المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

مسند الإمام أحمد بن حنبل (164 - 241 هـ) حقَّق هذا الجزء - مسند أحمد - ط الرسالة - جـ ٤٣

[أحمد بن حنبل]

فهرس الكتاب

مسند الإمام أحمد بن حنبل

(164 - 241 هـ)

حقَّق هذا الجزء وخرَّج أحاديثه وعلَّق عليه

شعيب الأرنَؤُوط - محمد نعيم العرِقسُوسي - إبراهيم الزّيبق

محمد رضوان العرِقسُوسي

الجزء الثالث والأربعون

مؤسسة الرسالة

ص: 1

25798 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سُرِقَتْ مِخْنَقَتِي، فَدَعَوْتُ عَلَى صَاحِبِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لَا تُسَبِّخِي عَلَيْهِ، دَعِيهِ بِذَنْبِهِ "(1).

25799 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَّرَ الطَّوَافَ يَوْمَ النَّحْرِ إِلَى اللَّيْلِ (2).

25800 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ

(1) إسناده ضعيف. إبراهيم -وهو ابن يزيد النخعي- قال المِزِّي: لم يثبت له سماعٌ من عائشة. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، غير إبراهيم بن مهاجر، فهو -وإن روى له مسلم- صدوق ليِّن الحفظ. وكيع: هو ابن الجراح، وعلي بن صالح: هو ابن حيّ الهمداني.

وسلف بإسناد ضعيف كذلك برقم (24183).

قال السندي: قولها: سُرقت مخنقتي، بإعجام الخاء، في القاموس: المخنقة، كمكنسة: القلادة.

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (2612) سنداً ومتناً.

وقد سلف برقم (25719).

ص: 7

عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ (1).

25801 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ صَفِيَّةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ شَبِعْنَا مِنَ الْأَسْوَدَيْنِ: الْمَاءِ وَالتَّمْرِ (2).

25802 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي الْمُنْذِرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ، فَقَالَ:" يَا عَائِشَةُ، اسْتَعِيذِي بِاللهِ مِنْ شَرِّ هَذَا، فَإِنَّ هَذَا الْغَاسِقُ إِذَا وَقَبَ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو الزِّناد: هو عبد الله بن ذكوان، وعلي بن حسين: هو ابن علي أبي طالب الهاشمي، زين العابدين.

وأخرجه مسلم (1106)(72)، والنسائي في "الكبرى"(3051)، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة، 138 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1522)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 91 من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبي الزناد، به.

وسلف برقم (24110).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24963) سوى شيخ أحمد، فهو هنا عبد الرحمن: وهو ابن مهدي.

وأخرجه مسلم (2975)(31) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24452).

(3)

إسناده حسن، وهو مكرر، (24323) غير أن شيخ أحمد هنا هو عبد الملك بن عمرو، أبو عامر العقدي، إلا أنه قرن بالحارث بن عبد الرحمن =

ص: 8

25803 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ (1) أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ أُمَّ بَكْرٍ أَخْبَرَتْهُ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ (2) النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي الْمَرْأَةِ تَرَى مَا يُرِيبُهَا بَعْدَ الطُّهْرِ؟ قَالَ:" إِنَّمَا هُوَ عِرْقٌ " أَوْ قَالَ: " عُرُوقٌ "(3).

25804 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ شَيْبَةَ، خَازِنَ الْبَيْتِ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم طَرَقَهُ وَجَعٌ، فَجَعَلَ يَشْتَكِي (4) وَيَتَقَلَّبُ عَلَى فِرَاشِهِ، فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: لَوْ فَعَلَ هَذَا بَعْضُنَا

= هاهنا المنذر بنَ أبي المنذر، وهو مجهول الحال، إذ لم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": فيه جهالة.

وأخرجه المزي في "تهذيبه"(ترجمة المنذر) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حُميد (1517)، والترمذي (3366)، والنسائي في "الكبرى"(10137) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(305) - والطبري في "تفسيره" 30/ 352، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1773) من طريق عبد الملك بن عمرو، بهذا الإسناد، إلا أن عبد بن حميد والترمذي والطبري لم يقرنوا المنذر بن أبي المنذر مع الحارث. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

(1)

في (م): بن، وهو خطأ.

(2)

في (ظ 8) و (ظ 7) وهامش (ق): عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(3)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (25269) سنداً ومتناً.

(4)

في (ظ 7) و (ظ 8): يتشكى.

ص: 9

لَوَجِدْتَ عَلَيْهِ، فَقَالَ:" إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ يُشَدَّدُ (1) عَلَيْهِمْ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ مُؤْمِنٍ تُصِيبُهُ (2) نَكْبَةٌ: شَوْكَةٌ وَلَا وَجَعٌ إِلَّا رَفَعَ اللهَ عز وجل لَهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا (3) خَطِيئَةً ". أَوْ كَالَّذِي قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (4).

25805 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مَا بَيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ - وَهِيَ الَّتِي تُسَمُّونَ أَوْ تَدْعُونَ الْعَتَمَةَ - إِلَى الْفَجْرِ إِحْدَى عَشْرَةَ سَجْدَةً، يُسَلِّمُ بَيْنَ كُلِّ سَجْدَتَيْنِ، وَيُوتِرُ

(1) في (ظ 8) و (ظ 7): يشد.

(2)

في (ظ 2) و (م): يصيبه.

(3)

في (م): بها عنه.

(4)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الرحمن بن شيبة -وهو العبدري- فقد روى له النسائي، وهو ثقة. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العَقَدي البصري، وعلي: هو ابن المبارك الهُنَائي. قال الحافظ: كان له عن يحيى بن أبي كثير كتابان، أحدهما سماع، والآخر إرسال، فحديث الكوفيين عنه فيه شيء. قلنا: هذه الرواية من حديث أبي عامر العقدي، وهو بصري.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2212) من طريق أبي عامر العَقَدي، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (25264).

قال السندي: قولها: لو فعل هذا بعضنا لوجدتَ عليه، بصيغة المتكلم، أو بصيغة الخطاب، أي: لرأيت أنه من قلة صبره وكثرة جزعه، فبيَّن أن ذلك إذا لم يكن من شدة البلاء، وأما إذا كان من شدة البلاء، كما هو حالي، فلا، والله تعالى أعلم.

ص: 10

بِوَاحِدَةٍ، وَيَسْجُدُ فِي سُبْحَتِهِ بِقَدْرِ مَا يَقْرَأُ أَحَدُكُمْ خَمْسِينَ آيَةً قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ، فَإِذَا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُ بِالْأُولَى مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ، رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ، فَيَأْتِيهِ الْمُؤَذِّنُ، فَيَخْرُجُ مَعَهُ (1).

25806 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرُو قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُسَبِّحُ سُبْحَةَ الضُّحَى، وَإِنِّي لَأُسَبِّحُهَا (2).

25807 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْتَمَ بِصَلَاةِ الْعِشَاءِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَامَ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٍ (3) يَنْتَظِرُ هَذِهِ الصَّلَاةَ غَيْرَكُمْ ". قَالَ: وَذَاكَ قَبْلَ أَنْ يَفْشُوَ الْإِسْلَامُ فِي النَّاسِ (4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24461)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الملك بن عمرو أبو عامر العَقَدي.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 283 من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25444)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي.

(3)

في (م): من أحد.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر =

ص: 11

25808 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَعْتَمَ لَيْلَةً، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).

25809 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ تَعْجِيلًا لِلظُّهْرِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

= العَقَدي، وابن أبي ذئب: اسمه محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذئب.

وأخرجه ابن راهويه في "مسنده"(825) من طريق عثمان بن عمر، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24059).

وانظر ما بعده.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي، وليث: هو ابن سعد، وعُقَيل: هو ابنُ خالد الأَيلي.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 365 - 366 من طريق حجاج، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (566)، ومسلم (638) من طريقين، عن ليث، به.

وقد سلف برقم (24059) وانظر ما قبله.

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (25038)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو إسحاق بن يوسف الأزرق.

وأخرجه ابن عدي 2/ 636 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي 1/ 437 من طريق محمد بن الفضل بن جابر أبي عبد الرحمن الأذرمي، عن إسحاق الأزرق، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، به. وقال: وهو وهم، والصَّواب رواية الجماعة، قاله ابن حنبل =

ص: 12

25810 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: نُبِّئْتُ عَنْ دِقْرَةَ (1) أُمِّ عَبْدِ الله (2) بْنِ أُذَيْنَةَ، قَالَتْ: كُنَّا نَطُوفُ مَعَ عَائِشَةَ بِالْبَيْتِ، فَأَتَاهَا بَعْضُ أَهْلِهَا، فَقَالَ: إِنَّكِ قَدْ عَرِقْتِ، فَغَيِّرِي ثِيَابَكِ. فَوَضَعَتْ ثَوْبًا كَانَ عَلَيْهَا، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِا (3) بُرْدًا عَلَيَّ مُصَلَّبًا فَقَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَآهُ فِي ثَوْبٍ قَضَبَهُ. قَالَتْ: فَلَمْ تَلْبَسْهُ (4).

= وغيره، وقد رواه إسحاق مرة على الصَّواب.

وبنحوه قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 129.

(1)

في (م): زفرة، وهو خطأ.

(2)

كذا في النسخ الخطية و (م)، وقد سلفت في الرواية (25091) ومصادر التخريج أنها أم عَبْدِ الرَّحْمَنِ، كذلك ذكر المزي كنيتها في ترجمتها في "تهذيب الكمال" حين أشار إلى طريق إسماعيل ابن علية، فلعل أم عبد الله من تحريف النساخ، والله أعلم.

(3)

في (م): عليه.

(4)

إسناده حسن من أجل دقرة، وقد سلف الكلام عليها في الرواية (25091)، وقد صرّح محمد بن سيرين بسماعه منها هناك، فانتفت شبهة انقطاعه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(6115) من طريق ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/ 2239 من طريق محمد بن أبي الشمال، عن سلمة بن علقمة، به وقرن مع سلمة ابن عون، وقال: محمد بن أبي الشمال هذا ليس بالمعروف، ولم أرى له من الحديث ما يتبين ضعفه من صدقه.

قلنا: وقد صوَّب الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 105 رواية ابن عُلَيَّة. =

ص: 13

25811 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: إِنِّي لَأَعْلَمُ النَّاسِ بِهَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: بَلَغَ مَرْوَانُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ مَنْ أَدْرَكَهُ الصُّبْحُ وَهُوَ جُنُبٌ، فَلَا يَصُومَنَّ يَوْمَئِذٍ، فَأَرْسَلَ إِلَى عَائِشَةَ يَسْأَلُهَا (1) عَنْ ذَاكَ؟ فَانْطَلَقَتْ مَعَهُ، فَسَأَلَهَا، فَقَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ احْتِلَامٍ، ثُمَّ يَصُومُ. فَرَجَعَ إِلَى مَرْوَانَ فَحَدَّثَهُ، فَقَالَ: الْقَ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَحَدِّثْهُ. فَقَالَ: إِنَّهُ لَجَارِي، وَإِنِّي لَأَكْرَهُ أَنْ أَسْتَقْبِلَهُ بِمَا يَكْرَهُ. فَقَالَ: أَعْزِمُ عَلَيْكَ لَتَلْقَيَنَّهُ. قَالَ: فَلَقِيَهُ، فَقَالَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، وَاللهِ إِنْ كُنْتُ لَأَكْرَهُ أَنْ أَسْتَقْبِلَكَ بِمَا تَكْرَهُ، وَلَكِنَّ الْأَمِيرَ عَزَمَ عَلَيَّ. قَالَ: فَحَدَّثَهُ (2)، فَقَالَ: حَدَّثَنِيهِ الْفَضْلُ (3).

= قال السندي: قولها: مصلَّب، بفتح اللام المشددة من التصليب، أي: فيه صور صليب النصارى.

قولها: قضبه، أي: قطع الصليب أو الثوب لينقطع الصليب.

(1)

في (ظ 7) و (ظ 8): ليسألها.

(2)

في (م): فحدثته.

(3)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. أيوب: هو السختياني. وعكرمة بن خالد: هو ابن العاص المخزومي.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" 12/ 341 - من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1088)، وابن خزيمة (2011) من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن عكرمة بن خالد، به. =

ص: 14

25812 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ: قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تُحَرِّمُ الْمَصَّةُ وَلَا الْمَصَّتَانِ "(1).

25813 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: سُئِلَتْ (2) عَائِشَةُ عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ (3).

= وأخرجه مطولاً ومختصراً النسائي في "الكبرى"(2930) و (2977) و (2998)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(538) و (539) وفي "شرح معاني الآثار" 2/ 103، والطبراني في "الشاميين"(2121) من طرق عن أبي بكر بن عبد الرحمن، به.

وقد سلف نحوه برقم (25673).

وانظر (24062).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مكرر (24081)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو إسماعيل ابن عُلَية.

وأخرجه سعيد بن منصور (969)، ومسلم (1450)، وأبو داود (2063)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 101، وفي "الكبرى"(5451)، وابن ماجه (1941)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4556)، والبيهقي في "السنن" 7/ 454 - 455 من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد.

(2)

في (م): سألتُ، وهو خطأ.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد فيه انقطاع، الحسن -وهو البصري- إنما سمعه من سعد بن هشام، عن عائشة كما سلف (24568)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين إسماعيل: هو ابن علية، ويونس: هو ابن عبيد.

وقد سلف برقم (24269).

ص: 15

25814 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: أَيْ أُمَّهْ، أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنَامُ وَهُوَ جُنُبٌ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، لَمْ يَكُنْ يَنَامُ حَتَّى يَغْسِلَ فَرْجَهُ، وَيَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ (1).

25815 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ وَمَسْرُوقٍ، قَالَا: أَتَيْنَا عَائِشَةَ رَحِمَهَا اللهُ لِنَسْأَلَهَا عَنِ الْمُبَاشَرَةِ لِلصَّائِمِ، فَاسْتَحْيَيْنَا (2)، فَقُمْنَا قَبْلَ أَنْ نَسْأَلَهَا، فَمَشَيْنَا لَا أَدْرِي كَمْ، ثُمَّ قُلْنَا: جِئْنَا لِنَسْأَلَهَا عَنْ حَاجَةٍ، ثُمَّ نَرْجِعُ قَبْلَ أَنْ نَسْأَلَهَا! فَرَجَعْنَا فَقُلْنَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّا جِئْنَا لِنَسْأَلَكِ عَنْ شَيْءٍ، فَاسْتَحْيَيْنَا (2) فَقُمْنَا، فَقَالَتْ: مَا هُوَ؟ سَلَا عَمَّا بَدَا لَكُمَا. قُلْنَا: أَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقَّاص الليثي- فقد روى له البخاري مقروناً بغيره، ومسلم في المتابعات، وهو صدوقٌ حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

إسماعيل: هو ابن عُلَيَّة.

وأخرجه البخاري (288) من طريق عروة، عن عائشة، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24083) دون قولها: يغسل فرجه. وقد ثبتت هذه الزيادة من حديث عائشة نفسها عند البخاري.

وسيأتي برقم (26003).

(2)

في غير (ظ 7) و (ظ 8): فاستحينا.

ص: 16

يُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ؟ قَالَتْ: قَدْ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ، وَلَكِنَّهُ كَانَ أَمْلَكَ لِإِرْبِهِ مِنْكُمْ (1).

25816 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: مَا كَانَ يَقْضِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم غُسْلَهُ مِنَ الْجَنَابَةِ، قَالَ: فَدَعَتْ بِإِنَاءٍ، حَزَرَتْهُ صَاعًا بِصَاعِكُمْ هَذَا (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

إسماعيل: هو ابن عُلَيَّة، وابنُ عون: هو عبد الله أبو عون، وإبراهيم: هو النَّخَعي.

وأخرجه مسلم (1106)(68)، والنسائي في "الكبرى"(3103) و (3106)، وابن ماجه (1687)، من طريق إسماعيل ابن عليَّة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1106)(68)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 92 - 93، من طريق أبي عاصم، والنسائي في "الكبرى"(3102)، وابن خزيمة (1992) من طريق بشر بن المفضَّل، والنسائي (3107) من طريق يزيد بن زُريع، ثلاثتهم عن ابن عون، به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3104)، فقال: وفيما قرأ علينا أحمدُ بن منيع، قال: حدثنا ابنُ علية، بهذا الإسناد، لكن لم يذكر مسروقاً.

ثم أخرجه كذلك (3105)، فقال: وفيما قرأ علينا أحمد بن منيع مرة أخرى، قال: حدثنا ابن علية، بهذا الإسناد، لم يذكر الأسود.

وقد سلف برقم (24130)، وبسطنا فيه الاختلاف على إبراهيم النخعي، وبرقم (24110).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد سيرد الكلامُ عليه في الرواية (25836)، يونس: هو ابن عبيد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 65 عن إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد. =

ص: 17

25817 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ يَقُولُ: قَالَتْ عَائِشَةُ: طَيَّبْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِحِلِّهِ وَلِحُرْمِهِ (1).

25818 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَبْعَثُ بِالْهَدْيِ، فَأَفْتِلُ قَلَائِدَهَا بِيَدَيَّ، ثُمَّ لَا يُمْسِكُ عَنْ شَيْءٍ لَا يُمْسِكُ عَنْهُ الْحَلَالُ (2).

= وسلف نحوه بإسناد صحيح برقم (24897).

(1)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد أختُلف على أيوب -وهو السختياني- فيه:

فرواه إسماعيل -وهو ابن عُلَيَّة- كما في هذه الرواية، وإبراهيم بنُ طَهْمان كما في "مشيخته"(163)، وحمَّادُ بنُ زيد، كما عند الطيالسيِّ (1431)، والطحاويِّ في "شرح معاني الآثار" 2/ 130، وعمر بنُ عامر، كما عند ابنِ عديّ في "الكامل" 5/ 1686 - 1687، والخطيب في "تاريخ بغداد" 13/ 124، روَوْه عن أيوب، عن القاسم نفسه، لم يذكروا بينهما ولدَه عبدَ الرحمن.

ورواه عبد الوهاب الثقفيُّ، كما عند النسائيِّ في "الكبرى"(4162)، وابنِ عديٍّ في "الكامل" 5/ 1687، ووُهَيْب بنُ خالد، فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 144، روياه عن أيوب، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن القاسم، عن عائشة.

قال الدارقطني: يحتمل أن يصح جميعُها، لأن جميع الرواة لها ثقات.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4161)، من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24111).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24976)، غير أن =

ص: 18

25819 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: كَانَ يُصَلِّي أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَثِنْتَيْنِ بَعْدَهَا، وَثِنْتَيْنِ قَبْلَ الْعَصْرِ، وَثِنْتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَثِنْتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ، ثُمَّ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ تِسْعًا. قُلْتُ: أَقَائِمًا أَوْ قَاعِدًا؟ قَالَتْ: يُصَلِّي لَيْلًا طَوِيلًا قَائِمًا، وَلَيْلًا طَوِيلًا قَاعِدًا. قُلْتُ: كَيْفَ يَصْنَعُ إِذَا كَانَ قَائِمًا؟ وَكَيْفَ يَصْنَعُ إِذَا كَانَ قَاعِدًا؟ قَالَتْ: إِذَا قَرَأَ قَائِمًا، رَكَعَ قَائِمًا، وَإِذَا قَرَأَ قَاعِدًا، رَكَعَ قَاعِدًا، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ (1).

25820 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ لِابْنِ أَبِي السَّائِبِ قَاصِّ أَهْلِ الْمَدِينَةِ: ثَلَاثًا (2) لَتُتَابِعُنِّي (3) عَلَيْهِنَّ أَوْ لَأُنَاجِزَنَّكَ؟ فَقَالَ: مَا هُنَّ؟ بَلْ أَنَا أُتَابِعُكِ (4) يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: اجْتَنِبِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ، فَإِنَّ رَسُولَ

= شيخ أحمد هنا: هو إسماعيل ابنُ عَلُيِّة.

وأخرجه مسلم (1321)(363) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن القاسم وأبي قِلابة، عن عائشة، به. فقرن أبا قِلابة بالقاسم.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (24019)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو إسماعيل ابنُ عُلَيَّة.

(2)

كذا في النسخ، وفي "تاريخ المدينة" لابن شبة: ثلاث، وهو الوجه.

(3)

في (ق) و (م): لتبايعني، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8)، وكذلك هي في نسخة السندي، وقال: من المتابعة، بمعنى الموافقة، أي لتوافقني.

(4)

في (ق) و (م): أبايعك، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8).

ص: 19

اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ كَانُوا لَا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ - وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ مَرَّةً: فَقَالَتْ: إِنِّي عَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ وَهُمْ لَا يَفْعَلُونَ ذَاكَ - وَقُصَّ عَلَى النَّاسِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ أَبَيْتَ فَثِنْتَيْنِ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَثَلَاثًا، فَلَا تَمَلُّ النَّاسُ هَذَا الْكِتَابَ، وَلَا أَلْفَيَنَّكَ تَأْتِي الْقَوْمَ وَهُمْ فِي حَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِهِمْ، فَتَقْطَعُ عَلَيْهِمْ حَدِيثَهُمْ، وَلَكِنْ اتْرُكْهُمْ، فَإِذَا حَدَوْكَ عَلَيْهِ، وَأَمَرُوكَ بِهِ، فَحَدِّثْهُمْ (1).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الشعبي -وهو عامر بن شَراحيل- لم يسمع من عائشة، وقد اختلف فيه على داود، وهو ابن أبي هند:

فرواه إسماعيل ابنُ عُليَّة، كما في هذه الرواية، وكما عند ابن شبَّة في "تاريخ المدينة" 1/ 13، وسفيان بنُ عيينة فيما أخرجه أبن أبي شيبة 10/ 199، وعبد الأعلى بنُ عبد الأعلى، فيما أخرجه ابنُ راهويه (1634)، ثلاثتهم عن داود بن أبي هند، عن الشعبي قال: قالت عائشة.

وخالفهم أبو معاوية محمد بن خازم الضرير، فيما أخرجه ابن حبان (978)، فرواه عن داود، عن الشعبي، فقال: عن ابن أبي السائب، قال: قالت عائشة.

ورواه حماد بن سلمة، فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 68، عن داود، عن الشعبي، فقال: عن مسروق، عن عائشة.

قال الدارقطني: والصحيح عن الشعبي، عن عائشة، قلنا: يعني المنقطع.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 191، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، ورواه أبو يعلى بنحوه.

قلنا: لعلَّه في مسنده الكبير، إذ لم نجده في مطبوع مسنده الصغير.

وأورده ابن الجوزي في كتاب "القُصَّاص والمذكِّرين" ص 362 مختصراً.

وله شاهد من حديث ابن عباس عند البخاري (6337)، وانظر حديث عبد الله بن مسعود برقم (3581).

ص: 20

25821 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِ (1) الْقُرْآنِ بِاللَّيْلِ، يَقُولُهُ فِي السَّجْدَةِ مِرَارًا:" سَجَدَ وَجْهِيَ لِلَّذِي خَلَقَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ "(2).

25822 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي الثَّوْبِ الَّذِي يُجَامِعُ فِيهِ (3).

(1) في (ق): سجوده، وعليها شرحَ السندي فقال: هو بالنصب على أنه مصدر، بتقدير المضاف، أي: سجدة القرآن، أي: تلاوته.

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر (24022)، وقد سلف الكلام عليه هناك، فانظره.

أخرجه ابن أبي شيبة 2/ 20، وأبو داود (1414)، والبيهقي في "السنن" 5/ 322، وفي "السنن الصغير"(873) من طريق إسماعيل ابن عُليَّة، بهذا الإسناد.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، سليمان بن موسى -وهو الأشدق- لم يدرك عائشة، ثم إنه اختُلف فيه على برد بن سنان:

فرواه إسماعيل -وهو ابن إبراهيم ابن علية- كما في هذه الرواية، وهو عند ابن أبي شيبة 2/ 482 - عنه، عن سليمان بن موسى، عن عائشة.

ورواه العلاء بن برد -كما عند الطبراني في "الشاميين"(389) و (3611) - عنه، عن مكحول، عن سليمان بن يسار، عن عائشة، به. وقال الدارقطني في =

ص: 21

25823 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: قُلْتُ لِلْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ: امْرَأَةُ أَبِي أَرْضَعَتْ جَارِيَةً مِنْ عُرْضِ النَّاسِ بِلَبَنِ أَخَوَيَّ، أَفَتَرَى أَنِّي أَتَزَوَّجُهَا؟ (1) فَقَالَ: لَا، أَبُوكَ أَبُوهَا، قَالَ: ثُمَّ حَدَّثَ حَدِيثَ أَبِي الْقُعَيْسِ، فَقَالَ: إِنَّ أَبَا الْقُعَيْسِ أَتَى عَائِشَةَ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْهَا، فَلَمْ تَأْذَنْ لَهُ، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا قُعَيْسٍ جَاءَ يَسْتَأْذِنُ عَلَيَّ، فَلَمْ آذَنْ لَهُ، فَقَالَ:" هُوَ عَمُّكِ، فَلْيَدْخُلْ عَلَيْكِ". فَقُلْتُ: إِنَّمَا أَرْضَعَتْنِي الْمَرْأَةُ، وَلَمْ يُرْضِعْنِي الرَّجُلُ، فَقَالَ:" هُوَ عَمُّكَ، فَلْيَدْخُلْ عَلَيْكِ "(2).

= "العلل" 5/ الورقه 80: وقول أحمد أصح. قلنا: يعني حديث ابن علية.

وله شاهد من حديث أم حبيبة، سيرد بإسناد صحيح برقم 6/ 426، ولفظه: قال معاوية بن أبي سفيان أنه سأل أخته أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في الثوب الواحد الذي يجامعها فيه؟ قالت: نعم، إذا لم يكن فيه أذى.

وانظر (24044).

(1)

في (ظ 7) و (ظ 8): فترى لي أتزوجها، وفي (ق): أن أتزوجها.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبَّاد بن منصور، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن علية، والقاسم بن محمد: هو ابنُ أبي بكر الصديق.

وأخرجه الطيالسي (1434) عن عبَّاد بن منصور، به. وقال: وكان أبو قعيس أخو أفلح زوج ظئر عائشة.

وسلف بإسناد صحيح برقم (24054).

وانظر من أجل اسم أبي قعيس ما نقلناه عن الحافظ في الروايتين =

ص: 22

25824 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ قِيَامُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ قَدْرَ مَا يَقْرَأُ فَاتِحَةَ الْكِتَابَ (1).

25825 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ الْمغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: بَعَثَ إِلَيْنَا آلُ أَبِي بَكْرٍ بِقَائِمَةِ شَاةٍ لَيْلًا، فَأَمْسَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَطَعْتُ، أَوْ أَمْسَكْتُ وَقَطَعَ، فَقَالَ الَّذِي تُحَدِّثُهُ: أَعَلَى غَيْرِ مِصْبَاحٍ؟ فَقَالَتْ: لَوْ كَانَ عِنْدَنَا مِصْبَاحٌ، لَائْتَدَمْنَا بِهِ، إِنْ كَانَ لَيَأْتِي عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم الشَّهْرُ مَا يَخْتَبِزُونَ خُبْزًا، وَلَا يَطْبُخُونَ قِدْرًا (2).

= (24102) و (25651).

قال السندي: قوله: مِنْ عُرْض الناس، بضم فسكون، أي: من نواحيهم، والمراد: من جملة الناس.

(1)

إسناده ضعيف لانقطاعه، محمد بن سيرين لم يسمع من عائشة، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلَيَّة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 243 عن إسماعيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1342) من طريق الأشعث، عن محمد بن سيرين، به.

وقد سلف برقم (24125) بإسناد صحيح بلفظ: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخفف الركعتين حتى أقول: قرأ بفاتحة الكتاب أم لا.

(2)

إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (24631) إسماعيل: هو ابن عُلَيَّة. =

ص: 23

25826 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي هِشَامٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ وَهُوَ قَاعِدٌ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ، قَامَ قَدْرَ مَا يَقْرَأُ إِنْسَانٌ أَرْبَعِينَ آيَةً (1).

25827 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ امْرَأَةً دَخَلَتْ عَلَى عَائِشَةَ، فَإِذَا رُمْحٌ مَنْصُوبٌ، فَقَالَتْ: مَا هَذَا الرُّمْحُ؟ فَقَالَتْ: نَقْتُلُ بِهِ الْأَوْزَاغَ، ثُمَّ حَدَّثَتْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا أُلْقِيَ فِي النَّارِ، جَعَلَتِ الدَّوَابُّ كُلُّهَا تُطْفِئُ عَنْهُ، إِلَّا الْوَزَغَ، فَإِنَّهُ جَعَلَ يَنْفُخُهَا

= قال السندي: قولها: لو كان عندنا مصباحٌ، أي: لو كان عندنا زيت أو سَليط مما يسرج به المصباح، لجعلناه إداماً لطعامنا.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، الوليد بن أبي هشام من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلَيَّة، وعمرة: هي بنت عبد الرحمن.

وأخرجه الخطيب في "موضح أوهام الجمع" 2/ 505 - 506 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي في "السنن"(29)، وإسحاق بن راهويه (1155)، ومسلم (731)(113)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 220، وابن ماجه (1226)، وأبو يعلى (4885)، وابن خزيمة (1244)، وأبو عوانة 2/ 218، والبيهقي 2/ 491، والخطيب في "الموضح" 2/ 505 - 506، "والمِزِّي في "تهذيبه" (ترجمة الوليد بن أبي هشام) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد، وتحرف اسم عمرة في مطبوع أبي يعلى إلى عروة!

وقد سلف برقم (24191).

ص: 24

عَلَيْهِ " (1).

25828 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِذَا بُدِّلَتِ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ، وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ، أَيْنَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ:" النَّاسُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الصِّرَاطِ "(2).

25829 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ وَيَزِيدُ، الْمَعْنَى، قَالَا أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرِنُ (3) السُّوَرَ؟ قَالَتْ: الْمُفَصَّلَ، قُلْتُ: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي قَاعِدًا؟ قَالَتْ: نَعَمْ، بَعْدَمَا حَطَمَهُ النَّاسُ. قُلْتُ: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الضُّحَى؟ قَالَتْ: لَا، إِلَّا أَنْ يَجِيءَ مِنْ مَغِيبِهِ، قُلْتُ: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ شَهْرًا سِوَى رَمَضَانَ؟ قَالَتْ: لَا وَاللهِ، إِنْ صَامَ شَهْرًا تَامًّا سِوَى رَمَضَانَ، وَلَا أَفْطَرَهُ كُلَّهُ حَتَّى يَصُومَ مِنْهُ شَيْئًا، قُلْتُ: أَيُّ

(1) حديث صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين.

وانظر. (24534)

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر (25023)، غير أن الإمام أحمد رواه هنا عن إسماعيل، وهو ابن علية، عن داود.

ورواه هناك عن عفان، عن وهيب، عن داود.

وسلف بإسناد صحيح برقم (24069).

(3)

في (ظ 7) و (ظ 2) و (ق) و (م): يقرأ، والمثبت من (ظ 8) و"أطراف المسند" 9/ 73.

ص: 25

أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ أَحَبَّ إِلَيْهِ؟ قَالَتْ: أَبُو بَكْرٍ، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَتْ: ثُمَّ عُمَرُ، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَتْ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، قَالَ يَزِيدُ: قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: فَسَكَتَتْ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن شقيق من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، والجريري: هو سعيد بن إياس -وإن كان اختلط، وسماع يزيد بن هارون منه بعد اختلاطه- قد توبع بإسماعيل ابن عُليَّة وهو ممن سمع من الجريري قبل اختلاطه.

وأخرجه الترمذي (3657)، وابن خزيمة (1241)، والبيهقي 2/ 60 من طريق ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 268، والبيهقي 2/ 489 - 490 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه بتمامه، مقطعاً مسلم (717)(75) و (732) و (1156)(172)، وأبو داود (1292)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 223 و 4/ 152، وفي "الكبرى"(2495)، وابن حبان (2527)، والبيهقي 2/ 60 و 489 - 490 و 3/ 49 - 50 من طريق يزيد بن زريع، والنسائي في "الكبرى"(8201) من طريق عبد الوارث، وابن ماجه (102)، وأبو يعلى (4887)، وأبو عوانة 2/ 268، والبيهقي 3/ 49 - 50 من طريق حماد بن أسامة أبي أسامة، وأبو يعلى (4732) من طريق وُهَيْب بن خالد، وابن خزيمة (1230) و (2132) من طريق سالم بن نوح، وابنُ حبان (3580) من طريق حماد بن سلمة، وتمام الرازي في "فوائده" 1476 (الروض البسام) من طريق عليِّ بن عاصم الواسطي، سبعتُهم، عن الجُريري، به.

وقد سلف بنحوه برقم (25385).

وفي باب فضل أبي بكر وعمر: عن علي، سلف برقم (833).

وعن عمرو بن العاص، سلف برقم (17811). وذكرنا أحاديث الباب =

ص: 26

25830 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، قَالَ ذَكَرُوا عِنْدَ أَبِي قِلَابَةَ خُرُوجَ النِّسَاءِ فِي الْعِيدِ. قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَتْ الْكَعَابُ تَخْرُجُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ خِدْرِهَا (1).

25831 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ عز وجل أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ عز وجل، كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ ". فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَرَاهِيَةُ لِقَاءِ اللهِ أَنْ يَكْرَهَ الْمَوْتَ؟ فَوَاللهِ إِنَّا لَنَكْرَهُهُ، فَقَالَ: " لَا، لَيْسَ بِذَاكَ، وَلَكِنَّ (2) الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا قَضَى الله عز وجل قَبْضَهُ، فَرَّجَ لَهُ عَمَّا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ ثَوَابِ اللهِ عز وجل وَكَرَامَتِهِ، فَيَمُوتُ حِينَ يَمُوتُ وَهُوَ يُحِبُّ لِقَاءَ اللهِ عز وجل، وَاللهُ يُحِبُّ لِقَاءَهُ، وَإِنَّ الْكَافِرَ وَالْمُنَافِقَ (3) إِذَا قَضَى الله عَزَّ

= هناك.

وفي فضل أبي عبيده: عن أبي هريرة، سلف برقم (9431).

وعن ابن مسعود، سلف برقم (3930). وذكرنا أحاديث الباب هناك.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (25512)، غير أن شيخ أحمد هنا هو إسماعيل ابن عُلَيَّة.

قال السندي: قولها: الكعاب، بالفتح: الجارية الشابة حين يبدأ ثديُها للنهود، وهي الكاعب أيضاً.

(2)

كلمة: "العبد" ليست في (م).

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8): أو المنافق.

ص: 27

وَجَلَّ قَبْضَهُ، فَرَّجَ لَهُ عَمَّا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ عَذَابِ اللهِ عز وجل وَهَوَانِهِ، فَيَمُوتُ حِينَ يَمُوتُ وَهُوَ يَكْرَهُ لِقَاءَ اللهِ، وَاللهُ يَكْرَهُ لِقَاءَهُ " (1).

25832 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَا يَدَعُ حَاجَةً لَهُ إِلَى امْرَأَتِهِ (2) حَتَّى يَرْجِعَ الْحَاجُّ (3).

25833 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ. وَيُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ الْحَارِثِ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه عنعنة الحسن، وفي سماعه من عائشة نظر، فقد قال ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 43: ويروى حكايات عن الحسن أنه سمع من عائشة وهي تقول: إن نبيكم بريء ممن فرّق دينه. قلنا: وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن علية، ويونس: هو ابن عُبيد العبدي.

وأخرج صدر الحديث منه القضاعي في "مسند الشهاب"(430) من طريق عمران، عن الحسن، به.

وسلف صدره كذلك برقم (24172) وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وذكرنا في تخريجه الزيادة الواردة عند مسلم وغيره، التي تصح بها هذه الرواية المطولة.

قال السندي: قوله: "عما بين يديه"، أي: قُدَّامه.

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): امرأة.

(3)

حديث حسن، وهو مكرر (24709) سنداً ومتناً.

ص: 28

عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ حَائِضٍ إِلَّا بِخِمَارٍ "(1).

25834 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تُقْبَلُ (2) صَلَاةُ حَائِضٍ إِلَّا بِخِمَارٍ "(3).

25835 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أُمَيَّةَ (4)، أَنَّهَا سَأَلَتْ عَائِشَةَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ:{إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ} [البقرة: 284] وَعَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123] فَقَالَتْ: مَا سَأَلَنِي عَنْهُمَا أَحَدٌ مُنْذُ سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْهُمَا، فَقَالَ: " يَا عَائِشَةُ، هَذِهِ مُتَابَعَةُ اللهِ عز وجل الْعَبْدَ بِمَا يُصِيبُهُ مِنَ الْحُمَّةِ وَالنَّكْبَةِ وَالشَّوْكَةِ، حَتَّى الْبِضَاعَةُ يَضَعُهَا فِي كُمِّهِ، فَيَفْقِدُهَا، فَيَفْزَعُ لَهَا، فَيَجِدُهَا فِي ضِبْنِهِ، حَتَّى إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَخْرُجُ مِنْ ذُنُوبِهِ كَمَا يَخْرُجُ التِّبْرُ الْأَحْمَرُ مِنَ الْكِيرِ (5).

(1) حديث صحيح، وهو مكرر (25167)، غير أن شيخي أحمد هنا هما بهز بن أسد العمي، ويونس بن محمد بن مسلم البغدادي المؤدب.

(2)

في (م) وهامش (هـ): لا يقبل الله.

(3)

حديث صحيح، وهو مكرر (25167) من طريق عفان سنداً ومتناً.

(4)

في هامش (ظ 8): صوابه أمه. قلنا: هي امرأة أبيه.

(5)

إسناده ضعيف بهذه السياقة لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، =

ص: 29

25836 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ مُعَاذَةَ أَوْ (1) صَفِيَّةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ، وَيَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ (2).

= ولجهالة أُميَّة، وهي بنتُ عبد الله، قال الحافظ: ويقال: أمينة، وهي أمُّ محمد امرأةُ والد علي بن زيد بن جُدْعان. قلنا: قد تفرَّد بالرواية عنها ربيبُها عليُّ بنُ زيد، ولم يُؤثر توثيقها عن أحد، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. بَهْز: هو ابنُ أَسَد، وحمَّاد: هو ابنُ سَلَمة.

وأخرجه الطيالسي (1584)، وابن راهويه (1413)، والترمذي (2991)، والطبري في "التفسير"[الآية (284) من سورة البقرة، والآية (123) من سورة النساء] والبيهقي في "شُعَب الإيمان"(9809) من طرق عن حمَّاد بن سلمة، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث عائشة، لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة. قلنا: وقد وقع عند الطيالسي والترمذي والبيهقي بلفظ: "معاتبة" بدل "متابعة"، ووقع في إحدى روايتي الطبري بلفظ:"مثابة".

وسلف بسياق آخر صحيح لغيره برقم (24368).

وقوله: والحُمَّةُ، قال في "اللسان": والحُمَّى والحُمة: علة يستحرُّ بها الجسم من الحميم.

قال السندي: قوله: "فيجدها في ضِبْنه" بكسر معجمة وسكون موحدة فَنُون مضاف إلى الضمير: وهو ما بين الكَشْح والإبْط.

(1)

تحرف في (م) إلى: عن.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على قتادة:

فرواه همامُ بنُ يحيى العَوْذي، كما في الرواية (24897) و (25975)، وأَبَانُ بن يزيد العطار، كما في الرواية (24898) و (26120)، كلاهما عن قتاده، عن صفية، عن عائشة، به.

ورواه سعيد بن أبي عَروبة، عن قتادة، واختلف عليه فيه: =

ص: 30

25837 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ، قَالَ: ذَكَرُوا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رحمه الله اسْتِقْبَالَ الْقِبْلَةِ بِالْفُرُوجِ، فَقَالَ عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ: قَالَتْ عَائِشَةُ: ذَكَرُوا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ قَوْمًا يَكْرَهُونَ

= فرواه عبدُ الأعلى بنُ عبد الأعلى السَّامي، كما في الرواية (25974)، وعبد الوهَّاب بنُ عطاء الخفَّاف، كما في الرواية (25976)، ومحمد بن بكر البُرْساني، فيما أخرجه إسحاق (1270)، وعَبْدَة بنُ سليمان، فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 179 - 180، أَربعتُهم عن سعيد بن أبي عَروبة، عن قتادة، عن صفيَّة، عن عائشة، به. وسماعُهم من سعيد قبل الاختلاط.

ورواه يزيد بن هارون، كما في الرواية (25974)، عن سعيد بن أبي عَروبة، عن قتادة، عن صفيّة بنت شيبة، أو معاذة، عن عائشة، على الشكّ بين صفية ومعاذة.

ورواه حماد بن سلمة، واختلف عليه فيه:

فرواه بَهْز بن أَسَد العمِّي، كما في هذه الرواية، عن قتادة، عن معاذة، أو صفية، عن عائشة، على الشكّ.

ورواه الهيثم بن جميل، كما عند أبي عبيد في "الأموال"(1572)، وفي "الطّهور"(112) عن حمَّاد بن سَلَمة، عن قتادة، عن معاذة، عن صفيَّة، عن عائشة.

ورواه شَيْبان بن عبد الرحمن النَّحْوي، كما في الرواية (26393)، عن قتادة، عن الحسن، عن أمه، عن عائشة.

ورواه يونس بن عبيد، كما في الرواية (25816)، عن الحسن، قال: قال رجل: قلت لعائشة.

والصواب رواية من رواه عن قتادة، عن صفية، عن عائشة، وهو ما صححه الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 105، وانظر "العلل" لابن أبي حاتم 1/ 26، و"الضعفاء" للعقيلي 1/ 58.

ص: 31

ذَلِكَ. قَالَ فَقَالَ: " قَدْ فَعَلُوهَا؟ حَوِّلُوا مَقْعَدَتِي نَحْوَ الْقِبْلَةِ "(1).

25838 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَبَّيْنَا بِالْحَجِّ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِسَرِفٍ، حِضْتُ، فَدَخَلَ عَلَي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ:" مَا يُبْكِيكِ يَا عَائِشَةُ؟ " قُلْتُ: حِضْتُ، لَيْتَنِي لَمْ أَكُنْ حَجَجْتُ. قَالَ:" سُبْحَانَ اللهِ، إِنَّمَا ذَاكَ شَيْءٌ كَتَبَهُ اللهُ عز وجل عَلَى بَنَاتِ آدَمَ، انْسُكِي الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا، غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ ". قَالَتْ: فَلَمَّا دَخَلْنَا مَكَّةَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ شَاءَ أَنْ يَجْعَلَهَا عُمْرَةً، فَلْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً إِلَّا مَنْ كَانَ مَعَهُ الْهَدْيُ ". قَالَتْ: وَذَبَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ نِسَائِهِ الْبَقَرَ يَوْمَ النَّحْرِ، فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةَ الْبَطْحَاءِ، طَهُرَتْ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَرْجِعُ صَوَاحِبِي بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، وَأَرْجِعُ أَنَا بِحَجَّةٍ. فَأَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، فَذَهَبَ بِي إِلَى التَّنْعِيمِ، فَلَبَّيْتُ بِعُمْرَةٍ (2).

(1) إسناده ضعيف على نكارة في متنه، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (25063).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العمّي.

وأخرجه مسلم (1211)(121) من طريق بَهْز، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1413)، وأبو داود (1782) من طريقين عن حمَّاد بنِ سَلَمة، به. =

ص: 32

25839 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللهِ عز وجل "(1).

25840 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا جَعَلَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بُرْدَةً مِنْ صُوفٍ سَوْدَاءَ، فَلَبِسَهَا، فَلَمَّا عَرِقَ، فَوَجَدَ رِيحَ الصُّوفِ، فَقَذَفَهَا. قَالَ: وَأَحْسِبُهُ

= وأخرجه أبن حبان (4005) من طريق عمرو بن الحارث، عن عبد الرحمن بن القاسم، به.

وأخرجه البخاري (1516) و (1518)، والنسائي في "الكبرى"(4232) من طرق عن القاسم، به مختصراً.

أخرجه مطوَّلاً ابن أبي شيبة 4/ 102، والبخاري (1560) و (1788)، ومسلم (1211)(123)، والنسائي في "الكبرى"(4242)، وابن خزيمة (2998) و (3076)، وابن حبان (3795) و (3918)، والبيهقي في "السنن" 4/ 356 - 357، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 218 من طريق أفلح بن حميد، عن القاسم، به.

وقد سلف برقم (24109)، ومختصراً برقم (25722).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حمَّاد، وهو ابن سلمة، فمن رجالِ مسلم. بَهْز: هو ابن أَسَد العمِّي.

وأخرجه أبو يعلى (4469) من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24536) من طريق الأوزاعي، عن عبد الرحمن بن القاسم، به.

وانظر (24081).

ص: 33

قَالَ: وَكَانَ يُعْجِبُهُ الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ (1).

25841 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَابَنُوسَ، قَالَ: ذَهَبْتُ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي إِلَى عَائِشَةَ، فَاسْتَأْذَنَّا عَلَيْهَا، فَأَلْقَتْ لَنَا وِسَادَةً، وَجَذَبَتْ إِلَيْهَا الْحِجَابَ، فَقَالَ صَاحِبِي: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، مَا تَقُولِينَ فِي الْعِرَاكِ؟ قَالَتْ: وَمَا الْعِرَاكُ؟ وَضَرَبْتُ مَنْكِبَ صَاحِبِي، فَقَالَتْ: مَهْ، آذَيْتَ أَخَاكَ، ثُمَّ قَالَتْ: مَا الْعِرَاكُ؟ الْمَحِيضُ؟ قُولُوا مَا قَالَ اللهُ: الْمَحِيضُ، ثُمَّ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَشَّحُنِي وَيَنَالُ مِنْ رَأْسِي، وَبَيْنِي وَبَيْنَهُ ثَوْبٌ وَأَنَا حَائِضٌ، ثُمَّ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا مَرَّ بِبَابِي مِمَّا يُلْقِي الْكَلِمَةَ يَنْفَعُ اللهُ عز وجل بِهَا، فَمَرَّ ذَاتَ يَوْمٍ، فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ مَرَّ أَيْضًا فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا - مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا - قُلْتُ: يَا جَارِيَةُ، ضَعِي لِي وِسَادَةً عَلَى الْبَابِ، وَعَصَبْتُ رَأْسِي، فَمَرَّ بِي، فَقَالَ:" يَا عَائِشَةُ مَا شَأْنُكِ؟ " فَقُلْتُ: أَشْتَكِي رَأْسِي، فَقَالَ:" أَنَا وَارَأْسَاهْ ". فَذَهَبَ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى جِيءَ بِهِ مَحْمُولًا فِي كِسَاءٍ، فَدَخَلَ عَلَيَّ وَبَعَثَ إِلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ:" إِنِّي قَدْ اشْتَكَيْتُ، وَإِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَدُورَ بَيْنَكُنَّ، فَائِذَنَّ لِي فَلْأَكُنْ عِنْدَ عَائِشَةَ ". فَكُنْتُ أُوَضِّئُهُ، وَلَمْ أَكُنْ أُوَضِّئُ أَحَدًا قَبْلَهُ (2) فَبَيْنَمَا رَأْسُهُ ذَاتَ يَوْمٍ

(1) هو مكرر (25003)، غير أن شيخ أحمد: هو بَهْزُ بن أسد العَمِّي.

(2)

في (م): عند عائشة أو صفية، ولم أُمرِّض أحداً قبله.

ص: 34

عَلَى مَنْكِبَيَّ إِذْ مَالَ رَأْسُهُ نَحْوَ رَأْسِي، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُرِيدُ مِنْ رَأْسِي حَاجَةً، فَخَرَجَتْ مِنْ فِيهِ نُطْفَةٌ بَارِدَةٌ، فَوَقَعَتْ عَلَى ثُغْرَةِ نَحْرِي، فَاقْشَعَرَّ لَهَا جِلْدِي، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ غُشِيَ عَلَيْهِ، فَسَجَّيْتُهُ ثَوْبًا، فَجَاءَ عُمَرُ وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، فَاسْتَأْذَنَا، فَأَذِنْتُ لَهُمَا، وَجَذَبْتُ إِلَيَّ الْحِجَابَ، فَنَظَرَ عُمَرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: وَاغَشْيَاهْ، مَا أَشَدُّ غَشْيَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَامَا، فَلَمَّا دَنَوَا مِنَ الْبَابِ، قَالَ الْمُغِيرَةُ: يَا عُمَرُ، مَاتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: كَذَبْتَ، بَلْ أَنْتَ رَجُلٌ تَحُوسُكَ فِتْنَةٌ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَمُوتُ حَتَّى يُفْنِيَ اللهُ عز وجل الْمُنَافِقِينَ، ثُمَّ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ، فَرَفَعْتُ الْحِجَابَ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، مَاتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَتَاهُ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ فَحَدَرَ فَاهُ وَقَبَّلَ جَبْهَتَهُ، ثُمَّ قَالَ: وَانَبِيَّاهْ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ حَدَرَ فَاهُ وَقَبَّلَ جَبْهَتَهُ، ثُمَّ قَالَ: وَاصَفِيَّاهْ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَحَدَرَ فَاهُ وَقَبَّلَ (1)، وَقَالَ: وَاخَلِيلَاهْ، مَاتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَعُمَرُ يَخْطُبُ النَّاسَ وَيَتَكَلَّمُ، وَيَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَمُوتُ حَتَّى يُفْنِيَ اللهُ عز وجل الْمُنَافِقِينَ. فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30] حَتَّى فَرَغَ مِنَ الْآيَةِ {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} [آل عمران: 144] حَتَّى فَرَغَ مِنَ الْآيَةِ،

(1) في (م): وقبّل جبهته.

ص: 35

فَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللهَ عز وجل، فَإِنَّ اللهَ حَيٌّ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا، فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، فَقَالَ عُمَرُ: أَوَإِنَّهَا لَفِي كِتَابِ اللهِ؟ مَا شَعَرْتُ أَنَّهَا فِي كِتَابِ اللهِ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، هَذَا أَبُو بَكْرٍ، وَهُوَ ذُو شَيْبَةِ الْمُسْلِمِينَ فَبَايِعُوهُ، فَبَايَعُوهُ (1).

(1) إسناده حسن، يزيد بن بابنوس، قال الدارقطني في سؤالات البرقاني: لا بأس به، وقال ابن عدي: أحاديثه مشاهير، وذكره ابن حبان في "الثقات" وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو داود، والترمذي في "الشمائل" والنسائي، وقول ابن الجوزي في "الضعفاء": إن أبا حاتم قال فيه: مجهول، وتابعه على ذلك ابن حجر في زياداته على "التهذيب"- خطأ من ابن الجوزي في النقل، ووهم من ابن حجر في متابعته على ذلك، فإنه لا وجود لهذا القول في كلام أبي حاتم، ونص كلامه في "الجرح والتعديل": يزيد بن بابنوس روى عن عائشة روى عنه أبو عمران الجوني، ويؤيد صحة ما في المطبوع من "الجرح والتعديل" أن الحافظ زكي الدين المدين المنذري ذكر في حاشية نسخته الخطية من ضعفاء ابن الجوزي أنه لم يجد قول أبي حاتم. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه مقطعاً ابن سعد 2/ 232 - 233 و 261 و 265 و 267 - 268 من طريق يزيد بن هارون، عن حماد، بهذا الإسناد.

وأخرجه بتمامه ومختصراً أبو داود (2137)، والبيهقي في "السنن" 7/ 298 - 299، وفي "الدلائل" 7/ 213 - 215 من طريق مرحوم بن عبد العزيز، عن أبي عمران الجوني، به.

وأخرجه مطولاً أبو يعلى (4962) من طريق عوبد بن إبي عمران، عن أبيه، به.

وقد سلف مختصراً برقم (25542).

وانظر حديث عائشة في صحيح البخاري (1241) و (1242) فهو عنده بغير هذه السياقة. =

ص: 36

25842 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مِنْ صُوفٍ، عَلَيْهِ بَعْضُهُ وَعَلَيْهَا بَعْضُهُ (1).

25843 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا ضَحَّى اشْتَرَى كَبْشَيْنِ عَظِيمَيْنِ، سَمِينَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، أَمْلَحَيْنِ مَوْجُوئَيْنِ، قَالَ: فَيَذْبَحُ أَحَدَهُمَا عَنْ أُمَّتِهِ مِمَّنْ أَقَرَّ بِالتَّوْحِيدِ وَشَهِدَ لَهُ بِالْبَلَاغِ، وَيَذْبَحُ الْآخَرَ عَنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ (2).

25844 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَكِيمِ

= قال السندي: قولها: مما يلقي الكلمة، كلمة ما زائدة، أو بمعنى من، وهذا هو جواب إذا.

"فلأكن"، الفاء زائدة، أي: لأكون عند عائشة.

على ثُغْرة نحري، بضم فسكون: نقرة النحر، فوق الصدر.

وقول عمر: بل أنت رجل تحوسُك فتنة. قال في "اللسان"، أي: تخالط قلبك وتحثك وتحركك على ركوبها.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل كثير: وهو ابن أبي كثير البصري، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (24979)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري.

وسيكرر (26118) سنداً ومتناً.

(2)

صحيح لغيره، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (25046).

ص: 37

ابْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى شَيْءٍ أَسْرَعُ مِنْهُ إِلَى رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ، وَلَا إِلَى غَنِيمَةٍ (1).

25845 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ مِنْ كَسْبِهِ، وَإِنَّ وَلَدَهُ مِنْ كَسْبِهِ "(2).

25846 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (3).

25847 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ

(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر الحديث (25327)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو إسحاق بن يوسف الأزرق.

وسلف نحوه بإسناد صحيح برقم (24167).

(2)

حديث حسن لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (24032).

وأخرجه ابن حبان (4260) من طريق إسحاق الأزرق، بهذا الإسناد.

وانظر ما بعده.

(3)

حديث حسن لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (24032).

وانظر ما قبله.

ص: 38

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ (1).

25848 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ، عَنِ الْبَهِيِّ مَوْلَى الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ.

وقَالَ أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ: عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَائِشَةَ.

قَالَ أَسْوَدُ: وَقَالَ مَرَّةً: السُّدِّيُّ، أَوْ زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ. وَذَاكَ أَنَّ ابْنَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ قَالَ لَهُ فِي الْبَيْتِ: إِنَّهُمْ يَذْكُرُونَهُ عَنْكَ عَنِ السُّدِّيِّ، فَقَالَ: السُّدِّيِّ أَوْ زِيَادٍ (2).

25849 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي القاضي، وقد اضطرب فيه، كما بينا في الرواية (25206). إسحاق: هو ابن يوسف الأزرق.

وأخرجه أحمد في "العلل" 3/ 72 - 73، عن إسحاق الأزرق، بهذا الإسناد.

وسلف بالأرقام (24110) و (24130) و (24989).

وانظر ما بعده.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي القاضي، وقد اضطرب فيه، كما بينا في الرواية (25206).

وأخرجه أحمد في "العلل" 3/ 73، والطبراني في "الأوسط"(7861) من طريق إسحاق الأزرق، بهذا الإسناد.

وسلف بالأرقام (24110) و (24130) و (24989).

وانظر ما قبله.

ص: 39

عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" صَلَاةُ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ "(1).

25850 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ مَوْلَاةِ السَّائِبِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " صَلَاةُ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ "(2).

25851 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ مَوْلَاةِ السَّائِبِ، عَنْ عَائِشَةَ (3). وَلَيْثٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ مَوْلَاةِ السَّائِبِ، عَنْ عَائِشَةَ، رَفَعَتْهُ، قَالَتْ: قَالَ: " صَلَاةُ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ غَيْرَ مُتَرَبِّعٍ "(4).

(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف إبراهيم بن مهاجر، ولضعف شريك -وهو ابن عبد الله النَخَعي- وقد اختُلف عليه فيه، كما بسطنا ذلك عند الرواية (24325)، ولجهالة مولى عبد الله بن السَّائب، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وسلف برقم (24325)، وذكرنا هناك شاهده الذي يصح به.

وانظر الحديثين بعده.

(2)

حديث صحيح لغيره، وهو مكرر سابقه، إلا أن شيخ أحمد في هذه الرواية حجاج: وهو ابن محمد المصيصي الأعور، وفيه مولاة السائب بدلاً من مولى عبد الله بن السائب، ولم نقف لها على ترجمة.

(3)

قوله: عن مجاهد، عن مولاة السائب، عن عائشة، ليس في (م).

(4)

حديث صحيح لغيره دون قوله: "غير مُتَربِّع"، فقد تفرَّد به شريك -وهو =

ص: 40

25852 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: زَعَمَ عَطَاءٌ أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يُخْبِرُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، تُخْبِرُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَمْكُثُ عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَيَشْرَبُ عِنْدَهَا عَسَلًا، فَتَوَاطَيْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ أَنَّ أَيَّتَنَا مَا دَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ فَلْتَقُلْ: إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ مَغَافِيرَ، أَكَلْتَ مَغَافِيرَ؟ فَدَخَلَ عَلَى إِحْدَاهُمَا، فَقَالَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ:" بَلْ شَرِبْتُ عَسَلًا عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَلَنْ أَعُودَ لَهُ ". فَنَزَلَتْ: {لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ} ، {إِنْ تَتُوبَا} لِعَائِشَةَ وَحَفْصَةَ {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ} [التحريم: 1 - 4] لِقَوْلِهِ: بَلْ شَرِبْتُ عَسَلًا " (1).

= ابن عبد الله النَّخَعي- وهو سيِّئ الحفظ، وهو بإسناد سابقه، إلا أن شيخ الإمام أحمد في هذه الرواية أسود بن عامر. وقد جمع إلى رواية إبراهيم بن مهاجر هنا رواية ليث، وهو ابن أبي سُليم، وهو ضعيف أيضاً.

وأخرجه الدارقطني 1/ 397 من طريق محمد بن سنان، عن شريك، عن إبراهيم بن مهاجر وحده، بهذا الإسناد.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجَّاج: هو ابن محمد المِصِّيصي.

وأخرجه أبو داود (3714)، والبيهقي في "السنن" 7/ 353 - 354 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (5267) و (6691)، ومسلم (1474)(20)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 151 - 152 و 7/ 13 وا 7، وفي "الكبرى"(4737) و (5614) و (8906) و (11608) -وهو في "التفسير"(628) - وابنُ حبان (4183) من =

ص: 41

25853 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ إِلَى صَلَاةِ الْفَجْرِ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ مِنْ غُسْلِ الْجَنَابَةِ، ثُمَّ يُتِمُّ صَوْمَهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ (1).

25854 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَفْلَحُ، عَنْ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: وَقَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ، ثُمَّ نَامَ وَهُوَ جُنُبٌ حَتَّى أَصْبَحَ، ثُمَّ اغْتَسَلَ وَصَامَ يَوْمَهُ (2).

= طرق عن حجاج بن محمد، بهذا الإسناد.

وعلّقه البخاري عقب الحديث (6691)، فقال: وقال إبراهيم بن موسى، عن هشام -وهو ابن يوسف-:"ولن أعودَ له، وقد حلفتُ، فلا تُخبري بذلك أحداً".

ووصله برقم (4912) من طريق هشام بن يوسف، عن ابن جريج، به بنحوه.

(1)

حديث صحيح، شريك: هو ابن عبد الله النَّخَعي -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. حجاج: هو ابن محمدالمِصِّيصي.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1557)، والنسائي في "الكبرى"(3024) من طريقين، عن شريك، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24705).

وانظر (24062).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على أفلح: وهو ابن حميد الأنصاري: =

ص: 42

25855 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ، رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ قَالَ يَوْمًا: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنِّي وَعَنْ أُمِّي؟ - فَظَنَنَّا أَنَّهُ يُرِيدُ أُمَّهُ الَّتِي وَلَدَتْهُ - قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنِّي وَعَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: قَالَتْ: لَمَّا كَانَتْ لَيْلَتِي الَّتِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِيهَا عِنْدِي، انْقَلَبَ، فَوَضَعَ رِدَاءَهُ، وَخَلَعَ نَعْلَيْهِ، فَوَضَعَهُمَا عِنْدَ رِجْلَيْهِ، وَبَسَطَ طَرَفَ إِزَارِهِ عَلَى فِرَاشِهِ، فَاضْطَجَعَ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا رَيْثَمَا ظَنَّ أَنِّي قَدْ رَقَدْتُ، فَأَخَذَ رِدَاءَهُ رُوَيْدًا، وَانْتَعَلَ رُوَيْدًا، وَفَتَحَ

= فرواه حماد بن خالد: وهو الخياط القرشي -كما في هذه الرواية، وهو عند النسائي في "الكبرى"(3013)، وأبي يعلى (4705) - عن أفلح، عن القاسم، عن عائشة، به.

وتابع حماداً ابنُ وَهْب، كما عند النسائي في "الكبرى"(3012).

وأخرجه النسائي كذلك (3014) من طريق عمر بن أيوب، عن أفلح، عن القاسم، عن ابن مسعود مرفوعاً، فجعله من حديث عبد الله بن مسعود.

وأخرجه النسائي كذلك (3015) من طريق أبي عامر العَقَدي، عن أفلح، عن القاسم، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

وأخرجه بنحوه الطبراني في "الأوسط"(4979) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، وفي "الشاميين"(742) من طريق عتبة بن أبي حكيم، كلاهما عن القاسم، به.

وقد سلف نحوه بإسناد صحيح برقم (24074)، وسيأتي برقم (26192) و (26201).

ص: 43

الْبَابَ، فَخَرَجَ، ثُمَّ أَجَافَهُ رُوَيْدًا، فَجَعَلْتُ دِرْعِي فِي رَأْسِي، وَاخْتَمَرْتُ وَتَقَنَّعْتُ إِزَارِي، ثُمَّ انْطَلَقْتُ عَلَى أَثَرِهِ، حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ، فَقَامَ (1)، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ انْحَرَفَ، فَانْحَرَفْتُ، فَأَسْرَعَ، فَأَسْرَعْتُ، فَهَرْوَلَ فَهَرْوَلْتُ، فَأَحْضَرَ فَأَحْضَرْتُ، فَسَبَقْتُهُ، فَدَخَلْتُ، فَلَيْسَ إِلَّا أَنْ اضْطَجَعْتُ، فَدَخَلَ، فَقَالَ:" مَا لَكِ يَا عَائِشُ حَشْيَا رَابِيَةٍ ". قَالَتْ: قُلْتُ: لَا شَيْءَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:" لَتُخْبِرِنِّي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ". قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، فَأَخْبَرَتْهُ، قَالَ: فَأَنْتِ السَّوَادُ الَّذِي رَأَيْتُ أَمَامِي؟ ". قُلْتُ: نَعَمْ، فَلَهَزَنِي فِي ظَهْرِي (2) لَهْزَةً أَوْجَعَتْنِي (3)، وَقَالَ: " أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ عَلَيْكِ اللهُ وَرَسُولُهُ ". قَالَتْ: مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللهُ، قَالَ: " نَعَمْ، فَإِنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام حِينَ رَأَيْتِ، فَنَادَانِي، فَأَخْفَاهُ مِنْكِ، فَأَجَبْتُهُ، فَأَخْفَيْتُهُ مِنْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لِيَدْخُلَ عَلَيْكِ وَقَدْ وَضَعْتِ ثِيَابَكِ، وَظَنَنْتُ أَنَّكِ قَدْ رَقَدْتِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَكِ، وَخَشِيتُ أَنْ تَسْتَوْحِشِي، فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ جَلَّ وَعَزَّ يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ، فَتَسْتَغْفِرَ لَهُمْ ". قَالَتْ: فَكَيْفَ أَقُولُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: " قُولِي: السَّلَامُ عَلَى

(1) في (ظ 7) و (ظ 8): فأقام.

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): صدري.

(3)

في (م): فأوجعتني.

ص: 44

أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَيَرْحَمُ اللهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ لَلَاحِقُونَ " (1).

(1) المرفوع منه في السلام على أهل البقيع صحيح، وهذا إسناد ضعيف، اختلف فيه على ابن جريج: وهو عبد الملك بن عبد العزيز:

فقد رواه حجاج: وهو ابن محمد المصيصي الأعور -كما في هذه الرواية، وهو عند البيهقي في "السنن" 4/ 79، وفي "الآداب"(350)، والمزي في "تهذيب الكمال"(ترجمة عبد الله بن كثير) - عن ابن جريج، عن عبد الله رجل من قريش سمع محمد بن قيس بن مخرمة، عن عائشة، فأبهم شيخ ابن جريج.

وكذلك رواه مسلم (974)(103) من طريق حجاج، إلا أن مسلماً أبهم شيخه، فقال: وحدثني من سمع حجاجاً الأعور -واللفظ له- فذكره. ورواية حجاج هي التي رجحها المزي كما سيأتي.

ورواه يوسف بن سعيد، وهو المصيصي -كما عند النسائي في "المجتبى" 4/ 91 - 92 و 7/ 73 - 74 - وهو في "الكبرى"(2164) و (7685) و (8912) - عن حجاج، عن ابن جُريج، وقال: أخبرني عبد الله بن أبي مُليكة أنه سمع محمد بن قيس بن مخرمة يقول: سمعت عائشة، فذكره.

قلنا: يعني سمى شيخ ابن جريج: عبد الله بن أبي مليكة.

وقد نقل القاضي عياض في "إكمال المعلم بفوائد مسلم" 3/ 450 عن الجياني قوله: قال بعضهم: وقد خُطِّئ يوسف بن سعيد في قوله: عن ابن أبي مليكة. قال الدارقطني: هو عبد الله بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة السهمي.

قلنا: وهي رواية عبد الله بن وهب، وقد أخرجها مسلم (974)(103)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 72 - 73 - وهو في "الكبرى"(7686) و (8911) - عن ابن جريج، عن عبد الله بن كثير بن المطلب أنه سمع محمد بن قيس يقول: سمعت عائشة فذكره، إلا أن مسلماً لم يسق متنه، بل أحالَ فيه على =

ص: 45

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= رواية حجاج عن ابن جريج.

ورواه عبد الرزاق في "مصنفه"(6712) -ومن طريقه الطبراني في "الدعاء"(1246) - عن ابن جريج، أخبرني محمد بن قيس بن مخرمة، قال: سمعت عائشة.

ولكن أخرجه ابن حبان (7110) من طريق عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، أخبرني عبد الله بن كثير أنه سمع محمد بن قيس بن مخرمة يقول: سمعت عائشة فذكره.

وعبد الله بن كثير، انفرد بالرواية عنه ابن جريج، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": وما رأيت أحداً وثقه، ففيه جهالة.

وقد رجَّح المزي في "تحفة الأشراف" 12/ 300 رواية حجاج على ابن وهب، فقال: حجاج في ابن جريج أثبت عندنا من ابن وهب.

قلنا: يعني الإسناد الذي أبهم فيه ابن جريج شيخه، فيكون الإسناد ضعيفاً على كلا الحالين، إما لإبهام أحد رواته أو لجهالة عبد الله بن كثير، والله أعلم. وانظر "إكمال المعلم" للقاضي عياض: 3/ 450 - 451، وانظر (24425).

قال السندي: قولها: لما كانت ليلتي، أي: ليلة من جملة الليالي التي كان عندها فيها.

قولها: انقلب، أي: رجع من صلاة العشاء.

قولها: ريثما ظن، بفتح راء وسكون ياء، أي: قدر ما ظن.

قولها: رويداً، أي: برفق.

قولها: أجافه: ردَّه.

قولها: وتقنَّعت إزاري، كأن المراد لبست إزاري، فلذا عُدي الفعل بلا باء.

قولها: فأحضر، من الإحضار، بحاء مهملة، وضاد معجمة، بمعنى =

ص: 46

25856 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، اشْتَكَى أَصْحَابُهُ، وَاشْتَكَى أَبُو بَكْرٍ وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ وَبِلَالٌ، فَاسْتَأْذَنَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَائِشَةُ فِي عِيَادَتِهِمْ، فَأَذِنَ لَهَا، فَقَالَتْ لِأَبِي بَكْرٍ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ فَقَالَ:

كُلُّ امْرِئٍ مُصَبِّحٌ فِي أَهْلِهِ

وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ

وَسَأَلْتُ عَامِرًا، فَقَالَ:

[إِنِّي] وَجَدْتُ الْمَوْتَ قَبْلَ ذَوْقِهِ

إِنَّ الْجَبَانَ حَتْفُهُ مِنْ فَوْقِهِ

= العَدْو. قولها: فليس إلا أن اضطجعت، أي: فليس بعد الدخول مني الاضطجاع، فالمذكور اسم ليس، وخبرها محذوف.

قوله: "حَشْيا" بفتح حاء مهملة، وسكون شين معجمة، مقصور، أي: مرتفع النفس متواترُه، كما يحصل للمسرع في المشي.

قوله: "رابية" مرتفعة البطن.

قوله: "لتخبرني" بفتح لام ونون ثقيلة مضارع للواحدة المخاطبة من الإخبار فتكسر الراء هنا وتفتح في الثاني.

قوله: "السواد" أي: الشخص.

قولها: فلهزني، اللهز، بزاي في آخره: الضربُ بجُمع الكفِّ في الصدر، وهذا كان تأديباً لها من سوء الظن.

قوله: "أن يحيف الله

" إلخ، من الحَيْف وهو الجور، أي: بأن يدخل الرسول في نوبتك على غيرك. وذكرُ الله تعالى لتعظيم الرسول.

ص: 47

وَسَأَلْتُ بِلَالًا فَقَالَ:

أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً

بِفَخٍّ وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ

فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ، فَأَخْبَرْتُهُ بِقَوْلِهِمْ، فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ:" اللهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَمَا حَبَّبْتَ إِلَيْنَا مَكَّةَ وَأَشَدَّ، وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِهَا وَمُدِّهَا، وَانْقُلْ وَبَاءَهَا إِلَى مَهْيَعَةٍ " وَهِيَ الْجُحْفَةُ كَمَا زَعَمُوا (1).

25857 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ تَقُولُ: كَانَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي كُلَّ لَيْلَةٍ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، تِسْعًا قَائِمًا، وَرَكْعَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ، ثُمَّ يُمْهِلُ حَتَّى يُؤَذَّنَ بِالْأُولَى مِنَ الصُّبْحِ، فَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ (2).

25858 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عُرْوَةَ

(1) حديث صحيح، وهو مكرر (24360)، غير شيخ أحمد، فهو هنا حجاج: وهو ابن محمد المِصِّيصي.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، جعفر بن ربيعة: وهو ابن شُرَحْبيل بن حسنة؛ قال الطحاوي فيما نقله الحافظ في "تهذيب التهذيب": لا نعلمُ له سماعاً من أبي سلمة.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(415) من طريق يونس بن محمد، عن ليث، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (25559)، وانظر ما بعده.

ص: 48

أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً بِاللَّيْلِ مَعَ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ (1).

25859 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عِرَاكٍ (2)، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: إِنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ (3) سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدَّمِ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: قَدْ رَأَيْتُ مِرْكَنَهَا مَلْآنَ (4) دَمًا، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " امْكُثِي قَدْرَ مَا كَانَتْ تَحْبِسُكِ حَيْضَتُكِ، ثُمَّ اغْتَسِلِي وَصَلِّي "(5).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور، وليْث: هو ابن سَعْد.

وأخرجه مسلم (737)(124)، وأبو داود (1360)، والبيهقي 3/ 7 من طريق قتيبة، عن ليث، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 327 من طريق عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، به.

وقد سلف برقم (25319).

وانظر (24239).

(2)

قوله: عن عراك، سقط من (م).

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8): أم حبيب.

(4)

في (م): ملآناً.

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجَّاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور، واللَّيث: هو ابن سعد، وجعفر بن ربيعة: هو ابن شُرَحْبيل.

وأخرجه مسلم (334)(65)، وأبو داود (279)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 119 و 182، وفي "الكبرى"(2)، وأبو عوانة 322/ 3231، =

ص: 49

25860 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ قيسِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي سُوَاءَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، فَقُلْتُ: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَجْنَبَ يَغْسِلُ رَأْسَهُ بِغِسْلٍ يَجْتَزِئُ (1) بِذَلِكَ، أَمْ يُفِيْضُ الْمَاءَ عَلَى رَأْسِهِ؟ قَالَتْ: بَلْ يُفِيضُ الْمَاءَ عَلَى رَأْسِهِ (2).

25861 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ ذَرِيحٍ، عَنِ الْبَهِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ عَثَرَ بِأُسْكُفَّةِ - أَوْ عَتَبَةِ - الْبَابِ، فَشُجَّ فِي جَبْهَتِهِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَمِيطِي عَنْهُ - أَوْ: نَحِّي عَنْهُ - الْأَذَى " قَالَتْ: فَتَقَذَّرْتُهُ (3)، قَالَتْ: فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ

= والبيهقي في "السنن" 1/ 330 وا 33، وفي "معرفة السنن والآثار"(2181)، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/ 66 من طرق عن الليث، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (334)(66)، وابن الجارود (114)، وأبو عوانة 1/ 323، والبيهقي 1/ 330 - 331 و 350 من طريق بكر بن مضر، عن جعفر بن ربيعة، بنحوه.

وقد سلف برقم (24523).

(1)

في (ظ 7) و (ظ 8) و (ق): تخبريني، والمثبت من (م) و (هـ) وهو الصواب.

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (24411)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا حجاج بن محمد المِصِّيصي الأعور.

قال السندي: قوله: يغسل رأسَه بِغِسْلٍ، بكسر الغين المعجمة: هو ما يُغسل به الرأس من خِطْميٍّ وغيرِه.

(3)

في (ق): فقذرتُه.

ص: 50

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمُصُّهُ، ثُمَّ يَمُجُّهُ. وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَوْ كَانَ أُسَامَةُ جَارِيَةً، لَكَسَوْتُهُ، وَحَلَّيْتُهُ، حَتَّى أُنَفِّقَهُ "(1).

25862 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَمَثَّلُ الشِّعْرَ؟ قَالَتْ: رُبَّمَا تَمَثَّلَ بِشِعْرِ (2) ابْنِ رَوَاحَةَ، وَيَقُولُ:

وَيَأْتِيكَ بِالْأَخْبَارِ مِنْ لَمْ تُزَوِّدِ (3)

25863 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ - قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: الْحَارِثِيُّ - عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: هَلْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَبْدُو؟ قَالَتْ: نَعَمْ، إِلَى هَذِهِ التِّلَاعِ. قَالَتْ: فَبَدَا مَرَّةً، فَبَعَثَ إِلَى نَعَمِ الصَّدَقَةِ، فَأَعْطَانِي نَاقَةً

(1) حديث حسن بطرقه، وهو مكرر الرواية (25082)، غير شيخ أحمد، فقد رواه هنا عن حجَّاج. وهو ابنُ محمد المِصِّيصي.

قال السندي: قولها: بأُسْكُفَّة الباب؛ بهمزة قطع وكاف مضمومتين، وتشديد فاء: عتبة الباب السفلي.

قوله: "لكسوتُه" أي: الثياب المزين.

قوله: "وحلَّيتُه" من التحلية، أي: زينتُه بالحليّ.

قوله: "أُنَفِّقَه" من التنفيق، بمعنى الترويج، أي: أُروِّجه على الأزواج.

(2)

في (م): شعر.

(3)

تمثلُ النبي صلى الله عليه وسلم شعرَ ابنِ رواحة صحيح لغيره، وتمثُّله ببيت طرفة حسن لغيره. وهو مكرر (25071)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو حجَّاج بن محمد المِصِّيصي الأعور.

ص: 51

مُحَرَّمَةً (1) - قَالَ حَجَّاجٌ: لَمْ تُرْكَبْ - وَقَالَ: " يَا عَائِشَةُ، عَلَيْكِ بِتَقْوَى اللهِ عز وجل وَالرِّفْقِ، فَإِنَّ الرِّفْقَ لَمْ يَكُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَمْ يُنْزَعِ الرِّفْقُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ "(2).

25864 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى نَاشِئًا فِي السَّمَاءِ: سَحَابًا، أَوْ رِيحًا، اسْتَقْبَلَهُ مِنْ حَيْثُ كَانَ، وَإِنْ كَانَ فِي الصَّلَاةِ يَتَعَوَّذُ بِاللهِ عز وجل مِنْ شَرِّهِ، فَإِذَا أَمْطَرَتْ، قَالَ:" اللهُمَّ صَيِّبًا (3) نَافِعًا "(4).

25865 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ:

(1) في (ق) و (م): مخرمة، وهو خطأ.

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (24307)، إلا أن الإمام أحمد رواه هنا عن ابن نمير مقروناً بحجاج: وهو ابن محمد المِصِّيصي الأعور.

قال السندي: قولها: محرَّمة، اسم مفعول، من التحريم: هي التي لم تركب، ولم تُذَلَّل.

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8) وهامش (ق): سيّباً.

(4)

إسناده ضعيف لضعف شريك -وهو ابن عبد الله النَّخَعي- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حجَّاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور.

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2303)، وابنُ حبان (1006)، وابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة"(301)، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(1151) من طريقين عن شريك، بهذا الإسناد.

وقوله: "اللَّهم صيباً نافعاً" سلف بإسناد صحيح برقم (24144).

ص: 52

قَالَتْ عَائِشَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: فَرَجَعَ إِلَى خَدِيجَةَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ، فَدَخَلَ، فَقَالَ " زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي ". فَزُمِّلَ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ قَالَ يَا خَدِيجَةُ، لَقَدْ أَشْفَقْتُ عَلَى نَفْسِي بَلَاءً، لَقَدْ أَشْفَقْتُ عَلَى نَفْسِي بَلَاءً ". قَالَتْ خَدِيجَةُ: أَبْشِرْ، فَوَاللهِ لَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ، فَانْطَلَقَتْ بِي خَدِيجَةُ إِلَى وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدٍ، وَكَانَ رَجُلًا قَدْ تَنَصَّرَ، شَيْخًا أَعْمَى، يَقْرَأُ الْإِنْجِيلَ بِالْعَرَبِيَّةِ، فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ: أَيْ عَمِّ، اسْمَعْ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ، فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ: يَا ابْنَ أَخِي، مَا تَرَى؟ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالَّذِي رَأَى مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ: هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَلَ عَلَى مُوسَى، يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا (1)، يَا لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ؟ " قَالَ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ قَطُّ إِلَّا عُودِيَ، وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ، أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا (2).

(1) في (ظ 7) و (ظ 8): جذعة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، ومحمد بن مسلم: هو الزهري. وقول عُقيل بن خالد: وقال محمد بن مسلم، أشار الحافظ في "الفتح" 8/ 327 أنه لم تقع كذلك إلا في موضع واحد عند البخاري، وجاء في بقية المواضع: عن عُقيل، عن ابن شهاب.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 113 من طريق حجَّاج، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (3) و (3392) و (4953) و (4955) و (4957) =

ص: 53

25866 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ (1)، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كُنَّ يَخْرُجْنَ بِاللَّيْلِ إِذَا تَبَرَّزْنَ إِلَى الْمَنَاصِعِ، وَهُوَ صَعِيدٌ أَفْيَحُ، وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَقُولُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: احْجُبْ نِسَاءَكَ. فَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ، فَخَرَجَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي عِشَاءً، وَكَانَتْ امْرَأَةً طَوِيلَةً، فَنَادَاهَا عُمَرُ: أَلَا قَدْ عَرَفْنَاكِ يَا سَوْدَةُ. حِرْصًا عَلَى أَنْ يُنْزَلَ الْحِجَابُ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأُنْزِلَ الْحِجَابُ (2).

