المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

مسند الإمام أحمد بن حنبل (164 - 241 هـ) حقّق هذا الجزء - مسند أحمد - ط الرسالة - جـ ٤٤

[أحمد بن حنبل]

فهرس الكتاب

مسند الإمام أحمد بن حنبل

(164 - 241 هـ)

حقّق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه

شعيب الأرنَؤُوط - محمد نعيم العرِقسُوسي - إبراهيم الزّيبق

محمد أنس الخَن

الجزء الرابع والأربعون

مؤسسة الرسالة

ص: 1

النسخ الخطية المعتمدة في تحقيق مسند النساء:

1 -

نسختا المكتبة الظاهرية ورمزهما (ظ 2) و (ظ 6).

2 -

نسخة المكتبة القادرية ببغداد ورمزها (ق).

3 -

النسخة الحسينية ورمزها (هـ).

وضعنا رقم الجزء والصفحة من الطبعة الميمنية بحاشية هذه الطبعة، وأشرنا في الحواشي إلى أهمِّ فروقها، وما وقع فيها من سقط أو تحريف، ورمزنا إليها بـ (م).

الرموز المستعملة في زيادات عبد اللّه، ووجاداته، وما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره:

• دائرة صغيرة سوداء لزيادات عبد اللّه.

° دائرة صغيرة بيضاء لوجاداته.

* نجمة مدورة لما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره.

عدد الأحاديث الصحيحة والحسنة لذاتها ولغيرها: 938 حديثاً.

عدد الأحاديث الضعيفة: 288 حديثاً.

عدد الأحاديث المتوقف في الحكم عليها: 9 أحاديث.

ص: 7

‌مُسْنَدُ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

26413 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ فِرَاسٍ (2)، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مِشْيَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" مَرْحَبًا بِابْنَتِي ". ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ - أَوْ عَنْ شِمَالِهِ - ثُمَّ إِنَّهُ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا، فَبَكَتْ، فَقُلْتُ لَهَا: اسْتَخَصَّكِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِحَدِيثِهِ (3) ثُمَّ تَبْكِينَ! ثُمَّ إِنَّهُ أَسَرَّ إِلَيْهَا

(1) هي فاطمةُ بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيِّدَة نساءِ العالَمين في زمانها، البَضْعةُ النَّبويَّة، كانت تُكْنَى أمَّ أبيها.

مولدُها قبل المَبعث بقليل، وتَزوَّجها الإمام عليُّ بنُ أبي طالب رضي الله عنه في ذي القَعْدة -أو قُبيله- من سنة اثنتين، بعد وقعة بدر، فولَدَتْ له الحسنَ والحسينَ، وأمَّ كلثوم زوجةَ عمرَ بنِ الخطاب، وزينبَ زوجةَ عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. وقد انقطع نسبُ النبي صلى الله عليه وسلم إلا من قِبَل فاطمة.

وقد كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُحبُّها ويُكرمُها، ويُسِرُّ إليها، ومناقبُها غزيرة. روى أحمد في مسنده (2668) بإسناد صحيح عن ابن عباس مرفوعاً:"أفضلُ نساءِ أهلِ الجنَّةِ: خديجةُ بنتُ خُويلد، وفاطمةُ بنتُ محمد، وآسِيةُ بنتُ مُزاحم امرأة فرعون، ومريمُ ابنةُ عمران".

تُوفيت بعد النبيِّ صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر، أو نحوها، وعاشت أربعاً -أو خمساً- وعشرين سنة. انظر "سير أعلام النبلاء" 2/ 118.

(2)

في (م): الفراس.

(3)

في (م): حديثه.

ص: 9

حَدِيثًا، فَضَحِكَتْ، فَقُلْتُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فَرَحًا أَقْرَبَ مِنْ حُزْنٍ، فَسَأَلْتُهَا عَمَّا قَالَ، فَقَالَتْ: مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. حَتَّى إِذَا قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَأَلْتُهَا، فَقَالَتْ: إِنَّهُ أَسَرَّ إِلَيَّ، فَقَالَ:" إِنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام كَانَ يُعَارِضُنِي بِالْقُرْآنِ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي بِهِ الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلَا أُرَاهُ إِلَّا قَدْ حَضَرَ أَجَلِي، وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لُحُوقًا بِي، وَنِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ ". فَبَكَيْتُ لِذَلِكَ (1)، ثُمَّ قَالَ:" أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ - أَوْ: نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ -؟ " قَالَتْ: فَضَحِكْتُ لِذَلِكَ (2).

(1) لفظ: "لذلك" ليس في (ظ 6).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. فراس: هو ابن يحيى الخارفي، والشعبي: هو عامر بن شَراحيل، ومسروق: هو ابن الأجدع.

وأخرجه ابن سعد 2/ 247 - 248، والبخاري (3623) و (3624)، وفي "الأدب المفرد"(1030)، وأبو يعلى (6744) و (6745)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(145) و (5945)، والطبراني في "الكبير" 22/ (1032)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 364، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 223 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.

قال ابن الأثير: قال أبو صالح: رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم، وهذا من غريب الصحيح، فإن زكريا روى عن الشعبي أحاديث في "الصحيحين"، وهذا يرويه عن فراس، عن الشعبي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 129، ومسلم (2450)(99)، والنسائي في "الكبرى"(8368)، وابن ماجه (1621)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2943) من طريقين عن زكريا، به. =

ص: 10

26414 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَعَا ابْنَتَهُ فَاطِمَةَ، فَسَارَّهَا، فَبَكَتْ، ثُمَّ سَارَّهَا، فَضَحِكَتْ، فَسَأَلْتُهَا عَنْ ذَلِكَ. فَقَالَتْ: أَمَّا حَيْثُ بَكَيْتُ، فَإِنَّهُ أَخْبَرَنِي أَنَّهُ مَيِّتٌ، فَبَكَيْتُ،

= وأخرجه الطيالسي (1373)، والبخاري (6285) و (6286)، ومسلم (2450)(98)، والنسائي في "الكبرى"(7078)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2946)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(144)، والطبراني في "الكبير" 22/ (1033)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 39 - 40، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 164 - 165، والبغوي في "شرح السنة"(3960) من طريق أبي عوانة، عن فراس، به.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(947) و (971)، وأبو داود (5217)، والترمذي (3872)، والنسائي في "الكبرى"(8369)، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2944)، والطبراني في "الكبير" 22/ (1038) من طريق المنهال بن عمرو، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة، بنحوه. قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجه، وقد رُوي هذا الحديث من غير وجه عن عائشة.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2945)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(146)، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 165 - 166، من طريق محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن فاطمة بنت الحسين، عن عائشة بنحوه مطولاً. ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان الملقب بالدِّيباج، ضعيف.

وأخرجه مطولاً الطبراني في "الكبير" 22/ (1030) من طريق جابر، عن أبي الطفيل، عن عائشة.

وانظر (24483).

ص: 11

ثُمَّ أَخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ أَهْلِهِ لُحُوقًا بِهِ، فَضَحِكْتُ (1).

26415 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ سُلَيْمَانَ - وَكِلَاهُمَا كَانَ ثِقَةً - قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلْتُهَا عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ؟ فَقَالَتْ: قَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى (2) عَنْهَا، ثُمَّ رَخَّصَ فِيهَا، قَدِمَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مِنْ سَفَرٍ، فَأَتَتْهُ فَاطِمَةُ بِلَحْمٍ مِنْ ضَحَايَاهَا، فَقَالَ: أَوَلَمْ يَنْهَ عَنْهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: إِنَّهُ قَدْ رَخَّصَ فِيهَا. قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلِيٌّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ:" كُلْهَا مِنْ ذِي الْحِجَّةِ إِلَى ذِي الْحِجَّةِ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26032) سنداً ومتناً.

(2)

في (م): نهى.

(3)

إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرَّح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سُليمان بن أبي سُليمان، وأمِّه، فمن رجال "التعجيل"، وذكره ابن شاهين في "الثقات"، وقد وثقهما أحمد، كما في هذا الإسناد، فلا يضرهما تجهيل الحسيني لهما في "الإكمال".

وقد سلف برقم (25218)، فانظر تخريجه ثمة.

قال السندي: قوله: "من ذي الحجة إلى ذي الحجة"، أي: تمام السنة، وهذا بناء على أنَّ ادَّخاره إلى السنة الثانية بعيد، بل غاية الادِّخار أن يكون إلى سنة، وإلا فليس المراد منع الزيادة على ذلك في الادخار، والله تعالى أعلم.

ص: 12

26416 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُلَيْمٍ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَسَنٍ، عَنْ أُمِّهِ، فَاطِمَةَ ابْنَةِ حُسَيْنٍ، عَنْ جَدَّتِهَا فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ، صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَسَلَّمَ، وَقَالَ:" اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ ". وَإِذَا خَرَجَ، صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ:" اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ ". قَالَ إِسْمَاعِيلُ: فَلَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ حَسَنٍ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: كَانَ إِذَا دَخَلَ قَالَ: " رَبِّ افْتَحْ لِي بَابَ رَحْمَتِكَ "، وَإِذَا خَرَجَ قَالَ:" رَبِّ افْتَحْ لِي بَابَ فَضْلِكَ "(1).

(1) صحيح لغيره، دون قوله:"اللهم اغفر لي ذنوبي"، فحسن، وهذا إسناد منقطع. فاطمة بنت حسين -وهو ابن علي بن أبي طالب- لم تدرك فاطمة الكبرى بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليث -وهو ابنُ أبي سُلَيم، وإن يكن ضعيفاً- قد توبع، وبقية رجاله ثقات. إسماعيل بن إبراهيم: هو المعروف بابن عُلَيَّة، وعبد الله بن حسن: هو ابن حسن بن علي بن أبي طالب.

وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة فاطمة بنت حسين)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 285 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 338 و 10/ 405، والترمذي (314)، وابن ماجه (771)، وأبو يعلى (6822 - 6823)، والدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 161، والطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل" 11/ 618 - 619، والبغوي في "شرح السنة"(481) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وقرن ابنُ أبي شيبة بابن عُلَيَّة أبا معاوية -وهو محمد بن خازم- وساق لفظ روايته، =

ص: 13

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وسترد في الحديث بعده.

قال الترمذي: حديث فاطمة حديث حسن، وليس إسناده بمتصل، وفاطمة بنت الحسين لم تدرك فاطمة الكبرى، إنما عاشت فاطمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم أشهراً.

قلنا: وحسَّنه الحافظ في "نتائج الأفكار" 1/ 284، وقال 1/ 286: عُمْرُ الحسين عند موت أمِّه رضي الله عنها دون ثمان سنين.

وأخرجه إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم"(841) من طريق شريك، والطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل" 11/ 618، والطبراني في "الكبير" 22/ (1044)، وفي "الدعاء"(424) من طريق عبد الوارث بن سعيد، والطبري في "المنتخب" 11/ 619، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 161 من طريق المطلب بن زياد، ثلاثتهم عن ليث بن أبي سليم، به، واقتصر عبد الوارث بن سعيد على ما يقوله عند الدخول، وزاد المطلب بن زياد في دعاء الدخول والخروج البسملةَ، ولم يسق إسماعيل القاضي لفظه.

وأخرجه عبد الرزاق (1664)، والطبراني في "الكبير" 22/ (1043)، وفي "الدعاء"(423)، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم"(83)، والطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل" 11/ 619، والدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 160، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 284 و 1/ 287 من طريق قيس بن الربيع، وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة"(87)، والطبراني في "الأوسط"(5671)، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة فاطمة بنت حسين)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 286 - 287 من طريق إبراهيم بن يوسف، عن سُعَيْر بن الخِمْس.

وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 160 من طريق رَوْح بن القاسم، و 160 - 161 من طريق عيسى بن يزيد الأزرق، و 161 - 162 من طريق مَنْدل، =

ص: 14

26417 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ (1) فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ، عَنْ جَدَّتِهَا فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَالَ: " بِسْمِ اللهِ، وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ،

= و 162 من طريق شَريك. وأخرجه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 287 - 288 من طريق عبد العزيز الدراوردي، سبعتهم عن عبد الله بن حسن، به.

وجاء في رواية سُعَيْر بن الخِمْس وعيسى بن الأزرق والدراوردي أنه حمد الله أيضاً، وزاد الدراوردي كذلك أنه قال: بسم الله. وجاء عنده: "سهِّل" بدل: "افتح".

واختلف فيه على ليث وشريك والمطلب بن زياد، وذَكَرَ الاختلاف عليهم الدارقطنيُّ في "العلل"، وقد مر هنا بعضه.

وأخرجه أبو يعلى (486) من طريق صالح بن موسى بن إسحاق بن طلحة، عن عبد الله بن حسن، عن أمه فاطمة بنت حسين، عن أبيها، عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل المسجد قال

وذكر مثله. وصالح بن موسى هذا متروك، وقد شذَّ في روايته، فيما ذكر الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 288.

وسيرد بعده، وبرقم (26419).

وله شاهد من حديث أبي حُمَيْد وأبي أُسَيْد، قالا: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم "إذا دخلَ أحُدكم المسجد فليقل: اللهم افتح لنا أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك"، وهو عند مسلم (713)، وقد سلف برقم (16057)، وذكرنا هناك أن في بعض طرقه ذِكرَ التسليم على النبي صلى الله عليه وسلم، وعند أبي داود: فليسلِّم، أو ليصلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم، ونقلنا هناك قول البيهقي: لفظ التسليم فيه محفوظ.

(1)

لفظ: "أمِّه" ليس في (م).

ص: 15

اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ ". وَإِذَا خَرَجَ قَالَ:" بِسْمِ اللهِ، وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ "(1).

26418 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ (2)، عَنْ فَاطِمَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَكَلَ عَرْقًا، فَجَاءَ بِلَالٌ بِالْأَذَانِ، فَقَامَ لِيُصَلِّيَ، فَأَخَذْتُ بِثَوْبِهِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَهْ، أَلَا تَتَوَضَّأُ؟ فَقَالَ:" مِمَّ أَتَوَضَّأُ يَا بُنَيَّةُ؟ " فَقُلْتُ: مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ. فَقَالَ لِي: " أَوَلَيْسَ أَطْيَبُ طَعَامِكُمْ مَا مَسَّتْهُ (3) النَّارُ؟ "(4).

(1) هو مكرر سابقه، وقد سلف الكلام عليه هناك. أبو معاوية: هو محمد بن خازم.

وأخرجه المِزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة فاطمة بنت الحسين) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 338 و 10/ 405 - وعنه ابن ماجه (771) - وأبو يعلى (6754)، والدارقطني في "العلل" 5/ 161 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وقرن ابنُ أبي شيبة بأبي معاوية إسماعيلَ بنَ إبراهيم، وسلفت روايته بالحديث قبله، وسقط من "مسند" أبي يعلى اسم فاطمة بنت الحسين.

(2)

قوله: بن الحسن، ليس في (ظ 6).

(3)

في (ق) و"أطراف المسند" 9/ 352: مسَّت.

(4)

إسناده ضعيف لانقطاعه، الحسن بن الحسن -وهو ابنُ عليِّ بن أبي طالب- لم يدرك جدَّتَه فاطمة، رضي الله عنهم. ومحمد بن إسحاق مدلّس وقد عنعن، واختلف عليه فيه:

فرواه حمَّاد بن سَلَمة، عنه، واختلف عليه فيه: =

ص: 16

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= فرواه الحسن بن موسى -كما في هذه الرواية- وداود بن المُحَبَّر -فيما أخرجه الحارث (96)"بغية الباحث"- وأبو ربيعة (وهو زيدُ بن عَوْف) وعبيدُالله ابن عائشة (وهو عُبيد الله بن محمد بن حفص القرشي) فيما أخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 155، ثلاثتُهم عن حمَّاد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد، وداود بن المُحَبَّر وأبو ربيعة متروكان.

ورواه ابن أبي بزة، واختلف عنه:

فرواه أبو محمد بن صاعد، عنه، عن العلاء بن عبد الجبار -فيما ذكر الدارقطني في "العلل"- عن حمَّاد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن أبيه، عن عبد الله بن الحسن، عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين، عن أمه فاطمة رضي الله عنها.

ورواه محمدُ بنُ محمد الباغندي، عن ابن أبي بزة، بالإسناد السالف إلا أنه لم يذكر فيه الحسين بن علي. قلنا: وابنُ أبي بزة -وهو أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن أبي بزة- ضعيف الحديث، فيما قاله أبو حاتم، وقال العقيلي: منكر الحديث.

ورواه إبراهيم بن الحجاج السامي -فيما أخرجه أبو يعلى (6740) - عن حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن أبيه، عن الحسن بن أبي الحسن، عن فاطمة، به.

فلنا: قوله: الحسن بن أبي الحسن، لعله وهم من إبراهيم بن الحجاج السامي، فقد قال الحافظ فيه: يهم قليلاً، والصواب في هذا الإسناد: الحسن بن الحسن. ولم ينبه لهذا الوهم الهيثمي، فقد أوردهما في "المجمع" 1/ 253، وقال: والحسن بن أبي الحسن ولد بعد فاطمة، والحديث منقطع.

ورواه عمر بن حبيب القاضي -فيما أخرجه الدارقطني أيضاً- عن محمد بن إسحاق، عن أبيه، عن الحسن بن الحسن الهاشمي، عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن جدتها فاطمة رضي الله عنها. وعمر بن حبيب ضعيف. =

ص: 17

26419 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ - يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ - عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ، عَنْ فَاطِمَةَ ابْنَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (1). قَالَتْ: كَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ، صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ:" اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ ". وَإِذَا خَرَجَ، صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَسَلَّمَ، وَقَالَ:" اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ "(2).

= ورواه محمد بن فضيل -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير"(2742) - عن محمد بن إسحاق، عن أبيه، عن الحسن بن علي رضي الله عنه أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة (كذا) فناولته كتف شاة

وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/ 252، وقال: فيه محمد بن إسحاق، وهو مدلس.

قلنا: قال الدارقطني في "العلل": والاختلاف فيه من قبل محمد بن إسحاق.

وقد صحَّ تركُ الوضوء مما مسَّتْه النار من أحاديث أخرى:

منها حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أكلَ كتفاً، ثم صلى ولم يتوضأ، وقد سلف برقم (1988)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.

وحديث ابن مسعود السالف برقم (3791)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، ونزيد هنا:

حديث عثمان بن عفان السالف برقم (505).

وحديث جابر بن عبد الله السالف برقمي (14262) و (14299).

وحديث المغيرة بن شعبة السالف برقم (18238).

قال السندي: قوله: عَرْقاً، بفتح فسكون، عظمٌ عليه بقية لحم.

(1)

قوله: عن النبي صلى الله عليه وسلم، ليس في (ق).

(2)

هو مكرر (26416)، غير أن الإمام أحمد رواه هنا عن أسود بن عامر، عن الحسن بن صالح، وهو ابن حيّ، ورواه هناك عن ابن عُلَيَّة، عن لَيْث بن أبي سُليم. =

ص: 18

26420 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ رَاشِدٍ - قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: دَخَلَتْ فَاطِمَةُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَتْ: أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللهِ أَنِّي أَوَّلُ أَهْلِهِ لُحُوقًا بِهِ (1).

26421 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: قَالَ لَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: كَتَبَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْ (2) أَنْسَخَ لَهُ (3) وَصِيَّةَ فَاطِمَةَ، فَكَانَ فِي وَصِيَّتِهَا السِّتْرُ الَّذِي يَزْعُمُ النَّاسُ أَنَّهَا أَحْدَثَتْهُ، وَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا، فَلَمَّا رَآهُ رَجَعَ (4).

= وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 161 من طريق عُبيد الله بن موسى، والبيهقي في "الدعوات الكبير"(67) من طريق إسحاق بن منصور، كلاهما عن الحسن بن صالح، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (26416).

(1)

مرفوعه صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، جعفر بن عمرو بن أمية -وهو الضمري- لم يدرك فاطمة ولا أبا بكر. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همَّام الصنعاني. ومحمد بن راشد: هو الخزاعي المكحولي.

وقوله: أول أهله لحوقاً به. سلف برقم (24483)، وإسناده صحيح.

(2)

في (م): أني.

(3)

في (م): إليه.

(4)

أثر إسناده منقطع، محمد بن علي: هو محمد الباقر أبو جعفر، حفيد الحسين بن علي بن أبي طالب، ولد سنة 56 هـ، ومات سنة 114 هـ، وقيل: غير ذلك. =

ص: 19

26422 -

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: كَانَتْ فَاطِمَةُ تُنَقِّزُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَتَقُولُ:

بِأَبِي شِبْهُ النَّبِيِّ

لَيْسَ شَبِيهًا بِعَلِيٍّ (1)

= قال السندي: قوله: الستر

إلخ: لعله الذي يوضع على جنازة المرأة للتستر. والموافق لآخر الحديث أن المراد به ستر الجدار بشيء، والله تعالى أعلم.

قلنا: إن كان المراد به الذي يوضع على جنازة المرأة، فيقال: إن فاطمة أول من سُتِرَ نَعْشُها في الإسلام، وقد أخرج أبو نعيم في "الحلية" 2/ 43 من طريق قتيبة بن سعيد، عن محمد بن موسى المخزومي، عن عون بن محمد بن علي بن أبي طالب، عن أمه أم جعفر بنت محمد بن جعفر، وعن عمارة بن المهاجر، عن أم جعفر، أن فاطمة بنت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قالت: لأسماء بنتِ عُمَيْس، إني قد استقبحت ما يُصنع بالنساء، أن يُطرح على المرأة الثوبُ، فيصفُها، فقالت أسماء: يا ابنةَ رسول الله ألا أُرِيك شيئاً رأيتُه بالحبشة؟ فدعت بجرائدَ رَطْبة، فَحَنَتْها، ثم طَرَحَتْ عليها ثوباً، فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجمله! لا تُعرف به المرأةُ من الرجل، فإذا متُّ أنا فاغسليني أنت وعليٌّ، ولا يدخلْ عليَّ أحد. فلما تُوفّيت، غَسَّلها علي وأسماء رضي الله تعالى عنهم. وأخرجه مختصراً البيهقي في "السنن" 3/ 396 من طريق قُتيبة بن سعيد، به. ومن طريق عبد الله ابن نافع، عن محمد بن موسى، عن عون بن محمد، عن أمه، عن أسماء. وحسَّن إسنادَ البيهقي الحافظُ في "تلخيص الحبير" 2/ 143.

وإن كان المراد بالستر سترَ الجدار بشيء، كما يشير إليه آخر هذا الأثر، فقد سلفت قصته من حديث عبد الله بن عمر برقم (4727) وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى فاطمة، فوجد على بابها ستراً، فلم يدخل عليها

إلى آخر الحديث، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.

(1)

إسناده ضعيف لضعف زَمْعَة، وهو ابنُ صالح، وقد اختُلِفَ فيه على =

ص: 20

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ابن أبي مُلَيْكة، وهو عبد الله بن عبيد الله:

فرواه عنه زَمْعَةُ، فجعله من قصة فاطمة رضي الله عنها، وهو خطأ.

ورواه عمر بن سعيد بن أبي حسين -فيما أخرجه البخاري (3542) و (3750) - عن ابن أبي مُليكة، فقال: عن عقبة بن الحارث قال: صلّى أبو بكر رضي الله عنه العصر، ثم خرج يمشي، فرأى الحسن يلعب مع الصبيان، فحمله على عاتقه وقال:

بأبي شبيهٌ بالنبي

لا شبيهٌ بعلي

وعلي يضحك. قلنا: وهذا هو الصواب، وقد سلف في مسند أبي بكر برقم (40).

وفي الباب في شبه الحسن بالنبي صلى الله عليه وسلم عن أبي جحيفة، عند البخاري (3543)، وسلف برقم (18770)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، ونزيد هنا:

حديث أبي هريرة السالف برقم (8508).

وقد روى البخاري أيضاً (3748) من طريق ابن سيرين عن أنس أن الحسين هو أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سلف الجمع بين الروايات في تخريج حديث أنس السالف برقم (12674).

قوله: تُنقِّز -بالقاف- أي: ترقّص. قال في "القاموس": والتنقيز: الترقيص. وجاء في "أطراف المسند" 9/ 353: تُنفِّز -بالفاء- وكلاهما بمعنى.

ص: 21

‌حَدِيثُ حَفْصَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ بِنْتِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنهما

(1)

26423 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: وَحَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ - وَكَانَتْ سَاعَةٌ لَا يَدْخُلُ عَلَيْهِ فِيهَا أَحَدٌ - أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ حِينَ يَطْلُعُ الْفَجْرُ - تَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَيُنَادِي الْمُنَادِي بِالصَّلَاةِ. قَالَ أَيُّوبُ: أُرَاهُ قَالَ: خَفِيفَتَيْنِ (2).

(1) هي حفصة أمُّ المؤمنين، بنتُ أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب، تزوَّجها النبي صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث من الهجرة.

وكانت لما تأيَّمت من خُنيس بن حُذافة السهمي -وهو من المهاجرين- عرضها أبوها على أبي بكر، فلم يجبه بشيء، وعرضها على عثمان، فقال: سأنظر في أمري، ثم لقيه فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا فشكا حالَه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له:"يتزوَّجُ حفصةَ من هو خيرٌ من عثمان، ويتزوج عثمانُ من هي خير من حفصة". ثم خطبها النبي صلى الله عليه وسلم، فزوَّجه عمرُ، وزوَّج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عثمانَ ابنتَه رُقيَّة بعد وفاة أختها.

ولما زوجها عمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقيه أبو بكر، فاعتذر، وقال: لا تَجِدْ عليَّ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد ذكر حفصة، فلم أكن لإفشي سره، ولو تركها، لتزوجتها.

توفيت حفصة سنة إحدى وأربعين. انظر "سير أعلام النبلاء" 2/ 227.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُلَيَّة، وأيوب: هو السختياني.

وأخرجه مسلم (723)(87)، والترمذي في "الشمائل"(278)، وابن =

ص: 22

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الجارود في "المنتقى"(276)، وابنُ خزيمة (1197)، والبغوي في "شرح السنة"(867) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد.

وضم إليه ابن الجارود وابن خزيمة والبغوي حديث ابن عمر في سنن الصلاة السالف برقم (4506).

وأخرجه عبدُ الرزاق (4811)، والبخاري (1181)، والترمذي (433)، وأبو عوانة 2/ 275، والطبراني في "الكبير" 23/ (317) و (318) و (375)، والبيهقي في "السنن الصغير"(728) من طرق عن أيوب، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه عبد الرزاق (4769)، والحميدى (288)، وابن أبي شيبة 2/ 244، والبخاري (1173)، ومسلم (723)(87)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 252 و 254 و 255، وابن ماجه (1145)، والدارمي (1443)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3059)، وأبو يعلى (7032) و (7054)، وأبو عوانة 2/ 275، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 297، والطبراني في "الأوسط"(1291) و (5183)، وفي "الكبير" 23/ (320) و (322) و (323) و (324) و (325) و (326) و (327) و (328) و (330) و (371) و (375) و (377) و (378) و (380) و (385)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(985)، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 107، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 269، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار"(5284)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/ 207، و 12/ 431، وابن عبد البر في "التمهيد" 15/ 310 من طرق، عن نافع، به.

وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد الرزاق (4771)، وعبد بن حميد (732)، ومسلم (723)(89)، والترمذي في "السنن"(434)، وفي "الشمائل"(279)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 256، والدارمي (1445)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3057) و (3058)، وابن خزيمة (1111) و (1198)، وأبو عوانة 2/ 274، وابن حبان (2473)، والطبراني في "الكبير" 23/ (331) و (332) و (365) و (386)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 151 - 152 من =

ص: 23

26424 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا شَأْنُ النَّاسِ حَلُّوا، وَلَمْ تَحِلَّ مِنْ عُمْرَتِكَ؟ قَالَ:" إِنِّي قَلَّدْتُ هَدْيِي، وَلَبَّدْتُ رَأْسِي، فَلَا أَحِلُّ حَتَّى أَحِلَّ مِنَ الْحَجِّ "(1).

= طرق عن ابن عمر، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وسيرد بالأرقام: (26429) و (26430) و (26431) و (26433) و (26434) و (26438).

وسلف في مسند ابن عمر برقم (4506).

وفي الباب عن علي، سلف برقم (569).

وعن أبي هريرة، سلف برقم (9253).

وعن عائشة، سلف بالأرقام (24167) و (25315) و (25529).

قال السندي: قوله: قال: وحدثتني حفصة، وكانت ساعةً، أي: وكانت ساعةُ الركعتين -أي: سنة الفجر- ساعةً.

لا يدخل عليه، أي: على النبي صلى الله عليه وسلم، أراد بذلك الاعتذار عن عدم اطِّلاعه على الواقع حتى احتاج فيها إلى الرواية عن أخته حفصة.

وينادي المنادي: عطف على قوله: يطلع الفجر.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وعُبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 15/ 304، وفي "الاستذكار" 13/ 84 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1697)، ومسلم (1229)(177)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 136، وفي "الكبرى"(3662)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4310) و (4311)، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 163، والبيهقي في "السنن" 5/ 12 - 13، وابن عبد البر في "الاستذكار" 11/ 150 و 13/ 83 - 84 من طريق يحيى القطان، به. =

ص: 24

26425 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ وَعَفَّانُ وَيُونُسُ، قَالُوا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ وَعُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ رَأَى ابْنَ صَائِدٍ فِي سِكَّةٍ مِنْ سِكَكِ الْمَدِينَةِ، فَسَبَّهُ ابْنُ عُمَرَ، وَوَقَعَ فِيهِ، فَانْتَفَخَ حَتَّى سَدَّ الطَّرِيقَ، فَضَرَبَهُ ابْنُ عُمَرَ بِعَصًا كَانَتْ مَعَهُ حَتَّى كَسَّرَهَا عَلَيْهِ، فَقَالَتْ لَهُ حَفْصَةُ: مَا شَأْنُكَ وَشَأْنُهُ؟ مَا يُولِعُكَ بِهِ؟ أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّمَا يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ غَضْبَةٍ يَغْضَبُهَا ". قَالَ عَفَّانُ: " عِنْدَ غَضْبَةٍ يَغْضَبُهَا ". وَقَالَ يُونُسُ فِي حَدِيثِهِ: مَا تَوَلُّعُكَ (1) بِهِ (2).

= وأخرجه مسلم (1229)(178)، وابن ماجه (3046)، وأبو يعلى (7050)، والطحاوي (4312) و (4313)، والطبراني في "الكبير" 23/ (311) و (374)، وابن عبد البر في "الاستذكار" 13/ 83 من طرق عن عبيد الله، به. ولفظه عندهم:"فلا أحلُّ حتى أنحر" وهو لفظ الرواية (26432).

وأخرج الطبراني 23/ (390) من طريق أيوب بن موسى، عن نافع، عن صفية بنت أبي عبيد، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: ما للناس حَلُّوا ولم تَحِلَّ؟

الحديث. قال ابن عبد البر في "الاستذكار" 13/ 84 - 85: لم يُقم إسنادَه أيوبُ بنُ موسى، والقولُ فيه قولُ مالك ومن تابعه. قلنا: رواية مالك سترد برقم (26432).

وسيرد الحديث كذلك بالأرقام (26435) و (26436) و (26437).

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (6068)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

قال السندي: قولها: حَلُّوا، من الحِلّ، أي: في حجة الوداع، بفسخ الحج، وجعله عمرة.

(1)

في (م): توالعك.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. حمَّاد بن سلمة من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سُريج -وهو ابن النعمان- فمن رجال =

ص: 25

26426 -

حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَقِيتُ ابْنَ صَائِدٍ مَرَّتَيْنِ، فَأَمَّا مَرَّةً فَلَقِيتُهُ وَمَعَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ، فَقُلْتُ لِبَعْضِهِمْ: نَشَدْتُكُمْ بِاللهِ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ لَتَصْدُقُنِّي؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: قُلْتُ:

= البخاري. عفَّان: هو ابن مُسْلم الصفَّار، ويونُس: هو ابن محمد المؤدّب، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وعُبيد الله: هو ابن عمر العمري.

وأخرجه ابن حبان (6793)، وأبو يعلى (7061) من طريق روح بن أسلم، عن حماد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2932)(98) -ومن طريقه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن وغوائلها"(660)، والبغوي في "شرح السنة"(4272) - من طريق هشام بن حسان، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 191 - 192 من طريق جرير بن حازم، كلاهما عن أيوب، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (336) و (373) من طريقين عن حفص بن غياث، عن عبيد الله، به، بلفظ:"إنما خروجُ ابنِ صياد لغضبةٍ يغضبُها".

وأخرجه أبو يعلى (7040) من طريق سليمان بن أبي كريمة، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن حفصة، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الدجال لا يُخرجه إلا غضبةٌ يغضبها".

وأخرجه الطبراني 23/ (370) من طريق صالح بن كيسان، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، عن حفصة، قالت:

كنا نتحدَّث أن الدَّجَّال يخرجُ من غضبة يغضبها. قال الطبراني: ومعمر عن الزهري مثله.

وسيرد بالأرقام (26426) و (26427) و (26428).

وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (6360).

وانظر أحاديث الباب عند ابن مسعود السالف برقم (3610).

قال السندي: قولها: ما يُولعك به: من الإيلاع، أي: أيُّ شيءٍ جعلك حريصاً على الكلام فيه.

ص: 26

أَتُحَدِّثُونَ (1) أَنَّهُ هُوَ؟ قَالُوا: لَا، قُلْتُ: كَذَبْتُمْ وَاللهِ، لَقَدْ حَدَّثَنِي بَعْضُكُمْ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَقَلُّكُمْ مَالًا وَوَلَدًا أَنَّهُ لَا يَمُوتُ حَتَّى يَكُونَ أَكْثَرَكُمْ مَالًا وَوَلَدًا، وَهُوَ الْيَوْمَ كَذَلِكَ، قَالَ: فَتَحَدَّثْنَا (2) ثُمَّ فَارَقْتُهُ، ثُمَّ لَقِيتُهُ مَرَّةً أُخْرَى وَقَدْ تَغَيَّرَتْ (3) عَيْنُهُ، فَقُلْتُ: مَتَى فَعَلَتْ عَيْنُكَ مَا أَرَى؟ قَالَ: لَا أَدْرِي. قُلْتُ: لَا (4) تَدْرِي وَهِيَ فِي رَأْسِكَ؟ فَقَالَ: مَا تُرِيدُ مِنِّي يَا ابْنَ عُمَرَ؟ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى أَنْ يَخْلُقَهُ مِنْ عَصَاكَ هَذِهِ خَلَقَهُ. وَنَخَرَ كَأَشَدِّ نَخِيرِ حِمَارٍ سَمِعْتُهُ قَطُّ، فَزَعَمَ بَعْضُ أَصْحَابِي أَنِّي ضَرَبْتُهُ بِعَصًا كَانَتْ مَعِي حَتَّى تَكَسَّرَتْ، وَأَمَّا أَنَا فَوَاللهِ مَا شَعَرْتُ. قَالَ: فَدَخَلَ عَلَى أُخْتِهِ حَفْصَةَ فَأَخْبَرَهَا، فَقَالَتْ: مَا تُرِيدُ مِنْهُ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ قَالَ - تَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَوَّلَ مَا يَبْعَثُهُ اللهُ عَلَى النَّاسِ (5) غَضْبَةٌ (6) يَغْضَبُهَا "(7).

(1) في (م): أتحدثوني.

(2)

في (م): فحدثنا.

(3)

في "صحيح مسلم": نفرت.

(4)

في (م): ما.

(5)

في (م) و (ق) و (ظ 2) و (هـ): إن أول خروجه على الناس، والمثبت من (ظ 6) وهوامش النسخ المذكورة.

(6)

في (م): من غضبة.

(7)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن عون: هو عبد الله البصري.

وأخرجه مسلم (2932)(99)، من طريق حسين بن حسن بن يسار، عن ابن عون، بهذا الإسناد. =

ص: 27

26427 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَقِيتُ ابْنَ صَائِدٍ مَرَّتَيْنِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَخْبَرْتُهَا، قَالَتْ: مَا أَرَدْتَ إِلَيْهِ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ أَوَّلَ خُرُوجِهِ عَلَى النَّاسِ غَضْبَةٌ يَغْضَبُهَا؟ "(1).

26428 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَقِيتُ ابْنَ صَائِدٍ مَرَّتَيْنِ، فَأَمَّا مَرَّةً فَلَقِيتُهُ وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ: وَنَخَرَ كَأَشَدِّ نَخِيرِ حِمَارٍ

= وسلف برقم (26425).

قال السندي: قوله: إن سألتكم عن شيء لتصدقنّي، بصيغة المفرد المخاطب من الصدق لا التصديق، أي: لِتتكلَّمْ معي بالصدق. خاطب واحداً منهم، فلذا أفرد، ولما سمعَ الجماعةُ بذلك، أجاب الكلُّ، فقالوا: نعم. ويَحتمل أن يكون صيغة جمع بالنون الثقيلة، ثم هو أيضاً خاطب الكلَّ.

أتَحَدَّثون، أي: أتتحدثون فيما بينكم، بحذف إحدى التاءين.

كذبتم، أي: كيف خفي عليكم ذلك، والحال أنه أمرٌ ظاهر لظهور علاماته جداً مع أنكم تتفطنون ببعض العلامات، أو بالسحر والكهانة لِما هو أخفى من ذلك، ككون هذا لا يموت إلا بعد كذا وكذا، والله تعالى أعلم.

(1)

حديث صحيح. عبد الوهَّاب الخفَّاف -وهو ابن عطاء- وإن يكن صدوقاً حسن الحديث- متابعٌ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن عَوْن: هو عبد الله بن عَوْن أبو عون البصري.

وسلف بالحديثين قبله.

وسيكرر بالحديث بعده.

ص: 28

سَمِعْتُهُ، قَالَ: فَزَعَمَ بَعْضُ (1) أَصْحَابِي أَنِّي ضَرَبْتُهُ بِعَصًا كَانَتْ مَعِي حَتَّى انْكَسَرَتْ، وَأَمَّا أَنَا، فَلَمْ أَشْعُرْ بِذَلِكَ، فَدَخَلْتُ عَلَى أُخْتِي حَفْصَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَخْبَرْتُهَا بِذَلِكَ، فَقَالَتْ: وَمَا أَرَدْتَ إِلَيْهِ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ أَوَّلَ خُرُوجِهِ عَلَى النَّاسِ غَضْبَةٌ (2) يَغْضَبُهَا؟ "(3).

26429 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ حَفْصَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُ بِالصُّبْحِ، وَبَدَا الصُّبْحُ، صَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ تُقَامَ الصَّلَاةُ (4).

26430 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَطَّابِيُّ، فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَمِئَتَيْنِ

(1) لفظ "بعض" من (ظ 6).

(2)

في (م): "لغضبة".

(3)

صحيح، وهو مكرر سابقه.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "موطأ" مالك 1/ 127، ومن طريقه أخرجه البخاري (618)، ومسلم (723)(87)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 255، وفي "الكبرى"(1454)، والدارمي (1444)، وأبو عوانة 2/ 274، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 296، والطبراني في "الكبير" 23/ (319) و (379)، والبيهقي في "السنن" 2/ 481.

وسلف برقم (26423).

ص: 29

قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو (1) الرَّقِّيُّ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ - يَعْنِي الْجَزَرِيَّ - عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَحَرَّمَ الطَّعَامَ، وَكَانَ لَا يُؤَذِّنُ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ (2).

26431 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي حَفْصَةُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ إِذَا بَدَا الْفَجْرُ (3).

(1) في (م) و (ظ 2) و (ق): عمر، وهو خطأ.

(2)

حديث صحيح. عبد الجبَّار بن محمد الخطَّابي -وهو من رجال "التعجيل"، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"- متابع، وبسطنا القول فيه في الحديث (7076)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (7062) من طريق عبد الجبَّار الخطَّابي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (7036) من طريق عبد الجبَّار بن عاصم، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 140، والطبراني في "الكبير" 23/ (321) من طريق علي بن معبد الرقي، وابن عبد البر في "التمهيد" 15/ 310 من طريق زكريا بن عدي الرقي، ثلاثتهم عن عبيد اللّه بن عمرو الرقي، به.

وسلف برقم (26423)، دون ذكر تحريم الطعام.

قال السندي: قولها: وحرَّم الطعام؟ من التحريم، وهو عطف على "صلى"، أي: وبيَّن حرمة الطعام على الصائم، ويحتمل على بعد أنه من الحُرمة، وهو عطف على "أذَّن المؤذن"، أي: إذا أذَّن المؤذن وَحرُم الطعام على الصائم، صلى ركعتين. والله تعالى أعلم.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26429) سنداً ومتناً.

ص: 30

26432 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَةَ أَنَّهَا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: مَا لَكَ لَمْ تَحِلَّ مِنْ عُمْرَتِكَ؟ قَالَ: " إِنِّي لَبَّدْتُ رَأْسِي، وَقَلَّدْتُ هَدْيِي، فَلَا أَحِلُّ حَتَّى أَنْحَرَ "(1).

26433 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ لَا يُصَلِّي إِلَّا رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مالك: هو ابن أنس، ونافع: هو مولى ابن عمر.

وأخرجه أبو يعلى (7056) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وهو في "موطأ" مالك 1/ 394، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 375 (بترتيب السندي)، وفي "السنن"(481)، والبخاري (1566) و (1725) و (5916)، ومسلم (1229)(176)، وأبو داود (1806)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 172، وفي "الكبرى"(3762)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 144، وفي "شرح مشكل الآثار"(4314)، وابن حبان (3925)، والبيهقي في "السنن" 5/ 12، وفي "معرفة السنن والآثار" 7/ 72، والبغوي في "شرح السنة"(1885).

وسلف برقم (26424).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. زيد بن محمد -وهو ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. =

ص: 31

26434 -

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ - يَعْنِي الطَّالَقَانِيَّ (1) - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى - يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ - حَدَّثَنَا نَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ أَنَّ حَفْصَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ بَيْنَ النِّدَاءِ وَالْإِقَامَةِ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ (2).

26435 -

حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ - يَعْنِي ابْنَ بُرْقَانَ - حَدَّثَنَا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ

= وأخرجه مسلم (723)(88)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 283 و 3/ 255، وفي "الكبرى"(1559)، وأبو عوانة 2/ 275، وابن حبان (1587)، والبيهقي في "السنن" 2/ 465 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (723)(88) من طريق النضر بن شميل، والطبراني في "الكبير" 23/ (385) من طريق محمد بن بكر البرساني، كلاهما عن شعبة، به.

ووقع في مطبوع الطبراني: زيد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر، وهو خطأ.

وقد سلف برقم (26423).

(1)

في (ظ 6): يعني أبا أحمد الطالقاني.

(2)

إسناده صحيح. هشام بن سعيد الطَّالْقاني، ثقة، وقد روى له أبو داود والنسائي والبخاري في "الأدب المفرد"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2849)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 14/ 213 من طريقين عن معاوية بن سلام، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 254 من طريق هشام الدَّسْتَوائي، عن يحيى بن أبي كثير، به.

وقد سلف برقم (26423).

ص: 32

أَنَّ حَفْصَةَ أَخْبَرَتْهُ قَالَتْ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَحِلَّ فِي حَجَّتِهِ الَّتِي حَجَّ. وَقَالَ كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ (1): أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ (2).

26436 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَمْزَةَ - قَالَ: قَالَ نَافِعٌ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ يَقُولُ: أَخْبَرَتْنِي حَفْصَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ أَزْوَاجَهُ أَنْ يَحْلِلْنَ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَقَالَتْ لَهُ فُلَانَةُ: فَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَحِلَّ؟ فَقَالَ: " إِنِّي لَبَّدْتُ رَأْسِي، وَقَلَّدْتُ هَدْيِي، فَلَسْتُ أَحِلُّ حَتَّى أَنْحَرَ هَدْيِي "(3).

(1) تحرفت في (م) و (ق) و (ظ 2) إلى: كثير بن مرة.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. كثير بن هشام، وجعفر بن برقان من رجاله، وروى لهما البخاري في "الأدب"، وهما ثقتان، وإنما ضعف جعفر بن برقان في حديثه عن الزهري، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (7063)، والطبراني في "الكبير" 23/ (382) من طريق كثير بن هشام، بهذا الإسناد. وسقط اسم كثير من مطبوع الطبراني.

وسلف نحوه برقم (26424)، وسيرد برقم (26436) و (26437).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو اليمان: هو الحَكَم بن نافع البَهْراني.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/ 134 من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (4398)، ومسلم (1229)(179)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4315) و (4316)، والطبراني في "الكبير" 23/ (312) و (313) و (314) و (316)، والبيهقي 5/ 13، وابن عبد البر في "التمهيد" 15/ 298 من طرق عن نافع، به.

وسلف برقم (26432)، بلفظ:"مالك لم تَحِلَّ من عمرتك".

ص: 33

26437 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَةَ ابْنَةِ عُمَرَ قَالَتْ: لَمَّا أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نِسَاءَهُ أَنْ يَحْلِلْنَ بِعُمْرَةٍ، قُلْنَ: فَمَا يَمْنَعُكَ يَا رَسُولَ اللهِ أَنْ تَحِلَّ مَعَنَا؟ قَالَ: " إِنِّي قَدْ أَهْدَيْتُ وَلَبَّدْتُ، فَلَا أَحِلُّ حَتَّى أَنْحَرَ هَدْيِي ". وَقَالَ يَعْقُوبُ فِي كِتَابِ الْحَجِّ: " أَنْحَرَ هَدِيَّتِي "(1).

26438 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي - عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْفَجْرِ قَبْلَ الصُّبْحِ - نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَةَ ابْنَةِ عُمَرَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ قَبْلَ الصُّبْحِ فِي بَيْتِي يُخَفِّفُهُمَا جِدًّا. قَالَ نَافِعٌ: وَكَانَ عَبْدُ اللهِ يُخَفِّفُهُمَا كَذَلِكَ (2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق -وهو محمد- وقد صرح بالتحديث هنا فانتفت شبهة تدليسه. يعقوب بن إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ 315 من طريق أحمد بن محمد بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (7052) من طريق جرير، عن ابن إسحاق، به، نحوه.

وانظر (26424).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.

وأخرجه عبد بن حميد (1546)، والطبراني في "الكبير" 23/ (329) و (376) من طريقين عن ابن إسحاق، به، نحوه.

وسلف برقم (26423).

قال السندي: قوله: عن الركعتين بعد الفجر، أي: بعد طلوعه. =

ص: 34

26439 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ زَيْدٍ - يَعْنِي ابْنَ جُبَيْرٍ - قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَمَّا يَقْتُلُ الْمُحْرِمُ مِنَ الدَّوَابِّ، فَقَالَ: حَدَّثَتْنِي إِحْدَى النِّسْوَةِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يَقْتُلُ الْحُدَيَّا، وَالْغُرَابَ (1)، وَالْكَلْبَ الْعَقُورَ، وَالْفَأْرَةَ، وَالْعَقْرَبَ "(2).

= قبل الصبح؛ أي: قبل أداء صلاته.

(1)

لفظ: والغراب، ليس في (ظ 6).

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري. سُرَيْج بن النُّعمان من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عَوَانة: هو الوضَّاح بن عبد الله اليشكري.

وأخرجه البخاري (1827)، ومسلم (1200)(75)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 165، وابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 281 من طرق عن أبي عوانة، به. زاد مسلم: والحية، وقال في آخره: وفي الصلاة أيضاً.

قال أبو حاتم عند قوله: حدثتني إحدى نسوة رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعني أخته حفصة.

وأخرجه مسلم (1200)(74) من طريق زهير بن معاوية، عن زيد بن جُبير، به.

وأخرج البخاري (1828)، ومسلم (1200)(73)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 210، والفاكهي في "أخبار مكة"(2285)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3056)، وابن خزيمة (2665)، والطحاوي 2/ 165، والطبراني في "الكبير" 23/ (333) و (366)، والخظيب في "تاريخ بغداد" 4/ 292 - 293، والبيهقي في "السنن" 5/ 210 من طريق عبد الله بن وَهْب، عن يونس، عن الزُّهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر، قالت حفصة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خمسٌ من الدوابِّ لا حرجَ على من قَتَلَهنَّ

". =

ص: 35

26440 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ، عَنْ حَفْصَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا

= وقال أبو حاتم، كما في "العلل" 1/ 281: ابنُ عمر لم يسمع هذا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم، إنما سمعه من أخته حفصة.

قلنا: أخرج مسلم الحديث (1199)(77) من طريق ابن جريج، عن نافع، عن ابن عمر، وفيه: سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "خمسٌ

" الحديث.

قال مسلم: لم يقل أحد منهم: عن نافع، عن ابن عمر: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم إلا ابنُ جريج وحده، وقد تابع ابنَ جريج على ذلك ابنُ إسحاق. اهـ. ثم ساقه من طريق ابن إسحاق، وفيه تصريح ابن عمر بالسماع من النبي صلى الله عليه وسلم.

قال الحافظ في "الفتح" 4/ 36 الظاهر أن ابن عمر سمعه من أخته حفصة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وسمعه أيضاً من النبي صلى الله عليه وسلم يحدِّث به حين سُئل عنه.

وقال الحافظ أيضاً 4/ 35: خالف زيدٌ (يعني ابنَ جُبير) نافعاً وعبدَ الله بنَ دينار في إدخال الواسطة بين ابن عمر وبين النبي صلى الله عليه وسلم، ووافق سالماً، إلا أن زيداً أبهمها [كما في هذه الرواية] وسالماً سماها. اهـ.

قال أبو حاتم الرازي في "العلل" 1/ 284 - 285: ولم يسمّ ابنُ عمر لزيد بن جبير حفصةَ إذ كان غريباً منه، وسماها لسالم أن كانت عمة سالم.

وسيرد الحديث برقمي (26857) و (27134).

ورواية نافع عن ابن عمر سلفت برقم (4461)، وذكرنا أحاديث الباب هناك.

ورواية عبد الله بن دينار عن ابن عمر، سلفت برقم (5107).

وسلف برقم (4543) من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر. دون ذكر حفصة كذلك.

ص: 36

يَدْخُلَ النَّارَ - إِنْ شَاءَ اللهُ - أَحَدٌ شَهِدَ بَدْرًا، وَالْحُدَيْبِيَةَ ". قَالَتْ: فَقُلْتُ: أَلَيْسَ اللهُ عز وجل يَقُولُ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} ؟ [مريم: 71] قَالَتْ: فَسَمِعَتْهُ (1) يَقُولُ: " {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: 72] "(2).

(1) في (م) و (ق) و (ظ 2): قال: فسمعَتْه.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد فيه الأعمش يدلِّس عن أبي سفيان، وقد عنعن، وأبو سفيان -وهو طلحة بن نافع- قال ابن عيينة: حديثُه عن جابر صحيفة، وقال شعبة: لم يسمع من جابر إلا أربعة أحاديث، وكذا قال ابن المديني في "العلل" -فيما ذكر الحافظ في مقدمة "الفتح"- وقد روى له البخاري مقروناً. ثم إنه قد اختلف فيه على الأعمش، كما سيرد.

وأخرجه هنَّاد في "الزُّهد"(230)، وابن ماجه (4281)، والفاكهي في "أخبار مكة"(2874)، وابن أبي عاصم في "السنة"(860)، وأبو يعلى (7044)، والطبري في "التفسير" في تفسير قوله تعالى:{وإن منكم إلا واردها} [مريم: 71]، والطبراني في "الكبير" 23/ (358) و (363)، والبغوي في "شرح السنة"(3994)، وفي "التفسير" في تفسير قوله تعالى:{وإن منكم إلا واردها} من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وقد اختلف فيه على الأعمش:

فرواه عبد الله بن إدريس -كما سيرد برقم (27042) -، وزائدة بنحوه -كما سيرد برقم (27045) -، وأبو عوانة -كما سيرد في تخريجها-، وسفيان الثوري، وجرير بن عبد الحميد -فيما ذكر الدارقطني في "العلل"- عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن أم مبشر أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، فجعلوه من مسند أم مبشر.

وسيأتي في مسندها بإسناد صحيح برقم (27362).

ورواه أبو بكر بن عياش- كما سلف برقم (15262) عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فجعله من مسند جابر. وقد سلف =

ص: 37

26441 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ، عَنْ حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا قَالَتْ: لَمْ أَرَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي (1) فِي سُبْحَتِهِ جَالِسًا (2) قَطُّ، حَتَّى إِذَا كَانَ (3) قَبْلَ مَوْتِهِ بِعَامٍ، أَوْ بِعَامَيْنِ، فَكَانَ " يُصَلِّي فِي سُبْحَتِهِ جَالِسًا، وَيَقْرَأُ السُّورَةَ فَيُرَتِّلُهَا (4)، حَتَّى تَكُونَ (5) أَطْوَلَ مِنْ أَطْوَلَ مِنْهَا (6).

= في مسنده بإسناد صحيح برقم (14771).

وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 4/ 282، وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري وابن مردويه.

وانظر (14774).

(1)

قولها: يصلي، ليس في (ق).

(2)

في (ظ 6): قاعداً.

(3)

في (ظ 6): حتى كان.

(4)

في (ظ 6): فيرتل السورة، بدل: ويقرأ السورة فيرتلها.

(5)

في (ظ 6): حتى تكون في قراءته.

(6)

إسناده صحيح على شرط مسلم، المُطَّلب بن أبي وَداعة صحابي جليل روى له مسلم هذا الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السَّامي.

وأخرجه مسلم (733)، والدارمي (1385)، وابن حبان (2530)، والطبراني في "الكبير" 23/ (340 - 344)، وفي "الأوسط"(368)، وفي "مسند الشاميين"(68) من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد.

وسيرد بالحديثين بعده.

وانظر حديث عائشة وقد سلف برقم (24191)، وحديث أم سلمة وسيرد برقم (26599).

ص: 38

26442 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ، عَنْ حَفْصَةَ، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي سُبْحَتِهِ جَالِسًا قَطُّ، حَتَّى كَانَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِعَامٍ، فَكَانَ يُصَلِّي جَالِسًا، فَيَقْرَأُ السُّورَةَ فَيُرَتِّلُهَا، حَتَّى تَكُونَ أَطْوَلَ مِنْ أَطْوَلَ مِنْهَا (1).

26443 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ، وَأَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ، أَنَّ الْمُطَّلِبَ بْنَ أَبِي وَدَاعَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ حَفْصَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي جَالِسًا حَتَّى كَانَ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِعَامٍ، أَوْ عَامَيْنِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وأخرجه أبو يعلى (7055)، وابن خزيمة (1242) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 137، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "السنن"(26)، ومسلم (733)(118)، والترمذي في "السنن"(373)، وفي "الشمائل"(276)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 223، وفى "الكبرى"(1376)، والدارمي (1386)، وابن خزيمة (1242)، وأبو عوانة 2/ 219، وابن حبان (2508) و (2580)، والطبراني في "الكبير" 23/ (339)، والبيهقي في "السنن" 2/ 490، وفي "معرفة السنن والآثار"(5390).

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(4089)، ومن طريقه أخرجه مسلم (733)، وأبو عوانة 2/ 219، والطبراني في "الكبير" 23/ (338).

وانظر ما قبله.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف على وهم في تسمية أحد رواته. =

ص: 39

26444 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (1) بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ - عَنْ جَدِّهِ، عَنْ حَفْصَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَيَؤُمَّنَّ هَذَا الْبَيْتَ جَيْشٌ يَغْزُونَهُ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ، خُسِفَ بِأَوْسَطِهِمْ، فَيُنَادِي أَوَّلُهُمْ وَآخِرُهُمْ، فَلَا يَنْجُو إِلَّا الشَّرِيدُ الَّذِي يُخْبِرُ عَنْهُمْ ". فَقَالَ رَجُلٌ: كَذَا وَاللهِ، مَا كَذَبْتُ عَلَى حَفْصَةَ، وَلَا كَذَبَتْ حَفْصَةُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

= ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- مدلّس، ولم يُصَرِّح بسماعه من الزُّهري، ووهم في قوله: عن عطاء بن يزيد، وإنما هو السائب بن يزيد، كما سلف في الروايتين السابقتين. وسلف تخريجه فيهما.

(1)

في (م): محمد بن سفيان، وهو خطأ.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، أمية بن صفوان بن عبد الله بن صفوان، وجدُّه، من رجاله. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الحميدي (286)، والبخاري في "التاريخ الأوسط" 1/ 142 - 143، ومسلم (2883)(6)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 207، وفي "الكبرى"(3863)، وابن ماجه (4063)، والفاكهي في "أخبار مكة"(757)، وأبو يعلى (7043)، والطبراني في "الكبير" 23/ (345)، والحاكم 4/ 429، وأبو عمرو الداني في "الفتن"(592) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه مسلم (2883)(7) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الملك العامري، عن يوسف بن ماهك، عن عبد الله بن صفوان، عن أم المؤمنين أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم

ولم يسمِّ أمَّ المؤمنين، ثم قال زيد: وحدثني عبد الملك العامري، عن عبد الرحمن بن سابط، عن الحارث بن أبي ربيعة، عن أم المؤمنين بمثل حديث يوسف بن ماهك، قلنا: وسيأتي برقم (26487)

من طريق عبد العزيز بن رفيع، عن عبيد الله بن القبطية، قال: دخل الحارث =

ص: 40

26445 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ حَفْصَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَنَالُ مِنْ وَجْهِ بَعْضِ نِسَائِهِ وَهُوَ صَائِمٌ (1).

= ابن أبي ربيعة وعبد الله بن صفوان وأنا معهما على أم سلمة، فسألاها عن الجيش الذي يخسف به،

وقد رواه سالم بن أبي الجعد، واختلف عليه:

فأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (356) من طريق عمَّار الدهني، عن سالم بن أبي الجعد، عن عبد الله بن صفوان، عن حفصة، به.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 207، وفي "الكبرى"(3862) من طريق أبي خالد الدالاني عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أخيه، عن ابن أبي ربيعة، عن حفصة، نحوه.

وسيرد برقم (26458).

وسلف من حديث عائشة برقم (24738).

وسيرد من حديث أم سلمة برقم (26487).

ومن حديث صفية برقم (26858).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، شُتَير بن شَكَل من رجاله، وبقية رجاله رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو الضُّحى: هو مُسلم بن صُبَيْح.

وأخرجه الحميدي (287)، والطبراني في "الكبير" 23/ (350) و (351) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1586)، والطبراني في "الكبير" 23/ (349)، وابن أبي شيبة 3/ 60، ومسلم (1107)، والنسائي في "الكبرى"(3083)، وأبو يعلى (7051)، وابن حبان (3542)، والطبراني في "الكبير" 23/ (351) و (393) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن منصور، به. =

ص: 41

26446 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ حَفْصَةَ ابْنَةِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ (1).

26447 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ حَفْصَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ (2).

= وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3080) من طريق إسرائيل، عن منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن شُتَير، به. وذكر المزي في "تحفة الأشراف" 11/ 281 أن النسائي قال عقب الحديث: هذا خطأ، ليس فيه مسروق.

وسيرد برقم (26762) عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن منصور، عن أبي الضحى، عن شتير بن شكل، عن أم حبيبة. وصوابه: عن حفصة كما سيرد.

وسيأتي بالأحاديث الثلاثة بعده.

وسلفت أحاديث الباب في مسند عائشة برقم (24110).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه، غير أن شيخ أحمد هنا هو عفان بن مسلم الصفار، وشيخه هو أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري.

وأخرجه مسلم (1107)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 91 من طريقين عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه، غير أن شيخ أحمد هنا هو أبو معاوية، وهو محمد بن خازم الضرير، وشيخه هو الأعمش، وهو سليمان بن مهران.

وأخرجه مسلم (1107)(73)، وابن ماجه (1685)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 90، والطبراني في "الكبير" 23/ (393)، والبيهقي في "السنن " 4/ 23 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 1559 من طريق عبد الله بن بشير، =

ص: 42

26448 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ وَالْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ حَفْصَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ (1).

26449 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ حَفْصَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ - يُقَالُ لَهَا شِفاءُ - تَرْقِي مِنَ النَّمْلَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" عَلِّمِيهَا حَفْصَةَ "(2).

= عن الأعمش، به. وتحرف اسم شتير في مطبوعه إلى: بشير.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه، غير أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرحمن بنُ مهدي.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3082) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (348) من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن شُتير، به. أدخل مسروقاً بين أبي الضحى وشُتير. وموسى بن مسعود ضعفه بُندار والترمذي، وذكر الإمام أحمد أنه شبه لا شيء، وذكر أبو حاتم وابن حبان أنه يُخطئ.

وأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" ص 204 من طريق قيس بن الربيع، عن منصور والأعمش، عن أبي الضحى، عن شتير بن شكل، عن عائشة وحفصة، به. قلنا: وقيس بن الربيع ضعيف، ولم يتابع عليه فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 139. وقال 5/ 164: والمحفوظ حديث حفصة.

وانظر الأحاديث الثلاثة قبله.

(2)

رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو بكر بن سليمان -وهو ابنُ أبي =

ص: 43

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= حَثْمة العدويُّ- في سماعه من حفصة نظر، فقد جعله الحافظ في "التقريب" في الطبقة الثالثة، كالحسن وابنِ سيرين، ومثلُهم يُحتاج في روايته عن الصحابة إلى تصريح بالسماع، ثم إنه قد اختُلف في وصله وإرساله، وإرسالُه أصحُّ، كما سيرد.

فرواه الثوريُّ عن محمد بن المنكدر، عن أبي بكر، واختلف عليه:

فرواه وكيع -كما في هذه الرواية، وعند النسائي في "الكبرى"(7542)، والطبراني في "الكبير" 24/ (797) - وأبو عامر العَقَدي -كما في الرواية (26540) - ويحيى بنُ سعيد، وأبو حُذيفة، ومحمد بنُ كثير -فيما أخرجه الحاكم 4/ 414 - خمستُهم عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. قال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.

ورواه أبو نعيم، عن الثوري، واختلف عليه كذلك:

فرواه فُضَيل بن محمد المَلَطي -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (797) - عن أبي نُعيم، عن الثوري، به. وفُضَيْل بن محمد ترجم له ابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 76، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

ورواه ابنُ سعد 8/ 84 عن أبي نُعيم، عن سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حَثْمة، قال: دخلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم على حفصة

فذكره مرسلاً.

والمرسلُ أصحُّ فيما قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 194 - 195.

ورواه مرسلاً إسماعيل ابنُ عُلَيَّة -فيما أخرجه ابنُ أبي شيبة 8/ 37، والطبراني في "الكبير" 24/ (798) - عن محمد بنِ المُنْكدر، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حَثْمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجدَّته الشِّفاء بنت عبد الله:"علِّمي حفصةَ رُقْيَتَك".

وسيرد في الرواية (27095) من طريق صالح بن كَيْسان، عن أبي بكر بن سليمان، عن الشِّفاء بنت عبد الله مرفوعاً، وسيأتي ذكرُ الاختلاف فيه على صالح هناك. =

ص: 44

26450 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ حَفْصَةَ، أَنَّ امْرَأَةً مِنْ قُرَيْشٍ - يُقَالُ لَهَا الشِّفَّاءُ - كَانَتْ تَرْقِي مِنَ النَّمْلَةِ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" عَلِّمِيهَا حَفْصَةَ "(1).

26451 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ - وَهُوَ

= وأخرجه عبد الرزاق (19768) عن مَعْمَر، عن الزُّهري، قال: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لامرأة: "ألا تعلِّمين هذه رُقْيَةَ النملة -يريد حفصةَ زوجتَه- كما عَلَّمْتِها الكتابة؟ ".

وفي الباب من حديث أنس عند مسلم (2196) أنه صلى الله عليه وسلم رخص في الرُّقْيَةِ من النملة. وقد سلف برقم (12173).

قال السندي: قوله: يقالا لها الشِّفاء، بكسر الشين، وتخفيف الفاء، والمدّ: بنتُ عبد الله بنِ عبد شمس، وهي قُرشية عَدَويّة، من عاقلات النساء وفاضلاتهن، أسلمت قديماً، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها ويَقيلُ عندها.

من النَّمْلة، بفتح فسكون: قُروحٌ تخرج في الجنب، تُرقَى، فتبرأ بإذن الله.

علِّميها، أي: رُقْيَةَ النَّملة، قيل: ما أراد رقية النملة بمعنى القروح، بل أراد كلاماً كانت نساءُ العرب تسميه رُقْية النملة، وهو قولهنّ: العروسُ تنتعل، وتختضب، وتكتحل، وكلَّ شيء تفتعل غيرَ أنها لا تعصي الرجل، والمقصود تعريض لحفصة بأنها عصت الزوج في إفشاء السر، ولو كانت تعلم النملة، لما عصت. وهذا مردود مخالف لصريح الروايات.

(1)

هو مكرر سابقه، غير أن شيخ أحمد هنا هو عبدُ الملك بنُ عَمرو، وهو أبو عامر العَقَدي.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 327، والطبراني في "الكبير" 23/ (399) من طريق أبي عامر العَقَدي، بهذا الإسناد.

ص: 45

الْجُمَحِيُّ - عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ بَعْضَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلَا أَعْلَمُهَا إِلَّا حَفْصَةَ - سُئِلَتْ عَنْ قِرَاءَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: إِنَّكُمْ لَا تُطِيقُونَهَا. قَالَتْ (1): {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} تَعْنِي التَّرْتِيلَ (2). (3)

(1) قوله: قالت، ليس في (ظ 6).

(2)

في (ظ 2) و (ق) و (هـ): الترسّل، وهما بمعنى.

(3)

صحيح لغيره، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين. إلا أنه قد اختلف فيه على ابن أبي مُلَيْكة:

فرواه نافع بن عمر الجمحي -كما في هذه الرواية والرواية (26532) - عن ابن أبي مليكة، أن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم سئلت

وقال نافع: لا أعلمها إلا حفصة.

ورواه ابنُ جُرَيْج عن ابن أبي مُلَيْكة، واختلف عليه كذلك:

فرواه يحيى بن سعيد الأموي، كما في الرواية (26583)، وهمَّام، كما سيرد في الرواية (26742)، كلاهما عن ابن جريج، عن عبد الله بن أبي مُلَيكة، عن أم سلمة أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم

ولم يُصرِّح ابنُ جُريج بالتحديث.

ورواه محمد بن بكر وعبد الرزاق -كما في الرواية (26547) والرواية (26625) - عن ابن جُريج، أخبرني عبد الله بن أبي مُلَيْكة -قال عبد الرزاق: قال عبد الله بن أبي مُلَيْكة- عن يعلى بن مَمْلَك، أنه سأل أمَّ سلمة زوجَ النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاته بالليل

ورواه أبو عاصم -فيما أخرجه الفريابي في "الفضائل"(111)، والطبراني في "الكبير" 23/ (977) - عن ابن جريج، عن أبيه، عن ابن أبي مُلَيْكة، عن يعلى بن مَمْلَك، قال: سألت أم سلمة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكره في الصلاة فقط. قلنا: وعبد العزيز بن جُريج لين الحديث.

ورواه الليث بن سعد، واختُلف عليه كذلك: =

ص: 46

26452 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ صَفِيَّةَ ابْنَةَ أَبِي عُبَيْدٍ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا سَمِعَتْ حَفْصَةَ ابْنَةَ عُمَرَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ - أَوْ: بِاللهِ وَرَسُولِهِ - أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ (1) فَوْقَ ثَلَاثٍ إِلَّا عَلَى زَوْجٍ "(2).

= فرواه أبو صالح -فيما أخرجه الطبراني 23/ (646) - عن الليث بن سعد، عن ابن لهيعة، عن ابن أبي مُلَيْكة، عن يعلى بن مَمْلَك، عن أمِّ سَلَمة أنها نعَتَتْ قراءةَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فإذا هي تنعتُ قراءةً مفسَّرةً حرفاً حرفاً. قلنا: وأبو صالح -وهو عبد الله بن صالح- ضعيف.

ورواه يحيى بن إسحاق -كما في الرواية (26526) و (26564) - عن الليث بن سعد، عن ابن أبي مليكة، عن يعلى بن مَمْلَك، قال: سألتُ أمَّ سلمة عن صلاته وقراءتِهِ، قال الترمذي بإثرِ الحديث (2927): وحديث الليث أصح. وذكر أن حديث ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة ليس إسناده بمتصل، لأن الليث بن سعد روى هذا الحديث عن ابن أبي مُلَيْكة، عن يعلى بن مَمْلَك، عن أم سلمة. قلنا: وتبقى علته في جهالة يعلى بن مَمْلَك، ومع ذلك فقد صححه ابن خزيمة والحاكم والدارقطني، كما سيرد في الرواية (26583)، والنووي في "المجموع" 3/ 333.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/ 108، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.

وفي الباب عن أنس عند البخاري (5046) ولفظه: سئل أنس كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت مداً، ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم، يمدُّ ببسم الله، ويمدُّ بالرحمن، ويمد بالرحيم.

(1)

قوله: على ميت، ليس في (ظ 2) ولا (ظ 6).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. صفية بنت أبي عُبيد من رواته، وبقية رواته ثقات من رجال الشيخين. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري، ونافع: =

ص: 47

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= هو مولى ابن عمر.

وأخرجه المزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة صفيّة بنت أبي عبيد) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 280، والطبري في "التفسير"(5075)، والطبراني في "الكبير" 23/ (361) و (388)، من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 280، ومسلم (1490)(64)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 189، و"الكبرى"(5696)، وابن ماجه (2086)، وأبو يعلى (7053)، والطبري في "التفسير"(5074)، والطبراني في "الكبير" 23/ (361) و (388)، وفي "الأوسط"(1617)، والبيهقي في "السنن" 7/ 438 من طرق عن يحيى بن سعيد، به.

زاد مسلم والنسائي والطبري والبيهقي: "فإنها تُحِدُّ عليه أربعة أشهر وعشراً".

وأخرجه أبو يعلى (7035)، والطبراني في "الكبير" 23/ (360)، من طريق عبد اللّه العمري، عن نافع، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(941) من طريق عمرو بن أبي سلمة، عن أبي مُعَيْد حفصِ بنِ غَيْلان، عن سليمان بن موسى، عن عطاء بن أبي رباح، عن صفيَّة بنت أبي عُبيد، عن أمِّ سلمة أو حفصة، نحوه. وقال: لم يرو هذا الحديث عن أبي مُعَيد إلا عمرو.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (335) من طريق يحيى الحِمَّاني، عن معاوية بن حفص الحلبي، عن عُبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن حفصة، به. ويحيى الحِمَّاني ضعيف، وإنما رواه عبيد اللّه العمري، عن نافع، عن صفية بنت أبي عبيد، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، كما هو عند مسلم (1490)(64)، وسنذكره في تخريج الحديث (26453).

وسلف من حديث عائشة بالأرقام (24092) و (26121) و (26411). =

ص: 48

26453 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ (1)، عَنْ صَفِيَّةَ ابْنَةَ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ بَعْضِ أَزَاوِجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (2)، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ - أَوْ (3): تُؤْمِنُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ - أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ إِلَّا عَلَى زَوْجٍ، فَإِنَّهَا تُحِدُّ عَلَيْهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا "(4).

= ومن حديث عائشة أو حفصة برقم (25513)، وذكرنا فيه الاختلاف على نافع.

وانظر الأحاديث الأربعة بعده.

(1)

سقط اسم "نافع" من (ظ 6).

(2)

في (م) و (ظ 2) و (ق): أن صفية ابنة أبي عبيد أخبرته أنها سمعت حفصة ابنة عمر زوج النبي صلى الله عليه وسلم. والمثبت من (ظ 6) و"أطراف المسند"، وهو الموافق لرواية المزي، وهي من طريق الإمام أحمد.

(3)

في (ظ 6) ورواية المزي: وتؤمن، والمثبت من (م) و (ظ 2) و (ق).

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه، واختُلف فيه على نافع، وبسطنا الاختلاف فيه عليه في الرواية (25513). إسماعيل: هو ابنُ عُلَيَّة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.

وأخرجه المِزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة صفية بنت أبي عبيد) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1490)(64)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 189، وفي "الكبرى"(5697) و (5698)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 76، والطبراني في "الكبير" 23/ (362)، من طرق عن أيوب، به.

وعند النسائي والطحاوي (من رواية عبد اللّه بن بكر السهمي، عن سعيد ابن أبي عروبة): عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وهي أم سلمة. قلنا: والسهمي =

ص: 49

26454 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ (1)، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَوْ حَفْصَةَ (2) أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ إِلَّا عَلَى زَوْجٍ "(3).

= سمع من سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط.

وقال مسلم بإثر حديث زينب بنت أم سلمة عن أم حبيبة (1486): وحدثته زينب عن أمها، وعن زينب زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أو عن امرأة من بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه مسلم (1490)(64)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 76، من طريقين عن نافع، به.

وأخرجه الحارث فيما ذكر الحافظ في "النكت الظراف" 11/ 291 من طريق ابن إسحاق، عن نافع، عن صفية، عن عائشة وأم سلمة، به.

وسلف من حديث عائشة برقم (24092)، ومن حديث حفصة برقم (26452)

(1)

قوله: "عن نافع" سقط من (ظ 6).

(2)

قوله: "أو حفصة" ليس في (ظ 6).

(3)

إسناده على شرط مسلم كسابقه.

وهو عند مالك في "الموطأ" 2/ 598، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 2/ 61، وفي "الأم" 5/ 213، وابن حبان (4302)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 11/ 221، والمِزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة صفية بنت أبي عبيد).

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5102) من طريق سُرَيْج بن النعمان، عن فُلَيْح بن سليمان، عن نافع، به. لكن قال: عن عائشة وحفصة، بغير شكٍّ عنهما. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن فُلَيْح إلا سُرَيج بن النُّعمان. =

ص: 50

26455 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ صَفِيَّةَ ابْنَةَ أَبِي عُبَيْدٍ حَدَّثَتْهُ عَنْ حَفْصَةَ أَوْ عَائِشَةَ، أَوْ عَنْ كِلْتَيْهِمَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ - أَوْ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ - أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجِهَا "(1).

26456 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ (2) صَفِيَّةَ ابْنَةِ أَبِي عُبَيْدٍ

= قلنا: قد سلف من حديث عائشة برقم (24092).

ومن حديث حفصة برقم (26452).

ومن حديث عائشة أو حفصة برقم (25513) وذكرنا الاختلاف فيه على نافع.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وأخرجه مسلم (1490)(63)، والبيهقي في "السنن" 7/ 438، والمِزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة صفية بنت أبي عبيد) من طرق، عن الليث، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 76 من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث، عن ابن الهاد، عن نافع، به، فزاد فيه ابنَ الهاد. وعبدُ الله ابنُ صالح -وهو كاتب الليث- ضعيف.

وأخرجه الطيالسي (1587)، وأبو يعلى (7033)، والطبراني في "الكبير" 23/ (359) و (389) من طرق، عن نافع، به.

وسلف من حديث عائشة برقم (24092).

ومن حديث حفصة برقم (26452).

وذكرنا الاختلاف فيه على نافع في الرواية (25513).

(2)

في (م): أن.

ص: 51

عَنْ حَفْصَةَ (1)، أَوْ عَائِشَةَ، أَوْ عَنْهُمَا كِلْتَيْهِمَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُحِدَّ فَوْقَ ثَلَاثٍ (2) إِلَّا عَلَى زَوْجِهَا "(3).

(1) في (م): حدثته عن حفصة.

(2)

في (ظ 6) ونسخة في (ظ 2): ثلاثة أيام.

(3)

إسناده على شرط مسلم كسابقه. عفَّان: هو ابن مُسلم الصفَّار، وعبد العزيز بن مسلم: هو القَسْمَلِيّ.

وأخرجه مسلم (1490)(63)، والمِزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة صفية بنت أبي عُبيد) من طريق شيبان بن فرُّوخ، عن عبد العزيز بنُ مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن راهويه (1039)، عن صالح بن قُدامة، عن عبد الله بن دينار، به.

واختلف فيه على صالح بن قُدامة:

فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1929) عن أحمد بن محمد بن نافع، عن أبي مصعب أحمد بن أبي بكر المدني، عن صالح بن قُدامة، عن عبد الله بن دينار، عن نافع، عن ابن عمر، عن صفية، به. وقال: لم يرو هذا الحديث عبد الله بن دينار إلا صالح بن قدامة.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5888)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1970 من طريق عبد السلام بن حفص (ويقال: ابن مصعب) عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن حفصة، به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عبد الله بن دينار إلا عبد السلام بن مصعب، وقال ابن عديّ: ولا يقول عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، غير عبد السلام، وإنما يُروى هذا عن الله بن دينار، عن نافع بإسناد آخر.

قلنا: قد سلف من حديث عائشة برقم (24092).

ومن حديث حفصة برقم (26452). =

ص: 52

26457 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ (1)، عَنْ حَفْصَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ لَمْ يُجْمِعِ الصِّيَامَ مَعَ الْفَجْرِ، فَلَا صِيَامَ لَهُ "(2).

= وذكرنا الاختلاف فيه على نافع في الرواية (25513).

(1)

جاء في هامش (ق): عن أبيه، وعليها علامة الصحة، وهي زيادة من الناسخ، إذ إنها لم ترد في باقي النسخ، إنما أُشيرَ في هوامشها إلى أن رواية "تحفة الأشراف": عن سالم، عن أبيه، عن ابن عمر، ولم يرد هذا الحديث في "أطراف المسند".

(2)

إسناده ضعيف، فيه ابنُ لهيعة، وهو عبد الله، وقد سمع منه الحسن بن موسى بعد احتراق كتبه، ثم إنه اختلف عليه كما سيرد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الله بن أبي بكر: هو ابن محمد بن عمرو بن حزم، وسالم: هو ابنُ عبد الله بن عمر. وقد اختلف في وقفه ورفعه، ورفعُه غير ثابت فيما قال البخاري في "التاريخ الأوسط"(المطبوع خطأً باسم "التاريخ الصغير") 1/ 134، ونقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 348. وكذلك صوَّب وقفه النسائي في "الكبرى" 2/ 117 - 118، والدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 163.

وقد اختلف فيه على الزُّهري، فرواه عبد الله بنُ أبي بكر وغيرُه عنه، واختُلف عليهم:

فأما حديث عبد الله بن أبي بكر، فرواه ابن لهيعة، واختلف عليه كذلك:

فرواه حسن بنُ موسى -كما في هذه الرواية- عن ابن لهيعة، عن عبد الله ابن أبي بكر، عن الزهري، عن سالم، عن حفصة مرفوعاً.

وخالف حسنَ بنَ موسى: عبدُ الله بنُ وهب -فيما أخرجه أبو داود (2454)، وابن خزيمة (1933)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 54، والدارقطني 2/ 172، والبيهقي في "السنن" 4/ 202، وفي "معرفة السنن =

ص: 53

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والآثار" 6/ 228 - 229، والخطيب في "تاريخه" 3/ 92 - وعبدُ الله بنُ يوسف -فيما أخرجه الطحاوي 2/ 54، والطبراني في "الكبير" 23/ (367) - كلاهما عن ابن لهيعة، عن عبد الله بن أبي بكر، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر، عن حفصة، مرفوعاً، فأدخلا بين سالم وحفصة ابن عمر.

ورواه يحيى بن أيوب عن عبد الله بن أبي بكر، واختلف عليه كذلك:

فرواه سعيد بن أبي مريم -فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/ 134، والترمذي في "جامعه"(730)، وفي "العلل الكبير" 1/ 348، والبيهقي في "السنن" 1/ 221، وفي "الصغير"(1292)، وفي "معرفة السنن والآثار" 6/ 229، والبغوي في "شرح السنة"(1744)، وعبد الله بن وهب- فيما أخرجه أبو داود (2454)، وابن خزيمة (1933)، والطحاوي 2/ 54، والدارقطني 2/ 172، والبيهقي في "السنن" 4/ 202 و 213، وفي "معرفة السنن والآثار" 6/ 229، والخطيب في "تاريخه" 3/ 92، والبغوي في "شرح السنة"(1744)، وأشهب فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 196، وفي "الكبرى"(2642)، ثلاثتهم عن يحيى بن أيوب، عن عبد الله بن أبي بكر، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن حفصة مرفوعاً. قال الترمذي: حديث حفصة حديث لا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه، وقد رُوي عن نافع، عن ابن عمر قوله، وهو أصحُّ، وهكذا أيضاً رُوي هذا الحديث عن الزُّهري موقوفاً، ولا نعلم أحداً رفعه إلا يحيى بن أيوب.

وقال البخاري -فيما نقله الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 349 - : عن سالم عن أبيه، عن حفصة، عن النبي صلى الله عليه وسلم خطأ، وهو حديث فيه اضطراب، والصحيح عن ابن عمر موقوف، ويحيى بن أيوب صدوق، وقال النسائي في "الكبرى": والصواب عندنا موقوف؛ لأن يحيى بن أيوب ليس بالقوي.

ورواه الليث بن سعد، عن يحيى بن أيوب، واختلف عليه كذلك:

فرواه شعيب بن الليث -فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 196، وفي "الكبرى"(2641) - وعبد الله بن صالح- فيما أخرجه الطحاوي في "شرح =

ص: 54

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= معاني الآثار" 2/ 54، وعبد الله بن الحكم -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (337) -، وابن بكير-فيما أخرجه البيهقي في "السنن" 13/ 24 - أربعتهم عن الليث، عن يحيى بن أيوب، عن عبد الله بن أبي بكر، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر، عن حفصة، مرفوعاً.

وخالفهم سعيد بن شرحبيل -فيما أخرجه الدارمي (1698)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 196، وفي "الكبرى"(2640) - فرواه عن ليث، عن يحيى بن أيوب، عن عبد الله بن أبي بكر، عن سالم، عن أبيه، عن حفصة، مرفوعاً. ولم يذكر الزهري.

ورواه إسحاق بن حازم -فيما أخرجه ابن أبي شيبة 3/ 31 - 32، وابن ماجه (1700)، والطبراني في "الكبير" 23/ (368)، وفي "الأوسط"(9090)، والدارقطني في "السنن" 2/ 172 - عن عبد الله بن أبي بكر، عن سالم، عن ابن عمر، عن حفصة، مرفوعاً، ولم يذكر الزهري كذلك.

ورواه ابن جريج -فيما أخرجه النسائي 4/ 197، وفي "الكبرى"(2643)، وابن حزم في "المحلى" 6/ 162، والبيهقي في "السنن" 4/ 204، وفي "فضائل الاوقات"(134) - عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، عن حفصة، مرفوعاً. قال النسائي: وحديث ابن جريج عن الزهري غير محفوظ.

ورواه عُقيل عن الزهري، واختلف عليه كذلك:

فرواه رشدين بن سعد -فيما أخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 1010 و 6/ 2077 - عن عُقيل وقرة بن عبد الرحمن، عن الزهري، عن حمزة بن عبد اللّه بن عمر، عن أبيه، عن حفصة، مرفوعاً.

وخالفه الليث بن سعد، فرواه موقوفاً -فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/ 134 - عن عُقيل، عن الزهري، عن سالم بن عبد اللّه بن عمر، عن عبد الله بن عمر وحفصة بنت عمر، قالا: من عزم الصيام، فأصبح متطوعاً، فلا يصلح أن يفطر حتى الليل. =

ص: 55

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ورواه موقوفاً كذلك يونس بن يزيد -فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 197، وفي "الكبرى"(2645) - عن الزهري، عن حمزة بن عبد اللّه بن عمر، عن أبيه، عن حفصة قولها.

ورواه موقوفاً أيضاً عبيد اللّه بن عمر العمري -فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 197، وفي "الكبرى"(2644) - عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن حفصة قولها.

ورواه معمر، عن الزهري، واختلف عليه كذلك:

فرواه إسحاق الدَّبَري عن عبد الرزاق -كما في "المصنف"(7786) - عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن حفصة، قالت: قال: "لا صوم لمن لم يُزمِع الصيامَ من الليل".

ورواه محمود ومحمد بن يحيى -فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/ 133، وحسين بن مهدي -فيما أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 55 - ثلاثتُهم عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، عن حفصة قولها.

وخالف عبدَ الرزاق: ابنُ المبارك -فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/ 133، والنسائي في "المجتبى" 4/ 197، وفي "الكبرى"(2646) و (2647) - فرواه عن معمر، عن الزهري، عن حمزة، عن ابن عمر، عن حفصة قولها.

ورواه سفيان بن عيينة، عن الزهري، واختلف عليه:

فرواه موقوفاً ابنُ أبي شيبة 3/ 32، وعلي ابن المديني، وصدقة -فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/ 132 و 133 - ، وإسحاق بنُ إبراهيم وأحمد بنُ حرب -فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 197، وفي "الكبرى"(2648) و (2649) - خمستهم عن سفيان، عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، عن حفصة قولها. وقال سفيان -فيما نقله البخاري-: ولم أسمعه

-يعني الزهريَّ- ذكر عن حمزة غير هذا. =

ص: 56

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وخالفهم ابن المبارك -فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/ 133، والنسائي في "المجتبى" 4/ 197 - ، ورَوْح بن عبادة -فيما أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 55 - ، والحسن بن عرفة -فيما أخرجه الدارقطني 2/ 173 - ثلاثتهم عن سفيان، عن الزهري، عن حمزة، عن ابن عمر، عن حفصة قولها.

ورواه عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري. واختلف عليه:

فرواه خالد بن عبد الله الواسطي -فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/ 133 - عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، عن حفصة قولها.

وخالفه بشر بن المفضل -فيما أخرجه البخاري 1/ 133 - عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن حمزة، عن ابن عمر، عن حفصة قولها.

ورواه صالح بن أبي الأخضر عن الزهري، واختلف عليه:

فرواه رَوْح بن عبادة -فيما أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 55 - عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن ابن عمر. ولم يذكر حفصة ولم يرفعه.

وأعاده روح عن صالح عن الزهري إلا أنه قال: عن السائب بن يزيد، عن المطلب بن أبي وداعة، عن حفصة قولها.

قلنا: وصالح بن أبي الأخضر ضعيف في الزهري.

ورواه مالك منقطعاً -كما في "الموطأ" 1/ 288 - ومن طريقه النسائي في "المجتبى" 4/ 197 - 198، وفي "الكبرى"(2650)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 55 - عن الزهري، عن عائشة وحفصة موقوفاً، والزهري لم يدرك عائشة ولا حفصة.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 163: ورفعُه غيرُ ثابت، قيل: أيُّ القولين أصح عن الزهري، قول من قال عنه عن سالم، أو من قال عنه عن حمزة؟ فقال: قول من قال عن حمزه أشبه. =

ص: 57

26458 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ - وَهُوَ خَتَنُ سَلَمَةَ الْأَبْرَشِ - قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُوسَى (1)، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ حَفْصَةَ ابْنَةِ عُمَرَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَأْتِي جَيْشٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، يُرِيدُونَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ، خُسِفَ بِهِمْ، فَرَجَعَ مَنْ كَانَ أَمَامَهُمْ لِيَنْظُرَ مَا

= وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 288 - ومن طريقه البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/ 134، والنسائي في "المجتبى" 4/ 198، وفي "الكبرى"(2651)، والبيهقي في "السنن" 6/ 227 - 228 - عن نافع، عن ابن عمر قوله.

وتابع مالكاً عبيدُ الله بن عمر العمري- فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 198، وفي "الكبرى"(2652)، وموسى بن عقبة -فيما أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 55 - فروياه عن نافع، عن ابن عمر قوله.

وفي الباب عن عائشة عند الدارقطني في "السنن" 2/ 171 - 172، والبيهقي 4/ 213، وفي إسناده عبد الله بن عباد، وهو ضعيف.

وعن ميمونة بنت سعد عند الدارقطني 2/ 173، وفي إسناده الواقدي، وهو متروك.

قال السندي: قوله: "من لم يُجمع الصيام مع الفجر"، من الإجماع، أي: لم ينو، والمراد: من لم يكن ناوياً مع طلوع الفجر، وليس المراد أنه يجب النية حينئذ، بل يكفي أنه نوى قبل ذلك، وبقي على النية حتى طلع الفجر وهو على نيته، ثم الترمذي قد رجَّح وقف الحديث، وعلى تقدير الرفع، فالإطلاق غيرُ مراد، فحملَه كثير على صيام الفرض لأنه المتبادر، وبعضهم على غير المتعين شرعاً، كالقضاء والكفارة والنذر غير المعين، والله تعالى أعلم.

(1)

تحرف في (ظ 6) إلى: مؤنس.

ص: 58

فَعَلَ الْقَوْمُ، فَيُصِيبَهُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ ". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَكَيْفَ بِمَنْ كَانَ مِنْهُمْ مُسْتَكْرَهًا؟ قَالَ:" يُصِيبُهُمْ كُلَّهُمْ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ كُلَّ امْرِئٍ عَلَى نِيَّتِهِ "(1).

26459 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْأَشْجَعِيُّ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْمُلَائِيُّ، عَنِ الْحُرِّ بْنِ الصَّيَّاحِ، عَنْ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ حَفْصَةَ، قَالَتْ: أَرْبَعٌ لَمْ يَكُنْ يَدَعُهُنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: صِيَامَ عَاشُورَاءَ، وَالْعَشْرَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَالرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ (2).

(1) إسناده ضعيف لضعف سلمة -وهو ابن الفضل- الأبرش، ولعنعنة محمد بن إسحاق، ولجهالة عبد الرحمن بن موسى، فلم يرو عنه سوى عاصم بن عمر بن قتادة، وقد ترجم له البخاري في "تاريخه" 5/ 354، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 288، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم يترجم له الحسيني في "الإكمال"، ولا الحافظ في "التعجيل"، وهو على شرطهما. إسحاق بن إبراهيم الرازي: روى عنه جمع، وقال الحسيني في "الإكمال": فيه نظر، فتعقَّبه الحافظ في "التعجيل" 1/ 288 بأن أبا حاتم قال (كما في "الجرح والتعديل" 2/ 208): سمعت يحيى بن معين أثنى عليه خيراً.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/ 143 من طريق وهب بن جرير، عن أبيه، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.

قلنا: وقد رواه علي بن مجاهد -فيما ذكر البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/ 143 - عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر، عن عبد الرحمن بن موسى، عن عبد الله بن صفوان، عن صفية بنت أبي عبيد، عن أم سلمة مرفوعاً. وعلي بن مجاهد متروك.

وقد سلف بغير هذه السياقة برقم (26444) بإسناد صحيح، فانظره.

(2)

حديث ضعيف، دون قوله: والركعتين قبل الغداة، فصحيح، وقد =

ص: 59

26460 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ سَوَاءٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ: يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، وَيَوْمَ الِاثْنَيْنِ مِنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى (1).

= سلف الكلام عليه في الرواية (22334)، وفي هذا الإسناد أبو إسحاق الأشجعي، وهو مجهول، فقد تفرَّد بالرواية عنه هاشم بنُ القاسم، ولم يُؤثر توثيقُه عن أحد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 220، وفي "الكبرى"(2724)، وأبو يعلى (7041) و (7048) و (7049)، وابن حبان (6422)، والطبراني في "الكبير" 23/ (354) و (396)، وفي "الأوسط"(7827)، والخطيب في "تاريخه" 9/ 105 و 246 و 12/ 365، والمزي في "تهذيبه"(ترجمة أبي إسحاق) من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.

وفي المحافظة على الركعتين قبل الغداة شاهد صحيح من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشدَّ معاهدة من الركعتين قبل الصبح. وسيرد برقم (24167).

قال السندي: قوله: والعشر، لعل المراد عشر ذي الحجة، والمراد صيام ما يجوز صيامه من العشر، وعلى هذا فما جاء أنه ما صام في العشر فالمراد جميع العشر، فليتأمل، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده ضعيف لجهالة حال سَوَاء الخُزاعي، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ثم إن هذا الإسناد منقطع بين عاصم -وهو ابن أبي النَّجود- وسَواء الخزاعي، بينهما المسيب بن رافع، أو معبد بن خالد، كما سيرد في التخريج. وعاصم بن أبي النَّجود تكلموا في حفظه، وقد اضطرب في هذا الإسناد:

فرواه رَوْح بن عبادة -كما سيرد في الرواية (26463) - وعفان بن مسلم =

ص: 60

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= كما سيرد مطولاً في الرواية (26464) -ومحمد بن الفضل- فيما أخرجه عبد بن حميد (1544) - وموسى بن إسماعيل -فيما أخرجه أبو داود (2451) - والنضر بن شميل -فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 203، وفي "الكبرى"(2675) - وعبد الأعلى بن حماد -فيما أخرجه أبو يعلى (7047) - والحجاج بن منهال-فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (352) - وعبد الواحد بن غياث- فيما أخرجه البيهقي في "السنن" 4/ 294 - 295، وفي "الشعب"(3850) - ثمانيتهم عن حماد، بهذا الإسناد.

وخالفهم أبو نصر التمار عبد الملك بن عبد العزيز -فيما أخرجه النسائي 03/ 24، وفي "الكبرى"(2674) - فرواه عن حماد بن سلمة، عن عاصم، عن سَواء الخزاعي، عن أم سلمة: قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم

فذكره. فجعله من حديث أمّ سلمة.

ورواه زائدة -كما سيرد (26461) - عن عاصم، عن المسيب، عن حفصة، فذكره مطولاً، ولم يذكر سَواء الخزاعي، وقال فيه: وكان يصوم الإثنين والخميس. والمسيب -وهو ابن رافع- لم يسمع من أحد من الصحابة إلا من البراء وأبي إياس عامر بن عبدة.

ورواه أبان بن يزيد -كما سيرد (26465) - عن عاصم، عن مَعْبَد بن خالد الجَدَلي، عن سَواء الخُزاعي، عن حفصة، به.

ورواه قيس بن الربيع -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (353) - عن عاصم، عن المسيب بن رافع، عن سَواء الخزاعي، عن حفصة.

ورواه سفيان الثوري -فيما أخرجه النسائي في "الكبرى"(2673) و (2786) - عن عاصم، عن المسيب بن رافع، عن سَواء الخزاعي، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم الاثنين والخميس. فجعله من حديث عائشة.

ورواه أبو أيوب الإفريقي -وهو عبد الله بن علي- فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 9/ 8 - عن عاصم، عن المسيب بن رافع ومعبد بن خالد، عن =

ص: 61

26461 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ، وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ الْأَيْمَنِ، وَكَانَتْ يَمِينُهُ لِطَعَامِهِ وَطُهُورِهِ، وَصَلَاتِهِ وَثِيَابِهِ، وَكَانَتْ شِمَالُهُ لِمَا سِوَى ذَلِكَ، وَكَانَ يَصُومُ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ (1).

= حارثة بن وهب، عن حفصة، به.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 164: يُشبه أن يكون عاصم سمعه من المسيب ومن معبد جميعاً.

وانظر الحديث قبله.

وقد صح الترغيب بصيام ثلاثة أيام من كل شهر دون تقييد، من أحاديث عدد من الصحابة، أشرنا إليها في حديث عبد الله بن عمر السالف برقم (5643).

(1)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لاضطراب عاصم -وهو ابن أبي النَّجود- في إسناده، كما بيَّنَّا ذلك في الرواية السابقة. حُسين بن علي: هو الجُعْفيّ، وزائدة: هو ابن قُدامة الثقفيّ، والمسيّب: هو ابن رافع.

وأخرجه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" ص 144 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، إلا أنه لم يذكر صوم الاثنين والخميس.

وأخرجه بتمامه ومختصراً ابنُ أبي شيبة 1/ 152 و 3/ 42 و 9/ 76، وعَبْد بنُ حُميد، كما في "المنتخب"(1545)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 203 - 204، وفي "الكبرى"(2676) و (2787) و (10600) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(764) -، وأبو يعلى (7037)، والطبراني في "الكبير" 23/ (347)، وابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة"(730) من طريق حُسين بن علي الجُعفيّ، به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10599) -وهو في "عمل اليوم والليلة" =

ص: 62

26462 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ سَوَاءٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ حَفْصَةَ ابْنَةِ عُمَرَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ، وَقَالَ:

= (763) -، وابن السني (731) من طريق سفيان الثوري عن عاصم، عن المسيِّب، عن سَواء الخُزاعي، عن حفصة، به. مختصراً بذكر صفة النوم.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 9/ 8، وأبو داود (32)، وأبو يعلى (7042) و (7060)، وهو في "معجم شيوخه"(222)، وابن حبان (5227)، والطبراني في "الكبير" 23/ (346)، والحاكم 4/ 109، والبيهقي في "السنن" 1/ 112 - 113 من طريق أبي أيوب عبد اللّه بن علي الإفريقي، عن عاصم، عن المسيِّب بن رافع، عن حارثة بن وهب، عن حفصة، به. مختصراً، بذكر وصف ما يجعل ليمينه وشماله، غير أنه جاء عند البخاري مختصراً بذكر الصوم. وقرن بعضهم بالمسيِّب بن رافع معبدَ بنَ خالد. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه! فتعقَّبه الذهبي بقوله: في سنده مجهول.

قال الحافظ في "نتائج الأفكار" ص 146: وفي تصحيحه نظر؛ لأن في أبي أيوب الإفريقي -واسمه عبد الله بن علي- مقالاً، مع الاضطراب من عاصم في سنده.

وسيأتي مطولاً ومختصراً بالأرقام (26462) و (26464) و (26465).

وقولها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه، وضع يده اليمنى تحت خده الأيمن، يشهد له حديثُ حذيفة بن اليمان عند البخاري (6314). وقد سلف برقم (23244).

وفي باب قولها: كانت يمينه لطعامه وطهوره وصلاته وثيابه، وكانت شماله لما سوى ذلك: عن عائشة، سلف برقم (24627)، وانظر (26283).

وقولها: وكان يصوم الاثنين والخميس، يشهد له حديث عائشة، وقد سلف برقم (24508)، وهو حديث صحيح.

ص: 63

" رَبِّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ " ثَلَاثًا (1).

26463 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ سَوَاءٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنِ حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ (2): الِاثْنَيْنِ، وَالْخَمِيسَ، وَالِاثْنَيْنِ مِنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى (3).

(1) حديث صحيح لغيره، وهذأ إسناد ضعيف، كما بينا في الرواية (26460).

وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 74 - 75 و 10/ 250، والنسائي في "الكبرى"(10597) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(761) -، وأبو يعلى (7058)، وابن السنّي في "عمل اليوم والليلة"(729) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (7034)، وابن السني (728) من طريق إبراهيم بن الحجاج، عن حماد بن سلمة، به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10599) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(763) -، وابن السنيّ (731) من طريق سفيان الثوري، عن عاصم، عن المسيّب بن رافع، عن سَواء الخزاعي، به.

وسيرد بالرقمين (26464) و (26465).

وقد سلف برقم (26461).

ويشهد له حديث حذيفة السالف برقم (23244). وإسناده صحيح.

وفي الباب أيضاً عن ابن مسعود سلف برقم (3742)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

(2)

في (ظ 6): أيام من الشهر.

(3)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (26460)، غير أن شيخ الإمام أحمد هنا =

ص: 64

26464 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ سَوَاءٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ، اضْطَجَعَ عَلَى يَدِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ قَالَ:" رَبِّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ ". ثَلَاثَ مِرَارٍ، وَكَانَ يَجْعَلُ يَمِينَهُ لِأَكْلِهِ وَشُرْبِهِ، وَوُضُوئِهِ وَثِيَابِهِ، وَأَخْذِهِ وَعَطَائِهِ، وَكان (1) يَجْعَلُ شِمَالَهُ لِمَا سِوَى ذَلِكَ، وَكَانَ يَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ (2) مِنْ كُلِّ شَهْرٍ: الِاثْنَيْنِ، وَالْخَمِيسَ، وَالِاثْنَيْنِ مِنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى (3). (4)

26465 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبَانُ - يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ الْعَطَّارَ - قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ سَوَاءٍ الْخُزَاعِيِّ

= هو رَوْح، وهو ابنُ عُبادة.

وأخرجه أبو يعلى (7059) من طريق رَوْح، بهذا الإسناد.

(1)

لفظ: "كان" ليس في (م).

(2)

لفظ: "ثلاثة أيام" ليس في (ق).

(3)

في (ق): الآخرة.

(4)

صحيح لغيره دون قوله: وكان يصوم ثلاثةً من كل شهر: الاثنين والخميس والاثنين من الجمعة الأخرى. وهذا إسناد ضعيفٌ، كما بيَّنّا في الرواية (26460)، وهذا الحديث مطوَّل سابقه، غير أن شيخ أحمد هنا هو عفّان، وهو ابنُ مسلم الصفَّار.

وأخرجه البيهقي في "فضائل الأوقات"(298) من طريق عفان، بهذا الإسناد، مختصراً بصومه ثلاثة أيام من كل شهر.

وقولها: إذا أوى إلى فراشه، سلف برقم (26462).

وقولها: وكان يجعل يمينه لأكله

إلخ، سلف برقم (26461).

ص: 65

عَنْ حَفْصَةَ ابْنَةِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْقُدَ، وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ قَالَ:" اللهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ ". ثَلَاثَ مِرَارٍ، وَكَانَتْ يَدُهُ الْيُمْنَى لِطَعَامِهِ وَشَرَابِهِ، وَكَانَتْ يَدُهُ الْيُسْرَى لِسَائِرِ حَاجَتِهِ (1).

26466 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمُدَنِيِّ (2)، قَالَ: حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ ابْنَةُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ قَدْ وَضَعَ ثَوْبَهُ بَيْنَ فَخِذَيْهِ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَاسْتَأْذَنَ، فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى هَيْئَتِهِ، ثُمَّ عُمَرُ بِمِثْلِ هَذِهِ الْقِصَّةِ، ثُمَّ عَلِيٌّ، ثُمَّ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى هَيْئَتِهِ، ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ، فَاسْتَأْذَنَ، فَأَذِنَ لَهُ، فَأَخَذَ ثَوْبَهُ (3) فَتَجَلَّلَهُ، فَتَحَدَّثُوا، ثُمَّ خَرَجُوا. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، جَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعَلِيٌّ وَسَائِرُ أَصْحَابِكَ، وَأَنْتَ عَلَى هَيْئَتِكَ، فَلَمَّا جَاءَ عُثْمَانُ، تَجَلَّلْتَ بِثَوْبِكَ! فَقَالَ: " أَلَا

(1) إسناده ضعيف كما بيَّنّا في الرواية (26460). عبد الصمد: هو ابنُ عبد الوارث العنبري، ومعبد بن خالد: هو الجدَلي.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10598) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(762) -، والطبراني في "الكبير" 23/ (394) و (398)، وابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة"(732) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (5045) من طريق إسماعيل، عن أبان، به.

وانظر ما قبله.

(2)

في نسخة في (ق) و (ظ 2) و (هـ): المزني.

(3)

في (ظ 6): بثوبه.

ص: 66

أَسْتَحْيِي مِمَّنْ تَسْتَحِيي (1) مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ " (2).

26467 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ - يَعْنِي شَيْبَانَ - عَنْ أَبِي الْيَعْفُورِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي (3) سَعِيدٍ الْمُدَنِيِّ (4)، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ (5) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ، فَوَضَعَ ثَوْبَهُ بَيْنَ فَخِذَيْهِ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ، فَأَذِنَ لَهُ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى هَيْئَتِهِ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ يَسْتَأْذِنُ، فَأَذِنَ لَهُ

(1) في (م) و (ق): ألا أستحي ممن تستحي.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عبد الله بن أبي سعيد المدني، فلم يرو عنه غير اثنين، فيما ذكر الحافظ في "التعجيل"، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، لكن قال الحافظ: لم يأت بمتن منكر، فهو على قاعدة ثقات ابن حبان، لكن لم أرَ ذكره في النسخة التي عندي، والله أعلم. قلنا: وأبو خالد: ذكره الحافظ في "التعجيل"، وقال: ذكر أبو أحمد الحاكم في "الكنى" أن اسمه يزيد، وقيل: عثمان. قلنا: ولم يُوثر توثيقُه عن أحد. وقد تابعه أبو يعفور، كما في الرواية التالية، وبقيةُ رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. رَوْح: هو ابنُ عُبادة.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/ 231 من طريق رَوْح، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بنُ حُميد (1547)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 104، والطبراني في "الكبير" 23/ (400)، وفي "الأوسط"(8927) من طرق عن ابن جُريج، به.

ولمرفوعه شاهد من حديث عائشة عند مسلم (2401)، وسلف برقم (24330).

(3)

سقطت لفظة: "أبي" من النسخ الخطية.

(4)

في (م) و (ق) و (ظ 2): المزني.

(5)

في (ظ 6): دخلت على.

ص: 67

وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى هَيْئَتِهِ، وَجَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَأَذِنَ لَهُمْ، وَجَاءَ عَلِيٌّ يَسْتَأْذِنُ، فَأَذِنَ لَهُ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى هَيْئَتِهِ، ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فَاسْتَأْذَنَ، فَتَجَلَّلَ ثَوْبَهُ، ثُمَّ أَذِنَ لَهُ، فَتَحَدَّثُوا سَاعَةً ثُمَّ خَرَجُوا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، دَخَلَ عَلَيْكَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعَلِيٌّ وَنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِكَ وَأَنْتَ عَلَى هَيْئَتِكَ لَمْ تَحَرَّكْ (1)، فَلَمَّا دَخَلَ عُثْمَانُ تَجَلَّلْتَ ثَوْبَكَ! (2) فَقَالَ:" أَلَا أَسْتَحْيِي مِمَّنْ تَسْتَحيِي (3) مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ "(4).

(1) في (م): تتحرك.

(2)

في (ق): بثوبك.

(3)

في (ق) و (م): ألا أستحي ممن تستحي.

(4)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عبد الله بن أبي سعيد، كما بينا في الرواية السالفة، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وأبو يعفور؛ ذكر الحافظ في "التعجيل" في ترجمة عبد اللّه بن أبي سعيد أن أبا أحمد الحاكم قال: أبو يعفور الراوي عنه أُراه عبد الرحمن بنَ عُبيد، يعني أبا يعفور الأصغر.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 105، وأبو يعلى (7038)، والطبراني في "الكبير" 23/ (355)، والبيهقي في "السنن" 2/ 231 - 232 من طرق عن شيبان، بهذا الإسناد. وتحرف اسم أبي يعفور في مطبوع "التاريخ الكبير" إلى أبي يعقوب. ورواية البخاري وأبي يعلى مختصرة.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 105 من طريق أبي حمزة، عن أبي يعفور، به. وتحرف اسم أبي يعفور كذلك إلى أبي يعقوب.

وذكرنا شاهده الذي يصح مرفوعه به في الرواية السالفة.

ص: 68

26468 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ (1)، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا الْحُرُّ بْنُ الصَّيَّاحِ، عَنْ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ امْرَأَتِهِ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ (2) تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ: أَوَّلَ اثْنَيْنِ مِنَ الشَّهْرِ، وَخَمِيسَيْنِ (3). (4)

26469 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَأَبُو كَامِلٍ وَعَفَّانُ، قَالُوا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ - قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: - أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ حَفْصَةَ، أَنَّ عُطَارِدَ بْنَ حَاجِبٍ قَدِمَ مَعَهُ بِثَوْبِ (5) دِيبَاجٍ، كَسَاهُ إِيَّاهُ كِسْرَى، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ اشْتَرَيْتَهُ، فَقَالَ:

(1) جاء في (م) قبل هذا الحديث العنوان التالي: حديث بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.

(2)

في (ظ 6): يصوم يوم تسع.

(3)

في (ظ 2) و (ق): من الشهر والخميس وخميسين.

(4)

حديث ضعيف، وهو مكرر (22334)، غير أن الإمام أحمد رواه هنا عن عفَّان وحده، وسيكرر برقم (27376).

والصحيح في هذا الباب ما رواه مسلم (1160)(194) من طريق معاذة العدوية أنها سألت عائشة زوجَ النبي صلى الله عليه وسلم: أكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصومُ من كلِّ شهر ثلاثةَ أيام؟ قالت: نعم. فقلت لها: من أيِّ أيام الشهر كان يصوم؟ قالت: لم يكن يبالي من أي أيام الشهر يصوم.

وقد سلف برقم (25127).

(5)

في (م): ثوب.

ص: 69

إِنَّمَا يَلْبَسُهُ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ " (1).

26470 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ. وَأَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ أَبُو عَامِرٍ: قَالَ نَافِعٌ: أُرَاهَا حَفْصَةَ - أَنَّهَا سُئِلَتْ عَنْ قِرَاءَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: إِنَّكُمْ لَا تَسْتَطِيعُونَهَا. قَالَ: فَقِيلَ لَهَا: أَخْبِرِينَا بِهَا. قَالَ: فَقَرَأَتْ قِرَاءَةً تَرَسَّلَتْ فِيهَا. قَالَ أَبُو عَامِرٍ: قَالَ نَافِعٌ: فَحَكَى لَنَا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} . ثُمَّ قَطَّعَ {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} . ثُمَّ قَطَّعَ {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} (2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن الظاهر أن فيه انقطاعاً، فإنهم لم يذكروا لأبي مجلز -وهو لَاحقُ بنُ حُمَيد- سماعاً من حفصة، ولعله لم يدركها. أبو كامل: هو مظفَّر بن مُدْرك الخُراساني.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9616) من طريق عفَّانٍ، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (357) و (395) من طريقين، عن حمَّاد بن سَلَمة، به.

وله شاهدٌ يصحُّ به من حديث ابن عمر، سلف برقم (4713)، وذكرنا أحاديث الباب هناك.

(2)

رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مكرر (26451). غير أن شيخي الإمام أحمد هنا، هما: وكيع، وهو ابن الجراح، وأبو عامر- وهو عبد الملك ابن عَمرو العَقَدي.

وأخرجه أبو عمرو الداني في "التحديد في الإتقان والتجويد" ص 75 - 76 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. ولم يذكر: حفصة.

ص: 70

‌حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(1)

26471 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ سُبَيْعَةَ ابْنَةَ الْحَارِثِ وَضَعَتْ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِعِشْرِينَ (2) لَيْلَةً، أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ، وَأَرَادَتِ التَّزْوِيجَ، فَقَالَ لَهَا أَبُو السَّنَابِلِ: لَيْسَ لَكِ ذَلِكَ حَتَّى يَأْتِيَ عَلَيْكِ آخِرُ الْأَجَلَيْنِ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" تَزَوَّجُ إِذَا شَاءَتْ "(3).

(1) هي هند بنت أبي أمية بن المغيرة أم المؤمنين المخزومية، بنت عمّ خالد بن الوليد، وهي من المهاجرات الأُول، كانت قبل النبي صلى الله عليه وسلم عند أخيه من الرضاعة أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي، فمات عنها، فتزوَّجها النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك سنة أربع من الهجرة، وكانت تعدُّ من فقهاء الصحابيات، وكانت آخر من مات من أمهات المؤمنين، ماتت سنة إحدى -أو اثنتين- وستين، ولها نحو من تسعين سنة. انظر "سير أعلام النبلاء" 2/ 201.

(2)

في (ظ 2) و (ق): لعشرين.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، سليمان بن يسار لم يسمع هذا الحديث من أمِّ سَلَمة، بينهما أبو سلمة بنُ عبد الرحمن، وقد سمعه أبو سلمة مرةً بواسطة كُريب مولى ابنِ عباس، كما سيأتي برقم (26675)، ومرة دون واسطة، كما سيأتي (26658) و (26715).

وقد ذكرنا أحاديث قصة سُبَيْعة في مسند ابن مسعود عند الرواية (4273).

قال السندي: قولها: التزويج، أي: أن يزوجها وليها من أحد، أو أن تزوج هي نفسها من أحد. =

ص: 71

26472 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: لَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ: غَرِيبٌ وَمَاتَ بِأَرْضِ غُرْبَةٍ، فَأَفَضْتُ بُكَاءً، فَجَاءَتْ امْرَأَةٌ تُرِيدُ أَنْ تُسْعِدَنِي مِنَ الصَّعِيدِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" تُرِيدِينَ أَنْ تُدْخِلِي (1) الشَّيْطَانَ بَيْتًا قَدْ أَخْرَجَهُ اللهُ عز وجل مِنْهُ؟ " قَالَتْ: فَلَمْ أَبْكِ عَلَيْهِ (2). (3)

= آخر الأجلين: يريد أنه قد جاءت آيتان متعارضتان، إحداهما تقتضي أن العدة في حقها أربعةُ أشهر وعشر، وهي قوله تعالى:{والذين يُتَوَفَّوْنَ منكم ويذرون أزواجاً يَتَرَبَّصْنَ بأنفسهن أربعةَ أشهرٍ وعشراً} [البقرة: 234]. والثانية تقتضي أن العدة في حقها وضعُ الحمل، وهي قوله تعالى:{وأُولات الأحمال أجلُهن أن يضعنَ حملهنَّ} [الطلاق: 4]، ولم تدر العمل بأيّهما، فالوجه العملُ بالأحوط، وهو الأخذ بالأجل المتأخر، فإن تأخّر وضع الحمل عن أربعة أشهر وعشر، يؤخذ به، وإن تقدم يؤخذ بأربعة أشهر وعشر. نعم، قد يتساويان، فلا يبقى أبعد الأجلين، بل هما يجتمعان، لكن هذا القسم لقلّته لم يُذكر.

قلنا: وجمهور العلماء من السلف وأئمة الفتوى في الأمصار: أن الحامل إذا مات عنها زوجها تَحِلُّ بوضع الحمل وتنقضي عدة الوفاة.

تَزَوَّجُ، أي: تتزوَّجُ.

(1)

في (ق): يدخل.

(2)

لفظة: "عليه" ليست في (ظ 6).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو نَجِيح -وهو يسار الثقفي والد عبد الله بن أبي نجيح- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الحميدي (291)، وابن أبي شيبة 3/ 391، ومسلم (922)، وأبو يعلى (6948) و (6955)، وابن حبان (3144)، والطبراني في "الكبير" 23/ (601)، والبيهقي في "السنن" 4/ 63 من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد. =

ص: 72

26473 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ نَبْهَانَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ذَكَرَتْ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا كَانَ لِإِحْدَاكُنَّ مُكَاتَبٌ، فَكَانَ عِنْدَهُ مَا يُؤَدِّي، فَلْتَحْجِبْ مِنْهُ "(1).

= قال السندي: قولها: فأفضت بكاءً، من أفاض الماء، أي: سيَّله، وبكاءً: منصوب على أنه مفعول.

تُسعدني: من الإسعاد، أي: توافقني في البكاء.

من الصعيد: متعلق بجاءت.

فقال: أي: لتلك المرأة، أو لأمّ سلمة.

(1)

إسناده ضعيف. نَبْهان -وهو مولى أمِّ سَلَمة ومكاتَبُها- لم يذكروا في الرواة عنه سوى الزُّهري ومحمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، وقال الدارقطني في رواية محمد بن عبد الرحمن: غير محفوظ، وقال ابن حزم في "المحلى" 11/ 3: لا يوثق، وقال ابن عبد البر: مجهول، أي: حيث يتابع، وإلا فهو لين، وقد تفرد بهذا الحديث. وقال الإمام أحمد: نبهان روى حديثين عجيبين يعني هذا الحديث. وحديث أفعمياوان أنتما. قلنا: ومما يدل على ضعف هذا الحديث عمل السيدة عائشة رضي الله عنها بخلافه، فقد روى البيهقي في "سننه" 10/ 324 من طريق أبي معاوية الضرير، عن عمرو بن ميمون بن مهران، عن سليمان بن يسار، عن عائشة، قال: استأذنت عليها، فقالت: من هذا؟ فقلتُ: سليمان، قالت: كم بقي عليك من مكاتبتك؟ قال: قلت: عشر أواق، قالت: ادْخُلْ، فإنك عبد ما بقي عليك درهم. وهذا إسناد. صحيح. وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.

وأخرجه المزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة نبهان) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي في "السنن"(600)، والحميدي (289)، وأبو داود (3928)، والترمذي (1261)، والنسائي في "الكبرى"(9228)، وابنُ ماجه (2520)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(298)، وفي "شرح معاني =

ص: 73

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الآثار" 4/ 331، والطبراني في "الكبير" 23/ (955)، والبيهقي في "السنن" 10/ 327، وفي "السنن الصغير" (4443) و (4444) من طريق سفيان بن عُيينة، به. وجاء عند الشافعي والحميدي والطحاوي قول سفيان: وسمعتُه من الزُّهري، وثبَّتنيه معمر. وقال الترمذىِ: هذا حديث حسن صحيح!.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5030) من طريق سليمان بن بلال ومحمد ابن أبي عتيق، و (5031) من طريق ابن إسحاق، و (5032) و (5033) و (9227) من طريق إبراهيم بن سعد، وابن طهمان في "مشيخته"(73)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(299) من طريق مالك، والطحاوي أيضاً (300) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، وابن حبان (4322) من طريق يونس، سبعتُهم عن الزُّهري، به، مطولاً ومختصراً.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/ 328 من طريق ابن وَهْب، عن سمعان، عن الزُّهري، أنَّ أمَّ سَلَمة زوجَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم باعت نبهانَ مُكاتَباً

فذكره مطولاً.

وقال: هكذا رواه عبد الله بنُ زياد بن سمعان، وهو ضعيف، ورواية الثقات عن الزهري بخلافه.

ورواه سفيان الثوري، واختُلف عليه فيه:

فرواه مَخْلَد بن يزيدَ الحرَّاني -فيما أخرجه النسائي في "الكبرى"(5028) - عن سفيان الثوريّ، وقال: عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن الزُّهري، قال: كان مكاتَبٌ لامِّ سَلَمة يقال له: نبهان، قالت أمّ سلمة: سمعت

ورواه قَبيصة -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (677) - عن سفيان الثوري، عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن مكاتَب لأمِّ سلمة يقال له نبهان، عن أم سلمة

فأسقط الزُّهريّ.

ورواه مؤمَّل وحُسين بنُ حفص -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 173 - عن سفيان الثوري، عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن الزُّهري، عن نبهان، عن أم سلمة. =

ص: 74

26474 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ، سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ، فَأَرَادَ رَجُلٌ (1) أَنْ يُضَحِّيَ، فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعْرِهِ، وَلَا مِنْ بَشَرِهِ "(2).

= قال الدارقطني: وهو محفوط صحيح عن الزهري، وقولهما: عن الزُّهري أشبه بالصواب من قول قَبيصة.

وسيرد برقمي: (26629) و (26656).

وانظر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص السالف برقم (6666).

قال السندي: قوله: "إذا كان لإحداكن

إلخ"، الخطاب للنساء مطلقاً، قال الترمذي: هذا الحديث عند أهل العلم محمولٌ على التورُّع، لا أنه يَعتِقُ بمجرد القدرة على الأداء، فإنه لا يَعْتِقُ عندهم إلا بالأداء، وذكر البيهقي في "السنن" 10/ 327 عن الشافعي ما يدلُّ على أن الحديث لا يخلو عن ضعف بجهالة نبهان، وعلى تقدير ثبوت الحديث يحمل على خصوص الحكم المذكور بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم بناءً على أن الخطاب بإحداكنّ معهن، وقال ابن سريج: قال ذلك ليحرك احتجابهن عنه على تعجيل الأداء، والمصير إلى الحرية، ولا يترك ذلك من أجل دخوله عليهن، فالمطلوب بيان المصلحة في حمله على الأداء، لا بيان الحكم. وقيل: معناه: فلتستعدّ للاحتجاب منه، إشارة إلى قرب زمانه وحصوله بمجرد الأداء، فالحديث دليل على انتفاء الاحتجاب من العبد، والله تعالى أعلم.

(1)

في (ظ 6): الرجل.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن بن حُميد: هو ابنُ عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 160 (ترتيب النسائي)، والحُميدي (293)، ومسلم (1977)(39) و (40)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 212، وفي "الكبرى "(4454)، وابن ماجه (3149)، والدارمي (1948)، وأبو عوانة =

ص: 75

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 5/ 206، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5511) و (5512) والطبراني في "الكبير" 23/ (565)، والبيهقي في "السنن" 9/ 266، وفي "معرفة السنن والآثار"(18888) و (18921)، والبغوي في "شرح السنة"(1127) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.

وعند الحميدي وإحدى روايتي مسلم: قيل لسفيان بن عُيينة: فإن بعضهم لا يرفعُه، قال: لكني أرفعُه.

قلنا: قد رواه موقوفاً أنس بن عياض فيما أخرجه الطحاوي عقب الحديث (5512) عن عبد الرحمن بن حُميد، به.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 207، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2312 من طريق مسلم بن خالد، عن ابن جريج، عن الزُّهري، عن سعيد بن المسيب، به، مرفوعاً.

قال ابن عدي: وهذا من حديث الزهري، عن سعيد بن المسيب، لا أعرفه إلا من هذا الوجه.

قلنا: مسلم بن خالد -المعروف بالزنجي- وإن يكن كثير الأوهام- توبع.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 212، وفي "الكبرى"(4453) من طريق شَريك بن عبد الله النَّخَعي، عن عثمان بن حكيم بن عباد الأحلافي (نسبة إلى الأحلاف: بطن من كلب)، عن سعيد بن المسيب، مقطوعاً. وشريك سيئالحفظ.

وأخرجه الحاكم 4/ 221 من طريق الحارث بن عبد الرحمن، عن أبي سَلَمة، عن أمِّ سَلَمة، موقوفاً، وقال: هذا شاهد صحيح لحديث مالك، وإن كان موقوفاً.

قلنا: وحديث مالك الذي أشار إليه الحاكم سيأتي برقم (26654)، وسيأتي من طريقين آخرين برقمي (26571) و (26655).

قال السندي: قوله: "فلا يمسَّ من شعره" أي: لا يقطع، ولفظ المساس =

ص: 76

26475 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ سُوقَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: ذَكَرَ النَّبِيُّ (1) صلى الله عليه وسلم الْجَيْشَ الَّذِي يُخْسَفُ بِهِمْ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: لَعَلَّ فِيهِمُ الْمُكْرَهَ، فَقَالَ:" إِنَّهُمْ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ "(2).

= عامٌّ، أُريد به الخصوص.

(1)

في (م): للنبي.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسنادٌ رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن سُوقة: هو محمد، وقد اختلف عليه فيه:

فأخرجه الترمذي (2171)، وابن ماجه (4065)، والفاكهي في "أخبار مكة"(758)، وأبو يعلى (6926) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجه، وقد رُوي هذا الحديث عن نافع بن جُبير، عن عائشة أيضاً، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه بأتمَّ منه البخاري (2118)، وابن حبان (6755)، والصيداوي في "معجم شيوخه" ص 190، وأبو نُعيم في "الحلية" 5/ 11، والبغوي في "شرح السنة"(4205) من طريق إسماعيل بن زكريا، عن محمد بن سُوقة، عن نافع بن جُبير، قال: حدثتني عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال الحافظ في "الفتح" 4/ 340: ويحتمل أن يكون نافع بن جُبير سمعه منهما، فإن روايتَه عن عائشة أتمُّ من روايته عن أمِّ سَلَمة.

وقد سلف من وجه آخر عن عائشة برقم (24738).

قال السندي: قولها: المكره، أي: الذي خرج كَرْهاً، فهو لا يستحقُ العقوبة، فأشار إلى أن عذاب الدنيا يعمُّ، بسبب الصحبة، لقوله:{واتَّقوا فتنةً لا تُصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصَّة} [الأنفال: 25] نعم، يظهر التفاوت في الآخرة.

ص: 77

26476 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمَّارٍ - يَعْنِي الدُّهْنِيَّ - سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ يُخْبِرُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" قَوَائِمُ مِنْبَرِي رَوَاتِبُ (1) فِي الْجَنَّةِ "(2).

(1) في (ظ 6): ثوابت.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمار الدُّهْني -وهو ابن معاوية- فمن رجال مسلم.

وأخرجه الحُميدي (290)(مطولاً)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 35 - 36، وفي "الكبرى"(775) و (4287) عن قتيبة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2872) عن عبد الغني بن أبي عقيل، ثلاثتهم (الحميدي وقتيبة وعبد الغني) عن سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد. وقال الحميدي: قال سفيان: حدثنا عمار الدُّهْني ولم نجده عند غيره.

وأخرجه أبو نُعيم في "الحلية" 7/ 248 من طريق الفضل بن موسى، عن سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن عمار الدُّهْني، به مطولاً، فزاد في الإسناد مسعراً.

ورواه سفيان بن عُيينة -كما في هذه الرواية- وسفيان الثوري -كما في الرواية (26506) والرواية (26505) - وشعبة -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (520)، والإسماعيلي في "معجمه" 2/ 665 - 666 - ثلاثتهم عن عمَّار الدُّهْني، بهذا الإسناد والمتن.

ورواه زائدة بن قدامة -فيما أخرجه ابن أبي شيبة 11/ 480، وذكره البيهقي في "السنن" 5/ 248 - عن عمَّار الدُّهْني، عن أبي سَلَمة، عن أبي هريرة، مرفوعاً بلفظ: "إن قوائم منبري

". وسقط اسم أبي هريرة من مطبوع ابن أبي شيبة.

وخالف عماراً عبد المجيد بنُ سهيل بن عبد الرحمن بن عوف -كما سلف في الرواية (7821) - ومحمد بنُ عمرو بن علقمة -كما سلف في الرواية =

ص: 78

26477 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ سَعِيدٍ - يَعْنِي الْمَقْبُرِيَّ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ، وَهُوَ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ - كَذَا قَالَ سُفْيَانُ. أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي امْرَأَةٌ أَشُدُّ ضَفْرَ رَأْسِي. قَالَ:" يُجْزِئُكِ أَنْ تَصُبِّي عَلَيْهِ الْمَاءَ (1) ثَلَاثًا "(2).

= (9812) فروياه عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، مرفوعاً بلفظ:"منبري هذا على ترعة من ترع الجنة".

ورواه المسور بن رفاعة بن أبي مالك القرظي -كما سلف في الرواية (9154) - عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، مرفوعاً بلفظ: "إن منبري على حوضي، وإن ما بين منبري وبين بيتي روضة من رياض الجنة

".

وله شاهد من حديث سهل بن سعد عند أبي عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 6/ 115، والبيهقي 5/ 247 وسنده قوي.

وآخر عن أبي واقد الليثي عند الطبراني في "الكبير"(3296)، وابن قانع في "معجمه" 1/ 172، والحاكم 3/ 532، وفي إسناده عبد الرحمن بن آمين، وهو ضعيف. وسكت عنه الحاكم والذهبي.

قال السندي: قوله: "رواتب في الجنة" الرتوب: الثبوت والدوام، والرواتب جمع راتبة، وهذا إما كنايةٌ عن ثبوت المنبر له في الجنة، أو بيان أن منبره الذي كان له في الدنيا يُنقل إلى الجنة، فيصير ثابتاً ثمة، أو أنه كان ثمة، ونقل إلى الدنيا، ولا يصحُّ هذا الوجه إلا بأن يُراد مادة المنبر وأصله في الجملة، وهو إشارة إلى أنه في روضة من رياض الجنة، فقد جاء حديث:"ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة". ففي هذا الحديث دلالة على دخول الغاية في ذلك الحديث، فليتأمل.

(1)

قوله: "الماء" ليس في (ظ 6).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن رافع مولى أم سلمة من رجاله، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة، وأيوب بن موسى: هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص. =

ص: 79

26478 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ:

= وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 39 - 40 (بترتيب السندي)، والحُميدي (294)، وابنُ أبي شيبة 1/ 73، ومسلم (330)، وأبو داود (251)، والترمذي (105)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 131، وفي "الكبرى"(243)، وابنُ ماجه (603)، وابنُ الجارود في "المنتقى"(98)، وأبو يعلى (6957)، وابن خزيمة (246)، وأبو عوانة 1/ 301، وابن حبان (1198)، والطبراني في "الكبير" 23/ (658)، والدارقطني 1/ 114، والبيهقي في "معرفة الآثار" 1/ 479 - 480، والبغوي في "شرح السنة"(251) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد. وزادوا في آخره:"ثم تُفيضين عليكِ الماء، فتطهرين". وسقط من مطبوع الحميدي اسم سفيان بن عيينة.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم، أن المرأةَ إذا اغتسلت من الجنابة، فلم تنقض شعرها أن ذلك يُجزئها بعد أن تُفيض الماء على رأسها.

وأخرجه مسلم (330) من طريق رَوْح بن القاسم، عن أيوب بن موسى، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 73، والدارمي (1157)، وأبو داود (252)، والبيهقي في "السنن" 1/ 181 من طريق أسامة بن زيد الليثي، عن سعيد المقبري، عن أمّ سلمة بمعناه، وزاد في آخره:"واغمزي قرونك عند كل حفنة". وأسقط عبد الله بن رافع. قال البيهقي: ورواية أيوب بن موسى أصح من رواية أسامة بن زيد، وقد حفظ في إسناده ما لم يحفظ أسامة بن زيد.

قلنا: لكن المِزِّي قال في "التحفة" 13/ 5: روي عن المقبري، عن عبد الله بن رافع، عن أم سلمة، وهو المحفوظ.

وسيأتي برقم (26677).

وفي الباب عن عائشة سلف برقم (24160)، وهو عند مسلم (331).

ص: 80

قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَشَدَّ تَعْجِيلًا لِلظُّهْرِ مِنْكُمْ، وَأَنْتُمْ أَشَدُّ تَعْجِيلًا لِلْعَصْرِ مِنْهُ (1).

26479 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: سُئِلَتْ عَائِشَةُ وَأُمُّ سَلَمَةَ: أَيُّ الْعَمَلِ كَانَ أَعْجَبَ إِلَى النَّبِيِّ

(1) تعجيل النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف. ابنُ جُرَيْج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- مدلّس، وقد عنعن. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيلُ بن إبراهيم: هو المعروف بابن عُلَيَّة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 323، والترمذي (162) عن علي بن حُجْر، و (163) عن بشر بن معاذ، وأبو يعلى (6992) عن أبي خيثمة، أربعتُهم عن إسماعيل بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

ورواه عليُّ بن حُجْر أيضاً -فيما رواه عنه الترمذي (161) - عن إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن ابن أبي مُلَيْكة، به. وقال: وقد روي هذا الحديث عن إسماعيل ابن عليَّة، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أمِّ سلمة نحوه. وصحَّح الترمذي -كما في المطبوع- رواية ابن عُلَيَّة، عن ابن جريج.

وتعجيلُ النبي صلى الله عليه وسلم لصلاة الظهر سلف بإسناد صحيح في مسند أنس برقم (11970)، وذكرنا تتمة شواهده في مسند خبّاب بن الأرتّ عند الرواية السالفة برقم (21052).

قال السندي: قولها: أشدّ تعجيلاً، إشارة إلى تغيّر الحال، ولعل المرادَ في العصر أنه صلى الله عليه وسلم كان يُؤَخِّرُها إلى وسط المثل الأول، أو آخره، وأنهم جعلوها في أول المثل الأول، وإلا فظاهرُ الأحاديثِ أنه لم يكن يُؤخرها إلى المثل الثاني، والله أعلم.

ص: 81

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: مَا دَامَ عَلَيْهِ وَإِنْ قَلَّ (1).

26480 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ هُنَيْدَةَ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَسَأَلْتُهَا عَنِ الصِّيَامِ، فَقَالَتْ: كَانَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُنِي أَنْ أَصُومَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، أَوَّلُهَا: الِاثْنَيْنِ، وَالْجُمُعَةُ (2)، وَالْخَمِيسُ (3).

26481 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى عَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتَا: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

(1) حديث صحيح، وهو مكرر (24043) سنداً ومتناً.

(2)

قوله: والجمعة، ليس في (ق).

(3)

حديث ضعيف، كما بيَّنّا في الرواية السالفة برقم (22334).

وقد اختلف في هذا الإسناد على الحسن بن عبيد الله:

فأخرجه أبو داود (2452)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 221، وفي "الكبرى"(2727)، وأبو يعلى (6889) و (6982)، والطبري في "تهذيب الآثار" -مسند عمر- (1219)، والبيهقي في "السنن" 4/ 295، وفي "الشُّعب"(3854)، وفي "فضائل الأوقات"(299) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه أبو يعلى (6898)، والطبراني في "الكبير" 23/ (397) و (1017) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن الحسن بن عبيد الله، عن الحرّ بن الصَّيّاح، عن هُنَيْدَة بن خالد، عن امرأته، عن أمِّ سلمة، به.

وسيكرر برقم (26640).

ص: 82

كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا (1)، ثُمَّ يَصُومُ (2).

26482 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: مَا نَسِيتُ قَوْلَهُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَهُوَ يُعَاطِيهِمُ (3) اللَّبِنَ، وَقَدْ اغْبَرَّ شَعْرُ صَدْرِهِ، وَهُوَ يَقُولُ:

" اللهُمَّ إِنَّ (4) الْخَيْرَ خَيْرُ الْآخِرَهْ فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ "

قَالَ: فَرَأَى عَمَّارًا، فَقَالَ:" وَيْحَهُ ابْنُ سُمَيَّةَ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ " قَالَ: فَذَكَرْتُهُ لِمُحَمَّدٍ - يَعْنِي ابْنَ سِيرِينَ - فَقَالَ: عَنْ أُمِّهِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، أَمَا إِنَّهَا كَانَتْ (5) تُخَالِطُهَا، تَلِجُ عَلَيْهَا (6). (7)

(1) في (م): قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبح وهو جنب.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24062) سنداً ومتناً.

(3)

في نسخة في (ق) و (ظ 2) و (هـ): يعطيهم.

(4)

في (ظ 6): إنما.

(5)

في (ظ 6): قد كانت.

(6)

قوله: أما إنها كانت تخالطها، تلجُ عليها: هو قول ابن سيرين، كما تدل عليه الرواية (26680)، ورواية أبي يعلى (1645)، والظاهر أن لفظ "قال" قبله سقط من النسخ، والله أعلم.

(7)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أم الحسن -وهو البصري- اسمها خَيْره قد روى لها مسلم، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. ابنُ أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وابن عَوْن: هو عبد الله.

وأخرجه بتمامه ومختصراً ابن سعد 3/ 252، وابنُ أبي شيبة 15/ 293، ومسلم (2916)(73)، والنسائي في "الكبرى"(8275)، وأبو يعلى (1645) و (6990) و (7025)، والطبراني في "الكبير" 23/ (855)، والبيهقي في =

ص: 83

26483 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَفِينَةَ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: كَانَ مِنْ آخِرِ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ". حَتَّى جَعَلَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُلَجْلِجُهَا فِي صَدْرِهِ، وَمَا يَفِيصُ بِهَا لِسَانُهُ (1).

= "الدلائل" 2/ 550 و 6/ 420 من طرق عن ابن عَوْن، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 3/ 251 - 252 عن إسحاق بن يوسف الأزرق، وابن حبان (6736)، والطبراني في "الكبير" 23/ (858) من طريق شعبة، والطبراني في "الكبير" 23/ (853)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 420 من طريق عثمان بن الهيثم، والطبراني أيضاً 23/ (853) من طريق هَوْذَة بن خليفة، ثلاثتهم عن عَوْف الأعرابي، عن الحسن، به. مختصراً بقصة عمار. وزاد ابن سعد: وقال عوف: ولا أحسبه إلا قال: "وقاتلُه في النار".

