجْنِحَةِ، قَالَتْ: فَهَتَكَهُ (1).

25745 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مَخْلَدِ بْنِ خُفَافِ بْنِ إِيمَاءَ بْنِ رَحَضَةَ الْغِفَارِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ خَرَاجَ الْعَبْدِ بِضَمَانِهِ. قَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: وَكَانَ اخْتَصَمُوا فِي عَبْدٍ اشْتَرَاهُ رَجُلٌ، فَوَجَدَ بِهِ عَيْبًا، وَقَدْ اسْتَغَلَّهُ، فَقَالَ عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ: قَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ خَرَاجَ الْعَبْدِ بِضَمَانِهِ (2).

25746 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا. وَيَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا - قَالَ يَزِيدُ: قَالَتْ: قَالَ لِي

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2107)(90) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (5955)، ومسلم (2107)(90)، والبغوي في "شرح السنة"(3216) من طرق عن هشام بن عروة، به.

وسيأتي برقمي (25921) و (26407).

وسلف مطولاً برقم (24081).

وانظر (24218).

قال السندي: قولها: دُرْنُوكاً: هو بضم دال أشهر من فتحها، وبضم نون: ستر له خَمْل.

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (24224)، إلا أن شيخ الأمام أحمد هنا وهو وكيعُ بنُ الجرَّاح الرؤاسي، وقد ذكر فيه قصة.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (750)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 254 - 255، وابن ماجه (2242)، وأبو يعلى (4537) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

ص: 486

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ جِبْرِيلَ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ ". فَقَالَتْ: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ (1).

25747 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ الْحَجَبِيُّ، سَمِعَهُ مِنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا أَحَلَّ اسْمِي وَحَرَّمَ كُنْيَتِي؟! أَوْ مَا حَرَّمَ كُنْيَتِي وَأَحَلَّ اسْمِي؟ "(2).

25748 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: خَبُثَتْ نَفْسِي، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: لَقِسَتْ نَفْسِي ". قَالَ وَكِيعٌ: الْغَثَيَانُ (3).

25749 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ (4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24281)، غير أن شيخي الإمام أحمد في هذا الإسناد هما: وكيع ابن الجراح، ويزيد بن هارون.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (91) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 8/ 68 عن وكيع ويزيد بن هارون، به.

وأخرجه الإسماعيلي في "معجمه" 2/ 626، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 191 من طريق وكيع، به.

(2)

حديث منكر، وهو مكرر (25040) سنداً ومتناً.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24244)، غير أن شيخ الإمام أحمد هنا هو وكيع.

(4)

إسناده صحيح، وهو مكرر الحديث (25163)، إلا أن شيخ الإمام =

ص: 487

25750 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُنِي أَنْ أَتَّزِرَ وَأَنَا حَائِضٌ، ثُمَّ يُبَاشِرُنِي (1).

25751 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مِنْ طَعَامِ بُرٍّ (2) فَوْقَ ثَلَاثٍ (3). قَالَتْ: وَإِنَّمَا نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلَاثٍ، جُهِدَ النَّاسُ، ثُمَّ رَخَّصَ فِيهَا (4). (5)

= أحمد هنا هو وكيع بن الجراح الرؤاسي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 398 عن وكيع، بهذا الإسناد.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24280)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو وكيع بن الجراح.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9128) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

(2)

في (م): البر.

(3)

في (ق) و (ظ 2): ثلاث ليال.

(4)

في (ظ 7) و (ظ 8): فيه.

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وقولها: ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من طعام البُرِّ فوق ثلاث: أخرجه ابن أبي شيبة 13/ 361، ومسلم (2970)(23)، والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر)(1019) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24151).

وقولها: إنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لحوم الأضاحي

: =

ص: 488

25752 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ. وَأَسْوَدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ الْإِحْرَامِ بِأَطْيَبِ مَا أَجِدُ. قَالَ أَسْوَدُ: حَتَّى إِنِّي لَأَرَى وَبِيصَ الطِّيبِ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ (1).

= أخرجه ابن ماجه (3159) من طريق وكيع، به.

وقد سلف مطولاً برقم (24962).

قال السندي: قولها: جُهِد الناسُ، على بناء المفعول، يقال: جُهِد الناسُ فهم مجهودون، إذا أجدبوا.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وأسود: هو ابن عامر، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.

وأخرجه ابن راهويه (1534) و (1788)، والبخاري (5923)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 140، وفي "الكبرى"(3681)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 129 - 130، وابن عدي في "الكامل" 1/ 413، من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1190)(44) من طريق يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 130 من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي، به.

وأخرجه الطيالسي (1394)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 32، والطبراني في "الأوسط"(6270) من طريق أنس بن مالك الكوفي، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 108 من طريق حنش أبي الأسود الكوفي، كلاهما عن عبد الرحمن بن الأسود، به. قال الطبراني: لم يرو أنس بن [مالك] أبي القاسم، عن عبد الرحمن بن أسود حديثاً غير هذا.

وأخرجه أبو حاتم -كما في "علل" ابنه 1/ 268 - عن أبي نعيم، عن حنش، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن عائشة. لم يقل عن أبيه. قال أبو حاتم: لا =

ص: 489

25753 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" الْحَيَّةُ فَاسِقَةٌ، وَالْعَقْرَبُ فَاسِقَةٌ، وَالْغُرَابُ فَاسِقٌ، وَالْفَأْرَةُ فَاسِقَةٌ "(1).

= أبعد أن يكون قال لهم مرة: عن أبيه، عن عائشة. قلنا: قد قال: عن أبيه، في رواية الدولابي.

وسيكرر برقم (26163).

وسلف برقم (24107).

وسلف من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن الأسود، عن عائشة دون ذكر عبد الرحمن بن الأسود برقم (24782)، وذكرنا الاختلاف فيه على أبي إسحاق السبيعي هناك.

وسلف من وجه آخر برقم (24105).

(1)

إسناده صحيح، والمسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، وإن اختلط- سمع وكيع منه قبل الاختلاط، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن المبارك في "مسنده"(204)، وأخرجه ابن ماجه (3249) من طريق الأنصاري -وهو محمد بن عبد الله بن المثنى- والبيهقي في "السنن" 9/ 316 من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، ثلاثتهم عن المسعودي، بهذا الإسناد.

وزادوا: فقال إنسان للقاسم بن محمد: أيؤكل الغراب؟ فقال: من يأكله بعد قول النبي صلى الله عليه وسلم: "فاسق".

قلنا: أبو النضر سمع من المسعودي بعد الاختلاط، وأما ابن المبارك ومحمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري، فلم يتحرر لنا متى سمعا منه، لكنهم قد توبعوا بوكيع عند أحمد.

وأخرج مسلم (1198)(66)، ومن طريقه البيهقي 5/ 209 من طريق عبيد الله بن مِقْسَم، عن القاسم بن محمد، عن عائشة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم =

ص: 490

25194 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ. قَالَ (1): ذُكِرَ لَهَا حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ الْمَيْتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ. قَالَتْ: وَهَِلَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ كَمَا وَهَِلَ يَوْمَ قَلِيبِ بَدْرٍ، إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّهُ لَيُعَذَّبُ وَأَهْلُهُ يَبْكُونَ عَلَيْهِ " يَعْنِي الْكَافِرَ (2).

25755 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، (3) عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ بَرِيرَةَ كَانَتْ مُكَاتَبَةً، وَكَانَ زَوْجُهَا مَمْلُوكًا، فَلَمَّا أُعْتِقَتْ خُيِّرَتْ (4).