25867 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُقَيْلٌ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

= و (6982)، ومسلم (160)(254)، وابن منده في "الإيمان"(685)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/ 6، والبغوي في "شرح السنة"(3735) من طرق، عن ليث بن سعد، به.

وسيرد مطولاً برقم (25959).

وانظر (25202).

(1)

في (م): عقيل بن شهاب، وهو خطأ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجَّاج: هو ابنُ محمد المِصِّيصي الأعور، وليث: هو ابنُ سعد، وعُقَيْل: هو ابن خالد الأَيلي، وابنُ شهاب: هو محمد بن مسلم الزُّهري.

وأخرجه البخاري (146)، ومسلم (2170)(18)، والبيهقي في "السنن" 7/ 88 من طريقين عن ليث، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 22/ 39 مختصراً برقم (25542) و 40 من طريقين عن الزهري، به.

وقد سلف برقم (24290).

ص: 54

عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبَّلَهَا وَهُوَ صَائِمٌ (1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على عُقيل عن الزُّهري، كما سنذكر. حجَّاج: هو ابن محمد المِصِّيصي، وليث: هو ابن سعد، وعُقيل: هو ابن خالد بن عَقِيل الأَيلي، وأبو سَلَمة بنُ عبد الرحمن: هو ابنُ عَوف.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3057)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 91 من طريق ليث بنِ سعد، عن عُقَيل بن خالد، بهذا الإسناد.

وتابعه معمر، كما سيرد في الرواية (25952)، فرواه عن الزُّهري، عن أبي سَلَمة، عن عائشة.

وخالفهما أحمد بن عمرو بن السرح:

فرواه -فيما أخرجه النسائي في "الكبرى "(3056) - عن خاله وجادةً، (وخالهُ هو عبد الرحمن بن عبد الحميد بن سالم)، عن عُقَيل، عن ابن شهاب، أخبره عن عروة، عن عائشة. فذكر عروة بدل أبي سلمة بن عبد الرحمن.

وتابعه أسامة بن زيد، وهو الليثي، فرواه -فيما أخرجه النسائي في "الكبرى"(3055)، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 264 - 265 - عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.

وأخرجه الدارقطني في "السنن" 1/ 135 من طريق سعيد بن بشير، عن منصور بن زادان، عن الزُّهري، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت: كان نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم يُقبِّلني إذا خرج إلى الصلاة، وما يتوضأ. قال الدارقطني: تفرَّد به سعيد بن بشير، عن منصور، عن الزُّهري، ولم يتابَع عليه، وليس بقويٍّ في الحديث، والمحفوظُ عن الزُّهري، عن أبي سلمة، عن عائشة أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُقبِّلُ وهو صائم، وكذلك رواه الحفاظ الثقات عن الزُّهري، منهم معمر، وعُقَيل، وابن أبي ذئب.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3061)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 91، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/ 426، من طريق الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عائشة. =

ص: 55

25868 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ (1).

25869 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ " إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ

= وسلف من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عروة، عن عائشة برقم (25612)، وذكرنا هناك الاختلاف فيه على يحيى بن أبي كثير، فانظره.

وسلف بإسناد صحيح عن عروة برقم (25600).

وسلف برقم (24110).

وانظر (25766).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على ابن أبي ذئب. حُسين: هو ابنُ محمد المرُّوذي، وابنُ أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة ابن الحارث بن أبي ذئب القرشي العامري.

وأخرجه الطيالسي (1476)، وابنُ راهويه (1061)، عن عثمان بن عمر، كلاهما عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.

واختلف فيه على ابن أبي ذئب:

فأخرجه النسائي في "الكبرى"(3060) من طريق ابن أبي فُديك، عن ابن أبي ذئب، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن أبي سَلَمة، به.

وأخرجه أبو نُعيم في "الحلية" 7/ 161 من طريق سَلَمة بن شبيب، عن أبي داود الطيالسي، عن شعبة، عن ابن أبي ذئب، عن الزُّهري، عن عروة، عن عائشة، به، وقال: غريب من حديث شعبة عن ابن أبي ذئب، تفرَّد به أبو داود، ولم نكتبه إلا من حديث سلمة.

وسلف برقم (24110).

ص: 56

يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ " (1).

25870 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ تَقُولُ: مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُسَبِّحُ سُبْحَةَ الضُّحَى، وَكَانَتْ عَائِشَةُ تُسَبِّحُهَا،

وَكَانَتْ تَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَرَكَ كَثِيرًا مِنَ الْعَمَلِ خَشْيَةَ أَنْ يَسْتَنَّ النَّاسُ بِهِ فَيُفْرَضَ عَلَيْهِمْ (2).

25871 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا قَالَتْ: وَاللهِ مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَمْرَيْنِ قَطُّ إِلَّا أَخَذَ (3) أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَأْثَمْ، فَإِذَا كَانَ الْإِثْمُ، كَانَ أَبْعَدَهُمْ مِنْهُ، وَاللهِ مَا انْتَقَمَ لِنَفْسِهِ فِي شَيْءٍ يُؤْتَى إِلَيْهِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24417)، إلا أن شيخ أحمد هنا هو حجَّاج، وهو ابنُ محمد المِصِّيصي، وشيخه هناك منصور بن سلمة الخزاعي.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وليث: هو ابن سعد، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري.

وأخرجه ابن حبان (312) و (2532) من طريق يزيد بن موهب، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.

وانظر (24056).

(3)

في (ق): اختار.

ص: 57

قَطُّ، حَتَّى تُنْتَهَكَ حُرُمَاتُ اللهِ عز وجل، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عز وجل (1).

25872 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: رُبَّمَا فَتَلْتُ الْقَلَائِدَ لِهَدْيِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَيُقَلِّدُ هَدْيَهُ، ثُمَّ يَبْعَثُ بِهِ، ثُمَّ يُقِيمُ لَا يَجْتَنِبُ شَيْئًا مِمَّا يَجْتَنِبُ الْمُحْرِمُ (2).

25873 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ مِثْلَهُ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجَّاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور، وعُقَيل: هو ابن خالد الأَيلي.

وأخرجه البخاري (6786) عن يحيى بن بكير، عن عُقَيل، بهذا الإسناد.

وقد سلف مطولاً برقم (24034).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وإبراهيم: هو النَّخَعي، والأسود: هو ابن يزيد النَّخَعي.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 171، وفي "الكبرى"(3759)، وابن ماجه (3095)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 265، وفي "شرح مشكل الآثار"(5516) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1531) عن يعلى بن عبيد، عن الأعمش، به.

وقد سلف برقم (24020).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (694) عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

ص: 58

25874 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ الطِّيبِ فِي مَفَارِقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُهِلُّ (1).

25875 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَفِيَّةَ قَالَتْ: فَقُلْنَا: قَدْ حَاضَتْ، قَالَتْ: فَقَالَ: " عَقْرَى حَلْقَى، مَا أُرَاهَا إِلَّا حَابِسَتَنَا ". قَالَتْ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا قَدْ طَافَتْ يَوْمَ النَّحْرِ، قَالَ:" فَلَا إِذًا، مُرُوهَا فَلْتَنْفِرْ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.

وأخرجه ابن راهويه (1536)، ومسلم (1190)(40)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 140، وفي "الكبرى"(3679)، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24781).

وانظر (24105).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة -الجزء الذي نشره العمروي ص 149 - 150 - وإسحاق بن راهويه (1527)، ومسلم (1211)(387)(00) 2/ 965، وابن ماجه (3073) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1771) و (1772)، ومسلم (1211)(129)، والنسائي في "الكبرى"(4189)، والدارمي (1917)، والطحاوي في "شرح معاني =

ص: 59

25876 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَقَالَ:" مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ ". قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ، وَإِنَّهُ مَتَى يَقُومُ (1) مَقَامَكَ لَا يُسْمِعُ النَّاسَ، فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ. فَقَالَ:" مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ ". قَالَتْ: فَقُلْتُ لِحَفْصَةَ: قُولِي لَهُ، فَقَالَتْ لَهُ حَفْصَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ، وَإِنَّهُ مَتَى يَقُومُ (1) مَقَامَكَ لَا يُسْمِعُ النَّاسَ فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ. فَقَالَ:" إِنَّكُنَّ لَأَنْتُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ ". قَالَتْ: فَأَمَرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَلَمَّا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ، وَجَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً، فَقَالَتْ: فَقَامَ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، وَرِجْلَاهُ تَخُطَّانِ فِي الْأَرْضِ، حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَلَمَّا سَمِعَ أَبُو بَكْرٍ حِسَّهُ، ذَهَبَ لِيَتَأَخَّرَ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ قُمْ (2) كَمَا أَنْتَ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى جَلَسَ عَنْ يَسَارِ أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِالنَّاسِ قَاعِدًا، وَأَبُو بَكْرٍ قَائِمًا

= الآثار" 2/ 234، والبيهقي في "السنن" 5/ 6، والبغوي في "شرح السنة" (1975) من طرق عن الأعمش، به.

وقد سلف برقم (25427)، ومطولاً برقم (24906).

(1)

جاء فوق الكلمة في (ظ 8): يقم. (في الموضعين).

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): أتمَّ، بدل "أن قم".

ص: 60

يَقْتَدِي أَبُو بَكْرٍ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَالنَّاسُ يَقْتَدُونَ بِصَلَاةِ أَبِي بَكْرٍ (1).

25877 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللهَ عز وجل، فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللهَ عز وجل، فَلَا يَعْصِهِ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25761)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو أبو معاوية محمد بن خازم.

وأخرجه ابن سعد 3/ 179، والبخاري (713)، ومسلم (418)(95)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 99 - 100، وفي "الكبرى"(907)، وابن ماجه (1232)، وابن خُزيمة (1616)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 406، وفي "شرح مُشْكل الآثار"(4206)، وابنُ حِبَّان (2121) و (6873)، والبيهقي في "السنن" 2/ 304 و 3/ 81، وفي "السنن الصغير"(519)، وفي "معرفة السنن والآثار"(5685)، والبغوي في "شرح السنة"(853) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد، إلا أن ابن ماجه وابن خزيمة قالا:"فجلس إلى جنب أبي بكر".

وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط "(2036) من طريق أبي عوانة عن الأعمش، به.

قال السندي: قولها: فلما دخل في الصلاة، أي: في بعض تلك الأيام التي كان يصلي بالناس، وليس المراد أن هذا كان في أول صلاة.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على ابن نُمير، فقد تفرَّد الإمام أحمد بروايته عن ابن نمير، عن يحيى بن سعيد، عن طلحة بن عبد الملك، عن القاسم، عن عائشة، به. =

ص: 61

25878 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ. قَالَ (1): سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (2).

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، مَا سَمِعْتُهُ إِلَّا مِنْ أَبِي، عَنْ ابْنِ نُمَيْرٍ. وَطَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ أَيْلَةَ. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَالَ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ: لَيْسَ هَذَا بِالْكُوفَةِ، إِنَّمَا هَذَا عَنْ ابْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، يَعْنِي الْعُمَرِيَّ، فَقُلْتُ لَهُمْ: امْضُوا إِلَى أَبِي خَيْثَمَةَ، فَإِنَّ سَمَاعَهُمْ بِالْكُوفَةِ وَاحِدٌ مِنْ ابْنِ نُمَيْرٍ، فَذَهَبُوا، فَأَصَابُوهُ.

= وخالفه الحسن بن علي الخلَّال، فيما أخرجه الترمذي عقب الرواية (1526)، ومحمد بن عثمان الورَّاق، فيما أخرجه ابنُ الجارود في "المنتقى"(934)، ومحمد بنُ فُضيل، فيما أخرجه ابن عبد البَرِّ في "التمهيد" 6/ 92 - 93، ثلاثتهم عن ابن نُمير، عن عبيد الله بن عمر العمري، عن طلحة بن عبد الملك، عن القاسم، عن عائشة، به.

وقد نبه على تفرُّد الإمام أحمد في روايته عن ابن نمير هذه ابنه عبد الله، فيما سيأتي عقب الرواية (25878)، فقال: حديث غريب من حديث يحيى بن سعيد، ما سمعته إلا من أبي، عن ابن نمير.

وقال كذلك: قال أصحاب الحديث: ليس هذا بالكوفة، إنما هذا عن ابن نُمير، عن عُبيد الله، يعني العمري.

وقد سلف (24075)، وانظر ما بعده.

(1)

القائل: سمعت عبيد الله بن عمر هو ابن إدريس كما هو مصرح به في الرواية (24141).

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو مكرر (24141) سنداً ومتناً.

ص: 62

25879 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُجْنِبُ مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ حَتَّى يُصْبِحَ، وَلَا يَمَسُّ مَاءً (1).

25880 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا:" إِنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ ". قَالَتْ: فَقُلْتُ: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ (2).

25881 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، يَعْنِي ابْنَ حَسَّانَ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ دِقْرَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ عَائِشَةَ فِي نِسْوَةٍ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَرَأَتِ (3) امْرَأَةً عَلَيْهَا خَمِيصَةٌ فِيهَا صُلُبٌ، فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ: انْزَعِي

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف حجاج، وهو ابن أرطاة، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. ابنُ نمير: هو عبد الله، وعبد الرحمن بن الأسود: هو ابن يزيد بن قيس النَّخَعي.

وسلف بإسناد صحيح برقم (24083).

وسيأتي برقم (26236).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24281)، إلا أن شيخ الإمام أحمد في هذا الإسناد هو يعلى بن عبيد الطنافسي.

وأخرجه مسلم (2447)(90) من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد.

(3)

في (م): فرأيت.

ص: 63

هَذَا مِنْ ثَوْبِكِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ (1) إِذَا رَآهُ فِي ثَوْبٍ قَضَبَهُ (2).

25882 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ حَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَشِيقَةُ ظَبْيٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَلَمْ يَأْكُلْهُ (3).

25883 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُ يَدَيْهِ يَدْعُو حَتَّى إِنِّي لَأَسْأَمُ لَهُ مِمَّا يَرْفَعُهُمَا يَدْعُو: " اللهُمَّ فَإِنَّمَا أَنَا بَشْرٌ، فَلَا تُعَذِّبْنِي بِشَتْمِ رَجُلٍ شَتَمْتُهُ، أَوْ آذَيْتُهُ "(4).

(1) كلمة: "كان" ليست في (م).

(2)

إسناده حسن، وهو مكرر (25091)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو أبو معاوية محمد بن خازم.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1752) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

(3)

إسناده صحيح إن ثبت سماع حسن بن محمد -وهو ابن علي بن أبي طالب- من عائشة، ووالد الحسن هو المعروف بابن الحنفية، ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(8324).

وسلف برقم (24128).

قال السندي: قولها: وشيقة ظبي: الوشيقة: أن يؤخذ اللحم فيغلى قليلاً، وتحمل في الأسفار، وقيل: هي القديد، ولعله لم يأكله لاحتمال أنه صِيد له.

(4)

حديث ضعيف بهذه السياقة، وهو مكرر الحديث (25265)، إلا أن =

ص: 64

25884 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ. وَإِسْحَاقُ - يَعْنِي ابْنَ عِيسَى الطَّبَّاعَ - قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَنَامُ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَرِجْلِي فِي قِبْلَتِهِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ، غَمَزَنِي، فَقَبَضْتُ رِجْلِي، فَإِذَا قَامَ بَسَطْتُهَا. قَالَتْ: وَلَمْ يَكُنْ فِي الْبُيُوتِ يَوْمَئِذٍ مَصَابِيحُ (1).

25885 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُ ذَلِكَ، وَقَالَتْ: إِنَّمَا نَزَلَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَنَّهُ كَانَ مَنْزِلًا أَسْمَحَ لِخُرُوجِهِ (2).

= شيخ الإمام أحمد هنا هو عبد الرزاق بن همام الصنعاني.

وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(3248).

قال السندي: قولها: إني لأسأم، من الساَمة، أي: أتعب من طول الرفع ترحماً عليه.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (25148)، إلا أن شيخي الإمام أحمد في هذا الإسناد هما عبد الرزاق وإسحاق بن عيسى الطباع، وهو -وإن روى له مسلم وحده- متابع.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" برقم (2376).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (675) و (896)، ومسلم (1311)(340)، والنسائي في "الكبرى"(4206) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24143).

قال السندي: قولها: إنها لم تكن تفعل ذلك، أي: التحصيب: وهو النزول بالمحصَّب في الحج.

ص: 65

25886 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - أَوْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ، اشْتَرَى كَبْشَيْنِ عَظِيمَيْنِ، سَمِينَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ مَوْجَيَيْنِ (1)، فَيَذْبَحُ (2) أَحَدَهُمَا عَنْ أُمَّتِهِ مِمَّنْ شَهِدَ بِالتَّوْحِيدِ، وَشَهِدَ لَهُ بِالْبَلَاغِ، وَذَبَحَ الْآخَرَ عَنْ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَآلِ مُحَمَّدٍ (3).

25887 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَفْتِلُ (4) قَلَائِدَ هَدْيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ

(1) كذا في النسخ الخطية: مَوْجيَّيْن، وفي (م) موجُوءَيْن وهو الجادة، قال ابن الأثير في "النهاية": مَوْجيّين: بغير همز، على التخفيف، ويكون من: وجيتُه وَجْياً، فهو مَوْجيٌّ. قال السندي: قولها: موجِيين، تثنية موجيّ، بوزن مرميّ، اسم مفعول من الرمي.

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): فذبح.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد فيه ضعف لاضطراب عبد الله بن محمد بن عقيل فيه، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (25100).

وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(8130)، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (3122).

وقد جعله محقق "المصنف": عن عائشة وأبي هريرة، على العطف، وكذلك وقع في مطبوع ابن ماجه، غير أن المزي أورده في "تحفة الأشراف" 10/ 464 على الشكّ، ونسبه لابن ماجه، وهو الصواب.

(4)

في (ظ 7) و (ظ 8): إن كنت لأفتل، وفي (ق): إني كنت أفتل.

ص: 66

يَبْعَثُ بِهَا، فَمَا يَجْتَنِبُ شَيْئًا مِمَّا يَجْتَنِبُ الْمُحْرِمُ (1).

25888 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جَاءَتْ هِنْدٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ خِبَاءٌ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ يُذِلَّهُمُ اللهُ عز وجل مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ، وَمَا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ الْيَوْمَ أَهْلُ خِبَاءٍ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ يُعِزَّهُمُ اللهُ عز وجل مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" وَأَيْضًا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ". ثُمَّ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ مُمْسِكٌ، فَهَلْ عَلَيَّ حَرَجٌ أَنْ أُنْفِقَ عَلَى عِيَالِهِ مِنْ مَالِهِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا حَرَجَ عَلَيْكِ أَنْ تُنْفِقِي عَلَيْهِمْ بِالْمَعْرُوفِ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24084)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الرزاق بن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(16612)، وأخرجه من طريقه إسحاق ابن راهويه (734)، ومسلم (1714)(8)، وأبو داود (3533)، والنسائي في "الكبرى"(9190)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1837) و (1838)، وابن حبان (4257).

وأخرجه البخاري (2460) و (5359) و (6641) و (7161)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1836)، والبيهقي في "السنن" 10/ 270، والبغوي في "شرح السنة"(2150) من طرق عن الزهري، به.

وعلَّقه البخاري بصيغة الجزم برقم (3825)، فقال: وقال عبدان -وهو =

ص: 67

25889 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الجَزَّارِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ تِسْعًا، فَلَمَّا ثَقُلَ وَأَسَنَّ، صَلَّى سَبْعًا (1).

25890 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَسَرَّ - تَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم الْقِرَاءَةَ فِي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، وَقَرَأَ فِيهِمَا:{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} (2).

= عبد الله بن عثمان-، أخبرنا عبد الله -أي ابن المبارك- أخبرنا يونس، عن الزهري، فذكره.

قال الحافظ في "الفتح" 7/ 141: قوله: (وقال عبدان) كذا للجميع بصيغة التعليق، وكلام أبي نعيم في "المستخرج" يقتضي أن البخاري أخرجه موصولاً عن عبدان، وقد وصله البيهقي أيضاً من طريق أبي الموجه، عن عبدان. وانظر "تغليق التعليق" 4/ 81 - 82.

وسقط من مطبوع البخاري -طبعة الدار السلفية- اسم عبد الله بن المبارك من الإسناد، واستدركناه من "تحفة الأشراف" 12/ 111، ومن الطبعة اليونينية، ومن "تغليق التعليق" 4/ 81.

وقد سلف برقم (24117).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (240421).

وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(4715).

(2)

في سنده انقطاع يين محمد -وهو ابن سيرين- وبين عائشة، وهو مكرر (25510)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الرزاق بن همام =

ص: 68

25891 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنِ الْبِتْعِ؟ فَقَالَ:" كُلُّ شَرَابٍ يُسْكِرُ، فَهُوَ حَرَامٌ " وَالْبِتْعُ: نَبِيذُ الْعَسَلِ (1).

25892 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رِفَاعَةَ الْقُرَظِيَّ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ، فَبَتَّ طَلَاقَهَا، فَتَزَوَّجَهَا بَعْدَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الزُّبَيْرِ، فَجَاءَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم،

= الصنعاني.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (4788).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همَّام الصنعاني، ومعمر: هو ابنُ راشد، وأبو سَلَمة: هو ابنُ عبد الرحمن بن عوف.

وهو في "الأشربة" لأحمد (42)، وفي "مصنف" عبد الرزاق (17002)، ومن طريقه أخرجه ابن راهويه (1067)، ومسلم (2001)(69)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 298، وفي "الكبرى"(5104)، وأبو عوانة 5/ 260 - 261 و 261، والبيهقي في "السنن الكبرى" 8/ 291، وفي "السنن الصغير" (3344). وقوله: والبِتْع نبيذُ العسل، من قول عبد الرزاق كما صرَّح به في مصنفه.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 298، وفي "الكبرى"(5103) و (6814) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، به.

وسلف من طريق يزيد بن زريع، عن معمر برقم (24652).

وانظر (24082).

ص: 69

فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ رِفَاعَةَ، وَطَلَّقَهَا آخِرَ ثَلَاثِ تَطْلِيقَاتٍ، فَتَزَوَّجَتْ بَعْدَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الزَّبِيرِ، وَإِنَّهُ وَاللهِ مَا مَعَهُ يَا رَسُولَ اللهِ إِلَّا مِثْلَ هَذِهِ الْهُدْبَةِ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ لَهَا:" لَعَلَّكِ تُرِيدِينَ أَنْ تَرْجِعِي إِلَى رِفَاعَةَ، لَا، حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ، وَيَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ ". قَالَتْ: وَأَبُو بَكْرٍ جَالِسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَخَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ جَالِسٌ بِبَابِ الْحُجْرَةِ، لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، فَطَفِقَ خَالِدٌ يُنَادِي أَبَا بَكْرٍ يَقُولُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، أَلَا تَزْجُرُ هَذِهِ عَمَّا تَجْهَرُ بِهِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

25893 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: دَخَلَتْ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ - أَحْسِبُ اسْمَهَا خَوْلَةَ بِنْتَ حَكِيمٍ - عَلَى عَائِشَةَ، وَهِيَ بَاذَّةُ الْهَيْئَةِ، فَسَأَلْتُهَا، مَا شَأْنُكِ؟ فَقَالَتْ: زَوْجِي يَقُومُ اللَّيْلَ، وَيَصُومُ النَّهَارَ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَتْ عَائِشَةُ ذَلِكَ لَهُ، فَلَقِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عُثْمَانَ، فَقَالَ: " يَا

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همَّام الصنعاني، ومَعْمَر: هو ابنُ راشد، والزُّهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب.

وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(11131)، ومن طريقه أخرجه ابنُ راهويه (716)، ومسلم (1433)(113)، والطبري في تفسير الآية (230) من سورة البقرة. قرن عبد الرزاق بمعمر ابنَ جريج.

وسلف برقم (24058).

ص: 70

عُثْمَانُ، إِنَّ الرَّهْبَانِيَّةَ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْنَا، أَفَمَا لَكَ فِيَّ أُسْوَةٌ؟ فَوَاللهِ إِنِّي أَخْشَاكُمْ لِلَّهِ، وَأَحْفَظُكُمْ لِحُدُودِهِ (1) " (2).

25894 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ عُتْبَةَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ لِأَخِيهِ سَعْدٍ: أَتَعْلَمُ أَنَّ ابْنَ جَارِيَةِ زَمْعَةَ ابْنِي؟ قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ، رَأَى سَعْدٌ الْغُلَامَ، فَعَرَفَهُ بِالشَّبَهِ، وَاحْتَضَنَهُ إِلَيْهِ، وَقَالَ: ابْنُ أَخِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. فَجَاءَ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ، فَقَالَ: بَلْ هُوَ أَخِي، وُلِدَ (3) عَلَى فِرَاشِ أَبِي مِنْ جَارِيَتِهِ. فَانْطَلَقَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا ابْنُ أَخِي، انْظُرْ إِلَى شَبَهِهِ بِعُتْبَةَ. قَالَتْ

(1) في (ظ 7) و (ظ 8) وهامش (ق): فوالله إن أخشاكم لله وأحفظكم لحدوده لأنا.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.

وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(10375) -ومن طريقه أخرجه البزار (1458)(زوائد)، وابن حبان (9)، والطبراني في "الكبير"(8319) - وقد قرن بعروة عمرة عند عبد الرزاق والطبراني.

وقد سلف نحوه (24753)، وذكرنا هناك ما يعضده.

وسيأتي برقم (26308).

وفي الباب عن أبي موسى الأشعرى عند ابن حبان (316) وهو حديث حسن لغيره.

قال السندي: قولها: وهي باذَّة الهيئة، بتشديد الذال المعجمة، أي: سيئة الهيئة.

(3)

في (ق) و (ظ 2) و (م): وولد.

ص: 71

عَائِشَةُ: فَرَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَبَهًا، لَمْ يَرَ النَّاسُ شَبَهًا أَبْيَنَ مِنْهُ بِعُتْبَةَ، فَقَالَ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَلْ هُوَ أَخِي، وُلِدَ عَلَى فِرَاشِ أَبِي مِنْ جَارِيَتِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَاحْتَجِبِي عَنْهُ يَا سَوْدَةُ ". قَالَتْ عَائِشَةُ: فَوَاللهِ مَا رَآهَا حَتَّى مَاتَتْ (1).

25895 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى عَائِشَةَ مَسْرُورًا، فَقَالَ:" أَلَمْ تَسْمَعِي مَا قَالَ الْمُدْلِجِيُّ؟ " وَرَأَى أُسَامَةَ وَزَيْدًا نَائِمَيْنِ فِي ثَوْبٍ - أَوْ فِي قَطِيفَةٍ - وَقَدْ خَرَجَتْ أَقْدَامُهُمَا، فَقَالَ:" إِنَّ هَذِهِ الْأَقْدَامَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(13818)، ومن طريقه أخرجه إسحاق ابن راهويه في "مسنده"(727)، ومسلم (1457)، والدارقطني في "السنن" 4/ 242.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4246) من طريق ابن المبارك، عن معمر، به.

وقد سلف برقم (24086).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وصورة سياقه الإرسال، غير أن عروة إنما سمعه من عائشة، كما سلف برقم (24099)، وقد جاء متصلاً في "مصنف" عبد الرزاق (13836)، ورواه مسلم من طريقه (1459)(40) متصلاً كذلك.

وجاء في الرواية التالية من طريق ابن جريج، عن الزهري، متصلاً أيضاً.

ص: 72

25896 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ تَبْرُقُ أَسَارِيرُ وَجْهِهِ (1).

25897 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ، صَلَّى الصُّبْحَ، ثُمَّ دَخَلَ فِي الْمَكَانِ الَّذِي يُرِيدُ أَنْ يَعْتَكِفَ فِيهِ، فَأَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ، فَأَمَرَ، فَضُرِبَ لَهُ خِبَاءٌ، وَأَمَرَتْ عَائِشَةُ، فَضُرِبَ لَهَا خِبَاءٌ، وَأَمَرَتْ حَفْصَةُ، فَضُرِبَ لَهَا خِبَاءٌ، فَلَمَّا رَأَتْ زَيْنَبُ خِبَاءَهُمَا، أَمَرَتْ، فَضُرِبَ لَهَا خِبَاءٌ فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ قَالَ:" الْبِرُّ تُرِدْنَ؟ ". فَلَمْ يَعْتَكِفْ فِي رَمَضَانَ، وَاعْتَكَفَ عَشْرًا مِنْ شَوَّالٍ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابنُ جُرَيْج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.

وهو في "المصنف"(13833)، ومن طريقه أخرجه البخاري (3555)، ومسلم (1459)(40)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 10/ 262، وفي "السنن الصغير"(4357).

وأخرجه الحميدي (240) عن سفيان، والدارقطني في "السنن" 4/ 340 من طريق حجَّاج، كلاهما عن ابن جريج، به، وجاء عند الحميدي أن ابن جريج قال في اسم القائف مُحْرِز، بالحاء المهملة الساكنة، فنبهه ابن عيينة إلى الصواب، فرجع إليه.

وسلف برقم (24099).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد الأنصاري =

ص: 73

25898 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي وَائِلُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَهِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ فِي جَيْشٍ قَطُّ إِلَّا أَمَّرَهُ عَلَيْهِمْ، وَلَوْ بَقِيَ بَعْدَهُ اسْتَخْلَفَهُ (1).

= وعمرة: هي بنت عبد الرحمن.

وأخرجه ابن راهويه (1154)، وأبو داود (2464)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 44 - 45، وفي "الكبرى"(788)، وابن ماجه (1771)، وابن الجارود في "المنتقى"(408)، وابن خزيمة (2217)، وابن حِبَّان (3666) مختصراً، والبيهقي في "معرفة السنن" 6/ 403، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 11/ 190 - 191 من طريق يعلى بن عبيد الطنافسي، به، وسقط من مطبوع ابن ماجه اسم عمرة.

وقرن أبو داود (ومن طريقه البيهقي وابن عبد البر) وابنُ حبان بيعلى أبا معاوية، وروايتهما من طريق عثمان بن أبي شيبة، وقال فيها: ثم أخر الاعتكاف إلى العشر الأول من شوال.

وسلف من طريق الأوزاعي، عن يحيى بن سعيد برقم (24544).

(1)

إسناده حسن إن صحَّ سماعُ البهي: وهو عبد الله من عائشة، فقد ثبَّته البخاري في "تاريخه الكبير" 5/ 256، ودفعه الإمام أحمد، وقال: ما أرى هذا شيئاً، إنما يروي عن عروة، وبقية رجاله ثقات. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، ووائل بن داود: هو التيمي الكوفي.

وأخرجه ابن سعد 3/ 46، وابنُ أبي شيبة 12/ 140 و 14/ 519، والنَّسائي في "الكبرى"(8182)، والحاكم 3/ 215 من طريق محمد بن عُبيد، بهذا الإسناد.

وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

ورواه سفيان بن عيينة، واختلف عليه فيه:

فرواه الحُميدي (267) عنه، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن عائشة، به. مرسلاً، الشعبي لم يسمع من عائشة. =

ص: 74

25899 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ، أَنَّ عِرَاكَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَ عِنْدَ (1) عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: ذُكِرَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ نَاسًا يَكْرَهُونَ أَنْ يَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ بِفُرُوجِهِمْ، فَقَالَ:" أَوَقَدْ فَعَلُوهَا؟ (2) حَوِّلُوا مِقْعَدَتِي (3) قِبَلَ الْقِبْلَةِ "(4).

25900 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُوتِرُ بِتِسْعِ رَكَعَاتٍ، فَلَمَّا بَدَّنَ

= ورواه محمد بن أبي عمر العَدَني -فيما أخرجه الحاكم 3/ 318 - عنه، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن النبي صلى الله عليه وسلم. لم يذكر عائشة.

قلنا: والحميدي أثبت الناس في ابن عيينة.

وتأمير رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة يعضُده حديث سلمة بن الأكوع: "غزوتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعَ غَزَوات، ومع زيد بن حارثة تسعَ غَزَوات أمَّره رسولُ الله صلى الله عليه وسلم علينا". وإسناده صحيح، وقد سلف تخريجه في أثناء تعليقنا على الرواية السالفة برقم (16543).

وانظر "الفتح" 7/ 498.

وسيأتي برقم (26410)، وسيكرر (26174) سنداً ومتناً.

(1)

تحرف في (م) إلى: عن.

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): فعلوا.

(3)

في (م): مقعدي.

(4)

إسناده ضعيف على نكارة في متنه، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (25063).

ص: 75

وَلَحُمَ، صَلَّى سَبْعَ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ، قَالَ عَفَّانُ: فَلَمَّا لَحُمَ وَبَدَّنَ (1).

25901 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، بِمِثْلِهِ (2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على حمَّاد، وهو ابن سَلَمة، فرواه أبو كامل: وهو مُظَفَّر بن مُدْرِك، وعفان -كما في هذه الرواية- عن حمَّاد ابن سلمة، عن قتادة، عن الحسن، عن سعد بن هشام، عن عائشة.

وقد سلف من طريق قتادة، عن الحسن، به، برقم (25346).

وقد روي من طرق عن الحسن بالأرقام (24601) و (24658) و (25986) فالحديث حديثه.

ورواه أبو كامل وعفّان كذلك -كما في الرواية (25901) - عن حماد بن سلمة، عن حميد -وهو الطويل-، عن بكر بن عبد الله -وهو المزني-، عن سعد بن هشام، عن عائشة. ولم يتابَع حمَّاد على هذه الطريق.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 242، وفي "الكبرى"(1410) من طريق الحجاج، عن حمَّاد بن سلمة، عن قتادة، به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(1411) من طريق الحجاج، عن حماد، عن حميد، به.

وانظر (24269).

قال السندي: قولها: فلما بَدُنَ، ككَرُمَ، من البدانة، بمعنى كثرة اللحم، وبالتشديد بمعنى كبر السن، وقد ضبط هاهنا بالتشديد، وهو الوجه، لئلا يكون قوله: لحم تكراراً، ولحم كعلم وكرم: إذا كثر لحمه.

(2)

حديث صحيح، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (25900).

ص: 76

25902 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا الْتَقَى الْخِتَانَانِ اغْتَسَلَ (1).

25903 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ الْبَجَلِيُّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّ السَّائِبَ سَأَلَ عَائِشَةَ، فَقَالَ: إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُصَلِّيَ إِلَّا جَالِسًا، فَكَيْفَ تَرَيْنَ؟ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " صَلَاةُ الرَّجُلِ جَالِسًا مِثْلُ نِصْفِ صَلَاتِهِ قَائِمًا "(2).

25904 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا بُدَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَرَأَ قَائِمًا، رَكَعَ

(1) حديث صحيح، وهو مكرر (24914)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو أبو كامل مُظفَّر بن مُدْرك الخُراساني.

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، إبراهيم بن مهاجر فيه ضعف خفيف وقد اختُلف عليه فيه، كما بسطنا ذلك في الرواية (24325)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل -واسمه مظَفَّر بن مدرك الخراساني- فقد روى له أبو داود في "التفرد" وابن ماجه، وهو ثقة. زهير: هو ابن معاوية.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 52، وابن راهويه (1191)، والنسائي في "الكبرى"(1366)، وأبو يعلى (4941)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2696) من طرق عن زهير، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24325)، وذكرنا هناك شاهده الذي يصح به.

ص: 77

قَائِمًا، وَإِذَا قَرَأَ قَاعِدًا، رَكَعَ قَاعِدًا (1).

25905 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ قُلْتُ لِعَائِشَةَ: أَرَأَيْتِ قَوْلَ اللهِ عز وجل: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158] فَوَاللهِ مَا عَلَى أَحَدٍ جُنَاحٌ أَنْ لَا يَطَّوَّفَ بِهِمَا. قَالَتْ: بِئْسَمَا قُلْتَ يَا ابْنَ أُخْتِي، إِنَّهَا لَوْ كَانَتْ كَمَا أَوَّلْتَهَا عَلَيْهِ كَانَتْ: فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ لَا يَطَّوَّفَ بِهِمَا، إِنَّمَا أُنْزِلَتْ أَنَّ هَذَا الْحَيَّ مِنَ الْأَنْصَارِ كَانُوا قَبْلَ أَنْ يُسْلِمُوا، يُهِلُّوا لِمَنَاةَ الطَّاغِيَةِ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَ عِنْدَ الْمُشَلَّلِ، وَكَانَ مَنْ أَهَلَّ لَهَا يَتَحَرَّجُ أَنْ يَطَّوَّفَ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَسَأَلُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم، غير أن أبا كامل -وهو مظفَّر بن مُدْرك- أخرج له أبو داود في "التفرُّد" والنسائي، وهو ثقة. حمَّاد: هو ابن سَلَمة.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 338 من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (730)(106 - 107)، وأبو داود (955)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 219، وفي "الكبرى"(1355)، وابن خزيمة (1246)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 338، وابن حبان (2631) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب وبديل بن ميسرة، به.

وقد سلف برقمي (24688) و (24822).

ص: 78

اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا}. قَالَتْ (1): ثُمَّ قَدْ سَنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الطَّوَافَ بِهِمَا، فَلَيْسَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَدَعَ الطَّوَافَ بِهِمَا (2).

25906 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ: بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ يُوتِرُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: كَانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، وَفِي الثَّانِيَةَ بِـ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وَفِي الثَّالِثَةِ: بِـ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} ، وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ (3).

(1) في (م): قال.

(2)

إسناده صحيح، وهو مكرر (25112)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو أبو كامل مظفَر بن مُدْرك، وهو ثقة أخرج له النسائي وأبو داود في كتاب "التفرد".

(3)

صحيحٌ لغيره، دون قوله: والمُعَوِّذَتَيْن، وهذا إسناد ضعيف، عبد العزيز بنُ جُرَيْج لا يُتَابَع في حديثه، فيما قال البخاري، ثم إنه لم يسمع من عائشة، فيما قال أحمد والدارقطني وابنُ حبان. وتصريحُه بالسماع منها هنا مدفوعٌ لأنَّ في طريقه خُصيفاً، وهو ابنُ عبد الرحمن الجَزَري، وهو سيِّئُ الحفظ، قال الحافظ في "التقريب": أخطأ خصيف، فصرح بسماعه من عائشة وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه المزّي في "تهذيبه"(ترجمة عبد العزيز بن جُريج) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق (1678)، وأبو داود (1424)، والترمذي (463)، وابن ماجه (1173)، والبغوي في "شرح السنة"(974) من طريق محمد بن سَلَمة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريب، وعبد العزيز هذا والدُ =

ص: 79

25907 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَتْ: كَانَ يُطِيلُ الصَّلَاةَ قَائِمًا وَقَاعِدًا، وَكَانَ إِذَا صَلَّى قَائِمًا، رَكَعَ قَائِمًا، وَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا، رَكَعَ قَاعِدًا.

وَسَأَلْتُهَا عَنْ صِيَامِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: قَدْ صَامَ، قَدْ صَامَ، قَدْ صَامَ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: قَدْ أَفْطَرَ، قَدْ أَفْطَرَ، قَدْ

= ابن جريج صاحب عطاء، وابنُ جريج اسمه عبد الملك بنُ عبد العزيز بنِ جريج، وقد روى هذا الحديث يحيى بنُ سعيد الأنصاري عن عَمْرة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(4698) عن ابن جريج، قال: أُخبِرت عن عائشة. فذكره.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 285، والعُقيلي في "الضعفاء" 4/ 392، وابنُ عديّ في "الكامل" 7/ 2671، والدارقطني 2/ 24، والحاكم 1/ 305، والبغوي في "شرح السنة"(973) من طريق يحيى بن أيوب -وهو الغَافِقِي المصري-، عن يحيى بن سعيد، عن عَمْرة، عن عائشة، به.

وهذا إسنادٌ تفرَّدَ به يحيى بنُ أيوب، وقد نقل العُقيلي وابنُ عديّ بإسنادهما عن عثمان بن الحكم الجُذَامي، أنه سألَ يحيى بنَ سعيد عن هذا الحديث، فلم يرفعه، وأنكر يحيى إن يكون مرفوعاً. وقال العقيلي: أما المُعَوِّذَتَيْن، فلا يصحّ.

وقد صَحَّ دون المعوذتين من حديث عبد الرحمن بنِ أَبْزَى السالف برقم (15354)، ولفظه: أنَّه كان يقرأُ في الوتر بـ {سبِّحِ اسمَ ربِّكَ الأعلى} ، و {قُلْ يا أيُّها الكافِرُونَ} ، و {قُلْ هُوَ اللهُ أحدٌ} . وإسناده صحيح.

ص: 80

أَفْطَرَ، وَلَمْ يَصُمْ شَهْرًا تَامًّا مُنْذُ أَتَى الْمَدِينَةَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ شَهْرَ رَمَضَانَ (1).

25908 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: رَجَعَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ جَنَازَةٍ بِالْبَقِيعِ وَأَنَا أَجِدُ صُدَاعًا فِي رَأْسِي، وَأَنَا أَقُولُ: وَارَأْسَاهْ. قَالَ: " بَلْ أَنَا وَارَأْسَاهْ " ثم (2) قَالَ: " مَا ضَرَّكِ لَوْ مِتِّ قَبْلِي، فَغَسَّلْتُكِ وَكَفَّنْتُكِ، ثُمَّ صَلَّيْتُ عَلَيْكِ، وَدَفَنْتُكِ ". قُلْتُ: لَكِنِّي - أَوْ: لَكَأَنِّي - بِكَ وَاللهِ لَوْ فَعَلْتَ ذَلِكَ لَقَدْ رَجَعْتَ إِلَى بَيْتِي، فَأَعْرَسْتَ فِيهِ بِبَعْضِ نِسَائِكَ. قَالَتْ: فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (25238)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو محمد بن سلمة الحرَّاني.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 152، وفي "الكبرى"(2493) من طريق محمد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1303)، ومسلم (730)(110) و (1156)(174)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 338، والبيهقي في "السنن" 2/ 489، وفي "السنن الصغير"(856) من طرق عن هشام، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(963) و (964) من طريق سالم بن عبد الله الخيّاط، عن محمد بن سيرين، به.

وانظر (24019).

(2)

لفظ: "ثم" ليس في (م).

ص: 81

بُدِئَ فِي وَجَعِهِ (1) الَّذِي مَاتَ فِيهِ (2).

(1) في (م): بوجعه.

(2)

حديث حسن، محمد بنُ إسحاق صرَّح بالتحديث في بعض طرق الحديث، فانتفت شبهة تدليسه. وقد اختلف عليه فيه:

فرواه أحمد -كما في هذه الرواية، ومن طريقه ابن ماجه (1465)، والدارقطني في "السنن" 2/ 74 - وعمرو بن هشام الحرَّاني، فيما أخرجه الدارمي (80)، والنسائي في "الكبرى"(7079)، وابن حبان (6586)، والبيهقي في "السنن" 3/ 396، كلاهما عن محمد بن سَلَمة، عن ابن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة، به. وقد صرح ابن إسحاق بسماعه من يعقوب في رواية يونس بن بكير الآتية بَعْدُ.

وخالفهما محمد بن أحمد الصيدلاني -فيما أخرجه النسائي في "الكبرى"(7080) - فرواه عن محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن يعقوب، عن الزُّهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عروة، عن عائشة، فزاد في إسناده: عروة.

ورواه يونس بن بُكير -فيما أخرجه البيهقي في "الدلائل" 7/ 168 - 169 - عن ابن إسحاق، فقال: حدثنا يعقوب بنُ عتبة بن المغيرة، عن الزُّهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة، وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه.

ورواه عبد الأعلى -فيما أخرجه أبو يعلى (4579) - عن ابن إسحاق، فقال: حدثني الزُّهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة، به. وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث من الزهري، فيكون قد سمعه منه ومن يعقوب بن عتبة، فله فيه شيخان.

وقد رواه كذلك عبَّاد بن إسحاق -فيما أخرجه ابن طَهْمان في "مشيخته"(5) - عن الزُّهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عائشة، وفيه:"لوَدِدْتُ أنَّ ذلك كان، فأَشهدُكِ، وأُصلي عليك".

وأخرجه ابن سعد 2/ 225 - 226 من طريق الحَكَم بن القاسم، عن عفيف =

ص: 82

25909 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ابْنِ (1) إِسْحَاقَ، عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ يَنَّاقٍ، عَنْ صَفِيَّهَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جَاءَتْهَا امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ: ابْنَةٌ لِي سَقَطَ شَعْرُهَا، أَفَنَجْعَلُ عَلَى رَأْسِهَا شَيْئًا نُجَمِّلُهَا بِهِ؟ قَالَتْ: سَمِعْتُ امْرَأَةً تَسْأَلُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ مِثْلِ مَا سَأَلْتِ عَنْهُ؟ فَقَالَ: " لَعَنَ اللهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ "(2).

25910 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ابِنِ (3) إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ:

= ابن عمرو، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة. والحَكَم بن القاسم لم نقف على ترجمته، وفي طريقه الواقدي، وهو متروك.

وقد سلف نحوه برقم (25113).

(1)

في (م) و (هـ): أبي إسحاق، وهو خطأ.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق: وهو محمد، وقد صرح بالتحديث عند الحافظ في "التغليق" 5/ 77، فانتفت شبهة تدليسه، وقد توبع. وبقية رجاله ثقات، محمد بن سَلَمة: هو الحراني.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(2156)، والخطيب في "تاريخه" 11/ 309 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وقد علقه البخاري عقب الرواية (5934)، فقال: وتابعه ابن إسحاق، وقد وصله الحافظ في "التغليق" 5/ 77 من طريق إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(11129) من طريق عقيل، عن أبان بن صالح، به، مطولاً.

وقد سلف بإسناد صحيح برقم (24805).

(3)

في (م): أبي إسحاق، وهو خطأ.

ص: 83

دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: مَا اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا فِي ذِي الْقِعْدَةِ، وَلَقَدْ اعْتَمَرَ ثَلَاثَ عُمَرٍ (1).

25911 -

حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: نَهَى (2) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ خَمْسٍ: لُبْسِ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن إسحاق -وهو محمد- مدلِّس، وقد عنعن، وبقية رجاله ثقات. محمد بن سَلَمة: هو الحَرَّاني.

وأخرجه ابن ماجه (2997) من طريق ابن نُمير، عن الأعمش، عن مجاهد، عن عائشة، قالت: لم يعتمر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عمرة إلا في ذي القَعْدة.

ووقع في مطبوع ابن ماجه بين مجاهد وعائشة: عن حبيب، عن عروة، وهو سهو نبَّه عليه محقق "تحفة الأشراف" 12/ 293، وصحح الحافظ إسناده في "الفتح" 3/ 600.

ورواه هشام بن عروة، واختلف عليه فيه:

فرواه داود بن عبد الرحمن -فيما أخرجه أبو داود (1991)، ومن طريقه ابنُ عبد البر في "التمهيد" 22/ 289، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 455 - عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر عمرتين: عمرةً في ذي القعدة، وعمرةً في شوال.

ورواه عبد العزيز بن محمد الدراوردي -فيما أخرجه البيهقي في "السنن " 4/ 346 - عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر ثلاث عمر، عمرة في شوال، وعمرتين في ذي القعدة.

ورواه مرسلاً مالك -كما في "الموطأ" 1/ 342 - عن هشام بن عروة، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعتمر إلا ثلاثاً، إحداهنَّ في شوال، واثنتين في ذي القَعْدة.

ورجَّح ابن عبد البر كما في "التمهيد" 22/ 289 رواية مالك المرسلة.

وانظر حديث أنس بن مالك السالف برقم (12372).

(2)

في (م): نهانا.

ص: 84

الْحَرِيرِ وَالذَّهَبِ، وَالشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَالْمِيثَرَةِ الْحَمْرَاءِ، وَلُبْسِ الْقَسِّيِّ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ شَيْءٌ ذَفِيفٌ (1) مِنَ الذَّهَبِ، يُرْبَطُ بِهِ الْمَسَكُ - أَوْ يُرْبَطُ بِهِ - قَالَ:" لَا، اجْعَلِيهِ (2) فِضَّةً، وَصَفِّرِيهِ بِشَيْءٍ مِنْ زَعْفَرَانٍ "(3).

25912 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ،

(1) في (ظ 7) و (ظ 8) ونسخة السندي: دقيق، وفي (ق) و (هـ) و (م): رقيق، والمثبت من مسند أبي يعلى، وكتب اللغة. والمعنى: شيءٌ قليل يُشدُّ به. و"المَسَك" بالتحريك: الأساور والخلاخيل من القرون، أو العاج، ونحوها.

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): اجعلنه.

(3)

إسناده ضعيف لضعف خصيف، وهو ابن عبد الرحمن الجزري -وقد بسطنا القول فيه في الرواية السالفة برقم (24047).

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 941 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (4789) عن عمرو الناقد، عن معمر بن سليمان، به.

وسيكرر في مسند أم سلمة 6/ 310 و 322، عن معمر بن سليمان، عن خصيف، عن عطاء، عن أم سلمة.

وقد ثبت أنّ لبسَ الحرير والذهب حرام على الرجال، حِلُّ للنساء، من حديث أبي موسى الأشعرى، السالف برقم (19502).

وسلف النَّهي عن الشرب في آنية الذهب والفضة، من حديث حذيفة عند البخاري (5426)، وسلف برقم (23314).

وسلف النهي عن الميثرة ولبس القَسِّيِّ، من حديث عليٍّ، برقم (601)، ومن حديث جابر، برقم (14682)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

ص: 85

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صَلَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى قَائِمًا، فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ (1).

25913 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جَاءَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: إِنَّ سَالِمًا كَانَ يُدْعَى لِأَبِي حُذَيْفَةَ، وَإِنَّ اللهَ عز وجل قَدْ أَنْزَلَ كِتَابَهُ:{ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [الأحزاب: 5] فَكَانَ يَدْخُلُ عَلَيَّ، وَأَنَا فُضُلٌ، وَنَحْنُ فِي مَنْزِلٍ ضَيِّقٍ، فَقَالَ:" أَرْضِعِي سَالِمًا تَحْرُمِي عَلَيْهِ "(2).

25914 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ قَالَتْ: أَوَّلُ مَا اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (25907)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الرزاق بن همَّام الصنعاني.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق برقمي (4098) و (7860).

وحديث محمد بن سلمة، سلف برقم (25907).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(13885)، وأخرجه من طريقه إسحاق ابن راهويه (704)، وابن حبان (4214).

وقد سلف مطولاً برقم (25650).

وانظر (24108).

ص: 86

بَيْتِ مَيْمُونَةَ، فَاسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِهَا، فَأَذِنَّ لَهُ. قَالَتْ: فَخَرَجَ وَيَدٌ عَلَى الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَيَدٌ (1) عَلَى رَجُلٍ آخَرَ، وَهُوَ يَخُطُّ بِرِجْلَيْهِ فِي الْأَرْضِ، قَالَ عُبَيْدُ اللهِ: فَحَدَّثْتُ بِهِ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: أَتَدْرِي (2) مَنِ الرَّجُلُ الْآخَرُ الَّذِي لَمْ تُسَمِّ عَائِشَةُ؟ هُوَ عَلِيٌّ، وَلَكِنَّ عَائِشَةَ لَا تَطِيبُ لَهُ نَفْسًا (3).

25915 -

قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ - أَوْ عَمْرَةُ -، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: " صُبُّوا عَلَيَّ مِنْ سَبْعِ قِرَبٍ لَمْ تُحْلَلْ أَوْكِيَتُهُنَّ، لَعَلِّي أَسْتَرِيحُ، فَأَعْهَدَ إِلَى النَّاسِ ". قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَجْلَسْنَاهُ فِي مِخْضَبٍ لِحَفْصَةَ مِنْ نُحَاسٍ، وَسَكَبْنَا عَلَيْهِ الْمَاءَ مِنْهُنَّ حَتَّى طَفِقَ يُشِيرُ إِلَيْنَا أَنْ قَدْ فَعَلْتُنَّ، ثُمَّ خَرَجَ " (4).

25916 -

قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ وَابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ نَزَلَ بِهِ، جَعَلَ يُلْقِي خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ، كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ وَهُوَ

(1) في (م): ويدٌ له.

(2)

في (م): أتدرون.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همَّام الصنعاني، ومَعْمَر: هو ابنُ راشد.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (9754)[5/ 429 - 430]، ومن طريقه أخرجه مسلم (418)(91)، وأبو عوانة في "مسنده" 2/ 114 - 115

(4)

حديث صحيح، وهو مكرر (25179) سنداً ومتناً.

ص: 87

يَقُولُ: " لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ " قَالَ: تَقُولُ عَائِشَةُ: يُحَذِّرُ مِثْلَ الَّذِي صَنَعُوا (1).

25917 -

قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَأَخْبَرَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ (2): لَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْتِي، قَالَ:" مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ ". قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ، إِذَا قَرَأَ الْقُرْآنَ لَا يَمْلِكُ دَمْعَهُ، فَلَوْ أَمَرْتَ غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ. قَالَتْ: وَاللهِ مَا بِي إِلَّا كَرَاهِيَةُ أَنْ يَتَشَاءَمَ النَّاسُ بِأَوَّلِ مَنْ يَقُومُ فِي مَقَامِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: فَرَاجَعْتُهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَقَالَ " لِيُصَلِّ بِالنَّاسِ أَبُو بَكْرٍ، فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو موصول بإسناد الرواية رقم (25914)، وهو مكرر (24060)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الرزاق بن همَّام الصنعاني.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(1588) و (9754)[1/ 4351 - 432] و (15917)، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 1/ 399، وابن المنذر في "الأوسط"(756)، وابنُ حبان (6619)، بهذا الإسناد، إلا أن عبد الرزاق قال: عن عائشة، ولم يقل: وابن عباس.

(2)

كلمة "قالت" ليست في (م).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو موصول بإسناد الرواية (25914).

وهو في "مصنف" عبد الرزاق [51/ 432 - 433]، ومن طريقه أخرجه مسلم (418)(94)، والنَّسائي (9273)، وأبو عوانة 2/ 114، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 187. وتحرَّف اسمُ حمزة بن عبد الله في "مصنف" عبد الرزاق إلى: عبد الله بن عمر. =

ص: 88

25918 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَتْ تَلْبِيَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثًا يَقُولُ: " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ "(1).

25919 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنَ الْمَسْجِدِ ". قَالَتْ: فَقُلْتُ: إِنِّي حَائِضٌ، فَقَالَ: " إِنَّ حَيْضَتَكِ

= وأخرجه أبو عوانة 2/ 114، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 186 من طريق يونس، عن ابن شهاب، به.

وأخرجه البخاري (682)، والنسائي في "الكبرى"(9272)، وابنُ حِبَّان (6874)، والطبراني في "مسند الشاميين"(1787)، والبيهقي في "السنن" 2/ 251 و 8/ 152 من طريقين عن ابن شهاب، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، عن أبيه عبد الله بن عمر، فذكره.

وأخرجه ابن سعد 2/ 217 من طريق معمر ويونس، عن ابن شهاب، عن حمزة بن عبد الله، مرسلاً.

وقد سلف برقم (24061).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24040)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو أبو معاوية محمد بن خازم الضرير.

وقد أشار البخاري في "صحيحه"(1550) إلى رواية أبي معاوية هذه فقال: تابعه أبو معاوية عن الأعمش.

ص: 89

لَيْسَتْ فِي يَدِكِ " (1).

25920 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: طَلَّقَ رَجُلٌ امْرَأَتَهُ، فَتَزَوَّجَتْ زَوْجًا غَيْرَهُ، فَدَخَلَ بِهَا، وَكَانَ مَعَهُ مِثْلُ الْهُدْبَةِ، فَلَمْ يَقْرَبْهَا إِلَّا هَبَّةً وَاحِدَةً، لَمْ يَصِلْ مِنْهَا إِلَى شَيْءٍ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: أَأَحِلُّ (2) لِزَوْجِي الْأَوَّلِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَحِلِّي لِزَوْجِكِ الْأَوَّلِ حَتَّى يَذُوقَ الْآخَرُ عُسَيْلَتَكِ، وَتَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ "(3).

25921 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الحديث (24184) سنداً ومتناً.

(2)

في (م): أحلُّ.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.

وأخرجه البيهقي 7/ 374 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن راهويه (718)، والبخاري (5265)، ومسلم (1433)(114)، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24058).

قال السندي: قولها: إلا هبَّة واحدة: الهبَّة، بالموحَّدة المشددة: المرة، من هِباب الفحل، وهو سِفاده.

قلنا: وفي رواية البخاري والبيهقي: فلم يقربني إلا هَنَةً واحدة. و"هَنَة": بفتح الهاء وتخفيف النون، قال الحافظ في "الفتح": وحكى الهروي تشديدها، وقد أنكره الأزهري قبله

قال ابن التين: معناه لم يطأني إلا مرة واحدة، يقال: هنَّ امرأته إذا غشيها.

ص: 90

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ سَفَرٍ، قَالَتْ: فَعَلَّقْتُ عَلَى بَابِي قِرَامًا فِيهِ الْخَيْلُ أُولَاتُ الْأَجْنِحَةِ. قَالَتْ: فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " انْزِعِيهِ "(1).

25922 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ (2) بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصْبِحُ جُنُبًا، ثُمَّ يَغْتَسِلُ، وَيُتِمُّ صَوْمَهُ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (25744)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو أبو معاوية: وهو محمد بن خازم الضرير، وشيخه هناك وكيع.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (903)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 213، وفي "الكبرى"(9781)، والبيهقي في "السنن" 7/ 267 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وانظر (24218).

(2)

في (م): أبي يحيى، وهو خطأ.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على الأعمش:

فرواه أبو معاوية -كما في هذه الرواية، وهو عند ابن أبي شيبة 3/ 80، وإسحاق بن راهويه (1087)، والنسائي في "الكبرى"(2995) - عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، وهو التيمي، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن عائشة.

وتابعه أبو الأحوص فيما أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 104.

ورواه جرير بن عبد الحميد -كما عند إسحاق بن راهويه (1086)، والنسائي في "الكبرى"(2996) - فقال عن الأعمش، عن جامع بن شدَّاد، =

ص: 91

25923 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَرَبَ خَادِمًا لَهُ قَطُّ، وَلَا امْرَأَةً لَهُ قَطُّ، وَلَا ضَرَبَ بِيَدِهِ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَلَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ، فَيَنْتَقِمَهُ مِنْ صَاحِبِهِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ لِلَّهِ عز وجل، فَإِنْ كَانَ لِلَّهِ انْتَقَمَ لَهُ، وَلَا عُرِضَ عَلَيْهِ أَمْرَانِ إِلَّا أَخَذَ بِالَّذِي (1) هُوَ أَيْسَرُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ إِثْمًا، فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ (2).

25924 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَاسٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالُوا:

= عن أبي بكر بن عبد الرحمن، به.

وقد رواه جرير كذلك -فيما أخرجه النسائي (2997) - فقال: عن الأعمش، عن عمارة بن عمير وجامع بن شداد، عن أبي بكر بن عبد الرحمن.

قلنا: فلعل للأعمش فيه شيخين، والله أعلم.

وانظر (24062).

(1)

في (ظ 7) و (ظ 8): يأخذ الذي.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(811)، وهنَّاد في "الزُّهد"(1266)، ومسلم (2328) -ولم يسق متنه- وأبن حبان (488)، والبيهقي في "السنن" 10/ 192، وفي "الشُّعَب"(1424)، وفي "الآداب"(167) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24034).

ص: 92

السَّامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ. فَقَالَ: " وَعَلَيْكُمْ ". قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: عَلَيْكُمُ (1) السَّامُ وَالذَّامُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا عَائِشَةُ، لَا تَكُونِي فَحَّاشَةً (2) ". قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَا سَمِعْتَ مَا قَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ. قَالَ: " أَلَيْسَ قَدْ رَدَدْتُ عَلَيْهِمُ الَّذِي قَالُوا، قُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ ". قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ، يَعْنِي فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ:" إِنَّ اللهَ عز وجل لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلَا التَّفَحُّشَ ". وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ} [المجادلة: 8] حَتَّى فَرَغَ (3).

(1) في (ق) و (ظ 2) و (م): وعليكم، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8) بدون واو.

(2)

في (م): فاحشة.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وابن نُمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، ومسلم: هو ابن صُبيح أبو الضحى، ومسروق: هو ابن الأجدع.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 518 و 630، وإسحاق بنُ راهويه (1456)، ومسلم (2165)(11)، وابن ماجه (3698) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه بلفظ ابن نمير -إسحاق ابن راهويه (1455)، ومسلم (2165)، والبيهقي في "الشعب"(9098) من طريق يعلى بن عبيد، وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11571) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(380) - من طريق الفضل بن موسى، كلاهما عن الأعمش، به.

وزاد النسائي في آخره: فخرج اليهودي وهو يقول بينه وبين نفسه، فانزل الله:{ويقولون في أَنْفُسِهِمْ لولا يُعَذِّبُنا اللهُ بما نقول حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنها فَبِئْسَ المصير} [المجادلة: 8]. =

ص: 93

25925 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ (1).

25926 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: إِنَّ نُزُولَ الْأَبْطَحِ لَيْسَ بِسُنَّةٍ، إِنَّمَا نَزَلَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَنَّهُ كَانَ أَسْمَحَ لِخُرُوجِهِ صلى الله عليه وسلم (2).

= وقد سلف نحوه برقم (24090).

قولهم: السام عليك، يعني الموت، ويظهرون إنهم يريدون: السلام عليكم. قاله ابن الأثير.

وقولها: "الذام" يعني العيب، ويهمز ولا يهمز، ويروى بالدال المهملة. قاله ابن الأثير.

(1)

إسناداه صحيحان، أولهما على شرط مسلم. تميم بنُ سَلَمة من رجاله. وثانيهما على شرط الشيخين، وهو مكرر (24991)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو أبو معاوية محمد بن خازم الضرير.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(584) عن أبي معاوية، عن الأعمش، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق أيضاً (1731) عن جرير، عن الأعمش، به.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (584)، وأبو يعلى (4895) من طريق أبي معاوية، عن هشام، به.

وقد سلف برقم (24014).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24143)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو أبو معاوية محمد بن خازم الضرير.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (676)، وابن ماجه (3067) من طريق أبي =

ص: 94

25927 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ. وَيَعْلَى، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَغْسِلُ رَأْسَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَاكِفٌ، وَأَنَا حَائِضٌ (1).

25928 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ (2)، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا أُنْزِلَتْ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} إِلَى آخِرِهَا، مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى صَلَاةً إِلَّا قَالَ:" سُبْحَانَكَ رَبَّنَا (3) وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي "(4).

= معاوية، بهذا الإسناد.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الحديث (24041)، إلا أن شيخي الإمام أحمد هنا هما عبد الله بن نمير ويعلى بن عبيد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 202 عن ابن نمير ويعلى، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (1069)، والطبري في "تفسيره"(3055) من طريق يعلى بن عبيد، به.

(2)

في (م): عن الأعمش، ويعلى، حدثنا الأعمش، عن مسلم.

(3)

في (م): اللهم.

(4)

إسناد 5 صحيح على شرط الشيخين. ابن نُمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، ومسلم: هو ابن صُبيح أبو الضُّحى، ومسروق: هو ابن الأجدع.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 30/ 343، وأبو عَوانة 2/ 186، وابن حِبَّان (6412) من طريق ابن نُمير، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (4967)، والطبري 30/ 334 من طريقين عن الأعمش، به. =

ص: 95

25929 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ. وَحَدَّثَنَاهُ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَ: بَلَغَهَا أَنَّ نَاسًا يَقُولُونَ: يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْكَلْبُ وَالْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: عَدَلْتُمُونَا بِالْكِلَابِ وَالْحَمِيرِ! لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مُقَابِلَ السَّرِيرِ، وَأَنَا عَلَيْهِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، فَتَكُونُ لِي الْحَاجَةُ، فَأَنْسَلُّ مِنْ قِبَلِ رِجْلِ السَّرِيرِ، كَرَاهِيَةَ أَنْ أَسْتَقْبِلَهُ (1).

= وسيرد برقم (26161).

وسلف مطولاً برقم (24065).

(1)

إسناداه صحيحان على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مهران، ومسلم: هو ابن صبيح أبو الضحى. وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد.

وأخرجه البخاري (514)، ومسلم (512)(270)، وابن خزيمة (825)، والبيهقي في "السنن" 2/ 276، والبغوي في "شرح السنة"(547) من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، بالإسنادين معاً.

وأخرجه البخاري (511) من طريق علي بن مسهر، عن الأعمش، بالإسنادين كذلك.

وبالإسناد الأول أخرجه أبو عوانة 2/ 52 من طريق ابن نمير، به.

وأخرجه البخاري (511) و (6276)، وأبو عوانة 2/ 52، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 461 من طرق عن الأعمش، به.

وبالإسناد الثاني سلف برقم (24153) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش.

وانظر الحديث رقم (24088).

وانظر ما بعده.

ص: 96

25930 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا قُطْبَةُ، فَذَكَرَهُمَا جَمِيعًا، وَقَالَ: رِجْلَيِ السَّرِيرِ (1).

25931 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تُصِيبُهُ الْجَنَابَةُ مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ يُرِيدُ الصِّيَامَ، فَيَنَامُ وَيَسْتَيْقِظُ، وَيُصْبِحُ جُنُبًا، فَيُفِيضُ عَلَيْهِ مِنَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ (2).

25932 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ، لِأَنَّهُ كَانَ أَمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين، غير قُطْبة -وهو أبنُ عبد العزيز بن سِيَاه- فمن رجال مسلم.

وانظر ما قبله.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. ابن نُمير: هو عبد الله، وعبد الملك: هو ابن أبي سليمان.

وقد سلف نحوه برقم (25674).

وانظر (24062).

(3)

إسناده صحيح. ابن نُمير: هو عبد الله. وإبراهيم: هو النَّخَعي، والأسود: هو ابن يزيد النَّخَعي.

وأخرجه ابن راهويه (1494) و (1496)، والدارمي (770)، والنسائي في "الكبرى"(3098) و (3099)، والطبراني في "الأوسط"(1214) و (1801)، من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. وقرن الطبراني (1214) بالأعمش منصوراً وعبيدة بن معتب وحبيب بن حسان.

وسلف برقم (24154) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، بهذا الإسناد =

ص: 97

25933 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَقَدْ رَأَيْتُ وَبِيصَ الطِّيبِ فِي رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُلَبِّي (1).

25934 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَسْوَدُ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: رَهَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَهُودِيًّا دِرْعًا، وَأَخَذَ مِنْهُ طَعَامًا (2).

25935 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: إِنِّي لَأَعْلَمُ كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُلَبِّي، قَالَ: فَكَانَتْ تُلَبِّي بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ: " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا

= وقرن بالأسود علقمة، وذكرنا هناك الاختلاف فيه على الأعمش.

وسلف كذلك برقم (24130)، وذكرنا فيه الاختلاف على إبراهيم النخعي.

وسلف أيضاً برقم (24110).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (25874)، غير شيخ أحمد، فهو هنا ابن نمير، وهو عبد الله، وشيخه هناك أبو معاوية محمد بن خازم الضرير.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نُمير: هو عبد الله.

وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 2/ 39 من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد وفيه قصة.

وسلف برقم (24146) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به.

ص: 98

شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ " (1).

25936 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُوتِرُ مِنْ ذَلِكَ بِخَمْسٍ، لَا يَجْلِسُ فِي شَيْءٍ إِلَّا فِي آخِرِهَا، فَإِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ قَامَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ (2).

25937 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَكَّ مِنَ الْقِبْلَةِ مُخَاطًا، أَوْ بُصَاقًا، أَوْ نُخَامَةً (3).

25938 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اقْتُلُوا ذَا الطُّفْيَتَيْنِ،

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24040)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عبد الله بن نمير.

وأخرجه أبو يعلى (4671) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24239)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الله بن نمير.

وأخرجه مسلم (737)(123)، والترمذي (459)، والبيهقي في "السنن" 3/ 27 - 28، والبغوي في "شرح السنة"(960) من طريق عبد الله بن نُمير، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن صحيح.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25075)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الله بن نُمير.

ص: 99

فَإِنَّهُ يَلْتَمِسُ الْبَصَرَ وَيُصِيبُ الْحَبَلَ " (1).

25939 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ خَبُثَتْ نَفْسِي، وَلَكِنْ لِيَقُلْ لَقِسَتْ نَفْسِي "(2).

25940 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي شَيْءٍ مِنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ جَالِسًا حَتَّى دَخَلَ فِي السِّنِّ، فَكَانَ يَجْلِسُ فَيَقْرَأُ، حَتَّى إِذَا غَبَرَ مِنَ السُّورَةِ ثَلَاثُونَ أَوْ أَرْبَعُونَ آيَةً، قَامَ فَقَرَأَ بِهَا، ثُمَّ رَكَعَ (3).

25941 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ نَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، نَغْتَرِفُ مِنْهُ جَمِيعًا (4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24010)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الله بن نمير.

وأخرجه مسلم (2232) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24244)، غير أن شيخ الإمام أحمد هنا هو ابن نمير: واسمه عبد الله.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24191)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الله بن نمير.

وأخرجه مسلم (731)(111) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24991)، غير أن =

ص: 100

25942 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، وَأَنَا مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ عَلَى الْفِرَاشِ الَّذِي يَرْقُدُ عَلَيْهِ هُوَ وَأَهْلُهُ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُوتِرَ، أَيْقَظَنِي فَأَوْتَرْتُ (1).

25943 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا بَكْرٍ أَنْ (2) يُصَلِّيَ لِلنَّاسِ فِي مَرَضِهِ، فَكَانَ يُصَلِّي لَهُمْ (3).

25944 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ صَفِيَّةَ، فَقِيلَ: إِنَّهَا حَائِضٌ، فَقَالَ:" لَعَلَّهَا حَابِسَتُنَا " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا قَدْ

= شيخ أحمد هنا: هو عبد الله بن نمير، عن هشام.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24236)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو ابن نمير، وهو عبد الله.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 462 من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.

(2)

لفظ: أن، ليس في (ظ 7) و (ظ 8).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله.

وأخرجه مطولاً البخاري (683)، ومسلم (418)(97)، وابن ماجه (1233). وأبو عوانة 2/ 116 - 117، والبيهقي في "السنن" 3/ 82 من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24061).

ص: 101

أَفَاضَتْ، قَالَ:" فَلَا إِذًا "(1).

25945 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَ (2): كَانَ عِنْدَهَا امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" مَنْ هَذِهِ؟ " قَالَتْ: هَذِهِ فُلَانَةُ لَا تَنَامُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ، فَوَاللهِ لَا يَمَلُّ اللهُ عز وجل حَتَّى تَمَلُّوا، أَحَبُّ الدِّينِ إِلَى اللهِ عز وجل الَّذِي يُدَاوِمُ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ "(3).

25946 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لِيَقْتُلِ الْمُحْرِمُ الْفَأْرَةَ، وَالْغُرَابَ، وَالْحِدَأَ، وَالْكَلْبَ الْعَقُورَ، وَالْعَقْرَبَ "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (25662)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا: هو عبد الله بن نمير.

(2)

في (م): قالت.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24189)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الله بن نمير.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 298 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد، وزاد:"وإن قلَّ".

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابنُ نُمير: هو عبد الله، وهشام: هو ابن عروة.

وأخرجه مسلم (1198) -ولم يسق لفظه- والدارقطني 2/ 231 من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24052).

ص: 102

25947 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ. وحَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ - يَعْنِي ابْنَ عُرْوَةَ - عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ (1) أَبُو أُسَامَةَ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يُتَوَفَّى وَأَنَا مُسْنِدَتُهُ إِلَى صَدْرِي، يَقُولُ " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ الْأَعْلَى "(2).

25948 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ

(1) في (م): يقول: قال أبو إسامة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة.

وأخرجه ابن سعد 2/ 230، وابن أبي شيبة 10/ 257 - 258، والبخاري (5674)، ومسلم (2444) من طريق ابن نمير وأبي أسامة، بهذا الإسناد، إلا أن البخاري لم يقرن بأبي أسامة: ابن نمير.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 238، وابن سعد 2/ 230، وإسحاق (911) و (912)، والبخاري (4440)، ومسلم (2444)(85)، والترمذي (3496)، والنسائي في "الكبرى"(7105) و (10934) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(1095) - وابن حبان (6618)، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 209، والبغوي في "شرح السنة"(3828) من طرق عن هشام، به.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وعلَّقه مالك في "الموطأ" 1/ 239 - ومن طريقه ابن سعد 2/ 230 - بلاغاً عن عائشة، فذكره.

وقد سلف برقمي (24039) و (24583).

ص: 103

عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا كَانَتْ تُرَجِّلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُعْتَكِفٌ، يُنَاوِلُهَا رَأْسَهُ وَهِيَ فِي حُجْرَتِهَا، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ (1).

25949 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُفِّنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ سُحُولِيَّةٍ بِيْضٍ (2).

25950 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ رَضِيعِ عَائِشَةَ، عَنْ عِائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" مَا مِنْ رَجُلٍ يَمُوتُ فَيُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَيَشْفَعُونَ لَهُ إِلَّا شُفِّعُوا "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(1247)، ومن طريقه أخرجه إسحاق ابن راهويه في "مسنده"(657)، والنسائي في "الكبرى"(3376).

وأخرجه البخاري (2046) من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، به.

وسيأتي برقم (25973).

(2)

إسناده كسابقه.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (6171)، ومن طريقه أخرجه إسحاق (772)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 35، وفي "الكبرى"(2024)، بهذا الإسناد.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(6581)، ومن طريقه أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(1330). وسقط من مطبوع "المصنف" اسم عائشة. =

ص: 104

25951 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ مُعَاذَةَ قَالَتْ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، فَقُلْتُ: مَا بَالُ الْحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ وَلَا تَقْضِي الصَّلَاةَ؟ فَقَالَتْ: أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ؟ قَالَتْ: قُلْتُ: لَسْتُ بِحَرُورِيَّةٍ، وَلَكِنِّي أَسْأَلُ، قَالَتْ: قَدْ كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1) فَيَأْمُرُ (2) بِقَضَاءِ الصَّوْمِ وَلَا يَأْمُرُ (3) بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ.

قَالَ مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ مُعَاذَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، مِثْلَهُ (4).

= وقال عبد الرزاق عقبه: والأمة: مئة رجل. قاله الثوري ومعمر.

وقد سلف برقم (24038).

(1)

جاء في (م): قد كان يصيبنا ذلك مع رسول الله فنؤمر ولا يؤمر، فيأمر

(2)

في (ظ 7) وهامش كل من (ق) و (هـ): فنؤمر.

(3)

في (ظ 7) وهامش كل من (ق) و (هـ): ولا نؤمر.

(4)

إسناداه صحيحان على شرط الشيخين. عاصم الأحول: هو ابن سليمان.

وأخرجه البيهقي في "معرفة الآثار"(2161) من طريق الإمام أحمد عن عبد الرزاق، عن معمر، عن عاصم، به.

وأخرجه مسلم (335)(69)، وابن المنذر في "الأوسط"(782) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن عاصم، به.

وهو بالإسنادين عند عبد الرزاق في "مصنفه"(1277) و (1278)، ومن طريقيه أخرجه إسحاق بن راهويه (1385)، وأبو عوانة 1/ 324.

وأخرجه أبو داود (263) من طريق ابن المبارك، عن معمر، عن أيوب، عن معاذة، به، لم يذكر أبا قلابة في الإسناد. =

ص: 105

25952 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى قَبَضَهُ اللهُ عز وجل (1).

25953 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُ بَعْضَ نِسَائِهِ وَهُوَ صَائِمٌ (2).

= وأخرجه مختصراً الدارمي (979)، والترمذي (787)، وابن ماجه (1670) من طريق عُبيدة بن مُعَتِّب الضبِّي، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، به. وعبيدة ضعيف. ومع ذلك حسَّن الترمذي حديثه.

وقد سلف برقم (24036).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7682)، ومن طريقه أخرجه ابن راهويه (652)، والترمذي (790)، والنسائي في "الكبرى"(3335)، وابنُ الجارود في "المنتقى"(407)، وابنُ حبان (3665). وقرن عبد الرزاق وابن الجارود وابن حبان بمعمر ابنَ جُريج، وسلفت روايتُه برقم (25355).

وقرن جميعُهم غير ابن الجارود برواية الزهري، عن عروة، عن عائشة روايةَ سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، وسلفت برقم (7784).

قال الترمذي: وحديث أبي هريرة وعائشة حديث حسن صحيح.

وسلف من طريق عُقيل، عن الزهري برقم (24613).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على الزُّهري، وقد بسطنا ذلك في الرواية (25867). وقد اختُلف فيه على معمر كذلك، كما سيرد.

وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(7408)، ومن طريقه أخرجه ابن =

ص: 106

25954 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً فِي الْمَسْجِدِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَمَعَهُ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى الثَّانِيَةَ، فَاجْتَمَعَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ أَكْثَرُ مِنَ الْأُولَى، فَلَمَّا كَانَتِ الثَّالِثَةُ أَوِ الرَّابِعَةُ امْتَلَأَ الْمَسْجِدُ حَتَّى

= راهويه (1062)، وابن حبان (3545). وسقط من مطبوع "مصنف" عبد الرزاق اسم الزهري، وقد ثبت في المصادر التي أخرجت الحديث من طريقه.

وجاء عند ابن حبان زيادة; هي من قول أبي سلمة: قلت لعائشة: في الفريضة والتطوُّع؟ قالت عائشة: في كل ذلك، في الفريضة والتطوع. قال ابن حبان عقب الحديث: سمع هذا الخبر أبو سلمة بنُ عبد الرحمن، عن عمر بن عبد العزيز، عن عروة، عن عائشة، وسمعه من عائشة نفسها، والدليلُ على صحته أن معمراً قال: عن الزهري، عن أبي سلمة، قال: قلت لعائشة: في الفريضة والتطوع؟ فمرَّة أدَّى الخبر عن عمر بن عبد العزيز، عن عروة، عن عائشة، وأخرى أدَّى الخبر عنها نفسها.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3058) من طريق يزيد بن زُريع، عن معمر، به.

واختلف فيه على معمر:

فرواه عيسى بن يونس -فيما أخرجه الدارقطني في "السنن" 1/ 142، وذكره في "العلل" 5/ ورقة 148 - عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عروة، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبِّلُ وهو صائم، ثم يصلي ولا يتوضَّأ. قال الدارقطني: فوهم في إسناده ومتنه، فأما وهمه في إسناده: فقوله: عن أبي سلمة، عن عروة. وإنما رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة. وأما قوله في متنه: ولا يتوضَّأُ، فهو وهم أيضا، ً والمحفوظ: كان يقبل وهو صائم.

وسلف برقم (24110).

ص: 107

اغْتَصَّ بِأَهْلِهِ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ النَّاسُ يُنَادُونَهُ: الصَّلَاةَ، فَلَمْ يَخْرُجْ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَا زَالَ النَّاسُ يَنْتَظِرُونَكَ الْبَارِحَةَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ أَمْرُهُمْ، وَلَكِنِّي خَشِيتُ أَنْ تُكْتَبَ عَلَيْهِمْ "(1).