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (856) من طريق سهل السراج، عن الحسن، به. مختصراً في قتل عمار.

وسيأتي بالأرقام (26563) و (26650) و (26680).

وفي باب قوله: "اللهمَّ إن الخير خيرُ الآخرة

" إلخ، عن أنس، سلف برقم (12722) وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

وفي باب قوله: "ويحه ابن سمية

" عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6449)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: أما إنها، أي: أمّ الحسن.

تخالطُها: أي: تخالط أمَّ سلمة، تدخل على أم سلمة.

(1)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه. قتادة لم يسمعه من سفينة، فيما قال النسائي في "الكبرى" عقب الرواية (7098)، وسيأتي =

ص: 84

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= برقمي (26657) و (26727) من طريق همَّام، عن قتادة، عن أبي الخليل، عن سفينة، عن أم سلمة، وهو منقطع كذلك، لأن أبا الخليل لم يسمع من سفينة. وقد اختُلف فيه على قتادة كذلك، وبسطنا هذا الاختلاف في مسند أنس عند الرواية (12169). ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير سفينة مولى أمِّ سلمة، فمن رجال مسلم، وهو صحابيٌّ جليل، أعتَقَتْه أمُّ سَلَمة، وشَرَطَتْ عليه أن يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: لو لم تشترطي عليَّ ما فارقتُه. قلنا: وسعيد: هو ابنُ أبي عَرُوبة.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7098) من طريق يزيد بن زُرَيع، عن سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قتادة، أنَّ سفينة مولى أمِّ سلمة حدَّث عن أمِّ سلمة، قالت: كان عامَّةُ وصيةِ رسولِ اللّه صلى الله عليه وسلم عند موته

فذكره.

ورواه أبو عَوانة -وهو الوضَّاح بن عبد الله اليشكري- عن قتادة، فاختُلف عليه فيه:

فأخرجه أبو يعلى (6936) عن عبد الواحد بن غياث، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3203) من طريق أسد بن موسى، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 205 من طريق محمد بن الفضل، ثلاثتهم عن أبي عَوانة، عن قتادة، به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7097) عن قُتيبة بن سعيد، عن أبي عَوانة، عن قتادة، عن سَفِينة، قال: كان عامة

فذكر الحديث، فجعله من حديث سَفِينة.

وأخرجه أيضاً (7099) من طريق شيبان، عن قتادة، قال: حُدِّثنا عن سَفِينة مولى أمِّ سَلَمة أنه كان يقول

فذكر الحديث، فجعله من حديث سَفِينة أيضاً.

قال أبو حاتم -فيما نقله ابنه في "العلل" 1/ 110 - 115 - : والصحيحُ حديث همَّام، عن قتادة، عن صالح أبي الخليل، عن سَفِينة، عن أمِّ سَلَمة. وقال أبو زُرعة -فيما نقله ابنه أيضاً-: رواه سعيد بن أبي عَرُوبة، فقال: عن =

ص: 85

26484 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ - يَعْنِي ابْنَ مَهْدِيٍّ - عَنْ (1) مَالِكٍ، عَنْ سُمَيٍّ وَعَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ (2) عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ جِمَاعٍ غَيْرِ احْتِلَامٍ، ثُمَّ يَصُومُ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ رَبِّهِ: فِي رَمَضَانَ (3).

26485 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَدِمَتْ وَهِيَ مَرِيضَةٌ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ

= قتادة، عن سفينة، عن أمِّ سَلَمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال: وابنُ أبي عَرُوبة أحفظُ، وحديثُ همَّام أشبهُ، زاد همَّام رجلاً.

وسيأتي أيضًا برقم (26684).

وله شاهد من حديث علي، وقد سلف برقم (585)، وإسناده حسن. وذكرنا هناك شواهدَه التي يصحُّ بها.

قال السندي: قوله: "الصلاةَ الصلاةَ" بالنصب، بتقدير: أقيموها، أو راعوها واحفظوها.

وما ملكت

إلخ، يحتمل أن المراد به الزكاة، فإنها المقارِنة للصلاة في القرآن، أو مراعاة المماليك، فإن هذا العنوان هو الغالب فيهم.

يلجلجها: أي: يردِّدُها، ويكررها، من شدة الاهتمام بها.

وما يُفيص: من الإفاصة، بالصاد المهملة، أي: ما يقدر على الإفصاح بها.

(1)

لفظة "عن" من (ظ 6).

(2)

تحرفت في (م) إلى: عن.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (24074) سنداً ومتناً.

ص: 86

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:" طُوفِي مِنْ وَرَاءِ النَّاسِ وَأَنْتِ رَاكِبَةٌ ". قَالَتْ: فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ يَقْرَأُ بِالطُّورِ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل المعروف بيتيم عروة.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 223 - 224، وفي "الكبرى"(3943) و (11528) -وهو في "التفسير"(548) - وابنُ ماجه (2961)، وابنُ الجارود في "المنتقى"(462)، وأبو يعلى (6976)، وابنُ خزيمة (2776) من طريق عبد الرحمن بن مَهْدي، بهذا الإسناد.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 370 - 371، وأخرجه من طريقه الشافعي في "السنن"(488)، وعبدُ الرزاق في "مصنفه"(9021)، والبخاري (464) و (1619) و (1626) و (1633) و (4853)، ومسلم (1276)، وأبو داود (1882)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 223، وفي "الكبرى"(3903)، وابنُ ماجه (2961)، وابن خزيمة (523) و (2776)، وابنُ حبان (3830) و (3833)، والطبراني في "الكبير" 23/ (804)، والبيهقي في "السنن" 5/ 78 و 101، وفي "معرفة السنن والآثار" 7/ 261، والبغوي في "شرح السنة"(1911).

وأخرجه ابن خزيمة (523) من طريق ابنِ لهِيعة، والطبراني 23/ (855) من طريق بُكير بن عبد الله بن الأشجّ، كلاهما عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن، به.

وأخرجه بنحوه البخاري (1626) من طريق أبي مروان يحيى بن أبي زكريا الغسَّاني، عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة، عن أم سلمة، به.

وجاء في "التحفة" 13/ 52 زيادة اسم زينب بين عروة وأم سلمة، قال المِزَّي: وفي بعض النسخ: عن عروة، عن أمِّ سلمة، ليس فيه زينب. وقال الحافظ في "الفتح" 3/ 486: قوله: عن عروة، عن أم سلمة، كذا للأكثر، ووقع للأصيلي: عن عروة، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أمّ سلمة، وقوله: =

ص: 87

26486 -

حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ بِسَبْعٍ وَبِخَمْسٍ، لَا يَفْصِلُ بَيْنَهُنَّ بِسَلَامٍ، وَلَا بِكَلَامٍ (1).

= عن زينب، زيادة في هذه الطريق، فقد أخرجه أبو علي بن السكن عن علي بن عبد الله بن مبشر، عن محمد بن حرب شيخ البخاري فيه، ليس فيه زينب. وقال الدارقطني في "التتبع" [ص 246 - 247] في طريق يحيى بن أبي زكريا هذه: هذا منقطع، فقد رواه حفص بن غياث، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن زينب بنت أبي سَلَمة، عن أمِّها أمِّ سلمة، ولم يسمعه عروة من أمِّ سلمة. انتهى. ثم ذكر الحافظ أن المحفوظ من طريق هشام: عن أبيه، عن أمِّ سَلَمة، وسماعُ عروة من أم سلمة ممكن، فإنه أدرك من حياتها نيفاً وثلاثين سنة، وهو معها في بلد واحد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 223، وفي "الكبرى"(3904) من طريق عَبْدَةَ بنِ سليمان، والطبراني في "الكبير" 23/ (571) من طريق أبي قَبيصةَ الفزاري، و (981) من طريق أسامة بن حفص، ثلاثتهم عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أمِّ سلمة، به. قال النسائي عقبه: عروة لم يسمعه من أمِّ سَلمة!.

وسيكرر برقم (26714) سنداً ومتناً.

قال السندي: قولها: أنها قدمت، أي: مكة.

(1)

إسناده ضعيف لانقطاعه. مِقْسَم -وهو أبو القاسم مولى ابن عباس- لم يسمع من أمِّ سَلَمة، وقد اختُلف في إسناده، وقد سلف بيان ذلك في الرواية (25616)، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 239، وفي "الكبرى"(1403)، وأبو يعلى (6963)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 291 من طريق جرير =

ص: 88

26487 -

حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ ابْنِ الْقِبْطِيَّةِ، قَالَ: دَخَلَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ صَفْوَانَ وَأَنَا مَعَهُمَا عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَسَأَلَاهَا (1) عَنِ الْجَيْشِ الَّذِي، يُخْسَفُ بِهِ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي أَيَّامِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَعُوذُ عَائِذٌ بِالْحِجْرِ، فَيَبْعَثُ اللهُ جَيْشًا (2)، فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ، خُسِفَ بِهِمْ ". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَكَيْفَ بِمَنْ أُخْرِجَ كَارِهًا؟ قَالَ:" يُخْسَفُ بِهِ مَعَهُمْ، وَلَكِنَّهُ يُبْعَثُ عَلَى نِيَّتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي جَعْفَرٍ، فَقَالَ: هِيَ بَيْدَاءُ الْمَدِينَةِ (3).

= ابن عبد الحميد، بهذا الإسناد.

وسيرد بالأرقام: (26641) و (26725) و (26848).

(1)

في (م): فسألها.

(2)

في (ظ 6): فيبعث إليه جيشٌ.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، عبيد الله بن القبطية من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. جرير: هو ابن عبد الحميد الضَّبِّي.

وأخرجه المِزِّي في "تهذيبه"(في ترجمة عُبيد الله بن القبطية) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 43 - 44، والبخاري في "الصغير" 1/ 142، ومسلم (2882)(4)، وأبو داود (4289)، والفاكهي في "أخبار مكة"(760)، والطبراني في "الكبير" 23/ (984)، والحاكم 4/ 429 من طريق جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد.

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه! ووافقه الذهبي! =

ص: 89

26488 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أُمِّ وَلَدٍ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَتْ: كُنْتُ أَجُرُّ ذَيْلِي، فَأَمُرُّ بِالْمَكَانِ الْقَذِرِ، وَالْمَكَانِ الطَّيِّبِ، فَدَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَسَأَلْتُهَا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ " يُطَهِّرُهُ مَا بَعْدَهُ "(1).

= قلنا: بل هو عند مسلم كما تقدم.

وأخرجه مسلم كذلك (2882)(5) من طريق أحمد بن يونس، عن زهير بن معاوية، عن عبد العزيز بن رُفيع، به.

وأخرجه ابن حبان (6756)، والطبراني 23/ (734) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن زهير بن معاوية، عن عبد العزيز بن رُفيع، عن ابن القبطية -لم يسمه- به. وسماه الطبراني في روايته مهاجر بن القبطية، وهو لقب عبيد الله بن القبطية كما سنوضح ذلك في الروايتين (26702) و (26747).

وأخرجه مختصرًا الطبراني في "الأوسط"(4176)، وأبو عمرو الدَّاني في "الفتن وغوائلها"(345) و (593) من طريق إبراهيم بن المستمرّ، عن أشهل بن حاتم، عن ابن عَوْن، عن عبد الملك بن عُمير، عن عُبيد الله بن القبطية، عن أمِّ سَلَمة، به.

وسيأتي كذلك برقم (26689).

وانظر (26227) و (26228) و (26229) و (26690) و (26691).

وفي الباب عن عائشة، سلف برقم (24738).

وعن حفصة، سلف برقم (26444).

قال السندي: قوله: "بالحِجْر" بكسر الحاء المهملة، أي: يدخل فيه مستعيذاً به.

(1)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام أمِّ ولد إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، فقد تفرَّد بالرواية عنها محمد بن إبراهيم -وهو ابن =

ص: 90

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الحارث التيمي- وذكرها الذهبيُّ في "الميزان" في قسم المجهولات من النساء، وسماها حُميدة، وجوّز ذلك الحافظ ابن حجر في "التهذيب". وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن عمارة -وهو ابن عمرو بن حزم الأنصاري- فقد روى له أصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 56، وابن الجارود (142)، وأبو يعلى (6925) و (6981)، والطبراني في "الكبير" 23/ (846) من طريق عبد اللّه بن إدريس، بهذا الإسناد.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 24 - ومن طريقه الشافعي في "المسند" 1/ 25 (بترتيب السندي)، والدارمي (742)، وأبو داود (383)، وابن ماجه (531)، والطبراني 23/ (845)، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 69 - 70، وأبو نُعيم في "الحلية" 6/ 338، والبيهقي في "السنن" 2/ 406، وابنُ عبد البَرّ في "التمهيد" 13/ 104، والبغوي في "شرح السنة"(293)، وابن المنذر في "الأوسط"(736)، والمِزِّي في "تهذيبه"(في ترجمة محمد بن عمارة) من طريق أبي عاصم النبيل، كلاهما عن محمد بن عمارة، به. وجاء اسم محمد بن عمارة عند البيهقي: محمد بن يحيى بن عمارة.

وأخرجه الترمذي (143) عن قتيبة، عن مالك، عن محمد بن عمارة، به.

قال الترمذي: وروى عبد الله بن المبارك هذا الحديث عن مالك بن أنس، عن محمد بن عمارة، عن محمد بن إبراهيم، عن أم ولد لهود بن عبد الرحمن بن عوف، عن أمِّ سلمة. ثم قال: وهو وهم، وليس لعبد الرحمن بن عوف ابنٌ يقال له: هود، وإنما هو عن أمّ ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أمّ سلمة، وهذا الصحيح.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 13/ 104 من طريق الحسين بن الوليد، عن مالك، عن محمد بن عمارة، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن حميدة أنها سألت عائشة، فقالت: إني امرأة أطيل

فذكره. وقال: هذا =

ص: 91

26489 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، قَالَ: فَقَالَ يَا أُمَّهْ، قَدْ خِفْتُ أَنْ يُهْلِكَنِي كَثْرَةُ مَالِي، أَنَا أَكْثَرُ قُرَيْشٍ مَالًا، قَالَتْ: يَا بُنَيَّ، فَأَنْفِقْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ مِنْ أَصْحَابِي مَنْ لَا (1) يَرَانِي بَعْدَ أَنْ أُفَارِقَهُ " فَخَرَجَ،

= خطأ وإنما هو لأمِّ سَلَمة لا لعائشة، وكذلك رواه الحفاظ في "الموطأ" وغير "الموطأ" عن مالك.

وسيأتي بنحوه برقم (26686).

وله شاهد صحيح من حديث امرأةٍ من بني عبد الأشهل، عند أبي داود (384)، وابن ماجه (533)، وسيأتي برقم (27452).

وآخر من حديث عائشة موقوفاً، عند ابن أبي شيبة 1/ 56. وإسناده ضعيف.

وثالث من حديث أبي هريرة عند ابن ماجه (532)، والبيهقي في "السنن" 2/ 406. قال البيهقي: إسناده ليس بالقوي.

قال ابن المنذر في "الأوسط" 2/ 170: وقد اختلف أهل العلم في معناه، فكان أحمد يقول: ليس معناه إذا أصابه بول، ثم مرَّ بعدَه على الأرض، أنها تُطهّره، ولكنه يمرُّ بالمكان، فيقذره، فيمرُّ بمكان أطيب منه، فيطهّر هذا ذاك، وليس على أنه يصيبه شيء. وكان مالك يقول في قوله:"الأرض تطهر بعضها بعضاً" إنما هو أن يطأ الأرض القذرة، ثم يطأ الأرض اليابسة النظيفة، قال: يطهّر بعضها بعضاً، فأما النجاسة الرطبة مثل البول وغيره يصيب الثوب، أو بعض الجسد حتى يرطبه، فإن ذلك لا يجزيه، ولا يطهّره إلا الغسل، وهذا إجماع الأمة. وكان الشافعي يقول في قوله:"يطهّره ما بعده" إنما هو ما جُر على ما كان يابساً، لا يعلق بالثوب منه شيء، فأما إذا جُرَّ على رطب، فلا يطهر إلا بالغَسل، ولو ذهب ريحه ولونه وأثره.

(1)

في (ظ 6): لن.

ص: 92

فَلَقِيَ عُمَرَ (1)، فَأَخْبَرَهُ، فَجَاءَ عُمَرُ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَقَالَ لَهَا: بِاللهِ مِنْهُمْ أَنَا؟ فَقَالَتْ: لَا، وَلَنْ أُبْلِيَ أَحَدًا بَعْدَكَ (2).

26490 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَعِنْدَهَا مُخَنَّثٌ، وَعِنْدَهَا أَخُوهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، وَالْمُخَنَّثُ يَقُولُ

(1) في (ظ 6): عمر بن الخطاب.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد اختُلف فيه على شقيق بن سلمة: فرواه الأعمش -كما في هذه الرواية، والرواية الآتية برقم (26621) و (26694) - عنه، عن أمِّ سَلَمة، به. وخالفه عاصم ابنُ بَهْدَلَة -كما سيرد في الرواية (26549) و (26659) - فرواه عنه، عن مسروق، عن أمّ سَلَمة. أدخل بينهما مسروقاً، والأعمشُ أحفظُ من عاصم. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل.

وأخرجه ابن عبد البَرّ في "الاستيعاب"(في ترجمة عبد الرحمن بن عوف) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (2496)(زوائد)، وأبو يعلى (7003)، والطبراني في "الكبير" 23/ (724) و (941)، وابن عبد البر في "الاستيعاب" في (ترجمة عبد الرحمن بن عوف) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن طهمان في "مشيخته"(143) عن الحسن بن عمارة، والطبراني 23/ (724) من طريق جرير، كلاهما عن الأعمش، به.

وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7993).

قال السندي: قولها: ولن أُبْلِيَ أحداً بعدك، من الإبلاء، أي: لا أُخبر أحداً بعدك.

ص: 93

لِعَبْدِ اللهِ: يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ، إِنْ فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمُ الطَّائِفَ غَدًا، فَعَلَيْكَ بِابْنَةِ غَيْلَانَ، فَإِنَّهَا تُقْبِلُ بِأَرْبَعٍ، وَتُدْبِرُ بِثَمَانٍ. قَالَ: فَسَمِعَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِأُمِّ سَلَمَةَ:" لَا يَدْخُلَنَّ هَذَا عَلَيْكِ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.

وأخرجه مسلم (2180)، والنسائي في "الكبرى"(9249) -وهو في "عِشْرة النساء"(367) - وابنُ عبد البَرّ في "التمهيد" 22/ 270 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحُميدي (297)، والبخاري (4324) و (5235) و (5887)، ومسلم (2180)، والنسائي في "الكبرى"(9245)، -وهو في "عِشْرة النساء"(363) -، وأبو يعلى (6960)، والبيهقي في "السنن" 8/ 223 و 224، وفي "السنن الصغير"(3222)، وفي "معرفة السنن"(16784)، وفي "الشُّعَب"(10802)، وفى "دلائل النبوة" 5/ 160، وابن عبد البَر في "التمهيد" 22/ 270 و 272 من طرق عن هشام بن عروة، به. وسمى بعضُهم المخنَّث هِيتاً.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 77 ومن طريقه النسائي في "الكبرى"(9250)، -وهو في "عِشْرة النساء"(368) - والحارث في "بُغية الباحث"(888) - عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن مخنَّثاً كان عند أم سلمة

فذكره مرسلاً.

وأخرجه ابن عبد البَر في "التمهيد" 22/ 270 من طريق سعيد بن أبي مريم، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أمِّ سَلَمة، أن النبي صلى الله عليه وسلم

فذكره، ولم يقل: عن زينب. ثم قال ابن عبد البر: روى هذا الحديث جمهور الرواة عن مالك مرسلاً، ورواه سعيد بن أبي مريم، عن مالك، عن هشام، عن أبيه، عن أمِّ سلمة. والصواب عن مالك ما في "الموطأ"، ولم =

ص: 94

26491 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، وَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، أَقْضِي لَهُ عَلَى نَحْوِ مَا أَسْمَعُ مِنْهُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا، فَإِنَّمَا هُوَ نَارٌ، فَلَا يَأْخُذْهُ "(1).

= يسمعه عروة من أمِّ سلمة، وإنما رواه عن زينب ابنتها عنها.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9248) -وهو في "عِشْرة النساء"(366) - والطبراني في "الكبير"(8297) من طريق حمَّاد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عمر بن أبي سلمة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل بيت أمِّ سلمة

فذكره.

ورواه الزُّهري -كما سلف في الرواية (25185) - عن عروة، عن عائشة، مرفوعاً.

قال النسائي: حديثُ هشام أولى بالصواب، والزُّهريُّ أثبتُ في عروة من هشام، وهشام من الحفاظ، وحديث حمَّاد بن سلمة خطأ.

وسيأتي برقم (26699).

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1982).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1713)، وابن الجارود في "المنتقى"(999)، وأبو عوانة 4/ 3، والبيهقي في "السنن" 10/ 149 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (25670).

قال السندي: قوله: "ألحن بحجته" أي: أقدر على بيان مقصوده، من لَحِنَ، بالكسر: إذا نطق بحجته.

ص: 95

26492 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَهَا أَنْ تُوَافِيَ مَعَهُ صَلَاةَ الصُّبْحِ يَوْمَ النَّحْرِ بِمَكَّةَ (1).

(1) رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد اختُلف في وصله وإرساله، وإرسالُه أصحُّ فيما قال الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 177، ثم إن أبا معاوية اضطرب في متنه فيما قال الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 9/ 138 - 139، وأبو معاوية مضطرب الحديث في غير رواية الأعمش.

فأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3519)، وفي "شرح معاني الآثار" 2/ 221 من طريق الأثرم، عن الإمام أحمد، عن أبي معاوية، بهذا الإسناد، ولفظه: أمرها أن تُوافيَه يوم النحر بمكة. ونقل عن الإمام أحمد قوله: لم يسنده غيره -يعني أبا معاوية- وهو خطأ. قال: وقال وكيع: عن هشام، عن أبيه، مرسل: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها أن تُوافيَه صلاةَ الصبح يوم النحر بمكة، أو نحو هذا. قال أبو عبد الله: وهذا أيضاً عجبٌ، والنبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر ما يصنع بمكة؟! ينكر ذلك. قال أبو عبد الله: فجئتُ إلى يحيى بن سعيد، فسألتُه، فقال: عن هشام عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها أن توافيَ، ليس: توافيه، قال: وبين ذين فرق. قال: وقال لي يحيى: سل عبد الرحمن، فسألته، فقال: هكذا عن سفيان، عن هشام، عن أبيه: توافي. اهـ. قال الطحاوي: وهذا الكلام صحيح يجب به فساد هذا الحديث.

وأخرجه أبو يعلى في "مسنده"(7000) -وهو في "المقصد العلي"(598) - من طريق أبي خيثمة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3517) و (3518)، وفي "شرح المعاني" 2/ 219، من طريق محمد بن عمرو السوسي، وفي "شرح مشكل الآثار"(3518)، وفي "شرح معاني الآثار" 2/ 219، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 7/ 312 - 313 من طريق أسد بن موسى، والطبراني في "الكبير" 23/ (799) من طريق عبد الله بن جعفر الرقي، =

ص: 96

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والبيهقي في "السنن" 5/ 133 من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري، وفي "معرفة السنن والآثار" 7/ 312 من طريق سعيد بن سليمان، وابن عبد البر في "الاستذكار" 13/ 63 من طريق أبي كريب محمد بن العلاء، كلهم عن أبي معاوية، به. إلا أنه اختَلفت ألفاظهم: فقال أبو خيثمة: توافي صلاة الصبح يوم النحر بمكة. وقال أسد بن موسى: توافي معه صلاة الصبح بمكة، وقال محمد بن عمرو: توافي الضحى معه بمكة. وقال عبد الله بن جعفر: توافي معه يوم النحر بمكة. وقال يحيى بن يحيى: توافي صلاة الصبح يوم النحر بمكة. وقال سعيد بن سليمان: أن توافيه صلاة الصبح بمكة. وقال أبو كريب: توافي مكة صلاة الصبح يوم النحر.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 358 (بترتيب السندي) -ومن طريقه البيهقي في "السنن" 5/ 133، وفي "معرفة السنن والآثار" 7/ 312: أخبرنا الثقة -أو من أثق به من المشرقيين- عن هشام، به. قال البيهقي: وكأن الشافعي أخذه من أبي معاوية الضرير.

ورواه غير أبي معاوية عن هشام بغير هذا الإسناد، ومنهم من خالف في متنه:

فرواه سفيان الثوري -فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3520)، والطبراني في "الكبير" 23/ (982) - عن هشام، عن أبيه، عن أمِّ سَلَمة، به. ولم يذكر زينب في الإسناد. وفيه: أمرها أن تصلي الفجر بمكة.

ورواه وكيع -كما عند ابن أبي شيبة (نشرة العمروي ص 234) - عن هشام، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أمَّ سلمة أن توافيه صلاة الصبح بمنى. هكذا مرسلاً. وقوله:"بمنى" وهم.

ورواه حماد بن سلمة -كما عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3521) و (3522)، وفي "شرح معاني الآثار" 2/ 218 - عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن يوم أم سلمة دار إلى يوم النحر، فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرمت الجمرة، وصلَّت الفجر بمكة، هكذا مرسلاً. =

ص: 97

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ورواه داود بن عبد الرحمن العطار وعبد العزيز بن محمد الدراوردي -فيما روى عنهما الشافعي في "مسنده" 1/ 357، ومن طريقه البيهقي 5/ 133، وفي "معرفة السنن والآثار" 7/ 311 - 312 - عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: دار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أم سلمة يوم النحر، فأمرها أن تعجِّل الإفاضة من جمعٍ حتى تأتي مكة، فتصليَ بها الصبح، وكان يومها، فأحبَّ أن توافقه. هكذا مرسلاً.

ورواه عبد العزيز الدراوردي (في رواية سعيد بن منصور عنه). كما عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3523) ويعقوب بن عبد الرحمن -كما عنده أيضاً (3524) - كلاهما عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أمَّ سلمة أن تصليَ الصبح يوم النفر بمكة. وزاد الدراوردي: وكان يومها، فأحبَّ أن توافقه.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ 177: والمرسل هو المحفوظ.

ورواه الضَّحَّاك بن عثمان -كما عند أبي داود (1942)، والحاكم 1/ 469، والبيهقي في "السنن" 5/ 133، وابن عبد البر في "الاستذكار" 13/ 62 - 63 - عن هشام، عن أبيه، عن عائشة أنها قالت: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمِّ سلمة ليلة النحر، فرمت الجمرة قبل الفجر، ثم مضت، فأفاضت، وكان ذلك اليوم الذي يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم عندها، قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين! ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! قال الحافظ في "التقريب": الضحاك بن عثمان صدوق يهم.

وقد أورد الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 123 رواية الضحاك هذه، وذكر أن أبا معاوية الضرير رواه عن هشام، عن أبيه، عن زينب، عن أمّ سَلَمة، وأنَّ أصحاب هشام من الحفاظ رووه عن هشام، عن أبيه، مرسلاً، وهو الصحيح.

وقال الحافظ في "التلخيص" 2/ 258: وقد أنكره أحمد بن حنبل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الصبح يومئذ بمزدلفة، فكيف يأمرها أن توافي معه صلاة الصبح بمكة؟!

وانظر "زاد المعاد" 2/ 249.

ص: 98

26493 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: جَاءَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لَكَ فِي أُخْتِي؟ قَالَ:" فَأَصْنَعُ بِهَا مَاذَا؟ ". قَالَتْ: تَزَوَّجُهَا، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" وَتُحِبِّينَ ذَلِكَ؟ " فَقَالَتْ: نَعَمْ، لَسْتُ لَكَ بِمُخْلِيَةٍ، وَأَحَقُّ مَنْ شَرِكَنِي فِي خَيْرٍ أُخْتِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِي "، قَالَتْ: فَوَاللهِ لَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَخْطُبُ دُرَّةَ ابْنَةَ أُمِّ سَلَمَةَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَوْ كَانَتْ تَحِلُّ لِي لَمَا تَزَوَّجْتُهَا، قَدْ أَرْضَعَتْنِي وَأَبَاهَا (1) ثُوَيْبَةُ مَوْلَاةُ بَنِي هَاشِمٍ، فَلَا تَعْرِضْنَ عَلَيَّ أَخَوَاتِكُنَّ وَلَا بَنَاتِكُنَّ "(2).

(1) في (م): وإياها، وهو خطأ.

(2)

صحيح من حديث أمِّ حبيبة بنت أبي سفيان، كما في "الصحيحين". وسيورده الإمام أحمد من حديثها في الروايتين التاليتين برقمي (26494) و (26495) من طريق ابن إسحاق والليث، عن هشام بن عروة، وبرقمي (26496) و (27422) من طريق الزُّهري، عن عروة.

قال الحافظ ابنُ حجر في "أطراف المسند" 9/ 440 بعد أن أورده من حديث أمِّ سَلَمة: هذا مما أخطأ فيه هشام بنُ عروة بالعراق، وحديث ابن إسحاق والليث عنه وهو بالمدينة هو الاصحُّ، والموافقُ لحديث الزُّهري. قلنا: ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (7001) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (2056)، وابن الجارود في "المنتقى"(680) من طريق زهير بن معاوية، عن هشام، به. =

ص: 99

26494 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ (1)، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: هَلْ لَكَ فِي أُخْتِي؟ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).

26495 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَتْ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَلَا تَزَوَّجُ أُخْتِي؟ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (3).

= وسيأتي برقم (26632).

قال السندي: قولها: لستُ لك بمخلية، أي: بمنفردة.

(1)

في (م): عن هشام بن عروة، عن أبيه.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. لَيْث: هو ابنُ سعد.

وأخرجه الشافعيُّ في "مسنده" 2/ 20 (ترتيب السندي)، وعبد الرزاق في "مصنَّفه"(13947)، والحميدي (307)، والبخاري (5106)، ومسلم (1449)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 96، وابن حبان (4110)، والطبراني في "الكبير" 23/ (415) و (416) و (417) و (418)، والبيهقي في "السنن" 7/ 75 و 453، والبغوي في "شرح السنة"(2282) من طرق عن هشام بنِ عروة، بهذا الإسناد. وسقط اسم عروة من مطبوع ابن حبان.

وأخرجه البخاري (5123)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 95، والطبراني 23/ (419) من طريق عراك بن مالك، عن زينب بنت أم سلمة، بنحوه مختصراً.

وسلف من حديث أم سلمة في الرواية السابقة، انظر ما ذكرنا فيه هناك.

(3)

حديث صحيح. محمد بن إسحاق صرَّح بالتحديث هنا، فانتفت شُبهةُ تدليسه، وقد تابعه لَيْثُ بن سعد في الرواية (26494). يعقوب: هو ابنُ =

ص: 100

26496 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ ابْنَةَ أَبِي سُفْيَانَ أَخْبَرَتْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، انْكِحْ أُخْتِي، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ:] قَالَ أَبِي: وَوَافَقَهُ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، وَقَالَ عُقَيْلٌ: إِنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ قَالَتْ (1).

26497 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا حَضَرْتُمُ الْمَيِّتَ - أَوِ الْمَرِيضَ - فَقُولُوا خَيْرًا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا

= إبراهيم بن سعد الزُّهري.

وسلف برقم (26493).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو اليمان: هو الحَكَم بنُ نافع، وشُعيب: هو ابن أبي حَمْزة.

وأخرجه البخاري (5101)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 94، وفي "الكبرى"(5417)، والطبراني في "الشاميين"(3114)، والبيهقي في "السنن" 7/ 162 من طريق أبي اليمان الحَكَم بن نافع، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (5107) و (5372)، ومسلم (1449)، والبيهقي في "السنن" 7/ 162 - 163 من طريق عُقَيْل بن خالد، عن الزُّهري، به.

وأخرجه مسلم (1449)(16)، وابن ماجه (1939) من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن الزُّهري، به. وقد سمَّى أختها عزَّة.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/ 94 - 95، وفي "الكبرى"(5415)، وابن حبان (4111) من طريق يونس، والطبراني في "الكبير" 23/ (414) من طريق معمر، كلاهما عن الزُّهري، به.

وسلف برقم (26493).

ص: 101

تَقُولُونَ ". قَالَتْ: فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ، أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا سَلَمَةَ قَدْ مَاتَ، فَقَالَ: " قُولِي: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلَهُ، وَأَعْقِبْنِي مِنْهُ عُقْبَى حَسَنَةً ". قَالَتْ: فَقُلْتُ، فَأَعْقَبَنِي اللهُ عز وجل مَنْ هُوَ خَيْرٌ لِي مِنْهُ، مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شقيق: هو ابنُ سَلَمة أبو وائل.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 236، ومسلم (919)، والترمذي (977)، وابنُ ماجه (1447)، والطبراني في "الدعاء"(1151)، وابن عبد البَرّ في "التمهيد" 3/ 181 - 182 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

قال الترمذي: حديث أمِّ سَلَمة حديثٌ حسن صحيح، وقد كان يُستحبُّ أن يُلَقَّنَ المريضُ عند الموت:"لا إله إلَّا الله". وقال بعض أهل العلم: إذا قال ذلك مرَّة، فما لم يتكلم بعد ذلك، فلا ينبغي أن يُلَقَّن، ولا يُكثر عليه في هذا.

وأخرجه عبد بن حُميد في "المنتخب"(1537)، وأبو يعلى (6964)، والطبراني في "الدعاء"(1149) و (1150)، وفي "الصغير"(631)، والحاكم 4/ 16، والبيهقي في "السنن" 3/ 383 - 384، والبغوي في "شرح السنة"(1461) من طرق عن الأعمش، به. وسكت عنه الحاكم، لكن تعقَّبه الذهبي بقوله: صحيح على شرطهما، إن لم يكونا أخرجاه.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (723) من طريق شَريك، عن الأعمش، به. لكن قال في أوله:"إذا أُصِيبَ أحدُكم بمصيبة، فليقل: اللهم آجِرْني في مصيبتي وأَعْقِبْني خيراً بها". وشريك سيِّئ الحفظ، وقد خالف جميع الرواة عن الأعمش في متنه.

وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير" أيضاً 23/ (725) من طريق واصل، عن شقيق، به.

وأخرجه الطبراني أيضاً في "الدعاء"(1152) من طريق عمرو بن أبي قيس الرازي، عن عاصم بن أبي النَّجود، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن =

ص: 102

26498 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا كَانَتْ هِيَ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَغْتَسِلَانِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنَ الْجَنَابَةِ، وَكَانَ يُقَبِّلُهَا وَهُوَ صَائِمٌ (1).

= مسروق، عن أمِّ سلمة، به. وعمرو بن أبي قيس قال فيه أبو داود: في حديثه خطأ. وقال الذهبي في "الميزان" والحافظ في "تقريبه": صدوق له أوهام. قلنا: وزيادة مسروق في الإسناد من أوهامه.

وسيأتي برقم (26608)، ومختصراً برقم (26739).

وانظر (26543) و (26635).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُلَيَّة.

وأخرجه مطولاً ومختصراً ابنُ أبي شيبة 1/ 35 و 3/ 60، وابنُ ماجه (380)، وأبو يعلى (6991)، والطبراني في "الكبير" 23/ (8071) و (914) من طريق إسماعيل ابن عُلَيّة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 90، والطبراني في "الكبير" 23/ (808)، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 123 من طريقين عن يحيى بن أبي كثير، به. مختصراً في الاغتسال.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3068)، وأبو عوانة 1/ 285، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 25، والطبراني في "الكبير" 23/ (810) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به. مختصراً في قبلة الصائم.

وسيأتي مطولاً بالأرقام: (265661) و (26567) و (26703) من طريق يحيى بن أبي كثير، به.

وسيكرر برقم (26646) سنداً ومتناً.

وقوله: كانت هي ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يغتسلانِ من إناءٍ واحد من الجنابة: سيأتي برقم (26712) من طريق عمار بن أبي معاوية البجلي، عن أبي سلمة، =

ص: 103

26499 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا حَضَرَ الْعَشَاءُ، وَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَابْدَؤُوا بِالْعَشَاءِ "(1).

26500 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ فَرُّوخَ

= عن أمّ سلمة، به، دون ذكر زينب في الإسناد، وسلفت أحاديث الباب في مسند عائشة برقم (24014).

وقولها: وكان يقبّلها وهو صائم سيأتي برقمي: (26707) و (26708) من طريق أبي بكر بن المنكدر، عن أبي سلمة، به، وبرقمي:(26500) و (26719) من طريق عبد الله بن فرّوخ، عن أمّ سلمة، به. وقد سلفت أحاديث الباب في مسند عائشة برقم (24110).

(1)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرّح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير عبد الله بن رافع -وهو مولى أمِّ سَلَمة- فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 420، وأبو يعلى (6993)، والطبراني في "الكبير" 23/ (660) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1985)، والطبراني 23/ (660) من طريقين عن محمد بن إسحاق، به.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/ 46، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، والطبراني في "الكبير"، ورجاله ثقات سمع بعضهم من بعض.

وسيأتي برقمي: (26589) و (26676).

وله شاهد من حديث ابن عمر سلف بإسناد صحيح برقم (4709)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

ص: 104

أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتْ أُمَّ سَلَمَةَ، فَقَالَتْ: إِنَّ زَوْجِي يُقَبِّلُنِي وَهُوَ صَائِمٌ وَأَنَا صَائِمَةٌ، فَمَا تَرَيْنَ؟ فَقَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُنِي وَهُوَ صَائِمٌ وَأَنَا صَائِمَةٌ (1).

26501 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّهَا أَنَّ امْرَأَةً تُوُفِّيَ زَوْجُهَا، فَاشْتَكَتْ عَيْنَهَا، فَذَكَرُوهَا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَذَكَرُوا الْكُحْلَ، قَالُوا: نَخَافُ (2) عَلَى عَيْنِهَا؟ قَالَ: " قَدْ كَانَتْ إِحْدَاكُنَّ تَمْكُثُ فِي بَيْتِهَا فِي شَرِّ أَحْلَاسِهَا - أَوْ فِي أَحْلَاسِهَا، فِي شَرِّ (3) بَيْتِهَا - حَوْلًا، فَإِذَا مَرَّ بِهَا كَلْبٌ رَمَتْ بِبَعْرَةٍ.

(1) إسناده حسن، طلحة بن يحيى: هو ابن طلحة بن عبيد الله التيمي مختلف فيه، وهو حسنُ الحديث، وعبد الله بن فرُّوخ: هو التيمي مولى آل طلحة، لم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، وذكره ابن حبان وابن خلفون في "ثقاتهما"، وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 122: تابعي، لي به بأس، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 121، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة عبد الله بن فرُّوخ) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3074) و (3075)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 90، والطبراني في "الكبير" 23/ (653) من طرق، عن طلحة بن يحيى، به.

وسيأتي برقم (26719).

وانظر (26498).

(2)

في (ظ 6) و (ق): تخاف.

(3)

في (م): ستر، وهو خطأ.

ص: 105

أَفَلَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا؟ " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (5706)، وابن الجارود في "المنتقى"(768) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1596)، والبخاري (5338)، ومسلم (1488)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 188، وفي "الكبرى"(5694)، والبغوي في "الجعديات"(1571) و (1572) مختصراً، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1141)، والطبراني في "الكبير" 23/ (813)، والبيهقي في "السنن" 7/ 439، وابن عبد البر في "الاستذكار" 18/ 227 من طرق عن شعبة، به. وسقط اسم أمّ سلمة من مطبوع "الاستذكار".

وأخرجه مطولاً وبنحوه مالك في "الموطأ" 52/ 97 - 598 - ومن طريقه الشافعي في "المسند" 2/ 61 - 62 (ترتيب السندي)، وعبد الرزاق في "المصنف"(12130)، والبخاري (5336)، ومسلم (1488) و (1489)، وأبو داود (2299)، والترمذي (1197)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 201 - 202، وفي "الكبرى"(5727)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1143)، وفي "شرح معاني الآثار" 3/ 75 - 76، والبغوي في "الجعديات"(1574)، وابن حبان (4304)، والطبراني 23/ (812)، والبيهقي في "السنن" 7/ 437، والبغوي في "شرح السنة"(2389) - عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، عن حُميد بن نافع، به.

وقال مالك في آخره: قال حُميد بن نافع: فقلت لزينب: وما ترمي بالبعرة على رأس الحَوْل؟ فقالت زينب: كانت المرأة إذا توفِّي عنها زوجُها دخلت حِفْشاً ولبست شرَّ ثيابها، ولم تمسَّ طيباً، ولا شيئاً، حتى تمرَّ بها سنة، ثم تُؤتى بدابةٍ -حمار أو شاةٍ أو طير- فتفتضُّ به، فقلَّما تفتضُّ بشيءٍ إلا مات، ثم تخرج، فتعطى بعرة فترمي بها، ثم تراجع بعد ما شاءت من طيب أو غيره. قال مالك: والحِفْش: البيت الرديء، وتفتضُّ: تمسح به جلدها كالنُّشْرة.

وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(2133)، والنسائي في "المجتبى" =

ص: 106

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 6/ 205، وفي "الكبرى"(5732)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1147) و (1148)، وفي "شرح معاني الآثار" 3/ 75، والطبراني في "الكبير" 23/ (816) من طريق أيوب بن موسى، عن حُميد بن نافع، بنحوه.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1142) من طريق الفريابي، عن سفيان، عن أيوب بن موسى، عن حُميد بن نافع، عن زينب ابنة أم سلمة أن ابنة النحَّام توفي عنها زوجُها، فأتت أمُّها النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالت: إن ابنتي

فذكره.

وأخرجه الحميدي (304)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 205، وفي "الكبرى"(5733) من طريق سفيان بن عيينة، وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/ 205 - 206، وفي "الكبرى"(5734)، والطبراني في "الكبير" 23/ (815) من طريق زهير بن معاوية، والطبراني 23/ (805) من طريق حماد بن زيد، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن حُميد بن نافع، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 280، ومسلم (1488/ 1486)، وابن ماجه (2084)، والبغوي في "الجعديات"(1573)، والطبراني في "الكبير" 23/ (427) و (817) من طريق يزيد بن هارون، والنسائي في "المجتبى" 6/ 188 - 189، وفي "الكبرى"(5695)، وأبو يعلى (6961) و (7123)، والبغوي في "الجعديات"(1573) من طريق جرير بن عبد الحميد. والنسائي في "المجتبى" 6/ 206، وفي "الكبرى"(5735)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1146)، والطبراني في "الكبير" 23/ (426) من طريق حماد بن زيد، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1144)، والطبراني في "الكبير" 23/ (425) من طريق حماد بن سلمة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1145)، وفي "شرح معاني الآثار" 3/ 75 من طريق عبيد الله بن عمرو، خمستُهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن حُميد بن نافع، عن زينب بنت أم سلمة، عن أم سلمة وأم حبيبة، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (983) من طريق جعفر بن محمد، عن =

ص: 107

26502 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ كَتِفًا، فَجَاءَهُ بِلَالٌ، فَخَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً (1).

= أبيه، عن أم سلمة، به.

وسيأتي برقم (26652).

وفي الباب عن عائشة: سلف برقم (24092) بلفظ: "لا يحلُّ لامرأة تؤمن باللّه واليوم الآخر تُحِدُّ على ميت فوق ثلاث إلا على زوج" وقد ذكرنا هناك أحاديث الباب.

قال السندي: قولها: فاشتكت عينها، المشهور نصب العين على المفعولية، والفاعل ضمير للمرأة، وجوز بعضهم الرفع على الفاعلية أيضاً على أن اشتكى لازم بمعنى مرض.

وذكروا الكحل، أي: هل يجوز لها استعماله، أم لا؟

تمكث، أي: في الجاهلية.

في شرّ أحلاسها، أي: أقبح ثيابها.

فإذا مرَّ بها كلب: كذا كانت عادتهم عند الفراغ من العِدَّة.

أفلا أربعةَ أشهر، بالنصب، أي: أفلا تمكث في الإسلام هذا القدر بلا كُحل.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، جعفر بن محمد -وهو ابن عليِّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف بجعفر الصادق- من رجاله. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 107، وفي "الكبرى"(187)، وابن خزيمة (44) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (823) من طريق حفص بن غياث، و (988) من طريق محمد بن جعفر بن محمد وعبد الله بن ميمون، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1298 من طريق السّرّي بن عبد الله، أربعتهم عن جعفر بن =

ص: 108

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= محمد، به.

ورواه حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمد، واختلف عليه فيه:

فرواه محمد بن الصَّبَّاح -فيما أخرجه ابن ماجه (491) - وأبو بكر بن أبي شيبة -فيما أخرجه الطبراني 23/ (824) - كلاهما عن حاتم بن إسماعيل، عن جعفربن محمد، به.

ورواه أبو بكر بن أبي شيبة -كما في "مصنفه" 1/ 48 - عن حاتم بن إسماعيل، عن جعفر، عن أبيه، عن علي بن حسين -أو حسين بن علي- عن زينب بنت أمِّ سلمة، قالت: أُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتف

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 176: ووهم في قوله: عن الحسين. قلنا: وسقط اسم أمِّ سلمة من إسناد ابن أبي شيبة، إذ هو عند الدارقطني.

ورواه يعقوب بن حميد بن كاسب -فيما أخرجه السهميُّ في "تاريخ جرجان" ص 367 - عن حاتم بن إسماعيل ومحمد بن جعفر بن محمد وعبد الله بن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال محمد بن جعفر وعبد الله بن ميمون: عن علي بن الحسين، قالوا جميعاً: عن زينب بنت أمِّ سلمة، عن أمِّ سَلَمة، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم

وقال السهمي: قال لنا ابن عدي: إنما يُستغرب من رواية محمد بن جعفر، عن أبيه، وحاتم بنُ إسماعيل ثقة، وعبد الله بنُ ميمون مولى جعفر بن محمد ضعيف. قلنا: ولم يذكر حاتم بن إسماعيل عليَّ بنَ الحسين في الإسناد.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 176: الصحيح قول من قال: عن علي بن الحسين عن زينب.

وسيرد بالارقام (26612) و (26622) و (26696) و (26710) و (26741).

وفي الباب عن ابن مسعود سلف برقم (3791)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، ونزيد عليها حديث عثمان، سلف برقم (441)، وحديث أبي هريرة (9049)، وحديث ميمونة، وأمِّ حكيم، وأمِّ عامر، وضُباعة بنت الزبير، سترد (على التوالي) بالأرقام (26813) و (27091) و (27099) و (27354).

ص: 109

26503 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ، هَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ مِنْ (1) غُسْلٍ إِذَا احْتَلَمَتْ؟ قَالَ:" نَعَمْ، إِذَا رَأَتِ الْمَاءَ ". فَضَحِكَتْ أُمُّ سَلَمَةَ. قَالَتْ: أَتَحْتَلِمُ الْمَرْأَةُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " فَبِمَ يُشْبِهُ الْوَلَدُ؟ "(2).

(1) لفظة "من" ليست في (ظ 6) ولا (ق).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن عُروة.

وأخرجه البخاري (3328) و (6091)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 114، وفي "الكبرى"(201) و (5887)، وأبو عوانة 1/ 291 - 292 من طريق يحيى بن سعيد القطّان، بهذا الإسناد.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 51 - ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 40 (ترتيب السندي)، والبخاري (282) و (6121)، وابن خُزيمة (235)، وابن حبان (1165) و (1167)، والبيهقي في "السنن" 1/ 167، وفي "السنن الصغير"(135)، وفي "معرفة السنن والآثار"(1402)، والبغوي في "شرح السنة"(244) - عن هشام، به.

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(1094)، والحُميدي (298)، والبخاري (130)، ومسلم (313)، والترمذي (122)، وابن خُزيمة (235)، وأبو عَوانة 1/ 291 و 292، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2661)، والطبراني في "الكبير" 23/ (794) و (795)، وفي "الصغير"(225)، والبغوي في "شرح السنة"(245) من طرق عن هشام بن عروة، به. قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيح.

ورواه مرسلاً سفيان الثوري -كما عند عبد الرزاق (1095) - عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن امرأةً سألتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم. =

ص: 110

26504 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا تَزَوَّجَهَا، أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَقَالَ:" إِنَّهُ لَيْسَ بِكِ عَلَى أَهْلِكِ هَوَانٌ، وَإِنْ شِئْتِ، سَبَّعْتُ لَكِ، وَإِنْ سَبَّعْتُ لَكِ، سَبَّعْتُ لِنِسَائِي "(1).

= وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (802) من طريق أبي الزِّناد، عن عروة، به. بطرفه الأول.

وسيأتي برقم (26613)، ومختصراً برقم (26579)، وبنحوه برقم (26631).

وانظر حديث عائشة السالف برقم (24610).

وحديث أمِّ سُلَيم الآتي برقم (27114).

قال السندي: قوله: "فبم يشبه الولد"، أي: بأمه وأقاربها، أي أنه لأجل الماء، فإذا علم أن لها ماءً، عُلم أنها تحتلم، إذ ليس الاحتلام إلا خروج ذلك الماء، وهو مما لا يستبعد بعد وجوده.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم وقد أخرجه في "صحيحه"، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن البخاريَّ والدارقطني أعلّاه بالإرسال، كما سيرد. سفيان: هو الثوري، ومحمد ابن أبي بكر: هو ابن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري، وعبد الملك بن أبي بكر: هو ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/ 95، والبيهقي 7/ 301، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 245 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 8/ 94، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 47، ومسلم (1460)، وأبو داود (2122)، والنسائي في "الكبرى"(8925) -وهو في "عشرة النساء"(39) - وابن ماجه (1917)، والدارمي (2210)، وأبو يعلى (6996)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 29، والطبراني في "الكبير" 23/ (592)، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 170، والبيهقي في "السنن" =

ص: 111

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 7/ 301، وفي "معرفة السنن والآثار" 10/ 283 من طريق يحيى بن سعيد، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. ولم يتابَع سفيان على قوله: أقام عندها ثلاثاً فيما ذكر البخاري في "تاريخه الكبير" 1/ 48. ووقع في مطبوعي النسائي: محمد بن المنكدر، بدل: محمد بن أبي بكر، وهو خطأ صوّبناه من "التحفة" 13/ 38.

واختلف فيه على سفيان الثوري:

فأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(10646) -ومن طريقه الطبراني 23/ (591) - عن سفيان الثوري، عن محمد بن أبي بكر، عن عبد الملك بن أبي بكر بن الحارث، عن أبيه، قال: مكث النبيُّ صلى الله عليه وسلم عند أمِّ سَلَمة ثلاثاً

فذكره مرسلاً.

وعلّقه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 47، فقال: قال وكيع عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الملك بن أبي بكر، قال: لما تزوَّج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أمِّ سَلَمة

مثله (ولم يذكر أبا بكر بن عبد الرحمن ولا أمِّ سَلَمة في الإسناد).

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 277 عن يعلى بن عُبيد، عن محمد بن أبي بكر، به.

ورواه عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الملك بن أبي بكر، واختلف عليه:

فأخرجه مالك كما في "الموطأ" 2/ 529 - ومن طريقه الشافعي في "مسنده" 2/ 26 (بترتيب السندي)، وفي "الأم" 5/ 99، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 47، ومسلم (1460)(42)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 28 و 29، والبيهقي في "السنن" 7/ 300، وفي "معرفة السنن والآثار" 10/ 283، والبغوي في "شرح السنة"(2327) عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبيه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تزوَّج أمَّ سَلَمة

فذكره مرسلاً. وقوله: "عن أبيه" سقط من مطبوع "صحيح مسلم"، واستدركناه من "التحفة" 13/ 38، ووقع في =

ص: 112

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= مطبوع "مسند الشافعي": عن عبد الملك بن أبي بكر، عن عبد الرحمن بدل: ابن عبد الرحمن، وجاء على الصواب في "الأم" له.

قلنا: وقد صحَّح البخاري في "تاريخه" طريق مالك المرسل، ورجحه الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 170. وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 17/ (243): هذا حديث ظاهره الانقطاع، وهو متصل مسند صحيح، قد سمعه أبو بكر من أم سلمة!

وأخرجه الدارقطني في "السنن" 3/ 284 من طريق محمد بن عمر -وهو الواقدي- عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أمِّ سَلَمة، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم

فذكره. قلنا: قد انفرد الواقدي بوصل طريق مالك هذه، وهو متروك، والصواب إرساله كما سلف.

وأخرجه الدارقطني في "السنن" 3/ 283 من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الملك بن أبي بكر، قال: تزوَّج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمَّ سلمة في شوال، وجمعها في شوال، وقال

فذكره. قلنا: وهذا إسناد فيه عنعنة محمد بن إسحاق.

وأخرجه عبد الرزاق (10645) عن سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الملك بن أبي بكر بن الحارث بن هشام، عن أبيه، قال: لما تزوَّج النبيُّ صلى الله عليه وسلم أمَّ سلمة

فذكره مرسلاً.

وأخرجه سعيد بن منصور (776)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 28 عن يونس بن عبد الأعلى، كلاهما (سعيد ويونس) عن سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الملك بن أبي بكر، قال: لما دخلت أمُّ سَلَمة

فذكره مرسلاً.

ورواه عبد الرحمن بن حميد، عن عبد الملك بن أبي بكر، واختلف عليه فيه:

فرواه عبد العزيز بن محمد -فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 47 - 48 - عن عبد الرحمن بن حميد، عن عبد الملك بن أبي بكر، عن أبي =

ص: 113

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= بكر أن أمَّ سَلَمة حين تزوَّجها النبي صلى الله عليه وسلم أخذت بثوبه، فقال:"إنْ شئتِ زدتُ وحاسبتُك"، ثم قال:"للبكر سبعٌ وللثيِّب ثلاث" ورواه أبو ضمرة كذلك -وهو أنس بن عياض- فيما أخرجه مسلم (1460)(42) - وسليمان بن بلال -فيما أخرجه مسلم (1460)(42)، والبيهقي 7/ 300 - 301 - كلاهما، عن عبد الرحمن بن حميد، عن عبد الملك بن أبي بكر، عن أبي بكر بن عبد الرحمن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تزوَّج أمَّ سلمة، فدخل عليها، فأراد أن يخرج أخذت بثوبه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن شئتِ زدتُك وحاسبتُك به، للبكر سبعٌ وللثيّب ثلاث".

ورواه الفُضيل بن سليمان -فيما أخرجه الدارقطني في "السنن" 3/ 283 - عن عبد الرحمن بن حميد، عن عبد الملك بن أبي بكر، عن أمِّ سَلَمة أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكر مثله. والفُضيل بن سليمان ضعيف.

ورواه عبد الواحد بن أيمن، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، واختلف عليه فيه:

فرواه حفص بن غياث -فيما أخرجه مسلم (1460)(43)، والبيهقي في "السنن" 7/ 301 - عن عبد الواحد بن أيمن، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أمِّ سَلَمة، ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوَّجها، وذكر أشياء هذا فيه: قال: "إن شئتِ أن أُسبِّعَ لكِ وأُسبِّعَ لنسائي، وإن سبَّعتُ لكِ، سبَّعتُ لنسائي".

ورواه يعقوب بن حُميد بن كاسب، عن مروان بن معاوية الفزاري -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3082)، والطبراني في "الكبير" 23/ (499) - عن عبد الواحد بن أيمن، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، قال: قالت أمُّ سَلَمة: لما خطبني

فذكره مطوَّلاً. وابنُ كاسب ضعيف.

ورواه يحيى بن معين عن مروان بن معاوية -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (587) - عن عبد الواحد بن أيمن، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أمِّ سَلَمة أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لها حين دخل عليها: =

ص: 114

26505 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ عُمَارَةَ (1)، قَالَ: حَدَّثَتْنِي رَيْطَةُ، عَنْ كَبْشَةَ ابْنَةِ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَتْ: سَأَلْتُ أُمَّ سَلَمَةَ قُلْتُ: أَخْبِرِينِي (2): مَا نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَهْلَهُ؟ قَالَتْ: نَهَانَا أَنْ نَعْجُمَ النَّوَى طَبْخًا، وَأَنْ نَخْلِطَ الزَّبِيبَ وَالتَّمْرَ (3).

= "إنَّ بكِ وبأهلكِ عليَّ كرامة، وإني إن أُسبِّعْ لكِ، أُسبِّعْ لنسائي".

ورواه محمد بن عبد الله الأسدي -فيما أخرجه ابن سعد 8/ 91 - وأبو نعيم -فيما أخرجه ابن سعد 8/ 91، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 48 - كلاهما عن عبد الواحد بن أيمن، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا أمَّ سَلَمة، إنْ شئتِ سبَّعتُ

".

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 170: وحديث عبد الواحد بن أيمن صحيح -يعني عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أم سلمة- وحديث الثوري عن محمد بن أبي بكر صحيح. قلنا: لكنه رجَّح حديث مالك المرسل كما سلف.

وأخرجه الدارقطني في "السنن" 3/ 284 من طريق محمد بن عمر الواقدي، عن ابن أبي ذئب، عن عبد العزيز بن عيَّاش، عن أبي بكر بن حزم، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أمِّ سلمة

والواقدي متروك.

وسيرد مطوَّلاً بالأرقام: (26529) و (26619) و (26620) و (26623) و (26669) و (26670) و (26721) و (26722).

قال السندي: قوله: "سبعت لنسائي" فإنه بالطمع في الزيادة عن الحق يسقط الحق الذي هو ثلاثة أيام.

(1)

في (م): عمرة، وهو خطأ.

(2)

في (م): قلت لأم سلمة: أخبريني.

(3)

قولها: "أنْ نَخْلِطَ الزَّبيبَ والتمرَ" صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة رَيْطة -وهي بنتُ حُرَيث، فقد تفرَّد بالرواية عنها ثابتُ بن عُمارة، ولجهالة كبشة بنت أبي مريم، فقد تفرَّد بالرواية عنها رَيْطة، ولم يُؤْثر =

ص: 115

26506 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " قَوَائِمُ الْمِنْبَرِ رَوَاتِبُ (1)

= توثيقُهما عن أحد، وجهَّلهما الحافظ في "التقريب". وبقيةُ رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير ثابت بن عمارة، فقد روى له أصحابُ السنن سوى ابن ماجه، وهو صدوق.

وأخرجه المِزِّي في "تهذيب الكمال" في ترجمة رَيْطة بنت حُريث، من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (3706)، والبيهقي في "السنن" 8/ 307 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (6984)، والطبراني في "الكبير" 23/ (879) -ومن طريقه المزي في "تهذيبه"(ترجم ريطة) - من طريق عثمان بن عمر، عن ثابت، به.

وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير" 23/ (880) من طريق خالد بن الحارث وأبي عاصم، عن رَيْطة، به. ولم يذكر عجم النوى.

ولقولها: "وأن نَخْلِطَ الزبيبَ والتمر" شواهد ذكرناها في مسند أبي سعيد الخدري عند الرواية (10991) وإسناده صحيح، ونزيد عليها حديث عائشة، وسلف برقم (26057).

قال السندي: قولها: أن نَعْجُم النوى، ضبط بضم الجيم، من عَجَمه: إذا لاكه في الفم، أي: نهانا أن نبالغ في نضجه حتى يتفتَّت وتفسد قوتُه التي يصلح معها للغنم، وقيل: إن التمر إذا طُبخ لتُؤخذ حلاوتُه، فلا يُطبخ بحيث يبلغ الطبخ النَّوى، لأنه يفسد طعم الحلاوة، أو لأنه يذهب قوته، فلا يصلح علفاً للدواجن.

وأن نخلط، أي: خوفاً من سرعة لحوق الإسكار به.

(1)

في (ظ 6): ثوابت.

ص: 116

فِي الْجَنَّةِ " (1).

* 26507 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ -[قَالَ عَبْدُ اللهِ:] وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ - قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبِي نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُسَاوِرٌ الْحِمْيَرِيُّ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِعَلِيٍّ: " لَا يُبْغِضُكَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يُحِبُّكَ مُنَافِقٌ "(2).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمَّار الدُّهْني، فمن رجال مسلم، وهو مكرر (26476)، غير أن شيخ الإمام أحمد هنا هو يحيى بن سعيد القطان، وشيخه هو سفيان الثوري.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4287) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وسقط أسم سفيان الثوري من المطبوع، وهو مثبت في "التحفة" 13/ 41.

وأخرجه عبد الرزاق (5242) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (519)، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 564 - وابن سعد 1/ 253، والبيهقي في "السنن" 5/ 248 من طريق قَبيصة بن عقبة، والبيهقي 5/ 248 من طريق محمد بن كثير، ثلاثتهم عن الثوري، به.

وسيرد برقم (26714).

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لجهالة مُساور الحميري وأمِّه، إذ لم يرو عن مساور سوى أبي نصر عبد الله بن عبد الرحمن، وهو الضَّبِّي، وبقية رجاله ثقات.

وأخرجه المِزِّي في "تهذيبه"(في ترجمة أبي نصر عبد الله بن عبد الرحمن) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 77، والترمذي (3717)، وأبو يعلى (6904) =

ص: 117

26508 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ - عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أُمَّ سَلَمَةَ، تَذْكُرُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي بَيْتِهَا، فَأَتَتْهُ فَاطِمَةُ بِبُرْمَةٍ، فِيهَا خَزِيرَةٌ، فَدَخَلَتْ بِهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا:" ادْعِي زَوْجَكِ وَابْنَيْكِ ". قَالَتْ: فَجَاءَ عَلِيٌّ وَالْحُسَيْنُ وَالْحَسَنُ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ، فَجَلَسُوا يَأْكُلُونَ مِنْ تِلْكَ الْخَزِيرَةِ، وَهُوَ عَلَى مَنَامَةٍ لَهُ عَلَى دُكَّانٍ تَحْتَهُ كِسَاءٌ خَيْبَرِيٌّ (1). قَالَتْ: وَأَنَا أُصَلِّي فِي الْحُجْرَةِ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل هَذِهِ الْآيَةَ:{إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33]. قَالَتْ: فَأَخَذَ فَضْلَ

= و (6931)، والطبراني في "الكبير" 23/ (885) و (886) -ومن طريقه المزي (ترجمة عبد الله بن عبد الرحمن) - من طرق عن محمد بن فضيل، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (901) من طريق فطر بن خليفة عن أبي الطفيل، قال: سمعتُ أمَّ سلمة تقول: أشهدُ أني سمعتُ رسولَ اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من أحبَّ عليّاً، فقد أحبَّني، ومن أحبَّني، فقد أحبَّ اللهَ، ومن أبغض عليّاً، قد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله ".

وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/ 132، وقال: رواه الطبراني، وإسناده حسن.

ويشهد له حديث علي أنه قال: عهد إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يُبغضني إلا منافق، ولا يحبُّني إلا مؤمن. وهو عند مسلم (72)، وقد سلف برقم (642)، وانظر تعليقنا عليه هناك.

وانظر (26748).

(1)

في (م): كساء له خيبري.

ص: 118

الْكِسَاءِ، فَغَشَّاهُمْ بِهِ، ثُمَّ أَخْرَجَ يَدَهُ، فَأَلْوَى (1) بِهَا إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ:" اللهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي (2)، فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا، اللهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي (2)، فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا "(3). قَالَتْ: فَأَدْخَلْتُ رَأْسِي الْبَيْتَ، فَقُلْتُ: وَأَنَا مَعَكُمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:" إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ، إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ ".

قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: وَحَدَّثَنِي أَبُو لَيْلَى، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، مِثْلَ حَدِيثِ عَطَاءٍ، سَوَاءً.

قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: وَحَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ أَبُو (4) الْجَحَّافِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ (5) حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، بِمِثْلِهِ سَوَاءً (6).

(1) في (ق): فأومى، وفي هامشها: فألوى (نسخة)، ولم يرد لفظ "بها"(ظ 2) ولا (ق).

(2)

في (ظ 2) و (ق) ونسخة السندي: وحامَّتي، وكلاهما بمعنى، وسيرد هذا اللفظ في الرواية (26597).

(3)

قوله: "اللهم هؤلاء أهل بيتي

" إلى قوله: "وطهرهم تطهيراً" لم يكرر في (ظ 6).

(4)

لفظ: "أبو" سقط من (م).

(5)

قوله: "شهر بن" سقط من (م).

(6)

حديث صحيح وله أسانيد ثلاثة:

أولها: عبد الله بن نُمير، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء بن أبي رباح، قال: حدثني من سمع أمَّ سلمة. وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن أمِّ سلمة.

وثانيها: عبد الله بن نُمير، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي ليلى، =

ص: 119

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عن أم سلمة. وهذا إسناد صحيح، أبو ليلى: هو الكندي، مختلفٌ في اسمه، وهو ثقة.

وثالثها: عبد الله بن نُمير، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي الجَحَّاف داود بن أبي عوف، عن شهر بن حوشب، عن أمِّ سلمة. وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب. وبقية رجاله ثقات، غير داود بن أبي عوف، فهو صدوق.

وهو -بالأسانيد الثلاثة- عند الإمام أحمد في "فضائل الصحابة"(994) و (995) و (996).

وأخرجه مختصراً الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(766)، والطبراني في "الكبير"(2668) من طريق جعفر بن زياد الأحمر، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن أم سلمة، به. وزاد فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم:"أنتِ من أزواج النبي عليه السلام". دون ذكر الواسطة بين عطاء وأمِّ سلمة. وجعفرُ بنُ زياد الأحمر صدوق يتشيع.

وأخرجه الطحاوي (767)، والطبراني في "الأوسط"(2281)، وفي "الصغير"(177)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 108 من طريقين عن داود أبي الجَحَّاف، به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(766)، والطبراني في "الكبير"(2665) و 23/ (773) و (783) من طرق عن شهر بن حَوْشب، به.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 196 - 197، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(762)، والطبراني في "الكبير" 23/ (750) من طريق عثمان بن محمد، عن جرير، عن الأعمش، عن جعفر بن عبد الرحمن البَجَلي، عن حكيم بن سعد، عن أمِّ سَلَمة، به، مختصراً. وجعفرُ بنُ عبد الرحمن البَجَلي: روى عنه الأعمش، وترجم له البخاريُّ في (التاريخ الكبير) 2/ 196، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 483، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابنُ حبان في "الثقات" 6/ 134، وقال: شيخ كان بواسط. =

ص: 120

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه الطبري في "تفسيره" 22/ 8 عن ابن حميد، عن عبد الله بن عبد القدوس، عن الأعمش، عن حكيم بن سعد، عن أمّ سَلَمة، نحوه. وابنُ حميد -وهو محمد الرازي- ضعيف، وعبد الله بن عبد القدوس صدوق يخطئ، وقد رُمي بالرفض.

وأخرجه أبو يعلى (6888)، والطبري في "تفسيره" 22/ 7، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(768)، والطبراني في "الكبير"(2662) من طريق فُضيل بن مرزوق، عن عطيَّة العوفي، عن أبي سعيد الخدري، عن أمِّ سَلَمة بنحوه. وعطيَّة العوفي ضعيف، وفُضيل بن مرزوق صدوق يهم، ورُمي بالتشيع.

وأخرجه الطبراني أيضاً 22/ 6 من طريق مندل، عن الأعمش، عن عطيّة، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت

، ومندل وعطية كلاهما ضعيف.

وأخرجه الطبري أيضاً 22/ 7، والطبراني في "الأوسط"(7610) من طريق سعيد بن زربي، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن أمِّ سَلَمة، وسعيدُ بن زربي؛ قال البخاري: عنده عجائب.

وأخرجه الطبري أيضاً 22/ 7 - 8، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(763)، والطبراني في "الكبير"(2663)، من طريق يعقوب بن موسى الزَّمعي، عن هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، عن عبد الله بن وَهْب بن زَمْعة، عن أمِّ سَلَمة، نحوه. وانقلب اسم عبد الله بن وهب في مطبوع الطبراني إلى: وهب بن عبد الله. ويعقوبُ بن موسى الزَّمعي ضعيف.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(765) و (772) من طريق عمَّار الدُّهني، عن عمرة بنت أفعى، عن أمِّ سلمة نحوه. وعمرة مجهولة، لم يرو عنها سوى عمَّار الدُّهني، وذكرها ابن حبان في "الثقات" 5/ 288، لكن قال: عمرة بنت شافع.

وأخرجه الحاكم 2/ 416 و 3/ 146، والبيهقي في "السنن" 2/ 150، والبغوي في "تفسيره" 5/ 259 من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، =

ص: 121

26509 -

حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لِي مِنْ (1) أَجْرٍ فِي بَنِي أَبِي سَلَمَةَ أَنْ أُنْفِقَ عَلَيْهِمْ، وَلَسْتُ بِتَارِكَتِهِمْ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا (2)، إِنَّمَا هُمْ بَنِيَّ؟ قَالَ: " نَعَمْ، لَكَ

= عن شريك بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار، عن أمِّ سَلَمة أنها قالت: في بيتي نزلت هذه الآية

فذكر نحوه. قال الحاكم: هذا حديثٌ صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه. قلنا: لكن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، ضعيف يعتبر به، وقد احتج به البخاري، وانتُقد لأجل ذلك. انظر مقدمة "الفتح" ص 417.

وسيرد بالأرقام: (26540) و (26550) و (26597) و (26600) و (26746).

وفي الباب عن واثلة بن الأسقع، سلف برقم (16988)، وهو حديث صحيح.

وعن عمر بن أبي سَلَمة عند الترمذي (3205) و (3787)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(771)، والطبري في "تفسيره" 22/ 8. قال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث عطاء، عن عمر بن أبي سلمة.

قال السندي: قولها: خزيرة، هي كالعصيدة، إلا أنها تطبخ بلحم يقطع صغاراً.

على مَنامة له، قيل: المراد بها القَطِيفَة.

"إنكِ إلى خير": ظاهره عدمُ دخولها فيهم، وظاهر القرآن الدخول، فيحتمل أن المراد بكونها إلى خير أنها داخلة البتة، كما هو ظاهر سوق القرآن، فليتأمَّل.

(1)

لفظة: "من" ليست في (ق).

(2)

لفظة: "هكذا" وقعت في (ظ 6) مرة واحدة، وفي (ق) و (ظ 2) مرتين.

ص: 122

فِيهِمْ (1) أَجْرٌ مَا أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ " (2).

26510 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا اسْتَفْتَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي امْرَأَةٍ تُهَرَاقُ الدَّمَ، فَقَالَ:" تَنْتَظِرُ قَدْرَ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ الَّتِي كَانَتْ تَحِيضُهُنَّ وَقَدْرَهُنَّ مِنَ الشَّهْرِ، فَتَدَعُ الصَّلَاةَ، ثُمَّ لِتَغْتَسِلْ، وَلْتَسْتَثْفِرْ، ثُمَّ تُصَلِّي "(3).

(1) قوله: "فيهم" ليس في (ظ 6).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حمَّادُ بنُ أسامة.

وأخرجه مسلم (1001)، والبيهقي في "السنن" 7/ 478 من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1467) و (5369)، وأبو يعلى (7008)، وابن حبان (4246)، والطبراني في "الكبير" 23/ (796) من طرق عن هشام بن عروة، به.

وأخرجه بمعناه ابن ماجه (1835) من طريق حفص بن غياث، عن هشام بن عروة، به، بلفظ: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصدقة، فقالت زينبُ امرأةُ عبد الله: أَيُجْزِيني من الصدقة أن أتصدقَ على زوجي، وهو فقير، وبني أخ لي أيتام، وأنا أنفق عليهم هكذا وهكذا، وعلى كل حال؟! قال: قال: "نعم". قال: وكانت صَنَاعَ اليدين.

وسيأتي (26642).

وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (26671).

وفي الباب: عن امرأة عبد الله بن مسعود، وقد سلف برقمي (16082) و (16085).

(3)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن اختلف فيه على =

ص: 123

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= نافع كما سيرد:

فرواه عُبيد الله بن عمر، عن نافع، واخُتلف عليه فيه:

فرواه ابن نُمير -كما في هذه الرواية، وكما عند ابن أبي شيبة 1/ 126، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2722)، والطبراني في "الكبير" 23/ (917) - وأبو أسامة -كما عند ابن أبي شيبة 1/ 126، والنسائي في "المجتبى" 1/ 182، وابن ماجه (623)، والدارقطني في "السنن" 1/ 217، والطبراني في "الكبير" 23/ (917) - ومعتمر بن سليمان -كما عند الطبراني 23/ (917) - وعبدة بن سليمان -كما عند الطبراني أيضاً 23/ (578) - أربعتُهم عن عُبيد الله بن عمر، عن نافع، بهذا الإسناد.

وخالفهم أنس بنُ عياض، فرواه -كما عند أبي داود (276)، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/ 333، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/ 59 - عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن سليمان بن يسار، عن رجل من الأنصار، أن امرأة من الأنصار كانت تُهراق الدماء، فاستفتت لها أم سلمة

فذكر الحديث. أدخلَ رجلاً بين سليمان بن يسار وأمِّ سَلَمة.

ورواه موسى بن عقبة عن نافع، واختلف عليه كذلك:

فرواه ابن أبي حازم -كما عند الطبراني في "الكبير" 23/ (920) - عن موسى بن عقبة، عن نافع، به نحوه.

وخالفه إبراهيم بن طهمان، فرواه -كما عند الطبراني 23/ (649)، والبيهقي في "السنن" 1/ 334 - عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن سليمان بن يسار، عن مرجانة، عن أم سلمة، به. أدخل مرجانة بين سليمان بن يسار وأمِّ سَلَمة.

ورواه صخر بن جُويرية -كما عند أبي داود (277)، وابن الجارود في "المنتقى"(113)، والدارقطني 1/ 217، والبيهقي في "السنن" 1/ 333 - وجويريةُ بنُ أسماء -كما عند أبي يعلى (6894)، والبيهقي 1/ 333 - ويحيى ابنُ سعيد -كما عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2725) - وإسماعيل بنُ إبراهيم بن عقبة -كما عند البيهقي 1/ 333 - أربعتهم عن نافع، عن سليمان =

ص: 124

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ابن يسار، عن رجل، عن أمِّ سَلَمة، به.

ورواه ليث بن سعد، واختلف عليه كذلك:

فرواه أحمد بن عبد الله بن يونس -كما عند الدارمي (780) - وقتيبة بنُ سعيد ويزيد بنُ عبد الله بن موهب -كما عند أبي داود (275)، وابنِ المنذر في "الأوسط"(812)، وابنِ عبد البر في "التمهيد" 16/ 60 - ويحيى بنُ بُكير -كما عند البيهقي 1/ 333 - أربعتُهم عن ليث، عن نافع، بالإسناد السابق، أي: بإدخال الرجل بين سليمان بن يسار وأمِّ سلمة.

وخالفهم عبد الله بنُ صالح، فرواه -كما عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2726) - عن ليث، عن الزُّهري، عن سليمان بن يسار، أن رجلاً من الأنصار أخبره عن أمِّ سَلَمة، فذكره، إلا أنه جعله من حديث الزُّهري بدلاً من حديث نافع. وعبدُ الله بنُ صالح كثيرُ الغلط.

وسيرد برقم (26716) من طريق مالك عن نافع، عن سليمان بن يسار، عن أمِّ سلمة، وبرقم (26740) من طريق أيوب، عن سليمان بن يسار، عن أم سلمة.

قال ابنُ عبد البر في "التمهيد" 16/ 56 عقب رواية مالك هكذا- رواه مالك، عن نافع، عن سليمان، عن أمّ سلمة، وكذلك رواه أيوب السختياني، عن سليمان بن يسار، كما رواه مالك عن نافع سواء، ورواه الليث بن سعد وصخر بن جويرية وعبيد الله بن عمر على اختلاف عنهم، عن نافع، عن سليمان بن يسار، أن رجلاً أخبره عن أمِّ سلمة، فأدخلوا بين سليمان بن يسار وبين أمِّ سلمة رجلاً. اهـ. قلنا: لكن البيهقي 1/ 333 أعلَّ حديث مالك بالانقطاع، فقال: إلا أن سليمان بن يسار لم يسمعه من أمِّ سلمة. وتعقبه ابن التركماني بقوله: وذكر صاحب "الكمال" أن سليمان سمع من أمِّ سلمة، فيحتمل أنه سمع هذا الحديث منها ومن رجل عنها.

وسيرد من وجه آخر عن أم سلمة برقم (26593).

وله شاهد من حديث عائشة، سلف برقم (25622)، وإسناده صحيح.

ص: 125

26511 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ (1)، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: فَكَيْفَ بِالنِّسَاءِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " تُرْخِينَ شِبْرًا ". قُلْتُ: إِذَنْ يَنْكَشِفَ عَنْهُنَّ؟ قَالَ: " فَذِرَاعٌ، لَا يَزِدْنَ عَلَيْهِ "(2).

(1) في (ظ 2) و (ق) و (م): عبد الله، وهو خطأ، والمثبت من (ظ 6) و"أطراف المسند" 9/ 396.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على نافع:

فقد رواه عُبيد الله بن عُمر العمري، عن نافع، واختلف عليه فيه:

فرواه ابن نمير -كما في هذه الرواية، وعند أبي يعلى (6890) - ومحمد ابنُ عُبيد -كما سيأتي في الرواية (26681) - ومعتمر بنُ سليمان -كما عند ابن أبي شيبة 8/ 408، والنسائي في "المجتبى" 8/ 209، وفي "الكبرى"(9742)، وابنِ ماجه (3580)، والطبراني في "الكبير" 23/ (916) - وعيسى بنُ يونس -كما عند أبي داود (4118) - وعبد الرحيم بنُ سليمان الرازي -كما عند النسائي في "الكبرى"(9744) - وأبو أسامة -كما عند الطبراني 23/ (916) - ستتُهم عن عُبيد الله، بهذا الإسناد.

ورواه يحيى القطان -كما سلف برقم (5173) - وخالد بن الحارث -كما عند النسائي في "الكبرى"(9744) - كلاهما عن عُبيد الله، عن نافع، عن سليمان بن يسار، أن أمَّ سلمة ذكرت ذيول النساء

قال النسائي: مرسل.

ورواه ابن لَهِيعة عن محمد بن عجلان -كما عند ابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 147 - عن نافع، عن ابن عمر، أن أمَّ سَلَمة، به. ثم قال ابن عبد البر: وهذا الإسناد عندي خطأ.

ورواه أيوب عن نافع، واختُلف عليه فيه:

فرواه مَعْمَر فيما روى عنه عبد الرزاق (19984) -ومن طريقه الترمذي (1731)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 209، وفي "الكبرى"(9735) - ورواه =

ص: 126

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أيضاً حماد بنُ زيد -كما عند أبي نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 130، والبيهقي في "السنن" 2/ 233 - كلاهما عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من جرَّ ثوبه من الخيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة". فقالت أمُّ سلمة: فكيف يصنعُ النساء يا رسول الله بذيولهنَّ؟

فذكر الحديث. قال الترمذي: هذا حديثٌ حسن صحيح.

ورواه إسماعيل ابنُ عُلَيَّة -كما سلف بالرواية (4489) - عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، فذكر حديث ابن عمر، ثم قال: قال نافع: فأُنبئتُ أنَّ أمَّ سلمة قالت: فكيف بنا؟

فذكر الحديث.

ورواه عبد الله العمري عن نافع، واختلف عليه فيه:

فرواه ابن طهمان (47) عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم

ورواه وكيع -كما سلف برقم (4773) - عن عبد الله العمري، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخَّص للنساء

فذكره، ولم يذكر أمَّ سَلَمة في الإسناد.

ورواه الليث عن محمد بن عبد الرحمن بن غَنَج -كما عند النسائي في "الكبرى"(9745) - عن نافع، أن أم سلمة ذكرت ذيول النساء

مرسلاً.

ورواه حنظلة بن أبي سفيان، عن نافع واختلف عليه فيه:

فرواه حماد بن مسعدة -كما عند النسائي في "الكبرى"(9738) - عن حنظلة بن أبي سفيان، قال: سمعت نافعاً قال: حدثتنا أمُّ سلمة أنها لما ذكر في النساء ما ذكر قالت: يا رسول الله، أرأيتَ النساء؟ قال:"شبراً" قالت: لا يكفيهنَّ، قال:" فذراع".

ورواه الوليد بن مسلم -كما عند النسائي في "الكبرى"(9739) - عن حنظلة بن أبي سفيان، سمعتُ نافعاً يحدِّث قال: حدثني بعض نسوتنا عن أمِّ سلمة، قالت: لما ذكر رسولُ الله من الإسبال ما ذكر، قلت: يا رسول الله، أرأيتَ النساء، كيفَ بهنَّ؟ قال:"يُرخين ذراعاً". =

ص: 127

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ورواه الأوزاعي، واختُلف عنه فيه:

فرواه الوليد بنُ مسلم -كما عند النسائي في "الكبرى"(9736) - عن الأوزاعي، عن نافع، عن أمِّ سَلَمة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تُرخي المرأةُ من ذيلها شبراً" قلتُ: إذاً تنكشف؟ قال: "ذراعاً لا تزيد عليه".

ورواه الوليد بنُ مزيد -كما عند النسائي في "المجتبى" 8/ 209، وفي "الكبرى"(9737) - عن الأوزاعيّ، عن يحيى بن أبي كثير، عن نافع، عن أمِّ سلمة، به. أدخلَ يحيى بنَ أبي كثير بين الأوزاعيِّ ونافع.

ورواه محمد بن إسحاق-كما سيأتي برقمي (26532) و (26636) - وأبو بكر بن نافع -كما عند مالك في "الموطأ" 2/ 915، ومن طريقه أبو داود (4117)، وابنُ حبان (5451)، والبيهقي في "الآداب"(617)، وفي "الشعب"(6143)، والبغوي في "شرح السنة"(3082) - وأيوب بنُ موسى -كما عند النسائي في "المجتبى" 8/ 209، وفي "الكبرى"(9740)، وأبو يعلى (6891)، والطبراني في "الكبير" 23/ (1007) و (1008) - ثلاثتهم عن نافع، عن صفيَّة بنت أبي عُبيد، عن أمِّ سَلَمة، به.

قال ابن عبد البرّ في "التمهيد" 24/ 148 بعد أن أخرجه من طريق محمد بن إسحاق: وهذا هو الصواب عندنا في هذا الإسناد، كما قال مالك، والله أعلم.

وسيأتي بالأرقام: (26532) و (26636) و (26681).

قلنا: وحديث ابن عمر في النهي عن جَرِّ الثوب هو في "صحيح مسلم" برقم (2085)، لكن دون زيادة حديث أمِّ سلمة في ذيول النساء.

قال الحافظ في "الفتح" 10/ 259: وكأنَّ مسلماً أعرضَ عن هذه الزيادة للاختلاف فيها على نافع

وذكر الحافظ بعضاً من هذه الاختلافات، ثم قال: ومع ذلك، فله شاهدٌ من حديث ابن عمر، أخرجه أبو داود من رواية أبي الصِّدِّيق الناجي، عن ابن عمر.

قلنا: وهو في "المسند" كذلك، وقد سلف برقم (4683)، وقد ذكرنا هناك بقية شواهده.

ص: 128

26512 -

حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ - يَعْنِي ابْنَ عُرْوَةَ - عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الطُّفَيْلِ، عَنْ رُمَيْثَةَ أُمِّ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: كَلَّمَنِي صَوَاحِبِي أَنْ أُكَلِّمَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَأْمُرَ النَّاسَ، فَيُهْدُونَ لَهُ حَيْثُ كَانَ، فَإِنَّهُمْ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدِيَّتِهِ (1) يَوْمَ عَائِشَةَ، وَإِنَّا نُحِبُّ الْخَيْرَ كَمَا تُحِبُّهُ عَائِشَةُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ صَوَاحِبِي كَلَّمْنَنِي أَنْ أُكَلِّمَكَ لِتَأْمُرَ النَّاسَ أَنْ يُهْدُوا لَكَ حَيْثُ كُنْتَ، فَإِنَّ النَّاسَ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ (2) يَوْمَ عَائِشَةَ، وَإِنَّا نُحِبُّ الْخَيْرَ كَمَا تُحِبُّهُ (3) عَائِشَةُ. قَالَتْ: فَسَكَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَلَمْ يُرَاجِعْنِي، فَجَاءَنِي صَوَاحِبِي، فَأَخْبَرْتُهُنَّ أَنَّهُ لَمْ يُكَلِّمْنِي، فَقُلْنَ: لَا تَدَعِيهِ، وَمَا هَذَا حِينَ تَدَعِينَهُ (4). قَالَتْ: ثُمَّ دَارَ، فَكَلَّمْتُهُ، فَقُلْتُ: إِنَّ صَوَاحِبِي قَدْ أَمَرْنَنِي أَنْ أُكَلِّمَكَ تَأْمُرُ النَّاسَ، فَلْيُهْدُوا لَكَ حَيْثُ كُنْتَ، فَقَالَتْ لَهُ مِثْلَ تِلْكَ الْمَقَالَةِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، كُلُّ ذَلِكَ يَسْكُتُ عَنْهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ:" يَا أُمَّ سَلَمَةَ، لَا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ، فَإِنَّهُ وَاللهِ مَا نَزَلَ الْوَحْيُ عَلَيَّ (5) وَأَنَا فِي بَيْتِ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِي غَيْرَ عَائِشَةَ ".

(1) في (ظ 2) و (ق): بهداياه.

(2)

في (ظ 6): هداياهم.

(3)

في (م): تحب.

(4)

في (ظ 6) و (ق) وهامش (ظ 2): تدعين.

(5)

في (م): ما نزل علي الوحي.

ص: 129

فَقُلْتُ (1): أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَسُوءَكَ فِي عَائِشَةَ (2).

(1) في (ظ 2) و (ق) و (م): فقالت، والمثبت من (ظ 6).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسنادٌ محتمل للتحسين، رُمَيْثة أمُّ عبد الله بن محمد بن أبي عتيق إنما انفرد عنها أخوها عوف بن الحارث، وذكرها ابن حبان في "الثقات". وعوف بن الحارث بن الطفيل، هو رضيع عائشةَ أمِّ المؤمنين وابنُ اخيها لأمها، وقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات". وروى له البخاري، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو أسامة: هو حمَّاد بنُ أسامة.

وأخرجه المزِّي في "تهذيبه"(ترجمة رُميثة بنت الحارث) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (7109) من طريق أبي كريب، عن أبي أسامة، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (976) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي أسامة، عن هشام بن عروة، عن عوف بن الحارث، عن أم سلمة، فذكره مختصراً، دون ذكر رُميثة.

وقد اختُلف فيه على هشام:

فرواه أبو أسامة -كما في هذه الرواية- وحماد بن سَلَمة -كما في الرواية (26513) - وعَبْدة بن سليمان -فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 68 - 69، وفي "الكبرى"(8898) - وعليُّ بن مُسْهِر -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (850) - أربعتهم، عن هشام، عن عوف بن الحارث بن الطفيل، عن رُميثة، عن أم سلمه، به، مطولاً ومختصراً، وفي رواية عبدة: فإنه لم ينزل عليَّ الوحيُ وأنا في لحاف امرأة منكنَّ إلا في لحاف عائشة.

ورواه حماد بن زيد -فيما أخرجه البخاري (2580)، والنسائي (8897) - وسليمان بنُ بلال -فيما أخرجه البخاري كذلك (2581) - وعبدة بن سليمان -فيما أخرجه النسائي في "الكبرى"(8891) - ثلاثتهم عن هشام بن عروة، فقال: عن أبيه، عن عائشة، به، مختصراً ومطولاً. =

ص: 130

26513 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُخْتِهِ رُمَيْثَةَ ابْنَةِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ نِسَاءَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قُلْنَ لَهَا: إِنَّ النَّاسَ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).

26514 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ - يَعْنِي ابْنَ عُمَيْرٍ - عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ سَاهِمُ الْوَجْهِ. قَالَتْ: فَحَسِبْتُ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ وَجَعٍ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، مَا لَكَ سَاهِمُ الْوَجْهِ؟ قَالَ:" مِنْ أَجْلِ الدَّنَانِيرِ السَّبْعَةِ الَّتِي أَتَتْنَا أَمْسِ، أَمْسَيْنَا وَهِيَ فِي خُصْمِ الْفِرَاشِ "(2).

= وصحح النسائي الطريقين، وقال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 122: ويشبه أن يكون القولان محفوظَين عن هشام، والله أعلم. قلنا: وبنحوه قال الحافظ في "الفتح" 5/ 208.

وسيرد برقم (26513).

(1)

حديث صحيح، وهو مكرر ما قبله، إلا أن شيخ أحمد هنا: هو عفَّان، وهو ابنُ مسلم الصفّار، وشيخه فيه حماد بن سَلَمة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (975) من طريق عفان، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه: رميثة.

وأخرجه أبو يعلى (7024) من طريق الحسن بن موسى، والحاكم 4/ 9 من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن حماد بن سلمة، به. قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، أبو الوليد: هو هشام بنُ عبد الملك الطيالسي، وأبو عوانة: هو الوضَّاح بن عبد الله اليشكري. =

ص: 131

26515 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ الْعَصْرِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ، مَا كُنْتَ تُصَلِّيهَا؟ قَالَ:" قَدِمَ وَفْدُ بَنِي تَمِيمٍ، فَحَبَسُونِي عَنْ رَكْعَتَيْنِ كُنْتُ أَرْكَعُهُمَا بَعْدَ الظُّهْرِ "(1).

= وأخرجه ابن حبان (5160) من طريق أبي الوليد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (752) من طريق رقبة بن مصقلة، عن عبد الملك بن عمير، به.

وسيأتي برقم (26672).

قال السندي: قولها: وهو ساهم الوجه، أي: متغيّر الوجه، يقال: سَهَمَ لونُه: تغيّر عن حاله لعارض.

وهو في خُصْم الفراش، بضم فسكون، أي: جانبه وطرفه.

(1)

حديث صحيح على وهمٍ في تسمية الوفد الذين حبسوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الركعتين بعد الظهر. قال الحافظ في "الفتح" 3/ 106: وقوله: "من بني تميم" وهمٌ، وإنما هم من عبد القيس. قلنا: ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- فقد روى له البخاري مقروناً، ومسلم في المتابعات، وهو حسن الحديث.

وقد اختلف في هذا الإسناد على أبي سلمة:

فرواه محمد بن عمرو -كما في هذه الرواية، وفيما أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(1531)، وابنُ خزيمة (1277) - عن أبي سلمة، بهذا الإسناد.

وتابعه يحيى بنُ أبي كثير -كما سيأتي في الروايتين (26598) و (26645) - وعبد الله بنُ أبي لبيد -كما عند الشافعي في "المسند" 1/ 56 (بترتيب السندي)، وعبد الرزاق في "مصنفه"(3971)، والحميدي (295)، والطحاوي =

ص: 132

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= في "شرح معاني الآثار" 1/ 302، والطبراني في "الكبير" 23/ (540)، والبيهقي في "معرفة السنن" 3/ 426، والبغوي في "شرح السنة"(781) - كلاهما عن أبي سلمة، به. ورواية يحيى ليس فيها تسمية القوم. ورواية عبد الله ابن أبي لبيد فيها قصة، وفيها:"قدم وفد بني تميم" أو "قدمت الصدقة" على الشكّ.

وخالفهم محمد بن أبي حرملة -كما عند مسلم (835)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 281، وفي "الكبرى"(1556)، وابن خزيمة (1278)، وابن حبان (1577)، والبيهقي في "السنن" 2/ 457، والبغوي في "شرح السنة"(783) - فرواه عن أبي سلمة، أنه سأل عائشة عن السجدتين اللتين كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصليهما بعد العصر؟ فقالت: كان يصليهما قبل العصر، ثم إنه شُغل عنهما، أو نسيَهما، فصلَّاهما بعد العصر، ثم أثبتهما، وكان إذا صلَّى صلاةً أثبتها.

قلنا: ورواه مطولاً بُكير بن الأشج -فيما أخرجه البخاري (1233) و (4370)، ومسلم (834)، وأبو داود (1273)، والدارمي (1436)، وأبو عوانة 1/ 384، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 302 - 303، وابن حبان (1576)، والبيهقي في "السنن" 2/ 262 و 457، وفي "السنن الصغير"(931)، وفي "معرفة السنن" 2/ 427 - عن كُريب مولى ابن عباس أنهم أرسلوه إلى عائشة، فسألها عن ذلك، فقالت: سل أمَّ سلمة، وفيه: أتاني ناسٌ من عبد القيس، فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر، فهما هاتان.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 175: وحديث بكير بن الأشج أثبتُ هذه الأحاديث وأصحُّها، والله أعلم.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 282، وفي "الكبرى"(1558) من طريق عِمران بن حُدَيْر، قال: سألتُ لاحقاً -وهو أبو مِجْلَز- عن الركعتين قبل غروب الشمس، فقال: كان عبدُ الله بن الزبير يصلِّيهما، فأرسل إليه معاوية: ما هاتان الركعتان عند غروب الشمس، فاضطَّر الحديثَ إلى أمِّ سلمة، فقالت =

ص: 133

26516 -

حَدَّثَنَا قُرَّانُ بْنُ تَمَّامٍ أَبُو تَمَّامٍ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمَخْزُومِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ أَلَا أُحَدِّثُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: قُلْتُ بَلَى يَا أُمَّهْ، قَالَتْ: سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ أَنْفَقَ عَلَى ابْنَتَيْنِ، أَوْ أُخْتَيْنِ، أَوْ ذَوَاتَيْ قَرَابَةٍ، يَحْتَسِبُ النَّفَقَةَ عَلَيْهِمَا، حَتَّى يُغْنِيَهُمَا اللهُ مِنْ فَضْلِهِ (1) عز وجل، أَوْ يَكْفِيَهُمَا، كَانَتَا لَهُ

= أمُّ سَلَمة: إن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتَين قبل العصر، فشُغل عنهما، فركعهما حين غابت الشمس، فلم أره يصلِّيهما قبلُ ولا بعدُ.

وأخرجه النسائي (350)، وأبو يعلى (6946) من طريق عبد الله بن شدَّاد، عن أمِّ سَلَمة، قالت: صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد العصر في بيتي ركعتين، فقلت: ما هاتان؟ قال: كنت أصلِّيهما قبل العصر.

وسيرد برقم (26560) من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أمِّ سلمة. وبرقم (26586) و (26651) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن أمِّ سلمة. وبرقم (26678) من طريق ذكوان مولى عائشة. وبرقم (26614) من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، كلاهما عن أمِّ سَلَمة.

وقد سلف برقم (25506) من طريق حنظلة السدوسي، عن عبد الله بن الحارث، عن عائشة، عن أم سلمة.

وسيرد برقم (26832) و (26839) من طريق حنظلة، عن عبد الله بن الحارث، عن ميمونة.

وانظر حديثي عائشة: (24545) و (25546).

(1)

في (ظ 6): حتى يغنيهما من فضل الله.

ص: 134

سِتْرًا مِنَ النَّارِ " (1).

26517 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ وَرَمَضَانَ (2).

(1) إسناده ضعيف لضعف محمد بن أبي حُميد، وهو الأنصاري المدني، وبقية رجاله ثقات.

وأخرجه الحُسين المروزي في زوائده على "البرِّ والصلة" لابن المبارك (196) عن محمد بن أبي عديّ، والطبرانيُّ في "الكبير" 23/ (938) من طريق عبد العزيز الدراوردي، كلاهما عن محمد بن أبي حُميد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحُسين المَرْوَزي أيضاً (195) عن محمد بن أبي عديّ، عن محمد بن أبي حُميد، عن محمد بن كعب القرظي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. ليس فيه: أو ذواتي قرابة.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/ 157، وقال: رواه أحمد والطبراني وفيه محمد بن أبي حميد المدني، وهو ضعيف.

وقد سلف نحوه من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11384)، وهو حديث صحيح لغيره، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

وانظر (26509).

(2)

حديث صحيح. والد وكيع -وهو الجرّاح بن المَليح الرُّؤاسي- مختلف فيه، وهو حسن الحديث، وقد توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (529) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه الطيالسي (1603)، وابنُ أبي شيبة 3/ 22 - 23، وعبد بن حُميد في "المنتخب"(1538)، والدارمي (1739)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 200، وفي "الكبرى"(2661)، وابنُ ماجه (1648)، والعُقيلي في "الضعفاء" 2/ 231، والطبراني في "الكبير" 23/ (527) و (530)، والبيهقي في =

ص: 135

26518 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ النَّحْوِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَرَأَهَا (1):{إِنَّهُ عَمِلَ غَيْرَ صَالِحٍ} [هود: 46](2).

= "السنن" 4/ 210 من طرق عن منصور بن المعتمر، به. وسقط من مطبوع الطيالسي اسم أبي سلمة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (528) من طريق قيس بن الربيع، عن منصور، عن سالم، عن أبي سلمة، عن أم سلمة وعائشة، به، مطولاً.

وقيس بن الربيع ضعيف، وذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 168 أن المحفوظ: عن أم سلمة وحدها.

وسيأتي بنحوه برقمي (26562) و (26653).

وفي الباب عن عائشة، وسلف برقم (24116)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

(1)

في (ظ 6): أقرأها.

(2)

حديث محتمل للتحسين بشاهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شَهْر بن حَوْشب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

ثم إنه اختُلف فيه، فقد رواه ثابت البناني عن شَهْر بنِ حَوْشَب، واختُلف عليه فيه:

فرواه هارون بن موسى النَّحوي -كما في هذه الرواية، والرواية (26732)، وهو عند حفص الدوري في "قراءات النبي"(63)، والترمذي (2932)، وأبي يعلى (7020)، والطبراني في "الكبير" 23/ (776) -وسعيد ابن أبي عروبة عند حفص (63)، ومحمد بنُ ثابت البناني- فيما أخرجه الطيالسي (1594)، وأبو نُعيم في "الحلية" 8/ 301 - وعبد العزيز بن المُختار -فيما أخرجه أبو داود (3983)، والطبراني في "الكبير" 23/ (775) - وعبد الله ابنُ حفص -فيما أخرجه الترمذي (2931) - وموسى بنُ خلف، وداود بنُ أبي =

ص: 136

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= هند، وعثمان بنُ مطر -فيما أخرجه الطبراني 23/ (774) و (777) و (778)(على الترتيب) ثمانيتهم عن ثابت البناني، به.

ورواه حماد بن سلمة -كما سيرد بالأرقام: (27569) و (27595) و (27596) و (27606) - عن ثابت البناني، عن شَهْر بن حَوْشب فقال: عن أسماء بنت يزيد.

ورواه زيد العمي -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (784) - عن شهر، عن أمِّ سلمة. وزيد ضعيف.

قال الترمذي: هذا حديث قد رواه غير واحد عن ثابت البناني نحو هذا، ومو حديث ثابت البناني، وروي هذا الحديث أيضاً عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد. وسمعتُ عبد بنَ حُميد يقول: أسماء بنت يزيد هي أمُّ سلمة الأنصارية. وكلا الحديثين عندي واحد، وقد روى شهر بنُ حوشب غيرَ حديث عن أمِّ سلمة الأنصارية، وهي أسماء بنت يزيد، وقد روى عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا. قلنا: وبنحوه قال ابن كثير في "تفسيره".

لكن ابن جرير الطبري في "تفسيره"(الآية 46 من سورة هود) أعلَّ هذا الحديث، فقال: غير صحيح السند، وذلك حديث روي عن شهر بن حوشب، فمرة يقول: عن أمِّ سلمة، ومرة يقول: عن أسماء بنت يزيد، ولا نعلم: أبنت يزيد [يريد]؟ ولا نعلم لشهر سماعاً يصحُّ عن أمِّ سلمة.

قلنا: وفي كلام الترمذي بيان يدفع ما استشكله ابن جرير، وسماع شهر من أمِّ سلمة الأنصارية -وهي أسماء بنت يزيد- صحيح، إذ هي مولاته، وسماعُه من أمِّ سلمة أم المؤمنين كذلك غير بعيد، فإن شهراً عاش ثمانين عاماً، ومات سنة 100 هـ. وقد نصَّ البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 259 إنه سمع من أمِّ سلمة، لكن لم ينسبها، فيحتمل أن تكون أمّ سلمة أسماء بنت يزيد، أو أمّ سلمة أم المؤمنين. قال الحافظ في "النكت الظراف" 13/ 11: جزم جماعة من الأئمة بأن أمّ سلمة التي روى عنها شهر هي أسماء بنت يزيد الأنصارية، لكن وقع في بعض حديثه وصفها بأمّ المؤمنين، فإن ثبت، تعيَّنت أنها زوجُ =

ص: 137

26519 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: " يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ،

= النبي صلى الله عليه وسلم. قلنا: وممن أعلَّ هذا الحديث أيضاً صالح بن محمد البغدادي جَزَرة فيما نقله المزّي في "تهذيبه"(في ترجمة شهر)، وقال: روى أحاديث يتفرَّد بها لم يشركه فيها أحد مثل حديث ثابت البناني عن شهر بن حوشب، عن أمّ سلمة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأ:{إنه عَمِلَ غيرَ صالح}

وتابعه الذهبي في "الميزان" 2/ 285، و"السير" 4/ 377 - 378، فاستنكر هذا الحديث، وقال في "السير": وما ذاك بالمنكر جدّاً.

وله شاهد من حديث عائشة أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 286 - 287، والفراء في "معاني القرآن" 2/ 17 - 18، وحفص الدوري في "قراءات النبي"(62)، والحاكم 2/ 241 من طريق محمد بن جحادة، عن أبيه، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ:{إنه عَمِل غير صالح} . وجحادة لم يرو عنه غير ابنه.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(4312) من طريق بشر بن خالد، عن عطية بن الحارث، عن حميد الأزرق، عن مسروق، عن عائشة.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/ 155، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه حميد الأزرق، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.

قلنا: ونقل الطبري في "تفسيره" أنه روي عن جماعة من السلف أنهم قرؤوا: {إنه عَمِلَ غيرَ صالح} على وجه الخبر عن الفعل الماضي و"غير" منصوبة، وممن روي عنه أنه قرأ ذلك ابن عباس.

قلنا: وهي قراءة الكسائي ويعقوب.

قال السندي: قوله: قرأها، بالتشديد على أن الضمير لأمّ سَلَمة، أو بالتخفيف على أن الضمير للآية.

إنه عَمِل: بلفظ الفعل.

ص: 138

ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ " (1).

26520 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْحَجُّ جِهَادُ كُلِّ ضَعِيفٍ "(2).

(1) حديث صحيح بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شَهْر بن حَوْشب، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير عبد الحميد بن بَهْرام صاحب شهر، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، والترمذي، وابن ماجه، وهو ثقة.

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(6650) عن أبي كُريب، عن وكيع، بهذا الإسناد. ثم أعاده (6651) بنفس الإسناد، إلا أنه جعله من حديث أسماء: وهي بنت يزيد بن السكن الأنصارية، وتكنى أم سلمة كذلك.

وسيأتي مطولاً برقمي (26576) و (26679).

وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6569)، وذكرنا هناك بقية شواهده.

(2)

إسناده ضعيف لانقطاعه. أبو جعفر محمد بن علي -وهو الباقر- لم يسمع من أمِّ سلمة، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير القاسم بن الفضل -وهو الحُدَّاني- فمن رجال مسلم، وهو ثقة.

وأخرجه ابن أبي شيبة ص 77 (نشرة العمروي)، وعنه ابن ماجه (2902) عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1599)، والفاكهي في "أخبار مكة"(794)، وأبو يعلى (6916)، والطبراني في "الكبير" 23/ (647)، والقُضاعي في "مسند الشهاب"(80) من طرق عن القاسم بن الفضل، به.

وسيأتي بالرقمين: (26585) و (26674). =

ص: 139

26521 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ مَوْلًى لِأُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: فِي دُبُرِ الْفَجْرِ: " اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا "(1).

= وقد سلفت أحاديث الباب في مسند أبي هريرة عند الرواية (9459).

قال السندي: قوله: كل ضعيف، كالمرأة.

(1)

إسناده ضعيف لإبهام مولى أمِّ سلمة، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. ثم إنه قد اختلف فيه على سفيان، وهو الثوري:

فرواه وكيع -كما في هذه الرواية، والرواية (26700)، وعند النسائي في "الكبرى"(9930) وهو في "عمل اليوم والليلة"(102) - عن سفيان، عن موسى بن أبي عائشة، بهذا الإسناد.

ورواه عبد الرحمن، وهو ابن مهدي -كما في الرواية (26700) - وأبو نعيم -فيما أخرجه الطبراني في "الدعاء"(669) - كلاهما عن سفيان، عن موسى بن أبي عائشة، عمن سمع أمِّ سلمة، عن أمِّ سَلَمة، به.

ورواه عبد الرزاق (3191) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (685) - عن سفيان الثوري، عن موسى بن أبي عائشة، عن رجل سمع أمِّ سلمة -وعند الطبراني: عن مولى لأم سلمة- عن أمّ سلمة، به، وفي رواية الطبراني:"صالحاً" بدل: " متقبلاً ".

ورواه أحمد بن إدريس المخرمي عن شاذان، وهو أسود بن عامر -فيما أخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 170، وفي "الأفراد" فيما نقله الحافظ في "النكت الظراف" 13/ 46، ومن طريقه الخطيب في "تاريخه" 4/ 39 - عن سفيان الثوري، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد، عن أمِّ سلمة، به. وزاد: يكررها ثلاث مرار. وقال الدارقطني: لم يقل فيه: عن عبد الله بن شدَّاد، غير المخرمي عن شاذان. وأحمد بنُ إدريس روى عنه جمع، وترجم له الخطيب في "تاريخه" ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. قال =

ص: 140

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الحافظ في "تهذيبه"(في ترجمة موسى بن أبي عائشة، عن مولى لأم سلمة): وهذا المولى اسمه عبد الله بن شداد، سماه الدارقطني في "الأفراد" في روايته لهذا الحديث من طريق شاذان الأسود بن عامر عن سفيان، فإن كان عبد الله بن شداد غير الليثي، فلا إشكال، وإن كان هو الليثي، فيبعد أن يقال فيه مولى، فلعل ذلك من الاختلاف في الإسناد، فالموضع موضع احتمال

وقال الحافظ أيضاً في "نتائج الأفكار" 2/ 314: هي رواية شاذة.

ورواه إسماعيل بن عمرو -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (689) - عن سفيان، عن منصور، عن موسى بن أبي عائشة، عن سفينة مولى أمّ سلمة، عن أمّ سلمة، به. وهذا إسناد فيه إسماعيل بن عمرو -وهو البجلي- ضعفه أبو حاتم والدارقطني وابن عدي، وقال: حدَّث بأحاديث لا يُتابع عليها، وذكره ابن حبان في "الثقات".

ورواه عامر بن إبراهيم، عن النعمان بن عبد السلام -فيما أخرجه الطبراني في "الصغير"(735)، ومن طريقه أبو نعيم في "أخبار أصفهان" 2/ 39 - عن سفيان، عن منصور، عن الشعبي، عن أمِّ سلمة، به. وقال: لم يروه عن سفيان إلا النعمان، تفرَّد به عامر.

والصواب عن سفيان، عن موسى بن أبي عائشة، عن مولى لأم سلمة، عن أم سلمة، فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 170، وقال: وكذلك يرويه عُمر بن سعيد بن مسروق، ورقبة بن مصقلة، عن موسى بن أبي عائشة.

قلنا: وأخرجه الحميدي (299)، وابنُ عبد البر في "جامع بيان العلم" ص 215 من طريق عُمر بن سعيد الثوري، والطبراني في "الكبير" 23/ (687)، وفي "الدعاء"(672)، وابن عبد البر أيضا ًص 215 من طريق أبي عوانة، والطبراني أيضاً 24/ (688) من طريق مسعر، ثلاثتهم عن موسى بن أبي عائشة، به.

قال الحافظ في "نتائج الأفكار" 2/ 315: وقد أخرجه الدارقطني في "الأفراد" من رواية عُمر بن سعيد -وهو أخو سفيان الثوري- عن موسى بن =

ص: 141

26522 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي ثَابِتٍ - عَنْ وَهْبٍ مَوْلَى أَبِي أَحْمَدَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا وَهِيَ (1) تَخْتَمِرُ، فَقَالَ:" لَيَّةً، لَا لَيَّتَيْنِ "(2).

= أبي عائشة، فقال: عن بعض أهل أمِّ سلمة. فكأنَّه أطلقَ الأهل على الموالي.

قلنا: وسيرد من طريق شعبة عن موسى بن أبي عائشة، عن مولى لأم سلمة، عن أم سلمة بالأرقام:(26602) و (26701) و (26731).

وله شاهد من حديث أبي الدرداء عند الطبراني في "الدعاء"(670)، وإسناده ضعيف، فيه أبو عمر الصيني. قال الحافظ في "نتائج الأفكار" 2/ 315: لا يُعرف اسمُه ولا حالُه، وقيل: اسمه نشيط -بفتح النون وكسر المعجمة- ويقال له: الصيني -بصاد مهملة مكسورة ونون- نسبة إلى الصين الإقليم المشهور، وقد روى عنه جماعة، فهو مستور.

قلنا: وقد حسّنه لشاهده الحافظ، كما في "نتائج الأفكار" 2/ 313.

(1)

في (م): ولم.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة وهب مولى أبي أحمد، فقد تفرَّد بالرواية عنه حبيب بنُ أبي ثابت، وجهَّله ابنُ القطان والحافظان الذهبيُّ وابنُ حجر، وذكره ابن حبان في "ثقاته" على عادته في توثيق المجاهيل. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو داود (4115)، وأبو يعلى (6971) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1612)، وعبد الرزاق (5050)، وأبو داود (4115)، والطبراني في "الكبير" 23/ (705)، والحاكم 4/ 194 - 195 من طرق عن سفيان الثوري، به.

وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي!

وسيأتي برقمي: (26538) و (26617). =

ص: 142

26523 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي حُجْرَةِ أُمِّ سَلَمَةَ، فَمَرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ عَبْدُ اللهِ أَوْ عُمَرُ (1)، فَقَالَ: بِيَدِهِ هَكَذَا، قَالَ: فَرَجَعَ، قَالَ: فَمَرَّتْ ابْنَةُ أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا، قَالَ: فَمَضَتْ. فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " هُنَّ أَغْلَبُ "(2).

26524 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ (3)، عَنْ عَائِشَةَ، أَوْ أُمِّ سَلَمَةَ - قَالَ وَكِيعٌ، شَكَّ هُوَ، يَعْنِي عَبْدَ اللهِ بْنَ سَعِيدٍ - أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِإِحْدَاهُمَا (4): " لَقَدْ دَخَلَ عَلَيَّ الْبَيْتَ

= قال السندي: قوله: فقال: "لَيَّة"، أي: اطوي طيّة واحدة لا ليتين خوفاً من التشبه بعمائم الرجال والله أعلم.

(1)

يعني ابن أبي سلمة.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة والدة محمد بن قيس، فقد تفرَّد بالرواية عنها ابنُها، ولم يؤثر توثيقها عن أحد، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح، غير أسامة بن زيد -وهو الليثي- فقد روى له مسلم في الشواهد، وهو حسن الحديث.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 283، وابن ماجه (948)، والطبراني في "الكبير" 23/ (851) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وتحرف قوله: "عن أمه" في بعض نسخ ابن ماجه إلى: "عن أبيه". قال البوصيري في "الزوائد": وكلاهما لا يعرف.

قال السندي: قوله: "هن أغلب" أي: النساء، فلذلك ما قبلت البنت الإشارة وقبلها الابن.

(3)

قوله: عن أبيه، ليس في (ظ 6).

(4)

في (ظ 6) و (م): لأحدهما.

ص: 143

مَلَكٌ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيَّ قَبْلَهَا، فَقَالَ لِي: إِنَّ ابْنَكَ هَذَا حُسَيْنٌ مَقْتُولٌ، وَإِنْ شِئْتَ أَرَيْتُكَ مِنْ تُرْبَةِ الْأَرْضِ الَّتِي يُقْتَلُ بِهَا " قَالَ:" فَأَخْرَجَ تُرْبَةً حَمْرَاءَ "(1).

(1) حديث حسن بطرقه وشاهده، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، سعيد -وهو ابن أبي هند- لم يذكروا له سماعاً من عائشة، ولا من أمِّ سَلَمة، وهو لم يسمع من أبي هريرة وأبي موسى، وعائشة وأمُّ سلمة أقدمُ وفاةً منهما.

وقد جاء مصرحاً بأنه سعيد بن أبي هند عند عبد بن حميد، وكذلك عند الذهبي في "تاريخ الإسلام" 3/ 11، وقد وهم الحافظ ابن حجر في تعيينه في "أطراف المسند" 9/ 393 حين سماه سعيد بن أبي سعيد المقبري، والله أعلم.

وهو عند أحمد في "الفضائل"(1357)، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (1533) عن عبد الرزاق، عن عبد الله بن سعيد، عن أبيه، قال: قالت أمُّ سلمة، فذكر نحوه، فجعله عن أمِّ سلمةَ وحدَها دون شك.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2815) من طريق الفضل بن موسى، عن عبد الله بن سعيد، عن أبيه، عن عائشة وحدَها.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 187، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.

وأخرجه ابن طهمان في "مشيخته"(3) عن عبَّاد بن إسحاق، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(429)، والطبرانيُّ في "الكبير"(2821)، والحاكمُ 4/ 398، والبيهقيُّ في "الدلائل" 6/ 468 من طريق موسى بن يعقوب الزَّمْعي، كلاهما عن هاشم بن هاشم بن عتبة، عن عبد الله بن وهب -وهو ابن زَمْعَة الأسدي الزَّمْعي عن أمِّ سَلَمة نحوه. قال الحاكم: صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه! ووافقه الذهبي! قلنا: موسى بن يعقوب الزَّمْعي -وإن كان ضعيفاً- توبع بعبّاد بن إسحاق.

وأخرجه ابن أبي شيبه 15/ 97 - 98، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" =

ص: 144

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (428)، والطبراني في "الكبير"(2820) و 23/ (754) من طريق موسى الجهني، عن صالح بن أربد، قال: قالت أمُّ سلمة. فذكر نحوه. قال البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 273: صالح بن أربد النخعي روى عنه موسى الجهني: منقطع.

وأخرجه الطبراني أيضاً (2817) من طريق عمرو بن ثابت، عن الأعمش، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن أمِّ سلمة نحوه.

وعمرو بن ثابت، وهو النكري، ضعيف، كان يتشيع.

وأخرجه الطبراني أيضاً (2819) و 23/ (637) من طريق يحيى الحماني، عن سليمان بن بلال، عن كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد اللّه بن حنطب، عن أم سلمة نحوه. والحماني ضعيف، والمطلب لم يسمع من أحد من الصحابة.

وأخرجه الطبراني أيضاً (2814) من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، مطولاً.

وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 84 من طريق شعبة، عن عمارة بن غزيّة الأنصاري، عن أبيه، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن عائشة، فذكر نحوه.

وأخرجه الدارقطني أيضاً 5/ 84 من طريق سفيان، عن عمارة الأنصاري، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، ولم يقل: عن أبيه. وهو الصحيح فيما قال.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 6/ 470 من طريق يحيى بن أيوب، عن عمارة بن غزيّة، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: كان لعائشة

فذكر نحوه. وقال: هكذا رواه يحيى بن أيوب عن عمارة بن غزيّة مرسلاً، ورواه إبراهيم بن أبي يحيى، عن عمارة، موصولاً، فقال: عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة.

قلنا: ويحيى بن أيوب -وهو المصري- فيه ضعف.

وفي الباب: عن أنس بن مالك، سلف برقم (13539)، وإسناده ضعيف، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

ص: 145

26525 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو - عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: حِضْتُ وَأَنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي ثَوْبِهِ. قَالَتْ: فَانْسَلَلْتُ، فَقَالَ:" أَنَفِسْتِ؟ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَجَدْتُ مَا تَجِدُ النِّسَاءُ، قَالَ:" ذَاكَ مَا كُتِبَ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ ". قَالَتْ: فَانْطَلَقْتُ، فَأَصْلَحْتُ مِنْ شَأْنِي، فَاسْتَثْفَرْتُ بِثَوْبٍ، ثُمَّ جِئْتُ، فَدَخَلْتُ مَعَهُ فِي لِحَافِهِ (1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على أبي سلمة:

فرواه محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- كما في هذه الرواية، وهو عند الدارمي (1044)، وابن ماجه (637)، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 164 - 165 عن أبي سلمة، عن أمِّ سلمة.

ورواه يحيى بن أبي كثير الطائي -كما في الرواية (26566) - فقال: عن أبي سلمة، عن زينب بنت أمِّ سلمة، عن أم سلمة، فزاد في الإسناد زينبَ بين أبي سلمة وأمِّ سلمة، وهو الصواب، فيما ذكر ابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 165، فقال: القولُ عندهم قولُ يحيى بن أبي كثير، وهو أثبتُ من محمد بن عمرو في أبي سلمة.

وسيأتي مطولاً بالأرقام: (26566) و (26567) و (26703)، وبنحوه برقم (26743).

وانظر حديث عائشة السالف برقم (24364).

قال السندي: قوله: "أنفست" المشهور استعمال نَفِسَ، كَعَلِمَ، على بناء الفاعل في الحيض، ونُفس على بناء المفعول في الولادة، وحُكي جوازُ كلٍّ من الوجهين في كلا الموضعين أيضاً.

واستثفرتُ، أي: شددتُ مخرج الدم.

ص: 146

26526 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مَمْلَكٍ، قَالَ: سَأَلْتُ (1) أُمَّ سَلَمَةَ عَنْ صَلَاةِ، رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ وَقِرَاءَتِهِ، فَقَالَتْ: مَا لَكُمْ وَلِصَلَاتِهِ وَلِقِرَاءَتِهِ؟ كَانَ يُصَلِّي قَدْرَ مَا يَنَامُ، وَيَنَامُ قَدْرَ مَا يُصَلِّي، وَإِذَا هِيَ تَنْعَتُ قِرَاءَةً (2) مُفَسَّرَةً حَرْفًا حَرْفًا (3).

(1) في (ظ 6) و (ق): سئلت.

(2)

في (ظ 6): تنعت قراءته قراءة.

(3)

إسناده ضعيف لجهالة يعلى بن مَمْلَك، فقد تفرَّد بالرواية عنه عبدُ الله بنُ أبي مليكة، ولم يُؤثر توثيقُه عن غير ابن حبان، وقال النسائي عقب الرواية (8057): ليس بذلك المشهور. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن إسحاق السيلحيني، فمن رجال مسلم.

وأخرجه بتمامه ومختصراً ابنُ المبارك في "الزُّهد"(116)، وأبو عُبيد القاسم بن سلَّام في "فضائل القرآن" ص 74، والبخاري في "خلق أفعال العباد" ص 33، وأبو داود (1466)، والترمذي في "سننه"(2923)، وفي "الشمائل"(307)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 181 و 3/ 214، وفي "الكبرى"(1095) و (1375) و (8057)، والفريابي في "فضائل القرآن"(110)، وابن خُزيمة (1158)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 201، وفي "شرح مشكل الآثار"(5408)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 182، والحاكم 1/ 310، وأبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن"(20)، والبيهقي في "السنن" 3/ 13، وفي "الشعب"(2156)، والبغوي في "شرح السنة"(1216) من طرق عن ليث بن سعد، بهذا الإسناد.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث لَيْثَ بن سعد، عن ابن أبي مُلَيْكة، عن يعلى بن مَمْلَك، عن أمِّ سَلَمة. وقد روى ابنُ جُريج هذا الحديث عن ابن أبي مُلَيْكة، عن أمِّ سَلَمة، أن =

ص: 147

26527 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ جَامِعِ بْنِ أَبِي (1) رَاشِدٍ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ هِيَ حَيَّةٌ الْيَوْمَ، إِنْ شِئْتَ أَدْخَلْتُكَ عَلَيْهَا، قُلْتُ: لَا، حَدِّثْنِي. قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّهُ غَضْبَانُ، فَاسْتَتَرَتُ (2) بِكُمِّ دِرْعِي (3)، فَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ لَمْ أَفْهَمْهُ، فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، كَأَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ وَهُوَ غَضْبَانُ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ، أَوَ مَا سَمِعْتَ مَا قَالَ؟ قُلْتُ: وَمَا قَالَ؟ قَالَتْ: قَالَ: " إِنَّ السُّوءَ (4) إِذَا فَشَا فِي الْأَرْضِ، فَلَمْ يُتَنَاهَ (5) عَنْهُ، أَرْسَلَ اللهُ عز وجل بَأْسَهُ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ ". قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَفِيهِمُ الصَّالِحُونَ؟! قَالَتْ: قَالَ: " نَعَمْ، وَفِيهِمُ الصَّالِحُونَ، يُصِيبُهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ، ثُمَّ يَقْبِضُهُمُ اللهُ عز وجل إِلَى مَغْفِرَتِهِ وَرِضْوَانِهِ - أَوْ: إِلَى رِضْوَانِهِ وَمَغْفِرَتِهِ - "(6).

= النبي صلى الله عليه وسلم كان يُقَطِّعُ قراءتَه، وحديثُ الليثِ أصحُّ. قلنا: فاتَه أن يُعِلَّه بجهالة يعلى بنِ مَمْلَك، وقد سلف الكلام عليه مُفَصَّلاً في الرواية السالفة برقم (26451) فانظره.

وروايةُ ابنِ جُرَيْج هذه ستأتي برقم (26583).

(1)

لفظة "أبي" سقطت من (م).

(2)

في (م): فاستترت منه.

(3)

في (ظ 2) و (ق): ذراعي.

(4)

في (م): الشر.

(5)

في (ظ 6): يتناهوا.

(6)

إسناده ضعيف لضعف شريك بن عبد الله -وهو النخعي- ولاضطرابه =

ص: 148

26528 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ ضبَّةَ بْنِ مُحْصِنٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهُ سَتَكُونُ أُمَرَاءُ تَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ (1)، فَمَنْ أَنْكَرَ، فَقَدْ بَرِئَ، وَمَنْ كَرِهَ، فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نُقَاتِلُهُمْ؟ قَالَ:" لَا، مَا صَلَّوْا لَكُمُ الْخَمْسَ "(2).

= فيه كما بيَّنَّا ذلك في الرواية (24133). منذر الثوري: هو ابن يعلى.

وسيأتي نحوه برقم (26596).

وسيكرر برقم (27351) سنداً ومتناً.

(1)

في (ظ 6): سيكون أمراء يعرفون وينكرون.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. ضُبَّةُ بنُ مِحْصَن من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هشام بن حسان: هو القُرْدُوسي.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 4/ 234 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 71، والترمذي (2265)، وأبو يعلى (6980)، وأبو عوانة 4/ 471 من طريق يزيد بن هارون، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه مسلم (1854)(64)، وعقب (1858)(64)، وأبو داود (4760)، وأبو عوانة 4/ 471 و 473، والطبراني في "الكبير" 23/ (761) و (762)، والبيهقي في "السنن" 3/ 367 و 8/ 158، وفي "معرفة السنن والآثار"(16525)، والبغوي في "شرح السنة"(2459) من طرق عن هشام بن حسان، به.

وسيأتي بالأرقام: (26577) و (26606) و (26607) و (26728).

وفي الباب عن ابن مسعود، وقد سلف برقم (4363). =

ص: 149

26529 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بِمِنَى (1)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ أُمَّ سَلَمَةَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِي - تَعْنِي شَاهِد (2) - فَقَالَ:" إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِكِ شَاهِدٌ وَلَا غَائِبٌ يَكْرَهُ ذَلِكَ ". فَقَالَتْ: يَا عُمَرُ زَوِّجِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَتَزَوَّجَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَمَا إِنِّي لَا أَنْقُصُكِ مِمَّا أَعْطَيْتُ أَخَوَاتِكِ رَحَيَيْنِ، وَجَرَّةً، وَمِرْفَقَةً مِنْ أَدَمٍ، حَشْوُهَا لِيفٌ ". فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

= وآخر من حديث ابن عمر، وقد سلف برقم (5702)، وذكرنا عندهما أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: "تعرفون وتنكرون" المشهور أنهما بلفظ الخطاب، فالمعنى أنكم تعرفون بعض أفعالهم بأنها حسنة، وتنكرون بعضاً لأنها قبيحة.

"فمن أنكر": باللسان عليهم تلك الأفعال القبيحة، فقد برئ عما عليه من العهدة في النهي عن المنكر، ومن لم ينكر باللسان إلا أنه كره بالقلب، فهو سالم من الهلاك أيضاً، "ولكن من رضي" بأعمالهم القبيحة، ووافقهم على ذلك، هو الهالك، أو المشارك معهم في السوء.

وجوّز أن قوله: "يعرفون وينكرون": بلفظ الغيبة، والضمير للأئمة، والمعنى أنهم يعرفون الحق وينكرونه، فمعنى برئ، أي: من الحق.

وقوله: "ومن كره" أي: ثقل عليه العمل بالحق لكنه ما أنكر.

وقوله: "ولكن من رضي" أي: ولكن صاحب الخير، وهو من رضي بالحق، وتابع في العمل. والله أعلم.

(1)

قوله: بمنى، ليس في (م).

(2)

في (م): شَاهِدًا.

ص: 150

يَأْتِيهَا لِيَدْخُلَ بِهَا، فَإِذَا رَأَتْهُ أَخَذَتْ زَيْنَبَ ابْنَتَهَا، فَجَعَلَتْهَا فِي حِجْرِهَا، فَيَنْصَرِفُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَعَلِمَ بِذَلِكَ (1) عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، وَكَانَ أَخَاهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَأَتَاهَا، فَقَالَ: أَيْنَ هَذِهِ الْمَشْقُوحَةُ الْمَقْبُوحَةُ الَّتِي قَدْ آذَيْتِ بِهَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَأَخَذَهَا، فَذَهَبَ بِهَا، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَجَعَلَ يَضْرِبُ بِبَصَرِهِ فِي نَوَاحِي الْبَيْتِ، فَقَالَ مَا فَعَلَتْ زَنَابُ؟ فَقَالَتْ: جَاءَ عَمَّارٌ، فَأَخَذَهَا، فَذَهَبَ بِهَا، فَدَخَلَ بِهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ لَهَا:" إِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ (2)، وَإِنْ سَبَّعْتُ لَكِ سَبَّعْتُ لِنِسَائِي "(3).

(1) في (ظ 2) و (ق) و (م): ذلك، والمثبت من (ظ 6).

(2)

في (ظ 2) و (م): "إن شئتِ سبَّعتُ لك سبَّعتُ"، وفي (ق): إن شئتِ سبَّعتُ لك سبعة". والمثبت من (ظ 6).

(3)

قوله: "إن شئتِ سبَّعْتُ لكِ، وإنْ سبَّعتُ لك سبَّعْتُ لنسائي" صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ابن عمر بن أبي سلمة، فقد انفرد بالرواية عنه ثابت البُناني، ولم يوثقه غير ابن حبان، وقال أبو حاتم: لا أعرفه، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": قيل اسمه محمد، وهو مقبول. قلنا: وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يزيد: هو ابن هارون.

وأخرجه مطولاً ومختصراً الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 29، وابن حبان (2949)، والحاكم 2/ 178 - 179 - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 7/ 131 - من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وجاء في مطبوع الحاكم: حدثني عمر بن أبي سلمة عن أمه أمِّ سَلَمة! وهو خطأ. صوبناه من البيهقي.

وأخرجه أبو يعلى (6907)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 29، وابن حبان (2949)، والطبراني في "الكبير" 23/ (506) و (507) من طرق عن حماد بن سلمة، به. =

ص: 151

26530 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ أُمِّهِ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ (1) عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، يُحَدِّثَانِهِ ذَلِكَ جَمِيعًا عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَتْ لَيْلَتِي الَّتِي يَصِيرُ إِلَيَّ فِيهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَسَاءَ يَوْمِ النَّحْرِ، قَالَتْ: فَصَارَ إِلَيَّ. قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلَيَّ وَهْبُ بْنُ زَمْعَةَ وَمَعَهُ رَجُلٌ مِنْ آلِ أَبِي أُمَيَّةَ مُتَقَمِّصَيْنِ. قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِوَهْبٍ: " هَلْ أَفَضْتَ بَعْدُ أَبَا (2) عَبْدِ اللهِ؟ " قَالَ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:" انْزِعْ عَنْكَ الْقَمِيصَ ". قَالَ: فَنَزَعَهُ مِنْ رَأْسِهِ، وَنَزَعَ صَاحِبُهُ قَمِيصَهُ (3) مِنْ رَأْسِهِ، ثُمَّ قَالُوا: وَلِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " إِنَّ هَذَا يَوْمٌ رُخِّصَ لَكُمْ إِذَا أَنْتُمْ رَمَيْتُمُ الْجَمْرَةَ أَنْ تَحِلُّوا - يَعْنِي مِنْ كُلِّ

= وسيرد بالأرقام: (26669) و (26670) و (26697).

وانظر (26619) و (26721).

وقوله: "إن شئت سبعت لك

"، سلف بإسناد صحيح برقم (26504).

قال السندي: قوله: "وجرَّة" بفتح جيم وتشديد راء، واحد الجِرار، وهي الإناء المعروف.

أخذت زينب: كأنه كانت تفعل ذلك لئلا يتوهم أنها كانت طالبة للزواج.

المشقوحة، أي: المكسورة أو المُبعَدة.

(1)

في (ظ 6): أم سلمة.

(2)

في (ظ 6): يا.

(3)

في (ظ 6): عن قميصه.

ص: 152

مَا حُرِمْتُمْ مِنْهُ (1) إِلَّا مِنَ (2) النِّسَاءِ - فَإِذَا (3) أَمْسَيْتُمْ قَبْلَ أَنْ تَطُوفُوا بِهَذَا الْبَيْتِ، عُدْتُمْ (4) حُرُمًا، كَهَيْئَتِكُمْ قَبْلَ أَنْ تَرْمُوا الْجَمْرَةَ حَتَّى تَطُوفُوا بِهِ " (5).

(1) قوله: منه، ليس في (ق).

(2)

قوله: من، ليس في (ظ 6).

(3)

في (م): إذا أنتم.

(4)

في (ظ 6): صرتم، وهي نسخة في (ظ 2) و (ق).

(5)

إسناده ضعيف، أبو عُبيدة بن عبد الله بن زَمْعة لم يذكره أحدٌ بجرح ولا تعديل، وقد روى عنه جمع، وأخرج له مسلم حديث إرضاع سالم متابعة، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. وقد اضطرب فيه:

فرواه محمد بن إسحاق -كما في هذه الرواية- عنه، فقال: عن أبيه، وعن زينبَ بنتِ أمِّ سَلَمة، عن أمِّ سلمة.

ورواه محمد بن إسحاق -كما في الرواية (26531) - عنه، فقال: حدثتني أمُّ قيس ابنةُ مِحْصن، عن عُكاشة بن مِحْصن، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

نعم، تابعه ابنُ لهيعة كما سيأتي في تخريج الرواية (26531)، إلا أن ابنَ لهيعة سيِّئُ الحفظ، وقد اضطرب فيه كذلك.

ثم إن هذا الحديث مُعارَض بالأحاديث الصحيحة كما سيأتي.

وأخرجه أبو داود (1999) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، وقد قرن به يحيى بن معين.

وأخرجه ابن خزيمة (2958)، والحاكم 1/ 489 - 490، والبيهقي في "السنن" 5/ 137 من طريقين عن محمد بن أبي عديٍّ، به.

وأخرجه البيهقي 5/ 136 من طريق يونس بن بُكير، عن محمد بن إسحاق، به. وقال: لا أعلمُ أحداً من الفقهاء يقول بذلك.

وسيرد بالأرقام: (26531) و (26587) و (26588).

وفي الباب عن عائشة، سلف برقم (25103) بلفظ: "إذا رميتُم وحلقتم، =

ص: 153

26531 -

قَالَ مُحَمَّدٌ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: وَحَدَّثَتْنِي أُمُّ قَيْسٍ ابْنَةُ مِحْصَنٍ - وَكَانَتْ جَارَةً لَهُمْ - قَالَتْ: خَرَجَ مِنْ عِنْدِي عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فِي نَفَرٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ مُتَقَمِّصِينَ عَشِيَّةَ يَوْمِ النَّحْرِ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيَّ عِشَاءً، قُمُصُهُمْ (1) عَلَى أَيْدِيهِمْ، يَحْمِلُونَهَا. قَالَتْ: فَقُلْتُ: أَيْ عُكَّاشَةُ، مَا لَكُمْ خَرَجْتُمْ مُتَقَمِّصِينَ، ثُمَّ رَجَعْتُمْ وَقُمُصُكُمْ عَلَى أَيْدِيكُمْ تَحْمِلُونَهَا؟ فَقَالَ: خَيْرًا يَا أمُّ قَيْسٍ (2) كَانَ هَذَا يَوْمًا (3) قَدْ رُخِّصَ لَنَا فِيهِ إِذَا نَحْنُ رَمَيْنَا الْجَمْرَةَ، حَلَلْنَا مِنْ كُلِّ مَا حُرِمْنَا مِنْهُ إِلَّا مَا كَانَ مِنَ النِّسَاءِ حَتَّى نَطُوفَ بِالْبَيْتِ، فَإِذَا أَمْسَيْنَا وَلَمْ نَطُفْ بِهِ، صِرْنَا حُرُمًا، كَهَيْئَتِنَا قَبْلَ أَنْ نَرْمِيَ الْجَمْرَةَ، حَتَّى نَطُوفَ بِهِ، فَأَمْسَيْنَا (4) وَلَمْ نَطُفْ، فَجَعَلْنَا قُمُصَنَا كَمَا تَرَيْنَ (5).

= فقد حلَّ لكم الطِّيبُ والثيابُ وكلُّ شيءٍ إلا النساء"، وهو صحيح دون قوله: "وحلقتم" وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: "رخص لكم إذا أنتم رميتم الجمرة" أي: أن الحِلَّ بعد الرمي رخصةٌ بشرط أن يطوفَ يومَ النحر، فإن طاف وإلّا يصير مُحرماً، ولعلَّ من لا يقول به يحمله على التغليظ والتشديد في تأخير الطواف من يوم النحر وتأكيده من إتيانه في يوم النحر، وظاهر الحديث يأبى مثل هذا الحمل جداً، والله أعلم.

(1)

في (ظ 6): وقمصهم، وهي نسخة في (ظ 2) و (ق).

(2)

في (ظ 2) و (ق) و (م): أخبرتنا أم قيس، والمثبت من (ظ 6).

(3)

في (ظ 6): يوم.

(4)

قوله: فأمسينا، ليس في (م).

(5)

إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية قبلها (26530). =

ص: 154

26532 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ذُيُولُ النِّسَاءِ شِبْرٌ ". قُلْتُ: إِذَاً تَبْدُوَ أَقْدَامُهُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " فَذِرَاعٌ، لَا تَزِدْنَ (1) عَلَيْهِ "(2).

= وأخرجه مطولاً الحاكم 1/ 489 - 490، والبيهقي في "السنن" 5/ 137 من طريق يحيى بن معين، عن محمد بن أبي عديّ، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (40) من طريق يزيد بن زريع، عن ابن إسحاق، به.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/ 260، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد ثقات.