= يقول: "أربعٌ كلهنَّ فاسق، يُقتلن في الحِلِّ والحرم: الحِدَأة، والغراب، والفأرة، والكلب العقور" قال: فقلت للقاسم: أفرأيت الحية؟ قال: تُقتل بصُغر لها. قلنا: يعني بمذلة وإهانة، كما قال النووي. وقد نقلنا في الحديث (24661) عن ابن عبد البر أن قتل الحية محفوظ.

وسيأتي برقم (26012).

وانظر (24052).

(1)

في (ق) و (ظ 2) و (م): قالت.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 393، وعنه مسلم (932) عن وكيع، بهذا الإسناد، ولم يسق مسلم متنه.

وقد سلف برقم (24302).

وانظر (24115).

(3)

قوله: "بن زيد" من (م).

(4)

حديث صحيح، وهو مكرر (25468)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو وكيع بن الجراح.

ص: 491

25756 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا، مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَأْثَمٌ (1).

25757 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ نَافِعٍ - يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ - عَنْ صَالِحِ بْنِ سُعَيْدٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا فَقَدَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَضْجَعِهِ، فَلَمَسَتْهُ بِيَدِهَا، فَوَقَعَتْ عَلَيْهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، وَهُوَ يَقُولُ:" رَبِّ أَعْطِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، زَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا "(2).

25758 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يُونُسَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ لِآلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَحْشٌ، فَكَانَ إِذَا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم اشْتَدَّ، وَلَعِبَ فِي الْبَيْتِ، فَإِذَا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَكَنَ فَلَمْ يَتَحَرَّكْ كَرَاهِيَةَ أَنْ يُؤْذِيَ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وقد سلف مطولاً برقم (24034).

(2)

رجاله ثقات رجال الشيخين غير صالح بن سعيد فقد روى عنه نافع بن عمر الجمحي، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/ 376.

وقد سلف بغير هذه السياقة بإسناد صحيح برقم (25655). وانظر (24312).

وقوله: "ربِّ أعط نفسي تقواها، زكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها": صح من حديث زيد بن أرقم، دون قول عائشة أنها فقدت النبي صلى الله عليه وسلم من مضجعه

وهو عند مسلم (2722)، وقد سلف (19308).

(3)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (24818)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو وكيع بن الجراح الرؤاسي.

ص: 492

25759 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يُسَبِّحُ سُبْحَةَ الضُّحَى، وَإِنِّي لَأُسَبِّحُهَا (1).

25760 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ كَرِيمَةَ بِنْتِ هَمَّامٍ، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، إِيَّاكُنَّ وَقَشْرَ الْوَجْهِ، فَسَأَلَتْهَا امْرَأَةٌ عَنِ الْخِضَابِ؟ فَقَالَتْ: لَا بَأْسَ بِالْخِضَابِ، وَلَكِنِّي أَكْرَهُهُ، لِأَنَّ حَبِيبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ يَكْرَهُ رِيحَهُ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25444)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو وكيع بن الجراح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 406 عن وكيع، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (24861)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو وكيع بن الجراح، وشيخه: هو علي بن مبارك الهنائي.

وأخرجه المِزِّي في "تهذيبه"(في ترجمة كريمة) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (4164)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 142، وفي "الكبرى"(9365) من طريقين، عن علي بن مبارك، بهذا الإسناد، إلا أنه أقحم اسم يحيى بن أبي كثير في مطبوع أبي داود وأثبت بين حاصرتين تعليق عزت عبيد دعاس وعادل السيد، ولم ترد هذه الزيادة في "التحفة" 12/ 432 - 433. ولا في الطبعة التي حققها الشيخ محمد عوامة (4161) وهو الصواب.

وقولها: يا معشر النساء: إياكن وقشر الوجه، سيرد نحوه في الرواية (26128)، وإسنادها ضعيف كذلك. =

ص: 493

25761 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، جَاءَهُ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَقَالَ:" مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ ". قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ - قَالَ الْأَعْمَشُ: رَقِيقٌ - وَمَتَى مَا (1) يَقُومُ مَقَامَكَ يَبْكِي، فَلَا يَسْتَطِيعُ، فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ. قَالَ:" مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ ". قُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ، وَمَتَى يَقُومُ مَقَامَكَ يَبْكِي، فَلَا يَسْتَطِيعُ، فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ. قَالَ:" مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ ". فَأَرْسَلْنَا إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَوَجَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً، فَخَرَجَ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، وَرِجْلَاهُ تَخُطَّانِ فِي الْأَرْضِ، فَلَمَّا أَحَسَّ بِهِ أَبُو بَكْرٍ، ذَهَبَ يَتَأَخَّرُ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، أَيْ: مَكَانَكَ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى جَلَسَ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَأْتَمُّ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَالنَّاسُ يَأْتَمُّونَ بِأَبِي بَكْرٍ (2).

= قال السندي: قولها: إياكن وقشر الوجه: هو معالجةُ الوجه لصفاء اللون، وكأنهن كُنَّ يقشرن أعلى الجلد.

(1)

"ما" مثبتة في جميع الأصول الخطية وهي زائدة للتوكيد وفي (م) متى يقوم بدونها، وكلاهما جائز في العربية الإثبات والحذف، انظر حاشية الخضري على ابن عقيل 2/ 121.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي. =

ص: 494

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه بتمامه ومختصراً ابن أبي شيبة 2/ 329 - 330، ومسلم (418)(95)، وابن ماجه (1232)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 452، وابن خزيمة (1616)، وابن حبان (2120)، والبيهقي في "السنن" 3/ 81 من طريق وكيع، بهذا الإسناد، إلا أن مسلماً والبيهقي قالا: حتى جلس عن يسار أبي بكر.

وأخرجه البخاري (664)، وأبو عوانة 2/ 116 من طريق حفص بن غياث، والبخاري كذلك (712)، والبيهقي في "السنن" 3/ 94 من طريق عبد الله بن داود، ومسلم (418)(96)، وأبو عوانة 2/ 115 - 116 من طريق علي بن مسهر، ومسلم (418)(96)، والبيهقي 3/ 81 - 82 من طريق عيسى بن يونس، أربعتهم، عن الأعمش، به، إلا أن لفظ حفص بن غياث: ثم أُتي به حتى جلس إلى جنبه، قيل للأعمش: وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأبو بكر يصلي بصلاته والناس يصلون بصلاة أبي بكر؟ فقال برأسه: نعم، ولفظ عبد الله بن داود: وقعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى جنبه وأبو بكر يُسْمِعُ النَّاسَ التكبير، ومثله عند علي بن مسهر وعيسى بن يونس.

وأخرجه ابن المنذر (2038)، وابن خزيمة (1618)، والبيهقي في "السنن" 3/ 82 من طريق أبي داود عن شعبة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: من الناس من يقول: كان أبو بكر رضي الله عنه المقدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصف، ومنهم من يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم المقدم.

وأخرجه الشافعي في "اختلاف الحديث" ص 67، والدارقطني 1/ 398، والبيهقي في "السنن" 2/ 304 و 3/ 82، وفي "معرفة السنن والآثار"(5682) من طريق حمَّاد بن سلمة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة ولفظه: فقعد إلى جنب أبي بكر، فأمَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وهو قاعد، وأمَّ أبو بكر رضي الله عنه الناس وهو قائم.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 136 - ومن طريقه الشافعي في "الرسالة"(699) - عن هشام بن عروة، عن أبيه، مرسلاً، وفيه: فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم =

ص: 495

25762 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غَسَلَ مَقْعَدَتَهُ ثَلَاثًا (1).

25763 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُحِبُّ التَّيَمُّنَ فِي الْوُضُوءِ وَالتَّرَجُّلِ وَالتَّنَعُّلِ. وَقَالَ وَكِيعٌ مَرَّةً: الِانْتِعَالِ (2).