25955 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ - يَعْنِي: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً فِي الْمَسْجِدِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25362) غير أن شيخ عبد الرزاق هنا: هو معمر بن راشد.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7746) و (7747) ومن طريقه أخرجه إسحاق (646)، وابن الجارود (402). وجاء عند إسحاق: الثالثة ثم الرابعة، دون شك.

وانظر ما بعده.

وقوله: حتى اغتص بأهله، أي: ضاق، يقال غص المجلس واغتص بأهله: إذا ضاق، ولفظ عبد الرزاق: غص.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العَبْدي، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.

وأخرجه مسلم (761)(178)، وابن حبان (2544)(2545) من طريق ابن وهب، وإسحاق بن راهويه (827) -ومن طريقه ابن حبان (2543) والنَّسائي 4/ 155 - عن عبد الله بن الحارث، كلاهما عن يونس، بهذا الإسناد. إلا أن عبد الله بن الحارث زاد في آخره: قالت: فكان يرغبهم في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة، ويقول: "من قام ليلة القدر إيماناً =

ص: 108

25956 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ خَادِمًا لَهُ قَطُّ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ شَيْئًا قَطُّ، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَلَا خُيِّرَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ قَطُّ إِلَّا كَانَ أَحَبَّهُمَا إِلَيْهِ أَيْسَرُهُمَا حَتَّى يَكُونَ إِثْمًا، فَإِذَا كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنَ الْإِثْمِ، وَلَا انْتَقَمَ لِنَفْسِهِ مِنْ شَيْءٍ يُؤْتَى إِلَيْهِ، حَتَّى تُنْتَهَكَ حُرُمَاتُ اللهِ عز وجل، فَيَكُونَ هُوَ يَنْتَقِمُ لِلَّهِ عز وجل (1).

= واحتسابا ًغفر له ما تقدم من ذنبه " قال: فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك. قلنا: وقد سلف في الرواية (25362) التنبيه على أن هذه الزيادة من كلام الزهري.

وأشار البخاري بإثر الحديث (2012) إلى طريق يونس هذه بقوله: تابعه يونس، قلنا: يعني تابع عقيلاً في روايته عن الزهري، وقد سلف تخريج طريق ابن عقيل برقم (25362).

وانظر ما قبله.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو عند عبد الرزاق (17942)، ومن طريقه أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(812)، وعبد بن حميد في "المنتخب"(1481)، والبيهقي في "الشعب"(8068).

وأخرجه أبو داود (4786)، وابن حبان (6444)، وابن عبد البر في "الاستذكار"(38904) من طريق يزيد بن زريع، عن معمر، به. ورواية أبي داود وابن حبان مختصرة. وتحرف في مطبوع ابن حبان اسم معمر إلى معتمر.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9163) من طريقين، عن الزهري، به.

وقد سلف برقم (24034).

ص: 109

25957 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَوْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى النِّسَاءَ الْيَوْمَ، نَهَاهُنَّ عَنِ الْخُرُوجِ، أَوْ حَرَّمَ عَلَيْهِنَّ الْخُرُوجَ (1).

25958 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أَبَا جَهْمِ بْنِ حُذَيْفَةَ مُصَدِّقًا فَلَاجَّهُ رَجُلٌ فِي صَدَقَتِهِ، فَضَرَبَهُ أَبُو جَهْمٍ فَشَجَّهُ، فَأَتَوْا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: الْقَوَدَ يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَكُمْ كَذَا وَكَذَا ". فَلَمْ يَرْضَوْا. قَالَ: " فَلَكُمْ كَذَا وَكَذَا ". فَلَمْ يَرْضَوْا. قَالَ: " فَلَكُمْ كَذَا وَكَذَا ". فَرَضُوا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنِّي خَاطِبٌ عَلَى النَّاسِ وَمُخْبِرُهُمْ بِرِضَاكُمْ ". قَالُوا: نَعَمْ. فَخَطَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" إِنَّ هَؤُلَاءِ اللَّيْثِيِّينَ أَتَوْنِي يُرِيدُونَ الْقَوَدَ، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِمْ كَذَا وَكَذَا فَرَضُوا، أَرَضِيتُمْ؟ (2) " قَالُوا: لَا (3). فَهَمَّ الْمُهَاجِرُونَ بِهِمْ، فَأَمَرَ (4)

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(5112)، وأخرجه عنه ابن راهويه (988).

وسلف مطولاً برقم (24406).

(2)

في (م) و (ظ 2): رضيتم، وفي (ظ 7) و (ق): إن رضيتم، والمثبت من (ظ 8).

(3)

في (ظ 8): لا لا (مكررة)، وفوق الثانية إشارة إلى أنها نسخة.

(4)

في (ق) و (ظ 2): فأمرهم.

ص: 110

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَكُفُّوا، فَكَفُّوا، ثُمَّ دَعَاهُمْ فَزَادَهُمْ، وَقَالَ:" أَرَضِيتُمْ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " فَإِنِّي خَاطِبٌ عَلَى النَّاسِ وَمُخْبِرُهُمْ بِرِضَاكُمْ ". قَالُوا: نَعَمْ. فَخَطَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ: " أَرَضِيتُمْ؟ ". قَالُوا: نَعَمْ (1).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد اختلف فيه على الزهري في وصله وإرساله، وصحح وصله البيهقي كما سيأتي.

فرواه عبد الرزاق -كما في هذه الرواية- وهو في "المصنف"(18032) ومن طريقه أخرجه إسحاق بن راهويه (848)، وأبو داود (4534)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 35، وفي "الكبرى"(6980)، وابن ماجه (2638)، وابن أبي عاصم في "الديات"(275)، وابن الجارود في "المنتقى"(845)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4538)، وابن حبان (4487)، والبيهقي في "السنن" 8/ 49 - عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. وقال ابن ماجه: سمعت محمد بن يحيى يقول: تفرد بهذا معمر، لا أعلم رواه غيره.

وخالفه يونس بن يزيد، فيما أخرجه البيهقي في "السنن" 8/ 49 - فرواه عن الزهري، قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل أبا جهمٍ على صدقة، فضرب رجلاً من بني ليث، فشجّه

هكذا منقطعاً.

قال البيهقي في "معرفة السنن والآثار" 12/ 59: ومعمر بن راشد حافظ، قد أقام إسناده فقامت به الحجة.

قلنا: وأخرجه عبد الرزاق (18033) مرسلاً بنحوه، عن معمر، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري عن عروة، أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا جهم على غنائم حنين، فبلغ أبا جهم أن مالك بن البرصاء -أو الحارث بن البرصاء- غلَّ من الغنائم، فضربه أبو جهم فشجه منقولة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله القود، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"ضربك على ذنب أذنبته، لا قود لك، لك مئة شاة" فلم يرض، قال:"فلك ثلاث مئة، لا أزيدك". حسبت أنه قال: فرضي الرجل، قال: وعلمي أنه ذكره عن عروة أيضاً. =

ص: 111

25959 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فَذَكَرَ حَدِيثًا. ثُمَّ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ (1) فِي النَّوْمِ، وَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ، فَكَانَ يَأْتِي حِرَاءَ، فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ - وَهُوَ التَّعَبُّدُ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ - وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ، فَتُزَوِّدُهُ لِمِثْلِهَا، حَتَّى فَجِئَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءَ، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فِيهِ، فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فَقُلْتُ: " مَا أَنَا بِقَارِئٍ " قَالَ: " فَأَخَذَنِي، فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي، فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ، حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي، فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} حَتَّى بَلَغَ: {مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1 - 5]. قَالَ: فَرَجَعَ بِهَا تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ، حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ، فَقَالَ: " زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي ". فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ، فَقَالَ: " يَا خَدِيجَةُ، مَا

= وأخرجه عبد الرزاق كذلك معضلاً (18034) عن ابن جريح، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، قال: خرج ساعٍ على عهد رسول صلى الله عليه وسلم

فذكره. قلنا: وابن جريح مدلس وقد عنعن.

قال السندي: فلاجّه رجل، بتشديد الجيم، أي: نازعه وخاصمه.

(1)

في هامش كل من (ظ 2) و (ق): الصالحة. (نسخة).

ص: 112

لِي؟ " فَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ، قَالَ: " وَقَدْ خَشِيتُ عَلَيَّ ". فَقَالَتْ لَهُ: كَلَّا أَبْشِرْ، فَوَاللهِ لَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ.

ثُمَّ انْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ خَدِيجَةَ أَخِي أَبِيهَا، وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعَرَبِيَّ، فَكَتَبَ بِالْعَرَبِيَّةِ مِنَ الْإِنْجِيلِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكْتُبَ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ، فَقَالَتْ خَدِيجَةُ: أَيْ ابْنَ عَمِّ، اسْمَعْ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ، فَقَالَ وَرَقَةُ: ابْنَ أَخِي، مَا تَرَى؟ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا رَأَى، فَقَالَ وَرَقَةُ: هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى عليه السلام، يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا، أَكُونَ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ؟ " فَقَالَ وَرَقَةُ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمَا (1) جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ، وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ، أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا.

ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ، وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا بَلَغَنَا - حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رُؤُوسِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ، فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ نَفْسَهُ مِنْهُ، تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ عليه السلام، فَقَالَ (2): يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ

(1) في (ظ 7): بمثل ما.

(2)

في (م): فقال له.

ص: 113

رَسُولُ اللهِ حَقًّا، فَيُسْكِنُ ذَلِكَ جَأْشَهُ، وَتَقَرُّ نَفْسُهُ عليه الصلاة والسلام، فَيَرْجِعُ فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ، وَفَتَرَ (1) الْوَحْيُ، غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ، فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ، تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ عليه السلام، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ (2).

(1) في (ظ 8): وفتره، وفي (ظ 7): فتره، وفي (ق) و (ظ 2): فتر.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. دون قوله: حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم -فيما بلغنا- حزناً

فهو بلاغات الزهري، وهي واهية.

وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 137 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(9719)، ومن طريقه أخرجه -مطولاً ومختصراً - إسحاق بن راهويه (840)، والبخاري (4956) و (6982)، ومسلم (160)(253)، وابن أبي عاصم في "الأوائل"(99)، وأبو عوانة 1/ 113، وابن حبان (33)، والطبراني في "الأوائل" ص 42، والآجري في "الشريعة" ص 439 - 440، وابن منده في "الإيمان"(683)، واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(1408) و (1409)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"(162)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 135 - 137.

وقوله: حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم -فيما بلغنا- حُزْناً، غدا منه مراراً، كي يتردَّى من رؤوس شواهق الجبال

إلخ، إنما هو من بلاغات الزُّهري، ومعلوم عند أهل العلم أن بلاغات الزهري واهية ليست بشيءٍ، ومع ذلك فقد اعتدَّ بهذا البلاغ الواهي أحد المعاصرين الشاميين، فذكره في كتابه "فقه السيرة" كقضية مسلَّمة، فقال في الصفحة: 85: وجزع النبي صلى الله عليه وسلم بسبب انقطاع الوحي جزعاً عظيماً حتى إنه كان يحاول كما يروي البخاري أن يتردَّى من شواهق الجبال. وقال أيضاً في الصفحة 87: حتى ضاقت الدنيا عليه، وراحت تحدثه نفسه كلما وصل إلى ذروة جبل أن يلقي بنفسه منها.

وسلف برقم (25865)، ومختصراً برقم (25202).

قال السندي: قوله: يا ليتني فيها جَذَعاً، أي: كنتُ جَذَعاً، أي: شاباً.

ص: 114

25960 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ الْحَبَشَةَ لَعِبُوا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَعَانِي، فَنَظَرْتُ مِنْ فَوْقِ مَنْكِبِهِ حَتَّى شَبِعْتُ (1).

25961 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا كَانَتْ تَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ، فَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَأْتِي بِصَوَاحِبِي يَلْعَبْنَ مَعِي (2).

25962 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: قَالَ لِي عُرْوَةُ، إِنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ: " لِتَعْلَمَ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً، إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ "(3).

25963 -

حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً دَاوَمَ عَلَيْهَا، وَكَانَ أَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَيْهِ مَا دَاوَمَ عَلَيْهَا، وَإِنْ قَلَّتْ،

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24296)، غير شيخ أحمد، فهو هنا محمد بن بشر، وهو العبدي، وشيخ أحمد هناك عبد الله بن نُمير.

وأخرجه مسلم (892)(20) من طريق محمد بن بشر، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24298)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو محمد بن بشر العبدي.

وأخرجه مسلم (2440) من طريق محمد بن بشر، بهذا الإسناد.

(3)

إسناده حسن، وهو مكرر (24855) سنداً ومتناً.

ص: 115

وَقَالَ: " إِنَّ اللهَ عز وجل لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا "(1).

25964 -

حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ (2) أَكْثَرُ صَوْمِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ شَهْرٍ مِنَ السَّنَةِ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُهُ كُلَّهُ (3).

25965 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ النَّفْرِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، يَرْجِعُونَ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ وَأَرْجِعُ بِحَجَّةٍ؟ فَبَعَثَ مَعِي أَخِي، فَاعْتَمَرْتُ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُصْعِدًا مُدْلِجًا عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَأَنَا مُدْلِجَةٌ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ (4).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، سويد بن عمرو -وهو الكلبي- وأبان أبن يزيد -وهو العطار- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن أبي كثير الطائي.

وقد سلف برقم (24124).

(2)

هكذا في النسخ الخطية و (م)، وانظر كلام السندي الآتي.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وقد سلف برقم (24542).

قال السندي: قولها: كان أكثر صوم رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر من السنة من شعبان، هكذا في النسختين، والظاهر أنه سقط منه حرف النفي، أي: ما كان أكثر صوم

إلخ، والله تعالى أعلم.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي =

ص: 116

25966 -

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ مِصْدَعِ أَبِي (1) يَحْيَى الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُهَا وَهُوَ صَائِمٌ، وَيَمُصُّ لِسَانَهَا (2).

25967 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: فُرِضَتِ الصَّلَاةُ رَكْعَتَيْنِ، فَزَادَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَلَاةِ الْحَضَرِ، وَتَرَكَ صَلَاةَ السَّفَرِ عَلَى نَحْوِهَا (3).

= إسحاق السَّبيعى.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1526) عن يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم. (26154).

وسلف مطولاً برقم (24906).

وانظر (24159).

قال السندي: قولها: مصعداً مدلجاً، المشهور أن أَدْلجَ -بتخفيف الدال- يقال في السَّيْر أول الليل، وادَّلجَ -بتشديد الدال- في السير آخر الليل، والأقرب أنَّ المراد هاهنا هو السير آخر الليل، فالأقرب تشديد الدال.

ومعنى: "على أهل المدينة"، أي: إليهم. والله تعالى أعلم.

(1)

تحرف في (م) و (ظ 2) و (ظ 7) إلى: "بن".

(2)

هو مكرر الحديث (24916)، غير شيخ أحمد، فهو هنا هشام بن سعيد، وهو الطالقاني.

وانظر (24110).

(3)

إسناده ضعيف بهذه السياقة، أسامة بن زيد: وهو الليثي مختلف فيه، وقد تفرد بها، وهو ممن لا يحتمل تفرده.

وقد روي نحوه كما سيأتي (26042) و (26282) من طريق داود بن أبي =

ص: 117

25968 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ يَأْتِينِي صَوَاحِبِي (1)، فَكُنَّ إِذَا رَأَيْنَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْقَمِعْنَ مِنْهُ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ يَلْعَبْنَ مَعِي (2).

25969 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَنَّاقٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ زَوَّجَتْ ابْنَةً لَهَا، فَاشْتَكَتْ،

= هند، عن الشعبي، عن عائشة، وفيه: قد فرضت الصلاة ركعتين ركعتين بمكة، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة زاد مع كل ركعتين ركعتين إلا المغرب .. وهذا إسناد ضعيف كذلك، الشعبي لم يسمع من عائشة.

وهو مخالف لرواية مالك في "الموطأ" 1/ 146 ومن طريقه أخرجه البخاري (350)، ومسلم (685) وفيه: فرضت الصلاة ركعتين ركعتين في الحضر والسفر، فأقرت صلاة السفر، وزيد في الحضر، وفي رواية عند مسلم (685) (2): فرض الله الصلاة حين فرضها ركعتين، ثم أتمها في الحضر، فأقرت صلاة السفر على الفريضة الأولى.

وانظر تتمة تخريج هذه الطريق في الرواية الآتية (26338).

(1)

في (م) و (ظ 2) و (ق): وكان يأتي بصواحبي، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (24298)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو يحيى بن سعيد الأموي احتج به مسلم، وروى له البخاري متابعة.

وأخرجه ابن حبان (5863) من طريق يحيى بن سعيد الأموي، بهذا الإسناد.

ص: 118

فَتَسَاقَطَ شَعَرُهَا (1)، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: إِنَّ زَوْجَهَا يُرِيدُهَا أَفَأَصِلُ (2) شَعْرَهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَعَنَ اللهُ الْمُوصِلَاتِ "(3).

25970 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي وَهْبٍ النَّصْرِيُّ (4)، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى، عَنْ (5) طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كُرَيْزٍ الْخُزَاعِيُّ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ خَلَّلَ لِحْيَتَهُ بِالْمَاءِ (6).

(1) في (م): فاشتكت وتساقط شعرها، وفي (ق) و (ظ 2): فاشتكت تساقط، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8) وهو الموافق لرواية مسلم.

(2)

في (ق) و (ظ 8) و (م): فأصل، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8)، وهو الموافق لرواية مسلم.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (24852)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو زيد بن الحباب، وهو من رجال مسلم.

وأخرجه مسلم (2123)(118) من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.

(4)

في النسخ الخطية و (م): النصري -بالنون-، والذي في "الجرح والتعديل" 6/ 140 البصري -بالباء- وهو الأشبه.

(5)

في (م) وهامش (ظ 8): موسى بن طلحة، وهو خطأ.

(6)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيفاً، طلحة بن عبيد الله بن كريز الخزاعي -وهو من أقران الزهري- لم يذكروا له سماعاً من عائشة، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، غير عمر بن أبي وهب: وهو الخزاعي، فقد ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 140، ونقل توثيقه عن ابن معين، وقال أحمد: ما أعلم به بأساً، وقال أبو حاتم: لا بأس به. وذكره ابن حبان في "الثقات". وقد فات الحسيني في "الإكمال"، والحافظ في "التعجيل" أن يترجما له، وهو على شرطهما، ولعل لتفرد عمر بن أبي وَهْب في روايته =

ص: 119

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عن موسى بن ثروان، ولتفرد موسى عن طلحة بن عبيد الله، بهذا الإسناد، قال الدارقطني: إسناده مجهول، حمله الناس.

وأخرجه إسحاق (1371)، وأبو عبِد القاسم بن سلام في "الطهور"(314)، والحاكم 1/ 150، والخطيب في "تاريخه" 11/ 414، والمزي في "تهذيب الكمال"(ترجمة القاسم بن سلام) من طرق عن عمر بن أبي وهب، بهذا الإسناد، وحسَّن الحافظ إسناده في "التلخيص" 1/ 86.

وإورده الهيثمي في "المجمع" 1/ 235، وقال: رواه أحمد، ورجاله موثقون.

وله شاهد من حديث عثمان عند الترمذي في "جامعه"(31)، وفي "العلل الكبير" 1/ 115، وابن حبان (1081)، وقال الترمذي: حسن صحيح، ونقل في "العلل" عن البخاري قوله: أصح شيء عندي في التخليل حديث عثمان. قلت: إنهم يتكلمون في الحديث؟ فقال: هو حسن. قلنا: وفي إسناده عامر بن شقيق، وهو لين الحديث.

وآخر من حديث أبي أيوب، سلف 6/ 417، وفي إسناده أبو سورة وواصل الرقاشي، وكلاهما ضعيف، وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 115، وقال: سألت محمداً عن هذا الحديث، فقال: هذا لا شيء، فقلت: أبو سورة ما اسمه؟ فقال: لا أدري ما يصنع به، عنده مناكير، ولا يعرف له سماع من أبي أيوب.

وثالث من حديث عمار بن ياسر عند الترمذي في "جامعه"(29) و (30)، وفي إسناده انقطاع، قال البخاري كما في "العلل الكبير" للترمذي 1/ 115 - 116: قال أحمد: قال سفيان بن عيينة: لم يسمع عبد الكريم من حسان بن بلال، وقتادة لم يسمعه من حسان بن بلال.

ورابع من حديث أنس عند أبي داود (145)، وفي إسناده الوليد بن زروان، وهو لين الحديث. قال الحافظ في "التلخيص" 1/ 86 وله طرق أخرى عن أنس ضعيفة. =

ص: 120

25971 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ (1)، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ - قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي وَهْبٍ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ ثَرْوَانَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كُرَيْزٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا تَوَضَّأَ خَلَّلَ لِحْيَتَهُ بِالْمَاءِ (2).

25972 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا بُرْدٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: اسْتَفْتَحْتُ الْبَابَ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يُصَلِّي، فَمَشَى فِي الْقِبْلَةِ إِمَّا عَنْ يَمِينِهِ وَإِمَّا عَنْ يَسَارِهِ حَتَّى فَتَحَ

= وخامس من حديث عبد الله بن أبي أوفى عند أبي عبيد في "الطهور"(82)، وفي إسناده أبو الورقاء العبدي، وهو ضعيف.

وسادس من حديث علي وأبي أمامة عند أبي عبيد في "الطهور"(89) و (317)، وكلا السندين ضعيف.

وسابع من حديث ابن عمر عند ابن ماجه (432)، وإسناده ضعيف.

وثامن من حديث ابن عباس عند الطبراني في "الأوسط"(2298)، وفي إسناده نافع أبو هرمز، وهو ضعيف.

ونقل الحافظ في "التلخيص" 1/ 87 قول الإمام أحمد: ليس في تخليل اللحية شيء صحيح. وقول أبي حاتم: لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في تخليل اللحية شيء. قلنا: لكن بمجموع شواهده يتقوى. وانظر "نصب الراية" 1/ 23 - 26، و"تلخيص الحبير" 1/ 86.

وسيرد برقم (25971).

(1)

في (م): علي بن موسى، وهو خطأ.

(2)

حسن لغيره، وهو مكرر ما قبله، غير أن شيخ أحمد هنا: هو علي بن إسحاق المروزي، وشيخه: هو عبد الله بن المبارك.

ص: 121

لِي، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مُصَلَّاهُ (1).

25973 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا كَانَتْ تُرَجِّلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ حَائِضٌ، وَهُوَ مُعْتَكِفٌ فِي الْمَسْجِدِ، فَيُنَاوِلُهَا رَأْسَهُ وَهِيَ فِي حُجْرَتِهَا (2).

25974 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ. وَيَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ (3) صلى الله عليه وسلم كَانَ يَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ، وَيَتَوَضَّأُ بِنَحْوِ الْمُدِّ (4).

قَالَ يَزِيدُ: عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ أَوْ مُعَاذَةَ.

25975 -

حَدَّثَنَا (5) يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَفِيَّةَ

(1) إسناده حسن، وهو مكرر (24027)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الأعلى بن عبد الأعلى السَّامي.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (25949)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا: هو عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 11/ 93، وفي "الكبرى"(3377) من طريق عبد الأعلى، بهذا الإسناد.

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8): نبي اللهَ صلى الله عليه وسلم.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (25836)، فانظره لزاماً.

(5)

في (ظ 8): حدثناه.

ص: 122

بِنْتِ شَيْبَةَ. وَقَالَ: بِقَدْرِ الْمُدِّ، وَبِقَدْرِ الصَّاعِ (1).

25976 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ، وَيَتَوَضَّأُ بِقَدْرِ الْمُدِّ أَوْ نَحْوِهِ (2).

25977 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْحَدَّادُ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَدَّانُ، فَقِيلَ لَهَا: مَا يَحْمِلُكِ عَلَى الدَّيْنِ، وَلَكِ عَنْهُ مَنْدُوحَةٌ؟ قَالَتْ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا مِنْ عَبْدٍ يُدَّانُ وَفِي نَفْسِهِ أَدَاؤُهُ، إِلَّا كَانَ مَعَهُ مِنَ اللهِ عَوْنٌ "، فَأَنَا

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مكرر (24897)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو يزيد بن هارون.

وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلَّام في "الطهور"(111)، وفي "الأموال"(1571)، وابن ماجه (268) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وتحرف همام في "الأموال" إلى: هشام.

وسيكرر برقم (26019) سنداً ومتناً.

وانظر ما قبله وما بعده.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (25836) فانظره لزاماً.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 49 من طريق عبد الوهاب الخفاف، بهذا الإسناد.

وانظر (25974).

ص: 123

أَلْتَمِسُ ذَلِكَ الْعَوْنَ (1).

25978 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ شُمَيْسَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ (2).

25979 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَجْلِسُ بَعْدَ صَلَاتِهِ إِلَّا قَدْرَ مَا يَقُولُ: " اللهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ "(3).

(1) حديث حسن، وهو مكرر الحديث (24439)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا: هو عبد الواحد الحداد.

(2)

حديث صحيح. شُمَيْسة: هي بنت عزيز بن عاقر الوشقيَّة -وإن روى عنها اثنان ولم يؤثر توثيقها عن أحد- قد توبعت. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير عبد الواحد: وهو ابن واصل السدوسي، فقد روى له البخاري متابعة. هشام: هو ابن حسان القردوسي.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(856) عن النضر بن شميل، عن هشام، بهذا الإسناد.

وسيأتي بالرقمين (26073) و (26074).

وسلف نحوه برقم (24024).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24338)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو يزيد بن هارون.

وأخرجه الدارمي (1347)، والنَّسائي في "الكبرى"(9923) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(95) - والبيهقي 2/ 183 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

ص: 124

25980 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يُبَاشِرَ إِحْدَانَا وَهِيَ حَائِضٌ أَمَرَهَا فَاتَّزَرَتْ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ وَهُوَ جُنُبٌ، تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ (1).

25981 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ، عَنْ مُعَاذَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللهِ قَالَتْ: أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ أَنَّهَا كَانَتْ تَغْتَسِلُ هِيَ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ (2).

25982 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَوْ رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا أَحْدَثَ النِّسَاءُ، لَمَنَعَهُنَّ الْمَسْجِدَ، كَمَا مُنِعَتْ (3) نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (4).

25983 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (25104) سنداً ومتناً.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24722)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو يزيد بن هارون.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 233 من طريق يزيد، بهذا الإسناد.

(3)

في (ظ 8) وهامش كل من (ق) و (ظ 2): منع.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (25610)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا: هو يزيد: وهو ابن هارون.

ص: 125

أَخِي عَمْرَةَ، أَخْبَرَهُ عَنْ عَمْرَةَ، أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ تَقُولُ: إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ، فَيُخَفِّفُهُمَا (1) حَتَّى إِنْ كُنْتُ لَأَقُولُ: هَلْ قَرَأَ فِيهِمَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ؟ (2).

25984 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُعْتَكِفًا، وَكَانَ لَا يَدْخُلُ الْبَيْتَ إِلَّا لِحَاجَةِ الْإِنْسَانِ، قَالَتْ: فَغَسَلْتُ رَأْسَهُ، وَإِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ لَعَتَبَةُ الْبَابِ (3).

(1) في النسخ الخطية: فيخفهما، والمثبت من (م) ومصادر التخريج.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24125)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو يزيد بن هارون.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 244، وأبو عوانة 2/ 275 - 276، وابن حبان (2465)، والبيهقي في "السنن" 3/ 43 - 44 من طريق يزيد، بهذا الإسناد.

(3)

حديث صحيح، سفيان بن حسين: وهو الواسطي -وإن كان ضعيفاً في روايته عن الزهري- قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجها بن أبي شيبة 3/ 88، والنسائي في "الكبرى"(3372) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وقوله: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل البيت إلا لحاجة، سلف برقم (24731).

وسيأتي برقم (26278).

وانظر (24041).

ص: 126

25985 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَصَابَ ثَوْبَهُ الْمَنِيُّ، غَسَلَ مَا أَصَابَ مِنْ ثَوْبِهِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى بُقَعِهِ فِي ثَوْبِهِ ذَلِكَ مِنْ أَثَرِ الْغُسْلِ (1).

25986 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: سَعْدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَتْ: رَحِمَ اللهُ أَبَاكَ. قَالَ: قُلْتُ: أَخْبِرِينِي عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ، فَقُلْتُ: أَجَلْ، وَلَكِنْ أَخْبِرِينِي. قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِالنَّاسِ عِشَاءَ الْآخِرَةِ، ثُمَّ يَأْوِي إِلَى فِرَاشِهِ، فَإِذَا (2)

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجها بن الجارود في "المنتقى"(138)، وابن خزيمة (287)، وأبو عوانة 1/ 203 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجها بن أبي شيبة 1/ 84، ومسلم (289)، وابن ماجه (536)، وابن خزيمة (287)، والدارقطني 1/ 125، والبيهقي في "السنن" 2/ 419 من طرق عن عمرو بن ميمون، به.

وسلف بهذا الإسناد برقم (25098)، وفيه أن عائشة هي التي كانت تغسله للنبي صلى الله عليه وسلم.

وسلف برقم (24064).

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): وإذا.

ص: 127

كَانَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ قَامَ إِلَى طَهُورِهِ، فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَصَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ يُسَوِّي بَيْنَ الْقِرَاءَةِ فِيهِنَّ وَالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، ثُمَّ يُوتِرُ بِرَكْعَةٍ، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ، ثُمَّ يَضَعُ رَأْسَهُ، فَرُبَّمَا جَاءَ بِلَالٌ فَآذَنَهُ بِالصَّلَاةِ قَبْلَ أَنْ يُغْفِيَ (1)، وَرُبَّمَا شَكَكْتُ: أَغْفَى أَوْ لَمْ يُغْفِ، حَتَّى يُؤْذِنَهُ بِالصَّلَاةِ. قَالَتْ: فَكَانَتْ تِلْكَ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَسَنَّ وَلَحُمَ، وَكَانَ (2) يُصَلِّي بِالنَّاسِ الْعِشَاءَ، ثُمَّ يَأْوِي إِلَى فِرَاشِهِ، فَإِذَا كَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ قَامَ إِلَى طَهُورِهِ، فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَصَلَّى سِتَّ رَكَعَاتٍ، يُسَوِّي بَيْنَهُنَّ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ وَالْقِرَاءَةِ، ثُمَّ يُوتِرُ بِرَكْعَةٍ، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ، فَرُبَّمَا لَمْ يُغْفِ حَتَّى يَجِيءَ بِلَالٌ، فَيُؤْذِنَهُ بِالصَّلَاةِ، وَرُبَّمَا شَكَكْتُ: أَغْفَى أَوْ (3) لَمْ يُغْفِ (4).

25987 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ - وَقَالَ مَرَّةً: أَخْبَرَنَا -

(1) في (ظ 7) و (ظ 8): يغفو.

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): فكان.

(3)

في (ظ 7): أم لم.

(4)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهشام: هو ابن حسان القردوسي، والحسن: هو البصري.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(424) من طريق يزيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (1352)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 220 - 221، وفي "الكبرى"(1416) من طريقين عن هشام، به.

وقد سلف نحوه برقم (24269).

ص: 128

قَالَ: سَمِعْتُ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى يَقُولُ: سُئِلَتْ (1) عَائِشَةُ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ؟ فَقَالَتْ: كَانَ يُصَلِّي الْعِشَاءَ، ثُمَّ يُصَلِّي بَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَنَامُ، فَإِذَا اسْتَيْقَظَ وَعِنْدَهُ وَضُوءُهُ مُغَطًّى وَسِوَاكُهُ اسْتَاكَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، فَقَامَ، فَصَلَّى ثَمَانِ رَكَعَاتٍ، يَقْرَأُ فِيهِنَّ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَمَا شَاءَ مِنَ الْقُرْآنِ، وَقَالَ مَرَّةً: مَا شَاءَ اللهُ مِنَ الْقُرْآنِ، فَلَا يَقْعُدُ فِي شَيْءٍ مِنْهُنَّ إِلَّا فِي الثَّامِنَةِ، فَإِنَّهُ يَقْعُدُ فِيهَا، فَيَتَشَهَّدُ، ثُمَّ يَقُومُ وَلَا يُسَلِّمُ، فَيُصَلِّيَ رَكْعَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ يَجْلِسُ، فَيَتَشَهَّدُ وَيَدْعُو، ثُمَّ يُسَلِّمُ تَسْلِيمَةً وَاحِدَةً:" السَّلَامُ عَلَيْكُمْ " يَرْفَعُ بِهَا صَوْتَهُ حَتَّى يُوقِظَنَا، ثُمَّ يُكَبِّرُ وَهُوَ جَالِسٌ، فَيَقْرَأُ، ثُمَّ يَرْكَعُ وَيَسْجُدُ وَهُوَ جَالِسٌ، فَيُصَلِّي جَالِسًا رَكْعَتَيْنِ، فَهَذِهِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ وَثَقُلَ جَعَلَ التِّسْعَ سَبْعًا لَا يَقْعُدُ إِلَّا كَمَا يَقْعُدُ فِي الْأُولَى، وَيُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ قَاعِدًا، فَكَانَتْ هَذِهِ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قَبَضَهُ اللهُ (2).

(1) في (م): سألت.

(2)

حديث صحيح، زرارة بن أوفى لم يسمع هذا الحديث من عائشة بينهما سعد بن هشام، كما سلف برقم (24269)، وكما سيأتي (25988)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير بهز بن حكيم، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة.

وأخرجه أبو داود (1347) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود أيضاً (1346) و (1348) من طريقين عن بهز بن حكيم، به. =

ص: 129

25988 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ: كَيْفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ؟ قَالَتْ: كَانَ يُصَلِّي الْعِشَاءَ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ - وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ قَائِمًا يَرْفَعُ صَوْتَهُ كَأَنَّهُ يُوقِظُنَا، بَلْ يُوقِظُنَا، ثُمَّ يَدْعُو بِدُعَاءٍ يُسْمِعُنَا، ثُمَّ يُسَلِّمُ تَسْلِيمَةً يَرْفَعُ (1) بِهَا صَوْتَهُ (2).

= وأخرجه مختصراً عبد الرزاق (4751) من طريق أبان بن أبي عباس، عن زرارة، عن عائشة، به.

وقد سلف برقم (24269).

(1)

في (ظ 2) و (ق) و (م): ثم يرفع

(2)

حديث صحيح، عمران بن يزيد العطار، هكذا نسب في النسخ الخطية و (م) وفي "أطراف المسند" 4/ 9 غير منسوب، وقد ترجم الحسيني في "الإكمال" لعمران بن يزيد لكن نسبه القطان، وذكر أنه يروي عن أبي حازم ومنصور بن عبد الرحمن، وعنه يونس بن محمد المؤدب، مجهول. وقد ترجم الحفاظ لعمران بن يزيد غير منسوب، وذكروا في الرواة عنه ثابت بن عبيد، فلعله آخر كذلك. وقد ظنه الحافظ في "التعجيل" بادئ الرأي أنه عمران بن داود القطان، ثم تبين له أنه آخر

وساق لعمران بن يزيد القطان حديثاً من المسند غير حديثنا هذا. ولم نجد فيه من نسبه العطار غير العجلي في "الثقات" ص 374 غير أن في المطبوع منه المصري! وعلى كل حال قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير بهز بن حكيم، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة.

وأخرجه مختصراً أبو داود (56) و (1349)، وابن المنذر في "الأوسط"(342)، والطبراني في "الأوسط"(506) من طريق حماد بن سلمة، عن بهز، بهذا الإسناد. =

ص: 130

25989 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ، أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ، كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ، وَالْمَوْتُ قَبْلَ لِقَاءِ اللهِ "(1).

25990 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: كَيْفَ كَانَ خُلُقُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَهْلِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَلَا سَخَّابًا بِالْأَسْوَاقِ، وَلَا يُجْزِئُ بِالسَّيِّئَةِ مِثْلَهَا، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ (2).

= وانظر ما قبله.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (24172)، غير شيخ أحمد، فهو هنا يزيد، وهو ابن هارون، وشيخه هناك يحيى بن سعيد القطان.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عبد الله الجدلي -واسمه: عبد بن عبد، ويقال عبد الرحمن بن عبد، فقد روى له أصحاب السنن خلا ابن ماجه، وهو ثقة، وزكريا- وهو ابن أبي زائدة، وإن روى عن أبي إسحاق السبيعي بعد اختلاطه- قد أخرج له الشيخان من روايته عنه ثم إن شعبة تابعه عليه كما سلف برقم (25417).

وأخرجه ابن سعد 1/ 365، وابن أبي شيبة 8/ 518، وابن حبان (6443) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن شبة في "تاريخ المدينة" 2/ 637، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(318) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن زكريا بن أبي زائدة، به.

ورواه إسحاق الأزرق، واختلف عليه فيه: =

ص: 131

25991 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يُحْرِمَ ادَّهَنَ بِأَطْيَبِ دُهْنٍ يَجِدُهُ حَتَّى إِنِّي لَأَرَى بَصِيصَ الدُّهْنِ فِي شَعَرِهِ، وَلَقَدْ كُنْتُ أَفْتِلُ قَلَائِدَ الْهَدْيِ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ يَبْعَثُ بِهِ، فَمَا يَعْتَزِلُ مِنَّا امْرَأَةً (1).

= فرواه ابن سعد 1/ 365، وعلي بن مسلم -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 96 - عن إسحاق -وقرن به يزيد بن هارون- عن زكريا، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الله الجدلي.

وخالفه إسحاق بن إبراهيم البغوي لؤلؤ، فرواه عن إسحاق الأزرق، عن الثوري، عن أبي إسحاق.

وذكر الدارقطني أن المحفوظ: إسحاق الأزرق، عن زكريا، عن أبي إسحاق.

وسلف برقم (25417).

وقولها: كان أحسن الناس خلقاً، له شاهد من حديث أنس، سلف برقم (13209)، وإسناده صحيح.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على أبي إسحاق، وهو السبيعي، وبسطنا الاختلاف فيه في الرواية (24782)، وذكرنا أن الصحيح فيه رواية من رواه عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن الأسود، عن عائشة، كما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 130.

وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 130 من طريق إسحاق الأزرق، عن زكريا، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاقُ بنُ راهويه (1533)، عن النضر بن شميل، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق به. =

ص: 132

25992 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي قَاعِدًا؟ قَالَتْ: كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ طَوِيلًا قَاعِدًا، وَيُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ طَوِيلًا قَائِمًا، فَإِذَا قَرَأَ قَائِمًا رَكَعَ قَائِمًا، وَإِذَا قَرَأَ قَاعِدًا رَكَعَ قَاعِدًا (1).

25993 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: كُنْتُ مُتَّكِئًا عِنْدَ عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا عَائِشَةَ، أَنَا أَوَّلُ مَنْ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ هَذِهِ، قَالَ:" ذَلِكَ جِبْرِيلُ، لَمْ أَرَهُ فِي صُورَتِهِ الَّتِي خُلِقَ فِيهَا إِلَّا مَرَّتَيْنِ، رَأَيْتُهُ مُنْهَبِطًا مِنَ السَّمَاءِ، سَادًّا عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ "(2).

= وسلف القسم الأول منه من طريق أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عائشة برقم (25752).

وسلف القسم الثاني منه برقم (24020).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (24669)، غير إن شيخ أحمد هنا: هو يزيد بن هارون.

وأخرجه الحاكم 1/ 276 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، داود -وهو ابن أبي هند- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وعامر: هو ابن شَراحيل الشعبي، ومسروق: هو ابنُ الأجدع.

وأخرجه مطولاً الطبري في تفسير الآية (13) من سورة النجم، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 223، وأبو عوانة 1/ 153 - 154، وابن منده في "الإيمان"(763)، والبيهقي في "الأسماء الصفات"(923) من طريق يزيد بن هارون، =

ص: 133

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (1804)، وابن منده (764)، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(924) من طريق وُهَيْب بن خالد، والطيالسي كذلك، والنسائي في "الكبرى"(11532)، والبيهقي 9241) من طريق يزيد بن زريع، والنَّسائي كذلك (11409) من طريق ابن أبي عدي وعبد الأعلى، وابنُ راهويه (1427) من طريق حماد بن سلمة، ومسلم (177)(287)، والطبري في تفسير الآية (103) من سورة الأنعام، والآية (13) من سورة النجم، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 221 - 222، والبيهقي (923) من طريق إسماعيل ابن علية، ومسلم (177)(288)، والنَّسائي في "الكبرى"(11408) -وهو في "التفسير"(428) - والطبري في تفسير الآية (13) من سورة النجم من طريق عبد الوهَّاب الثقفي، والترمذي (3068) من طريق إسحاق بن يوسف، وعثمانُ بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 30 و 54 من طريق هُشَيم، والنسائي في "الكبرى"(11409) -وهو في "التفسير"(429) - والطبري في تفسير الآية (103) من سورة الأنعام، وفي تفسير الآية (13) من سورة النجم، وابنُ خزيمة ص 223 من طريق عبد الأعلى، وأبو يعلى (4900) من طريق حفص، وابنُ خزيمة ص 224، وأبو عوانة 1/ 155 - 156، وابنُ حبان (60) من طريق عبد ربه بن سعيد، وأبو عوانة 1/ 154 من طريق عبد الوهَّاب بن عطاء، جميعهم عن داود بن أبي هند، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وسيرد من طريق ابن أبي عدي، عن داود برقم (26040).

وسيرد بقطعة أخرى منه من طريق ابن أبي عدي كذلك برقم (26041)، وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف برقم (26295)، كلاهما عن داود، عن الشعبي، عن عائشة.

وسلف مطولاً برقم (24227).

قال السندي: قولها: أنا أول مَنْ سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه، أي: عن الرؤية المذكورة في سورة النجم. =

ص: 134

25994 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُعَاذَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مُرْنَ أَزْوَاجَكُنَّ أَنْ يَغْسِلُوا عَنْهُمْ أَثَرَ الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ، فَإِنِّي أَسْتَحْيِيهِمْ، وَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ كَانَ يَفْعَلُهُ (1).

25995 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عُرْوَةُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْبَزَّازُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ بَدَأَ فَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، وَغَسَلَ فَرْجَهُ وَقَدَمَيْهِ، وَمَسَحَ يَدَهُ بِالْحَائِطِ، ثُمَّ أَفَاضَ عَلَيْهِ الْمَاءَ، فَكَأَنِّي أَرَى أَثَرَ يَدِهِ فِي الْحَائِطِ (2).

(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (25378)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو يزيد بن هارون، وقد سمع من سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط.

وأخرجه ابن عبد البر في "الاستذكار" 2/ 205 من طريق يزيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 152 عن عبد الرحيم بن سليمان، وإسحاق (1379) عن عبدة بن سليمان، وأبو يعلى (4514) عن محمد بن بكر، والبيهقي 1/ 105 - 106 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، أربعتهم عن سعيد، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده ضعيف لانقطاعه. الشعبي: وهو عامر بن شراحيل لم يسمع من عائشة، وعروة أبو عبد الله البزاز ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 34، وأبو حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 398، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 288، وقال: يروي المقاطيع، وقال ابن أبي حاتم في ترجمته: ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين إنه قال: عروة أبو عبد الله الهمداني، ثقة. قلنا: ويؤخذ من هذا القول أن البزاز ينسب همدانياً كذلك، ولا تعارض بين النسبتين، غير أنه جاء عند أبي داود: عروة الهمداني، =

ص: 135

25996 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ، أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ يَتْرُكُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا فِيهِ تَصْلِيبٌ إِلَّا قَضَبَهُ (1).

25997 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْمِقْدَامِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: يَا أُمَّهْ، بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ يَبْدَأُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ عَلَيْكِ بَيْتَكِ، وَبِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ يَخْتِمُ؟ قَالَتْ: كَانَ (2) يَبْدَأُ

= دون ذكر كنيتة، فعينه المزي في "تحفة الأشراف" 11/ 429: عروة بن الحارث الهمداني، وعروة هذا يكنى أبا فروة، وهو ثقة من رجال الشيخين، ووثقه ابن معين، ويروي عن الشعبي كذلك، فإما أن يكون لهذا الحديث راويان عن الشعبي هما عروة أبو عبد الله البزاز ويكنى همدانياً كذلك، فيما ذكره ابن أبي حاتم عن ابن معين، وإما أن يكون الراوي عروة البزاز الهمداني، وقد أخطأ المزي في تعيينه، والذي يحول بيننا وبين الترجيح أن الحافظ لم يترجم في "التعجيل" لعروة أبي عبد الله البزاز، ولم يترجم كذلك لعروة الهمداني في "تهذيب التهذيب" وإنما ترجم لعروة بن الحارث الهمداني في "التهذيب" متابعاً للمزي، والله أعلم.

وأخرجه مختصراً أبو داود (244) من طريق هشيم بن بشير، عن عروة الهمداني، عن الشعبي، به.

وانظر (24257).

(1)

إسناده صحيح، وهو مكرر (24261) غير أن شيخ أحمد هنا، هو يزيد بن هارون.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 7/ 269 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

(2)

لفظ: كان، ليس في (ظ 7) و (ظ 8).

ص: 136

بِالسِّوَاكِ، وَيَخْتِمُ بِرَكْعَتَيِ الْفَجْرِ (1).

25998 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ (2).

25999 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مَخْلَدِ بْنِ خُفَافٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَضَى أَنَّ الْخَرَاجَ بِالضَّمَانِ (3).

(1) حديث صحيح، وهو مكرر (25487) سنداً ومتناً.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وسفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.

وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 7/ 129، والبيهقي في "السنن الكبرى" 6/ 36، وفي "معرفة السنن والآثار" 8/ 220 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن راهويه (1551)، والبخاري (2916) و (4467)، وابن حبان (5936)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 6/ 36، والبغوي في "شرح السنة"(2129) من طرق عن سفيان الثوري، به، زادوا: عند يهودي. قال البغوي: هذا حديث صحيح.

وانظر (24146).

(3)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (24224)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا: هو يزيد بن هارون.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (750)، والحاكم 2/ 15 من طريق يزيد بن =

ص: 137

26000 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِي، ثُمَّ أَشَارَ إِلَى الْقَمَرِ، فَقَالَ:" يَا عَائِشَةُ، اسْتَعِيذِي بِاللهِ مِنْ شَرِّ هَذَا، فَإِنَّ هَذَا هُوَ الْغَاسِقُ إِذَا وَقَبَ "(1).

26001 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، .... (2) فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِعَبْدِ بْنِ زَمْعَةَ:" الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ ". ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ أَنْ تَحْتَجِبَ مِنْهُ لِمَا رَأَى مِنْ شَبَهِهِ بِعُتْبَةَ، فَمَا رَآهَا حَتَّى لَقِيَ اللهَ (3).

= هارون، بهذا الإسناد.

(1)

إسناده حسن، وهو مكرر (24323)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو يزيد بن هارون.

(2)

في (ق) بياض في هذا الموضع، وأشار إليه ناسخها، وقد ضبب فوقه في (ظ 8)، وموضع البياض قصة سلفت في الرواية (24975).

(3)

حديث صحيح، محمد بن إسحاق -وإن كان مدلساً وعنعن- قد توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الدارقطني 4/ 242 من طريق يعقوب -وهو ابن إبراهيم بن سعد الزهري- عن أبيه، عن ابن إسحاق وصالح -وهو ابن أبي الأخضر- كلاهما عن الزهري، بهذا الإسناد.

وقد سلف نحوه برقم (24086)، وانظر (24975).

ص: 138

26002 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو -، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، قُلْتُ (1): كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ؟ فَقَالَتْ: كَانَ يَقْرَأُ فِيهِمَا وَهُوَ جَالِسٌ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ، قَامَ فَرَكَعَ (2).

26003 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنَامُ وَهُوَ جُنُبٌ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، وَلَكِنَّهُ كَانَ لَا يَنَامُ حَتَّى يَغْسِلَ فَرْجَهُ، وَيَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ (3).

(1) في (م): قال قلت.

(2)

حديث صحيح، محمد بن عمرو: وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي، مختلف فيه حسن الحديث، وقد روى له الشيخان، أما البخاري فمقروناً بغيره، وأما مسلم ففي المتابعات، وهذا منها. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، ومحمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التيمي.

وأخرجه مسلم (731)(114)، وأبو داود (1351)، وأبو عوانة 2/ 218 من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1724) عن النضر بن شُمَيْل، عن محمد بن عمرو، عن محمد بن سيرين، عن علقمة، به.

(3)

حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (25814)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو يزيد بن هارون. وشيخه هناك إسماعيل ابن عُلَية.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 126 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

ص: 139

26004 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَقَدْ كَانَ يَأْتِي عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم الشَّهْرُ مَا يُرَى فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِهِ الدُّخَانُ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أُمَّهْ، فَمَا كَانَ طَعَامُهُمْ؟ قَالَتْ: الْأَسْوَدَانِ: الْمَاءُ وَالتَّمْرُ، غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ لَهُ جِيرَانُ صِدْقٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَكَانَتْ (1) لَهُمْ رَبَائِبُ، فَكَانُوا يَبْعَثُونَ إِلَيْهِ مِنْ أَلْبَانِهَا (2).

26005 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ - عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ اسْتُحِيضَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَهَا (3) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْغُسْلِ لِكُلِّ صَلَاةٍ، فَإِنْ كَانَتْ لَتَدْخُلُ الْمِرْكَنَ مَمْلُوءً مَاءً، فَتَغْمِسُ (4) فِيهِ، ثُمَّ تَخْرُجُ مِنْهُ، وَإِنَّ الدَّمَ لَعَالِيهِ (5)، فَتَخْرُجُ فَتُصَلِّي (6).

(1) في (ظ 7) و (ظ 8): فكانت.

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر (25491) سنداً ومتناً.

والربائب جمع ربيبة وهي الشاة التي تكون في البيت وليست بسائمة.

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8): وأمرها.

(4)

في (ق) و (ظ 2): فتنغمس، وفي (م) وهامش كل من (ق) و (ظ 2): فتغتمس، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8).

(5)

في (ق) و (هـ) و (م): لغالبه، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8).

(6)

إسناده ضعيف، محمد بن إسحاق، مدلس وقد عنعن، ثم إنه اختلف عليه فيه: فرواه يزيد بن هارون -كما في هذه الرواية- عنه، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. =

ص: 140

26006 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ يُحْرِمُ وَحِينَ يَحِلُّ (1).

= ورواه محمد بن سلمة الحرَّاني -كما سيرد 6/ 434 - عنه، عن الزهري، عن عروة، عن أم حبيبة.

ثم إن محمد بن إسحاق خالف في متنه الرواة عن الزهري.

وقد أخرجه الدارمي (775) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (292)، والدارمي (783)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 98، البيهقي 1/ 350 من طريقين عن ابن إسحاق، به.

قال أبو داود: ورواه أبو الوليد الطيالسي، ولم أسمعه عنه عن سليمان بن كثير، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: استحيضت زينب بنت جحش، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم:"اغتسلي لكل صلاة"، وساق الحديث.

ورواه عبد الصمد، عن سليمان بن كثير، قال: توضئي لكل صلاة. وهذا وهم من عبد الصمد. والقول فيه قول أبي الوليد.

وقال البيهقي: ورواية أبي الوليد ايضاً غير محفوظة، فقد رواه مسلم بن إبراهيم، عن سليمان بن كثير كما رواه سائر الناس، عن الزهري.

قلنا: وقد أخرجه البيهقي من طريق سليمان بن كثير، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قال: استحيضت أخت زينب بنت جحش سبع سنين فذكره. ثم قال: ليس فيه الأمر بالغسل لكل صلاة، وهذا أولى لموافقته سائر الروايات عن الزهري، ورواية محمد بن إسحاق عن الزهري غلط لمخالفتها سائر الروايات عن الزهري، ومخالفتها الرواية الصحيحة عن عراك بن مالك، عن عروة، عن عائشة.

قلنا: سلفت رواية الزهري برقم (24523)، ورواية عراك (25859).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين. عمرو بن علقمة والد =

ص: 141

26007 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ - يَعْنِي ابْنَ حُسَيْنٍ - عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أُهْدِيَتْ لِحَفْصَةَ شَاةٌ وَنَحْنُ صَائِمَتَانِ، فَفَطَّرَتْنِي (1) - فَكَانَتْ ابْنَةُ أَبِيهَا - فَدَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ:" أَبْدِلَا يَوْمًا مَكَانَهُ "(2).

26008 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَ: سَأَلَتْهَا امْرَأَةٌ يَهُودِيَّةٌ فَأَعْطَتْهَا، فَقَالَتْ لَهَا: أَعَاذَكِ اللهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، فَأَنْكَرَتْ عَائِشَةُ ذَلِكَ، فَلَمَّا رَأَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ لَهُ، فَقَالَ:" لَا "، قَالَتْ عَائِشَةُ: ثُمَّ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ: " إِنَّهُ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ "(3).

= محمد بن عمرو لم يرو عنه غير ولده محمد بن عمرو، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.

وأخرجه ابن أبي شيبة (نشرة العمروي) ص 196 عن محمد بن بشر، عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.

وسلف بإسناد صحيح على شرط الشيخين برقم (24111).

(1)

في (ظ 2) و (ق) و (م): فأفطرتني، وكانت: والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8).

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (25094) سنداً ومتناً.

(3)

حديث صحيح. يزيد: هو ابن هارون، وسفيان -وهو ابن حسين الواسطي الواسطي، كما ذكر الحافظ في "الأطراف" 9/ 139، وإن كان ضعيفاً في الزهري- قد توبع.

وسلف برقم (24582).

ص: 142

26009 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ تَقُولُ: لَقَدْ فَتَلْتُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدَيَّ، فَبَعَثَ بِهَا وَأَقَامَ، فَمَا تَرَكَ شَيْئًا كَانَ يَصْنَعُهُ (1).

26010 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نِيَارٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِظَبْيَةٍ فِيهَا خَرَزٌ، فَقَسَمَهُ بَيْنَ الْحُرَّةِ وَالْأَمَةِ سَوَاءً (2).

26011 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا سَبَّحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُبْحَةَ الضُّحَى قَطُّ، وَإِنِّي لَأُسَبِّحُهَا (3).

26012 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25498) سنداً ومتناً.

(2)

إسناده صحيح، وهو مكرر (25261) من طريق يزيد سنداً ومتناً.

وأخرجه المزي في "تهذيبه"(ترجمة عبد الله بن نيار) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

قال السندي: بظَبْية، هي جراب صغير عليه شعر، وقيل: هي شبه الخريطة والكيس.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25444)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو يزيد بن هارون.

ص: 143

الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْحَيَّةُ فَاسِقَةٌ، وَالْعَقْرَبُ فَاسِقَةٌ، وَالْفَأْرَةُ فَاسِقَةٌ، وَالْغُرَابُ فَاسِقٌ "(1).

26013 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى، أَنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ "(2).

26014 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ السِّوَاكَ

(1) حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (25753) إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو يزيد بن هارون، وهو -وإن سَمعَ من المسعودي بعد الاختلاط- تابعه وكيع في الحديث المذكور.

قال السندي: قوله: "الحية فاسقة": المراد بالفسق هاهنا: هو الخروج عن الحد في الأذى.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 545، ومسلم (2624)، وابن ماجه (3673)، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 208، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 36، وابن حبان (511)، والطبراني في "مكارم الأخلاق"(206)، والبيهقي في "السنن" 7/ 27، وفي "الشعب"(9527) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24261).

ص: 144

لَمَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ " (1).

26015 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، أَنَّ عَائِشَةَ سُئِلَتْ عَنِ الْقِرَاءَةِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ؟ فَقَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُسِرُّ الْقِرَاءَةَ فِيهِمَا، وَذَكَرَتْ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} (2).

26016 -

حَدَّثَنَا (3) يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، أَنَّ عَائِشَةَ نَزَلَتْ عَلَى أُمِّ طَلْحَةَ الطَّلْحَاتِ، فَرَأَتْ بَنَاتِهَا يُصَلِّينَ بِغَيْرِ خُمُرٍ، فَقَالَتْ: إِنِّي لَأَرَى بَنَاتِكِ قَدْ حِضْنَ أَوْ حَاضَ بَعْضُهُنَّ، قَالَتْ: أَجَلْ، قَالَتْ: فَلَا تُصَلِّيَنَّ جَارِيَةٌ مِنْهُنَّ وَقَدْ حَاضَتْ إِلَّا وَعَلَيْهَا خِمَارٌ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيَّ وَعِنْدِي فَتَاةٌ، فَأَلْقَى إِلَيَّ حَقْوَهُ، فَقَالَ:" شُقِّيهِ بَيْنَ هَذِهِ وَبَيْنَ الْفَتَاةِ الَّتِي عِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ، فَإِنِّي لَا أُرَاهُمَا إِلَّا قَدْ حَاضَتَا، أَوْ لَا أُرَاهَا إِلَّا قَدْ حَاضَتْ "(4).

(1) حديث صحيح لغيره، وهو مكرر (24203)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا: هو يزيد بن هارون.

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (25510) غير أن شيخ أحمد هنا: هو يزيد بن هارون.

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8): أخبرنا.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد فيه انقطاع، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (24646).

ص: 145

26017 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: طَيَّبْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدَيَّ لِحُرْمِهِ، وَطَيَّبْتُهُ بِمِنًى قَبْلَ أَنْ يُفِيضَ (1).

26018 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: فَقَدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجْتُ، فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ لِي:" أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ؟ " قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ (2) ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ. فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ عز وجل يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَغْفِرُ

= وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 229، عن أبي أسامة، عن هشام، بهذا الإسناد مختصراً.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري.

وأخرجه الدارمي (1803)، والنَّسائي في "الكبرى"(4158)، من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقرن الدارمي بيزيد جعفر بنَ عون.

وأخرجه ابن راهويه (929) و (963)، والبخاري (5922)، والنَّسائي في "المجتبى" 5/ 137 و 138، و"الكبرى"(3666) و (3671)، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 297، من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.

وسلف برقم (24166).

(2)

لفظ: يا رسول الله، ليس في (م).

ص: 146

لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ " (1).

26019 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ

(1) إسناده ضعيف لضعف حجاج بن أرطاة، ولانقطاعه قال البخاري فيما فيما نقله عنه الترمذي عقب الرواية (739): يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروة، والحجاج بن أرطاة لم يسمع من يحيى بن أبي كثير. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(1509)، والترمذي (739) وابن ماجه (1389)، والدارقطني في "النزول"(89)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(764)، والبيهقي في "الشعب"(3826) والبغوي في "شرح السنة"(992) من طرق عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وقال الترمذي: حديث عائشة لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الحجاج، وسمعت محمداً -أي البخاري- يضعِّف هذا الحديث.

وأخرجه -مطولاً ومختصراً- ابن أبي شيبة 1/ 437 - 438، وابن راهويه (850) و (1700) و (1701)، والدارقطني في "النزول"(90) و (91)، والبيهقي في "الشعب"(3824) من طرق عن حجاج، به. وقال البيهقي: إنما المحفوظ هذا الحديث، من حديث الحجاج بن أرطاة عن يحيى بن أبي كثير مرسلاً.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(3825) من طريق محمد بن رمح، عن يزيد بن هارون، عن الحجاج بن أرطاة، عن يحيى بن أبي كثير قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكره هكذا مرسلاً.

وأخرجه الدارقطني في "النزول"(92) من طريق سليمان بن أبي كريمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة بنحوه ومطولاً. وسليمان ابن أبي كريمة ضعَّفه أبو حاتم، وقال ابن عدي: وعامة أحاديثه مناكير.

وفي باب نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا عن ابن مسعود، سلف (3673)، وذكرتا هناك بقية أحاديث الباب.

ص: 147

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَوَضَّأُ بِقَدْرِ الْمُدِّ، وَيَغْتَسِلُ بِقَدْرِ الصَّاعِ (1).

26020 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ مَادَّةً، وَإِنَّ مَادَّةَ قُرَيْشٍ مَوَالِيهِمْ "(2).

26021 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ " اللهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ الَّذِينَ إِذَا أَحْسَنُوا اسْتَبْشَرُوا، وَإِذَا أَسَاؤُوا اسْتَغْفَرُوا "(3).

26022 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَقَالَ يَزِيدُ مَرَّةً: رَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ، وَكَانَ يَقُولُ: " نِعْمَ السُّورَتَانِ هُمَا تَقْرَؤُونَهُمَا (4) فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مكرر (25975) سنداً ومتناً.

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (24197)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا: هو يزيد بن هارون.

قال السندي: قوله: "إنَّ لكلِّ قوم مادَّة" المادّة: الذين يعيِنُون ويُكْثِّرون الجيش.

(3)

إسناده ضعيف، لضعف علي بن زيد بن جدعان، وهو مكرر (25120) سنداً ومتناً.

(4)

في (ظ 8) و (م): يقرؤونهما، وجاء في هامش (ظ 8): يُقرأُ بهما.

ص: 148

الْفَجْرِ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} " (1).

26023 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، يَعْنِي عَنْ أَبِي الضُّحَى (2)، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَدْ خَيَّرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاخْتَرْنَاهُ، فَلَمْ نَعُدَّهُ طَلَاقًا.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ (3): سَقَطَ مِنْ كِتَابِي أَبُو الضُّحَى (4).

(1) حديث صحيح، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن سماع يزيد -وهو ابن هارون- من الجريري -وهو سعيد بن أبي إياس- بعد الاختلاط، لكنه يتقوى بحديث ابن عمر السالف برقم (4716) بإسناد صحيح، وحديث جابر بن عبد الله عند ابن ماجه (2460)، وانظر حديث عائشة: السالف برقم (24019).

وأخرجه ابن ماجه (1150)، وابن حبان (2461) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وقد ساقه الحافظ في "الفتح" 3/ 47 من طريق ابن ماجه، وقوَّى إسناده.

وأخرجه ابن خزيمة (1814) من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق عن الجريري، به. وإسحاق ممن سمع من الجريري بعد الاختلاط أيضاً.

(2)

قوله: يعني عن أبي الضحى، ليس في (ظ 7) ولا (ظ 8).

(3)

هو القطيعي.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على الثوري: فرواه يزيد -وهو ابن هارون- كما في هذه الرواية، وقَبيصة بن عقبة، فيما أخرجه إسحاق ابن راهويه (1739)، وعبد الرحمن بن مهدي، فيما أخرجه الترمذي (1179)، عن الثوري، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة.

ورواه مهران بن أبي عمر العطار ومؤمَّل، فيما أخرجه الدارقطني في =

ص: 149

26024 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَفْرُكُ الْمَنِيَّ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

= "العلل" 5/ ورقة 145، عن الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم النَّخَعي، عن مسروق، عن عائشة.

قال الدارقطني: وقال أبو حذيفة، عن الثوري، عن الأعمش، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة. وقال عمرو بن عبد الغفار: عن إبراهيم (يعني النخعي) ومسلم (يعني ابن صُبيح أبا الضحى) عن مسروق، عن عائشة.

قال الدارقطني: والصحيح عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق.

قلنا: وطريق الشعبي، عن مسروق، عن عائشة، صحيح كذلك من غير رواية الأعمش عنه، فقد رواه عبد الرحمن بن مهدي، كما عند مسلم (1477)(27)، والترمذي (1179)، عن الثوري، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة. وقرن مسلم بإسماعيل بن أبي خالد عاصماً الأحول.

ورواه محمد بن يوسف الفريابي، فيما أخرجه الدارقطني عن سفيان الثوري، عن جابر الجعفي وعاصم الأحول، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة.

وطريق الشعبي، عن مسروق، عن عائشة، سلف في الرواية (24653) وغيرها.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وانظر (24653) و (25666) و (25703).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي معشر -واسمه زياد بن كُلَيب- فمن رجال مسلم.

ص: 150

26025 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ البُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا الْتَقَى الْخِتَانَانِ وَجَبَ الْغُسْلُ "(1).

26026 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ (2) الْجَوْنِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي جَارَيْنِ (3) فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي؟ قَالَ:" إِلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا "(4).

26027 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ

= وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(298) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (288)(107)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 156 - 157، وابن الجارود في "المنتقى"(136)، وابن خزيمة (288)، وابن حبان (1380) من طرق عن هشام بن حسان، به.

وسلف برقم (24064).

(1)

حديث صحيح، وهو مكرر (24914)، إلا أن شيخ أحمد هنا: هو يزيد بن هارون.

وأخرجه ابن حبان بنحوه (1177) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

(2)

تحرف أبو عمران في (م) إلى: أبي عمرو.

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8): جارتين.

(4)

إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو مكرر (25423)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا: هو يزيد بن هارون.

ص: 151

خَالِدِ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَذَكَرُوا الرَّجُلَ يَجْلِسُ عَلَى الْخَلَاءِ فَيَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ، فَكَرِهُوا ذَلِكَ، فَحَدَّثَ (1) عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ ذَلِكَ ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" أَوَقَدْ فَعَلُوهَا؟ حَوِّلِي مِقْعَدَتِي (2) إِلَى الْقِبْلَةِ "(3).

26028 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ (4)، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَؤُهُ وَهُوَ يَشُقُّ عَلَيْهِ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ "(5).

(1) في (ق) وهامش (ظ 2): فحدثت.

(2)

في (م) و (ظ 2): مقعدي، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8) و (ق).

(3)

إسناده ضعيف لضعف خالد بن أبي الصلت على نكارة في متنه، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (25063).

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 234 من طريق علي بن شيبة، عن يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء، عن خالد ابن أبي الصلت، فحدث عن عراك بن مالك، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، فزاد في إسناده: عروة بن الزبير.

قلنا: والأشبه دون هذه الزيادة، لاتفاق الرواة عن حماد بن سلمة، بدونها.

(4)

كذا في جميع النسخ: هشام، وهو الموافق للرواية (24211)، وجاء في (ظ 8): همام. وهو الموافق لرواية أبي عبيد كما سيرد.

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (24211)، غير =

ص: 152

26029 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا:" يَا عَائِشَةُ، لَوْلَا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ لَأَمَرْتُ بِالْبَيْتِ فَهُدِمَ، فَأَدْخَلْتُ (1) فِيهِ مَا أُخْرِجَ مِنْهُ، وَأَلْزَقْتُهُ بِالْأَرْضِ، وَجَعَلْتُ لَهُ بَابَيْنِ: بَابًا شَرْقِيًّا، وَبَابًا غَرْبِيًّا، فَإِنَّهُمْ عَجَزُوا عَنْ بِنَائِهِ، فَبَلَغْتُ بِهِ أَسَاسَ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام "(2).

= شيخ أحمد، فهو هنا يزيد، وهو ابن هارون، وشيخ أحمد هناك إسماعيل ابن علية.

وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 20 عن يزيد بن هارون، عن همام، عن قتادة، به.

(1)

في (ظ 7) و (ظ 8): وأدخلت.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (1586)، والنَّسائي في "المجتبى" 5/ 216، وفي "الكبرى"(3886)، وابن خزيمة (3021)، والبيهقي في "السنن" 5/ 89 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وخالف الحارث بن أبي أسامة أصحابَ يزيد بن هارون، فرواه -فيما أخرجه الحاكم 1/ 479 - 480، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 5/ 90 - عن يزيد بن هارون، عن جرير بن حازم، عن يزيد بن رومان، فقال: عن عبد الله بن الزبير، عن عائشة، بدل عروة بن الزبير، عن عائشة.

وكذلك أخرجه ابن راهويه (551)، وابن خزيمة (3020)، وابن حبان (3816) من طريق وهب بن جرير، وابن خزيمة (3021) من طريق موسى بن إسماعيل، والطبراني في "الأوسط"(9382) من طريق داود بن منصور، ثلاثتهم عن جرير، عن يزيد بن رومان، عن عبد الله بن الزبير، عن =

ص: 153

26030 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، وَهِيَ أَنْجَالٌ وَغَرْقَدٌ، فَاشْتَكَى آلُ أَبِي بَكْرٍ، فَاسْتَأْذَنْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي عِيَادَةِ أَبِي، فَأَذِنَ لِي، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ (1) كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ:

كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ

وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ

قَالَتْ: قُلْتُ: هَجَرَ وَاللهِ أَبِي.

ثُمَّ أَتَيْتُ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ، فَقُلْتُ: أَيْ عَامِرُ، كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ:

إِنِّي وَجَدْتُ الْمَوْتَ قَبْلَ ذَوْقِهِ

إِنَّ الْجَبَانَ حَتْفُهُ مِنْ فُوقِهِ

قَالَتْ: فَأَتَيْتُ بِلَالًا، فَقُلْتُ: يَا بِلَالُ، كَيْفَ تَجِدُكَ؟ فَقَالَ:

= عائشة.

وذكر ابن خزيمة والبيهقي أن يزيد بن رومان ربما سمع الخبر من عبد الله وعروة جميعاً. والذي ذهب إليه الحافظ -"الفتح" 3/ 445 - أن رواية الجماعة أوضح، فهي أصح، وصحح الدارقطني رواية من قال: عبد الله بن الزبير.

وقد سلف برقم (24297).

وقوله: حديثُ عهدٍ. كذا في الأصول بحذف الواو، وكذلك هو في جميع روايات البخاري كما ذكر الحافظ في "الفتح" 3/ 445، وقال المطرزي: لا يجوز حذفُ الواو في مثل هذا، والصوابُ: حديثو عهدٍ.

(1)

في (ظ 7) و (ظ 8): يا أبه.

ص: 154

أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً

بِفَخٍّ وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ

فَأَتَيْتُ (1) رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ. قَالَ: " اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي مُدِّنَا، وَحَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ، كَمَا حَبَّبْتَ إِلَيْنَا مَكَّةَ، وَانْقُلْ عَنَّا (2) وَبَاءَهَا إِلَى خُمٍّ وَمَهْيَعَةَ "(3).

26031 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَابَنُوسَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " الدَّوَاوِينُ عِنْدَ اللهِ عز وجل ثَلَاثَةٌ: دِيوَانٌ لَا يَعْبَأُ اللهُ بِهِ شَيْئًا، وَدِيوَانٌ لَا يَتْرُكُ اللهُ مِنْهُ شَيْئًا، وَدِيوَانٌ لَا يَغْفِرُهُ اللهُ، فَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَغْفِرُهُ اللهُ فَالشِّرْكُ بِاللهِ (4)، قَالَ اللهُ عز وجل: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ

(1) في (م): قال: فأتيت.

(2)

لفظة: "عنَّا"، ليس في (م).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد فيه ضعف وانقطاع. عبد الرحمن بن الحارث ضعيف، ولم يدرك عائشة، فقد ولد سنة ثمانين. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وله طريق أخرى برقم (24586).

وسلف بإسناد صحيح برقم (24532).

وانظر (24360) و (24288).

قال السندي: قولها: وهي أنجال؛ النَّجْل: النَّزُّ، وهو ماء قليل، جمعه أنجال، قال الحارث بن كلدة: البلادُ الوبيئة ذاتُ الأنجال والبعوض.

قولها: لقد هَجَرَ، أي: يتكلم بكلام بعيد.

(4)

لفظ: "بالله" ليس في (ظ 7) و (ظ 8).

ص: 155

اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ} [المائدة: 72] وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَعْبَأُ اللهُ بِهِ شَيْئًا: فَظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ مِنْ صَوْمِ يَوْمٍ تَرَكَهُ أَوْ صَلَاةٍ تَرَكَهَا، فَإِنَّ اللهَ عز وجل يَغْفِرُ ذَلِكَ وَيَتَجَاوَزُ إِنْ شَاءَ، وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَتْرُكُ اللهُ مِنْهُ شَيْئًا: فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا، الْقِصَاصُ لَا مَحَالَةَ " (1).

(1) إسناده ضعيف لضعف صدقة بن موسى، وقد انفرد به، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن بابنوس، فروى له البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود، والترمذي في الشمائل، والنسائي، وهو حسن الحديث في المتابعات ولم يتابع هنا. يزيد: هو ابن هارون، وأبو عمران الجوني: هو عبد الملك بن حبيب.

وأخرجه الحاكم 4/ 575 من طريق يزيد بن هارون بهذا الإسناد، مختصراً. وجاء عنده قوله تعالى:{إن الله لا يغفر أن يشرك به} .

قال الحاكم: صحيح، فتعقبه الذهبي بقوله: صدقة ضعفوه، وابن بابنوس فيه جهالة.

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 2، والبيهقي في "الشعب"(7473) و (7474) من طرق، عن صدقة بن موسى، بنحوه مختصراً.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 348، وقال: رواه أحمد، وفيه صدقة بن موسى، وقد ضعفه الجمهور، وقال مسلم بن إبراهيم: حدثنا صدقة بن موسى، وكان صدوقاً، وبقية رجاله ثقات.

وفي باب أنَّ الله لا يغفر الشرك، عن ابن مسعود، سلف برقم (3552).

وعن أبي ذر، سيرد 6/ 447.

وعن معاذ بن جبل، سيرد 6/ 450.

وفي باب القصاص في مظالم الناس يوم القيامة عن أبي هريرة مرفوعاً: "من كانت عنده مظلِمة في مالٍ أو عرض، فليأته فليستحلها منه

" =

ص: 156

26032 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَعَا ابْنَتَهُ فَاطِمَةَ، فَسَارَّهَا فَبَكَتْ، ثُمَّ سَارَّهَا فَضَحِكَتْ، فَسَأَلْتُهَا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَتْ: أَمَّا حَيْثُ بَكَيْتُ، فَإِنَّهُ أَخْبَرَنِي أَنَّهُ مَيِّتٌ فَبَكَيْتُ، ثُمَّ أَخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ أَهْلِهِ (1) لُحُوقًا بِهِ، فَضَحِكْتُ (2).

26033 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا مَا لَيْسَ مِنْهُ، فَهُوَ رَدٌّ "(3).

= سلف برقم (9615) بسند صحيح.

وعنه أيضاً مرفوعاً: "هل تدرون من المفلس؟ " قالوا: المفلس فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع. قال: "إن المفلس من أمتي مَن يأتي يوم القيامة بصيام وصلاة وزكاة، ويأتي وقد شتم عرض هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا

"، سلف برقم (8029) وإسناده صحيح.

قال السندي: قوله: "الدَّواوين عند الله عز وجل ثلاثة" أي: أنواع الذنوب المدوّنة.

(1)

في (ظ 7) و (ظ 8): أهلي.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24483) غير أن شيخ أحمد هنا: هو يزيد بن هارون.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابنُ هارون، وإبراهيم بن سعد: هو ابنُ إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه الطيالسي (1422)، والبخاري (2697)، ومسلم (1718)، وأبو =

ص: 157

26034 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ، قَالَ: دَخَلَ رَجُلَانِ مِنْ بَنِي عَامِرٍ عَلَى عَائِشَةَ، فَأَخْبَرَاهَا أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" الطِّيَرَةُ فِي (1) الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ ". فَغَضِبَتْ، فَطَارَتْ شِقَّةٌ مِنْهَا فِي السَّمَاءِ، وَشِقَّةٌ فِي الْأَرْضِ، وَقَالَتْ: وَالَّذِي أَنْزَلَ الْفُرْقَانَ عَلَى مُحَمَّدٍ، مَا قَالَهَا

= داود (4606)، وابن ماجه (14)، وأبو يعلى (4594)، وأبو عوانة 4/ 17 - 18 و 18، وابنُ حبان (26) و (27)، وابنُ عدي في "الكامل" 1/ 247، والدارقطني في "السنن" 4/ 224 - 225، واللالكائي في "الاعتقاد"(190) و (191)، والقُضاعي في "مسند الشهاب"(359) و (360) و (361)، والبيهقي في "السنن" 10/ 119، وفي "معرفة السنن والآثار" 14/ 234، والبغوي في "شرح السنة"(103) من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.

قال البغوي: هذا حديث متفق على صحته، أخرجاه من أوجه عن إبراهيم بن سعد.

وأخرجه الدارقطني 4/ 225 من طريق سهل بن صُقَير، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن القاسم، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صنع في ماله ما ليس في كتاب الله، فهو مردود".

قال الدارقطني: قوله: عن الزهري، خطأٌ قبيح.

وسلف من طريق عبد الله بن جعفر، عن سعد بن إبراهيم برقم (24450).

وقوله "من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد"، قال المناوي في "شرح الجامع الصغير" في أمرنا، أي: شأننا، أي دين الإسلام ما ليس منه، أي رأياً ليس له في الكتاب أو السنة عاضد ظاهر أو خفي ملفوظ أو مستنبط، فهو رد، أي: مردود على فاعله لبطلانه من إطلاق المصدر على اسم المفعول.

(1)

في (م): من.

ص: 158

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَطُّ، إِنَّمَا قَالَ:" كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَتَطَيَّرُونَ مِنْ ذَلِكَ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو حسان -وهو الأعرج- من رجاله وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(786)، و"شرح معاني الآثار" 4/ 314 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(37) و (72) من طريق أبي داود، عن همَّام، به.

وأخرجه الطيالسي (1537) عن محمد بن راشد، عن مكحول، عن عائشة .... قالت: لم يحفظ أبو هريرة لأنه، دخل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"قاتل الله اليهود، يقولون: إن الشؤم في ثلاث: في الدار، والفرس، والمرأة". فسمع آخر الحديث، ولم يسمع أوله. قلنا: مكحول وإن لم يسمع من عائشة، لكنه يتقوى برواية أحمد.

وسلف برقم (25168)، وسيرد برقم (26088).

وقد رُوي مثلُ حديث أبي هريرة من حديث ابن عمر -فيما سلف برقم (4544) - من طريق الزُّهري، عن سالم، عنه مرفوعاً بلفظ:"الشؤم في ثلاث: الفرس، والمرأة، والدار".

قال الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/ 250: ففي هذا الحديث إثبات الشؤم في هذه الثلاثة الأشياء. وقد روي عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ما معناه خلافُ هذا المعنى.

قلنا: وذلك فيما أخرجه مسلم (2225)(118) من طريق سليمان بن بلال، عن عُتبة بن مسلم، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إنْ كان الشُؤمُ في شيء، ففي الفرس والمسكن والمرأة". فزاد سليمان بن بلال في هذه الرواية: "إن كان الشؤم في شيء".

وجاءت هذه الزيادة من حديث ابن عمر أيضاً عند مسلم (2225)(117) =

ص: 159

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن عمر بن محمد بن زيد، عن أبيه، عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ:"إن يكن من الشؤم شيءٌ حقٌّ، ففي الفرس والمرأة والدار"، وأخرجها مسلم أيضاً من طريق رَوْح بن عبادة، عن شعبة، بهذا الإسناد، دون لفظ "حقّ".

ولها شاهد من حديث سعد فيما سلف برقم (1502) و (1554) وفيه أن سعيد بن المسيب قال: سألتُ سعد بنَ أبي وقاص عن الطِّيَرة، فانتهرني، وقال: من حدَّثك؟

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا عَدْوَى ولا طِيَرةَ ولا هامَ، إن تكن الطيرةُ في شيء، ففي الفرس والمرأة والدار". وإسناده جيد.