ورواه ابنُ لهيعة، وقد اضطرب فيه:

فأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 228 من طريق عبد الله بن يوسف، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن أمِّ قيس بنت محصن، وآخر في منى يوم الأضحى، فنزعا ثيابهما وتركا الطيب، فقلت: ما لكما؟ فقالا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: "من لم يُفِضْ إلى البيت من عشيته هذه فليدع الثياب والطيب".

وأخرجه الطحاوي أيضاً 2/ 227 - 228 من طريق ابن أبي مريم، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن جدامة بنت وهب أخت عكاشة بن وهب أن عكاشة بن وهب صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وأخاً له آخر جاءاها حين غابت الشمس

فذكر نحوه. وابن لهيعة سيِّئُ الحفظ.

وانظر ما قبله.

(1)

في (ظ 6): فذراعاً لا يزدن.

(2)

حديث صحيح، محمد بن إسحاق، وإن كان مدلساً، وقد عنعن، قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير صفية بنت أبي عبيد، فقد روى =

ص: 155

26533 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى - يَعْنِي ابْنَ عَلِيٍّ - عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، قَالَ: أَرْسَلَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ أَسْأَلُهَا هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ؟ فَإِنْ قَالَتْ: لَا، فَقُلْ لَهَا: إِنَّ عَائِشَةَ تُخْبِرُ النَّاسَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ؟ قَالَ: فَسَأَلَهَا أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ؟ قَالَتْ: لَا، قُلْتُ:

= لها البخاري تعليقاً، واحتجَّ بها مسلم.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 148 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وقال: وهذا هو الصوابُ عندنا في هذا الإسناد، كما قال مالك، والله أعلم.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/ 233، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 148 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (2644)، والنسائي في "الكبرى"(9741) من طريقين عن محمد بن إسحاق، به. قال الدارمي: الناس يقولون: عن نافع، عن سليمان بن يسار.

قلنا: قد سلف من طريق نافع عن سليمان بن يسار برقم (26511) وبيَّنَّا ثمَّة الاختلاف فيه على نافع.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 915 - ومن طريقه أبو داود (4117)، وابنُ حبان (5451)، والبيهقي في "الآداب "(617)، وفي "الشُّعب"(6143)، والبغوي في "شرح السنة"(3082) - من طريق أبي بكر بن نافع، والنسائي في "المجتبى" 8/ 209، وفي "الكبرى"(9740)، وأبو يعلى (6891)، والطبراني في "الكبير" 23/ (1007) و (1008) من طريق أيوب بن موسى، كلاهما عن نافع، بهذا الإسناد.

وسيأتي (26636).

ص: 156

إِنَّ عَائِشَةَ تُخْبِرُ النَّاسَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ؟ قَالَتْ: لَعَلَّهُ إِيَّاهَا كَانَ لَا يَتَمَالَكُ عَنْهَا (1) حُبًّا، أَمَّا إِيَّايَ، فَلَا (2).

26534 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: بَعَثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (3).

(1) في (ق): عليها.

(2)

إسناده ضعيف، فقد تفرَّد به موسى بنُ عُلَيّ -وهو ابن رَباح اللَّخْمي- وهو ليس بحجة إذا انفرد، فيما قاله ابنُ عبد البر في "التمهيد" 5/ 125، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3072) و (3073) من طريق سفيان بن حبيب، والطبراني في "الكبير" 23/ (389)، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 124 من طريق عبد الله بن صالح، كلاهما عن موسى بن عُلَيٍّ، بهذا الإسناد.

قال ابن عبد البَرّ: وهذا حديث متصل، ولكنه ليس يجيء إلا بهذا الإسناد، وليس بالقوي، وهو منكر على أصل ما ذكرنا عن أم سلمة. ثم قال: والأحاديث المذكورة عن أبي سلمة معارضة له، وهي أحسن مجيئاً، واظهر تواتراً، وأثبت نقلاً منه.

وسيرد بالرقمين: (26534) و (26692).

قلنا: والرواية الصحيحة لحديث أمِّ سلمة سلفت برقم (26498)، وسترد برقمي (26707) و (26708)، وهي من رواية أبي سلمة عن زينب بنت أم سلمة، عن أم سلمة.

وأما حديث عائشة، فقد سلف برقم (24110).

(3)

حديث ضعيف، وهو مكرَّر سابقه، إلا أن شيخ أحمد هنا هو عبد الله بنُ يزيد المقرئ.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 93 من طريق عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد.

ص: 157

26535 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ - يَعْنِي شَيْبَانَ - عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنَا مِنْ شَعْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا هُوَ مَخْضُوبٌ أَحْمَرُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ (1).

26536 -

حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ - يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ - قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ حَبِيبٍ خَتَنُ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنَ أَهْلِ (2) الْمَدِينَةِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَصْلِحِي لَنَا الْمَجْلِسَ، فَإِنَّهُ يَنْزِلُ مَلَكٌ إِلَى الْأَرْضِ، لَمْ يَنْزِلْ (3) إِلَيْهَا قَطُّ "(4).

(1) إسناده صحيحٌ على شرط الشيخين. أبو معاوية شيبان: هو ابنُ عبد الرحمن النَّحْوي، وعثمان بن عبد الله: هو ابن مَوْهَب.

وأخرجه ابنُ سعد 1/ 437، والبخاري (5896) و (5898)، والطبراني في "الكبير" 23/ (765)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 235 - 236 و 236 من طرق عن عثمان بن عبد الله بن مَوْهَب، بهذا الإسناد. وروايات ابن سعد والبخاري لس فيها قوله:"بالحِنَّاء والكَتَم". ورواية البخاري (5896) مطولة.

وسيأتي بالأرقام (26539) و (26713) و (26737).

وفي الباب عن عبد الله بن زيد بن عبد ربه صاحب الأَذان، وقد سلف برقم (16474).

وعن أبي رمثة، سلف برقم (17497).

وانظر حديث أنس بن مالك، السالف برقم (12054).

(2)

لفظة "أهل" ليست في (م).

(3)

في (ظ 6): يهبط.

(4)

إسناده ضعيف لإبهام الشيخ من المدينة الذي روى عن أمِّ سَلَمة. وسيَّارٌ -وهو ابنُ حاتم أبو سَلَمة العنزي- روى له أصحابُ السنن سوى أبي =

ص: 158

26537 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ نَبْهَانَ حَدَّثَهُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ، قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَيْمُونَةُ، فَأَقْبَلَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ أُمَرَنَا بِالْحِجَابِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" احْتَجِبَا مِنْهُ ". فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَيْسَ أَعْمَى، لَا يُبْصِرُنَا وَلَا يَعْرِفُنَا؟ قَالَ:" أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا، أَلَسْتُمَا (1) تُبْصِرَانِهِ؟! "(2).

= داود، وقد ضعَّفه ابنُ المديني والعُقَيْلي والقواريري، وقال الحاكم والأزدي: عنده مناكير، ووثقه ابن معين، وابن حبان، والمغيرة بن حبيب من رجال "التعجيل" روى عنه جمع، وقال فيه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 325: كان صدوقاً عدلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يُغرب، وقال الأزدي: منكر الحديث. جعفر بن سُليمان: هو الضُّبَعي.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 174 وقال: رواه أحمد وفيه تابعي لم يسمَّ، وبقية رجاله ثقات.

(1)

في (م): لستما.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة حال نبهان -وهو مولى أمِّ سلمة- كما سلف بيانه عند الرواية (26473)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ثم إن متن الحديث معارض بأحاديث صحيحة كما سيأتي.

وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 3/ 17 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (4112)، والترمذي (2778)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(289)، وأبو يعلى (6922)، وابن حبان (5575)، والطبراني في "الكبير" 23/ (678)، والبيهقي في "السنن" 7/ 91 - 92، والخطيب في "تاريخه" 3/ 17 من طرق عن عبد اللّه بن المبارك، به. قال الترمذي: هذا =

ص: 159

26538 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ وَهْبٍ مَوْلَى أَبِي أَحْمَدَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا وَهِيَ تَخْتَمِرُ، فَقَالَ:

= حديث حسن صحيح!

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9241)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(288) من طريق ابن وهب، عن يونس بن يزيد، به.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 416، والنسائي في "الكبرى"(9242)، والخطيب في "تاريخه" 3/ 18، والبيهقي في "السنن" 7/ 91، وفي "الآداب"(747) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن نافع بن يزيد، عن عُقيل، عن الزهري، به.

وأخرجه ابن سعد 8/ 175 - 176 - ومن طريقه الخطيب في "تاريخه" 3/ 17 - عن محمد بن عمر الواقدي، عن معمر ومحمد بن عبد اللّه، عن الزُّهري، به. والواقدي متروك. وقد أنكر أحمد على الواقدي هذا الحديث، فيما ذكر العقيلي في "الضعفاء" 4/ 107، والخطيب في "تاريخه" 3/ 16، ونقلا عنه قوله: والحديث حديث يونس لم يروه غيره. قلنا: بل إنَّ عُقيلاً تابع يونس عن الزُّهري في هذا الحديث، كما سلف، وانظر ما ذكره العقيلي والخظيب على رواية الواقدي هذه.

وقد اختلف قول الحافظ في هذا الحديث، فقال في "الفتح" 1/ 550: هو حديث مختلف في صحته، وقال في موضع آخر 9/ 337: إسناده قوي، وأكثر ما علل به انفراد الزُّهري بالرواية عن نبهان وليس بعلة قادحة، فإن من يعرفه الزُّهري ويصفه بأنه مكاتب أم سلمة، ولم يجرحه أحد، لا ترد روا يته!

قلنا: والحديث معارض بأحاديث صحاح منها حديث عائشة السالف برقم (24541)، وحديث فاطمة بنت قيس الآتي برقم (27327). وقد بينا وجه المعارضة فيما علقناه في "صحيح" ابن حبان و"شرح مشكل الآثار".

ص: 160

" لَيَّةً، لَا لَيَّتَيْنِ "(1).

26539 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنَا شَعْرًا مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَخْضُوبًا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ (2).

26540 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي الْمُعَذَّلِ عَطِيَّةَ الطُّفَاوِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ، قَالَتْ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي يَوْمًا، إِذْ قَالَتِ الْخَادِمُ: إِنَّ عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ بِالسُّدَّةِ، قَالَتْ: قَالَ لِي: " قُومِي فَتَنَحَّيْ لِي عَنْ أَهْلِ بَيْتِي ". قَالَتْ: فَقُمْتُ فَتَنَحَّيْتُ فِي (3) الْبَيْتِ قَرِيبًا، فَدَخَلَ عَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ، وَمَعَهُمَا الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ، وَهُمَا صَبِيَّانِ صَغِيرَانِ، فَأَخَذَ الصَّبِيَّيْنِ، فَوَضَعَهُمَا فِي

(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (26522)، إلا أن الإمام أحمد رواه هنا عن عبد الرحمن بن مهدي وحده.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن سعد 1/ 437، والبخاري (5897)، وابن ماجه (3623)، والطبراني في "الكبير" 23/ (764)، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 236 من طرق عن سلَّام بنِ أبي مُطِيع، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (26535).

وسيأتي برقم (26637).

وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (26613).

(3)

في (ظ 2) و (ق): من.

ص: 161

حِجْرِهِ، فَقَبَّلَهُمَا. قَالَ: وَاعْتَنَقَ عَلِيًّا بِإِحْدَى يَدَيْهِ، وَفَاطِمَةَ بِالْيَدِ الْأُخْرَى، فَقَبَّلَ فَاطِمَةَ وَقَبَّلَ عَلِيًّا، فَأَغْدَفَ عَلَيْهِمْ خَمِيصَةً سَوْدَاءَ، فَقَالَ:" اللهُمَّ إِلَيْكَ، لَا إِلَى النَّارِ، أَنَا وَأَهْلُ بَيْتِي ". قَالَتْ: فَقُلْتُ: وَأَنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: " وَأَنْتِ "(1).

26541 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا

(1) إسناده ضعيف، أبو المُعَذَّل عطية الطفاوي، وأبوه من رجال "التعجيل"، فأما أبو المُعَذَّل فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "ثقاته" لكن ضعَّفه السَّاجي والأزدي، وذكره ابن الجوزي في "ضعفائه" 2/ 179. وأما أبوه، فلم يُسمَّ، وهو مجهول، ولم يَرو عنه سوى ابنه عطية. وبقية رجاله لقات رجال الشيخين. عَوْف: هو ابنُ أبي جميلة الأعرابي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 73، والدولابي في "الكنى" 2/ 121، والطبراني في "الكبير"(2667) و 23/ (759) و (939) من طرق عن عَوْف، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (26600).

وقد سلف نحوه بغير هذا السياق بإسناد صحيح برقم (26508)، فانظره لزاماً.

قال السندي: قوله: إذ قالت الخادم، أي: الجارية، فلذلك أنَّث الفعل، والخادم يطلق على العبد والجارية.

بالسُّدَّة: بضم سين وتشديد دال: هو الظُّلَّة على الباب لتقي من المطر، وقيل: الباب نفسه، وقيل: الساحة بين يديه. كذا في "المجمع"، وفي "المصباح": هي الفناء لبيت الشعر وما أشبهه، وقيل: السُّدَّة كالصفَّة أو كالسَّقيفة فوق باب الدار، ومنهم من أنكر هذا، وقال: الذين تكلموا بالسدة لم يكونوا أصحاب أبنية ولا مَدَر.

فأغدف: بالغن المعجمة والدال المهملة والفاء، أي: أرسل وأسبل.

ص: 162

ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ هِنْدِ بِنْتِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَلَّمَ، قَامَ النِّسَاءُ حِينَ يَقْضِي تَسْلِيمَهُ، وَيَمْكُثُ (1) فِي مَكَانِهِ يَسِيرًا قَبْلَ أَنْ يَقُومَ (2).

(1) في (ظ 6): ومكث.

(2)

إسناده صحيح، أبو كامل -وهو مُظَفَّر بن مُدْرِك- روى له أبو داود في كتاب "التفرّد" والنسائي، وهو ثقة، وهند بنت الحارث: وهي الفِراسية، وإن انفرد بالرواية عنها ابن شهاب الزُّهري، فإنما هي من صواحبات أمّ سلمة، وقد أخرج لها البخاري في "صحيحه" هذا الحديث، ووثقها الحافظ في "التقريب"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 99 - 100 (بترتيب السندي)، وفي " السنن"(76)، وفي "الأم" 1/ 110، والطيالسي (1604)، والبخاري (837) و (849) و (870)، وابن ماجه (932)، وأبو يعلى (7010)، وابن خزيمة (1719)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 14، والبيهقي في "السنن" 2/ 182، وفي "معرفة السنن والآثار" 3/ 104، والبغوي في "شرح السنة"(708) من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.

وعلّقه البخاري بصيغة الجزم برقم (850) فقال: وقال ابن أبي مريم: أخبرنا نافع بن يزيد، قال: أخبرتي جعفر بن ربيعة أن ابن شهاب كتب إليه قال: حدثتني هند بنت الحارث الفِراسية، عن أمّ سَلَمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم -وكانت من صواحباتها- قالت: كان يسلِّم، فينصرف النساء، يدخلن بيوتَهن من قبل أن ينصرف رسولُ الله صلى الله عليه وسلم. وقال ابن وهب: عن يونس، عن ابن شهاب، أخبرتني هند الفِراسية. وقال عثمان بن عمر: أخبرنا يونس، عن الزهري، حدثتني هند الفِراسية. وقال الزبيدي: أخبرني الزُّهري، أن هند بنت الحارث القرشية أخبرته -وكانت تحت معبد بن المقداد وهو حليف بني زُهرة- وكانت تدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. وقال شعيب: عن الزهري، حدثتني هند القرشية. وقال ابن أبي عتيق: عن الزهري، عن هند الفراسية. وقال الليث: حدثني =

ص: 163

26542 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، حَدَّثَنِي عَمْرٌو، عَنْ أَبِي السَّمْحِ، عَنِ السَّائِبِ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " خَيْرُ مَسَاجِدِ

= يحيى بن سعيد، حدثه عن ابن شهاب، عن امرأة من قريش حدثته عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال الحافظ في "الفتح" 2/ 336: قوله: وقال ابن أبي مريم، رويناه موصولاً في "الزُّهريات" لمحمد بن يحيى الذُّهلي، قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، فذكره.

وقال أيضاً: قوله: وقال ابن وهب

إلخ، وصله النسائي عن محمد بن سلمة عنه بالإسناد المذكور، ولفظه: إن النساء إذا سلمن، قُمْن، وثبتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ومن صلَّى من الرجال ما شاء اللّه، فإذا قام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قام الرِّجال.

قلنا: وحديث ابن وهب سنذكره عند تخريج الرواية (26688).

وقال الحافظ أيضاً: قوله: وقال عثمان بن عمر، سيأتي موصولاً بعد أربعة أبواب من طريقه [برقم (866)].

قلنا: وسيأتي في "المسند" برقم (26688).

وقال أيضاً: وقوله: وقال الزبيدي، وصله الطبراني في "مسند الشاميين"[برقم (1788)] من طريق عبد الله بن سالم، عنه بتمامه.

وقال: وقوله: وقال شعيب -وهو ابن أبي حمزة- وابن أبي عتيق -وهو محمد بن عبد الله- وروايتهما موصولة في "الزهريات" أيضاً، ومراد البخاري بيان الاختلاف في نسب هند

الخ.

ثم قال: وقوله فيه: عن النبي صلى الله عليه وسلم، غير موصول، لأنها تابعية كما تقدم، وكأن التقصير فيه من يحيى بن سعيد، وهو الأنصاري.

وانظر "تغليق التعليق" 2/ 238 - 239.

وسيأتي نحوه برقمي (26644) و (26688).

ص: 164

النِّسَاءِ قَعْرُ بُيُوتِهِنَّ " (1).

26543 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ - يَعْنِي الْفَزَارِيَّ - عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَبِي سَلَمَةَ وَقَدْ شَقَّ بَصَرُهُ، فَأَغْمَضَهُ، ثُمَّ قَالَ:" إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ ". فَضَجَّ (2) نَاسٌ مِنْ أَهْلِهِ، فَقَالَ:" لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ ". ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِأَبِي سَلَمَةَ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، اللهُمَّ افْسَحْ فِي قَبْرِهِ وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ "(3).

(1) حديث حسن بشواهده، رِشْدين -وهو ابن سعد، وإن كان ضعيفاً- قد توبع، والسَّائب مولى أم سلمة، ترجم له الحافظ في "التعجيل" ولم يُذكر في الرواة عنه سوى أبي السمح درَّاج، ولم يؤثر توثيقة عن غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، غير أبي السمح درَّاج بنِ سمعان، وهو صدوق.

وأخرجه ابن خزيمة (1683)، والحاكم 1/ 209، والبيهقي في "السنن" 3/ 131 من طريق ابن وَهْب، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1252) من طريق موسى بن أعين، كلاهما عن عمرو بن الحارث، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (26570).

وله شاهد من حديث ابنِ عمر، سلف برقم (5468) ولفظه:"لا تمنعوا إماءَ الله مساجدَ الله، وبيوتُهنَّ خيرٌ لهنَّ"، وذكرنا هناك تتمة شواهده، فانظرها لزاماً.

(2)

في (ظ 6): فصيَّح.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق الفَزاري: هو إبراهيم =

ص: 165

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ابن محمد بن الحارث، وخالد الحذَّاء: هو ابن مِهْران، وأبو قِلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي.

وأخرجه مسلم (920)(7)، وابن ماجه (1454)، وأبو يعلى (7030)، وابن حبان (7041)، والطبراني في "الدعاء"(1154)، وفي "مسند الشاميين"(2143)، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 167، والبيهقي في "السنن" 3/ 384 - 385، والبغوي في "شرح السنة"(1468) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (3118)، والنسائي في "الكبرى"(8285)، والطبراني في "الكبير" 23/ (712) من طرق عن أبي إسحاق الفَزاري، به.

وأخرجه مسلم (920)(8)، والطبراني في "الكبير" 23/ (713)، وفي "الدعاء"(1155)، وفي "مسند الشاميين"(2144)، والدارقطني 5/ ورقة 167 من طريق عبيد الله بن الحسن، والطبراني في "الكبير" 23/ (714)، وفي "الشاميين"(2145)، والدارقطني 5/ ورقة 167 من طريق مخلد بن هلال، كلاهما عن خالد الحذَّاء، به.

ورواه سفيان الثوري -فيما أخرجه ابن سعد 3/ 241 من طريقه- فقال: عن خالد الحذاء، عن أبي قِلابة، عن قَبيصة بن ذُؤيب أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أغمض أبا سلمة حين مات. لم يذكر أبا سلمة في الإسناد.

ورواه أيوب -فيما أخرجه ابن سعد أيضاً 3/ 242 من طريقه- عن أبي قلابة، قال: أتى النبيُّ صلى الله عليه وسلم أبا سلمة

فذكره مرسلاً. لم يذكر قَبيصة ولا أمَّ سَلَمة في الإسناد.

ورواه الزُّهري، واختلف عليه فيه:

فأخرجه مرسلاً ابن سعد 3/ 241، والبغوي في "شرح السنة"(1467) من طرق عن الزُّهري، عن قَبيصة بن ذُؤيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أغمض أبا سلمة حين مات.

وأخرجه ابن سعد كذلك 3/ 241 من طريق ابن أبي ذئب عن الزُّهري، =

ص: 166

26544 -

حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي إِسْحَاقَ - عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: مَا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى كَانَ أَكْثَرَ صَلَاتِهِ جَالِسًا (1).

26545 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ هِنْدِ بِنْتِ الْحَارِثِ - قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَانَ لِهِنْدٍ أَزْرَارٌ فِي كُمِّهَا - عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهُوَ يَقُولُ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، مَا فُتِحَ اللَّيْلَةَ مِنَ الْخَزَائِنِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، مَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الْفِتْنَةِ، مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجَرِ، يَا

= عمَّن سمع قَبيصة بنَ ذُؤَيب يحدِّثُ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أغمضَ أبا سَلَمة حين مات.

وانظر (26497).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد خالف فيه يونس بن أبي إسحاق الرواة عن أبيه، وهو ممن سمع منه بعد الاختلاط.

فقد رواه أحمد -كما في هذه الرواية- والنسائي في "المجتبى" 3/ 222، وفي "الكبرى"(1358) من طريق يونس، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن أم سلمة.

ورواه سفيان الثوري، كما في الروايات:(26599) و (26709) و (26718)، وإسرائيل كما في الرواية (26605)، وشعبة كما في الروايتين (26709) و (26730)، وأبو الأحوص كما في الرواية (26726)، أربعتهم عن أبي إسحاق، فقالوا: عن أبي سلمة، عن أمِّ سلمة.

وسيأتي مطولاً برقم (26599).

وفي الباب عن عائشة، سلف برقم (25361).

ص: 167

رُبَّ كَاسِيَاتٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَاتٍ فِي الْآخِرَةِ " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هند بنت الحارث، فلم يرو لها سوى البخاري.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 447 - 448، وفي "الاستذكار" 26/ 183 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(20748)، وأخرجه من طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (836)، والبيهقي في "الشُّعب"(10489)، والمزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة هند بنت الحارث).

وأخرجه البخاري (1126) و (5844)، والترمذي (2196)، وأبو يعلى (6988) من طرق عن معمر، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه البخاري (3599) و (6218) و (7069)، والطبراني في "الأوسط"(9200)، وفي "مسند الشاميين"(3225)، والبغوي في "شرح السنة"(921) من طرق عن الزُّهري، به.

ورواه سفيان بن عيينة، واختلف عليه فيه:

فرواه صدقة -كما عند البخاري (115) - عن ابن عيينة، عن محصر، عن الزهري، عن هند بنت الحارث، عن أم سلمة. وكذلك رواه سفيان (عند البخاري) عن عمرو بن دينار ويحيى بن سعيد الأنصاري، عن الزُّهري، به.

وتابع صدقةَ يعقوبُ بنُ كاسب كما عند الطبراني في "الكبير" 23/ (833).

ورواه الحميدي كما في "مسنده"(292)، وابنُ أبي عمر العدني كما عند ابن حبان (691) كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن معمر، عن الزهري، عن هند، عن أم سلمة، به.

ورواه ابن أبي عُمر العَدَني-كما عند الطبراني في "الكبير" 23/ (835) - عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن الزهري، عن هند بنت الحارث، عن أم سلمة، به.

ورواه الحميدي، كما في "مسنده"(292) -ومن طريقه الحاكم 4/ 508 - 509، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 448 - وابنُ أبي عمر العدني، =

ص: 168

26546 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَافِعٍ، قَالَ: كَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ تُحَدِّثُ أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهِيَ تَمْتَشِطُ: " أَيُّهَا النَّاسُ ". فَقَالَتْ لِمَاشِطَتِهَا: لُفِّي (1) رَأْسِي، قَالَتْ: فَقَالَتْ: فَدَيْتُكِ إِنَّمَا يَقُولُ: " أَيُّهَا النَّاسُ ". قُلْتُ: وَيْحَكِ، أَوَلَسْنَا مِنَ النَّاسِ؟! فَلَفَّتْ رَأْسَهَا، وَقَامَتْ فِي حُجْرَتِهَا، فَسَمِعَتْهُ يَقُولُ: " أَيُّهَا النَّاسُ، بَيْنَمَا أَنَا عَلَى الْحَوْضِ، جِيءَ بِكُمْ زُمَرًا، فَتَفَرَّقَتْ بِكُمُ الطُّرُقُ، فَنَادَيْتُكُمْ: أَلَا (2) هَلُمُّوا إِلَى (3) الطَّرِيقِ،

= كما عند ابن حبان (691)، كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار ويحيى بن سعيد، عن الزهري، عن أم سلمة. ولم يذكرا هنداً في الإسناد.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 179: والحديث حديث هند.

ورواه عبد الله بن نمير -فيما أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 447 - عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن الزهري، عن امرأة من قريش أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ذات ليلة

فذكره.

ورواه مالك كما في "الموطأ" 2/ 913 عن يحيى بن سعيد، عن الزهري، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً. لم يذكر هنداً ولا أم سلمة.

وقوله: عاريةٍ: بتخفيف الياء، وهي مجرورة على النعت، قال السهيلي: إنه الأحسن عند سيبويه، لأن "رب" عنده حرف جر يلزم صدرَ الكلام، ويجوزُ الرفعُ على إضمار مبتدأ، والجملة في موضع النعت، أي: هي عارية، والفعل الذي تتعلق به "رب" محذوف.

(1)

في (ظ 6) و (ق) و (ظ 2): كفي، والمثبت من (م) و (هـ).

(2)

قوله: ألا، ليس في (ظ 6).

(3)

في (ق): على.

ص: 169

فَنَادَانِي مُنَادٍ مِنْ بَعْدِي، فَقَالَ: إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ، فَقُلْتُ: أَلَا سُحْقًا، أَلَا سُحْقًا " (1).

26547 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ - قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ - أَخْبَرَنِي يَعْلَى بْنُ مَمْلَكٍ، أَنَّهُ سَأَلَ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَلَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ (2). قَالَتْ: كَانَ يُصَلِّي الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ، ثُمَّ يُسَبِّحُ، ثُمَّ يُصَلِّي بَعْدَهَا مَا شَاءَ اللهُ مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَيَرْقُدُ مِثْلَ مَا صَلَّى، ثُمَّ يَسْتَيْقِظُ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، أفلح بن سعيد، وعبد الله بن رافع من رجاله، وباقي رجال الإسناد رجال الشيخين.

وأخرجه مسلم (2295)(29) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11460) -وهو في "التفسير"(480) - من طريق عبد الله بن المبارك، والبيهقي في "البعث والنشور"(156) من طريق بشر بن عمر، كلاهما عن أفلح بن سعيد، به. ورواية البيهقي مختصرة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 439 و 15/ 31، ومسلم (2295)، والطبراني في " الكبير" 23/ (661) و (996) و (997)، وفي "الأوسط"(8709)، والآجري في "الشريعة" ص 356 من طرق عن عبد اللّه بن رافع، به.

وفي الباب عن أبي هريرة، وسلف برقم (7993)، وعن أبي سعيد الخدري، وسلف برقم (11220)، وعن أبي بكرة، سلف برقم (20494)، وعن حذيفة، سلف برقم (23290).

قال السندي: قوله: وهي تمتشط، على بناء الفاعل، يقال: امتشطت المرأة، ومشطتها الماشطة.

زمراً: بضم زاي وفتح ميم، أي: جماعات.

(2)

قوله: بالليل، ليس في (ظ 2) ولا (ق).

ص: 170

مِنْ نَوْمَتِهِ تِلْكَ (1)، فَيُصَلِّي مِثْلَ مَا نَامَ، وَصَلَاتُهُ الْآخِرَةُ تَكُونُ إِلَى الصُّبْحِ (2).

26548 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ أَسْلَمَ أَنَّهُ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ مَوَالِيَّ، فَدَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ (3): أَعْتَمِرُ قَبْلَ أَنْ أَحُجَّ؟ قَالَتْ: إِنْ شِئْتَ فَاعْتَمِرْ (4) قَبْلَ أَنْ تَحُجَّ، وَإِنْ شِئْتَ فَبَعْدَ (5) أَنْ تَحُجَّ. قَالَ: فَقُلْتُ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ:

(1) في (ق): نومه ذلك.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة يعلى بن مَمْلَك، فقد تفرَّد بالرواية عنه عبدُ الله بن عُبيد الله بن أبي مُلَيْكة، ولم يُؤثر توثيقُه عن غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن بكر: هو البُرْساني، وابنُ جُرَيْج: هو عبدُالملك بن عبد العزيز.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(4709)، وأخرجه من طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (645).

وأخرجه ابن حِبَّان (2639) من طريق محمد بن بكر البُرْساني، به.

وأخرجه الفريابي في "فضائل القرآن"(111)، والطبراني في "الكبير" 13/ (977) من طريق أبي عاصم، عن ابن جُرَيْج، عن أبيه، عن ابن أبي مليكة، به، ولم يذكر فيه صفة القراءة.

وسيكرر من رواية عبد الرزاق وحده برقم (26625).

وقد سلف نحوه برقم (26526).

(3)

قوله: فقلت، ليس في (م).

(4)

في النسخ عدا (ظ 6): اعتمر، والمثبت من (ظ 6).

(5)

في (م) بعد، والمثبت من النسخ الخطية.

ص: 171

مَنْ كَانَ صَرُورَةً، فَلَا يَصْلُحُ أَنْ يَعْتَمِرَ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ؟ قَالَ: فَسَأَلْتُ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقُلْنَ مِثْلَ مَا قَالَتْ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهَا، فَأَخْبَرْتُهَا بِقَوْلِهِنَّ، قَالَ: فَقَالَتْ: نَعَمْ وَأَشْفِيكَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" أَهِلُّوا يَا آلَ مُحَمَّدٍ بِعُمْرَةٍ فِي حَجٍّ "(1).

26549 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مِنْ أَصْحَابِي مَنْ لَا أَرَاهُ وَلَا يَرَانِي بَعْدَ أَنْ أَمُوتَ أَبَدًا ". قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ، قَالَ: فَأَتَاهَا يَشْتَدُّ، أَوْ يُسْرِعُ (2) - شَكَّ شَاذَانُ - قَالَ لَهَا (3): أَنْشُدُكِ بِاللهِ،

(1) إسناده صحيح، أبو عمران أسلم -وهو ابن يزيد التُّجيبي المصري- قد روى له أصحاب السنن سوى ابن ماجه، وهو ثقة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، حجَّاج: هو ابن محمد المِصِّيصي.

وأخرجه الحارث في "مسنده"(364) و (365)(زوائد)، والطبراني في "الكبير" 23/ (792)، والبيهقي في "السنن" 4/ 355 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.

وسيأتي دون ذكر القصة برقم (26693).

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4822)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب، ونزيد عليها حديث الهرماس، سلف برقم (15971)، وحديث سراقة، سلف برقم (17582).

قال السندي: قوله: من كان صرورة، اي: ما حجَّ قبل.

(2)

في (ظ 6): مسرعاً.

(3)

في (م): قال: فقال لها، ولفظة "لها" ليست في (ظ 6).

ص: 172

أَنَا مِنْهُمْ؟ قَالَتْ: لَا، وَلَنْ أُبَرِّئَ بَعْدَكَ أَحَدًا أَبَدًا (1). (2)

26550 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ - يَعْنِي ابْنَ بَهْرَامَ - قَالَ: حَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ جَاءَ نَعْيُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، لَعَنَتْ أَهْلَ الْعِرَاقِ، فَقَالَتْ: قَتَلُوهُ، قَتَلَهُمُ اللهُ، غَرُّوهُ وَذَلُّوهُ (3)، لَعَنَهُمُ اللهُ، فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَتْهُ فَاطِمَةُ

(1) في (م): ولن أبرئ أحداً بعدك أبدً.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد خالف فيه عاصم -وهو ابن بهدلة سليمانَ الأعمش، فأدخل مسروقاً بين أبي وائل شقيق بن سَلَمة وبين أمِّ سَلَمة، والأعمش أحفظُ منه، كما بينا في الرواية السالفة برقم (26489). شريك -وهو ابن عبد الله النخعي، وإن كان سيِّئ الحفظ- توبع، كما سيرد. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أسود: هو ابن عامر، ومسروق: هو ابن الأجدع.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (719) من طريق أبي نُعيم، عن شريك، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً 23/ (720) من طريق عمرو بن أبي قيس، و (721) من طريق إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، كلاهما عن عاصم ابن بَهْدَلة، به.

وسيأتي برقم (26659).

قال السندي: قولها: لن أبرئ، من التبرئة، ومعنى بعدك، أي: بعد سؤالك، يريد أن مثلك إذا كان في شكٍّ من أمره حتى جئت تسألني فمن الذي يستحقُّ يبرؤ وينزه عن السوء ويشهد له بالخير، فإنه لو كان أحد كذلك لكنت أنت وأمثالُك أحقَّ بذلك، وهذا أظهر مما سبق في الحديث [26489]: ولن أبلي، وفسره في النهاية بقوله: ولن أخبر، والله تعالى أعلم.

(3)

في (ظ 6) و (هـ): ودلوه، وجاء في هامش (ظ 2) ما نصه: إن كانت =

ص: 173

غُدَيَّةً بِبُرْمَةٍ، قَدْ صَنَعَتْ لَهُ فِيهَا عَصِيدَةً تَحْمِلُهُا (1) فِي طَبَقٍ لَهَا، حَتَّى وَضَعَتْهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ لَهَا:" أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ؟ " قَالَتْ: هُوَ فِي الْبَيْتِ. قَالَ: " فَاذْهَبِي، فَادْعِيهِ، وَائْتِنِي بِابْنَيْهِ ". قَالَتْ: فَجَاءَتْ تَقُودُ ابْنَيْهَا، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِيَدٍ، وَعَلِيٌّ يَمْشِي فِي أَثَرِهِمَا، حَتَّى دَخَلُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَجْلَسَهُمَا فِي حِجْرِهِ، وَجَلَسَ عَلِيٌّ عَنْ يَمِينِهِ، وَجَلَسَتْ فَاطِمَةُ عَنْ يَسَارِهِ. قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَاجْتَبَذَ مِنْ تَحْتِي كِسَاءً خَيْبَرِيًّا، كَانَ بِسَاطًا لَنَا عَلَى الْمَنَامَةِ فِي الْمَدِينَةِ، فَلَفَّهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِمْ جَمِيعًا، فَأَخَذَ بِشِمَالِهِ طَرَفَيِ الْكِسَاءِ، وَأَلْوَى بِيَدِهِ الْيُمْنَى إِلَى رَبِّهِ عز وجل، قَالَ:" اللهُمَّ أَهْلِي، أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا، اللهُمَّ أَهْلِي (1) أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا، اللهُمَّ أَهْلُ بَيْتِي أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَسْتُ مِنْ أَهْلِكَ؟ قَالَ:" بَلَى، فَادْخُلِي فِي الْكِسَاءِ (2) ". قَالَتْ: فَدَخَلْتُ فِي الْكِسَاءِ بَعْدَمَا قَضَى دُعَاءَهُ لِابْنِ عَمِّهِ عَلِيٍّ وَابْنَيْهِ وَابْنَتِهِ فَاطِمَةَ. رضي الله عنهم (3).

= الرواية: ودلوه، فمعناه أرسلوه، والله أعلم.

(1)

في (م): تحمله.

(1)

في (م): أهل بيتي.

(2)

قوله: "في الكساء" ليس في (ظ 2) ولا (ق).

(3)

إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الحميد بن بَهْرام -وهو صاحب شهر بن حوشب- فقد روى =

ص: 174

26551 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنِي شَهْرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ تُحَدِّثُ، زَعَمَتْ أَنَّ فَاطِمَةَ جَاءَتْ إِلَى نَبِيِّ اللهِ تَشْتَكِي إِلَيْهِ الْخِدْمَةَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ لَقَدْ مَجَلَتْ يَدَايَ (1) مِنَ الرَّحَى، أَطْحَنُ مَرَّةً، وَأَعْجِنُ مَرَّةً، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنْ يَرْزُقْكِ اللهُ شَيْئًا يَأْتِكِ، وَسَأَدُلُّكِ عَلَى خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ: إِذَا لَزِمْتِ مَضْجَعَكِ، فَسَبِّحِي اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبِّرِي ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَاحْمَدِي أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، فَذَلِكَ مِئَةٌ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكِ مِنَ الْخَادِمِ، وَإِذَا صَلَّيْتِ صَلَاةَ الصُّبْحِ، فَقُولِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. عَشْرَ مَرَّاتٍ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَعَشْرَ مَرَّاتٍ بَعْدَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ، فَإِنَّ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ تُكْتَبُ (2) عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَتَحُطُّ (3) عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَكُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ كَعِتْقِ

= له البخاري في "الأدب المفرد" والترمذيُّ وابنُ ماجه، وهو ثقة، لكنهم عابوا عليه كثرة روايته عن شهر بن حوشب. أبو النَّضْر: هو هاشم بن القاسم.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(770)، والطبري في "تفسيره" 22/ 7، والطبراني في "الكبير"(2666)، و 23/ (785) و (786)، من طرق عن عبد الحميد بن بَهْرام، بهذا الإسناد.

وقد سلف نحوه بإسناد صحيح برقم (26508)، فانظره لزاماً.

(1)

في (م): يديّ!

(2)

في (ظ 6): يكتب.

(3)

في (ظ 6): ويحط، وكذلك هي في نسخة السندي، وفي (ظ 2) و (ق): وتحط عنه.

ص: 175

رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَلَا يَحِلُّ لِذَنْبٍ كُسِبَ ذَلِكَ الْيَوْمَ أَنْ يُدْرِكَهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ الشِّرْكُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَهُوَ حَرَسُكِ - مَا بَيْنَ أَنْ تَقُولِيهِ غُدْوَةً إِلَى أَنْ تَقُولِيهِ عَشِيَّةً - مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ، وَمِنْ كُلِّ سُوءٍ " (1).

26552 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ (2) طَلْحَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُجْنِبُ، ثُمَّ يَنَامُ، ثُمَّ

(1) طلب فاطمة رضي الله عنها الخادم، وما دلَّها عليه صلى الله عليه وسلم من الذكر إذا لزمت مضجعها. صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه، وقد اضطرب فيه شهر بن حوشب كما بسطنا ذلك في حديث عبد الرحمن بن غَنْم السالف برقم (17990).

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (787) من طريق أبي الوليد، عن عبد الحميد بن بَهْرام، بهذا الإسناد.

وقوله: "إذا لزمتِ مضجعك، فسبِّحي الله

" إلى قوله: "خيرٌ لكِ من الخادم" له شاهد صحيح من حديث علي رضي الله عنه، سلف برقم (740)، وذكرنا أحاديث الباب في حديث عبد الرحمن بن غنم، المذكور آنفاً.

قال السندي: قوله: مجلت يداي، يقال: مجلت يدُه، بفتح الجيم وكسرها، أي: تَنَفَّطَتْ من العمل.

إنْ يرزقْك، أي: إن قَدَّرَ لك شيئاً من خادم وغيره، فذاك لا بدّ أن يجيئك، ولا يفوتك، فاصبري، ولا تسألي.

تكتب: يحتمل بناء الفاعل والمفعول، والأول أنسب بقوله: يحطّ، فإنه على بناء الفاعل.

كُسِبَ: على بناءالمفعول، ومعنى أن يدركه هو: أن لا يغفر له ويبقى عليه.

(2)

في (ق): أبي.

ص: 176

يَنْتَبِهُ، ثُمَّ يَنَامُ (1).

26553 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مُوسَى الْمَرَئِيُّ (2)، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْوِتْرِ وَهُوَ جَالِسٌ (3).

(1) إسناده ضعيف لضعف شَريك: وهو ابنُ عبد الله النَّخَعي، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، فمن رجال مسلم. كُريب: هو مولى ابن عباس.

وسلف برقم (24799) عن أسود، عن شريك، عن محمد بن عبد الرحمن، عن كُريب، عن عائشة.

(2)

في (م): المرائي، وهو خطأ.

(3)

صحيح من حديث عائشة، وهذا إسناد ضعيف. ميمون بن موسى المَرَئيُّ: مدلِّس، وقد عنعن، ثم إنه اختلف فيه على الحسن، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أمِّ الحسن -واسمها خيرة- فقد روى لها مسلم وأصحابُ السنن، وهي حسنة الحديث.

فرواه حمَّادُ بنُ مَسْعدة -كما في هذه الرواية، وعند البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 422، وفي "الأوسط" 2/ 114، والترمذي (471)، وابن ماجه (1195)، والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 186، والطبراني في "الكبير" 23/ (859)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2410، والدارقطني في "السنن" 2/ 36، وابن جُميع الصيداوي في "معجم شيوخه" ص 165، وأبي نُعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 254 و 2/ 336، والبيهقي في "السنن" 3/ 32 - 33 - عن ميمون بن موسى، بهذا الإسناد. قال الترمذي: وقد روي نحو هذا عن أبي أمامة وعائشة وغير واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال العقيلي: لا يتابع على رفعه، وغيرُه يرويه عن أمِّ سلمة من فعلها.

قلنا: نعم، تابع ميمونَ بنَ موسى زكريا بنُ حكيم عند البخاري في =

ص: 177

26554 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أُمِّ الْحَسَنِ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَبَرَ لِفَاطِمَةَ شِبْرًا مِنْ نِطَاقِهَا (1).

= "التاريخ الكبير" 3/ 422، والطبراني في "الكبير" 23/ (860)، وفي "الأوسط"(7090). إلا أن زكريا بن حكيم ضعفه الأئمة، وقال ابن حبان: يروي عن الأثبات ما لا يشبه أحاديثهم، حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد.

ورواه هشام بن حسان القُردوسي من حديث عائشة -فيما سلف برقم (25986)، وعند البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 422 - فقال: عن الحسن، عن سعد بن هشام، عن عائشة. قال البخاري: وهذا أصح. وقال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 77: وقول من قال: سعد بن هشام أشبه بالصواب، وقول ميمون المرئي غير مرفوع.

(1)

إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدعان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن أم الحسن البصري -وهي خيِّرة روى عنها جمع، وذكرها ابن حبان في "ثقاته"، وروى لها مسلم، وأصحاب السنن- حسنة الحديث، وهي مولاة أم سلمة.

وقد اختلف في إسناده على حماد بن سلمة:

فأخرجه الترمذي (1732) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وقال: وروى بعضهم عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة.

وقوله: (عن أمه) تحرف في بعض النسخ إلى: (عن أبيه)، والتصويب من "تحفة الاشراف" 13/ 49.

وأخرجه أبو يعلى (6892) عن إبراهيم بن الحجاج السامي، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن أم سلمة، به.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 178: والصحيح عن حماد، عن علي بن زيد، عن أم الحسن، عن أم سلمة. =

ص: 178

26555 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ نَاعِمٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُبْنَى عَلَى الْقَبْرِ، أَوْ يُجَصَّصَ (1). (2)

= وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (871)، وفي "الأوسط"(2072) من طريق أبي ربيعة فهد بن عوف، عن حماد بن سلمة، عن يونس بن عبيد وحميد، عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة، به. وفهد بن عوف قال ابن المديني: كذاب، وتركه مسلم والفلاس، وقال أبو زرعة: اتهم بسرقة حديثين.

ورواه حجاج بن منهال -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 178 - عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، قال الدارقطني: والمرسل أشبه.

وله شاهد لا يفرح به من حديث أنس عند الطبراني في "الأوسط"(5932)، وفي إسناده ضرار بن صرد قال فيه البخاري وغيره: متروك، واتهمه ابن معين بالكذب.

وانظر الحديث (26511).

قال السندي: قولها: شبر لفاطمة، من شَبَر الثوبَ، كضرب ونصر.

قلنا: وقال المباركفوري في "تحفة الأحوذي" 5/ 408: شَبّرَ، من التشبير

ونقل عن "القاموس" ما نصه: النطاق، ككتاب: شقة تلبسه المرأة، تشدُّ وسطَها، فترسلُ الأعلى على الأسفل إلى الأرض، والأسفل ينجرُّ على الأرض، ليس لها حُجْزَة ولا نَيْفَقٌ ولا ساقان، ثم قال: والمعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم قَدَّرَ لفاطمة رضي الله عنها أن تُرخيَ قَدْرَ شِبْر من نِطاقها، قال النووي: أجمعوا على جواز الجر للنساء.

(1)

في (ظ 2) وهامش كل من (ظ 2) و (هـ) يُقصَّص، وهما بمعنى، أي: بناؤها بالقَصَّة، وهي الجِصّ، كذا في "النهاية".

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد اختُلف فيه على ابن لهيعة: فرواه حسن بن موسى -كما في هذه الرواية - عن ابن لهيعة، عن يزيد بن =

ص: 179

26556 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ (1) نَاعِمٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يُجَصَّصَ (2) قَبْرٌ أَنْ يُبْنَى عَلَيْهِ أَوْ يُجْلَسَ عَلَيْهِ، قَالَ أَبِي: لَيْسَ فِيهِ أُمُّ سَلَمَةَ (3).

26557 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أُمِّ حَكِيمٍ السُّلَمِيَّةِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ أَحْرَمَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، غَفَرَ اللهُ لَهُ (4) مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "(5).

= أبي حبيب، عن ناعم مولى أمّ سلمة، عن أمّ سلمة.

ورواه عبد الله بن المبارك -كما في الرواية الآتية برقم (26556) - عنه، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ناعم مولى أم سلمة مرسلاً، لم يذكر فيه أمَّ سلمة، وفيه زيادة: أو يُجلس عليه. وهو الصواب من رواية ابن لهيعة، لأن ابن المبارك سمع منه قديماً، قبل احتراق كتبه.

وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله، وقد سلف بإسناد صحيح برقم (14148)، وهو عند مسلم (970)(94).

(1)

في (ظ 6): حدثني.

(2)

في (ظ 6): يقصَّص، وهما بمعنى، كما ذكرنا في الحديث قبله.

(3)

حديث صحيح لغيره، وانظر ما قبله.

(4)

في (ق): غُفر له.

(5)

إسناده ضعيف لجهالة حال أم حكيم -وهي حُكيمة بنت أمية بن الأخنس، فلم يذكر في الرواة عنها سوى اثنين، ولم يؤثر توثيقها عن غير ابن حبان. وابنُ لهيعة -وهو عبد الله- ضعيف سيّئ الحفظ، ثم إن فيه اضطراباً سنبينه في الرواية التالية برقم (26558). وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. =

ص: 180

26558 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ سُحَيْمٍ مَوْلَى آلِ جُبَيْرٍ (1)، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الْأَخْنَسِيِّ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ حَكِيمٍ ابْنَةِ أُمَيَّةَ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ أَهَلَّ مِنَ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى بِعُمْرَةٍ، أَوْ بِحَجَّةٍ، غُفِرَ لَهُ (2) مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " قَالَ: فَرَكِبَتْ أُمُّ حَكِيمٍ عِنْدَ ذَلِكَ الْحَدِيثِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ حَتَّى أَهَلَّتْ مِنْهُ بِعُمْرَةٍ (3).

= وله شاهد لا يفرح به من حديث ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط"(9232)، ففي إسناده غالب بن عبيد الله العقيلي، وهو متروك.

(1)

كذا في النسخ الخطية و (م): مولى آل جبير، والذي في مصادر ترجمته: مولى آل حنين.

(2)

في (م)(ظ 2) و (ق): غفر الله له.

(3)

إسناده ضعيف لجهالة أم حكيم ابنة أمية بن الأخنس، واسمها حكيمة، إذ لم يُذكر في الرواة عنها سوى اثنين، وذكرها ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ: مقبولة. ويحيى بن أبي سفيان، قال أبو حاتم: ليس بالمشهور، وقال الحافظ: مستور. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابن إسحاق -وهو محمد- فقد روى له مسلم متابعة، وقد صرَّح بالتحديث.

ثم إنه قد اضطرب في إسناده ومتنه اضطراباً شديداً:

فرواه يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه -كما في هذه الرواية، وعند أبي يعلى (7009)، وابن حبان (3701) - عن ابن إسحاق، به.

وكذلك رواه سَلَمةُ بن الفضل -فيما أخرجه الدارقطني 2/ 284 - عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.

ورواه أحمد بن خالد -فيما أخرجه ابن ماجه (3002) - عن ابن إسحاق، عن يحيى بن أبي سفيان، عن أمِّه أم حكيم ابنة أمية، عن أم سلمة، لم يذكر =

ص: 181

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= سليمان بن سُحيم.

ورواه عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي عن ابن إسحاق واختلف عليه:

فرواه محمد بن يحيى القطعي -فيما أخرجه الطبراني 23/ (1006) ومن طريقه الضياء المقدسي في "فضائل بيت المقدس"(58) - عن عبد الأعلى، عن ابن إسحاق، عن سليمان بن سُحيم، عن يحيى بن أبي سفيان، عن أم حكيم، به. ولفظه:"من أهلّ بعمرة من بيت المقدس غفر له".

ورواة ابن أبي شيبة في "المصنف" ص 81 (نشرة العمروي) -ومن طريقه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 161، وابن ماجه (3001)، وأبو يعلى (6900) - عن عبد الأعلى، عن ابن إسحاق، عن سليمان بن سحيم، عن أم حكيم، به. لم يذكر يحيى بن أبي سفيان. قال البخاري: ولا يتابع في هذا الحديث لما وقَّت النبي صلى الله عليه وسلم ذا الحليفة والجحفة، واختار أن أهلَّ النبي صلى الله عليه وسلم من ذي الحليفة.

ورواه القواريري -فيما أخرجه البخاري 1/ 161 - عن عبد الأعلى، عن ابن إسحاق، عن سليمان، عن يحيى بن فلان، عن أم جعفر بنت أبي أمية، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ....

ورواه الدراوردي -فيما أخرجه البخاري 1/ 161، والطبراني 23/ (849)، وفي "الأوسط"(6511) - عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن يحيى بن سفيان، عن جدته حكيمة، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ....

ورواه ابن أبي فديك -فيما أخرجه البخاري 1/ 161، وأبو داود (1741)، وأبو يعلى (6927)، والدارقطني 2/ 283، والبيهقي 5/ 30، والمقدسي (59) - عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يحنس، عن يحيى بن أبي سفيان الأخنسي، عن جدته حكيمة، عن أمِّ سَلَمة زوجِ النبي صلى الله عليه وسلم، بلفظ ....

ورواه أبو يعلى محمد بن أبي الصلت -فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 161 - عن ابن أبي فديك، عن محمد بن عبد الرحمن بن يحنس، عن أبي سفيان الأخنسي، عن جدته حكيمة بنت أمية، عن أم سلمة =

ص: 182

26559 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِأَزْوَاجِهِ: " إِنَّ الَّذِي يَحْنُو عَلَيْكُنَّ بَعْدِي لَهُوَ (1) الصَّادِقُ الْبَارُّ ". اللهُمَّ اسْقِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ مِنْ سَلْسَبِيلِ الْجَنَّةِ (2).

= سمعت النبي صلى الله عليه وسلم .... قال الحافظ في "التلخيص" 2/ 230: والذي وقع في رواية أبي داود وغيره: عبد الله بن عبد الرحمن، لا محمد بن عبد الرحمن، وكأن الذي في رواية البخاري أصح.

ورواه الواقدي -فيما أخرجه الدارقظني 2/ 283 - عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يحنس، عن يحيى بن عبد الله بن أبي سفيان الأخنسي، عن أمه، عن أم سلمة، بلفظ:"من أحرم من بيت المقدس بحج أو عمرة، كان من ذنوبه كيوم ولدته أمه".

وذكر ابن القيم في "زاد المعاد" 3/ 267 أنه حديث لا يثبت، وأنه قد اضطرب في إسناده ومتنه اضطراباً شديداً. وقال المنذري في "مختصر سنن أبي داود" 2/ 285: اختلف الرواة في متنه وإسناده اختلافاً كثيراً.

(1)

في (ق): هو.

(2)

حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. ابنُ إسحاق -وهو محمد- مدلِّس وقد عنعن، ومحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحصين -وهو من رجال "التعجيل"- لم يذكروا في الرواة عنه سوى محمد بن إسحاق، وقال فيه: كان صوَّاماً قوَّاماً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وعوف بن الحارث: هو ابن الطفيل الأزدي رضيع عائشة، أو ابن أخيها لأمها، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأخرج له البخاري.

وأخرجه الحاكم 3/ 311 من طريق يونس، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 3/ 132، وابن أبي عاصم في "السنة"(1412)، =

ص: 183

26560 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدَ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي - يَعْنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ - قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ: أَجْمَعَ أَبِي عَلَى الْعُمْرَةِ، فَلَمَّا حَضَرَ خُرُوجُهُ، قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، لَوْ دَخَلْنَا عَلَى الْأَمِيرِ، فَوَدَّعْنَاهُ، قُلْتُ: مَا شِئْتَ. قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَى مَرْوَانَ، وَعِنْدَهُ نَفَرٌ، فِيهِمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، فَذَكَرُوا الرَّكْعَتَيْنِ الَّتِي يُصَلِّيهِمَا ابْنُ الزُّبَيْرِ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ: مِمَّنْ (1) أَخَذْتَهُمَا يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي بِهِمَا أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ. فَأَرْسَلَ مَرْوَانُ إِلَى عَائِشَةَ: مَا رَكْعَتَانِ يَذْكُرُهُمَا ابْنُ الزُّبَيْرِ

= والطبراني في "الكبير" 23/ (636)، والحاكم 3/ 311 من طرق عن إبراهيم بن سعد، به.

قال الحاكم: قد صح الحديث عن عائشة وأم سلمة، ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1413)، والطبراني 23/ (896) من طريق سليمان بن عبيد الله الأنصاري، عن محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عوف بن مالك الأشجعي، عن أمّ سلمة، به. وسليمان بن عبيد الله ضعيف.

وسيأتي برقم (26580).

وله شاهد من حديث عائشة بإسناد حسن، سلف برقم (24485).

وقولها: اللهم اسقِ عبد الرحمن بن عوف من سلسبيل الجنة مُدرج من كلام أمِّ سلمة، وقد سلف أن عائشة قالت نحوه، كما صرّح بذلك في رواية الترمذي (3749) ولا يستبعد أن تقوله أم سلمة كذلك، لأنه وصلَ أزواجَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بمالٍ بِيعَ بأربعين ألفاً.

(1)

في (ق): عمن.

ص: 184

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ عَنْكِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّيهِمَا بَعْدَ الْعَصْرِ؟ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ: أَخْبَرَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ.

فَأَرْسَلَ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ: مَا رَكْعَتَانِ زَعَمَتْ عَائِشَةُ أَنَّكِ أَخْبَرْتِهَا (1) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّيهِمَا بَعْدَ الْعَصْرِ؟ فَقَالَتْ: يَغْفِرُ اللهُ لِعَائِشَةَ، لَقَدْ وَضَعَتْ أَمْرِي عَلَى غَيْرِ مَوْضِعِهِ، صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ، وَقَدْ أُتِيَ بِمَالٍ، فَقَعَدَ يَقْسِمُهُ حَتَّى أَتَاهُ الْمُؤَذِّنُ بِالْعَصْرِ، فَصَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيَّ، وَكَانَ يَوْمِي، فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، فَقُلْتُ: مَا هَاتَانِ الرَّكْعَتَانِ يَا رَسُولَ اللهِ، أُمِرْتَ بِهِمَا؟ قَالَ:" لَا، وَلَكِنَّهُمَا رَكْعَتَانِ كُنْتُ أَرْكَعُهُمَا بَعْدَ الظُّهْرِ، فَشَغَلَنِي قَسْمُ هَذَا الْمَالِ حَتَّى جَاءَنِي الْمُؤَذِّنُ بِالْعَصْرِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَدَعَهُمَا ". فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: اللهُ أَكْبَرُ، أَلَيْسَ قَدْ صَلَّاهُمَا مَرَّةً وَاحِدَةً؟ وَاللهِ لَا أَدَعُهُمَا أَبَدًا، وَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: مَا رَأَيْتُهُ صَلَّاهُمَا (2) قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا (3).

(1) في (م) و (ق) و (ظ 6): أَخْبَرْتِيهَا، والمثبت من (ظ 2).

(2)

في (ق): صلاها.

(3)

صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين بعد العصر صحيح، وهذا إسناد ضعيف على قلب فيه، فأبو أحمد الزُّبيري إنما يروي عن عبيد اللّه بن عبد الرحمن بن مَوْهب، عن عمه عبيد الله بن عبد الله بن مَوْهب. كما في مصادر الرجال، وهذا القلب قديم، وقد بيَّض له الحافظ في "أطراف المسند" 9/ 423. وعُبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن موهب ضعيف، وعمُّه عُبيد الله بن عبد الله مجهول، جهله الشافعي وأحمد وابنُ القطان، وذكره ابن حبان في "ثقاته" على عادته في توثيق المجاهيل.

وانظر (26515).

ص: 185

26561 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ - يَعْنِي زُهَيْرَ بْنَ مُعَاوِيَةَ - عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي سَهْلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، عَنْ مُسَّةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: كَانَتِ النُّفَسَاءُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَقْعُدُ بَعْدَ نِفَاسِهَا أَرْبَعِينَ يَوْمًا - أَوْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً - شَكَّ أَبُو خَيْثَمَةَ - وَكُنَّا نَطْلِي عَلَى وُجُوهِنَا (1) الْوَرْسَ مِنَ الْكَلَفِ (2).

(1) في (ظ 6): وجهها.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسنادٌ ضعيف فيه مُسَّة -وهي الأزدية، وتُكنى أمَّ بُسَّة- روى عنها أبو سهل، وهو كثير بن زياد البُرْساني، وقال الدارقطني: لا تقوم بها حُجَّة. وقال ابن القطَّان في "الوهم والإيهام" 3/ 329: لا تعرف حالُها ولا عينُها، ولا تُعرف في غير هذا الحديث. وقال الحافظ في "التلخيص" 1/ 171: مجهولة الحال. وقال في "التقريب": مقبولة. قلنا: لكن صاحب "عون المعبود" 1/ 123 نقل عن صاحب "البدر المنير" قوله: "لا نُسلِّمُ جهالةَ عينها، وجهالةُ حالها مرتفعة، فإنه روى عنها جماعة: كثيرُ بن زياد، والحَكَم بنُ عُتيبة، وزيد بنُ علي بن الحسين، ورواه محمد بن عبيد الله العرزمي، عن الحسن، عن مُسَّة أيضاً، فهؤلاء رَوَوْا عنها، وقد أثنى على حديثها البخاري، وصحَّح الحاكم إسناده، فأقلُّ أحواله أن يكون حسناً. قلنا: والحديثُ لا يعرف إلا من حديث أبي سهل كثير بن زياد فيما قال الترمذي في "سننه" (139)، ونقله كذلك عن البخاري.

قلنا: وحديث الحكم بن عتيبة عن مُسَّة، جاء عند الدارقطني 1/ 223 من رواية محمد بن عُبيد الله العَرْزمي، وهو متروك، وأما رواية زيد بن علي بن الحسين، فلم نقف عليها، ويتقوى هذا الحديث بالشواهد كما سيرد. وبقية رجال الإسناد ثقات، غير أن ابن حبان ذكر كثير بن زياد في "الثقات"، ثم غفل، فذكره في "المجروحين" 2/ 224 - 225، فقال: يروي عن الحسن وأهل العراق الأشياء المقلوبة، استحق مجانبة ما انفرد من الروايات، وهو =

ص: 186

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الذي روى عن مُسَّة، عن أم سلمة، قلنا: وقد قال الحافظ في "التلخيص" 1/ 171: وأغربَ ابن حبان فضعَّفه بكثير بن زياد، فلم يصب.

وأخرجه أبو داود (955)، والدارمي (955)، وابنُ المنذر في "الأوسط"(831)، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 224 - 225، والطبراني في "الكبير" 23/ (878)، والحاكم 1/ 175، وأبو نعيم في "أخبار أصفهان" 2/ 93، والبيهقي في "السنن" 1/ 341، والبغوي في "شرح السنة"(322) من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (312)، والحاكم 1/ 175، والبيهقي 1/ 341 من طريق يونس بن نافع، عن أبي سهل كثير بن زياد، به، وفيه: كانت المرأة من نساء النبي صلى الله عليه وسلم تقعدُ في النفاس أربعين ليلة لا يأمرها النبي صلى الله عليه وسلم بقضاءِ صلاة النِّفاس. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولا أعرف في معناه غير هذا. ووافقه الذهبي. قلنا: ويونس بن نافع يخطئ.

قال ابن القطان في "الوهم والإيهام" 3/ 329: إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ما منهن من كانت نُفَساء أيام كونها معه إلا خديجة، وزوجيَّتها كانت قبل الهجرة، فإذن لا معنى لقولها: قد كانت المرأة من نساء النبي صلى الله عليه وسلم تقعد أربعين يوماً، إلا أن تريد بنسائه غير أزواجه من بنات وقريبات وسُرِّيته ماريَّة.

وسيرد بالأرقام: (26584) و (26592) و (26638).

وفي الباب: عن أنس عند ابن ماجه (649)، والدارقطني 1/ 220 بلفظ: وقَّت للنفساء أربعين يوماً إلا أن ترى الطُّهر قبل ذلك. وفي إسناده سلام الطويل، وهو ضعيف الحديث.

وعن عثمان بن أبي العاص عند الدارقطني 1/ 220، والحاكم 1/ 176 بلفظ: وقَّت للنساء في نِفاسهن أربعين يوماً، وقال الحاكم. فإن سَلِمَ هذا الإسناد من أبي بلال، فإنه مرسل صحيح، فإن الحسن لم يسمع من عثمان بن أبي العاص. وقال الدارقطني: أبو بلال الأشعري ضعيف.

وعن عبد الله بن عمرو عند الدارقطني 1/ 221، والحاكم 1/ 176، وفي =

ص: 187

26562 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَامَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، إِلَّا أَنَّهُ كَانَ يَصِلُ شَعْبَانَ بِرَمَضَانَ (1).

= إسناده عمرو بن الحصين، وابن علاثة، وهما ضعيفان متروكان.

وعن عائشة عند الدارقطني 1/ 220 مثله. وفي إسناده أبو بلال الأشعري، وهو ضعيف، وعطاء بن عجلان، وهو متروك، فيما قال الدارقطني.

وعن أبي هريرة عند ابن عدي في "الكامل" 5/ 1861 وفيه العلاء بن كثير، وهو ضعيف.

وعن جابر عند الطبراني في "الأوسط"(465)، وفي إسناده عُبيد بن جناد، وهو ضعيف.

قلنا: وهذه الأحاديث كلها معلولة، لكن بمجموعها يحسَّن الحديث، مع ما ذكروا من أن العمل عليه عند أهل العلم، والله أعلم.

قال السندي: قولها: الوَرْس، بفتح فسكون، نبت معروف يزرع باليمن.

من الكَلَف: بفتحتين، شيء أسود يعلو الوجه.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر.

وأخرجه الترمذي في "جامعه"(736)، وفي "الشمائل"(294)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 150، وفي "الكبرى"(2485)، وأبو يعلى (6970)، والبيهقي في "السنن" 2/ 210، والبغوي في "شرح السنة"(1720) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 82 من طريق أبي حذيفة، عن سفيان، به.

قال الترمذي في "السنن": حديث أمِّ سلمة حديثٌ حسن، وقد روي هذا الحديث أيضاً عن أبي سلمة، عن عائشة أنها قالت: ما رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم في =

ص: 188

26563 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ وَأَيُّوبَ (1)، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَتْنَا أُمُّنَا، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَمَّارٍ:" تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ "(2).

= شهر أكثر صياماً منه في شعبان، كان يصومه إلا قليلاً، بل كان يصومه كله.

وقال في "الشمائل": هذا إسناد صحيح، وهكذا قال: عن أبي سلمة، عن أمِّ سلمة، وروى هذا الحديث غيرُ واحد عن أبي سلمة، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويحتمل أن يكون أبي سلمة بن عبد الرحمن قد روى هذا الحديث عن عائشة وأمِّ سلمة جميعاً، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قلنا: وحديث أبي سلمة عن عائشة، سلف برقم (24116).

وسلف نحوه برقم (26517).

(1)

في (ظ 2) و (ق) و (هـ) و (م): أو أيوب، والمثبت من (ظ 6) و"أطراف المسند" 9/ 433.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. خالد الحذَّاء: هو ابن مِهْران، وأيوب: هو السَّخْتِياني.

وهو عند أبي داود الطيالسي، كما في "مسنده"(1598)، ومن طريقه أخرجه ابنُ سعد 3/ 252، والبيهقي في "السنن" 8/ 189، وفي "الدلائل" 2/ 549. لكن رواية البيهقي ليس فيها ذكر أيوب.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (852) من طريق عمرو بن مرزوق، عن شعبة، عن أيوب، به، دون ذكر خالد الحذَّاء.

ورواه محمد بن بشار عن الطيالسي -فيما أخرجه ابنُ حِبَّان (7077)، والطبراني في "الكبير" 23/ (857) - عن شعبة، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، به.

وسلف مطولاً برقم (26482)، وذكرنا تخريجه عند مسلم.

ص: 189

26564 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مَمْلَكٍ، قَالَ: سَأَلْتُ (1) أُمَّ سَلَمَةَ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ وَقِرَاءَتِهِ. قَالَتْ: مَا لَكُمْ وَلِصَلَاتِهِ وَلِقِرَاءَتِهِ؟ قَدْ كَانَ يُصَلِّي قَدْرَ مَا يَنَامُ، وَيَنَامُ قَدْرَ مَا يُصَلِّي وَإِذَا هِيَ تَنْعَتُ قِرَاءَتَهُ، فَإِذَا قِرَاءَةٌ مُفَسَّرَةٌ حَرْفًا حَرْفًا (2).

* 26565 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ:] وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أُمِّ مُوسَى، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: وَالَّذِي أَحْلِفُ بِهِ، إِنْ كَانَ عَلِيٌّ لَأَقْرَبَ النَّاسِ عَهْدًا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَتْ: عُدْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَدَاةً بَعْدَ غَدَاةٍ يَقُولُ: " جَاءَ عَلِيٌّ؟ " مِرَارًا، قَالَتْ: وَأَظُنُّهُ كَانَ بَعَثَهُ فِي حَاجَةٍ. قَالَتْ: فَجَاءَ بَعْدُ فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ إِلَيْهِ حَاجَةً، فَخَرَجْنَا مِنَ الْبَيْتِ، فَقَعَدْنَا عِنْدَ الْبَابِ، فَكُنْتُ مِنْ أَدْنَاهُمْ إِلَى الْبَابِ، فَأَكَبَّ عَلَيْهِ عَلِيٌّ، فَجَعَلَ يُسَارُّهُ وَيُنَاجِيهِ، ثُمَّ قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ، فَكَانَ أَقْرَبَ النَّاسِ بِهِ عَهْدًا (3).

(1) في (ظ 6) و (ق): سئلت.

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكر (26526) سنداً ومتناً.

(3)

إسناده ضعيف، أمُّ موسى: وهي سُرِّيَّةُ عليِّ بن أبي طالب، تفرَّد بالرواية عنها مُغيرة: وهو ابن مِقْسَم الضَّبِّي، وذكرها العجلي في "ثقاته"، وقال الدارقطني حديثُها مستقيم يخرّج حديثها اعتباراً. =

ص: 190

26566 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: سَمِعْنَا مِنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ، قَالَتْ (1): حَدَّثَتْنِي أُمِّي، قَالَتْ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْخَمِيلَةِ فَحِضْتُ، فَانْسَلَلْتُ مِنَ الْخَمِيلَةِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَنَفِسْتِ؟ " فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَلَبِسْتُ ثِيَابَ حَيْضَتِي، فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَهُ فِي الْخَمِيلَةِ. قَالَتْ: وَكُنْتُ أَغْتَسِلُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ (2) إِنَاءٍ وَاحِدٍ. قَالَتْ: وَكَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ (3).

= قلنا: يعني يُقبل حديثُها إذا توبعت، ولا يُحتمل تفرُّدها، وقد تفرَّدت بهذه الرواية، وهذا ما أشار إليه كذلك الحافظ في "التقريب" في قوله: مقبولة. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. جرير: هو ابنُ عبد الحميد.

وهو عند ابنِ أبي شيبة 12/ 56 - 57، وأخرجه من طريقه أبو يعلى (6934)، والطبراني في "الكبير" 23/ (887).

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7108) و (8540)، وأبو يعلى (6968)، والطبراني 23/ (887) من طرق عن جرير، به.

(1)

في (م): قال.

(2)

في (ظ 6): في.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. همَّام: هو ابن يحيى العَوْذي.

وأخرجه -بقسمه الأخير- ابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 122 من طريق الإمام أحمد.

وأخرجه بتمامه ومختصراً البخاري (322)، ومسلم (296) و (234)، وأبو عوانة 1/ 310 و 310 - 311، والبغوي في "شرح السنة"(316) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به. =

ص: 191

26567 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، بِنَحْوِهِ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنَ الْجَنَابَةِ (1).

26568 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ الَّذِي يَشْرَبُ فِي إِنَاءٍ مِنْ فِضَّةٍ (2)، إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ "(3).

= وخالف معمرٌ في هذا الإسناد:

فأخرجه عبد الرزاق (1235) عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أمِّ سَلَمة، به، مختصراً في قصة الحيض.

وسيأتي بتمامه برقمي (26567) و (26703).

وقصة حيضها سلفت برقم (26525).

وقولها في الغسل والقبلة، سلف برقم (26498).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، أَبان -وهو ابن يزيد العطار- من رجاله، وروى له البخاري تعليقاً، وبقية رجاله رجال الشيخين.

وانظر سابقه.

(2)

في (ظ 6): من إناء فضة.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تَميمة السّختياني، ونافع: هو مولى عبد الله بن عمر، وزيد بن عبد الله: هو ابن عمر، وعبد الله بن عبد الرحمن: هو ابن أبي بكر الصديق.

وأخرجه البغوي في "الجعديات"(3056) من طريق يزيد بن زُريع، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2065)، والنسائي في "الكبرى"(368)، والبغوي في "الجعديات"(3057)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1415) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، والنسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" 13/ 20 - =

ص: 192

26569 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ الْأَشْيَبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ (1)، عَنِ السَّائِبِ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ

= من طريق عاصم بن هلال، كلاهما عن أيوب، بهذا الإسناد.

وخالفهما معمر، فرواه -كما عند عبد الرزاق في "مصنفه"(19926) - عن أيوب، عن نافع، عن الجراح مولى أمِّ حَبِيبة، عن أمِّ سَلَمة، به.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 924 - 925 - ومن طريقه البخاري (5634)، ومسلم (2065)(1)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1414)، والبغوي في "الجعديات"(3060)، وابن حبان (5342)، والطبراني في "الكبير" 23/ (927)، وتمَّام في "فوائده"(1007)(الروض البسام)، والبيهقي في"السنن" 1/ 27، وفي "الشُّعب"(6381)، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(3030) - عن نافع، به.

وأخرجه الطيالسي (1601)، والدارمي (2129)، ومسلم (2065)، وابن ماجه (3413)، وأبو يعلى (6882)، والبغوي في "الجعديات"(3053) و (3061)، والطبراني في "الكبير" 23/ (927) و (928) من طرق عن نافع، به.

ورواه إسماعيل بن أمية -فيما أخرجه النسائي في "الكبرى"(6874)، والطبراني 23/ (927) من طريقه- عن نافع، عن عبد الله بن عبد الرحمن، به. لم يذكر زيد بنَ عبد الله في الإسناد.

وأخرجه مسلم (2065)(2)، وأبو يعلى (6939)، والطبراني في "الكبير" 23/ (995) من طريق عثمان بن مرَّة، عن عبد الله بن عبد الرحمن، به. زاد مسلم: في إناء من ذهب.

وسيأتي بالأرقام: (26582) و (26595) و (26611).

وسلف برقم (24662) من طريق نافع، عن امرأة ابن عمر، عن عائشة مرفوعاً، وذكرنا أن الصواب: عن نافع، عن زيد بن عبد الله، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أم سلمة، مرفوعاً، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

(1)

في (م): دارج، وهو خطأ.

ص: 193

أَنَّ نِسْوَةً دَخَلْنَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ (1)، مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ، فَسَأَلَتْهُنَّ: مِمَّنْ أَنْتُنَّ؟ فَقُلْنَ: مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ، فَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَزَعَتْ ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ بَيْتِهَا، خَرَقَ اللهُ عَنْهَا سِتْرًا (2) "(3).

26570 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ (4)، عَنِ السَّائِبِ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، حَدَّثَ (5)

(1) قوله: أن نسوة دخلن على أم سلمة، سقط من (ظ 2) و (ق).

(2)

في (ظ 6): ستره.

(3)

حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لَهِيعة، وهو عبد الله، ولجهالة السائب مولى أمِّ سلمة، فقد ترجم له الحافظ في "التعجيل"، ولم يذكر في الرواة عنه سوى درَّاج أبي السمح، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان. ودرَّاج: هو ابن سمعان أبو السمح، حسن الحديث في غير روايته عن أبي الهيثم. حسن الأشيب: هو ابنُ موسى.

وأخرجه أبو يعلى (7031) من طريق الحسن بن موسى الأشيب، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (962) من طريق ابن أبي مريم، عن لَهِيعة، به.

وأخرجه أيضاً 23/ (710)، والحاكم 4/ 289 من طريق عمرو بن الحارث، عن درَّاج أبي السمح، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 277، وقال: روأه أحمد، والطبراني في "الكبير"، وأبو يعلى، وفيه ابنُ لهيعة، وهو ضعيف.

وله شاهد من حديث عائشة، سلف برقم (24140)، وذكرنا هناك تتمة شواهده.

(4)

في (م): دارج، وهو خطأ.

(5)

في (ظ 6): يحدثه.

ص: 194

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " خَيْرُ صَلَاةِ النِّسَاءِ فِي قَعْرِ بُيُوتِهِنَّ "(1).

26571 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ الْجُنْدَعِيِّ أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ [عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ:] قَالَ أَبِي، وقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، يَعْنِي ابْنَ عَلْقَمَةَ: عَنْ عُمَرَ (2) بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عَمَّارِ (3) بْنِ أُكَيْمَةَ، أَنَّهُ قَالَ؛ إِنْ كَانَ قَالَهُ. كَذَا قَالَ أَبِي فِي الْحَدِيثِ-:" مَنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ فَلَا يُقَلِّمْ أَظْفَارَهُ (4)، وَلَا يَحْلِقْ شَيْئًا مِنْ شَعْرِهِ فِي الْعَشْرِ الْأُوَلِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ "(5).

(1) حديث حسن بشواهده، ابنُ لَهيعة -وهو عبد الله، وإن كان ضعيفاً- توبع، وقد سلف الكلام على بقية رجال الإسناد في الرواية رقم (26542).

وأخرجه أبو يعلى (7025) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (709) من طريق كامل بن طلحة، عن ابن لهيعة، به.

وسلف برقم (26542).

(2)

في (ظ 6): عمرو. قلنا: ويقال له كذلك.

(3)

ويقال له أيضاً: عُمارة، وعمرو، وعامر. انظر ترجمته في "تهذيب الكمال".

(4)

في (م): أظفاراً.

(5)

حديث صحيح. ابن لهيعة -وإن كان ضعيفاً سيئ الحفظ- توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه مسلم (1977)(42)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 212، وفي =

ص: 195

26572 -

حَدَّثَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامِ بْنِ طَلْقٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ (1) الْوَرَّاقُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا ابْنُ أَخٍ لَهَا، فَصَلَّى فِي بَيْتِهَا رَكْعَتَيْنِ، فَلَمَّا سَجَدَ، نَفَخَ التُّرَابَ، فَقَالَتْ لَهُ أُمُّ سَلَمَةَ: ابْنَ أَخِي، لَا تَنْفُخْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِغُلَامٍ لَهُ - يُقَالُ لَهُ يَسَارٌ - وَنَفَخَ:" تَرِّبْ وَجْهَكَ لِلَّهِ "(2).

= "الكبرى"(4452)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5510)، وفي "شرح معاني الآثار" 4/ 181، وأبو عوانة 5/ 205 - 206 و 206، وابن حبان (5897)، والطبراني في "الكبير" 23/ (563) من طريق خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، بهذا الإسناد.

قلنا: ورواية محمد بن عمرو التي أشار إليها الإمام أحمد هنا سترد برقم (26655).

وقد سلف برقم (26474).

(1)

كذا في (م) والنسخ الخطية: سعيد بن عثمان، والذي في "أطراف المسند" 9/ 428، و"تحفة الأشراف" 13/ 43: عن سعيد أبي عثمان الوراق.

(2)

إسناده ضعيف، سعيد بن عثمان، روى عنه طَلْق بنُ غَنَّام، ولم نقف له على ترجمة، وأبو صالح اختلف في تعيينه، وسيأتي الكلام عليه مفصَّلاً في الرواية (26744)، وبقية رجاله ثقات.

وأخرجه ابن عبد البر في "الاستذكار" 6/ 186 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

قال المباركفوري في "تحفته" 2/ 385: قولها: نفخَ، أي: في الأرض ليزول عنها التراب، فيسجد.

"تَرِّبْ وَجْهَك": من التتريب، أي: أَوْصِلْه إلى التراب، وضَعْه عليه، ولا =

ص: 196

26573 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: أَكْثَرُ مَا عَلِمْتُ أُتِيَ بِهِ (1) نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمَالِ لِخَرِيطَةٍ (2)، فِيهَا ثَمَانِ مِئَةِ دِرْهَمٍ (3).

26574 -

حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ (4) بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ

= تبعده عن موضع وجهك بالنفخ، فإنه أقرب إلى التواضع، فإن إلصاق التراب بالوجه الذي هو أفضل الأعضاء، غاية التواضع.

(1)

لفظة "به" ليست في (ظ 6).

(2)

في النسخ ما خلا (ظ 6): بخريطة.

(3)

إسناده حسن، موسى بن جُبير روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه الذهبي في "الكاشف"، وقال ابن حجر في "التقريب": صدوق، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير عبد الله بن رافع مولى أمِّ سَلَمة، فمن رجال مسلم، أبو سلمة الخُزاعي: هو منصور بن سَلَمة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (666)، ومطولاً 23/ (1000) من طريقين عن بكر بن مُضر، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً أيضاً 23/ (999) من طريق عمرو بن الحارث، عن موسى بن جبير، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 240، وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، غير موسى بن جبير، وهو ثقة.

وأورده مطولاً 10/ 324 - 325، وقال: رواه الطبراني بأسانيد، وبعضها جيد.

(4)

في (ظ 2) و (ق) و (م): عبد الله، وهو خطأ، والمثبت من (ظ 6) و"أطراف المسند" 9/ 412.

ص: 197

حُسَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي، فَجَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَمْ (1) صَدَقَةُ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَإِنَّ فُلَانًا تَعَدَّى عَلَيَّ. قَالَ: فَنَظَرُوهُ (2)، فَوَجَدُوهُ قَدْ تَعَدَّى بِصَاعٍ (3)، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" فَكَيْفَ بِكُمْ إِذَا سَعَى مَنْ يَتَعَدَّى عَلَيْكُمْ أَشَدَّ مِنْ هَذَا التَّعَدِّي؟ "(4).

(1) في (م): ما.

(2)

في (ظ 6): فنظروا.

(3)

في (م): تعدَّى عليه بصاع.

(4)

القاسم بن عوف الشيباني ضعيف يعتبر به في المتابعات والشواهد فقد تركه شعبة ولم يُحدِّث عنه، وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث، ومحلُّه عندي الصدق، وقال ابن عديّ: هو ممن يُكتب حديثُه. قلنا: يعني للاعتبار، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وله عند مسلم حديث صلاة الأوابين. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عُبيد الله بنُ عَمرو: هو الرَّقي، وعليُّ بن حسين: هو ابن علي بن أبي طالب زين العابدين.

وأخرجه مطولاً ابن خزيمة (2336)، وابن حبان (3193)، والطبراني في "الكبير" 23/ (632)، وفي "الأوسط" -كما في "مجمع البحرين" 3/ 29 - والحاكم في "المستدرك" 1/ 404، والبيهقي في "السنن" 4/ 137 من طرق عن عُبيد الله بن عَمرو، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! وتحرَّف في مطبوع ابن خزيمة "عبيد الله" إلى "عبد الله"، وتحرف عند الحاكم "زيد" إلى "يزيد".

قال السندي: قوله: إن فلاناً تعدَّى عليَّ، يريد أن العامل أخذ منه أكثر مما يجب عليه.

ص: 198

26575 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ - يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ - قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ

قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَيْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَنَا لَا نُذْكَرُ فِي الْقُرْآنِ كَمَا يُذْكَرُ الرِّجَالُ؟ قَالَتْ: فَلَمْ يَرُعْنِي مِنْهُ يَوْمًا إِلَّا وَنِدَاؤُهُ عَلَى الْمِنْبَرِ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ ". قَالَتْ: وَأَنَا أُسَرِّحُ رَأْسِي، فَلَفَفْتُ شَعْرِي، ثُمَّ دَنَوْتُ مِنَ الْبَابِ، فَجَعَلْتُ سَمْعِي عِنْدَ الْجَرِيدِ (1)، فَسَمِعْتُهُ (2) يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} . هَذِهِ الْآيَةَ. قَالَ عَفَّانُ: {أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (3)[الأحزاب: 35].

(1) في (م): الجرير.

(2)

في (ظ 6): فسمعت.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح شيبة: وهو ابنُ عثمان القرشي، فقد روى له النسائي، وهو ثقة، وقد توبع، فقد رواه عثمان بن حكيم عن عبد الرحمن بن شيبة وعبد الله بن رافع:

فرواه يونس بن محمد -كما في هذه الرواية، والرواية الآتية برقم (26604) - ومحمد بن المنهال -كما عند الطبراني في "الكبير" 23/ (665) - كلاهما عن عبد الواحد بن زياد، عن عثمان بن حكيم، عن عبد الله بن رافع عن أم سلمة، به.

ورواه عفان -كما في هذه الرواية، وكما سيرد برقم (26603)، وكما عند الطبراني 23/ (650) - وأبو هشام المغيرة بن سلمة -كما عند النسائي في "الكبرى"(11405)، وهو في "التفسير"(425)، والطبري في "تفسيره" =

ص: 199

26576 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَهْرٌ (1)، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ تُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُكْثِرُ فِي دُعَائِهِ أَنْ يَقُولَ: " اللهُمَّ مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ ". قَالَتْ:

= 22/ 10 - كلاهما عن عبد الواحد بن زياد، عن عثمان بن حكيم، عن عبد الرحمن بن شيبة، عن أمِّ سَلَمة، به.

ورواه شريك بن عبد الله النخعي-كما عند النسائي في "الكبرى"(11404)، وهو في "التفسير"(424) - عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أمِّ سلمة، به. وشريك ضعيف سيِّئ الحفظ.

ورواه أبو معاوية محمد بن خازم عن محمد بن عمرو واختلف عنه:

فرواه يحيى الحماني -كما عند الطبراني 23/ (454) - عن أبي معاوية، عن محمد بن عمرو، بمثل إسناد شريك المتقدم. ويحيى الحمّاني ضعيف أيضاً.

ورواه أبو كريب محمد بن العلاء -كما عند الطبري في "تفسيره" 22/ 10 - عن أبي معاوية، عن محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمة، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أمِّ سلمة، به.

وأخرجه الطبري 22/ 10، والحاكم 2/ 416 من طريق مجاهد، عن أم سلمة، به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي!

قلنا: لم يذكروا لمجاهد سماعاً من أم سلمة.

وسيرد برقمي: (26603) و (26604).

وفي الباب عن ابن عباس عند الطبري 22/ 10، وفي إسناده قابوس بن أبي ظبيان، وفيه لين.

وآخر من حديث أمِّ عمارة الأنصارية عند الترمذي (3211)، وقال: هذا حديث حسن غريب.

قال السندي: قولها: ما لنا لا نُذْكَرُ على بناء المفعول.

(1)

في (م): شهر بن حوشب.

ص: 200

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوَ إِنَّ الْقُلُوبَ لَتَتَقَلَّبُ؟! قَالَ:" نَعَمْ، مَا مِنْ خَلْقِ اللهِ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ بَشَرٍ إِلَّا أَنَّ (1) قَلْبَهُ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللهِ، فَإِنْ شَاءَ اللهُ عز وجل أَقَامَهُ، وَإِنْ شَاءَ أَزَاغَهُ (2)، فَنَسْأَلُ اللهَ رَبَّنَا أَنْ لَا يُزِيغَ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا، وَنَسْأَلُهُ أَنْ يَهَبَ لَنَا مِنْ لَدُنْهُ رَحْمَةً، إِنَّهُ هُوَ الْوَهَّابُ ". قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا تُعَلِّمُنِي دَعْوَةً أَدْعُو بِهَا لِنَفْسِي؟ قَالَ:" بَلَى (3)، قُولِي: اللهُمَّ رَبَّ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ (4)، اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَأَذْهِبْ غَيْظَ قَلْبِي، وَأَجِرْنِي مِنْ مُضِلَّاتِ الْفِتَنِ مَا أَحْيَيْتَنَا "(5).

(1) لفظة: "أنَّ" ليست في (ظ 6).

(2)

في (م): وإن شاء الله أزاغه.

(3)

في (م): بل.

(4)

في (م): رب محمد النبي.

(5)

بعضه صحيح بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر، وهو ابن حَوْشب، وبقية رجاله رجال الشيخين، غير عبد الحميد -وهو ابن بَهْرام- فقد روى له البخاريُّ في "الأدب المفرد"، والترمذيُّ، وابن ماجه، وهو ثقة. هاشم: هو ابن القاسم أبو النَّضْر.

وأخرجه عَبْدُ بنُ حُميد في "المنتخب"(1534)، والطبري في "تفسيره"(6652) و (6658)، والطبراني في "الكبير" 23/ (785)، وفي "الدعاء"(1258) من طرق عن عبد الحميد بن بَهْرام، بهذا الإسناد.

وأخرجه مختصراً الآجري في "الشريعة" ص 316 من طريق مقاتل بن حيان، عن شَهْر بن حَوْشب، به.

وسلف مختصراً برقم (26519).

ويشهد له إلى قوله: "وإن شاء أزاغه" حديثُ عبد الله بن عمرو بن العاص السالف برقم (6569)، وذكرنا هناك بقية شواهده.

ص: 201

26577 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَعَفَّانُ وَبَهْزٌ، قَالُوا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ (1)، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مُحْصِنٍ - قَالَ عَفَّانُ وَبَهْزٌ: الْعَنَزِيِّ -، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّهَا سَتَكُونُ أُمَرَاءُ، تَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ (2)، فَمَنْ أَنْكَرَ، سَلِمَ (3)، وَمَنْ كَرِهَ، بَرِئَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ ". فَقَالُوا (4): أَلَا نَقَاتِلُهُمْ (5)؟ فَقَالَ: " لَا، مَا صَلَّوْا ". وَقَالَ بَهْزٌ: فَمَنْ عَرَفَ، بَرِئَ. وَقَالَ بَهْزٌ: أَلَا نَقْتُلُهُمْ. وَقَالَ بَهْزٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، وَقَالَ عَفَّانُ وَبَهْزٌ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّهَا سَتَكُونُ "(6).

(1) في (م): حماد، وهو خطأ.

(2)

في (ظ 6): يعرفون وينكرون.

(3)

في (ظ 6): فقد سلم.

(4)

في (ظ 6) و (ظ 2) و (م): فقال، والمثبت من (ق).

(5)

في (ظ 6) و (ظ 2) و (م): نقتلهم، والمثجت من (ق).

(6)

إسناده صحيح على شرط مسلم، ضبَّة بن محصن من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وعفان: هو ابن مسلم الصفَّار، وبهز: هو ابن أسد العمِّي، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي، والحسن: هو البصري.

وأخرجه الطيالسي (1595)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 342، ومسلم (1854)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1083)، وأبو عوانة 4/ 472 و 473، والطبراني في "الكبير" 23/ (760)، والآجري في "الشريعة" ص 38 من طرقٍ عن همام، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1854)، وأبو داود (4761)، وأبو عوانة 4/ 472، والبيهقي في "السنن" 8/ 158، وفي "شعب الإيمان"(7502) من طريق هشام =

ص: 202

26578 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ بَعْضِ، وَلَدِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ (1).

= الدستوائي، عن قتادة، به.

وسلف برقم (26528).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن أمِّ سَلَمة، ثم إن أبا قِلابة -وهو عبد الله بن زيد الجَرْميّ- اضطرب فيه:

فرواه خالد -وهو ابنُ مِهْران الحذَّاء- عنه، واختلف عليه:

فرواه عفَّان -كما في هذه الرواية، وعند أبي يعلى (7018) - عن وُهيب -وهو ابن خالد- عن خالد الحذَّاء، عن أبي قِلابة، عن بعض ولد أمِّ سَلَمة، عن أمِّ سَلَمة.

ورواه العباس بن الوليد -فيما أخرجه أبو يعلى (6884) - وعبدُ الأعلى بن حمَّاد، وإبراهيم بنُ الحجَّاج -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (821) - ثلاثتهم عن وُهَيْب، عن خالد، عن أبي قِلابة، عن زينبَ بنتِ أمِّ سلمة، عن أمِّ سلمة، به.

وسقط اسم أم سلمة من مطبوع الطبراني.

ورواه عبد الأعلى -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 177 - عن خالد، عن أبي قلابة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وخالف خالداً أيوبُ السَّخْتِياني -كما سيرد في الرواية (27117)، والرواية (27119) - فرواه عن أبي قِلابة، عن أنس بن مالك، عن أمِّ سُلَيم، مرفوعاً. قاله عنه عفان، عن وهيب. وذكرنا الخلاف على أيوب هناك.

ورواه عاصم الأحول عن أبي قلابة، واختلف عليه كذلك:

فرواه إسماعيل بن زكريا، وابنُ عُلَيَّة، وابنُ فُضَيْل -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 177 - عن عاصم، عن أبي قِلابة، وقال: عن أمِّ كلثوم بنت أمِّ سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. =

ص: 203

26579 -

حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّهَا أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ سَأَلَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ، هَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ غُسْلٌ إِذَا احْتَلَمَتْ؟ قَالَ:" نَعَمْ، إِذَا رَأَتِ الْمَاءَ "(1).

26580 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَزْوَاجِهِ: " إِنَّ الَّذِي يَحْنُو عَلَيْكُنَّ (2) مِنْ بَعْدِي لَهُوَ الصَّادِقُ الْبَارُّ ". اللهُمَّ اسْقِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ مِنْ سَلْسَبِيلِ الْجَنَّةِ (3).

= وخالفهم شريك -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (822) - فرواه عن عاصم، عن أبي قِلابة، عن زينب، عن أمِّ سَلَمة، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على الحصير.

ورواه المثنى بن سعيد -فيما ذكر الدارقطني أيضاً 5/ ورقة 178 - عن أبي قلابة، عن أنس، عن أم سليم.

وله شاهد من حديث ابن عباس السالف برقم (2426)، وذنا هناك بقية شواهده. وبعضها إسناده صحيح.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وسلف برقم (26503).

(2)

في (ظ 6) وهامش (ظ 2): عليكم، وضبب فوقها في (ظ 6).

(3)

حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرَّر (26559)، إلا أن شيخ أحمد هنا: هو معاوية بن عمرو.

ص: 204

26581 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي (1) بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُدَيْلٌ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا لَا تَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَ (2) مِنَ الثِّيَابِ، وَلَا الْمُمَشَّقَةَ، وَلَا الْحُلِيَّ، وَلَا تَخْتَضِبُ، وَلَا تَكْتَحِلُ "(3).

(1) لفظة "أبي" سقط من (م).

(2)

في (ظ 2) و (م): المعصفرة.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بُدَيْل بن مَيْسَرة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه أبو داود (2304)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 203 - 204، وفي "الكبرى"(5729)، وابن الجارود في "المنتقى"(767)، وأبو يعلى (7012)، وابن حبان (4306)، والبيهقي في "السنن" 7/ 440، وفي "السنن الصغير"(2819)، وفي "معرفة السنن" 11/ 223 من طرق عن يحيى بن أبي بُكير، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7728) من طريق عيسى بن أبي حرب، عن يحيى بن أبي بكير، عن إبراهيم بن طهمان، عن بديل بن ميسرة، عن الحسن بن مسلم، عن صفية بنت شيبة، عن أم عثمان، عن أم سلمة، به. زاد أم عثمان في الإسناد. وعيسى بن أبي حرب لم نقف له على ترجمة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (838) من طريق سفيان الثوري، عن معمر، عن بُديل، عن الحسن بن مسلم، عن صفية بنت شيبة، عن أم سلمة، به.

ورواه عبد الرزاق في "مصنفه"(12114) -ومن طريقه البيهقي في "السنن" 7/ 440 - عن معمر، عن بديل، عن الحسن بن مسلم، عن صفية، عن أم سلمة، موقوفاً.

وفي الباب عن أم عطية، سلف برقم (20794)، وهو عند البخاري (5342)، ومسلم 2/ 1128.

ص: 205

26582 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ - عَنْ أَيُّوبَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ - يَعْنِي السَّرَّاجَ - عَنْ نَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ شَرِبَ فِي إِنَاءٍ مِنْ فِضَّةٍ، فَإِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ "(1).

26583 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا سُئِلَتْ عَنْ قِرَاءَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: كَانَ يُقَطِّعُ قِرَاءَتَهُ آيَةً آيَةً: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} (2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الرحمن السَّرَّاج -وهو ابن عبد الله- فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدِّب، وأيوب: هو السختياني.

وأخرجه البغوي في "الجعديات"(3054) و (3055) من طريق عارم وأبي النضر، عن حمَّاد بن زيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2065) من طريق جرير بن حازم، عن عبد الرحمن السراج، عن نافع، به.

وسلف برقم (26568).

وسيرد برقم (26595).

(2)

صحيح لغيره، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد سلف الكلام عليه مفصلاً في الرواية السالفة برقم (26451).

وأخرجه ابن عبد البَرّ في "الاستذكار"(4789) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. =

ص: 206

26584 -

حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي سَهْلٍ، عَنْ مُسَّةَ الْأَزْدِيَّةِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: كَانَتْ النُّفَسَاءُ تَجْلِسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَكُنَّا نَطْلِي وُجُوهَنَا بِالْوَرْسِ مِنَ الْكَلَفِ (1).

= وأخرجه القاسم بن سلَّام في "فضائل القرآن" ص 74، وأبو داود (4001)، والترمذي في "سننه"(2927)، وفي "الشمائل"(309)، وأبو يعلى (7022)، وابن المنذر في "الأوسط"(1344)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5406)، والطبراني في "الكبير" 23/ (603)، والدارقطني في "السنن" 1/ 312 - 313، والحاكم 2/ 231 - 232، وأبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن"(18) و (19)، والبيهقي في "السنن" 2/ 44، والخطيب في "تاريخه" 9/ 367، من طريق يحيى بن سعيد الأموي، به.

قال الدارقطني: إسناده صحيح، وكلهم ثقات!

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي!

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 520 - 521 و 10/ 524، وأبو يعلى (6920)، وابنُ أبي داود في "المصاحف" ص 94، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 199، وفي "شرح مشكل الآثار"(5405)، والطبراني في "الكبير" 23/ (937)، وابن عبد البَرّ في "الاستذكار"(4788) من طريق حفص بن غياث، وابنُ خزيمة (493)، وابن المنذر (1345)، والدارقطني 1/ 307، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 104 - 105، والبيهقي في "السنن" 2/ 44، وفي "السنن الصغير"(385) من طريق عمر بن هارون، كلاهما عن ابن جريج، به. وفي رواية عمر بن هارون زيادة مع اختلاف في بعض الألفاظ. وعمر بن هارون ضعيف.

(1)

حسن لغيره، وهو مكرر (26561)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو شجاع بن الوليد. =

ص: 207

26585 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْحَجُّ جِهَادُ كُلِّ ضَعِيفٍ "(1).

= وأخرجه المِزِّي في "تهذيب الكمال"(ترجمة مُسَّة) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (139)، وابن ماجه (648)، وأبو يعلى (7023)، والدارقطني 1/ 221 - 222، والبيهقي في "السنن" 1/ 341 من طريق شجاع بن الوليد، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث أبي سهل، عن مُسَّةَ الأزدية، عن أم سلمة. واسم أبي سهل: كثير بن زياد. قال محمد بنُ إسماعيل: علي بن عبد الاعلى ثقة وأبو سهل ثقة، ولم يعرِف محمدٌ هذا الحديث إلا من حديث أبي سهل. قال الإمامُ البغوي في "شرح السنة" 2/ 137: أما أكثر النفاس، فأربعون يوماً عند أكثر أهل العلم، قالوا: تدعُ الصلاة أربعين يوماً إلا أن ترى الطهر قبل ذلك، فإن عليهما أن تغتسل وتُصلي، فإن زاد على الأربعين فلا تدعُ الصلاة رُوي هذا عن عمر، وابن عباس وأنس، وبه قال سفيان الثوري وابن المبارك وأحمد وإسحاق وأصحاب الرأي، وحكاه أبو عيسى الترمذي عن الشافعي.

وقال قتادة والأوزاعي: تقعد كامرأة من نسائها من غير تحديد.

وقال الحسن: أكثره خمسون يوماً.

وذهب جماعةٌ إلى أن أكثرها ستون يوماً وهو قول عطاء بن أبي رباح والشعبي، وبه قال الشافعي. وفي "المدونة" 1/ 53: قال ابن القاسم: كان مالك يقول في النفساء: أقصى ما يمسكها الدم ستون يوماً ثم رجع عن ذلك آخر ما لقيناه، فقال: أرى أن يسأل عن ذلك النساء وأهل المعرفة.

(1)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (26520)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو محمد بن يزيد الواسطي، وقد روى له أصحاب السنن سوى ابن ماجه، وهو ثقة. =

ص: 208

26586 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ. قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ، بَعْدَ الْعَصْرِ؟ فَقَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، لَقَدْ ذَكَرْتَ رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ، وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ أُنَاسًا يُصَلُّونَهَا (1)، وَلَمْ نَرَ (2) رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّاهُمَا، وَلَا أَمَرَ بِهِمَا. قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ذَاكَ مَا يُفْتِي (3) النَّاسُ بِهِ ابْنُ الزُّبَيْرِ.

قَالَ: فَجَاءَ ابْنُ الزُّبَيْرِ. فَقَالَ: مَا رَكْعَتَانِ تُفْتِي (4) بِهِمَا النَّاسُ؟ فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَى عَائِشَةَ رَجُلَيْنِ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ، وَيَقُولُ: مَا رَكْعَتَانِ (5) زَعَمَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّكِ أَمَرْتِيهِ بِهِمَا بَعْدَ الْعَصْرِ؟ قَالَ: فَقَالَتْ عَائِشَةُ: ذَاكَ مَا أَخْبَرَتْهُ (6) أُمُّ سَلَمَةَ.

قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَأَخْبَرْنَاهَا مَا قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَالَتْ: يَرْحَمُهَا اللهُ، أَوَلَمْ أُخْبِرْهَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ نَهَى

= وأخرجه أبو يعلى (7029) من طريق محمد بن يزيد الواسطي، بهذا الإسناد.

(1)

في (ظ 6): يصلونهما.

(2)

في (ظ 6): يُرَ.

(3)

في (م): يقضي.

(4)

في (م): قضى.

(5)

في (ظ 6): ركعتين.

(6)

في (ف): أخبرتنيه.

ص: 209

عَنْهُمَا (1). (2)

26587 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أُمِّهِ زَيْنَبَ (3) ابْنَةِ أَبِي سَلَمَةَ، وَعَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: كَانَتْ لَيْلَتِي الَّتِي يَصِيرُ إِلَيَّ فِيهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ ابْنِ أَبِي عَدِيٍّ. قَالَ

(1) في (ظ 6): عنها.

(2)

صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين بعد العصر صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عَبِيدَة -وهو ابن حُميد الضَّبِّي- فقد روى له البخاري، وهو ثقة. عبد الله بن الحَارث: هو ابن نَوْفَل بن الحارث، وقد اختلف عليه:

فأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (655) من طريق عَبيدة بن حُميد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 351 - 352، وابن ماجه (1159)، والطبراني في "الكبير" 23/ (929) من طريق عبد الله بن إدريس، عن يزيد بن أبي زياد، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (502) من طريق عبد الرحمن بن أبي سفيان، عن عبد الله بن الحارث، عن عائشة، عن أمِّ سَلَمة، به، مختصراً.

وسلف برقم (25506) من طريق حنظلة، عن عبد الله بن الحارث، عن عائشة، ولم يذكر أمَّ سلمة في الإسناد، فانظره.

وسيأتي برقم (26651) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن يزيد ابن أبي زياد، قال: سألت عبد الله بن الحارث عن الركعتين.

وانظر المتن الصحيح لهذا الحديث عند الرواية (26515).

(3)

في النسخ الخطية و (م): عن زينب، وهو خطأ، والتصويب من الرواية السالفة برقم (26530) و"أطراف المسند" 9/ 404.

ص: 210

أَبُو عُبَيْدَةَ: أَوَلَا يَشُدُّ لَكَ هَذَا مِنَ (1) الْأَثَرِ إِفَاضَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ؟ (2).

26588 -

حَدَّثَنَا (3) يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ خَالِدٍ مَوْلَى الزُّبَيْرِ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي زَيْنَبُ ابْنَةُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّهَا أُمِّ سَلَمَةَ، هَذَا الْحَدِيثَ (4).

26589 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ (5): سَمِعْتُهَا تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، وَحَضَرَ الْعَشَاءُ، فَابْدَؤُوا بِالْعَشَاءِ "(6).

(1) لفظة"من" ليست في (م).

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (26530)، غير أن شيخ أحمد هنا هو يعقوب، وهو: ابنُ إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الزهري، وشيخه هو أبوه: إبراهيم بن سعد.

وانظر ما بعده.

(3)

لم يرد هذا الحديث في (ظ 2) و (ق).

(4)

إسناده ضعيف لجهالة خالد مولى الزُّبير بن نوفل -وهو من رجال "التعجيل"- فلم يذكروا في الرواة عنه سوى يزيد بن رُومان، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وقال الحسيني في "الإكمال": لا يُدرى من هو. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن إسحاق، فقد روى له مسلم متابعة، وهو حسن الحديث.

(5)

في (ظ 6): مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، عن أم سلمة، قال.

(6)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن =

ص: 211

26590 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: فَزَعَمَ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ أَتَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضُبَاعَةَ بِنْتَ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَهِيَ شَاكِيَةٌ، فَقَالَ:" أَلَا تَخْرُجِينَ مَعَنَا فِي سَفَرِنَا هَذَا؟ " وَهُوَ يُرِيدُ حَجَّةَ الْوَدَاعِ. قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي شَاكِيَةٌ، وَأَخْشَى أَنْ تَحْبِسَنِي شَكْوَايَ. قَالَ:" فَأَهِلِّي بِالْحَجِّ، وَقُولِي: اللهُمَّ مَحِلِّي حَيْثُ تَحْبِسُنِي (1) "(2).

= إسحاق، وقد صرَّح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.

وقد سلف برقم (26499)، وذكرنا هناك شاهده الذي يصح به.

(1)

في (ظ 6): حبستني.

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ فيه ابنُ إسحاق -وهو محمد- مدلِّسٌ، وقد عنعن، ثم إنه اختُلف عليه فيه:

فرواه إبراهيم بنُ سعد والد يعقوب -كما في هذه الرواية- عنه، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمة، عن أمِّ سَلَمة.

ورواه عبد الرحمن بنُ بشير -كما عند الطبراني في "الكبير" 23/ (504) و (893) - عن ابن إسحاق، فقال: حدثني أبو بكر بن محمد، عن عمر بن أبي سلمة، عن أم سلمة، به. وعبد الرحمن بن بشير منكر الحديث فيما قال أبو حاتم.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (894) عن محمد بن علي بن شعيب السمسار، عن خالد بن خِداش، عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن عبد ربه بن سعيد، عن عبد الله بن كعب الحميري، عن عمر بن أبي سلمة، عن أمِّ سَلَمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. ومحمد بن علي بن شعيب ترجم له الخطيب البغدادي 3/ 66 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

وله شاهد من حديث عائشة، سلف بإسناد صحيح برقم (25308)، =

ص: 212

26591 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" رَبَّنَا اغْفِرْ وَارْحَمْ (1)، وَاهْدِنِي لِلطَّرِيقِ الْأَقْوَمِ "(2).

26592 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْأَحْوَلُ - يَعْنِي عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ الْأَعْلَى - عَنْ أَبِي سَهْلٍ، عَنْ مُسَّةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: كَانَتْ النُّفَسَاءُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَقْعُدُ بَعْدَ نِفَاسِهَا أَرْبَعِينَ يَوْمًا - أَوْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً - وَكُنَّا نَطْلِي عَلَى (3) وُجُوهِنَا الْوَرْسَ مِنَ الْكَلَفِ (4).

= وله شاهد من حديث عائشة، سلف بإسناد صحيح برقم (25308)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

(1)

في (م): ربنا اغفر لي وارحمني.

(2)

إسناده ضعيف لضعف عليِّ بن زيد -وهو ابن جُدعان- ولانقطاعه، فإن الحسن -وهو البصري- لم يسمع من أمِّ سَلَمة فيما قال عليُّ ابنُ المديني، ونقله عنه العلائي في "جامع التحصيل" ص 195. وبقية رجاله رجال الصحيح.

وأخرجه عَبْد بن حُميد في "المنتخب"(1539) عن الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (6893) عن إبراهيم بن الحجّاج، عن حمَّاد بن سَلَمة، به.

وسيأتي برقم (26685).

(3)

قوله: على، ليس في (ق).

(4)

حسن لغيره، وهو مكرر (26561)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا: هو حسن بن موسى الأشيب.

ص: 213

26593 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ - عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: إِنِّي أُسْتَحَاضُ، فَقَالَ:" لَيْسَ ذَلِكَ بِالْحَيْضِ، إِنَّمَا هُوَ عِرْقٌ، لِتَقْعُدْ أَيَّامَ أَقْرَائِهَا، ثُمَّ لِتَغْتَسِلْ، ثُمَّ لِتَسْتَثْفِرْ بِثَوْبٍ، وَلْتُصَلِّ (1) "(2).

26594 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ أَخِي أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصْبِحُ جُنُبًا، ثُمَّ يُصْبِحُ صَائِمًا (3).

(1) في (ق): ثم لتصل.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر -وهو العُمَري- وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سُرَيج -وهو ابن النُّعمان- فمن رجال البخاري.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (559) من طريق سُريج، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/ 335 من طريق إسحاق بن محمد الفَرْوي، عن عبد الله بن عمر العُمري، به.

وسلف برقم (26510)، وذكرنا هناك شاهده الذي يصحُّ به.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عامر بن أبي أمية أخي أمِّ سلمة (وله صحبة) فروى له النسائي. رَوْح: هو ابن عُبادة، وعبد الوهَّاب: هو ابن عطاء الخفَّاف، وروايتهما عن سعيد -وهو ابن أبي عَرُوبة- قبل اختلاطه.

واختُلِفَ في إسناده على سعيد بن أبي عَرُوبة: =

ص: 214

26595 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ - يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ - عَنْ نَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - وَهِيَ خَالَتُهُ - أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ شَرِبَ فِي إِنَاءٍ مِنْ (1) فِضَّةٍ، فَإِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ

= فرواه رَوْحُ بنُ عُبادة وعبد الوهَّاب بن عطاء الخفَّاف -كما في هذه الرواية، وفيما أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 105 - ويزيد بن زُرَيع -فيما أخرجه النسائي في "الكبرى"(3026) - ثلاثتهم عن سعيد بن أبي عَروبة، بهذا الإسناد.

وخالفهم محمد بن جعفر، فرواه -كما سيرد في الرواية (26649) - عن سعيد بن أبي عَروبة، به. إلا أنه لم يذكر أم سلمة في الإسناد. ومحمد بن جعفر سمع من سعيد بن أبي عروبة بعد اختلاطه.

ورواه شعبة -كما سيرد برقمي: (26609) و (26648) - وهمَّام بن يحيى العَوْذِي -كما سيرد في الرواية (26745) - وأَبَان بن يزيد -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (668) - وهشام الدَّسْتَوائي -فيما أخرجه الطبراني أيضاً 23/ (900) - أربعتهم عن قتادة، عن سعيد، عن عامر بن أبي أمية، عن أمِّ سلمة، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8450) من طريق عمرو بن مرة، عن سعيد بن المسيب، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (1003) من طريق عبد الله بن رافع، عن أمِّ سلمة، به.

وسيرد برقم (26610) من طريق أسامة بن زيد، عن سليمان بن يسار، عن أمّ سَلَمة.

وسلف برقم (24062) من حديث عائشة وأمِّ سلمة.

(1)

لفظة "من" ليست في (ظ 6).

ص: 215

جَهَنَّمَ " (1).

26596 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفٌ - يَعْنِي ابْنَ خَلِيفَةَ - عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا ظَهَرَتِ الْمَعَاصِي فِي أُمَّتِي، عَمَّهُمُ اللهُ عز وجل بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ ". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَا فِيهِمْ يَوْمَئِذٍ أُنَاسٌ صَالِحُونَ؟! قَالَ:" بَلَى ". قَالَتْ: فَكَيْفَ يَصْنَعُ أُولَئِكَ؟ قَالَ: " يُصِيبُهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ، ثُمَّ يَصِيرُونَ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن اختلف فيه على جرير بن حازم:

فرواه حُسين بن محمد بن بَهْرام المرُّوذي -كما في رواية أحمد هذه، وهي عند البغوي في "الجعديات"- عن جرير بن حازم، عن نافع.

ورواه شيبان بن فرُّوخ -فيما أخرجه مسلم (2065)، وأبو يعلى (6913) و (6914) - عن جرير بن حازم، عن عبد الرحمن بن عبد اللّه السراج، عن نافع، بهذا الإسناد. فزاد في الإسناد عبد الرحمن السراج، وهو الصحيح، وقد أوضحت ذلك رواية أبي يعلى، فانظرها.

وسلف برقم (26568).

(2)

إسناده ضعيف لضعف لَيْث: وهو ابن أبي سُلَيم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير خَلَف بن خليفة، فقد روى له مسلم، وهو صدوق. حُسين: هو ابن محمد بن بَهْرام المرُّوذي.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (747) من طريقين عن خلف بن خليفة، بهذا الإسناد. =

ص: 216

26597 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَلَّلَ عَلَى عَلِيٍّ وَحَسَنٍ وَحُسَيْنٍ وَفَاطِمَةَ كِسَاءً، ثُمَّ قَالَ:" اللهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَحَامَّتِي (1)، اللهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا ". فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَقُلْتُ (2): يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَا مِنْهُمْ؟ قَالَ:" إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ "(3).

26598 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

= وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 268، وقال: رواه أحمد بإسنادين، رجال أحدهما رجال الصحيح!

وسلف نحوه برقم (26527).

(1)

في (م): وخاصتي.

(2)

قوله: فقلت، ليس في (م).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شَهْر بن حَوْشب، وبقية رجاله رجال الشيخين. زُبَيْد: هو ابنُ الحارث اليامي.

وأخرجه الترمذي (3871)، وأبو يعلى (7021)، والطبراني في "الكبير" 23/ (770) من طريق أبي أحمد الزُّبيري، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديثٌ حسن، وهو أحسنُ شيء رُوي في الباب.

وأخرجه الطبري في "التفسير" 22/ 6، والطبراني في "الكبير" 23/ (768) و (769) و (771) من طرق عن زُبيد، به.

وسلف مطولاً برقم (26508) بإسناد صحيح.

قوله: "حامَّتي": قال ابن الأثير في "النهاية": حامَّة الإنسان: خاصَّتُه ومن يقرب منه، وهو الحميم أيضاً.

ص: 217

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بَعْدَ الظُّهْرِ رَكْعَتَيْنِ (1)، وَإِنَّهُ جَاءَهُ وَفْدٌ، فَشَغَلُوهُ، فَلَمْ يُصَلِّهِمَا، فَصَلَّاهُمَا بَعْدَ الْعَصْرِ (2).

26599 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: وَالَّذِي تَوَفَّى نَفْسَهُ - تَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَا تُوُفِّيَ حَتَّى كَانَتْ (3) أَكْثَرُ صَلَاتِهِ قَاعِدًا إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ، وَكَانَ أَعْجَبُ الْعَمَلِ إِلَيْهِ الَّذِي يَدُومُ عَلَيْهِ الْعَبْدُ، وَإِنْ كَانَ يَسِيرًا (4).

(1) في (م): يصلي ركعتين بعد الظهر.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أَبان -وهو ابن يزيد العطار- فمن رجال مسلم، وقد اختلف في هذا الإسناد على أبي سلمة كما بيَّنَّا ذلك عند الرواية (26515). يونس: هو ابن محمد المؤدِّب.

وأخرجه الطيالسي (1597) عن حَرْب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد.

(3)

في (ظ 6): كان.

(4)

إسناده صحيح، وقد اختلف فيه على أبي إسحاق، كما بينا ذلك في الروايتين (24819) و (26544).

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(4091)، وأخرجه من طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (513).

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 222 من طريق يزيد، عن سفيان، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (515)، وفي "الصغير"(926) من طريق رُحَيْل بن معاوية، عن أبي إسحاق، به. =

ص: 218

26600 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي الْمُعَذَّلِ عَطِيَّةَ الطُّفَاوِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي، إِذْ قَالَتِ الْخَادِمُ: إِنَّ عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ بِالسُّدَّةِ. قَالَ: " قُومِي عَنْ أَهْلِ بَيْتِي ". قَالَتْ: فَقُمْتُ، فَتَنَحَّيْتُ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ قَرِيبًا، فَدَخَلَ عَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَمَعَهُمُ (1) الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ، صَبِيَّانِ صَغِيرَانِ، فَأَخَذَ الصَّبِيَّيْنِ فَقَبَّلَهُمَا، وَوَضَعَهُمَا فِي حِجْرِهِ، وَاعْتَنَقَ عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ، ثُمَّ أَغْدَفَ عَلَيْهِمَا (2) بِبُرْدَةٍ لَهُ، وَقَالَ:" اللهُمَّ إِلَيْكَ لَا إِلَى النَّارِ، أَنَا وَأَهْلُ بَيْتِي " قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَنَا؟ فَقَالَ:" وَأَنْتِ "(3).

26601 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ

= وقولها: "وكان أعجب العمل إليه الذي يدوم عليه العبد وإن كان يسيراً:

أخرجه الحارث (239)(زوائد)، والطبراني في "الكبير" 23/ (514) من طريق شريك، عن أبي إسحاق، به.

وسيأتي بالأرقام: (26605) و (26709) و (26718) و (26726) و (26730).

وقولها: ما تُوفِّي صلى الله عليه وسلم حتى كانت أكثر صلاته قاعداً إلا المكتوبة، سلف برقم (26544).

وفي باب قولها: وكان أعجب العمل الذي يدوم عليه العبد وإن كان يسيراً، عن عائشة، سلف برقم (24628).

(1)

في (ظ 2) و (ق): ومعهما.

(2)

في (ظ 6): عليهم.

(3)

إسناده ضعيف، وهو مكرّر (26540)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عبد الوهَّاب بن عطاء الخفَّاف.

ص: 219

خُثَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ ابْنَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقُلْتُ: إِنِّي سَائِلُكِ عَنْ أَمْرٍ، وَأَنَا أَسْتَحْيِي أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ، فَقَالَتْ: لَا تَسْتَحِي يَا ابْنَ أَخِي، قَالَ: عَنْ إِتْيَانِ النِّسَاءِ فِي أَدْبَارِهِنَّ؟ قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ أَنَّ الْأَنْصَارَ كَانُوا لَا يُجَبُّونَ (1) النِّسَاءَ، وَكَانَتِ الْيَهُودُ تَقُولُ: إِنَّهُ مَنْ جَبَّى امْرَأَتَهُ (2)، كَانَ وَلَدُهُ أَحْوَلَ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْمَدِينَةَ، نَكَحُوا فِي نِسَاءِ الْأَنْصَارِ، فَجَبُّوهُنَّ، فَأَبَتِ امْرَأَةٌ أَنْ تُطِيعَ زَوْجَهَا (3)، فَقَالَتْ لِزَوْجِهَا: لَنْ تَفْعَلَ ذَلِكَ حَتَّى آتِيَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَتْ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهَا، فَقَالَتْ: اجْلِسِي حَتَّى يَأْتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَحْيَتِ الْأَنْصَارِيَّةُ أَنْ تَسْأَلَهُ، فَخَرَجَتْ، فَحَدَّثَتْ أُمُّ سَلَمَةَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" ادْعِي الْأَنْصَارِيَّةَ "، فَدُعِيَتْ، فَتَلَا عَلَيْهَا هَذِهِ الْآيَةَ:{نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] صِمَامًا وَاحِدًا (4).

(1) في (م): لا يحبون، وهو خطأ.

(2)

في (ظ 6): امرأة.

(3)

في (ظ 6): لزوجها.

(4)

إسناده حسن من أجل عبد الله بن عثمان بن خُثيم، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. وُهَيب: هو ابن خالد الباهليّ.

وأخرجه الدارمي (1119)، والطبري في "التفسير" الآية (223) من سورة البقرة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(6129)، وفي "شرح معاني الآثار" 3/ 42 - 43 من طرق عن وُهيب بن خالد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبري أيضاً من طريق عبد الرحيم بن سليمان، والبيهقي في =

ص: 220

26602 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مَوْلًى لِأُمِّ (1) سَلَمَةَ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ سَلَمَةَ، تَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ حِينَ يُسَلَّمَ (2): " اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا (3)، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا "(4).

= "السنن" 7/ 195 من طريق رَوْح بن القاسم، كلاهما عن عبد الله بن عبد الرحمن بن خُثيم، به.

وسيأتي بالأرقام: (26643) و (26698) و (26706).

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2414).

وعن جابر عند البخاري (4528)، ومسلم (1435).

قال السندي: قوله: لا يُجَبُّون، بالجيم والباء المشدّدة، من التجبية، على وزن: يُصَلُّون، والمراد بها هنا أن تُوطأَ المرأة منكبة على وجهها، كهيئتها حين تسجد.

صِماماً واحداً، أي: مسلكاً واحداً هو الفرج، فالحاصل أن الآية ليست لتحليل الإتيان في الدبر، وإنما لتحليل الإتيان في القبل من الدبر، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم غير ما حديث النهي عن إتيان الرجل زوجته في دبرها ولعن فاعل ذلك.

(1)

في (م): لأبي.

(2)

في (ظ 2) و (ق) و (م): سلَّم، والمثبت من (ظ 6).

(3)

في (م): واسعاً.

(4)

إسناده ضعيف لإبهام مولى أم سلمة، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. رَوْح: هو ابنُ عُبادة.

وأخرجه الطيالسي (1605)، وابن أبي شيبة 10/ 234، وعَبْد بن حُميد في "المنتخب"(1535)، وابن ماجه (925)، وأبو يعلى (6950)، والطبراني في "الكبير" 23/ (686)، وفي "الدعاء"(671)، وابن السُّنِّي في "عمل اليوم =

ص: 221

26603 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا (1) عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَيْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، تَقُولُ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: مَا لَنَا لَا نُذْكَرُ فِي الْقُرْآنِ كَمَا يُذْكَرُ الرِّجَالُ؟ قَالَتْ: فَلَمْ يَرُعْنِي مِنْهُ يَوْمَئِذٍ (2) إِلَّا وَنِدَاؤُهُ عَلَى الْمِنْبَرِ، قَالَتْ: وَأَنَا أُسَرِّحُ شَعْرِي، فَلَفَفْتُ شَعْرِي، ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى حُجْرَةٍ مِنْ حُجَرِ بَيْتِي (3)، فَجَعَلْتُ سَمْعِي عِنْدَ الْجَرِيدِ، فَإِذَا هُوَ يَقُولُ عِنْدَ الْمِنْبَرِ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ (4)، إِنَّ اللهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، {أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} "(5)[الأحزاب: 35].

26604 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ

= والليلة" (54) و (110)، والبيهقي في "الدعوات" (99)، والحافظ في "نتائج الأفكار" 2/ 312 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وسقط اسم أمِّ سَلَمة من مطبوع الطيالسي، واستدركناه من "نتائج الأفكار"

وقد سلف برقم (26521).

(1)

قوله: حدتنا، من (ظ 6) و (ق).

(2)

في (ظ 6): ذات يوم.

(3)

قولها: من حجر، ليس في (ظ 6)، وفي (ظ 2) و (ق): حجرتي حجرة بيتي.

(4)

في (ظ 6): عند المنبر، قال: أيها الناس.

(5)

إسناده صحيح، وقد سلف برقم (26575).

وانظر ما بعده.

ص: 222

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

26605 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: وَالَّذِي (2) تَوَفَّى نَفْسَهُ مَا مَاتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى كَانَتْ أَكْثَرُ صَلَاتِهِ قَاعِدًا إِلَّا الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَكَانَ أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَيْهِ الَّذِي يَدُومُ عَلَيْهِ الْعَبْدُ، وَإِنْ كَانَ يَسِيرًا (3).

26606 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مُحْصِنٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" سَيَكُونُ (4) أُمَرَاءُ تَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ (5)، فَمَنْ أَنْكَرَ، فَقَدْ بَرِئَ، وَمَنْ كَرِهَ، فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَغِبَ (6) وَتَابَعَ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ أَلَا نُقَاتِلُهُمْ؟

(1) إسناده صحيح، وقد سلف برقم (26575).

وانظر ما قبله.

(2)

في (م): قالت: قلت والذي.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. حسين بن محمد: هو ابن بَهْرام المرُّوذي، وإسرئيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبِيعي، وروايته عن جدّه في غاية الإتقان للزومه إياه.

وقد سلف برقم (26599).

(4)

في (ظ 2) و (ق): ستكون.

(5)

في (ظ 6): يعرفون وينكرون.

(6)

في (ظ 6): رضي.

ص: 223

قَالَ: " لَا، مَا صَلَّوْا الصَّلَاةَ "(1).

26607 -

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مُحْصِنٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (2).

26608 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَقِيقٌ. وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:" إِذَا حَضَرْتُمُ الْمَرِيضَ - أَوِ الْمَيِّتَ - فَقُولُوا خَيْرًا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تُؤَمِّنُ (3) عَلَى مَا تَقُولُونَ ". قَالَتْ: فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ أَقُولُ؟ قَالَ:" قُولِي: اللهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَلَهُ، وَأَعْقِبْنِي (4) مِنْهُ عُقْبَى حَسَنَةً ". وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: " صَالِحَةً ". قَالَتْ: " فَأَعْقَبَنِي اللهُ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (26528)، إلا أن شيخ أحمد هنا: هو يحيى بن سعيد القطان.

وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص 38 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وانظر ما بعده.

(2)

إسناده صحيح، وهو مكرر (26577)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا أبو عبيدة الحدّاد: واسمه عبد الواحد بن واصل السَّدوسي، وهو من رجال البخاري.

وانظر ما قبله.

(3)

في (ظ 6): يؤمّنون.

(4)

في (ق): وأعقبنا.

ص: 224

عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم (1).

26609 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَامِرٍ، أَخِي أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا، فَيَغْتَسِلُ وَيَصُومُ. قَالَ: فَرَدَّ أَبُو هُرَيْرَةَ فُتْيَاهُ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرّر الحديث (26497)، إلا أن شيخي الإمام أحمد هنا هما يحيى بن سعيد القطَّان وعبد الله بن نُمير.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 4 - 5، وفي "الكبرى"(10908) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(1069) - من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عامر أخي أمِّ سلمة (وله صحبة) فقد روى له النسائي.

وأخرجه أبو يعلى (6999)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 105، وفي "شرح مشكل الآثار"(547) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 105 من طريق رَوْح بن عُبادة، وابنُ حبان (3500) من طريق ابنِ المبارك، والطبرانيُّ في "الكبير" 23/ (669) من طريق عمرو بن مرزوق، و (672) من طريق يزيد بن زُريع، و (670)، وفي "الأوسط"(8450) من طريق عبد الملك بن إبراهيم الجُدِّي، خمستهم عن شعبه، بهذا الإسناد.

وخالفهم الطيالسي، فرواه في "مسنده"(1606) عن شعبة، إلا أنه لم لذكر أمَّ سلمة في الإسناد.

وسيأتي برقم (26648).

وقد سلف برقم (26594).

ص: 225

26610 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى وَوَكِيعٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ سَلَمَةَ تَقُولُ: - قَالَ وَكِيعٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: - كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمَسُّ أَهْلَهُ مِنَ اللَّيْلِ، فَيُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ احْتِلَامٍ، فَيَغْتَسِلُ، وَيَصُومُ (1).

(1) حديث صحيح، أسامة بن زيد -وهو الليثي، وإن كان مختلفاً فيه حسن الحديث- قد توبع. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3011)، والخطيب في "تاريخه" 9/ 439 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 80، والطبراني في "الكبير" 23/ (581) عن عثمان ابن أبي شيبة، كلاهما عن وكيع، به.

وأخرجه الطبراني أيضاً 23/ (582) من طريق سفيان الثوري، والذهبي في "معجم الشيوخ" 1/ 373 من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن أسامة بن زيد، به.

وأخرجه مسلم (1109)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 108، وفي "الكبرى"(189) و (3010) و (4688) من طريق محمد بن يوسف الكندي، عن سليمان بن يسار، به. دون قولها:"يمسُّ أهلَه من الليل".

وقد سلف برقم (26391) من طريق خثيم بن عراك، عن سليمان بن يسار، عن عائشة.

وبرقم (24074) من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن، عن عائشة، وأم سلمة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصبح جنباً من جماع غير احتلام، ثم يصوم. وإسناده صحيح على شرط الشيخين.

وبرقم (26594) من طريق سعيد بن المسيب، عن عامر بن أبي أمية، عن أمِّ سلمة.

ص: 226

26611 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ "(1).

26612 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (2)، حَدَّثَنَا أَبُو عَوْنٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ مَرْوَانَ، قَالَ: تَوَضَّؤُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ. قَالَ: فَأَرْسَلَ مَرْوَانُ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَسَأَلَهَا، فَقَالَتْ: نَهَسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدِي كَتِفًا، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً.

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عُبيد الله: هو ابن عمر العمري.

وأخرجه مسلم (2065)، والنسائي في "الكبرى"(6872)، وأبو يعلى (6998)، والبغوي في "الجعديات"(3058)، وابن حبان (5341)، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/ 102 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 209 - 210 عن أبي أسامة، و 8/ 209، ومسلم (2065)، والطبراني في "الكبير" 23/ (926) من طريق عليِّ بن مُسهر، ومسلم (2065) من طريق محمد بن بشر، ثلاثتهم عن عُبيد الله بن عمر، به. وفي رواية ابن مسهر: "إن الذي يأكل أو يشرب في آنية الفضة والذهب

".

وأخرجه النسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" 13/ 20 - من طريق خالد بن الحارث، عن عُبيد الله، به. إلا أنه قال: عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يسم أمَّ سلمة.

وسلف برقم (26568).

(2)

جاء في "أطراف المسند" 9/ 405: "عن سفيان، وهو ابن عيينة، عن أبي عون محمد بن عبيد الله الثقفي، نحوه" دون ذكر وكيع في الإسناد، وهو خطأ.

ص: 227

[قَالَ عَبْدُ اللهِ]: وقَالَ أَبِي: لَمْ يَسْمَعْ سُفْيَانُ مِنْ أَبِي عَوْنٍ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ (1).

26613 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ. وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَتْهُ عَنِ الْمَرْأَةِ تَرَى فِي مَنَامِهَا مَا يَرَى الرَّجُلُ؟ فَقَالَ:" إِذَا رَأَتِ الْمَاءَ فَلْتَغْتَسِلْ ". قَالَتْ: قُلْتُ: فَضَحْتِ النِّسَاءَ، وَهَلْ تَحْتَلِمُ الْمَرْأَةُ؟

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، والرجل الذي أرسله مروان إلى أم سلمة هو عبد الله بن شداد بن الهاد نفسه، كما جاء مصرَّحاً به في رواية عبد الرحمن بن مهدي الآتية برقم (26710)، وعن عبد الرزاق كما سيأتي في التخريج.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 48، وأبو يعلى (7005) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(644) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (628)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 102 - وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 65 من طريق مؤمَّل بن إسماعيل، كلاهما عن سفيان الثوري، به. قال أبو نعيم: مشهور من حديث الثوري.

وجاء عند عبد الرزاق: قال: قال أبو هريرة. ولم يذكر الطبراني قصة مروان مع أبي هريرة.

وأخرجه مختصراً الطبراني أيضاً 23/ (629) من طريق مسعر وهو ابن كدام- عن أبي عَوْن، به.

وسيأتي بالأرقام: (26710) و (26696) و (26741).

وسلف برقم (26502).

ص: 228

فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " تَرِبَتْ يَمِينُكِ، فَبِمَ يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا إِذًا "(1).

26614 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، سَمِعْتُهُ (2) مِنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: شُغِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ، فَصَلَّاهُمَا بَعْدَ الْعَصْرِ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 80، ومسلم (313)، وابن ماجه (600)، وابن الجارود في "المنتقى"(88)، وأبو يعلى (7004)، وابن خزيمة (235)، والبيهقي في "السنن" 1/ 168 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (6895)، وأبو عوانة 1/ 291 من طريق عبد الله بن نمير، به.

وسلف برقم (26503).

(2)

في (ظ 6) وهامش (ظ 2): سمعه.

(3)

حديث صحيح، طلحة بن يحيى -وهو ابن طلحة بن عبيد الله القرشي- مختلف فيه، وهو حسن الحديث، وقد اختلف عليه، كما سيأتي، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 353، والنسائي في "المجتبى" 1/ 282، وفي "الكبرى"(1558)، وابن حبان (1574)، والطبراني في "الكبير" 23/ (978) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (584) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن طلحة بن يحيى، به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 301 من طريق عبيد الله بن موسى العبسي، عن طلحة بن يحيى، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن معاوية أرسلَ إلى أمِّ سلمة يسألُها عن الركعتين

فذكره. =

ص: 229

26615 -

......................... (1).

26616 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ، قَالَ:" بِسْمِ اللهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نَزِلَّ أَوْ نَضِلَّ، أَوْ نَظْلِمَ (2) أَوْ نُظْلَمَ، أَوْ نَجْهَلَ، أَوْ يُجْهَلَ عَلَيْنَا "(3).

= ورواه ابن نمير -كما سيأتي في الرواية (26633) - عن طلحة بن يحيى، قال: زعم لي عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن معاوية أرسل إلى عائشة يسألها: هل صلَّى النبي صلى الله عليه وسلم بعد العصر شيئاً؟ قالت: أمَّا عندي فلا، ولكنَّ أمَّ سَلَمة أخبرتني أنه فعل ذلك.

وخالف عبد الله بن داود الرواة عن طلحة بن يحيى، فرواه -كما عند ابن خزيمة (1276) - عن طلحة بن يحيى، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة، عن أم سلمة، به. (أدخل عائشة بين عبيد اللّه بن عبد الله بن عتبة وبين أمِّ سلمة).

وسلف برقم (26515) وهو حديث صحيح.

(1)

وقع في (م) في هذا الموضع حديث مكرر سنداً ومتناً للحديث الآتي برقم (26617)، ولم يرد في النسخ الخطية.

(2)

قوله: أو نُظلم، ليس في (ظ 6).

(3)

إسناده ضعيف لانقطاعه. الشعبي -وهو عامر بن شَراحيل- لم يسمع من أم سلمة، فيما قال عليُّ ابن المديني، ونقله عنه الحافظ في "نتائج الأفكار" 1/ 159. قلنا: ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر. ثم إنه اختُلف فيه على الشعبي كما سيرد.

وأخرجه الحافظ في "نتائج الأفكار" 1/ 158 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 211، والترمذي (3427)، والنسائي في =

ص: 230

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "الكبرى"(9915) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(87) - وابنُ السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة"(176) من طريق وكيع، به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(1536)، والطبراني في "الكبير" 23/ (727)، وفي "الدعاء"(411) من طريق أبي نعيم، عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه الحميدي (303)، والطبراني في "الدعاء"(413)، وأبو نُعيم في "الحلية" 8/ 125، والحافظ في "نتائج الأفكار" 1/ 162 من طريق الفضيل بنِ عياض. وابنُ أبي شيبة 10/ 211، وابنُ ماجه (3884)، والطبراني 23/ (732) من طريق عَبِيدة بن حُميد. والنسائيُّ في "المجتبى" 8/ 268، وفي "الكبرى"(7921) و (7922)، والبيهقيُّ في "السنن" 5/ 251 من طريق جرير بن عبد الحميد. والنسائي في "الكبرى"(7922)، والطبراني في "الدعاء"(414)، وابنُ حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 161 من طريق القاسم بن معن. والطبراني في "الكبير" 23/ (728)، وفي "الدعاء"(415)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 472 من طريق إدريس الأودي. والطبراني في "الكبير" 23/ (731)، وفي "الدعاء"(416)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 264 - 265، وابنُ حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 161 من طريق مِسْعر بن كِدَام 0 والخطيب في "تاريخه" 11/ 141 من طريق أبي الاحوص سلَّام بن سُليم. ستتُهم عن منصور بن المعتمر، به. وفي رواية فُضَيل بن عِياض: ما خرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من بيتي صباحاً إلا رفع بصره إلى السماء.

ورواه زُبيد اليامي عن الشعبي، واختُلف عليه:

فرواه أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (729)، وفي "الدعاء"(417)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 162 - عن سفيان الثوري، عن زبيد اليامي، عن الشعبي، عن أم سلمة، به. إلا أنه لم يذكر: إذا خرج من بيته، واقتصر على الدعاء. وأبو حذيفة =

ص: 231

26617 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ وَهْبٍ مَوْلَى أَبِي أَحْمَدَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا وَهِيَ تَخْتَمِرُ، فَقَالَ:" لَيَّةً، لَا لَيَّتَيْنِ "(1).

= سيِّئُ الحفظ.

