المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

مسند الإمام أحمد بن حنبل (164 - 241 هـ) حقق هذا الجزء - مسند أحمد - ط الرسالة - جـ ٤٥

[أحمد بن حنبل]

فهرس الكتاب

مسند الإمام أحمد بن حنبل

(164 - 241 هـ)

حقق هذا الجزء وخرَّج أحاديثه وعلَّق عليه

شعيب الأرنَؤُوط - محمد نعيم العرِقسُوسي - إبراهيم الزّيبق

محمد بركات

الجزء الخامس والأربعون

مؤسسة الرسالة

ص: 1

‌حَدِيثُ الصَّمَّاءِ بِنْتِ بُسْرٍ

(1)

27075 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَوْرٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ، عَنْ أُخْتِهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا تَصُومُوا يَوْمَ السَّبْتِ إِلَّا فِيمَا افْتُرِضَ عَلَيْكُمْ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلَّا عُودَ عِنَبٍ، أَوْ لِحَاءَ (2) شَجَرَةٍ، فَلْيَمْضُغْهَا "(3).

(1) قال السندي: الصَّمَاء بنتُ بُسْر، مازنيَّة، قيل: لها ولأبويها ولأخيها عبد الله بن بُسْر صحبة.

(2)

في (م): لحى.

(3)

رجاله ثقات، إلا أنه أعلّ بالاضطراب والمعارضة، كما بينا ذلك في الرواية (17686).

وأخرجه الدارمي (1749)، وابن خزيمة (2163)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 80، والطبراني في "الكبير" 24/ (818)، والبيهقي في "السنن" 4/ 302 من طريق أبي عاصم الضَّحَاك بن مَخْلد، بهذا الإسناد.

وسيرد برقم (27077).

وانظر (27074).

قال السندي: قوله: "لا تصوموا يوم السبت" أي: وحده، لما فيه من التشبّه باليهود.

"إلا فيما افتُرض عليكم": على بناء المفعول، أو الفاعل، وضميره الله تعالى للعلم به، فهذا محمول على النذر، إذ فرض يوم السبت وحده لا يظهر إلا هناك، أو يحمل على، من بلغ أو أسلم أو طهرت هي من الحيض أو النفاس وبقي له من رمضان يوم واحد وذلك يوم السبت، والله أعلم. =

ص: 7

27076 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ وَرْدَانَ، عَنْ عُبَيْدٍ الْأَعْرَجِ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَتَغَدَّى، وَذَلِكَ يَوْمَ السَّبْتِ، فَقَالَ:" تَعَالَيْ فَكُلِي "، فَقَالَتْ: إِنِّي صَائِمَةٌ، فَقَالَ لَهَا:" صُمْتِ أَمْسِ؟ ". فَقَالَتْ: لَا، قَالَ:" فَكُلِي، فَإِنَّ صِيَامَ يَوْمِ السَّبْتِ (1) لَا لَكِ، وَلَا عَلَيْكِ "(2).

27077 -

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ،

= "أو لحاء شجرة": بكسر اللام وبالحاء المهملة والمدّ: قشر الشجرة.

"فليمضغها" بضم الضاد المعجمة أو فتحها.

(1)

في (ظ 6): كلي فإن الصيام يوم السبت

(2)

إسناده ضعيف للاختلاف فيه على ابن لهيعة. وعُبيدٌ الأعرج: لعلَّه عُبيدُ بنُ سلمان الأعرج، الوارد بهذا اللقب في "الجرح والتعديل" 5/ 407، ولَقَبُ الأعرج: الظاهرُ أنه مُصَحَّف عن "الأغَرّ"، فقد ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 442، وقال: عُبيد الأغرّ القُرشي، عن عطاء بن يسار، روى عنه موسى، حديثُه لا يصحّ. وذكره الذهبي في "ميزان الاعتدال" 3/ 18، وقال: عُبيد بن الأغرّ، ويقال: عُبيد الأغرّ، ما حدَّث عنه سوى موسى بن عبيدة، وهو عبيد بن سلمان الآتي. قلنا: ثم ذكره مرة أخرى بهذا اللقب، وعبيد بنُ سلمان الأغرّ هذا من رجال "التهذيب"، ولُقِّب بالأغرّ في "تهذيب الكمال" وفروعه. وذكر المعلمي اليماني في تعليقه على "التاريخ الكبير" أن الأغرّ صُحّف في "الجرح والتعديل" وصار الأعرج، وهو خطأ. وقد قصَّرَ الذَّهبي في قوله: ما حدَّث عنه سوى موسى بنِ عُبيدة، فقد ذكر ابن أبي حاتم في الرواة عنه كذلك ابن أبي ذئب، فإن كان هو عبيداً الأعرج المذكور في إسناد هذه الرواية فقد روى عنه أيضاً موسى بن وردان، والله أعلم.

وقد سلف مختصراً برقم (27074)، وذكرنا الاختلاف فيه على ابن لهيعة.

ص: 8

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ، عَنْ أُخْتِهِ الصَّمَّاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا يَصُومَنَّ أَحَدُكُمْ يَوْمَ السَّبْتِ إِلَّا فِي فَرِيضَةٍ، وَإِنْ لَمْ يَجِدْ إِلَّا لِحَاء (1) شَجَرَةٍ، فَلْيُفْطِرْ عَلَيْهِ "(2).

(1) في (م): لحى.

(2)

رجاله ثقات، إلا إنه أُعلَّ بالاضطراب والمعارضة، كما بيَّنَّا ذلك في الروا ية (17686).

وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(1591) من طريق ضمرة بن ربيعة، عن إسماعيل بن عيَّاش، عن الزُّبيدي، عن لقمان بن عامر، عن عبد الله بن بُسر، عن أخته الصماء، قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصوم أحدكم يوم السبت. فأسقط من إسناده خالدَ بنَ مَعْدان بين لقمان بن عامر وعبد الله بن بُسْر.

ص: 9

‌حَدِيثُ فَاطِمَةَ عَمَّةِ أَبِي عُبَيْدَةَ وَأُخْتِ حُذَيْفَةَ

(1)

27078 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنِ امْرَأَتِهِ (2)، عَنْ أُخْتٍ لِحُذَيْفَةَ، قَالَتْ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، لَا تَحَلَّيْنَ الذَّهَبَ، أَمَا لَكُنَّ فِي الْفِضَّةِ مَا تَحَلَّيْنَ بِهِ؟ مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تَحَلَّى ذَهَبًا تُظْهِرُهُ، إِلَّا عُذِّبَتْ بِهِ "(3).

27079 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ، عَنْ عَمَّتِهِ فَاطِمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَعُودُهُ فِي نِسَاءٍ، فَإِذَا سِقَاءٌ مُعَلَّقٌ نَحْوَهُ، يَقْطُرُ مَاؤُهُ عَلَيْهِ مِنْ شِدَّةِ مَا يَجِدُ مِنْ حَرِّ الْحُمَّى، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ دَعَوْتَ اللهَ فَشَفَاكَ، فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ بَلَاءً الْأَنْبِيَاءَ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ "(4).

(1) سلفت ترجمة فاطمة عمة أبي عبيدة وأخت حذيفة قبل الحديث (27011).

(2)

في (ق): امرأة.

(3)

إسناده ضعيف لجهالة امرأة رِبْعيّ بن حِرَاش، وهو مكرر (27011)، إلا أن شيخ أحمد هنا هو وكيع بن الجراح.

وقد سلف برقم (23380).

(4)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ حسن. أبو عُبيدة بنُ حُذيفة =

ص: 10

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= -وهو ابنُ اليَمَان- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثَّقه العجلي، ولم يذكره أحد بجرح. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابية الحديث، فقد روى لها النسائي. حُصَيْن: هو ابنُ عبد الرحمن السُّلَمي.

وأخرجه ابنُ الأثير في "أسد الغابة" 7/ 233، والمِزِّي في "تهذيبه"(في ترجمة أبي عُبيدة بنِ حُذيفة بنِ اليمان) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 8/ 325 - 326، والنسائي في "الكبرى"(7496) و (7613)، والطبراني في "الكبير" 24/ (629)، والحاكم 4/ 404 من طرق عن شعبة، به. وقوَّى إسنادَه الحافظ في "الإصابة"(في ترجمة فاطمة بنت اليمان).

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7482) من طريق عَبْثَر بن القاسم، والطبراني في "الكبير" 24/ (626) و (627) و (628) و (630) من طريق عبد الله بن إدريس وخالد بن عبد الله الواسطي وسليمان بن كثير وزائدة، خمستهم عن حُصَيْن، به.

وأخرجه الطبراني كذلك 24/ (631) من طريق إسماعيل بن إبراهيم أبي معمر القَطِيعي، عن جرير -وهو ابن عبد الحميد- عن حُصين، عن خيثمة، عن أبي عُبيدة بن حُذيفة، عن عمته، بنحوه. فزاد في الإسناد: خيثمة بين حُصين وأبي عبيدة. والأول أصح فيما قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 214.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 292، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" بنحوه، وقال: وإسناد أحمد حسن.

وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1481)، وفيه أن سعداً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أىُّ الناس أشدُّ بلاءً؟ قال: "الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل من الناس

" وإسناده حسن.

وآخر من حديث ابن مسعود، قال: دخلتُ على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يُوعَك، =

ص: 11

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= فمسستُه، فقلت: يا رسول الله، إنك لَتُوعَكُ وَعْكاً شديداً! قال:"أجَلْ، إنِّي أُوعَكُ كما يُوعَكُ رجلانِ منكم"

وسلف برقم (3618)، إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وثالث من حديث أبي سعيد الخدري بلفظ: "إنَّا معاشر الأنبياء يضاعف لنا البلاء، كما يضاعف لنا الأجر"، سلف برقم (11893).

ص: 12

‌حَدِيثُ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ

(1)

* 27080 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ - وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ - قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ زُرْعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَوْلًى لِمَعْمَرٍ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بِمَاذَا كُنْتِ تَسْتمَشْينَ؟ (2) " قَالَتْ: بِالشُّبْرُمِ، قَالَ:" حَارٌّ جَارٌّ (3) " ثُمَّ اسْتَشْفَيْتُ بِالسَّنَا، قَالَ:" لَوْ كَانَ شَيْءٌ يَشْفِي مِنَ الْمَوْتِ، كَانَ السَّنَا " أَوِ: " السَّنَا شِفَاءٌ مِنَ الْمَوْتِ "(4).

(1) قال السندي: أسماء بنت عميس، خثعمية وهي أختُ ميمونةَ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم من الأم، هاجرت إلى أرض الحبشة مع زوجها جعفر، فولدت له هناك أولاده، فلما قتلَ جعفر تزوجها أبو بكر، فولدت له محمداً، ثم تزوجها علي، فيقال: ولدت له عوناً.

(2)

في (ظ 6) و (م): تستشفين، والمثبت من (ظ 2) و (ق)، وهو الموافق لمصادر الحديث.

(3)

في (م): حار حار.

(4)

إسناده ضعيف، عبد الحميد بن جعفر مختلف فيه، وقد تفرَّد بهذا الحديث، ولا يُحتمل تفرُّدُه، لا سيما وقد اضطرب فيه:

فرواه أبو أسامة -وهو حمَّاد بن أسامة- كما في هذه الرواية، وهو عند ابن أبي شيبة 8/ 7 - 8، وابن ماجه (3461)، والطبراني في "الكبير" 24/ (397) - عن عبد الحميد بن جعفر، فقال: عن زُرْعَة بن عبد الرحمن، عن مولىً لمعمر التيمي، عن أسماء.

ورواه محمد بن بكر البُرْساني -كما عند الترمذي (2081) - وأبو بكر =

ص: 13

27081 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَيَّ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَلِيٍّ، فَقَالَ لَهَا رَفِيقِي أَبُو مَهْلٍ (1): كَمْ لَكِ؟ قَالَتْ: سِتَّةٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً، قَالَ: مَا سَمِعْتِ مِنْ أَبِيكِ شَيْئًا؟ قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَلِيٍّ: " أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ بَعْدِي نَبِيٌّ "(2).

= الحنفي -كما عند الطبراني في "الكبير" 24/ (398)، والحاكم 4/ 201 و 404 - كلاهما عن عبد الحميد بن جعفر، فقال: عن عُتبة بن عبد الله التيمي، عن أسماء. فأسقط المولى من الإسناد، وسمَّى زُرعةَ البياضي عُتْبَة التيمي، مع أن البياضي نُسب أنصارياً، والتيمي نسبة إلى بطن من قريش!

وقيل: عن عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد بن زياد القرظي، عن أسماء، أشار إلى هذه الطريق الحافظُ ابن حجر في "تهذيب التهذيب".

وقد حمل الطبراني رواية حماد بن أسامة على رواية أبي بكر الحنفي، فجزم أن مولى معمر المبهم هو عتبة بن عبد الله التيمي، وما جزم به الطبراني عدَّه المِزِّي احتمالاً، فتعقَّبه الحافظ بأن عتبة بن عبد الله هو زرعة نفسه، كما فهمه الحافظ من كلام البخاري، وعلى قول الطبراني -الذي احتمله المزي- يكون زُرعة بن عبد الرحمن قد سقط من الإسناد، وعلى قول الحافظ يكون المولى المبهم قد سقط من الإسناد، كما تقدم.

وعلى كلٍّ فلم تُخرج أقوالُهم هذه الإسنادَ عن اضطرابه. والله أعلم.

قال السندي: قوله: "تستمشين"، أي: تُخرجين ما في البطن من المادة الفاسدة.

قلنا: والشُّبْرُم: حبٌّ يشبه الحِمَّص، يطبخ ويشرب ماؤه للتداوي، وقيل: إنه نوعٌ من الشيح.

(1)

في (ظ 2) و (ق) و (م): أبو سهل، والمثبت من (ظ 6)، وهو الصواب.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير فاطمة بنت علي =

ص: 14

27082 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِلَالٌ مَوْلَانَا،

= -وهو ابنُ أبي طالب- فقد روى عنها جمع، وذكرها ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": ثقة، وروى لها النسائي وابن ماجه في "التفسير"، وغير صحابية الحديث، فقد روى لها أصحاب السنن. أبو مَهَل: هو عروة بن عبد الله بن قشير.

وهو عند أحمد في "فضائل الصحابة"(1020)، ومن طريقه أخرجه المِزِّي في "تهذيبه "(في ترجمة فاطمة بنت علي)، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8143) من طريق يحيى بن سعيد، به.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على "فضائل الصحابة"(1091) من طريق الحسن بن علي، والطبراني في "الكبير" 24/ (386) من طريق سعيد بن حازم، والخطيب في "تاريخه" 10/ 43، والمِزِّي (في ترجمة فاطمة بنت علي) من طريق جعفر بن عون، والخطيب 12/ 323 من طريق غياث بن إبراهيم، أربعتهم عن موسى الجهني، به.

وأخرجه الطبراني 24/ (384) و (385) و (387) و (388) و (389) من طريق الحسن بن صالح، وجعفر بن زياد الأحمر، وعلي بن صالح، وحفص بن عمران، وعمر بن سعد البصري، ومروان بن معاوية، كلهم عن موسى الجهني، عن فاطمة بنت الحسين، عن أسماء بنت عميس، به. فرووه عن موسى، عن فاطمة بنت الحسين، بدل: فاطمة بنت علي. قلنا: ولم يذكروا موسى الجهني في الرواة عن فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب، ولعله وهم سبق من أحد الرواة، أو وهم وقع في كتاب الطبراني، أو هو اضطراب من موسى الجهني، والله أعلم.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 109، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجالُ أحمد رجال الصحيح غير فاطمة بنتِ علي، وهي ثقة.

وسيرد برقم (27467).

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11272)، وهو حديث صحيح. وذكرنا أحاديث الباب ثمة.

ص: 15

عَنِ أَبِي (1) عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، قَالَتْ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَلِمَاتٍ أَقُولُهَا (2) عِنْدَ الْكَرْبِ: " اللهُ رَبِّي، لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا "(3).

(1) تحرف قوله: أبي، في (ظ 2) و (م) إلى: ابن، فإن عبد العزيز: هو ابن عمر بن عبد العزيز.

(2)

في (ظ 2) و (ق): أقولُهنَّ.

(3)

حديث حسن، هلال هو أبو طعمة مولى عمر بن عبد العزيز، روى عنه جمع، ووثقه ابن عمَّار الموصلي والذهبي في "الكاشف" ورماه مكحول بالكذب، فيما قال أبو أحمد الحاكم، وتعقَّبه الحافظ فقال: لم يكذبه مكحول التكذيب الاصطلاحي، ثم إنه قال في "التقريب": لم يثبت أن مكحولاً رماه بالكذب. وعبدُ العزيز بنُ عمر بن عبد العزيز فيه كلام خفيف، وقد أخرج له البخاري حديثاً واحداً له شاهد، وقد اختلف عليه كما سيأتي. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الله بن جعفر: هو ابن أبي طالب.

وأخرجه المِزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة أبي طعمة هلال) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 329، وابن ماجه (3882)، والبيهقي في "الشعب"(10225)، وفي "الدعوات"(169) من طريق وكيع، به. وقد سقط من إسناد "الدعوات" لفظ: هلال عن عمر بن عبد العزيز.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 196 - 197، وابن ماجه (3882)، والبيهقي في "الشعب"(10225) من طريق محمد بن بشر، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 329، والنسائي في "الكبرى"(10485) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(649) - والطبراني في "الكبير" 24/ (363)، وفي "الدعاء"(1027)، وأبو نُعيم في "الحِلْية" 5/ 360، والبيهقي في "الشعب"(10226)، وفي "الدعوات"(168)، والمِزّي في "تهذيب الكمال"(ترجمة أبي طعمة) من طريق أبي =

ص: 16

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= نعيم، وأبو داود (1525) من طريق عبد الله بن داود، ثلاثتهم عن عبد العزيز بن عمر، به. قال أبو نعيم: غريب من حديث عمر، تفرَّد به ابنه عن هلال مولاه عنه، ورواه وكيع ومحمد بن بشر ومروان الفزاري في آخرين عن عبد العزيز.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10483) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(647) - من طريق محمد بن خالد، عن عبد العزيز بن عمر، عن أبي هلال، عن عمر بن عبد العزيز، به. وقال: قوله: عن أبي هلال خطأ، وإنما هو هلال مولى لهم.

وأخرجه النسائي أيضاً (10484) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(648) - من طريق شَريك، عن عبد العزيز بن عمر، عن هلال، عن عمر بن عبد العزيز، عن عبد الله بن جعفر، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم علَّمه عند الكرب، فذكره مرسلاً. وقال: وهذا خطأ، والصواب حديث أبي نعيم، قلنا: وشريك -وهو ابن عبد الله النخعي- ضعيف.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 329 - ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(10227) - ومن طريق عمر بن علي، عن عبد العزيز، عن هلال مولى عمر، عن عمر، عن بعض ولد عبد الله بن جعفر، عن عبد الله بن جعفر، عن أمَّه أسماءَ، به. فزاد فيه: عن بعض ولد عبد الله بن جعفر، وعُمر ابن علي -وهو المُقَدَّمي- مدلَّس ولم يُصرِّح بالتحديث.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1028) عن محمد بن زكريا الغَلابي، عن عبيد الله بن محمد بن عائشة التيمي، عن أبيه، عن عمه، عن مُزاحم، عن عمر بن عبد العزيز، عن عبد الله بن جعفر، عن أسماء بنت عُميس رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

قلنا: وشيخ الطبراني ضعيف، ومحمد بن حفص بن عائشة، ترجم له ابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 236، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وعمُّه: هو عبيد الله بن عمر بن موسى وقد ترجم له كذلك 5/ 327 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. ومُزاحم: هو ابن =

ص: 17

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أبي مُزاحم مولى عمر بن عبد العزيز، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثَّقه الذهبي في "الكاشف".

ورواه مسعر عن عبد العزيز بن عمر، واختلف عليه فيه:

فرواه جرير مرسلاً -فيما أخرجه النسائي في "الكبرى"(10486)، وهو في "عمل اليوم والليلة"(650)، والطبراني في "الدعاء"(1026) - عن مسعر، عن عبد العزيز بن عمر، عن عمر بن عبد العزيز، قال: جمعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أهلَ بيته، فقال:"إذا أصاب إحدَكم همٌّ أو حزن، فليقل سبع مرات: اللهُ ربِّي، لا أُشركُ به شيئاً".

ورواه إبراهيم بن بشار الرَّمادي -فيما أخرجه الطبراني في "الدعاء"(1025)، وفي "الأوسط"(6115) - عن سفيان بن عُيينة، عن مسعر، عن عبد العزيز بن عمر، عن أبيه عمر بن عبد العزيز بن مروان، عن أبيه عبد العزيز بن مروان، عن أسماء بنت عميس أن رسول الله جمعَ بني عبد المُطَّلب، فقال لهم:"إن نزلَ بأحدٍ منكم همٌّ، أو غمٌّ، أو كرب، أو سَقَم، أو لأواء، أو بلاء، فليقل: اللهُ ربي، لا أُشركُ به شيئاً، ثلاث مرات" قال: وكان ذلك آخر كلام عمر بن عبد العزيز عد الموت.

وقال في "الأوسط": لم يرو هذا الحديث عن سفيان بن عيينة إلا الرَّمادي، قلنا: والرَّمادي له أوهام.

ورواه أبو معاوية شيبانُ بنُ عبد الرحمن النَّحوي، عن مسعر، واختلف عليه كذلك:

فرواه الباغندي -كما في "مسند عمر بن عبد العزيز"(17) - عن أحمد بن محمد القاضي البرتي، عن أبي معمر عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج، عن عبد الوارث بن سعيد، عن شيبان بن عبد الرحمن، عن مسعر، عن محمد بن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز، عن أبيه، عن جده، عن أسماء بنت عُميس، قالت: جمعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أهلَه، فقال، وذكر الحديث. قلنا: ولم يسق متنه، وقد غيَّر محقِّقُ الكتاب اسم: محمد بن عبد الله إلى: بشر بن عبد الله، ليتوافق =

ص: 18

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= مع إسناد سبقه.

ورواه أبو بكر الشافعي -فيما أخرجه الخطيب في "تاريخه" 5/ 457 - عن أحمد بن محمد القاضي البرتي، عن أبي معمر، عن عبد الوارث، عن أبي معاوية، عن محمد بن عبد الله، عن مسعر بن كدام، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن أبيه، عن جده، عن أسماء، قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "هل في البيت إلا أنتم يا بني عبد المطلب؟ " قلنا: لا يا رسول الله. قال: "إذا نزلَ بأحدكم همٌّ، أو غمٌّ، أو سَقَم، أو أَزْل، أو لأواء -قال: وذكر السادسة فنسيتها- فليقل: الله، الله رَبِّي، لا أُشرك به شيئاً". وقال الخطيب: هكذا رواه الشافعي عن البرتي، ووهم فيه، أن قدَّم محمد بن عبد الله على مسعر، وصوابه: عن أبي معاوية، وهو شيبان بن عبد الرحمن، عن مسعر، عن محمد. قلنا: والذي صوَّبه الخطيب هو ما قاله الدارقطني في "العلل" 5/ 193.

ورواه إسماعيل بن محمد الصفَّار وأبو سهل بن زياد القطان -فيما أخرجه الخطيب في "تاريخه" 5/ 457 - 458 - عن أحمد بن محمد، عن أبي معمر عبد الله بن عمر، عن عبد الوارث، عن شيبان، عن مسعر، عن محمد بن عبد الله، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن أبيه، عن جدّه، عن أسماء بنت عميس، قالت: جمع

فذكره.

قلنا: ومحمد بن عبد الله لم نقف له على ترجمة، وعبد العزيز بن مروان صدوق.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 329 - ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(10228) - والطبراني في "الكبير" 24/ (396)، وفي "الدعاء"(1029)، والدولابي في "الكنى" 2/ 80 من طريق عبد الواحد بن زياد، عن مجمع بن يحيى، عن صَعب -أو صُعيب- العنزي، قال: سمعتُ أسماءَ بنت عُميس تقول: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بأذنيَّ هاتين يقول: "من أصابه همٌّ، أو غمٌّ، أو سقَمٌ، أو شِدَّةٌ، فقال: الله ربي لا شريك له، كشف ذلك عنه". =

ص: 19

27083 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا (1) مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْيَوْمَ الثَّالِثَ مِنْ قَتْلِ جَعْفَرٍ، فَقَالَ:" لَا تُحِدِّي بَعْدَ يَوْمِكِ هَذَا "(2).

= وصعب -أو صُعيب- ترجم له البخاري في "تاريخه"، والرازي في "الجرح والتعديل"، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وفي الباب عن ثوبان عند النسائي في "الكبرى"(10493) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(657) - وابن السُّنَّي في "عمل اليوم والليلة"(335)، وأبي نعيم في "الحلية" 5/ 219 أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا راعه شيء قال:"هو الله ربي لا شريك له". وإسناده حسن.

(1)

في (م): أنبأنا.

(2)

هذا حديث اختلف في وصله وإرساله، وإرسالُه أصحُّ كما سيرد، وقال الإمام أحمد -كما في "الفتح" 9/ 487 - : إنه مخالف للأحاديث الصحيحة في الإحداد، قال الحافظ: وهو مصيرٌ منه إلى أنه يُعلُّه بالشذوذ. قلنا: وفي إسناده محمد بن طلحة -وهو ابن مُصَرِّف اليامي- ضعيف يعتبر به، قال ابن سعد: كانت له أحاديثُ منكرة، وقال أبو داود: كان يخطئ، وقال أحمد: لا بأس به إلا إنه كان لا يكاد يقول في شيء من حديثه: حدثنا، وقال أبو كامل مظفَّر بنُ مدرك: كان يقال: ثلاثة يُتَّقى حديثُهم، فذكر منهم محمدَ بن طلحة، واختلف قول يحيى بن معين فيه، فقال مرة: صالح، ومرة: ضعيف، وقال أبو زُرعة: صالح، وقال النسائي: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان يخطئ، وقال الحافظ: صدوق له أوهام، وقد أخرج له البخاري ثلاثة أحاديث توبع على اثنين منها، ثالثها في الفضائل، وروى له مسلم وأصحاب السنن. قلنا: وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير صحابية الحديث، فقد روى لها أصحاب السنن. =

ص: 20

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقد رواه محمد بن طلحة -كما في هذه الرواية- عن الحكم، عن عبد الله بن شداد، عن أسماء.

وخالفه شعبة -فيما أخرجه ابن حزم في "المحلى" 10/ 280 - فرواه عن الحكم، عن عبد الله بن شداد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لامرأة جعفر بن أبي طالب: "إذا كان ثلاثة أيام فالبسي ما شئت

" قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 193: والمرسلُ أصح.

ورواه حماد بن سلمة -فيما ذكر ابن حزم في "المحلى" 10/ 280 - عن الحجَّاج بن أرطاة، عن الحسن بن سَعْد، عن عبد الله بن شداد أن أسماء بنت عُميس استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم أن تبكي على جعفر وهي امرأته، فأذن لها ثلاثة أيام، ثم بعث إليها بعد ثلاثة أيام إن تطهري واكتحلي.

ورواه أبو خالد الأحمر -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (631) - عن الحجَّاج بن أرطاة، عن الحسن بن سعد، عن عبد الله بن شدَّاد، عن أمَّ سلمة أن أسماء بكت على جعفر أو حمزة ثلاثاً، فأمرها أن ترقأ وتكتحل.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 171: ووهم في إسناده ومتنه، يعني أبا خالد الأحمر. ثم قال: وقوله: إن أسماء بكت على حمزة، وأسماء إنما بكت على زوجها جعفر بن أبي طالب حين قتل. ثم قال: والمحفوظ عن شعبة عن الحكم عن عبد الله بن شداد مرسل.

وقال الرازي في "العلل" 1/ 438: سألت أبي عن حديث رواه محمد بن طلحة بن مصرف، عن الحكم، عن عبد الله بن شداد

قال أبي: فسّروه على معنيين: أحدهما أن الحديث ليس هو عن أسماء، وغلط محمد بن طلحة، وإنما كانت امرأة سواها. وقال آخرون: هذا قبل أن ينزل العدد. قال أبي: أشبه عندي -والله أعلم- أن هذه امرأة سوى أسماء، وكانت من جعفر بسبيل قرابة، ولم تكن امرأته، لأن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لا تحد امرأة على أحد فوق ثلاث إلا على زوج". =

ص: 21

27084 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ أَنَّهَا وَلَدَتْ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ بِالْبَيْدَاءِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مُرْهَا فَلْتَغْتَسِلْ، ثُمَّ لِتُهِلَّ "(1).

= قلنا: وحديث إحداد المرأة ثلاثاً إلا على زوج سلف من حديث عائشة برقم (24092) بإسناد صحيح، وذكرنا شواهده هناك.

وسيرد برقم (27468).

وانظر بسط الكلام عليه في "الفتح" 9/ 487.

قال السندي: قوله: "لا تحدي" أي: لا تزيدي في الإحداد بالتجاوز إلى الصياح، وإلا فلا بد من ترك الزينة أربعة أشهر وعشراً.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، القاسم بن محمد -وهو ابن أبي بكر- لم يسمع من أسماء بنتِ عُميس، فيما قال ابن عبد البَرّ، ثم إنه اختلف عليه فيه. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابية الحديث، فقد روى لها أصحاب السنن.

وأخرجه أبو يعلى (54) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 322، ومن طريقه أخرجه ابن سعد 8/ 283، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 124، والنسائي في "المجتبى" 5/ 127، وفي "الكبرى"(3643)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(659)، والطبراني في "الكبير" 24/ (366)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 7/ 106، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 102.

وقد اختلف فيه على القاسم بن محمد:

فرواه مالك -كما في هذه الرواية- عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن أسماء بنت عميس.

وخالفه عبيد الله بن عمر -فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" =

ص: 22

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 1/ 124، ومسلم (1209)، وأبو داود (1473)، وابن ماجه (2911)، والدارمي (1804)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(639)، والبيهقي 5/ 32 - فرواه عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، قالث: نُفست أسماء بنت عميس بمحمد بن أبي بكر بالشجرة، فأمرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر يأمرُها أن تغتسل وتُهِلّ. وخالف عبدَ الرحمن بنَ القاسم يحيى بنُ سعيد الأنصاري، واختلف عليه فيه كذلك:

فرواه سليمان بن بلال -فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 124، والنسائي في "المجتبى" 5/ 127 - 128، وفي "الكبرى"(3644)، وابن ماجه (2912)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(660) - عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي بكر الصديق، قال: خرج حاجاً مع النبي صلى الله عليه وسلم، فولدت أسماءُ بالشجرة محمدَ بنَ أبي بكر

والقاسم لم يسمع من أبيه، وأبوه محمد يبن أبي بكر حديثه عن أبيه أبي بكر مرسل. قال الدارقطني في "الإلزامات" ص 347: سليمان، عن يحيى، عن القاسم، عن أبيه، ولا يصحُّ عن أبيه.

وخالف سليمانَ بنَ بلال مالكٌ -كما في "الموطأ" 1/ 322 - وعبدُ الله بنُ نمير -فيما أخرجه ابن سعد 8/ 282 - فروياه عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب أن أسماء بنت .... فذكراه مرسلاً.

ورواه عبد الكريم الجزري -فيما أخرجه ابن سعد 8/ 283، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(658) - عن سعيد بن المسيب أن أسماء .... فذكره مرسلاً.

ورواه ابن جُريج -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(657)، والطبراني في "الكبير" 24/ (374)، والبيهقي 5/ 32 - عن عبد الرحمن بن القاسم، عن سعيد بن المسيب، عن أسماء بنت عميس أنها نُفست بمحمد بن أبي بكر بذي الحليفة، فسأل أبو بكر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فأمره أن يأمرَها أن تغتسلَ وتصلِّي. وهذا إسناد فيه ابن جريج، وقد =

ص: 23

27085 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّوِيلُ صَاحِبُ الْمَصَاحِفِ، أَنَّ كِلَابَ بْنَ تَلِيدٍ أَخَا بَنِي (1) سَعْدِ بْنِ لَيْثٍ، أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ جَالِسٌ مَعَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، جَاءَهُ رَسُولُ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ يَقُولُ: إِنَّ ابْنَ خَالَتِكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، وَيَقُولُ: أَخْبِرْنِي كَيْفَ الْحَدِيثُ الَّذِي كُنْتَ (2) حَدَّثْتَنِي عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ؟ فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: أَخْبِرْهُ أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ أَخْبَرَتْنِي أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَصْبِرُ عَلَى لَأْوَاءِ الْمَدِينَةِ وَشِدَّتِهَا أَحَدٌ إِلَّا كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا - أَوْ شَهِيدًا (3) - يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(4).

= عنعن.

قال ابن عبد البر في "الاستذكار"11/ 8: حديث عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن أسماء مرسل، لانه لم يسمع القاسم من أسماء بنت عُميس. وقال أيضاً 9/ 11: مرسل مالك أقوى وأثبت من مسانيد هؤلاء، لما ترى من اختلافهم في إسناده.

قلنا: لكن مسلماً أخرج ما أُسند عن عائشة كما ترى. وقد أشار البيهقي في "السنن" 5/ 32 إلى هذا الاختلاف، وقال: وجوّده عبيد الله بن عمر، عن عبد الرحمن، وهو حافظ ثقة، والله أعلم.

وأخرجه مسلم (1210)، والنسائي 5/ 164، وابن ماجه (2913) من طريق يحيى بن سعيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله في حديث أسماء بنت عميس حين نُفِسَتْ بذي الحليفة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر، فأمرها أن تغتسلَ، وتُهِلَّ.

(1)

قوله: بني، ليس في (ق).

(2)

قوله: كنت، ليس في (ظ 6).

(3)

في (ق): شفيعاً وشهيداً.

(4)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيفٌ لجهالةِ كلابِ بنِ تَلِيد، فلم يذكروا =

ص: 24

27086 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا (1) أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أُمِّ عِيسَى الْجَزَّارِ، عَنْ أُمِّ جَعْفَرٍ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ جَدَّتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، قَالَتْ: لَمَّا أُصِيبَ جَعْفَرٌ وَأَصْحَابُهُ، دَخَلَ (2) عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ دَبَغْتُ أَرْبَعِينَ مَنِيئَةً، وَعَجَنْتُ عَجِينِي، وَغَسَّلْتُ بَنِيَّ، وَدَهَنْتُهُمْ، وَنَظَّفْتُهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" ائْتِينِي بِبَنِي جَعْفَرٍ " قَالَتْ: فَأَتَيْتُهُ بِهِمْ، فَشَمَّهُمْ، وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَا يُبْكِيكَ؟ أَبَلَغَكَ عَنْ جَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ شَيْءٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ، أُصِيبُوا

= في الرواة عنه سوى عبد الله بنِ مسلم الطويل، ولم يُؤثر توثيقُه عن غير ابن حبان، وقال الذهبيُّ: لا يكاد يُعرف. وعبدُ الله بن مسلم الطويل مجهول كذلك، فقد انفردَ بالروايةِ عنه الوليد بنُ كثير، ولم يؤثَر توثيقُه عن غير ابن حبان. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير صحابيَّة الحديث، فقد روى لها أصحاب السنن. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزُّهري، والوليد بن كثير: هو المخزومي المدني.

وأخرجه ابن معين في "تاريخه"(1038)، والنسائي في "الكبرى"(4282)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3147)، والطبراني في "الكبير" 24/ (373)، والمِزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة عبد الله بن مسلم الطويل) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.

وله شاهد صحيح من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7865)، وذكرنا أحاديث الباب ثمة.

(1)

في (م): حدثني.

(2)

في (ظ 2) و (ق) و (م): دخلت، والمثبت من (ظ 6)، وهو الصواب.

ص: 25

هَذَا الْيَوْمَ " قَالَتْ: فَقُمْتُ أَصِيحُ، وَاجْتَمَعَ إِلَيَّ النِّسَاءُ، وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَهْلِهِ، فَقَالَ: " لَا تُغْفِلُوا آلَ جَعْفَرٍ مِنْ أَنْ تَصْنَعُوا لَهُمْ طَعَامًا، فَإِنَّهُمْ قَدْ شُغِلُوا بِأَمْرِ صَاحِبِهِمْ " (1).

(1) إسناده ضعيف لجهالة أم عيسى الجزار، ويقال لها: الخزاعية، قال الحافظ: لا يُعرفُ حالُها، ولجهالةِ حال أمِّ جعفر بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب، وهي أمُّ عَوْن، فلم يرو عنها سوى ابنها عون بن محمد ابن الحنفية وأمِّ عيسى الجزار، ولم يُذكر فيها جرح ولا تعديل. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق، فقد روى له مسلم متابعةً. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (380)، والمِزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة أمِّ عون بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب) من طريق أحمد بن محمد بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.

وقد اختُلف فيه على ابن إسحاق:

فرواه عبد الأعلى -فيما أخرجه ابن ماجه (1611)، والطبراني 24/ (381) - ويونُس بن بُكير -فيما أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 4/ 370 - عنه، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أم عيسى الجزار، عن أمِّ جعفر بنتِ محمد بن جعفر بن أبي طالب، عن جدتها أسماء بنت عميس

وكنَّى عبدُ الأعلى بنتَ جعفر بن أبي طالب: أمَّ عون.

ورواه سعيد بن يحيى الأموي، عن أبيه -فيما أخرجه المِزّي في "تهذيبه"(في ترجمة أمِّ عون) - عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أمِّ عيسى الخُزاعي أنها سمعت أسماءَ -يعني بنتَ عميس- أو من حدَّثها، عن أسماء

وأخرجه الواقدي في "المغازي" 2/ 766 عن مالك بن أبي الرِّجال، عن عبد الله بن أبي بكر، به.

وأخرجه عبد الرزاق (6666) عن رجل من أهل المدينة، عن عبد الله بن =

ص: 26

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أبي بكر، عن أمه أسماء بنت عميس، قالت: لما أُصيب جعفر، جاءني رسول الله

فذكر نحوه.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/ 161، وقال: رواه أحمد، وفيه امرأتان لم أجد من وثقهما ولا جرحهما، وبقية رجاله ثقات.

وقوله: "لا تغفلوا آل جعفر من أن تصنعوا لهم طعاماً" له شاهد من حديث عبد الله بن جعفر، سلف برقم (1751)، وإسناده حسن.

قال السندي: قولها: أربعين منيئة، بفتح ميم بوزن فعيلة، آخره همزة: هي الإهاب.

"لا تغفلوا": من الإغفال، بمعنى الترك.

ص: 27

‌حَدِيثُ فُرَيْعَةَ بِنْتِ مَالِكٍ

(1)

27087 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ (2)، قَالَ: حَدَّثَتْنِي زَيْنَبُ بِنْتُ كَعْبٍ، عَنْ فُرَيْعَةَ بِنْتِ مَالِكٍ، قَالَتْ: خَرَجَ زَوْجِي فِي طَلَبِ أَعْلَاجٍ لَهُ، فَأَدْرَكَهُمْ بِطَرَفِ الْقَدُومِ، فَقَتَلُوهُ، فَأَتَانِي نَعْيُهُ وَأَنَا فِي دَارٍ شَاسِعَةٍ مِنْ دُورِ أَهْلِي، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقُلْتُ: إِنَّ نَعْيَ زَوْجِي أَتَانِي فِي دَارٍ شَاسِعَةٍ مِنْ دُورِ أَهْلِي، وَلَمْ يَدَعْ لِي نَفَقَةً، وَلَا مَالَ لِوَرَثَتِهِ (3)، وَلَيْسَ الْمَسْكَنُ لَهُ، فَلَوْ تَحَوَّلْتُ إِلَى أَهْلِي وَأَخْوَالِي (4)، لَكَانَ أَرْفَقَ بِي فِي بَعْضِ شَأْنِي، قَالَ:" تَحَوَّلِي ". فَلَمَّا خَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ - أَوْ إِلَى الْحُجْرَةِ - دَعَانِي - أَوْ أَمَرَ بِي فَدُعِيتُ - فقَالَ: " امْكُثِي فِي بَيْتِكِ الَّذِي أَتَاكِ فِيهِ نَعْيُ زَوْجِكِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ". قَالَتْ: فَاعْتَدَدْتُ فِيهِ

(1) قال السندي: فُريعة -بالتصغير- بنت مالك، أنصارية خدرية، أخت أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما.

(2)

جاء في (ظ 2) و (ق) و (م) زيادة اسم يحيى بن سعيد الأنصاري، بين يحيى بن سعيد -وهو القطان- وسعد بن إسحاق، ولم ترد هذه الزيادة في (ظ 6)، ولا "أطراف المسند"، ولا نسخة المزي من "المسند"، كما في "تهذيبه"، وستأتي رواية يحيى بن سعيد القطان عن سعد بن إسحاق في التخريج، وكذلك رواية يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعد بن إسحاق.

(3)

في (ظ 6): ورثتُه.

(4)

في (ظ 6) وهامش (ظ 2) و (ق): إخوتي.

ص: 28

أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا. قَالَتْ: فَأَرْسَلَ إِلَيَّ عُثْمَانُ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَأَخَذَ بِهِ (1).

(1) إسناده حسن، زينب بنت كعب هي عمة سعد بن إسحاق، وزوجة أبي سعيد الخدري، وقد روت الحديث عن فُريعة بنتِ مالك، وهي أختُ أبي سعيد الخُدري، وصحَّح الترمذي حديثَها، وجوَّد الحافظُ إسناداً فيه زينبُ هذه، وقد قيل: لها صحبة. وبقية رجاله ثقات.

وأخرجه المزي في "تهذيبه"(في ترجمة فُرَيْعة) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي عقب الرواية (1204)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 78، والطبراني في "الكبير" 24/ (1087)، وابن عبد البَرّ في "التمهيد" 21/ 30 من طريق يحيى بن سعيد القطان، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، والعملُ على هذا الحديث عند اكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم، لم يَرَوْا للمعتدة أن تنتقل من بيت زوجها حتى تنقضي عدتها، وهو قول سفيان الثوري والشافعي وأحمد وإسحاق. وقال بعضُ أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم: للمرأة أن تعتدَّ حيث شاءت، وإن لم تعتدَّ في بيت زوجها. والقول الأول أصحُّ.

وأخرجه ابن سعد 8/ 367، والنسائي في "الكبرى"(5722)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3641) و (3642) و (3650)، والطبراني في "الكبير" 24/ (1076) و (1077) و (1078)، والحاكم 2/ 208، والبيهقي في "السنن" 7/ 434، وابن عبد البر في "التمهيد" 21/ 31 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، به.

وأخرجه مطولاً ومختصراً مالك -كما في "الموطأ" 2/ (591)(رواية يحيى ابن يحيى)، و (1707)(رواية الزُّهري)، و (592)(رواية محمد بن الحسن) - ومن طريقه الشافعي في"مسنده"2/ 53 - 54 (بترتيب السندي)، وفي "الرسالة"(1214)، وفي "الأم" 5/ 208 - 209، وابن سعد 8/ 368، وأبو داود =

ص: 29

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (2300)، والترمذي (1204)، والنسائي في "الكبرى"(11044)، والدارمي (2287)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 78، وفي "شرح مشكل الآثار"(3645)، وابن حبان (4292)، والطبراني في "الكبير" 24/ (1086)، والبغوي في "شرح السنة"(2386)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 235، والمِزِّي في "تهذيبه"(في ترجمة فُرَيْعة) - عن سعد بن إسحاق، به، إلا أنه جاء في رواية يحيى بن يحيى عن مالك: سعيد بن إسحاق؛ قال ابن عبد البر في "التمهيد" 21/ 27: هكذا قال يحيى: سعيد بن إسحاق، وتابعه بعضهم، وأكثر الرواة يقولون فيه: سعد بن إسحاق، وهو الأشهر. قلنا: ونقل الزَّيلعي مثلَه عن ابن عبد البر من كتاب "التقصّي". وقد سقط اسم زينب من مطبوع ابن سعد.

وأخرجه الطيالسي (1664)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 199، وفي "الكبرى"(5722)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 78، وفي "شرح مشكل الآثار"(3646) و (3650)، وابن حبان (4293)، والطبراني في "الكبير" 24/ (1081)، والبيهقي في "السنن" 7/ 434 من طريق شعبة، وعبد الرزاق (12075)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 200 - 201، وفي "الكبرى"(5726)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 78 وفي "شرح مشكل الآثار"(3647)، والطبراني في "الكبير" 24/ (1082) من طريق الثوري، وابن أبي شيبة 5/ 184 - 185، وابن ماجه (2031)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3328)، والطبراني في "الكبير" 24/ (1090) من طريق أبي خالد الأحمر، والنسائي في "المجتبى" 6/ 199، وفي "الكبرى"(5722)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 78، وفي "شرح مشكل الآثار"(3650) من طريق ابن جُريج وابن إسحاق، و (3649) من طريق ابن إسحاق، والنسائي في "المجتبى" 6/ 199 - 200، وفي "الكبرى"(5723)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 77، وفي "شرح مشكل الآثار"(3643)، والطبراني 24/ (1085) من طريق يزيد بن محمد، وابن الجارود (759)، والطبراني =

ص: 30

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 24/ (1092) من طريق حماد بن مسعدة، والطبري في "تفسيره"(5090) من طريق فليح بن سليمان، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3329)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 77، وفي "شرح مشكل الآثار"(3638)، والطبراني 24/ (1091) من طريق أنس بن عياض، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3644) من طريق ابن أبي ذئب، و (3646)، وفي "شرح معاني الآثار" 3/ 78، والطبراني 24/ (1084) من طريق روح بن القاسم، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3652) من طريق يحيى بن عبد الله بن سالم، و (3653) من طريق وُهيب بن خالد، و (3654)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3329)، والطبراني 24/ (1091) من طريق مروان بن معاوية، والطبراني 24/ (1088) و (1089) من طريق عبد الرحمن بن عثمان وعبد الله بن المبارك، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3329)، والطبراني 24/ (1092) من طريق عبد العزيز بن محمد، وابن سعد 8/ 368، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 78، وفي "شرح مشكل الآثار"(3648) من طريق زهير بن معاوية، وعبد الرزاق (12076) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 24/ (1079)، وابن عبد البر في "التمهيد" 21/ 28 - من طريق عبد الله ابن أبي بكر، كلهم عن سعد بن إسحاق، به. إلا أنه جاء من طريق زهير بن معاوية، وعند الطبراني 24/ (1081): سعد بن إسحاق، أو إسحاق بن سعد، على الشك. وجاء في مطبوع "شرح مشكل الآثار" (3653): سعيد بن إسحاق.

وأخرجه سعيد بن منصور (1365)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 200، وفي "الكبرى"(5724)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3651)، والبيهقي في "السنن" 7/ 435 من طرق عن حماد بن زيد، عن سعد بن إسحاق، به. وقد روي عن حماد بن زيد أيضاً، لكن قال فيه: إسحاق بن سعد بن كعب بن عجرة.

وأخرجه الحاكم 2/ 208، والبيهقي في "السنن" 7/ 435 من طريق محمد بن الفضل عارم وسليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن إسحاق بن سعد =

ص: 31

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ابن كعب بن عجرة، حدثني زينب بنت كعب، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد من الوجهين جميعاً -يعني من رواية حماد بن زيد هذه ورواية يحيى بن سعيد السالفة في التخريج- ولم يخرجاه، رواه مالك بن أنس في "الموطأ" عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة. قال محمد بن يحيى الذهلي: هذا حديث صحيح محفوظ، وهما اثنان: سعد بن إسحاق بن كعب وهو أشهرهما، وإسحاق بن سعد بن كعب، وقد روى عنهما جميعاً يحيى بن سعيد الأنصاري، فقد ارتفعت عنهما جميعاً الجهالة.

وقال البيهقي: وإسحاق من رواية حماد أشهر، وسعد من رواية غيره أشهر، وزعم محمد بن يحيى الذُّهلي فيما يرى أنهما اثنان، والله أعلم. ثم قال: فإن لم يكونا اثنين، فهذا أولى بالموافقة لسائر الرواة عن سعد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (1080) من طريق عارم، عن حمَّاد بن زيد، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن فريعة، به. فسقط اسم زينب.

وأخرجه عبد الرزاق (12074) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 24/ (1083)، وابن عبد البر في "التمهيد" 21/ 28 - عن معمر، عن سعيد بن إسحاق بن كعب بن عجرة أنه حدثه عن عمته زينب ابنة كعب بن فريعة، عن فُريعة، فذكره.

ورواه الزهري، واختلف عليه فيه:

فرواه معمر -فيما أخرجه عبد الرزاق (12073)، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3330)، والطبراني في "الكبير" 24/ (1074)، وابن عبد البر في "التمهيد" 21/ 28 - عن الزهري، وقال: عن ابن لكعب بن عجرة، قال: حدثتني عمتي -وكانت تحت أبي سعيد الخدري- أن فُريعة حدثتها

ورواه المغيرة بن عبد الرحمن -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3331) - عن رجل ثقة، عن الزهري، أن إسحاق بن كعب، فذكره. =

ص: 32

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ورواه يونس -فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3639) - عن الزهري، عمن أخبره عن زينب، فذكره.

ورواه صالح بن كيسان -فيما أخرجه ابن سعد 8/ 367 - عن الزهري، قال: بلغني أن سعد بن إسحاق، فذكره.

ورواه ابن أبي عتيق وموسى بن عقبة -فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3640)، والطبراني 24/ (1075) - عن الزهري، عن سعد بن إسحاق، به.

قال الدارقطني في "العلل"5/ ورقة 224: والصحيح قول من قال: عن سعد بن إسحاق، عن عمته زينب، عن الفُريعة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قلنا: وقد أعلَّ هذا الحديث ابن حزم -كما في "المحلى" 10/ 302، وتابعه عبد الحق- بجهالة زينب، وتعقب عبدَ الحق ابنُ القطان في "الوهم والإيهام" 5/ 393 بقوله: وعندي أنه ليس كما ذهب إليه، بل الحديث صحيح، فإن سعد بن إسحاق ثقة، وممن وثقه النسائي، وزينب كذلك ثقة، وفي تصحيح الترمذي إياه توثيقُها، وتوثيقُ سعد بن إسحاق، ولا يضر الثقة أن لا يروي عنه إلا واحد، والله أعلم.

وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 21/ 31: في هذا الحديث إيجاب العمل بخبر الواحد، ألا ترى إلى عمل عثمان بن عفان به وقضائه باعتداد المتوفى عنها زوجها في بيتها من أجله في جماعة الصحابة من غير نكير. ثم قال: وهو حديث مشهور معروف عند علماء الحجاز والعراق أن المتوفى عنها زوجها، عليها أن تعتدَّ في بيتها، ولا تخرج منه، وهو قول جماعة فقهاء الأمصار بالحجاز والشام والعراق ومصر، منهم مالك، والشافعي، وأبو حنيفة، وأصحابُهم، والثوريُّ، والأوزاعي، والليث بن سعد، وهو قولُ عمر وعثمان وابنِ عمر وابن مسعود وغيرِهم.

قال السندي: قولها: أعلاج له، أي: عبيد له شردوا منه.

القَدُوم: بفتح القاف، وتخفيف الدال وتشديدها: موضع على ستة أميال =

ص: 33

27088 -

حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي زَيْنَبُ بِنْتُ كَعْبٍ، عَنْ فُرَيْعَةَ بِنْتِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَهُ (1).

= من المدينة.

نَعْيه: بفتح فسكون: خبر الموت، وكذلك النَّعِيّ، على وزن فعيل. شاسعة، أي: بعيدة.

"حتى يبلغَ الكتابُ أجلَه" أي: تنتهي العِدَّةُ المكتوبة، وتبلغ آخرها.

(1)

هو مكرر سابقه، غير أن شيخ أحمد هنا هو بِشْرُ بن المُفَضَّل.

ص: 34

‌حَدِيثُ يُسَيْرَةَ

(1)

27089 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَانِئُ بْنُ عُثْمَانَ الْجُهَنِيُّ، عَنْ أُمِّهِ حُمَيْضَةَ بِنْتِ يَاسِرٍ، عَنْ جَدَّتِهَا يُسَيْرَةَ - وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ - قَالَتْ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا نِسَاءَ الْمُؤْمِنَينَ (2) عَلَيْكُنَّ بِالتَّهْلِيلِ وَالتَّسْبِيحِ وَالتَّقْدِيسِ، وَلَا تَغْفُلْنَ، فَتَنْسَيْنَ الرَّحْمَةَ، وَاعْقِدْنَ بِالْأَنَامِلِ، فَإِنَّهُنَّ مَسْؤُولَاتٌ مُسْتَنْطَقَاتٌ "(3).

(1) قال السندي: يُسيرة بالتصغير، أم ياسر ويقال: بنت ياسر أنصارية، وتكنى أم حميضة، وقال أبو عمر: كانت من المهاجرات.

(2)

في (م): المؤمنات.

(3)

إسناده محتمل للتحسين، حُمَيْضة بنتُ ياسر إنما روى عنها ابنها هانئُ بن عثمان الجُهني، وذكرها ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبولة. قلنا: وبقية رجال الإسناد ثقات. محمد بن بِشْر: هو العبدي، ويُسيرة -ويقال: أُسيرة- صحابية، ذكرها ابن سعد في النساء الغرائب من المسلمات المهاجرات المبايعات، وروى لها أبو داود والترمذي هذا الحديث الواحد.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 8/ 310، وابن أبي شيبة 2/ 389 - 390 و 10/ 289 و 13/ 453، وعبد بن حُميد (1570)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 232، والترمذي (3583)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3285)، وابنُ حبان (842)، والطبراني في "الكبير" 25/ (180)، وفي "الأوسط"(5012)، وفي "الدعاء"(1771)، وابن الأثير في "أسد الغابة"(في ترجمة يُسيرة)، وابن حجر في "نتائج الأفكار"(تخريج أحاديث الأذكار) =

ص: 35

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 1/ 84 - 85 من طريق محمد بن بشر، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث غريب إنما نعرفه من حديث هانئ بن عثمان. وحسَّنه الحافظ.

وأخرجه أبو داود (1501)، والطبراني في "الكبير" 25/ (181)، وفي "الدعاء"(1772)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 547، والخطيب في "تاريخه" 4/ 384 و 10/ 143، والمِزِّي في "تهذيبه"(في ترجمة هانئ بن عثمان)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 83 - 84 من طريق عبد الله بن داود الخُرَيْبي، عن هانئ بن عثمان، به. وقال الذهبي: صحيح!

وفي باب العقد بالأنامل عند التسبيح: عن ابن عمرو، سلف برقم (6498)، وفيه: ورأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يعقدهنَّ بيده. وهو حسن لغيره.

وعن أبي تميمة، عن امرأة من بني كليب -عند ابن أبي شيبة 2/ 390 - ولفظه: قالت: رأتني عائشةُ أسبِّحُ بتسابيحَ معي، فقالت: أين الشواهد؟ يعني الأصابع.

وفي باب فضل التسبيح والتحميد والتهليل والتقديس عن ابن عمر، وابن عمرو، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وعائشة سلفت أحاديثهم على التوالي بالأرقام:(4627) و (6740) و (7167) و (11713) و (11304) و (12534) و (24063).

قال السندي: قوله: "واعقدن" أي: احفظن العدد بالأنامل.

"مستنطقات" أي: يطلب منها النطق يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون، فينبغي استعمالها في صالح الأعمال لتشهد بها، والله أعلم.

ص: 36

‌حَدِيثُ أُمِّ حُمَيْدٍ

27090 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُوَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَمَّتِهِ أُمِّ حُمَيْدٍ امْرَأَةِ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّهَا جَاءَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُحِبُّ الصَّلَاةَ مَعَكَ؟ قَالَ:" قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ تُحِبِّينَ الصَّلَاةَ مَعِي، وَصَلَاتُكِ فِي بَيْتِكِ خَيْرٌ لَكِ مِنْ صَلَاتِكِ فِي حُجْرَتِكِ، وَصَلَاتُكِ فِي حُجْرَتِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلَاتِكِ فِي دَارِكِ، وَصَلَاتُكِ فِي دَارِكِ خَيْرٌ لَكِ (1) مِنْ صَلَاتِكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ، وَصَلَاتُكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ خَيْرٌ لَكِ (1) مِنْ صَلَاتِكِ فِي مَسْجِدِي ". قَالَ: فَأَمَرَتْ فَبُنِيَ لَهَا مَسْجِدٌ فِي أَقْصَى شَيْءٍ مِنْ بَيْتِهَا وَأَظْلَمِهِ، فَكَانَتْ تُصَلِّي (2) فِيهِ حَتَّى لَقِيَتِ اللهَ عز وجل (3).

(1) قوله: لك، ليس في (ظ 6) في الموضعين.

(2)

قوله: تصلي، لبس في (ظ 6).

(3)

حديث حسن، عبد الله بنُ سويد الأنصاري -وهو من رجال "التعجيل"- تفرَّد بالرواية عنه داود بن قيس -وهو الفرَّاء- وقد روى عن عمَّته أمِّ حُميد، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد توبع. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير داود بن قيس، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري في الشواهد، وغير صحابية الحديث، فقد ذكرها الحُسيني في "الإكمال"، والحافظ في "التعجيل". هارون: هو ابن معروف المروزي. =

ص: 37

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه ابن حبان (2217)، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 4/ 446 من طريق هارون بن معروف، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن خزيمة (1689) من طريق عيسى بن إبراهيم الغافقي، عن ابن وَهْب، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 33 - 34، وقال: رواه أحمد ورجالُه رجال الصحيح، غير عبد الله بن سُويد الأنصاري، وثقه ابن حبان.

قال الحافظ في "الفتح" 2/ 350: وإسناد أحمد حسن.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 384 - 385، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3379)، والطبراني في "الكبير" 25/ (356)، والبيهقي في "السنن" 3/ 132 - 133، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 323 من طريق عبد الحميد بن المنذر بن أبي حميد الساعدي، عن أبيه، عن جدته أمِّ حميد، بنحوه.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3380) من طريق يحيى بن العلاء، عن أسيد الساعدي، عن سعيد بن المنذر، عن أمِّ حُميد امرأة أبي حميد، نحوه.

وله شاهد من حديث عبد الله بن مسعود أخرجه أبو داود برقم (570) بلفظ: "صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضلُ من صلاتها في بيتها" وإسناده جيد كما بيّنا ذلك في تعليقنا على الرواية (5468) من مسند عبد الله بن عمر، وانظر أحاديث الباب ثمة.

قال السندي: قوله: "وصلاتك في بيتك" المراد بالبيت المخزن الذي يكون في الحجرة، والمراد بالحجرة ما هو أوسع من ذلك، فالحاصل أنه كلما كان المحل أضيق وأستر، فصلاة المرأة فيه أولى مما هو أوسع، والله أعلم.

ص: 38

‌حَدِيثُ أُمِّ حَكِيمٍ

(1)

27091 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ صَالِحًا أَبَا الْخَلِيلِ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ

(1) قال السندي في ترجمة أمِّ حكيم بنت الزبير بنت عبد المطلب: قيل: اسمها صفية، [وقيل: هي أم الحكم] وقيل: بل هي ضُباعة، وقيل: ما عُرف للزبير بن عبد المطلب بنتٌ غير ضُباعة، وأما الحديث المذكور في "المسند" فقد وقع فيه الاختلاف على قتادة، فمن رواياتٍ ما يدلُّ على أنها غير ضُباعة، ومنها ما يدلُّ على أنها هي ضُباعة، ثم رجَّح الحافظ في "الإصابة" أنها هي. والله تعالى أعلم.

قلنا: سنذكر الاختلاف فيه على قتادة في الحديث (27091)، غير أنه لم يقع في "مسند" أحمد ما يدلُّ على أنها هي ضُباعة، كما ذكر السندي، إنما وقع ذلك خارج "المسند"، فقد ذكر الحافظ في "أطراف المسند" 9/ 386 - فيما ذكر محققه- وفي "الإصابة" -في ترجمة أم حكيم بنت الزبير- أن إسحاق بن راهويه أخرج في "مسنده" حديث أمِّ حكيم، عن عبد الأعلى، عن داود بن أبي هند، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث، أن أمَّ حكيم بنت الزبير -وهي ضُباعة- كانت تصنعُ الطعامَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم تُهديه إليه، وربما تُخبئه حتى يأتيها، فأتاها ذاتَ يوم، فوجد عندها كتف شاة، فقدَّمته إليه، فأكل منه، ثم خرج إلى الصلاة، ولم يُحدث وضوءاً. ثم قال الحافظ: فهذا يُوضح بأنَّ أمِّ حكيم كنية ضُباعة، والله أعلم. قلنا: قد اختُلف فيه على داود بن أبي هند أيضاً، وسماها داود في بعض طرقه صفية كذلك!

وفد ترجم المِزِّي في "تهذيبه" لأمِّ الحَكَم فقال: ويقال: أمُّ حكيم صفية، ويقال: عاتكة، ويقال: ضُباعة بنت الزبير بن عبد المطلب بن هاشم القرشية الهاشمية، بنت عمِّ النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر حديثاً في الذِّكر، رواه لها أبو داود في "سننه".

ص: 39

أَنَّ أُمَّ حَكِيمٍ بِنْتَ الزُّبَيْرِ حَدَّثَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ، فَنَهَسَ مِنْ كَتِفٍ عِنْدَهَا، ثُمَّ صَلَّى، وَمَا تَوَضَّأَ مِنْ ذَلِكَ (1).

(1) تركُ الوضوء ممَّا مَسَّتِ النار صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على قتادة، وهو ابنُ دِعامة السَّدُوسي:

فرواه سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، واختلف عليه فيه:

فرواه يزيد بن هارون -كما عند أحمد في هذه الرواية وابن أبي شيبة 1/ 49، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3159)، والطبراني في "الكبير" 25/ (214) -وروحُ بنُ عبادة- كما سيرد برقم (27355) -وخالدُ بنُ الحارث ومحمدُ بنُ أبي عديّ- كما عند الطبراني 25/ (214) أيضاً- أربعتهم عن سعيد بن أبي عَروبة، بهذا الإسناد.

وعند أحمد (27355) والطبراني: دخل على أختها ضُباعة بنت الزبير.

ورواه خالد بن عبد الله الواسطي، وعبد الله بن نمير -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 223 - عن سعيد، عن قتادة، عن عبد الله بن الحارث. قال خالد: عن أمِّ حكيم بنت الزبير، وقال ابن نمير: عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه دخل على ضُباعة.

ورواه هشام الدستوائي عن قتادة، واختلف عنه:

فرواه معاذ بن هشام الدستوائي -كما سيرد في الرواية (27356) - عن أبيه، عن قتادة، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن أمِّ حكيم بنت الزُّبير، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.

ورواه محمد بن بشر -فيما ذكر الدارقطني في "العلل"- عن هشام، عن قتادة، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث، فقال: عن جدَّته أمِّ الحكم، عن أختها ضُباعة بنت الزبير، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك رواه همَّام بنُ يحيى، عن قتادة، كما سيرد برقم (27357). =

ص: 40

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ورواه موسى بن خَلَف العمِّي -كما عند ابن أبي عاصم (3155)، والطبراني 24/ (838)، والدارقطني في "العلل"- عن قتادة، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث، عن أمِّ عطية، عن أختها ضُباعة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال الدارقطني: ووهم في قوله: أم عطية، وإنما هي أمُّ الحكم، وقيل: عن موسى بن خلف، عن قتادة، عن أبي المليح، عن إسحاق بن عبد الله، ولا يصحُّ فيه أبو المليح.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3158) -ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 322 - عن هُدْبة بن خالد، والحارث (95)(زوائد) عن داود بن المحَبّر، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 65، والطبراني في "الكبير" 25/ (213) من طريق حجاج بن المنهال، ثلاثتهم عن حمَّاد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، عن أم حكيم، قالت: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأكل كتفاً، فآذَنَه بلالٌ بالأذان، فصلَّى ولم يتوضَّأ. وهذا إسناد حسن من أجل عمَّار بن أبي عمَّار. داود بن المحبَّر -وإن كان متروكاً- توبع.

وسيكرر سنداً ومتناً برقم (27354).

وسيرد بالأرقام: (27355) و (27356) و (27357).

وانظر (27031).

وفي باب ترك الوضوء مما مسَّت النار عن عثمان، وابن عباس، وابن مسعود، وأبي هريرة، وجابر بن عبد الله، وسويد بن النعمان، وعمرو بن أمية، وعبد الله بن الحارث بن جزء، والمغيرة بن شعبة، وأنس بن مالك، وأبي رافع، وعائشة، وفاطمة وأمِّ سلمة، وأمِّ عامر: وردت أحاديثُهم في المسند (على التوالي) بالأرقام: (441) و (1998) و (3791) و (9049) و (14262) و (15800) و (17248) و (17702) و (18219) و (21180) و (23867) و (25282) و (26418) و (26502) و (27099).

ص: 41

‌حَدِيثُ امْرَأَةٍ وَهِيَ جَدَّةُ ابْنِ زِيَادٍ أُمُّ أَبِيهِ

27092 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا رَافِعُ بْنُ سَلَمَةَ الْأَشْجَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَشْرَجُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ أَبِيهِ، قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ، وَأَنَا سَادِسَةُ سِتِّ نِسْوَةٍ، قَالَتْ: فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ مَعَهُ نِسَاءً، قَالَتْ: فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا فَدَعَانَا، قَالَتْ: فَرَأَيْنَا فِي وَجْهِهِ الْغَضَبَ، فَقَالَ:" مَا أَخْرَجَكُنَّ؟ وَبِأَمْرِ مَنْ خَرَجْتُنَّ؟ ". قُلْنَا: خَرَجْنَا مَعَكَ نُنَاوِلُ السِّهَامَ، وَنَسْقِي السَّوِيقَ، وَمَعَنَا دَوَاءٌ لِلْجَرْحَى (1) وَنَغْزِلُ الشَّعْرَ، فَنُعِينُ بِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَالَ:" قُمْنَ فَانْصَرِفْنَ ". قَالَتْ: فَلَمَّا فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ خَيْبَرَ، أَخْرَجَ لَنَا سِهَامًا كَسِهَامِ الرِّجَالِ. فَقُلْتُ لَهَا: يَا جَدَّةُ (2)، وَمَا الَّذِي أَخْرَجَ لَكُنَّ؟ قَالَتْ: تَمْرٌ (3).

(1) في (ظ 2) و (ق) و (م): للجرح، والمثبت من (ظ 6).

(2)

في (م): جدتي.

(3)

إسناده ضعيف لجهالة حشرج بن زياد.

وقد سلف برقم (22332) عن عبد الصمد بن عبد الوارث عن رافع بن سلمة.

ص: 42

‌حَدِيثُ قُتَيْلَةَ بِنْتِ صَيْفِيٍّ

(1)

27093 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ (2)، قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ قُتَيْلَةَ بِنْتِ صَيْفِيٍّ الْجُهَنِيَّةِ (3)، قَالَتْ: أَتَى حَبْرٌ مِنَ الْأَحْبَارِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، نِعْمَ الْقَوْمُ أَنْتُمْ، لَوْلَا أَنَّكُمْ تُشْرِكُونَ، قَالَ:" سُبْحَانَ اللهِ، وَمَا ذَاكَ؟ " قَالَ: تَقُولُونَ إِذَا حَلَفْتُمْ: وَالْكَعْبَةِ، قَالَتْ: فَأَمْهَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ:" إِنَّهُ قَدْ قَالَ، فَمَنْ حَلَفَ فَلْيَحْلِفْ بِرَبِّ الْكَعْبَةِ ". ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، نِعْمَ الْقَوْمُ أَنْتُمْ، لَوْلَا أَنَّكُمْ تَجْعَلُونَ لِلَّهِ نِدًّا، قَالَ:" سُبْحَانَ اللهِ، وَمَا ذَاكَ؟ " قَالَ: تَقُولُونَ مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ، قَالَ: فَأَمْهَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ:" إِنَّهُ قَدْ قَالَ، فَمَنْ قَالَ: مَا شَاءَ اللهُ، فَلْيَفْصِلْ بَيْنَهُمَا: ثُمَّ شِئْتَ "(4).

(1) قال السندي: قُتيلة -بالتصغير- بنت صَيْفي، جُهَنيَّة من المهاجرات الأُوَل، قيل: ليس لها حديث غير المذكور في الكتاب.

(2)

في (م): يحيى المسعودي، وهو خطأ.

(3)

في (م): الجهينية.

(4)

إسناده صحيح، المسعودي -واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- وإن كان اختلط، رواية يحيى بن سعيد القطان عنه صحيحة، فقد حمل عنه قبل اختلاطه، ثم إن المسعودي متابَعٌ. معبد بن خالد: هو الجَدَلي.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 8/ 309، والطبراني في "الكبير" 25/ (5) و (6)، والحاكم 4/ 297 من طرق عن المسعودي، بهذا الإسناد. وصحح =

ص: 43

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 6، وفي "عمل اليوم والليلة"(986)، والطبراني 25/ (7) من طريق مسعر بن كِدام، عن معبد بن خالد، به. وصحح هذا الإسناد الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 8/ 79.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(987) من طريق إبراهيم بن طهمان، عن مغيرة بن مقسم، عن معبد بن خالد، عن قتيلة. فأسقط منه عبد الله بن يسار.

وسلف مختصراً من حديث حذيفة برقم (23265) من طريق منصور بن المعتمر، عن عبد الله بن يسار، عن حذيفة.

قال السندي: قوله: "لولا أنكم تشركون"، أي: لولا أن فيكم من يشرك.

"إنه قد قال"، أي: قد قال ما سمعتم، وهو صحيح بناءً على أن حقَّ الحَلِف أن لا يكون إلا بالله، فالحَلِفُ بغيره بمنزلة الشرك.

ص: 44

‌حَدِيثُ الشِّفَاءِ بِنْتِ عَبْدِ اللهِ

(1)

27094 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنِ الشِّفَاءِ بِنْتِ عَبْدِ اللهِ - وَكَانَتِ امْرَأَةً مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ - قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ، فَقَالَ:" إِيمَانٌ بِاللهِ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل، وَحَجٌّ مَبْرُورٌ "(2).

(1) قال السندي: الشفاء بنت عبد الله قرشية عدوية، أسلمت قبل الهجرة، وهي من المهاجرات الأُوَل، وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت من عقلاء النساء وفضلائهن، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها ويقيل عندها في بيتها، وكانت قد اتخذت له فراشاً وإزاراً ينام فيه، وكان عمر يقدمها في الرأي.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجلِ من آلِ أبي حَثْمة، ولاضطرابه كما سيرد، ثم أن المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عُتبة- اختلط، وقد سمع منه هاشم بن القاسم أبو النضر بعد الاختلاط، وبقية رجاله ثقات.

وقد رواه عبد الملك بن عمير، واختلف عليه فيه:

فرواه هاشم بن القاسم -كما في رواية أحمد هنا، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 162 - ويزيد بنُ هارون وأبو عبد الرحمن المقرئ -كما في الرواية (27096) - وشَبَابة بنُ سوَّار -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (794) - أربعتهم عن المسعودي، بهذا الإسناد.

وخالف المسعوديَّ عَبِيدةُ بنُ حُميد -فيما أخرجه الطبراني 24/ (791) - فرواه عن عبد الملك بن عمير، وقال: عن عثمان بن أبي حثمة، عن جدته الشفاء، به. =

ص: 45

27095 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ (1)، عَنِ الشِّفَاءِ بِنْتِ عَبْدِ اللهِ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا عِنْدَ حَفْصَةَ فَقَالَ لِي: " أَلَا تُعَلِّمِينَ هَذِهِ رُقْيَةَ النَّمْلَةِ، كَمَا عَلَّمْتِهَا الْكِتَابَةَ؟ "(2).

= ورواه زكريا بنُ أبي زائدة -فيما أخرجه الطبراني 24/ (793) - عن عبد الملك بن عمير، وقال: حدثني فلان القرشي، عن جدته، أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم

ورواه أبو شيبة -فيما ذكر الدارقطني في "العلل " 5/ 195 - عن عبد الملك بن عمير، وقال: عن ابن أبي حثمة، عن أمه، عن جدته.

قال الدارقطني: ويشبه أن يكون الاضطراب من عبد الملك.

قلنا: وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7590) بإسناد صحيح، وقد ذكرنا أحاديث الباب عند الرواية (7511) من حديث أبي هريرة، والرواية (15401) من حديث عبد الله بن حُبْشيّ.

(1)

كذا في الأصول الخطية و (م) و"أطراف المسند": عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن سليمان بن أبي حَثْمة، بزيادة:"بن عبد الرحمن " وصوابه: عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حَثْمة، كما في كتب الرجال.

(2)

رجاله ثقات رجال الشيخين، غير إبراهيم بن مَهْدي -وهو المِصِّيصي- فمن رجال أبي داود، وقد وثَّقه أبو حاتم وابنُ قانع، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال ابن معين: كان رجلاً مسلماً لا أراه يكذب، ونقل العقيلي عن ابن معين قوله: جاءنا بالمناكير، وقال الأزدي: له عن علي بن مُسهر أحاديث لا يُتابع عليها. وقال الحافظ في "التقريب ": مقبول.

قلنا: والشِّفاء بنتُ عبد الله روى لها البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود والنسائي. =

ص: 46

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقد اختلف في وصله وإرساله كما سيرد.

وأخرجه أبو داود (3887) عن إبراهيم بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 38، والنسائي في "الكبرى"(7543)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3177)، والطبراني في "الكبير" 24/ (790) من طريق محمد بن بشر، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 326، والبيهقي في "السنن" 9/ 349 من طريق أبي معاوية، كلاهما عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، به.

وقد اختلف فيه على صالح بن كيسان:

فرواه عبد العزيز بن عمر -كما في هذه الرواية- عن صالح بن كيسان، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة، عن الشفاء.

وخالفه إبراهيم بن سعد، فرواه مرسلاً، كما عند الحاكم 4/ 56 - 57 عن صالح، عن إسماعيل بن محمد بن سعد الزهري، أن أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة حدثه، أن رجلاً من الأنصار خرجت به نملة، فَدُلَّ أن الشِّفاء بنت عبد الله ترقي من النملة، فجاءها، فسألها أن ترقيه، فقالت: والله ما رقيت منذ أسلمت، فذهب الأنصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بالذي قالت الشِّفاء، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الشِّفاء، فقال:"اعرضي عليَّ" فعرضتها عليه، فقال:"ارقيه وعلِّميها حفصة كما علمتها الكتاب". قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي!

قلنا: قد زاد إبراهيم بن سعد في الإسناد: إسماعيل بن محمد بن سعد، ورواه مرسلاً، كما ذكرنا.

ورواه عبد الوهَّاب بن الضَّحَّاك -كما عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني "(3178) - عن إسماعيل بن عيَّاش، عن صالح بن كَيْسان، عن أبي إسحاق مولى الشِّفاء، عن الشِّفاء أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم

وعبد الوهَّاب بن الضحَّاك متروك.

ورواه أبو إسحاق الهروي إبراهيم بن عبد الله -كما عند الحاكم 4/ 57 - عن عثمان بن عمر بن عثمان بن سليمان بن أبي حَثْمة القرشي العدوي، عن =

ص: 47

27096 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ. وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنِ الشِّفَاءِ بِنْتِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " الْإِيمَانُ بِاللهِ، وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَحَجٌّ مَبْرُورٌ ". قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " أَوْ حَجٌّ مَبْرُورٌ "(1).

= أبيه، عن جدِّه عثمانَ بنِ سليمان، عن أبيه، عن أمِّه الشِّفاء بنت عبد الله أنها كانت ترقي برقىً في الجاهلية، وأنّها لما هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم قدمت عليه،

فذكر الحديث، وفي بعضه نكارة، وسكت عنه الحاكم، وقال الذهبي: وسئل ابنُ مَعين عن عثمان بن عمر، فلم يعرفه.

وأخرجه ابن حبان (6092) من طريق محمد بن العلاء بن كُرَيب، عن إسحاق بن سليمان، عن الجراح بن الضحاك، عن كريب الكندي قال: أخذ بيدي علي بن الحسين، فانطلقنا إلى شيخ من قريش يقال له: ابن أبي حثمة يصلي إلى أسطوانة، فجلسنا إليه، فلما رأى عليّاً انصرف إليه، فقال له علي: حدِّثْنا حديث أمك في الرقية، قال: حدثتني أمي أنها كانت تَرقي في الجاهلية، فلما جاء الإسلام، قالت: لا أَرقي حتى أستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتته فاستأذنته، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ارقي ما لم يكن فيها شرك" وهذا إسناد فيه كُريب الكندي، وهو ابن سُليم، لم يرو عنه سوى الجراح، ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 169، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 339، وابن أبي حثمة: هو سُليمان، والله أعلم.

وانظر (26449) و (26450).

قال السندي: قوله: "ألا تعلمين هذه" أي: حفصة.

"رقية النملة": بفتح فسكون، قروح تخرج في الجنب.

(1)

صحيح لغيره، وهو مكرر (27094) غير أن شيخي أحمد هنا هما: يزيد بن هارون، وأبو عبد الرحمن المقرئ، وهو عبد الله بن يزيد. =

ص: 48

‌حَدِيثُ ابْنَةٍ لِخَبَّابٍ

27097 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ الْفَائِشِيِّ (1)، عَنِ ابْنَةٍ لِخَبَّابٍ، قَالَتْ: خَرَجَ خَبَّابٌ فِي سَرِيَّةٍ، فَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَعَاهَدُنَا، حَتَّى كَانَ يَحْلُبُ عَنْزًا لَنَا (2)، قَالَتْ: فَكَانَ يَحْلُبُهَا حَتَّى يَطْفَحَ، أَوْ يَفِيضَ (3)، فَلَمَّا رَجَعَ خَبَّابٌ، حَلَبَهَا، فَرَجَعَ حِلَابُهَا إِلَى مَا كَانَ، فَقُلْنَا لَهُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَحْلُبُهَا حَتَّى يَفِيضَ - وَقَالَ مَرَّةً: حَتَّى تَمْتَلِئَ - فَلَمَّا حَلَبْتَهَا، رَجَعَ حِلَابُهَا (4).

27098 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَالِكٍ الْأَحْمَسِيِّ، عَنِ ابْنَةٍ لِخَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ، قَالَتْ: خَرَجَ أَبِي فِي غَزَاةٍ، وَلَمْ

(1) في (ظ 2) و (ق) و (م): العائشي.

(2)

في (ظ 6): عنزاً لنا في جفنة لنا.

(3)

في (ظ 6): تطفح أو تفيض.

(4)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (21071) سنداً ومتناً.

قال السندي: يتعاهدُنا، أي: يجيء يعرف حالنا.

عَنْزاً: بفتح فسكون: الأنثى من المعز.

حتى يطفح: أي: يمتلئ الإناء، والحاصل أنه إذا حلب يحصل فيه الزيادة على المعتاد.

فقلنا له: أي: لخباب حين رجع الحِلاب إلى المعتاد بعد أن حلبه.

ص: 49

يَتْرُكْ لَنَا (1) إِلَّا شَاةً، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (2).

(1) لفظ: لنا، ليس في (م).

(2)

إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (21071)، وانظر ما قبله.

ص: 50

‌حَدِيثُ أُمِّ عَامِرٍ

(1)

27099 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَشْهَلِيُّ، عَنْ أُمِّ عَامِرٍ بِنْتِ يَزِيدَ - امْرَأَةٍ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ -: أَنَّهَا أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِعَرْقٍ فِي مَسْجِدِ بَنِي فُلَانٍ، فَتَعَرَّقَهُ، ثُمَّ قَامَ، فَصَلَّى، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (2).

(1) قال السندي: أم عامر: هي بنت يزيد بن السكن، أنصارية أشهلية.

(2)

إسناده ضعيف لضعف إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة. وعبدُ الرحمن بن عبد الرحمن الأشهلي تفرَّد بالرواية عنه إبراهيم، ولم يضبط اسمه، فسماه مرة عبد الرحمن بن عبد الرحمن، وبهذا الاسم ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 257، ومرة سماه عبد الله بن عبد الرحمن بن ثابت، وبهذا الاسم ترجم له الحافظ في "التعجيل"، وقد بيَّنا هذا الاختلاف في الرواية السالفة برقم (18953) فانظرها.

ثم إنه اختلف في إسناده:

فرواه أبو عامر، وهو عبد الملك بن عمرو العَقَدي -كما في هذه الرواية، وهو عند ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 358 من طريق الإمام أحمد- وإسماعيل بن أبي أويس -فيما أخرجه ابن سعد 8/ 319، والطبراني في "الكبير" 25/ (357) - كلاهما عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن عبد الرحمن بن عبد الرحمن الأشهلي، عن أم عامر بنت يزيد امرأة من المبايعات

ورفع إسماعيل نسبها، فقال: بنت يزيد بن السكن.

ورواه خالد بن مخلد -فيما أخرجه ابن سعد 8/ 320 - عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة.، عن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن ثابت الأنصاري، =

ص: 51

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قال: أتت أم عامر بنت يزيد -وكانت من المبايعات- النبي صلى الله عليه وسلم بعَرْق فتعرَّقه

ورواه أحمد بن زهير، عن إسحاق بن محمد الفروي -فيما أخرجه ابن عبد البر في "الاستيعاب " 4/ 474 - عن إسماعيل بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن ثابت بن صامت، عن أم عامر بنت سعيد بن السكن وكانت من المبايعات أنها أتت

فذكره. وقال: قال أحمد بن زهير: كذا قال الفروي: عن أم عامر بنت سعيد بن السكن، وقال إسماعيل بن أبي أويس: عن أم عامر بنت يزيد بن السكن.

ورواه محمد بن خالد -فيما أخرجه ابن شبة في "تاريخ المدينة المنورة" 1/ 66 - عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين وعبد الرحمن بن عبد الرحمن، عن أم عامر أنها رأت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مسجد بني عبد الأشهل أتي بعرق فتعرقه، ثم صلى ولم يمس ماء. قلنا: داود بن الحصين ثقة.

ورواه محمد بن عُمَر، وهو الواقدي -فيما أخرجه ابن سعد 8/ 319 - عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن أبي سفيان، عن أم عامر أسماء بنت يزيد بن السكن

فذكره مطولاً. والواقدي متروك، وأبو سفيان -وهو مولى عبد الله بن أبي أحمد- ثقة.

وتركُ الوضوء مما مسَّتِ النارُ صحيحٌ من حديث أبي هريرة، سلف برقم (9049)، وقد استوفينا أحاديث الباب في مسند أم حكيم عند الرواية السالفة برقم (27091).

قال السندي: قوله: بعَرْقٍ، بفتح فسكون، عظمٌ عليه بقية اللحم.

فتعرَّقه، أي: أكله.

ص: 52

‌حَدِيثُ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ

(1)

27100 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرٌ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَأَتَيْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ، فَحَدَّثَتْنِي أَنَّ زَوْجَهَا طَلَّقَهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَرِيَّةٍ، قَالَتْ: فَقَالَ لِي أَخُوهُ: اخْرُجِي مِنَ الدَّارِ، فَقُلْتُ: إِنَّ لِي نَفَقَةً وَسُكْنَى حَتَّى يَحِلَّ الْأَجَلُ. قَالَ: لَا. قَالَتْ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: إِنَّ فُلَانًا طَلَّقَنِي، وَإِنَّ أَخَاهُ أَخْرَجَنِي، وَمَنَعَنِي السُّكْنَى وَالنَّفَقَةَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَقَالَ:" مَا لَكَ وَلِابْنَةِ آلِ قَيْسٍ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَخِي طَلَّقَهَا ثَلَاثًا جَمِيعًا. قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " انْظُرِي يَا بِنْتَ آلِ قَيْسٍ، إِنَّمَا النَّفَقَةُ وَالسُّكْنَى لِلْمَرْأَةِ عَلَى زَوْجِهَا مَا كَانَتْ لَهُ عَلَيْهَا رَجْعَةٌ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ عَلَيْهَا رَجْعَةٌ، فَلَا نَفَقَةَ وَلَا سُكْنَى، اخْرُجِي فَانْزِلِي عَلَى فُلَانَةَ ". ثُمَّ قَالَ: " إِنَّهُ يُتَحَدَّثُ إِلَيْهَا، انْزِلِي عَلَى ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَإِنَّهُ أَعْمَى لَا يَرَاكِ، ثُمَّ لَا تَنْكِحِي حَتَّى أَكُونَ أَنَا (2) أُنْكِحُكِ ". قَالَتْ:

(1) قال السندي: فاطمة بنت قيس، قرشية فهرية، كانت من المهاجرات الأول، وكانت ذات جمال وعقل، وفي بيتها اجتمع أهل الشورى لما قتل عمر.

(2)

قوله: "أنا" ليس في (م).

ص: 53

فَخَطَبَنِي رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَسْتَأْمِرُهُ، فَقَالَ:" أَلَا تَنْكِحِينَ مَنْ هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ؟ " فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَنْكِحْنِي مَنْ أَحْبَبْتَ. قَالَتْ: فَأَنْكَحَنِي أُسَامَةَ (1) بْنَ زَيْدٍ (2).

(1) في (ظ 6): فأنكحني من أسامة.

(2)

حديث صحيح بطرقه دون قوله: "انظري يا بنتَ آلِ قَيْس، إنَّما النفقهُ والسُّكنى للمرأة على زوجها ما كانت عليها رجعة" ففيه وقفة، فإن الكثير من أصحاب الشعبي الثقات لم يذكروا هذه الزيادة، ولم يذكره كذلك رواة الحديث عن فاطمة، وقد أورده الخطيب البغدادي في "الفصل للوصل المُدْرَج في النقل " 2/ 860 - 862 على أنه مُدْرَجٌ من قول مجالد، وذكره كذلك ابن القطان في "الوهم والإيهام" 4/ 472 - 477 كما سنذكر في التخريج.

فأخرجه أحمد من طريق زكريا بن أبي زائدة، كما سيرد برقمي (27323) و (27345)، ومن طريق أبي عاصم محمد بن أيوب الثقفي، كما سيرد برقم (27325)، ومن طريق سلمة بن كهيل كما سيرد برقم (27326)، ومن طريق حُصَين بن عبد الرحمن، كما سيرد برقم (27338)، ومن طريق سيَّار ابن أبي الحكم، وحُصين بن عبد الرحمن، ومغيرة بن مقسم الضبي، وأشعث بن سوار، وإسماعيل بن أبي خالد، وداود بن أبي هند، وإسماعيل بن سالم، ومجالد كذلك، كما سيرد برقم (27342)، ومن طريق أبي إسحاق السَّبيعي، كما سيرد برقم (27346)، كلُّهم رَوَوْه عن الشعبي، عن فاطمة، لم يذكروا هذه الزيادة. وقد أفرد أحمد لفظ رواية مجالد كما سيرد برقمي:(27340) و (27344)، ولم يورد هذه الزيادة له عندما جمع روايته إلى رواية سيَّار وحُصين ومغيرة وابن أبي خالد، وابن أبي هند، وإسماعيل بن سالم وأشعث، لكن بعضَ الرواة وهم، فأوردها في روايتهم، كما سنذكر في رواية هؤلاء الجماعة الآتية برقم (27432).

ورواه أيضاً عن الشعبي دون هذه الزيادة أبو حصين عند الترمذي في =

ص: 54

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "العلل الكبير" 1/ 464، والطبراني في "الكبير" 24/ (942)، وأبو الزِّناد عند ابنِ ماجه (2024)، والطبراني 24/ (943)، وحماد بنُ أبي سليمان عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 68، والطبراني (941)، ومطرِّفُ بنُ طريف عند الطبراني (947)، وابنِ عبد البر في "التمهيد" 19/ 145، والأعمشُ، ومحمدُ بنُ سالم، وحبيب بنُ أبي ثابت، ويونس بنُ أبي إسحاق، وزكريا بنُ حكيم الحَبَطي، عند الطبراني (على التوالي) 24/ (940) و (944) و (950) و (951) و (955).

وقد روى هذا الحديث عن فاطمة دون هذه الزيادة أيضاً أبو بكر بن أبي الجَهْم كما سيرد بالأرقام (27320) و (27322) و (27332)، وأبو سَلَمة بنُ عبد الرحمن كما في الروايات الآتية بالأرقام (27327) و (27328) و (27333) و (27334) و (27335) و (27341) و (27347)، وتميم مولى فاطمة، كما في الرواية (27321)، وعبدُ الله البهيُّ، كما في الرواية (27329)، وعبد الرحمن بن عاصم بن ثابت، كما في الرواية (27336)، وأبو عمرو بن حفص بن المغيرة، كما في الرواية (27337)، وقَبيصة بنُ ذُؤَيب، كما في الرواية (27339).

وأما اللفظ الذي زاده مجالد -وهو قوله: "إنما النفقة والسكنى للمرأة على زوجها ما كانت عليها رجعة"- فقد رواه أيضاً سعيد بنُ يزيد الأَحمسي عند ابن سعد في "الطبقات" 8/ 275، والنسائي في "المجتبى" 6/ 144، وفي "الكبرى"(5596)، والطبراني في "الكبير" 24/ (948)، وفراسُ بنُ يحيى الهمداني عند البيهقي في "السنن" 7/ 473 - 474، وجابر الجعفيُّ عند الدارقطني في "السنن" 4/ 22 و 23، ثلاثتهم عن الشعبي، به. ومع ذلك فقد أورده الخطيبُ البغداديُّ في "المُدْرَج" 2/ 860 - 862، وابنُ القطان في "الوهم والإيهام" 4/ 472 - 477، ولم يعبأ بمتابعة سعيد بن يزيد الأحمسي لمجالد، وقال البيهقي في "السنن" 7/ 474: ليس بمعروف في هذا الحديث، ولم يرد من وجه يثبت مثلُه، وقال الحافظ في "الفتح" 9/ 480: قد تابع بعضُ الرواة =

ص: 55

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عن الشعبي في رفعه مجالداً، لكنه أضعف منه. قلنا: نَعم، جابر بنُ يزيد الجعفيُّ ضعيف، وسعيد بنُ يزيد الأحمسيُّ -وإن روى عنه جمع، ووثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات"- قال الحافظ في "التقريب": صدوق، فلعلَّه وهم في هذه اللفظة، وأما فراس بن يحيى الهمداني -وإن وثقه الأئمة، وما أُنكر عليه إلا حديثٌ في الاستبراء- فقد قال الحافظ في "التقريب": صدوق ربما وهم، فلعلَّ إيراده هذه الزيادة في حديث فاطمة من أوهامه، ولم يتابعه عليها من يعتد بحفظه، والله أعلم.

وأخرج مسلم (2942)(112)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 70 - 71، وفي "الكبرى"(5330)، والطبراني في "الكبير" 24/ (949)، وابنُ مَنْده في "الإيمان"(1058) من طريق حُسين بن ذكوان المعلِّم، عن عبد الله بن بُريدة، عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس، قالت: نكحتُ ابن المغيرة -وهو من خيار شباب قريش يومئذ- فأُصيبَ في أول الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما تأيَّمت، خَطَبني عبد الرحمن بنُ عوف في نفرٍ من أصحاب رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وخطبني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على مولاه أسامةَ بنِ زيد

وذكر نحوه دون ذكر النفقه والسُّكنى، ومطولاً عند مسلم وابن منده بذكر قصة الجسَّاسة. قال الحافظ في "الفتح" 9/ 478: وهذه الرواية وهم، ولكنْ أوَّلَها بعضُهم على أنَّ المراد أُصيب بجراحة أو أُصيب في ماله، أو نحو ذلك، حكاه النوويُّ وغيره، والذي يظهر أن المراد بقولها: أُصيب، أي: مات، على ظاهره، وكان في بعث عليٍّ إلى اليمن، فيصدق أنه أُصيب في الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي: في طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يلزم من ذلك أن تكون بينونتُها منه بالموت، بل بالطلاق السابق على الموت، فقد ذهب جمعٌ جمٌّ إلى أنه مات مع علي باليمن، وذلك بعد أن أرسل إليها بطلاقها، فإذا جمع بين الروايتين استقام هذا التأويل، وارتفع الوهم، ولكن يبعد بذلك قول من قال: إنه بقي إلى خلافة عمر.

وسيرد إنكار عائشة على فاطمة في الروايتين (27341) و (27347)، وإنكار عمر برقمي (27329) و (27338)، وانظر إنكار مروان كذلك برقمي =

ص: 56

27101 -

قَالَ: فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَخْرُجَ قَالَتْ: اجْلِسْ حَتَّى أُحَدِّثَكَ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا مِنَ الْأَيَّامِ فَصَلَّى صَلَاةَ الْهَاجِرَةِ، ثُمَّ قَعَدَ، فَفَزِعَ النَّاسُ، فَقَالَ: " اجْلِسُوا أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنِّي لَمْ أَقُمْ مَقَامِي هَذَا لِفَزَعٍ، وَلَكِنَّ تَمِيمًا (1) الدَّارِيَّ أَتَانِي، فَأَخْبَرَنِي خَبَرًا مَنَعَنِي الْقَيْلُولَةَ مِنَ الْفَرَحِ وَقُرَّةِ الْعَيْنِ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَنْشُرَ عَلَيْكُمْ فَرَحَ نَبِيِّكُمْ، أَخْبَرَنِي أَنَّ رَهْطًا مِنْ بَنِي عَمِّهِ رَكِبُوا الْبَحْرَ، فَأَصَابَتْهُمْ رِيحٌ عَاصِفٌ، فَأَلْجَأَتْهُمُ الرِّيحُ إِلَى جَزِيرَةٍ لَا يَعْرِفُونَهَا، فَقَعَدُوا فِي قُوَيْرِبٍ بِالسَّفِينَةِ (2) حَتَّى خَرَجُوا إِلَى الْجَزِيرَةِ، فَإِذَا هُمْ بِشَيْءٍ أَهْلَبَ كَثِيرِ الشَّعْرِ، لَا يَدْرُونَ أَرَجُلٌ هُوَ أَوْ امْرَأَةٌ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ، فَرَدَّ عليهم السلام، قَالُوا: أَلَا تُخْبِرُنَا؟ قَالَ: مَا أَنَا بِمُخْبِرِكُمْ، وَلَا بِمُسْتَخْبِرِكُمْ، وَلَكِنْ هَذَا الدَّيْرَ قَدْ رَهِقْتُمُوهُ، فَفِيهِ مَنْ هُوَ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالْأَشْوَاقِ أَنْ يُخْبِرَكُمْ وَيَسْتَخْبِرَكُمْ، قَالَ: قُلْنَا: فَمَا أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ، فَانْطَلَقُوا حَتَّى أَتَوْا الدَّيْرَ، فَإِذَا هُمْ بِرَجُلٍ مُوثَقٍ شَدِيدِ الْوَثَاقِ، مُظْهِرٍ الْحُزْنَ، كَثِيرِ التَّشَكِّي، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: مِنَ الْعَرَبِ. قَالَ: مَا

= (27337) و (27338).

قال السندي: قوله: "إنما النفقة والسكنى للمرأة على زوجها

" إلخ، هذا صريح في أن البينونة -سيما التي بثلاث- تسقط النفقة والسكنى عن الزوج.

(1)

في النسخ الخطية: تميم، والمثبت من (م).

(2)

في (ظ 2) و (ق): السفينة.

ص: 57

فَعَلَتِ الْعَرَبُ؟ أَخَرَجَ نَبِيُّهُمْ بَعْدُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَمَا فَعَلُوا؟ قَالُوا: خَيْرًا، آمَنُوا بِهِ وَصَدَّقُوهُ. قَالَ: ذَلِكَ خَيْرٌ لَهُمْ، وَكَانَ لَهُ (1) عَدُوٌّ، فَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِمْ، قَالَ: فَالْعَرَبُ الْيَوْمَ إِلَهُهُمْ وَاحِدٌ، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ، وَكَلِمَتُهُمْ وَاحِدَةٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَمَا فَعَلَتْ عَيْنُ زُغَرَ؟ قَالُوا: صَالِحَةٌ يَشْرَبُ مِنْهَا أَهْلُهَا لِشَفَتِهِمْ، وَيَسْقُونَ مِنْهَا زَرْعَهُمْ. قَالَ: فَمَا فَعَلَ نَخْلٌ بَيْنَ عَمَّانَ وَبَيْسَانَ؟ قَالُوا: صَالِحٌ يُطْعِمُ جَنَاهُ كُلَّ عَامٍ، قَالَ: فَمَا فَعَلَتْ بُحَيْرَةُ الطَّبَرِيَّةِ. قَالُوا: مَلْأَى. قَالَ: فَزَفَرَ، ثُمَّ زَفَرَ، ثُمَّ زَفَرَ، ثُمَّ حَلَفَ: لَوْ خَرَجْتُ مِنْ مَكَانِي هَذَا، مَا تَرَكْتُ أَرْضًا مِنْ أَرْضِ اللهِ إِلَّا وَطِئْتُهَا، غَيْرَ طَيْبَةَ، لَيْسَ لِي عَلَيْهَا سُلْطَانٌ ". قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِلَى هَذَا انْتَهَى فَرَحِي - ثَلَاثَ مِرَارٍ (2) - إِنَّ طَيْبَةَ الْمَدِينَةَ، إِنَّ اللهَ حَرَّمَ حَرَمِي عَلَى الدَّجَّالِ أَنْ يَدْخُلَهَا ". ثُمَّ حَلَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، مَا لَهَا طَرِيقٌ ضَيِّقٌ، وَلَا وَاسِعٌ، فِي سَهْلٍ، وَلَا فِي (3) جَبَلٍ، إِلَّا عَلَيْهِ مَلَكٌ شَاهِرٌ بِالسَّيْفِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، مَا يَسْتَطِيعُ الدَّجَّالُ أَنْ يَدْخُلَهَا عَلَى أَهْلِهَا ". قَالَ عَامِرٌ: فَلَقِيتُ الْمُحَرَّرَ بْنَ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَحَدَّثْتُهُ حَدِيثَ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، فَقَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي أَنَّهُ حَدَّثَنِي كَمَا حَدَّثَتْكَ فَاطِمَةُ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهُ نَحْوَ الْمَشْرِقِ ". قَالَ: ثُمَّ

(1) في (ظ 2) و (ق): لهم.

(2)

في (ظ 2) و (ق): مرات.

(3)

قوله: في، ليس في (ظ 6).

ص: 58

لَقِيتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، فَذَكَرْتُ لَهُ حَدِيثَ فَاطِمَةَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ عَلَى عَائِشَةَ أَنَّهَا حَدَّثَتْنِي كَمَا حَدَّثَتْكَ فَاطِمَةُ، غَيْرَ أَنَّهَا قَالَتْ:" الْحَرَمَانِ عَلَيْهِ حَرَامٌ: مَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ "(1).

(1) حديث صحيح، وهو بإسناد سابقه، مجالد -وهو ابنُ سعيد- قد توبع.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (961) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه بتمامه ومختصراً: الحميديُّ (364)، والطبراني 24/ (961) أيضاً من طريق ابن عُيينة، وابنُ أبي شيبة 12/ 180 و 15/ 154 - 156 عن عليِّ بنِ مسهر، وأبو داود (4327)، والطبرانيُّ 24/ (961)، والآجريُّ في "الشريعة" ص 376 - 378 و 378 - 379 من طريق إسماعيلَ بنِ أبي خالد، والطبرانيُّ أيضاً من طريق زيد بنِ أبي أُنيسة، أربعتهم، عن مجالدٍ، به.

وأخرجه مسلم (2942)(119)، وابن منده (1058)(وذكر قصة طلاقها أيضاً)، وأبو داود (4326)، والطبراني 24/ (958) و 25/ (47)(الأحاديث الطوال)، وأبو عمرو الدَّاني في "الفتن"(626) من طريق الحسين بن ذكوان المعلِّم، عن عبد الله بن بُريدة. وأخرجه الطيالسي (1646)، ومسلم (2942)(120)، والطبراني 24/ (968)، والبغوي في "شرح السنة"(4269) من طريق سيَّار أبي الحكم (وعند الطيالسي ومسلم ذكر طلاقها أيضاً). وأخرجه مسلم (2942)(121)، والطبراني 24/ (971)، وابن مَنْده في "الإيمان"(1060)، وتمَّام في "فوائده"(1729)(الرَّوض البسَّام)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/ 416 - 417، وأبو عَمرو الدَّاني في "الفتن وغوائلها"(627) من طريق غَيْلان بن جرير. وأخرجه مسلم (2942)(122)، والطبراني 24/ (962)، وابن منده (1059)، وأبو عمرو الداني (625) من طريق أبي الزِّناد. وأخرجه الترمذي (2253)، والطبراني 24/ (967) من طريق قتادة. وأخرجه ابنُ حِبَّان (6788)، والطبراني 24/ (959)، والبغوي في "شرح السنة"(4268) من =

ص: 59

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= طريق عمران بن سليمان، وأخرجه الطبراني 24/ (960)، وابن مَنْده (1057)، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 417 من طريق أبي إسحاق الشيباني. وأخرجه الطبراني 24/ (957) من طريق جعفر بن حيان العطاردي، و (963) من طريق عيسى بن أبي عيسى الحناط، و (966) من طريق عبد الملك بن عمير، و (967) من طريق إبراهيم بن عامر، و (969) من طريق عُمارة بن غَزِيّة، و (970) من طريق أبي معشر زياد بن كليب، و (973) من طريق أبي بكر الهذلي، و (974) من طريق عبد الله بن سعيد بن أبي السفر، و (975) من طريق سعد الإسكاف، و (977) من طريق مطيع الغزَّال، و (978) من طريق السَّرِيِّ بن إسماعيل. جميعُهم عن الشعبيّ، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيحٌ غريبٌ من حديث قتادة عن الشعبي.

وأخرج ابن حبان (6787) من طريق عَوْنِ بن كَهْمَس، عن أبيه، عن عبد الله بن بُريدة، عن يحيى بن يعمر، عن فاطمة، به.

وسيرد بالأرقام (27102) و (27325) و (27331) و (27350).

وسيكرر برقم (27348) سنداً ومتناً.

وانظر (26047).

قال السندي: قولها: ففزع الناس، أي: خافوا لما رأوا من الأمر غير المعتاد.

"من الفرح وقرة العين": لأنه يظهر به صدقه في دعوى النبوة، وكذا فيما كان يخبرهم به من أمر الدجال، وظهر به شرف بلده صلى الله عليه وسلم.

"في قويرب السفينة": هي السفينة الصغيرة التي تكون مع الكبيرة.

"كثير الشعر": صفة كاشفة لمعنى أهلب.

"هذا الدَّيْر": ضبط بفتح الدال وسكون الياء: هو خان النصارى، وقيل: صومعة الراهب.

"قد رهقتموه": من رهق الشيء، كعلم، إذا غشيه، أي: قاربتموه. =

ص: 60

27102 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ -، عَنْ دَاوُدَ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي هِنْدٍ -، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ مُسْرِعًا، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، وَنُودِيَ فِي النَّاسِ:" الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ " فَاجْتَمَعَ النَّاسُ، فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي لَمْ أَدْعُكُمْ لِرَغْبَةٍ نَزَلَتْ، وَلَا لِرَهْبَةٍ، وَلَكِنَّ تَمِيمًا (1) الدَّارِيَّ أَخْبَرَنِي أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ رَكِبُوا الْبَحْرَ، فَقَذَفَتْهُمُ الرِّيحُ إِلَى جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ، فَإِذَا هُمْ بِدَابَّةٍ أَشْعَرَ، مَا يُدْرَى أَذَكَرٌ هُوَ أَمْ أُنْثَى لِكَثْرَةِ شَعْرِهِ، قَالُوا: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَتْ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ، فَقَالُوا: فَأَخْبِرِينَا، فَقَالَتْ: مَا أَنَا بِمُخْبِرَتِكُمْ، وَلَا مُسْتَخْبِرَتِكُمْ (2)، وَلَكِنْ فِي هَذَا الدَّيْرِ رَجُلٌ فَقِيرٌ إِلَى أَنْ يُخْبِرَكُمْ، وَإِلَى أَنْ يَسْتَخْبِرَكُمْ، فَدَخَلُوا الدَّيْرَ، فَإِذَا رَجُلٌ أَعْوَرُ، مُصَفَّدٌ فِي الْحَدِيدِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ قُلْنَا: نَحْنُ الْعَرَبُ، فَقَالَ: هَلْ بُعِثَ فِيكُمُ النَّبِيُّ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَهَلْ

= "بالأشواق": جمع شوق، أي: ملتبس بها.

"أن يخبركم": أن مصدرية، وهذا المصدر بدل من خبركم.

"عدو": العدو يقال للواحد والكثير، والمراد هاهنا الكثير، فلذلك قال: عليهم.

"زُغرَ": كعمر، بلدة بالشام.

"يطعم": من الإطعام، أي: يعطي ثمره.

"فزفر": بزاي معجمة ثم فاء ثم راء مهملة، أي: صاح صياح الحمار.

(1)

في النسخ الخطية: تميم، والمثبت من (م).

(2)

في (ظ 6): بمستخبرتكم.

ص: 61

اتَّبَعَتْهُ الْعَرَبُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: ذَلِكَ خَيْرٌ لَهُمْ. قَالَ: فَمَا (1) فَعَلَتْ فَارِسُ؟ هَلْ ظَهَرَ عَلَيْهَا؟ قَالُوا: لَمْ يَظْهَرْ عَلَيْهَا بَعْدُ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ سَيَظْهَرُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: مَا فَعَلَتْ عَيْنُ زُغَرَ؟ قَالُوا: هِيَ تَدْفَّقُ مَلْأَى، قَالَ: فَمَا فَعَلَ نَخْلُ بَيْسَانَ؟ هَلْ أَطْعَمَ؟ قَالُوا: قَدْ أَطْعَمَ أَوَائِلُهُ، قَالَ: فَوَثَبَ وَثْبَةً حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُفْلِتُ، فَقُلْنَا: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الدَّجَّالُ، أَمَا إِنِّي سَأَطَأُ الْأَرْضَ كُلَّهَا غَيْرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ ". فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَبْشِرُوا يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، هَذِهِ طَيْبَةُ لَا يَدْخُلُهَا ". يَعْنِي الدَّجَّالَ (2).

(1) في (م): ما.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. حمَّاد بنُ سَلَمة، وداود بن أبي هند من رجاله، وبقية وجاله ثقات رجال الشيخين. الشعبي: هو عامر بن شراحيل.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4258)، وابنُ حبان (3730) و (6789)، والطبراني في "الكبير" 24/ (964) من طرق عن حمَّاد بن سلمة، به.

وأخرجه الطبراني 24/ (965) من طريق خالد بن عبد الله، وتمام الرازي في "فوائده"(1730)(الروض البسام) من طريق سابق بن عبد الله البربري، كلاهما عن داود، به.

وسلف برقم (27101).

وسيكرر برقم (27350) سنداً ومتناً.

وتمتيرد من طريق عفان، عن حماد برقم (27331).

قال السندي: قوله: "مُصَفَّد" اسم مفعول من التصفيد، أي: موثق.

ص: 62

‌حَدِيثُ أُمِّ فَرْوَةَ

(1)

27103 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ غَنَّامٍ، عَنْ عَمَّاتِهِ، عَنْ أُمِّ فَرْوَةَ، قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا (2) "(3).

(1) قال السندي: أم فروة، المشهور أن أم فروة صاحبة الحديث أنصارية، عمة القاسم بن غنام، بغين معجمة ونون مشددة، وقيل: هي أخت أبي بكر الصديق، والله أعلم.

(2)

في (ظ 6): "الصلاة في أول وقتها"، وفي (م):"الصلاة لأول وقتها"، وعليها شرح السندي.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر -وهو العُمري- ولاضطراب القاسم بن غنَّام فيه، وأشار إلى اضطرابه المِزِّي في "تهذيب الكمال"، والعُقيلي في "الضعفاء"، ولإبهام الواسطة التي تروي عن أم فروة:

فقد رواه أبو عاصم الضحَّاك بن مَخْلد -كما في هذه الرواية- وأبو سلمة منصور بن سَلَمة الخُزاعي -كما سيرد في الرواية التالية- ويزيد بن هارون -كما سيرد برقم (27476) - وعبد الرزاق -كما في "مصنفه"(2217)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 25/ (207) - وأبو نُعيم الفَضْل بن دُكَيْن -فيما أخرجه ابن سعد 8/ 303 - وعبد الله بن مسلمة القعنبي -فيما أخرجه أبو داود (426)، والعقيلي في "الضعفاء" 3/ 475 - والمغيرة بن عبد الرحمن -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3374) - سبعتُهم عن عبد الله بن عمر العمري، بهذا الإسناد. قال أبو عاصم في روايته: عن عمَّاته، عن أم فروة. وقال أبو سلمة الخزاعي: عن جدَّته الدنيا، عن أمِّ فروة. وقال يزيد بن =

ص: 63

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= هارون: عن أهل بيته، عن جدته أمِّ فروة. وقال عبد الرزاق: عن بعض أمهاته أو جداته، عن أمِّ فروة.

ورواه محمد بن عبد الله الخزاعي -فيما أخرجه أبو داود (426) - والفضل بن موسى -فيما أخرجه الترمذي (170) - والوليد بن مسلم وإسحاق بن سليمان- فيما أخرجه الدارقطني في "السنن" 1/ 247 - أربعتهم عن عبد الله بن عمر العمري، عن القاسم بن غنام، عن أمِّ فروة، به. لم يذكروا الواسطة بين القاسم وأمِّ فروة. وقال محمد بن عبد الله الخزاعي والفضل بن موسى: عن عمته أم فروة. وقال الوليد بن مسلم وإسحاق بن سليمان: عن جدته أم فروة.

قال ابن معين فيما نقل عنه الحاكم بإسناده 1/ 190: قد روى عبد الله بن عمر العمري عن القاسم بن غنام، ولم يرو عنه أخوه عبيد الله بن عمر. وقال الترمذي عقب (172): حديث أمِّ فروة لا يُروى إلا من حديث عبد الله بن عمر العمري، وليس هو بالقوي عند أهل الحديث، واضطربوا عنه في هذا الحديث، وهو صدوق، وقد تكلم فيه يحيى بن سعيد من قِبَل حفظه. قلنا: وإطلاقُ الترمذي بأن الحديث لا يروى من حديث عبد الله بن عمر العمري الضعيف ردَّه الحافظ في "الإصابة" في ترجمة أمِّ فروة، فقال: وأخرجه ابن السكن من طريق عبيد الله بن عمر -بالتصغير الثقة- عن القاسم، ثم قال: وهذا يرد على إطلاق الترمذي، وقد أخرجه الدارقطني والحاكم من طريق عبيد الله المصغر أيضاً. قلنا: قد أشار الدارقطني إلى رواية عبيد الله بن عمر في "العلل" 5/ ورقة 229. وأشار الحاكم إلى رواية عبيد الله كذلك في "المستدرك" 1/ 189 - 190 - بعد أن أخرج رواية عبد الله العمري الضعيف- فذكر أنه رواه من طريقه الليث بن سعد، والمعتمر بن سليمان، وقزعة بن سويد، ومحمد بن بشر العبدي:

أما رواية الليث بن سعد فسيأتي الكلام عليها عند الحديث (27105) وأما رواية المعتمر بن سليمان فهي عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3373)، والطبراني في "الكبير" 25/ (210)، والدارقطني 1/ 248، =

ص: 64

27104 -

حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ غَنَّامٍ، عَنْ جَدَّتِهِ الدُّنْيَا

= وقال فيها: عن جدته، عن أم فروة. وتحرف عبيد الله في مطبوع الدارقطني إلى: عبد الله.

وأما رواية قزعة بن سويد، فهي عند الطبراني في "الكبير" 25/ (209)، وفي "الأوسط"(864) و (3328)، والدارقطني 1/ 248. وقال فيها: عن بعض أمهاته، عن أمِّ فروة. وتحرف عبيد الله في مطبوع "الكبير" إلى: عبد الله.

وأما رواية محمد بن بشر العبدي، فهي عند عبد بن حميد (1569)، والدارقطني 1/ 248. وقال فيها: عن بعض أهله، عن أمِّ فروة. وتحرف عبيد الله عند عبد بن حميد إلى: عبد الله.

ورواه وكيع بن الجراح -فيما أخرجه الدارقطني 1/ 247 - 248 - عن العمري، عن القاسم بن غنام، عن بعض أمهاته، عن أمِّ فروة، به.

ورواه الضحَّاك بن عثمان -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3375)، والطبراني في "الكبير" 25/ (211)، والدارقطني 1/ 248 - عن القاسم بن غنام البياضي، عن امرأةٍ من المبايعات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل: أيّ الأعمال أفضل؟ قال: "الإيمان بالله عز وجل"، قيل: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال: "الصلاة لوقتها".

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 229 بعد أن أورد الاختلاف في إسناد هذا الحديث: والقولُ مَنْ قَالَ: عن القاسم بن غنَّام، عن جدَّته عن أمِّ فروة.

وسيرد بالأرقام: (27104) و (27105) و (27476).

وفي الباب عن عبد الله بن مسعود قال: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ العملِ أحبُّ إلى الله تعالى؟ قال: "الصلاة على وقتها" ثم ذكر بقية الحديث، وقد سلف بإسناد صحيح برقم (3890)، وفي بعض طرقه:"الصلاة في أول وقتها".

قال السندي: قوله: "الصلاة لأول وقتها"، أخذ بظاهره قوم، وقال آخرون: قد علم فضل التأخير في بعض الصلوات، كالعشاء، وكظهر الصيف، فالوجه حمل الحديث على أن المراد لأول وقتها المندوب. والله أعلم.

ص: 65

عَنْ أُمِّ فَرْوَةَ - وَكَانَتْ قَدْ بَايَعَتْ رَسُولَ اللهِ - قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: عَنْ أَفْضَلِ الْأْعْمَالِ (1)، فَقَالَ:" الصَّلَاةُ لِأَوَّلِ وَقْتِهَا "(2).

27105 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (3) بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ غَنَّامٍ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ أَبِيهِ الدُّنْيَا (4)، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ فَرْوَةَ - وَكَانَتْ مِمَّنْ بَايَعَ - أَنَّها سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَذَكَرَ الْأَعْمَالَ، فَقَالَ:" إِنَّ (5) أَحَبَّ الْعَمَلِ إِلَى اللهِ عز وجل تَعْجِيلُ الصَّلَاةِ لِأَوَّلِ وَقْتِهَا "(6).

(1) في (ظ 6) و (م): العمل.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كما بَّيَّنا في الرواية السابقة.

الخزاعي: هو أبو سلمة منصور بن سلمة.

وأخرجه الحاكم 1/ 189، وعنه البيهقي في "السنن" 1/ 434 من طريق أبي سلمة الخزاعي، بهذا الإسناد. وتحرف عبد الله في مطبوع الحاكم إلى عبيد الله.

(3)

في النسخ: عبد الله، والمثبت من "أطراف المسند" 13/ 459، وهو الصواب، كما ذكرنا في تخريج الرواية (27103).

(4)

قوله: عن جدته أمِّ أبيه الدنيا، سقط من (م).

(5)

لفظة "إن" ليست في (م).

(6)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كما بَيَّنَّا ذلك في الرواية (27103).

وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 3/ 475، والطبراني في "الكبير" 25/ (208) من طريق أبي صالح، والدارقطني 1/ 248 من طريق آدم بن أبي إياس، والحاكم 1/ 190 من طريق عمرو بن الربيع بن طارق، ثلاثتهم عن ليث بن سعد، به. وفي مطبوع الطبراني والدارقطني: عبد الله بن عمر.

ص: 66

‌حَدِيثُ أُمِّ مَعْقِلٍ الْأَسَدِيَّةِ

(1)

27106 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مَعْقِلِ ابْنِ أُمِّ مَعْقِلٍ عَنْ أُمِّ مَعْقِلٍ الْأَسَدِيَّةِ، قَالَتْ (2): أَرَادَتْ أُمِّي الْحَجَّ، وَكَانَ جَمَلُهَا أَعْجَفَ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" اعْتَمِرِي فِي رَمَضَانَ، فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ كَحَجَّةٍ "(3).

(1) أم معقل الأسدية: زوج أبي معقل، يقال: إنها أشجعية، ويقال: أنصارية.

(2)

كذا في (م): "عن أم معقل الأسدية قالت"، ولم يرد قوله:"عن أمِّ مَعْقِل" في (ظ 6)، ولا في "أطراف المسند"، ولا في مكرَّرِه السالف برقم (17839)، ولم يرد هذا الحديث في (ظ 2) ولا (ق).

(3)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد مختلف فيه ألواناً:

فرواه هشام الدستوائي، واختُلف عليه فيه:

فرواه يحيى بنُ سعيد القطَّان -كما في هذه الرواية- عن هشام الدَّسْتَوائي، فقال: عن يحيى بن أبي كثير الطَّائي، عن أبي سلمة، عن معقل بن أمِّ معقل، عن أمِّ معقل الأسدية. وسلف كذلك من رواية يحيى برقم (17839) دون ذكر أمِّ معقل.

ورواه عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقديُّ -كما في الرواية (27290) - عن هشام الدَّستَوائي، فقال: عن يحيى بن أبي كثير الطائي، عن أبي سَلَمة، عن معقل بن أمِّ معقل الأسدية قالت

ورواه الأوزاعي، واختلف عليه فيه: فرواه رَوْح (وهو ابن عبادة) ومحمد بنُ مصعب (وهو القرقساني) -كما في الرواية (27285)، وهو عند ابن سعد =

ص: 67

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 8/ 295 - عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أمِّ معقل الأسدية أنها قالت

ورواه الوليد بنُ مسلم -كما عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3250)، والطبراني في "الكبير" 25/ 373 - وبشرُ بنُ بكر- كما عند البيهقي في "السنن" 4/ 346، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 11، وأبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج -كما عند ابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 60 - ثلاثتُهم عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، قال: حدثني ابنُ أمِّ معقل، عن أمِّه.

ورواه إبراهيم بن مهاجر، واختلف عليه فيه:

فرواه أبو عوانة -كما في الرواية (27107)، وهو عند أبي داود (1988)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3243)، والطبراني في "الكبير" 25/ (364)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 397 - 398 - عن إبراهيم بن مهاجر، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، قال: أخبرني رسولُ مروان الذي أُرسل إلى أمِّ معقل، قالت: جاء أبو معقل مع النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث.

ورواه شعبة -كما في الرواية (27286)، وهو عند الطيالسي (1662) والحاكم 1/ 482 - عن إبراهيم بن مهاجر، فقال: عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، قال: أرسلَ مروان إلى أم معقل الأسدية

فذكر الحديث، وفيه: أنها أرادت العمرة، وهي لفظة منكرة كما سنبيِّن ذلك هناك.

ورواه سفيان الثوري -كما عند ابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 56 - 57 - عن إبراهيم بن مهاجر، فقال: عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أنه كان رسول مروان إلى أم معقل، وقال مرة أخرى: عن رسول مروان، وهذا اللفظ الأخير حذفه المحقق قائلاً: زيادة لا معنى لها! =

ص: 68

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ورواه محمد بن أبي إسماعيل كما في الرواية (27287) عن إبراهيم بن المهاجر، فقال: عن أبي بكر بن عبد الرحمن القرشي، عن معقل بن أبي معقل أن أمه أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت

ورواه أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، واختُلف عليه فيه:

فرواه الأعمش عن عُمارة وجامع بن شداد، عن أبي بكر، واختلف عليه:

فرواه جعفر بن غياث -كما عند النسائي في "الكبرى"(4228) - وعبد الله بنُ نُمير -كما عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3242) - فقالا: عن الأعمش، قال: حدثني عمارة وجامع بن شداد، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبي معقل أنه جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن أم معقل جعلت عليها حجة معك. وهذا مرسل، أبو بكر بن عبد الرحمن لم يدرك أبا معقل.

ورواه وكيع -كما عند أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3241) - فقال: عن الأعمش، عن عمارة، عن أبي بكر أن معقلاً

ورواه يعقوب بن حميد -كما عند ابن أبي عاصم (3240)، والطبراني في "الكبير" 25/ (368) - عن وكيع، عن الأعمش، عن عُمارة بن عمير، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أمِّ معقل، به. قال ابن أبي عاصم: لم يصنع يعقوب فيه شي (كذا).

قلنا: يعني وصله، ورواية الأعمش مرسلة، ويعقوب ضعيف.

ورواه مالك في "الموطأ" 2/ 346 - 347 عن سُمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن أنه سمع أبا بكر بن عبد الرحمن يقول: جاءت امرأة إلى رسول الله

فذكره مرسلاً، وأبهم المرأة.

ورواه يعقوب بن حميد -كما عند ابن أبي عاصم (3239)، والطبراني في "الكبير" 25/ (369) - عن عبد الله بن نافع، عن مالك، عن سُمي، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أم معقل أنها سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم

قلنا: يعقوب بن حميد ضعيف، والصحيح من طريق مالك مرسل. =

ص: 69

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ورواه معمر عن الزهري -كما في الرواية (27288) - فقال: عن أبي بكر ابن عبد الرحمن بن الحارث، عن امرأة من بني أسد بن خزيمة يقال لها: أم معقل، قالت: أردتُ الحج

ورواه ابن إسحاق -كما في الرواية (27289) - فقال: حدثني يحيى بن عبَّاد بن عبد الله بن الزبير، عن الحارث بن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أمِّ معقل. وفيه تصريح سماع أبي بكر من أمِّ معقل، وبهذا الإسناد صحَّح ابنُ عبد البر سماعَ أبي بكر منها إلا أن فيه الحارثَ بن أبي بكر وهو مجهول، ولم يُترجم له الحسيني في "الإكمال"، ولا الحافظ في "التعجيل"، وهو على شرطهما.

ورواه إسرائيل -وهو ابن أبي إسحاق- عن أبي إسحاق، واختلف عليه فيه:

فرواه يحيى بن آدم -كما في الرواية (27291) - عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن أبي معقل، عن أمِّ معقل.

ورواه أبو أحمد الزبيري -كما عند الترمذي (939) - وأسدُ بنُ موسى -كما عند الطبراني في "الكبير" 25/ 365 - كلاهما عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، عن ابن أمِّ معقل، عن أمِّ معقل، به. قال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه.

ورواه عليُّ بنُ عابس -كما عند ابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 60 - عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن أمّ معقل، به. وعليُّ بن عابس ضعيف.

ورواه إبراهيم بن عثمان بن أبي شيبة -كما عند ابن ماجه (2993) - عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، عن أبي معقل، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وإبراهيمُ بنُ عثمان متروك.

وسيرد بالأرقام (27107) و (27285) و (27286) و (27287) و (27288) و (27289) و (27290) و (27291) وانظر (16406).

وله شاهد من حديث ابن عباس، سلف بإسناد صحيح برقم (2025). =

ص: 70

27107 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَسُولُ مَرْوَانَ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَى أُمِّ مَعْقِلٍ، قَالَ: قَالَتْ: جَاءَ أَبُو مَعْقِلٍ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَاجًّا، فَلَمَّا قَدِمَ أَبُو مَعْقِلٍ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ مَعْقِلٍ: إِنَّكَ (1) قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ عَلَيَّ حَجَّةً، وَأَنَّ عِنْدَكَ بَكْرًا، فَأَعْطِنِي، فَلْأَحُجَّ عَلَيْهِ. قَالَ: فَقَالَ لَهَا: إِنَّكِ قَدْ عَلِمْتِ أَنِّي قَدْ جَعَلْتُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ. قَالَتْ: فَأَعْطِنِي صِرَامَ نَخْلِكَ. قَالَ: قَدْ عَلِمْتِ أَنَّهُ قُوتُ أَهْلِي. قَالَتْ: فَإِنِّي مُكَلِّمَةٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَذَاكِرَتُهُ لَهُ. قَالَ: فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ حَتَّى دَخَلَا عَلَيْهِ. قَالَ: فَقَالَتْ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ عَلَيَّ حَجَّةً، وَإِنَّ لِأَبِي مَعْقِلٍ بَكْرًا. قَالَ أَبُو مَعْقِلٍ: صَدَقَتْ، جَعَلْتُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ. قَالَ:" أَعْطِهَا فَلْتَحُجَّ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ فِي سَبِيلِ اللهِ ". قَالَ: فَلَمَّا أَعْطَاهَا الْبَكْرَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي امْرَأَةٌ قَدْ كَبِرْتُ وَسَقِمْتُ، فَهَلْ

= وآخر من حديث جابر بن عبد الله، سلف برقم (14795).

وثالث من حديث يوسف بن عبد الله بن سلام، سلف برقم (16406).

ورابع من حديث وَهْب بن خنبش الطائي، سلف برقم (17599).

قال السندي: قولها: أعجف، أي: ضعيفاً.

"كحجة": قد جاء في الرواية زيادة: معي، وبها يظهر الأمر بالاعتمار، وإلا فالظاهر أن الحج في السنة الثانية خير من الاعتمار، أن لا يسقط تكليف حجة الإسلام بالاعتمار. ويحتمل أن يكون المراد التعجيل في حصول ثواب الحج، فلهذا أمرها بالاعتمار في رمضان، إذ الحج متأخر عنه.

(1)

قولها: إنك، ليس في (م).

ص: 71

مِنْ عَمَلٍ يُجْزِئُ عَنِّي مِنْ (1) حَجَّتِي؟ قَالَ: فَقَالَ: " عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تُجْزِئُ لِحَجَّتِكِ (2) "(3).

(1) في (م): عن.

(2)

في (ظ 6): كحجتك.

(3)

إسناده ضعيف بهذه السياقة، لضعف إبراهيم بن المهاجر، وقد اضطرب فيه كما سلف بيان ذلك في الرواية (27106)، ولإبهام رسول مروان الراوي عن أمِّ مَعْقل.