ومن حديث جابر سلف برقم (14574) بلفظ: "إن كان شيءٌ، ففي الرَّبْع والفرس والمرأة" وإسناده صحيح على شرط الشيخين.

ومن حديث سهل بن سعد عند مسلم (2226)(119) بلفظ: "إن كان ففي المرأة والفرس والمسكن" يعني الشؤم.

ومن حديث أبي سعيد عند الطحاوي 4/ 314 بلفظ: "لا عَدْوَى ولا طِيَرَةَ، وإن كان في شيء، ففي المرأة والفرس والدار" وسنده حسن في الشواهد.

ومن حديث أنس بن مالك عند ابن حبان (6123) بلفظ: "لا طِيَرَةَ، والطِّيَرَةُ على من تَطَيَّر، وإن تَكُ في شيءٍ، ففي الدار والفرس والمرأة" وإسناده حسن.

قال الطبري في "تهذيب الآثار" في مسند علي بن أبي طالب ص 34: وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "إن كان الشُؤْمُ في شيء، ففي الدار والمرأةِ والفرس" فإنه لم يثبت بذلك صحةُ الطِّيَرة، بل إنما أخبر صلى الله عليه وسلم أن ذلك إن كان في شيء، ففي هذه الثلاث، وذلك إلى النفي أقرب منه إلى الإيجاب، لأن قول القائل:"إن كان في هذه الدار أحدٌ فَزيدٌ" غير إثبات منه أن فيها زيداً، بل ذلك من النفي أن يكون فيها زيدٌ أقرب منه إلى الإثبات أن فيها أحداً.

وقال الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 314 بعد إيراده حديث سعد ابن أبي وقاص: إن تكن الطِّيَرةُ في شيء، ففي المرأة

إلخ، قال: فلم يخبر أنَّها فيهنَّ، وإنما قال: إن تكن في شيء، ففيهن، أي لو كانت تكون في =

ص: 160

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= شيء، لكانت في هؤلاء، فإن لم تكن في هؤلاء الثلاثة، فليست في شيء.

وقال الخطابي: هو استثناءٌ من غير الجنس، ومعناه إبطال مذهب الجاهلية في التطيّر، فكأنه قال: إن كانت لأحدكم دارٌ يكره سكناها، أو أمرأةٌ يكره صحبتها، أو فرسٌ يكره سيره، فليفارقه.

قلنا: وقد قال الحافظ في "الفتح" 6/ 61 بعد إيراده حديث عائشة في إنكارها على أبي هريرة: ولا معنى لإنكار ذلك على أبي هريرة مع موافقة من ذكرنا من الصحابة له في ذلك.

قلنا: لكن أكثر رواياتهم إنما هو بلفظ: "إن كان الشُّؤْمُ في شيء" كما سبق. وحينئذ يردُ عليه ما ذكره الطبري والطحاوي وغيرهما، كما نقلنا عنهم.

وقد روى أحمد بإسناد ضعيف عن أبي هريرة فيما سلف برقم (7883) انه سُئل: هل سمعتَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الطِّيَرَةُ في ثلاث: في المسكن والفَرَس والمرأة"؟ قال: قلتُ: إذن أقول على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل، ولكني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:"أصدقُ الطِّيَرَةِ الفَأْلُ، والعينُ حقٌّ".

وروى الطبري في "تهذيب الآثار"(70) عن زكريا بن يحيى بن أبي زائدة، قال: حدثنا حجاج، قال: سمعت ابن جُرَيْج يقول: سمعتُ ابنَ أبي مُلَيكة يقول: قلتُ لابن عباس: كيف ترى في جارية لي، في نفسي منها شيء؟ فإني سمعتُهم يقولون: قال نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم: "إن كان شيءٌ، ففي الرَّبْع والفرس والمرأة"؟ قال: فأنكر أن يكون سمع ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أشدَّ النَّكرَة، وقال: إذا وقع في نفسك منها شيء، ففارِقْها، بِعْها، أو أعتقها. قلنا: وإسناده حسن من أجل زكريا بن يحيى بن أبي زائدة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المِصّيصي.

وروى الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(785) من حديث مخمر بن معاوية، قال: سمعتُ النبيَّ عليه السلام يقول "لا شُؤم، وقد يكون اليُمن في =

ص: 161

26035 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْدٍ، عَنْ أُمِّ سَالِمٍ الرَّاسِبِيَّةِ قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ "(1).

= المرأة والفرس والدابة": قال الطحاوي: هكذا قال، وقد يجوز أن يكون مكان: الدابة: الدار. والله أعلم.

قلنا: وإسنادُه ضعيف مع مخالفته للأحاديث الصحيحة، كما قال الحافظ في "الفتح" 6/ 63.

قلنا: ومن ذهب إلى إثبات الشُّؤم في هذه الأشياء، تأوَّله بتأَويلات مختلفة، منها ما رواه الدمياطي في "الخيل" -فيما نقله الحافظ في "الفتح" 6/ 63 وقال: بإسناد ضعيف-: "إذا كان الفرس ضروباً فهو مشؤوم، وإذا حنَّت المرأة إلى بعلها الأول فهي مشؤومة، وإذا كانت الدار بعيدة عن المسجد لا يسمع منها الأذان فهي مشؤومة". وذكرنا غير ذلك في الرواية (1502)، وفي الرواية (4544) و (4927). وللتوسع في هذه المسألة انظر "فتح الباري" 6/ 61 - 63، و"التمهيد" لابن عبد البر 9/ 282 - 291.

(1)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أمِّ سالم الرَّاسبية، فقد تفرَّد بالرواية عنها مولاها جعفر بنُ بُرْد. يزيد: هو ابنُ هارون.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 167 - 168، وفي "الكبرى"(3258)، والطبراني في "الأوسط"(4191) من طريق معن بن عيسى القزاز، عن خارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت، عن يزيد بن رُومان، عن عروة، عن عائشة. زاد في أوله: "الصيام جُنَّة من النَّار، فمن أصبح صائماً، فلا يجهل يَوْمَئذٍ، وإن امرؤ جهل عليه، فلا يشتمه ولا يسبه، وليقل إني صائم، والذي

نفس محمد بيده لخلوف

". قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث إلا خارجة، تفرَّد به معن. قلنا: وخارجة صدوق، له أوهام. =

ص: 162

26036 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَدْ خَيَّرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاخْتَرْنَاهُ، أَفَكَانَ طَلَاقًا؟ (1).

26037 -

حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى مَخِيلَةً - يَعْنِي الْغَيْمَ - تَلَوَّنَ وَجْهُهُ، وَتَغَيَّرَ، وَدَخَلَ، وَخَرَجَ، وَأَقْبَلَ، وَأَدْبَرَ، فَإِذَا مَطَرَتْ سُرِّيَ عَنْهُ. قَالَتْ: فَذَكَرَتْ لَهُ عَائِشَةُ بَعْضَ مَا رَأَتْ مِنْهُ، فَقَالَ:" وَمَا يُدْرِينِي لَعَلَّهُ كَمَا قَالَ قَوْمُ عَادٍ (2) {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ، قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} (3) "[الأحقاف: 24].

= وله شاهد من حديث أبي هريرة، وأبي سعيد، سلف برقم (7174)، وإسناده صحيح على شرط مسلم، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

(1)

إسناده صحيح، وهو مكرر (25666) و (25703) غير شيخ أحمد، فهو هنا يزيد، وهو ابن هارون.

وسلف برقم (24181).

(2)

كلمة "عاد" ليست في (ظ 7) ولا (ظ 8).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاذ: هو ابنُ معاذ العنبري، وعطاء: هو ابنُ أبي رباح.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(1831)، وابن ماجه (3891) من طريق معاذ بن معاذ، بهذا الإسناد. =

ص: 163

26038 -

حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَتْ لَنَا حَصِيرَةٌ نَبْسُطُهَا بِالنَّهَارِ، وَنَحْتَجِرُهَا بِاللَّيْلِ، فَصَلَّى فِيهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَسَمِعَ الْمُسْلِمُونَ قِرَاءَتَهُ، فَصَلَّوْا بِصَلَاتِهِ، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الثَّانِيَةُ كَثُرُوا، فَأطْلَعَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ:" اكْلَفُوا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا " كَانَ أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَيْهِ أَدْوَمَهُ، وَإِنْ قَلَّ، قَالَتْ: وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً أَثْبَتَهَا (1).

= وأخرجه ابن راهويه (1220)، والبخاري في "صحيحه"(3206)، وفي "الأدب المفرد"(908)، ومسلم (899)(15)، والترمذي (3257)، والنسائي في "الكبرى"(11492) -وهو في "التفسير"(512) - وأبو يعلى (4713)، وأبو الشيخ في "العَظَمة"(824)، والبيهقي في "السنن" 3/ 360، والبغوي في "شرح السنة"(1152)، وفي "تفسيره" -سورة الأحقاف الآية (24) - من طرق عن ابن جُريج، به.

وأخرجه بنحوه مسلم (899)(14)، وابن حِبَّان (58)، والطبراني في "الأوسط"(8574)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 557، وأبو الشيخ في "العظمة"(825)، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 365، وأبو نُعيم في "الحلية" 3/ 205، والبيهقي في "السنن" 3/ 361، وفي "الشُّعَب"(994) من طريق جعفر بن محمد، عن عطاء بن أبي رباح، به.

وسلف برقم (25342).

وبنحوه برقم (24369).

(1)

حديث صحيح، وهو مكرر (24322) غير أن شيخ أحمد هنا: هو معاذ بن معاذ العنبري.

وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 164 من طريق معاذ، بهذا الإسناد مختصراً.

ص: 164

26039 -

حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ الْعُقَيْلِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ؟ فَقَالَتْ: كَانَ يُصَلِّي لَيْلًا طَوِيلًا قَائِمًا، وَلَيْلًا طَوِيلًا قَاعِدًا، وَكَانَ إِذَا قَرَأَ قَائِمًا رَكَعَ قَائِمًا، وَإِذَا (1) قَرَأَ جَالِسًا رَكَعَ جَالِسًا (2).

26040 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَائِشَةَ، قَالَ: قُلْتُ: أَلَيْسَ اللهُ يَقُولُ: {وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ} [التكوير: 23]{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: 13] قَالَتْ: أَنَا أَوَّلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْهُمَا (3)، فَقَالَ:" إِنَّمَا ذَاكِ جِبْرِيلُ ". لَمْ يَرَهُ فِي صُورَتِهِ الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا إِلَّا مَرَّتَيْنِ: رَآهُ مُنْهَبِطًا مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، سَادًّا عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ (4).

(1) في (ظ 7) وإذا قرأ قاعداً ركع قاعداً.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (24669) غير أن شيخ أحمد هنا: هو معاذ بن معاذ العنبري.

وأخرجه مسلم (730)(109)، وابن ماجه (1228) من طريق معاذ، بهذا الإسناد.

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8): عنها.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم. داود -وهو ابنُ أبي هند- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه مطولاً ومختصراً النسائي في "الكبرى"(11409) -وهو في =

ص: 165

26041 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: لَوْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَاتِمًا شَيْئًا مِمَّا أَنْزَلَ اللهُ عَلَيْهِ، لَكَتَمَ هَذِهِ الْآيَةَ (1) عَلَى نَفْسِهِ:{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} . إِلَى قَوْلِهِ: {وَكَانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولًا} (2)[النساء: 37].

= "التفسير"(429) -والطبري في تفسير الآية (13) من سورة النجم، وابن خُزيمة في "التوحيد" ص 223 من طريق ابن أبي عديّ، بهذا الإسناد. وقرن النسائي والطبري بابن أبي عدي عبدَ الأعلى.

وسلف برقم (25993) من طريق يزيد بن هارون، عن داود، به.

قال السندي: قولها: أنا أوَّلُ من سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه، أي: عن الرؤية المذكورة في سورة النجم.

(1)

في (م): الآيات.

(2)

حديث صحيح. وهذا إسناد منقطع، غير أنه قد رُوي متصلاً أيضاً كما سيرد. وهذا الحديث زاده بعضُ الرواة على الحديث السالف برقم (24227) بإسناد متصل، وبعضهم رَوى هذه الزيادة وحدَها.

وأخرجه ابن خُزيمة في "التوحيد" ص 224 عن محمد بن بشار، عن ابن أبي عدي، بهذا الإسناد. وقال: ميَّز ابنُ أبي عدي بين هذه الزيادة وبين الخبر المتصل، فروى هذه الزيادةَ عن داودَ بن أبي هند، عن الشعبي، عن عائشة رضي الله عنها، ليس في هذه الزيادة ذكر مسروق.

قلنا: الظاهر أنه اختُلف فيه على ابن أبي عدي:

فقد أخرجه الترمذي (3208) عن محمد بن أبان (وهو ثقة) عن ابن أبي عدي، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة. متصلاً بذكر مسروق، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. =

ص: 166

26042 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَدْ فُرِضَتِ الصَّلَاةُ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ بِمَكَّةَ، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ زَادَ مَعَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ إِلَّا الْمَغْرِبَ، فَإِنَّهَا وِتْرُ النَّهَارِ، وَصَلَاةَ الْفَجْرِ، لِطُولِ قِرَاءَتِهِا (1)، قَالَ: وَكَانَ إِذَا سَافَرَ صَلَّى الصَّلَاةَ الْأُولَى (2).

= واختلف فيه على داود بن أبي هند كذلك:

فقد أخرجه مسلم (177)(288)، والنسائي في "الكبرى"(11408) -وهو في "التفسير"(428) - وابن خُزيمة في "التوحيد" ص 223 - 224 من طريق عبد الوهَّاب بن عبد المجيد الثقفي، وابنُ راهويه (1430)، والطبري في "الكبير" 24/ (111) من طريق أبي معاوية، والترمذي بإثر الحديث (3207) من طريق عبد الله بن إدريس، ثلاثتهم عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة، به. متصلاً بذكر مسروق.

وسيكرر بر قم (26295).

وانظر (24227).

(1)

في (ق) و (ظ 2) و (م): قراءتهما، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8).

(2)

إسناده ضعيف بهذه السياقة، الشعبي: وهو عامر بن شراحيل لم يسمع من عائشة. وقد سلف الكلام على متن هذا الحديث في الرواية السالفة برقم (25967)، وذكرنا هناك الرواية الصحيحة عن عائشة. وهذا الإسناد اختلف فيه على داود: وهو ابن أبي هند كذلك.

فرواه محمد بن أبي عدي -كما في هذه الرواية-، وعبد الوهاب بن عطاء -كما سيرد في الرواية (26282) - وأبو معاوية -كما عند إسحاق بن راهويه (1635) - وسفيان الثوري، وزفر بن الهذيل -فيما أخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ 67 - خمستهم، عنه، عن الشعبي، عن عائشة.

ورواه محبوب بن الحسن -فيما أخرجه ابن خزيمة (305) و (944)، وابن =

ص: 167

26043 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ لَنَا سِتْرٌ فِيهِ تَمَاثِيلُ طَيْرٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا عَائِشَةُ، حَوِّلِيهِ، فَإِنِّي إِذَا رَأَيْتُهُ، ذَكَرْتُ الدُّنْيَا "(1) وَكَانَتْ لَنَا قَطِيفَةٌ نَلْبَسُهَا، تَقُولُ: عَلَمُهَا حَرِيرٌ.

26044 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ

= حبان (2738) - ومرجَّى بن رجاء فيما أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 415، وفي "شرح مشكل الآثار"(4260) وبكار بن عبد الله بن محمد بن سيرين -فيما أخرجه البيهقي في "السنن" 1/ 363 - ثلاثتهم عنه، عن الشعبي عن مسروق، عن عائشة، به. فزادوا في الإسناد مسروقاً. قلنا: ومحبوب بن الحسن، وهو محمد بن الحسن بن هلال ضعيف يعتبر به، فقد ضعفه النسائي وأبو حاتم، وقال ابن معين: ليس به بأس، وقد أخرج له البخاري حديثاً واحداً متابعة. ومرجَّى بن رجاء ضعيف يعتبر به كذلك، وأما بكار بن عبد الله بن محمد بن سيرين، فقد ترجم له الذهبي في "الميزان" 1/ 341، وقال البخاري: يتكلمون فيه، وقال أبو زرعة: ذاهب الحديث، روى أحاديث مناكير، وقال ابن معين: ليس به بأس، وقال ابن عدي: كل رواياته لا يتابع عليها.

ورواه عبيدة -فيما أخرجه ابن أبي شيبة 14/ 132 - عنه عن الشعبي مرسلاً. قال: أول ما فرضت الصلاة

فذكره. قال الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 67 بعد أن ساق اختلافات أسانيده: والصحيح من حديث صالح بن كيسان والزهري وهشام بن عروة، عن عروة.

وسترد في تخريج الروايه (26338)، فانظرها لزاماً مع ألفاظها.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الحديث (24267) سنداً ومتناً.

ص: 168

مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي الصِّدِّيقَةُ بِنْتُ الصِّدِّيقِ، حَبِيبَةُ حَبِيبِ اللهِ الْمُبَرَّأَةُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَلَمْ أُكَذِّبْهَا (1).

26045 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُنِي (2) وَهُوَ صَائِمٌ (3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على مسعر: وهو ابن كدام. فرواه إسحاق بن يوسف: وهو الأزرق -كما في هذه الرواية- عنه عن عمرو بن مرة، عن أبي الضحى عن مسروق.

ورواه جعفر بن عون فيما أخرجه ابن أبي شيبة 2/ 353، والبيهقي في "السنن" 2/ 458 - عنه، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة.

وقد سلف برقم (24235) بإسناد صحيح.

(2)

في (م): يقبّل.

(3)

حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (25613) سنداً ومتناً غير شيخ أحمد، فهو هنا إسحاق بن يوسف وهو الأزرق.

وقد اختلف فيه على إسحاق الأزرق:

فأخرجه النسائي في "الكبرى"(3062) عن عبد الرحمن بن محمد بن سلام الطرسوسي، عن إسحاق الأزرق، عن هشام الدَّسْتوائي، عن يحيى بن أبي سَلَمة، عن عائشة، ليس فيه: عن عروة.

وسلف من طريق أبي سَلَمة، عن عائشة لرقم (25867).

وقد سلف أيضاً برقم (24110).

ص: 169

26046 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْحَدَّادُ، عَنْ كَهْمَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: أَيُّ النَّاسِ (1) كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: عَائِشَةُ. قُلْتُ: فَمِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَتْ: أَبُوهَا (2).

(1) في (ظ 7) و (ظ 8): النساء، وجاء في هامش في (ظ 8): في الأصل: الناس.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد اختلف فيه على عبد الله بن شقيق:

فرواه كهمس بن الحسن، عنه، واختلف عليه في متنه:

فرواه عبد الواحد الحداد -كما في هذه الرواية- عن كهمس، عن عبد الله بن شقيق، قال: قلت لعائشة

فذكره.

ورواه يحيى بن سعيد القطان -كما عند أبي يعلى (4800)، ومسدد -كما عند الحاكم 3/ 73 - كلاهما عن كهمس، عن عبد الله بن شقيق، قال: قلت لعائشة: إي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: أبو بكر ثم عمر، ثم أبو عبيدة بن الجراح.

قلنا: وهذا لفظ أبي يعلى، وشيخه هو موسى بن محمد بن حيان، فيه ضعف، ومسدد لم يدرك كهمس بن الحسن، فربما في إسناد الحاكم سقط أو انقطاع، والله أعلم. وقد سلف بهذا اللفظ بإسناد صحيح برقم (25829).

وخالف عبدَ الواحد في هذه الرواية سعيدُ بن إياس الجريري فيما أخرجه ابن سعد 3/ 176، وأحمد في "الفضائل"(214) و (1281)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1233)، وأبو يعلى (7345)، وابن حبان (6998) من طريق حماد بن سلمة، عنه، عن عبد الله بن شقيق، عن عمرو بن العاص. وحماد ابن سلمة سمع من الجريري قبل اختلاطه.

ومن حديث عمرو بن العاص أخرجه البخاري (4358)، ومسلم (2384) من طريق أبي عثمان النهدي، عنه، وقد سلف (17811).

ص: 170

26047 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا يَدْخُلُ الدَّجَّالُ مَكَّةَ وَلَا الْمَدِينَةَ "(1).

(1) صحيح من حديث فاطمة بنت قيس، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عامر -وهو الشعبي- لم يسمع من عائشة، ثم إنه اختلف فيه على داود: وهو ابن أبي هند.

فرواه ابن أبي عدي -كما في هذه الرواية، وهو عند النسائي في "الكبرى"(4257) عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن عائشة.

ورواه حماد بن سلمة -كما سيأتي 6/ 374 و 413 و 418، وهو عند النسائي في "الكبرى"(4258) عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، فقال: عن فاطمة بنت قيس -ضمن حديث الجساسة الطويل- وفيه: أما إني سأطأ الأرض كلها إلا مكة وطيبة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"فأبشروا يا معشر المسلمين، هذه طيبة لايدخلها".

وكذلك رواه ابن بريدة عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس كما عند مسلم (2942)(119)، وهو المحفوظ فيما ذكر المزي في "تحفة الأشراف" 11/ 430.

وسيرد 6/ 374 و 417 من طريق مجالد، عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس، وقال الشعبي في آخره: ثم لقيت القاسم بن محمد، فذكرت له حديث فاطمة، فقال: أشهد على عائشة أنها حدثتني كما حدثتك فاطمة غير أنها قالت: الحَرَمَانِ عليه حرام مكة والمدينة. ومجالد: وهو ابن سعيد- ضعيف.

وفي الباب من حديث أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11390).

ومن حديث أنس، سلف (12986).

وانظر (24467).

ص: 171

26048 -

حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: سُئِلَتْ (1) عَائِشَةُ: مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ يَرْقَعُ الثَّوْبَ، وَيَخْصِفُ النَّعْلَ، أَوْ نَحْوَ هَذَا (2).

26049 -

حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ،، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ (3)، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا عَلِمْنَا بِدَفْنِ (4) رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى سَمِعْنَا صَوْتَ الْمَسَاحِي مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ لَيْلَةِ الْأَرْبِعَاءِ.

قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَالْمَسَاحِي: الْمرُورُ (5).

(1) في (م): سألت.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على هشام بن عروة، وقد بينا هذا الاختلاف في الرواية السالفة (24749). عبدة: هو ابن سليمان.

وأخرجه هَنَّاد في "الزهد"(791) عن عبدة، بهذا الإسناد.

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8) و (م): فاطمة بنت المنذر، وفي (ظ 2) و (ق): فاطمة بنت محمد المنذر، وفي (هـ): فاطمة بنت محمد، وفي هامشها المنذر، نسخة، وكله خطأ، صوابه: فاطمة بنت محمد كما جاء مصرحاً بها في الرواية (24333) والرواية (26349)، وكذلك جاءت على الصواب في "أطراف المسند" 9/ 327.

(4)

في النسخ الخطية و (م): أين يدفن، وضبب فوقها في (ظ 8) وكتب في هامشها: علمنا بدفن، وهو الموافق لمكرره (24333) ولذا أثبتناه.

(5)

حديث محتمل للتحسين، وهو مكرر (24333) سنداً ومتناً.

قال السندي: قوله: المساحي: المرور، جمع مَرّ بالفتح، قال في القاموس: المَرُّ بالفتح: المِسْحَاة.

ص: 172

26050 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي لَيْثٍ (1)، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَقْرَبٍ، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " عَلَيْكُمْ بِالتَّلْبِينِ الْبَغِيضِ النَّافِعِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهُ يَغْسِلُ بَطْنَ أَحَدِكُمْ كَمَا يَغْسِلُ أَحَدُكُمْ وَجْهَهُ بِالْمَاءِ مِنَ الْوَسَخِ ". وَقَالَتْ: كَانَ إِذَا اشْتَكَى مِنْ أَهْلِهِ إِنْسَانٌ لَا تَزَالُ الْبُرْمَةُ عَلَى النَّارِ حَتَّى يَأْتِيَ عَلَيْهِ أَحَدُ طَرَفَيْهِ. وَقَالَ: - يَعْنِي: رَوْحٌ بِبَغْدَادَ -: كَانَ إِذَا اشْتَكَى أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ شَيْئًا لَا تَزَالُ (2).

26051 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ قَالَ: حَدَّثَنَا (3) ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ،

(1) سقط اسم فاطمة بنت أبي ليث من نسخة "أطراف المسند" 9/ 342.

(2)

إسناده ضعيف، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (24500). روح: هو ابن عبادة.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(1659) عن أبي عامر -وهو العقدي، والنَّسائي في "الكبرى"(7576) من طريق عثمان -وهو ابن عبد الرحمن الطرائفي- و (7575)، والحاكم 4/ 205 و 407 من طريق المعتمر -وهو ابن سليمان- ثلاثتهم عن أيمن بن نابل، بهذا الإسناد. وأبو عامر والمعتمر لم ينسبا فاطمة ولا أم كلثوم، إلا أن معتمراً نسب فاطمة في روايتي الحاكم وقال: بنت المنذر.

التلبين: حساء يتخذ من دقيق أو نخالة، وربما جعل فيها عسل، سميت بها تشبيها باللبن لبياضها ورقتها، وقول عائشة: حتى يأتي عليه أحد طرفيه: أي حتى يبرأ أو يموت، كما جاء مصرحاً به عند إسحاق والنسائي والحاكم.

(3)

لفظ: حدثنا، ليس في (م).

ص: 173

أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ. وَالضَّحَّاكُ قَالَ: أَخْبَرَنَا (1) ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ يَقُولُ: أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ أَنَّهَا قَالَتْ لِلَعَّابِينَ: وَدِدْتُ أَنِّي أَرَاهُمْ. قَالَتْ: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْبَابِ، وَقُمْتُ وَرَاءَهُ أَنْظُرُ فِيمَا بَيْنَ أُذُنَيْهِ وَعَاتِقِهِ، وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ. قَالَ عَطَاءٌ: فُرْسٌ أَوْ حَبَشٌ، وقَالَ ابْنُ عُمَيْرٍ: هُمْ حَبَشٌ (2).

26052 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ بُنَانَةَ مَوْلَاةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَيَّانَ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: بَيْنَا هِيَ عِنْدَهَا إِذْ دُخِلَ عَلَيْهَا بِجَارِيَةٍ عَلَيْهَا جَلَاجِلُ يُصَوِّتْنَ، فَقَالَتْ: لَا تُدْخِلُوهَا عَلَيَّ إِلَّا أَنْ تَقْطَعُوا جَلَاجِلَهَا، فَقُطِعَ جَلَاجِلَهَا (3) فَسَأَلَتْهَا بُنَانَةُ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا

(1) في (ق): أنبأنا، وفي (ظ 2) و (م): حدثنا، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جُريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- صرَّح بالسماع من عطاء -وهو ابنُ أبي رباح- من طريق رَوْح -وهو ابنُ عُبادة. الضَّحاك: هو ابن مَخْلد أبو عاصم النَّبِيل.

وأخرجه مسلم (892)(21) من طريق أبي عاصم الضحَّاك بن مَخْلد، بهذا الإسناد.

وسلف من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة برقم (24296)، وذكرنا أرقام مكرراته هناك.

قال السندي: قولها: لِلَعَّابِين، أي: في شأنهم.

(3)

قولها: فقطع جلاجلها. ليس في (م).

ص: 174

فِيهِ جَرَسٌ، وَلَا تَصْحَبُ رُفْقَةً فِيهَا جَرَسٌ (1).

26053 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لَا يَصُومُ، وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلَّا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرٍ قَطُّ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ (2).

26054 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَاصِمٍ (3) مَوْلًى لِقُرَيْبَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ قُرَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْوِصَالِ فِي الصَّوْمِ،

(1) إسناده ضعيف، ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- مدلس ولم يصرح بالتحديث، وبنانه مولاة عبد الرحمن بن حيان، لا تعرف. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة.

وأخرجه أبو داود (4231) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.

وقوله: "ولا تصحب رفقة فيها جرس" صحيح، وله شواهد ذكرناها في مسند ابن عمر عند الرواية (4811).

وانظر (25166).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24757) غير أن شيخ أحمد هنا: هو روح بن عبادة.

(3)

في النسخ الخطية و (م) و"أطراف المسند": عن أبي بكر، عن عاصم وهو خطأ قديم، صوابه ما أثبتناه، فأبو بكر هي كنية عاصم مولى قريبة كما جاء في مصادر ترجمته، وقد نبه على هذا الخطأ كذلك الحافظ في "التعجيل" 1/ 700 - 701.

ص: 175

فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّكَ تُوَاصِلُ؟ قَالَ: " إِنِّي (1) لَسْتُ كَأَحَدٍ مِنْكُمْ، إِنِّي أَبِيتُ أُطْعَمُ وَأُسْقَى "(2).

26055 -

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا (3) شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ مَوْلَى قُرَيْبَةَ، عَنْ قُرَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (4).

26056 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ (5) أَوْفَى بْنُ دَلْهَمٍ (6) الْعَدَوِيُّ، عَنْ مُعَاذَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَنَالُ شَيْئًا مِنْ وُجُوهِنَا وَهُوَ صَائِمٌ (7).

(1) في (م): أنا.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف على خطأ في إسناده كما بينا في التعليق السابق، قريبة بنت محمد بن أبي بكر، انفرد بالرواية عنها عاصم، ولم يؤثر توثيقها عن غير ابن حبان، وعاصم مولاها: هو ابن صهيب الواسطي والد علي بن عاصم المحدث المشهور، من رجال "التعجيل" كذلك، لم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، ووثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: صالح. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وقد سلف نحوه برقم (24586)، فانظره لزاماً.

(3)

في (م): حدثنا.

(4)

حديث صحيح، وهو مكرر سابقه غير أن شيخ أحمد هنا: هو أبو داود الطيالسي: سليمان بن داود.

(5)

قوله "عوف عن" سقط من (م).

(6)

تحرف في (م): إلى دهلم.

(7)

صحيح، وهو مكرر الحديث (24666) غير شيخ أحمد، فهو هنا روْح، =

ص: 176

26057 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو (1)، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ كِلَابٍ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تَنْتَبِذُوا (2) فِي الدُّبَّاءِ وَلَا فِي (3) الْحَنْتَمِ، وَلَا فِي النَّقِيرِ وَلَا فِي الْمُزَفَّتِ، وَلَا تَنْتَبِذُوا (2) الزَّبِيبَ وَالتَّمْرَ جَمِيعًا، وَلَا تَنْتَبِذُوا (2) الْبُسْرَ وَالرُّطَبَ جَمِيعًا "(4).

= وهو ابنُ عُبادة.

وسلف برقم (24110) و (24130)

قال السندي: قولها: ينالُ شيئاً من وجوهنا، أي: يُقَبِّل وجوهنا.

(1)

في (م): عبد الملك بن عمر.

(2)

في (ظ 2) و (ق) و (م): تنبذوا، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8).

(3)

لفظ: في، ليس في (ظ 7) ولا (ظ 8).

(4)

حديث صحيح دون قوله: "ولا تنتبذوا الزبيب والتمر جميعاً، ولا تنتبذوا البسر والرطب جميعاً" فصحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ثمامة بن كلاب، فقد تفرد بالرواية عنه يحيى بن أبي كثير: وهو الطائي، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال البيهقي في "السنن" 8/ 303: مجهول.

وقد اختلف فيه على يحيى بن أبي كثير، فرواه علي بن المبارك: وهو الهنائي -كما في هذه الرواية- عنه، عن ثمامة بن كلاب، عن أبي سلمة، عن عائشة.

ورواه أبان بن يزيد العطار -كما سلف 5/ 307 - 308 - عنه، عن أبي سلمة، عن أبي قتادة، في النهي عن الخليطين، وذكر البيهقي أنه الثابت عن يحيى بن أبي كثير.

وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(705)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 178، والنسائي في "الكبرى"(6802) من طريق عبد الملك أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد، وزاد ابن راهويه:"وما كان سوى ذلك من الأسقية، فاكسروه بالماء". =

ص: 177

26058 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي زِيَادٌ، أَنَّ أَبَا نَهِيكٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ كَانَ يَخْطُبُ (1) النَّاسَ أَنْ لَا وَتْرَ لِمَنْ أَدْرَكَ الصُّبْحَ، فَانْطَلَقَ رِجَالٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى عَائِشَةَ، فَأَخْبَرُوهَا، فَقَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصْبِحُ، فَيُوتِرُ (2).

= وأخرجه البخاري في "تاريخه" 2/ 178 عن ابن رجاء: وهو عبد الله، عن حرب: وهو ابن شداد، عن يحيى، به.

وأورده البخاري في "تاريخه" 2/ 178 من طريق أبي داود الطيالسي، عن حرب بن شداد، عن يحيى، قال: عن كلاب بن علي. قال البخاري: وكلاب وَهِم ها هنا.

وقوله: "لا تنتبذوا في الدباء ولا في الحنتم ولا في النقير ولا في المزفت" سلف نحوه بإسناد صحيح برقم (24024).

وقوله: "لاتنبذوا الزبيب والتمر جميعاً، ولا تنبذوا البسر والرطب جميعاً"

له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، بإسناد صحيح، وقد سلف برقم (10991)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

(1)

ضبِّب فوق كلمة "يخطب" في (ظ 8)، وجاء في هامشها: يخبر.

(2)

إسناده حسن من أجل أبي نَهِيك -وهو عثمان بن نَهِيك- إن ثبتَ سماعُه من عائشة، فقد روى عنه جمعٌ، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": ثقة. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. رَوْح: هو ابنُ عُبادة، وابنُ جُرَيْج: هو عبدُ الملك بن عبد العزيز، وقد صرَّح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه، وزياد: هو أبن سعد الخراساني.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2153)، والبيهقي في "السنن" 2/ 479 من طريق أبي عاصم النبيل، عن ابن جريج، بهذا الإسناد.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 246، وقال: إسناده حسن. =

ص: 178

26059 -

حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْلُتُ الْمَنِيَّ مِنْ ثَوْبِهِ بِعِرْقِ الْإِذْخِرِ، ثُمَّ يُصَلِّي فِيهِ، وَيَحُتُّهُ (1) مِنْ ثَوْبِهِ يَابِسًا، ثُمَّ يُصَلِّي فِيهِ (2).

= وسلف من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11264) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من نام عن الوتر، أو نسيه، فليوتر إذا ذكره، أو استيقظ" وهو صحيح.

وقد ذكر الإمام مالك في "الموطأ" 1/ 26 - 127 آثاراً عن عدد من الصحابة أنهم أوتروا بعد الفجر، ثم قال: وإنما يُوتِرُ بعد الفجر من نام عن الوتر، ولا ينبغي لأحد إن يتعمد ذلك، حتى يضع وتره بعد الفجر.

قال السندي: قولها: يصبح فيوتر، أي: فبالصبح لا يسقط الوتر، بل ينبغي أن يقضى بعده، والله تعالى أعلم.

(1)

في (ق): ويحكه.

(2)

حديث صحيح دون قولها: بعِرق الإذْخِر، وهذا إسناد فيه عبدُ الله بنُ عبيد بن عمير، وقد نقل الهيثمي في "الزوائد" عن ابن جُريج قوله: لم يسمع من عائشة، وكذا حكى الحافظ في "تهذيبه" عن ابن حزم.

وذكر ابن التركماني في تعليقه على "السنن الكبرى" للبيهقي 2/ 417 - 418 أنه قرأ بخط الشيخ تقي الدين القشيري: قال الغلابي: ذكرتُ ليحيى حديثاً حدثناه معاذ بن معاذ، عن عكرمة بن عمار، بهذا الإسناد، فأنكر يحيى أن يكون سمع من عائشة عبدُ الله بنُ عبيد. قال الغلابي: حدثنا أبو داود، حدثنا هشام بن أبي عبد الله، عن بديل العقيلي، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن امرأة منهم يقال لها: أم كلثوم، عن عائشة.

وعكرمة بن عمار: قال أبو داود: ثقة، وفي حديثه عن يحيى بن أبي كثير اضطراب، وقال أبو حاتم: كان صدوقاً، وربَّما وهم في حديثه، وربما دلَّس، =

ص: 179

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وفي حديثه عن يحيى بن أبي كثير بعضُ الأغاليط. قلنا: ووثَّقه يحيى بنُ معين، وأحمدُ بنُ حنبل، والدارقطني، وعليُّ بنُ محمد الطنافسي، وإسحاقُ بنُ أحمد بن خلف البخاري، وقال ابن المديني: كان عند أصحابنا ثقة ثبتاً، وقال ابن عدي: مستقيم الحديث إذا روى عنه ثقة.

قلنا: وقد صرح بالسماع من عبد الله بن عبيد بن عمير عند ابن خزيمة والبيهقي.

وأخرجه ابن خزيمة (294) من طريق معاذ بن معاذ شيخ أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابنُ خُزيمة أيضاً بإثر الحديث (294) من طريق أبي الوليد، و (295) من طريق أبي قُتيبة، والبيهقي في "السنن" 2/ 418 من طريق يزيد بن عبد الله بن يزيد بن ميمون، ثلاثتهم عن عكرمة بن عمار، به.

وسلف بإسناد صحيح على شرط الشيخين برقم (25985) أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أصابَ ثوبَه المنيُّ، غسلَ ما أصابَ من ثوبه، ثم خرج إلى الصلاة.

وسلف برقم (24378) أنها كانت تفرُك الجنابةَ من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وانظر (24064).

وانظر للجمع بين الغَسْل والفَرْك ما أوردناه في الرواية (25098).

وأخرج البيهقي من طريق الشافعي عن سفيان، عن عمرو بن دينار وابن جريج، كلاهما يخبره عن عطاء، عن ابن عباس أنه قال في المنيِّ يُصيب الثوبَ، قال: أَمِطْهُ عنك -قال أحدهما: بعود إذخر- فإنما هو بمنزلة البصاق والمخاط. قال البيهقي: هذا صحيحٌ عن ابن عباس من قوله، وقد روي مرفوعاً، ولا يصح رفْعُه.

وأخرج من طريق شريك عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المنيِّ يُصيب الثوب، فقال: إنما هو بمنزلة البُصاق، أو المخاط، إنما يكفيك أن تمسحه بخرقة أو إذخر. قال البيهقي: =

ص: 180

26060 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا (1) مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ حَزْمٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا، فَأَطْعَمْتُهَا تَمْرَةً، فَشَقَّتْهَا بَيْنَهُمَا، وَلَمْ تَأْكُلْ مِنْهَا شَيْئًا فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ:" مَنْ ابْتُلِيَ مِنَ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ، فَأَحْسَنَ صُحْبَتَهُنَّ، كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ "(2).

26061 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ خَيْثَمَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: إِنِّي لَأَعْلَمُ كَيْفَ كَانَتْ تَلْبِيَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ سَمِعْتُهَا لَبَّتْ:" لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ "(3).

26062 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: إِنِّي لَأَعْلَمُ كَيْفَ كَانَتْ تَلْبِيَةُ رَسُولِ اللهِ

= ورواه وكيع عن ابن أبي ليلى موقوفاً على ابن عباس، وهو الصحيح.

(1)

لفظ حدثنا من (ظ 7) و (ظ 8).

(2)

حديث صحيح، محمد بن أبي حَفْصة -وإن كان فيه ضعف- تابعه شعيب بن أبي حمزة في الرواية (24572). وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. رَوْح: هو ابنُ عُبادة، وابنُ حَزْم: هو عبد الله بن أبي بكر بن محمد ابن عمرو بن حزم.

(3)

حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (24690) سنداً ومتناً.

ص: 181

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ثُمَّ سَمِعْتُهَا تُلَبِّي بَعْدَ ذَلِكَ: " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ ".

قَالَ أَبِي: أَبُو عَطِيَّةَ اسْمُهُ مَالِكُ بْنُ أَبِي (1) حُمْرَةَ (2).

26063 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ - وَكَانَ يَتِيمًا فِي حَِجْرِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ - عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَفْرَدَ الْحَجَّ (3).

• 26064 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ](4): حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَفْرَدَ الْحَجَّ (5).

(1) في (ظ 7) و (م): مالك بن حمزة. وقد جاء في النسخ الخطية: حمزة بالزاي، وصوابه: حُمْرة -بالراء- كما في "توضيح المشتبه" 3/ 308 وكتب الرجال.

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر سابقه، إلا أن شيخ أحمد هنا هو: روح بن عبادة.

(3)

إسناده صحيح على شرطهما. وهو مكرر (24727). إلا أن شيخ أحمد هنا: هو روح بن عبادة.

(4)

في (م) و (ظ 2) و (ق): حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ولفظ (أبي) ليس في (ظ 7) وقد ضرب عليه في (ظ 8)، وهو الصواب، فإن عبد الأعلى بن حماد شيخ عبد الله بن أحمد.

(5)

هو مكرر سابقه، إلا أن شيخ عبد الله بن أحمد هنا: هو عبد الأعلى بن حماد، وهو ثقة من رجال الشيخين، وعبد الله بن أحمد ثقة من رجال النسائي.

ص: 182

26065 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، أَنَّ عُرْوَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ؛ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: أَهَلَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، وَسَاقَ مَعَهُ الْهَدْيَ، وَأَهَلَّ نَاسٌ مَعَهُ بِالْعُمْرَةِ وَسَاقُوا الْهَدْيَ، وَأَهَلَّ نَاسٌ بِالْعُمْرَةِ وَلَمْ يَسُوقُوا هَدْيًا. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَكُنْتُ مِمَّنْ أَهَلَّ بِالْعُمْرَةِ وَلَمْ أَسُقْ هَدْيًا، فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ كَانَ مِنْكُمْ أَهَلَّ بِالْعُمْرَةِ فَسَاقَ مَعَهُ الْهَدْيَ، فَلْيَطُفْ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَلَا يَحِلُّ مِنْهُ شَيْءٌ حَرُمَ مِنْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَجَّهُ وَيَنْحَرَ هَدْيَهُ يَوْمَ النَّحْرِ، وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ أَهَلَّ بِالْعُمْرَةِ وَلَمْ يَسُقْ مَعَهُ هَدْيًا فَلْيَطُفْ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ثُمَّ لِيُفِضْ وَلْيَحِلَّ، ثُمَّ لِيُهِلَّ بِالْحَجِّ وَلْيُهْدِ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ ". قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْحَجَّ الَّذِي خَافَ فَوْتَهُ، وَأَخَّرَ الْعُمْرَةَ (1).

26066 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ لِتِسْعٍ وَعِشْرِينَ، فَقُلْتُ: إِنِّي مَا

(1) حديث صحيح دون قول عائشة: فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج الذي خاف فوته وأخر العمرة. صالح بن أبي الأخضر -وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة.

وقد سلف نحوه في مسند ابن عمر برقم (6248) بإسناد صحيح، وانظر (24093).

ص: 183

خَفِيَتْ عَلَيَّ مِنْهُنَّ لَيْلَةٌ، إِنَّمَا مَضَتْ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا عَائِشَةُ، إِنَّ الشَّهْرَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ "(1).

26067 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ لَا نُكَذِّبُهُ قَالَ: أُخْبِرَتْ عَائِشَةَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ " فَأَنْكَرَتْ ذَلِكَ عَائِشَةُ، وَقَالَتْ: يَغْفِرُ اللهُ لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، لَيْسَ كَذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَكِنَّهُ قَالَ:" الشَّهْرُ يَكُونُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على ابن أبي مُلَيْكة، فرواه أبو عامر الخزَّاز (وهو صالح بن رُسْتُم) كما في هذه الرواية، عن ابن أبي مُلَيكة، عن عائشة. ورواه ابن جُريج، كما في الرواية التالية (26067)، عنه، عن رجل من بني تميم، عن عائشة. رَوْح: هو ابنُ عُبادة، وعبد الله بن أبي مُلَيْكة: هو عبد الله بن عُبيد الله بن أبي مُلَيْكة، نُسب إلى جده.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1260) عن رَوْح، بهذا الإسناد.

وسلف بإسناد صحيح برقم (24050).

قال السندي: قولها: دخل عليَّ لتسع وعشرين، أي: بعدما آلى أنه لا يدخل عليهنَّ شهراً.

"إن الشهر تسع وعشرون": التعريف في الشهر للعهد، أي: هذا الشهر، فلا تنافي هذه الرواية الروايةَ الآتية.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على عبد الله بن أبي مُليكة، وذكرنا الاختلاف فيه في الرواية السابقة (26066).

وهو مكرر (24247) متناً.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1261) عن رَوْح، بهذا الإسناد. =

ص: 184

26068 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانُوا يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ قَبْلَ أَنْ يُفْرَضَ رَمَضَانُ، وَكَانَ يوماً (1) فِيهِ تُسْتَرُ الْكَعْبَةُ، فَلَمَّا فَرَضَ اللهُ عز وجل رَمَضَانَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ شَاءَ أَنْ يَصُومَهُ فَلْيَصُمْهُ، وَمَنْ شَاءَ أَنْ يَتْرُكَهُ فَلْيَتْرُكْهُ "(2).

= وسلف برقم (2405) وفيه أنَّ عائشة نفسها روته بلفظ: "الشهر تسعٌ وعشرون" وهو عند مسلم (1083) كما ذكرنا هناك.

وسلف هذا الحديث بإسناد آخر برقم (24247) هو مكرر (5182) الوارد في مسند ابن عمر، وذكرنا هناك أنه ثبت عن ابن عمر أيضاً أنه نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الشهر يكون تارة تسعاً وعشرين، وتارة ثلاثين. كما تقول عائشة رضي الله عنها. وانظر ما نقلناه هناك عن السندي، وانظر "فتح الباري" 3/ 123.

قال السندي: قوله: "الشهر يكون تسعاً وعشرين": هذا الردُّ مبنيٌّ على أن الجملة الاسمية تبنى على الدوام والثبات، بخلاف الفعلية، والجملة التي خبرها فعلية، كالفعلية، والله تعالى أعلم.

(1)

في (م): يَوْمٌ.

(2)

حديث صحيح، محمد بن أبي حفصة ضعيف يعتبر به، وقد روى له الشيخان متابعة، وقد توبع هنا، وهذا الحديث مما انتقاه له البخاري. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة.

وأخرجه البخاري (1592) من طريق ابن المبارك، عن محمد بن أبي حفصة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1592)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 74، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 6/ 353 - 354 من طريق عُقَيْل بن خالد الأيلي، والطبراني في "الأوسط"(7491) من طريق بحر السقاء، كلاهما =

ص: 185

26069 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ (1) قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الزَّيَّاتِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ، وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ (2) فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ، إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ (3) "(4).

26070 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: " سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ "(5).

= عن الزهري، به.

وسيأتي من طريق يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري برقم (26107).

وقد سلف برقم (24011).

(1)

قوله: حدثنا ابن جريج، ساقط من (م).

(2)

في (ظ 2) و (ق) و (م): قاتله أحد، وقد ضبب فوق لفظ أحد في (ظ 8) والمثبت من (ظ 7).

(3)

قوله: إني امرؤ صائم، لم تكرر في (م).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وعطاء: هو ابن أبي رباح.

وسلف بأطول منه من طريق عطاء، بهذا الإسناد في مسند أبي هريرة رقم (7693). ومن طريق أبي حصين عن أبي صالح (7840) وانظر أرقام طرقه هناك.

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24630) غير أن شيخ أحمد هنا: هو روح بن عبادة.

وانظر (24843).

ص: 186

26071 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ (1): " سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ "(2).

26072 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ عُرْفُطَةَ - قَالَ أَبِي: وَإِنَّمَا هُوَ خَالِدُ بْنُ عَلْقَمَةَ - قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ خَيْرٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالْمُزَفَّتِ.

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ خَالِدُ بْنُ عَلْقَمَةَ الْهَمْدَانِيُّ، وَهِمَ شُعْبَةُ (3).

26073 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنِ شُمَيْسَةَ: أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ عَائِشَةَ، فَقَامَ إِلَيْهَا إِنْسَانٌ، فَقَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ مَا تَقُولِينَ فِي نَبِيذِ الْجَرِّ؟ فَقَالَتْ: نَهَى نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ (4).

• 26074 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا

(1) قوله: وسجوده، ليس في (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر ما قبله سنداً ومتناً.

(3)

إسناده صحيح، وهو مكرر (25397) إلا أن شيخ أحمد هنا هو رَوْح ابنُ عبادة.

(4)

حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (25978)، إلا أن شيخ الإمام أحمد في هذه الرواية: هو روح بن عبادة.

ص: 187

مُحَمَّدُ بْنُ أبي بُكيرة (1)، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ شُمَيْسَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ (2).

26075 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَتَعَوَّذُ فِي صَلَاتِهِ مِنَ الْمَغْرَمِ وَالْمَأْثَمِ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَكْثَرَ مَا تَعَوَّذُ مِنَ الْمَغْرَمِ؟ فَقَالَ:" إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ، حَدَّثَ فَكَذَبَ، وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ "(3).

(1) في (م): مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وقد سقط الحديث من (ظ 2) و (ق) و"أطراف المسند"، وفي (ظ 7) و (ظ 8) محمد بن أبي بكيرة، وقد ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 214، وذكر في الرواة عنه أبو سلمة المنقري، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، ولم يذكر في الرواة عن هشام بن حسان القردوسي في كتب الرجال، ولا من شيوخ نصر بن علي الجهضمي، فلعله محمد بن بكر: وهو البرساني، وقد تصحف على النساخ، إذ هو من شيوخ نصر بن علي، ومن الرواة عن هشام بن حسان، والله أعلم.

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر سابقه إلا أنه من زيادات عبد الله بن أحمد عن شيخه نصر بن علي عن محمد بن أبي بكيرة، عن هشام. وانظر تعليقنا السابق.

(3)

حديث صحيح، صالحُ بن أبي الأخضر -وإن يكن ضعيفاً - تابعه شعيب، كما في الرواية (24578)، ويزيد بن الهاد، كما في الرواية (24759)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. رَوْح: هو ابنُ عُبادة، وابنُ شهاب: هو الزُّهْري.

وأخرجه ابن راهويه (742)، عن النَّضْر بنِ شُميل، عن صالح، به. =

ص: 188

26076 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللهَ عز وجل لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا ". وَكَانَ أَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا دَاوَمَ عَلَيْهَا وَإِنْ قَلَّتْ، وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً دَاوَمَ عَلَيْهَا (1).

26077 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ (2)، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: وَاللهِ لَقَدْ كَانَ يَأْتِي عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ شَهْرٌ مَا نَخْتَبِزُ (3) فِيهِ. قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، فَمَا كَانَ يَأْكُلُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَتْ: كَانَ لَنَا جِيرَانٌ مِنَ الْأَنْصَارِ - جَزَاهُمُ اللهُ خَيْرًا - كَانَ لَهُمْ شَيْءٌ مِنْ لَبَنٍ يُهْدُونَ مِنْهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (4).

= وسلف مطولاً بإسناد صحيح على شرط الشيخين برقم (24578).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24967)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو روح بن عبادة.

(2)

قوله: حدثنا روح. سقط من (م).

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8): نخبز.

(4)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وهشام شيخ روح: هو ابن حسان القردوسي، كما جاء مصرحاً به عند أبي الشيخ، ووهم الحافظ في "اطراف المسند" 9/ 159 في تعيينه الدستوائي، وكأنه اشتبه عليه بالإسناد الذي قبله.

وهو عند أحمد في "الزهد" ص 10.

وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 274 من طريق حمدان بن =

ص: 189

26078 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ وَالْقَاسِمَ يُخْبِرَانِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: طَيَّبْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدَيَّ بِذَرِيرَةٍ لِحَجَّةِ الْوَدَاعِ لِلْحِلِّ وَالْإِحْرَامِ: حِينَ أَحْرَمَ، وَحِينَ رَمَى جَمْرَةَ (1) الْعَقَبَةِ يَوْمَ النَّحْرِ قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ (2).

26079 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: طَيَّبْتُهُ (3) - تَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَهَلَّ بِأَطْيَبِ مَا قَدَرْتُ عَلَيْهِ مِنْ طِيبِي (4).

= عمر، عن روح، بهذا الإسناد، وفيه: كان يأتي على آل رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة ما توقد فيها بنار.

وأخرجه ابن سعد 1/ 403 عن روح بن عبادة، عن حماد بن سلمة وغيره، عن هشام بن عروة، به.

وأخرجه كذلك 1/ 403 من طريق حماد بن زيد، عن هشام بن عروة، به.

وقد سلف نحوه برقم (24232).

(1)

كلمة "جمرة" ليست في (ظ 7) ولا (ظ 8).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (25641)، غير شيخ أحمد، فهو هنا رَوْح، وهو ابنُ عبادة، وشيخُه هناك محمد بن بكر البُرْساني، ومحمد بن عبد الله الأنصاري.

وسلف أيضاً برقم (24105).

(3)

في (م): طيَّبتُ.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي عامر الخزاز، وهو صالح ابن رستم. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. رَوْح: هو ابنُ عبادة، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة. =

ص: 190

26080 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ وَحَمَّادٍ وَمَنْصُورٍ وَسُلَيْمَانَ، عَنِ إِبْرَاهِيمَ (1)، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَأَنَّمَا أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ الطِّيبِ فِي مَفْرِقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْرِمٌ. قَالَ سُلَيْمَانُ: فِي شَعْرِ. وَقَالَ مَنْصُورٌ: فِي أُصُولِ شَعْرِهِ. وَقَالَ الْحَكَمُ وَحَمَّادٌ: فِي مَفْرِقِ (2).

= وأخرجه الطيالسي (1506) عن أبي عامر، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24105) بإسناد صحيح.

(1)

وقع في (م): أخبرنا الحكم، عن إبراهيم وحماد ومنصور وسليمان، وهو خطأ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حمَّاد -وهو ابنُ أبي سليمان- متابَع. رَوْح: هو ابنُ عُبادة، والحَكَم: هو ابنُ عُتَيْبة، ومنصور: هو ابن المُعتمر، وسليمان: هو الأعمش.

وأخرجه ابن خزيمة (2587)، من طريق رَوْح، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1378) -ومن طريقه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(880) - عن شعبة، عن منصور، به.

وسلف من طريق الحكم برقم (25427).

ومن طريق الحكم والأعمش برقم (25586).

ومن طريق حمَّاد بن أبي سليمان بالأرقام: (24934) و (24966) و (25522) و (25527) و (25775).

ومن طريق الأعمش بالأرقام (24871): و (25402) و (25467) و (25933).

وسيرد من طريق منصور بالأرقام (26162): و (26303) و (26396).

ص: 191

26081 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ النَّخَعِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ الْمِسْكِ فِي رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْرِمٌ (1).

26082 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ (2)، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ بَعَثَهُ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ وَعَائِشَةَ، قَالَ: فَأَتَيْتُ (3) غُلَامَ أُمِّ سَلَمَةَ نَافِعًا، فَأَرْسَلْتُهُ إِلَيْهَا، فَرَجَعَ إِلَيَّ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ احْتِلَامٍ، ثُمَّ يُصْبِحُ صَائِمًا، قَالَ: ثُمَّ لَقِيَ غُلَامَ عَائِشَةَ ذَكْوَانَ أَبَا عَمْرٍو، فَبَعَثَهُ إِلَيْهَا، فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ، فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ احْتِلَامٍ، ثُمَّ يُصْبِحُ صَائِمًا (4).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (24107)، غير شيخ أحمد، فهو هنا رَوْح، وهو ابنُ عُبادة، وشيخه هناك إسحاق بن يوسف الأزرق.

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): عبد رب. وكلاهما صحيح.

(3)

في (م): فقال: أتيت.

(4)

مرفوعه صحيح وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد ربه: وهو ابن أبي يزيد، فقد تفرد بالرواية عنه قتادة، ونقل الحافظ في "التهذيب" عن علي ابن المديني قوله: عبد ربه الذي روى عنه قتادة مجهول لم يرو عنه غير قتادة.

وأبو عياض، اختلف في تعيينه، قال مسلم في "الكنى": أبو عياض عمرو بن الأسود، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: أبو عياض هو صاحب علي اسمه مسلم =

ص: 192

26083 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ (1) بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي يُونُسَ مَوْلَى عَائِشَةَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُصْبِحُ جُنُبًا، وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" وَأَنَا أُصْبِحُ جُنُبًا وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ، ثُمَّ أَغْتَسِلُ وَأَصُومُ (2) ". قَالَ الرَّجُلُ: إِنَّكَ لَسْتَ مِثْلَنَا، إِنَّكَ قَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ:" وَاللهِ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَخْشَاكُمْ لِلَّهِ، وَأَعْلَمَ بِمَا أَتَّقِي "(3).

= ابن نُذير، وتعقبهما الحافظ في "التهذيب"، وقال: أما الراوي عن عبد الرحمن بن الحارث فمجهول لا يعرف، لكنه ذكره ابن حبان في "الثقات" إلا أنه جعل عبد الرحمن بن الحارث من الرواة عنه، والله تعالى أعلم.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2947) و (2948)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 104 من طريقين عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.

وسيأتي 6/ 312 عن محمد بن جعفر، عن سعيد بن أبي عروبة، به.

وأخرجه النسائي كذلك (2945) و (2946) من طريق حجاج بن حجاج الباهلي، عن قتادة، به.

وسيأتي 6/ 312 عن عفان، عن همام، عن قتادة أن أبا عياض حدث أن مروان بعث إلى أم سلمة

فذكر الحديث، ولم يذكر عبد ربه في الإسناد.

وسيكرر 6/ 312 سنداً ومتناً.

وانظر (24062).

(1)

في (م): عبيد الله، وهو تحريف.

(2)

في (ق) و (ظ 2) و (م): فأصوم، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8) وهو الموافق لرواية مالك في "الموطأ".

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الحديث (24385)، إلا =

ص: 193

26084 -

حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَهِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ لَهَا:" نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنَ الْمَسْجِدِ " فَقَالَتْ: إِنِّي حَائِضٌ، فَقَالَ:" إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ "(1).

26085 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا بِسَرِفَ وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ:" مَا يُبْكِيكِ يَا عَائِشَةُ؟ " فَقَالَتْ: قُلْتُ: يَرْجِعُ النَّاسُ بِنُسُكَيْنِ، ثُمَّ (2) أَرْجِعُ بِنُسُكٍ وَاحِدٍ! قَالَ:" وَلِمَ (3) ذَاكَ؟ " قُلْتُ (4): إِنِّي حِضْتُ. قَالَ: " ذَاكَ شَيْءٌ كَتَبَهُ اللهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ، اصْنَعِي مَا يَصْنَعُ الْحَاجُّ ". قَالَتْ: فَقَدِمْنَا مَكَّةَ، ثُمَّ ارْتَحَلْنَا إِلَى مِنًى، ثُمَّ ارْتَحَلْنَا إِلَى عَرَفَةَ، ثُمَّ وَقَفْنَا مَعَ النَّاسِ، ثُمَّ وَقَفْتُ بِجَمْعٍ، ثُمَّ رَمَيْتُ الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ، ثُمَّ رَمَيْتُ الْجِمَارَ مَعَ النَّاسِ تِلْكَ الْأَيَّامَ، قَالَتْ: ثُمَّ ارْتَحَلَ حَتَّى نَزَلَ الْحَصْبَةَ، قَالَتْ: وَاللهِ مَا نَزَلَهَا إِلَّا مِنْ أَجْلِي - أَوْ قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْهَا: إِلَّا مِنْ أَجْلِهَا - ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ:" احْمِلْهَا خَلْفَكَ حَتَّى تُخْرِجَهَا مِنَ الْحَرَمِ ".

= أن شيخ الإمام أحمد هنا: هو روح بن عبادة.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (24794).

(2)

في (م): وأنا أرجع.

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8): فلم.

(4)

في (م): قالت: قلت.

ص: 194

فَوَاللهِ مَا قَالَ: فَتُخْرِجُهَا إِلَى الْجِعِرَّانَةِ، وَلَا إِلَى التَّنْعِيمِ، فَلْتُهِلَّ بِعُمْرَةٍ، قَالَتْ: فَانْطَلَقْنَا، فَكَانَ (1) أَدْنَاهَا (2) إِلَى الْحَرَمِ التَّنْعِيمُ، فَأَهْلَلْتُ (3) مِنْهُ بِعُمْرَةٍ، ثُمَّ أَقْبَلْتُ فَأَتَيْتُ الْبَيْتَ، فَطُفْتُ بِهِ، وَطُفْتُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَارْتَحَلَ. قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَفْعَلُ ذَلِكَ بَعْدُ (4).

(1) في (ظ 2) و (ق) و (م): وكان.

(2)

في (م) و (ق): أدنى.

(3)

في (ق): فأهلت منه.

(4)

إسناده ضعيف على نكارة في متنه، صالح بن رستم ضعفه ابن معين، وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم، قال الحافظ في "التقريب": صدوق كثير الخطأ، ووثقه أبو داود والطيالسي، وقال أحمد: صالح الحديث، وقال العجلي: جائز الحديث. قلنا: وقد تفرد بهذا السياق، وهو ممن لا يحتمل تفرده، ثم إنه خالف من هو أوثق منه فيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وابن أبي مليكة هو عبد الله بن عبيد الله.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1257) عن روح، بهذا الإسناد.

وأخرجه مختصراً الطيالسي (1507) عن صالح بن رستم، به.

وخالفه عثمان بن الأسود فيما أخرجه البخاري (2984) عن ابن أبي مليكة، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله، يرجع أصحابك بأجر حج وعمرة، ولم أزد على الحج؟ فقال لها: اذهبي، وليردفك عبد الرحمن، فأمر عبد الرحمن أن يعمرها من التنعيم، فانتظرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة حتى جاءت.

قلنا: وقد سلف بغير هذا السياق مطولاً ومختصراً بالأرقام (24159) و (24906) و (25838)، وسيأتي برقمي (26344) و (26345)، فانظرها لزاماً.

ص: 195

26086 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَنَزَلْنَا الشَّجَرَةَ، فَقَالَ:" مَنْ شَاءَ فَلْيُهِلَّ بِعُمْرَةٍ وَمَنْ شَاءَ فَلْيُهِلَّ بِحَجَّةٍ ". قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَهَلَّ مِنْهُمْ بِعُمْرَةٍ، وَأَهَلَّ مِنْهُمْ بِحَجَّةٍ، قَالَتْ: وَكُنْتُ أَنَا مِمَّنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ، فَأَدْرَكَنِي يَوْمُ عَرَفَةَ وَأَنَا حَائِضٌ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" انْقُضِي رَأْسَكِ، وَامْتَشِطِي، وَذَرِي عُمْرَتَكِ وَأَهِلِّي بِالْحَجِّ ". فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةُ الْحَصْبَةِ، أَمَرَنِي، فَاعْتَمَرْتُ مَكَانَ عُمْرَتِي الَّتِي تَرَكْتُ (1).

26087 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ شَهْرًا كُلَّهُ؟ قَالَتْ: مَا عَلِمْتُهُ صَامَ شَهْرًا كُلَّهُ حَتَّى يُفْطِرَ مِنْهُ إِلَّا رَمَضَانَ، وَلَا أَفْطَرَ شَهْرًا كُلَّهُ حَتَّى يَصُومَ مِنْهُ حَتَّى مَضَى لِوَجْهِهِ، أَوْ لِسَبِيلِهِ صلى الله عليه وسلم (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وابن أبي ذئب: اسمه محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي وقد سلف نحوه برقمي (25307) و (25441).

وانظر (24093).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (24334)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو روح بن عبادة.

وأخرجه مسلم (1156)(173) من طريق معاذ، عن كهمس، بهذا الإسناد.

ص: 196

26088 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ الْأَعْرَجِ، أَنَّ رَجُلَيْنِ دَخَلَا عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَا: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: " إِنَّمَا الطِّيَرَةُ فِي الْمَرْأَةِ وَالدَّابَّةِ وَالدَّارِ ". قَالَ: فَطَارَتْ شِقَّةٌ مِنْهَا فِي السَّمَاءِ، وَشِقَّةٌ فِي الْأَرْضِ. فَقَالَتْ: وَالَّذِي أَنْزَلَ الْقُرْآنَ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ مَا هَكَذَا كَانَ يَقُولُ، وَلَكِنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ: الطِّيَرَةُ فِي الْمَرْأَةِ وَالدَّارِ وَالدَّابَّةِ ". ثُمَّ قَرَأَتْ عَائِشَةُ: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ} (1) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ [الحديد: 22].

26089 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ كُلْثُومٍ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو حسان -وهو الأعرج- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. رَوْح: هو ابنُ عبادة، وقد سمع من سعيد -وهو ابن أبي عروبة- قبل الاختلاط.

وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 2/ 479، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" 8/ 140 من طريق عبد الوهَّاب بن عطاء، وابنُ عبد البَرّ في "التمهيد" 9/ 288 - 289 من طريق الوليد بن مسلم، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.

وسلف برقم (25168)، وبرقم (26034) وبسطنا القول فيه في الموضع الثاني.

ص: 197

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْكُلُ فِي سِتَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ جَائِعٌ فَأَكَلَ بِلُقْمَتَيْنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَمَا إِنَّهُ لَوْ ذَكَرَ اسْمَ اللهِ لَكَفَاكُمْ، فَإِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَذْكُرْ اسْمَ اللهِ، فَإِنْ نَسِيَ أَنْ يُسَمِّيَ اللهَ فِي أَوَّلِهِ، فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللهِ فِي أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ "(1).

26090 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا اشْتَرَتْ نُمْرُقَةً فِيهَا تَصَاوِيرُ، فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَامَ عَلَى الْبَابِ، فَلَمْ يَدْخُلْ، فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِهِ الْكَرَاهِيَةَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتُوبُ إِلَى اللهِ وَإِلَى رَسُولِهِ، مَا أَذْنَبْتُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا بَالُ هَذِهِ النُّمْرُقَةِ؟ " فَقُلْتُ: اشْتَرَيْتُهَا لِتَقْعُدَ عَلَيْهَا وَلِتَوَسَّدَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّورِ يُعَذَّبُونَ بِهَا، يُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ ". وَقَالَ: " إِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ الصُّورَةُ (2) لَا تَدْخُلُهُ الْمَلَائِكَةُ "(3).

(1) حسن بشواهده وهو مكرر (25733)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو روح بن عبادة.

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): الصور.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. رَوْح: هو ابنُ عُبادة، ونافع: هو مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 71 من طريق رَوْح، بهذا الإسناد. =

ص: 198

26091 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ - يَعْنِي الْجَدَلِيَّ - يَقُولُ: سَأَلْتُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَتْ: لَمْ يَكُ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَلَا صَخَّابًا فِي الْأَسْوَاقِ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ (1).

= وهو عند مالك في "الموطأ" 2/ 966، ومن طريقه أخرجه البخاري (2105) و (5181) و (5961)، ومسلم (2107)(96)، وأبو عَوانة 2/ 71، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 284، وابن حِبَّان (5845)، والبيهقي في "السنن" 7/ 266 - 267 و 267.

وأخرجه مطوَّلاً ومختصراً الطيالسيُّ (1425)، وإسحاق بنُ راهويه في "مسنده"(976)، والبخاري (3224) و (5957)، ومسلم (2107)(96)، والخطيب في "تاريخه" 2/ 293 - 294 و 5/ 286، والبيهقي في "السنن " 7/ 269 - 270 من طرق عن نافع، به.

وأخرجه بنحوه أبو يعلى (4438) من طريق عثمان بن مرة، عن القاسم، به.

وسلف مختصراً برقم (24417).

وانظر (24081) و (24218).

وانظر لزاماً "فتح الباري" 10/ 387 - 389.

وقوله: "إن البيت الذي فيه الصورة لا تدخُله الملائكة " ذكرنا أحاديث الباب في مسند أبي سعيد الخدري عند الرواية (11858).

(1)

إسناده صحيح، وهو مكرر (25417)، غير أن شيخ الإمام أحمد هنا هو: روح بن عبادة.

وأخرجه إسحاق (1612) عن روح بن عبادة، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (25417).

ص: 199

26092 -

حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ - قَالَ: يَعْنِي: أَبَا عَاصِمٍ، قَالَ أَبِي: وَلَا أَدْرِي مَنْ هُوَ، يَعْنِي: نَافِعًا هَذَا - قَالَ: كُنْتُ أَتَّجِرُ إِلَى الشَّامِ - أَوْ إِلَى مِصْرَ - قَالَ: فَتَجَهَّزْتُ إِلَى الْعِرَاقِ، فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي قَدْ تَجَهَّزْتُ إِلَى الْعِرَاقِ، فَقَالَتْ: مَا لَكَ وَلِمَتْجَرِكَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:" إِذَا كَانَ لِأَحَدِكُمْ رِزْقٌ فِي شَيْءٍ، فَلَا يَدَعْهُ حَتَّى يَتَغَيَّرَ لَهُ، أَوْ يَتَنَكَّرَ لَهُ ". فَأَتَيْتُ الْعِرَاقَ، ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَيْهَا، فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، وَاللهِ مَا رَدَدْتُ الرَّأْسَ مَالٍ. فَأَعَادَتْ عَلَيْهِ الْحَدِيثَ - أَوْ قَالَتِ: الْحَدِيثُ كَمَا حَدَّثْتُكَ (1).

(1) إسناده ضعيف، والد الضحاك: هو مخلد بن الضحاك ضعيف لا يتابع على حديثه، والزبير بن عبيد انفرد بالرواية عنه مخلد هذا، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، فهو في عداد المجاهيل، ونافع مجهول كذلك. قال ابن حبان في "الثقات": نافع شيخ يروي عن عائشة، جهدت فلم أقف على نافع هذا مَن هو.

وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة الزبير بن عبيد من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه بتمامه ومختصراً البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 85، وابن ماجه (2148)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(1243)، وفي "الآداب"(963)، والمزي في "تهذيبه" 9/ 313 - 314 من طريق أبي عاصم، به.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(1244) من طريق يونس بن محمد، عن أبي الضحاك، به. وصرَّح أن نافعاً ليس هو مولى ابن عمر. =

ص: 200

26093 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ "(1).

26094 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَوْ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا

= وأورده ابن حبان في "الثقات" 5/ 472، والذهبي في "الميزان" 4/ 244.

وله شاهد لا يفرح به من حديث أنس أخرجه ابن ماجه (2147)، والبيهقي في "الشعب"(1241) و (1242)، والمزي في "تهذيبه" 9/ 314. وفي إسناده فروة بن يونس، وهو ضعيف، وهلال بن جبير، وهو مجهول الحال، وفي سماعه من أنس نظر.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي.

وهو عند مالك في "الموطأ 2/ 739" مطولاً، وأخرجه من طريقه الشافعي في "السنن"(501)، والبخاري (2053) و (2745) و (4303) و (6749) و (7182)، والدارمي (2236)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4244) و (5131)، وفي "شرح معاني الآثار" 3/ 113 - 114، وابن حبان (4105)، والدارقطني 4/ 241، والبيهقي في "السنن" 7/ 412، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 179 - 180 و 181 - 182، والبغوي في "شرح السنة"(2378).

وبعضهم رواه مختصراً كما في هذه الرواية.

وقد سلف نحوه برقم (24086).

ص: 201

اسْتَدْبَرْتُ مَا سُقْتُ الْهَدْيَ، وَلَأَحْلَلْتُ مَعَ الَّذِينَ حَلُّوا مِنَ الْعُمْرَةِ " (1).

26095 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ الْحَوْلَاءَ بِنْتَ تُوَيْتٍ مَرَّتْ عَلَى عَائِشَةَ، وَعِنْدَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذِهِ الْحَوْلَاءُ، وَزَعَمُوا أَنَّهَا لَا تَنَامُ اللَّيْلَ؟ فَقَالَ:" لَا تَنَامُ اللَّيْلَ! خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَوَاللهِ لَا يَسْأَمُ اللهُ حَتَّى تَسْأَمُوا "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن يزيد الأيلي.

وأخرجه أبو داود (1784) من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (7229)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4318) من طريق عُقيل بن خالد، عن الزهري، به.

وانظر (24876) و (25425).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، والزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب.

وأخرجه عبد بن حميد (1485)، وأبو عوانة 2/ 298 - 299، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 65 من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (785)(220)، وابن حبان (2586)، والبيهقي 3/ 17 من طريق ابن وهب، عن يونس، به.

وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(1753) من طريق عبد الله بن سالم، عن الزبيدي، عن الزهري، به.

وسيرد بالأرقام (26096) و (26097).

ص: 202

26096 -

حَدَّثَنَاهُ وَهْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَرَّتِ الْحَوْلَاءُ بِنْتُ تُوَيْتِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، فَذَكَرَهُ، وَقَالَ:" فَإِنَّ اللهَ لَا يَسْأَمُ حَتَّى تَسْأَمُوا "(1).

26097 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ، أَنَّ الْحَوْلَاءَ بِنْتَ تُوَيْتِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).

26098 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ،

= وقد سلف برقم (24189).

(1)

حديث صحيح، النعمان بن راشد -وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وهب بن جرير: هو ابن حازم.

وقد سلف برقم (26095) بإسناد صحيح.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26095)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو أبو اليمان الحكم بن نافع، وشيخه: هو شعيب بن أبي حمزة.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 298 - 299، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 191 - 192 من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (359) من طريق عثمان بن سعيد، عن شعيب، به.

ص: 203

وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ " (1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الزهري -وهو محمد ابن مسلم- لم يسمع هذا الحديث من أبي سلمة -وهو ابن عبد الرحمن- فيما قال البخاري، ونقله عنه الترمذي في "جامعه" 4/ 103، وفي "العلل الكبير" 2/ 653، وقد اختلف فيه على الزهري: فرواه يونس، وقد اختلف عليه كذلك: فرواه عثمان بن عمر-كما في هذه الرواية، وعند النسائي 7/ 26 - 27 - والليث بن سعد -فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 4، وفي "الصغير" 2/ 197، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/ 3، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1103 - وعبد الله بن المبارك فيما أخرجه أبو داود (3290)، والنَّسائي 7/ 26، وأبو يعلى (4783)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/ 3، والبيهقي 10/ 69 - وابن وهب -فيما أخرجه أبو داود (3291)، وابن ماجه (2125)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2158) - وأبو صفوان عبد الله بن سعيد الأموي -فيما أخرجه الترمذي في "جامعه"(1524)، وفي "العلل الكبير" 2/ 651 - وعنبسة بن خالد -فيما أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/ 4، ستتهم عن يونس، به.

ورواه عبد الله بن عثمان، عن عبد الله بن المبارك -فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 4، وفي "التاريخ الصغير" 2/ 197 - ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" 3/ 1103 - ويعقوب بن سفيان 3/ 3 - وقال: عن يونس، عن الزهري: وبلغني عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قالت عائشة. موقوفاً.

ورواه عنبسة بن خالد -فيما أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/ 4، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 10/ 69 - عن يونس، عن ابن شهاب، حَدَّث أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة، مرفوعاً. قال البيهقي: هذا يدل على أنه لم يسمعه من أبي سلمة، وإنما سمعه من سليمان بن أرقم، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة. =

ص: 204

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

قلنا: وسيأتي بيان ذلك.

ورواه أبو ضمرة -فيما أخرجه النسائي 7/ 27 - عن يونس، عن ابن شهاب، قال: حدّث أبو سلمة، عن عائشة، مرفوعاً. وجاء في المطبوع: حدثنا أبو سلمة، والمثبت من "التحفة" 12/ 367.

ورواه محمد بن أبي عتيق وموسى بن عقبة -فيما أخرجه البخاري في "التاريخ" 4/ 2، وفي "الصغير" 2/ 197، وأبو داود (3292)، والترمذي في "جامعه"(1525)، والنَّسائي في "المجتبى" 7/ 27، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" 3/ 4، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2159)، وفي "شرح معاني الآثار" 3/ 130، والطبراني في "الأوسط"(4601)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1102 - 1103، وتمام الرازي في "فوائده"(942)، والبيهقي في "السنن" 10/ 269، والبغوي في "شرح السنة"(2447)، كلاهما عن الزهري، عن سليمان بن أرقم، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عائشة، به.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 73: والصحيح حديث ابن أبي عتيق وموسى بن عقبة، عن الزهري.

قلنا: وسليمان بن أرقم متروك ذاهب الحديث فيما قال البخاري، لكن لم ينفرد به، فقد أخرجه الطيالسي في مسنده (1484)، فقال: حدثنا حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا نذر في معصية وكفارته كفارة يمين" وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، ويشهد له حديث ابن عباس عند ابن الجارود في "المنتقى" (935) ومن طريقه البيهقي 1/ 72: حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا محمد بن موسى بن أعين، حدثنا خطاب، حدثنا عبد الكريم، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"النذر نذران، فما كان للّه، فكفارته الوفاء، وما كان للشيطان فلا وفاء فيه، وعليه كفارة يمين" وهذا سند قوي رجاله كلهم ثقات من رجال البخاري، غير خطاب -وهو ابن القاسم الحرَّاني- فقد روى له أبو داود والنسائي، وهو ثقة، وثقه =

ص: 205

26099 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تُحَرِّمُ الْمَصَّةُ وَلَا الْمَصَّتَانِ "(1).

= ابن معين وغيره، وقول الحافظ عنه في "التقريب": اختلط قبل موته ليس بجيد، وقد تقلد قول البرذعي، عن أبي زرعة: يقال: إنه اختلط قبل موته، وهذه صيغة تمريض لا يُطعن الراوي بها، ولا يقال فيها بصيغة الجزم لا سيما أن ابن أبي حاتم قد نقل عن أبي زرعة توثيقه مطلقاً، فكأنه رجع عن ذلك.

وجاء في "المغني" لابن قدامة 13/ 624 تعليقاً على قول الخرقي: "من نذر أن يعصيه لم يعصه، وكفر كفارة يمين": أن نذر المعصية فيه كفارة يمين، وروي عن ابن مسعود وابن عباس وجابر، وعمران بن حُصين، وسمرة بن جندب، وبه قال الثوري وأبو حنيفة وأصحابه.

تنبيه: وقع بإثر هذا الحديث في (م) و (ظ 2) و (ق): حدثنا عثمان، قال: حدثنا يونس، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا نذر في معصية الله، وكفارته كفارة يمين".

وهو ليس في (ظ 7) و (ظ 8) و (هـ)، ولم يذكره الحافظ في "أطراف المسند"، والراجح أنه ملفق من إسناد الحديث الذي بعده، ومتن الحديث الذي قبله، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. عثمان: هو ابن عمر بن فارس العبدي، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(823)، وابن نصر المروزي في "السنة"(315) من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (2251)، وابن نصر في "السنة"(316)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4554) من طريق الليث بن سعد، عن يونس، به.

ورواه وهب الله بن راشد -فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4555)، وعنبسة بن خالد -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 111 - =

ص: 206

26100 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ (1) عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا:" أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ قَوْمَكِ حِينَ بَنَوْا الْكَعْبَةَ اسْتَقْصَرُوا عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ؟ ". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا تَرُدُّهَا عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ؟ فَقَالَ:" لَوْلَا حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ ". فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنْ كَانَتْ عَائِشَةُ سَمِعَتْ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَا أُرَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَرَكَ اسْتِلَامَ الرُّكْنَيْنِ اللَّذَيْنِ يَلِيَانِ الْحَجَرَ إِلَّا أَنَّ الْبَيْتَ لَمْ يُتَمَّ عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ (2).