ورواه عبد الرحمن بن مهدي -فيما أخرجه النسائي في "الكبرى"(9916)، وهو في "عمل اليوم والليلة"(88) - عن سفيان الثوري، عن زبيد اليامي، عن الشعبي، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(418) من طريق الحكم بن عتيبة، عن مجاهد، عن الشعبي، عن أم سلمة، به.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/ 251 من طريق عطاء، عن الشعبي، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (11)، وفي "الدعاء"(419) من طريق أبي بكر الهذلي، عن الشعبي، عن عبد الله بن شداد، عن ميمونة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأبو بكر الهذلي ضعيف.

وأخرجه الطبراني أيضاً في "الدعاء"(420) من طريق مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومجالد بن سعيد ضعيف. قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 171: والمحفوط حديث منصور ومن تابعه.

قال الحافظ في "نتائج الأفكار" 1/ 160 عن هذا الحديث: فما له علَّةٌ سوى الانقطاع، فلعلَّ من صححه سهَّل الأمر فيه لكونه من الفضائل، ولا يقال: اكتفى بالمعاصرة، لأن محل ذلك أن لا يحصل الجزم بانتفاء التقاء المتعاصرين، إذا كان النافي واسع الإطلاع، مثل ابن المديني.

وسيرد برقمي: (26704) و (26729).

(1)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (26522)، إلا أن الإمام أحمد رواه هنا عن وكيع وحده.

ص: 232

26618 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّكُمْ تَحْتَكِمُونَ إِلَيَّ، وَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، وَإِنَّمَا (1) أَقْضِي بَيْنَكُمْ عَلَى نَحْوِ مَا أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ (2) أَخِيهِ شَيْئًا، فَلَا يَأْخُذْهُ، فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ يَأْتِي بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(3).

26619 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِيَّايَ (4) حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، أَنَّ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو وَالْقَاسِمَ، أَخْبَرَاهُ أَنَّهُمَا، سَمِعَا أَبَا بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُخْبِرُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ أَنَّها لَمَّا قَدِمَتِ الْمَدِينَةَ أَخْبَرَتْهُمْ أَنَّهَا ابْنَةُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، فَكَذَّبُوهَا، وَيَقُولُونَ: مَا أَكْذَبَ الْغَرَائِبَ، حَتَّى أَنْشَأَ نَاسٌ مِنْهُمْ إِلَى الْحَجِّ، فَقَالُوا: مَا تَكْتُبِينَ إِلَى أَهْلِكِ؟ فَكَتَبَتْ مَعَهُمْ، فَرَجَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ يُصَدِّقُونَهَا،

(1) في (ق): وأنا.

(2)

في (ق): فمن قضيت له بحق من حق.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25770)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو وكيع بن الجراح الرؤاسي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 233، ومسلم (1713)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 247، وفي "الكبرى"(5985)، وابن ماجه (2317)، والطبراني في "الكبير" 23/ (906) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

(4)

قوله: "إياي" ليس في (م).

ص: 233

فَازْدَادَتْ عَلَيْهِمْ كَرَامَةً. قَالَتْ: فَلَمَّا وَضَعْتُ زَيْنَبَ، جَاءَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَخَطَبَنِي (1)، فَقُلْتُ: مَا مِثْلِي نُكِحَ، أَمَّا أَنَا، فَلَا وَلَدَ فِيَّ (2)، وَأَنَا غَيُورٌ، وَذَاتُ عِيَالٍ، فَقَالَ:" أَنَا أَكْبَرُ مِنْكِ، وَأَمَّا الْغَيْرَةُ، فَيُذْهِبُهَا اللهُ عز وجل، وَأَمَّا الْعِيَالُ، فَإِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ". فَتَزَوَّجَهَا، فَجَعَلَ يَأْتِيهَا فَيَقُولُ:" أَيْنَ زُنَابُ؟ " حَتَّى جَاءَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ يَوْمًا، فَاخْتَلَجَهَا، وَقَالَ: هَذِهِ تَمْنَعُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَتْ تُرْضِعُهَا، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" أَيْنَ زُنَابُ؟ " فَقَالَتْ قَرِيبَةُ ابْنَةِ أَبِي أُمَيَّةَ - وَوَافَقَهَا عِنْدَهَا -: أَخَذَهَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنِّي آتِيكُمُ اللَّيْلَةَ ". قَالَتْ: فَقُمْتُ، فَأَخْرَجْتُ حَبَّاتٍ مِنْ شَعِيرٍ كَانَتْ فِي جَرٍّ، وَأَخْرَجْتُ شَحْمًا فَعَصَدْتُهُ (3) لَهُ. قَالَتْ: فَبَاتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ أَصْبَحَ، فَقَالَ حِينَ أَصْبَحَ:" إِنَّ لَكِ (4) عَلَى أَهْلِكِ كَرَامَةً، فَإِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ، وَإِنْ (5) أُسَبِّعْ لَكِ، أُسَبِّعْ لِنِسَائِي "(6).

(1) في (ظ 6): يخطبني.

(2)

في (ظ 2) و (ق): لي.

(3)

في (ظ 6): فعصدت.

(4)

في (ظ 6): بك.

(5)

في (ظ 2) و (ق) و (م): فإن، والمثبت من (ظ 6).

(6)

بعضه صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الحميد بن عبد الله بن أبي عمرو، والقاسم -وهو ابن محمد بن عبد الرحمن بن هشام المخزومي- فقد تفرَّد بالرواية عنهما حبيب بن أبي ثابت، ولم يوثقهما غير ابن حبان. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو بكر بن عبد الرحمن: هو ابن الحارث ابن هشام المخزومي. =

ص: 234

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 243 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(10644)، ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 29، والطبراني في "الكبير" 23/ (585).

واختلف على ابن جُريج فيه:

فأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/ 26 - 27 (بترتيب السندي) عن عبد المجيد -وهو ابن عبد العزيز بن أبي روّاد- والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 47 من طريق هشام بن يوسف الصنعاني، والنسائي في "الكبرى"(8926) -وهو في "عشرة النساء"(40) - من طريق حجاج بن محمد، ثلاثتهم عن ابن جريج، به.

وأخرجه معضلاً ومختصراً الشافعي 2/ 26 عن ابن أبي روّاد، عن ابن جريج، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، به. لم يذكر حبيب بن أبي ثابت ولا شيخيه.

وأخرجه الطبراني 23/ (586) من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن جريج، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، به. لم يذكر شيخي حبيب.

وأخرجه ابن سعد مختصراً 8/ 90 من طريق أبي حيان التيمي، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: قالت أم سلمة: لما انقضت

لم يذكر شيخي حبيب ولا أبا بكر بن عبد الرحمن.

وسيأتي فيما بعده من طريق رَوْح، وبرقم (26623) مختصراً عن يحيى بن سعيد الأموي، كلاهما عن ابن جريج بمثل إسناد عبد الرزاق.

وانظر (26529) و (26635) و (26721) و (26722).

وقوله: "وأما الغيرة فيذهبها الله"، هو عند مسلم برقم (918)(3).

وقوله: "إن شئتِ سبَّعتُ لك، وإن أُسبِّعْ لكِ أُسبِّعْ لنسائي" سلف بإسناد صحيح برقم (26504). =

ص: 235

26620 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَبِيبُ ابْنُ (1) أَبِي ثَابِتٍ، أَنَّ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ (2)، أَخْبَرَاهُ أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ

= قال السندي: قولها: أخبرتهم، أي: أهل المدينة.

فكذبوها: من التكذيب، أي: استبعاداً من أن تهاجر امرأة من أولئك العظماء، ولا يمنعوها من الهجرة.

ما أكذب الغرائب، أي: إن النساء الغريبات شأنُهن الكذبُ ونسبةُ نفسها إلى العظماء، افتخاراً بهم، لأنها لا تعرف لكونها امرأة غريبة، فيروج منها الكذب، بخلاف الرجال، لأنهم عادة يعرفون وإن كانوا غرباء، فلا يروج منهم الكذب في النسب.

حتى أنشأ ناسٌ منهم، أي: السَّفر والتوقف إلى هذه المدة بناءً على أنها ما أثبتت ذلك بشهادة من كان من المهاجرين، ثم لعدم الحاجة إلى ذلك، وإلا فقد كان ذلك ممكناً.

فلما وضعت: على صيغة المتكلم، أي: بعد موتِ أبي سلمة.

ما مثلي، أي: في كبر السن.

نكح: حتى أنكح أنا، موافقة لذلك.

فلا ولد فيّ، اي: فما بقي في بطني ولد يرغب أحد إليّ لأجله.

أين زُناب، أي: فيجدها عندها فينصرف.

فاختلَجها، أي: أخذها وسلَبها منها.

فقالت قريبة: ضُبط بالتصغير، وهي أخت أمِّ سلمة، أي: إن أم سلمة سكتت وأجابه صلى الله عليه وسلم أختها.

ووأفقها، أي: وجد النبي صلى الله عليه وسلم قُريبةَ عندها.

أخذها، أي: زينب، وهذا مقول القول.

(1)

تحرف في (ظ 2) و (ق) إلى: ثنا، اختصار حدثنا.

(2)

قوله: بن عبد الرحمن بن الحارث، ليس في (م).

ص: 236

أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: قَالَتْ: فَوَضَعْتُ ثِفَالِي، وَأَخْرَجْتُ (1) حَبَّاتٍ مِنَ الشَّعِيرِ (2).

26621 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالَتْ لَهُ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:" إِنَّ مِنْ أَصْحَابِي مَنْ لَا يَرَانِي بَعْدَ أَنْ يُفَارِقَنِي ". قَالَ: فَأَتَى عُمَرَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، قَالَ: فَأَتَاهَا عُمَرُ، فَقَالَ: أُذَكِّرُكِ اللهَ، أَمِنْهُمْ أَنَا؟ قَالَتْ: اللهُمَّ لَا. وَلَنْ أُبْلِيَ (3) أَحَدًا بَعْدَكَ (4).

26622 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ.

(1) في (م): فأخرجت.

(2)

هو مكرر سابقه، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو رَوْح، وهو ابنُ عُبادة.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 243 - 244 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 8/ 93 - 94، وابن حبان (4065)، والبيهقي في "السنن" 7/ 301، وفي "الدلائل" 3/ 463 - 464 من طريق رَوْح بن عبادة، به.

قال السندي: قولها: ثفالي: جلدة تبسط لحبّ الرَّحَى ليقع عليها الدقيق.

(3)

في نسخة في (ظ 2) و (ق): أبرئ.

(4)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مكرر (26489)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الرزَّاق بنُ همَّام الصنعاني، وشيخه سفيان: وهو الثوري.

ص: 237

وَرَوْحٌ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا قَرَّبَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جَنْبًا مَشْوِيًّا، فَأَكَلَ مِنْهُ، ثُمَّ قَامَ (1) إِلَى الصَّلَاةِ، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (2).

(1) في (ق): خرج.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد صرَّح ابن جريج بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه. ابنُ بكر: هو محمد البُرْسَاني، ومحمد بن يوسف: هو الكندي.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(638)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (626)، والبيهقي في "السنن" 1/ 154.

وأخرجه الترمذي في "سننه"(1829)، وفي "الشمائل"(165)، والنسائي في "الكبرى"(4690)، وابنُ المنذر في "الأوسط"(127)، والبغوي في "شرح السنة"(2846) من طريق حجَّاج بن محمد، عن ابن جُريج، به. قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيح غريب من هذا الوجه.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 108 (مطولاً)، وفي "الكبرى"(4689) من طريق خالد بن الحارث، وأبو يعلى (6985)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 65، والبيهقي في "السنن" 1/ 154 من طريق عثمان بن عمر، كلاهما عن ابن جُريج، عن محمد بن يوسف، عن سليمان بن يسار، عن أم سلمة، به.

ورواه مالك -كما سلف برقم (1988) - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس مرفوعاً.

قلنا: وحديث مالك أورده ابن عبد البَرّ في "التمهيد" 3/ 329، ثم أورد حديثَ أم سلمة من طريق عطاء بن يسار، ثم قال: وليس هذا باختلاف على عطاء بن يسار، في الإسناد، وهما حديثان صحيحان.

وسلف نحوه برقم (26502).

ص: 238

26623 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَالْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا:" إِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ، وَإِنْ أُسَبِّعْ لَكِ، أُسَبِّعْ لِنِسَائِي "(1).

26624 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وَعَائِشَةَ (2) أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُدْرِكُهُ (3) الْفَجْرُ وَهُوَ جُنُبٌ مِنْ أَهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ، فَيَصُومُ. قَالَ ابْنُ بَكْرٍ: زَوْجَتَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (4).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف مطولاً برقم (26619)، إلا أن شيخ أحمد هنا يحيى بن سعيد الأموي.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 243 - 244 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وسلف بإسناد صحيح برقم (26504).

(2)

في (ظ 6): وعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.

(3)

في (ق): يدرك.

(4)

إسناده صحيح على شرط البخاري، عبد الرحمن والد أبي بكر من رجاله، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. ابنُ بكر: هو محمد البُرْساني، وقد صرَّح ابنُ جُرَيج بسماعه من الزُّهري، فانتفت شبهة تدليسه، وأبو بكر بن عبد الرحمن سمع الحديث مع والده من عائشة وأمِّ سلمة، كما جاء مصرحاً بذلك في الرواية (24062). =

ص: 239

26625 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَخْبَرَنِي يَعْلَى بْنُ مَمْلَكٍ، أَنَّهُ سَأَلَ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَلَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ. قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ، ثُمَّ يُسَبِّحُ، ثُمَّ يُصَلِّي بَعْدَهَا مَا شَاءَ اللهُ عز وجل مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَيَرْقُدُ مِثْلَ مَا يُصَلِّي، ثُمَّ يَسْتَيْقِظُ مِنْ نَوْمَتِهِ تِلْكَ، فَيُصَلِّي مِثْلَ مَا نَامَ، وَصَلَاتُهُ تِلْكَ الْآخِرَةُ تَكُونُ إِلَى الصُّبْحِ (1).

26626 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: سَمِعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَجَبَةَ خَصْمٍ عِنْدَ

= وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(7397)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (593).

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2951) من طريق حجاج -وهو ابن محمد المِصِّيصي- عن ابن جريج، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(543)، وفي "شرح معاني الآثار" 2/ 104 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مَخْلد، عن ابن جريج، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن عائشة وأمِّ سلمة، به. لم يذكر عبد الرحمن في الإسناد.

وسلف برقم (24062).

وسيرد برقم (26664).

(1)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (26547)، إلا أن الإمام أحمد رواه هنا عن عبد الرزاق وحده.

ص: 240

بَابِ أُمِّ سَلَمَةَ، فَخَرَجَ (1) إِلَيْهِمْ، فَقَالَ:" إِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ، وَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَعْلَمَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، فَأَقْضِيَ لَهُ بِمَا أَسْمَعُ مِنْهُ، فَأَظُنُّهُ صَادِقًا، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِشَيْءٍ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ، فَإِنَّهَا قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ، فَلْيَأْخُذْهَا، أَوْلِيَدَعْهَا "(2).

26627 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ زَيْنَبَ ابْنَةَ أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَخْبَرَتْهَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ سَمِعَ خُصُومَةً بِبَابِ حُجْرَتِهِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: " إِنَّمَا أَنَا

(1) في (م): قالت: فخرج.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (902) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1713)(6)، والنسائي في "الكبرى"(5984)، وأبو عوانة 4/ 5، والطبراني في "الأوسط"(1876) من طريق عبد الرزاق، به.

وأخرجه البخاري (7185)، ومسلم (1713)(5)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 154، والطبراني في "الكبير" 23/ (903)، وفي "الشاميين"(3116)، والبيهقي في "السنن" 10/ 143 من طرق عن الزهري، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (848) من طريق ابن لهيعة، عن يونس، عن الزهري، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن أم سلمة، به. وابن لهيعة سيئ الحفظ.

وسلف برقم (25670).

وانظر ما بعده.

ص: 241

بَشَرٌ ". فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).

26628 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ امْرَأَةً أَهْدَتْ لَهَا رِجْلَ شَاةٍ تُصُدِّقَ (2) عَلَيْهَا بِهَا، فَأَمَرَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَقْبَلَهَا (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، وصالح: هو ابن كيسان.

وأخرجه مسلم (1713)(6)، والدارقطني 4/ 239، والبيهقي في "السنن" 10/ 149 - 150 من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (2458) و (7181)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 154 من طريق عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، عن إبراهيم بن سعد، به.

وانظر ما قبله.

(2)

في (ظ 2) و (ق): تصدقت.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.

وهو عند عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 279. ومن طريقه الطبراني أخرجه في "الكبير" 23/ (539).

وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/ 91، وقال: رواه أحمد، ورجال أحمد رجال الصحيح.

وأورده أيضاً 4/ 147، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، ورجاله رجال الصحيح.

قال السندي: قولها: أن امرأة أهدت لها، أي: لأم سلمة.

رِجْل شاة: بكسر فسكون العضو المعروف.

فأمرها

إلخ، لأنها هدية في حقِّ أم سلمة، على أنه يحل لها الصدقة أيضاً، إذ ليست هي هاشمية.

ص: 242

26629 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي نَبْهَانُ مُكَاتَبُ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَ: إِنِّي لَأَقُودُ بِهَا بِالْبَيْدَاءِ - أَوْ قَالَ: بِالْأَبْوَاءِ - فَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا كَانَ عِنْدَ الْمُكَاتَبِ مَا يُؤَدِّي، فَاحْتَجِبِي (1) مِنْهُ "(2).

26630 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَدْرَكَهُ الصُّبْحُ جُنُبًا، فَلَا صَوْمَ لَهُ ".

قَالَ: فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبِي، فَدَخَلْنَا عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ وَعَائِشَةَ: فَسَأَلْنَاهُمَا عَنْ ذَلِكَ، فَأَخْبَرَتَانَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ حُلُمٍ (3)، ثُمَّ يَصُومُ، فَلَقِينَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَحَدَّثَهُ أَبِي، فَتَلَوَّنَ وَجْهُ أَبِي هُرَيْرَةَ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، وَهُنَّ أَعْلَمُ (4).

(1) في (ظ 6): فاحتجبن.

(2)

إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (26473).

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(15729)، وأخرجه من طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (676)، والحاكم 2/ 219، والبيهقي 10/ 327. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5029) من طريق عبد الأعلى، عن معمر، به.

وسلف برقم (26473).

(3)

في (ق): احتلام.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد اختلف في إسناده على =

ص: 243

26631 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَحَدَّثَنِي حَجَّاجٌ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ - قَالَ حَجَّاجٌ: امْرَأَةَ أَبِي طَلْحَةَ - قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، الْمَرْأَةُ تَرَى زَوْجَهَا فِي الْمَنَامِ يَقَعُ عَلَيْهَا، أَعَلَيْهَا غُسْلٌ؟ قَالَ:" نَعَمْ، إِذَا رَأَتْ بَلَلًا ". فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: أَوَ تَفْعَلُ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: " تَرِبَتْ يَمِينُكِ، أَنَّى يَأْتِي شَبَهُ الْخُؤُولَةِ إِلَّا مِنْ ذَلِكِ؟ (1) أَيُّ النُّطْفَتَيْنِ سَبَقَتْ إِلَى الرَّحِمِ، غَلَبَتْ عَلَى الشَّبَهِ " وَقَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: تَرِبَ جَبِينُكِ (2).

= الزُّهري، كما بيَّنَا ذلك في الرواية السالفة برقم (24062).

وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(7396). ومن طريقه أخرجه إسحاق بنُ راهويه (1084)، وابنُ حبان (3499)، والطبراني في "الكبير" 23/ (594).

وأخرجه تمَّام في "فوائده"(561)(الروض البسام) من طريق برد -وهو ابنُ سنان- عن الزهري، به.

(1)

في (ظ 6): أيأتي شبه الخؤولة والعمومة إلا من ذلك.

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن رافع، فمن رجال مسلم، وقد اختُلف فيه على ابنِ أبي ذئب، كما سيرد، وابنُ أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب القرشي العامري، والمَقْبُري: هو سعيدُ بنُ أبي سعيد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مُشْكِل الآثار"(2662) من طريق ابن وَهْب، والطبراني في "الكبير" 23/ (998) من طريق محمد بن فُلَيْح، و (659) من طريق أبي عاصم، ثلاثتُهم عن ابن أبي ذئب، به، ولفظُه عند الطبراني (659): عن أمِّ سَلَمة، قالت: قاَلتْ أُمُّ سُلَيْم: يا رسولَ الله، المرأةُ تحتلمُ؟ قال:"إذا نزلَ الماء الأصفر، فلتغتسلْ".

ورواه إسحاق بن محمد المسيَّبي وشبابةُ بن سوَّار -فيما ذكر الدارقطني في =

ص: 244

26632 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لَكَ فِي أُخْتِي ابْنَةِ أَبِي سُفْيَانَ؟ قَالَ:" فَأَفْعَلُ مَاذَا؟ " قَالَتْ: تَنْكِحُهَا، قَالَ:" وَذَاكَ أَحَبُّ إِلَيْكِ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ، لَسْتُ لَكَ بِمُخْلِيَةٍ، وَأَحَبُّ مَنْ شَرِكَنِي فِي الْخَيْرِ أُخْتِي، قَالَ:" إِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِي ". قُلْتُ: فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَخْطُبُ دُرَّةَ ابْنَةَ أَبِي سَلَمَةَ. قَالَ: " ابْنَةُ أُمِّ سَلَمَةَ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: " فَوَاللهِ لَوْ لَمْ تَكُنْ رَبِيبَتِي فِي حِجْرِي لَمَا حَلَّتْ لِي، إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، أَرْضَعَتْنِي وَأَبَاهَا ثُوَيْبَةُ، فَلَا تَعْرِضْنَ عَلَيَّ بَنَاتِكُنَّ، وَلَا أَخَوَاتِكُنَّ "(1).

= "العلل" 5/ ورقة 169 - عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المَقْبُري، عن عبد الله بن رافع، مُرْسلاً عن أمِّ سُليم.

ورواه مسعر وعمر بن طلحة -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 169 و 8/ 143 (مطبوع) - عن المقبري، عن أبي هريرة. وقال: ولا يصح عن أبي هريرة.

والصواب ما روي عن سعيد المقبري، عن عبد الله بن رافع، عن أمِّ سلمة فيما قال الدارقطني في "العلل" 8/ 143.

وقد سلف نحوه برقم (26503).

وانظر حديث أمِّ سُلَيم الآتي برقم (27114).

قال السندي: قولها: أو تفعل ذلك، على بناء الفاعل، وهذا اللفظ في معنى: أو يجري لها ذلك؟

(1)

صحيح من حديث أمِّ حبيبة بنت أبي سفيان، وهو مكرر (26493)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا: هو عبد الله بن نمير.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 288 - 289، ومن طريقه ابن ماجه عقب الحديث =

ص: 245

26633 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: زَعَمَ لِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ أَرْسَلَ إِلَى عَائِشَةَ يَسْأَلُهَا: هَلْ صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ الْعَصْرِ شَيْئًا؟ قَالَتْ: أَمَّا عِنْدِي فَلَا، وَلَكِنَّ أُمَّ سَلَمَةَ أَخْبَرَتْنِي أَنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ، فَأَرْسِلْ إِلَيْهَا فَاسْأَلْهَا، فَأَرْسَلَ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَتْ: نَعَمْ، دَخَلَ عَلَيَّ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَصَلَّى سَجْدَتَيْنِ، قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أُنْزِلَ عَلَيْكَ فِي هَاتَيْنِ السَّجْدَتَيْنِ؟ قَالَ:" لَا، وَلَكِنْ صَلَّيْتُ الظُّهْرَ، فَشُغِلْتُ، فَاسْتَدْرَكْتُهَا بَعْدَ الْعَصْرِ "(1).

26634 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ تَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ وَمُفْتِرٍ (2).

= (1939)، والطبراني في "الكبير" 23/ (904) عن ابن نُمير، بهذا الإسناد. وقد سقط اسم أم سلمة من إسناد ابن ماجه، واغترَّ به محقق مصنف ابن أبي شيبة، فحذفه، من الإسناد مع أنه مثبت في نسختين عنده -كما ذكر في تعليقه-، متابعةً منه لما ورد في "السنن". والظاهر أنه سقط قديم فيه، إذ لم يرد كذلك في "تحفة الأشراف".

قال السندي: قولها: وأَحَبُّ من شَرِكني، بفتح وكسر، يقال: شركه في المال، كعلم.

(1)

حديث صحيح، وهو مكرر (26614). ابن نمير: هو عبد الله. وانظر (26515).

(2)

حديث صحيح لغيره دون قوله: "ومُفْتِر"، وهذا إسناد ضعيف لضعف =

ص: 246

26635 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ (1) سَفِينَةَ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا مِنْ عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فَيَقُولُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَأخْلِفْ لِي (2) خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَجَرَهُ اللهُ فِي مُصِيبَتِهِ، وَخَلَفَ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا ". قَالَتْ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ، قُلْتُ: مَنْ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَتْ: ثُمَّ عَزَمَ اللهُ عز وجل لِي، فَقُلْتُهَا، اللهُمَّ أْجُرْنِي

= شهْر بن حَوْشب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير الحسن بن عمرو -وهو الفُقَيمي- فمن رجال البخاري.

وهو عند أحمد في "الأشربة"(4).

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 103، والطبراني في "الكبير" 23/ (781) من طريق ابن نُمير، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (3686)، والبيهقي في "السنن" 8/ 296 من طريق ابن شهاب عبد ربه بن نافع، عن الحسن بن عمرو، به.

وقولها: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر:

له شاهد من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، سلف برقم (4644).

وآخر من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6478)، وذكرنا بقية شواهده في ذينك الموضعين.

قال السندي: قولها: ومُفْتِر، اسم فاعل من أفتر، وهو ما يحدث به الفتور في الأعضاء والانكسار.

(1)

في (م): أبي، وهو خطأ.

(2)

في (م): وأخلفني.

ص: 247

فِي مُصِيبَتِي، وَأخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، قَالَتْ: فَتَزَوَّجْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

26636 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ. وَيَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ صَفِيَّةَ ابْنَةِ أَبِي عُبَيْدٍ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. سعد بن سعيد: هو أخو يحيى بن سعيد الأنصاري، قال الترمذي: تكلَّموا فيه من قِبَل حفظه، قلنا: قد انتقى له مسلم هذا الحديث، وقد تُوبع كما سيرد. عُمر بن كثير: هو ابن أفلح المكي، وابنُ سفينة سمَّاه ابن منده عمرَ بنَ سفينة.

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(9696) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (918)(5)، والطبراني في "الكبير" 23/ (958)، والبيهقي في "الشعب"(9697)، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 183 من طريق ابن نمير، به.

وأخرجه مسلم (918)(3) و (4)، والطبراني 23/ (957)، وابن عبد البر 3/ 182 - 183، والبغوي في "شرح السنة"(1462) و (1463)، وفي "التفسير" -الآية (156) من سورة البقرة- من طرق عن سعد بن سعيد، به. ورواية مسلم (918)(3)، والبغوي (1463) مطولة.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 236، وابن سعد 8/ 89 من طريق ربيعة ابن أبي عبد الرحمن، والطبراني في "الكبير" 23/ (550) من طريق أبي سلمة، كلاهما عن أمِّ سَلَمة، به.

وسلف برقم (16343).

وسيأتي مطولاً برقمي: (26669) و (26997).

وانظر (26497).

قال السندي: قولها: ثم عزم الله لي، أي: أراد الله لي أن أقول.

ص: 248

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذُيُولِ النِّسَاءِ؟ فَقَالَ: " شِبْرًا (1) ". فَقُلْتُ: إِذَنْ تَخْرُجَ أَقْدَامُهُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:" فَذِرَاعٌ، لَا تَزِدْنَ عَلَيْهِ "(2).

26637 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، قَالَ: دَخَلَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالُوا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، حَدِّثِينَا عَنْ سِرِّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَتْ: كَانَ سِرُّهُ وَعَلَانِيَتُهُ سَوَاءً، ثُمَّ نَدِمْتُ، فَقُلْتُ: أَفْشَيْتُ سِرَّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَتْ: فَلَمَّا دَخَلَ أَخْبَرَتْهُ، فَقَالَ:" أَحْسَنْتِ "(3).

(1) في (ظ 6) ونسخة في (ظ 2): شبر.

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (26532)، إلا أن الإمام أحمد رواه هنا عن يزيد بن هارون مقروناً بيعلى بن عبيد.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 148 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (840) من طريق يعلى بن عبيد، به.

(3)

إسناده جيد إن صح سماع يحيى بن الجزار من الصحابة الذين أبهمهم.

وأخرجه هنَّاد في "الزهد"(883)، والطبراني في "الكبير" 23/ (740)، من طريق محمد بن عُبيد، بهذا الإسناد. وقرن هنَّاد بمحمد بن عبيد أبا معاوية.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ 741 من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به، وقال: عن يحيى بن الجزار، عن أمِّ سلمة.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 284، وقال: رواه أحمد والطبراني وقال: عن يحيى، عن أم سلمة، ورجالهما رجال الصحيح.

ص: 249

26638 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ مُظَفَّرُ بْنُ مُدْرِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي سَهْلٍ، مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، عَنْ مُسَّةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: كَانَتْ النُّفَسَاءُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَقْعُدُ بَعْدَ نِفَاسِهَا أَرْبَعِينَ يَوْمًا - أَوْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً - قَالَتْ: وَكُنَّا نَطْلِي عَلَى وُجُوهِنَا الْوَرْسَ مِنَ الْكَلَفِ (1).

26639 -

حَدَّثَنَا مَعْمَرُ (2) بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا خُصَيْفٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الذَّهَبِ تُرْبَطُ (3) بِهِ - أَوْ يُرْبَطُ بِهِ - الْمَسَكُ، قَالَ:" اجْعَلِيهِ فِضَّةً وَصَفِّرِيهِ (4) بِشَيْءٍ مِنْ زَعْفَرَانٍ "(5).

26640 -

حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا هُنَيْدَةُ الْخُزَاعِيُّ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَسَأَلْتُهَا عَنِ الصِّيَامِ، فَقَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُنِي أَنْ أَصُومَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، أَوَّلُهَا: الِاثْنَيْنِ،

(1) حسن لغيره، وهو مكرر (26561)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا: هو أبو كامل مظفَّر بنُ مُدْرِك.

(2)

في (ظ 2) و (ق) و (م): معتمر، وهو خطأ، والمثبت من (ظ 6).

(3)

في (ظ 2) و (ق) و (م): يربط، والمثبت من (ظ 6).

(4)

في (ظ 6): اجعلنه فضة وصَفِّرْنَه.

(5)

إسناده ضعيف لضعف خُصيْف، وهو ابن عبد الرحمن الجزري، وسلف برقم (24048)، وسيكرر سنداً ومتناً برقم (26734).

ص: 250

وَالْجُمُعَةُ، وَالْخَمِيسُ (1).

26641 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ بِخَمْسٍ، أَوْ سَبْعٍ، لَا يَفْصِلُ بَيْنَهُنَّ بِكَلَامٍ، وَلَا تَسْلِيمٍ (2).

26642 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ بَنِي أَبِي سَلَمَةَ فِي حِجْرِي، وَلَيْسَ لَهُمْ شَيْءٌ إِلَّا مَا أَنْفَقْتُ عَلَيْهِمْ، وَلَسْتُ بِتَارِكَتِهِمْ كَذَا وَلَا كَذَا، أَفَلِي أَجْرٌ إِنْ أَنْفَقْتُ عَلَيْهِمْ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَنْفِقِي عَلَيْهِمْ، فَإِنَّ لَكِ أَجْرَ مَا أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ "(3).

(1) حديث ضعيف، وهو مكرر (26480) سنداً ومتناً.

(2)

إسناده ضعيف لانقطاعه، وسلف الكلام عليه برقم (26486).

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(4668)، وأخرجه من طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (617).

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3083)، والنسائي في "الكبرى"(433)، والطبراني في "الكبير" 23/ (895) من طريق مَخْلد بن يزيد، والخطيب في "تاريخه" 5/ 137 - 138 من طريق مؤمَّل بن إسماعيل، كلاهما عن سفيان الثوري، عن منصور، عن الحَكَم، عن مِقْسم، عن ابن عباس، عن أمِّ سَلَمة، به.

وسيرد برقم (26725).

(3)

إسناده صحيح محلى شرط الشيخين. =

ص: 251

26643 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ ابْنِ سَابِطٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ.

[قَالَ عَبْدُ اللهِ:] قَالَ أَبِي: وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ: مَعْمَرٌ، عَنْ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتْهَا عَنِ الرَّجُلِ يَأْتِي امْرَأَتَهُ مُجَبِّيَةً (1)، فَسَأَلَتْ أُمُّ سَلَمَةَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223]. صِمَامًا وَاحِدًا "(2).

= وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (911) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(19628)، وأخرجه من طريقه مسلم (1001)، والبغوي في "شرح السنة"(1679). وسقط اسم أم سلمة من مطبوع عبد الرزاق.

وأخرجه مسلم (1001) من طريق عليِّ بن مُسْهر، عن مَعْمر، به.

وسلف برقم (26509).

قال السندي: قولها: أفلي أجر إن أنفقت عليهم، يحتمل أن تكون إن بكسر الهمزة شرطية، ويحتمل أن تكون بفتحها حرف مصدري، والتقدير لأن أنفقت.

(1)

في (ظ 6) وهامش كل من (ظ 2) و (ق): مُتَجَبِّيَة، وكذلك هي في نسخة السندي.

(2)

للحديث إسنادان:

أولهما: عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن خُثَيْم -وهو عبد الله بن عثمان- عن ابن سابط، عن حفصة بنت عبد الرحمن، عن أم سلمة. وهو عند عبد الرزاق في "التفسير" 1/ 90، وهذا إسناد حسن من أجل ابن خُثَيْم.

وثانيهما: عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن خُثَيْم، عن صفيَّة بنت شيبة، =

ص: 252

26644 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنِ هِنْدِ بِنْتِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَلَّمَ، مَكَثَ قَلِيلًا، وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ ذَلِكَ كَيْمَا يَنْفُذَ النِّسَاءُ قَبْلَ الرِّجَالِ (1).

26645 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

= عن أمِّ سلمة، فقال: عن صفية بدل حفصة، وهو عند الطبراني في "الكبير" 23/ (837)، والبيهقي في "الشعب"(5377). وهذا إسناد خالف فيه معمرٌ الرواةَ عن ابن خُثَيم، فقد رواه وُهيب بن خالد كما سلف في الرواية (26601)، وسفيان الثوري، كما في الروايتين:(26698) و (26706)، وعبد الرحيم بن سليمان ورَوْح بن القاسم، كما سلف في تخريج الرواية (26601)، أربعتهم عن ابن خُثيْم، عن ابن سابِط، عن حفصة، عن أمِّ سلمة، به. وقد تابعهم معمر كذلك كما في الإسناد السالف.

قال السندي: قولها: متجبّية، من التجبِّي، بالجيم، فالباء الموحدة، فالياء، حالٌ من المرأة، أي: كائنة على هيئة السجود.

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، هند بنت الحارث روى لها البخاري هذا الحديث، وقد سلف الكلام عليها في الرواية (26541)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وقوله: "وكانوا يرون أن ذلك كما ينفذ النساء قبل الرجال": هو من كلام الزهري كما جاء مصرَّحاً به عند البخاري: (837) و (849) و (870).

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(2181) و (3227)، وأخرجه من طريقه أبو داود (1040)، والبيهقي في "السنن" 2/ 183، والمِزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة هند بنت الحارث).

وسلف نحوه برقم (26541).

ص: 253

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: لَمْ أَرَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بَعْدَ الْعَصْرِ قَطُّ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً (1)، جَاءَهُ نَاسٌ بَعْدَ الظُّهْرِ، فَشَغَلُوهُ فِي شَيْءٍ، فَلَمْ يُصَلِّ بَعْدَ الظُّهْرِ شَيْئًا حَتَّى صَلَّى الْعَصْرَ. قَالَتْ: فَلَمَّا صَلَّى الْعَصْرَ دَخَلَ بَيْتِي، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ (2).

26646 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أُمِّ (3) سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُقَبِّلُهَا وَهُوَ صَائِمٌ، وَكَانَا يَغْتَسِلَانِ فِي (4) إِنَاءٍ وَاحِدٍ (5).

26647 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَشَدَّ تَعْجِيلًا لِلظُّهْرِ مِنْكُمْ،

(1) قولها: "واحدة" ليس في (ظ 6).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسنادٌ رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد اختُلف فيه على أبي سلمة، كما بيَّنَّا ذلك عند الرواية (26515).

وهو عند عبد الرزاق في "مصنَّفه"(3970)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (534)، والبيهقي في "السنن" 2/ 457.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 281 - 282، وفي "الكبرى"(1557) من طريق معتمر بن سليمان، عن معمر، به.

(3)

في (ظ 6): أبي.

(4)

في (ق): من.

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26498) سنداً ومتناً.

ص: 254

وَأَنْتُمْ أَشَدُّ تَعْجِيلًا لِلْعَصْرِ مِنْهُ (1).

26648 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَامِرٍ، أَخِي أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ احْتِلَامٍ (2)، ثُمَّ يَصُومُ يَوْمَهُ. قَالَ: فَتَرَكَ أَبُو هُرَيْرَةَ فُتْيَاهُ (3).

26649 -

حَدَّثَنَا ابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، أَخِي أُمِّ سَلَمَةَ، وَلَمْ يَذْكُرْ أُمَّ سَلَمَةَ، مِثْلَهُ (4).

26650 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدًا، يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَمَّارٍ:" تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ "(5).

(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (26478) سنداً ومتناً.

(2)

قوله: من غير احتلام، ليس في (ظ 6).

(3)

إسناده صحيح، وهو مكرر (26609)، غير أن شيخي أحمد هنا هما: محمد بن جعفر، وحجاج بن محمد المصِّيصي.

وقد سلف برقم (26594).

وانظر ما بعده.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد خالف فيه محمد بنُ جعفر الرواة عن سعيد بن أبي عروبة، كما فصَّلنا ذلك في الرواية (26594)، فانظره لزاماً.

وانظر ما قبله.

(5)

إسناده صحيح على شرط مسلم. خالد: هو ابن مهران الحذَّاء، =

ص: 255

26651 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ، عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَقَالَ: كُنَّا عِنْدَ مُعَاوِيَةَ، فَحَدَّثَ ابْنَ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّيهِمَا، فَأَرْسَلَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عَائِشَةَ وَأَنَا فِيهِمْ، فَسَأَلْنَاهَا، فَقَالَتْ: لَمْ أَسْمَعْهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلَكِنْ حَدَّثَتْنِي (1) أُمُّ سَلَمَةَ. فَسَأَلْتُهَا، فَحَدَّثَتْ أُمُّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ أُتِيَ بِشَيْءٍ، فَجَعَلَ يَقْسِمُهُ حَتَّى حَضَرَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ، فَقَامَ فَصَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ صَلَّى بَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ، فَلَمَّا صَلَّاهَا، قَالَ:" هَاتَانِ الرَّكْعَتَانِ كُنْتُ أُصَلِّيهِمَا بَعْدَ الظُّهْرِ ". فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: وَلَقَدْ حَدَّثْتُهَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْهُمَا. قَالَ: فَأَتَيْتُ مُعَاوِيَةَ،

= وسعيد بن أبي الحسن: هو البصري أخو الحسن.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (874) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2916)(72) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2916)، والبيهقي في "السنن" 8/ 189 من طريق إسحاق بن منصور، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 549 من طريق عبد الملك بن محمد الرقاشي. وفي "السنن" 8/ 189، والبغوي في "شرح السنة"(3952) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، ثلاثتهم عن شعبة، به. وقرن إسحاق بن منصور بسعيد بن أبي الحسن أخاه الحسن.

وسلف برقم (26563).

وانظر (26482).

(1)

في (ظ 6): حدثتنيه.

ص: 256

فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ (1)، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: أَلَيْسَ قَدْ صَلَّاهُمَا، لَا أَزَالُ أُصَلِّيهِمَا، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: إِنَّكَ لَمُخَالِفٌ، لَا تَزَالُ تُحِبُّ الْخِلَافَ مَا بَقِيتَ (2).

26652 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْنَبَ ابْنَةَ أَبِي سَلَمَةَ (3) تُحَدِّثُ عَنْ أُمِّهَا، أَنَّ امْرَأَةً تُوُفِّيَ زَوْجُهَا، فَخَافُوا عَلَى عَيْنِهَا، فَأَتَوْا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَأْذَنُوهُ، فِي الْكُحْلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" قَدْ (4) كَانَتْ إِحْدَاكُنَّ تَكُونُ فِي بَيْتِهَا فِي أَحْلَاسِهَا - أَوْ فِي شَرِّ أَحْلَاسِهَا فِي بَيْتِهَا - حَوْلًا، فَإِذَا مَرَّ كَلْبٌ رَمَتْ بِبَعْرَةٍ، فَخَرَجَتْ، أَفَلَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا "؟ (5).

26653 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ تَوْبَةَ (6) الْعَنْبَرِيِّ،

(1) في (ق): فأخبرته عنهما بذلك.

(2)

صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين بعد العصر صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وقد سلف برقم (26586).

وانظر (26515).

(3)

في (ظ 6): بنت أم سلمة.

(4)

في (ق): لو.

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1488)(60) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (26501).

(6)

في (ق) و (م): ثوبة، وهو خطأ.

ص: 257

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (1)، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَصُومُ مِنَ السَّنَةِ شَهْرًا تَامًّا يُعْلَمُ إِلَّا شَعْبَانَ، يَصِلُ بِهِ رَمَضَانَ (2).

26654 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عُمَرَ - أَوْ عَمْرِو - بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْحَرَ فِي هِلَالِ ذِي الْحِجَّةِ، فَلَا يَأْخُذْ مِنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ "(3).

(1) في (ظ 6): محمد بن إبراهيم التيمي.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن إبراهيم: هو التَّيْمي.

وأخرجه أبو داود (2336)، والبيهقي في "السنن" 4/ 210 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 200، وفي "الكبرى"(2662) من طريق محمد بن جعفر، به.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 150، وفي "الكبرى"(2486) من طريق النَّضْر بن شميل، عن شعبه، به.

وسلف برقم (26310) من طريق محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قلنا: وقد سلف في الرواية (26562) قول الترمذي: ويحتمل أن يكون أبو سلمة قد روى هذا الحديث عن عائشة وأمِّ سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد سلف نحوه برقم (26517).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. عُمر أو عَمرو- بنُ مسلم من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 204 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. =

ص: 258

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه مسلم (1977)(41)، والترمذي (1523) من طريق محمد بن جعفر، به.

قال الترمذي: هذا حديثٌ حسن صحيح، والصحيح هو عَمرو بنُ مسلم، قد روى عنه محمد بنُ عَمرو بن علقمة، وغيرُ واحد.

وأخرجه مسلم (1977)(41)، وابن ماجه (3150)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 211، وفي "الكبرى"(4451)، وأبو يعلى (6911)، وأبو عوانة 5/ 203 - 204 و 204، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 181، وفي "شرح مشكل الآثار"(5506) و (5507)، وابن حبان (5916)، والطبراني في "الكبير" 23/ (564)، والدارقطني 4/ 278، والحاكم 4/ 220، والبيهقي في "السنن" 9/ 266، وفي "السنن الصغير"(1816)، وفي "معرفة السنن"(18922)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 320 من طرق عن شعبة، به، وعند مسلم، والبيهقي في "السنن الصغير": عُمر بن مسلم، وعند الباقين: عَمرو بن مسلم، وقد سَمَّاه المزي في "تهذيب الكمال": عَمرو بن مسلم، وذكر أنه يقال له: عُمر بن مسلم. ووقع في مطبوعي النسائي: عن أبي مسلم، وهو خطأ، صوابه: عن ابن مسلم.

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! قلنا: بل هو عند مسلم كما تقدم.

قال ابن حبان: وهمَ مالك حيث قال: عَمرو بن مسلم، وإنما هو عُمر بن مسلم بن عمار بن أُكيمة، وأخوه عَمرو بن مسلم لم يدركه مالك، وهو تابعي، روى عنه الزهري.

قلنا: بل هما واحد، وقد جزم بذلك الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" وردَّ الحافظ ابنُ حجر في "تهذيبه" قولَ ابن حبان هذا، وقال: لم يوافقه أحدٌ علمتُه على ذلك.

وتابع شعبةَ على هذا الإسناد القعنبيُّ وعبد الله بن يوسف، فروياه -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (562) - عن مالك، عن عمرو بن مسلم، =

ص: 259

26655 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ أُكَيْمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

= عن سعيد، به.

وخالفهم ابنُ وهب وعثمان بن فارس، فروياه -فيما أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 182، وفي "شرح مشكل الآثار"(5508) و (5509) - عن مالك، عن عُمر بن مسلم، عن سعيد بن المسيب، عن أمِّ سَلَمة، موقوفاً.

وسلف برقم (26474).

وانظر ما بعده.

(1)

حديث صحيح. إسماعيل بن محمد: هو ابن جَبَلة البغدادي، ثقة من رجال "التعجيل"، ومحمد بن عَمرو: هو ابنُ عَلْقَمة بنِ وقَّاص الليثي، مختلف فيه، وهو حسن الحديث، وقد توبع.

وأخرجه مسلم (1977)(42)، وأبو داود (2791)، وأبو عَوانة 5/ 205، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5513)، وابن حبان (5917)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 321 من طريقين عن معاذ بن معاذ العنبري، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1977)(42) أيضاً، وأبو يعلى (6910)، وابن حبان (5918)، وأبو عَوانة 5/ 205، والبيهقي في "السنن" 9/ 266 من طرق عن محمد بن عمرو، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (557) من طريق سهل بن عثمان، عن جُنادة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمة، عن أمِّ سلمة، به. وجُنادة: -وهو ابنُ سَلْم- ضعيف.

وانظر ما قبله.

ص: 260

26656 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ نَبْهَانَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا وَجَدَ الْمُكَاتَبُ مَا يُؤَدِّي، فَاحْتَجِبْنَ (1) مِنْهُ "(2).

26657 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ سَفِينَةَ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ حُضِرَ، جَعَلَ يَقُولُ:" الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ". فَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ بِهَا، وَمَا يَكَادُ يَفِيصً بِهَا لِسَانُهُ (3).

26658 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ:

(1) في (ظ 2) و (ق): فاحتجبي.

(2)

إسناده ضعيف. وقد سلف الكلام عليه في الرواية (26473).

(3)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو الخليل -وهو صالح بن أبي مريم- لم يسمع من سَفِينة، وقد أشرنا إلى ذلك في الرواية السالفة برقم (26483)، ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير سفينةَ مولى أمِّ سَلَمة، فمن رجال مسلم. بَهْز: هو ابنُ أَسَد العَمِّيّ، وهمَّام: هو ابنُ يحيى العَوْذي.

وأخرجه عَبْد بن حُمَيد في "المنتخب"(1542)، وابن سعد 2/ 253 - 254، والنسائي في "الكبرى"(7100)، وابنُ ماجه (1625)، وأبو يعلى (6979)، والبغوي في "شرح السنة"(2415) من طريق يزيد بن هارون، عن همَّام، بهذا الإسناد.

وذكرنا شواهده التي يصحُّ بها في الرواية (26483)، وسيأتي برقم (26727).

ص: 261

سَمِعْتُ عَبْدَ رَبِّ (1) بْنِ سَعِيدٍ - قَالَ حَجَّاجٌ: وَعَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ (2) - أَخَا يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: اخْتَلَفَ أَبُو هُرَيْرَةَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ فِي الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا إِذَا وَضَعَتْ حَمْلَهَا، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: تَزَوَّجُ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، أَبْعَدَ الْأَجَلَيْنِ. قَالَ: فَبَعَثُوا إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَتْ: تُوُفِّيَ زَوْجُ سُبَيْعَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، فَوَلَدَتْ بَعْدَ وَفَاتِهِ بِخَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً (3). قَالَ (4): فَخَطَبَهَا رَجُلَانِ، قَالَ: فَحَطَّتْ بِنَفْسِهَا إِلَى أَحَدِهِمَا، فَلَمَّا خَشُوا أَنْ تَفْتَاتَ بِنَفْسِهَا إِلَى أَحَدِهِمَا، قَالُوا (5): إِنَّكِ لَمْ تَحِلِّين، فَانْطَلَقَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" قَدْ حَلَلْتِ (6)، فَانْكِحِي مَنْ شِئْتِ "(7).

(1) في (م): عبد ربه.

(2)

قوله: قال حجاج: وعبد ربه بن سعيد، ليس في (م).

(3)

في (ظ 6): خمس عشرة نصف شهر.

(4)

قوله: قال، ليس في (م).

(5)

في (ظ 6): أن تفتات نفسها قالوا.

(6)

في (ظ 6): أحللت.

(7)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، والرجل الذي بعثوه هو كُريب مولى ابن عباس، كما جاء مصرحاً به في الرواية (26675)، إلا أن أبا سلمة سمعه من أمِّ سلمة دون واسطة، كما جاء مصرحاً به في الرواية (26711)، وكأنهم بعثوا كُريباً إلى أمِّ سلمة مرة، وبعثوا أبا سلمة إليها أخرى، كما يُستفاد من سياق رواية الطيالسي الآتية في التخريج. حجِّاج: هو ابنُ محمد المِصِّيصي.

وأخرجه الطيالسي (1593) -ومن طريقه النسائي في "المجتبى" 6/ 191 - عن شعبة، عن عبد ربه، قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن، قال: =

ص: 262

26659 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ مِنْ أَصْحَابِي لَمَنْ لَا يَرَانِي بَعْدَ أَنْ أَمُوتَ أَبَدًا ". قَالَ: فَخَرَجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مِنْ عِنْدِهَا مَذْعُورًا حَتَّى دَخَلَ عَلَى عُمَرَ، فَقَالَ لَهُ: اسْمَعْ مَا تَقُولُ أُمُّكَ، فَقَامَ عُمَرُ حَتَّى أَتَاهَا، فَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَسَأَلَهَا، ثُمَّ قَالَ: أَنْشُدُكِ بِاللهِ، أَمِنْهُمْ أَنَا؟ فَقَالَتْ: لَا، وَلَنْ أُبَرِّئَ بَعْدَكَ أَحَدًا " (1).

26660 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ، أَنَّ أُمَّهُ زَيْنَبَ ابْنَةَ أَبِي سَلَمَةَ، أَخْبَرَتْهُ

= سمعتُ أبا هريرة وابن عباس اختلفا في المرأة إذا توفِّيَ عنها زوجُها وهي حامل، فقال ابن عباس: آخر الأجلين، وقال أبو هريرة: إذا وضعت ما في بطنها فقد حلَّت. فبعثاني إلى أم سلمة، فأتيتُها، فسألتُها

فذكره، فالرجلُ الذي بعثوه هو أبو سلمة نفسه.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (546) من طريق ابن أبي عديّ، عن شعبة، عن عبد ربِّه بن سعيد، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أمِّ سَلَمة، به.

وسلف نحوه برقم (26471).

قال السندي: قوله: فحَطَّتْ بنفسها، بحاء وطاء مهملتين وتشديد الطاء، أي: مالت.

(1)

حديث صحيح، وهو مكرر (26549)، إلا أن شيخ أحمد هنا هو حجاج بن محمد المصيصي. وانظر (26489).

ص: 263

أَنَّ أُمَّهَا أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ تَقُولُ: أَبَى سَائِرُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُدْخِلْنَ عَلَيْهِنَّ أَحَدًا بِتِلْكَ الرَّضَاعَةِ، وَقُلْنَ لِعَائِشَةَ: وَاللهِ مَا نُرَى هَذَا إِلَّا رُخْصَةً أَرْخَصَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِسَالِمٍ خَاصَّةً، فَمَا هُوَ بِدَاخِلٍ عَلَيْنَا أَحَدٌ بِهَذِهِ الرَّضَاعَةِ، وَلَا رَائِينَا (1).

26661 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا عِيَاضٍ حَدَّثَ أَنَّ مَرْوَانَ بَعَثَ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا مَوْلَاهَا، فَقَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصْبِحُ جُنُبًا، فَيَصُومُ، وَلَا يُفْطِرُ، قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَأَخْبَرَهُ، فَبَعَثَ (2) إِلَى عَائِشَةَ، فَبَعَثَ إِلَيْهَا (3)

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو عُبيدة بن عبد الله بن زَمْعة روى له مسلم هذا الحديث. وبقية رجاله رجال الشيخين. حجَّاج: هو ابنُ محمد المِصِّيصي، ولَيْث: هو ابن سعد، وعُقيل: هو ابن خالد الأَيْلي.

وأخرجه مسلم (1454)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 106، وفي "الكبرى"(5478)، والبيهقي في "السنن" 7/ 460، وفي "السنن الصغير"(2869)، وفي "معرفة السنن"(15479)، من طريقين عن الليث، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (1947) من طريق ابن لَهيعة، عن عُقيل، ويزيد بن أبي حبيب، عن الزُّهري، عن أبي عُبيدة بن عبد الله بن زَمْعة، عن أمه زينب بنت أبي سلمة، أنها أخبرته أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم

فذكر نحوه، ولم يذكر أم سلمة في الإسناد.

وانظر (25415).

قال السندي: قولها: بتلك الرَّضاعة، أي: برضاعة الكبير، كما كانت في سالم.

(2)

في (م): قال: فبعث، وفي (ظ 6): فبعثه.

(3)

قوله: فبعث إليها، ليس في (ظ 2) ولا (ق).

ص: 264

مَوْلَاهَا - أَوْ غُلَامَهَا - ذَكْوَانَ، فَقَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ جِمَاعٍ غَيْرِ حُلُمٍ، فَيَصُومُ وَلَا يُفْطِرُ، فَقَالَ لَهُ (1): ائْتِ أَبَا هُرَيْرَةَ فَأَخْبِرْهُ، فَانْطَلَقَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَأَخْبَرَهُ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وَعَنْ عَائِشَةَ، فَقَالَ: هُمَا أَعْلَمُ (2).

26662 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ بَعَثَهُ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ وَعَائِشَةَ، قَالَ: فَلَقِيتُ غُلَامَهَا نَافِعًا، فَأَرْسَلْتُهُ إِلَيْهَا، فَسَأَلَهَا. قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيَّ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهَا قَالَتْ: إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ جِمَاعٍ غَيْرِ احْتِلَامٍ، ثُمَّ يُصْبِحُ صَائِمًا. قَالَ: فَأَتَيْتُ مَرْوَانَ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ لَتَأْتِيَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ فَلَتُخْبِرَنَّهُ بِهِ، فَأَتَيْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: هُنَّ أَعْلَمُ (3).

26663 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ بَعَثَهُ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ وَعَائِشَةَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ،

(1) في (ظ 6): ولا يفطر، قال: فرجع إليه فأخبره فقال له.

(2)

مرفوعه صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الكلام عليه عند الرواية (26082).

وانظر الحديثين بعده.

(3)

مرفوعه صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (26082)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو محمد بن جعفر.

ص: 265

إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: ثُمَّ لَقِيَ غُلَامَ عَائِشَةَ ذَكْوَانَ أَبَا عَمْرٍو. وَقَالَ: لَقِيتُ نَافِعًا غُلَامَ أُمِّ سَلَمَةَ (1).

26664 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وَعَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ يُدْرِكُهُ الْفَجْرُ وَهُوَ جُنُبٌ مِنْ أَهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ وَيَصُومُ (2).

26665 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَخْبَرَتْهُ (3) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا فِي رَمَضَانَ مِنْ أَهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ وَيَصُومُ (4).

(1) مرفوعه صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (26082) سنداً ومتناً.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو مكرر الحديث (26624)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو رَوْح، وهو ابنُ عُبادة.

(3)

قوله: أخبرته، ليس في (ظ 6).

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف صالح -وهو ابن أبي الأخضر- وقد اختُلف عليه فيه:

فرواه رَوْح -كما في هذه الرواية- عنه، عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عائشة.

ثم رواه رَوْح عنه كذلك كما في الرواية (26667)، فقال: عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أمِّ سلمة.

ورواه النَّضْر بن شُميل -كما عند إسحاق بن راهويه (664) - عنه، عن الزُّهري، عن عروة، عن عائشة، به.

وقد سلف نحوه برقم (24062) و (26624).

ص: 266

26666 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: مَنْ أَصْبَحَ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ احْتِلَامٍ (1)، فَلَا يَصُومُ.

فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ وَأَبُوهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَتَّى دَخَلَا عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ وَعَائِشَةَ، فَكِلْتَاهُمَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ احْتِلَامٍ، ثُمَّ يَصُومُ، فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ وَأَبُوهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَأَتَيَا مَرْوَانَ، فَحَدَّثَاهُ، ثُمَّ قَالَ: عَزَمْتُ عَلَيْكُمَا لَمَا انْطَلَقْتُمَا إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَحَدَّثْتُمَاهُ، فَانْطَلَقَا إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَأَخْبَرَاهُ. قَالَ: هُمَا قَالَتَاهُ لَكُمَا؟ فَقَالَا: نَعَمْ، قَالَ: هُمَا أَعْلَمُ، إِنَّمَا أَنَبَأَنِيهِ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ (2).

26667 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا صَالِحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ (3) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا، ثُمَّ يَصُومُ يَوْمَهُ (4).

(1) قوله: من غير احتلام، ليس في (ظ 6).

(2)

إسناده صحيح، وهو مكرر (25673) سنداً ومتناً.

(3)

قوله: أخبرته، ليس في (ظ 6).

(4)

حديث صحيح، وقد سلف الكلام على هذا الإسناد في الرواية السَّالفة برقم (26665).

ص: 267

26668 -

حَدَّثَنَا (1) يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: مَنْ أَصْبَحَ جُنُبًا فَلَا يَصُومُ.

فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ وَأَبُوهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَتَّى دَخَلَا عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ وَعَائِشَةَ، فَكِلْتَاهُمَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ احْتِلَامٍ، ثُمَّ يَصُومُ، فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ وَأَبُوهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَأَتَيَا مَرْوَانَ، فَحَدَّثَاهُ، ثُمَّ قَالَ: عَزَمْتُ عَلَيْكُمَا لَمَا انْطَلَقْتُمَا إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَحَدَّثْتُمَاهُ، فَانْطَلَقَا إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَأَخْبَرَاهُ، قَالَ: هُمَا قَالَتَاهُ لَكُمَا؟ فَقَالَا: نَعَمْ، قَالَ: هُمَا أَعْلَمُ، إِنَّمَا أَنَبَأَنِيهِ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ (2).

26669 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بِمِنًى، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَصَابَ (3) أَحَدَكُمْ مُصِيبَةٌ، فَلْيَقُلْ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، عِنْدَكَ أَحْتَسِبُ (4) مُصِيبَتِي فَأْجُرْنِي (5) فِيهَا، وَأَبْدِلْنِي

(1) لم يرد هذا الحديث في (ظ 6)، وجاء في هامش كل من (ظ 2) و (ق): مكرر.

(2)

إسناده صحيح، وهو مكرر (25673) و (26666) سنداً ومتناً.

(3)

في (ظ 6): أصابت.

(4)

في (م): احتسبت.

(5)

في (ظ 6): وأجرني.

ص: 268

مَا هُوَ (1) خَيْرٌ مِنْهَا ". فَلَمَّا احْتُضِرَ أَبُو سَلَمَةَ، قَالَ: اللهُمَّ اخْلُفْنِي فِي أَهْلِي بِخَيْرٍ، فَلَمَّا قُبِضَ، قُلْتُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللهُمَّ عِنْدَكَ أَحْتَسِبُ مُصِيبَتِي، فَأْجُرْنِي فِيهَا. قَالَتْ: وَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ: وَأَبْدِلْنِي خَيْرًا مِنْهَا، فَقُلْتُ: وَمَنْ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ، فَمَا زِلْتُ حَتَّى قُلْتُهَا، فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا خَطَبَهَا أَبُو بَكْرٍ فَرَدَّتْهُ، ثُمَّ خَطَبَهَا عُمَرُ فَرَدَّتْهُ، فَبَعَثَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: مَرْحَبًا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَبِرَسُولِهِ، أَخْبِرْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّي امْرَأَةٌ غَيْرَى، وَأَنِّي مُصْبِيَةٌ، وَأَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِي شَاهِدًا، فَبَعَثَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَمَّا قَوْلُكِ: إِنِّي مُصْبِيَةٌ، فَإِنَّ اللهَ سَيَكْفِيكِ صِبْيَانَكِ، وَأَمَّا قَوْلُكِ: إِنِّي غَيْرَى، فَسَأَدْعُو اللهَ أَنْ يُذْهِبَ غَيْرَتَكِ، وَأَمَّا الْأَوْلِيَاءُ، فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْهُمْ شَاهِدٌ وَلَا غَائِبٌ إِلَّا سَيَرْضَانِي ". قُلْتُ: يَا عُمَرُ، قُمْ فَزَوِّجْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَمَا إِنِّي لَا أَنْقُصُكِ شَيْئًا مِمَّا أَعْطَيْتُ أُخْتَكِ فُلَانَةَ رَحَيَيْنِ وَجَرَّتَيْنِ، وَوِسَادَةً مِنْ أَدَمٍ، حَشْوُهَا لِيفٌ ". قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْتِيهَا، فَإِذَا جَاءَ أَخَذَتْ زَيْنَبَ، فَوَضَعَتْهَا فِي حِجْرِهَا لِتُرْضِعَهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَيِيًّا كَرِيمًا، يَسْتَحْيِي، فَيَرْجِعُ (2)، فَفَعَلَ ذَلِكَ مِرَارًا، فَفَطِنَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ لِمَا تَصْنَعُ، فَأَقْبَلَ ذَاتَ يَوْمٍ وَجَاءَ عَمَّارٌ، وَكَانَ أَخَاهَا لِأُمِّهَا، فَدَخَلَ عَلَيْهَا،

(1) في (ظ 6): وأبدلني منها ما هو.

(2)

في (م): فرجع.

ص: 269

فَانْتَشَطَهَا مِنْ حِجْرِهَا، وَقَالَ: دَعِي هَذِهِ الْمَقْبُوحَةَ الْمَشْقُوحَةَ الَّتِي آذَيْتِ بِهَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: وَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَ، فَجَعَلَ يُقَلِّبُ بَصَرَهُ فِي الْبَيْتِ وَيَقُولُ:" أَيْنَ زَنَابُ؟ مَا فَعَلَتْ زَنَابُ؟ " قَالَتْ: جَاءَ عَمَّارٌ، فَذَهَبَ بِهَا، قَالَ: فَبَنَى بِأَهْلِهِ، ثُمَّ قَالَ:" إِنْ شِئْتِ أَنْ أُسَبِّعَ لَكِ، سَبَّعْتُ لِلنِّسَاءِ "(1).

26670 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ. وَقَالَ: سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: ابْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ. مُرْسَلٌ (2).

(1) بعضه صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرّر الرواية (16343) المختصرة، غير أن شيخ أحمد هنا هو عفان، وهو ابن مسلم الصَّفَّار.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 244 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، ولم يسق لفظه بتمامه.

وأخرجه ابن سعد 8/ 89 - 90 عن عفان، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (26697).

وقوله: "إذا أصاب أحدكم

" إلى قوله: "فأَبْدِلْني خيراً منها" سلف بإسناد صحيح برقم (26635).

وقوله: "فأدعو الله أن يُذهب غيرتك" هو عند مسلم (918)(3).

وقوله: "إن شئْتِ أن أُسبِّع لكِ سبَّعتُ للنساء"، سلف بإسناد صحيح برقم (26504).

وقصة زواج أم سلمة أخرج مسلم نحوها برقم (918)(من حديث أمِّ سَلَمة).

قال السندي: قولها: وأني مُصْبِيةٌ، اسم فاعل من أصبت المرأة: إذا صارت ذات صبيان.

(2)

هو مكرر ما قبله، وله إسنادان: =

ص: 270

26671 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لِي مِنْ أَجْرٍ فِي بَنِي أَبِي سَلَمَةَ أَنْ أُنْفِقَ عَلَيْهِمْ؟ وَلَسْتُ بِتَارِكَتِهِمْ هَكَذَا وَهَكَذَا، إِنَّمَا هُمْ بَنِيَّ؟ قَالَ:" نَعَمْ، لَكِ فِيهِمْ (1) أَجْرٌ مَا أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ "(2).

= الأول: عفَّان، عن جعفر بن سليمان -وهو الضُّبَعي- عن ثابت -وهو ابن أَسْلَم البُناني- قال: حدثني عمر بن أبي سلمة، عن أم سلمة .. وقد أخطأ فيه جعفر بن سليمان الضُّبَعي فيما ذكر ابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 245 فقال: قول جعفر بن سليمان في هذا الحديث: عن ثابت، حدثني عمر بن أبي سلمة، خطأ، وإنما هو لثابت، عن ابن عمر بن أبي سلمة، كما قال حماد بن سلمة، وسليمان بن المغيرة.

والثاني: عفان، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن ابن عمر بن أبي سلمة، أن أبا سلمة، وهذا إسناد منقطع، وعبَّر عنه بالمرسل.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 245 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وبالإسناد الأول أخرجه عبد الرزاق (6701) -ومن طريقه الطبراني في "الدعاء"(1230) - عن جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن عمر بن أبي سلمة، عن أمه أم سلمة، عن زوجها أبي سلمة، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره مختصراً.

وبالإسناد الثاني أخرجه أبو يعلى (6908) عن هدبة بن خالد، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، قال: حدثني ابن أمِّ سلمة أن أبا سلمة جاء إلى أمِّ سلمة، فقال: لقد سمعت

فذكره بطوله.

(1)

قوله: "فيهم" ليس في (ظ 6).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (26509) سنداً ومتناً.

ص: 271

26672 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ (1) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ سَاهِمُ الْوَجْهِ، قَالَتْ: فَحَسِبْتُ ذَلِكَ مِنْ وَجَعٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَاكَ سَاهِمَ الْوَجْهِ، أَفَمِنْ وَجَعٍ؟ فَقَالَ:" لَا، وَلَكِنَّ الدَّنَانِيرَ السَّبْعَةَ الَّتِي أُتِينَا بِهَا أَمْسِ، أَمْسَيْنَا وَلَمْ نُنْفِقْهَا، نَسِيتُهَا فِي خُصْمِ الْفِرَاشِ "(2).

26673 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ امْرَأَةٍ، مِنْهُمْ أَنَّهَا سَأَلَتْ أُمَّ سَلَمَةَ عَنِ النَّبِيذِ، فَقَالَتْ: كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ،

(1) في (ظ 6): دخلت على.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. زائدة: هو ابنُ قدامة الثقفي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 238 عن حُسين بن علي الجُعفي، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة أيضاً 13/ 238 عن أبي أسامة، وأبو يعلى (7017)، والطبراني في "الكبير" 23/ (751) من طريق معاوية بن عمرو، كلاهما عن زائدة، به.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 38، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالُهما رجالُ الصحيح.

وسلف برقم (26514).

ص: 272

نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمُزَفَّتِ، وَالدُّبَّاءِ (1)، وَالْحَنْتَمِ (2).

26674 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ وَاصِلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ. وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْحَجُّ جِهَادُ كُلِّ ضَعِيفٍ "(3).

26675 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ اجْتَمَعَ هُوَ وَابْنُ عَبَّاسٍ عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَبَعَثُوا كُرَيْبًا مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، يَسْأَلُهَا، فَذَكَرَتْ أُمُّ سَلَمَةَ أَنَّ سُبَيْعَةَ الْأَسْلَمِيَّةَ تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا، فَنُفِسَتْ بَعْدَهُ بِلَيَالٍ، فَذَكَرَتْ سُبَيْعَةُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَهَا

(1) في (م): وعن الدُّبَّاء.

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام المرأة التي روت عن أمِّ سلمة. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير عمار الدُّهني -وهو ابن معاوية- فمن رجال مسلم. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الزُّبيري، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي.

وقولها: "كلُّ مُسكر حرام" له شواهد كثيرة، ذكرناها في مسند ابن عمر عند الرواية (4644)، وفي مسند ابن عمرو عند الرواية (6478).

وقولها: نهى عن المُزَفَّت والدُّبَّاء والحَنتُم، له شواهد كثيرة، ذكرتاها في مسند ابن عمر عند الرواية (4465).

وانظر (26634).

(3)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (26520)، إلا أن شيخي الإمام أحمد هنا هما: عبد الواحد بن واصل: وهو السَّدوسي، ويزيد بن هارون.

ص: 273

أَنْ تَتَزَوَّجَ (1)(2).

(1) في (ظ 6): تَزَوَّج.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 296 - 297، ومسلم (1485)، والدارمي (2279)، وابنُ الجارود في "المنتقى"(762)، وأبو يعلى (6978)، والبيهقي في "السنن" 7/ 429 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد، مطولاً.

وأخرجه مسلم (1485)(57)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 193، والدارمي (2280)، والطبراني في "الكبير" 23/ (574) من طريقين عن يحيى بن سعيد، به.

وأخرجه مسلم (1485)، والترمذي (1194)، والنسائي 6/ 192 - 193 من طريق ليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، به. إلا أن ليثاً قال في حديثه: فأرسلوا إلى أمِّ سلمة، ولم يُسَمِّ كُريباً. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه النسائي 6/ 193، والطبراني في "الكبير" 23/ (574) من طريق يحيى بن آدم، عن سفيان الثوري، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن كُريب، عن أمِّ سلمة، به.

وأخرجه الطبراني 23/ (556) من طريق يزيد بن أبي حكيم، عن سفيان الثوري، عن محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمة، عن أمِّ سَلَمة، به، دون القصة ولم يذكر كُريباً في الإسناد.

وأخرجه بنحوه مطوَّلاً ومختصراً عبد الرزاق (11723)، والبخاري (4909)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 192، وفي "الكبرى"(11606) -وهو في "التفسير"(626) - وابن حبان (4295)، والطبراني 23/ (536) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سَلَمة، به. إلا أن عبد الرزاق لم يذكر كُريباً.

وأخرجه البخاري (5318)، والنسائي في "الكبرى" 6/ 193 - 194، والبيهقي في "السنن" 7/ 429 من طريق عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن أبي سلمة، عن زينب بنت أبي سَلَمة، عن أمها أم سلمة، فذكر نحوه. =

ص: 274

26676 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَ:

= وأخرجه عبد الرزاق (11725) -ومن طريقه النسائي 6/ 194 - عن ابن جريج، قال: أخبرني داود بن أبي عاصم، أن أبا سلمة أخبره، قال: بينما أنا وأبو هريرة عند ابن عباس، إذ جاءته امرأة، فقالت: توفي زوجي، وهي حامل، فذكرت أنها وضعت لأدنى من أربعة أشهر من يوم مات عنها، فقال ابن عباس: أنتِ لآخر الأجلين. فقال أبو سلمة: فقلت: إن عندي علماً، فقال ابن عباس: علي بالمرأة، فقال أبو سلمة: أخبرني رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن سُبَيْعةَ الأسلمية جاءت النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقالت: توفّي عنها زوجها، فوضعت، فأخبرته بأدنى من أربعة أشهر من يوم مات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا سبيعة اربعي بنفسك، قال أبو هريرة: وأنا أشهد على ذلك. فقال ابن عباس للمرأة: اسمعي ما تسمعين.

قلنا: وسيرد برقم (27438) من طريق ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة، قال: دخلتُ على سبيعة بنت أبي برزة الأسلمية، فسألتُها عن أمرها، فقالت

فذكر نحوه.

قال الحافظ في "الفتح" 9/ 471: وهذا الاختلاف على أبي سلمة لا يقدح في صحة الخبر، فإن لأبي سلمة اعتناءً بالقصة من حين تنازع هو وابن عباس فيها، فكأنه لما بلغه الخبر من كُريب عن أمِّ سلمة لم يقتنع بذلك حتى دخل عليها، ثم دخل على سبيعة صاحبة القصة نفسها، ثم تحمَّلها عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الرجل يحتمل أن يكون هو المِسْور بن مَخْرمة، كما يأتي في الطريقة الثالثة [(5320)]، ويحتمل أن يكون أبا هريرة، فإنَّ في آخر الحديث عند النسائي: فقال أبو هريرة: أشهدُ على ذلك. فيحتمل أن يكون أبو سلمة أبهمه أولاً لما قال: أخبرني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد سلف برقم (26471) و (26658).

وسيرد برقم (26715).

ص: 275

حَدَّثَتْنَا أُمُّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، وَحَضَرَ الْعَشَاءُ، فَابْدَؤُوا بِالْعَشَاءِ "(1).

26677 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي امْرَأَةٌ أَشُدُّ ضَفْرَ رَأْسِي، أَفَأَنْقُضُهُ عِنْدَ الْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ؟ فَقَالَ:" إِنَّمَا يَكْفِيكِ ثَلَاثُ حَفَنَاتٍ (2) تَصُبِّينَهَا عَلَى رَأْسِكِ "(3).

26678 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ ذَكْوَانَ

(1) حديث صحيح لغيره، وهو مكرر (26499)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو يزيد بن هارون. وقد صرَّح ابن إسحاق هناك بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه.

وذكرنا في الرواية (26499) شاهده الذي يصح به.

(2)

في (ظ 6): حثيات.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن رافع -وهو المخزومي- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أيوب بن موسى: هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص.

وأخرجه مسلم (330)، وأبو عوانة 1/ 300 - 301 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(1046) -ومن طريقه مسلم (330)، وأبو عوانة 1/ 301، والطبراني في "الكبير" 23/ (657)، والبيهقي في "السنن" 1/ 181 - عن سفيان الثوري، به. وعنده: للجنابة والحيضة.

وسلف برقم (26477).

ص: 276

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعَصْرَ، ثُمَّ دَخَلَ بَيْتِي، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، صَلَّيْتَ صَلَاةً لَمْ تَكُنْ تُصَلِّيهَا، فَقَالَ:" قَدِمَ عَلَيَّ مَالٌ، فَشَغَلَنِي عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ (1) كُنْتُ أَرْكَعُهُمَا بَعْدَ الظُّهْرِ، فَصَلَّيْتُهُمَا الْآنَ ". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَنَقْضِيهِمَا إِذَا فَاتَتْنَا (2)، قَالَ:" لَا "(3).

(1) في (ظ 6): ركعتين.

(2)

في (م): فاتتا، وهي نسخة السندي.

(3)

صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين بعد العصر صحيح، وهذا إسنادٌ رجاله ثقات رجال الصحيح، غير أنه اختلف فيه كما سيرد. ذكوان: هو مولى عائشة.

فرواه يزيد بن هارون -كما في هذه الرواية، وعند أبي يعلى (7028)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 306، وابن حبان (2653) - وهدبةُ بنُ خالد -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3084) - وحجّاجُ بن منهال -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (501) - ثلاثتُهم عن حمَّاد بن سَلَمة، بهذا الإسناد، إلا أن هُدْبة وحجاجاً لم يذكرا قولها: أفنقضيهما؟ قال: "لا".

وخالفهم أبو الوليد الطيالسي -فيما أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 302 - وعبد الملك بنُ إبراهيم الجُدِّي -فيما أخرجه البيهقي في "السنن" 2/ 457 - كلاهما عن حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، عن ذكوان مولى عائشة، عن عائشة، عن أمِّ سلمة، به. ليس فيه: أفنقضيهما؟ قال: "لا". وزاد في الإسناد: عائشة.

قلنا: وقوله: أفنقضيهما، قال: لا. زيادة ضعيفة تفرَّد بها يزيد بن هارون من بين الرواة عن حمَّاد بن سلمة.

ورواه محمد بن إسحاق -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 175 - عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن ذكوان مولى عائشة، عن عائشة، لم يذكر أمَّ سلمة. =

ص: 277

26679 -

حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كَعْبٍ صَاحِبُ الْحَرِيرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأُمِّ سَلَمَةَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، مَا كَانَ أَكْثَرَ دُعَاءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ عِنْدَكِ؟ قَالَتْ كَانَ أَكْثَرُ دُعَائِهِ:" يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ " قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَكْثَرَ دُعَاءَكَ: يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ؟ قَالَ:" يَا أُمَّ سَلَمَةَ، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ آدَمِيٍّ (1)، إِلَّا وَقَلْبُهُ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللهِ عز وجل مَا شَاءَ أَقَامَ، وَمَا شَاءَ أَزَاغَ ".

قَالَ عَبْدُ اللهِ: سَأَلْتُ أَبِي: عَنْ أَبِي كَعْبٍ؟ فَقَالَ: ثِقَةٌ، وَاسْمُهُ عَبْدُ رَبِّهِ

= وخالفه الوليد بن كثير -فيما أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 302 - فرواه عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن عبد الرحمن بن أبي سفيان، أن معاويهّ أرسل إلى عائشة رضي الله عنها يسألها عن السجدتين، فقالت: ليس عندي صلّاهما، ولكنَّ أمَّ سَلَمة رضي الله عنها حدَّثتني أنه صلّاهما عندها

فذكر نحوه.

وقد سلف نحوه برقم (26515)، وفيه أنه حُبس عن الركعتين بعد الظهر

، وهو حديث صحيح.

وانظر (24945).

قال السندي: قولها: أفنقضيهما إذا فاتتا، يحتمل أن مرادَها السؤال عن وجوب القضاء، فلذلك قال:"لا" وحينئذ فيمكن أن يكون القضاء مندوباً، ويحتمل أن مرادها القضاء مطلقاً، فالجواب يُفيد أن الرواتب لا تقضى، لا وجوباً ولا ندباً، تمييزاً بينها وبين الفرائض، ويخرج من ذلك سنة الفجر إذا فاتت مع الفرض، فقد جاء قضاؤها تبعاً للفرض، والله أعلم.

(1)

في (م): ما من آدمي.

ص: 278

ابْنُ عُبَيْدٍ (1).

26680 -

حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ الْحَسَنِ (2)، عَنْ أُمِّهِ (3)، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: مَا نَسِيتُهُ (4) يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَقَدِ اغْبَرَّ صَدْرُهُ وَهُوَ يُعَاطِيهِمُ اللَّبِنَ، وَيَقُولُ:

" اللهُمَّ إِنَّ الْخَيْرَ خَيْرُ الْآخِرَهْ فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ "

قَالَ: فَأَقْبَلَ عَمَّارٌ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: " وَيْحَكَ (5) ابْنَ سُمَيَّةَ،

(1) حديث صحيح بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شَهْر بن حَوْشب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي كعب صاحب الحرير -وهو عبد ربه بن عبيد الأزدي- فقد روى له الترمذي، وهو ثقة.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 10/ 209 - 210 و 11/ 37، وفي "الإيمان"(56)، والترمذي (3522)، وابن أبي عاصم في "السنة"(223) و (232)، وأبو يعلى (6986) من طريق معاذ بن معاذ، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1608)، وأبو يعلى (6920)، والطبراني في "الكبير" 23/ (772)، وفي "الدعاء"(1257) من طرق عن أبي كعب صاحب الحرير، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (865)، والآجري في "الشريعة" ص 316 من طريق الحسن، عن أمه، عن أمِّ سَلَمة، به.

وسلف مختصراً برقم (26519).

وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6569)، وذكرنا هناك بقية شواهده.

(2)

في (م): الحسين، وهو خطأ.

(3)

قوله: "عن أمه" ليس في (ظ 6).

(4)

في (ق): نسيت.

(5)

في (ظ 6): ويلك، وفي (ظ 2) و (ق): ويحك يا ابن سمية.

ص: 279

تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ ". قَالَ: فَحَدَّثْتُهُ مُحَمَّدًا، فَقَالَ: عَنْ أُمِّهِ؟ أَمَا إِنَّهَا قَدْ كَانَتْ تَلِجُ عَلَى أَمِّ الْمُؤْمِنِينَ (1).

26681 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ بِالنِّسَاءِ؟ قَالَ:" يُرْخِينَ (2) شِبْرًا ". قُلْتُ: إِذَنْ يَنْكَشِفَ عَنْهُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " فَذِرَاعٌ لَا يَزِدْنَ عَلَيْهِ "(3).

26682 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَاءٌ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: جَعَلَتْ شَعَائِرَ مِنْ ذَهَبٍ فِي رَقَبَتِهَا، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَعْرَضَ عَنْهَا، فَقُلْتُ: أَلَا تَنْظُرُ إِلَى زِينَتِهَا؟ فَقَالَ: " عَنْ زِينَتِكِ أُعْرِضُ ". قَالَ: زَعَمُوا أَنَّهُ قَالَ: " مَا ضَرَّ إِحْدَاكُنَّ لَوْ جَعَلَتْ خُرْصًا مِنْ وَرِقٍ، ثُمَّ جَعَلَتْهُ بِزَعْفَرَانٍ "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (26482)، إلا أن شيخ أحمد هنا هو معاذ، وهو ابنُ معاذ العنبري.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (854) من طريق معاذ بن معاذ، بهذا الإسناد.

(2)

في (ظ 2) و (ق): ترخين.

(3)

حديث صحيح، وهو مكرّر الحديث (26511)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو محمد بنُ عُبيد الطنافسي.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(6142) من طريق محمد بن عُبيد، بهذا الإسناد.

(4)

إسناده ضعيف لانقطاعه، عطاء -وهو ابن أبي رباح- لم يسمع من =

ص: 280

26683 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ (1)، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيٍّ، أَنَّ عِكْرِمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ أَخْبَرْتُهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَلَفَ أَنْ لَا يَدْخُلَ عَلَى بَعْضِ أَهْلِهِ شَهْرًا، فَلَمَّا مَضَى تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ يَوْمًا، غَدَا عَلَيْهِمْ - أَوْ رَاحَ - فَقِيلَ لَهُ: حَلَفْتَ يَا نَبِيَّ اللهِ لَا (2) تَدْخُلُ عَلَيْهِمْ شَهْرًا؟ فَقَالَ: " إِنَّ الشَّهْرَ تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ يَوْمًا "(3).

= أمِّ سلمة، فيما قال عليُّ ابن المديني، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. رَوْح: هو ابن عُبادة، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (614) من طريق خُصَيْف، عن عبد الكريم، عن عكرمة، عن أمِّ سَلَمة بلفظ: إنما نهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن الذهب، قلنا: يا رسول الله، المَسَك يُضَبَّبُ بالذهب؟ قال:"لا، إلا أن يكون بفضة، ثم الطخيه بزعفران". وإسناده ضعيف لضعف خُصيف، ولم يتحرر لنا سماع عكرمة من أمِّ سلمة.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 148 وقال: رواه أحمد والطبراني، وسياقه أحسن، وقال فيه: فقطعتها، فأقبل علي بوجهه، ورجال أحمد رجال الصحيح.

وسلف برقم (24048).

وانظر (26735).

(1)

كذا في النسخ الخطية و (م)، ووقع في "أطراف المسند":"حجاج" بدل: "روح"، وكلاهما من شيوخ أحمد، وقد رُوي الحديثُ من طريقهما معاً، كما في مصادر التخريج، فهل رواه أحمد عنهما أيضاً، كما تُشير إليه نسخة الحافظ أم وهمَ الحافظ في ذكر حجّاج بدل رَوْح؟!

(2)

في (ظ 6): أن لا.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عكرمة بن عبد الرحمن: هو ابن =

ص: 281

26684 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَ سَفِينَةُ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ عَامَّةُ وَصِيَّةِ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ مَوْتِهِ:" الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ". حَتَّى جَعَلَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُلَجْلِجُهَا فِي صَدْرِهِ، وَمَا يَفِيصُ بِهَا لِسَانُهُ (1).

26685 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: " رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ،

= الحارث بن هشام المخزومي.

وأخرجه مسلم (1085)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 123، والطبراني في "الكبير" 23/ (683)، والمِزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة عكرمة بن عبد الرحمن) من طريق رَوْح، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1085)، والنسائي في "الكبرى"(9158) -وهو في "عشرة النساء"(276) - والطبراني في "الكبير"(684) من طريق حجاج، به.

وأخرجه البخاري (1910) و (5202)، ومسلم (1085)، وابن ماجه (2061)، وأبو يعلى (6987)، والطبراني في "الكبير"(682) من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، به.

وفي الباب عن عائشة، وقد سلف برقم (24050)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

(1)

حديث صحيح لغيره، وهو مكرر الحديث (26483)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو رَوْحُ بنُ عُبادة.

ص: 282

وَاهْدِنِي السَّبِيلَ الْأَقْوَمَ " (1).

26686 -

حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ وَلَدٍ لِابْنِ (2) عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَتْ: كُنْتُ امْرَأَةً لِي ذَيْلٌ طَوِيلٌ، وَكُنْتُ آتِي الْمَسْجِدَ، وَكُنْتُ أَسْحَبُهُ، فَسَأَلْتُ أُمَّ سَلَمَةَ، قُلْتُ: إِنِّي امْرَأَةٌ ذَيْلِي (3) طَوِيلٌ، وَإِنِّي آتِي الْمَسْجِدَ، وَإِنِّي أَسْحَبُهُ عَلَى الْمَكَانِ الْقَذِرِ، ثُمَّ أَسْحَبُهُ عَلَى الْمَكَانِ الطَّيِّبِ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا مَرَّتْ عَلَى الْمَكَانِ الْقَذِرِ، ثُمَّ مَرَّتْ عَلَى الْمَكَانِ الطَّيِّبِ، فَإِنَّ (4) ذَلِكَ طَهُورٌ "(5).

26687 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ

(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (26591)، إلا أن شيخ أحمد هنا هو رَوْح وهو ابن عُبادة.

(2)

لفظة "لابن"سقطت من (ظ 6).

(3)

في (ظ 2) و (ق): لي ذيل.

(4)

في (ظ 6): "فهو طهور"، بدل:"فإن ذلك طهور".

(5)

حديث صحيح لغيره، وهو مكرر (26488)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا: هو صفوان بن عيسى.

قال السندي: قوله: "فإن ذلك طهور"، أي: في النجس الجامد الذي يوجد غالباً في الطرق والأسواق، والمراد أنه إذا اتصل بالثوب شيء من مكان، فالمرور في مكان آخر يسقط عنه، والله تعالى أعلم.

ص: 283

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَرَجَ تَاجِرًا إِلَى بُصْرَى، وَمَعَهُ نُعَيْمَانُ وَسُوَيْبِطُ بْنُ حَرْمَلَةَ، وَكِلَاهُمَا بَدْرِيٌّ، وَكَانَ سُوَيْبِطٌ عَلَى الزَّادِ، فَجَاءَهُ نُعَيْمَانُ، فَقَالَ: أَطْعِمْنِي، فَقَالَ: لَا، حَتَّى يَأْتِيَ أَبُو بَكْرٍ، وَكَانَ نُعَيْمَانُ رَجُلًا مِضْحَاكًا مَزَّاحًا، فَقَالَ: لَأَغِيظَنَّكَ، فَذَهَبَ إِلَى نَاسٍ (1) جَلَبُوا ظَهْرًا، فَقَالَ: ابْتَاعُوا مِنِّي غُلَامًا عَرَبِيًّا فَارِهًا، وَهُوَ ذُو لِسَانٍ، وَلَعَلَّهُ يَقُولُ: أَنَا حُرٌّ، فَإِنْ كُنْتُمْ تَارِكِيهِ لِذَلِكَ، فَدَعُونِي، لَا تُفْسِدُوا عَلَيَّ غُلَامِي، فَقَالُوا: بَلْ نَبْتَاعُهُ مِنْكَ بِعَشْرِ قَلَائِصَ. فَأَقْبَلَ بِهَا يَسُوقُهَا، وَأَقْبَلَ بِالْقَوْمِ حَتَّى عَقَلَهَا، ثُمَّ قَالَ لِلْقَوْمِ: دُونَكُمْ هُوَ هَذَا، فَجَاءَ الْقَوْمُ، فَقَالُوا: قَدْ اشْتَرَيْنَاكَ. قَالَ سُوَيْبِطٌ: هُوَ كَاذِبٌ، أَنَا رَجُلٌ حُرٌّ، فَقَالُوا: قَدْ أَخْبَرَنَا خَبَرَكَ، وَطَرَحُوا الْحَبْلَ فِي رَقَبَتِهِ، فَذَهَبُوا بِهِ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَأُخْبِرَ، فَذَهَبَ هُوَ وَأَصْحَابٌ لَهُ، فَرَدُّوا الْقَلَائِصَ وَأَخْذُوهُ، فَضَحِكَ مِنْهَا (2) النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ حَوْلًا (3).

(1) في (م): أناس.

(2)

في (ظ 6): منه.

(3)

إسناده ضعيف لضعف زَمْعَة بنِ صالح. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الله بن وَهْب، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثَّقه الحافظ في "التقريب" وقد روى له الترمذي وابن ماجه والنسائي في "الخصائص".

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1620)، والمزي في "تهذيبه"(في ترجمة عبد الله بن وهب بن زمعة) من طريق رَوْح بن عبادة، بهذا الإسناد.

ورواه وكيع، واختُلف عليه في تسمية عبد الله بن وهب: =

ص: 284

26688 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي هِنْدُ ابْنَةُ الْحَارِثِ الْقُرَشِيَّةُ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهَا أَنَّ النِّسَاءَ فِي (1) عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كُنَّ (2) إِذَا سَلَّمَ مِنَ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ قُمْنَ، وَثَبَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَثَبَتَ مَنْ صَلَّى مِنَ الرِّجَالِ مَا شَاءَ اللهُ، فَإِذَا قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَامَ الرِّجَالُ (3).

= فأخرجه الطيالسي (1600)، وابن ماجه (3719) عن علي بن محمد الطنافسي، عن وكيع، كلاهما عن زَمْعة بن صالح، به.

وأخرجه ابن ماجه (3719)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 365 - 366، والطبراني في "الكبير" 23/ 699 من طريق ابن أبي شيبة، والطبراني كذلك من طريق سهل بن عثمان، كلاهما عن وكِيع، عن زَمْعة بن صالح، عن الزُّهري، قال: عن وهب بن عبد بن زَمْعة، عن أمِّ سلمة، به.

وذكر المِزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة وهب بن عبد بن زمعة) أن المحفوظ هو عبد الله بن وهب بن زمعة.

قال السندي: قوله: نُعيمان وسُويبط، مضبوطان بالتصغير.

مِضحاكاً، أي: كثير الضحك.

مزاحاً: كعلَّام، أي: كثير المزاح.

لأغيظنكَ: من الإغاظة، بنون التأكيد الثقيلة.

بعشر قلائص، أي: بعشر نوق.

حولاً، أي: عاماً، والظاهر أن الصحابة هم الذين يذكرون هذا الكلام فيما بينهم، ويضحكون منه، فهذا حدّ لضحكهم فقط.

(1)

في (ظ 6): على.

(2)

قولها: كنَّ، ليس في (م).

(3)

إسناده صحيح على شرط البخاري، هند بنت الحارث روى لها البخاري =

ص: 285

26689 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَحَرَمِيٌّ الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ صَاحِبٍ لَهُ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يَكُونُ اخْتِلَافٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ، فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنَ الْمَدِينَةِ هَارِبًا (1) إِلَى مَكَّةَ، فَيَأْتِيهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فَيُخْرِجُونَهُ وَهُوَ كَارِهٌ، فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، فَيُبْعَثُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنَ الشَّامِ، فَيُخْسَفُ بِهِمْ بِالْبَيْدَاءِ، فَإِذَا رَأَى النَّاسُ ذَلِكَ، أَتَتْهُ أَبْدَالُ الشَّامِ وَعَصَائِبُ الْعِرَاقِ، فَيُبَايِعُونَهُ (2)، ثُمَّ يَنْشَأُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَخْوَالُهُ كَلْبٌ، فَيَبْعَثُ إِلَيْهِ الْمَكِّيُّ بَعْثًا، فَيَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ، وَذَلِكَ بَعْثُ كَلْبٍ، وَالْخَيْبَةُ لِمَنْ لَمْ يَشْهَدْ غَنِيمَةَ كَلْبٍ، فَيَقْسِمُ الْمَالَ، وَيُعْمِلُ فِي النَّاسِ سُنَّةَ (3) نَبِيِّهِمْ صلى الله عليه وسلم وَيُلْقِي الْإِسْلَامُ بِجِرَانِهِ إِلَى الْأَرْضِ، يَمْكُثُ تِسْعَ

= هذا الحديث، وقد سلف الكلام عليها في الرواية (26541)، وبقية رجاله رجال الشيخين. يونس: هو ابن يزيد الأَيْلي.

وأخرجه البخاري (866)، وأبو يعلى (6983)، وابن خُزيمة (1718)، وابن حبان (2234) من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 67، وفي "الكبرى"(1256)، وابن حبان (2233)، وابن حزم في "المحلى" 4/ 261، والحافظ في "تغليق التعليق" 2/ 338 - 339 من طريق ابن وهب، وأبو يعلى (6909) من طريق حرملة، كلاهما عن يونس، به.

وسلف نحوه برقم (26541).

(1)

في (م): هارب.

(2)

في (ظ 6): فيتبعونه.

(3)

في (ظ 6): بسنة.

ص: 286

سِنِينَ ". قَالَ حَرَمِيٌّ: " أَوْ سَبْعَ " (1).

(1) حديث ضعيف لإبهام صاحب أبي خليل، ولاضطراب قتادة فيه:

فقد رواه عبد الصمد بن عبد الوارث وحَرَميُّ بنُ عُمارة -كما في هذه الرواية- ومعاذ بن هشام -فيما أخرجه أبو داود (4286) - ثلاثتهم عن هشام الدستوائي، عن قتادة، عن أبي الخليل صالح بن أبي مريم، عن صاحب له، عن أمِّ سلمه. وتابعه همَّام فيما أخرجه أبو داود (4287).

ورواه وهب بن جرير -فيما أخرجه أبو يعلى (6940)، ومن طريقه ابن حبان (6757) - عن هشام، عن قتادة، عن صالح أبي الخليل، عن صاحب له -وربما قال صالح عن مجاهد- عن أمّ سلمة، وعند ابن حبان: عن مجاهد، دون شك.

ورواه أبو العوام عمران بن داور -فيما أخرجه ابن أبي شيبة 15/ 45 - 46، وأبو داود (4288)، والطبراني في "الكبير" 23/ (930)، والحاكم 4/ 431 - عن قتادة، عن أبي الخليل، عن عبد اللّه بن الحارث، عن أم سلمة، به. وسكت عنه الحاكم، وقال الذهبي: أبو العوَّام عمران ضعَّفه غير واحد، وكان خارجياً.

ورواه معمر عن قتادة، واختلف عليه كذلك:

فأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (931) عن حفص بن عمر بن الصباح الرقّي، وفي "الأوسط"(1175) من طريق عبد الله بن جعفر، كلاهما عن عبيد الله بن عمرو، عن معمر، عن قتادة، عن مجاهد، عن أمّ سلمة، بنحوه. وزاد في "الأوسط": قال عبيد الله بن عمرو: فحدَّثْنا به ليثاً، قال: حدثني به مجاهد. وقال: لم يرو هذا الحديث عن معمر إلا عبيد الله.

وأخرجه أبو عمرو الداني في "الفتن"(595) من طريق علي بن معبد، عن عُبيد الله بن عمرو، عن معمر، عن قتادة، عن مجاهد، عن الخليل -أو أبي الخليل- عن أمِّ سلمة، به. وأخرجه عبد الرزاق (20769) عن معمر، عن قتادة، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم

فذكره منقطعاً.

قلنا: ومع ذلك قال ابن القيّم في "المنار المنيف" 1/ 145: والحديث =

ص: 287

26690 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَيْقَظَ مِنْ مَنَامِهِ وَهُوَ يَسْتَرْجِعُ. قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ:" طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُخْسَفُ بِهِمْ. ثُمَّ يُبْعَثُونَ (1) إِلَى رَجُلٍ، فَيَأْتِي مَكَّةَ، فَيَمْنَعُهُ اللهُ مِنْهُمْ، وَيُخْسَفُ بِهِمْ، مَصْرَعُهُمْ وَاحِدٌ، وَمَصَادِرُهُمْ شَتَّى ". قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ يَكُونُ مَصْرَعُهُمْ وَاحِدًا وَمَصَادِرُهُمْ شَتَّى؟ قَالَ:" إِنَّ مِنْهُمْ مَنْ يُكْرَهُ، فَيَجِيءُ مُكْرَهًا "(2).

= حسن، ومثله مما يجوز أن يقال فيه: صحيح!

وانظر (26487).

قال السندي: قوله: ويُلقي الإسلام، من الإلقاء.

بِجِرانه: بكسر الجيم، قيل: هي هيئة الإبل عند الراحة، فهذا كناية عن استراحة أهل الاسلام.

(1)

قال السندي: كلمة "ثم" لتأخير الإخبار، أو للتراخي في الرتبة بناءً على أن رتبة التفصيل بعد رتبة الإجمال.

قلنا: ولم ترد كلمة "ثم" عند أبي يعلى، ووقع عند الطبراني: فيبعثون، وروايتهما من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث.

(2)

إسناده ضعيف لضعف عليّ بن زيد: وهو ابن جُدعان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أم الحسن: وهي خيِّرة، فقد روى لها مسلم، وروى عنها جمعٌ، وذكرها ابن حبان في "الثقات". عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري.

وأخرجه أبو يعلى (7007)، والطبراني في "الكبير" 23/ (861) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني 23/ (861) من طريق إبراهيم بن الحسن العلاف، عن =

ص: 288

26691 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ (1)، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2).

26692 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قُلْتُ لِأُمِّ سَلَمَةَ: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ؟ قَالَتْ: لَا. قُلْتُ: فَإِنَّ عَائِشَةَ تُخْبِرُ النَّاسَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ؟ قَالَتْ: قُلْتُ: لَعَلَّهُ أَنَّهُ (3) كَانَ لَا يَتَمَالَكُ عَنْهَا حُبًّا، أَمَّا أَنَا، فَلَا (4).

26693 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ وَابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَا:

= عبد الوارث، به.

وانظر الحديث (26227).

وانظر ما بعده.

(1)

قوله: عن أمه، ليس في (ظ 6) ولا "أطراف المسند".

(2)

إسناده ضعيف لضعف عليِّ بن زيد، وهو ابن جَدعان، ولاضطراب حماد بن سلمة فيه، كما بيَّنَّا ذلك عند الرواية (26227).

وانظر ما قبله.

(3)

في (م): قالت: قلت: لعله أن.

(4)

حديث ضعيف بهذه السياقة، وهو مكرر (26503)، إلا أن شيخ أحمد هنا هو عبد الملك بن عمرو أبو عامر العَقَدي.

وأخرجه المِزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة أبي قيس مولى عمرو بن العاص) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

ص: 289

سَمِعْنَا يَزِيدَ بْنَ أَبِي (1) حَبِيبٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو عِمْرَانَ، قَالَ: قَالَتْ لِي أُمُّ سَلَمَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَا آلَ مُحَمَّدٍ، مَنْ حَجَّ مِنْكُمْ، فَلْيُهِلَّ فِي حَجِّهِ (2) - أَوْ فِي حَجَّتِهِ -. شَكَّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (3). (4)

26694 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ قَالَ:

(1) قوله: أبي، سقط من (م).

(2)

كذا في النسخ الخطية و (م): "فليهل في حجة" وفيه سقط ربما كان قديماً، وفي رواية أبي يعلى -وعنه ابن حبان- وهي من طريق عبد الله بن يزيد:"فليهلَّ بعمرة في حجة" وعليها مدار الحديث، وقد ترجم له ابن حبان بباب التمتع، وسلف نحوه برقم (26548).

(3)

في (ظ 6): أبو عبد الله.

(4)

إسناده صحيح على سقط في متنه كما ذكرنا. ابنُ لهيعة -وهو عبد الله، وإن كان سيِّئَ الحفظ- توبع، وأبو عمران سلف الكلام عليه في الرواية (26548)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حيوة بن شُريح: هو المصري.

وأخرجه أبو يعلى (7011)، وعنه ابن حبان (3920) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد. ووقع في رواية ابن حبان:(وعن آخر) بدلاً من ابن لهيعة.

وأخرجه ابن حبان (3922)، والطبراني في "الكبير" 23/ (791) من طريق عبد الله بن يزيد، عن حيوة وحده، به.

وأخرجه الطبراني 23/ (790) من طريق ابن المبارك، عن حيوة، به.

وسلف مطولاً برقم (26548).

قال السندي: قوله: "فليهل"، أي: يرفع الصوت بالتلبية.

ص: 290

دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي أَخْشَى أَنْ أَكُونَ قَدْ هَلَكْتُ، إِنِّي مِنْ أَكْثَرِ قُرَيْشٍ مَالًا، بِعْتُ أَرْضًا لِي بِأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، فَقَالَتْ: أَنْفِقْ يَا بُنَيَّ (1)، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ مِنْ أَصْحَابِي مَنْ لَا (2) يَرَانِي بَعْدَ أَنْ أُفَارِقَهُ ". فَأَتَيْتُ عُمَرَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَأَتَاهَا، فَقَالَ: بِاللهِ أَنَا مِنْهُمْ؟ قَالَتْ: اللهُمَّ لَا، وَلَنْ أُبَرِّئَ أَحَدًا بَعْدَكَ (3).

26695 -

حَدَّثَنَا أَبُو تُمَيْلَةَ يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: لَمْ يَكُنْ ثَوْبٌ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ (4) قَمِيصٍ (5).

(1) في (ظ 6): يا بني أنفق.

(2)

في (ظ 6): لن، وهي نسخة في هامش كل من (ظ 2) و (ق).

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مكرر (26489)، غير أن شيخ الإمام أحمد هنا هو محمد بن عبيد، وهو الطنافسي.

(4)

لفظة "من" ليست في (ظ 6).

(5)

إسناده ضعيف، والدة عبد الله بن بُرَيْدة لم نقف لها على ترجمة (!) وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد المؤمن بن خالد -وهو الحنفي- فقد أخرج له أصحاب السنن، خلا ابنِ ماجه، وهو ثقة، إلا أنه تفرَّد به، واختلف عليه فيه:

فرواه أبو تُميلة عنه، عن عبد الله بن بُريدة، عن أمه، عن أمِّ سلمة، ورواه غيره عنه، عن عبد الله بن بُريدة، عن أم سلمة. والأول هو الصحيح فيما قال البخاري، ونقله عنه الترمذي في "جامعه"، و"العلل الكبير" 2/ 737.

وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(ترجمة عبد المؤمن بن خالد) من =

ص: 291

26696 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: قَالَ مَرْوَانُ: كَيْفَ نَسْأَلُ أَحَدًا وَفِينَا أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: فَبَعَثَ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَنَشَلَتْ (1) لَهُ كَتِفًا مِنْ قِدْرٍ، فَأَكَلَهَا، ثُمَّ خَرَجَ،

= طريق عبد الله بن أحمد، عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/ 239 من طريق محمد بن إبراهيم العبدي، عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد إلا أنه لم يقل: عن أمه.

وأخرجه أبو داود (4026)، والترمذي في "جامعه"(1763)، وفي "الشمائل"(55)، والطبراني في "الكبير" 23/ (1018)، وفي "الأوسط"(1092)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 100، والحاكم 4/ 192، والبيهقي في "الشعب"(6241)، وفي "الآداب"(605)، والبغوي في "شرح السنة"(3069) من طرق عن أبي تُميلة، به. وتحرَّف في مطبوع أبي داود: عن أمه، إلى: عن أبيه، والتصويب من "التحفة" 13/ 14. وكذا جاء في مطبوع "أخلاق النبي". وجاء في مطبوع الحاكم: عن أبيه، عن أمه!

وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.

وأخرجه الترمذي في "جامعه"(1762)، وفي "الشمائل"(53)، وفي "العلل الكبير" 2/ 736 عن محمد بن حميد الرازي، عن أبي تميلة، عن عبد المؤمن بن خالد، عن عبد الله بن بريدة، عن أم سلمة، به، ولم يقل: عن أمه. قال الترمذي في "جامعه": هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من حديث عبد المؤمن بن خالد، تفرَّد به، وهو مروزي. وقال في "العلل": سألت محمداً عن هذا الحديث، فقال: الصحيح عن عبد الله بن بُريدة، عن أمه، عن أم سلمة. قلنا: ومحمد بن حميد الرازي ضعيف.

(1)

في (ق): فانتشلت.

ص: 292

فَصَلَّى (1).

26697 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بِمِنًى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ، فَلْيَقُلْ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللهُمَّ عِنْدَكَ أَحْتَسِبُ مُصِيبَتِي، فَأْجُرْنِي فِيهَا وَأَبْدِلْنِي بِهَا خَيْرًا مِنْهَا ". فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُهَا، فَجَعَلْتُ كُلَّمَا بَلَغْتُ: وَأَبْدِلْنِي بِهَا (2) خَيْرًا مِنْهَا، قُلْتُ فِي نَفْسِي: وَمَنْ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ، ثُمَّ قُلْتُهَا: فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا، بَعَثَ إِلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ يَخْطُبُهَا، فَلَمْ تَزَوَّجْهُ، فَبَعَثَ إِلَيْهَا (3) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَخْطُبُهَا عَلَيْهِ، فَقَالَتْ: أَخْبِرْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّي امْرَأَةٌ غَيْرَى، وَأَنِّي امْرَأَةٌ مُصْبِيَةٌ، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِي شَاهِدًا. فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ لَهُ ذَلِكَ،

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، والرجل الذي بعثه مروانُ إلى أمِّ سَلَمة هو عبد الله بن شدَّاد، كما جاء مصرَّحاً به في الرواية (26710).

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 115، والنسائي في "الكبرى"(6656)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 64 - 65، والطبراني في "الكبير" 23/ (630) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (26741).

وانظر (26502).

(2)

قوله: بها، ليس في (ظ 6).

(3)

في (ظ 6): ثم بعث إليها عمر يخطبها، فلم تزوجه، فبعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 293

فَقَالَ: " ارْجِعْ إِلَيْهَا، فَقُلْ لَهَا: أَمَّا قَوْلُكِ: إِنِّي امْرَأَةٌ غَيْرَى، فَسَأَدْعُو (1) اللهَ عز وجل، فَيُذْهِبُ غَيْرَتَكِ، وَأَمَّا قَوْلُكِ: إِنِّي امْرَأَةٌ مُصْبِيَةٌ، فَسَتُكْفَيْنَ صِبْيَانَكِ، وَأَمَّا قَوْلُكِ: إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِكِ شَاهِدًا، فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِكِ شَاهِدٌ وَلَا غَائِبٌ يَكْرَهُ ذَلِكَ "(2).

(1) في (م): فأدعو.

(2)

بعضه صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ابن عمر بن أبي سلمة

وقد اختُلف فيه على حمَّاد بنِ سَلَمة:

فرواه يزيد بن هارون -كما في هذه الرواية، وعند النسائي في "الكبرى"(10910) - عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن ابن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله

فذكره.

ورواه رَوْحُ بنُ عُبادة -كما سلف مختصراً في الرواية (16343) - وعفَّان ابن مسلم -كما سلف في الرواية (26669) - كلاهما عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن ابن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أم سلمة، قالت: قال أبو سلمة: قال رسول الله

ورواه عَمرو بن عاصم -فيما أخرجه الترمذي (3511) - وآدم بن إياس -فيما أخرجه النسائي في "الكبرى"(10909)، وهو في "عمل اليوم والليلة"(1070) - ومحمد بنُ كثير العَبْدي -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (497) - ثلاثتهم عن حماد بن سَلَمة، عن ثابت البناني، عن عمر بن أبي سلمة، عن أُمِّه أمِّ سلمة، عن أبي سلمة، ولم يذكرا في الإسناد ابن عمر بن أبي سلمة، به.

ورواه عبد الملك بن قدامة عن أبيه -فيما أخرجه ابن سعد 8/ 87 - 88، وابن ماجه (1598)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(308)، والطبراني =

ص: 294

26698 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْمَدِينَةَ عَلَى الْأَنْصَارِ تَزَوَّجُوا مِنْ نِسَائِهِمْ، وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ يُجَبُّونَ، وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ لَا تُجَبِّي، فَأَرَادَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ امْرَأَتَهُ عَلَى ذَلِكَ، فَأَبَتْ عَلَيْهِ حَتَّى تَسْأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. قَالَتْ: فَأَتَتْهُ، فَاسْتَحْيَتْ أَنْ تَسْأَلَهُ، فَسَأَلَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ، فَنَزَلَتْ: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا

= في "الدعاء"(1229)، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 185، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 3 - عن عمر بن أبي سلمة، عن أمه أمِّ سلمة، أن أبا سلمة حدَّثهم نحوه. وعبد الملك ضعيف.

ورواه جعفر بن سليمان -كما سيرد في الرواية (26670) - عن ثابت، عن عمر بن أبي سلمة، قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 170: وقول حمَّاد بن سلمة أشبهها بالصواب.

قال الحافظ -فيما نقله ابن علَّان في "الفتوحات الربانية" 4/ 122 - : يمكن الجمع بأن تكون أمُّ سلمة سمعته من أبي سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم لما مات أبو سلمة وأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تقوله لما سألته تذكَّرت ما كان أبو سلمة حدَّثها به، فكانت تحدِّث له على الوجهين.

قلنا: وأخرجه أبو داود (3119)، والنسائي في "الكبرى"(10911) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(1072) - والطبراني في "الكبير"(506) و (507)، وابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة"(580)، والبيهقي في "السنن" 7/ 131 من طرق عن حمَّاد بنِ سَلَمة، به، مختصراً في قوله: "مَنْ أصابَتْه مصيبةٌ

".

وسيرد برقم (26635) بإسناد صحيح.

والصحيح منه أشرنا إليه في الرواية (26669)، وانظر (26529).

ص: 295

حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223]. وَقَالَ: " لَا، إِلَّا فِي صِمَامٍ وَاحِدٍ ". وقَالَ وَكِيعٌ: ابْنُ سَابِطٍ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ (1).

26699 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ. وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّهَا، قَالَتْ: قَالَ مُخَنَّثٌ لَأَخِيهَا عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ: إِنْ فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمُ الطَّائِفَ غَدًا، دَلَلْتُكَ عَلَى بِنْتِ غَيْلَانَ، فَإِنَّهَا تُقْبِلُ بِأَرْبَعٍ، وَتُدْبِرُ بِثَمَانٍ، فَسَمِعَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" أَخْرِجُوا هَؤُلَاءِ مِنْ بُيُوتِكُمْ، فَلَا يَدْخُلُوا عَلَيْكُمْ "(2).

26700 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ مَوْلًى لِأُمِّ سَلَمَةَ

(1) إسناده حسن من أجل عبد الله بن عثمان بن خُثيم، وبقية رجاله رجال الصحيح. سفيان: هو الثوري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 230 - 231، والطبري في "التفسير" -الآية (223) من سورة البقرة- والبيهقي في "السنن" 7/ 195 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (26706).

وسلف برقم (26601).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 63، ومن طريقه مسلم (2180)، وأبو داود (4929)، وابنُ ماجه (1902) و (2614)، والبيهقي في "الآداب"(742) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2180) من طريق ابن نُمير، به.

وسلف برقم (26490).

ص: 296

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي حَدِيثِهِ: عَمَّنْ، سَمِعَ أُمَّ سَلَمَةَ تُحَدِّثُ - أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ الْفَجْرِ إِذَا صَلَّى:" اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا "(1).

26701 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ مَوْلًى لِأُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ حِينَ يُسَلِّمُ، فَذَكَرَهُ (2).

26702 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي يُونُسَ الْبَاهِلِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُهَاجِرًا الْمَكِّيَّ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَغْزُو جَيْشٌ البَيْتَ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ، خُسِفَ بِهِمْ ". قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ الْمُكْرَهَ مِنْهُمْ؟ قَالَ:" يُبْعَثُ عَلَى نِيَّتِهِ "(3).

(1) إسناده ضعيف، وهو مكرَّر الحديث (26521)، لكن الإمام أحمد رواه هنا أيضاً عن عبد الرحمن بن مهدي، ووقع في روايته: عمن سمع أمَّ سلمة، بدلاً من قوله: عن مولى لأمِّ سَلَمة.

وانظر ما بعده.

(2)

إسناده ضعيف كسابقه.

وأخرجه أبو يعلى (6930) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وسيكرر برقم (26731) سنداً ومتناً.

وسلف برقم (26602).

(3)

إسناده صحيح، مهاجر المكي -وهو ابن القبطية- ذكره الحافظ في "التعجيل"، وقال:[روى] عن أمِّ سلمة، وعنه عبد العزيز بن رُفيع، ومسعر، =

ص: 297

26703 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ (1) سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: بَيْنَا أَنَا مُضْطَجِعَةٌ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْخَمِيلَةِ إِذْ حِضْتُ فَانْسَلَلْتُ، فَأَخَذْتُ ثِيَابَ حَيْضَتِي، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَنَفِسْتِ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، فَدَعَانِي فَاضْطَجَعْتُ مَعَهُ

= وأبو يونس الباهلي، وغيرُهم، وثَّقه أبو زرعة وغيره، وقال ابن حبان: أحسبه أخا عبيد الله بن القبطية. قلنا: يعني الوارد في إسناد الرواية (26487)، وقد فرَّق بينهما البخاري وابن أبي حاتم والحافظ، لكن جزم الخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 256، والدارقطني فيما نقله عنه الحافظ في "التهذيب" في ترجمة عُبيد الله بن القبطية، أن المهاجر لقب عبيد الله. قلنا: وهذا ما يميل إليه القلب، كما يُفهم من سياق رواية الطيالسي الآتية، ورواية الطبراني 23/ (734)، وإن كان المهاجر أخا عُبيد الله، فقد وثَّقه أبو زرعة كما تقدم، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو يونُس الباهلي: هو حاتم ابن أبي صغيرة.

وأخرجه الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 256 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (736) و (985) من طريق وكيع، به.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الصغير" 1/ 143، والفاكهي في "أخبار مكة"(759) من طريق يزيد بن زُريع، والبخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 396 - 397، وأبو يعلى (6995)، والخطيب 2/ 256 من طريق يحيى القطان، والطبراني 23/ (735) من طريق عبد العزيز بن المختار، ثلاثتهم عن أبي يونس الباهلي القشيري، به.

وأخرجه الطيالسي (1611) عن عمران القطان، عن أبي يونس، عن عُبيد الله بن القبطية، عن أمِّ سَلَمة، به.

(1)

في (ظ 6): أبي.

ص: 298

فِي الْخَمِيلَةِ، وَكَانَتْ هِيَ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَغْتَسِلَانِ مِنَ الْإِنَاءِ الْوَاحِدِ (1) مِنَ الْجَنَابَةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُهَا وَهُوَ صَائِمٌ.

• قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنَاهُ هُدْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، بِإِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ وَمَعْنَاهُ (2).

26704 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ قَالَ: " بِاسْمِكَ رَبِّي (3)، إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَزِلَّ أَوْ أَضِلَّ، أَوْ أَظْلِمَ أَوْ

(1) في (ق): من إناء واحد.

(2)

إسناداه صحيحان، فأما الإسناد الأول، فهو صحيح على شرط الشيخين، وأما الإسناد الثاني، فهو صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي عبد الرحمن -وهو عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة، وهذه الطريق من زوائده. هشام: هو ابنُ أبي عبد الله الدَّسْتَوائي. وهدبة: هو ابن خالد البصري.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 122 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. مختصراً في القبلة.

وأخرجه -بتمامه ومختصراً- البخاري (298) و (323) و (1929)، ومسلم (296) و (324)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 149 - 150 و 188، وفي "الكبرى"(275) و (277)، والدارمي (1045)، وأبو عوانة 1/ 295 و 310، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 90، وابن حبان (1363)، والطبراني في "الكبير" 23/ (912)، والبيهقي في "السنن" 1/ 189 و 4/ 234 من طرف عن هشام، به.

وسلف برقمي: (26566) و (26567).

(3)

في (ظ 6) و (ظ 2): باسم ربي، وفي (ق): باسم الله ربي.

ص: 299

أُظْلَمَ، أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ " (1).

26705 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" قَوَائِمُ الْمِنْبَرِ رَوَاتِبُ فِي الْجَنَّةِ "(2).

(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (26616)، إلا أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرحمن بن مهدي.

وأخرجه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 157 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 285، وفي "الكبرى"(7923)، والحاكم 1/ 519، والبيهقي في "الدعوات"(62) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به. قال الحاكم: هذا صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وربما توهم متوهم أن الشعبي لم يسمع من أم سلمة، وليس كذلك، فإنه دخل على عائشة وأم سلمة جميعاً، ثم أكثر الرواية عنهما جميعاً. ووافقه الذهبي!

قلنا: وقد تعقبه الحافظ في "نتائج الأفكار" 1/ 159 بقوله: وقد خالف [يعني الحاكم] ذلك في "علوم الحديث" له [ص 111] فقال: لم يسمع الشعبي من عائشة. ثم قال: وقال علي ابن المديني في كتاب "العلل": لم يسمع الشعبي من أم سلمة. وقال أيضاً 1/ 160: ولا يقال: اكتفى بالمعاصرة، لأن محل ذلك أن لا يحصل الجزم بانتفاء التقاء المتعاصرين إذا كان النافي واسع الاطلاع مثل ابن المديني. والله أعلم.

(2)

هو مكرر (26506)، غير أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرحمن بن مهدي.

وأخرجه أبو يعلى (6974)، وابنُ حِبَّان (3749) من طريق عبد الرحمن ابن مَهْدي، بهذا الإسناد.

ص: 300

26706 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ ابْنِ سَابِطٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِهِ عز وجل: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223]. قَالَ (1): " صِمَامًا وَاحِدًا "(2).

26707 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُكَيْرٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: قَبَّلَ (3) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ صَائِمٌ (4).

(1) في (ظ 6): قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(2)

إسناده حسن، وهو مكرر (26698)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عبد الرحمن، وهو ابن مهدي.

وأخرجه الترمذي (2979)، وأبو يعلى (6972)، والطبري في "التفسير" -الآية (223) من سورة البقرة- من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن.

وسلف برقم (26601).

(3)

في (ظ 6): قبلني.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على بُكير: وهو ابن عبد الله ابن الأشج.

فأخرجه النسائي في "الكبرى"(3070) عن عيسى بن حماد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 90 من طريق شُعيب بن الليث، والطبراني في "الكبير" 23/ 806 من طريق عاصم بن عليّ، ثلاثتهم عن ليث بن سعد، عن =

ص: 301

26708 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُكَيْرٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ بِإِسْنَادِهِ (1).

26709 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: مَا مَاتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى كَانَ أَكْثَرَ صَلَاتِهِ قَاعِدًا إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ، وَكَانَ أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَيْهِ، مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ الْعَبْدُ (2)، وَإِنْ كَانَ يَسِيرًا (3).

= بكير، بهذا الإسناد.

ورواه جعفر بنُ ربيعة -فيما روى النسائي في "الكبرى"(3069) - عن بُكير بن عبد الله بن الأشج، عن أبي سلمة، به. لم يذكر أبا بكر بن المنكدر في الإسناد.

ورواه قُتيبة بنُ سعيد -فيما روى عنه النسائي في "الكبرى"(3071) - عن ليث، عن عمران بن أبي أنس، عن أبي سَلَمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلاً.

وسلف برقم (26498) بإسناد صحيح.

وانظر ما بعده.

(1)

حديث صحيح، وهو مكرّر ما قبله، غير أن شيخ الإمام أحمد في هذا الإسناد هو يونس، وهو ابن محمد المؤدِّب.

(2)

في (م): ما داوم العبد عليه.

(3)

إسناداه صحيحان، رجالُهما ثقات رجال الشيخين. ورواية شعبة وسفيان الثوري عن أبي إسحاق قبل اختلاطه.

وقولها: ما ماتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان أكثر صلاته قاعداً إلا المكتوبة:

أخرجه أبو يعلى (6973)، وابن حبان (2507)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 32 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (6933) من طريق محمد بن جعفر، به. =

ص: 302

26710 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَوْنٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ شَدَّادٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: الْوُضُوءُ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ - أَوْ ذُكِرَ ذَلِكَ - لِمَرْوَانَ: فَقَالَ: مَا أَدْرِي مَنْ نَسْأَلُ، كَيْفَ وَفِينَا أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟

فَبَعَثَنِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَحَدَّثَتْنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَتَنَاوَلَ عَرْقًا، فَانْتَهَسَ (1) عَظْمًا، ثُمَّ صَلَّى، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (2).

26711 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَ: أَعْتَقَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ، وَاشْتَرَطَتْ عَلَيَّ أَنْ أَخْدُمَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَا عَاشَ (3).

= وأخرجه الطيالسي (1609)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 222، وفي "الكبرى"(1359) من طريقين عن شعبة، به.

وقولها: وكان أحب العمل إليه ما داوم عليه العبد وإن كان يسيراً، سلف برقم (26599).

(1)

في (ظ 6): أو انتهس.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عَوْن: هو محمد بن عُبيد الله الثقفي، وعبد الله بن شداد: هو ابنُ الهاد، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي.

وسلف برقم (26612).

وانظر (26502).

(3)

إسناده حسن، سعيد بن جُمْهان مختلفٌ فيه، وهو حسن الحديث =

ص: 303

26712 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي مُعَاوِيَةَ الْبَجَلِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا كَانَتْ تَغْتَسِلُ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْجَنَابَةِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ (1).

= فقد وثَّقه أحمدُ، وابنُ معين، وأبو داود، ويعقوبُ بنُ سفيان، وقال النسائي: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحسن حديثه الترمذي، وقال ابنُ عديّ: روى عن سفينة أحاديثَ لا يرويها غيرُه، وأرجو أنه لا بأس به. وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه، ولا يُحتجُّ به. وقال الساجي: لا يُتابع على حديثه، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق وسط. وقال الحافظ في "تقريبه": صدوقٌ له أفراد. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير حمَّاد بن سلمة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4996) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" عقب (4996)، وابن ماجه (2526)، وابن الجارود في "المنتقى"(976)، والبيهقي في "السنن" 10/ 291، من طرق عن حمَّاد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 7/ 273، وأبو داود (3932)، والنسائي في "الكبرى"(4995)، والطبراني في "الكبير"(6447)، والحاكم 2/ 213 - 214، من طريقين عن سعيد بن جُمْهان، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

وقد سلف في مسند الأنصار برقم (21927).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد خالف فيه عمَّار بنُ أبي معاوية البجلي -وهو عمار بن معاوية الدهني- يحيى بنَ أبي كثير، في روايته عن أبي سلمة، فقد رواه عن أبي سلمة، عن أمِّ سلمة، دون ذكر زينب بنت أبي سلمة في الإسناد، وقد رواه يحيى -كما سلف برقم (26498) - عن أبي سلمة، عن زينب، عن أمِّ سَلَمة، وهو الصواب.

ص: 304

26713 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنَا شَعْرًا مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَخْضُوبًا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ (1).

26714 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّهَا قَدِمَتْ وَهِيَ مَرِيضَةٌ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" طُوفِي مِنْ وَرَاءِ النَّاسِ وَأَنْتِ رَاكِبَةٌ ". قَالَتْ: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ يَقْرَأُ بِالطُّورِ.

[قَالَ عَبْدُ اللهِ]: قَالَ أَبِي: وَقَرَأْتُهُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَالَتْ: فَطُفْتُ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَئِذٍ يُصَلِّي إِلَى جَنْبِ (2) الْبَيْتِ وَهُوَ يَقْرَأُ بِالطُّورِ، وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (3).

26715 -

قُرَّأتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ قَالَ: سُئِلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: آخِرَ الْأَجَلَيْنِ، وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِذَا وَلَدَتْ،

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26539) سنداً ومتناً.

(2)

في (م): يصلي بجنب.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26485) سنداً ومتناً.

ص: 305

فَقَدْ حَلَّتْ، فَدَخَلَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَتْ: وَلَدَتْ سُبَيْعَةُ الْأَسْلَمِيَّةُ بَعْدَ وَفَاةِ (1) زَوْجِهَا بِنِصْفِ شَهْرٍ، فَخَطَبَهَا رَجُلَانِ، أَحَدُهُمَا شَابٌّ وَالْآخَرُ كَهْلٌ، فَحَطَّتْ إِلَى الشَّابِّ، فَقَالَ الْكَهْلُ: لَمْ تَحِلَّ، وَكَانَ أَهْلُهَا غُيَّبًا، وَرَجَا إِذَا جَاءَ أَهْلُهَا أَنْ يُؤْثِرُوهُ، فَجَاءَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" قَدْ حَلَلْتِ، فَانْكِحِي مَنْ شِئْتِ "(2).

(1) كلمة "وفاة" ليست في (ظ 6).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو عند مالك في "الموطأ" 2/ 589، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 2/ 52 (بترتيب السندي)، وفي "الأم" 5/ 224، وعبدُ الرزاق في "مصنَّفه"(11726) مختصراً، والنسائي في "المجتبى" 6/ 191 - 192، وابنُ حِبَّان (4297)، والطبراني في "الكبير" 23/ (547)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 11/ 204.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 590 - ومن طريقه الشافعي في "المسند" 2/ 52، وفي "الأم" 5/ 224، وعبدُ الرزاق (11724)، والنسائي 6/ 193، وابن حبان (4296)، والطبراني 23/ (573)، والبيهقي في "المعرفة" 11/ 204 - عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سليمان بن يسار، أن عبد الله بن عباس وأبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف اختلفا في المرأة تُنْفَسُ بعد وفاة زوجها بليالٍ، فقال أبو سلمة: إذا وضعت ما في بطنها فقد حلّت، وقال ابن عباس: آخِرَ الأجلين، فجاء أبو هريرة، فقال: أنا مع ابن أخي -يعني أبا سلمة- فبعثوا كُريباً مولى عبد الله بن عباس إلى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم يسألها عن ذلك، فجاءهم، فأخبرهم أنها قالت: وَلَدَتْ سُبيعة الأسلمية بعد وفاة زوجها بليال، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"قد حللتِ، فانكحي من شئت". =

ص: 306

26716 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تُهَرَاقُ الدَّمَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَفْتَتْ لَهَا أُمُّ سَلَمَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم (1)، فَقَالَ: " لِتَنْظُرْ عِدَّةَ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ الَّتِي كَانَتْ تَحِيضُهُنَّ مِنَ الشَّهْرِ قَبْلَ أَنْ يُصِيبَهَا الَّذِي أَصَابَهَا، فَلْتَتْرُكِ الصَّلَاةَ قَدْرَ ذَلِكَ مِنَ الشَّهْرِ، فَإِذَا بَلَغَتْ ذَلِكَ، فَلْتَغْتَسِلْ، ثُمَّ تَسْتَثْفِرْ (2) بِثَوْبٍ، ثُمَّ تُصَلِّي (3).

26717 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ

= قال ابنُ عبد البَرّ في "الاستذكار" 18/ 173 بعد أن أورد روايتي مالك: وحديثُ عبد ربِّه أولى بالصواب، والله أعلم.

(1)

قوله: النبيَّ صلى الله عليه وسلم، من (ظ 6).

(2)

في (ظ 6) و (ق) ونسخة في (ظ 2): لتستثفر.

(3)

حديث صحيح، وهو مكرر (26510)، غير أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرحمن بن مَهْدي، وشيخُه هو مالك، وقد اختُلف فيه على نافع، كما بيَّنَّا في الرواية المذكورة.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 62، وأخرجه من طريقه الشافعي في "الأم" 1/ 52، وفي "المسند" 1/ 46 (بترتيب السندي)، وفي "السنن"(136)، وعبد الرزاق في "مصنفه"(1182)، وأبو داود (274)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 119 - 120 و 182، وفي "الكبرى"(214)، وابن المنذر في "الأوسط"(809)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2720) و (2721)، والطبراني في "الكبير" 23/ (583) و (918)، والبيهقي في "السنن" 1/ 332، والبغوي في "شرح السنة"(325).

ص: 307

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: جَاءَ رَجُلَانِ مِنَ الْأَنْصَارِ يَخْتَصِمَانِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَوَارِيثَ بَيْنَهُمَا قَدْ دَرَسَتْ، لَيْسَ بَيْنَهُمَا بَيِّنَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَلْحَنُ بِحُجَّتِهِ - أَوْ قَدْ قَالَ: لِحُجَّتِهِ - مِنْ بَعْضٍ، فَإِنِّمَا (1) أَقْضِي بَيْنَكُمْ عَلَى نَحْوِ مَا (2) أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا، فَلَا يَأْخُذْهُ، فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ يَأْتِي بِهَا إِسْطَامًا فِي عُنُقِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". فَبَكَى الرَّجُلَانِ، وَقَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: حَقِّي لِأَخِي، قَالَ (3): فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَمَا إِذْ قُلْتُمَا، فَاذْهَبَا فَاقْتَسِمَا، ثُمَّ تَوَخَّيَا الْحَقَّ، ثُمَّ اسْتَهِمَا، ثُمَّ لِيُحْلِلْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا صَاحِبَهُ "(4).

(1) في (ظ 6): وإنما، وفي (م): فإني.

(2)

في (ظ 2) و (ق): مما.

(3)

قوله: قال: ليس في (م).

(4)

قوله: "إنكم تختصمون إليَّ

" إلى قوله: "فإنما أقطع له قطعة من النار" صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أسامة بن زيد، وهو الليثي؛ روى له مسلم في الشواهد، وهو حسن الحديث. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير عبد الله بن رافع مولى أمِّ سَلَمة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 233 - 234، وابن الجارود في "المنتقى"(1000)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 154، وفي "شرح مشكل الآثار"(760)، والطبراني في "الكبير" 23/ (663) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (3584) و (3585)، وأبو يعلى (6897) و (7027)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 155، وفي "شرح مشكل الآثار"(755) =

ص: 308

26718 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: كَانَ أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا دَامَ (1) عَلَيْهِ، وَإِنْ قَلَّ (2).

26719 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (3)، حَدَّثَنَا طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ فَرُّوخَ

= و (756) و (757) و (758) و (759)، والدارقطني 4/ 238 و 239، والحاكم 4/ 95، والبيهقي في "السنن" 6/ 66 و 10/ 260، والبغوي في "شرح السنة"(2508) من طرق عن أسامة بن زيد، به. وتحرف في مطبوع الحاكم اسم عبد الله بن رافع إلى عبيد الله بن أبي رافع.

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي!

وقوله: "إنكم تختصمون إليَّ

" إلى قوله: "إنما أقطع له قطعة من النار" سلف بإسنادٍ صحيح برقم (25670).

قال السندي: قوله: "يأتي بها إسطاماً" في "النهاية": السِّطام والإسطام حديدة تُحرَّك بها النار وتُسْعَر، أي: أقطعُ له ما يُسْعِرُ به النارَ على نفسه، وُيشعلها، أو أقطعُ له ناراً مُسْعَرة، وتقديره: ذات إسطام. قال الأزهري: لا أدري أهي عربية أم عجمية عُرِّبت.

(1)

في (ق) ونسخة في (ظ 2): داوم.

(2)

إسناده صحيح.

وهو عند وكيع في "الزهد"(238)، وأخرجه من طريقه أبو يعلى (6969)، وتمَّام الرازي في "فوائده"(1668)(الروض البسام)، والبيهقي في "الشُّعَب"(3880).

وسلف مطولاً برقم (26599).

(3)

قوله: حدثنا وكيع، سقط من (م).

ص: 309

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُنِي وَهُوَ صَائِمٌ وَأَنَا صَائِمَةٌ (1).

26720 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ مَوْلَى الصَّهْبَاءِ (2)، عَنْ شَهْرِ، يَعْنِي (3) ابْنَ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:{وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} [الممتحنة: 12] قَالَ: " النَّوْحُ "(4).

(1) إسناده حسن، وهو مكرر (26500)، إلا أن شيخ أحمد هنا وكيع بن الجراح.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 121 - 122 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 60 - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (654) - عن وكيع، به.

(2)

في (ظ 6): مولى أم الصهباء.

(3)

قوله: يعني، ليس في (م).

(4)

إسناده ضعيف لضع شَهْر بنِ حَوْشب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير يزيد بن عبد اللّه مولى الصَّهباء -وهو الشيباني- فقد روى له الترمذي وابن ماجه، وهو ثقة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 389، وابن ماجه (1579)، والطبري في "التفسير" 28/ 80، والطبراني في "الكبير" 23/ (782) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 123 - 124 وقال: رواه أحمد، وفيه شَهْر بنُ حَوْشب، وثقه جماعة، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.

قلنا: وهو ليس على شرط الهيثمي، فلا داعي لإيراده في الزوائد، فقد أخرجه ابن ماجه. =

ص: 310

26721 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الصُّفَيْرَاءَ (1)، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ ابْنُ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ لَمَّا تُوُفِّيَ عَنْهَا، وَانْقَضَتْ عِدَّتُهَا، خَطَبَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فِيَّ ثَلَاثَ خِصَالٍ: أَنَا امْرَأَةٌ كَبِيرَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَنَا أَكْبَرُ مِنْكِ ". قَالَتْ: وَأَنَا امْرَأَةٌ غَيُورٌ. قَالَ: " أَدْعُو اللهَ عز وجل، فَيُذْهِبُ عَنْكِ غَيْرَتَكِ ". قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ وَأَنَا امْرَأَةٌ مُصْبِيَةٌ. قَالَ: " هُمْ إِلَى اللهِ وَإِلَى رَسُولِهِ ". قَالَ: فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَأَتَاهَا، فَوَجَدَهَا تُرْضِعُ، فَانْصَرَفَ، ثُمَّ أَتَاهَا، فَوَجَدَهَا تُرْضِعُ، فَانْصَرَفَ. قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ، فَأَتَاهَا، فَقَالَ: حُلْتِ بَيْنَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ حَاجَتِهِ، هَلُمَّ الصَّبِيَّةَ، قَالَ: فَأَخَذَهَا، فَاسْتَرْضَعَ

= وأخرجه مطولاً الترمذي (3307)، والطبراني 24/ (458) من طريق أبي نعيم، عن يزيد بن عبد الله الشيباني، قال: سمعت شهر بن حوشب، قال: حدثتنا أم سلمة الأنصارية، قالت: قالت امرأة من النسوة: ما هذا المعروف الذي لا ينبغي لنا أن نعصيك فيه؟ قال: لا تَنُحْنَ

، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. قال عبد بن حميد: أم سلمة الأنصارية: هي أسماء بنت يزيد بن السكن. قلنا: وهذا ما ذهب إليه المِزِّي في "التحفة" 11/ 265 - 266.

وفي الباب عن أمِّ عطية، سلف برقم (20796) بإسناد صحيح، ولفظه: قالت: لما نزلت هذه الآية: {يُبايِعْنَكَ على أنْ لا يُشْرِكْنَ باللّهِ شَيْئاً} إلى قوله: {ولا يَعْصينَكَ في مَعْرُوف} . قالت: كان منه النياحة.

وانظر الروايات: (20791) و (20797) و (20798).

(1)

في (م): الصغير، وهو خطأ.