وجاء بغير هذه السياقة فيما أخرجه أبو داود (1989)، والدارمي (1860)، وابن خزيمة (2376)، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 58 - 59، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة عيسى بن معقل) مطولاً ومختصراً، من طريق محمد بن إسحاق، عن عيسى بن معقل بن أبي معقل (وهو ابن أمِّ معقل) عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن جدته أمِّ مَعْقل، قالت (واللفظ لأبي داود): لما حجَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وكان لنا جمل، فجعله أبو معقل في سبيل الله، وأصابنا مرض، وهلك أبو معقل، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم، فلما فرغ من حجّه، جئتُه، فقال:"يا أمِّ مَعْقِلٍ، ما منعكِ أن تخرجي معنا؟ " قالت: لقد تهيّأنا، فهلك أبو معقل، وكان لنا جمل هو الذي نحجُّ عليه، فأوصى به أبو معقل في سبيل الله. قال:"فهلّا خرجت عليه، فإن الحجَّ في سبيل الله، فأمَّا إذا فاتَتك هذه الحجة معنا، فاعتمري في رمضان، فإنَّها كحجة". فكانت تقول: الحجُّ حجة، والعمرة عمرة، وقد قال هذا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما أدري ألي خاصة؟ زاد ابن عبد البر: قال يوسف: فحدَّثتُ بهذا الحديث مروانَ بن الحكم -وهو أمير المدينة زمن معاوية- فقال: من سمع هذا الحديث معك؟ قلت: ابنها معقل بن أبي معقل، وهو رجل صدق، فأرسل إليه، فحدثه بمثل ما حدثته. قال: فقيل لمروان: إنها حيَّة في دارها. فوالله ما اطمأنَّ إلى حديثنا حتى ركبَ إليها في الناس، فدخلَ عليها، فحدَّثَتْه بهذا الحديث. قال ابن عبد البر في رواية محمد بن إسحاق هذه: أحسنُ الناس سياقةً لهذا الحديث. قلنا: لكن =

ص: 72

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= محمد بن إسحاق لم يصرح بسماعه من عيسى بن معقل، وعيسى بنُ معقل هذا مجهولُ الحال، فقد روى عنه اثنان فقط، ولم يؤثر توثيقُه عن غير ابن حبان، فقد ذكره في "الثقات" 5/ 214.

وقد سلف حديث ابن عباس (2025) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار

: "ما منعكِ أن تحجي معنا العام؟ " قالت: يا نبي الله، إنما كان لنا ناضحان، فركب أبو فلان وابنُه -لزوجها وابنه- ناضحاً، وترك ناضحاً ننضح عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"فإذا كان رمضان، فاعتمري فيه، فإن عمرةً فيه تَعدلُ حَجَّة". قال الحافظ في "الإصابة" في ترجمة أمِّ معقل: يقال: إنها المرادة بما وقع في حديث ابن عباس في الصحيح

ولكن ثبت في مسلم أنها أمُّ سنان، فإما أن يكون اختُلف في كنيتها، وإما أن تكون القصة تعدَّدت، وهو الأشبه.

وقوله: "فإنه في سبيل الله" سلف في رواية محمد بن إسحاق، عن عيسى بن معقل، المذكورة قبل رواية ابن عباس، ولها شواهد كذلك:

فأخرج أبو داود (1990)، والطبراني في "الكبير"(12911)، والحاكم 1/ 484 من طريق عامر الأحول، عن بكر بن عبد الله المزني، عن ابن عباس، قال: أرادَ رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج، فقالت امرأة لزوجها: أحِجَّني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على جملك

وذكر الحديث بنحو حديث أمِّ معقل، وفيه:"أما إنكَ لو أَحْجَجْتَها عليه، كان في سبيل الله". قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

وآخر من حديث أبي طَليق، أخرجه البزار (1151)(زوائد)، والدولابي في "الكنى" 1/ 41، والطبراني في "الكبير" 22/ (816) من طريق المختار بن فُلْفُل، عن طَلْق بن حبيب، عن أبي طَليق أن امرأته قالت له -وله جمل وناقة-: أعطني جملك أحجَّ عليه

فذكر الحديث، وهو بنحو حديث أمِّ معقل كذلك، وذكره الحافظ في "الإصابة" في ترجمة أبي طليق، وقال: سنده جيد. =

ص: 73

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= لكن ابن عبد البر ذكر في "الاستيعاب" أن أمَّ معقل هي أمُّ طليق، وقال: وعند بعضهم لها كنيتان. فتعقَّبه الحافظ في "الفتح" 3/ 604 بقوله: فيه نظر، لأن أبا معقل مات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا طليق عاش حتى سمع منه طلق بن حبيب، وهو من صغار التابعين، فدلَّ على تغاير المرأتين، ويدل عليه تغاير السياقين أيضاً.

وانظر ما قبله.

قال السندي: قولها: فهل من عمل، أي: قبل مجيئي الحج.

يجزئ عني، أي: يحصل لي ثواب الحج، وأما الإجزاء بمعنى سقوط التكليف، فهو مما لا يقول به أهل العلم، والله أعلم.

ص: 74

‌حَدِيثُ أُمِّ الطُّفَيْل

(1)

27108 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: نَازَعَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي الْمُتَوَفَّى عَنْهَا وَهِيَ حَامِلٌ، فَقُلْتُ: تُزَوَّجُ إِذَا وَضَعَتْ، فَقَالَتْ أُمُّ الطُّفَيْلِ - أُمُّ وَلَدِي - لِعُمَرَ وَلِي: قَدْ أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُبَيْعَةَ الْأَسْلَمِيَّةَ أَنْ تَنْكِحَ إِذَا وَضَعَتْ (2).

(1) أم الطفيل، قال السندي: امرأة أبي بن كعب سيّد القُرّاء.

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد اختُلف فيه على ابن لَهِيعة:

فرواه إسحاق بن عيسى -كما في هذه الرواية- عنه، عن بكير: وهو ابن عبد الله بن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن أبي بن كعب. ومن طريق أحمد أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 355.

ورواه يحيى بن بكير -كما عند الطبراني في "الكبير" 25/ (347) - عنه، عن بُكير بن عبد الله بن الأشج، عن بُسْر بن سعيد، عن محمد بن أبي كعب، عن أمِّ الطفيل، به.

ورواه يحيى بن إسحاق -وهو السيلحيني- وقتيبة بن سعيد -كما في الرواية الآتية برقم (27109) - وسعيد بن كثير بن عفير كما عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3384) - ثلاثتهم عن ابن لهيعة، عن بُكير بن عبد الله بن الأشج، عن بُسر بن سعيد، قال: سمعتُ أمَّ الطفيل أنها سمعت عمر بنَ الخطاب وأبيَّ بنَ كعب، وهو الأشبه، فإن يحيى بنَ إسحاق من قدماء أصحاب ابن لهيعة، وقد صحَّحوا سماع قتيبة منه.

وأورد الهيثمي في "المجمع" 5/ 2 روايتي أحمد، وقال عقب الأولى: رواه =

ص: 75

27109 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ الطُّفَيْلِ - قَالَ قُتَيْبَةُ: امْرَأَةُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّهَا سَمِعَتْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ يَخْتَصِمَانِ، فَقَالَتْ أُمُّ الطُّفَيْلِ: أَفَلَا يَسْأَلُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ سُبَيْعَةَ الْأَسْلَمِيَّةَ؟ تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا وَهِيَ حَامِلٌ، فَوَضَعَتْ بَعْدَ ذَلِكَ بِأَيَّامٍ، فَأَنْكَحَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

= أحمد وإسناده حسن، إلا أن بُسْرَ بن سعيد لم يدرك أبيَّ بنَ كعب. وقال عقب الثانية: رواه أحمد والطبراني أتم منه، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.

وخبر سُبيعة الأسلمية -وهي بنت الحارث- ثابت من حديث المسور بن مخرمة عند البخاري (5320)، وسلف برقم (18917).

ومن حديث أمِّ سلمة عند البخاري (4909) و (5318)، ومسلم (1485)(57)، وسلف الكلام عليه برقم (26685).

ومن حديث سبيعة عند البخاري (5319)، ومسلم (1484)(56)، وسيرد بالأرقام (27435) - (27438).

وانظر حديث ابن مسعود السالف برقم (4273).

(1)

صحيح لغيره، وقد سلف الكلام عليه بالحديث قبله.

ص: 76

‌حَدِيثُ أُمِّ جُنْدُبٍ الْأَزْدِيَّةِ

27110 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ جُنْدُبٍ الْأَزْدِيَّةِ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَيُّهَا النَّاسُ، لَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ عِنْدَ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ، وَعَلَيْكُمْ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ "(1).

27111 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ أُمِّ جُنْدُبٍ الْأَزْدِيَّةِ أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَيْثُ أَفَاضَ، قَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ، وَعَلَيْكُمْ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ "(2).

27112 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَا يَقْتُلْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِذَا رَمَيْتُمُ الْجَمْرَةَ فَارْمُوهَا بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ "، [قَالَ عَبْدُ اللهِ]: قَالَ أَبِي (3): وَقُرِئَ عَلَيْهِ: يَزِيدُ - يَعْنِي ابْنَ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي يزيد مولى عبد الله بن الحارث، والحجاج بن أرطاة مدلس، وقد عنعن.

وانظر ما بعده وما سلف بالأرقام (16087) و (16088) و (16089).

(2)

إسناده صحيح. وهو مكرر (23219) سنداً ومتناً.

(3)

قوله: "قال أبي" ليس في (ظ 6).

ص: 77

أَبِي زِيَادٍ - عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ، عَنْ أُمِّهِ (1)، يَعْنِي عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (2).

(1) في (ظ 2) و (ق) و (م): عن أبيه، والمثبت من (ظ 6).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد الهاشمي، ولجهالة حال سليمان بن عمرو بن الأحوص.

وهو مكرر (23218) سنداً ومتناً.

وهو قطعة من الحديث السالف برقم (16087).

ص: 78

‌حَدِيثُ أُمِّ سُلَيْمٍ

(1)

27113 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ - يَعْنِي ابْنَ حَكِيمٍ - قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ بِنْتِ مِلْحَانَ - وَهِيَ أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَا مِنَ امْرَأَيْنِ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلَاثَةُ أَوْلَادٍ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، إِلَّا أَدْخَلَهُمُ اللهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ (2) إِيَّاهُمْ "(3).

(1) أمُّ سُليم: هي بنت ملحان، أنصارية خزرجية، أم أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، اشتهرت بكنيتها، وفي اسمها اختلاف كثير، شهدت حنيناً وأحداً، من أفاضل النساء.

(2)

في (م): بفضل الله ورحمته.

(3)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عمرو الأنصاري، وهو ابنُ عاصم، ويقال: ابن عامر، كما سيرد. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن حكيم، فقد استشهد به البخاري في "الصحيح"، وروى له في "الأدب" وروى له مسلم وأصحاب السنن. ابن نُمير: هو عبد الله.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 353 - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 25/ (306) - عن عبد الله بن نُمير، بهذا الإسناد. لم يسم ابنُ نُمير (كما في رواية أحمد هذه) والدَ عَمرو الأنصاري، وكذلك لم يسمِّه يعلى بنُ عبيد، ومحمد بنُ جعفر، كما في الرواية الآتية برقم (27429).

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(149) عن حَرَمِيِّ بن حفص وموسى بن إسماعيل، والطبراني في "الكبير" 25/ (305) -ومن طريقه المِزِّي في =

ص: 79

27114 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو - قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ، قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى (1) رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَكَ الْمَرْأَةَ تَرَى فِي مَنَامِهَا مَا يَرَى الرَّجُلُ؟ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَضَحْتِ النِّسَاءَ، قَالَتْ: إِنَّ اللهَ عز وجل لَا يَسْتَحِي (2) مِنَ الْحَقِّ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ رَأَى

= "تهذيب الكمال"(في ترجمة عمرو بن عاصم) - من طريق علي بن عثمان اللاحقي ويحيى الحماني، أربعتهم عن عبد الواحد بن زياد قالوا: عن عمرو بن عامر الأنصاري، عن أمِّ سُلَيْم، به. سَمَّوْا والد عمرو الأنصاري عامراً، غير أن الحافظ في "تهذيب التهذيب" ذكر أن موسى بن إسماعيل قد رواه عن عبد الواحد بن زياد، فقال: عن عمرو بن عاصم!

وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/ 6 و 8، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه عمرو بن عاصم الأنصاري، ولم أجد من وثقه ولا ضعّفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.

وسيرد برقم (27429).

وللحديث شواهد يصحُّ بها:

فعن أبي هريرة سلف برقم (7265)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.

وانظر بقية شواهده في حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (3554).

قال السندي: قوله: "بفضل رحمته إياهم" أي: الأولاد، أو الآباء والأمهات، ولا بُعد في رجع الضمير إلى الآباء والأمهات، وإن سبق ذكر الاثنين، ولذلك قيل: أدخلهم؛ يرجع الضمير إلى الآباء والأمهات، ويمكن أن يجعل ضمير أدخلهم لِلامْرَأَيْن وأولادهما الذين ماتوا قبل بلوغ الحنث.

(1)

في (ظ 2) و (ق): دخل عليَّ.

(2)

في (ظ 6) و (ظ 2): يَسْتَحْيِي.

ص: 80

ذَلِكَ مِنْكُنَّ فَلْتَغْتَسِلْ " (1).

27115 -

حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنِ الْبَرَاءِ ابْنِ ابْنَةِ أَنَسٍ، وَهُوَ ابْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ (2)، قَالَ:

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه أبو سلمة -وهو ابن عبد الرحمن بن عوف- لم يذكروا له سماعاً من أمِّ سُليم. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عمرو -وهو ابنُ علقمة- فقد روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعة. ابن نُمير: هو عبد الله.

وأخرجه مسلم (311)(30)، والنسائي في "الكبرى"(9076) و (9077)، والبيهقي في "السنن" 1/ 169 من طريق قتادة، أن أنس بن مالك حدثهم أن أمَّ سُلَيم سألتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم

فذكر نحوه، وفيه زيادة.

وأخرجه عبد الرزاق (1096) عن الثوري، قال: حدثني من سمع أنس بن مالك يقول: قالت أمُّ سُلَيم، وذكر نحوه.

وأخرجه عبد الرزاق أيضاً (1093) من طريق الحسن، والطبراني في "الكبير" 25/ (309)، وفي "الأوسط"(3952) من طريق أبي أمامة سهل بن حنيف، كلاهما عن أمِّ سُليم، بنحوه.

وسيرد برقم (27118).

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5636)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

قال السندي: قولها: فضحتِ النساء، يقال: فَضَحَه، كمنعه، إذا ذكر مساوئه.

"من رأى ذلك منكن فلتغتسل"، أي: أنا رأت الماء، كما جاءت به صريحاً.

(2)

قوله: بن مالك، ليس في (م).

ص: 81

حَدَّثَتْنِي أُمِّي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا وَفِي بَيْتِهَا قِرْبَةٌ مُعَلَّقَةٌ. قَالَتْ: فَشَرِبَ مِنَ الْقِرْبَةِ قَائِمًا. قَالَتْ: فَعَمَدْتُ إِلَى فَمِ الْقِرْبَةِ، فَقَطَعْتُهَا (1).

(1) إسناده ضعيف لجهالة البراء بن زيد، إذ لم يذكروا في الرواة عنه سوى عبد الكريم -وهو ابن مالك الجزري- ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال ابن حزم: مجهول، ثم إن عبد الكريم لم يسمع منه فيما قال علي ابن المديني، ونقله عنه ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 134، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. زهير: هو ابن معاوية.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 274 من طريق أبي غسان، عن زهير، بهذا الإسناد.

وأخرجه مختصراً الدارمي (2124) من طريق شريك، عن عبد الكريم، به.

وقد اضطرب فيه شريك:

فأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 274، والطبراني في "الأوسط"(658) من طريق شريك، عن حميد، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب من قربة معلقة، وهو قائم.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 335، وفي "الكبرى"(5263) من طريق حمَّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال: كان لأمِّ سُليم قَدَح من عيدان، فقالت: سقيتُ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم كلَّ الشراب.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/ 79، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه البراء بن زيد، ولم يضعِّفه أحد، وبقية رجاله رجال الصحيح.

وسلف من طريق سفيان الثوري، عن عبد الكريم الجزري، عن البراء بن زيد، عن أنس بن مالك في مسنده برقم (12188)، وذكرنا هناك أن الصحيح في هذه القصة أنها وقعت لكبشة بنت ثابت الأنصارية، كما سيأتي في مسندها 6/ 434 بإسناد صحيح.

وسيرد بالرقمين (27428) و (27430). =

ص: 82

27116 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ يَعْنِي - ابْنَ مُوسَى - قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهُنَّ يَسُوقُ بِهِنَّ سَوَّاقٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَيْ أَنْجَشَةُ، رُوَيْدَكَ سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ "(1).

27117 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ أَنَّ (2) النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْتِيهَا فَيَقِيلُ عِنْدَهَا، فَتَبْسُطُ

= وفي الباب عن عائشة، سلف برقم (25279).

قال السندي: قولها: فقطعتها، أي: للحفظ خوفاً من الضياع، والمقصود حفظها للتبرك بها.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن بن موسى: هو الأشْيَب، وزهير: هو ابن معاوية، وسليمان التَّيمي: هو ابن طَرْخان.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10364) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(530) - من طريق محمد بن معدان، عن زهير، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (294) من طريق حمَّاد بن مسعدة، عن سليمان التيمي، به.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/ 214، و 8/ 20، وقال في الموضع الأول: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجال أحمد رجال الصحيح.

وسلف الحديث عن سفيان بن عيينة برقم (12090)، وعن يحيى القطان برقم (12165)، وعن إسماعيل ابن عُلية برقم (12799) ثلاثتهم عن سليمان التيمي، عن أنس بن مالك، فهو مرسل صحابي.

(2)

في (م): عن.

ص: 83

لَهُ نِطَعًا، فَيَقِيلُ عِنْدَهَا، وَكَانَ كَثِيرَ الْعَرَقِ، فَتَجْمَعُ عَرَقَهُ فَتَجْعَلُهُ فِي الطِّيبِ وَالْقَوَارِيرِ. قَالَتْ: وَكَانَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ (1).

(1) حديث صحيح دون قولها: وكان يصلي على الخمرة، فهو صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أنه اختلف فيه على أيوب، وهو السختياني:

فرواه وُهيب -وهو ابن خالد- عن أيوب، واختلف فيه:

فرواه عفان -كما في هذه الرواية، وعند مسلم (2332)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3310)، والطبراني في "الكبير" 25/ (297)، والبيهقي في "السنن" 2/ 421، وفي "الدلائل" 1/ 258 - عن وُهيب، بهذا الإسناد، إلا أن مسلماً لم يذكر قولها: وكان يُصلي على الخمرة.

ورواه حَرَميُّ بنُ حفص القَسْملي، ومحمدُ بنُ أبي نُعيم الواسطي -فيما أخرجه الطبراني 25/ (296) - كلاهما عن وُهيب، به، مختصراً في قولها: كان يُصلِّي على الخُمرة.

وخالفهم عبد الأعلى السامي -فيما أخرجه أبو يعلى (2795) - وإبراهيم بنُ الحجاج -فيما أخرجه أبو يعلى (2791)، والبيهقي في "السنن" 2/ 421 - كلاهما عن وُهَيْب، عن أيوب، عن أبي قِلابة، عن أنس، مرفوعاً. دون ذكر أمِّ سليم في الإسناد.

ورواه عبد الوهَّاب بنُ عبد المجيد الثقفي، واختلف عليه كذلك:

فرواه الإمام أحمد -كما سلف في الرواية (1200) - ويونس بنُ معاذ، ومحمد بنُ الوليد -فيما أخرجه ابن خزيمة (281) - وسوَّار بن عبد الله العنبري -فيما أخرجه ابنُ حبان (4528) - ومحمد بن أبي بكر المُقَدَّمي -فيما أخرجه البيهقي في "السنن" 2/ 421 - أربعتهم عن عبد الوهَّاب، عن أيوب، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك، مرفوعاً. ولم يذكروا أمَّ سليم في الإسناد.

وخالفهم ابن أبي شيبة -كما في "مصنفه" 1/ 398، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3309)، والطبراني في "الكبير" 25/ (298) - =

ص: 84

27118 -

حَدَّثَنَا أَبُو (1) الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ سُلَيْمٍ، قَالَتْ: كَانَتْ مُجَاوِرَةَ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَتْ تَدْخُلُ عَلَيْهَا، فَدَخَلَ (2) النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِذَا رَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ زَوْجَهَا يُجَامِعُهَا فِي الْمَنَامِ، أَتَغْتَسِلُ؟ فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: تَرِبَتْ يَدَاكِ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، فَضَحْتِ النِّسَاءَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: إِنَّ اللهَ لَا

= فرواه عن عبد الوهَّاب الثقفي، عن أيوب، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك، عن أم سليم، مختصراً في الصلاة على الخُمْرة.

ورواه عبيد الله بن عمرو الرَّقِّي -فيما أخرجه ابن سعد 8/ 428 - عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أمِّ سُلَيم، مختصراً، في الصلاة على الخُمرة، ولم يذكر في الإسناد أنس بن مالك.

قلنا: وقول عفَّان عن وهيب أشبهُ بالصواب فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 216.

وقولها: وكان يصلي على الخُمرة، سيرد برقم (27119)، وسلف برقم (26578) من طريق عفَّان، عن وُهَيب، عن خالد، عن أبي قلابة، عن بعض ولد أمِّ سلمة، عن أم سلمة، وإسناده ضعيف.

وقد صحَّ من حديت أنس عند البخاري (380)، ومسلم (658)، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في بيت أمِّ سُلَيْم على الحصير، وقد سلف برقمي (12340) و (13367).

وأما صلاته على الخُمْرة، فقد صَحَّ من حديث ميمونة عند البخاري (333)، ومسلم ص 458 (270)، وسلف برقم (26805).

(1)

سقطت لفظة "أبو" من (م).

(2)

في (ظ 6): فدخل عليها.

ص: 85

يَسْتَحِي (1) مِنَ الْحَقِّ، وَإِنَّا إِنْ نَسْأَلِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَمَّا أَشْكَلَ عَلَيْنَا خَيْرٌ مِنْ أَنْ نَكُونَ مِنْهُ عَلَى عَمْيَاءَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِأُمِّ سَلَمَةَ:" بَلْ أَنْتِ تَرِبَتْ يَدَاكِ، نَعَمْ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، عَلَيْهَا الْغُسْلُ إِذَا وَجَدَتِ الْمَاءَ ". فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَهَلْ لِلْمَرْأَةِ مَاءٌ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" فَأَنَّى يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا؟ هُنَّ شَقَائِقُ الرِّجَالِ "(2).

27119 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ (3).

(1) في (ظ 6) و (ظ 2): يستحيي.

(2)

حديث صحيح دون قوله: "هنَّ شقائق الرِّجال" فحسنٌ لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه؛ إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة لم يسمع من جدته أمِّ سُلَيم، ذكر ذلك ابنُ أبي حاتم عن أبيه في "العلل" 1/ 62.

وأخرجه مسلم (310) من طريق عكرمة بن عمار، عن إسحاق بن عبد الله ابن أبي طلحة، حدثني أنس بن مالك، قال: جاءت أمُّ سُلَيم

فذكر نحوه، دون قوله:"هنَّ شقائقُ الرجال".

وقوله: "هنَّ شقائقُ الرجال" سلف من حديث عائشة برقم (26195)، وذكرنا شواهده هناك.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/ 268 وقال: رواه أحمد، وهو في الصحيح باختصار، وإسحاق لم يسمع من أم سليم.

وسلف برقم (27114) دون قوله: "هن شقائق الرجال".

(3)

صحيح لغيره، وقد سلف مطولاً برقم (27117).

ص: 86

‌حَدِيثُ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ

(1)

27120 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ خَوْلَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا، فَقَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ (2) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَظْعَنَ مِنْهُ "(3).

(1) قال السندي: خولة بنت حكيم: سُلمية، امرأة عثمان بن مظعون، يقال: كنيتها أمُّ شريك، ويقال لها: خويلة، بالتصغير، وكانت صالحة فاضلة، وجاء أنها وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم.

(2)

في (ق): التامَّات.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لاضطراب ابن لَهِيعة فيه، فقد رواه هنا عن يزيد بنِ أبي حبيب، عن الحارث بن يعقوب، عن يعقوب ابن الأشج، عن عامر بن سعد، عن أبيه سعد (وهو ابن أبي وقاص) عن خَوْلة.

ورواه -كما في الرواية التالية- عن جعفر بن ربيعة، عن يعقوب بن الأشج، عن عامر بن سعد، عن سعد، عن خولة.

ورواه -كما عند الطبراني في "الكبير" 24/ (605) - عن بكير بن عبد الله ابن الأشجّ (وهو أخو يعقوب) عن بُسْر بن سعيد، عن سعد بن أبي وقاص، عن خولة.

ورواه كذلك -كما عند الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 229 - عن يزيد بن أبي حبيب، عن الحارث بن يعقوب، عن يعقوب بن الأشج، عن بسر بن =

ص: 87

27121 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ خَوْلَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ (1).

27122 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَعْقُوبٍ، أَنَّ يَعْقُوبَ (2) بْنِ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ بُسْرَ بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ خَوْلَةَ بِنْتَ حَكِيمٍ السُّلَمِيَّةَ، تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا، ثُمَّ قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ كُلِّهَا (3) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ

= سعيد، عن سعد بن أبي وقاص.

وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن إسحاق -وهو السَّيلحيني- والحارث بن يعقوب، ويعقوب بن الأشج (وهو يعقوب بن عبد الله ابن الأشج)، وخولة صحابية الحديث (وهي بنت حكيم السُّلمية)، فمن رجال مسلم.

وسيرد بالأرقام (27121) و (27122) و (27123) و (27126) و (27310) و (27311).

وسيكرر سنداً ومتناً برقم (27125)، ضمن حديث خولة بنت قيس، وهو وهم.

(1)

حديث صحيح، وانظر ما قبله.

وسيكرر سنداً ومتناً برقم (27126) ضمن مسند خولة بنت قيس، وهو وهم.

(2)

قوله: أن يعقوب، سقط من (م).

(3)

قوله: كلها، ليس في (ظ 6).

ص: 88

ذَلِكَ " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، الحارث بن يعقوب، ويعقوب بن عبد الله -وهو ابن الأشجّ- وخولةُ بنتُ حَكيم (صحابيَّةُ الحديث) من رجاله، وروى لهم البخاري في "خلق أفعال العباد"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حجَّاج: هو ابنُ محمد المِصِّيصِي، وليث: هو ابنُ سعد.

وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" ص 89 و 90، ومسلم (2708)(54)، والترمذي (3437)، والنسائي في "الكبرى"(10394) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(560) - وابن خزيمة (2566)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(36)، والطبراني في "الكبير" 24/ (603)، وابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة"(528)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 94، والمِزِّي في "تهذيب الكمال" في ترجمة يعقوب بن عبد الله بن الأشج، من طرق عن الليث، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.

وأخرجه مسلم (2708)(55)، وابن خزيمة (2567)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(35)، وابن حبان (2700)، والطبراني في "الكبير" 24/ (604) من طريق عبد الله بن وَهْب، عن عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب والحارث بن يعقوب، عن يعقوب بن عبد الله، به.

وهو من بلاغات مالك في "الموطأ" -كما في رواية أبي مصعب الزُّهري (1998) - عن يعقوب بن عبد الله بن الأشجّ، به. ومن طريق مالك أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (607)، والبغوي في "شرح السنة" (1347). زاد في آخره: إن شاء الله.

وأخرجه مالك في "الموطأ" كذلك -في رواية يحيى الليثي 2/ 978 - عن الثقة عنده، عن يعقوب، به.

واختلف فيه على يعقوب:

فرواه الحارث بن يعقوب، عن يعقوب بن عبد الله، عن بُسْر بن سعيد، به. كما سلف، وقرن عمرو بن الحارث في رواية عن أبيه الحارثِ بنِ يعقوب يزيدَ بنَ أبي حبيب، وقد أخرج مسلمٌ هاتين الروايتين، كما تقدم ذكره. =

ص: 89

27123 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا، فَقَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ كُلِّهَا مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ فِي مَنْزِلِهِ ذَلِكَ (1) شَيْءٌ حَتَّى يَظْعَنَ عَنْهُ (2) "(3).

= ورواه محمد بن عجلان، عن يعقوب بن عبد الله، عن سعيد بن المسيب، عن سعد، عن خولة، كما سيرد في الرواية (27310). وسنذكر الاختلاف على محمد بن عجلان هناك.

قال الترمذي: وحديث الليث أصحُّ من رواية ابن عجلان، وكذلك قال الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 229.

وأخرجه مالك أيضاً -كما في رواية أبي مصعب الزُّهري (2058) - عن الثقة عنده، عن بُكير بن عبد الله بن الأشجّ (وهو أخو يعقوب) عن بُسْر بن سعيد، به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10397) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(562) - عن عيسى بن حماد، أخبرني الليث، حدثني بُكير، عن سليمان بن يسار وبسر بن سعيد، قالا: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لدغتني عقرب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أما لو أنك قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامة من شرِّ ما خلق، لم يضرَّك ".

وسلف برقم (27120).

(1)

قوله: ذلك، ليس في (ظ 2) ولا (ق).

(2)

في (ظ 2) و (ق): منه.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف حجَّاج -وهو ابنُ أرطاة- والربيعِ بن مالك، قال البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 273 في الربيع بن مالك: لم يثبت حديثُه. ونقل الحافظ في "التعجيل" قول البخاري هذا ثم قال: وهو حديث صحيح (يعني حديثنا هذا) مخرَّج في الصحيح، لكن من =

ص: 90

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= طريق سعد بن أبي وقاص، عن خولة، وهو من رواية الأكابر عن الأصاغر، وإنما نفى البخاري ثبوته من جهة هذا الإسناد الخاصّ لكون الربيع لم يدرك خولة، وأظن أن ابن حبان لم يدرك مراد البخاري، فذكر الربيع (يعني في "المجروحين" 1/ 257) وقال: حديثه منكر، فما أدري ذلك منه، أو من حجاج، ولعله أشار إلى الانقطاع، والله أعلم.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (608) من طريق أبي معاوية (وهو محمد بن خازم)، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 133 وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه الربيع بن مالك، وهو ضعيف.

وسلف بإسناد صحيح بالحديث قبله، وهو الذي أشار إليه الحافظ كما تقدم.

وسيرد برقم (27311).

وانظر (27120).

ص: 91

‌حَدِيثُ خَوْلَةَ بِنْتِ قَيْسٍ امْرَأَةِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ

(1)

27124 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ أَبِي الْوَلِيدِ (2)، قَالَ: سَمِعْتُ خَوْلَةَ بِنْتَ قَيْسِ بْنِ قَهْدٍ (3) - وَكَانَتْ تَحْتَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ - تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، مَنْ أَصَابَهُ بِحَقِّهِ، بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَرُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِيمَا شَاءَتْ نَفْسُهُ مِنْ مَالِ اللهِ وَرَسُولِهِ، لَيْسَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا النَّارُ "(4).

(1) سبقت ترجمتها قريباً عند الرواية (27054)، ولم يرد قوله: امرأة حمزة بن عبد المطلب، في (ظ 6).

(2)

جاء في النسخ و (م): عن عبيد عن الوليد، وقد ضبب فوقها في (ظ 6)، وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه، كما هو في مصادر التخريج، وكتب الرجال، وانظر "التحفة" 11/ 300.

(3)

تحرف في (م) إلى: فهد.

(4)

حديث صحيح، وهو مكرر (27054) غير أن شيخ أحمد هنا: هو هاشم بن القاسم، وشيخه: هو الليث بن سعد، وشيخه: هو سعيد بن أبي سعيد المقبري، وكلهم ثقات.

وأخرجه البخاري في "تاريخه" 5/ 451، والترمذي (2374)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4889)، والطبراني في "الكبير" 24/ (578)، والمِزِّي في "تهذيبه"(ترجمة عبيد سنوطا)، من طرق عن الليث، بهذا الإسناد. =

ص: 92

27125 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ خَوْلَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا، فَقَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ فِيهِ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْهُ "(2).

= قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وأبو الوليد اسمه عبيد سنوطا. قلنا: وقد تحرف اسم: عبيد أبي الوليد في مطبوع الطبراني إلى: عبيد بن الوليد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3259)، والطبراني 24/ (577)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 64 من طريق أبي معشر، والطبراني في "الكبير" 24/ (579)، والبيهقي في "الشعب"(10304) من طريق محمد بن عمرو، كلاهما عن سعيد المقبري، به.

وخالف الرواةَ عن سعيد إسماعيلُ بنُ أمية -فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4886) - فرواه عن سعيد المقبري، عن خولة، به، منقطعاً.

ورواه مرة ثانية -فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4887) و (4888) - عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.

والصحيح قول الليث، عن سعيد، عن عُبيد، عن خولة، فيما قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 229 (مخطوط)، و 10/ 386 (مطبوع).

(1)

في (ظ 6): التامة.

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر (27120) سنداً ومتناً، وقد وقع هذا الحديث والذي يليه في مسند خولة بنت قيس، وهو وهم، فصحابيةُ الحديث هي خولة بنت حكيم.

ص: 93

27126 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ خَوْلَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ (1)

مِثْلَ ذَلِكَ (2).

(1) قوله: "يقول" ليس في (ظ 6).

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر سابقه، ومكرر (27121) سنداً ومتناً، وصحابية الحديث هي خولة بنت حكيم.

ص: 94

‌حَدِيثُ أُمِّ طَارِقٍ

(1)

27127 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أُمِّ طَارِقٍ مَوْلَاةِ سَعْدٍ، قَالَتْ: جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى سَعْدٍ، فَاسْتَأْذَنَ، فَسَكَتَ سَعْدٌ، ثُمَّ أَعَادَ، فَسَكَتَ سَعْدٌ، ثُمَّ عَادَ (2)، فَسَكَتَ سَعْدٌ، فَانْصَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: فَأَرْسَلَنِي إِلَيْهِ سَعْدٌ: أَنَّهُ (3) لَمْ يَمْنَعْنَا أَنْ نَأْذَنَ لَكَ إِلَّا أَنَّا أَرَدْنَا أَنْ تَزِيدَنَا. قَالَتْ: فَسَمِعْتُ صَوْتًا عَلَى الْبَابِ يَسْتَأْذِنُ وَلَا أَرَى شَيْئًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ أَنْتِ؟ " قَالَتْ: أُمُّ مِلْدَمٍ، قَالَ:" لَا مَرْحَبًا بِكِ، وَلَا أَهْلًا، أَتُهْدَينَ إِلَى أَهْلِ قُبَاءٍ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ:" فَاذْهَبِي إِلَيْهِمْ "(4).

(1) قال السندي: أم طارق: مولاة سعد بن عبادة الأنصاري، سيد الخزرج.

(2)

في (ظ 6) و (ق): أعاد.

(3)

في (ظ 2) و (ق): ثم إنه.

(4)

إسناده ضعيف لجهالة جعفر بن عبد الرحمن الأنصاري، فقد انفرد بالرواية عنه الأعمش، ولم يُؤثر توثيقُه عن غير ابن حبان، وهو من رجال "التعجيل"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ صحابيه الحديث أمِّ طارق مولاة سعد -وهو ابن عُبادة- فليس لها رواية في الكتب الستة. يعلى بنُ عبيد: هو الطنافسي، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 8/ 303، وابن أبي عاصم في "الآحاد =

ص: 95

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والمثاني" (3451)، والطبراني في "الكبير" 25/ (349)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 158 من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 196 مختصراً من طريق عبد الواحد بن زياد، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3450)، والطبراني في "الكبير" 25/ (348) من طريق أبي إسحاق الفزاري، كلاهما عن الأعمش، به. وأشار إلى رواية أبي إسحاق البخاريُّ في "التاريخ الكبير" 2/ 196.

واختلف فيه على الأعمش:

فرواه جرير -كما عند البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 196 - 197، والطبراني في "الكبير" 25/ (350) - عن الأعمش، عن جعفر بن يزيد، عن أمِّ طارق.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 226: وقول جرير أشبهُ بالصواب.

وسئل الدارقطني عن جعفر بن يزيد هذا، فقال: لا أعرفه.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/ 306، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجاله ثقات!

وسلف نحو قصة الحمَّى من حديث جابر برقم (14393) من طريق الأعمش، عن أبي سفيان، عنه، والأعمش يدلِّسُ عن أبي سفيان -وهو طلحة بن نافع- وأبو سفيان حديثه عن جابر صحيفة.

قال السندي: قولها: فاستأذن، أي: بالسلام في الدخول إلى البيت، فلذلك قال سعد: أردنا أن تزيدنا، يعني من السلام.

"من أنت": يحتمل كسر التاء على خطاب المؤنث، وفتحها على خطاب الشخص، بناء على أن الذي على الباب لم يكن معلوماً عند الاستفهام.

أمُّ مِلْدَم: ضبط بكسر الميم، وسكون اللام، وفتح الدال، وهي كنية الحُمَّى.

"أتُهْدَيْنَ": على بناء المفعول، أي: أَأُرسلتِ.

ص: 96

‌حَدِيثُ امْرَأَةِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ

(1)

27128 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي جَدَّتِي، يَعْنِي امْرَأَةَ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ - قَالَ عَفَّانُ: عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ أَبِيهِ امْرَأَةِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ - أَنَّ رَافِعًا رُمِيَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ أو (2) يَوْمَ خَيْبَرَ - قَالَ: أَنَا أَشُكُّ - بِسَهْمٍ فِي ثَنْدُوَتِهِ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، انْزِعِ السَّهْمَ، قَالَ:" يَا رَافِعُ، إِنْ شِئْتَ نَزَعْتُ السَّهْمَ وَالْقُطْبَةَ جَمِيعًا، وَإِنْ شِئْتَ نَزَعْتُ السَّهْمَ وَتَرَكْتُ الْقُطْبَةَ، وَشَهِدْتُ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّكَ شَهِيدٌ ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَلْ انْزِعِ السَّهْمَ، وَدَعِ الْقُطْبَةَ، وَاشْهَدْ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنِّي شَهِيدٌ. قَالَ: فَنَزَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم السَّهْمَ، وَتَرَكَ الْقُطْبَةَ (3).

(1) امرأة رافع بن خَدِيج: هي أمُّ عبد الحميد، لها صحبة.

(2)

في (ق) و (م): ويوم، والمثبت من (ظ 6) و (ظ 2).

(3)

إسناده حسن، يحيى بن عبد الحميد بن رافع بن خَدِيج من رجال "التعجيل"، وثَّقه ابن معين، وعمرو بنُ مرزوق -وهو الواشحي- ترجم له في "التهذيب" وفروعه تمييزاً، وقال ابن معين: لا بأس به، وامرأةُ أبي رافع -وهي أم عبد الحميد- ذكرها الحافظ في "الإصابة"، وقال: ذكرها الباوَرْدي في "الصحابة". وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. الحسن بن موسى: هو الأشيب، وعفان: هو ابن مسلم الصفار.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4242) من طريق الحجَّاج بن منهال، =

ص: 97

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأبي الوليد الطيالسي، ومحمد بن كثير، ثلاثتُهم عن عمرو بن مرزوق، بهذا الإسناد، وزاد فيه قصة موت رافع بن خَدِيج.

ورواه محمد بن طلحة بن عبد الرحمن الطويل، واختلف عليه فيه:

فرواه إبراهيم بن المنذر -كما عند البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 28 - عنه، عن حسين بن ثابت بن أنس بن ظهير وعن أخته سعدى بنت ثابت، عن أبيهما، عن جدِّهما، قال: لما كان يوم أحد حضر رافع مع النبي صلى الله عليه وسلم

فذكر نحوه، والحسينُ بن ثابت بن أنس وأبوه مجهولان، كما في "الجرح والتعديل" 3/ 48 و 449.

ورواه يعقوب بن كاسب -كما عند الطبراني في "الكبير"(4241) - عنه، فقال: عن عبد الله بن حسين -وهو ابن ثابت بن أنس بن ظهير- عن أبيه، عن جدّه، عن رافع بن خديج، أنه خرج يومَ أُحد، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم ردَّه، فاستصغره

وذكر نحوه. وعبد الله بن حسين بن ثابت لم نقع له على ترجمة.

ورواه عثمان بن يعقوب العثماني -كما عند الطبراني في "الكبير"(569) - عنه، فقال: حدثنا بشير بن ثابت بن أسيد بن ظهير وأخته سعدى بنت ثابت، عن أبيهما، عن جدهما أسيد بن ظهير، به.

ومحمد بن طلحة قال أبو حاتم: محلُّه الصدق، يُكتب حديثُه، ولا يُحتجُّ به، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/ 185 - 186 و 9/ 346 وقال في الموضع الأول: رواه أحمد، وامرأة رافع لم أعرفها، وبقية رجاله ثقات. وقال في الموضع الثاني: رواه الطبراني، وامرأة رافع إن كانت صحابية، وإلا فإني لم أعرفها. وبقية رجاله ثقات.

قال السندي: قوله: في ثَنْدُوَتِه، بفتح مثلثة، وسكون نون، وضم دال، آخره واو، أو بضم المثلثة وآخره همزة، وهي للرجل كالثَّدي للمرأة.

والقطبة: ضبط بضم فسكون، أي: نصل السهم.

ص: 98

‌حَدِيثُ بُقَيْرَةَ

(1)

27129 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ بُقَيْرَةَ (2) امْرَأَةَ الْقَعْقَاعِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ، تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ: " إِذَا سَمِعْتُمْ بِجَيْشٍ قَدْ خُسِفَ بِهِ قَرِيبًا، فَقَدْ أَظَلَّتِ السَّاعَةُ "(3).

(1) قال السندي: بُقيرة: ضبط بضم الباء الموحدة على لفظ التصغير، وذكرها ابن حبان في باب الباء، وفي باب النون، وهي امرأة القعقاع بن أبي حدرد الأسلمي، ذكرها ابن أبي خيثمة وقال: لا أدري أسلميّة هي أم لا؟

(2)

في (ظ 6): نقيرة.

(3)

إسناده ضعيف، ابنُ إسحاق -وهو محمد- وإن صرَّح بسماعه من محمد بن إبراهيم التيمي عند الحميدي، إلا أنه تفرَّد به، وفي بعض ما تفرَّد به، نكارة فيما قاله الذهبي في "الميزان". ثم إنه اختُلف عليه فيه:

فرواه سفيان بن عيينة -كما في هذه الرواية- عنه، عن محمد بن إبراهيم التيمي، قال: سمعت بُقَيرة

ورواه سَلَمة بنُ الفضل، وهو الأبرش -كما في الرواية (27130) - عنه، فقال: عن محمد بن عمرو بن عطاء -وهو العامري- عن بُقيرة امرأة القعقاع. وسلمة بنُ الفضل، وإن كان ضعيفاً إلا أنه قوي في المغازي، وهو صاحب ابن إسحاق، وبُقيرة صحابية الحديث ذكرها ابن حبان في "الثقات" 3/ 38، ثم ذكرها في حرف النون 3/ 424، وذكرها الحافظ في "التعجيل" و"الإصابة".

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 41 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. =

ص: 99

27130 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ بُقَيْرَةَ (1) امْرَأَةِ الْقَعْقَاعِ، قَالَتْ: إِنِّي لَجَالِسَةٌ فِي صُفَّةِ النِّسَاءِ، فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ وَهُوَ يُشِيرُ بِيَدِهِ الْيُسْرَى، فَقَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِذَا سَمِعْتُمْ بِخَسْفٍ هَاهُنَا قَرِيبًا، فَقَدْ أَظَلَّتِ السَّاعَةُ "(2).

= وأخرجه الحميدي (351)، والطبراني في "الكبير" 24/ (522) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/ 9 وقال: رواه أحمد والطبراني وفيه ابن إسحاق، وهو مدلس، وبقية رجال أحد إسنادي أحمد رجال الصحيح.

وفي باب الخسف عند اقتراب الساعة عن صُحَار العبدي مرفوعاً: "لا تقوم الساعة حتى يخسف بقبائل

" سلف برقم (15956)، وإسناده ضعيف.

وعن حذيفة بن أسيد مرفوعاً: "إن الساعة لن تقوم حتى تروا عشر آيات: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب

"، سلف برقم (16143) وإسناده صحيح.

وانظر حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11620).

(1)

في (ظ 6): نقيرة.

(2)

إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الحديث الذي قبله.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3466) من طريق إسحاق بن إبراهيم الرازي، بهذا الإسناد. وسقط من مطبوعه "سلمة بن الفضل".

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (523) من طريق الحسين بن عيسى بن ميسرة، عن سلمة بن الفضل، به.

وأخرجه الطبراني 24/ (523) أيضاً (جمعها إلى الطريق السابقة) من طريق أبي شهاب عبد ربه بن نافع الحناط، عن محمد بن إسحاق، به.

وانظر ما قبله.

ص: 100

‌حَدِيثُ أُمِّ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمرِو بْنِ الْأَحْوَصِ

(1)

27131 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدٌ - يَعْنِي ابْنَ عَطَاءٍ -، عَنْ يَزِيدَ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي زِيَادٍ - عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ الْأَزْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي: أَنَّهَا رَأَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْمِي جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي، وَخَلْفَهُ إِنْسَانٌ يَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ أَنْ يُصِيبُوهُ بِالْحِجَارَةِ، وَهُوَ يَقُولُ:" أَيُّهَا النَّاسُ، لَا يَقْتُلْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَإِذَا رَمَيْتُمْ، فَارْمُوا بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ ". ثُمَّ أَقْبَلَ، فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ ابْنِي هَذَا ذَاهِبُ الْعَقْلِ، فَادْعُ اللهَ لَهُ، قَالَ لَهَا:" ائْتِينِي بِمَاءٍ ". فَأَتَتْهُ بِمَاءٍ فِي تَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ، فَتَفَلَ فِيهِ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ (2)، ثُمَّ دَعَا فِيهِ، ثُمَّ قَالَ:" اذْهَبِي، فَاغْسِلِيهِ بِهِ، وَاسْتَشْفِي اللهَ عز وجل ". فَقُلْتُ لَهَا: هَبِي لِي مِنْهُ قَلِيلًا لِابْنِي هَذَا، فَأَخَذْتُ مِنْهُ قَلِيلًا بِأَصَابِعِي، فَمَسَحْتُ بِهَا شِقَّةَ ابْنِي، فَكَانَ مِنْ أَبَرِّ (3) النَّاسِ، فَسَأَلْتُ الْمَرْأَةَ بَعْدُ مَا فَعَلَ ابْنُهَا؟ قَالَتْ: بَرِئَ أَحْسَنَ بَرْءٍ (4).

(1) أم سليمان بن عمرو بن الأحوص هي أم جندب الأزدَّية، وقد سلف لها نحو هذا الحديث مختصراً برقم (27110) وما بعده.

(2)

في (ظ 2) و (ق): وغسل فيه وجهه.

(3)

في (ظ 2) و (ق): أبرأ.

(4)

حسن لغيره دون قوله: "فأتته بماءٍ

إلخ"، وهذا إسناد ضعيف =

ص: 101

27132 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْمِي جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ يَوْمَ النَّحْرِ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي، وَهُوَ يَقُولُ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَا يَقْتُلَنَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَإِذَا رَمَيْتُمُ الْجِمَارَ، فَارْمُوا بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ ". قَالَتْ: فَرَمَى سَبْعًا، ثُمَّ انْصَرَفَ وَلَمْ يَقِفْ، قَالَتْ: وَخَلْفَهُ رَجُلٌ يَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَقَالُوا: هُوَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ (1).

= لضعف يزيد بن عطاء ويزيد بن أبي زياد الهاشمي، ولجهالة حال سليمان بن عمرو بن الأحوص.

وانظر (16087).

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

وانظر (16087) وما بعده.

ص: 102

‌حَدِيثُ سَلْمَى بِنْتِ قَيْسٍ

(1)

27133 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلِيطُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ سَلْمَى بِنْتِ قَيْسٍ - وَكَانَتْ إِحْدَى خَالَاتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ صَلَّتْ مَعَهُ الْقِبْلَتَيْنِ، وَكَانَتْ إِحْدَى نِسَاءِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ - قَالَتْ: جِئْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَايَعْتُهُ فِي نِسْوَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَلَمَّا شَرَطَ عَلَيْنَا أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا نَسْرِقَ وَلَا نَزْنِيَ، وَلَا نَقْتُلَ أَوْلَادَنَا، وَلَا نَأْتِيَ بِبُهْتَانٍ نَفْتَرِيهِ بَيْنَ أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا، وَلَا نَعْصِيَهُ فِي مَعْرُوفٍ، قَالَتْ (2): قَالَ: " وَلَا تَغْشُشْنَ أَزْوَاجَكُنَّ ". قَالَتْ: فَبَايَعْنَاهُ، ثُمَّ انْصَرَفْنَا، فَقُلْتُ لِامْرَأَةٍ مِنْهُنَّ: ارْجِعِي فَاسْأَلِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَا غِشُّ أَزْوَاجِنَا؟ قَالَتْ: فَسَأَلَتْهُ، فَقَالَ: " تَأْخُذُ

(1) سلمى بنت قيس -وهو ابن عمرو بن عبيد- ذكرها ابن الأثير في "أسد الغابة" وقال: تكنى أمَّ المنذر، أخت سَلِيط بن قيس، وهي إحدى خالات النبي صلى الله عليه وسلم من جهة أبيه، وكذا قال الحسيني في "الإكمال" ص 624، وتبعه الحافظ في "التعجيل" ص 557، وقال في "الإصابة" (ونقله عنه السندي): سلمى بنت قيس الأنصارية النجارية تكنى أمَّ المنذر، وهي بكنيتها أشهر، وهي أخت سَلِيط ابن قيس. قلنا: وأمَّا أمُّ المنذر فهي مترجمة في "التهذيب"، قال الترمذي -فيما نقله عنه المزي في "تهذيب الكمال"-: هي أم المنذر بنت قيس بن عمرو بن عبيد، ويقال: هي سلمى بنت قيس أخت سليط بن قيس، من بني مازن بن النجار، والله أعلم.

(2)

في (ظ 2) و (ق) و (م): قال، والمثبت من (ظ 6).

ص: 103

مَالَهُ، فَتُحَابِي بِهِ غَيْرَهُ " (1).

(1) إسناده ضعيف، سَلِيط بنُ أيوب بن الحكم بن سليم روى عنه اثنان، ولم يُؤثر توثيقُه عن غير ابنِ حبان، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، وأمُّه لم نقف لها على ترجمة، إلا ما أشار إليه الحافظ في "التعجيل" في ترجمة سلمى، قالا: روت عنها أمُّ سَلِيط. ثم أنه قد اختُلف فيه على ابن إسحاق:

فرواه أحمد -كما في هذه الرواية- وأبو يعلى (7070) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (751) من طريق أحمد بن محمد بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن سَلِيط بن أيوب بن الحكم بن سليم، وقال: عن أمِّه سلمى بنت قيس.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 149 - 150 من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، به، يعني قال فيه: عن أمِّه، عن سلمى بنت قيس.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (752) من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق أيضاً غير أنه قال فيه: عن أمه سلمى بنت قيس.

وأخرجه أحمد -كما سيرد برقم (27375) - عن محمد بن عُبيد الطنافسي، عن محمد بن إسحاق، عن رجل من الأنصار، عن أمه سلمى بنت قيس. وقال ابن أبي عاصم -كما سنذكر في تخريجها-: ورواه سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق، عن سَلِيط بن أيوب، عن أمِّ الحكم، عن سلمى بنت قيس.

وأخرجه ابن إسحاق في "المغازي" -فيما ذكر الحافظ في "الإصابة" عن سليط بن أيوب بن الحكم، عن أبيه، عن جدته سلمى بنت قيس أم المنذر.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/ 38 وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجاله ثقات.

وفي باب بيعة النساء انظر حديث أم عطية السالف برقم (20796)، وحديث عبادة بن الصامت السالف برقم (22668)، وانظر تتمة أحاديث الباب عند حديث أم عطية.

قال السندي: قوله: "لا تغششن أزواجكن" مِن غَشَّه: إذا تركَ نُصْحَه. =

ص: 104

‌حَدِيثُ إِحْدَى نِسْوَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

27134 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ - يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ - عَمَّا يَقْتُلُ الْمُحْرِمُ مِنَ الدَّوَابِّ، فَقَالَ: أَخْبَرَتْنِي إِحْدَى نِسْوَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ أَمَرَ بِقَتْلِ الْفَأْرَةِ، وَالْعَقْرَبِ، وَالْكَلْبِ الْعَقُورِ، وَالْحُدَيَّا، وَالْغُرَابِ (1).

= "فتُحابي به غيره": من المحاباة، أي: تعطي.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرّر (26857) سنداً ومتناً.

ص: 105

‌حَدِيثُ لَيْلَى بِنْتِ قَانِفٍ الثَّقَفِيَّةِ

(1)

27135 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي نُوحُ بْنُ حَكِيمٍ الثَّقَفِيُّ - وَكَانَ قَارِئًا لِلْقُرْآنِ - عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ يُقَالُ لَهُ: دَاوُدُ، قَدْ وَلَّدَتْهُ أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ زَوْجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنْ لَيْلَى ابْنَةِ قَانِفٍ الثَّقَفِيَّةِ، قَالَتْ: كُنْتُ فِيمَنْ غَسَّلَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ وَفَاتِهَا، وَكَانَ أَوَّلُ مَا أَعْطَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْحِقَاءَ، ثُمَّ الدِّرْعَ، ثُمَّ الْخِمَارَ، ثُمَّ الْمِلْحَفَةَ، ثُمَّ أُدْرِجَتْ بَعْدُ فِي الثَّوْبِ الْآخِرِ، قَالَتْ: وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ (2) عِنْدَ الْبَابِ مَعَهُ كَفَنُهَا، يُنَاوِلُنَاهُ ثَوْبًا ثَوْبًا (3).

(1) قال السندي: ليلى بنت قانف الثقفية، قانف بقاف، ثم نون، ثم فاء.

(2)

قولها: جالس، ليس في (م).

(3)

إسناده ضعيف لجهالة نوح بن حكيم الثقفي، إذ لم يرو عنه سوى محمد بن إسحاق، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يروي المقاطيع، وقال الذهبي: لا يُعرف، وقال الحافظ مجهول. وأما الرجل الذي يقال له: داود من بني عروة بن مسعود، وولدته أم حبيبة بنت أبي سفيان، فذكر المزِّي في "تهذيبه": أن الظاهر أنه داود بن أبي عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي أخو عبد الملك بن أبي عاصم، وجزم به الحافظ، وقال: وقد نصَّ البخاري [في "التاريخ الكبير" 3/ 230] على أن داود الذي روى عنه نوح بن حكيم هو داود بن أبي عاصم. قلنا: لكن ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" 5/ 53 لم يجزم بأنه هو، وقال: وموجب التوقف في ذلك هو أنه وُصف الذي في الإسناد بأنه ولدته أم حبيبة، وأم حبيبة رضي الله عنها إنما كانت لها بنت =

ص: 106

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= واحدة قدمت بها من أرض الحبشة كانت ولدتها بها من زوجها -كان- عبيد الله بن جحش بن رئاب المفتتن بدين النصرانية المتوفى عنها هناك، واسم هذه البنت حبيبة، فلو كان زوج حبيبة هذه أبا عاصم بن عروة بن مسعود أمكن أن يقال: أن داود المذكور ابنه منها، فهو حفيد لأم حبيبة، وهذا لا نقل به ولا تحقق له، بل المنقول خلافه، وهو أن زوج حبيبة هذه هو داود بن عروة بن مسعود، كذا قال أبو علي بن السكن وغيره. فداود الذي لأم حبيبة عليه ولادة، ليس داودَ بن أبي عاصم بن عروة بن مسعود، إذ ليس أبو عاصم زوجاً لحبيبة، ولا هو بداود بن عروة بن مسعود الذي هو زوج حبيبة، فإنه لا ولادة لأم حبيبة عليه، فالله أعلم من هو، فالحديث من أجله ضعيف. قلنا: وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق، فقد روى له مسلم متابعة، وأصحاب السنن، وهو حسن الحديث، وغير صحابيّته، فقد روى لها أبو داود.

وأخرجه أبو داود (3157)، والبيهقي في "معرفة السنن" 5/ 243 - 244، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 259 - 260، والمِزِّي في "تهذيب الكمال"(ترجمة نوح بن حكيم) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "الأوسط" 1/ 19، والطبراني في "الكبير" 25/ (46)، وفي "الأوسط"، (2529)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 4/ 6 - 7، وفي "الصغرى"(1041) من طريق يعقوب، به.

وقال الطبراني في "الأوسط": لا يروى هذا الحديث عن ليلى بنت قانف إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به محمد بن إسحاق.

وقد سلف نحو هذا لزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث أمِّ عطية برقم (20790) و (20795)، وسيرد برقم (27297)، وهو حديث صحيح.

ص: 107

‌حَدِيثُ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ

27136 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ سُحَيْمٍ، عَنْ أُمَيَّةَ بِنْتِ أَبِي الصَّلْتِ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ - وَقَدْ سَمَّاهَا لِي - قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ، فَقُلْنَا لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ أَرَدْنَا أَنْ نَخْرُجَ مَعَكَ إِلَى وَجْهِكَ هَذَا - وَهُوَ يَسِيرُ إِلَى خَيْبَرَ - فَنُدَاوِيَ الْجَرْحَى، وَنُعِينَ الْمُسْلِمِينَ بِمَا اسْتَطَعْنَا، فَقَالَ:" عَلَى بَرَكَةِ اللهِ ". قَالَتْ: فَخَرَجْنَا مَعَهُ، وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةً، فَأَرْدَفَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى حَقِيبَةِ رَحْلِهِ. قَالَتْ: فَوَاللهِ لَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الصُّبْحِ، فَأَنَاخَ، وَنَزَلْتُ عَنْ حَقِيبَةِ رَحْلِهِ، وَإِذَا بِهَا دَمٌ مِنِّي، فَكَانَتْ أَوَّلَ حَيْضَةٍ حِضْتُهَا. قَالَتْ: فَتَقَبَّضْتُ إِلَى النَّاقَةِ، وَاسْتَحْيَيْتُ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا بِي، وَرَأَى الدَّمَ، قَالَ:" مَا لَكِ لَعَلَّكِ نُفِسْتِ؟ ". قَالَتْ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ:" فَأَصْلِحِي مِنْ نَفْسِكِ، وَخُذِي إِنَاءً مِنْ مَاءٍ، فَاطْرَحِي فِيهِ مِلْحًا، ثُمَّ اغْسِلِي مَا أَصَابَ الْحَقِيبَةَ مِنَ الدَّمِ، ثُمَّ عُودِي لِمَرْكَبِكِ ". قَالَتْ: فَلَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ، رَضَخَ لَنَا مِنَ الْفَيْءِ، وَأَخَذَ هَذِهِ الْقِلَادَةَ الَّتِي تَرَيْنَ فِي عُنُقِي. فَأَعْطَانِيهَا، وَجَعَلَهَا بِيَدِهِ فِي عُنُقِي، فَوَاللهِ لَا تُفَارِقُنِي أَبَدًا، قَالَ: وَكَانَتْ فِي عُنُقِهَا حَتَّى مَاتَتْ، ثُمَّ أَوْصَتْ أَنْ تُدْفَنَ مَعَهَا، فَكَانَتْ لَا تَطْهُرُ مِنْ حَيْضَةٍ، إِلَّا جَعَلَتْ

_________

ص: 108

فِي طَهُورِهَا مِلْحًا، وَأَوْصَتْ بِهِ (1) أَنْ يُجْعَلَ فِي غُسْلِهَا حِينَ مَاتَتْ (2).

(1) قوله: به، ليس في (م).

(2)

إسناده ضعيف لجهالة أمية بنت أبي الصَّلْت -وهي الغِفاريَّة، ويقال لها: آمنة- إذ لم يرو عنها سوى سليمان بن سُحَيْم، وقال الحافظ: لا يُعرف حالُها. ثم أنه قد اختُلف فيه على سليمان، كما سيرد في التخريج. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، غير محمد بنِ إسحاق، فقد روى له مسلم متابعة، وأصحابُ السنن، وهو حسن الحديث. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزُّهري.

وأخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" 2/ 848 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد- ولم يسق لفظه.

وأخرجه أبو داود (313)، والخطيب في "التلخيص" 2/ 847، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 31 و 437 من طريق يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، به.

واختلف فيه على سليمان:

فأخرجه الواقدي في "المغازي" 2/ 685 - ومن طريقه ابن سعد 8/ 293، والخطيب في "التلخيص" 2/ 848 - عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي سَبْرة، عن سليمان بن سُحَيْم، عن أمِّ علي بنت الحكم، عن أمية بنت قيس أبي الصَّلْت الغِفارية قالت: جئتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم .. فزاد في الإسناد أمِّ علي بنت الحكم. وجعل الصحابية أميةَ بنت قيس. والواقديُّ وابن أبي سَبْرة متروكان، وقد نبَّه على ذلك الخطيبُ في "التلخيص".

وفي باب اصطحاب النساء في الغزو لمداواة المرضى والجرحى: عن أمِّ عطية، سلف برقم (20789)، وإسناده صحيح.

وعن امرأة، سلف برقم (22332).

وعن الرُّبَيِّع بنت معوِّذ، سلف (27017). =

ص: 109

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وفي باب كيفية الغُسل من الحيض عن عائشة، سلف برقم (24907)، وإسنادُه صحيح، وليس فيه ذكر الملح.

قال السندي: قولها: على حقيبة رحله، الحقيبة: الزيادة التي تجعل في مؤخِّرة القَتَب، وبالجملة فقد كان مؤخر الرحل حجاباً بين النبي صلى الله عليه وسلم وبينها، فلا إشكال، والله أعلم.

ص: 110

‌حَدِيثُ سَلَامَةَ ابْنَةِ الْحُرِّ

(1)

27137 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ غُرَابٍ، عَنِ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا: عَقِيلَةُ، عَنْ سَلَامَةَ بْنَتِ الْحُرِّ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَقُومُونَ سَاعَةً لَا يَجِدُونَ إِمَامًا يُصَلِّي بِهِمْ "(2).

27138 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، قَالَ: حَدَّثَتْنَا امْرَأَةٌ يُقَالُ لَهَا طَلْحَةُ، مَوْلَاةُ بَنِي فَزَارَةَ، عَنْ مَوْلَاةٍ لَهُمْ يُقَالُ لَهَا عَقِيلَةُ

(1) قال السندي: سلامة ابنة الحُر، فَزاريّة، وقيل: أزديّة، وقيل غير ذلك.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة حالِ كلٍّ من أمِّ غُراب -وهي طلحةُ مولاةُ بني فَزارة- وعَقِيلةَ، فقد قال الحافظ في كلٍّ منهما: لا يعرف حالُها. وكيع: هو ابن الجرّاح.

وأخرجه المِزِّي في "تهذيب الكمال" 35/ 204 في ترجمة سلامة بنت الحُرّ من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابنُ سعد في "طبقاته" 8/ 309، وعبد بن حُميد في "المنتخب"(1566)، وابنُ ماجه (982)، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3416)، والطبراني في "الكبير" 24/ (783)، وابنُ الأثير في "أسد الغابة" 7/ 145 من طريق وكيع، به.

وانظر ما بعده.

قال السندي: قوله: "لا يجدون إماماً"، لكثرة الجهل.

ص: 111

عَنْ سَلَامَةَ بْنَتِ الْحُرِّ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ، أَوْ فِي شِرَارِ الْخَلْقِ، أَنْ يَتَدَافَعَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ، لَا يَجِدُونَ إِمَامًا يُصَلِّي بِهِمْ (1) "(2).

(1) في (ظ 6): لهم.

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرَّر سابقه، غير أنَّ شيخ أحمد هنا هو إسماعيل بن محمد بن جبلة أبو إبراهيم المعقب، وهو من رجال "التعجيل"، وقد سلف الكلام عنه في الحديث (942)، وشيخه: هو مروان بن معاوية الفَزَاري، وكلاهما ثقة.

وأخرجه أبو داود (581)، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3417)، والطبراني 24/ (784)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/ 129 من طرق عن مروان، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

ص: 112

‌حَدِيثُ أُمِّ كُرْزٍ الْكَعْبِيَّةِ

(1)

27139 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سِبَاعِ بْنِ ثَابِتٍ، سَمِعْتُ (2) مِنْ أُمِّ كُرْزٍ الْكَعْبِيَّةِ الَّتِي تُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِالْحُدَيْبِيَةِ، وَذَهَبْتُ أَطْلُبُ مِنَ اللَّحْمِ:" عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ، لَا يَضُرُّكُمْ ذُكْرَانًا كُنَّ أَوْ إِنَاثًا ". قَالَتْ: وَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَقِرُّوا الطَّيْرَ عَلَى مَكِنَاتِهَا "(3).

(1) قال السندي: أمُّ كُرْز الكعبية، هي خزاعية، ثم كعبية، والمراد بالكعبية: المكية، أسلمت يوم الحديبية والنبي صلى الله عليه وسلم يقسم لحوم بُدْنه.

(2)

في (ظ 6): سمعه.

(3)

حديثٌ صحيحٌ لغيره دون قوله: "أَقِرُّوا الطَّيْرَ على مَكِناتِها". وهذا إسنادٌ وهم فيه سفيان بنُ عُيينة، كما نبَّه على ذلك الإمام أحمد عقب الرواية (27142)، فقال: سفيان يهمُ في هذه الأحاديث، عُبيد الله سمعها من سِبَاع بن ثابت.

قلنا: وسِبَاع بنُ ثابت، مختلفٌ في صحبته وهو حليفُ بني زُهرة، تفرَّدَ بالرواية عنه عُبيد الله بنُ أبي يزيد المكِّي، وذكره ابنُ حِبَّان في ثقات التابعين، وعدَّه البغوي وابنُ قانع في الصحابة، وقد أخرجا له حديثه الآتي بعد هذه الرواية وفيه: سمعت أهل الجاهلية يطوفون

قال الحافظ في "تهذيب التهذيب"(في ترجمة سِباع): فيكون من المخضرمين، بل من الصحابة لمعنى ذكرته في كتابي "الصحابة". قلنا: ذكره في الإصابة. في القسم الأول وقال: =

ص: 113

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وجه الدَّلالة من هذا على صحبته ما تقدَّم أنه لم يَبْقَ بمكَّة قرشي إلا شهد حَجَّةَ الوداع مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وهذا قرشيٌّ قد أدركَ الجاهلية، وبقي بعد ذلك حتى سمع منه عبيد الله بن أبي يزيد، وهو من صغار التابعين. قلنا: لكن الذهبي قال في "الميزان": لا يكاد يعرف! وقد ذكره أيضاً في "التجريد"، وقال: أنه أدرك الجاهلية.

قلنا: وقد رواه قُتيبة -فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 165، وفي "الكبرى"(4543) - عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، إلا أنه لم يقل: عن أبيه!

ورواه حمَّاد بنُ زيد -كما سيرد في الرواية (27143) - وابنُ جُريج -كما سيرد في الرواية (27373) - كلاهما عن عُبيد الله بن أبي يزيد، عن سِبَاع بن ثابت، عن أمِّ كُرْز، به.

وأخرجه الشافعيُّ في "السنن"(409)، والحميدي (345)، وابن أبي شيبة 8/ 237 - 238، وأبو داود (2835)، وابن ماجه (3162)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3279)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1040)، وابنُ حبان (5312)، والطبراني في "الكبير" 25/ (406)، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 218، والحاكم 4/ 237 - 238، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 94، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/ 300 - 301، وفي "السنن الصغير"(1845)، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/ 315، والبغوي في "شرح السنة"(2818)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 383 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، وفي حديث العقيقة. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، وأشار إلى أن أبا داود والنسائي أخرجاه.

وحديث العقيقة فيه، له شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6713) بإسناد حسن، وذكرنا شواهده عند الرقم (6737) فيصحُّ بها.

وقوله: "أقِرُّوا الطير على مَكِنَاتها"، أخرجه الشافعي (410) والحميدي =

ص: 114

27140 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سِبَاعِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ يَطُوفُونَ وَهُمْ يَقُولُونَ:

الْيَوْمُ قَرْنَا عَيْنَا

بِقَرْعِ (1) الْمَرْوَتَيْنَا (2)

27141 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سِبَاعِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أُمِّ كُرْزٍ الْكَعْبِيَّةِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

= (347)، وأبو داود (2835)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3284)، وابن حبان (6126)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/ 311 وفي "الصغير"(1845)، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/ 315 والبغوي في "شرح السنة"(2818) من طريق سفيان، به.

وأخرجه الطيالسي (1634)، والطبراني في "الكبير" 25/ (407)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 95، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/ 311 من طريق سفيان، به، ولم يذكروا فيه: عن أبيه!

والنَّهْيُ عن الطِّيَرَةِ ثابت من حديث أنس، وقد سلف برقم (12179)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

قال الشافعي في "السنن" 2/ 64: وكان العرب إذا لم تر طائراً سانحاً، فرأى طيراً في وكره، حرّكه من وكره ليطيّره، لينظر أيسلك طريق الأشائم، أو طريق الأيامن، فيُشبه قول النبي صلى الله عليه وسلم:"أقِرُّوا الطير على مَكِناتها"، أي: لا تُحرِّكوها؛ فإنَّ تحريكَها وما تعملون به من الطِّيرة لا يصنعُ شيئاً، وإنما يصنعُ فيما تتوجَّهون له قضاءُ الله عز وجل.

قال السندي: قولها: من اللحم، أي: لحم البُدْن.

"عن الغلام شاتان": أي: في العقيقة.

(1)

في (ظ 2) و (ق) و (م): نقرع، والمثبت من (ظ 6).

(2)

أثرٌ في إسناده وهم، كما بيَّنَّا ذلك في الرواية (27139).

وأخرجه ابن قانع في "معجمه" 1/ 322 من طريق سفيان، بهذا الإسناد.

ص: 115

- وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ -: " ذَهَبَتِ النُّبُوَّةُ وَبَقِيَتِ الْمُبَشِّرَاتُ "(1).

27142 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أُمِّ كُرْزٍ الْكَعْبِيَّةِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ مُكَافَأَتَانِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ "(2).

(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد وهمَ فيه سفيان، كما بَيَّنَّا ذلك في الرواية (27139).

وأخرجه الحُميدي (348)، والدارميّ (2138)، وابنُ ماجه (3896)، والطبري في "تفسيره"(17732)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2179)، وابنُ حبان (6047)، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 5/ 57، والمِزِّي في "تهذيب الكمال" 10/ 200 في ترجمة سِباع بن ثابت من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد. قال الحميدي: وكان سفيان يحدِّث بهذا عن عبيد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً زماناً، ثم حدَّث به عن أبيه، عن سِباع، عن أمِّ كُرْز، وذكر أنه كان يترك إسنادَه حتى أثبته بعد.

وله شاهدٌ من حديث ابن عباس، سلف برقم (1900)، وإسناده صحيح.

وآخر من حديث أبي هريرة، سلف برقم (8313)، وإسناده صحيح.

وثالث من حديث أبي الطفيل، سلف برقم (23795).

ورابع من حديث عائشة، سلف برقم (24977).

(2)

حديث صحيح لغيره، حَبِيبَةُ بنتُ مَيْسَرة تَفَرَّد عنها مولاها عطاء -وهو ابنُ أبي رباح- وذكرها ابنُ حِبَّان في "الثقات"، قلنا: فهي في عداد المجهولين، لكنها قد تُوبعت بِسباع بن ثابت، كما في الرواية (27139). ثم إنه اختُلف فيه على عطاء:

فرواه عمرو بنُ دينار -كما في هذه الرواية- وابنُ جريج -كما سيرد =

ص: 116

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= في الرواية (27372) - ومحمد بنُ إسحاق -فيما أخرجه ابن سعد 8/ 294 - 295، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3281)، والطبراني في "الكبير" 25/ (402)، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 220 - ثلاثتهم عن عطاء، بهذا الإسناد.

ورواه حَجَّاج بنُ أَرْطاة، عن عطاء، واختُلف عليه كذلك:

فرواه حَبيب بن إبراهيم وهُشيم -فيما أخرجه الدارقطني 5/ ورقة 220 - عن حجَّاج، عن عطاء، به.

وخالفهما سلام بن أبي مطيع ويزيد بن زريع -فيما أخرجه الدارقطني 5/ 220 - فروياه عن الحجَّاج، عن عطاء، عن أمِّ كُرْز، به. لم يذكرا حبيبةَ بنتَ مَيْسرة في الإسناد.

وخالفهم سُويد بن عبد العزيز -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (399)، والدارقطني 5/ 220 - فرواه عن الحجَّاج، عن عطاء، عن عُبيد بن عُمير، عن أمِّ كُرْز، به.

ورواه سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قتادة، عن عطاء، واختلف عليه فيه:

فرواه خالد بن عبد الله الواسطي-فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3278)، والطبراني في "الكبير" 25/ (398)، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 221، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 382 - عن سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قتادة، عن عطاء، عن ابن عباس، عن أمِّ كُرْز، به.

وخالفه عبدُ الوهَّاب بنُ عطاء -فيما أخرجه الدارقطني 5/ ورقة 221 - فرواه عن سعيد، عن قتادة، عن طاووس، عن أمِّ كُرْز، به.

ورواه منصور بن زاذان -كما في الرواية (27369) - ومطر الورّاق -فيما أخرجه الطبراني 25/ (404)، والدارقطني 5/ 221 - وعامر الأحول -فيما أخرجه البيهقي في "السنن" 9/ 302 - ثلاثتهم عن عطاء، عن أمِّ كُرْز، به. لم يذكروا بينهما أحداً.

ورواه عقبة بن عبد الله الأصمّ والأوزاعي -فيما أخرجه الدارقطني 5/ ورقة =

ص: 117

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 220 و 221 - عن عطاء، عن أمِّ كُرْز موقوفاً.

ورواه إبراهيم بن طهمان، واختلف عليه فيه:

فرواه خالد بن نزار الغساني -فيما أخرجه الدارقطني 5/ ورقة 219 - ومحمد بنُ سابق -فيما أخرجه الدارقطني أيضاً 5/ ورقة 220 - 221 - كلاهما عن إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير، عن عطاء بن أبي رباح، عن أمِّ كُرْز أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

ورواه خالد بن نزار كذلك في "العلل" 5/ ورقة 219 عن إبراهيم بن طهمان، فقال: عن عطاء بن أبي رباح، عن أمِّ كرز، به. لم يذكر أبا الزبير في الإسناد.

ووواه قيس بن سعد، عن عطاء، واختلف عليه فيه:

فرواه حماد بن سلمة -فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 164 - 165، وفي "الكبرى"(4541)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1045) - عن قيس بن سعد، عن عطاء وطاووس ومجاهد، عن أمِّ كُرز، به.

ورواه جرير بن حازم -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3282)، والطحاوي (1046)، والطبراني في "الكبير" 25/ (403)، والدارقطني 5/ ورقة 220 - عن قيس بن سعد، عن عطاء، عن أم عثمان ابنة خثيم، عن أمِّ كُرْز، به. كذا قال: أم عثمان ابنة خثيم.

ورواه يزيد بن أبي زياد، عن عطاء، واختُلف عليه فيه:

فرواه أبو بكر بن عياش -فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1047)، والدارقطني 5/ 221 - وعمران بن عيينة -فيما أخرجه البزار (1234)(زوائد)، والطبراني (11327)، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 221 - كلاهما عن يزيد بن أبي زياد، عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعاً. فجعله من حديث ابن عباس.

وخالفهما أبو زبيد عَبْر بنُ القاسم -فيما أخرجه الدارقطني 5/ ورقة 221 - عن يزيد بن أبي زياد، عن عطاء بن أبي رباح، قال: سألتْ سُبيعةُ بنتُ =

ص: 118

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سُفْيَانُ يَهِمُ فِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ، عُبَيْدُ اللهِ سَمِعَهَا مِنْ سِبَاعِ بْنِ ثَابِتٍ.

27143 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ (1) بْنُ أَبِي يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سِبَاعُ بْنُ ثَابِتٍ

= الحارث رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن العقيقة

فجعله من حديث سُبيعة.

ورواه عبد الكريم أبو أمية البصري -فيما أخرجه الدارقطني 5/ 221 - عن عطاء، عن جابر مرفوعاً، فجعله من حديث جابر.

ورواه محمد بن أبي حميد -فيما أخرجه الدارقطني 5/ 221 - عن عطاء، عن عائشة مرفوعاً، فجعله من مسند عائشة.

ورواه إسحاق الأزرق، عن عبد الملك بن أبي سليمان -فيما أخرجه الدارقطني 5/ 221 - عن عطاء، عن أمِّ كُرْز، عن عائشة، قالت: السُّنَّة شاتان مكافأتان عن الغلام وشاة عن الجارية

ورواه يحيى بن سعيد، عن عبد الملك بن أبي سليمان -فيما أخرجه الدارقطني 5/ 221 - عن عطاء، قال: قالت امرأة عند عائشة: لو وُلد لعبد الرحمن بن أبي بكر، نحرنا جَزُوراً. قال يحيى: أخافُ أن يكون عطاء بلغه هذا عن يوسف بن مَاهَك.

قلنا: وحديث يوسف بن مَاهَك سلف برقم (24028) في مسند عائشة، فانظر طرقه هناك.

ورواه أسلم المنقري -فيما أخرجه ابن أبي شيبة 8/ 238، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 221 - عن عطاء أن أم سِباع سألتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يا رسول الله نعقُّ عن أولادنا؟

وقد سلف برقم (27139)، وذكرنا شواهده التي يصحُّ بها هناك.

قال السندي: قوله: "مكافأتان"، بكسر الفاء أو فتحها، وبعدها همزة، والمراد مساويتان لما يجوز في الأضحية.

(1)

في (م): عبد الله، وهو خطأ.

ص: 119

عَنْ أُمِّ كُرْزٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي الْعَقِيقَةِ:" عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ مِثْلَانِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ "(1).

(1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سِباع بنِ ثابت، فقد ذكرنا حالَه في الرواية (27139)، عفَّان: هو ابنُ مُسْلم الصفَّار.

وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 218 من طريق عفَّان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (1968)، وأبو داود (2836)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1043)، والدارقطني 5/ ورقة 218، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/ 301، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/ 316 من طرق عن حماد بن زيد، به.

وقد سلف برقم (27139)، وذكرنا شواهده التي يصحُّ بها هناك.

ص: 120

‌حَدِيثُ حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ

(1)

27144 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَمِّهِ عِمْرَانَ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أُمِّهِ حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ، قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: إِنِّي قَدِ اسْتَحَضْتُ حَيْضَةً مُنْكَرَةً شَدِيدَةً، فَقَالَ:" احْتَشِي كُرْسُفًا ". قُلْتُ: إِنَّهُ أَشَدُّ مِنْ ذَاكَ، إِنِّي أَثُجُّهُ ثَجًّا. قَالَ:" تَلَجَّمِي وَتَحَيَّضِي فِي كُلِّ شَهْرٍ فِي عِلْمِ اللهِ سِتَّةَ أَيَّامٍ، أَوْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ اغْتَسِلِي غُسْلًا، وَصُومِي، وَصَلِّي ثَلَاثًا وَعِشْرِينَ، أَوْ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ، وَاغْتَسِلِي لِلْفَجْرِ غُسْلًا، وَأَخِّرِي الظُّهْرَ، وَعَجِّلِي الْعَصْرَ، وَاغْتَسِلِي غُسْلًا، وَأَخِّرِي الْمَغْرِبَ، وَعَجِّلِي الْعِشَاءَ، وَاغْتَسِلِي غُسْلًا، وَهَذَا أَحَبُّ الْأَمْرَيْنِ إِلَيَّ ". وَلَمْ يَقُلْ يَزِيدُ مَرَّةً: " وَاغْتَسِلِي لِلْفَجْرِ غُسْلًا "(2).

(1) حمنة بنت جحش: الأسدية، أختُ أمِّ المؤمنين زينب، وكانت زوج مصعب بن عمير، فقتل عنها يوم أحد، فتزوَّجها طلحة بن عبيد الله، فولدت له محمداً وعمران، وكانت من المبايعات، شهدت أحداً، فكانت تسقي العطشى، وتحمل الجرحى، وتداويهم.

(2)

إسناده ضعيف، عبد الله بن محمد بن عَقِيل، ضعيفٌ يعتبر به في المتابعات، ولم يُتابَع هنا، ولا يُقبل ما تفرَّد به، فيما ذكر الحافظ في "التلخيص" 2/ 108، وشَريك بن عبد الله -وهو النَّخَعي، وإن كان ضعيفاً- قد توبع. =

ص: 121

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقد اختلفت أقوال الأئمة في هذا الحديث، فحسَّنه البخاري فيما نقل عنه الترمذي في "العلل الكبير" 2/ 187، فقال: حديث حَمْنَةَ بنتِ جحش في المستحاضة حديث حسن، إلا أن إبراهيم بن محمد بن طلحه هو قديم، ولا أدري سمع منه عبد الله بن محمد بن عقيل أم لا؟. ووهَّنه ولم يقوِّ إسناده أبو حاتم، فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 1/ 51. واختلف قول أحمد فيه، فقد نقل الترمذي عنه قوله: هو حديثٌ صحيح، ونقلَ عنه أبو داود أنه قال: في النفس منه شيء. وصحَّحه الترمذي، وقال ابن المنذر في "الأوسط" 2/ 224: في متن الحديث كلام مستنكر .... وانظر تتمة كلامه في آخر هذا التخريج.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 1/ 128، وابنُ ماجه (627)، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3190)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2718)، والطبراني في "الكبير" 24/ (552)، والدارقطني في "السنن" 1/ 214 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً الشافعي في "المسند" 1/ 47 - 48 (بترتيب السندي)، وفي "الأم" 1/ 51 - 52، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار"(2189) من طريق إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، وعبد الرزاق (1174)، وابن ماجه (622)، وابن أبي عاصم (3189)، وابن المنذر في "الأوسط"(810)، والطبراني 24/ (551) من طريق ابن جريج، وابن المنذر (811)، والدارقطني في "السنن" 1/ 215، والحاكم 1/ 172 - 173، والبيهقي في "السنن الكبرى" 1/ 338 - 339، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/ 62 من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، والدارقطني 1/ 215 من طريق عمرو بن ثابت، أربعتهم عن عبد الله بن محمد بن عقيل، به. إلا أن ابن جريج قال في حديثه: عمر بن طلحة، وصوابه عمران بن طلحة، نبَّه عليه الترمذي في "جامعه" 1/ 225 - 226. وقد سقط من مطبوع الطبراني اسم عمران بن طلحة. وقال ابن ماجه: عن أم حبيبة. وقال أبو داود عقب الرواية (287): ورواه عمرو بن ثابت، عن ابن عَقِيل، قال: فقالت حَمْنَة: هذا أعجبُ الأمرين إليَّ، لم =

ص: 122

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= يجعله قول النبي صلى الله عليه وسلم، جعله كلام حمنة، وقال: كان عمرو بن ثابت رافضياً، وذكره عن يحيى ابن معين، ثم قال: سمعت أحمد يقول: حديث ابن عَقِيل في نفسي منه شيء. قلنا: والدارقطني لم يسق متن رواية عمرو بن ثابت. وقال الحاكم: قد اتفق الشيخان على إخراج حديث الاستحاضة من حديث الزُّهري وهشام بن عروة عن عائشة أن فاطمة بنت أبي حُبَيْش سَأَلَتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وليس فيه هذه الألفاظ التي في حديث حَمْنَةَ بنتِ جحش، ورواية عبد الله بن محمد بن عَقِيل بن أبي طالب، وهو من أشراف قريش، وأكثرهم رواية، غير أنهما لم يحتجّا به.

وقال ابن المنذر في "الأوسط" 2/ 224: وأما حديث ابن عَقيل عن إبراهيم بن محمد بن طلحة في قصة حَمْنة، فليس يجوز الاحتجاج به من وجوه: كان مالك بن أنس لا يروي عن ابن عقيل. ثم قال: وفي متن الحديث كلام مستنكر، زعمت أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الاختيار إليها، فقال لها:"تحيَّضي في علم الله ستَّاً أو سبعاً" قالوا: وليس يخلو اليوم السابع من أن تكون حائضاً أو طاهراً، فإن كانت حائضاً فيه واختارت أن تكون طاهراً، فقد ألزمت نفسَها الصلاة في يوم هي فيه حائض، وصلَّت وصامت، وهي حائض، وإن كانت طاهراً، اختارت أن تكون حائضاً، فقد أسقطت عن نفسها فرض الله عليها في الصلاة والصوم، وحرَّمت نفسها على زوجها في ذلك اليوم، وهي في حكم الطَّاهر، وهذا غير جائز، وغير جائز أن تخيَّر مرة بين أن تُلزم نفسها الفرض في حال، وتسقط الفرض عن نفسها أن شاءت في تلك الحال.

وسيرد برقمي (27474) و (27475).

قال السندي: قولها: أثجُّه ثجَّاً، من ثَجَّه، أي: صبَّه، من باب نصر، أي: أصبُّ الدم صباً.

ص: 123

‌حَدِيثُ جَدَّةِ رَبَاحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(1)

27145 -

حَدَّثَنَا هَيْثَمُ - يَعْنِي ابْنَ خَارِجَةَ - قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ أَبِي ثِفَالٍ الْمُرِّيِّ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَبَاحَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُوَيْطِبٍ يَقُولُ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي أَنَّهَا سَمِعَتْ أَبَاهَا يَقُولُ (2): سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ، وَلَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرْ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ، وَلَا يُؤْمِنُ بِاللهِ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِي، وَلَا يُؤْمِنُ بِي مَنْ لَا يُحِبُّ الْأَنْصَارَ "(3).

27146 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ

(1) هي أسماء بنت سعيد بن زيد، وقد سلف الكلام عليها في التعليق على الحديث (16651).

(2)

قوله: سمعت أباها يقول، سقط من (ظ 6).

(3)

إسناده ضعيف وهو مكرر (16651) سنداً ومتناً، غير أنه هناك من رواية عبد الله بن أحمد وأبيه.

قال السندي: قوله: "لا صلاةَ لمن لا وضوء له"، محمولٌ على نفي وجود الصلاة، كما هو الظاهر.

"ولا وضوء": محمولٌ على نفي الكمال عند الجمهور، أو على أن المراد بذكر الاسم الهيئة.

"ولا يؤمن بالله من لا يؤمن بي": محمولٌ على ظاهره، أي: لا يصحُّ إيمانُه بالله، بدون الإيمان بي، ولا عبرةَ له بدونه.

"ولا يؤمن بي": محمول على نفي الكمال.

ص: 124

حَرْمَلَةَ، عَنْ أَبِي ثِفَالٍ الْمُرِّيِّ، عَنْ رَبَاحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُوَيْطِبٍ، عَنْ جَدَّتِهِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَمْ (1) يُؤْمِنْ بِاللهِ مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِي، وَلَمْ يُؤْمِنْ بِي مَنْ لَا يُحِبُّ الْأَنْصَارَ، وَلَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ، وَلَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرْ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ "(2).

27147 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا ثِفَالٍ يُحَدِّثُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَبَاحَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - وَلَمْ يَقُلْ عَفَّانُ مَرَّةً: ابْنَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حُوَيْطِبٍ - يَقُولُ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي أَنَّهَا سَمِعَتْ أَبَاهَا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ، وَلَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرْ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ، وَلَا يُؤْمِنُ بِاللهِ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِي، وَلَا يُؤْمِنُ بِي مَنْ

(1) في (م): لا.

(2)

إسناده ضعيف لضعف أبي ثِفال، كما سلف بيانُ ذلك في الرواية (16651)، ولضعف أبي معشر وهو نجيح بن عبد الرحمن.

ثم أنه قد اختُلف في إسناده على ابن حَرْملة:

فرواه أبو معشر -كما في هذه الرواية- عن ابن حرملة، بهذا الإسناد.

ورواه حفص بن ميسرة -كما في الرواية (16651) و (27145) - ويزيد بن عياض -كما في الرواية (16652) - ووُهيب -كما في الرواية (27147) - كلهم عن ابنِ حَرْملة، عن أبي ثِفال، عن رَباح بن عبد الرحمن، عن جدَّته، عن أبيها. وهو الصحيح فيما قال الدارقطني، ونقله عنه الحافظ في "التلخيص" 1/ 74، ونبَّه عليه أبو حاتم، فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 2/ 357.

ص: 125

لَا يُحِبُّ الْأَنْصَارَ " (1).

(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (27145) غير أن شيخ أحمد هنا هو عفَّان بن مسلم الصفَّار، وشيخُه هو وُهَيْبُ بنُ خالد بن عجلان.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 1/ 3، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 26، والعُقيلي في "الضعفاء" 1/ 73، والبيهقي في "السنن الكبرى" 1/ 43 من طريق عفَّان، بهذا الإسناد. وقوله: أنها سمعت أباها تحرف في مطبوع الطحاوي إلى: أنها سمعت أبا هريرة.

وسلف برقم (16651).

ص: 126

‌حَدِيثُ أُمِّ بُجَيْدٍ

(1)

27148 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُجَيْدٍ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ بُجَيْدٍ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ (2) إِنَّ الْمِسْكِينَ لَيَقِفُ عَلَى بَابِي حَتَّى أَسْتَحِي (3) فَلَا أَجِدُ فِي بَيْتِي مَا أَدْفَعُ (4) فِي يَدِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" ادْفَعِي (5) في يَدِهِ وَلَوْ ظِلْفًا مُحَرَّقًا (6) "(7).

(1) قال السندي: أم بُجيد، بموحدة وجيم على لفظ التصغير، وهي أنصارية حارثية، اسمها حواء، وهي مشهورة بكنيتها.

(2)

قوله: والله، ليس في (ق).

(3)

في (ظ 6) و (ظ 2): استحيي.

(4)

في (م): أرفع.

(5)

في (م): ارفعي.

(6)

في (ظ 6): محترقاً.

(7)

إسناده حسن. عبد الرحمن بن بُجَيْد وجدَّتُه سلف الكلام عليهما في الرواية (16648)، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ابنُ أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذئب، والمقبُري: هو سعيد بن أبي سعيد.

وأخرجه الطيالسي (1659)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3386)، والطبراني في "الكبير" 24/ (560)، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/ 299 من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.

قال السندي: ولو ظِلْفاً محرَّقاً، المراد: المبالغة في إعطائه بما أمكن، =

ص: 127

27149 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ وَأَبُو كَامِلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ - يَعْنِي الْمَقْبُرِيَّ - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُجَيْدٍ أَخِي بَنِي حَارِثَةَ، أَنَّهُ حَدَّثَتْهُ جَدَّتُهُ - وَهِيَ أُمُّ (1) بُجَيْدٍ، وَكَانَتْ تُزْعَمُ مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2).

27150 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ - يَعْنِي الْمَقْبُرِيَّ - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُجَيْدٍ أَخِي بَنِي حَارِثَةَ، أَنَّهُ حَدَّثَتْهُ جَدَّتُهُ - وَهِيَ أُمُّ بُجَيْدٍ، وَكَانَتْ مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ (3) لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: وَاللهِ إِنَّ الْمِسْكِينَ لَيَقُومُ عَلَى بَابِي، فَمَا أَجِدُ لَهُ شَيْئًا أُعْطِيهِ إِيَّاهُ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنْ لَمْ تَجِدِي لَهُ شَيْئًا تُعْطِينَهُ إِيَّاهُ إِلَّا ظِلْفًا مُحَرَّقًا (4) فَادْفَعِيهِ إِلَيْهِ

= وإلا فالظِّلْف المحرَّق، ليس فيه كثير نفع، والله أعلم.

(1)

في (ظ 2) و (ق) و (م): امرأة، وهو خطأ.

(2)

مكرر سابقه. حجَّاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور، وأبو كامل: هو مظفر بن مدرك.

وأخرجه ابن سعد 8/ 459، والبخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 262، وأبو داود (1667)، والترمذي (665)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 86، وابن خزيمة (2473)، وابن حبان (3373)، والحاكم 1/ 417، والبيهقي 4/ 177، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/ 299 - 300 من طرق عن ليث بن سعد، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.

(3)

في (ظ 6): أنها قالت.

(4)

في (ظ 6): محترقاً.

ص: 128

فِي يَدِهِ " (1).

27151 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُجَيْدٍ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ بُجَيْدٍ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْتِينَا فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، فَأَتَّخِذُ لَهُ سُوَيْقَةً فِي قَعْبَةٍ لِي، فَإِذَا جَاءَ سَقَيْتُهَا إِيَّاهُ. قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ (2) يَأْتِينِي السَّائِلُ، فَأَتَزَاهَدُ (3) لَهُ بَعْضَ مَا عِنْدِي، فَقَالَ:" ضَعِي فِي يَدِ الْمِسْكِينِ، وَلَوْ ظِلْفًا مُحَرَّقًا "(4).

27152 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَيَّانَ الْأَسَدِيِّ، عَنِ ابْنِ بِجَادٍ

(1) هو مكرر سابقه غير أن شيخ أحمد هنا: هو هاشم بن القاسم أبو النَّضْر.

(2)

قولها: إنه، ليس في (ظ 6).

(3)

في (م): فأتزهد، وهي نسخة السندي.

(4)

حديث حسن، وهو مكرر سابقه، محمد بن إسحاق -وإن كان مدلساً، وقد عنعن- توبع. عفَّان: هو ابن مسلم الصفَّار.

وأخرجه ابن سعد 8/ 459 - 460 عن عفان، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 262 من طريق حجَّاج، عن حماد بن سلمة، به.

قال السندي: قولها: سُويقة، ضبط بضم السين، على أنه تصغير السَّوِيق.

في قَعْبة: القعب بفتح فسكون: قَدَحٌ من خشب.

فأتزهَّد له، أي: أراه قليلاً، فلا أعطيه لقلّته.

ص: 129

عَنْ جَدَّتِهِ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " رُدُّوا السَّائِلَ، وَلَوْ بِظِلْفِ شَاةٍ مُحَرَّقٍ - أَوْ مُحْتَرِقٍ "(1).

(1) إسناده حسن، وهو مكرر (16648) سنداً ومتناً، ووقع هنا: ابن بجاد، وهو وهم أيضاً.

ص: 130

مِنْ‌

‌ مُسْنَدِ الْقَبَائِلِ

(1)

‌حَدِيثُ ابْنِ الْمُنْتَفِقِ

(2)

27153 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْيَشْكُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: انْطَلَقْتُ إِلَى الْكُوفَةِ لِأَجْلِبَ بِغَالًا. قَالَ: فَأَتَيْتُ السُّوقَ وَلَمْ تَقُمْ، قَالَ: قُلْتُ لِصَاحِبٍ لِي: لَوْ دَخَلْنَا الْمَسْجِدَ وَمَوْضِعُهُ يَوْمَئِذٍ فِي أَصْحَابِ التَّمْرِ، فَإِذَا فِيهِ رَجُلٌ مِنْ قَيْسٍ، يُقَالُ لَهُ: ابْنُ الْمُنْتَفِقِ، وَهُوَ يَقُولُ: وُصِفَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَحُلِّيَ، فَطَلَبْتُهُ بِمِكة فَقِيلَ لِي: هُوَ بِمنى (3)، فطلبتُه بمنىً، فقيل لي: هو بعَرَفات، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ، فَزَاحَمْتُ (4) عَلَيْهِ، فَقِيلَ لِي: إِلَيْكَ عَنْ طَرِيقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" دَعُوا الرَّجُلَ أَرَبٌ مَا لَهُ ". قَالَ: فَزَاحَمْتُ عَلَيْهِ حَتَّى خَلَصْتُ إِلَيْهِ. قَالَ: فَأَخَذْتُ بِخِطَامِ رَاحِلَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ قَالَ: زِمَامِهَا هَكَذَا حَدَّثَ مُحَمَّدٌ - حَتَّى اخْتَلَفَتْ أَعْنَاقُ رَاحِلَتَيْنَا. قَالَ: فَمَا يَزَعُنِي رَسُولُ اللهِ

(1) قوله: من مسند القبائل، ليس في (ظ 6).

(2)

قال السندي: سبق حديث ابن المنتفق في مسند المكيين، ثم في مسند الأنصار، إلا أنه لم يذكر هناك بلفظ ابن المنتفق، بل ذكر بلفظ رجل.

قلنا: انظر الحديث (15883).

(3)

قوله: فطلبته بمكة، فقيل لي: هو بمنى، سقط من (م).

(4)

في (ظ 6): فتزاحمت.

ص: 131

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ قَالَ: مَا غَيَّرَ عَلَيَّ. هَكَذَا حَدَّثَ مُحَمَّدٌ - قَالَ: قُلْتُ: ثِنْتَانِ أَسْأَلُكَ عَنْهُمَا: مَا يُنَجِّينِي مِنَ النَّارِ، وَمَا يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ؟ قَالَ: فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ نَكَسَ رَأْسَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ بِوَجْهِهِ، قَالَ:" لَئِنْ (1) كُنْتَ أَوْجَزْتَ فِي الْمَسْأَلَةِ، لَقَدْ أَعْظَمْتَ وَأَطْوَلْتَ، فَاعْقِلْ عَنِّي إِذًا: اعْبُدِ اللهَ لَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَأَقِمِ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَأَدِّ (2) الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَصُمْ رَمَضَانَ، وَمَا تُحِبُّ أَنْ يَفْعَلَهُ بِكَ النَّاسُ، فَافْعَلْهُ بِهِمْ، وَمَا تَكْرَهُ أَنْ يَأْتِيَ إِلَيْكَ النَّاسُ، فَذَرِ النَّاسَ مِنْهُ ". ثُمَّ قَالَ: " خَلِّ سَبِيلَ الرَّاحِلَةِ "(3).

27154 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حَسَّانَ - يَعْنِي الْمُسْلِيَّ - قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْيَشْكُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ الْكُوفَةِ أَوَّلَ مَا بُنِيَ مَسْجِدُهَا، وَهُوَ فِي أَصْحَابِ التَّمْرِ يَوْمَئِذٍ، وَجُدُرُهُ مِنْ سَهْلَةٍ، فَإِذَا رَجُلٌ يُحَدِّثُ النَّاسَ، قَالَ: بَلَغَنِي حَجَّةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَجَّةُ الْوَدَاعِ، قَالَ: فَاسْتَتْبَعْتُ رَاحِلَةً مِنْ إِبِلِي، ثُمَّ خَرَجْتُ حَتَّى جَلَسْتُ لَهُ فِي طَرِيقِ عَرَفَةَ - أَوْ وَقَفْتُ لَهُ فِي طَرِيقِ عَرَفَةَ - قَالَ: فَإِذَا رَكْبٌ عَرَفْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيهِمْ بِالصِّفَةِ، فَقَالَ رَجُلٌ أَمَامَهُ: خَلِّ عَنْ

(1) في (ظ 6): إن.

(2)

في (ق): وآت.

(3)

إسناده ضعيف، وقد سلف برقم (15883).

قال السندي: قوله: "أَرَبٌ"، بفتحتين، أي: حاجة، ولفظة "ما" للإبهام.

فما يَزَعُني، أي: يمنعني، من وَزَعَه: إذا مَنَعه.

ص: 132

طَرِيقِ الرِّكَابِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" وَيْحَهُ (1)، فَأَرَبٌ لَهُ ". فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى اخْتَلَفَتْ رَأْسُ النَّاقَتَيْنِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، وَيُنَجِّينِي مِنَ النَّارِ، قَالَ:" بَخٍ بَخٍ، لَئِنْ كُنْتَ قَصَّرْتَ فِي الْخُطْبَةِ، لَقَدْ أَبْلَغْتَ فِي الْمَسْأَلَةِ، اتَّقِ اللهَ، لَا تُشْرِكْ (2) بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤَدِّي (3) الزَّكَاةَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، خَلِّ عَنْ (4) طَرِيقِ الرِّكَابِ "(5).

27155 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يُونُسَ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي إِسْحَاقَ - قَالَ: سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، نَحْوَهُ (6).

(1) في (م): ويحه ويحه.

(2)

في (م): لا تشرك به.

(3)

في (ظ 2) و (ق): وتؤتي.

(4)

قوله: عن، ليس في (ظ 6).

(5)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (15883) سنداً ومتناً.

قال السندي: قوله: من سهلة، ضبط بفتح فسكون، أي رمل خشن ليس بالدِّقاق الناعم.

(6)

هو مكرر سابقه، غير شيخ وكيع، ومكرر (15884) سنداً ومتناً.

ص: 133

‌حَدِيثُ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ

(1)

27156 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ - يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ - عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ وَعَمِّهِ قَتَادَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" كُلُوا لُحُومَ الْأَضَاحِيِّ وَادَّخِرُوا "(2).

27157 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ سِيرِينَ - عَنْ أَبِي الْعَلَانِيَةِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ هَذِهِ - يَعْنِي امْرَأَتَهُ - وَعِنْدَهَا لَحْمٌ مِنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ قَدْ رَفَعَتْهُ، فَرَفَعْتُ عَلَيْهَا الْعَصَا، فَقَالَتْ: إِنَّ فُلَانًا أَتَانَا، فَأَخْبَرَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ أَنْ تُمْسِكُوا لُحُومَ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، فَكُلُوا وَادَّخِرُوا "(3).

(1) سلفت ترجمة قتادة بن النعمان قبل الحديث (16210).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم من طريق أبي سعيد الخدري، وهو مكرر (16213) سنداً ومتناً، وقد سلف عن عبد الرحمن بن مهدي برقم (11449).

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي العلانية -وهو البصري، واسمه مسلم- فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، والنسائي، وهو ثقة. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، ويزيد بن إبراهيم: =

ص: 134

27158 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ - يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ قَتَادَةَ بْنَ النُّعْمَانِ الظَّفَرِيَّ، وَقَعَ بِقُرَيْشٍ فَكَأَنَّهُ نَالَ مِنْهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا قَتَادَةُ، لَا تَسُبَّنَّ قُرَيْشًا، فَإِنَّهُ لَعَلَّكَ (1) أَنْ تَرَى مِنْهُمْ رِجَالًا تَزْدَرِي عَمَلَكَ مَعَ أَعْمَالِهِمْ، وَفِعْلَكَ مَعَ أَفْعَالِهِمْ، وَتَغْبِطُهُمْ إِذَا رَأَيْتَهُمْ. لَوْلَا أَنْ تَطْغَى قُرَيْشٌ، لَأَخْبَرْتُهُمْ بِالَّذِي لَهُمْ عِنْدَ اللهِ عز وجل ".

قَالَ يَزِيدُ: سَمِعَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَسْلَمَ وَأَنَا أُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ، فَقَالَ: هَكَذَا حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ (2) بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ (3).

= هو التُّسْتَري.

وانظر ما سلف برقم (16214).

(1)

في (م): فلعلك.

(2)

في (ظ 2) و (ق): عمرو.

(3)

إسناداه ضعيفان، الأول لانقطاعه، فإن محمد بن إبراهيم -وهو التيمي- لم يسمع من قتادة بن النعمان الظَفري. ورجاله ثقات رجال الصحيح. يونس: هو ابن محمد المؤدِّب، ولَيْث: هو ابن سعد.

والثاني: فيه عُمر بن قتادة والد عاصم، وهو مجهول، إذ لم يرو عنه سوى ابنه عاصم، وذكره ابن حبان في "الثقات". وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، غير جعفر بن عبد الله بن أسلم، فمن رجال الترمذي، وقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ: مقبول.

وأخرجه البزار (2787)(زوائد) من طريق يونس، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1530)، والطبراني في "الكبير" =

ص: 135

‌حَدِيثُ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ الْكَعْبِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(1)

27159 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أَوْ لِيَصْمُتْ "(2).

= 19/ (10) من طريق عبد الله بن صالح، عن ليث، به. إلا أن الطبراني ساقه بإسناده الثاني فقط.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 23، وقال: رواه أحمد مرسلاً ومسنداً، وأحال لفظ المسند على المرسل، والبزار كذلك، والطبراني مسنداً، ورجال البزار في المسند رجال الصحيح، ورجال أحمد في المرسل والمسند رجال الصحيح، غير جعفر بن عبد الله بن أسلم في "مسند" أحمد، وهو ثقة، وفي بعض رجال الطبراني خلاف. قلنا: وفاته أن يبِّين حال عمر بن قتادة.

وقوله: "لولا أن تطغى قريش"، يشهد له حديث معاوية بن أبي سفيان السالف برقم (16928)، وإسناده صحيح، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

وفي باب النهي عن سبِّ قريش: عن عثمان بن عفان، سلف برقم (460)، وهو حديث حسن بشواهده، وقد ذكرناها هناك.

(1)

سلفت ترجمة أبي شريح الخزاعي قبل الحديث (16370).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار المكي.

وأخرجه الحميدي (575)، والبخاري في "الأدب المفرد"(102)، ومسلم =

ص: 136

27160 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ - يَعْنِي الْمَقْبُرِيَّ - قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا شُرَيْحٍ الْكَعْبِيَّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: " إِنَّ اللهَ عز وجل حَرَّمَ مَكَّةَ، وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ، فَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلَا يَسْفِكَنَّ فِيهَا دَمًا، وَلَا يَعْضِدَنَّ فِيهَا شَجَرًا، فَإِنْ تَرَخَّصَ مُتَرَخِّصٌ فَقَالَ: أُحِلَّتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّ اللهَ أَحَلَّهَا لِي، وَلَمْ يُحِلَّهَا لِلنَّاسِ، وَهِيَ سَاعَتِي هَذِهِ حَرَامٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، إِنَّكُمْ مَعْشَرَ خُزَاعَةَ قَتَلْتُمْ هَذَا الْقَتِيلَ، وَإِنِّي عَاقِلُهُ، فَمَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ بَعْدَ مَقَالَتِي هَذِهِ، فَأَهْلُهُ بَيْنَ خِيرَتَيْنِ، إِمَّا أَنْ يَقْتُلُوا، أَوْ يَأْخُذُوا الْعَقْلَ "(1).

= (48)، والنسائي -كما في "تحفة الأشراف" 9/ 224 - وابن ماجه (3672)، والدارمي 2/ 98، وأبو عوانة 1/ 34، والطبراني في "الكبير" 22/ (501)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2774)، والقضاعي في "مسنده"(468)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 5/ 68، وفي "الشُّعب"(4912)، وفي "الآداب"(76)، والبغوي في "شرح السنة"(3001) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وهو مكرر (16370).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة العامري القرشي.

وأخرجه مطولاً ومختصراً أبو داود (4504)، والترمذي (1406)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4792)، وفي "شرح معاني الآثار" 2/ 260، والدارقطني في "السنن" 3/ 95 - 96 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 295 (ترتيب السندي)، والطبراني في =

ص: 137

27161 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْكَعْبِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أَوْ لِيَصْمُتْ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، جَائِزَتُهُ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ (1)، الضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، فَمَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَهُوَ صَدَقَةٌ، لَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَثْوِيَ (2) عِنْدَهُ حَتَّى يُحْرِجَهُ (3) "(4).

= "الكبير" 22/ (486)، والدارقطني في "السنن" 3/ 96، والبغوي في "شرح السنة"(2004) من طرق عن ابن أبي ذئب، به.

وقد سلف نحوه برقم (16373).

(1)

في (ظ 6): يومه وليلته.

(2)

في (ظ 2) و (ق): ينوي.

(3)

في (م): يخرجه.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو عند مالك في "الموطأ" 2/ 929، ومن طريقه أخرجه البخاري في "صحيحه"(6135)، وفي "الأدب المفرد"(743)، وأبو داود (3748)، والنسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" 9/ 224، وأبو عوانة 4/ 59، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2779)، وابن حبان (5287)، والطبراني في "الكبير" 22/ (475)، والحاكم 4/ 164، والقضاعي في "مسنده"(471)، والبيهقي في "الآداب"(82)، والبغوي في "شرح السنة"(3002).

وقد سلف برقم (16374).

قال السندي: قوله: "أن يثوي" كيرمي، أي: يقيم.

"يُحرجه": من التحريج، أي: يوقعه في الحَرج والتعب.

ص: 138

27162 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْكَعْبِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ ". قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟! قَالَ: " الْجَارُ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا بَوَائِقُهُ؟ قَالَ:" شَرُّهُ "(1).

27163 -

حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي شُرَيْحِ بْنِ عَمْرٍو (2) الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ عَلَى الصُّعُدَاتِ، فَمَنْ جَلَسَ مِنْكُمْ عَلَى الصَّعِيدِ، فَلْيُعْطِهِ حَقَّهُ ". قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا حَقُّهُ؟ قَالَ:" غُضُوضُ الْبَصَرِ، وَرَدُّ التَّحِيَّةِ، وَأَمْرٌ بِمَعْرُوفٍ، وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (16372).

(2)

قوله: ابن عمرو، ليس في (ظ 6).

(3)

إسناده ضعيف جداً، عبد الله بن سعيد -وهو ابن أبي سعيد المقبري- متروك الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صفوان -وهو ابنُ عيسى الزُّهري- فمن رجال مسلم.

وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 39، والطبراني في "الكبير" 22/ (488) من طريق صفوان بن عيسى، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(168) من طريق هُرَيِم بن سفيان البَجَلي، والطبراني 22/ (489) من طريق سعد بن سعيد، كلاهما عن عبد الله بن سعيد، به. =

ص: 139

27164 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ (1)، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْعَدَوِيِّ أَنَّهُ قَالَ لِعَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ وَهُوَ يَبْعَثُ الْبُعُوثَ إِلَى مَكَّةَ: ائْذَنْ لِي أَيُّهَا الْأَمِيرُ أُحَدِّثْكَ قَوْلًا قَامَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْغَدَ مِنْ يَوْمِ الْفَتْحِ، سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي، وَأَبْصَرَتْهُ عَيْنَايَ حَيْثُ تَكَلَّمَ بِهِ: أَنَّهُ حَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللهُ، وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ، فَلَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَسْفِكَ فِيهَا (2) دَمًا، وَلَا يَعْضِدَ فِيهَا (2) شَجَرَةً، فَإِنْ أَحَدٌ تَرَخَّصَ بِقِتَالِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيهَا، فَقُولُوا: إِنَّ اللهَ عز وجل أَذِنَ لِرَسُولِهِ، وَلَمْ يَأْذَنْ لَكُمْ، وَإِنَّمَا أَذِنَ لِي فِيهَا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، وَقَدْ عَادَتْ حُرْمَتُهَا الْيَوْمَ كَحُرْمَتِهَا بِالْأَمْسِ،

= وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 61، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه عبد الله بن سعيد المقبري، وهو ضعيف جداً.

وقد سلف نحوه من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11309)، بإسناد صحيح بلفظ:"إيَّاكُم والجلوسَ في الطُّرُقات" قالوا: يا رسول الله ما لنا من مجالسنا بُدٌّ، نتحدَّثُ فيها، قال:"فأما إذ أَبَيْتُم إلا المجلسَ، فأَعْطُوا الطريقَ حَقَّهُ"، قالوا: يا رسولَ الله، فما حقُّ الطريق؟ قال:"غَضُّ البصر، وكَفُّ الأَذَى، ورَدُّ السَّلام، والأَمْرُ بالمعروفِ، والنَهْيُ عن المنكر". وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

(1)

في (ظ 2) و (ق) و (م): سعيد بن أبي سعيد، عن أبي سعيد، وهو خطأ.

(2)

في (ظ 6): بها (في الموضعين).

ص: 140

فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ". فَقِيلَ لِأَبِي شُرَيْحٍ: مَا قَالَ لَكَ عَمْرٌو؟ قَالَ: قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنْكَ يَا أَبَا شُرَيْحٍ، إِنَّ الْحَرَمَ لَا يُعِيذُ عَاصِيًا وَلَا فَارًّا بِدَمٍ، وَلَا فَارًّا بِجِزْيَةٍ (1)، وَكَذَلِكَ قَالَ حَجَّاجٌ: بِجِزْيَةٍ، وَقَالَ يَعْقُوبُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: وَلَا مَانِعَ جِزْيَةٍ (2). (3)

27165 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْعَدَوِيِّ مِنْ خُزَاعَةَ - وَكَانَ مِنَ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الضِّيَافَةُ ثَلَاثٌ، وَجَائِزَتُهُ يَوْمٌ

(1) في (ق): ولا فاراً بدم ولا بجزية. قلنا: وجاء عند البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم: "ولا فارّاً بخَرْبة" وقيدها الحافظ في "الفتح" 1/ 198 بفتح المعجمة وإسكان الراء ثم موحدة، وقال: يعني السرقة (وانظر التعليق التالي).

(2)

كذا في جميع النسخ، وهو الأشبه، وفي رواية يعقوب، عن أبيه، عن ابن إسحاق السالفة برقم (16377):"ولا مانع خِزْية"، وعليها شرحَ السندي. لكن قال الترمذي عقب الرواية (809) -التي لفظها:"ولا مارّاً بخَرْبة"- قال: ويُروى: "ولا فارّاً بخِزْية"، ولم يذكر عبارة:"ولا مانع خِزْية" مما يشير إلى أن قوله في هذه الرواية: "ولا مانع جزية" أشبهُ من قوله: "ولا مانع خِزْية" السالف في الرواية (16377)، والله أعلم.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي كامل -وهو المظفَّر بن مدرك الخراساني- فقد روى له أبو داود في كتاب "التفرد" والنسائي، وهو ثقة.

وسلف برقم (16373).

ص: 141

وَلَيْلَةٌ، وَلَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يُقِيمَ عِنْدَ أَخِيهِ حَتَّى يُؤْثِمَهُ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا يُؤْثِمُهُ؟ قَالَ:" يُقِيمُ عِنْدَهُ، وَلَا يَجِدُ شَيْئًا يَقُوتُهُ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر برقم (16371)، إلا أن شيخ أحمد هنا هو محمد بن بكر البُرْساني.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(482) عن محمد بن بكر، بهذا الإسناد.

ص: 142

‌حَدِيثُ (1) كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ

(2)

27166 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَعْنِي:" أَنَّ أَرْوَاحَ الشُّهَدَاءِ فِي طَائِرٍ خُضْرٍ، تَعْلُقُ مِنْ ثَمَرِ (3) الْجَنَّةِ ". وَقُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ: " نَسَمَةٌ تَعْلُقُ فِي ثَمَرَةٍ (4)، أَوْ شَجَرِ الْجَنَّةِ "(5).

(1) في (ظ 2) و (ق): من حديث.

(2)

سلفت ترجمة كعب بن مالك قبل الحديث (15764).

(3)

في (ظ 2) و (ق): ثمرة.

(4)

في (ظ 2) و (ق): ثمر.

(5)

حديث صحيح دون لفظ: "الشهداء"، فقد تفرَّد به سفيان بنُ عيينة، كما عند أكثر الرواة عنه، لكن الحميدي (873) رواه عن سفيان بن عيينة، وقال:"إن نسمة المؤمن" على العموم، كسائر رواةِ هذا الحديث، كما سلف في الرواية (15776) ومكرراتها. ورجال إسناده ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الترمذي (1641) عن ابن أبي عمر، والطبراني في "الكبير" 19/ (125) من طريق يعقوب بن حُميد، كلاهما عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه سعيد بن منصور (2560) عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن شهاب، عن ابن كعب بن مالك يبلغُ به النبيَّ صلى الله عليه وسلم: "إن أنفس الشهداء

" ولم يقل: عن أبيه.

قال السندي: قوله: "في طائر" أي: تتشكل في صورة طائر، أو تدخل في أجواف طائر. =

ص: 143

27167 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ كَعْبِ (1) بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ بِثَلَاثِ أَصَابِعَ، وَلَا يَمْسَحُ يَدَهُ حَتَّى يَلْعَقَهَا (2).

27168 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ كَعْبِ (3) بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ جَارِيَةً لَهُمْ سَوْدَاءَ ذَبَحَتْ شَاةً بِمَرْوَةٍ، فَذَكَرَ كَعْبٌ

= "تعلق": بضم اللام، وقيل بفتحها، تأكل وترعى.

"نَسَمة": بفتحتين، أي: روحه.

(1)

في (م): أبي بن كعب، وهو خطأ.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (15764)، غير أن شيخ الإمام أحمد هنا: هو أبو معاوية محمد بن خازم الضرير.

وأخرجه الدارمي (2033) ومسلم (2032)، وأبو داود (3848)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 194، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 278، وفي "الآداب"(497)، والبغوي في "شرح السنة"(2874)، والمِزِّي في "تهذيبه" 17/ 137 - 138 في ترجمة عبد الرحمن بن سعد المدني من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (5251) من طريق مالك بن سُعَير، عن هشام، به.

وأخرجه الطبراني 19/ (187) من طريق يحيى الحِمَّاني، عن أبي معاوية، عن ابن كعب، (وسماه عبد الله)، به. وليس في إسناده عبد الرحمن ابن سعد.

وقد سلف برقم (15764).

(3)

في (م): عن أبي بن كعب، وهو خطأ.

ص: 144

لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَهُ بِأَكْلِهَا (1).

27169 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَوْ عَبْدَ اللهِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ (2) أَخْبَرَهُ (3)، عَنْ أَبِيهِ كَعْبٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْد أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْكُلُ بِثَلَاثِ أَصَابِعَ، فَإِذَا فَرَغَ، لَعِقَهَا (4).

27170 -

حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَقْدَمُ مِنْ سَفَرٍ إِلَّا فِي الضُّحَى، فَيَبْدَأُ بِالْمَسْجِدِ، فَيُصَلِّي فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، وَيَقْعُدُ فِيهِ (5).

(1) حديث صحيح، وهو مكرر (15768) سنداً ومتناً.

قال السندي: قوله: بمروة، بفتح فسكون: حجر أبيض.

(2)

في (م): وعبد الله بن كعب بن مالك، ولم يرد اسم هذا الراوي في (ظ 6).

(3)

في (م): أخبراه.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (15764).

وأخرجه مسلم (2032)(132) عن ابن نُمير، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2032)(132) عن أبي كُريب، عن ابن نُمير، عن هشام، عن عبد الرحمن بن سعد، عن عبد الرحمن بن كعب وعبد الله بن كعب أو أحدهما، به.

وأخرجه الدارمي 2/ 97 من طريق عيسى بن يونس، عن هشام، به.

(5)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد اختلف في إسناده على ابن جريج: =

ص: 145

27171 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَا: أَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَالْخَامَةِ مِنَ الزَّرْعِ، تُفَيِّئُهَا الرِّيَاحُ، تَصْرَعُهَا مَرَّةً وَتَعْدِلُهَا أُخْرَى، حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجَلُهُ، وَمَثَلُ الْكَافِرِ مَثَلُ الْأَرْزَةِ الْمُجْذِيَةِ عَلَى أَصْلِهَا، لَا يُقِلُّهَا (1) شَيْءٌ حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا مَرَّةً "(2).

= فرواه أبو أسامة -كما في رواية أحمد هذه، وعند ابن أبي شيبة 2/ 82 - عن ابن جريج، به.

ورواه عبد الرزاق وابن بكر -كما في الروايتين (15775) و (27172) عن ابن جريج قال: حدثني ابن شهاب أن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك حدثه، عن أبيه عبد الله بن كعب، وعن عمه عبيد الله بن كعب، عن كعب بن مالك

فذكره، وفي رواية ابن بكر: عن أبيه عبد الله بن كعب، عن عمه.

وقد سلف من طريقين عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه، بالأرقام:(15772) و (15773) و (15774)، وأسانيدها صحيحة.

(1)

في الرواية (15769): يُعلُّها، وعليها شرحَ السندي.

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر (15769)، غير أن شيخي الإمام أحمد هنا: هما يزيد بن هارون وأبو النضر هاشم بن القاسم، وشيخهما هو المسعودي عبد الرحمن بن عبد الله.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(373)، والطبراني في "الكبير" 19/ (184) من طريقين عن المسعودي، بهذا الإسناد.

قال السندي: قوله: "الأَرْزة" بفتح فسكون: شجر غليط جداً.

"المجذية": من الإجذاء: الثابتة.

"لا يُعِلُّها": من الإعلال، أي: لا يجعلها شيءٌ ضعيفةً.

ص: 146

27172 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ [حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ، عَمِّهِ]- قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَعَنْ عَمِّهِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ - عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَا يَقْدَمُ مِنْ سَفَرٍ إِلَّا نَهَارًا فِي الضُّحَى، وَإِذَا قَدِمَ، بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ، فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ جَلَسَ فِيهِ (1).

27173 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ وَأَبُو جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِهِ وَهُوَ مُلَازِمٌ رَجُلًا، فَقَالَ:" مَا هَذَا؟ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، غَرِيمٌ لِي. وَأَشَارَ بِيَدِهِ أَنْ يَأْخُذَ النِّصْفَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَعَمْ. قَالَ: فَأَخَذَ الشَّطْرَ وَتَرَكَ الشَّطْرَ (2).

27174 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ

(1) حديث صحيح، وهو مكرر (15775)، وما بين حاصرتين مستدرك من رواية محمد بن بكر البُرْساني بالرقم المذكور.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. سفيان بن حسين ضعيف في روايته عن الزهري، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. سُرَيْج: هو ابن النُّعمان، وأبو جعفر المدائني: هو محمد بن جعفر البزاز، وعباد: هو ابن العوام.

وقد سلف برقمي (15766) و (15791).

وسيرد برقم (27177).

ص: 147

عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (1): إِنَّ اللهَ عز وجل قَدْ أَنْزَلَ فِي الشِّعْرِ مَا أَنْزَلَ، فَقَالَ:" إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُجَاهِدُ بِسَيْفِهِ وَلِسَانِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَكَأَنَّ مَا تَرْمُونَهُمْ (2) بِهِ نَضْحُ النَّبْلِ "(3).

27175 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمْ أَتَخَلَّفْ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزَاةٍ (4) غَزَاهَا

(1) في (ظ 2) و (ق) و (م): أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم، وهو خطأ.

(2)

في (ظ 6): ترمونه.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (15785)، غير أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عبد الرزاق بن همَّام الصنعاني، وشيخه هو معمر بن راشد.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20500)، وأخرجه من طريقه ابن حبان (5786)، والطبراني في "الكبير" 19/ (151)، والبيهقي 10/ 239، والبغوي في "شرح السنة"(3409)، وفي "التفسير" 3/ 403.

وأخرجه ابن حبان (4707)، والطبراني 19/ 152، والقضاعي في "مسنده"(1047) من طريق يونس، عن الزهري، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(673) من طريق إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن عبد الله بن كعب، أن كعباً

به.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/ 123، وقال: رواه كله أحمد بأسانيد، ورجال أحدها رجال الصحيح. وروى الطبراني في "الأوسط" و"الكبير" نحوه.

قال السندي: قوله: أَنزل في الشعر ما أَنزل، أي من قوله:{والشعراء يَتَّبِعُهُم الغاوون} [الشعراء: 224] فكيف لي أن أقول؟

(4)

في (ظ 6): غزوة.

ص: 148

حَتَّى كَانَتْ غَزْوَةُ (1) تَبُوكَ إِلَّا بَدْرًا، وَلَمْ يُعَاتِبِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَحَدًا تَخَلَّفَ عَنْ بَدْرٍ، إِنَّمَا خَرَجَ يُرِيدُ الْعِيرَ، فَخَرَجَتْ قُرَيْشٌ مُغَوِثِينَ لِعِيرِهِمْ، فَالْتَقَوْا عَنْ غَيْرِ مَوْعِدٍ، كَمَا قَالَ اللهُ عز وجل، وَلَعَمْرِي، إِنَّ أَشْرَفَ مَشَاهِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّاسِ لَبَدْرٌ، وَمَا أُحِبُّ أَنِّي كُنْتُ شَهِدْتُهَا مَكَانَ بَيْعَتِي لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، حَيْثُ تَوَافَقْنَا عَلَى الْإِسْلَامِ، وَلَمْ أَتَخَلَّفْ بَعْدُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزَاَةٍ (2) غَزَاهَا، حَتَّى كَانَتْ غَزْوَةُ تَبُوكَ، وَهِيَ آخِرُ غَزْوَةٍ غَزَاهَا، فَأَذَّنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلنَّاسِ بِالرَّحِيلِ، وَأَرَادَ أَنْ يَتَأَهَّبُوا أُهْبَةَ غَزْوِهِمْ، وَذَلِكَ حِينَ طَابَ الظِّلَالُ وَطَابَتِ الثِّمَارُ، فَكَانَ قَلَّمَا أَرَادَ غَزْوَةً إِلَّا وَارَى (3) غَيْرَهَا (4). وَقَالَ يَعْقُوبُ، عَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ: إِلَّا وَرَّى بِغَيْرِهَا.

حَدَّثَنَاهُ سُفْيَانَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عن أبيه (5)، وَقَالَ فِيهِ: وَرَّى غَيْرَهَا.

ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ: وَكَانَ يَقُولُ: " الْحَرْبُ خَدْعَةٌ ". فَأَرَادَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ أَنْ يَتَأَهَّبَ النَّاسُ

(1) في (ظ 2) و (ق): غزاة.

(2)

في (م): غزوة.

(3)

في (م): ورَّى.

(4)

في (ظ 2) و (ق): إلا وارى بغيرها.

(5)

قوله: عن أبيه، ليس في (م).