26101 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ

= كلاهما عن يونس، عن الزهري، عن عروة، عن عبد الله بن الزبير مرفوعاً.

وأخرجه موقوفاً عبد الرزاق (13912) -ومن طريقه البيهقي في "السنن" 7/ 456 - عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: لا يحرم دون خمس رضعات معلومات.

وأخرجه موقوفاً كذلك النسائي في "الكبرى"(5459) من طريق حسين المعلم، عن مكحول، عن عروة، عن عائشة، قالت: ليس بالمصة والمصتان بأس، إنما الرضاع ما فتق الأمعاء. قال الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 111: المحفوظ عن مكحول موقوف.

وقد سلف برقم. (24026)

(1)

في (ظ 7) و (ظ 8) و (ظ 2): أن عبد الله.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25440)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عثمان بن عمر العبدي.

ص: 207

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُومُ عَلَى بَابِ حُجْرَتِي، وَالْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ بِحِرَابِهِمْ، يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى لَعِبِهِمْ، ثُمَّ يَقُومُ حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّتِي أَنْصَرِفُ (1).

26102 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: وَإِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيُدْخِلُ عَلَيَّ رَأْسَهُ، وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَأُرَجِّلُهُ، وَكَانَ لَا يَدْخُلُ الْبَيْتَ إِلَّا لِحَاجَةٍ إِلَّا إِذَا أَرَادَ الْوُضُوءَ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عثمان بن عمر: هو العَبْدي، ويونس: هو ابنُ يزيد الأيلي.

وأخرجه الإسماعيلي -فيما ذكر الحافظ في "الفتح" 1/ 550 - من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (892)(18) من طريق ابن وَهْب، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 27 من طريق هشام بن سليمان، كلاهما عن يونس، به.

وعلَّقه البخاري في "صحيحه" بإثر (454) عن إبراهيم بن المنذر، عن ابن وَهْب، عن يونس، به، من أجل قول عائشة:"رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم والحبشة يلعبون بحرابهم".

وسلف برقم (24196)، ونقلنا هناك ما ذكره الحافظ في اللعب بالحِراب في المسجد.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3370) عن أبي داود -وهو الحراني- كلاهما عن عثمان بن عمر، بهذا الإسناد. وقال في أوله: قالت عائشة: إني =

ص: 208

26103 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ سَفَرٍ وَقَدْ اشْتَرَيْتُ نَمَطًا فِيهِ صُورَةٌ، فَسَتَرْتُهُ عَلَى سَهْوَةِ بَيْتِي، فَلَمَّا دَخَلَ، كَرِهَ مَا صَنَعْتُ، وَقَالَ:" أَتَسْتُرِينَ الْجَدْرَ يَا عَائِشَةُ؟ " فَطَرَحْتُهُ فَقَطَعْتُهُ مِرْفَقَتَيْنِ، فَقَدْ رَأَيْتُهُ مُتَّكِئًا عَلَى إِحْدَاهُمَا، وَفِيهَا صُورَةٌ (1).

26104 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ،

= كنت لآتي البيت وفيه المريض فما أسأل إلا وأنا قائمة.

وقرن ابن الجارود في روايته عمرة بنت عبد الرحمن بعروة.

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(3053)، وابن خزيمة (2230) عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن يونس، عن الزهري، عن عروة -وقد قرن به عمرة- عن عائشة، به.

وانظر (24041) و (24731).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد فيه أسامة: وهو ابنُ زيد اللَّيثي، تكلَّموا فيه، وقد اختُلف عليه في هذا الإسناد، كما سيرد، وأسماءُ بنتُ عبد الرحمن -وأبوها عبد الرحمن، وهو ابنُ أبي بكر الصديق- لم يذكروا في الرُّواة عنها سوى ولدها عبد الرحمن بن القاسم وعبد الله بن أبي مُليكة، وذكرها ابن حبان في "الثقات"، وقال: كانت في حجر عائشة، تروي عن عائشة. قلنا: وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 283 - 284، وابنُ حِبَّان (5843) من طريق ابن وَهْب، عن أسامة بن زيد، بهذا الإسناد.

وخالف وكيعٌ ابنَ وهب وعثمانَ بن عمر، فرواه كما عند ابن ماجه (3653) عن أسامة بن زيد، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة.

وسلف نحوه بأسانيد صحيحة بالأرقام: (24081) و (24718) و (25392).

ص: 209

قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ. وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ شَيْءٌ إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ أَجْرٌ، أَوْ كَفَّارَةٌ، حَتَّى النَّكْبَةُ وَالشَّوْكَةُ "(1).

26105 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ مِنَ الْيَهُودِ، وَهِيَ تَقُولُ: أَشَعَرْتِ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ؟ فَارْتَاعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ:" إِنَّمَا تُفْتَنُ يَهُوَدُ ". قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَبِثْنَا لَيَالِيَ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَشَعَرْتِ أَنَّهُ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ؟ ". وَقَالَتْ عَائِشَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدُ يَسْتَعِيذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ (2).

(1) حديث صحيح، وهو مكرر (24264)، غير شيخي أحمد، فهما هنا عثمان بن عمر، وهو ابن فارس العبدي، ومحمد بن بكر: هو البُرساني.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.

وأخرجه مسلم (584)، والنَّسائي في "المجتبى" 4/ 104 - 105، وفي "الكبرى"(2191)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(101) من طريق ابن وَهْب، عن يونس، به.

وسلف برقم (24582).

وسلف برقم (24178) من طريق مسروق، عن عائشة.

ص: 210

26106 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، فَكَانَتْ تِلْكَ صَلَاتُهُ؛ يَسْجُدُ (1) فِي السَّجْدَةِ مِنْ ذَلِكَ قَدْرَ مَا يَقْرَأُ أَحَدُكُمْ خَمْسِينَ آيَةً قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ، وَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ، ثُمَّ يَضْطَجِعُ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمُؤَذِّنُ (2).

26107 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْمُرُ بِصِيَامِ عَاشُورَاءَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ رَمَضَانُ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ كَانَ مَنْ شَاءَ صَامَ، وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ (3).

(1) في (ظ 7) و (ظ 8) و (ق)، وهامش (ظ 2): يقعد.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24461)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عثمان بن عمر بن فارس العبدي، وشيخه: هو يونس بن يزيد الأيلي.

وأخرجه مسلم (736)(122)، وأبو داود (1337)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 30 و 3/ 65، وأبو عوانة 2/ 278 و 326، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 283، والدارقطني في "السنن" 1/ 416 - 417، والبيهقي في "السنن" 2/ 486 - 487 و 3/ 23، وفي "معرفة السنن"(5385)، والبغوي في "شرح السنة"(901) من طريق ابن وهب، عن يونس، بهذا الإسناد.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26127)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عثمان بن عمر بن فارس العبدي، وشيخه هو يونس بن يزيد الأيلي. =

ص: 211

26108 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا أُمِرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِتَخْيِيرِ أَزْوَاجِهِ، بَدَأَ بِي، فَقَالَ:" يَا عَائِشَةُ، إِنِّي أَذْكُرُ (1) لَكِ أَمْرًا، وَلَا عَلَيْكِ أَنْ لَا تَسْتَعْجِلِي حَتَّى تُذَاكِرِي أَبَوَيْكِ ". قَالَتْ: وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ أَبَوَيَّ لَمْ يَكُونَا لِيَأْمُرَانِي بِفِرَاقِهِ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا} حَتَّى بَلَغَ: {أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 28 - 29] فَقُلْتُ: فِي أَيِّ هَذَا أَسْتَأْمِرُ أَبَوَيَّ؟ فَإِنِّي قَدْ اخْتَرْتُ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ. قَالَتْ: ثُمَّ فَعَلَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَا فَعَلْتُ (2).

= وأخرجه مسلم (1125)(115)، والطبري في "تهذيب الآثار"(626) من طريق ابن وهب، عن يونس، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً الشافعي في "مسنده"(698)(ترتيب السندي)، وفي "السنن"(332)، وفي "اختلاف الحديث" ص 102، وعبد الرزاق (7842)، والحميدي (200)، وإسحاق بن راهويه (649) و (650) و (651)، والبخاري (2001) و (4502)، ومسلم (1125)(114)، والنسائي في "الكبرى"(2839)، وابن ماجه (1733)، والدارمي (1767)، والطبري في "تهذيب الآثار"(625)، والبغوي في "الجعديات"(2792)، والبيهقي في "السنن" 4/ 288 و 290، وفي "معرفة السنن والآثار" 6/ 353، والحازمي في "الاعتبار" ص 133، والذهبي في "السير" 7/ 147 من طرق عن الزهري، به.

وقد سلف برقم (24011).

(1)

في (ظ 7) و (ظ 8): ذاكرٌ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عثمان: هو ابن عمر بن فارس =

ص: 212

26109 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَجَدْتُ، فِي مَوْضِعٍ: عَنْ عُرْوَةَ، وَمَوْضِعٍ آخَرَ، عَنْ عَمْرَةَ - كِلَاهُمَا قَالَهُ عُثْمَانُ -

= العَبْدي، ويونس: هو ابنُ يزيد الأيلي، والزُّهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وأبو سَلَمة: هو ابنُ عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه الترمذي (3204)، وابنُ الجارود في "المنتقى"(739)، والبيهقي في "السنن الكبير" 7/ 36 - 37 و 345، من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيح، وقد روي هذا أيضاً عن الزُّهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها.

قلنا: سلف من طريق الزُّهري، عن عروة، عن عائشة برقم (25299).

وعلَّقه البخاري (4786) بصيغة الجزم، عن الليث، عن يونس، عن الزهري، به.

قال البخاري: تابعه موسى بن أعين، عن معمر، عن الزُّهري، قال: أخبرني أبو سلمة.

وأخرجه مسلم (1475)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 159 - 160، و"الكبرى"(5309) و (5632)، والطبري في تفسير الآية المذكورة من سورة الأحزاب، وابن عبد البر في "الاستذكار" 17/ 165 من طريق ابن وهب، عن يونس، به.

وأخرجه البخاري (4785)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 55 - 56 و 159 - 160، و"الكبرى"(5309) و (5312) و (5632)، والطبري في تفسير الآية المذكورة من سوره الأحزاب، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 344 - 345، وابن عبد البر في "الاستذكار" 17/ 165، والبغوي في "شرح السنة"(2354)، وفي تفسير الآية المذكورة من سورة الأحزاب من طرق، عن الزهري، به.

قال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.

وسلف برقم (24487). =

ص: 213

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَحَرَ عَنْ أَزْوَاجِهِ بَقَرَةً فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ (1).

(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد اختلف فيه على الزهري، والصحيح أنه من بلاغاته كما سيأتي.

فرواه يونس: وهو ابن يزيد الأيلي، واختلف عليه فيه:

فرواه أحمد -كما في هذه الرواية- عن عثمان بن عمر، عن يونس، عن الزهري. قال عثمان: وجدت في موضع: عن عروة، وموضع آخر: عن عمرة، عن عائشة.

ورواه يعقوب بن إبراهيم -فيما أخرجه النسائي في "الكبرى"(4126) - عن عثمان بن عمر، عن يونس، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. قال عثمان: وجدته في كتابي هذا في موضعين: موضع عن عمرة، عن عائشة، وموضع: عن عروة عن عائشة.

ورواه ابن وهب -فيما أخرجه أبو داود (1750)، والنسائي في "الكبرى"(4127)، وابن ماجه (3135) - عن يونس، عن الزهري، وقال: عن عمرة، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحر عن آل محمد في حجة الوداع بقرة واحدة.

ورواه معمر-فيما أخرجه النسائي في "الكبرى"(4130) - عن الزهري، وقال: عن عمرة، به.

ورواه شبيب بن سعيد الحبطي -فيما قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 150 - عن يونس، عن الزهري، وقال: أخبرني من لا أتهم عن عمرة عن عائشة.

ورواه الليث -فيما قال الدارقطي في "العلل" 4/ ورقة 150 - وعقبة بن علقمة -فيما أخرجه البيهقي في "السنن" 4/ 353 - كلاهما عن الزهري، وقال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحر عن آل محمد صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بقرة واحدة. وقال: كانت عمرة تحدث به عن عائشة. =

ص: 214

26110 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ نِسَاءً مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ كُنَّ يَشْهَدْنَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصُّبْحَ، ثُمَّ يَنْقَلِبْنَ مُتَلَفِّعَاتٍ بِمُرُوطِهِنَّ إِلَى بُيُوتِهِنَّ، مَا يُعْرَفْنَ مِنَ الْغَلَسِ (1).

26111 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي عَلَى خُمْرَةٍ، فَقَالَ:

= وقال الدارقطني: وهذا موافق قول شبيب بن سعيد، والصحيح أن الزهري لم يسمعه من عمرة، وإنما بلغه عنها.

قلنا: وقد رواه يحيى بن سعيد -كما سلف في الرواية (25619) - عن عمرة عن عائشة مطولاً، وفيه: فلما كان يوم النحر دُخل عليَّ بلحم بقر، فقلت: ما هذا؟ قالوا: ذبح رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسائه. وإسناده صحيح.

وقد سلف برقم (24109) من طريق عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة مطولاً، وفيه: ضحّى النبي صلى الله عليه وسلم عن أزواجه بالبقر. وإسناده صحيح.

وانظر (25316) و (25619) و (25838) و (26344) و (26345).

وفي الباب: عن جابر، عند مسلم (1319) و (357)، وقد سلف برقم (15044) ولفظه: نحر النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة بقرة في حجته، وفي رواية عند مسلم: نحر عن نسائه بقرة في حجته. وذكرنا هناك أحاديث الباب.

وانظر ما قاله الحافظ في "الفتح" 3/ 551.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العَبْدي، ويونس: هو ابن يزيد الأَيلي.

وأخرجه مسلم (645)(231) من طريق يونس، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24051).

ص: 215

" يَا عَائِشَةُ، ارْفَعِي عَنَّا حَصِيرَكِ هَذَا، فَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ يَفْتِنَ النَّاسَ "(1).

26112 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبُو شَدَّادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا كُنَّا بِالْحَزِّ (2)، انْصَرَفْنَا وَأَنَا عَلَى جَمَلٍ، وَكَانَ آخِرُ الْعَهْدِ مِنْهُمْ، وَأَنَا أَسْمَعُ صَوْتَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بَيْنَ ظَهْرَيْ ذَلِكَ السَّمُرِ، وَهُوَ يَقُولُ:" وَا عَرُوسَاهْ ". قَالَتْ: فَوَاللهِ إِنِّي لَعَلَى ذَلِكَ إِذْ نَادَى مُنَادٍ: أَنْ أَلْقِي الْخِطَامَ، فَأَلْقَيْتُهُ، فَأَعْلَقَهُ (3) اللهُ بِيَدِهِ (4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.

وأخرجه ابن خزيمة (1011) من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 56 وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.

وانظر (25163).

قال السندي: قوله: "أرفعي عني حصيرك" يريد الخمرة. كما في نسخة ومعنى يفتن الناس: أنهم يعتقدون أن الصلاة على الخمرة سنة لو داوم هو صلى الله عليه وسلم الصلاة عليها، فترك المداومة خوفاً من ذلك، والله تعالى أعلم.

(2)

في (ظ 2) و (م): بالحر، وفي (ق): بالحز، ورسمت في (ظ 7) و (ظ 8) بالحب، وضبب فوقها في (ظ 8) وكتب على هامشها بالحز، نسخة. قلنا: وهو اسم موضع لم نقف عليه.

(3)

في (ظ 2) و (ق) و (م): فأعقله، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8).

(4)

إسناده ضعيف لجهالة أبي شداد، فقد ترجم له الحافظ في "التعجيل"، =

ص: 216

26113 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ - يَعْنِي أَبَا دَاوُدَ الطَّيَالِسِيَّ - حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ يَدَيْ أَبِي بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ قَاعِدًا، وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، وَالنَّاسُ خَلْفَهُ (1).

= ولم يذكر في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وقد انفرد به. ثم إن ظاهر الإسناد يدل على الانقطاع، إذ ليس فيه تصريح مجاهد بسماعه من عائشة.

وأخرجه مختصراً يحيى بن معين كما في "تاريخه" رواية الدوري (3573)، ومن طريقه الدولابي في "الكنى والأسماء" 2/ 8 من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد. وفيه سؤال الدوري ليحيى: أبو شداد هذا، أيليٌّ؟ قال: لا أدري".

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 228، وقال: رواه أحمد، وفيه أبو شداد ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، سليمان بن داود من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 112 - 113 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 83 - 84، وفي "الكبرى"(872)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4211) من طريق أبي داود الطيالسي، به.

وأخرجه ابن خزيمة (1621)، وابن حبان (2117) من طريق بدل بن المحبر، عن شعبة، به.

وانظر (25256).

ص: 217

26114 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي مُوسَى -[قَالَ أَحْمَدُ]: وَإِنَّمَا هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي قَيْسٍ، وَهُوَ الصَّوَابُ، مَوْلًى لِبَنِي نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ - قَالَ: قَالَتْ لِي عَائِشَةُ: لَا تَدَعْ قِيَامَ اللَّيْلِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ لَا يَدَعُهُ، وَكَانَ إِذَا مَرِضَ أَوْ كَسِلَ، صَلَّى قَاعِدًا (1).

26115 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَتَتْ سَهْلَةُ ابْنَةُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ سَالِمًا كَانَ يَدْخُلُ عَلَيَّ وَأَنَا وَاضِعَةٌ ثَوْبِي، ثُمَّ إِنَّهُ يَدْخُلُ عَلَيَّ الْآنَ بَعْدَمَا شَبَّ وَكَبِرَ، فَأَجِدُ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ قَالَ:" فَأَرْضِعِيهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَذْهَبُ بِالَّذِي تَجِدِينَ فِي نَفْسِكِ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم على خطأ في اسم أحد رواته، فقد أخطأ شعبة في اسم عبد الله بن أبي قيس، فقال: عبد الله بن أبي موسى، وقد نبه أحمد على ذلك فيما سلف برقم (24945)، وفي هذا الإسناد كذلك. سليمان بن داود: هو الطيالسي.

وهو عند الطيالسي (1519) - ومن طريقه أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(800)، وأبو داود (1307)، وابن خزيمة (1137).

وقد سلف مطولاً برقم (24945).

(2)

حديث ضعيف بهذه السياقة، عبيد الله بن أبي زياد: وهو القداح المكي ضعيف يعتبر به في المتابعات والشواهد، ولا يحتج به عند التفرد. قال ابن حبان: كان ممن ينفرد عن القاسم بما لا يتابع عليه، وكان رديء الحفظ، كثير الوهم. قلنا: ولم يتابع هنا. =

ص: 218

26116 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تُقْطَعُ الْيَدُ إِلَّا فِي رُبُعِ دِينَارٍ (1) "(2).

= وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6374) و 24/ (738) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن عبيد الله بن أبي زياد، بهذا الإسناد.

وفد سلف بإسناد صحيح برقم (24163) وفيه: جاءت سهيلة بنت سهيل، فقالت: يا رسول الله، إني أرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم عليّ، فقال:"أرضعيه" فقالت: كيف أرضعه وهو رجل كبير؟ فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "ألست أعلم أنه رجل كبير" ثم جاءت فقالت: ما رأيت في وجه أبي حذيفة شيئأ أكرهه. قلنا: وفي رواية مسلم (1453)(27): "أرضعيه تحرمي عليه، ويذهب الذي في نفس أبي حذيفه".

(1)

زاد في (ظ 8): فصاعداً.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابنُ عبد الوارث، وهمَّام: هو ابنُ يَحْيى العَوْذي، ويحيى: هو ابنُ أبي كثير.

وقد اختُلف فيه على يحيى بن أبي كثير في نسبة محمد بن عبد الرحمن:

فقال همَّام، عنه، كما في هذه الرواية: محمد بن عبد الرحمن بن زُرارة.

وقال حسين المعلم، عنه، فيما أخرجه البخاري (6791)، والنَّسائي في "المجتبى" 8/ 80، وفي "الكبرى"(7420)، وابن نصر في "السنة":(324) محمد بن عبد الرحمن. لم ينسبه.

وكذلك قال أبو إسماعيل القنّاد، فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 80، وفي "الكبرى"(7419) عن يحيى بن درست، عن القناد، عن يحيى ابن أبي كثير.

وقد اختُلف فيه على أبي إسماعيل القنّاد: =

ص: 219

26117 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُلَّةً مِنْ صُوفٍ سَوْدَاءَ، فَلَبِسَهَا، فَلَمَّا عَرِقَ وَجَدَ رِيحَ الصُّوفِ فَقَذَفَهَا. قَالَ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: وَكَانَتْ (1) تُعْجِبُهُ الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ (2).

26118 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مِنْ صُوفٍ، عَلَيْهِ بَعْضُهُ وَعَلَيْهَا بَعْضُهُ (3).

= فقد رواه لوين عنه، عن يحيى بن أبي كثير، فقال: عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، أخرجه الإسماعيلي -فيما ذكره الحافظ في "الفتح" 12/ 101 - عن ابن صاعد، عن لوين، به، ثم قال: والذي قبله أصح، وبه جزم البيهقي، وأن من قال فيه: ابن ثوبان، فقد غلط.

قلنا: الغلط فيه من أبي إسماعيل القنّاد نفسه، فقد قال الحافظ في "التقريب": في حفظه شيء.

وقد ذكر الدارقطني أيضاً في "العلل" أن محمد بن عبد الرحمن بن زرارة هو الصواب.

وسلف برقم (24078).

(1)

في (ظ 7) و (ظ 8): فكانت.

(2)

إسناده صحيح، وهو مكرر (25003) غير أن شيخ أحمد هو: عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري.

وأخرجه الحاكم 4/ 188 من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد، وصححه ووافقه الذهبي.

(3)

حديث صحيح، وهو مكرر (25842) سنداً ومتناً.

ص: 220

• 26119 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ](1): حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي الْفَضْلِ الْأَيْلِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُوجَدَ مِنْهُ رِيحٌ يُتَأَذَّى منها (2).

(1) في النسخ وفي (م) ما خلا (ظ 8): أنه من أحاديث أحمد، وهو خطأ. وسقط الحديث من (ظ 7).

(2)

إسناده ضعيف جداً عمران بن أبي الفضل الأيلي، من رجال "التعجيل"، وهّاه أحمد ويحيى وغيرهما، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث جداً، روى عنه إسماعيل حديثين باطلين موضوعين، وقال ابن حبان: روى عنه أهل الشام، كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات على قلة روايته، لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب، وقال ابن عدي: الضعف على روايته بَيِّن، وإسماعيل بن عياش الحمصي مخلط في روايته عن غير أهل بلده.

وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 3/ 303 عن إبراهيم بن هاشم عن أبي الربيع الزهراني، بهذا الإسناد. وقال: عمران بن أبي الفضل عن هشام بن عروة روى عنه إسماعيل بن عياش، حديثه غير محفوظ، وقد روى مناكير. قلنا: وعَدَّ هذا منها.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/ 1749 من طريق عبد الوهاب بن الضحاك، عن إسماعيل بن عياش، به. وقال: وهذا لا أعرفه عن هشام بن عروة إلا من هذا الوجه.

وأخرجه ابن عدي كذلك 1/ 295 من طريق أبي اليمان، عن إسماعيل بن عياش، عن هشام بن عروة، عن أبيه، به. دون ذكر عمران بالإسناد.

وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم ضمن حديث مطوَّل سلف برقم (24316) من حديث عائشة أنه كان يشتد أن يوجد منه ريح.

ص: 221

26120 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ (1)، حَدَّثَنَا أَبَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي صَفِيَّةُ بِنْتُ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ وَيَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ (2).

26121 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ تُحِدُّ عَلَى مَيْتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ إِلَّا عَلَى زَوْجٍ "(3).

26122 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَأَبُو عَامِرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ:

(1) سقط اسم عبد الصمد من (م).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مكرر الحديث (24898)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا عبد الصمد: وهو ابن عبد الوارث العنبري.

(3)

حديث صحيح. سليمان بن كثير -وهو العَبْدي البصري، وإن كان من رجال الشيخين- تكلَّموا في روايته عن الزُّهري، فقد قال النسائي: لا بأس به إلا في الزهري، فإنه يُخطئ عليه، وقال ابن عديّ: لم أسمع احداً قال في روايته عن غير الزهري شيئاً، وله عن الزهري أحاديث صالحة، ولا بأسَ به. قلنا: وهذا منها، وقد تابعه سفيان بن عيينة في الرواية (24092)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري.

وأخرجه الدارمي (2283)، والنَّسائي في "المجتبى" 16/ 98، وفي "الكبرى"(5720)، من طريقين عن سليمان بن كثير، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24092) بإسناد صحيح على شرط الشيخين.

ص: 222

سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ؟ فَقَالَتْ: كَانَ يُصَلِّي ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي ثَمَانِ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ يُوتِرُ، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ فَرَكَعَ، وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَيْنَ النِّدَاءِ وَالْإِقَامَةِ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ (1).

26123 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَأَبُو عَامِرٍ الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ مِنَ السَّنَةِ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، وَكَانَ يَقُولُ:" خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا ". وَإِنَّهُ كَانَ أَحَبُّ الْأَعْمَالِ (2) إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا دَاوَمَ عَلَيْهَا (3) وَإِنْ قَلَّتْ (4)، وَكَانَ (5) إِذَا صَلَّى صَلَاةً دَاوَمَ عَلَيْهَا (6).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25559) سنداً ومتناً، إلا أنه قرن هنا بأبي عامر: وهو العقدي عبدَ الصمد: وهو ابن عبد الوارث.

(2)

في النسخ و (م): العمل، والمثبت من هامش (ظ 8) لموافقته نظم الكلام بعده.

(3)

في (ق) و (هـ) و (م) عليه، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8) و (ظ 2) وهامش (ق) و (هـ).

(4)

في (م): وإن قل.

(5)

في النسخ و (م) ما خلا (ظ 8): كان.

(6)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25558) سنداً ومتناً، إلا أنه قرن هنا بأبي عامر عبدَ الصمد بن عبد الوارث العنبري.

ص: 223

26124 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنَّا نُقَلِّدُ الشَّاءَ فَنُرْسِلُ بِهَا، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَلَالٌ لَمْ يَحْرُمْ مِنْهُ (1).

26125 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ - يَعْنِي الرِّشْكَ - عَنْ مُعَاذَةَ، قَالَتْ: سَأَلَتِ امْرَأَةٌ عَائِشَةَ وَأَنَا شَاهِدَةٌ: عَنْ وَصْلِ صِيَامِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَتْ لَهَا: أَتَعْمَلِينَ كَعَمَلِهِ، فَإِنَّهُ (2) قَدْ كَانَ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، وَكَانَ (3) عَمَلُهُ نَافِلَةً لَهُ (4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري، والحكم: هو ابن عتيبة، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.

وأخرجه مسلم (1321)(368)، والنَّسائي في "المجتبى" 5/ 174، وفي "الكبرى"(3771)، والبيهقي في "السنن" 5/ 233 من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 174، وفي "الكبرى"(3771)، وأبو يعلى في "معجمه"(91)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 265، و"شرح مشكل الآثار"(5517) والطبراني في "الأوسط"(4295) من طريقين عن عبد الوارث بن سعيد العنبري، به.

وقد سلف برقم (24020).

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): وإنه.

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8): فكان.

(4)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن =

ص: 224

26126 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ الْحَسَنِ - قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: وَهِيَ جَدَّةُ أَبِي بَكْرٍ الْعَتَكِيِّ (1) - عَنْ مُعَاذَةَ، قَالَتْ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الْحَائِضِ يُصِيبُ ثَوْبَهَا الدَّمُ؟ فَقَالَتْ: لَقَدْ كُنْتُ أَحِيضُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ حِيَضٍ جَمِيعًا، لَا أَغْسِلُ

= عبد الوارث بن سعيد، ويزيد الرشك: هو ابن أبي يزيد، ومعاذة: هي بنت عبد الله العدوية.

وأخرجه أبو يعلى (4580) عن جعفر بن مهران، عن عبد الوارث بن سعيد، وزاد: قالت عائشة: أما أنا فوالله ما صمت ليلاً قط، إن الله قال:{ثم أتموا الصيام إلى الليل} [البقرة: 187].

وسلف حديث عائشة قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال في الصيام، برقم (24586).

وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/ 265، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، وفي الصحيح بعضه.

وفي الباب عن أبي أمامة قال: إذا وضعت الطهور مواضعه، قعدت مغفوراً لك، فإن قام يصلي، كان له فضيلة وأجراً، وإن قعد، قعد مغفوراً له، فقال له رجل: يا أبا أمامة أرأيت إن قام فصلى، تكون له نافلة؟ قال: لا، إنما النافلة للنبي صلى الله عليه وسلم، كيف تكون له نافلة، وهو يسعى في الذنوب والخطايا، تكون له فضيلة وأجراً، وقد سلف برقم (22196).

وانظر (24844) و (24945).

قال السندي: قولها: فكان عمله نافلة له، أي: زائدة عن حاجة النجاة من النار لزيادة الدرجات في الجنة، ومراد عائشة دفع سؤالها بأنه لا يمكن المساواة معه، والله أعلم.

(1)

كذا في النسخ و (م)، وفي "تهذيب الكمال" وفروعه: العدوي، وهو الصواب.

ص: 225

لِي ثَوْبًا. وَقَالَتْ: لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَعَلَيَّ ثَوْبٌ، عَلَيْهِ بَعْضُهُ وَعَلَيَّ بَعْضُهُ، وَأَنَا حَائِضٌ نَائِمَةٌ قَرِيبًا مِنْهُ (1).

26127 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، يَعْنِي ابْنَ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ دَايَنَ النَّاسَ بِدَيْنٍ يَعْلَمُ اللهُ مِنْهُ أَنَّهُ حَرِيصٌ عَلَى أَدَائِهِ، كَانَ مَعَهُ مِنَ اللهِ عَوْنٌ وَحَافِظٌ " فَأَنَا (2) أَلْتَمِسُ ذَلِكَ الْعَوْنَ (3).

26128 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ نَهَارٍ بِنْتُ دَفَّاعٍ (4)، قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي آمِنَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهَا شَهِدَتْ عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَلْعَنُ الْقَاشِرَةَ وَالْمَقْشُورَةَ، وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُوتَشِمَةَ، وَالْوَاصِلَةَ وَالْمُتَّصِلَةَ " (5).

(1) بعضه صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أم الحسن جدة أبي بكر العدوي، فقد تفرد بالرواية عنها عبد الوارث بن سعيد والد عبد الصمد، ولم يؤثر توثيقها عن أحد. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو داود (357) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.

وقولها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وعليَّ ثوب، سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (25686).

(2)

في (م): وأنا.

(3)

حديث حسن، وهو مكرر الحديث (24439)، إلا أن شيخ أحمد هنا هو عبد الصمد: وهو ابن عبد الوارث العنبري.

(4)

في (م) رفاع، وهو خطأ.

(5)

صحيح دون قولها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلعن القاشرة والمقشورة. =

ص: 226

26129 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ عَنِ الطِّيبِ لِلْمُحْرِمِ، فَقَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي (1) الْأَسْوَدُ

= وهذا إسناد ضعيف. آمنة بنت عبد الله ذكرها الحافظ في "التعجيل" ونسبها قيسية، ولم يذكر في الرواة عنها سوى اثنين، ولم يؤثر توثيقها عن أحد، فهي مجهولة، وقد ترجم لها في "تهذيب التهذيب" تمييزاً، وسماها أمية، وأم نهار بنت دفاع، جاء ذكرها في "التعجيل" و"التهذيب" في ترجمة آمنة، وذكرها أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" 1/ 637 - 638، ونقلها عنه ابن ناصر الدين الدمشقي في "توضيح المشتبه" 4/ 212، وهي وإن روى عنها جمع كما سيأتي في التخريج، إلا أنه لم يؤثر توثيقها عن أحد.

وأخرجه إسحاق (1410) من طريق أبي نعيم، والطبراني في "الدعاء"(2158) من طريق عاصم بن علي، وعلي بن عثمان اللاحقي، وأبي نصر التمار، عن أم نهار بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(2159) من طريق هشام بن سلمان المجاشعي، عن امرأته غفيلة أنها دخلت على عائشة، فذكره، وغفيلة لم نقف لها على ترجمة.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 169، وقال: رواه أحمد، وفيه من لم أعرفه من النساء.

وقولها: كان يلعن الواصلة والمتصلة، سلف برقم (24805) بإسناد صحيح.

وقولها: والواشمة والموتشمة، له شاهد من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، وقد سلف بإسناد صحيح برقم (4724).

قال السندي: قولها: يلعن القاشرة، هي التي تعالج وجهها أو وَجْه غيرها بالغُمْرة لِيَصْفُوَ لونُها.

قولها: والمقشورة، التي يُفعل بها ذلك.

(1)

في (م) و (ظ 7): أبو. وهو خطأ.

ص: 227

عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ الطِّيبِ فِي مَفْرِقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْرِمٌ (1).

26130 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي، أَنَّهَا قَالَتْ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، وَأَرْسَلَهَا عَمُّهَا، فَقَالَ: إِنَّ أَحَدَ بَنِيْكِ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ وَيَسْأَلُكِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ شَتَمُوهُ؟ فَقَالَتْ: لَعَنَ اللهُ مَنْ لَعَنَهُ، فَوَاللهِ لَقَدْ كَانَ قَاعِدًا عِنْدَ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَيَّ، وَإِنَّ جِبْرِيلَ لَيُوحِي إِلَيْهِ الْقُرْآنَ، وَإِنَّهُ لَيَقُولُ لَهُ:" اكْتُبْ يَا عُثَيْمُ ". فَمَا كَانَ اللهُ لِيُنْزِلَهُ (2) تِلْكَ الْمَنْزِلَةَ إِلَّا كَرِيمًا عَلَى اللهِ وَرَسُولِهِ (3).

26131 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري.

وأخرجه مسلم (1190)(43)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 129، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 141، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 7/ 175، من طرق عن مالك بن مِغْوَل، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (25752).

ومن وجه آخر برقم (24105).

(2)

في (ظ 8): ليُنَزِّل.

(3)

إسناده ضعيف لجهالة فاطمة بنت عبد الرحمن وأمها، فقد ذكرهما الحسيني في "الإكمال"، وقال: مجهولة عن مثلها.

وسيرد برقم (26247).

ص: 228

إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ أَكْثَرُ صَلَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا إِلَّا الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَكَانَ أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَيْهِ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ الْإِنْسَانُ، وَإِنْ كَانَ يَسِيرًا (1).

26132 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا زَيْدٌ - يَعْنِي ابْنَ مُرَّةَ - أَبُو الْمُعَلَّى، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَحَلَّ مِنْ قَتْلِ الدَّوَابِّ وَالرَّجُلُ مُحْرِمٌ: أَنْ يَقْتُلَ الْحَيَّةَ، وَالْعَقْرَبَ، وَالْكَلْبَ الْعَقُورَ، وَالْغُرَابَ الْأَبْقَعَ، وَالْحُدَيَّا، وَالْفَأْرَةَ. وَلَدَغَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَقْرَبٌ، فَأَمَرَ بِقَتْلِهَا وَهُوَ مُحْرِمٌ (2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (24819).

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 221 - 222، وفي "الكبرى"(1357) من طريق أبي عاصم، عن عمر بن أبي زائدة، بهذا الإسناد.

وقولها: وكان أكثر صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً إلا المكتوبة. سيأتي من حديث أم سلمة بإسناد صحيح 6/ 304، وانظر (24019) و (25361).

وقولها: كان أحب الأعمال إليه ما داوم عليه الإنسان وإن كان يسيراً، سلف نحوه بإسناد صحيح برقم (24628).

(2)

حديث صحيح دون قولها: ولدَغ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عقربٌ

، وهذا إسنادٌ فيه الحسن -وهو البصري- مدلِّس، وقد عنعن، ورجال الإسناد كلُّهم ثقات رجال الشيخين، غير زيد بن مرة -وهو ابنُ أبي ليلى أبو المعلَّى- فليست له روايةٌ في أيٍّ من الكتب الستة، وقد وثقه الطيالسي وابن معين، فيما نقل ابن أبي حاتم عنهما في "الجرح والتعديل" ونقل عن أبيه أنه قال: صالح الحديث. وذكره ابن حبان في "الثقات". =

ص: 229

26133 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أُمِّ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: " يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ وَطَاعَتِكَ " فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ - قَالَ عَفَّانُ: فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: - إِنَّكَ تُكْثِرُ أَنْ تَقُولَ: " يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ وَطَاعَتِكَ ". قَالَ: " وَمَا يُؤْمِنِّي (1)، وَإِنَّمَا قُلُوبُ الْعِبَادِ بَيْنَ أُصْبُعَيِ الرَّحْمَنِ، إِنَّهُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُقَلِّبَ قَلْبَ عَبْدٍ قَلَّبَهُ ". قَالَ عَفَّانُ: " بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللهِ عز وجل "(2).

= قلنا: وفاتَ الحافظَ أن يذكرَه في رجال "التعجيل" ومن قبله الحسيني في "الإكمال" وهو على شرطهما. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري.

والصحيح من هذا الحديث سلف برقم (24052) و (25678).

(1)

في (ق) و (هـ) و (م) و (ظ 2) يؤمنني، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8) وهامش (ق) و (ظ 2).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدعان، وقد روى عن أم محمد امرأة أبيه، وهي أمية بنت عبد الله، ولم يرو عنها سواه، ولم يؤثر توثيقها عن غير ابن حبان كعادته في توثيق المجاهيل. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(224) و (233)، وأبو يعلى (4669)، والطبراني في "الدعاء"(1259)، والآجري في "الشريعة" ص 317 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. =

ص: 230

26134 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهِكَ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْفَرْعِ مِنْ كُلِّ خَمْسِ شِيَاهٍ شَاةٌ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَعُقَّ عَنِ الْجَارِيَةِ شَاةً، وَعَنِ الْغُلَامِ شَاتَيْنِ (1).

26135 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ اللهَ لَيُرَبِّي لِأَحَدِكُمُ التَّمْرَةَ وَاللُّقْمَةَ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ، حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ

= وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 210 و 11/ 37 من طريق همام بن يحيى عن علي بن زيد، به.

وأخرجه إسحاق (1369) عن النضر بن شميل، عن المبارك بن فضالة، عن علي بن زيد، عمن سمع عائشة، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1553) من طريق المعلى بن الفضل القشيري، عن المبارك بن فضالة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة.

وقال: لم يرو هذا الحديث عن مبارك إلا معلى، تفرد به إبراهيم.

وقد سلف نحوه برقم (24604)، وذكرنا هناك شاهده الذي يصح به.

(1)

حديث العقيقة صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام عليه في الرواية رقم (25429).

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1032) عن عبد الصمد، بهذا الإسناد.

قال السندي: قولها: عن الجارية شاة: مبتدأ وخبر، والجملة بيان لما تقدَّم.

ص: 231

أُحُدٍ " (1).

26136 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو حَصِينٍ، عَنْ

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد اختلف فيه على ثابت: وهو ابن أسلم البناني.

فرواه عبد الصمد -وهو ابن عبد الوارث- كما في هذه الرواية، عن حماد: وهو ابن سلمة، عنه، بهذا الإسناد. وخالفه سليمان بن حرب -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 11/ 149 - فرواه عن حماد، عن ثابت، عن القاسم مرسلاً. وقال الدارقطني: وقيل: عن ثابت البناني إنه سمعه من عباد بن منصور يحدِّث به عن القاسم. ثم قال: والصحيح عن ثابت، عن القاسم مرسلاً.

قلنا: قد رواه عن عباد وكيع وإسماعيل ابن عُلَيَّة -فيما سلف برقم (10088) - فقالا: عن عباد بن منصور عن القاسم بن محمد، عن أبي هريرة.

وأخرجه إسحاق (957) -ومن طريقه ابن حبان (3317) - عن عبد الصمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه البزار (931)(زوائد)، والطبراني في "الأوسط"(4240) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة. فذكراه.

وقال البزار: لا نعلم رواه هكذا إلا أبو أويس. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن سعيد إلا أبو أويس، تفرد به ابنه إسماعيل.

قلنا: وأبو أويس، وهو عبد الله بن عبد الله بن أويس، ضعيف يعتبر به.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/ 111، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" ورجاله رجال الصحيح، ولعائشة حديث يأتي بعد هذا. قلنا: أورده 3/ 112، وقال: رواه البزار ورجاله ثقات.

وله شاهد من حديث أبي هريرة، عند البخاري (1410)، ومسلم (1014)، وقد سلف (7634) و (8961).

ص: 232

أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ بَعْضُهُ عَلَيَّ (1).

26137 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، فَقُلْتُ: أَلَا تُحَدِّثِينِي عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَتْ: بَلَى، ثَقُلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" أَصَلَّى النَّاسُ؟ " فَقُلْنَا: لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:" ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ ". فَفَعَلْنَا، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ:" أَصَلَّى النَّاسُ؟ " فَقُلْنَا: لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ:" ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ ". فَفَعَلْنَا: فَاغْتَسَلَ، فَذَهَبَ (2) لِيَنُوءَ، فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالَ:" أَصَلَّى النَّاسُ؟ " فَقُلْنَا: لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَتْ: وَالنَّاسُ عُكُوفٌ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُونَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِصَلَاةِ الْعِشَاءِ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَجُلًا رَقِيقًا، فَقَالَ: يَا عُمَرُ، صَلِّ بِالنَّاسِ. فَقَالَ: أَنْتَ أَحَقُّ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24413) إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا: هو عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري.

وأخرجه الطبراني في "الاوسط"(9408) من طريق أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن عبد الصمد، عن شعبة، عن زائدة، بهذا الإسناد.

(2)

في (م): ثم ذهب.

ص: 233

بِذَلِكَ. فَصَلَّى بِهِمْ أَبُو بَكْرٍ تِلْكَ الْأَيَّامَ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَجَدَ خِفَّةً، فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا الْعَبَّاسُ لِصَلَاةِ الظُّهْرِ، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ ذَهَبَ لِيَتَأَخَّرَ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ أَنْ لَا تَتَأَخَّرَ، وَأَمَرَهُمَا، فَأَجْلَسَاهُ إِلَى جَنْبِهِ، فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي قَائِمًا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي قَاعِدًا، فَدَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقُلْتُ: أَلَا أَعْرِضُ عَلَيْكَ مَا حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: هَاتِ. فَحَدَّثْتُهُ، فَمَا أَنْكَرَ مِنْهُ شَيْئًا، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: أَسَمَّتْ لَكَ الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ مَعَ الْعَبَّاسِ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: هُوَ عَلِيٌّ (1).

26138 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَا: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ،

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زائدة: هو ابن قدامة.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 101 - 102، وفي "الكبرى"(908) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد. قال المزي في "التحفة" 11/ 483: هذا أجود حديث في الباب.

وأخرجه بتمامه ومختصراً ابن سعد 2/ 218 - 219، وابن أبي شيبة 2/ 332 - 333 و 14/ 560 - 561، وإسحاق (1091) و (1092)، والبخاري (687)، ومسلم (418)(90)، والنسائي في "الكبرى"(7084)، والدارمي (1257)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 450، وأبو عوانة 2/ 111 - 112، وابن المنذر في "الأوسط"(238)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 405 - 406، وفي "شرح مشكل الآثار"(4207)، وابن حبان (2116) و (6602)، والبيهقي في "السنن" 3/ 80 - 818/ 151 - 152، وفي "معرفة السنن والآثار"(5696)، وفي "الدلائل" 7/ 190 - 191 من طرق عن زائدة، به.

وقد سلف برقم (24061).

ص: 234

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، فَقُلْتُ لَهَا: أَلَا تُحَدِّثِينِي عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: بَلَى، ثَقُلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ لَا تَأَخَّرَ. قَالَ مُعَاوِيَةُ: يَتَأَخَّرُ، وَقَالَ لَهُمَا:" أَجْلِسَانِي إِلَى جَنْبِهِ ". فَأَجْلَسَاهُ إِلَى جَنْبِهِ، قَالَتْ: فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي وَهُوَ قَائِمٌ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلَاةِ أَبِي بَكْرٍ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَاعِدٌ (1).

26139 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْفُرَاتِ - قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ (2)، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الطَّاعُونِ؟ فَأَخْبَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنَّهُ كَانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ، فَجَعَلَهُ (3) رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، فَلَيْسَ مِنْ رَجُلٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ، فَيَمْكُثُ فِي بَيْتِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر سابقه (26137) غير أن شيخي أحمد هنا: هما عبد الصمد بن عبد الوارث، ومعاوية بن عمرو المهلبي.

وأخرجه ابن سعد 2/ 218، وأبو عوانة 1/ 111 - 112 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.

(2)

في (م): عبد الله بن أبي بريدة، وكلمة "أبي" مقحمة.

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8): وجعله.

(4)

إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو مكرر الحديث (24358)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا عبد الصمد: وهو ابن عبد الوارث العنبري. =

ص: 235

26140 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى - يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ - قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَغْتَسِلَ مِنْ جَنَابَةٍ تَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ صَبَّ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ مِرَارٍ، يُخَلِّلُ بِأَصَابِعِهِ أُصُولَ الشَّعْرِ (1).

26141 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّ عَمْرَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ حَدَّثَتْهَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" تُقْطَعُ الْيَدُ فِي رُبُعِ دِينَارٍ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، قتادة لم يسمع من عروة بن الزبير فيما نقل ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 172 عن الإمام أحمد، وكذلك قال البرديجي فيما نقله عنه الحافظ في "تهذيب التهذيب" وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ"(46) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، بهذا الإسناد، مختصراً.

وقد سلف مطولاً برقم (24257) بإسنادٍ صحيح.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابنُ عبد الوارث، وحَرْب: هو ابن شدَّاد، ويحيى: هو ابنُ أبي كثير، ومحمد بن عبد الرحمن الأنصاري: هو ابن زُرارة، نسبه همام في الرواية (26116)، ولم ينسبه حرب بن شداد في هذه الرواية، ولا حسين المعلم، كما في التخريج.

وأخرجه البخاري (6791)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 12/ 367 من طريق حسين المعلم، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري، به. =

ص: 236

26142 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ (1) عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ، أَنَّ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ، أَخْبَرَتْهُ. وَأَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ يَدَعُ فِي بَيْتِهِ ثَوْبًا فِيهِ تَصْلِيبٌ إِلَّا نَقَضَهُ (2). قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: وَقَدْ كَانَ خَالَطَ ثِيَابَنَا الْحَرِيرُ (3).

26143 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَرْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ حَدَّثَهُ وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمِهِ خُصُومَةٌ فِي أَرْضٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهَا، فَقَالَتْ: يَا أَبَا سَلَمَةَ،

= وسلف برقم (24078).

(1)

في (ظ 7) و (ظ 8): حدثنا.

(2)

في (م) و (ق) و (ظ 2): قضبه، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8) وهامش (ق) و (ظ 2).

(3)

حديث صحيح وله إسنادان.

الأول: عبد الصمد، عن حرب: وهو ابن شداد، عن يحيى: وهو ابن أبي كثير الطائي، عن عمران بن حطان، عن عائشة.

والثاني: أبو عامر: وهو العقدي، عن هشام: وهو ابن أبي عبد الله الدستوائي، عن يحيى: وهو أبن أبي كثير الطائي، عن عمران بن حطان، عن عائشة.

وكلا الإسنادين صحيح، عمران بن حطان من رجال البخاري، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(437) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.

وقد سلف (24261).

ص: 237

اجْتَنِبِ الْأَرْضَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ " مَنْ ظَلَمَ قِيْدَ شِبْرٍ مِنَ الْأَرْضِ، طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ "(1).

26144 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ - يَعْنِي ابْنَ حَبِيبٍ الْحَنَفِيَّ - قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الرَّقَاشِيَّ، يَقُولُ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ، فَأَخْرَجَتْ إِلَيَّ جَرَّةً مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ، فَقَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَكْرَهُ مَا يُصْنَعُ فِي هَذِهِ (2).

26145 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24504) إلا أنَّ شيخ عبد الصمد في هذا الإسناد هو حرب: وهو ابن شداد.

وأخرجه مسلم (1612) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الخرائطي في "مساوئ الاخلاق"(667)، والطبراني في "الأوسط"(2505)، والبيهقي في "السنن" 6/ 99 من طريق عبد الله بن رجاء، عن حرب بن شداد، به.

وسلف برقم (24353).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال أبي سعيد الرقاشي: وهو قيس مولى حُضَيْن بن منذر، ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 151، وقال: قال أحمد: ويقال ابن حصين بن عقبة، يعد في البصريين، وترجم له كذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 106، ونقل عن ابن معين قوله: لا أعرفه. قلنا: ولم يترجم له الحسيني في "الإكمال" ولا الحافظ في "التعجيل" وهو على شرطهما. وبقية رجاله ثقات. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري.

وقد سلف نحوه برقم (24024).

ص: 238

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُنِي وَهُوَ صَائِمٌ (1).

26146 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي الْمُنْذِرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ فَقَالَ: " يَا عَائِشَةُ، اسْتَعِيذِي بِاللهِ مِنْ شَرِّ هَذَا، فَإِنَّ هَذَا الْغَاسِقُ إِذَا وَقَبَ "(2).

26147 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ مِنْ وَلَدِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ أُمِّهِ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يُمْنَعُ نَقْعُ مَاءٍ فِي بِئْرٍ "(3).

26148 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ

(1) هو مكرر الحديث (25613) غير شيخ أحمد، فهو هنا عبد الملك بن عمرو، وهو أبو عامر العقدي.

وقد سلف أيضاً برقم (24110).

(2)

إسناده حسن، وهو مكرر (25802) سنداً ومتناً.

(3)

حديث صحيح. خارجة بن عبد الله -وهو ابنُ سليمان بن زيد بن ثابت- توبع، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الملك: هو ابن عمرو أبو عامر العَقَدي، وأبو الرِّجال: هو محمد بن عبد الرحمن بن حارثة الأنصاري، وعَمْرة: هي بنت عبد الرحمن الأنصارية.

وقد اختلف فيه على أبي الرِّجال في وصله وإرساله، كما بيَّنا في الرواية. (24741)

وأخرجه ابن عبد البَرّ في "التمهيد" 13/ 125 من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن خارجة بن عبد الله، به.

وسلف برقم (24811)، وشرحُه برقم (24741).

ص: 239

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَخْرُجُ إِلَى الْبَقِيعِ فَيَدْعُو لَهُمْ، فَسَأَلَتْهُ عَائِشَةُ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ:" إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَدْعُوَ لَهُمْ "(1).

26149 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ (2)، قَالَ:(3) سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَعَنَ اللهُ أَقْوَامًا (4) اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ "(5).

• 26150 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةٍ -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَا

(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم والد عبد الله لم يذكروا له سماعاً من عائشة.

وقد اختلف فيه على عبد الله فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 54، فقال: رواه إسماعيل بن أبي أويس، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عمرة، عن عائشة.

ورواه أبو سعيد، عن ابن أبي أويس، عن أبيه، عن يحيى بن سعيد، وعبد الله بن أبي بكر، عن عمرة، عن عائشة.

ورواه زهير بن محمد -كما في هذه الرواية- عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، عن عائشة. وقال الدارقطني: ولا يثبت قوله: عن أبيه، والله أعلم.

وأخرجه إسحاق (1115) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي، بهذا الإسناد.

وقد سلف نحوه بإسنادٍ حسن برقم (24612)، وانظر (24425).

(2)

في (م): محمد بن أبي بكر. وهو خطأ.

(3)

في (م): حدثنا.

(4)

في (م): قوماً.

(5)

حديث صحيح، وهو مكرر من طريق محمد بن بكر (25129) سنداً ومتناً.

ص: 240

الْقَوَارِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ - عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ التَّبَتُّلِ.

[قَالَ عَبْدُ اللهِ]: فَحَدَّثَنِيهِ أَبِي، فَقَالَ: لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ يَحْيَى (1).

26151 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ أَبِي قَزَعَةَ: أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بَيْنَمَا هُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ إِذْ قَالَ: قَاتَلَ اللهُ ابْنَ الزُّبَيْرِ حَيْثُ يَكْذِبُ عَلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، يَقُولُ: سَمِعْتُهَا وَهِيَ تَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يَا عَائِشَةُ، لَوْلَا حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ لَنَقَبْتُ الْبَيْتَ " - قَالَ أَبِي: قَالَ الْأَنْصَارِيُّ: " لَنَقَضْتُ الْبَيْتَ - حَتَّى أَزِيدَ فِيهِ مِنَ الْحِجْرِ، فَإِنَّ قَوْمَكِ قَصَّرُوا عَنِ الْبِنَاءِ ".

فَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ: لَا تَقُلْ هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَنَا سَمِعْتُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ تُحَدِّثُ هَذَا. فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ سَمِعْتُ هَذَا قَبْلَ أَنْ أَهْدِمَهُ، لَتَرَكْتُهُ عَلَى بِنَاءِ ابْنِ الزُّبَيْرِ (2).

(1) حديث صحيح، وهو مكرر (252391) غير أن عبد الله بن أحمد قد سمعه كذلك من القواريري، عن يحيى بن سعيد القطان، عن أشعث، به. فزاد هذا الطريق في المسند، وقد صرح له أحمد أنه لم يسمعه من شيخه يحيى.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو قزعة: هو سويد بن حُجَيْر، والحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حاتم بن أبي صغيرة هو أبو يونس القُشَيْري.

وأخرجه مسلم (13331)(4041)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" =

ص: 241

26152 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهَا بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَّا رَكَعَ عِنْدَهَا رَكْعَتَيْنِ (1).

26153 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ عَيَّاشٍ: أَلَيْسَ ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يُصْبِحُ وَهُوَ جُنُبٌ فَيَغْتَسِلُ وَيَصُومُ؟

فَقَالَ سُفْيَانُ: حَدَّثَنِيهِ حَمَّادٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ (2).

= 2/ 185، والبيهقي في "السنن" 5/ 89 من طريق عبد الله بن بكر، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً إسحاق (1693)، ومسلم (1333)(403)، وابن خزيمة (2741) و (3023) من طريق عبد الله بن عبيد الله بن عمير والوليد بن عطاء، عن الحارث، به.

وقد سلف برقم (24297).

ورواية الأنصاري التي أشار إليها الإمام أحمد ستأتي برقم (26257).

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن قيس: وهو الحِمْيَرِي، فقد روى له أبو داود والترمذي والنَّسائي، وهو ثقة. عطاء: هو ابن أبي رباح.

وقد سلف نحوه برقم (24235).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل حماد بن أبي سليمان، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير حسن بن عياش فمن رجال مسلم.

وقد سلف برقم (25569).

وانظر (24062).

ص: 242

26154 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ لَا يَرَوْنَ إِلَّا أَنَّهُ الْحَجُّ، فَلَمَّا طَافَ بِالْبَيْتِ، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ فَطَافُوا، أَمَرَهُمْ فَحَلُّوا، قَالَتْ: وَكُنْتُ قَدْ حِضْتُ، فَوَقَفْتُ الْمَوَاقِفَ كُلَّهَا إِلَّا الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ، فَقُلْتُ: يَرْجِعُونَ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ وَأَرْجِعُ بِحَجَّةٍ؟ قَالَتْ: فَأَرْسَلَ مَعِي أَخِي، فَلَقِيتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُصْعِدًا مُدْلِجًا عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَأَنَا مُدْلِجَةٌ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ (1).

26155 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَفْتِلُ الْقَلَائِدَ لِهَدْيِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ يَمْكُثُ. قَالَتْ: وَكَانَ يَهْدِي الْغَنَمَ (2).

26156 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وقد سلف بهذا الإسناد برقم (26965).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.

وقولها: كنت أفتل قلائد هدي رسول الله ثم يمكث، سلف نحوه برقم (24603)، ولفظه: كأني أنظر إليَّ أفتل قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغنم، ثم لا يمسك عن شيء.

وقولها: كان يهدي الغنم. سلف نحوه برقم (24136) ولفظه: أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدى مرة غنماً.

وانظر (24020).

ص: 243

إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ، وَيُحْيِي آخِرَهُ (1).

26157 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنٌ (2)، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَتَوَضَّأُ بَعْدَ الْغُسْلِ (3).

26158 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى يَكُونَ آخِرَ صَلَاتِهِ الْوَتْرُ (4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24342)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو يحيى بن آدم، وشيخه هناك هو وكيع.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(1517) عن يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.

(2)

هو ابن صالح بن حيّ، وهو من رجال مسلم، وقد وهم الحافظ في تعيينه في "أطراف المسند" 9/ 22 بأنه ابن عياش، فإن حسن بن عياش يروي عن أبي إسحاق الشيباني لا السبيعي.

(3)

حديث حسن بطرقه، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (24389).

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 137 و 209، وفي "الكبرى"(249)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 335 من طريقين، عن الحسن بن صالح، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24389).

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عمار بن رُزيق، فمن رجال مسلم، وهو ثقة.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"، (1519) ومسلم (740)، =

ص: 244

26159 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ تِسْعَ رَكَعَاتٍ (1).

26160 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا مُفَضَّلٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ

= والمروزي كما في "مختصر قيام الليل" ص 131 من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4710).

وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11324).

وعن جابر، سلف برقم (14207).

وانظر (24188).

(1)

حديث صحيح، رجاله لقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1497)، والترمذي في "جامعه"(444)، وفي "الشمائل"(269)، والنسائي في "الكبرى"(1349) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي في "جامعه"(443)، وفي "الشمائل"(269)، والنسائي في "الكبرى"(1350) و (1353) و (1412)، وابن ماجه (1360)، وأبو يعلى (4737) و (4791) و (4793)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 284، والإسماعيلي في "معجمه"(219) من طرق عن الأعمش، به. وقال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن صحيح، غريبٌ من هذا الوجه.

وانظر (24019) و (24269).

ص: 245

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجْنَا نُرِيدُ الْحَجَّ، فَلَمْ أَطُفْ، فَقُلْتُ: يَرْجِعُونَ يَا رَسُولَ اللهِ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ وَأَرْجِعُ بِحَجَّةٍ؟ قَالَتْ صَفِيَّةُ: مَا أُرَانِي إِلَّا حَابِسَتَكُمْ، قَالَ:" عَقْرَى حَلْقَى " قَالَ: " طُفْتِ يَوْمَ النَّحْرِ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَتْ: فَأَمَرَهَا فَنَفَرَتْ (1).

26161 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا مُفَضَّلٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ نَزَلَ (2) عَلَيْهِ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} يُصَلِّي صَلَاةً إِلَّا دَعَا، وَقَالَ:" سُبْحَانَكَ رَبِّي وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي "(3).

26162 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، مفضل -وهو ابن مهلهل السعدي- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1526) عن يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.

وقد سلف مطولاً برقم (24906).

(2)

في (م): نزلت.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، مُفَضَّل -وهو ابن مُهَلْهَل- من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(1443)، ومسلم (484)(219)، وأبو عوانة 2/ 186، والطبراني في "الدعاء"(604) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (25928).

ص: 246

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: رَأَيْتُ وَبِيصَ الطِّيبِ فِي مَفْرِقِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْرِمٌ (1).

26163 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأَطْيَبِ مَا أَجِدُ مِنَ الطِّيبِ، حَتَّى أَنِّي أَرَى وَبِيصَ الطِّيبِ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ قَبْلَ أَنْ يُحْرِمَ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر.

وأخرجه البخاري (1537 - 1538)، والنَّسائي في "المجتبى" 5/ 139، وفي "الكبرى"(3674)، وابن حزم في "المحلى" 7/ 86، والبيهقي في "السنن" 5/ 34، من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة (نشرة العمروي) ص 194، وابن راهويه (1509)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 139، وفي "الكبرى"(3675) و (3676)، وابن خُزيمة (2585)، وابنُ حبان (3767)، من طريقين عن منصور، به.

وسلف برقم (26080).

ومن وجه آخر برقم (24105).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (25752)، غير شيخ أحمد.

وأخرجه ابن راهويه (1534)، والبخاري (5923)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 140، وفي "الكبرى"(3681)، من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.

وسلف من وجه آخر برقم (24105).

ص: 247

26164 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (1)، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ صَفِيَّةَ حَاضَتْ قَبْلَ النَّفْرِ، فَسَأَلَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" كُنْتِ طُفْتِ طَوَافَ يَوْمِ النَّحْرِ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ. فَأَمَرَهَا أَنْ تَنْفِرَ، فَنَفَرَتْ (2).

26165 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ يُسَارِعُ إِلَى شَيْءٍ مَا يُسَارِعُ إِلَى الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ (3).

26166 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ خُصَيْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مُنْذُ ثَلَاثِينَ سَنَةً عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَجْمَرْتُ شَعْرِي إِجْمَارًا شَدِيدًا، فَقَالَ لِي

(1) تحرف اسم سفيان في "أطراف المسند" 9/ 20 إلى شيبان.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4190) من طريق يحيى بن آدم، الإسناد.

وقد سلف مطولاً برقم (24906).

(3)

إسناده ضعيف، وهو مكرر الحديث (25327)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو يحيى بن آدم.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(1641) عن يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.

ونحوه بإسناد صحيح برقم (24167).

ص: 248

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا عَائِشَةُ، أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ عَلَى كُلِّ شَعَرَةٍ جَنَابَةً "(1).

26167 -

حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنِ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَيْفَ كَانَ يُصَلِّي؟ قَالَتْ: كَانَ يُصَلِّي الْهَجِيرَ، ثُمَّ يُصَلِّي بَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ (2).

(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (24797)، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو يحيى بن آدم.

وأخرجه إسحاق ابن راهويه (1680) عن يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.

قال السندي: قولها: أجمرتُ شعري، أي: جمعته وضفرته.

(2)

حديث صحيح. المصعب بن المقدام -وإن كان مختلفاً فيه، حسن الحديث- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. إسرائيل: هو ابن يونس ابن أبي إسحاق السبيعي.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 301، مختصراً، وفي "شرح مشكل الآثار"(5283) من طريق عثمان بن عمر العبدي، عن إسرائيل، بهذا الإسناد، ولفظه في "شرح المشكل": قلت لعائشة: كيف كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ كأنه يعني بعقب صلاته الظهر وبعقب صلاته العصر. قالت: كان يصلي الهجير، ثم يصلي بعدها ركعتين، ثم كان يصلي العصر، ثم يصلي بعدها ركعتين

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2162) من طريق أبي عقيل، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن الحِمَّاني، عن مسعر بن كِدام، عن المقدام، به، وقال: لم يرو هذا الحديث عن مسعر إلا عبد الحميد، تفرد به أبو عقيل.

وانظر (24019) و (25126).

قال السندي: قولها: يصلّي الهجير، أي: الظهر.

ص: 249

26168 -

حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْمِقْدَامِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ: مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ؟ قَالَتْ: كَانَ يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ، فَإِذَا دَخَلَ تَسَوَّكَ (1).

26169 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا (2) سَعِيدٌ - يَعْنِي: ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ - حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ (3).

26170 -

حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ

(1) حديث صحيح، وهو مكرر (24786)، غير أن شيخ أحمد هنا هو مصعب بن المقدام.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1579) من طريق عُبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.

وقولها: فإذا دخل تسوك، سلف بإسنادٍ صحيح برقم (24144).

(2)

لفظ: "حدثنا" سقط من (م).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن يزيد: هو أبو عبد الرحمن المقرئ، وسعيد بن أبي أيوب: هو المصري، وأبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة بن الزبير.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (824)، والبخاري (1160)، وأبو عوانة 2/ 279 من طريق عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24057).

ص: 250

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَبِيتُ جُنُبًا فَيَأْتِيهِ بِلَالٌ، فَيُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَيَقُومُ فَيَغْتَسِلُ، فَأَنْظُرُ إِلَى تَحَادُرِ الْمَاءِ فِي شَعْرِهِ وَجِلْدِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ، فَأَسْمَعُ صَوْتَهُ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، ثُمَّ يَظَلُّ صَائِمًا (1).

26171 -

حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ. وعَبيدة عَنْ عَامِرٍ (2)، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَظَلُّ صَائِمًا مَا يُبَالِي مَا قَبَّلَ مِنْ وَجْهِي حَتَّى يُفْطِرَ (3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على الشعبي، وقد بينا ذلك في الرواية (25675).

وأخرجه ابن حبان (3491) من طريق أبي سعيد الأشج، عن أسباط بن محمد، بهذا الإسناد.

(2)

كذا في الأصول الخطية: وعَبيدة عن عامر. وعَبيدة هذا هو ابنُ حميد، شيخ الإمام أحمد، والظاهر أن هناك سقطاً قديماً في نسخ المسند، إذ حق العبارة أن تكون: وعَبيدة عن مطرف، عن عامر، وهو ما ورد في مصادر التخريج، كما سيرد.

(3)

إسناده صحيح، وهو مكرر الرواية (24699) سوى شيخ أحمد، فقد رواه هنا عن أسباط، وهو ابن محمد، وعن عَبيدة وهو ابن حميد، كلاهما عن مطرف وهو ابن طريف الكوفي. ورجاله ثقات رجال الشيخين، غير أنه قد اختلف فيه على الشعبي كما بسطناه في الرواية المشار إليها.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3079)، وابن خزيمة (2001)، والبيهقي في "السنن" 4/ 233، وأبو عمرو بن منده في "الفوائد"(29)، من طريق عَبيدة بن حميد، عن مُطَرِّف، عن الشعبي، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24110).

ص: 251

26172 -

حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الرُّقْيَةِ مِنْ كُلِّ ذِي حُمَةٍ (1).

26173 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نُبَيْهٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا تَحْتَ الْكَعْبِ مِنَ الْإِزَارِ فَفِي النَّارِ "(2).

26174 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَائِلٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَهِيَّ يُحَدِّثُ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ فِي جَيْشٍ قَطُّ إِلَّا أَمَّرَهُ عَلَيْهِمْ، وَإِنْ (3) بَقِيَ بَعْدَهُ اسْتَخْلَفَهُ (4).

26175 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ:

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24326) سنداً ومتناً.

(2)

صحيح لغيره، وهو مكرر (24315)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو محمد بن عبيد الطنافسي.

وأخرجه إسحاق (1759) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.

(3)

في (ظ 8): ولو بقي، وضبب فوقها.

(4)

إسناده حسن إن صح سماع البهي عن عائشة، وهو مكرر (25898) سنداً ومتناً.

ص: 252

اعْتَلَجَ نَاسٌ، فَأَصَابَ طُنُبُ الْفُسْطَاطِ عَيْنَ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَضَحِكُوا، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا مِنْ مُؤْمِنٍ تَشُوكُهُ شَوْكَةٌ، فَمَا فَوْقَهَا، إِلَّا حَطَّ اللهُ عَنْهُ خَطِيئَةً، وَرَفَعَ لَهُ بِهَا دَرَجَةً "(1).

26176 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُطِيعٌ الْغَزَّالُ، عَنْ كُرْدُوسٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَقَدْ مَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِسَبِيلِهِ وَمَا شَبِعَ أَهْلُهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ طَعَامِ بُرٍّ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24156)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو محمد بن عبيد: وهو الطنافسي.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/ 373، وفي "الشُّعب"(9826)، وفي "الآداب"(907) من طريق حمد بن عُبيد، بهذا الإسناد. قال السندي: قوله: اعتلجَ ناس، أي: ازدحموا، مِن اعتلجتِ الأمواج: إذا التطمت، واعتلج الهمُّ في صدره كذلك على المَثَلِ.

(2)

حديث صحيح، كردوس اختلف في تعيينه، فقيل: هو كردوس بن العباس الثعلبي، ويقال: كردوس بن عمرو الغطفاني، ويقال كردوس بن هانئ الثعلبي الكوفي، ويقال: إنهم ثلاثة، ذهب إلى ذلك علي ابن المديني، وقال أبو حاتم: فيه نظر. وجعلهم ابن حبان في كتاب "الثقات" أربعة، فقال: كردوس بن عمرو التغلبي، كردوس بن العباس الغطفاني، كردوس الكوفي عن ابن مسعود، كردوس شيخ يروي عن الأشعث بن قيس. قلنا: وعلى كلٍّ فقد توبع. وبقية رجاله ثقات. محمد بن عبيد: هو الطنافسي.

وأخرجه وكيع في "الزهد"(108)، وابن سعد 8/ 403، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 378 من طريقين عن مطيع الغزال، بهذا الإسناد.

وقد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (24151). =

ص: 253

26177 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ صَمْعَةَ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ أَنَّهَا كَانَتْ تَغْتَسِلُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي (1) إِنَاءٍ وَاحِدٍ (2).

26178 -

حَدَّثَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ (3)، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي لَمْ يَقُمْ (4) مِنْهُ: " لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ، وَالنَّصَارَى، فَإِنَّهُمُ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ ". قَالَ: وَقَالَتْ عَائِشَةُ: لَوْلَا ذَلِكَ أَبْرَزَ قَبْرَهُ، وَلَكِنَّهُ خَشِيَ أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا (5).

26179 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ

(1) في (ظ 2) و (ق): من.

(2)

إسناده صحيح، أبان بن صمعة، ثقة، أخرج له مسلم متابعة، وهو وإن اختلط إلا أن ما رواه عنه البصريون مستقيم فيما ذكر ابن عدي. وروح بن عبادة منهم. وعكرمة: هو مولى ابن عباس احتج به البخاري، وروى له مسلم مقروناً، وهو ثقة.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(1203)، وأبو يعلى (4872)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 25 من طريقين عن أبان، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24014).

(3)

في هامش (ق) و (ظ 2): ويقال: هلال بن حميد.

(4)

في (ظ 7): في مرضه الذي مات فيه.

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24895)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو محمد بن الفَضْل ولقبه: عارم.

ص: 254

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ امْرَأَةَ أَبِي حُذَيْفَةَ فَأَرْضَعَتْ سَالِمًا خَمْسَ رَضَعَاتٍ، فَكَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا بِتِلْكَ الرَّضَاعَةِ (1). (2)

26180 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ، أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ تَقُولُ: إِنَّمَا مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى يَهُودِيَّةٍ

(1) في (ظ 8): الرضعة.

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 249 من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً عبد الرزاق في "مصنفه"(13886)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(6377) عن مالك، به. وفيه قصة.

وهو عند مالك في "الموطأ" 2/ 605 - 606 مطوَّلاً، وأخرجه من طريقه الشافعي في "المسند" 2/ 22 - 23 (ترتيب السندي) عن الزهري، عن عروة، أن أبا حذيفة

فذكر الحديث مرسلاً، وفيه قصة.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/ 106 - ببعض القصة- من طريق مالك ويونس، عن الزهري،

كذلك مرسلاً.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 118 - 119 في رواية مالك: والصحيح عن عائشة متصلاً.

وقال ابن عبد البر: هذا حديث يدخل في المسند -أي المتصل- للقاء عروة عائشة وسائر أزواجه صلى الله عليه وسلم، وللقاء سهلة بنت سهيل، وقد وصله الجماعة.

وقد سلف مطولاً برقم (25650).

وانظر (24108).

ص: 255

يُبْكَى عَلَيْهَا، فَقَالَ:" إِنَّكُمْ لَتَبْكُونَ عَلَيْهَا، وَإِنَّهَا لَتُعَذَّبُ فِي قَبْرِهَا "(1).

26181 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَرِجْلِي فِي قِبْلَتِهِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ غَمَزَنِي، فَقَبَضْتُهَا، فَإِذَا قَامَ، بَسَطْتُهَا (2).

26182 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ كَيْسَانَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي مُعَاذَةُ قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَنَاءُ أُمَّتِي بِالطَّعْنِ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على مالك:

فرواه عثمان بن عمر: وهو ابن فارس العبدي -كما في هذه الرواية- عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر: وهو ابن محمد بن عمرو بن حزم، عن عمرة، عن عائشة، به.

ورواه سفيان بن عيينة -كما سلف (24115) - وإسحاق بن عيسى ابن الطباع -كما سلف (24758) - كلاهما عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، عن عمرة، عن عائشة، فزاد في الإسناد أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 99: يشبه أن يكون عبد الله بن أبي بكر سمعه هو وأبوه من عمرة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر الحديث (25148)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عثمان بن عمر، وهو ابن فارس العبدي.

ص: 256

وَالطَّاعُونِ ". قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا الطَّاعُونُ؟ قَالَ: " غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْإِبِلِ، الْمُقِيمُ فِيهَا كَالشَّهِيدِ، وَالْفَارُّ مِنْهَا كَالْفَارِّ مِنَ الزَّحْفِ " (1).

26183 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ كَيْسَانَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَمْرَةُ الْعَدَوِيَّةُ، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ، تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْفَارُّ مِنَ الطَّاعُونِ كَالْفَارِّ مِنَ الزَّحْفِ "(2).

26184 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: إِنَّمَا نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الصَّلَاةِ أَنْ يُتَحَرَّى بِهَا طُلُوعُ الشَّمْسِ وَغُرُوبُهَا (3).

26185 -

حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ (4)

(1) إسناده جيد، وهو مكرر الحديث (25118)، إلا أن الإمام أحمد رواه هنا عن يحيى بن إسحاق ولم يقرن به أحداً.

(2)

حديث جيد، وهو مكرر (24527) سنداً ومتناً.

وانظر ما قبله.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (24931)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا: هو يحيى بن إسحاق السِّيلحيني، وهو من رجال مسلم.

(4)

في (م): سعد بن هشام، عن أبيه، بزيادة: عن أبيه، وهو خطأ.

ص: 257

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَوْتَرَ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ (1).

26186 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ شَجَّاحٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي وَرْقَاءُ بِنْتُ هُرَامٍ (2) الْهُنَائِيَّةُ، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: رُبَّمَا رَأَيْتُ فِي ثَوْبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْجَنَابَةَ، فَأَفْرُكُهُ (3).

(1) حديث صحيح، أزهر بن القاسم: وهو الراسبي وثَّقه أحمد والنسائي، وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه ولا يحتج به، وذكره ابن حبان في "الثقات " وقال: كان يخطئ، قلنا: وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه مطولاً ومختصراً إسحاق (1317)، ومسلم (746)(139)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 240، وفي "الكبرى"(1409)، والدارمي (1475)، وابن نصر في "مختصر قيام الليل" ص 85، وابن خزيمة (1078) و (1127) و (1170)، وابن حبان (2442) و (2552)، وابن حزم في "المحلى" 3/ 45، والبيهقي في "السنن" 3/ 30 من طريق معاذ بن هشام، عن هشام، بهذا الإسناد.

(2)

في (ظ 2) و (ق) و (م): هذام، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ورقاء الهنائية، تفرد بالروإية عنها طلحة بن شجَّاح، وقد ذكرها الحافظ في "التعجيل"، فقال: ورقاء بنت هرم، كذا في نسخة من "المسند"، وفي أخرى اعتمدها الحسيني: بنت هرار. وقال في ترجمة طلحة الراوي عنها: بنت هرام بالميم (بل فيه: بنت هراب بالباء، وبالميم جاءت في تذكرته)، وقال ابن أبي حاتم في ترجمة طلحة كالأول، وأن ذلك رواية أبي سعيد مولى بني هاشم، وهي التي في "المسند". وقال في رواية أبي عامر العقدي [هرار] آخرها راء. ثم قال =

ص: 258

26187 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ (1)، حَدَّثَتْنِي وَرْقَاءُ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ هَمَّهُ قَضَاؤُهُ - أَوْ هَمَّ بِقَضَائِهِ - لَمْ يَزَلْ مَعَهُ مِنَ اللهِ حَارِسٌ "(2).

26188 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ (3).

= الحافظ: روى عنها طلحة بن شجّاج، لا أعرف حالها.

قلنا: وطلحة بن شجَّاج من رجال "التعجيل" كذلك، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ولم يذكر ابن أبي حاتم فيه جرحاً، وقيَّد الحافظُ أباه بفتح الشين المعجمة، وتشديد الجيم، وآخره حاء مهملة. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله.

وسلف بإسناد صحيح برقم (24158).

وسلف كذلك برقم (24064)، وذكرنا هناك أرقام مكرراته.

(1)

قوله: حدثنا طلحة، سقط من (م).

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4289)، والطبراني في "الأوسط"(3771) من طريق مسلم بن إبراهيم الأزدي، عن طلحة، بهذا الإسناد، وفيه قصة.

وسلف نحوه برقم (24439)، وذكرنا هناك شواهده.

(3)

إسناده صحيح، وهو مكرر (24528)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو أبو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري.

ص: 259

26189 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا مَرِضَ قَرَأَ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ وَيَنْفُثُ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا ثَقُلَ جَعَلْتُ أَنْفُثُ عَلَيْهِ بِهِمَا، وَأَمْسَحُ بِيَمِينِهِ الْتِمَاسَ بَرَكَتِهَا (1).

26190 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ. وَأَبُو الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ (2)، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ. قَالَ أَبُو الْمُنْذِرِ: فِي رَمَضَانَ (3).

26191 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ (4)، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ: سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ أَوْصَى بِثَلَاثِ مَسَاكِنَ لَهُ، فَقَالَ الْقَاسِمُ: يُخْرَجُ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن خالد -وهو الخياط- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو مكرر (24728).

(2)

قوله: "أبو بكر" من (م).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، حمَّاد بن خالد الخياط، وأبو المنذر (وهو إسماعيل بن عمر الواسطي)، وأبو بكر النَّهشلي، من رجاله، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وهو مكرر الحديث (24989) سنداً ومتناً غير شيخي أحمد.

وسلف برقم (24110)، وبرقم (24130).

(4)

قوله: بن خالد، من (ظ 2) و (م).

ص: 260

ذَاكَ حَتَّى يُجْعَلَ فِي مَسْكَنٍ وَاحِدٍ، وَقَدْ سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ "(1).

26192 -

حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا أَفْلَحُ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصْبِحُ وَهُوَ جُنُبٌ، فَيَغْتَسِلُ وَيَصُومُ يَوْمَهُ (2).

26193 -

حَدَّثَنَا حَمَّادٌ وَأَبُو الْمُنْذِرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ مَوْلَى عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَالَ اللهُ عز وجل: مَنْ أَذَلَّ لِي وَلِيًّا، فَقَدْ اسْتَحَلَّ مُحَارَبَتِي، وَمَا (3) تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي (4) بِمِثْلِ أَدَاءِ الْفَرَائِضِ، وَمَا يَزَالُ الْعَبْدُ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، إِنْ سَأَلَنِي أَعْطَيْتُهُ، وَإِنْ دَعَانِي أَجَبْتُهُ، مَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ وَفَاتِهِ، لِأَنَّهُ يَكْرَهُ الْمَوْتَ، وَأَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ ". قَالَ أَبِي: وَقَالَ أَبُو الْمُنْذِرِ: قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ، قَالَ:

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (25128)، غير شيخ أحمد.

وسلف برقم (24450).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (25854).

(3)

في (ظ 7): ولا.

(4)

في (ظ 7) و (ظ 8): عبدٌ.

ص: 261

حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ، وَقَالَ: أَبُو الْمُنْذِرِ: آذَى لِي (1).