25764 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ

= إلى جنب أبي بكر، فكان أبو بكر يصلي بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس، وكان الناس يُصلُّون بصلاةِ أبي بكر.

وسيرد برقم (25876).

وقد سلف بالأرقام (25256) و (25257) و (25258).

(1)

إسناده مسلسل بالضعفاء على نسق. شريك: هو ابن عبد الله النَّخعي، وجابر: هو ابن يزيد الجُعفي، وزيد العمَّي: هو ابن الحواري. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو الصِّدِّيق: هو بكر بن قيس الناجي، وقيل: بكر بن عمرو.

وأخرجه ابن ماجه (356) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن راهويه (1604) عن يحيى بن آدم، وأبو الحسن بن سلمة في زياداته على ابن ماجه عقب الرواية (356) من طريق أبي نعيم، كلاهما عن شريك، به.

(2)

حديث صحيح، الجراح بن مليح الرؤاسي والد وكيع -وإن كان مختلفاً فيه وهو حسن الحديث- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

ص: 496

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، وَنَحْنُ جُنُبَانِ (1).

25765 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ وَسُفْيَانُ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَشْرَبُ وَأَنَا حَائِضٌ، ثُمَّ أُنَاوِلُهُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ، وَكُنْتُ أَتَعَرَّقُ الْعَرْقَ وَأَنَا حَائِضٌ، ثُمَّ أُنَاوِلُهُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ (2).

25766 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبَّلَ بَعْضَ نِسَائِهِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. قَالَ عُرْوَةُ: قُلْتُ لَهَا: مَنْ هِيَ إِلَّا أَنْتِ؟ قَالَ: فَضَحِكَتْ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وسلف برقم (25593).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (25594) سنداً ومتناً.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وحبيب بن أبي ثابت متابع كما يأتي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 44، وإسحاق (566)، وأبو داود (179)، والترمذي (86)، وابن ماجه (502)، والطبري في "تفسيره"(9630)، وابن المنذر في "الأوسط"(15)، والدارقطني في "السنن" 1/ 137 - 138، والبيهقي في "السنن" 1/ 125 - 126، وفي "الخلافيات"(435)، والبغوي في "شرح السنة"(168) كلهم من طريق وكيع، بهذا الإسناد. =

ص: 497

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وعروة: هو ابن الزبير كما جاء مصرحاً به هنا، وعند ابن ماجه، وهو إذا أطلق في بعض روايات الأئمة الأثبات لا ينصرف إلا إلى عروة بن الزبير الثقة لا إلى غيره الذي لا يُعرف، وتقييده بعروة المزني في إحدى روايات أبي داود (180) ليس بشيء، لأن في سندها عبد الرحمن بن مغراء راويه عن الأعمش، وهو ضعيف، وقد أنكرت عليه أحاديث يرويها عن الأعمش لا يتابعه عليها الثقات. ودعوى الانقطاع وأن حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة دعوى باطلة ردها غير واحد من الأئمة، فقد قال أبو عمر ابن عبد البر في "الاستذكار" 3/ 52، ونقله عنه ابن سيد الناس في شرح الترمذي ورقة 199/ 1: صحح هذا الحديث الكوفيون، وثبتوه لرواية الثقات من أئمة الحديث له وحبيب لا يُنكر لقاؤه عُروة لروايته عمن هو أكبرُ من عُروة، وأقدم موتاً، وهو إمام ثقة، من أئمة العلماء الأجلة.

وقال ابن سيد الناس: وقولُ أبي عمر هذا أفاد إثبات إمكان اللقاء، وهو مزيل للانقطاع عند الأكثرين، وأرفع من هذا قول أبي داود فيما رويناه عنه بالسند المتقدم (وهو عنده بإثر الرواية (180) قال: وقد روى حمزةُ الزياتُ عن حبيب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة حديثاً صحيحاً، فهذا يثبت اللقاء، فهو مزيلٌ للانقطاع عندهم. قلنا: ولم ينفرد برواية هذا الحديث، فقد تابعه عليه هشام بن عروة، فرواه الدارقطني 1/ 136 عن أبي بكر النيسابوري، حدثنا حاجب بن سليمان، حدثنا وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض نسائِه ثم صلَّى ولم يتوضأ.

وهذا سند قوي، فأبو بكر النيسابوري -واسمه عبد الله بن محمد بن زياد- حافظ متقن موثَّق في روايته، وشيخه حاجبُ بن سليمان: هو المنبجي، وثقه النسائي وقال في موضع آخر: لا بأس به، وذكره ابن حبان في الثقات، ومَن فوقهما ثقات من رجال الشيخين، وتابع أبو أويس وكيعاً على روايته عن هشام، عن أبيه، عند الدارقطني أيضاً 1/ 136، فرواه عن الحسين بن إسماعيل، عن علي بن عبد العزيز الوراق، حدثنا عاصم بن علي، حدثنا أبو =

ص: 498

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أويس، حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنها بلغها قولُ ابن عمر: في القبلة الوضوء، فقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقبل وهو صائم ثم لا يتوضأ.

وهذا سند حسن في المتابعات.

وأخرجه البزار في "مسنده" كما في "نصب الراية" 1/ 74: حدثنا إسماعيل بن يعقوب بن صَبيح، حدثنا محمد بن موسى بن أعين، حدثنا أبي، عن عبد الكريم الجزري، عن عطاء، عن عائشة أنه عليه السلام كان يقبل بعض نسائه ولا يتوضأ.

وعبد الكريم الجزري روى عنه مالك في "الموطأ"، وأخرج له الشيخان وغيرهما، ووثقه ابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة وغيرهم، وموسى بن أعين مشهور، وثقه أبو زرعة وأبو حاتم، وأخرج له البخاري والنسائي، وابنه محمد بن موسى بن أعين مشهور، روى له البخاري والنسائي، وإسماعيل بن يعقوب روى عنه النسائي ووثقه، وأبو عوانة الإسفراييني، وأخرج له ابن خزيمة في "صحيحه"، وذكره ابن حبان في الثقات.

قال عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" 1/ 142 بعد أن ذكر الحديث من جهة البزار: لا أعلم له علة توجب تركه.

وقال الحافظ ابن حجر في "الدراية" 1/ 45 بعد أن أورده عن البزار: ورجاله ثقات.

وقال ابن جرير الطبري في "جامع البيان" 8/ 396: وأولى القولين في ذلك قول من قال: عنى الله بقوله (أو لامستم النساء) الجماع دون غيره من معاني اللمس، لصحة الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قبل بعض نسائه، ثم صلى ولم يتوضأ.

وقد سلف برقم (24329).

وانظر (25867).

وانظر ما بعده.

ص: 499

25767 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَبَّلَ ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (1).

25768 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، إبراهيم التيمي -وهو ابن يزيد- لم يسمع من عائشة، وأبو رَوْق الهمداني -وهو عطية بن الحارث- وإن كان صدوقاً إلا أنه اختلف عليه فيه:

فرواه عنه سفيان، واختلف عليه كذلك:

فرواه وكيع -كما في هذه الرواية، وهو عند ابن أبي شيبة 1/ 45، والدارقطني 1/ 139 - 140 - عن سفيان الثوري، عن أبي رَوْق الهمداني، عن إبراهيم التيمي، عن عائشة.

وقد تابع وكيعاً عبدُ الرزاق (511) -ومن طريقه الدارقطني 1/ 141، والبيهقي 1/ 126 - ويحيى بنُ سعيد القطان عند أبي داود (178)، والنسائي في "المجتبى"1/ 104، وفي "الكبرى"(155)، وعبد الرحمن بنُ مهدي عند أبي داود (178)، والدارقطني 1/ 139 - 140، وقبيصة عند الدارقطني 1/ 140، والبيهقي في "الخلافيات"(440)، وأبو عاصم الضحاك، كما عند الدارقطني 1/ 139، والبيهقي في "الخلافيات"(439).