ص: 311

لَهَا، فَأَتَاهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" أَيْنَ زُنَابُ؟ " يَعْنِي زَيْنَبَ. قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخَذَهَا عَمَّارٌ. فَدَخَلَ بِهَا، وَقَالَ:" إِنَّ بِكِ عَلَى أَهْلِكِ كَرَامَةً ". قَالَ: فَأَقَامَ عِنْدَهَا إِلَى الْعِشَاءِ (1)، ثُمَّ قَالَ:" إِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ، وَإِنْ سَبَّعْتُ لَكِ، سَبَّعْتُ لِسَائِرِ نِسَائِي، وَإِنْ شِئْتِ، قَسَمْتُ لَكِ ". قَالَتْ: لَا، بَلْ اقْسِمْ لِي (2).

26722 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الصُّفَيْرَاءَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ ابْنُ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ لَمَّا تُوُفِّيَ عَنْهَا، وَانْقَضَتْ عِدَّتُهَا، خَطَبَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فِيَّ ثَلَاثَ خِصَالٍ: أَنَا امْرَأَةٌ كَبِيرَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَنَا أَكْبَرُ مِنْكِ ". قَالَتْ: وَأَنَا امْرَأَةٌ غَيُورٌ. قَالَ: " أَدْعُو اللهَ عز وجل، فَيُذْهِبُ

(1) في (م): العشي.

(2)

بعضه صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد العزيز ابن بنت أمِّ سلمة -وهو ابن سلمة- وهو من رجال "التعجيل"، وقد تفرَّد بالرواية عنه إسماعيلُ بن عبد الملك بن أبي الصُّفَيراء، وقد جهَّله أبو حاتم وابنُ حبان، ولضعفِ إسماعيلَ بنِ عبد الملك بن أبي الصفيراء، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وقوله: "أدعو اللهَ عز وجل أن يُذْهِبَ عنك غَيْرَتَكِ" هو عند مسلم (918)(3).

وقوله: "إن شئتِ سبَّعتُ لكِ، وإن سبَّعتُ لكِ سبَّعتُ لسائر نسائي" سلف برقم (26504) وإسناده صحيح.

وانظر (26529) و (26635).

وانظر ما بعده.

ص: 312

غَيْرَتَكِ ". قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنِّي امْرَأَةٌ مُصْبِيَةٌ. قَالَ: " هُمْ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ". قَالَ: فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَأَتَاهَا، فَوَجَدَهَا تُرْضِعُ، فَانْصَرَفَ، ثُمَّ أَتَاهَا، فَوَجَدَهَا تُرْضِعُ، فَانْصَرَفَ. قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ، فَأَتَاهَا، فَقَالَ: حُلْتِ بَيْنَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ حَاجَتِهِ، هَلُمَّ الصَّبِيَّةَ، قَالَ: فَأَخَذَهَا، فَاسْتَرْضَعَ لَهَا، فَأَتَاهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: " أَيْنَ زُنَابُ؟ ". يَعْنِي زَيْنَبَ. قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخَذَهَا عَمَّارٌ. فَدَخَلَ بِهَا، وَقَالَ: " إِنَّ بِكِ عَلَى أَهْلِكِ كَرَامَةً ". قَالَ: فَأَقَامَ عِنْدَهَا إِلَى الْعَشِيِّ، ثُمَّ قَالَ: " إِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ، وَإِنْ سَبَّعْتُ لَكِ، سَبَّعْتُ لِسَائِرِ نِسَائِي، وَإِنْ شِئْتِ، قَسَمْتُ لَكِ ". قَالَتْ: لَا، بَلْ اقْسِمْ لِي (1).

26723 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ ابْنِ ابْنَةِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهُ بَلَغَهَا أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (2) قَالَ:" مَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُصَابُ بِمُصِيبَةٍ، فَيَقُولُ: إِنَّا لِلَّهِ، وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللهُمَّ أْجُرْنِي (3) فِي مُصِيبَتِي، وَاخْلُفْ عَلَيَّ بِخَيْرٍ مِنْهَا (4)، إِلَّا فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ ". قَالَتْ: فَقُلْتُ هَذَا، فَأَجَرَنِي اللهُ فِي مُصِيبَتِي (5)، فَمَنْ

(1) هو مكرر ما قبله.

(2)

في (م): رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(3)

في (م): آجرني.

(4)

قوله: منها، ليس في (ظ 6).

(5)

في (ظ 6): فأجرني في مصيبتي.

ص: 313

يَخْلُفُ عَلَيَّ مَكَانَ أَبِي سَلَمَةَ؟ فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا، خَطَبَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

26724 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَحْلَاءَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي سَلَمَةَ: إِنَّ ظِئْرَكَ سُلَيْمًا لَا يَتَوَضَّأُ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ. قَالَ: فَضَرَبَ صَدْرَ (2) سُلَيْمٍ. وَقَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنْهَا كَانَتْ تَشْهَدُ أَنَّ (3) رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَوَضَّأُ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ (4).

26725 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ

(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه عند الحديث (26721)، وسلف بإسناد صحيح على شرط مسلم برقم (26635).

(2)

في (ظ 6): على صدر.

(3)

في (م): على.

(4)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، عبد العزيز بن محمد -وهو الدراوردي- مختلف فيه، وهو حسن الحديث، ومحمد بن طحلاء: قال أبو حاتم: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير أحمد بن الحجاج -وهو البَكْري الذُّهْلي- فمن رجال البخاري. أبو سَلَمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (924) من طريق يعقوب بن حميد، عن عبد العزيز بن محمد، بهذا الإسناد.

وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7605) بإسناد صحيح، وذكرنا هناك أحاديث الباب، وهذا الحديث من الأحاديث المنسوخة، كما بينا ذلك في الرواية ثمة، فانظرها.

ص: 314

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُوتِرُ بِسَبْعٍ، أَوْ خَمْسٍ، لَا يَفْصِلُ بَيْنَهُنَّ بِكَلَامٍ وَلَا تَسْلِيمٍ (1).

26726 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: وَالَّذِي ذَهَبَ بِنَفْسِهِ، مَا مَاتَ حَتَّى كَانَ أَكْثَرُ صَلَاتِهِ وَهُوَ جَالِسٌ، وَكَانَ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَيْهِ الْعَمَلُ الصَّالِحُ الَّذِي يَدُومُ عَلَيْهِ الْعَبْدُ، وَإِنْ كَانَ يَسِيرًا (2).

26727 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ سَفِينَةَ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ:" الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ". فَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ بِهَا، وَمَا يُفِيصُ (3).

(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر الحديث (26641)، إلا أن شيخ أحمد هنا هو يحيى بن آدم.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(432) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.

(2)

حديث صحيح. أبو الأحوص: هو سلّام بن سُليم الحنفي -وإن لم يَتبيَّن لنا أمره، أسمع قبل اختلاط أبي إسحاق أم بعده- قد توبع. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 48 - ومن طريقه ابن ماجه (1223) و (4237)، والطبراني في "الكبير" 23/ (516) - عن أبي الأحوص، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (26599).

(3)

حديث صحيح لغيره، وهو مكرر الحديث (26657)، إلا أن شيخ =

ص: 315

26728 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ ضَبَّةَ بْنِ (1) مِحْصَنٍ الْعَنْزِيَّ (2)، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" سَيَكُونُ أُمَرَاءُ، يَعْرِفُونَ وَيُنْكِرُونَ (3)، فَمَنْ عَرَفَ بَرِئَ (4)، وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نَقَتُلُ (5) فُجَّارَهُمْ؟ قَالَ:" لَا، مَا صَلَّوْا "(6).

26729 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ قَالَ:" بِسْمِ اللهِ " - قَالَ شُعْبَةُ: أَكْبَرُ عِلْمِي أَنَّهُ قَدْ قَالَهَا. قَالَ: وَقَدْ ذَكَرَهُ سُفْيَانُ عَنْهُ، وَلَيْسَ فِي بَقِيَّتِهِ شَكٌّ - " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ

= الإمام أحمد هنا: هو عفَّان، وهو ابنُ مسلم الصَّفَّار.

وأخرجه ابنُ سعد 2/ 253 - 254، والطبراني في "الكبير" 23/ (897)، والبيهقي في "الدَّلائل" 7/ 205 من طريق عفَّان، بهذا الإسناد.

(1)

تحرف في (ظ 2) و (ق) و (م) إلى: بنت.

(2)

قوله: العنزي، ليس في (م).

(3)

في (ظ 2) و (ق): تعرفون وتنكرون.

(4)

في (ق): فقد برئ.

(5)

في (م): نقاتل.

(6)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (26577)، إلا أن الإمام أحمد رواه هنا عن عفَّان وحده.

ص: 316

أَوْ أَزِلَّ، أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ (1)، أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ " (2).

26730 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: مَا مَاتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى كَانَ (3) أَكْثَرَ صَلَاتِهِ قَاعِدًا (4) غَيْرَ الْفَرِيضَةِ، وَكَانَ أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَيْهِ أَدْوَمَهُ

(1) قوله: "أو أُظلم" من (ظ 6).

(2)

إسناده ضعيف لانقطاعه، الشعبي -وهو عامر بن شَراحيل- لم يسمع من أمِّ سَلَمة، كما أسلفنا في الرواية (26616)، ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر.

وأخرجه الطيالسي (1607)، وأبو داود (5094)، والنسائي في "الكبرى"(9914) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(86) - والطبراني في "الكبير" 23/ (726)، وفي "الدعاء"(412)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1469)، والبيهقي في "الدعوات"(402)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 155 و 156 و 160 من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9913) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(85) - والطبراني في "الكبير" 23/ (730) من طريق مؤمَّل بن إسماعيل، عن شعبة، عن عاصم، عن الشعبي، به. وفي رواية الطبراني: عن عاصم ومنصور.

قال النسائي: هذا خطأ: عاصم، عن الشعبي، والصواب: شعبة، عن منصور. ومؤمَّل بن إسماعيل كثير الخطأ.

قلنا: وقد سلفت رواية سفيان الثوري، عن منصور، به، برقم (26616)، وفيها قوله:"بسم الله" دون شك.

(3)

في (ظ 6): كانت.

(4)

في (ق): جالساً.

ص: 317

وَإِنْ قَلَّ (1).

26731 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ مَوْلًى لِأُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ حِينَ يُسَلِّمُ:" اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا "(2).

26732 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هَارُونُ النَّحْوِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَرَأَ:{إِنَّهُ عَمِلَ غَيْرَ صَالِحٍ} (3)[هود: 46].

26733 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ يُفْرَشُ لِي حِيَالَ مُصَلَّى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ يُصَلِّي وَأَنَا حِيَالُهُ (4).

(1) إسناده صحيح، وهو مكرر الحديث (26709) بأحد إسناديه، إلا أن الإمام أحمد رواه هنا عن محمد بن جعفر وحده.

وسلف برقم (26599).

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (26701) سنداً ومتناً.

(3)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (26518) سنداً ومتناً.

(4)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. وُهَيب: هو ابن خالد الباهلي، وخالد: هو ابن مِهْران الحذَّاء، وأبو قِلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 462 من طريق عفَّان، بهذا الإسناد. =

ص: 318

26734 -

حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خُصَيْفٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الذَّهَبِ يُرْبَطُ بِهِ الْمَسَكُ - أَوْ تُرْبَطُ -، قَالَ:" اجْعَلِيهِ فِضَّةً، وَصَفِّرِيهِ بِشَيْءٍ مِنْ زَعْفَرَانٍ "(1).

26735 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: لَبِسْتُ قِلَادَةً فِيهَا شَعَرَاتٌ (2) مِنْ ذَهَبٍ، قَالَتْ: فَرَآهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَقَالَ:" مَا يُؤَمِّنُكِ أَنْ يُقَلِّدَكِ اللهُ مَكَانَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَعَرَاتٍ (3) مِنْ نَارٍ ". قَالَتْ: فَنَزَعْتُهَا (4).

= وأخرجه أبو يعلى (6975) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن وهيب بن خالد، به.

وأخرجه أبو داود (4148)، وابن ماجه (957)، وأبو يعلى (6941)، والطبراني في "الكبير" 23/ (819) و (820) من طرق عن خالد الحذَّاء، به. ورواية الجميع سوى أبي يعلى مختصرة.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 62 وقال: رواه أبو داود وابن ماجه دون قولها: "فكان يصلي وأنا حياله". ثم قال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح.

(1)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (26639) سنداً ومتناً.

(2)

في (ظ 6): شعيرات.

(3)

في (ظ 6) ونسخة في (ظ 2): شعيرات.

(4)

إسناده فيه ضعفٌ وانقطاع، لَيْث -وهو ابن أبي سُلَيم- ضعيف، =

ص: 319

26736 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ (1) ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، يَغْزُو الرِّجَالُ، وَلَا نَغْزُو، وَلَنَا نِصْفُ الْمِيرَاثِ؟ فَأَنْزَلَ اللهُ:{وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} (2)[النساء: 32].

= وعطاء -وهو ابن أبي رباح- لم يسمع من أمِّ سلمة، فيما قال عليُّ ابن المَديني.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (610) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه كذلك 23/ (967) من طريق أبي حمزة، عن أبي صالح، عن أمِّ سلمة، به. وأبو حمزة -وهو ميمون الأعور- ضعيف، وأبو صالح -وهو مولى طلحة- مجهول.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 148، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه ليث بن أبي سُليم، وهو مدلّس! وهو ثقة، وبقية رجاله رجال الصحيح!

وانظر ما قبله، وانظر (26682).

(1)

في (م): حدثنا.

(2)

إسناده ضعيف، فيه انقطاعٌ بين مجاهد وأمِّ سلمة، كما هو ظاهر الإسناد، وقد نصَّ على ذلك الترمذي، كما سيأتي. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة، وابن أبي نَجيح: هو عبد الله.

وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 156، وسعيد بن منصور في "تفسيره"(624)، والطبري في "تفسيره"(9241)، وأبو يعلى (6959)، والطبراني في "الكبير" 23/ (609) من طريق سفيانَ بن عُيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (3022) عن ابن أبي عمر، عن سفيان، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد، عن أمِّ سلمة أنها قالت

وقال: هذا حديث مرسل، ورواه بعضهم عن ابن أبي نَجيح، عن مجاهد، مرسل، أن أمَّ سلمة قالت =

ص: 320

26737 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَرَتْنِي شَعْرًا مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَخْضُوبًا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ (1).

26738 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ بِثَلَاثَ عَشْرَةَ، فَلَمَّا كَبِرَ وَضَعُفَ، أَوْتَرَ بِسَبْعٍ (2).

= كذا وكذا

وأخرجه الطبري (9236) و (9237) من طريق مؤمّل ومعاوية بن هشام، والحاكم 2/ 305 - 306 من طريق قَبيصَة بن عُقبة، ثلاثتُهم عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن أبي نَجِيح، به. قالَ الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين، إن كان سمع مجاهد من أمِّ سلمة، ووافقه الذهبي.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26539)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا عفَّان، وهو ابنُ مُسلم الصفَّار.

وأخرجه ابن سعد 1/ 437 عن عفَّان، بهذا الإسناد.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على الأعمش، كما سلف بيانه في الرواية (24042) فانظره. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 293 - ومن طريقه الحاكم 1/ 306 - والترمذي (457) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(962) - والنسائي في "المجتبى" 3/ 237 و 243، وفي "الكبرى"(429) و (1347)، والطبراني في "الكبير" 23/ (741) من طرق عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.

ص: 321

26739 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا حَضَرْتُمُ الْمَيِّتَ - أَوِ الْمَرِيضَ - فَقُولُوا خَيْرًا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ (1).

26740 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ فَاطِمَةَ اسْتُحِيضَتْ، وَكَانَتْ تَغْتَسِلُ فِي مِرْكَنٍ لَهَا، فَتَخْرُجُ وَهِيَ عَالِيَةُ الصُّفْرَةِ وَالْكُدْرَةِ، فَاسْتَفْتَتْ لَهَا أُمُّ سَلَمَةَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" تَنْتَظِرُ أَيَّامَ قُرْئِهَا - أَوْ أَيَّامَ حَيْضِهَا - فَتَدَعُ فِيهِ الصَّلَاةَ، وَتَغْتَسِلُ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ، وَتَسْتَثْفِرُ بِثَوْبٍ، وَتُصَلِّي "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(6066)، وأخرجه من طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (722)، وفي "الدعاء"(1148).

وأخرجه مطولاً أبو داود (3115)، وابن حبان (3005) من طريق محمد بن كثير، عن سفيان الثوري، به.

وسملف مطولاً برقم (26497).

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن اختلف فيه على أيوب -وهو السَّخْتِياني- كما سيرد. عفَّان: هو ابنُ مُسلم الصَّفَّار، ووُهيب: هو ابنُ خالد بن عجلان الباهِليّ.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 16/ 58 من طريق الإمام. أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/ 334 من طريق عفَّان، به. =

ص: 322

26741 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَوْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ يُحَدِّثُ، قَالَ: قَالَ مَرْوَانُ: كَيْفَ نَسْأَلُ أَحَدًا عَنْ شَيْءٍ وَفِينَا أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فَأَرْسَلَ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَسَأَلَهَا، فَقَالَتْ: دَخَلَ (1) عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَنَشَلْتُ لَهُ كَتِفًا مِنْ قِدْرٍ، فَأَكَلَ مِنْهَا (2)، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ (3).

= وأخرجه أبو داود (278) عن موسى بن إسماعيل، والطبراني في "الكبير" 23/ (575) من طريق معلَّى بن أسد، كلاهما عن وهيب، به. وتحرف معلى بن أسد في مطبوع الطبراني إلى معلَّى بن راشد، ووُهيب إلى وهب.

وأخرجه الحميدي (302)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2723)، والطبراني 23/ (919)، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/ 57 من طريق سفيان، عن أيوب، به. إلا أنه أقحم في مطبوع الطحاوي اسم نافع بين أيوب وبين سليمان!

وأخرج ابن أبي شيبة 1/ 126 عن إسماعيل ابن عُلَيَّه، عن أيوب، عن سليمان بن يسار، أن فاطمة بنت أبي حُبيش استحيضت، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم أو سئل لها، فأمرها

فذكره.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 16/ 56 من طريق حمَّاد بن زيد، عن أيوب، عن سليمان بن يسار، أن فاطمة بنت أبي حُبيش استحيضت، فأمرت أمَّ سلمة أن تسال لها

فذكره.

وسلف برقم (26510) فانظره.

(1)

في (ظ 6): خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(2)

في (ظ 6): فأكلها.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26696)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عفَّان، وهو ابن مسلم الصفَّار.

ص: 323

26742 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ قِرَاءَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ - فَوَصَفَ (1) بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حَرْفًا حَرْفًا - قِرَاءَةً بَطِيئَةً. قَطَّعَ عَفَّانُ قِرَاءَتَهُ (2).

26743 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ - يَعْنِي الْحَذَّاءَ - عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي لِحَافٍ، فَأَصَابَهَا الْحَيْضُ، فَقَالَ:" قُومِي، فَائْتَزِرِي، ثُمَّ عُودِي "(3).

26744 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو

(1) في (م): فوصفت.

(2)

رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد سلف الكلام عليه في الرواية (26451). عفَّان: هو ابنُ مُسلم الصفَّار، وهمَّام: هو ابنُ يحيى العَوْذي.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/ 53 من طريق عفان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً 2/ 44 من طريق عبد الله بن رجاء، عن همَّام، به.

وانظر (26583).

(3)

إسناده ضعيف لانقطاعه، عكرمة -وهو مولى ابن عباس- لم يسمع من أمِّ سلمة، وقد اختلف عليه فيه، فيما ذكر الدارقطني في "علله" 5/ ورقة 172، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. خالد الحذاء: هو ابن مِهْران.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (615)، والبيهقي في "السنن" 1/ 311 من طريق يزيد بن زُريع، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (1236) عن ابن جريج، عن عكرمة، به.

وقد سلف نحوه بإسناد صحيح برقم (26566)، وانظر (26525).

ص: 324

حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ رَأَتْ نَسِيبًا لَهَا يَنْفُخُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ، فَقَالَتْ: لَا تَنْفُخْ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِغُلَامٍ لَنَا (1) - يُقَالُ لَهُ: رَبَاحٌ -: " تَرِّبْ وَجْهَكَ (2) يَا رَبَاحُ "(3).

(1) في (ظ 6): لها.

(2)

في (ظ 6): وجهك لله.

(3)

إسناده لضعف لضعف أبي حمزة وهو ميمون الأعور. وقد اختُلف في تعيين أبي صالح الراوي عنه، فقال داود بن أبي هند -كما سيرد في التخريج-: هو مولى آل طلحة بن عُبيد الله. وفي "التهذيب" وفروعه: أبو صالح مولى طلحة بن عُبيد الله، ويقال: مولى أمِّ سلمة واسمه زاذان. قلنا: وقد سمَّاه زاذانَ المغيرةُ بنُ مسلم السَّرَّاج، كما عند الطبراني في "الكبير" 23/ (942)، وقال ابن القطَّان في "الوهم والإيهام" 3/ 255: إنما هو ذكوان مولى أم سلمة، وقد بيَّن ذلك ابن الجارود في كتاب "الكنى"، ذكر أبا صالح ذكوان السمان، ثم ذكر بعده أبا صالح ذكوان مولى أمِّ سلمة، عن أم سلمة، روى عنه ميمون أبو حمزة. فإذا الأمر فيه هكذا، فأبو صالح هذا مجهول الحال، ولا أعلم له غير هذا. قلنا: وجزم الذهبي في "الميزان" أنه ذكوان مولى أم سلمة، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وأخرجه ابن عبد البر في "الاستذكار" 6/ 186 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(1589) من طريق حجاج بن أرطاة، عن حمَّاد بن سلمة، به.

وأخرجه أبو يعلى (6954) من طريق كامل بن طلحة الجحدري، عن حماد بن سلمة، عن عاصم -وهو ابن بهدلة- عن أبي صالح، به. فذكر عاصماً بدل أبي حمزة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 265، والترمذي (381) و (382)، والدولابي =

ص: 325

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= في "الكنى" 1/ 158، والطبرني في "الكبير" 23/ (742) و (743) و (744) و (745)، والحاكم 1/ 271، والبيهقي في "السنن" 2/ 252 من طرق عن أبي حمزة، به.

قال الترمذي: وحديث أم سلمة إسناده ليس بذاك، وميمون أبو حمزة قد ضعفه بعض أهل العلم.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (942) من طريق المغيرة بن مسلم السراج، عن ميمون بن أبي حمزة، عن زاذان، عن أم سلمة، به. إلا أنه جاء في المطبوع: أبو ميمون بدل: أبي حمزة.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(548) من طريق عنبسة بن الأزهر، عن سلمة بن كهيل، عن كريب، عن أم سلمة، قالت: مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بغلام لهم يقال له رباح وهو يصلي، فنفخ في سجوده، فقال له:"يا رباح، لا تنفخ، إن من نفخ فقد تكلم". وعنبسة قال أبو حاتم: لا بأس به، يكتب حديثه، ولا يحتج به، وقال أبو داود: لا بأس به، وقال ابن حبان في "الثقات": يخطئ، قلنا: وفي سماع عنبسة من سلمة نظر، فقد ذكر الحافظ عنبسة في الطبقة العاشرة، ومثله لا يثبت لقاؤه لأصحاب الطبقة الرابعة مثل سلمة بن كُهيل.

وأخرجه ابن حبان (1913)، والطبرني في "الشاميين"(1903) من طريق محمد بن حرب، عن الزبيدي، عن عدي بن عبد الرحمن، عن داود بن أبي هند، وقال: عن أبي صالح مولى آل طلحة بن عُبيد الله، قال: كنتُ عند أمِّ سلمة

وذكر نحوه. والزبيدي هذا هو محمد بن الوليد على الأرجح، فقد ساق الطبراني الحديث في مروياته، غير أن أبا حاتم قال: هو سعيد بن عبد الجبار الزبيدي، فيما نقله عنه ابنه في "الجرح والتعديل" 7/ 3، وسعيد هذا ضعيف، ولعل أبا حاتم وهم في ذلك.

وقد سلف برقم (26572). =

ص: 326

26745 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدٍ - يَعْنِي ابْنَ الْمُسَيِّبِ - عَنْ عَامِرِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ أُخْتِهِ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا، فَيَصُومُ (1)، وَلَا يُفْطِرُ (2).

26746 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِفَاطِمَةَ: " ائْتِينِي بِزَوْجِكِ وَابْنَيْكِ ". فَجَاءَتْ بِهِمْ، فَأَلْقَى عَلَيْهِمْ كِسَاءً فَدَكِيًّا، قَالَ: ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ إِنَّ هَؤُلَاءِ آلُ مُحَمَّدٍ، فَاجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَبَرَكَاتِكَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، إِنَّكَ حَمِيدٌ

= وانظر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص السالف برقم (6483) في صلاة الكسوف، وفيه:"وجعل ينفخ في الأرض ويبكي وهو ساجد". وقد علّقه البخاري في "صحيحه" 3/ 83 بصيغة التمريض، وذكر الحافظ في "التغليق" 2/ 447، وفي "الفتح" 3/ 84 أن البخاري إنما علَّقه بصيغة التمريض لأن عطاء بن السائب مختلف في الاحتجاج به، وقد اختلط في آخر عمره.

وانظر "الأوسط" لابن المنذر 3/ 245 - 248 ففيه بسط الكلام في حكم النفخ في الصلاة.

(1)

في (ظ 6): يصوم.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عامر بن أبي أمية (وله صحبة) فقد روى له النسائي. همَّام: هو ابنُ يحيى العَوْذي.

وأخرجه أبو يعلى (1545)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 105، والطبراني في "الكبير" 23/ (671) من طرق عن همَّام، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (26594).

ص: 327

مَجِيدٌ ". قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَرَفَعْتُ الْكِسَاءَ لِأَدْخُلَ مَعَهُمْ، فَجَذَبَهُ مِنْ يَدِي، وَقَالَ: " إِنَّكِ عَلَى خَيْرٍ " (1).

26747 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ الْمُهَاجِرِ ابْنِ الْقِبْطِيَّة، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَيُخْسَفَنَّ بِقَوْمٍ يَغْزُونَ هَذَا الْبَيْتَ بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنْ كَانَ فِيهِمُ الْكَارِهُ؟ قَالَ:" يُبْعَثُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ عَلَى نِيَّتِهِ "(2).

26748 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي

(1) حديث صحيح وهذا إسناد ضعيف لضعف عليِّ بنِ زيد -وهو ابن جُدْعان- وشَهْرِ بنِ حَوشب، وبقية رجاله رجال الشيخين، غير حمَّاد بن سَلَمة، فمن رجال مسلم. عفَّان: هو ابنُ مسلم الصفَّار.

وأخرجه أبو يعلى (7026) من طريق عفَّان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(769)، والطبرني في "الكبير"(2664) و 23/ (779) من طريقين عن حمَّاد بن سلمة، به.

وأخرجه أبو يعلى (6912)، والطبرني (2665) و 23/ (780)، وابن عديّ في "الكامل" 5/ 1917 من طريق عقبة بن عبد الله الرفاعي، عن شَهْر بن حَوْشب، به. وعقبةُ بنُ عبد الله ضعيف.

وقد سلف بنحوه بإسناد صحيح برقم (26508) فانظره لزاماً.

(2)

إسناده صحيح، وقد سلف الكلام عليه برقم (26702)، عبد الله بن بكر: هو ابنُ حَبيب الباهليّ.

وسلف كذلك برقم (26487).

ص: 328

إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي (1) عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَتْ لِي: أَيُسَبُّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيكُمْ؟ قُلْتُ: مَعَاذَ اللهِ، أَوْ سُبْحَانَ اللهِ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ سَبَّ عَلِيًّا، فَقَدْ سَبَّنِي "(2).

(1) قوله: أبي، سقط من (م).

(2)

إسناده صحيح، أبو إسحاق السَّبيعي -وإن اختلط- فإن رواية إسرائيل عنه في غاية الإتقان للزومه إياه. ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير أبي عبد الله الجَدَلي -واسمه عبد بن عبد، وقيل: عبد الرحمن بن عبد- فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي في "فضائل الصحابة"، وهو ثقة. إسرائيل: هو ابنُ يونُس بن أبي إسحاق السَّبيعي.

وأخرجه الحاكم 3/ 121 من طريق يحيى بن أبي بُكير، بهذا الإسناد. وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 12/ 76 - 77، والطبرني في "الكبير" 23/ (737) من طريق فطر بن خليفة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الله الجَدَلي قال: قالت لي أمُّ سَلَمة: يا أبا عبد الله، أَيُسَبُّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فيكم، ثم لا تغيّرون؟ قلت: ومن يَسُبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: يُسَبُّ عليّ ومَن يحبُّه، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحبُّه. وفطر بن خليفة ثقة، لكن لا يعرف سماعه من أبي إسحاق أقبل اختلاطه أم بعده؟

وأخرجه الحاكم 1/ 121 من طريق بُكير بن عثمان البجلي، عن أبي إسحاق، به. وفيه قصة، وزاد في آخره:"ومن سبَّني فقد سحبَّ الله تعالى". وبكير بن عثمان مجهول، تفرَّد بالرواية عنه جندل بن والق.

وأخرجه أبو يعلى (7013)، والطبرني في "الكبير" 23/ (738)، وفي "الصغير"(822) من طريق السُّدِّي، عن أبي عبد الله الجَدَلي، به، بمثل رواية فطر بن خليفة السالفة. والسُّدِّي: هو إسماعيل بن عبد الرحمن، حسن الحديث. =

ص: 329

26749 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ - قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ - وَهُوَ أَبُو شُجَاعٍ - قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ هُرْمُزَ الْأَعْرَجَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي نَاعِمٌ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ سُئِلَتْ: أَتَغْتَسِلُ الْمَرْأَةُ مَعَ الرَّجُلِ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ، إِذَا كَانَتْ كَيِّسَةً، رَأَيْتُنِي وَرَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَغْتَسِلُ مِنْ مِرْكَنٍ وَاحِدٍ، نُفِيضُ عَلَى أَيْدِينَا حَتَّى نُنْقِيَهَا، ثُمَّ نُفِيضُ عَلَيْنَا الْمَاءَ (1).

26750 -

حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ - قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ كُرَيْبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ سَلَمَةَ تَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ يَوْمَ السَّبْتِ وَيَوْمَ الْأَحَدِ أَكْثَرَ مِمَّا (2) يَصُومُ مِنَ الْأَيَّامِ وَيَقُولُ: " إِنَّهُمَا

= وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(346) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أخي زيد بن أرقم، قال: دخلتُ على أمِّ سَلَمة

فذكر الحديث مثل سابقه. وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء والمجاهيل.

وفي الباب عن عمرو بن شاس، سلف مطولاً برقم (15960) وفيه:"من آذى علياً فقد آذاني". وبمثل هذا اللفظ عن سعد بن أبي وقاص عند البزار (6562)"زوائد"، وأبي يعلى (770).

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير علي بن إسحاق: وهو السلمي، فقد روى له الترمذي، وهو ثقة.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 129 - 130، وفي "الكبرى"(239)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 25 من طريقين عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.

وانظر (26498).

(2)

في (ظ 6): ما.

ص: 330

يَوْمَا (1) عِيدِ الْمُشْرِكِينَ، فَأَنَا (2) أُحِبُّ أَنْ أُخَالِفَهُمْ " (3).

(1) قوله: يوما، ليس في (م).

(2)

في (ظ 6): فإني.

(3)

إسناده حسن، عبد الله بن محمد بن عمر بن علي: هو ابن أبي طالب، وثقه الدارقطني وابن خلفون، وقال علي ابن المديني: هو وسظ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووالده محمد بن عمر، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عتَّاب بن زياد: وهو الخراساني، فقد روى له ابنُ ماجه، وهو ثقة، وقد صحَّح هذا الحديث ابن خزيمه وابنُ حبان، كما سيأتي في التخريج.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(27761)، وابن حبان (3646) من طريق حِبَّان بن موسى، وابنُ خزيمة (2167)، ابنُ حبان (3616) من طريق سَلَمة بن سليمان. والطبرانيُّ في "الكبير" 23/ (616) من طريق نُعيم بن حماد. و 23/ (964) من طريق معاذ بن أسد. والحاكمُ 1/ 436، والبيهقي في "السنن" 4/ 303 من طريق عبد الله بن عثمان عبدان، خمستُهم عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد، وفيه قصة.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2775)، والطبراني في "الأوسط"(3869)، وابنُ شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه"(399) من طريق بقيَّة بن الوليد، عن عبد الله بن المبارك، به. وقرن، النسائي وابن شاهين بأمِّ سَلَمة عائشة.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 198، وقال: رواه الطبراني في "الكبير" ورجاله ثقات، وصححه ابن حبان.

قلنا: فاته أن ينسبه إلى أحمد.

وفي الباب عن عائشة، وهو عند الترمذي (746) بلفظ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من الشهر السبتَ والأحدَ والاثنين، ومن الشهر الآخر الثلاثاء والأربعاء والخميس. وقال: هذا حديث حسن، وروى عبد الرحمن بن مهدي هذا الحديث عن سفيان، ولم يرفعه.

وانظر حديث عبد الله بن بُسر السالف برقم (17686)، فقد ذكرنا هناك الأحاديث الواردة في مشروعية صيام يوم السبت. =

ص: 331

‌حَدِيثُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ (1) رضي الله عنها

(2)

26751 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ. وَإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِنِسَائِهِ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ:" هَذِهِ، ثُمَّ ظُهُورَ الْحُصْرِ "، قَالَ: فَكُنَّ كُلُّهُنَّ يَحْجُجْنَ إِلَّا زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ، وَسَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ، وَكَانَتَا تَقُولَانِ: وَاللهِ لَا تُحَرِّكُنَا دَابَّةٌ بَعْدَ أَنْ سَمِعْنَا ذَلِكَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِهِ: قَالَتَا: وَاللهِ لَا تُحَرِّكُنَا دَابَّةٌ بَعْدَ قَوْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " هَذِهِ، ثُمَّ ظُهُورَ الْحُصْرِ ". وَقَالَ يَزِيدُ: بَعْدَ إِذْ (3) سَمِعْنَا ذَلِكَ مِنْ

(1) في (م) زيادة: زوج النبي صلى الله عليه وسلم.

(2)

قال السندي: زينب بنت جحش، أمُّ المؤمنين رضي الله عنها، هي أَسَدِيَّةٌ، تزوَّجها النبيُّ صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث، وقيل: سنة خمس، ونزلت بسببها آيةُ الحجاب، وفيها نزلت:{فَلَمَّا قضى زيدٌ منها وَطَراً زَوَّجْنَاكَها} [الأحزاب: 37]، وَصَفَتْها عائشة بالوَرَع، وكانت تَفْخَرُ على نساء النبيِّ صلى الله عليه وسلم بأنَّها بنتُ عمِّته، وبأنَّ اللهَ زوَّجها له، وهنَّ زَوَّجَهُنَّ أولياؤهن، وجاء أنها كانت صالحةً صوَّامةً قَوَّامَةً، وكانتِ امرأةً صَناع اليد، فكانت تدبُغُ وتخرز، وتتصدَّق به في سبيل الله، وهذا مصداق حديث:"أسرعُكن لَحاقاً بي أطولُكن يداً"[مسلم (2452)]، فكنَّ يتطاولن أيَّتُهن أطولُ يداً، فظهر بعد موت زينبَ أنها هي، فإنها كانت تعملُ بيدها، وتتصدَّق، فَعَرَفْنَ أنه أراد بطول اليد الصدقة، ماتت في خلافة عمر رضي الله تعالى عنهما. وانظر (24899).

(3)

في (م): أن.

ص: 332

رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

26752 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2) - يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ - عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ أَنَّهَا كَانَتْ تُرَجِّلُ (3) رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَتْ (4) مَرَّةً: كُنْتُ أُرَجِّلُ رَأْسَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مِخْضَبٍ مِنْ صُفْرٍ (5).

(1) إسناده حسن، وهو مكرر (9765) دون زيادة قول زينب بنت جحش وسودة. وشيوخ أحمد هنا هم: حجاج: وهو ابن محمد المِصِّيصي، ويزيد بن هارون وإسحاق بن سليمان.

وأخرجه الحارث (358)(زو ائد) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (7158) من طريق إسحاق بن سليمان، به.

وأخرجه ابن سعد 8/ 207 - 208، والطبراني في "الكبير" 24/ (89)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 126 من طرق عن ابن أبي ذئب، به.

قال السندي: قوله: "هذه" أي: حَجَّتُكُنَّ هذه أو: هذه حَجَّتُكُنَّ.

"ثم ظهورُ الحُصُر" أي: ثم الأولى لكُنَّ لزوم البيت، والحُصُر بضمتين، وتسكَّن الصاد تخفيفاً: جمع حصير يُبسط في البيوت، ولعل المراد به تطييب أنفسهن بترك الحج بعد أن لم يتيسر، أو جواز الترك لهنَّ على المعنى الذي ذكرنا، لا النهي عن الحج، والله أعلم.

(2)

جاء في (ظ 2) و (ق) و (م): عُبيد الله، مصغراً، وصوابه: عبد الله، مكبّر، كما هو في (ظ 6) و (هـ) ونسختين من "أطراف المسند" فيما أشار إليه المحقق، وكذلك هو عند الرازي في "العلل" 1/ 59.

(3)

في (ظ 6): ترجِّلُ رأس.

(4)

في (ظ 6) و (ظ 2): وقال.

(5)

إسناده ضعيف، لضعف عبد الله بن عمر العمري، وبقية رجاله ثقات =

ص: 333

26753 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ (1) بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَوَضَّأُ فِي مِخْضَبٍ مِنْ صُفْرٍ (2).

= غير إبراهيم بن محمد -وهو ابن عبد الله بن جحش- فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ: صدوق.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3094) عن المغيرة بن عبد الرحمن، وأبو يعلى (7157) عن عُبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، كلاهما عن عبد الله العمري، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(2083) من طريق معاوية بن صالح أن عبد الله بن عمر بن حفص حديه عن محمد بن عبد الله بن جحش، عن أبيه، عن زينب بنت جحش.

وانظر الحديث بعده.

(1)

في (ظ 6): عبد الله.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، الدَّرَاورديُّ -وهو عبد العزيز بنُ محمد- يغلط في أحاديث عبد الله بن عمر العمري، فيجعلها عن عُبيد الله بن عمر. قال الإمام أحمد: ربما قلبَ حديث عبد الله بن عمر، يرويها عن عُبيد الله بن عمر. وقال النسائي: حديثه عن عُبيد الله منكر. ثم إنه اضطرب فيه:

فرواه علي بن بَحْر -كما في هذه الرواية- عنه، عن عُبيد الله بن عمر، عن محمد بن إبراهيم، عن زينب بنت جحش

، فقلب اسم إبراهيم بن محمد إلى: محمد بن إبراهيم، ولم يقل: عن أبيه، قلنا: ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 320 أن إبراهيم بن محمد رأى زينب بنت جحش. وقال ابن حبان في "الثقات" 6/ 5: وقد قيل: إنه رأى زينب بنت جحش، وليس يصحُّ ذلك عندي. =

ص: 334

26754 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ، أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: " لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ

= ورواه سعيد بن منصور -فيما أخرجه ابن المنذر في "الأوسط"- عنه، عن عبيد الله بن عمر، عن إبراهيم بن محمد، عن أبيه، عن زينب بنت جحش. وذكر: عن أبيه.

ورواه يعقوب بن حميد بن كاسب -فيما أخرجه ابن ماجه (472)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3093)، والطبراني في "الكبير" 24/ (139) و (144) - عنه، عن عبيد الله بن، عمر، عن إبراهيم بن محمد، عن أبيه، عن زينب بنت جحش، أنه كان لها مِخْضبٌ من صُفْر، قالت: كنت أَرَجِّل رأسَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فيه. ولم يذكر الوضوء. ويعقوبُ بن حميد بن كاسب صاحبُ أوهام.

ورواه إسماعيل بن أبي أويس -فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 320 - عنه عن عُبيد الله بن عمر، عن إبراهيم بن محمد بن جحش، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكره مرسلاً.

ورواه محمد بن عمر وابن أبي مذعور -فيما أخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 215 - عنه، عن عبيد الله بن عمر، عن إبراهيم بن عبد الله بن جحش، عن زينب بنت جحش. قالت: كان رسول الله

وقال الدارقطني: لا أعلم رواه عن عبيد الله غير الدراوردي. وقال أيضاً: وهو شديد الاضطراب.

وانظر الحديث قبله.

ووضوء النبي صلى الله عليه وسلم بآنية الصُّفر له شاهد من حديث عبد الله بن زيد، عند البخاري (197).

وآخر من حديث عائشة، سلف برقم (25179) وهو حديث صحيح.

ص: 335

تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ إِلَّا عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو عند عبد الرزَّاق في "مصنفه"(12130)، وأخرجه من طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (812) و 24/ (140).

وهو عند مالك في "الموطأ" 2/ 597، وأخرجه من طريقه الشافعي في "الأم" 5/ 230 - 231، وفي "المسند" 2/ 61 - 62 (بترتيب السندي)، والبخاري (1282) و (5335)، ومسلم (1487)، وأبو داود (2299)، والترمذي (1196)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 201 - 202، وفي "الكبرى"(5727)، وأبو يعلى (7156)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 76، وابن حبان (4304)، والطبراني في "الكبير" 23/ (812) و (24/ (140)، والبيهقي في "السنن" 7/ 437، والبغوي في "شرح السنة"(2389).

وسلفت أحاديث الباب في مسند عائشة برقم (24092).

ص: 336

‌حَدِيثُ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ

(1)(2)

26755 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْهَجَرِيِّ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى جُوَيْرِيَةَ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ وَهِيَ صَائِمَةٌ، فَقَالَ لَهَا:" أَصُمْتِ أَمْسِ؟ " قَالَتْ: لَا، قَالَ:" تَصُومِينَ غَدًا؟ " قَالَتْ: لَا، قَالَ:" فَأَفْطِرِي "(3).

(1) في (م) زيادة: زوج النبي، صلى الله عليه وسلم.

(2)

قال السندي: جويرية بنت الحارث، أم المؤمنين، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، هي خزاعية، ثم من بني المصطلق، كانت في سبي بني المصطلق، فوقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس، فكاتبته على نفسها، وكانت امرأةً حُلوة، لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها، فكرهَتها عائشة، خوفاً من ميل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى زواجها، فقالت: أعنيِّ يا رسول الله على كتابتي، فقال:"أو خيرٌ من ذلك؟ أؤدي عنك كتابتك وأتزوُّجُك" فقالت: نعم، ففعل ذلك، فبلغ الناس أنه قد تزوَّجَها، فقالوا: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلوا ما كان في أيديهم من سبي بني المصطلق، فلقد اعتق الله بها مئة أهل بيت من بني المصطلق، قالت عائشة: فما رأيتُ أعظمَ بركةً منها على قومها، ماتت في زمن مروان.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أيوب الهجري، كذا نُسب في هذه الرواية، وجاء غير منسوب في الروايتين:(26756) و (27422)، ونسب العتكي في الرواية (27425)، وهو الصواب، وهو من رجال "التهذيب"، وكذلك هو عند ابن أبي شيبة والطحاوي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 44 - 45، وعَبْد بن حُميد (1557)، والبخاري (1986)، والنسائي في "الكبرى "(2754)، وأبو يعلى (7064)، والطحاوي =

ص: 337

26756 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَ جُمُعَةٍ (1) وَهِيَ صَائِمَةٌ، فَقَالَ:" أَصُمْتِ أَمْسِ؟ " قَالَتْ (2): لَا. قَالَ: " أَتُرِيدِينَ أَنْ تَصُومِي غَدًا؟ " قَالَتْ: لَا. قَالَ: " فَأَفْطِرِي "(3).

= في "شرح معاني الآثار" 2/ 78، والبيهقي 4/ 302، والبغوي في "شرح السنة"(1805) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

قال البخاري عقب روايته: وقال حماد بن الجعد، سمع قتادة، حدثني أبو أيوب، أن جويرية حدثته، فأمرها، فأفطرت.

قلنا: قد وصله الحافظ في "تغليق التعليق" 3/ 202 - 203، وقال في "الفتح" 4/ 234: حماد بن الجعد فيه لين.

وأخرجه الطحاوي 2/ 78 من طريق حمَّاد بنِ سَلَمة، عن قتادة، به.

وسيرد بالأرقام: (26756) و (27422) و (27425).

وقد سلف برقم (6771) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، من طريق سعيد بن أبي عَروبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، عنه، وذكرنا هناك أن الراجح حديث جويرية، فيما ذكره الحافظ في "الفتح" فانظره. وقد ذكرنا هناك أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: "فأفطري" يدل على أن إفراد يوم الجمعة بالصوم مكروهٌ لِما فيه من توهُّم التخصيص لِشَرَفه، والجمهور على هذا.

(1)

قوله: يوم جمعة، ليس في (م).

(2)

في (م): فقالت.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. بَهْز: هو ابن أسد العَمِّي، وهمّام: هو ابن يحيى العَوْذي.

وأخرجه أبو داود (2422)، وأبو يعلى (7065) و (7066)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 78 من طرق عن همَّام، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

ص: 338

26757 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ خَالَتِهِ أُمِّ عُثْمَانَ، عَنْ الطُّفَيْلِ ابْنِ أَخِي جُوَيْرِيَةَ (1)، عَنْ جُوَيْرِيَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ حَرِيرٍ، أَلْبَسَهُ اللهُ ثَوْبًا (2) مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(3).

(1) قوله: عن الطفيل ابن أخي جويرية، سقط من النسخ الخطية و (م)، واستدرك من "أطراف المسند" 8/ 398، ومكرر الحديث الآتي برقم (27423).

(2)

في النسخ الخطية: ألبسه الله يوماً أو ثوباً (؟) والمثبت من (م)، وانظر لفظ مكرره.

(3)

إسناده مسلسل بالضعفاء والمجاهيل على نسق. شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- وجابر -وهو ابن يزيد الجعفي- كلاهما ضعيف، وأم عثمان والطُّفيل ابن أخي جويرية ترجم لهما الحسيني في "الإكمال"، والحافظ في "التعجيل"، وكلاهما مجهول، تفرَّد بالرواية عن كلٍّ منهما الذي قبله، ولم يؤثر توثيقهما عن أحد. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حجَّاج: هو ابن محمد المِصِّيصي.

وأخرجه عبد بنُ حُميد في "المنتخب"(1558)، والطبراني في "الكبير" 24/ (170) و (171) من طرق عن شريك، بهذا الإسناد.

وسقط في الموضع الأول من مطبوع الطبراني اسم جويرية، وتحرف في الموضع الثاني قوله:"عن خالته أم عثمان" إلى: "عن خاله أبي عثمان".

وسيأتي برقم (27423).

وله شاهدٌ لا يُفرح به من حديث حذيفة، وهو عند البزار (3001)"زوائد"، وقد ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 141، وقال: رواه البزار عن شيخه رجاء بن الجارود، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.

قلنا: والثابت في هذا الباب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من لبس الحرير في الدنيا =

ص: 339

26758 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (1)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى أَبِي (2) طَلْحَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ كُرَيْبًا مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتْ: أَتَى عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غُدْوَةً وَأَنَا أُسَبِّحُ، ثُمَّ انْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ، ثُمَّ رَجَعَ قَرِيبًا مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ، فَقَالَ:" مَا زِلْتِ قَاعِدَةً؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ:" أَلَا أُعَلِّمُكِ كَلِمَاتٍ لَوْ عُدِلْنَ (3) بِهِنَّ، عَدَلَتْهُنَّ (4)، - أَوْ لَوْ وُزِنَّ بِهِنَّ وَزَنَتْهُنَّ (5) - يَعْنِي بِجَمِيعِ مَا سَبَّحَتْ: سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، سُبْحَانَ اللهِ زِنَةَ عَرْشِهِ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، سُبْحَانَ اللهِ رِضَا نَفْسِهِ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، سُبْحَانَ اللهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ "(6).

= لم يلبسه في الآخرة"، وقد سلف في مسند أبي سعيد الخدري (11179)، وذكرتا هناك شواهده.

قال السندي: قوله: "من لبس ثوب حرير" أي: من الذكور.

(1)

أقحم في (م) قول: حدثنا حجاج، بين روح وشعبة.

(2)

في (ظ 6) و (ظ 2): آل.

(3)

في (ق): عدل.

(4)

في (ظ 6): عدلهن.

(5)

في (ظ 6): وزنهن.

(6)

إسناده صحيح على شرط مسلم. محمد بنُ عبد الرحمن مولى أبي طلحة -وهو ابنُ عُبيد القرشي- من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. رَوْح: هو ابنُ عُبادة.

وأخرجه أبو يعلى (7068)، وابن حبان (828) من طريق رَوْح بن عُبادة، بهذا الإسناد. =

ص: 340

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 282 - 283، ومسلم (2726)، والنسائي في "الكبرى"(9993)، وهو في "عمل اليوم والليلة"(165)، وابن ماجه (3808)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3106)، والطبراني في "الكبير" 24/ (161)، وفي "الدعاء"(1741)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 285 من طريق مسعر، عن محمد بن عبد الرحمن، به.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(647)، ومسلم (2726)(79)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3108)، والدارمي في "الردّ على الجهمية" ص 77، وابن خزيمة (753)، والطبراني في "الكبير" 24/ (162) و (163)، وفي "الدعاء"(1742)، والبغوي في "شرح السنة"(1267) من طريق سفيان بن عيينة، عن محمد بن عبد الرحمن، به. إلا أنه قال فيه:"لقد قلتُ بعدكِ أربع كلمات، ثلاث مرات، لو وُزِنَتْ بما قُلتِ منذ اليوم، لَوَزَنْتهنَّ: سبحان الله وبحمده، عَدَدَ خلقِه، ورِضا نفسه، وزِنَةَ عَرْشِه، ومِدَادَ كلماتِه".

وسيأتي برقم (27421).

وسلف من حديث ابن عباس برقم (2334).

قال السندي: قوله: "عَدَلَتْهُنَّ" على بناء الفاعل، أي: غَلَبَتْ تلك الكلمة على ما قلتِ من التسبيحات.

ص: 341

‌حَدِيثُ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنها

(1)(2)

26759 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَجَدَ رِيحَ طِيبٍ بِذِي الْحُلَيْفَةِ، فَقَالَ: مِمَّنْ هَذِهِ الرِّيحُ؟ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مِنِّي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: مِنْكَ لِعَمْرِي، فَقَالَ: طَيَّبَتْنِي أُمُّ حَبِيبَةَ، وَزَعَمَتْ أَنَّهَا طَيَّبَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ إِحْرَامِهِ، فَقَالَ: اذْهَبْ، فَأَقْسِمْ عَلَيْهَا لَمَا

(1) قال السندي: أمُّ حَبِيبَةَ زوجُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، هي بنتُ أبي سفيان، أختُ معاوية رضي الله تعالى عنهما، أسمُها رَمْلَة، وقيل: هند، والأول أصحُّ، وهي من المشتهرات بالكنية، هاجرت بزوجها عُبيد الله بن جحش إلى الحبشة، فتَنصَّر، وارتدَّ عن الإسلام، ففارقَها، فأرسل صلى الله عليه وسلم إلى النجاشيِّ في تزويجها، فزوَّجَها النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وأصْدَقَها عنه أربعَ مئة دينار. وجاء أنه حين بلغ أبا سفيان أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَكَحَ ابنتَه قال: هو الفحلُ لا يُقْدَعُ أنفُه، وجاء أن أبا سفيان قدم المدينة قبلَ إسلامِه، فدخل على أمِّ حَبِيبة، وأراد أن يجلس على فراش رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَمَنعَتْه من ذلك، فقال: يا بنية أَرَغِبْتِ بهذا الفراش عني، أم رَغِبْتِ بي عنه؟ قالت: بل هو فراشُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وأنت امرؤٌ نجس مشرك، فقال: لقد أصابك بعدي شرٌّ. وجاء أنها أرسلَتْ إلى عائشةَ عند موتها، فقالت: قد كان بيننا ما يكون بين الضرائر، فتحلَّليني، فاستغفرت عائشة لنفسها ولها، فقالت لها: سَرَرْتِني سَرَّك الله، وأرسلت إلى أمِّ سلمة بمثل ذلك، وماتت بالمدينة سنة أربع وأربعين، وقيل غير ذلك.

(2)

في (م): واسمها رملة.

ص: 342

غَسَلَتْهُ، فَرَجَعَ إِلَيْهَا، فَغَسَلَتْهُ (1).

26760 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِأُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي الثَّوْبِ الَّذِي يَنَامُ مَعَكِ فِيهِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، مَا لَمْ يَرَ فِيهِ أَذًى (2).

(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، سليمان بن يسار لم يسمع من عمر. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح، غير أبي كامل -وهو مُظَفَّر بنُ مُدرِك- فقد روى له أبو داود في "التفرُّد" والنسائي، وهو ثقة.

وأخرجه بنحوه البزار (1099)(زوائد) من طريق إبراهيم بن يزيد الخوزي، عن محمد بن عباد بن جعفر، عن ابن عمر، عن عمر، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 218 وقال: رواه أحمد والبزار، وزاد بعد الأمر بغسله: فإني سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: "الحاج الشَّعِث التَّفِل". ورجال أحمد رجال الصحيح، إلا أن سليمان بن يسار لم يسمع من عمر، وإسناد البزار متصل، إلا أن فيه إبراهيم بن يزيد الخوزي، وهو متروك.

(2)

حديث صحيح، ابن إسحاق -وإن كان مدلساً وقد عنعن- قد توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات. محمد بن سَلَمة: هو الحرّاني، وسُويد بن قيس: هو التُّجِيبي المصري، ومعاوية بن حُدَيْج: هو الكندي من صغار الصحابة.

وأخرجه ابن خزيمة (776) من طريق عبد الأعلى، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (1375)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3074)، وابن خزيمة (776)، وابن المنذر في "الأوسط"(721)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 50، والطبراني في "الكبير" 23/ (406) و (408)، =

ص: 343

26761 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ (1) بْنُ حَبِيبٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ الثَّقَفِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ حَبِيبَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، وَعَلَيَّ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ وَاحِدٌ، فِيهِ كَانَ مَا كَانَ (2).

= والبيهقي في "السنن" 2/ 410 من طرق عن يزيد بن أبي حبيب، به.

وسيرد برقم (27404) من طريق الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، به.

وفي الباب عن جابر بن سمرة، سلف برقم (20825).

قال السندي: قولها: ما لم يَرَ فيه أذىً، ظاهره أن المنيَّ نَجَسٌ يمنع من الصلاة في ثوب كان فيه.

(1)

تحرف في (ظ 2) و (ق) و (م) إلى: حمزة.

(2)

ضعيف بهذه السياقة، فقد تفرَّد به معاويةُ بن صالح، وله أوهام، ومحمد بنُ أبي سفيان الثقفي، وهو ممن لا يُحتمل تفرُّده، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات". ضَمْرة بن حبيب: هو الزُّبيدي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 482 - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ 491 - عن زيد بن الحُباب، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(2018) من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، به.

ورواه عطاء الخراساني واختلف عليه:

فرواه عثمان بن عطاء الخراساني -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3075) و (3076)، وابن عَدِيّ في "الكامل" 5/ 1998 - عنه أنه سمع مطرف بن مطاع الغفاري، أنه سمع معاوية بن أبي سفيان يقول .... فذكر نحوه، وعثمان بن عطاء ضعيف.

ورواه إسماعيل بن عياش -فيما أخرجه ابن أبي شيبة 1/ 311 - عن عطاء الخراساني، عن معاوية بن أبي سفيان، قال .... فذكره وإسماعيل مخلّط =

ص: 344

26762 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ (1).

= في روايته عن غير أهل بلده.

ورواه عبد الجبار بن عمر -فيما أخرجه الطبراني 23/ (407) - عن عطاء الخراساني، عن يحيى بن أبي المطاع، عن معاوية بن أبي سفيان، قال: دخلت على أم حبيبة بنت أبي سفيان، فقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب ملتحفاً به. وعبد الجبار ضعيف.

ورواه الأوزاعي واختلف عليه كذلك:

فرواه مبشر بن إسماعيل الحلبي، والحارث بن عطية، ومحمد بن كثير -فيما أخرجه أبو يعلى (7373) - عنه، عن يعيش بن الوليد، عن معاوية. ويعيش بن الوليد لم يسمع من معاوية.

وخالفهم ابن حميد -فيما أخرجه الخطيب في "تاريخه" 4/ 53 - فرواه عنه، عن يعيش بن الوليد، عن رجاء بن حيوة، قال: دخل معاوية بن أبي سفيان على أخته أم حبيبه فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد ورأسه ينطف الماء، قال: ألا أراه يصلي هكذا؟ قالت: نعم، وهو الثوب الذي كان فيه ما كان.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 49، وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات.

وسيرد برقم (27402).

وسلف بلفظ صحيح في الرواية (26760).

(1)

حديث صحيح على خطأ في إسناده، قال النسائي: لا نعلم أحداً تابع شعبة على قوله: أمِّ حبيبة، والصواب شُتَيْر بن شَكَل، عن حفصة. قلنا: وقد سلفت رواية حفصة برقم (26445).

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3084)، والطبراني في "الكبير" 23/ (492) =

ص: 345

26763 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي الْجَرَّاحِ مَوْلَى أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ أَنَّهَا حَدَّثَتْهُ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، كَمَا يَتَوَضَّؤُونَ "(1).

26764 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، قَالَ:

= من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وقد سلف من حديث عائشة برقم (24110)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

(1)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو الجرَّاح مولى أمِّ حَبيبة، لم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يُؤْثر توثيقُه عن غير ابن حبان.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 9/ 19، وأبو يعلى (7127) و (7143) من طرق عن يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 97 وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله ثقات.

وسيأتي برقم (27415).

وله شاهد من حديث أبي هريرة، وقد سلف برقم (7339) وذكرنا هناك بقية شواهده.

قال السندي: قوله: "كما يتوضَّؤون" أي: فيستاكون عند كل صلاة، كما يتوضؤون عندها، وعُلم من هذه الزيادة أن الأمر بالسواك عند كل صلاة هو أن يأمرهم بأن يجعلوا السواك مثل الوضوء.

ص: 346

لَمَّا نَزَلَ بِعَنْبَسَةَ (1) بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، الْمَوْتُ اشْتَدَّ جَزَعُهُ، فَقِيلَ لَهُ: مَا هَذَا الْجَزَعُ؟ قَالَ: أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ أُمَّ حَبِيبَةَ - يَعْنِي أُخْتَهُ - تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ صَلَّى أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَأَرْبَعًا بَعْدَهَا، حَرَّمَ اللهُ لَحْمَهُ عَلَى النَّارِ ". فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ (2). (3)

(1) في الأصول: بعتبة، وهو خطأ، والممبت من "أطراف المسند".

(2)

في (ظ 6): سمعتها.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. رَوْح: هو ابنُ عُبادة، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو.

وأخرجه البيهقي 2/ 473 من طريقي محمد بن إسحاق ومحمد بن عبيد الله المنادي، عن رَوْح، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 264 - 265، وفي "الكبرى"(1480) من طريق موسى بن أَعْين، والطبراني في "الأوسط"(2768) من طريق يزيد بن يوسف، كلاهما عن الأوزاعي، به.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 36، والترمذي (428)، والنسائي 3/ 265، والطبراني في "الكبير" 23/ (453)، وفي "مسند الشاميين"(1524)، والبغوي في "شرح السنة"(889) من طريق القاسم بن عبد الرحمن، والطبراني في "الكبير" 23/ (446)، وفي "مسند الشاميين"(65) من طريق إبراهيم بن أبي عبلة، كلاهما عن عَنْبَسَة بن أبي سفيان، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.

وخالفهم عبد بن حميد -كما في "منتخبه"(1553) - فرواه عن روح، به، بلفظ:"من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة حرّم الله لحمه على النار".

وسيأتي برقمي: (26772) و (27403).

قال السندي: قوله: اشتدَّ جزعه، فيصيح وينقلب ظهراً لبطن كما يفيده =

ص: 347

26765 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي (1) بَكْرٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ، أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ، فَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ". قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَالَ أَبِي: حُمَيْدُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو أَفْلَحَ، وَهُوَ حُمَيْدٌ صَفِيرَا (2).

= تقييد رواية النسائي. وآخِرُ الحديث يفيد أنه كان يفعل ذلك فرحاً بالموت اعتماداً على صدق الوعد، ويحتمل أنه تردد في القبول، ففعل ذلك.

فما تركتُهن: قال النووي: فيه أنه يحسن من العالم وممن يقتدي به أن يقول مثل ذلك، ولا يريد به تزكية نفسه، بل يريد حثّ السامعين على التخلّق بخلقه في ذلك، وتحريضهم على المحافظة عليه، وتنشيطهم لفعله.

(1)

لفظة "أبي" سقطت من (ق) و (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(12130)، وأخرجه من طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (420).

وهو عند مالك في "الموطأ" 2/ 596 - 597، وأخرجه من طريقه الشافعي في "مسنده" 2/ 61 (بترتيب السندي)، والبخاري (1281) و (5334)، ومسلم (1486)(58)، وأبو داود (2299)، والترمذي (1195)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 201، وفي "الكبرى"(5727)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 75 - 76، وابن حبان (4304)، والبيهقي في "السنن" 7/ 437، والبغوي في "شرح السنة"(2389).

وأخرجه البخاري (5345)، والطبراني 23/ (421) من طريق سفيان الثوري، عن عبد الله بن أبي بكر، به. =

ص: 348

26766 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْنَبَ بِنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: تُوُفِّيَ حَمِيمٌ لِأُمِّ حَبِيبَةَ، فَدَعَتْ بِصُفْرَةٍ، فَمَسَحَتْ بِذِرَاعَيْهَا وَقَالَتْ: إِنَّمَا أَصْنَعُ هَذَا لِشَيْءٍ سَمِعْتُ (1) رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ حَجَّاجٌ: لِأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُحِدَّ فَوْقَ ثَلَاثٍ إِلَّا عَلَى زَوْجِهَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ". وَحَدَّثَتْهُ زَيْنَبُ، عَنْ أُمِّهَا وَعَنْ (2) زَيْنَبَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ عَنِ امْرَأَةٍ، مِنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (3).

= وأخرجه الحميدي (306)، وسعيد بنُ منصور في "سننه"(2136)، والبخاري (1280)، ومسلم (1486)(62)[2/ 1126]، والنسائي في "الكبرى"(5721)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 75، والطبراني في "الكبير" 23/ (422) و (423)، والبيهقي في "السنن" 7/ 437 من طريق أيوب ابن موسى، عن حُميد بن نافع، به.

وسيأتي برقمي: (26766) و (27398).

وسلفت أحاديث الباب في مسند عائشة برقم (24092).

(1)

في (ق): سمعته من.

(2)

في النسخ الخطية (غير ق) و"أطراف المسند" و (م): عن، وهو خطأ، والمثبت من "صحيح مسلم".

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجَّاج: هو ابن محمد المِصِّيصي.

وأخرجه مسلم (1486)(59) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (5339)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 188، وفي "الكبرى"(5693)، والدارمي (2284)، والبيهقي في "السنن" 7/ 437 - 438 =

ص: 349

26767 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَمِعَ الْمُؤَذِّنَ يُؤَذِّنُ، قَالَ كَمَا يَقُولُ، حَتَّى يَسْكُتَ (1).

= من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه مسلم (1488) من طريق معاذ العنبري، عن شعبة، به، إلا أنه قال: أم سلمة وأخرى من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.

وانظر ما قبله.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وأبو المَلِيح بنُ أسامة لم يروه عن أمِّ حبيبة، بينهما عبد الله بن عتبة بن أبي سفيان، فقد رواه جمع من الرواة -كما سيأتي- عن شعبة، عن أبي بشر، بإثبات عبد اللّه بن عتبة بن أبي سفيان بين أبي المليح وبين أم حبيبة. وعبد الله بن عُتبة بن أبي سفيان هذا مجهول، لم يذكروا في الرواة عنه سوى أبي المليح، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يُعرف. ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس بن أبي وحشيّة.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9865) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(37) - وأبو يعلى (7141) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (7142)، وابن خزيمة (413) من طريقي عبد الرحمن بن مهدي وبهز بن أسد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 143، والطبراني في "الكبير" 23/ (428)، وفي "الدعاء"(440)، والحاكم 1/ 204 من طريق أبي الوليد الطيالسي، والطبراني في "الدعاء"(440) من طريق عمرو بن مرزوق، والحاكم 1/ 204 من طريق وهب بن جرير، وآدم بن أبي إياس، ستتهم عن شعبة، عن أبي بشر، عن أبي المليح، عن عبد الله بن عتبة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين! وسكت عنه الذهبي. =

ص: 350

26768 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ حَدَّثَتْ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، بَنَى اللهُ لَهُ، أَوْ بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ (1) "(2).

= وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 227 عن شبابة، عن شعبة، عن أبي بشر، عن أمّ حبيبة، به، معضلاً، لم يذكر أبا المليح ولا عبد الله بن عتبة.

وأخرجه ابن أبي شيبة كذلك، والنسائي في "الكبرى"(9863) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(35) - وأبو يعلى (7146)، وابن المنذر في "الأوسط"(1189) من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، عن أبي بِشْر، عن أبي المَلِيح، عن عبد الله بن عتبة، عن أمِّ حبيبة، به.

وسيأتي برقم (27394) عن هُشيم، عن أبي بشر، عن أبي المليح، عن عبد الله بن عتبة، عن أم حبيبة، به.

وأخرج عبد الرزاق في "مصنفه"(1851) -ومن طريقه الطبراني 23/ (485) - عن ابن التيمي، عن الصلت، عن علقمة، عن أمه، عن أم حبيبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بيتها، فسمع المؤذن، فقال كما يقول، فلما قال: حي على الصلاة، نهض رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة. وإسناده ضعيف.

وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بلفظ: "إذا سمعتم مؤذناً فقولوا مثل ما يقول"، سلف برقم (6568) وذكرنا تتمة شواهده ثمة.

(1)

في (ظ 6): بنى الله له بيتاً في الجنة.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه كما سيأتي، قال البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 37 بعد أن أخرجه: وهذا مرسل. قلنا: يريد البخاري أن أبا صالح لم يسمعه من أمِّ حَبِيبة، فالحديث حديث عنبسة كما سيرد، ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير عاصم بن بَهْدَلة، فهو مختلفٌ فيه حسنُ الحديث، وقد اضطربَ فيه. بهز: هو ابنُ أَسَد العمِّي. وأبو صالح: =

ص: 351

26769 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ

= هو ذكوان السمّان.

ورواه حماد بن زيد -كما في هذه الرواية، وعند البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 37، والنسائي في "المجتبى" 3/ 264، وفي "الكبرى"(1477)، والطبراني في "الكبير" 23/ (480) - عن عاصم بن بَهْدَلَة، عن أبي صالح، عن أمِّ حَبِيبة، مرفوعاً.

ورواه حمَّاد بن سلمة، عن عاصم بن بَهْدلة، واختُلف عليه فيه:

فرواه سويد بن عمرو -كما عند النسائي في "المجتبى" 3/ 264 - وابن جُريج -كما عند أبي يعلى (7138) - وحجَّاج بن منهال -كما عند العقيلي في "الضعفاء" 1/ 52 - 53 - وأبو نصر اليماني -كما عند الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 187 - أربعتهم عن حمَّاد بنِ سلمة، عن عاصم ابن بَهْدَلة، به، مرفوعاً.

وخالفهم النضر بن شميل، فرواه عن حماد بن سلمة -كما عند النسائي 3/ 264 - عن عاصم، عن أبي صالح، عن أم حبيبة، موقوفاً.

ورواه رَوْحُ بن القاسم -كما عند الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 187 - عن عاصم، به، مرفوعاً.

ورواه عمر بنُ زياد -كما عند ابن عدي في "الكامل" 5/ 1708 - 1709، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 187، وتمَّام في "فوائده"(375)(الروض البسام) - عن عاصم، عن زرّ بن حُبيش، عن أمِّ حبيبة، مرفوعاً.

ورواه زائدة بن قدامة -كما عند الدارقطني- عن عاصم، عن المسيب بن رافع، عن أم حبيبة، موقوفاً.

وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 2/ 161 من طريق عبد الله بن أبي سفيان، والطبراني 23/ (486) من طريق الحسن، كلاهما عن أم حبيبة، مرفوعاً.

وسيرد بالأرقام: (26769) و (26774) و (26781) و (27395) و (27411).

وبرقمي: (26775) و (26781) بإسناد صحيح.

ص: 352

عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَجْدَةً سِوَى الْمَكْتُوبَةِ، بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ "(1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، كما سيأتي بيانُه، ورجالُه ثقاتٌ رجالُ الشيخين، غير عَنْبَسَةَ بنِ أبي سفيان، فمن رجال مسلم، وقد روى عنه جمع، ولم يُؤْثر توثيقُه عن غير ابن حبان.

واختلف في إسناده على إسماعيل بن أبي خالد:

فرواه يزيد بن هارون -كما في هذة الرواية، وعند ابن أبي شيبة 2/ 203، والنسائي في "المجتبى" 3/ 263، وفي "الكبرى"(1474)، وابن ماجه (1141)، والطبراني في "الكبير" 23/ (436) و (455)، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 187 - عن إسماعيل بن أبي خالد، به، مرفوعاً.

ورواه يعلى بنُ عُبيد عن إسماعيل بن أبي خالد، واختلف عنه في رفعه ووقفه:

فرواه عثمان بنُ أبي شيبة عنه -كما عند الطبراني في "الكبير" 23/ (436) - مرفوعاً.

ورواه أحمد بن سليمان عنه -كما عند النسائي في "المجتبى" 3/ 263، وفي "الكبرى"(1475) - موقوفاً.

ورواه أبو معاوية الضرير -كما عند ابن أبي شيبة 2/ 203 - 204 - عن إسماعيل بن أبي خالد، به، موقوفاً.

ورواه ابن المبارك -كما عند النسائي 3/ 263 - عن إسماعيل، عن المسيب بن رافع، عن أم حبيبة، موقوفاً. لم يذكر عنبسة في الإسناد.

ورواه حُصين بن عبد الرحمن، عن المسيب بن رافع، واختلف عليه فيه:

فرواه خالد بن عبد الله -كما عند النسائي في "المجتبى" 3/ 263 - 264، وفي "الكبرى"(1476) - عن حُصين بن عبد الرحمن، عن المسيب بن رافع، عن أبي صالح ذكوان، عن عنبسة، عن أم حبيبة، موقوفاً.

ورواه سويد بن عبد العزيز -كما عند الطبراني 23/ (454) - عن حصين، =

ص: 353

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عن المسيب، عن أبي صالح، عن عنبسة، عن أم حبيبة، مرفوعاً.

ورواه أبو إسحاق السَّبِيعي عن المسيب بن رافع، واختلف عليه فيه:

فرواه إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق -كما عند عبد بن حميد (1552) - وسفيان الثوري -كما عند الترمذي (415)، والطبراني 23/ (435)، والبغوي في "شرح السنة"(866) - ومسعر بن كدام -كما عند الخطيب في "تاريخه" 5/ 81 - ثلاثتهم عن أبي إسحاق السبيعي، عن المسيب بن رافع، عن عنبسة، عن أم حبيبة، مرفوعاً. زاد إسرائيل والثوري في آخره:"أربعاً قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل صلاة الفجر". قال الترمذي: وحديث عنبسة عن أم حبيبة في هذا الباب حسن صحيح. قلنا: لأن رواية إسرائيل عن جده أبي إسحاق في غاية الإتقان للزومه إياه، ورواية الثوري عن أبي إسحاق قبل الاختلاط.

ورواه زهير بن معاوية عن أبي إسحاق واضطرب فيه، فرواه مرة مرفوعاً كما عند البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 37، ومرة موقوفاً كما عند النسائي في "المجتبى" 3/ 263، وفي "الكبرى"(1473)، وزهير بن معاوية سمع من أبي إسحاق بعد الاختلاط.

ورواه فُليح بن سليمان، فخالف في لفظ الزيادة التي في متنه، فرواه -كما عند النسائي في "المجتبى" 3/ 262 - 263، وفي "الكبرى"(1479)، وابن خزيمة (1189)، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 187، والبيهقي 2/ 187 - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي إسحاق السبيعي بإسناد سابقه، إلا أنه قال في الزيادة:"وركعتين قبل العصر" بدلاً من "ركعتين بعد العشاء". قال النسائي: فُليح بن سليمان ليس بالقوي.

ورواه محمد بن عجلان، فخالف في إسناده، فرواه عن أبي إسحاق السَّبيعي -كما عند النسائي في "المجتبى" 3/ 262، وفي "الكبرى"(1472)، وابن خزيمة (1188)، وابن حبان (2452)، والطبراني في "الكبير" 23/ (432) و (433)، وفي "الأوسط"(1941)، وأبي الشيخ في "طبقات =

ص: 354

26770 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، قَالَ: قَالَ نَافِعٌ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ أَبَا الْجَرَّاحِ (1) مَوْلَى أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ الْعِيرَ الَّتِي فِيهَا الْجَرَسُ (2) لَا تَصْحَبُهَا الْمَلَائِكَةُ "(3).

= المحدثين" (807)، والحاكم 1/ 311، والبيهقي 2/ 473 - عن عمرو بن أوس، عن عنبسة، عن أمِّ حبيبة، مرفوعاً، بمثل زيادة فليح بن سليمان المذكورة آنفاً. ووقع في رواية أبي الشيخ: عن أم حبيبة أو أم سلمة، على الشك. قال الحاكم: صحيح على شرط مشلم، ووافقه الذهبي!

وأخرجه عبد الرزاق (4855)، والطبراني في "الكبير" 23/ (437) و (438)، وفي "الأوسط"(918) و (7666) من طرق عن عنبسة، به.

وانظر ما قبله.

(1)

الأصحُّ أنّ اسمه أبو الجرَّاح، كما ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 9/ 19، وابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 352، وابن حبان في "الثقات" 5/ 561، والحافظان في "تهذيبيهما". قال البخاري: وأبو الجراح أكثر وأصحُّ. وقال ابن حبان: ومن قال: الجراح، فقد وهم.

(2)

في (ظ 6): جرس.

(3)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ ضعيف لجهالة حال الجرَّاح مولى أمِّ حبيبة (والأصح أنه أبو الجراح كما ذكرنا قبل) فلم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو اليمان: هو الحَكَم بنُ نافع، وشُعيب: هو ابنُ أبي حمزة، ونافع: هو مولى ابن عمر.

وقد اختُلف في إسناده:

فرواه نافع مولى ابن عمر، واختلف عليه فيه:

فرواه شُعيب بن أبي حمزة -كما في هذه الرواية- وعُبيد الله بن عمر =

ص: 355

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= العمري -كما سيرد برقمي (26777) و (27401) - ومالك -كما سيرد برقم (26780) - وليث بنُ سعد -كما سيرد برقم (27409) - وجُويرية بن أسماء -فيما أخرجه أبو يعلى (7133) - وهمّام بن يحيى -فيما أخرجه أبو يعلى كذلك (7136) - ويحيى بن سعيد الأنصاري -فيما أخرجه ابن حبان (4700) - وإسماعيل بنُ إبراهيم بن عقبة -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (474) - وعبدُ الرحمن ابن ثابت بن ثوبان -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (477) - وفي "مسند الشاميين"(107) - تسعتهم عن نافع مولى ابن عمر، بهذا الإسناد. وفي رواية عبيد الله ومالك ويحيى بن سعيد الأنصاري وابن ثوبان: أبو الجراح.

وخالفهم أيوب السختياني -فيما أخرجه عبد الرزاق (19698)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (472) - وموسى بن عقبة -فيما أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7040) - فروياه عن نافع، عن الجراح مولى أم حبيبة، به. لم يذكرا سالماً في الإسناد.

قلنا: مالك وعبيد الله أثبتُ في نافع من أيوب وموسى بن عقبة.

ورواه عبد الله بن سليمان الطويل -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (478) - عن نافع، عن سالم، عن أمِّ حبيبة، به. لم يذكر أبا الجراح في الإسناد. عبد الله بن سليمان الطويل صدوقٌ، لكنه يخطئ.

واختُلف على سالم بن عبد الله:

فرواه عراك بن سالم -فيما ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 9/ 19، وفيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (479)، والبيهقي في "السنن" 5/ 254 - وبكير بن عبد الله بن الأشج -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 193 - كلاهما عن سالم بن عبد الله، بمثل رواية نافع على الجادة.

ورواه يزيد بن عبد الله بن الهاد -كما في الروا ية التالية- عن سالم بن عبد الله، عن أبي الجراح مولى أم سلمة، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهو وهمٌ، فإن أبا الجراح مولى أم حبيبة، وليس مولى أم سلمة، وقد رواه عن مولاته أم حبيبة، لا عن أم سلمة. =

ص: 356

26771 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ - يَعْنِي أَبَاهُ - عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ، أَنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا الْجَرَّاحِ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ قَوْمًا فِيهِمْ جَرَسٌ "(1).

= ورواه الزُّهري -فيما أخرجه النسائي في "الكبرى"(8813)، وأبو يعلى في "مسنده"(6945)، وفي "معجم شيوخه"(83)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(859)، والطبراني في "الكبير" 23/ (963)، و (898) و (899)، وفي "مسند الشاميين"(1785)، وتمَّام في "فوائده"(862)(الروض البسام)، والخطيب في "تاريخه" 10/ 110 - 111 - عن سالم بن عبد الله، عن سفينة مولى أم سلمة، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه أبو بكر بن موسى -كما سلف برقم (4811) - عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 193: وقولُ نافع أشبهُها بالصواب.

وسيرد بالأرقام: (26771) و (26777) و (26780) و (27397) و (27400) و (27401).

وله شاهد من حديث أبي هريرة -وهو عند مسلم (2113)(103) - سلف برقم (7566)، وذكرنا بقية شواهده في مسند ابن عمر عند الرواية (4811).

(1)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ ضعيفٌ، وقد بسطنا القولَ فيه في الرواية السابقة. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزُّهري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 229، والطبراني في "الكبير" 23/ (961) من طريق ثابت مولى أمِّ سلمة. والنسائي في "المجتبى" 8/ 180، وفي "الكبرى"(9556) من طريق سليمان بن بابَيْه. والطبراني في "الكبير" 23/ (1001) و (1002) من طريق عبد الله بن رافع. وأبو نُعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 235 من طريق عبد الله بن بابي. أربعتُهم عن أمِّ سَلَمة، به. =

ص: 357

26772 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنِي مَكْحُولٌ، أَنَّ مَوْلًى لِعَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، حَدَّثَهُ أَنَّ عَنْبَسَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، أَخْبَرَهُ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ صَلَّى أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَأَرْبَعًا بَعْدَ الظُّهْرِ، حَرَّمَهُ اللهُ عَلَى النَّارِ "(1).

= وانظر ما قبله.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، ولإبهام مولى عَنْبَسَةَ بن أبي سفيان. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح غير سليمان بن موسى -وهو الأشدق- فقد روى له مسلم في "المقدمة" وأصحاب السنن، وهو ثقة. مكحول: هو الشامي.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (457) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن ابن لهيعة، به.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 265، وفي "الكبرى"(1481)، والطبراني في "الكبير" 23/ (452) و (456)، وفي "مسند الشاميين"(327) و (3634) من طريق مروان بن محمد الطاطري، عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة مرفوعاً وموقوفاً. قال مروان بن محمد: وكان سعيد بن عبد العزيز إذا قرئ عليه: عن أمِّ حبيبة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أقرَّ بذلك ولم ينكره، وإذا حدّث به هو، لم يرفعه. قال النسائي: مكحول لم يسمع من عنبسة.

قلنا: وكذلك قال البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 160.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 265 - 266، وفي "الكبرى"(1482)، وابن خزيمة (1190) من طريق أبي عاصم الضَّحَّاك بن مَخْلَد، عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، عن محمد بن أبي سفيان، عن أمِّ حَبِيبَةَ، به. قال الحافظ في "التهذيب" (في ترجمة محمد بن أبي سفيان): وقال مروان =

ص: 358

26773 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ - يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ الْعَطَّارَ - عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَقَتْهُ قَدَحًا مِنْ سَوِيقٍ، فَدَعَا بِمَاءٍ، فَمَضْمَضَ (1)، فَقَالَتْ لَهُ: يَا ابْنَ أَخِي، أَلَا تَتَوَضَّأُ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" تَوَضَّؤُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ، أَوْ غَيَّرَتْ "(2).

= ابن محمد: عن سعيد، عن سليمان، عن مكحول، عن عنبسة، عن أخته، وهو الصواب، وهكذا قال غير واحد عن مكحول. قلنا: سلف أن النسائي والبخاري لم يثبتا سماع مكحول من عنبسة.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(3631) من طريق ليث بن أبي سُليم، عن مكحول، عن يزيد بن أبي سفيان، عن أم حبيبة، به. وليث ضعيف.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 36، وأبو داود (1269)، وابن خزيمة (1191) و (1192)، والطبراني في "الكبير" 23/ (441) و (442) و (458)، وفي "الأوسط"(3107) و (3186)، وفي "مسند الشاميين "(1263) و (3633)، والحاكم 1/ 312، وتمام في "فوائده"(379)"الروض البسام"، والبيهقي 2/ 472، والذهبي في "معجم شيوخه" 2/ 126 - 127 من طريق النعمان بن المنذر، والطبراني 23/ (443) من طريق عبد الرحمن بن يزيد، كلاهما عن مكحول، عن عنبسة، به. ليس فيه مولى عنبسة.

وسلف برقم (26764) بإسناد صحيح.

(1)

في (ظ 2) و (ق): فتمضمض.

(2)

مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ محتمل للتحسين، أبو سفيان بن سعيد بن المغيرة، وإن تفرَّد بالرواية عنه أبو سلمة بنُ عبد الرحمن بن عوف، ولم يُؤثر توثيقُه عن غير ابن حبَّان، فهو ابنُ أخت أمِّ حبيبة. وبقيةُ رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. يونُس: هو ابنُ محمَّد المؤدِّب. =

ص: 359

26774 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ - يَعْنِي ابْنَ فَضَالَةَ - عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَطَاءٍ أَنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ حَبِيبَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ صَلَّى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي لَيْلِهِ وَنَهَارِهِ غَيْرَ الْمَكْتُوبَةِ، بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ "(1).

= وأخرجه أبو داود (195)، والطبراني في "الكبير" 23/ (470) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن أبان بن يزيد، بهذا الإسناد.

وسيأتي بالأرقام: (26778) و (26779) و (26782) و (26783) و (26784) و (26785) و (27399) و (27406).

ويشهد للمرفوع منه حديث أبي هريرة، وقد سلف برقم (7605) بإسناد صحيح، وذكرنا عنده أحاديث الباب وأحاديث النسخ.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عطاء -وهو ابن أبي رباح- لم يسمعه من عنبسة، ثم إنه اختلف عليه فيه كما سيرد، ورجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. خالد بن يزيد: هو المصري.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (440) من طريقين عن مفضَّل بن فَضالة، بهذا الإسناد.

وأخرجه كذلك 23/ (460) من طريق أبي الأسود، عن ابن لَهيعة، عن خالد بن يزيد، به.

وأخرجه كذلك 23/ (439) من طريق قُتيبة بن سعيد، عن ابن لَهيعة، عن عطاء، به. وابن لهيعة سيئ الحفظ.

واختلف في إسناده على عطاء:

فرواه زيد بنُ حِبَّان -كما عند النسائي في "المجتبى" 3/ 261 - 262، وفي "الكبرى"(1469)، والطبراني 23/ (461) - عن ابن جريج، عن عطاء، به. =

ص: 360

26775 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ

= ورواه عبد الرزاق (5521)، وحجَّاج بنُ محمد -كما عند النسائي في "المجتبى" 3/ 261، وفي "الكبرى" (1468) - كلاهما عن ابن جُريج قال: قلتُ لعطاء: بلغني أنك تركعُ قبل الجمعة اثنتي عشرة ركعة، ما بلغك في ذلك؟ قال: أُخبرت أن أم حبيبة حدّثت عنبسة بن أبي سفيان أن النبي صلى الله عليه وسلم

فذكره.

ورواه زيد بن الحُباب، عن محمد بن سعيد الطائفي -كما عند النسائي في "المجتبى" 3/ 262، وفي "الكبرى"(488) و (1470) - عن عطاء، عن يعلى بن أمية، عن عنبسة، به. أدخل يعلى بن أمية بين عطاء وبين عنبسة.

ورواه عبد الله بن رجاء، عن محمد بن سعيد الطائفي -كما عند الطبراني 23/ (448) - عن عطاء، عن صفوان بن يعلى بن أمية، عن عنبسة، به. أدخل صفوان بن يعلى بن أمية بين عطاء وبين عنبسة.

وقد ذكر المِزِّي في "تهذيبه" في شيوخ عطاء كلًّا من يعلى بن أمية وصفوان بن يعلى بن أمية، وقال عند الأول: إن كان محفوظاً، ثم قال: والصحيح أن بينهما صفوان بن يعلى بن أمية.

ورواه معقل بن عبيد الله الجزري -كما عند النسائي 3/ 261 - عن عطاء، قال: أُخبِرتُ أنَّ أمَّ حَبِيبة

فذكره مرفوعاً، ولم يذكر عنبسة في الإسناد.

ورواه أبو يونس القشيري -كما عند النسائي في "المجتبى" 3/ 262، وفي "الكبرى"(1471) - عن عطاء، عن شهر بن حوشب، عن أمِّ حبيبة، موقوفاً.

ورواه المغيرة بن زياد -كما عند النسائي في "المجتبى" 3/ 260 - 261 و 261، وفي "الكبرى"(1467) - عن عطاء، عن عائشة، مرفوعاً.

قال النسائي: هذا خطأ، ولعله أراد عنبسة بن أبي سفيان فصحَّفه.

وسلف برقم (26768)، وسيرد بإسناد صحيح برقمي:(26775) و (26781).

ص: 361

عَنْ أُخْتِهِ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ عز وجل كُلَّ يَوْمٍ (1) ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ إِلَّا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ (2) فِي الْجَنَّةِ - أَوْ بَنَى الله عز وجل لَهُ بِهِنَّ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ". فَقَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: فَمَا بَرِحْتُ أُصَلِّيهِنَّ بَعْدُ، وقَالَ عَمْرٌو: مَا بَرِحْتُ أُصَلِّيهِنَّ بَعْدُ، وقَالَ النُّعْمَانُ مِثْلَ ذَلِكَ (3).

(1) في (م): في كل يوم.

(2)

في (ظ 2) و (ق): بني له بهن بيت.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، النعمان بن سالم وعنبسة بن أبي سفيان من رجاله، وبقيةُ رجالِه ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه مسلم (728)(103) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1591)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 37، والنسائي في "الكبرى"(487)، والدارمي (1438)، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 113، وأبو عوانة 2/ 261، وابن حبان (2451)، والطبراني في "الكبير" 23/ (431)، والبيهقي 2/ 472، والخطيب في "تاريخه" 5/ 294 من طرق، عن شعبة، به.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 37، وأبو يعلى (7135)، والطبراني 23/ (434) من طريق سالم بن منقذ، عن عمرو بن أوس، به.

وأخرجه البخاري 3/ 142 و 7/ 36 من طريق شَهْر بنِ حَوْشَب، عن عمرو بن أوس، عن أمِّ حبيبة، به. لم يذكر عنبسة في الإسناد.

وأخرجه أيضاً 3/ 142 من طريق شهر بن حوشب، عن عنبسة، عن أم حبيبة، به. لم يذكر عمرو بن أوس في الإسناد. وشهر بن حوشب ضعيف.

وسلف برقم (26768).

ص: 362

26776 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ شَوَّالٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ، فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدَّمَهَا مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ (1).

26777 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي الْجَرَّاحِ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا جَرَسٌ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. ابنُ شَوَّال -وهو سالم مولى أمِّ حبيبة- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عطاء. هو ابنُ أبي رباح.

وأخرجه مسلم (1292)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 261 - 262، وفي "الكبرى"(4040) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 8/ 100، ومسلم (1292)، والدارمي (1885)، والفاكهي في "أخبار مكة"(2812)، والبيهقي في "السنن" 5/ 124 من طرق عن ابن جُريج، به.

وسيأتي برقمي: (27396) و (27405).

وفي الباب عن ابن عمر، وقد سلف برقم (4892)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حالِ أبي الجرَّاح مولى أمِّ حبيبة. وبقيةُ رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عُبيد الله: هو ابن عُمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب.

واختُلف فيه على عُبيد الله العمري: =

ص: 363

26778 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي (1) عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ أَخْنَسَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَتْ خَالَتَهُ. قَالَ: سَقَتْنِي سَوِيقًا، ثُمَّ قَالَتْ: لَا تَخْرُجْ حَتَّى تَتَوَضَّأَ (2)، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" تَوَضَّؤُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ "(3).

= فرواه يحيى بن سعيد القطان -كما في هذه الرواية، وكما سيرد برقمي (27400) و (27401)، وفيما أخرجه أبو داود (2554)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(854)، وابنُ حبان (4705)، والطبراني في "الكبير" 23/ (457)، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 183 - ومحمد بنُ بشر العبدي -فيما أخرجه ابن أبي شيبة 12/ 228، والطبراني في "الكبير" 23/ (476) و (487) - وعبدة بنُ سليمان -فيما أخرجه الطبراني 23/ (476) - وإبراهيم بنُ طَهْمان -فيما ذكره الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 183 - أربعتُهم عن عُبيد الله العمري، بهذا الإسناد.

وخالفهم عُبيدة بن حميد الضبي، فرواه -كما سيرد برقم (27397) - عن عبيد الله، عن نافع، عن أبي الجرَّاح، به. ليس فيه سالم بن عبد الله.

وسيكرر برقم (27400) سنداً ومتناً.

وقد سلف برقم (26770).

(1)

في (م): حدثنا.

(2)

في (ظ 6): توضّأ.

(3)

مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ فيه أبو سفيان، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (26773).

ثم إن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة وهم فيه، فقال: عن ابن شهاب، عن عُبيد الله بن عبد الله، عن أبي سفيان، عن أمِّ حبيبة. وقد رواه ابنُ أبي ذئب -كما في الرواية (26779) - ومعمر -كما في الرواية (26783) - =

ص: 364

26779 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ (1)، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" تَوَضَّؤُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ "(2).

= وشعيب بن أبي حمزة -كما في الرواية (26784) - ومحمد بن إسحاق -كما في الرواية (26785) - ومن تابعهم -كما في تخريج الرواية (26779) - فقالوا: عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي سفيان، عن أم حبيبة. وهو الصواب كما نبَّه على ذلك الدارقطنيُّ في "العلل" 5/ الورقة 188.

وقد سلف برقم (26773).

(1)

في (ق): بن سعيد بن أخنس.

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين، أبو سفيان بن سعيد سلف الكلام عليه في الرواية (26773)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العَقَدي، وابن أبي ذئب: هو محمد بنُ عبد الرحمن بن المغيرة.

وأخرجه أبو يعلى (7145) من طريق عبد الملك بن عمرو، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(666)، وابن أبي شيبة 1/ 50 - 51 و 51، والنسائي في "المجتبى" 1/ 107، وفي "الكبرى"(186)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 63، والطبراني في "الكبير" 23/ (463) و (464) و (465) و (466) و (469) و (488) من طرق عن الزُّهري، به، وفيه قصة.

وأخرجه الطيالسي (1592) عن زمعة، عن الزُّهري، عن أبي سلمة، عن رجل، عن أمِّ حبيبة، به.

وقد سلف برقم (26773).

وانظر ما قبله.

ص: 365

26780 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي الْجَرَّاحٍ مَوْلَى أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ الْعِيرَ الَّتِي فِيهَا جَرَسٌ (1) لَا تَصْحَبُهَا الْمَلَائِكَةُ "(2).

26781 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ أَوْسٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ تَوَضَّأَ، فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ صَلَّى لِلَّهِ عز وجل كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، إِلَّا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ ". قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: فَمَا زِلْتُ أُصَلِّيهِنَّ بَعْدُ، وقَالَ عَنْبَسَةُ: فَمَا زِلْتُ أُصَلِّيهِنَّ بَعْدُ، وقَالَ عَمْرُو بْنُ أَوْسٍ: فَمَا زِلْتُ أُصَلِّيهِنَّ (3)، قَالَ النُّعْمَانُ: وَأَنَا لَا أَكَادُ أَدَعُهُنَّ.

قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ (4) زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(1) في (ظ 2) و (ق): الجرس.

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حالِ أبي الجرَّاح مولى أمِّ حَبِيبة. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الدارمي (2675)، والنسائي في "الكبرى"(8811) من طرق عن مالك، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (26770).

(3)

في (ظ 6): أصليهن بعد.

(4)

في (ظ 6).: عن أخته أم حبيبة.

ص: 366

" مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ عز وجل كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ " فَذَكَرَ نَحْوَهُ (1).

26782 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ - يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ - عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ بْنِ الْأَخْنَسِ (2)، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ، فَدَعَتْ لِي بِسَوِيقٍ، فَشَرِبْتُهُ، فَقَالَتْ: أَلَا تَتَوَضَّأُ؟ (3) فَقُلْتُ: إِنِّي لَمْ أُحْدِثْ، قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " تَوَضَّؤُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ "(4).

26783 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (728)(103) من طريق بهز، بهذا الإسناد.

وسلف من طريق محمد بن جعفر برقم (26775).

وانظر (26768).

(2)

المثبت من (ظ 6) وهو الصواب، وفي بقية النسخ الخطية و (م): سفيان بن أبى سعيد الأخنس.

(3)

في (ظ 6): توضّأ.

(4)

مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين، أبو سفيان بن سعيد سلف الكلام عليه في الرواية (26773)، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العَقَدي، وعليُّ بن المبارك: هو الهُنَائي، ويحيى: هو ابنُ أبي كثير، وأبو سلمة: هو ابنُ عبد الرحمن بن عوف.

وقد سلف برقم (26773).

وانظر الأحاديث الثلاثة بعده.

ص: 367

أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ، فَسَقَتْهُ سَوِيقًا، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَقَالَتْ لَهُ: تَوَضَّأْ يَا ابْنَ أَخِي (1)، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" تَوَضَّؤُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ "(2).

26784 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي (3) أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهِيَ خَالَةُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (4).

(1) في (ظ 2) و (ق): يا ابن أختي.

(2)

مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين، أبو سفيان بن المغيرة بن الأخنس سلف الكلام عليه في الرواية (26773)، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(665)، وأخرجه من طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (462).

وقد سلف برقم (26773).

وانظر ما قبله وما بعده.

(3)

في (م): أخبرني.

(4)

مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ محتملٌ للتحسين كسابقه.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (467) من طريق أبي اليمان الحَكَم بن نافع، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (26773).

وانظر ما قبله وما بعده.

ص: 368

26785 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ، - وَكَانَتْ خَالَتَهُ - فَسَقَتْنِي شَرْبَةً (1) مِنْ سَوِيقٍ، فَلَمَّا قُمْتُ، قَالَتْ لِي: أَيْ بُنَيَّ، لَا تُصَلِّيَنَّ حَتَّى تَوَضَّأَ (2)، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَمَرَنَا بِالْوُضُوءِ (3) مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ مِنَ الطَّعَامِ (4).

(1) في (ظ 6): شريبة، وهي نسخة في (ظ 2) و (ق).

(2)

في (م): تتوضأ.

(3)

في (م): أن نتوضّأ.

(4)

مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ محتمل للتحسين كسابقه. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزُّهري.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (468) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (26773).

وانظر ما قبله.

ص: 369

‌حَدِيثُ خَنْسَاءَ بِنْتِ خِذَامٍ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(1)

• 26786 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ. وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: وحَدَّثَنَا مُصْعَبٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمُجَمِّعٍ ابْنَيْ يَزِيدَ ابْنِ جَارِيَةَ، عَنْ خَنْسَاءَ بِنْتِ خِدَامٍ أَنَّ أَبَاهَا زَوَّجَهَا وَهِيَ كَارِهَةٌ، وَكَانَتْ ثَيِّبًا، فَرَدَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نِكَاحَهُ (2).

(1) قال السندي: خنساءُ بنتُ خِدَام، بالخاء المعجمة المكسورة والدال المهملة، ومنهم من ضبطها بالإعجام، أنصارية أوسيّة من بني عمرو بن عوف، زوج أبي لُبابة، صحابية معروفة.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، عبد الرحمن ومُجَمَّع ابنا يزيد بن جارية من رجاله، وكذلك صحابيَّة الحديث روى لها البخاري دون مسلم. وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين، غير إسحاق بن عيسى -وهو ابن الطباع- فمن رجال مسلم، وقد توبع، وكذلك رواه عبد الله بنُ أحمد في (زوائده) عن مصعب، وهو ابن عبد الله الزبيري، وعبد الله من رجال النسائي، ومصعب روى له النسائي وابنُ ماجه، وقد تُوبعا. عبد الرحمن بنُ القاسم: هو ابن محمد بن أبي بكر.

وهو عند مالك في "الموطأ" 2/ 535، وأخرجه من طريقه الشافعي في "المسند" 2/ 12 (بترتيب السندي)، وابن سعد 8/ 456، والبخاري (5138) و (6945)، وأبو داود (2101)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 86، وفي "الكبرى"(5380) و (5383)، والدارمي (2192)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3392)، وابن الجارود في "المنتقى"(710)، والطبراني في "الكبير" 24/ (640)، والبيهقي في "السنن" 7/ 119، وفي "السنن الصغير" =

ص: 370

26787 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى - يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ - قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ وَمُجَمِّعٍ، شَيْخَيْنِ مِنَ الْأَنْصَارِ أَنَّ خَنْسَاءَ أَنْكَحَهَا أَبُوهَا، وَكَرِهَتْ ذَلِكَ، فَرَدَّهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

= (2399)، والبغوي في "شرح السنة"(2256).

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5382)، والطبراني في "الكبير" 24/ (641) من طريق سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن عبد الله بن يزيد بن وديعة، عن خنساء، به.

قال الحافظ في "الفتح" 9/ 195: وهي رواية شاذَّة

وسيأتي بالأحاديث الخمسة بعده.

وقد سلف من حديث ابن عباس برقم (3440) فانظره.

قال السندي: قوله: وكانت ثيِّباً، قيل: وجاء في بعض الروايات أنها كانت يومئذٍ بكراً، وبالجملة؛ فالحديث يحتمل أن لا يكون الردُّ لكونها ثيّباً، كما هو المتبادر إلى الذِّهن من هذه الرواية، بل لكونها بالغة.

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري. عبد الرحمن ومجمِّع ابنا يزيد بن جارية من رجاله، وصحابيَّة الحديث روى لها البخاري دون مسلم، وبقية رجاله رجال الشيخين، يحيى بن سعيد: هو الأنصاري، والقاسم: هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3393)، والطبراني في "الكبير" 24/ (642) من طريق يعقوب بن حميد، عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (6969) عن علي ابن المديني، عن سفيان بن عُيينة، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم، أن امرأة من ولد جعفر تخوَّفت أن يزوِّجها وليُّها وهي كارهة، فأرسلت إلى شيخين من الأنصار -عبد الرحمن ومجمع ابني جارية- قالا: فلا تخشين، فإن خنساء بنت خذام أنكحها أبوها وهي =

ص: 371

26788 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ (1) الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ (2): زَوَّجَ خِدَامٌ ابْنَتَهُ وَهِيَ كَارِهَةٌ، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبِي زَوَّجَنِي وَأَنَا كَارِهَةٌ. قَالَ: فَرَدَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نِكَاحَ أَبِيهَا (3).

26789 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيَّ، وَمُجَمِّعَ بْنَ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَاهُ أَنَّ رَجُلًا مِنْهُمْ يُدْعَى خِدَامًا أَنْكَحَ ابْنَةً لَهُ، فَكَرِهَتْ نِكَاحَ أَبِيهَا، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَرَدَّ عَنْهَا نِكَاحَ أَبِيهَا،

= كارهة، فردَّ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك. قال سفيان: وأما عبد الرحمن، فسمعتُه يقول عن أبيه: إن خنساء

قال الحافظ في "الفتح" 12/ 341: قوله: "قال سفيان: وأما عبد الرحمن" يعني ابن القاسم بن محمد بن أبي بكر، وقوله:"فسمعته يقول عن أبيه: إن خنساء" يعني أنه أرسله، فلم يذكر فيه عبد الرحمن بنَ يزيد، ولا أخاه.

قلنا: قد سلف متصلاً من طريق مالك عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه برقم (26786).

(1)

في (م): قال، حدثنا عن.

(2)

في (م): عن أم مجمع، قال.

(3)

إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو مكرَّر سابقه، إلا أن شيخ أحمد فيه هو أبو معاوية، وهو محمد بن خازم الضرير، وقد رواه القاسم بن محمد عن مجمِّع وحده، ولم يذكر أخاه عبد الرحمن.

ص: 372

فَتَزَوَّجَتْ أَبَا لُبَابَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُنْذِرِ. فَذَكَرَ يَحْيَى أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّهَا كَانَتْ ثَيِّبًا (1).

26790 -

قَرَأْتُ عَلَى يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَجَّاجُ بْنُ السَّائِبِ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّ جَدَّتَهُ أُمَّ السَّائِبِ خُنَاسَ بِنْتِ خِدَامِ بْنِ خَالِدٍ كَانَتْ عِنْدَ رَجُلٍ قَبْلَ أَبِي لُبَابَةَ، تَأَيَّمَتْ (2) مِنْهُ، فَزَوَّجَهَا أَبُوهَا خِدَامُ بْنُ خَالِدٍ رَجُلًا مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، فَأَبَتْ إِلَّا أَنْ تَحُطَّ إِلَى أَبِي لُبَابَةَ، وَأَبَى أَبُوهَا إِلَّا أَنْ يُلْزِمَهَا الْعَوْفِيَّ حَتَّى ارْتَفَعَ أَمْرُهُمَا (3) إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" هِيَ أَوْلَى بِأَمْرِهَا " فَأَلْحَقَهَا بِهَوَاهَا. قَالَ: فَانْتُزِعَتْ مِنَ الْعَوْفِيِّ، وَتَزَوَّجَتْ أَبَا لُبَابَةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ أَبَا السَّائِبِ بْنَ أَبِي لُبَابَةَ (4).

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو مكرَّر (26786)، إلا أن شيخ أحمد فيه هو يزيد بن هارون.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 134، والبخاري (5139)، وابن ماجه (1873)، والدارمي (2191)، والبيهقي في "السنن" 7/ 119 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

(2)

في (ظ 6) ونسخة في (ظ 2): فأمت، وقد شددت الميم في (ظ 6). قلنا: لعلها: فآمت. قال ابن الأثير: يقال: تأيَّمت المرأة وآمت إذا أقامت لا تتزوج.

(3)

في (م): أمرها.

(4)

إسناده ضعيف بهذه السياقة. حَجَّاجُ بن السائب بن أبي لبابة، من =

ص: 373

* 26791 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ:] قَرَأْتُ عَلَى أَبَي: يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ - عَنْ الْحَجَّاجِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، قَالَ: كَانَتْ خُنَاسُ بِنْتُ خِدَامٍ عِنْدَ رَجُلٍ، تَأَيَّمَتْ (1) مِنْهُ، فَزَوَّجَهَا أَبُوهَا رَجُلًا مِنْ بَنِي عَوْفٍ، وَحَطَّتْ (2) هِيَ إِلَى أَبِي لُبَابَةَ، فَأَبَى أَبُوهَا إِلَّا أَنْ يُلْزِمَهَا الْعَوْفِيَّ، وَأَبَتْ هِيَ، حَتَّى ارْتَفَعَ شَأْنُهُمَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" هِيَ أَوْلَى بِأَمْرِهَا " فَأَلْحَقَهَا بِهَوَاهَا، فَتَزَوَّجَتْ أَبَا لُبَابَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ أَبَا السَّائِبِ (3).

= رجال "التعجيل"، وقد تفرَّد بالرواية عنه ابنُ إسحاق -وهو محمد- ولم يُؤثر توثيقُه عن غير ابن حِبَّان، وابنُ إسحاق مدلِّس، وقد عنعن، واختُلف عليه فيه:

فرواه إبراهيم بن سعد الزُّهري -كما في هذه الرواية- ويزيد بنُ هارون -كما في الرواية التالية- ومحمد بنُ سَلَمة -كما عند البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 376 - ثلاثتهم عن محمد بن إسحاق، عن حجَّاج بن السائب بن أبي لُبابة، أن جدَّتَه خُناس

وخالفهم عبد الرحيم بن سليمان، فرواه -كما عند الطبراني في "الكبير" 24/ (643)، والدارقطني 3/ 231، والبيهقي في "السنن" 7/ 119، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 19/ 320 - عن محمد بن إسحاق، عن حجَّاج بن السائب بن أبي لُبابة، عن أبيه، عن جدَّته خنساء. فزاد في الإسناد: عن أبيه.

وقد سلف بغير هذه السياقة بإسناد صحيح برقم (26786).

(1)

في (ق): فأيَّمت، وفي (ظ 6): فأمت، وشُدِّدت الميم. قلنا: لعلها: فآمت كسابقتها.

(2)

في (ق): وخطبت.

(3)

إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الروايه التي قبله.

ص: 374

‌حَدِيثُ أُخْتِ مَسْعُودِ ابْنِ الْعَجْمَاءِ

26792 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ (1)، عَنْ يَزِيدَ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَبِيبٍ - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، أَنَّ خَالَتَهُ أُخْتَ مَسْعُودِ ابْنِ الْعَجْمَاءِ حَدَّثَتْهُ أَنَّ أَبَاهَا قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ قَطِيفَةً: نَفْدِيهَا بِأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَأَنْ تَطَّهَّرَ خَيْرٌ لَهَا ". فَأَمَرَ بِهَا فَقُطِعَتْ يَدُهَا، وَهِيَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، أَوْ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَسَدِ (2).

(1) أقحم بعد هذا في (م) والنسخ الخطية: "عن يحيى بن سعيد" وهو خطأ، وقد سلف الحديث برقم (23479) بإسقاط هذه الزيادة على الصواب.

(2)

إسناده ضعيف. وهو مكرر (23479) سنداً ومتناً.

ص: 375

‌حَدِيثُ رُمَيْثَةَ رضي الله عنها

(1)

26793 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ جَدَّتِهِ رُمَيْثَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ - وَلَوْ أَشَاءُ أَنْ أُقَبِّلَ الْخَاتَمَ الَّذِي بَيْنَ كَتِفَيْهِ مِنْ قُرْبِي مِنْهُ، لَفَعَلْتُ - يَقُولُ:" اهْتَزَّ لَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ تبارك وتعالى ". يُرِيدُ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ يَوْمَ تُوُفِّيَ (2).

(1) قال السندي: رُمَيْثَة، بالتصغير، آخِرُها مثلَّثة، هي بنت عمرو، صحابية، لها حديث في موت سعد بن معاذ، وآخر في صلاة الضحى روته عن عائشة.

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل يعقوب بن أبي سلمة الماجشون والد يوسف، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى له مسلم، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير إبراهيم بن أبي العباس، فقد روى له النسائي، وهو ثقة.

وأخرجه ابن سعد 3/ 435، والترمذي في "الشمائل"(18)، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3394)، والطبراني في "الكبير" 24/ (703)، وفي "الأوسط"(5928)، والمِزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة رُمَيْثة) من طرق عن يوسف بن يعقوب الماجشون، بهذا الإسناد.

وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، وقد سلف بإسناد صحيح برقم (11184)، وذكرنا بقية شواهده هناك.

وانظر ما بعده. =

ص: 376

26794 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ الظَّفَرِيِّ، عَنْ جَدَّتِهِ رُمَيْثَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1).

= قال السندي: قولها: ولو أشاء أن أُقَبِّلَ، تريد تحقيق سَماعِها منه صلى الله عليه وسلم على الوجه الأتمّ الأكمل، ولا يلزمُ من هذا أنه لو فعلت ذلك، لَمكَّنها النبيُّ صلى الله عليه وسلم من ذلك، وقد عُلم من حاله صلى الله عليه وسلم أنه ما كان يُبايعُ الأجنبياتِ باليد، بل كان يبايعهنّ بالكلام.

(1)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر سابقه، إلا أن شيخ الإمام أحمد في هذا الإسناد هو سليمان بنُ داود الهاشميّ.

وهو عند أحمد في "فضائل الصحابة"(1505).

ص: 377

‌حَدِيثُ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّةِ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(1)

26795 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِشَاةٍ لِمَوْلَاةٍ لِمَيْمُونَةَ مَيِّتَةٍ، فَقَالَ:" أَلَا أَخَذُوا إِهَابَهَا، فَدَبَغُوهُ، فَانْتَفَعُوا بِهِ؟ " فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا مَيْتَةٌ! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّمَا حُرِّمَ أَكْلُهَا ". قَالَ سُفْيَانُ: هَذِهِ الْكَلِمَةُ لَمْ أَسْمَعْهَا إِلَّا مِنَ الزُّهْرِيِّ: " حُرِّمَ أَكْلُهَا "[قَالَ عَبْدُ اللهِ:] قَالَ أَبِي: قَالَ سُفْيَانُ مَرَّتَيْنِ: عَنْ مَيْمُونَةَ (2).

(1) قال السندي: ميمونة بنت الحارث الهلاليّة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة سنةَ سبع لما اعتمر عُمرة القضية، قيل: إنها التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت فيها الآية، وقيل: الواهبة غيرها، وقيل بتعدد الواهبة، وهو الأقرب، وجاء أنه تزوجها بسرف، وبنى بها في قبة لها، وماتت بسرف، ودُفنت بموضع قبتها، وكانت وفاتها سنة إحدى وخمسين، وقيل غير ذلك، والله أعلم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الحميدي (315)، وابنُ أبي شيبة 8/ 379، ومسلم (363)، وأبو داود (4120)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 171، وفي "الكبرى"(4560)، وابن ماجه (3610)، وأبو يعلى (7079) و (7100)، وأبو عوانة 1/ 209، وابن حبان (1285) و (1289)، والطبراني في "الكبير" 23/ (1036) و (1037) و 24/ (29)، والبيهقي في "السنن" 1/ 16 من طريق سفيان عُيينة، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (2369) من طرق عن الزُّهري، عن عُبيد الله بن عبد الله، =

ص: 378

26796 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ أَنَّ فَأْرَةً وَقَعَتْ فِي سَمْنٍ، فَمَاتَتْ، فَسُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" خُذُوهَا وَمَا حَوْلَهَا، فَأَلْقُوهُ، وَكُلُوهُ "(1).

= عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ليس فيه ميمونة.

قال الحافظ في "الفتح" 9/ 658: والراجح عند الحفَّاظ في حديث الزُّهري ليس فيه ميمونة.

وسيرد برقم (26852) دون قوله: "إنما حرِّم أكلها"، وبنحوه برقم (26833).

وفي الباب عن عائشة، سلف برقم (24447)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: "إنما حُرِّم أكلُها" أي: لا الانتفاع بجلدها بعد الدَّبْغ، فلا يَرِدُ أنه كما حُرِّم أكلُها حُرِّم بيعها، فكيف يصح الحصر.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(279)، والحميدي (312)، وابن أبي شيبة 8/ 280، والبخاري (5538)، وأبو داود (3841)، والترمذي (1798)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 178، وفي "الكبرى"(4584)، والدارمي (738) و (2083) و (2084)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3099)، وابن الجارود في "المنتقى"(872)، وأبو يعلى (7040)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5356) و (5359)، وابن حبان (1392)، والطبراني في "الكبير" 23/ (1043) و (1044) و 24/ (25)، والبيهقي في "السنن" 9/ 353، وفي "السنن الصغير"(3930)، وفي "معرفة السنن"(19358) و (19359) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

قال الحميدي: قيل لسفيان بن عيينة: إنَّ معمراً يُحدِّثُه عن الزُّهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة؟ قال: ما سمعت الزهري يقول إلا عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن ميمونة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولقد سمعتُه منه مراراً. =

ص: 379

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلنا: طريق معمر سلف برقم (7177)، وتكلمنا عليه هناك.

وأخرجه البخاري (5539) من طريق يونس، عن الزُّهري:"عن الدابة تموت في الزيت والسمن، وهو جامد أو غير جامد، الفأرة أو غيرها، قال: بلغَنا أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أمرَ بفأرة ماتت في سمن، فأمر بما قرب منها، فطُرح، ثم أُكل"، عن حديث عُبيد الله بن عبد الله.

قال الحافظ في "الفتح" 9/ 669: يعني بسنده، لكن لم يظهر لنا هل فيه ميمونة أو لا؟

وأخرجه أبو نُعيم في "الحلية" 3/ 390، والبيهقي في "السنن" 9/ 354 من طريق عبد الجبار بن عمر، عن الزُّهري، عن سالم، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعبد الجبار بنُ عمر ضعيف، وانظر "العلل" لابن أبي حاتم 2/ 12.

وسيأتىِ برقمي: (26803) و (26847).

قال السندي: قوله: وقعت في سمن، أي: وكان جامداً، كما سيجيء، فلذا صحَّ الجواب بقوله:"خُذوها وما حولها" وإلا فقد جاء أنَّ حكم المائع خلافُ ذلك.

وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 9/ 40: أجمع العلماء أن الفأرة ومثلها من الحيوان تموت في سمن جامد، أو ما كان مثله من الجامدات يُطرح وما حولها من ذلك الجامد، ويؤكل سائره إذا استيقن أنه لم تصل الميتة إليه، وكذلك أجمعوا أن السمن وما كان مثله إذا كان مائعاً ذائباً، فماتت فيه فأرة أو وقعت فيه ميتة أو حية فماتت يتنجس بذلك قليلاً كان أو كثيراً، هذا قول جمهور الفقهاء وجماعة العلماء. قال الحافظ في "الفتح" 9/ 669: واستدل بحديث ميمونة لإحدى الروايتين عن أحمد أن المائع إذا حلت فيه النجاسةُ لا ينجس إلا بالتغير، وهو اختيارُ البخاري وقولُ ابن نافع من المالكية وحُكي عن مالك، وقد أخرج أحمد عن إسماعيل ابن علية، عن عمارة بن أبي حفصة، عن عكرمة: أن ابن عباس سئل عن فأرة ماتت في سمن، قال: تؤخذ الفأرة وما =

ص: 380

26797 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ جَابِرٍ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ (1).

= حولها، فقلتُ إن أثرها كان في السمن كُلِّه، قال: إنما كان وهي حية وإنما ماتت حيثُ وُجِدَت. ورجالُه رجال الصحيح.

وأخرجه أحمد من وجه آخر وقال فيه عن جر فيه زيت وقع فيه جرذ، وفيه: "أليس جال في الجرِّ كُلِّه؟ قال: إنما جالَ وفيه الروُح، ثم استقر حيث مات، وفرق الجمهور بين المائع والجامد.

قلنا: وقول الحافظ أخرجهما أحمد يوهم أن الأثرين في "المسند"، وليس كذلك. وإنما هما من رواية صالح بن أحمد عنه، أوردهما ابنُ الجوزي في كتاب "التحقيق" 2/ 574.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على سفيان بن عيينة:

فرواه أصحاب سفيان بن عيينة -كما في هذه الرواية، وما سيأتي في التخريج- عنه، عن عمرو بن دينار، عن أبي الشَّعثاء جابرِ بنِ زيد، عن ابن عباس، عن ميمونة.

وخالفهم أبو نُعيم الفضلُ بنُ دُكَيْن، فرواه -فيما أخرجه البخاري في "صحيحه"(253) - عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم وميمونة كانا يغتسلان من إناء واحد، ثم قال البخاري: كان ابنُ عيينة يقول أخيراً: عن ابن عباس، عن ميمونة، والصحيح ما روى أبو نُعيم.

قال الحافظ في "الفتح" 1/ 366: وإنما رجَّح البخاري رواية أبي نعيم جرياً على قاعدة المحدثين، لأن من جملة المرجِّحات عندهم قدم السماع، لأنه مظنة قوة حفظ الشيخ، ولروايةِ الآخرين جهةٌ أُخرى من وجوه الترجيح، وهي كونُهم أكثر عدداً وملازمةً لسفيان. =

ص: 381

26798 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ، يَبْدَأُ، فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يُفْرِغُ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ، فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ، ثُمَّ يَضْرِبُ بِيَدِهِ (1) عَلَى الْأَرْضِ، فَيَمْسَحُهَا، ثُمَّ يَغْسِلُهَا، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ يُفْرِغُ عَلَى رَأْسِهِ وَعَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ، ثُمَّ يَتَنَحَّى، فَيَغْسِلُ رِجْلَيْهِ (2).

= قلنا: وقد خرَّج مسلم وغيره رواية الجماعة عن سفيان:

فقد أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 39 (ترتيب السندي)، وعبد الرزاق (1032)، والحميدي (309)، وأبو عبيد في "الطهور"(151)، وابن أبي شيبة 1/ 35، ومسلم (322)، والترمذي (62)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 129، وفي "الكبرى"(238)، وابن ماجه (377)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 698، وأبو يعلى (7080)، وأبو عَوانة 1/ 284، والطبراني في "الكبير" 23/ (1031) و (1032) و 24/ (33) من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن عائشة، وقد سلف برقم (24014)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

(1)

في (م): يده.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، كُرَيْب: هو مولى ابن عباس.

وأخرجه مسلم (317)(37)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 204، وابن خزيمة (241)، وأبو عوانة 1/ 299، والبيهقي في "السنن" 1/ 173 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه -بألفاظ متقاربة يزيد بعضهم على بعض- عبد الرزاق (998) و (1043)، والحميدي (316)، والبخاري (249) و (257) و (259) و (260) =

ص: 382

* 26799 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: وحَدَّثَنِي أَبُو الرَّبِيعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (1).

= و (265) و (274) و (276) و (281)، ومسلم (317)، وأبو داود (245)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 137 و 204 و 208، وفي "الكبرى"(251)، وابن الجارود في "المنتقى"(97) و (100)، وابن خزيمة (241)، وأبو عوانة 1/ 300، وابن حبان (1190)، والطبراني في "الكبير" 23/ (1023) و (1025) و (1026)، والدارقطني 1/ 114، والبيهقي في "السنن" 1/ 173 و 174 و 176 - 177 و 197 و 197 - 198، وفي "معرفة السنن"(1430) و (1433)، والبغوي في "شرح السنة"(248)، من طرق عن الأعمش، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (1024) من طريق عيسى بن يونس، عن سالم، به.

وأخرجه عبد بن حميد (1550)، والدارمي (712)، والطبراني في "الكبير" 23/ (1027)، من طريق سَلَمة بن كُهيل عن كُريب، به.

وسيرد بالأرقام: (26799) و (26843) و (26856).

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2800)، وانظر أحاديث الباب هناك.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين من طريق أحمد، رجاله ثقات رجال الشيخين.

ورواه عبد الله بن أحمد، عن أبي الربيع -وهو سليمان بن داود العتكي- عن وكيع، به. وأبو الربيع ثقة من رجال الشيخين كذلك، وعبد الله بن أحمد، من رجال النسائي، وهو ثقة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 62 - 63 و 69، ومسلم (317)(37)، والترمذي (103)، وابن ماجه (467) و (573)، وأبو يعلى (7101)، وابن خزيمة (241)، وأبو عوانة 1/ 299، والطبراني في "الكبير" 24/ (35) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. =

ص: 383

26800 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ (1) بْنِ السَّبَّاقِ، عَنِ عَبْدِ اللهِ (2) بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَاثِرًا، فَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ أَصْبَحْتَ خَاثِرًا؟ قَالَ: " وَعَدَنِي جِبْرِيلُ عليه السلام أَنْ يَلْقَانِي، فَلَمْ يَلْقَنِي، وَمَا أَخْلَفَنِي ". فَلَمْ يَأْتِهِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، وَلَا الثَّانِيَةَ، وَلَا الثَّالِثَةَ، ثُمَّ اتَّهَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَرْوَ كَلْبٍ كَانَ تَحْتَ نَضَدِنَا، فَأَمَرَ بِهِ، فَأُخْرِجَ، ثُمَّ أَخَذَ مَاءً، فَرَشَّ مَكَانَهُ، فَجَاءَ جِبْرِيلُ عليه السلام، فَقَالَ:" وَعَدْتَنِي فَلَمْ أَرَكَ؟ " قَالَ: إِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةٌ. قَالَ (3): فَأَمَرَ يَوْمَئِذٍ بِقَتْلِ الْكِلَابِ. قَالَ: حَتَّى كَانَ يُسْتَأْذَنُ فِي كَلْبِ الْحَائِطِ الصَّغِيرِ، فَيَأْمُرُ بِهِ أَنْ يُقْتَلَ (4).

= وقد سلف برقم (26798).

(1)

في (ظ 6) و (ظ 2) و (م): عبيد الله، وهو خطأ.

(2)

قوله: عبد الله، ليس في (م).

(3)

قوله: قال، من (ظ 6).

(4)

حديث صحيح، محمد بن أبي حفصة -وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. رَوْح: هو ابنُ عُبادة.

وأخرجه أبو يعلى (7093) من طريق محمد بن دينار الطَّاحي، عن محمد بن أبي حفصة، بهذا الإسناد. إلا أنه قال: عُبيد الله بن عبد الله، بدلاً من عُبيد بن السَّبَّاق.

وأخرجه مسلم (2105)، وأبو داود (4157)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 283، وابن حبان (5649)، والطبراني في "الكبير" 23/ (1047)، و 24/ (31)، والبيهقي في "السنن" 1/ 242 و 243، والحازمي في "الاعتبار" =

ص: 384

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ص 234 من طريق يونس بن يزيد، والنسائي في "المجتبى" 7/ 186، وفي "الكبرى"(4794)، والبيهقي في "السنن" 2/ 429 من طريق شعيب بن أبي حمزة، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3102)، وأبو يعلى (7112)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(883)، والطبراني في "الكبير" 23/ (1048) و 24/ (32) من طريق سليمان بن كثير، ثلاثتهم عن الزهري، به.

وأخرجه ابن خزيمة (299)، والبيهقي في "السنن" 1/ 243 من طريق عُقيل، والطبراني في "الكبير" 23/ (1046)، وفي "الأوسط"(3511)، وفي "الصغير"(394) من طريق عُمارة بن أبي حفصة، كلاهما عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، به.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 184، وفي "الكبرى"(4787) من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري، عن ابن السباق، عن ميمونة، به. لم يذكر ابن عباس في الإسناد.

وأخرجه الحازمي في "الاعتبار" ص 234 من طريق معمر، عن الزهري، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال الحازمي: هكذا روى معمر هذا الحديث مرسلاً، ولم يضبط إسناده عن الزهري.

وقوله: "إنا لا ندخل بيتاً فيه كلب ولا صورة" تقدمت أحاديث الباب في مسند علي عند الرواية (632).

وقوله: "فأمر يومئذ بقتل الكلاب" تقدمت أحاديث الباب في مسند ابن عمر عند الرواية (4744).

قال السندي: قولها: خاثراً، أي: ثقيل النفس غير نشيط.

"أن يلقاني" أي: الليلة إن لم يكن ثمة مانع، فلا خلف في وعده، فلذلك قال صلى الله عليه وسلم:(وما أخلفني) أي: بل كان وعده مقيداً بأن لا يكون ثمة مانع، فقد حصل مانع لا ندري ما هو.

تحت نَضَدِنا، بفتحتين: سرير يُجمع عليه الثياب، وُيجعل بعضها فوق بعض.

ص: 385

26801 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ (1) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ بِفَضْلِ غُسْلِهَا مِنَ الْجَنَابَةِ (2).

26802 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: أَجْنَبْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاغْتَسَلْتُ مِنْ جَفْنَةٍ، فَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيَغْتَسِلَ مِنْهَا، فَقُلْتُ: إِنِّي قَدْ اغْتَسَلْتُ مِنْهَا، فَقَالَ:" إِنَّ الْمَاءَ لَيْسَ عَلَيْهِ جَنَابَةٌ. أَوْ: لَا (3) يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ " فَاغْتَسَلَ مِنْهُ (4).

(1) في (ظ 2) و (ق): ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شَريك: وهو ابنُ عبد اللّه النَّخَعي، وسِمَاك -وهو ابن حرب- روايتُه عن عكرمة مضطربة.

وهو عند الطيالسي في "مسنده"(1625)، وأخرجه من طريقه ابنُ ماجه (372)، والطبراني في "الكبير" 24/ (34)، والدارقطني 1/ 53.

وقد سلف بإسناد صحيح من حديث ابن عباس برقم (3465).

وانظر (26797) و (26802).

(3)

في (ظ 6): ولا.

(4)

حديث صحيح، اغتسالُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بفضل ميمونة، سلف بإسناد صحيح من حديث ابن عباس برقم (3465). وقوله:"إن الماء لا ينجسه شيء" صحيح بطرقه وشواهده. وقد سلف من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11119). وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك: وهو ابن عبد الله النَّخَعي، وسِماك -وهو ابن حرب- روايته عن عكرمة مضطربة. =

ص: 386

26803 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهَا اسْتَفْتَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي فَأْرَةٍ سَقَطَتْ فِي سَمْنٍ لَهُمْ جَامِدٍ، فَقَالَ:" أَلْقُوهَا وَمَا حَوْلَهَا، وَكُلُوا سَمْنَكُمْ "(1).

26804 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى وَعَلَيْهِ مِرْطٌ لِبَعْضِ نِسَائِهِ،

= وأخرجه أبو عبيد في "الطهور"(149) و (150)، وأبو يعلى (7098)، والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس)(1032) و (1034) و (1035)، والبغوي في "الجعديات"(2353)، والطبراني في "الكبير" 23/ (1030) و 24/ (36)، والدارقطني 1/ 52، وابن شاهين في "ناسخ الحديث"(58)، والبغوي في "شرح السنة"(259) من طرق عن شريك، بهذا الإسناد.

(1)

حديث صحيح، محمد بن مصعب -وهو القَرْقَساني- مقارِبُ الحديث في الأوزاعي، وقد تُوبع. وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 287، وقال: هو في الصحيح وغيره، خلا أنها هي السائلة. رواه أحمد عن محمد بن مصعب القَرْقساني، وثَّقه أحمد وروى عنه، وضعفه يحيى بنُ معين وجماعة.

قلنا: قد رواه مالك عن الزهري، كما سيأتي في الرواية (26847)، ووقع في بعض الروايات: عن مالك أن ميمونة هي السائلة بمثل رواية محمد بن مصعب، وبهذا جزم الحافظ في "الفتح" 1/ 343، فقال: والسائلُ عن ذلك هي ميمونة.

وقد سلف برقم (26796).

ص: 387

وَعَلَيْهَا بَعْضُهُ. قَالَ سُفْيَانُ: أُرَاهُ قَالَ: حَائِضٍ (1).

26805 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الشيباني: هو أبو إسحاق سليمان ابن أبي سليمان.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 64 (بترتيب السندي) وفي "السنن"(139)، والحميدي (313)، وأبو داود (369)، وابن ماجه (653)، وابن الجارود في "المنتقى"(133)، وأبو يعلى (7095)، وابن خزيمة (768)، وأبو عوانة 2/ 53، وابن حبان (2329)، والطبراني في "الكبير" 24/ (9) و (52)، والبيهقي في "السنن" 2/ 409، وفي "معرفة السنن والآثار"(4316)، والبغوي في "شرح السنة"(318) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وانظر (26806).

وفي الباب عن عائشة، سلف برقم (24044).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هُشيم: هو ابن بشير السُّلمي.

وأخرجه أبو يعلى (7090)، والطبراني في "الكبير" 24/ (6)، والبغوي في "شرح السنة"(528) و (529) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 1/ 469، وابن أبي شيبة 1/ 398، وابن ماجه (1028)، وابن خزيمة (1007)، والطبراني في "الكبير" 24/ (4) و (5) و (7) و (53) من طرق عن أبي إسحاق الشيباني، به.

وأخرجه الحميدي (311) عن سفيان بن عيينة، عن الشيباني، عن عبد الله بن شداد، أو يزيد بن الأصمّ -سفيان الذي يشك- عن ميمونة، به. =

ص: 388

26806 -

حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عِيسَى الرَّاسِبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، قَالَ: سَمِعْتُ خَالَتِي مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا كَانَتْ تَكُونُ حَائِضًا وَهِيَ مُفْتَرِشَةٌ بِحِذَاءِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي عَلَى خُمْرَتِهِ (1)، إِذَا سَجَدَ أَصَابَنِي طَرَفُ ثَوْبِهِ (2).

26807 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ شَدَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، تَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

= وسيأتي برقم (26849)، ومطولاً برقمي:(26806) و (26808).

وسيكرر برقم (26851) سنداً ومتناً.

وقد ذكرنا أحاديث الباب في مسند ابن عمر عند الرواية (5660).

(1)

في (ظ 2) و (ق): خمرة.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير بكر بن عيسى الراسبي، فقد روى له النسائي، وهو ثقة. أبو عَوانة: هو الوضَّاح بن عبد الله اليشكري.

وأخرجه البخاري (333) من طريق يحيى بن حماد، عن أبي عَوانة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 286، والبخاري (379) و (517)، ومسلم (513)، وأبو داود (656)، وابن ماجه (958)، والطبراني في "الكبير" 24/ (1) و (2) و (10) و (51) و (54)، والبيهقي في "السنن" 3/ 107 من طرق عن الشيباني، به.

وسيأتي في الحديثين بعده.

وانظر (26804).

ص: 389

يَقُومُ، فَيُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ وَأَنَا نَائِمَةٌ إِلَى جَنْبِهِ، فَإِذَا سَجَدَ، أَصَابَنِي ثِيَابُهُ وَأَنَا حَائِضٌ (1).

26808 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ مَيْمُونَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ، فَيَسْجُدُ، فَيُصِيبُنِي ثَوْبُهُ وَأَنَا إِلَى جَنْبِهِ وَأَنَا حَائِضٌ (2).

26809 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ الْأَصَمِّ -[قَالَ عَبْدُ اللهِ:] قَالَ أَبِي: وَقُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ اسْمُهُ: عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ ابْنِ أَخِي يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ - عَنْ عَمِّهِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الواحد: هو ابن زياد العبدي.

وأخرجه البخاري (518)، والطبراني في "الكبير" 24/ (2) من طريقين عن عبد الواحد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 53 من طريق إبراهيم بن الزبرقان، عن الشيباني، به.

وانظر ما قبله.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد خالف فيه محمدُ بنُ فُضَيْل الرواةَ عن الشيباني:

فرواه هنا عنه، فقال: عن يزيد بن الأصمّ، عن ميمونة.

ورواه سفيان بن عيينة -كما في الرواية (26804) - وهشيم بن بشير -كما في الرواية (26805) - وشعبة -كما في الرواية (26849) - وأبو عوانة -كما في الرواية (26806) - وعبد الواحد بن زياد العبدي -كما في الرواية (26807) - خمستهم عن الشيباني، عن عبد الله بن شداد، عن ميمونة.

ص: 390

عَنْ مَيْمُونَةَ - وَهِيَ خَالَتُهُ - قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدَ وَثَمَّ بَهْمَةٌ أَرَادَتْ أَنْ تَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ تَجَافَى (1).

26810 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْبُوذٍ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ (2): كُنْتُ عِنْدَ مَيْمُونَةَ، فَأَتَاهَا ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ، مَا لَكَ شَعِثًا رَأْسُكَ؟ قَالَ: أُمُّ عَمَّارٍ مُرَجِّلَتِي حَائِضٌ. قَالَتْ: أَيْ بُنَيَّ،

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عُبيد الله بن عبد الله بن الأصمّ وعمُّه يزيد بن الأصمّ من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 91 - 92 (بترتيب السندي)، وعبد الرزاق في "مصنفه"(2925)، والحميدي (314)، والدارمي (1331)، ومسلم (496)، وأبو داود (898)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 213، وفي "الكبرى"(697)، وابن ماجه (880)، وأبو يعلى (7097)، وابن خزيمة (657)، وأبو عوانة 2/ 184، والطبراني في "الكبير" 23/ (1054) و (1055)، والبيهقي في "السنن" 2/ 114، وفي "معرفة السنن والآثار" 3/ 34 من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (1331) عن إسماعيل بن زكريا، عن عُبيد الله بن عبد الله ابن الأصمّ، به.

وسيأتي نحوه بالأرقام: (26818) و (26831) و (26844).

وسلفت أحاديث الباب في مسند ابن عباس عند الرواية (2405).

قال السندي: قولها: وثَمَّ بَهْمَةٌ، بفتح فسكون: ولد الضأن يشمل الذكر والأنثى.

تجافَى، أي: بالغ في تجافي اليدين عن الإبطين لتمرَّ البَهْمَةُ. وظاهر هذا أنه كان يُبالغ هذه المبالغة في التجافي لمرور البَهْمة، لا أنه كان عادته هذا التجافي، والله أعلم.

(2)

قوله: قالت، من (م).

ص: 391

وَأَيْنَ الْحَيْضَةُ مِنَ الْيَدِ؟! كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُ عَلَى إِحْدَانَا وَهِيَ حَائِضٌ، فَيَضَعُ رَأْسَهُ فِي حِجْرِهَا، فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهِيَ حَائِضٌ، ثُمَّ تَقُومُ إِحْدَانَا بِخُمْرَتِهِ، فَتَضَعُهَا فِي الْمَسْجِدِ وَهِيَ حَائِضٌ، أَيْ بُنَيَّ، وَأَيْنَ الْحَيْضَةُ مِنَ الْيَدِ؟! (1).

(1) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أم مَنْبوذ، فقد تفرَّد بالرواية عنها ابنُها منبوذ، ولم يُؤثر توثيقُها عن أحد، ومنبوذ: هو ابنُ أبي سليمان المكّي، ويقال: ابن سليمان، ويقال: اسمه سليمان، ومنبوذ لقب غلبَ عليه، وقد رَوى له النسائي، وهو ثقة.

وأخرجه الحميدي (310)، وابن أبي شيبة 1/ 202، والنسائي في "المجتبى" 1/ 147 و 192، وفي "الكبرى"(267)، وأبو يعلى (7081)، والطبراني في "الكبير" 24/ (23) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقمي (26811) و (26834).

وقولها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على إحدانا وهي حائض، فيضع رأسَه في حِجْرها، فيقرأ القرآن وهي حائض:

له شاهد من حديث عائشة عند البخاري (297)، وقد سلف برقم (24862)، ولفظه: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتكئ في حجري وأنا حائض، ثم يقرأ القرآن.

وقولها: ثم تقوم إحدانا بخمرته، فتضعها في المسجد وهي حائض .... :

له شاهد من حديث عائشة عند مسلم (298)، وقد سلف برقم (24184) ولفظه: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ناوليني الخمرة من المسجد" فقلت: إني حائض، فقال:"إن حيضتك ليست في يدك".

ومن حديث أبي هريرة بمثل حديث عائشة، وهو عند مسلم أيضاً برقم (299)، وقد سلف برقم (9533).

وانظر بقية أحاديث الباب في مسند ابن عمر عند الرواية (5382).