(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الواحد مولى عروة، وهو ابنُ ميمون أبو حمزة، قال البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 58 - ونقله عنه ابن عدي في "الكامل" 5/ 1939 - : منكر الحديث، وذكر له ابنُ عدي هذا الحديث وضعَّفه، كذلك أبو عامر العقدي، ويعقوب بن سفيان، وأبو أحمد الحاكم، وابنُ معين، والنَّسائي، والعُقيلي، وابنُ الجارود. وقال الدارقطني: متروك، صاحب مناكير، وذكره الحافظ في "اللسان"، ولم يذكره في "التعجيل"، ولا ذكره الحسيني في "الإكمال" وهو على شرطهما، وقد توبع كما سيرد، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. حمَّاد: هو ابنُ خالد الخياط القرشي، وأبو المنذر: هو إسماعيل بن عمر الواسطي.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الأولياء"(45)، والبيهقي في "الزهد"(698) و (699) من طريق أبي المنذر إسماعيل بن عمر، بهذا الإسناد، وزاد:"فإذا أحببتُه كنتُ عينَه التي يُبصر بها، وفؤادَه الذي يعقل به، ولسانَه الذي يتكلَّم به".

وأخرجه البزار (3627) و (3647)(زوائد)، وأبو نعمِم مختصراً في "حلية الأولياء" 1/ 5 من طريق أبي عامر العَقَدي، والقُضاعي في "مسند الشهاب"(1457) من طريق طلحة بن يحيى، كلاهما عن عبد الواحد، به. وفيه الزيادة المذكورة آنفاً. قال البزار: تفرَّد به عبد الواحد.

قلنا: تابعه يعقوب بن مجاهد أبو حَزْرَةَ:

فقد أخرجه الطبراني في "الأوسط"(9348) عن هارون بن كامل، حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا إبراهيم بن سويد، حدثني يعقوب بن مجاهد أبو حَزْرة، عن عروة بن الزبير، به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن أبي حَرْزة إلا إبراهيم بن سويد، ولا رواه عن عروة إلا أبو حرزة وعبد الواحد (تحرَّف فيه إلى عبد الله) بن ميمون.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 269، ونسبه لأحمد والبزار والطبراني في "الأوسط"، وقال: فيه عبد الواحد بن قيس (وهذا وهم، إنما هو =

ص: 262

26194 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سُئِلْتُ مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ بَشَرًا مِنَ الْبَشَرِ يَفْلِي ثَوْبَهُ، وَيَحْلُبُ شَاتَهُ، وَيَخْدِمُ نَفْسَهُ (1). (2)

= عبد الواحد بن ميمون كما سلف) وقد وثقه غير واحد، وضعفه غيرهم، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح، ورجال الطبراني في "الأوسط" رجال الصحيح غير شيخه هارون بن كامل.

وللحديث شاهد أخرجه البخاري في "الصحيح"(6502) من طريق خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن عطاء، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه. وخالد بن مخلد قال أحمد فيه: له أحاديث مناكير، وقال ابن سعد: منكر الحديث، مفرط في التشيع، وقال ابن معين: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وقال أبو داود: صدوق لكنه يتشيع، وقال ابن عدي: لا بأس به. وأورد الذهبي هذا الحديث في ترجمته في "الميزان"، وقال: هذا حديث غريب جداً، ولولا هيبة الجامع الصحيح لعدُّوه من منكرات خالد بن مخلد، وذلك لغرابة لفظه، ولأنه مما ينفرد به شريك، وليس بالحافظ. ولم يُرو هذا المتن إلا بهذا الإسناد. فتعقبه الحافظ في "الفتح" 11/ 341، وقال: إطلاق أنه لم يرو هذا المتن إلا بهذا الإسناد مردود، ومع ذلك فشريكُ بن عبد الله بن أبي نمر شيخ شيخ خالد، فيه مقال أيضاً، وهو راوي حديث المعراج الذي زاد فيه ونقص وقدم وأخر، وتفرد فيه بأشياء لم يُتابع عليها لكن للحديث طرقٌ أخرى يدل مجموعها على أن له أصلاً .. ثم ذكر الحافظ حديث عائشة هذا، وذكر له شواهد أخرى، فانظرها إن شئت.

(1)

في (ظ 7) و (ظ 8): ويخدم في بيته نفسه.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على يحيى بن سعيد الأنصاري.

فرواه حمّاد بن خالد -كما في هذه الرواية- عن ليث بن سعد، عن =

ص: 263

26195 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَخِيهِ، عُبَيْدِ اللهِ عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الرَّجُلِ يَجِدُ الْبَلَلَ (1)، وَلَا يَذْكُرُ احْتِلَامًا، قَالَ:" يَغْتَسِلُ "، وَعَنِ الرَّجُلِ يَرَى

= معاوية بن صالح، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم، عن عائشة.

وخالفه حجاج بن محمد المصيصي، فرواه -فيما أخرجه أبو يعلى (4873) - عن ليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة. فذكر في الإسناد عمرة بدل القاسم.

وتابع الليثَ عبدُ الله بنُ وهب فيما أخرجه ابن حبان (5675)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 331، وعبدُ الله بن صالح فيما أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(541)، والترمذي في "الشمائل"(335)، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 328، والبغوي في "شرح السنة"(3676)، كلاهما عن معاوية بن صالح، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة، وهو الأشبه.

وأخرجه أبو يعلى (4847) من طريق ابن جريج، عن يحيى بن سعيد، عن مجاهد، عن عائشة، وابن جريج مدلس وقد عنعن.

وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 62 من طريق خُلَيْد: وهو ابن دَعْلج، عن معروف الموصلي، عن مجاهد، عن عائشة. وخليد ضعيف، ومعروف الموصلي ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 322 ولم يذكر في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان.

وذكر أبو نعيم في "الحلية" 8/ 331 أن يحيى بن أيوب رواه عن يحيى بن سعيد، عن حميد بن قيس، عن مجاهد، عن عائشة.

قلنا: ولم يسق أبو نعيم إسناده إلى يحيى.

وقد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (25341)، وانظر (24226) و (24749).

(1)

في هامش كل من (ق) و (ظ 2): البلّ (نسخة).

ص: 264

أَنَّهُ قَدِ احْتَلَمَ، وَلَا يَرَى بَلَلًا، قَالَ:" لَا غُسْلَ عَلَيْهِ ". فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: هَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ تَرَى ذَلِكَ شَيْءٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ، إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ "(1).

(1) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله، وهو ابن عمر العمري، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن خالد، فمن رجال مسلم، وهو ثقة. عبيد الله: هو ابن عمر العمري، والقاسم: هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 1/ 78 - ومن طريقه ابن ماجه (612) - وابن راهويه (1706)، وأبو داود (236) -ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/ 168، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 8/ 337 - ، والترمذي (113)، وابن الجارود في "المنتقى"(89) و (90)، وأبو يعلى (4694) من طريق حماد بن خالد، بهذا الإسناد. ولفظه عند ابن أبي شيبة:"إذا استيقظ أحدكم من نومه، فرأى بللاً ولم ير أنه احتلم، اغتسل، وإذا رأى إنه قد احتلم ولم ير بللاً فلا غسل عليه". قال الترمذي: عبد الله بن عمر ضعَّفه يحيى بن سعيد من قبل حفظه.

وله شاهد من حديث خولة بنت حكيم، سيرد 6/ 409، وفيه أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل، فقال:"ليس عليها غسل حتى ينزل الماء، كما أن الرجل ليس عليه غسل حتى ينزل". وفي إسناده علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف.

وآخر من حديث أم سُلَيم، سيرد 6/ 377 وفيه أنها سألت النبيَّ صلى الله عليه وسلم: أرأيت إذا رأت المرأة أن زوجها يجامعها في المنام، أتغتسل؟ فقالت أم سلمة: تربت يداك يا أم سُليَم، فضحتِ النساء عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت أمُّ سُلَيم: إن الله لا يستحي من الحق، وإنَّا أن نَسْألَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عما أشكل علينا خير لنا من أن نكون منه على عمياء. فقال النبيَّ صلى الله عليه وسلم لأم سلمة:"بل أنت تربت يداك، نعم يا أم سُلَيم، عليها الغُسل إذا وجدتِ الماء" فقالت أم سلمة: يا رسول الله، =

ص: 265

26196 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، وَصَالِحِ بْنِ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ (1).

= وهل للمرأة ماء؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فأنَّى يشبهها ولدها؟ هن شقائق الرجال". وإسناده منقطع، إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة لم يسمع من جدته أم سُلَيم، وذكره الهيثمي في "المجمع" 1/ 267 - 268، وقال: هو في الصحيح باختصار، وإسحاق لم يسمع من أم سليم. قلنا: أصل الحديث عند مسلم دون قوله: "هن شقائق الرجال"، وقد رواه بهذه الزيادة موصولاً الدارمي (764) من رواية إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن عمه أنس بن مالك قال: دخَلَتْ على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمُّ سُليم وعنده أمُّ سَلَمة

فذكر الحديث، وهذا إسناد متصل غير أن في طريقه محمد بن كثير -وهو الصنعاني الدمشقي- شيخ الدارمي، وهو وإن وثقه الحسن بن الربيع وابن سعد وابن معين، قد ضعفه أحمد والبخاري وأبو داود والنَّسائي وعلي ابن المديني والعقيلي والحاكم، وقال أبو حاتم: في حديثه بعض الإنكار، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطئ ويغرب، وقال ابن عدي: له روايات عن معمر والأوزاعي خاصة لا يتابعه عليها أحد.

قلنا: لكن الحديث يتقوَّى بمجموع هذه الطرق.

وما يتعلق منه بالمرأة إذا احتلمت صحيح، سلف برقم (24610).

قال الترمذي: قول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين إذا استيقظ الرجل، فرأى بلَّة أنه يغتسل، وهو قول سفيان الثوري وأحمد، وقال بعض أهل العلم من التابعين: إنما يجب عليه الغسل إذا كانت البلَّة بلَّة نطفة، وهو قول الشافعي وإسحاق.

وإذا رأى احتلاماً، ولم ير بلَّةً، فلا غسل عليه عند عامة أهل العلم.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على ابن أبي ذئب، وهو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة. وسلف ذكر الاختلاف فيه في الرواية =

ص: 266

26197 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَلَا (1) هَذِهِ الْآيَةَ:{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ} [آل عمران: 7] فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَإِذَا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ (2)، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ سَمَّى اللهُ - أَوْ فَهُمْ - فَاحْذَرُوهُمْ (3) "(4).

= (25868).

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3059) من طريق ابن وَهْب، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وتحرَّف ابن وهب في مطبوع النسائي إلى ابن وُهَيْب.

وسلف برقمي (24110) و (25600).

(1)

في (ظ 8): قرأ.

(2)

لفظة "منه" ليست في (ظ 7) ولا (ظ 8).

(3)

في (م) وهامش كل من (ق) و (ظ 2): فاحذرهم.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابنُ أبي مُلَيْكة: هو عبد الله بن عُبيد الله.

وأخرجه الطيالسي (1433)، والدارمي (145)، والبخاري في "صحيحه"(4547)، وفي "خلق أفعال العباد" ص 44، ومسلم (2665)، وأبو داود (4598)، والترمذي (2993) و (2994)، والطبري في تفسير الآية المذكورة من آل عمران (6610)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2517) و (2518)، وابن أبي حاتم في "التفسير"(103)، وابن حبان (73)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة"(187)، وأبو نعيم في "الحلية" =

ص: 267

26198 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ (1) أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَحْيَانًا يَأْتِينِي فِي مِثْلِ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ، وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ، فَيَفْصِمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ مَا قَالَ، وَأَحْيَانًا يَأْتِينِي، يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ رَجُلًا، فَيُكَلِّمُنِي، فَأَعِي (2) مَا يَقُولُ ". قَالَتْ عَائِشَةُ: وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ، فَيَفْصِمُ عَنْهُ، وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا (3).

= 2/ 185، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 545، وفي "الأسماء والصفات"(958)، والبغوي في "تفسيره" في تفسير الآية المذكورة من سورة آل عمران، وفي "شرح السنة"(106) من طرق عن يزيد بن إبراهيم التستري، به. وقرن الدارمي وابن أبي حاتم وأبو نعيم بيزيد حمادَ بنَ سلمة.

وسلفت رواية حماد برقم (24929).

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وقال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.

وسلف برقم (24214) من، طريق أيوب، عن ابن أبي مُلَيْكة، عن عائشة، لم يذكر فيه القاسم. وذكرنا هناك الاختلاف فيه على ابن أبي مُلَيْكة.

(1)

في (م): عن عائشة، قالت.

(2)

في (ظ 8): وأعي.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابنُ، مهدي، ومالك: هو ابن أنس.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 202 - 203، (رواية يحيى)، ومن طريقه =

ص: 268

26199 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَرِيرٌ - يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ - عَنْ حَرْمَلَةَ الْمِصْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ (1)، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" اللهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ، وَمَنْ شَقَّ عَلَيْهِمْ، فَشُقَّ عَلَيْهِ "(2).

= أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 198، والبخاري في "صحيحه"(2)، وفي "خلق أفعال العباد" ص 83 و 84، والترمذي (3634)، والنَّسائي في "المجتبى" 2/ 147 - 149، وفي "الكبرى"(1006) و (11128)، وابن حبان (38)، والطبراني في "الكبير"(3345)، وابن منده في "الإيمان"(679)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة"(1410)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"(171)، والبيهقي في "السنن" 7/ 52 - 53، وفي "دلائل النبوة" 7/ 52، وفي "الأسماء والصفات"(437)، والبغوي في "شرح السنة"(3737)، وفي "تفسيره" للآية (5) من المزمّل، وابن الأثير في "أُسْد الغابة" (في ترجمة الحارث بن هشام). قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.

وسلف برقم (25252).

وانظر (24309).

(1)

في (م): سماعه، وهو خطأ.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (24622)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الرحمن بن مهدي، وشيخه: هو جرير بن حازم.

وأخرجه مسلم (1828)، والبيهقي في "السنن" 9/ 43 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً ابن زنجويه في "الأموال"(5)، وأبو عوانة 4/ 413 - 414، والطبراني في "الأوسط"(9445) من طريقين عن جرير بن حازم، به.

وسيرد برقم (26212).

ص: 269

26200 -

حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، مِنْ وَلَدِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ؟ فَذَكَرَ نَحْوًا مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ (1).

26201 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَفْلَحُ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاقَعَ أَهْلَهُ، ثُمَّ أَصْبَحَ فَاغْتَسَلَ، وَصَلَّى وَصَامَ يَوْمَهُ ذَلِكَ (2).

26202 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ - يَعْنِي ابْنَ عُثْمَانَ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ أَكْثَرُ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ ثَقُلَ وَبَدَّنَ وَهُوَ جَالِسٌ (3).

(1) هو مكرر (25253) سنداً ومتناً.

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر (25854)، إلا أن شيخ أحمد هو أبو القاسم بن أبي الزناد.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، الضحاك بن عثمان: وهو الحِزامي من رجاله، وقد أخرج له هذا الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/ 490 من طريق محمد بن إسماعيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (732)(117) من طريق زيد بن الحباب، عن الضحاك، به.

وقد سلف برقم (24191).

ص: 270

26203 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ أَحَدَكُمْ يَأْتِيهِ الشَّيْطَانُ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَكَ؟ فَيَقُولُ: اللهُ، فَيَقُولُ: فَمَنْ خَلَقَ اللهَ؟ فَإِذَا وَجَدَ ذَلِكَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَقْرَأْ: آمَنْتُ بِاللهِ وَرُسُلِهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُذْهِبُ عَنْهُ "(1).

(1) صحيح من حديث أبي هريرة، وهذا إسناد اختلف فيه على هشام بن عروة، عن أبيه:

فرواه الضحاك: وهو ابن عثمان الحزامي -كما في هذه الرواية- وعبد الله ابن الأجلح -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(648) وأبو يعلى (4704) - وإسماعيل بن عيَّاش -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(649) -، ومروان بن معاوية -فيما أخرجه ابن حبان (150) - وسفيان الثوري -فيما أخرجه ابن السني (624) - وليث بن سالم فيما أخرجه ابن السني كذلك (626)، ستتهم عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.

ورواه عبدة بن سليمان -فيما أخرجه هناد في "الزهد"(947) - ووكيع في "الزهد"(226)، كلاهما عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: قال رسول الله

مرسلاً.

ورواه عبد الرحمن بن مهدي وأبو داود وأبو كامل -كما في الرواية السالفة (8376) - وسفيان بن عيينة -فيما أخرجه الحميدي (1153)، ومسلم (134)(212)، وأبو داود (4721) - أربعتهم عن هشام، عن أبيه، عن أبي هريرة.

وسئل أبو زرعة الرازي -كما في "علل الرازي" 2/ 158 - 159 - عن حديث عبد الله بن الأجلح والضحاك بن عثمان، فقال: هو خطأ، والصحيح حديث ابن عيينة عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. =

ص: 271

26204 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نُبَيْهٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا تَحْتَ الْكَعْبَيْنِ مِنَ الْإِزَارِ فِي النَّارِ "(1).

26205 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: أَخْبِرِينِي بِبَعْضِ دُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلْتُ، وَمِنْ شَرِّ مَا لَمْ أَعْمَلْ "(2).

= وأخرجه البزار (50)(كشف الأستار) من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، بهذا الإسناد. وقال: وهذا رواه غير واحد عن هشام عن أبيه عن أبي هريرة، وغيرِ واحد عن عائشة.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/ 33، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجاله ثقات.

وأورده المنذري في "الترغيب"(2398) وقال: رواه أحمد بإسنادٍ جيد!

وأورده أيضاً الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" 3/ 36 وقال: أخرجه أحمد والبزار وأبو يعلى في مسانيدهم، ورجاله ثقات، وهو متفق عليه من حديث أبي هريرة.

وانظر (24752).

وفي الباب في حديث أنس (11995)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

(1)

صحيح لغيره، وهو مكرر (24315) سنداً ومتناً.

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (25084)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا: هو حجاج بن محمد المِصِّيصي.

ص: 272

26206 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ صَمْعَةَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: كَانَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنِ الْوَاشِمَةِ، وَالْوَاصِلَةِ وَالْمُتَوَاصِلَةِ، وَالنَّامِصَةِ وَالْمُتَنَمِّصَةِ (1).

26207 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا يَضُرُّ امْرَأَةً نَزَلَتْ بَيْنَ بَيْتَيْنِ مِنَ الْأَنْصَارِ، أَوْ نَزَلَتْ بَيْنَ أَبَوَيْهَا "(2).

(1) نهيه صلى الله عليه وسلم عن الواصلة والمتواصلة صحيح، وعن الواشمة والنامصة صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، والدة أبان بن صمعة لم نقف لها ترجمة، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، روح: هو ابن عبادة.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 147، وفي "الكبرى"(9383) و (9388)، والطبراني في "الدعاء"(2160) من طريقين عن أبان بن صمعة، بهذا الإسناد.

ونهيه صلى الله عليه وسلم عن الواصلة، سلف برقم (24805) بإسناد صحيح.

ونهيه صلى الله عليه وسلم عن الواشمة والنامصة له شاهد من حديث ابن مسعود (4129)، وإسناده صحيح.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 125، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 224 من طريق أحمد بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (2806)(زوائد)، وابن حبان (7267)، والحاكم 4/ 83، من طريق رَوْح بن عُبادة، به، مرفوعاً، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، وسكت عنه الذهبي. =

ص: 273

26208 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ مِرَارًا، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" مَا أَصَابَ الْمُسْلِمَ مِنْ شَوْكَةٍ، فَمَا فَوْقَهَا، فَهُوَ لَهُ كَفَّارَةٌ "(1).

26209 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَسْرُدُ سَرْدَكُمْ هَذَا،

= ورواه يحيى بن معين -فيما ذكر ابنُ أبي حاتم في "العلل" 2/ 354 - عن السَّكَن بن إسماعيل الأصم، عن هشام بنِ حسان، عن هشام بن عروة، عن يحيى بن سعيد (يعني ابنَ العاص) عن عائشة موقوفاً.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 4، وقال: رواه أحمد والبزار، ورجالهما رجال الصحيح.

وترجم ابن حبان لهذا الحديث: ذكر البيان بأن تحنّن الأنصار على المسلمين وأولادهم كتحنُّن الوالد على ولده.

قال السندي: قوله: "بين بيتين من الأنصار" كأن المراد مَنْ كان مثلهم من أهل الصلاح، ثم كأن المراد أن الأنصار للمؤمنين بمنزلة الآباء، أو المراد أن ذلك لا يضر في الستر المطلوب لها، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابنُ عُبادة، وابنُ جُرَيْج. هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرَّح بالتحديث هنا، فانتفت شبهةُ تدليسه.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2224) من طريق أبي عاصم الضَّحَّاك بن مَخْلد، عن ابن جُرَيْج، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (25676) عن يحيى القطان، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة. لم يذكر فيه القاسم، فانظره.

ص: 274

يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ يٌبَيِّنُهُ (1) فَصْلًا (2)، يَحْفَظُهُ مَنْ سَمِعَهُ (3).

26210 -

حَدَّثَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَلَعَنَتْ بَعِيرًا لَهَا، فَأَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُرَدَّ، وَقَالَ:" لَا يَصْحَبُنِي شَيْءٌ مَلْعُونٌ "(4).

26211 -

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ مَوْلَى قُرَيْبَةَ، عَنْ قُرَيْبَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْوِصَالِ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ؟ قَالَ:" إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي "(5).

(1) في (م) بينه، وهو خطأ.

(2)

في (ق) و (ظ 2) و (م): فصل، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8) وهامش (ق) و (ظ 2).

(3)

إسناده حسن من أجل أسامة بن زيد: وهو الليثي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابنُ سعد 1/ 375 عن روح بن عبادة، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (25077) وانظر (24865).

(4)

مرفوعه صحيح لغيره، وهو مكرر (24434) سنداً ومتناً.

(5)

حديث صحيح، وهو مكرر (26054) غير أنه زيد في نسب قريبة "عبد الرحمن" وهو خطأ، فهي قريبة بنت محمد بن أبي بكر، وعائشة عمتها كما سلف ثمة، وقد نبه على هذا الخطأ الحافظ في ترجمتها في =

ص: 275

26212 -

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا (1) أَبِي، قَالَ:، سَمِعْتُ حَرْمَلَةَ الْمِصْرِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: أَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، فَذَكَرَ قِصَّةً، فَقَالَتْ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " اللهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيئاً (2) فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ، وَمَنْ شَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ "(3).

26213 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَتَوَضَّأُ بَعْدَ الْغُسْلِ (4).

= "التعجيل".

وأخرجه إسحاق (1035) عن وهب، بهذا الإسناد.

وقد سلف نحوه برقم (24586)، فانظره لزاماً.

(1)

في (م): حدثني.

(2)

لفظ "شيئاً" من (ظ 7) و (ظ 8).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم وهو مكرر (26199) غير أن شيخ أحمد هنا: هو وهب بن جرير بن حازم.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8873)، والبيهقي في "السنن" 9/ 43 من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد.

(4)

حديث حسن بطرقه وشاهده، وهو مكرر (24389)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو هاشم بن القاسم. =

ص: 276

26214 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ سَالِمٍ سَبَلَانَ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ عَائِشَةَ إِلَى مَكَّةَ، فَكَانَتْ تَخْرُجُ بِأَبِي يَحْيَى التَّيْمِيِّ يُصَلِّي لَهَا، فَأَدْرَكَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فَأَسَاءَ الْوُضُوءَ، فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، أَسْبِغِ الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ "(1).

26215 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ (2): يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ:" قُولِي: اللهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ "(3).

(1) حديث صحيح، وهو مكرر (24813) غير شيخ أحمد، فهو هنا هاشم -وهو ابن القاسم- وشيخه هناك حسين بن محمد المرُّوذي.

وأخرجه الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 284 من طريق الإمام أحمد بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24123).

(12 لفظ "قلت" ليس في (م).

(3)

صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين إن كان ابن بريدة عبد الله، وإن كان سليمان كما هو مصرح في "السنن الكبرى" فهو من رجال مسلم أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، والأشجعي: هو عبيد الله بن عبيد الرحمن.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10713) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(877) - والحاكم 1/ 530، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1478) من طريق =

ص: 277

26216 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الرَّجُلِ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ، قَالَتْ: قَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ (1).

26217 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ "(2).

26218 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - زَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْهَا - أَنَّهَا رَأَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو

= أبي النضر، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(916) من طريق فرات بن محبوب، عن الأشجعي، به.

وانظر (25384).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 382 من طريقين، عن شيبان، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24110) وبرقم (24130).

وانظر (25989).

(2)

صحيح لغيره، وهو مكرر (25242) سنداً ومتناً.

ص: 278

رَافِعًا يَدَيْهِ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي بَشَرٌ فَلَا تُعَاقِبْنِي، أَيُّمَا رَجُلٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ آذَيْتُهُ وَشَتَمْتُهُ، فَلَا تُعَاقِبْنِي فِيهِ "(1).

26219 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، أَنَّ سَعْدَ بْنَ هِشَامٍ، حَدَّثَهُ عَنْ عَائِشَةَ، سَمِعَهُ مِنْهَا، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا فَاتَهُ الْقِيَامُ مِنَ اللَّيْلِ، غَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ بِنَوْمٍ أَوْ وَجَعٍ صَلَّى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنَ النَّهَارِ (2).

26220 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، يَعْنِي ابْنَ ثَابِتٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ دَاوُدَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أُطَيِّبُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّتِهِ (3) وَعُمْرَتِهِ بِأَطْيَبِ مَا أَجِدُ (4).

(1) حديث ضعيف بهذه السياقة، وهو من رواية سماك -وهو ابن حرب- عن عكرمة، وروايته عنه مضطربة، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو عوانة: هو الوضَّاح بن عبد الله اليشكُري.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(610) و (613)، وفي "رفع اليدين"(88)، وأبو يعلى (4606)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(6001) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (25016).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24636) غير أن شيخ أحمد هنا: هو عفان بن مسلم الصَّفَّار.

(3)

في النسخ الخطية: حجِّه، والمثبت من (م).

(4)

إسناده ضعيف بهذه السياقة، أيوب بن ثابت: ذكره صاحب "الإكمال" =

ص: 279

26221 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ مَنْصُورٍ الْحَجَبِيِّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي صَفِيَّةُ بِنْتُ شَيْبَةَ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَّكِئُ فِي حَِجْرِي وَأَنَا حَائِضٌ، فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ (1).

26222 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الصُّبْحَ، فَيَنْصَرِفُ نِسَاءُ الْمُؤْمِنِينَ مُتَلَفِّعَاتٍ بِمُرُوطِهِنَّ، مَا يُعْرَفْنَ مِنَ الْغَلَسِ. أَوْ قَالَ: لَا يَعْرِفُ بَعْضُهُنَّ بَعْضًا (2).

= وقال: مجهول، وقال الحافظ في "التعجيل": أظنه المكي، وعلى هذا، ليس بمجهول، بل هو معروف. قلنا: وإن كان المكي المعروف فهو لين الحديث. وأم داود مجهولة كذلك، فقد ذكرها الحافظ في "التعجيل". ولم يذكر في الرواة عنها سوى أيوب بن ثابت.

وقد سلف برقم (24111) بلفظ: طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديَّ هاتين لحرمه حين أحرم، ولِحلِّه قبل أن يطوف.

وبرقم (24105) وفيه أنها طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأطيب الطيب. وليس فيهما ذكر العمرة.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (25246)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا يونس: وهو ابن محمد المؤدِّب.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابنُ محمد المؤدِّب، وسُرَيْج: هو ابنُ النُّعمان، وهو -وإن كان من رجال البخاري وحده- متابع، وفُليح هو ابن سليمان الخزاعي، وإن كان فيه كلام، انتقى البخاري له هذا الحديث، لأنه توبع فيه. =

ص: 280

26223 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خَمْسٌ فَوَاسِقُ يُقْتَلْنَ فِي الْحَرَمِ: الْفَأْرَةُ، وَالْعَقْرَبُ، وَالْغُرَابُ، وَالْحُدَيَّا، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ "(1).

26224 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ وَهُوَ يُخَاصِمُ فِي دَارٍ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا أَبَا سَلَمَةَ، اجْتَنِبِ الْأَرْضَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ ظَلَمَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ طُوِّقَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ "(2).

• 26225 - حَدَّثَنَا هُدْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى،

= وأخرجه البخاري (872)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 176 من طريقين، عن فُليح، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24051).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدِّب.

وأخرجه البخاري (3314)، ومسلم (1198)، والترمذي (837)، وابن حبان (5633)، والبيهقي في "السنن" 6/ 319 من طرق عن يزيد بن زُريع، بهذا الإسناد.

وفي رواية ابن حبان والبيهقي: "الغراب الأبقع".

وسلف برقم (24052).

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (24353) سنداً ومتناً.

وانظر ما بعده.

ص: 281

عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (1).

26226 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ حَائِضٍ إِلَّا بِخِمَارٍ "(2).

26227 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ (3) - قَالَ حَسَنٌ: عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: - بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِي، إِذْ احْتَفَزَ جَالِسًا وَهُوَ يَسْتَرْجِعُ، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَا شَأْنُكَ يَا رَسُولَ اللهِ تَسْتَرْجِعُ؟ قَالَ:" جَيْشٌ مِنْ أُمَّتِي يَجِيئُونَ مِنْ قِبَلِ الشَّامِ، يَؤُمُّونَ الْبَيْتَ لِرَجُلٍ يَمْنَعُهُ اللهُ مِنْهُمْ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ، خُسِفَ بِهِمْ، وَمَصَادِرُهُمْ شَتَّى " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ يُخْسَفُ بِهِمْ جَمِيعًا، وَمَصَادِرُهُمْ شَتَّى؟ فَقَالَ: " إِنَّ مِنْهُمْ

(1) حديث صحيح، وهو مكرر سابقه، إلا أنه من زيادات عبد الله بن أحمد على أبيه، وهُدْبة شيخه: هو ابنُ خالد القيسي البصري.

وأخرجه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 5/ 296 من طريق عبد الله المنيعي، عن هُدْبَة، عن أبان، عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، بهذا الإسناد. أدخل محمدَ بنَ إبراهيم بين يحيى وأبي سلمة.

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر (25833) من طريق يونس إسناداً ومتناً.

(3)

في (م): أن أم سلمة قالت.

ص: 282

مَنْ جُبِرَ، إِنَّ مِنْهُمْ مَنْ جُبِرَ " ثَلَاثًا (1).

26228 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (2).

(1) إسناده ضعيف بهذه السياقة، لاضطراب حماد بن سلمة فيه:

فرواه يونس بن محمد وحسن بن موسى -كما في هذه الرواية- وعبد الله ابن معاوية -كما عند أبي يعلى (6937) - ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

ورواه عفَّان -كما سيأتي في الرواية 6/ 316 - عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة، به.

ورواه حسن بن موسى، كما في الرواية (26228)، وعبد الله بن معاوية -كما عند أبي يعلى (6938) - كلاهما عن حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن يوسف بن سعد، عن عائشة.

ورواه يونس بن محمد -كما في الرواية (26229) - عن حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن يوسف بن سعد، عن أبي سلمة، عن عائشهَ.

وسيأتي 6/ 316 من رواية عبد الوارث العنبري، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة، به.

والسياقة الصحيحة لهذا الحديث سلفت برقم (24738).

وسيأتي من حديث أم سلمة بالأرقام 6/ 289 و 290 و 318 و 323.

ومن حديث حفصة برقم 6/ 286.

قال السندي: قولها: "إذ احتفز" أي: قلق، وقيل: استوى جالساً على وركيه كأنه ينهض.

قوله: "ومصادرهم"، أي: منازلهُم، وسمي المنزل مصدراً لكونه مرجعاً للإنسان.

قوله: "من جُبر" على بناء المفعول، أي: أكره.

(2)

إسناده ضعيف لاضطراب حمَّاد بن سلمة فيه، كما بيَّنَّا في الرواية =

ص: 283

26229 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، بِمِثْلِهِ (1).

26230 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ كُلُّهُنَّ فَاسِقٌ، يُقْتَلْنَ فِي الْحَرَمِ: الْغُرَابُ، وَالْحَيَّةُ، وَالْعَقْرَبُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ، وَالْحِدَأَةُ "(2). وَفِي كِتَابِ يَعْقُوبَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ مَكَانَ الْحَيَّةِ: الْفَأْرَةُ.

26231 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ

= السابقة. حسن: هو ابن موسى، وأبو عمران الجوني: هو عبد الملك بن حبيب، ويوسف بن سعد: هو الجمحي، مولى عثمان بن مظعون، ويقال: مولى قدامة بن مظعون، ويقال: مولى محمد بن حاطب. روى عنه جمع، ووثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الترمذي عقب الحديث (3360): يوسف بن سعد رجل مجهول! وقد قيل: يوسف بن مازن. قلنا: قد فرَّق البخاري وابن أبي حاتم بين يوسف بن سعد ويوسف بن مازن، وعدهما واحداً الترمذي والمزي والحافظ، ولم يذكر ابن حبان سوى يوسف بن سعد.

(1)

إسناده ضعيف لاضطراب حمَّاد بن سلمة فيه، كما بسطنا في الرواية (26217).

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (25311) سنداً ومتناً، وفيه مكان الحية: الفأرة، كما أشار إليه عقب الحديث.

ص: 284

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمُ النَّوْمَ وَهُوَ يُصَلِّي، فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذْهَبَ نَوْمُهُ، إِنَّ أَحَدَكُمْ عَسَى أَنْ يَذْهَبَ يَسْتَغْفِرُ اللهَ فَيَسُبُّ نَفْسَهُ "(1).

26232 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيَّ بَيْتِي فِي إِزَارٍ وَرِدَاءٍ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَبَسَطَ يَدَيِهِ (2) ثُمَّ قَالَ:" اللهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّ (3) عَبْدٍ مِنْ عِبَادِكَ شَتَمْتُ، أَوْ آذَيْتُ، فَلَا تُعَاقِبْنِي فِيهِ "(4).

26233 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ، يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَامِرٍ، بَعَثَ إِلَى عَائِشَةَ بِنَفَقَةٍ وَكِسْوَةٍ، فَقَالَتْ لِرَسُولِهِ: يَا بُنَيَّ، إِنِّي لَا أَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ شَيْئًا، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ: رُدُّوهُ عَلَيَّ، فَرَدُّوهُ فَقَالَتْ: إِنِّي ذَكَرْتُ شَيْئًا قَالَهُ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب.

وأخرجه الدارمي (1383)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3436) من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24287).

(2)

في (م): يده.

(3)

في (ق): فأيما.

(4)

ضعيف بهذه السياقة، وهو مكرر الحديث (25015)، إلا أن شيخ الإمام أحمد في هذا الإسناد هو يونس: وهو ابن محمد المؤدِّب.

ص: 285

لِي (1) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" يَا عَائِشَةُ، مَنْ أَعْطَاكِ عَطَاءً بِغَيْرِ مَسْأَلَةٍ، فَاقْبَلِيهِ، فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ عَرَضَهُ اللهُ لَكِ "(2).

26234 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ، يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: إِنْ كَانَ لَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيُصَلِّي (3)، وَإِنِّي لَمُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ اعْتِرَاضَ الْجِنَازَةِ، حَتَّى إِذَا أَرَادَ أَنْ يُوتِرَ، مَسَّنِي بِرِجْلِهِ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ يُوتِرُ، تَأَخَّرْتُ شَيْئًا مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ (4).

(1) لفظة "لي" ليست في (ظ 7) ولا (ظ 8).

(2)

صحيح لغيره، وهو مكرر (24480)، سنداً ومتناً غير شيخ أحمد، فهو هنا يونس، وهو ابن محمد المؤدب.

(3)

في (م): إن كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وليث: هو ابن سعد، ويزيد بن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، والقاسم بن محمد: هو ابن أبي بكر الصديق.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 101 - 201 من طريق شعيب -وهو ابن الليث بن سعد- عن أبيه، بهذا الإسناد. دون قولها: فعرفت أنه يوتر تأخرت شيئاً بين يديه.

وأخرج البخاري (519) من طريق عبيد الله، عن القاسم بن محمد، عن عائشة رضي الله عنها قالت: بئسما عدلتمونا بالكلب والحمار، لقد رأيتُني ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وأنا مضطجعة بينه وبين القبلة، فإذا أراد أن يسجد، غمز رجليَّ، فقبضتهما.

وسلف نحوه برقم (24169). =

ص: 286

26235 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ أَبُو خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ، وَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ "(1).

= ومختصراً برقم (24143).

وقد سلف في الرواية (24236) بلفظ: فإذا أراد أن يوتر أيقظني. وهي عند البخاري (512) بزيادة: فأوترتُ.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف حجَّاج، وهو ابنُ أَرْطاة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، سوى سليمان بن حيَّان أبي خالد -وهو الأحمر- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري متابعة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 130 من طريق أبي خالد الأحمر، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (1880)، وأبو يعلى (2507) و (4692)، والبيهقي في "السنن" 7/ 106 و 107 من طريق عبد الله بن المبارك، وأبو يعلى (4906)، وابن عبد البر في "الاستذكار" 1/ 336، وفي "التمهيد" 1/ 879 من طريق هشيم بن بشير، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 116 من طريق معمر وقيس، فرَّقهما، ثلاثتهم عن حجاج، به.

وقرن أبو كريب برواية حجاج، عن الزهري، روايةَ حجاج عن عكرمة، عن ابن عباس، وسلفت برقم (2260).

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 331 - 332، وقال: في إسناده الحجاج، وهو ابن أرطاة، مدلِّس، وقد رواه بالعنعنة، ولم يسمع من الزهري.

وسلف من طريق سليمان بن موسى، عن الزُّهري، به، برقم (24205).

ص: 287

26236 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَجْنَبَ، فَأَرَادَ أَنْ يَنَامَ، تَوَضَّأَ (1).

26237 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ، جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ المَدِينِي وَغَيْرِهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ ارْفُقْ بِمَنْ رَفَقَ بِأُمَّتِي، وَشُقَّ عَلَى مَنْ يَشُقُّ (2) عَلَيْهَا "(3).

26238 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَامَ الْفَتْحِ مِنْ ثَنِيَّةِ الْأَذْخِرِ (4).

(1) حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (25879)، إلا أن شيخ الإمام هنا هو سليمان بن حيان، وهو أبو خالد الأحمر، من رجال مسلم، وأخرج له البخاري متابعة، وهو جيد الحديث.

وسلف بإسناد صحيح برقم (24083).

(2)

في (ق) و (ظ 2) و (م): شَقَّ، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (24337)، فانظره لزاماً.

(4)

إسناده ضعيف لضعف عُبيد الله بن أبي زياد -وهو القدَّاح- وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن ربيعة -وهو الكلابي- فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن، وهو ثقة. =

ص: 288

26239 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ وَحَسَنٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا سُئِلَتْ: مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ يَخِيطُ ثَوْبَهُ، وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ. قَالَتْ: وَكَانَ يَعْمَلُ مَا يَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِمْ (1).

26240 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَهِيَ وَبِيئَةٌ، ذُكِرَ أَنَّ الْحُمَّى صَرَعَتْهُمْ، فَمَرِضَ أَبُو بَكْرٍ، وَكَانَ إِذَا أَخَذَتْهُ الْحُمَّى يَقُولُ:

كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ

وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ

قَالَتْ: وَكَانَ بِلَالٌ إِذَا أَخَذَتْهُ الْحُمَّى يَقُولُ:

= وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(4286) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وانظر (24121).

وقولها: ثنيَّة الأَذخر: كذا في هذه الرواية، وسماها البكري في "معجم ما استعجم" 1/ 128، وياقوت في "معجم البلدان": أذاخر، على وزن أفاعل.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على هشام بن عروة، وقد بينا هذا الاختلاف في الرواية السالفة برقم (24749).

وهو مكرر (24903) غير أن شيخي أحمد هنا هما يونس بن محمد المؤدب، وحسن بن موسى الأشيب.

ص: 289

أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً

بِوَادٍ وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ

وَهَلْ أَرِدْنَ يَوْمًا مِيَاهَ مِجَنَّةٍ

وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ

اللهُمَّ الْعَنْ عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ، كَمَا أَخْرَجُونَا مِنْ مَكَّةَ.

فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا لَقُوا قَالَ: " اللهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ، أَوْ أَشَدَّ، اللهُمَّ صَحِّحْهَا وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِهَا وَمُدِّهَا، وَانْقُلْ حُمَّاهَا إِلَى الْجُحْفَةِ "، قَالَ: فَكَانَ الْمَوْلُودُ يُولَدُ بِالْجُحْفَةِ، فَمَا يَبْلُغُ الْحُلُمَ حَتَّى تَصْرَعَهُ الْحُمَّى (1).

26241 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب.

وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 568 من طريق مسدَّد، عن حمَّاد بن زيد، يهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (223) -ومن طريقه ابنُ عبد البر في "التمهيد" 22/ 92 - عن سفيان بن عيينة، والبخاري (1889)، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 565 - 566 من طريق أبي أسامة، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 22/ 191 من طريق سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، ثلاثتُهم عن هشام، به، بألفاظ متقاربة، وليس عندهم قصة المولود، وبعضهم زاد ذكر عامر بن فهيرة مع أبي بكر وبلال، وأنه قال:

وجدتُ طعمَ الموتِ قَبْلَ ذَوْقِهِ

إن الجبانَ حَتْفُه من فَوْقِه

وسلف مختصراً برقم (24288)، وانظر أرقام مكرراته هناك.

وانظر ما بعده.

ص: 290

عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، وُعِكَ أَبُو بَكْرٍ وَبِلَالٌ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ - يَعْنِي (1) حَدِيثَ حَمَّادٍ - إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ قِصَّةَ الْمَوْلُودِ (2).

26242 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ - عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، كُلُّ صَوَاحِبِي لَهَا كُنْيَةٌ غَيْرِي. قَالَ:" فَاكْتَنِي بِابْنِكِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ". فَكَانَتْ تُدْعَى بِأُمِّ عَبْدِ اللهِ حَتَّى مَاتَتْ (3).

26243 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ - عَنْ عَمْرٍو - يَعْنِي ابْنَ مَالِكٍ - عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ

(1) في (ظ 7) و (ظ 8) وهامش كل من (ق) و (ظ 2): معنى.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، إسحاق بن عيسى -وهو ابن الطباع- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وهو عند مالك في "الموطأ" 2/ 890 - 89، ومن طريقه أخرجه البخاري (3926) و (5654) و (5677)، وفي "الأدب المفرد"(525)، والنسائي في "الكبرى"(7495)، وابن حبان (3724)، والبيهقي في "السنن" 3/ 382، والبغوي في "شرح السنة"(2013).

قال البغوي: هذا حديث صحيح.

وقال ابن حبان عقب الحديث: العلة في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بنقل الحمى إلى الجحفة أن الجحفة حينئذ كانت دار اليهود، ولم يكن بها مسلم، فمن أجله قال صلى الله عليه وسلم:"وانقل حُمَّاها إلى الجحفة ".

(3)

هو مكرر (24756) غير أن شيخ أحمد هنا هو يونس بن محمد المؤدِّب.

ص: 291

أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أُعَوِّذُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِدُعَاءٍ إِذَا مَرِضَ، كَانَ جِبْرِيلُ يُعَوِّذُهُ (1) بِهِ، وَيَدْعُو لَهُ بِهِ إِذَا مَرِضَ، قَالَتْ: فَذَهَبْتُ أُعَوِّذُهُ بِهِ: " أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، بِيَدِكَ الشِّفَاءُ، لَا شَافِيَ إِلَّا أَنْتَ، اشْفِ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا ". قَالَتْ: فَذَهَبْتُ أَدْعُو لَهُ بِهِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَقَالَ:" ارْفَعِي عَنِّي " قَالَ: " فَإِنَّمَا كَانَ يَنْفَعُنِي فِي الْمُدَّةِ "(2).

26244 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خَمْسٌ فَوَاسِقُ يُقْتَلْنَ فِي الْحَرَمِ (3): الْعَقْرَبُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْحُدَيَّا، وَالْغُرَابُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ "(4).

(1) في (م): يعيذه.

(2)

حديث صحيح دون قوله: "ارفعي عني، فإنما كان ينفعني في المُدَّة" فقد تفرد بها عمرو بن مالك: وهو النكري، وهو ممن لا يحتمل تفرده، فقد نقل ابن حجر عن ابن حبان قوله: يخطئ ويغرب، وقال في "التقريب": صدوق له أوهام. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد بن مسلم المؤدب البغدادي، وأبو الجوزاء: هو أوس بن عبد الله الرَّبَعي.

وأخرجه ابن سعد 2/ 211، وإسحاق (1332) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.

وقد سلف بإسنادٍ صحيح برقم (24182) دون هذه الزيادة.

(3)

في (ظ 7): في الحل والحرام.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب. =

ص: 292

26245 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى سُهَيْلِ بْنِ بَيْضَاءَ إِلَّا فِي الْمَسْجِدِ (1).

26246 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ شَيْءٍ يُصِيبُ

= وأخرجه مسلم (1198)(68)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 211، وفي "الكبرى"(3874)، وأبو يعلى (4503)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 166 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24052).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على ابن المبارك -وهو عبد الله-:

فرواه إبراهيم بن أبي العَبَّاس -كما في هذه الرواية- وأبو معمر القطيعي فيما أخرجه ابن حبان (3065)، عنه، عن موسى بن عقبة، عن يحيى بن عباد، عن حمزة بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة.

ورواه سويد بن نَصْر فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 68، وفي "الكبرى"(2095) ومن طريقه ابنُ عبد البر في "الاستذكار" 8/ 272، وعبدان فيما أخرجه البيهقي في "السنن" 4/ 51، كلاهما، عنه، عن موسى بن عقبة، عن عبد الواحد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة. وهو الصحيح، وانظر ما سلف برقم (25357).

وقد سلف برقم (25014).

ص: 293

الْمُسْلِمَ حَتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُهَا، إِلَّا قَصَّرَ (1) مِنْ ذُنُوبِهِ " (2).

26247 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْيَشْكُرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمِّي، تُحَدِّثُ: أَنَّ أُمَّهَا انْطَلَقَتْ إِلَى الْبَيْتِ حَاجَّةً، وَالْبَيْتُ يَوْمَئِذٍ لَهُ بَابَانِ، قَالَتْ: فَلَمَّا قَضَيْتُ طَوَافِي دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ بَعْضَ بَنِيكِ بَعَثَ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ، وَإِنَّ النَّاسَ قَدْ أَكْثَرُوا فِي عُثْمَانَ، فَمَا تَقُولِينَ فِيهِ؟ قَالَتْ: لَعَنَ اللهُ مَنْ لَعَنَهُ، لَعَنَ اللهُ مَنْ لَعَنَهُ (3) - لَا أَحْسِبُهَا إِلَّا قَالَتْ: ثَلَاثَ مِرَارٍ - لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُسْنِدٌ فَخِذَهُ إِلَى عُثْمَانَ، وَإِنِّي لَأَمْسَحُ الْعَرَقَ عَنْ جَبِينِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِنَّ الْوَحْيَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ، وَلَقَدْ زَوَّجَهُ ابْنَتَيْهِ إِحْدَاهُمَا عَلَى إِثْرِ الْأُخْرَى، وَإِنَّهُ لَيَقُولُ:" اكْتُبْ عُثْمَانُ " قَالَتْ: مَا كَانَ اللهُ لِيُنْزِلَ عَبْدًا مِنْ نَبِيِّهِ بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ إِلَّا عَبْدًا عَلَيْهِ كَرِيمًا (4).

(1) في (ظ 7) و (ظ 8) وهامش كل من (ظ 2) و (ق) و (هـ): قصّ.

(2)

حديث صحيح. فُلَيح -وهو ابنُ سليمان، وإن تكلم بعض الأئمة في حفظه- قد توبع، كما في الرواية (24114)، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب.

(3)

قولها: لعن الله من لعنه، لم يكرر في (م).

(4)

إسناده ضعيف، عمر بن إبراهيم اليشكري ترجم له الحافظ في "التعجيل"، ونقل عن الحسيني قوله: لا يعرف، وقال: وأظنه العبدي، فإنه بصري من هذه الطبقة، ولم يذكر البخاري ومن تبعه إلا العبدي، ولا ذكره الخطيب في "المتفق"، ويونس الراوي عنه هو المؤدب، وهو مذكور في الرواة عن العبدي، والعبدي في "التهذيب". قلنا: وقد اختلف الرواة في اسمه، =

ص: 294

26248 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ (1)، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُعْتَكِفًا فِي الْمَسْجِدِ،

= واختلف عليه فيه:

فرواه يونس -كما في هذه الرواية- عن عمر بن إبراهيم اليشكري، عن أمه تحدِّث عن أمها انطلقت إلى البيت حاجة

فذكر الحديث. ووالدة إبراهيم لم نقف لها على ترجمة، أما جدته فقد سماها الرواة أم كلثوم بنت ثمامة فيما رواه محمد بن عقبة عند البخاري في "الأدب المفرد"(828) وعلي ابن المديني وبشر بن يوسف عند البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 26، فقالوا: حدثنا محمد بن إبراهيم اليشكري، قال: حدثتني جدتي أم كلثوم بنت ثمامة أنها قدمت حاجة

فذكر نحو هذا الحديث فسموه، محمداً، وأم كلثوم مجهولة، لم يذكروا في الرواة عنها إلا محمد بن إبراهيم اليشكري، ولم يؤثر توثيقها عن أحد، ولم يذكر أمه في الإسناد.

ورواه أبو النعمان عارم كما عند البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 26، والطبراني في "الأوسط"(3770)، فقال: حدثنا حماد بن إبراهيم اليشكري، حدثتني أم كلثوم بنت ثمامة، مثله. قلنا: فسماه حماداً، وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أم كلثوم بنت ثمامة إلا حماد بن إبراهيم اليشكري.

وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 12/ 289 من طريق يزيد بن مغلس، عن جامع بن مطر الحَبَطي، عن أم كلثوم بنت ثمامة، عن عائشة، به، نحوه مختصراً. ويزيد بن مغلس لين الحديث.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/ 86 - 87 ونسبه لأحمد والطبراني وقال: وأم كلثوم لم أعرفها، وبقية رجال الطبراني ثقات. قلنا: قد أبهمها أحمد ولم يسمها.

وقد سلف برقم (26130).

(1)

سقط من (م) اسم يونس شيخ الإمام أحمد.

ص: 295

فَيُخْرِجُ رَأْسَهُ، فَأَغْسِلُهُ بِالْخِطْمِيِّ وَأَنَا حَائِضٌ (1).

26249 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أُمِّ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُهْدِيَتْ لَهُ قِلَادَةُ جَزْعٍ، فَقَالَ:" لَأَدْفَعَنَّهَا إِلَى أَحَبِّ أَهْلِي إِلَيَّ ". فَقَالَتِ النِّسَاءُ: ذَهَبَتْ بِهَا ابْنَةُ أَبِي قُحَافَةَ، فَعَلَّقَهَا فِي عُنُقِ أُمَامَةَ بِنْتِ زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

26250 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ شُمَيْسَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ بَعِيرًا لِصَفِيَّةَ اعْتَلَّ، وَعِنْدَ زَيْنَبَ فَضْلٌ مِنَ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل حماد بن أبي سليمان الراوي عن إبراهيم بن يزيد النخعي، وقد توبع. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير حماد شيخ يونس: وهو ابن سلمة، فمن رجال مسلم. ويونس: هو ابن محمد المؤدب.

وأخرجها النسائي في "الكبرى"(3386)، والذهبي في "معجم الشيوخ" 2/ 214 من طريق إبراهيم بن الحجاج، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5692) من طريق محمد بن أبان، عن حماد بن أبي سليمان، به.

وسيأتي مطولاً برقم (25563) من طريق منصور بن المعتمر، عن إبراهيم، به. وقد سلف برقم (25374).

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر الحديث رقم (24704) غير شيخي أحمد. فهما هنا يونس، وهو ابن محمد المؤدب، وعفّان، وهو ابن مسلم الصفار، وكلاهما ثقة من رجال الشيخين.

ص: 296

الْإِبِلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِزَيْنَبَ:" إِنَّ بَعِيرَ صَفِيَّةَ قَدْ اعْتَلَّ، فَلَوْ أَنَّكِ أَعْطَيْتِيهَا بَعِيرًا ". قَالَتْ: أَنَا (1) أُعْطِي تِلْكَ الْيَهُودِيَّةَ. فَتَرَكَهَا، فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَهْرَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا، حَتَّى رَفَعَتْ سَرِيرَهَا، وَظَنَّتْ أَنَّهُ لَا يَرْضَى عَنْهَا، قَالَتْ: فَإِذَا أَنَا بِظِلِّهِ يَوْمًا بِنِصْفِ النَّهَارِ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعَادَتْ سَرِيرَهَا (2).

26251 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَاتُ: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ} [الأحزاب: 51] قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَرَى رَبَّكَ إِلَّا يُسَارِعُ فِي هَوَاكَ (3).

26252 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ (4)، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَابَقْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَسَبَقْتُهُ (5).

(1) في (ق): أنى.

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (25002) غير شيخ أحمد، فهو هنا يونس، وهو ابن محمد المؤدب.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (25026) غير أن شيخ أحمد هنا: هو يونس بن محمد المؤدب.

(4)

في (ظ 7) و (هـ) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي سلمة، وفي (م) عن هشام بن عروة، عن أبي سلمة، والمثبت من (ظ 8).

(5)

حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (24981). =

ص: 297

26253 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَرَأَ قَائِمًا، رَكَعَ قَائِمًا، وَإِذَا قَرَأَ قَاعِدًا، رَكَعَ قَاعِدًا " (1).

26254 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ إِلَى صَلَاةِ الْفَجْرِ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ مِنْ جِمَاعٍ لَا احْتِلَامٍ (2).

26255 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَتَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي اسْتُحِضْتُ؟ قَالَ: " دَعِي الصَّلَاةَ أَيَّامَ حَيْضِكِ،

= وانظر (24118).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (25904) غير أن شيخ أحمد هنا: هو يونس بن محمد المؤدِّب.

(2)

إسناده حسن من أجل عاصم ابن بهدلة -وهو ابن أبي النجود- وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.

وأخرجه أبو يعلى (4708)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(546)، وفي "شرح معاني الآثار" 2/ 105 من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وزادا: ثم يصوم.

وانظر (24062).

ص: 298

ثُمَّ اغْتَسِلِي وَتَوَضَّئِي عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ وَإِنْ قَطَرَ عَلَى الْحَصِيرِ " (1).

26256 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ الْقُشَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو قَزَعَةَ: أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ بَيْنَمَا هُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، إِذْ قَالَ: قَاتَلَ اللهُ ابْنَ الزُّبَيْرِ، كَيْفَ يَكْذِبُ عَلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، وَيَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَهَا وَهِيَ تَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يَا عَائِشَةُ، لَوْلَا حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ نَقَضْتُ الْبَيْتَ حَتَّى أَزِيدَ فِيهِ مِنَ الْحِجْرِ، إِنَّ قَوْمَكِ قَصَّرُوا فِي الْبِنَاءِ ".

قَالَ: فَقَالَ لَهُ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: لَا تَقُلْ هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَنَا سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ هَذَا (2): قَالَ: آنْتَ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: أَنَا سَمِعْتُهُ. قَالَ: لَوْ سَمِعْتُ هَذَا قَبْلَ أَنْ أَنْقُضَهُ لَتَرَكْتُهُ عَلَى مَا بَنَى ابْنُ الزُّبَيْرِ (3).

26257 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ الصَّلَاةَ قَائِمًا وَقَاعِدًا، فَإِذَا صَلَّى قَائِمًا رَكَعَ قَائِمًا، وَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا رَكَعَ

(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن هاشم فمن رجال مسلم، وهو مكرر (24145) سنداً ومتناً.

(2)

لفظ "هذا" مثبت من (ظ 7) و (ظ 8).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (26151)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو محمد بن عبد الله الأنصاري.

ص: 299

قَاعِدًا (1).

26258 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُطِيعُ بْنُ مَيْمُونٍ الْعَنْبَرِيُّ يُكْنَى أبَا سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي صَفِيَّةُ بِنْتُ عِصْمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: مَدَّتْ امْرَأَةٌ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ (2) بِيَدِهَا كِتَابًا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَبَضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ، وَقَالَ:" مَا أَدْرِي أَيَدُ رَجُلٍ أَوْ يَدُ امْرَأَةٍ؟ " فَقَالَتْ: بَلْ امْرَأَةٌ، فَقَالَ:" لَوْ كُنْتِ امْرَأَةً غَيَّرْتِ أَظْفَارَكِ بِالْحِنَّاءِ "(3).

(1) حديث صحيح، أبو هلال: وهو محمد بن سُلَيْم الراسبي -وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق فمن رجال مسلم.

وأخرجه إسحاق (1305)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 338 من طريقين عن أبي هلال، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24809) بإسنادِ صحيحٍ.

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): سترها.

(3)

إسناده ضعيف لضعف مطيع بن ميمون العنبري، وقال ابن عدي: له حديثان غير محفوظين. قلنا: وعَدَّ هذا أحدهما، وصفية بنت عصمة انفرد بالرواية عنها مطيع بن ميمون، وجهلها الحافظان الذهبي وابن حجر.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 7/ 86 - 87، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة مطيع بن ميمون) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (4166) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(6419) -، والنسائي في "المجتبى" 8/ 142، وفي "الكبرى"(9364)، والطبراني في "الأوسط"(3777) و (6702)، وابن عدي 6/ 2454 - 2455 و 2455، والبيهقي 7/ 86 من طرق عن مطيع بن ميمون، به.

وجاء في رواية الطبراني (6702) إن صفية هي أم مطيع بن ميمون. =

ص: 300

26259 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيَّ أَفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْغَنَمِ، ثُمَّ لَا يُمْسِكُ عَنْ شَيْءٍ (1).

= وأخرجه أبو داود (4165) من طريق غبطة بنت عمرو المجاشعية، عن عمتها أم الحسن، عن جدتها، عن عائشة أن هنداً بنت عتبة قالت: يا نبي الله بايعني، قال:"لا أبايعك حتى تغيري كفيك، كأنهما كفا سبع". وإسناده ضعيف مسلسل بالمجاهيل: غبطة وعمتها أم الحسن وجدتها.

وانظر ما سلف برقم (24861).

وفي الباب عن مسلم بن عبد الرحمن، عند البزار (2993)، والطبراني في "الكبير" 19/ (1054)، وفي "الأوسط" (1118). ولفظه: رأيت رسول الله يبايع النساء عام الفتح على الصفا، فجاءت امرأة كأن يدها يد رجل، فأبى أن يبايعها حتى غيرت يدها بصفرة.

قال ابن حبان في "الثقات" 3/ 382: ما أراه محفوظاً. قلنا: وفي إسناده عباد بن كثير الرملي، وهو ضعيف، وشميسة بنت نبهان لم نقع لها على ترجمة.

وعن السوداء، عند الطبراني في "الكبير" 24/ (771)، وفي "الأوسط" (716) ولفظه: أتيت رسول الله لأبايعه، فقال:"اذهبي فاختضبي، ثم تعالي حتى أبايعك". وفي إسناده نائلة عن أم عاصم. ولم نقع لنائلة على ترجمة.

وعن ابن عباس، عند البزار (3013). ولفظه نحو حديث السوداء. وفي إسناده عبد الله بن عبد الملك الفهري قال ابن حبان: لا يشبه حديثه الثقات، يروي العجائب، وقال العقيلي: منكر الحديث ا هـ. وفيه أيضاً ليث بن أبي سليم وهو ضعيف.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24603) غير أن =

ص: 301

26260 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرَدْنَ أَنْ يُرْسِلْنَ عُثْمَانَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ يَسْأَلْنَهُ مِيرَاثَهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ لَهُنَّ عَائِشَةُ: أَوَلَيْسَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنا (1) فَهُوَ صَدَقَةٌ "(2)؟.

26261 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي (3) مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُدْنِي إِلَيَّ رَأْسَهُ،

= شيخ أحمد هنا: هو الحسن بن موسى الأشيب.

(1)

في (ق) و (م): تَرَكْنَاهُ.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. إسحاق بن عيسى -وهو ابن الطباع- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وهو عند مالك في "الموطأ" 2/ 993، ومن طريقه أخرجه ابنُ سعد 2/ 314، وابن راهويه (868)، والبخاري (6730)، ومسلم (1758)، وأبو داود (2976)، والنسائي في "الكبرى"(6311)، وابن شبَّه في "تاريخ المدينة" 1/ 201، وحماد بن إسحاق في "تركة النبي صلى الله عليه وسلم" ص 81، وأبو عوانة 4/ 143، وابن حبان (6611)، والبيهقي في "السنن" 6/ 301، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 156، والبغوي في "شرح السنة"(3839).

وقد سلف برقم (25125).

(3)

في (ق): حدثنا، وفي (م): أخبرنا، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8) و (ظ 2).

ص: 302

فَأُرَجِّلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ، وَهُوَ مُعْتَكِفٌ، وَكَانَ لَا يَدْخُلُ الْبَيْتَ إِلَّا لِحَاجَةِ الْإِنْسَانِ (1).

26262 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا، فَإِذَا كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ، وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِنَفْسِهِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ تُنْتَهَكُ حُرْمَةُ اللهِ، فَيَنْتَقِمُ لِلَّهِ عز وجل (2).

26263 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ، وَأَمْسَحُ عَنْهُ بِيَدِهِ رَجَاءَ بَرَكَتِهَا (3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، إسحاق بن عيسى: وهو ابن الطباع من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وقد سلف برقم (24731).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وإسحاق: وهو ابن عيسى ابن الطباع من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مكرر الحديث (24846).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، إسحاق بن عيسى -وهو ابن نجيح ابن الطباع- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وهو مكرر (24728).

ص: 303

26264 -

حَدَّثَنَا عُمَرُ (1) بْنُ أَيُّوبَ الْمَوْصِلِيُّ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَكَثِيرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ يَرَاهُ فِي مِرْطِ إِحْدَانَا، ثُمَّ يَفْرُكُهُ - يَعْنِي الْمَاءَ - وَمُرُوطُهُنَّ يَوْمَئِذٍ الصُّوفُ. تَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم (2).

26265 -

حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَدْ (3) كُنْتُ أَفْرُكُ الْمَنِيَّ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ مَا أَغْسِلُ - قَالَ أَبُو قَطَنٍ: قَالَتْ مَرَّةً: - أَثَرَهُ.

(1) في (م): عمرو، وهو خطأ.

(2)

حديث ضعيف بهذا اللفظ، تفرد به جعفر، وهو ابن بُرْقان، وهو كثير الخطأ في روايته عن الزهري، وأحاديثُه عنه مضطربة، وهذا منها، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. كثير: هو ابنُ هشام الكلابي أبو سهل الرقي، قال العجلي: كان من أروى الناس بجعفر بن برقان.

وأخرجه ابن خزيمة (288) من طريق زيد بن أبي الزرقاء، عن جعفر بن بُرْقان، بهذا الإسناد، إلا أنه أورد هذا الإسناد مع أسانيد حديث فرك المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 49 من طريق مبشر بن إسماعيل، عن جعفر بن برقان، به، بلفظ: كنتُ أفرك المنيَّ من مرط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت مُرْطُنا يومئذ الصوفَ.

قلنا: وسلف برقم (24064)، وفيه أن عائشة هي التي كانت تفرك المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس فيه أو في غيره أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفركه من مروط نسائه.

وقولها: يعني الماء: قال السندي، أي: الماء المعهود. المنيّ.

(3)

كلمة "قد" ليست في (م).

ص: 304

وَقَالَتْ (1) مَرَّةً: مَكَانَهُ (2).

(1) في (ظ 7) و (ظ 8) و (ظ 2): قال.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبَّاد بن منصور -وهو الناجي- وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير أبي قَطَن -وهو عمرو ابن الهيثم بن قَطَن- فمن رجال مسلم.

وأخرجه الطيالسي (1420) - ومن طريقه ابن خزيمة (288)، والبيهقي في "السنن" 2/ 417 عن عباد بن منصور، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 51 من طريق عيسى بن ميمون، عن القاسم بن محمد، به. وعيسى بن ميمون ضعيف.

وأخرجه أيضاً 1/ 51 من طريق عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه القاسم بن محمد، عن عائشة قالت في المني إذا أصاب الثوب: إذا رأيته فاغسله، وإذا لم تره فانضحه.

وأخرجه الشافعي في "الأم" 1/ 55، وابن خزيمة (288)، وأبو عوانة 1/ 204، والبيهقي في "السنن" 2/ 417، وفي "معرفة السنن والآثار" 3/ 381 من طريق عمرو بن أبي سلمة، عن الأوزاعي، عن يحيى بن سعيد -وهو الأنصاري- عن القاسم بن محمد، به. وعمرو بن أبي سلمة قال الحافظ في "مقدمة الفتح" ص 431: وثقه ابنُ سعد ويونس، وأثنى عليه أحمد، وقال: إلا أنه روى زهير بن محمد أحاديث بواطيل، وضعفه ابن معين والساجي، وقال العقيلي: في حديثه وهم، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. ثم قال الحافظ: ليس له في صحيح البخاري سوى حديثين، فذكرهما، وقد توبع عليهما.

وأخرجه الطحاوي 1/ 49، والدارقطني 1/ 125 من طريق بشر بن بكر، عن الأوزاعي، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة، به. وبشر بن بكر قال مسلمة بن قاسم الأندلسي: يروي عن الأوزاعي أشياء انفرد بها. قلنا: وقد انفرد بذكر عمرة في هذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي أيضاً 1/ 49 من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، =

ص: 305

26266 -

حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَائِشَةَ، مِثْلَ مَعْنَاهُ (1).

26267 -

حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ صَائِمَتَيْنِ، فَعَرَضَ لَنَا طَعَامٌ اشْتَهَيْنَاهُ، فَأَكَلْنَا مِنْهُ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَبَدَرَتْنِي إِلَيْهِ حَفْصَةُ - وَكَانَتْ بِنْتَ أَبِيهَا - قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا كُنَّا صَائِمَتَيْنِ الْيَوْمَ، فَعَرَضَ لَنَا طَعَامٌ اشْتَهَيْنَاهُ، فَأَكَلْنَا مِنْهُ. فَقَالَ:" اقْضِيَا يَوْمًا آخَرَ "(2).

26268 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حَسَنٍ (3)، عَنِ ابْنِ مَعْقِلٍ

= عن عطاء، عن عائشة.

وسلف نحوه بإسناد صحيح برقم (24064).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي قَطَن -واسمه عمرو بن الهيثم بن قَطَن- فمن رجال مسلم.

وسلف بهذا الإسناد سوى شيخ أحمد برقم (24939).

(2)

جعفر بن برقان ضعيف في الزُّهري خاصة، وهو مكرر (25094)، وقد سلف الكلام عليه هناك، فانظره لزاماً.

وأخرجه إسحاق (658)، والترمذي في "السنن"(735)، وفي "العلل الكبير" 1/ 351، والنسائي في "الكبرى"(3291)، والبيهقي 4/ 280، والبغوي في "شرح السنة"(1814) من طريق كثير بن هشام، بهذا الإسناد.

(3)

في (ظ 8) و (ظ 2): عبيد بن حنين، وفي (ق): عبيد الله بن حسين، وفي (م): عبيد بن حنين بن حسن، وفي "أطراف المسند" 9/ 86: عبيد بن جبير، والمثبت من (ظ 7) و (هـ) وهامش كل من (ظ 2) و (ق)، وكتب عليها =

ص: 306

عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهُ (1) كَانَ عَلَيْهَا رَقَبَةٌ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، فَجَاءَ سَبْيٌ مِنَ الْيَمَنِ مِنْ خَوْلَانَ، فَأَرَادَتْ أَنْ تَعْتِقَ مِنْهُمْ، فَنَهَانِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ جَاءَ سَبْيٌ مِنْ مُضَرَ مِنْ بَنِي الْعَنْبَرِ، فَأَمَرَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَعْتِقَ مِنْهُمْ (2).

= علامة الصحة في هامش (ظ 2)، وهو الموافق لما في مصادر التخريج.

(1)

في (م): أنها.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابن معقل، وجاء اسمه عند الحاكم في "المستدرك": عبد الله بن معقل، وذكر الحافظ في "أطراف المسند" أنه عبد الله بن معقل المحاربي، وهذا قد ذكره المزِّي في "التهذيب" تمييزاً، وذكره الذهبي في "الميزان"، وقال: محلُّه الصدق، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. ولم يذكره البخاري ولا ابن أبي حاتم ولا ابن حبان في كتبهم. مسعر: هو ابن كِدَام، وقد اختلف عليه في وصله وإرساله، والمرسل منه أصح.

وأخرجه البزار في "مسنده"(2827)(زوائد) من طريق أبي أحمد الزبيري، به، وتحرَّف فيه عُبيد بن حسن إلى عُبيد بن حسين. قال البزار: رواه شعبة، عن عبيد بن حسن، عن ابن معقل قال: كان على عائشة محرَّر من ولد إسماعيل

ولم يقل: عن عائشة. قلنا: يعني أنه رواه مرسلاً.

وروي عن مسعر مرسلاً كذلك:

فقد أخرجه ابن راهويه (1768) عن الفضل بن دكين، والحاكم في "المستدرك" 2/ 216 من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن مسعر. عن عُبيد بن الحسن، عن ابن معقل قال: كانت على عائشة رقبة -أو نسمة- من ولد إسماعيل

قال الحاكم: تابعه شعبة عن عبيد بن الحسن، ثم أخرجه من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!

وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/ 242، وقال: رواه أحمد، وفيه من لم =

ص: 307

26269 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَسْرِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، وَعِنْدَهَا حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ، فَقَالَتْ لِي: إِنَّ هَذِهِ حَفْصَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: أَنْشُدُكِ اللهَ أَنْ تَصْدُقِينِي بِكَذِبٍ قُلْتُهُ أَوْ تُكَذِّبِينِي بِصِدْقٍ قُلْتُهُ. تَعْلَمِينَ أَنِّي كُنْتُ أَنَا وَأَنْتِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَكِ: أَتَرَيْنَهُ قَدْ قُبِضَ؟ قُلْتِ: لَا أَدْرِي. فَأَفَاقَ، فَقَالَ:" افْتَحُوا لَهُ الْبَابَ "، ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَكِ: أَتَرَيْنَهُ قَدْ قُبِضَ؟ قُلْتِ: لَا أَدْرِي، ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالَ:" افْتَحُوا لَهُ الْبَابَ ". فَقُلْتُ لَكِ: أَبِي أَوْ أَبُوكِ؟ قُلْتِ: لَا أَدْرِي، فَفَتَحْنَا الْبَابَ، فَإِذَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فَلَمَّا أَنْ رَآهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" ادْنُهْ " فَأَكَبَّ عَلَيْهِ، فَسَارَّهُ بِشَيْءٍ لَا أَدْرِي أَنَا وَأَنْتِ مَا هُوَ، ثُمَّ رَفَعَ

= أعرفهم، ثم ذكره فيه 10/ 46، وقال: رواه أحمد والبزار بنحوه، ورجال أحمد رجال الصحيح!

وله شاهد من حديث عبد الله بن مسعود عند البزار (2825)(زوائد)، والطبراني في "الكبير"(10400)، وفي إسناده علي بن عابس، وهو ضعيف. قال البزار: لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن إسماعيل إلا علي بن عابس.

وآخر من حديث عبد الله بن عمر عند البزار (2826)(زوائد) وفي إسناده أحمد بن عبد الله بن أبي السفر (شيخ البزار)، قال النسائي: ليس بالقوي، وقال أبو حاتم: شيخ. قلنا: ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان. لكن يُعتبر به في المتابعات والشواهد.

ص: 308

رَأْسَهُ، فَقَالَ:" أَفَهِمْتَ مَا قُلْتُ لَكَ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:" ادْنُهْ " فَأَكَبَّ عَلَيْهِ أُخْرَى مِثْلَهَا، فَسَارَّهُ بِشَيْءٍ لَا نَدْرِي (1) مَا هُوَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ:" أَفَهِمْتَ مَا قُلْتُ لَكَ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:" ادْنُهُ " فَأَكَبَّ (2) عَلَيْهِ إِكْبَابًا شَدِيدًا، فَسَارَّهُ بِشَيْءٍ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ:" أَفَهِمْتَ مَا قُلْتُ لَكَ؟ " قَالَ: نَعَمْ، سَمِعَتْهُ أُذُنَيَّ وَوَعَاهُ قَلْبِي، فَقَالَ لَهُ:" اخْرُجْ "، قَالَ: قَالَتْ حَفْصَةُ: اللهُمَّ نَعَمْ، أَوْ قَالَ (3): اللهُمَّ صِدْقٌ (4).

(1) في (ظ 7) و (ظ 8) وهامش (ق) و (ظ 2): لا أدري.

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): فانكبَّ.

(3)

في (م): قالت.

(4)

إسناده ضعيف لضعف علي بن عاصم: وهو الواسطي، وقد اختُلف على سعيد بن إياس الجريري فيه:

فرواه علي بن عاصم -كما في هذه الرواية- عنه، عن أبي عبد الله الجسري، قال: دخلت على عائشة.

ورواه خالد بن عبد الله الواسطي -كما عند أحمد في "فضائل الصحابة"(835) - فقال: عن الجريري، عن أبي بكر العدوي، قال: سألت عائشة، فذكر الحديث.

قلنا: والجريري قد اختلط، ولم يتحرر لنا أسمع منه خالد الواسطي قبل الاختلاط أم بعده؟

وانظر (24253).

قال السندي: قولها: أن تصدقيني بكذب، من التصديق، أي: كراهة أن تصدقيني، والمراد لا تصدقيني إن كذبت، ولا تكذبيني إن صدقت.

ص: 309

26270 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ طَرِيفٍ (1)، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَظَلُّ صَائِمًا وَيُقَبِّلُ مَا شَاءَ مِنْ وَجْهِي حَتَّى يُفْطِرَ (2).

26271 -

حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، قَالَ: سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنِ الرَّجُلِ يُخَيِّرُ امْرَأَتَهُ، فَتَخْتَارُهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَتَانِي نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" إِنِّي سَأَعْرِضُ عَلَيْكِ أَمْرًا، فَلَا عَلَيْكِ أَنْ لَا تَعْجَلِي حَتَّى تُشَاوِرِي أَبَوَيْكِ ". فَقُلْتُ: وَمَا هَذَا الْأَمْرُ؟ قَالَتْ: فَتَلَا عَلَيَّ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 28 - 29] قَالَتْ: فَقُلْتُ: وَفِي أَيِّ ذَلِكَ تَأْمُرُنِي أَنْ أُشَاوِرَ أَبَوَيَّ؟ بَلْ أُرِيدُ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ. قَالَتْ: فَسُرَّ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَعْجَبَهُ، وَقَالَ:" سَأَعْرِضُ عَلَى صَوَاحِبِكِ مَا عَرَضْتُ عَلَيْكِ ". فَكَانَ يَقُولُ لَهُنَّ كَمَا قَالَ لِعَائِشَةَ، ثُمَّ يَقُولُ: " قَدْ اخْتَارَتْ عَائِشَةُ

(1) وقع في (م) و (ظ 7) و (ظ 8): مُطَرِّف بن أبي طريف، وهو خطأ، والمثبت من بقية النسخ، وهو الصواب، وأشير إليه في هامش (ظ 8).

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر الرواية (26171) سوى شيخ أحمد، فهو هنا علي بن عاصم، وهو ابن صهيب الواسطي التيمي، وهو متابع.

وسلف برقم (24110).

ص: 310

اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ ". قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَدْ خَيَّرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ نَرَ ذَلِكَ طَلَاقًا (1).

26272 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: رَأَيْتُ وَبِيصَ الطِّيبِ فِي مَفْرِقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْرِمٌ (2).

26273 -

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي (3) زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: رَأَيْتُ وَبِيصَ الطِّيبِ فِي مَفْرِقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْرِمٌ (4). (5)

(1) حديث صحيح، وهو مكرر (25517) سنداً ومتناً.

وسلف برقم (24487)، ومختصراً برقم (24181).

(2)

إسناده حسن، وهو مكرر (24134) غير شيخ أحمد وهو علي بن عاصم.

وسلف من وجه آخر برقم (24105).

وانظر ما بعده.

(3)

سقطت لفظة: "أبي" من (م).

(4)

في (ظ 7) و (ظ 8): بعد ثلاث وهو محرم، وانظر الحديث قبله.

(5)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وهو الهاشمي الكوفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير شيخ أحمد علي -وهو ابن عاصم بن صهيب الواسطي- فمن رجال أصحاب السنن سوى النسائي، وقد قال الحافظ في "التقريب": صدوق يخطئ ويصرّ.

وسلف بإسناد صحيح برقم (24731).

وانظر (24107).

وانظر ما قبله.

ص: 311

26274 -

حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ الْقَاسِمِ (1)، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ قَائِمًا، صَلَّى قَائِمًا، وَإِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ قَاعِدًا صَلَّى قَاعِدًا (2).

26275 -

حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ أَخِي يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ كَسْرَ عَظْمِ الْمُؤْمِنِ مَيْتًا مِثْلُ كَسْرِ عَظْمِهِ حَيًّا (3) "(4).

26276 -

حَدَّثَنَا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ سَعِيدٍ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ - قَالَ: مَكْحُولٌ حَدَّثَنِي عَنْ عُرْوَةَ

(1) في (م): عن أبي القاسم.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن شجاع بن الوليد -وهو أبو بدر السكوني- أخرج له البخاري متابعه.

وأخرج إسحاق بن راهويه (958)، والخطيب في "تاريخه" 11/ 67 - 68 من طريق جرير، عن ليث، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24833) بإسنادٍ صحيح.

(3)

في (ق): مثل كسره حياً.

(4)

هو مكرر (24308)، غير شيخ أحمد، فقد رواه هناك عن ابن نمير، عن سعد بن سعيد الأنصاري.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1274) من طريق شجاع بن الوليد، بهذا الإسناد.

ص: 312

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ رِيَاطٍ يَمَانِيَةٍ (1).

26277 -

حَدَّثَنَا عُمَرُ أَبُو حَفْصٍ الْمُعَيْطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَأَنَا جَارِيَةٌ لَمْ أَحْمِلِ اللَّحْمَ وَلَمْ أَبْدُنْ، فَقَالَ لِلنَّاسِ:" تَقَدَّمُوا ". فَتَقَدَّمُوا، ثُمَّ قَالَ لِي:" تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ ". فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقْتُهُ، فَسَكَتَ عَنِّي، حَتَّى إِذَا حَمَلْتُ اللَّحْمَ وَبَدُنْتُ وَنَسِيتُ، خَرَجْتُ مَعَهُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَقَالَ لِلنَّاسِ:" تَقَدَّمُوا " فَتَقَدَّمُوا، ثُمَّ قَالَ:" تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ ". فَسَابَقْتُهُ، فَسَبَقَنِي، فَجَعَلَ يَضْحَكُ، وَهُوَ يَقُولُ:" هَذِهِ بِتِلْكَ "(2).