وقال النسائي: ليس في هذا الباب حديث أحسن من هذا الحديث، وإن كان مرسلاً.

ورواه أبو حنيفة -كما عند الدارقطني 1/ 141، ومن طريقه البيهقي في "الخلافيات"(444) - عن أبي روق، فقال: عن إبراهيم، عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتوضأ، ثم يُقَبِّلُ، ولا يحدث وضوءاً. فجعله من حديث حفصة، وإبراهيم التيمي لم يسمع من حفصة كذلك.

وقد سلف برقم (24329).

وانظر ما قبله.

ص: 500

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِصَبِيٍّ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَأَتْبَعَهُ الْمَاءَ (1)، وَلَمْ يَغْسِلْهُ (2).

25769 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ وَيَحْيَى، قَالَا: لَمَّا هَلَكَتْ خَدِيجَةُ، جَاءَتْ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا تَزَوَّجُ؟ قَالَ:" مَنْ؟ " قَالَتْ: إِنْ شِئْتَ بِكْرًا، وَإِنْ شِئْتَ ثَيِّبًا، قَالَ:" فَمَنِ الْبِكْرُ؟ " قَالَتْ: ابْنَةُ أَحَبِّ خَلْقِ اللهِ عز وجل إِلَيْكَ: عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ. قَالَ: " وَمَنِ الثَّيِّبُ؟ " قَالَتْ: سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ، آمَنَتْ (3) بِكَ وَاتَّبَعَتْكَ عَلَى مَا تَقُولُ، قَالَ:" فَاذْهَبِي فَاذْكُرِيهِمَا عَلَيَّ ". فَدَخَلَتْ بَيْتَ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَتْ: يَا أُمَّ رُومَانَ، مَاذَا أَدْخَلَ اللهُ عز وجل عَلَيْكُمْ مِنَ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ؟ قَالَتْ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَتْ: أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخْطُبُ عَلَيْهِ عَائِشَةَ، قَالَتْ: انْتَظِرِي أَبَا بَكْرٍ حَتَّى يَأْتِيَ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا بَكْرٍ، مَاذَا أَدْخَلَ اللهُ عز وجل عَلَيْكُمْ مِنَ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ؟ قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَتْ: أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخْطُبُ عَلَيْهِ عَائِشَةَ. قَالَ: وَهَلْ تَصْلُحُ لَهُ؟ إِنَّمَا هِيَ ابْنَةُ أَخِيهِ،

(1) في (ق): بالماء.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24256) سنداً ومتناً، غير أنه قرن هناك بوكيع يحيى بن سعيد القطان.

(3)

في (م): قد آمنت.

ص: 501

فَرَجَعَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ (1). قَالَ:" ارْجِعِي إِلَيْهِ، فَقُولِي لَهُ: أَنَا أَخُوكَ وَأَنْتَ أَخِي فِي الْإِسْلَامِ، وَابْنَتُكَ تَصْلُحُ لِي ". فَرَجَعَتْ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ. قَالَ: انْتَظِرِي، وَخَرَجَ. قَالَتْ أُمُّ رُومَانَ: إِنَّ مُطْعِمَ بْنَ عَدِيٍّ قَدْ كَانَ ذَكَرَهَا عَلَى ابْنِهِ، فَوَاللهِ مَا وَعَدَ وَعْدًا قَطُّ فَأَخْلَفَهُ لِأَبِي بَكْرٍ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى مُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ، وَعِنْدَهُ امْرَأَتُهُ أُمُّ الْفَتَى، فَقَالَتْ: يَا ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ، لَعَلَّكَ مُصْبِئُ (2) صَاحِبَنَا، مُدْخِلُهُ فِي دِينِكَ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، إِنْ تَزَوَّجَ إِلَيْكَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ لِلْمُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ: أَقَوْلُ هَذِهِ تَقُولُ؟ قَالَ: إِنَّهَا تَقُولُ ذَلِكَ، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ، وَقَدْ أَذْهَبَ اللهُ عز وجل مَا كَانَ فِي نَفْسِهِ مِنْ عِدَتِهِ الَّتِي وَعَدَهُ، فَرَجَعَ، فَقَالَ لِخَوْلَةَ: ادْعِي لِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَعَتْهُ، فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ، وَعَائِشَةُ يَوْمَئِذٍ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ.

ثُمَّ خَرَجَتْ، فَدَخَلَتْ عَلَى سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ، فَقَالَتْ: مَاذَا أَدْخَلَ اللهُ عز وجل عَلَيْكِ مِنَ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ؟ قَالَتْ: مَا ذَاكَ؟ قَالَتْ: أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخْطُبُكِ عَلَيْهِ. قَالَتْ: وَدِدْتُ، ادْخُلِي إِلَى أَبِي، فَاذْكُرِي ذَاكَ لَهُ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ أَدْرَكَتْهُ (3) السِّنُّ، قَدْ تَخَلَّفَ عَنِ الْحَجِّ، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ، فَحَيَّتْهُ (4) بِتَحِيَّةِ

(1) في (م): له ذلك.

(2)

في (م): مُصْبٍ.

(3)

في (م): أدركه.

(4)

في (م): فحييتُه.

ص: 502

الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ فَقَالَتْ: خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ، قَالَ: فَمَا شَأْنُكِ؟ قَالَتْ: أَرْسَلَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَخْطُبُ عَلَيْهِ سَوْدَةَ، قَالَ: كُفْءٌ (1) كَرِيمٌ، مَاذَا تَقُولُ صَاحِبَتُكِ؟ قَالَتْ: تُحِبُّ ذَاكَ، قَالَ: ادْعُهَا لِي، فَدَعَتْهَا. فَقَالَ (2): أَيْ بُنَيَّةُ، إِنَّ هَذِهِ تَزْعُمْ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَدْ أَرْسَلَ يَخْطُبُكِ، وَهُوَ كُفْءٌ (3) كَرِيمٌ، أَتُحِبِّينَ أَنْ أُزَوِّجَكِ بِهِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ (4): ادْعِيهِ لِي، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ، فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ، فَجَاءَهَا أَخُوهَا عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ مِنَ الْحَجِّ، فَجَعَلَ يَحْثِي عَلَى (5) رَأْسِهِ التُّرَابَ، فَقَالَ بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَ: لَعَمْرُكَ (6) إِنِّي لَسَفِيهٌ يَوْمَ أَحْثِي فِي رَأْسِي التُّرَابَ أَنْ تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ.

قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، فَنَزَلْنَا فِي بَنِي الْحَارِثِ مِنَ (7) الْخَزْرَجِ فِي السُّنْحِ، قَالَتْ: فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَ بَيْتَنَا، وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ رِجَالٌ مِنَ الْأَنْصَارِ وَنِسَاءٌ، فَجَاءَتْ بِي (8) أُمِّي، وَإِنِّي

(1) في (ظ 7) و (ظ 8): كفيٌّ.

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8) و (م): فدعيتُها. قال.

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8): كفيٌّ.

(4)

في (ظ 2) و (م): قالت.

(5)

في (ظ 2) و (ق) و (م): في.

(6)

في (ق): لعمري.

(7)

في (م): من.

(8)

في (م): فجاءتني.