ص: 392

26811 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْبُوذٍ، عَنْ أُمِّهِ، سَمِعَتْهُ مِنْ مَيْمُونَةَ، قَالَتْ: وَكَانَتْ إِحْدَانَا تَبْسُطُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْخُمْرَةَ وَهِيَ حَائِضٌ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَيْهَا (1).

26812 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكَّارٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ أَبِي الْمَلِيحِ، عَلَى جَنَازَةٍ فَقَالَ: أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ، وَلْتَحْسُنْ شَفَاعَتُكُمْ، وَلَوْ اخْتَرْتُ (2) رَجُلًا، اخْتَرْتُهُ. ثُمَّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلِيلٍ -[قَالَ عَبْدُ اللهِ:] قَالَ أَبِي: وحَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلِيطٍ - عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَيْمُونَةَ - وَكَانَ أَخَاهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ إِلَّا شُفِّعُوا فِيهِ ". وقَالَ أَبُو الْمَلِيحِ: الْأُمَّةُ أَرْبَعُونَ إِلَى مِئَةٍ، فَصَاعِدًا (3).

(1) صحيح لغيره، وهو مختصر سابقه.

(2)

في (ظ 6): خيرت.

(3)

مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، فقد اختلف فيه على أبي المَلِيح، فرواه أحمد عن يحيى، وقال: عبد الله بن سَلِيل، وقال غيره: عبد الله بن سَلِيط، وهو الرَّاجح فيما قال الحافظ في "تهذيب التهذيب". قلنا: وعبد الله بن سليط هذا لم يذكروا في الرواة عنه سوى أبي المَلِيح، ولم يُؤثر توثيقُه عن أحد، وهو غير الذي يروي عنه عبد الله بنُ عمرو بن حمزة، فذاك آخر، وقد فرَّق بينهما الحافظ في "التهذيب". أبو بكَّار: هو الحَكَم بن فرُّوخ. وقد اختلف في إسناده على أبي المَلِيح:

فرواه الإمام أحمد -كما في هذه الرواية- ومن طريقه أخرجه المِزِّي (في ترجمة الحكم بن فرُّوخ) -ومسدَّد- فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" =

ص: 393

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 5/ 113، والطبراني في "الكبير" 23/ (1060) - كلاهما عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد، وقالا: عبد الله بن سَلِيل، وقد غيَّر محقق البخاري والطبراني اسم عبد الله بن سليل إلى: عبد الله بن سليط. ووقع عند المِزِّي: عبد الله بن سليط، فكأنه أصلح الإسناد.

ورواه ابنُ أبي شيبة -كما في "مصنفه" 3/ 321 - عن يحيى بن سعيد القطان، عن أبي بكَّار، عن أبي المَلِيح، وقال: عن عبد الله بن سَلِيط، عن سَلِيط، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم

فزاد في الإسناد سليطاً.

ورواه ابنُ أبي شيبة -فيما أخرجه الطبراني 24/ (42) - عن يحيى بن سعيد القطان، عن أبي بكَّار، عن أبي المَلِيح، وقال: عن عبد الله بن أبي السَّلِيل، عن بعض أزواج

ورواه محمد بن أبي بكر -فيما أخرجه البيهقي في "الشعب"(9250) - عن يحيى، عن أبي بكَّار، عن أبي المَلِيح، وقال: عن عبد الله بن السَّلِيط، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم

ورواه أبو عبيدة الحداد -كما في هذه الرواية، والرواية (26838) - ومبارك أبو عبد الرحمن العيشي -فيما أخرجه البخاري في "تاريخه" 5/ 113 - ومحمد بن سواء -فيما أخرجه النسائي في "الكبرى"(2120)، ومن طريقه الدولابي في "الأسماء والكنى" 1/ 167 - كلاهما عن أبي بكَّار، عن أبي المَلِيح، عن عبد الله بن سَلِيط، عن ميمونة، نحوه.

ورواه القاسم بن المطيَّب -فيما أخرجه البخاري أيضاً 5/ 113 - 114، والطبراني 24/ (39)، والبيهقي في "الشعب"(9251 - 9252) - عن أبي المَلِيح الهُذلي، حدثني سَلِيط أخو ميمونة، عن ميمونة.

ورواه شعبة -فيما ذكر البخاري في "تاريخه" 5/ 114 عن مبشِّر بن أبي المَلِيح، عن أبيه، عن ابن عُمر، وكان أبو المليح يقول:"أمَّة مئة".

ورواه محمد بن حمران -فيما ذكر البخاري أيضاً 5/ 114 - عن الفضل بن سويد، عن أبي المَلِيح، عن ابن عمر

قال: "ما من أمَّة"، نحوه. =

ص: 394

26813 -

حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ. وَعَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُكَيْرٌ، أَنَّ كُرَيْبًا مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، تَقُولُ: أَكَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ كَتِفٍ، ثُمَّ قَامَ، فَصَلَّى، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (1).

= قال أبو حاتم -كما نقله عنه ابنه في "العلل" 1/ 354 عندما سئل عن حديث محمد بن حمران-: يقولون: عن أبي المليح، عن عبد الله بن سَلِيل، عن ميمونة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه الوليد بن صالح -فيما ذكر البخاري أيضاً 5/ 114 - عن سوادة بن أبي الأسود، عن صالح بن هلال، قال: مات فينا مولىً لأبي المليح، فقال: حدثني أبي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا شهدت أمةٌ وهم أربعون فصاعداً

نحوه.

وله شاهد من حديث ابن عباس، سلف برقم (2509).

وآخر من حديث عائشة وأنس، سلف برقم (13804)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، ابنُ لهيعة -وهو عبد الله -وإن كان سيِّئ الحفظ، إلا أن عبد الله -وهو ابن المبارك- صحيح السماع منه، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتَّاب بن زياد -وهو الخراساني- فقد أخرج له ابن ماجه، وهو ثقة، وكذلك علي بن إسحاق -وهو المروزي- ممن رجال الترمذي، وهو ثقة. بُكير: هو ابن عبد الله الأشج.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (74) من طريق عبد الغفار بن داود أبي صالح، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (210)، ومسلم (356)، والطبراني 23/ (1068)، والبيهقي في "السنن" 1/ 154 من طريق عمرو بن الحارث، والطبراني =

ص: 395

26814 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، وَحَدَّثَ (1) ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، وَهِيَ خَالَتُهُ (2)، فَقُدِّمَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَحْمُ ضَبٍّ، جَاءَتْ بِهِ أُمُّ حُفَيْدٍ ابْنَةُ الْحَارِثِ مِنْ نَجْدٍ، وَكَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْ بَنِي جَعْفَرٍ وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَأْكُلُ شَيْئًا حَتَّى يَعْلَمَ مَا هُوَ؟ فَقَالَ بَعْضُ النِّسْوَةِ: أَلَا تُخْبِرْنَ (3) رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا يَأْكُلُ، فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّهُ لَحْمُ ضَبٍّ، فَتَرَكَهُ. قَالَ خَالِدٌ: فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَحَرَامٌ هُوَ؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنَّهُ (4) طَعَامٌ لَيْسَ فِي قَوْمِي، فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ ". قَالَ خَالِدٌ: فَاجْتَرَرْتُهُ إِلَيَّ، فَأَكَلْتُهُ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ.

= 24/ (70) من طريق أبي شريح، كلاهما عن بكير، به.

وأخرجه مسلم عقب (356)، والبيهقي 1/ 154 من طريق يعقوب بن الأشج، عن كريب مولى ابن عباس، به.

وفي الباب عن أم سلمة، وقد سلف برقم (26502)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

(1)

في (ظ 6): قال حدَّث.

(2)

في (ظ 2) و (ق) و (م): وهي حائض، وهو تحريف، والمثبت من (ظ 6).

(3)

في (م): تخبرين، وهي نسخة في (ظ 2).

(4)

في (ظ 6): ولكن.

ص: 396

قَالَ: وَحَدَّثَهُ الْأَصَمُّ، عَنْ مَيْمُونَةَ، وَكَانَ فِي حِجْرِهَا - يَعْنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ - وَأَظُنُّ أَنَّ الْأَصَمَّ يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ (1).

26815 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيبٍ - يَعْنِي ابْنَ الشَّهِيدِ - عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ مَيْمُونَةَ، قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ حَلَالٌ بَعْدَمَا رَجَعْنَا مِنْ مَكَّةَ (2).

(1) هو مكرر (16812) سنداً ومتناً.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، وقد اختلف في وصله وإرساله، ورجَّح البخاري -كما في "علل الترمذي الكبير" 1/ 379 - 380 - إرساله، وكذلك الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 182 فقال: والمرسل أشبه.

وقد رواه حماد بن سلمة -كما في هذه الرواية، وعند الدارمي (1824)، وأبي داود (1843)، وابن الجارود في "المنتقى"(445)، وأبي يعلى (7106)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 270، وفي "شرح مشكل الآثار"(5803) و (5804)، وابن حبان (4137) و (4138)، والطبراني في "الكبير" 23/ (1058)، وفي "الأوسط"(8902)، والدارقطني في "السنن" 3/ 262، وابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه"(521)، والبيهقي في "السنن" 7/ 210 - 211، وفي "السنن الصغير"(1569)، وفي "دلائل النبوة" 4/ 332 - عن حبيب بن الشهيد، عن ميمون بن مهران، عن يزيد بن الأصم، عن ميمونة، قالت: تزوَّجني رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن حلال

وخالفه سفيان بن حبيب، فرواه -كما عند النسائي في "الكبرى"(3232)، والخطيب في "تاريخه" 5/ 410 - عن حبيب بن الشهيد، عن ميمون بن مهران، عن يزيد بن الأصم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محلّ. وهذا مرسل. =

ص: 397

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= واختلف فيه أيضاً على ميمون بن مهران:

فرواه الوليد بن مهران -كما عند ابن طهمان في "مشيخته"(66)، والنسائي في "الكبرى"(5404)، والطبراني في "الأوسط"(6978)، والبيهقي 5/ 66 - عن ميمون بن مهران، بمثل إسناد حياد بن سلمة، عن حبيب بن الشهيد.

وخالفه جعفر بن بُرْقان فرواه -كما عند النسائي (5403) - عن ميمون بن مهران، عن صفية، قالت: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو حلال

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 318 (بترتيب السندي)، وفي "السنن"(475) و (476)، ومسلم (1410)(46)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 396، والبيهقي 5/ 66 و 7/ 210 من طرق عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن الزهري، عن يزيد بن الأصم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نكح ميمونة

مرسلاً. قال البيهقي: ويزيد بن الأصم لم يقله عن نفسه، إنما حدث به عن ميمونة بنت الحارث.

وقد وصله إبراهيم بن بشار الرمادي عن سفيان بن عيينة، كما عند أبي نعيم في "الحلية" 1/ 308. وإبراهيم بن بشار له أوهام، وهذا من جملة أوهامه.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5405) من طريق الحكم بن عتيبة، عن يزيد بن الأصم، قال: ما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو محرم.

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 68 من طريق عمرو بن ميمون، عن ميمونة، به.

وسيرد برقم (26841)، ومتصلاً برقم (26828).

وفي الباب عن أبي رافع، سيرد برقم (27197)، وفيه كلام يأتي في حينه.

ويعارض حديثَ ميمونة حديثُ ابن عباس السالف برقم (1919)، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم نكح ميمونة وهو محرم. وقد بسطنا الكلام على حديث ميمونة عند ابن عباس السالف برقم (2200).

ص: 398

26816 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَسِبْتُهُ عَنْ سَالِمٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ أَنَّهَا اسْتَدَانَتْ دَيْنًا، فَقِيلَ لَهَا: تَسْتَدِينِينَ وَلَيْسَ عِنْدَكِ وَفَاؤُهُ؟ قَالَتْ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا مِنْ أَحَدٍ يَسْتَدِينُ دَيْنًا، يَعْلَمُ اللهُ أَنَّهُ يُرِيدُ أَدَاءَهُ، إِلَّا أَدَّاهُ "(1).

(1) صحيح بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لانقظاعه، فإن سالماً -وهو ابن أبي الجَعْد- لم يذكروا له سماعاً من ميمونة، ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير جعفر بن زياد -وهو الأحمر- فروايته عند أصحاب السنن، وهو صدوق، حسن الحديث. منصور: هو ابن المعتمر.

وقد اختلف عليه في هذا الإسناد:

فرواه يحيى بن أبي بُكير، عن جعفر بن زياد -كما في هذه الرواية- عن منصور بن المعتمر، بهذا الإسناد.

ورواه يحيى بنُ آدم، عن جعفر بن زياد -كما سيرد برقم (26840) - عن منصور بن المعتمر، عن رجل، عن ميمونة، به.

ورواه عَبِيدَةُ بنُ حميد -فيما أخرجه ابن ماجه (4288)، والطبراني في "الكبير" 24/ (61)، والمِزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة عمران بن حذيفة) - عن منصور بن المعتمر، عن زياد بن عمرو بن هند، عن عمران بن حذيفة، عن ميمونة، به.

ورواه جرير بن عبد الحميد عنه، واختلف عليه فيه:

فرواه إسحاق بن إبراهيم -فيما أخرجه الحاكم 2/ 23 - وأبو الوليد الطيالسي -فيما أخرجه الحاكم كذلك 2/ 23، والبيهقي 5/ 354 - كلاهما عن جرير، عن منصور بن المعتمر، عن زياد بن عمرو بن هند، عن عمران بن حذيفة، عن ميمونة، به.

ورواه محمد بن قدامة -فيما أخرجه النسائي 7/ 315 - وأبو خيثمة زهير بن حرب -فيما أخرجه أبو يعلى (7083)، وابن حبان (5041)، والمِزِّي في =

ص: 399

26817 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ - عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: أَعْتَقْتُ جَارِيَةً لِي، فَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ بِعِتْقِهَا، فَقَالَ:" آجَرَكِ اللهُ، أَمَا إِنَّكِ لَوْ كُنْتِ (1) أَعْطَيْتِهَا أَخْوَالَكِ، كَانَ أَعْظَمَ لِأَجْرِكِ "(2).

= "تهذيب الكمال"(في ترجمة عمران بن حذيفة) - كلاهما عن جرير، عن منصور بن المعتمر، عن زياد بن عمرو بن هند، عن عمران بن حذيفة، قال: كانت ميمونة تدَّان

فذكره مرسلاً.

ورواه أبو بكر بن عياش -فيما أخرجه الطبراني 23/ (1049) - عن الأعمش، عن حُصين بن عبد الرحمن، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ميمونة، به.

ورواه جرير-فيما أخرجه النسائي 7/ 315 - 316، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4286)، والطبراني 24/ (73) - وأبو عبيدة بن معن -فيما أخرجه الطبراني 23/ (1050) و 24/ (72) - كلاهما عن الأعمش، عن حُصين بن عبد الرحمن، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن ميمونة ادّانت

فذكره مرسلاً.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 186: والمرسل أشبه.

وقد ذكرنا شواهده التي يصحُّ بها في مسند عائشة عند الرواية (24439).

(1)

في (ظ 6): كان.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن إسحاق مدلِّس وقد عنعن، ثم إنه خالف في إسناده، فرواه هنا عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن سليمان بن يسار، عن ميمونة. ورواه يزيد بن أبي حبيب وعمرو بن الحارث -كما سيأتي في تخريج الحديث (26822) - عن بكير بن عبد الله بن الأشج، فقال: عن كريب، عن ميمونة. قال الحافظ في "الفتح" 5/ 219: قال الدارقطني: ورواية يزيد وعمرو أصح قلنا: وبقية رجال الإسناد ثقات رجال =

ص: 400

26818 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ مَيْمُونَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ (1) صلى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدَ، جَافَى حَتَّى يُرَى مَنْ خَلْفِهِ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ (2).

= الشيخين. يعلى: هو ابن عُبيد الطنافسي.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (56) من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (1548) عن يعلى بن محمد، وأبو داود (1690)، والنسائي في "الكبرى"(4932)، والحاكم 1/ 414 - 415، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 206 - 207 من طريق عَبْدة بنِ سليمان، والطبراني 23/ (1066) من طريق أحمد بن خالد، ثلاثتهم عن محمد بن إسحاق، به.

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي!

وأخرجه النسائي (4934) من طريق أسد بن موسى، وابنُ خزيمة (2434)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4377) من طريق محمد بن خازم، كلاهما عن ابن إسحاق، عن الزُّهري، عن عُبيد الله بن عبد الله، عن ميمونة، به. قال المِزِّي في "تحفة الأشراف" 12/ 493: هذا الحديث خطأ، لا نعلمه من حديث الزُّهري. يعني أن الصواب في حديث ابن إسحاق، عن بُكير بن عبد الله بن الأشج، عن سليمان بن يسار، عن ميمونة.

وسيرد برقم (26822).

قال السندي: قوله: "أما إنك لو كنت أعطيتها أخوالك": فيه أن التصدق بالرقبة أو الهبة بها على المحتاج القريب أكثر أجراً من الإعتاق.

(1)

في (م): رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. جعفر بن بُرْقان، ويزيد بن الأصمّ، من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 1/ 257، ومسلم (497)(239)، وأبو عوانة 2/ 184 - 185 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. =

ص: 401

26819 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ نُدْبَةَ (1)، قَالَتْ: أَرْسَلَتْنِي مَيْمُونَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ إِلَى امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَكَانَتْ بَيْنَهُمَا قَرَابَةٌ، فَرَأَيْتُ فِرَاشَهَا مُعْتَزِلًا فِرَاشَهُ، فَظَنَنْتُ أَنَّ ذَلِكَ لِهِجْرَانٍ، فَسَأَلْتُهَا، فَقَالَتْ: لَا، وَلَكِنِّي حَائِضٌ، فَإِذَا حِضْتُ، لَمْ يَقْرَبْ فِرَاشِي، فَأَتَيْتُ مَيْمُونَةَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهَا، فَرَدَّتْنِي إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَتْ: أَرَغْبَةً عَنْ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنَامُ مَعَ الْمَرْأَةِ مِنْ نِسَائِهِ الْحَائِضِ، وَمَا

= وأخرجه الدارمي (1330)، والطبراني في "الكبير" 23/ (1053) من طريق أبي نعيم الفضل بن دُكين، عن جعفر بن بُرْقان، به.

وأخرجه الدارمي (1332)، ومسلم (497)(238)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 232، وفي "الكبرى"(733)، وأبو يعلى (7096)، وأبو عوانة 2/ 184، والبيهقي في "السنن" 2/ 114 من طريق مروان بن معاوية الفزاري، عن عبيد الله بن عبد الله بن الأصم، عن يزيد بن الأصم، به. وزاد: وإذا قعد اطمأنَّ على فخذه اليسرى.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (1056) من طريق عَبْدة بن سليمان، عن عُبيد الله بن عبد الله بن الأصمّ، عن يزيد بن الأصم، به. وزاد: يتكئ على اليمنى ويرخي اليسرى.

وقد سلف نحوه برقم (26809).

وسيأتي برقم (26831).

وسيكرر برقم (26844) سنداً ومتناً.

(1)

في (ظ 2) و (ق) و (م): بديّة، قلنا: ويقال لها كذلك.

ص: 402

بَيْنَهُمَا إِلَّا ثَوْبٌ مَا يُجَاوِزُ الرُّكْبَتَيْنِ (1).

(1) صحيح دون قوله: "ما يجاوز الركبتين"، وهذا إسناد ضعيف لجهالة نُدْبَة مولاة ميمونة، فقد تفرَّد بالرواية عنها حبيب الأعور مولى عروة، وذكرها الذهبي في "الميزان" في المجهولات من النساء، ولم يؤثر توثيقُها عن غير ابن حبان. ومحمد بن إسحاق مدلِّس وقد عنعن، ثم إنه أخطأ في قوله:"عن عروة"، والصواب: عن حبيب مولى عروة، كما سيأتي بيانه، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وقد اختلف في إسناده على الزُّهري:

فرواه الليث بن سعد -كما في الرواية التالية و (26850) - ويونس بن يزيد -كما عند النسائي في "المجتبى" 1/ 151 و 189، وفي "الكبرى"(280)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 36، والطبراني في "الكبير" 24/ (20) - وخالد بن عبد الرحمن بن إسحاق -كما عند الطبراني 24/ (19) - وصالح بن كيسان -كما عند الطبراني 24/ (21) - وشعيب بن أبي حمزة -كما عند البيهقي 1/ 313 - خمستهم عن الزهري، عن حبيب مولى عروة، عن نُدْبَة مولاة ميمونة، به.

ورواه معمر -كما سيرد (26853) - وسفيان بن حسين -كما عند الطبراني 24/ (17) - كلاهما عن الزهري، عن ندبة، به. لم يذكرا حبيباً مولى عروة في الإسناد.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 184: والأول أصح، أي: رواية الليث بن سعد ومن تابعه.

وأخرجه مسلم (295)، وأبو عوانة 1/ 310، والبيهقي 1/ 331 من طريق كُرَيْب مولى ابنِ عباس، عن ميمونة، قالت: كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يضطجع معي وأنا حائض، وبيني وبينه ثوب.

وسيرد بالأرقام: (26820) و (26850) و (26853).

وانظر (26846). =

ص: 403

26820 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ وَأَبُو كَامِلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ حَبِيبٍ مَوْلَى عُرْوَةَ، عَنْ نُدبَةَ (1)، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).

26821 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَزْهَرَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ ابْنِ أَخِي مَيْمُونَةَ الْهِلَالِيَّةِ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ (3) أَنَّ مَيْمُونَةَ قَالَتْ لَهُ: يَا ابْنَ أَخِي أَلَا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَتْ:" بِسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، وَاللهُ يَشْفِيكَ، مِنْ كُلِّ دَاءٍ فِيكَ، أَذْهِبِ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شَافِيَ إِلَّا أَنْتَ "(4).

= قال السندي: قولها: أرغبة، بالنصب، بتقدير: أترغب رغبة، أو بالرفع، أي: أهذا منك رغبة.

(1)

في (ظ 2) و (ق) و (م): بُدية، ويقال لها كذلك.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة نُدْبَة، كما بيَّنَّا في الرواية السابقة. حجَّاج: هو ابنُ محمد المِصِّيصي، وأبو كامل: هو مُظَفَّر بنُ مُدْرِك.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 256، والدارمي (1057)، وأبو داود (267)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 151 و 189، وفي "الكبرى"(280)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 421، وأبو يعلى (7104)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 36، وابن حبان (1365)، والطبراني في "الكبير" 24/ (18)، والبيهقي 1/ 313 من طرق عن الليث بن سعد، به. وسقط اسم ميمونة من مطبوع البيهقي.

وسيكرر برقم (26850) سنداً ومتناً.

(3)

في (ظ 2) و (ق): حدَّث.

(4)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ حسن. عبدُ الرحمن بن السائب ابنُ أخي ميمونة: روى عنه جمعٌ، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال ابن سعد: =

ص: 404

26822 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ الْأَشَجِّ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَقُولُ: أَعْتَقْتُ وَلِيدَةً فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَوْ أَعْطَيْتِهَا أَخْوَالَكِ كَانَ أَعْظَمَ لِأَجْرِكِ "(1).

= كان قليل الحديث. وأزهر بن سعيد: هو الحَرَازيُّ، روى عنه جمع كذلك، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10860) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(1021) - وابن حبان (6095) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. قال ابن حبان: الصواب أزهر بن سعد، لا سعيد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 329، والطبراني في "الكبير" 23/ (1061)، وفي "الأوسط"(3318)، وفي "الدعاء"(1105)، وفي "الشاميين"(2049) من طريقين عن معاوية بن صالح، به.

وقوله: "بسم الله أَرقيك

" ذكرنا شواهده في مسند أبي هريرة عند الرواية (9757).

وقوله: "أذهب البأس ربَّ الناس

" ذكرنا شواهده في مسند ابن مسعود عند الرواية (3615).

(1)

حديث صحيح، ابنُ لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ- توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (7109) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4376) من طريق أسد بن موسى، عن ابن لهيعة، به.

وأخرجه البخاري (2592)، والطبراني في "الكبير" 23/ (1067) و 24/ (57)، والبغوي في "شرح السنة"(1687) من طريق يزيد بن أبي =

ص: 405

26823 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَأَبُو عَامِرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ - يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ - يَعْنِي ابْنَ عَقِيلٍ - عَنِ الْقَاسِمِ ابْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ. وَعَطَاءٍ (1)، عَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" لَا تَنْبِذُوا (2) فِي الدُّبَّاءِ، وَلَا فِي الْمُزَفَّتِ (3)، وَلَا فِي الْحَنْتَمِ (4)، وَلَا فِي النَّقِيرِ ". قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: " وَلَا فِي الْجِرَارِ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ "(5).

= حبيب، ومسلم (999)، والنسائي في "الكبرى"(4931)، وابنُ حبان (3343)، والبيهقي في "السنن" 4/ 179، وفي "شعب الإيمان"(3424) من طريق عمرو بن الحارث، كلاهما عن بكير بن عبد الله بن الأشج، به.

وعلَّقه البخاري (2594)، وبإثر (2592)، فقال: وقال بكر بن مضر، عن عمرو، عن بُكير، عن كُرَيْب مولى ابن عباس، أن ميمونة أعتقت

فذكر الحديث هذا، وصورته مرسل.

قال الحافظ في "الفتح" 5/ 219: لكن قد رواه ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، فقال فيه: عن كريب، عن ميمونة، أخرجه مسلم والنسائي من طريقه، وطريق بكر بن مضر المعلّقة وصلها البخاري في كتاب "بر الوالدين".

وسلف برقم (26817).

(1)

في (ظ 2) و (ق) و (م): وعطاء، والمثبت من (ظ 6).

(2)

في (ظ 6): لا تنتبذوا.

(3)

في (ظ 6): ولا المزفت.

(4)

قوله: "ولا في الحنتم" ليس في (ظ 6).

(5)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن محمد بن عقيل. ثم إنه اختُلف عليه فيه، كما سنبيّن ذلك في الرواية (26824)، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو =

ص: 406

26824 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ (1) بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدُّبَّاءِ، والنَّقِيرِ، وَالْجَرِّ والْمُقَيَّرِ، وَقَالَ:" كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ "(2).

= العَقَدي.

وهو عند أحمد في "الأشربة"(10) عن عبد الرحمن بن مهدي وحده. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (1063).

وأخرجه إسحاق بن راهويه (948)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 217 و 224 من طريق أبي عامر العقدي، به.

وأخرجه أبو يعلى (7103) من طريق أبي عامر، بإسناده إلى ميمونة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (1063) من طريق أبي حذيفة، عن زهير بن محمد، بالإسنادين.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 297، وفي "الكبرى"(5100) من طريق عبد اللّه بن العلاء بن زَبْر، عن القاسم، به.

وسلف النهي عن هذه الأشربة في مسند عائشة برقم (24024) بإسناد صحيح، وذكرنا هناك بقية الطرق.

وقوله: "كل مسكر حرام" سلف في مسند عائشة أيضاً برقم (24082) بإسناد صحيح، وذكرنا هناك بقية الطرق عن القاسم بن محمد.

وسيأتي في الحديثين بعده.

(1)

في (ظ 2) و (ق) و (م): عبد الله، والمثبت من (ظ 6).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسنادٌ ضعيف لضعف عبد الله بن محمد بن عَقيل، وقد اختلف عليه فيه:

فرواه عبيد الله بن عمرو الرَّقِّي -كما في هذه الرواية- عنه، فقال: عن سليمانَ بنِ يسار، عن ميمونة، به.

ورواه زهير بن محمد -كما في الرواية السالفة (26823) - عنه، فقال: =

ص: 407

26825 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (1).

26826 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً اشْتَكَتْ شَكْوَى، فَقَالَتْ: لَئِنْ شَفَانِي اللهُ، لَأَخْرُجَنَّ، فَلَأُصَلِّيَنَّ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَبَرِأَتْ، فَتَجَهَّزَتْ تُرِيدُ الْخُرُوجَ، فَجَاءَتْ مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تُسَلِّمُ عَلَيْهَا، فَأَخْبَرَتْهَا ذَلِكَ، فَقَالَتْ (2): اجْلِسِي، فَكُلِي مَا صَنَعْتُ، وَصَلِّي فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" صَلَاةٌ فِيهِ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا مَسْجِدَ الْكَعْبَةِ "(3).

= عن عطاء بن يسار، عن ميمونة.

ورواه زهير بن محمد -كما في الرواية (26823) - وعبيد الله بن عمرو الرقي -كما في الرواية (26825) - عنه، عن القاسم بن محمد، عن عائشة.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد تقدم الكلام عليه في الرواية السالفة (26824).

(2)

في (ظ 6): تسلم فأخبرتها فقالت.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن اختُلف فيه على لَيْثِ بنِ سعد:

فرواه حجَّاج بن محمد المِصِّيصي -كما في هذه الرواية، وكما سيرد برقم (26837) - وعبد الله بن صالح -فيما رواه عنه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 302 - وقتيبة بن سعيد -فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 33، وفي "الكبرى"(770)، والبيهقي 10/ 83 - وابن وَهْب -فيما أخرجه الطحاوي في =

ص: 408

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "شرح مشكل الآثار"(603) - أربعتُهم عن ليث، بهذا الإسناد.

ورواه شبابة بن سوار -فيما رواه عنه ابن أبي شيبة 2/ 371 و 12/ 209 - وقتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح -فيما روى عنهما مسلم (1396) - وعبد الله بن صالح -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (1029) - أربعتهم عن ليث بن سعد، عن نافع مولى ابن عمر، عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد، عن ابن عباس، عن ميمونة، به. فأدخل ابن عباس في الإسناد.

قال المزي في "التحفة" 12/ 485: وهو في عامة النسخ من "صحيح مسلم": عن ابن عباس، عن ميمونة. قلنا: غير أن البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 303 قال: ولا يصحُّ فيه ابن عباس. وقد فهم الحافظ من كلام البخاري هذا أن رواية إبراهيم بن معبد عن ميمونة متصلة، فقال: فهذا مشعرٌ بصحة روايته -أي: إبراهيم- عن ميمونة عند البخاري، وقد عُلِم مذهبهُ في التشديد في هذه المواطن. قلنا: لكن ابن حبان نفى أن يكون إبراهيم سمع من ميمونة، فقال في ترجمته: وقد قيل: إنه سمع من ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وليس ذلك بصحيح عندنا، فلذلك أدخلناه في أتباع التابعين.

وقال النووي في "شرح صحيح مسلم" 9/ 166: هذا الحديث مما أُنكر على مسلم بسبب إسناده، وقال الحُفَّاظ: ذكر ابن عباس فيه وهم، وصوابه عن إبراهيم بن عبد اللّه عن ميمونة من غير ذكر ابن عباس، وكذلك رواه البخاري في "صحيحه".

قلنا: لم يروه البخاري في "صحيحه"، وإنما رواه في "التاريخ الكبير" كما تقدم، ووهم النووي في عزوه إلى "الصحيح".

وسيرد بالأرقام: (26835) و (26836) و (26837).

وسلف برقم (4646) من طريق عبيد الله بن عمر، و (5155) من طريق موسى الجهني، كلاهما عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً.

وللحديث دون ذكر القصة شواهد ذكرناها في مسند سعد بن أبي وقاص عند الحديث (1605).

ص: 409

26827 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابٍ (1) لِعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، مَعَ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: فَسَأَلْتُ مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ؟ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَكُلَّ سَاعَةٍ يَمْسَحُ الْإِنْسَانُ عَلَى الْخُفَّيْنِ (2) وَلَا يَنْزِعُهُمَا؟ قَالَ:" نَعَمْ "(3).

(1) في (ظ 6): قرأت كتاباً.

(2)

في (ظ 2) و (ق): خفيه.

(3)

إسناده ضعيف على نكارة في متنة. عمر بن إسحاق بن يسار -وهو من رجال "التعجيل"- قال فيه الدارقطني: ليس بالقوي. وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عنه فسكت، وذكره ابن حبان وابن خلفون في "ثقاتهما". قلنا: وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن عبد المجيد.

وأخرجه الدارقطني 1/ 199 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه أبو يعلى (7094) من طريق أبي بكر الحنفي، به.

وله شاهد لا يفرح به، منكرٌ مثلُه عن أبيّ بن عمارة أنه قال: يا رسول الله، أمسحُ على الخفين؟ قال: نعم، قال: يوماً؟ قال: نعم، قال: يومين؟ قال: نعم، قال: ثلاثة؟ قال: "نعم، وما شئت". وهو عند ابن أبي شيبة 1/ 187، وأبي داود (158)، وابن ماجه (557)، والطحاوى في "شرح معاني الآثار" 1/ 79، وغيرهم. وقد ضعّفه البخاري وأبو داود وغيرهما. وانظر "التلخيص الحبير" 1/ 162.

وقد ساق الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 80 - 84 عدداً من الأحاديث والآثار في توقيت المسح على الخفين، ثم قال: فهذه أقوال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اتفقت على ما ذكرنا من التوقيت في المسح على الخفين للمسافر وللمقيم، فلا ينبغي لأحدٍ أن يخالف ذلك.

قلنا: وقد سلف ذكر توقيت المسح على الخفين عن عدد من الصحابة: =

ص: 410

26828 -

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا فَزَارَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَزَوَّجَهَا حَلَالًا، وَبَنَى بِهَا حَلَالًا، وَمَاتَتْ بِسَرِفَ، فَدَفَنَهَا فِي الظُّلَّةِ الَّتِي بَنَى بِهَا فِيهَا، فَنَزَلْنَا فِي قَبْرِهَا، أَنَا وَابْنُ عَبَّاسٍ (1).

= منها: عن علي برقم (906)، وعن صفوان بن عسال برقم (18091)، وعن خزيمة بن ثابت برقم (21851)، وعن عوف بن مالك برقم (23995).

قال السندي: قولها: أكل ساعة، أي: من ساعات الوقت المحدود لكل من المقيم والمسافر.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو فَزارة -وهو راشد بن كيسان- ويزيد بن الأصم، كلاهما من رجال مسلم، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. وَهْب بن جرير: هو ابن حازم.

وقد اختلف في وصله وإرساله، كما بينا في الرواية (26815).

وأخرجه ابن سعد 8/ 139 - 140، والترمذي (845)، وأبو يعلى (7105)، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/ 83، وابن حبان (4134)، والدارقطني في "السنن" 3/ 261 - 262، والحاكم 4/ 31، والبيهقي 7/ 211 من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث غريب، وروى غير واحد هذا الحديث عن يزيد بن الأصم مرسلاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوَّج ميمونةَ وهو حلال.

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن أبي شيبة ص 119 (نشرة العمروي)، ومسلم (1411)، وابن ماجه (1964)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 270، وفي "شرح مشكل الآثار"(5802)، وابن حبان (4136)، والطبراني في "الكبير" 23/ (1059) و 24/ (45)، والبيهقي في "السنن" 5/ 66، وفي "السنن الصغير"(1567) و (2505)، وفي "معرفة السنن والآثار"(9744) من طريقين عن =

ص: 411

26829 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ أَوْسٍ، عَنْ بِلَالٍ الْعَبْسِيِّ، عَنْ مَيْمُونَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ: " كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا مَرِجَ الدِّينُ، وَظَهَرَتِ الرَّغْبَةُ، وَاخْتَلَفَتِ الْإِخْوَانُ، وَحُرِّقَ الْبَيْتُ الْعَتِيقُ! "(1).

26830 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ (2) بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ لَبِيبَةَ، عَنْ (3) عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي (4) رَافِعٍ

= جرير بن حازم، به.

وأخرجه الدارقطني 3/ 262 من طريق حماد بن زيد، عن أبي فزارة، عن يزيد بن الأصم أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوَّج ميمونةَ حلالاً

هكذا مرسلاً.

وسلف برقم (26815).

(1)

إسناده حسن، سَعْد بن أوس، وبلال -وهو ابن يحيى- العَبْسي: روى لهما البخاري في "الأدب المفرد"، وأصحابُ السنن، وهما صدوقان، حسنا الحديث. وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 47، والطبراني في "الكبير" 24/ (14) و (67) من طريقين عن سعد بن أوس، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 320 وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد ثقات.

قال السندي: قوله: "إذا مَرِجَ الدِّينُ" كسمع، أي: فَسَد واختلط.

"وظهرت الرغبة" أي: عن الخير إلى الشر.

(2)

في (م): سليمان، وهو خطأ.

(3)

تحرفت في (م) إلى: بن.

(4)

لفظة "أبي" سقطت من (م).

ص: 412

عَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ مَا لَمْ يَفْشُ فِيهِمْ وَلَدُ الزِّنَى، فَإِذَا فَشَا فِيهِمْ وَلَدُ الزِّنَى، فَيُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللهُ عز وجل بِعِقَابٍ (1) "(2).

26831 -

حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ. وَعَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي (3) جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ - يَعْنِي ابْنَ الْأَصَمِّ -

(1) في هامش (ظ 2) و (ق): بعذاب.

(2)

إسناده ضعيف، ابنُ إسحاق -وهو محمد- مدلِّس، وقد عنعن، ومحمد بنُ عبد الله بن عمرو بن عثمان، ومحمد بن عبد الرحمن بن لَبيبَة: ضعيفان، وعُبيد الله بن أبي رافع: هو عبيد الله بن علي بن أبي رافع، َ ليّن الحديث. وقال الذهبي في "الميزان": صُويلح، فيه شيء. وإسحاق بن إبراهيم الرازي هو ختنُ سَلَمة بن الفضل من رجال "التعجيل" روى عنه جمع، وقال الحسيني في "الإكمال": فيه نظر، وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 2/ 208: سمعت يحيى بن معين أثنى عليه خيراً. وسلمة بنُ الفضل -وهو الأبرش- ضعيف، إلا أنه قوي في المغازي.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 138، وأبو يعلى (7091)، والطبراني في "الكبير" 24/ (55) من طريق جرير بن حازم، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.

وانظر حديث ابن مسعود السالف برقم (3809).

قال السندي: "فإذا فَشَا فيهم ولدُ الزَنى"، وذلك لأن الغالب من حال أولاد الزِّنى قلةُ الصَّلاح، وكثرةُ الفساد، فبذلك يستحقُّون العقاب، لا بمجرد كونهم أولادَ الزِّنى، فإنَّ هذا ليس فيما يُوجب عقابَهم، إذ ليس ذاك من أعمالهم، ويحتمل أن هذا كنايةٌ عن كثرة الزِّنى، وهي ممَّا تصلحُ لاستحقاقِ العقاب، والله أعلم.

(3)

في (ظ 2) و (ق) و (م): حدثنا، والمثبت من (ظ 6).

ص: 413

عَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدَ، جَافَى بِيَدَيْهِ (1) حَتَّى يُرَى مَنْ خَلْفِهِ وَضَحُ إِبْطَيْهِ (2).

26832 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ - قَالَ: حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَاتَتْهُ رَكْعَتَانِ قَبْلَ الْعَصْرِ، فَصَلَّاهُمَا بَعْدُ (3).

26833 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ كَثِيرَ بْنَ فَرْقَدٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَالِكِ بْنِ حُذَافَةَ، حَدَّثَهُ عَنْ أُمِّهِ الْعَالِيَةِ بِنْتِ سُمَيْعٍ، أَوْ سُبَيْعٍ - الشَّكُّ مِنْ عَبْدِ اللهِ - أَنَّ مَيْمُونَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِرِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ يَجُرُّونَ شَاةً لَهُمْ مِثْلَ الْحِمَارِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَوْ أَخَذْتُمْ إِهَابَهَا ". قَالُوا: إِنَّهَا مَيْتَةٌ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يُطَهِّرُهَا الْمَاءُ والْقَرَظُ "(4).

(1) في (م): جافى بين يديه.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير عليِّ بن ثابت الجَزَري، فقد روى له أبو داود والترمذي، وهو ثقة. وقد توبع.

وسلف برقم (26818).

(3)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (25506).

وانظر (26839).

(4)

إسناده ضعيف، لضعف رِشْدين بن سعد، ولجهالة عبدِ الله بن مالك =

ص: 414

26834 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْبُوذٌ، أَنَّ أُمَّهُ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا بَيْنَا هِيَ جَالِسَةٌ عِنْدَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ دَخَلَ عَلَيْهَا ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَتْ: مَا لَكَ شَعِثًا؟ قَالَ: أُمُّ عَمَّارٍ مُرَجِّلَتِي حَائِضٌ، فَقَالَتْ: أَيْ بُنَيَّ، وَأَيْنَ الْحَيْضَةُ مِنَ الْيَدِ؟! لَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُ عَلَى إِحْدَانَا وَهِيَ مُتَّكِئَةٌ حَائِضٌ، قَدْ عَلِمَ أَنَّهَا حَائِضٌ، فَيَتَّكِئُ عَلَيْهَا، فَيَتْلُو الْقُرْآنَ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَيْهَا - أَوْ يَدْخُلُ عَلَيْهَا قَاعِدَةً، وَهِيَ حَائِضٌ، فَيَتَّكِئُ فِي حِجْرِهَا، فَيَتْلُو الْقُرْآنَ وَهُوَ مُتَّكِئٌ (1) فِي حِجْرِهَا (2) - وَتَقُومُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَتَبْسُطُ لَهُ

= ابن حُذافة، فقد انفرد بالرواية عنه كثير بن فَرْقَد، ولم يُؤثر توثيقُه عن أحد، وكذلك لجهالة أمِّه، فلم يرو عنها سوى ابنها عبد الله، ولم يُؤثر توثيقُها عن غير العجلي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه أبو داود (4126)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 174 - 175، وفي "الكبرى"(4574)، والطبري في "تهذيب الآثار" 2/ 815 (مسند ابن عباس)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 471، وابن حبان (1291)، والدارقطني 1/ 45، والبيهقي في "السنن" 1/ 19، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/ 159 من طريق ابن وَهْب، عن عمرو بن الحارث، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (7086)، والطبري 2/ 815، والطحاوي 1/ 470 - 471 - و 471، والطبراني في "الأوسط"(8691)، والدارقطني 1/ 45، والبيهقي 1/ 19 من طريق الليث، عن كثير بن فَرْقَد، به.

والانتفاع بإهاب الشاة الميتة بعد الدباغ سلف بإسناد صحيح برقم (26795).

(1)

قوله: وهو متكئٌ، ليس في (م).

(2)

قوله: فيتلو القرآن وهو متكئٌ في حجرها، ليس في (ظ 6).

ص: 415

الْخُمْرَةَ (1) فِي مُصَلَّاهُ - وقَالَ ابْنُ بَكْرٍ: خُمْرَتَهُ - فَيُصَلِّي عَلَيْهَا فِي بَيْتِي، أَيْ بُنَيَّ، وَأَيْنَ الْحَيْضَةُ مِنَ الْيَدِ؟! (2).

26835 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ حَدَّثَ أَنَّ مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلَّا مَسْجِدَ الْكَعْبَةِ "(3).

(1) في (ظ 6): خمرة.

(2)

مرفوعه صحيح لغيره، وقد سلف الكلام عليه عند الرواية (26810). ابن بكر: هو محمد البُرْساني.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(1249)، وأخرجه من طريقه الطبراني في "الكبير" 24/ (22).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف في ذكر ابن عباس فيه، فصحَّحه مسلم، ونفاه البخاري كما سلف بيانه في الرواية السالفة برقم (26826).

وقد اختلف فيه على ابن جريج:

فرواه عبد الرزاق (9135) -ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد كما في هذه الرواية، والنسائي في "الكبرى"(3881)، والطبراني في "الكبير" 23/ (1028) - ورواه المكي (وهو ابن إبراهيم البلخي) -فيما رواه عنه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 302 - كلاهما عن ابن جُريج، بهذا الإسناد.

ورواه النسائي في "المجتبى" 5/ 213 من طريق عبد الرزاق كذلك، لكن لم يرد في روايته ذكر ابن عباس في الإسناد.

ورواه عليُّ بن إسحاق -كما سيرد في الرواية التالية- وأبو عاصم الضحَّاك ابن مَخْلَد -فيما رواه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 302، وأبو يعلى =

ص: 416

26836 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا يَقُولُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1). (2)

26837 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " صَلَاةٌ فِيهِ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا مَسْجِدَ الْكَعْبَةِ "(3).

26838 -

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ عَبْدُ الْوَاحِدِ الْحَدَّادُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ فَرُّوخٍ أَبُو بَكَّارٍ، أَنَّ أَبَا الْمَلِيحِ خَرَجَ عَلَى جَنَازَةٍ، فَلَمَّا اسْتَوَى، ظَنُّوا أَنَّهُ يُكَبِّرُ، فَالْتَفَتَ، فَقَالَ: اسْتَوُوا لِتَحْسُنَ شَفَاعَتُكُمْ، فَإِنِّي لَوْ اخْتَرْتُ رَجُلًا لَاخْتَرْتُ هَذَا، أَلَا فَإِنَّهُ (4)، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيطٍ

= (7113)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 126 - وأبو قرة موسى بن طارق -فيما رواه الفاكهي في "أخبار مكة"(1218) - ثلاثتهم عن ابن جريج، به. لم يذكروا ابن عباس في الإسناد.

وسلف برقم (26826).

(1)

في (ظ 6): أن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر مثله.

(2)

حديث صحيح، وانظر الكلام عليه في الرواية السالفة.

(3)

حديث صحيح، وقد سلف مطولاً بقصة في الرواية (26826).

وانظر الحديثين قبله.

(4)

في (م): ألا إنه.

ص: 417

عَنْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ - وَهِيَ مَيْمُونَةُ - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ النَّاسِ، إِلَّا شُفِّعُوا فِيهِ (1) ". قَالَ: فَسَأَلْتُ أَبَا الْمَلِيحِ، عَنِ الْأُمَّةِ، فَقَالَ: أَرْبَعُونَ (2).

26839 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ: صَلَّى بِنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ صَلَاةَ الْعَصْرِ، فَأَرْسَلَ إِلَى مَيْمُونَةَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ رَجُلًا آخَرَ، فَقَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُجَهِّزُ بَعْثًا، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ ظَهْرٌ، فَجَاءَهُ ظَهْرٌ مِنَ الصَّدَقَةِ، فَجَعَلَ يَقْسِمُهُ بَيْنَهُمْ، فَحَبَسُوهُ حَتَّى أَرْهَقَ الْعَصْرَ، وَكَانَ يُصَلِّي قَبْلَ الْعَصْرِ رَكْعَتَيْنِ، أَوْ مَا شَاءَ اللهُ، فَصَلَّى، ثُمَّ رَجَعَ، فَصَلَّى مَا كَانَ يُصَلِّي قَبْلَهَا، وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً أَوْ فَعَلَ شَيْئًا، يُحِبُّ أَنْ يُدَاوِمَ عَلَيْهِ (3).

(1) قوله: فيه، ليس في (ظ 6).

(2)

مرفوعه صحيح لغيره، وسلف برقم (26812).

(3)

صلاته صلى الله عليه وسلم ركعتين بعد العصر: صحيح، وقولها: وكان إذا صلى صلاة، أو فعل شيئاً، يحب أن يداوم عليه: صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حنظلة، وهو السدوسي، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري.

وأخرجه أبو يعلى (7085) و (7111)، والطبراني في "الكبير" 24/ (69)، وفي "الأوسط"(931) من طريق عبَّاد بن العوام، والطبراني في "الكبير" 24/ (69) من طريق صالح بن عُمير، كلاهما عن حنظلة السدوسي، بهذا الإسناد. بلفظ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتين قبل العصر، وكان إذا صلى صلاةً، أحبَّ أن يداوم عليها. =

ص: 418

26840 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ اسْتَدَانَ دَيْنًا، يَعْلَمُ اللهُ عز وجل مِنْهُ أَنَّهُ يُرِيدُ أَدَاءَهُ، أَدَّاهُ اللهُ عَنْهُ "(1).

26841 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ ابْنَ أُخْتْ مَيْمُونَةَ (2) عَنْ مَيْمُونَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَزَوَّجَهَا، وَهُمَا حَلَالَانِ بِسَرِفٍ، بَعْدَمَا رَجَعَ (3).

= وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" بتمامه 2/ 223، وباللفظ السابق 2/ 221، وقال في الموضعين: فيه حنظلة السدوسي، ضعفه أحمد وابن معين، ووثقه ابن حبان.

وانظر (26834).

قال السندي: قولها: أرهق العصر، أي: أدركه.

وصلاته صلى الله عليه وسلم ركعتين بعد العصر، سلف الكلام عليه في الرواية (25506).

وقولها: وكان إذا صلى صلاة أو فعل شيئاً يحب أن يداوم عليه: له شاهد من حديث عائشة، سلف بإسناد صحيح برقم (24189).

وانظر (24043).

(1)

صحيح بشواهده، وهو مكرر (26816)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو يحيى بن آدم.

(2)

كذا في النسخ، والصواب: ابن أخت ميمونة.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، وهو مكرر (26815)، غير أن شيخ أحمد هنا هو يونس بن محمد المؤدب.

ص: 419

26842 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ خَالَتِهِ مَيْمُونَةَ، قَالَتْ: وَضَعْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غُسْلًا، فَاغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ بِثَوْبٍ حِينَ اغْتَسَلَ، فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا. يَعْنِي رَدَّهُ (1).

26843 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ خَالَتِهِ مَيْمُونَةَ، قَالَتْ: وَضَعْتُ لِلنَّبِيِّ غُسْلًا، فَاغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ، وَأَكْفَأَ الْإِنَاءَ بِشِمَالِهِ عَلَى يَمِينِهِ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ، فَأَفَاضَ عَلَى فَرْجِهِ، ثُمَّ دَلَكَ يَدَهُ بِالْحَائِطِ، أَوِ بِالْأَرْضِ، ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ (2)، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ الْمَاءَ، ثُمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سالم: هو ابن أبي الجَعْد، وكُرَيْب: هو مولى ابن عباس.

وأخرجه مسلم (317)(38)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 200، وفي "الكبرى"(250)، وأبو يعلى (7108)، والطبراني في "الكبير" 24/ (38)، والبيهقي في "السنن" 1/ 184، من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد.

وانظر (26798).

(2)

في (م): واستنشق ثلاثاً.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.

وقد سلف برقم (26798).

ص: 420

26844 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ مَيْمُونَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدَ، جَافَى حَتَّى يُرَى مَنْ خَلْفِهِ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ (1).

26845 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، قَالَ: أَظُنُّ أَبَا خَالِدٍ الْوَالِبِيَّ ذَكَرَهُ عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ، وَالْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (26818) سنداً ومتناً.

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد اختلف فيه على الأعمش:

فرواه وكيع -كما في هذه الرواية، وفيما أخرجه ابنُ أبي شيبة 5/ 430، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2008) - عن الأعمش، بهذا الإسناد.

ورواه رَوْح بنُ مسافر -كما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 186 - عن الأعمش، عن أبي خالد الوالبي، عن عُبيد الله بن عبد الله، عن ميمونة، به.

ورواه جرير بن عبد الحميد -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (1051) - عن الأعمش، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ميمونة. به، وفيه قصة.

ورواه عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي -كما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 186 - عن الأعمش، عن حُصين بن عبد الرحمن، عن عُبيد الله بن عبد الله، عن ميمونة، به.

قال الدارقطني بعد أن ذكر هذه الطرق: وحديث عبد الرحمن بن حميد أشبه.

وله شاهد من حديث ابن عمر، سلف برقم (4718) بإسناد صحيح، وذكرنا هناك بقية شواهده.

ص: 421

26846 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُبَاشِرُهَا (1) وَهِيَ حَائِضٌ فَوْقَ الْإِزَارِ (2).

26847 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ (3) أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ فَأْرَةٍ وَقَعَتْ فِي سَمْنٍ، قَالَ:" خُذُوهَا وَمَا حَوْلَهَا، فَأَلْقُوهُ "(4).

(1) في (ظ 6): يباشر.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، والشيباني: هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان.

وأخرجه الدارمي (1046)، ومسلم (294)، والبيهقي في "السنن" 1/ 311 من طريق خالد بن عبد الله، عن الشيباني، بهذا الإسناد.

وعلقه البخاري عقب الرواية (303) فقال: ورواه سفيان عن الشيباني.

وسيأتي برقمي: (26854) و (26855).

وانظر (26819).

وفي الباب عن عائشة، سلف برقم (24046).

(3)

في (م): عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 178، وفي "الكبرى"(4585) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وهو عند مالك في "الموطأ" -برواية القعنبي- 2/ 971 - 972.

وأخرجه ابن طهمان (71)، والبخاري (235) و (236) و (5540)، والدارمي (2086)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5358) و (5359)، =

ص: 422

26848 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ، قَالَ: سَأَلْتُ مِقْسَمًا، قَالَ: قُلْتُ: أُوتِرُ بِثَلَاثٍ، ثُمَّ أَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ مَخَافَةَ أَنْ تَفُوتَنِي؟ قَالَ: لَا يَصْلُحُ إِلَّا بِخَمْسٍ أَوْ سَبْعٍ، فَأَخْبَرْتُ مُجَاهِدًا وَيَحْيَى بْنَ الجَزَّارِ بِقَوْلِهِ، فَقَالَا لِي: سَلْهُ،

= والطبراني في "الكبير" 23/ (1042)، وفي "الأوسط"(3437)، وأبو نُعيم في "الحلية" 3/ 379، والبيهقي في "السنن" 9/ 353 من طرق عن مالك، به.

وخالف ابنُ وهبٍ الرواةَ عن مالك، فرواه -كما عند الطحاوي (5357) - عن مالك، عن الزُّهري، عن عُبيد الله بن عبد الله، عن ميمونة، به. لم يذكر ابنَ عباس في الإسناد.

قال البخاري عقب الرواية (236): قال معن: حدثنا مالك ما لا أُحصيه يقول: عن ابن عباس، عن ميمونة، ونقل عنه الترمذي في "العلل" 2/ 758 مثله.

قال الحافظ في "الفتح" 1/ 344: إنما أورد البخاري كلام معن وساق حديثه بنزول -بالنسبة للإسناد الذي قبله- مع موافقته له في السياق، للإشارة إلى الاختلاف على مالك في إسناده، فرواه أصحاب "الموطأ" عنه، واختلفوا، فمنهم من ذكره عنه هكذا، كيحيى بن يحيى وغيره، ومنهم من لم يذكر ميمونةَ، كالقعنبيّ وغيره، ومنهم من لم يذكر فيه ابنَ عباس كأشهب وغيره، ومنهم من لم يذكر فيه ابنَ عباس ولا ميمونة، كيحيى بنِ بُكير، وأبي مصعب. ثم قال: فأشار المصنف إلى أن هذا الاختلاف لا يضرُّ، لأن مالكاً كان يصلُه تارة ويُرسِلُه تارة، وروايةُ الوصل عنه مقدَّمة، قد سمعه منه معن بن عيسى مراراً، وتابعه غيرُه من الحفاظ، والله أعلم.

وقد سلف برقم (26796).

ص: 423

عَمَّنْ؟ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: عَنِ الثِّقَةِ، عَنِ الثِّقَةِ (1)، عَنْ مَيْمُونَةَ وَعَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (2).

26849 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ خَالَتِهِ مَيْمُونَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ (3).

26850 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ وَأَبُو كَامِلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ حَبِيبٍ مَوْلَى عُرْوَةَ، عَنْ نُدْبَةَ (4) مَوْلَاةِ مَيْمُونَةَ، عَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُبَاشِرُ الْمَرْأَةَ مِنْ نِسَائِهِ وَهِيَ حَائِضٌ، إِذَا كَانَ عَلَيْهَا إِزَارٌ يَبْلُغُ أَنْصَافَ الْفَخِذَيْنِ - أَوِ الرُّكْبَتَيْنِ - مُحْتَجِزَةً بِهِ (5).

(1) قوله: "عن الثقة" لم يكرر في (م).

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (25616)، وقد سلف الكلام عليه هناك، فانظره.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان الشيباني: هو ابن أبي سليمان أبو إسحاق.

وأخرجه الطيالسي (1626)، وابن سعد 1/ 469، والدارمي (1373)، والبخاري (381)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 57، وفي "الكبرى"(817)، وابن الجارود في "المنتقى"(176)، وابن خزيمة (1007)، أبو عوانة 1/ 73، والبيهقي في "السنن" 2/ 421 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (26805).

(4)

في (ظ 2) و (ق) و (م): بدية. قلنا: ويقال لها كذلك.

(5)

حديث صحيح دون قوله: "يبلغ أنصاف الفخذين أو الركبتين"، وهو مكرر (26820) سنداً ومتناً.

ص: 424

26851 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ (1).

26852 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَيَزِيدُ (2)، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ عَطَاءٌ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَخْبَرَتْنِي مَيْمُونَةُ (3) أَنَّ شَاةً مَاتَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَلَا دَبَغْتُمْ إِهَابَهَا، فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26804) سنداً ومتناً.

(2)

في (ظ 6): عبد الرزاق وابن بكر.

(3)

في (م): ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على ابن جُريج:

فرواه عبد الرزاق ويزيد -كما في هذه الرواية- عن ابن جُريج، قال عطاء: قال ابن عباس: أخبرتني ميمونة. وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(188)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (1034).

وتابع عبدَ الرزاق عُبيد الله بنُ موسى، كما عند ابن أبي شيبة 8/ 380.

ورواه أبو عاصم -كما عند مسلم (364)، وابن الجارود في "المنتقى"(873)، والبيهقي في "السنن" 1/ 23 - وحجَّاج بنُ محمد -كما عند النسائي في "المجتبى" 7/ 172، وفي "الكبرى"(4563)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 169، وابن حبان (1283)، والطبراني في "الكبير" 24/ (30) - كلاهما عن ابن جريج، قال: أخبرني عمرو بن دينار، أخبرني عطاء، عن ابن عباس، عن ميمونة.

ورواه يحيى بن سعيد -كما سلف برقم (2003) - عن ابن جريج، حدثنا عطاء، عن ابن عباس، فجعله من حديث ابن عباس، وقد صرَّح ابن جريج =

ص: 425

26853 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ نُدْبَةَ (1) مَوْلَاةِ مَيْمُونَةَ، عَنْ مَيْمُونَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُبَاشِرُ الْمَرْأَةَ مِنْ نِسَائِهِ حَائِضًا، تَكُونُ عَلَيْهَا الْخِرْقَةُ إِلَى الرُّكْبَةِ (2)، أَوْ إِلَى أَنْصَافِ الْفَخِذِ (3). (4)

26854 -

حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مَيْمُونَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُبَاشِرُ نِسَاءَهُ فَوْقَ الْإِزَارِ وَهُنَّ حُيَّضٌ (5).

= بسماعه من عطاء عند أحمد، وعنعن في رواية الدارقطني في "السنن" 1/ 44، فيكون ابن جريج قد سمعه مرة بواسطة، ومرة دون واسطة، والله أعلم.

وسلف برقم (26795).

(1)

في (ق) و (م): بدية.

(2)

في (م): الركبتين.

(3)

في (م): الفخذين.

(4)

حديث صحيح دون قوله: "إلى الركبة أو إلى أنصاف الفخذ"، وهذا إسناد ضعيف لجهالة نُدْبة، ولانقطاعه بين الزَّهري ونُدْبة، والصواب أن بينهما حَبِيباً مولى عروة، كما بيَّنَّا ذلك عند الرواية (26819).

وهو عند عبد الرزاق (1233)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (16).

وأخرجه أبو يعلى (7089) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، به.

وسلف برقم (26819).

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أسباط: هو ابن محمد الكوفي، =

ص: 426

26855 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ (1)، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، قَالَ: سَمِعْتُ مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، تَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يُبَاشِرَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ وَهِيَ حَائِضٌ، أَمَرَهَا فَائْتَزَرَتْ (2).

26856 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتْ: وَضَعْتُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم غُسْلًا، وَسَتَرْتُهُ، فَصَبَّ عَلَى يَدِهِ، فَغَسَلَهَا (3) مَرَّةً، أَوْ مَرَّتَيْنِ - قَالَ سُلَيْمَانُ: فَلَا أَدْرِي أَذَكَرَ الثَّالِثَةَ أَمْ لَا - قَالَ: ثُمَّ أَفْرَغَ بِيَمِينِهِ عَلَى

= والشيباني: هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 309 - 310، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 36، والبيهقي في "السنن" 1/ 311، وفي "السنن الصغير"(155) من طريقين عن أسباط بن محمد، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (26846).

(1)

في (ظ 6): سفيان، وهو خطأ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الواحد: هو ابن زياد العبدي.

وأخرجه البخاري (303)، وأبو يعلى (7092)، والبيهقي في "السنن" 1/ 311 و 7/ 191 من طرق عن عبد الواحد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 254، وعبد بن حميد في "المنتخب"(1551)، وأبو داود (2167)، وأبو يعلى (7082) من طرق عن الشيباني، به.

وقد سلف برقم (26846).

(3)

قوله: فغسلها، ليس في (ظ 6).

ص: 427

شِمَالِهِ، فَغَسَلَ فَرْجَهُ، ثُمَّ دَلَكَ يَدَهُ بِالْأَرْضِ، أَوْ بِالْحَائِطِ، ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَغَسَلَ رَأْسَهُ، ثُمَّ صَبَّ عَلَى جَسَدِهِ، ثُمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ. قَالَتْ: فَنَاوَلْتُهُ خِرْقَةً. قَالَ: فَقَالَ هَكَذَا، وَأَشَارَ بِيَدِهِ: أَنْ لَا أُرِيدُهَا.

قَالَ سُلَيْمَانُ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: هُوَ كَذَلِكَ، وَلَمْ يُنْكِرْهُ، وقَالَ إِبْرَاهِيمُ: لَا بَأْسَ بِالْمِنْدِيلِ، إِنَّمَا هِيَ عَادَةٌ (1).

26857 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ جُبَيْرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ، فَذَكَرَ حَدِيثًا. قَالَ: وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَمَّا يُقْتَلُ مِنَ الدَّوَابِّ، فَقَالَ: أَخْبَرَتْنِي إِحْدَى نِسْوَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ أَمَرَ بِقَتْلِ الْفَأْرَةِ، وَالْعَقْرَبِ، وَالْكَلْبِ الْعَقُورِ، وَالْحُدَيَّا، وَالْغُرَابِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، أبو عوانة: هو الوضَّاح بن عبد الله اليشكري.

وأخرجه الطيالسي (1628)، والبخاري (266)، والبيهقي في "السنن" 1/ 189، من طريق أبي عوانة، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (26798).

قال السندي: قولها: غُسْلاً، بضم فسكون: هو ماء يُغتسل به.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26439) غير شيخ أحمد، فهو هنا عفَّان، وهو ابنُ مُسلم الصفَّار.

وأورده الإمام أحمد هناك في مسند حفصة رضي الله عنها.

فقوله: أخبرتني إحدى نسوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، المراد بها حفصة، كما بَيَّنَّا هناك.

وسيكرر سنداً ومتناً برقم (27134).

ص: 428

‌حَدِيثُ صَفِيَّةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا

(1)

26858 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ صَفْوَانَ، عَنْ صَفِيَّةَ، أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَنْتَهِي النَّاسُ عَنْ غَزْوِ هَذَا الْبَيْتِ حَتَّى يَغْزُوَهُ جَيْشٌ، حَتَّى إِذَا كَانُوا

(1) قال السندي: صفيَّةُ بنتُ حُيَيٍّ أمُّ المؤمنين، زوجُ النبي صلى الله عليه وسلم ورَضِيَ عنها، من ذُرِّيَّةِ هارونَ أخي موسى عليهما السلام، سُبيت بخيبر، فاصطفاها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وجاء أنه ما خرج من خيبر حتى طهرت من حيضها، ثم سار إلى بعض المنازل القريبة من خيبر، واراد أن يدخلَ عليها، فأبت عليه، فوجد في نفسه، ثم سار إلى محلٍّ آخر، فدخل عليها، فلما أصبح قال لها: ما حملك على الامتناع من النزول أولاً؟ قالت: خشيتُ عليك من قُرب اليهود، فزادها ذلك عنده، وجاء أنها رأت في المنام أن الشمس نزلت حتى وقعت على صدرها. وجاء أن عائشة خرجت متنقِّبة إلى بيت صفية ترى جمالها، فلما خرج النبي صلى الله عليه وسلم على إثرها قال:"كيف رأيتِ يا عائشة؟ " قالت: رأيت يهودية، فقال:"لا تقولي ذلك، فإنها أسلمت، وحسُن إسلامُها". وجاء أن جاريةً لصفية جاءت إلى عمر، فقالت: إن صفية تحبُّ السبت، وتَصِلُ اليهود، فبعثَ إليها عمر من يسألُها عن ذلك، فقالت: أمَّا السبتُ، فإني ما أُحبُّه منذ بدَّلني الله الجمعة، وأمَّا اليهود، فإنَّ لي منهم رحماً، فأنا أَصِلُها، ثم قالت للجارية: ما حملكِ على ذلك؟ قالت: الشيطان، قالت: اذهبي فأنت حرّة. وجاء أنه اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفي فيه عنده، فقالت له صفيةُ بنتُ حيي: إني والله يا نبيَّ الله لَوَدِدْتُ أن الذي بك بي، فغمزها أزواجُه فأبْصَرَهُنَّ، فقال:"تمضمضن"، فقلن: من أيِّ شيء؟ قال: "من تغامزكنَّ بها، والله إنها لصادقة". قيل: أنها ماتت سنة خمسين، وقيل غير ذلك، والله أعلم.

ص: 429

بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ، خُسِفَ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، وَلَمْ يَنْجُ أَوْسَطُهُمْ ". قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ الْمُكْرَهَ مِنْهُمْ؟ قَالَ:" يَبْعَثُهُمُ اللهُ عَلَى مَا فِي أَنْفُسِهِمْ "(1).

26859 -

قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ سَلَمَةُ: فَحَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مُسْلِمٍ، نَحْوَ هَذَا الْحَدِيثِ (2).

(1) حديث صحيح دون قوله: "لا ينتهي الناس عن غزو هذا البيت"، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ابن صفوان -وهو مسلم- فقد تفرَّد بالرواية عنه أبو إدريس المُرْهِبي، واختُلف عليه فيه:

فرواه وكيع -كما في هذه الرواية- وعبد الرحمن بن مهدي -كما في الرواية (26860) - وأبو نعيم كما في الرواية (26861) ثلاثتهم عن سفيان، بهذا الإسناد.

ورواه وكيع كذلك عن سفيان -كما في الرواية (26859) - وقال: قال سلمة: فحدثني عُبيد بن أبي الجعد، عن مسلم نحو هذا الحديث.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 189: وأغرب عليهم -يعني وكيعاً- بهذا الإسناد.

قلنا: وبقية رجال الإسناد ئقات رجال الشيخين، غير أبي إدريس المُرْهِبي، روى له الترمذي وابن ماجه، ووثَّقه ابن عبد البر، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ: صدوق يتشيع.

وأخرجه أبو يعلى (7069) و (7116) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وقد سلف بالسياق الصحيح برقم (26444) من حديث حفصة.

قال السندي: قوله: "عن غَزْوِ هذا البيت"، أي: الكعبة، والمراد أن الناس يقصدون أهلَها بالسُّوء والقتال، ويستمرُّ هذا إلى أن يغزو جيش يُخسف بهم، فيتركون حينئذ غزو البيت، ولعلَّ المراد بالناس المسلمون، وإلا، فقد جاء أن الحبشة يهدمون البيت بعد هذا، والله أعلم.

(2)

حديث صحيح دون قوله: "لا ينتهي الناس عن غزو هذا البيت"، =

ص: 430

26860 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ (1) سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ - يَعْنِي ابْنَ كُهَيْلٍ - عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ صَفْوَانَ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا يَنْتَهِي النَّاسُ عَنْ غَزْوِ هَذَا الْبَيْتِ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ، خُسِفَ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، وَلَمْ يَنْجُ أَوْسَطُهُمْ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، يَكُونُ فِيهِمُ الْمُكْرَهُ؟ قَالَ:" يَبْعَثُهُمُ اللهُ عَلَى مَا فِي أَنْفُسِهِمْ "(2).

26861 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْمُرْهِبِيُّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ صَفِيَّةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَنْتَهِي النَّاسُ ". وَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَسَاقَهُ (3).

= وهذا إسناد ضعيف كسابقه، وهو موصول بالإسناد الذي قبله.

(1)

في (م): حدثنا.

(2)

حديث صحيح دون قوله: "لا ينتهي الناس عن غزو هذا البيت، وهذا إسناد ضعيف كسابقه، وهو مكرر (26858)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عبد الرحمن بن مهدي.

وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(761) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

(3)

حديث صحيح دون قوله: "لا ينتهي الناس عن غزو هذا البيت"، وهذا إسناد ضعيف كسابقه، أبو نعيم: هو الفضل بن دُكَين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 46، والترمذي (2184)، وابن ماجه (4064)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3122)، والطبراني في "الكبير" 24/ (198)، والمِزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة مسلم بن صفوان) من طريق أبي نُعيم الفضل بن دُكين، بهذا الإسناد.

ص: 431

26862 -

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ حَكِيمٍ، يُحَدِّثُ عَنْ صُهَيْرَةَ (1) بِنْتِ جَيْفَرٍ، قَالَتْ: دَخَلْنَا (2) عَلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ، فَسَأَلْتُ (3) عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ، فَقَالَتْ: حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَبِيذَ الْجَرِّ (4).

26863 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ. وَعَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُعْتَكِفًا،

(1) في هامش (ظ 2) و (ق): ويقال: ضميرة.

(2)

في (ظ 6): دخلت.

(3)

في (ظ 6): فسئلت.

(4)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة صُهَيْرَةَ بنتِ جَيْفَر، فقد ترجم لها الحُسيني في "الإكمال"، والحافظ في "التعجيل"، ولم يذكرا في الرواة عنها سوى يعلى بنِ حكيم -وهو الثقفي- ولم يُؤثر توثيقها عن أحد، وقال الحسيني: لا تُعرف. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. جرير: هو ابن حازم.

وأخرجه أبو يعلى (7117) عن أبي خيثمة، والطبراني في "الكبير" 24/ (199) من طريقي سليمان بن حرب، ومسلم بن إبراهيم، ثلاثتهم عن جرير بن حازم، به. وتحرف سليمان بن حرب في مطبوع الطبراني إلى: سليمان بن حبيب.

وقد سلف برقم (5916) من طريق جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر. وهذا إسناد صحيح.

والحديث سيأتي بغير هذا السياق مطولاً برقم (26865).

وسيكرر برقم (26864) سنداً ومتناً.

وقد ذكرنا أحاديث الباب في مسند ابن عمر عند الرواية (4465).

ص: 432

فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلًا، فَحَدَّثْتُهُ، ثُمَّ قُمْتُ، فَانْقَلَبْتُ، فَقَامَ مَعِي يَقْلِبُنِي، وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِي دَارِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، فَمَرَّ رَجُلَانِ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَلَمَّا رَأَيَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، أَسْرَعَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" عَلَى رِسْلِكُمَا، إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ ". فَقَالَا: سُبْحَانَ اللهِ يَا رَسُولَ اللهِ! فَقَالَ: " إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَرًّا " أَوْ قَالَ: " شَيْئًا "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(8065)، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1556)، والبخاري (3281)، ومسلم (2175)(24)، وأبو داود (2470) و (4994)، والنسائي في "الكبرى"(3357)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3119)، وابن خزيمة (2233)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(107)، وابن حبان (3671)، والطبراني في "الكبير" 24/ (189)، وأبو نُعيم في "الحلية" 3/ 145، والبيهقي في "شعب الإيمان"(6800).

وأخرجه ابن أبي عاصم (3118)، والنسائي (3334) من طريقين عن معمر، به.

وأخرجه البخاري (2035) و (2038) و (2039) و (3101) و (6219)، ومسلم (2175)(25)، وأبو داود (2471)، والنسائي (3356)، وابن ماجه (1779)، والدارمي (1780)، وابن أبي عاصم (3117) و (3120) و (3121)، وأبو يعلى (7121)، وابن خزيمة (2234)، والطحاوي (106)، وابن حبان (4496) و (4497)، والطبراني في "الكبير" 24/ (190 - 193)، وفي "مسند الشاميين"(3004)، وأبو نُعيم في "الحلية" 3/ 145، وفي "أخبار أصبهان" 2/ 211 - 212، والبيهقي 4/ 321 و 324، والبغوي في "شرح السنة"(4208) من طرق عن الزهري، به. قال النسائي: أرسله سفيان بن عيينة.

وأخرجه البخاري بإثر (2039)، والنسائي (3358)، وأبو نعيم في =

ص: 433

26864 -

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا (1) أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ حَكِيمٍ يُحَدِّثُ عَنْ صُهَيْرَةَ بِنْتِ جَيْفَرٍ، قَالَتْ: حَجَجْنَا، ثُمَّ أَتَيْنَا الْمَدِينَةَ، فَدَخَلْنَا عَلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ، فَوَافَقْنَا عِنْدَهَا نِسْوَةً، فَقَالَتْ: حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَبِيذَ الْجَرِّ (2).

26865 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْلَى بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ صُهَيْرَةَ بِنْتِ جَيْفَرٍ سَمِعَهُ (3) مِنْهَا - قَالَتْ: حَجَجْنَا، ثُمَّ انْصَرَفْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَدَخَلْنَا عَلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ، فَوَافَقْنَا عِنْدَهَا نِسْوَةً مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَقُلْنَ لَنَا (4): إِنْ شِئْتُنَّ سَأَلْتُنَّ وَسَمِعْنَا، وَإِنْ شِئْتُنَّ سَأَلْنَا وَسَمِعْتُنَّ. فَقُلْنَا: سَلْنَ،

= "الحلية" 9/ 92 من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن علي بن الحسين: أن صفية رضي الله عنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهو معتكف

وأخرجه البخاري (7171) من طريق إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن علي بن الحسين: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتته صفية بنت حيي

قال الحافظ في "الفتح" 13/ 162: هذا صورته مرسل، ومن ثم عقبه البخاري بقوله: رواه شعيب وابن مسافر

يعني فوصلوه، فتحمل رواية إبراهيم بن سعد على أن علي بن حسين تلقاه من صفية، وقد تقدم مثل ذلك في رواية سفيان عن الزهري.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 189 - 190: والمتصل أصح.

وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12262)، وذكرنا تتمة أحاديث الباب ثمة.

(1)

في (م): حدثني.

(2)

حديث صحيح لغيره، وهو مكرر الحديث (26862) سنداً ومتناً.

(3)

في (ظ 2) و (ق): سمعته.

(4)

في (ظ 2) و (ق) و (م): لها، والمثبت من (ظ 6).

ص: 434

فَسَأَلْنَ عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ الْمَرْأَةِ وَزَوْجِهَا، وَمِنْ أَمْرِ الْمَحِيضِ، ثُمَّ سَأَلْنَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ. فَقَالَتْ: أَكْثَرْتُنَّ (1) عَلَيْنَا يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ فِي نَبِيذِ الْجَرِّ، حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَبِيذَ الْجَرِّ (2)، وَمَا عَلَى إِحْدَاكُنَّ أَنْ تَطْبُخَ تَمْرَهَا، ثُمَّ تَدْلُكَهُ، ثُمَّ تُصَفِّيَهُ، فَتَجْعَلَهُ فِي سِقَائِهَا، وَتُوكِئَ عَلَيْهِ، فَإِذَا طَابَ، شَرِبَتْ وَسَقَتْ زَوْجَهَا (3).

26866 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي شُمَيْسَةُ أَوْ سُمَيَّةُ - قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: هُوَ فِي كِتَابِي: سُمَيَّةُ (4) -، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَجَّ بِنِسَائِهِ، فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ، نَزَلَ رَجُلٌ، فَسَاقَ بِهِنَّ، فَأَسْرَعَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" كَذَاكَ سَوْقُكَ بِالْقَوَارِيرِ " يَعْنِي النِّسَاءَ. فَبَيْنَا هُمْ يَسِيرُونَ، بَرَكَ بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ جَمَلُهَا، وَكَانَتْ مِنْ أَحْسَنِهِنَّ ظَهْرًا، فَبَكَتْ. وَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أُخْبِرَ بِذَلِكَ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ دُمُوعَهَا بِيَدِهِ، وَجَعَلَتْ تَزْدَادُ بُكَاءً وَهُوَ يَنْهَاهَا، فَلَمَّا أَكْثَرَتْ، زَبَرَهَا وَانْتَهَرَهَا، وَأَمَرَ النَّاسَ بِالنُّزُولِ، فَنَزَلُوا، وَلَمْ يَكُنْ يُرِيدُ أَنْ يَنْزِلَ.

(1) في (م): أكثرتم.

(2)

قولها: حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيذ الجرّ، سقط من (م).

(3)

قولها: حرَّم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نبيذَ الجرّ صحيح لغيره كما سلف بيان ذلك في الرواية (26862)، وهذا إسنادٌ ضعيف لجهالة صُهَيْرَةَ بنتِ جَيْفَر، وقد سلف الكلام عليها في الرواية المذكورة آنفاً.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 127 - 128 عن عفَّان، بهذا الإسناد.

(4)

تحرف في (ظ 2) و (ق) و (م) إلى: سمينة، والمثبت من (ظ 6) وأطراف المسند 8/ 430.

ص: 435

قَالَتْ: فَنَزَلُوا، وَكَانَ يَوْمِي، فَلَمَّا نَزَلُوا (1)، ضُرِبَ خِبَاءُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَدَخَلَ فِيهِ، قَالَتْ: فَلَمْ أَدْرِ عَلَامَ أهْجُم مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ وَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ فِي نَفْسِهِ شَيْءٌ (2) فَانْطَلَقْتُ إِلَى عَائِشَةَ، فَقُلْتُ لَهَا: تَعْلَمِينَ (3) أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَبِيعُ (4) يَوْمِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِشَيْءٍ أَبَدًا، وَإِنِّي قَدْ وَهَبْتُ يَوْمِي لَكِ عَلَى أَنْ تُرْضِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِّي، قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَخَذَتْ عَائِشَةُ خِمَارًا لَهَا قَدْ ثَرَدَتْهُ بِزَعْفَرَانٍ، فَرَشَّتْهُ بِالْمَاءِ لِيُذَكِّيَ رِيحَهُ، ثُمَّ لَبِسَتْ ثِيَابَهَا، ثُمَّ انْطَلَقَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَفَعَتْ طَرَفَ الْخِبَاءِ، فَقَالَ لَهَا:" مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ؟ إِنَّ هَذَا لَيْسَ بِيَوْمِكِ ". قَالَتْ: ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ، فَقَالَ مَعَ أَهْلِهِ، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الرَّوَاحِ، قَالَ لِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ:" يَا زَيْنَبُ، أَفْقِرِي أُخْتَكِ صَفِيَّةَ جَمَلًا "، وَكَانَتْ مِنْ أَكْثَرِهِنَّ ظَهْرًا، فَقَالَتْ: أَنَا أُفْقِرُ يَهُودِيَّتَكَ، فَغَضِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْهَا، فَهَجَرَهَا، فَلَمْ يُكَلِّمْهَا حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ وَأَيَّامَ مِنًى فِي سَفَرِهِ، حَتَّى رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَالْمُحَرَّمَ وَصَفَرَ، فَلَمْ يَأْتِهَا، وَلَمْ يَقْسِمْ لَهَا، وَيَئِسَتْ مِنْهُ، فَلَمَّا كَانَ شَهْرُ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، دَخَلَ عَلَيْهَا، فَرَأَتْ ظِلَّهُ، فَقَالَتْ: إِنَّ هَذَا لَظِلُّ رَجُلٍ، وَمَا يَدْخُلُ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَمَنْ هَذَا؟ فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم،

(1) في (ظ 6): نزل.

(2)

في (م): شيء مني، بزيادة: مني.

(3)

في (م): تعلمن.

(4)

في (ظ 6): لأبيع.

ص: 436

فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَدْرِي مَا أَصْنَعُ حِينَ دَخَلْتَ عَلَيَّ؟ قَالَتْ: وَكَانَتْ لَهَا جَارِيَةٌ، وَكَانَتْ تَخْبَؤُهَا مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: فُلَانَةُ لَكَ، فَمَشَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى سَرِيرِ زَيْنَبَ، وَكَانَ قَدْ رُفِعَ، فَوَضَعَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ أَصَابَ أَهْلَهُ، وَرَضِيَ عَنْهُمْ (1).

(1) إسناده ضعيف لجهالة سُمَيَّة -أو شُمَيْسة- وبسطنا القول فيها في الرواية (24640)، وجعفر بن سليمان -وهو الضُّبَعي- وثقه ابن سعد وابن معين، وذكر أن يحيى القطان كان لا يروي عنه وكان يستضعفه، وقال البخاري: يخالف في بعض حديثه. قلنا: وقد خالف في هذا الحديث حماد بنَ سلمة، فجعله من حديث صفيةَ بنتِ حُيَيّ، وإنما رواه حماد من حديث عائشة كما في الحديث الآتي.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" في ترجمة صفية بنت حيي من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/ 320 - 321، وقال: رواه أحمد، وفيه سُمية، روى لها أبو داود وغيره، ولم يضعفها أحد، وبقية. رجاله ثقات.

قلنا: وقد سلف القسم الأول من الحديث بنحوه من حديث عائشة برقم (24640).

وسلف القسم الثاني منه بنحوه من حديث عائشة أيضاً برقم (25002).

قال السندي: قوله: "كذاك سوقك" أي: كفاك سوقك أنك تسوقهنَّ، ولا حاجة للإسراع.

علام أهجم، أي: علام أدخل عليه.

من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي: لأجله.

قد ثَرَدَتْهُ، أي: صبغته.

ليذكى، أي: يفوح ويظهر.

فقال مع أهله: من القيلولة.

ص: 437

26867 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ سُمَيَّةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي سَفَرٍ، فَاعْتَلَّ بَعِيرٌ لِصَفِيَّةَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (1).

(1) إسناده ضعيف لجهالة سُميّة، وقد سلف الكلام عليها في الرواية (24640). عفان: هو ابن مُسلم وثابت: هو البُناني.

وأخرجه ابن راهويه (1408) عن سليمان بن حرب وعفَّان، عن حماد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (4602) عن موسى بن إسماعيل مختصراً، والطبراني في "الكبير" 24/ (188)، وفي "الأوسط"(2630) من طريق أبي عمر الضرير، كلاهما عن حماد، به. وتحرف اسم "سمية" في مطبوع الطبراني "الكبير" إلى "سمينة".

وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/ 323، وقال: رواه أبو داود باختصار، ورواه الطبراني في "الأوسط" وفيه سمية، روى لها أبو داود وغيره، ولم يجرحها أحد، وبقية رجاله ثقات.

وقد سلف برقم (25002).

ص: 438

‌حَدِيثُ أُمِّ الْفَضْلِ امْرَأَةِ عَبَّاسٍ، وَهِيَ أُخْتُ مَيْمُونَةَ رضي الله عنهم

(1)

26868 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُمِّهِ: أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِـ {الْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} (2).

(1) قال السندي: أم الفضل: هي امرأة العباس عمِّ النبي صلى الله عليه وسلم، واسمها لبابة بنت الحارث الهلالية، قيل: هي أول امرأة آمنت بعد خديجة، ماتت في خلافة عثمان قبل العباس.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخبن. عُبيد الله: هو ابن عبد الله بن عتبة.

وأخرجه الشافعي في "السنن"(89)، والحميدي (338)، وابن أبي شيبة 1/ 357، وعبد بن حميد (1585)، ومسلم (462)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 168، وفي "الكبرى"(1058)، وابن ماجه (831)، وأبو يعلى (7071)، وابن خزيمة (519)، وأبو عوانة 2/ 153، والطبراني في "الكبير" 25/ (22)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 3/ 339 من طرلمحق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (4429)، ومسلم (462)، والترمذي (308)، والدارمي (1294)، وأبو عوانة 2/ 153، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 211، والطبراني في "الكبير" 25/ (19) و (20) و (21) و (23)، وفي "مسند الشاميين"(2902)، وابن حزم في "المحلى" 4/ 102 - 103، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 189 و 189 - 190، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 254 من طرق عن =

ص: 439

26869 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ أَفْطَرَ بِعَرَفَةَ، أُتِيَ بِرُمَّانٍ، فَأَكَلَهُ، وَقَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ الْفَضْلِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَفْطَرَ بِعَرَفَةَ، أَتَتْهُ بِلَبَنٍ، فَشَرِبَهُ (1).

26870 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ

= الزهري، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وأخرجه عَبْد بن حُميد (1586)، والطبراني في "الكبير" 25/ (24) من طريق محمد بن عمرو، عن الزُّهري، عن تمَّام بن عباس، عن أمِّ الفضل، به.

قال الحُميدي عقب (338): فقيل لسفيان: فإنهم يقولون: تمام بن عباس، فقال: ما سمعت الزهري قط ذكر تمَّاماً، وما قال لنا إلا عن ابن عباس، عن أمه.

وسيرد بالأرقام: (26871) و (26880) و (26884).

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عكرمة -وهو مولى ابن عباس- فمن رجال البخاري، وأخرج له مسلم مقروناً بغيره.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2817) و (2820)، وابن خزيمة (2102)، وابن حبان (3605)، والطبراني في "الكبير" 25/ (13)، والبيهقي في "السنن" 4/ 284 من طرق عن حمَّاد بن زيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2819) من طريق محمد بن عيسى بن الطباع، عن حماد بن زيد، به. لكنه قرن بعكرمة سعيدَ بنَ جُبير.

وسيرد بالأرقام: (26872) و (26881) و (26883) و (26885).

وانظر (1870).

ص: 440

عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى أُمَّ حَبِيبِ بِنْتَ عَبَّاسٍ، وَهِيَ فَوْقَ الْفَطِيمِ، قَالَتْ: فَقَالَ: " لَئِنْ بَلَغَتْ بُنَيَّةُ الْعَبَّاسِ هَذِهِ وَأَنَا حَيٌّ، لَأَتَزَوَّجَنَّهَا "(1).

26871 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتْ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهِ مُتَوَشِّحًا فِي ثَوْبٍ الْمَغْرِبَ، فَقَرَأَ الْمُرْسَلَاتِ، مَا صَلَّى صَلَاةً بَعْدَهَا حَتَّى قُبِضَ صلى الله عليه وسلم (2).

(1) إسناده ضعيف، حُسين بن عبد الله -وهو ابن عبيد الله بن عباس- ضعيف. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق، فقد أخرج له مسلم في المتابعات، وأصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث. يعقوب: هو ابن إبراهيم ابن سعد الزُّهري.

وأخرجه أبو يعلى (7075) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (238) من طريق يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن حُسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ليس فيه أمّ الفضل.

قال السندي: قوله: فوق الفَطِيم، أي: فوق المفطومة، أي: فوق سنتين، والله أعلم.

(2)

هذا إسنادٌ أخطأ فيه موسى بنُ داود -وهو الضبي- فأدخل حديثاً في حديث، فقولها: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته متوشحاً في ثوب، إنما هو من حديث أنس، وقد رواه سفيان الثوري، عن حميد، عنه، وقد سلف من حديثه برقم (13260)، وأما حديث: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في المغرب سورة =

ص: 441

26872 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَيْرًا مَوْلَى أُمِّ الْفَضْلِ أُمِّ بَنِي الْعَبَّاسِ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ، قَالَتْ: شَكُّوا فِي صَوْمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَرَفَةَ، فَقَالَتْ أُمُّ الْفَضْلِ: أَنَا أَعْلَمُ لَكُمْ ذَلِكَ، فَبَعَثَتْ بِلَبَنٍ، فَشَرِبَ (1).

= "المرسلات"، فهو من حديث أمِّ الفضل، من طريق ابن عباس عنها، وقد سلف برقم (26868)، وذكرنا هناك أن الحديث صحيح. وقد نبَّه على خطأ موسى بن داود أبو حاتم وأبو زرعة فيما رواه عنهما ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 84 - 85.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 168، وفي "الكبرى"(1057)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 211، والطبراني في "الكبير" 25/ (25) من طريق موسى بن داود، بهذا الإسناد. وتحرف موسى في مطبوع الطبراني إلى محمد.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 49، وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات!

قال السندي: قولها: ما صلى صلاة بعدها، أي: في ذلك المحل.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو النضر: هو سالم بن أبي أميَّة.

وأخرجه البخاري (1658)(في كتاب الحج) و (5604)(في كتاب الأشربة)، ومسلم (1123)(110)، والفاكهي في "أخبار مكة"(2775)، والطبري في "تهذيب الآثار"(568) في (مسند عمر)، والطبراني في "الكبير" 25/ (37) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقد أُقحم اسم الزهري في رواية البخاري الأولى بين سفيان وأبي النضر. قال الحافظ في "النكت الظراف" 12/ 482: وقع في بعض النسخ في الحج: "سفيان، عن الزهري، عن سالم" وهي زيادة خطأ، وليست في الأشربة إلا "سفيان عن سالم" وهو الصواب.

وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (7815)، وابن سعد 8/ 279، والبخاري =

ص: 442

26873 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَانَتْ لِي امْرَأَةٌ، فَتَزَوَّجْتُ عَلَيْهَا امْرَأَةً أُخْرَى، فَزَعَمَتْ امْرَأَتِي الْأُولَى أَنَّهَا أَرْضَعَتْ امْرَأَتِي الْحُدْثَى إِمْلَاجَةً، أَوْ إِمْلَاجَتَيْنِ - وَقَالَ مَرَّةً: رَضْعَةً، أَوْ رَضْعَتَيْنِ - فَقَالَ:" لَا تُحَرِّمُ الْإِمْلَاجَةُ، وَلَا الْإِمْلَاجَتَانِ ". أَوْ قَالَ: " الرَّضْعَةُ أَوِ الرَّضْعَتَانِ "(1).

= (5618)، ومسلم (1123)(111)، والطبري في "تهذيب الآثار"(574)، وابن خُزيمة بإثر الحديث (2828)، والطبراني في "الكبير" 25/ (35) و (36) من طرق عن سالم أبي النضر، به.

قال البخاري عقب روايته: زاد مالك عن أبي النضر: على بعيره.

قلنا: وسيأتي من رواية مالك برقم (26881)، ومن رواية الثوري برقم (26883).

وانظر (26869).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو المعروف بابن عُلَيَّة، وأيوب: هو السَّختِياني، وأبو الخليل: هو صالح بن أبي مريم الضُّبَعي.

وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(970)، وأبو يعلى (7072)، والدارقطني في "السنن" 4/ 180، والبيهقي في "السنن" 7/ 455 من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (13926)، والدارمي (2252)، ومسلم (1451)(18)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 100 - 101، وفي "الكبرى"(5454)، وابن نصر المروزي في "السنة"(311)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" =

ص: 443

26874 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثٌ. وَيُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ هِنْدَ بِنْتِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى الْعَبَّاسِ وَهُوَ يَشْتَكِي، فَتَمَنَّى الْمَوْتَ، فَقَالَ:" يَا عَبَّاسُ، يَا عَمَّ رَسُولِ اللهِ، لَا تَتَمَنَّ الْمَوْتَ، إِنْ كُنْتَ مُحْسِنًا تَزْدَادُ إِحْسَانًا إِلَى إِحْسَانِكَ خَيْرٌ لَكَ، وَإِنْ كُنْتَ مُسِيئًا، فَإِنْ تُؤَخَّرْ (1) تَسْتَعْتِبْ خَيْرٌ لَكَ، فَلَا تَتَمَنَّ الْمَوْتَ ". قَالَ يُونُسُ: " وَإِنْ كُنْتَ مُسِيئًا، فَإِنْ تُؤَخَّرْ تَسْتَعْتِبْ مِنْ إِسَاءَتِكَ خَيْرٌ لَكَ "(2).

= (4563) و (4564) و (4565)، وابن حبان (4229)، والطبراني في "الكبير" 25/ (26) و (27)، والدارقطني في "السنن" 4/ 180، والبيهقي في "السنن" 7/ 455، وفي "السنن الصغير"(2857)، وفي "معرفة السنن والآثار" 11/ 257 من طرق عن أيوب السَّختِياني، به.

وسيرد بالرقمين: (26879) و (26886).

وفي الباب عن عبد الله بن الزبير، سلف برقم (16110).

وعن عائشة، سلف برقم (24026).

قال السندي: قوله: "لا تحرم الإملاجة

" إلخ، من قال بمفهوم هذا رأى أن المحرمَ ثلاثُ رَضَعات، والقائل بأن المحرم مطلق الرضاع يجيب بأن هذا قبل نسخ العدد.

(1)

قوله: "فإن تؤخر" ليس في (ظ 6).

(2)

إسناده ضعيف لجهالة هند بنت الحارث -وهي الخَثْعَميَّة، كما ذكر الحافظ المِزِّي وابنُ حجر في "تهذيبيهما" تمييزاً- فلم يذكروا في الرواة عنها سوى يزيد بن عبد الله بن الهاد، ولم يُؤثَرْ توثيقُها عن غيرِ ابن حبان، وبقيةُ رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو سَلَمة الخُزاعي: هو منصور بنُ =

ص: 444

26875 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي (1) بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ، قَالَتْ: رَأَيْتُ كَأَنَّ فِي بَيْتِي عُضْوًا مِنْ أَعْضَاءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَتْ: فَجَزِعْتُ (2) مِنْ ذَلِكَ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ:" خَيْرًا رَأَيْتِ (3)، تَلِدُ فَاطِمَةُ غُلَامًا، فَتَكْفُلِينَهُ بِلَبَنِ ابْنِكِ قُثَمٍ ". قَالَتْ: فَوَلَدَتْ حَسَنًا (4)، فَأُعْطِيتُهُ،

= سلَمَة، ويونُس: هو ابنُ محمد المؤدِّب.

وأخرجه الحارث في "مسنده"(1082)"زوائد"، والحاكم 1/ 339 من طرق عن الليث بن سعد، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!

وأخرجه ابن سعد 4/ 23، والحارث (1083)، وأبو يعلى (7076)، والطبراني 25/ (44) من طرق عن يزيد، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 202 - 203، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح، غير هند بنت الحارث، فإن كانت هي القرشية أو الفراسية، فقد احتجَّ بها في الصحيح، وإن كانت الخثعمية، فلم أعرفها.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7578).

وعن جابر، سلف برقم (14564).

قال السندي: قوله: "تزداد إحساناً" بالحياة.

"خير لك": من الموت.

(1)

في (ظ 2) و (ق) و (م): يحيى بن بكير، وهو خطأ.

(2)

في (ظ 6): كأن في بيتي طرفاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم فجزعت.

(3)

قوله: رأيت، ليس في (م).

(4)

في (ظ 6) ونسخة في (ظ 2) و (ق): حسيناً.

ص: 445

فَأَرْضَعْتُهُ حَتَّى تَحَرَّكَ - أَوْ فَطَمْتُهُ -، ثُمَّ جِئْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَجْلَسْتُهُ (1) فِي حِجْرِهِ، فَبَالَ، فَضَرَبْتُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، فَقَالَ:" ارْفُقِي بِابْنِي، رَحِمَكِ اللهُ - أَوْ: أَصْلَحَكِ اللهُ - أَوْجَعْتِ ابْنِي ". قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اخْلَعْ إِزَارَكَ، وَالْبَسْ ثَوْبًا غَيْرَهُ حَتَّى أَغْسِلَهُ، قَالَ:" إِنَّمَا يُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ، وَيُنْضَحُ بَوْلُ الْغُلَامِ "(2).

(1) في نسخة في (ظ 2) و (ق): فأجلسه.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على سِماك بن حرب:

فرواه إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي -كما في هذه الرواية، وكما عند ابن سعد 8/ 279، وأبي يعلى (7074)، والبيهقي فىِ "معرفة السنن والآثار" 3/ 375 - 376 - وشريك بن عبد الله النَّخَعي -كما في الرواية (26882) - وأبو الأحوص سلَّام بنُ سُليم -كما عند ابن أبي شيبة 1/ 120 و 14/ 171 - 172، وأبي داود (375)، وابن ماجه (522)، وابن خزيمة (282)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 92، والطبراني في "الكبير" 25/ (40)، والحاكم 1/ 166، والبيهقي 2/ 414، والبغوي في "شرح السنة"(295)، والمِزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة قابوس بن أبي مخارق) - ثلاثتهم عن سِماك، عن قابوس بن أبي المخارق، عن أمِّ الفَضْل، به.

ورواه معاوية بنُ هشام، عن عليِّ بن صالح بن حيّ -كما عند ابن ماجه (3923)، والدولابي في "الذرِّية الطاهرة"(109)، والطبراني 25/ (39) - عن سماك، عن قابوس، قال: قالت أم الفضل

فذكره. وتحرف هشام بن معاوية في رواية ابن ماجه إلى هشام بن معاذ، وسماك بن حرب في رواية الدولابي إلى سماك عن حرب، وعلي بن صالح في رواية الطبراني إلى حسن بن صالح. =

ص: 446

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ورواه عثمان بن سعيد المرّي، عن علي بن صالح بن حيّ -كما عند الطبراني (2526) و 25/ (38)، وأبي نُعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 46 - عن سِماك، عن قابوس، عن أبيه، قال: جاءت أم الفضل

فذكره.

ورواه داود بن أبي هند -كما عند ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 5/ ورقة 13 - عن سماك، عن أمِّ الفضل، به. لم يذكر قابوساً في الإسناد.

ورواه حاتم بن أبي صغيرة -كما عند ابن سعد 8/ 278 - 279 - عن سِماك، أن أمَّ الفَضْل قالت

فذكره.

ورواه مختصراً سفيان الثووي -كما عند عبد الرزاق (1487) - عن سماك، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 218: والصواب قول من قال: عن سماك، عن قابوس، عن أم الفضل.

وأخرجه بغير هذا اللفظ الطبراني 25/ (42)، والحاكم 3/ 176 - 177، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 469 من طريق أبي عمار شداد بن عبد الله، عن أم الفضل، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. فتعقبه الذهبي بقوله: بل منقطع ضعيف، فإن شداداً لم يدرك أمَّ الفضل.

وأخرجه الحاكم بغير هذا السياق 1/ 180 من طريق عكرمة، عن ابن عباس، عن أمِّ الفضل. وقسمه الأخير روي موقوفاً على ابن عباس. قلنا: في إسناده عطاء بن عجلان البصري، وهو متروك، وإسماعيل بن عيَّاش، وروايته عن غير أهل بلده ضعيفة، كما في هذه الرواية.

وسيرد مختصراً بالأرقام: (26877) و (26882).

وسيرد بتمامه برقم (26878) بإسناد صحيح.

وفي الباب عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (563)، وذكرنا تتمة أحاديث الباب ثمة.

ص: 447

°* 26876 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ:] وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ أَبِي مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي زِيَادٍ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ وَهِيَ أُمُّ وَلَدِ الْعَبَّاسِ، أُخْتُ مَيْمُونَةَ، قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ، فَجَعَلْتُ أَبْكِي، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ:" مَا يُبْكِيكِ؟ " قُلْتُ: خِفْنَا عَلَيْكَ، وَمَا (1) نَدْرِي مَا نَلْقَى مِنَ النَّاسِ بَعْدَكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ:" أَنْتُمُ الْمُسْتَضْعَفُونَ بَعْدِي "(2).

26877 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ لُبَابَةَ أُمِّ الْفَضْلِ أَنَّهَا كَانَتْ تُرْضِعُ الْحَسَنَ - أَوِ الْحُسَيْنَ (3) - قَالَتْ: فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاضْطَجَعَ فِي مَكَانٍ مَرْشُوشٍ، فَوَضَعَهُ عَلَى بَطْنِهِ، فَبَالَ عَلَى بَطْنِهِ، فَرَأَيْتُ الْبَوْلَ يَسِيلُ عَلَى

(1) في (ظ 6) و (ظ 2): ولا.

(2)

إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو مَعْمَر: هو إسماعيل بن إبراهيم الهُذَلي القَطِيعي.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (32) من طريق خالد بن عبد الله، عن يزيد بن أبي زياد، بهذا الإسناد.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 34 وقال: رواه أحمد وفيه يزيد بن أبي زياد، وضعَّفه جماعة.

(3)

في (ظ 6): الحسن والحسين.

ص: 448

بَطْنِهِ (1)، فَقُمْتُ إِلَى قِرْبَةٍ لِأَصُبَّهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا أُمَّ الْفَضْلِ، إِنَّ بَوْلَ الْغُلَامِ يُصَبُّ عَلَيْهِ الْمَاءُ، وَبَوْلُ الْجَارِيَةِ يُغْسَلُ ". وَقَالَ بَهْزٌ: " غَسْلًا ".

حَدَّثَنَا عَفَّانُ (2)، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ حُمَيْدٌ: كَانَ عَطَاءٌ يَرْوِيهِ عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ لُبَابَةَ (3).

26878 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ، قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: إِنِّي رَأَيْتُ فِي مَنَامِي، فِي بَيْتِي - أَوْ حُجْرَتِي (4) - عُضْوًا مِنْ أَعْضَائِكَ، قَالَ:" تَلِدُ فَاطِمَةُ إِنْ شَاءَ اللهُ غُلَامًا، فَتَكْفُلِينَهُ ". فَوَلَدَتْ فَاطِمَةُ حَسَنًا (5)، فَدَفَعَتْهُ إِلَيْهَا، فَأَرْضَعَتْهُ بِلَبَنِ قُثَمَ، وَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا أَزُورُهُ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَوَضَعَهُ عَلَى صَدْرِهِ، فَبَالَ عَلَى

(1) قولها: فرأيت البول يسيل على بطنه، لم يرد في (ظ 6).

(2)

قوله. قال عفان إلى آخر الرواية لم يرد في (ظ 6).

(3)

قوله: "يا أمَّ الفضل إن بول الغلام

" صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عطاء: وهو ابن أبي مسلم الخراساني لم يسمع من أمِّ الفضل، ثم ذكر الإمام أحمد قول حميد -وهو الطويل-: كان عطاء يرويه عن أبي عياض، عن لُبابة، ولم يتبين لنا من هو أبو عياض.

وانظر (26875).

(4)

في (ظ 6): أن في بيتي، أو في حجرتي، وقولها: في بيتي، ليس في (ظ 2) و (ق).

(5)

في (ظ 6): حسيناً.

ص: 449

صَدْرِهِ (1)، فَأَصَابَ الْبَوْلُ إِزَارَهُ، فَزَخَخْتُ بِيَدِي عَلَى كَتِفَيْهِ، فَقَالَ:" أَوْجَعْتِ ابْنِي أَصْلَحَكِ اللهُ " أَوْ قَالَ: " رَحِمَكِ اللهُ ". فَقُلْتُ: أَعْطِنِي إِزَارَكَ أَغْسِلْهُ، فَقَالَ:" إِنَّمَا يُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ، وَيُصَبُّ عَلَى بَوْلِ الْغُلَامِ "(2).

26879 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تُحَرِّمُ الْإِمْلَاجَةُ، وَلَا الْإِمْلَاجَتَانِ "(3).

(1) قولها: على صدره، ليس في (ظ 6).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، ووُهيب: هو ابن خالد البصري، وأيوب: هو السختياني، وصالح أبو الخليل: هو ابن أبي مريم.

وسلف برقم (26875).

قال السندي: قولها: فزخخت بيدي، قيل: لعل هذا من قولهم: زُخَّ في قفاه، على بناء المفعول: إذا دُفع ورُمي به. ثم اعلم أن هذا الحديث لا يخلو عن إشكال من جهة تاريخ ولادة الحسن والحسين رضي الله عنهما، وتاريخ هجرة العباس، إلا أن تكون هجرةُ أمِّ الفضل قبلَ هجرة العباس، وحديث ابن عباس: أنا وأمي كنا من المستضعفين، يأبى ذلك، والله أعلم.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل -وهو مُظَفَّر بن مُدْرِك- فقد روى له أبو داود في "التفرُّد" والنسائي، وهو ثقة. حمَّاد: هو ابن سَلَمة، وقتادة: هو ابن دِعَامة السَّدُوسي، وأبو الخليل: هو صالح بن أبي مريم.

وأخرجه مسلم (1451)(22)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" =

ص: 450

26880 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ الْفَضْلِ، قَالَتْ: إِنَّ آخِرَ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ فِي الْمَغْرِبِ سُورَةَ الْمُرْسَلَاتِ (1).

26881 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ، حَدَّثَنِي سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى أُمِّ الْفَضْلِ، أَنَّ أُمَّ الْفَضْلِ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّهُمْ شَكُّوا فِي صَوْمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَرَفَةَ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ بِلَبَنٍ، فَشَرِبَ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ بِعَرَفَةَ عَلَى بَعِيرِهِ (2).

= (4562)، والطبراني في "الكبير" 25/ (28)، والدارقطني في "السنن" 4/ 175 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 285، ومسلم (1451)(19) و (20) و (21)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 100 - 101، وفي "الكبرى"(5454) و (5455)، وابن ماجه (1940)، والطبراني 25/ (30) و (31)، والدارقطني في "السنن" 4/ 175 و 180، والبيهقي في "السنن" 7/ 455 و 455 - 456، وابن عبد البر في "الاستذكار" 18/ 263 من طريقين عن قتادة، به.

وسلف برقم (26873).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(2694)، ومن طريقه أخرجه مسلم (462)، وأبو عوانة 2/ 153، والطبراني في "الكبير" 25/ (17).

وسلف برقم (26868).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (1988) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. =

ص: 451

26882 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ مُخَارِقٍ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ، قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

فَذَكَرَتْ مِثْلَ حَدِيثِ عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1).

26883 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى أُمِّ الْفَضْلِ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ أَنَّهُمْ تَمَارَوْا فِي صَوْمِ رَسُولِ اللهُ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَرَفَةَ، فَبَعَثَتْ إِلَيْهِ بِقَدَحٍ فِيهِ لَبَنٌ، فَشَرِبَهُ (2).

= وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 375، وأخرجه من طريقه البخاري (1661) و (1988)، ومسلم (1123)(110)، وأبو داود (2441)، وابن خزيمة (2828)، وابن حبان (3606)، والطبراني في "الكبير" 25/ (34)، والبيهقي في "السنن" 4/ 283، وفي "معرفة السنن والآثار" 6/ 347، والبغوي في "شرح السنة (1791).

وسلف برقم (26872).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على سماك بن حرب، وقد بَيَّنَّا ذلك عند الرواية (26875). حجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي، وشَريك: هو ابن عبد الله النَّخَعي.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 94، والطبراني في "الكبير"(2541)، وأبو نُعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 46 من طريقين عن شريك، به.

وحديث عفان، عن وهيب، المشار إليه، سلف برقم (26878).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (5636)، ومسلم إثر (1123)(110)، وأبو يعلى =

ص: 452

26884 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: مَالِكٌ. وَحَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، الْمَعْنَى، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ أُمَّ الْفَضْلِ بِنْتَ الْحَارِثِ سَمِعَتْهُ وَهُوَ يُقْرَأُ: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} . فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ، وَاللهِ لَقَدْ ذَكَّرْتَنِي بِقِرَاءَتِكَ هَذِهِ السُّورَةَ، إِنَّهَا لَآخِرُ مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ بِهَا فِي الْمَغْرِبِ (1).

26885 -

حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ

= (7073)، والطبري في "تهذيب الآثار"(569)(مسند عمر) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (7815) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 25/ (35) - والطبري في "تهذيب الآثار"(570) من طريق وكيع، كلاهما عن سفيان الثوري، به.

وقد سلف برقم (26869).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن خالد الخياط من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 78، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 86 (بترتيب السندي)، وفي "السنن"(88)، وفي "الأم" 7/ 192، والبخاري (763)، ومسلم (462)، وأبو داود (810)، والنسائي في "الكبرى"(11641) -وهو في "التفسير"(661) -، وأبو عوانة 2/ 153، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 211، وابن حبان (1832)، والطبراني في "الكبير" 25/ (18)، وابن حزم في "المحلى" 4/ 102، والبيهقي في "السنن" 2/ 392، وفي "معرفة السنن والآثار" 3/ 338، والبغوي في "شرح السنة"(596).

وسلف برقم (26868).

ص: 453

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ أَفْطَرَ بِعَرَفَةَ، قَالَ: وَحَدَّثَتْنِي أُمُّ الْفَضْلِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَفْطَرَ بِعَرَفَةَ، أَتَتْهُ بِلَبَنٍ، فَشَرِبَهُ (1).

26886 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتْ (2): سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَتُحَرِّمُ الْمَصَّةُ؟ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَا ". وَقَالَ عَفَّانُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ، فَذَكَرَهُ (3).

(1) حديث صحيح، وهو مكرر (26869)، إلا أن شيخ أحمد هنا هو بَهْز ابن أسد العَمِّي.

(2)

قوله: قالت، من (ق).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. بَهْز: هو ابن أَسَد العمِّي، وعفَّان: هو ابن مُسلم الصَّفَّار، وقتادة: هو ابن دِعَامة السَّدوسي، وأبو الخليل: هو صالح بن أبي مريم.

وأخرجه مسلم (1451)(23)، والطبراني في "الكبير" 25/ (29) من طريقين عن همَّام، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (26873).

ص: 454

‌حَدِيثُ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنها، وَاسْمُهَا فَاخِتَةُ

(1)

26887 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ بِأَعْلَى مَكَّةَ، فَأَتَيْتُهُ، فَجَاءَ أَبُو ذَرٍّ بِجَفْنَةٍ فِيهَا مَاءٌ. قَالَتْ: إِنِّي لَأَرَى فِيهَا أَثَرَ الْعَجِينِ. قَالَتْ: فَسَتَرَهُ - يَعْنِي أَبَا ذَرٍّ - فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثَمَانِ رَكَعَاتٍ (2)، وَذَلِكَ فِي الضُّحَى (3).

(1) قال السندي: أمُّ هانئ بنتُ أبي طالب، قيل: اسمها فاختة، وقيل: فاطمة، وقيل: هند، والأول أشهر. وقد جاء أنه صلى الله عليه وسلم خطبها بعد فتح مكة، فقالت: والله إني كنت لأُحبُّك في الجاهلية، فكيف في الإسلام؟ وجاء أنها قالت: لأَنت أحبُّ إليَّ من سمعي وبصري، وحقُّ الزوج عظيم، وأخشى أن أُضَيِّع حقَّ الزوج. وجاء أنها اعتذرت بعذر آخر أيضاً، فقبل عُذرها. وجاء أنها عاشت بعد عليّ.

(2)

في (ظ 6): فاغتسل النبي صلى الله عليه وسلم، ثم صلى ثمان ركعات.

(3)

حديث صحيح دون قصة أبي ذرٍّ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، والثابتُ -كما سيرد في الرواية (26907) - أن فاطمةَ هي التي كانت تسترُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وهذا إسنادٌ ضعيف لانقطاعه، فإن المطَّلب بنَ عبد الله بن حنطب كثيرُ التدليس والإرسال، وهو لم يلق أمَّ هانئ، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. ابنُ طاووس: هو عبد الله.

وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(2106) من طريق زمعة بن صالح، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن أم هانئ، به. وزَمْعة بن صالح ضعيف. =

ص: 455

26888 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَتْ: دَخَلْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ، وَهُوَ فِي قُبَّةٍ لَهُ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ اغْتَسَلَ بِمَاءٍ كَانَ فِي صَحْفَةٍ، إِنِّي لَأَرَى فِيهَا أَثَرَ الْعَجِينِ، فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي ضُحًى. قُلْتُ: إِخَالُ خَبَرَ أُمِّ هَانِئٍ هَذَا ثَبَتَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ ابْنُ بَكْرٍ: الضُّحَى (1).

= وأخرجه -مختصراً- البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 212، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 74، والطبراني في "الكبير" 24/ (987) و (988) و (1057) و (1063) و (1064)، وفي "الأوسط"(731) و (1837) و (2748) و (4407)، وتمَّام في "فوائده"(413)(الروض البسام)، وابن عبد البَرّ في "التمهيد" 8/ 136 من طرق عن أمِّ هانئ، به. ولم يذكر أحد قصة أبي ذر.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 269، وقال: رواه أحمد، ورجالُه رجال الصحيح، وهو في الصحيح، خلا قصة أبي ذرٍّ وسترِ كل واحد منهما الآخر.

وانظر الأرقام: (26888) و (26889) و (26892) و (26895) و (26896) و (26898) و (26900) و (26901) و (26904) و (26907) و (26908) و (27391).

قال السندي: قولها: إني لأَرى فيها أَثَرَ العجين، يدلُّ على أن المخالط القليل لا يزيل إطلاق اسم الماء حتى يصلح معه للطهارة.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، عطاء -وهو ابن أبي رباح- لم يسمع من أم هانئ فيما قاله علي بن المديني في "علله" ص 71، وما جاء مصرحاً بسماعه منها في بعض الروايات خطأ كما سنبينه في تخريجه. ابن بكر: هو محمد البُرْساني.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(4857)، وأخرجه من طريقه الطبراني =

ص: 456

26889 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ - وَكَانَ نَازِلًا عَلَيْهَا -: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ سُتِرَ عَلَيْهِ، فَاغْتَسَلَ فِي الضُّحَى، فَصَلَّى ثَمَانِ رَكَعَاتٍ، لَا تَدْرِي (1)، أَقِيَامُهَا أَطْوَلُ أَمْ سُجُودُهَا؟ (2).

= في "الكبير" 24/ (1042)، وابن حزم في "المحلى" 1/ 200.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 202 - 203، والطبراني في "الكبير" 24/ (1044) من طريق موسى بن أعين، والطبراني في "الكبير" 24/ (1043) من طريق جرير بن عبد الحميد، والخطيب في "تاريخه" 13/ 44 من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، ثلاثتهم عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، به. إلا أن موسى بن أعين قال فيه: عن عطاء حدثتني أم هانئ. ذكر تصريح عطاء بسماعه من أم هانئ. وهو خطأ ولم يتابعه عليه أحد، ونظنه من موسى أو ممن دونه.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (986) من طريق حجَّاج بن نُصَيْر، عن أبي بكر الهُذَلي، عن عطاء، عن ابن عباس، عن أمِّ هانئ، بنحوه، وزاد: ثم قام، فصلَّى الضحى، فقال:"يا أم هانئ، هذه صلاةُ الإشراق" وحجَّاج بن نُصير، وأبو بكر الهذلي ضعيفان.

وانظر ما قبله.

(1)

في (ظ 2) و (ق): ندري، وفي (م): يُدرى، والمثبت من (ظ 6).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على الزُّهري:

فرواه معمر -كما في "مصنف عبد الرزاق"(4858)، وكما في هذه الرواية- وابنُ جُريج -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (1025) - كلاهما عن الزُّهري، بهذا الإسناد.

ورواه معمر أيضاً -كما في "مصنف عبد الرزاق"(4859) - عن الزُّهري، عن أمِّ هانئ. هكذا منقطعاً، لم يذكر فيه عبد الله بن الحارث. =

ص: 457

26890 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ (1): قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ مَرَّةً (2)، وَلَهُ أَرْبَعُ غَدَائِرَ (3).

= ورواه ليث بن سعد، واختلف عليه فيه:

فرواه محمد بن رمح -فيما أخرجه ابن ماجه (614) - وشُعيب بنُ يحيى وعبدُ الله بن صالح -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (1026) - ثلاثتهم عن ليث بن سعد، عن الزهري، عن عبد الله بن الحارث، عن أم هانئ.

ورواه قتيبة بن سعيد -فيما أخرجه النسائي في "الكبرى"(483) - عن ليث بن سعد، عن الزهري، عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث، عن أم هانئ.

ورواه يونس بن يزيد -كما سيرد في الرواية (26899)، وغيره، كما سيأتي في تخريج الرواية نفسها- عن الزُّهري، عن عبيد الله بن عبد اللّه بن الحارث، عن أبيه، عن أم هانئ. وعبيد الله بن عبد الله هو عبد الله بن عبد الله نفسه كما سيرد بيانه ص 467 ت (1).

وأخرجه بنحوه الحميدي (333)، والطبراني في "الكبير" 24/ (1034) من طريق أبي أمية عبد الكريم بن أبي المخارق، والطبراني في "الكبير" 24/ (1036) و (1037)، وفي "الشاميين"(200) و (3595) من طريق مكحول، والطبراني في "الكبير" 24/ (1033)، والحاكم 4/ 53 من طريق أبي صفوان أيوب بن صفوان، ثلاثتهم عن عبد الله بن الحارث، به.

وقد سلف نحوه برقم (26887).

وانظر (26900) و (26907).

(1)

قوله: قالت، من (م).

(2)

قولها: مرة، ليس في (ظ 6).

(3)

إسناده ضعيف لانقطاعه، قال البخاري: لا أعرف لمجاهد سماعاً من أمِّ هانئ. قلنا: وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة، وابن أبي نَجيح: هو عبد الله. =

ص: 458

26891 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ. وَرَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ - قَالَ رَوْحٌ فِي حَدِيثِهِ -: حَدَّثَتْنِي أُمُّ هَانِئٍ، قَالَتْ لِي: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} [العنكبوت: 29] قَالَ: " كَانُوا يَخْذِفُونَ أَهْلَ الطَّرِيقِ وَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ، فَذَاكَ الْمُنْكَرُ الَّذِي كَانُوا يَأْتُونَ ". قَالَ رَوْحٌ: فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} [العنكبوت: 29](1).

= وأخرجه ابن سعد 1/ 429، وابن أبي شيبة 8/ 447 و 14/ 493، وأبو داود (4191)، والترمذي في "سننه"(1781)، وفي "الشمائل"(27)، وفي "العلل" 2/ 750، وابن ماجه (3631)، والفاكهي في "أخبار مكة"(1921)، والطبراني في "الكبير" 24/ (1049)، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 224 من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.

قال الترمذي في "سننه": هذا حديثٌ حسن غريب! ثم قال: قال محمد -يعني البخاري-: لا أعرف لمجاهد سماعاً من أمِّ هانئ.

وأخرجه ابن سعد 1/ 429، والخطيب في "تاريخه" 10/ 439 من طريقين عن ابن أبي نجيح، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (1050) من طريق مسلم بن خالد، عن مجاهد، به.

وسيأتي برقم (27390).

وسيكرر برقم (27389) سنداً ومتناً.

(1)

إسناده ضعيف لضعف أبي صالح مولى أمِّ هانئ -واسمه باذام، ويقال: باذان- وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير سِمَاكِ بنِ حَرْب، فقد روى له مسلم، وهو صدوق. رَوْح: هو ابنُ عُبادة. =

ص: 459

26892 -

حَدَّثَنَا زيدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ فَاخِتَةَ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ، أَجَرْتُ حَمَوَيْنِ لِي مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِذْ طَلَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَعَلَيْهِ رَهْجَةُ الْغُبَارِ فِي مِلْحَفَةٍ مُتَوَشِّحًا بِهَا (1)، فَلَمَّا رَآنِي، قَالَ:" مَرْحَبًا بِفَاخِتَةَ أُمِّ هَانِئٍ ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَجَرْتُ حَمَوَيْنِ لِي مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ:" قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ، وَأَمَّنَّا مَنْ أَمَّنْتِ "(2). ثُمَّ أَمَرَ فَاطِمَةَ، فَسَكَبَتْ لَهُ مَاءً، فَتَغَسَّلَ بِهِ، فَصَلَّى ثَمَانِ رَكَعَاتٍ فِي

= وأخرجه الترمذي (3190)، والطبري في "التفسير" -في تفسير الَاية 29 من سورة العنكبوت- وفي "التاريخ" 1/ 295 - 296، والطبراني في "الكبير" 24/ (1001)، والحاكم 2/ 409 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن! وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!

وأخرجه الترمذي (3190)، والطبري في "التفسير"، وفي "التاريخ" 1/ 296، والطبراني في "الكبير" 24/ (1000) و (1001)، والحاكم 4/ 283، والبيهقي في "شعب الإيمان"(6755)، والبغوي في "تفسيره" للآية 29 من سورة العنكبوت من طرق عن حاتم بن أبي صغيرة، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!

وأخرجه الطيالسي (1617)، والطبراني 24/ (1002) من طريق قيس بن الربيع، عن سماك، به.

وسيرد برقم (27383).

(1)

لفظ "بها"، ليس في (ظ 6).

(2)

في (ظ 6): وآمنا من آمنت.

ص: 460

الثَّوْبِ مُتَلَبِّبًا بِهِ، وَذَلِكَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ ضُحًى (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير زيد بن الحُباب، فمن رجال مسلم. ابنُ أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب، والمقبري: هو سعيد بن أبي سعيد، وأبو مُرَّة مولى عقيل بن أبي طالب: يقال: مولى أمِّ هانئ، واسمه يزيد، ويقال: عبد الرحمن.

وأخرجه بتمامه ومختصراً الطيالسي (1615)، والترمذي بإثر (1579)، والنسائي في "الكبرى"(8684)، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3148)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 380 و 3/ 323، والطبراني في "الكبير" 24/ (1013)، والحاكم 4/ 52 - 53، والبيهقي في "السنن" 9/ 95 من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.

قال الترمذي: وهذا حديثٌ حسن صحيح.

وخالف سفيانُ الثوري، فرواه -فيما أخرجه الدولابي في "الكنى" 2/ 82 - عن ابن أبي ذئب، عن المَقْبُري، عن أبي فاختة، عن أم هانئ. قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 211: وهم فيه، والأول أصح.

قلنا: قد وقعت رواية سفيان الثوري في مطبوع الطبراني "الأوسط"(1428) على الجادة!

وأخرجه ابن سعد 2/ 144، وابن أبي شيبة 2/ 409، والطبراني في "الكبير" 24/ (1016) من طرق عن سعيد المَقْبُري، به.

ورواه أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن -فيما أخرجه عبد الرزاق (9438)، والطبراني في "الكبير" 24/ (1055)، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2518 - عن سعيد المقبري، أن أم هانئ جاءت برجلين

فذكره مختصراً، ولم يذكر في إسناده أبا مرة، وأبو معشر ضعيف.

ورواه عبد الحميد بن جعفر -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 211 - عن سعيد المَقْبُري، عن كثير، عن أم هانئ، به، وعبد الحميد بن جعفر ربما وهم. قال الدارقطني: والصحيح قول من قال: عن المقبري، عن =

ص: 461

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أبي مرة، عن أم هانئ.

وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(2610)، وابنُ سعد 2/ 144 - 145، وابنُ أبي شيبة 12/ 452 و 453 و 14/ 498، ومسلم (336)(71) و 1/ 498 و (336)(81)، وابن ماجه (465)، وأبو عوانة 1/ 282 - 283 و 2/ 269، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 380 و 3/ 323، والطبراني في "الكبير" 24/ (1019 - 1024)، وفي "الأوسط"(9086)، والبيهقي في "السنن" 1/ 198 و 3/ 157، وفي "دلائل النبوة" 5/ 80 - 81 من طرق عن أبي مُرَّة، به. وتحرف في مطبوع الطحاوي أبو مرة إلى أبي هريرة.

وأخرجه سعيد بن منصور (2612) من طريق عبد الرحمن بن محمد القاري، قال: لما كان يوم الفتح جاءت أم هانئ

فذكره مختصراً.

وأخرجه أبو داود (1290)، وابن ماجه (1323)، وابن خزيمة (1234) من طريق عياض بن عبد الله، عن مخرمة بن سليمان، عن كُريب، عن أمِّ هانئ، به مختصراً.

وأخرجه أبو داود (2763)، والنسائي في "الكبرى"(8685)، والعُقيلي في "الضعفاء" 3/ 350 - 351، والطبراني في "الكبير" 24/ (987) و (988) و (989)، والحاكم 4/ 53 - 54، والبيهقي في "السنن" 9/ 95، وفي "السنن الصغير"(3620)، وابن عبد البر في "التمهيد" 13/ 187 من طريق عياض بن عبد الله، عن مخرمة بن سليمان، عن كُريب، عن ابن عباس، عن أمِّ هانئ، به مختصراً، أدخل ابنَ عباس بين كُرَيْب وأمِّ هانئ.

قال البخاري: عياض بن عبد الله منكر الحديث. وقال العقيلي: عياض بن عبد الله حديثه غير محفوظ.

وقصة الاغتسال وصلاة الضحى سلفت برقم (26887).

والحديث سيرد بالأرقام: (26896) و (26903) و (26906) و (26907) و (26908) و (27379) و (27380) و (27388) و (27392).

وفي الباب عن أبي هريرة، بلفظ:"يُجير على أمتي أدناهم" وقد سلف =

ص: 462

26893 -

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَعْدَةَ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا، فَدَعَا بِشَرَابٍ، فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَهَا فَشَرِبَتْ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ أَمَا إِنِّي كُنْتُ صَائِمَةً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" الصَّائِمُ الْمُتَطَوِّعُ أَمِيرُ نَفْسِهِ، إِنْ شَاءَ صَامَ، وَإِنْ شَاءَ أَفْطَرَ ".

قَالَ: قُلْتُ لَهُ: سَمِعْتَهُ أَنْتَ مِنْ أُمِّ هَانِئٍ؟ قَالَ: لَا، حَدَّثَنِيهِ أَبُو صَالِحٍ وَأَهْلُنَا، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ.

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ سِمَاكًا يَقُولُ: حَدَّثَنِي ابْنَا (1) أُمِّ هَانِئٍ، فَأَتَيْتُ أَنَا خَيْرَهُمَا وَأَفْضَلَهُمَا، فَسَأَلْتُهُ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: جَعْدَةُ (2).

= برقم (8780)، وذكرنا هناك أحاديث الباب، ونزيد عليها: حديث عمرو بن العاص، وقد سلف برقم (17765).

قال السندي: قولها: أجرت، أي: أعطيتهما الأمان.

(1)

في (ظ 6): أبناء، وفي (م): ابن.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة جَعْدة: وهو ابنُ ابنِ أمِّ هانئ، فلم يذكروا في الرواة عنه غير اثنين، ولم يُؤثر توثيقه عن أحد، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 239: لا يعرف إلا بحديث فيه نظر. وقال الذهبي في "الميزان": لا يُدرَى من هو. وأبو صالح -وهو مولى أم هانئ، واسمه باذام، ويقال: باذان- ضعيف.

وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 1/ 206 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وهو عند الطيالسي (1618)، ومن طريقه أخرجه الترمذي (732)، والنسائي في "الكبرى"(3303)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 601، والدارقطني 2/ 174، والبيهقي في "السنن" 4/ 276 - 277، وفي "معرفة السنن =

ص: 463

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والآثار" 6/ 338 - 339، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (1149). قال الترمذي: وروى حماد بن سلمة هذا الحديث عن سماك بن حرب، فقال: عن هارون ابن بنت أم هانئ، عن أم هانئ، ورواية شعبة أحسن.

ورواه محمد بن جعفر -كما سيرد في الرواية (26909) - عن شعبة، عن جعدة، عن أمِّ هانئ. لم يذكر أحداً بين جَعْدة وأمِّ هانئ.

وسيأتي بألفاظ مختلفة بالأرقام: (26897) و (26910) و (27384) و (27385)، ومدارُها على سماك بن حرب، وقد اضطرب فيها.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(996) عن علي بن عبد العزيز، عن داود بن عمرو الضبي، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن ثابت بن يزيد، عن هلال بن خباب، عن يحيى بن جعدة، عن أم هانئ: أنها دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة، فأتاني بشراب، فشرب منه وسقاها، قالت: إني كنت صائمة، ولكني كرهت أن أرد عليك شرابك. قال:"كنت تقضين؟ " قلت: لا. قال: "لا يضرك". قلنا: وهذا الإسناد فيه هلال بن خباب -وهو أبو العلاء البصري- وهو على ثقته تغير بأخرة، لذا ذكره ابن حبان في "الثقات" وفي "المجروحين"، وقال: كان ممن اختلط في آخر عمره، فكان يحدث بالشيء على التوهم، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. وذكره الساجي والعقيلي والذهبي في كتبهم المؤلفة في الضعفاء بسبب الوهم والتغير الذي أصابه في آخر عمره.

قلنا: وقوله فيه: "عن يحيى بن جعدة" من أوهامه التي تفرد بها، فقد روى الحديث شعبة وسماك بن حرب -مع اضطرابه فيه-، فلم يذكر واحد منهما في إسناده يحيى بن جعدة، إلا فيما رواه الوليد بن أبي ثور عند الدارقطني 2/ 174 عن سماك، عن يحيى بن جعدة، عن أم هانئ. لذا قال الدارقطني بإثره: قوله: يحيى بن جعدة، وهم من الوليد، وهو ضعيف.

تنبيه: هذا الطريق انفرد بإخراجه الطبراني، ولم يذكره أحد ممن عني بتخريج الحديث ممن وقفنا عليه، مثل ابن حجر في "التلخيص الحبير" =

ص: 464

26894 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو زَيْدٍ، حَدَّثَنَا هِلَالٌ - يَعْنِي ابْنَ خَبَّابٍ - قَالَ: نَزَلْتُ أَنَا وَمُجَاهِدٌ عَلَى يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ ابْنِ أُمِّ هَانِئٍ، فَحَدَّثَنَا عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: أَنَا أَسْمَعُ قِرَاءَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأَنَا عَلَى عَرِيشِي (1) هَذَا، وَهُوَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ (2).

26895 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو وَابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: اغْتَسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَمَيْمُونَةُ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، قَصْعَةٍ فِيهَا أَثَرُ الْعَجِينِ (3).

= والزيلعي في "نصب الراية" وغيرهما، والله أعلم.

وفي الباب عن عائشة، سلف في مسندها برقم (24220).

(1)

في (ظ 2) و (ق): عرشي.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري.

وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 257 من طريق عارم محمد بن الفضل، عن ثابت بن يزيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 344، والطبراني في "الكبير" 24/ (999) من طريق قيس بن الربيع، عن هلال بن خبَّاب، به.

وسيرد برقمي: (26905) و (27382).

(3)

حديث صحيح، وهو في الحقيقة حديثان جمعا معاً، أما الأول -وهو قصة اغتساله صلى الله عليه وسلم وميمونة من إناء واحد- فثابت من حديث ميمونة نفسها كما سلف برقم (26797)، وأما الثاني -وهو قصة اغتساله صلى الله عليه وسلم من قصعة فيها أثر العجين- فهو ثابت من حديث أم هانى من غير هذا الطريق، سلف برقم =

ص: 465

26896 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو - عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ (1)، عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ - قَالَ مُحَمَّدٌ: وَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا مُرَّةَ وَكَانَ شَيْخًا قَدْ أَدْرَكَ أُمَّ هَانِئٍ -، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ أَجَرْتُ حَمَوَيْنِ لِي، فَزَعَمَ ابْنُ أُمِّي أَنَّهُ قَاتَلَهُ - تَعْنِي عَلِيًّا - قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ ". وَصُبَّ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَاءٌ، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ الْتَحَفَ بِثَوْبٍ عَلَيْهِ، وَخَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقِهِ، فَصَلَّى الضُّحَى، ثَمَانِ رَكَعَاتٍ (2).

= برقم (26888)، وسيأتي برقم (27386)، وأما إسناد هذا الحديث فضعيف لانقطاعه، قال البخاري فيما نقل عنه الترمذي في "جامعه" عقب الحديث (1781): لا أعرف لمجاهد سماعاً من أمِّ هانئ. قلنا: ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العَقَدي، وابن أبي بُكير: هو يحيى، وابن أبي نَجِيح: هو عبد الله.

وأخرجه ابن ماجه (378)، والطبراني في "الكبير" 24/ (1051)، من طريق ابن أبى بُكير، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 131، وفي "الكبرى"(242)، وابنُ حبان (1245)، والطبراني في "الكبير" 24/ (1051)، وابن حزم في "المحلى" 1/ 200، والبيهقي في "السنن" 1/ 7 من طرق عن إبراهيم بن نافع، به.

وانظر (26887).

وسلف برقم (26797) بإسناد صحيح عن ميمونة، قالت: كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد.

(1)

في (م): حسين، وهو خطأ.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو، وهو =

ص: 466

26897 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ، جَاءَتْ فَاطِمَةُ حَتَّى قَعَدَتْ عَنْ يَسَارِهِ، وَجَاءَتْ أُمُّ هَانِئٍ، فَقَعَدَتْ عَنْ يَمِينِهِ، وَجَاءَتِ الْوَلِيدَةُ بِشَرَابٍ، فَتَنَاوَلَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَهُ أُمَّ هَانِئٍ عَنْ يَمِينِهِ، فَقَالَتْ: لَقَدْ كُنْتُ صَائِمَةً، فَقَالَ لَهَا:" أَشَيْءٌ (1) تَقْضِينَهُ عَلَيْكِ؟ " قَالَتْ: لَا، قَالَ:" لَا يَضُرُّكِ إِذًا "(2).

= ابن علقمة بن وقاص الليثي، وبقيةُ رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو مُرَّة مولى أمِّ هانئ -ويقال: مولى عَقِيل بن أبي طالب- اسمه يزيد، ويقال: عبد الرحمن.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 312، وابن حبان (2537)، والطبراني في "الكبير" 24/ (1011) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 380، والطبراني في "الكبير" 24/ (1009) و (1010) من طرق عن محمد بن عمرو، به.

وسلف نحوه برقم (26892) بإسناد صحيح.

وانظر (26887).

(1)

في (ظ 2) و (ق): أشياء، وفي الهامش: أشيء، وفي (ظ 6): أشيئاً.

(2)

إسناده ضعيف لاضطرابِ سندِه ونكارةِ متنِه، فقد اضطرب فيه سِماكُ ابنُ حَرْب:

فرواه إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي -كما في هذه الرواية- وأسباط بن نصر -كما عند النسائي في "الكبرى"(3307) - كلاهما عن سماك بن حرب، عن رجل، عن أم هانئ، به.

ورواه أبو الأحوص سلَّام بن سُلَيْم -كما عند ابن أبي شيبة 3/ 30، والترمذي (731)، والنسائي في "الكبرى"(3306)، وابن أبي عاصم في =

ص: 467

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "الآحاد والمثاني"(3153)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 308، والطبراني في "الكبير" 24/ (991)، والبغوي في "شرح السنة"(1813) - وأبو عوانة الوضاح بنُ عبد الله اليَشْكري -كما عند النسائي في "الكبرى"(3304)، والطحاوي 2/ 107، والطبراني 24/ (993)، والدارقطني 2/ 174، والبيهقي 4/ 276 - كلاهما عن سماك، عن ابن أمِّ هانئ، عن أمِّ هانئ، به. قال الترمذي: حديث أمِّ هانئ في إسناده مقال.

ورواه قيس بن الربيع، عن سِماك واختلف عليه فيه:

فرواه أسد بن موسى -كما عند الطحاوي 2/ 107 - 108 - عن قيس بن الربيع، عن سِماك، عن الرجل من آل جَعْدة، عن أمِّ هانئ، به.

ورواه يحيى الحماني -كما عند الطبراني 24/ (992) - عن قيس بن الربيع، عن سِماك، عن ابنِ أمِّ هانئ، عن أمِّ هانئ، به.

ورواه ابنُ سماك، واسمه سعيد -كما عند الطبراني في "الأوسط"(1635) - عن سِماك، عن جَعْدة بن هبيرة، عن أمِّ هانئ، به.

ورواه الوليد بن أبي ثور -كما عند الدارقطني 2/ 174 - عن سماك، عن يحيى بن جَعْدة، عن أمِّ هانئ، به. قال الدارقطني: قوله: يحيى بن جَعْدة وهم من الوليد، وهو ضعيف.