ص: 149

أُهْبَتَهُ (1)، وَأَنَا أَيْسَرُ مَا كُنْتُ، قَدْ جَمَعْتُ رَاحِلَتَيْنِ، وَأَنَا أَقْدَرُ شَيْءٍ فِي نَفْسِي عَلَى الْجِهَادِ وَخِفَّةِ الْحَاذِ، وَأَنَا فِي ذَلِكَ أَصْغُو إِلَى الظِّلَالِ وَطِيبِ الثِّمَارِ، فَلَمْ أَزَلْ كَذَلِكَ، حَتَّى قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم غَادِيًا بِالْغَدَاةِ، وَذَلِكَ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يَخْرُجَ يَوْمَ الْخَمِيسِ، فَأَصْبَحَ غَادِيًا. فَقُلْتُ: أَنْطَلِقُ غَدًا (2) إِلَى السُّوقِ، فَأَشْتَرِي جَهَازِي، ثُمَّ أَلْحَقُ (3) بِهِمْ، فَانْطَلَقْتُ إِلَى السُّوقِ مِنَ الْغَدِ (4)، فَعَسُرَ عَلَيَّ بَعْضُ شَأْنِي، فَرَجَعْتُ، فَقُلْتُ: أَرْجِعُ غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ، فَأَلْحَقُ بِهِمْ، فَعَسُرَ عَلَيَّ بَعْضُ شَأْنِي، فَلَمْ أَزَلْ كَذَلِكَ، حَتَّى الْتَبَسَ بِي الذَّنْبُ، وَتَخَلَّفْتُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلْتُ أَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ، وَأَطُوفُ بِالْمَدِينَةِ، فَيُحْزِنُنِي أَنِّي لَا أَرَى أَحَدًا تَخَلَّفَ إِلَّا رَجُلًا مَغْمُوصًا عَلَيْهِ فِي النِّفَاقِ، وَكَانَ لَيْسَ أَحَدٌ تَخَلَّفَ إِلَّا رَأَى أَنَّ ذَلِكَ سَيَخْفَى لَهُ، وَكَانَ النَّاسُ كَثِيرًا لَا يَجْمَعُهُمْ دِيوَانٌ، وَكَانَ جَمِيعُ مَنْ تَخَلَّفَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِضْعَةً وَثَمَانِينَ رَجُلًا، وَلَمْ يَذْكُرْنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَلَغَ تَبُوكًا، فَلَمَّا بَلَغَ تَبُوكًا، قَالَ:" مَا فَعَلَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ؟ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي: خَلَّفَهُ يَا رَسُولَ اللهِ بُرْدَيْهِ، وَالنَّظَرُ فِي عِطْفَيْهِ - وَقَالَ يَعْقُوبُ:

(1) في (م): أهبة.

(2)

في (ظ 2) و (ق): غادياً.

(3)

في (ظ 6): وألحق.

(4)

قوله: من الغد، ليس في (ظ 6).

ص: 150

عَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ: بُرْدَاهُ وَالنَّظَرُ فِي عِطْفَيْهِ (1) - فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: بِئْسَمَا قُلْتَ، وَاللهِ يَا نَبِيَّ اللهِ، مَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا. فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذَا هُمْ بِرَجُلٍ يَزُولُ بِهِ السَّرَابُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" كُنْ أَبَا خَيْثَمَةَ ". فَإِذَا هُوَ أَبُو خَيْثَمَةَ.

فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةَ تَبُوكَ، وَقَفَلَ، وَدَنَا مِنَ الْمَدِينَةِ، جَعَلْتُ أَتَذَكَّرُ بِمَاذَا أَخْرُجُ مِنْ سَخْطَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَسْتَعِينُ عَلَى ذَلِكَ كُلَّ ذِي رَأْيٍ مِنْ أَهْلِي، حَتَّى إِذَا قِيلَ: النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم هُوَ مُصْبِحُكُمْ بِالْغَدَاةِ، زَاحَ عَنِّي الْبَاطِلُ، وَعَرَفْتُ أَنِّي لَا أَنْجُو إِلَّا بِالصِّدْقِ، وَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ضُحًى، فَصَلَّى فِي الْمَسْجِدِ رَكْعَتَيْنِ - وَكَانَ إِذَا جَاءَ مِنْ سَفَرٍ، فَعَلَ ذَلِكَ: دَخَلَ (2) الْمَسْجِدَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ - ثُمَّ جَلَسَ فَجَعَلَ يَأْتِيهِ مَنْ تَخَلَّفَ، فَيَحْلِفُونَ لَهُ، وَيَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ، فَيَسْتَغْفِرُ لَهُمْ، وَيَقْبَلُ عَلَانِيَتَهُمْ وَيَكِلُ سَرَائِرَهُمْ إِلَى اللهِ عز وجل، فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ، فَلَمَّا رَآنِي، تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ الْمُغْضَبِ، فَجِئْتُ فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ:" أَلَمْ تَكُنْ ابْتَعْتَ ظَهْرَكَ؟ " قُلْتُ: بَلَى يَا نَبِيَّ اللهِ، قَالَ:" فَمَا خَلَّفَكَ؟ " قُلْتُ: وَاللهِ لَوْ بَيْنَ يَدَيْ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ غَيْرَكَ جَلَسْتُ، لَخَرَجْتُ مِنْ سَخْطَتِهِ بِعُذْرٍ، لَقَدْ أُوتِيتُ جَدَلًا.

(1) قوله: وقال يعقوب

إلى هذا الموضع، لم يرد في (ظ 6).

(2)

في (م)، ودخل، وقوله: وكان إذا جاء من سفر .. إلى قوله: فصلى ركعتين، ليس في (ظ 2) و (ق).

ص: 151

وَقَالَ يَعْقُوبُ، عَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ: لَرَأَيْتُ أَنْ (1) أَخْرُجَ مِنْ سَخْطَتِهِ بِعُذْرٍ، وَفِي حَدِيثِ عُقَيْلٍ: أَخْرُجُ مِنْ سَخْطَتِهِ (2) بِعُذْرٍ، وَفِيهِ: لَيُوشِكَنَّ أَنَّ اللهَ يُسْخِطُكَ عَلَيَّ، وَلَئِنْ حَدَّثْتُكَ حَدِيثَ صِدْقٍ، تَجِدُ عَلَيَّ فِيهِ، إِنِّي لَأَرْجُو فِيهِ عَفْوَ اللهِ.

ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ: وَلَكِنْ قَدْ عَلِمْتُ يَا نَبِيَّ اللهِ أَنِّي إِنْ (3) أَخْبَرْتُكَ الْيَوْمَ بِقَوْلٍ تَجِدُ عَلَيَّ فِيهِ وَهُوَ حَقٌّ، فَإِنِّي أَرْجُو فِيهِ عَفْوَ اللهِ، وَإِنْ حَدَّثْتُكَ الْيَوْمَ حَدِيثًا تَرْضَى عَنِّي فِيهِ، وَهُوَ كَذِبٌ، أُوشِكُ أَنْ يُطْلِعَكَ اللهُ عَلَيَّ، وَاللهِ يَا نَبِيَّ اللهِ مَا كُنْتُ قَطُّ أَيْسَرَ وَلَا أَخَفَّ حَاذًا مِنِّي حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْكَ، فَقَالَ:" أَمَّا هَذَا، فَقَدْ صَدَقَكُمُ الْحَدِيثَ، قُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللهُ فِيكَ ". فَقُمْتُ، فَثَارَ عَلَى أَثَرِي نَاسٌ مِنْ قَوْمِي يُؤَنِّبُونَنِي، فَقَالُوا: وَاللهِ مَا نَعْلَمُكَ أَذْنَبْتَ ذَنْبًا قَطُّ قَبْلَ هَذَا، فَهَلَّا اعْتَذَرْتَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِعُذْرٍ يَرْضَى عَنْكَ فِيهِ، فَكَانَ اسْتِغْفَارُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَيَأْتِي مِنْ وَرَاءِ ذَنْبِكَ؟ وَلَمْ تُقِفْ نَفْسَكَ مَوْقِفًا لَا تَدْرِي مَاذَا يُقْضَى لَكَ فِيهِ؟ فَلَمْ يَزَالُوا يُؤَنِّبُونَنِي حَتَّى هَمَمْتُ أَنْ أَرْجِعَ، فَأُكَذِّبَ نَفْسِي، فَقُلْتُ: هَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ غَيْرِي؟ قَالُوا: نَعَمْ، هِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ، وَمَرَارَةُ - يَعْنِي ابْنَ رَبِيعَةَ - فَذَكَرُوا (4) رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ قَدْ شَهِدَا

(1) في (ظ 6): أني.

(2)

في (ظ 6): سخطه.

(3)

في (م): أني إن.

(4)

في (ظ 2) و (ق): فذكروا لي.

ص: 152

بَدْرًا، لِي فِيهِمَا - يَعْنِي أُسْوَةً (1) - فَقُلْتُ: وَاللهِ لَا أَرْجِعُ إِلَيْهِ فِي هَذَا أَبَدًا، وَلَا أُكَذِّبُ نَفْسِي.

وَنَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ عَنْ كَلَامِنَا أَيُّهَا الثَّلَاثَةُ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أَخْرُجُ إِلَى السُّوقِ، فَلَا يُكَلِّمُنِي أَحَدٌ، وَتَنَكَّرَ لَنَا النَّاسُ، حَتَّى مَا هُمْ بِالَّذِينَ نَعْرِفُ، وَتَنَكَّرَتْ لَنَا الْحِيطَانُ الَّتِي نَعْرِفُ حَتَّى (2) مَا هِيَ الْحِيطَانُ الَّتِي نَعْرِفُ، وَتَنَكَّرَتْ لَنَا الْأَرْضُ حَتَّى مَا هِيَ بالْأَرْضِ (3) الَّتِي نَعْرِفُ، وَكُنْتُ أَقْوَى أَصْحَابِي، فَكُنْتُ أَخْرُجُ، فَأَطُوفُ بِالْأَسْوَاقِ، وَآتِي الْمَسْجِدَ، فَأَدْخُلُ، وَآتِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فَأَقُولُ: هَلْ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ بِالسَّلَامِ، فَإِذَا قُمْتُ أُصَلِّي إِلَى سَارِيَةٍ، فَأَقْبَلْتُ قِبَلَ صَلَاتِي، نَظَرَ إِلَيَّ بِمُؤَخَّرِ عَيْنَيْهِ، وَإِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهِ، أَعْرَضَ عَنِّي، وَاسْتَكَانَ صَاحِبَايَ، فَجَعَلَا يَبْكِيَانِ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، لَا يُطْلِعَانِ رُءُوسَهُمَا.

فَبَيْنَا أَنَا أَطُوفُ السُّوقَ إِذَا رَجُلٌ نَصْرَانِيٌّ، جَاءَ بِطَعَامٍ (4) يَبِيعُهُ، يَقُولُ: مَنْ يَدُلُّ عَلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، فَطَفِقَ النَّاسُ يُشِيرُونَ لَهُ (5) إِلَيَّ، فَأَتَانِي وَأَتَانِي بِصَحِيفَةٍ مِنْ مَلِكِ غَسَّانَ، فَإِذَا فِيهَا: أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ صَاحِبَكَ قَدْ جَفَاكَ وَأَقْصَاكَ، وَلَسْتَ بِدَارِ

(1) في (ظ 6): يعني لي فيهما أسوة.

(2)

في (م): الحيطان التي نعرف حتى.

(3)

في (م): الْأَرْضُ.

(4)

في (ظ 6): بطعام له.

(5)

قوله: له، ليس في (ظ 6).

ص: 153

مَضْيَعَةٍ، وَلَا هَوَانٍ، فَالْحَقْ بِنَا نُوَاسِكَ (1). فَقُلْتُ: هَذَا أَيْضًا مِنَ الْبَلَاءِ وَالشَّرِّ، فَسَجَرْتُ لَهَا التَّنُّورَ، وَأَحْرَقْتُهَا فِيهِ.

فَلَمَّا مَضَتْ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً، إِذَا رَسُولٌ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَتَانِي، فَقَالَ: اعْتَزِلْ امْرَأَتَكَ، فَقُلْتُ: أُطَلِّقُهَا؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ لَا تَقْرَبَنَّهَا، فَجَاءَتْ امْرَأَةُ هِلَالٍ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ شَيْخٌ ضَعِيفٌ، فَهَلْ تَأْذَنُ لِي أَنْ أَخْدُمَهُ؟ قَالَ:" نَعَمْ، وَلَكِنْ لَا يَقْرَبَنَّكِ ". قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ، مَا بِهِ حَرَكَةٌ لِشَيْءٍ، مَا زَالَ مُكِبًّا يَبْكِي اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ مُنْذُ كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ.

قَالَ كَعْبٌ: فَلَمَّا طَالَ عَلَيَّ الْبَلَاءُ، اقْتَحَمْتُ عَلَى أَبِي قَتَادَةَ حَائِطَهُ - وَهُوَ ابْنُ عَمِّي - فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، فَقُلْتُ: أَنْشُدُكَ اللهَ يَا أَبَا قَتَادَةَ، أَتَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ؟ فَسَكَتَ، ثُمَّ قُلْتُ: أَنْشُدُكَ اللهَ يَا أَبَا قَتَادَةَ، أَتَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ؟ قَالَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَلَمْ أَمْلِكْ نَفْسِي أَنْ بَكَيْتُ، ثُمَّ اقْتَحَمْتُ الْحَائِطَ خَارِجًا.

حَتَّى إِذَا مَضَتْ خَمْسُونَ لَيْلَةً مِنْ حِينِ نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ عَنْ كَلَامِنَا، صَلَّيْتُ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ لَنَا صَلَاةَ الْفَجْرِ، ثُمَّ جَلَسْتُ وَأَنَا فِي الْمَنْزِلَةِ الَّتِي قَالَ اللهُ عز وجل، قَدْ ضَاقَتْ عَلَيْنَا الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ، وَضَاقَتْ عَلَيْنَا أَنْفُسُنَا، إِذْ سَمِعْتُ نِدَاءً مِنْ ذِرْوَةِ سَلْعٍ: أَنْ أَبْشِرْ يَا كَعْبُ بْنَ مَالِكٍ، فَخَرَرْتُ سَاجِدًا، وَعَرَفْتُ أَنَّ اللهَ قَدْ

(1) في (م): نواسيك.

ص: 154

جَاءَنَا بِالْفَرَجِ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ يَرْكُضُ عَلَى فَرَسٍ يُبَشِّرُنِي، فَكَانَ الصَّوْتُ أَسْرَعَ مِنْ فَرَسِهِ، فَأَعْطَيْتُهُ ثَوْبَيَّ بِشَارَةً، وَلَبِسْتُ ثَوْبَيْنِ آخَرَيْنِ.

وَكَانَتْ تَوْبَتُنَا نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُلُثَ اللَّيْلِ (1)، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ عَشِيَّتَئِذٍ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَلَا نُبَشِّرُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ؟ قَالَ:" إِذًا يَحْطِمَنَّكُمُ (2) النَّاسُ، وَيَمْنَعُونَكُمُ النَّوْمَ سَائِرَ اللَّيْلَةِ " وَكَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ مُحْسِنَةً (3) مُحْتَسِبَةً فِي شَأْنِي، تَحْزَنُ بِأَمْرِي، فَانْطَلَقْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ وَحَوْلَهُ الْمُسْلِمُونَ، وَهُوَ يَسْتَنِيرُ كَاسْتِنَارَةِ الْقَمَرِ، وَكَانَ إِذَا سُرَّ بِالْأَمْرِ، اسْتَنَارَ، فَجِئْتُ فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ:" أَبْشِرْ يَا كَعْبُ بْنَ مَالِكٍ بِخَيْرِ يَوْمٍ أَتَى عَلَيْكَ مُنْذُ يَوْمِ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ ". قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَمِنْ عِنْدِ اللهِ، أَوْ مِنْ عِنْدِكَ؟ قَالَ:" بَلْ مِنْ عِنْدِ اللهِ عز وجل ". ثُمَّ تَلَا عَلَيْهِمْ: {لَقَدْ تَابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ} حَتَّى بَلَغَ (4): {إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} . قَالَ: وَفِينَا نَزَلَتْ أَيْضًا {اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 117 - 119] فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ لَا أُحَدِّثَ إِلَّا صِدْقًا، وَأَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي كُلِّهِ صَدَقَةً إِلَى اللهِ عز وجل، وَإِلَى رَسُولِهِ، فَقَالَ: " أَمْسِكْ عَلَيْكَ

(1) قوله: ثلث الليل، ليس في (ظ 2).

(2)

في (ظ 6): يحطمكم.

(3)

قوله: محسنة، ليس في (ظ 6).

(4)

في (ظ 2) و (ق) و (م): حتى إذا بلغ.

ص: 155

بَعْضَ مَالِكَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ". قُلْتُ: فَإِنِّي أُمْسِكُ سَهْمِي الَّذِي بِخَيْبَرَ.

قَالَ: فَمَا أَنْعَمَ اللهُ عز وجل عَلَيَّ نِعْمَةً بَعْدَ الْإِسْلَامِ أَعْظَمَ فِي نَفْسِي مِنْ صِدْقِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ صَدَقْتُهُ أَنَا وَصَاحِبَايَ، أَنْ لَا نَكُونَ كَذَبْنَا، فَهَلَكْنَا كَمَا هَلَكُوا، إِنِّي (1) لَأَرْجُو أَنْ لَا يَكُونَ اللهُ عز وجل أَبْلَى أَحَدًا فِي الصِّدْقِ مِثْلَ الَّذِي أَبْلَانِي، مَا تَعَمَّدْتُ لِكَذْبَةٍ بَعْدُ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَحْفَظَنِي اللهُ فِيمَا بَقِيَ (2).

(1) في (ظ 6): وإني.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن أبا سفيان -وهو محمد بن حميد- من رجال مسلم.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (9744) و (5961) و (16395)، ومن طريقه أخرجه الترمذي (3102)، وابن ماجه (1393)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 13/ 40 - ، وابن حبان (3370) مختصراً ومطولاً.

وأخرجه أبو داود (2637)، والنسائي في "الكبرى"(5619)، وأبو عوانة 4/ 81، والطبري في "تفسيره"(17449) من طريق محمد بن ثور، عن معمر، به، بتمامه ومختصراً.

وأخرجه البخاري (2950) من طريق هشام، والنسائي في "الكبرى"(8785) من طريق ابن جُريج، كلاهما، عن معمر، به، مختصراً بخروجه يوم الخميس. وقد سلف برقم (15789).

قال السندي: قوله: مُغْوِثين، من الإغاثة، جاء على ثبوت الواو، وتركها على أصلها، كما في استحوذ، أي: مغيثين، ولو روي بالتشديد من غوَّث بمعنى أغاث، كان وجهاً.

وأنا أيسرُ ما كنت، أي: أغنى ما كنت.

أصغو من الإصغاء، أي: أميل، يريد أنه يذهب إلى البساتين ويجلس فيها =

ص: 156

27176 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ مَعْمَرٍ وَيُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ (1)، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ، حَتَّى (2) كَأَنَّ وَجْهَهُ شِقَّةُ قَمَرٍ، فَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ فِيهِ (3).

= لطيب ظلالها وثمارها.

ولِمَ تَقِفُ: كلمة "لم" بكسر اللام وفتح الميم، للاستفهام.

وأقصاك، أي: أبعدك.

(1)

قوله: عن كعب بن مالك من (ظ 2) و"أطراف المسند" 5/ 223، وسقط من (ظ 6) و (ق) و (م).

(2)

قوله: حتى، ليس في (ظ 6).

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. ابنُ المبارك: هو عبد الله، ومَعْمَر: هو ابن راشد، ويونس: هو ابن يزيد.

وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 87 - 88 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه، قال

وأخرجه أبو الشيخ أيضاً ص 68 من طريق ابن وهب، عن يونس، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب، عن كعب بن مالك، قال

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (136) من طريق ابن وهب، عن يونس، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن عمه عبيد الله بن كعب، عن كعب بن مالك، قال

وأخرجه الحاكم 2/ 605 من طريق عُقيل، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب، عن كعب بن مالك. وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وقد أخرجاه ولم يخرجا هذه اللفظة. ووافقه الذهبي.

وأخرجه أبو الشيخ أيضاً ص 88 من طريق ابن إسحاق، عن الزهري، عن عبد الله بن كعب، عن أبيه، قال

وابن إسحاق لم يصرح بالتحديث.

وقد سلف ضمن الحديث المطول قبله، وبرقم (15789).

ص: 157

27177 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ تَقَاضَى ابْنَ أَبِي حَدْرَدٍ دَيْنًا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ، فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا حَتَّى سَمِعَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ فِي بَيْتِهِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمَا حَتَّى كَشَفَ سِجْفَ حُجْرَتِهِ، فَنَادَى:" يَا كَعْبُ بْنَ مَالِكٍ ". فَقَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَشَارَ إِلَيْهِ أَنْ ضَعْ مِنْ دَيْنِكَ الشَّطْرَ. قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:" قُمْ فَاقْضِهِ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن يزيد.

وأخرجه عبد بن حُميد في "المنتخب"(377)، والبخاري (457) و (2418) و (2710)، ومسلم (1558)(21)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2014)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 239، وفي "الكبرى"(5965)، وابن ماجه (2429)، والدارمي (2587)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 76، والطبراني في "الكبير" 19/ (127)، والبيهقي 6/ 63، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 142 من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (471) و (2710)(تعليقاً)، ومسلم (1558)(20)، وأبو داود (3595)، وابن حبان (5048)، والطبراني 19/ (128) و (129)، والبيهقي 6/ 63 - 64، والبغوي في "شرح السنة"(2151) من طريقين عن يونس، به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5966) من طريق معمر، عن الزهري، أن كعب بن مالك، به، مرسلاً.

وسلف برقم (27173).

وسلف نحوه برقم (15791).

وانظر (15766).

ص: 158

27178 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ - يَعْنِي ابْنَ الطَّبَاعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُسَافِرَ، لَا (1) يُسَافِرُ إِلَّا يَوْمَ الْخَمِيسِ (2).

27179 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ (3)، عَنْ عَمْرِو (4) بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ أَلَمًا، فَلْيَضَعْ يَدَهُ حَيْثُ يَجِدُ أَلَمَهُ، ثُمَّ لِيَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ "(5).

(1) في (ظ 2) و (ق) و (م): لم، والمثبت من (ظ 6).

(2)

حديث صحيح بغير هذه السياقة، فقد تفرَّد بها ابن لهيعة، وهو سيِّئُ الحفظ، ومثله لا يحتمل تفرُّده. وبقيةُ رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. إسحاق: هو ابن عيسى.

وقد سلف بالسياقة الصحيحة برقم (15781)، وانظر (15779).

(3)

في (م) و (ظ 2) و (ق): يزيد بن أبي حفصة، وهو خطأ، والمثبت من (ظ 6)، و"أطراف المسند" 5/ 288.

(4)

في (ظ 6): عمر.

(5)

صحيح لكن من حديث عثمان بن أبي العاص كما سيأتي، وهذا إسنادٌ ضعيف لضعف أبي مَعْشر، وهو نَجِيحُ بنُ عبد الرحمن السِّندي المدني، وقد أخطأ في إسناد هذا الحديث. هاشم: هو ابنُ القاسم، ويزيدُ بنُ خُصَيْفَة: هو يزيد بن عبد الله بن خُصَيْفَة، وعمرو بن كعب: هو عمرو بن عبد الله بن كعب بن مالك، والمراد بأبيه جدُّه كعب.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (179) من طريق عاصم بن عليّ، وفي =

ص: 159

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "الدعاء"(1134) من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن أبي معشر، عن يزيد بن عبد الله بن خُصَيْفَة، عن ابنِ كعب بن مالك، عن أبيه، به. لم يسميا ابنَ كعب بن مالك، ووقع عند الطبراني في "الكبير": أبو معشر البرَّاء، وهو خطأ.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 114، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه أبو معشر نَجِيح وقد وُثِّق، على أن جماعة كثيرة ضعَّفوه، وتوثيقه لين، وبقية رجاله ثقات.

والصحيحُ ما رواه مالكُ بنُ أنس -كما سلف برقم (16268) - عن يزيدَ بنِ خُصَيْفَة، فقال: عن عمرو بن عبد الله بن كعب السّلمي أن نافع بن جبير أخبره أن عثمان بن أبي العاص أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عثمان: وبي وجع قد كاد يهلكني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أمسك بيمينك سبع مرات وقل .... " الحديث. وهذا إسناد صحيح.

ص: 160

‌حَدِيثُ أَبِي رَافِعٍ

(1)

27180 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْجَارُ أَحَقُّ بِصَقَبِهِ (2)، أَوْ سَقَبِهِ "(3).

27181 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَسْلَفَ مِنْ رَجُلٍ بَكْرًا، فَأَتَتْهُ إِبِلٌ

(1) سلفت ترجمة أبي رافع قبل الحديث (23855).

(2)

في النسخ الخطية: بسقبه أو سقبه، والمثبت من (م).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه بتمامه ومطولاً في سياق قصة الشافعي في "مسنده" 2/ 165 (بترتيب السندي)، وفي "اختلاف الحديث" ص 159، وعبد الرزاق (14382)، والحميدي (552)، وابن أبي شيبة 7/ 164 - 165، والبخاري (6977)، وأبو داود (3516)، وابن ماجه (2495) و (2498)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 320، وفي "الكبرى"(6301)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 123، وابن حبان (5180)، والطبراني في "الكبير"(977)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 2/ 240 - 241، والبيهقي في "السنن الكبرى" 6/ 105 - 106، وفي "السنن الصغير"(2140) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (23871).

قال ابن الأثير: السَّقَبُ، بالسين والصاد في الأصل: القرب، يقال: سقبت الدار وأسقبت، أي: قربت.

ص: 161

مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ، فَقَالَ:" أَعْطُوهُ ". فَقَالُوا: لَا نَجِدُ لَهُ إِلَّا رَبَاعِيًا خِيَارًا؟ قَالَ: " أَعْطُوهُ، فَإِنَّ خِيَارَ (1) النَّاسِ أَحْسَنُهُمْ قَضَاءً "(2).

27182 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ (3)، عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ رَجُلًا مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَقَالَ: أَلَا تَصْحَبُنِي تُصِيبُ؟ قَالَ: قُلْتُ: حَتَّى أَذْكُرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ

(1) في (ظ 6): خير.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بنُ سعيد: هو القطان، ومالك: هو ابنُ أنس، وأبو رافع: هو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهو عند مالك في "الموطأ" 2/ 680، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "الأم" 3/ 103، وفي "مسنده" 2/ 171 (بترتيب السندي)، والدارمي (2565) ومسلم (1600)(118)، وأبو داود (3346)، والترمذي (1318)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 291، وفي "الكبرى"(6210)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 59، والطبراني في "الكبير"(913)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 6/ 21، وفي "السنن الصغير"(2007)، وفي "معرفة السنن والآثار"(11595)، والبغوي في "شرح السنة" (2136). قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه الطيالسي (971)، ومسلم (1600)(119)، وابن ماجه (2285)، وابن خُزيمة (2332)، وابنُ قانع في "معجم الصحابة" 1/ 45، والطبراني (914)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 5/ 353 من طرق عن زيد بن أسلم، به.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8897)، وذكرنا تتمة أحاديث الباب ثَمَّة.

(3)

قوله: قال: حدثنا الحكم، سقط من (م).

ص: 162

اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ (1)، فَقَالَ:" إِنَّا - آلُ مُحَمَّدٍ - لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ، وَإِنَّ مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ "(2).

27183 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ. وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: لَمَّا وَلَدَتْ فَاطِمَةُ حَسَنًا، قَالَتْ: أَلَا أَعُقُّ عَنْ ابْنِي بِدَمٍ؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنْ احْلِقِي رَأْسَهُ، ثُمَّ َتَصَدَّقِي (3) بِوَزْنِ شَعْرِهِ مِنْ فِضَّةٍ عَلَى الْمَسَاكِينِ أَوِ الْأَوْفَاضِ "(4). وَكَانَ الْأَوْفَاضُ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُحْتَاجِينَ فِي الْمَسْجِدِ، أَوْ فِي الصُّفَّةِ. وَقَالَ أَبُو النَّضْرِ:" مِنَ الْوَرِقِ عَلَى الْأَوْفَاضِ - يَعْنِي أَهْلَ الصُّفَّةِ - أَوْ عَلَى الْمَسَاكِينِ " فَفَعَلْتُ ذَلِكَ، قَالَتْ: فَلَمَّا وَلَدْتُ حُسَيْنًا، فَعَلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ (5).

(1) قوله: له، ليس في (م)، وفي (ظ 6): فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (23872)، غير أن شيخ أحمد هنا هو يحيى بنُ سعيد القطان.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 107، وفي "الكبرى"(2394)، وابنُ حِبّان (3293) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

(3)

في (م): وتصدقي.

(4)

في (م): والأوفاض.

(5)

إسناده ضعيف لضعف عبدِ الله بن محمد بن عَقِيل، وشريك -وإن كان سيِّئَ الحفظ- تابعه عُبيدُ الله بنُ عمرو الرَّقِّي في الرواية (27196)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، وأبو النَّضْر: هو هاشم بنُ القاسم.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/ 235، والطبراني في "الكبير"(917)، والبيهقي =

ص: 163

27184 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُخَوَّلِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ رَجُلٍ

= في "السنن" 8/ 304 من طرق عن شريك، به.

وأخرجه الطبراني (918)، والبيهقي 9/ 304 من طريق سعيد بن سلمة ابن أبي الحسام، عن عبد الله بن محمد بن عَقِيل، به.

قال البيهقي: تفرَّد به ابنُ عَقِيل، وهو، إن صحَّ، فكأنه أراد أن يتولَّى العقيقةَ عنهما بنفسه، كما رويناه، فأمرَها بغيرها، وهو التصدُّق بوزن شعرهما من الوَرِق، وبالله التوفيق.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/ 57، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وهو حديث حسن.

قلنا: وقد روى البزار (1235)(زوائد)، وأبو يعلى (2945)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1038)، وابن حبان (5309)، والبيهقي 9/ 299 عن أنس، قال: عقَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حسن وحسين بكبشين.

وروى أبو يعلى (4521)، وابن حبان (5311)، والحاكم 4/ 237، والبيهقي 9/ 299 - 300 عن عائشة، قالت: عقَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حسن وحسين يوم السابع، وسماهما، وأمر أن يُماط عن رأسه الأذى.

وروى أبو يعلى أيضاً (1933) عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عقَّ عن الحسن والحسين.

وعن بُريدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عقَّ عن الحسن والحسين، سلف برقم (23001).

وفي باب حلق رأس المولود عن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كل غلامٍ رهين بعقيقته، تُذبح عنه يومَ السابع، ويُحلَقُ رأسُه، ويُسمى"، سلف برقم (20133).

وفي باب العقيقة: عن سمرة بن جندب، سلف برقم (20083).

وسيرد برقم (27196).

قال السندي: قوله: "أو الأوفاض"، قيل: هم الفرق والأخلاط من الناس، وقد جاءت العقيقة عنهما، فلعله قصد صلى الله عليه وسلم أولاً الاقتصار على ذلك لعدم تيسُّر الثمن، ثم حين تيسّر عقَّ، والله أعلم.

ص: 164

عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ وَشَعْرُهُ مَعْقُوصٌ (1).

27185 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، أَنَّ بُكَيْرًا حَدَّثَهُ، أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي (2) رَافِعٍ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ فِي بَعْثٍ مَرَّةً، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اذْهَبْ فَائْتِنِي بِمَيْمُونَةَ ". فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي فِي الْبَعْثِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَلَسْتَ تُحِبُّ مَا أُحِبُّ؟ " قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:" اذْهَبْ، فَائْتِنِي بِهَا ". فَذَهَبْتُ، فَجِئْتُهُ بِهَا (3).

(1) صحيح لغيره، وهو مكرر (23856)، غير أن شيخ الإمام أحمد هنا هو وكيع بن الجراح.

قال السندي: قوله: معقوص، أي: مجموع حول رأسه، بل ينبغي أن يرسل الشَّعر، ليسجد الله تعالى.

(2)

لفظ: (أبي)، ليس في (ظ 2) ولا (ق) ولا (م)، والمثبت من (ظ 6) و"أطراف المسند".

(3)

إسناده صحيح إن صحَّ سماع الحسن بن علي بن أبي رافع من جدَّه أبي رافع، فقد ذكر المِزِّي أنه يقال: عن أبيه، عن جده. ابن وَهْب: هو عبد الله، وعَمرو: هو ابنُ الحارث المصري، وبُكير: هو ابن عبد الله بن الأشجّ.

وأخرجه سعيد بنُ منصور في "سننه"(2490)، وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 297، وابن خزيمة (2528) عن أحمد بن عبد الرحمن بن =

ص: 165

27186 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (1) بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَذَّنَ فِي أُذُنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ حِينَ وَلَدَتْهُ فَاطِمَةُ (2).

27187 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَافَ عَلَى نِسَائِهِ فِي لَيْلَةٍ (3) فَاغْتَسَلَ عِنْدَ كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ غُسْلًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ اغْتَسَلْتَ غُسْلًا وَاحِدًا؟ فَقَالَ:" هَذَا أَطْهَرُ وَأَطْيَبُ (4) "(5).

= وهب، كلاهما (سعيد بن منصور وأحمد بن عبد الرحمن) عن عبد الله بن وهب، به. وقرن البخاري بأحمد بن عبد الرحمن يحيى بنَ سليمان.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 249، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، غير الحسن بن علي بن أبي رافع، وهو ثقة.

(1)

في (ظ 2) و (ق) و (م): عبد الله، وهو خطأ، والمثبت من (ظ 6) و"أطراف المسند" 6/ 218.

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (23869)، غير أن شيخ أحمد هنا هو وكيع بن الجرَّاح.

(3)

قوله: في ليلة، لين في (ظ 6).

(4)

في (ظ 2) و (ق): وأطيب منه.

(5)

إسناده ضعيف على نكارة في متنه، وهو مكرر (23862) غير أن شيخ أحمد هنا هو يزيد بن هارون.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 147 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

ص: 166

27188 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَحْلَاءَ، حَدَّثَنَا أَبُو الرِّجَالِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَقْتُلَ الْكِلَابَ، فَخَرَجْتُ أَقْتُلُهَا لَا أَرَى كَلْبًا إِلَّا قَتَلْتُهُ، فَإِذَا كَلْبٌ يَدُورُ بِبَيْتٍ، فَذَهَبْتُ لِأَقْتُلَهُ (1)، فَنَادَانِي إِنْسَانٌ مِنْ جَوْفِ الْبَيْتِ: يَا عَبْدَ اللهِ، مَا تُرِيدُ أَنْ تَصْنَعَ؟ قَالَ: قُلْتُ: أُرِيدُ أَنْ أَقْتُلَ هَذَا الْكَلْبَ، فَقَالَتْ: إِنِّي امْرَأَةٌ مَضِيعَةٌ (2)، وَإِنَّ هَذَا الْكَلْبَ يَطْرُدُ عَنِّي السَّبُعَ، وَيُؤْذِنُنِي بِالْجَائِي، فَائْتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَاذْكُرْ ذَلِكَ لَهُ، قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَأَمَرَنِي بِقَتْلِهِ (3).

27189 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ

(1) في (ظ 6): أقتله.

(2)

في (ظ 2) و (ق): بمضيعة.

(3)

إسناده صحيح إن ثبت سماع سالم بن عبد الله -وهو ابن عمر- من أبي رافع. ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير يعقوب بن محمد بن طَحْلاء، فمن رجال مسلم، أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي، وأبو الرِّجال: هو محمد بن عبد الرحمن الأنصاري.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4668)، وفي "شرح معاني الآثار" 4/ 53 - 54 من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4668)، وفي "شرح معاني الآثار" 4/ 54، والطبراني في "الكبير"(927) من طريقين عن يعقوب بن محمد بن طحلاء، به.

وسلف نحوه برقم (23865).

ص: 167

عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَمِعَ الْمُؤَذِّنَ قَالَ مِثْلَ مَا يَقُولُ، فَإِذَا قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، قَالَ:" لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ "(1).

27190 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا ضَحَّى، اشْتَرَى كَبْشَيْنِ سَمِينَيْنِ، أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ، فَإِذَا صَلَّى وَخَطَبَ النَّاسَ، أَتَى بِأَحَدِهِمَا وَهُوَ قَائِمٌ فِي مُصَلَّاهُ، فَذَبَحَهُ بِنَفْسِهِ بِالْمُدْيَةِ، ثُمَّ يَقُولُ:" اللهُمَّ هَذَا (2) عَنْ أُمَّتِي جَمِيعًا مِمَّنْ شَهِدَ لَكَ بِالتَّوْحِيدِ، وَشَهِدَ لِي بِالْبَلَاغِ " ثُمَّ يُؤْتَى بِالْآخَرِ، فَيَذْبَحُهُ بِنَفْسِهِ وَيَقُولُ:" هَذَا عَنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ " فَيُطْعِمُهُمَا جَمِيعًا الْمَسَاكِينَ، وَيَأْكُلُ هُوَ وَأَهْلُهُ مِنْهُمَا، فَمَكَثْنَا سِنِينَ، لَيْسَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ يُضَحِّي، قَدْ كَفَاهُ اللهُ الْمَؤُونَةَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالْغُرْمَ (3).

(1) حديث صحيح لغيره، وهو مكرر (23866) غير شيخ أحمد، فهو هنا يحيى بن آدم، وزاد في إسناده:"عن أبيه"، بين علي بن حسين وأبي رافع، وإسناده ضعيف سلف الكلام عليه هناك.

(2)

في (م): اللهم أن هذا.

(3)

إسناده ضعيف لانقطاعه، علي بن الحسين لم يدرك أبا رافع، ولضعف عبد الله بن محمد: وهو ابن عقيل بن أبي طالب، وقد اضطرب فيه كما بينا =

ص: 168

27191 -

حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو (1) - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ (2).

27192 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ (3)، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْبُوذٌ، رَجُلٌ مِنْ آلِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ الْفَضْلِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ،

= ذلك في مسند عائشة عند الرواية (25046). أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي، وزهير: هو ابن محمد التميمي.

وأخرجه البزار (1208)"زوائد"، والحاكم 2/ 391 من طريق أبي عامر، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، فتعقَّبه الذهبي بقوله: زهير ذو مناكير، وابن عقيل ليس بالقوي، وتحرف زهير في كلام الذهبي في المطبوع إلى سهيل.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(923) من طريق أبي حذيفة، عن زهير بن محمد، به.

وسلف برقم (23860).

وانظر ما بعده.

(1)

في (ظ 2) و (ق) و (م): عمر، وهو خطأ.

(2)

إسناده ضعيف، كما ذكرنا في الرواية السابقة.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 177، والطبراني في "الكبير"(922)، من طرف عن عبيد الله بن عَمرو الرقي، بهذا الإسناد.

(3)

في "أطراف المسند" 6/ 220، و"إتحاف المهرة" 14/ 248: معاوية بن عمرو، وهو الأشبه، فإنه قد روي في مصادر الحديث من طريقه، ولم يُرو من طريق أبي معاوية (وهو محمد بن خازم)، ثم أنه لم يُذكر لأبي معاوية رواية عن أبي إسحاق الفزاري.

ص: 169

رُبَّمَا ذَهَبَ إِلَى بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، فَيَتَحَدَّثُ مَعَهُمْ (1) حَتَّى يَنْحَدِرَ لِلْمَغْرِبِ. قَالَ: فَقَالَ أَبُو رَافِعٍ: فَبَيْنَا (2) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُسْرِعًا إِلَى الْمَغْرِبِ، إِذْ مَرَّ بِالْبَقِيعِ، فَقَالَ:" أُفٍّ لَكَ، أُفٍّ لَكَ ". مَرَّتَيْنِ. فَكَبُرَ (3) فِي ذَرْعِي وَتَأَخَّرْتُ، وَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُرِيدُنِي، فَقَالَ:" مَا لَكَ؟! امْشِ ". قَالَ: قُلْتُ: أَحْدَثْتُ حَدَثًا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَمَا ذَاكَ؟ "، قُلْتُ: أَفَّفْتَ بِي. قَالَ: " لَا، وَلَكِنَّ هَذَا قَبْرُ فُلَانٍ، بَعَثْتُهُ سَاعِيًا عَلَى بَنِي فُلَانٍ، فَغَلَّ نَمِرَةً، فَدُرِّعَ الْآنَ مِثْلَهَا مِنْ نَارٍ "(4).

(1) قوله: معهم، ليس في (م).

(2)

في (ظ 6): فبينما.

(3)

في (ظ 6): فكسر لي ذَرْعي، وقد ذكر السندي في حاشيته على "المجتبى" 2/ 115 أنه يُروى كذلك وقال: أي: ثبطني عما أردته، والحاصل أنه ظن أن الخطاب معه، فثقل عليه.

(4)

إسناده ضعيف لجهالة حال مَنْبوذ، فقد تفرَّد بالرواية عنه اثنان، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، ثم إنَّ في سماع الفضل بن عُبيد الله بن أبي رافع عن جده أبي رافع نظراً، فقد جعله الحافظ في "التقريب" من الطبقة السابعة، وهي طبقة كبار أتباع التابعين، وليس لهم رواية عن الصحابة. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق الفزاري: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث، وابن جُريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.

وهو في "السير" لأبي إسحاق الفزاري (393).

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 115 - 116، والطبراني في "الكبير"(962)، والمِزِّي في "تهذيبه" 23/ 234 - 235 في ترجمة الفضل بن عبيد الله من طريق معاوية بن عمرو، به. =

ص: 170

27193 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مَنْبُوذٍ رَجُلٍ مِنْ آلِ أَبِي رَافِعٍ، أَخْبَرَهُ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، فَذَكَرَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَكَسَرَ (1) ذَلِكَ فِي ذَرْعِي، وَقَالَ: قُلْتُ: أَحْدَثْتُ حَدَثًا؟ قَالَ: " وَمَا ذَاكَ؟ "، قَالَ: قُلْتُ: أَفَّفْتَ (2).

27194 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ

= وأخرجه البزار (1735)(زوائد) عن غسان بن عُبيد الله الراسبي، عن يوسف بن نافع بن عبد الله بن نافع، عن عبد الرحمن بن أبي المَوَال، عن عُبيد الله بن أبي رافع، يعني عن أبيه، قال: خرجتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتهيتُ إلى بقيع الغَرْقد، فالتفتَ إليَّ، فقال:"هل تسمع الذي أسمعُ؟ " فقلت: بأبي وأمي، لا يا رسول الله، قال:"هذا فلان بن فلان يُعذَّب في قبره في شملةٍ اغتلَّها يومَ خيبر" وفي إسناده من لم نعرفهم.

وسيرد بالحديث بعده.

وفي باب الغُلول: عن زيد بن خالد الجُهَني، سلف برقم (17031)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

(1)

في (م) فَكَبُرَ، ولم يرد هذا الحديث في (ظ 6)، وانظر الإشارة إلى هذه اللفظة في الحديث قبله.

(2)

إسناده ضعيف كسابقه، هارون: هو ابن معروف، وابنُ وَهْب: هو عبد الله.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 115، وفي "الكبرى"(935) عن عمرو ابن سوَّاد، وابن خزيمة (2337) عن عيسى بن إبراهيم الغافقي، كلاهما عن ابن وَهْب، به.

وسلف بالحديث قبله.

ص: 171

عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَذَّنَ فِي أُذُنِ الْحَسَنِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ بِالصَّلَاةِ (1).

27195 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ - يَعْنِي الرَّازِيَّ - عَنْ شُرَحْبِيلَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: أُهْدِيَتْ لَهُ شَاةٌ، فَجَعَلَهَا فِي الْقِدْرِ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" مَا هَذَا يَا أَبَا رَافِعٍ؟ " فَقَالَ: شَاةٌ أُهْدِيَتْ لَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَطَبَخْتُهَا فِي الْقِدْرِ، فَقَالَ:" نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ يَا أَبَا رَافِعٍ ". فَنَاوَلْتُهُ الذِّرَاعَ (2)، ثُمَّ قَالَ:" نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ الْآخَرَ ". فَنَاوَلْتُهُ الذِّرَاعَ الْآخَرَ، ثُمَّ قَالَ:" نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ الْآخَرَ "، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا لِلشَّاةِ ذِرَاعَانِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَكَتَّ، لَنَاوَلْتَنِي ذِرَاعًا فَذِرَاعًا مَا سَكَتَّ ". ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَمَضْمَضَ فَاهُ، وَغَسَلَ أَطْرَافَ أَصَابِعِهِ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِمْ، فَوَجَدَ عِنْدَهُمْ لَحْمًا بَارِدًا، فَأَكَلَ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَصَلَّى، وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً (3).

(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (23869)، إلا أن الإمام أحمد رواه هنا عن يحيى بن سعيد القطان وحده.

(2)

قوله: الذراع، ليس في (ظ 6).

(3)

حسن لغيره في قصة مناولة الذراع، وهذا إسناد ضعيف لضعف شُرَحْبيل بن سعد، وأبو جعفر الرَّازي مختلف فيه، وقد اختلف عنه في هذا الإسناد:

فرواه خَلَف بن الوليد -كما في هذه الرواية- عن أبي جعفر الرازي، بهذا الإسناد. قال الدارقطني في "العلل" 7/ 20: وهو أشبه بالصواب. =

ص: 172

27196 -

حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، قَالَ: فَسَأَلْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ، فَحَدَّثَنِي، عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ لَمَّا وُلِدَ، أَرَادَتْ أُمُّهُ (1) فَاطِمَةُ (2) أَنْ تَعُقَّ عَنْهُ بِكَبْشَيْنِ، فَقَالَ:" لَا تَعُقِّي عَنْهُ، وَلَكِنْ احْلِقِي شَعْرَ رَأْسِهِ، ثُمَّ تَصَدَّقِي بِوَزْنِهِ مِنَ الْوَرِقِ فِي سَبِيلِ اللهِ ". ثُمَّ وُلِدَ حُسَيْنٌ بَعْدَ ذَلِكَ، فَصَنَعَتْ مِثْلَ ذَلِكَ (3).

27197 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَطَرٌ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ

= وخالفه سلمة بن الفضل، فرواه -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 7/ 20 - عن أبي جعفر الرازي، عن داود بن أبي هند، عن شُرَحْبيل بن سعد، به. أدخل داود بن أبي هند بين أبي جعفر وشرحبيل.

وأخرجه ابن حبان (1149) و (5244)، والطبراني في "الكبير"(986) من طريق زيد بن أبي أنيسة، والطبراني (983) و (984) و (985) من طرق عن أبي خالد الدالاني وسماك بن حرب وسليمان بن أبي داود (على التوالي)، أربعتهم عن شرحبيل بن سعد، به، مختصراً.

ولقصة مناولة الذراع شاهد ذكرناه في الرواية السالفة برقم (23859).

(1)

قوله: أمه، ليس في (ظ 2) و (ق).

(2)

قوله: فاطمة، ليس في (ظ 6).

(3)

إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن محمد بن عَقِيل، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عُبيد الله بن عَمرو: هو الرَّقِّي.

وسلف برقم (27183).

ص: 173

عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ حَلَالًا، وَبَنَى بِهَا حَلَالًا، وَكُنْتُ الرَّسُولَ بَيْنَهُمَا (1).

(1) حديث حسن، مطر -وهو ابن طهمان الوراق- مختلف فيه، وهو حسن الحديث، وقد اختُلف على ربيعةَ بن أبي عبد الرحمن في وصله وإرساله:

فرواه حمَّاد بنُ زَيد، عن مطر -كما في هذه الرواية، وهو عند الدارمي (1825)، والترمذي (841)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(461) والنسائي في "الكبرى"(5402)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 270، وفي "شرح مشكل الآثار"(580)، وابن حبان (4130) و (4135)، والطبراني في "الكبير"(915)، والدارقطني في "السنن" 3/ 262، وأبي نعيم في "الحلية" 3/ 264، والبيهقي في "السنن الكبرى" 5/ 66 و 7/ 211، وفي "دلائل النبوة" 4/ 336، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 152، والبغوي في "شرح السنة" (1982) - فقال: عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سليمان بن يسار، عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مرفوعاً.

قال الترمذي: هذا حديث حسن، ولا نعلم أحداً أسنده غير حماد بن زيد، عن مطر الوراق، عن ربيعة.

قلنا: تابع حماداً في إسناده داودُ بنُ الزِّبْرِقان، كما عند الدارقطني في "السنن" 3/ 262 - 263، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 79.

ورواه مالك في "الموطأ" 1/ 348، ومن طريقه ابن سعد في "الطبقات" 8/ 133، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 270، وفي "شرح مشكل الآثار"(5801)، وأنس بن عياض، كما عند ابن سعد 8/ 133، كلاهما عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سليمان بن يسار مرسلاً.

ورواه بشر بن السَّرِيّ، وهو من أصحاب مالك، كما عند الدارقطني في "العلل" 7/ 13 - 14 عن مالك، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سُليمان بن يسار، عن أبي رافع. =

ص: 174

27198 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ - يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ - قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ مَوْلَى بَنِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ:" إِنَّهُ سَيَكُونُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ عَائِشَةَ أَمْرٌ " قَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟! قَالَ: " نَعَمْ ". قَالَ: أَنَا (1)؟! قَالَ: " نَعَمْ ". قَالَ: فَأَنَا أَشْقَاهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنْ إِذَا كَانَ ذَلِكَ فَارْدُدْهَا إِلَى مَأْمَنِهَا "(2).

= ورجَّح الدارقطني رفعه، فقال في مطر وبشر وقد رفعاه: هما ثقتان، ورجَّح ابن عبد البر رواية مالك المرسلة، كما بيّن ذلك في "التمهيد" 3/ 151.

وله شاهد من حديث يزيد بن الأصم عن ميمونة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوَّجها حلالاً، وبَنَى بها حَلالاً، وقد سلف برقم (26828)، وإسناده صحيح.

ويعضُده حديث عثمان عند مسلم (1409) "لا يَنْكِحُ المحرم ولا يُنكِحُ

".

ويعارضُه حديثُ ابن عباس عند البخاري (5114)، وقد سلف (2565) وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوَّج ميمونة بِسَرفٍ وهو محرم.

وانظر التوفيق بين هذه الأحاديث عند الحافظ في "فتح الباري" 9/ 165 - 166.

(1)

في (ظ 6): أنا يا رسول الله؟

(2)

إسناده ضعيف، الفُضَيْل بن سليمان النُّمَيري عنده مناكير، وهذه منها. وقد اضطرب في إسناده كما سيرد، وأبو أسماء مولى بني جعفر روى عنه جمع، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان والعجلي، وانفرد به كذلك، وهو من رجال "التعجيل".

واضطرب في إسناده الفضيلُ بن سليمان:

فرواه حسين بن محمد المرُّوذي -كما في هذه الرواية، وفيما أخرجه =

ص: 175

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5613)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1419) - والحسن بن قَزَعة -فيما أخرجه البزار (3272)"زوائد"، والطبراني في "الكبير"(995) - كلاهما عن الفُضيل بن سليمان، بهذا الإسناد.

ورواه محمد بن أبي بكر المقدَّمي -فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5612) - عن الفضيل بن سليمان، عن محمد بن أبي يحيى، عن أبي أسماء، عن أبي جعفر، عن أبي رافع، به. أدخل أبا جعفر بين أبي أسماء وأبي رافع.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 234، وقال رواه أحمد والبزار والطبراني، ورجاله ثقات!

ص: 176

‌حَدِيثُ أُهْبَانَ بْنِ صَيْفِيٍّ

(1)

27199 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِى ابْنَ زَيْدٍ - عَنْ عَبْدِ الْكَبِيرِ بْنِ الْحَكَمِ الْغِفَارِيِّ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عُدَيْسَةَ، عَنْ أَبِيهَا: جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَامَ عَلَى الْبَابِ، فَقَالَ: أَثَمَّ أَبُو مُسْلِمٍ؟ قِيلَ: نَعَمْ، قَالَ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ، مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَأْخُذَ نَصِيبَكَ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ، وَتَخِفَّ فِيهِ؟ قَالَ: يَمْنَعُنِي مِنْ ذَلِكَ عَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَيَّ خَلِيلِي وَابْنُ عَمِّكَ، عَهِدَ إِلَيَّ أَنْ إِذَا كَانَتِ الْفِتْنَةُ أَنْ أَتَّخِذَ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ، وَقَدْ اتَّخَذْتُهُ، وَهُوَ ذَاكَ مُعَلَّقٌ (2).

(1) أهبان بن صيفي، ويقال: وهبان، يكنى أبا مسلم. قاله الحافظ في "الإصابة".

(2)

حسن بطرقه وشواهده، عبد الكبير بن الحكم الغفاري -وهو من رجال "التعجيل"، وإن لم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يُوثَر توثيقُه عن غير ابنِ حبان- قد تُوبع، وعُدَيسة: إنما تروي عن أبيها، وقد روى عنها جمع، وبقية رجاله ثقات. عبد الله بنُ عُبيد: هو الحِمْيَري البصريّ، وهو ثقة، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (20670).

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 162 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وتحرَّف اسم عبد الكبير في المطبوع منه إلى: عبد الكريم.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(867) من طريق محمد بن سليمان لُوَيْن، عن حمَّاد بنِ زَيْد، عن عبد الكبير، به. ولم يذكر فيه عبد الله بن عبيد.

وقد أشرنا إلى شواهده التي يحسن بها في الرواية (20670).

ص: 177

27200 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ (1)، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ - يُقَالُ لَهُ: أَبُو عَمْرٍو - عَنْ ابْنَةٍ لِأُهْبَانَ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِيهَا - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - أَنَّ عَلِيًّا لَمَّا قَدِمَ الْبَصْرَةَ بَعَثَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَتْبَعَنِي؟ فَقَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي وَابْنُ عَمِّكَ، فَقَالَ:" إِنَّهُ سَيَكُونُ فُرْقَةٌ (2) وَاخْتِلَافٌ فَاكْسِرْ سَيْفَكَ، وَاتَّخِذْ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ، وَاقْعُدْ فِي بَيْتِكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ يَدٌ خَاطِئَةٌ أَوْ مَنِيَّةٌ قَاضِيَةٌ " فَفَعَلْتُ مَا أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِنْ اسْتَطَعْتَ يَا عَلِيُّ أَنْ لَا تَكُونَ تِلْكَ الْيَدَ الْخَاطِئَةَ، فَافْعَلْ (3).

27201 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الْقَسْمَلِيِّ، عَنْ ابْنَةِ (4) أُهْبَانَ بْنِ صَيْفِيِّ، أَنَّ عَلِيًّا أَتَى أُهْبَانَ، فَقَالَ: مَا يَمْنَعُكَ مِنَ اتِّبَاعِي؟

فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (5).

(1) في (ظ 2) و (ق) و (م): مؤيد، وهو خطأ، والمثبت من (ظ 6) و"أطراف المسند" 1/ 569.

(2)

في (ظ 6): ستكون فتنة.

(3)

حسن بطرقه وشواهده، وهو مكرر (20671)، غير أن شيخ أحمد هنا هو مؤمَّل بن إسماعيل، وهو ضعيف.

(4)

تحرف في (ظ 2) و (ق) و (م) إلى: عن أبيه.

(5)

حسن بطرقه وشواهده، وهو مكرر (20671)، غير أن شيخ أحمد هنا هو أسود بن عامر شاذان.

ص: 178

‌حَدِيثُ قَارِبٍ

(1)

27202 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ ابْنِ قَارِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ " قَالَ رَجُلٌ: وَالْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ فِي الرَّابِعَةِ: " وَالْمُقَصِّرِينَ " يُقَلِّلُهُ سُفْيَانُ بِيَدِهِ، قَالَ سُفْيَانُ: وَقَالَ فِي تِيكَ، كَأَنَّهُ يُوَسِّعُ يَدَهُ (2).

(1) قال السندي: قارب: هو ابن الأسود، ثقفي له صحبة، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يقدم وفد ثقيف، فأسلم.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد اختُلف فيه على سفيانَ بنِ عيينة:

فرواه أحمد -كما في هذه الرواية- عنه، عن إبراهيم بن ميسرة، وقال: عن ابن قارب، عن أبيه، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم

ورواه ابنُ أبي شيبة -كما في "مصنفه" ص 215 (نشرة العمروي) - عنه، عن إبراهيم بن ميسرة، وقال: عن وهب بن عبد الله، أُراه عن أبيه، قال: كنتُ مع أبي، فرأيتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ َسَلَّمَ

ورواه ابن أبي شيبة كذلك -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1593) - وأحمد بنُ عبدة -فيما أخرجه البزار (1135)(زوائد) - وإبراهيم بن بشار -فيما أخرجه ابن قانع في "معجمه" 2/ 86 - ثلاثتهم عنه، عن إبراهيم بن ميسرة، عن رجل من ثقيف يقال له: وهب بن عبد الله بن قارب أو مارب، عن أبيه، به.

ورواه الحميدي كما في "مسنده"(931) -ومن طريقه ابن قانع 2/ 86 و 365 - عنه، عن إبراهيم بن ميسرة، وقال: عن وهب بن عبد الله بن قارب -أو مارب- عن أبيه، عن جده، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع =

ص: 179

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= يقول: "يرحم الله المحلَّقين"، وأشار بيده هكذا -ومَدَّ الحميدي يمينه- قالوا: يا رسول الله، والمقصِّرين، فقال:"يرحم الله المحلِّقين"، قالوا: يا رسول الله، والمقصِّرين، فقال:"يرحم الله المحلِّقين"، قالوا: يا رسول الله، والمقصِّرين، فقال:"والمقصِّرين". وأشار الحميدي بيده، فلم يَمُدَّ مثل الأول، قال سفيان: وجدت في كتابي: عن إبراهيم بن ميسرة، عن وهب بن عبد الله بن مارب، وحفظي: قارب، والناس يقولون: قارب، كما حفظتُ، فأنا أقول: قارب أو مارب.

ورواه علي ابن المديني -فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 196 - عنه، عن إبراهيم بن مَيْسرة، وقال: عن وهب بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، قال: سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "رحم الله المحلِّقين"، قال سفيان بيده بعدها من صدره، وخفض بها صوته، وقال:"والمقصرين"، قال في الثالثة أو الرابعة، وضمَّ سفيان يده إلى صدره، وخفضَ بها صوتَه. قال سفيان: وجدت عندي: وهب بن عبد الله بن مارب، فقالوا لي: هذا ابن قارب. قلت لسفيان: عن أبيه، عن جده؟ قال: نعم.

وحدثناه مرة أخرى: عن إبراهيم، عن وهب بن عبد الله، عن أبيه، سمع النبي صلى الله عليه وسلم

نحوه، وعن إبراهيم، عن وهب بن عبد الله بن قارب، عن أبيه، قال: كنت مع أبي، فرأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول. وإنما أخذ "قارب" عن الناس.

قال الحافظ في "أطراف المسند" 5/ 196، وفي "إتحاف المهرة" 12/ 686: هذا الحديث، كان سفيان بن عُيينة يحدِّثُ به عن إبراهيم على وجهين: تارةً يقول: عن وهب بن عبد الله بن قارب، عن أبيه، قال: كنتُ مع أبي، فسمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم

وتارةً يقول: عن وهب بن عبد الله بن قارب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي الجملة هما صحابيان: قارب، وابنه عبد الله. وهذا السِّياق يقتضي أن يكون الحديث لعبد الله، لا لأبيه، فإن إبراهيم إنما روى عن وَهْب بن عبد الله بن قارب، فكأنه لما أبهمه نسبه إلى جده، ثم قال: عن أبيه، فأبوه: عبد الله بن قارب، وقد ثبت سماعه =

ص: 180

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= من النبي صلى الله عليه وسلم، فينبغي أن يحول هذا إلى العبادلة. ونقل الحافظ في "الإصابة" 3/ 220 عن أبي نعيم أن الصواب: عن إبراهيم، عن وهب، عن أبيه.

قلنا: ووهب بن عبد الله بن قارب، قال ابن حبان: له صحبة، وتعقبه أبو نعيم -فيما نقله الحافظ في "الإصابة" 3/ 642 - بقوله: الصحبة والرواية لقارب وولده عبد الله، وأما وهب، فإنما روى عن أبيه، قال: حججتُ مع أبي

وقد ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 165، وابن أبي حاتم 9/ 22، وقد ذكرا في الرواة عنه: إبراهيم، ثم إنهما لم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. لكن ابن حبان ذكره في "الثقات" 3/ 427 في الصحابة، فقال: وهب بن عبد الله بن قارب بن الأسود بن مسعود

له صحبة، ثم ذكره في التابعين 7/ 556. قلنا: وعبد الله بن قارب وأبوه صحابيان.

وأورد الحديث الهيثمي في "المجمع" 3/ 262، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" والبزار، وإسناده حسن. قلنا: ولم نجده في مطبوع الطبراني.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7158)، وإسناده صحيح، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

ص: 181

‌حَدِيثُ الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ

(1)

27203 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ أَنَّهُ نَادَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ حَمْدِي زَيْنٌ، وَإِنَّ ذَمِّي شَيْنٌ (2)، فَقَالَ: ذَاكُمُ اللهُ عز وجل ". كَمَا حَدَّثَ أَبُو سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (3).

27204 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ الْأَقْرَعِ (4)، وَقَالَ مَرَّةً: إِنَّ الْأَقْرَعَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (5).

(1) سلفت ترجمة الأقرع بن حابس قبل الحديث (15991).

(2)

في (ظ 6): لَشَيْن.

(3)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (15991) سنداً ومتناً.

(4)

في (م): الأقرع بن حابس.

(5)

إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله، إلا أن شيخ أحمد هنا هو عبد الأعلى بن حماد، وهو ثقة، روى له الشيخان.

ص: 182

‌حَدِيثُ ابْنِ صُرَدٍ

(1)

27205 -

حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ: سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلَيْنِ وَهُمَا يَتَقَاوَلَانِ، وَأَحَدُهُمَا قَدْ غَضِبَ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ، وَهُوَ يَقُولُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا، ذَهَبَ عَنْهُ الشَّيْطَانُ ". قَالَ: فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: قُلْ أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (2). قَالَ: هَلْ تَرَى بَأْسًا؟! قَالَ: مَا زَادَهُ عَلَى ذَلِكَ (3).

(1) سلفت ترجمة سليمان بن صرد قبل الحديث (18308).

(2)

كلمة "الرجيم" ليست في (ظ 6).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 349 - 350، والبخاري (6048)، وفي "الأدب المفرد"(434)، ومسلم (2610)(110)، والنسائي في "الكبرى"(10224) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(392) - وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2349)، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 6/ 7، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 288، والطبراني في "الكبير"(6489)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 450 من طريق حفص بن غياث، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 533، وهنَّاد في "الزهد"(1306)، والبخاري (3282) و (6115)، وفي "الأدب المفرد"(1319)، ومسلم (2610)(109) و (110)، وأبو داود (4781)، والنسائي في "الكبرى"(10225) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(393) - وابن أبي عاصم (2350)، وأبو عوانة كما في =

ص: 183

27206 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ صُرَدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْأَحْزَابِ: " الْآنَ نَغْزُوهُمْ وَلَا يَغْزُونَا "(1).

27207 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَيْسَرَةَ أَبُو لَيْلَى، عَنْ أَبِي عُكَّاشَةَ (2) الْهَمْدَانِيِّ، قَالَ: قَالَ رِفَاعَةُ (3) الْبَجَلِيُّ: دَخَلْتُ عَلَى الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَصْرَهُ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَا قَامَ جِبْرِيلُ إِلَّا مِنْ عِنْدِي قَبْلُ، قَالَ:

= "إتحاف المهرة" 6/ 7 والخرائطي في "مساوئ الأخلاق ومذمومها"(328)، وابن قانع 1/ 288، وابن حبان (5692)، والطبراني (6488)، والحاكم 2/ 441، والبيهقي في "الدعوات الكبير"(321)، وفي "شعب الإيمان"(3283)، والبغوي في "شرح السنة"(1333) منِ طرق عن الأعمش، به. زاد الحاكم في آخره: فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وإمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فاسْتَعِذْ بالله

} [الأعراف: 200]. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد. وقال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.

وأخرجه ابن أبي عاصم (2351) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش، عن سليمان بن صُرد، به.

قلنا: هكذا وقع في مطبوعه، ولعل اسم زرّ مقحم في الإسناد.

وفي الباب عن معاذ بن جبل، سلف برقمي (22086) و (22111).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (18308) سنداً ومتناً، غير أنه زاد فيه هناك رواية عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان.

(2)

في (م): أبي عائشة، وهو خطأ.

(3)

في (م): أبو رفاعة، وهو خطأ.

ص: 184

فَهَمَمْتُ أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَذَكَرْتُ حَدِيثًا حَدَّثَنَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" إِذَا أَمَّنَكَ الرَّجُلُ عَلَى دَمِهِ، فَلَا تَقْتُلْهُ ". قَالَ: وَكَانَ قَدْ أَمَّنَنِي عَلَى دَمِهِ، فَكَرِهْتُ دَمَهُ (1). (2)

(1) في (ظ 6): فكرهت أن أقتله.

(2)

إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن ميسرة، ولجهالة أبي عكاشة الهمداني، فلم يذكروا في الرواة عنه سوى عبد الله بن ميسرة، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وجهَّله الحافظان الذهبي وابن حجر، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير رفاعة البجلي -وهو ابن شداد- فقد روى له النسائي وابن ماجه، وهو ثقة.

واختلف في هذا الإسناد:

فرواه عبد الله بن ميسرة، واختلف عليه فيه:

فرواه يونس بن محمد -كما في هذه الرواية، وعند البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 323 - ووكيع -فيما أخرجه ابن ماجه (2689) - ومسلم بن إبراهيم -فيما أخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 1489 - ثلاثتهم عن عبد الله بن ميسرة، بهذا الإسناد.

ورواه عبد الصمد بن النعمان -فيما أخرجه ابن عدي 4/ 1489 - عن عبد الله بن ميسرة، عن أبي عكاشة، عن سليمان بن صرد، به. لم يذكر رفاعة في الإسناد.

ورواه الفُضيل بن ميسرة -فيما ذكر المزي في "تهذيبه" 9/ 206 في ترجمة رفاعة- عن أبي حريز، عن سليمان بن مسهر. قال المزي: وكلاهما وهم، أي: رواية عبد الله بن ميسرة والفضيل بن ميسرة.

ورواه عبد الملك بن عمير-كما سلف (21946) و (21948) - والسُّدِّي -كما سلف (21947) - كلاهما عن رفاعة، عن عمرو بن الحَمِق، وهو الصواب، فيما ذكر المِزِّي في "تهذيبه" 34/ 99 - 100 في ترجمة أبي عكاشة الهمداني، =

ص: 185

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقال: حديث عمرو بن الحَمِق محفوظ في هذا الباب.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/ 285، وقال: رواه الطبراني، وحكم على عبد الله بن ميسرة بالوهم فيه.

قلنا: لم نجده عند الطبراني في حديث سليمان بن صُرد.

ص: 186

‌مِنْ حَدِيثِ طَارِقِ بْنِ أَشْيَمَ

(1)

27208 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَسُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَا: حَدَّثَنَا خَلَفٌ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ، فَقَدْ رَآنِي "(2).

27209 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا خَلَفٌ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: كَانَ أَبِي قَدْ صَلَّى خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، فَقُلْتُ لَهُ (3): أَكَانُوا يَقْنُتُونَ؟ قَالَ: لَا، أَيْ بُنَيَّ، مُحْدَثٌ (4).

(1) سلفت ترجمة طارق بن أشيم قبل الحديث (15875).

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر (15880) سنداً ومتناً، غير أنه قرن هنا بحسين بن محمد سُريجَ بنَ النعمان.

(3)

قوله: فقلت له، من (م)، ولم ترد في النسخ الخطية، وانظر كلام السندي.

(4)

حديث صحيح، خَلَف بنُ خليفة -وهو ابن صاعد الأشجعي مولاهم- قد اختلط، ولم يتحرر لنا سماع حسين بن محمد المروذي منه، أكان قبل الاختلاط أم بعده، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

وقد سلف برقم (15879) بإسناد صحيح.

قال السندي: قوله: أكانوا يقنتون، بتقدير القول، أي: فقلت له: أكانوا يقنتون، وتقدير القول شائع في الكلام.

ص: 187

27210 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ (1)، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ أَبِي قَدْ صَلَّى خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ. قَالَ: لَا، أَيْ بُنَيَّ، مُحْدَثٌ (2).

27211 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَإِذَا أَتَاهُ الْإِنْسَانُ يَسْأَلُهُ، قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، كَيْفَ أَقُولُ حِينَ أَسْأَلُ رَبِّي؟ قَالَ:" قُلْ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي ". وَقَبَضَ كَفَّهُ إِلَّا (3) الْإِبْهَامَ، وَقَالَ:" هَؤُلَاءِ يَجْمَعْنَ لَكَ خَيْرَ (4) دُنْيَاكَ وَآخِرَتِكَ "(5).

27212 -

قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لِلْقَوْمِ: " مَنْ وَحَّدَ اللهَ، وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ (6) دُونِهِ، حُرِّمَ مَالُهُ وَدَمُهُ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ عز وجل "(7).

(1) لم يرد هذا الحديث في (ظ 6).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (15879).

وانظر ما قبله.

(3)

في (ظ 6): إلى.

(4)

قوله: خير، ليس في (ظ 6).

(5)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (15877) سنداً ومتناً.

(6)

قوله: من، ليس في (ظ 6).

(7)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (15875) و (15878) سنداً ومتناً.

ص: 188

27213 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ وَحَّدَ اللهَ، وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِهِ، حَرَّمَ اللهُ مَالَهُ وَدَمَهُ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ عز وجل "(1).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير إسماعيل بن محمد -وهو ابن جبلة أبو إبراهيم المعقب- فمن رجال "التعجيل"، وهو ثقة. ومروان بن معاوية: هو الفَزاري.

وقد سلف برقم (15875).

ص: 189

‌مِنْ حَدِيثِ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ

(1)

27214 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَرْوِي عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ خَبَّابٍ، قَالَ: هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمِنَّا مَنْ مَاتَ، وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا، مِنْهُمْ: مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، لَمْ يَتْرُكْ إِلَّا نَمِرَةً، إِذَا غَطَّوْا بِهَا رَأْسَهُ بَدَتْ رِجْلَاهُ، وَإِذَا غَطَّيْنَا رِجْلَيْهِ، بَدَا رَأْسُهُ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" غَطُّوا رَأْسَهُ " وَجَعَلْنَا عَلَى رِجْلَيْهِ إِذْخِرًا، قَالَ: وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَ الثِّمَارَ، فَهُوَ يَهْدِبُهَا (2).

27215 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ قَالَ: قُلْنَا لِخَبَّابٍ: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَقُلْنَا: بِأَيِّ شَيْءٍ كُنْتُمْ تَعْرِفُونَ ذَلِكَ؟ قَالَ: فَقَالَ: بِاضْطِرَابِ لِحْيَتِهِ (3).

(1) سلفت ترجمة خباب بن الأرت قبل الحديث (21052).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (21058) غير شيخ أحمد، فهو هنا عبد الله بن إدريس.

قال السندي: يَهْدِبُها، بفتح أوله وكسر الدال المهملة، أي: يجتنيها، وقيل: بتثليث الدال المهملة.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وسلف برقم (21056) و (21061).

ص: 190

27216 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، قَالَ: أَتَيْتُ خَبَّابًا أَعُودُهُ، وَقَدِ اكْتَوَى سَبْعًا فِي بَطْنِهِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَوْلَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ، لَدَعَوْتُ بِهِ (1).

27217 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ خَبَّابٍ، قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَقُلْنَا: أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا اللهَ عز وجل أَوْ أَلَا، يَعْنِي: تَسْتَنْصِرُ لَنَا -؟ فَقَالَ: " قَدْ كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ، فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ (2)، فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ، فَيُجْعَلُ بِنِصْفَيْنِ، فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ، مَا دُونَ عَظْمِهِ مِنْ لَحْمٍ، أَوْ عَصَبٍ، فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللهِ لَيُتِمَّنَّ اللهُ هَذَا الْأَمْرَ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لَا يَخَافُ إِلَّا اللهَ عز وجل، وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ "(3).

27218 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ الْقُشَيْرِيُّ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ، قَالَ:

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مختصر (21059).

(2)

في (م): بالميشار.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (21073) سنداً ومتناً.

ص: 191

حَدَّثَنِي أَبِي خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ، قَالَ: إِنَّا لَقُعُودٌ عَلَى (1) بَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، نَنْتَظِرُ أَنْ يَخْرُجَ لِصَلَاةِ الظُّهْرِ، إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا، فَقَالَ:" اسْمَعُوا "، فَقُلْنَا: سَمِعْنَا، ثُمَّ قَالَ:" اسْمَعُوا "، فَقُلْنَا: سَمِعْنَا (2)، فَقَالَ:" إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ، فَلَا تُعِينُوهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، وَلَا تُصَدِّقُوهُمْ بِكَذِبِهِمْ، فَإِنَّهُ (3) مَنْ أَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، وَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، فَلَنْ يَرِدَ عَلَيَّ الْحَوْضَ "(4).

27219 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى خَبَّابٍ وَقَدِ اكْتَوَى سَبْعًا، فَقَالَ: لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَتَمَنَّ (5) أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ " لَتَمَنَّيْتُهُ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا (6) أَمْلِكُ دِرْهَمًا، وَإِنَّ فِي جَانِبِ بَيْتِي الْآنَ لَأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ.

قَالَ: ثُمَّ أُتِيَ بِكَفَنِهِ، فَلَمَّا رَآهُ، بَكَى، وَقَالَ: لَكِنَّ حَمْزَةَ لَمْ يُوجَدْ لَهُ كَفَنٌ إِلَّا بُرْدَةٌ مَلْحَاءُ، إِذَا جُعِلَتْ عَلَى رَأْسِهِ، قَلَصَتْ

(1) في (ظ 2): عند.

(2)

قوله: ثم قال: اسمعوا، فقلنا: سمعنا، لم يرد في (ظ 6).

(3)

في (م): فإن.

(4)

صحيح لغيره، وهو مكرر (21074) سنداً ومتناً، وسلف الكلام عليه هناك.

(5)

في (ظ 6): لا يتمنى.

(6)

في (م): لا.

ص: 192

عَنْ قَدَمَيْهِ، وَإِذَا جُعِلَتْ عَلَى قَدَمَيْهِ، قَلَصَتْ عَنْ رَأْسِهِ، حَتَّى مُدَّتْ عَلَى رَأْسِهِ، وَجُعِلَ عَلَى قَدَمَيْهِ الْإِذْخِرُ (1).

(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (21072) سنداً ومتناً.

ص: 193

‌حَدِيثُ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْأَشْجَعِيِّ

(1)

27220 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ نَبْهَانَ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: مَاتَ لِي يَا رَسُولَ اللهِ وَلَدَانِ فِي الْإِسْلَامِ، فَقَالَ:" مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدَانِ فِي الْإِسْلَامِ، أَدْخَلَهُ اللهُ عز وجل الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمَا ". قَالَ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ، قَالَ (2): لَقِيَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ. قَالَ: فَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْوَلَدَيْنِ مَا قَالَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَقَالَ: لَأَنْ (3) يَكُونَ (4) قَالَهُ لِي، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا غُلِّقَتْ عَلَيْهِ حِمْصُ وَفِلَسْطِينُ (5).

(1) سلفت ترجمة أبي ثعلبة الخشني قبل الحديث (17731).

(2)

قوله: قال، ليس في (م).

(3)

في (م): لئن.

(4)

قوله: يكون، ليس في (م).

(5)

إسناده ضعيف لجهالة عُمر بن نَبْهان، فقد تفرَّد بالرواية عنه أبو الزُّبير (وهو محمد بن مسلم بن تَدْرس)، وأورده المِزِّي في "تهذيب الكمال" تمييزاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" على عادته في توثيق المجاهيل، وفيه أنه يروي (يعني عمر بن نبهان) عن أبي ثعلبة الخشني بدل الاشجعي! وأبو ثعلبة الأشجعي ذكره البخاري في "الكنى"، وابنُ أبي حاتم عن أبيه، وقالا: له صحبة، غير أن ابن أبي حاتم نقل في "الجرح والتعديل" 6/ 138 في ترجمة عمر بن نبهان عن أبيه قولَه فيه: لا أعرفه، ولا أعرف أبا ثعلبة! ونقل الحافظ =

ص: 194

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= كذلك في "التهذيب" عن البخاري قولَه: لا أدري مَنْ عمر، ولا من أبو ثعلبة! قلنا: وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي الزُّبير محمد بن مسلم بن تَدْرس، فقد روى له الجماعة، إلا أن البخاري روى له مقروناً بغيره، وكذلك أبو ثعلبة الأشجعي صحابي الحديث، فليس له غير هذا الحديث، ولم يخرجه الجماعة.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1311)، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 21، والطبراني في "الكبير" 22/ (957)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 43 من طريق حماد بن مَسْعَدَة، بهذا الإسناد. لم يذكر ابن الأثير قصة لقاء أبي هريرة، ونقل بإثره عن الترمذي قوله: أبو ثعلبة الأشجعي له حديث واحد، هو هذا الحديث، وليس هو بالخشني.

وأخرجه مختصراً ابن سعد 4/ 284، والبخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 201، والطبراني 22/ (956) من طريقين عن ابن جُرَيْج، به. لم يذكروا قصة لقاء أبي هريرة.

وأخرجه الطبراني 22/ (601) في ترجمة أبي ثعلبة الخشني من طريق حماد بن مَسْعَدة، به!

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 7، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" ورجاله ثقات! وأورده أيضاً 3/ 9 عن أبي ثعلبة الخُشني، به. وقال: رواه الطبراني في "الكبير" وفرَّقهما، جعل الأشجعي الذي تقدم غير هذا، والله أعلم، ورجاله رجال الصحيح!

وأورده الدارقطني في "العلل" 6/ 320 - 321 وقال: يرويه ابنُ جُريج، واختلف عنه: فرواه حمَّاد بنُ مَسْعَدَة وغيره، عن ابن جُريج، عن أبي الزبير، عن عمر بن نبهان، عن أبي ثَعْلَبة. ورواه غيره عن ابن جُريج، بهذا الإسناد، عن أبي هريرة. ثم قال: والقولُ قول حمَّاد بنِ مَسْعَدة ومن تابَعه، لأنه ذكر فيه أبا ثعلبة، وذكر أبا هريرة في آخره، ويقال: أن هذا أبو ثعلبة الأشجعي، وليس =

ص: 195

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= بالخشني.

وقد أورد الحافظ في "التعجيل" في ترجمة أبي ثعلبة كلام الدارقطني ملخصاً.

وفي الباب عن أبي هريرة مرفوعاً: "لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد، فيلج النار إلا تَحِلَّة القسم" سلف برقم (7265) وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وذكرنا بقية أحاديث الباب في حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (3554).

ص: 196

‌حَدِيثُ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللهِ

(1)

27221 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُحَارِبِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا صَلَّيْتَ، فَلَا تَبْصُقْ عَنْ يَمِينِكَ، وَلَا بَيْنَ يَدَيْكَ، وَابْصُقْ خَلْفَكَ، وَعَنْ شِمَالِكَ إِنْ كَانَ فَارِغًا، وَإِلَّا فَهَكَذَا ". وَدَلَكَ (2) تَحْتَ قَدَمِهِ. وَلَمْ يَقُلْ وَكِيعٌ وَلَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: " وَابْصُقْ خَلْفَكَ ". وَقَالَا: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3).

(1) قال السندي: طارق بن عبد الله، محاربي صحابي نزل الكوفة.

(2)

تحرف في (م) إلى: "وذلك".

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابيّه فقد روى له أصحابُ السنن والبخاريُّ في "خلق أفعال العباد".

وأخرجه الترمذي (571)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 52، وفي "الكبرى"(805)، وابن خزيمة (876)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 44، والحاكم 1/ 256، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 71 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث طارق حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على ما أصّلته من تفرّد التابعي عن الصحابي، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(1688)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(8165).

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 364، وابن ماجه (1021)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1322) من طريق وكيع، به.

وأخرجه الحاكم 1/ 256، والبيهقي 2/ 292 من طريقين عن سفيان =

ص: 197

27222 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِذَا صَلَّيْتَ، فَلَا تَبْصُقْ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَلَا عَنْ يَمِينِكَ، وَلَكِنْ ابْصُقْ تِلْقَاءَ شِمَالِكَ إِنْ كَانَ فَارِغًا، وَإِلَّا فَتَحْتَ قَدَمِكَ (1) وَادْلُكْهُ "(2).

27223 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَبْصُقْ أَمَامَكَ، وَلَا عَنْ يَمِينِكَ، وَلَكِنْ مِنْ تِلْقَاءِ شِمَالِكَ، أَوْ تَحْتَ

= الثوري، به. دون قوله:"وابصق خلفك".

وأخرجه الطيالسي (1275)، وأبو داود (478)، وابن خزيمة (877)، وابن قانع 2/ 44، والطبراني في "الكبير"(8168) و (8172)، وفي "الصغير"(222) من طرق عن منصور بن المعتمر، به. وليس فيه:"وابصق خلفك ". ووقع في بعض الروايات: "تحت قدمه اليسرى".

وأخرجه الطبراني (8167) من طريق زائدة، عن ربعي، به.

وسيرد في الحديثين بعده.

وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (12063) بإسناد صحيح، وذكرنا بقية أحاديث الباب في مسند ابن عمر عند الرواية (4509).

(1)

في (م): قَدَمَيْكَ.

(2)

إسناده صحيح.

وأخرجه الطيالسي (1275)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 44، والطبراني في "الكبير"(8166) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

ص: 198

قَدَمِكَ، ثُمَّ ادْلُكْهُ " (1).

(1) إسناده صحيح، وانظر الحديثين قبله.

ص: 199

‌حَدِيثُ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ

(1)

27224 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ أَبِي هَانِئٍ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ، عَنْ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" سَأَلْتُ رَبِّي عز وجل أَرْبَعًا، فَأَعْطَانِي ثَلَاثًا، وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً، سَأَلْتُ اللهَ عز وجل أَنْ لَا يَجْمَعَ أُمَّتِي عَلَى ضَلَالَةٍ، فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُ اللهَ عز وجل أَنْ لَا يُظْهِرَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَعْطَانِيهَا (2)، وَسَأَلْتُ اللهَ عز وجل أَنْ لَا يُهْلِكَهُمْ بِالسِّنِينَ، كَمَا أَهْلَكَ الْأُمَمَ قَبْلَهُمْ، فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُ اللهَ عز وجل أَنْ لَا يَلْبِسَهُمْ شِيَعًا، وَيُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ، فَمَنَعَنِيهَا "(3).

(1) سلفت ترجمة أبي بصرة قبل الحديث (23848).

(2)

قوله: "وسألت الله عز وجل أن لا يظهر عليهم عدواً من غيرهم فأعطانيها" من (ظ 6).

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن أبي بَصْرة. وأبو وَهْب المذكور: كذا وقع في النسخ، و"الأطراف" 6/ 79، وهو وهم، صوابه: أبو هانئ -وهو حميد بن هانئ-، كما في رواية الطبراني في "الكبير" (2171). وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وليث: هو ابن سعد، وأبو بصرة الغفاري: هو حُمَيل بن بَصرة، وقيل: بفتح أوله، وقيل: با لجيم.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2171) من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث، عن أبي هانئ الخولاني، عمن حدَّثه، به. =

ص: 200

27225 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي (1) حَبِيبٍ، عَنْ خَيْرِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ السَّبَائِيِّ - وَكَانَ ثِقَةً - عَنْ أَبِي تَمِيمٍ (2)، عَنْ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْعَصْرِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ:" إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ قَدْ (3) عُرِضَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَوَانَوْا فِيهَا، وَتَرَكُوهَا، فَمَنْ صَلَّاهَا مِنْكُمْ، ضُعِّفَ لَهُ أَجْرُهَا ضِعْفَيْنِ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَهَا حَتَّى يُرَى الشَّاهِدُ "

= وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 221 - 222، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه راوٍ لم يُسمَّ.

وللحديث دون قوله: "سألت الله أن لا يجمع أمتي على ضلالة" شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1516)، وإسناده صحيح.

وآخر من حديث شداد بن أوس، سلف برقم (17115).

وثالث من حديث خبَّاب بن الأرتّ، سلف برقم (21053).

ورابع من حديث جابر بن عتيك، سلف برقم (23749).

وجملة: "سألت الله أن لا يجمع أمتي على ضلالة" لها شاهد من حديث ابن عمر عند الترمذي (2167)، والحاكم 1/ 116.

وآخر من حديث كعب بن عاصم الأشعري عند ابن أبي عاصم في "السنة"(82) و (92).

وثالث عن ابن عباس عند الحاكم 1/ 116.

وعن الحسن مرسلاً بسند رجاله ثقات عند الطبري (13373).

وعن ابن مسعود موقوفاً عند ابن أبي عاصم (85) بسند جيد.

(1)

قوله: أبي، سقط من (ظ 2) و (م).

(2)

في (ظ 6): أبي تميم الجيساني.

(3)

لفظ "قد" ليس في (م).

ص: 201

وَالشَّاهِدُ: النَّجْمُ (1).

27226 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ، عَنْ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا هَاجَرْتُ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ أُسْلِمَ، فَحَلَبَ لِي شُوَيْهَةً كَانَ يَحْتَلِبُهَا لِأَهْلِهِ، فَشَرِبْتُهَا، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ، أَسْلَمْتُ، وَقَالَ عِيَالُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: نَبِيتُ اللَّيْلَةَ كَمَا بِتْنَا الْبَارِحَةَ جِيَاعًا، فَحَلَبَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَاةً، فَشَرِبْتُهَا وَرَوِيتُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَرَوِيتَ؟ " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ رَوِيتُ، مَا شَبِعْتُ وَلَا رَوِيتُ قَبْلَ الْيَوْمِ. فَقَالَ

(1) حديث صحيح، ابنُ إسحاق -وإن كان مدلِّساً- صرَّح بالتحديث هنا، فانتفت شبهةُ تدليسه، وقد تُوبع كما في الروايتين (27227) و (27228). وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد الزُّهري، وأبو تميم: هو الجَيْشاني عبد الله بن مالك بن أبي الأسحم.

وأخرجه مسلم (830)، وأبو يعلى (7205)، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 18، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 153، وابن حبان (1471) و (1744)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 35 من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عَوانة 1/ 360 من طريق أحمد بن خالد الوَهْبي، عن محمد بن إسحاق، به. وفيه: عن خَيْر بن نُعيم مقروناً برجل آخر.

وأخرجه عبد الرزاق (2209) عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي سبرة، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي بصرة، به. بغير هذا اللفظ. وأبو بكر بن أبي سبرة مُجمع على ضعفه، وهو مُتَّهم بالوضع.

وسيرد برقمي (27227) و (27228).

قال السندي: قوله: "حتى يرى الشاهد" كناية عن تحقق الغروب.

ص: 202

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْكَافِرَ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ، وَالْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى (1) وَاحِدٍ "(2).

27227 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ، عَنْ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَادٍ مِنْ أَوْدِيَتِهِمْ - يُقَالُ لَهُ: الْمَخْمَصُ - صَلَاةَ الْعَصْرِ، فَقَالَ: " إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ - صَلَاةَ الْعَصْرِ - عُرِضَتْ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ، فَضَيَّعُوهَا، أَلَا وَمَنْ (3) صَلَّاهَا، ضُعِّفَ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ، أَلَا وَلَا

(1) في (ظ 6): معاء، وفي (ق): بمعىً.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، يحيى بن إسحاق: هو السِّيلحيني، وهو من قدماء أصحاب ابن لهيعة. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

ورواه يحيى بن إسحاق السِّيلحيني -كما في هذه الرواية، وفيما أخرجه أبو إسحاق الحربي في "إكرام الضيف"(75) - وعثمان بن صالح السهمي -فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2024) -كلاهما عن ابن لَهيعة، بهذا الإسناد.

ورواه نُعيم بن حماد -فيما أخرجه الحربي (74) - وعثمان بن صالح وحسان بن غالب -فيما أخرجه الطحاوي (2023) - وسعيد بن عفير -فيما أخرجه الطحاوي (2023)، والطبراني في "الأوسط"(9344) - أربعتهم عن ابن لهيعة، عن موسى بن وردان، عن أبي الهيثم العتواري، عن أبي بصرة، به بنحوه.

وله شاهد من حديث ابن عمر، سلف برقم (4718)، وإسناده صحيح، وذكرنا تتمة شواهده ثمة.

قال السندي: قوله: شُويهة، على لفظ التصغير، وكأن المراد قطعة من الشاة، فهي في المعنى تصغير الشياه، والله أعلم.

(3)

في (ظ 6): ولمن.

ص: 203

صَلَاةَ بَعْدَهَا حَتَّى تَرَوْا الشَّاهِدَ ". قُلْتُ لِابْنِ لَهِيعَةَ: مَا الشَّاهِدُ؟ قَالَ: الْكَوْكَبُ، الْأَعْرَابُ يُسَمُّونَ الْكَوْكَبَ شَاهِدَ اللَّيْلِ (1).

27228 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَيْرِ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ (2)، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ، عَنْ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَهُ (3).

27229 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ

(1) حديث صحيح، ابنُ لَهِيعة -وإن كان سيئ الحفظ- توبع، كما في الروايتين:(27225) و (27228)، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 18، والطبراني في "الكبير"(2166) من طرق عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.

(2)

في (ظ 6): عبد الله بن هبيرة.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (830)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 259 - 260، والدُّولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 18، وأبو عَوانة 1/ 360، وابنُ قانع في "معجم الصحابة" 1/ 150 من طريق قُتَيْبة بن سعيد، وأبو عوانة 1/ 359 من طريقي يحيى بن إسحاق وعاصم بنِ علي، والطحاويُّ في "شرح معاني الآثار" 1/ 153 من طريق عبد الله بنِ صالح، والبيهقيُّ 1/ 448 من طريق يحيى بن بُكير، خمستُهم عن لَيْث بن سعد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1004) من طريق قُتيبة، و (1003)، وأبو عوانة 1/ 359، والطبراني في "الكبير"(2165)، من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، عن ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن خير بن نُعَيْم، به. أدخلا يزيد بن أبي حبيب بين الليث بن سعد وبين خير بن نُعَيْم. قلنا: ويحتمل أن يكون من المزيد في متصل الأسانيد.

وسلف برقمي (27225) و (27227).

ص: 204

ابْنُ هُبَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ اللهَ عز وجل زَادَكُمْ صَلَاةً، فَصَلُّوهَا فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى صَلَاةِ الصُّبْحِ، الْوَتْرُ الْوَتْرُ ". أَلَا وَإِنَّهُ أَبُو بَصْرَةَ الْغِفَارِيُّ. قَالَ أَبُو تَمِيمٍ: فَكُنْتُ أَنَا وَأَبُو ذَرٍّ قَاعِدَيْنِ. قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِي أَبُو ذَرٍّ، فَانْطَلَقْنَا إِلَى أَبِي بَصْرَةَ، فَوَجَدْنَاهُ عِنْدَ الْبَابِ الَّذِي يَلِي دَارَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: يَا أَبَا بَصْرَةَ، آنْتَ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ اللهَ عز وجل زَادَكُمْ صَلَاةً، فَصَلُّوهَا (1) فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى صَلَاةِ الصُّبْحِ، الْوَتْرُ الْوَتْرُ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: آنْتَ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: آنْتَ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ (2).

(1) في (م): صلوها.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، ابنُ لَهيعة إنما رواه عنه يحيى بن إسحاق -وهو السيلحيني- وقد سمع منه قبل احتراق كتبه، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الحارث في "مسنده"(227)(زوائد) عن يحيى بن إسحاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 430 - 431، وفي "شرح مشكل الآثار"(4491) من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 65 من طريق سعيد بن أبي مريم، والطبراني (2167) من طريق أسد بنِ موسى، ثلاثتهم عن ابن لَهيعة، به. وسقط اسم ابن هُبيرة من مطبوع "شرح معاني الآثار".

وسلف بإسناد صحيح برقم (23851).

ص: 205

27230 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ، عَنْ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: لَقِيتُ أَبَا هُرَيْرَةَ وَهُوَ يَسِيرُ إِلَى مَسْجِدِ الطُّورِ لِيُصَلِّيَ فِيهِ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: لَوْ أَدْرَكْتُكَ قَبْلَ أَنْ تَرْتَحِلَ، مَا ارْتَحَلْتَ، قَالَ: فَقَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ: قَالَ: فَقُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى، وَمَسْجِدِي "(1).

27231 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ مَنْصُورٍ الْكَلْبِيِّ، عَنْ دِحْيَةَ بْنِ خَلِيفَةَ أَنَّهُ خَرَجَ مِنْ قَرْيَتِهِ إِلَى قَرِيبٍ مِنْ قَرْيَةِ عُقْبَةَ (2) فِي رَمَضَانَ، ثُمَّ أَنَّهُ أَفْطَرَ وَأَفْطَرَ مَعَهُ نَاسٌ، وَكَرِهَ آخَرُونَ أَنْ يُفْطِرُوا، قَالَ: فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى قَرْيَتِهِ، قَالَ: وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ الْيَوْمَ أَمْرًا مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنْ أَرَاهُ، إِنَّ قَوْمًا رَغِبُوا عَنْ هَدْيِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ، يَقُولُ ذَلِكَ لِلَّذِينَ صَامُوا، ثُمَّ قَالَ عِنْدَ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابنِ إسحاق -وهو محمد- وقد صرَّح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2161) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (23848).

(2)

يعني عقبة بن عامر، كما في مصادر الحديث.

ص: 206

ذَلِكَ: " اللهُمَّ اقْبِضْنِي إِلَيْكَ "(1).

27232 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ - يَعْنِي بْنُ أَبِي أَيُّوبَ - قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ كُلَيْبَ بْنَ ذُهْلٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ عُبَيْدٍ - يَعْنِي ابْنَ جَبْرٍ (2) - قَالَ: رَكِبْتُ مَعَ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفِينَةٍ مِنَ الْفُسْطَاطِ فِي رَمَضَانَ، ثُمَّ قُرِّبَ غَدَاءَهُ، ثُمَّ قَالَ: اقْتَرِبْ، فَقُلْتُ: أَلَسْتَ بَيْنَ الْبُيُوتِ؟ فَقَالَ أَبُو بَصْرَةَ: أَرَغِبْتَ عَنْ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟! (3).

(1) حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف لجهالة منصور الكلبي -وهو ابن سعيد (أو ابن زيد) بن أصبغ- فقد تفرَّد بالرواية عنه أبو الخير مَرْثَدُ بنُ عبد الله اليَزَنيّ، وقال ابن المديني: مجهول لا أعرفه، وقال الذَّهبي في "الكاشف": لا يُعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مستور، وانفرد العجلي بقوله: تابعي ثقة! وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير دِحْية الكَلْبيّ -صحابيِّ الحديث- فقد روى له أبو داود. حجَّاج: هو ابن محمد المِصِّيصي، ويونس: هو ابنُ محمد المؤدِّب، واللَّيْثُ: هو ابنُ سَعْد.

وأخرجه أبو داود (2413)، وابنُ خُزيمة (2041)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 70، والطبراني في "الكبير"(4197)، والبيهقي 4/ 241 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.

وانظر حديث أبي بَصْرَةَ الغِفاريِّ في الحديث الذي يليه.

(2)

في النسخ و"أطراف المسند" -فيما ذكر محققه-: حنين، بدل: جبر، والظاهر أنه خطأ قديم، والصواب ما أثبتناه، وهو الموافق لمصادر الحديث، وقد أخرجه المزي في ترجمة عبيد بن جبر.

(3)

حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف لجهالة كليب بن ذهل، فلم يذكروا في الرواة عنه سوى يزيد بن أبي حبيب، ولم يوثر توثيقه عن غير ابن حبان، =

ص: 207

27233 -

حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ ذُهْلٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جَبْرٍ (1)، قَالَ: رَكِبْتُ مَعَ أَبِي بَصْرَةَ مِنَ الْفُسْطَاطِ إِلَى الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ فِي سَفِينَةٍ، فَلَمَّا دَفَعْنَا مِنْ مَرْسَانَا، أَمَرَ بِسُفْرَتِهِ، فَقُرِّبَتْ، ثُمَّ دَعَانِي إِلَى الْغَدَاءِ، وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَصْرَةَ، وَاللهِ مَا تَغَيَّبَتْ عَنَّا مَنَازِلُنَا بَعْدُ؟! فَقَالَ: أَتَرْغَبُ عَنْ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟! قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَكُلْ، فَلَمْ نَزَلْ مُفْطِرِينَ حَتَّى بَلَغْنَا مَاحُوزَنَا (2).

= ولجهالة عُبيد بن جَبْر، فلم يذكروا في الرواة عنه سوى كُلَيْب بنِ ذُهْل، ولم يُؤْثر توثيقه عن غير العجلي، وقال ابن خزيمة عقب الحديث (2040): لست أعرف كُلَيْبَ بنَ ذُهَل، ولا عُبَيْد بنَ جَبْر، ولا أقبل حديث من لا أعرفه بعدالة. قلنا: وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرئ.

وأخرجه أبو داود (2412)، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 4/ 246، والدارمي (1713)، وابن خزيمة (2040)، والطبراني في "الكبير"(2169)، والمزي في "تهذيبه"(ترجمة عُبَيْد بن جَبر) من طريق أبي عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (2412)، والطبراني في "الكبير"(2170) من طريق الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، به.

وقد سلف برقم (23849)، وقد ذكرنا له شاهدين هناك يتقوى بهما.

(1)

في النسخ: حنين، وهو خطأ، صوابه جبر، كما ذكرنا في الحديث قبلَه.

(2)

حسن لغيره وهذا إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله، غير أن شيخ أحمد هنا هو عتاب بن زياد الخراساني. =

ص: 208

27234 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ ذُهْلٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جَبْرٍ (1)، قَالَ: رَكِبْتُ مَعَ أَبِي بَصْرَةَ السَّفِينَةَ، وَهُوَ يُرِيدُ الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ،

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).

27235 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ - يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ - قَالَ: أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَهُمْ يَوْمًا: " إِنِّي رَاكِبٌ إِلَى يَهُودَ، فَمَنْ انْطَلَقَ مَعِي، فَإِنْ سَلَّمُوا عَلَيْكُمْ، فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ ". فَانْطَلَقْنَا. فَلَمَّا جِئْنَاهُمْ، وَسَلَّمُوا عَلَيْنَا، فَقُلْنَا: وَعَلَيْكُمْ (3).

= قال السندي: قوله: حتى بلغنا ماحُوزَنا، هو موضعهم الذي أرادوه، وأهل الشام يُسمُّون المكان الذي كان بينهم وبين العدو ماحُوزاً.

(1)

في النسخ: حنين، وهو خطأ، صوابه: جبر، كما ذكرنا في الرواية (27232).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة كُلَيْب بن ذُهْل وعُبيد بن جَبْر، كما سلف الكلامُ عليهما في الرواية (27232)، ولضعف عبد الله بن عيَّاش، وهو ابن عباس القتباني، وإنما أخرج له مسلم حديثاً واحداً في الشواهد. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وقد سلف برقم (23849)، وبالحديثين قبله.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، وقد اختلف فيه على عبد الحميد بن جعفر:

فرواه أبو عاصم الضَّحَّاك بن مخلد -كما في هذه الرواية- وعند يعقوب بن =

ص: 209

27236 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَصْرَةَ (1) يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّا (2) غَادُونَ إِلَى يَهُودَ، فَلَا تَبْدَؤُوهُمْ بِالسَّلَامِ، فَإِذَا سَلَّمُوا عَلَيْكُمْ، فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ "(3).

= سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 491، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 342، وابن قانع في "معجمه" 1/ 149، والطبراني في "الكبير"(2162)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(8904) -وحمادُ بنُ أسامة- فيما أخرجه النسائي في "الكبرى"(10220) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(388) - كلاهما عن عبد الحميد بن جعفر، بهذا الإسناد.

ورواه وكيع -كما سيرد في الرواية (27237) - عن عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي بصرة، به. لم يذكر مرثد بن عبد الله في الإسناد.

وتابع عبدَ الحميد بنَ جعفر بذكر مرثدٍ ابنُ لهيعة -كما في الرواية (27236) - فرواه عن يزيد بن أبي حبيب، به.

ورواه محمد بن إسحاق، واختلف عنه، كما بيّنا ذلك في الرواية (17295):

فرواه جماعة عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الجهني.

ورواه آخرون عنه، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله، عن أبي بصرة. وهو المحفوظ فيما قال الحافظ في "الفتح" 11/ 44.

وقد ذكرنا أحاديث الباب عند الرواية (17295) في مسند الشاميين.

(1)

في (ظ 6): أبا بصرة الغفاري.

(2)

في (ظ 2) و (ق): إنكم.

(3)

حديث صحيح، ابن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ- توبع، وبقية =

ص: 210

27237 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي بَصْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّا (1) غَادُونَ عَلَى يَهُودَ، فَلَا تَبْدَؤُوهُمْ بِالسَّلَامِ، فَإِذَا سَلَّمُوا عَلَيْكُمْ، فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ (2) "(3).

= رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. أبو الخير: هو مَرْثد بن عبد الله اليزني.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 341، وابن قانع في "معجمه" 1/ 149، والطبراني في "الكبير"(2163) من طرق عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

(1)

في (ق): إنكم.

(2)

في (ظ 6): عليكم (دون واو).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد وهم فيه وكيع، فلم يذكر مرثداً بين يزيد وبين أبي بصرة، ووهم الحافظ في "أطراف المسند"، فحمل رواية وكيع على الروايتين السالفتين قبلها.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 631 - وعنه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1005) - عن وكيع، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (27235).

ص: 211

‌حَدِيثُ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ

(1)

27238 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ بْنَ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ شَهِدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ خَثْعَمَ - يُقَالُ لَهُ: سُوَيْدُ بْنُ طَارِقٍ - عَنِ الْخَمْرِ، فَنَهَاهُ، فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ نَصْنَعُهُ دَوَاءً، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّمَا هِيَ (2) دَاءٌ "(3).

27239 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَقْطَعَهُ أَرْضًا. قَالَ: فَأَرْسَلَ مَعِي مُعَاوِيَةَ أَنْ أَعْطِهَا إِيَّاهُ - أَوْ قَالَ: أَعْلِمْهَا إِيَّاهُ - قَالَ: فَقَالَ لِي مُعَاوِيَةُ: أَرْدِفْنِي خَلْفَكَ (4)، فَقُلْتُ: لَا تَكُونُ مِنْ أَرْدَافِ الْمُلُوكِ، قَالَ: فَقَالَ: أَعْطِنِي نَعْلَكَ، فَقُلْتُ: انْتَعِلْ ظِلَّ النَّاقَةِ، قَالَ: فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ مُعَاوِيَةُ، أَتَيْتُهُ، فَأَقْعَدَنِي مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، فَذَكَّرَنِي الْحَدِيثَ، فَقَالَ سِمَاكٌ: فَقَالَ: وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ حَمَلْتُهُ بَيْنَ يَدَيَّ (5).

(1) سلفت ترجمة وائل بن حُجْر قبل الحديث (18838).

(2)

في (ظ 6) و (ق): هو.

(3)

حديث صحيح، وهو مكرر (18788) غير أنه قرن ها هنا بحجَّاجٍ وكيعَ بنَ الجرَّاح، وقد سلف الكلام عليه هناك، فانظره.

(4)

قوله: خلفك، ليس في (ظ 6).

(5)

إسناده حسن من أجل سماك بن حرب، وعلقمة قد سمع من أبيه، =

ص: 212

27240 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ

= صرَّح بسماعه من أبيه في "صحيح" مسلم (1680) وغيره. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.

وأخرجه البخاري في "تاريخه الصغير" 1/ 119، وابن حبان (7205)، والبيهقي في "السنن" 6/ 144 من طريق حجَّاج بن محمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه بتمامه ومختصراً الطيالسي (1017)، وحميد بن زنجويه في "الأموال"(1018) و (1019)، والدارمي (2609)، والبخاري في "تاريخه الصغير" 1/ 119، وأبوداود (3058)، والترمذي (1381)، والطبراني في "الكبير" 22/ (12) و (13)، والبيهقي 6/ 144 من طرق عن شعبة، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن.

وأخرجه البخاري في "رفع اليدين"(45)، وأبو داود (3059)، والطبراني 22/ (4) من طريق جامع بن مطر، عن علقمة، به. قال البخاري: وقصة وائل مشهورة عند أهل العلم، وما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في أمره معروف بذهابه إلى النبي صلى الله عليه وسلم مرة بعد مرة.

قلنا: وقصة وائل ذكرها مطولة ابنُ سعد في "الطبقات" 1/ 349 و 350 - 351، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 175 - 176، وابن حبان في "الثقات" 3/ 425، وفي "مشاهير علماء الأمصار" ص 45، والطبراني في "الصغير"(1176)، وابن عبد البر في "الاستيعاب"، وابن الاثير في "أسد الغابة"، والذهبي في "السير"، وابن حجر في "الإصابة".

وفي باب إقطاعه صلى الله عليه وسلم الأراضي لأصحابه: عن عبد الرحمن بن عوف، سلف برقم (1670).

وآخر من حديث ابن عمر، سلف (6458).

قال السندي: قوله: انْتَعِلْ ظِلَّ الناقة، أي: امشِ في ظلِّها حتى يصيرَ الظلُّ كالنَّعل يقي قدمك من حرِّ الرَّمْضاء، كما يقي النعل. =

ص: 213

عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجَتْ امْرَأَةٌ إِلَى الصَّلَاةِ، فَلَقِيَهَا رَجُلٌ، فَتَجَلَّلَهَا بِثِيَابِهِ، فَقَضَى حَاجَتَهُ مِنْهَا، وَذَهَبَ، وَانْتَهَى إِلَيْهَا رَجُلٌ، فَقَالَتْ لَهُ: إِنَّ الرَّجُلَ فَعَلَ بِي كَذَا وَكَذَا، فَذَهَبَ الرَّجُلُ فِي طَلَبِهِ، فَانْتَهَى إِلَيْهَا قَوْمٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَوَقَفُوا (1) عَلَيْهَا، فَقَالَتْ لَهُمْ: إِنَّ رَجُلًا فَعَلَ بِي كَذَا وَكَذَا، فَذَهَبُوا فِي طَلَبِهِ، فَجَاؤُوا بِالرَّجُلِ الَّذِي ذَهَبَ فِي طَلَبِ الرَّجُلِ الَّذِي وَقَعَ عَلَيْهَا، فَذَهَبُوا بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: هُوَ هَذَا، فَلَمَّا أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِرَجْمِهِ، قَالَ الَّذِي وَقَعَ عَلَيْهَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَا وَاللهِ (2) هُوَ، فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ:" اذْهَبِي فَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكِ " وَقَالَ لِلرَّجُلِ قَوْلًا حَسَنًا، فَقِيلَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَلَا تَرْجُمُهُ؟ فَقَالَ:" لَقَدْ تَابَ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا أَهْلُ الْمَدِينَةِ، لَقُبِلَ مِنْهُمْ "(3).

(1) تحرف في (م) إلى: فوقعوا!

(2)

قوله: والله، ليس في (م).

(3)

إسناده ضعيف، سِماك -وهو ابن حَرْب- تَفَرَّد به، وهو ممَّن لا يُحتمل تفرُّدُه، ثم أنه قد اضطرَب في متنه. وبقية رجال الإسناد ثقات. محمد بن عبد الله بن الزُّبير: هو أبو أحمد الزُّبيري، وإسرائيل: هو ابن يونس.

وأخرجه أبو داود (4379)، والترمذي (1454)، والطبراني في "الكبير" 22/ (19) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن إسرائيل، بهذا الإسناد، إلا أنه جاء عندهم: وقال للرجل الذي وقع عليها: "ارجموه".

وأخرجه مطولاً النسائي في "الكبرى"(7311)، وابن الجارود في "المنتقى"(823)، والطبراني 22/ (18)، والبيهقي في "السنن" 8/ 284 - 285، وفي "السنن الصغير"(3326) من طريق أسباط بن نصر، عن سماك بن =

ص: 214

‌حَدِيثُ مُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ

(1)

27241 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ، سَمِعَ بَعْضَ أَهْلِهِ يُحَدِّثُ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِمَّا يَلِي بَابَ بَنِي سَهْمٍ، وَالنَّاسُ يَمُرُّونَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَةِ (2) سُتْرَةٌ (3).

= حرب، به. وفيه: نهى عن رجم الرجل من أجل توبته، وقال البيهقي: وقد وجد مثل اعترافه من ماعز والجهنية والغامدية، ولم يسقط حدودهم، وأحاديثهم أكثر وأشهر، والله أعلم.

وانظر ما سلف برقم (18872).

(1)

سلفت ترجمة المطلب بن أبي وداعة قبل الحديث (15464).

(2)

قوله: وبين الكعبة، لبس في (ظ 6).

(3)

إسناده ضعيف لإبهام الواسطة بين كثير بن كثير وجدِّه، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

وقد اختلف فيه على سفيان بن عيينة.

فرواه الإمام أحمد -كما في هذه الرواية، ومن طريقه أبو داود (2016)، والمزي في "تهذيبه"(في ترجمة كثير بن المطلب) - والحميدي -كما في "مسنده"(578)، ومن طريقه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 702، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 101 - وهارون بن عبد الله الحمّال -فيما أخرجه أبو يعلى (7173) - ويونس بن عبد الأعلى -فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2607)، وفي "شرح معاني الآثار" 1/ 461 - وإبراهيم بن بشار -فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2608)، =

ص: 215

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وفي "شرح معاني الآثار" 1/ 461 - وسعدان بن نصر -فيما أخرجه البيهقي 2/ 273 - والشافعي -فيما أخرجه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" 3/ 194 - سبعتهم عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وهو الصواب فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 10.

وفي رواية أبي داود عن أحمد، ورواية الحميدي وإبراهيم بن بشار: قال سفيان: وكان ابن جريج أخبرنا عنه -يعني كثير بن كثير- عن أبيه، قال: فسألته فقال: ليس من أبي سمعته، ولكن من بعض أهلي عن جدّي.

قلنا: وهذه الزيادة سترد برقم (27243).

قال على ابن المديني فيما نقل عنه البيهقي بإسناده في "السنن" 1/ 273: قوله: لم أسمعه من أبي، شديد على ابن جريج. قال أبو سعيد عثمان الدارمي: يعني ابن جريج لم يضبطه.

ورواه أحمد -كما في الرواية التالية- عن سفيان بن عيينة، عن كثير بن كثير، عمن سمع جده يقول: رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ....

وخالف عبد الرزاق فرواه -كما في "المصنف"(2388) و (2389)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 20/ (681) - عن سفيان بن عيينة، عن كثير بن كثير، عن أبيه، عن جده، به.

ورواه ابن جريج، واختلف عليه فيه:

فرواه سفيان بن عيينة -كما سيرد برقم (27243) - ويحيى القطان -كما سيرد برقم (27244) - وعيسى بن يونس -فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 67، وفي "الكبرى"(834) - وأبو أسامة حماد بن أسامة -فيما أخرجه ابن ماجه (2958) - والليث بن سعد -فيما أخرجه الطبراني 20/ (683) - ويحيى بن سعيد الأموي -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 10 - ستتهم عن ابن جريج، عن كثير بن كثير بن المطلب، عن أبيه، عن جده. قال الحافظ في "الفتح" 1/ 576: رجاله موثقون، إلا أنه معلول.

ورواه أبو عاصم الضحاك بن مخلد -فيما ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" =

ص: 216

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 8/ 7 - عن ابن جريج، عن كثير بن كثير، عن أبيه وذكر أعمامه، عن المطلب، به.

ورواه حماد بن زيد -فيما أخرجه الطبراني 20/ (684) - عن ابن جريج، عن كثير بن كثير، عن أبيه، عن أعمام المطلب، عن المطلب، به. قال البيهقي في "السنن" 1/ 273: ورواية ابن عيينة أحفظ.

ورواه عمرو بن قيس -فيما أخرجه عبد الرزاق (2387)، ومن طريقه الطبراني 20/ (680) - وابن عم للمطلب -فيما أخرجه البخاري 8/ 7، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2609)، وفي "شرح معاني الآثار" 1/ 461 - وزهير بن محمد العنبري -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(814)، وابن حبان (2364)، والطبراني 20/ (687) - وسالم بن عبد الله الخياط- فيما أخرجه ابن قانع 3/ 101، (والطبراني 20/ (685) و (687) - ومحمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير -فيما أخرجه الطبراني 20/ (682) - خمستهم عن كثير بن كثير بن المطلب، عن أبيه، عن جده.

ورواه أبو سفيان بن عبد الرحمن بن المطلب -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 10 - عن أبيه، عن جده المطلب، به.

ورواه أحمد بن حاتم بن مخشي -فيما أخرجه ابن قانع 3/ 100، والطبراني 20/ (686) - عن حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن عباد بن المطلب، عن المطلب، به. قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 10: وهو غريب من حديث عمرو بن دينار، لا أعلم أحداً جاء به عنهم غير أحمد بن حاتم، عن حماد بن زيد، وقول ابن عيينة أصحُّها.

قلنا: جاء في "المغني" 2/ 244 لابن قدامة: ولا بأس أن يصلي بمكة إلى غير سترة، وروي ذلك عن ابن الزبير وعطاء ومجاهد، قال الأثرم: قيل لأحمد: الرجل يصلي بمكة ولا يستتر بشيء؟ فقال: قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى، وثَم ليس بينه وبين الطواف سترة.

قال أحمد: لأن مكة ليست كغيرها، كأن مكه مخصوصة، وذلك لما روى =

ص: 217

27242 -

وقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً أُخْرَى: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ، عَمَّنْ، سَمِعَ جَدَّهُ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِمَّا يَلِي بَابَ بَنِي سَهْمٍ، وَالنَّاسُ يَمُرُّونَ بَيْنَ يَدَيْهِ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَةِ سُتْرَةٌ (1).

27243 -

قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنَا عَنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرٌ، عَنْ أَبِيهِ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: لَيْسَ مِنْ أَبِي سَمِعْتُهُ، وَلَكِنْ مِنْ بَعْضِ أَهْلِي، عَنْ جَدِّي: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى مِمَّا يَلِي بَابَ بَنِي سَهْمٍ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الطَّوَافِ سُتْرَةٌ (2).

= كثير بن كثير بن المطلب عن أبيه، عن جده المطلب، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي حيالَ الحجر والناس يمرون بين يديه. رواه الخلال بإسناده.

وجاء في "مصنف" عبد الرزاق (2385) عن معمر، ابن طاووس، عن أبيه، قال: لا يقطع الصلاة بمكة شيءٌ، لا يضرك أن تمر المرأة بين يديك.

وروى عبد الرزاق أيضاً (2386) عن ابن جريج، قال: أخبرني أبي، عن أبي عامر، قال: رأيت ابن الزبير يصلي في المسجد، فتريد المرأة أن تجيز أمامه وهو يريد السجود، حتى إذا هي أجازت سجد في موضع قدميها.

وروى أيضاً (2390) عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، قال: رأيت محمد ابن الحنفية يصلي في مسجد منى، والناس يمرّون بين يديه، فجاء فتى من أهله فجلس بين يديه. قال عبد الرزاق: ورأيت أنا ابن جريج يصلي في مسجد منى على يسار المنارة، وليس بين يديه سترة، فجاء غلام فجلس بين يديه.

وانظر في باب المرور بين يدي المصلي واتخاذ السترة حديث أبي هريرة السالف برقم (7983).

(1)

إسناده ضعيف كما بينا في الرواية السالفة.

(2)

إسناده ضعيف، ورواية ابن جريج غير محفوظة، كما بَيَّنا ذلك في =

ص: 218

27244 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ فَرَغَ مِنْ أُسْبُوعِهِ (1)، أَتَى حَاشِيَةَ الطَّوَافِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الطَّوَافِ (2) أَحَدٌ (3).

27245 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ السَّهْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ (4) سُورَةَ النَّجْمِ،

= الرواية (27241).

(1)

في (ظ 6): سُبوعه، وهي نسخة في (ظ 2) و (ق)، وكلاهما بمعنى.

(2)

في (ظ 6): الطوافين.

(3)

إسناده ضعيف، ورواية ابن جريج غير محفوظة، كما بيّنّا ذلك في الرواية (27241).

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 235، وفي "الكبرى"(3953)، وابن خزيمة (815)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 101، وابن حبان (2363)، والحاكم 1/ 254 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح، وقد ذكر البخاري في "التاريخ" رواية للمطلب، ووافقه الذهبي!

قلنا: تقدم في الرواية (27241) أن كثير بن كثير لم يسمع هذا الحديث من أبيه.

قوله: فرغ من أسبوعه، يعني من طوافه، سبع مرات.

(4)

قوله: بمكة، ليس في (ظ 6).

ص: 219

فَسَجَدَ فِيهَا (1)، وَسَجَدَ مَنْ عِنْدَهُ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، وَأَبَيْتُ أَنْ أَسْجُدَ، وَلَمْ يَكُنْ أَسْلَمَ (2) يَوْمَئِذٍ الْمُطَّلِبُ، وَكَانَ بَعْدُ لَا يَسْمَعُ أَحَدًا قَرَأَهَا إِلَّا سَجَدَ (3).

27246 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَجَدَ فِي النَّجْمِ، وَسَجَدَ النَّاسُ مَعَهُ، قَالَ الْمُطَّلِبُ: وَلَمْ أَسْجُدْ مَعَهُمْ - وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ - قَالَ الْمُطَّلِبُ: وَلَا أَدَعُ السُّجُودَ فِيهَا أَبَدًا (4).

(1) قوله: فيها، ليس في (ظ 6).

(2)

في (ظ 6): مسلماً.

(3)

صحيح لغيره، وهو مكرر (15465) سنداً ومتناً.

(4)

صحيح لغيره، وهو مكرر (15464) سنداً ومتناً.

ص: 220

‌حَدِيثُ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ

(1)

27247 -

حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (2)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْعَدَوِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئٌ "(3).

27248 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَضْلَةَ الْقُرَشِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئٌ "(4).

27249 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ الْمِصْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُقْبَةَ (5) مَوْلَى مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَافِعِ بْنِ نَضْلَةَ الْعَدَوِيِّ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنْتُ أُرَحِّلُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ. قَالَ: فَقَالَ لِي لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي: " يَا مَعْمَرُ، لَقَدْ

(1) سلفت ترجمة معمر بن عبد الله قبل الحديث (15758).

(2)

في (م): محمد بن إبراهيم التيمي.

(3)

حديث صحيح، وهو مكرر (15759) سنداً ومتناً.

(4)

حديث صحيح، وهو مكرر (15758) سنداً ومتناً.

(5)

في (م): عن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن عقبة، وهو خطأ.

ص: 221

وَجَدْتُ اللَّيْلَةَ فِي أَنْسَاعِي (1) اضْطِرَابًا؟ " قَالَ: فَقُلْتُ: أَمَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَقَدْ شَدَدْتُهَا كَمَا كُنْتُ أَشُدُّهَا، وَلَكِنَّهُ أَرْخَاهَا مَنْ قَدْ كَانَ نَفِسَ عَلَيَّ مَكَانِي (2) مِنْكَ، لِتَسْتَبْدِلَ بِي غَيْرِي، قَالَ: فَقَالَ: " أَمَا إِنِّي غَيْرُ فَاعِلٍ " قَالَ: فَلَمَّا نَحَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَدْيَهُ بِمِنًى، أَمَرَنِي أَنْ أَحْلِقَهُ، قَالَ: فَأَخَذْتُ الْمُوسَى، فَقُمْتُ عَلَى رَأْسِهِ، قَالَ: فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَجْهِي، وَقَالَ لِي: " يَا مَعْمَرُ، أَمْكَنَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ شَحْمَةِ أُذُنِهِ وَفِي يَدِكَ الْمُوسَى ". قَالَ: فَقُلْتُ: أَمَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ نِعْمَةِ اللهِ عَلَيَّ (3) وَمَنِّهِ. قَالَ: فَقَالَ: " أَجَلْ إِذًا أَقِرّ لَكَ ". قَالَ: ثُمَّ حَلَقْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم (4).

(1) في (م): اتساعي، وهو خطأ.

(2)

في (م): عليَّ لمكاني.

(3)

في (ظ 6): لمن نِعمه عليَّ ومنِّه.

(4)

إسناده ضعيف لجهالة حال عبد الرحمن بن عقبة مولى مَعْمر بن عبد الله، فلم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يذكره أحد بجرح ولا تعديل، وقال الحسيني: مجهول، فتعقبه الحافظ في "التعجيل" 1/ 807 بقوله: بل معروف، قلنا: يعني معروف العين، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح، غير ابن إسحاق -وهو محمد- فقد روى له مسلم متابعةً، وهو حسنُ الحديث، ثم إنه صرَّح بالتحديث فانتَفَتْ شُبهة تدليسه. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد الزُّهري، وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(671) و (672)، والطبراني في "الكبير" 20/ (1096) من طريقين عن ابن إسحاق، به.

وأخرجه مختصراً ابن قانع في "معجمه" 3/ 99 من طريق ابن لهيعة، عن =

ص: 222

27250 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، أَنَّ بُسْرَ بْنَ سَعِيدٍ، حَدَّثَهُ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّهُ أَرْسَلَ غُلَامًا لَهُ بِصَاعٍ مِنْ قَمْحٍ، فَقَالَ لَهُ: بِعْهُ، ثُمَّ اشْتَرِ بِهِ شَعِيرًا، فَذَهَبَ الْغُلَامُ فَأَخَذَ صَاعًا وَزِيَادَةَ بَعْضِ صَاعٍ، فَلَمَّا جَاءَ مَعْمَرٌ، أَخْبَرَهُ بِذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ مَعْمَرٌ: أَفَعَلْتَ؟ انْطَلِقْ فَرُدَّهُ، وَلَا تَأْخُذْ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، فَإِنِّي كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" الطَّعَامُ بِالطَّعَامِ مِثْلًا بِمِثْلٍ ". وَكَانَ طَعَامُنَا يَوْمَئِذٍ الشَّعِيرَ، قِيلَ: فَإِنَّهُ لَيْسَ مِثْلَهُ، قَالَ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُضَارِعَ (1).

= يزيد بن أبي حبيب، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 261، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" وفيه: عبد الرحمن بن عقبة مولى معمر، ذكره ابن أبي حاتم، ولم يوثق، ولم يجرح، وبقية رجاله ثقات.

وفي باب حلق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه في حجته، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، سلف برقم (4889)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: "لقد وجدت الليلة في أَنْساعي" هو بفتح فسكون، جمع نِسْعَة، بكسر فسكون، وهي التي تُنسج عريضة ليربط على صدر البعير.

نَفِسَ: ضبط بكسر الفاء، كعلم، من نَفِسْتَ عليه بالشي: إذا لم تره له أهلاً.

"أمكنك" أي: فانظر إلى مكانك منه.

(1)

حديث صحيح، ابنُ لهيعة -وهو عبد الله، وإن كان سيئ الحفظ- توبع، كما سيرد في الرواية التي بعدها. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. أبو النضر: هو سالم بن أبي أمية. =

ص: 223

27251 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، أَنَّ أَبَا النَّضْرِ، حَدَّثَهُ أَنَّ بُسْرَ بْنَ سَعِيدٍ، حَدَّثَهُ عَنْ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).

= وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (1094) من طريق أسد بن موسى، عن ابن لَهِيعة، به.

وسيرد بالحديث بعده.

وانظر حديث ابن عمر (4728)، وحديث أبي سعيد الخدري (11007).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، صحابي الحديث معمر بن عبد الله من رجاله، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. هارون: هو ابن معروف المروزي، وابن وَهْب: هو عبد الله، وعمرو: هو ابن الحارث المصري، وأبو النضر: هو سالم بن أبي أمية.

وأخرجه مسلم (1592) من طريق هارون بن معروف، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم أيضاً (1592)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(766)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 3، وابن حبان (5011)، والطبراني في "الكبير" 20/ (1095)، وفي "الأوسط"(327)، والدارقطني في "السنن" 3/ 24، والبيهقي في "السنن الكبرى" 5/ 283، وفي "السنن الصغير" 2/ 244، وفي "معرفة السنن والآثار" 8/ 45، والمزي في "تهذيبه"(في ترجمة معمر) من طرف عن ابن وهب، به.

وسلف بالحديث قبله.

ص: 224

‌حَدِيثُ أَبِي مَحْذُورَةَ

(1)

27252 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرٌ الْأَحْوَلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَكْحُولٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَيْرِيزٍ، أَنَّ أَبَا مَحْذُورَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَقَّنَهُ الْأَذَانَ تِسْعَ عَشْرَةَ كَلِمَةً، وَالْإِقَامَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ كَلِمَةً:" اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ (2)، [أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ] (3)، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ". وَالْإِقَامَةُ مَثْنَى مَثْنَى، لَا يُرَجِّعُ (4).

27253 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُذَيْلُ بْنُ بِلَالٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ

(1) سلفت ترجمة أبي محذورة قبل الحديث (15376).

(2)

قوله: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، من (ظ 6)، وهو الموافق لما في مكرره رقم (15381).

(3)

ما بين حاصرتين مستدرك من مكرره.

(4)

صحيح بطرقه، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (15381)، غير أن شيخ أحمد هنا هو عبد الصمد بن عبد الوارث. العنبري. وجاء هناك قوله:"الله اكبر" أول الأذان، مرتين.

ص: 225

عَنْ أَبِيهِ - أَوْ عَنْ جَدِّهِ - قَالَ: جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْأَذَانَ لَنَا وَلِمَوَالِينَا، وَالسِّقَايَةَ لِبَنِي هَاشِمٍ، وَالْحِجَابَةَ لِبَنِي عَبْدِ الدَّارِ (1).