ص: 503

لَفِي (1) أُرْجُوحَةٍ بَيْنَ عَذْقَيْنِ تَرْجُحُ بِي، فَأَنْزَلَتْنِي مِنَ الْأُرْجُوحَةِ، وَلِي جُمَيْمَةٌ، فَفَرَّقَتْهَا، وَمَسَحَتْ وَجْهِي بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ، ثُمَّ أَقْبَلَتْ تَقُودُنِي حَتَّى وَقَفَتْ بِي عِنْدَ الْبَابِ، وَإِنِّي لَأَنْهَجُ، حَتَّى سَكَنَ مِنْ نَفْسِي، ثُمَّ دَخَلَتْ بِي، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ عَلَى سَرِيرٍ فِي بَيْتِنَا، وَعِنْدَهُ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَأَجْلَسَتْنِي (2) فِي حَِجْرِهِ، ثُمَّ قَالَتْ: هَؤُلَاءِ أَهْلُكِ، فَبَارَكَ اللهُ لَكِ فِيهِمْ، وَبَارَكَ لَهُمْ فِيكِ، فَوَثَبَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ، فَخَرَجُوا وَبَنَى بِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِنَا، مَا نُحِرَتْ عَلَيَّ جَزُورٌ، وَلَا ذُبِحَتْ عَلَيَّ شَاةٌ حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيْنَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ بِجَفْنَةٍ كَانَ يُرْسِلُ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَارَ إِلَى نِسَائِهِ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ (3).

(1) في (ظ 7) و (ظ 8): وأنا لفي.

(2)

في (ق) و (ظ 2): فأجلسني.

(3)

إسناده حسن، من أجل محمد بن عمرو، وهو ابنُ عَلْقَمَة بن وقَّاص، وقد روى له البخاري مقروناً، ومسلمٌ متابعة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى، وهو ابن عبد الرحمن بن حاطب، فمن رجال مسلم، وهو ثقة. محمد بن بشر: هو العَبْدي، وأبو سلمة: هو ابنُ عبد الرحمن بن عوف. وقد وهم الهيثميُّ في "مجمع الزوائد" 9/ 225 - 226، فظن أن أكثر الحديث مرسل، وبعضه متصل، وإنما هو متصلٌ كله، وأشار أبو سلمة ويحيى إلى اتصاله قبل نهاية الحديث عند قولهما: قالت عائشة. فظهر أنهما إنما رويا هذا الحديث عنها، وأشار إلى اتصاله الحافظُ في "أطراف المسند" 9/ 274، وفي "الفتح" 7/ 225، وحسَّن إسناده، وصُرِّح باتصاله في مصادر التخريج، كما سيرد.

وأخرجه ابن راهويه (1164) عن محمد بن بشر، بهذا الإسناد. =

ص: 504

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3006) و (3061)، والطبري في "التاريخ" 3/ 162 - 163، والطبراني في "الكبير" 23/ (57) و 24/ (80)، وابن الأثير في "أسد الغابة"(في ترجمة عائشة) من طريق سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، عن أبيه، والبيهقيُّ في "دلائل النبوة" 2/ 411 - 412 من طريق أحمد بن عبد الجبَّار، عن عبد الله بن إدريس الأوْدي، كلاهما عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عائشة.

وأخرجه مختصراً ابنُ سعد 8/ 57 عن محمد بن عبيد الطنافسي، عن محمد بن عمرو، به، مرسلاً.

وأخرجه ابنُ راهويه (1135) عن عبدة بن سليمان، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عائشة، قالت: قالت -تعني سودة-: بَنَى بي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وما ذبح عليَّ شاةً وجَزُوراً حتى بعثَ إلينا سعد بنُ عبادة بجفنة، وكان يبعثُ بها إلينا. قلنا: وقولها هنا: قالت -تعني سودة- نخشى أن يكون مقحماً في نص الحديث؛ لأن رواية أحمد هذه فيها أن التي بنى بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وما ذبح عليها شاةً ولا جزوراً إنما هي عائشةُ رضي الله عنها.

وأخرجه مختصراً أبو داود (4937) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال: قالت عائشة: فقَدِمْنا المدينةَ، فنزلنا في بني الحارث، إلى آخر الحديث.

وأخرج أبو يعلى (4673) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوَّجها وهي بنتُ ست سنين، وبنى بها وهي بنت تسع سنين، زوَّجَها إياه أبو بكر.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/ 225 - 226، وقال: في الصحيح طرف منه، رواه أحمد، بعضُه صرَّح فيه بالاتصال عن عائشة، وأكثرُه مرسل (قلنا: =

ص: 505

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقد ذكرنا ما فيه) وفيه محمد بن عمرو بن علقمة، وثَّقَه غير واحد، وبقية رجاله رجال الصحيح.

وأورد الهيثمي حديث الطبراني 9/ 225 كذلك، وقال: رجالُه رجالُ الصحيح غير محمد بن عمرو بن علقمة، وهو حسن الحديث.

وقد سلف من حديث عائشة برقم (24152)، قالت: تزوَّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي بنتُ تسع سنين، ومات عنها وهي بنتُ ثمان عشرة، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.

وبرقم (24867) قالت: تزوَّجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابنةُ ستِّ سنين بمكة متوفَّى خديجة، ودخل بي وأنا ابنةُ تسع سنين بالمدينة.

وسيرد برقم (26397) وفيه: قالت: تزوَّجني رسول الله صلى الله عليه وسلم متوفى خديجة قبل مخرجه إلى المدينة بسنتين أو ثلاث، وأنا بنت سبع سنين، فلما قدمنا المدينة، جاءتني نسوة وأنا ألعب في أُرْجُوحة وأنا مُجَمِّمة، فذهَبْنَ بي، فهيَّأْنني، وصنعنني، ثم أتَيْنَ بي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فبنى بي وأنا بنت تسع سنين، وإسناده صحيح على شرط مسلم.

وانظر "فتح الباري" 7/ 225.

قال السندي: قوله: قال انتظري وخرج، أي: أبو بكر، قال لخولة: انتظري، والحال أنه خرج إلى بيت المطعم بن عدي.

قالت أم رومان: اعتذاراً عن خروجه، وأمرها له بالانتظار.

ذكرها، أي: عائشة.

فوالله ما وعد، أي: أبو بكر.

لأبي بكر، قالت ذلك في شأن أبي بكر، ومثل هذا الكلام في المعنى جواب لسائل، قال: لمن قالت هذا الكلام؟ فأجيب: قالت لأبي بكر.

قولها: مصبئٌ صاحبنا، من أصبأ، بهمزة، إذا أخرج أحداً من الدين، والصابئ: الخارجُ من الدين.

قوله: أقولَ هذه تقول؟ الهمزة للاستفهام، وقول هذه بالنصب، أي: أتقولُ =

ص: 506

25770 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا أُنْزِلَتْ آيَةُ التَّخْيِيرِ، قَالَ: بَدَأَ بِعَائِشَةَ، فَقَالَ:" يَا عَائِشَةُ، إِنِّي عَارِضٌ عَلَيْكِ أَمْرًا، فَلَا تَفْتَاتِنَّ فِيهِ بِشَيْءٍ حَتَّى تَعْرِضِيهِ عَلَى أَبَوَيْكِ أَبِي بَكْرٍ وَأُمِّ رُومَانَ " قَالَتْ: أَيْ رَسُولَ اللهِ، وَمَا هُوَ؟ قَالَ:" يَا عَائِشَةُ إِنِّي عَارِضٌ عَلَيْكِ أَمْرًا، فَلَا تَفْتَاتِنَّ فِيهِ بِشَيْءٍ حَتَّى تَعْرِضِيهِ عَلَى أَبَوَيْكِ أَبِي بَكْرٍ وَأُمِّ رُومَانَ " قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا هُوَ؟ قَالَ:" يَا عَائِشَةُ إِنِّي عَارِضٌ عَلَيْكِ أَمْرًا، فَلَا تَفْتَاتِنَّ فِيهِ بِشَيْءٍ حَتَّى تَعْرِضِيهِ عَلَى أَبَوَيْكِ أَبِي بَكْرٍ وَأُمِّ رُومَانَ " قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا هُوَ؟ قَالَ:" قَالَ اللهُ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا، وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 28 - 29] قَالَتْ: فَإِنِّي أُرِيدُ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ، وَلَا أُؤَامِرُ فِي ذَلِكَ أَبَوَيَّ أَبَا بَكْرٍ وَأُمَّ رُومَانَ. قَالَتْ: فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ اسْتَقْرَأَ الْحُجَرَ، فَقَالَ: " إِنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَذَا وَكَذَا ". قَالَ: فَقُلْنَ مِثْلَ الَّذِي قَالَتْ عَائِشَةُ (1).