(1) حديث صحيح، مسكين بن بكير، فيه كلام من قبل حفظه، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(297) و (3608) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1517) و (3607) من طريق العلاء بن الحارث و (3609) من طريق شعيب بن أبي حمزة، كلاهما عن مكحول، به.

وقد سلف نحوه برقم (24122) بإسناد صحيح.

قال السندي: قولها: في ثلاثة رياط، الرَّيْطَة: كل مُلاءة ليست بلِفْقَين، وقيل: كل ثوب رقيق ليِّن، والجمع رَيْط ورِياط.

(2)

إسناده جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عمر بن أبي حفص المُعيطي -وهو ابن حفص- فقد ذكره الحافظ في "التعجيل"، ونقل عن ابن =

ص: 313

26278 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سُفْيَانَ - يَعْنِي ابْنَ حُسَيْنٍ - عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ مُعْتَكِفًا فِي الْمَسْجِدِ لَا يَدْخُلُ الْبَيْتَ إِلَّا لِحَاجَةٍ. قَالَتْ: فَغَسَلْتُ رَأْسَهُ وَإِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ الْعَتَبَةَ (1).

26279 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ - يَعْنِي الْوَاسِطِيَّ - عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ (2)، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا عَائِشَةُ، إِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللهَ، فَإِنَّ التَّوْبَةَ مِنَ الذَّنْبِ: النَّدَمُ وَالِاسْتِغْفَارُ "(3).

= أبي حاتم قوله: سألت أبي عنه، فقال: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات".

قلنا: لم نقع عليه في مطبوع "الثقات"، والله أعلم.

وقد سلف مختصراً بَرقم (24118).

(1)

حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (25983)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو محمد بن يزيد -وهو الواسطي- وقد روى له أصحاب الكتب الستة سوى ابن ماجه، وهو ثقة.

(2)

ضبب فوق لفظ: "عيينة" في (ظ 8) وكتب في هامشها: حسين وعليه علامة الصحة. قلنا: بل الحديث حديث ابن عيينة كما سيأتي في التخريج.

(3)

حديث صحيح دون قوله في حديث الإفك: "فإن التوبة من الذنب الندم والاستغفار" وهذا إسناد اختلف فيه على سفيان بن عيينة.

فرواه محمد بن يزيد الواسطي -كما في هذه الرواية- عن سفيان بن عيينة، =

ص: 314

26280 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى الثَّقَفِيَّ - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا نَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ الْعِشَاءِ، وَلَا سَمَرَ (1) بَعْدَهَا (2).

= عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.

ورواه الحميدي (284)، وحامد بن يحيى البلخي -كما عند ابن حبان (624) - كلاهما عن سفيان، عن وائل بن داود، عن ابنه بكر بن وائل، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب -شك حامد فقال: عن عروة أو سعيد أو كلاهما- عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: "يا عائشة، إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله، فإن العبد إذا ألم بذنب ثم تاب واستغفر الله عز وجل غفر الله له".

قلنا: وهو بهذا السياق صحيح، إلا أن سفيان لم يحفظه، فقد قال الحميدي: وربما قال سفيان: "إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله فإن التوبة الندم والاستغفار". وأكثر ذلك يقول على الأول. قلنا: يعني على السياق الصحيح.

وقد سلف من طريق الزهري بإسناد صحيح برقم (25623) بلفظ: "إن كنت ألممت بذنب، فاستغفري الله، ثم توبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنب، ثم تاب تاب الله عليه".

وانظر حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (3568).

(1)

في (م): ولا سهر.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد فيه عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الثقفي، ضعيف، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزُّبير الزُّبيري، والقاسمُ: هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق.

وأخرجه أبو يعلى (4784) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد. =

ص: 315

26281 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ (1).

= وأخرجه الطيالسي (1414)، وابن ماجه (702)، والبيهقي في "السنن" 1/ 451 - 452 من طريق عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، به. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة": هذا إسناد صحيح! رجاله ثقات.

وتحرف اسم عبد الله بن عبد الرحمن في مطبوع البيهقي إلى عبد الله بن عامر.

وأخرجه ابن حبان (5547) من طريق جعفر بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، به. وهذا إسناد صحيح.

وأخرج عبد الرزاق (2137) عن ابن جريج، قال: حدثني من أصدِّق، عن عائشة أنها سمعت عروة يتحدث بعد العتمة، فقالت: ما هذا الحديث بعد العتمة؟ ما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم راقداً قطُّ قبلَها، ولا مُتَحدِّثاً بعدها، إما مُصلياً فيغنم، أو راقداً فيسلم.

وأخرجه بنحو رواية عبد الرزاق دون ذكر القصة- أبو يعلى (4878)، والبيهقي 1/ 452 من طريق أبي حمزة عيسى بن سليم الرستني، عن عائشة، به. وهذا إسناد منقطع، أبو حمزة لم يدرك عائشة.

وأخرجه البزار (378)"زوائد" من طريق محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن ابن أبي مُلَيكة، عن عروة، عن عائشة، به. محمد بن عبد الله بن عُبيد ضعيف.

وأصله في "الصحيح" من حديث أبي بَرْزة، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النوم قبلها والحديث بعدَها يعني عشاء الآخرة، وسلف 4/ 423.

وسلف برقم (3686) حديث ابن مسعود، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَجْدِبُ (يعيب) لنا السَّمَر بعد العشاء. وذكرنا هناك أحاديث الباب.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن =

ص: 316

26282 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: فُرِضَتِ الصَّلَاةُ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ إِلَّا الْمَغْرِبَ فُرِضَتْ ثَلَاثًا لِأَنَّهَا وِتْرٌ. قَالَتْ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَافَرَ (1) صَلَّى الصَّلَاةَ الْأُولَى إِلَّا الْمَغْرِبَ، فَإِذَا أَقَامَ زَادَ مَعَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ إِلَّا الْمَغْرِبَ، لِأَنَّهَا وَتْرٌ، وَالصُّبْحَ، لِأَنَّهُ يُطَوِّلُ فِيهَا الْقِرَاءَةَ (2).

26283 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنِ النَّخَعِيِّ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَتْ يَدُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْيُمْنَى لِطُهُورِهِ وَلِطَعَامِهِ، وَكَانَتِ الْيُسْرَى لِخَلَائِهِ، وَمَا كَانَ مِنْ أَذًى (3).

= المهلَّب الكوفي، أبو عَمرو البغدادي. وزائدة: هو ابن قُدامة.

وسلف برقم (24110)، وبرقم (24989).

(1)

في (ظ 8) و (ق) و (ظ 2) وهامش (هـ): إذا أراد أن يسافر.

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (26101)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الوهَّاب بن عطاء الخفاف.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/ 145 من طريق عبد الوهاب، بهذا الإسناد.

(3)

حديث حسن بطرقه وشاهده، وهذا إسناد ضعيف، فقد اختلف فيه على سعيد- وهو ابن أبي عروبة:

فرواه عبد الوهاب -وهو ابن عطاء الخفاف- كما في هذه الرواية، عنه، عن أبي معشر -وهو زياد بن كليب-، عن إبراهيم -وهو النخعي-، عن الأسود -وهو النخعي-، عن عائشة. =

ص: 317

26284 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَائِشَةَ، نَحْوَهُ (1).

26285 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنِ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَتْ يَدُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْيُسْرَى لِخَلَائِهِ، وَمَا كَانَ مِنْ أَذًى، وَكَانَتِ الْيُمْنَى لِوُضُوئِهِ وَلِمَطْعَمِهِ (2).

= ورواه ابن أبي عدي -وهو محمد- كما سيرد في الرواية التي بعدها- عنه، عن رجل، عن أبي معشر، عن إبراهيم النخعي، عن عائشة. فأدخل رجلاً بين سعيد وإبراهيم، وأسقط: الأسود. والنخعي لم يسمع من عائشة.

ورواه محمد بن جعفر -كما سيرد في الرواية (26285) - عنه، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن عائشة. وإبراهيم لم يسمع من عائشة كذلك.

ورواه أبو توبة، عن عيسى بن يونس- فيما أخرجه أبو داود (33)، عنه، عن أبي معشر، عن النخعي، عن عائشة.

وخالفه نصر بن علي، فرواه عن عيسى بن يونس فيما أخرجه البغوي في "شرح السنة"(217) عنه، عن أبي معشر، عن النخعي، عن الأسود، عن عائشة.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 69: وقول ابن أبي عدي أشبه بالصواب. قلنا: في إسناد ابن أبي عدي راوٍ مبهم، والنخعي لم يسمع من عائشة.

وأخرجه أبو داود (34) من طريق عبد الوهاب، بهذا الإسناد.

(1)

حديث حسن بطرقه وشاهده، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية التي قبله.

(2)

حديث حسن بطرقه وشاهده، وهو مكرر ما قبله.

ص: 318

26286 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى (1)، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا "(2).

26287 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُعَاذَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي الضُّحَى أَرْبَعًا، وَيَزِيدُ مَا شَاءَ اللهُ (3).

(1) قوله: "بن أوفى" من (م).

(2)

إسناده صحيح، عبد الوهَّاب -وهو ابن عطاء الخَفَّاف، وإن كان فيه كلام- روى له مسلم، وهو ثقة في سعيد بن أبي عروبة، وكان أعلمَ الناس بحديثه، وهو متابع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الحاكم 1/ 306 - 307 من طريق عبد الوهَّاب بن عطاء، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

قلنا: عبد الوهَّاب الخفَّاف إنما هو من رجال مسلم فقط.

وسلف بإسناد صحيح على شرط الشيخين برقم (24241).

(3)

إسناده صحيح، سعيد بن أبي عروبة -وإن كان اختلط- إلا أن سماع عبد الوهاب: وهو ابن عطاء الخفاف، منه قبل اختلاطه، وكان عالماً به، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه البيهقي 3/ 47 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (719)(79)، وأبو عوانة 2/ 267، والنسائي في "الكبرى"(479) من طريقين عن سعيد، به.

وقد سلف برقم (24638).

ص: 319

26288 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ مُعَاذَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، وَكَانَ فِي حَدِيثِهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَبْدَأُ قَبْلَهَا (1).

26289 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكِ عَنْ شَيْءٍ وَإِنِّي أَسْتَحْيِيكِ. فَقَالَتْ: سَلْ مَا بَدَا لَكَ، فَإِنَّمَا أَنَا أُمُّكَ، فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ مَا يُوجِبُ الْغُسْلَ؟ فَقَالَتْ: إِذَا اخْتَلَفَ الْخِتَانَانِ وَجَبَتِ الْجَنَابَةُ. فَكَانَ قَتَادَةُ يُتْبِعُ هَذَا الْحَدِيثَ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَدْ فَعَلْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاغْتَسَلْنَا، فَلَا أَدْرِي أَشَيْءٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَمْ كَانَ قَتَادَةُ يَقُولُهُ؟ (2).

(1) إسناده صحيح، سعيد: وهو ابن أبي عروبة -وإن كان اختلط- قد سمع منه عبد الوهاب وهو ابن عطاء الخفاف قبل الاختلاط، وكان عالماً به، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وقد سلف برقم (24723)، وانظر (24014).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد فيه انقطاع، عبد الله بن رباح، لم يسمع هذا الحديث من عائشة، بينهما عبد العزيز بن النعمان كما جاء مصرحاً به في الرواية (24914) و (25902) و (26025)، وأشار إلى ذلك ابن معين في "تاريخه" 2/ 306، فقال: بينهما رجل، وهو عبد العزيز بن النعمان. قلنا: وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. عبد الوهاب: هو ابن عطاء الخفاف، وسعيد: هو ابن أبي عروبة، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. =

ص: 320

26290 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ (1) بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُكْثِرُ الصَّلَاةَ قَائِمًا وَقَاعِدًا، فَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا رَكَعَ قَاعِدًا، وَإِذَا صَلَّى قَائِمًا رَكَعَ قَائِمًا (2).

26291 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، وقَالَ مَرَّةً أُخْرَى الْخَفَّافُ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصِيبُ مِنَ الرُّؤُوسِ وَهُوَ صَائِمٌ.

وقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ - يَعْنِي فِي حَدِيثِهِ - عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَكَذَا قَالَ الْخَفَّافُ مَرَّةً أُخْرَى (3).

= وأخرجه مختصراً ابن راهويه (1355) عن عبدة بن سليمان، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.

وانظر (24206) و (25281).

(1)

في (م): بن، وهو خطأ.

(2)

حديث صحيح، سعيد بن أبي عروبة -وإن كان اختلط- إلا أن سماع عبد الوهاب: وهو ابن عطاء الخفاف منه قبل اختلاطه، وكان عالماً به. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وقد سلف برقم (24688).

(3)

حديث عائشة إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الوهَّاب -وهو ابن عطاء الخفَّاف- وعبد الله بن شقيق، من رجاله، والخفَّاف ثقة في سعيد -وهو ابن أبي عَروبة- فقد قال ابن سعد: لزم سعيد بنَ أبي عروبة، وعُرف بصحبته، وكتب كُتُبَه، وقال أحمد بن حنبل: كان من أعلم الناس بحديث سعيد بن أبي =

ص: 321

26292 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَبْدِ اللهِ - عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَنَّ امْرَأَةً مِنْهُمْ، يُقَالُ لَهَا: أُمُّ كُلْثُومٍ حَدَّثَتْهُ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْكُلُ طَعَامًا فِي سِتَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ جَائِعٌ فَأَكَلَهُ بِلُقْمَتَيْنِ، فَقَالَ: " أَمَا إِنَّهُ لَوْ ذَكَرَ اسْمَ اللهِ عز وجل كَفَاكُمْ (1)، فَإِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَذْكُرْ اسْمَ

= عَروبة

قلنا: وعبد الله بنُ شقيق كذلك ثقة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أيوب: هو السختياني.

أما قول عبد الوهَّاب الخفَّاف مرة أخرى، وغندر في حديثه: عن ابن عباس، فوهم، فقد سُئل الدارقطني -كما في "العلل " 5/ ورقة 132 - عن حديث عبد الله بن شقيق، عن عائشة هذا، فقال: يرويه سعيد الجريري وأيوب، عن عبد الله بن شقيق.

واختلف فيه:

فرواه عبد الواحد بن زياد، عن الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة.

وقال سعيد بن أبي عروبة، عن أيوب، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة. قاله أحمد بن حنبل، عن الخفاف، عن سعيد.

قال أحمد: وقال الخفاف مرة أخرى: عن ابن عباس. وكذلك قال غندر، عن سعيد، عن أيوب، عن ابن شقيق، عن ابن عباس. وهذا القول وهم، والصحيح عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة، كما قال الجريري.

قلنا: وسلف الإسنادان اللذان قال فيهما محمد بن جعفر والخفاف: عن ابن عباس، في مسند ابن عباس بالأرقام (2241) و (3392) و (3392 م)، وفاتنا أن ننبه على علته هناك، فيستدرك من هنا.

وسلف برقمي (24110) و (24130).

(1)

في (م): لكفاكم.

ص: 322

اللهِ، فَإِنْ نَسِيَ اسْمَ (1) اللهِ فِي أَوَّلِهِ، فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللهِ أَوَّلَهُ (2) وَآخِرِهِ " (3).

26293 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: سُئِلَ سَعِيدٌ: مَا يَقُولُ الرَّجُلُ فِي رُكُوعِهِ؟ فَأَخْبَرَنَا عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ:" سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ "(4).

26294 -

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ - يَعْنِي: ابْنَ بِلَالٍ - عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ أُمِّهِ فِي قِصَّةٍ ذَكَرَهَا فَقَالَتْ عَائِشَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ أَشَارَ بِحَدِيدَةٍ إِلَى أَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُرِيدُ قَتْلَهُ فَقَدْ وَجَبَ دَمُهُ "(5).

(1) في (م) و (هـ): بسم.

(2)

في (م): في أوله.

(3)

حسن بشواهده، وهو مكرر (25733)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الوهاب بن عطاء الخفَّاف.

(4)

حديث صحيح، سعيد بن أبي عروبة وإن كان اختلط، إلا أن سماع عبد الوهاب -وهو ابن عطاء الخفاف- منه قبل الاختلاط وكان عالماً به، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وقد سلف برقم (25606).

(5)

إسناده ضعيف. أم علقمة: وهي مرجانة -وإن روى عنها اثنان، وذكرها ابن حبان في "الثقات"، ووثقها العجلي- قد انفردت به، وهي ممن لا يحتمل تفردها. وعبيد بن أبي مرة من رجال "التعجيل"، وهو حسن الحديث وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1287) و (1288)، والحاكم =

ص: 323

26295 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَوْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَاتِمًا شَيْئًا، لَكَتَمَ هَذِهِ الْآيَةَ:{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ} (1)

= 2/ 158، وابن حزم في "المحلى" 8/ 302 من طريقين عن سليمان بن بلال، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي!

والصحيح في هذا الباب ما رواه مسلم (2616)، وقد سلف (7476) من حديث أبي هريرة بلفظ:"الملائكة تلعن أحدكم إذا أشار لأخيه بحديدة، وإن كان أخاه لأبيه وأمه".

وفي رواية أخرى عن أبي هريرة أخرجها البخاري (7072)، ومسلم (2617)، وسلف (8212) ولفظه عند مسلم:"لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري أحدكم لعل الشيطان ينزع في يده، فيقع في حفرة من النار".

(1)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، وهو مكرر (26041)، غير أن شيخ أحمد هنا هو عبد الوهَّاب، وهو ابن عطاء الخفَّاف، وذكرنا الاختلاف فيه على داود بن أبي هند هناك.

قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 8/ 523 - 524 بعدما ذكر أن الآية نزلت في شأن زينب بنت جحش وزيد بن حارثة مختصراً كما في حديث البخاري (4787)، ثم ذكر حديثاً للبخاري في كتاب التوحيد (7420) أطول منه، وليس فيهما ما تقدم من انها وقعت في قلبه، وغير ذلك، قال: وقد أخرج ابن أبي حاتم هذه القصة من طريق السدي فساقها سياقاً واضحاً حسناً، ولفظه: بلغنا أن هذه الآية نزلت في زينب بنت جحش، وكانت أُمُّها أميمةُ بنتُ عبد المطلب عمة رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يُزوجها زيد بن حارثة مولاه، فكرِهَتْ ذلك، ثم إنها رضِيَت بما صنَع رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوَّجها إياه، ثم أعلم الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بعدُ أنها من أزواجه، فكان يستحي أن =

ص: 324

[الأحزاب: 37].

26296 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَؤُهُ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ، فَلَهُ أَجْرَانِ اثْنَانِ "(1).

= يأمر بطلاقها، وكان لا يزالُ يكون بين زيد وزينب ما يكونُ من الناس، فأمره رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يُمسك زوجه، وأن يتقي الله، وكان يخشى الناسَ أن يَعيبوا عليه ويقولوا: تزوجَ امرأةَ ابنه، وكان قد تبنَّى زيداً. ثم قال ابن حجر: ووردت آثارٌ أخرى أخرجها ابن أبي حاتم والطبري ونقلها كثير من المفسرين لا ينبغي التشاغلُ بها، والذي أوردته منها هو المعتمد. ثم قال: والحاصل أن الذي كان يخفيه النبي صلى الله عليه وسلم هو إخبارُ الله إياه أنها ستصيرُ زوجته، والذي كان يحمِلُه على إخفاءِ ذلك خشية قول الناس: تزوج امرأةَ ابنه، وأراد الله إبطال ما كان أهلُ الجاهلية عليه من أحكام التبنّي بأمرٍ لا أبلغَ في الإبطالِ منه، وهو تزوجُ امرأة الذي يُدعى ابناً، قال: ووقوعُ ذلك مِن إمام المسلمين، ليكون أدعى لقبولهم، قال: وإنما وقع الخبطُ في تأويل متعلق الخشية، والله أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الوهَّاب -وهو ابن عطاء الخفَّاف- من رجاله، وقد سمع من سعيد -وهو ابن أبي عَروبة- قبل الاختلاط. وقال أحمد: كان من أعلم الناس بحديث سعيد بن أبي عروبة. قلنا: وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. قتادة: هو ابن دِعَامة السَّدوسي، وقد صرَّح بسماعه من زُرارة بن أوفى في الرواية (24788).

وسلف برقم (24667).

وسلف من طريق هشام عن قتادة برقم (24211).

ص: 325

26297 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْتِي الْقِدْرَ فَيَأْخُذُ الذِّرَاعَ مِنْهَا، فَيَأْكُلُهَا، ثُمَّ يُصَلِّي وَلَا يَتَوَضَّأُ (1).

26298 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَنْ أَصْبَحَ جُنُبًا فَلَا صَوْمَ لَهُ، فَأَرْسَلَ مَرْوَانُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى عَائِشَةَ يَسْأَلُهَا، فَقَالَ لَهَا: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: مَنْ أَصْبَحَ جُنُبًا فَلَا صَوْمَ لَهُ؟

فَقَالَتْ عَائِشَةُ: قَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُجْنِبُ، ثُمَّ يُتِمُّ صَوْمَهُ. فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُجْنِبُ ثُمَّ يُتِمُّ صَوْمَهُ. فَكَفَّ أَبُو هُرَيْرَةَ (2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه انقطاع، عكرمة لم يسمع هذا الحديث من عائشة، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير عَبيدة بن حميد الضبي، فقد أخرج له البخاري، وهو حسن الحديث.

وقد سلف برقم (25282) بإسنادٍ صحيح.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على منصور بن المعتمر:

فرواه عبيدة: وهو ابن حميد الكوفي -كما في هذه الرواية- وهو عند النسائي في "الكبرى"(2978)، وزياد بن عبد الله البكائي -كما سيأتي (26372) - كلاهما عن منصور، عن مجاهد، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، به.

ورواه أبو حفص عمر بن عبد الرحمن الأبار -كما عند النسائي في =

ص: 326

26299 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - قَالَ بَعْضُنَا: إِنَّ هَذَا أَخْبَرَنَا عَنْكِ أَنَّكِ قُلْتِ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ، قَالَتْ: أَجَلْ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمْلَكُكُمْ لِإِرْبِهِ (1).

26300 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا نَرَى إِلَّا أَنَّهُ الْحَجُّ. قَالَتْ: فَلَمَّا قَدِمْنَا طَافُوا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لِيَحِلَّ مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ ". قَالَتْ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَهُ هَدْيٌ، قَالَتْ: وَكُنْتُ حَائِضًا فَلَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَطُوفَ، فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ

= "الكبرى"(2980)، وأبو يعلى (4707)، وشريك بن عبد الله النخعي- كما عند الطبراني في "الأوسط"(7862) كلاهما عن منصور، عن مجاهد، عن عائشة، به. لم يذكرا أبا بكر بن عبد الرحمن في الإسناد.

ورواه جرير بن عبد الحميد -كما عند إسحاق بن راهويه (1082) عن منصور، عن مجاهد، فقال: عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أو غيره، عن عبد الرحمن بن الحارث، قال: كان أبو هريرة يقول.

وانظر (24062) و (25673).

(1)

هو مكرر الروايتين (24130) و (24652)، غير شيخ أحمد، فهو هنا عَبيدة، وهو ابنُ حُميد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3094)، من طريق عَبيدة بن حُميد، بهذا الإسناد، وفيه قصة.

وسلف برقم (24110).

ص: 327

الْحَصْبَةِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، يَرْجِعُ نِسَاؤُكَ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، وَأَرْجِعُ (1) بِحَجَّةٍ؟ فَقَالَ لِي:" انْطَلِقِي مَعَ أَخِيكِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى التَّنْعِيمِ، ثُمَّ مِيعَادُ مَا بَيْنِي وَبَيْنِكِ كَذَا وَكَذَا " قَالَتْ: فَلَقِيتُهُ بِلَيْلٍ وَهُوَ مُهْبِطٌ أَوْ مُصْعِدٌ، قَالَتْ: وَقَالَتْ بِنْتُ حُيَيٍّ: مَا أُرَانِي إِلَّا حَابِسَتَكُمْ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" عَقْرَى حَلْقَى، مَا أُرَانِي إِلَّا حَابِسَتَكُمْ! أَلَيْسَ قَدْ طُفْتِ يَوْمَ النَّحْرِ؟ " قَالَتْ: بَلَى. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَانْفِرِي "(2).

26301 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ (3).

26302 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَ: قَالَتْ: قَدْ عَدَلْتُمُونَا بِالْكَلْبِ وَالْحِمَارِ! لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَسَّطُ السَّرِيرَ، فَيُصَلِّي وَأَنَا فِي لِحَافِي،

(1) في (م): وأنا أرجع.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، عبيد بن حميد -وهو الضبِّي- من رجاله. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وقد سلف مطولاً برقم (24906).

وانظر ما بعده.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين: هو ابن محمد بن بَهْرام المرُّوذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي.

وانظر ما قبله.

ص: 328

فَأَكْرَهُ أَنْ أَسْنَحَهُ، فَأَنْسَلُّ مِنْ تِلْقَاءِ رِجْلَيْهِ (1).

26303 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ الطِّيبِ فِي رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْرِمٌ (2).

26304 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي (3) رَبَاحٍ

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عَبيدة -وهو ابن حُميد الكوفي- فمن رجال البخاري.

وأخرجه البخاري (508)، ومسلم (512)(271)، والبيهقي في "السنن" 2/ 276 من طريق جرير بن عبد الحميد، وأبو عوانة 2/ 53 من طريق إبراهيم بن طهمان، كلاهما عن منصور بن المعتمر، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24153).

قال السندي: قولها: فأكره أن أَسْنَحه، أي: أستقبله ببدني، من سَنَح: إذا عرض.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عَبيدة -وهو ابن حُميد- فمن رجال البخاري. منصور: هو ابنُ المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعي، والأسود: هو ابنُ يزيد النَّخَعي.

وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى"(415)، من طريق عَبيدة، بهذا الإسناد.

وسلف برقمي (26080) و (26162).

وانظر (24107).

(3)

لفظ: "أبي" ساقط من (م).

ص: 329

قَالَ: أَتَيْنَ نِسْوَةٌ مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ عَائِشَةَ، فَقَالَتْ لَهُنَّ عَائِشَةُ: لَعَلَّكُنَّ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي يَدْخُلْنَ الْحَمَّامَات؟ فَقُلْنَ لَهَا: إِنَّا لَنَفْعَلَنْ (1). فَقَالَتْ لَهُنَّ عَائِشَةُ: أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ وَضَعَتْ ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ بَيْتِ زَوْجِهَا هَتَكَتْ (2) مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللهِ "(3).

26305 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ (4) مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَقَدْ تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا، فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ (5).

(1) في (م) و (ظ 2) و (ق): لنفعل، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8).

(2)

في (ظ 2) و (ق): فقد هتكت.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد الهاشمي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وقد سلف برقمي (25407) و (25408) من طريق منصور بن المعتمر، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي المليح، عن عائشة، وهذا إسناد صحيح.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(4740)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 325 من طريقين عن يزيد بن أبي زياد، به، وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث عطاء، عن عائشة. لا أعلم عنه راوياً غير يزيد بن أبي زياد.

وأورده ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/ 342، وقال: لم يروه عن عطاء غير يزيد.

وقد سلف (24140).

(4)

لفظ: "بن" ليس في (م).

(5)

إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرَّح بالتحديث هنا، =

ص: 330

26306 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَمَّا أَرَادُوا غُسْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم اخْتَلَفُوا فِيهِ، فَقَالُوا: وَاللهِ مَا نَدْرِي (1) كَيْفَ نَصْنَعُ، أَنُجَرِّدُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا نُجَرِّدُ مَوْتَانَا أَمْ نُغَسِّلُهُ وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ؟ قَالَتْ: فَلَمَّا اخْتَلَفُوا أَرْسَلَ اللهُ عَلَيْهِمُ السِّنَةَ حَتَّى وَاللهِ مَا مِنَ الْقَوْمِ مِنْ رَجُلٍ إِلَّا ذَقْنُهُ فِي صَدْرِهِ نَائِمًا، قَالَتْ: ثُمَّ كَلَّمَهُمْ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ، لَا

= فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد: هو ابن عمرو ابن حزم.

وأخرجه أبو داود (3187) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.

وقد جاء في حديث البراء بن عازب السالف برقم (18497) إنه صلى عليه، وذكرنا هناك شواهده، ولا يخلو واحدها من مقال، وقد رجَّح البيهقي في "السنن" 4/ 9 الصلاة عليه، ورجَّح السندي كما سيأتي عدم صلاته عليه، وانظر تعليقنا على حديث البراء المذكور، ففيه التوفيق بين الحديثين.

قال السندي: قوله: فلم يصلِّ عليه، قيل: ما صلّى هو عليه صلى الله عليه وسلم، لاشتغاله بصلاة الكسوف يومئذ، وصلّى عليه غيره، وقيل: إنه لصغره وفضله جعل بمنزلة الشهيد، والله تعالى أعلم.

قلنا: سلف حديث المغيرة بن شعبة (18162) وفيه: "والطفل يُصلى عليه" وهو حديث صحيح، وقد علق السندي على قوله:"والطفل" فقال: هو بعمومه يشمل من استهلَّ، ومن لا، وبه أخذ أحمد وغيره، لكن الجمهور أخذوا بحديث جابر:"الطفل لا يُصلى عليه حتى يستهل" ترجيحاً للنهي على الحل عند التعارض، أو تقييداً لطلاق لورودهما في محل واحد. والله تعالى أعلم.

(1)

في (م): ما نرى.

ص: 331

يَدْرُونَ مَنْ هُوَ، فَقَالَ: اغْسِلُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ. قَالَتْ: فَثَارُوا إِلَيْهِ، فَغَسَّلُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي قَمِيصِهِ يُفَاضُ عَلَيْهِ الْمَاءُ وَالسِّدْرُ، وَيُدَلِّكُهُ الرِّجَالُ بِالْقَمِيصِ، وَكَانَتْ تَقُولُ: لَوْ اسْتَقْبَلْتُ مِنَ الْأَمْرِ مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا غَسَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا نِسَاؤُهُ (1).

26307 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ

(1) إسناده حسن، محمد بن إسحاق قد صرح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.

وأخرجه بتمامه ومختصراً إسحاق بن راهويه (914)، وأبو داود (3141)، وابن ماجه (1464)، وابن الجارود (517)، وابن حبان (6627) و (6628)، والحاكم 3/ 59 - 60، والبيهقي في "السنن" 3/ 387، وفي "السنن الصغير"(1025)، وفي "الدلائل" 7/ 242 من طرق عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم على شرط مسلم!، وسكت عنه الذهبي.

ورواه ابن سعد 2/ 276 - 277 - عن شيخه الواقدي، عن مصعب بن ثابت، عن عيسى بن معمر، عن عباد بن عبد الله، به. والواقدي متروك، وشيخه مصعب بن ثابت ضعيف كذلك.

وأخرج قول عائشة الشافعي في "مسنده"(570)(ترتيب السندي) من طريق عبد الله بن أبي بكر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة

لكن في طريقه إبراهيم بن محمد: وهو ابن أبي يحيى الأسلمي، وهو متروك.

وانظر حديث ابن عباس السالف برقم (2357).

ص: 332

عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: كَانَ النَّاسُ يُصَلُّونَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَمَضَانَ بِاللَّيْلِ أَوْزَاعًا، يَكُونُ مَعَ الرَّجُلِ الشَّيْءُ (1) مِنَ الْقُرْآنِ، فَيَكُونُ مَعَهُ النَّفَرُ الْخَمْسَةُ أَوِ السِّتَّةُ أَوْ أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ أَوْ أَكْثَرُ، يُصَلُّونَ (2) بِصَلَاتِهِ، قَالَتْ: فَأَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً مِنْ ذَلِكَ أَنْ أَنْصِبَ لَهُ حَصِيرًا عَلَى بَابِ حُجْرَتِي، فَفَعَلْتُ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ، قَالَتْ: فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ مَنْ فِي الْمَسْجِدِ، فَصَلَّى بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلًا طَوِيلًا، ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَ، وَتَرَكَ (3) الْحَصِيرَ عَلَى حَالِهِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ تَحَدَّثُوا بِصَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَنْ كَانَ مَعَهُ فِي الْمَسْجِدِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، قَالَتْ: وَأَمْسَى الْمَسْجِدُ رَاجًّا بِالنَّاسِ، فَصَلَّى بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ، ثُمَّ دَخَلَ بَيْتَهُ وَثَبَتَ النَّاسُ، قَالَتْ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا شَأْنُ النَّاسِ يَا عَائِشَةُ؟ " قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، سَمِعَ النَّاسُ بِصَلَاتِكَ الْبَارِحَةَ بِمَنْ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ، فَحَشَدُوا لِذَلِكَ لِتُصَلِّيَ بِهِمْ، قَالَتْ: فَقَالَ: " اطْوِ عَنَّا حَصِيرَكِ يَا عَائِشَةُ ". قَالَتْ: فَفَعَلْتُ. وَبَاتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَيْرَ غَافِلٍ، وَثَبَتَ النَّاسُ مَكَانَهُمْ حَتَّى خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الصُّبْحِ،

(1) في (ق) و (ظ 2) و (م): شيء، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8) وهامش (ظ 2).

(2)

في (م): فيصلون.

(3)

في هامش (ق) و (ظ 2): وتركت، نسخة.

ص: 333

فَقَالَتْ: فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، أَمَا وَاللهِ مَا بِتُّ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ لَيْلَتِي هَذِهِ غَافِلًا، وَمَا خَفِيَ عَلَيَّ مَكَانُكُمْ، وَلَكِنِّي تَخَوَّفْتُ أَنْ يُفْتَرَضَ عَلَيْكُمْ فَاكْلَفُوا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا ". قَالَ: وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ: إِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ (1).

26308 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: دَخَلَتْ عَلَيَّ خُوَيْلَةُ بِنْتُ حَكِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْأَوْقَصِ السُّلَمِيَّةُ - وَكَانَتْ عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ - قَالَتْ: فَرَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَذَاذَةَ هَيْئَتِهَا، فَقَالَ لِي:

(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.

وأخرجه محمد بن نصر في "مختصر قيام الليل" ص 92 - 93 من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5277) من طريق محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن محمد بن إبراهيم التيمي إلا محمد بن إسحاق، تفرد به محمد بن سلمة الحراني.

قلنا: لم يتفرد به ابن إسحاق، فقد رواه أبو داود (1374) مختصراً من طريق محمد بن عمرو: وهو ابن وقاص الليثي، عن محمد بن إبراهيم، به. ولم يسق لفظه كاملاً، بل أحال فيه على رواية عروة، وقد سلفت بإسنادٍ صحيح برقم (25362).

وقوله: "اطو عنا حصيرك" سيأتي برقم (26111).

ص: 334

" يَا عَائِشَةُ، مَا أَبَذَّ هَيْئَةَ خُوَيْلَةَ؟ " قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، امْرَأَةٌ لَا زَوْجَ لَهَا يَصُومُ النَّهَارَ، وَيَقُومُ اللَّيْلَ فَهِيَ كَمَنْ لَا زَوْجَ لَهَا، فَتَرَكَتْ نَفْسَهَا وَأَضَاعَتْهَا، قَالَتْ: فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ فَجَاءَهُ، فَقَالَ:" يَا عُثْمَانُ، أَرَغْبَةً (1) عَنْ سُنَّتِي؟ " قَالَ: فَقَالَ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَكِنْ سُنَّتَكَ أَطْلُبُ، قَالَ:" فَإِنِّي أَنَامُ وَأُصَلِّي، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأَنْكِحُ النِّسَاءَ، فَاتَّقِ اللهَ يَا عُثْمَانُ، فَإِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِضَيْفِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَصَلِّ وَنَمْ "(2).

26309 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: مَرَّتْ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْحَوْلَاءُ بِنْتُ تُوَيْتٍ، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا تُصَلِّي بِاللَّيْلِ صَلَاةً كَثِيرَةً، فَإِذَا غَلَبَهَا النَّوْمُ ارْتَبَطَتْ بِحَبْلٍ، فَتَعَلَّقَتْ بِهِ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَلْتُصَلِّ مَا قَوِيَتْ عَلَى الصَّلَاةِ، فَإِذَا

(1) في (ق): أرغبت.

(2)

إسناده حسن من أجل ابن إسحاق: وهو محمد، وقد صرح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.

وأخرجه أبو داود (1369)، والبزار (1457)(زوائد) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.

وقد سلف نحوه برقمي (24753) و (25893).

ص: 335

نَعَسَتْ فَلْتَنَمْ " (1).

26310 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِشَهْرٍ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ لِشَعْبَانَ، فَكَانَ (2) يَصُومُهُ أَوْ عَامَّتَهُ (3).

(1) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، فقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.

وقد سلف من طرف عن هشام بن عروة بإسناد صحيح بلفظ: "عليكم بما تطيقون، فوالله لا يمل الله عز وجل حتى تملُّوا، إن أحب الدين إلى الله ما داوم عليه صاحبه". انظر (24245).

وانظر حديث أنس بن مالك السالف برقم (11986).

(2)

في (م): وكان.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، فقد صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 200، وفي "الكبرى"(2663) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد، وقد اختلف فيه على محمد بن إسحاق:

فأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 200 - 201، وفي "الكبرى"(2664) من طريق محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن سعيد، عن أبي سلمة، به. قلنا: وفيه عنعنة ابن إسحاق.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 150، وابن خزيمة (2133)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 83 من طريق أسامة بن زيد الليثي، =

ص: 336

26311 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الرِّجَالِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يُمْنَعَ نَقْعُ الْبِئْرِ (1).

26312 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: ابْتَاعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَعْرَابِ جَزُورًا - أَوْ جَزَائِرَ - بِوَسْقٍ مِنْ تَمْرِ الذَّخِرَةِ - وَتَمْرُ الذَّخِرَةِ:

= وأخرجه النسائي 4/ 150، وابن الجارود في "المنتقى"(400)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 82، والبيهقي في "السنن" 4/ 292 من طريق يزيد ابن الهاد، كلاهما عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، به.

وسيأتي نحوه من طريق سالم بن أبي الجعد 6/ 293 - 294، 300، ومن طريق محمد بن إبراهيم بن الحارث 6/ 311، كلاهما عن أبي سلمة، عن أم سلمة، به، فجعلاه من حديث أم سلمة.

وقال الحافظ المزي في "تحفة الاشراف" 13/ 40: ويحتمل أن يكون أبو سلمة قد روى هذا الحديث عن عائشة وأم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد سلف برقم (24542).

(1)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير ابن إسحاق، وهو محمد، فقد روى له البخاري تعليقاً، ومسلم متابعة. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

وقد اختُلف فيه على أبي الرجال في وصله وإرساله، كما بسطنا ذلك في الرواية (24741).

وسلف من طريق يزيد بن هارون، عن ابن إسحاق، به، برقم (25087)، وفسر يزيد بن هارون نقع الماء فقال: يعني فضل الماء.

ص: 337

الْعَجْوَةُ - فَرَجَعَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى بَيْتِهِ، فَالْتَمَسَ (1) لَهُ التَّمْرَ، فَلَمْ يَجِدْهُ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ:" يَا عَبْدَ اللهِ، إِنَّا قَدْ ابْتَعْنَا مِنْكَ جَزُورًا - أَوْ جَزَائِرَ - بِوَسْقٍ مِنْ تَمْرِ الذَّخْرَةِ، فَالْتَمَسْنَاهُ، فَلَمْ نَجِدْهُ ". قَالَ: فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: وَاغَدْرَاهُ. قَالَتْ: فَنَهَمَهُ النَّاسُ، وَقَالُوا: قَاتَلَكَ اللهُ، أَيَغْدِرُ (2) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟! قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " دَعُوهُ، فَإِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالًا ". ثُمَّ عَادَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" يَا عَبْدَ اللهِ، إِنَّا ابْتَعْنَا مِنْكَ (3) جَزَائِرَكَ وَنَحْنُ نَظُنُّ أَنَّ عِنْدَنَا مَا سَمَّيْنَا لَكَ، فَالْتَمَسْنَاهُ، فَلَمْ نَجِدْهُ " فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: وَاغَدْرَاهُ، فَنَهَمَهُ (4) النَّاسُ، وَقَالُوا: قَاتَلَكَ اللهُ أَيَغْدِرُ (2) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " دَعُوهُ، فَإِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالًا ". فَرَدَّدَ ذَلِكَ (5) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا، فَلَمَّا رَآهُ لَا يَفْقَهُ عَنْهُ، قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ:" اذْهَبْ إِلَى خُوَيْلَةَ بِنْتِ حَكِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ، فَقُلْ لَهَا: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لَكِ: إِنْ كَانَ عِنْدَكِ وَسْقٌ مِنْ تَمْرِ الذَّخِرَةِ، فَأَسْلِفِينَاهُ حَتَّى نُؤَدِّيَهُ إِلَيْكِ إِنْ شَاءَ اللهُ ". فَذَهَبَ إِلَيْهَا الرَّجُلُ، ثُمَّ رَجَعَ الرَّجُلُ، فَقَالَ: قَالَتْ: نَعَمْ، هُوَ عِنْدِي يَا رَسُولَ اللهِ، فَابْعَثْ مَنْ يَقْبِضُهُ، فَقَالَ

(1) في (م): والتمس.

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): أتغدر.

(3)

لفظة: "منك" ليست في (ظ 7) ولا (ظ 8).

(4)

في هامش كل من (ق) و (ظ 2): فتجهمه (نسخة).

(5)

في (ظ 7): ذلك عليه.

ص: 338

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلرَّجُلِ (1): " اذْهَبْ بِهِ، فَأَوْفِهِ الَّذِي لَهُ ". قَالَ: فَذَهَبَ بِهِ، فَأَوْفَاهُ (2) الَّذِي لَهُ. قَالَتْ: فَمَرَّ الْأَعْرَابِيُّ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا، فَقَدْ أَوْفَيْتَ (3) وَأَطْيَبْتَ. قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أُولَئِكَ خِيَارُ عِبَادِ اللهِ عِنْدَ اللهِ (4) يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُوفُونَ الْمُطِيَّبُونَ "(5).

(1) قوله: "للرجل"، ليس في (ظ 7) ولا (ظ 8).

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8) وهامش كل من (ق) و (ظ 2): فوفَّاه.

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8): وفّيتَ.

(4)

قوله: "عند الله" ليس في (ظ 7) ولا (ق).

(5)

إسناده حسن من أجل ابن إسحاق -وهو محمد-، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوبُ: هو ابنُ إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه بتمامه ومختصراً عَبْد بن حُميد (1499)، والبزار في "مسنده"(1310)(زوائد)، والبيهقي في "الكبرى" 6/ 20، وفي "السنن الصغير"(2006) من طريق يحيى بن عُمير، والحاكم في "المستدرك" 2/ 32، وعنه البيهقي في "معرفة السنن والآثار"(11592) من طريق يحيى بن سلام، عن حماد بن سلمة، كلاهما عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.

قال البزار: لا نعلم أحداً رواه عن هشام إلا يحيى (يعني ابن عمير).

قلنا: قد رواه ابن إسحاق وحمَّاد بن سلمة، كما سلف.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم! ولم يخرجاه. فتعقبه الذهبي بقوله: يحيى (يعني ابن سلام) ضعيف، ولم يخرج له أحد.

وأخرجه البزار في "مسنده"(1309)(زوائد) من طريق ابن إسحاق أيضاً، =

ص: 339

26313 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ وَسَعْدٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: كَانَتْ فِي حَِجْرِي جَارِيَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَزَوَّجْتُهَا، قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عُرْسِهَا، فَلَمْ يَسْمَعْ لَعِبًا، فَقَالَ:" يَا عَائِشَةُ، إِنَّ هَذَا الْحَيَّ مِنَ الْأَنْصَارِ يُحِبُّونَ كَذَا وَكَذَا "(1).

= عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، به. وقال:"قد رواه بعضهم [عن هشام]، عن عروة، عن عائشة، وهذا أحسن شيء عنه".

واورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 139 - 140 وقال: "رواه أحمد والبزار وإسناد أحمد صحيح! ".

وفي باب حُسن التساهل والتسامح في البيع:

عن عثمان بن عفان، سلف برقم (410).

وعن أبي هريرة، سلف برقمي (7579) و (8897).

وعن جابر، سلف برقم (14658).

وعن حذيفة، سلف برقم (17064).

وعن طارق بن عبد الله المحاربي عند البيهقي في "السنن الكبرى" 6/ 21.

قال السندي: قولها: من تمر الذخرة، هكذا في النسخ بلا ياء، وفي "النهاية" من كتب الغريب: الذخيرة بالياء، والظاهر أنه الصواب، والله تعالى أعلم.

قولها: فتجهمه، وفي بعض النسخ: فنهمه، يقال: نهمه إذا زجره وصاح به، وتجهمه إذا لقيه بالغلظة والوجه الكريه.

(1)

صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة إسحاق بن سهل بن أبي حَثْمة، فلم يُذكر في الرواة عنه سوى محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، ولم =

ص: 340

26314 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَأَيَّتُهُنَّ مَا خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا (1).

= يؤثر توثيقُه عن غيرِ ابن حبان، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير"، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وأشار البخاري إلى حديثه هذا، ولم يذكره الحسيني ولا الحافط في كتابيهما، وهو على شرطهما، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعد -وهو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أخو يعقوب- فقد روى له البخاري حديثاً واحداً مقروناً بأخيه يعقوب، وهو ثقة، وغير محمد بن إسحاق، فقد روى له مسلم متابعة وأصحاب السنن، وهو صدوق.

وأخرجه ابن حبان (5875) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.

وذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 390 أنه قد تابع يعقوبَ حسينُ بن منصور، قال: حدثنا مبشر (يعني ابن عبد الله بن رَزِين)، قال: حدثنا ابن إسحاق، عن محمد. وتابعه كذلك حفصٌ (يعني ابن عبد الله السلمي)، حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن ابن إسحاق.

وأخرج البخاري (5162)، والحاكم 2/ 183 - 184، والبيهقي في "السنن" 7/ 288، والبغوي في "شرح السنة"(2267) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة انها زفَّت امرأةً إلى رجلٍ من الأنصار، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم:"يا عائشة، ما كان معكم لهو؟ إن الأنصار يعجبُهم اللَّهو".

وفي الباب عن جابر، سلف برقم (15209).

(1)

حديث صحيح، وهذا سند حسن من أجل ابن إسحاق، "وما" هنا إبهامية زائدة، وقد سلف مطولاً برقم (25623) بإسناد صحيح، وفيه: فأيتهن خرج سهمها خرج بها دون "ما".

ص: 341

26315 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَتَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلٍ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ لَهُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّ سَالِمًا كَانَ مِنَّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتَ، أَنَّا كُنَّا نَعُدُّهُ وَلَدًا، فَكَانَ يَدْخُلُ عَلَيَّ كَيْفَ شَاءَ لَا نَحْتَشِمُ مِنْهُ، فَلَمَّا أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ وَفِي أَشْبَاهِهِ مَا أَنْزَلَ أَنْكَرْتُ وَجْهَ أَبِي حُذَيْفَةَ إِذَا رَآهُ يَدْخُلُ عَلَيَّ. قَالَ:" فَأَرْضِعِيهِ عَشْرَ رَضَعَاتٍ، ثُمَّ لِيَدْخُلْ عَلَيْكِ كَيْفَ شَاءَ، فَإِنَّمَا هُوَ ابْنُكِ ". فَكَانَتْ عَائِشَةُ تَرَاهُ عَامًّا لِلْمُسْلِمِينَ، وَكَانَ مَنْ سِوَاهَا مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَرَى أَنَّهَا كَانَتْ خَاصَّةً لِسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ الَّذِي ذَكَرَتْ سَهْلَةُ مِنْ (1) شَأْنِهِ رُخْصَةً لَهُ (2).

26316 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: لَقَدْ أُنْزِلَتْ آيَةُ الرَّجْمِ

(1) في (ظ 7) و (ظ 8): في.

(2)

حديث صحيح دون قوله: "فأرضعيه عشر رضعات"، فقد انفرد فيه ابنُ إسحاق: وهو محمد عن الزهري، مخالفاً الرواة عنه. فقد رواه ابن جريج كما سلف برقم (25650)، ومعمر كما في الرواية (25913)، ومالك كما في الرواية (26179)، وابن أخي الزهري كما في الرواية (26330) أربعتهم عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. وفيه:"أرضعيه خمس رضعات"، وهو الصحيح.

ص: 342

وَرَضَعَاتُ الْكَبِيرِ عَشْرٌ، فَكَانَتْ فِي وَرَقَةٍ تَحْتَ سَرِيرٍ فِي بَيْتِي، فَلَمَّا اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَشَاغَلْنَا بِأَمْرِهِ، وَدَخَلَتْ دُوَيْبةٌ لَنَا فَأَكَلَتْهَا (1).

(1) إسناده ضعيف لتفرد ابن إسحاق -وهو محمد- وفي متنه نكارة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وقد أخرجه ابن ماجه (1944) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، عن محمد بن إسحاق، به.

وأخرجه بنحوه كذلك من طريق عبد الأعلى، عن ابن إسحاق، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، به.

وأخرج مالك في "الموطأ" 2/ 608، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 2/ 21 (ترتيب السندي)، ومسلم (1452)(24)، وأبو داود (2062)، والترمذي (1150)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 100، والدارمىِ (2253)، وابن حبان (4221) و (4222) عن عبد الله بن أبي بكر، عن عمرة، عن عائشة أنها قالت: كان فيما أنزل من القرآن: عشر رضعات معلومات يُحرِّمن، ثم نسِخن: بخمس رضعات معلومات، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهنَّ فيما يقرأ من القرآن.

ووقع في مطبوع الترمذي: حدثنا مالك، عن معن، وهو قلبٌ، والصواب: حدثنا معن، عن مالك.

وأخرج سعيد بن منصور في "سننه"(976)، ومسلم (1452)(25)، وابن الجارود في "المنتقى"(688)، والدارقطني في "السنن" 4/ 181 من طريق يحيى بن سعيد -وهو الأنصاري- عن عمرة، عن عائشة، قالت: نزل في القرآن: عشر رضعات، ثم نزل أيضاً: خمس رضعات.

وانظر تعليقنا على ابن حبان (4221).

وعن نزول آية الرجم ونسخها تلاوة، انظر حديث عمر بن الخطاب السالف برقم (249)، وحديث زيد بن ثابت السالف 5/ 183.

وانظر ما قبله.

ص: 343

26317 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيُّ وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، كِلَاهُمَا حَدَّثَنِي عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَتْ بَرِيرَةُ عِنْدَ عَبْدٍ، فَعَتَقَتْ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمْرَهَا بِيَدِهَا (1).

26318 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، وَحَدَّثَ ابْنُ شِهَابٍ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: سُجِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ مَاتَ بِثَوْبٍ حِبَرَةٍ (2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق -وهو محمد- وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.

وأخرجه البيهقي 7/ 221 من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (2236)، والبيهقي 7/ 225 من طريق محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن أبي جعفر، وعن أبان بن صالح، عن مجاهد، وعن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة بنحوه مطولاً.

وقد سلف برقم (24053).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، وصالح: هو ابن كيسان.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/ 264، ومسلم (942)(48)، والنسائي في "الكبرى"(7117) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24581).

ص: 344

26319 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا مِنْ نَبِيٍّ يَمْرَضُ إِلَّا خُيِّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ". قَالَتْ: فَلَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَرَضَ (1) الَّذِي قُبِضَ فِيهِ أَخَذَتْهُ بُحَّةٌ (2)، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:{مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} [النساء: 69]. قَالَتْ: فَعَلِمْتُ أَنَّهُ خُيِّرَ (3).

26320 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ وَسَعْدٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ - قَالَ سَعْدٌ: التَّيْمِيُّ - قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: قَالَتْ: أَرَادَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُقَبِّلَنِي، فَقُلْتُ: إِنِّي صَائِمَةٌ؟ فَقَالَ: " وَأَنَا صَائِمٌ " ثُمَّ قَبَّلَنِي (4).

26321 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مَعْمَرٍ، قَالَ:

(1) في (ظ 8): مرضه.

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): أخذته فيه بحة.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25433)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، ويرويه عن أبيه إبراهيم.

(4)

إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو مكرر (25430) سنداً ومتناً، غير أن الإمام أحمد قرن هنا بيعقوب أخاه سعداً، وهو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

وسلف برقم (24110) وبرقم (25022).

ص: 345

سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: أَهْوَى إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيُقَبِّلَنِي. قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي صَائِمَةٌ. قَالَتْ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَأَنَا صَائِمٌ " ثُمَّ قَبَّلَنِي (1).

26322 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ عَائِشَةَ، مِثْلَهُ (2).

26323 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ:

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق، وهو محمد، وقد صرح بالتحديث عن شعبة، وروايته عنه من رواية الأكابر عن الأصاغر، فيما قال ابن عدي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه ابنُ عدي في "الكامل" 6/ 2121 من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.

وقد سلف قبله من طريق يعقوب، عن أبيه، عن سعد بن إبراهيم، عن طلحة بن عبد الله، به. وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري.

أما هذا الإسناد ففيه زيادة راويين بين إبراهيم بن سعد، وسعد بن إبراهيم هما: ابن إسحاق وشعبة.

وسلف من طريق سعد بن إبراهيم عن طلحة برقم (25022)، وسلف كذلك برقم (24110).

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو مكرر (25430) سنداً ومتناً. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.

وأخرجه الطيالسي (1523) عن شعبة، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24110)، وبرقم (25022).

ص: 346

قَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي شَكْوَاهُ: " مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ " قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ، وَإِنَّهُ إِنْ قَامَ فِي مُصَلَّاكَ بَكَى، فَمُرْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَلْيُصَلِّ بِهِمْ. قَالَتْ: فَقَالَ: " مَهْلًا، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ ". قَالَتْ: فَعُدْتُ لَهُ: فَقَالَ: " مَهْلًا، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ " قَالَتْ: فَعُدْتُ لَهُ، فَقَالَ:" مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ (1) إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ "(2).

26324 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ (3) عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حِجْرِي حِينَ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ (4).

26325 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا أَلْفَاهُ (5) السَّحَرَ الْآخِرَ عِنْدِي إِلَّا نَائِمًا.

(1) في (م): فليصل للناس.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.

وقد سلف برقم (25256).

(3)

في (ظ 7) و (ق): عن عائشة.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.

وقد سلف برقم (24039).

(5)

في غير (ظ 7) و (ظ 8): ألقاه بالقاف.

ص: 347

تَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم (1).

26326 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ - فَذَكَرَ بَعْضَ حَدِيثِ الْحُدَيْبِيَةِ - قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَمْتَحِنُ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ بِهَذِهِ الْآيَةِ يَقُوْلُ اللهِ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [سورة الممتحنة: 12] قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: قَالَتْ عَائِشَةُ: فَمَنْ أَقَرَّ بِهَذَا الشَّرْطِ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ، قَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" قَدْ بَايَعْتُكِ كَلَامًا ". وَلَا

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه الطيالسي (1482)، والبخاري (1133)، وأبو داود (1318)، وأبو يعلى (4835)، وابن حبان (2637) من طرقٍ عن إبراهيم بن سعد، به.

وانظر (25061).

وقولها: ما ألفاه السَّحَرُ، قال ابن الأثير: أي: ما أتى عليه السحرُ إلا وهو نائم، تعني بعدَ صلاةِ الليل.

قلنا: قد سلف قولها في الرواية (25115) بلفظ: ما كنت ألقى النبي صلى الله عليه وسلم. وفي بعض النسخ: ما كنت أُلفي، بالفاء. وجاء عند ابن ماجه: أُلفِي أو أَلْقَى، والضمير المرفوع في كليهما يعود إلى عائشة رضي الله عنها.

ص: 348

وَاللهِ مَا مَسَّتْ يَدُهُ يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ فِي الْمُبَايَعَةِ، مَا بَايَعَهُنَّ إِلَّا بِقَوْلِهِ:" قَدْ بَايَعْتُكِ عَلَى ذَلِكَ "(1).

26327 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ: ابْنُ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَعِيذُ فِي صَلَاتِهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ (2).

(1) حديث صحيح، ابن أخي ابن شهاب -وهو محمد بن عبد الله بن مسلم- حديثه جيد، وقد احتج به مسلم، وأخرج له البخاري متابعة وهذه منها. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.

وأخرجه البخاري (4182) و (4891) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد. وقال: تابعه يونس ومعمر وعبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري.

وأخرجه البخاري (2713) و (5288)، والبغوي في "شرح السنة"(2748)، وفي "تفسيره" 7/ 77 - 78 من طريق عقيل، والبخاري (5288)، ومسلم (1866)، وابن ماجه (2875)، والنَّسائى في "الكبرى"(8714) و (9239) و (11586)، وأبو عوانة 4/ 497 من طريق يونس بن يزيد، كلاهما عن الزُّهري، به.

وقد سلف برقم (24829).

وقوله: فذكر بعض حديث الحديبية، سلف في الرواية (18928).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وصالح: هو ابن كَيْسان، وابن شهاب: هو الزُّهري.

وأخرجه مسلم (587) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (7129) عن عبد العزيز بن عبد الله، عن إبراهيم بن =

ص: 349

26328 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُومُ عَلَى بَابِ حُجْرَتِي وَالْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى لَعِبِهِمْ، ثُمَّ يَقُومُ مِنْ أَجْلِي حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّتِي أَنْصَرِفُ، فَاقْدُرُوا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ، الْحَرِيصَةِ عَلَى اللهْوِ (1).

= سعد، به.

وأخرجه البخاري (833)، فقال: وعن الزهري، قال: أخبرني عروة، أن عائشة .. به. قال الحافظ في "الفتح" 2/ 319: الظاهر أنه معطوف على الإسناد المذكور (يعني: قبله من طريق شعيب، عن الزهري)، فكأنَّ الزُّهري حدَّث به مطولاً ومختصراً، لكن لم أره في شيء من المسانيد والمستخرجات من طريق شعيب عنه إلا مطولاً، ورأيته باللفظ المختصر المذكور سنداً ومتناً عند المصنف في كتاب الفتن من طريق صالح بن كيسان، عن الزهري -قلنا: يعني بالرقم المذكور آنفاً (7129) - وكذلك أخرجه مسلم من طريق صالح.

وسلف مطولاً برقم (24578).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وصالح: هو ابن كَيْسان.

وأخرجه البخاري (454) عن عبد العزيز بن عبد الله -وهو الأُويسي- عن إبراهيم بن سعد، به. وقال: زاد إبراهيم بن المنذر: حدثنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، قالت: رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم والحبشةُ يلعبون بحرابهم.

قلنا: سلفت رواية يونس -وهو ابن يزيد الأيلي- برقم (26101).

وسلف برقم (24296)، ونقلنا هناك ما ذكره الحافظ في اللعب بالحِراب في المسجد.

ص: 350

26329 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ (1) فَهُوَ رَدٌّ "(2).

26330 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ (3): أَتَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو - وَكَانَتْ تَحْتَ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ عُتْبَةَ - رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: إِنَّ سَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ يَدْخُلُ عَلَيْنَا وَإِنَّا فُضُلٌ، وَإِنَّا كُنَّا نَرَاهُ وَلَدًا - وَكَانَ أَبُو حُذَيْفَةَ تَبَنَّاهُ كَمَا تَبَنَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَيْدًا، فَأَنْزَلَ اللهُ:{ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ} [الأحزاب: 5]- فَأَمَرَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ أَنْ تُرْضِعَ سَالِمًا، فَأَرْضَعَتْهُ خَمْسَ رَضَعَاتٍ وَكَانَ بِمَنْزِلَةِ وَلَدِهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَبِذَلِكَ كَانَتْ عَائِشَةُ تَأْمُرُ أَخَوَاتِهَا وَبَنَاتِ إخوتها (4) أَنْ يُرْضِعْنَ مَنْ أَحَبَّتْ عَائِشَةُ أَنْ يَرَاهَا وَيَدْخُلَ عَلَيْهَا، وَإِنْ كَانَ كَبِيرًا خَمْسَ رَضَعَاتٍ، ثُمَّ

(1) في (ظ 7) و (ظ 8) و (هـ): فيه.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

وهو مكرر (26033) غير شيخ أحمد.

(3)

لفظ: "قالت" من (م).

(4)

في (ق) و (ظ 2) و (م): أَخَوَاتِهَا، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8) و (ظ 2).

ص: 351

يَدْخُلُ عَلَيْهَا، وَأَبَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَسَائِرُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُدْخِلْنَ عَلَيْهِنَّ بِتِلْكَ الرَّضَاعَةِ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ حَتَّى يَرْضَعَ فِي الْمَهْدِ، وَقُلْنَ لِعَائِشَةَ: وَاللهِ مَا نَدْرِي لَعَلَّهَا كَانَتْ رُخْصَةً مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِسَالِمٍ مِنْ دُونِ النَّاسِ (1).

26331 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَقُولُ لِرَسُولِ اللهِ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، ابن أخي الزهري: وهو محمد بن عبد الله بن مسلم مختلف فيه، وهو جيد الحديث، وقد توبع. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.

وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى"(690) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.

وأخرجه بتمامه ومختصراً ابن راهويه (705)، والبخاري (4000) و (5088)، وأبو داود (2061)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 63 - 64، والدارمي (2257)، والبيهقي في "السنن" 7/ 459 - 460 و 460، والحازمي في "الاعتبار" ص 186 من طرق عن الزهري، به.

وأخرجه مختصراً النسائي في "المجتبى" 6/ 64 من طريق يحيى بن سعيد -وهو الأنصاري- عن الزهري، عن عروة وابن عبد الله بن ربيعة، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (741)، والحاكم 2/ 163 - 164 من طريق عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، عن الزهري، عن عروة وعمرة بنت عبد الرحمن، به.

وقد سلف برقم (25650) بأخصر منه.

وانظر (24108).

ص: 352

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: احْجُبْ نِسَاءَكَ. قَالَتْ: فَلَمْ يَفْعَلْ، قَالَتْ: وَكَانَ أَزْوَاجُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجْنَ لَيْلًا إِلَى لَيْلٍ قِبَلَ الْمَنَاصِعِ، فَخَرَجَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ، وَكَانَتْ امْرَأَةً طَوِيلَةً، فَرَآهَا عُمَرُ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: قَدْ عَرَفْتُكِ يَا سَوْدَةُ. حِرْصًا عَلَى أَنْ يَنْزِلَ الْحِجَابُ، قَالَتْ: فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل الْحِجَابَ (1).

26332 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ (2) عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِلْوَزَغِ:" فُوَيْسِقٌ ". قَالَتْ: وَلَمْ أَسْمَعْهُ أَمَرَ بِقَتْلِهِ (3).

26333 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ تَقُولُ: دَخَلَتْ عَلَيَّ يَهُودِيَّةٌ، فَقَالَتْ:

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25866)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. وشيخه: هو أبوه، وشيخهما: هو صالح بن كيسان.

وأخرجه البخاري (6240)، ومسلم (2170)(18) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.

(2)

في (م): أن.

(3)

حديث صحيح، أبو أويس -وهو عبد الله بن عبد الله بن أويس- وإن كان ضعيفاً- قد توبع. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد.

وسيرد برقم (26382)، وقد سلف برقم (25215).

ص: 353

هَلْ (1) شَعَرْتُ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ، قَالَتْ: فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَارْتَاعَ، ثُمَّ قَالَ:" إِنَّمَا يُفْتَنُ الْيَهُودُ ". فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَبِثْتُ بَعْدَ ذَلِكَ لَيَالِيَ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" هَلْ شَعَرْتِ أَنَّهُ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ "(2).

26334 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ: أَنَّهُ جَاءَهَا أَفْلَحُ أَخُو أَبِي الْقُعَيْسِ، وَأَبُو الْقُعَيْسِ أَرْضَعَ عَائِشَةَ، فَجَاءَهَا يَسْتَأْذِنُ عَلَيْهَا، فَأَبَتْ أَنْ تَأْذَنَ لَهُ، حَتَّى ذَكَرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَفْلَحَ أَخَا أَبِي الْقُعَيْسِ، جَاءَ يَسْتَأْذِنُ عَلَيَّ، فَلَمْ آذَنْ لَهُ؟ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" وَمَا يَمْنَعُكِ أَنْ تَأْذَنِي لِعَمِّكِ؟ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا قُعَيْسٍ لَيْسَ هُوَ أَرْضَعَنِي، إِنَّمَا أَرْضَعَتْنِي امْرَأَتُهُ؟ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" ائْذَنِي لَهُ حِينَ يَأْتِيكِ، فَإِنَّهُ عَمُّكِ "(3).

(1) كلمة "هل" ليست في (م).

(2)

حديث صحيح. ابن أخي ابن شهاب -وهو محمد بن عبد الله بن مسلم- جيد الحديث، وقد توبع. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

وسلف من طريق شُعيب، عن الزُّهري برقم (24582).

وسلف برقم (24178) من طريق مسروق، عن عائشة.

(3)

حديث صحيح. ابن أخي الزهري -وهو محمد بن عبد الله بن مسلم- جيد الحديث، وهو متابَع، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو =

ص: 354

26335 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ بَرِيرَةَ دَخَلَتْ عَلَيْهَا تَسْتَعِينُهَا فِي كِتَابَتِهَا، فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ وَنَفِسَتْ فِيهَا: أَرَأَيْتِ إِنْ عَدَّيْتُ لِأَهْلِكِ الَّذِي عَلَيْكِ عَدَّةً وَاحِدَةً، أَيَفْعَلْنَ ذَلِكَ وَأُعْتِقُكِ فَتَكُونِي مَوْلَاتِي؟ فَذَهَبَتْ بَرِيرَةُ إِلَى أَهْلِهَا، فَعَرَضَتْ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا: لَا، إِلَّا أَنْ يَكُونَ وَلَاؤُكَ لَنَا. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اشْتَرِي فَأَعْتِقِي، فَإِنَّ الْوَلَاءَ لِمَنْ أَعْتَقَ ". ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَشِيَّةً، فَقَالَ:" مَا بَالُ رِجَالٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللهِ، أَلَا مَنْ اشْتَرَطَ شَرْطًا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللهِ فَلَيْسَ لَهُ، وَإِنْ اشْتَرَطَ مِئَةَ مَرَّةٍ، شَرْطُ اللهِ أَحَقُّ وَأَوْثَقُ "(1).

26336 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ

= ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه ابن نصر المروزي في "السنة"(303) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.

وسلف بإسناد صحيح برقم (24054).

(1)

حديث صحيح، ابن أخي ابن شهاب -وهو محمد بن عبد الله بن مسلم- أخرج له البخاري متابعة ومسلم احتجاجاً، وهو جيد الحديث وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.

وقد سلف برقمي (24053) و (24522).

ص: 355

قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: إِنَّهَا كَانَتْ تُرَجِّلُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهِيَ طَامِثٌ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَاكِفٌ فِي الْمَسْجِدِ، فَيَتَّكِئُ إِلَى أُسْكُفَّةِ بَابِ عَائِشَةَ، فَتَغْسِلُ رَأْسَهُ، وَهِيَ فِي حُجْرَتِهَا (1).

26337 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَعْتَمَ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي بِصَلَاةِ الْعِشَاءِ، وَهِيَ الَّتِي يَقُولُ النَّاسُ لَهَا صَلَاةُ الْعَتَمَةِ، قَالَتْ: فَلَمْ يَخْرُجْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قَالَ عُمَرُ: الصَّلَاةَ، قَدْ نَامَ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لِأَهْلِ الْمَسْجِدِ حِينَ خَرَجَ عَلَيْهِمْ:" مَا يَنْتَظِرُهَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ غَيْرَكُمْ ". وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَفْشُوَ الْإِسْلَامُ فِي النَّاسِ (2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد من أجل ابن أخي الزهري، وهو محمد بن عبد الله بن مسلم، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (6141)، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

ويعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.

وانظر (24041).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد جيد من أجل ابن أخي الزهري: وهو محمد بن عبد الله بن مسلم وقد توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 366 من طريق ابن أخي الزهري، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24059).

ص: 356

26338 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قَالَتْ: كَانَ أَوَّلَ مَا افْتُرِضَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصَّلَاةُ (1): رَكْعَتَانِ رَكْعَتَانِ، إِلَّا الْمَغْرِبَ، فَإِنَّهَا كَانَتْ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَتَمَّ اللهُ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْعِشَاءَ الْآخِرَةَ أَرْبَعًا فِي الْحَضَرِ، وَأَقَرَّ الصَّلَاةَ عَلَى فَرْضِهَا الْأَوَّلِ فِي السَّفَرِ (2).

(1) في (ظ 7) و (ظ 8): من الصلاة.

(2)

إسناده حسن من أجل ابن إسحاق، وهو محمد، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 424 من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 146 - ومن طريقه البخاري (350)، ومسلم (685)، وأبو داود (1198)، والنَّسائي في "المجتبى" 1/ 225 - 226، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 422، وفي "شرح مشكل الآثار"(4261) و (4262)، وابن حبان (2736)، وأبو عوانة 2/ 6 - عن صالح بن كيسان، به. ولفظه: فرضت الصلاة ركعتين ركعتين في الحضر والسفر، فأقرت صلاة السفر، وزيد في صلاة الحضر.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 26 من طريق سليمان بن بلال، والطبراني في "الأوسط"(7897) من طريق محمد بن عجلان، والباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز"(59)، والبيهقي في "السنن" 3/ 143 من طريق ربيعة بن أبي عبد الرحمن، ثلاثتهم عن صالح بن كيسان، به، بنحو لفظ مالك.

ورواه الزهري، عن عروة كذلك:

فأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 181 (ترتيب السندي)، وابن إبي شيبة 2/ 451، وإسحاق (573)، والدارمي (1509)، والبخاري (1090)، ومسلم =

ص: 357

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (685)(3)، والنَّسائي في "المجتبى" 1/ 225، وفي "الكبرى"(317)، وابن أبي عاصم في "الأوائل"(25)، وابن خزيمة (303)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4263)، والبيهقي في "السنن" 3/ 143، وفي "معرفة السنن"(6081) من طريق سفيان بن عيينة، ومسلم (685)(2)، وأبو عوانة 2/ 25 من طريق يونس، وعبد الرزاق (4267)، وأبو عوانة 2/ 26، والقاسم بن سلام في "الناسخ"(28) من طريق ابن جريج، ثلاثتهم عن الزهري، عن عروة، به. بنحو لفظ مالك، وزادوا قول الزهري: فقلت لعروة: ما بال عائشة تتم؟ قال: تأولت ما تأوّل عثمان. وهذا لفظ البخاري.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(1477)، وإسحاق (574)، وأبو عوانة 2/ 25، والبيهقي في "السنن" 1/ 362، وفي "الدلائل" 2/ 406 - 407 من طريق عبد الرزاق، والبخاري (3935) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن معمر، عن الزهري، عن عروة، به، ولفظه: فرضت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ركعتين ركعتين، فلما خرج إلى المدينة فرضت أربعاً وأقرت صلاة السفر ركعتين، قال الزهري: فقلت لعروة:

فذكره. ولفظ البخاري: فرضت الصلاة ركعتين، ثم هاجر النبي صلى الله عليه وسلم ففرضت أربعاً، وتركت صلاة السفر على الأولى.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 225، وأبو عوانة 2/ 25، والبيهقي في "السنن" 1/ 363، وفي "الدلائل" 2/ 406 من طريق الأوزاعي، أنه سأل الزهري عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة إلى المدينة، قال: أخبرني عروة، عن عائشة، قالت: فرض الله عز وجل الصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم أول ما فرضها ركعتين ركعتين، ثم أتمت في الحضر أربعاً، وأقرت صلاة السفر على الفريضة الأولى.

ورواه هشام بن عروة، عن أبيه:

فأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 449، وإسحاق (575) من طريقين عن هشام بن عروه، عن أبيه، به. بنحو لفظ مالك.

وأخرجه الخطيب في "الكفاية" ص 343 من طريق جعفر بن ربيعة أن =

ص: 358

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= هشام بن عروة كتب إليه يذكر عن عائشة أن الصلاة

ولم يذكر بين عائشة وهشام أباه عروة.

ورواه يحيى بن سعيد، عن عروة، واختلف عليه:

فرواه إسحاق (567) عن جرير، وأبو عوانة 2/ 25 من طريق ابن فضيل، وابن حبان (2737) من طريق عبيد الله بن عمرو، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد، عن عروة، به.

ورواه إسحاق (577) عن عبد الوهاب الثقفي، قال: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: أخبرت عن عروة، عن عائشة، مثله.

وأخرجه الطبراني في "الصغير"(364) من طريق عثمان بن مقسم البري، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن يسار، عن عمر بن عبد العزيز، عن ابن الزبير، عن عائشة بنحو لفظ مالك. فزاد بين يحيى وبين عروة: سعيد بن يسار وعمر بن عبد العزيز.

وقال: لم يُدخل أحد ممن روى هذا الحديث عن يحيى بن سعيد فيما بين يحيى وعروة -سعيد بن يسار وعمر بن عبد العزيز- إلا عثمان بن مقسم. ورواه زهير بن معاوية عن يحيى بن سعيد، عن عروة نفسه. قلنا: وعثمان بن مقسم تركه يحيى القطان وابن المبارك، وقال أحمد: حديثه منكر. وقال الجوزجاني: كذاب، وقال النسائي والدارقطني: متروك. وقال الفلاس: صدوق، لكنه كثير الغلط، صاحب بدعة. وقال ابن معين: ليس بشيء، هو من المعروفين بالكذب ووضع الحديث. وقال ابن عدي: عامة حديثه مما لا يتابع عليه إسناداً ومتناً، وهو ممن يغلط الكثير، ونسبه قوم إلى الصدق وضعفوه للغلط الكثير، ومع ضعفه يكتب حديثه.

وقد سلف برقم (25967).

وفي الباب عن ابن عباس وأبي هريرة سلفا على التوالي برقم (2124) و (9200).

وعن أنس عند مسلم (690)(11).

ص: 359

26339 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: أَتَتْ سَلْمَى مَوْلَاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ امْرَأَةُ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَسْتَأْذِنُهُ (1) عَلَى أَبِي رَافِعٍ قَدْ ضَرَبَهَا. قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي رَافِعٍ: " مَا لَكَ وَلَهَا يَا أَبَا رَافِعٍ؟ " قَالَ: تُؤْذِينِي يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" بِمَ آذَيْتِهِ يَا سَلْمَى؟ " قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا آذَيْتُهُ بِشَيْءٍ، وَلَكِنَّهُ أَحْدَثَ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا رَافِعٍ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَمَرَ الْمُسْلِمِينَ إِذَا خَرَجَ مِنْ أَحَدِهِمُ الرِّيحُ أَنْ يَتَوَضَّأَ، فَقَامَ فَضَرَبَنِي (2)، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَضْحَكُ وَيَقُولُ:" يَا أَبَا رَافِعٍ، إِنَّهَا لَمْ تَأْمُرْكَ إِلَّا بِخَيْرٍ "(3).

(1) في (ظ 7) و (ظ 8): تستأذيه.

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): يضربني.

(3)

إسناده حسن من أجل ابن إسحاق -وهو محمد- وقد صرَّح بسماعه من هشام بن عروة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه ابن الأثير في "أُسْد الغابة" (في ترجمة سلمى مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من طريق الإمام أحمد.

وأخرجه البزار (280)(زوائد)، والطبراني في "الكبير" 24/ (765) من طريق يعقوب بن إبراهيم، به. قال البزار: لا نعلم رواه إلا ابنُ إسحاق.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/ 243، وقال: رواه أحمد، والبزَّار، والطبراني في "الكبير"، ورجال أحمد رجالُ الصحيح، إلا أن فيه محمد بن إسحاق، وقد قال: حدثني هشام بن عروة، والله أعلم. =

ص: 360

26340 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (1) أَنَّهُ قَالَ:" فَضْلُ الصَّلَاةِ بِالسِّوَاكِ عَلَى الصَّلَاةِ بِغَيْرِ سِوَاكٍ، سَبْعِينَ ضِعْفًا "(2).

= وفي الباب عن علي، سلف برقم (1164)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

(1)

قوله: عن النبي صلى الله عليه وسلم، ليس في (ظ 7) ولا (ظ 8).

(2)

حديث ضعيف، وهذا إسناد منقطع، محمد بن إسحاق، لم يسمع هذا الحديث من الزهري، قال أحمد: كان ابن إسحاق يدلس إلا أن كتاب إبراهيم بن سعد إذا كان سماع قال: حدثني، وإذا لم يكن قال: قال. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.

وأخرجه الحاكم 1/ 145 - 146، والبيهقي في "السنن" 1/ 38 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي!

وأخرجه البزار (501)"زوائد"، وابن خزيمة (137)، والحاكم 1/ 145 - 146، والبيهقي في "السنن" 1/ 38 من طريق يعقوب، به.

وأخرجه البزار (502)، وأبو يعلى (4738)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2395، والدارقطني في "العلل" 5/ ص 24 من طريق معاوية بن يحيى الصدفي، عن الزهري، به. ومعاوية بن يحيى ضعيف جداً.

وأخرجه الحارث بن أبي أسامة (160)"بغية الباحث"، والبيهقي في "السنن" 1/ 38 من طريق الواقدي، عن عبد الله بن أبي يحيى الأسلمي، عن أبي الأسود، عن عروة، به، والواقدي متروك.

وأخرجه البيهقي 1/ 38 من طريق فرج بن فضالة، عن عروة بن رويم، عن عمرة، عن عائشة، به، وقال: هذا إسناد غير قوي. قلنا: فرج بن فضالة ضعيف.

قال الحافظ في "التلخيص الحبير" 1/ 68: قال ابن معين: هذا لا يصح له إسناد، وهو باطل. =

ص: 361

26341 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِتُرْبَانَ - بَلَدٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ بَرِيدٌ وَأَمْيَالٌ، وَهُوَ بَلَدٌ لَا مَاءَ بِهِ - وَذَلِكَ مِنَ (1) السَّحَرِ، انْسَلَّتْ قِلَادَةٌ لِي مِنْ عُنُقِي، فَوَقَعَتْ، فَحُبِسَ رَسُولُ اللهِ (2) صلى الله عليه وسلم لِالْتِمَاسِهَا حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ، وَلَيْسَ مَعَ الْقَوْمِ مَاءٌ. قَالَتْ: فَلَقِيتُ مِنْ أَبِي مَا اللهُ بِهِ عَلِيمٌ مِنَ التَّعْنِيفِ وَالتَّأْفِيفِ، وَقَالَ: فِي (3) كُلِّ سَفَرٍ لِلْمُسْلِمِينَ مِنْكِ عَنَاءٌ وَبَلَاءٌ؟ قَالَتْ: فَأَنْزَلَ اللهُ الرُّخْصَةَ بِالتَّيَمُّمِ، قَالَتْ: فَتَيَمَّمَ الْقَوْمُ وَصَلَّوْا. قَالَتْ: يَقُولُ أَبِي حِينَ جَاءَ مِنَ اللهِ مَا جَاءَ مِنَ الرُّخْصَةِ لِلْمُسْلِمِينَ: وَاللهِ - مَا عَلِمْتُ يَا بُنَيَّةُ - إِنَّكِ لَمُبَارَكَةٌ، مَاذَا جَعَلَ اللهُ لِلْمُسْلِمِينَ فِي حَبْسِكِ إِيَّاهُمْ مِنَ الْبَرَكَةِ وَالْيُسْرِ؟ (4).