(1) إسناده ضعيف لضعف هُذَيْل بن بلال -وهو أبو البهلول الفزاري المدائني- فقد ضعّفهُ ابن سعد وابن معين وأبو زرعة وابن حبان والنسائي وأبو داود والدارقطني وغيرهم، ووثَّقه معاوية بنُ صالح، وقال أحمد: لا أرى به بأساً، وقال أبو حاتم: يُكتب حديثُه، وبقية رجال الإسناد ثقات. ابنُ أبي محذورة: هو عبد الملك، كما سيرد في تخريجه. ثم إنه اختلف في إسناده على خلف بن الوليد:

فرواه أحمد هاهنا عنه، عن هُذيل بن بلال، عن ابن أبي محذورة، عن أبيه أو جده.

ورواه عبد الله بن أبي مسلمة -فيما أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(1308) - عنه، عن هذيل بن بلال، عن ابن أبي محذورة وقال: عن أبيه أبي محذورة، ولم يقل: أو عن جده.

وتابع خلفاً -دون ذكر جده- سعيد بن سليمان الواسطي -فيما أخرجه الفاكهي (1308) - ومحمد بن معاوية -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير"(6737)، والحاكم 3/ 514 - 515 - وحسين بن محمد -فيما أخرجه ابن عدي في "الكامل" 7/ 2584 - ثلاثتهم عن هُذيل بن بلال، عن ابن أبي محذورة، عن أبيه. دون ذكر جده.

ورواه منصور بن أبي مزاحم بشير -فيما أخرجه ابن قانع في "معجمه" 1/ 307، والطبراني في "الأوسط"(761)، والخطيب في "تاريخه" 14/ 76 - عن هُذيل بن بلال، وقال: عن عبد الملك بن أبي محذورة، عن أبيه، به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عبد الملك بن أبي محذورة إلا هُذَيْلُ بن بلال.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 336، وقال: رواه أحمد وفيه راوٍ لم يسمَّ. وأورده أيضاً 3/ 285، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" وفي "الكبير"، وفيه هذيل بن بلال الأشعري، وثقه أحمد وغيره، وضعفه النسائي.

ص: 226

‌حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ

(1)

27254 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ سُوَيْدَ بْنَ قَيْسٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى يَوْمًا، فَسَلَّمَ وَانْصَرَفَ، وَقَدْ بَقِيَ مِنَ الصَّلَاةِ رَكْعَةٌ، فَأَدْرَكَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: نَسِيتَ مِنَ الصَّلَاةِ رَكْعَةً، فَرَجَعَ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَأَمَرَ بِلَالًا، فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ رَكْعَةً، فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ النَّاسَ، فَقَالُوا لِي: أَتَعْرِفُ الرَّجُلَ؟ قُلْتُ: لَا، إِلَّا أَنْ أَرَاهُ، فَمَرَّ بِي، فَقُلْتُ: هُوَ هَذَا، فَقَالُوا: طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ رضي الله عنه (2).

(1) قال السندي: معاوية بن حُديج، هو بمهملة ثم جيم مصغر، يعد في الكوفيين، كان عامل معاوية على مصر، يكنى أبا نعيم، وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن سويد بن قيس -وهو التجيبي- ومعاوية بن حُدَيْج -وهو صحابي على الأصح- كلاهما من رجال أصحاب السنن سوى الترمذي. حجَّاج: هو ابنُ محمد المِصِّيصي الأعور، ولَيْث: هو ابن سعد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 36 - 37، وأبو داود (1023)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 18 - 19، وفي "الكبرى"(1628)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2452)، وابن خزيمة (1052)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 448، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 76، والحاكم 1/ 261، والبيهقي في "السنن" 2/ 359، وفي "معرفة السنن والآثار" 3/ 305 من طرق عن الليث =

ص: 227

27255 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّ سُوَيْدَ بْنَ قَيْسٍ (1)، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ رَوْحَةٌ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا "(2).

= ابن سعد، به. قال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط الشيخين، وهو من النوع الذي يطلبان للصحابي متابعاً في الرواية، على أنهما جميعاً قد خرجا مثل هذا.

وأخرجه ابن أبي عاصم (2453)، وابن خزيمة (1053)، وابن حبان (2674)، والطبراني في "الكبير" 19/ (1048)، والحاكم 1/ 261 و 323، والبيهقي في "السنن" 2/ 359 - 360 من طريق يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، به. وفيه أنه صلى المغرب. قال الحاكم في الموضع الثاني: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7201).

وحديث عمران بن حصين السالف برقم (19828).

(1)

في (ظ 2) و (ق) و (م) ورواية ابن الأثير في "أسد الغابة"(وهي من طريق الإمام أحمد): أو عن سويد بن قيس، والمثبت من "أطراف المسند" 5/ 323، و"إتحاف المهرة" 13/ 317، وهو الصواب، والموافق لما في مصادر الحديث.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن لهيعة -وهو عبد الله- إنما روى عنه يحيى بن إسحاق -وهو السيلحيني- قبل احتراق كتبه، وبقية رجال الإسناد ثقات.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 207 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن قانع في "معجمه" 3/ 76، والطبراني في "الكبير" 19/ (1046) من طريق يحيى بن إسحاق، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سويد ابن قيس، به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(67)، وفي "الزهد"(246)، وفي =

ص: 228

27256 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ التُّجِيبِيِّ مِنْ كِنْدَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ شِفَاءٌ، فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ شَرْبَةٍ مِنْ عَسَلٍ، أَوْ كَيَّةٍ بِنَارٍ تُصِيبُ أَلَمًا، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ "(1).

= "الآحاد والمثاني"(2849)، وابن قانع 3/ 76، والطبراني 19/ (1047) من طريق يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس، به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2851)، والطبراني 19/ (1045) من طريق ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن عرفطة بن عمرو الحضرمي، عن معاوية بن حديج، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 284، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه ابن لهيعة، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات.

وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (10883)، وهو حديث صحيح، وقد ذكرنا هناك بقية شواهده.

(1)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن سُويد بن قيس وصحابيَّ الحديث أخرج لهما أصحاب السنن سوى الترمذي.

وقد اختلف في إسناده:

فرواه عبد الله بن يزيد -وهو أبو عبد الرحمن المقرئ، كما في هذه الرواية، وعند النسائي في "الكبرى"(7603)، والطبري في "تهذيب الآثار"(798) و (799)(مسند ابن عباس)، والطبراني في "الكبير" 19/ (1044)، وفي "الأوسط"(9333) - عن سعيد بن أبي أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس، عن معاوية بن حُدَيْج.

وخالفه عبد الله بن المبارك -كما سلف في الرواية (17315) - فرواه عن سعيد بن أبي أيوب، وقال: عن عبد الله بن الوليد، عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني، عن عقبة بن عامر الجهني، به. وإسناده ضعيف. =

ص: 229

27257 -

حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ حُدَيْجٍ، يَقُولُ: هَاجَرْنَا عَلَى عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ، فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ، طَلَعَ عَلَى الْمِنْبَرِ (1). (2)

= ورواه يحيى بن أيوب وعمرو بن الحارث -فيما أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(801) و (803)(مسند ابن عباس) - عن يزيد بن أبي حبيب، أن سُويد ابن قيس أخبره، عن رجل من الأنصار، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فأبهما اسم الصحابي، وقالا: رجل من الأنصار. ومعاوية بن حديج ليس بالأنصاري.

ورواه محمد بن إسحاق -فيما أخرجه الطبري أيضاً (802) - عن يزيد بن أبي حبيب، عن رجل من الأنصار من بني سلمة، قال

فأسقط اسم سويد ابن قيس، وأبهم الصحابي، ومحمد بن إسحاق لم يصرِّح بالتحديث.

وأورد الحديث الهيثمي في "المجمع" 5/ 91، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجال أحمد رجال الصحيح خلا سويد بن قيس، وهو ثقة.

وفي الباب عن ابن عباس وجابر بن عبد الله، سلفاً برقمي (2208) و (14701).

قال السندي: قوله: "إن كان في شيء شفاء": مثلُ هذا الشرط يفيد التحقيق والتثبيت.

(1)

في (م): طلع على المنبر.

(2)

أثر صحيح من رواية عقبة بن عامر، وهذا إسناد وإن صحَّت فيه روايةُ ابنِ لهيعة، إلا أنه قد اختُلف فيه على عبد الله بن المبارك:

فرواه عتَّاب بن زياد -كما في هذه الرواية- والحسن بنُ الربيع -كما عند البيهقي في "السنن" 9/ 132 - كلاهما عن ابن المبارك، عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن علي بن رباح، قال: سمعت معاوية بن حُدَيْج يقول: هاجرنا

وزاد البيهقي: فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إنه قدم علينا برأس =

ص: 230

27258 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي (1) حُجَيْرٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ - قَالَ: وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - قَالَ: مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا، وَكَفَّنَهُ، وَتَبِعَهُ وَوَلِيَ جُثَّتَهُ (2)، رَجَعَ مَغْفُورًا لَهُ. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَالَ أَبِي: لَيْسَ بِمَرْفُوعٍ (3).

= يناق البطريق، ولم تكن لنا به حاجة، إنما هذه سُنَّةُ العجم.

ورواه سعيد بن منصور -كما في "سننه"(2649) - والحسن بنُ الربيع -كما عند البيهقي 8/ 132، كلاهما عن ابن المبارك، عن سعيد بن يزيد أبي شجاع، عن يزيد بن أبي حبيب، عن علي بن رباح، عن عقبة بن عامر، أنه قدم على أبي بكر الصديق رضي الله عنه برأس يناق البطريق، فأنكر ذلك، فقال: يا خليفة رسول الله، فإنهم يفعلون ذلك بنا، قال: فاستِنانٌ بفارسَ والروم؟! لا يُحمل إليَّ رأسٌ، فإنما يكفي الكتاب والخبر. وهذا إسناد رجاله ثقات.

وأخرجه سعيد بن منصور (2650) عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة، أن علي بن رباح حدثه، عن عقبة بن عامر الجهني

فذكر نحوه. وهذا إسناد رجاله ثقات. فحديث عقبة أصح به، والله أعلم.

(1)

في (ظ 6): بن، وهو صحيح كذلك.

(2)

في (ظ 6): حَثيه، أي: إهالة التراب على قبره وفي "طبقات" ابن سعد: جَنَنَه. أي: مواراته ودفنه، والجنن: القبر.

(3)

إسناده ضعيف لجهالة حال صالح أبي حجير -وهو ابن حجير، وهو ممن وافقت كنيته اسمَ أبيه- فقد روى عنه اثنان: ثابت البناني وقتادة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحسيني في "الإكمال" ص 200: لا يعرف. ثم إن في سماع ثابت من صالح شكاً، أشار إلى ذلك أبو زرعة العرافي في "ذيل الكاشف" ص 138، والحافظ في "التعجيل" 1/ 649. قلنا: وبقية رجال الإسناد ثقات. عفَّان: هو ابن مسلم الصفَّار. =

ص: 231

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه ابن سعد 7/ 503 من طريق عفان، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 275 - 276 عن موسى بن إسماعيل، عن حمَّاد بن سلمة، به.

وأخرجه البخاري أيضاً 4/ 276 عن يحيى بن صالح، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي حجير، عن معاوية بن حديج، نحوه. وسعيد بن بشير ضعيف.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/ 21، وقال: رواه أحمد، وفيه صالح أبو حجير، مجهول.

وفي الباب عن عائشة، سلف (24881). وإسناده ضعيف.

وعن علي عند ابن ماجه (1462). وإسناده ضعيف.

وعن أبي رافع عند الحاكم 1/ 354، والبيهقي 3/ 395، وقوَّى إسناده الحافظ في "الدراية" ص 140.

وعن معاذ بن جبل عند ابن أبي شيبة 3/ 270.

ص: 232

‌حَدِيثُ أُمِّ الْحُصَيْنِ الْأَحْمَسِيَّةِ

(1)

27259 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أُمِّ الْحُصَيْنِ جَدَّتِهِ، قَالَتْ (2): حَجَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَجَّةَ الْوَدَاعِ، فَرَأَيْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَبِلَالًا، وَأَحَدُهُمَا آخِذٌ بِخِطَامِ نَاقَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَالْآخَرُ رَافِعٌ ثَوْبَهُ يَسْتُرُهُ مِنَ الْحَرِّ، حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ (3).

(1) أمُّ الحُصين الأحمسية: ذكرها الحافظ في "الإصابة"، وذكر لها الحديث التالي، ونقل عن ابن عبد البر أن اسم أبيها إسحاق.

(2)

في (م): حدثته قالت.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. محمد بن سَلَمة: هو الحرَّاني، وأبو عبد الرحيم: هو الحرَّاني أيضاً، واسمه: خالد بن أبي يزيد بن سِماك الأموي مولاهم.

وأخرجه مسلم (1298)(312)، وأبو داود (1834)، كلاهما عن الإمام أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه النساني في "المجتبى" 5/ 269 - 270 عن عمرو بن هشام، عن محمد بن سلمة، به.

وأخرجه مسلم (1298)(311)، والفاكهي في "أخبار مكة"(2552) و (2635)، وابن خُزيمة (2688)، وابن حبان (4564)، والطبراني في "الكبير" 25/ (380)، والبيهقي 5/ 130 من طريقين عن زيد بن أبي أُنيسة، به. وزادوا: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولاً كثيراً، ثم سمعتُه يقول: "إنْ أُمِّرَ عليكم =

ص: 233

27260 -

حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي إِسْحَاقَ - عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أُمِّ الْحُصَيْنِ الْأَحْمَسِيَّةِ، قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ، عَلَيْهِ بُرْدٌ لَهُ، قَدِ الْتَفَعَ بِهِ مِنْ تَحْتِ إِبْطِهِ، قَالَتْ: فَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى عَضَلَةِ عَضُدِهِ تَرْتَجُّ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللهَ، وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ مُجَدَّعٌ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا (1) مَا أَقَامَ فِيكُمْ كِتَابَ اللهِ عز وجل "(2).

= عبدٌ مجدَّعٌ -حسبتها قالت: أسود- يقودُكم بكتاب الله، فاسمعوا له وأطيعوا". قلنا: وقد سلف تخريج هذه الزيادة برقم (16646).

(1)

في (ظ 6): فاسمعوا وأطيعوا.

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم. أبو قَطَن: هو عَمرو بنُ الهيثم.

وأخرجه الحميدي (359)، والترمذي (1706)، والحاكم 4/ 186 من طرق عن يونس بن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. ورواية الحميدي مختصرة. وقال الترمذي: وهذا حديث حسن صحيح، وقد رُوي من غير وجه عن أمِّ حُصَيْن. وقال الحاكم: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي.

قلنا: وقد رواه يونس بنُ أبي إسحاق -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 210 - عن إسحاق، عن العَيْزار بنِ حُرَيْث، عن أمِّ الحُصَيْن.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (381) من طريق أبي بكر بن عياش، عن أبي إسحاق -وهو السَّبيعي- عن العَيْزَار بنِ حُرَيْث، به. وفيه: عشيَّةَ عَرَفة.

وسيأتي بالرقمين (27266) و (27268).

وقد سلف برقمي (16646) و (16649). =

ص: 234

27261 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ جَدَّتِهِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ: " يَرْحَمُ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ، يَرْحَمُ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ ". قَالُوا فِي الثَّالِثَةِ: وَالْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: " وَالْمُقَصِّرِينَ "(1).

27262 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَاتٍ يَخْطُبُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، يَقُولُ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللهَ، وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ مُجَدَّعٌ مَا أَقَامَ فِيكُمْ كِتَابَ اللهِ عز وجل (2) ".

27263 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " وَلَوْ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللهِ عز وجل، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا "(3).

= قال السندي: قولها: التفع به، أي: اشتمل به.

إلى عضلة: بفتحتين: اللحم المكتنز.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16647) سنداً ومتناً.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16649) سنداً ومتناً.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16646) سنداً ومتناً.

ص: 235

27264 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ حُصَيْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَدَّتِي تَقُولُ: سَمِعْتُ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَاتٍ يَخْطُبُ يَقُولُ: " غَفَرَ اللهُ لِلْمُحَلِّقِينَ " ثَلَاثَ مِرَارٍ. قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ؟ فَقَالَ: " وَالْمُقَصِّرِينَ " فِي الرَّابِعَةِ.

قَالَتْ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " إِنْ (1) اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللهِ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا "(2).

27265 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحُصَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَدَّتِي تُحَدِّثُ أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، يَقُولُ:" لَوْ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللهِ عز وجل، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا "(3).

27266 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أُمِّ الْحُصَيْنِ الْأَحْمَسِيَّةِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ، وَعَلَيْهِ بُرْدَةٌ، قَدِ الْتَفَعَ بِهَا، وَهُوَ يَقُولُ:

(1) في (ق): إذا.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16646) و (16647) إلا أن شيخ أحمد هنا: هو رَوْحُ بنُ عُبادة.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16646) غير أن شيخ أحمد هنا: هو محمد بن جعفر.

وأخرجه مسلم (1838) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

ص: 236

" اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ مَا أَقَامَ فِيكُمْ كِتَابَ اللهِ "(1).

27267 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحُصَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَدَّتِي تُحَدِّثُ أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى، دَعَا لِلْمُحَلِّقِينَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقِيلَ لَهُ: وَالْمُقَصِّرِينَ؟ فَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ: " وَلِلْمُقَصِّرِينَ "(2).

27268 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ الْحُصَيْنِ الْأَحْمَسِيَّةَ، قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ عَلَيْهِ بُرْدٌ (3)، قَدِ الْتَفَعَ بِهِ مِنْ تَحْتِ إِبْطِهِ، فَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى عَضَلَةِ عَضُدِهِ تَرْتَجُّ، وَهُوَ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُوا (4) وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ مُجَدَّعٌ، فَاسْمَعُوا

(1) حديث صحيح، وهو مكرر (27260) غير أن شيخ أحمد هنا هو وكيع بنُ الجرَّاح الرُّؤاسي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 214 - وعنه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3289)، وفي "السنة"(1063)، والطبراني في "الكبير" 25/ (382) - عن وكيع، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16647) إلا أن شيخ أحمد هنا هو حجَّاج بنُ محمد المِصِّيصِي الأعور.

(3)

في (ظ 2) و (ق): بردة.

(4)

قوله: وأطيعوا (في الموضعين) ليس في (ظ 6).

ص: 237

وَأَطِيعُوا مَا أَقَامَ فِيكُمْ كِتَابَ اللهِ " (1).

27269 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا (2) يَحْيَى بْنُ الْحُصَيْنِ، أَخْبَرَنِي أَنَّهُ سَمِعَ جَدَّتَهُ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ بِعَرَفَاتٍ وَهُوَ يَقُولُ: " وَلَوْ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللهِ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا ".

قَالَ عَبْدُ اللهِ: وسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: إِنِّي لَأَرَى لَهُ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ، وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ (3).

27270 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ شُعْبَةُ: أَتَيْتُ يَحْيَى بْنَ الْحُصَيْنِ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي، قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ: " إِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا مَا قَادَكُمْ بِكِتَابِ اللهِ تَعَالَى "(4).

(1) حديث صحيح، وهو مكرر (27260) غير أن شيخ أحمد هنا هو أبو نُعيم، وهو الفَضْل بنُ دُكَيْن.

(2)

قوله: حدثنا، ليس في (ظ 6).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16646) غير أن شيخ أحمد هنا هو عفَّان بنُ مُسلم الصَّفَار.

وأخرجه عبد بن حُميد في "المنتخب"(1561) عن عفان، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1838) من طريق بهز -وهو ابن أسد العمي- عن شعبة، به. وفيه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى أو بعرفات.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16646) غير أن =

ص: 238

‌حَدِيثُ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ أُمِّ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(1)

27271 -

حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَيْسَ الْكَاذِبُ بِأَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ فِي إِصْلَاحِ مَا بَيْنَ النَّاسِ "(2).

= شيخ أحمد هنا هو وكيع بن الجراح الرؤاسي.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 12/ 214 - وعنه مسلم (1838)، وابن ماجه (2861)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3288)، وفي "السنة"(1062) - عن وكيع، بهذا الإسناد. وقال: عبد حبشي مُجَدَّع، وليس في رواية غير "المصنف": وهو واقف بعرفة.

(1)

قال السندي: أمِّ كُلثوم بنتُ عُقبة، كانت ممن أسلم قديماً، وبايعت، وخرجت إلى المدينة مهاجرة تمشي، قيل: هي أول من هاجر إلى المدينة بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا نعلم قرشية خرجت مسلمة مهاجرة إلى الله ورسوله إلا أم كلثوم، خرجت من مكة وحدها.

(2)

حديث صحيح، عبد الرحمن بن إسحاق -وهو المدني، وإن كان مختلفاً فيه حسن الحديث- توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (190) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند علي)(220) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، والطبراني (25) / (190) من طريق مسدَّد، كلاهما عن بشر بن المفضل، به. زاد الطبري:"وفي الحرب"، وقال: وأظنُّه قال: "والرجل يحدث امرأته". قلنا: وهذه الزيادة مُدرجة من كلام الزُّهري، كما سنبيّنه في الرواية التالية. =

ص: 239

27272 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ شِهَابٍ، أَنَّ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أُمَّهُ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عُقْبَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم

= وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 84، وأبو داود (4920)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3174)، والدولابي في "الكُنى والأسماء" 2/ 77، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2916) و (2917) و (2920)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(180) و (181) و (184)، وابن حبان (5733)، والطبراني في "الكبير" 25/ (183) و (187 - 189) و (191) و (192) و (195 - 201)، وفي " الأوسط"(8650)، وفي "الصغير"(282)، وفي "مسند الشاميين"(3068)، وتمام في "فوائده"(1128)(الروض البسام)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1206)، والخطيب في "تاريخه" 6/ 383، وابن عبد البر في "الاستيعاب"(في ترجمة أم كلثوم بنت عقبة) من طرق عن الزهري، به. زادوا في آخره:"يقول خيراً أو ينمي خيراً".

وأخرجه الطبري (221)، والطبراني في "الكبير" 25/ (202) من طريق عبد الرحمن بن حُميد، عن أبيه حُميد بن عبد الرحمن، به.

ووقع في مطبوع الطبراني: حدثتني أمي أم جندب، وهو تحريف.

وسيرد بالأرقام (27272) و (27273) و (27275) و (27277) و (27278) و (27279).

وانظر (27570).

قال السندي: "ليس الكاذب بأن يقول"، يحتمل أن الباء زائدة في خبر ليس، فيقدر المضاف بأن يقال: ليس كذب الكاذب قول الرجل في إصلاح ما بين الناس، ويحتمل أن لا تكون زائدة، والمعنى: ليس الكاذب يكون كاذباً بهذا القول، والمراد أن من تكلم بكلام غير مطابق للواقع لأجل الإصلاح فلا يعدُّ كاذباً شرعاً، ولا يكتب عليه إثم الكاذبين، والله أعلم.

ص: 240

يَقُولُ: " لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي (1) يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ، فَيَنْمِي خَيْرًا، أَوْ يَقُولُ خَيْرًا ".

وَقَالَتْ: لَمْ أَسْمَعْهُ يُرَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ: فِي الْحَرْبِ، وَالْإِصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ، وَحَدِيثِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ، وَحَدِيثِ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا.

وَكَانَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ اللَّاتِي بَايَعْنَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

(1) في (ظ 6): بالذي.

(2)

حديث صحيح دون قوله: قالت: ولم أسمعه يرخّص في شيء

فالصواب أنها زيادة مُدرجة من كلام الزُّهري، بيَّن ذلك يونس في روايته عن الزُّهري، كما سيرد. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو بن إبراهيم بن سعد الزهري.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/ 197 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم بإثر (2605) عن عمرو الناقد، والنسائي في "الكبرى"(8642) عن عُبيد الله بن سعد الزُّهري، والخطيب في "الفصل للوصل المدرج في النقل"(21)(13) من طريق محمد بن يحيى النيسابوري، و (14) من طريق العباس بن محمد الدوري، و (15) من طريق زهير بن حرب، خمستهم عن يعقوب، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(385)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(183)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(11096)، والخطيب في "الفصل للوصل"(21)(20) من طريق الليث بن سعد، ومسلم (2605)، والنسائي في "الكبرى"(3125) -وهو في "عِشْرة النِّساء"(239) - والطبراني في "الكبير" 25/ (192)، والخطيب (21)(20) من طريق ابن وهب، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3174)، والطبراني 25/ (192)، والخطيب (21) =

ص: 241

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (18) و (19) من طريق عبد الله بن المبارك، ثلاثتهم عن يونس بن يزيد، عن الزهري، به. وفي التصريح بإدراج كلام الزُّهري قال الحافظ في "الفتح" 5/ 300: وهذه الزيادة مدرجة، بيَّن ذلك مسلمٌ في روايته من طريق يونس عن الزهري، فذكر الحديث. قال: وقال الزُّهري، وكذا أخرجها النسائي مفردة من رواية يونس، وقال -أي النسائي-: يونس أثبت في الزُّهري من غيره. وجزم موسى بن هارون وغيره بإدراجها.

وأخرجه البخاري (2692)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2918) من طريق عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، عن إبراهيم بن سعد، به. دون زيادة الزهري.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9123) -وهو في "عشرة النساء"(237) - والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2919)، والخطيب (21)(17) من طريق الزُّبيدي، و (16) من طريق إسحاق بن راشد، كلاهما عن الزهري، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(9201)، والخطيب (21)(1) و (2) من طريق زَمْعة بن صالح، عن يعقوب بن عطاء، عن الزهري، به.

وأخرجه الخرائطي (179)، والطبراني 25/ (203)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1204) من طريق أسامة بن زيد، عن صالح بن كَيْسان، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أمِّ كلثوم بنت عقبة، به، دون الزيادة. أسامة بن زيد الليثي يهم.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 210 بعد أن أورد رواية أسامة بن زيد: والصحيحُ حديث أيوب السَّخْتِياني ومن تابعه، أي: عن الزُّهري، عن حُميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أمِّه أمِّ كلثوم بنت عقبة.

وقد اقتصر عبد الوهّاب بن رُفَيْع على ذكر هذه الزيادة على أنها من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، فوهم وهماً فاحشاً، وسيأتي بيان ذلك في موضعه عند الرواية (27275).

وقد رُوي هذا الحديث من طرق كثيرة عن الزُّهري ليست فيه هذه الزيادة، =

ص: 242

27273 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ - وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ - قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَيْسَ الْكَذَّابُ مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَ خَيْرًا، أَوْ نَمَى خَيْرًا ". وَقَالَ مَرَّةً: " وَنَمَى خَيْرًا "(1).

= وقد ذكرنا ذلك في تخريج الرواية السالفة.

وفي الباب عن أسماء بنت يزيد، سيرد برقم (27570)، وفي إسناده شهر بنُ حوشَب، وهو ضعيف.

قال السندي: قوله: "فينمي"، كيرمي، أي: فيرفع من أحد الطرفين إلى الطرف الآخر خيراً، بأن يقول: إن فلاناً يثني عليك، ونحوه مما يرجى به الاصلاح بينهما، وإن لم يطابق الواقع.

مما يقول الناس، أي: من الكذب.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20196)، وأخرجه من طريقه أبو داود (4920)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(182)، والطبراني في "الكبير" 25/ (184)، والبيهقي في "السنن" 10/ 197، وفي "الآداب"(118)، والبغوي في "شرح السنة"(3539)، وقال: هذا حديث متفق على صحته.

وأخرجه الطيالسي (1656)، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/ 77، والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند علي)(219)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2920)، والخرائطي (180)، والطبراني في "الكبير" 25/ (185) و (195)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1206)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(11095) من طرق عن معمر، به.

وسيكرر برقم (27279) سنداً ومتناً. =

ص: 243

27274 -

حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمِّهِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ "(1).

= وانظر الحديثين قبله.

(1)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، وقد رواه الزهري: محمد بن مسلم، واختلف عليه فيه:

فرواه أميَّةُ بن خالد القيسيُّ -كما في هذه الرواية، وعند النسائي في "الكبرى"(10531)، وهو في "عمل اليوم والليلة"(695) - والقعنبي عبد الله بنُ مسلمة -فيما أخرجه ابنُ الضريس في "فضائل القرآن"(242)، والدارمي (3436)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1220)، والطبراني في "الكبير" 25/ (182)، وفي "الأوسط"(8557)، والرازي في "فضائل القرآن"(107)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(2545)، وابن عبد البر في "التمهيد" 7/ 252 و 253 - كلاهما عن ابن أخي الزُّهري، بهذا الإسناد. وسقط من مطبوع النسائي (10531)، و"عمل اليوم والليلة"(695) اسم الزهري، واستدركناه من "التحفة" 13/ 103، ووقع في مطبوع الدارمي: عن أبيه، صوابه: عن أمه، صوبناه من المخطوط.

ورواه ابن إسحاق -فيما أخرجه النسائي في "الكبرى"(10532)، -وهو في "عمل اليوم والليلة"(696) - عن الحارث بن فضيل الأنصاري، عن الزُّهري، عن حميد بن عبد الرحمن أن نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حدثوه أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" {قل هو الله أحد} لتعدل ثُلُثَ القرآن لمن صلى بها".

ورواه مالك -كما في "الموطأ" 1/ 209، وعند الفِرْيابي في "فضائل القرآن"(30)، والنسائي في "الكبرى"(10533)، وهو في "عمل اليوم =

ص: 244

27275 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - عَنْ يَزِيدَ - يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ - عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ، قَالَتْ: مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُرَخَّصُ (1) فِي شَيْءٍ مِنَ الْكَذِبِ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ: الرَّجُلِ يَقُولُ الْقَوْلَ يُرِيدُ بِهِ الْإِصْلَاحَ، وَالرَّجُلِ يَقُولُ الْقَوْلَ فِي الْحَرْبِ، وَالرَّجُلِ يُحَدِّثُ امْرَأَتَهُ، وَالْمَرْأَةِ تُحَدِّثُ زَوْجَهَا (2).

= والليلة" (697) - عن الزُّهري، عن حميد بن عبد الرحمن، أنه أخبره، أن {قل هو الله أحد} تعدل ثُلُثَ القرآن

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 210: وقول مالك أشبه.

وفي الباب: عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6613)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، وأسانيد بعضها صحيحة.

(1)

في (م): رخّص.

(2)

هذا حديث لا يصحُّ رفعه للنبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو مُدرجٌ من كلام الزهري، كما بيّنا ذلك في الرواية (27272)، وقد وهم عبد الوهَّاب -وهو ابن أبي بكر رُفَيْع المدنيّ- في رفعه، فقد قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 209 بعد أن أورد هذه الرواية: وهذا منكر، ولم يأتِ بالحديث المحفوظ الذي عند الناس. وقد نبَّه على هذا الوهم كذلك الحافظُ في "الفتح" 5/ 300. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يزيد بنُ الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد.

وأخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(185) من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند علي)(218)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2921) و (2922)، والبيهقي في "السنن" 10/ 197 - =

ص: 245

27276 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أُمِّهِ (1) عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ. [قَالَ عَبْدُ اللهِ:] قَالَ أَبِي: وحَدَّثَنَاهُ حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ، فَذَكَرَهُ، وَقَالَ: عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَتْ: لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُمَّ سَلَمَةَ، قَالَ لَهَا:" إِنِّي قَدْ أَهْدَيْتُ إِلَى النَّجَاشِيِّ حُلَّةً وَأَوَاقِيَّ مِنْ مِسْكٍ، وَلَا أُرَى النَّجَاشِيَّ إِلَّا قَدْ مَاتَ، وَلَا أُرَى إِلَّا هَدِيَّتِي مَرْدُودَةً (2) عَلَيَّ، فَإِنْ رُدَّتْ عَلَيَّ، فَهِيَ لَكِ ". قَالَ:

= 198، وفي "الآداب"(119)، والخطيب في "الفصل للوصل المدرج في النقل"(21)(9) من طريقين عن الليث بن سعد، به.

وأخرجه أبو داود (4921)، والنسائي في "الكبرى"(9124) -وهو في "عِشْرَة النساء"(238) - وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3175)، والطبراني في "الكبير" 25/ (193)، وفي "الصغير"(189)، وابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة"(613)، والقُضاعي في "مسند الشهاب" 12051)، والخطيب في "الفصل للوصل"(21) من طرق عن يزيد بن الهاد، به.

وأخرجه الطبراني 25/ (194)، والخطيب (21)(4) من طريقين عن عبد الوهَّاب بن رُفَيْع، به.

وسلف برقم (27272).

وانظر (27271).

(1)

في (ظ 2) و (ق) و (م): عن أبيه، والمثبت من (ظ 6)، و"أطراف المسند" 9/ 467، وهو الموافق لمصادر الحديث.

(2)

في (م): ولا أرى إلا هديتي مردودة.

ص: 246

وَكَانَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَرُدَّتْ عَلَيْهِ هَدِيَّتُهُ، فَأَعْطَى كُلَّ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ أُوقِيَّةَ مِسْكٍ (1)، وَأَعْطَى أُمَّ سَلَمَةَ بَقِيَّةَ الْمِسْكِ وَالْحُلَّةَ (2).

(1) في (ظ 6) و (ق): من مسك.

(2)

إسناده ضعيف لضعف مسلم بن خالد: وهو الزنجي. ووالدةُ موسى بن عقبة لم نقف لها على ترجمة، وقد اضطرب مسلم بن خالد في تعيينها. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

فرواه يزيد بن هارون كما في هذه الرواية- وسعيد بن منصور -كما في "سننه"(485) - والأزرقي -فيما أخرجه ابن سعد 8/ 95 - وسعيد بن أبي مريم ويحيى بن بكير ويحيى الحِمَّاني -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (205) - ومسدَّد -فيما أخرجه البيهقي في "السنن" 6/ 26 - ويحيى بن يحيى -فيما أخرجه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" 8/ 200 - كلهم عن مُسلم بن خالد، بهذا الإسناد. لم ينسبوا أم كلثوم.

ورواه حسين بن محمد -كما في هذه الرواية- والصلت بن مسعود -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3459)، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 285 - وابن وهب -فيما أخرجه الطحاري في "شرح مشكل الآثار"(347)، والحاكم 2/ 188، والبيهقي في "السنن" 6/ 26 - 27 - وأسد بن موسى -فيما أخرجه الطحاوي أيضاً (348)، كلهم عن مسلم، بالإسناد الثاني. إلا أنه وقع في مطبوع "الآحاد والمثاني": أم كلثوم، غير منسوبة، واستدركناه من "أسد الغابة" و"الإصابة" 4/ 490.

ورواه محمد بن المبارك وسعيد بن أبي مريم ويحيى بن بكير وكثير بن يحيى -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير"(826) - كلهم عن مسلم بن خالد الزنجي، عن موسى بن عقبة، عن أمه أم كلثوم بنت أم سلمة، عن أم سلمة، قالت: لما دخل بي رسول الله صلى الله عليه وسلم ....

وقد أورده الهيثمي في "المجمع" 8/ 289، وقال: رواه الطبراني، وأم =

ص: 247

27277 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَيْسَ الْكَذَّابُ مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَ خَيْرًا، أَوْ نَمَى خَيْرًا "(1).

= موسى بن عقبة لا أعرفها، ومسلم بن خالد الزنجي وثقه ابن معين وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح.

ورواه هشام بن عمار -فيما أخرجه ابن حبان (5114) - عن مسلم بن خالد، عن موسى بن عقبة، عن أمه، عن أم كلثوم، عن أم سلمة، قالت: لما تزوجني

بنحوه.

ورواه الشافعي -كما في "الأم" 3/ 100، ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" 8/ 200 - عن مسلم الزنجي، عن موسى بن عقبة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدى للنجاشي ....

قلنا: والمحفوظ هو ما رواه هشام بن عمار، فيما ذكر الحافظ في "الإصابة" 4/ 490. وقال أيضاً: وفي سياقه ما يدل على المراد بقوله: "هي لكِ" هي الحُلة، لا الهدية، وبذلك يجاب من استشكل قوله:"فهي لكِ" ثم قسم المسك بين النساء.

وقد حسَّن الحافظ إسناده في "الفتح" 5/ 222.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/ 147 - 148، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه مسلم بن خالد الزنجي، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه جماعة، وأم موسى بن عقبة لم أعرفها، وبقية رجاله رجال الصحيح.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (27273)، إلا أن شيخ أحمد هنا هو: إسماعيل بن إبراهيم المعروف بابن عُلَيَّة.

وأخرجه مسلم بإثر (2605)، وأبو داود (4920)، والترمذي (1938)، =

ص: 248

27278 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: رَخَّصَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْكَذِبِ فِي ثَلَاثٍ: فِي الْحَرْبِ، وَفِي الْإِصْلَاحِ (1) بَيْنَ النَّاسِ، وَقَوْلِ الرَّجُلِ لِامْرَأَتِهِ (2).

27279 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ

= والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند علي)(217)، وابن الأثير في "أسد الغابة"(في ترجمة أمِّ كُلثوم بنتِ عُقْبَة) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وسلف برقم (27271).

(1)

في (ظ 6): إصلاح.

(2)

إسناده ضعيف، ابنُ جُريج مُدَلِّس وقد عنعن، ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. حجَّاج: هو ابن محمد المِصِّيصي.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2913) 7/ 362 من طريق أبي عاصم الضحَّاك بنِ مَخْلد، والخطيب في "الفصل للوصل المدرج في النقل"(21)(11) و (12) من طريق أبي عامر، كلاهما عن ابن جُريج، قال: حُدِّثتُ عن ابن شهاب، به.

قال الخطيب في "الفصل للوصل" 1/ 302: والذي نرى -والله أعلم- أنَّ ابن جريج إنما وقعَ إليه هذا الحديث من رواية عبد الوهَّاب، إما أن يكون ابنُ جُرَيْج سمعه من عبد الوهَّاب، أو بلغه عنه، والله أعلم.

قلنا: وروايةُ عبد الوهَّاب -وهو ابن رُفَيْع المدني- سلفت برقم (27275)، وذكرنا هناك أنه لا يصحُّ رفعُها للنبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هي مُدرجةٌ من كلام الزُّهري.

وانظر (27271).

ص: 249

عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ - قَالَ (1): وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ - قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَيْسَ بِالْكَذَّابِ (2) مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَ خَيْرًا، أَوْ نَمَى خَيْرًا ". وَقَالَ مَرَّةً: " وَنَمَى (3) خَيْرًا "(4).

(1) قوله: قال، ليس في (ظ 6).

(2)

في (ق): الكذاب.

(3)

في النسخ: أو نمى، وهو خطأ، والمثبت من مكرره (27273).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (27273) سنداً ومتناً.

ص: 250

‌حَدِيثُ أُمِّ وَلَدِ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ

(1)

27280 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ أُمِّ وَلَدِ شَيْبَةَ أَنَّهَا أَبْصَرَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ يَقُولُ:" لَا يُقْطَعُ الْأَبْطَحُ إِلَّا شَدًّا "(2).

(1) قال الحافظ في "تهذيب التهذيب": اسم هذه المرأة الصحابية: حبيبة بنت أبي تَجْراة، وقيل: هي تَمْلِك، وهي أم ولد شيبة.

(2)

حديث حسن وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه:

فرواه هشام الدَّسْتَوائي -كما في هذه الرواية، وفيما أخرجه ابن سعد 8/ 313، وابن أبي شيبة 4/ 69، وابن ماجه (2987)، والفاكهي في "أخبار مكة"(1386)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3453)، والطبراني في "الكبير" 25/ (353) - عن بُدَيل بن مَيْسرة، به.

ورواه محمد بن ذكوان الجهضمي -فيما أخرجه ابن سعد 8/ 313 - عن بُدَيْل بن ميسرة، عن صفية، قالت: نظرتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكره من حديث صفية، وأسقط أم ولد شيبة. ومحمد بن ذكوان ضعيف.

ورواه حماد بن زيد -كما سيرد في الرواية التالية- عن بُديل بن ميسرة، عن المغيرة بن حكيم، عن صفية، عن امرأة منهم. فذكر المغيرة بن حكيم بين بُديل وصفية.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 227: وقول حماد أشبه.

قلنا: ورواه المثنى بن الصباح عن المغيرة بن حكيم، واختلف عليه فيه:

فرواه سفيان الثوري -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3454)، والطبراني في "الكبير" 24/ (529)، والبيهقي 5/ 98، وابن الأثير في "أسد الغابة"(في ترجمة تَمْلِك الشيبية) - عن المثنى بن الصباح، عن =

ص: 251

27281 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بُدَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْهُمْ أَنَّهَا رَأَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مِنْ خَوْخَةٍ، وَهُوَ يَسْعَى فِي بَطْنِ الْمَسِيلِ وَهُوَ يَقُولُ:" لَا يُقْطَعُ الْوَادِي إِلَّا شَدًّا " وَأَظُنُّهُ قَالَ: وَقَدْ انْكَشَفَ الثَّوْبُ عَنْ رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ قَالَ حَمَّادٌ بَعْدُ:" لَا يُقْطَعُ " أَوْ قَالَ: " الْأَبْطَحُ إِلَّا شَدًّا ". وَسَمِعَتْهُ يَقُولُ: " لَا يُقْطَعُ الْأَبْطَحُ إِلَّا شَدًّا "(1).

= المغيرة بن حكيم، عن صفية بن شيبة، عن تملك الشيبية، قالت: نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكره، إلا أنه قال فيه:"إن اللهَ كتبَ عليكم السَّعْيَ فاسْعَوا".

ورواه حميد بن عبد الرحمن -فيما أخرجه الطبراني 24/ (813) - عن المثنى بن الصباح، عن المغيرة بن حكيم، عن صفية بنت شيبة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اسْعَوْا، فإن السَّعْي كُتب عليكم". والمثنى بن الصباح ضعيف. وسيرد بهذا اللفظ بالأرقام (27367) و (27368) و (27463).

وانظر ما بعده.

قال السندي: قوله: "لا يقطع الأبطح"، على بناء المفعول، أي: ينبغي ألا يقطع إلا بالشدّ والجري.

(1)

حديث حسن وهذا إسناد ضعيف كما بيّنا في الرواية السابقة.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 242، وفي "الكبرى"(3974)، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 102 من طريق قتيبة بن سعيد، والبيهقي 5/ 98 من طريق أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني، كلاهما عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وقد صرح في رواية البيهقي أن المرأة هي أم ولد شيبة.

وانظر ما قبله.

ص: 252

‌حَدِيثُ أُمِّ (1) وَرَقَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَنْصَارِيِّ

(2)

27282 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُمَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَلَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ وَجَدَّتِي، عَنْ أُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَزُورُهَا كُلَّ جُمُعَةٍ، وَأَنَّهَا قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ - يَوْمَ بَدْرٍ - أَتَأْذَنُ لِي (3)، فَأَخْرُجُ مَعَكَ. أُمَرِّضُ مَرْضَاكُمْ، وَأُدَاوِي جَرْحَاكُمْ، لَعَلَّ اللهَ يُهْدِي لِي شَهَادَةً؟ قَالَ:" قَرِّي فَإِنَّ اللهَ عز وجل يُهْدِي لَكِ شَهَادَةً ". وَكَانَتْ أَعْتَقَتْ جَارِيَةً لَهَا وَغُلَامًا عَنْ دُبُرٍ مِنْهَا، فَطَالَ عَلَيْهِمَا، فَغَمَّاهَا فِي الْقَطِيفَةِ حَتَّى مَاتَتْ، وَهَرَبَا، فَأُتِيَ عُمَرُ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ أُمَّ وَرَقَةَ قَدْ قَتَلَهَا غُلَامُهَا وَجَارِيَتُهَا وَهَرَبَا، فَقَامَ عُمَرُ فِي النَّاسِ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَزُورُ أُمَّ وَرَقَةَ يَقُولُ: " انْطَلِقُوا نَزُورُ الشَّهِيدَةَ ". وَإِنَّ فُلَانَةَ جَارِيَتَهَا وَفُلَانًا غُلَامَهَا، غَمَّاهَا، ثُمَّ هَرَبَا، فَلَا يُؤْوِيهِمَا أَحَدٌ، وَمَنْ وَجَدَهُمَا، فَلْيَأْتِ بِهِمَا، فَأُتِيَ بِهِمَا، فَصُلِبَا، فَكَانَا أَوَّلَ مَصْلُوبَيْنِ (4).

(1) قوله: أمّ، سقط من (م).

(2)

قال السندي: أم ورقة بنت عبد الله، ويقال لها: أم ورقة بنت نوفل، تنسب إلى جدَّها الأعلى.

(3)

قوله: لي، من (ظ 6).

(4)

إسناده ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن خلَّاد وجدَّةِ الوليد بن عبد الله بن جُمَيْع، كما قال ابن القطان في "الوهم والإيهام" 5/ 23 (2258) واسم =

ص: 253

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= جدته: ليلى بنت مالك، وقد اضطرب فيه الوليدُ بنُ عبد الله بن جُمَيعْ:

فرواه أبو نُعيم الفَضْل بن دُكَيْن -كما في هذه الرواية، وفيما أخرجه ابن سعد 8/ 457، والطبراني في "الكبير" 25/ (326)، والبيهقي في "السنن" 3/ 130، وفي "الدلائل" 6/ 381 - ووكيع بن الجراح -فيما أخرجه ابن أبي شيبة 12/ 527 - 528، وأبو داود (591)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3366) و (3367)، والطبراني 25/ (327)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 382، وابن الأثير في "أسد الغابة"(في ترجمة أم ورقة) - ومحمد بنُ فُضيل -فيما أخرجه أبو داود (592) - وأشعث بن عطاف -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 225 - ثلاثتهم عن الوليد بن عبد الله بن جُمَيْع، بهذا الإسناد. وفي رواية أبي نُعَيم (في غير المسند)، وأشعث بن عطاف: عن جدَّةِ الوليد، وحدَها، وفي رواية محمد بن فضيل: عن عبد الرحمن بن خلَّاد وحدَه، لم يذكر جدَّة الوليد.

ورواه عبد الله بن داود الخُرَيْبي -فيما أخرجه ابن خُزيمة (1676) - عن الوليد بن عبد الله بن جُميع، عن ليلى بنتِ مالك، عن أبيها. وعن عبد الرحمن بن خلَّاد، عن أمِّ ورقة. لكن وقعت رواية عبد الله بن داود عند الحاكم 1/ 203، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/ 406 و 3/ 130، وفي "السنن الصغير" 1/ 217 - 218: عن ليلى بنت مالك وعبد الرحمن بن خلاد، عن أم ورقة، ليس فيه: عن أبيها. وفيه: وأمر أن يُؤذن لها وتقام، وَتَؤُمَّ أهل دارِها في الفرائض وستأتي في الحديث الذي بعده.

قال الحاكم: قد احتجَّ مسلم بالوليد بن جُميع، وهذه سنة غريبة، لا أعرف في الباب حديثاً مسنداً غير هذا، وقد روينا عن عائشة أنها كانت تؤذِّن وتقيم وتؤمُّ النساء.

ورواه عبد العزيز بن أبان -فيما ذكر المِزِّي في "التحفة" 13/ 110 - عن الوليد، عن عبد الرحمن بن خلَّاد، عن أبيه، عن أمِّ ورقة. وعبد العزيز بن أبان متروك. =

ص: 254

27283 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي، عَنْ أُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَنْصَارِيِّ، وَكَانَتْ قَدْ جَمَعَتِ الْقُرْآنَ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَمَرَهَا أَنْ تَؤُمَّ أَهْلَ دَارِهَا، وَكَانَ لَهَا مُؤَذِّنٌ، وَكَانَتْ تَؤُمُّ أَهْلَ دَارِهَا (1).

= ورواه جعفر بن سليمان -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ 225 - عن أبي خلَّاد الأنصاري، عن أمِّ ورقة. قال الدارقطني: وأبو خلَّاد هذا يشبه أن يكون عبد الرحمن بن خلاد.

وانظر ما بعده.

قال السندي: قولها: أمرّض، من التمريض، أي: أخدمهم.

يُهدي: من الإهداء بمعنى الإرسال، أي: يرزق لي.

"قَرِّي"، أي: اثبتي في بيتك، من القرار.

(1)

إسناده ضعيف لجهالة جدَّة الوليد.

وأخرجه الدارقطني في "السنن" 1/ 403، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 4/ 230 من طريق أبي أحمد الزُّبيري، عن الوليد بن جُميع، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

قلنا: وفي إمامة المرأة بالنساء غيرُ هذا الحديث حديثُ عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما، فقد روى عبد الرزاق (5086)، والدارقطني 1/ 404، والبيهقي 3/ 131 من حديث أبي حازم ميسرة بن حبيب، عن رائطة الحنفية، عن عائشة أنها أمتهن، فكانت بينهن في صلاة مكتوبة وروى ابن أبي شيبة 2/ 89، من طريق ابن أبي ليلى، والحاكم 1/ 203 - 204 من طريق ليث بن أبي سليم كلاهما عن عطاء، عن عائشة أنها كانت تؤم النساء، فتقوم معهن في الصف لفظ ابن أبي شيبة، ولفظ الحاكم: عن عائشة أنها كانت تؤذن وتقيم وتؤم النساء وتقوم وسطهن. =

ص: 255

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وروى الشافعي (315)، وابن أبي شيبة 2/ 88، وعبد الرزاق (5082) من طريقين، عن عمار الدهني، عن امرأةٍ من قومه يقال لها حجيرة، عن أم سلمة أنها أمتهن، فقامت وسطاً.

ولفظ عبد الرزاق: أمتنا أم سلمة في صلاة العصر فقامت بيننا.

وقال الحافظ ابن حجر في "الدراية" 1/ 166 وأخرج محمد بن الحصين من رواية إبراهيم النخعي عن عائشة أنها كانت تؤم النساء في شهر رمضان، فتقوم وسطاً.

وروى عبد الرزاق (5083) عن إبراهيم بن محمد، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: تؤم المرأة النساء تقوم في وسطهن.

قال في "المغني" 3/ 37: اختلفت الرواية: هل يستحب أن تصلي المرأة بالنساء جماعة؟ فروي أن ذلك مستحب، وممن روي عنه أن المرأة تؤم النساء: عائشة وأم سلمة وعطاء والثوري والأوزاعي والشافعي وإسحاق وأبو ثور، وروي عن أحمد رحمه الله أن ذلك غير مستحب وكرهه أصحاب الرأي، وإن فعلت أجزأهن، وقال الشعبي والنخعي وقتادة: لهن ذلك في التطوع دون المكتوبة.

وقال أيضاً 3/ 33: وأما المرأة، فلا يصح أن يأتم بها الرجل بحال في فرض ولا نافله في قول عامة الفقهاء، وقال أبو ثور: لا إعادة على من صلَّى خلفها، وهو قياس قول المزني وقال بعض أصحابنا: يجوز أن تؤم الرجال في التراويح، وتكون وراءهم لما رُوى عن أم ورقة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل لها مؤذناً يؤذن لها وأمرها أن تؤم أهل دارها" رواه أبو داود (592) وهذا عام في الرجال والنساء

ص: 256

‌حَدِيثُ سَلْمَى بِنْتِ حَمْزَةَ

(1)

27284 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَلْمَى بِنْتِ حَمْزَةَ أَنَّ مَوْلَاهَا مَاتَ وَتَرَكَ ابْنَةً (2)، فَوَرَّثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ابْنَتَهُ النِّصْفَ، وَوَرَّثَ يَعْلَى النِّصْفَ، وَكَانَ ابْنَ سَلْمَى (3).

(1) قال السندي: سلمى بنت حمزة بن عبد المطلب، عم النبي صلى الله عليه وسلم.

(2)

في (ظ 6): ابنته.

(3)

إسناده ضعيف لانقطاعه، قتادة لم يسمع من سلمى بنت حمزة فيما ذكر الهيثمي في "المجمع"، والحافظُ في "التعجيل" 2/ 155. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهمَّام: هو ابن يحيى العَوْذي.

ثم أنه اختُلف في تعيين اسم ابنةِ حمزة، كما سيرد.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(في ترجمة سلمى) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وقد رواه عبد الله بنُ شدَّاد، عن ابنةِ حمزة، واختُلف عليه فيه:

فأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 267 - ومن طريقه ابن ماجه (2734)، والطبراني في "الكبير" 24/ (874)، وابن الأثير في "أسد الغابة"(في ترجمة فاطمة بنت حمزة) - والنسائي في "الكبرى"(6398) من طريق زائدة، والحاكم 4/ 66 من طريق عيسى بن المختار، كلاهما عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الحكم، عن عبد الله بن شداد، عن ابنة حمزة، قالت: مات مولىً لي وترك ابنَه، فقسم

فذكره، وقد سمى عيسى بن المختار ابنة حمزة: أمامة. قلنا: وابنُ أبي ليلى سيئ الحفظ. =

ص: 257

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه الطبراني كذلك 24/ (879) من طريق الثوري، عن ابن أبي ليلى، عن الحَكَم، عن عبد الله بن شدَّاد، أن ابنة حمزة مات مولاها

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6399)، والطبراني في "الكبير" 24/ (876) و (878) من طريق عبد الله بن عون، عن الحكم، عن ابن شداد، أن ابنة حمزة

قال النسائي: وهذا أولى بالصواب من الذي قبله. وابنُ أبي ليلى كثير الخطأ.

وأخرجه الطبراني أيضاً 24/ (875) من طريق إبراهيم بن طهمان، عن جابر، عن الحكم، عن ابن شداد، عن أمِّ الفضل بنت حمزة -وكانت أخت عبد الله لأمِّه- قالت: مات لنا مكاتب هي أعتقته، فترك ابنته، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم ميراثه، فأعطى ابنته النصف، وأعطى أمِّ الفضل النصف الباقي. قلنا: فسماها جابر -وهو ابن يزيد الجعفي- أمِّ الفضل، وهو ضعيف.

وأخرجه سعيد بن منصور (174)، وابن أبي شيبة 11/ 267، وأبو داود في "المراسيل"(364)، والطبراني أيضاً 24/ (880)، والبيهقي 6/ 241 من طريق شعبة، عن الحكم، عن ابن شداد، أن ابنة حمزة اعتقت

قال أبو داود: ورواه عدة عن عبد الله، أن بنت حمزة هي المعتقة.

وأخرجه عبد الرزاق (16211) عن معمر، عن رجل، عن الحكم بن عتيبة، عن ابن شداد، أن ابنة حمزة

وأخرجه الدارمي (3013) من طريق أشعث، عن الحكم وسلمة بن كهيل، عن شداد أن ابنة حمزة أعتقت عبداً لها

وأخرجه عبد الرزاق (16210) -ومن طريقه الطبراني 24/ (886) - عن الثوري، عن سَلَمَة بن كُهيل، قال: انتهيتُ إلى عبد الله بن شداد وهو يحدث القوم، فسمعتُه يقول في آخر الحديث: أختي، فسألت القوم، فحدثني أصحابه، أنه حدثهم، أن ابنة حمزة، وهي أخت عبد الله بن شداد لأمه، مات مولاها.

وأخرجه سعيد بن منصور (173)، وابن أبي شيبة 11/ 266 - 267، =

ص: 258

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه الطبراني 24/ (881) و (882) و (883) من طريق عبيد الله ابن أبي الجعد، عن عبد الله بن شداد، قال: أعتقت ابنةُ حمزة رجلاً، فمات وترك ابنته وابنة حمزة، فأخذت النصف

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 269، والطبراني 24/ (885)، والبيهقي 6/ 241 من طريق سفيان، عن منصور بن حيان الأسدي، عن ابن شداد، أن مولى لابنة حمزة

قال البيهقي: والحديث منقطع.

وأخرجه الطبراني 24/ (884) من طريق شريك، عن عياش العامري، عن ابن شداد، قال: أعتقت بنت حمزة

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 268 عن وكيع، عن إسماعيل، عن الشعبي، أن مولى لابنة حمزة مات

قال البيهقي 6/ 241: وليس بمحفوظ.

وأخرج أبو داود في "المراسيل"(365) من طريق مغيرة، عن إبراهيم -وهو ابن يزيد النَّخعي- قال: توفي مولى لحمزة بن عبد المطلب، فأعطى النبي صلى الله عليه وسلم بنت حمزة النصف وقبض النصف. قال البيهقي 6/ 241: وهذا غلط.

وأخرجه عبد الرزاق (16212)، وابن أبي شيبة 11/ 269، وسعيد بن منصور (175) من طريقين عن إبراهيم أنه كان إذا ذكر له ابنة حمزة، قال: إنما أطعمها رسول الله صلى الله عليه وسلم طعمة.

وفي الباب: عن أبي بُردة بن أبي موسى عند ابن أبي شيبة 11/ 267 - 268، وأبي داود في "المراسيل"(363)، والبيهقي 6/ 241.

ص: 259

‌حَدِيثُ أُمِّ مَعْقِلٍ الْأَسَدِيَّةِ

(1)

27285 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ مَعْقِلٍ الْأَسَدِيَّةِ أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُرِيدُ الْحَجَّ، وَجَمَلِي أَعْجَفُ، فَمَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ:" اعْتَمِرِي فِي رَمَضَانَ، فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً "(2).

27286 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: أَرْسَلَ مَرْوَانُ إِلَى أُمِّ مَعْقِلٍ الْأَسَدِيَّةِ يَسْأَلُهَا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَحَدَّثَتْهُ أَنَّ زَوْجَهَا جَعَلَ بَكْرًا لَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَنَّهَا أَرَادَتِ الْعُمْرَةَ، فَسَأَلَتْ زَوْجَهَا الْبَكْرَ، فَأَبَى، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُعْطِيَهَا، وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ مِنْ (3) سَبِيلِ اللهِ ". وَقَالَ: " عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً، أَوْ تُجْزِئُ حَجَّةً ". وَقَالَ حَجَّاجٌ: " تَعْدِلُ بِحَجَّةٍ، أَوْ تُجْزِئُ بِحَجَّةٍ "(4).

(1) أمُّ مَعْقِل الأسدية: سلفت ترجمتها قبل الحديث (27106).

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه مفصلاً في الرواية السالفة برقم (27106)، فانظره.

(3)

في (ظ 6): في.

(4)

قوله: "عمرةٌ في رمضان تعدل حجة" صحيح لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه مفصَّلاً في الرواية (27106). =

ص: 260

27287 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ أَبِي مَعْقِلٍ، أَنَّ أُمَّهُ أَتَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ

فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).

27288 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ مَعْقِلٍ. قَالَتْ: أَرَدْتُ الْحَجَّ فَضَلَّ بَعِيرِي، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" اعْتَمِرِي فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَإِنَّ عُمْرَةً فِي شَهْرِ رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً "(2).

27289 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ:

= وقوله: "الحج والعمرة من سبيل الله" سلفت شواهد "الحج في سبيل الله" بدون ذكر العمرة في الرواية (27107)، وهو حديث صحيح بشواهده. أما لفظ العمرة، فمنكر لم يتابع إبراهيم عليه.

وانظر "الفتح" 3/ 604 - 605.

(1)

هو مكرر ما قبله، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (27106).

(2)

قوله: "عمرة في شهر رمضان تعدل حجة" صحيح لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (27106)، فانظره.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (371) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4227)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3238) من طريق عبد الرزاق، به.

وانظر (27107).

ص: 261

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ فِيمَنْ رَكِبَ مَعَ مَرْوَانَ حِينَ رَكِبَ إِلَى أُمِّ مَعْقِلٍ، قَالَ: وَكُنْتُ (1) فِيمَنْ دَخَلَ عَلَيْهَا مِنَ النَّاسِ مَعَهُ، وَسَمِعْتُهَا حِينَ حَدَّثَتْ هَذَا الْحَدِيثَ (2).

27290 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ أُمِّ مَعْقِلٍ الأَسَدِيَّةِ، قَالَتْ: أَرَدْتُ الْحَجَّ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي

(1) في (ظ 6) و (ظ 2): وقد كنت.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال الحارث بن أبي بكر ابن عبد الرحمن بن الحارث. ذَكره البخاريُّ في "التاريخ الكبير" 5/ 265، وابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 70، ولم يذكر فيه شيئاً، وذكره ابن حِبَّان في "الثقات" 6/ 171، ولم يذكروا في الرواة عنه غير محمد بن إسحاق، إلا أنه في هذه الرواية روى عنه يحيى بن عباد! ورواه ابن إسحاق عن يحيى هذا. ولم يذكره الحسيني في "الإكمال"، ولا الحافظ في "التعجيل"، وهو على شرطهما، وبقية رجاله ثقات، غير محمد بن إسحاق، فصدوق.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3246)، والطبراني في "الكبير" 25/ (367) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. زاد ابن أبي عاصم: فكان أبو بكر لا يعتمر إلا في العشر الأواخر من رمضان حتى لقي الله عز وجل لما سمع من أم معقل.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 59 من طريق أحمد بن خالد الوهبي، عن ابن إسحاق، به.

وقد سلف الكلام عليه مفصَّلاً برقم (27106).

ص: 262

كَثِيرٍ (1).

27291 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي مَعْقِلٍ، عَنْ أُمِّ مَعْقِلٍ أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً "(2).

27292 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ يَحْيَى الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ مَوْلَى ثَعْلَبَةَ أَخْبَرَهُ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ أَبِي مَعْقِلٍ الْأَنْصَارِيِّ - مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ تُسْتَقْبَلَ الْقِبْلَتَانِ (3) لِلْغَائِطِ وَالْبَوْلِ (4).

(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه مفصَّلاً في الرواية (27106)، فانظره.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه مفصَّلاً في الرواية (27106) فانظره.

(3)

في النسخ الخطية: القبلتين، والمثبت من (م).

(4)

إسناده ضعيف لجهالة أبي زيد مولى ثعلبة، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير صحابيِّ الحديث، فحديثُه عند أصحاب السنن، سوى الترمذي.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (549) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. ووقع في مطبوعه تحريف يُصحّح من هنا.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 392 من طريق هشام بن يوسف، عن ابن جريج، به.

وسلف برقمي (17838) و (17840). =

ص: 263

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قال السندي: قوله: "أن تستقبل"، هكذا في بعض النسخ، فالفعل على بناء المفعول، وفي كثير من النسخ: القبلتين، فالفعل على بناء الفاعل، وفيه ضمير المكلف، والمراد أنه نهى عن ذلك في المدينة، أما النهي عن استقبال الكعبة، فظاهر، وأما النهي عن استقبال بيت المقدس، فلأنه يستلزم استدبار الكعبة في المدينة، ويحتمل أنه نهي عن استقبال كل منهما حين كان قبلة، فجمع الراوي النهيين في الرواية، وإن كان النهي عن استقبال بيت المقدس منسوخاً حين نهوا عن استقبال الكعبة، والله أعلم.

ص: 264

‌حَدِيثُ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ

(1)

27293 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ أَبِي، قَالَ: ذَاكَرَنِي (2) مَرْوَانُ مَسَّ الذَّكَرِ، فَقُلْتُ: لَيْسَ فِيهِ وُضُوءٌ، فَقَالَ: إِنَّ بُسْرَةَ بِنْتَ صَفْوَانَ تُحَدِّثُ فِيهِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا رَسُولًا، فَذَكَرَ الرَّسُولُ أَنَّهَا تُحَدِّثُ أَنَّ (3) رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ، فَلْيَتَوَضَّأْ "(4).

(1) بُسْرة بنت صفوان بن نوفل، قرشية أسدية، بنت أخي ورقة بن نوفل، وأخت عقبة بن مُعيط لأمه، لها سابقة قديمة وهجرة وكانت من المبايعات. "الإصابة" 4/ 245 - 246.

(2)

في (ظ 6): ذاكرت.

(3)

في (ظ 6): عن.

(4)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير مروانَ بنِ الحَكَم، فمن رجال البخاري، وغير بُسْرة، فقد روى لها أصحابُ السنن. وهذا الحديثُ وإن اختُلف في إسناده اختلافاً كثيراً كما سيرد، إلا أن إسناده محفوظ، وقد نبَّه على ذلك الحافظ في "أطراف المسند" 2/ 410، وقد صحَّحه الإمام أحمد، والترمذيُّ، وابن معين، والدارقطنيّ.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 163، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3228)، والطبراني في "الكبير" 24/ (500) من طريق إسماعيلَ ابنِ عُلَيَّة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مالكٌ في "الموطأ" 1/ 42 - ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 34 (بترتيب السندي)، وفي "الأم" 1/ 15، وأبو داود (181)، =

ص: 265

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والنسائي 1/ 100، وفي "الكبرى"(159)، وابن حبان (1112)، والطبراني 24/ (496)، وابن المنذر في "الأوسط"(89)، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3230)، والحازمي في "الاعتبار" ص 28، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 202 و 203، والبيهقي في "السنن" 1/ 128، وفي "معرفة السنن والآثار" 1/ 385، وفي "الخلافيات"(502) و (503)، والبغوي في "شرح السنة"(165)، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 186 - عن عبد الله بن أبي بكر، أنه سمع عروة يقول: دخلتُ على مروانَ بنِ الحَكَم

وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 203 من طريق عبد الوهَّاب والوليد بن مسلم، عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن بسرة، نحوه. دون ذكر مروان.

قال ابنُ عبد البر في "التمهيد" 17/ 185: والصحيح فيه عن مالك ما في "الموطأ".

وقد اختُلف فيه على عبد الله بن أبي بكر:

فأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (499) من طريق عمرو بن الحارث، والدارمي (725)، والطبراني 24/ (502)، والدارقطني في "العلل" 5/ 204 من طريق محمد بن إسحاق، كلاهما عن عبد الله بن أبي بكر، به.

ورواه الضحَّاك بن عثمان، عن عبد الله بن أبي بكر، واختلف عليه فيه:

فرواه ابن أبي فُدَيك -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"، والطبراني في "الكبير" 24/ (501) - عن الضحاك بن عثمان، عن عبد الله بن أبي بكر، به.

ورواه عبد العزيز بن محمد الدراوردي -فيما أخرجه الدارقطني 5/ 203 - عن الضحاك بن عثمان، عن عبد الله بن أبي بكر عن محمد بن عروة بن الزبير أنه دخل على أبيه وهو أمير المدينة، فذكروا ما يجب منه الوضوء، فقال عروة: أخبرتني بُسْرة

دون ذكر مروان.

ورواه عبد العزيز بن أبي حازم -فيما أخرجه البيهقي في "الخلافيات" =

ص: 266

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (509) - عن الضحاك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، أنه دخل على ابنه محمد وهو أمير المدينة، فسأله ما يجب منه الوضوء، فقال عروة: أخبرتني بُسْرة

ورواه عثمان بن عمرو بن ساج -فيما أخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ 203 - عن عثمان بن الضحاك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة بن الزبير، عن بُسْرة بنت صفوان

هكذا قلب اسم الضحاك بن عثمان. قلنا: والضحاك بن عثمان ضعيف.

ورواه ابن لهيعة، واختلف عليه:

فرواه أبو يزيد النضر بن عبد الجبار -فيما أخرجه الدارقطني 5/ 203 - عن ابن لهيعة، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن مروان، عن بُسْرة.

ورواه سعيد بن عامر -فيما أخرجه الدارقطني 5/ 203 - 204 - عن عبد الله ابن أبي بكر، عن عروة، عن بُسْرة. فلم يذكر مروان.

ورواه عمر بن محمد بن زيد العمري -فيما أخرجه الطبراني 24/ (498)، والدارقطني 5/ 203 - وسفيان الثوري -فيما أخرجه الطبراني 24/ (497)، والدارقطني 5/ 203 - كلاهما عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن بُسْرَة، دون ذكر مروان.

ورواه شعبة، واختُلف عليه:

فرواه الطيالسي -كما في "مسنده"(1657)، ومن طريقه الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 204 - عن شعبة، وقال: عن عبد الله أو محمد بن أبي بكر ابن عمرو بن حزم، عن عروة، أن مروان أرسل إلى بُسْرة

ورواه سعيد بن سفيان الجحدري -فيما أخرجه الطبراني 24/ (503) - عن شعبة، وقال: عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، سمعت عروة يقول: أرسل مروان إلى بسرة

ورواه محمد بن جعفر -فيما أخرجه الدارقطني 5/ 204 - عن شعبة، وقال: سمعت محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن عروة، قال: بعث =

ص: 267

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= مروان إلى بسرة

قال ابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 184: وليس الحديث لمحمد بن عمرو بن حزم عند أحد من أهل العلم بالحديث، ولا رواه محمد بن عمرو بن حزم بوجه من الوجوه، ومحمد بن عمرو بن حزم لا يروي مثله عن عروة. ثم ذكر أن المحفوظ في هذا الحديث: عن عبد الله بن أبي بكر.

ورواه عمرو بن شعيب، واختلف عليه فيه:

فرواه عبد الرزاق -كما في "المصنف"(410)، ومن طريقه الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 209 - عن ابن جُريج، عن عمرو بن شعيب، أن بُسْرَة بنتَ صفوان قالت: قلتُ: يا رسولَ الله، إحدانا تتوضَّأُ للصلاة، فتفرغ من وضوئها، ثم تُدخل يدها في درعها فتمسُّ فرجها، أيجب عليها الوضوء؟ قال: نعم، إذا مسَّتْ فَرْجَها، فلتُعِدْ الصلاةَ والوضوءَ. قال: وعبد الله بن عمرو جالس، فلم يُفزع ذلك عبد الله بن عمرو بعد.

ورواه مسلم بن خالد الزنجي -فيما أخرجه الدارقطني 5/ ورقة 209 - عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، سمع ابنُ عمر بسرة بحديثها عن النبي صلى الله عليه وسلم في مس الذكر، فلم يدع الوضوء منه حتى مات. كذا قال: ابن عمر، ومسلم بن خالد ضعيف.

ورواه المثنى بنُ الصباح -فيما أخرجه الطبراني 24/ (521)، والدارقطني 5/ 208، والبيهقي في "السنن" 1/ 133 - عن عمرو بن شعيب، وقال: عن سعيد بن المسيب، عن بُسْرَة بنتِ صفوان، وكانت خالة مروان، قالت: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، هل على إحدانا الوضوء إذا مسَّتْ فَرْجَها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من مسَّ فَرْجَه من الرجال والنساء، فعليه الوضوء". والمثنى بن الصباح ضعيف.

ورواه عبد الله بن المؤمَّل -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3236)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 75، والطبراني 24/ (484)، والدارقطني 5/ ورقة 208 - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن =

ص: 268

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= جده، عن بُسْرة

ورواه معاذ بن هانئ، عن عبد الله بن المؤمَّل -فيما أخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ 208 - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، دخلت بُسْرَةُ بنتُ صفوان، على أمِّ سلمة، فدخلَ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "من هذه عندَكِ يا أمِّ سَلَمة، فقالت: بُسْرة يا نبيَّ الله، المرأة التي

فذكر نحوه. قلنا: وعبد الله بن المؤمَّل ضعيف.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/ 245، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه عبد الله بن المؤمَّل، ضعفه أحمد ويحيى في رواية، ووثقه في أخرى، وذكره ابن حبان في "الثقات".

ورواه ابن لهيعة -فيما أخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 208 - 209 - عن عمرو بن شعيب، أن سعيد بن المسيب حدثه، أن بنت صفوان إحدى نساء بني كنانة خالة مروان بن الحكم

وسيرد بالأحاديث الثلاثة بعده.

وقد سلف من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (7076)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب، ونزيد عليها هنا حديث أم حبيبة عند ابن ماجه (481)، والترمذي في "العلل الكبير" 1/ 159.

قلنا: وقد سلف حديث طلق برقم (16286) وفيه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيتوضأ أحدنا إذا مسَّ ذكره، فقال: إنما هو بضعة منك، وهو حديث قوي.

قال الترمذي بإثر الحديث (85): وقد روي عن غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وبعض التابعين أنهم لم يروا الوضوء من مس الذكر، وهو قول أهل الكوفة وابن المبارك، وهذا الحديث -يعني حديث طلق- أحسن شيء روي في هذا الباب، قلنا: والجمع بين الحديثين ممكن بأن يُحمل الأمر بالوضوء في حديث بُسرة على الندب لوجود الصارف عن الوجوب في حديث طلق كما هو مذهبُ الحنفية، وجاء في صحيح ابن خزيمة 1/ 22: باب استحباب الوضوء =

ص: 269

27294 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَهُوَ مَعَ أَبِيهِ، يُحَدِّثُ أَنَّ مَرْوَانَ أَخْبَرَهُ، عَنْ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ، فَلْيَتَوَضَّأْ ". قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا رَسُولًا وَأَنَا حَاضِرٌ، فَقَالَتْ: نَعَمْ، فَجَاءَ مِنْ عِنْدِهَا بِذَاكَ (1).

27295 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّ (1) بُسْرَةَ بِنْتَ صَفْوَانَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ، فَلَا يُصَلِّ حَتَّى يَتَوَضَّأَ "(2).

= من مسِّ الذكر، وذكر الحديث، ثم أسند عن الإمام مالك قوله: أرى الوضوء من مسِّ الذكر استحباباً ولا أوجبه.

وانظر "نصب الراية" 1/ 63.

(1)

حديث صحيح، وهو مكرر ما قبله، غير أن شيخ أحمد هنا هو سفيان ابن عيينة.

وأخرجه الحميدي (352) -ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 186 - 187 - وابن الجارود (16) من طريق ابن المقرئ، كلاهما (الحميدي والمقرئ) عن سفيان، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 1/ 216 عن قتيبة، عن سفيان، عن عبد الله، عن عروة، عن بُسْرة. دون ذكر مروان. وقال: ولم أتقنه.

(1)

في (ظ 6): عن.

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيةِ الحديث، فقد روى لها أصحاب السنن، وقد اختُلف في سماع هشام بنِ عروة هذا الحديث من أبيه، فنفاه شعبة، كما في "علل أحمد"(3745)، والنسائي وابن =

ص: 270

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= معين، كما سيرد في التخريج، وأثبته الإمام أحمد، كما في هذه الرواية، وفي "العلل"(3744) بما رواه عن يحيى القطان، عن هشام، قال: أخبرني أبي أن بسرة أخبرته ....

ثم أنه اختُلف في إسناده على هشام، فرواه مرة: عن أبيه، عن بُسرة، ومرة: عن أبيه، عن مروان، عن بُسْرة، وكلاهما صحيح، فإن عروة سَمعه من مروان أولاً، ثم أراد أن يستوثق، فلقي بُسْرَةَ وسمع منها، كما سيرد في التخريج من رواية شعيب بن إسحاق، عن هشام بن عروة، وغيره.

وهو في "العلل" لأحمد 2/ 579.

وأخرجه ابن معين كما في "تاريخه"(4718)، والترمذي (82)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 216، والطبراني في "الكبير" 24/ (518)، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 199، والبيهقي في "الخلافيات"(517)، وابن الأثير في "أسد الغابة"(في ترجمة بسرة) من طريق يحيى، بهذا الإسناد. وقال النسائي: هشام بن عروة لم يسمع من أبيه هذا الحديث. وقال ابن معين: الحديث الذي يحدث به يحيى القطان عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: حدثتني بسرة، هو خطأ.

وقد اختلف فيه على هشام بن عروة:

فرواه علي بن المبارك فيما أخرجه ابن حبان (1115)، والدارقطني 5/ 199 - وسعيد بن عبد الرحمن -فيما أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 73، والدارقطني 5/ 199 - 200، والبيهقي في "السنن" 1/ 128 - وابن أبي الزناد ومحمد بن دينار -فيما أخرجه الطبراني 24/ (505) و (516) - وعبد الحميد بن جعفر -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3235)، والطبراني 24/ (511)، وفي "الأوسط"(1480)، والدارقطني في "السنن" 1/ 148، وفي "العلل" 5/ 200، والبيهقي 1/ 137 - وأيوب -فيما أخرجه الطبراني 24/ (510)، والدارقطني 5/ 199، والبيهقي في "السنن" 1/ 138 - وابن أبي حازم -فيما أخرجه الدارقطني 5/ 199، =

ص: 271

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وابن شاهين في "ناسخ الحديث"(120) - وحماد بن سلمة ويوسف بن يزيد وعباد بن صهيب -فيما أخرجه الدارقطني 5/ 199 - وسفيان الثوري -فيما أخرجه الدارقطني في "السنن" 1/ 147، وفي "العلل" 5/ ورقة 200 - كلهم عن هشام، به. دون ذكر مروان في الإسناد.

ورواه مالك عن هشام، واختلف عليه فيه:

فرواه أبو علقمة الفَرْوِي -فيما أخرجه الطبراني في "الأوسط"(484) و (8566)، والدارقطني 5/ 200 - عن مالك، عن هشام، عن أبيه، عن بُسْرة.

ورواه أحمد بن إسماعيل -فيما أخرجه الدارقطني 5/ 201 - عن مالك، عن هشام، عن أبيه أنه كان يقول

فذكره مرسلاً.

ورواه هشام بن حسان، عن هشام، واختُلف عليه فيه:

فرواه عبد الله بن بزيغ -فيما أخرجه الدارقطني 5/ 200 - عن هشام بن حسان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن بسرة.

وخالفه عثمان بن عمر -فيما أخرجه الطبراني 24/ (512)، والدارقطني 5/ 200 - ويزيد بن هارون -فيما أخرجه الدارقطني 5/ 200 - فروياه عن هشام بن حسان، وقالا: عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: كنت عند مروان جالساً

ورواه أبو أسامة -فيما أخرجه الترمذي (83)، وابن الجارود (17)، وابن خزيمة (33)، وابن أبي عاصم (3232)، والطبراني 24/ (520) - وعبد الله بن إدريس -فيما أخرجه ابن ماجه (479)، والطبراني 24/ (508)، والدارقطني 5/ 200 - وربيعة بن عثمان -فيما أخرجه ابن الجارود (18)، وابن حبان (1114)، والطبراني 24/ (517)، والحاكم 1/ 137، والبيهقي في "السنن" 1/ 129، وفي "الخلافيات"(512) - وشعيب بن إسحاق -فيما أخرجه ابن حبان (1113)، والدارقطني في "السنن" 1/ 146 (وصححه)، وفي "العلل" 5/ 201 - 202، والحاكم 1/ 137، والبيهقي في "السنن" 1/ 129 - 130، وفي "الصغير" 1/ 28، وفي "معرفة السنن والآثار" 1/ 387، وفي "الخلافيات" =

ص: 272

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (511)، وابن حزم في "المحلى" 1/ 240 - وسفيان -فيما أخرجه ابن حبان (1116)، والطبراني 24/ (514)، والدارقطني في "السنن" 1/ 146، والبيهقي في "الخلافيات"(510) - وحماد بن سلمة -فيما أخرجه ابن أبي عاصم (3234)، والطحاوي 1/ 72، والطبراني 24/ (509)، والدارقطني 5/ 201، وابن شاهين (121) - وعلي بن مسهر -فيما أخرجه الطحاوي 1/ 72، والطبراني 24/ (506)، والدارقطني 5/ 202 - وابن أبي الزناد -فيما أخرجه الطحاوي 1/ 72، والدارقطني 5/ 201 - ويحيى بن هاشم -فيما أخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده"(87)"زوائد"- ومعمر -فيما أخرجه عبد الرزاق (411)، ومن طريقه الدارقطني 5/ 201 - 202 - وابن جريج -فيما أخرجه الطبراني 24/ (513)، والدارقطني في "السنن" 1/ 148، وفي "العلل" 5/ ورقة 200 - ووهيب -فيما أخرجه الطبراني 24/ (515)، والدارقطني 5/ 201، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 190 - وإسماعيل بن عياش -فيما أخرجه الدارقطني في "السنن" 1/ 147، وفي "العلل " 5/ 201 - ويزيد بن سنان -فيما أخرجه الدارقطني في "السنن" 1/ 147، ومحمد بن إبراهيم بن دينار وابن أبي فروة -فيما أخرجه الدارقطني 5/ 202 - والمنذر بن عبد الله الحزامي -فيما أخرجه الدارقطني 5/ 202، والبيهقي في "الخلافيات"(513) - وعنبسة بن عبد الواحد -فيما أخرجه الحاكم 1/ 137، والبيهقي في "السنن" 1/ 129، وفي "الخلافيات"(514) - وأنس بن عياض -فيما أخرجه البيهقي في "السنن" 1/ 129 - كلهم عن هشام بن عروة، عن عروة، عن مروان، عن بُسْرة، بنحوه، بذكر مروان في الإسناد. وجاء عند بعضهم تصريح سماع هشام بن عروة من أبيه.

ورواه داود بن عبد الرحمن وأبو أسامة -فيما أخرجه الدارقطني 5/ 202 - عن هشام، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن مروان، عن بُسْرة. قال الدارقطني 5/ ورقة 196: والمحفوظ عن أبي أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن مروان، عن بسرة، وليس فيه عبد الله بن أبي بكر. =

ص: 273

° 27296 - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: ذَكَرَ مَرْوَانُ فِي إِمَارَتِهِ عَلَى الْمَدِينَةِ أَنَّهُ يُتَوَضَّأُ مِنْ مَسِّ الذَّكَرِ

= ورواه حماد بن زيد، عن هشام، واختلف عليه فيه:

فرواه سليمان بن حرب ومحمد بن الفضل وخلف بن هشام -فيما أخرجه الحاكم 1/ 136 - عن حماد بن زيد، عن هشام بن عروة أن عروة كان عند مروان بن الحكم، فسئل عن مسِّ الذَّكَر، فلم يَرَ به بأساً، فقال عروة: إن بسرة بنت صفوان حدثتني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أفضى أحدكم إلى ذَكَرِه، فلا يصلِّ حتى يتوضأ" فبعث مروان حرسياً إلى بسرة، فرجع الرسول، فقال: نعم. قال الحاكم: هكذا ساق حمادُ بنُ زيد هذا الحديث، وفيه ذكر سماع عروة من بسرة .... وانظر تتمة كلامه.

وأخرج الدارقطني في "السنن" 1/ 148، والبيهقي 1/ 138 قول عروة المتقدم: إذا مس ذكره أو أنثييه

ورواه همَّام بنُ يحيى عن هشام، واختُلف عليه فيه:

فرواه الخصيب -فيما أخرجه الطحاوي 1/ 73 - عن همام بن يحيى، عن هشام، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عروة، عن بسرة.

ورواه حجاج بن المنهال -فيما أخرجه ابن أبي عاصم (3233) - عن همام، عن هشام، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عروة، عن مروان، عن بُسْرة

ورواه أبو الزِّناد فيما أخرجه الترمذي (84) عن عروة، عن بسرة، نحوه. وقد ذكر الدارقطني في "العلل" غير هذه الطرق، فانظرها.

وسلف بالحديثين قبله.

(1)

في (ظ 6) و"أطراف المسند": وأخبرني. قلنا: وهما سواء.

ص: 274

إِذَا أَفْضَى إِلَيْهِ الرَّجُلُ بِيَدِهِ، فَأَنْكَرْتُ ذَلِكَ عَلَيْهِ (1)، فَقُلْتُ: لَا وُضُوءَ عَلَى مَنْ مَسَّهُ (2)، فَقَالَ مَرْوَانُ: أَخْبَرَتْنِي بُسْرَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ مَا يُتَوَضَّأُ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" وَيُتَوَضَّأُ مِنْ مَسِّ الذَّكَرِ ". قَالَ عُرْوَةُ: فَلَمْ أَزَلْ أُمَارِي مَرْوَانَ حَتَّى دَعَا رَجُلًا مِنْ حَرَسِهِ، فَأَرْسَلَهُ إِلَى بُسْرَةَ يَسْأَلُهَا عَمَّا حَدَّثَتْ مِنْ ذَلِكَ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ بُسْرَةُ بِمِثْلِ الَّذِي حَدَّثَنِي عَنْهَا مَرْوَانُ (3).

(1) قوله: عليه، ليس في (ظ 6).

(2)

في (ظ 6): لا وضوء مِنْ مسِّه، وهي نسخة في (ظ 2) و (ق).

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابية الحديث، فقد روى لها أصحاب السنن، ثم إنه قد اختُلف فيه على الزُّهري، كما سيرد.

وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 206، والبيهقي في "السنن" 1/ 129، وفي "الخلافيات"(504) من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 1/ 100 - 101، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3222)، والطبراني في "الكبير" 24/ (493)، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 188 من طرق عن شعيب، به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 72، والطبراني في "الكبير" 24/ (490)، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 205 من طريق الليث، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3227)، والطبراني 24/ (494)، والدارقطني 5/ ورقة 204 من طريق يونس، وابنُ أبي عاصم (3223)، والطبراني 24/ (495) من طريق ابن أبي ذئب، والطبرانيُّ 24/ (492)، والدارقطنيُّ في "العلل" 5/ ورقة 205 من طريق عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، والدارقطنيُّ 5/ ورقة 205، والبيهقي في "السنن" 1/ 132، وفي "الخلافيات"(505) من طريق عُقيل، والدارقطني 5/ ورقة 205 و 206 من طريق سلامة بنِ عُقيل وعبيدِ الله بنِ أبي زياد وسيَّار بنِ عقيل بن هبيرة الحضرمي ويزيد بنِ تميم، =

ص: 275

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= كلُّهم عن الزُّهري، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن مروان، به. قال البيهقي عند رواية عُقيل: هذا هو الصحيح من حديث الزهري.

ورواه إسحاق بن راشد، عن الزهري، واختلف عليه فيه:

فأخرجه ابن أبي عاصم (3221) عن محمد بن علي بن ميمون، عن عمرو بن عثمان، عن عبيد الله بن عمرو بن عثمان، وقال: عن إسحاق بن راشد، عن الزُّهري، عن أبي بكر بن عمرو بن حزم، أن عروة حدثه، أن مروان ذكر أن بسرة بنت صفوان

وأخرجه الطبراني 24/ (489) عن أبي زرعة الدمشقي، عن عمرو بن عثمان، عن عبيد الله بن عمرو، عن إسحاق بن راشد، عن أبي بكر محمد بن عمرو بن حزم، أن عروة حدَّثه، أن مروان ذكر أن بُسْرَة

فسقط منه اسم الزُّهري.

وأخرجه ابنُ عبد البر في "التمهيد" 17/ 188 - 189 من طريق محمد بن إسماعيل، عن عمرو بن قُسَيْط، عن عبيد الله بن عمرو، عن إسحاق بن راشد، عن الزُّهري، عن عبد الله بن أبي بكر

ورواه معمر عن الزُّهري، واختلف عليه فيه:

فرواه عبد الرزاق (411) -ومن طريقه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 71، والطبراني في "الكبير" 24/ (485)، والدارقطني 5/ 206، وابن حزم في "المحلى" 1/ 235 - عن معمر، عن الزُّهري، عن عروة، عن مروان، عن بُسْرَة.

ورواه سعيد بن أبي عروبة -فيما أخرجه النسائي 1/ 216 (وتحرف في المطبوع إلى: شعبة)، والطبراني في "الصغير"(1113)، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 206، والبيهقي في "الخلافيات"(506) - وأبو عمرة -فيما أخرجه الدارقطني 5/ 206 - كلاهما عن معمر، عن الزُّهْرِي، عن عروة، عن بُسْرة.

ورواه محمد بن عمر الواقدي -فيما أخرجه ابن سعد 8/ 245 - وعبد الرزاق -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3224) - كلاهما عن =

ص: 276

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= مَعْمَر، عن الزُّهري، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن مروان، عن بسرة.

ورواه عبد الرزاق أيضاً -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3225) - عن مَعْمَر، عن الزُّهري، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن بسرة.

ورواه الأوزاعي عن الزُّهري، واختلف عليه فيه:

فرواه عبد الملك بن محمد -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3223) - عن الأوزاعي، عن الزُّهري، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن مروان، عن بسرة.

ورواه القرقساني -فيما أخرجه البيهقي في "الخلافيات"(507) - عن الأوزاعي، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن بسرة.

ورواه أبو المغيرة -فيما أخرجه الدارمي (724)، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 206 - وبشر بن بكر -فيما أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 72 - والوليد بن مسلم -فيما أخرجه ابن أبي عاصم (3220)، والطبراني 24/ (488) - ويحيى بن عبد الله البابلتي -فيما أخرجه الطبراني 24/ (487) - والوليد بن مزيد -فيما أخرجه البيهقي في "الخلافيات"(508) - وعبد الحميد بن حبيب -فيما أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 187 - 188 - كلهم عن الأوزاعي، عن الزهري، وقال: عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عروة، عن بسرة.

ورواه عبد الرحمن بن نمر اليحصبي، عن الزهري، واختلف عليه فيه:

فرواه هشام بن عمار، عن الوليد بن مسلم -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3231)، والطبراني في "الكبير" 24/ (486)، وابن عدي 4/ 1602، والبيهقي في "السنن" 1/ 132 - عن عبد الرحمن بن نمر، عن الزهري، عن عروة، عن مروان، عن بسرة، وليس فيه ذكر عبد الله بن أبي بكر. =

ص: 277

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ورواه عبد الله بن أحمد بن ذكوان -فيما أخرجه ابن حبان (1117) - عن الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن نمر، عن الزُّهري، عن عروة، عن بسرة

فأسقط عبدَ الله بن أبي بكر ومروان.

ورواه أبو موسى الأنصاري -فيما أخرجه البيهقي في "السنن" 1/ 132 - عن الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن نمر، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن مروان، عن بُسْرَه.

ورواه ابن أخي الزُّهري -فيما أخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 207، والخطيب في "تاريخه" 9/ 331 - 332 - عن عمه الزهري، عن عروة، أنه سمع بُسْرَه بنت صفوان

وقال الدارقطني: وهم في قوله، لأن الزهري إنما سمعه من عبد الله بن أبي بكر، عن عروة.

ورواه ابن جريج، عن الزُّهري، واختلف عليه فيه:

فرواه عبد الرزاق -كما في "المصنف"(412) - عن ابن جريج، قال: حدثني ابن شهاب، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، أنه كان يحدث عن بُسْرَة بنت صفوان، عن زيد بن خالد.

ورواه عبد الرزاق -فيما أخرجه ابن أبي عاصم (3226)، والطبراني 24/ 491، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 207، والبيهقي في "الخلافيات"(540) - عن ابن جريج، عن الزُّهري، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن بُسرة، أو زيد بن خالد، على الشكّ.

ورواه سلمةُ بنُ شيب عن عبد الرزاق أيضاً -فيما أخرجه الدارقطني 5/ ورقة 207 - عن ابن جُريج، عن الزُّهري، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة -زاد سلمة: ولم يسمع ذلك منه- عن بُسْرَة وزيد بن خالد الجهني

دون شك.

ورواه محمد بن بكر البُرْساني -فيما أخرجه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" 1/ 390، وفي "الخلافيات"(539) - عن ابن جُرَيْج، عن الزُّهري، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة -ولم أسمعه منه- أنه كان يحدث عن بسرة =

ص: 278

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وعن زيد بن خالد الجهني

وصحح إسناده، وتحرف اسم محمد بن بكر في مطبوع "الخلافيات" إلى: محمد بن بكير.

ورواه مخلد بن يزيد -فيما أخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 207، والبيهقي في "الخلافيات"(538) - عن ابن جُريج، عن الزُّهري، عن عبد الله ابن أبي بكر، عن عروة، كان يحدث عن بسرة، أو عن زيد بن خالد.

ورواه حميد المصيصي ويوسف بن سعيد، عن حجاج -فيما أخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 207 - قال: قال ابن جريج: أخبرني ابن شهاب، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة -ولم يسمع ذلك منه- أنه كان يحدث عن بسرة أو عن زيد بن خالد

وقال: قوله: لم يسمع ذلك منه، يعني لم يسمع ذلك الزهري من عروة.

ورواه المصيصي أيضاً -فيما أخرجه ابن عدي 1/ 196، والبيهقي في "الخلافيات"(537) - عن حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة وزيد بن خالد.

قال ابن عدي: وهذا الحديث يرويه محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عروة، عن زيد بن خالد، ومن حديث ابن جريج عن الزهري، غير محفوظ. وقال البيهقي: أخطأ فيه هذا المِصِّيصي حيث قال: عن عائشة، وإنما هو: عن بُسْرة.

قلنا: وحديث محمد بن إسحاق سلف برقم (21689)، وهو غير محفوظ أيضاً، فيما قال البخاري، كما في "العلل الكبير" للترمذي 1/ 156، وقال الحافظ في "أطراف المسند" 2/ 410: المحفوظ حديث عروة، عن بسرة، أو عن مروان عن بسرة.

وقد سلف بالأحاديث الثلاثة قبله.

ص: 279

‌حَدِيثُ أُمِّ عَطِيَّةَ الْأَنْصَارِيَّةِ، واسْمُهَا نُسَيْبَةُ

(1)

27297 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نُغَسِّلُ ابْنَتَهُ، فَقَالَ:" اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ، وَاجْعَلْنَ فِي الْآخِرَةِ (2) كَافُورًا، أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ، فَآذِنَّنِي ". فَآذَنَّاهُ، فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ، فَقَالَ:" أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ ". قَالَ مُحَمَّدٌ: وَحَدَّثَتْنَاهُ حَفْصَةُ، قَالَتْ: فَجَعَلْنَا رَأْسَهَا ثَلَاثَةَ قُرُونٍ (3).

27298 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ حَفْصَةَ

(1) سلفت ترجمة أم عطية قبل الحديث (20789).

(2)

في (ظ 6): الأخيرة.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (20790)، غير أن شيخ أحمد هنا هو سفيان بن عُيينة.

وأخرجه الحميدي (360)، وابن الجارود في "المنتقى"(518)، والطبراني في "الكبير" 25/ (91)، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 212 من طريق سفيان ابن عيينة، بهذا الإسناد. زاد الحميدي: قال: وحدَّثناه أيوبُ، عن حفصةَ بنتِ سِيرين، عن أمِّ عطيَّة.

وسيرد برقمي (27299) و (27306) من طريق هشام بن حسان، عن حفصة بنت سيرين، عن أم عطية.

وانظر (27302).

ص: 280

عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا} إِلَى قَوْلِهِ: {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} [الممتحنة: 12] قَالَتْ: كَانَ فِيهِ النِّيَاحَةُ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِلَّا آلَ فُلَانٍ، فَإِنَّهُمْ قَدْ كَانُوا أَسْعَدُونِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَا بُدَّ لِي مِنْ أَنْ أُسْعِدَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِلَّا آلَ فُلَانٍ "(1).

27299 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قَالَتْ: تُوُفِّيَتْ إِحْدَى بَنَاتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" اغْسِلْنَهَا بِسِدْرٍ، وَاغْسِلْنَهَا وِتْرًا: ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ، وَاجْعَلْنَ فِي الْآخِرَةِ كَافُورًا، أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ، فَآذِنَّنِي ". قَالَتْ: فَلَمَّا فَرَغْنَا، آذَنَّاهُ عليه الصلاة والسلام، فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ، فَقَالَ:" أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (20796) سنداً ومتناً.

قال السندي: قولها: كان فيه النياحة، أي: كان في العصيان في المعروف النياحة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشامُ: هو ابنُ حسان القُرْدُوسي.

وأخرجه ابن سعد 8/ 455 عن إسحاق بن يوسف الأزرق، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو إسحاق الفزاري في "السير"(618)، والشافعي في "مسنده" 1/ 203 (بترتيب السندي)، وعبد الرزاق (6090) و (6091)، وابن سعد 8/ 455، والبخاري (1262)، وأبو داود (3144)، والترمذي (990)، وابنُ الجارود في "المنتقى"(520)، والطبراني في "الكبير" 25/ (94) و (154) =

ص: 281

27300 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قَالَتْ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ، أُدَاوِي الْمَرْضَى، وَأَقُومُ (1) عَلَى جِرَاحَاتِهِمْ، وَأَخْلُفُهُمْ (2) فِي رِحَالِهِمْ، أَصْنَعُ لَهُمُ الطَّعَامَ (3).

27301 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قَالَتْ: بَعَثَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِشَاةٍ مِنَ

= و (156) و (158)، والبيهقي 3/ 389 و 4/ 6، وفي "السنن الصغير" 2/ 11، وابن الأثير في "أسد الغابة"(في ترجمة أم عطية) من طرق عن هشام بن حسان، به. ورواية البخاري مختصرة. وقرن الترمذي بحفصةَ محمدَ بن سيرين. وقال: وحديث أمِّ عطية حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم.

وسلف برقمي (20790) و (27297).

وسيرد برقم (27306).

(1)

في (م): وأقوم.

(2)

في (م): فأخلفهم.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (20792)، غير أن شيخ أحمد هنا هو إسحاق بن يوسف الأزرق.

وأخرجه ابن سعد 8/ 455 عن إسحاق بن يوسف، بهذا الإسناد.

وسلف تخريجه برقم (20792) ونزيد عليه: ما أخرجه أبو إسحاق الفزاري في "السير"(553)، وابن سعد 8/ 455، وأبو عوانة 4/ 321 و 321 - 322 من طرق عن هشام بن حسان، به.

قال السندي: قولها: فأخلُفهم، بالتخفيف من باب نصر، أي: أخدُمهم كما يفعل الخليفة بالأهل.

ص: 282

الصَّدَقَةِ، فَبَعَثْتُ إِلَى عَائِشَةَ بِشَيْءٍ مِنْهَا، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَائِشَةَ، قَالَ:" هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ شَيْءٍ؟ " قَالَتْ: لَا، إِلَّا أَنَّ نُسَيْبَةَ بَعَثَتْ إِلَيْنَا مِنَ الشَّاةِ الَّتِي بَعَثْتُمْ بِهَا إِلَيْهَا، فَقَالَ:" إِنَّهَا قَدْ بَلَغَتْ مَحِلَّهَا "(1).

27302 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُمْ فِي غُسْلِ ابْنَتِهِ:" ابْدَأْنَ بِمَيَامِنِهَا، وَمَوَاضِعِ الْوُضُوءِ مِنْهَا "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. خالد: هو ابن مِهران الحذَّاء.

وأخرجه مسلم (1076)، والطبراني في "الكبير" 25/ (150) من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1446) و (1494) و (2579)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3332)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 13، وابن حبان (5119)، والطبراني 25/ (148) و (149)، والبيهقي 7/ 33، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 105 - 106 من طرق عن خالد الحذّاء، به.

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2542).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. خالد: هو ابن مِهران الحذّاء.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 30، وفي "الكبرى"(2011) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 241، والبخاري (167) و (1255)، ومسلم (939)(43)، وأبو داود (3145)، والطبراني في "الكبير" 25/ (160)، والبيهقي 3/ 388، وفي "معرفة السنن والآثار" 5/ 224، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 376 من طريق إسماعيل ابن علية، به.

وأخرجه البخاري (1256)، ومسلم (939)(42)، والترمذي (990) =

ص: 283

27303 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قَالَتْ: نُهِينَا (1) عَنْ اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ، وَلَمْ يَعْزِمْ عَلَيْنَا (2).

27304 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يُحَدُّ عَلَى مَيِّتٍ

= (مطولاً)، وابن الجارود في "المنتقى"(519)، والطبراني 25/ (94) و (161)، وابن حزم في "المحلى" 5/ 122، والبيهقي في "السنن" 3/ 388، وابن الأثير في "أسد الغابة"(في ترجمة أم عطية) من طرق عن خالد الحذاء، به. وقرن الترمذي وابن الجارود بحفصة محمد بن سيرين.

وانظر (27297).

(1)

في (م): نهى.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، ابنُ أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، وابن عون: هو عبد الله، ومحمد: هو ابن سيرين.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (115) من طريق معاذ العنبري، عن عبد الله بن عون، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (6288)، ومسلم (938)(34)، وابن الجارود في "المنتقى"(531)، والطبراني في "الكبير" 25/ (112) و (113) و (114) و (142) من طرق عن محمد بن سيرين، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 284، والبخاري (1278)، ومسلم (938)(35)، وأبو داود (3167)، وابن ماجه (1577)، وابن الجارود (531)، والطبراني في "الكبير" 25/ (143 - 147)، وفي "الأوسط"(1278)، والبيهقي 4/ 77 من طريقين عن حفصة بنت سيرين، عن أم عطية، به.

وانظر (20797).

ص: 284

فَوْقَ ثَلَاثٍ إِلَّا الْمَرْأَةُ، فَإِنَّهَا تُحِدُّ عَلَى زَوْجِهَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، لَا تَلْبَسُ ثَوْبًا (1) مَصْبُوغًا إِلَّا ثَوْبَ عَصْبٍ، وَلَا تَكْتَحِلُ، وَلَا تَطَّيَّبُ، إِلَّا عِنْدَ أَدْنَى طُهْرَتِهَا (2) نُبْذَةً مِنْ قُسْطٍ وَأَظْفَارٍ (3) " (4).

27305 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قَالَتْ: كَانَ - تَعْنِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ عَلَيْنَا

(1) قوله: ثوباً، ليس في (ظ 2) و (ق).

(2)

في (ظ 6) و (ق): طهرها.

(3)

عند مسلم: أو أظفار.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (20794)، غير أن شيخ أحمد هنا هو عبد الله بن نمير.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 280 - 281، ومسلم (938)(66)، 12/ 1128، وابن ماجه (2087)، والطبراني في "الكبير" 25/ (139) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.

وقد سلف تخريجه عند الرواية (20794) ونزيد عليه: ما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3010) من طريق عبّاد المهلبي، والبيهقي في "السنن الصغير" 3/ 164، وفي "معرفة السنن والآثار" 11/ 222 من طريق إبراهيم بن طهمان، كلاهما عن هشام بن حسان، به.

وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(2135) عن هشام بن حسان، عن حفصة، عن أمِّ عطيَّه موقوفاً.

وأخرجه البخاري (5341) من طريق أيوب، عن حفصة، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 204 من طريق عاصم الأحول، عن حفصة، عن أم عطية، موقوفاً.

وفي الباب عن عائشة، سلف برقم (24092)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

ص: 285

فِي الْبَيْعَةِ أَنْ لَا نَنُوحَ، فَمَا وَفَتْ امْرَأَةٌ مِنَّا غَيْرَ خَمْسٍ: أُمُّ سُلَيْمٍ، وَامْرَأَةُ مُعَاذٍ وَابْنَةُ أَبِي سَبْرَةَ، وَأُمُّ الْعَلَاءِ (1)، وَامْرَأَةٌ أُخْرَى (2).

27306 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ حَفْصَةَ، قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ عَطِيَّةَ، قَالَتْ: تُوُفِّيَتْ إِحْدَى بَنَاتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" اغْسِلْنَهَا بِسِدْرٍ، وَاغْسِلْنَهَا وِتْرًا: ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ، وَاجْعَلْنَ فِي الْآخِرَةِ كَافُورًا، أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ، فَآذِنَنَّنِي ". قَالَتْ: فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ، فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ، فَقَالَ:" أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ ". قَالَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ: وَضَفَرْنَا رَأْسَ ابْنَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَةَ قُرُونٍ، وَأَلْقَيْنَا خَلْفَهَا قَرْنَيْهَا وَنَاصِيَتَهَا (3).

(1) قولها: وأم العلاء، ليس في (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وسلف برقم (20791)، إلا أن شيخ أحمد هنا هو يزيد بن هارون.

وأخرجه مسلم (936)(32) من طريق أسباط بن محمد، عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد. ولم يسمّ من النساء غير أمِّ سُليم.

وانظر (27298).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (27299)، غير أن شيخي أحمد هنا هما: يحيى بنُ سعيد القطَّان ويزيد بن هارون.

وأخرجه البيهقي 3/ 389 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1263)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 30، وفي "الكبرى"(2012)، والطبراني في "الكبير" 24/ (157)، والبغوي في "شرح السنة"(1473) من طريق يحيى بن سعيد، به. =

ص: 286

27307 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: بَايَعْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَأَخَذَ عَلَيْنَا فِيمَا أَخَذَ: أَنْ لَا نَنُوحَ، فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: إِنَّ آلَ فُلَانٍ أَسْعَدُونِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَفِيهِمْ مَأْتَمٌ، فَلَا أُبَايِعُكَ حَتَّى أُسْعِدَهُمْ كَمَا أَسْعَدُونِي، فَقَالَتْ (1): فَكَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَافَقَهَا عَلَى ذَلِكَ، فَذَهَبَتْ فَأَسْعَدَتْهُمْ، ثُمَّ رَجَعَتْ، فَبَايَعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَقَالَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ: فَمَا وَفَتْ امْرَأَةٌ مِنَّا غَيْرُ تِلْكَ، وَغَيْرُ أُمِّ سُلَيْمٍ بِنْتِ مِلْحَانَ (2).

27308 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، وحَبِيبٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ عَلَى النِّسَاءِ فِيمَا أَخَذَ أَنْ لَا يَنُحْنَ. فَقَالَتْ امْرَأَةٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ امْرَأَةً أَسْعَدَتْنِي، أَفَلَا أُسْعِدُهَا؟ فَقَبَضَتْ يَدَهَا، وَقَبَضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ، فَلَمْ يُبَايِعْهَا (3).

= وأخرجه ابن سعد 8/ 455، ومسلم (939)(41) من طريق يزيد بن هارون، به.

(1)

في (ظ 6): قال، وفي (م): فقال.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عاصم الأحول: هو ابن سليمان.

وسلف نحوه من طريق أبي معاوية، عن عاصم الأحول برقم (27298).

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن سلمة، =

ص: 287

27309 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ أَبُو يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ (1) عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ عَطِيَّةَ، قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، جَمَعَ نِسَاءَ الْأَنْصَارِ فِي بَيْتٍ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَقَامَ عَلَى الْبَابِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِنَّ، فَرَدَدْنَ السَّلَامَ، فَقَالَ: أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْكُنَّ، فَقُلْنَ: مَرْحَبًا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبِرَسُولِهِ (2)، فَقَالَ: تُبَايِعْنَ عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقْنَ، وَلَا

= فمن رجال مسلم. هشام: هو ابن حسان القُردوسي، وحَبيب: هو ابن الشهيد.

وأخرجه البخاري (1306)، ومسلم (936)(31)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 149، وفي "الكبرى"(7803)، والبيهقي 4/ 62 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أم عطية، قالت: أخذ علينا النبي صلى الله عليه وسلم أن لا ننوحَ، فما وفَتْ منا امرأة غيرُ خمسِ نسوةٍ

فذكرهن.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 148 - 149، وفي "الكبرى"(7802) من طريق سفيان بن عيينة، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أم عطية، قالت: لما أردتُ أن أُبايعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسولَ الله أن امرأة أسعدتني في الجاهلية، فأنهب فأسعدُها، ثم أجيئك فأبايعك. قال:"أذْهَبِي فأَسْعِدِيها". قالت: فذهبت فأسعدتُها ثم جئتُ فبايعت النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (110) من طريق ابن عون، و (111) من طريق سعيد بن عبد الرحمن، كلاهما عن محمد بن سيرين، به. بنحو حديث حماد بن زيد، عن أيوب.

وسلف نحوه برقمي (20796) و (27298).

(1)

في (م): أبو عبد الرحمن.

(2)

في (ظ 6): وبرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 288

تَزْنِينَ، وَلَا تَقْتُلْنَ أَوْلَادَكُنَّ، وَلَا تَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ تَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُنَّ وَأَرْجُلِكُنَّ، وَلَا تَعْصِينَ فِي مَعْرُوفٍ؟ فَقُلْنَ: نَعَمْ، فَمَدَّ عُمَرُ يَدَهُ مِنْ خَارِجِ الْبَابِ، وَمَدَدْنَ (1) أَيْدِيَهُنَّ مِنْ دَاخِلٍ، ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ اشْهَدْ، وَأَمَرَنَا أَنْ نُخْرِجَ فِي الْعِيدَيْنِ الْعُتَّقَ وَالْحُيَّضَ، وَنُهِينَا (2) عَنْ اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ، وَلَا جُمُعَةَ عَلَيْنَا، فَسَأَلْتُهُ (3) عَنِ الْبُهْتَانِ، وَعَنْ قَوْلِهِ:{وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} [الممتحنة: 12]، قَالَ: هِيَ (4) النِّيَاحَةُ (5).

(1) في النسخ الخطية: ومددنَ هنَّ، والمثبت من (م).

(2)

في (ق): ونهانا.

(3)

في (ظ 6): فسألت.

(4)

في (ق): هما.

(5)

حديث صحيح دون ذكر قصة عمر فيه، وهو مكرر الحديث (20797)، غير أن شيخ أحمد هنا هو عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري.

ص: 289

‌حَدِيثُ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ

(1)

27310 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا نَزَلَ مَنْزِلًا، قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ يَضُرَّهُ فِي ذَلِكَ الْمَنْزِلِ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْهُ "(2).

(1) خولة بنت حكيم، سلفت ترجمتها قبل الحديث (27120).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسنادٌ خالف فيه ابنُ عجلان -وهو محمد- الرواةَ عن يعقوب بنِ عبد الله بن الأشجّ:

فأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 2870، والدارمي (2680)، وابن ماجه (3547)، والطبراني في "الكبير" 24/ (606) من طريق عفّان بن مسلم، به. وقرن الدارمي بعفان أحمد بنَ إسحاق، وتحرف "وهيب" في مطبوعي ابن ماجه والطبراني إلى:"وهب".

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10395) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(561) - والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(37)، والطبراني في "الكبير" 24/ (606) من طرق عن وُهَيْب، به.

واختلف فيه على ابن عجلان:

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10396) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(561) مكرر- من طريق سفيان، والدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 229، من طريق يحيى بن سعيد، كلاهما عن ابنِ عجلان، عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج، عن سعيد بن المسيب، قال: شكا رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لدغة =

ص: 290

27311 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ حَجَّاجٍ. وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَتْ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ: امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ -: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَنْزِلُ مَنْزِلًا، فَيَقُولُ حِينَ يَنْزِلُ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ - وَقَالَ يَزِيدُ: ثَلَاثًا - إِلَّا وُقِيَ شَرَّ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ حَتَّى يَظْعَنَ مِنْهُ "(1).

27312 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ، أَنَّهَا سَأَلَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمَرْأَةِ تَرَى فِي مَنَامِهَا مَا يَرَى الرَّجُلُ، فَقَالَ:" لَيْسَ عَلَيْهَا غُسْلٌ حَتَّى يَنْزِلَ الْمَاءُ، كَمَا (2) أَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ عَلَيْهِ غُسْلٌ حَتَّى يُنْزِلَ "(3).

= العقرب، فقال: "أما إنك لو قلت

" الحديث، مرسل.

ورواه الحارث بن يعقوب ويزيد بن أبي حبيب -كما سلف في تخريج الرواية (27122) - عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن سعد بن أبي وقاص، عن خولة بنت حكيم، وهو الصحيح.

وقد سلف برقم (27120).

(1)

حديث صحيح، وهو مكرَّر (27123)، غير شيخي أحمد، فهما هنا محمد بنُ يزيد -وهو الواسطي- من رجال أبي داود والترمذي والنسائي، ويزيد بن هارون، وهو من رجال الشيخين.

(2)

في (ظ 6): حتى تنزل كما.

(3)

حديث حسن، عليُّ بنُ زيد بن جُدْعان -وإن كان ضعيفاً- توبع. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير خولة بنت حكيم، فقد روى لها البخاري في "خلق أفعال العباد" ومسلم وأصحاب السنن، سوى أبي داود. =

ص: 291

27313 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ خَوْلَةَ بِنْتَ حَكِيمٍ السُّلَمِيَّةَ، وَهِيَ إِحْدَى خَالَاتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، سَأَلَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمَرْأَةِ تَحْتَلِمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لِتَغْتَسِلْ "(1).

= وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه ابن سعد 8/ 158، وابن أبي شيبة 1/ 80 - 81، وابن ماجه (602)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3266)، والطبراني في "الكبير" 24/ (613) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني 24/ (612) من طريق قَبِيصة بن عقبة، عن سفيان الثوري، به.

وسيرد بالحديث بعده.

وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف (1222) وإسناده صحيح، ولفظه:"من رأت ذلك منكن فأنزلت فلتغتسل" وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

(1)

حديث حسن، عطاء الخراساني -وهو ابن أبي مسلم- صاحب أوهام، وقد توبع، كما في الرواية التي قبلها، وبقيةُ رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير صحابية الحديث، فقد روى لها البخاري في "خلق أفعال العباد" ومسلم وأصحاب السنن سوى أبي داود. حجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 115، وفي "الكبرى"(204)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3264) من طريق حجاج، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (762)، والطبراني في "الكبير" 24/ (610)، وابن الأئير في "أسد الغابة"(في ترجمة خولة بنت حكيم) من طريقين عن شعبة، به. =

ص: 292

27314 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي سُوَيْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: زَعَمَتِ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مُحْتَضِنًا أَحَدَ ابْنَيْ (1) ابْنَتِهِ، وَهُوَ يَقُولُ:" وَاللهِ إِنَّكُمْ لَتُجَبِّنُونَ وَتُبَخِّلُونَ، وَإِنَّكُمْ لَمِنْ رَيْحَانِ اللهِ عز وجل، وَإِنَّ آخِرَ وَطْأَةٍ وَطِئَهَا اللهُ بِوَجٍّ " وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: " إِنَّكُمْ لَتُبَخِّلُونَ، وَإِنَّكُمْ لَتُجَبِّنُونَ "(2).

= وأخرجه ابن أبي عاصم (3265)، والطبراني 24/ (611) من طريق إسماعيل بن عياش، عن عطاء الخراساني، به.

وسلف بالحديث قبله.

(1)

في (ظ 6): بني.

(2)

إسناده ضعيف لانقطاعه، عمر بن عبد العزيز لا يُعرف له سماع من خولة بنت حكيم، ولجهالة ابن أبي سويد -وهو محمد- فقد تفرَّد بالرواية عنه إبراهيم بن ميسرة، وهو الطائفي المكّي، وقال الحافظ: مجهول. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة.

وهو في "فضائل الصحابة" للإمام أحمد (1363).

وأخرجه الحميدي (334)، والترمذي (1910)، والباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز"(18) و (19)، والطبراني في "الكبير" 24/ (609) و (614)، والبيهقي في "السنن" 10/ 202، وفي "الأسماء والصفات"(964)، والخطيب في "تاريخه" 5/ 300، والمزِّي في "تهذيبه"(في ترجمة محمد بن أبي سويد) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. إلا أن الترمذي والبيهقي والخطيب لم يذكروا قصة الوطأة. قال الترمذي: وفي الباب عن ابن عمر، والأشعث بن قيس، وحديثُ ابن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة لا نعرفه إلا من حديثه، ولا نعرف لعمر سماعاً من خولة. =

ص: 293

* 27315 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ -[قَالَ عَبْدُ اللهِ:] وَسَمِعْتُهُ أَنَا، مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ - حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لَكَ حَوْضًا؟ قَالَ:" نَعَمْ، وَأَحَبُّ مَنْ وَرَدَهُ عَلَيَّ قَوْمُكِ "(1).

= وأخرج البيهقي في "الأسماء والصفات"(967) من طريق عثمان الدارمي:

سمعت علي ابنَ المديني يقول في حديث خولة عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن آخر وطأة بِوَجّ، قال سفيان فسّره، فقال: إنما هو آخِرُ خيل الله بوج

وفي الباب عن يعلى العامري، سلف برقم (17562)، وإسناده ضعيف، وذكرنا تتمة أحاديث الباب هناك، ونزيد عليها:

عن الأشعث بن قيس، سلف (21840)، وإسناده ضعيف.

وعن ابن عمر عند الترمذي (3770)، ولفظه: أن الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا.

قال السندي: قوله: "والله إنكم لتجبِّنون"، الخطاب للأولاد، والفعلان بالتشديد، من التفعيل، أي: إنكم لتجعلون الأب جباناً بخيلاً، لا تبقى له همة الإعطاء خوفاً عليكم.

"لمن رَيْحان الله": الإضافة إلى الله تعالى لأنه المعطي، والتشبيه بالريحان لأن الأب يشمه ويضمُّه إلى نفسه، ويفرح به، كما يشم الرَّيْحان، ويفرح به.

آخر وطأة: بفتح واو وسكون طاء وهمزة.

بوجّ: بفتح واو، وتشديد جيم، المراد به الطائف، أي: آخر قتال المسلمين كان بالطائف، فجعلَ ذلك وطأة الله، لأنه بأمره، والله تعالى أعلم.

(1)

رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابية الحديث، فقد روى لها البخاري في "خلق أفعال العباد"، ومسلم وأصحاب السنن سوى أبي داود، ولم يذكروا سماعاً لمحمد بن يحيى بن حبَّان من خولة، ثم إنه قد اختلف في إسناده كما سيرد: =

ص: 294

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= فرواه أبو خالد الأحمر (وهو سليمان بن حيان) -كما في هذه الرواية، وعند ابن أبي شيبة 11/ 438، ومن طريقه ابنُ أبي عاصم في "السنة"(704)، والطبراني في "الكبير" 24/ (590) - عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن يحيى بن حبَّان، عن خولة بنت حكيم.

ورواه حماد بن زيد -فيما أخرجه ابن أبي عاصم (705)، والطبراني 24/ (589) - عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن خولة بنت قيس بن قهد، نحوه، قال الطبراني: والصواب حديث حماد بن زيد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 361، وقال: رواه أحمد والطبراني وقال: هكذا رواه أبو خالد الأحمر عن خولة بنت حكيم، وقال الناس: عن خولة بنت قيس، ورجالهما رجال الصحيح.

وسيرد بالحديث بعده من طريق جرير بن حازم، عن يحيى بن سعيد، عن يُحَنَّس، عن خولة بنت قيس بن قهد.

ص: 295

‌حَدِيثُ خَوْلَةَ بِنْتِ قَيْسِ بْنِ قَهْدٍ

(1)

27316 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ - يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ - عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ يُحَنَّسَ، أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ، تَزَوَّجَ خَوْلَةَ بِنْتَ قَيْسِ بْنِ قَهْدٍ الْأَنْصَارِيَّةَ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ، قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَزُورُ حَمْزَةَ فِي بَيْتِهَا، وَكَانَتْ تُحَدِّثُهُ عَنْهُ صلى الله عليه وسلم أَحَادِيثَ، قَالَتْ: جَاءَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ تُحَدِّثُ أَنَّ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَوْضًا مَا بَيْنَ كَذَا إِلَى كَذَا؟ قَالَ:" أَجَلْ، وَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ أَنْ يَرْوَى مِنْهُ قَوْمُكِ ". قَالَتْ: فَقَدَّمْتُ إِلَيْهِ بُرْمَةً فِيهَا خُبْزَةٌ - أَوْ خَزِيرَةٌ (2) - فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ فِي الْبُرْمَةِ لِيَأْكُلَ، فَاحْتَرَقَتْ أَصَابِعُهُ، فَقَالَ:" حَسِّ " ثُمَّ قَالَ: " ابْنُ آدَمَ إِنْ أَصَابَهُ الْبَرْدُ (3)، قَالَ: حَسِّ، وَإِنْ أَصَابَهُ الْحَرُّ (4)،

(1) قوله (في الترجمة): حديث خولة بنت قيس بن قَهْد من (ظ 6). ووقع حديثها في بقية النسخ في ترجمة خولة بنت حكيم، وقد سلف ذكر خولة بنت قيس في الروايتين (27054) و (27124).

(2)

في (ظ 2) و (ق) و (م): خبزة أو حريرة، ووقع كذلك في (ظ 6): خبزة، وانظر "شرح الغريب" آخر التعليق على الحديث.

(3)

في (ظ 6): برد.

(4)

في (ظ 6): حرّ.

ص: 296

قَالَ: حَسِّ " (1).

27317 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ سَنُوطَا يُحَدِّثُ، أَنَّهُ سَمِعَ خَوْلَةَ بِنْتَ قَيْسٍ - وَقَدْ قَالَ: خَوْلَةُ (2) الْأَنْصَارِيَّةُ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ - تُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى حَمْزَةَ بَيْتَهُ، فَتَذَاكَرُوا الدُّنْيَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

(1) رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرج نحوه الطبراني في "الكبير" 24/ (588) من طريق زيد بن الحُباب، عن عيسى بن النعمان، عن معاذ بن رِفاعة بن رافع بن خديج، عن خولة بنت قيس. وعيسى بن النعمان لم نقف له على ترجمة، ثم إن معاذ بن رفاعة بن رافع بن خديج من الطبقة الرابعة، فيما ذكر الحافظ في "التقريب"، ولا يثبت له سماع من خولة.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 361، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح.

وانظر ما قبله.

قال السندي: قولها: فقدَّمتُ: من التقديم.

"حَسِّ": بفتح الحاء وكسر السين المشددة: كلمة يقولها الإنسان إذا أصابه ما مضَّه وأحرقه غفلةً، كالجمرة.

قلنا: والبُرْمة: القِدْر مطلقاً، وجمعها بِرام، وهي في الأصل المتخذة من الحجر المعروف بالحجاز واليمن.

والخُبْرَة: الإدام، وقيل: هي الطعام من اللحم وغيره.

والخزيرة: لحم يقطَّع صغاراً، ويصبُّ عليه ماءٌ كثير، فإذا نضج، ذُرَّ عليه الدقيق، فإن لم يكن فيه لحم، فهي عصيدة. قاله ابن الأثير في "النهاية".

(2)

في (ظ 6): خويلة.

ص: 297

" إِنَّ (1) الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا بُورِكَ لَهُ فِيهَا، وَرُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِي مَالِ اللهِ وَمَالِ رَسُولِهِ، لَهُ النَّارُ يَوْمَ يَلْقَى اللهَ (2) "(3).

(1) قوله: "إن" ليس في (ظ 2).

(2)

في (ظ 6): يوم القيامة.

(3)

حديث صحيح، وهو مكرر (27054) سنداً ومتناً.

ص: 298

‌حَدِيثُ خَوْلَةَ بِنْتِ ثَامِرٍ الْأَنْصَارِيَّةِ

(1)

27318 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ - قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ ثَامِرٍ الْأَنْصَارِيَّةِ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ (2) فِي مَالِ اللهِ بِغَيْرِ حَقٍّ لَهُمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(3).

(1) قال السندي: ثامر بالثاء المثلثة على ما هو مقتضى كلام "الإصابة"، قال علي ابن المديني: هي بنت قيس السابقة، وثامر لقب، وحكى ذلك أبو عمر أيضاً، ويقال: هما اثنتان، اتَّحد حديثهما، والله أعلم.

(2)

في (ظ 6): سيتخوضون.

(3)

إسناده صحيح على شرط البخاري. عبد الله بن يزيد: هو أبو عبد الرحمن المقرئ، وأبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، يتيم عروة.

وأخرجه بتمامه ومختصراً عبد بن حميد (1587)، والبخاري (3118)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3272)، والطبراني في "الكبير" 24/ (617)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(10303)، والبغوي في "شرح السنة"(2730)، والمزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة خولة) من طريق عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4892) و (4893) من طريق حيوة بن شريح، عن أبي الأسود، به.

وسلف برقم (27054).

ص: 299

‌حَدِيثُ خَوْلَةَ بِنْتِ ثَعْلَبَةَ

(1)

27319 -

حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَيَعْقُوبُ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْظَلَةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، عَنْ خَوْلَةَ (2) بِنْتِ ثَعْلَبَةَ، قَالَتْ: فِيَّ - وَاللهِ (3) - وَفِي أَوْسِ بْنِ صَامِتٍ أَنْزَلَ اللهُ عز وجل صَدْرَ سُورَةِ الْمُجَادَلَةِ. قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَهُ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ سَاءَ خُلُقُهُ وَضَجِرَ، قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلَيَّ يَوْمًا، فَرَاجَعْتُهُ بِشَيْءٍ، فَغَضِبَ، فَقَالَ: أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي. قَالَتْ: ثُمَّ خَرَجَ، فَجَلَسَ فِي نَادِي قَوْمِهِ سَاعَةً، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيَّ، فَإِذَا هُوَ يُرِيدُنِي عَلَى (4) نَفْسِي. قَالَتْ: فَقُلْتُ: كَلَّا وَالَّذِي نَفْسُ خُوَيْلَةَ بِيَدِهِ، لَا تَخْلُصُ إِلَيَّ، وَقَدْ قُلْتَ مَا قُلْتَ، حَتَّى

(1) قال السندي: خولة بنت ثعلبة، ويُقال: خُويلة، بالتصغير، جاء أنه خرج عمر بن الخطاب ومعه الناس، فمرَّ بعجوز، فاستوقفته، فوقفَ، فجعل يحدَّثُها وتحدثه، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين، حبستَ الناسَ على هذه العجوز، فقال: وَيْلَكَ! أتدري من هي؟ هذه امرأة سمع اللهُ شكواها من فوقِ سبع سماوات، هذه خولةُ بنتُ ثعلبة التي أنزل الله فيها:{قد سمعَ اللهُ قَوْلَ التي تُجادِلُكَ في زَوْجها وتشتكي إلى الله واللهُ يسمعُ تحاوركما} [المجادلة:1] ولو حَبَسَتْنِي إلى الليل، ما فارقتُها إلا للصلاة، ثم أرجع إليها.

(2)

في (ظ 6): خويلة.

(3)

في (م): والله فيّ.

(4)

في (ظ 6): عن.