= أنت قولَ هذه، وترضى به، وترجع عن الخطبة التي كانت منك قبل؟

وقوله: إنها تقول ذلك تقريرٌ لقولها وأنه قولٌ صحيح.

قولها: وددت، أي: وددتُ ما قلتِ.

(1)

إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو، وهو ابن علقمة بن وقَّاص، =

ص: 507

25771 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُؤْتَى بِالصِّبْيَانِ، فَيُحَنِّكُهُمْ، وَيُبَرِّكُ عَلَيْهِمْ، فَبَالَ فِي حِجْرِهِ صَبِيٌّ، فَدَعَا بِمَاءٍ، فَأَتْبَعَ الْبَوْلَ الْمَاءَ (1).

25772 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَعِنْدِي امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، فَقَالَ:" مَنْ هَذِهِ؟ " قُلْتُ: هَذِهِ فُلَانَةٌ، وَهِيَ تَقُومُ اللَّيْلَ - أَوْ لَا تَنَامُ اللَّيْلَ - فَكَرِهَ (2) ذَلِكَ حَتَّى رَأَيْتُ الْكَرَاهِيَةَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ " عَلَيْكُمْ مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ

= وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن بشر: هو العَبْدي، وأبو سلمة: هو ابنُ عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه الطبري في تفسير الآية المذكورة من سورة الأحزاب من طريق محمد بن بشر، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1079) عن الفضل بن موسى، عن محمد بن عمرو، به.

وسيرد نحوه بإسناد صحيح برقم (26108).

(1)

حديث صحيح. عبد القدوس بن بكر بن خنيس تابعه يحيى القطان ووكيع في الرواية (24256)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وانظر (24192).

(2)

في النسخ ما عدا (ظ 7)، قال: فكره، بزيادة: قال، ولا وجه لها.

ص: 508

اللهَ عز وجل لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا " (1).

25773 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ ضِجَاعُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِي كَانَ (2) يَرْقُدُ عَلَيْهِ هُوَ وَأَهْلُهُ مِنْ أَدَمٍ مَحْشُوٍّ (3) لِيفًا (4).

(1) حديث صحيح، دون قولها: فكره ذلك حتى رأيت الكراهية في وجهه، فهو حسنٌ لغيره، عبد القدُّوس بنُ بكر: هو ابن خُنَيْس الكوفي ضعيف يُعتبر به، فقد ذكره البخاري في الضعفاء، وذكر محمود بن غيلان عن أحمد وابن معين وأبي خيثمة أنهم ضربوا على حديثه، وقال أبو حاتم وحده: لا بأس به. قلنا: لم يضرب أحمد على حديثه كما ترى، وقد توبع دون هذه الزيادة.

وقولها: فكره ذلك حتى رأيت الكراهية في وجهه:

أخرجه مالك من بلاغاته في "الموطأ" 1/ 118 عن إسماعيل بن أبي حكيم أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع امرأة من الليل

وقد وصله الطبراني في "الأوسط"(4330) من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي، عن حميد بن الأسود، عن الضحاك بن عثمان، عن إسماعيل بن أبي حكيم، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، به.

وقال: لم يرو هذا الحديث عن إسماعيل إلا الضحاك بن عثمان، ولا عن الضحاك إلا حُميد بن الأسود، تفرَّد به المقدمي.

قلنا: وبدون هذه الزيادة سلف برقم (24189) بإسناد صحيح.

(2)

كلمة "كان" ليست في (ظ 7) ولا (ظ 8).

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8) و (ظ 2) و (م): محشوّاً، والمثبت من (ق).

(4)

حديث صحيح، وهو مكرر (24209)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عبد القدوس بن بَكْر: وهو ابن خُنيس، وقد روى له الترمذي وابن ماجه، وهو ضعيف يعتبر به، وقد توبع.

ص: 509

25774 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ كَتَبَ إِلَيْهِ يَسْأَلُهُ عَنْ أَشْيَاءَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُرْوَةُ: سَلَامٌ عَلَيْكَ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّكَ كَتَبْتَ إِلَيَّ تَسْأَلُنِي عَنْ أَشْيَاءَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ فَأَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ: أَنَّهُمْ بَيْنَمَا هُمْ ظُهْرًا فِي بَيْتِهِمْ، وَلَيْسَ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ إِلَّا ابْنَتَاهُ عَائِشَةُ، وَأَسْمَاءُ، إِذَا هُمْ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ، وَكَانَ لَا يُخْطِئُهُ يَوْمًا أَنْ يَأْتِيَ بَيْتَ أَبِي بَكْرٍ أَوَّلَ النَّهَارِ وَآخِرَهُ، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ جَاءَ ظُهْرًا، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ يَا نَبِيَّ اللهِ؟ أَمْرٌ (1) حَدَثَ؟ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِمُ الْبَيْتَ، قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ:" أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ؟ "، فَقَالَ: لَيْسَ عَلَيْكَ عَيْنٌ، إِنَّمَا هُمَا ابْنَتَايَ. قَالَ:" إِنَّ اللهَ عز وجل قَدْ أَذِنَ لِي بِالْخُرُوجِ إِلَى الْمَدِينَةِ ". فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، الصَّحَابَةَ، قَالَ:" الصَّحَابَةَ ". فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: خُذْ إِحْدَى الرَّاحِلَتَيْنِ - وَهُمَا الرَّاحِلَتَانِ اللَّتَانِ كَانَ يَعْلِفُ أَبُو بَكْرٍ يُعِدُّهُمَا لِلْخُرُوجِ إِذَا أُذِنَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَاهُ أَبُو بَكْرٍ إِحْدَى الرَّاحِلَتَيْنِ، فَقَالَ: خُذْهَا يَا رَسُولَ اللهِ فَارْكَبْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" قَدْ أَخَذْتُهَا بِالثَّمَنِ "(2).

(1) في (م): إلا أمر.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، أبان العطار: وهو ابن يزيد -من رجاله، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. =

ص: 510

25775 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ.

وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ الطِّيبِ فِي مَفْرِقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَيَّامٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ (1).

25776 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ. وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْيِ (2) رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَبْعَثُ بِهَا وَيُقِيمُ فِينَا حَلَالًا (3).

= وأخرجه البخاري (2138) و (4093)، وابن حبان (6279) من طريقين عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.

وقد سلف نحوه برقم (25626).

قال السندي: قولها: وكان لا يخطئه يوماً، بالنصب على الظرفية، والفاعل هو أن يأتي.

(1)

هو مكرر (24934) و (25522) من طريق حماد، وهو ابن سلمة، عن حماد، وهو ابن أبي سليمان.

ومكرر (24983) من طريق حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، غير شيخ أحمد، فهو هنا أبو كامل، وهو مظَفَّر ابن مُدْرِك، روى له أبو داود في "التفرُّد"، والنسائي.

(2)

في النسخ الخطية: بُدن، والمثبت من (م).