= والحث على السواك سلف من حديث أبي هريرة برقم (7339)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

(1)

في (ظ 7) و (ظ 8): في.

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): فحبس على رسول الله.

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8): أفي.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسنادٌ حسن من أجل ابن إسحاق -وهو محمد- وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن عبَّاد بن عبد الله بن الزبير، وهو ثقة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (159) من طريق سَلَمة بن الفضل وإبراهيم بن المختار، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وقد سلف نحوه بإسناد صحيح برقم (24299).

وقول أبي بكر الوارد في آخر الحديث ورد في رواية عبد الرزاق التي =

ص: 362

26342 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: سَأَلْتُهَا كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ يَصْنَعُ إِذَا هُوَ جُنُبٌ (1)، وَأَرَادَ أَنْ يَنَامَ قَبْلَ أَنْ يَغْتَسِلَ؟ قَالَتْ: كَانَ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ يَنَامُ (2).

26343 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَاعْلَمُوا أَنْ لَنْ يُدْخِلَ أَحَدَكُمْ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ، وَأَنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ "(3).

= ذكرناها في تخريج تلك الرواية.

(1)

في (م): إذا كان هو جنب.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق، وهو محمد، وقد صرَّح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن راهويه في "مسنده"(1485)، والدارمي (757) من طريقين، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.

وسلف بإسناد صحيح برقم (24083).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد العزيز بن المطَّلب من رجاله، وأخرج له البخاري تعليقاً، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يعقوب هو ابن إبراهيم بن سعد.

وأخرجه مسلم (2818) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وسلف من طريق وُهيب، عن موسى برقم (24494). =

ص: 363

26344 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا نَذْكُرُ إِلَّا الْحَجَّ، فَلَمَّا قَدِمْنَا سَرِفَ طَمِثْتُ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ:" مَا يُبْكِيكِ؟ " قُلْتُ: وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَخْرُجِ الْعَامَ. قَالَ: " لَعَلَّكِ نَفِسْتِ " - يَعْنِي: حِضْتِ - قَالَتْ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " إِنَّ هَذَا شَيْءٌ كَتَبَهُ اللهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ، فَافْعَلِي مَا يَفْعَلُ الْحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرِي ". فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ: " اجْعَلُوهَا عُمْرَةً ". فَحَلَّ النَّاسُ إِلَّا مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ، وَكَانَ الْهَدْيُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَذَوِي الْيَسَارَةِ، قَالَتْ: ثُمَّ رَاحُوا مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ النَّحْرِ طَهُرْتُ، فَأَرْسَلَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَفَضْتُ - يَعْنِي: طُفْتُ - قَالَتْ: فَأُتِينَا بِلَحْمِ بَقَرٍ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَبَحَ عَنْ نِسَائِهِ الْبَقَرَ، قَالَتْ: فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الْحَصْبَةِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، يَرْجِعُ النَّاسُ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ وَأَرْجِعُ بِحَجَّةٍ، فَأَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، فَأَرْدَفَنِي عَلَى جَمَلِهِ، قَالَتْ: فَإِنِّي لَأَذْكُرُ وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ، أَنِّي أَنْعُسُ، فَتَضْرِبُ وَجْهِي مُؤَخِّرَةُ الرَّحْلِ، حَتَّى جَاءَ بِيَ إِلَى التَّنْعِيمِ (1)، فَأَهْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ جَزَاءً بِعُمْرَةِ (2)

(1) في (ظ 8): جاءني إلى التنعيم، وفي (م): جاءني التنعيم، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 2) و (ق).

(2)

في (م) و (ق) و (ظ 2): لعمرة، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8).

ص: 364

النَّاسِ الَّتِي اعْتَمَرُوا (1).

26345 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْحَجِّ لِخَمْسِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ، وَلَا يَذْكُرُ النَّاسُ إِلَّا الْحَجَّ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِسَرِفَ، وَقَدْ سَاقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَهُ الْهَدْيَ، وَأَشْرَافٌ مِنَ النَّاسِ، أَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَحِلُّوا بِعُمْرَةٍ إِلَّا مَنْ سَاقَ الْهَدْيَ، وَحِضْتُ ذَلِكَ الْيَوْمَ، فَدَخَلَ عَلَيَّ وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ:" مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ لَعَلَّكِ نَفِسْتِ؟ " قَالَتْ: قُلْتُ: نَعَمْ، وَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَخْرُجْ مَعَكُمْ عَامِي هَذَا فِي هَذَا السَّفَرِ، قَالَ:" لَا تَفْعَلِي، لَا تَقُولِي ذَلِكَ، فَإِنَّكِ تَقْضِينَ كُلَّ مَا يَقْضِي الْحَاجُّ إِلَّا أَنَّكِ لَا تَطُوفِينَ بِالْبَيْتِ ". قَالَتْ: فَمَضَيْتُ عَلَى حَجَّتِي (2)، وَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ، فَحَلَّ كُلُّ مَنْ كَانَ لَا هَدْيَ مَعَهُ، وَحَلَّ نِسَاؤُهُ بِعُمْرَةٍ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ النَّحْرِ أُتِيتُ بِلَحْمِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (305)، ومسلم (1211)(120)، والدارمي (1904)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 203، والبيهقي في "السنن" 5/ 3 من طريق عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، بهذا الإسناد. ورواية البخاري مختصرة.

وقد سلف مختصراً برقم (24109).

وانظر ما بعده.

(2)

في (ظ 7) و (ظ 8): حجي.

ص: 365

بَقَرٍ كَثِيرٍ، فَطُرِحَ فِي بَيْتِي، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: ذَبَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ نِسَائِهِ الْبَقَرَ، حَتَّى إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ الْحَصْبَةِ بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ أَخِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، فَأَعْمَرَنِي مِنَ التَّنْعِيمِ، مَكَانَ عُمْرَتِي الَّتِي فَاتَتْنِي.

وحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ فِي الْحَجِّ: وَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نِسَاءَهُ فَحَلَلْنَ بِعُمْرَةٍ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ أَنْ يَحِلَّ مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ، وَأَمَرَ مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ مِنْ أَشْرَافِ النَّاسِ أَنْ يَثْبُتَ عَلَى حُرْمِهِ (1).

26346 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُ أَنَّهُ قَالَ - حِينَ قَالُوا: خَشِينَا أَنْ تَكُونَ بِهِ ذَاتُ الْجَنْبِ - إِنَّهَا مِنَ الشَّيْطَانِ وَلَمْ يَكُنِ اللهُ لِيُسَلِّطَهُ عَلَيَّ.

قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَثِيرًا مَا أَسْمَعُهُ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ لَمْ يَقْبِضْ نَبِيًّا حَتَّى يُخَيِّرَهُ ". قَالَتْ: فَلَمَّا حَضَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ آخِرُ كَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْهُ وَهُوَ يَقُولُ: " بَلِ الرَّفِيقُ

(1) حديث صحيح، وابن إسحاق: هو محمد قد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وقد توبع. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.

ص: 366

الْأَعْلَى مِنَ الْجَنَّةِ ". قَالَتْ: قُلْتُ: إِذًا وَاللهِ لَا يَخْتَارُنَا، وَعَرَفْتُ (1) أَنَّهُ الَّذِي كَانَ يَقُولُ لَنَا: " إِنَّ نَبِيًّا لَا يُقْبَضُ حَتَّى يُخَيَّرَهُ (2) " (3).

26347 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ حِينَ دَخَلَ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَاضْطَجَعَ فِي حَجْرِي، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَجُلٌ مِنْ

(1) في (م): وقد عرفت.

(2)

في (ق) و (م) و (ظ 2): يخير، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8).

(3)

هذا الحديث له إسنادان:

الأول: يعقوب، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير، أن عائشة حدثته.

وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

ولا يعارضه حديث أبي يعلى (443) عن عائشة أنها قالت: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذات الجنب، فإن في سنده ابن لهيعة وهو ضعيف.

والإسناد الثاني: يعقوب، عن أبيه، عن ابن إسحاق، قال: قال ابن شهاب: حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة.

وهذا إسناد ضعيف، ابن إسحاق مدلس، ولم يصرح بالسماع.

وأخرجه أبو يعلى (4584) من طريق عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، عن ابن شهاب، به.

وسيرد نحوه بإسناد صحيح برقم (24583).

قال السندي: قوله: إنها من الشيطان، أي: إن الشيطان يرتضي بها بناء على أن يمنع المسلم عن القيام في الصلاة وغيره، والله تعالى أعلم.

ص: 367

آلِ أَبِي بَكْرٍ، وَفِي يَدِهِ سِوَاكٌ أَخْضَرُ، قَالَتْ: فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ فِي يَدِهِ نَظَرًا عَرَفْتُ أَنَّهُ يُرِيدُهُ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، تُحِبُّ أَنْ أُعْطِيَكَ هَذَا السِّوَاكَ؟ قَالَ:" نَعَمْ ". قَالَتْ: فَأَخَذْتُهُ فَمَضَغْتُهُ لَهُ حَتَّى أَلَنْتُهُ وَأَعْطَيْتُهُ إِيَّاهُ. قَالَتْ: فَاسْتَنَّ بِهِ كَأَشَدِّ مَا رَأَيْتُهُ يَسْتَنُّ بِسِوَاكٍ فَبْلَهُ، ثُمَّ وَضَعَهُ، وَوَجَدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَثْقُلُ فِي حَجْرِي، قَالَتْ: فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ فِي وَجْهِهِ فَإِذَا بَصَرُهُ قَدْ شَخَصَ، وَهُوَ يَقُولُ:" بَلِ الرَّفِيقُ الْأَعْلَى مِنَ الْجَنَّةِ ". فَقُلْتُ: خُيِّرْتَ فَاخْتَرْتَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، قَالَتْ: وَقُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

26348 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ عَبَّادٍ، قَالَ:

(1) إسناده حسن من أجل ابن إسحاق -وهو محمد- وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير يعقوب بن عتبة -وهو الثقفي- فقد أخرج له أصحاب السنن سوى الترمذي، وهو ثقة. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الزهري.

وأخرجه بتمامه ومختصراً إسحاق (764) و (1150)، والنسائي في "الكبرى"(7102)، وأبو يعلى (4585) من طرق عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 2/ 233 - 234 عن محمد بن عمر الواقدي، عن جعفر بن محمد، عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن الزهري، به. قلنا: والواقدي متروك.

وقد سلف نحوه برقمي (24216) و (24583) بإسنادٍ صحيح.

ص: 368

سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: مَاتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي وَفِي دَوْلَتِي، لَمْ أَظْلِمْ فِيهِ أَحَدًا، فَمِنْ سَفَهِي وَحَدَاثَةِ سِنِّي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قُبِضَ وَهُوَ فِي حَجْرِي، ثُمَّ وَضَعْتُ رَأْسَهُ عَلَى وِسَادَةٍ، وَقُمْتُ أَلْتَدِمُ مَعَ النِّسَاءِ، وَأَضْرِبُ وَجْهِي (1).

26349 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنِ امْرَأَتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عِمَارَةَ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ

(1) إسناده حسن من أجل ابن إسحاق: وهو محمد، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير أخرج له أصحاب السنن، وهو ثقة، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه أبو يعلى (4586)، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 213 من طريقين عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه مختصراً ابن سعد 2/ 261 - 262 و 262 من طريق عيسى بن معمر، وأبي الأسود، كلاهما عن عباد بن عبد الله، عن عائشة، به. قلنا: لكن في طريقهما الواقدي، وهو متروك.

وأخرجه ابن سعد 2/ 262 من طريق زيد بن أبي عتاب، عن عروة، عن عائشة، به. قلنا: وفي طريقه الواقدي كذلك، وهو متروك.

وقد سلف نحوه برقم (24039) و (24216).

قلنا: وقولها: وقمت ألتدم مع النساء وأضرب وجهي. فيه نكارة ولم نجده إلا في هذه السياقة، والسيدة عائشة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم لا يخفى عليها حديث ابن مسعود مرفوعاً:"ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية" وهو حديث صحيح سلف في مسند ابن مسعود برقم (3658)، وقال السندي في تفسيره هناك: ليس منا، أي: ليس من أهل طريقتنا وسنتنا.

ص: 369

عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: مَا عَلِمْنَا بِدَفْنِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى سَمِعْنَا صَوْتَ الْمَسَاحِي مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ.

قَالَ مَحَمَّدٌ: وَقَدْ حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِهَذَا الْحَدِيثِ (1).

26350 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ حِينَ اشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ، قَالَتْ: فَهُوَ يَضَعُهَا مَرَّةً عَلَى وَجْهِهِ، وَمَرَّةً يَكْشِفُهَا عَنْهُ، وَيَقُولُ:" قَاتَلَ اللهُ قَوْمًا اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ ". يُحَرِّمُ ذَلِكَ عَلَى أُمَّتِهِ (2).

(1) حديث محتمل للتحسين، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (24387).

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 396 من طريق أحمد بن محمد بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق (993) عن يحيى بن واضح، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، به.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 7/ 256 من طريق يونس، عن ابن إسحاق، عن فاطمة بنت محمد امرأة عبد الله بن أبي بكر، قال ابن إسحاق: وأدخلني عليها قال: حتى تسمعه منها، عن عمرة، به.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن إسحاق: وهو محمد مدلس وقد عنعن، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

ومن طريق يعقوب بن إبراهيم أخرجه النسائي في "الكبرى"(7091) بهذا الإسناد.

وسيأتي (26353) من طريق إبراهيم بن سعد والد يعقوب عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عائشة. وعبد الله =

ص: 370

26351 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، قَالَ: قُلْتُ لِمَعْمَرٍ: قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ جَالِسٌ؟ قَالَ: نَعَمْ (1).

26352 -

حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ آخِرُ مَا عَهِدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ (2) قَالَ: " لَا يُتْرَكُ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ دِينَانِ "(3).

= ابن عباس، لم يذكر ابن إسحاق في الإسناد، والظاهر أن لإبراهيم بن سعد فيه شيخين.

ورواه ابن نمير- فيما أخرجه ابن سعد 2/ 240 عن ابن إسحاق، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله مرسلاً.

ورواه معمر -كما سلف (24060) - عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عبد الله بن عباس وعائشة. وهذا إسناد صحيح.

(1)

خبر صحيح، رجاله ثقات. إبراهيم بن خالد: هو ابن عُبيد الصنعاني المؤذن، ورباح: هو ابن يزيد الصنعاني.

وقد صحَّ عن عائشة أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وأصغت إليه قبل أن يموت وهو مسند إليها ظهره يقول: "اللهم اغفر لي وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلى" أخرجه البخاري (5674)، وسلف برقم (25947).

وانظر (24354).

(2)

لفظة "أن" ليست في (ظ 7) ولا (ظ 8).

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق، وهو محمد، وقد صرح بالتحديث عن صالح بن كَيْسان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. =

ص: 371

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه الطبري في "تاريخه" 3/ 214 - 215، والطبراني في "الأوسط"(1070) من طريق محمد بن سَلَمة، كلاهما، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.

واختُلف فيه على ابن إسحاق اختلافاً لا يضر:

فقد أخرجه ابن سعد 2/ 254 من طريق عبد الله بن نمير، عن محمد بن إسحاق، به، مرسلاً. وهذه الرواية المرسلة لا يُعلُّ بها الرواية المتصلة، لأن الذين وصلوه أكثر وأوثق في ابن إسحاق.

وأخرجه ابن سعد 2/ 254 أيضاً عن محمد بن عمر، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة مرسلاً. ومحمد بن عمر -وهو الواقدي- متروك.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/ 325، وقال: رواه أحمد، والطبراني في "الأوسط"، ورجال أحمد رجال الصحيح، غير ابن إسحاق، وقد صرح بالسماع.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 982 - ومن طريقه ابن سعد 4/ 252 - وعبد الرزاق (9987) و (19368) عن إسماعيل بن أبي حكيم، أنه سمع عمر بن عبد العزيز يقول: كان آخِرُ ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم ....

قال ابن عبد البَرّ في "التمهيد" 1/ 165 - 166: هكذا جاء هذا الحديث عن مالك في الموطآت كلها مقطوعاً، وهو يتصل من وجوه حسان عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة وعائشة، ومن حديث عليِّ بن أبي طالب وأسامة ..

وأخرجه مالك أيضاً 2/ 892 عن ابن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يجتمع دينان في جزيرة العرب

".

وأخرجه عبد الرزاق (9984) و (19367) عن معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب قال: "لا يجتمع دينان

".

وله شاهد من حديث عمر بن الخطاب عند مسلم (1767) أنه سمع =

ص: 372

26353 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ: ابْنُ شِهَابٍ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ (1)، أَنَّ عَائِشَةَ وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ، قَالَا: لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، طَفِقَ يُلْقِي خَمِيْصَةً عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ (2)، قَالَ وَهُوَ كَذَلِكَ:" لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ ". يُحَذِّرُهُمْ مِثْلَ مَا صَنَعُوا (3).

26354 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ

= رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلماً" سلف برقم (201).

وآخر من حديث علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا علي إن أنتَ وليتَ الأمر بعدي، فأخرِجْ أهلَ نجران من جزيرة العرب". سلف برقم (661) وإسناده ضعيف جداً.

وثالث من حديث أبي عبيدة قال: آخر ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم: "أخرجوا يهودَ أهل الحجاز، وأهلَ نجران من جزيرة العرب

" سلف برقم (1691) وإسناده صحيح.

ورابع من حديث ابن عباس المطول عند البخاري (3168)، وفيه:"اخرجوا المشركين من جزيرة العرب."

(1)

لفظ: ابن عتبة، ليس في (م).

(2)

لفظ: عن وجهه، ليس في (م).

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4090) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (26350).

ص: 373

عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالنَّاسِ صَلَاةَ الْخَوْفِ بِذَاتِ الرِّقَاعِ، مِنْ نَخْلٍ، قَالَتْ: فَصَدَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ صَدْعَيْنِ، فَصَفَّتْ طَائِفَةٌ وَرَاءَهُ، وَقَامَتْ طَائِفَةٌ وِجَاهَ (1) الْعَدُوِّ، قَالَتْ: فَكَبَّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَبَّرَتِ الطَّائِفَةُ الَّذِينَ صَفُّوا خَلْفَهُ، ثُمَّ رَكَعَ وَرَكَعُوا، ثُمَّ سَجَدَ فَسَجَدُوا، ثُمَّ رَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ، فَرَفَعُوا مَعَهُ، ثُمَّ مَكَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا وَسَجَدُوا لِأَنْفُسِهِمُ السَّجْدَةَ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ قَامُوا، فَنَكَصُوا عَلَى أَعْقَابِهِمْ يَمْشُونَ الْقَهْقَرَى حَتَّى قَامُوا مِنْ وَرَائِهِمْ، قَالَتْ: وَأَقْبَلَتِ (2) الطَّائِفَةُ الْأُخْرَى، فَصَفُّوا خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَبَّرُوا، ثُمَّ رَكَعُوا لِأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ سَجَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَجْدَتَهُ الثَّانِيَةَ، فَسَجَدُوا مَعَهُ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَكْعَتِهِ، وَسَجَدُوا هُمْ لِأَنْفُسِهِمُ السَّجْدَةَ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ قَامَتِ الطَّائِفَتَانِ جَمِيعًا، فَصَفُّوا خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَكَعَ بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَكَعُوا جَمِيعًا، ثُمَّ سَجَدَ، فَسَجَدُوا جَمِيعًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَرَفَعُوا مَعَهُ، كُلُّ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيعًا جِدًّا لَا يَأْلُو أَنْ يُخَفِّفَ مَا اسْتَطَاعَ، ثُمَّ سَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَلَّمُوا، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ شَرَكَهُ النَّاسُ فِي الصَّلَاةِ كُلِّهَا (3).

(1) في (م) وهامش (ق) و (ظ 2) و (هـ) تجاه، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8) وكلاهما بمعنى.

(2)

في (ق) و (ظ 2) و (هـ) و (م): فأقبلت، والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8).

(3)

إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرَّح بالتحديث =

ص: 374

26355 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: كُنْتُ إِذَا فَرَقْتُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ، صَدَعْتُ فَرْقَةً عَنْ يَافُوخِهِ، وَأَرْسَلْتُ نَاصِيَتَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ (1)(2).

26356 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ (3)

= فانتفت هنا شبهة تدليسه، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.

وأخرجه أبو داود (1242)، وابن خزيمة (1363)، وابن حبان (2873)، والحاكم 1/ 336، والبيهقي في "السنن" 3/ 265 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، وهو أتمُّ حديثٍ وأشفاه في صلاة الخوف. ووافقه الذهبي.

وفي الباب من حديث عبد الله بن مسعود، سلف (3561) وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

قال السندي: قولها: فصدع رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس صدعين، أصل الصدع الشق والمراد ها هنا: قسمهم قسمين.

(1)

في (م): صدغيه.

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (24594) غير أن شيخ أحمد هنا: هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الزهري.

وأخرجه أبو يعلى (4817) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.

(3)

قوله عن أبيه، سقط من (ظ 2) و (ق) و (م)، والمثبت من (ظ 8) وأطراف المسند.

ص: 375

عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَا يَقْرَأُ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ، فَهِيَ خِدَاجٌ "(1).

26357 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزَّبِيرِ، قَالَ: حَدَّثَ عُرْوَةُ بْنُ الزَّبِيرِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى الْمَدِينَةِ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي إِلَيْهَا وَهِيَ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ. قَالَ: فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ، وَكَانَ عِنْدَ عُمَرَ: فَلَعَلَّهَا يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ قَالَتْ: وَأَنَا إِلَى جَنْبِهِ، قَالَ: فَقَالَ عُرْوَةُ: أُخْبِرُكَ بِالْيَقِينِ، وَتَرُدُّ عَلَيَّ بِالظَّنِّ، بَلْ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ اعْتِرَاضَ الْجِنَازَةِ (2).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن عبَّاد بن عبد الله بن الزبير، فقد روى له البخاري في "القراءة خلف الإمام" وأصحاب السنن، وهو ثقة. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد الزُّهري.

وقد سلف برقم (25099).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق -وهو محمد- وقد صرَّح بالتحديث، ومحمد بن جعفر بن الزبير صحَّ سماعُه من عمِّه عروة بن الزبير.

وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.

وسلف بإسناد صحيح برقم (24088).

ص: 376

26358 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، كِلَاهُمَا حَدَّثَنِي عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً بِرَكْعَتَيْهِ بَعْدَ الْفَجْرِ قَبْلَ الصُّبْحِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنَ اللَّيْلِ، سِتٌّ مِنْهُنَّ مَثْنَى مَثْنَى، وَيُوتِرُ بِخَمْسٍ لَا يَقْعُدُ فِيهِنَّ (1).

26359 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَبَّادَ بْنَ (2) عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَا هُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ فَارِعٍ أَجَمٍ حِسَانٍ، جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: احْتَرَقْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:" مَا شَأْنُكَ؟ ". قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي وَأَنَا صَائِمٌ - قَالَتْ: وَذَاكَ فِي رَمَضَانَ - فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اجْلِسْ ". فَجَلَسَ فِي نَاحِيَةِ الْقَوْمِ، فَأَتَى رَجُلٌ بِحِمَارٍ عَلَيْهِ غِرَارَةٌ فِيهَا تَمْرٌ، قَالَ: هَذِهِ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق -وهو محمد- فقد صرح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه، وقد أخرج له مسلم متابعة. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.

وأخرجه أبو داود (1355)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 284 من طريقين عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24239) و. (24537) وانظر (24057).

(2)

في (م): عبد الله بن الزبير، وهو خطأ.

ص: 377

صَدَقَتِي يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَيْنَ الْمُحْتَرِقُ آنِفًا؟ " فَقَالَ: هَا هُوَ ذَا أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " خُذْ هَذَا فَتَصَدَّقْ بِهِ " قَالَ: وَأَيْنَ الصَّدَقَةُ يَا رَسُولَ اللهِ إِلَّا عَلَيَّ وَلِي، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَجِدُ أَنَا وَعِيَالِي شَيْئًا. قَالَ:" فَخُذْهَا "، فَأَخَذَهَا (1).

26360 -

حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ الْكِلَاعِيُّ - وَكَانَ ثِقَةً - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ الْمَكِّيِّ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ، فَبَعَثَنِي إِلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ صَاحِبِ الْكَعْبَةِ أَسْأَلُهَا عَنْ أَشْيَاءَ سَمِعَتْهَا مِنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ فِيمَا حَدَّثَتْنِي: أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا طَلَاقَ وَلَا عِتَاقَ فِي إِغْلَاقٍ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق -وهو محمد- وقد صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.

وقد سلف برقم (25092) بإسنادٍ صحيح.

قال السندي: قولها: في ظل فارع أجم حسان، الفارع من كل شيء: المرتفع العالي.

(2)

إسناده ضعيف لضعف محمد بن عبيد بن أبي صالح المكي، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح، غير محمد بن إسحاق، فقد استشهد به البخاري، وروى له مسلم متابعة، وهو حسن الحديث إذا صرح بالتحديث.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 171 - 172 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. =

ص: 378

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه أبو داود (2193)، والبيهقي في "السنن" 10/ 61 من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن سعد، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 49، وابن ماجه (2046)، وأبو يعلى (4444) و (4570)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(655)، والدارقطني في "السنن" 4/ 36، والحاكم 2/ 198، والبيهقي في "السنن" 7/ 355، وفي "السنن الصغير"(2688)، وفي "معرفة السنن والآثار"(14809) من طرق عن ابن إسحاق، به.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم! فتعقبه الذهبي بقوله: كذا قال، ومحمد بن عبيد لم يحتجَّ به مسلم، وقال أبو حاتم: ضعيف. قلنا: محمد بن عبيد لم يرو له مسلم أصلاً، ولم يحتج بمحمد بن إسحاق، إنما روى له متابعة كما ذكرنا آنفاً.

ثم أخرجه الحاكم من طريق نُعيم بن حماد، عن أبي صفوان عبد الله بن سعيد الأموي، عن ثور بن يزيد، عن صفية، به. وهذا إسناد تابع فيه أبو صفوان الأموي محمد بنَ إسحاق على روايته عن ثور بن يزيد، لكنه أسقط من الإسناد محمد بن عبيد، وقال الذهبي أيضاً: نُعيم صاحب مناكير.

وأخرجه الدارقطني 4/ 36، والبيهقي في "السنن" 7/ 357 من طريق قزعة بن سويد، عن زكريا بن إسحاق ومحمد بن عثمان، كلاهما عن صفية بنت شيبة، به. وقزعة بن سويد ضعيف.

وقد رُوي عن محمد بن عبيد بغير هذا الإسناد، كما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 172 من طريق إسماعيل بن عياش، عن عطاف بن خالد، عن محمد بن عبيد، عن عطاء بن أبي رباح، عن عائشة، به. وتحرف في المطبوع محمد بن عبيد إلى محمد بن سعيد.

قلنا: إسماعيل بن عياش حمصيٌّ، وروايته عن غير أهل بلده ضعيفة، وهذه منها، لأن عطاف بن خالد مدنيٌّ.

وقد سأل ابن أبي حاتم أباه عن هذا الحديث كما في "العلل" 2/ 430، =

ص: 379

26361 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ رُوْمَانَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْقَتْلَى أَنْ يُطْرَحُوا فِي الْقَلِيبِ، فَطُرِحُوا فِيهِ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، فَإِنَّهُ انْتَفَخَ فِي دِرْعِهِ فَمَلَأَهَا، فَذَهَبُوا لِيُحَرِّكُوهُ (1)، فَتَزَايَلَ، فَأَقَرُّوهُ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ مَا غَيَّبَهُ مِنَ التُّرَابِ وَالْحِجَارَةِ، فَلَمَّا أَلْقَاهُمْ فِي الْقَلِيبِ، وَقَفَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" يَا أَهْلَ الْقَلِيبِ، هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمْ (2) رَبُّكُمْ حَقًّا؟ فَإِنِّي قَدْ وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا " قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتُكَلِّمُ قَوْمًا مَوْتَى؟! فَقَالَ (3) لَهُمْ:" لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ (4) مَا وَعَدْتُهُمْ حَقٌّ ". قَالَتْ عَائِشَةُ: وَالنَّاسُ يَقُولُونَ: " لَقَدْ سَمِعُوا مَا قُلْتَ لَهُمْ " وَإِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَقَدْ عَلِمُوا "(5).

= فقال: حديث صفية أشبه.

قال السندي: قوله: في إغلاق، أي: في إكراه؛ لأن المكره مغلق عليه في أمره ومضيَّق عليه في تصرفه، كما يغلق الباب على أحد.

(1)

في (م) و (ق): يحركوه. والمثبت من (ظ 2) و (ظ 7) و (ظ 8).

(2)

في (م) و (ق) و (ظ 2): وعد. والمثبت من (ظ 7) و (ظ 8).

(3)

في (م) و (ظ 2) و (ق): قال: فقال.

(4)

في (ظ 7) و (ظ 8): بأن.

(5)

إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرّح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد الزُّهري.

وهو في "سيرة" ابن هشام 1/ 638 - 639 عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. =

ص: 380

26362 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَبَّادٍ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: لَمَّا بَعَثَ أَهْلُ مَكَّةَ فِي فِدَاءِ أَسْرَاهُمْ، بَعَثَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي فِدَاءِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ بِمَالٍ، وَبَعَثَتْ فِيهِ بِقِلَادَةٍ لَهَا كَانَتْ لِخَدِيجَةَ، أَدْخَلَتْهَا بِهَا عَلَى أَبِي الْعَاصِ حِينَ بَنَى عَلَيْهَا. قَالَتْ: فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، رَقَّ لَهَا رِقَّةً شَدِيدَةً، وَقَالَ:" إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أَسِيرَهَا، وَتَرُدُّوا عَلَيْهَا الَّذِي لَهَا، فَافْعَلُوا "، فَقَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَطْلَقُوهُ، وَرَدُّوا عَلَيْهَا الَّذِي لَهَا (1).

= وأخرجه إسحاق بن راهويه (1148)، وابن جرير الطبري في "تاريخه" 2/ 456، وابن حبان (7088)، والحاكم 3/ 224، وابن الأثير في "أُسْد الغابة" 6/ 71 - 72 من طرق عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. وعندهم -سوى الطبري- زيادة. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي!

وقد سلف نحوه برقم (25372).

وانظر حديث عمر بن الخطاب برقم (182)، وحديث ابن عمر برقم (4864)، وحديث أنس بن مالك برقم (12471)، وحديث أبي طلحة الأنصاري برقم (16356).

(1)

إسناده حسن من أجل ابن إسحاق، وهو محمد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن عبَّاد بن عبد الله بن الزبير، فقد روى له البخاري في "القراءة خلف الإمام"، وأصحاب السنن، وهو ثقة.

وهو في "سيرة" ابن هشام 1/ 653 عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (2692)، وابن الجارود (1090)، والطبراني في "الكبير" 22/ (1050) من طريق محمد بن مسلمة، والطحاوي في "شرح =

ص: 381

26363 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: لَمَّا أَتَى قَتْلُ جَعْفَرٍ، عَرَفْنَا فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْحُزْنَ. قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ النِّسَاءَ قَدْ غَلَبْنَنَا وَفُتْنَنَا، قَالَ:" فَارْجِعْ إِلَيْهِنَّ فَأَسْكِتْهُنَّ ". قَالَ: فَذَهَبَ، ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: يَقُولُ: وَرُبَّمَا ضَرَّ التَّكَلُّفُ أَهْلَهُ، قَالَ:" فَاذْهَبْ فَأَسْكِتْهُنَّ، فَإِنْ أَبَيْنَ، فَاحْثُ فِي أَفْوَاهِهِنَّ التُّرَابَ ". قَالَتْ: قُلْتُ فِي نَفْسِي: أَبْعَدَكَ اللهُ، فَوَاللهِ مَا تَرَكْتَ نَفْسَكَ، وَمَا أَنْتَ بِمُطِيعٍ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: عَرَفْتُ أَنَّهُ لَا يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَحْثُوَ فِي أَفْوَاهِهِنَّ التُّرَابَ (1).

= مشكل الآثار" (4708) من طريق يحيى الشجري، والحاكم في "المستدرك" 3/ 23 و 236 و 324 و 4/ 44 - 54، والبيهقي في "السنن" 6/ 322، وفي "دلائل النبوة" 3/ 154 من طريق يونس بن بُكير مطولاً، ثلاثتهم عن ابن إسحاق، به.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! قلنا: لم يحتج مسلم بمحمد بن إسحاق، إنما أخرج له في المتابعات.

وأخرجه الواقدي في "مغازيه" 1/ 130 - 131 من طريق عيسى بن معمر، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، به.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه، وبقيه رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري. =

ص: 382

26364 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: لَمْ يَقْتُلْ مِنْ نِسَائِهِمْ إِلَّا امْرَأَةً وَاحِدَةً. قَالَتْ: وَاللهِ إِنَّهَا لَعِنْدِي تَحَدَّثُ مَعِي، تَضْحَكُ ظَهْرًا وَبَطْنًا، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْتُلُ رِجَالَهُمْ بِالسُّوقِ، إِذْ هَتَفَ هَاتِفٌ بِاسْمِهَا: أَيْنَ فُلَانَةُ؟ قَالَتْ: أَنَا وَاللهِ، قَالَتْ: قُلْتُ: وَيْلَكِ، وَمَا لَكِ؟ قَالَتْ: أُقْتَلُ. قَالَتْ: قُلْتُ: وَلِمَ؟ قَالَتْ: حَدَثٌ (1) أَحْدَثْتُهُ. قَالَتْ: فَانْطُلِقَ بِهَا، فَضُرِبَتْ عُنُقُهَا، وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ: وَاللهِ مَا أَنْسَى عَجَبِي مِنْ طِيبِ نَفْسِهَا، وَكَثْرَةِ ضَحِكِهَا وَقَدْ عَرَفَتْ أَنَّهَا تُقْتَلُ (2).

= وأخرجه ابن سعد 4/ 40، وابن أبي شيبة 3/ 392، وابن راهويه (969)، والحاكم 3/ 209 من طرق عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي!

وسلف بنحوه بإسناد صحيح برقم (24313).

قال السندي: قولها: فوالله ما تركت نفسك، أي: حيث أكثرت إلى أن أُمِرت بشيء لا تقدر عليه.

(1)

في (ق) و (ظ 2) و (م): حدثاً.

(2)

إسناده حسن من أجل ابن إسحاق -وهو محمد- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

وهو في "السيرة النبوية" لابن هشام 2/ 242، من حديث ابن إسحاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (2671)، والحاكم 3/ 35 - 36، والبيهقي في "السنن" =

ص: 383

26365 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: لَمَّا قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَبَايَا بَنِي الْمُصْطَلِقِ، وَقَعَتْ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ فِي السَّهْمِ لِثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ الشَّمَّاسِ - أَوْ لِابْنِ عَمٍّ لَهُ - وَكَاتَبَتْهُ (1) عَلَى نَفْسِهَا، وَكَانَتْ امْرَأَةً حُلْوَةً مُلَاحَةً لَا يَرَاهَا أَحَدٌ إِلَّا أَخَذَتْ بِنَفْسِهِ، فَأَتَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَسْتَعِينُهُ فِي كِتَابَتِهَا، قَالَتْ: فَوَاللهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُهَا عَلَى بَابِ حُجْرَتِي فَكَرِهْتُهَا، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَرَى مِنْهَا مَا رَأَيْتُ، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَا جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ

= 9/ 82، وفي "معرفة السنن"(18018) من طريقين، عن ابن إسحاق، به.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه.

قلنا: لم يحتج مسلم بمحمد بن إسحاق، إنما أخرج له في المتابعات.

ونقل البيهقي عن الشافعي قوله: فحدثني أصحابنا أنها كانت دلت على محمود بن مسلمة رحىً، فقتلته، فقتلت بذلك.

ونقل أيضاً قوله: قد جاء الخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل القرظية، ولم يصح خبر على أي معنى قتلها، وقد يحتمل أن تكون أسلمت، ثم ارتدت ولحقت بقومها، فقتلها لذلك، ويحتمل غيره.

قلنا: وانظر حديث عائشة في قصة بني قريظة السالف برقم (25097).

قال السندي: قولها: لم يُقتل من نسائهم، أي: نساء بني قريظة حين قتلوا بعد الأحزاب.

قولها: ظهراً وبطناً، أي: تنقلب من كثرة الضحك ظهراً لبطن، وبطناً لظهر.

(1)

في (ظ 7) و (ظ 8): فكاتبته.

ص: 384

الْحَارِثِ ابْنِ أَبِي ضِرَارٍ سَيِّدِ قَوْمِهِ، وَقَدْ أَصَابَنِي مِنَ الْبَلَاءِ مَا لَمْ يَخْفَ عَلَيْكَ، فَوَقَعْتُ فِي السَّهْمِ لِثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ الشَّمَّاسِ - أَوْ لِابْنِ عَمٍّ لَهُ - فَكَاتَبْتُهُ عَلَى نَفْسِي، فَجِئْتُكَ أَسْتَعِينُكَ عَلَى كِتَابَتِي. قَالَ:" فَهَلْ لَكِ فِي خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ؟ ". قَالَتْ: وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أَقْضِي كِتَابَتَكِ وَأَتَزَوَّجُكِ ". قَالَتْ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " قَدْ فَعَلْتُ ". قَالَتْ: وَخَرَجَ الْخَبَرُ إِلَى النَّاسِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ، فَقَالَ النَّاسُ: أَصْهَارُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم! فَأَرْسَلُوا مَا بِأَيْدِيهِمْ، قَالَتْ: فَلَقَدْ أُعْتِقَ بِتَزْوِيجِهِ إِيَّاهَا مِئَةَ أَهْلِ بَيْتٍ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، فَمَا أَعْلَمُ امْرَأَةً كَانَتْ أَعْظَمَ بَرَكَةً عَلَى قَوْمِهَا مِنْهَا (1).

(1) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث هنا فانتفت شبهة تدليسه. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.

وهو عند ابن إسحاق في "السير والمغازي" ص 263، ومن طريقه أخرجه ابن راهويه في "مسنده"(725)، وأبو داود (3931)، وابن الجارود في "المنتقى"(705)، وأبو يعلى في "مسنده"(4963)، والطبري في "التاريخ" 2/ 610، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4748)، وفي "شرح معاني الآثار" 3/ 21، وابن حبان في "صحيحه"(4054) و (4055)، والطبراني في "الكبير"(159) / 24، والحاكم في "المستدرك" 4/ 26، والبيهقي في "السنن" 9/ 74 - 75، وابن الأثير في "أسد الغابة"، 7/ 56 - 57 بهذا الإسناد.

وأورده ابن هشام في "سيرته" 2/ 294 - 295.

وأخرجه الواقدي في "المغازي" 1/ 411، وابن سعد في "طبقاته" 8/ 116، والحاكم 4/ 26 - 27 من طريق محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، =

ص: 385

26366 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، عَنْ أَفْلَتَ بْنِ خَلِيفَةَ - قَالَ أَبِي: سُفْيَانُ يَقُولُ: فُلَيْتٌ (1) - عَنْ جَسْرَةَ بِنْتِ دَجَاجَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: بَعَثَتْ صَفِيَّةُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِطَعَامٍ قَدْ صَنَعَتْهُ لَهُ وَهُوَ عِنْدِي، فَلَمَّا رَأَيْتُ الْجَارِيَةَ، أَخَذَتْنِي رِعْدَةٌ حَتَّى اسْتَقَلَّنِي (2) أَفْكَلٌ، فَضَرَبْتُ الْقَصْعَةَ، فَرَمَيْتُ بِهَا. قَالَتْ: فَنَظَرَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَعَرَفْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، فَقُلْتُ: أَعُوذُ بِرَسُولِ اللهِ أَنْ يَلْعَنَنِي الْيَوْمَ. قَالَتْ: قَالَ: " أَوْلَى ". قَالَتْ: قُلْتُ: وَمَا كَفَّارَتُهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " طَعَامٌ كَطَعَامِهَا، وَإِنَاءٌ كَإِنَائِهَا "(3).

= عن عائشة، به. وفي مطبوع الواقدي عن ثوبان بدلاً من محمد بن عبد الرحمن.

وانظر حديث أنس السالف برقم (11957).

(1)

وقع قوله: "قال أبي: سفيان يقول: فليت" في (ظ 7) و (ظ 8) آخر الحديث.

(2)

في (ق) و (ظ 7): استقبلني.

(3)

إسناده حسن، وقد سلف مختصراً برقم (25155). عبد الواحد: هو ابن زياد العبدي.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 321، وقال: رواه أبو داود وغيره باختصار. ورواه أحمد ورجاله ثقات.

قال السندي: قولها: حتى استقلني، أي: علتني.

أفكل، أي: رِعْدة.

قال: "أولى"، أي: الدعاءُ أولى بك.

ص: 386

26367 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ (1) بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ. وَأَبُو سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ مُذْ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ تِبَاعًا مِنْ طَعَامٍ حَتَّى تُوُفِّيَ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: ثَلَاثَ لَيَالٍ تِبَاعًا مِنْ خُبْزٍ بُرٍّ حَتَّى تُوُفِّيَ (2).

26368 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، أَنَّهُ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، قُلْتُ: أَخْبِرِينِي بِشَيْءٍ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو بِهِ لَعَلِّي أَدْعُو اللهَ بِهِ، فَيَنْفَعَنِي اللهُ بِهِ. قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1) في (م) تحرف إلى محسن!

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد: وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، فقد روى له البخاري متابعة، وهو ثقة وقد توبع. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المَرُّوذي. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي: نسبة إِلى نحوة بطن من الأزد.

وأخرجه ابن ماجه (3344)، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 339 من طريقين عن زائدة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (5416) و (6454)، ومسلم (2970)(20)، والنسائي في "الكبرى"(6637)، وأبو يعلى (4539)، والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس)(456)، وفي (مسند عمر)(1004)، و (1005)، والطبراني في "الأوسط"(6351)، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقه 61، والبيهقي في "السنن" 7/ 47، وفي "الشعب"(1455) و (10420) من طرق عن منصور، به.

وسلف برقم (24151).

ص: 387

يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلْتُ، وَمِنْ شَرِّ مَا لَمْ أَعْمَلْ "(1).

26369 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أُتِيَ بِالْمَرِيضِ، قَالَ:" أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، هلال بن يساف وفروة بن نوفل من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حسين: هو ابن محمد بن بَهرام المرُّوذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي، ومنصور: هو ابن المعتمر.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(1600)، ومسلم (2716)(65)، وأبو داود (1550)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 281، وفي "الكبرى"(7966)، وابن حبان (3031)، والبيهقي في "الدعوات الكبير"(289) من طريق جرير -وهو ابن عبد الحميد الضبي- عن منصور، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 56، وفي "الكبرى"(1230) عن إسحاق بن إبراهيم -وهو ابن راهويه- عن جرير، عن منصور، به. وزاد: كان يدعو به في صلاته.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(1529) من طريق الفضيل بن عياض، عن منصور، به، بلفظ:"اللهم اغفر لي ما علمت وما لم أعلم".

وقد سلف برقم (24033).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24175)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو حسين بن محمد بن بهرام المروذي، وشيخه: هو شيبان بن عبد الرحمن النحوي.

ص: 388

26370 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ (1)، عَنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا أَنْفَقَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ طَعَامِ بَيْتِهَا غَيْرَ مُفْسِدَةٍ، كَانَ لَهَا أَجْرُهَا بِمَا أَنْفَقَتْ، وَلِزَوْجِهَا أَجْرُهُ بِمَا اكْتَسَبَ، وَلِلْخَازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ، لَا يَنْقُصُ بَعْضُهُمْ (2) مِنْ أَجْرِ (3) بَعْضٍ شَيْئًا "(4).

26371 -

حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الطُّفَيْلِ الْبَكَّائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، حَدِّثِينِي بِشَيْءٍ كَانَ يَدْعُو بِهِ رَسُولُ اللهِ

(1) في (م): عن شقيق، عن سلمة، وهو خطأ.

(2)

في (م): لا ينقص أجرهم.

(3)

في هامش (هـ): أجور (نسخة).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين: هو ابن محمد المرُّوذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، ومنصور: هو ابن المعتمر، ومسروق: هو ابن الأجدع.

وأخرجه ابن راهويه (1646)، والبخاري (1425) و (1439) و (1441) و (2065)، ومسلم (1024)(80)، وأبو داود (1685)، والترمذي (672)، والنَّسائى في "الكبرى"(9197) -وهو في "عشرة النساء"(315) - والبغوي في "الجعديات"(77)، والإسماعيلي في "معجمه" 1/ 398، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 391، والبيهقي 4/ 192 من طرق عن منصور، به.

قرن البخاري (1439)، والبغوي والإسماعيلي والسهمي بمنصور الأعمشَ.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وسلف برقم (24171).

ص: 389

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَدْعُوَ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلْتُ، وَمَنْ شَرِّ مَا لَمْ أَعْمَلْ "(1).

26372 -

حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَنْ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ جُنُبًا لَمْ يَصُمْ. قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ، فَقَالَتْ: إِنَّهُ لَا يَقُولُ شَيْئًا. قَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصْبِحُ فِينَا جُنُبًا، ثُمَّ يَقُومُ فَيَغْتَسِلُ، فَيَأْتِيهِ بِلَالٌ فَيُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَيَخْرُجُ، فَيُصَلِّي بِالنَّاسِ وَالْمَاءُ يَنْحَدِرُ فِي جِلْدِهِ، ثُمَّ يَظَلُّ يَوْمَهُ ذَلِكَ صَائِمًا " (2).

26373 -

حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: مَا كَانَ يَنْهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُنْتَبَذَ فِيهِ؟ قَالَتْ: كَانَ يَنْهَى عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْمُزَفَّتِ. قَالَ: قُلْتُ: فَالسُّعْنُ؟ (3)

(1) حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (26368)، إلا أن شيخ الإمام أحمد في هذا الإسناد هو زياد بن عبد الله البكّائي، وفي حديثه عن غير ابن إسحاق لينٌ، لكنه توبع.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على منصور بن المعتمر، وقد بينا ذلك في الرواية (26298)، فانظرها لزاماً.

قال السندي: قولها: إنه لا يقول شيئاً، أي: إن قوله باطل لا عبرة به، فقائله لم يقل ما يعدُّ شيئاً.

(3)

في (م): فالسفن، وهو تحريف. والسُّعْن: قربة أو إداوة ينتبذ فيها وتعلق بوتد أو جذع نخلة. انظر"النهاية"(سعن).

ص: 390

قَالَتْ: إِنَّمَا أُحَدِّثُكَ مَا سَمِعْتُ، وَلَا أُحَدِّثُكَ بِمَا لَمْ أَسْمَعْ (1).

26374 -

حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: كَيْفَ كَانَ عَمَلُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَخُصُّ شَيْئًا مِنَ الْأَيَّامِ؟ قَالَتْ: لَا، وَأَيُّكُمْ يُطِيقُ مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعْمَلُ (2).

26375 -

حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ (3) صُبَيْحٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: لَمَّا نَزَلَتِ الْآيَةُ الَّتِي فِي الْبَقَرَةِ فِي الْخَمْرِ، قَرَأَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ حَرَّمَ التِّجَارَةَ فِي الْخَمْرِ (4).

(1) مرفوعه صحيح، وهذا إسناد ضعيف، زياد بن عبد الله: وهو البكائي ضعيف في غير روايته عن أبي إسحاق، ثم إنه خالف الرواة عن منصور في سؤال إبراهيم بن يزيد النخعي للأسود، فجعله من سؤال الأسود لعائشة.

انظر ما سلف برقمي (24840) و (25669).

(2)

حديث صحيح، زياد بن عبد الله -وهو البكّائي- تابعه جرير بن عبد الحميد الضبي في الرواية (24162) وغيره كما في مكرراته المذكورة هناك.

(3)

في (م): عن، وهو خطأ.

(4)

زياد بن عبد الله -وهو البكائي- في حديثه عن غير ابن إسحاق لين، وقد أخطأ في قوله: لما نزلت الآية التي في البقرة في الخمر، والصواب: في الرِّبا، كما سلفت في الروايات:(24193) و (25960) و (25532). وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، ومسروق: هو ابن الأجدع.

ص: 391

26376 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ (1)، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْبَهِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ اللهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ (2).

26377 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُشَاكُ شَوْكَةً، فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً "(3).

26378 -

حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ أَبُو الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ، وَالشَّمْسُ لَمْ

(1) قوله: بن القاسم بن الوليد، ليس في (م).

(2)

حديث صحيح، الوليد بن القاسم بن الوليد -وهو الهَمْداني، وإن كان حسن الحديث- توبع. كما في الرواية (24410)، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

وقد سلف برقم (24410).

(3)

حديث صحيح، الوليدُ بن القاسم بن الوليد مختلفٌ فيه، وقد توبع في الرواية (24157) وغيرها. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي، ومنصور: هو ابن المعتمر.

وانظر (24114).

ص: 392

تَخْرُجْ مِنْ حُجْرَتِهَا، وَكَانَ الْجِدَارُ بَسْطَةً. وَأَشَارَ عَامِرٌ بِيَدِهِ (1).

26379 -

حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: إِنْ كُنَّا لَنَذْبَحُ الشَّاةَ، فَيَبْعَثُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأَعْضَائِهَا إِلَى صَدَائِقِ خَدِيجَةَ (2).

(1) صحيح دون قولها: وكان الجدار بسطة. وهذا إسناد ضعيف جداً، عامر بنُ صالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير بن العوام متروك الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وسلف بإسناد صحيح على شرط الشيخين برقم (25685) ولفظه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العصر والشمس واقعة في حجرتي.

وسلف أيضاً من طريق الزهري عن عروة، به، برقم (24095).

والضمير في قوله: في حجرتها لعائشة، يدل عليه لفظ الرواية:(24095): والشمس طالعة في حجرتي. قال الحافظ في "الفتح" 2/ 25: وفيه نوع التفات.

قال السندي: قولها: وكان الجدار بسطة، كأن المراد بها غير طويلة، بل كانت قصيرة، كأنها مبسوطة على الأرض، والله تعالى أعلم.

وقال الحافظ في "الفتح" 2/ 26: وقد عرف بالاستفاضة والمشاهدة أن حُجَر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن متسعة، ولا يكون ضوء الشمس باقياً في قعر الحجرة الصغيرة إلا والشمس قائمة مرتفعة، وإلا متى مالت جداً أرتفع ضوؤها عن قاع الحجرة، ولو كانت الجدر قصيرة. قال النووي: كانت الحجرة ضيقة العَرَصة قصيرة الجدار بحيث كان طول جدارها أقل من مسافة العَرَصة بشيء يسير، فإذا صار ظل الجدار مثله كانت الشمس بعد في أواخر العَرَصة.

(2)

حديث صحيح، عامر بن صالح -وهو الزبيري- وإن كان متروك الحديث- تابعه حماد بن أسامة، كما سلف في الرواية (24310).

وسيرد بقطعتين أخريين منه برقمي (26381) و (26387).

ص: 393

26380 -

حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ (1).

26381 -

حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ أُبَشِّرَ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ "(2).

26382 -

حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْوَزَغُ فُوَيْسِقٌ "(3).

(1) حديث صحيح، عامر بن صالح -وهو ابن عبد الله بن عروة بن الزبير القرشي الزبيري أبو الحارث المدني، وإن يكن متروك الحديث- توبع، فقد تابعه قتيبة بن سعيد في الرواية (24613)، وعبد الرزاق (25952) وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وسلف مطولاً برقم (24233).

(2)

حديث صحيح، عامر بن صالح -وهو الزبيري، وإن يكن متروك الحديث- تابعه حماد بن إسامة كما سلف في الرواية (24310).

وسلف بقطعة أخرى منه برقم (26379).

(3)

حديث صحيح، عامر بن صالح توبع. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يونس بن يزيد: هو الأيلي.

وأخرجه البخاري (3306)، ومسلم (2239)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 209، وفي "الكبرى"(3869)، وابن ماجه (3230)، وابن حبان (3963) =

ص: 394

26383 -

حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ وَهُوَ جُنُبٌ، يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ، أَوْ يَشْرَبَ (1)، غَسَلَ يَدَهُ، ثُمَّ أَكَلَ وَشَرِبَ (2).

26384 -

حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْمَرْأَةُ كَالضِّلَعِ، إِنْ أَقَمْتَهَا

= (5636) من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس، بهذا الإسناد. وزاد البخاري: وزعم سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتله. قال الحافظ في "الفتح" 6/ 354: قوله: وزعم سعد بن أبي وقاص. قائل ذلك يحتمل أن يكون عروة، فيكون متصلاً، فإنه سمع من سعد، ويحتمل أن تكون عائشة، فيكون من رواية القرين عن قرينه، ويحتمل أن يكون من قول الزهري، فيكون منقطعاً، وهذا الاحتمال الأخير أرجح. قلنا: وانظر تتمة كلامه ثمة.

قلنا: وحديث سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1523) من طريق معمر، عن الزهري، عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الوزغ، وسماه فويسقاً.

وقد سلف برقم (24568).

(1)

في (ظ 7) و (ظ 8) و (هـ): ويشرب.

(2)

حديث صحيح، عامر بن صالح متابع، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وسلف برقم (24872).

ص: 395

كَسَرْتَهَا، وَهِيَ يُسْتَمْتَعُ بِهَا عَلَى عِوَجٍ فِيهَا " (1).

26385 -

حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا قَصَّ اللهُ بِهَا عَنْهُ خَطِيئَةً "(2).

26386 -

حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ

(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد فيه عامر بن صالح، وهو ابن عبد الله بن عروة بن الزبير، قال الحافظ: متروك الحديث، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه البزار (1479)"زوائد"، والطبراني في "الأوسط"(972) من طريق عمرو بن أبي سلمة، عن زهير بن محمد، عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وزهير بن محمد وهو التميمي؛ رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة، وهذه منها، فعمرو بن أبي سلمة هو أبو حفص الدمشقي.

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 304: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط"، والبزار، ورجال البزار رجال الصحيح.

وله شاهد من حديث أبي هريرة، عند مسلم (1468)، وقد سلف برقم (9524)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

(2)

حديث صحيح، عامر بن صالح -وهو الزبيري، وإن تكلموا فيه- توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (889)، ومسلم (2572)(48)، والنَّسائي في "الكبرى"(4786)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2223) من طريقين عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (24573).

وانظر (24114).

ص: 396

أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِبُنْيَانِ الْمَسَاجِدِ فِي الدُّورِ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُنَظَّفَ وَتُطَيَّبَ (1).

(1) حديث صحيح وهذا إسناد ضعيف، عامر بن صالح -وهو ابن عبد الله الزبيري وإن كان متروكاً- قد توبع، وقد اختلف على هشام بن عروة في وصله وإرساله. وأخرجه العقيلي 3/ 309، والبيهقي 2/ 439 - 440 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (594)، وابن عدي 5/ 1738، والبغوي (499) من طريق عامر بن صالح، به.

وأخرجه أبو داود (455)، وابن ماجه (759)، وأبو يعلى (4698)، وابن حبان في "صحيحه"(1634) من طريق زائدة بن قدامة، وابن ماجه (758)، وابن خزيمة (1294) من طريق مالك بن سُعير، كلاهما عن هشام بن عروة، به، وزائدة بن قدامة ثقة، ومالك بن سعير لا بأس به، وقد روياه متصلاً.

ورواه وكيع كما عند ابن أبي شيبة 2/ 363، والترمذي (595) -وقرن به عبدةَ بنَ سليمان- والعقيليِّ 3/ 309، وسفيانُ بنُ عيينة عند الترمذي أيضاً (596) ثلاثتهم عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر

مرسلاً، ولا يُعل المسند بالمرسل فإن الوصل من الثقة زيادة مقبولة، وفي الباب ما يشهد له.

ورواه قران بن تمام -عند العقيلي في "الضعفاء" 3/ 309 - عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الفرافصة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال الدارقطني: لا يصح.

ورواه محمد بن إسحاق فيما سلف عند المصنف برقم (23146) عن عمر بن عبد الله بن عروة، عن جده عروة بن الزبير، عمن حدثه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا إسناد حسن.

وله شاهد من حديث سمرة بن جندب، سلف برقم (20184)، وإسناده ضعيف.

وفي باب اتخاذ المساجد في البيوت عن عتبان بن مالك أنه قال: يا رسول الله، =

ص: 397

26387 -

حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، وَذَلِكَ لِمَا (1) كُنْتُ أَسْمَعُ مِنْ ذِكْرِهِ إِيَّاهَا (2).

26388 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: فِي الْمَرْأَةِ تَرَى الشَّيْءَ مِنَ الدَّمِ يَرِيبُهَا بَعْدَ

= إن السيول تحول بيني وبين مسجد قومي، فأحب أن تأتيني فتصلي في مكان في بيتي أتخذه مسجداً

سلف برقم (16482).

وانظر حديث أنس (12329).

وفي باب تنظيف المساجد وتطييبها:

عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في قبلة المسجد، فحكَّها، وخلَّق مكانها، سلف برقم (4684)، وإسناده قوي.

وعن جابر عند مسلم (3008) نحوه.

وعن أنس مرفوعاً: "النخاعة في المسجد خطيئة، وكفارتُها دفنُها"، سلف برقم (12062)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.

وانظر حديث أبي هريرة (8634).

قال الترمذي: قال سفيان (يعني ابن عيينة): قوله: ببناء المساجد في الدور: يعني القبائل. وقال البيهقي: المراد بالدور قبائلهم وعشائرهم، والله أعلم.

(1)

في (م): بما.

(2)

حديث صحيح. عامر بن صالح -وهو الزبيري، وإن كان متروك الحديث- تابعه حماد بن أسامة كما سلف في الرواية (24310).

وسلف بقطعتين أخريين منه برقمي: (26378) و (26381).

ص: 398

الطُّهْرِ؟ قَالَ (1): " إِنَّمَا هُوَ عِرْقٌ أَوْ عُرُوقٌ (2) "(3).

26389 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَهَاشِمٌ، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ. وَقَالَ هَاشِمٌ: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ. وَقَالَ هَاشِمٌ: عَنْ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ بَيْنَ النِّدَاءِ وَالْإِقَامَةِ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ (4).

26390 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنِ الْأَشْعَثِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ:

(1) في (م): قالت: وهو خطأ.

(2)

في (م): عرق، وهو خطأ.

(3)

إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (24428).

وأخرجه ابن ماجه (646)، وابن الجارود في "المنتقى"(116) من طريق عبيد الله بن موسى، والبيهقي في "السنن" 1/ 337 من طريق محمد بن سابق، كلاهما عن شيبان بن عبد الرحمن النحوي، بهذا الإسناد. وفي مطبوع ابن ماجه: أم بكر، وهو خطأ.

وأخرجه البيهقي 1/ 377 من طريق معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، به.

وقد سلف (24428).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24517) سنداً ومتناً إلا أنه قرن هنا بهاشم، حسن بن موسى الأشيب، وحسين بن محمد: وهو ابن بهرام المروذي.

وأخرجه مطولاً أبو عوانة 2/ 328 من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً مسلم (738) من طريق حسين بن محمد، بهذا الإسناد.

ص: 399

قُلْتُ لِعَائِشَةَ: أَيُّ الْعَمَلِ كَانَ أَعْجَبَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: كَانَ يُحِبُّ الدَّائِمَ. قَالَ: قُلْتُ: فَأَيُّ (1) حِينٍ كَانَ يُصَلِّي؟ قَالَتْ: كَانَ إِذَا سَمِعَ الصَّارِخَ قَامَ، فَصَلَّى (2).

26391 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ - يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ - قَالَ: حَدَّثَنَا خُثَيْمُ بْنُ عِرَاكٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ جِمَاعٍ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ، ثُمَّ يُصْبِحُ صَائِمًا (3).

(1) في (م): في أي.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24628) غير أن شيخي أحمد هنا: هما حسن بن موسى الأشيب وحسين بن محمد: وهو ابن بهرام المرُّوذي، وشيخهما: هو شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف الفضل بن سليمان: وهو النميري، واختلف فيه على سليمان بن يسار، فرواه عنه خُثيَم بن عراك، واختلف عليه فيه:

فرواه الفضيل بن سليمان -كما في هذه الرواية- وأبو بكر الحنفي: وهو عبد الكبير بن عبد المجيد كما عند النسائي في "الكبرى"(3009) كلاهما عن خُثيَم بن عراك، عن سليمان بن يسار، عن عائشة.

ورواه عاصم بن عبد العزيز الأشجعي كما عند الطبراني في "الأوسط"(4076) عن خُثَيم بن عراك، عن سليمان بن يسار، عن أم سلمة، وقرن مع خُثيَم محمد بن عمارة. فجعله من حديث أم سلمة.

ورواه محمد بن يوسف الكندي كما عند مسلم (1109)(80) والنَّسائي في "الكبرى"(3011)، وأسامة بن زيد الليثي كما عند ابن أبي شيبة 3/ 80، والنسائي في "الكبرى"(3010) كلاهما عن سليمان بن يسار، عن أم سلمة.

وانظر (24062).

ص: 400

26392 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُقَبِّلُهَا وَهُوَ صَائِمٌ (1).

26393 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن بن موسى: هو الأشيب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه مسلم (1106)(69)، وأبو بكر الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" ص 117 - 118، وابن حزم في "المحلى" 6/ 205، من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (1723)، والنسائي في "الكبرى"(3066)، وأبن حبان (3539) من طريقين، عن شيبان، به.

وأخرجه مسلم (1106)(69)، والنسائي في "الكبرى"(3067)، وأبو بكر الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" ص 119 - 120 وص 120، والطبراني في "مسند الشاميين"(2828) من طريق معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، به.

وأخرجه أبو بكر الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" ص 118، وتمَّام في "فوائده"(562)(الروض البسام) من طريق يزيد بن عبد الله بن رُزَيق، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن يحيى، به.

وصرَّح الوليد بالتحديث في جميع طبقات الإسناد. وذكرنا الاختلاف فيه على الأوزاعي في الرواية (25613).

وسلف برقم (24110).

ص: 401

الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ مِنَ الْمَاءِ (1)، وَيَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ (2).

26394 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: سَمِعْتُ شَيْبَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْكَلْبَ الْأَسْوَدَ الْبَهِيمَ (3) شَيْطَانٌ "(4).

(1) لفظ "من الماء" ليس في (م).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (25836).

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 180 من طريق الحسن بن موسى الأشيب، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(9312) من طريق آدم، عن شيبان، به.

وقد سلف بإسناد صحيح برقم (24896).

(3)

البهيم، ليست في (م).

(4)

صحيح لغيره، وهو مكرر (25243) غير أن شيخ أحمد هنا: هو حسن بن موسى الأشيب.

وقوله: "إن الكلب الأسود البهيم شيطان"، أي: أن ضرَره أشدُّ مِن غيره، فسُمي شيطاناً على المجاز، قال أبو جعفر الطبري: الشيطانُ في كلام العرب كُلُّ متمردٍ من الجن والإنس والدواب وكل شيء، وكذلك قال ربنا جَلَّ ثناؤه:{وكذلك جَعَلْنا لِكُلِّ نبِيٍّ عدواً شياطين الإنسِ والجنِّ} فجعل مِن الإنس شياطين مثلَ الذي جعل من الجن، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ورَكِبَ بِرْذَنْاً، فجعل يَتَبَخْترُ به، فجعل يضربُه فلا يزدادُ إلا تَبَخْتُراً، فنزل عنه =

ص: 402

26395 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ (1)، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَفْرُكُ الْجَنَابَةَ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

= وقال: ما حملتُموني إلا على شيطان، ما نزلتُ عنه حتى أنكرْتُ نفسي، وإنما سُمي المتمرِّد مِن كل شيء شيطاناً لمفارقة أخلاقه وأفعاله أخلاقَ سائرِ جنسه وأفعالِه، وبُعدُه من الخير.

وقال ابن الأثير في "النهاية" في تفسير قوله صلى الله عليه وسلم "إن الشمس تطلع بين قرني شيطان: "هذا تمثيل، أي: حينئذٍ يتحركُ الشيطانُ ويتسلَّط، وكذلك قوله:"الشيطانُ يجري من ابن آدمَ مجرى الدم: "إنما هو أن يتسلط عليه، فَيُوسوس له، لا أنه يدخل في جوفه.

وقال ابن الأثير في تفسير قوله صلى الله عليه وسلم: "الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب" أي: أن الانفراد والذهاب في الأرض على سبيل الوحدة من فعل الشيطان، أو شيء يحمله عليه الشيطان.

وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 1/ 584 تعليقاً على قوله صلى الله عليه وسلم: "فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان"، أي: فعله فعل الشيطان؛ لأنه أبى إلا التشويش على المصلي، وإطلاق الشيطان على المارد من الإنس سائغ شائع، وقد جاء في القرآن في قوله تعالى:{شياطين الإنس والجن} .

وقال ابن بَطَّال: وفي هذا الحديث جواز إطلاق لفظ الشيطان على مَن يَفتِن في الدين، وأن الحكم للمعاني دون الأسماء؛ لاستحالة أن يصير المارُّ شيطاناً بمجرد مُروره.

(1)

في (ظ 7) و (ظ 8): حسين، وهو خطأ.

(2)

إسناده صحيح، وهو مكرر الحديث (24378) إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو حسن: وهو ابن موسى الأشيب. =

ص: 403

26396 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ (1)، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ الطِّيبِ فِي مَفْرِقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْرِمٌ (2).

26397 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُتَوَفَّى خَدِيجَةَ، قَبْلَ مَخْرَجِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ بِسَنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثٍ، وَأَنَا بِنْتُ سَبْعِ سِنِينَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ جَاءَتْنِي نِسْوَةٌ وَأَنَا أَلْعَبُ فِي أُرْجُوحَةٍ، وَأَنَا مُجَمَّمَةٌ، فَذَهَبْنَ بِي، فَهَيَّأْنَنِي وَصَنَعْنَنِي، ثُمَّ أَتَيْنَ بِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَنَى بِي وَأَنَا بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ (3).

(1) في (م): يعني ابن زيد.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.

وأخرجه مسلم (1190)(39) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (26303).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه الطيالسي (1454)، وابن سعد 8/ 59، وأبو داود (4933) و (4935)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/ 268 - 269، =

ص: 404

26398 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلَيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَابَقْتُ (1) النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَسَبَقْتُهُ (2).

26399 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا فَرَغَ مِنَ الْأَحْزَابِ، دَخَلَ الْمُغْتَسَلَ يَغْتَسِلُ، وَجَاءَ جِبْرِيلُ، فَرَأَيْتُهُ مِنْ خَلَلِ الْبَابِ قَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ الْغُبَارُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَوَضَعْتُمْ أَسْلِحَتَكُمْ؟ فَقَالَ: مَا وَضَعْنَا أَسْلِحَتَنَا بَعْدُ، انْهَدْ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ (3).

26400 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَرْقِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْعَيْنِ:

= وأبو يعلى (4600)، والطبراني في "الكبير" 23/ (41)، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 409 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وقد سلف نحوه برقم (24152).

(1)

في (م): سابقني.

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر (24981) غير أن شيخ أحمد هنا هو حسن بن موسى، وقد سلف الكلام عليه هناك.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (24994) غير شيخ أحمد فهو هنا حسن، وهو ابن موسى الأشيب.

وأخرجه عبد بن حميد (1488) عن الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.

ص: 405

امْسَحِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، بِيَدِكَ الشِّفَاءُ، لَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا أَنْتَ (1).

26401 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ قُرَادٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَعَنْ بَعْضِ شُيُوخِهِمْ، أَنَّ زِيَادًا مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَيَّاشِ (2) بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ حَدَّثَهُمْ عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي مَمْلُوكِينَ، يكذّبُونَنِي وَيَخُونُونَنِي وَيَعْصُونَنِي، وَأَضْرِبُهُمْ وَأَسُبُّهُمْ (3)، فَكَيْفَ أَنَا مِنْهُمْ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يُحْسَبُ (4) مَا خَانُوكَ وَعَصَوْكَ وَكَذَّبُوكَ (5) وَعِقَابُكَ إِيَّاهُمْ. فَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ دُونَ ذُنُوبِهِمْ (6) كَانَ فَضْلًا لَكَ عَلَيْهِمْ (7)، وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ بِقَدْرِ ذُنُوبِهِمْ كَانَ كَفَافًا، لَا لَكَ وَلَا عَلَيْكَ، وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ فَوْقَ ذُنُوبِهِمْ، اقْتُصَّ لَهُمْ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (24995) غير أن شيخ أحمد هنا: هو حسن بن موسى الأشيب.

(2)

في (م): عباد، وهو خطأ.

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8): وأشتمهم.

(4)

في (ظ 7): تحسب، وفي (م): بحسب.

(5)

في (م): ويكذبونك.

(6)

في (م): وعقابك إياهم إن كان دون ذنوبهم

وليس فيها قوله: فإن كان عقابك إياهم.

(7)

قوله: عليهم، ضُرب عليه في (ظ 8).

ص: 406

مِنْكَ (1) الْفَضْلُ الَّذِي بَقِيَ قِبَلَكَ " فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَبْكِي بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَيَهْتِفُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا لَهُ؟ مَا (2) يَقْرَأُ كِتَابَ اللهِ: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: 47] فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَجِدُ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ فِرَاقِ هَؤُلَاءِ - يَعْنِي عَبِيدَهُ - إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّهُمْ أَحْرَارٌ كُلُّهُمْ (3).

(1) في (ظ 7) و (ظ 8): مثل.

(2)

في (ظ 8): أما.

(3)

حديث ضعيف، وله إسنادان: الإسناد الأول غير محفوظ، تفرَّد به أبو نوح قُراد -وهو عبد الرحمن بن غزوان- وهو وإن كان ثقة، له أفراد، وهذا منها. والإسناد الثاني ضعيف لإبهام بعض رواته، ولانقطاعه، كما سيرد. وقوله: بعض شيوخهم، الوارد في الإسناد الثاني: هو زياد بن عجلان، كما صُرِّح به في رواية الدارقطني الآتية، ولم نقف له على ترجمة، ولعله لذلك عبَّر عنه بقوله: عن بعض شيوخهم، لإبهامه. وزيادٌ مولى عبد الله بن عياش: هو زياد بن أبي زياد ميسرة المخزومي المدني، من رجال مسلم والترمذي وابن ماجه، وهو ثقة.

وبالإسنادين معاً أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(8586) من طريق أبي نوح قراد، به.

وبالإسناد الأول أخرجه الترمذي (3165)، والدارقطني في "غرائب مالك" -فيما نقله الحافظ في "تهذيب التهذيب" في ترجمة أبي نوح قراد عبد الرحمن بن غزوان- من طريق أبي نوح قراد، به.

قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن غزوان، وقد روى ابنُ حنبل عن عبد الرحمن بن غزوان هذا الحديث. =

ص: 407

26402 -

حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (1)، عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَفْتَتِحُ الصَّلَاةَ بِالتَّكْبِيرِ، وَيَفْتَتِحُ الْقِرَاءَةَ بِـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ} (2).

= قلنا: وقال أبو أحمد الحاكم -فيما حكاه عنه الحافظ في "التهذيب"-: أخبرني أبو جفر محمد بن عبد الرحمن، قال: قرأت على أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين، سألت أحمد بن صالح عن حديث قراد، عن الليث، عن مالك

وذكر الحديث، فقال أحمد: هذا باطل، مما وضع الناس، وليس كل الناس يضبط هذه الأشياء، إنما روى هذا الليثُ، أظنه قال: عن زياد بن عجلان، منقطع.

وقال الدارقطني في "غرائب مالك" فيما حكاه عنه الحافظ أيضاً: حدثنا أبو بكر النيسابوري، حدثنا العباس بن محمد، حدثنا أبو نوح عبد الرحمن بن غزوان قراد، حدثنا الليث بن سعد، عن مالك

وذكر الحديث، ثم قال الدارقطني: قال لنا أبو بكر: ليس هذا من حديث مالك، وأخطأ فيه قُراد، والصواب عن الليث ما حدثنا به بحر بن نصر من كتابه، حدثنا ابنُ وهب، أخبرني الليث، عن زياد بن عجلان، عن زياد مولى ابن عياش، قال: أتى رجل، فجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره. قال الدارقطني: لم يروه عن مالك عن الزهري غيرُ قراد، وليس بمحفوظ.

وقد أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 350 - 351، ونسبه لأحمد، وذكر أن رجاله رجال الصحيح، ولم يقف على علته.

(1)

كذا في النسخ الخطية و (م) و"أطراف المسند" 9/ 29، وجاء عند الطحاوي- كما سلف في تخريج الرواية (25382) من طريق أسباط: سعيد بن أبي عروبة، فليحرر!

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير بُديل بن ميسرة، فمن رجال مسلم. =

ص: 408

26403 -

حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السُّبَيْعِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: مَا الْكَوْثَرُ؟ قَالَتْ: نَهَرٌ أُعْطِيَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي بُطْنَانِ الْجَنَّةِ. قَالَ: قُلْتُ: وَمَا بُطْنَانُ الْجَنَّةِ؟ قَالَتْ: وَسَطُهَا، حَافَّتَاهُ دُرٌّ (1) مُجَوَّفٌ (2).

= وقد سلف مطولاً برقم (24030) بإسناد صحيح.

(1)

وقع في (م): درّة، وهو خطأ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. مطرف: هو ابن طريف، وأبو إسحاق السبيعي: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد، وأبو عبيدة بن عبد الله: هو ابن مسعود. قال الحافظ: مشهور بكنيته، والأشهر أنه لا اسم له غيرها، ويقال: اسمه عامر.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11705) -وهو في "التفسير"(725) - من طريق أسباط بن محمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 144، والبخاري (4965)، والطبري (في تفسير سورة الكوثر) من طرق عن أبي إسحاق السبيعي، به.

وأخرجه الطبري أيضاً من طريق يعقوب القُمِّي، عن حفص بن حميد -وهو القُمِّي، عن شمر بن عطية، عن شقيق أو مسروق قال: قلت لعائشة: يا أم المؤمنين، وما بطنان الجنة؟ قالت: وسط الجنة، حافتاه قصور اللؤلؤ والياقوت، ترابه المسك، وحصباؤه اللؤلؤ والياقوت.

وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (5355)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

ص: 409

هَذِهِ الْأَحَادِيثُ زِيَادَاتُ عَبْدِ اللهِ (1).

[قَالَ عَبْدُ اللهِ]: وَجَدْتُ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ مِنْ هَاهُنَا إِلَى آخِرِهَا فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ. قَالَ:

° 26404 - حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ امْرَأَةً لَهُ قَطُّ وَلَا خَادِمًا، وَلَا ضَرَبَ بِيَدِهِ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ.

قَالَتْ: مَا نِيلَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْءٌ فَانْتَقَمَهُ إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ مَحَارِمُ اللهِ، فَيَنْتَقِمُ لِلَّهِ.

قَالَتْ: مَا عُرِضَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمْرَانِ، أَحَدُهُمَا أَيْسَرُ مِنَ الْآخَرِ، إِلَّا أَخَذَ الَّذِي هُوَ الْأَيْسَرُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ إِثْمًا، فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ (2).

° 26405 - وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي: حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ

(1) قوله: هذه الأحاديث زيادات عبد الله، من (م).

(2)

حديث صحيح، عامر بن صالح -وإن كان ضعيفاً، وسلف الكلام عليه في الرواية (15788) - قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وقد سلف برقم (24034).

ص: 410

عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا كَانَتْ هِيَ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَغْتَسِلَانِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، كِلَاهُمَا يَغْتَرِفُ مِنْهُ (1).

° 26406 - وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي: حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ خَبُثَتْ نَفْسِي، وَلَكِنْ لِيَقُلْ لَقِسَتْ نَفْسِي "(2).

° 26407 - وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي: حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا سَتَرَتْ عَلَى بَابِهَا دُرْنُوكًا فِيهِ خَيْلٌ أُولَاتُ (3) أَجْنِحَةٍ، فَقَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ سَفَرٍ، فَأَمَرَهَا فَنَزَعَتْهُ (4).

(1) حديث صحيح، وهو مكرر (24991) غير أن شيخ أحمد هنا: هو عامر بن صالح، وهو ضعيف، سلف الكلام عليه في الرواية (15788). وقد توبع.

قال السندي: قولها: كلاهما يغترف منه: أفرد ضمير يغترف مراعاة للفظ كلا، فإنه مفرد لفظاً.

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر (24244)، غير أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عامر بن صالح، وهو ابن عبد الله بن عروة بن الزبير وهو ضعيف.

(3)

في (ظ 7) و (ظ 8): ذات.

(4)

حديث صحيح، عامر بن صالح تابعه وكيع في الرواية (25744)، وأبو معاوية في الرواية (25921). وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وقوله: "درنوكاً" قال الجواليقي في "المعرب" ص: 152 والدُّرنوك، وجمعه درانك، يقال: إن أصله غيرُ عربي، وقد استعملوه قديماً، وهو نحو الطَّنْفَسَة والبساط.

ص: 411

° 26408 - وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي: حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اعْتَكَفَ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ الْمَسْجِدِ إِلَّا لِحَاجَةِ الْإِنْسَانِ (1).

° 26409 - وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنِ أَبِيهِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهُ بَلَغَهَا أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ "، فَقَالَتْ: يَرْحَمُ اللهُ عُمَرَ، وَابْنَ عُمَرَ، فَوَاللهِ مَا هُمَا بِكَاذِبَيْنِ وَلَا مُكَذَّبَيْنِ وَلَا مُتَزَيِّدَيْنِ، إِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ، وَمَرَّ بِأَهْلِهِ وَهُمْ يَبْكُونَ عَلَيْهِ، فَقَالَ:" إِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ اللهَ عز وجل لَيُعَذِّبُهُ فِي قَبْرِهِ "(2).

° 26410 - وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَائِلُ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ الْبَهِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ فِي

(1) حديث صحيح، عامر بن صالح -وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وقد سلف برقم (24731).

(2)

حديث صحيح، وقد سلف نحوه برقم (288)، وانظر (24115).

ص: 412

جَيْشٍ قَطُّ إِلَّا أَمَّرَهُ عَلَيْهِمْ، وَلَوْ بَقِيَ بَعْدَهُ لَاسْتَخْلَفَهُ (1).

26411 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُحِدَّ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ إِلَّا عَلَى زَوْجِهَا "(2).

26412 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ (3)، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ (4).

(1) إسناده حسن إن صح سماع البهي من عائشة، وهو مكرر (25898) وشيخ أحمد هنا هو سعيد بن محمد الوراق -وإن كان ضعيفاً- قد توبع.

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر (26121) سنداً ومتناً.

(3)

في (م): عن أبي الزناد، عن الأعرج، وهو خطأ.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25800).

وسلف برقم (24110).

ص: 413