ص: 300

يَحْكُمَ اللهُ وَرَسُولُهُ فِينَا بِحُكْمِهِ (1). قَالَتْ: فَوَاثَبَنِي وَامْتَنَعْتُ مِنْهُ، فَغَلَبْتُهُ بِمَا تَغْلِبُ بِهِ الْمَرْأَةُ الشَّيْخَ الضَّعِيفَ، فَأَلْقَيْتُهُ عَنِّي. قَالَتْ: ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى بَعْضِ جَارَاتِي، فَاسْتَعَرْتُ مِنْهَا ثِيَابَهَا، ثُمَّ خَرَجْتُ حَتَّى جِئْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَذَكَرْتُ لَهُ مَا لَقِيتُ مِنْهُ، فَجَعَلْتُ أَشْكُو إِلَيْهِ صلى الله عليه وسلم مَا أَلْقَى مِنْ سُوءِ خُلُقِهِ، قَالَتْ: فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَا خُوَيْلَةُ، ابْنُ عَمِّكِ شَيْخٌ كَبِيرٌ، فَاتَّقِي اللهَ فِيهِ ". قَالَتْ: فَوَاللهِ مَا بَرِحْتُ حَتَّى نَزَلَ فِيَّ الْقُرْآنُ، فَتَغَشَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا كَانَ يَتَغَشَّاهُ، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ، فَقَالَ لِي:" يَا خُوَيْلَةُ، قَدْ أَنْزَلَ اللهُ فِيكِ وَفِي صَاحِبِكِ ". ثُمَّ قَرَأَ عَلَيَّ: {قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [المجادلة: 1 - 4] فَقَالَ لِي (2) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مُرِيهِ، فَلْيُعْتِقْ رَقَبَةً ". قَالَتْ: فَقُلْتُ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا عِنْدَهُ مَا يُعْتِقُ، قَالَ:" فَلْيَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ ". قَالَتْ: فَقُلْتُ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ شَيْخٌ كَبِيرٌ، مَا بِهِ مِنْ صِيَامٍ. قَالَ:" فَلْيُطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا وَسْقًا مِنْ تَمْرٍ ". قَالَتْ: فَقُلْتُ (3): وَاللهِ (4) يَا رَسُولَ اللهِ، مَا ذَاكَ عِنْدَهُ. قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

(1) قولها: بحكمه، ليس في (ظ 6).

(2)

في (ظ 6): قالت: فقال لي.

(3)

في (م): قلت.

(4)

قولها: والله، ليس في (ظ 6).

ص: 301

" فَإِنَّا سَنُعِينُهُ بِعَرَقٍ مِنْ تَمْرٍ "، قَالَتْ: فَقُلْتُ: وَأَنَا (1) يَا رَسُولَ اللهِ، سَأُعِينُهُ بِعَرَقٍ آخَرَ، قَالَ:" قَدْ أَصَبْتِ وَأَحْسَنْتِ، فَاذْهَبِي، فَتَصَدَّقِي عَنْهُ (2)، ثُمَّ اسْتَوْصِي بِابْنِ عَمِّكِ خَيْرًا ". قَالَتْ: فَفَعَلْتُ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: قَالَ سَعْدٌ: الْعَرَقُ: الصَّنُّ (3).

(1) قولها: وأنا، ليس في (ظ 6).

(2)

في (ظ 6): فتصدقي به عنه.

(3)

إسناده ضعيف لجهالة مَعْمَر بنِ عبدِ الله بن حَنْظَلة، فلم يرو عنه سوى محمد بن إسحاق، وقال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" 4/ 464: مجهول الحال، وقال الذهبي في "الميزان": لا يُعرف، وذكره ابن حبان في "الثقات". وبقية رجال الإسناد ثقات. سعد بن إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(في ترجمة خولة بنت حكيم) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (4279)، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 4/ 292 من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، به.

وأخرجه أبو داود (2214) و (2215)، وابن الجارود (746)، والطبري في "التفسير"(سورة المجادلة)، والطبراني في "الكبير"(616) و 24/ (633)، والبيهقي 7/ 389 و 391 - 392 و 392، والمزي في "تهذيبه"(في ترجمة معمر بن عبد الله) من طرق عن ابن إسحاق، به. وحسَّنه الحافظ في "الفتح" 9/ 433.

وأخرجه الطبراني 24/ (634)، والبيهقي 7/ 392 من طريق أبي إسحاق السَّبِيعي، عن يزيد بن يزيد، عن خولة بنت الصامت

فذكر نحوه. قال الطبراني: هكذا قال: خولة بنت الصامت، وهي خولة بنت ثعلبة امرأة أوس بن الصامت. قلنا: ويزيد بن يزيد قال الذهبي في "الميزان" 4/ 426 و 442: قال البخاري: في صحته نظر. =

ص: 302

‌وَمِنْ حَدِيثِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ أُخْتِ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ

(1)

27320 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، قَالَ: سَمِعْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ، تَقُولُ: أَرْسَلَ إِلَيَّ زَوْجِي أَبُو عَمْرِو بْنُ حَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ بِطَلَاقِي، وَأَرْسَلَ إِلَيَّ خَمْسَةَ آصُعِ تَمْرٍ وَخَمْسَ آصَعٍ شَعِيرٍ (2)، فَقُلْتُ: مَا لِي نَفَقَةٌ إِلَّا

= وفي الباب عن عائشة سلف مختصراً برقم (24195) وإسناده صحيح، ونقلنا هناك عن الحافظ أن تسميتها بخولة بنت ثعلبة هو أصح ما ورد في قصة المجادلة، فانظره.

وعن ابن عباس عند أبي داود (2223)، والترمذي (1199)، والنسائي 6/ 167، وابن ماجه (2065).

وانظر حديث سلمة بن صخر السالف برقم (16421).

قال السندي: قولها: كنت عنده، أي: زوجةً له.

في نادي قومه، أي: في مجلسهم.

وَسْقاً، بفتح فسكون: ستون صاعاً.

قلنا: والعَرَقُ والصَّنُّ -وكلاهما بمعنى-: هو زَبِيلٌ منسوج من نسائج الخُوص، وكلُّ شيءٍ مضفور، فهو عَرَقٌ. قاله ابن الأثير في "النهاية".

(1)

فاطمة بنت قيس: سلفت ترجمتها قبل الحديث (27100).

(2)

في (ظ 2): بخمسة آصع شعير، وفي (م): خمسة، دون باء، وفي (ق): بخمس آصع من شعير، ولم يقع في هذه النسخ ذكر آصع التمر، والمثبت من (ظ 6)، وهو الصواب، فقد جاء في رواية مسلم ذكر آصع التمر، والصاع يذكر ويؤنث.

ص: 303

هَذَا؟ وَلَا أَعْتَدُّ إِلَّا فِي بَيْتِكُمْ (1)؟! قَالَ: لَا. فَشَدَدْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي، ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ:" كَمْ طَلَّقَكِ؟ " قُلْتُ: ثَلَاثًا، قَالَ:" صَدَقَ، لَيْسَ لَكِ نَفَقَةٌ، وَاعْتَدِّي فِي بَيْتِ ابْنِ عَمِّكِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَإِنَّهُ ضَرِيرُ الْبَصَرِ، تُلْقِينَ ثِيَابَكِ عَنْكِ، فَإِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُكِ فَآذِنِينِي ". قَالَتْ: فَخَطَبَنِي خُطَّابٌ، فِيهِمْ مُعَاوِيَةُ وَأَبُو الْجَهْمِ (2)، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ مُعَاوِيَةَ تَرِبٌ خَفِيفُ الْحَالِ، وَأَبُو الْجَهْمِ (3) يَضْرِبُ النِّسَاءَ - أَيْ (4) فِيهِ شِدَّةٌ عَلَى النِّسَاءِ - وَلكِنْ عَلَيْكِ بِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ". أَوْ قَالَ: " انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ "(5).

(1) في (ظ 2) و (ق) و (م): إلا في بيتكم بزيادة إلا، وهو خطأ، والمثبت من (ظ 6)، وهو الموافق لرواية مسلم.

(2)

في (ظ 6): أبو الجهيم، وفي (م): أبو جهم.

(3)

في رواية مسلم والنسائي والطحاوي وابن حبان، وهي من طريق ابن مهدي: أو.

(4)

في النسخ الخطية: ولكن أي فيه شدة على النساء، عليك بأسامة، وضرب على لفظة "أي" في (ق)، والمثبت من (م) وهو الموافق لرواية مسلم.

(5)

إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو بكر بن أبي الجَهْم من رجاله، وروى له البخاري في "القراءة خلف الإمام". وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري.

وأخرجه مسلم (1480)(48)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 150، وفي "الكبرى"(5611) و (9244)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 5، وابنُ حبان (4254) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. =

ص: 304

27321 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ تَمِيمٍ مَوْلَى فَاطِمَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، بِنَحْوِهِ (1).

27322 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ (2) بْنِ

= وأخرجه مسلم (1480)(49) من طريق أبي عاصم النبيل، والطبراني 24/ (929)، والبيهقي 7/ 473 من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن سفيان، عن أبي بكر بن أبي الجَهْم، قال: دخلتُ أنا وأبو سلمة بنُ عبد الرحمن على فاطمة، فسألناها، وفي رواية محمد بن كثير: وقد أخرجت بنت أخيها ظهراً، فقل: ما حملكِ على هذا؟ قالت: كان زوجي

وذكر الحديث.

وأخرجة الطبراني 24/ (931) من طريق عتبة بن عبد الله، عن أبي بكر، به، نحوه.

وسيرد من طريق وكيع عن سفيان برقمي (27322) و (27324).

وسيرد من طريق شعبة، عن أبي بكر بن الجَهْم برقم (27332).

وانظر (27100).

قال السندي: قوله: "تَرِب" بفتح فكسر، أي: فقير، كأنه التصق من شدة الفقر بالتراب.

(1)

حديث صحيح. تميم مولى فاطمة -وهو أبو سلمة- وإن تفرد بالرواية عنه مجاهد، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبدُ الرحمن: هو ابنُ مهدي، ومنصور: هو ابن المعتمر، ومُجاهد: هو ابن جَبْر.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/ 150، وفي "الكبرى"(5612) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وقد سلف بالحديث قبله.

وانظر (27100).

(2)

وقع في (م) بين سفيان وأبي بكر: عن منصور، عن مجاهد، وهو خطأ.

ص: 305

أَبِي الْجَهْمِ بْنِ صُخَيْرٍ الْعَدَوِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ، تَقُولُ: طَلَّقَنِي زَوْجِي ثَلَاثًا، فَمَا جَعَلَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُكْنَى وَلَا نَفَقَةً (1).

27323 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ أَنَّ (2) زَوْجَهَا طَلَّقَهَا ثَلَاثًا، فَأَمَرَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَعْتَدَّ فِي بَيْتِ ابْنِ (3) أُمِّ مَكْتُومٍ (4).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو بكر بن أبي الجَهْم من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابنُ الجرَّاح، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 5/ 149، ومسلم (1480)(47)، والترمذي بإثر (1135)، وابن ماجه (2035)، وابن الجارود (761)، والبيهقي 7/ 136 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وسقط اسم وكيع من مطبوع "مصنف" ابن أبي شيبة.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 66 - 67، والطبراني في "الكبير" 24/ (930)، وابن عبد البَرّ في "التمهيد" 19/ 145 من طريق شريك، عن أبي بكر بن أبي الجهم، به.

وسترد تتمة الحديث بهذا الإسناد برقم (27324).

وسلف مطولاً من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان برقم (27320).

وانظر (27100).

(2)

في (ظ 6): قالت إن.

(3)

في (م): تعتدّ عند ابن.

(4)

حديث صحيح. زكريا -وهو ابن أبي زائدة، وإن كان يدلِّس عن الشعبي وقد عنعن- توبع. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.

وأخرجه الدارمي (2275) عن معلَّى، والطبراني 24/ (935)، وابنُ =

ص: 306

27324 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، سَمِعَهُ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، سَمِعْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ، قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَحْلَلْتِ فَآذِنِينِي ". فَآذَنَتْهُ، فَخَطَبَهَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَأَبُو الْجَهْمِ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَمَّا مُعَاوِيَةُ فَرَجُلٌ تَرِبٌ لَا مَالَ لَهُ، وَأَمَّا أَبُو الْجَهْمِ فَرَجُلٌ ضَرَّابٌ لِلنِّسَاءِ، وَلَكِنْ أُسَامَةَ ". قَالَ: فَقَالَتْ بِيَدِهَا هَكَذَا: أُسَامَةُ! أُسَامَةُ (1)! تَقُولُ: لَمْ تُرِدْهُ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" طَاعَةُ اللهِ وَطَاعَةُ رَسُولِهِ خَيْرٌ لَكِ ". فَتَزَوَّجَتْهُ، فَاغْتَبَطَتْهُ (2)(3).

27325 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ذَكَرَ الْمَدِينَةَ، فَقَالَ:

= عبد البر في "التمهيد" 19/ 44 من طريق أبي نُعيم، كلاهما عن زكريا، به.

وسلف مطوَّلاً بإسناد صحيح على شرط مسلم برقم (27320).

وسيرد من طريق يزيد بن هارون عن زكريا برقم (27345).

وانظر (27100).

(1)

لم يكرر لفظ "أسامة" في (م).

(2)

عند عبد بن حميد ومسلم: فاغْتَبَطْتُ، وعند ابن ماجه والبيهقي: فاغتبطْتُ به.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو بكر بن أبي الجهم من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه عبد بن حميد (1584)، وابن ماجه (1869) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وانظر تتمة تخريجه في الرواية رقم (27322).

ص: 307

" هِيَ طَيْبَةُ "(1).

27326 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ - يَعْنِي ابْنَ كُهَيْلٍ - عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي الْمُطَلَّقَةِ ثَلَاثًا:" لَيْسَ لَهَا سُكْنَى وَلَا نَفَقَةٌ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو عاصم -وهو محمد بن أبي أيوب الثقفي- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، والشعبي: هو عامر بن شَراحيل.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (956) مطولاً، وأبو عمرو الداني في "الفتن وغوائلها"(639) مختصراً من طريق أبي نُعيم، عن محمد بن أبي أيوب الثقفي أبي عاصم، بهذا الإسناد.

وسلف مطولاً برقم (27101).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابنُ مهدي، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه مسلم (1480)(44)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 144، وفي "الكبرى"(5597) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (12027)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 24/ (934)، وأخرجه الدارمي (2274) عن محمد بن يوسف، وأبو داود (2288)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 67، وابن حبان (4250)، والطبراني 24/ (934)، والبيهقي 7/ 475 من طريق محمد بن كثير، وابن حبان (4291) من طريق مؤمَّل بن إسماعيل، والطبراني 24/ (934) من طريق أبي حذيفة، خمستهم عن الثوري، به. زادوا -غير أبي داود والطبراني وابن حبان (4291) - قولَ سلمةَ بنِ كهيل: فذكرت ذلك لإبراهيم النَّخَعي، فقال: قال عمر بن الخطاب: لا ندعُ كتابَ ربِّنا ولا سُنَّة نبيِّنا لقول امرأة، لها السُّكْنَى =

ص: 308

27327 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ مَوْلَى الْأَسْوَدِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ أَنَّ أَبَا عَمْرِو بْنِ حَفْصٍ طَلَّقَهَا الْبَتَّةَ، وَهُوَ غَائِبٌ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا وَكِيلَهُ بِشَعِيرٍ، فَتَسَخَّطَتْهُ، فَقَالَ: وَاللهِ مَا لَكِ عَلَيْنَا مِنْ شَيْءٍ، فَجَاءَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ:" لَيْسَ لَكِ نَفَقَةٌ عَلَيْهِ ". فَأَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ فِي بَيْتِ أُمِّ شَرِيكٍ، ثُمَّ قَالَ:" تِلْكَ امْرَأَةٌ (1) يَغْشَاهَا أَصْحَابِي، فَاعْتَدِّي عِنْدَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ أَعْمَى، تَضَعِينَ ثِيَابَكِ عِنْدَهُ، فَإِذَا حَلَلْتِ فَآذِنِينِي ". فَلَمَّا حَلَلْتُ، ذَكَرْتُ لَهُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، وَأَبَا الْجَهْمِ خَطَبَانِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَمَّا أَبُو الْجَهْمِ فَلَا يَضَعُ عَصَاهُ، وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لَا مَالَ لَهُ، انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ "(2).

= والنَّفقة. قلنا: وإبراهيمُ النَّخَعي لم يسمع من عمر، وقد أخرج مسلم قول عمر هذا من طريق الأسود بن يزيد، عنه. وسيرد قول عمر من طريق السُّدِّي عن إبراهيم والشعبي برقم (27329)، ومن طريق حُصين عن الشعبي برقم (27338).

وانظر (27100).

(1)

في (ظ 6): المرأة، وهي نسخة في (ظ 2) و (ق).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. مالك: هو ابنُ أنس.

وهو في "الموطأ" 2/ 580 - 581، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "الرسالة"(856)، وفي "المسند" 2/ 18 - 19 و 54، وابن سعد 8/ 273 - 274، ومسلم (1480)(36)، وأبو داود (2284)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 75، =

ص: 309

27328 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ مَوْلَى الْأَسْوَدِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

= وفي "الكبرى"(6032)، وابن الجارود في "المنتقى"(760)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 5 و 65، وابن حبان (4049) و (4290)، والطبراني 24/ (913)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 135 و 177 - 178 و 180 - 181 و 432 و 471، وفي "معرفة السنن والآثار"(15302)، وفي "السنن الصغير" 3/ 188 - 189، والبغوي في "شرح السنة"(2385)، وفي "تفسيره" للآية الأولى من سورة الطلاق.

وأخرجه الطحاوي 3/ 65 من طريق الليث، عن عبد الله بن يزيد، به، نحوه.

وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(1355)، ومسلم (1480)(37)، والطبراني 24/ (921)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 472 من طريق أبي حازم سلمة بن دينار. وأخرجه مسلم (1480)(38)، وأبو داود (2285) و (2286)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 145، وفي "الكبرى"(5598)، والطحاوي 3/ 64 - 65، وابن حبان (4253)، والطبراني 24/ (920)، والبيهقي 7/ 178، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 137 و 138 من طريق يحيى بن أبي كثير، وأخرجه الطحاوي 3/ 68 من طريق عبد الرحمن بن هرمز، ثلاثتهم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، به.

وسيرد من طريق إسحاق بن عيسى عن مالك بالحديث بعده.

ومن طرق أخرى عن أبي سلمة بالأرقام (27333) و (27334) و (27335) و (27341) و (27347).

وأنظر (27100).

قال السندي: قوله: "يغشاها أصحابي" أي: يدخلون عليها لكثرة إحسانها ومعروفها.

"فلا يضع عصاه" أي: أنه كثير الضرب حتى كأن العصا دائماً في يده.

ص: 310

عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ أَنَّ أَبَا عَمْرِو بْنَ حَفْصٍ طَلَّقَهَا الْبَتَّةَ، وَهُوَ غَائِبٌ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، وَقَالَ:" انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ ". فَكَرِهْتُهُ، فَقَالَ:" انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ ". فَنَكَحْتُهُ، فَجَعَلَ اللهُ لِي فِيهِ خَيْرًا (1).

27329 -

حَدَّثَنَا (2) أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ - يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ - عَنِ السُّدِّيِّ، عَنِ الْبَهِيِّ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ لَمْ يَجْعَلْ لَهَا سُكْنَى وَلَا نَفَقَةً. قَالَ حَسَنٌ: قَالَ السُّدِّيُّ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ وَالشَّعْبِيِّ، فَقَالَا: قَالَ عُمَرُ: لَا نُصَدِّقُ (3) فَاطِمَةَ، لَهَا السُّكْنَى وَالنَّفَقَةُ (4).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، إسحاق بنُ عيسى -وهو ابن الطبَّاع- من رجاله، وبقيةُ رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وهو مكرر سابقه.

(2)

جاء قبل هذا الحديث في (ظ 6): حدثنا أسود بن قيس قال: حدثنا الحسن يعني ابن صالح .... ثم ساق مثل هذا الحديث حرفاً بحرف، وهو سهو من الناسخ.

(3)

في (ظ 6) و (م): لا تصدق.

(4)

قوله: لم يجعل لها سكنى ولا نفقة: صحيح، السُدِّي: هو إسماعيل بن عبد الرحمن، والبهيُّ -وهو عبد الله- قد أخرج له مسلم هذا الحديث في المتابعات. وقول عمر: لا نُصدِّقُ فاطمة، لها السُّكْنَى والنفقةُ، سيأتي في التخريج نحوه بإسناد صحيح.

وأخرجه مسلم (1480)(51)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" =

ص: 311

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (3184)، والطبراني 24/ (932)، والبيهقي 7/ 474 من طريق يحيى بن آدم، عن الحسن بن صالح، به. ليس فيه قول عمر.

واختلفت الرواية عن أسود بن عامر في لفظ الحديث:

فأخرجه الدارقطني في "السنن" 4/ 22، والبيهقي 7/ 474 من طريق أسود بن عامر، بهذا الإسناد، ولفظه:"إنما السكنى والنفقة لمن كان لزوجها عليها الرَّجْعة". قال البيهقي: كذا أتى به الأسود بن عامر شاذان، والصحيح هو الأول.

قلنا: وسلف هذا الحرف في حديث مجالد برقم (27100). وأما قول عمر، فإن إبراهيم -وهو النخعي- والشعبي لم يسمعا منه، وسيرد كذلك برقم (27338).

وقد أخرج مسلم (1480)(46) من طريق عمار بنُ رزُيَق، عن أبي إسحاق، قال: كنتُ مع الأسود بن يزيد جالساً في المسجد الأعظم، ومعنا الشعبي، فحدَّث الشعبي بحديث فاطمة بنت قيس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجعل لها سُكْنى ولا نفقةً، ثم أخذَ الأسود كفّاً من حصىً، فحصبه به، فقال: ويلك! تُحدِّثُ بمثل هذا! قال عمر: لا نتركُ كتابَ الله وسنةَ نبيِّنا لقول امرأة، لا ندري لعلها حَفِظَتْ أو نسيت، لها السُّكْنى والنفقة. قال الله عز وجل:{لاتُخرِجوهُنَّ من بيوتهنَّ ولا يَخْرُجْنَ إلا أن يأتينَ بفاحشةٍ مبيِّنة} [الطلاق:1].

وأخرج ابن أبي شيبة 5/ 146، والدارمي (2277) و (2278)، والدارقطني 4/ 23 و 24 و 27، والبيهقي 7/ 475 من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عمر، قال: لا نُجيز قول المرأة في دين الله، المطلَّقة ثلاثاً لها السُّكنى والنفقة.

وأخرج الدارقطني 4/ 23 من طريق وكيع، عن داود الأودي، عن الشعبي، قال: لقيني الأسود بن يزيد، فقال: يا شعبي اتق الله، وارجع عن حديث فاطمة بنت قيس، فإن عمر كان يجعل لها السُّكْنى والنفقة، فقلت: لا أرجع =

ص: 312

27330 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ (1) بْنُ أَرْطَاةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَجْعَلْ لَهَا سُكْنَى وَلَا نَفَقَةً (2).

= عن شيء حدثتني به فاطمة بنت قيس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال الحافظ في "الفتح" 9/ 481: وأما قول بعضهم أن حديث فاطمة أنكره السلف عليها

فالجواب عنه أن الدارقطني قال: قولُه في حديث عمر: وسنة نبيِّنا، غيرُ محفوظ، والمحفوظ: لا ندعُ كتاب ربِّنا، وكأنَّ الحامل له على ذلك أن أكثر الروايات ليست فيها هذه الزيادة، لكن ذلك لا يردُّ رواية النفقة، ولعل عمر أراد بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ما دلَّت عليه أحكامه من أتباع كتاب الله، لا أنه أراد سنَّةً مخصوصة في هذا

وانظر تتمة كلامه.

وانظر إنكار عائشة على فاطمة في الرواية (27341).

وانظر (27346).

قال السندي: قوله: لا نصدق فاطمة، من التصديق، أي: لا نأخذ بقولها.

(1)

في (م): حجَّاج.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف حجَّاج بن أرطاة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عفَّان: هو ابنُ مُسْلِم الصفَّار، وعبد الواحد: هو ابن زياد، وعطاء: هو ابنُ أبي رباح.

وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3182)، والطبراني 24/ (907) من طريق عفَّان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (907) من طريق محمد بن منهال، وفي "الصغير"(381) من طريق عبد الواحد بن غياث، كلاهما عن عبد الواحد بن زياد، به، وقال: لم يروه عن عطاء، عن ابن عباس، عن فاطمة، إلا الحَجَّاج بنُ أرطاة. تفرَّد به عبد الواحد بنُ زياد. =

ص: 313

27331 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ مُسْرِعًا، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَنُودِيَ فِي النَّاسِ: الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ، فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي لَمْ أَدْعُكُمْ لِرَغْبَةٍ نَزَلَتْ، وَلَا لِرَهْبَةٍ، وَلَكِنَّ تَمِيمًا (1) الدَّارِيَّ أَخْبَرَنِي أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ رَكِبُوا الْبَحْرَ، فَقَذَفَتْهُمُ الرِّيحُ إِلَى جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ، فَإِذَا هُمْ بِدَابَّةٍ أَشْعَرَ، لَا يُدْرَى أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى، مِنْ كَثْرَةِ شَعْرِهِ، فَقَالُوا: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَتْ (2): أَنَا الْجَسَّاسَةُ، قَالُوا: فَأَخْبِرِينَا. قَالَتْ: مَا أَنَا بِمُخْبِرَتِكُمْ، وَلَا بِمُسْتَخْبِرَتِكُمْ (3)، وَلَكِنْ فِي هَذَا الدَّيْرِ رَجُلٌ فَقِيرٌ إِلَى أَنْ يُخْبِرَكُمْ وَيَسْتَخْبِرَكُمْ، فَدَخَلُوا الدَّيْرَ، فَإِذَا رَجُلٌ ضَرِيرٌ، وَمُصَفَّدٌ فِي الْحَدِيدِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ قُلْنَا: نَحْنُ الْعَرَبُ. قَالَ:

= وأخرجه ابن أبي عاصم (3183)، والطبراني 24/ (906) من طريق أبي شهاب، عن الحجَّاج بن أرطاة، به.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 213: ورواه عمر بن دينار، عن عطاء، عن فاطمة بنت قيس، ولم يذكر فيه ابن عباس، وهو أشبه بالصواب.

وذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 330 أن حديث ابن جريج، عن عطاء، عن عبد الرحمن بن عاصمم، عن فاطمة (يعني الآتي برقم (27336)) أصح من حديث عطاء، عن ابن عباس، عن فاطمة.

وانظر (27100).

(1)

في النسخ الخطية: تميم، والمثبت من (م).

(2)

في (م): فَقَالَتْ.

(3)

في (ظ 2) و (ق): مستخبرتكم.

ص: 314

هَلْ بُعِثَ فِيكُمُ النَّبِيُّ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: فَهَلْ اتَّبَعَهُ (1) الْعَرَبُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ، قَالَ: مَا فَعَلَتْ فَارِسُ؟ هَلْ ظَهَرَ عَلَيْهَا؟ قَالُوا: لَمْ يَظْهَرْ عَلَيْهَا بَعْدُ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُ سَيَظْهَرُ عَلَيْهَا. ثُمَّ قَالَ: مَا فَعَلَتْ عَيْنُ زُغَرَ؟ قَالُوا: هِيَ تَدْفُقُ مَلْأَى، قَالَ: فَمَا فَعَلَتْ بُحَيْرَةُ طَبَرِيَّةَ؟ قَالُوا: هِيَ تَدْفُقُ مَلْأَى، قَالَ فَمَا فَعَلَتْ (2) نَخْلُ بَيْسَانَ؟ هَلْ أَطْعَمَ بَعْدُ؟ قَالُوا: قَدْ أَطْعَمَ أَوَائِلُهُ. قَالَ: فَوَثَبَ وَثْبَةً ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُفْلِتُ، فَقُلْنَا: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الدَّجَّالُ، أَمَا إِنِّي سَأَطَأُ الْأَرْضَ كُلَّهَا غَيْرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ ". فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَبْشِرُوا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنَّ هَذِهِ طَيْبَةُ، لَا يَدْخُلُهَا الدَّجَّالُ "(3).

27332 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو سَلَمَةَ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ. قَالَ: فَقَالَتْ:

(1) في (ظ 2) و (ق): تبعه.

(2)

في (ظ 6): فعل.

(3)

حديث صحيح إلا أنه اختُلف على حماد بن سلمة في لفظ: فإذا رجل ضرير:

فقد رواه بهذا اللفظ عفَّان -كما في هذه الرواية- عن حماد بن سلمة، عن داود -وهو ابن أبي هند- عن عامر -وهو الشعبي- عن فاطمة بنت قيس.

ورواه يونس -كما في الرواية السالفة برقم (27102) - عن حماد بن سلمة، به، بلفظ: فأنا برجل أعور.

ورواه يحيى بن حميد -كما عند ابن حبان (6789) - عن حماد بن سلمة، به، بلفظ: فأنا رجل مرير. أي: قوي ذو مِرَّة.

ص: 315

طَلَّقَنِي زَوْجِي، فَلَمْ يَجْعَلْ لِي سُكْنَى وَلَا نَفَقَةً. قَالَتْ: وَوَضَعَ لِي عَشْرَةَ أَقْفِزَةٍ عِنْدَ ابْنِ عَمٍّ لَهُ: خَمْسَةً شَعِيرٍ وَخَمْسَةً تَمْرٍ. قَالَتْ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ ذَاكَ لَهُ. قَالَتْ (1): فَقَالَ: " صَدَقَ ". فَأَمَرَنِي أَنْ أَعْتَدَّ فِي بَيْتِ فُلَانٍ. قَالَ: وَكَانَ طَلَّقَهَا طَلَاقًا بَائِنًا (2).

27333 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ - قَالَ: كَتَبْتُ ذَاكَ مِنْ فِيهَا كِتَابًا - قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ رَجُلٍ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ، فَطَلَّقَنِي الْبَتَّةَ، فَأَرْسَلْتُ إِلَى أَهْلِهِ أَبْتَغِي النَّفَقَةَ، فَقَالُوا: لَيْسَ لَكِ عَلَيْنَا (3) نَفَقَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ

(1) في (ظ 2) و (ق) و (م): قال. والمثبت من (ظ 6).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو بكر بن أبي الجَهْم من رجاله، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/ 210، وفي "الكبرى"(5745) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وتحرف اسم ابن أبي الجهم في مطبوع "المجتبى" إلى: ابن حفص.

وأخرجه مطوَّلاً الطيالسي (1645)، ومسلم (1480)(50) -ولم يسق لفظه-، والترمذي (1135)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 5 و 66، والبيهقي 7/ 181، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 139، والمِزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة أبي بكبر بن أبي الجهم) من طرق عن شعبة، به. قال الترمذي: هذا حديث صحيح.

وسلف من طريق سفيان عن أبي بكر بن أبي الجهم برقم (27320).

(3)

في (ظ 6): عليه.

ص: 316

اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ لَكِ عَلَيْهِمْ نَفَقَةٌ، وَعَلَيْكِ الْعِدَّةُ. انْتَقِلِي إِلَى أُمِّ شَرِيكٍ، وَلَا تَفُوتِينِي بِنَفْسِكِ ". ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ أُمَّ شَرِيكٍ يَدْخُلُ عَلَيْهَا إِخْوَتُهَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأوَّلِينَ (1)، انْتَقِلِي إِلَى ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ، فَإِنْ وَضَعْتِ مِنْ ثِيَابِكِ شَيْئًا، لَمْ يَرَ شَيْئًا ". قَالَتْ: فَلَمَّا حَلَلْتُ، خَطَبَنِي مُعَاوِيَةُ وَأَبُو جَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَمَّا مُعَاوِيَةُ، فَعَائِلٌ لَا مَالَ لَهُ (2)، وَأَمَّا أَبُو جَهْمٍ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ لَا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ، أَيْنَ أَنْتُمْ مِنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ " فَكَأَنَّ (3) أَهْلَهَا كَرِهُوا ذَلِكَ، فَقَالَتْ: لَا أَنْكِحُ إِلَّا الَّذِي دَعَانِي إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَكَحَتْهُ (4).

(1) في (م): الأُول.

(2)

في (ظ 6): لاشيء له.

(3)

في (م): وكان.

(4)

حديث صحيح، محمد بن عمرو -وهو ابنُ علقمة بن وقَّاص الليثي- مختلف فيه، وهو حسن الحديث، وقد أخرج له البخاري مقروناً، ومسلم متابعة، وهذه منها، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن سعد 8/ 274 و 275، وابنُ أبي شيبة 4/ 258، ومسلم (1480)(39)، وأبو داود (2287)، والطحاوي 3/ 5 و 66، والطبراني في "الكبير" 24/ (917) و (918) و (919)، والبيهقي 7/ 178 و 472 من طرق عن محمد بن عمرو، به. زاد البيهقي 7/ 472: قال محمد بن عمرو: فحدثني محمد بن إبراهيم أن عائشة كانت تقول: يا فاطمة، اتَّقي الله، فقد عرفتِ من أيِّ شيء كان ذلك. وسيرد إنكار عائشة برقم (27341).

وقد تحرف في مطبوع أبي داود اسم إسماعيل بن جعفر (الراوي عن محمد بن عمرو) إلى: محمد بن جعفر، وجاء في إسناده زيادة:"عن يحيى" بين =

ص: 317

27334 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِى، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ أَخُو بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ أُخْتِ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَمْرِو بْنِ حَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَكَانَ قَدْ طَلَّقَنِي تَطْلِيقَتَيْنِ، ثُمَّ إِنَّهُ سَارَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى الْيَمَنِ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ، فَبَعَثَ إِلَيَّ بِتَطْلِيقَتِي الثَّالِثَةِ، وَكَانَ صَاحِبَ أَمْرِهِ بِالْمَدِينَةِ (1) عَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ. قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهُ: نَفَقَتِي وَسُكْنَايَ؟ فَقَالَ: مَا لَكِ عَلَيْنَا مِنْ نَفَقَةٍ وَلَا سُكْنَى، إِلَّا أَنْ نَتَطَوَّلَ عَلَيْكِ مِنْ عِنْدِنَا بِمَعْرُوفٍ نَصْنَعُهُ. قَالَتْ: فَقُلْتُ: لَئِنْ لَمْ يَكُنْ لِي، مَالِي بِهِ مِنْ (2) حَاجَةٍ. قَالَتْ: فَجِئْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي، وَمَا قَالَ لِي عَيَّاشٌ، فَقَالَ: " صَدَقَ، لَيْسَ (3) لَكِ عَلَيْهِمْ نَفَقَةٌ وَلَا سُكْنَى، وَلَيْسَتْ لَهُ فِيكِ رَدَّةٌ، وَعَلَيْكِ الْعِدَّةُ،

= محمد بن عمرو وأبي سلمة، وهو خطأ، كما هو ظاهر في ذكر المِزِّي لطرق الحديث في "تحفة الأشراف" 12/ 470 أذا أحال رواية أبي داود على رواية مسلم (وكلاهما أخرجه عن قتيبة) فقال: عن إسماعيل بن جعفر، به، لكن محقق "التحفة" استدرك قوله:"عن يحيى" من مطبوع أبي داود، فأقحمه في الإسناد.

وسلف برقم (27327).

وانظر (27100).

(1)

قولها: بالمدينة، ليس في (ظ 6).

(2)

لفظة "من" ليست في (ظ 2).

(3)

في (ظ 6): وليست.

ص: 318

فَانْتَقِلِي إِلَى أُمِّ شَرِيكٍ ابْنَةِ عَمِّكِ، فَكُونِي عِنْدَهَا حَتَّى تَحِلِّي ". قَالَتْ: ثُمَّ قَالَ: " لَا، تِلْكَ امْرَأَةٌ يَزُورُهَا إِخْوَتُهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَلَكِنْ انْتَقِلِي إِلَى ابْنِ عَمِّكِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَإِنَّهُ مَكْفُوفُ الْبَصَرِ، فَكُونِي عِنْدَهُ، فَإِذَا حَلَلْتِ (1)، فَلَا تَفُوِّتِينِي بِنَفْسِكِ ". قَالَتْ: وَاللهِ مَا أَظُنُّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَئِذٍ يُرِيدُنِي إِلَّا لِنَفْسِهِ. قَالَتْ: فَلَمَّا حَلَلْتُ، خَطَبَنِي عَلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، فَزَوَّجَنِيهِ. قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: أَمْلَتْ عَلَيَّ حَدِيثَهَا هَذَا، وَكَتَبْتُهُ بِيَدِي (2).

27335 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا (3) أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ:

(1) في (ظ 6): أحللت.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق -وهو محمد- وقد صرَّح بالتحديث، فانتفت شبهةُ تدليسه، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عمران بن أبي أنس، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري في "الأدب" وهو ثقة. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه مسلم (1480)(37)، والنسائي في "الكبرى"(9243)، والطبراني 24/ (915)، والبيهقي 7/ 471 - 472، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 19/ 143 - 144 من طريق الليث، والطبراني 24/ (916) من طريق عُقيل بن خالد، كلاهما عن عمران بن أبي أنس، به. ليس فيه قصة خطبتها.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 65 من طريق الليث أخبرك أبوك (كذا) عن عمران، به.

وسلف من طريق أخرى عن أبي سلمة برقم (27327).

وانظر (27100).

(3)

في (م): حدثني.

ص: 319

وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، مِثْلَ ذَلِكَ (1).

27336 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ أُخْتَ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ أَخْبَرَتْهُ، وَكَانَتْ عِنْدَ رَجُلٍ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ، فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّهُ طَلَّقَهَا ثَلَاثًا، وَخَرَجَ إِلَى بَعْضِ الْمَغَازِي، وَأَمَرَ وَكِيلًا لَهُ أَنْ يُعْطِيَهَا بَعْضَ النَّفَقَةِ، فَاسْتَقَلَّتْهَا، وَانْطَلَقَتْ إِلَى إِحْدَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ عِنْدَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذِهِ فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ، طَلَّقَهَا فُلَانٌ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا بِبَعْضِ النَّفَقَةِ فَرَدَّتْهَا، وَزَعَمَ أَنَّهُ شَيْءٌ تَطَوَّلَ بِهِ. قَالَ:" صَدَقَ ". فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " انْتَقِلِي إِلَى مَنْزِلِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ (2) - وقَالَ أَبِي: وَقَالَ الْخَفَّافُ: أُمِّ كُلْثُومٍ (3) - فَاعْتَدِّي

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن إسحاق -وهو محمد- لم يُصَرِّح بالسماع من الزُّهري، وقد سلف برقم (27334) من طريق ابن إسحاق حدثني عمران بن أبي أنس، عن أبي سلمة، عن فاطمة.

وسيرد من طريق الزهري عن أبي سلمة برقمي (27341) و (27347).

(2)

كذا في النسخ الخطية وروايةِ المزِّي (وهي من طريق الإمام أحمد): ابن أم مكتوم، والذي في "مصنف" عبد الرزاق، وعند الطبراني (وقد رواه من طريقه): أم مكتوم، دون لفظة "ابن".

(3)

ووقع كذلك: أم كلثوم، في رواية مَخْلد بن يزيد الحراني عند النسائي، كما سيرد في تخريج الحديث.

ص: 320

عِنْدَهَا ". ثُمَّ قَالَ: " لَا، إِنَّ (1) أُمَّ كُلْثُومٍ يَكْثُرُ عُوَّادُهَا، وَلَكِنْ انْتَقِلِي إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَإِنَّهُ أَعْمَى ". فَانْتَقَلَتْ إِلَى عَبْدِ اللهِ، فَاعْتَدَّتْ عِنْدَهُ، حَتَّى انْقَضَتْ عِدَّتُهَا، ثُمَّ خَطَبَهَا أَبُو جَهْمٍ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، فَجَاءَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَسْتَأْمِرُهُ فِيهِمَا، فَقَالَ: " أَبُو جَهْمٍ أَخَافُ عَلَيْكِ قَسْقَاسَتَهُ لِلْعَصَا " - وَقَالَ الْخَفَّافُ: قَصْقَاصَتَهُ (2) لِلْعَصَا - وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ فَرَجُلٌ أَخْلَقُ (3) مِنَ الْمَالِ ". فَتَزَوَّجَتْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ بَعْدَ ذَلِكَ (4).

(1) لفظة: "لا" ليست في (ظ 6)، ولفظة "إن" ليست في (م).

(2)

في (م) وهامش كل من (ظ 2) و (ق): أو قال: أخاف قصقاصته.

(3)

عند عبد الرزاق والنسائي (أملق) وكلاهما صحيح، وقد ذكرهما ابن الأثير في "النهاية".

(4)

حديث صحيح على اختلاف في قوله: ابن أم مكتوم أو أم كلثوم، وهذا إسنادٌ ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن عاصم بن ثابت، فقد تفرَّد بالرواية عنه عطاء، وهو ابن أبي رباح، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابنُ همَّام، وابن جُرَيْج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.

وأخرجه المِزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة عبد الرحمن بن عاصم) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (12021)، ومن طريقه أخرجه الطحاوي 3/ 66، والطبراني 24/ (928)، والحاكم 4/ 55.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/ 207 - 208، وفي "الكبرى"(5739) من طريق مخلد (وهو ابن يزيد الحراني)، عن ابن جريج، به.

وذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 330 أن هذا الحديث (يعني حديث =

ص: 321

27337 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَا عَمْرِو بْنَ حَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ خَرَجَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى الْيَمَنِ، فَأَرْسَلَ إِلَى امرأتِه (1) فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ بِتَطْلِيقَةٍ كَانَتْ بَقِيَتْ مِنْ طَلَاقِهَا، وَأَمَرَ لَهَا الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ بِنَفَقَةٍ، فَقَالَا لَهَا: وَاللهِ مَا لَكِ مِنْ نَفَقَةٍ إِلَّا أَنْ تَكُونِي حَامِلًا، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ قَوْلَهُمَا، فَقَالَ:" لَا، إِلَّا أَنْ تَكُونِي حَامِلًا " وَاسْتَأْذَنَتْهُ فِي الِانْتِقَالِ (2)، فَأَذِنَ لَهَا، فَقَالَتْ: أَيْنَ تَرَى يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " إِلَى ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ " وَكَانَ أَعْمَى، تَضَعُ ثِيَابَهَا عِنْدَهُ، وَلَا يَرَاهَا، فَلَمَّا مَضَتْ عِدَّتُهَا أَنْكَحَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ.

= ابن جريج) أصح من حديث حجاج بن أرطاة، عن عطاء، عن ابن عباس، عن فاطمة بنت قيس. قلنا: يعني السالف برقم (27330).

وانظر (27100).

قوله: "أخاف عليك قسقاسته للعصا" قال ابن الأثير: القسقاسة: العصا، أي أنه يضربها بها، من القسقسة، وهي الحركة والإسراع في المشي، وقيل: أراد كثرة الأسفار، أي: لا حظَّ لك في صحبته، لأنه كثير السفر، قليل المقام، وقيل: أراد قسقسته العصا، أي: تحريكه إياها، فزاد الألف ليفصل بين توالي الحركات.

"أخلق" أي: خِلْوٌ عارٍ.

(1)

قوله: امرأته ليس في (م).

(2)

في (م): للانتقال.

ص: 322

فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا مَرْوَانُ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ يَسْأَلُهَا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَحَدَّثَتْهُ بِهِ، فَقَالَ مَرْوَانُ: لَمْ نَسْمَعْ (1) بِهَذَا الْحَدِيثِ إِلَّا مِنَ امْرَأَةٍ، سَنَأْخُذُ بِالْعِصْمَةِ الَّتِي وَجَدْنَا النَّاسَ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ حِينَ بَلَغَهَا قَوْلُ مَرْوَانَ: بَيْنِي وَبَيْنَكُمُ الْقُرْآنُ، قَالَ اللهُ عز وجل:{لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ} حَتَّى بَلَغَ: {لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} [الطلاق: 1] قَالَتْ: هَذَا لِمَنْ كَانَ لَهُ مُرَاجَعَةٌ، فَأَيُّ أَمْرٍ يُحْدِثُ بَعْدَ الثَّلَاثِ؟ (2).

(1) في (ظ 6): يُسمع.

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (12024)، وفي "تفسيره" للآية الأولى من سورة الطلاق 2/ 297، ومن طريقه أخرجه مسلم (1480)(41)، وأبو داود (2290)، والطبراني 24/ (924)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 472 - 473 و 473، وفي "السنن الصغير" 3/ 189.

وأخرج عبد الرزاق (12025) -ومن طريقه الطبراني 24/ (925) - عن معمر، عن الزُّهري، أخبرني عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عبد الله بن عمرو بن عثمان طلّق -وهو غلام شابّ وهو في إمرة مروان- ابنةَ سعيد بنِ زيد، وأمُّها ابنةُ قيس، فطلَّقها البتَّة، فأرْسَلَتْ إليها خالتُها فاطمة بنتُ قيس، فأمَرَتْها بالانتقال من بيت زوجها عبد الله بنِ عمرو، فسمع ذلك مروانُ، فأرسل إليها، فأمرها أن ترجعَ إلى مسكنها، فسألها: ما حملَها على الانتقال قبل أن تنقضيَ عِدَّتُها؟ فأرسلت تُخْبِرُه أنَّ فاطمة أفْتَتْها بذلك، وأخبَرتْها أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أفتاها بالخروج -أو قال: بالانتقال- حين طلَّقها أبو عمرو بن حفص المخزومي، فأرسل مروانُ قَبيصةَ بنَ ذُؤيب إلى فاطمة يسألها عن ذلك، فأخبرته أنها كانت تحت أبي عمرو بن حفص

ثم ذكر مثله. =

ص: 323

27338 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنَا عَامِرٌ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ أَنَّ زَوْجَهَا طَلَّقَهَا ثَلَاثًا، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَشْكُو إِلَيْهِ، فَلَمْ يَجْعَلْ لَهَا سُكْنَى وَلَا نَفَقَةً.

= وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/ 62 - 63، وفي "الكبرى"(5332) من طريق الزُّبيدي، وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/ 210 - 211، وفي "الكبرى"(5746)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 67، والطبراني في "مسند الشاميين"(3126) من طريق شُعيب بن أبي حمزة، كلاهما عن الزُّهري، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، أن عبد الله بن عمرو بن عثمان طلَّق

بمثل حديث عبد الرزاق والطبراني المذكور آنفاً.

وأخرج مالك 2/ 579 - ومن طريقه الشافعي في "المسند" 2/ 55، والبخاري (5321 - 5322)، وأبو داود (2295)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 68، والبيهقي 7/ 433 - عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن القاسم بن محمد وسليمان بن يسار، أنه سمعهما يذكران أن يحيى بن سعيد بن العاص طلَّق بنت عبد الرحمن بن الحكم، فانتقلها عبد الرحمن، فأرسلت عائشة أمُّ المؤمنين إلى مروان -وهو أمير المدينة-: اتَّقِ اللهَ، وارْدُدْها إلى بيتها. قال مروان:

أو مَا بلغكِ شأنُ فاطمةَ بنتِ قيس؟ قالت: لا يضرُّك أن لا تذكرَ حديثَ فاطمة، فقال مروان بن الحكم: إن كان بكِ شرٌّ فحسبُك ما بين هذين من الشرِّ. قال الحافظ: هذا مصيرٌ من مروان إلى الرجوع عن ردِّ خبر فاطمة، فقد كان أنكرَ ذلك على فاطمةَ بنتِ قيس

فكأنَّ مروانَ أنكر الخروج مطلقاً، ثم رجع إلى الجواز بشرط وجود عارض يقتضي جواز خروجها من منزل الطلاق.

وانظر ما قبله، و (27100).

قال السندي: قوله: وأمر لها، أي: أمر أبو عمرو.

الحارث، بالنصب.

ص: 324

قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: لَا نَدَعُ كِتَابَ اللهِ عز وجل وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم لِقَوْلِ امْرَأَةٍ، لَعَلَّهَا نَسِيَتْ. قَالَ: قَالَ عَامِرٌ: وَحَدَّثَتْنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ فِي بَيْتِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ (1).

27339 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيُّ، أَنَّ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ حَدَّثَهُ أَنَّ بِنْتَ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ وَكَانَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ خَالَتَهَا، وَكَانَتْ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، طَلَّقَهَا ثَلَاثًا، فَبَعَثَتْ إِلَيْهَا خَالَتُهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ، فَنَقَلَتْهَا إِلَى بَيْتِهَا، وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ عَلَى الْمَدِينَةِ. قَالَ قَبِيصَةُ: فَبَعَثَنِي إِلَيْهَا مَرْوَانُ، فَسَأَلْتُهَا: مَا حَمَلَهَا عَلَى أَنْ تُخْرِجَ امْرَأَةً مِنْ بَيْتِهَا قَبْلَ أَنْ تَنْقَضِيَ عِدَّتُهَا؟ قَالَ: فَقَالَتْ: لِأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَنِي بِذَلِكَ. قَالَ: ثُمَّ قَصَّتْ عَلَيَّ حَدِيثَهَا، ثُمَّ قَالَتْ: وَأَنَا أُخَاصِمُكُمْ بِكِتَابِ اللهِ، يَقُولُ اللهُ عز وجل فِي كِتَابِهِ:{إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ}

(1) حديث فاطمة صحيح. عليُّ بن عاصم -وهو الواسطي، وإن كان ضعيفاً- قد توبع. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عامر: هو ابن شَراحيل الشعبي.

وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 3/ 71 من طريق إبراهيم بن طَهْمان، عن حُصين بن عبد الرحمن، به.

وسلف قول عمر في الرواية رقم (27329).

وانظر (27100).

ص: 325

إِلَى: {لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} . ثُمَّ قَالَ اللهُ عز وجل: {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ} الثَّالِثَةَ: {فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} [الطلاق: 1 - 2]، وَاللهِ مَا ذَكَرَ اللهُ بَعْدَ الثَّالِثَةِ حَبْسًا، مَعَ مَا أَمَرَنِي بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى مَرْوَانَ، فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرَهَا، فَقَالَ: حَدِيثُ امْرَأَةٍ، حَدِيثُ امْرَأَةٍ، قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ بِالْمَرْأَةِ، فَرُدَّتْ إِلَى بَيْتِهَا حَتَّى انْقَضَتْ عِدَّتُهَا (1).

27340 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ: أَنَّ زَوْجَهَا طَلَّقَهَا الْبَتَّةَ، فَخَاصَمَتْ (2) فِي السُّكْنَى وَالنَّفَقَةِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَتْ: فَلَمْ يَجْعَلْ سُكْنَى لي (3) وَلَا نَفَقَةً. وَقَالَ: " يَا بِنْتَ آلِ قَيْسٍ، إِنَّمَا

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف؛ ابنُ إسحاق -وهو محمد- مدلِّسٌ، ولم يصرِّح بسماعه من الزُّهري. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه الطبراني 24/ (927) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.

وسلف ذكر القصة في تخريج الحديث (27337).

وانظر (27100).

قال السندي: قولها: ثم قال الله عز وجل: {فإذا بلغنَ أجلهن} الثالثة، أي: التطليقة الثالثة، بأن بقيت هي ما بقيت غيرها.

بعد الثالثة، أي: التطليقة الثالثة.

(2)

في (ظ 2) و (ق) و (م): فخاصمته، والمثبت من (ظ 6).

(3)

لفظة "لي" ليست في (م).

ص: 326

السُّكْنَى وَالنَّفَقَةُ عَلَى مَنْ كَانَتْ لَهُ رَجْعَةٌ " (1).

27341 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ أَبِي عَمْرِو بْنِ حَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، فَطَلَّقَهَا آخِرَ ثَلَاثِ تَطْلِيقَاتٍ، فَزَعَمَتْ أَنَّهَا جَاءَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَفْتَتْهُ فِي خُرُوجِهَا مِنْ بَيْتِهَا، فَأَمَرَهَا أَنْ تَنْتَقِلَ إِلَى بَيْتِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى. فَأَبَى مَرْوَانُ أَنْ يُصَدِّقَ حَدِيثَ فَاطِمَةَ فِي خُرُوجِ الْمُطَلَّقَةِ مِنْ بَيْتِهَا، وَقَالَ عُرْوَةُ: أَنْكَرَتْ عَائِشَةُ ذَلِكَ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ (2).

(1) حديث صحيح دون قوله: "يا بنتَ آلِ قَيْس، إنَّما السُّكْنى والنفقة على من كانت له رجعة". وقد فصَّلْنا القولَ فيه في الرواية (27100). مجالد -وهو ابن سعيد- تُوبع، وهُشيم -وهو ابن بَشير، وإن لم يصرح بالسماع- توبع كذلك.

وأخرجه الطبراني 24/ (936) من طريق حماد بن زيد و (937) من طريق شعبة، كلاهما عن مجالد، بهذا الإسناد.

وسيرد من طريق هشيم، عن مجالد وآخرين برقم (27342).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجَّاج: هو ابن محمد المصيصي.

وأخرجه مسلم (1480)(40)، وأبو داود (2289)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 208، وفي "الكبرى"(5740)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 66 و 69، وابن حبان (4289)، والبيهقي 7/ 432 و 472، وابنُ عبد البَرّ في "الاستذكار" 18/ 70، وفي "التمهيد" 19/ 140 من طرق، عن لَيْث، به. =

ص: 327

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه مسلم (1480)(40) كذلك، والطبراني في "الكبير" 24/ (912)، والبيهقي 7/ 432 من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح بن كَيْسان، عن الزهري، به.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/ 74، وفي "الكبرى"(5351) من طريق ابن أبي ذئب، والطبراني 24/ (911) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، كلاهما عن الزُّهري، به. قرن النسائي بالزُّهري يزيدَ بنَ عبد الله بن قُسَيْط.

وأخرجه الطبراني 24/ (914)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 6 و 66، من طريق ابن أبي ذِئْب، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن أبي سَلَمة، به، قرنا بأبي سلمة محمدَ بنَ عبد الرحمن بن ثَوْبان، وقرن الطبراني بالحارث يزيدَ بنَ عبد الله بن قُسَيْط.

وأخرجه النسائي كذلك من طريق ابن أبي ذئب (جمعه إلى الطريق السالفة) عن الحارث بن عبد الرحمن، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن فاطمة، به.

وأما إنكار عائشة ذلك على فاطمة بنت قيس:

فقد أخرج البخاري (5325 - 5326)، ومسلم (1481)(54)، وأبو داود (2293)، والبيهقي 7/ 432 من طريق سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، قال: قال عروة بن الزبير لعائشة: ألم ترينَ إلى فلانة بنت الحكم، طلَّقها زوجها البتَّة، فخرجت، فقالت: بئس ما صَنَعَتْ. قال: ألم تسمعي قول فاطمة؟! قالت: أما إنه ليس لها خير في ذكر هذا الحديث.

وأخرج البخاري (5323 - 5324)، ومسلم (1481) من طريق شعبة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 69 من طريق بشر بن عمر، كلاهما عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، أنها قالت: ما لفاطمة؟ ألا تتقي اللهَ في قولها: لا سُكْنى ولا نَفَقَة؟

وأخرج مسلم (1481)(52)، والبيهقي 7/ 432 - 433 من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، قال: تزوَّج يحيى بنُ سعيد بن العاص بنتَ عبد الرحمن بن =

ص: 328

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الحكم، فطلَّقها، فأخرجَها من عنده، فعابَ ذلك عليهم عروة، فقالوا: إن فاطمة قد خرجت. قال عروة: فأتيتُ عائشةَ، فأخبرتُها بذلك، فقالت: ما لفاطمةَ بنت قيس خيرٌ في أن تذكر هذا الحديث.

وقد ذكرنا حديثاً آخر في قصة مروان في الرواية (27337).

وقد وردت روايات تبيِّنُ سببَ تحوّلها:

فأخرج مسلم (1482)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 208، وفي "الكبرى"(5741)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 72، والطبراني 24/ (908)، والبيهقي 7/ 433 من طريق حفص بن غياث، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن فاطمة بنت قيس، قالت: قلت: يا رسول الله، زوجي طلَّقني ثلاثاً، وأخاف أن يُقتحم علي، فأمَرَها، فتحوَّلَتْ.

وعلَّق البخاريُّ في "الصحيح" بإثر (5325 - 5326) عن ابن أبي الزِّناد -ووصله أبو داود (2292)، وابن ماجه (2032)، والحاكم 4/ 55، والبيهقي 7/ 433 - عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: عابت عائشةُ أشدَّ العيب، وقالت: إن فاطمةَ كانت في مكانٍ وَحْش [أي: خالٍ قَفْرٍ]، فخيف على ناحيتها، فلذلك أرخصَ لها النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرج الشافعي 2/ 55، والبيهقي 7/ 433 من طريق عمرو بن ميمون، وأبو داود (2296) من طريق جعفر بن بُرْقان، كلاهما عن ميمون بن مهران (واللفظ لأبي داود) قال: قدمتُ المدينة، فدُفِعتُ إلى سعيد بن المسيِّب، فقلت: فاطمة بنت قيس طُلِّقَتْ، فخرجت من بيتها، فقال سعيد: تلك امرأةٌ فتنتِ الناسَ، إنها كانت لَسِنَةً، فوُضعت على يدي ابنِ أمِّ مكتوم الأعمى.

وأخرج أبو داود (2294)، والبيهقي 7/ 433 من طريق يحيى بن سعيد، عن سليمان بن يسار في خروج فاطمة قال: إنما كان ذلك من سوء الخلق.

وقد ردَّ صاحب "المفهم" 4/ 269 - 270 هذا الكلام، وقال: إنما أذِنَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لفاطمةَ أن تخرج من البيت الذي طلقت فيه

من أنها خافت على نفسها من عورة منزلها، وفيه دليل على أن المعتدَّة تنتقل لأجل الضرورة، وهذا أولى =

ص: 329

27342 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، وَحُصَيْنٌ، وَمُغِيرَةُ، وَأَشْعَثُ، وَابْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَدَاوُدُ، وَحَدَّثَنَاهُ مُجَالِدٌ، وَإِسْمَاعِيلُ (1) - يَعْنِي ابْنَ سَالِمٍ - عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، فَسَأَلْتُهَا عَنْ قَضَاءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهَا. فَقَالَتْ: طَلَّقَهَا زَوْجُهَا الْبَتَّةَ. قَالَتْ: فَخَاصَمْتُهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي السُّكْنَى وَالنَّفَقَةِ. قَالَتْ: فَلَمْ يَجْعَلْ لِي سُكْنَى وَلَا نَفَقَةً، وَأَمَرَنِي أَنْ أَعْتَدَّ فِي بَيْتِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ (2).

= من قول من قال: إنها كانت لَسِنةً تُؤذي زوجَها وأحماءَها بلسانها، فإن هذه الصفة لا تليقُ بمن اختارَها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لِحبِّه ابنِ حبِّه، وتواردت رغباتُ الصحابة عليها حين انقضت عِدَّتها، ولو كانت على مثل تلك الحال، لكان ينبغي ألا يُرغبَ فيها، ولا يُحرَصَ عليها أيضاً، فلم يثبت بذلك نقلٌ مسندٌ صحيح

وانظر تتمة كلامه، فإنه نفيس.

وسلف برقمي: (27335) و (27327).

وانظر (27100).

(1)

في (م): أو إسماعيل.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أشعث -وهو ابن سوَّار- ومجالد -وهو ابن سعيد- توبعا، وداود -وهو ابن أبي هند- وإسماعيل بن سالم -وهو الأسدي- من رجال مسلم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هُشيم: هو ابنُ بشير، وسيَّار: هو أبو الحَكَم، وحُصين: هو ابنُ عبد الرحمن السُّلَمي، ومُغيرة: هو ابن مِقْسم الضَّبي، وابنُ أبي خالد: هو إسماعيل، والشعبي: هو عامر بنُ شَراحيل.

وأخرجه ابن حزم في "المحلى" 10/ 282، والبيهقي في "السنن" 3/ 473 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه سعيد بنُ منصور في "السنن"(1357)، ومسلم (1480)(42) =

ص: 330

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والترمذي بإثر (1180)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 208 - 209، وفي "الكبرى"(5742)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 64، وابنُ حبان (4252)، والطبراني في "الكبير" 24/ (938)، والدارقطني في "سننه" 4/ 23 - 24 و 24 من طريق هُشيم به. قال الترمذي: هذا حديث حسنٌ صحيح.

قلنا: وقد بيَّن سعيد بنُ منصور في روايته (ومن طريقه الطحاوي) لفظَ مجالد عن لفظ الجماعة، فقال آخر الحديث: قال مجالد في حديثه: "يا بنتَ آلِ قيس، إنَّما السُّكْنى والنفقةُ على من له الرَّجْعة". وقد أدرجَ يعقوبُ بن إبراهيم الدورقيُّ عند الدارقطني لفظَ مجالد ضمن حديث الجماعة، فأتبعَ الدارقطني روايتَه برواية الحسن بنِ عرفة الذي بيَّن لفظ مجالد، فقال في آخره: قال هُشيم: قال مجالد في حديثه: "إنَّما السُّكْنَى والنفقة لمن كان لها على زوجها رجعة". وانظر تفصيل القول في الرواية (27100).

وأخرجه ابن منصور (1356)، وابن عبد البَرّ في "التمهيد" 19/ 144 - 145 من طريق هُشيم، عن سيَّار أبي الحَكَم، عن الشعبي، به. ولفظه: أنها أَتَتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فجعلَ لها السُّكْنَى والنَّفَقَةَ، فقيل له: أنه طلَّقها ثلاثاً، فقال:"لا سُكْنَى ولا نفقة"، وأمرها أن تعتدَّ في بيت ابنِ أمِّ مَكْتوم.

وأخرجه الطيالسي (1646)، ومسلم (1480)(43) و (2942)(120)، والطبراني 24/ (939) و (968)، والبغوي في "شرح السنة"(4269)، من طريق قُرَّة بن خالد، عن سيَّار أبي الحَكَم، عن الشَّعبيِّ، به. وفيه ذكر قصة الجسَّاسة، غير رواية مسلم (1480)، والطبراني (939).

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 149، والترمذي (1180)، وابنُ ماجه (2036)، وابنُ حبان (4251)، والطبراني 24/ (953)، وابنُ الأثير في "أُسْد الغابة"(في ترجمة فاطمة) من طريق جرير، والطبراني 24/ (952) من طريق حسن بن صالح، كلاهما عن مغيرة، عن الشعبي، به. زاد الترمذي: قال مغيرة: فذكرتُه لإبراهيم، فقال: قال عمر: لا نَدَعُ كتابَ ربِّنا وسنَّةَ نبيِّنا صلى الله عليه وسلم لقول امرأة، لا ندري أَحَفِظَتْ أَمْ نَسِيَتْ. وكان عمر يجعل لها السُّكْنى والنفقة. وسلف قول =

ص: 331

27343 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا فِي عِدَّتِهَا:" لَا تَنْكِحِي حَتَّى تُعْلِمِينِي "(1).

27344 -

حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ، قَالَتْ: طَلَّقَنِي زَوْجِي ثَلَاثًا، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَجْعَلْ لِي سُكْنَى وَلَا نَفَقَةً، وَقَالَ:" إِنَّمَا السُّكْنَى وَالنَّفَقَةُ لِمَنْ كَانَ لِزَوْجِهَا عَلَيْهَا رَجْعَةٌ ". وَأَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ عِنْدَ ابْنِ

= عمر برقمي (27329) و (27338).

وسلف مطولاً من طريق مجالد عن الشعبي برقم (27100).

(1)

حديث صحيح. مُجالد -وهو ابن سعيد، وإن كان ضعيفاً- تُوبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عامر: هو الشَّعبي.

وأخرجه الطحاوي 3/ 6 من طريق يحيى، بهذا الإسناد، ولفظه: أن رجلاً من قريش خطبَها، فأَتَتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"ألا أُزَوِّجُكِ رجلاً أُحِبُّه؟ " قالت: بلى، فزوَّجَها أسامةَ.

وقوله: "لا تنكحي حتى تُعْلِميني" ورد نحوُه بطرق متعددة. فعند مسلم (1480)(38): وأرسل إليها أن لا تسبقيني بنفسك، وسلف الحديث برقم (27320) وفيه:"فإذا انقضت عِدَّتُك، فآذنيني"، وإسناده صحيح على شرط مسلم. وبرقم (27327) وفيه:"فإذا حللت فآذِنيني"، وإسناده صحيح على شرط الشيخين، ووقع في رواية محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة (27333):"ولا تُفوِّتيني بنفسك" وكذلك وقع في رواية ابن إسحاق، عن عمران، عن أبي سلمة (27334):"فإذا حللتِ، فلا تُفَوِّتيني بنفسك". قالت: واللهِ ما أظنُّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم حينئذٍ يريدُني إلا لنفسه.

ص: 332

أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى (1).

27345 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ، قَالَتْ: طَلَّقَنِي زَوْجِي ثَلَاثًا، فَأَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَعْتَدَّ فِي بَيْتِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ (2).

27346 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ - يَعْنِي السَّبِيعِيَّ - عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، قَالَتْ: طَلَّقَنِي زَوْجِي ثَلَاثًا، فَأَرَدْتُ النُّقْلَةَ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" انْتَقِلِي إِلَى بَيْتِ ابْنِ عَمِّكِ عَمْرِو ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَاعْتَدِّي عِنْدَهُ "(3).

(1) حديث صحيح دون قوله: "إنَّما السُّكْنَى والنفقةُ لمن كان لزوجها عليها رَجْعة" فقد سلف الكلام عليها في الرواية السالفة برقم (27100)، فانظرها.

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر (27323)، غير شيخ أحمد، فهو هنا يزيد بن هارون.

وأخرجه ابن سعد 8/ 275 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. عمار بن رُزَيْق، وإن سمع من أبي إسحاق بعد اختلاطه إلا أن مسلماً انتقى له هذا الحديث، وهو من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه مسلم (1480)(45)، والطبراني 24/ (954)، والدارقطني في "السنن" 4/ 25 - 26، والبيهقي 7/ 431 من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. زاد الدارقطني والبيهقي بعده: قال أبو إسحاق: فلما حدَّث به الشعبيُّ، حَصَبَهُ الأسود، وقال: ويحك! تُحدِّثُ -أو تُفْتي- بمثل هذا؟ قد أتَتْ عمرَ، فقال: =

ص: 333

27347 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ أَبِي عَمْرِو بْنِ حَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، فَطَلَّقَهَا آخِرَ ثَلَاثِ تَطْلِيقَاتٍ، فَزَعَمَتْ أَنَّهَا جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَفْتَتْهُ فِي خُرُوجِهَا مِنْ بَيْتِهَا، فَأَمَرَهَا أَنْ تَنْتَقِلَ إِلَى بَيْتِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى، فَأَبَى مَرْوَانُ إِلَّا أَنْ يَتَّهِمَ حَدِيثَ فَاطِمَةَ فِي خُرُوجِ الْمُطَلَّقَةِ مِنْ بَيْتِهَا، وَزَعَمَ عُرْوَةُ، قَالَ: قَالَ فَأَنْكَرَتْ ذَلِكَ عَائِشَةُ عَلَى فَاطِمَةَ (1).

= إن جئتِ بشاهدَيْنِ يشهدانِ أنهما سمعاه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا لم نتركْ كتابَ الله لقولِ امرأة {لا تُخْرِجُوهُنَّ من بُيُوتهِنَّ ولا يَخْرُجْنَ} قال الدارقطني: ولم يقل فيه: وسنة نبينا.

قلنا: وأخرج مسلم (1480)(46) قصة الشعبي مع الأسود من طريق أبي أحمد الزبيري، عن عمار بن رُزَيْق، عن أبي إسحاق، قال: كنت مع الأسود

وذكره. وفيه قول عمر: لا نتركُ كتابَ الله وسنة نبينا لقول امرأة. ثم ذكر الدارقطني أن لفظة: "وسنَّة نبينا" لا تثبت، وقال: يحيى بن آدم أحفظُ من أبي أحمد الزبيري، وأثبتُ منه، واللهُ أعلم، وقد تابعه قَبيصةُ بنُ عقبة: حدثنا به عبد الله بن محمد بن أبي سعيد، حدثنا السَّريُّ بنُ يحيى، حدثنا قبيصة، حدثنا عمار رُزَيق، عن أبي إسحاق، مثل قول يحيى بن آدم سواء.

قلنا: وسلف كلام عمر في الروايتين (27329) و (27338).

وانظر (27100).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. رَوْح: هو ابنُ عُبادة.

وأخرجه عبد الرزاق (12022) و (12023) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 24/ (909)، وأخرجه الدارقطني في "السنن" 4/ 29 - من طريق حجَّاج، كلاهما (عبد الرزاق وحجاج) عن ابن جُرَيْج، به. =

ص: 334

27348 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، حَدَّثَنَا (1) عَامِرٍ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَأَتَيْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ، فَحَدَّثَتْنِي أَنَّ زَوْجَهَا طَلَّقَهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَرِيَّةٍ. فَقَالَ لِي أَخُوهُ: اخْرُجِي مِنَ الدَّارِ، فَقُلْتُ: إِنَّ لِي نَفَقَةً وَسُكْنَى حَتَّى يَحِلَّ الْأَجَلُ، قَالَ: لَا. قَالَتْ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: إِنَّ فُلَانًا طَلَّقَنِي. وَإِنَّ أَخَاهُ أَخْرَجَنِي، وَمَنَعَنِي السُّكْنَى وَالنَّفَقَةَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَقَالَ:" مَا لَكَ وَلِابْنَةِ آلِ قَيْسٍ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَخِي طَلَّقَهَا ثَلَاثًا جَمِيعًا. قَالَتْ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " انْظُرِي يَا (2) بِنْتَ آلِ قَيْسٍ، إِنَّمَا النَّفَقَةُ وَالسُّكْنَى لِلْمَرْأَةِ عَلَى زَوْجِهَا مَا كَانَتْ لَهُ عَلَيْهَا رَجْعَةٌ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ عَلَيْهَا رَجْعَةٌ، فَلَا نَفَقَةَ وَلَا سُكْنَى، اخْرُجِي فَانْزِلِي عَلَى فُلَانَةَ ". ثُمَّ قَالَ: " إِنَّهَا (3) يُتَحَدَّثُ إِلَيْهَا، انْزِلِي عِنْدَ (4) ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَإِنَّهُ أَعْمَى، لَا يَرَاكِ ". ثُمَّ قَالَ: " لَا تَنْكِحِي حَتَّى أَكُونَ أَنَا أُنْكِحُكِ " قَالَتْ: فَخَطَبَنِي رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَسْتَأْمِرُهُ، فَقَالَ:" أَلَا تَنْكِحِينَ مَنْ هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ؟ "، فَقُلْتُ: بَلَى يَا

= وقد سلف برقم (27341) وفصَّلنا القولَ في إنكار عائشة هناك.

(1)

في (م): عن.

(2)

في (م): أي.

(3)

في (م): إنه.

(4)

في (ظ 6): على.

ص: 335

رَسُولَ اللهِ، فَأَنْكِحْنِي مَنْ أَحْبَبْتَ، قَالَتْ: فَأَنْكَحَنِي مِنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ (1).

27349 -

قَالَ: فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَخْرُجَ، قَالَتْ: اجْلِسْ حَتَّى أُحَدِّثَكَ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا مِنَ الْأَيَّامِ فَصَلَّى صَلَاةَ الْهَاجِرَةِ، ثُمَّ قَعَدَ، فَفَزِعَ النَّاسُ، فَقَالَ: " اجْلِسُوا أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنِّي لَمْ أَقُمْ مَقَامِي هَذَا لِفَزَعٍ، وَلَكِنَّ تَمِيمًا (2) الدَّارِيَّ أَتَانِي، فَأَخْبَرَنِي خَبَرًا مَنَعَنِي مِنَ الْقَيْلُولَةِ، مِنَ الْفَرَحِ وَقُرَّةِ الْعَيْنِ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَنْشُرَ عَلَيْكُمْ فَرَحَ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم، أَخْبَرَنِي أَنَّ رَهْطًا مِنْ بَنِي عَمِّهِ رَكِبُوا الْبَحْرَ، فَأَصَابَتْهُمْ رِيحٌ عَاصِفٌ، فَأَلْجَأَتْهُمُ الرِّيحُ إِلَى جَزِيرَةٍ لَا يَعْرِفُونَهَا، فَقَعَدُوا فِي قُوَيْرِبِ سَفِينَةٍ حَتَّى خَرَجُوا إِلَى الْجَزِيرَةِ، فَإِذَا هُمْ بِشَيْءٍ أَهْلَبَ كَثِيرِ الشَّعْرِ، لَا يَدْرُونَ أَرَجُلٌ هُوَ أَوْ (3) امْرَأَةٌ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ، فَرَدَّ عليهم السلام، فَقَالُوا: أَلَا تُخْبِرُنَا؟ فَقَالَ: مَا أَنَا بِمُخْبِرِكُمْ، وَلَا مُسْتَخْبِرِكُمْ (4)، وَلَكِنَّ هَذَا الدَّيْرَ قَدْ رَهِقْتُمُوهُ، فَفِيهِ مَنْ هُوَ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالْأَشْوَاقِ أَنْ يُخْبِرَكُمْ

(1) حديث صحيح دون قوله: "إنما النَّفَقَةُ والسُّكْنى للمرأة على زوجها ما كانت عليه رجعة" وهو مكرر (27100) سنداً ومتناً، وانظر تفصيل القول فيه هناك.

(2)

في النسخ الخطية: تميم، والمثبت من (م).

(3)

في (ظ 6): أم.

(4)

في (ظ 6): بمستخبركم.

ص: 336

وَيَسْتَخْبِرَكُمْ. قَالَ (1): قُلْنَا: مَا (2) أَنْتَ؟ قَالَتْ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ، فَانْطَلَقُوا حَتَّى أَتَوْا الدَّيْرَ، فَإِذَا هُمْ بِرَجُلٍ مُوثَقٍ شَدِيدِ الْوَثَاقِ، مُظْهِرٍ الْحُزْنَ، كَثِيرِ التَّشَكِّي، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: مَنْ (3) أَنْتُمْ؟ قَالُوا: مِنَ الْعَرَبِ، قَالَ: مَا فَعَلَتِ الْعَرَبُ، أَخَرَجَ نَبِيُّهُمْ بَعْدُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا فَعَلُوا؟ (4) قَالُوا: خَيْرًا، آمَنُوا بِهِ، وَصَدَّقُوهُ، قَالَ: ذَلِكَ خَيْرٌ لَهُمْ، وَكَانَ لَهُ عَدُوٌّ، فَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِمْ، قَالَ: فالْعَرَبُ الْيَوْمَ إِلَهُهُمْ وَاحِدٌ، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ، وَكَلِمَتُهُمْ وَاحِدَةٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا فَعَلَتْ عَيْنُ زُغَرَ؟ قَالَ: قَالُوا: صَالِحَةٌ يَشْرَبُ مِنْهَا أَهْلُهَا لِشَفَتِهِمْ (5)، وَيَسْقُونَ مِنْهَا زَرْعَهُمْ، قَالَ: فَمَا فَعَلَ نَخْلٌ بَيْنَ عَمَّانَ وَبَيْسَانَ؟ قَالُوا: صَالِحٌ يُطْعِمُ جَنَاهُ كُلَّ عَامٍ، قَالَ: فَمَا فَعَلَتْ بُحَيْرَةُ الطَّبَرِيَّةِ؟ قَالُوا: مَلْأَى، قَالَ: فَزَفَرَ، ثُمَّ زَفَرَ، ثُمَّ زَفَرَ، ثُمَّ حَلَفَ: لَوْ خَرَجْتُ مِنْ مَكَانِي هَذَا، مَا تَرَكْتُ أَرْضًا مِنْ أَرْضِ اللهِ إِلَّا وَطِئْتُهَا، غَيْرَ طَيْبَةَ، لَيْسَ لِي عَلَيْهَا سُلْطَانٌ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِلَى هَذَا انْتَهَى فَرَحِي - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (6) - إِنَّ طَيْبَةَ الْمَدِينَةُ، إِنَّ اللهَ عَزَّ

(1) في (م): قالوا.

(2)

في (ظ 6): من.

(3)

في (ظ 6): ممن.

(4)

في (م): فما فعلت العرب.

(5)

في (ظ 6): بشفتهم.

(6)

في (ظ 6): مرار.

ص: 337

وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الدَّجَّالِ أَنْ يَدْخُلَهَا "، ثُمَّ حَلَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، مَا لَهَا طَرِيقٌ ضَيِّقٌ (1)، وَلَا وَاسِعٌ، فِي سَهْلٍ وَلَا جَبَلٍ (2)، إِلَّا عَلَيْهِ مَلَكٌ شَاهِرٌ بِالسَّيْفِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، مَا يَسْتَطِيعُ الدَّجَّالُ أَنْ يَدْخُلَهَا عَلَى أَهْلِهَا ". قَالَ عَامِرٌ: فَلَقِيتُ الْمُحْرَّرَ بْنَ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَحَدَّثْتُهُ بِحَدِيثِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، فَقَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي أَنَّهُ حَدَّثَنِي كَمَا حَدَّثَتْكَ فَاطِمَةُ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهُ فِي نَحْوِ الْمَشْرِقِ ". قَالَ: ثُمَّ لَقِيتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، فَذَكَرْتُ لَهُ حَدِيثَ فَاطِمَةَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ عَلَى عَائِشَةَ أَنَّهَا حَدَّثَتْنِي كَمَا حَدَّثَتْكَ فَاطِمَةُ، غَيْرَ أَنَّهَا قَالَتْ:" الْحَرَمَانِ عَلَيْهِ حَرَامٌ: مَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ "(3).

27350 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ مُسْرِعًا، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، وَنُودِيَ فِي النَّاسِ: الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ، فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي لَمْ أَدْعُكُمْ لِرَغْبَةٍ وَلَا لِرَهْبَةٍ، وَلَكِنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ أَخْبَرَنِي أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ رَكِبُوا الْبَحْرَ، فَقَذَفَ بِهِمُ (4) الرِّيحُ إِلَى جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ، فَإِذَا هُمْ

(1) في (ظ 2) و (ق): لا ضيق.

(2)

في (ظ 2) و (ق): ولا في جبل.

(3)

حديث صحيح، إسناده إسناد سابقه، وهو مكرر (27101) سنداً ومتناً.

(4)

في (ظ 6): فقذفتهم، وهي نسخة في (ظ 2) و (ق).

ص: 338

بِدَابَّةٍ أَشْعَرَ، لَا يُدْرَى ذَكَرٌ هُوَ أَوْ أُنْثَى، لِكَثْرَةِ شَعْرِهِ، فَقَالُوا: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَتْ: أَنَا الْجَسَّاسَةَ، فَقَالُوا: فَأَخْبِرِينَا، فَقَالَتْ: مَا أَنَا بِمُخْبِرَتِكُمْ وَلَا مُسْتَخْبِرَتِكُمْ (1)، وَلَكِنْ فِي هَذَا الدَّيْرِ رَجُلٌ فَقِيرٌ إِلَى أَنْ يُخْبِرَكُمْ، وَإِلَى أَنْ يَسْتَخْبِرَكُمْ، فَدَخَلُوا الدَّيْرَ، فَإِذَا هُوَ (2) رَجُلٌ أَعْوَرُ مُصَفَّدٌ فِي الْحَدِيدِ، فَقَالَ: مَنْ (3) أَنْتُمْ؟ فقَالُوا (4): نَحْنُ الْعَرَبُ، فَقَالَ: هَلْ بُعِثَ فِيكُمُ النَّبِيُّ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَهَلْ اتَّبَعَهُ الْعَرَبُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ، قَالَ: فَمَا فَعَلَتْ فَارِسُ؟ هَلْ ظَهَرَ عَلَيْهَا؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: أَمَا إِنَّهُ سَيَظْهَرُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: فَمَا (5) فَعَلَتْ عَيْنُ زُغَرَ؟ قَالُوا: هِيَ تَدْفُقُ مَلْأَى. قَالَ: فَمَا فَعَلَ نَخْلُ بَيْسَانَ؟ هَلْ أَطْعَمَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، أَوَائِلُهُ. قَالَ: فَوَثَبَ وَثْبَةً حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيَفْلِتُ، فَقُلْنَا: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ (6): أَنَا الدَّجَّالُ، أَمَا إِنِّي سَأَطَأُ الْأَرْضَ كُلَّهَا غَيْرَ مَكَّةَ، وَطَيْبَةَ ". فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَبْشِرُوا مَعَاشِرَ (7) الْمُسْلِمِينَ، هَذِهِ طَيْبَةُ لَا يَدْخُلُهَا "(8).

(1) في (ظ 6): بمستخبرتكم.

(2)

كلمة "هو" ليست في (ظ 6).

(3)

في (ظ 6): ممن.

(4)

في (م): قَالُوا.

(5)

في (م): ما.

(6)

في النسخ الخطية: قال، والمثبت من (م).

(7)

في (ظ 2): معشر.

(8)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (27102) سنداً ومتناً.

ص: 339

‌حَدِيثُ امْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ

27351 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ جَامِعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَهِيَ حَيَّةٌ الْيَوْمَ، إِنْ شِئْتَ أَدْخَلْتُكَ عَلَيْهَا، قُلْتُ: لَا، قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَأَنَّهُ غَضْبَانُ، فَاسْتَتَرْتُ بِكُمِّ دِرْعِي، فَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ لَمْ أَفْهَمْهُ، فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، كَأَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَضْبَانَ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، أَوَمَا سَمِعْتِيهِ، قَالَتْ: قُلْتُ (1): وَمَا قَالَ؟ قَالَتْ: قَالَ: " إِنَّ السُّوءَ إِذَا فَشَا فِي الْأَرْضِ، فَلَمْ يُتَنَاهَ عَنْهُ، أَنْزَلَ اللهُ عز وجل بَأْسَهُ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ ". قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَفِيهِمُ الصَّالِحُونَ؟! قَالَ:" نَعَمْ، وَفِيهِمُ الصَّالِحُونَ، يُصِيبُهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ، ثُمَّ يَقْبِضُهُمُ اللهُ عز وجل إِلَى مَغْفِرَتِهِ وَرَحْمَتِهِ - أَوْ: إِلَى رَحْمَتِهِ وَمَغْفِرَتِهِ - (2) "(3).

(1) في (ظ 6): قالت: نعم، قال: أوما سمعتيه قال ما قال؟ قلت.

(2)

قوله: "أو إلى رحمته ومغفرته" ليس في (ظ 2) و (ق).

(3)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (26527) سنداً ومتناً.

ص: 340

‌حَدِيثُ عَمَّةِ حُصَيْنِ بْنِ مِحْصَنٍ

27352 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (1). وَيَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ مِحْصَنٍ، أَنَّ عَمَّةً لَهُ أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي حَاجَةٍ، فَفَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا، فَقَالَ لَهَا:" أَذَاتُ زَوْجٍ أَنْتِ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ:" فَأَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ؟ " - قَالَ يَعْلَى: " فَكَيْفَ أَنْتِ لَهُ؟ " - قَالَتْ: مَا آلُوهُ إِلَّا مَا عَجَزْتُ عَنْهُ، قَالَ:" انْظُرِي أَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ، فَإِنَّهُ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ "(2).

(1) وقع في (ظ 2) و (ق) و (م): حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا يحيى بن سعيد، والمثبت من (ظ 6) و"أطراف المسند" 9/ 481، وهو الأشبه، ورواية يزيد بن هارون سلفت برقم (19003).

(2)

إسناده محتمل للتحسين، وهو مكرر (19003) سنداً ومتناً، إلا أن الإمام أحمد رواه هنا عن يحيى بن سعيد القطان، ويعلى بنِ عُبيد الطنافسي، وشيخهما هو يحيى بن سعيد الأنصاري.

وأخرجه ابن سعد 8/ 459، والنسائي في "الكبرى"(8965) -وهو في "عشرة النساء"(79) - من طريق يعلى بن عبيد الطنافسي، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8966) -وهو في "عشرة النساء"(80) - من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن الأنصاري، به.

ونزيد على تخريجه في مكرره (19003) أنه:

أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(في ترجمة عمة حصين) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (355)، وابن أبي شيبة 4/ 304، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3357)، والبيهقي في "الآداب"(58)، وفي "السنن" =

ص: 341

‌حَدِيثُ أُمِّ مَالِكٍ الْبَهْزِيَّةِ

(1)

27353 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُلَيْمٍ - قَالَ: حَدَّثَنِي طَاووُسٌ، عَنْ أُمِّ مَالِكٍ الْبَهْزِيَّةِ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خَيْرُ النَّاسِ فِي الْفِتْنَةِ رَجُلٌ مُعْتَزِلٌ فِي مَالِهِ، يَعْبُدُ رَبَّهُ، وَيُؤَدِّي حَقَّهُ، وَرَجُلٌ آخِذٌ بِرَأْسِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، يُخِيفُهُمْ وَيُخِيفُونَهُ "(2).

= 7/ 291، والمِزِّي في "تهذيبه"(في ترجمة حصين بن محصن) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.

قال السندي: قولها: ما آلوه، أي: ما أقصِّرُ في أمره.

(1)

أمِّ مالك البَهْزِيَّة: ذكرها الحافظ في "الإصابة" وأورد لها هذا الحيث.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف لَيْث بن أبي سُلَيم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابية الحديث، فقد روى لها الترمذي.

ثم إنه قد اختلف فيه على طاووس:

فرواه عبد الواحد بنُ زياد -كما في هذه الرواية، وعند الطبراني في "الكبير" 25/ (360) - وخالد بنُ عبد الله وجرير بنُ عبد الحميد -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (361) و (362) - ثلاثتُهم عن لَيْث بن أبي سُلَيم، عن طاووس، -وهو ابن كيسان- به.

ورواه عبد الوارث بنُ سعيد -فيما أخرجه الترمذي (2177)، ومن طريقه ابن الأثير (ترجمة أم مالك) - عن محمد بن جحادة، عن رجل، عن طاووس، عن أم مالك. قال الترمذي: هذا حديث حسنٌ غريب من هذا الوجه، وقد رواه الليث بن أبي سليم، عن طاووس، عن أم مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم. =

ص: 342

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ورواه عبد الرزاق -كما في "مصنفه"(20760) - وعبد الله بن المبارك -فيما أخرجه أبو عمرو الداني في "الفتن وغوائلها"(157) - كلاهما عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

وهذا مرسل.

ورواه عبد الرزاق كذلك -فيما أخرجه الحاكم 4/ 446 و 464 - عن معمر، عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1262) و (3507) من طريق سويد بن عبد العزيز، عن النعمان بن المنذر، عن مكحول، عن أم مالك، سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أعظم الناس اجراً؟ قال: رجل

قلنا: وسويد بن عبد العزيز ضعيف.

وله شواهد من أحاديث ابن عباس وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري، سلفت على التوالي بالأرقام (2116) و (9142) و (11032)، وأسانيدها صحيحة.

وعن أم مبشّر عند الطبراني في "الكبير" 25/ (271) وفيه عنعنة ابن إسحاق.

ص: 343

‌حَدِيثُ أُمِّ حَكِيمٍ بِنْتِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ

(1)(2)

27354 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ صَالِحًا - يَعْنِي أَبَا الْخَلِيلِ - حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، أَنَّ أُمَّ حَكِيمٍ بِنْتَ الزُّبَيْرِ حَدَّثَتْهُ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ، فَنَهَسَ مِنْ كَتِفٍ عِنْدَهَا، ثُمَّ صَلَّى، وَمَا تَوَضَّأَ مِنْ ذَلِكَ (3).

27355 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ أُمِّ حَكِيمٍ بِنْتِ الزُّبَيْرِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى أُخْتِهَا ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ، فَنَهَسَ مِنْ كَتِفٍ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (4).

قَالَ أَبِي: وقَالَ الْخَفَّافُ: هِيَ أُمُّ الْحَكَمِ (5) بِنْتُ الزُّبَيْرِ (6).

(1) قوله: بن عبد المطلب، ليس في (ظ 6).

(2)

أم حكيم بنت الزبير بن عبد المطلب، سلفت ترجمتها قبل الحديث (27091).

(3)

هو مكرر (27091) سنداً ومتناً، وقد ذكرنا الاختلاف فيه على قتادة هناك.

(4)

قولها: ولم يتوضأ، ليس في (ظ 2) و (ق).

(5)

في (ظ 2) و (ق) و (م): أم حكيم، والمثبت من (ظ 6) و"أطراف المسند" 9/ 385.

(6)

هو مكرر سابقه، غير أن شيخ أحمد هنا هو رَوْح، وهو ابن عُبادة.

ص: 344

27356 -

حَدَّثَنَا مُعَاذٌ (1) - يَعْنِي ابْنَ هِشَامٍ - قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ أُمِّ حَكِيمٍ (2) بِنْتِ الزُّبَيْرِ: أَنَّهَا نَاوَلَتْ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَتِفًا مِنْ لَحْمٍ، فَأَكَلَ مِنْهُ، ثُمَّ صَلَّى (3).

(1) في (ظ 6): حدثنا علي، حدثنا معاذ، وكذلك هو في نسختين من نسخ "أطراف المسند" فيما ذكر محققه. وعلي (وهو ابن المديني)، ومعاذ (وهو ابن هشام الدستوائي) كلاهما من شيوخ أحمد، ويحتمل أن يكون الإمام أحمد قد سمع هذا الحديث من علي عن معاذ، إذ أن الإمام أحمد لم يرو عن معاذ إلا سبعة عشر حديثاً.

(2)

في (ظ 6): أمّ الحكم.

(3)

ترك الوضوء مما مست النار صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على قتادة كما بيّنّا ذلك في الرواية (27091).

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3162)، والطبراني في "الكبير" 25/ (215) من طريق معاذ بن هشام، بهذا الإسناد. قال ابن أبي عاصم: أمّ الحكم، وقال الطبراني: أمّ حكيم.

وخالف معاذاً محمدُ بنُ بشر -كما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 223 - فرواه عن هشام، عن قتادة، عن إسحاق بن عبيد الله، وقال: عن جدَّتِه أمِّ الحَكَم، عن أختها ضُباعة بنت الزبير، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال الدارقطني: ويُشبه أن يكون قتادة حفظه من أبي الخليل (يعني صالح بن أبي مريم) عن إسحاق بن عبد الله.

وقد رواه داود بن أبي هند، عن إسحاق بن عبد الله، واختلف عليه فيه:

فرواه محبوب بن الحسن -كما عند ابن أبي عاصم (3160)، والطبراني في "الكبير" 25/ (217) - عن داود بن أبي هند، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث، عن أمِّ حكيم، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه قصة.

وكذلك رواه جعفر بن سليمان الضبعي -كما عند ابن أبي عاصم (3161)، =

ص: 345

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والطبراني في "الكبير" 25/ 216 - عن داود، عن إسحاق بن عبد الله، غير أنه قال: عن صفيّة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال ابن أبي عاصم عقبه: أم حكيم اسمها صفية رضي الله عنها.

ورواه محبوب بن الحسن أيضاً، وهلال بنُ حِقّ، ويزيدُ بنُ هارون -فيما ذكر الدارقطني في "العلل"- عن داود، عن إسحاق بن عبد الله، مرسلاً.

قال الدارقطني: والمرسل في حديث داود أصحُّ.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/ 253 وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات.

ص: 346

‌حَدِيثُ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ

(1)

27357 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ حَكِيمٍ (2)، عَنْ أُخْتِهَا ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ، أَنَّهَا دَفَعَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَحْمًا، فَانْتَهَسَ مِنْهُ، ثُمَّ صَلَّى، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (3). قَالَ أَبِي: قَالَ عَفَّانُ: دَفَعَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَحْمًا (4).

27358 -

حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ حَجَّاجٍ الصَّوَّافِ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (5)، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَحْرِمِي وَقُولِي: إِنَّ مَحِلِّي حَيْثُ تَحْبِسُنِي، فَإِنْ

(1) ضباعة بنت الزبير، سلفت ترجمتها قبل الحديث (27030).

(2)

في (ظ 6): أم الحكم.

(3)

قولها: ولم يتوضأ، ليس في (ظ 6).

(4)

تركُ الوضوء مما مسَّتِ النار صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على قتادة، كما بيَّنَّا ذلك في الرواية (27091).

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3154) من طريق بِشْر بن عمر، وأبو يعلى (7151)، والطبراني في "الكبير" 24/ (839) من طريق هُدْبة بن خالد، كلاهما عن همَّام، به. وجاء عند ابن أبي عاصم وأبي يعلى: أم الحَكَم.

(5)

قوله: بن عبد المطلب، ليس في (ق).

ص: 347

حُبِسْتِ، أَوْ مَرِضْتِ فَقَدْ أَحْلَلْتِ (1) مِنْ ذَلِكَ، شَرْطُكِ عَلَى رَبِّكَ عز وجل " (2).

27359 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: حَدَّثَتْنِي ضُبَاعَةُ أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُرِيدُ الْحَجَّ، فَقَالَ لَهَا:" حُجِّي وَاشْتَرِطِي "(3).

(1) في (ظ 6): حللت، وهي نسخة في (ظ 2).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد خالف فيه يحيى بنُ أبي كثير الرواةَ عن عكرمة، فقال: عن عكرمة، عن ضُباعة. وقد سلف بالأرقام (3302) و (3117) و (27030) من طرق عن عكرمة، عن ابن عباس، أن ضُباعة.

نعم ورد من طريق يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لضباعة

كما عند الطبراني في "الكبير" 24/ (829)، والبيهقي في "السنن" 5/ 222، إلا أن في طريقه يحيى الحماني، وهو ضعيف.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3156)، والطبراني في "الكبير" 24/ (840)، والبيهقي في "السنن" 5/ 222 من طريق زينب بنت نبيط، عن ضُباعة، به.

(3)

حديث صحيح. شيخ عبد الكريم الجزري المبهم في الإسناد هو عكرمة مولى ابن عباس، كما جاء مصرَّحاً به في طريقين آخرين من طرق هذا الحديث، وقد سلفا برقمي (27030) و (27358). ومحمد بن مصعب -وهو القَرْقساني- مقارب الحديث في الأوزاعي، وقد توبع.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (837) من طريق عُمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي، عن عبد الكريم الجزري، قال: حدثني من سمع ابنَ عباس يقول: حدثتني ضُباعة.

ورواه أبو المغيرة عبد القدُّوس بن الحجاج الخَوْلاني -كما سلف برقم =

ص: 348

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (3053) - عن الأوزاعي، عن عبد الكريم الجزري، قال: حدثني من سمع ابن عباس يقول: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر ضباعة

فذكره.

وقد سلف برقم (3302) من طريق عكرمة، عن ابن عباس، وإسناده صحيح.

وانظر ما قبله.

ص: 349

‌حَدِيثُ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَبِي حُبَيْشٍ

(1)

27360 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَبِي حُبَيْشٍ حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَشَكَتْ إِلَيْهِ الدَّمَ، فَقَالَ لَهَا (2) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّمَا (3) ذَلِكَ عِرْقٌ، فَانْظُرِي، فَإِذَا أَتَاكِ قُرْؤُكِ، فَلَا تُصَلِّي، فَإِذَا مَرَّ الْقُرْءُ، فَتَطَهَّرِي، ثُمَّ صَلِّي مَا بَيْنَ الْقُرْءِ إِلَى الْقُرْءِ "(4).

(1) قال السندي: فاطمة بنت أبي حُبيش: قرشية أسدية.

(2)

قوله: لها، ليس في (م).

(3)

في (م): إن.

(4)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة المنذر بن المغيرة، فلم يرو عنه سوى بُكير بن عبد الله بن الأشجّ، وقال أبو حاتم: مجهول، ليس بمشهور. وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. قلنا: ذكره ابن حبان في "الثقات". وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابية الحديث، فقد روى لها أبو داود والنسائي.

وقد اختلف فيه على عروة بن الزبير:

فرواه بكير بن عبد الله -كما في هذه الرواية، وعند أبي داود (280)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 121 و 183 - 184، وفي "الكبرى"(216) و (5747)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2736) و (2737)، والبيهقي في "السنن" 1/ 331 - 332، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/ 666، والمزي في "تهذيب الكمال"(ترجمة المنذر بن المغيرة) - عن المنذر بن المغيرة، عن عروة، أن =

ص: 350

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= فاطمة بنت أبي حُبَيْش حدثته

وقد جاءت هذه الرواية عند ابن ماجه برقم (620) عن محمد بن رمح، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، بهذا الإسناد. لكن ليس له ذكر في "تحفة الأشراف" 12/ 460، ولم يرقم المزي في ترجمة المنذر بن المغيرة برقم ابن ماجه.

ورواه الزهري عن عروة، واختلف عليه فيه:

فرواه جرير بن عبد الحميد، عن سهيل بن أبي صالح -فيما أخرجه أبو داود (281) - عن الزهري، عن عروة بن الزبير، قال: حدثتني فاطمة بنت أبي حبيش أنها أمرت أسماء، أو أسماء حدثتني أنها أمرتها فاطمةُ أن تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكره بمعناه.

ورواه خالد بن عبد الله، عن سُهيل بن أبي صالح -فيما أخرجه الدارقطني 1/ 215 - 216 و 216، والبيهقي في "السنن" 1/ 353 - 354 - عن الزهري، عن عروة، عن أسماء بنت عميس، قالت: قلت: يا رسول الله، فاطمة بنت أبي حبيش استحيضت

قال البيهقي: هكذا رواه سهيل بن أبي صالح، عن الزهري، عن عروة، واختلف فيه عليه، والمشهور رواية الجمهور عن الزهري، عن عروة، عن عائشة في شأن أم حبيبة بنت جحش.

ورواه محمد بن أبي عدي، عن محمد بن عمرو -كما سلف ذكره في تخريج الرواية (25622) - عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن فاطمة بنت أبي حُبَيْش. وانظر الخلاف عليه هناك.

ورواه الأوزاعي -فيما أخرجه النسائي في "الكبرى"(209) - عن يحيى بن سعيد، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن فاطمة بنت قيس. قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 214: ووهم فيه -يعني الأوزاعي- والصحيح عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن فاطمة بنت أبي حبيش. =

ص: 351

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلنا: وقد سلف حديث عائشة هذا برقم (25622)، وإسناده صحيح.

وانظر الرواية (24145).

وسيرد برقم (27630)، مكرراً سنداً ومتناً، وبرقم (27631).

قال السندي: قوله: "قرؤك" المراد بالقَرْء في هذا الحديث الحيضُ.

ص: 352

‌حَدِيثُ أُمِّ مُبَشِّرٍ امْرَأَةِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ

(1)

27361 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ مُبَشِّرٍ امْرَأَةِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى (2) رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَائِطٍ، فَقَالَ:" لَكِ هَذَا؟ " فَقُلْتُ (3): نَعَمْ، فَقَالَ:" مَنْ غَرَسَهُ؟ مُسْلِمٌ أَوْ كَافِرٌ؟ " قُلْتُ: مُسْلِمٌ. قَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أو يَزْرَعُ زَرْعًا (4)، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَائِرٌ، أَوْ إِنْسَانٌ، أَوْ سَبُعٌ، أَوْ شَيْءٌ، إِلَّا كَانَ لَهُ صَدَقَةً ".

[قَالَ عَبْدُ اللهِ:] قَالَ أَبِي: وَلَمْ يَكُنْ فِي النُّسْخَةِ: سَمِعْتُ جَابِرًا، فَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: سَمِعْتَ جَابِرًا (5)(6).

(1) أم مبشر امرأة زيد بن حارثة، سلفت ترجمتها قبل الحديث (27042).

(2)

في (ظ 6): دخل عليّ.

(3)

في (م): فقلت.

(4)

في (م): ما من مسلم يزرع أو يغرس غرساً.

(5)

في (ظ 2) و (ق) و (م): عامراً، وهو خطأ، والمثبت من (ظ 6).

(6)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد سلف نحوه برقم (27043)، إلا أن شيخ أحمد هنا هو عبد الله بن نُمير.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (264) من طريق عبد الله بن نُمير، بهذا الإسناد.

ص: 353

27362 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ مُبَشِّرٍ، أَنَّها سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ حَفْصَةَ يَقُولُ:" لَا يَدْخُلُ النَّارَ إِنْ شَاءَ اللهُ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ أَحَدٌ، الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَهَا ". فَقَالَتْ: بَلَى، يَا رَسُولَ اللهِ. فَانْتَهَرَهَا، فَقَالَتْ حَفْصَةُ:{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " قَدْ قَالَ اللهُ عز وجل: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} "(1)[مريم: 72].

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ أبي الزُّبير -وهو محمد بن مسلم بن تدرس- فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري مقروناً بغيره، وصحابيّةُ الحديث أمُّ مبشر روى لها مسلم كذلك.

وأخرجه مسلم (2496)، وابن سعد 8/ 458، والحسين المروزي في زياداته على "الزُّهد" لابن المبارك (1417)، والنسائي في "الكبرى"(11321) -وهو في "التفسير"(341) - والفاكهي في "أخبار مكة"(2873) مختصراً، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3317)، والطبراني في "الكبير" 25/ (269)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة"(2193)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 4/ 143، وفي "شُعَب الإيمان"(371) من طريق حجَّاج بن محمد المِصِّيصي، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 2/ 100 - 101 من طريق وَهْب بن مُنَبّه، عن جابر، به.

وسلف من طريق آخر عن جابر في مسند حفصة برقم (26440).

ص: 354

‌حَدِيثُ فُرَيْعَةَ بِنْتِ مَالِكٍ

(1)

27363 -

حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ (2) بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَمَّتِهِ زَيْنَبَ بِنْتِ كَعْبٍ، أَنَّ فُرَيْعَةَ بِنْتَ مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ أُخْتَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ حَدَّثَتْهَا أَنَّ زَوْجَهَا خَرَجَ فِي طَلَبِ أَعْلَاجٍ لَهْ (3)، فَأَدْرَكَهُمْ بِطَرَفِ الْقَدُومِ، فَقَتَلُوهُ، فَأَتَاهَا نَعْيُهُ وَهِيَ فِي دَارٍ مِنْ دُورِ الْأَنْصَارِ، شَاسِعَةٍ عَنْ دَارِ أَهْلِهَا، فَكَرِهَتِ الْعِدَّةَ فِيهَا، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَانِي نَعْيُ زَوْجِي، وَأَنَا فِي دَارٍ مِنْ دُورِ الْأَنْصَارِ، شَاسِعَةٍ عَنْ دُورِ أَهْلِي، إِنَّمَا تَرَكَنِي فِي مَسْكَنٍ لَا يَمْلِكُهُ، وَلَمْ يَتْرُكْنِي فِي نَفَقَةٍ يُنْفَقُ (4) عَلَيَّ، وَلَمْ أَرِثْ مِنْهُ مَالًا، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ أَلْحَقَ بِإِخْوَتِي وَأَهِلِي، فَيَكُونَ أَمَرُنَا جَمِيعًا، فَإِنَّهُ أَحَبُّ إِلَيَّ. فَأَذِنَ لِي أَنْ أَلْحَقَ بِأَهْلِي. فَخَرَجْتُ مَسْرُورَةً بِذَلِكَ، حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي الْحُجْرَةِ - أَوِ الْمَسْجِدِ دَعَانِي - أَوْ أَمَرَ بِي فَدُعِيتُ - فَقَالَ لِي:" كَيْفَ زَعَمْتِ؟ " فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ:" امْكُثِي فِي مَسْكَنِ زَوْجِكِ الَّذِي جَاءَكِ فِيهِ نَعْيُهُ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ". قَالَتْ: فَاعْتَدَدْتُ

(1) سلفت ترجمة فريعة قبل الحديث (27087).

(2)

في (ظ 2) و (ق): سعيد.

(3)

في (م): لهم.

(4)

في (ظ 6): تنفق.

ص: 355

فِيهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا (1).

(1) هو مكرر (27088)، لكنه لم يسق لفظه هناك.

ص: 356

‌حَدِيثُ أُمِّ أَيْمَنَ

(1)

27364 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا تَتْرُكِ الصَّلَاةَ مُتَعَمِّدًا، فَإِنَّهُ مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ مُتَعَمِّدًا، فَقَدْ (2) بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللهِ وَرَسُولِهِ "(3).

(1) قال السندي: أم أيمن: مولاة النبي صلى الله عليه وسلم وحاضنتُه، اسمها بركة، ماتت بعد النبيِّ صلى الله عليه وسلم بأشهر، وقيل: عاشت إلى زمن عمر، أو عثمان، رضي الله عنها.

(2)

قوله: "فقد" ليس في (ظ 6).

(3)

إسناده ضعيف لانقطاعه، مكحول -وهو الشامي- لم يسمع من أمِّ أيمن، فيما ذكر البيهقي 7/ 304، والمِزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة مكحول الشامي) والحافظ في "أطراف المسند" 9/ 372. وبقية رجال الإسناد ثقات.

وأخرجه مطولاً عَبْد بن حُميد (1594) عن عمر بنِ سعيد الدمشقي، والبيهقيُّ في "السنن" 7/ 304، وفي "شعب الإيمان"(7865) من طريق بشر بن بكر، وابنُ عساكر 17/ 160 من طريق أبي مسهر عبد الأعلى، ثلاثتُهم عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي، بهذا الإسناد وفيه أن أم ايمن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي بعض أهله

وأخرج الحُسين المَرْوَزِي في زياداته على "البر والصلة" لابنِ المبارك (106) -ومن طريقه ابن عساكر 17/ 161 - عن سفيان، عن يزيد بن جابر، عن مكحول، فقال: أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أهله، فقال: "لا تشرك بالله =

ص: 357

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= بالله شيئاً، وإن قُطِّعت أو حُرِّقت بالنار

" وهذا مرسل، رجاله ثقات.

وفي الباب عن معاذ، سلف برقم (22075)، وإسناده منقطع.

وعن أبي الدرداء عند البخاري في "الأدب المفرد"(18)، وابن ماجه (4034)، والبيهقي 7/ 304.

وعن جابر، سلف برقم (14979)، وانظر تتمة أحاديث الباب هناك.

ص: 358

‌حَدِيثُ أُمِّ شَرِيكٍ

(1)

27365 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ. وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا (2) ابْنُ جُرَيْجٍ. وَرَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ (3)، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ، أَنَّ ابْنَ الْمُسَيِّبِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أُمَّ شَرِيكٍ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا اسْتَأْمَرَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي قَتْلِ الْوِزْغَانِ (4)، فَأَمَرَهَا بِقَتْلِ الْوِزْغَانِ (4).

قَالَ ابْنُ بَكْرٍ وَرَوْحٌ: وَأُمُّ شَرِيكٍ إِحْدَى نِسَاءِ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَىٍّ (5).

(1) قال السنديّ: أمُّ شريك الأنصارية، قيل: هي بنت أنس بن رافع، وقيل غير ذلك، وجاء أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوَّج أم شريك الأنصارية النجارية، وقال:"إني أحبُّ أن أتزوَّج في الأنصار" ثم قال: "إني أكره غيرة الأنصار" فلم يدخل بها، وجاء أنها كانت غنية من الأنصار، عظيمة النفقة في سبيل الله، ينزل عليها الضِّيفان.

(2)

في (ظ 2) و (ق) و (م): حدثنا، والمثبت من (ظ 6)، وهو المناسب للسياق.

(3)

قوله: وروح قال: حدثنا ابن جريج، ليس في (ظ 6).

(4)

في (م): الوزغات.

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بنُ سعيد: هو القطان، وابنُ بكر: هو محمد البُرْسانيُّ، ورَوْح: هو ابنُ عُبادة، وابنُ المسيِّب: هو سعيد.

وأخرجه مسلم (2237)(143) من طريق محمد بن بكر ورَوْح، بهذا الإسناد. =

ص: 359

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه ابن سعد 8/ 157، وعبد بن حميد (1559)، والدارمي (2000)، والبخاري (3359)، ومسلم (2237)(143)، وابن حبان (5634)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 5/ 211 و 9/ 316، وفي "السنن الصغير" 4/ 58، والبغوي في "شرح السنة"(3267) من طرق عن ابن جُرَيْج، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (251) عن أبي مسلم الكشّي، عن أبي عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبي إدريس، عن سعيد بن المسيب، به. وعبد الحميد بن جعفر: قال الحافظ: ربما وهم.

وسيرد برقم (27619).

وفي الباب: عن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1523).

قال السندي: الوِزْغان، بكسر الواو وضمها وسكون زاي: جمع وَزَغة، وهي معروفة.

ص: 360

‌حَدِيثُ امْرَأَةٍ

27366 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي دَيْلَمٌ أَبُو غَالِبٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ جَحْلٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ الْكِرَامِ أَنَّهَا حَجَّتْ، قَالَتْ: فَلَقِيتُ امْرَأَةً بِمَكَّةَ كَثِيرَةَ الْحَشَمِ، لَيْسَ عَلَيْهِنَّ حُلِيٌّ إِلَّا الْفِضَّةُ، فَقُلْتُ لَهَا: مَا لِي لَا أَرَى عَلَى أَحَدٍ مِنْ حَشَمِكِ حُلِيًّا إِلَّا الْفِضَّةَ؟ قَالَتْ: كَانَ جَدِّي عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا مَعَهُ، عَلَيَّ قُرْطَانِ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" شِهَابَانِ مِنْ نَارٍ ". فَنَحْنُ أَهْلَ الْبَيْتِ، لَيْسَ أَحَدٌ مِنَّا يَلْبَسُ حُلِيًّا إِلَّا الْفِضَّةَ (1).

(1) إسناده ضعيف لجهالة أمِّ الكرام، فلم يذكروا في الرواة عنها سوى الحكم بن جَحْل، ولم يذكرها أحدٌ بجرحٍ ولا تعديل. وبقية رجال الإسناد ثقات. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، ودَيْلَم أبو غالب القطان: هو ابنُ غَزْوان.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(في ترجمة امرأةٍ من أهل مكة) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 336 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، به.

وذكره الهيثمي في "المجمع" 5/ 148، وقال: رواه أحمد، وأم الكرام لم أعرفها، وبقية رجاله ثقات.

قلنا: قال ابن عبد البر وابن حجر، كما في "الإصابة" 4/ 488 و 493: ليس إسناد حديثها بالقوي.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9677)، وذكرنا هناك تتمة =

ص: 361

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أحاديث الباب.

وانظر حديث أبي موسى الأشعري السالف برقم (19718).

وانظر أيضاً (19502).

قال السندي: قولها: علي قُرْطان، القُرْط بضم فسكون: من حُليّ الأذن.

ص: 362

‌حَدِيثُ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي تَِجْرَاةَ

(1)(2)

27367 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ (3) عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي تَجْرَاةَ، قَالَتْ: دَخَلْنَا دَارَ (4) أَبِي حُسَيْنٍ فِي نِسْوَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَطُوفَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ. قَالَتْ: وَهُوَ يَسْعَى يَدُورُ بِهِ إِزَارُهُ مِنْ شِدَّةِ السَّعْيِ، وَهُوَ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ:" اسْعَوْا، فَإِنَّ اللهَ كَتَبَ عَلَيْكُمُ السَّعْيَ "(5).

(1) في (م): تجزئة.

(2)

قال الحافظ في "الإصابة": حبيبة بنت أبي تجراة، العبدريَّة، ثم الشَّيبيَّة، ثم قال: قال أبو عمر: قيل: اسمها حبيبة، بفتح أوله، وقيل بالتصغير، وقال غيره: تِجرْاة، ضبطها الدارقطني بفتح المثناة من فوق. قلنا: وفي "القاموس": تجْزأَة، بضم التاء وسكون الجيم، وانظر "المؤتلف والمختلف" 1/ 316.

(3)

قوله: عن صفية بنت شيبة، مستدرك من "أطراف المسند" 8/ 401 ومصادر الحديث.

(4)

في (م): على دار.

(5)

حسن بطرقه وشاهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن المؤمَّل، وقد اضطرب فيه:

فرواه يونس بن محمد، كما في هذه الرواية، والشافعي في "الأم" 2/ 210 - 211، وفي "المسند" 1/ 351 - 352 (بترتيب السندي) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 24/ (573)، وابنُ عدي في "الكامل" 4/ 1456، والدارقطني في "السنن" 2/ 256، وفي "المؤتلف والمختلف" 1/ 316 - 317، =

ص: 363

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأبو نُعيم في "الحلية" 9/ 158 - 159، والبيهقي في "السنن" 5/ 98، وفي "معرفة السنن والآثار" 7/ 251 - 252، وفي "السنن الصغير" 2/ 182، والبغوي في "شرح السنة"(1921)، وفي "التفسير" عند تفسير الآية (158) من سورة البقرة- ومعاذ بنُ هانئ -فيما أخرجه ابن سعد 8/ 247، والدارقطني في "السنن" 2/ 255، وفي "المؤتلف والمختلف" 1/ 316 - 317 - وحميد بنُ عبد الرحمن -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (574) - وأبو نُعيم الفضل بنُ دكين -فيما أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 100 - خمستهم عن عبد الله بن المؤمَّل، عن عمر بن عبد الرحمن (وهو ابن محيصن أحد القراء المكيّين)، عن عطاء بن أبي رباح، عن صفية بنت شيبة، عن حبيبة بنت أبي تجراة، به. قال الحافظ في "الفتح" 3/ 498 تعليقاً على قول البخاري: باب وجوب الصفا والمروة وجُعل من شعائر الله، أي: وجوب السعي بينهما مستفاد من كونهما جعلا من شعائر الله

قال الأزهري: الشعائر المقالة التي ندب الله إليها، وأمر بالقيام عليها وقال الجوهري: الشعائر: أعمال الحج، وكل ما جعل علماً لطاعة الله، ويمكن أن يكون الوجوب مستفاداً من قول عائشة: ما أتم الله حج امرئٍ ولا عمرته لم يطف بين الصفا والمروة، وهو في بعض طرق حديثها المذكور في هذا الباب عند مسلم، واحتج ابن المنذر للوجوب بحديث صفية بنت شيبة (يعني حديث الباب): أخرجه الشافعي وأحمد وغيرهما، وفي إسناده عبد الله بن المؤمل وفيه ضعف، ومن ثم قال ابن المنذر: إن ثبتت فهو حجة في الوجوب. قلت (القال ابن حجر): له طريق أخرى في صحيح ابن خزيمة مختصرة (2764)، وعند الطبراني (11/ 11437) عن ابن عباس كالأولى، وإذا انضمت إلى الأولى قويت.

ثم قال الحافظ: والعمدة في الوجوب قولُه صلى الله عليه وسلم: "خذوا عني مناسككم" واختلف أهل العلم في هذا، فالجمهور قالوا: هو ركن لا يتم الحج بدونه، وعن أبي حنيفة واجب يجبر بالدم، وبه قال الثوري في الناسي لا في العامد، واختلف عن أحمد كهذه الأقوال الثلاثة. وانظر "المغني" 5/ 238 - 239. =

ص: 364

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وفي رواية الشافعي: أخبرتني بنت أبي تجراة إحدى نساء عبد الدار. وفي رواية أبي نُعيم: عن حبيبة بنت أبي تجراة امرأة من اليمن. قال ابن عبد البر: والصحيح في إسناد هذا الحديث ومتنه ما ذكره الشافعي وأبو نعيم، إلا أن قول أبي نعيم:"امرأة من أهل اليمن" ليس بشيء، والصواب ما قال الشافعي.

ورواه عباس بن محمد، عن أبي نُعيم الفضل بن دُكَيْن -كما عند الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" 1/ 316 - عن عمر بن عبد الرحمن، عن حفصة بنت شيبة، عن حبيبة بنت أبي بجراة. قال الدارقطني: وفي إسناد هذا الحديث وهمٌ في ثلاثة مواضع: أحدها: قوله: بجراة، بالباء، وإنما هو بالتاء. الثاني: قوله: حفصة بنت شيبة، وإنما هي صفية بنت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة الحجبي. والثالث: قوله: "عن عمر بن عبد الرحمن، عن بنت شيبة". ثم ذكر أن الصواب فيه ذكرُ عطاء بن أبي رباح بين عمر بن عبد الرحمن وصفية.

ورواه محمد بن سنان العوقي -فيما ذكر ابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 101 عن عبد الله بن المؤمَّل، عن عمر بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي، عن صفية بنت شيبة، عن حبيبة بنت أبي تجراة، به. لكتها قالت فيه:"والنبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت". قال ابن عبد البر: هكذا قالت: "يطوف بالبيت"، وأسقط من إسناد الحديث عطاء، والصحيح في إسناده ومتنه ما ذكره الشافعي.

ورواه سُريج بن النعمان -كما في الرواية التالية- عن عبد الله ابن المؤمَّل، عن عطاء، عن صفيه بنت شيبة، عن حبيبة بنت أبي تجراة، به. دون ذكر عمر بن عبد الرحمن.

قال ابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 100: بين عطاء وعبد الله بن المؤمَّل في هذا الحديث عمر بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي.

ورواه أبو بكر بن أبي شيبة عن محمد بن بشر -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3296)، والطبراني في "الكبير" 24/ (575)، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 101 - 102 - عن عبد الله بن المؤمَّل، عن عبد الله =

ص: 365

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ابن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن عطاء، عن حبيبة بنت أبي تجراة، به.

قال ابن عبد البر: فأخطأ في إسناده إما هو، وإما محمد بن بشر، في موضعين: أحدهما أنه جعل في موضع عمر بن عبد الرحمن عبدَ الله بن أبي حسين، والآخر أنه أسقط صفية بنت شيبة من الإسناد، فأفسد إسناد هذا الحديث، ولا أدري ممن هذا، أمن أبي بكر أم من محمد بن بشر، ومن أيهما كان، فهو خطأ لا شكَّ فيه.

وتعقَّب ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" 5/ 158 - 159 ابنَ عبد البر فقال: وعندي أن الخطأ فيه إنما هو من عبد الله بن المؤمَّل، فإن محمد بن بشر راوية ثقة، وابن أبي شيبة إمامٌ، وعبد الله بن المؤمَّل يحتمل بسوء حفظه أن يحمل عليه، وقد ظهر اضطرابُه في الحديث، فأسقط عطاء تارة، وابن محيصن أخرى، وصفية بنت شيبة أخرى، وأبدل ابن محيصن بابن أبي حسين أخرى، وجعل المرأة عبدرية تارة، ومن أهل اليمن أخرى، وفي الطواف تارة، وفي السعي بين الصفا والمروة أخرى، وهو دليل على سوء حفظه وقلّة ضبطه.

ورواه منصور بن عبد الرحمن، واختلف عليه فيه:

فرواه معروف بن مُشكان -فيما أخرجه الدارقطني في "السنن" 2/ 255، والبيهقي 5/ 97 - عن منصور بن عبد الرحمن، عن أمه صفية بنت شيبة، عن نسوة من بني عبد الدار أدركْنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا إسناد قوي، معروف بن مشكان، روى عنه جمع من الثقات: عبد الله بن المبارك ومروان بن معاوية وبشر بن السري وغيرهم، وكان أحد القراء المشهورين، وقد صحح إسناده صاحب "التنقيح" 2/ 462.

ورواه عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب -فيما أخرجه الواقدي في "المغازي" 3/ 1099 - وعلي بن محمد العمري -فيما أخرجه الدارقطني 2/ 255 - كلاهما عن منصور بن عبد الرحمن، عن أمه صفية، عن برّة بنت أبي تجراة. =

ص: 366

27368 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ (1)، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي تَجْرَاةَ، قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَالنَّاسُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَهُوَ وَرَاءَهُمْ، وَهُوَ يَسْعَى حَتَّى أَرَى رُكْبَتَيْهِ مِنْ شِدَّةِ السَّعْيِ، يَدُورُ بِهِ إِزَارُهُ، وَهُوَ يَقُولُ:" اسْعَوْا، فَإِنَّ اللهَ كَتَبَ عَلَيْكُمُ السَّعْيَ "(2).

= ورواه واصل بن أبي عُيينة -واختلف عنه كما سيرد (27643) - عن موسى بن عبيدة، عن صفية أن امرأة أخبرتها

وموسى بن عبيدة مجهول الحال.

ورواه محمد بن عمر بن عطاء المقدَّمي -فيما أخرجه ابن خزيمة (2764)، والطبراني في "الكبير" 24/ (576)، والحاكم 4/ 70 - عن الخليل بن عثمان، عن عبد الله بن نبيه! عن جدَّته صفية بنت شيبة، عن حبيبة بنت أبي تجراة، به. والخليل بن عثمان وعبد الله بن نبيه لم نقف لهما على ترجمة.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 227: والصحيح قول من قال: عن ابن محيصن، عن عطاء، عن صفية، عن حبيبة بنت أبي تجراة.

وسلف برقمي: (27280) و (27281) من طريق آخر عن صفية بنت شيبة، عن أم ولد شيبة بن عثمان، وفيه:"لا يقطع الأبطح إلا شدّاً".

قال السندي: قوله: "إن الله كتب عليكم السعي"، أي: أوجب، وظاهره أن الجري هو الواجب، وأهل العلم رأوا أن الواجب هو المشي بين الصفا والمروة، والله أعلم.

(1)

لم يرد هذا الحديث في (ظ 2) و (ق).

(2)

حديث حسن وهذا إسناد ضعيف على انقطاع فيه، فبين عطاء وعبدِ الله بنِ المؤمَّل عمرُ ابن عبد الرحمن -وهو ابن محيصن- كما في الرواية السالفة، =

ص: 367

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ووهم الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 8/ 401 فحمل هذه الرواية على سابقتها.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 99 - 100 من طريق سريج بن النعمان، بهذا الإسناد. ثم قال: هكذا قال عبد الله بن المؤمل عن عطاء. وبين عطاء وعبد الله بن المؤمل في هذا الحديث عمرُ بنُ عبد الرحمن بن محيصن السهمي.

قلنا: قد أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ 572 من طريق سريج بن النعمان، عن عبد الله بن المؤمل، عن عمر بن عبد الرحمن بن محيصن، عن صفية بنت شيبة، به. فاسقط عطاءً، وذكر عُذمرَ بن عبد الرحمن!

ص: 368

‌حَدِيثُ أُمِّ كُرْزٍ الْكَعْبِيَّةِ الْخَثْعَمِيَّةُ

(1)

27369 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أُمِّ كُرْزٍ الْكَعْبِيَّةِ الْخَثْعَمِيَّةِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْعَقِيقَةِ، فَقَالَ:" عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ مُكَافَأَتَانِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ "(2).

27370 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أُمِّ كُرْزٍ الْخُزَاعِيَّةِ، قَالَتْ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِغُلَامٍ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَأَمَرَ بِهِ فَنُضِحَ، وَأُتِيَ بِجَارِيَةٍ، فَبَالَتْ عَلَيْهِ، فَأَمَرَ بِهِ فَغُسِلَ (3).

(1) سلفت ترجمة أم كرز قبل الحديث (27139).

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام في الاختلاف فيه على عطاء في الرواية (27142).

وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 220 من طريق هشيم، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (27139).

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ ضعيف لانقطاعه، عمرو بن شعيب لم يسمع من أمِّ كُرْز. أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن عبد المجيد، وأسامة بن زيد: هو الليثي، وهو مختلف فيه حسن الحديث.

ررواه أبو بكر الحنفي -فيما أخرجه ابن ماجه (527)، والطبراني في "الكبير" 25/ (408) - عن أسامة بن زيد، بهذا الإسناد.

وخالف عبدُ الله بنُ موسى التيمي أبا بكر الحنفي، فرواه -فيما أخرجه =

ص: 369

27371 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أُمِّ كُرْزٍ (1) الْكَعْبِيَّةِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ "(2).

27372 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا

= الطبراني في "الأوسط"(828) - عن أسامة بن زيد، فقال: عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعاً.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 285، وقال: إسناده حسن! قلنا: عبد الله بن موسى التيمي ضعيف، وقد قال فيه الإمام أحمد: كلّ بليَّة منه، وقال ابن حبان في "المجروحين": في أحاديثه رفعُ الموقوف وإسناد المرسل كثيراً، حتى يخطر ببال مَن الحديث صناعتُه أنها معمولةٌ من كثرتها، لا يجوز الاحتجاجُ به عند الانفراد، ولا الاعتبار عند الوفاق.

وسيكرر برقمي (27477) و (27632) سنداً ومتناً.

وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب، سلف برقم (563)، وإسناده صحيح على شرط مسلم، وذكرنا هناك تتمة شواهده.

(1)

في (ظ 2) و (م): أم بني كرز.

(2)

حديث صحيح لغيره، وهو مكرر (27142)، غير أن شيخ أحمد هنا هو يحيى بنُ سعيد القطان، وشيخُه هو عبد الملك بنُ عبد العزيز بن جُريج.

وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 219 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (1966)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3283) من طريق أبي عاصم، والدارقطني 5/ ورقة 219 - 220 من طريق إسماعيل ابن علية، كلاهما عن ابن جُريج، به.

وقد سلف برقم (27139).

ص: 370

ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ مَيْسَرَةَ بْنِ أَبِي خُثَيْمٍ، عَنْ أُمِّ بَنِي كُرْزٍ الْكَعْبِيَّةِ أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْعَقِيقَةِ، فَقَالَتْ:" عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ مُكَافَأَتَانِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ ".

قُلْتُ لِعَطَاءٍ: مَا الْمُكَافَأَتَانِ؟ قَالَ: الْمِثْلَانِ. قَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: وَالضَّأْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْمَعْزِ، وَذَكَرَ أَنَّهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ إِنَاثِهَا. قَالَ: وَنُحِبُّ أَنْ يَجْعَلَهُ سَوَادَهَا مِنْهُ (1).

27373 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ سِبَاعِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ ثَابِتِ بْنِ سِبَاعٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ أُمَّ كُرْزٍ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْعَقِيقَةِ، فَقَالَ:" يُعَقُّ (2) عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ، وَعَنِ الْأُنْثَى وَاحِدَةٌ، وَلَا يَضُرُّكُمْ (3) أَذُكْرَانًا (4) كُنَّ أَوْ إِنَاثًا "(5).