(3)

إسناده صحيح. أبو كامل -وهو مُظَفَّر بن مُدْرِك الخُراساني- أخرج له النسائي، وأبو داود في كتاب "التفرُّد" وهو ثقة. وحمَّاد شيخ حماد بن سلمة هو ابنُ أبي سليمان، روى له مسلم مقروناً، وهو فقيه صدوق، حسن =

ص: 511

25777 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ. وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرَادَ أَنْ يَصْدُرَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ قَدْ حَاضَتْ، فَقَالَ:" إِنَّهَا لَحَابِسَتُنَا ". فَقَالُوا: إِنَّهَا قَدْ طَافَتْ بِالْبَيْتِ يَوْمَ النَّحْرِ. قَالَ: " فَلْتَنْفِرْ إِذًا "(1).

25778 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ

= الحديث، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 266، وفي "شرح مشكل الآثار"(5518) من طريق حجاج بن مِنْهال، عن حمَّاد بن سَلَمة، عن حمَّاد بن أبي سليمان، بهذا الإسناد، إلا أنه سقط من مطبوع "شرح المعاني" أحد الحمادين.

وقد سلف برقم (24020).

وأخرجه أبو يعلى (4505)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 266، وفي "شرح مشكل الآثار"(5521) من طريقين، عن حماد بن سلمة، عن هشام، بإسناده.

وقد سلف برقم (25580).

(1)

حديث صحيح، حمَّاد الذي يروي عن إبراهيم: هو ابن أبي سليمان، وهو حسن الحديث، وقد تُوبع بالرواية (24906) وغيرها، وبقية رجال الإسناد ثقات. أبو كامل: هو مُظَفَّر بن مدرك الخراساني، وشيخُه حمَّاد: هو ابنُ سَلَمة.

وسلف من حديث هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة برقم (25662).

وسلف مطولاً برقم (24906).

ص: 512

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَفْرُكُ الْمَنِيَّ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَيُصَلِّي فِيهِ (1).

25779 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ لِي (2) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي لَأَعْرِفُكِ إِذَا كُنْتِ غَضْبَى، وَإِذَا كُنْتِ رَاضِيَةً، إِذَا غَضِبْتِ قُلْتِ: لَا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ، وَإِذَا رَضِيتِ قُلْتِ: لَا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ "(3).

25780 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، كُلُّ نِسَائِكَ لَهَا كُنْيَةٌ غَيْرِي، قَالَ:" أَنْتِ أُمُّ عَبْدِ اللهِ "(4).

25781 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً (5).

(1) حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (24936)، إلا أن شيخ أحمد هنا هو أبو كامل -واسمه مُظَفَّر بن مُدْرِك الخراساني- وقد روى له أبو داود في "التفرد"، والنسائي، وهو ثقة.

(2)

لفظة: "لي" ليست في (م).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24318)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو وكيع بن الجراح.

(4)

حديث صحيح، وهو مكرر (25531) سنداً ومتناً.

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24239)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو وكيع بن الجراح.

ص: 513

25782 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ ذَرِيحٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَا يَمْتَنِعُ مِنْ شَيْءٍ مِنْ وَجْهِي وَهُوَ صَائِمٌ (1).

25783 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ صَالِحٍ الْأَسْدِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ.

قَالَ عَبْدُ اللهِ: مُحَمَّدُ بْنُ الْأَشْعَثِ يَعْنِي ابْنَ قَيْسٍ (2).

25784 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، عَنْ هِلَالٍ، يَعْنِي ابْنَ يسَافٍ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلْتُ، وَمِنْ شَرِّ مَا لَمْ أَعْمَلْ "(3).

(1) حديث صحيح، وهو مكرر (25292) سنداً ومتناً.

وسلف برقم (24110).

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر (25291) سنداً ومتناً.

وسلف برقم (24110).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (2716)(66) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 280 - 281، وفي "الكبرى"(7964) و (7965)، والطبراني في "الدعاء"(1358) و (1359) من طرق عن الأوزاعي، عن عبدة، عن هلال بن يساف، عن عائشة، به. لم يذكروا فروة في الإسناد. =

ص: 514

25785 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هَارُونَ، عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ:{فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} (1)[الواقعة: 89].

25786 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ بَرِيرَةَ أَتَتْهَا وَهِيَ مُكَاتَبَةٌ، قَدْ كَاتَبَهَا أَهْلُهَا عَلَى تِسْعِ أَوَاقٍ، فَقَالَتْ لَهَا: إِنْ شَاءَ أَهْلُكِ عَدَدْتُهَا (2) لَهُمْ عَدَّةً وَاحِدَةً، وَكَانَ الْوَلَاءُ لِي. فَأَتَتْ أَهْلَهَا، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُمْ، فَأَبَوْا (3) إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطُوا الْوَلَاءَ لَهُمْ، قَالَ (4): فَذَكَرَتْهُ عَائِشَةُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" افْعَلِي "، فَفَعَلَتْ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ (5) قَالَ: " مَا بَالُ رِجَالٍ يَشْتَرِطُونَ

= وقال المِزي في "تحفة الأشراف" 12/ 334: المحفوظ حديث ابن يساف، عن فروة بن نوفل، عن عائشة.

وقد سلف برقم (24033).

(1)

إسناده صحيح، وهو مكرر (24352) غير شيخ أحمد، فهو هنا وكيع: وهو ابن الجراح الرُّؤاسي.

وأخرجه ابن راهويه (1308) عن النضر ووكيع، عن هارون، بهذا الإسناد.

(2)

في (ق) و (ظ 7): أعددتها، وفي (ظ 8): عدتها.

(3)

في (ظ 8) و (ظ 2): وأبوا.

(4)

كلمة: "قال" ليست في (م).

(5)

لفظة: "ثم" ليست في (م).

ص: 515

شُرُوطًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللهِ ". قَالَ (1): " كُلُّ شَرْطٍ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللهِ، فَهُوَ بَاطِلٌ، كِتَابُ اللهِ أَحَقُّ، وَشَرْطُهُ أَوْثَقُ، وَالْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ " (2).

25787 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ - الْمَعْنَى - عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَالَ قَائِمًا بَعْدَمَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْفُرْقَانُ، فَلَا تُصَدِّقْهُ، مَا بَالَ قَائِمًا مُنْذُ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْفُرْقَانُ.

(1) كلمة: "قال" ليست في (ظ 7) ولا (ظ 8).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح.

وأخرجه ابنُ أبي شيية 7/ 136، ومسلم (1504)(9)، وابن ماجه (2521)، والبيهقي في "السنن" 5/ 336 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً مالك في "الموطأ" 2/ 780 - 781، وابن المبارك في "مسنده"(238)، والشافعي في "مسنده" 2/ 70 و 71 (ترتيب السندي)، وفي "السنن"(595)، وعبد الرزاق (16164)، وإسحاق (748)، والبخاري (1563) و (2168) و (2729)، ومسلم (1504)(8)، وأبو داود (3930)، وأبو يعلى (4435)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4367) و (4368) و (4393)، وفي "شرح معاني الآثار" 4/ 45، وابن حبان (4325)، والطبراني في "الأوسط"(7042)، وفي "الصغير"(1023)، والبيهقي 5/ 338، و 10/ 295 و 336، والخطيب في "تاريخه" 3/ 32، والبغوي في "شرح السنة"(2114) من طرق عن هشام، به.

وقد سلف برقم (24053).

ص: 516

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي حَدِيثِهِ: مَا بَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا مُنْذُ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْفُرْقَانُ (1).

25788 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ سَوْدَةَ كَانَتْ امْرَأَةً ثَبْطَةً ثَقِيلَةً، اسْتَأْذَنَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَدْفَعَ قَبْلَ دَفْعَتِهِ مِنْ جَمْعٍ، فَأَذِنَ لَهَا. قَالَتْ عَائِشَةُ: وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ اسْتَأْذَنْتُهُ (2).