ورواه حماد بن سلمة بغير هذا اللفظ -كما سيرد (26910) - عن سماك، عن هارون ابن بنت أم هانئ أو ابن ابن أم هانئ، عن أم هانئ: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب شراباً فناولها لتشرب، فقالت: إني صائمة، ولكن كرهت أن أردّ سؤرك. فقال:"إن كان قضاءً من رمضان فاقضي يوماً مكانه، وإن كان تطوعاً فإن شئت فاقضي، وإن شئت فلا تقضي".

ورواه حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك، واختلف عليه فيه:

فرواه صفوان بن عيسى -كما سيرد (27385)، وعند الدارقطني 2/ 175، والحاكم 1/ 439، والبيهقي في "السنن" 4/ 276، وفي "السنن الصغير"(1436) - وأبو أيوب يحيى بن أبي حجاج -كما عند النسائي (3308)، =

ص: 468

26898 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ - عَنْ أَبِي صَالِحٍ

= والدارقطني 2/ 175، والحاكم 1/ 439، والبيهقي 4/ 276 - كلاهما عن حاتم ابن أبي صغيرة، عن سِماك، عن أبي صالح، عن أمِّ هانئٍ، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخلَ عليها عام الفتح، فأتَتْه بشراب، فشرب منه، ثم فضلت منه فضلة، فناولها فشربته، ثم قالت: يا رسول الله، لقد فعلتُ شيئاً ما أدري يوافقُك أم لا؟ قال:"وما ذاك يا أمَّ هانئ؟ " قالت: كنتُ صائمةً، فكرهتُ أن أَرُدَّ فضلَك، فشربته. قال:"تطوُّعاً أو فريضة؟ " قلتُ: بل تطوعاً. قال: "فإن الصائم المتطوع بالخيار، إن شاء صام، وإن شاء أفطر".

ورواه رَوْح بنُ عُبادة -كما عند الفاكهي في "أخبار مكة"(2105) - وخالد بن الحارث -كما عند النسائي في "الكبرى"(3309) - كلاهما عن حاتم بن أبي صغيرة، عن سِماك، عن أبي صالح، قال: لما افتتح رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مكة

فذكره مرسلاً، ولم يذكر أمَّ هانئ في الإسناد.

قال الحافظ في "التلخيص الحبير" 2/ 111: ومما يدلُّ على غلط سِماكٍ فيه أنه قال في بعض الروايات عنه أن ذلك كان يوم الفتح، ويوم الفتح كان في رمضان، فكيف يتصور قضاء رمضان في رمضان؟

وقال ابن التركماني في "الجوهر النقي" 4/ 278: هذا الحديث اضطرب متناً وسنداً، أما اضطراب متنه، فظاهر، وقد ذكر فيه أنه كان يوم الفتح، وهي أسلمت عامَ الفتح، وكان الفتح في رمضان، فكيف يلزمها قضاؤه؟!

وأما اضطراب سنده، فاختلف على سِماك فيه، فتارةً رواه عن أبي صالح، وتارةً عن جَعْدة، وتارةً عن هارون

إلى آخر ما قال، فانظره.

وأخرجه الدارمي (1736)، وأبو داود (2456)، والطبراني 24/ (1035)، والبيهقي 4/ 277، وابن عبد البر في "الاستذكار" 10/ 204 من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن أمِّ هانئ، به. ويزيد بن أبي زياد ضعيف.

وانظر (26893).

ص: 469

عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: لَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، حَجَبُوهُ، وَأُتِيَ بِمَاءٍ، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ صَلَّى الضُّحَى (1) ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ، مَا رَآهُ أَحَدٌ بَعْدَهَا (2) صَلَّاهَا (3).

26899 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ (4)، أَنَّ أَبَاهُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ حَدَّثَهُ

(1) قولها: الضحى، ليس في (ظ 6).

(2)

في (ظ 6): بعد.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي صالح، وهو مولى أم هانئ، واسمه باذام، ويقال: باذان، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبى شيبة 2/ 459، والطبراني في "الكبير" 24/ (1003) و (1004) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه الخطيب في "تاريخه" 13/ 290 من طريق الحارث بن عبد الرحمن، عن أبي صالح، به.

وسلف نحوه برقم (26887)، وانظر هناك مكرراته.

وانظر ما بعده.

(4)

في بعض الروايات: عبد الله بن عبد الله بن الحارث، وقد نقل ابن أبي حاتم عن أبيه -كما في "الجرح والتعديل"- في ترجمة عبد اللّه بن عبد الله بن الحارث -أنه قال: ويقال: عُبيد الله، وعبد الله أصح. وقال الحافظ في "تهذيبه" في ترجمة عبيد الله: واستصوب أبو مسعود العجلي أنه عبد الله مكبراً، وقد تقدم في ترجمة عبد الله بن عبد الله أن أبا حاتم قال فيه: ويقال: عبيد الله، وأن الصواب عبد الله، فإن الظاهر أنه رجل واحد اختلف في اسمه، والله أعلم.

ص: 470

أَنَّ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى بَعْدَمَا ارْتَفَعَ النَّهَارُ يَوْمَ الْفَتْحِ، فَأَمَرَ بِثَوْبٍ فَسُتِرَ عَلَيْهِ، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ قَامَ، فَرَكَعَ ثَمَانِ رَكَعَاتٍ، لَا أَدْرِي، أَقِيَامُهُ فِيهَا أَطْوَلُ أَوْ رُكُوعُهُ، أَوْ سُجُودُهُ؟ كُلُّ ذَلِكَ مِنْهُ مُتَقَارِبٌ، قَالَتْ: فَلَمْ أَرَهُ سَبَّحَهَا (1) قَبْلُ وَلَا بَعْدُ (2).

(1) في (ظ 6): يسبحها.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. هارون: هو ابن معروف، وابنُ وَهْب: هو عبد الله، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.

وأخرجه مسلم 1/ 498 (336)(81)، والنسائي في "الكبرى"(485)، وابن خزيمة (1235)، وابن حبان (1187) و (2538)، والبيهقي في "السنن" 3/ 48 من طرق عن ابن وَهْب، بهذا الإسناد. وفي رواية مسلم: ابن عبد الله بن الحارث.

قال المِزِّي في "تحفة الأشراف" 12/ 452: قال أبو مسعود: كذا قال مسلم "عن ابن" ولم يسمِّه، وهو عبد الله بن عبد الله، وابن وهب يقول: عُبيدالله بن عبد الله، وكنى عنه عمداً.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(484)، وأبو عوانة 2/ 270، والطبراني في "الشاميين"(1801) من طريق الزبيدي، والطبراني في "الكبير" 24/ (1027) من طريقي قُرَّة بن عبد الرحمن وعُقيل بن خالد، وفي "الشاميين"(2899) من طريق عبد الرحمن بن نمر اليحصبي، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 137 من طريق إسحاق بن راشد، خمستُهم عن الزهري، به. وفي رواية الزبيدي وإسحاق بن راشد: عبد الله بن عبد الله بن الحارث.

ووقع تحريف في الإسناد في مطبوع "مسند الشاميين" في الرواية (1801)، فليصوَّب من هنا.

وقد سلف برقم (26889) من طريق معمر، عن الزهري، عن عبد الله بن =

ص: 471

26900 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: مَا أَخْبَرَنِي أَحَدٌ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي (1) الضُّحَى غَيْرَ أُمِّ هَانِئٍ، فَإِنَّهَا حَدَّثَتْ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ بَيْتَهَا يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، فَاغْتَسَلَ وَصَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ، مَا رَأَتْهُ صَلَّى صَلَاةً قَطُّ (2) أَخَفَّ مِنْهَا، غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ يُتِمُّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ (3).

= الحارث، عن ميمونة، لم يذكر عبيد الله بن عبد الله بن الحارث في الإسناد.

وانظر (26887).

(1)

في (ظ 6): صلى.

(2)

في (ظ 6): ما رأته صلاها قط.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابنُ أبي ليلى: هو عبد الرحمن.

وأخرجه مسلم 1/ 497 (336)(81)، والترمذي في "السنن"(474)، وفي "الشمائل"(284)، وابنُ خُزيمة (1233)، وابنُ الأثير في "أسد الغابة" 7/ 405 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وكأن أحمد رأى أصح شيء في الباب حديث أمِّ هانئ.

وأخرجه الطيالسي (1620)، والبخاري (1103) و (1176) و (4292)، وأبو داود (1291)، والنسائي في "الكبرى"(476)، والدارمي (1452)، وأبو عوانة 2/ 268 - 269، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(73)، والطبراني في "الكبير" 24/ (1066)، والبيهقي في "السنن" 3/ 48 و 5/ 81، والبغوي في "شرح السنة"(1000) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 409 من طريق شريك، عن عمرو بن مرة، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 409، والنسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" 2/ 454 - من طريقين عن ابن أبي ليلى، به.

وقد سلف نحوه برقم (26887). =

ص: 472

26901 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ عَنْ صَلَاةِ الضُّحَى، فَقَالَ: أَدْرَكْتُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُمْ مُتَوَافِرُونَ، فَمَا حَدَّثَنِي أَحَدٌ مِنْهُمْ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الضُّحَى غَيْرَ أُمِّ هَانِئٍ، فَإِنَّهَا قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ يَوْمَ جُمُعَةٍ، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ صَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ (1).

26902 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الْجَحْشِيِّ، عَنْ مُوسَى- أَوْ فُلَانِ - بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " اتَّخِذِي غَنَمًا يَا أُمَّ هَانِئٍ،

= وسيرد (26904).

وانظر ما بعده.

(1)

حديث صحيح دون قوله: "يوم جمعة"، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الحميدي (332)، والطبراني في "الكبير" 24/ (1029 - 1032)، والبيهقي في "السنن" 3/ 48، وفي "معرفة السنن والآثار" 4/ 94 من طرق عن يزيد بن أبي زياد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (1379) عن ابن أبي شيبة، عن سفيان بن عيينة، عن يزيد بن أبي زياد، به.

قلنا: والذي في مطبوع "مصنف ابن أبي شيبة" 2/ 409: عن سفيان بن عيينة، عن يزيد بن أبي زياد، عن ابن أبي ليلى، عن أمِّ هانئ.

وسيرد برقم (27391) عن عبيدة بن حميد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن أم هانئ.

وانظر ما قبله.

ص: 473

فَإِنَّهَا تَرُوحُ بِخَيْرٍ، وَتَغْدُو بِخَيْرٍ " (1).

26903 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ أَنَّهَا رَأَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، مُخَالِفًا بَيْنَ طَرَفَيْهِ، ثَمَانِ رَكَعَاتٍ بِمَكَّةَ، يَوْمَ الْفَتْحِ (2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي عثمان الجحشي وموسى بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة، فقد ترجم لهما الحافظ في "التعجيل" ولم يذكر في الرواة عن أبي عثمان سوى معمر -وهو ابن راشد الأزدي- ولم يؤثر توثيقه عن أحد، ولم يذكر في الرواة عن موسى سوى أبي عثمان الجحشي، ولم يؤثر توثيقه عن أحد كذلك، وبقية رجاله ثقات. إبراهيم بن خالد: هو الصنعاني، ورباح: هو ابن زيد الصنعاني. ثم إنه اختلف فيه على معمر:

فقد رواه عبد الرزاق في "مصنفه"(21008) عن معمر، عن أبي عثمان الجحشي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 66، وقال: رواه أحمد وفيه: موسى بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة، ولم أعرفه. قلنا: فاته أن يعلّه بأبي عثمان كذلك.

وسيرد برقم (27381) بإسناد صحيح بلفظ: "اتخذوا الغنم، فإن فيها بركة".

قال السندي: قوله: "فإنها تروح"، أي: ترجع من المرعى إلى البيت آخِرَ النهار.

"بخير" أي: بلبن.

"وتغدو" أي: تخرج إلى المرعى أول النهار.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حن من أجل الضحَّاك بن عثمان -وهو ابن عبد الله الحِزامي-، وبقية رجاله ثفات رجال الصحيح. أبو مُرَّة: هو مولى عَقيل بن أبي طالب، ويقال: مولى أمِّ هانئ، واسمه يزيد، ويقال: عبد الرحمن.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (1012) من طريق أبي حازم، عن الضحاك بن عثمان، بهذا الإسناد. =

ص: 474

26904 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: لَمْ يُخْبِرْنَا أَحَدٌ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الضُّحَى إِلَّا أُمَّ هَانِئٍ، فَإِنَّهَا قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْتِي، فَاغْتَسَلَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، ثُمَّ صَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ يُخِفُّ فِيهِنَّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ (1).

26905 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ الْعَبْدِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: كُنْتُ أَسْمَعُ قِرَاءَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ، وَأَنَا عَلَى عَرِيشِي (2). (3)

= وسلف مطولاً برقم (26896) من طريق محمد بن عمرو، عن إبراهيم بن حُنين، به.

وقد سلف مطولاً أيضاً برقم (26892) من طريق سعيد المقبري، عن أبي مُرَّة، به.

وانظر (26887).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26900)، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو وكيع بن الجراح.

(2)

في (ظ 2) و (ق): عرشي.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات. مِسْعر: هو ابنُ كِدام، وأبو العلاء العبدي: هو هلال بن خبَّاب.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 365، والترمذي في "الشمائل"(311)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 178 - 179، وفي "الكبرى"(1086)، وابن ماجه (1349) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 344، والطبراني في "الكبير" =

ص: 475

26906 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى فَاخِتَةَ أُمِّ هَانِئٍ، عَنْ فَاخِتَةَ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَتْ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ، أَجَرْتُ رَجُلَيْنِ مِنْ أَحْمَائِي، فَأَدْخَلْتُهُمَا بَيْتًا، وَأَغْلَقْتُ عَلَيْهِمَا بَابًا، فَجَاءَ ابْنُ أُمِّي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَتَفَلَّتَ عَلَيْهِمَا بِالسَّيْفِ، قَالَتْ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ أَجِدْهُ، وَوَجَدْتُ فَاطِمَةَ، فَكَانَتْ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ زَوْجِهَا. قَالَتْ: فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ أَثَرُ الْغُبَارِ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ:" يَا أُمَّ هَانِئٍ، قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ، وَأَمَّنَّا مَنْ أَمَّنْتِ "(1).

26907 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

= 24/ (997)، والحاكم 4/ 54 من طريق أبي نُعيم الفَضْل بن دُكين، عن مسعر، به.

ورواه سفيان بن عُيينة عن مسعر، واختلف عليه فيه:

فرواه محمد بن أبي عمر العدني عنه -كما عند الفاكهي في "أخبار مكة"(2515)، والطبراني 24/ (998) - عن مسعر، عن يحيى بن جعدة، به.

ورواه علي بن حرب، عنه -كما عند البيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 257 - عن مسعر، عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جَعْدة، به.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 212 بعد أن ذكر رواية علي بن حرب: ووهم فيه، والمحفوظ عن مسعر، عن أبي العلاء، وهو هلال بن خبَّاب، عن يحيى بن جعدة، عن أم هانئ.

وسلف برقم (26894).

وسيرد برقم (27382).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد سلف مطولاً برقم (26892)، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو وكيع بن الجراح.

ص: 476

عَنْ أُمِّ هَانِئٍ أَنَّهَا ذَهَبَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ، قَالَتْ: فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ، وَفَاطِمَةُ تَسْتُرُهُ بِثَوْبٍ، فَسَلَّمْتُ، وَذَلِكَ ضُحًى، فَقَالَ:" مَنْ هَذَا؟ " فَقُلْتُ: أَنَا أُمُّ هَانِئٍ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ: زَعَمَ ابْنُ أُمِّي أَنَّهُ قَاتِلٌ رَجُلًا أَجَرْتُهُ، فُلَانَ بْنَ هُبَيْرَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ ". فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ غُسْلِهِ، قَامَ، فَصَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ مُلْتَحِفًا فِي ثَوْبٍ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو النَّضْر: هو سالم بنُ أبي أمية مولى عمر بن عبيد الله التيمي.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 126، وفي "الكبرى"(229) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 152 برواية الليثي، و (403) برواية أبي مصعب الزهري، و (162) برواية محمد بن الحسن، وص 197 برواية القعنبي، ومن طريق مالك أخرجه بتمامه ومختصراً البخاري في "صحيحه"(280) و (357) و (3171) و (6158)، وفي "الأدب المفرد"(1045)، ومسلم (336)(70) و 1/ 498 (336)(82)، والترمذي (2734)، والدارمي (1453) و (2502)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3149)، وأبو عوانة 2/ 269، وابن المنذر في "الأوسط"(646)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 380، وابن حبان (1188)، والطبراني في "الكبير" 24/ (1017)، والبيهقي في "السنن" 1/ 198 و 9/ 94، وفي "معرفة السنن والآثار" 13/ 258 و 259، وفي "شعب الإيمان"(8888)، والبغوي في "شرح السنة"(2716)، وفي "التفسير" 7/ 315. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وسيرد برقم (27388)، وبإسناده ومتنه برقمي:(26908) و (27414).

وسيرد مختصراً برقم (27394) عن عثمان بن عمر، عن مالك، عن موسى بن ميسرة، عن أبي مرة، عن أم هانئ. =

ص: 477

26908 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ هَذَا الْحَدِيثَ: مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَا مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ ذَهَبَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

26909 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَعْدَةَ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ - وَهِيَ جَدَّتُهُ - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْفَتْحِ، فَأُتِيَ بِشَرَابٍ (2)، فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَنِي، فَقُلْتُ: إِنِّي صَائِمَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ الْمُتَطَوِّعَ أَمِيرٌ عَلَى نَفْسِهِ (3)، فَإِنْ شِئْتِ فَصُومِي، وَإِنْ شِئْتِ فَأَفْطِرِي "(4).

26910 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ هَارُونَ ابْنِ بِنْتِ أُمِّ هَانِئٍ - أَوْ ابْنِ ابْنِ أُمِّ هَانِئٍ - عَنْ أُمِّ هَانِئٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَرِبَ شَرَابًا، فَنَاوَلَهَا لِتَشْرَبَ، فَقَالَتْ: إِنِّي صَائِمَةٌ، وَلَكِنْ كَرِهْتُ أَنْ أَرُدَّ سُؤْرَكَ، فَقَالَ - يَعْنِي -:

= وقد سلف نحوه برقم (26892).

وانظر (26887).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر سابقه سنداً ومتناً.

(2)

في (ظ 6): بإناء.

(3)

في (ظ 6): أمير نفسه.

(4)

إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (26893).

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3302)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 601، والدارقطني 2/ 173 - 174 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

ص: 478

" إِنْ كَانَ قَضَاءً مِنْ رَمَضَانَ، فَاقْضِي يَوْمًا مَكَانَهُ، وَإِنْ كَانَ تَطَوُّعًا، فَإِنْ شِئْتِ فَاقْضِي، وَإِنْ شِئْتِ فَلَا تَقْضِي "(1).

° 26911 - قَالَ عَبْدُ الله: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ خَلَفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَتْ (2): مَرَّ بِي ذَاتَ يَوْمٍ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ: إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ وَضَعُفْتُ - أَوْ كَمَا قَالَتْ - فَمُرْنِي بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ وَأَنَا جَالِسَةٌ، قَالَ: " سَبِّحِي اللهَ مِئَةَ تَسْبِيحَةٍ، فَإِنَّهَا تَعْدِلُ لَكِ مِئَةَ رَقَبَةٍ تُعْتِقِينَهَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاحْمَدِي اللهَ مِئَةَ تَحْمِيدَةٍ، فإنها (3) تَعْدِلُ لَكِ مِئَةَ فَرَسٍ مُسْرَجَةٍ مُلْجَمَةٍ، تَحْمِلِينَ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللهِ، وَكَبِّرِي اللهَ مِئَةَ تَكْبِيرَةٍ،

(1) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (26897).

وأخرجه الطيالسي (1616)، والدارمي (1735)، والنسائي في "الكبرى"(3305)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 107، والطبراني في "الكبير" 24/ (990)، والدارقطني 2/ 174 - 175، والبيهقي في "السنن" 4/ 278 و 278 - 279، وفي "معرفة السنن والآثار" 6/ 339، وفي "السنن الصغير"(1437)، وابن عبد البر في "الاستذكار" 10/ 204 - 205 من طرق عن حمَّاد بن سلمة، به.

ورواه يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، بغير هذا اللفظ، كما سيرد في الرواية (27384).

وانظر (26893).

(2)

في (ظ 2) و (م): قال: قالت.

(3)

قوله: فإنها، ليس في (م).

ص: 479

فَإِنَّهَا تَعْدِلُ لَكِ مِئَةَ بَدَنَةٍ مُقَلَّدَةٍ مُتَقَبَّلَةٍ، وَهَلِّلِي اللهَ مِائَةَ تَهْلِيلَةٍ " قَالَ ابْنُ خَلَفٍ: أَحْسِبُهُ قَالَ: " تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَلَا يُرْفَعُ يَوْمَئِذٍ لِأَحَدٍ مِثْلُ عَمَلِكَ (1) إِلَّا أَنْ يَأْتِيَ بِمِثْلِ مَا أَتَيْتِ بِهِ "(2).

(1) في (م) وبقية النسخ: لأحد عمل، والمثبت من (ظ 6).

(2)

إسناده ضعيف لضعف أبي صالح، وهو باذام -ويقال: باذان- مولى أمِّ هانئ، وموسى بنُ خَلَف -وهو العمِّي- وعاصمُ ابنُ بَهْدَلَة مختلفٌ فيهما، حسنا الحديث، وسعيد بنُ سليمان -وهو المعروف بسعدويه- ثقة من رجال مسلم، وأخرج له البخاري متابعة.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10680) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(844) - والطبراني في "الكبير" 24/ (1008) من طريق سعيد بن سليمان، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 254 - 255 عن عبد السلام بن مُطهّر، عن موسى بن خَلَف، به. وقال عقبه: ولا يصحُّ هذا عن أمِّ هانئ.

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(20580)، والبغوي في "شرح السنة"(1280) من طريق أبان، عن أبي صالح، به.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 254 من طريق ثابت، عن مولى أمِّ هانئ -ولم يسمِّه- به.

وأخرجه بنحوه ابن ماجه (3810)، والطبراني في "الكبير" 24/ (995) و (10071)، وفي "الأوسط"(4235)، والحاكم 1/ 513 - 514 من طرق عن أمِّ هانئ، به. وهذه الطرق كلها ضعيفة.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 92، وقال: رواه أحمد، والطبراني في "الكبير"، ورواه في "الأوسط" ثم قال: وأسانيدهم حسنة!

وسيأتي بغير هذا الإسناد برقم (27393).

ص: 480

‌حَدِيثُ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنهما

(1)

26912 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: قُلْتُ (2) لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَيْسَ لِي إِلَّا مَا أَدْخَلَ الزُّبَيْرُ بَيْتِي؟ قَالَ: " أَنْفِقِي، وَلَا تُوكِي، فَيُوكَى عَلَيْكِ "(3).

(1) قال السندي: أسماء بنتُ أبي بكر رضي الله عنهما، أسلمت قديماً بمكة، قيل: بعد سبعة عشر نفساً، وتزوجها الزبير بن العوام، وهاجرت وهي حامل منه بولده عبد الله، فوضعته بقباء، وعاشت إلى أن ولي ابنُها الخلافة، ثم إلى أن قُتل، وماتت بعده بقليل، قيل: أنها بلغت مئة سنة ولم يسقط لها سِنٌّ، ولم يُنكَر لها عَقلٌ.

(2)

قوله: قلت، ليس في (ظ 6).

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. أيوب: هو السَّخْتِياني، وابنُ أبي مليكة: هو عبد الله بن عُبيد الله.

وأخرجه الحميدي (325)، والطبراني في "الكبير" 24/ (248) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (16614) و (20056)، والترمذي (1960)، والنسائي في "الكبرى"(9192) -وهو في "عشرة النساء"(310) - والطبراني في "الكبير" 24/ (245) و (246) و (247) من طرق عن أيوب، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه الطبراني 24/ (253) و (254) و (255)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 664 من طرق عن ابن أبي مُليكة، به.

وسيأتي من طريق أيوب برقم (26987). ورواه ابن جريح -كما في الرواية (26980) - ومحمد بن سليمان وعبد الجبار بن الورد -كما في الرواية (26984) - ثلاثتهم عن ابن أبي مُلَيْكة بمثل إسناد أيوب. لكن ابن جريج رواه =

ص: 481

26913 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: أَتَتْنِي أُمِّي رَاغِبَةً فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ، وَهِيَ مُشْرِكَةٌ، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَصِلُهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ "(1).

= مرة أخرى -كما في الرواية (26988) - عن ابن أبي مليكة، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أسماء. قال الحافظ في "الفتح" 5/ 218: وصرّح أيوب عن ابن أبي مُليكة بتحديث أسماء له بذلك، فيحمل على أنه سمعه من عبَّاد عنها، ثم حدَّثته به.

وسيأتي من طرق عن أسماء بالأرقام: (26922) و (26934) و (26935) و (26970) و (26985) و (26990) و (26991).

وسلف برقم (25081) من طريق أسامة بن زيد، عن ابن أبي مليكة، بمثل إسناد أيوب.

وفي الباب عن عائشة، سلف برقم (24418).

قال السندي: قولها: "إلا ما أدخل الزُّبير بيتي" أي لإطعام أهلِ البيت، أو إلا ما أدخل الزُّبير، فملّكني في النفقة، وعلى الثاني فالأمر بالإنفاق واضح، وعلى الأول، فلا بد من التقييد بأنه إذن بالإنفاق من المطبوخ بالقدر المعروف.

"ولا تُوكي": من الإيكاء بمعنى الربط، أي: لا تربطي أوعيتك من الإنفاق في سبيل الخير، فيفعل الله بك مثل ذلك في الدنيا أو في الآخرة.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الشافعي في "المسند" 2/ 187 (بترتيب السندي)، وفي "السنن"(511)، وفي "الأم" 2/ 52، والحميدي (318)، والبخاري في "صحيحه"(5878)، وفي "الأدب المفرد"(25)، والطبراني في "الكبير" 24/ (208)، والبيهقي في "السنن" 4/ 191 و 9/ 129، والبغوي في "شرح السنة"(3425)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 110 من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وزاد الحميدي والبخاري والبيهقي في إحدى روايتيه: قال سفيان: =

ص: 482

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= فأنزل الله: {لا ينهاكم اللّهُ عن الذينَ لم يُقاتلوكم في الدِّين

} [الممتحنة: 8].

ورواه محمد بن أبي بكر المقدمي -كما عند الطبراني في "الكبير" 24/ (343) - وسعدان بن نصر -كما عند البيهقي في "السنن" 4/ 191، وفي "الشعب"(7931)، وابن عبد البر في "التمهيد" 14/ 264 - وعبد الجبار بن العلاء، وعليُّ بن شُعيب، وعلي بن حرب -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 192 - خمستهم عن سفيان بن عُيينة، عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء، به.

وذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 192 أن الصواب رواية من رواه عن سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء.

وأخرجه الشافعي في "السنن"(512)، والطيالسي (1643)، وعبد الرزاق (9932)، وسعيد بن منصور في "سننه"(2917)، والبخاري (2620) و (3183)، ومسلم (1003)، وأبو داود (1668)، وابن حبان (452)، والطبراني في "الكبير" 24/ (203 - 206)، والبغوي في "التفسير" [الممتحنة: 8] من طرق عن هشام بن عروة، به.

وسيأتي برقم (26914) من طريق ليث بن سعد، و (26939) من طريق عبد الله بن عقيل، و (26940) من طريق ابن نمير، و (26994) من طريق حماد بن سلمة، أربعتهم عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء.

وأخرجه الطبراني 24/ (229) من طريق أبي الزناد، عن عروة، به.

وسيأتي نحوه برقم (26915) من طريق ابن لَهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن أسماء.

وخالفهم عبدة بن سليمان ويعقوب بن عبد الرحمن وعمر بن علي -كما عند الطبراني في "الكبير" 24/ (341) و (342) و (343)(على الترتيب) - فرووه عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء، به.

قال السندي: قولها: "راغبة" أي: في الخير والإحسان، أو راغبة عن دين =

ص: 483

26914 -

حَدَّثَنَا (1) يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ، مِثْلَهُ. وَقَالَ: وَهِيَ (2) مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ وَمُدَّتِهِمْ إِذْ عَاهَدُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3).

26915 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: قَدِمَتْ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ إِذْ عَاهَدُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: أُمِّي قَدِمَتْ وَهِيَ رَاغِبَةٌ، أَفَأَصِلُهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" نَعَمْ، صِلِي أُمَّكِ "(4).

= الاسلام، لا قاصدة للدخول فيه.

"في عهد قريش" أي: في أيام صُلحهم.

(1)

في (ظ 2): حدثناه.

(2)

في (ظ 2) و (ق): وقالا هي.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدِّب.

وعلَّقه البخاري بصيغة الجزم برقم (5979)، فقال: وقال الليث

فذكر الحديث بإسناده.

وانظر "تغليق التعليق" 5/ 85 - 86.

وانظر ما قبله.

(4)

حديث صحيح، ابن لهيعة -وإن كان سيِّئَ الحفظ- قد توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخبن. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة.

ص: 484

26916 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُجَّاجًا، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْعَرْجِ، نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَلَسَتْ عَائِشَةُ إِلَى جَنْبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِ أَبِي، وَكَانَتْ زِمَالَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَزِمَالَةُ أَبِي بَكْرٍ وَاحِدَةً مَعَ غُلَامِ أَبِي بَكْرٍ، فَجَلَسَ أَبُو بَكْرٍ يَنْتَظِرُهُ أَنْ يَطْلُعَ عَلَيْهِ، فَطَلَعَ، وَلَيْسَ مَعَهُ بَعِيرُهُ، فَقَالَ: أَيْنَ بَعِيرُكَ؟ قَالَ: أَضْلَلْتُهُ (1) الْبَارِحَةَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَعِيرٌ وَاحِدٌ تُضِلُّهُ، فَطَفِقَ يَضْرِبُهُ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَبَسَّمُ، وَيَقُولُ:" انْظُرُوا إِلَى هَذَا الْمُحْرِمِ وَمَا يَصْنَعُ "(2).

(1) في (م): قد أضللته.

(2)

إسناده ضعيف ابنُ إسحاق مدلِّسٌ وقد عنعن، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن عبَّاد بن عبد الله بن الزبير، فقد روى له البخاري في "القراءة" وأصحابُ السنن، وهو ثقة.

وأخرجه أبو داود (1818) عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (1818)، وابن ماجه (2933)، وابن خزيمة (2679)، والطبراني في "الكبير" 24/ (239)، والحاكم 1/ 453 - 454، والبيهقي في "السنن" 5/ 67 - 68 من طريق عبد الله بن إدريس، به. قال الحاكم: هذا حديث غريب صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه! ووافقه الذهبي!

قال السندي: قولها: "بالعَرْج" بفتح فسكون: قرية جامعة من عمل الفُرْع على أيام من المدينة.

"زِمالة": ضبط بكسر الزاي، أي: أدوات السفر وآلاته مما يتعلق به.

ص: 485

26917 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي زِيَادٍ - عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَفْرِدُوا بِالْحَجِّ (1)، وَدَعُوا قَوْلَ هَذَا - يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ - فَقَالَ ابْنُ الْعَبَّاسِ: أَلَا تَسْأَلُ أُمَّكَ، عَنْ هَذَا؟ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ: صَدَقَ ابْنُ عَبَّاسٍ، خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُجَّاجًا، فَأَمَرَنَا، فَجَعَلْنَاهَا عُمْرَةً، فَحَلَّ لَنَا الْحَلَالُ، حَتَّى سَطَعَتْ الْمَجَامِرُ بَيْنَ النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ (2).

26918 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ: أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ

(1) في (ظ 6): الحج.

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 103، والطبراني في "الكبير" 24/ (243) من طريق محمد بن فُضيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني 24/ (244) من طريق جرير، عن يزيد بن أبي زياد، به.

وسيأتي دون ذكر القصة برقم (26952).

وانظر (26946) و (26962).

وقد رُوي من حديث ابن الزبير -كما سلف برقم (16103) - وإسناده حسن.

وفي باب التمتع بالحج، سلف من حديث ابن عمر بإسناد صحيح برقم (4822)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: "سطعت" أي: ارتفعت، أي: تداولوها بينهم للتبخّر بها.

ص: 486

اللهِ، إِنَّ لِي ابْنَةً عُرَيِّسًا (1)، وَإِنَّهُ أَصَابَتْهَا حَصْبَةٌ، فَتَمَرَّقَ شَعْرُهَا (2)، أَفَأَصِلُهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَعَنَ اللهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ "(3).

26919 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: نَحَرْنَا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرَسًا، فَأَكَلْنَا مِنْهُ (4).

(1) في (ظ 6): لي ابنة عريّس.

(2)

في (ظ 6): شعر رأسها.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بنُ خازم الضرير.

وأخرجه مسلم (2122)(115) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24804).

قال السندي: قولها: "فتمرّقَ" بإهمال الراء، أي: سقط.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1942)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 211، والدارقطني 4/ 290 من طريق أبي معاوية محمد بن خازم الضرير، بهذا الإسناد. وفي رواية الدارقطني قرن فاطمة بنت المنذر بعباد بن حمزة.

وأخرجه ابن المبارك في "مسنده"(196)، والشافعي في "مسنده" 2/ 172 (ترتيب السندي)، وفي "السنن"(586)، وفي "الأم" 2/ 223، وعبد الرزاق في "مصنفه"(8731)، والحميدي (322)، وابن أبي شيبة 8/ 255 - 256 و 14/ 179، وعَبْد بنُ حميد في "المنتخب"(1573)، والبخاري (5510) و (5511) و (5512) و (5519)، ومسلم (1942)، والنسائي في "المجتبى"

7/ 227 و 231، وفي " الكبرى"(4495) و (4509) و (4510) و (6644)، =

ص: 487

26920 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ:

= والدارمي (1992)، والفاكهي في "أخبار مكة" بإثر (1673)، وأبو عوانة 5/ 156 و 157، وابن حبان (5271)، والطبراني في "الكبير" 24/ (298 - 304)، والدارقطني 4/ 290، والبيهقي في "السنن" 9/ 279 و 327، وفي "السنن الصغير"(3891)، وفي "معرفة السنن والآثار" 14/ 95 - 96 من طرق عن هشام بن عروة، به. وفي رواية بعضهم بلفظ: ذبحنا.

قال البخاري عقب الرواية (5512): تابعه وكيع وابن عيينة عن هشام على النحر.

قال الحافظ في "الفتح" 9/ 642: ورواية ابن عيينة التي أشار إليها ستأتي موصولة بعد بابين من رواية الحميدي عن سفيان وهو ابن عيينة، به [برقم (5519)] وقال:"نحرنا". ورواية وكيع أخرجها أحمد عنه بلفظ: "نحرنا" وأخرجها مسلم.

قلنا: وستأتي رواية وكيع برقم (26933) و (26983).

ورواه سليمان بن بلال وأيوب السَّختياني -كما عند الطبراني في "الكبير" 24/ (211) و (212) - وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان -كما عند الدارقطني 4/ 290 - ثلاثتهم عن هشام بن عروة، فقال: عن أبيه، عن أسماء، به.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 190: وقال الحفَّاظ من أصحاب هشام (منهم: الثوري، وحماد بن زيد، ومعمر، ويحيى القطان، وغيرهم): عن هشام، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء، وهو الصواب.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (305) من طريق البهي مولى الزبير، عن فاطمة بنت المنذر، به.

وأخرجه أيضاً 24/ (232)، وفي "الشاميين"(226) من طريق ابن مدرك، عن عروة، عن أسماء، به.

وسيأتي بالأرقام: (26930) و (26933) و (26978) و (26983).

ص: 488

يَا رَسُولَ اللهِ، الْمَرْأَةُ يُصِيبُهَا مِنْ دَمِ حَيْضِهَا؟ (1) فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لِتَحُتَّهُ، ثُمَّ لِتَقْرِصْهُ بِمَاءٍ، ثُمَّ لِتُصَلِّي فِيهِ "(2).

(1) في (ظ 6): حيضتها، وهي نسخة في (ظ 2) و (ق).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن خزيمة (275) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم الضرير، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 24 (بترتيب السندي)، وفي "الأم" 1/ 5 و 58، والطيالسي (1638)، وعبد الرزاق في "مصنفه"(1223)، والحميدي (320)، وابن أبي شيبة 1/ 95، ومسلم (291)، وأبو داود (362)، والترمذي (138)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 155، وفي "الكبرى"(285)، وابن ماجه (629)، والدارمي (1016)، وابن الجارود في "المنتقى"(120)، وابن خزيمة (275)، وأبو عوانة 6/ 201، وابن حبان (1396) و (1397) و (1398)، والطبراني في "الكبير" 24/ (285 - 297)، والبيهقي في "السنن" 1/ 13 و 139 و 244 و 2/ 402 و 406، وفي "السنن الصغير"(175)، وفي "معرفة السنن والآثار" 1/ 416 و 3/ 361 من طرق عن هشام بن عروة، به.

وأخرجه مالك في "الموطأ"(166) برواية أبي مصعب الزهري ومن طرقٍ عن مالك أخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 24 (بترتيب السندي)، وفي "الأم" 1/ 5 و 58، والبخاري (307)، ومسلم (291)، وأبو داود (361)، وابن خزيمة (275)، وأبو عوانة 1/ 206 و 206 - 207، والطبراني في "الكبير" 24/ (286)، والبيهقي في "السنن" 1/ 13، وفي "السنن الصغير"(175)، وفي "معرفة السنن والآثار" 2/ 62 و 3/ 362، والبغوي في "شرح السنة"(290) عن هشام بن عروة، به.

لكن وقع في "الموطأ" من رواية يحيى الليثي 1/ 60 - 61، ومن رواية القعنبي ص 81: عن هام بن عروة، عن أبيه، عن فاطمة بنت المنذر، به.

بإقحام قوله: "عن أبيه" في الإسناد، وهو خطأ كما نبَّه عليه ابن عبد البر في =

ص: 489

26921 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي عَلَيَّ (1) ضَرَّةٌ، فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ أَنْ أَتَشَبَّعَ مِنْ زَوْجِي بِمَا لَمْ يُعْطِنِي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ، كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ "(2).

= " التمهيد" 22/ 229، وفي "الاستذكار" 3/ 203.

وأخرجه الدارمي (772) و (1018)، وأبو داود (360)، وابن خزيمة (276)، والطبراني في "الكبير" 24/ (350)، والبيهقي في "السنن" 2/ 406 من طريق محمد بن إسحاق، عن فاطمة بنت المنذر، به.

وسيرد برقمي: (26932) و (27981).

وفي الباب عن أبي هريرة، وقد سلف برقم (8767)، وذكرنا هناك أحاديث الباب، ونزيد عليها حديث أم قيس بنت محصن، وسيرد برقم (26998).

(1)

في (م): إني على.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2130)، وابن حبان (5738) من طريق أبي معاوية الضرير، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (319)، والبخاري (5219)، ومسلم (2130)، وأبو داود (4997)، والنسائي في "الكبرى"(8922) -وهو في "عشرة النساء"(36) - وابن حبان (5739)، والطبراني في "الكبير" 24/ (322) و (323) و (324) و (326) و (327) و (328)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(59)، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 77 - 78، والقضاعي في "مسند الشهاب"(308) و (309)، والبيهقي في "السنن" 7/ 347، وفي "الشعب"(4824)، وفي =

ص: 490

26922 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " انْفَحِي - أَوْ ارْضَخِي، أَوْ أَنْفِقِي - وَلَا تُوعِي، فَيُوعِيَ اللهُ عَلَيْكِ، وَلَا تُحْصِي فَيُحْصِيَ اللهُ عَلَيْكِ "(1).

= "الآداب"(392)، والبغوي في "شرح السنة"(2331) من طرق عن هشام، به.

وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال"(60)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 221 - 222 من طريق محمد بن إسحاق، عن فاطمة، به.

وسيرد برقمي (26929) و (27977).

وسلف برقم (25340) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة. وذكرنا هناك الاختلاف على هشام بن عروة، وأن الصواب هو رواية من رواه عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء.

قال السندي: قوله: "كلابس ثَوْبَيْ زُور" أي: كمن أحاطَه الزُّور من كل جانب، بناءً على أنه أتى بالزُّور لمصلحة أن يوذيَ به غيره، وهو أيضاً زُور، فكلٌّ من عمله ونيَّته زُورٌ، فلذلك شُبّه بمن أحاطه الزور من كل جانب.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم عقب (1029)(88)، والنسائي في "الكبرى"(9195) -وهو في "عشرة النساء"(313) - من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، بهذا الإسناد. وقرنا بفاطمة بنت المنذر عباد بن حمزة.

وأخرجه البخاري (1433)، ومسلم (1029)(88)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 73 - 74، وفي "الكبرى"(2331) و (9194) -وهو في "عشرة النساء"(312) - والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 57، والطبراني في "الكبير" 24/ (337) و (338) و (339)، والبيهقي في "السنن" 4/ 186 - 187، =

ص: 491

26923 -

حَدَّثَنَا عَثَّامُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو عَلِيٍّ الْعَامِرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: إِنْ (1) كُنَّا لَنُؤْمَرُ بِالْعَتَاقَةِ فِي صَلَاةِ الْخُسُوفِ (2).

26924 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: وَلَقَدْ أَمَرَنَا (3) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْعَتَاقَةِ فِي

= وفي "الشعب"(3436) من طرق عن هشام، به.

وأخرجه ابن حبان (3209) من طريق أبي أسامة، عن هشام، عن فاطمة بنت المنذر وعباد بن عبد الله بن الزبير، به.

وسيأتي بالأرقام: (26934) و (26935) و (26990) و (26991).

وسلف برقم (26912).

قال السندي: قوله: "انْفَحِي، أو ارْضَخِي" الأول من النَّفْح، بحاء مهملة، بمعنى الضرب والرمي، أي: اضربي بالعطاء بين الفقراء، والثاني من الرضخ، بخاء معجمة، وهو العطاء القليل.

(1)

في (ق): إنا.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، عثَّام بنُ عليّ من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (320) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (2520)، والبيهقي في "السنن" 3/ 340 من طريق عثَّام بن علي، به. وانظر ما بعده.

(3)

في (ظ 6): أمر.

ص: 492

صَلَاةِ (1) كُسُوفِ الشَّمْسِ (2).

26925 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ فَاطِمَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ يُصَلُّونَ؟ فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا إِلَى السَّمَاءِ، فَقُلْتُ: آيَةٌ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، فَأَطَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْقِيَامَ جِدًّا حَتَّى تَجَلَّانِي الْغَشْيُ، فَأَخَذْتُ قِرْبَةً إِلَى جَنْبِي، فَجَعَلْتُ أَصُبُّ عَلَى رَأْسِي الْمَاءَ، فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَخَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ،

(1) قولها: صلاة، ليس في (ظ 6).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. زائدة: هو ابن قُدامة الثقفي.

وأخرجه أبو داود (1192)، وابن حبان (2855)، والطبراني في "الكبير" 24/ (319)، والحاكم 1/ 331 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1054) و (2519)، والدارمي (1532)، وابن الجارود في "المنتقى"(251)، وابن خزيمة (1401)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 332، والحاكم 1/ 331، والبيهقي في "السنن" 3/ 340، وفي "الشُّعب"(4346)، والبغوي في "شرح السنة"(1147) من طرق عن زائدة، به.

وعلَّقه البخاري بصيغة الجزم عقب الحديث (2519) من طريق الدراوردي، عن هشام بن عروة.

قلنا: ورواية الدراوردي قد وصلها الدارمي (1531)، وابن خزيمة بإثر (1401)، والطبراني في "الكبير" 24/ (318)، والحاكم 1/ 331 - 332، والحافظ في "تغليق التعليق" 3/ 338.

وانظر ما قبله.

ص: 493

ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ، مَا مِنْ شَيْءٍ لَمْ أَكُنْ رَأَيْتُهُ إِلَّا قَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي هَذَا، حَتَّى الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، إِنَّهُ قَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ قَرِيبًا - أَوْ مِثْلَ - فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ - لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ - يُؤْتَى أَحَدُكُمْ، فَيُقَالُ: مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ؟ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ - أَوِ الْمُوقِنُ، لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ - فَيَقُولُ: هُوَ مُحَمَّدٌ، هُوَ (1) رَسُولُ اللهِ، جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى، فَأَجَبْنَا وَاتَّبَعْنَا - ثَلَاثَ مِرَارٍ - فَيُقَالُ لَهُ: قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ إِنْ كُنْتَ لَتُؤْمِنُ بِهِ، فَنَمْ صَالِحًا، وَأَمَّا الْمُنَافِقُ - أَوِ الْمُرْتَابُ، لَا يَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ - فَيَقُولُ: مَا أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُ "(2).

(1) لفظة "هو" ليست في (ظ 6) ولا (ق).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله.

وأخرجه بتمامه ومختصراً ابنُ أبي شيبة 2/ 468 - 469، ومسلم (905)(11)، والطبراني في "الكبير" 24/ (316)، والبيهقي في "السنن" 3/ 338، والبغوي في "شرح السنة"(1138) من طريق عبد الله بن نُمير، بهذا الإسناد.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 188 - 189، ومن طريقه البخاري (184) و (1053) و (7287)، وأبو عوانة 2/ 370، وابن حبان (3114)، والطبراني في "الكبير" 24/ (313)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(18)، والبغوي في "شرح السنة"(1137) عن هشام بن عروة، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 150، والبخاري (86) و (1235)، ومسلم (905)(12)، وأبو عوانة 2/ 369 - 370، والطبراني 24/ (312 - 317)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(19)، والحافظ في "تغليق التعليق" 2/ 405 من طرق عن هشام بن عروة، به. =

ص: 494

26926 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتُ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا أُتِيَتْ بِالْمَرْأَةِ لِتَدْعُوَ لَهَا، صَبَّتِ الْمَاءَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ جَيْبِهَا، وَقَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَنَا أَنْ نَبْرُدَهَا بِالْمَاءِ، وَقَالَ:" إِنَّهَا مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ "(1).

= وعلَّقه البخاري بصيغة الجزم برقمي (922) و (1061) من طريق أبي أسامة، عن هشام، به.

قلنا: قد وصلَه مسلم وغيره من طريق أبي أسامة. وانظر "تغليق التعليق" 2/ 405.

وأخرجه بنحوه ومختصراً البخاري (1373)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 103 - 104، وفي "الكبرى"(2189)، والطبراني في "الكبير" 24/ (213) و (227) و (230) من طرق عن عروة بن الزبير، عن أسماء، به.

وانظر الأرقام: (26954) و (26963) و (26964) و (26968) و (26976) و (26992).

قال السندي: قولها: "حتى تجلَّاني الغَشْي" أي: غطَّاني، وأصله تجلَّلَني، فأُبدلت اللام ألفاً، ويجوز كونه من الجلاء، بمعنى ذهبَ بقوتي وصبري.

"ما من شيءٍ لم أكن رأيتُه"، أي: مما أراد الله تعالى إراءته.

"حتى الجنة والنار": يحتمل أنهما غاية لمحذوف، أي: ورايت الأمور العظام في هذا المقام حتى الجنة والنار، فإن الجنة والنار مما رآه النبيُّ صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج، فلا يصحُّ جعل:"حتى الجنة والنار" غاية لرؤية ما لم يره قبل، ويحتمل أنها غاية للمذكور بتأويل، أي: ما لم أكن رأيته في العالم السفلي، فيمكن أنه ما رآهما قبل ذلك في العالم السفلي، وإنما ذكرت الجنة والنار غاية لما في رؤيتهما في ذلك المقام الضيق مع عظمهما المعلوم من الاستبعاد، والله أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2211) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. =

ص: 495

26927 -

حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ فَاطِمَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: أَفْطَرْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي يَوْمِ غَيْمٍ فِي رَمَضَانَ، ثُمَّ طَلَعَتِ الشَّمْسُ. قُلْتُ لِهِشَامٍ: أُمِرُوا بِالْقَضَاءِ؟ قَالَ: وَبُدٌّ مِنْ ذَاكَ (1).

= وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 945، ومن طريقه البخاري (5724)، والنسائي في "الكبرى"(7610) و (7611)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1855)، والطبراني في "الكبير" 24/ (333)، والبغوي في "شرح السنة"(3237) عن هشام، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 80 - 81، ومسلم (2211)، والترمذي بإثر الحديث (2074)، وابن ماجه (3474)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1856)، والطبراني في "الكبير" 24/ (329 - 336) من طرق عن هشام، به.

وفي الباب عن ابن عمر، وقد سلف برقم (4719) وذكرنا هناك أحاديث الباب.

قال السِّندي: قوله: أن نَبْرُدَها، من بَرَدَهُ، كَنَصَرهُ، والضمير المنصوب للحمَّى.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حمَّاد بن أسامة.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 3/ 24، والبخاري (1959)، وأبو داود (2359)، وابن ماجه (1674)، وابن خُزيمة (1991)، والطبراني في "الكبير" 24/ (345)، والدارقطني 2/ 204، والبيهقي في "السنن" 4/ 217، وفي "السنن الصغير"(1386) من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد.

وأخرجه عَبْدُ بنُ حُميد في "المنتخب"(1574)، وابن حجر في "تغليق التعليق" 3/ 195 - 196 من طريق معمر -وقد علقه البخاري عقب الحديث (1959) - والطبراني في "الكبير" 24/ (336) من طريق عبدة بن سليمان، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1652 من طريق عبَّاد بن صهيب، ثلاثتهم عن هشام بن عروة، به. إلا أن معمراً قال في روايته: فقال أنسان لهشام أقَضَوْا أم لا؟ قال: لا أدري.

ص: 496

26928 -

حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ وَفَاطِمَةُ (1)، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: صَنَعْتُ سُفْرَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ حِينَ أَرَادَ أَنْ يُهَاجِرَ (2). قَالَتْ: فَلَمْ نَجِدْ لِسُفْرَتِهِ وَلَا لِسِقَائِهِ مَا نَرْبِطُهُمَا بِهِ. قَالَتْ: فَقُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ: وَاللهِ مَا أَجِدُ شَيْئًا أَرْبِطُهُ بِهِ إِلَّا نِطَاقِي. قَالَ: فَقَالَ: شُقِّيهِ بِاثْنَيْنِ، فَارْبِطِي بِوَاحِدٍ السِّقَاءَ، وَالْآخَرِ (3) السُّفْرَةَ، فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ (4).

(1) في (م): وفاطمة بنت المنذر.

(2)

في (ظ 6): يهاجر إلى المدينة.

(3)

في (م): ولآخر.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 8/ 250، وابن أبي شيبة في "المصنف" 14/ 326، والبخاري (2979) و (3907)، والطبراني في "الكبير" 24/ (209)، من طريق أبي أسامة حمَّاد بن أسامة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (5388) من طريق أبي معاوية الضرير، عن هشام، عن عروة، عن أبيه وحده، به. ليس فيه عن فاطمة.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 2/ 55 من طريق عليِّ بن مُسْهِر، عن هشام، عن فاطمة بنت المنذر وحدها، به. ليس فيه عن عروة.

وأخرجه بنحوه البخاري (5388)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" بإثر (3)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 336 من طريق وَهْب بن كَيْسان، عن أسماء، به.

وأخرجه مطولاً مسلم (2545)، والطبراني في "الكبير" في القطعة من الجزء 13/ (231) و 24/ (274) و (275)، والحاكم 3/ 553، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 485 - 486 من طريق أبي نوفل بن أبي عقرب، عن أسماء مطولاً. وفيه قصة صلب الحجاج لعبد الله بن الزبير رضي الله عنه، وفيه =

ص: 497

26929 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ، عَنْ أَسْمَاءَ أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي ضَرَّةً، فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ إِنْ تَشَبَّعْتُ مِنْ زَوْجِي بِغَيْرِ الَّذِي يُعْطِينِي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ، كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ "(1).

26930 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: أَكَلْنَا لَحْمَ فَرَسٍ لَنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

26931 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ

= حديث: "يخرجُ كذاب ومُبير

" الذي سيرد برقم (26967).

وفي باب تسمية أسماء بذات النطاقين عن عائشة أخرجه البخاري مطولاً في قصة الهجرة (3905).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (5219)، والنسائي في "الكبرى"(8221) -وهو في "عشرة النساء"(35) - والطبراني في "الكبير" 24/ (325) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (26921).

وسيكرر برقم (26977) سنداً ومتناً.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى"(886)، والطبراني في "الكبير" 24/ (302)، والدارقطني 4/ 290 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (26919).

وسيكرر برقم (26978) سنداً ومتناً.

ص: 498

بِنْتُ الْمُنْذِرِ. وَوَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ فَاطِمَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ لِي بُنَيَّةً عُرَيِّسًا (1)، وَإِنَّهُ تَمَرَّقَ شَعْرُهَا، فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ إِنْ وَصَلْتُ شَعْرُهَا (2)؟ قَالَ:" لَعَنَ اللهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ "(3).

26932 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ، عَنْ أَسْمَاءَ. وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ فَاطِمَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ، أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم (4)، فَقَالَتْ: إِحْدَانَا يُصِيبُ ثَوْبَهَا مِنْ دَمِ الْحَيْضَةِ؟ قَالَ (5): " تَحُتُّهُ، ثُمَّ لِتَقْرُصْهُ بِالْمَاءِ، ثُمَّ لِتَنْضَحْهُ، ثُمَّ تُصَلِّي فِيهِ "(6).

(1) في (ظ 6): عريّس.

(2)

في (م) وسائر النسخ: رأسها، والمثبت من (ظ 6).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26918)، غير أن شيخي أحمد هنا: هما يحيى بنُ سعيد القطان، ووكيعُ بنُ الجرَّاح.

وأخرجه مسلم (2122) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 18/ 87 - 188، وفي "الكبرى"(9373) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

(4)

في (م): النبي صلى الله عليه وسلم.

(5)

في (م): قالت.

(6)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26920)، إلا أن الإمام أحمد قرن بأبي معاوية يحيى بن سعيد القطان.

وأخرجه البخاري (227)، ومسلم (291)، وابن خزيمة (275)، والطبراني في "الكبير" 24/ (290)، والبيهقي في "السنن" 2/ 406 من طريق =

ص: 499

26933 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: نَحَرْنَا فَرَسًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَكَلْنَا لَحْمَهُ، أَوْ مِنْ لَحْمِهِ (1).

26934 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ فَاطِمَةَ (2)، عَنْ أَسْمَاءَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا:" أَنْفِقِي - أَوْ ارْضَخِي (3) - وَلَا تُحْصِي، فَيُحْصِيَ اللهُ عَلَيْكِ، وَلَا تُوعِي، فَيُوعِيَ اللهُ عَلَيْكِ "(4).

= يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وسيكرر برقم (26981) سنداً ومتناً.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 255 - 256 و 14/ 179، ومسلم (1942)، وابن ماجه (3190)، والطبراني في "الكبير" 24/ (302)، والبيهقي في "السنن" 9/ 279 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (26919).

وسيكرر برقم (26983) سنداً ومتناً.

(2)

في (ظ 6): فاطمة يعني بنت المنذر.

(3)

في (ظ 6): انضحي.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (2591)، والبيهقي في "الشعب"(3436)، والبغوي في "شرح السنة"(1655)، وفي "التفسير" الآية (268) من سورة البقرة من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (26912). =

ص: 500

26935 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَتْ مُحْصِيَةً. وَعَنْ عَبَّادِ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا:" أَنْفِقِي - أَوْ انْضَحِي، أَوْ انْفَحِي - هَكَذَا وَهَكَذَا، وَلَا تُوعِي، فَيُوعَى عَلَيْكِ، وَلَا (1) تُحْصِي، فَيُحْصِيَ اللهُ عَلَيْكِ "(2).

26936 -

حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ - قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: كُنَّا نُؤَدِّي زَكَاةَ الْفِطْرِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُدَّيْنِ مِنْ قَمْحٍ، بِالْمُدِّ الَّذِي تَقْتَاتُونَ بِهِ (3).

= وسيكرر برقم (26990) سنداً ومتناً.

(1)

في (ظ 6): أو لا.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبَّاد بن حمزة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه مسلم (1029)(88) عن ابن نمير، عن محمد بن بشر، عن هشام، عن عبَّاد بن حمزة وحده، به.

وسلف برقم (26912).

وسيكرر برقم (26991) سنداً ومتناً.

وانظر ما قبله.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الله بن المبارك صحيح السماع من ابن لهيعة -وهو عبد الله- فقد سمع منه قبل احتراق كتبه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتَّاب بن زياد -وهو الخراساني- فقد روى له =

ص: 501

26937 -

حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ، وَمَا لَهُ فِي الْأَرْضِ مِنْ مَالٍ وَلَا مَمْلُوكٍ، وَلَا شَيْءٍ غَيْرَ فَرَسِهِ. قَالَتْ: فَكُنْتُ أَعْلِفُ فَرَسَهُ، وَأَكْفِيهِ مَؤُونَتَهُ، وَأَسُوسُهُ، وَأَدُقُّ النَّوَى لِنَاضِحِهِ،

= ابن ماجه، وهو ثقة.

وأخرجه حُميد بن زنجويه في "الأموال"(2377)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 43، والطبراني في "الكبير" 24/ (352)، وفي "الأوسط"(8967) من طرق عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحارث -كما، في "بغية الباحث"(293) - من طريق يحيى بن إسحاق، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن أسماء، به. لم يذكر فاطمة في الإسناد.

وأخرجه ابن خزيمة (2401)، والطبراني في "الكبير" 24/ (219)، والحاكم 1/ 412، والبيهقيب في "السنن" 4/ 170 من طريق عُقيل بن خالد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 43، والطبراني 24/ (218) من طريق يحيى بن أيوب، كلاهما هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

وأخرجه حميد بن زنجويه في "الأموال"(2378) عن محاضر بن مورِّع، عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء، به. ومحاضر بن مورِّع له أوهام.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 176 عن عبد الرحيم بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه -أو عن فاطمة، على الشك- عن أسماء، به.

وسيكرر برقم (26995) سنداً ومتناً.

ص: 502

أَعْلِفُ (1)، وَأَسْتَقِي الْمَاءَ، وَأَخْرُِزُ غَرْبَهُ، وَأَعْجِنُ، وَلَمْ أَكُنْ أُحْسِنُ أَخْبِزُ، فَكَانَ يَخْبِزُ لِي جَارَاتٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَكُنَّ نِسْوَةَ صِدْقٍ، وَكُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَأْسِي، وَهِيَ مِنِّي عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ. قَالَتْ: فَجِئْتُ يَوْمًا وَالنَّوَى عَلَى رَأْسِي، فَلَقِيتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَدَعَانِي ثُمَّ قَالَ:" إِخْ إِخْ "، لِيَحْمِلَنِي خَلْفَهُ. قَالَتْ: فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسِيرَ مَعَ الرِّجَالِ، وَذَكَرْتُ الزُّبَيْرَ وَغَيْرَتَهُ. قَالَتْ: وَكَانَ أَغْيَرَ النَّاسِ، فَعَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّي قَدِ اسْتَحْيَيْتُ، فَمَضَى، وَجِئْتُ الزُّبَيْرَ، فَقُلْتُ: لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَى رَأْسِي النَّوَى، وَمَعَهُ نَفَرٌ (2) مِنْ أَصْحَابِهِ، فَأَنَاخَ لِأَرْكَبَ مَعَهُ، فَاسْتَحْيَيْتُ، وَعَرَفْتُ غَيْرَتَكَ، فَقَالَ: وَاللهِ لَحَمْلُكِ النَّوَى كَانَ (3) أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ رُكُوبِكِ مَعَهُ. قَالَتْ: حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ بِخَادِمٍ، فَكَفَتْنِي سِيَاسَةَ الْفَرَسِ، فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَنِي (4).

(1) في (ظ 2) و (ق) و (م): وأعلف، والمثبت من (ظ 6).

(2)

في (ق): ناس.

(3)

قوله: كان، ليس في (م).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حمَّادُ بنُ أسامة.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 7/ 293 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابنُ سعد 8/ 250 - 251، والبخاري (3151) و (5224)، ومسلم (2182)(34)، والنسائي في "الكبرى"(9170) -وهو في "عشرة النساء" =

ص: 503

26938 -

حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ، أَنَّهَا حَمَلَتْ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ، قَالَتْ: فَخَرَجْتُ وَأَنَا مُتِمٌّ، فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَنَزَلْتُ بِقُبَاءَ، فَوَلَدْتُهُ بِقُبَاءَ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَوَضَعْتُهُ فِي حِجْرِهِ، ثُمَّ دَعَا بِتَمْرَةٍ، فَمَضَغَهَا، ثُمَّ تَفَلَ فِي فِيهِ، فَكَانَ أَوَّلَ مَا دَخَلَ فِي جَوْفِهِ رِيقُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَتْ: ثُمَّ حَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ، ثُمَّ دَعَا لَهُ، وَبَرَّكَ عَلَيْهِ (1)، وَكَانَ أَوَّلَ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ (2).

= (288) - وابن حبان (4500)، والبيهقي في "السنن" 7/ 293 من طريق أبي أسامة، به.

وقال البخاري عقب الرواية (3151): وقال أبو ضمرة: عن هشام، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع الزُّبير أرضاً من أموال بني النضير.

والحديث سيأتي مختصراً برقم (26972).

(1)

قوله: عليه، ليس في (ظ 6).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حمَّاد بن أسامة.

وأخرجه البخاري (3909) و (5469)، ومسلم (2146)(26)، والبيهقي في "السنن" 6/ 205 من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد.

وعلَّقه البخاري بصيغة الجزم عقب الرواية (3909) فقال: تابعه خالد بن مخلد، عن علي بن مُسهر، عن هشام

قلنا: وهذه الرواية وصلَها ابن أبي شيبة 8/ 20 و 14/ 335، ومسلم (2146)(26)، والحافظ في "تغليق التعليق" 4/ 95.

وأخرجه مسلم (2146)(25)، والطبراني في "الكبير" القطعة من الجزء 13/ (222) و 24/ (321) و (344) من طريق شعيب بن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه وفاطمة بنت المنذر، قالا: خرجت أسماء حين هاجرت وهي =

ص: 504

26939 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ - يَعْنِي عَبْدَ اللهِ بْنَ عَقِيلٍ الثَّقَفِيَّ - قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي فِي مُدَّةِ قُرَيْشٍ مُشْرِكَةً، وَهِيَ رَاغِبَةٌ - يَعْنِي مُحْتَاجَةٌ - فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمِّي قَدِمَتْ عَلَيَّ وَهِيَ مُشْرِكَةٌ رَاغِبَةٌ أَفَأَصِلُهَا؟ قَالَ:" صِلِي أُمَّكِ "(1).

26940 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ إِذْ عَاهَدُوا، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمِّي قَدِمَتْ وَهِيَ رَاغِبَةٌ، أَفَأَصِلُهَا؟ قَالَ:" نَعَمْ، صِلِي أُمَّكِ "(2).

= حُبْلى

فذكره مطولاً، ولم يقل في آخره: وكان أول مولود ولد في الإسلام.

وأخرج نحوه الطبراني في "الكبير" 13/ (221) و 24/ (210)، والحاكم 3/ 548 من طريق عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير، عن هشام، عن أبيه، به. وعبد الله بن محمد متروك الحديث.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عَقِيل عبد الله بن عَقِيل الثقفي، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة.

وسلف برقم (26913).

وانظر ما بعده.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26913)، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو عبد الله بن نُمير. =

ص: 505

26941 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ مَوْلَى أَسْمَاءَ، عَنْ أَسْمَاءَ أَنَّهَا نَزَلَتْ عِنْدَ دَارِ الْمُزْدَلِفَةِ، فَقَالَتْ: أَيْ بُنَيَّ، هَلْ غَابَ الْقَمَرُ - لَيْلَةَ جَمْعٍ وَهِيَ تُصَلِّي -؟ قُلْتُ: لَا، فَصَلَّتْ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَتْ: أَيْ بُنَيَّ، هَلْ غَابَ الْقَمَرُ؟ قَالَ: وَقَدْ غَابَ الْقَمَرُ، قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَتْ: فَارْتَحِلُوا. فَارْتَحَلْنَا، ثُمَّ مَضَيْنَا بِهَا حَتَّى رَمَيْنَا (1) الْجَمْرَةَ، ثُمَّ رَجَعَتْ، فَصَلَّتِ الصُّبْحَ فِي مَنْزِلِهَا، فَقُلْتُ لَهَا: أَيْ هَنْتَاهُ، لَقَدْ غَلَّسْنَا. قَالَتْ: كَلَّا يَا بُنَيَّ، إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَذِنَ لِلظُّعُنِ (2).

= وأخرجه ابن الجوزي في "البر والصلة"(274) من طريق الإمام أحمد، عن ابن نُمير، عن هشام بن عروة، إلا أنه قال: عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء!

وانظر ما قبله.

(1)

في (ظ 2) و (ق): رمت.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله مولى أسماء: هو ابن كيسان.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(1679)، وفي "التاريخ الأوسط" 1/ 297، ومسلم (1291)، وابن خزيمة (2884)، والطبراني في "الكبير" 24/ (270) من طرق عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1291)، والفاكهي في "أخبار مكة"(2814)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 216، والطبراني في "الكبير" 24/ (269) من طرق عن ابن جريج، به.

وأخرجه الطيالسي (1642) عن طلحة، عن عبد اللّه مولى أسماء، به، =

ص: 506

26942 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ مَوْلَى أَسْمَاءَ، عَنْ أَسْمَاءَ. قَالَ: أَخْرَجَتْ إِلَيَّ جُبَّةَ طَيَالِسَةٍ، عَلَيْهَا لِبْنَةٌ شِبْرٌ مِنْ دِيبَاجٍ كِسْرَوَانِيٍّ، وَفَرْجَيْهَا مَكْفُوفَيْنِ (1) بِهِ، قَالَتْ: هَذِهِ جُبَّةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَلْبَسُهَا، كَانَتْ عِنْدَ عَائِشَةَ، فَلَمَّا قُبِضَتْ (2) عَائِشَةُ، قَبَضْتُهَا إِلَيَّ، فَنَحْنُ نَغْسِلُهَا لِلْمَرِيضِ مِنَّا،

= مختصراً.

وأخرجه أبو داود (1943)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 7/ 317، وابن عبد البر في "الاستذكار" 13/ 63 من طريق محمد بن خلَّاد، عن يحيى بن سعيد القطان، عن ابن جُريج، قال: أخبرني عطاء -وهو ابن أبي رباح- قال: أخبرني مخبرٌ عن أسماء أنها رمت الجمرة، قلت: إنا رمينا الجمرة بليل. قالت: إنا كنَّا نصنع هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ورواه عبد العزيز بن أبي روّاد -كما عند الفاكهي في "أخبار مكة" بإثر الحديث (2814) عن ابن جريج بمثل رواية يحيى القطان السابقة.

قلنا: والمخبر الذي أخبر عن أسماء هو مولاها، فقد أخرج مالك في "الموطأ" 1/ 391 برواية الليثي، و (1354) برواية الزهري -ومن طريقه أخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 266، وفي "الكبرى"(4041) - وأخرج الطبراني في "الكبير" 24/ (265) من طريق أبي خالد الأحمر -كلاهما عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عطاء بن أبي رباح، عن مولى لأسماء، قال: جئنا مع أسماء منى بِغَلَس، فقالت: كنَّا نصنعُ هذا مع من هو خيرٌ منك. ومولى أسماء هو عبد الله.

وسيأتي برقم (26966).

(1)

في (م): وَفَرْجَاهَا مَكْفُوفَانِ.

(2)

في (ظ 6): مضت.

ص: 507

يَسْتَشْفِي بِهَا (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الملك -وهو ابن أبي سليمان العَرْزمي- من رجاله، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وقد اختلف فيه على عبد الملك بن أبي سليمان:

فرواه يحيى القطان -كما في هذه الرواية، وهي عند البخاري في "الأدب المفرد"(348) - وخالد بن عبد الله الواسطي -فيما أخرجه مسلم (2069)(10)، والبيهقي في "السنن" 2/ 423 - ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة -فيما أخرجه النسائي في "الكبرى"(9619) - ويعلى بنُ عبيد -فيما أخرجه البيهقي 3/ 270 - أربعتهم عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عبد الله مولى أسماء، بهذا الإسناد.

ورواه هُشيم بن بَشير -كما سيأتي في الروايتين (26945) و (26989) - وعبد السلام بن حرب -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (264) - كلاهما عن عبد الملك، عن عطاء بن أبي رباح، عن مولى أسماء، به. بزيادة عطاء بن أبي رباح بين عبد الملك ومولى أسماء، والصواب رواية من رواه عن عبد الملك، عن عبد الله مولى أسماء، دون ذكر عطاء في الإسناد، فيما ذكر النسائي عقب الرواية (9620).

ورواه هُشيم بن بشير من رواية سُريج بن يونس عنه -فيما أخرجه النسائي في "الكبرى"(6920) - عن عبد الملك، عن عطاء، عن أبي أسماء مولى أمِّ سلمة، عن أمِّ سلمة. قال النسائي: ليس هذا محفوظاً.

ورواه جرير بن عبد الحميد -كما عند ابن أبي شيبة 8/ 359 - عن عبد الملك، عن عطاء، قال: كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم جُبَّة

فذكره هكذا مرسلاً.

وسيأتي بالأرقام: (26944) و (26986) و (26993) من طريق حجاج بن أرطاة، عن أبي عمر مولى أسماء بلفظ: أخرجَتْ لنا أسماءُ جبة مزرورةً بالديباج، وقالت: في هذه كان يلقَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم العدوّ. وحجاج بن أرطاة ضعيف. =

ص: 508

26943 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ - يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ الْعَطَّارِ - عَنْ يَحْيَى - يَعْنِي (1) ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ - عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" لَا شَيْءَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ عز وجل "(2).

26944 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي عُمَرَ مَوْلَى أَسْمَاءَ، قَالَ:

= وسيأتي برقم (26982) من طريق مغيرة بن زياد، عن أبي عمر مولى أسماء، قال: قالت أسماء: يا جارية، ناوليني جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأخرجت جبة من طيالسة.

قال السندي: قوله: "عليها لِبْنَةٌ" بكسر لام وسكون باء: هي رُقعة تعمل موضع جيب القميص والجُبَّة.

"وفَرْجَيها" أي: رأيت طَرَفَيْها.

"مكفوفَيْن به" أي: بالدِّيباج.

(1)

قوله: يعني، ليس في (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، أبان بن يزيد العطار من رجاله، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو سلمة: هو ابنُ عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (221) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن أبان بن يزيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (5222)، ومسلم (2762)، والطبراني في "الكبير" 24/ (223) و (225) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به.

وسيأتي بالأرقام (26969) و (26971) و (26973).

وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3616)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

ص: 509

أَخْرَجَتْ إِلَيْنَا أَسْمَاءُ جُبَّةً مَزْرُورَةً بِالدِّيبَاجِ، فَقَالَتْ: فِي هَذِهِ كَانَ يَلْقَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعَدُوَّ (1).

26945 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ مَوْلًى لِأَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: كَانَ (2) لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جُبَّةٌ مِنْ طَيَالِسَةٍ لِبْنَتُهَا دِيبَاجٌ كِسْرَوَانِيٌّ (3).

26946 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُسْلِمٍ الْقُرِّيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ مُتْعَةِ الْحَجِّ، فَرَخَّصَ فِيهَا، وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَنْهَى عَنْهَا، فَقَالَ: هَذِهِ أُمُّ ابْنِ الزُّبَيْرِ تُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ فِيهَا، فَادْخُلُوا عَلَيْهَا فَاسْأَلُوهَا. قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَيْهَا،

(1) إسناده ضعيف لضعف حجَّاج بن أَرْطاة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه عبد بن حُميد في "المنتخب"(1576)، وابن ماجه (2819)، والطبراني في "الكبير" 24/ (266) و (267) و (268)، والبيهقي في "السنن" 3/ 218، وابنُ عبد البَرّ في "الاستذكار" 26/ 207، وفي "التمهيد" 14/ 256 من طرق عن حجَّاج بن أَرْطاة، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقمي: (26986) و (26993).

وايظر (26942).

(2)

في (ظ 2) و (ق): كانت.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (26942).

وسيكرر بإسناده ومتنه برقم (26989).

ص: 510

فَإِذَا امْرَأَةٌ ضَخْمَةٌ عَمْيَاءُ، فَقَالَتْ: قَدْ رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيهَا (1).

26947 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ أَخُو الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَوْلَاةٍ لِأَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ كَانَ مِنْكُنَّ يُؤْمِنُ (2) بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلَا تَرْفَعْ رَأْسَهَا حَتَّى نَرْفَعَ رُؤُوسَنَا " كَرَاهِيَةَ (3) أَنْ يَرَيْنَ عَوْرَاتِ الرِّجَالِ لِصِغَرِ أُزُرِهِمْ، وَكَانُوا إِذْ ذَاكَ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. مسلم القُرِّي -وهو ابنُ مِخْراق العَبْدي- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. رَوْح: هو ابنُ عبادة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (202) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1637) -ومن طريقه النسائي في "الكبرى"(5540)، والطبراني في "الكبير" 24/ (277) - ومسلم (1238)(195) من طريقي عبد الرحمن بن مهدي وغندر محمد بن جعفر، ثلاثتهم عن شعبة، به. قال مسلم عقب حديثه: فأما عبد الرحمن ففي حديثه المتعة، ولم يقل متعة الحج. وأما ابن جعفر فقال: قال شعبة: قال مسلم: لا أدري متعة الحج أو متعة النساء.

قلنا: ورواية الطيالسي جاء فيها: "متعة النساء"، لكنها وقعت عند الطبراني:"المتعة" دون تقييد. قلنا: والصواب أنها متعة الحج كما جاء في رواية روح عن شعبة هنا، وكما سلف في الروايات الأخرى للحديث.

انظر (16103) و (26917).

(2)

في (ظ 6): تؤمن.

(3)

في (م): كراهة.

ص: 511

يَأْتَزِرُونَ هَذِهِ (1) النَّمِرَةِ (2).

(1) في (م): بهذه.

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام مولاةِ أسماء -ووقع في بعض الروايات:"مولى أسماء"، وقد ترجم له الحافظ المِزِّي في "تهذيب الكمال" في المُبهمين من الرجال، وقال: إن لم يكن عبد الله بن كيسان، فلا أدري من هو- وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. غير عبد الله بن مُسلم أخي الزهري، فهو من رجال البخاري.

وقد اختلف في إسناده:

فرواه معمر، واختلف عليه فيه:

فرواه عبد الرزاق -كما في "مصنفه"(5109)، وفيما أخرجه من طريقه أبو داود (851)، والطبراني في "الكبير" 24/ (260)، والبيهقي في "السنن" 2/ 241 - وعبد الأعلى بن عبد الأعلى-كما سيرد في الرواية (26949) - كلاهما عن معمر، بهذا الإسناد. قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 189: وهو الصحيح.

وخالفهما رباح بن زيد الصنعاني، فرواه -كما سيرد في الرواية التالية- عن معمر، عن الزُّهري، عن بعضهم، عن مولى لأسماء، عن أسماء، به.

وتابع معمراً النعمانُ بنُ راشد، فرواه -كما سيرد في الرواية (26950) - عن أخي الزهري، عن مولى لأسماء، به.

ورواه سفيان بن عيينة، واختلف عليه فيه:

فرواه الحميدي (327)، ومحمد بن أبي عمر العدني -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (262) - كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن أخي الزهري، عمن سمع أسماء، عن أسماء، به.

وخالفهما سُريح بن النعمان، فرواه -كما سيرد في الرواية (26951) - عن سفيان بن عيينة، عن الزُّهري، عن عروة، عن أسماء، به.

قال الخطيب البغدادي في "تاريخه" 9/ 217: هكذا روى سُريج هذا الحديث عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، وليس هو من حديث عروة، ولا من حديث الزهري عنه، وإنما رواه عبد الله بن مسلم أخو الزهري، عن مولى =

ص: 512

26948 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَبَاحٌ (1)، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ بَعْضِهِمْ، عَنْ مَوْلَاةٍ لِأَسْمَاءَ، عَنْ أَسْمَاءَ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ الْمُسْلِمُونَ ذَوِي حَاجَةٍ يَأْتَزِرُونَ بِهَذِهِ النَّمِرَةِ، فَكَانَتْ إِنَّمَا تَبْلُغُ أَنْصَافَ (2) سُوقِهِمْ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ، فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ " يَعْنِي النِّسَاءَ " فَلَا تَرْفَعْ رَأْسَهَا حَتَّى نَرْفَعَ رُؤُوسَنَا " كَرَاهِيَةَ أَنْ تَنْظُرَ (3) إِلَى عَوْرَاتِ الرِّجَالِ مِنْ صِغَرِ أُزُرِهِمْ (4).

26949 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَوْلًى لِأَسْمَاءَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " مَنْ كَانَ

= لأسماء -ويقال عن مولاة لأسماء- عن أسماء.

وكذلك قال المِزِّي في "تحفة الأشراف" 11/ 251.

وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، وقد سلف برقم (10994).

وآخر من حديث جابر بن عبد الله، وقد سلف برقم (14123).

وثالث من حديث سهل بن سعد، وقد سلف برقم (15562).

وانظر الأحاديث الأربعة التي تليه.

(1)

في (ظ 2) و (ق) و (م): روح، وهو خطأ.

(2)

في (ظ 6): نصف.

(3)

في (ظ 6): ينظرن.

(4)

حديث صحيح لغيره، وقد بسطنا القولَ فيه في الرواية السابقة. رباح: هو ابن زيد الصنعاني.

ص: 513

مِنْكُنَّ يُؤْمِنُ (1) بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).

26950 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي النُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ أَخِي (3) الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَوْلًى لِأَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلَا تَرْفَعْ رَأْسَهَا حَتَّى يَرْفَعَ الرِّجَالُ رُؤُوسَهُمْ ". قَالَتْ: وَذَلِكَ أَنَّ أُزُرَهُمْ كَانَتْ قَصِيرَةً، مَخَافَةَ أَنْ تَنْكَشِفَ عَوْرَاتُهُمْ إِذَا سَجَدُوا (4).

26951 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ مَنْ كَانَ مِنْكُنَّ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا تَرْفَعْ

(1) في (ظ 6): تؤمن.

(2)

حديث صحيح لغيره، وهو مكرر الرواية (26947)، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، وقال فيه: عن مولىً لأسماء، وقد فصَّلنا القول فيه هناك.

(3)

في (م): ابن أخي، وهو خطأ.

(4)

حديث صحيح لغيره، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (27647). وُهيب: هو ابن خالد الباهلي، وأخو الزهري: هو عبد الله بن مُسلم.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (261) من طريق عفَّان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً 24/ (263) من طريق جرير بن حازم، عن النعمان بن راشد، به. ووقع في مطبوعه: عن الزهري، وهو خطأ، والصواب: عن أخي الزهري.

وقد سلف برقم (26947)، وذكرنا هناك شواهده.

ص: 514

رَأْسَهَا حَتَّى يَرْفَعَ الْإِمَامُ رَأْسَهُ " مِنْ ضِيقِ ثِيَابِ الرِّجَالِ (1).

26952 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: حَجَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَنَا، فَجَعَلْنَاهَا عُمْرَةً، فَأَحْلَلْنَا كُلَّ الْإِحْلَالِ (2)، حَتَّى سَطَعَتْ الْمَجَامِرُ بَيْنَ النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ (3).

26953 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ جَدَّتِهِ - فَمَا أَدْرِي أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ أَوْ سُعْدَى بِنْتَ عَوْفٍ - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى ضُبَاعَةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ:" مَا يَمْنَعُكَ مِنَ الْحَجِّ يَا عَمَّةُ؟ " قَالَتْ: إِنِّي امْرَأَةٌ سَقِيمَةٌ، وَإِنِّي (4) أَخَافُ الْحَبْسَ. قَالَ:" فَأَحْرِمِي، وَاشْتَرِطِي أَنَّ مَحِلَّكِ حَيْثُ حُبِسْتِ "(5).

(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد أخطأ فيه سُريج بن النعمان كما بيَّنَّا ذلك في تعليقنا على الرواية (26947)، فانظرها.

وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 9/ 217 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

(2)

في (ظ 6): الحلال.

(3)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وسلف برقم (26917) وفيه قصة، وشيخ الإمام أحمد هنا: هو عَبيدة بن حُميد الضبي.

(4)

في (ظ 6): وأنا.

(5)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال أبي بكر بن عبد الله بن الزبير، فلم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يُؤثر توثيقُه عن أحد، وبقية رجال الإسناد ثقات. عثمان بن حكيم: هو ابن عبَّاد بن حُنَيْف الأنصاري. =

ص: 515

26954 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا قَالَتْ: فَزِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ كَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَأَخَذَ دِرْعًا حَتَّى أَدْرَكَ بِرِدَائِهِ، فَقَامَ بِالنَّاسِ قِيَامًا طَوِيلًا، يَقُومُ ثُمَّ يَرْكَعُ، قَالَتْ: فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى الْمَرْأَةِ الَّتِي هِيَ أَكْبَرُ مِنِّي قَائِمَةً، وَإِلَى الْمَرْأَةِ الَّتِي هِيَ أَسْقَمُ مِنِّي قَائِمَةً، فَقُلْتُ: إِنِّي أَحَقُّ أَنْ أَصْبِرَ عَلَى طُولِ الْقِيَامِ مِنْكِ.

وقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: حَدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَزِعَ (1).

= وأخرجه ابن ماجه (2936) من طريق عبد الله بن نُمير، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (233) و (773) من طريقين عن عثمان بن حكيم، به.

وله شاهد من حديث عائشة، سلف برقم (25308)، وذكرنا هناك بقية شواهده.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد ساق ابن جريج إسناده إلى أسماء، وصرَّح بالتحديث فيه، فانتفت شبهة تدليسه.

وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(4927)، وأخرجه من طريقه الطبراني في "الكبير" 24/ (353)، والبيهقي في "السنن " 3/ 342.

وأخرجه مسلم (906)(14) و (15)، وأبو عوانة 2/ 368 من طرق عن ابن جُريج، به.

وأخرجه مسلم (906)(16) من طريق وُهَيْب، عن منصور بن عبد الرحمن، به.

وسيأتي برقم (26968).

وانظر (26925). =

ص: 516

26955 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقْرَأُ، وَهُوَ يُصَلِّي نَحْوَ الرُّكْنِ قَبْلَ أَنْ يَصْدَعَ بِمَا يُؤْمَرُ، وَالْمُشْرِكُونَ يَسْتَمِعُونَ:{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن](1).

26956 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدَّتِهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: لَمَّا وَقَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِذِي طُوًى، قَالَ أَبُو قُحَافَةَ لِابْنَةٍ لَهُ مِنْ أَصْغَرِ وَلَدِهِ: أَيْ

= قال السندي: قولها: "فأخَذَ دِرْعاً" أي: قميص المرأة مقام الرداء، من السرعة والفزع.

"حتى أدرك بردائه" أي: حتى إن الناس أخذوا منه الدِّرع، وأعطَوْه الرِّداء.

(1)

إسناده ضعيف، يحيى بن إسحاق -وهو السّيلحيني- وإن كان من قدماء أصحاب ابن لَهيعة، إلا أنَّ ابن لهيعة انفردَ به، وهو ممن لا يحتمل تفرده، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (231) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 115 و 7/ 117، وقال في الموضع الأول: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام، وقال في الموضع الثاني: وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف، وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح.

ص: 517

بُنَيَّةُ، اظْهَرِي بِي (1) عَلَى أَبِي قَبِيسٍ. قَالَتْ: وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ. قَالَتْ: فَأَشْرَفْتُ بِهِ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّةُ، مَاذَا تَرَيْنَ؟ قَالَتْ: أَرَى سَوَادًا مُجْتَمِعًا، قَالَ: تِلْكَ الْخَيْلُ، قَالَتْ: وَأَرَى رَجُلًا يَسْعَى بَيْنَ ذَلِكَ السَّوَادِ مُقْبِلًا وَمُدْبِرًا، قَالَ: يَا بُنَيَّةُ، ذَلِكَ الْوَازِعُ - يَعْنِي الَّذِي يَأْمُرُ الْخَيْلَ وَيَتَقَدَّمُ إِلَيْهَا - ثُمَّ قَالَتْ: قَدْ وَاللهِ انْتَشَرَ السَّوَادُ، فَقَالَ: قَدْ وَاللهِ إِذًا دُفِعَتْ الْخَيْلُ، فَأَسْرِعِي بِي إِلَى بَيْتِي، فَانْحَطَّتْ بِهِ، وَتَلَقَّاهُ الْخَيْلُ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى بَيْتِهِ، وَفِي عُنُقِ الْجَارِيَةِ طَوْقٌ لَهَا مِنْ وَرِقٍ، فَتَلَقَّاهُ رَجُلٌ، فَاقْتَلَعَهُ مِنْ عُنُقِهَا. قَالَتْ: فَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ، وَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، أَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ بِأَبِيهِ (2)، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" هَلَّا تَرَكْتَ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا آتِيهِ فِيهِ ". قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، هُوَ أَحَقُّ أَنْ يَمْشِيَ إِلَيْكَ مِنْ أَنْ تَمْشِيَ أَنْتَ إِلَيْهِ، قَالَ: فَأَجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ مَسَحَ صَدْرَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ:" أَسْلِمْ ". فَأَسْلَمَ، وَدَخَلَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَرَأْسُهُ كَأَنَّهُ ثَغَامَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" غَيِّرُوا هَذَا مِنْ شَعْرِهِ ". ثُمَّ قَامَ أَبُو بَكْرٍ، فَأَخَذَ بِيَدِ أُخْتِهِ، فَقَالَ: أَنْشُدُ بِاللهِ وَالْإِسْلَامِ (3) طَوْقَ أُخْتِي، فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، فَقَالَ:

(1) في (ظ 6): لي.

(2)

في (م): أتاه أبو بكر بأبيه يعوده.

(3)

في (م): وبالإسلام.

ص: 518

يَا أُخَيَّةُ (1)، احْتَسِبِي طَوْقَكِ (2).

26957 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ (3) إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ

(1) في (ظ 2) و (ق): يا أخته.

(2)

إسناده حسن، ابن إسحاق -وهو محمد- حسن الحديث، وقد صرَّح بالتحديث هنا، فانتفت شبهةُ تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن عبَّاد ابن عبد الله بن الزُّبير، فقد روى له البخاري في "القراءة" وأصحابُ السنن، وهو ثقة. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.

وأخرجه ابن حبان (7208) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (236) من طريق أحمد بن محمد بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد، به.

وأخرجه ابن سعد 5/ 451 - 452، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3684)، والطبراني في "الكبير" 24/ (237)، والحاكم 3/ 46 - 47، والبيهقي في "السنن" 9/ 121 - 122، وفي "دلائل النبوة" 5/ 95 - 96، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 582 من طرق عن ابن إسحاق، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم.

وأخرج الطبراني في "الكبير" 24/ (238) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء، قالت: لما كان يوم الفتح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي قحافة: "أسلم تسلم".

وانظر حديث أنس بن مالك السالف برقم (12635)، وحديث جابر السالف برقم (14641).

قال السندي: قولها: "لما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي طوى"، أي: يوم فتح مكة.

"اظْهري": من ظَهَرَ، إذا اطَّلع، أي: اطَّلعي.

(3)

كلمة "ابن" سقطت من (م).

ص: 519

عَنْ جَدَّتِهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَخَرَجَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، احْتَمَلَ أَبُو بَكْرٍ مَالَهُ كُلَّهُ مَعَهُ: خَمْسَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، أَوْ سِتَّةَ آلَافِ دِرْهَمٍ. قَالَتْ (1): وَانْطَلَقَ بِهَا مَعَهُ. قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلَيْنَا جَدِّي أَبُو قُحَافَةَ وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ، فَقَالَ: وَاللهِ إِنِّي لَأَرَاهُ قَدْ فَجَعَكُمْ بِمَالِهِ مَعَ نَفْسِهِ، قَالَتْ: قُلْتُ: كَلَّا يَا أَبَهْ (2)، إِنَّهُ قَدْ تَرَكَ لَنَا خَيْرًا كَثِيرًا. قَالَتْ: فَأَخَذْتُ أَحْجَارًا، فَوَضَعْتُهَا فِي كُوَّةِ (3) الْبَيْتِ، كَانَ أَبِي يَضَعُ فِيهَا مَالَهُ، ثُمَّ وَضَعْتُ عَلَيْهَا ثَوْبًا، ثُمَّ أَخَذْتُ بِيَدِهِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَهْ (4)، ضَعْ يَدَكَ عَلَى هَذَا الْمَالِ. قَالَتْ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: لَا بَأْسَ، إِنْ كَانَ قَدْ تَرَكَ لَكُمْ هَذَا، فَقَدْ أَحْسَنَ، وَفِي هَذَا لَكُمْ بَلَاغٌ ". قَالَتْ: وَلَا (5) وَاللهِ مَا تَرَكَ لَنَا شَيْئًا، وَلَكِنِّي (6) قَدْ أَرَدْتُ أَنْ أُسَكِّنَ الشَّيْخَ بِذَلِكَ (7).

(1) كلمة "قالت" ليست في (ظ 6).

(2)

في (م): يا أبت.

(3)

في (ظ 2) و (ق): فأخذت أحجاراً فتركتها في كوة، وفي (م): فأخذت أحجاراً فتركتها فوضعتها في كوة، والمثبت من (ظ 6).

(4)

في (م): يا أبت.

(5)

في (م): لا.

(6)

في (ظ 6): ولكن.

(7)

إسناده حسن كسابقه. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (235)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 55 - 56 من طريق أحمد بن محمد بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. =

ص: 520

26958 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ (1) عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ: أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا ثَرَدَتْ، غَطَّتْهُ شَيْئًا حَتَّى يَذْهَبَ فَوْرُهُ، ثُمَّ تَقُولُ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّهُ أَعْظَمُ لِلْبَرَكَةِ "(2).

= وأخرجه الحاكم 3/ 5 - 6 من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، به. وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي!

(1)

قوله: عن عروة، سقط من الأصول الخطية، واستدركناه من أطراف المسند 8/ 378، وانظر الرواية التالية.

(2)

حديث حسن، حسن -وهو ابن موسى الأشيب- وإن كانت روايته عن ابن لهيعة بعد احتراق كتبه، فقد تابعه عبد الله بن المبارك، وقتيبة بن سعيد، كما سيأتي في الرواية (26959)، وهما صحيحا السماع منه، ثم إن ابنَ لهيعة قد توبع كذلك، كما سيأتي في التخريج، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الدارمي (2047)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3140)، وابن حبان (5207)، والطبراني في "الكبير" 24/ (226)، والحاكم 4/ 118، وتمَّام الرازي في "فوائده"(966)(الروض البسام)، والبيهقي في "السنن" 7/ 280، وفي "شعب الإيمان"(5909)، وفي "الآداب"(526) من طريق قرة بن عبد الرحمن بن حَيْوِيل، عن الزُّهري، به. وقرَّة بن عبد الرحمن ضعيف، وحديثه يصلح للمتابعات والشواهد.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم في الشواهد، ووافقه الذهبي.

وانظر ما بعده.

قال السندي: قوله: "إذا ثَرَدَتْ" بالثاء المثلثة، والثريد: طعامٌ معروف للعرب.

ص: 521

26959 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُقَيْلٍ. وحَدَّثَنَا عَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا (1) ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا ثَرَدَتْ، غَطَّتْهُ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2).

26960 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ (3) بَصْرِيٌّ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أَسْمَاءَ أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: إِنِّي زَوَّجْتُ ابْنَتِي، فَمَرِضَتْ، فَتَمَرَّطَ رَأْسُهَا، وَإِنَّ زَوْجَهَا قَدْ اخْتَلَفَ إِلَيَّ، أَفَأَصِلُ رَأْسَهَا؟ قَالَتْ: فَسَبَّ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ (4).

(1) في (م): أنبأنا.

(2)

إسناده حسن، قتيبة بن سعيد وعبد الله -وهو ابنُ المبارك- صحيحاً السماع من ابن لهيعة، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير عتَّاب -وهو ابن زياد- فقد روى له ابن ماجه، وهو ثقة.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(1575)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 176 - 177 من طريقين عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.

وانظر الرواية السابقة.

(3)

كذا في الأصول الخطية و (م): عمران بن يزيد العطار، والذي في "أطراف المسند" 8/ 381، و"التعجيل" 2/ 58: عمران بن يزيد القطان.

(4)

حديث صحيح، عمران بن يزيد القطان مجهول فيما قال الحسيني في "الإكمال"، والذهبي في "الميزان"، وقال في "ذيل الكاشف": لا يعرف. قلنا: وقد توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدِّب، ووالدة منصور بن عبد الرحمن: هي صفية بنت شيبة.

وأخرجه البخاري (5935) من طريق فُضَيل بن سليمان، ومسلم (2122) من طريق وُهيب بن خالد، والطبراني في "الكبير" 24/ (357) من طريق =

ص: 522

26961 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ (1) مَنْصُورٌ، عَنْ أُمِّهِ، عَنِ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ، فَقَالَتْ: فَقَالَ لَنَا: " مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ، فَلْيَقُمْ عَلَى إِحْرَامِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ، فَلْيَحْلِلْ "(2).

26962 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي (3) الْأَسْوَدِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَادَةَ بْنَ الْمُهَاجِرِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ لِابْنِ الزُّبَيْرِ: أَلَا تَسْأَلُ أُمَّكَ؟ قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَى أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ

= البراء، ثلاثتهم عن منصور بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (24804).

(1)

في (م): حدثنا.

(2)

حديث صحيح، عِمْران بن يزيد، وهو القطان -وإن كان مجهولاً- قد توبع، وهو من رجال "التعجيل"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. منصور بن عبد الرحمن: هو ابنُ طلحة بن الحارث العبدري، وأمُّه: هي صفية بنتُ شيبة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (355) من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1236)(192)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 246، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2439) و (4307)، وفي "شرح معاني الآثار" 2/ 193، والطبراني في "الكبير" 24/ (356) من طرق عن منصور، به.

وسيأتي برقم (26965).

وسلفت أحاديث الباب في مسند ابن عمر عند الرواية (4822).

(3)

في (م): ابن، وهو خطأ.

ص: 523

اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كُنَّا بِذِي الْحُلَيْفَةِ، قَالَ:" مَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ يُهِلَّ بِالْحَجِّ (1)، فَلْيُهِلَّ، وَمَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ يُهِلَّ بِعُمْرَةٍ، فَلْيُهِلَّ ". قَالَتْ أَسْمَاءُ: وَكُنْتُ أَنَا وَعَائِشَةُ وَالْمِقْدَادُ وَالزُّبَيْرُ مِمَّنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ (2).

26963 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ - يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ - عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (3) فِي الْكُسُوفِ. قَالَتْ: فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ

(1) في (ظ 6) و (ظ 2): بحج.

(2)

إسناده ضعيف بهذه السياقة من حديث أسماء لجهالة عُبادة بن المهاجر، فقد ترجم له الحسيني في "الإكمال"، والحافظ في "التعجيل" ولم يذكرا في الرواة عنه سوى أبي الأسود -وهو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل- ولم يؤثر توثيقُه عن غير ابن حبان، وقال الحسيني: فيه جهالة. وابنُ لهيعة سيِّئ الحفظ، وقد خالف في إسناد ومتن هذا الحديث من هو أوثقُ منه، كما سيأتي، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه البخاري (1796)، ومسلم (1237) من طريق عمرو بن الحارث، عن أبي الأسود، أن عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر حدثه، أنه كان يسمع أسماء كلما مرَّت بالحَجُون تقول: صلى الله على رسوله وسلَّم، لقد نَزَلْنا معه هاهنا، ونحن يومئذٍ خِفافُ الحقائب، قليلٌ ظَهْرُنا، قليلةٌ أزوادُنا، فاعتمرتُ أنا وأختي عائشة والزُّبير، وفلان وفلان، فلما مَسَحْنا البيتَ أحْلَلْنا، ثم أهْلَلْنا من العشيّ بالحج.

وقوله: "من أراد منكم أن يُهلَّ بحجة، فليُهلّ، ومن أراد أن يُهلّ بعمرةٍ فليُهلّ" صحيح من حديث عائشة، وسلف برقم (25587).

وانظر: (16103) و (26917) و (26946) و (26961).

(3)

في (م): رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 524

رَفَعَ (1)، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ (2)، ثُمَّ سَجَدَ، فَأَطَالَ السُّجُودَ، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، فَأَطَالَ السُّجُودَ، ثُمَّ قَامَ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ (3)، ثُمَّ سَجَدَ، فَأَطَالَ السُّجُودَ، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، فَأَطَالَ السُّجُودَ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَقَالَ:" دَنَتْ مِنِّي الْجَنَّةُ حَتَّى لَوْ اجْتَرَأْتُ، لَجِئْتُكُمْ بِقِطَافٍ مِنْ قِطَافِهَا، وَدَنَتْ مِنِّي النَّارُ حَتَّى قُلْتُ: يَا رَبُّ، وَأَنَا مَعَهُمْ؟ وَإِذَا امْرَأَةٌ - قَالَ نَافِعٌ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: - تَخْدِشُهَا هِرَّةٌ. قُلْتُ: مَا شَأْنُ هَذِهِ؟ قِيلَ لِي: حَبَسَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ، لَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَلَا هِيَ أَرْسَلَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خِشَاشِ الْأَرْضِ "(4).

(1) في (م): قام.

(2)

في (م): ثم رفع فأطال القيام، وانظر الحديث بعده.

(3)

قوله: ثم رفع، من (م).

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، موسى بن داود -وهو الضبي- من رجاله، وبقيةُ. رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن أبي مُلَيْكة: هو عبدُ الله بن عبيد الله.

وأخرج صلاة الكسوف النسائي في "المجتبى" 3/ 151، وفي "الكبرى"(1885) من طريق موسى بن داود، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (745) و (2364)، وابن ماجه (1265)، والطبراني في "الكبير" 24/ (252) من طريقين عن نافع بن عمر، به. ووقع في مطبوع الطبراني سقط يستدرك من هنا.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (258) من طريق حجَّاج، عن ابن أبي مُليكة، به مختصراً. =

ص: 525

26964 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ (1)، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ فَصَلَّى، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ فَعَلَ فِي الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ:" لَقَدْ أُدْنِيَتْ مِنِّي الْجَنَّةُ حَتَّى لَوْ اجْتَرَأْتُ عَلَيْهَا، لَأَتَيْتُكُمْ بِقِطْفٍ مِنْ أَقْطَافِهَا، وَلَقَدْ أُدْنِيَتْ مِنِّي النَّارُ حَتَّى قُلْتُ: يَا رَبُّ، وَأَنَا مَعَهُمْ؟ (2) فَرَأَيْتُ فِيهَا هِرَّةً - قَالَ: حَسِبْتُ - أَنَّهَا، تَخْدِشُ امْرَأَةً حَبَسَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خِشَاشِ الْأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ "(3).

= وسيأتي في الحديث الذي يليه.

وانظر (26925) و (26954).

وسلف بسياق أتم برقم (14417) من حديث جابر بن عبد الله.

وانظر حديث المغيرة بن شعبة برقم (18142).

قال السندي: قوله: "يا رب وأنا معهم؟ " أي: أتُعذِّبُهم وأنا معهم، وقد قلت:{وما كانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وأنتَ فيهم} [الأنفال: 33].

(1)

في (م): عن نافع، عن ابن عمر وهو خطأ.

(2)

في (ظ 2) و (ق): منهم.

(3)

هو مكرر سابقه، غير أن قولها: فأطال القيام قبل قولها: ثم سجد سجدتين، لم يرد في طرق حديث أسماء، ووقع ذكر تطويل القيام الذي قبل السجود كذلك في حديث جابر السالف برقم (15018)، وهو عند مسلم (904) (9). قال القاضي في "إكمال المعلم" 3/ 335: لم يذكر أحد من الفقهاء التطويل في القيام الذي قبل السجود. وانظر "شرح مسلم" للنووي =

ص: 526

26965 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. وَرَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ - وَهِيَ أُمُّهُ -، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: خَرَجْنَا مُحْرِمِينَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ، فَلْيُتِمَّ - وَقَالَ رَوْحٌ: فَلْيَقُمْ عَلَى إِحْرَامِهِ - وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ، فَلْيَحْلِلْ ". قَالَتْ: " فَلَمْ يَكُنْ مَعِي هَدْيٌ، فَحَلَلْتُ، وَكَانَ مَعَ الزُّبَيْرِ زَوْجِهَا هَدْيٌ فَلَمْ يَحِلَّ، قَالَتْ: فَلَبِسْتُ ثِيَابِي وَحَلَلْتُ، فَجِئْتُ إِلَى الزُّبَيْرِ، فَقَالَ: قُومِي عَنِّي. قَالَتْ: فَقُلْتُ: أَتَخْشَى أَنْ أَثِبَ عَلَيْكَ؟ (1).

= 6/ 206 - 207.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بنُ بَكْر: هو البُرْساني، ورَوْح: هو ابنُ عُبادة.

وأخرجه مسلم (1236)(191) من طريق محمد بن بكر ورَوْح، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 4/ 339 من طريق رَوْح، به.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 370 (بترتيب السندي)، وابن ماجه (2983)، والطبراني في "الكبير" 24/ (354)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 7/ 33 - 34 من طرق عن ابن جُرَيْج، به.

وقد سلف مختصراً برقم (26961).

قلنا: وذكرُها الزُّبيرَ فيمن لم يَحِلَّ في تلك الحجة مُشكِلٌ، فقد روى عنها مولاها عبد الله بن كَيْسان عند البخاري (1796)، ومسلم (1237): أن الزبير كان ممن أَحَلَّ بعُمرة، وكذا روى عنها ابنها عروة عند البخاري (1615)، ومسلم (1235)، وهو الذي مال إلى ترجيحه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 3/ 617 - 618.

ص: 527

26966 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. وَرَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ مَوْلَى (1) أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا قَالَتْ: أَيْ بُنَيَّ، هَلْ غَابَ الْقَمَرُ؟ - لَيْلَةَ جَمْعٍ - قُلْتُ: لَا. ثُمَّ قَالَتْ: أَيْ بُنَيَّ، هَلْ غَابَ الْقَمَرُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَتْ: فَارْتَحِلُوا. فَارْتَحَلْنَا، ثُمَّ مَضَيْنَا حَتَّى رَمَتِ الْجَمْرَةَ، ثُمَّ رَجَعَتْ، فَصَلَّتِ الصُّبْحَ فِي مَنْزِلِهَا، فَقُلْتُ لَهَا: لَقَدْ غَلَّسْنَا - قَالَ رَوْحٌ: أَيْ هَنْتَاهُ - قَالَتْ: كَلَّا يَا (2) بُنَيَّ، إِنَّ نَبِيَّ اللهِ أَذِنَ لِلظُّعُنِ (3).

26967 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، أَنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ دَخَلَ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ بَعْدَمَا قُتِلَ ابْنُهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ: إِنَّ ابْنَكِ أَلْحَدَ فِي هَذَا الْبَيْتِ، وَإِنَّ اللهَ عز وجل أَذَاقَهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ، وَفَعَلَ بِهِ وَفَعَلَ (4)، فَقَالَتْ: كَذَبْتَ، كَانَ بَرًّا بِالْوَالِدَيْنِ، صَوَّامًا قَوَّامًا، وَاللهِ

(1) في (م): بن، وهو خطأ.

(2)

في (ظ 6): أي.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26941)، إلا أن شيخي أحمد هنا هما: محمد بن بَكْر، وهو البُرْساني، ورَوْح، وهو ابن عبادة.

وأخرجه ابن خزيمة (2884) من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد.

(4)

في (م): وفعل به ما فعل.

ص: 528

لَقَدْ أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ ثَقِيفٍ كَذَّابَانِ، الْآخِرُ مِنْهُمَا شَرٌّ مِنَ الْأَوَّلِ، وَهُوَ مُبِيرٌ "(1).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن المحفوظ في متنه:"يكون في ثقيف كذاب ومبير"، كذا جاء في جميع طرقه عن أسماء خلا طريق أبي الصِّدِّيق الناجي هذه، وطريق عَنْتَرة بن عبد الرحمن الشَّيباني الآتية برقم (26974).

إسحاق بن يوسف: هو الأزرق، وعوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي، وأبو الصديق الناجي: هو بكر ابن عمرو.

وأخرجه ابن سعد 8/ 254 من طريق إسحاق بن يوسف، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحاكم 4/ 526 من طريق رَوْح بنِ عُبادة، عن عوف، به.

وأخرجه الحميدي (326)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 416، والفاكهي في "أخبار مكة"(1674)، والطبراني في "الكبير" 13/ (232)، و 24/ (272) و (273)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(3)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 333 - 334، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 481 - 482 من طريق أبي المحياة يحيى بن يعلى بن حرملة، عن أبيه، عن أسماء، بنحوه. وقوله: عن أبيه تحرف في مطبوع الحميدي والفاكهي والبيهقي إلى: عن أمه.

وأخرجه ابن سعد 8/ 254، والطبراني في "الكبير" 13/ (233) و 24/ (271)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 57 من طريق إسماعيل بن زكريا، عن يزيد بن أبي زياد، عن قيس بن الأحنف، عن القاسم بن محمد، عن أسماء

فذكر نحوه.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (283) من طريق جرير، عن يزيد بن أبي زياد، عن قيس بن الأحنف، عن أسماء

فذكره. وأسقط اسم القاسم بن محمد، والأول أصح فيما قال الدارقطني في "العلل" 5/ 190 - 191.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 4/ (214)، وفي "الأوسط"(6345) من =

ص: 529

26968 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا قَالَتْ: فَزِعَ يَوْمَ كَسَفَتِ الشَّمْسُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ دِرْعًا حَتَّى أُدْرِكَ بِرِدَائِهِ، فَقَامَ بِالنَّاسِ قِيَامًا طَوِيلًا، يَقُومُ ثُمَّ يَرْكَعُ، فَلَوْ جَاءَ إِنْسَانٌ بَعْدَمَا رَكَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَمْ

= طريق عروة، وفي "الكبير" كذلك 24/ (276) من طريق أبي العالية البَرَّاء، والحاكم 4/ 526 من طريق حُصين، ثلاثتهم عن أسماء، بنحوه. قال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 13/ (234) و 24/ (259)، والدارقطني في "العلل" 5/ 191 من طريق ضمام بن إسماعيل، عن عُقيل بن خالد، أن أباه خالداً كان مع الحجاج، فلما قتل ابن الزبير بعثه إلى أسماء

فذكر نحوه.

وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 191 من طريق سلامة بن روح، حدثني عقيل، عن عمه زياد بن عقيل -وكان مع الحجاج- قال: لما قتل ابن الزبير

فذكر نحوه.

وأخرجه مختصراً ومطولاً الطيالسي (1641)، ومسلم (2545)، والطبراني في "الكبير " 13/ (231) و (24/ (274) و (275)، والحاكم 3/ 553، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 481 و 485 - 486 من طريق أبي نوفل بن أبي عقرب، عن أسماء.

وسيرد برقم (26974).

وفي الباب: عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، سلف برقم (4790).

قال السندي: قوله: "إن ابنكِ أَلْحَدَ" من الإلحاد، وهو الميل إلى الفساد.

وقوله: "في هذا البيت" يريد الكعبة، ومراده بذلك الإشارة إلى قوله تعالى: {وَمَن يُرِدْ فيه بإلحادٍ بظلمٍ نُذِقْهُ من عذابٍ أليم) [الحج: 25].

ص: 530

يَعْلَمْ أَنَّهُ رَكَعَ، مَا حَدَّثَ نَفْسَهُ أَنَّهُ رَكَعَ، مِنْ طُولِ الْقِيَامِ. قَالَتْ: فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى الْمَرْأَةِ الَّتِي هِيَ أَكْبَرُ مِنِّي، وَإِلَى الْمَرْأَةِ الَّتِي هِيَ أَسْقَمُ مِنِّي قَائِمَةً، وَأَنَا أَحَقُّ أَنْ أَصْبِرَ عَلَى طُولِ الْقِيَامِ مِنْهَا (1).

26969 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ وَأَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، كِلَاهُمَا عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ عُرْوَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَسْمَاءَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ:" إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ عز وجل ".

وَقَالَ يُونُسُ فِي حَدِيثِهِ، عَنْ أَبَانَ:" لَا شَيْءَ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ عز وجل "(2).

26970 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26954)، إلا أن شيخ أحمد هنا: هو رَوْح، وهو ابن عُبادة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبان بن يزيد -وهو العطار- فمن رجال مسلم.

وهو عند الطيالسي (1640)، وأخرجه من طريقه البيهقي في "الأسماء والصفات"(1009) من رواية حرب بن شداد وحده.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (224)، وأبو نُعيم في "الحلية" 9/ 21 من طريقين عن حَرْب بن شدَّاد، به.

وسلف من حديث يونس عن أبان وحده برقم (26943).

ص: 531

وَأَنَا أُحْصِي شَيْئًا وَأَكِيلُهُ. قَالَ: " يَا أَسْمَاءُ، لَا تُحْصِي، فَيُحْصِيَ اللهُ عَلَيْكِ ". قَالَتْ: فَمَا أَحْصَيْتُ شَيْئًا بَعْدَ قَوْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنْ عِنْدِي، وَلَا دَخَلَ عَلَيَّ، وَمَا نَفِدَ عِنْدِي مِنْ رِزْقِ اللهِ (1) إِلَّا أَخْلَفَهُ اللهُ عز وجل (2).

26971 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةُ - يَعْنِي شَيْبَانَ - عَنْ يَحْيَى - يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ - عَنْ أَبِي سَلَمَةَ (3)، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ:" مَا شَيْءٌ (4) أَغْيَرَ مِنَ اللهِ عز وجل "(5).

(1) في (ظ 6): من رزق. يعني دون لفظ الجلالة.

(2)

إسناده حسن من أجل الضَّحَّاك بن عثمان -وهو ابن عبد الله الحزامي- وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن عبد المجيد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (241) من طريق حميد بن الأسود، عن الضحاك بن عثمان، بهذا الإسناد.

وسلف نحوه برقم (26912).

(3)

سقط اسم أبي سلمة من النسخ الخطية، وأثبتناه من نسخة "أطراف المسند" 8/ 379.

(4)

في (م): ما من شيء.

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (222) من طريق الحسن بن موسى الأشيب، عن شيبان، بهذا الإسناد. وسقط من مطبوعه اسم يحيى بن أبي كثير. =

ص: 532

26972 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ أَسْمَاءَ قَالَتْ: كُنْتُ أَخْدُمُ الزُّبَيْرَ - زَوْجَهَا - وَكَانَ لَهُ فَرَسٌ كُنْتُ أَسُوسُهُ، وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِنَ الْخِدْمَةِ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ سِيَاسَةِ الْفَرَسِ، فَكُنْتُ أَحْتَشُّ لَهُ، وَأَقُومُ عَلَيْهِ، وَأَسُوسُهُ، وَأَرْضَخُ لَهُ النَّوَى. قَالَ: ثُمَّ إِنَّهَا أَصَابَتْ خَادِمًا، أَعْطَاهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَتْ: فَكَفَتْنِي سِيَاسَةَ الْفَرَسِ، فَأَلْقَتْ عَنِّي مَؤُونَتَهُ (1). (2)

26973 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: " إِنَّهُ (3) لَا شَيْءَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ عز وجل "(4).

= وقد سلف برقم (26943).

(1)

في (ظ 6) و (ظ 2) و (ق): مؤونة، والمثبت من (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأيوب: هو السختياني، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله.

وأخرجه مسلم (2182)(35)، والطبراني في "الكبير" 24/ (250) من طريق محمد بن عبيد بن حساب، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وزاد مسلمٌ قصةً في آخره.

وسلف مطولاً برقم (26937).

قال السندي: قولها: "أحتشُّ" بتشديد الشين من الحشيش.

"وأرضخُ" بإعجام الخاء، أي: أدُقُّ.

(3)

قوله: إنه، ليس في (م).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن =

ص: 533

° 26974 - وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي هَذَا الْحَدِيثَ بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ - يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ سَعْدَوَيْهِ - قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ الْعَوَّامِ - عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا قَتَلَ الْحَجَّاجُ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَصَلَبَهُ مَنْكُوسًا، فَبَيْنَا هُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، إِذْ جَاءَتْ أَسْمَاءُ، وَمَعَهَا أَمَةٌ تَقُودُهَا، وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُهَا، فَقَالَتْ: أَيْنَ أَمِيرُكُمْ؟ فَذَكَرَ قِصَّةً، فَقَالَتْ: كَذَبْتَ، وَلَكِنِّي أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" يَخْرُجُ مِنْ ثَقِيفٍ كَذَّابَانِ، الْآخِرُ مِنْهُمَا شَرٌّ (1) مِنَ الْأَوَّلِ، وَهُوَ مُبِيرٌ "(2).

26975 -

حَدَّثَنَا يَعْمَرُ (3)، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ - قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ مَوْلَى أَسْمَاءَ يُحَدِّثُ

= حجَّاج الخولاني، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو.

وأخرجه ابن حبان (291)، والطبراني في "الكبير" 24/ (220) من طرق عن الاْوزاعي، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (26943).

(1)

في (م) والنسخ الخطية: أشر، والمثبت من (ظ 6).

(2)

مرفوعه صحيح لكن بلفظ: "إن في ثقيف كذاباً ومبيراً "، وهذا إسناد فيه هارون بن عنترة، وفيه كلام، وقد انفرد بسياق هذه القصة، فذكر أن ابن الزبير صلب منكوساً، وأن أسماء هي التي دخلت على الحجاج.

والصحيح أن ابن الزبير صلب، ولكن لم يتابعه أحد على قوله:"منكوساً"، وأن الحجاج هو الذي دخل على أسماء.

وأَنظر الرواية السالفة برقم (26967).

(3)

تحرف في (ظ 2) و (ق) و (م): إلى: معمر.

ص: 534

أَنَّهُ سَمِعَ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ تَقُولُ: عِنْدِي لِلزُّبَيْرِ سَاعِدَانِ مِنْ دِيبَاجٍ، كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَعْطَاهُمَا إِيَّاهُ، يُقَاتِلُ فِيهِمَا (1).

26976 -

حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونَ - عَنْ مُحَمَّدٍ - يَعْنِي ابْنَ الْمُنْكَدِرِ - قَالَ: كَانَتْ أَسْمَاءُ تُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: قَالَ: " إِذَا دَخَلَ الْإِنْسَانُ قَبْرَهُ، فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا، أَحَفَّ بِهِ عَمَلُهُ؛ الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ ". قَالَ: " فَيَأْتِيهِ الْمَلَكُ مِنْ نَحْوِ الصَّلَاةِ، فَتَرُدُّهُ، وَمِنْ نَحْوِ الصِّيَامِ، فَيَرُدُّهُ ". قَالَ: " فَيُنَادِيهِ: اجْلِسْ ". قَالَ: " فَيَجْلِسُ، فَيَقُولُ لَهُ: مَاذَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ - يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: مَنْ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قَالَ: أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " قَالَ: " يَقُولُ: وَمَا يُدْرِيكَ؟ أَدْرَكْتَهُ؟ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ ". قَالَ: " يَقُولُ: عَلَى ذَلِكَ عِشْتَ، وَعَلَيْهِ مِتَّ، وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ ". قَالَ: " وَإِنْ كَانَ فَاجِرًا، أَوْ كَافِرًا " قَالَ: " جَاءَ (2) الْمَلَكُ لَيْسَ (3) بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ شَيْءٌ يَرُدُّهُ ". قَالَ: " فَأَجْلَسَهُ ". قَالَ: " يَقُولُ: اجْلِسْ، مَاذَا تَقُولُ فِي

(1) إسناده ضعيف، عبد الله بن المبارك، وإن كان صحيح السماع من ابن لهيعة، إلا أن ابن لهيعة تفرَّد به، وهو ممن لا يُحتمل تفرُّده، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير يعمر: وهو ابنُ بِشْر، فمن رجال "التعجيل" وقد وثقه ابن المديني والدارقطني، وقال أحمد: ما أرى كان به بأس. وذكره ابن حبان في "الثقات".

وانظر (26942) و (26944).

(2)

في (ظ 6): جاءه.

(3)

في (م): وليس.

ص: 535

هَذَا الرَّجُلِ؟ قَالَ: أَيُّ رَجُلٍ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قَالَ: يَقُولُ: وَاللهِ مَا أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا، فَقُلْتُهُ ". قَالَ:" فَيَقُولُ لَهُ الْمَلَكُ: عَلَى ذَلِكَ عِشْتَ، وَعَلَيْهِ مِتَّ، وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ ". قَالَ: " وَتُسَلَّطُ (1) عَلَيْهِ دَابَّةٌ فِي قَبْرِهِ، مَعَهَا سَوْطٌ، ثَمَرَتُهُ (2) جَمْرَةٌ مِثْلُ غَرْبِ الْبَعِيرِ، تَضْرِبُهُ (3) مَا شَاءَ اللهُ، صَمَّاءُ لَا تَسْمَعُ صَوْتَهُ فَتَرْحَمَهُ (4) "(5).

26977 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ، عَنْ أَسْمَاءَ، أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ (6) إِنَّ لِي ضَرَّةً، فَهَلْ

(1) في (ظ 6): ويسلط، وفي (ق): وتتسلط.

(2)

في (ق) و (م): تمرته.

(3)

في (ظ 6): يضربه.

(4)

في (ظ 6): لا يسمعه فيرحمه.

(5)

رجاله ثقات رجال الصحيح غير أن محمد بن المنكدر لم يذكروا له سماعاً من أسماء بنت أبي بكر، وهو قد أدركها.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (281) من طريق حجين بن المثنى، بهذا الإسناد. مختصراً.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 51 وقال: رواه أحمد، والطبراني طرفاً منه في "الكبير"، ورجال أحمد رجال الصحيح.

وسلف نحوه بإسناد صحيح برقم (26925).

قال السندي: "ثمرته جمرة" ثمرة السوط: طرفُه الذي يكون في أسفله.

"مثل غرب البعير": الغرب بفتح فسكون: الدلو العظيمة، وإضافته إلى البعير لأنه الذي يخرج مثل ذلك الدلو من البئر.

(6)

في (ق): قالت لرسول الله.

ص: 536

عَلَيَّ جُنَاحٌ إِنْ تَشَبَّعْتُ مِنْ زَوْجِي بِغَيْرِ الَّذِي يُعْطِينِي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَهُ، كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ "(1).

26978 -

حَدَّثَنَا (2) يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: أَكَلْنَا فَرَسًا لَنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3).

26979 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ لِي بُنَيَّةً عُرَيِّسًا وَإِنَّهُ تَمَرَّقَ شَعَرُهَا، فَهَلْ عَلَيَّ مِنْ جُنَاحٍ إِنْ وَصَلْتُ رَأْسَهَا؟ - وَقَالَ وَكِيعٌ: تَمَرَّطَ شَعْرُهَا - قَالَ: " لَعَنَ اللهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ "(4).

26980 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ (5) أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَيْسَ لِي إِلَّا مَا أَدْخَلَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26929) سنداً ومتناً.

وسلف برقم (26921).

(2)

لم يرد هذا الحديث في (ظ 2) ولا (ق).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26930) سنداً ومتناً.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26931) سنداً ومتناً، وقُرن هناك، بيحيى بن سعيد وكيعٌ.

(5)

في (ق): أسماء بنت أبي بكر.

ص: 537

عَلَيَّ الزُّبَيْرُ، أَفَأَرْضَخُ مِنْهُ؟ (1) قَالَ:" ارْضَخِي، وَلَا تُوعِي، فَيُوعِيَ اللهُ عَلَيْكِ "(2).

26981 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ. وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ فَاطِمَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3)، فَقَالَتْ: إِحْدَانَا يُصِيبُ ثَوْبُهَا مِنْ دَمِ الْحَيْضِ (4)؟ قَالَ: " تَحُتُّهُ، ثُمَّ لِتَقْرُصَهُ بِالْمَاءِ، ثُمَّ تَنْضَحْهُ، ثُمَّ تُصَلِّي فِيهِ "(5).

26982 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي عُمَرَ مَوْلَى أَسْمَاءَ، قَالَ: قَالَتْ أَسْمَاءُ: يَا جَارِيَةُ، نَاوِلِينِي جُبَّةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَأَخْرَجَتْ جُبَّةً مِنْ طَيَالِسَةٍ (6).

(1) في (ظ 2) و (ق): أفأرضخ فيه منه.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.

ورواه رَوْح -كما سيأتي برقم (26988) - عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عبَّاد بن عبد الله بن الزبير، عن أسماء.

وسلف برقم (26912).

(3)

في (م): النبي صلى الله عليه وسلم.

(4)

في (م): الحيضة.

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26932) سنداً ومتناً.

وقد سلف برقم (26920).

(6)

إسناده حسن، مغيرة بنُ زياد مختلفٌ فيه، وهو حسن الحديث، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو عمرو مولى أسماء: هو عبد الله بن كَيْسان. =

ص: 538

26983 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: نَحَرْنَا فَرَسًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَكَلْنَا لَحْمَهُ أَوْ مِنْ لَحْمِهِ (1).

26984 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَرْدٍ - رَجُلَانِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ - سَمِعَاهُ مِنَ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا سَأَلَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ الزُّبَيْرِ رَجُلٌ شَدِيدٌ، يَأْتِينِي الْمِسْكِينُ، فَأَتَصَدَّقُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْتِهِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" ارْضَخِي، وَلَا تُوعِي، فَيُوعِيَ اللهُ عَلَيْكِ "(2).

= وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 358، وابن ماجه (3594)، وابن عبد البر في "التمهيد" 14/ 254 - 255، وفي "الاستذكار" 26/ 206 - 207 من طريق وكيع، بهذا الإسناد، بسياق أطول.

وأخرجه أبو داود (4054)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 255، والبيهقي في "السنن" 3/ 270، وابن عبد البر في "التمهيد" 14/ 255 من طريق عيسى بن يونس، عن المغيرة بن زياد، به.

وسلف نحوه مطولاً برقم (26942).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (26933) سنداً ومتناً.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الجبار بن ورد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غيو محمد بن سليمان -وهو ابن مسمول-، فقد ترجم له الذهبي في "الميزان"، وذكر تضعيف الأئمة له، ولم يترجم له الحسيني في "الإكمال"، ولا الحافظ في "التعجيل"، وهو على شرطهما.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (256) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. ووقع في مطبوع الطبراني: محمد بن سليم، بدل محمد بن سليمان.

وسلف برقم (26912). =

ص: 539

26985 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُوعِي، فَيُوعِيَ اللهُ عَلَيْكِ "(1).

26986 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي عُمَرَ مَوْلَى أَسْمَاءَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ لَهُ جُبَّةٌ مِنْ طَيَالِسَةٍ مَكْفُوفَةٍ بِالدِّيبَاجِ، يَلْقَى فِيهَا (2) الْعَدُوَّ (3).

26987 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لِي شَيْءٌ إِلَّا مَا أَدْخَلَ الزُّبَيْرُ عَلَى بَيْتِي، فَأُعْطِي مِنْهُ؟ قَالَ:" أَعْطِي، وَلَا تُوكِي، فَيُوكَى عَلَيْكِ "(4).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على أسامة بن زيد، وهو الليثي، سلف بيانُ هذا الاختلاف في مسند عائشة عند الرواية (24766)، فانظره لزاماً.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (279) من طريق ابن وَهْب، عن أسامة بن زيد، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (26912).

(2)

في (م): فيه.

(3)

حديث صحيح دون ذكر لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم العدو بهذه الجبة، وهذا إسناد ضعيف لضعف حجَّاج بنِ أَرْطاة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حمَّاد بنِ سَلَمة، فمن رجال مسلم.

وقد سلف برقم (26944).

(4)

إسناده صحيح، وهو مكرر (26912)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا =

ص: 540

26988 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ عَبَّادَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، نَحْوَهُ (1).

= هو إسماعيل ابن عُليَّة.

وأخرجه أبو داود (1699)، والطبراني في "الكبير" 24/ (249) من طريق مسدد، عن إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (1700) عن مسدَّد، عن إسماعيل ابن علية، إلا أنه جعله من حديث عائشة.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. رَوْح: هو ابنُ عُبادة.

وأخرجه ابن سعد 8/ 251، والبخاري (1434) و (2590)، ومسلم (1029)(89)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 74، وفي "الكبرى"(2332) و (9193) -وهو في "عشرة النساء"(311) - وابن حبان (3357)، والبيهقي في "السنن" 4/ 187 و 6/ 60، والبغوي في "شرح السنة"(1654) من طرق عن ابن جُريج، بهذا الإسناد.

ورواه يحيى القطان -كما سلف في الرواية (26980) - عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أسماء، به. لم يذكر عبَّاد بن عبد الله بن الزبير في الإسناد.

وذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 191 أن رواية ابن أبي مليكة عن عبَّاد، عن أسماء هي الأشبه بالصواب. وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 228: وأحسن حديث في ذلك وأصحُّه من جهة النقل ما رواه ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أسماء.

قلنا: لكن ابن أبي مليكة صرّح بسماعه من أسماء كما في الرواية السالفة، وهذا الذي ذهب إليه الحافظ في "الفتح" 5/ 218، فقال: فيُحمل على أنه سمعه من عبَّاد عنها، ثم حدّثته به.

وسلف برقم (26912).

ص: 541

26989 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ مَوْلَى أَسْمَاءَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جُبَّةٌ مِنْ طَيَالِسَةٍ لِبْنَتُهَا دِيبَاجٌ كِسْرَوَانِيٌّ (1).

26990 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا:" أَنْفِقِي - أَوْ انْضَحِي (2) - وَلَا تُحْصِي، فَيُحْصِيَ اللهُ عَلَيْكِ، أَوْ لَا تُوعِي، فَيُوعِيَ اللهُ عَلَيْكِ "(3).

26991 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَتْ مُحْصِيَةً. وَعَنِ عَبَّادِ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا:" أَنْفِقِي - أَوْ انْضَحِي (4)، أَوْ انْفَحِي - هَكَذَا وَهَكَذَا، وَلَا تُوعِي فَيُوعِيَ اللهُ عَلَيْكِ، وَلَا (5) تُحْصِي فَيُحْصِي اللهُ عَلَيْكِ "(6).

(1) حديث صحيح، وهو مكرر (26945) سنداً ومتناً.

(2)

في (ظ 6): أو ارضخي.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26934) سنداً ومتناً.

(4)

في (ظ 2) و (ق): وانضحي.

(5)

في (ظ 6): أو لا.

(6)

إسناده صحيح على شرط الشيخين وهو مكرر (26935) سنداً =

ص: 542

26992 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَمِعْتُ رَجَّةَ النَّاسِ، وَهُمْ يَقُولُونَ: آيَةٌ، وَنَحْنُ يَوْمَئِذٍ فِي فَازِعٍ، فَخَرَجْتُ مُتَلَفِّعَةً بِقَطِيفَةٍ لِلزُّبَيْرِ، حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يُصَلِّي لِلنَّاسِ (1)، فَقُلْتُ لِعَائِشَةَ: مَا لِلنَّاسِ؟ فَأَشَارَتْ بِيَدِهَا إِلَى السَّمَاءِ. قَالَتْ: فَصَلَّيْتُ مَعَهُمْ، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرَغَ مِنْ سَجْدَتِهِ الْأُولَى. قَالَتْ: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قِيَامًا طَوِيلًا حَتَّى رَأَيْتُ بَعْضَ مَنْ يُصَلِّي يَنْتَضِحُ بِالْمَاءِ، ثُمَّ رَكَعَ، فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ قَامَ - وَلَمْ يَسْجُدْ - قِيَاما طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ رُكُوعِهِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ سَلَّمَ وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ رَقِيَ الْمِنْبَرَ، َفقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ، فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلَاةِ، وَإِلَى الصَّدَقَةِ، وَإِلَى ذِكْرِ اللهِ، أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ شَيْءٌ لَمْ أَكُنْ رَأَيْتُهُ إِلَّا وَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي هَذَا، وَقَدْ أُرِيتُكُمْ (2) تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ، يُسْأَلُ أَحَدُكُمْ: مَا كُنْتَ تَقُولُ؟ وَمَا كُنْتَ تَعْبُدُ؟ فَإِنْ قَالَ: لَا أَدْرِي، رَأَيْتُ النَّاسَ

= ومتناً.

(1)

قولها: للناس، ليس في (ظ 6).

(2)

في هامش (ق) و (ظ 2): رأيتكم.

ص: 543

يَقُولُونَ شَيْئًا، فَقُلْتُهُ، وَيَصْنَعُونَ (1) شَيْئًا، فَصَنَعْتُهُ، قِيلَ لَهُ: أَجَلْ، عَلَى الشَّكِّ عِشْتَ، وَعَلَيْهِ مِتَّ، هَذَا مَقْعَدُكَ مِنَ النَّارِ، وَإِنْ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، قِيلَ: عَلَى الْيَقِينِ عِشْتَ، وَعَلَيْهِ مِتَّ، هَذَا مَقْعَدُكَ مِنَ الْجَنَّةِ. وَقَدْ أُرِيْتُ (2) خَمْسِينَ - أَوْ سَبْعِينَ - أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فِي مِثْلِ صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ". فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. قَالَ: اللهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ، أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ لَنْ تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أَنْزِلَ إِلَّا أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ ". فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: مَنْ أَبِي؟ قَالَ: " أَبُوكَ فُلَانٌ " الَّذِي (3) كَانَ يُنْسَبُ إِلَيْهِ (4).

(1) في (ظ 6): أو يصنعون.

(2)

في (م): رأيت، وهي نسخة في (ظ 2) و (ق).

(3)

في (ظ 6): فقال: فلان أبوك للذي.

(4)

إسناده ضعيف بهذه السياقة، فقد انفرد به فُليح -وهو ابن سليمان الخزاعي- وهو ممن لا يُحتمل تفرُّده، فقد تكلَّم بعض الأئمة في حفظه، ومحمد بن عباد بن عبد الله بن الزبير لم يذكروا له سماعاً من أسماء بنت أبي بكر.

وأخرجه ابن خزيمة (1399)، والطبراني في "الكبير" 24/ (240) من طريقين عن فليح، بهذا الإسناد.

وقد سلف نحوه إلى قوله: "هذا مقعدك من الجنة" بإسناد صحيح برقم (26925).

وفي باب قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الشمس والقمر آيتان

" عن ابن عمرو، وسلف برقم (5883).

وفي باب دخوله سبعين ألفاً الجنة ودعائه صلى الله عليه وسلم لمن سأله أن يكون منهم عن =

ص: 544

26993 -

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي عُمَرَ - خَتَنٍ كَانَ لِعَطَاءٍ - قَالَ: أَخْرَجَتْ لَنَا أَسْمَاءُ جُبَّةً مَزْرُورَةً بِدِيبَاجٍ، قَالَتْ: قَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا لَقِيَ الْحَرْبَ، لَبِسَ هَذِهِ (1).

26994 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ (2)، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ رَاغِبَةٌ، وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ وَمُدَّتِهِمُ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمِّي قَدِمَتْ عَلَيَّ وَهِيَ رَاغِبَةٌ، وَهِيَ مُشْرِكَةٌ، أَفَأَصِلُهَا؟ قَالَ:" صِلِيهَا ". قَالَ: وَأَظُنُّهَا ظِئْرَهَا (3).

= أبي هريرة، سلف برقم (8016)، لكن ليس فيه وصفهم بأنهم في مثل صورة القمر في ليلة البدر، وإنما فيه وصفهم بأنهم يدخلون الجنة بغير حساب، وقد ذكرنا شواهده هناك.

وفي باب قوله صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس، إنكم لن تسألوني عن شيء

" إلخ عن أنس بن مالك، سلف برقم (12044).

قال السندي: قولها: "ونحن يومئذ في فازع" أي: في حال يفزع الإنسان منه.

(1)

إسناده ضعيف لضعف حجاج، وهو مكرر (26944)، إلا أن شيخ أحمد هنا هو نَصْر بن باب، وهو من رجال "التعجيل".

(2)

قوله: عن عروة، سقط من (م).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن سلمة من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. =

ص: 545

26995 -

حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: كُنَّا نُؤَدِّي زَكَاةَ الْفِطْرِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُدَّيْنِ مِنْ قَمْحٍ بِالْمُدِّ الَّذِي تَقْتَاتُونَ بِهِ (1).

= وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (207)، وابن الجوزي في "البر والصله"(273) من طريق عبد الواحد بن غياث، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (26913).

قال السندي: قوله: "وأظنُّها ظئرها" أي: أظن أن تلك المرأة كانت مرضعة لأسماء، فهي أمٌّ لها رَضاعاً، لا وِلادة.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (26936) سنداً ومتناً.

ص: 546

‌حَدِيثُ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ أُخْتِ عُكاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ

(1)

26996 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ، قَالَتْ (2): دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِابْنٍ لِي لَمْ يَطْعَمْ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ، فَرَشَّهُ عَلَيْهِ (3).

(1) قال السندي: أم قيس: كانت ممن أسلم قديماً، وبايعت وهاجرت، واشتهرت بالكنية.

(2)

قوله: قالت، من (م).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عُبيد الله: هو ابن عبد الله بن عُتبة بن مسعود.

وأخرجه الحميدي (343)، وابن أبي شيبة 1/ 120، ومسلم بإثر (287)(103)، والترمذي (71)، وابن ماجه (524)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3253)، وابن الجارود في "المنتقى"(139)، وابن خُزيمة (285)، وأبو عوانة 1/ 202، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 92، وابن حبان (1373)، والطبراني في "الكبير" 25/ (436)، والبيهقي في "السنن" 2/ 414، والبغوي في "شرح السنة"(294) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 64 - ومن طريقه البخاري (223)، وأبو داود (374)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 157، وفي "الكبرى"(291)، وابن خزيمة (286)، وأبو عوانة 1/ 202 - 203، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 92، والطبراني في "الكبير" 25/ (437)، والبيهقي في "السنن" 2/ 414، والبغوي في "شرح السنة"(293) - عن الزُّهري، به. وفيه:"فنضحه" بدلاً من: "فرشَّه".

وأخرجه الطيالسي (1636)، وابن سعد 8/ 242 - 243، ومسلم (287)(103)، وابن خُزيمة (286)، وأبو عَوانة 1/ 202 - 203 و 203، والطحاوي =

ص: 547

26997 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ أُخْتِ عُكَاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ، قَالَتْ (1): دَخَلْتُ بِابْنٍ لِي عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ، فَبَالَ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَرَشَّهُ، وَدَخَلْتُ بِابْنٍ لِي قَدْ أَعْلَقْتُ عَنْهُ - وَقَالَ مَرَّةً: عَلَيْهِ - مِنَ الْعُذْرَةِ، فَقَالَ:" عَلَامَ تَدْغَرْنَ أَوْلَادَكُنَّ بِهَذَا الْعَلَاقِ؟ عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْقُسْطِ - وَقَالَ مَرَّةً سُفْيَانُ: الْعُودِ الْهِنْدِيِّ - فَإِنَّ فِيِهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ، مِنْهَا ذَاتُ الْجَنْبِ، يُسْعَطُ مِنَ الْعُذْرَةِ، وَيُلَدُّ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ "(2).