(1) حديث صحيح، وهو مكرَّر سابقه، غير أن شيخي أحمد هنا هما: حجَّاج بن محمد المِصِّيصي الأعور، وعبد الرزاق بن همَّام الصَّنعاني.

وهو في "مصنف" عبد الرَّزاق (7953)، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (5313)، والطبراني في "الكبير" 25/ (400)، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 220، والبيهقي في "السنن" 9/ 301.

(2)

في (ظ 6): نعم.

(3)

في (ظ 6): ولا يضركنَّ.

(4)

في (ظ 6) و (ق): ذكراناً.

(5)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد اختلف فيه على ابن جُريج، وهو عبد الملك بن عبد العزيز: =

ص: 371

27374 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي

= فرواه عبد الرزاق -كما في هذه الرواية- عن ابنِ جُرَيْج، عن عُبيد الله بن أبي يزيد، عن سِبَاع بن ثابت، أنَّ محمد بنَ ثابت أخبره، أنَّ أمِّ كُرْز

ورواه محمد بنُ بكر -كما في الرواية التالية- ويحيى بنُ سعيد -فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 165، وفي "الكبرى"(4544)، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 219 - وحجَّاج وأبو عاصم -فيما أخرجه الدارقطني أيضاً- كلهم عن ابن جريج، عن عُبيد الله بن أبي يزيد، عن سِباع بنِ ثابت -قال محمد بن بكر: ابن عم محمد بن ثابت بن سباع- عن أمِّ كُرْز.

ورواه إسماعيل ابنُ عُلَيَّة -فيما أخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 219 - عن ابن جريج، عن عُبيد الله بن أبي يزيد، عن سباع بن ثابت، عن الزُّهري، عن أمِّ كُرْز.

ورواه عبد الرزاق أيضاً -كما في "مصنفه"(7955)، وعند الدارقطني 5/ ورقة 222 - عن ابن جريج، قال: أخبرني عُبيد الله بن أبي يزيد، عن بعض أهله، أنه سمع عائشة تقول

والمحفوظ: عن سباع، عن أمِّ كُرْز، فيما قال المزي في "التحفة" 13/ 101.

وقال الذهبي في "الميزان" 2/ 115: والصحيح عن ابن جريج بحذف محمد بن ثابت.

وقال أبو بكر النيسابوري -فيما نقله الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 218 - : الذي عندي في هذا الحديث أن عبد الرزاق أخطأ فيه، لأنه ليس فيه محمد بن ثابت، إنما هو سِباع بن ثابت ابنُ عمِّ محمد بن ثابت.

قلنا: وبقيةُ رجالِ الإسناد ثقات.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7954)، ومن طريقه أخرجه الترمذي (1516)، والطبراني في "الكبير" 25/ (405)، والدارقطني 5/ ورقة 218، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وقد سلف برقم (27139).

ص: 372

عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، أَنَّ سِبَاعَ بْنَ ثَابِتٍ، ابْنَ عَمِّ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ سِبَاعٍ (1) أَخْبَرَهُ، أَنَّ أُمَّ كُرْزٍ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّهَا سَأَلَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْعَقِيقَةِ، فَذَكَرَهُ (2).

(1) في (ظ 2) و (ق) و (م): أن سِباع بن ثابت بن عمرو عن محمد بن ثابت بن سِباع، وهو خطأ، والمثبت من (ظ 6)، وهو الموافق لما في "أطراف المسند" 9/ 465، وانظر التعليق على الحديث قبله.

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ اختُلف فيه على ابن جريج، كما بيّنَّا ذلك في الرواية (27373)، وسِباع بنُ ثابت؛ سلف الكلام عليه في الرواية (27139).

وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 219 من طريق محمد بن بَكْر البُرساني، بهذا الإسناد.

وسلف بالحديث قبله.

ص: 373

‌حَدِيثُ سَلْمَى بِنْتِ قَيْسٍ

(1)

27375 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ (2)، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أُمِّهِ سَلْمَى بِنْتِ قَيْسٍ، قَالَتْ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي نِسْوَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَتْ: كَانَ (3) فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا: أَنْ لَا تَغْشُشْنَ (4) أَزْوَاجَكُنَّ. قَالَتْ: فَلَمَّا انْصَرَفْنَا، قُلْنَا: وَاللهِ لَوْ سَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَا غِشُّ أَزْوَاجِنَا؟ قَالَتْ: فَرَجَعْنَا فَسَأَلْنَاهُ، فَقَالَ:" أَنْ تُحَابِينَ - أَوْ تُهَادِينَ - بِمَالِهِ غَيْرَهُ "(5).

(1) سلفت ترجمة سلمى بنت قيس قبل الحديث (27133).

(2)

في (م): عبيد الله، وهو خطأ.

(3)

في (ظ 6): فكان.

(4)

في (م): تغشنَّ.

(5)

إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (27133).

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 8/ 9 عن محمد بن عبيد الطنافسي، بهذا الإسناد. وقرن بمحمد أخاه يعلى.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3404) من طريق يعلى بن عبيد، عن ابن إسحاق، به، وقال: ورواه سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق، عن سَلِيط بن أيوب، عن أمِّ الحكم، عن سلمى بنت قيس.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/ 311 - 312، وقال: رواه أحمد، وفيه رجل لم يسم، وابنُ إسحاق، وهو مدلِّس.

ص: 374

‌حَدِيثُ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

27376 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُرُّ بْنُ الصَّيَّاحِ، عَنْ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ امْرَأَتِهِ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ: أَوَّلَ اثْنَيْنِ مِنَ الشَّهْرِ، وَخَمِيسَيْنِ (1).

(1) حديث ضعيف، وهو مكرر (26468) سنداً ومتناً.

ص: 375

‌حَدِيثُ أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ

(1)

27377 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ (2) حَبَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ - وَهِيَ خَالَتُهُ - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَامَ - أَوْ قَالَ فِي بَيْتِهَا - فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا يُضْحِكُكَ؟ فَقَالَ:" عُرِضَ عَلَيَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يَرْكَبُونَ ظَهْرَ هَذَا الْبَحْرِ الْأَخْضَرِ، كَالْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ ". قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ:" إِنَّكِ مِنْهُمْ ". ثُمَّ نَامَ، فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَضْحَكَكَ؟ (3) قَالَ:" عُرِضَ عَلَيَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يَرْكَبُونَ ظَهْرَ هَذَا الْبَحْرِ الْأَخْضَرِ، كَالْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ ". قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ:" أَنْتِ مِنَ الْأَوَّلِينَ ". قَالَ: فَتَزَوَّجَهَا عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، فَأَخْرَجَهَا مَعَهُ، فَلَمَّا جَازَ الْبَحْرَ بِهَا، رَكِبَتْ دَابَّةً، فَصَرَعَتْهَا، فَقَتَلَتْهَا (4).

(1) سلفت ترجمة أم حرام بنت مِلْحان عند الحديث (27032).

(2)

تحرف في (م) إلى: عن.

(3)

في (ظ 6): مايضحكك.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري. =

ص: 376

27378 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ حَرَامٍ بِنْتُ مِلْحَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي بَيْتِهَا يَوْمًا، فَاسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَضْحَكُ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).

= وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 317 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (27032).

وانظر ما بعده.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن سعد 8/ 435، والدارمي (2421)، والبيهقي في "السنن" 9/ 166 من طريق سليمان بن حرب، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (2894 - 2895)، ومسلم (1912)(161)، وأبو داود (2490)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 41، وفي "الكبرى"(4381)، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3314)، وفي "الجهاد"(282)، وأبو عوانة 5/ 90، والطبراني في "الكبير" 25/ (319)، وأبو نُعيم في "الحلية" 2/ 62، والبيهقي في "السنن" 9/ 166 من طرق عن حمَّاد بن زيد، به.

وانظر ما قبله.

ص: 377

‌وَمِنْ حَدِيثِ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ

(1)

27379 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ أَنَّهَا ذَهَبَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ، قَالَتْ: فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ، وَفَاطِمَةُ تَسْتُرُهُ بِثَوْبٍ، فَسَلَّمْتُ، وَذَلِكَ ضُحًى، فَقَالَ:" مَنْ هَذَا؟ " قُلْتُ: أَنَا أُمُّ هَانِئٍ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، زَعَمَ ابْنُ أُمِّي أَنَّهُ قَاتِلٌ رَجُلًا أَجَرْتُهُ، فُلَانَ ابْنَ هُبَيْرَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ ". فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ غُسْلِهِ، قَامَ، فَصَلَّى ثَمَانِ رَكَعَاتٍ مُلْتَحِفًا فِي ثَوْبٍ (2).

27380 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيلٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِأَعْلَى مَكَّةَ، فَلَمْ أَجِدْهُ، وَوَجَدْتُ فَاطِمَةَ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ أَثَرُ (3) الْغُبَارِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ أَجَرْتُ حَمْوَيْنِ لِي، وَزَعَمَ ابْنُ أُمِّي أَنَّهُ قَاتِلُهُمَا. قَالَ:" قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ ". وَوُضِعَ لَهُ غُسْلٌ فِي جَفْنَةٍ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ أَثَرَ الْعَجِينِ فِيهَا، فَتَوَضَّأَ، أَوْ قَالَ:

(1) سلفت ترجمة أم هانئ قبل الحديث (26887).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (26907) سنداً ومتناً.

(3)

قولها: أثر، ليس في (ظ 6).

ص: 378

اغْتَسَلَ - أَنَا أَشُكُّ - وَصَلَّى الْفَجْرَ فِي ثَوْبٍ مُشْتَمِلًا بِهِ (1).

27381 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اتَّخِذُوا الْغَنَمَ، فَإِنَّ فِيهَا بَرَكَةً "(2).

(1) إسناده حسن من أجل محمد بن عجلان، فهو -وإن أخرج له مسلم- لا يرقى إلى رتبة رجال الصحيح. وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. سعيد: هو ابنُ أبي سعيد المَقْبُري.

وأخرجه الحميدي (331)، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3152)، وابنُ الجارود في "المنتقى"(1055)، والطبراني في "الكبير" 24/ (1014)، والبيهقي في "السنن" 1/ 8، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 21/ 189، وفي "الاستذكار" 6/ 137 من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (1015) من طريق وُهيب بن خالد، عن محمد بن عجلان، به.

وقد سلف نحوه برقم (26892).

وانظر (26887).

قال السندي: قولها: وضع له غُسْل، بضم فسكون ما يغسل به، فإنه كما يطلق على الفعل، يطلق على الماء، وهو المراد هاهنا.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد اختلف فيه على هشام بن عروة:

فرواه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير -كما في هذه الرواية، وكما عند الطبراني في "الكبير" 24/ (1039)، والخطيب في "تاريخه" 7/ 11 - ووكيع بنُ الجراح -كما عند ابن ماجه (2304)، والطبراني 24/ (1039) - وإسماعيل بن عياش وعبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة -كما عند الطبراني 24/ (1040) و (1041) - والقاسم بن معن وجعفر بن عون -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" =

ص: 379

27382 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ الْعَبْدِيِّ، عَنْ ابْنِ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ (1)، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: كُنْتُ أَسْمَعُ قِرَاءَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا عَلَى عَرِيشِي (2)(3).

= 5/ ورقة 211 - ستتهم عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أم هانئ، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه عثمان بن مكتل -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 211 - ويحيى بن سعيد وعبدة بن سليمان -فيما ذكر الحافظ في "النكت الظراف" 12/ 455 - ثلاثتهم عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأم هانئ

فذكروه مرسلاً.

ورواه ابن الهاد -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 211، والحافظ في "النكت الظراف" 12/ 455 - عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.

قال الدارقطني: والصحيح قول من قال: عن هشام، عن أبيه، عن أمِّ هانئ.

وسلف برقم (26902) بلفظ: "اتخذي غنماً يا أمَّ هانئ، فإنها تروح بخير، وتغدو بخير".

وفي الباب عن عروة البارقي بلفظ: "الإبل عزٌّ لأهلها، والغنم بركة، والخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة" وهو عند ابن ماجه (2305)، وأبي يعلى (6828).

(1)

كذا في النسخ الخطية، و"أطراف المسند" 9/ 474. وفي (م): عن أبي جعدة بن هبيرة، وهو خطأ، صوابه: ابن جعدة، وهو يحيى بن جعدة بن هبيرة، كما جاء مصرحاً به برقم (26905).

(2)

في (ق): عرشي.

(3)

إسناده صحيح، وهو مكرر (26905)، إلا أن شيخ أحمد هنا هو أبو معاوية محمد بن خازم الضرير.

ص: 380

27383 -

حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} [العنكبوت: 29]، قَالَ:" كَانُوا يَخْذِفُونَ أَهْلَ الطَّرِيقِ وَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ، فَذَلِكَ الْمُنْكَرُ الَّذِي كَانُوا يَأْتُونَ "(1).

27384 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ هَارُونَ ابْنِ بِنْتِ أُمِّ هَانِئٍ - أَوْ ابْنِ أُمِّ هَانِئٍ (2) -، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ (3) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَسْقَى، فَسُقِيَ (4)، فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَنِي فَضْلَهُ، فَشَرِبْتُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَا إِنِّي كُنْتُ صَائِمَةً، فَكَرِهْتُ أَنْ أَرُدَّ سُؤْرَكَ، فَقَالَ:" أَكُنْتِ تَقْضِينَ شَيْئًا؟ " فَقُلْتُ: لَا، فَقَالَ:" لَا بَأْسَ عَلَيْكِ "(5).

27385 -

حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ الْقُشَيْرِيُّ حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ (6)، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ

(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (26891)، إلا أن الإمام أحمد رواه هنا عن أبي أسامة حماد بن أسامة وحده.

(2)

في (ظ 2) و (ق) و (م): ابن أم هانئ، والمثبت من (ظ 6).

(3)

في (ظ 6): دخلت على.

(4)

قولها: فسقي، ليس في (ظ 6).

(5)

إسناده ضعيف، سلف الكلام عليه في الرواية (26897).

وانظر (26910).

(6)

في (م): صفوان، وهو خطأ.

ص: 381

عَنْ أُمِّ هَانِئٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْفَتْحِ، فَأَتَتْهُ بِشَرَابٍ، فَشَرِبَ مِنْهُ، ثُمَّ فَضُلَتْ مِنْهُ فَضْلَةً، فَنَاوَلَهَا فَشَرِبَتْهُ، ثُمَّ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ فَعَلْتُ شَيْئًا مَا أَدْرِي يُوَافِقُكَ أَمْ لَا؟ قَالَ:" وَمَا ذَاكَ يَا أُمَّ هَانِئٍ؟ ". قَالَتْ: كُنْتُ صَائِمَةً، فَكَرِهْتُ أَنْ أَرُدَّ فَضْلَكَ، فَشَرِبْتُهُ، قَالَ:" تَطَوُّعًا أَوْ فَرِيضَةً؟ " قَالَتْ: قُلْتُ: بَلْ تَطَوُّعًا، قَالَ:" فَإِنَّ الصَّائِمَ الْمُتَطَوِّعَ بِالْخِيَارِ، إِنْ شَاءَ صَامَ، وَإِنْ شَاءَ أَفْطَرَ "(1).

27386 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ مَاهَكَ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، فَسَأَلَهَا عَنْ مَدْخَلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ، فَسَأَلَهَا: هَلْ صَلَّى عِنْدَكِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَتْ: دَخَلَ فِي الضُّحَى، فَسَكَبْتُ لَهُ فِي صَحْفَةٍ لَنَا مَاءً، إِنِّي لَأَرَى فِيهَا وَضَرَ الْعَجِينِ - قَالَ يُوسُفُ: مَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ أَخْبَرَتْنِي - أَتَوَضَّأَ أَمْ اغْتَسَلَ - ثُمَّ " رَكَعَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ - مَسْجِدٍ فِي بَيْتِهَا - أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ. قَالَ يُوسُفُ: فَقُمْتُ، فَتَوَضَّأْتُ مِنْ قِرْبَةٍ لَهَا، وَصَلَّيْتُ فِي ذَاكَ الْمَسْجِدِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ (2).

(1) إسناده ضعيف، وسلف الكلام عليه عند الرواية (26897).

قال السندي: قوله: دخل عليها يوم الفتح، لعلَّ المراد في بعض أيام الفتح، وإلا فالفتحُ كان في رمضان، ولا يتصور هذا في رمضان.

(2)

حديث ضعيف بهذه السياقة، فقد تفرَّد بها عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم، وهو مختلفٌ فيه، فوثَّقه ابنُ معين والنسائي في رواية عنهما، وابنُ =

ص: 382

27387 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ ذَرَّةَ بِنْتَ مُعَاذٍ تُحَدِّثُ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَتَزَاوَرُ إِذَا مِتْنَا، وَيَرَى بَعْضُنَا بَعْضًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" تَكُونُ النَّسَمُ طَيْرًا تَعْلُقُ بِالشَّجَرِ، حَتَّى إِذَا كَانَ (1) يَوْمُ الْقِيَامَةِ، دَخَلَتْ كُلُّ نَفْسٍ فِي جَسَدِهَا "(2).

= سعد والعجلي، وقال ابن عدي: هو عزيز الحديث، وأحاديثه أحاديث حسان مما يجب أن يُكتب. وذكره ابن حبان في "ثقاته" لكنه قال: يخطئ. وضعَّفه ابن معين والنسائي في رواية عنهما، وقال ابن المديني: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: لا يُحتجُّ به. قلنا: فمثله لا يحتمل تفرُّده، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. زهير: هو ابن معاوية الجُعفي.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (1046) من طريق عمرو بن خالد الحرَّاني، عن زهير، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً 24/ (1047) من طريق يحيى بن سليمان، عن عبد الله بن عثمان بن خُثيم، به.

وانظر السياقة الصحيحة لهذا الحديث برقمي (26888) و (26907).

(1)

في (م): كانوا.

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لَهِيعَة، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير ذَرَّة بنت معاذ، فقد ذكرها الحسيني في "الإكمال"، ولم يذكر راوياً عنها سوى أبي الأسود، ثم ذكر ترجمة لأخرى اسمها ذرّة، وقال: امرأة صحابية غير منسوبة، روى عنها ابنُ المنكدر وزيد بنُ أسلم.

قلنا: وقد جعلَهما الحافظ امرأة واحدة، فقال في "التعجيل" 2/ 652 في ترجمة ذَرَّة بنت معاذ: هي معدودة في الصحابة، روى عنها أيضاً ابن المنكدر =

ص: 383

27388 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، أَنَّ أَبَا مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ هَانِئٍ تَقُولُ: ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ، فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ، وَفَاطِمَةُ ابْنَتُهُ تَسْتُرُهُ بِثَوْبٍ. قَالَتْ: فَسَلَّمْتُ، فَقَالَ:" مَنْ هَذِهِ؟ " قُلْتُ: أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ:" مَرْحَبًا بِأُمِّ هَانِئٍ ". قَالَتْ: فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ، قَامَ، فَصَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ، مُلْتَحِفًا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، زَعَمَ ابْنُ أُمِّي أَنَّهُ قَاتِلٌ رَجُلًا أَجَرْتُهُ فُلَانَ

= وزيد بن أسلم.

قلنا: حسن: هو ابن موسى الأشيب.

وأخرجه ابن سعد 8/ 460، والطبراني في "الكبير" 5/ (330)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 77 من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد. إلا أنهم نسبوا أم هانئ الأنصارية!

وأخرجه الطبراني أيضاً 24/ (1072) من طريق يحيى بن بكير، عن ابن لَهِيعة، به.

وذكر الحافظ في "الإصابة"(في ترجمة أم قيس) أن العقيلي أخرجه من طريق ابن لهيعة، وسمَّى الصحابية أمَّ قيس الأنصارية.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 329، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه ابنُ لَهِيعة وفيه كلام.

وله شاهد من حديث كعب بن مالك، سلف برقم (15776)، وهو حديث صحيح.

قال السندي: قولها: أنتزاور، أي: يزور بعضنا بعضاً؟

ص: 384

ابْنَ هُبَيْرَةَ، فَقَالَ:" قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ (1) ". فَقَالَتْ أُمُّ هَانِئٍ (2). وَذَاكَ ضُحًى (3).

27389 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ مَرَّةً، وَلَهُ أَرْبَعُ غَدَائِرَ (4).

27390 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي نَجِيحٍ يَذْكُرُ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: رَأَيْتُ فِي رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَفَائِرَ أَرْبَعةً (5)(6).

(1) في (ظ 6): من أجرته يا أم هانئ فلان.

(2)

قوله: فقالت أمُّ هانئ، ليس في (ظ 6).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (26907)، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو: إسحاق بن عيسى الطباع، وهو من رجال مسلم.

(4)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (26890) سنداً ومتناً.

وانظر ما بعده.

(5)

في (ظ 2) و (ق) و (م): اربعاً، والمثبت من (ظ 6).

(6)

إسناده ضعيف لانقطاعه. قال البخاري: لا أعرفُ لمجاهد سماعاً من أمِّ هانئ، قلنا: وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (429) من طريق يحيى بن أبي بكير، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 1/ 429، والترمذي في "سننه" بإثر الحديث (1781)، وفي "الشمائل"(30)، وأبو نُعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 15 من طرق عن =

ص: 385

27391 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ صَلَاةِ الضُّحَى، فَقَالَ: سَأَلْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْهَا، فَلَمْ أَجِدْ أَحَدًا يُخْبِرُنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّاهَا، إِلَّا أَنَّ أُمَّ هَانِئٍ أَخْبَرَتْنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا، فَصَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ، فَلَمْ أَرَهُ صَلَّى قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا (1).

27392 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ هَانِئٍ تَقُولُ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَنْزِلِي ثَمَانِ رَكَعَاتٍ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُلْتَحِفًا بِهِ (2).

= إبراهيم بن نافع، به.

وقد سلف برقم (26890).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

وقد سلف برقم (26901).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير موسى بن ميسرة -وهو الدِّيلي- فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو داود، والنسائي في "مسند مالك". عثمان بن عمر: هو ابن فارس العَبْدي.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 152 برواية الليثي، و (402) برواية أبي مصعب الزهري، و (161) برواية محمد بن الحسن، وص 197 برواية القعنبي.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 380، والطبراني في "الكبير" 24/ (1018) من طرق عن مالك، به. =

ص: 386

27393 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى وَجْزَةَ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَتْ: جِئْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي امْرَأَةٌ قَدْ ثَقُلْتُ، فَعَلِّمْنِي شَيْئًا أَقُولُهُ وَأَنَا جَالِسَةٌ، قَالَ: " قُولِي: اللهُ أَكْبَرُ مِئَةَ مَرَّةٍ، فَهُوَ (1) خَيْرٌ لَكِ مِنْ مِئَةِ بَدَنَةٍ مُجَلَّلَةٍ مُتَقَبَّلَةٍ، وَقُولِي: الْحَمْدُ لِلَّهِ، مِئَةَ مَرَّةٍ، فَإِنَّهُ (2) خَيْرٌ لَكِ مِنْ مِئَةِ فَرَسٍ مُسْرَجَةٍ مُلْجَمَةٍ، حَمَلْتِيهَا فِي سَبِيلِ اللهِ، وَقُولِي: سُبْحَانَ اللهِ مِئَةَ مَرَّةٍ، هُوَ خَيْرٌ لَكِ مِنْ مِئَةِ رَقَبَةٍ مِنْ بَنِي (3) إِسْمَاعِيلَ تُعْتِقِينَهُنَّ (4)، وَقُولِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مِئَةَ مَرَّةٍ، لَا تَذَرُ

= وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(4861) و (9439) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 24/ (1018) - عن مالك، عن ميمون بن ميسرة، عن أبي مُرَّة، به.

قال الطبراني عقب الحديث: هكذا قال الدبري: عن عبد الرزاق، عن ميمون بن ميسرة، وهم فيه، والصواب ما رواه القعنبي وغيره عن مالك، عن موسى بن ميسرة.

ورواه مالك -كما سلف برقم (26907) - عن سالم أبي النضر، عن أبي مُرَّة، عن أمِّ هانئ.

وقد سلف نحوه برقم (26892).

(1)

في (ظ 2) و (ق): وهو، وفي (م): فإنه.

(2)

في (ظ 6): فهو.

(3)

في (م): ولد.

(4)

في (ظ 6): تعتقينهنَّ لله.

ص: 387

ذَنْبًا، وَلَا يَسْبِقُهُ الْعَمَلُ " (1).

(1) إسناده ضعيف لضعف أبي معشر -وهو نَجِيح بن عبد الرحمن السِّنْدي- ولجهالة صالح مولى وَجْزَة، فقد ترجم له الحسيني في "الإكمال"، والحافظ في "التعجيل" ولم يذكروا في الرواة عنه سوى مسلم بن أبي مريم، ولم يؤثر توثيقُه عن أحد. وقال الحسيني: لا يُدرى من هو. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (1061) من طريق عاصم بن علي، عن أبي معشر، بهذا الإسناد.

وسلف بغير هذا الإسناد برقم (26911).

ص: 388

‌وَمِنْ حَدِيثِ أُمِّ حَبِيبَةَ

(1)

27394 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ بْنِ أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا كَانَ عِنْدَهَا فِي يَوْمِهَا - أَوْ لَيْلَتِهَا - فَسَمِعَ الْمُؤَذِّنَ، قَالَ كَمَا يَقُولُ الْمُؤَذِّنُ (2).

27395 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ:

(1) سلفت ترجمة أم حبيبة قبل الحديث (26759).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الله بن عتبة بن أبي سفيان، فلم يذكروا في الرواة عنه سوى أبي المليح بن أسامة، ولم يؤثر توثيقُه عن أحد، وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. هشيم: هو ابن بشير السلمي، وأبو بشر: هو جعفر بن إياس بن أبي وحشية.

وأخرجه المِزِّي في "تهذيب الكمال"(ترجمة عبد الله بن عتبة) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9864) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(36) - وابن ماجه (719)، وابن خزيمة (412)، والخطيب في "تاريخه" 14/ 213 من طريق هُشيم، به.

وسلف برقم (26767) دون ذكر عبد الله بن عتبة بن أبي سفيان في الإسناد.

ص: 389

أَخْبَرَتْنِي أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: " مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ، بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ "(1).

27396 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ شَوَّالٍ يَقُولُ: عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، قَالَتْ: كُنَّا نُغَلِّسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِنْ نُغَلِّسْ (2) مِنْ جَمْعٍ إِلَى مِنًى. وَقَالَ مرَّةً: قَالَتْ كُنَّا (3) نُغَلِّسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ إِلَى مِنًى (4).

(1) حديث صحيح على وهم في إسناده، فقد أسقط هشيم منه عمرو بن أوس بين النعمان بن سالم وعنبسة بن أبي سفيان.

وأخرجه ابن خزيمة (1185) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 204، ومسلم (728)(101) و (102)، وأبو داود (1250)، والنسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" 11/ 311 - وأبو يعلى (7124)، وابن خزيمة (1186) و (1187)، وأبو عوانة 2/ 261 - 262، والطبراني في "الكبير" 23/ (430) و (449) من طرق عن داود بن أبي هند، عن النعمان بن سالم، عن عمرو بن أوس، عن عنبسة، به.

وسلف برقم (26775) من طريق شعبة، عن النعمان بن سالم، عن عمرو بن أوس، عن عنبسة، عن أمِّ حبيبة.

وانظر (26768).

(2)

في (ظ 6): أي نغلس، ولم يرد هذا اللفظ في (م).

(3)

في (م): وقال سمرة كنا، وهو خطأ.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، سالم بن شَوَّال -وهو مولى أمِّ حَبيبة- من رجاله، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابنُ عُيينة، =

ص: 390

27397 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ (1)، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي الْجَرَّاحِ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ (2) قَالَ:" لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا جَرَسٌ "(3).

= وعمرو: هو ابنُ دينار.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (481) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي في "سننه"(445)، والحُميدي (305)، ومسلم (1292)(299)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 262، وفي "الكبرى"(4039)، وأبو يعلى (7122)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 219، والطبراني في "الكبير" 23/ (481) و (490)، والبيهقي في "السنن" 5/ 124، وفي "معرفة السنن" 7/ 297، والمزي في "تهذيب الكمال"(ترجمة سالم بن شوَّال) من طريق سفيان بن عيينة، به.

وقال الحميدي: قال سفيان: وسالم بن شوَّال من أهل مكة لم نسمع أحداً يُحدِّثُ عنه إلا عمرو بن دينار هذا الحديث.

قلنا: بل حدَّث عنه عطاء بن أبي رباح هذا الحديث كذلك، وقد سلف برقم (26776).

قال السندي: قولها: إن نغلِّس، إن شرطية، والمراد: إن أردنا التغليس كنا نغلِّس، فالفعل بعد حرف الشرط مُؤَؤَّل بالإرادة، والله أعلم.

(1)

في (ظ 6): عَبيدة بن حميد.

(2)

قوله: أنه، ليس في (م).

(3)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (26777)، فانظرها.

وانظر (26770).

ص: 391

27398 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ (1)، أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ مَاتَ نَسِيبٌ لَهَا - أَوْ قَرِيبٌ لَهَا - فَدَعَتْ بِصُفْرَةٍ، فَمَسَحَتْ بِهِ ذِرَاعَيْهَا، وَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيْتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ إِلَّا عَلَى زَوْجٍ، فَإِنَّهَا تُحِدُّ عَلَيْهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا "(2).

27399 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" تَوَضَّؤُوا مِمَّا مَسَّتِ (3) النَّارُ "(4).

27400 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي الْجَرَّاحِ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا جَرَسٌ "(5).

(1) في (ظ 6): أم سلمة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرَّر الحديث (26766)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو يحيى بن سعيد القطان.

(3)

في (ظ 6): مسَّته.

(4)

حديث صحيح لغيره، وهو مكرر (26779)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو يحيى بن سعيد القطان.

وقد سلف برقم (26773).

(5)

حديث صحيح لغيره، وهو مكرر (26839) سنداً ومتناً.

ص: 392

• 27401 - [قَالَ: عَبْدُ اللهِ:](1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَ سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا جَرَسٌ ".

قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: تَعِسْتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، قَالَ لِي: كَيْفَ هُوَ؟ قُلْتُ (2): حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي الْجَرَّاحِ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: صَدَقْتَ (3).

27402 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي (4)، وَعَلَيْهِ وَعَلَيَّ ثَوْبٌ، وَفِيهِ كَانَ مَا كَانَ (5).

27403 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشُّعَيْثِيُّ. وَيَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشُّعَيْثِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ

(1) في (م): حدثنا عبد الله، حدثني أبي، وهو خطأ، فالحديث من زوائد عبد الله.

(2)

في (ظ 6): قال. والقائل: هو يحيى بن سعيد القطان.

(3)

حديث صحيح لغيره، وهو مكرر سابقه، إلا أنه في هذه الرواية من زوائد عبد الله بن أحمد على أبيه، وشيخه فيه أبو بكر بن خلاد، وقد رواه عن يحيى بن سعيد القطان، حيث ذكر فيه الوهم الذي وقع فيه أبو عبد الله سفيان الثوري.

(4)

قولها: يصلي، ليس في (م).

(5)

ضعيف بهذه السياقة، وهو مكرر (26761)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عبد الرحمن بنُ مهدي.

ص: 393

عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أُخْتِهِ أُمِّ حَبِيبَةَ - قَالَ يَزِيدُ: بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ الْمُقْرِئُ: زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَأَرْبَعًا بَعْدَهَا، حَرَّمَهُ اللهُ عَلَى (1) النَّارِ "(2).

(1) في (م): حَرَّمَ اللهُ عليه.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الله بن المهاجر الشُّعَيْثي والد محمد بن عبد الله، فقد تفرد بالرواية عنه ابنه، وقال ابن حبان في "الثقات": يعتبر بحديثه من غير رواية ابنه. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح، غير محمد بن عبد الله الشُّعَيْثي، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. أبو عبد الرحمن المقرئ: هو عبد الله بنُ يزيد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 37، وأبو يعلى (7139)، والطبراني في "الكبير" 23/ (445)، وفي "مسند الشاميين"(1433)، والمزي في "تهذيبه"(في ترجمة عبد الله بن المهاجر) من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 204، والترمذي (427)، وابن ماجه (1160)، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 258، وأبو يعلى (7130)، والبغوي في "شرح السنة"(888) من طريق يزيد بن هارون، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. قلنا: قد صححه فيما سلف في الرواية (26764)، فقال: حسن صحيح غريب.

وأخرجه البخاري 1/ 132، والنسائي 3/ 266، والطبراني في "الكبير" 23/ (459)، وفي "مسند الشاميين"(1434)، والبغوي في "شرخ السنة"(888) من طرق عن محمد بن عبد الله الشعيثي، به.

وأخرجه عبد الرزاق (4828) -ومن طريقه الطبراني 23/ (444) - عن =

ص: 394

27404 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ وَشُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّهُ سَأَلَ أُخْتَهُ أُمَّ حَبِيبَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ الَّذِي يُجَامِعُهَا فِيهِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ أَذًى (1).

27405 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. وَرَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا (2) ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ،

= إسرائيل بن يونس، عن محمد بن عبد الله الشعيثي، عن عنبسة، به. ليس فيه: عن أبيه.

وسلف برقم (26764) بإسناد صحيح.

(1)

إسناده صحيح، وهو مكرر (26760)، غير أن شيخي الإمام أحمد هنا هما: حجَّاج بن محمد المِصِّيصي الأعور، وشعيبُ بنُ حرب، وشيخهما هو الليث بن سعد.

وأخرجه ابن خزيمة (776) من طريق شعيب بن حرب، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 482، وعبد بن حميد في "المنتخب"(1555)، والدارمي (1376)، وأبو داود (366)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 155، وفي "الكبرى"(287)، وابن ماجه (540)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3072) و (3073)، وأبو يعلى (7126)، وابن خزيمة (776)، وابن المنذر في "الأوسط"(721)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 50، وابن حبان (2331)، والطبراني في "الكبير" 23/ (405)، والبيهقي في "السنن" 2/ 410، وفي "معرفة السنن والآثار" 3/ 364، والخطيب في "تاريخه" 7/ 407، والبغوي في "شرح السنة"(522) من طرق عن الليث بن سعد، به.

(2)

في (ظ 2) و (ق) و (م): حدثنا، والمثبت من (ظ 6).

ص: 395

أَنَّهُ أَخْبَرَهُ ابْنُ شَوَّالٍ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ، فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا بَعَثَ - وَقَالَ ابْنُ بَكْرٍ: أَنَّهُ بَعَثَ - بِهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ. وَقَالَ يَحْيَى: قَدَّمَهَا مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ (1).

27406 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْمُغِيرَةِ الثَّقَفِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَدَعَتْ لَهُ بِسَوِيقٍ، فَشَرِبَ، فَقَالَتْ لَهُ: يَا ابْنَ أَخِي، أَلَا تَتَوَضَّأُ؟ (2) فَقَالَ: إِنِّي لَمْ أُحْدِثْ، قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" تَوَضَّؤُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرَّر (26776)، إلا أن الإمام أحمد رواه هناك عن يحيى بن سعيد وحده، وقرنه هنا برَوْحٍ -وهو ابنُ عُبادة- ومحمدِ بنِ بكر، وهو البُرْساني.

(2)

في (ظ 2): تَوَضَّأ.

(3)

مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين، أبو سفيان بن المغيرة سلف الكلام عليه في الرواية (26773). وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وحرب: هو ابن شدَّاد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 62 - 63 من طريق أبي داود، عن حرب بن شداد، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (26773).

ص: 396

27407 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ أَنَّ أُنَاسًا مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَعْلَمَهُمُ الصَّلَاةَ وَالسُّنَنَ وَالْفَرَائِضَ، ثُمَّ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لَنَا شَرَابًا نَصْنَعُهُ مِنَ الْقَمْحِ وَالشَّعِيرِ. قَالَ: فَقَالَ: " الْغُبَيْرَاءُ؟ ". قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " لَا تَطْعَمُوهُ ". ثُمَّ لَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ بِيَوْمَيْنِ، ذَكَرُوهُمَا لَهُ أَيْضًا، فَقَالَ:" الْغُبَيْرَاءُ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " لَا تَطْعَمُوهُ ". ثُمَّ لَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَنْطَلِقُوا، سَأَلُوهُ عَنْهُ، فَقَالَ:" الْغُبَيْرَاءُ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " لَا تَطْعَمُوهُ ". قَالُوا: فَإِنَّهُمْ (1) لَا يَدَعُونَهَا، قَالَ:" مَنْ لَمْ يَتْرُكْهَا، فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ "(2).

(1) قوله: فإنهم، ليس في (ظ 6).

(2)

إسناده ضعيف لضعف درَّاج -وهو ابنُ سمعان أبو السمح-، وباقي رجاله ثقات غير ابن لهيعة لكنه متابع.

وهو عند أحمد في "الأشربة"(29).

وأخرجه أبو يعلى (7147)، والطبراني في "الكبير" 23/ (483) و (495) من طريقين عن ابن لهيعة، به.

وأخرجه دون قوله: "فإنهم لا يَدَعُونَها قال: من لم يتركها فاضربوا عنقه" ابن حبان (5367)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 190، والبيهقي في "السنن" 8/ 292 من طريق عمرو بن الحارث، عن درَّاج، به.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 54 - 55 و 6/ 278، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، وفيه ابنُ لَهيعة، وحديثُه حسن، وبقية رجال أحمد ثقات.

وقوله: "من لم يتركها، فاضربوا عنقه": قد سلف في مسند عبد الله بن =

ص: 397

27408 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ. وَعَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ، وَكَانَ أَتَى النَّجَاشِيَّ - وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ: وَكَانَ رَحَلَ إِلَى النَّجَاشِيِّ - فَمَاتَ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ أُمَّ حَبِيبَةَ، وَإِنَّهَا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، زَوَّجَهَا إِيَّاهُ النَّجَاشِيُّ، وَمَهَرَهَا أَرْبَعَةَ آلَافٍ، ثُمَّ جَهَّزَهَا مِنْ عِنْدِهِ، وَبَعَثَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ، وَجِهَازُهَا كُلُّهُ مِنْ عِنْدِ النَّجَاشِيِّ، وَلَمْ يُرْسِلْ إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِشَيْءٍ، وَكَانَ مُهُورُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعَ مِئَةِ دِرْهَمٍ (1).

= عمرو بن العاص برقم (6553) قولُه عليه الصلاة والسلام: "الخمرُ إذا شربوها، فاجْلِدُوهم، ثم إذا شربوها، فاجْلِدوهم، ثم إذا شربوها فاجلِدوهم، ثم إذا شربوها، فاقْتُلُوهم عند الرابعة". وبيَّنَّا هناك أن القتل منسوخ، فانظره.

(1)

حديث رجاله ثقات، وقد اختلف في إسناده على الزُّهْري:

فرواه عبد الله بن المبارك -كما في هذه الرواية، وعند أبي داود (2107)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 119، وفي "الكبرى"(5512)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5061)، والطبراني في "الكبير" 23/ (402)، والدارقطني في "السنن" 3/ 246، والحاكم 2/ 181، والبيهقي في "السنن" 7/ 139 و 232، وفي "الدلائل" 3/ 460 - وعبد الرزاق -فيما أخرجه أبو داود (2086)(مختصراً)، والدارقطني في "السنن" 3/ 246 - كلاهما عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن أمِّ حبيبة، به، موصولًا. قال الحاكم: هذا حديثٌ صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. =

ص: 398

27409 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ (1)، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الْجَرَّاحِ مَوْلَى أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ سَمِعَهُ يُخْبِرُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ حَدَّثَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الْعِيرُ الَّتِي فِيهَا الْجَرَسُ لَا تَصْحَبُهَا الْمَلَائِكَةُ "(2).

27410 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، فَذَكَرَ هَذَا

= ورواه يونس -فيما أخرجه أبو داود (2108) - وعبد الرحمن بن عبد العزيز -فيما أخرجه ابن سعد 8/ 99، والحاكم 4/ 22 - وعبيد الله بنُ أبي زياد -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (403)، والحاكم 4/ 20 - ثلاثتُهم عن الزُّهري، بنحوه مرسلاً.

قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 187: والمرسَلُ أشبهُهما بالصواب.

وأخرجه ابن سعد 8/ 97 - 98، والحاكم 4/ 20 - 22 من طريق إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أمِّ حبيبة، مطوَّلاً. وهذا إسناد منقطع.

وفي الباب: عن محمد الباقر، وعاصم بن عمر بن قتادة، وعبد الله بن أبي بكر ابن حزم، مرسلاً، عند ابن سعد 8/ 99 من طريق الواقدي.

وعن عطية بن قيس مرسلاً عند الطبراني في "الكبير" 23/ (494).

(1)

قوله: حدثنا هاشم، سقط من (م).

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال الجرَّاح مولى أمِّ حبيبة، والأصح أنه أبو الجرَّاح، كما ذكرنا عند الرواية (26770)، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(855)، والطبراني في "الكبير" 23/ (473) من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (26770).

ص: 399

الْحَدِيثَ، يَتْلُو أَحَادِيثَ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، وَقَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" رَأَيْتُ مَا تَلْقَى أُمَّتِي بَعْدِي، وَسَفْكَ بَعْضِهِمْ دِمَاءَ بَعْضٍ، وَسَبَقَ ذَلِكَ مِنَ اللهِ تَعَالَى، كَمَا سَبَقَ فِي الْأُمَمِ قَبْلَهُمْ، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يُوَلِّيَنِي شَفَاعَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيهِمْ، فَفَعَلَ ".

قَالَ عَبْدُ اللهِ (1): قُلْتُ لِأَبِي: هَاهُنَا قَوْمٌ يُحَدِّثُونَ بِهِ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ؛ عَنْ شُعَيْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ؟ قَالَ: لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ، إِنَّمَا هُوَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ (2).

(1) قوله: قال عبد الله، ليس في (ظ 6).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسنادٌ رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد رواه أبو اليَمان الحَكَم بنُ نافع مرتين، كما سيأتي:

فرواه -كما في هذه الرواية، وفيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (410) - عن شُعيب بن أبي حمزة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن أنس بن مالك، به.

ورواه -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(215) و (800)، وفي "الآحاد والمثاني"(3077)، وفي "الديات"(97)، والطبراني في "الكبير" 23/ (409)، وفي "الأوسط"(4645)، وفي "مسند الشاميين"(2990)، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 184، والحاكم 1/ 68 - عن شعيب، عن

الزهري، عن أنس، به.

وذكر الإمام أحمد عقب هذه الرواية، والدارقطني، أن هذا الحديث ليس محفوظاً من حديث الزُّهري، وأن الصواب فيه أنه من حديث ابن أبي حسين. لكن الحاكم نقل بإسناده إلى أبي اليمان أنه قال: الحديث حديث الزهري، والذي حدثتكم به عن ابن أبي حسين غلطتُ فيه بورقة قلبتُها.

قلنا: والخطب في ذلك يسير، فإنه انتقال من ثقة إلى ثقة، والله أعلم.

ص: 400

27411 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ (1)، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ - عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ (2):" مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً سِوَى الْفَرِيضَةِ، بَنَى اللهُ لَهُ (3)، أَوْ قَالَ: بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ "(4).

27412 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهَا أَنَّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللهِ انْكِحْ أُخْتِي ابْنَةَ أَبِي سُفْيَانَ، فَزَعَمَتْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا:" أَوَ تُحِبِّينَ ذَلِكَ؟ ". قَالَتْ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، لَسْتُ لَكَ بِمُخْلِيَةٍ، وَأَحَبُّ (5) مَنْ شَرِكَنِي فِي خَيْرٍ أُخْتِي. قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ ذَلِكَ لَا يَحِلُّ لِي ". فَقُلْتُ: فَوَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا لَنَتَحَدَّثُ أَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَنْكِحَ دُرَّةَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" ابْنَةَ أُمِّ سَلَمَةَ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَايْمُ اللهِ إِنَّهَا لَوْ لَمْ تَكُنْ رَبِيبَتِي فِي حِجْرِي مَا

(1) قوله: حدثنا يونس بن محمد، سقط من (ظ 2) و (ق) و (م).

(2)

في (ظ 6): عن أم حبيبة بنت أبي سفيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال.

(3)

في (م): بنى الله تعالى له، ولم ترد لفظة "له" في (ظ 6).

(4)

حديث صحيح، وهو مكرر (26768)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا هو يونس بن محمد المؤدب.

(5)

في (ظ 6): وأحق.

ص: 401

حَلَّتْ لِي، إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، أَرْضَعَتْنِي (1) وَأَبَا سَلَمَةَ ثُوَيْبَةُ، فَلَا تَعْرِضْنَ عَلَيَّ بَنَاتِكُنَّ وَلَا أَخَوَاتِكُنَّ " (2).

(1) في (م): وأرضعتني.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. ابنُ أخي الزهري -وهو محمد بن عبد الله بن مسلم- من رجاله، وقد توبع. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد الزُّهري.

وأخرجه مسلم (1449)، وأبو يعلى (7128)، والطبراني في "الكبير" 23/ (413) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (26493).

ص: 402

‌حَدِيثُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ

(1)

27413 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أُمِّهَا أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنْ زَيْنَبَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ سُفْيَانُ: أَرْبَعُ نِسْوَةٍ - قَالَتِ: اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ نَوْمٍ، وَهُوَ مُحْمَرٌّ وَجْهُهُ، وَهُوَ يَقُولُ:" لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ (2)، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ ". وَحَلَّقَ. قُلْتُ (3): يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟! قَالَ صلى الله عليه وسلم:" نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ "(4).

(1) سلفت ترجمة زينب بنت جحش قبل الحديث (26751).

(2)

كرر قوله: "لا إله إلا الله" مرتين في (ظ 6).

(3)

في (ظ 6): قالت.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، سوى حبيبةَ بنتِ أمِّ حبيبة، فقد روى لها مسلم، وقد رواه سفيان بن عيينة، عن الزُّهري كذلك دون ذكر حبيبة، كما هو عند البخاري ومسلم، قال الدارقطني -فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح" 13/ 12 - : أظنُّ سفيان كان تارة يذكرها، وتارة يُسقطها. قلنا: وممن رواه عن الزُّهري بإسقاطها كذلك صالح بن كَيْسان، فيما سيرد في الرواية التالية.

وأخرجه الحميدي (308)، وابنُ أبي شيبة 15/ 42، ومسلم (2880)(1)، والترمذي (2187)، والنسائي في "الكبرى"(11311) -وهو في "التفسير"(331) - وابن ماجه (3953)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 722، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3092)، وأبو يعلى (7155) و (7159)، والطبراني في "الكبير" 24/ (137) و (138) و (142)، =

ص: 403

27414 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ - يَعْنِي ابْنَ كَيْسَانَ - قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ، أَخْبَرَتْ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ

= وأبو عمرو الداني في "الفتن وغوائلها"(51)، والبيهقي في "السنن" 10/ 93، وفي "دلائل النبوة" 6/ 406، وفي "شعب الإيمان"(7598)، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 304 - 305 من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد جوَّد سفيان هذا الحديث

وأخرجه البخاري (7059)، ومسلم (2880)(1)، وأبو عمرو الداني (52)، وابنُ عبد البرّ 24/ 306 - 307 من طرق عن سفيان بن عيينة، به. دون ذكر أمِّ حبيبة في الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (6831) من طريق سُريج بن يونس، عن سفيان بن عيينة، به، لكنه أسقط حبيبة وزينبَ بنت جحش من الإسناد، فجعله من حديث أمِّ حبيبة، وقد نبَّه على ذلك الحافظ في "الفتح" 13/ 12.

وأخرجه البخاري (3346) و (3598) و (7135)، ومسلم (2880)(2) وبإثره، وابن حبان (327)، والطبراني في "مسند الشاميين"(3115)، وابن عبد البر 24/ 305، والبغوي في "تفسيره" الآية 16 من سورة الإسراء، وفي "شرح السنة"(4201) من طرق عن الزهري، به، ليس فيه ذكر حبيبة.

ورواه معمر عن الزهري، واختلف عليه فيه:

فرواه عبد الرزاق -كما في "مصنفه"(20749)، وفي "تفسيره" 1/ 375، وعند الطبراني في "الكبير" 24/ (135) - عن معمر، عن الزُّهري، عن زينب بنتِ أمِّ سلمة، عن زينب بنت جحش، به، ليس فيه حبيبة، ولا أمُّها أم حبيبة.

ورواه محمد بن ثور الصنعاني -فيما أخرجه الطبري في "تفسيره" الآية 16 من سورة الإسراء- عن معمر، عن الزُّهري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلاً.

وسيرد برقمي (27414) و (27416).

ص: 404

عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، قَالَتْ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا يَقُولُ:" لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذَا ". قَالَ وَحَلَّقَ بِأُصْبُعَيْهِ: الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا، قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَهْلِكُ (1) وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟! قَالَ:" نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ "(2).

27415 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي الْجَرَّاحِ مَوْلَى أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ أَنَّهَا حَدَّثَتْهُ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، كَمَا يَتَوَضَّؤُونَ "(3).

27416 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: ذَكَرَ ابْنُ

(1) في (ظ 6): أفنهلك.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزُّهري.

وأخرجه مسلم (2880)(2)، والنسائي في "الكبرى"(11333) -وهو في "التفسير"(353) - والطبراني في "الكبير" 24/ (136) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

(3)

حديث صحيح لغيره، وهو مكرر الحديث (26763)، إلا أنه هنا من حديث زينب بنت جحش.

ص: 405

شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَاقِدٌ بِأُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ بِالْإِبْهَامِ، وَهُوَ يَقُولُ:" وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ (1) مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ مَوْضِعِ الدِّرْهَمِ ". قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟! قَالَ صلى الله عليه وسلم:" نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ "(2).

(1) قوله: اليوم، ليس في (ظ 6).

(2)

حديث صحيح، ابنُ إسحاق -وهو محمد- لم يصرح بسماعه من الزهري، لكنه توبع. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وسلف بإسناد صحيح في الروايتين (27413) و (27414).

ص: 406

‌حَدِيثُ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ

(1)

27417 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ مَوْلًى لِابْنِ الزُّبَيْرِ يُقَالُ لَهُ يُوسُفُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَوِ الزُّبَيْرُ (2) بْنُ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ، قَالَتْ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَحُجَّ. قَالَ: " أَرَأَيْتَكَ لَوْ كَانَ عَلَى أَبِيكَ دَيْنٌ، فَقَضَيْتَهُ عَنْهُ، قُبِلَ مِنْكَ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ صلى الله عليه وسلم:" فَاللهُ أَرْحَمُ، حُجَّ عَنْ أَبِيكَ "(3).

(1) سَوْدَة بنتُ زَمْعة: قرشية عامرية، كانت أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خديجة، وانفردت به نحواً من ثلاث سنين أو أكثر حتى دخل بعائشة، وكانت سيدة جليلة نبيلة ضخمة، وهي التي وهبت يومها لعائشة رعاية لقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، توفيت في آخر خلافة عمر بالمدينة.

(2)

قوله: أو الزبير من (ظ 6)، وسقط من باقي النسخ.

(3)

حديث صحيح، يوسف بن الزبير، شك مجاهد في هذه الرواية باسمه، فقال: أو الزبير بن يوسف، وقد سلف عنه دون شك بالرواية رقم (16102) و (16125)، وقد سلف الكلام عليه كذلك ثمة.

وأخرجه الدارمي 2/ 41، وأبو يعلى (6818)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2543)، والطبراني في "الكبير" 24/ 101، والبيهقي في "السنن" 4/ 329 من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد العمي، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 282، ونسبه إلى أحمد والطبراني، وقال: رجاله ثقات.

وقد ذكرنا شواهده في الرواية رقم (16102).

ص: 407

27418 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَامِرٍ (1)، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ سَوْدَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: مَاتَتْ شَاةٌ لَنَا، فَدَبَغْنَا مَسْكَهَا، فَمَا زِلْنَا نَنْبِذُ (2) بِهِ حَتَّى صَارَ شَنًّا (3).

(1) قوله: عن عامر، ليس في (م).

(2)

في (ظ 6) و (ظ 2): ننتبذ.

(3)

إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة -وهو مولى ابن عباس- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن نُمير: هو عبد الله، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد، وعامر: هو ابن شَراحيل الشَّعبي.

واختُلف في إسناده على إسماعيل بن أبي خالد:

فرواه ابن نمير-كما في هذه الرواية، وفيما أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس)(1172) - وهُشيم بن بشير -فيما أخرجه ابن أبي شيبة 8/ 379، والطبراني في "الكبير" 24/ (96) - وعبد الله بنُ المبارك -فيما أخرجه البخاري (6686)، والبيهقي 1/ 17، والبغوي في "شرح السنة"(306) - والفضل بنُ موسى -فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 173، وفي "الكبرى"(4566) - وأبو أسامة -فيما أخرجه الطبري (1171) - وعبدة بن سليمان وعبيد الله بن موسى، فيما أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 470 - سبعتهم عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد.

ورواه إسماعيل المؤدِّب -فيما أخرجه الطبراني 24/ (97) - عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن عكرمة، به. فأسقط الشعبيَّ من الإسناد.

ورواه محمد بن عبيد -فيما أخرجه الطبراني 24/ (98) - عن إسماعيل، عن مجالد، عن الشعبي، به. زاد مجالداً بين إسماعيل والشعبي.

وأخرجه الطبراني 24/ (95) من طريق جابر الجعفي، عن الشعبي، به.

وأخرجه الطبري (1218) و (1219) من طريقي منصور وعطاء، عن الشعبي، قال: مرّ النبي صلى الله عليه وسلم على شاة لسودة قد نبذوها

=

ص: 408

27419 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ مَوْلًى لِآلِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: إِنَّ بِنْتَ زَمْعَةَ، قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: إِنَّ أَبِي زَمْعَةَ مَاتَ، وَتَرَكَ أُمَّ وَلَدٍ لَهُ، وَإِنَّا كُنَّا نَظُنُّهَا بِرَجُلٍ، وَإِنَّهَا وَلَدَتْ فَخَرَجَ وَلَدُهَا يُشْبِهُ الرَّجُلَ الَّذِي ظَنَنَّاهَا بِهِ، قَالَ: فَقَالَ صلى الله عليه وسلم لَهَا: " أَمَّا أَنْتِ فَاحْتَجِبِي مِنْهُ، فَلَيْسَ بِأَخِيكِ، وَلَهُ الْمِيرَاثُ "(1).

= وسلف برقم (3026) من طريق أبي عوانة، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: ماتت شاة لسودة بنت زمعة

فذكر نحوه مطولاً.

وانظر كذلك حديث ابن عباس السالف برقم (1895).

قال السندي: قولها: حتى صار شناً، أي: بالياً.

(1)

قوله: "احتجبي منه" صحيح من حديث عائشة، وهذا إسناد ضعيف. مولى آل الزبير-وهو يوسف بن الزبير- سلف تعيينُه في تخريج الرواية (16127)، وقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن جرير: مجهول لا يحتج به. وقال الحافظ: مقبول. قلنا: فهو مجهول الحال. وبقيةُ رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابنُ يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/ 14، وقال: رواه أحمد، وتابعيُّه لم يسمَّ، وبقية رجاله ثقات.

وانظر حديث ابن الزبير السالف برقم (16127).

وحديث عائشة (24086).

قال السندي: قوله: "فليس بأخيكِ" أي: في حكم الكشف عليه.

ص: 409

‌حَدِيثُ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ

(1)

27420 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ:" هَلْ مِنْ طَعَامٍ؟ " قُلْتُ: لَا، إِلَّا عَظْمًا أُعْطِيَتْهُ مَوْلَاةٌ لَنَا مِنَ الصَّدَقَةِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم:" فَقَرِّبِيهِ، فَقَدْ بَلَغَتْ مَحِلَّهَا "(2).

27421 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى طَلْحَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ كُرَيْبًا يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

(1) سلفت ترجمة جُويرية بنت الحارث قبل الحديث (26755).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابنُ عُيينة، والزُّهري: هو محمد بن مسلم.

وأخرجه الحُميدي (317)، ومسلم (1073)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3109)، وأبو يعلى (7067)، وابن حبان (5118)، والطبراني في "الكبير" 24/ (168)، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 104 - 105 من طريق سفيان بن عيينة، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (77) من طريق سفيان بن عيينة، عن الزُّهري، عن عُبيد بن السَّبَّاق، وقال: عن ميمونة بدل جويرية.

وأخرجه الطبراني 24/ (166) و (167) و (169) من طرق عن ابن شهاب، به.

وسيرد برقم (27424).

وفي الباب عن أم عطية، سلف برقم (27301)، وإسناده صحيح، وتتمة أحاديث الباب هناك.

ص: 410

عَنْ جُوَيْرِيَةَ. قَالَتْ (1): إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَى جُوَيْرِيَةَ بَاكِرًا (2)، وَهِيَ فِي الْمَسْجِدِ تَدْعُو، ثُمَّ مَرَّ عَلَيْهَا قَرِيبًا مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ، فَقَالَ:" مَا زِلْتِ عَلَى حَالِكِ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ صلى الله عليه وسلم:" أَلَا أُعَلِّمُكِ كَلِمَاتٍ تَعْدِلُهُنَّ بِهِنَّ (3)، وَلَوْ وُزِنَّ بِهِنَّ وَزَنَّ: سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، ثَلَاثًا، سُبْحَانَ اللهِ رِضَا نَفْسِهِ، سُبْحَانَ اللهِ رِضَا نَفْسِهِ، سُبْحَانَ اللهِ رِضَا نَفْسِهِ، سُبْحَانَ اللهِ زِنَةَ عَرْشِهِ، سُبْحَانَ اللهِ زِنَةَ عَرْشِهِ، سُبْحَانَ اللهِ زِنَةَ عَرْشِهِ، سُبْحَانَ اللهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ، سُبْحَانَ اللهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ، سُبْحَانَ اللهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ "، وَكَانَ اسْمُهَا بَرَّةَ، فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جُوَيْرِيَةَ (4).

(1) قوله: قالت، ليس في (ظ 6).

(2)

في النسخ الخطية و (م): بكراً، وهو سهو ناسخ، والمثبت من رواية الطبراني وقد روى الحديث من طريق الإمام أحمد، و"الآحاد والمثاني" وروايته من طريق محمد بن جعفر.

(3)

في (ق): بهذه.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (160)، وفي "الدعاء"(1742) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (3555)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 77، وفي "الكبرى"(1275) و (9992) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(164) - وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3107)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 163 من طريق محمد بن جعفر، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وسلف برقم (26758).

ص: 411

27422 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتْ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ وَهِيَ صَائِمَةٌ، فَقَالَ لَهَا:" أَصُمْتِ أَمْسِ؟ " قَالَتْ: لَا. قَالَ: " أَفَتُرِيدِينَ أَنْ تَصُومِي (1) غَدًا؟ " قَالَتْ: لَا، قَالَ صلى الله عليه وسلم:" فَأَفْطِرِي إِذًا "(2).

27423 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ - يَعْنِي ابْنَ عَامِرٍ - حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ خَالَتِهِ أُمِّ عُثْمَانَ، عَنِ الطُّفَيْلِ ابْنِ أَخِي جُوَيْرِيَةَ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ حَرِيرٍ فِي الدُّنْيَا، أَلْبَسَهُ اللهُ تَعَالَى ثَوْبَ مَذَلَّةٍ، أَوْ ثَوْبًا مِنْ نَارٍ "(3).

27424 -

حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، قَالَ: إِنَّ عُبَيْدَ بْنَ السَّبَّاقِ يَزْعُمُ أَنَّ جُوَيْرِيَةَ زَوْجَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا، فَقَالَ:" هَلْ مِنْ طَعَامٍ؟ " قَالَتْ: لَا وَاللهِ، مَا عِنْدَنَا طَعَامٌ إِلَّا عَظْمًا (4)

(1) في النسخ الخطية: تصومين، والمثبت من (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (26755)، إلا أن شيخي أحمد هنا محمد بن جعفر وحجَّاج بن محمد المصِّيصي.

وأخرجه البخاري (1986) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

(3)

إسناده ضعيف، وهو مكرر الحديث (26757)، إلا أن شيخ الإمام أحمد هنا أسود بن عامر.

(4)

في (ظ 6): عظم.

ص: 412

مِنْ شَاةٍ أُعْطِيَتْهَا مَوْلَاتِي مِنَ الصَّدَقَةِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:" قَرِّبِيهِ، فَقَدْ بَلَغَتْ مَحِلَّهَا "(1).

27425 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنِى أَبُو أَيُّوبَ الْعَتَكِيُّ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتْ (2): إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَ جُمُعَةٍ وَهِيَ صَائِمَةٌ، فَقَالَ لَهَا:" أَصُمْتِ أَمْسِ؟ " قَالَتْ: لَا. قَالَ: " تُرِيدِينَ أَنْ تَصُومِي (3) غَدًا؟ " قَالَتْ: لَا. قَالَ: " فَأَفْطِرِي "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابنُ القاسم، وابنُ شهاب: هو محمد بن مسلم الزُّهري.

وأخرجه مسلم (1073)، وابن حِبَّان (5117)، والطبراني في "الكبير" 24/ (164)، والحاكم 4/ 28 من طرق عن الليث، به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.

وقد سلف برقم (27420).

(2)

قوله: قالت، ليس في (ظ 6).

(3)

في النسخ الخطية: تصومين، والمثبت من (م).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (26756)، إلا أنَّ شيخَ أحمد هنا هو عفَّانُ بنُ مسلم الصفَّار.

وأخرجه ابن سعد 8/ 119، والمِزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة أبي أيوب المَرَاغي العَتكي) عن عفان، بهذا الإسناد.

ص: 413

‌حَدِيثُ أُمِّ سُلَيْمٍ

(1)

27426 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَسٌ خَادِمُكَ، ادْعُ اللهَ لَهُ، قَالَ: فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ ". قَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: فَقَالَ أَنَسٌ: أَخْبَرَنِي بَعْضُ وَلَدِي، أَنَّهُ قَدْ دُفِنَ مِنْ وَلَدِي وَوَلَدِ وَلَدِي أَكْثَرُ مِنْ مِئَةٍ (2).

(1) سلفت ترجمة أم سليم بين يدي الحديث (27113).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجَّاج: هو ابن محمد المصِّيصي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.

وأخرجه أبو يعلى (3238) من طريق حجَّاج، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (6378 - 6379)، ومسلم (2480)(141)، والترمذي (3829)، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3311)، وابنُ حِبَّان (7178)، والطبراني في "الكبير" 25/ (303)، والبغوي في "شرح السنة" 14/ 188، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 364 من طريق محمد بن جعفر، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه أبو يعلى (3239) عن الإمام أحمد، عن حجَّاج، عن شعبة، عن هشام بن زيد، عن أنس، به.

وأخرجه البخاري (6378 - 6379)، ومسلم (2480)، وابن أبي عاصم (3312) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن هشام بن زيد، عن أنس، به.

وقد سلف من حديث أنس برقم (12053).

ص: 414

27427 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَرَوْحٌ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ. أَنَّهُ كَانَ بَيْنَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ فِي الْمَرْأَةِ (1) تَحِيضُ بَعْدَمَا تَطُوفُ بِالْبَيْتِ يَوْمَ النَّحْرِ مُقَاوَلَةٌ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ زَيْدٌ: لَا تَنْفِرُ حَتَّى يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهَا بِالْبَيْتِ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِذَا طَافَتْ يَوْمَ النَّحْرِ، وَحَلَّتْ لِزَوْجِهَا، نَفَرَتْ إِنْ شَاءَتْ، وَلَا تَنْتَظِرُ. فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، إِنَّكَ إِذَا خَالَفْتَ زَيْدًا لَمْ نُتَابِعْكَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: سَلُوا أُمَّ سُلَيْمٍ، فَسَأَلُوهَا عَنْ ذَلِكَ، فَأَخْبَرَتْ أَنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ أَصَابَهَا ذَلِكَ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: الْخَيْبَةُ لَكِ، حَبَسْتِنَا (2)، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَهَا أَنْ تَنْفِرَ، وَأَخْبَرَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ أَنَّهَا لَقِيَتْ ذَلِكَ، فَأَمَرَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَنْفِرَ (3).

(1) في (ظ 6): يعني في المرأة.

(2)

في (ظ 6) و (م): حَبَسْتِينَا.

(3)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرعكرمة مولى ابن عباس، فمن رجال البخاري. روح: هو ابن عبادة.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/ 164 من طريق رَوْح، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 233 من طريق عباد بن العوام، عن سعيد، فقال: عن، قتادة، عن أنس، عن أمِّ سُليم أنها حاضت بعدما أفاضت يومَ النَّحْر، فأمرها النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن تَنفِرَ. وقد شذَّ عباد بن العوام في هذا الإسناد، فقال: عن قتادة، عن أنس، وإنما المحفوظ: قتادة عن =

ص: 415

27428 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. وَرَوْحٌ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ، أَنَّ الْبَرَاءَ بْنَ زَيْدِ ابْنِ بِنْتِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ (1) أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ عَنْ أُمِّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَتْ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا وَقِرْبَةٌ مُعَلَّقَةٌ، فِيهَا مَاءٌ، فَشَرِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا مِنْ فِي (2) الْقِرْبَةِ، فَقَامَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى فِي (3) الْقِرْبَةِ، فَقَطَعَتْهُ. (4)

= عكرمة، عن ابن عباس، نبَّه على ذلك الحافظ في "الفتح" 3/ 588.

وأخرجه البخاري (1758 - 1759)، والطبراني في "الكبير" 25/ (314)، والبيهقي في "السنن" 5/ 163 من طريق أيوب، والبيهقي 5/ 163 و 164 من طريق خالد الحذَّاء، كلاهما عن عكرمة، به. رواية البخاري مختصرة، وقال عقبها: رواه خالد وقتادة عن عكرمة.

قال الحافظ: أمَّا رواية خالد، فوصلها البيهقي (كما سلف في هذا التخريج) وأما رواية قتادة فوصلها الطيالسي. قلنا: وستأتي في تخريج الرواية (27432). ورواية قتاده وصلها أحمد كذلك، كما في هذه الرواية، والرواية الآتية برقم (27432).

وانظر (27431).

وقد سلف في مسند ابن عباس من طريق آخر برقم (1990).

(1)

في (ظ 6): عن.

(2)

في (ظ 6): فم.

(3)

في (ظ 6) و (ق): فم.

(4)

إسناده ضعيف لجهالة البراء بن زيد، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (27115)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حجَّاج: هو ابن محمد المصيصي، وروح: هو ابن عبادة، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 274، وفي "شرح مشكل الآثار" =

ص: 416

27429 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى وَمُحَمَّدٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ بِنْتِ مِلْحَانَ وَهِيَ أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - قَالَ مُحَمَّدٌ: أَخْبَرَتْهُ - قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلَاثَةُ أَوْلَادٍ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، إِلَّا أَدْخَلَهُمَا اللهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ ". قَالَهَا ثَلَاثًا. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ: وَاثْنَانِ؟ قَالَ: " وَاثْنَانِ "(1).

27430 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيُّ، عَنِ الْبَرَاءِ ابْنِ بِنْتِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ

= (2110) عن إبراهيم بن مرزوق، والطبراني في "الكبير" 25/ (307) من طريق عمرو بن أبي عاصم الضحاك، عن أبيه، كلاهما عن ابن جريج، قال: أخبرني عبد الكريم بن مالك، أخبرني البراء بن زيد أنَّ أم سليم حدثته

ليس فيه أنس بن مالك.

وخالف عمراً عبدُ الله بن عبد الرحمن الدارمي، فرواه -كما عند الترمذي في "الشمائل"(215) - عن أبي عاصم، عن ابن جريج، عن عبد الكريم الجزري، عن البراء بن زيد، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم سليم

فذكره من مسند أنس.

وسلف الحديث من طريق سفيان الثوري، عن عبد الكريم الجزري، عن البراء، عن أنس في مسنده برقم (12188).

(1)

صحيحٌ لغيره، وهذا إسنادٌ ضعيف لجهالة عمرو الأنصاري، وهو مكرر (27113) غير شيخي أحمد، فهما هنا يعلى: وهو ابن عبيد الطنافسي، ومحمد: وهو ابن جعفر.

وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة عمرو بن عاصم) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

ص: 417

عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَفِي الْبَيْتِ قِرْبَةٌ مُعَلَّقَةٌ، فَشَرِبَ مِنْهَا قَائِمًا، فَقَطَعْتُ فَاهَا، وَإِنَّهُ لَعِنْدِي (1).

27431 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: وَقَالَ عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ: عَنْ زَيْدٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِزَيْدٍ: فَاسْأَلْ نُسَيَّاتِكَ (2): أُمَّ سُلَيْمٍ وَصَوَاحِبَهَا، هَلْ أَمَرَهُنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ (3) فَسَأَلَهُنَّ زَيْدٌ، فَقُلْنَ: نَعَمْ، قَدْ أَمَرَنَا (4) بِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (5).

27432 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: إِنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَابْنَ عَبَّاسٍ اخْتَلَفَا فِي الْمَرْأَةِ تَحِيضُ بَعْدَ

(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (27115)، غير شيخ أحمد فهو هنا أبو كامل: وهو مظفَّر بن مدرك.

(2)

في (ظ 2) و (ق) و (م): نساءك، والمثبت من (ظ 6)، ونُسَيَّات: تصغير نِسْوة.

(3)

في (ظ 6): هل أمرهن بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(4)

في (ظ 6): فقلن له قد أمرنا.

(5)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ظاهره الانقطاع. ابنُ جُرَيْج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- لم يُصرِّح بسماعه من عكرمة بن خالد، وعكرمةُ بن خالد لم يسمع من ابن عباس، فيما قال الإمام أحمد في "العلل" 1/ 403.

وقد سلف بإسناد صحيح مطولاً برقم (27427).

وانظر ما بعده.

ص: 418

الزِّيَارَةِ فِي يَوْمِ النَّحْرِ بَعْدَمَا طَافَتْ بِالْبَيْتِ، فَقَالَ زَيْدٌ: يَكُونُ آخِرَ عَهْدِهَا الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: تَنْفِرُ إِنْ شَاءَتْ، فَقَالَتْ (1) الْأَنْصَارُ: لَا نُتَابِعُكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، وَأَنْتَ تُخَالِفُ زَيْدًا، فَقَالَ: فَاسْأَلُوا (2) صَاحِبَتَكُمْ أُمَّ سُلَيْمٍ، فَقَالَتْ: حِضْتُ بَعْدَمَا طُفْتُ بِالْبَيْتِ يَوْمَ النَّحْرِ، فَأَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَنْفِرَ، وَحَاضَتْ صَفِيَّةُ، فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ: الْخَيْبَةُ لَكِ، إِنَّكِ لَحَابِسَتُنَا، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ " مُرُوهَا فَلْتَنْفِرْ "(3).

(1) في (م): فقال.

(2)

في (ظ 6) و (ظ 2) و (م): واسألوا، والمثبت من (ق).

(3)

إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة مولى ابن عباس من رجاله، وأخرج له مسلم مقروناً بغيره، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابنُ عبد الوارث العنبري، وهشام: هو ابنُ أبي عبد الله الدَّسْتوائي، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي.

وأخرجه الطيالسي (1651)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 233 من طريق عمرو بن أبي رزين، كلاهما (الطيالسي وعمرو) عن هشام، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (27427).

وانظر ما قبله.

ص: 419

‌حَدِيثُ دُرَّةَ بِنْتِ أَبِي لَهَبٍ

(1)

27433 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَيْرَةَ، عَنْ دُرَّةَ بِنْتِ أَبِي لَهَبٍ، قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ عَائِشَةَ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" ائْتُونِي بِوَضُوءٍ ". قَالَتْ: فَابْتَدَرْتُ أَنَا وَعَائِشَةُ الْكُوزَ، فَبَدَرْتُهَا (2) فَأَخَذْتُهُ أَنَا، فَتَوَضَّأَ، فَرَفَعَ بَصَرَهُ إِلَيَّ (3) - أَوْ طَرْفَهُ إِلَيَّ وَقَالَ:" أَنْتِ مِنِّي وَأَنَا مِنْكِ ". قَالَتْ فَأُتِيَ بِرَجُلٍ، فَقَالَ: مَا أَنَا فَعَلْتُهُ، إِنَّمَا قِيلَ لِي، قَالَتْ: وَكَانَ سَأَلَهُ عَلَى الْمِنْبَرِ: مَنْ خَيْرُ النَّاسِ؟ فَقَالَ: " أَفْقَهُهُمْ فِي دِينِ اللهِ، وَأَوْصَلُهُمْ لِرَحِمِهِ ".

ذَكَرَ فِيهِ شَرِيكٌ شَيْئَيْنِ آخَرَيْنِ لَمْ أَحْفَظْهُمَا (4).

(1) قال السندي: دُرَّة بنتُ أبي لهب: هاشمية، ابنةُ عمِّ النبي صلى الله عليه وسلم، أسلمت وهاجرت، وجاء أن الناس آذوها لأبيها، وقالوا لها: ابنة حطب النار، فشكت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقام مُغضباً، فقال:"ما بال أقوام يؤذونني في نسبي وذوي رحمي، ألا ومن آذى نسبي وذوي رحمي فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله". قلنا: أشار الحافظ في "الإصابة" إلى ضعف هذه القصة.

(2)

قولها: فبدرتها، ليس في (م).

(3)

قولها: إليَّ، ليس في (ظ 6).

(4)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (24387) سنداً ومتناً.

قال السندي: قوله: "ائتوني بوضوء" بفتح الواو، أي بماء يتوضأ به.

ص: 420

27434 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَيْرَةَ، عَنْ زَوْجِ دُرَّةَ بِنْتِ أَبِي لَهَبٍ، عَنْ دُرَّةَ بِنْتِ أَبِي لَهَبٍ، قَالَتْ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:" خَيْرُ النَّاسِ أَقْرَؤُهُمْ وَأَتْقَاهُمْ وَآمَرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ، وَأَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَأَوْصَلُهُمْ لِلرَّحِمِ "(1).

(1) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (24387)، فانظره.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 539 و 15/ 173 - 174 - ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3166) - وأخرجه ابن أبي عاصم كذلك (3167)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 44، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 12/ 312 من طريق الهيثم بن جميل، والبيهقي في "الشعب"(7950)، وفي "الزهد الكبير"(877) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني، ثلاثتهم عن شريك، بهذا الإسناد. إلا أنه عندهم: عن درة قالت: دخلتُ على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد، فقلت: من أتقى الناس؟ قال: "آمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر، وأوصلُهم للرحم". وهذا لفظ ابن أبي شيبة.

وقد أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ 657 من طريق محمد بن سعيد الأصفهاني، وابن أبي شيبة والهيثم بن جميل، عن شريك، بهذا الإسناد. غير أن فيه: أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم. وهو الموافق للرواية السالفة برقم (24387).

ص: 421

‌حَدِيثُ سُبَيْعَةَ الْأَسْلَمِيَّةِ

(1)

27435 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَرْسَلَ مَرْوَانُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُتْبَةَ إِلَى سُبَيْعَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، يَسْأَلُهَا عَمَّا أَفْتَاهَا بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ سَعْدِ بْنِ خَوْلَةَ، فَتُوُفِّيَ عَنْهَا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، وَكَانَ بَدْرِيًّا، فَوَضَعَتْ حَمْلَهَا قَبْلَ أَنْ تَنْقَضِيَ (2) أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ مِنْ وَفَاتِهِ، فَلَقِيَهَا أَبُو السَّنَابِلِ - يَعْنِي ابْنَ بَعْكَكٍ - حِينَ تَعَلَّتْ مِنْ نِفَاسِهَا، وَقَدْ اكْتَحَلَتْ، فَقَالَ لَهَا: ارْبَعِي عَلَى نَفْسِكِ - أَوْ نَحْوَ هَذَا - لَعَلَّكِ تُرِيدِينَ النِّكَاحَ، إِنَّهَا أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ مِنْ وَفَاةِ زَوْجِكِ. قَالَتْ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْتُ لَهُ مَا قَالَ (3) أَبُو السَّنَابِلِ بْنُ بَعْكَكٍ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" قَدْ حَلَلْتِ حِينَ وَضَعْتِ حَمْلَكِ "(4).

(1) سبيعة الأسلمية: قال السندي: بالتصغير بنت الحارث، حديثها مشهور بين الفقهاء وفي كتب الحديث.

(2)

في (م): ينقضي.

(3)

في (ظ 6): ما قال لها.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن اختلف فيه على الزهري:

فرواه عنه معمر، واختلف عليه فيه:

فرواه عبد الرزاق -كما في هذه الرواية، وهو في "مصنفه"(11722)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (750) - عن معمر، عن =

ص: 422

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الزُّهري، عن عبيد الله بن عبدا الله، قال: أرسل مروانُ عبدَ الله بنَ عُتبة إلى سُبَيْعة ....

ورواه رباح بن زيد الصنعاني -كما في الرواية التالية- عن معمر، عن الزُّهري، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، قال: إن عبد الله بن عتبة كتب إلى عبد الله بن الأرقم يأمره أن يدخل على سُبَيْعة

فذكره.

وتابعه ابنُ إسحاق -كما في الرواية (27437) - في روايته عن الزهري، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، قال: كتبتُ إلى عبد الله بن الأرقم آمُرُه أن يدخلَ على سُبَيْعة

قلنا: وقولُهما: عبدُ الله بنُ الأرقم في الروايتين، وهمٌ، والصواب: عُمر بنُ عبد الله بن الأرقم:

فقد رواه يونس بن يزيد -كما عند مسلم (1484)، وأبي داود (2306)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 194 - 195، وفي "الكبرى"(5712)، والطبراني في "الكبير" 24/ (749)، والبيهقي في "السنن" 7/ 428 - ومحمد بنُ الوليد الزُّبيدي -كما عند النسائي في "المجتبى" 6/ 196، وفي "الكبرى"(5714)، وابن حبان (4294) - كلاهما عن الزُّهري، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، أن أباه عبدَ الله بنَ عُتْبة كتب إلى عمر بن عبد الله بن الأرقم يأمرُه أن يدخلَ على سُبَيْعةَ بنتِ الحارث، فيسألَها عن حديثها

الحديث.

وعلَّقه البخاري بصيغة الجزم برقم (3991)، فقال: وقال الليث: حدثني يونس، عن الزُّهري

فذكر الحديث بالإسناد السالف، ثم قال: تابعه أصبغ، عن ابن وهب، عن يونس.

ورواه سفيان بن عُيينة -فيما أخرجه الشافعي في "مسنده" 2/ 51 (بترتيب السندي)، وسعيد بنُ منصور في "سننه"(1506)، وابنُ أبي شيبة 4/ 299، والبيهقي في "السنن" 7/ 429، وفي "معرفة السنن والآثار"(15283) - عن الزُّهري، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، أن سُبَيعة بنت الحارث

فذكر نحوه. =

ص: 423

27436 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ (1): إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُتْبَةَ (2) كَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَرْقَمِ يَأْمُرُهُ أَنْ

= ورواه يزيد بنُ أبي حبيب، واختلف عليه:

فرواه ليث -كما عند البخاري (5319)، والطبراني في "الكبير" 24/ (748)، والبيهقي 7/ 429 - عن يزيد بن أبي حبيب، عن الزهري، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه أنه كتب إلى ابن الأرقم أن يسأل سُبيعة الأسلمية كيف أفتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: أوصاني إذا وضعت أن أنكح.

ورواه زيد بن أبي أُنيسة -فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 6/ 195 - 196، وفي "الكبرى"(5713) - عن يزيد بن أبي حبيب، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن زفر بن أوس بن الحَدَثان، أن أبا السَّنابل قال لسُبَيْعة

فذكر نحوه.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 299، وابن ماجه (2028)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3276)، والطبراني في "الكبير" 24/ (745) من طريق الشعبي، عن مسروق وعمرو بن عتبة أنهما كتبا إلى سُبيعة يسألانها

فذكر نحوه.

وانظر الأحاديث الثلاثة بعده.

وقد سلف حديث أبي السنابل برقم (18713)، وذكرتا هناك أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: حين تعلَّت، من التعلي، أي: قامت وارتفعت.

ارْبَعي على نفسك: من ربع، إذا وقف، أي: توقفي عن التزوج حافظة على نفسك.

أنها أربعة أشهر وعشر، أي: العِدَّة.

(1)

قوله: قال، ليس في (ظ 6).

(2)

في النسخ: قال: إن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة كتب، وهو خطأ صوابه: إن عبد الله بن عتبة كتب، كما في "أطراف المسند" 8/ 423.

ص: 424

يَدْخُلَ عَلَى سُبَيْعَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ يَسْأَلُهُمَا عَمَّا أَفْتَاهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَزَعَمَتْ أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ سَعْدِ بْنِ خَوْلَةَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).

27437 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَرْقَمِ آمُرُهُ أَنْ يَدْخُلَ عَلَى سُبَيْعَةَ الْأَسْلَمِيَّةِ، فَيَسْأَلَهَا عَنْ شَأْنِهَا، قَالَ: فَدَخَلَ (2) عَلَيْهَا، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (3).

27438 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: دَخَلْتُ (4) عَلَى سُبَيْعَةَ بِنْتِ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيَّةِ، فَسَأَلْتُهَا عَنْ أَمْرِهَا؟ فَقَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ سَعْدِ بْنِ خَوْلَةَ، فَتُوُفِّيَ عَنِّي، فَلَمْ أَمْكُثْ إِلَّا شَهْرَيْنِ حَتَّى وَضَعْتُ، قَالَتْ: فَخَطَبَنِي أَبُو السَّنَابِلِ بْنُ بَعْكَكٍ أَخُو بَنِي عَبْدِ الدَّارِ، فَتَهَيَّأْتُ لِلنِّكَاحِ، قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلَيَّ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على الزُّهري، كما بيَّنَّا في الرواية السالفة. رباح: هو ابنُ زَيْد الصَّنْعاني.

(2)

في (ظ 6): فدخلت.

(3)

حديث صحيح كسابقيه، وهذا إسناد اختلف فيه على الزُّهري كما بيَّنّا ذلك في الرواية (27435)، وذكرنا أن ذكر عبد الله بن الأرقم فيه وهم، وأن الصواب فيه: عمر بن عبد الله بن الأرقم.

(4)

في (ق): دخلنا.

ص: 425

حَمْوِيّ، وَقَدِ اخْتَضَبْتُ وَتَهَيَّأْتُ، فَقَالَ: مَاذَا (1) تُرِيدِينَ يَا سُبَيْعَةُ؟ قَالَتْ: فَقُلْتُ: أُرِيدُ أَنْ أَتَزَوَّجَ، قَالَ: وَاللهِ مَا لَكِ مِنْ زَوْجٍ حَتَّى تَعْتَدِّينَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا. قَالَتْ فَجِئْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم لِي:" قَدْ حَلَلْتِ، فَتَزَوَّجِي "(2).

(1) في (ظ 6): ما.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسنادٌ حسن من أجل ابنِ إسحاق، وقد صرَّح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3277)، والطبراني في "الكبير" 24/ (746) من طريق أحمد بن خالد الوَهْبي، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (26658) من طريق أبي سَلَمة بن عبد الرحمن، عن أمِّ سَلَمة، عن سُبَيْعة.

قال الحافظ في "الفتح" 9/ 471: وهذا الاختلاف على أبي سلمة لا يقدح في صحة الخبر، فإنَّ لأبي سلمة اعتناءً بالقصة من حيث تنازع هو وابن عباس فيها، فكأنَّه لما بلغه الخبرُ من كُريب عن أم سلمة لم يقتنع بذلك حتى دخل عليها، ثم دخلَ على سُبَيْعة صاحبةِ القصة.

وانظر (27435).

ص: 426

‌حَدِيثُ أُنَيْسَةَ بِنْتِ خُبَيْبٍ

(1)

27439 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّتِي - تَقُولُ: وَكَانَتْ حَجَّتْ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ يُنَادِي بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا، حَتَّى يُنَادِيَ بِلَالٌ. أَوْ: إِنَّ بِلَالًا يُنَادِي بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ ". وَكَانَ يَصْعَدُ هَذَا، وَيَنْزِلُ هَذَا، فَنَتَعَلَّقُ بِهِ، فَنَقُولُ: كَمَا أَنْتَ حَتَّى نَتَسَحَّرَ (2).

(1) قال السندي: أُنيسة بنت خبيب، أُنيسة بالتصغير، وكذا خُبيب بالتصغير، بمعجمة، وموحَّدتين، أنصارية، أسلمت، وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم، وحجَت معه، نزلت بالبصرة، ولهذا تُعَدُّ في أهل البصرة.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابية الحديث، فقد روى لها النسائي. عفَّان: هو ابنُ مُسلم الصفَّار، وخُبيب: هو ابن عبد الرحمن.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(ترجمة أنيسة) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود الطيالسي (1661) -ومن طريقه ابن سعد 8/ 364، والبيهقي في "السنن" 1/ 382 - وأخرجه ابن سعد 8/ 364، والبيهقي 1/ 382 من طريق أبي الوليد الطيالسي، وابن خزيمة (405) من طريق يزيد بن زريع، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 138 من طريق رَوْح ووهب، والطبراني في "الكبير" 24/ (480) من طريق حفص بن عمر، والطبراني أيضاً 24/ (480)، والبيهقي 1/ 382 من طريق سليمان بن حرب، والبيهقي 1/ 382 من طريق أبي عمرو، والمِزِّي في "تهذيبه"(ترجمة أنيسة) من طريق عمرو بن مرزوق، =

ص: 427

27440 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ - يَعْنِي ابْنَ زَاذَانَ - عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمَّتِهِ أُنَيْسَةَ بِنْتِ خُبَيْبٍ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَذَّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا، وَإِذَا أَذَّنَ بِلَالٌ، فَلَا تَأْكُلُوا وَلَا تَشْرَبُوا ". قَالَتْ: وَإِنْ كَانَتِ الْمَرْأَةُ لَيَبْقَى عَلَيْهَا (1) مِنْ سُحُورِهَا، فَتَقُولُ (2) لِبِلَالٍ: أَمْهِلْ حَتَّى أَفْرُغَ مِنْ سُحُورِي (3).

= تسعتهم عن شعبة، به، كلُّهم رَوَوْهُ على الشَّكِّ، إلا أبا داود الطيالسي وعمرو بن مرزوق، فروياه بتقديم أذان بلال دون شكّ، وأبا الوليد الطيالسي وأبا عمرو، فروياه بتقديم أذان ابن أمِّ مكتوم دون شكّ.

وسيرد من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة برقم (27441) على الشكّ.

ومن طريق منصور بن زاذان عن خُبيب برقم (27440) بتقديم ابن أمِّ مكتوم دون شكّ.

وانظر حديث عائشة السالف برقم (25521).

وقد سلف من حديث عائشة أيضاً برقم (24168) بلفظ: "إن بلالاً يؤذِّنُ بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم".

وينظر في الجمع بين هذين الحديثين ما علقناه عند الرواية (5424).

(1)

في (ظ 6): وإن كانت المرأة منا ليبقى عليها.

(2)

في (م): فَنَقُولُ.

(3)

إسناده صحيح، وهو مكرَّر سابقه، غير أن شيخَ أحمد هنا هو هُشَيْم بن بشير، وشيخه هو منصور بن زاذان.

وأخرجه المِزِّي في "تهذيب الكمال"(ترجمة أنيسة) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 10 - 11، وفي "الكبرى"(1604)، وابنُ خُزيمة (404)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 138، وابن حبان =

ص: 428

27441 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمَّتِهِ، قَالَتْ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ (1) ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ - أَوْ بِلَالًا (2) - يُنَادِي بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ بِلَالٌ - أَوْ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ - " فَمَا كَانَ إِلَّا أَنْ يُؤَذِّنَ أَحَدُهُمَا وَيَصْعَدَ الْآخَرُ، فَنَأْخُذَهُ بِيَدِهِ وَنَقُولَ (3): كَمَا أَنْتَ حَتَّى نَتَسَحَّرَ (4). (5)

= (3474)، والطبراني في "الكبير" 24/ (482)، والمزي (ترجمة أنيسة) من طريق هُشَيْم، بهذا الإسناد. وتحرَّف اسم هُشيم في مطبوع ابن خزيمة إلى هشام.

قال ابن خزيمة: هذا خبرٌ قد اختُلف فيه على خُبيب بن عبد الرحمن، رواه شعبة عنه، عن عمته أُنيسة، فقال: إن ابن أم مكتوم أو بلال ينادي بليل.

(1)

قوله: إن، ليس في (ظ 6).

(2)

في (ظ 6) و (ق): بلال.

(3)

في (ظ 6): فيأخذ بيده ويقول.

(4)

في (ظ 6): أتسحر.

(5)

إسناده صحيح، وهو مكرر (27439)، غير أن شيخ أحمد هنا هو محمد بن جعفر.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (481) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3345)، وابن خزيمة (405) من طريق محمد بن جعفر، به.

ص: 429

‌حَدِيثُ أُمِّ أَيُّوبَ

(1)

27442 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، أَخْبَرَهُ أَبُوهُ، قَالَ: نَزَلْتُ عَلَى أُمِّ أَيُّوبَ الَّذِي نَزَلَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، نَزَلْتُ عَلَيْهَا، فَحَدَّثَتْنِي بِهَذَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُمْ تَكَلَّفُوا طَعَامًا فِيهِ بَعْضُ هَذِهِ الْبُقُولِ، فَقَرَّبُوهُ، فَكَرِهَهُ، وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ:" كُلُوا، إِنِّي لَسْتُ كَأَحَدٍ مِنْكُمْ (2)، إِنِّي أَخَافُ أَنْ أُوذِيَ صَاحِبِي " يَعْنِي الْمَلَكَ (3).

(1) قال السندي: أم أيوب: خزرجية أنصارية، امرأة أبي أيوب الصحابي المشهور.

(2)

في (ظ 2) و (ق): كأحدكم.

(3)

حديث حسن في الشواهد، أبو يزيد والد عُبيد الله المكِّي، إنما تفرَّد بالرواية عنه ابنُه عُبيد الله، وذكره ابنُ حبان في "ثقاته"، وقال العجلي: تابعي ثقة. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير صحابية الحديث، فقد روى لها الترمذي وابن ماجه.

وأخرجه المزي في ترجمة أم أيوب من "تهذيب الكمال" 35/ 331 - 332 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (339)، وابن أبي شيبة 2/ 511 و 8/ 301 - 302، والدارمي (2054)، والترمذي (1810)، وابن ماجه (3364)، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3321)، وابن خُزيمة (1671)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 239، وابنُ حِبَّان (2093)، والطبراني في "الكبير" 25/ (329)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 304 من طريق سفيان بن عيينة، به. قال =

ص: 430

27443 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ أَيُّوبَ، قَالَتْ (1): إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، أَيُّهَا قَرَأْتَ، أَجْزَأَكَ "(2).

= الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.

وسيكرر برقم (27622) سنداً ومتناً.

وله شاهد من حديث أبي أيوب الأنصاري، سلف برقم (23526)، وهو عند مسلم (2053) بلفظ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أُتي بطعام

وآخر من حديث جابر بن سمرة، سلف برقم (20898).

(1)

قوله: قالت، ليس في (ظ 6).

(2)

صحيح لغيره، وإسناده كسابقه.

وأخرجه الحميدي (340)، وابن أبي شيبة 10/ 515، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3320)، والطبري في "تفسيره"(20) و (23)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3100) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبري (24) من طريق أبي الرَّبيع السمان، عن عُبيد الله بن أبي يزيد، به.

وأورده ابن كثير في "فضائل القرآن" ص 64 بإسناد أحمد، وقال: إسناده صحيح، ولم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب الستة.

وسيكرر برقم (27623) سنداً ومتناً.

وفي الباب عن عمرو بن العاص، سلف برقم (17819)، ولفظه: "القرآنُ نزل على سبعة أحرف، على أَيّ حرفٍ قرأتم، فقد أصَبْتم،

" وإسناده صحيح

وعن أبي بن كعب، سلف برقم (21092) و (21132)، وفيه:"فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف. فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، كلُّها شافٍ كافٍ". وإسناده صحيح على شرط الشيخين.

وقد ذكرنا تتمة أحاديث الباب- في مسند أبي هريرة عند الرواية (7989).

ص: 431

‌حَدِيثُ حَبِيبَةَ بِنْتِ سَهْلٍ

(1)

27444 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ الْأَنْصَارِيَّةِ، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيَّةِ، قَالَتْ (2): إِنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلَى الصُّبْحِ، فَوَجَدَ حَبِيبَةَ بِنْتَ سَهْلٍ عَلَى بَابِهِ بِالْغَلَسِ (3)، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ هَذِهِ؟ " قَالَتْ: أَنَا حَبِيبَةُ بِنْتُ سَهْلٍ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:" مَا لَكِ؟ " قَالَتْ: لَا أَنَا، وَلَا ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ. لِزَوْجِهَا. فَلَمَّا جَاءَ ثَابِتٌ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" هَذِهِ حَبِيبَةُ بِنْتُ سَهْلٍ، قَدْ ذَكَرَتْ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَذْكُرَ ". قَالَتْ حَبِيبَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كُلُّ مَا أَعْطَانِي عِنْدِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِثَابِتٍ:" خُذْ مِنْهَا " فَأَخَذَ مِنْهَا، وَجَلَسَتْ فِي أَهْلِهَا (4).

(1) قال السندي: حبيبة بنت سهل، نجارية أنصارية.

(2)

قوله: قالت، ليس في (ظ 6).

(3)

في (ظ 6): الغلس.

(4)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابية الحديث، فقد روى لها أبو داود والنسائي. يحيى بنُ سعيد: هو الأنصاري.

وهو عند مالك في "الموطأ" 2/ 564، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "الأم" 5/ 101 و 179، وفي "المسند" 2/ 50 - 51 (بترتيب السندي)، وأبو داود (2227)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 169، وفي "الكبرى"(5656)، وابنُ =

ص: 432

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الجارود في "المنتقى"(749)، وابنُ حبان (4280)، والطبري في "التفسير"(4809)، والطبراني في "الكبير" 24/ (566)، والبيهقي في "السنن" 7/ 312 - 313، وفي "معرفة السنن والآثار" 11/ 8، والمزِّي في "تهذيبه"(في ترجمة حبيبة بنت سهل).

وأخرجه الشافعي في "الأم" 5/ 101 و 179، وفي "المسند" 2/ 50 (بترتيب السندي)، وعبد الرزاق (11762)، وسعيد بن منصور في "السنن"(1430) و (1431)، وابن سعد 8/ 445، والدارمي (2271)، والطبراني 24/ (565) و (567)، والبيهقي في "السنن" 7/ 313، وفي "معرفة السنن والآثار" 11/ 9 من طرق عن يحيى بن سعيد، به.

وأخرج ابن سعد 8/ 445 عن عارم بن الفضل، عن حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، قال: كانت حبيبة بنت سهل

وهذا مرسل.

وأخرجه أبو داود (2228)، والطبري في "تفسيره"(4809) من طريق أبي عمرو السدوسي، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عمرة، عن عائشة أن حبيبة بنت سهل كانت

فذكره بلفظ آخر، وجعله من حديث عائشة!

وفي الباب عن سهل بن أبي حثمة، سلف برقم (16095)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب، وذكرنا هناك الاختلاف في تسمية امرأة ثابت.

وانظر كلام الحافظ في "الفتح" 9/ 398 - 399.

قال السندي: قولها: لا أنا ولا ثابت بن قيس، أي: لا اجتمع أنا ولا ثابت.

وجلست في أهلها، قيل: فكان ذلك أول خلع في الإسلام.

ص: 433

‌حَدِيثُ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ جَحْشٍ

(1)

27445 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ جَحْشٍ أَنَّهَا اسْتُحِيضَتْ، فَسَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَهَا بِالْغُسْلِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، وَإِنْ كَانَتْ لَتَخْرُجُ مِنَ الْمِرْكَنِ، وَقَدْ عَلَتْ حُمْرَةُ الدَّمِ عَلَى الْمَاءِ، فَتُصَلِّي (2).

(1) قال السندي: أم حبيبة بنت جحش: هي أخت أم المؤمنين زينب، وكانت تحت عبد الرحمن بن عوف.

(2)

صحيح من حديث عائشة، وهذا إسناد ضعيف، ابنُ إسحاق -وهو محمد- مدلس وقد عنعن، ثم إنه اختُلف عليه فيه، كما سلف في الرواية (26005).

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 314 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (305) من طريق أبي بِشْر، و (309) من طريق أبي إسحاق الشَّيباني، كلاهما عن عكرمة، قال: كانت أمُّ حبيبة تُستَحاض

وأخرجه أبو داود (310) من طريق عاصم، عن عكرمة، عن حَمْنَة بنت جحش، أنها كانت تُستحاض

وسيرد برقم (27446) من طريق معمر، عن الزهري، عن عمرة، عن أمِّ حبيبة بنت جحش.

وسلف برقم (27144) من طريق ابن عَقيل، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن عمِّه عمران بن طلحة، عن أمِّه حَمْنَة بنت جحش.

ورواه عَنْبسة بن خالد -فيما أخرجه أبو داود (289) - عن يونس، عن الزُّهري، عن عَمْرة، عن أمِّ حبيبة، وهي حَمْنة، فيما قال المزي في "تهذيبه" =

ص: 434

27446 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرَةَ

= (في ترجمة حمنة). وقال أيضاً: قال الواقدي: بعضهم يغلط، فيظن أن المستحاضة حمنةُ بنت جحش، ويظن أن كنيتها أم حبيبة، وهي -يعني المستحاضة- أمُّ حبيب حبيبة بنت جحش. كذا قال الواقدي، وقد ذكر الزُّبير ابن بَكَّار أن أمَّ محمد وعمران ابني طلحة بن عبيد الله: حمنةُ بنتُ جحش. وذكر خليفة بن خياط أن حَمْنة كانت عند طلحة بن عبيد الله. فصحَّ حديثُ ابن عَقِيل، ودلَّ حديثُ عكرمة وحديثُ الزهري أن حمنة هي المستحاضة، وأن كُنيتها: أمُّ حبيبة. فإن صحَّ قول الواقدي أن المستحاضة هي أم حبيب حبيبة بنت جحش أخت حمنة بنت جحش، فمن الجائز أن كل واحدة منهما كانت مستحاضة، ولا وجه لردِّ هذه الروايات الصحيحة لقول الواقدي وحده، مع ما في ذلك من الاحتمال، والله أعلم.

لكن تعقَّبه الحافظ في "تهذيب التهذيب" بقوله: لكن في رواية الزهري عن عروة، عن أم حبيبة بنت جحش ختنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحت عبد الرحمن بن عوف استحيضت سبع سنين. رواه مسلم في "صحيحه"[(334) (64)] هكذا، وفي نصه على أنها كانت تحت عبد الرحمن ما يرجِّح ما ذهب إليه الواقدي، وقد رجَّحه إبراهيم الحربي وزيَّف غيره، واعتمده الدارقطني، والله تعالى أعلم.

قلنا: وقد سلف تخريج رواية مسلم عند الرواية (24838) من مسند عائشة، فانظرها.

وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" 4/ 442: أم حبيبة، ويقال: أم حبيب ابنة جحش بن رئاب الأسدي، أخت زينب بنت جحش وأخت حَمْنة، أكثرهم يسقطون الهاء، فيقولون: أم حبيب، كانت تحت عبد الرحمن بن عوف، وكانت تُستحاض، وأهل السير يقولون: إن المستحاضة حَمْنة، والصحيح عند أهل الحديث أنهما كانتا تستحاضان جميعاً. وزعم بعض الناس أن أمّ حبيبة هذه اسمها حبيبة.

وانظر ما قاله ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 70.

قال السندي: قوله: وإن كانت، إن، مخففة من الثقيلة.

ص: 435

عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ جَحْشٍ، قَالَتْ: اسْتُحِضْتُ سَبْعَ سِنِينَ، فَاشْتَكَيْتُ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لَيْسَتْ تِلْكَ بِالْحَيْضَةِ، وَلَكِنْ عِرْقٌ، فَاغْتَسِلِي ". فَكَانَتْ تَغْتَسِلُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، فَكَانَتْ تَغْتَسِلُ فِي الْمِرْكَنِ، فَتَرَى (1) صُفْرَةَ الدَّمِ فِي الْمِرْكَنِ (2).

(1) في (ظ 2) و (ق) و (م): فنرى، والمثبت من (ظ 6).

(2)

صحيح من حديث عائشة، كما سلف في الرواية (24538) وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن بين عمرةَ وأمِّ حبيبة: عائشة. عبد الرزاق: هو ابن همَام الصنعاني، ومَعْمَر: هو ابنُ راشد، وعَمْرَة: هي بنتُ عبد الرحمن.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (1164)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (550).

ص: 436

‌حديث جدامة بنتُ وَهْب

(1)

27447 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ - قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ جُدَامَةَ بِنْتِ وَهْبٍ أُخْتِ (2) عُكَاشَةَ، قَالَتْ: حَضَرْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَاسٍ وَهُوَ يَقُولُ: " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنِ الْغِيْلَةِ، فَنَظَرْتُ فِي الرُّومِ وَفَارِسَ، فَإِذَا هُمْ يُغِيلُونَ أَوْلَادَهُمْ، وَلَا يَضُرُّ أَوْلَادَهُمْ ذَلِكَ شَيْئًا ". ثُمَّ سَأَلُوهُ عَنِ الْعَزْلِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَهُ (3): " ذَاكَ الْوَأْدُ الْخَفِيُّ، وَهُوَ [وَإِذَا] الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ "(4).

(1) جدامة بنتُ وَهْب: سلفت ترجمتها قبل الحديث (27034).

(2)

في (ظ 6): وهي أخت.

(3)

لفظ "له" ليس في (ظ 6) ولا (ق).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1442)(141)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3670)، والطبراني في "الكبير" 24/ (535)، والبيهقي في "السنن" 7/ 231 من طرق عن عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد. ورواية الطحاوي مختصرة، وفي إحدى روايتي مسلم دون قوله: وهو وإذا الموءودة سُئِلتْ.

ص: 437

‌حَدِيثُ كُبَيْشَةَ

(1)

27448 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، [عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ](2) الْأَنْصَارِيِّ عَنْ جَدَّةٍ لَهُ، قَالَتْ (3): إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا قِرْبَةٌ، فَشَرِبَ مِنْ فِيهَا وَهُوَ قَائِمٌ (4).

(1) قال السندي: كبشة: هي بنت ثابت بن المنذر، أخت حسان لأبيه، كذا قيل، والله أعلم. ويقال بالتصغير كُبَيْشَة، وكان يقال لها البَرْصاء.

(2)

ما بين حاصرتين أثبتناه من "أطراف المسند" 9/ 357.

(3)

قوله: قالت، ليس في (ظ 6).

(4)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابية الحديث، فقد روى لها الترمذي وابنُ ماجه. عبد الرحمن: هو ابنُ أبي عمرة الأنصاري.

وأخرجه المزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة كبشة بنت ثابت) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (354)، والترمذي في "سننه"(1892)، وفي "الشمائل"(212)، وابن ماجه (3423)، وابن حبان (5318)، والطبراني في "الكبير" 25/ (8)، وفي "مسند الشاميين"(639)، والبغوي في "شرح السنة"(3042) من طريق سفيان بن عيينة، به. زادوا في آخره: فقامت إليه، فقطعته فأمسكته. وزاد ابن ماجه على هذه الزيادة: تبتغي بركة موضع فِيِّ النبي صلى الله عليه وسلم. ورواية الطبراني بنحوه. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.

وأخرجه ابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه"(574) من طريق عبد العزيز بن الحصين، عن يزيد بن يزيد بن جابر، به. وسمى جدَّته البرصاء.

وانظر في مسند أنس بن مالك الرواية (12185) و (12188).

ص: 438

وَقُرِئَ عَلَيْهِ هَذَا الْحَدِيثُ - يَعْنِي سُفْيَانَ -: سَمِعْتُ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ جَدَّتِي، وَكُبَيْشَةُ.

_________

ص: 439

‌حَدِيثُ حَوَّاءَ جَدَّةِ عَمْرِو بْنِ مُعَاذٍ

(1)

27449 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُعَاذٍ الْأَشْهَلِيِّ، عَنْ جَدَّتِهِ أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا نِسَاءَ الْمُؤْمِنَاتِ، لَا تَحْقِرَنَّ إِحْدَاكُنَّ لِجَارَتِهَا، وَلَوْ كُرَاعُ شَاةٍ مُحْرَّقٌ "(2).

27450 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ بُجَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ جَدَّتِهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " رُدُّوا السَّائِلَ، وَلَوْ بِظِلْفٍ

(1) حواء جدة عمرو بن معاذ: هي أم بُجيد بالتصغير، سلفت ترجمتها قبل الحديث (27148).

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (16611) سنداً ومتناً.

قال السندي: قوله: "يا نساء المؤمنات"، يحتمل الإضافة والتوصيف لتعريف المنادى بالنداء، والإضافة مبنية على أن المراد بالمنادى النساء الحاضرات، وبالمؤمنات جميع المؤمنات، فأضيف إليهن إضافة الجزء إلى الكلّ، فعلى تقدير الإضافة، النساء منصوب، والمؤمنات مخفوض، وعلى تقدير التوصيف هما بالرفع، ويمكن نصب المؤمنات على المحل، ويكون نصبه بالكسر.

"ولو كراع شاة محرق": الظاهر أن كراعاً بالنصب، ومحرق: بالجر على الجوار، وإلا فهو صفة للكراع، ويحتمل أن يقرا محرقاً بالنصب، بناء على مسامحة أهل الحديث في خط المنصوب، والله أعلم.

ص: 440

مُحْرَّقٍ " (1).

27451 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُعَاذٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: إِنَّ سَائِلًا وَقَفَ عَلَى بَابِهِمْ (2)، فَقَالَتْ لَهُ جَدَّتُهُ حَوَّاءُ: أَطْعِمُوهُ

(1) حديث حسن، ابن بُجيد لم يسمَّ في هذه الرواية، وكذلك لم يسمِّه أكثر الرواة عن مالك، وذهب ابن عبد البر في "التمهيد" 4/ 299 إلى أنه مدني معروف، وكأنه يشير إلى أنه عبد الرحمن بن بُجيد كما جاء مصرحاً به في الرواية (27148)، وبه جزم المزّي في "التحفة" 13/ 69، وفي "التهذيب" في (الأبناء).

وقد انفرد يحيى بن بكير عن مالك في تسميته محمداً فيما أخرجه البيهقي في "السنن" 4/ 177، فعقد له الحافظ ترجمة في "التعجيل" 2/ 172، ورجّح أنه الصواب في اسمه، مخطّئاً المزّي في ذلك، لكن يعكر على الحافظ ما ذكر في يحيى من أنه متكلم في سماعه من مالك، وتفرده به. وبقية رجال الإسناد ثقات. رَوْح: هو ابنُ عُبادة.

وهو عند مالك في "الموطأ" 2/ 923، ومن طريقه أخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 81، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3387)، وابنُ حِبَّان (3374)، والطبراني في "الكبير" 24/ (555)، والبغوي في "شرح السنة"(1673).

وأخرجه الطبراني 24/ (556) من طريق رَوْح بن القاسم، عن زيد بن أسلم، به.

وأخرجه عبد الرزاق -كما في "المصنف"(20019) - عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن رجل من الأنصار، عن أمه، بنحوه.

وانظر (16648) و (27148) ومكرراته.

(2)

في (ظ 6): عن عمرو بن معاذ الأنصاري أن سائلاً قام على بابهم.

ص: 441

تَمْرًا، قَالُوا: لَيْسَ عِنْدَنَا، قَالَتْ: فَاسْقُوهُ سَوِيقًا، قَالُوا: الْعَجَبُ لَكِ، نَسْتَطِيعُ أَنْ نُطْعِمَهُ مَا لَيْسَ عِنْدَنَا! قَالَتْ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا تَرُدُّوا السَّائِلَ وَلَوْ بِظِلْفٍ مُحْرَّقٍ "(1).

(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عمرو بن معاذ الأنصاري، إذ لم يذكروا في الرواة عنه سوى زيد بن أسلم، وذكره ابن حبان في "الثقات". وبقية رجال الإسناد ثقات. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي.

وأخرجه ابن سعد 8/ 460، والطبراني في "الكبير" 24/ (558) من طريق حفص بن ميسرة، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3381)، والطبراني 24/ (557) من طريق هشام بن سعد، كلاهما عن زيد بن أسلم، به.

ص: 442

‌حَدِيثُ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ

27452 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ - يَعْنِي ابْنَ مُعَاوِيَةَ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِيسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ - قَالَ: وَكَانَ رَجُلَ صِدْقٍ - عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لَنَا طَرِيقًا إِلَى الْمَسْجِدِ مُنْتِنَةً، فَكَيْفَ نَصْنَعُ إِذَا مُطِرْنَا؟ قَالَ:" أَلَيْسَ بَعْدَهَا طَرِيقٌ هِيَ (1) أَطْيَبُ مِنْهَا؟ " قَالَتْ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ " فَهَذِهِ بِهَذِهِ "(2).

(1) في (ظ 6): هو.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل -وهو مظفر بن مدرك الخراساني- فقد روى له أبو داود في كتاب "التفرد" والترمذي، وهو ثقة. عبد الله بن عيسى: هو ابنُ عبد الرحمن بن أبي ليلى، وموسى بن عبد الله: هو ابن يزيد الأنصاري الخطمي.

وأخرجه أبو داود (384)، وابن الجارود في "المنتقى"(143)، والبيهقي في "السنن" 2/ 434، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 432 من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 56، وابن ماجه (533)، والطبراني في "الكبير" 25/ (452) من طريق شريك بن عبد الله، عن عبد الله بن عيسى، به.

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(105) -ومن طريقه الطبراني 25/ (453) - عن قيس بن الربيع، عن عبد الله بن عيسى، عن سالم بن عبد الله، عن امرأة من بني عبد الأشهل، به.

قلنا: هكذا في "مصنف" عبد الرزاق و"معجم" الطبراني: سالم بن عبد الله بدل موسى بن عبد الله، ولم نقف على ترجمة سالم هذا، فلعلَّه تحريف قديم، =

ص: 443

27453 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ أَنَّهَا قَالَتْ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي أَمُرُّ فِي طَرِيقٍ (1) لَيْسَ بِطَيِّبٍ، فَقَالَ:" أَلَيْسَ مَا بَعْدَهُ أَطْيَبُ مِنْهُ؟ ". قَالَتْ (2): بَلَى. قَالَ: " إِنَّ هَذِهِ تَذْهَبُ بِذَلِكَ (3) "(4).

= أو وهم من أحد الرواة، والله أعلم.

وسلف نحوه من حديث أمِّ سلمة برقم (26488)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

قال السندي: قولها: فكيف نصنع إذا مطرنا، يحتمل أن المراد: هل نحضر للصلاة، ولا يكون استقذار الطبعِ المشيَ في ذلك الطريق أيام المطر عذراً؟ أو لا نحضر ويكون ذلك عذراً؟ فأشار صلى الله عليه وسلم إلى أنه ليس بعذر، واجعلوا في مقابلة استقذاركم المشي في الطريق الخبيث استراحتَكم في المشي بالطريق الطيب، ويحتمل أن المراد: فكيف نفعل بما يصيب ثوبَنا وبدَنَنا ونعلَنا من طين ذلك الطريق؟ فكأنه أشار صلى الله عليه وسلم إلى أنه لا عبرة بالشكّ، والأصل الطهارة، والشك يكفي في دفعه أن يصيب محل النجاسة أدنى شيء من الطهارة، ولم ير العلماء أن النجاسة اليقينية في نحو الثوب تزول بلا غسل، وإن كان ظاهر هذا الحديث ذاك، والله أعلم.

(1)

في (ق): بطريق.

(2)

في (ظ 6): أليس بعده ما هو أطيب منه، قلت.

(3)

في (ظ 6): فإن هذا يذهب بذاك.

(4)

إسناده صحيح. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبِيعي.

وانظر ما قبله.

ص: 444

‌حَدِيثُ امْرَأَةٍ

27454 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ امْرَأَةً حَدَّثَتْهُ (1)، قَالَتْ: نَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقُلْتُ: تَضْحَكُ مِنِّي يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنْ مِنْ قَوْمٍ مِنْ أُمَّتِي يَخْرُجُونَ غُزَاةً فِي الْبَحْرِ، مَثَلُهُمْ مَثَلُ الْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ ". قَالَتْ: ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ أَيْضًا يَضْحَكُ، فَقُلْتُ: تَضْحَكُ يَا رَسُولَ اللهِ مِنِّي، قَالَ:" لَا، وَلَكِنْ مِنْ (2) قَوْمٍ مِنْ أُمَّتِي يَخْرُجُونَ غُزَاةً فِي الْبَحْرِ، فَيَرْجِعُونَ قَلِيلَةً غَنَائِمُهُمْ مَغْفُورًا لَهُمْ ". قَالَتْ: ادْعُ اللهَ (3) أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَدَعَا لَهَا. قَالَ: فَأَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ، قَالَ: فَرَأَيْتُهَا فِي غَزَاةٍ غَزَاهَا الْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى أَرْضِ الرُّومِ وَهِيَ مَعَنَا، فَمَاتَتْ بِأَرْضِ الرُّومِ (4).

(1) هكذا في النسخ الخطية و"أطراف المسند" 9/ 484: "أن امرأةً حدَّثته"، وتحرفت في "مصنف" عبد الرزاق (9639) إلى:"أن امرأة حذيفة"، وهو تحريف قديم، مشى عليه الدارقطني في "علله" 5/ ورقة 225، ووهَّم معمراً فيه.

(2)

قوله: من، ليس في (ظ 6).

(3)

في (ظ 6): ادع الله لي.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وصحابية الحديث هي أمُّ حرام بنت ملحان، كما صُرِّح باسمها ف الرواية (27032) وغيرها. وقوله في آخر =

ص: 445

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الحديث: فرأيتها في غزاة غزاها

، وهمٌ؛ لأن المحفوظ أن أم حرامٍ إنما استُشهدت في قبرص، وكانت مع جيش معاوية بن أبي سفيان، لما غزاها.

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 19/ ورقة 625، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 437 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن عساكر 19/ ورقة 625 من طريق عبد الرزاق، به.

وأخرجه أبو داود (2492) من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، به. وقال: عن أخت أم سليم الرُّميصاء.

قلنا: أخت أم سليم هي أمُّ حرام بنت ملحان، وقد جزم الحافظ في "الإصابة" في ترجمة أم حرام أن الرميصاء وصف لأمِّ سُليم.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (325) من طريق حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، به.

وانظر (27032).

ص: 446

‌حَدِيثُ أُمِّ هُشَامِ بِنْتِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ

(1)

27455 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَسْعَدَ (2) بْنِ زُرَارَةَ ابْنِ أَخِي عَمْرَةَ - سَمِعْتُهُ مِنْهُ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ الزُّهْرِيُّ - عَنْ امْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَتْ: كَانَ تَنُّورُنَا وَتَنُّورُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَاحِدًا، فَمَا حَفِظْتُ {ق} إِلَّا مِنْهُ، كَانَ يَقْرَؤُهَا (3). (4)

27456 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ

(1) قال السندي: أمُّ هشام بنت حارثة بن النعمان: هي أنصارية، وجاء أنها بايعت بيعة الرضوان.

(2)

في (م): سعد. ويقال له كذلك.

(3)

في (ظ 6): يقرأ بها.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف ظاهره الانقطاع، محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زُرارة عدَّه الحافظ ابنُ حجر في "التقريب" من رجال الطبقة السادسة كابن جُريج، وهؤلاء لم يثبت لقاؤهم بأحدٍ من الصحابة.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 146 (بترتيب السندي) من طريق محمد بن أبي بكر بن حزم، والنسائي في "المجتبى" 3/ 107، وفي "الكبرى"(1720)، والطبراني في "الكبير" 25/ (341) من طريق يحيى بن أبي كثير، كلاهما عن محمد بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

وسيرد برقمي (27456) و (27628).

وانظر (27629).

قال السندي: قولها: كانَّ تنورنا: كأنَّ ذِكْرَ هذا لبيان أنها كانت جارة له، فهي ممن يُعتَمد على خبرها.

ص: 447

ابْنُ أَبِي بَكْرِ (1) بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ أُمِّ هِشَامٍ بِنْتِ حَارِثَةَ، قَالَتْ: لَقَدْ كَانَ تَنُّورُنَا وَتَنُّورُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَاحِدًا، سَنَتَيْنِ أَوْ سَنَةً وَبَعْضَ سَنَةٍ، وَمَا أَخَذْتُ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} إِلَّا عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَقْرَأُ بِهَا (2) كُلَّ يَوْمِ جُمُعَةٍ عَلَى الْمِنْبَرِ إِذَا خَطَبَ النَّاسَ (3).

(1) في النسخ: عبد الله بن محمد بن أبي بكر، وهو خطأ، والمثبت من "أطراف المسند" 9/ 479.

(2)

في (ظ 2) و (ق): يقرؤها.

(3)

حديث صحيح، ابن إسحاق -وهو محمد- مختلف فيه، وهو حسنُ الحديث، وقد أخرج له مسلم في المتابعات، وهذا الحديث منها، وصرَّح بالتحديث فيه، فانتفت شبهةُ تدليسه، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زُرَارة، فمن رجال مسلم. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سَعد الزُّهري.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/ 211 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (873)(52)، والطبراني في "الكبير" 25/ (345) من طريق يعقوب، به.

وأخرجه ابن سعد 8/ 442، وابن أبي شيبة 2/ 115، والطبراني 25/ (343) و (344)، والحاكم 1/ 284، والبيهقي 3/ 211 من طرق عن محمد بن إسحاق، به.

وأخرجه ابنُ سعد 8/ 442 من طريق عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زُرارة، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو ابن حزم، به. =

ص: 448

‌حَدِيثُ أُمِّ الْعَلَاءِ الْأَنْصَارِيَّةِ

(1)

27457 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ. وَيَعْقُوبُ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أُمِّ الْعَلَاءِ (2)، وَهِيَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِمْ - قَالَ يَعْقُوبُ: أَخْبَرَتْهُ - بَايَعَتْ (3) رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَآلَتْ (4) عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فِي السُّكْنَى - قَالَ يَعْقُوبُ: طَارَ لَهُمْ فِي السُّكْنَى - حِينَ اقْتَرَعَتِ (5) الْأَنْصَارُ عَلَى سُكْنَى الْمُهَاجِرِينَ. قَالَتْ أُمُّ الْعَلَاءِ: فَاشْتَكَى عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ عِنْدَنَا، فَمَرَّضْنَاهُ حَتَّى إِذَا تُوُفِّيَ أَدْرَجْنَاهُ فِي أَثْوَابِهِ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْكَ أَبَا (6)

= وأخرجه ابن خزيمة (1787)، والطبراني 25/ (342) من طريقين عن يحيى بن عبد الله، به.

وانظر ما قبله.

(1)

أم العلاء الأنصارية: قال السندي: قال أبو عمر: هي من المبايعات، حديثها عند أهل المدينة، وقيل: هي بنت الحارث بن ثابت.

(2)

في (م): عن أم العلاء الأنصارية.

(3)

في (ظ 2) و (ق) و (م): أنها بايعت، والمثبت من (ظ 6).

(4)

في النسخ الخطية: قالت، وفي (م): قال، والمثبت من نسخة السندي، وعليها شرح، فقال: بمدّ الهمزة، ونصب عثمان، من: آلَ الأميرُ رعيّتَه: إذا أحسنَ رعايتَها، وآلَ فلانٌ مالَه، أي: أصلحه.

(5)

في (ظ 6): أقرعت.

(6)

في (م): يا أبا.

ص: 449

السَّائِبِ، شَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللهَ أَكْرَمَهُ؟ " قَالَتْ: فَقُلْتُ: لَا أَدْرِي، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَمَّا هُوَ، فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ مِنْ رَبِّهِ، وَإِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ، وَاللهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللهِ مَا يُفْعَلُ بِي " - قَالَ يَعْقُوبُ: بِهِ - قَالَتْ: فَقُلْتُ (1): وَاللهِ لَا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ أَبَدًا، فَأَحْزَنَنِي ذَلِكَ، فَنِمْتُ، فَأُرِيتُ لِعُثْمَانَ عَيْنًا تَجْرِي، فَجِئْتُ إِلَى (2) رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرْتُهُ ذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" ذَاكَ عَمَلُهُ "(3).

(1) قولها: "فقلت"، ليس في (م).

(2)

كلمة: "إلى" ليست في (م).

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي كامل -وهو مظفَّر بن مُدرِك الخراساني- فقد روى له أبو داود في "التفرد" والنسائي، وهو ثقة. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد الزُّهري.

وأخرجه ابن سعد 3/ 398، والبخاري (3929)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3323)، والطبراني في "الكبير" 25/ (338)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 104 من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1243) و (2687) و (7003) و (7004)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3322) و (3324)، والطبراني في "الكبير" 23/ (339)، وفي "الشاميين"(3212)، والحاكم 1/ 378، والبيهقي في "السنن" 4/ 76 من طرق عن الزهري، به.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي!

وسيأتي في الحديثين بعده.

قال السندي: قوله: طار لهم، أي: وقع في حصّتهم. =

ص: 450

27458 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ كَانَتْ أُمُّ الْعَلَاءِ الْأَنْصَارِيَّةُ تَقُولُ: لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْمَدِينَةَ، اقْتَرَعَتِ (1) الْأَنْصَارُ عَلَى سَكَنِهِمْ، فَطَارَ (2) لَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فِي السُّكْنَى، فَذَكَرَتِ الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللهِ مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ (3).

27459 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: إِنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ لَمَّا قُبِضَ قَالَتْ أُمُّ

= فمرّضناه: من التمريض، أي: خدمناه في مرضه.

"ذاك عمله"، أي: لأنه مات مرابطاً، فإن المدينة كانت محل الرباط يومئذ، وعمل المرابط لا ينقطع.

(1)

في (ظ 6): أقرعت.

(2)

في (ظ 6): فصار.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(20422)، ومن طريقه أخرجه عبد بن حُمَيد في "المنتخب"(1593)، والطبراني في "الكبير" 25/ (337)، والبيهقي في "السنن" 4/ 76 و 10/ 288.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(902) -ومن طريقه البخاري (7018). والنسائي في "الكبرى"(7634)، والحاكم 2/ 454 - 455، والبيهقي 10/ 88 - عن مَعْمَر، به.

وأخرجه ابن سعد 3/ 398 عن الواقدي، عن معمر، به.

وانظر ما قبله.

ص: 451

خَارِجَةَ بِنْتُ زَيْدٍ: طِبْتَ أَبَا السَّائِبِ، خَيْرُ أَيَّامِكَ الْخَيْرُ، فَسَمِعَهَا نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" مَنْ هَذِهِ؟ " قَالَتْ: أَنَا، قَالَ صلى الله عليه وسلم:" وَمَا يُدْرِيكِ؟ " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَجَلْ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، مَا رَأَيْنَا إِلَّا خَيْرًا، وَهَذَا أَنَا رَسُولُ اللهِ، وَاللهِ مَا أَدْرِي مَا يُصْنَعُ بِي "(1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على أبي النضر، وهو سالم:

فرواه يزيد بن أبي حبيب -كما في هذه الرواية- عن أبي النَّضْر، عن خارجة بن زيد، عن أمه، قالت: إن عثمان بن مظعون لما قُبض قالت أم خارجة بنت زيد

ورواه عمرو بن الحارث -كما عند ابن حبان (643) - عن أبي النضر أن عثمان بن مَظْعون لما قُبر قالت أمُّ العلاء

فلم يذكر خارجة بنَ زيد في الإسناد.

ورواه ابن لَهِيعة -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير"(4879) - عن أبي النَّضْر، عن خارجة بن زيد، عن أبيه، أن عثمان بن مظعون لما قُبر قالت أم العلاء، فذكره.

وانظر "الفتح" 7/ 265، وحاشيتنا على ابن حبان 2/ 410.

وسلف بالحديثين قبله.

قال السندي: قوله: خير أيامك، أي: يومك هذا خير أيامك، فالمبتدأ مقدر في الكلام أو الخبر، وأما قوله: الخير فهو تكرير للمعنى المذكور، والله أعلم.

ص: 452

‌حَدِيثُ أُمِّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ طَارِقِ بْنِ عَلْقَمَةَ

(1)(2)

27460 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ (3) بْنُ أَبِي يَزِيدَ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ طَارِقِ بْنِ عَلْقَمَةَ أَخْبَرَهُ عَنْ أُمِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا دَخَلَ مَكَانًا مِنْ دَارِ يَعْلَى - نَسَبَهُ (4) عُبَيْدُ اللهِ - اسْتَقْبَلَ الْبَيْتَ، فَدَعَا (5).

27461 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، قَالَ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ طَارِقِ بْنِ عَلْقَمَةَ أَخْبَرَهُ عَنْ عَمِّهِ (6) أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا دَخَلَ مَكَانًا

(1) قوله: بن علقمة، لي في (م).

(2)

أم عبد الرحمن بن طارق، زوج طارق بن علقمة، ذكرها الحافظ في "الأصابة".

(3)

في (ظ 2) و (ق) و (م): عبد الله، وهو خطأ.

(4)

في (ظ 6): نسيه.

(5)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (16587)، إلا أن شيخ أحمد هنا: هو محمد بن بكر، وهو البُرْساني (وأشار الإمام أحمد إلى روايته هناك) وقد قال في حديثه: عن أمِّه، لا عن عمه، وهو الأشبه، وقد سلف الكلامُ عليه هناك، فانظره.

وأخرجه المزِّي في "تهذيب الكمال"(ترجمة عبد الرحمن بن طارق بن علقمة) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

قال السندي: قولها: كان إذا دخل مكاناً، أي بمكة.