25789 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ سَفَرٍ، وَقَدْ سُتِرْتُ بِنَمَطٍ فِيهِ تَمَاثِيلُ، قَالَتْ: فَنَحَّاهُ، قَالَتْ: وَاتَّخَذْتُ مِنْهُ وِسَادَتَيْنِ.

وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (25045)، إلا أن الإمام أحمد قرن بوكيع هنا عبد الرحمن بن مهدي.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجرَّاح، وعبد الرحمن: هو ابنُ مهدي.، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه مسلم (1290)(296)، وابن ماجه (3027)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3042) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1290)(296) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(1680)، وفي "الأدب المفرد"(756) من طريق محمد بن كثير، عن سفيان، به.

وقد سلف برقم (24015).

ص: 517

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ (1): طَيَّبْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدَيَّ هَاتَيْنِ عِنْدَ إِحْرَامِهِ، وَحِينَ رَمَى قَبْلَ أَنْ يَزُورَ (2).

25790 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ وَعِنْدَهَا رَجُلٌ قَالَ: فَقَالَ: " مَنْ هَذَا؟ " قَالَتْ: أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" انْظُرُوا مَنْ تُرْضِعُونَ، فَإِنَّمَا الرَّضَاعَةُ مِنَ الْمَجَاعَةِ ". قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: " انْظُرْنَ مَا (3) إِخْوَانُكُنَّ (4)، إِنَّمَا الرَّضَاعَةُ مِنَ الْمَجَاعَةِ "(5).

(1) لفظة: "قالت" من (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.

والقسم الأول منه في قصة الستر أخرجه مسلم (2107)(94) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وانظر (24081) و (24718).

والقسم الثاني منه سلف بعضه برقم (24111)، فانظره.

(3)

في (ق): من.

(4)

في (ظ 7) و (ظ 8): إخوانكم.

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25073) سنداً ومتناً لكنه مطول، ورواه الإمام أحمد هنا كذلك عن عبد الرحمن، وهو ابن مهدي.

وأخرجه مسلم (1455) من طريق وكيع وعبد الرحمن، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن راهويه (1475)، وابن ماجه (1945) من طريق وكيع، به. =

ص: 518

25791 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: أَخْبِرِينِي عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَقَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنَامُ أَوَّلَهُ وَيَقُومُ آخِرَهُ، فَإِذَا قَامَ تَوَضَّأَ، وَصَلَّى مَا قَضَى الله عز وجل لَهُ، فَإِنْ كَانَ بِهِ حَاجَةٌ إِلَى أَهْلِهِ، أَتَى أَهْلَهُ، وَإِلَّا مَالَ إِلَى فِرَاشِهِ، فَإِنْ كَانَ أَتَى أَهْلَهُ، نَامَ كَهَيْئَتِهِ، لَمْ يَمَسَّ مَاءً، حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ أَوَّلِ الْأَذَانِ، وَثَبَ - وَاللهِ مَا قَالَتْ: قَامَ - وَإِنْ كَانَ جُنُبًا، أَفَاضَ عَلَيْهِ الْمَاءَ - وَاللهِ مَا قَالَتْ: اغْتَسَلَ - وَإِلَّا (1)، تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ (2).

= وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى"(691) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.

وأخرجه ابن راهويه (1469) عن قبيصة بن عقبة، والبخاري (2647)، وأبو داود (2058)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1177) من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن سفيان، به.

وسلف برقم (24632).

(1)

في النسخ الخطية و (م): ولا، وهو خطأ، وصوبناه من الرواية السالفة برقم (24706)، ولفظها: وإن لم يكن جنباً توضأ وضوء الرجل للصلاة.

(2)

حديث صحيح، دون قوله:"لم يمسَّ ماءً" وهو مكرر الرواية (24706) غير أن الإمام أحمد رواه هنا عن وكيع، عن إسرائيل -وهو ابن يونس بن أبي إسحاق- عن أبي إسحاق. ورواه هناك عن حسن بن موسى الأشيب، عن زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق.

وسلف مختصراً برقم (24342).

ص: 519

25792 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ الْمَعْنَى، عَنْ الْمِقْدَامِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَكُونُ حَائِضًا، فَآخُذُ الْعَرْقَ فَأَتَعَرَّقُهُ وَأَنَا حَائِضٌ، فَأُنَاوِلُهُ النَّبِيَّ، فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ، وَأَشْرَبُ وَأَنَا حَائِضٌ، فَأُنَاوِلُهُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ (1).

25793 -

حَدَّثَنَا ابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ (2): قَالَتْ عَائِشَةُ: كُنْتُ أَتَعَرَّقُ الْعَظْمَ وَأَنَا حَائِضٌ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (3).

25794 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ غَالِبٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا رَجُلٍ قَتَلَ فَقُتِلَ، أَوْ رَجُلٍ زَنَى بَعْدَمَا أُحْصِنَ، أَوْ رَجُلٍ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (25595)، غير أن شيخي أحمد هنا: هما وكيع بن الجراح وعبد الرحمن بن مهدي وقد روياه عن سفيان الثوري فحسب.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 56 - 57، وفي "الكبرى"(62) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وانظر ما بعده.

(2)

لفظ: "قال" ليس في (ظ 7) ولا (ظ 8).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (25954) سنداً ومتناً.

وانظر ما قبله.

ص: 520

ارْتَدَّ بَعْدَ إِسْلَامِهِ " (1).

25795 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا قُبِضَ كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ يَمَانِيَةٍ بِيضٍ كُرْسُفٍ، لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ (2).

25796 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ وَالْعَبَّاسِ بْنِ (3) ذَرِيْحٍ، عَنِ الْبَهِيِّ. قَالَ شَرِيكٌ: قَالَ الْعَبَّاسُ: عَنْ عَائِشَةَ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَائِشَةَ: " نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ " فَقَالَتْ: إِنِّي حَائِضٌ؟ قَالَ: " إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ "(4).

25797 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: " وَدِدْتُ أَنَّ عِنْدِي بَعْضَ أَصْحَابِي ". قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا

(1) حديث صحيح، وهو مختصر (25700).

وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 414 عن وكيع، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24304).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25680) سنداً ومتناً.

(3)

تحرف في (م) إلى: عن.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (24794).

ص: 521

نَدْعُو لَكَ أَبَا بَكْرٍ؟ فَسَكَتَ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نَدْعُو لَكَ عُمَرَ؟ فَسَكَتَ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نَدْعُو لَكَ عَلِيًّا؟ فَسَكَتَ، قُلْنَا: أَلَا نَدْعُو لَكَ عُثْمَانَ؟ (1) قَالَ: " بَلَى " قَالَتْ: فَأَرْسَلْنَا (2) إِلَى عُثْمَانَ فَجَاءَ، فَخَلَا بِهِ، فَجَعَلَ يُكَلِّمُهُ وَوَجْهُ عُثْمَانَ يَتَغَيَّرُ (3).

(1) في (ق): قلنا: يا رسول الله، ألا ندعو لك عثمان؟

(2)

في (م): قال: أرسلنا.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.

وقد سلف الحديث برقم (24253) بزيادة أبي سهلة بين قيس بن أبي حازم وبين عائشة.

وأخرجه الخلال في "السنة"(419)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 58 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (113)، وابن حبان (6918) من طريق وكيع، به، وزادا في آخره: قال قيس: فحدثني أبو سهلة أن عثمان قال يوم الدار: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إليَّ عهداً، وأنا صابرٌ عليه، قال قيس: وكانوا يُرَوْنَه ذلك اليوم.

قلنا: وقد سلفت هذه الزيادة في مسند عثمان برقم (407).

ص: 522