= في "شرح معاني الآثار" 1/ 92، وابن حبان (1374)، والطبراني في "الكبير" 25/ (438) و (439) و (441) و (443) و (444)، والبيهقي في "السنن" 2/ 414 من طرق عن الزُّهري، به. وعندهم:"فنضحه" بمثل رواية مالك.

وسيأتي مطولاً بالأرقام: (26997) و (27000) و (27003) و (27004).

وفي الباب عن جابر، وقد سلف برقم (14385)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

(1)

قوله: قالت، من (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه عبد الرزاق (1486)، والحميدي (344)، وابن أبي شيبة 8/ 8، والبخاري (5692 - 5693) و (5713)، ومسلم ج 4/ص 1734، وأبو داود (3877)، والنسائي في "الكبرى"(7583)، وابن ماجه (3462)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3256)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 324، وفي "شرح مشكل الآثار"(1936)، والطبراني في "الكبير" 25/ (435)، والبيهقي في "السنن" 7/ 465 و 9/ 346، وفي "السنن الصغير"(2878)، والبغوي في "شرح السنة"(3238) من طريق سفيان بن عيينة، =

ص: 548

26998 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتٌ أَبُو الْمِقْدَامِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَدِيُّ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ قَيْسٍ بِنْتَ مِحْصَنٍ، قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الثَّوْبِ يُصِيبُهُ دَمُ الْحَيْضِ؟ قَالَ: " حُكِّيهِ بِضِلَعٍ، وَاغْسِلِيهِ بمَاءٍ وَسِدْرٍ (1) "(2).

= بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (1486)، والبخاري (5715) و (5718)، والطبراني في "الكبير" 25/ (435) و (440) و (442)، وفي "الأوسط"(5278)، وفي "الشاميين"(3129) من طرق عن الزُّهري، به.

وانظر ما قبله.

قال السندي: قولها: قد أعلقت عنه -وقال مرة: عليه- من العذرة، العُذرَة، بضم العين المهملة، وسكون الذال المعجمة: وجعٌ أو وَرَمٌ يَهيجُ في الحلق من الدَّم أيام الحرّ، والإعْلاقُ غمزُ ذلك الموضع بالإصبع ليخرجَ منه دمٌ أسود، ثم الإعلاق المذكور يقال له: الدَّغْر أيضاً، بالدال المهملة والغين المعجمة، آخره راء. قال الخطابي: المحدثون يقولون: أعلقتُ عليه، وإنما هو: أعلقتُ عنه، أي: رفعتُ عنه العلوق.

"بهذا العَلاق": في "المجمع" بفتح العين، وهو اسم من: أعلق، أي: بهذا الغمز.

"بهذا القُسْط": بضم القاف، معروف.

"يُسعَط": على بناء المفعول من السَّعوط بالفتح، وهو صبُّ الدواء في الأنف.

"ويُلَدُّ": من اللَّدود، بالفتح، وهو صبُّ الدواء في جانب الفم.

(1)

في (م): بالماء والند وسدر.

(2)

إسناده صحيح، ثابت أبو المقدام -وهو ابن هُرْمز الكوفيُّ الحداد- وشيخه عديُّ بنُ دينار روى لهما أصحاب السنن، سوى الترمذي، وكلاهما =

ص: 549

26999 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ وهَاشِمٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مَوْلَى أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ، عَنْ أُمِّ قَيْسٍ أَنَّها قَالَتْ: تُوُفِّيَ ابْنِي، فَجَزِعْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لِلَّذِي يَغْسِلُهُ: لَا تُغَسِّلْ ابْنِي بِالْمَاءِ الْبَارِدِ، فَتَقْتُلَهُ، فَانْطَلَقَ عُكَاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِهَا، فَتَبَسَّمَ،

= ثقة، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 44، وأبو داود (363)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 154 - 155 و 195 - 196، وفي "الكبرى"(286)، وابن ماجه (628)، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/ 128، وابن خزيمة (277)، وابنُ حبان (1395)، والبيهقي في "السنن" 2/ 407 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (1226) -ومن طريقه الطبرانيُّ في "الكبير" 25/ (447)، والمِزِّيُّ في "تهذيب الكمال"(في ترجمة عدي بن دينار) - عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه أبو نُعيم في "الحلية" 7/ 123 من طريق إسماعيل بن منصور، عن سفيان الثوري، عن ثابت بن عبيد، عن عديِّ بن دينار، به. وقال: رواه إسماعيل بنُ منصور، عن الثوري، عن ثابت بن عبيد، وتفرَّد به. قلنا: إسماعيل بنُ منصور، لم نقف له على ترجمة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 95 من طريق حجاج -وهو ابن أرطاة- عن ثابت، عن عديّ بن دينار، أن أم حصين سألت

فذكره مرسلاً وزاد: ثم صلِّي فيه. وحجَّاج بن أرطاة ضعيف. وقد حسن الحافظ إسناده في "الفتح" 1/ 334.

وسيرد برقمي (27001) و (27002).

قال السندي: قوله: "بضلع" أي: بعظم أو نحوه.

ص: 550

ثُمَّ قَالَ: " مَا قَالَتْ؟ طَالَ عُمْرُهَا ". قَالَ: فَلَا (1) أَعْلَمُ امْرَأَةً عُمِّرَتْ مَا عُمِّرَتْ (2).

27000 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيَّةِ أُخْتِ عُكَاشَةَ، قَالَتْ: جِئْتُ بِابْنٍ لِي قَدْ أَعْلَقْتُ عَنْهُ (3)، أَخَافُ أَنْ يَكُونَ بِهِ الْعُذْرَةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" عَلَامَ تَدْغَرْنَ أَوْلَادَكُنَّ بِهَذِهِ الْعَلَائِقِ؟ (4) عَلَيْكُنَّ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ (5) - يَعْنِي الْكُسْتَ - فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ، مِنْهَا ذَاتُ الْجَنْبِ ". ثُمَّ أَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَبِيَّهَا، فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَنَضَحَهُ، وَلَمْ يَكُنِ الصَّبِيُّ بَلَغَ أَنْ يَأْكُلَ الطَّعَامَ (6).

(1) في (ظ 2) و (ق): فلم.

(2)

إسناده محتمل للتحسين، أبو الحسن -وإن انفرد بالرواية عنه يزيد بن أبي حبيب، ولم يؤثر توثيقه عن أحد- إنما هو مولاها، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حجَّاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور، وهاشم: هو ابن القاسم، ولَيْث: هو ابن سعد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(652)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 29، وفي "الكبرى"(2009)، والطبراني في "الكبير" 25/ (446) من طريقين عن الليث بن سعد، به.

(3)

في (ظ 6): عليه.

(4)

في (ظ 6): العلاق.

(5)

قوله: الهندي، ليس في (ظ 2) ولا (ق).

(6)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. =

ص: 551

قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَمَضَتِ السُّنَّةُ بِأَنْ يُرَشَّ بَوْلُ الصَّبِيِّ، وَيُغْسَلَ بَوْلُ الْجَارِيَةِ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَيُسْتَسْعَطُ لِلْعُذْرَةِ، وَيُلَدُّ لِذَاتِ الْجَنْبِ (1).

27001 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (2)، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ ثَابِتٍ أَبِي الْمِقْدَامِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ، قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ دَمِ الْحَيْضِ يُصِيبُ الثَّوْبَ، فَقَالَ:" حُكِّيهِ وَلَوْ بِضِلَعٍ "(3).

27002 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ دِينَارٍ مَوْلَى أُمِّ قَيْسٍ، عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ، قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ دَمِ الْحَيْضِ (4) يُصِيبُ الثَّوْبَ، فَقَالَ:" اغْسِلِيهِ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَحُكِّيهِ بِضِلَعٍ "(5).

= وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(1485) و (20168)، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 1/ 203، والطبراني في "الكبير" 25/ (435).

وسلف مختصراً برقم (26696).

وسيكرر من طريق معمر برقم (27004).

(1)

في (ظ 2) و (ق): من ذات الجنب.

(2)

قوله. حدثنا وكيع، من (ظ 6)، وسقط من باقي النسخ.

(3)

إسناده صحيح، وقد سلف برقم (26998). إسرائيل: هو ابن يونس أبي إسحاق السَّبيعي.

وانظر ما بعده.

(4)

في (م): المحيض.

(5)

إسناده صحيح، وهو مكرر (26998)، إلا أن شيخ أحمد هنا هو =

ص: 552

27003 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ أُمَّ قَيْسٍ بِنْتَ مِحْصَنٍ إِحْدَى بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ اللَّائِي بَايَعْنَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَأَخْبَرَتْنِي، أَنَّهَا أَتَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِابْنٍ لَهَا لَمْ يَبْلُغْ أَنْ يَأْكُلَ الطَّعَامَ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ:" عَلَامَ تَدْغَرْنَ أَوْلَادَكُنَّ؟ "(1).

27004 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ

= عبد الرحمن بن مهدي.

وأخرجه الدارمي (1019)، وابن ماجه (628) من طريق عبد الرحمن ابنِ مهدي، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونُس: هو ابن يزيد الأيلي.

وأخرجه الدارمي (741)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3255) من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (287)(104) وج 4/ 1735، والنسائي في "الكبرى"(7587)، وابن ماجه بإثر (3462) و (3468)، والدارمي (741)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3254)، وابن خُزيمة (286)، وأبو عوانة 1/ 202 - 203، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 92، وابن حبان (6070)، والطبراني في "الكبير" 5/ (438)، والبيهقي في "السنن" 2/ 414 من طريق يونس بن يزيد، به.

وسلف برقم (26996).

وانظر ما بعده.

ص: 553

عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ أَنَّهَا جَاءَتْ بِابْنٍ لَهَا وَقَدْ أَعْلَقَتْ عَلَيْهِ مِنَ الْعُذْرَةِ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" عَلَامَ تَدْغَرْنَ أَوْلَادَكُنَّ بِهَذِهِ الْعِلَقِ؟ عَلَيْكُمْ (1) بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ، فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ، مِنْهَا ذَاتُ الْجَنْبِ ". ثُمَّ أَخَذَ الصَّبِيَّ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَنَضَحَهُ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: مَضَتِ السُّنَّةُ بِذَلِكَ (2).

(1) في (م): عليكن.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (27000)، إلا أن شيخ أحمد هنا هو محمد بن جعفر.

وسلف مختصراً برقم (26996).

ص: 554

‌حَدِيثُ سَهْلَةَ بِنْتِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو امْرَأَةِ أَبِي حُذَيْفَةَ (1) رضي الله عنهم

(2)

27005 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلَةَ امْرَأَةِ أَبِي حُذَيْفَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ سَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ يَدْخُلُ عَلَيَّ، وَهُوَ ذُو لِحْيَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَرْضِعِيهِ ". فَقَالَتْ: كَيْفَ أُرْضِعُهُ وَهُوَ ذُو لِحْيَةٍ؟! فَأَرْضَعَتْهُ، فَكَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا (3).

(1) في (ظ 2) و (ق): حديث سهلة امرأة أبي حذيفة، وفي (ظ 6): حديث سهلة ..

(2)

قال السندي: سهلة امرأة أبي حذيفة، هي بنت سهيل، قرشية عامرية، أسلمت قديماً، وهاجرت مع زوجها أبي حذيفة بن عتبة إلى الحبشة.

(3)

حديث صحيح على خطأ في إسناده، وقد بيَّنَّا ذلك في الرواية السالفة برقم (24108).

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3372) من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (742) من طريق عفَّان بن مسلم، عن حماد بن سلمة، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7174)، وفي "الصغير"(894) من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن القاسم بن محمد، به.

وانظر (25649).

ص: 555

‌حَدِيثُ أُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ

(1)

27006 -

حَدَّثَنِيَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: سَمِعَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ، أُمَيْمَةَ بِنْتَ رُقَيْقَةَ، تَقُولُ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي نِسْوَةٍ، فَلَقَّنَنَا (2):" فِيمَا اسْتَطَعْتُنَّ وَأَطَقْتُنَّ (3) ". قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَرْحَمُ بِنَا (4) مِنْ أَنْفُسِنَا. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَايِعْنَا. قَالَ:" إِنِّي (5) لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ، إِنَّمَا قَوْلِي لِامْرَأَةٍ، قَوْلِي لِمِئَةِ امْرَأَةٍ "(6).

(1) قال السندي: أُمَيْمَة بنت رُقَيْقَة، كل منهما بالتصغير، قيل: رُقيقة هذه أخت خديجة، فهي خالة فاطمة الزهراء.

(2)

في (ظ 6): فلقّنا.

(3)

تحرفت في (م) إلى: وأطعتن.

(4)

في (م): منا.

(5)

قوله: إني، ليس في (ظ 6).

(6)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابيَّته أُمَيْمة بنت رُقَيْقة، فقد روى لها أصحاب السنن هذا الحديث.

وأخرجه المِزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة أُميمة بنت رقيقة) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (341)، والترمذي في "السنن"(1597)، وفي "العلل الكبير" 2/ 682، والنسائي في "المجتبى" 7/ 152، وفي "الكبرى"(7813) و (8725)، وابن ماجه (2874)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3340)، والطبراني في "الكبير" 24/ (472) من طريق سفيان بنِ عُيينة، به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، لا نعرفه إلا من حديث محمد بن المنكدر. وروى سفيان الثوري ومالك بن أنس وغير واحد هذا الحديث عن =

ص: 556

27007 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ التَّيْمِيَّةِ، قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي نِسْوَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لِنُبَايِعَهُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، جِئْنَا لِنُبَايِعَكَ عَلَى أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا نَسْرِقَ، وَلَا نَزْنِيَ، وَلَا نَقْتُلَ

= محمد بن المنكدر نحوه. وسألت محمداً (أي البخاري) عن هذا الحديث، فقال: لا أعرف لأُميمة بنت رُقيقة غير هذا الحديث، وأُميمة امرأة أخرى لها حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه الطيالسي (1621)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3341)، والطبري في "التفسير" 28/ 79 و 80، والطبراني في "الكبير" 24/ (473 - 476)، والدارقطني 4/ 147، والحاكم 4/ 71 من طرق عن محمد بن المنكدر، به.

وسيرد بالأرقام (27007) و (27008) و (27009) و (27010).

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6850).

وأحاديث الباب في أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يصافح النساء في البيعة، سلفت في مسند عبد الله بن عمرو برقم (6998).

قال السندي: قولها: فلقَّننا، من التلقين.

أرحم بنا: حيث التزمنا نحن الطاعة على الإطلاق، ورسول الله صلى الله عليه وسلم نبَّه على التقييد، وظاهر هذا أنه لولا التقييد، للزم الطاعة على الإطلاق، إلا أن يقال: لولا التقييد للزم صورة الخلف عند عدم الطاقة، والله تعالى أعلم.

بايِعْنا، أي: باليد، كأنَّ هذا مبني على فهم أنه بمنزلة الوالد.

"إنما قولي": بيان فائدة أخرى، أي: أنا لا أُصافح النساء، ولا أُبايع كل واحدة منهن بالكلام على حدة، بل أُبايعُ الجملة بكلام واحد، فقد تمَّ بما سبق من الكلام بيعةُ الكل.

ص: 557

أَوْلَادَنَا، وَلَا نَأْتِيَ بِبُهْتَانٍ نَفْتَرِيهِ بَيْنَ أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا، وَلَا نَعْصِيَكَ فِي مَعْرُوفٍ. قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فِيمَا اسْتَطَعْتُنَّ وَأَطَقْتُنَّ (1) " قَالَتْ: قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ (2) أَرْحَمُ بِنَا مِنْ أَنْفُسِنَا، بَايِعْنَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ:" اذْهَبْنَ، فَقَدْ بَايَعْتُكُنَّ، إِنَّمَا قَوْلِي لِمِئَةِ امْرَأَةٍ، كَقَوْلِي لِامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ ". قَالَتْ: " وَلَمْ يُصَافِحْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَّا امْرَأَةً (3).

27008 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ أَنَّها قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي نِسْوَةٍ نُبَايِعُهُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، نُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا نَسْرِقَ، وَلَا نَزْنِيَ، وَلَا نَأْتِيَ بِبُهْتَانٍ نَفْتَرِيهِ بَيْنَ أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا، وَلَا نَعْصِيَكَ فِي مَعْرُوفٍ. قَالَ: " فِيمَا اسْتَطَعْتُنَّ

(1) في (م): وأطعتن، وهو خطأ.

(2)

قولها: ورسوله، ليس في (ظ 6).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرَّح بالتحديث، فانتفت شبهةُ تدليسه، وقد توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير صحابية الحديث، فقد روى لها أصحابُ السنن هذا الحديث الواحد. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزُّهري.

وأخرجه الطبري في "التفسير" 28/ 80، والحاكم 4/ 71 من طريق يونس، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

ص: 558

وَأَطَقْتُنَّ " (1). قَالَتْ: فَقُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَرْحَمُ بِنَا مِنَّا بِأَنْفُسِنَا، هَلُمَّ نُبَايِعُكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ، إِنَّمَا قَوْلِي لِمِئَةِ امْرَأَةٍ، كَقَوْلِي لِامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ " (2).

27009 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، يَعْنِي ابْنَ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ، قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي نِسَاءٍ نُبَايِعُهُ، فَأَخَذَ عَلَيْنَا مَا فِي الْقُرْآنِ:{أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللهِ شَيْئًا} الْآيَةَ [الممتحنة: 12]، قَالَ:" فِيمَا اسْتَطَعْتُنَّ وَأَطَقْتُنَّ (3) ". قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَرْحَمُ بِنَا مِنْ أَنْفُسِنَا. قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا تُصَافِحُنَا؟ قَالَ:" إِنِّي لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ، إِنَّمَا قَوْلِي لِامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ، كَقَوْلِي لِمِئَةِ امْرَأَةٍ "(4).

(1) في (م): وأطعتن، وهو خطأ.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيته أُمَيْمة بنت رُقَيْقة، فقد روى لها أصحاب السنن.

وهو عند مالك في "الموطأ" 2/ 982 - 983، ومن طريقه أخرجه ابنُ سعد 8/ 5، والنسائي في "الكبرى"(8713) و (9240) و (11589) -وهو في "التفسير"(609)، وفي "عشرة النساء"(358) - وابنُ حبان (4553)، والطبراني في "الكبير" 24/ (471)، والدارقطني 4/ 147، والبيهقي في "السنن" 8/ 148، والحازمي في "الاعتبار" ص 226.

وانظر ما قبله.

(3)

في (م): وأطعتن، وهو خطأ.

(4)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيته أُميمة بنت رُقيقة، فقد روى لها أصحاب السنن هذا الحديث الواحد. =

ص: 559

27010 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَيْمَةَ بِنْتَ رُقَيْقَةَ تُحَدِّثُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَسْتُ أُصَافِحُ النِّسَاءَ، إِنَّمَا قَوْلِي لِامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ، كَقَوْلِي لِمِئَةِ امْرَأَةٍ "(1).

= وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 149، وفي "الكبرى"(7804)، والطبري في "التفسير" 28/ 80، والدارقطني 4/ 146 - 147 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (9826)، وابن سعد 8/ 5، والطبري 28/ 79، والطبراني 24/ (470) من طرق عن سفيان الثوري، به.

وانظر الأحاديث السابقة.

(1)

إسناده صحيح، وهو مكرَّر سابقه. غير أن شيخ أحمد هنا هو وكيع بن الجراح.

وأخرجه ابن سعد 8/ 5 عن وكيع، بهذا الإسناد.

ص: 560

‌حَدِيثُ أُخْتِ حُذَيْفَةَ

(1)

27011 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنِ امْرَأَتِهِ، عَنْ أُخْتِ حُذَيْفَةَ، قَالَتْ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، أَمَا لَكُنَّ فِي الْفِضَّةِ مَا تَحَلَّيْنَ، أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تَحَلَّى ذَهَبًا تُظْهِرُهُ، إِلَّا عُذِّبَتْ بِهِ "(2).

27012 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ امْرَأَتِهِ، عَنِ أُخْتِ خُذَيْفَةَ، قَالَتْ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (3).

(1) أخت حذيفة: هي فاطمة بنت اليمان، وقيل: خولة. انظر "الإصابة".

(2)

إسناده ضعيف لجهالة امرأة رِبْعيّ بنِ حِراش.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 156، وفي "الكبرى"(9437)، والبيهقي 4/ 141 من طريق عبد الرحمن بن مَهْدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 8/ 326، والدارمي (2645)، والطبراني في "الكبير" 24/ (619) من طرق عن سفيان الثوري، به.

وسيرد بالأرقام: (27012) و (27013) و (27078).

وسلف برقم (23380).

قال السندي: قوله: "تظهره" أي: تظهر ذاك الذهب للناس، وتفتخر به، ولا يلزم من هذا تحريمُ الذهب مطلقاً. وقيل: هذا حين كان الذهبُ حراماً، ثم نسخ ذلك، وأُبيح للنساء، والله أعلم.

(3)

إسناده ضعيف كسابقه، وهو مكرر (23380) سنداً ومتناً.

ص: 561

27013 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ امْرَأَتِهِ، عَنْ أُخْتِ لِحُذَيْفَةَ (1) - وَكُنَّ لَهُ (2) أَخَوَاتٌ قَدْ أَدْرَكْنَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: خَطَبَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، أَلَيْسَ لَكُنَّ فِي الْفِضَّةِ مَا تَحَلَّيْنَ بِهِ؟ (3) أَمَا إِنَّهُ لَيْسَتْ مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تَتَحَلَّى ذَهَبًا تُظْهِرُهُ، إِلَّا عُذِّبَتْ بِهِ "(4).

(1) في (م): حذيفة.

(2)

قوله: له، ليس في (ظ 6).

(3)

قوله: به، من (ظ 6).

(4)

إسناده ضعيف كسابقيه.

ص: 562

‌حَدِيثُ أُخْتِ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَوَاحَةَ

27014 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ الْإِيَامِيَّ يُحَدِّثُ. وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْقَيْسِ عَنْ أُخْتِ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَوَاحَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" وَجَبَ الْخُرُوجُ عَلَى كُلِّ ذَاتِ نِطَاقٍ "(1).

(1) إسناده ضعيف لإبهام المرأة من بني عبد القيس الراوية عن أخت عبد الله بن رواحة. ومحمدُ بنُ النعمان -وهو الهمداني الكوفي- ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 251، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 108، وقال أبو حاتم: شيخ، ولم يترجم له الحسيني في "الإكمال"، ولا "الحافظ" في "التعجيل"، وهو على شرطهما، وذكره الحافظ في "التهذيب" وقال: روى عنه شعبة، وأثنى عليه خيراً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أخت عبد الله بن رواحة، فهي صحابية، كما يفهم من صنيع الإمام أحمد، ولم نقف لها على ترجمة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (846)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 163 من طريق الإمام أحمد، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 251 من طريق محمد بن جعفر، به. وقال: يعني في العيد، وقال البخاري: كأنه مرسل.

وأخرجه أبو يعلى (7152) من طريق يحيى بن سعيد، به، وقال: يعني في العيدين.

وأخرجه الطيالسي (1622)، والبيهقي في "السنن" 3/ 306، والخطيب في "تاريخه" 4/ 63، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 202 من طريقين عن شعبة، =

ص: 563

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= به. وعند الخطيب في "تاريخه" عن رجل، بدلاً من امرأة من بني عبد القيس.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 200، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى -وزاد: يعني في العيدين- والطبراني في "الكبير"، وفيه امرأة تابعية لم يُذكر اسمها.

وفي الباب عن أم عطية، سلف برقم (20789).

وعن عائشة، سلف برقم (25512).

ص: 564

‌حَدِيثُ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ

(1)

27015 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: أَرْسَلَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ إِلَى الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ، فَسَأَلْتُهَا عَنْ وُضُوءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْرَجَتْ لَهُ، يَعْنِي إِنَاءً يَكُونُ مُدًّا، أَوْ نَحْوَ مُدٍّ وَرُبْعٍ - قَالَ سُفْيَانُ: كَأَنَّهُ يَذْهَبُ إِلَى الْهَاشِمِيِّ - قَالَتْ: كُنْتُ أُخْرِجُ إِلَيْهِ (2) الْمَاءَ فِي هَذَا، فَيَصُبُّ عَلَى يَدَيْهِ ثَلَاثًا - وَقَالَ مَرَّةً: يَغْسِلُ يَدَيْهِ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهُمَا - وَيَغْسِلُ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَيُمَضْمِضُ ثَلَاثًا، وَيَسْتَنْشِقُ ثَلَاثًا (3)، وَيَغْسِلُ يَدَهُ الْيُمْنَى ثَلَاثًا، وَالْيُسْرَى ثَلَاثًا، وَيَمْسَحُ بِرَأْسِهِ - وَقَالَ مَرَّةً: مَرَّتَيْنِ - مُقْبِلًا وَمُدْبِرًا، ثُمَّ يَغْسِلُ رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا. قَدْ جَاءَنِي ابْنُ عَمٍّ لَكَ، فَسَأَلَنِي - وَهُوَ ابْنُ عَبَّاسٍ - فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ لِي: مَا أَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ إِلَّا مَسْحَتَيْنِ وَغَسْلَتَيْنِ (4).

(1) قال السندي: الرُّبَيِّع بنت معوِّذ، بضم راء وفتح موحدة وتشديد ياء تحتانية: هي أنصارية نجارية، من صغار الصحابة، قيل: كانت من المبايعات بيعة الشجرة، وكانت تغزو أحياناً معه صلى الله عليه وسلم.

(2)

في (م): له.

(3)

في (م): ويستنثر.

(4)

إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب، وقد انفرد به، واضطرب في متنه، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. =

ص: 565

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه الحميدي (342)، وأبو داود (127)، والعُقيلي في "الضعفاء" 3/ 299، والطبراني في "الكبير" 24/ (677)، والدارقطني 1/ 96، والبيهقي في "السنن" 1/ 72 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً وبألفاظ مختلفة عبد الرزاق (11) و (35) و (65) و (119)، وابن أبي شيبة 1/ 20، والدارمي (690)، وأبو داود (326)، والترمذي (33)، وابن ماجه (390) و (440) و (458)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 33 و 36، والطبراني في "الكبير" 24/ (673) و (674) و (676) و (682 - 687) و (691) و (692) و (693)، والدارقطني 1/ 106، والحاكم 1/ 152، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 353، والبيهقي في "السنن" 1/ 64 و 237، وفي "معرفة السنن والآثار"(701) من طرق عن عبد الله بن محمد بت عقيل، به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن! وحديث عبد الله بن زيد أصحُّ من هذا، وأجود إسناداً، وقد ذهب بعض أهل الكوفة إلى هذا الحديث، منهم وكيع بن الجراح.

قلنا: حديث عبد الله بن زيد الذي أشار إليه الترمذي، سلف برقم (16431)، وهو عند البخاري (185)، ومسلم (235).

وسيأتي حديث الرُّبيِّع بألفاظ مختلفة بالأرقام: (27016) و (27018) و (27019) و (27022) و (27024) و (27028).

قال السندي: قوله: وكأنه يذهب إلى الهاشمي، أي: كأَن المُدَّ يرجع إلى المُدِّ الهاشميّ.

مُقبلاً ومُدبراً: هذا تفسير المرتين، وهو عند التأمُّل يرجع إلى استيفاء المرة لطرفي الشعر، فإنَّ الشعر إذا مسحتَ عليه باليد وجررتَ اليدَ يلتصق طرفٌ منه بالرأس، فلا يصيبُه المسح إلا بالإدبار ثانياً إذا تقدم المسح أولاً بالإقبال، وإن تقدم أولاً بالإدبار فلا بد أن يكون ثانياً بالإقبال، وبالجملة فهذا لا يدل على التعدد، والله أعلم.

ص: 566

27016 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي الرُّبَيِّعُ بِنْتُ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْتِينَا، فَيُكْثِرُ، فَأَتَانَا فَوَضَعْنَا لَهُ الْمِيضَأَةَ، فَتَوَضَّأَ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا، وَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ، مَرَّةً مَرَّةً، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا (1)، وَمَسَحَ رَأْسَهُ بِمَا بَقِيَ مِنْ وَضُوئِهِ فِي يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ؛ بَدَأَ بِمُؤَخَّرِهِ، ثُمَّ رَدَّ يَدَهُ إِلَى (2) نَاصِيَتِهِ، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا، وَمَسَحَ أُذُنَيْهِ مُقَدَّمَهُمَا وَمُؤَخَّرَهُمَا (3).

27017 -

حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ، قَالَتْ: كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَسْقِي الْقَوْمَ وَنَخْدُمُهُمْ، وَنَرُدُّ الْجَرْحَى وَالْقَتْلَى إِلَى

(1) في (ظ 2) و (ق): ثلاثاً ثلاثاً.

(2)

في (ظ 6): على.

(3)

إسناده ضعيف كسابقه.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 9 و 16 و 20 و 21، وابن ماجه (418) و (438)، والطبراني في "الكبير" 24/ (678) و (680) و (681) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه مختصراً أبو داود (130)، والطبراني في "الكبير" 24/ (679)، والدارقطني 1/ 87، والبيهقي 1/ 237 من طريق عبد الله بن داود، عن سفيان الثوري، به.

وانظر ما قبله.

ص: 567

الْمَدِينَةِ (1).

27018 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ، قَالَتْ: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَضَعْنَا لَهُ الْمِيضَأَةَ، فَتَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ مَرَّتَيْنِ، بَدَأَ بِمُؤَخَّرِهِ، وَأَدْخَلَ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ (2).

27019 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَسَنٍ، عَنْ ابْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ، فَأَدْخَلَ أُصْبُعَيْهِ فِي جُحْرِ أُذُنَيْهِ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (2883) و (5679)، والنسائي في "الكبرى"(8881)، والطبراني في "الكبير" 24/ (702)، والبغوي في "شرح السنة"(2670) من طرق عن بشر بن المفضل، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (2882) عن علي ابن المديني، عن بشر بن المفضل، به، بلفظ: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم نسقي، ونُداوي الجرحى، ونردُّ القتلى إلى المدينة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (701) من طريق عبد الصمد بن سليمان الأزرق، عن خالد بن ذكوان، به.

وفي الباب عن أم عطية، سلف برقم (20792).

(2)

إسناده ضعيف، وهو إسناد الرواية (27016).

وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/ 65 من طريق وكيع، بهذا الإسناد مختصراً.

وانظر (27015).

(3)

إسناده ضعيف لضعف ابن عَقيل -وهو عبد الله بن محمد بن عَقيل- =

ص: 568

27020 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ ابْنِ عَقِيلٍ، عَنْ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ، قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِقِنَاعٍ فِيهِ (1) رُطَبٌ وَأَجْرٍ زُغْبٌ، فَوَضَعَ فِي يَدِي شَيْئًا، فَقَالَ:" تَحَلَّيْ بِهَذَا (2)، وَاكْتَسِي بِهَذَا (2) "(3).

= وقد انفردَ به، واضطرب في متنه. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. حسن: هو ابنُ صالح بن حيّ.

وأخرجه أبو داود (131)، وابن ماجه (441)، والبيهقي في "السنن" 1/ 65 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (675) من طريق مالك بن إسماعيل، عن الحسن بن صالح، به.

وانظر (27015).

(1)

في (ظ 6): من.

(2)

في (ظ 8): بذا (في الموضعين).

(3)

إسناده ضعيف لضعف شريك -وهو ابنُ عبد الله النَّخَعي- وابنِ عَقيل -وهو عبد الله بن محمد-، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(204) و (349)، والطبراني في "الكبير" 24/ (694) من طرق عن شريك، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(203)، والطبراني 24/ (697) من طريق محمد بن حميد الرَّازي، عن إبراهيم بن المختار، عن محمد بن إسحاق، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، عن الرُّبَيِّع، به. وإسناده ضعيف، فيه ابن إسحاق وهو مدلِّس وقد عنعن، ومحمد بن حميد الرازي، وهو ضعيف، وإبراهيم بن المختار، وفيه ضعف.

وسيأتي برقم (27023).

قال السندي: قوله: وأَجْرٍ، بفتح همزة وسكون جيم، فراء مكسورة منونة: جمع جرْوٍ، بكسر جيم وسكون راء، والمراد صغار القثّاء. =

ص: 569

27021 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَمُهَنَّا بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ أَبُو شِبْلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ ذَكْوَانَ، قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَنِ الرُّبَيِّعِ. وَقَالَ خَالِدٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: حَدَّثَتْنِي الرُّبَيِّعُ بِنْتُ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عُرْسِي، فَقَعَدَ فِي مَوْضِعِ فِرَاشِي هَذَا، وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تَضْرِبَانِ بِالدُّفِّ، وَتَنْدُبَانِ آبَائِي الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَ بَدْرٍ، فَقَالَتَا فِيمَا تَقُولَانِ: وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا يَكُونُ فِي الْيَوْمِ وَفِي غَدٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَمَّا هَذَا، فَلَا تَقُولَاهُ "(1).

= زُغب: بضم زاي وسكون معجمة، وهو من القثَّاء ما عليه ما يشبه الشعر، وهذا وصف للقثَّاء باللطافة، إذ اللطيف منه لا يخلو عنه.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، حمَّاد -وهو ابنُ سَلَمة- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير مُهَنَّا بن عبد الحميد أبي شبل، فقد أخرج له أبو داود والنسائي في مسند عليٍّ، وهو ثقة، وقد توبع. عبد الصمد: هو ابنُ عبد الوارث العَنْبري، وخالد بن ذكوان: هو أبو الحسين المدني.

وأخرجه ابن سعد 8/ 447، وعبد بنُ حُميد في "المنتخب"(1589)، وابنُ ماجه (1897) من طرق عن حمَّاد بن سَلَمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (4001) و (5147)، وأبو داود (4922)، والترمذي (1090)، والنسائي في "الكبرى"(5563)، وابن حبان (5878)، والطبراني في "الكبير" 24/ (698)، والبيهقي في "السنن" 7/ 288 - 289، والبغوي في "شرح السنة"(2265) من طريق بشر بن المُفَضَّل، والطبراني في "الكبير" 24/ (699) من طريق عبد الصمد بن سليمان الأزرق، كلاهما عن خالد بن ذكوان، به.

وسيرد برقم (27027).

وانظر حديث جابر بن عبد الله السالف برقم (15209).

ص: 570

27022 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ رُبَيِّعَ بِنْتِ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ عِنْدَهَا، فَرَأَيْتُهُ مَسَحَ عَلَى رَأْسِهِ مَجَارِيَ (1) الشَّعْرِ مَا أَقْبَلَ مِنْهُ وَمَا أَدْبَرَ، وَمَسَحَ صُدْغَيْهِ، وَأُذُنَيْهِ، ظَاهِرَهُمَا وَبَاطِنَهُمَا (2).

27023 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ

(1) في (ظ 2) و (ق): ومجاري.

(2)

إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن محمد بن عقيل وقد انفرد به، واضطربَ في متنه، وابنُ لهيعة -وهو عبد الله- قد توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عجلان، فقد أخرج له مسلم متابعة، وهو حسن الحديث.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 33 من طريق أسد بن موسى، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (129)، والترمذي (34)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 33، والطبراني في "الكبير" 24/ (689) و (690)، وفي "الأوسط"(6096)، وفي "الصغير"(1167)، والبيهقي في "السنن" 1/ 59 - 60 من طرق عن محمد بن عجلان، به.

وأخرجه عبد الرزاق (21) عن ابن جريج، عن ابن عجلان أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمسح

فذكره مرسلاً.

وأخرجه بنحوه بحشل في "تاريخ واسط" ص 74 من طريق ليث بن أبي سليم، عن النعمان بن سالم، عن الربيّع بنت معوِّذ، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغشانا، فرأيته يتوضأ؛ فغسل أذنيه ظاهرهما وباطنهما وعظومهما مع الوجه. وليث بن أبي سليم ضعيف.

وانظر (27015).

ص: 571

عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ، قَالَتْ: أَهْدَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1) قِنَاعًا مِنْ رُطَبٍ وَأَجْرٍ زُغْبٍ (2). قَالَتْ: فَأَعْطَانِي مِلْءَ كَفَّيْهِ (3) حُلِيًّا - أَوْ قَالَ: ذَهَبًا - فَقَالَ: " تَحَلَّيْ بِهَذَا "(4).

27024 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ عِنْدَهَا، فَمَسَحَ برَّأْسِهِ (5)، فَمَسَحَ الرَّأْسَ كُلَّهُ مِنْ فَوْقِ الشَّعْرِ، كُلِّ نَاحِيَةٍ لِمُنْصَبِّ (6) الشَّعْرِ، لَا يُحَرِّكُ الشَّعْرَ عَنْ هَيْئَتِهِ (7).

(1) في (ظ 6): لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

(2)

في (ظ 6): وأجراً زغباً.

(3)

في (ظ 6): كفّه.

(4)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (27020)، إلا أن شيخ أحمد هنا هو أبو سلمة الخُزاعي، وهو منصور بن سلمة.

(5)

قولها: فمسح برأسه، ليس في (م).

(6)

في (م): لنصب، وفي (ق): لمنتصب.

(7)

إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن محمد بن عَقِيل، وقد انفرد به واضطربَ في متنه، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. يونُس: هو ابن محمد المؤدِّب، ولَيْث: هو ابنُ سعد.

وأخرجه أبو داود (128)، والطبراني في "الكبير" 24/ (688)، والبيهقي في "السنن" 1/ 60 من طرق عن الليث، بهذا الإسناد.

وسيكرر برقم (27028).

وانظر (27015).

قوله: لمنصبِّ الشعر، قال صاحب "بذل المجهود": هو بضم الميم، =

ص: 572

27025 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ ذَكْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي رُبَيِّعُ بِنْتُ مُعَوِّذٍ، قَالَتْ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي قُرَى الْأَنْصَارِ، فَقَالَ:" مَنْ كَانَ مِنْكُمْ صَائِمًا، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، وَمَنْ كَانَ أَكَلَ، فَلْيَصُمْ بَقِيَّةَ عَشِيَّةَ يَوْمِهِ "(1).

27026 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ ذَكْوَانَ، قَالَ: سَأَلْتُ الرُّبَيِّعَ بِنْتَ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ، عَنْ صَوْمِ عَاشُورَاءَ، فَقَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَاشُورَاءَ: " مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ صَائِمًا؟ " قَالَ: قَالُوا: مِنَّا الصَّائِمُ، وَمِنَّا الْمُفْطِرُ. قَالَ: " فَأَتِمُّوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ وَأَرْسِلُوا إِلَى مَنْ حَوْلَ الْمَدِينَةِ، فَلْيُتِمُّوا بَقِيَّةَ

= وسكون النون، وفتح الصاد المهملة، وتشديد الباء الموحدة، أي: لمحل انصبابه وانحداره، وهو أسفل رأسه.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (1960)، ومسلم (1136)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 73، وابنُ حبان (3620)، والطبراني في "الكبير" 24/ (700)، والبيهقي في "السنن" 4/ 288، وفي "الشعب"(3777)، وفي "معرفة السنن والآثار"(8995)، والبغوي في "شرح السنة"(1783) من طرق عن خالد بن ذكوان، بهذا الإسناد.

وانظر ما بعده.

وفي الباب عن هند بن أسماء، وقد سلف برقم (15962)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

قال السندي: قولها: في قرى الأنصار، قد جاء أنه كان يوم عاشوراء، وظاهر هذا أن صومه يومئذ كان فرضاً، وألله أعلم.

ص: 573

يَوْمِهِمْ " (1).

27027 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حُسَيْنٍ، قَالَ: كَانَ يَوْمٌ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ يَلْعَبُونَ [فِيهِ]، فَدَخَلْتُ عَلَى الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ، فَقَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَعَدَ عَلَى مَوْضِعَ فِرَاشِي هَذَا، وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تَنْدُبَانِ آبَائِي الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَ بَدْرٍ، تَضْرِبَانِ بِالدُّفُوفِ - وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً بِالدُّفِّ - فَقَالَتَا فِيمَا تَقُولَانِ: وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا يَكُونُ فِي غَدٍ. فَقَالَ: " أَمَّا هَذَا فَلَا تَقُولَاهُ "(2).

27028 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ عِنْدَهَا، فَمَسَحَ بِرَأْسِهِ؛ الرَّأْسِ كُلِّهِ، مِنْ وَرَاءِ الشَّعْرِ، كُلَّ نَاحِيَةٍ لِمُنْصَبِّ (3)

(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن عاصم: وهو الواسطي، وقد خالف الرواة عن خالد بن ذكوان في متنه.

وقد سلف بالحديث قبله بغير هذا السياق بإسناد صحيح.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، حمَّاد بنُ سَلَمة من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (695) من طريق عفان، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (27021).

(3)

في (ظ 6): لمصبّ.

ص: 574

الشَّعْرِ، لَا يُحَرِّكُ الشَّعْرَ عَنْ هَيْئَتِهِ (1).

(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (27024)، إلا أن شيخ أحمد هنا هو قُتيبة بن سعيد.

وأخرجه أبو داود (128)، والطبراني في "الكبير" 24/ (688)، والبغوي في "شرح السنة"(225) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.

وانظر (27015).

ص: 575

‌حَدِيثُ سَلَامَةَ بِنْتِ مَعْقِلٍ

(1)

27029 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الْخَطَّابِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي سَلَامَةُ بِنْتُ مَعْقِلٍ، قَالَتْ: كُنْتُ لِلْحُبَابِ بْنِ عَمْرٍو وَلِي مِنْهُ غُلَامٌ، فَقَالَتْ لِيَ امْرَأَتُهُ: الْآنَ تُبَاعِينَ فِي دَيْنِهِ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ صَاحِبُ تَرِكَةِ الْحُبَابِ بْنِ عَمْرٍو؟ " فَقَالُوا: أَخُوهُ أَبُو الْيُسْرِ كَعْبُ بْنُ عَمْرٍو، فَدَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" لَا تَبِيعُوهَا، وَأَعْتِقُوهَا، فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِرَقِيقٍ قَدْ جَاءَنِي، فَأْتُونِي أُعَوِّضُكُمْ ". فَفَعَلُوا (2)، فَاخْتَلَفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ قَوْمٌ: أُمُّ الْوَلَدِ مَمْلُوكَةٌ، لَوْلَا ذَلِكَ لَمْ يُعَوِّضْهُمْ (3) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهَا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ حُرَّةٌ قَدْ أَعْتَقَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَفِيَّ كَانَ الِاخْتِلَافُ (4).

(1) قال السندي: سلامة بنت معقل: قد اختلف في اسم مَعْقل هذا، هل هو بعين مُهملة وقاف، أو بغين معجمة وفاء مشددة؟ وهي أنصارية، أو خزاعية، قدم بها عمُّها في الجاهلية فباعها للحباب بن عمرو، ثم جاءت منه بولد.

(2)

قوله: ففعلوا، ليس في (ظ 6).

(3)

في (ظ 2) و (ق): يعوضكم.

(4)

إسناده ضعيف، محمد بن إسحاق مدلِّس، وقد عنعن، ووالدة الخطاب =

ص: 576

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ابن صالح لم يرو عنها سوى ابنها، ولم يؤثر توثيقها عن أحد، فهي في عداد المجاهيل.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/ 345 من طريق إسحاق بن إبراهيم الرازي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3596) من طريق محمد بن حميد، عن سَلَمة بن الفضل، به.

وأخرجه أبو داود (3953)، والطبراني 24/ (780) من طريقين عن محمد بن إسحاق، به.

قال السندي: قوله: كنت للحُباب، أي: أمَّ ولد له، أو مملوكةً له، وأما كونها أمَّ ولدٍ له، فيوجد من قولها: ولي منه ولد، أي: حصل لي منه ولد، فصرتُ أمَّ ولدٍ له.

ص: 577

‌حَدِيثُ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ

(1)

27030 -

حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ هِلَالٍ - يَعْنِي ابْنَ خَبَّابٍ - عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ ضُبَاعَةَ بِنْتَ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَحُجَّ، فَأَشْتَرِطُ؟ قَالَ:" نَعَمْ ". قَالَتْ: فَكَيْفَ أَقُولُ؟ قَالَ: " قُولِي: لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، مَحِلِّي مِنَ الْأَرْضِ حَيْثُ تَحْبِسُنِي "(2).

(1) قال السندي: ضُباعة بنتُ الزبير، هاشمية بنتُ عمِّ النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الزبير هذا ابنُ عبد المطلب، وليس بالزُّبير بنِ العوام الذي هو واحد من العشرة، كانت زوجةً للمقداد بن الأسود.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير هلال بن خبَّاب، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(11909) و 24/ (828) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (2480)، وابنُ الجارود في "المنتقى"(419)، والدارقطني 2/ 219، والبيهقي في "السنن" 5/ 222 من طرق عن عبَّاد بن العوَّام، به.

وأخرجه الدارمي (1811) من طريق ثابت بن يزيد، عن هلال بن خبَّاب، به.

وسيرد برقمي (27358) و (27359).

وقد سلف في مسند ابن عباس برقم (3302)، وذكرنا أحاديث الباب في مسند عائشة عند الرواية (25308).

قال السندي: قولها: فأشترط؟ هذا الاشتراط صحيح، قد أخذ به قوم، =

ص: 578

27031 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ. وَعَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْفَضْلِ (1)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهَا ذَبَحَتْ فِي بَيْتِهَا شَاةً، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَطْعِمِينَا مِنْ شَاتِكُمْ. فَقَالَتْ لِلرَّسُولِ: وَاللهِ مَا بَقِيَ عِنْدَنَا إِلَّا الرَّقَبَةُ، وَإِنِّي أَسْتَحْيِي (2) أَنْ أُرْسِلَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالرَّقَبَةِ، فَرَجَعَ الرَّسُولُ، فَأَخْبَرَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" ارْجِعْ إِلَيْهَا، فَقُلْ (3): أَرْسِلِي بِهَا، فَإِنَّهَا هَادِيَةٌ الشَّاةِ (4)، وَأَقْرَبُ الشَّاةِ إِلَى الْخَيْرِ، وَأَبْعَدُهَا مِنَ الْأَذَى "(5).

= ومن لم يأخذ به يرى خصوص الحكم.

(1)

في (م): بن المفضل، وهو خطأ، ولم يرد قوله:"بن الفضل" في (ظ 2) ولا (ق).

(2)

في (ظ 6): لأستحي، وفي (م) أستحي.

(3)

في (م): فقل لها.

(4)

قوله: الشاة، ليس في (م).

(5)

إسناده ضعيف لجهالة الفَضْل بن الفَضْل -وهو المدنيّ- فقد تفرَّد بالرواية عنه أسامةُ بن زيد الليثيّ، ولم يُؤثَر توثيقُه عن أحد. وأسامةُ بنُ زيد مختلف فيه، حَسَنُ الحديث، وقد تفرَّد به، ومثلُه لا يُحتمل تفرُّده. وبقية رجال الإسناد ثقات.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6658)، والطبراني في "الكبير" 24/ (844)، وفي "الأوسط"(6037) من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. قال الطبراني في "الأوسط" لا يُروى هذا الحديث عن ضُباعة بنت الزبير إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به أسامة. =

ص: 579

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وانظر ما سيأتي برقم (27091).

قال السندي: قولها: فأرسلَ إليها، يدلُّ على أنَّ مِثْلَ هذا مما هو مبنيٌّ على المحبة والصداقة، أو القرابة، لا يُعدُّ سؤالاً، ولا مَنْعَ منه.

"هادية الشاة": أوائلُ الشاة.

"إلى الخير": أي: اللذة والنضج.

"من الأذى": أي: مما يخرجُ من القُبُل أو الدُّبُر.

ص: 580

‌حَدِيثُ أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ

(1)

27032 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّ حَرَامٍ أَنَّهَا قَالَتْ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَائِلًا فِي بَيْتِي، إِذْ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي (2)، مَا يُضْحِكُكَ؟ فَقَالَ:" عُرِضَ عَلَيَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي، يَرْكَبُونَ ظَهْرَ هَذَا الْبَحْرِ، كَالْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ "، فَقُلْتُ: ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ:" اللهُمَّ اجْعَلْهَا مِنْهُمْ ". ثُمَّ نَامَ أَيْضًا، فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي، مَا يُضْحِكُكَ؟ قَالَ:" عُرِضَ عَلَيَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي، يَرْكَبُونَ هَذَا الْبَحْرَ، كَالْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ ". فَقُلْتُ: ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ:" أَنْتِ مِنَ الْأَوَّلِينَ ". فَغَزَتْ مَعَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَكَانَ زَوْجَهَا، فَوَقَصَتْهَا بَغْلَةٌ لَهَا شَهْبَاءُ، فَوَقَعَتْ، فَمَاتَتْ (3).

(1) أمُّ حرام بنتُ مِلْحان، أنصاريةٌ نجَّاريةٌ مدنية، أختُ أمِّ سُلَيْم، وخالةُ أنس بن مالك، وزوجُةُ عُبادة بن الصامت، كانت من عِلْيَةِ النساء.

(2)

في (م): بأبي وأمي أنت.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، حمَّاد بنُ سَلَمة من رجاله، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. رَوْح: هو ابنُ عُبادة، ويحيى بن سعيد: هو ابن قيس الأنصاري. =

ص: 581

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(283)، والطبراني في "الكبير" 25/ (321)، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 240 - 241 من طرق عن حمَّاد بن سَلَمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (2799 - 2800)، ومسلم (1912)(162)، وابنُ ماجه (2776)، وأبو عوانة 5/ 88 - 89، وابنُ حبان (4608)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 451 من طريق ليث بن سعد، والطبراني 25/ (320) من طريق سفيان، كلاهما عن يحيى بن سعيد، به.

وأخرج الحميدي (349)، وأبو داود (2493)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3315)، وفي "الجهاد"(285) و (286)، والدولابي في "الكُنى" 2/ 127، والطبراني في "الكبير" 25/ (324)، والبيهقي في "السنن" 4/ 335، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 139 من طريق يعلى بن شداد، عن أمِّ حرام، قالت: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم غزاة البحر، فقال:"للمائد أجرُ شهيد، وللغَرِق أجرُ شهيدين". قالت: فقلت: يا رسولَ الله ادعُ الله أن يجعلني منهم. قال: "اللهم اجعلها منهم"، فغزتِ البحر، فلما خرجَتْ ركبَتْ دابَّتها، فسقطت، فماتت. لفظ الحميدي وابن أبي عاصم والطبراني.

وأخرج البخاري (2924)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3313)، وفي "الجهاد"(284)، والطبراني في "الكبير" 25/ (323)، وفي "مسند الشاميين"(444) و (445)، والحاكم 4/ 556، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 62 و 5/ 156، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 452، والبغوي في "شرح السنة"(3731) من طريق عُمير بن الأسود العنسي، عن أم حرام أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا" قالت أمُّ حرام: قلت: يا رسول الله، أنا فيهم؟ قال:"أنت فيهم"، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم:"أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفورٌ لهم" فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: لا". وتحرف عُمير بن الأسود في روايتي ابن أبي عاصم والطبراني في "الكبير" إلى: عمرو بن الأسود. =

ص: 582

27033 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّ حَرَامٍ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).

= وسيرد بالأرقام (27033) و (27377) و (27378).

وانظر (27454).

وسلف من حديث أنس بن مالك بالأرقام (13520) و (13790) و (13791).

وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (2722).

قال السندي: قولها: قائلاً، من القيلولة.

فوقصتها: أي: كسرت عنقها حين رجعوا من الغزو.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر سابقه، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو عفَّان بن مسلم الصَّفَّار.

وأخرجه ابن سعد 8/ 435، وأبو عوانة 5/ 89، والطبراني في "الكبير" 25/ (321)، وابنُ عبد البَرّ في "التمهيد" 1/ 240 - 241 من طريق عفَّان، بهذا الإسناد.

وتحرف يحيى بن سعيد في مطبوع الطبراني إلى: يحيى بن شعيب!

ص: 583

‌حَدِيثُ جُدَامَةَ بِنْتِ وَهْبٍ

(1)

27034 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ جُدَامَةَ بِنْتَ وَهْبٍ حَدَّثَتْهَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنِ الْغِيلَةِ، حَتَّى ذَكَرْتُ أَنَّ فَارِسَ وَالرُّومَ يَصْنَعُونَهُ، فَلَا يَضُرُّ أَوْلَادَهُمْ "(2).

(1) قال السندي: جُدامة بنت وهب: بضم الجيم وإهمال الدال، وقيل: بإعجامها، وصحح النووي في "شرح مسلم" الإهمال.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/ 106 - 107، وفي "الكبرى"(5485) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وهو عند مالك في "الموطأ" 2/ 607 - 608، ومن طريقه أخرجه مسلم (1442)(140)، وأبو داود (3882)، والترمذي (2077)، والدارمي (2223)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3664) و (3666)، وابن حبان (4196)، والطبراني في "الكبير" 24/ (534)، والحاكم 4/ 69، والبيهقي في "السنن" 7/ 465.

قال الحاكم: قد اتفق الشيخان على إخراج حديث مالك بن أنس.

قلنا: بل تفرَّد بإخراجه مسلم، كما أسلفنا في التخريج.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3665) من طريق القعنبي، عن مالك، به. لكنه لم يذكر جُدامة في الإسناد.

وأخرجه مسلم (1442)(142)، والترمذي (2076)، وابن ماجه (2011)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3667) و (3668)، والطبراني في =

ص: 584

27035 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ جُدَامَةَ بِنْتِ وَهْبٍ الْأَسَدِيَّةِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنِ الْغِيلَةِ، حَتَّى ذَكَرْتُ أَنَّ فَارِسَ وَالرُّومَ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ، فَلَا يَضُرُّ أَوْلَادَهُمْ "(1).

27036 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي

= في "الكبير" 24/ (536)، والحاكم 4/ 69 من طريق يحيى بن أيوب، والطحاوي (3669) من طريق حيوة، كلاهما عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، به. زاد مسلم وابن ماجه والحاكم: ثم سألوه عن العزل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذلك الوأد الخفيّ".

قلنا: والحديث بهذه الزيادة سيأتي برقم (27447) من طريق سعيد بن أبي أيوب، عن أبي الأسود. وستأتي الزيادة وحدها برقمي (27036) و (27037).

وفي الباب عن أسامة بن زيد سلف برقم (21770)، وهو عند مسلم (1443).

وانظر ما بعده.

قال السندي: قوله: "لقد هممت" كأنه مبني على أنه فُوِّضَ إليه أن ينهى عما يراه مضراً، والحاصل أنه مبني على جواز الاجتهاد له. "عن الغِيلَة": بكسر الغين المعجمة هو المشهور، وقيل: بالفتح: المرَّة، وبالكسر: اسمٌ من الغيل، وقيل: أن أريد بها وطء المرضعة، جاز الفتح والكسر، قال أهل اللغة: الغيلة: جماع المرضعة، يقال منه: أغال الرجل: إذا فعل ذلك.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرَّر الحديث الذي قبله، إلا أن شيخ الإمام أحمد في هذا الإسناد هو أبو سَلَمة منصور بن سلمة الخُزاعي.

ص: 585

الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ جُدَامَةَ بِنْتِ وَهْبٍ الْأَسَدِيَّةِ - وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ - قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَسُئِلَ عَنِ الْعَزْلِ، فَقَالَ:" هُوَ الْوَأْدُ الْخَفِيُّ "(1).

27037 -

حَدَّثَنَا أبُو عَبدِ الْرَحَمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ - قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ، فَذَكَرَهُ (2).

(1) حديث صحيح، ابنُ لهيعة -وهو عبد الله وإن كان سيِّئَ الحفظ- تابعه سعيد بنُ أبي أيوب كما في الرواية التالية، ويحيى بن أيوب وحيوة كما تقدم في تخريج الرواية (27034). وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن إسحاق -وهو السَّيلحيني- فمن رجال مسلم، وهو ثقة.

قال السندي: قوله: هو الوأد الخفيّ، بالهمز: دفنُ البنت حيَّةً، وكانت العرب تفعله خشية الإملاق، أو خوف العار، ووجه تسميته وأداً مشابهة الوأد في تفويت الحياة، وظاهرُ الحديث الحرمة، وقد حمل على الكراهة تنزيهاً، جمعاً بينه وبين الأحاديث الواردة في هذا الباب.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرئ.

وسيكرر بهذا الإسناد برقم (2747)، لكن فيه هناك زيادة، فانظر تخريجه هناك.

وانظر ما قبله.

ص: 586

‌حَدِيثُ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(1)

27038 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَبَّانُ، عَنْ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ الدَّرْدَاءِ تَقُولُ: خَرَجْتُ مِنَ الْحَمَّامِ فَلَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" مِنْ أَيْنَ يَا أُمَّ الدَّرْدَاءِ؟ " قَالَتْ: مِنَ الْحَمَّامِ، فَقَالَ:" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا مِنَ امْرَأَةٍ تَضَعُ ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ بَيْتِ أَحَدٍ مِنْ أُمَّهَاتِهَا، إِلَّا وَهِيَ هَاتِكَةٌ كُلَّ سِتْرٍ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الرَّحْمَنِ "(2).

(1) أمُّ الدرداء: هي الكبرى، الصحابية، واسمها خَيْرة بنتُ أبي حَدْرَد، كانت من فضلاء النساء، وعقلائهنَّ، وذوات الرأي فيهنَّ، مع العبادة والنسك، توفيت قبل أبي الدرداء بالشام في خلافة عثمان، وليس لها رواية في الكتب الستة. أما أم الدرداء الصغرى فتابعية، وسيرد حديثها برقم (27558).

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء على نسق، وهم: ابن لهيعة، وزبَّان وهو ابنُ فائد، وسهل، وهو ابن معاذ بن أنس الجهني.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (645) من طريق النضر بن عبد الجبار، عن ابن لهيعة، عن زبَّان، عن أبي مرحوم، عن سهل بن معاذ، عن أمّ الدرداء، به. زاد في إسناده أبا مرحوم.

وفيه: "في غير بيتها" بدلاً من قوله: "في غير بيت أحد من أمهاتها".

وسيرد بإسناد حسن برقم (27041).

وانظر ما بعده.

ص: 587

27039 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَبَّانُ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ الدَّرْدَاءِ تَقُولُ: خَرَجْتُ مِنَ الْحَمَّامِ، فَلَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَهُ (1).

27040 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى (2)، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ الدُّؤَلِيِّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، تَرْفَعُ الْحَدِيثَ، قَالَتْ:" مَنْ رَابَطَ فِي شَيْءٍ مِنْ سَوَاحِلِ الْمُسْلِمِينَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، أَجْزَأَتْ (3) عَنْهُ رِبَاطَ سَنَةٍ "(4).

(1) حديث حسن، وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء: رِشْدين بن سعد، وزبَّان، وسهل.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (646) من طريق يحيى بن بُكير، عن رِشْدين، بهذا الإسناد.

وسيرد بإسناد حسن برقم (27041).

(2)

تحرف اسم إسحاق بن عيسى في (م) إلى: يحيى بن عيسى.

(3)

في (ظ 6): أجزت، وكلاهما بمعنى.

(4)

إسناده ضعيف، إسماعيل بنُ عياش، مخلّط في روايته عن غير أهل بلده، وهذه منها، وإسحاق بنُ عبد الله من رجال "التعجيل" مجهول الحال، لم يُذكر في الرواة عنه سوى محمد بن عمرو بن حَلْحَلة، ولم يُؤثر توثيقه عن غير ابن حبان.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 394، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(307)، وفي "الآحاد والمثاني"(3355)، والطبراني في "الكبير" 24/ (648) من طريقين عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 289، وقال: رواه أحمد والطبراني من رواية إسماعيل بن عياش عن المدنيين، وبقية رجاله ثقات!

ص: 588

27041 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: وَقَالَ حَيْوَةُ: أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ أَنَّ يُحَنَّسَ أَبَا مُوسَى حَدَّثَهُ أَنَّ أُمَّ الدَّرْدَاءِ حَدَّثَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَقِيَهَا يَوْمًا، فَقَالَ:" مِنْ أَيْنَ جِئْتِ يَا أُمَّ الدَّرْدَاءِ؟ " فَقَالَتْ: مِنَ الْحَمَّامِ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا مِنَ امْرَأَةٍ تَنْزِعُ ثِيَابَهَا، إِلَّا هَتَكَتْ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللهِ مِنْ سِتْرٍ "(1).

(1) إسناده حسن من أجل أبي صخر -وهو حُمَيْد بنُ زياد الخرَّاط- وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. حَيْوة: هو ابنُ شُريح بن صفوان المصري.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (652) من طريق أحمدَ بنِ صالح، عن عبد الله بنِ وَهْب، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 277، وقال: رواه أحمد والطبراني بأسانيد، ورجال أحدها رجال الصحيح.

وقد ذكرنا شواهده في مسند عائشة برقم (24140).

ص: 589

‌حَدِيثُ أُمِّ مُبَشِّرٍ امْرَأَةِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ

(1)

27042 -

حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ امْرَأَةِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ حَفْصَةَ، فَقَالَ:" لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ ". قَالَتْ حَفْصَةُ: أَلَيْسَ اللهُ عز وجل يَقُولُ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَمَهْ؛ {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} "(2).

(1) أم مبشر: قال السندي: هي بنت البراء بن معرور، أنصارية، وترجم لها أحمد بأنها أم مبشر الأنصارية امرأة زيد بن حارثة.

(2)

صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على الأعمش، وقد بسطنا الاختلاف فيه في الرواية (26440). ابن إدريس: هو عبد الله، وأبو سفيان: هو طلحة بن نافع، وجابر: هو ابنُ عبد الله الصحابي.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(861)، وفي "الآحاد والمثاني"(3316)، والطبري في "التفسير" 16/ 112، وابن حبان (4800)، والطبراني في "الكبير" 25/ (266)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 390 من طريق ابن إدريس، بهذا الإسناد.

وانظر (26440).

قال السندي: قوله: "فمه {ثم نُنَجِّي الذينَ اتَّقَوْا} ": حاصل الجواب أن المراد أنهم من الناجين من النار، لا من المتروكين فيها، وليس في هذا الحديث تصريح بأن المراد بالورود الدخولُ فيها مع كونها برداً وسلاماً على المؤمنين، أو المرور على الصراط، وهي تحته، والله أعلم.

ص: 590

27043 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ (1)، عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ غَرَسَ غَرْسًا، أَوْ زَرَعَ زَرْعًا، فَأَكَلَ مِنْهُ إِنْسَانٌ، أَوْ سَبُعٌ، أَوْ دَابَّةٌ، أَوْ طَيْرٌ، فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ "(2).

(1) في (م): جابر بن عبد الله.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو سفيان -وهو طلحة بن نافع الواسطي- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه مسلم (1552)(11) من طريق أبي كُريب وإسحاق بن إبراهيم، عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. لكنَّ إسحاق بن إبراهيم ربما قال في روايته: عن أمِّ مبشر، وربما لم يقل.

وأخرجه ابن سعد 8/ 458، وعبد بن حُميد في "المنتخب"(1572)، ومسلم (1552)(11)، والدارمي (2610)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3319)، والطبراني في "الكبير" 25/ (261) و (262) و (263)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 311، والبيهقي في "الشعب"(3497)، والبغوي في "شرح السنة"(1652) من طرق عن الأعمش، به.

وسلف برقم (15201) عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ليس فيه أمُّ مبشِّر.

وأخرجه مسلم (1552)(8) من طريق الليث، عن أبي الزبير، عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم مبشر الأنصارية

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 225: وكأنَّ القلب إلى رواية أبي الزُّبير أميل.

قلنا: خَرَّج مسلم الروايتين كلتيهما.

وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (12495)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب. =

ص: 591

27044 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ (1) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَا فِي حَائِطٍ مِنْ حَوَائِطِ بَنِي النَّجَّارِ، فِيهِ قُبُورٌ مِنْهُمْ، قَدْ مُوِّتُوا (2) فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَسَمِعَهُمْ وَهُمْ يُعَذَّبُونَ، فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ:" اسْتَعِيذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ". قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنَّهُمْ لَيُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ؟! قَالَ:" نَعَمْ، عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ "(3).

= قال السندي: قوله: "فهو له" أي: للغارس.

(1)

قولها: عليَّ، ليس في (ظ 6).

(2)

في (م): مَاتُوا.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسنادٌ رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان -وهو طلحة بن نافع الواسطي- فمن رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 374 و 10/ 193 - 194، وهنَّاد في "الزهد"(349)، وابن أبي عاصم في "السنة"(875)، وابنُ حِبَّان (3125)، والطبراني في "الكبير" 25/ (268)، والآجري في "الشريعة" ص 363، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(95) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 56 وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.

وسلف برقم (14152) من طريق أبي الزبير، عن جابر، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً نخلاً

فذكره دون قولها: قلت: يا رسول الله .... ، ولم يذكر أمَّ مبشّر في الإسناد. وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 225 بعد أن ذكر روايتي أبي سفيان وأبي الزبير عن جابر: وقول أبي الزبير عنه أشبه بالصواب. =

ص: 592

27045 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ، قَالَتْ: جَاءَ غُلَامُ حَاطِبٍ، فَقَالَ: وَاللهِ لَا يَدْخُلُ حَاطِبٌ الْجَنَّةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" كَذَبْتَ، قَدْ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ "(1).

= وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (12007)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

وقوله: "نعم، عذاباً تسمعه البهائم" يشهد له حديث عائشة، السالف برقم (24178)، وهو عند البخاري (1418)، ومسلم (586).

قال السندي: قولها: قد مُوِّتوا، على بناء المفعول، بتشديد الواو، يقال: أماته الله وموَّته.

"تسمعه البهائم" أي: صوته، أو أثره، وإلا فنفس العذاب غير مسموع.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على سليمان -وهو الأعمش- وقد بسطنا الاختلاف فيه في الرواية (26440). معاوية بن عمرو: هو ابن المُهَلَّب الأزدي، وزايدة: هو ابن قُدامة.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(334)، والطبراني في "الكبير" 25/ (265) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2495) من حديث الليث، عن أبي الزُّبير، عن جابر: أن عبداً لحاطب جاء رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يشكو حاطباً

وسلف من هذه الطريق برقم (14771).

وأخرجه تمَّام الرازي في "فوائده"(1522)(الروض البسام) من طريق محمد بن كثير، عن زائدة، به.

وأخرجه ابن أبي عاصم أيضاً (333) و (3318)، والطبري في تفسير قوله تعالى:{وإنْ منكُم إلا واردُها} ، والطبراني 25/ (265) من طريق أبي عَوانة، عن الأعمش، به. =

ص: 593

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وذكره الهيثمي في "المجمع" 9/ 304، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح.

وسلف برقم (27042)، وفي مسند حفصة برقم (26440).

ص: 594

‌حَدِيثُ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ

(1)

27046 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي (2) بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ (3)، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" وَإِذَا شَهِدَتْ إِحْدَاكُنَّ الْعِشَاءَ، فَلَا تَمَسَّ طِيبًا "(4).

(1) سلفت ترجمة زينب قبل الحديث (16082).

(2)

في (م): حدثنا.

(3)

في (ظ 6) و (ق): عبد الله بن مسعود.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، محمد بن عَجْلان فيه كلام يُنزله عن رتبة الصحيح، غير أن مسلماً انتقى له هذا الحديث. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 26، ومسلم (443)(142)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 189، وفي "الكبرى"(9426)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3212)، وابنُ خزيمة (1680)، وأبو عوانة 2/ 16 - 17 و 59، وابنُ حبان (2215)، والطبراني في "الكبير" 24/ (720)، والبيهقي في "السنن" 3/ 133 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 154 - 155 و 189، وفي "الكبرى"(9427) من طريق جرير بن عبد الحميد، والطبراني في "الكبير" 24/ (718) من طريق سفيان الثوري، والطبراني 24/ (719) من طريق سفيان بن عُيينة، والبيهقي في "السنن" 3/ 133 من طريق رَوْح بنِ القاسم، أربعتهم عن محمد ابن عجلان، به.

وخالف وُهيب بنُ خالد الرواةَ عن ابن عجلان، فرواه -فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 154، وفي "الكبرى"(9425) - عن ابن عجلان، =

ص: 595

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عن يعقوب بن عبد الله بن الأشجّ، عن بُسر بن سعيد، به.

قال النسائي: حديث يحيى وجرير أولى بالصواب من حديث وُهيب بن خالد، والله تعالى أعلم.

وأخرجه مسلم (443)(141) من طريق مَخْرمة بن بُكير، والطبراني في "الكبير" 24/ (717) من طريق ابن جُريج، كلاهما عن بُكير بن عبد الله، به.

ورواه الليث بن سعد، واختُلف عليه فيه:

فرواه عثمان بن سعيد -فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 155، وفي "الكبرى"(9429) - عن ليث بن سعد، عن بكير بن عبد الله، به.

ورواه قتيبة بن سعيد أبو رجاء البغلاني -فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 190، وفي "الكبرى"(9428)، وأبو عوانة 2/ 59، والطبراني في "الكبير" 24/ (723) -، ويحيى بن بكير -فيما أخرجه الطبراني 24/ (723) - كلاهما عن ليث بن سعد، عن عُبيد الله بن أبي جعفر، عن بُكير بن عبد الله، به.

ورواه عبد الله بن صالح -فيما وقع في "الأوسط"(8722) للطبراني- عن ليث بن سعد، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن بكير بن عبد الله، عن زينب، به، ليس فيه بُسْر بن سعيد.

قال النسائي: وحديث قتيبة: أولى بالصواب.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (724) من طريق الحارث بن عبد الرحمن، عن بُسر بن سعيد، به.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 155، وفي "الكبرى"(9434) عن يوسف بن سعيد، وابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 79، من طريق سُنَيْد بن داود، كلاهما عن حجاج -وهو ابن محمد المصيصي- عن ابن جريج، عن زياد بن سعد، عن الزهري، عن بُسر بن سعيد، به.

قال النسائي: وهذا غير محفوظ من حديث الزُّهري، والله أعلم.

وقال ابن أبي حاتم: وقرأ علينا أبو زرعة هذا الحديث عن سُنَيْد هكذا، =

ص: 596

27047 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ وَسَعْدٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هِشَامٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي زَيْنَبُ الثَّقَفِيَّةُ امْرَأَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا: " إِذَا خَرَجَتْ إِحْدَاكُنَّ إِلَى الْعِشَاءِ، فَلَا تَمَسَّ طِيبًا "(1).

= فأملى علينا أبو زرعة وقال: أخبرتُ بهذا الحديث يحيى بن معين، فقال: كتبته من كتاب حجَّاج، عن ابن جريج، عن زياد بن سعد، عن بُسر بن سعيد، عن زينب الثقفية، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ليس فيه الزهري.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 198 إنه بلغه عن بُسر بن سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

فذكره.

ورواه يزيد بن خُصيفة -كما سلف برقم (8035) - عن بسر بن سعيد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأةٍ أصابت بخوراً، فلا تشهدنَّ عشاء الآخرة".

وانظر ما بعده.

قال السندي: قوله: "العِشاء" بالكسر، أي: صلاة العشاء.

"فلا تمسَّ طيباً" أي: قبل الحضور والانصراف من الصلاة، وإلا، فلا منع من الطيب بعد ذلك في البيت، والمراد النهي عن خروج المرأة بالطيب من البيت.

(1)

حديث صحيح، محمد بن عبد الله بن عمرو بن هشام، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. قلنا: وقد توبع. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غيرَ سعد بن إبراهيم بن سعد الزُّهري، فمن رجال البخاري.

واختلف في هذا الإسناد على إبراهيم بن سعد الزُّهري:

فرواه ابنه سعد بن إبراهيم -كما في هذه الرواية- وابنه يعقوب بن إبراهيم =

ص: 597

27048 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ، عَنِ ابْنِ أَخِي زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ زَيْنَبَ، قَالَتْ: خَطَبَنَا (1) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ

= كما في هذه الرواية أيضاً، وعند ابن سعد 8/ 290، والنسائي في "المجتبى" 8/ 189 - 190، وفي "الكبرى"(9432)، وأبي عوانة 2/ 16، والبيهقي في "الشعب"(7814) كلاهما عن إبراهيبم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن هشام القرشي، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن بُسْر بن سعيد، عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه أبو داود الطيالسي -كما في "مسنده"(1652)، ومن طريقه النسائي في "المجتبى" 8/ 155، وفي "الكبرى"(9431) - وموسى بن إبراهيم التبوذكي -فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 142 - ويعقوب بن حُميد بن كاسب -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3213)، والطبراني في "الكبير" 24/ (722) - ثلاثتُهم عن إبراهيم بن سعد، عن محمد ابن عبد الله بن عمرو بن هشام القرشي، به. لم يذكروا صالح بن كيسان. وتمتقط من مطبوع "المجتبى" بُسر بن سعيد.

ورواه منصور بن أبي مزاحم -فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 155، وفي "الكبرى"(9433)، وابن حبان (2212) - عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن هشام، به.

ورواه إبراهيم بن حمزة الزبيري -فيما أخرجه الطبراني في "الكيير" 24/ (721) - عن إبراهيم بن سعد، عن عبد الله بن مسلم أخي الزهري، عن بكير بن عبد الله، به.

قال النسائي: وحديث يعقوب -أي ابن إبراهيم بن سعد- أولى بالصواب، والله أعلم.

وانظر ما قبله.

(1)

في (ظ 6): خطب بنا.

ص: 598

النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ، وَلَوْ مِنْ حُلِيِّكُنَّ، فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". قَالَتْ: وَكَانَ عَبْدُ اللهِ رَجُلًا (1) خَفِيفَ ذَاتِ الْيَدِ، فَقُلْتُ لَهُ: سَلْ لِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُجْزِئُ (2) عَنِّي مِنَ الصَّدَقَةِ النَّفَقَةُ عَلَى زَوْجِي وَأَيْتَامٍ فِي حِجْرِي؟ قَالَتْ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أُلْقِيَتْ عَلَيْهِ الْمَهَابَةُ، فَقَالَ: اذْهَبِي أَنْتِ، فَاسْأَلِيهِ. قَالَتْ: فَانْطَلَقْتُ، فَانْتَهَيْتُ إِلَى بَابِهِ (3)، فَإِذَا عَلَيْهِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ اسْمُهَا زَيْنَبُ، حَاجَتِي حَاجَتُهَا (4)، قَالَتْ: فَخَرَجَ عَلَيْنَا بِلَالٌ، قَالَتْ: فَقُلْنَا لَهُ: سَلْ لَنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُجْزِئُ (5) عَنَّا مِنَ الصَّدَقَةِ النَّفَقَةُ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَأَيْتَامٍ فِي حُجُورِنَا؟ قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ بِلَالٌ، فَقَالَ: عَلَى الْبَابِ زَيْنَبُ، فَقَالَ:" أَيُّ الزَّيَانِبِ؟ " قَالَتْ (6): فَقَالَ: زَيْنَبُ امْرَأَةُ عَبْدِ اللهِ، وَزَيْنَبُ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، تَسْأَلَانِكَ عَنِ النَّفَقَةِ عَلَى أَزْوَاجِهِمَا، وَأَيْتَامٍ فِي حُجُورِهِمَا، أَيُجْزِئُ ذَلِكَ عَنْهُمَا مِنَ الصَّدَقَةِ؟ قَالَتْ: فَخَرَجَ إِلَيْنَا، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَهُمَا أَجْرَانِ: أَجْرُ الْقَرَابَةِ، وَأَجْرُ الصَّدَقَةِ "(7).

(1) قولها: رجلاً، ليس في (ظ 6).

(2)

في (ظ 6): أتجزئ.

(3)

في (ظ 6): الباب.

(4)

في (ظ 6): حاجتها مثل حاجتي.

(5)

في (ظ 6): أتجزئ.

(6)

في (ظ 2) و (ق) و (م): قال.

(7)

حديث صحيح، وقد وهم أبو معاوية -وهو محمد بن خازم الضرير- في إسناده، فقال: عن عمرو بن الحارث بن المصطلق، عن ابن أخي زينب، =

ص: 599

27049 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ كُلْثُومٍ

= عن زينب، فزاد الإسناد: ابن أخي زينب، والصحيح: عن عمرو بن الحارث -وهو ابن أخي زينب- عن زينب، كما سلف برقم (16082)، وقد نبَّه على ذلك الترمذي.

وأخرجه مختصراً ومطولاً ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3211)، والترمذي (635)، والنسائي في "الكبرى"(9200)، وابن حبان (4248)، والطبراني في "الكبير" 24/ (726) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. قال الترمذي: وأبو معاوية وهم في حديثه، فقال: عن عمرو بن الحارث، عن ابن أخي زينب، والصحيح إنما هو عن عمرو بن الحارث ابن أخي زينب.

ونقل الحافظ في "الفتح" 3/ 329 عن الترمذي قوده أنه سأل البخاري عنه، فحكم على رواية أبي معاوية بالوهم، وأن الصواب رواية الجماعة عن الأعمش، عن شقيق، عن عمرو بن الحارث ابن أخي زينب.

وقال الحافظ: والموصوف بكونه ابن أخي زينب هو عمرو بن الحارث نفسه، وكأن أباه كان أخا زينب لأُمها، لأنها ثقفية، وهو خُزَاعي.

وأخرجه ابن ماجه (1834) عن علي بن محمد والحسن بن محمد بن الصباح، كلاهما عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن شقيق، عن عمرو بن الحارث ابن أخي زينب، عن زينب، به.

قلنا: يعني على الجادة كرواية الجماعة، والمحفوظ عن أبي معاوية وهمه في قوله: عن ابن أخي زينب في الإسناد كما سلف.

وقد سلف برقم (16082).

قال السندي: قوله: "ولو من حليكن" أي: ولو مما تحتاجون إليه من المال كالحلي.

خفيف ذات اليد، أي: قليل المال، فأطلق ذات اليد على المال لأنه يصاحب اليد.

ص: 600

عَنْ زَيْنَبَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَرَّثَ النِّسَاءَ خِطَطَهُنَّ (1).

27050 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ كُلْثُومٍ، قَالَ (2): كَانَتْ زَيْنَبُ تَفْلِي رَأْسَ (3) رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَعِنْدَهُ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ، وَنِسَاءٌ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ يَشْكُونَ مَنَازِلَهُنَّ، وَأَنَّهُنَّ يُخْرَجْنَ مِنْهُ، وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِنَّ فِيهِ، فَتَكَلَّمَتْ زَيْنَبُ، وَتَرَكَتْ رَأْسَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّكِ لَسْتِ تَكَلَّمِينَ بِعَيْنَيْكِ، تَكَلَّمِي وَاعْمَلِي عَمَلَكِ ". فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ أَنْ يُوَرَّثَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ النِّسَاءُ (4)، فَمَاتَ عَبْدُ اللهِ، فَوَرِثَتْهُ امْرَأَتُهُ دَارًا بِالْمَدِينَةِ (5).

(1) حديث حسن، شريك -وهو ابن عبد الله النَّخَعي، وإن كان سيئ الحفظ- متابع، كما في الرواية التالية.

قال السندي: قوله: عن زينب أن النبي صلى الله عليه وسلم وَرَّثَ، من التوريث. قيل: زينب هذه بنت جحش، لا زوجة عبد الله، والله أعلم.

قولها: خِطَطَهن، ضُبط بكسر ففتح، أي: بيوتهن، أي: ليس لورثة الزوج إذا مات هو أن يأخذوا من المرأة البيت ويخرجوها منه، بل عليهم أن يخلوها في بيتها، وكان هذا الحكم مخصوصاً بالمهاجرين، وانقضى بانقضائهم، والله أعلم.

(2)

في (م): قالت، وفي (ظ 6): عن أم كلثوم قالت. وهو خطأ.

(3)

قوله: رأس، ليس في (م).

(4)

في رواية أبي داود: أن تُوَرِّث دورَ المهاجرين النساءُ.

(5)

إسناده حسن من أجل كُلثوم، فقد ترجم له الحافظ في "تهذيبه" فقال: كلثوم بن المصطلق، وهو كلثوم بن علقمة بن ناجية بن المصطلق، =

ص: 601

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ويقال: كلثوم بن الأقمر، ويقال: ابن عامر بن الحارث بن أبي ضرار بن المصطلق الخزاعي المصطلقي، يقال: له صحبة، ثم قال: ذكر ابن حبان في ثقات التابعين ثلاثة: كلثوم بن المصصلق الخزاعي، وهو الراوي عن ابن مسعود، وعنه الزبير بن عدي وعمران بن عمير، وكلثوم بن عامر، وهو الراوي عن عمته جويرية بنت الحارث، وعنه مهاجر أبو الحسن، وكلثوم بن الأقمر: روى عنه زرّ بن حبيش، وعنه الأسود بن قيس. ثم قال الحافظ: وكذا فرَّق بينهما البخاري في "تاريخه"، وابن أبي خيثمة، وابن أبي حاتم، والذي يظهر أن كلثوم بن المصطلق هو كلثوم بن عامر، وإنما نُسِبَ إلى جدِّه، وأما كلثوم بن الأقمر، فهو غيره قطعاً. قلنا: وعلى هذا فقد روى عة جمع، وقال الحافظ في "التقريب": ثقة. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو داود (3080)، ومن طريقه البيهقي 6/ 156 عن عبد الواحد بن غياث، عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد. وفي روايته: وعنده امرأة عثمان بن عفان.

وانظر ما قبله.

ص: 602

‌حَدِيثُ أُمِّ الْمُنْذِرِ بِنْتِ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيَّةِ

(1)

27051 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَعْصَعَةَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ أُمِّ الْمُنْذِرِ بِنْتِ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيَّةِ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ عَلِيٌّ، وَعَلِيٌّ نَاقِهٌ مِنْ مَرَضٍ، وَلَنَا دَوَالٍ مُعَلَّقَةٌ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ مِنْهَا، وَقَامَ عَلِيٌّ يَأْكُلُ مِنْهَا، فَطَفِقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِعَلِيٍّ:" مَهْ، إِنَّكَ نَاقِهٌ ". حَتَّى كَفَّ. قَالَتْ: وَصَنَعْتُ شَعِيرًا وَسِلْقًا، فَجِئْتُ بِهِ. قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ: " مِنْ هَذَا أَصِبْ، فَهُوَ أَنْفَعُ لَكَ "(2).

(1) قال السندي: أم المنذر بنت قيس، أنصارية نجارية، قيل: اسمها سلمى، قلنا: وقال الحافظ في "الإصابة" 4/ 500: قال الطبراني: اسمها سلمى بنتُ قيس أخت سليط بن قيس من بني مازن بن النجار، وعندي أنها غيرها، فحديث سلمى بنت قيس تقدم في المبايعة.

قلنا: وسيرد عند أحمد (27133).

(2)

إسناده ضعيف، فُليح -وهو ابن سليمان الخزاعي- ضعيف يعتبر به، وقد تفرَّد بهذا الإسناد، واختلف عليه فيه. وأيوبُ بنُ عبد الرحمن بن صَعْصَعة: روى عنه جمع، وذكره ابن حبان، وقد تفرَّد به كذلك، ولا يحسن تفرده. ويعقوب بن أبي يعقوب روى عنه جمع، وقال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات". أبو عامر: هو عبد الملك بن عَمرو العَقَدي.

وأخرجه أبو داود (3856) -ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (في =

ص: 603

27052 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ أُمِّ الْمُنْذِرِ الْعَدَوِيَّةِ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ عَلِيٌّ، وَعَلِيٌّ نَاقِهٌ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: ثُمَّ جَعَلْتُ لَهُمْ

= ترجمة أم المنذر) - والترمذي عقب (2037)، وابن ماجه (3442) من طريق أبي عامر، بهذا الإسناد، وقرنوا بأبي عامر أبا داود الطيالسي. قال الترمذي: هذا حديث جيد غريب.

وأخرجه أحمد عن يونس بن محمد المؤدِّب وفزارة بن عمرو، كما سيرد في الرواية (27052)، وعن سُريج بن النعمان، كما سيرد في الرواية (27053). وأخرجه ابن سعد 8/ 422 عن يحيى بن عبَّاد، والطبراني في "الكبير" 25/ (258) من طريق محمد بن سنان العوقي، والحاكم 4/ 204 من طريق المعافى بن سليمان، ستتهم عن فُليح، به.

واختلف على فُليح فيه:

فأخرجه الحاكم أيضاً 4/ 204 - 205 من طريق زيد بن الحباب، عن فُليح بن سليمان، عن أيوب، عن يعقوب بن أبي يعقوب، عن أم مبشر، وكانت إحدى خالات النبي صلى الله عليه وسلم

فذكره. وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

قلنا: والأشبه حديث أبي عامر ومن وافقه عن فليح.

وسيرد برقمي (27052) و (27053).

قال السندي: قولها: وعليٌّ ناقِهٌ -بكسر القاف-، أي: قريب العهد بالمرض.

دوالٍ: جمع دالية، وهي العِذْق من البُسْر، فإذا أرطبَ أُكل.

"مَهْ": كلمة يراد به الكفّ، وهذا الحديث أصلٌ في حفظ المريض نفسه عما يضرُّه.

ص: 604

سِلْقًا وَشَعِيرًا. [قَالَ عَبْدُ اللهِ:] قَالَ أَبِي: وَكَذَلِكَ قَالَ فَزَارَةُ بْنُ عَمْرٍو (1): سِلْقًا (2).

(1) كذا في النسخ و"تعجيل المنفعة" وتذكرة الحسيني: فزارة بن عمرو، وجاء اسمه في الأحاديث السالفة بالأرقام:(8468) و (8474) و (9466) و (13307): فزارة بن عُمر، والله أعلم.

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله، غير أن شيخي أحمد هنا هما يونس، وهو ابنُ محمد المؤدِّب، وفزارة بن عمرو، وقد ترجم له الحسيني في "الإكمال"، والحافظ في "التعجيل"، وقال الحسيني: فيه نظر، وقال أبو زرعة في "ذيل الكاشف": لا أعرفه.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 79 - 80 - وعنه ابن ماجه (3442) - عن يونس، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي في "جامعه"(2037)، وفي "الشمائل"(182) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(2863) - عن العباس الدوري، عن يونس بن محمد، عن فُليح بن سليمان، عن عثمان بن عبد الرحمن التيمي، عن يعقوب، به. قلنا: وعثمان بن عبد الرحمن ثقة. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث فليح، ويروى عن فليح عن أيوب بن عبد الرحمن. وتعقب المِزِّي في "التحفة" 13/ 108 الترمذيَّ بقوله: فقول أبي عيسى: لا نعرفه إلا من حديث فليح، فيه نظر. وقد أورد عليه ما رواه ابن أبي فديك، عن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، عن أبيه، عن يعقوب بن أبي يعقوب، نحوه.

قلنا: وهذه ليست متابعةً لفُليح، فقد سئل أبو حاتم -كما في "العلل" لابنه 2/ 271 - 272 - عن حديث ابن أبي فُديك هذا، فقال: محمد بن أبي يحيى: هو محمد بن فُليح، وهذا الحديث معروفٌ من رواية فُليح، وكنت أظن أنه محمد بن أبي يحيى الأسلمي أبو إبراهيم بن أبي يحيى، فألقيتُه على أبي زرعة، فلم يعرفه من حديث محمد بن أبي يحيى، وجعل يعجب ويضطرب =

ص: 605

27053 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَعْصَعَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ أُمِّ الْمُنْذِرِ بِنْتِ قَيْسٍ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَعَلِيٌّ نَاقِهٌ مِنْ مَرَضٍ. قَالَتْ: وَلَنَا دَوَالٍ مُعَلَّقَةٌ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَعَلِيٌّ يَأْكُلَانِ مِنْهَا (1)، فَطَفِقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَهْلًا، فَإِنَّكَ نَاقِهٌ " حَتَّى كَفَّ عَلِيٌّ. قَالَتْ: وَقَدْ صَنَعْتُ شَعِيرًا وَسِلْقًا، فَلَمَّا جِئْنَا بِهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ:" مِنْ هَذَا أَصِبْ، فَهُوَ أَوْفَقُ لَكَ ". فَأَكَلَا ذَلِكَ (2).

= عليه الأمر، وكذاك كان يضطرب عليَّ، حتى الآن وقفتُ عليه: هو فليح: ويكنى أبا يحيى.

وقال الحافظ في "الإصابة"(في ترجمة أم المنذر): وفُليح بن سليمان الأسلمي -وكنيتُه أبو يحيى- وابنه من رجال البخاري، وابنُ أبي فُديك من أقرانه، فلعله حمله عنه، ولم يفصح باسم ابنه لصغره، بل رجع الخبر إلى فليح كما قال الترمذي.

(1)

قولها: منها، ليس في (ظ 6).

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (27051)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو سُريج بن النعمان الجوهري.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (258) -ومن طريقه المزي في "تهذيبه"(في ترجمة أيوب بن عبد الرحمن) - من طريق سُريج بن النعمان، بهذا الإسناد.

ص: 606

‌حَدِيثُ خَوْلَةَ بِنْتِ قَيْسٍ

(1)

27054 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ (2)، مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ سَنُوطَا يُحَدِّثُ عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ قَيْسٍ امْرَأَةِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى حَمْزَةَ، فَتَذَاكَرَا الدُّنْيَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا، بُورِكَ لَهُ فِيهَا، وَرُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِي مَالِ اللهِ، وَمَالِ رَسُولِهِ، لَهُ النَّارُ يَوْمَ يَلْقَى اللهَ "(3).

(1) قال السندي: هي خولة بنت قيس بن قهد -بالقاف- أنصارية نجارية، كانت تحت حمزة عمِّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم. قلنا: ويقال لها: خويلة أمُّ محمد، امرأةُ حمزة، وقيل: إن امرأة حمزة هي خولة بنت ثامر الخولانية، وقيل: إن ثامر لقب لقيس بن قهد، قال علي ابن المَدِيني: خولة بنت قيس هي خولة بنت ثامر. انظر "الإصابة"(ترجمة خولة بنت قيس) و"تهذيب الكمال" أيضاً، و"التحفة" 11/ 300.

(2)

جاء في النسخ و (م) و"أطراف المسند" 8/ 414: عمر بن سعيد بن كثير بن أفلح، بزيادة: ابن سعيد، وهو خطأ، صوابه: عمر بن كثير بن أفلح، كما في الرواية التي بعدها، و"التهذيب" وفروعه، ومصادر التخريج، والرواية (27317).

(3)

حديث صحيح، عُبيد سَنُوطا -ويقال: عبُيد بن سَنُوطا، وهو أبو الوليد المدني- لم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يوثقه غير العجلي، =

ص: 607

27055 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنْ عُبَيْدِ سَنُوطَا

= وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد توبع كما سيرد في الرواية (27318) وإسنادها صحيح، وبقية رجال هذا الإسناد ثقات رجال الشيخين غير صحابية الحديث، فقد روى لها البخاري، ويقال لها أيضاً: خولة بنت ثامر، كما سيرد في الرواية المذكورة. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري.

وأخرجه عبد الرزاق (6962)، وعبد بن حميد في "المنتخب"(1588)، والبخاري في "تاريخه" 5/ 450، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3260) و (3261)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4890) و (4891)، وابن حبان (4512)، والطبراني في "الكبير" 24/ (580) و (581) و (583) و (584) و (585) و (587)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1143) من طرق عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (586) من طريق أبان المكتب، عن عمر بن كثير بن أفلح، به. وتحرف اسم عمر في المطبوع منه إلى يحيى. وأبان المكتب -وهو ابن بشير- مجهول فيما قاله ابن أبي حاتم، ونقله عنه الحافظ في "اللسان" 1/ 20.

وأخرجه البخاري في "تاريخه" 5/ 451 من طريق عبد الحميد بن جعفر الأنصاري، عن عبيد سنوطا، به.

وسيرد بالأرقام: (27055) و (27124) و (27317) و (27318).

وقوله: "إن الدنيا خضرة حلوة" له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، وقد سلف برقم (11169)، وإسناده صحيح، وقد ذكرنا هناك بقية شواهده.

وفي باب قوله: "ورب متخوض في مال الله": عن أبي هريرة عند أبي يعلى (6606)، وإسناده صحيح.

قال السندي: قوله: "متخوِّض" أي: داخل فيه، متصرِّف فيه على غير وجهه.

ص: 608

عَنْ خَوْلَةَ أَنَّهَا سَمِعَتْ حَمْزَةَ يُذَاكِرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم الدُّنْيَا (1)، فَقَالَ:" إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَرُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِي مَالِ اللهِ وَرَسُولِهِ، لَهُ النَّارُ "(2).

(1) قولها: الدنيا، ليس في (ظ 6).

(2)

حديث صحيح، وهو مكرَّر ما قبله، غير أن شيخ أحمد هنا هو سفيان ابنُ عُيينة.

وأخرجه الحميدي (353)، وابن أبي شيبة 13/ 242، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3262)، والطبراني في "الكبير" 24/ (582)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 311 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، زادوا في آخره:"يوم يلقاه" وربما قال سفيان: "يوم القيامة".

ص: 609

‌حَدِيثُ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ

(1)

27056 -

حَدَّثَنَا أَبُو قُرَّةَ مُوسَى بْنُ طَارِقٍ الزُّبَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ: أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ (2).

(1) أمُّ خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص، قال السندي: قرشية مشهورة بكنيتها، لها ولأبويها صحبة، وكانا ممن هاجر إلى الحبشة، وقدما وهي صغيرة. قلنا: واسمها أَمَة.

(2)

إسناده صحيح، ورجاله ثقات رجال الصحيح، غير أبي قُرة موسى بن طارق، فمن رجال النسائي، وهو ثقة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 1930، والبخاري (1376)، والنسائي في "الكبرى"(7720)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3172)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5184)، وابن حبان (1001)، والطبراني في "الكبير" 25/ (244)، وتمَّام في "فوائده"(1618)(الروض البسام)، والحاكم 4/ 67، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(199) من طرق عن موسى بن عقبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني 25/ (246)، والحاكم 3/ 251، وتمَّام في "فوائده"(1617)(الروض البسام) من طريق جُنادة بنِ سَلْم، عن عبيد الله بن عمر، عن أمِّ خالد، به. وجُنادة بن سَلْم، قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، ما أقربه من أن يُترك حديثه، عمد إلى أحاديث موسى بن عقبة، فحدّث بها عن عبيد الله بن عمر.

وأخرجه ابن سعد 8/ 234 - 235 عن محمد بن عمر -وهو الواقدي- عن =

ص: 610

27057 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِكِسْوَةٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ صَغِيرَةٌ، فَقَالَ:" مَنْ تَرَوْنَ أَحَقَّ بِهَذِهِ؟ " فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَقَالَ:" ائْتُونِي بِأُمِّ خَالِدٍ " فَأُتِيَ بِهَا، فَأَلْبَسَهَا إِيَّاهَا، ثُمَّ قَالَ لَهَا مَرَّتَيْنِ:" أَبْلِي وَأَخْلِقِي " وَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى عَلَمٍ فِي الْخَمِيصَةِ أَحْمَرَ، أَوْ أَصْفَرَ، وَيَقُولُ:" سَنَاهْ سَنَاهْ يَا أُمَّ خَالِدٍ ".

وَ " سَنَاهْ " فِي كَلَامِ الْحَبَشِ: الْحَسَنُ (1).

= جعفر بن محمد بن خالد بن الزبير، عن إبراهيم بن عقبة، عن أم خالد، به. والواقدي متروك.

وسيرد برقم (27058).

وفي الباب عن عائشة، سلف برقم (24520).

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، صحابيةُ الحديث روى لها البخاري، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وإسحاق بن سعيد: هو ابنُ عمرو بن سعيد بن العاص الأموي السعيدي.

وأخرجه أبو داود (4024) من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد. وعنده:"أبلي وأخلفي".

وأخرجه تاماً ومختصراً الحميدي (337)، وابن سعد 8/ 134، والبخاري (3874) و (5823) و (5845)، والطبراني في "الكبير" 25/ (240) و (241)، والحاكم 2/ 63 و 624 و 4/ 188، والبغوي في "شرح السنة"(3113) من طرق عن إسحاق بن سعيد، به. زاد بعضهم قول إسحاق: حدثتني امرأة من أهلي أنها رأته على أم خالد. وجاء عند بعضهم: علم أخضر أو أصفر. =

ص: 611

27058 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، سَمِعَ أُمَّ خَالِدٍ بِنْتَ خَالِدٍ - قَالَ: وَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَيْرَهَا - تَقُولُ (1): سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ (2).

= وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه! ووافقه الذهبي!

وأخرجه مطولاً البخاري (5993)، والحاكم 3/ 250 - 251 من طريق خالد بن سعيد، عن أبيه سعيد بن عمرو، به. قال الحاكم: صحيح الإسناد، وقد اتفق الشيخان على إخراج أحاديث لإسحاق بن سعيد عن آبائه وعمومته، وهذه أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص التي حملها أبوها صغيرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، صحبت بعد ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وقد روت عنه.

قال السندي: قوله: خميصة: هو ثوب من خَزٍّ، أو صوف، له أعلام، وقيل: لا بدَّ أن يكون ذلك الثوب أسود.

قال الحافظ في "فتح الباري" 10/ 280 قوله: "أبلي" بفتح الهمزة وسكون الموحدة وكسر اللام أمر بالإبلاء، وكذا قوله:"أخلقي" بالمعجمة والقاف، أمر بالإخلاق وهما بمعنى، والعرب تطلق ذلك وتريد الدعاء بطول البقاء للمخاطب بذلك، أي أنها تطول حياتها حتى يبلى الثوب ويخلق

ووقع في رواية أبي زيد المروزي عن الفربري: "وأخلفي" بالفاء وهي أوجه من التي بالقاف، لأن الأولى تستلزم التأكيد إذ الإبلاء والإخلاق بمعنىً، لكن جاز العطف لتغاير اللفظين، والثانية تفيد معنىً زائداً، وهو أنها إذا أبلته أخلفت غيره، ثم قال: ويؤيده ما أخرجه أبو داود (4020) بسند صحيح عن أبي نضرة، قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لبس أحدهم ثوباً جديداً قيل له: تُبلِي ويُخلِف الله.

(1)

قوله: تقول، من (ظ 6).

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، صحابية الحديث روى لها =

ص: 612

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= البخاري، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الحميدي (336)، والبخاري (6364)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3172)، والطبراني في "الكبير" 25/ (242) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأُقحم في إسناد الحميدي اسم إسحاق بين سفيان وموسى، وهو وهم كما نبه عليه محققه.

وأخرجه عبد الرزاق (6743) عن ابن عيينة، عن موسى بن عقبة، عن أمِّ خالد، عن أمها، جعله من مسند والدة أم خالد، وهو وهم.

ص: 613

‌حَدِيثُ أُمِّ عُمَارَةَ

(1)

27059 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مَوْلَاتِهِ لَيْلَى، عَنْ عَمَّتِهِ أُمِّ عُمَارَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا، قَالَ: وَثَابَ إِلَيْهَا رِجَالٌ مِنْ قَوْمِهَا، قَالَ (2): فَقَدَّمَتْ إِلَيْهِمْ تَمْرًا، فَأَكَلُوا، فَتَنَحَّى رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" مَا شَأْنُهُ؟ " فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَمَا إِنَّهُ مَا مِنْ صَائِمٍ يَأْكُلُ عِنْدَهُ مَفَاطِيرُ (3)، إِلَّا صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى يَقُومُوا "(4).

(1) هي أمُّ عُمارة الأنصارية، مشهورة بكنيتها، يقال اسمُها نَسِيبة بنت كعب بن عمرو الأنصارية النجارية، وسماها الطبراني -ومن قبله ابنُ إسحاق- لَسِيبة (وتحرفت في مطبوعه إلى: لبيسة). قال الحافظ في "الإصابة": وبه جزم ابن نقطة، والمشهور أنها بالنون بدل اللام اهـ. وهي صحابية مشهورة، والدة الصحابيين عبد الله وحبيب ابني زيد بن عاصم، شهدت بيعة العقبة وأُحداً، وبيعةَ الرِّضْوان، ثم شهدت قتال مسيلمة باليمامة، وجُرحت يومئذ اثنتي عشرة جراحة، وقُطعت يدها، رَوَتْ عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث. انظر "تهذيب الكمال" و"الإصابة" و"توضيح المشتبه" 9/ 79.

(2)

في (ظ 6): قالت.

(3)

في (م): فواطر.

(4)

إسناده ضعيف لجهالة ليلى مولاة حبيب، فلم يرو عنها غير حبيب بن زيد -وهو الأنصاري- وذكرها الذهبي في "الميزان" في المجهولات، ولم يؤثر توثيقها عن أحد.

وقد اختلف فيه على شريك -وهو ابن عبد الله النخعي، وهو سيئ الحفظ-: =

ص: 614

27060 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبٌ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ لَيْلَى (1)، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ عُمَارَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا، فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ طَعَامًا، قَالَ:" ادْنِي فَكُلِي ". قَالَتْ: إِنِّي صَائِمَةٌ، قَالَ:" الصَّائِمُ إِذَا أُكِلَ عِنْدَهُ، صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ "(2).

= فرواه أسود بن عامر -كما في هذه الرواية- عنه، وقال: عن حبيب بن زيد، عن مولاته ليلى، عن عمته أمِّ عُمارة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها ....

ورواه علي بن حُجْر فيما أخرجه الترمذي (784)، وابن خزيمة (2140)، وزكريا بن يحيى زحمويه فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3369)، والطبراني في "الكبير" 25/ (50)، ويحيى الحِمَّاني وعلي بن حكيم الأودي فيما أخرجه الطبراني 25/ (50)، أربعتهم عنه، وقالوا: عن حبيب، عن ليلى، عن مولاتها -ولم يسمها- عن النبي صلى الله عليه وسلم، بلفظ:"الصائم إذا أكل عنده المفاطير صلت عليه الملائكة". زاد الطبراني: "حتى يمسي".

ورواه علي بن حُجْر أيضاً فيما أخرجه النسائي في "الكبير"(3268)، عنه، وقال: عن حبيب بن زيد، عن ليلى أن النبي صلى الله عليه وسلم

مرسلاً.

وأخرجه ابن سعد 8/ 415 عن محمد بن عمر -يعني الواقدي- عن معاذ بن محمد بن عمرو بن محصن النجّاري، عن خُبيب بن عبد الرحمن بن خُبيب بن يسار، عن ليلى بنت سعد، عن أم عمارة نسيبة بنت كعب، قالت: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكره. قلنا: ومحمد بن عمر الواقدي متروك.

وسيرد بالأرقام (27060) و (27061) و (27472) و (27473).

(1)

جاء في النسخ و (م): عن أمِّ ليلى، وهو خطأ، والمثبت من "أطراف المسند" 6/ 458.

(2)

إسناده ضعيف كسابقه. وقد اختلف على شعبة فيه:

فرواه يحيى بن سعيد كما في هذه الرواية، وهاشم بن القاسم، كما في =

ص: 615

27061 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ مَوْلَاةً لَنَا، يُقَالُ لَهَا: لَيْلَى، تُحَدِّثُ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ عُمَارَةَ بِنْتِ كَعْبٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا، فَدَعَتْ لَهُ بِطَعَامٍ، فَقَالَ لَهَا:" كُلِي "، فَقَالَتْ: إِنِّي صَائِمَةٌ، فَقَالَ

= الرواية التي بعدها، ومحمد بن جعفر، كما في الرواية (27472)، ووكيع، كما في الرواية (27473)، ويزيد بن هارون، فيما أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(1424)، وعبد بن حميد (1568)، وأبو داود الطيالسي، فيما أخرجه الترمذي (785)، وخالد بن الحارث، فيما أخرجه النسائي في "الكبرى"(3267)، وعلي بن الجعد، فيما أخرجه أبو يعلى (7148)، والبغوي في "الجعديات"(875)، وابن حبان (3430)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 65، والبغوي في "شرح السنة"(1817)، والمزي في "تهذيبه"(في ترجمة ليلى)، وعيسى بن يونس، فيما أخرجه ابن خزيمة (2139)، وإبراهيم بن حميد الطويل، فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (49)، ويحيى بن أبي بكير، فيما أخرجه البيهقي في "السنن" 4/ 305، وعبد الملك بن إبراهيم الجُدِّيّ، فيما أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(3585)، كلهم عن شعبة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

ورواه الطيالسي في "مسنده"(1666) -ومن طريقه ابن سعد 8/ 416 - ، ورَوْح، فيما أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(3585)، كلاهما عن شعبة، وقالا: عن حبيب بن زيد الأنصاري، قال: سمعت مولاة لنا يقال لها ليلى تحدِّث عن جدَّتها أمِّ عُمارة الأنصارية، أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول

ورواه عبد الصمد بن عبد الوارث، فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3371)، عن شعبة، وقال: عن حبيب بن زيد، عن عمته، عن مولاتها أم عمارة بنت حبيب، فذكر نحوه.

ورواه سفيان -فيما أخرجه عبد الرزاق (7911) - عن شعبة، وقال: عن حبيب بن أبي ثابت، عن امرأة يقال لها ليلى، عن أم عمارة ....

ص: 616

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الصَّائِمَ إِذَا أُكِلَ عِنْدَهُ، صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى يَفْرَغُوا " وَرُبَّمَا قَالَ: " حَتَّى يَقْضُوا أَكْلَهُمْ "(1).

(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر سابقه، غير أن شيخ أحمد هنا هو هاشم بن القاسم أبو النضر.

وأخرجه الدارمي (1738) عن هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.

ص: 617

‌حَدِيثُ رَائِطَةَ بِنْتِ سُفْيَانَ وَعَائِشَةَ بِنْتِ قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ

(1)

27062 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ وَيُونُسُ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ - يَعْنِي ابْنَ عُثْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ - قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أُمِّهِ عَائِشَةَ بِنْتِ قُدَامَةَ، قَالَتْ: أَنَا مَعَ أُمِّي رَائِطَةَ بِنْتِ سُفْيَانَ الْخُزَاعِيَّةِ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُبَايِعُ النِّسْوَةَ، وَيَقُولُ:" أُبَايِعُكُنَّ عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقْنَ، وَلَا تَزْنِينَ، وَلَا تَقْتُلْنَ أَوْلَادَكُنَّ، وَلَا تَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ تَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُنَّ وَأَرْجُلِكُنَّ، وَلَا تَعْصِينَ (2) فِي مَعْرُوفٍ ". قَالَتْ: فَأَطْرَقْنَ، فَقَالَ لَهُنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" قُلْنَ: نَعَمْ فِيمَا اسْتَطَعْتُنَّ ". فَكُنَّ يَقُلْنَ، وَأَقُولُ مَعَهُنَّ وَأُمِّي تُلَقِّنُنِي: قُولِي أَيْ بُنَيَّةُ: نَعَمْ، فِيمَا اسْتَطَعْتُ، فَكُنْتُ أَقُولُ كَمَا يَقُلْنَ (3).

(1) قال السندي: رائطة بنت سفيان بن الحارث الخزاعية، وهي زوجة قدامة بن مظعون، وعائشة بنت قدامة: هي بنت رائطة المذكورة، قال أبو عمر: من المبايعات، تُعدُّ في أهل المدينة، قال الحافظ في "الإصابة": قلت: إنما هي مكية، والبيعة المذكورة كانت بمكة، والله أعلم.

(2)

في (ظ 6): تعصينني.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم ابن محمد بن حاطب -وهو من رجال "التعجيل"- قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، يهولُني كثرةُ ما يُسند، وروى عن أبيه أحاديثَ منكَرة. وأبوه عثمان -وهو من رجال "التعجيل" أيضاً- قال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه، وقد روى عنه ابنه عبد الرحمن أحاديث منكرة. قلنا: وبقية رجاله ثقات. إبراهيم بن أبي =

ص: 618

27063 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أُمِّهِ عَائِشَةَ بِنْتِ قُدَامَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عَزِيزٌ عَلَى اللهِ عز وجل أَنْ يَأْخُذَ كَرِيمَتَيْ مُسْلِمٍ، ثُمَّ يُدْخِلَهُ النَّارَ ". قَالَ يُونُسُ: يَعْنِي: عَيْنَيْهِ (1).

= العباس: هو السامري، ويونس بن محمد: هو المؤدب.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 194 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (857) من طريق زكريا بن يحيى زحمويه، عن عبد الرحمن، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/ 38 وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم، وهو ضعيف.

وله شاهد من حديث أُمَيْمة بنت رُقَيْقة، سلف برقم (27007) وإسناده صحيح.

وآخر من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6850).

وثالث من حديث عائشة، سلف برقم (25175).

ورابع من حديث سلمى بنت قيس، سيرد برقم (27133).

(1)

صحيح لغيره، وإسناده ضعيف كسابقه.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (856) من طرق عن عبد الرحمن بن عثمان، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 308، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه عبد الرحمن بن عثمان الحاطبي، ضعفه أبو حاتم، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7597) بإسناد صحيح، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب. ونزيد عليها هنا حديث زيد بن أرقم، سلف برقم (19367).

ص: 619

‌حَدِيثُ مَيْمُونَةَ بِنْتِ كَرْدَمٍ

27064 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مِقْسَمٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي سَارَةُ بِنْتُ مِقْسَمٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ كَرْدَمٍ، قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ، وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ، وَأَنَا مَعَ أَبِي، وَبِيَدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم دِرَّةٌ كَدِرَّةِ الْكُتَّابِ، فَسَمِعْتُ الْأَعْرَابَ وَالنَّاسَ يَقُولُونَ: الطَّبْطَبِيَّةَ (1)، فَدَنَا مِنْهُ أَبِي، فَأَخَذَ بِقَدَمِهِ، فَأَقَرَّ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: فَمَا نَسِيتُ فِيمَا نَسِيتُ طُولَ أُصْبُعِ قَدَمِهِ السَّبَّابَةِ عَلَى سَائِرِ أَصَابِعِهِ. قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ أَبِي: إِنِّي شَهِدْتُ جَيْشَ عِثْرَانَ - قَالَتْ: فَعَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ الْجَيْشَ - فَقَالَ طَارِقُ بْنُ الْمُرَقَّعِ: مَنْ يُعْطِينِي رُمْحًا بِثَوَابِهِ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: وَمَا ثَوَابُهُ؟ قَالَ: أُزَوِّجُهُ أَوَّلَ بِنْتٍ تَكُونُ لِي، قَالَ: فَأَعْطَيْتُهُ رُمْحِي، ثُمَّ تَرَكْتُهُ حَتَّى وُلِدَتْ لَهُ ابْنَةٌ، وَبَلَغَتْ، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ (2): جَهِّزْ لِي أَهْلِي، فَقَالَ: لَا وَاللهِ، لَا أُجَهِّزُهَا حَتَّى تُحْدِثَ صَدَاقًا غَيْرَ ذَلِكَ، فَحَلَفْتُ أَنْ لَا أَفْعَلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" وَبِقَدْرِ أَيِّ النِّسَاءِ هِيَ؟ " قُلْتُ: قَدْ رَأَتِ الْقَتِيرَ، قَالَ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " دَعْهَا عَنْكَ، لَا خَيْرَ لَكَ فِيهَا ". قَالَ: فَرَاعَنِي ذَلِكَ، وَنَظَرْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

(1) في (ظ 6): الطبطبية، مرتين. قلنا: وهو الذي في "سنن" أبي داود.

(2)

قوله: له، ليس في (ظ 6).

ص: 620

" لَا تَأْثَمُ، وَلَا يَأْثَمُ صَاحِبُكَ ". قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ أَبِي فِي ذَلِكَ الْمَقَامِ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَذْبَحَ عَدَدًا مِنَ الْغَنَمِ - قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ: خَمْسِينَ شَاةً - عَلَى رَأْسِ بُوَانَةَ، فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " هَلْ عَلَيْهَا مِنْ هَذِهِ الْأَوْثَانِ شَيْءٌ؟ ". قَالَ: لَا، قَالَ:" فَأَوْفِ لِلَّهِ بِمَا نَذَرْتَ لَهُ ". قَالَتْ: فَجَمَعَهَا أَبِي، فَجَعَلَ (1) يَذْبَحُهَا، وَانْفَلَتَتْ مِنْهُ شَاةٌ (2)، فَطَلَبَهَا وَهُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ أَوْفِ عَنِّي بِنَذْرِي. حَتَّى أَخَذَهَا، فَذَبَحَهَا (3).

(1) في (ظ 6): فجعل أبي.

(2)

في (ظ 6): وانفلت منها شاة.

(3)

إسناده ضعيف لجهالة حال سارة بنت مِقْسم، فقد انفرد بالرواية عنها ابن أخيها عبد الله بن يزيد بن مقسم الضبي، وقال ابن حجر في "التقريب": لا تعرف، وبقية رجاله ثقات. وطارق بن المرقَّع الوارد في سياق الحديث، أورده الحافظ في "الإصابة" وقال: له ذكر في حديث ميمونة. قلنا: وقصة النذر ستأتي بسند حسن بعد حديث.

وأخرجه أبو داود (3314)، والبيهقي في "السنن" 1/ 830 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه مختصراً ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1592)، والطبراني في "الكبير" 19/ (428) من طريق سلم بن قتيبة، عن عبد الله بن يزيد، به.

والوفاء بنذر الجاهلية له أصل في الصحيح، ذكرناه في الرواية رقم (15456).

قال السندي: قولها: دِرَّة، بكسر دال وتشديد راء: آلة الضرب.

الطبطبية: بفتح المهملتين، وسكون الموحدة الأولى، وكسر الثانية، وبعدها ياء مشددة، قيل: هي حكاية وقع الأقدام، أي: يقولون بأرجلهم على الأرض =

ص: 621

27065 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ ضَبَّةَ الطَّائِفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَمَّةٌ لِي يُقَالُ لَهَا: سَارَةُ بِنْتُ مِقْسَمٍ، عَنْ مَوْلَاتِهَا مَيْمُونَةَ بِنْتِ كَرْدَمٍ، أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ أَبِيهَا، فَذَكَرَتْ: أَنَّهَا رَأَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى نَاقَةٍ، وَبِيَدِهِ دِرَّةٌ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

27066 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى الطَّائِفِيَّ - عَنْ يَزِيدَ بْنِ مِقْسَمٍ

= طب طب، أي إن الناس يسمعون لأقدامهم صوت طب طب، أو كناية عن الدِّرَّة، فإنها إذا ضرب بها، حكت صوت طب طب، وهي بالنصب، أي: احذروها.

"فدنا منه" أي: قرب منه.

"فاقرَّ له" أي: تركه ليأخذ القدم، ولم يمنعه من ذلك.

"جهز لي أهلي" أي: بنتك إهلي، فجهِّزها لي.

"تُحدث": من الإحداث.

"وبقدر" أي: أهي صغيرة السن أم كبيرة.

"رأت القتير" أي: الشيب.

"فراعني ذلك" أي: همني وغيرني، قيل: لعله أمره بتركها لأن عقد النكاح على معدوم العين فاسد، ولأن ذلك كان وعداً من أبيها، فلما رأى أن الأب لا يفي بما وعد، وأن هذا لا يقلع عما قال، أشار عليه بتركها، لما يخاف عليهما من الإثم إذا تنازعا وتخاصما، وتلطف صلى الله عليه وسلم في صرفه عنها بالسؤال عن سنها حتى قرر عنده أنها لا حظَّ فيها.

"بوانة": بضم موحدة وتخفيف واو: اسم موضع بأسفل مكة، أو وراء ينبع. وفي الحديث أن مَن نذر أن يضحي في مكان، لزمه الوفاء به، ومثله أن ينذر التصدق على أهل بلد، وكل ذلك إذا لم يكن ثمة معصية.

(1)

إسناده ضعيف كسابقه.

ص: 622

عَنْ مَوْلَاتِهِ مَيْمُونَةَ بِنْتِ كَرْدَمٍ، قَالَتْ: كُنْتُ رِدْفَ أَبِي، فَسَمِعْتُهُ يَسْأَلُ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ بِبُوَانَةَ، فَقَالَ:" أَبِهَا وَثَنٌ أَمْ طَاغِيَةٌ؟ " فَقَالَ: لَا، قَالَ:" أَوْفِ بِنَذْرِكَ "(1).

(1) إسناده حسن، يزيد بن مقسم وهو الثقفي روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وعبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي، مختلف فيه، حسن الحديث. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي.

وأخرجه ابن ماجه (2131)، والطبراني في "الكبير" 19/ (426) و 25/ (73) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن عبد الله بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (15456).

وهذا الحديث قطعة من الحديثين السابقين.

ص: 623

‌حَدِيثُ أُمِّ صُبَيَّةَ الْجُهَنِيَّةِ

(1)

27067 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَارِجَةُ بْنُ الْحَارِثِ الْمُزَنِيُّ (2)، قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ سَرْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ صُبَيَّةَ الْجُهَنِيَّةِ تَقُولُ: اخْتَلَفَتْ يَدِي وَيَدُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْوُضُوءِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ (3).

27068 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(1) أمُّ صُبيَّة الجُهَنِيَّة، اسمُها خولةُ بنتُ قيس، فيما قال البخاري في "تاريخه" 4/ 113 - 114، وهي جدَّة خارجة بن الحارث بن رافع بن مكيث الجُهني، لها صحبة وحديث.

(2)

كذا في النسخ الخطية و (م) و"أطراف المسند" 9/ 450 - 451: المزني، وصوابه: المدني، كما هو في كتب التراجم.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات. سالم بنُ سَرْج: هو ابنُ خَرَّبُوذ أبو النعمان المدني مولى أمِّ صُبيَّة، وهو أخو نافع بن سَرْج، ويقال: سالم بن النعمان، ولا يصحّ، فيما قال البخاري في "تاريخه" 4/ 113.

وأخرجه ابن سعد 8/ 295، والبخاري في "الأدب المفرد"(1054)، والطبراني في "الكبير" 24/ (595) -ومن طريقه المِزِّي في "تهذيبه"(في ترجمة خارجة بن الحارث) - من طريق إسماعيل بن أبي أويس، وأخرجه ابن سعد أيضاً 8/ 296 عن خالد بن مخلد البجلي، كلاهما عن خارجة بن الحارث، به. وقرن ابن سعد في رواية خالد بن مخلد بسالم أخاه نافعاً.

وفي باب الوضوء بفضل وضوء المرأة، انظر حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، السالف برقم (4481)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب وشرحه.

ص: 624

سَالِمٌ أَبُو النُّعْمَانِ، عَنْ أُمِّ صُبَيَّةَ، قَالَتْ: اخْتَلَفَتْ يَدِي وَيَدُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ فِي الْوُضُوءِ (1).

(1) حديث صحيح، أسامة بن زيد -وهو الليثي- مختلف فيه، وقد توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات. يحيى بن سعيد: هو القطان.

وأخرجه المِزِّي في "تهذيبه"(في ترجمة سالم بن سَرْج) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 8/ 295 و 296، وابن ماجه (382)، والطبراني في "الكبير" 24/ (596) و (598) و (599) و 25/ (409)، والبيهقي في "السنن" 1/ 190، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 144 - 145 من طرق عن أسامة، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 35، وأبو داود (78)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3409)، والطبراني 24/ (597) من طريق وكيع، عن أسامة، وقال: عن النعمان بن خَرَّبُوذ، ووهم وكيع في قوله: النعمان بن خربوذ فيما ذكر أبو حاتم، ونقله عنه ابنه في "العلل" 1/ 61 - 62.

وانظر ما قبله.

ص: 625

‌حَدِيثُ أُمِّ إِسْحَاقَ مَوْلَاةِ أُمِّ حَكِيمٍ

(1)

27069 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ: حَدَّثَنَا بَشَّارُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ (2) حَدَّثَتْنِي أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ دِينَارٍ، عَنْ مَوْلَاتِهَا أُمِّ إِسْحَاقَ، أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأُتِيَ بِقَصْعَةٍ مِنْ ثَرِيدٍ، فَأَكَلَتْ مَعَهُ، وَمَعَهُ ذُو الْيَدَيْنِ، فَنَاوَلَهَا، رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَرْقًا، فَقَالَ يَا أُمَّ إِسْحَاقَ، أَصِيبِي مِنْ هَذَا فَذَكَرْتُ أَنِّي كُنْتُ صَائِمَةً، فَبَرَدَتْ (3) يَدِي، لَا أُقَدِّمُهَا وَلَا أُؤَخِّرُهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" مَا لَكِ؟ " قَالَتْ: كُنْتُ صَائِمَةً فَنَسِيتُ، فَقَالَ ذُو الْيَدَيْنِ: الْآنَ بَعْدَمَا شَبِعْتِ! فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " أَتِمِّي صَوْمَكِ، فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللهُ إِلَيْكِ "(4).

(1) قال الحافظ في "التعجيل" 2/ 663: أم إسحاق الغنوية، إحدى المهاجرات، وعنها مولاتها أمُّ حكيم بنت دينار. وانظر أيضاً "الإصابة".

(2)

في (ظ 2) و (ق) و (م): وقال، والمثبت من (ظ 6).

(3)

في (م): فرددت.

(4)

إسناده ضعيف لجهالة أمِّ حكيم بنتِ دينار، إذ لم يذكروا في الرواة عنها سوى بشار بن عبد الملك، وهو ضعيف، ضعَّفه ابن معين، وكلاهما من رجال "التعجيل". عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(في ترجمة أم إسحاق) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. =

ص: 626

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (411) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، به.

وأخرجه عبد بن حميد (1590) -ومن طريقه الحافظ في "الإصابة"(في ترجمة أم إسحاق) - وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3306) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن بشار، به. وتحرف اسم بشار عند عبد بن حميد إلى يسار.

وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب": أم إسحاق الغنوية: هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يروي عنها أهل البصرة حديثها فيمن أكل ناسياً، وهو غريب الإسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 157، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه أمُّ حكيم لم أجد لها ترجمة.

ولقوله: "أتمي صومك، فإنما هو رزقٌ ساقه الله إليك" شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (9136)، ولفظه:"إذا صام أحدُكم يوماً فنسي، فأكلَ وشربَ، فليتمَّ صومَه، فإنما أطعمه الله وسقاه" وهو حديث صحيح.

قال السندي: عَرْقاً -بفتح فسكون- أي: عظماً عليه بقية لحم.

ص: 627

‌حَدِيثُ أُمِّ رُومَانَ أُمِّ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ

(1)

27070 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ - يَعْنِي الرَّازِيَّ - عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ أُمِّ رُومَانَ - وَهِيَ أُمُّ عَائِشَةَ - قَالَتْ: كُنْتُ أَنَا وَعَائِشَةُ قَاعِدَةٌ، فَدَخَلَتْ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَتْ: فَعَلَ اللهُ بِفُلَانٍ وَفَعَلَ - تَعْنِي ابْنَهَا - قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهَا وَمَا ذَلِكَ، قَالَتْ ابْنِي كَانَ فِيمَنْ حَدَّثَ الْحَدِيثَ. قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهَا: وَمَا الْحَدِيثُ؟ قَالَتْ: كَذَا وَكَذَا فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَسَمِعَ بِذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَتْ: أَسَمِعَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: نَعَمْ، فَوَقَعَتْ - أَوْ سَقَطَتْ - مَغْشِيًّا عَلَيْهَا فَأَفَاقَتْ، بِحُمَّى (2) بِنَافِضٍ، فَأَلْقَيْتُ عَلَيْهَا الثِّيَابَ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" مَا لِهَذِهِ؟ " قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخَذَتْهَا حُمَّى بِنَافِضٍ، قَالَ:" فَلَعَلَّهُ (3) مِنَ الْحَدِيثِ الَّذِي تُحُدِّثَ بِهِ؟ " قَالَتْ: قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، فَرَفَعَتْ عَائِشَةُ رَأْسَهَا، وَقَالَتْ: إِنْ قُلْتُ، لَمْ تَعْذِرُونِي، وَإِنْ حَلَفْتُ، لَمْ تُصَدِّقُونِي، وَمَثَلِي وَمَثَلُكُمْ، كَمَثَلِ يَعْقُوبَ وَبَنِيهِ حِينَ

(1) قال السندي: أمُّ رُومان بنتُ عامر، كانت كنانيّة، وقيل: اسمها زينب، وقيل غير ذلك، أسلمت بمكة، وبايعت وهاجرت، واختلفوا في أنها ماتت في حياة النبيِّ صلى الله عليه وسلم أو بعد موته اختلافاً كبيراً، والصحيح أنها ماتت بعده، والله تعالى أعلم.

(2)

في (م): حمّى.

(3)

في (م): لعله.

ص: 628

قَالَ: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18] فَلَمَّا نَزَلَ عُذْرُهَا، أَتَاهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهَا بِذَلِكَ فَقَالَتْ: بِحَمْدِ اللهِ، لَا بِحَمْدِكَ، أَوْ قَالَتْ: وَلَا بِحَمْدِ أَحَدٍ (1).

27071 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ

(1) حديث صحيح. أبو جعفر الرازي مختلف فيه، حسن الحديث وقد توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير صحابية الحديث، فقد أخرج لها البخاري. هاشم بنُ القاسم: هو أبو النضر، وحُصَين: هو ابنُ عبد الرحمن السُّلَمي.

وأخرجه الطيالسي (1665)، والبخاري (3388) و (4143) و (4691) من طريق أبي عوانة، والبخاري (3388) و (4751) من طريق سليمان بن كثير، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 37 و 38، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3215)، وابن حبان (7103)، والطبراني في "الكبير" 25/ (212) من طريق محمد بن فضيل، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3216) من طريق حصين بن نمير، والطبراني في "الكبير" 23/ (161) من طريق سويد بن عبد العزيز، خمستهم عن حُصين، بهذا الإسناد. وقال البخاري في "تاريخه" وروى عليُّ بن زيد، عن القاسم: ماتت أمُّ رومان زمن النبي صلى الله عليه وسلم. وفيه نظر، وحديث مسروق أسند. قلنا: وانظر ما قيل في الإسناد من الانقطاع، والجواب عنه في "الفتح" 7/ 438.

وسيرد برقم (27071).

وفي الباب عن عائشة، سلف برقم (25623).

قال السندي: قولها: فوقعت، أي: عائشة.

بِحُمَّى بنافض، إي: حالَ كونها مقرونة بحالٍ نافض، أي: مُحرِّك، والمراد، أي: بشدَّة كأنها حرَّكتها.

ص: 629

عَنْ أُمِّ رُومَانَ، قَالَتْ: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ عَائِشَةَ إِذْ دَخَلَتْ عَلَيْنَا (1) امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَتْ فَعَلَ اللهُ بِابْنِهَا وَفَعَلَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَلِمَ؟ قَالَتْ: إِنَّهُ كَانَ فِيمَنْ حَدَّثَ (2) الْحَدِيثَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَأَيُّ حَدِيثٍ؟ قَالَتْ: كَذَا وَكَذَا، قَالَتْ: وَقَدْ بَلَغَ ذَاكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: نَعَمْ وَبَلَغَ أَبَا بَكْرٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَتْ: فَخَرَّتْ عَائِشَةُ مَغْشِيًّا عَلَيْهَا، فَمَا أَفَاقَتْ إِلَّا وَعَلَيْهَا حُمَّى بِنَافِضٍ. قَالَتْ: فَقُمْتُ فَدَثَّرْتُهَا. قَالَتْ: وَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَا شَأْنُ هَذِهِ؟ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخَذَتْهَا حُمَّى بِنَافِضٍ، قَالَ:" فَلَعَلَّهُ (3) فِي حَدِيثٍ تُحُدِّثَ بِهِ؟ " قَالَتْ: فَاسْتَوَتْ لَهُ عَائِشَةُ قَاعِدَةً، فَقَالَتْ: وَاللهِ لَئِنْ حَلَفْتُ لَكُمْ، لَا تُصَدِّقُونِي، وَلَئِنْ اعْتَذَرْتُ إِلَيْكُمْ، لَا تَعْذِرُونِي، فَمَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ يَعْقُوبَ وَبَنِيهِ، وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ، قَالَتْ: وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْهِ (4) عُذْرَهَا، فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَدَخَلَ، فَقَالَ:" يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللهَ عز وجل قَدْ أَنْزَلَ عُذْرَكِ ". قَالَتْ: بِحَمْدِ اللهِ، لَا بِحَمْدِكَ، قَالَتْ: قَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ: تَقُولِينَ هَذَا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَتْ (5): فَكَانَ

(1) في (ظ 6): عليها.

(2)

في (ظ 6): يحدث.

(3)

في (م): لعله.

(4)

قوله: عليه، ليس في (م).

(5)

في (ظ 6): قال.

ص: 630

فِيمَنْ حَدَّثَ الْحَدِيثَ رَجُلٌ، كَانَ يَعُولُهُ (1) أَبُو بَكْرٍ، فَحَلَفَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ لَا يَصِلَهُ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ [النور: 22] قَالَ أَبُو بَكْرٍ بَلَى. فَوَصَلَهُ (2).

(1) في هامش (ق): يصله. (نسخة).

(2)

حديث صحيح دون قولها: فكان فيمن حدَّث الحديث

إلخ، فصحيح من حديث عائشة، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم، وهو الواسطي.

وانظر ما قبله.

وأخرجه المِزِّي في "تهذيب الكمال"(ترجمة أمِّ رُومان) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وحديث عائشة سلف برقم (24796).

ص: 631

‌حَدِيثُ أُمِّ بِلَالٍ

(1)

27072 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ أُمِّ بِلَالٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" ضَحُّوا بِالْجَذَعِ مِنَ الضَّأْنِ، فَإِنَّهُ جَائِزٌ "(2).

(1) قال السندي: أم بلال بنت هلال، أسلمية، وكان أبوها مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، والدة محمد بن أبي يحيى الأسلمي، انفردَ بالرواية عنها ابنُها محمد، ولم يؤثر توثيقُها عن أحد، وأمُّ بلال، انفرد بالرواية عنها والدة محمد بن أبي يحيى، وقال الذهبي في "الميزان": لا تعرف، لكن وثقها العجلي. قلنا: ويقال: لها صحبة، كما ذكر الحافظ في "التقريب"، وبقية رجاله ثقات. وقد اختُلف فيه على محمد بن أبي يحيى:

فرواه يحيى بن سعيد -كما في هذه الرواية، وكما عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3395)، والطبراني في "الكبير" 25/ (397)، والبيهقي في "السنن" 9/ 271 - عنه، عن أمه، عن أم بلال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ....

ورواه أبو ضمرة أنس بن عياض عنه، واختلف عليه كذلك:

فرواه علي بن بحر كما في الرواية التالية، وابنُ وهب فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5723)، وعبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي فيما أخرجه ابن ماجه (3139) ثلاثتهم عن أنس بن عياض، عن محمد بن أبي يحيى، عن أمه، عن أم بلال ابنة هلال، عن أبيها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

ورواه هارون بن موسى -فيما أخرجه ابن قانع في "معجمه" 3/ 203 - عن =

ص: 632

27073 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى مَوْلَى الْأَسْلَمِيِّينَ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ (1): أَخْبَرَتْنِي أُمُّ بِلَالٍ ابْنَةُ هِلَالٍ، عَنْ أَبِيهَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم،

= أنس بن عياض، وقال: عن محمد بن أبي يحيى، عن أبيه، عن أمِّ بلال بنت هلال الأسلمي، عن أبيها. قلنا: واسم أبي يحيى: سمعان، وهو صدوق لا بأس به، لكن لم يذكروا له رواية عن أمِّ بلال.

ورواه إبراهيم بن حمزة الزُّبيري -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (397) - عن أنس بن عياض، عن محمد بن أبي يحيى، عن أبيه، عن امرأة يقال لها: أم بلال -وكان أبوها يوم الحُديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

ورواه الشافعي -فيما أخرجه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" 14/ 28 - 29 - عن أنس بن عياض، عن محمد بن أبي يحيى، عن أمه قالت: أخبرتني أمُّ بلال بنت هلال، عن أبيها -هكذا قرأه المزني- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

ورواه إبراهيم بن المنذر الحزامي -فيما أخرجه البيهقي في "السنن" 9/ 271، وفي "معرفة السنن والآثار" 14/ 29 - عن أنس بن عياض، عن محمد بن أبي يحيى، عن أمه، عن أمِّ بلال أن النبي

فذكره. قال البيهقي: وليس فيه عن أبيها، وهو الصحيح.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/ 19 وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجاله ثقات.

وسلف حديث عقبة بن عامر برقم (17304)، بإسناد صحيح، وقد ذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: "بالجَذَع"- بفتحتين: وهو من الضأن ما تمَّت له سنة، وقيل: أقل منها.

(1)

في (م): قال.

ص: 633

قَالَ: " يَجُوزُ الْجَذَعُ مِنَ الضَّأْنِ ضَحِيَّةً "(1).

(1) هو مكرر سابقه، وقد سلف الكلام عليه هناك. وعليُّ بن بحر وأبو ضمرة -وهو أنس بن عياض- كلاهما ثقة.

ص: 634

‌حَدِيثُ امْرَأَةٍ

27074 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ وَرْدَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ بْنُ حُنَيْنٍ (1) مَوْلَى خَارِجَةَ، أَنَّ الْمَرْأَةَ الَّتِي سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ صِيَامِ يَوْمِ السَّبْتِ، حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ:" لَا لَكِ، وَلَا عَلَيْكِ "(2).

(1) وقع في (م) و (ظ 2) و (ق) ونسخة الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 198: عمير بن جبير، وقد ترجم له العراقي في "ذيل الكاشف" ص 216، وقال: لا يعرف. قلنا: وعقد له الحافظ ترجمة في "التعجيل" 2/ 85 - 86 وبيّن أنه خطأ نشأ عن تصحيف، صوابه: عُبيد بن حُنين، وهو الموافق لما أثبتناه من (ظ 6) و"أطراف المسند" 9/ 484.

(2)

إسناده ضعيف، فيه ابنُ لهيعة -وهو عبد الله- وقد تفرَّد به، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن وَرْدان -وهو أبو عمر المصري القاصّ- فمن رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، وهو مختلف فيه، حسن الحديث.

وقد اختُلف فيه على ابن لهيعة:

فرواه حسن بن موسى -كما في هذه الرواية- عن ابن لهيعة، فقال: حدثنا موسى بن وردان، أخبرني عُبيد بن حُنين مولى خارجة أن المرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم السبت حدثته .... فأبهم اسم المرأة.

ورواه يحيى بن إسحاق وهو السَّيلحيني -كما سيرد في الرواية (27076) - عن ابن لهيعة، فقال: حدثنا موسى بن وَرْدان، عن عبيد الأعرج، قال: حدثتني جدتي. قلنا: وهي الصّمّاء بنت بسر، فقد أورد الإمام أحمد =

ص: 635

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= هذه الرواية في مسندها، وعُبيد الأعرج يرد الكلام عليه في الرواية المذكورة.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/ 198، وقال: رواه أحمد، وعمير هذا لم أعرفه. قلنا: هو عُبيد، كما سلف التنبيه عليه.

وانظر أحاديث الصماء بنت بُسر الآتية بالأرقام: (27075) و (27076) و (27077).

قال السندي: قوله: "لا لكِ، ولا عليكِ"، أي: تعبٌ بلا فائدة، وهذا إذا صامه منفرداً، وقد جاء النهي عنه أيضاً، فالتركُ أولى، والله أعلم.

ص: 636