استقبل البيت، أي: الكعبة.

(6)

في (م): عن أمه، وهو خطأ، فإن عبد الرزاق قال في روايته: عن =

ص: 453

فِي (1) دَارِ يَعْلَى - نَسَبَهُ (2) عُبَيْدُ اللهِ - اسْتَقْبَلَ الْبَيْتَ، فَدَعَا (3).

27462 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ. وَعَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ ْمُبَارَكِ (4)، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ طَارِقِ بْنِ عَلْقَمَةَ أَخْبَرَهُ عَنْ أُمِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا دَخَلَ مَكَانًا مِنْ دَارِ يَعْلَى - نَسَبَهُ (5) عُبَيْدُ اللهِ - اسْتَقْبَلَ الْبَيْتَ (6) فَدَعَا. قَالَ (7): وَكُنْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللهِ بْنُ كَثِيرٍ إِذَا جِئْنَا ذَلِكَ الْمَوْضِعَ، اسْتَقْبَلَ الْبَيْتَ، فَدَعَا (8).

= عن عمه، وقال محمد بن بكر: عن أمه، وقال روح: عن أبيه، كما سلف ذكره في الرواية:(16587).

(1)

في (ظ 6): من.

(2)

في (ظ 6): نسيه.

(3)

إسناده ضعيف، وهو مكرر الحديث (16587) سنداً ومتناً.

وقد جاء بعد هذا الحديث في (ظ 6) الحديث التالي:

حدثنا رَوْحٌ، قال: حدثنا ابن جُريج، قال: أخبرني عُبيد الله بن أبي يزيد، أن عبد الرحمن بن طارق بن علقمة أخبره، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم كان أنا دخلَ مكاناً -نَسِيَهُ عُبيد الله- استقبل القبلة، فدعا. قلنا: وهذه هي روايةُ روح -وهو ابن عُبادة- وقد أشار الإمام أحمد إلى روايته عند إيراده رواية عبد الرزاق السالفة برقم (16587).

(4)

في (م): الْمُبَارَكِ.

(5)

في (ظ 6): نسيه.

(6)

في (ظ 6): القبلة.

(7)

في (ظ 6): قالت.

(8)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (27460)، غير أن شيخي أحمد هنا هما: أحمد ابن الحجاج المروزي، وعلي بن إسحاق المروزي، وشيخهما هو عبد الله بنُ المبارك.

ص: 454

‌حَدِيثُ امْرَأَةٍ

27463 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ وَاصِلٍ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ (1)، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، أَنَّ امْرَأَةً أَخْبَرَتْهَا أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ يَقُولُ:" كُتِبَ عَلَيْكُمُ السَّعْيُ فَاسْعَوْا "(2).

(1) كذا في النسخ: عُبيدة، وقد ضُبِّب فوق الهاء في (ظ 6)، والصواب فيه: عُبَيْد -ليس فيه هاء- كما ذكر الحافظ في "تعجيل المنفعة"، وكما هو في كتب الرجال.

(2)

حديث حسن وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال موسى بن عُبيد، فلم يرو عنه سوى اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان 5/ 403.

واختلف فيه على عبد الرزاق:

فرواه أحمد -كما في هذه الرواية- ومحمد بنُ يحيى -فيما أخرجه ابن خزيمة (2765) - كلاهما عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

ورواه أحمد بن منصور الرَّمادي -فيما أخرجه الدارقطني في "السنن" 2/ 256 - عن عبد الرزاق، عن هشام بن حسان، عن واصل، عن موسى بن عبيدة، عن صفية بنت شيبة، قالت: كنت في خوخة لي، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الصفا والمروة، ورأيته إذا أتى على بطن الوادي يسعى.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 247، وقال: رواه أحمد، وفيه موسى بن عبيدة، وهو ضعيف. قلنا: لم يتنبَّه الهيثمي إلى أن الصواب في موسى هذا أنه ابن عبيد- بدون هاء، وهو من رجال "التعجيل"، فظنَّه موسى بن عُبيدة الرَّبَذي الضعيف الذي هو من رجال "التهذيب".

وسلف برقم (27367).

ص: 455

‌حَدِيثُ امْرَأَةٍ

27464 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ (1) ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنِ امْرَأَةٍ، مِنْ نِسَائِهِمْ - وَكَانَتْ قَدْ صَلَّتِ الْقِبْلَتَيْنِ (2) مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" اخْتَضِبِي. تَتْرُكُ إِحْدَاكُنَّ (3) الْخِضَابَ، حَتَّى تَكُونَ يَدُهَا كَيَدِ الرَّجُلِ ".

قَالَتْ: فَمَا تَرَكَتِ الْخِضَابَ حَتَّى لَقِيَتِ اللهَ تَعَالَى، وَإِنْ كَانَتْ لَتَخْتَضِبُ (4) وَهِيَ بِنْتُ ثَمَانِينَ (5).

(1) في (ظ 2) و (ق): أبي، وهو خطأ، وانظر (16650).

(2)

في (ق): صلت إلى القبلتين.

(3)

في (ظ 6): إحداهن.

(4)

في (ظ 6) و (ق): لتخضب.

(5)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (16650) سنداً ومتناً.

قال السندي: قوله: "كَيَدِ الرجل"، يدلُّ على كراهة تشبُّه النساء بالرجال، وعلى هذا، فالظاهر أنه إذا كان في اليد من حُلِيِّ النساء شيءٌ، كفى عن الخِضاب، والله تعالى أعلم.

ص: 456

‌حَدِيثُ أُمِّ مُسْلِمٍ الْأَشْجَعِيَّةِ

(1)

27465 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي ثَابِتٍ - عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أُمِّ مُسْلِمٍ الْأَشْجَعِيَّةِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَتَاهَا وَهِيَ فِي قُبَّةٍ، فَقَالَ:" مَا أَحْسَنَهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهَا مَيْتَةٌ ". قَالَتْ: فَجَعَلْتُ أَتَتَبَّعُهَا (2).

(1) أم مسلم الأشجعية: حديثها عند أهل الكوفة، لها صحبة. قاله السندي.

(2)

إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن أمِّ مُسلم الأشجعيّة. وأمُّ مسلم الأشجعية لم يُخرّج لها أصحاب الكتب الستة. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(في ترجمة أم مسلم الأشجعية) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3424) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.

وأخرجه ابن سعد 8/ 307 - 308، والطبراني في "الكبير" 25/ (375) من طريقين عن سفيان الثوري، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 218، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه رجل لم يُسمّ.

قال السندي: قوله: "إن لم يكن فيها ميتة" أخبر أن فيها ميتة، وهو من المعجزات، والله أعلم.

ص: 457

‌حَدِيثُ أُمِّ جَمِيلٍ بِنْتِ الْمُجَلِّلِ

(1)

27466 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ - قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ: ابْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ - قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ جَمِيلٍ بِنْتِ الْمُجَلِّلِ، قَالَتْ: أَقْبَلْتُ بِكَ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ حَتَّى إِذَا كُنْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى لَيْلَةٍ، أَوْ لَيْلَتَيْنِ، طَبَخْتُ لَكَ طَبِيخًا، فَفَنِيَ الْحَطَبُ، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ، فَتَنَاوَلْتُ الْقِدْرَ، فَانْكَفَأَتْ عَلَى ذِرَاعِكَ، فَأَتَيْتُ بِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ (2) وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ، فَتَفَلَ فِي فِيكَ، وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِكَ، وَدَعَا لَكَ، وَجَعَلَ يَتْفُلُ عَلَى يَدِكَ، وَيَقُولُ:" أَذْهِبِ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا ". قَالَتْ: فَمَا قُمْتُ بِكَ مِنْ عِنْدِهِ حَتَّى بَرَأَتْ يَدُكَ (3).

(1) قال السندي: أمُّ جميل بنت المجلِّل، بالجيم ولامَيْن: قرشية عامرية، كانت من السابقات، أسلمت بمكة، وبايعت وهاجرت إلى الحبشة الهجرة الثانية هي وزوجها حاطب بن الحارث، وكان معها ابناها محمد والحارث.

(2)

قولها: أنت، ليس في (ظ 6).

(3)

مرفوعه صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (15453) سنداً ومتناً.

قال السندي: قالت، أي: لمحمد ابنها.

ص: 458

‌حَدِيثُ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ

(1)

27467 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى الْجُهَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ عَلِيٍّ، قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَا عَلِيُّ، أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ بَعْدِي نَبِيٌّ "(2).

27468 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَعَفَّانُ، قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ - قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، وَقَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ الْحَكَمَ بْنَ عُتَيْبَةَ (3) - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، قَالَتْ: لَمَّا أُصِيبَ جَعْفَرٌ أَتَانَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" تَسَلَّبِي ثَلَاثًا (4)، ثُمَّ اصْنَعِي مَا شِئْتِ ".

قَالَ عَبْدُ اللهِ: وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ،

(1) سلفت ترجمة أسماء قبل الحديث (27080).

(2)

إسناده صحيح، وهو مكرر (27081)، غير أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عبد الله بن نمير.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 60 - 61، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة"(1346) عن عبد الله بن نُمير، بهذا الإسناد.

(3)

تحرف في (ظ 2) و (م) إلى: عقيبة، وفي (ق) إلى: عقبة.

(4)

وقع في (م): أي البسي ثوب الحداد ثلاثاً، وفي (ظ 6): تسلي، وهو تحريف.

ص: 459

مِثْلَهُ (1).

27469 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، قَالَتْ: أَوَّلُ مَا اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ، فَاشْتَدَّ مَرَضُهُ حَتَّى أُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَتَشَاوَرَ نِسَاؤُهُ

(1) هو مكرر (27083)، إلا أن شيوخ أحمد هنا هم: أبو كامل مظفر بنُ مُدرك ويزيد بن هارون وعفَّان بن مسلم الصفَّار، وشيخ عبد الله بن أحمد: هو محمد بن بكار الرَّيَّان. وقد سلف الكلامُ عليه وبيانُ علته هناك.

وأخرجه ابن سعد 8/ 282 عن عفَّان، بهذا الإسناد. وجاء عنده: تسلمي -بالميم- وقرن بعفان إسحاق بن منصور.

وأخرجه ابن حبان (3148) من طريق محمد بن بكار، بهذا الإسناد. وجاء عنده: تسلمي بالميم كذلك، ثم تكلف لتأويلها، قلنا: هو تصحيف وقع له، فتأوَّل له شرحاً، وقد نبَّه على ذلك الحافظ في "الفتح" 9/ 488.

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(5088) و (5089)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 75، والطبراني في "الكبير" 24/ (369)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 187، والبيهقي في "السنن" 7/ 438 من طرق عن محمد بن طلحة، به. وجاء عند الطبراني والطحاوي: تسكني بدل: تسلَّبي. وهو تصحيف.

قال البيهقي: لم يثبت سماع عبد الله بن شداد من أسماء، وقد قيل فيه: عن أسماء، فهو مرسل، ومحمد بن طلحة ليس بالقوي. وتعقَّبه الحافظ في "الفتح" 9/ 487 بقوله: وهذا تعليل مدفوع، فقد صححه أحمد، لكنه قال: إنه مخالف للأحاديث الصحيحة في الإحداد.

قال السندي: قوله: "تسلَّبي ثلاثاً" أي: البسي ثوب الحداد ثلاثاً، وهو السِّلاب.

"ثم اصنعي ما شئت" أي: مما يفعله أهل الميت، وإلا فثياب الإحداد لا بد أن تستمر إلى حد العدة، والله أعلم.

ص: 460

فِي لَدِّهِ، فَلَدُّوهُ، فَلَمَّا أَفَاقَ، قَالَ:" مَا هَذَا؟ " فَقُلْنَا: هَذَا فِعْلُ نِسَاءٍ جِئْنَ مِنْ هَاهُنَا، وَأَشَارَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَكَانَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ فِيهِنَّ، قَالُوا: كُنَّا نَتَّهِمُ فِيكَ ذَاتَ الْجَنْبِ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:" إِنَّ ذَلِكَ لَدَاءٌ مَا كَانَ اللهُ عز وجل لِيَقْرِفَنِي بِهِ. لَا يَبْقَيَنَّ فِي هَذَا (1) الْبَيْتِ أَحَدٌ إِلَّا الْتَدَّ إِلَّا عَمُّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ". يَعْنِي الْعَبَّاسَ. قَالَ: فَلَقَدِ الْتَدَّتْ مَيْمُونَةُ يَوْمَئِذٍ وَإِنَّهَا لَصَائِمَةٌ، لِعَزْمَةِ (2) رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3).

(1) قوله: هذا، ليس في (ظ 6).

(2)

عند عبد الرزاق ومن أخرجه من طريقه: لعزيمة.

(3)

هذا إسناد الصواب فيه أنه مرسل، فيما ذكر ابنُ أبي حاتم في "العلل" 2/ 332، فقال: سألتُ أبي وأبا زُرعة عن حديث رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن الزُّهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أسماء بنت عميس

فذكر الحديث، فقالا: هذا خطأ، رواه يونس بن يزيد وشعيب بن أبي حمزة وغيرهما، عن الزُّهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أن النبي صلى الله عليه وسلم

وهذا صحيح.

قلنا: لكن صححه ابن حبان والحاكم والذهبي والحافظ في "الفتح" 8/ 148.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(9754)، ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1935)، وابن حبان (6587)، والطبراني في "الكبير" 24/ (372)، والحاكم 4/ 202، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 510 من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، أن النبي صلى الله عليه وسلم

فذكره مرسلاً.

وأخرجه أيضاً من طرق عن الزهري، بمثل سابقه مرسلاً. =

ص: 461

27470 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ عُبَيْدِ (1) بْنِ رِفَاعَةَ الزُّرَقِيِّ، قَالَ: قَالَتْ أَسْمَاءُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ بَنِي جَعْفَرٍ تُصِيبُهُمُ الْعَيْنُ، أَفَأَسْتَرْقِي لَهُمْ؟ قَالَ:" نَعَمْ، فَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابِقٌ الْقَدَرَ، لَسَبَقَتْهُ الْعَيْنُ "(2).

= وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 33، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.

وفي الباب عن عائشة، سلف بإسناد صحيح برقم (24263) ولفظه: لَدَدْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في مرضه، فأشار ألا تلدوني -قلت: كراهية المريض الدواء- فلما أفاق قال: "ألم أنهكم ألا تلدوني؟ " قال: "لا يبقى منكم أحدٌ إلا لُدَّ غير العباس، فإنه لم يشهدكنَّ".

وانظر حديث العباس السالف برقم (1784).

قال السندي: قوله: "ليقرفني به"، بقاف وراء وفاء، من باب ضرب، أي: ليرميني به، والمراد ليبتليني به، فإن المبتلى ببلية يُرمى بها، فكأن الذي ابتلاه رماه به، والله أعلم.

(1)

في (م): عبيد الله، ويقال له كذلك.

(2)

حديث حسن، عروة بن عامر -وهو المكِّي- روى عنه جمعٌ، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقيل: له صحبة، والصحيح أنه تابعي، وعُبيد -ويقال: عُبيد الله- بن رِفاعة الزُّرَقي مختلف في صحبته كذلك، وقد روى عنه جمع، وذكره ابنُ حِبَّان في "ثقاته"، وقال العجلي: تابعي ثقة. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

وقد اختلف في إسناده على عمرو بن دينار:

فرواه سفيان بن عيينة -كما في هذه الرواية، وفيما أخرجه الحميدي (330)، وابن أبي شيبة 8/ 56، والترمذي (2059)، وابن ماجه (3510)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3146)، والطبراني في "الكبير" =

ص: 462

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 24/ (379)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(11225)، وفي "السنن" 9/ 348، والبغوي في "شرح السنة"(3243)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 15 - وابنُ جُرَيْج وورقاء بن عمرو اليشكري -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 193 - ثلاثتهم عن عمرو بن دينار، عن عروة بن عامر، عن عُبيد بن رِفاعة، قال: قالت: أسماء بنت عميس

فذكره.

قلنا: ووقع في بعض المصادر: عن عُبيد بن رفاعة أن أسماء بنت عميس قالت. ووقع في بعضها الآخر: عن عبيد بن رفاعة، عن أسماء بنت عميس أنها قالت. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

ورواه أيوب السختياني -فيما أخرجه الترمذي بإثر (2059)، والنسائي في "الكبرى"(7537)، والبيهقي في "السنن" 9/ 348 - عن عمرو بن دينار، عن عروة بن عامر، عن عُبيد بن رفاعة، عن أسماء بنت عميس، به. وذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 193 أن هذا الإسناد هو الأصح.

ورواه نصر بن طريف -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ 193 - عن عمرو بن دينار، عن محمد بن عبَّاد بن جعفر، عن أسماء. ووهم فيه فيما قال الدارقطني.

ورواه حمَّاد بن زيد -فيما ذكر الدارقطني كذلك- عن عمرو بن دينار مرسلاً.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/ 57 من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن عبد الله بن ثابت مولى جُبير بن مطعم، قال: قالت أسماء بنت عميس

فذكره، وعبد الله بن ثابت لم نقف له على ترجمة.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 327، والطبراني في "الكبير" 24/ (377) من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن عبد الله بن بابيه، عن أسماء بنت عميس، قالت

فذكره.

وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" 24/ (375) من طريق مجاهد، و (376) من طريق عطاء، كلاهما عن أسماء بنت عميس، به. =

ص: 463

27471 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ - يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ الْأَيْلِيَّ - قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو (1) شَدَّادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، قَالَتْ: كُنْتُ صَاحِبَةَ عَائِشَةَ الَّتِي هَيَّأَتْهَا وَأَدْخَلَتْهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعِي نِسْوَةٌ، قَالَتْ: فَوَاللهِ مَا وَجَدْنَا عِنْدَهُ قِرًى إِلَّا قَدَحًا مِنْ لَبَنٍ. قَالَتْ: فَشَرِبَ مِنْهُ، ثُمَّ نَاوَلَهُ عَائِشَةَ، فَاسْتَحْيَتِ الْجَارِيَةُ، فَقُلْنَا: لَا تَرُدِّي يَدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، خُذِي مِنْهُ، فَأَخَذَتْهُ عَلَى حَيَاءٍ، فَشَرِبَتْ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ:" نَاوِلِي صَوَاحِبَكِ ". فَقُلْنَا: لَا نَشْتَهِيهِ، فَقَالَ:" لَا تَجْمَعْنَ جُوعًا وَكَذِبًا ". قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ قَالَتْ إِحْدَانَا لِشَيْءٍ

= وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 1575 في ترجمة عبد الله بن شبيب من طريقه، عن يحيى بن إبراهيم، عن أسامة بن حفص، عن عبيد الله بن عمرو، عن أيوب بإسناده. ثم قال ابن عدي بعد أن ذكر هذا الحديث وغيره: وهذه الأحاديث غير محفوظة.

وقد سلف من حديث جابر (14573)، وهو عند مسلم (2198) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأسماء بنت عميس:"ما شأن أجسام بني أخي ضارعة، أتصيبُهم حاجة؟ " قالت: لا، ولكن تُسرع إليهم العين، أَفَنَرقِيهم؟ قال:"وبماذا؟ " فعرضتُ عليه، فقال:"ارْقِيهم".

ولقوله: "فلو كان شيء سابَقَ القدر

" شاهد من حديث ابن عباس عند مسلم (2188)، والترمذي (2062)، والنسائي في "الكبرى" (7620).

وذكرنا أحاديث الباب في الرُّقية من العين في مسند أنس بن مالك عند الرواية (12173).

وفي مسند عائشة عند الرواية (24345).

(1)

كلمة "أبو" ليس في (م).

ص: 464

تَشْتَهِيهِ: لَا أَشْتَهِيهِ، يُعَدُّ ذَلِكَ كَذِبًا؟ قَالَ:" إِنَّ الْكَذِبَ يُكْتَبُ كَذِبًا حَتَّى تُكْتَبَ الْكُذَيْبَةُ كُذَيْبَةً "(1).

(1) إسناده ضعيف، أبو شدَّاد: ترجم له الحافظ في "التعجيل " ولم يذكر في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يُؤثر توثيقُه عن أحد، وقال: وأخرج أبو يعلى في "مسنده" من طريق عمر بن نبهان، عن أبي شداد، عن جابر حديثاً، فما أدري أهو آخر أم لا؟ قلنا: ومجاهد: وهو ابن جبر، لم يذكروا له سماعاً من أسماءَ بنتِ عُميس، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(520) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق"(149)، والطبراني في "الكبير" 24/ (400)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(4821) من طريق عثمان بن عمر، به.

وأخرجه بنحوه الطبراني في "الصغير"(710)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (852) من طريق أدهم بن منصور العجلي -وفي رواية الطبراني: أدهم بن طريف العجلي- عن عطاء بن أبي رباح، عن أسماء بنت عُميس، به. قلنا: أدهم بن منصور لم نقف له على ترجمة.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 51، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه أبو شدَّاد عن مجاهد، روى عنه ابنُ جُريج ويونس بن يزيد، وبقيةُ رجالِه رجال الصحيح، إلا أن أسماءَ بنت عُمَيْس كانت بأرض الحبشة مع زوجها جعفر حين تزوَّج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة، والصواب حديث أسماء بنت يزيد، والله أعلم.

قلنا: وحديث أسماء بنت يزيد سيرد (27560) وإسناده ضعيف كذلك.

قال السندي: قوله: "الكُذيبة": تصغير الكذب.

ص: 465

‌حَدِيثُ أُمِّ عُمَارَةَ بِنْتِ كَعْبٍ

(1)

27472 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبٍ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ مَوْلَاةٍ لَهُمْ يُقَالُ لَهَا: لَيْلَى تُحَدِّثُ عَنْ جَدَّتِي، وَهِيَ أُمُّ عُمَارَةَ بِنْتُ كَعْبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا، فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ طَعَامًا، فَقَالَ لَهَا:" كُلِي " فَقَالَتْ: إِنِّي صَائِمَةٌ، فَقَالَ:" إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تُصَلِّي عَلَى الصَّائِمِ إِذَا أُكِلَ عِنْدَهُ حَتَّى يَفْرُغُوا "(2).

27473 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا: لَيْلَى، عَنْ أُمِّ عُمَارَةَ، قَالَتْ: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَرَّبْنَا إِلَيْهِ طَعَامًا، فَكَانَ بَعْضُ مَنْ عِنْدَهُ صَائِمًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِذَا أُكِلَ عِنْدَ الصَّائِمِ الطَّعَامُ، صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ "(3).

(1) سلفت ترجمة أم عمارة قبل الحديث (27059).

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (27060)، غير أن شيخ أحمد هنا هو محمد بن جعفر.

وأخرجه الترمذي (786)، وابن خزيمة (2138) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

(3)

إسناده ضعيف، وهو مكرر سابقه، غير أن شيخ أحمد هنا هو وكيع ابن الجراح الرؤاسي.

وأخرجه ابن سعد 8/ 415 - 416، وابن أبي شيبة 3/ 86، وابن ماجه (1748)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3370)، وابن خزيمة (2139) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

ص: 466

‌حَدِيثُ حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ

(1)

27474 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ - يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ الْخُرَاسَانِيَّ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ - يَعْنِي ابْنَ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَمِّهِ عِمْرَانَ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أُمِّهِ حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ، قَالَتْ: كُنْتُ أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً شَدِيدَةً كَثِيرَةً، فَجِئْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَسْتَفْتِيهِ وَأُخْبِرُهُ، فَوَجَدْتُهُ فِي بَيْتِ أُخْتِي زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ. قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، فَقَالَ:" وَمَا هِيَ؟ " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً كَثِيرَةً (2) شَدِيدَةً، فَمَا تَرَى فِيهَا؟ قَدْ مَنَعَتْنِي الصَّلَاةَ وَالصِّيَامَ، قَالَ:" أَنْعَتُ لَكِ الْكُرْسُفَ، فَإِنَّهُ يُذْهِبُ الدَّمَ ". قَالَتْ: هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ! قَالَ: " فَاتَّخِذِي ثَوْبًا ". قَالَتْ: هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ (3)! قَالَ: " فَتَلَجَّمِي " قَالَتْ: إِنَّمَا أَثُجُّ ثَجًّا! فَقَالَ لَهَا: " سَآمُرُكِ بِأَمْرَيْنِ، أَيَّهُمَا فَعَلْتِ، فَقَدْ أَجْزَأَ عَنْكِ مِنَ الْآخَرِ، فَإِنْ قَوِيتِ عَلَيْهِمَا، فَأَنْتِ أَعْلَمُ " فَقَالَ لَهَا: " إِنَّمَا هَذِهِ رَكْضَةٌ مِنْ رَكَضَاتِ الشَّيْطَانِ، فَتَحَيَّضِي سِتَّةَ أَيَّامٍ أَوْ سَبْعَةً (4) فِي عِلْمِ اللهِ، ثُمَّ اغْتَسِلِي، حَتَّى إِذَا رَأَيْتِ أَنَّكِ قَدْ طَهُرْتِ

(1) سلفت ترجمة حمنة بنت جحش بين يدي الحديث (27144).

(2)

في (ظ 6): كبيرة.

(3)

قوله: قال: "فاتخذي ثوباً" قالت: هو أكثر من ذلك، سقط من (م).

(4)

في (ظ 6): أو سبعة أيام.

ص: 467

وَاسْتَنْقَأْتِ (1) فَصَلِّي أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً، أَوْ ثَلَاثًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً وَأَيَّامَهَا، وَصُومِي، فَإِنَّ ذَلِكَ يُجْزِئُكِ، وَكَذَلِكَ فَافْعَلِي فِي كُلِّ شَهْرٍ، كَمَا تَحِيضُ النِّسَاءُ، وَكَمَا يَطْهُرْنَ بِمِيقَاتِ حَيْضِهِنَّ وَطُهْرِهِنَّ، وَإِنْ قَوِيتِ عَلَى أَنْ تُؤَخِّرِي الظُّهْرَ، وَتُعَجِّلِي الْعَصْرَ، فَتَغْتَسِلِينَ، ثُمَّ تُصَلِّينَ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، ثُمَّ تُؤَخِّرِينَ الْمَغْرِبَ، وَتُعَجِّلِينَ الْعِشَاءَ، ثُمَّ تَغْتَسِلِينَ وَتَجْمَعِينَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ، فَافْعَلِي، وَتَغْتَسِلِينَ مَعَ الْفَجْرِ وَتُصَلِّينَ، وَكَذَلِكَ فَافْعَلِي، وَصَلِّي وَصُومِي إِنْ قَدَرْتِ عَلَى ذَلِكَ ". وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " وَهَذَا أَعْجَبُ الْأَمْرَيْنِ إِلَيَّ " (2).

(1) في (م): واستيقنت واستنقأت.

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (27144) غير أن شيخ أحمد هنا هو عبد الملك بن عمرو، وهو أبو عامر العَقَدي، وهو بصري، وروايته عن شيخه زهير بن محمد مستقيمة.

وأخرجه أبو داود (287)، والترمذي (128)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2717)، والدارقطني في "السنن" 1/ 214، والحاكم 1/ 172 - 173، والبيهقي في "السنن" 1/ 338 - 339 و 339، وفي "السنن الصغير"(167)، وفي "معرفة السنن والآثار"(2194)، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/ 62 - 63، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 70 من طريق عبد الملك، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح!

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (553) من طريق أبي حذيفة، عن زهير، به.

قال السندي: قوله: "فاتخذي ثوباً"، كأنها فهمت أن الثوب يوضع حيث يوضع الكُرْسُف، فقالت: هو أكثر من ذلك، فبيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تلجَّمي =

ص: 468

27475 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَمِّهِ عِمْرَانَ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أُمِّهِ حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ أَنَّهَا اسْتُحِيضَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي اسْتَحَضْتُ حَيْضَةً مُنْكَرَةً شَدِيدَةً، فَقَالَ لَهَا:" احْتَشِي كُرْسُفًا ". قَالَتْ: إِنِّهُ (1) أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ، إِنِّي أَثُجُّ ثَجًّا. قَالَ:" تَلَجَّمِي، وَتَحَيَّضِي فِي كُلِّ شَهْرٍ فِي عِلْمِ اللهِ سِتَّةَ أَيَّامٍ، أَوْ سَبْعَةً، ثُمَّ اغْتَسِلِي (2) غُسْلًا، وَصَلِّي (3)، وَصُومِي ثَلَاثًا وَعِشْرِينَ، أَوْ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ وَأَخِّرِي الظُّهْرَ، وَقَدِّمِي الْعَصْرَ، وَاغْتَسِلِي لَهُمَا (4) غُسْلًا، وَأَخِّرِي الْمَغْرِبَ وَقَدِّمِي الْعِشَاءَ وَاغْتَسِلِي لَهُمَا غُسْلًا، وَهَذَا أَحَبُّ الْأَمْرَيْنِ إِلَيَّ "(5).

= بالثوب.

"سآمرك بأمرين ": الظاهر أن الأمر الأول إذا كان هناك علامة لمعرفة الحيض من الاستحاضة، والثاني عند عدمها، والجمع أن تجد علامة، فتجعل أيام العلامة حيضاً وتغتسل مع ذلك في بقية الأيام وتصلي جمعاً، والله أعلم.

(1)

في (ظ 2) و (ق): إنها، وفي (م): إني.

(2)

في (ظ 6): ثم اغتسلي لهما.

(3)

قوله: وصلي، ليس في (ظ 6).

(4)

في (ق): لوقتهما.

(5)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (27144) سنداً ومتناً.

قالا السندي: قوله: "وأخِّري الظهر"، الواو بمعنى أو كما تدل عليه الرواية السابقة، وآخر هذه الرواية، وهو قوله:"وهذا أحب الأمرين إليَّ ".

ص: 469

‌حَدِيثُ أُمِّ فَرْوَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(1)

27476 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ غَنَّامٍ، عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ فَرْوَةَ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" الصَّلَاةُ لِأَوَّلِ وَقْتِهَا "(2).

(1) سلفت ترجمة أم فروة بين يدي الحديث (27103).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كما بيّنا ذلك عند الرواية (27103).

وأخرجه ابن سعد 8/ 302 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

ص: 470

‌تَمَامُ حَدِيثِ أُمِّ كُرْزٍ

(1)

27477 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أُمِّ كُرْزٍ الْخُزَاعِيَّةِ، قَالَتْ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِغُلَامٍ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَأَمَرَ بِهِ فَنُضِحَ، وَأُتِيَ بِجَارِيَةٍ، فَبَالَتْ عَلَيْهِ، فَأَمَرَ بِهِ فَغُسِلَ (2).

(1) سلفت ترجمة أم كُرْز بين يدي الحديث (27139).

(2)

صحيح لغيره، وهو مكرر (27370) سنداً ومتناً.

ص: 471

‌مِنْ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ عُوَيْمِرٍ

(1)

27478 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ حَكِيمُ بْنُ عُمَيْرٍ وَحَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَدَعْ رَجُلٌ مِنْكُمْ أَنْ يَعْمَلَ لِلَّهِ أَلْفَ حَسَنَةٍ حِينَ يُصْبِحُ، يَقُولُ (2): سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ مِئَةَ مَرَّةٍ، فَإِنَّهَا أَلْفُ حَسَنَةٍ، فَإِنَّهُ لَا (3) يَعْمَلُ إِنْ شَاءَ اللهُ مِثْلَ ذَلِكَ فِي يَوْمِهِ مِنَ الذُّنُوبِ، وَيَكُونُ مَا عَمِلَ مِنْ خَيْرٍ سِوَى ذَلِكَ وَافِرًا "(4).

27479 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ زَحْزَحَ عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا يُؤْذِيهِمْ، كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهِ حَسَنَةً، وَمَنْ كُتِبَ

(1) سلفت ترجمة أبي الدرداء بين يدي الحديث (21750).

(2)

في (ق): أن يقول.

(3)

في (ظ 6): وإنه لن.

(4)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (21741) سنداً ومتناً.

قال السندي: قوله: "لا يدع" أي: لا يترك، هو نهي أو نفي بمعناه، والمراد: أنه لا ينبغي أن يترك هذا الخير العظيم.

ص: 472

لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةٌ، أَدْخَلَهُ اللهُ بِهَا (1) الْجَنَّةَ " (2).

27480 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِيُّ وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: يَا (3) ابْنَ آدَمَ، لَا تَعْجَزَنَّ مِنَ الْأَرْبَعِ رَكَعَاتٍ مِنْ أَوَّلِ نَهَارِكَ، أَكْفِكَ آخِرَهُ "(4).

(1) قوله: بها، ليس في (ظ 6).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي بكر بن أبي مريم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حميد بن عقبة بن رومان، فمن رجال "التعجيل"، وقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات ". أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(32) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 135، وقال: فيه أبو بكر بن أبي مريم، وهو ضعيف.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8498)، وهو عند مسلم (1914) و 4/ 2021، ولفظه:"بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوكٍ على الطريق فأخَّره، فشكر الله له، فغفر له".

وعن أبي برزة الأسلمي، سلف (19768)، وهو عند مسلم (2618)، وفيه: أن أبا برزة قال: يا نبي الله علمني شيئاً أنتفع فيه، قال:"اعزل الأذى عن طريق المسلمين".

(3)

لفظة "يا" ليست في (ظ 6).

(4)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، شُريح بن عبيد لم يسمع =

ص: 473

27481 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ الْمَشْيَخَةِ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ السَّكُونِيِّ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم بِثَلَاثٍ لَا أَدَعُهُنَّ لِشَيْءٍ: أَوْصَانِي بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ (1) أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَأَنْ لَا أَنَامَ إِلَّا عَلَى وِتْرٍ، وَسُبْحَةِ الضُّحَى فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ (2).

= من أبي الدرداء، فيما ذكر الحافظ في "التهذيب"، ورجال الإسناد ثقات. صفوان: هو ابن عمرو بن هَرِم السَّكْسكي.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 236، وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات.

وأخرجه الترمذي (475) من طريق إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن أبي الدرداء -أو أبي ذر- به. ووقع في المطبوع: وأبي ذر، والتصويب من "تحفة الأشراف" 8/ 219. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.

وسيرد برقم (27550).

وله شاهد من حديث عقبة بن عامر، سلف برقم (17390) وإسناده صحيح.

قال السندي: قوله: "لا تعجزن"، ضبط بالنون الخفيفة، ويحتمل الثقيلة، وهو نهي من العجز، أي: لا تكن عاجزاً عن هذا المقدار.

(1)

في (م): أوصاني بثلاثة.

(2)

حديث صحيح دون قوله: "في الحضر والسفر"، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن أبي إدريس السَّكوني، ولجهالة أبي إدريس السَّكوني، فلم يذكروا في الرواة عنه سوى صفوان ابن عمرو، قال الذهبي في "الميزان": قال ابن القطان: حاله مجهولة. ثم قال -أي الذهبي-: قد روى عنه غير صفوان، فهو شيخ محلُّه الصدق، وحديثه جيّد، فتعقبه الحافظ في "تهذيبه" قائلاً: كذا قال، ولم يسمّ الراوي الآخر، وقد جزم ابن القطان بأنه ما روى عنه غير صفوان، وقول الذهبي: إنَّ مَن روى عنه أكثر من واحد، فهو شيخ محلُّه =

ص: 474

27482 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِنَّ اللهَ تَصَدَّقَ عَلَيْكُمْ بِثُلُثِ أَمْوَالِكُمْ (1) عِنْدَ وَفَاتِكُمْ "(2).

= الصدق، لا يوافقه عليه مَن يبتغي على الإسلام مزيد العدالة، بل هذه الصفة صفة المستورين الذين اختلفت الأئمة في قبول أحاديثهم، والله أعلم.

وقد اختُلف فيه على صفوان بن عمرو:

فرواه أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني -كما في هذه الرواية، وكما عند الطبراني في "مسند الشاميين"(1002) - عن صفوان بن عمرو، بهذا الإسناد.

ورواه أبو اليمان الحَكَمُ بن نافع -كما سيرد في الرواية (27551) - عن صفوان بن عمرو، عن أبي إدريس السكوني، به. ليس فيه ذكر بعض المشيخة.

وأخرجه مسلم (722)، والبيهقي في "السنن" 3/ 47 من طريق أبي مُرَّة مولى أمِّ هانئ، عن أبي الدرداء، به.

وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 2/ 146 من طريق أبي الوازع -وهو جابر بن عمرو الراسبي- عن أبي الدرداء، قال: أوصاني خليلي بثلاث لا أتركهنَّ حتى أموت: الغُسل يوم الجمعة، وصوم ثلاثة أيام من كل شهر، والوتر قبل النوم. وأبو الوازع يهم.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7671).

(1)

في (ق): مالكم.

(2)

حديث محتمل للتحسين بشواهده، وهذا إسنادٌ ضعيف لضعف أبي بكر: وهو ابن عبد الله بن أبي مريم، وضَمْرَةُ بنُ حَبِيب -وهو الزُّبَيْدي- لم يلق أبا الدرداء. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع. =

ص: 475

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه البزار (1382)(زوائد) من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1484)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 104 من طريق إسماعيل بن عياش، عن أبي بكر بن أبي مريم، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 212، وقال: فيه أبو بكر بن أبي مريم، وقد اختلط.

وله شاهد من حديث معاذ بن جبل، عند الطبراني في "الكبير" 20/ (94)، والدارقطني 4/ 150، وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 212، وقال: فيه عتبة بن حميد الضبيّ، وثقه ابن حبان وغيره، وضعّفه أحمد. قلنا: وفي إسناده إسماعيل بن عياش، وهو ضعيف في روايته عن غير أهل بلده، كما هي الحال في هذه الرواية.

وآخر من حديث خالد بن عبيد السلمي، عند الطبراني في "الكبير"(4129)، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 212، وقال: إسناده حسن! قلنا: خالد بن عبيد مختلف في صحبته، وقد رواه عنه ابنه الحارث بن خالد بن عبيد السلمي، وهو مجهول.

وثالث من حديث أبي بكر الصديق، عند ابن عدي في "الكامل" 2/ 794. قلنا: في إسناده حفص بن عمر بن ميمون الملقب بفرخ، وهو ضعيف.

ورابع من حديث أبي هريرة، عند ابن ماجه (2709) وفي إسناده طلحة بن عمرو الحضرمي، وهو متروك.

قال الحافظ في "بلوغ المرام" بعد أن ذكر هذه الأحاديث: وكلها ضعيفة، لكن يقوِّي بعضها بعضاً.

وسلف برقم (1440) بإسناد صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم أجاز لسعد بن أبي وقاص أن يوصي بثلث ماله، وقال له:"والثلث كثير". =

ص: 476

27483 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ بَعْضِ إِخْوَانِهِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" كُلُّ شَيْءٍ يَنْقُصُ إِلَّا الشَّرَّ، فَإِنَّهُ يُزَادُ فِيهِ "(1).

27484 -

حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ السُّوَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ (2) بْنُ عُتْبَةَ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ عَائِذِ اللهِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَاقٌّ، وَلَا مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَلَا مُكَذِّبٌ بِقَدَرٍ "(3).

= قال السندي: قوله: "بثلث أموالكم" أي: جعل لكم التصرف فيه دون الورثة، بخلاف الثلثين.

(1)

إسناده ضعيف لضعف محمد بن مصعب -وهو القَرْقَساني- ولضعف أبي بكر -وهو ابن أبي مريم- ولابهام الراوي عن أبي الدرداء.

وأخرجه أبو عمرو الداني في "الفتن"(301) من طريق بقيّة بن الوليد، عن أبي بكر بن أبي مريم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1474) من طريق أبي المغيرة، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن زيد بن أرطاة، عن أبي الدَّرْداء. فأسقط الراوي عن أبي الدرداء.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 220، وقال: فيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف، ورجل لم يُسمّ.

(2)

في (م): حدثنا سليمان، وهو خطأ.

(3)

حسن لغيره دون قوله: "ولا مكذّب بقدر"، فقد تفرَّد بها سليمان بن عتبة الدمشقي، وهو ممن لا يُحتمل تفرده، وقد سلف الكلام عليه في مسند =

ص: 477

27485 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا (1) أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخٌ لِعَدِيِّ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " أَنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الْأَئِمَّةُ الْمُضِلُّونَ "(2).

= ابن عمر عند تخريج الرواية (6180)، وبقية رجال الإسناد ثقات. أبو جعفر السُّويدي: هو محمد بن النوشجان البغدادي من رجال "التعجيل"، وثَّقه أبو داود، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: روى عنه أهلُ العراق. وأبو إدريس عائذ الله: هو الخولاني.

وقد اختلف فيه على يونس بن ميسرة:

فرواه سليمان بن عتبة الدمشقي -كما في هذه الرواية، وكما عند ابن ماجه (3376)، وابن أبي عاصم في "السنة"(321)، والبزار (2182)(زوائد)، والطبراني في "مسند الشاميين"(2212)، والمِزِّي في "تهذيبه" (في ترجمة سليمان بن عتبة"- عن يونس بن ميسرة، بهذا الإسناد. ورواية ابن ماجه مختصرة بلفظ: "لا يدخل الجنة مُدْمِنُ خمر"، وزاد الطبراني: "ولا منّان".

ورواه عمرو بن واقد الدمشقي -فيما أخرجه الطبراني في "الشاميين"(2200) - عن يونس بن ميسرة، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، به. وعمرو بن واقد متروك.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 202، وقال: فيه سليمان بن عتبة الدمشقي، وثَّقه أبو حاتم وغيره، وضعّفه ابن معين وغيره.

وله شاهد من حديث ابن عمر، سلف برقم (6180)، وذكرنا هناك تتمة شواهده.

(1)

في (م): حدثني.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن أبي الدَّرداء، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير أخي عديّ بن أرْطاة -وهو زيد =

ص: 478

* 27486 - حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ (1)، قَالَ: حَدَّثَنَا (2) أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ عُتْبَةَ السُّلَمِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَوْ غُفِرَ لَكُمْ مَا تَأْتُونَ إِلَى الْبَهَائِمِ، لَغُفِرَ لَكُمْ كَثِيرًا "(3).

= ابن أرطاة- فمن رجال أصحاب السنن عدا ابن ماجه، وهو ثقة. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.

وأخرجه الطيالسي (975)، والدارمي (211) من طريق إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وجاء في مطبوع الطيالسي عن ابن أخي عديّ بن أرطاة، بزيادة "ابن"، وهو خطأ. وسقط الرجل الراوي عن أبي الدرداء من مطبوع الدارمي.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 239، وقال: فيه راويان لم يسميا! قلنا: قد عرفتَ من هو الراوي الأول.

وللحديث شواهد ذكرناها في مسند أبي ذر عند الراوية (21296).

(1)

شارك عبد الله بن أحمد أباه في رواية هذه الأحاديث الخمسة الآتية عن هيثم بن خارجة، غير أنه روى هذا الحديث عنه موقوفاً، ورواه عن أبيه، عنه، مرفوعاً، كما ذكر عقب هذه الأحاديث.

(2)

في (م): أخبرنا.

(3)

إسناده ضعيف، أبو الربيع سليمان بن عتبة مختلفٌ فيه، وقد تفرَّد به، وهو ممن لا يُحتمل تفرُّده، وقد بسطنا القول فيه في مسند ابن عمر في تخريج الرواية (6180).

وقد اختلف فيه على الهيثم بن خارجة:

فرواه أحمد -كما في هذه الرواية- وعباس بن محمد الدُّوري -فيما أخرجه البيهقي في "الشعب"(5188) كلاهما عن الهيثم بن خارجة، بهذا الإسناد مرفوعاً. =

ص: 479

* 27487 - حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ - وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَيْثَمٍ - قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ (1) مَا نَعْمَلُ، أَمْرٌ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ، أَمْ شَيْءٌ (2) نَسْتَأْنِفُهُ؟ قَالَ:" بَلْ أَمْرٌ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ " قَالُوا: فَكَيْفَ بِالْعَمَلِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " كُلُّ امْرِئٍ مُهَيَّأٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ "(3).

= وخالفهما عبد الله بن أحمد -كما سيرد عقب الرواية (27490) - فرواه عن الهيثم بن خارجة، به موقوفاً.

وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/ 281، وقال: رواه أحمد والبيهقي مرفوعاً هكذا، ورواه عبد الله في زياداته موقوفاً على أبي الدرداء، وإسناده أصح، وهو أشبه.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 191، وقال: رواه أحمد مرفوعاً كما تراه، ورواه ابنه عبد الله موقوفاً، وإسناده جيد!

وأخرجه الحارث في "مسنده"(885)(زوائد) من طريق يحيى بن جابر أن أبا الدرداء .... فذكره موقوفاً عليه، وفيه قصة.

قلنا: وهذا إسناد منقطع، يحيى بن جابر لم يلق أبا الدرداء.

قال السندي: ما تأتون إلى البهائم، من الضرب والحمل عليها ما لا تطيق وغير ذلك.

(1)

في (ظ 6): رأيت.

(2)

في (م): أمر.

(3)

صحيح لغيره، وإسناده كسابقه.

وأخرجه البزار (2138)(زوائد)، والحاكم 2/ 462 من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، عن أبي الربيع سليمان بن عتبة، به. قال البزار: إسناده حسن، وقال الحاكم: هذا حديثٌ صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، فتعقبه =

ص: 480

* 27488 - حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ - وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ - قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" خَلَقَ اللهُ آدَمَ حِينَ خَلَقَهُ، فَضَرَبَ كَتِفَهُ الْيُمْنَى، فَأَخْرَجَ ذُرِّيَّةً بَيْضَاءَ، كَأَنَّهُمُ الذَّرُّ، وَضَرَبَ كَتِفَهُ الْيُسْرَى، فَأَخْرَجَ ذُرِّيَّةً سَوْدَاءَ كَأَنَّهُمُ الْحُمَمُ، فَقَالَ لِلَّذِي فِي يَمِينِهِ: إِلَى الْجَنَّةِ وَلَا أُبَالِي، وَقَالَ: لِلَّذِي فِي كَفِّهِ (2) الْيُسْرَى: إِلَى النَّارِ وَلَا أُبَالِي "(2).

= الذهبي بقوله: بل قال ابنُ معين: سليمان بن عتبة لا شيء.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 194، وقال: وفيه سليمان بن عتبة، وثقة أبو حاتم وجماعة، وضعّفه ابن معين وغيره، وبقية رجاله ثقات.

وله شاهد صحيح من حديث علي بن أبي طالب، سلف برقم (621).

وآخر من حديث عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3553)، وذكرنا هناك تتمة شواهده.

(1)

في (ق): كتفه، ولم ترد هذه اللفظة في (ظ 6).

(2)

إسناده ضعيف بهذه السِّياقة، أبو الربيع -وهو سليمان بن عتبة- مختلف فيه، وقد تفرَّد به، وهو ممن لا يُحتمل تفرَّده.

وأخرجه البزار (2144)(زوائد) من طريق الهَيْثم بن خارجة، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 185، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني، ورجاله رجال الصحيح!

وفي الباب عن أبي عبد الله رجلٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، سلف برقم (17593) بإسناد صحيح بلفظ: "إن الله قبض بيمينه قبضة، وأخرى باليد =

ص: 481

* 27489 - حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِآدَمَ: قُمْ فَجَهِّزْ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ تِسْعَ مِئَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِلَى النَّارِ، وَوَاحِدًا إِلَى الْجَنَّةِ ". فَبَكَى أَصْحَابُهُ وَبَكَوْا، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" ارْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أُمَّتِي فِي الْأُمَمِ إِلَّا كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ " فَخَفَّفَ ذَلِكَ عَنْهُمْ (1).

* 27490 - حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لِكُلِّ شَيْءٍ حَقِيقَةٌ، وَمَا بَلَغَ عَبْدٌ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ "(2).

= الأخرى، وقال: هذه لهذه، وهذه لهذه، ولا أبالي". وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

وانظر حديث ابن عباس السالف برقم (2455).

(1)

صحيح لغيره، وإسناده كسابقه.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 393، وقال: إسناده جيد.

وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11284)، بإسناد صحيح، وذكرنا أحاديث الباب في مسند عبد الله بن مسعود عند الرواية (3661).

(2)

إسناده ضعيف كسابقه. =

ص: 482

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ كُلِّهَا، إِلَّا أَنَّهُ أَوْقَفَ مِنْهَا حَدِيثَ:" لَوْ غُفِرَ لَكُمْ مَا تَأْتُونَ إِلَى الْبَهَائِمِ " وَقَدْ حَدَّثَنَاهُ أَبِي عَنْهُ مَرْفُوعًا.

27491 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ وَاهبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، دَخَلَ الْجَنَّةَ " قَالَ: قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟! قَالَ: " وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ". قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟! قَالَ: " وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ". قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟! قَالَ: " وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ (1)، عَلَى رَغْمِ أَنْفِ أَبِي الدَّرْدَاءِ ". قَالَ: فَخَرَجْتُ لِأُنَادِيَ بِهَا فِي النَّاسِ، قَالَ: فَلَقِيَنِي عُمَرُ، فَقَالَ: ارْجِعْ، فَإِنَّ النَّاسَ إِنْ عَلِمُوا بِهَذِهِ، اتَّكَلُوا عَلَيْهَا، فَرَجَعْتُ، فَأَخْبَرْتُهُ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:" صَدَقَ عُمَرُ "(2).

= وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 197، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجاله ثقات!

وفي الباب عن زيد بن ثابت، سلف برقم (21589) ولفظه:"لو أنفقت جبل أحدٍ ذهباً في سبيل الله ما قَبِله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك".

(1)

قوله: وإن زنى وإن سرق، ليس في (ظ 6).

(2)

صحيح لكن من حديث أبي ذرّ، كما سلف برقم (21466) دون القصة مع عمر، وهذا إسنادٌ ضعيف لضعف ابن لَهِيعة، ولانقطاعه بين واهب بن عبد الله -وهو المعافري- وأبي الدرداء.

وأخرجه مختصراً الطبراني في "الأوسط"(2953)، وفي "مسند الشاميين"(2113) من طريق محمد بن الزبير الحنظلي، عن رجاء بن حَيْوة، عن أمِّ =

ص: 483

27492 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ الْمِنْقَرِيُّ (1)، عَنِ الْحَسَنِ وَأَبِي قِلَابَةَ، أَنَّهُمَا كَانَا جَالِسَيْنِ، فَقَالَ أَبُو قِلَابَةَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ مُتَعَمِّدًا حَتَّى تَفُوتَهُ، فَقَدْ أُحْبِطَ عَمَلُهُ "(2).

= الدرداء، عن أبي الدَّرْداء، به. ومحمد بن الزبير الحنظلي متروك.

وأخرجه مختصراً كذلك أبو نُعَيْم في "الحلية" 10/ 398 من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن الهيثم بن حكيم، عن أبي الدرداء، به. والهيثم بن حكيم لم نقف له على ترجمة.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 16، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وإسناد أحمد أصح، وفيه ابن لهيعة، وقد احتجَّ به غير واحد.

قلنا: رواية الطبراني في "الكبير" لم نقف عليها، فلعلَّها في القسم المفقود منه، ورواية البزار سيأتي ذكرها عند تخريج الحديث (27527).

وسيرد مختصراً برقمي: (27527) و (27547).

وسلفت أحاديث الباب في مسند عبد الله بن عمرو عند الرواية (6586).

وانظر حديث أبي موسى الأشعري، السالف برقم (19597) وما علقناه فيه على قصة عمر.

(1)

قوله: "المنقري" في نسبته عباد بن راشد خطأ، فهو ليس منقرياً، وقد روى ابن أبي شيبة الحديث عن هشيم في موضعين من "مصنفه" فقال: عباد بن ميسرة المنقري، وكلاهما ضعيف الحديث.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عباد بن راشد، ولانقطاعه، فإن أبا قلابة -وهو عبد الله بن زيد الجَرْمي- لم يسمع من أبي الدرداء، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. هُشيم: هو ابن بَشير السُّلَمي، وقد اختلف عليه فيه: =

ص: 484

27493 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ بِلَالِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ، وَلَا أَقَلَّتْ الْغَبْرَاءُ مِنْ ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ "(1).

= فرواه سُريج بن النعمان -كما في هذه الرواية- عن عباد بن راشد، به.

ورواه أبو بكر بن أبي شيبة -كما في "مصنفه" 1/ 342 - عن هشيم فقال: عن عبَّاد بن مَيْسرة المِنْقَري، عن الحسن وأبي قلابة أنهما كانا جالسين فقال أبو قلابة: قال أبو الدرداء: من ترك العصر

فذكر الحديث هكذا موقوفاً. وعبَّاد بن ميسرة ضعيف.

ورواه ابنُ أبي شيبة كذلك -كما في "مصنفه" 11/ 35 - عن هشيم، بمثل سابقه إلا أنه وقفه من رواية أبي قلابة، ثم قال: وقال الحسن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ترك صلاة مكتوبة من غير عذر، فقد حَبِطَ عملُه".

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 295، وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح!

وله شاهد من حديث بُريدة عند البخاري (553)، سلف برقم (22959).

وانظر أحاديث الباب في مسند ابن عمر عند الحديث (4545).

(1)

حسن بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف عليِّ بن زيد، وهو ابن جُدْعان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير بلال بن أبي الدرداء، فقد روى له أبو داود، وهو ثقة.

وأخرجه ابن سعد 4/ 228 عن الحسن بن موسى وسليمان بن حرب، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 125، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(534) من طريق الحسن بن موسى، به.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 328، والحاكم 3/ 342 من طريق سليمان بن حرب، به. =

ص: 485

27494 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عُمَرَ (1) الدِّمَشْقِيِّ، أَنَّ مُخْبِرًا أَخْبَرَهُ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّهُ قَالَ: سَجَدْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِحْدَى عَشْرَةَ سَجْدَةً، مِنْهُنَّ النَّجْمُ (2). (3)

27495 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ - يَعْنِي أَبَا دَاوُدَ الطَّيَالِسِيَّ - قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ، يُحَدِّثُ عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" أَيَعْجَزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ؟ " فَقِيلَ: وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ؟ قَالَ: " اقْرَأْ: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ "(4).

= وأخرجه عبد بن حميد (209)، والبزار (2713)"زوائد" من طريقين عن حماد بن سلمة، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 329، وقال: فيه علي بن زيد، وقد وُثِّق، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.

وسلف مطولاً برقم (21724).

(1)

في (ظ 6): عمرو.

(2)

في (م): سجدة النجم.

(3)

إسناده ضعيف لضعف رِشْدين -وهو ابن سَعْد- ولجهالة عُمر الدِّمشقي -كما بيَّنَّا عند الرواية (21692) - ولإبهام الراوي عن أمِّ الدرداء، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

وقد سلف برقم (21692)، وذكرنا هناك الاختلاف في إسناده.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (21705)، غير أن =

ص: 486

27496 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، وَابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ - يَعْنِي ابْنَ نَافِعٍ - عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ خَالِهِ عَطَاءِ بْنِ نَافِعٍ، أَنَّهُمْ دَخَلُوا عَلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ، فَأَخْبَرَتْهُمْ أَنَّهَا، سَمِعَتْ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَفْضَلَ شَيْءٍ فِي الْمِيزَانِ - قَالَ ابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ: أَثْقَلَ شَيْءٍ فِي الْمِيزَانِ - يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْخُلُقُ الْحَسَنُ "(1).

= شيخ أحمد هنا هو أبو داود الطيالسي.

وهو عند الطيالسي في "مسنده"(974)، وأخرجه من طريقه عبد بن حميد (211)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 168، والبغوي في "تفسيره" لسورة الإخلاص.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عطاء بن نافع -وهو الكَيْخَارَاني- فقد روى له أبو داود والترمذي والبخاريُّ في "الأدب المفرد"، وهو ثقة. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العَقَدي، وابن أبي بُكير: هو يحيى.

واختُلف في إسناده على عطاء بنِ نافع:

فرواه الحسن بن مسلم بن يَنَّاق -كما في هذه الرواية، وفيما أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 10، والبيهقي في "شعب الإيمان"(8005)، والقاسم بن أبي بزّة كما سيرد بالأرقام (27517) و (27518) و (27532) - ومُطرِّف بن طَريف كما عند الترمذي (2003) ثلاثتُهم عن عطاء بن نافع، بهذا الإسناد. زاد الترمذي:"وإنَّ صاحبَ حُسن الخلق، لَيبلغُ به درجةَ الصوم والصلاة"، وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه.

قلنا: وهذه الطريق هي أصحُّ الطرق كما ذكر الدارقطني في "العلل" 6/ 223.

ورواه أبان بن أبي عيَّاش -فيما ذكر الدارقطني 6/ 222 - عن عطاء، عن أمِّ الدرداء، عن أبي الدرداء، موقوفاً. وأبان متروك. =

ص: 487

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ورواه كثير أبو محمد -فيما ذكر الدارقطني أيضاً- عن عطاء، عن ابن باباه، عن أمِّ الدرداء، عن أبي الدرداء. قال الدارقطني: ووهم في ذكر ابن باباه.

ورواه إسماعيل بن مسلم -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (653) - عن عطاء، عن عبد الله بن باباه، عن أمِّ الدرداء مرفوعاً. لم يذكر أبا الدرداء في الإسناد. وإسماعيل بن مسلم لم نقف له على ترجمة.

ورواه الحسن بن عثمان الزيادي أبو حسان -فيما أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4210)، وفي "الصغير"(550)، وفي "مسند الشاميين"(2179) - عن يزيد بن زُريع، عن أبي قِلابة، عن عبد الله بن محيريز، عن أمِّ الدرداء، عن أبي الدَّرداء مرفوعاً. قال الدارقطني في "العلل" 6/ 223: قيل عنه موقوفاً، وقيل عنه مرفوعاً، ولم يُتابَع عليه.

ورواه إسماعيل بن عيَّاش -فيما أخرجه الطبراني في "الشاميين"(933) - عن صفوان بن عمرو، عن يزيد بن ميسرة، عن أبي الدرداء مرفوعاً.

ورواه شريك بن عبد الله النَّخَعي -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (647)، و 25/ (178)، وأبو نُعيم في "الحلية" 5/ 75، والقضاعي في "مسند الشهاب"(214) - عن خلف بن حوشب، عن ميمون بن مهران، قلتُ لأمِّ الدرداء: أسمعتِ من النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً؟ قالت: نعم، دخلتُ عليه وهو جالس في المجلس، فسمعتُه يقول:"أول ما يوضع في الميزان الخُلق الحسن" وشَريك سيئ الحفظ.

ورواه يعلى بن مملك -كما سيرد برقمي (27553) و (27555) - عن أمِّ الدرداء، عن أبي الدرداء، مرفوعاً.

وفي باب حُسن الخلق عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6648).

ص: 488

27497 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَيْمُونٌ - يَعْنِي أَبَا مُحَمَّدٍ الْمَرَائِيَّ التَّمِيمِيَّ - قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: صَحِبْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، أَتَعَلَّمُ مِنْهُ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ: آذِنِ النَّاسَ بِمَوْتِي، فَآذَنْتُ النَّاسَ بِمَوْتِهِ، فَجِئْتُ وَقَدْ مُلِئَ (1) الدَّارُ وَمَا سِوَاهُ، قَالَ: فَقُلْتُ: قَدْ آذَنْتُ النَّاسَ بِمَوْتِكَ، وَقَدْ مُلِئَ (2) الدَّارُ وَمَا سِوَاهُ. قَالَ: أَخْرِجُونِي، فَأَخْرَجْنَاهُ. قَالَ: أَجْلِسُونِي. قَالَ: فَأَجْلَسْنَاهُ، قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ تَوَضَّأَ، فَأَسْبَغَ (3) الْوُضُوءَ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ يُتِمُّهُمَا (4)، أَعْطَاهُ اللهُ مَا سَأَلَ (5) مُعَجَّلًا، أَوْ مُؤَخَّرًا ". قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِيَّاكُمْ وَالِالْتِفَاتَ، فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ لِمُلْتَفِتٍ (6)، فَإِنْ غُلِبْتُمْ فِي التَّطَوُّعِ، فَلَا تُغْلَبُنَّ (7) فِي الْفَرِيضَةِ (8).

(1) في (ظ 2) و (ق): ملئت.

(2)

في (ق): ملئت.

(3)

في (ظ 6): فأحسن.

(4)

في (ق): يتممها.

(5)

في (ظ 6): يسأل.

(6)

في (م): للملتفت، وهي نسخة في (ظ 2) و (ق).

(7)

في (ق): تغلبون.

(8)

إسناده ضعيف، ميمون أبو محمد المَرَائي التميمي ذكره الذهبي في "الميزان" فقال: ميمون أبو محمد شيخ، حدّث عنه محمد بن بكر البُرْساني، لا يعرف، أو هو المَرَئي. قلنا: يعني ميمون بن موسى، وهو من رجال "التهذيب"، وقد روى عنه محمد بن بكر البُرْساني، وهو ضعيف كذلك. =

ص: 489

27498 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" أَمَا يَسْتَطِيعُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ؟ " قَالُوا: نَحْنُ أَضْعَفُ مِنْ ذَلِكَ وَأَعْجَزُ. قَالَ: " إِنَّ اللهَ عز وجل جَزَّأَ الْقُرْآنَ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ، فَجَعَلَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} جُزْءًا مِنْ أَجْزَاءِ الْقُرْآنِ "(1).

= وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير يوسف بن عبد الله بن سلام، فقد روى له أصحاب السنن والبخاري في "الأدب المفرد"، وهو صحابي صغير.

وأخرج ابن أبي شيبة 2/ 41 من طريق حيان، عن جعفر بن كثير بن المطلب السهمي قال: قال أبو الدرداء: أيها الناس، إياكم والالتفاتَ في الصلاة ....

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 278، وقال: فيه ميمون أبو محمد، قال الذهبي: لا يعرف.

وسيرد نحوه بإسناد حسن برقم (27546).

قال السندي: قوله: آذن الناس بموتي، أي: بأني في الموت وقريب منه.

الدار وما سواه: من المواضع، كالدهليز والفناء.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، محمد بن بكر: هو البُرْساني، وعبد الوهَّاب: هو ابن عطاء الخَفَّاف، وكلاهما روى عن سعيد -وهو ابن أبي عروبة- قبل اختلاطه.

وأخرجه مسلم (811)(260) من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(2534) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، به.

وأخرجه المروزي كما في "مختصر قيام الليل" ص 69 من طريق يزيد بن زُريع، والنسائي في "الكبرى"(10537) - وهو في "عمل اليوم والليلة" =

ص: 490

27499 -

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ، يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَتَذَاكَرُ مَا يَكُونُ، إِذْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِذَا سَمِعْتُمْ بِجَبَلٍ زَالَ عَنْ مَكَانِهِ، فَصَدِّقُوا، وَإِذَا سَمِعْتُمْ بِرَجُلٍ تَغَيَّرَ عَنْ خُلُقِهِ، فَلَا تُصَدِّقُوا بِهِ (1)، وَإِنَّهُ يَصِيرُ إِلَى مَا جُبِلَ عَلَيْهِ "(2).

27500 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ أَبُو الدَّرْدَاءِ وَهُوَ مُغْضَبٌ، فَقُلْتُ: مَنْ أَغْضَبَكَ؟ قَالَ: وَاللهِ لَا أَعْرِفُ فِيهِمْ مِنْ أَمْرِ صلى الله عليه وسلم مُحَمَّدٍ شَيْئًا إِلَّا أَنَّهُمْ يُصَلُّونَ جَمِيعًا (3).

= (701) - من طريق خالد بن الحارث، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، به.

وسلف نحوه برقم (21705).

(1)

في (ق): فلا تصدقوه، وفي (ظ 2): فلا تصدقوا.

(2)

إسناده ضعيف لانقطاعه، الزهري لم يدرك أبا الدرداء، ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وهب بن جرير: هو ابن حازم، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 196، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن الزهري لم يدرك أبا الدرداء.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (21700)، غير شيخ أحمد فهو هنا محمد بن عبيد الطَّنافسي.

وانظر ما بعده.

ص: 491

27501 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ أَبُو الدَّرْدَاءِ وَهُوَ مُغْضَبٌ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: مَا أَعْرِفُ مِنْ أَمْرِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم إِلَّا الصَّلَاةَ (1).

27502 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْدَانُ بْنُ أَبِي (2) طَلْحَةَ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَاءَ، فَأَفْطَرَ، قَالَ: فَلَقِيتُ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ، فَقُلْتُ: إِنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ أَخْبَرَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَاءَ فَأَفْطَرَ، قَالَ: صَدَقَ، أَنَا صَبَبْتُ لَهُ وَضُوءَهُ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وانظر ما قبله.

(2)

في (ظ 6): معدان بن طلحة. وهو صحيح أيضاً.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، والحسين: هو ابن ذكوان المعلم.

وأخرجه الدارمي (1728)، والترمذي في "السنن"(87) عن إسحاق بن منصور، و (87)، وفي "العلل الكبير" 1/ 166 - 167، والبيهقي في "الخلافيات"(660) من طريق أبي عبيدة بن أبي السفر، والنسائي في "الكبرى"(3121) عن عمرو بن علي، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 217 - 218 من طريق فضيل بن درهم، وابن الجارود في "المنتقى"(8)، وابن خزيمة (1957) من طريق محمد بن يحيى القطيعي، وابن خزيمة أيضاً من طريق الحسين بن عيسى =

ص: 492

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= البسطامي، وابن المنذر في "الأوسط"(82)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1675)، وفي "شرح معاني الآثار" 2/ 96 من طريق إبراهيم بن مرزوق، والدارقطني 1/ 158، والبيهقي 1/ 144 من طريق عبد الملك بن محمد الواسطي، تسعتهم عن عبد الصمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3122)، وابن خزيمة (1956)، وابن حبان (1097)، والحاكم 1/ 426 من طريق أبي موسى محمد بن المثنى، والحاكم أيضاً، وتمَّام الرازي في "فوائده"(564)(الروض البسام)، والبغوي في "شرح السنة"(160) من طريق أبي قِلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، كلاهما عن عبد الصمد، عن أبيه، عن حسين المعلم، عن يحيى بن أبي كثير، عن الأوزاعي، عن يعيش بن الوليد، عن معدان بن أبي طلحة، به. لم يذكر والد يعيش بن الوليد في الإسناد. وجاء في رواية النسائي: عبد الله بن عمرو الأوزاعي، وهو وهم صوابه عبد الرحمن.

قال البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 168: جوَّدَ حُسين المعلِّم هذا الحديث. وقال الترمذي في "السنن": وحديث حسين أصحّ شيء في هذا الباب. وذكر ابن خزيمة أن الصواب ليس بينهما عن أبيه. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه لخلاف بين أصحاب عبد الصمد فيه، قال بعضهم: يعيش بن الوليد، عن أبيه، عن معدان، وهذا وهم من قائله، فقد رواه حرب بن شداد، وهشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير على الاستقامة!

قلنا: أما رواية حَرْب بن شداد ففيها الوجهان، أي: بزيادة: عن أبيه، ودونَها. وقد ذكرنا ذلك عند تخريج الرواية (21701).

وخالف البغوي كلًّا من ابن خزيمة والحاكم، فقال في "شرح السنة" 1/ 334: هذا حديث حسن، والصحيح عن يعيش بن الوليد، عن أبيه، عن معدان بن أبي طلحة.

قلنا: وعلى هذا فإن زيادة قوله: عن أبيه، لا تضرّ في صحة الإسناد، فهي =

ص: 493

27503 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا (1) أَبُو يَعْقُوبَ - يَعْنِي إِسْحَاقَ بْنَ عُثْمَانَ الْكِلَابِيَّ - قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ دُرَيْكٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَجْمَعُ اللهُ فِي جَوْفِ رَجُلٍ غُبَارًا فِي سَبِيلِ اللهِ وَدُخَانَ جَهَنَّمَ، وَمَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، حَرَّمَ اللهُ

= من المزيد في متصل الأسانيد.

وقال البيهقي في "السنن" 1/ 144: وإسناد هذا الحديث مضطرب، واختلفوا فيه اختلافاً شديداً والله أعلم. فتعقّبه ابن التركماني في "الجوهر النقي" فقال: أخرجه الترمذي، ثم قال: جوَّده حسين المعلم عن يحيى بن أبي كثير، وحديث حسين أصح شيء في هذا الباب. وقال ابن منده: هذا إسناد متصل صحيح. ثم قال ابن التركماني: وإذا أقام ثقة إسناداً اعتُمد، ولم يبالَ بالاختلاف، وكثيرٌ من أحاديث الصحيحين لم تسلم من مثل هذا الاختلاف.

وأخرجه أبو داود (2381)، والنسائي في "الكبرى"(3120) عن محمد بن علي بن ميمون، وتمَّام في "فوائده"(565)(الروض البسام)، والدارقطني 1/ 158 - 159 من طريق يوسف بن موسى، والدارقطني من طريقي أحمد بن منصور وأحمد بن محمد بن عيسى، والدارقطني كذلك 1/ 159، والبيهقي 4/ 220 من طريق محمد بن إبراهيم بن أجناد، كلهم عن أبي معمر عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج المُقْعَد، عن عبد الوارث، به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1676)، وفي "شرح معاني الآثار" 2/ 96 عن إبراهيم بن أبي داود، والطبراني في "الأوسط"(3714) من طريق عثمان بن عمر الضبّي، كلاهما عن أبي معمر، عن عبد الوارث، عن حسين المعلم، عن يحيى بن أبي كثير، عن الأوزاعي، عن يعيش بن الوليد، عن معدان بن أبي طلحة، به. ليس فيه: عن أبيه.

وسلف برقم (21701).

(1)

في (م): أخبرنا.

ص: 494

سَائِرَ جَسَدِهِ عَلَى النَّارِ، وَمَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، بَاعَدَ اللهُ عَنْهُ النَّارَ مَسِيرَةَ أَلْفِ سَنَةٍ لِلرَّاكِبِ الْمُسْتَعْجِلِ، وَمَنْ جُرِحَ جِرَاحَةً فِي سَبِيلِ اللهِ، خَتَمَ لَهُ (1) بِخَاتَمِ الشُّهَدَاءِ، لَهُ نُورٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَوْنُهَا مِثْلُ لَوْنِ الزَّعْفَرَانِ، وَرِيحُهَا مِثْلُ (2) رِيحِ (3) الْمِسْكِ، يَعْرِفُهُ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ، يَقُولُونَ: فُلَانٌ عَلَيْهِ طَابَعُ الشُّهَدَاءِ، وَمَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فُوَاقَ نَاقَةٍ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ " (4).

(1) قوله: له، ليس في (ظ 6).

(2)

قوله: مثل، ليس في (ظ 6).

(3)

قوله: ريح، ليس في (ظ 2) ولا (ق).

(4)

حديث صحيح بشواهده دون قوله: "ألف سنة للراكب المستعجل

" وقوله: "يعرفه بها الأولون والآخِرون يقولون: فلان عليه طابع الشهداء"، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه؛ خالد بن دُرَيْك لم يدرك أبا الدرداء. وبقية رجال الإسناد ثقات. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 285، وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات، إلا أن خالد بن دُرَيْك لم يسمع من أبي الدرداء، ولم يُدْركه.

وأخرجه الحارث في "مسنده"(344)(زوائد) من طريق زائدة بن قدامة، عن الأعمش، عن شِمْر بن عطيّة، عن أبي الدرداء مرفوعاً بلفظ:"مَنْ صامَ في سبيل الله، جعلَ اللهُ بينه وبين النارِ خندقاً كما بين السماء والأرض". وشِمْرُ بن عطية لم يدرك أبا الدرداء.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3598)، وفي "الصغير"(449) من طريق سفيان الثوري، عن الأعمش، عن شِمْر بن عطية، عن شَهْر بن حَوْشَب، عن أمِّ الدرداء، عن أبي الدرداء، بمثل لفظ سابقه. وشَهْر بنُ حَوْشب ضعيف.

وأخرج الطبراني في "الأوسط"(5529) من طريق صدقة بن موسى =

ص: 495

27504 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَيَّانَ وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ

= الدقيقي، عن حميد بن قيس الأعرج، عن عمرو بن قيس الكندي، عن أبي الدرداء مرفوعاً بلفظ:"من اغبرّت قدماه في سبيل الله، حرَّم الله سائر جسده على النار". وصدقة بن موسى ضعيف.

وأخرج الطبراني في "الشاميين"(1703) من طريق مَسْلَمة بن عُلَيّ الخُشَنيّ، عن محمد بن الوليد الزُّبيدي، عن الزهري، عن كعب بن عاصم الأشعري، عن أمِّ الدرداء، عن أبي الدرداء، مرفوعاً، بلفظ:"صيام المرء في سبيل الله يُباعده من جهنم مسيرة تسعين عاماً". ومَسْلَمَةُ بن عُلَيّ متروك.

وقوله: "لا يجمع الله في جوف رجلٍ غباراً في سبيل الله ودخانَ جهنم": له شواهد ذكرناها في مسند أبي هريرة عند الرواية (7480)، وهو حديث صحيح بطرقه وشواهده.

وقوله: "من اغبرّت قدماه في سبيل الله، حرَّم الله سائر جسده على النار" يشهد له حديث أبي عبس، سلف بإسناد صحيح برقم (15935) بلفظ:"من اغبرّت قدماه في سبيل الله، حرَّمهما الله على النار". وقد ذكرنا بقية شواهده في مسند جابر بن عبد الله عند الرواية (14947).

وفي باب قوله: "من صام يوماً في سبيل الله

" عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11210) وهو حديث صحيح، ولفظه: "لا يصومُ عبد يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم النار عن وجهه سبعين خريفاً" وقد ذكرنا تتمة أحاديث الباب ثمة.

وفي باب قوله: "ومن جُرح جراحةً

" عن أبي هريرة، سلف برقم (7157) بإسناد صحيح، ولفظه: "ما من كَلْم يُكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته يوم كُلِم، لونُه لونُ دم، ورِيحُه ريحُ مسك".

وقوله: "من قاتل في سبيل الله فُواق ناقةٍ وجبت له الجنة" له شواهد ذكرناها في مسند أبي هريرة عند الرواية (9762)، وهو حديث صحيح.

ص: 496

عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا (1) فِي بَعْضِ أَسْفَارِنَا، وَإِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ، وَمَا فِي الْقَوْمِ صَائِمٌ إِلَّا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ.

وَقَالَ أَبُو عَامِرٍ: عُثْمَانُ بْنُ حَيَّانَ وَحْدَهُ (2).

27505 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ ثَابِتٍ - أَوْ عَنْ أَبِي ثَابِتٍ -، أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ مَسْجِدَ دِمَشْقَ، فَقَالَ: اللهُمَّ آنِسْ وَحْشَتِي، وَارْحَمْ غُرْبَتِي، وَارْزُقْنِي جَلِيسًا حَبِيبًا (3) صَالِحًا، فَسَمِعَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ: لَئِنْ كُنْتَ صَادِقًا، لَأَنَا أَسْعَدُ بِمَا قُلْتَ مِنْكَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ} قَالَ: الظَّالِمُ يُؤْخَذُ (4) مِنْهُ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ (5)، فَذَلِكَ الْهَمُّ وَالْحَزَنُ،

(1) في (م): رأينا.

(2)

حديث صحيح، هشام بن سعد وعثمان بن حيان روى لهما مسلم هذا الحديث متابعةً، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

وسلف برقم (21696) من طريق سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن أم الدرداء، بهذا الإسناد.

وبرقم (21698) عن أبي عامر العقدي، عن هشام بن سعد، عن عثمان بن حيان، عن أم الدرداء، به.

(3)

قوله: حبيباً، ليس في (ظ 6).

(4)

في (ظ 6): يوجد.

(5)

قوله: ذلك، ليس في (م).

ص: 497

{وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ} قَالَ (1): يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا، {وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} [فاطر: 32] قَالَ: الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ " (2).

27506 -

حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ مَوْلَى بَنِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ: أَنَّ رَجُلًا مَرَّ بِهِ وَهُوَ يَغْرِسُ غَرْسًا بِدِمَشْقَ، فَقَالَ لَهُ: أَتَفْعَلُ هَذَا وَأَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟! فَقَالَ: لَا تَعْجَلْ عَلَيَّ، سَمِعْتُ (3) رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ غَرَسَ غَرْسًا لَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ آدَمِيٌّ وَلَا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ عز وجل، إِلَّا كَانَ لَهُ صَدَقَةً "(4).

قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: قَالَ: الْأَشْجَعِيُ (5)، يَعْنِي عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ

(1) قوله: قال، ليس في (م).

(2)

إسناده ضعيف، هو مكرر (21697) سنداً ومتناً.

(3)

في (ق): فإني سمعت.

(4)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل بقية -وهو ابن الوليد- فهو يدلِّسُ تدليس التَّسوية، وهو شرُّ أنواع التدليس، ومثله يُحتاج إلى التصريح بالسماع في جميع طبقات الإسناد. القاسم مولى بني يزيد: هو القاسم بن عبد الرحمن الشامي الدمشقي.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 68، وقال: رجاله موثّقون وفيهم كلام لا يضرّ!

وله شاهد من حديث أنس بن مالك، سلف بإسناد صحيح برقم (12495)، وذكرنا تتمة شواهده ثمة.

(5)

في (م): الأشجع، وهو خطأ، والأشجعي هذا: هو أبو عبيدة بن عبيد الله بن عبد الرحمن.

ص: 498

الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي زِيَادٍ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقَ (1).

27507 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ (2) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، لَا تَخْتَصَّ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ دُونَ اللَّيَالِي، وَلَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ دُونَ الْأَيَّامِ "(3).

(1) جاء في هامش كل من (ظ 2) و (ق) ونسخة السندي ما نصه: هكذا مذكور هنا: قال عبد الله

إلخ، لكن محله عقب الحديث الذي قبله. انتهى، قلنا: وقال الحافظ في "أطراف المسند" 6/ 142 عقب الحديث: كذا وجدت فيه، وما عرفتُ مراده.

(2)

في (ظ 6): قال لي.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، محمد بن سيرين لم يسمع من أبي الدرداء. ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابنُ يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي، وعاصم الأحول: هو ابن سليمان.

واختلف فيه على محمد بن سيرين:

فرواه إسرائيل -كما في هذه الرواية، وفيما أخرجه النسائي في "الكبرى"(2752)، وابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه"(385) - وسفيانُ الثوري -عند ابن أبي شيبة 3/ 45، وأشار إليه الدارقطني في "العلل" 8/ 129 - كلاهما عن عاصم الأحول، بهذا الإسناد.

ورواه معمر -فيما أخرجه عبد الرزاق (7803)، ومن طريقه ابن شاهين (387)، والطبراني في "الكبير"(6056) - وسفيان بن عُيينة -فيما أخرجه ابن شاهين (386) - كلاهما عن أيوب، عن محمد بن سيرين، به. وكلا الطريقين طريقي عاصم الأحول وأيوب صحيح، فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 8/ 129. =

ص: 499

27508 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو (1) بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصَّلَاةِ، وَالصِّيَامِ، وَالصَّدَقَةِ؟ " قَالُوا: بَلَى، قَالَ:" إِصْلَاحُ (2) ذَاتِ الْبَيْنِ " قَالَ (3): " وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ "(4).

= ورواه الحسن بن عيسى الحربي -فيما أخرجه الدارقطني 8/ 129 - عن سفيان بن عيينة، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، مرفوعاً. ووهم فيه فيما ذكر الدارقطني.

وأخرجه ابنُ سعد 4/ 85 من طريق ابن عَوْن، عن ابن سيرين، قال: دخل سلمان على أبي الدرداء

فذكره، وفيه قصة.

وأخرجه ابن شاهين (384) من طريق ثابت البُناني، عن ابن سيرين، أن أبا الدرداء

فذكره، وفيه قصة.

وله شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (1144)، والنسائي في "الكبرى"(2751) و (2755)، وابن خزيمة (1176)، وابن حبان (2612) و (2613)، والحاكم 1/ 311، والبيهقي في "السنن" 4/ 302 من طريق زائدة بن قُدامة، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، مرفوعاً، وقد سلف مختصراً برقم (9127).

(1)

في (م): عمر، وهو خطأ.

(2)

في (ظ 6): صلاح.

(3)

قوله: قال، من (ظ 6).

(4)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. عمرو بن مُرَّة: هو ابن عبد الله بن طارق الجَمَلي.

وقد اختُلف فيه على الأعمش: =

ص: 500

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= فرواه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير -كما في هذه الرواية، وفيما أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(391)، وأبو داود (4919)، والترمذي (2509)، وابن حبان (5092)، والطبراني في "مكارم الأخلاق"(75)، والبيهقي في "الآداب"(117)، وفي "شعب الإيمان"(11088)، والبغوي في "شرح السنة"(3538) - عن الأعمش، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، ويُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين".

وخالفه محمد بن فضيل بن غزوان -فيما ذكر البيهقي في "شعب الإيمان"(11089) - فرواه عن الأعمش، عن سالم، عن أبي الدرداء، موقوفاً، لم يذكر عمرو بنَ مرة ولا أمَّ الدَّرْداء.

قلنا: أبو معاوية الضرير من أثبتِ الناس في الأعمش.

ورواه أبو إدريس الخولاني، واختُلف عليه فيه:

فرواه الزُّهري -فيما أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(11090) - ومكحول -فيما ذكر البيهقي أيضاً عقب (11090) - كلاهما عن أبي إدريس، عن أبي الدرداء، موقوفاً.

ورواه يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أبي إدريس الخولاني، واختلف عليه فيه كذلك:

فرواه أبو المعلى صخر بن جندل البيروتي -فيما أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(739) - عن يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس، عن أبي الدرداء، موقوفاً.

ورواه محمد بن الحجاج القرشي الدمشقي -فيما أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(11091) - عن يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس، عن أبي هريرة، مرفوعاً.

وفي الباب عن أبي هريرة عند الترمذي (2508) بلفظ: "إياكم وسوء ذات البين، فإنها الحالقة"، وقال: هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه.

ص: 501

27509 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْوَصَّافِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ (1) عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ سَمِعَ مِنْ رَجُلٍ حَدِيثًا لَا يَشْتَهِي أَنْ يُذْكَرَ عَنْهُ، فَهُوَ أَمَانَةٌ، وَإِنْ لَمْ يَسْتَكْتِمْهُ "(2).

27510 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِهِ عز وجل:{لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [يونس: 64]، قَالَ:" الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ "(3).

(1) تحرف في (ق) و (م) إلى: عن.

(2)

إسناده ضعيف لضعف عُبيد الله بن الوليد الوَصَّافي، وعبد الله بن عبيد بنِ عُمير لم يذكروا له سماعاً من أبي الدرداء.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/ 359 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 97، ونسبه إلى أحمد والطبراني، ثم قال: وفي إسناد أحمد وأحد إسنادي الطبراني عُبيد الله بن الوليد الوصَّافي، وهو متروك، وفي إسناده الآخر ضرار بن صُرَد، وهو متروك.

قلنا: روايتا الطبراني لم نقف عليهما، فلعلهما في القسم المفقود منه.

وفي الباب عن جابر، سلف برقم (14474) بلفظ:"من حدَّث في مجلس بحديث، فالتفت، فهي أمانة"، وإسناده حسن في الشواهد.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراري عن أبي الدرداء، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سفيان: هكذا جاء غير منسوب، =

ص: 502

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والظن أنه الثوري، لولا أن الطبري صرح في روايته أنه ابن عيينة، والخطب في ذلك يسير.

وقد اختلف في إسناده:

فرواه الأعمش، واختلف عليه فيه:

فرواه سفيان بن عُيينة -كما في هذه الرواية، وفيما أخرجه الطبري في "تفسيره"(17733) - عن الأعمش، بهذا الإسناد.

ورواه أبو معاوية الضرير -كما سيرد برقمي (27526) و (27556) - ووكيع -فيما أخرجه ابن أبي شيبة 11/ 51، والطبري (17734) - وسفيان الثوري -فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2180)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(4751) - وشريك بن عبد الله النخعي -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 6/ 212 - أربعتهم عن الأعمش، عن أبي صالح ذكوان السمان، عن عطاء بن يسار، عن رجل من مصر، عن أبي الدرداء، به. فأدخلوا عطاء بن يسار بين أبي صالح والرجل المبهم، وهو الصواب فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 6/ 213.

ورواه شعبة عن الأعمش، واختلف عليه فيه:

فرواه محمد بن جعفر -كما سيرد برقم (27520) -، والطيالسي -كما في مسنده (976) - كلاهما عن شعبة، عن الأعمش، به، بزيادة عطاء بن يسار في الإسناد.

وخالفهما محمد بن أبي عدي، فرواه -فيما أخرجه الطبري (17717) - عن شعبة، عن الأعمش، به. لم يذكر عطاء بن يسار.

ورواه جرير بن عبد الحميد الضبي -فيما أخرجه الطبري (17736) - وسليمان التيمي -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 6/ 212 - كلاهما عن الأعمش، عن أبي صالح، عن عطاء بن يسار، عن أبي الدرداء، به. لم يذكرا الرجل المبهم في الإسناد.

ورواه عمار بن محمد الثوري -فيما أخرجه الطبري (17728)، وأبو نعيم =

ص: 503

27511 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: كَانَ فِينَا رَجُلٌ لَمْ تَزَلْ بِهِ أُمُّهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ حَتَّى تَزَوَّجَ، ثُمَّ أَمَرَتْهُ أَنْ يُفَارِقَهَا، فَرَحَلَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ بِالشَّامِ، فَقَالَ: إِنَّ أُمِّي لَمْ تَزَلْ بِي حَتَّى تَزَوَّجْتُ، ثُمَّ أَمَرَتْنِي أَنْ أُفَارِقَ، قَالَ: مَا أَنَا بِالَّذِي آمُرُكَ أَنْ تُفَارِقَ، وَمَا أَنَا بِالَّذِي آمُرُكَ أَنْ تُمْسِكَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ " فَأَضِعْ ذَلِكَ الْبَابَ، أَوْ احْفَظْهُ " قَالَ: فَرَجَعَ وَقَدْ فَارَقَهَا (1).

= في "أخبار أصبهان" 1/ 246 - عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.

ورواه عبد العزيز بن رُفيع -كما سيرد برقم (27521) - عن أبي صالح، عن عطاء بن يسار، عن رجل من أهل مصر، عن أبي الدرداء.

ورواه عاصم بن بَهْدلة -فيما أخرجه الترمذي (3106) - عن أبي صالح، عن أبي الدرداء، به. معضلاً، أسقط منه عطاء بن يسار والرجل المبهم.

ورواه محمد بن المنكدر -كما سيرد برقم (27521) - عن عطاء بن يسار، عن رجل من أهل مصر، عن أبي الدرداء، به.

وله شاهد من حديث عبادة بن الصامت، سلف برقم (22687).

وآخر من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (7044)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

(1)

إسناده حسن من أجل عطاء بن السائب، وقد سمع منه سفيان الثوري قبل اختلاطه، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1385) من طريق أبي حُذيفة موسى بن مسعود، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. =

ص: 504

27512 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ السَّعْدِيِّ، قَالَ: أَمَرَنِي نَاسٌ مِنْ قَوْمِي أَنْ أَسْأَلَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سِنَانٍ يُحَدِّدُونَهُ وَيُرَكِّزُونَهُ فِي الْأَرْضِ، فَيُصْبِحُ وَقَدْ قَتَلَ الضَّبُعَ، أَتُرَاهُ ذَكَاتَهُ؟ قَالَ: فَجَلَسْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، فَإِذَا عِنْدَهُ شَيْخٌ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ لِي: وَإِنَّكَ (1) لَتَأْكُلُ الضَّبُعَ؟ قَالَ: قُلْتُ: مَا أَكَلْتُهَا قَطُّ، وَإِنَّ نَاسًا مِنْ قَوْمِي لَيَأْكُلُونَهَا، قَالَ: فَقَالَ: إِنَّ (2) أَكْلَهَا لَا يَحِلُّ، قَالَ: فَقَالَ الشَّيْخُ: يَا عَبْدَ اللهِ، أَلَا أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، يَرْوِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ كُلِّ ذِي خَطْفَةٍ (3)، وَعَنْ كُلِّ نُهْبَةٍ، وَعَنْ كُلِّ مُجَثَّمَةٍ، وَعَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ. قَالَ: فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: صَدَقَ (4).

= وسلف برقم (21717).

وسيكرر برقم (27528) سنداً ومتناً.

(1)

في (ظ 2): أوَ إنك.

(2)

لفظة "إن" ليست في (ظ 6).

(3)

في (ظ 6): عن كل خطفة.

(4)

مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه عند الرواية (21706)، وذكرنا هناك شواهده.

وللنهي عن كل مُجثَّمة شاهدٌ من حديث ابن عباس، سلف برقم (1989) بإسناد صحيح، وذكرنا تتمة شواهده في مسند أبي هريرة عند الرواية (8789). =

ص: 505

27513 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ حَاتِمِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ بِالشَّامِ يُقَالُ لَهُ: مَعْدَانُ، كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يُقْرِئُهُ الْقُرْآنَ، فَفَقَدَهُ أَبُو الدَّرْدَاءَ، فَلَقِيَهُ يَوْمًا وَهُوَ بِدَابِقٍ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ: يَا مَعْدَانُ، مَا فَعَلَ الْقُرْآنُ الَّذِي كَانَ مَعَكَ؟ كَيْفَ أَنْتَ وَالْقُرْآنُ الْيَوْمَ؟ قَالَ: قَدْ عَلَّمَ اللهُ مِنْهُ فَأَحْسَنَ، قَالَ: يَا مَعْدَانُ، أَفِي مَدِينَةٍ (1) تَسْكُنُ الْيَوْمَ أَوْ فِي قَرْيَةٍ؟ قَالَ: لَا، بَلْ فِي قَرْيَةٍ قَرِيبَةٍ (2) مِنَ الْمَدِينَةِ، قَالَ: مَهْلًا، وَيْحَكَ يَا مَعْدَانُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَا مِنْ خَمْسَةِ أَهْلِ أَبْيَاتٍ لَا يُؤَذَّنُ فِيهِمْ بِالصَّلَاةِ، وَتُقَامُ فِيهِمُ الصَّلَوَاتُ (3)، إِلَّا اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ، وَإِنَّ الذِّئْبَ يَأْخُذُ الشَّاذَّةَ (4) "، فَعَلَيْكَ بِالْمَدَائِنِ، وَيْحَكَ يَا مَعْدَانُ (5).

= قال السندي: قوله: عن كل ذي خَطْفة، الخطفة: ما اختطفه الذئب من الشاة وهي حية، لأن ما أُبِين من حيٍّ، فهو ميت. كذا قيل، وهذا مبني على أن معنى: عن كل ذي خطفة، أي: عن كل خَطْفةِ كلِّ ذي خطفة، والأقرب أن المراد بذي خطفة وبذي نُهْبة سباع الطيور، والله أعلم.

(1)

في (ظ 6): في أي مدينة.

(2)

في (ظ 6): قريب.

(3)

في. (ظ 6): الصلاة.

(4)

في (ظ 2) و (ق): الشاة.

(5)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حاتم بن أبي نَصْر، فلم يذكروا في الرواة عنه سوى هشام بن سعد، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن القطان والذهبي وابن حجر ولضعفِ هشام بن سعد. عليُّ بنُ ثابت: هو الجزري. =

ص: 506

27514 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ. وَوَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنِي زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، عَنِ السَّائِبِ - قَالَ وَكِيعٌ: ابْنِ حُبَيْشٍ الْكَلَاعِيِّ - عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو الدَّرْدَاءِ: أَيْنَ مَسْكَنُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: فِي قَرْيَةٍ دُونَ حِمْصَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا مِنْ ثَلَاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ، وَلَا (1) يُؤَذَّنُ، وَلَا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلَوَاتُ (2)، إِلَّا اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ، عَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ ".

قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: قَالَ السَّائِبُ: يَعْنِي بِالْجَمَاعَةِ الْجَمَاعَةَ (3) فِي الصَّلَاةِ (4).

27515 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُمَرَ الصِّينِيَّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّهُ إِذَا كَانَ نَزَلَ بِهِ ضَيْفٌ قَالَ: يَقُولُ لَهُ: أَبُو الدَّرْدَاءِ مُقِيمٌ (5) فَنُسْرِحُ (6)، أَوْ ظَاعِنٌ فَنَعْلِفُ؟ قَالَ: فَإِنْ قَالَ لَهُ:

= وسلف نحوه بإسناد حسن برقمي: (21710) و (21711).

وسيرد (27514).

(1)

في (ظ 6): لا، وفي (م): فلا.

(2)

في (ظ 6): الصلاة، وهي نسخة في (ظ 2) و (ق).

(3)

قوله: الجماعة، ليس في (م).

(4)

إسناده حسن من أجل السائب بن حبيش، وهو مكرر (21710)، إلا أن الإمام أحمد رواه هنا عن وكيع مقروناً بعبد الرحمن بن مهدي.

وانظر ما قبله.

(5)

في (ظ 6) و (ق): أمقيم.

(6)

في (م): فَنُسْرِجُ، وهو خطأ.

ص: 507

ظَاعِنٌ، قَالَ لَهُ: مَا أَجِدُ لَكَ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ شَيْءٍ أَمَرَنَا بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ الْأَغْنِيَاءُ بِالْأَجْرِ، يَحُجُّونَ وَلَا نَحُجُّ، وَيُجَاهِدُونَ وَلَا نُجَاهِدُ، وَكَذَا وَكَذَا (1)، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ، جِئْتُمْ مِنْ أَفْضَلِ مَا يَجِيءُ بِهِ أَحَدٌ مِنْهُمْ: أَنْ تُكَبِّرُوا اللهَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، وَتُسَبِّحُوهُ ثَلَاثًا، وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدُوهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ "(2).

27516 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَجَّاجٌ، قَالَا (3): حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ. قَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ، يُحَدِّثُ عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ الْكَهْفِ، عُصِمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ". قَالَ حَجَّاجٌ: " مَنْ قَرَأَ

(1) في (ظ 6): بكذا وبكذا، وهي نسخة في (ظ 2) و (ق).

(2)

صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حالِ أبي عُمر الصِّيني، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. الحَكَم: هو ابن عتيبة.

وأخرجه المِزِّيُّ في "تهذيب الكمال"(في ترجمة أبي عمر الصِّينيّ) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9978) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(150) - من طريق محمد بن جعفر، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 235، والطبراني في "الدعاء"(710)، والمِزِّي في "تهذيبه"(ترجمة أبي عمر) من طرق عن شعبة، به.

وسلف برقم (21709).

قال السندي: قوله: فنُسرِح، أي: فنرسل دابتك إلى المرعى.

(3)

في (ظ 2) و (ق) و (م): قال.

ص: 508

الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ سُورَةِ الْكَهْفِ " (1).

27517 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ

(1) إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير معدان -وهو ابن أبي طلحة اليعمري- فمن رجال مسلم، لكن شذ فيه شعبة، فقال:"من أواخر سورة الكهف"، فخالف همام بن يحيى في الرواية السالفة برقم (21712)، وسعيد بن أبي عروبة في الرواية الآتية برقم (27540)، وشيبان النحوي في الرواية (27541)، وهشام الدستوائي عند مسلم (809) (257) قالوا جميعاً: من أول سورة الكهف.

وأخرجه مسلم (809)، والنسائي في "الكبرى"(8025) و (10785) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(949) - وابن حبان (786) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، بهذا الإسناد. أشار مسلم عقب روايته إلى مخالفة شعبة لهمام وهشام، وجاء عند النسائي بلفظ:"من قرأ عشر آيات" لم يذكر من أول الكهف ولا من آخرها.

وأخرجه الترمذي (2886) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، به. غير أنه خالف في موضع آخر فقال:"من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف"، فقال: ثلاث، بدل عشر، ووافق هماماً وهشاماً في قولهما:"من أول"، وهذا يدل على أن شعبة لم يضبط هذا الحديث.

وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 132، والنسائي في "الكبرى"(10786) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(950) - من طريق حجاج بن محمد المصيصي، عن شعبة، به.

وقد رواه خالد بن الحارث -فيما أخرجه النسائي في "الكبرى"(10784) - وهو في "عمل اليوم والليلة"(948) - وبُهلول بن حسان التنوخي -فيما أخرجه الخطيب في "تاريخه" 1/ 290 - كلاهما عن شعبة، به، غير أنهما جعلاه من حديث ثوبان.

وسيرد بالأرقام (27540) و (27541) و (27542).

ص: 509

ابْنَ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ عَطَاءٍ الْكَيْخَارَانِيِّ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ "(1).

27518 -

حَدَّثَنَاهُ يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ وَقَالَ (2): الْكَيْخَارَانِيِّ (3).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عَطاء الكَيْخاراني، وهو ابنُ نافع، كما سَلَف بيانُه في الرواية (27496).

وأخرجه الآجُرِّي في "الشريعة" ص 383 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (978)، وابن أبي شيبة 6/ 518، وعبد بن حُميد (204)، والبخاري في "الأدب المفرد"(270)، وأبو داود (4799)، وابنُ أبي عاصم في "السنة"(783)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4428)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 9، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 251، وابن حبان (481)، والطبراني في "مكارم الأخلاق"(4)، والآجري ص 382 - 383، وابن الغطريف في "جزئه"(89)، وأبو نُعيم في "الحلية" 7/ 262 و 10/ 110، والبيهقي في "شُعب الإيمان"(8003) و (8004)، والمِزّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة عطاء بن نافع)، وأمة الله بنت عبد الرحمن في "مسندها"(3) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه أبو نُعيم في "الحلية" 7/ 262 من طريق مسعر، عن القاسم بن أبي بزَّة، به.

وانظر ما بعده.

(2)

في (ظ 2) و (ق): قال، وفي (م): عن، والمثبت من (ظ 6).

(3)

إسناده صحيح، وهو مكرر سابقه (يعني بذكر القاسم بن أبي بزّة فيه) غير أن شيخ أحمد هنا هو يزيد بن هارون. =

ص: 510

27519 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ مَرَّ بِامْرَأَةٍ مُجِحٍّ عَلَى بَابِ فُسْطَاطٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لَعَلَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُلِمَّ بِهَا؟ " فَقَالُوا: نَعَمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَلْعَنَهُ لَعْنًا يَدْخُلُ (1) مَعَهُ قَبْرَهُ، كَيْفَ يُوَرِّثُهُ وَهُوَ لَا يَحِلُّ لَهُ؟ كَيْفَ يَسْتَخْدِمُهُ وَهُوَ لَا يَحِلُّ لَهُ؟ "(2).

27520 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ شَيْخٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ:

= وأخرجه الماليني في "الأربعين في شيوخ الصوفية"(15)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة"(2206) و (2207)، وأبو نُعيم في "الحلية" 10/ 110 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

(1)

في (ظ 6): لعنة تدخل.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (21703)، إلا أن شيخ أحمد هنا هو محمد بن جعفر.

قال السندي: قوله: "مُجِحّ" بجيم ثم حاء مهملة مشددة: هي القريبة الولادة.

"يلم بها": من الإلمام، أي: يجامعها قبل الاستبراء.

"كيف يورثّه": من التوريث، أي: كيف يجعل ما في بطنها وارثاً له، أي: ربما تأتي بمولود في مدة يشتبه أن الولد له، أو للزوج السابق، وحينئذ لا يحلُّ التوريث لاحتمال أن لا يكون منه، ولا الاستخدام لاحتمال أنه منه، والحاصل أنه إذا اشتبه الأمر، فلا يحل له أن يدعوه ابناً، ولا عبداً.

ص: 511

{الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ، لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [يونس: 63 - 64] قَالَ: "هي (1) الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ "(2).

27521 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، سَمِعَهُ مِنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ. وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ (3)، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ: سَأَلْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَذَكَرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَذَكَرَ نَحْوَهُ (4).

(1) قوله: هي، ليس في (م).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن أبي الدرداء، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وقد اختلف في هذا الإسناد كما بّيَّنَّا ذلك عند الرواية (27510).

(3)

من قوله: وعبد العزيز بن رفيع إلى قوله: عطاء بن يسار، لم يرد في (ظ 6).

(4)

حديث صحيح لغيره، وله إسنادان:

الأول: سفيان بن عيينة، عن محمد بن المنكدر، عن عطاء بن يسار، عن رجل من أهل مصر، عن أبي الدرداء.

والثاني: سفيان بن عيينة، عن عبد العزيز بن رُفَيع، عن أبي صالح ذكوان السمان، عن عطاء بن يسار، عن رجل من أهل مصر، عن أبي الدرداء. وكلاهما ضعيف لإبهام الراوي عن أبي الدرداء. وبقية رجال الإسنادين ثقات رجال الشيخين.

واختلف في الإسناد الأول على محمد بن المنكدر:

فرواه سفيان بن عُيينة -كما في هذه الرواية، وفيما أخرجه الترمذي (2273) و (3106)، والطبري في "تفسيره"(17723) و (17724)، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 388 - 389، والبيهقي في "شعب الإيمان"(4752) =

ص: 512

27522 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ أَبِي السُّمَيْطِ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْغَطَفَانِيِّ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ (1) أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ

= وابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 58 - عن محمد بن المنكدر، بهذا الإسناد.

وخالفه ابن جُرَيْج، فرواه -فيما أخرجه الطبري (17743) - عن محمد بن المنكدر، عن عطاء بن يسار، عن أبي الدرداء، به. لم يذكر الرجل المبهم في الإسناد.

وبالإسناد الثاني أخرجه الحميدي (392)، والترمذي بإثر (3106)، والطبري (17737)، والحاكم 4/ 391، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 388 - 389، والبيهقي في "شعب الإيمان"(4752)، وابن عبد البر 5/ 58 من طريق سفيان بن عيينة، عن عبد العزيز، به.

وأخرجه الحميدي (391)، والطبري (17737)، والسهمي ص 388 - 389، والبيهقي (4752)، وابن عبد البر 5/ 58 من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عبد العزيز بن رفيع، به. قال سفيان عقبه: ثم لقيتُ عبد العزيز بن رفيع، فحدَّثنيه.

وقد اختلف فيه على عَمرو بن دينار:

فرواه سفيان بن عُيينة عنه بهذا الإسناد، كما ذكرنا.

ورواه حاتم بن أبي صغيرة -فيما أخرجه الطبري (17738) - عن عمرو بن دينار، عن رجل من أهل مصر، عن أبي الدرداء، به. فأسقط ثلاثة من الإسناد هم: عبد العزيز بن رفيع، وأبو صالح السمان، وعطاء بن يسار.

ورواه ابن جريج -فيما أخرجه الطبري (17743) - عن عمرو بن دينار، عن أبي الدرداء، به. فأسقط راوياً رابعاً، وهو الرجل المبهم الراوي عن أبي الدرداء.

وقد سلف برقم (27510)، وذكرنا هناك الاختلاف على هذا الإسناد.

(1)

تحرف في (م) إلى: عن.

ص: 513

يَقْرَأَ كُلَّ يَوْمٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ (1)، نَحْنُ أَضْعَفُ مِنْ ذَاكَ وَأَعْجَزُ. قَالَ: " فَإِنَّ اللهَ جَزَّأَ الْقُرْآنَ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ، فَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، جُزْءٌ مِنْ أَجْزَائِهِ " (2).

27523 -

وَحَدَّثَنَاهُ عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ (3) رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ "، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (4).

(1) في (ظ 6): قالوا نعم يا رسول الله.

(2)

حديث صحيح، بكير بن أبي السَّمِيط -وإن كان صدوقاً حسن الحديث- قد توبع. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(2535) من طريق أسود بن عامر شاذان، عن بكير بن أبي السميط، به.

وسلف نحوه برقم (21705).

وانظر الحديثين بعده.

(3)

في (ظ 6): عن.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، أبان -وهو ابن يزيد العطار- ومعدان -وهو ابن أبي طلحة اليعمري- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سالم: هو ابن أبي الجَعْد.

وأخرجه مسلم (811)(260)، وابن عبد البَرِّ في "التمهيد" 7/ 257 من طريق عفَّان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (3431)، وأبو نُعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 286، وابن عبد البر 7/ 257، وابن الأثير في "أُسْد الغابة" 6/ 97 من طريقين عن أبان، به.

وسلف نحوه برقم (21705). =

ص: 514

27524 -

وَقَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ أَبِي السُّمَيْطِ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ، بِمِثْلِهِ سَوَاءً (1).

27525 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا (2) عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا لِدَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ (3) فَتَضْرِبُوا رِقَابَهُمْ وَيَضْرِبُونَ (4) رِقَابَكُمْ؟ ذِكْرُ اللهِ عز وجل "(5).

27526 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: أَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِي قَوْلِ

= وانظر ما قبله وما بعده.

(1)

حديث صحيح، وهو مكرر (27522)، إلا أن شيخ أحمد هنا هو عفَّان بن مسلم الصفَّار.

وانظر ما قبله.

(2)

في (ظ 6): أعمالكم لكم أزكاها.

(3)

قوله: عدوكم، ليس في (ظ 6)، وجاء في هامشها ما نصه: لعله عدوكم.

(4)

كذا في النسخ، والوجه: ويضربوا، كما سلف في الرواية (21761).

(5)

هذا إسناد فيه ضعف وانقطاع، وقد سلف بإسناد صحيح برقم (21702).

قال شيخ الإسلام العز بن عبد السلام في "قواعده": هذا الحديث مما يدل على أن الثواب لا يترتب على قدر النصب في جميع العبادات، بل قد يَأجُر الله تعالى على قليل الأعمال أكثر مما يأجر على كثيرها، فإذا الثواب يترتب على تفاوت الرتب في الشرف.

ص: 515

اللهِ: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [يونس: 64]؟ قَالَ: لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ شَيْءٍ مَا سَمِعْتُ أَحَدًا سَأَلَ عَنْهُ بَعْدَ رَجُلٍ سَأَلَ عَنْهُ (1) رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" بُشْرَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ، وَبُشْرَاهُمْ (2) فِي الْآخِرَةِ الْجَنَّةُ "(3).

27527 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، مِثْلَ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ (4):" مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، دَخَلَ الْجَنَّةَ ". إِلَّا أَنَّ فِيهِ: " وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي الدَّرْدَاءِ "(5).

(1) قوله: رجل سأل عنه، ليس في (ظ 6).

(2)

في (ظ 6): وبشراه.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن أبي الدرداء، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وقد اختُلف في هذا الإسناد، كما بيّنا ذلك عند الرواية (27510).

وسيكرر برقم (27556) سنداً ومتناً.

(4)

قوله: قال، ليس في (ظ 6) و (ظ 2).

(5)

صحيح من حديث أبي ذرّ، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه بين أبي صالح وأبي الدَّرداء، ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. ابن نُمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سُليمان بن مِهْران، وأبو صالح: هو ذَكوان السمان.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10965) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(1126) - من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، بهذا الإسناد. =

ص: 516

27528 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: كَانَ فِينَا رَجُلٌ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: فَرَحَلَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ "(1).

27529 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ يُرْسِلُ إِلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ، فَتَبِيتُ عِنْدَ نِسَائِهِ، وَيَسْأَلُهَا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَقَامَ لَيْلَةً فَدَعَا خَادِمَهُ،

= وعلَّقه البخاريُّ من طريق الأعمش عقب الروايتين (6268) و (6443)، ثم قال عقب الرواية الثانية: حديث أبي صالح عن أبي الدرداء مرسل لا يصح، والصحيح حديث أبي ذرّ، قيل لأبي عبد الله: حديث عطاء بن يسار عن أبي الدرداء! قال: مرسل أيضاً لا يصحّ، والصحيح حديث أبي ذرّ، اضربوا على حديث أبي الدرداء هذا:"إذا مات قال: لا إله إلا الله" عند الموت.

قلنا: وحديث أبي ذرّ سلف برقم (21347)، وحديثُ عطاء بن يسار، عن أبي الدَّرداء سلف ضمن مسند أبي هريرة برقم (8683)، وكنّا قد صحّحنا إسناده، فليستدرك من هنا.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10963) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(1124) - والبزار (5)"زوائد"، وتمّام الرازي في "فوائده"(1)(الروض البسام) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن الحسن بن عبيد الله النَّخَعي الكوفي، وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10964) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(1125) - من طريق محمد بن إسحاق، عن عيسى بن عبد الله بن مالك، كلاهما عن زيد بن وهب الجهني، عن أبي الدرداء، به.

وسلف مطولاً برقم (27491).

(1)

إسناده حسن، وهو مكرر (27511) سنداً ومتناً.

ص: 517

فَأَبْطَأَتْ عَلَيْهِ، فَلَعَنَهَا، فَقَالَتْ: لَا تَلْعَنْ، فَإِنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ حَدَّثَنِي أَنَّهُ (1) سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ اللَّعَّانِينَ لَا يَكُونُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُهَدَاءَ وَلَا شُفَعَاءَ "(2).

(1) في (ظ 6): قال.

(2)

إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(19530)، وأخرجه من طريقه عبد بن حميد (203)، ومسلم (2598)(85)، والطبراني في "الدعاء"(2077)، والبيهقي في "السنن" 10/ 193، والبغوي في "شرح السنة"(3556).

وأخرجه مسلم (2598)(85) من طريق معتمر بن سليمان، عن معمر، به.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(316)، ومسلم (2598)(85)، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(382)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 12/ 618 - 619 - وابن حبان (5746)، والطبراني في "الدعاء"(2078) من طرق عن زيد بن أسلم، به. لم ترد القصة في "الأدب المفرد" و"الصمت".

وأخرجه (دون ذكر القصة) مسلم (2598)(86)، وأبو داود (4907)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 12/ 619 - والطبراني في "الدعاء"(2079)، والحاكم 1/ 48، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 259 من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم وأبي حازم سَلَمة بن دينار، عن أمِّ الدرداء، به.

وأخرجه أبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 12/ 619 - من طريق هشام بن يحيى الغساني، عن أبيه، عن أم الدرداء، به.

وأخرج ابنُ المبارك في "الزهد"(682)، وهنَّاد في "الزهد"(1312) و (1313)، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(377) من طريق حكيم بن جبير، عن أبي الدرداء، قال: لا تلعنوا أحداً فإنه ما ينبغي للعَّان أن يكون عند الله صدِّيقاً يوم القيامة. =

ص: 518

27530 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الزَّاهِرِيَّةِ حُدَيْرُ بْنُ كُرَيْبٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ: سُئِلَ (1) رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَفِي كُلِّ صَلَاةٍ قِرَاءَةٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ ". فَقَالَ: رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: وَجَبَتْ هَذِهِ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ أَبُو الدَّرْدَاءِ، وَكُنْتُ أَقْرَبَ الْقَوْمِ مِنْهُ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، مَا أَرَى الْإِمَامَ إِذَا أَمَّ الْقَوْمَ إِلَّا قَدْ كَفَاهُمْ (2).

= وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8447)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: فدعا خادمه، أي: جاريته.

فقالت: أي: أم الدرداء.

"إن اللعانين": أي: الذين يكثرون اللعن، وأما من يقلّ اللعن، كأن يلعن الشيطان، فلا يضرّ، والله أعلم.

(1)

في (م): سألت.

(2)

إسناده صحيح، وهو مكرر (21720) إلا أن شيخ أحمد هنا هو زيد بنُ الحُباب.

وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام"(17) و (294)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 142، وفي "الكبرى"(995)، والدارقطني في "السنن" 1/ 332 - 333، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام"(378) و (379) من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.

ووقعت الزيادة في آخره عند النسائي والدارقطني والبيهقي من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وهو وهم من زيد بن الحباب، كما قال الدارقطني في "السنن"، وفي "العلل" 6/ 218، وقال النسائي في "المجتبى": هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطأ، إنما هو قولُ أبي الدرداء. =

ص: 519

27531 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ اشْتَرَى سِقَايَةً مِنْ فِضَّةٍ بِأَقَلَّ مِنْ ثَمَنِهَا، أَوْ أَكْثَرَ. قَالَ: فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ مِثْلِ هَذَا إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ (1).

= وقال الإمام أحمد فيما نقل عنه البيهقي في "القراءة" ص 171: في متن هذا الخبر وهم من الراوي في قوله: "ما أرى الرجل الذي أمِّ القوم إلا قد كفاهم"، فإنه من قول أبي الدرداء، وزيدُ بنُ الحباب حدثني بهذا الحديث مرَّتين، وهم في رفعه هذه اللفظة مَرَّةً، وحفظها أخرى.

(1)

صحيح من حديث عُبادة بنِ الصَّامت، كما سلف برقم (22683)، وهذا إسنادٌ قال فيه ابنُ عبد البر في "التمهيد" 4/ 70: وظاهر هذا الحديث الانقطاع، لأن عطاء لا أحفظ له سماعاً من أبي الدرداء، ولا أظنّه سمع منه شيئاً، لأن أبا الدرداء توفِّي بالشام في خلافة عثمان لسنتين بقيتا من خلافته، وذكر ذلك أبو زرعة، عن أبي مُسهر، عن سعيد بن عبد العزيز. قلنا: ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وقد اختلف فيه على مالك:

فرواه يحيى بن سعيد -كما في هذه الرواية- والشافعي -كما في "مسنده" 2/ 158، وفي "السنن"(218)، وفيما أخرجه البيهقي 5/ 280 - والقعنبي -كما في روايته "للموطأ" 2/ 634، وفيما أخرجه البيهقي 5/ 280 - وقُتيبة بن سعيد -فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 279، وفي "الكبرى"(6164) - أربعتهم عن مالك، بهذا الإسناد.

ورواه محمد بن الحسن -كما في روايته "للموطأ"(818) - وأبو قرة -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 6/ 208 - كلاهما عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، أو سليمان بن يسار، على الشك، به. قال الدارقطني: والصواب عن عطاء بغير شكّ. =

ص: 520

27532 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ عَطَاءٍ الْكَيْخَارَانِيِّ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَيْسَ شَيْءٌ أَثْقَلَ فِي الْمِيزَانِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ "(1).

27533 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي حَدِيثِهِ: فَلَقِيتُ: أَبَا الدَّرْدَاءِ - فَقَالَ (2): سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَثَلُ الَّذِي يُعْتِقُ عِنْدَ الْمَوْتِ، كَمَثَلِ الَّذِي يُهْدِي إِذَا شَبِعَ "(3).

27534 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، قَالَ: كَسَرَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ سِنَّ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَاسْتَعْدَى عَلَيْهِ

= وانظر أحاديث الباب في مسند أبي سعيد الخدري عند الرواية (11006).

قال السندي: قوله: بأقل من ثمنها، أي: بأقل من وزنها من الفضة.

(1)

إسناده صحيح، وهو مكرر (27517)، غير أن شيخ أحمد هنا هو يحيى بن سعيد القطان.

وأخرجه الآجرّي في "الشريعة" ص 383 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

(2)

في النسخ الخطية: فقلت فقال، والمثبت من (م).

(3)

إسناده ضعيف لجهالة أبي حَبِيبَةَ الطائيّ، وهو مكرر (21719)، غير أن شيخي أحمد هنا هما عبد الرحمن بن مهدي ووكيع بن الجراح.

ص: 521

مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ الْقُرَشِيُّ: إِنَّ هَذَا داَقٌّ (1) سِنِّي، قَالَ مُعَاوِيَةُ: كَلَّا، إِنَّا سَنُرْضِيهِ. قَالَ: فَلَمَّا أَلَحَّ عَلَيْهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ مُعَاوِيَةُ: شَأْنَكَ بِصَاحِبِكَ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ جَالِسٌ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَابُ بِشَيْءٍ فِي جَسَدِهِ، فَيَتَصَدَّقُ بِهِ، إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهِ دَرَجَةً، وَحَطَّ (2) عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً ". قَالَ: فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: أَأَنْتَ (3) سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ. سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي، يَعْنِي فَعَفَا عَنْهُ (4).

27535 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ. وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ (5)، عَنْ دَاوُدَ،

(1) في (ظ 2) و (ق) و (م): دقَّ، والمثبت من (ظ 6).

(2)

في (ظ 6): أو حطّ.

(3)

في (ظ 2) و (ق): أنت.

(4)

المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو السَّفَر -وهو سعيد بن يُحْمِد- قال أحمد: لا أعرفُ له سماعاً من أبي الدَّرْداء، وقال الحافظ: ما أظنُّه أدْركَه، فإنَّ أبا الدرداء قديمُ الموت.

وأخرجه مختصراً ابن ماجه (2693) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (1393)، والبيهقي في "السنن" 8/ 55 من طريقين عن يونس بن أبي إسحاق، به. قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ولا أعرف لأبي السَّفَر سماعاً من أبي الدرداء.

وفي الباب عن عُبادةَ بنِ الصَّامت، سلف برقم (22701) ولفظه:"ما من رجل يُجرح في جسده جراحة فيتصدق بها، إلا كفَّر اللهُ عنه مثل ما تصدَّق به". وانظر تتمة شواهده هناك.

قال السندي: قوله: إن هذا دقّ سني، أي: أولاً.

(5)

في (ظ 2) و (ق) و (م): داود بن أبي عدي، وهو خطأ، والمثبت من (ظ 6). =

ص: 522

عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: لَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ - قَالَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ فِي حَدِيثِهِ: فَقَدِمْتُ الشَّامَ، فَلَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ - قَالَ لِي (1): مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَقَالَ (2): هَلْ تَقْرَأُ عَلَيَّ قِرَاءَةَ ابْنِ مَسْعُودٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَاقْرَأْ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} . قُلْتُ (3): " وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى، وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى " قَالَ: هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَؤُهَا، قَالَ: أَحْسَبُهُ قَالَ: فَضَحِكَ (4).

27536 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ

(1) قوله: لي، ليس في (م).

(2)

في (م): قال.

(3)

قوله: "والليل إذا يغشى، قلت" ليس في (ظ 6).

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، داود -وهو ابن أبي هند- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابنُ عُلَيّة، وابنُ أبي عديٍّ: هو محمد بنُ إبراهيم، والشَّعبيُّ: هو عامرُ بن شَراحيل، وعَلْقَمةُ: هو ابن قَيْس النَّخَعي.

وأخرجه مسلم (824)، والنسائي في "الكبرى"(11677) -وهو في "التفسير"(697) - والطبري في "تفسيره" 30/ 217 من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (824)(284)، والنسائي في "الكبرى"(11677) -وهو في "التفسير"(697) - والطبري 30/ 217، والخطيب في "تاريخه" 14/ 3 من طرق عن داود بن أبي هند، به.

وسيرد نحوه بالأرقام: (27538) و (27539) و (27544) و (27549) و (27554).

ص: 523

الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ عز وجل أَنْ يَرُدَّ عَنْهُ نَارَ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف لَيْث -وهو ابن أبي سُلَيْم- وشهْر بنِ حَوْشب، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَيَّة.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصَّمت"(239)، والطبراني في "مكارم الأخلاق"(134)، والبغوي في "شرح السنة"(3528) من طرق عن لَيْث بن أبي سُليم، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/ 257 - 258 من طريق عبد الله بن حكيم، عن مِسْعَر بن كِدام، عن عَوْن بن عبد الله، عن أمِّ الدَّرداء، به. وقال: غريب تفرَّد برفعه عن مِسْعر عبدُ الله بنُ حكيم أبو بكر الداهري، ورواه القاسم بن الحكم عن مسعر موقوفاً.

واختلف فيه على محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى:

فرواه عُبيد الله بن موسى -فيما أخرجه عَبْد بن حُميد (206)، والبيهقي 8/ 168 - عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الحَكَم بن عُتيبة، عن ابن أبي الدرداء، عن أبيه أبي الدَّرداء، به.

ورواه سُريج بنُ يونس -فيما أخرجه ابن السُّنِّي في، عمل اليوم والليلة" (429) - عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الحَكَم، عن أبي الدرداء، به. لم يذكر ابنَ أبي الدرداء في الإسناد.

وسيرد برقم (27543) بإسناد آخر.

وسيرد بنحوه برقمي (27609) و (27610) من طريق عبيد الله بن أبي زياد، عن شَهْر بن حَوْشَب، عن أسماءَ بنتِ يزيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 524

27537 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: اسْتَقَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَفْطَرَ، فَأُتِيَ بِمَاءٍ، فَتَوَضَّأَ (1).

27538 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، أَنَّهُ قَدِمَ الشَّامَ، فَدَخَلَ مَسْجِدَ دِمَشْقَ، فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، وَقَالَ: اللهُمَّ ارْزُقْنِي جَلِيسًا صَالِحًا. قَالَ: فَجَاءَ، فَجَلَسَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ: كَيْفَ سَمِعْتَ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ يَقْرَأُ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} ؟ قَالَ عَلْقَمَةُ: " وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى ". فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: لَقَدْ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَا زَالَ هَؤُلَاءِ حَتَّى شَكَّكُونِي، ثُمَّ قَالَ: أَلَمْ يَكُنْ فِيكُمْ صَاحِبُ الْوِسَادِ، وَصَاحِبُ السِّرِّ الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ أَحَدٌ غَيْرُهُ، وَالَّذِي أُجِيرَ مِنَ الشَّيْطَانِ عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟! وَصَاحِبُ الْوِسَادِ: ابْنُ مَسْعُودٍ، وَصَاحِبُ السِّرِّ: حُذَيْفَةُ، وَالَّذِي أُجِيرَ مِنَ الشَّيْطَانِ:

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد أخطأ فيه معمر، كما بينا ذلك في الرواية (21701).

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(525) و (7548)، وأخرجه من طريقه النسائي في "الكبرى"(3129).

وسلف برقم (27502) بإسناد صحيح.

ص: 525

عَمَّارٌ (1).

27539 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُغِيرَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ذَهَبَ عَلْقَمَةُ إِلَى الشَّامِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).

27540 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ الْغَطَفَانِيُّ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3)، قَالَ: " مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْفِ، عُصِمَ مِنْ فِتْنَةِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، مغيرة -وهو ابن مِقْسَم الضَّبِّي- يدلِّسُ عن إبراهيم -وهو ابن يزيد النخعي- إلا أنه صرَّح بالسماع منه في الروايتين الآتيتين برقم (27539) و (27549) فانتفت شبهة تدليسه. علقمة: هو ابنُ قيس النخعي.

وأخرجه البخاري (6278) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري بإثر (3287) و (3743) و (6278)، والنسائي في "الكبرى"(8299) و (11676) -وهو في "التفسير"(696) - والطبري في "تفسيره" 30/ 217، وابنُ حِبَّان (6331) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه البخاري (3761)، ومسلم (824)(283)، والطبري 30/ 218، وابن حبان (7127) من طريقين عن مغيرة، به.

وأخرجه الطبري 30/ 217، والخطيب في "تاريخه" 2/ 139 من طريقين عن إبراهيم، به.

وسيرد برقمي (27539) و (27549).

وسلف نحوه برقم (27535).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر سابقه، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو: عفَّان بن مسلم الصفَّار.

(3)

في (م): عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 526

الدَّجَّالِ " (1).

27541 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ فِي تَفْسِيرِ شَيْبَانَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2).

27542 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ. قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: كَانَ قَتَادَةُ يَقُصُّ بِهِ عَلَيْنَا، قَالَ: حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ الْغَطَفَانِيُّ، عَنْ حَدِيثِ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ، عَنْ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ يَرْوِيهِ عَنْ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مِثْلَهُ.

ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ عَبْدِ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ حَدِيثِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، يَرْوِيهِ عَنْ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ حَفِظَ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، معدان بن أبي طلحة من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة، ورواية روح بن عبادة عنه قبل اختلاطه.

وأخرجه ابن حبان (785)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(676) من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد، بهذا الإسناد.

رواية ابن حبان: "من حفظ عشر آيات من سورة الكهف"، ولم يقل:"من أول".

وسلف برقم (21712).

وانظر الحديثين بعده.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. حسين: هو ابنُ محمد بن بهرام المرُّوذي، وشَيْبان: هو ابنُ عبد الرحمن النحوي.

وانظر ما قبله.

ص: 527

عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ سُورَةِ الْكَهْفِ " (1).

27543 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ - قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ، عَنْ مَرْزُوقٍ أَبِي بَكْرٍ (2) التَّيْمِيِّ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ، رَدَّ اللهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(3).

27544 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ:

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم من طريق عفَّان، وقد قصَّر عبد الصمد في روايته عن همَّام بن يحيى، فلم يقل:"من أول سورة الكهف"، وقد سلف في الرواية (21712) أن همَّاماً رواه بلفظ، من أوّل".

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10787) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(951) - من طريق عفَّان، بهذا الإسناد.

وانظر سابقيه.

(2)

في (ظ 2) و (ق) و (م): بكير، والمثبت من (ظ 6) و"أطراف المسند" 6/ 158.

(3)

حسن لغيره، مرزوق أبو بكر التيمي لم يذكروا في الرواة عنه سوى أبي بكر النَّهْشلي، وقد فرَّق المِزِّي بينه وبين مَرْزوق أبي بُكير التيمي الذي ذكره تمييزاً، وقد روى عنه جمع، ووثَّقه ابن معين، وخلط بينهما ابنُ حبان، ولم يجزم بحالهما الحافظ في "التهذيب". وبقية رجاله ثقات.

وأخرجه الترمذي (1931)، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 24 من طريق عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.

قال الترمذي: حديث حسن.

وسلف برقم (27536) بإسناد آخر ضعيف.

ص: 528

أَتَيْتُ الشَّامَ، فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ، وَقُلْتُ: اللهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا صَالِحًا، فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ شُعْبَةَ (1).

27545 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي حَلْبَسٍ يَزِيدَ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ، تَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ - مَا سَمِعْتُهُ يُكَنِّيهِ قَبْلَهَا، وَلَا بَعْدَهَا - يَقُولُ:" إِنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ: يَا عِيسَى، إِنِّي بَاعِثٌ مِنْ بَعْدِكَ أُمَّةً، إِنْ أَصَابَهُمْ مَا يُحِبُّونَ، حَمِدُوا اللهَ وَشَكَرُوا (2)، وَإِنْ أَصَابَهُمْ مَا يَكْرَهُونَ، احْتَسَبُوا وَصَبَرُوا، وَلَا حِلْمَ وَلَا عِلْمَ قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ هَذَا لَهُمْ (3)، وَلَا حِلْمَ وَلَا عِلْمَ؟ قَالَ: أُعْطِيهِمْ مِنْ حِلْمِي وَعِلْمِي "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبِيعي.

وأخرجه البخاري (3287) و (3742)، والحاكم 3/ 316 من طريق مالك ابن إسماعيل، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرّجاه، ووافقه الذهبي! قلنا: بل أخرجاه كما سلف ذكره.

وسلف نحوه برقم (27535).

(2)

في (ظ 6): حمدوا وشكروا.

(3)

قوله: لهم، ليس في (ظ 2) و (ق).

(4)

إسناده ضعيف لجهالة حال أبي حَلْبَس يزيد بن ميسرة، فلم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقد تفرَّد به، وهو من رجال "التعجيل"، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح، غير الحسن بن سوَّار، فقد روى له أصحاب السنن سوى ابن ماجه، وهو صدوق، لَيْث: =

ص: 529

27546 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ أَبِي صَدَقَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ أَبُو الْفَضْلِ (1) الطُّفَاوِيُّ، حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ

= هو ابن سعد، ومعاويةُ: هو ابن صالح بن حُدَير.

وأخرجه البزار (2845)"زوائد" من طريق الحسن بن سوَّار، بهذا الإسناد. إلا أنه قال: يونس بن ميسرة، بدلاً من يزيد بن ميسرة، ومن أجل ذلك حسَّن إسناده.

قلنا: البزار كثير الأوهام، وهذا من أوهامه، فقد قال فيه الدارقطني: ثقة، يخطئ، ويتَّكِل على حفظه. وقال أبو أحمد الحاكم: يخطئ في الإسناد والمتن، وجرحه النسائي.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 355 - 356، والطبراني في "الأوسط"(3276)، وفي "مسند الشاميين"(2050)، والحاكم 1/ 348، وأبو نُعيم في "الحلية" 1/ 227 و 5/ 243، والبيهقي في "شُعب الإيمان"(4482) و (9953)، والحافظ ابن حجر في "الأمالي المطلقة" ص 48 - 49 من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! وحسَّنه الحافظ.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 67، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجال أحمد رجال الصحيح، غير الحسن بن سوَّار وأبي حلبس يزيد بن ميسرة وهما ثقتان!

قال السندي: قولها: ما سمعته يكنيه قبلها ولا بعدها، أي: ما سمعت أبا الدرداء يذكر النبي صلى الله عليه وسلم بالكنية قبل هذه الحالة ولا بعدها.

(1)

في النسخ: كثير بن الفضل، وهو خطأ، صوابه: كثير أبو الفضل، كما أثبته الحافظ في "أطراف المسند" 6/ 146، و"إتحاف المهرة" 12/ 601. وقد ذكر الحسيني في "الإكمال" كثير بن الفضل، وقال: مجهول، فتعقبه الحافظ في "التعجيل" بقوله: بل هو معروف، ولكن وقع فيه تصحيف نشأ عنه هذا الغلط، والصواب كثير أبو الفضل، فالفضل كنيته لا اسم أبيه، وأما أبوه فاسمه يسار.

ص: 530

سَلَامٍ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، فَقَالَ لِي: يَا ابْنَ أَخِي مَا أَعْمَدَكَ (1) فِي هَذَا الْبَلَدِ - أَوْ مَا جَاءَ بِكَ -؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، إِلَّا صِلَةُ مَا كَانَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ وَالِدِي عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: بِئْسَ سَاعَةُ الْكَذِبِ هَذِهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ تَوَضَّأَ، فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ (2)، ثُمَّ قَامَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، أَوْ أَرْبَعًا - شَكَّ سَهْلٌ - يُحْسِنُ فِيهِمَا الذِّكْرَ (3) وَالْخُشُوعَ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ اللهَ عز وجل، غَفَرَ لَهُ ".

قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَحَدَّثَنَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ الْهُنَائِيُّ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهِمَ فِي اسْمِ الشَّيْخِ، فَقَالَ: سَهْلُ بْنُ أَبِي صَدَقَةَ، وَإِنَّمَا هُوَ صَدَقَةُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ الْهُنَائِيُّ (4).

(1) في (ظ 6): أعملك.

(2)

في (ظ 6): الوضوء.

(3)

في (ظ 6): الركوع، وهي نسخة في (ظ 2) و (ق).

(4)

إسناده حسن على وهم في تسمية أحد رواته، فقد وهم أحمد بن عبد الملك، فسمى صدقة بن أبي سهل سهل بن أبي صدقة، وقد نبه على ذلك عبد الله بن أحمد عقب هذا الحديث، وصدقة وكثير أبو الفضل الطفاوي من رجال "التعجيل"، وقد روى عنهما جمع، وذكرهما ابن حبان في "الثقات". وبقية رجال الإسناد ثقات بعضهم رجال الصحيح.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1848) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2040)، والطبراني في =

ص: 531

27547 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّهُ إِذْ حُضِرَ، قَالَ: أَدْخِلُوا عَلَيَّ النَّاسَ، فَأُدْخِلُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، جَعَلَهُ اللهُ فِي الْجَنَّةِ ". وَمَا كُنْتُ أُحَدِّثُكُمُوهُ إِلَّا عِنْدَ الْمَوْتِ، وَالشَّهِيدُ عَلَى ذَلِكَ عُوَيْمِرٌ أَبُو الدَّرْدَاءِ، فَأَتَوْا أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ: صَدَقَ أَخِي، وَمَا كَانَ يُحَدِّثُكُمْ بِهِ إِلَّا عِنْدَ مَوْتِهِ (1).

= "الدعاء"(1848)، وفي "الأوسط"(5022) من طرق عن صدقة بن أبي سهل، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 278، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وإسناده حسن.

وسلف نحوه برقم (27497).

قال السندي: قوله: بئس ساعة الكذب هذه، أي: لا يمكن أن أكذب هذه الساعة وأنا على الموت، والمراد أن حديثه مما يعتمد عليه.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو صالح -وهو ذكوان السمان- لم يسمع من معاذ بن جبل، ولا من أبي الدرداء. ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير عاصم بن بهدلة، فهو حسن الحديث.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 16، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن أبا صالح لم يسمع من معاذ بن جبل.

وسلف من طريق عن معاذ بالأرقام (21998) و (22000) و (22001) و (22003) و (22009) و (22060) و (22091) و (22102).

وسلف من حديث أبي الدرداء برقم (27491).

ص: 532

27548 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ بِلَالِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" حُبُّكَ الشَّيْءَ يُعْمِي ويُصِمُّ (1) "(2).

27549 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُغِيرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ إِبْرَاهِيمَ يُحَدِّثُ، قَالَ: أَتَى عَلْقَمَةُ الشَّامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ: اللهُمَّ وَفِّقْ لِي جَلِيسًا صَالِحًا. قَالَ: فَجَلَسْتُ إِلَى رَجُلٍ، فَإِذَا هُوَ أَبُو الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ (3): مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَقَالَ: هَلْ تَدْرِي كَيْفَ كَانَ عَبْدُ اللهِ يَقْرَأُ هَذَا الْحَرْفَ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى، وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} فَقُلْتُ: كَانَ يَقْرَؤُهَا: " وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى، وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى ". فَقَالَ: هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَؤُهَا، فَمَا زَالَ بِي هَؤُلَاءِ حَتَّى كَادُوا يُشَكِّكُونِي.

ثُمَّ قَالَ: أَلَيْسَ فِيكُمْ صَاحِبُ الْوِسَادِ وَالسِّوَاكِ، يَعْنِي عَبْدَ اللهِ

(1) في (م): يصم ويعمي.

(2)

صحيح موقوفاً، وهذا إسنادٌ ضعيف لضعف أبي بكر، وهو ابنُ عبدِ الله ابن أبي مريم، وهو مكرر (21694)، إلا أن شيخ أحمد هنا هو محمد بن مصعب، وهو القَرْقَساني.

قال السندي: قوله: "يصم ويعمي" يجعله أصم عن سماع قبائحه، وأعمى عن رؤية معايبه، أي: فلا ينبغي حب غير المعصوم بهذا الوجه.

(3)

في (م): فقلت.

ص: 533

ابْنَ مَسْعُودٍ، أَلَيْسَ فِيكُمُ الَّذِي أَجَارَهُ اللهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ؟ يَعْنِي عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ أَلَيْسَ فِيكُمُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ وَلَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ؟ يَعْنِي حُذَيْفَةَ (1).

27550 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ: ابْنَ آدَمَ لَا تَعْجِزْنَّ (2) مِنْ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ أَوَّلَ (3) النَّهَارِ، أَكْفِكَ آخِرَهُ "(4).

27551 -

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ السَّكُونِيِّ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِثَلَاثٍ لَا أَدَعُهُنَّ لِشَيْءٍ: أَوْصَانِي بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَأَنْ لَا أَنَامَ إِلَّا عَلَى (5) وَتْرٍ، وَسُبْحَةِ (6) الضُّحَى فِي الْحَضَرِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (27538) إلا أن شيخ أحمد هنا هو محمد بن جعفر.

وانظر (27535).

(2)

في (م): لاتعجز.

(3)

في (ظ 2) و (ق): من أول.

(4)

صحيح لغيره، وهو مكرر (27480)، غير أن شيخ أحمد هنا هو أبو اليمان الحَكَم بن نافع الحمصي.

(5)

في (ظ 2) و (ق) و (م): عن.

(6)

في (ظ 6): وبسبحة.

ص: 534

وَالسَّفَرِ (1).

27552 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءٍ - يَعْنِي ابْنَ السَّائِبِ - عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئِ (2)، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، فَاحْفَظْ ذَلِكَ الْبَابَ، أَوْ دَعْهُ "(3).

27553 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مَمْلَكٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ (4)، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، يَبْلُغُ بِهِ:" مَنْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ، أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الْخَيْرِ، وَلَيْسَ شَيْءٌ أَثْقَلَ فِي الْمِيزَانِ مِنَ الْخُلُقِ الْحَسَنِ "(5).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، كما بيَّنَّا ذلك في الرواية (27481).

وأخرجه أبو داود (1433)، والطبراني في "مسند الشاميين"(1001) من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد.

(2)

قوله: المقرئ، ليس في (ظ 6).

(3)

إسناده حسن من أجل عطاء بن السَّائب، وسماعُ سفيان بنِ عُيينة منه قبل الاختلاط، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو عبد الرحمن المقرئ: هو عبد الله بن حبيب السُّلَمي.

وأخرجه الحميدي (395)، والترمذي (1900)، وابن ماجه (3663)، والحاكم 4/ 152، والبيهقي في "الأربعون الصغرى"(95) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (21717).

(4)

في (ظ 2) و (ق) و (م): أم أبي الدرداء، وهو خطأ.

(5)

بعضه صحيح، وبعضه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة يَعْلَى =

ص: 535

27554 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ:

= ابن مَمْلك، فلم يذكروا في الرواة عنه سوى عبد الله بن عبيد الله بن أبي مُلَيْكة، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال النسائي: ليس بذاك المشهور، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عمرو: هو ابن دينار.

وأخرجه بتمامه ومطولاً ومختصراً عبد الرزاق (20157)، والحميدي (393) و (394)، وابن أبي شيبة 8/ 511، وعبد بن حُميد (214)، والبخاري في "الأدب المفرد"(464)، والترمذي (2002) و (2013)، وابن أبي عاصم في "السنة"(782)، وفي "الآحاد والمثاني"(2041)، والبزار (1975)"زوائد"، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 27، وابن خزيمة -كما في "إتحاف المهرة" 2/ 618 - والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 10، وابن حبان في "صحيحه"(5693) و (5695)، وفي "روضة العقلاء" ص 215، والآجري في "الشريعة" ص 383، والقضاعي في "مسند الشهاب"(445)، والبيهقي في "السنن" 10/ 193، وفي "شعب الإيمان"(8002)، وفي "الأسماء والصفات"(1050)، والبغوي في "شرح السنة"(3496) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال البزار: حسن الإسناد.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 23، وقال: رواه الترمذي باختصار، ورواه البزار ورجاله ثقات.

وقوله: "من أُعطي حظَّه من الرِّفْق أعطي حظه من الخير" له شاهد صحيح من حديث عائشة، سلف برقم (25259)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

وقوله: "ليس شيء أثقل في الميزان من الخلق الحسن"، سلف بإسناد صحيح برقم (27496).

وسيرد برقم (27555).

ص: 536

قَدِمْنَا الشَّامَ (1)، فَأَتَانَا أَبُو الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ: أَفِيكُمْ أَحَدٌ يَقْرَأُ عَلَيَّ قِرَاءَةَ عَبْدِ اللهِ؟ فَأَشَارُوا إِلَيَّ. قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ أَنَا، فَقَالَ: كَيْفَ سَمِعْتَ عَبْدَ اللهِ يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} ؟ قَالَ: قُلْتُ: سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ: " وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى، وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى ". قَالَ: وَأَنَا وَاللهِ هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَؤُهَا، وَهَؤُلَاءِ يُرِيدُونَ أَنْ أَقْرَأَ: وَمَا خَلَقَ، فَلَا أُتَابِعُهُمْ (2).

27555 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ مَرَّةً أُخْرَى، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مَمْلَكٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" أَثْقَلُ شَيْءٍ فِي الْمِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُلُقٌ حَسَنٌ "(3).

(1) في (م): قدمت إلى الشام.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران.

وأخرجه مسلم (824)(282)، والترمذي (2939)، والطبري في "تفسيره" 30/ 217 - 218 من طرق عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(في تفسير سورة الليل)، والحميدي (396)، والبخاري (4943)، وابن حبان (6330) من طرق عن الأعمش، به.

وأخرجه البخاري (4944) من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي الدرداء، به. لم يذكر علقمة في الإسناد.

وسلف نحوه برقم (27535).

(3)

حديث صحيح، وهو بإسناد الحديث (27553).

ص: 537

27556 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [يونس: 64] فَقَالَ: لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ شَيْءٍ مَا سَمِعْتُ أَحَدًا سَأَلَ (1) عَنْهُ (2) بَعْدَ رَجُلٍ سَأَلَ عَنْهُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ، بُشْرَاهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَبُشْرَاهُ فِي الْآخِرَةِ الْجَنَّةُ "(3).

27557 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ الْقُرْدُوسِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَمْوَالِ السُّلْطَانِ؟ فَقَالَ: " مَا أَتَاكَ اللهُ مِنْهَا (4) مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ وَلَا إِشْرَافٍ، فَكُلْهُ وَتَمَوَّلْهُ ".

قَالَ: وقَالَ الْحَسَنُ: لَا بَأْسَ بِهَا مَا لَمْ يَرْحَلْ إِلَيْهَا أَوْ يُشْرِفْ لَهَا (5)(6).

(1) في (ظ 6): يسأل.

(2)

قوله: عنه، ليس في (م).

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (27526).

وانظر (27510).

(4)

في (ق): ما أتاك منها.

(5)

في (ظ 6): ما لم ترحل إليها أو تشرف لها.

(6)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن أبي الدرداء، وهو مكرر (21699) سنداً ومتناً.

ص: 538

‌حَدِيثُ أُمِّ الدَّرْدَاءِ

(1)

27558 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ - يَعْنِي ابْنَ غَزْوَانَ - قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كَرِيزٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّهُ يُسْتَجَابُ لِلْمَرْءِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ لِأَخِيهِ، فَمَا دَعَا لِأَخِيهِ بِدَعْوَةٍ إِلَّا قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ "(2).

(1) هي أم الدرداء الصغرى، تابعية، ليس لها صحبة، وهي زوج أبي الدرداء، اسمها هُجيمة، وقيل: جُهيمة، الأوصابية الدمشقية، وأما أم الدرداء الكبرى -وهي صحابية- فقد سلف حديثها برقم (27038).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد وهم ابنُ نُمير فيه بإثباتِ سماع أمِّ الدرداء من النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فإنَّ أمَّ الدرداء -وهي الصُّغرى- ليست صحابية، وإنما الصواب: عنها، عن زوجها أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما في رواية مسلم الآتية.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 198، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 327، والمِزِّي في "تهذيبه"(في ترجمة طلحة بن عبيد الله بن كَرِيز) من طريق ابن نُمير، عن فُضيل بنِ غزوان، بهذا الإسناد.

ورواه على الصواب محمد بنُ فضيل بن غزوان -فيما أخرجه مسلم (2732)(86)، وابن حبان (989) - عن أبيه فُضيل بن غزوان، عن طلحة بن عبيد الله بن كَرِيز، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه كذلك موسى بن ثَرْوَان -فيما أخرجه مسلم (2732)(85)، وأبو داود (1534) - عن طلحة، عن أمِّ الدرداء، عن أبي الدرداء مرفوعاً. =

ص: 539

27559 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ صَفْوَانَ (1) بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ - وَكَانَتْ تَحْتَهُ الدَّرْدَاءُ (2) - فَأَتَاهُمْ فَوَجَدَ أُمَّ الدَّرْدَاءِ، فَقَالَتْ لَهُ: أَتُرِيدُ الْحَجَّ الْعَامَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، قَالَتْ: فَادْعُ لَنَا بِخَيْرٍ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" إِنَّ دَعْوَةَ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ مُسْتَجَابَةٌ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِهِ، كُلَّمَا دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ، قَالَ: آمِينَ، وَلَكَ بِمِثْلٍ ".

قَالَ: فَخَرَجْتُ إِلَى السُّوقِ، فَلَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَحَدَّثَنِي عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِ ذَلِكَ (3).

= ورواه حُميد الطويل -فيما أخرجه ابن أبي شيبة 10/ 198 - عن طلحة، عن أمِّ الدرداء موقوفاً.

وانظر ما بعده.

(1)

قوله: بن صفوان، ليس في (م).

(2)

تصحفت في (ظ 2) و (ق) و (م) إلى قوله: وكانت تحبه أم الدرداء!!

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (21708)، إلا أن الإمام أحمد رواه هناك عن يزيد بن هارون وقرن به يعلى بن عبيد.

ص: 540

‌مِنْ حَدِيثِ أَسْمَاءَ بْنتِ يَزِيدَ

(1)

27560 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. [قَالَ: عَبْدُ اللهِ]: قَالَ أَبِي: وَقُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ.

[وَ] حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ أَسْمَاءَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا تَجْمَعْنَ جُوعًا وَكَذِبًا "(2).

(1) قال السندي: أسماء بنت يزيد بن السكن، أنصارية أوسية، ثم أشهلية. قيل: هي بنت عم معاذ بن جبل، وكانت تكنى أم سلمة، وكان يقال لها: خطيبة النساء، شهدت اليرموك، وقتلت يومئذ تسعة من الروم بعمود فسطاطها، وعاشت بعد ذلك دهراً.

(2)

إسناده ضعيف لضعف شَهْر بن حَوْشب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أسماءَ بنتِ يزيدَ بنِ السَّكَن، فقد روى لها البخاري في "الأدب المفرد" وأصحابُ السنن. ابنُ أبي حُسين: هو عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين.

وأخرجه مطولاً الحميدي (367)، والطبراني في "الكبير" 24/ (434) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني 24/ (435) من طريق إبراهيم بن نشيط، عن ابن أبي حسين، به.

وأخرجه كذلك 23/ (63) من طريق محمد بن حسن المخزومي، عن عبد المجيد بن عبد العزيز، عن عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني، عن أبيه، عن أسماء بنت يزيد، به. وإسناده مظلم. محمد بن حسن المخزومي كذبوه، وعثمان بن عطاء ضعيف.

وسيرد بالأرقام (27567) و (27591) و (27598). =

ص: 541

27561 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، سَمِعَ شَهْرًا يَقُولُ: سَمِعْتُ أَسْمَاءَ بِنْتَ يَزِيدَ - إِحْدَى نِسَاءِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ - تَقُولُ: مَرَّ بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ فِي نِسْوَةٍ، فَسَلَّمَ عَلَيْنَا، وَقَالَ:" إِيَّاكُنَّ وَكُفْرَ الْمُنْعَمِينَ ". فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا كُفْرُ الْمُنْعَمِينَ؟ قَالَ:" لَعَلَّ إِحْدَاكُنَّ أَنْ تَطُولَ أَيْمَتُهَا بَيْنَ أَبَوَيْهَا وَتَعْنُسَ، فَيَرْزُقَهَا اللهُ عز وجل زَوْجًا (1)، وَيَرْزُقَهَا مِنْهُ مَالًا وَوَلَدًا، فَتَغْضَبَ الْغَضْبَةَ فَتَقُولُ (2): مَا رَأَيْتُ مِنْهُ يَوْمًا خَيْرًا قَطُّ ". وَقَالَ مَرَّةً: " خَيْرًا قَطُّ "(3).

= وانظر حديث أسماء بنت عميس السالف برقم (27471).

(1)

في (ظ 6) و (ظ 2): زوجها.

(2)

في (م): فراحت تقول.

(3)

حديث حسن، شَهْر، وهو ابنُ حَوْشب -وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات.

سفيان: هو ابن عيينة الهلالي، وابنُ أبي حُسين: هو عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين.

وأخرجه الحميدي في "مسنده"(366)، وابن سعد في "الطبقات" 8/ 10 و 320، وابن أبي شيبة في "مصنفه" 8/ 634 - 635، وأبو داود (5204)، وابن ماجه (3701)، والطبراني في "المعجم الكبير" 24/ (436)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(8900)، وفي "الآداب"(261) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

ورواية الجميع -سوى الطبراني- مختصرة بقصة السلام.

وأخرجه الدارمي (2637) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن ابن أبي حسين، به. =

ص: 542

27562 -

حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي غَنِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ سِرًّا، فَإِنَّ قَتْلَ الْغَيْلِ يُدْرِكُ الْفَارِسَ، فَيُدَعْثِرُهُ عَنْ ظَهْرِ فَرَسِهِ "(1).

= وأخرجه الطبراني 24/ (418) و (426) و (427) من طريقين عن شهر بن حوشب، به.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1048)، والطبراني في "الكبير" 24/ (464)، وفي "مسند الشاميين"(1426)، وتمَّام في "فوائده"(791)(الروض البسام) من طريق محمد بن مهاجر، عن أبيه مهاجر مولى أسماء بنت يزيد، عن أسماء بنت يزيد، به. وهذا إسناد حسن، مهاجر مولى أسماء روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 311، وقال: رواه أحمد، وفيه شَهْر بنُ حَوْشب، وهو ضعيف، وقد وُثّق.

وسيرد برقم (27589).

وفي باب تسليمه صلى الله عليه وسلم على النساء عن جرير بن عبد الله، سلف برقم (19154) وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: "تطول أيمتها"، أي: جلوسها بلا زوج.

"وتعنس": من عنست الجارية، من باب نصر، إذا خرجت من عداد الأبكار، من طول مكثها في منزل أهلها.

(1)

إسناده ضعيف، مُهاجر -وهو ابن أبي مسلم الأنصاري، وإن روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "ثقاته"- قد انفردَ به، ومثلُه لا يُحتمل تفرُّده، ثم أنه معارَضٌ بحديث صحيح، كما سيأتي في التخريج، وبقية رجال الإسناد ثقات. ابن أبي غَنِيَّة: هو عبد الملك بن حميد. =

ص: 543

27563 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ - يَعْنِي الْأَوْدِيَّ - عَنْ شَهْرٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأُبَايِعَهُ،

= وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ " 2/ 447، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3352)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 46، وفي "شرح مشكل الآثار"(3659)، وابن حبان (5984)، والطبراني في "الكبير" 24/ (463)، وفي "مسند الشاميين"(1425)، وتمام في "فوائده"(795)(الروض البسام) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد. جاء في مطبوع "شرح مشكل الآثار": حدثنا ابن أبي غنية عن عبد الملك، ولفظ (عن) مقحم، والصواب حذفه.

وأخرجه أبو داود (3881)، وابن أبي عاصم (3351)، والبيهقي في "السنن" 7/ 464، وفي "السنن الصغير"(2876) من طريقين عن محمد بن مهاجر، به.

وأخرجه ابن ماجه (2012)، وابن أبي عاصم (3350)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 46، وفي "شرح مشكل الآثار"(3658)، والطبراني في "الكبير" 24/ (462)، وفي "مسند الشاميين"(1430) من طريق عمرو بن مهاجر، عن أبيه مهاجر، به.

وسيرد برقمي (27585) و (27590).

ويعارضه حديث جدامة بنت وهب، السالف برقم (27034)، وهو عند مسلم (1442)، ولفظه:"لقد هممتُ أن أنهى عن الغِيلة حتى ذكرتُ أن فارس والروم يصنعون ذلك، فلا يضرُّ أولادهم".

قال السندي: قوله: "فإن قتل الغيل"، بفتح فسكون: جماع المرضعة، وإضافة الغَيْل إليه، من إضافة المصدر إلى فاعله، أي: إن الغيل يقتل الرضيع، ولا يظهر ذلك القتل في أول الأمر، إلا أنه يظهر بعد أن يصير الرضيع رجلاً فارساً، فيصيبه ذلك القتل فيسقط عن فرسه ويموت.

ص: 544

فَدَنَوْتُ وَعَلَيَّ سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ، فَبَصُرَ بِبَصِيصِهِمَا (1)، فَقَالَ:" أَلْقِي السِّوَارَيْنِ يَا أَسْمَاءُ، أَمَا تَخَافِينَ أَنْ يُسَوِّرَكِ اللهُ بِأَسَاوِرَ (2) مِنْ نَارٍ؟ " قَالَتْ: فَأَلْقَيْتُهُمَا، فَمَا أَدْرِي مَنْ أَخَذَهُمَا (3).

(1) في (ق): بصيصهما.

(2)

في (م): بسوار.

(3)

إسناده ضعيف لضعف داود -وهو ابن يزيد الأودي- وشهرِ بنِ حوْشب.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 2/ 76 من طريق خلَّاد بن يحيى، عن داود الأودي، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطوَّلاً الطبراني في "الكبير" 24/ (459) فمن طريق إبراهيم بن عبد الرحمن الشيباني، عن شَهْر بنِ حَوْشب، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 148، وقال: رواه أبو داود باختصار، ثم قال: رواه أحمد، وفيه شهر بن حوشب، وهو ضعيف يكتب حديثه، وداود الأودي وثّقه ابن معين في رواية وضعّفه في أخرى.

قلنا: لعل رواية أبي داود التي أشار إليها الهيثمي هي ما أخرجه في "سننه" برقم (4238)، وقد ذكرت في تخريج الرواية (27577).

وسيرد بالأرقام (27572) و (27578) و (27602) و (27604) و (27614)، وبعض هذه الروايات مطوَّل.

وفي الباب عن أخت حُذَيْفة بنِ اليمان، سلف برقم (27011)، وإسناده ضعيف.

وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أُحِلَّ الذَّهَبُ والحريرُ لإناث أُمَّتي، وحُرِّم على ذكورها"، وذكرنا شواهده في مسند أبي موسى الأشعري عند الرواية (19502) و (19503)

قال السندي: قولها: ببصيصهما، أي: بلمعانهما.

ص: 545

27564 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ - يَعْنِى ابْنَ يَزِيدَ الْأَوْدِيَّ - عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَصْلُحُ مِنَ الذَّهَبِ شَيْءٌ، وَلَا خَرْبَصِيصَةُ (1) "(2).

27565 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ (3).

• 27566 - [حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ]، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ (4)، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ

(1) في (ظ 2) و (ق) و (م): بصيصه، والمثبت من (ظ 6)، وهو الصواب، وقد شرحنا هذه اللفظة في الرواية الآتية برقم (27602).

(2)

إسناده ضعيف كسابقه، وانظر (27577).

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شَهْرِ بنِ حَوْشب، وبقية رجال الإسناد ثقات. عبد الحميد: هو ابن بهرام الفزاري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 17 - وعنه ابن ماجه (2438) - عن وكيع، بهذا الإسناد. ولفظه: توفِّي ودرعُه مرهونة عند يهودي بطعام.

وسيرد برقمي (27565) و (27587).

وله شاهد من حديث ابن عباس، سلف برقم (2109)، وإسناده صحيح.

وآخر من حديث عائشة عند البخاري (2916)، وسلف (25998).

وذكرنا تتمة شواهده في حديث أنس بن مالك السالف برقم (11993).

(4)

وقع في (ظ 2) و (ق) و (م): حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا محمد بن بكار، بزيادة:"حدثني أبي" وهو خطأ، فالحديث من زيادات عبد الله، والمثبت من (ظ 6) و"أطراف المسند" 8/ 391.

ص: 546

بِنْتِ يَزِيدَ، مِثْلَهُ (1).

27567 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: أَتَانَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأُتِيَ بِلَبَنٍ، فَقَالَ:" أَتَشْرَبْنَ (2)؟ " قُلْنَا لَا نَشْتَهِيهِ، فَقَالَ:" لَا تَجْمَعْنَ كَذِبًا وَجُوعًا "(3).

27568 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهِ، فَقَالَ: " إِذَا كَانَ قَبْلَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ بِثَلَاثِ سِنِينَ، حَبَسَتِ السَّمَاءُ ثُلُثَ قَطْرِهَا، وَحَبَسَتِ الْأَرْضُ ثُلُثَ نَبَاتِهَا، فَإِذَا كَانَتِ السَّنَةُ الثَّانِيَةُ، حَبَسَتِ السَّمَاءُ ثُلُثَيْ قَطْرِهَا، وَحَبَسَتِ الْأَرْضُ ثُلُثَيْ نَبَاتِهَا، فَإِذَا كَانَتِ السَّنَةُ الثَّالِثَةُ، حَبَسَتِ السَّمَاءُ قَطْرَهَا كُلَّهُ، وَحَبَسَتِ الْأَرْضُ نَبَاتَهَا كُلَّهُ، فَلَا يَبْقَى ذُو خُفٍّ، وَلَا ظِلْفٍ، إِلَّا

(1) صحيح لغيره، وإسناده ضعيف كسابقه. محمد بن بكَّار: هو ابن الريَّان الهاشمي.

(2)

في (م): أتشربين، قلن. وفي (ظ 6): اشربن، فقلنا.

(3)

إسناده ضعيف لضعف شَهْر بنِ حَوْشَب، وبقية رجاله ثقات.

وأخرجه ابن ماجه (3298) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (27560).

ص: 547

هَلَكَ، فَيَقُولُ: الدَّجَّالُ لِلرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ: أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ إِبِلَكَ ضِخَامًا ضُرُوعُهَا، عِظَامًا أَسْنِمَتُهَا، أَتَعْلَمُ أَنِّي رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَتَمَثَّلُ لَهُ الشَّيَاطِينُ عَلَى صُورَةٍ فَيَتَّبِعُهُ، وَيَقُولُ لِلرَّجُلِ: أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ أَبَاكَ وَابْنَكَ (1)، وَمَنْ تَعْرِفُ مِنْ أَهْلِكَ، أَتَعْلَمُ أَنِّي رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَتَمْثُلُ (2) لَهُ الشَّيَاطِينُ عَلَى صُوَرِهِمْ (3) فَيَتَّبِعُهُ " ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَبَكَى أَهْلُ الْبَيْتِ، ثُمَّ رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَبْكِي، فَقَالَ: " مَا يُبْكِيكُمْ؟ " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا ذَكَرْتَ مِنَ الدَّجَّالِ، فَوَاللهِ إِنَّ أَمَةَ أَهْلِي لَتَعْجِنُ عَجِينَهَا، فَمَا تَبْلُغُ حَتَّى تَكَادَ تَتَفَتَّتُ (4) مِنَ الْجُوعِ، فَكَيْفَ نَصْنَعُ يَوْمَئِذٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَكْفِي الْمُؤْمِنِينَ مِنِ (5) الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ يَوْمَئِذٍ التَّكْبِيرُ وَالتَّسْبِيحُ وَالتَّحْمِيدُ ". ثُمَّ قَالَ: " لَا تَبْكُوا، فَإِنْ يَخْرُجِ الدَّجَّالُ وَأَنَا فِيكُمْ، فَأَنَا حَجِيجُهُ، وَإِنْ يَخْرُجْ بَعْدِي، فَاللهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ " (6).

(1) في (ظ 6): وأمك.

(2)

في (ق) و (م): فيمثل، وفي (ظ 2): فيتمثل.

(3)

في (ق): على صور.

(4)

في (م): تفتت.

(5)

في (م): عن.

(6)

قوله: "إنْ يخرج الدجال وأنا فيكم، فأنا حجيجُه " صحيحٌ لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ، وبقية رجال الإسناد ثقات. =

ص: 548

27569 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ: {إِنَّهُ عَمِلَ غَيْرَ صَالِحٍ} [هود: 46]. وَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ: " يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، وَلَا يُبَالِي (1)، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "(2).

= وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (407) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1633)، والطبراني 24/ (405) و (406) و (408)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 504 - 505 و 505 من طرق عن قتادة، به. وعند الخطيب: أسماء بنت كثير بن المنذر، وهي نفسها أسماء بنت يزيد بن السَّكَن.

وأخرجه الحميدي (365)، والطبراني 24/ (405) و (412) و (438) و (439)، والخطيب 1/ 505 من طرق عن شهر بن حوشب، به.

وسيرد برقمي (27579)(27580).

وقوله: "إنْ يخرج الدجال وأنا فيكم فأنا حجيجه" له شاهد من حديث النواس بن سمعان، سلف برقم (17629)، وحديث عائشة سلف برقم (24467).

(1)

قوله: "ولا يبالي " ليس في (ظ 2).

(2)

الشطر الأول محتمل للتحسين بشاهده، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في مسند أم سلمة عند الرواية (26518).

وأخرجه أبو عمر الدُّوري في "قراءات النبي"(60) و (98)، والحاكم 2/ 249 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. واقتصر الحاكم على شطره الثاني، وقال: هذا حديث غريب عال، ولم أنكر في كتابي هذا عن شهر غير هذا الحديث الواحد. =

ص: 549

27570 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ يَقُولُ: " أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا (1) مَا يَحْمِلُكُمْ عَلَى أَنْ تَتَايَعُوا فِي الْكَذِبِ، كَمَا يَتَتَايَعُ الْفَرَاشُ فِي النَّارِ؟ كُلُّ الْكَذِبِ يُكْتَبُ عَلَى ابْنِ آدَمَ إِلَّا ثَلَاثَ خِصَالٍ: رَجُلٌ (2) كَذَبَ امْرَأَتَهُ (3) لِيُرْضِيَهَا، أَوْ رَجُلٌ (4) كَذَبَ فِي خَدِيعَةِ حَرْبٍ، أَوْ رَجُلٌ (5) كَذَبَ بَيْنَ امْرَأَيْنِ

= وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 311، والطيالسي (1631)، وحفص الدوري في "قراءات النبي"(61)، وأبو داود (3982) من طرق عن حماد بن سلمة، به. مختصراً بشطره الأول.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(1577)، والترمذي (3237)، والطبراني في "الكبير" 24/ (411) من طرق عن حماد بن سلمة، به مختصراً بشطره الثاني، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث ثابت، عن شهر بن حوشب. قال: وشهر بن حوشب يروي عن أم سلمة الأنصارية، وهي أسماء بنت يزيد.

وسيأتي بتمامه برقم (27606)، وبشطره الأول برقم (27595)، وبشطره الثاني برقمي (27596) و (27613).

وسلف شطره الأول في مسند أم سلمة برقم (26518) من طريق هارون النحوي، عن ثابت البناني، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة به.

(1)

في (ظ 6): يا أيها الناس.

(2)

في (ظ 6): إلا رجل.

(3)

في (م): كذب على امرأته.

(4)

في (ظ 6) و (ق): ورجل.

(5)

في (ق): ورجل.

ص: 550

مُسْلِمَيْنِ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمَا " (1).

(1) إسناده ضعيف لضعف شَهْر بنِ حَوْشب. وقد اختُلف عليه فيه:

فرواه عبد الله بن عثمان بن خُثيم، واختلف عليه فيه:

فرواه داود بنُ عبد الرحمن العطَّار كما في هذه الرواية، وكما عند ابن أبي الدنيا في "الصَّمت"(499)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(161)، والطبراني في "الكبير" 24/ (422)، وأبي نُعيم في "الحلية" 9/ 22، وسفيانُ الثوري كما سيرد برقمي (27597) و (27608)، وعبدُ الرحمن بنُ سليمان الرازي فيما أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند علي)(210)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2915)، ويحيى بنُ سُليم فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (419)، وزهيرُ بنُ معاوية فيما أخرجه الطبراني 24/ (421)، والفضل بنُ العلاء فيما أخرجه البغوي في "شرح السنة"(3540)، ستتُهم عن عبد الله بن عثمان بن خُثيم، بهذا الإسناد.

ورواه محمد بنُ أبي كثير الثقفي الصنعاني، عن عبد الله بن واقد -فيما أخرجه الطبري (205)، والطحاوي (2914) - عن عبد الله بن عثمان بن خُثيم، فقال: عن أبي الطُّفيل، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.

ورواه داود بنُ أبي هند، عن شَهْر بنِ حَوْشب، واختلف عليه فيه:

فرواه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة فيما أخرجه الترمذي (1939)، وعبَّاد بن العوام فيما أخرجه ابنُ أبي الدنيا في "الصمت"(502)، ومعتمر بنُ سُليمان فيما أخرجه الطبري (207)، وعبد الأعلى بنُ عبد الأعلى السامي فيما أخرجه الطبري (208)، أربعتُهم عن داود بن أبي هند، عن شَهْرِ بنِ حَوْشب، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

ورواه مسلمة بن علقمة -فيما أخرجه الطبري (206)، والخرائطي (162)، وابنُ السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة"(612)، والبيهقي في "شُعب الإيمان"(11097) - عن داود بن أبي هند، عن شَهْر بنِ حَوْشَب، عن الزِّبْرقان، عن النَّواس بن سِمْعان، مرفوعاً. =

ص: 551

27571 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَمْكُثُ الدَّجَّالُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، السَّنَةُ كَالشَّهْرِ، وَالشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ، وَالْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ، وَالْيَوْمُ كَاضْطِرَامِ السَّعْفَةِ فِي النَّارِ "(1).

= ورواه أبو عاصم (غير مسمى)، فيما أخرجه الطبري (211)، عن داود بن أبي هند، عن شَهْر بنِ حَوْشب، عن أبي هريرة، مرفوعاً.

وفي الباب عن أمِّ كُلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، سلف برقم (27271)، وفيه أن الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم هو:"ليس الكذاب الذي يُصلح بين الناس، فيَنْمي خيراً، أو يقولُ خيراً".

وقوله: تتايعوا: قال ابن الأثير في "النهاية": التتايع: الوقوع في الشرّ من غير فكرة ولا رويَّة، والمتابعة عليه، ولا يكون في الخير.

(1)

إسناده ضعيف لضعف شَهْرِ بن حَوْشَب، وبقية رجاله ثقات غير ابن خُثيم -وهو عبد الله بن عثمان بن خثيم- فمختلف فيه، حسن الحديث.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20822)، وأخرجه من طريقه عبد بن حميد (1582)، والبغوي في "شرح السنة"(4264).

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (430) من طريق يحيى بن سليم، عن عبد الله بن عثمان بن خُثيم، به، مطولاً. ويحيى بنُ سليم سيئ الحفظ.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 347 مطولاً، ونسبه إلى الطبراني، وأعلَّه بشهر، وقال: ولا يحتمل مخالفته للأحاديث الصحيحة أنه يلبث في الأرض أربعين يوماً، وفي هذا أربعين سنة.

وسيكرر برقم (27600) سنداً ومتناً. =

ص: 552

27572 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ - وهُوَ ابْنُ الْقَاسِمِ - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَمَعَ نِسَاءَ الْمُسْلِمِينَ لِلْبَيْعَةِ (1)، فَقَالَتْ لَهُ أَسْمَاءُ: أَلَا تَحْسُرُ لَنَا عَنْ يَدِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي لَسْتُ أُصَافِحُ النِّسَاءَ، وَلَكِنْ آخُذُ عَلَيْهِنَّ ". وَفِي النِّسَاءِ خَالَةٌ لَهَا، عَلَيْهَا قُلْبَانِ مِنْ ذَهَبٍ، وَخَوَاتِيمُ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا هَذِهِ، هَلْ يَسُرُّكِ (2) أَنْ يُحَلِّيَكِ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ سِوَارَيْنِ وَخَوَاتِيمَ؟! " فَقَالَتْ: أَعُوذُ بِاللهِ يَا نَبِيَّ اللهِ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا خَالَةُ (3)، اطْرَحِي مَا عَلَيْكِ، فَطَرَحَتْهُ. فَحَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ: وَاللهِ يَا بُنَيَّ لَقَدْ طَرَحَتْهُ، فَمَا أَدْرِي مَنْ لَقَطَهُ مِنْ مَكَانِهِ؟ وَلَا الْتَفَتَ مِنَّا أَحَدٌ إِلَيْهِ. قَالَتْ أَسْمَاءُ: فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّ إِحْدَاهُنَّ تَصْلَفُ عِنْدَ زَوْجِهَا، إِذَا لَمْ تَمْلُحْ لَهُ، أَوْ تَحَلَّى لَهُ، قَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا عَلَى إِحْدَاكُنَّ أَنْ تَتَّخِذَ قُرْطَيْنِ مِنْ فِضَّةٍ، وَتَتَّخِذَ لَهَا (4)

= وسلف نحوه من حديث جابر بن عبد الله برقم (14954)، وفيه:"يخرج الدجال في خفقةٍ من الدين، وإدبار من العلم، فله أربعون ليلة يسيحها في الأرض، اليوم منها كالسنة، واليوم منها كالشهر، واليوم منها كالجمعة، ثم سائر أيامه كأيامكم هذه ". وفي إسناده أبو الزُّبير وقد عنعنه.

(1)

في (ظ 6): بالبيعة، وفي (ظ 2): لبيعة.

(2)

في (ظ 2) و (ق): أيسرك.

(3)

في (م): يا خالتي.

(4)

في (ظ 6): خرصين من فضة وتتخذ لهما.

ص: 553

جُمَانَتَيْنِ مِنْ فِضَّةٍ، فَتُدْرِجَهُ بَيْنَ أَنَامِلِهَا بِشَيْءٍ مِنْ زَعْفَرَانٍ، فَإِذَا هُوَ كَالذَّهَبِ يَبْرُقُ " (1).

27573 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: إِنَّ مَعْمَرًا شَرِبَ مِنَ الْعِلْمِ بِأَنْقُعَ (2). [قَالَ عَبْدُ اللهِ:] قَالَ أَبِي: وَمَاتَ مَعْمَرٌ وَلَهُ ثَمَانٍ

(1) قوله: "إني لستُ أُصافحُ النِّساء" صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شَهْرِ بنِ حَوْشب. عبدُ الحميد: هو ابنُ بَهْرام الفزاري.

وأخرجه بنحوه مطولاً ومختصراً ابن سعد 8/ 6، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/ 128، والطبراني في "الكبير" 24/ (417) و (437) و (451) و (455) و (456) و (457)، وأبو نُعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 293 من طرق عن شَهْر بن حَوْشب، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 148 - 149، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه شهر بن حوشب، وهو ضعيف يكتب حديثه.

وسيرد مختصراً برقم (27594) بلفظ: "إني لستُ أُصافح النساء" وسنذكر شواهده هناك.

وانظر: (27563) و (27577).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9677)، وإسناده ضعيف.

قال السندي: قوله: "ولكن آخذ عليهن"، أي: العهد والميثاق بالكلام.

"تصلَف" ضبط كتسمع، أي: تنحط رتبة.

"جمانتين" الجمان: حَبٌّ يتخذ من الفضة أمثال اللؤلؤ.

"فتدرجه" أي: فتدخل ذلك المتخذ للأنامل من الجمان مثلاً.

"بشيء من زعفران" أي: مصبوغاً بشيء.

(2)

في (ظ 6): فأنفع، وفي (م): بأنفع، وكلاهما خطأ.

ص: 554

وَخَمْسُونَ سَنَةً (1)(2).

(1) قوله: سنة، ليس في (ظ 6).

(2)

خبر صحيح، عبد الرزاق -وهو ابن همَّام الصنعاني- لم يسمع هذا الخبر من ابن جُريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- بينهما رباح بن زيد، كما سيرد في التخريج، ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ مدينة دمشق" 17/ ورقة 34 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه كذلك من طريق الإمام أحمد، عن عبد الرزاق قال: سأل رباح ابنَ جريج عن شيءٍ من التفسير، فقال: إنَّ معمراً .... فذكره.

وأخرجه ابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 256، وابنُ عساكر 17/ 24 - 35 من طريق محمد بن حماد الطهراني، وابن عساكر 17/ 34 من طريق أبي بكر بن عبد الملك، كلاهما عن عبد الرزاق قال: أخبرنا رباح، قال: سألتُ ابنَ جريج عن شيء من التفسير، فأجابني، فقلتُ له: إن معمراً قال كذا وكذا، قال: إن معمراً شرب من العلم

قلنا: ورباح -وهو ابن زيد- ثقة.

وأخرجه ابن عساكر 17/ 34 من طريق أحمد بن شبويه، عن عبد الرزاق، قال: قال رجل لابن جريج حدثنا

فذكره.

وأخرجه ابن عساكر كذلك من طريق هشام بن يوسف، قال: لقيتُ ابن جُرَيْج بمكة، فقال لي: كيف معمر؟ قلت: صالح، فقال: ذاك شربَ

قال السندي: قوله: شرب من العلم بأنقُع، أي: أنه ركب في طلب الحديث كلَّ حَزْن، وكتب من كل وجه، وهذا مَثَلٌ يُضرب لمن جرَّب الأمور ومارَسَها، وقيل: لمن يعاود الأمور المكروهة. وأنقعُ، جمع قلة لِنَقْع، وهو الماءُ الناقع، والأرضُ التي يجتمع فيها الماء، وأصله أن الطائر الحَذِر لا يَرِدُ المشارع، ولكنه يأتي المناقع ليشرب منها، وكذلك الرجل الحذر لا يتقحَّم الأمور، وقيل: هو أن الدليل إذا عرف المياه في الفَلَوات، حَذِقَ سلوك الطريق التي تؤدي إليها، أي: فالدليل يترك المشارع خوفاً من أن يكون عليها عدوّ، ويختار المناقع، والله أعلم.

ص: 555

27574 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الْخَيْلُ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ مَعْقُودٌ أَبَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَمَنْ رَبَطَهَا عُدَّةً فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَنْفَقَ عَلَيْهَا احْتِسَابًا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَإِنَّ شِبَعَهَا وَجُوعَهَا وَرِيَّهَا وَظَمَأَهَا وَأَرْوَاثَهَا وَأَبْوَالَهَا فَلَاحٌ فِي مَوَازِينِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ رَبَطَهَا رِيَاءً وَسُمْعَةً، وَفَرَحًا وَمَرَحًا، فَإِنَّ شِبَعَهَا وَجُوعَهَا، وَرِيَّهَا وَظَمَأَهَا (1)، وَأَرْوَاثَهَا، وَأَبْوَالَهَا خُسْرَانٌ فِي مَوَازِينِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(2).

(1) قوله: وظمأها، ليس في (ظ 6).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ ضعيف لضعف شَهْر بن حَوْشب، وبقية رجاله ثقات. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.

وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 11/ 59 من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 481، وعبد بن حميد (1583)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 43 من طرق عن عبد الحميد بن بَهْرام، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 261، وقال: رواه أحمد، وفيه شهر بن حوشب، وهو ضعيف.

وسيرد مختصراً برقم (27593).

وقوله: "الخيل في نواصيها الخير معقود أبداً إلى يوم القيامة"، له شاهد من حديث ابن عمر، سلف بإسناد صحيح برقم (4616)، وذكرنا تتمة شواهده ثمة.

وقوله: "من ربطها عُدَّة

" له شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: =

ص: 556

27575 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ - يَعْنِي شَيْبَانَ - عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: إِنِّي لَآخِذَةٌ بِزِمَامِ الْعَضْبَاءِ - نَاقَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ أُنْزِلَتْ (1) عَلَيْهِ الْمَائِدَةُ كُلُّهَا، فَكَادَتْ مِنْ ثِقَلِهَا تَدُقُّ بِعَضُدِ النَّاقَةِ (2).

= "من احتبس فرساً في سبيل الله إيماناً، وتصديقاً بموعوده، كان شِبَعُه وريُّه وبوله وروثه حسناتٍ في ميزانه يوم القيامة"، سلف برقم (8866)، وهو عند البخاري (2853).

وآخر من حديث أبي هريرة كذلك، وفيه: ثم سئل عن الخيل فقال: "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وهي لرجل آجر، ولرجل ستر وجمال، وعلى رجل وزر، أما الذي هي له أجر فرجلٌ يتخذها يُعِدُّها في سبيل الله، فما غَيَّبَتْ في بطونها، فهو له أجر، وإن مرَّت بنهر، فشربت منه، فما غَيّبت في بطونها فهو له أجرٌ، وإن مرت بمرج فما أكلت منه فهو له أجر، وإن استنت له شرفاً فله بكل خطوة تخطوها أجر -حتى ذكر أوراثها وأبوالها- وأما التي هي له ستر وجمال، فرجلٌ يتخذها تكرُّماً وتجمُلاً، ولا ينسى حقَّ بطونها وظهورها في عُسْرها ويُسرها، وأما الذي هي عليه وزر، فرجل يتخذها بذخاً وأشراً، ورياء وبطراً"، سلف برقم (7563)، وإسناده صحيح كذلك.

(1)

في (ظ 2) و (م) إذا أنزلت.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سليم- وشَهْرِ بنِ حَوْشب، وبقية رجاله ثقات. أبو النَّضْر: هو الهاشم بنُ القاسم، وشَيْبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (448) من طريق الحسن بن موسى الأشيب، عن شَيْبان، به.

وأخرجه كذلك 24/ (450) من طريق جرير، عن ليث، به. =

ص: 557

27576 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِشَرَابٍ، فَدَارَ عَلَى الْقَوْمِ وَفِيهِمْ رَجُلٌ صَائِمٌ، فَلَمَّا بَلَغَهُ قَالَ لَهُ:" اشْرَبْ ". فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ لَيْسَ يُفْطِرُ - أَوْ: َيَصُومُ الدَّهْرَ - فَقَالَ - يَعْنِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ "(1).

= وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 13، وقال: رواه أحمد والطبراني بنحوه، وفيه شَهْرُ بن حَوْشب، وهو ضعيف، وقد وثّق، قلنا: فاته أن يُعلّه بليث بن أبي سليم.

ونقله ابن كثير في "تفسيره" للآيات الأولى من سورة المائدة.

وسيرد برقم (27592).

وسلف نحوه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6643)، وذكرنا هناك شواهده.

قال السندي: قوله: فكادت، أي: السورة.

(1)

مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سليم- وشهرِ بن حوشب، وبقية رجال الإسناد ثقات. أبو النضر: هو هاشم ابن القاسم، وشَيْبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (453) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد.

وأخرجه كذلك 24/ (452) و (454) من طرق عن ليث بن أبي سليم، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 193، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو ثقة! لكنه مدلس.

وللمرفوع منه شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف بإسناد صحيح برقم (6527)، وذكرتا تتمة شواهده ثمة.

ص: 558

27577 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، عَنْ هِشَامٍ. وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ يَزِيدَ حَدَّثَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَيُّمَا امْرَأَةٍ تَحَلَّتْ قِلَادَةً (1) مِنْ ذَهَبٍ، جُعِلَ فِي عُنُقِهَا مِثْلُهَا مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ جَعَلَتْ فِي أُذُنِهَا خُرْصَةً مِنْ ذَهَبٍ، جُعِلَ فِي أُذُنِهَا مِثْلُهَا مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ:" وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ جَعَلَتْ فِي أُذُنِهَا خُرْصًا، جُعِلَ فِي أُذُنِهَا مِثْلُهُ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(2).

27578 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ السَّرَّاجُ، قَالَ: سَمِعْتُ شَهْرَ بْنَ حَوْشَبٍ يُحَدِّثُ

(1) في (ق): بقلادة.

(2)

إسناده ضعيف، محمود بن عمرو: وهو ابن يزيد بن السكن، لم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وجهَّله ابنُ القطان والذهبي، وقد تفرَّد به. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عامر: هو عبد الملك بن عَمرو العَقَدي، وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وهشام: هو ابنُ أبي عبد الله الدَّسْتُوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 157، وفي "الكبرى"(9439)، والطبراني في "الكبير" 24/ (469) من طريقين عن هشام، به.

وأخرجه البيهقي 4/ 141 من طريق همَّام بن يحيى، عن يحيى بن أبي كثير، به.

وسيرد برقمي (27584) و (27605).

وانظر (27563).

ص: 559

عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، أَنَّهَا كَانَتْ تَحْضُرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَعَ النِّسَاءِ، فَأَبْصَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم امْرَأَةً عَلَيْهَا سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ لَهَا:" أَيَسُرُّكِ أَنْ يُسَوِّرَكِ اللهُ سِوَارَيْنِ مِنْ نَارٍ؟! " قَالَتْ: فَأَخْرَجَتْهُ. قَالَتْ أَسْمَاءُ: فَوَاللهِ مَا أَدْرِي، أَهِيَ نَزَعَتْهُ، أَمْ أَنَا نَزَعْتُهُ؟ (1).

27579 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيَّةِ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي، فَذَكَرَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ:" إِنَّ بَيْنَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ سِنِينَ، سَنَةٌ تُمْسِكُ السَّمَاءُ ثُلُثَ قَطْرِهَا، وَالْأَرْضُ ثُلُثَ نَبَاتِهَا، وَالثَّانِيَةُ تُمْسِكُ السَّمَاءُ ثُلُثَيْ قَطْرِهَا، وَالْأَرْضُ ثُلُثَيْ نَبَاتِهَا، وَالثَّالِثَةُ تُمْسِكُ السَّمَاءُ قَطْرَهَا كُلَّهُ، وَالْأَرْضُ نَبَاتَهَا كُلَّهُ، فَلَا يَبْقَى ذَاتُ ضِرْسٍ، وَلَا ذَاتُ ظِلْفٍ مِنَ الْبَهَائِمِ، إِلَّا هَلَكَتْ، وَإِنَّ أَشَدَّ (2) فِتْنَةٍ: يَأْتِيَ الْأَعْرَابِيَّ فَيَقُولَ: أَرَأَيْتَ إِنْ أَحْيَيْتُ لَكَ إِبِلَكَ، أَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنِّي رَبُّكَ؟ " قَالَ: " فَيَقُولُ بَلَى، فَتَمَثَّلَ الشَّيَاطِينُ لَهُ نَحْوَ إِبِلِهِ، كَأَحْسَنِ

(1) إسناده ضعيف لضعف شَهْر بن حَوْشب. حَفْص السرَّاج: -وهو ابن أبي حفص، من رجال "التعجيل"- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: هو الذي يُقال له: حفص التميمي، وتعقَّبه الحافظ بأن حفصاً التميميَّ راوٍ آخر، وانظر تتمة كلامه ثمة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (415) من طريق شيبان بن فَرُّوخ، عن حفص بن أبي حفص، بهذا الإسناد.

وانظر (27563).

(2)

في (ظ 6): وإنَّ من أشدِّ.

ص: 560

مَا تَكُونُ ضُرُوعُهَا، وَأَعْظَمِهِ أَسْنِمَةً ". قَالَ:" وَيَأْتِي الرَّجُلَ قَدْ مَاتَ أَخُوهُ وَمَاتَ أَبُوهُ فَيَقُولُ: أَرَأَيْتَ إِنْ أَحْيَيْتُ لَكَ أَبَاكَ، وَأَحْيَيْتُ لَكَ أَخَاكَ، أَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنِّي رَبُّكَ؟ " فَيَقُولُ: بَلَى، فَتَمَثَّلَ لَهُ الشَّيَاطِينُ نَحْوَ أَبِيهِ، وَنَحْوَ أَخِيهِ ". قَالَتْ: ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِحَاجَةٍ لَهُ (1)، ثُمَّ رَجَعَ، قَالَتْ: وَالْقَوْمُ فِي اهْتِمَامٍ وَغَمٍّ مِمَّا حَدَّثَهُمْ بِهِ. قَالَتْ: فَأَخَذَ بِلُحْمَتَيِ (2) الْبَابِ، وَقَالَ:" مَهْيَمْ أَسْمَاءُ؟ " قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ خَلَعْتَ أَفْئِدَتَنَا بِذِكْرِ الدَّجَّالِ، قَالَ:" وَإِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا حَيٌّ، فَأَنَا حَجِيجُهُ، وَإِلَّا، فَإِنَّ رَبِّي خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ ". قَالَتْ أَسْمَاءُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا وَاللهِ لَنَعْجِنُ عَجِينَتَنَا (3)، فَمَا نَخْتَبِزُهَا حَتَّى نَجُوعَ، فَكَيْفَ بِالْمُؤْمِنِينَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ:" يَجْزِيهِمْ مَا يَجْزِي أَهْلَ السَّمَاءِ مِنَ التَّسْبِيحِ وَالتَّقْدِيسِ "(4).

(1) لفظة "له" ليست في (م).

(2)

كذا في (ظ 6) و (هـ) وعند عبد الرزاق -ومن طريقه البغوي-: بلحمتي. وفي (م): بلجمتي، وفي (ظ 2) و (ق): بلحمي. والذي ذكره ابن الأثير في "النهاية": فأخذ بلَجَفَتي الباب

وقال: لَجَفَتا الباب: عِضادتاه، وجانباه، من قولهم لجوانب البئر: ألجاف، جمع لَجَف، ويُروى بالباء، وهو وهم. وقال في "القاموس": لجيفتا الباب: جَنْبَتَاه.

(3)

في (ظ 6) و (ق): عجيننا، وهي نسخة في (ظ 2).

(4)

قوله: "إنْ يخرج الدَّجَّال وأنا حيٌّ، فأنا حجيجُه": صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شَهْر بن حوشب، وبقية رجاله ثقات.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(20821)، وأخرجه من طريقه الطبراني =

ص: 561

27580 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَهْرٌ، قَالَ: وَحَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَلَسَ مَجْلِسًا مَرَّةً يُحَدِّثُهُمْ عَنْ أَعْوَرِ الدَّجَّالِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَزَادَ فِيهِ: فَقَالَ: " مَهْيَمْ " وَكَانَتْ كَلِمَةُ مِنْ (1) رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَأَلَ عَنْ شَيْءٍ؟ يَقُولُ: " مَهْيَمْ " وَزَادَ فِيهِ: " فَمَنْ حَضَرَ مَجْلِسِي وَسَمِعَ قَوْلِي، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عز وجل صَحِيحٌ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَأَنَّ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ، مَمْسُوحُ الْعَيْنِ، بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ كَافِرٌ، يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٍ وَغَيْرِ كَاتِبٍ "(2).

= في "الكبير" 24/ (404)، والبغوي في "شرح السنة"(4263).

وسلف برقم (27568).

وانظر ما بعده.

قوله: "مَهْيَمْ" أي: ما أمْرُكُم وشأنُكم، وهي كلمة يمانية، كذا في "النهاية".

(1)

قوله: من، ليس في (م).

(2)

إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وبقية رجاله ثقات، عبد الحميد: هو ابن بهرام.

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 132، والطبراني في "الكبير" 24/ (446)، والحارث في "مسنده"(783)(زوائد) من طرق عن عبد الحميد بن بهرام، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

وقوله: "إنَّ اللهَ ليس بأعور، وإن الدجال أعور" له شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص، وابن عمر، وأنس بن مالك، وعائشة، سلفت أحاديثهم على التوالي بالأرقام (1526) و (4804) و (12004) و (24467). =

ص: 562

27581 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ - عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ امْرَأَةٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ - يُقَالُ لَهَا: أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ سَكَنٍ - قَالَتْ: لَمَّا تُوُفِّيَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، صَاحَتْ أُمُّهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَلَا يَرْقَأُ دَمْعُكِ وَيَذْهَبُ حُزْنُكِ؟ فَإِنَّ ابْنَكِ أَوَّلُ مَنْ ضَحِكَ اللهُ لَهُ، وَاهْتَزَّ لَهُ الْعَرْشُ "(1).

= وقوله: "ممسوح العين " له شاهد من حديث أنس بن مالك، سلف برقم (13206).

وقوله: "بين عينيه مكتوبٌ كافر، يقرؤه كلُّ مؤمن كاتب وغير كاتب" له شاهد من حديث أنس بن مالك، سلف برقم (13385)، وحذيفة بن اليمان، سلف برقم (23279).

(1)

إسناده ضعيف، إسحاق بن راشد، هكذا هو غير منسوب، ترجم له الحافظ في "التهذيب" تمييزاً، ولم يُذكر في الرواة عنه سوى إسماعيل بن أبي خالد، ولم يُوثر توثيقُه عن غير ابن حبان، وقال ابن خزيمة في "التوحيد" ص 237 عقب هذا الحديث: لست أعرف إسحاقَ بن راشد هذا، ولا أظنه الجزري أخو (كذا) النعمان بن راشد، وقال الحافظ: هو أقدم طبقة من الجزري. قلنا: وبقية رجال الإسناد ثقات.

وهو عند أحمد في "فضائل الصحابة"(1500).

وأخرجه ابن سعد 3/ 434، وابن أبي شيبة 12/ 143 و 14/ 119 و 415، وابن أبي عاصم في "السنة"(559)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 237، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4170)، والطبراني في "الكبير"(5344)، و 24/ (467)، والحاكم 3/ 206 من طريق يزيد بن هارون، به.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/ 309، وقال: رجاله رجال الصحيح! =

ص: 563

27582 -

حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الْعَجْلَانِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْعَقِيقَةُ عَنِ الْغُلَامِ (1) شَاتَانِ مُكَافَأَتَانِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ "(2).

27583 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ السَّرَّاجُ، قَالَ: سَمِعْتُ شَهْرًا يَقُولُ: حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ قُعُودٌ عِنْدَهُ، فَقَالَ:" لَعَلَّ رَجُلًا يَقُولُ مَا يَفْعَلُ بِأَهْلِهِ، وَلَعَلَّ امْرَأَةً تُخْبِرُ بِمَا فَعَلَتْ مَعَ زَوْجِهَا ". فَأَرَمَّ الْقَوْمُ " فَقُلْتُ: إِي وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُنَّ لَيَقُلْنَ، وَإِنَّهُمْ لَيَفْعَلُونَ،

= واهتزاز العرش لموت سعد بن معاذ ثبت من حديث غير واحد من الصحابة سردناهم في مسند أبي سعيد الخدري عند الرواية (11184).

(1)

في (ظ 2) و (ق): العقيقة حق عن الغلام.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن أن لبت سماع مجاهد من أسماء بنت يزيد، فإنهم لم يذكروا له سماعاً منها. وإسماعيل بن عيّاش صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذه منها. وبقية رجال الإسناد ثقات.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3353)، والطبراني في "الكبير" 24/ (461) من طريقين عن إسماعيل بن عياش، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 57، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجاله محتجٌّ بهم.

وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6737)، وذكرنا تتمة شواهده هناك.

ص: 564

قَالَ: " فَلَا تَفْعَلُوا فَإِنَّمَا مِثْلُ (1) ذَلِكَ مِثْلُ الشَّيْطَانُ (2)، لَقِيَ شَيْطَانَةً فِي طَرِيقٍ، فَغَشِيَهَا وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ "(3).

27584 -

حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ. وَعَبْدُ الْوَهَّابِ (4)، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عَمْرٍو

(1) قوله: مثل، ليس في (م).

(2)

في (ظ 6): شيطان.

(3)

إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب. وحفص السَّرَّاج -وهو ابن أبي حَفْص- من رجال "التعجيل"، روى عنه جمع، وذكره ابن حِبَّان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات. عبد الصمد: هو ابنُ عبد الوارث العنبري.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (414) من طريق ثَوْبان بن فَرُّوخ، عن حفص، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 294، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه شهر بن حوشب، وحديثه حسن، وفيه ضعف.

وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (10977)، وفي إسناده رجل مجهول.

وفي باب النهي عن إفشاء سرِّ الجماع عن أبي سعيد الخدري. سلف برقم (11655)، ولفظه:"إن مِن أعظمِ الأمانة عند الله يوم القيامة الرجل يُفضي إلى امرأته، وتُفضي إليه، ثم ينشرُ سِرَّها" وفي إسناده عمر بن حمزة العمري، قال أحمد: أحاديثه مناكير، وقد سلف تتمة الكلام عليه ثمة.

قال السندي: قوله: "فإنما مثل ذلك" أي: إظهار ما جرى بين الإنسان وأهله بالقول، كإظهاره بالفعل، والثاني لا يجيء إلا من مثل الشيطان، فالأول كذلك، والله أعلم.

(4)

في (ظ 2) و (ق) و (م): عبد الوارث، والمثبت من (ظ 6) و"أطراف المسند" 8/ 389.

ص: 565

أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ يَزِيدَ حَدَّثَتْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ تَحَلَّتْ قِلَادَةً مِنْ ذَهَبٍ، جُعِلَ فِي عُنُقِهَا مِثْلُهَا مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ جَعَلَتْ فِي أُذُنِهَا خُرْصًا مِنْ ذَهَبٍ، جُعِلَ فِي أُذُنِهَا مِثْلُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1).

27585 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ - يَعْنِى ابْنَ صَالِحٍ - عَنِ الْمُهَاجِرِ مَوْلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيَّةِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَسْمَاءَ بِنْتَ يَزِيدَ تَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ سِرًّا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيُدْرِكُ الْفَارِسَ، فَيُدَعْثِرُهُ ". قَالَ (2): قُلْتُ: مَا تَعْنِي؟ (3) قَالَ: الْغِيلَةُ، يَأْتِي الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ وَهِيَ تُرْضِعُ (4).

• 27586 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ، وَذَكَرَ الْجَهْمِيَّةَ، فَقَالَ:

(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (27577)، غير أن شيخي أحمد هنا هما أزهر بن القاسم وعبد الوهّاب بن عطاء الخفّاف.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4814) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، بهذا الإسناد.

(2)

في (م): قالت، وهو خطأ.

(3)

في (ظ 2) و (ق) و (م): يعني، والمثبت من (ظ 6).

(4)

إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (27562).

وأخرجه ابن سعد 7/ 462 عن محمد بن عمر الواقدي، عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد.

وسلف نحوه برقم (27562).

ص: 566

إِنَّمَا يُحَاوِلُونَ أَنْ لَيْسَ فِي السَّمَاءِ شَيْءٌ (1).

27587 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تُوُفِّيَ يَوْمَ تُوُفِّيَ، وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ بِوَسْقٍ مِنْ شَعِيرٍ (2).

(1) هذا أثر صحيح إلى حماد بن زيد، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عليِّ بن مسلم -وهو الطوسي- فمن رجال البخاري، وعبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وكلاهما ثقة، وهذا الأثر من زيادات عبد الله على المسند.

وهو في زيادات عبد الله على أبيه في "السنَّة"(40).

وهو في "السنة" لعبد الله بن أحمد (40) عن أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن سليمان بن حرب، به. ومن هذا الطريق أخرجه أبو نُعيم في "الحلية" 6/ 258.

وأخرجه أبو نعيم 6/ 258 من طريق عباس بن الفضل الأسفاطي، عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن أيوب السختياني.

وأخرج عبد الله في "السنة"(65) بإسناده إلى عباد بن عوام، قال: كلمت بِشْراً المرِّيسي وأصحاب بشر، فرأيت آخر كلامهم ينتهي أن يقولوا: ليس في السماء شيء.

(2)

صحيح لغيره دون قوله: "بِوَسْقٍ من شعير"، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وبقية رجال الإسناد ثقات.

وأخرجه ابن سعد 1/ 488، والطبراني في "الكبير" 24/ (444)، وابنُ عديّ في "الكامل" 4/ 1356، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 263 من طرق عن عبد الحميد بن بهرام، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (460) من طريق أبي طاهر، عن شهر بن حوشب، به. =

ص: 567

27588 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَهْرٌ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ: أَنَّ أَبَا ذَرٍّ الْغِفَارِيَّ كَانَ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ خِدْمَتِهِ، آوَى إِلَى الْمَسْجِدِ، فَكَانَ هُوَ بَيْتُهُ، يَضْطَجِعُ فِيهِ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ لَيْلَةً، فَوَجَدَ أَبَا ذَرٍّ نَائِمًا مُنْجَدِلًا فِي الْمَسْجِدِ، فَنَكَتَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِرِجْلِهِ حَتَّى اسْتَوَى جَالِسًا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَلَا أَرَاكَ نَائِمًا؟ " قَالَ: أَبُو ذَرٍّ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَيْنَ أَنَامُ، هَلْ لِي مِنْ بَيْتٍ غَيْرُهُ؟ فَجَلَسَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ:" كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَخْرَجُوكَ مِنْهُ؟ ". قَالَ: إِذَنْ أَلْحَقَ بِالشَّامِ، فَإِنَّ الشَّامَ أَرْضُ الْهِجْرَةِ، وَأَرْضُ الْمَحْشَرِ، وَأَرْضُ الْأَنْبِيَاءِ، فَأَكُونُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِهَا، قَالَ لَهُ:" كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَخْرَجُوكَ مِنَ الشَّامِ؟ " قَالَ: إِذَنْ أَرْجِعَ إِلَيْهِ، فَيَكُونَ هُوَ بَيْتِي وَمَنْزِلِي. قَالَ:" فَكَيْفَ (1) أَنْتَ إِذَا أَخْرَجُوكَ مِنْهُ الثَّانِيَةَ؟ ". قَالَ: إِذَنْ آخُذَ سَيْفِي، فَأُقَاتِلَ عَنِّي حَتَّى أَمُوتَ، قَالَ: فَكَشَّرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَثْبَتَهُ بِيَدِهِ، قَالَ:" أَدُلُّكَ عَلَى خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ؟ " قَالَ: بَلَى، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا نَبِيَّ اللهِ، قَالَ رَسُولُ

= وسلف مختصراً برقم (27565).

قلنا: والثابتُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم -كما سلف من حديث ابن عباس (2109)، وحديث عائشة (25998) - أنه رهن درعه على ثلاثين صاعاً من شعير، أي: ما يعادل نصف وَسْق، لأن الوَسْق يساوي ستين صاعاً بالإجماع.

(1)

في (م): قال له كيف.

ص: 568

اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَنْقَادُ لَهُمْ حَيْثُ قَادُوكَ، وَتَنْسَاقُ لَهُمْ حَيْثُ سَاقُوكَ، حَتَّى تَلْقَانِي، وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ "(1).

27589 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَهْرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَسْمَاءَ بِنْتَ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيَّةَ، تُحَدِّثُ، زَعَمَتْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ فِي الْمَسْجِدِ يَوْمًا، وَعُصْبَةٌ مِنَ النِّسَاءِ قُعُودٌ، فَأَلْوَى بِيَدِهِ إِلَيْهِنَّ بِالسَّلَامِ، قَالَ:" إِيَّاكُنَّ وَكُفْرَانَ الْمُنْعَمِينَ، إِيَّاكُنَّ وَكُفْرَانَ الْمُنْعَمِينَ " قَالَتْ إِحْدَاهُنَّ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَعُوذُ بِاللهِ يَا نَبِيَّ اللهِ مِنْ كُفْرَانِ نِعَمِ (2) اللهِ، قَالَ: " بَلَى، إِنَّ إِحْدَاكُنَّ تَطُولُ

(1) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وبقية رجاله ثقات. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وعبد الحميد: هو ابن بهرام.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1623)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 352 من طريقين عن عبد الحميد بن بهرام، به، مختصراً.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 222 - 223، وقال رواه أحمد، وفيه شهر بن حوشب، وهو ضعيف، وقد وثّق.

وسلف نحوه من حديث أبي ذر برقم (21291) و (21382) وفي إسناد كلٍّ منهما مقال.

وقصة السمع والطاعة سلفت من حديث أبي ذر برقم (21428) بإسناد صحيح، وذكرنا هناك شواهدها.

قال السندي: قوله: منجدلاً: مطروحاً.

فنكَتَه: ضربه.

فكشر إليه: ضحك إليه.

(2)

قولها: نِعَم، ليس في (م).

ص: 569

أَيْمَتُهَا، وَيَطُولُ تَعْنِيسُهَا، ثُمَّ يُزَوِّجُهَا اللهُ الْبَعْلَ، وَيُفِيدُهَا الْوَلَدَ، وَقُرَّةَ الْعَيْنِ، ثُمَّ تَغْضَبُ الْغَضْبَةَ، فَتُقْسِمُ بِاللهِ مَا رَأَتْ مِنْهُ سَاعَةً خَيْرًا (1) قَطُّ، فَذَلِكَ مِنْ كُفْرَانِ نِعَمِ اللهِ عز وجل، وَذَلِكَ (2) مِنْ كُفْرَانِ الْمُنْعَمِينَ " (3).

27590 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ سَكَنٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ سِرًّا، فَإِنَّ الْغَيْلَ يُدْرِكُ الْفَارِسَ، فَيُدَعْثِرُهُ مِنْ فَوْقِ فَرَسِهِ " - قَالَ عَلِيٌّ: أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيَّةُ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَذَكَرَ (4) مِثْلَهُ (5).

27591 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي حُسَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ

(1) في (ظ 2) و (ق) و (م): ساعة خير، والمثبت من (ظ 6).

(2)

في (ظ 6): وكذلك.

(3)

حديث حسن، شهر -وهو ابن حوشب، وإن كان ضعيفاً- قد توبع، كما سلف في الرواية (27561)، وبقيةُ رجال الإسناد ثقات. هاشم: هو ابن القاسم، وعبد الحميد: هو ابن بَهْرام الفزاري.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1047)، والترمذي (2697)، والطبراني في "الكبير" 24/ (445) من طرق عن عبد الحميد بن بهرام، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن.

(4)

قوله: فذكر، ليس في (ظ 6).

(5)

إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (27562).

ص: 570

أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ، إِحْدَى (1) نِسَاءِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمًا، فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ طَعَامًا، فَقَالَ: لَا أَشْتَهِيهِ، فَقَالَتْ: إِنِّي قَيَّنْتُ عَائِشَةَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ جِئْتُهُ، فَدَعَوْتُهُ (2) لِجِلْوَتِهَا، فَجَاءَ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِهَا، فَأُتِيَ بِعُسِّ لَبَنٍ، فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَخَفَضَتْ رَأْسَهَا وَاسْتَحْيَتْ. قَالَتْ أَسْمَاءُ: فَانْتَهَرْتُهَا، وَقُلْتُ لَهَا: خُذِي مِنْ يَدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قَالَتْ: فَأَخَذَتْ، فَشَرِبَتْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَعْطِي تِرْبَكِ ". قَالَتْ أَسْمَاءُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَلْ خُذْهُ، فَاشْرَبْ مِنْهُ، ثُمَّ نَاوِلْنِيهِ مِنْ يَدِكَ، فَأَخَذَهُ، فَشَرِبَ مِنْهُ، ثُمَّ نَاوَلَنِيهِ. قَالَتْ: فَجَلَسْتُ، ثُمَّ وَضَعْتُهُ عَلَى رُكْبَتِي، ثُمَّ طَفِقْتُ أُدِيرُهُ، وَأُتْبِعُهُ بِشَفَتِي لِأُصِيبَ مِنْهُ مَشْرَبَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ لِنِسْوَةٍ عِنْدِي:" نَاوِلِيهِنَّ ". فَقُلْنَ: لَا نَشْتَهِيهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لَا تَجْمَعْنَ جُوعًا وَكَذِبًا ". فَهَلْ أَنْتَ مُنْتَهٍ أَنْ تَقُولَ (3): لَا أَشْتَهِيهِ؟ فَقُلْتُ: أَيْ أُمَّهْ، لَا أَعُودُ أَبَدًا (4).

(1) في (ظ 6): أحد.

(2)

قولها: فدعوته، ليس في (ظ 2) و (ق).

(3)

في (ظ 2) و (ق) و (م): فهل أنتِ منتهية أن تقولي، وهو خطأ، والمثبت من (ظ 6).

(4)

إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أسماء بنت يزيد بن السكن فقد روى لها البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 20 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. =

ص: 571

27592 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: نَزَلَتْ سُورَةُ الْمَائِدَةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جَمِيعًا، إِنْ كَادَتْ مِنْ ثِقَلِهَا لَتَكْسِرُ النَّاقَةَ (1).

27593 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ ارْتَبَطَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَنْفَقَ عَلَيْهِ احْتِسَابًا، كَانَ شِبَعُهُ وَجُوعُهُ، وَرِيُّهُ، وَظَمَأُهُ، وَبَوْلُهُ، وَرَوْثُهُ، فِي مِيزَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ

= وسلف مختصراً برقم (27560).

قال السندي: قولها: إني قيّنت، بتشديد المثناة من تحت، أي: زيَّنت.

"تربك": بكسر فسكون، يقال للحبيب، ولمن يساوي الإنسان في السنّ.

(1)

حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سليم- وشهر بن حوشب، وبقية رجال الإسناد ثقات. سفيان: هو الثوري.

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(2430) من طريق إسحاق بن يوسف، بهذا الإسناد.

وخالفه قَبيصة بن عقبة، فرواه -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (449) - عن سفيان الثوري، به. إلا أنه ذكر سورة الأنعام بدلاً من المائدة. وقَبيصة ضعيف في روايته عن سفيان.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 20، وقال: رواه الطبراني، وفيه شهر بن حوشب، وهو ضعيف، وقد وثّق.

وسلف برقم (27575).

ص: 572

ارْتَبَطَ فَرَسًا رِيَاءً وَسُمْعَةً، كَانَ ذَلِكَ خُسْرَانًا فِي مِيزَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1).

27594 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " إِنِّي لَسْتُ أُصَافِحُ النِّسَاءَ "(2).

27595 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ:

(1) إسناده ضعيف، وقد سلف مطولاً برقم (27574)، غير أن شيخ أحمد هنا هو وكيع بن الجراح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 482 عن وكيع، بهذا الإسناد.

وانظر أحاديث الباب في الرواية المذكورة.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وبقية رجال الإسناد ثقات.

وأخرجه ابن سعد 8/ 6 عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 266، وقال: رواه أحمد والطبراني، وإسناده حسن.

وسلف مطولاً برقم (27572).

وله شاهد من حديث أُمَيْمة بنت رُقَيْقَة، سلف برقم (27006) بإسناد صحيح، وذكرنا تتمة شواهده في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص عند الرواية (6998).

ص: 573

{إِنَّهُ عَمِلَ غَيْرَ صَالِحٍ} [هود: 46](1).

27596 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ: " يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، وَلَا يُبَالِي، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "(2).

27597 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَصْلُحُ الْكَذِبُ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ: كَذِبُ الرَّجُلِ مَعَ امْرَأَتِهِ لِتَرْضَى عَنْهُ، أَوْ كَذِبٌ فِي الْحَرْبِ، فَإِنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ، أَوْ كَذِبٌ فِي إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ "(3).

(1) محتمل للتحسين بشاهده، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (27569) المطوّل، غير أن شيخ الإمام أحمد هنا هو حجَّاج، وهو ابن محمد المِصِّيصي الأعور.

(2)

إسناده ضعيف كسابقه.

وقد سلف مطولاً برقم (27569).

(3)

إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب.

واختلف فيه على سفيان الثوري:

فرواه عبد الرزاق -كما في هذه الرواية- وأبو أحمد الزُّبيري -كما سيرد (27608) - وبشر بن السَّرِيَّ -فيما أخرجه الترمذي (1939) - وقَبيصة بن عُقبة -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (420) - ومحمد بن يوسف -فيما أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(11098) - خمستُهم عن سفيان الثوري، =

ص: 574

27598 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْحُسَيْنِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: كُنَّا فِيمَنْ جَهَّزَ عَائِشَةَ وَزَفَّهَا. قَالَتْ: فَعَرَضَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَبَنًا، فَقُلْنَا: لَا نُرِيدُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لَا تَجْمَعْنَ جُوعًا وَكَذِبًا "(1).

27599 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:" الَّذِينَ إِذَا رُؤُوا، ذُكِرَ اللهُ تَعَالَى " ثُمَّ قَالَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟ الْمَشَّاؤُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفْسِدُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ، الْبَاغُونَ لِلْبُرَآءِ الْعَنَتَ "(2).

= بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث أسماء إلا من حديث ابن خُثيم!

ورواه سفيان بن عقبة -فيما أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند علي)(209) - عن سفيان الثوري، عن ليث، عن شهر بن حوشب، به. وليث -وهو ابن أبي سليم- ضعيف.

وسلف برقم (27570).

(1)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (27567)، غير أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرزاق بن همَّام الصنعاني.

وسلف برقم (27560).

(2)

حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وقد اختُلف عليه فيه كما بيَّنَّا ذلك في الرواية السالفة برقم (17998). وبقيةُ رجاله =

ص: 575

27600 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " يَمْكُثُ الدَّجَّالُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، السَّنَةُ كَالشَّهْرِ، وَالشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ، وَالْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ، وَالْيَوْمُ كَاضْطِرَامِ السَّعَفَةِ فِي النَّارِ "(1).

27601 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيَّةِ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

= ثقات. ابن خُثَيم: هو عبد الله بن عثمان بن خُثيم.

وأخرجه عبد بن حميد (1580)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(234)، والطبراني في "الكبير" 24/ (423) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(323)، وابن ماجه (4119)، وابنُ أبي الدنيا في "الصمت"(255)، والطبراني في "الكبير" 24/ (423) و (424) و (425)، وأبو الشيخ في "التوبيخ والتنبيه"(217)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 6، والبيهقي في "شعب الإيمان"(11107) و (11108) من طرق عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به. ورواية ابن ماجه وأبي نعيم مختصرة.

وأخرجه أبو الشيخ (217) من طريق سفيان -لم ينسبه- عن ابن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 93، وقال: رواه أحمد، وفيه شهر بن حوشب، وقد وثَّقه غير واحد، وبقية رجال أحد أسانيده رجال الصحيح.

قلنا: قد روى ابن ماجه بعضه كما تقدَّم، وفاتَ الهيثمي أن ينبّه على ذلك.

وسيرد برقم (27601).

وقد ذكرنا شواهده في الرواية السالفة برقم (17998).

(1)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (27571) سنداً ومتناً.

ص: 576

" أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ: " فَخِيَارُكُمُ الَّذِينَ إِذَا رُؤُوا، ذُكِرَ اللهُ تَعَالَى، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ: " فَشِرَارُكُمُ الْمُفْسِدُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ، الْمَشَّاؤُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْبَاغُونَ (1) الْبُرَآءَ الْعَنَتَ "(2).

27602 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَلِيلِ الْقَيْسِيُّ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ يَزِيدَ كَانَتْ تَخْدُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: فَبَيْنَمَا أَنَا عِنْدَهُ إِذْ جَاءَتْهُ خَالَتِي. قَالَتْ: فَجَعَلَتْ تُسَائِلُهُ وَعَلَيْهَا سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَيَسُرُّكَ أَنَّ عَلَيْكِ سِوَارَيْنِ مِنْ نَارٍ؟! " قَالَتْ: قُلْتُ: يَا خَالَتِي (3)، إِنَّمَا يَعْنِي (4) سِوَارَيْكِ هَذَيْنِ، قَالَتْ: فَأَلْقَتْهُمَا، قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّهُنَّ إِذَا لَمْ يَتَحَلَّيْنَ (5)، صَلِفْنَ عِنْدَ أَزْوَاجِهِنَّ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ: " أَمَا تَسْتَطِيعُ إِحْدَاكُنَّ أَنْ تَجْعَلَ طَوْقًا (6) مِنْ فِضَّةٍ، وَجُمَانَةً مِنْ فِضَّةٍ،

(1) في (ق): والباغون.

(2)

حسن بشواهده، وهو مكرر (27599)، إلا أن شيخ أحمد هنا هو علي بن عاصم الواسطي، وقد رواه عن عبد الله بن عثمان بن خثيم.

(3)

في (ظ 6): قلت خالتاه، وفي هامش (ظ 2) و (ق): يا خالتاه.

(4)

في (ظ 6): أنه إنما عنى.

(5)

في (ظ 2) و (م): يتجلين.

(6)

عند أبي نعيم 2/ 76 - وروايته من طريق الإمام أحمد-: خَوْقاً، وعليها شرحَ ابنُ الأثير في "النهاية" فقال: الخَوْق: الحلقة.

ص: 577

ثُمَّ تُخَلِّقَهُ بِزَعْفَرَانٍ، فَيَكُونُ كَأَنَّهُ مِنْ ذَهَبٍ، فَإِنَّهُ (1) مَنْ تَحَلَّى وَزْنَ عَيْنِ جَرَادَةٍ مِنْ ذَهَبٍ - أَوْ خَرْبَصِيصَةٍ (2) - كُوِيَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (3).

27603 -

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ مِهْرَانَ الدَّبَّاغُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ - يَعْنِي الْعَطَّارَ - عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ، لَمْ يَرْضَ اللهُ عَنْهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَإِنْ مَاتَ، مَاتَ كَافِرًا، وَإِنْ تَابَ، تَابَ اللهُ عَلَيْهِ، وَإِنْ عَادَ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ ". قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ؟ قَالَ:" صَدِيدُ أَهْلِ النَّارِ "(4).

(1) في (م): فإن.

(2)

في (ظ 2) و (ق): حربصيصة، بالحاء، وتحرَّفت في (م) إلى: جربصيصة، بالجيم.

(3)

إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب. عبد الجليل القيسي: هو ابن عطية، وهو صدوق حسن الحديث.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 2/ 76 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وانظر (27563).

قولها: صَلِفْنَ عند أزواجهنَّ، أي: ثَقُلْن عليهم، ولم يحظين عندهم.

وقوله: "جُمانة من فضة" هي حبة تُعمل كالدُّرَّة، وجمعه جُمان.

وقوله: "خَرْبَصِيصَة" في "اللسان": الخَرْبَصيصَة: هَنَةٌ تَبِصُّ في الرمل، كأنها عينُ الجرادة

ويقال: ما عليه حَرْبَصِيصةٌ ولا خَرْبَصِيصَة، بالحاء والخاء، أي: شيء من الحليّ.

(4)

حديث صحيح لغيره دون قوله: "فإن ماتَ ماتَ كافراً"، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وابنُ خُثيم -وهو عبد الله بن عثمان- مختلفٌ =

ص: 578

27604 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: انْطَلَقْتُ مَعَ خَالَتِي إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَفِي يَدِهَا سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ - أَوْ قَالَتْ: قُلْبَانِ مِنْ ذَهَبٍ - فَقَالَ لِي: " أَيَسُرُّكِ أَنْ يُجْعَلَ فِي يَدِكِ سِوَارَانِ مِنْ نَارٍ؟! " فَقُلْتُ لَهَا: يَا

= فيه، وهو حسن الحديث، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الصحيح، غير داود بن مِهْران الدَّبَّاغ، فمن رجال "التعجيل"، وهو ثقة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (428) من طريق الحسن بن ربيع، عن داود العطار، بهذا الإسناد.

وأخرجه كذلك 24/ (429) من طريق يحيى بن سُليم الطائفي، عن عبد الله بن عثمان بن خُثيم، به.

وأخرجه الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 360 من طريق يحيى بن سليم الطائفي، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، عن أمِّ الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ويحيى بن سُليم سيئ الحفظ.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 69، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه شهر بن حوشب، وهو ضعيف، وقد حُسِّن حديثه.

وله شاهد دون قوله: "فإن مات، مات كافراً" من حديث عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6644) بإسناد صحيح.

وآخر من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، سلف برقم (4917)، وذكرنا شواهده فيهما، وفيه:"لم تقبل صلاته أربعين ليلة".

وقوله: "فإن مات، مات كافراً"، الصحيح أنه موقوف من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، وهو عند النسائي في "المجتبى" 8/ 316، وسلفت الإشارة إليه في تخريج الرواية (4917).

قال السندي: قوله: "مات كافراً" أي: عاصياً، مبغوضاً إليه تعالى، كالكافر.

ص: 579

خَالَتِي، أَمَا (1) تَسْمَعِينَ مَا يَقُولُ؟ قَالَتْ: وَمَا يَقُولُ؟ قُلْتُ: يَقُولُ: أَيَسُرُّكِ أَنْ يُجْعَلَ فِي يَدَيْكِ (2) سِوَارَانِ مِنْ نَارٍ - أَوْ قَالَ: قُلْبَانِ مِنْ نَارٍ -؟ قَالَتْ: فَانْتَزَعَتْهُمَا، فَرَمَتْ بِهِمَا، فَلَمْ (3) أَدْرِ أَيُّ النَّاسِ أَخَذَهُمَا؟ (4).

27605 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَيُّمَا امْرَأَةٍ تَقَلَّدَتْ بِقِلَادَةٍ مِنْ ذَهَبٍ، قُلِّدَتْ مِثْلَهَا مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ جَعَلَتْ فِي أُذُنِهَا خُرْصًا مِنْ ذَهَبٍ، جُعِلَ فِي أُذُنِهَا مِثْلُهُ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(5).

(1) في (ظ 2) و (ق): ألا.

(2)

في (ق): يدك.

(3)

في النسخ الخطية: ما، والمثبت من (م).

(4)

إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير صحابية الحديث، فقد روى لها البخاري في "الأدب المفرد" وأصحابُ السنن. همَّام: هو ابنُ يحيى العَوْذي، وقتادة: هو ابن دِعامة السدوسي.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (409) من طريق هدبة بن خالد، عن همام، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً 24/ (410) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، به. وانظر (27563).

(5)

إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (27577)، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. أبان: هو ابن يزيد العطَّار.

وأخرجه أبو داود (4238) عن موسى بن إسماعيل، عن أبان بن يزيد، بهذا الإسناد. وسلف برقم (27577).

ص: 580

27606 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ (1)، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ:{إِنَّهُ عَمِلَ غَيْرَ صَالِحٍ} [هود: 46]. وَسَمِعَتْهُ يَقْرَأُ: " يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، وَلَا يُبَالِي (2) "(3).

27607 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ (4)، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْقَدَّاحُ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ، إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ} وَيْحَكُمْ يَا قُرَيْشُ، اعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَكُمْ مِنْ جُوعٍ، وَآمَنَكُمْ مِنْ خَوْفٍ "(5).

(1) أقحم في (م) والنسخ الخطية بين عفان وحماد: حدثنا أبان، وهو خطأ، والتصويب من "أطراف المسند" 8/ 387.

(2)

زاد في (م): أنه هو الغفور الرحيم.

(3)

الشطر الأول محتمل للتحسين، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (27569)، غير أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عفَّان، وهو ابن مسلم الصَّفَّار.

وأخرجه الدوري في "قراءات النبي"(60) و (98) عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد، على الصواب، ليس فيه أبان.

(4)

في (م): علي بن يحيى، وهو خطأ.

(5)

إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وعبيدُ الله بن أبي زياد القدَّاح -وإن كان ضعيفاً كذلك- توبع. وبقية رجاله ثقات. عيسى بن يونس: هو ابن أبي إسحاق السَّبِيعي.

وأخرجه ابن أبي حاتم -فيما ذكر ابن كثير في "تفسيره"- عن =

ص: 581

27608 -

حَدَّثَنَا أَبُو (1) أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ - يَعْنِي ابْنَ خُثَيْمٍ - عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَصْلُحُ الْكَذِبُ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ: كَذِبِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ لِيُرْضِيَهَا، أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ، أَوْ كَذِبٍ فِي الْحَرْبِ "(2).

= أبيه، عن المؤمل بن الفضل، عن عيسى بن يونس، عن عبيد الله بن أبي زياد، عن شهر بن حوشب، عن أسامة بن زيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال ابن كثير: هكذا رأيته عن أسامة بن زيد، وصوابُه عن أسماء بنت يزيد بن السكن أم سلمة الأنصارية، فلعله وقع غلط في النسخة أو في أصل الرواية، والله أعلم.

وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 318، وحفص الدوري في "قراءات النبي"(133)، وابن أبي حاتم -فيما ذكر ابن كثير-، والطبراني في "الكبير" 24/ (447) من طريق قبيصة بن عقبة، والطبري في "تفسيره" 30/ 305 من طريق مهران بن أبي عمر الرازي، كلاهما عن سفيان الثوري، عن ليث بن أبي سليم، عن شهر، عن أسماء بنت يزيد، أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ:"ويل أمِّكم قريش إيلافهم رِحْلَةَ الشِّتَاءِ والصَّيف"

وأخرجه الحاكم 2/ 256 من طريق عبد الحميد بن بهرام، عن شهر، عن أسماء، قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ: {لإيلاف قريش إيلافهم، رحلة الشتاء والصيف} . وقال: هذا حديث غريب عالٍ في هذا الباب، والشيخان لا يحتجان بشهر بن حوشب.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 143، وقال: رواه أحمد والطبراني باختصار، وفيه عبيد الله بن أبي زياد القداح وشهر بن حوشب، وقد وثقا، وفيهما ضعف، وبقية رجال أحمد ثقات.

قال السندي: قوله: "ويحكم يا قريش" بفتح واو وسكون ياء: كلمة ترحم.

(1)

قوله: أبو، سقط من (م).

(2)

إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وقد سلف الكلام عليه في =

ص: 582

27609 -

حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ ذَبَّ عَنْ لَحْمِ أَخِيهِ بِالْغِيبَةِ (1)، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُعْتِقَهُ مِنَ النَّارِ "(2).

= الرواية (27597).

أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزُّبير الزُّبيري، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 9/ 84 - 85، والترمذي (1939)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2913) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (27570).

(1)

في (ظ 6) في الموضعين: بالمغيبة.

(2)

إسناده ضعيف لضعف عُبيد الله بن أبي زياد -وهو القدَّاح- وشهرِ بن حوشب. وبقية رجاله ثقات.

وهو عند ابن المبارك في "الزهد"(687)، ومن طريقه أخرجه الطيالسي (1632)، والطبراني في "الكبير" 24/ (443).

وأخرجه الطيالسي (1632)، وعبد بن حميد (1579)، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(240)، والطبراني في "الكبير" 24/ (442)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1635، وأبو نُعيم في "الحلية" 6/ 67، والبيهقي في "شعب الإيمان"(7643)، والبغوي في "شرح السنة"(3529) من طرق عن عُبيد الله بن أبي زياد، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 95، وقال: رواه أحمد والطبراني، وإسناد أحمد حسن!

وانظر (27536).

وانظر ما بعده.

ص: 583

27610 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ ذَبَّ عَنْ لَحْمِ أَخِيهِ فِي الْغِيبَةِ (1)، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُعْتِقَهُ مِنَ النَّارِ "(2).

27611 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي هَذه (3) الْآيَتَيْنِ {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255] وَ {الم، اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [آل عمران: 1 و 2]: " إِنَّ فِيهِمَا اسْمَ اللهِ الْأَعْظَمَ "(4).

(1) في (ظ 6) في الموضعين: بالمغيبة

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر سابقه، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو محمد بن بكر -وهو البرساني- وقد رواه عن عُبيد الله بن أبي زياد.

(3)

في (م): هَذَيْنِ.

(4)

إسناده ضعيف لضعف عُبيد الله بن أبي زياد وشهر بن حوشب.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 272، وعَبْد بن حُميد (1578)، وأبو داود (1496)، والترمذي (3478)، وابن ماجه (3855)، والدارمي (3389)، وابن الضُّريس في "فضائل القرآن"(182)، والفريابي في "فضائل القرآن"(46)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(178) و (179)، والطبراني في "الكبير" 24/ (440) و (441)، وفي "الدعاء"(113)، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(184)، وفي "شعب الإيمان"(2383)، والبغوي في "شرح السنة"(1261)، وعبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء"(56)، والمزي في "تهذيب =

ص: 584

27612 -

حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبَانُ - يَعْنِي الْعَطَّارَ - قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا، فَإِنَّ اللهَ يَبْنِي لَهُ بَيْتًا أَوْسَعَ مِنْهُ فِي الْجَنَّةِ "(1).

= الكمال" (في ترجمة عبيد الله بن أبي زياد) من طرق عن عبيد الله بن أبي زياد، بهذا الإسناد.

وقد تحرف عبيد الله في مطبوع ابن أبي شيبة والفريابي إلى: عبد الله. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال البغوي: هذا حديث غريب.

وفي الباب عن أبي أمامة، عند ابن ماجه (3856)، وانظر تخريجه في "شرح مشكل الآثار"(176) و (177)، ولفظه:"اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب في سور ثلاث: البقرة، وآل عمران، وطه". وانظر كلام الطحاوي عليه.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ ضعيف لجهالة حال محمد بن عمرو -وهو ابن يزيد بن السكن- فلم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يوثر توثيقه عن غير ابن حبان، وجهَّله ابن القطان والذهبي في "الميزان"، وبقية رجال الإسناد ثقات. أبان العطار: هو ابن يزيد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1554)، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 126، والطبراني في "الكبير" 24/ (468)، وفي "الأوسط"(8454) من طريق موسى بن إسماعيل، عن أبان بن يزيد العطار، بهذا الإسناد.

وأخرجه العقيلي 2/ 126 من طريق أبي سلمة موسى بن إسماعيل، عن أبان بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمود بن عمرو، عن أبي هريرة، موقوفاً.

وأخرجه العُقيلي كذلك، والطبراني في "الأوسط"(5055)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 121 من طريق سليمان بن داود اليمامي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، مرفوعاً بلفظ:"من بنى لله بيتاً يُعبد فيه من مالٍ حلال، بنى الله له بيتاً في الجنة من درٍّ وياقوت". قال البخاري: سليمان بن داود اليمامي عن يحيى بن أبي كثير منكر الحديث، =

ص: 585

27613 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ:" إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، وَلَا يُبَالِي، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "(1).

27614 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: دَخَلْتُ أَنَا وَخَالَتِي عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهَا أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ لَنَا:" أَتُعْطِيَانِ زَكَاتَهُ؟ " قَالَتْ: فَقُلْنَا: لَا، قَالَ:" أَمَا تَخَافَانِ أَنْ يُسَوِّرَكُمَا اللهُ أَسْوِرَةً مِنْ نَارٍ؟! أَدِّيَا زَكَاتَهُ "(2).

= وقال العقيلي عقب حديث أبي هريرة الموقوف: وهذا أولى، وقال ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 178: والذي عندي أن الصحيح على ما رواه أبان العطار، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمود بن عمرو، عن أسماء بنت يزيد بن السكن، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وعن يحيى، عن محمود بن عمرو، عن أبي هريرة، موقوفاً.

وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (7056)، وذكرنا شواهده هناك.

(1)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (27569) المطول، غير أن شيخ الإمام أحمد هنا هو عبد الصمد، وهو ابن عبد الوارث العنبري.

(2)

إسناده ضعيف لضعف عليِّ بن عاصم الواسطيّ وشهر بن حوشب.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (431) من طريق علي بن عاصم، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 67، وقال: لأسماء حديثٌ رواه أبو داود في الخاتم من غير ذكر زكاة. ثم قال: رواه أحمد، وإسناده حسن! =

ص: 586

‌حَدِيثُ أُمِّ سَلْمَى

(1)

27615 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (2) بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ سَلْمَى (3)، قَالَتْ: اشْتَكَتْ فَاطِمَةُ شَكْوَاهَا الَّتِي قُبِضَتْ

= قلنا: رواية أبي داود التي أشار إليها الهيثمي أخرجها في "سننه" برقم (4238)، وسلفت برقم (27577).

وانظر (27563).

(1)

كذا جاء في النسخ: حديث أمِّ سَلْمى، وعليه بنى ابنُ الأثير والذهبي، فأوردا ترجمةً لأمِّ سلمى في كتابيهما في الصحابة، وأخرج ابن الأثير حديثَها هذا بإسناده إلى أحمد، وقال الذهبي: كأنها امرأة أبي رافع، وكذا أورد الحسيني في "الإكمال" ترجمة لأُمِّ سلمى، ونقل عن أبي نعيم قوله: هي فيما أرى امرأة أبي رافع، فقال الحافظ في "تعجيله": امرأة أبي رافع اسمُها سلمى، فلعلَّ بعضَ الرواة أخطأ فيها. قلنا: يبدو من كلام الحافظ أنه لم يَرِد في الصحابة من تُدعى أمِّ سلمى، ولم يذكر هو ولا ابنُ عبد البر قبلَه في كتابَيهما من تُكنى كذلك، إنما ذكرا سلمى أمَّ رافع، وقال الحافظ في ترجمتها: هي امرأة أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم، ويقال: إنها مولاة صفية بنت عبد المطلب، ويقال لها أيضاً: مولاة النبي صلى الله عليه وسلم، وخادم النبي صلى الله عليه وسلم. وذكر ابن عبد البرّ أنها روى عنها عُبيد الله بن أبي رافع، وأنها هي غسَّلت فاطمةَ رضي الله عنها. وقد جاء اسمُها سلمى على الصواب في أسانيد كلٍّ من ابن سعد وابن شبّة وابن شاهين وابن الجوزي، وفي نسخة "أطراف المسند" للحافظ، وهي الآتي حديثها أيضاً في الترجمة التالية برقم (27617) وما بعده، والله أعلم.

(2)

في (م): عبد الله، وهو خطأ.

(3)

كذا في النسخ الخطية و (م): عن أمِّ سلمى، والصواب: عن أُمِّه سلمى، كما جاء في "أطراف المسند" 9/ 354، وفي مصادر التخريج، وكما =

ص: 587

فِيهَا، فَكُنْتُ أُمَرِّضُهَا، فَأَصْبَحَتْ يَوْمًا كَأَمْثَلِ مَا رَأَيْتُهَا فِي شَكْوَاهَا تِلْكَ، قَالَتْ: وَخَرَجَ عَلِيٌّ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، فَقَالَتْ: يَا أُمَّهْ، اسْكُبِي لِي غُسْلًا، فَاغْتَسَلَتْ كَأَحْسَنِ مَا رَأَيْتُهَا تَغْتَسِلُ، ثُمَّ قَالَتْ: يَا أُمَّهْ، أَعْطِينِي ثِيَابِيَ الْجُدُدَ، فَأَعْطَيْتُهَا، فَلَبِسَتْهَا، ثُمَّ قَالَتْ: يَا أُمَّهْ، قَدِّمِي لِي فِرَاشِي وَسَطَ الْبَيْتِ، فَفَعَلْتُ، وَاضْطَجَعَتْ وَاسْتَقْبَلَتِ الْقِبْلَةَ، وَجَعَلَتْ يَدَهَا تَحْتَ خَدِّهَا، ثُمَّ قَالَتْ: يَا أُمَّهْ، إِنِّي مَقْبُوضَةٌ الْآنَ، وَقَدْ تَطَهَّرْتُ الْآنَ (1)، فَلَا يَكْشِفُنِي أَحَدٌ، فَقُبِضَتْ مَكَانَهَا، قَالَتْ: فَجَاءَ عَلِيٌّ، فَأَخْبَرْتُهُ (2).

= سلف بيانُه مفصَّلاً في التعليق السابق.

(1)

قولها: الآن، ليس في (ظ 6) و (م).

(2)

إسناده ضعيف لعنعنة ابن إسحاق ولضعف عُبيد الله بن علي بن أبي رافع. وفي متنه نكارةٌ أشارَ إليها الحُسيني في "الإكمال"، فقال: وهو منكر. وقوله في الإسناد: عن أبيه الظاهر أنه أراد أباه الأعلى، وهو جدُّه أبو رافع، يدلُّ عليه قولُه بعدَه -كما في مصادر التخريج-: عن أمّه سلمى، فيكون المراد بها أمه العليا، وهي جدّته أمّ رافع، ويكون الحديث من رواية أبي رافع عن زوجته سلمى أم رافع.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 344 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 8/ 27، وابن شبَّة في "تاريخ المدينة" 1/ 108 - 109، وابنُ شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه"(646)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(419)، وفي "الموضوعات" 3/ 276 - 277 من طرق عن إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن عُبيد الله بن علي بن أبي رافع، عن أبيه، عن أمِّه سلمى، به. ووقع في مطبوع ابن سعد: عن علي بن فلان بن أبي رافع، بدل: عبيد الله بن علي بن أبي رافع.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 211 عن أم سلمى، وقال: رواه =

ص: 588

• 27616 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ:](1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرَكَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ مِثْلَهُ (2).

= أحمد وفيه من لم أعرفه.

وأخرج عبد الرزاق (6126) -ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2940)، والطبراني في "الكبير" 22/ (996)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 43 - عن معمر بن راشد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب، أن فاطمة لما حضرتها الوفاة أمرت علياً فوضع لها غُسلاً، فاغتسلت

فذكره هكذا مُعضلاً. وتحرف معمر في مطبوع "المصنف" إلى محمد.

وأورده الهيثمي 9/ 211، وقال: رواه الطبراني، وإسناده منقطع.

وردَّ الحافظ في "القول المسدد" ص 100 - 101 على ابن الجوزي في إيراده هذا الحديث في "الموضوعات".

وانظر ما بعده.

قال السندي: قولها: أمرضها، من التمريض، أي: أخدمها في مرضها.

غُسلاً: بضم المعجمة، الماء يُغتسل به.

(1)

في النسخ: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، والمثبت من "أطراف المسند" 9/ 355، ومحمد بن جعفر الوركاني من شيوخ عبد الله بن أحمد.

(2)

إسناده ضعيف كسابقه، وهو مكرر ما قبله، غير أن هذا الحديث من زيادات عبد الله على المسند.

ص: 589

‌حَدِيثُ سَلْمَى

27617 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْمَوَالِي - عَنْ أَيُّوبَ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ جَدَّتِهِ سَلْمَى خَادِمِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: مَا سَمِعْتُ أَحَدًا قَطُّ يَشْكُو إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعًا فِي رَأْسِهِ إِلَّا قَالَ: " احْتَجِمْ "، وَلَا وَجَعًا فِي رِجْلَيْهِ إِلَّا قَالَ:" اخْضِبْهُمَا (1) بِالْحِنَّاءِ "(2).

(1) في (ظ 2) و (ق): اختضبهما.

(2)

إسناده ضعيف لاضطرابه، أيوب بن حسن بن علي بن أبي رافع من رجال "التعجيل"، وقد وثَّقه ابن حبان، ووقع في ترجمته عند الحسيني في "الإكمال" تصحيف نبَّه عليه الحافظ في "التعجيل".

وقد اختلف في إسناده على عبد الرحمن بن أبي الموالي:

فرواه أبو عامر العَقَدي -كما في هذه الرواية، وفيما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 411، والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس)(810)، والحاكم 4/ 206، والبيهقي في "السنن" 9/ 339 - وغسان بن مالك -فيما أخرجه الحاكم 4/ 407 - كلاهما عن عبد الرحمن بن أبي الموال، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم في الموضعين، ووافقه الذهبي!

ورواه أبو سعيد مولى بني هاشم -كما في الرواية الآتية- ويحيى بن حسان -فيما أخرجه أبو داود (3858)، والبيهقي 9/ 339 - ويحيى الحماني -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (755)، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة عبيد الله بن علي بن أبي رافع) - ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن أبي =

ص: 590

27618 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي، حَدَّثَنَا فَائِدٌ مَوْلَى ابْنِ أَبِي رَافِعٍ (1)، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ (2)، عَنْ عَمَّتِهِ سَلْمَى قَالَتْ: مَا اشْتَكَى أَحَدٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعًا فِي رَأْسِهِ إِلَّا قَالَ: " احْتَجِمْ " وَلَا اشْتَكَى إِلَيْهِ أَحَدٌ وَجَعًا

= الموال، عن فائد مولى ابن أبي رافع، عن علي بن عبيد الله بن أبي رافع، عن جدته سلمى، به. وجاء في رواية يحيى بن حسان: عن عبيد الله بن علي بن أبي رافع، بدل علي بن عبيد الله، وهو الأصح.

ورواه ابن وهب -كما في "التاريخ الكبير" 1/ 411، والطبري في "تهذيب الآثار" 1/ 509 (مسند ابن عباس)، والحاكم 4/ 40 - عن عبد الرحمن بن أبي الموالي، عن فائد مولى عبيد الله بن علي بن أبي رافع، عن مولاه، عن جدته سلمى، به. غير أنه لم يذكر مولى فائد في إسناد "التاريخ الكبير".

قال ابن وهب: وأخبرنيه أيضاً عبد الرحمن بن أبي الموالي، عن عبد الله ابن حسن بمثل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما في "التاريخ الكبير" 1/ 411، والطبري (809).

وفي الباب عن أبي هريرة مرفوعاً، سلف برقم (8513) ولفظه:"إن كان في شيء مما تَدَاوون به خير ففي الحجامة"، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

وانظر ما بعده.

(1)

في (ظ 2) و (ق): مولى بني أبي رافع، وفي "أطراف المسند" 8/ 425 مولى أبي رافع، وفي (م) مولى بني رافع، والمثبت من (ظ 6).

(2)

قوله: عن علي بن عبيد الله بن أبي رافع، ليس في النسخ الخطية، وأثبتناه من "أطراف المسند" والصواب فيه: عُبيد الله بن علي بن أبي رافع، كما ذكرنا في تخريج الحديث، وجاء في رواية المِزِّي (وقد أخرجها من طريق الإمام أحمد): حدثنا فائد مولى ابن أبي رافع، يعني عن ابن أبي رافع، عن عمته سلمى

ص: 591

فِي رِجْلَيْهِ إِلَّا قَالَ: " اخْضِبْ (1) رِجْلَيْكَ "(2).

(1) في (ق): اختضب.

(2)

إسناده ضعيف لاضطرابه، كما بيَّنَّا ذلك في الرواية السالفة. فائد مولى ابن أبي رافع: هو مولى عبيد الله بن علي بن أبي رافع المدني.

وأخرجه المِزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة عبيد الله بن علي بن أبي رافع) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وفيه: عبيد الله بن علي بن أبي رافع حيث أورده في ترجمته.

وأخرجه عبد بن حُميد (1563)، والطبراني في "الأوسط "(8573) من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، والترمذي (2054) من طريق حماد بن خالد الخياط، و (2054) كذلك، وابن ماجه (3502)، والطبراني في "الكبير" 24/ (756)، والمِزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة عبيد الله بن علي بن أبي رافع) من طريق زيد بن الحباب، ثلاثتهم عن فائد مولى ابن أبي رافع، بهذا الإسناد. ولفظه: ما كان يكون برسول الله صلى الله عليه وسلم قرحةٌ ولا نكبةٌ إلا أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أضع عليها الحناء. وجاء في رواية القعنبي وزيد بن الحباب: عن عبيد الله بن علي بن أبي رافع، وهو أصح فيما قال الترمذي. وقال أيضاً: هذا حديث غريب.

وأخرجه بنحوه الطبري في "تهذيب الآثار"(811)(مسند ابن عباس)، والخطيب في "تاريخه" 13/ 260 من طريق معمر بن محمد، عن أبيه محمد بن عبيد الله، عن أبيه عبيد الله -وهو ابن علي بن أبي رافع- به. زاد الخطيب في إسناده: وقال معمر بن محمد: حدثني عمِّي معاوية بن عبيد الله.

وانظر ما قبله.

ص: 592

‌حَدِيثُ أُمِّ شَرِيكٍ

(1)

27619 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أُمِّ شَرِيكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَمَرَهَا بِقَتْلِ الْأَوْزَاغِ (2).

27620 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: أَخْبَرَتْنِي أُمُّ شَرِيكٍ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَيَفِرَّنَّ النَّاسُ مِنَ الدَّجَّالِ فِي الْجِبَالِ ". قَالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَيْنَ الْعَرَبُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ:" كُلُّهُمْ قَلِيلٌ "(3).

(1) سلفت ترجمة أمِّ شريك قبل الحديث (27365).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه عبد الرزاق (8395)، والحميدي (350)، وابن أبي شيبة 5/ 401، والبخاري (3307)، ومسلم (2237)(142)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 209، وفي "الكبرى"(3868)، وابن ماجه (3228)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3325)، والطبراني في "الكبير" 25/ 250، وابن عبد البر في "التمهيد" 15/ 186 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (27365).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو الزُّبير -وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس- من رجاله، وقد صرَّح بسماعه من جابر، فانتفت شبهة تدليسه، وابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- قد صرح بالتحديث كذلك، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. رَوْحٌ: هو ابنُ عُبادة. =

ص: 593

27621 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُمِّ شَرِيكٍ أَنَّهَا كَانَتْ مِمَّنْ (1) وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (2).

= وأخرجه ابن الأثير في "أُسْد الغابة" 7/ 352 من طريق أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 8/ 157، ومسلم (2945)، والترمذي (3930)، وابن حبان (6797) من طرق عن ابن جريج، به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.

وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3326)، والطبراني في "الكبير" 25/ (249) من طريق وَهْب بن مُنَبِّه، عن جابر، به.

(1)

في (ظ 6): فيمن.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدِّب.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8928) -وهو في "عِشْرة النساء"(42) - من طريق يونس، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 22/ 23 من طريق أبي الزناد، عن هشام بن عروة، قال: كنا نتحدَّث أن أمَّ شريك كانت وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، وكانت امرأة صالحة.

وفي الباب عن محمد بن إبراهيم التيمي، والشعبي، وعكرمة، ومنير بن عبد الله الدوسي، مرسلاً عند ابن سعد 8/ 154 و 155.

وقد اختلف في اسم الواهبة فقيل: خولة بنت حكيم، كما في "صحيح البخاري"(5113) معلقاً من حديث عائشة، وقيل غير ذلك، وانظر تفصيل ذلك في "فتح الباري" 8/ 525 و 9/ 164 - 165، وقد ذكر أن الاختلاف يشعر بتعدد الواهبات.

ص: 594

‌حَدِيثُ أُمِّ أَيُّوبَ

(1)

27622 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، أَخْبَرَهُ أَبُوهُ، قَالَ: نَزَلْتُ عَلَى أُمِّ أَيُّوبَ الَّذِينَ (2) نَزَلَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، نَزَلْتُ عَلَيْهَا، فَحَدَّثَتْنِي بِهَذَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُمْ تَكَلَّفُوا طَعَامًا فِيهِ بَعْضُ هَذِهِ الْبُقُولِ، فَقَرَّبُوهُ، فَكَرِهَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ:" كُلُوا، إِنِّي لَسْتُ كَأَحَدٍ مِنْكُمْ، إِنِّي أَخَافُ أَنْ أُوذِيَ صَاحِبِي " يَعْنِي الْمَلَكَ (3).

27623 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ - يَعْنِى ابْنَ أَبِي يَزِيدَ - عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ أَيُّوبَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" نَزَلَ (4) الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، أَيَّهَا قَرَأْتَ، أَجْزَأَكَ "(5).

(1) سلفت ترجمة أم أيوب قبل الحديث (27442).

(2)

في (ظ 6): الذي.

(3)

حديث حسن في الشواهد، وهو مكرر (27442) سنداً ومتناً.

(4)

في (ق): أنزل، وهي نسخة في (ظ 2).

(5)

صحيح لغيره، وهو مكرر (27443) سنداً ومتناً.

ص: 595

‌حَدِيثُ مَيْمُونَةَ بِنْتِ سَعْدٍ

(1)

27624 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الضَّنِّيِّ، عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ سَعْدٍ مَوْلَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ وَلَدِ الزِّنَا. قَالَ: " لَا خَيْرَ فِيهِ، نَعْلَانِ أُجَاهِدُ بِهِمَا فِي سَبِيلِ اللهِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ وَلَدَ زِنىً "(2).

(1) قال السندي: ميمونة بنت سعد، ويقال: سعيد، كانت تخدم النبي صلى الله عليه وسلم، ويقال: مولاة النبي صلى الله عليه وسلم.

(2)

إسناده ضعيف، أبو يزيد الضَّبِّي مجهول، قال البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 347: أبو يزيد لا أعرف اسمه، وهو رجل مجهول. وقال الدارقطني في "السنن" 2/ 184: ليس بمعروف. وجهَّله الحافظان الذهبي وابن كثير، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير صحابيّة الحديث فقد روى لها أصحاب السنن. حُسين: هو ابن محمد بن بَهْرام المرُّوذي، وأبو نُعيم: هو الفَضْل بن دُكَيْن، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبِيعي.

وأخرجه ابن سعد 8/ 305، والنسائي في "الكبرى"(4913)، وابن ماجه (2531)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3441)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(917)، والطبراني في "الكبير" 25/ (58)، والمِزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة أبي يزيد الضبي) من طريق أبي نُعيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 8/ 305، والطبراني 25/ (58)، والحاكم 4/ 41 من طريقين عن إسرائيل، به. =

ص: 596

27625 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الضَّنِّيِّ، عَنْ مَيْمُونَةَ مَوْلَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ رَجُلٍ قَبَّلَ امْرَأَتَهُ وَهُوَ صَائِمٌ (1)؟ قَالَ: " قَدْ أَفْطَرَا (2) "(3).

27626 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا ثَوْرٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ، عَنْ أَخِيهِ، أَنَّ مَيْمُونَةَ مَوْلَاةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ فَقَالَ: " أَرْضُ الْمَنْشَرِ وَالْمَحْشَرِ، ائْتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ، فَإِنَّ

= وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (8098) وتعليقنا عليه.

(1)

في هامش (ظ 6): وهما صائمان، وفي نسخة في (ظ 2) و (ق): قبل امرأة وهما صائمان.

(2)

في (م): أفطر.

(3)

إسناده ضعيف كسابقه.

وأخرجه ابن سعد 8/ 305، وابن أبي شيبة 3/ 62 - 63، وابن ماجه (1686)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3442)، والطبراني في "الكبير" 25/ (57)، والمِزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة أبي يزيد الضَّبِّي) من طريق أبي نُعيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 8/ 305، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 88، والطبراني 25/ (57)، والدارقطني في "السنن" 2/ 183 - 184 و 184، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(892) من طرق عن إسرائيل، به.

قال البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 346: هذا حديث منكر، لا أُحدِّثُ به.

وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يقبّل وهو صائم، من حديث عائشة، وسلف برقم (25613).

ص: 597

صَلَاةً فِيهِ كَأَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ " (1). قَالَتْ: أَرَأَيْتَ مَنْ لَمْ يُطِقْ أَنْ يَتَحَمَّلَ إِلَيْهِ، أَوْ يَأْتِيَهُ؟ قَالَ: " فَلْيُهْدِ إِلَيْهِ زَيْتًا يُسْرَجُ فِيهِ (2)، فَإِنَّ مَنْ أَهْدَى لَهُ، كَانَ كَمَنْ صَلَّى فِيهِ " (3).

(1) قوله: فيما سواه، ليس في (ظ 6).

(2)

قوله: فيه، ليس في (ق).

(3)

إسناده ضعيف، زياد بن أبي سودة ذكره الذهبي في "الميزان"، وقال: في النفس شيء من الاحتجاج به، وأورد له هذا الحديث، وقال: هذا حديث منكر جداً، ثم نقل عن عبد الحق قولَه فيه: ليس هذا الحديث بقوي، وقولَ ابن القطان: زياد وعثمان ممّن يجب التوقف في روايتهما، وقال الحافظ في "الإصابة" (في ترجمة ميمونة): فيه نظر. قلنا: ثم إنه قد اختلف فيه:

فرواه عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي -كما في هذه الرواية والتي تليها، وفيما أخرجه ابن ماجه (1407)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(610)، والطبراني في "الكبير" 25/ (55)، وفي "مسند الشاميين"(471)، والضياء المقدسي في "فضائل بيت المقدس"(17)، والمِزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة زياد بن أبي سودة) -وصدقة بن صدقة- فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3448)، والطبراني في "الكبير" 25/ (56)، كلاهما عن ثور بن يزيد الحمصي، بهذا الإسناد. قال الضياء المقدسي: هذا هو المشهور. قلنا: وصوَّب الحافظ ابنُ حجر هذا الإسناد في "المطالب العالية" 7/ 177.

ورواه أصبغ بن يزيد -فيما أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(472) - عن ثور بن يزيد، عن زياد بن أبي سودة، عن ميمونة، لم يذكر أخا زياد بن أبي سودة.

ورواه عمر بن الحصين، عن يحيى بن العلاء -فيما أخرجه الضياء المقدسي (16) - عن ثور بن يزيد، عن زياد بن أبي سودة، عن أبي أمامة، عن ميمونة =

ص: 598

• 27627 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْهَرَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ بِإِسْنَادِهِ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1).

= بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم. قال المقدسي: كذا روى هذا الحديثَ عمرو بنُ الحصين عن يحيى بن العلاء، وكلاهما لا يحتجُّ بحديثه، والمعروف حديث ميمونة مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليست بابنة الحارث.

ورواه محمد بن عبد الرحمن -فيما أخرجه ابن الجوزي في "فضائل القدس" ص 89 - 90 - عن ثور بن يزيد، عن مكحول أن ميمونة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم

ورواه سعيد بن عبد العزيز -فيما أخرجه أبو داود (457)، والطبراني في "الشاميين"(344)، والبيهقي 2/ 441، والبغوي في "شرح السنة"(456)، والمزي في "تهذيبه"(في ترجمة زياد بن أبي سودة) - ومعاوية بن صالح -فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(611) و (612)، والطبراني في "الكبير" 25/ (54)، وفي "مسند الشاميين"(1947)، والمزي- كلاهما عن زياد بن أبي سودة، عن ميمونة، به. لم يذكرا أخا زياد بن أبي سودة.

وانظر ما بعده.

(1)

إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله، إلا أنه من زيادات عبد الله بن أحمد على أبيه، وشيخه فيه أبو موسى الهروي، وهو إسحاق بن إبراهيم، وهو من رجال "التعجيل"، وهو ثقة.

وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة زياد بن أبي سودة) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (7088) عن أبي موسى الهروي، به. غير أن أبا يعلى وهم فيه، فجعله من حديث ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.

وانظر ما قبله.

ص: 599

‌حَدِيثُ أُمِّ هِشَامٍ بِنْتِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ

(1)

27628 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْنٍ، عَنِ ابْنَةِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَتْ: مَا حَفِظْتُ {ق} إِلَّا مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَخْطُبُ بِهَا (2) يَوْمَ الْجُمُعَةِ. قَالَتْ: وَكَانَ تَنُّورُنَا وَتَنُّورُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاحِدًا (3).

* 27629 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنَ

(1) سلفت ترجمة أم هشام قبل الحديث (27455).

(2)

قولها: بها، ليس في (م).

(3)

حديث صحيح، عبدُ الله بنُ محمد بن معن -وإن تفرَّد بالرواية عنه خُبَيْبُ بن عبد الرحمن بن يَساف، وذكره ابن حبان في "الثقات" وابن خلفون، وجهله الحافظ الذهبي في "الديوان"- قال فيه الحافظ في "التقريب": مقبول، ويعني عنده أنه متابَع، وقد أخرج له مسلم هذا الحديث في المتابعات، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الحاكم 1/ 284 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.

وأخرجه مسلم (873)(51)، وأبو داود (1100)، وابن خزيمة (1786)، والبيهقي في "السنن" 3/ 211 من طريق محمد بن جعفر، به.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 145 (بترتيب السندي) عن إبراهيم بن محمد، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، عن خُبيب بن عبد الرحمن، به.

وسلف برقم (27455).

وانظر ما بعده.

ص: 600

الْحَكَمِ - قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ قَالَ: ذَكَرَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ أُمِّ هِشَامٍ بِنْتِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَتْ: مَا أَخَذْتُ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} إِلَّا مِنْ وَرَاءِ (1) رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2)، كَانَ يُصَلِّي بِهَا فِي الصُّبْحِ (3).

(1) في (ق): قراءة.

(2)

في (م): النبي صلى الله عليه وسلم.

(3)

إسناده ضعيف بهذه السِّياقة، عبد الرحمن بن أبي الرجال صدوق ربَّما أخطأ، وقد خالف هنا الرواةَ عن يحيى بنِ سعيد الأنصاري في متن الحديث.

فرواه -كما في هذه الرواية، وعند النسائي في "المجتبى" 2/ 157، وفي "الكبرى"(1023) و (11520)، وهو في "التفسير"(540) - عن يحيى بن سعيد، عن عَمْرة، عن أمِّ هشام بنت حارثة بن النعمان، قالت: ما أخذتُ {ق والقرآن المجيد} إلا من وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يُصلي بها في الصبح

ورواه سليمان بن بلال -كما عند مسلم (872)(50)، وأبي داود (1102)، والبيهقي 3/ 211 - ويحيى بن أيوب -كما عند مسلم أيضاً، وأبي داود (1103) - كلاهما عن سعيد، به، بلفظ: أخذتُ {ق والقرآن المجيد} من فِي رسول الله صلى الله عليه وسلم يومَ الجمعة، وهو يقرأُ بها على المنبر كلَّ جمعة.

وانظر ما قبله.

وقد ثبتت قراءتُه صلى الله عليه وسلم بـ (ق) في صلاة الفجر من حديث قُطبة بن مالك، وهو عند مسلم (457)، وسلف برقم (18903).

وانظر حديث جابر بن سمرة السالف برقم (20843).

قال السندي: قولها: إلا من وراء النبي صلى الله عليه وسلم، أي: إلا من حالة الاقتداء به خلفه.

ص: 601

‌حَدِيثُ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَبِي حُبَيْشٍ

(1)

27630 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَبِي حُبَيْشٍ حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا أَتَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَشَكَتْ إِلَيْهِ الدَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّمَا ذَلِكَ عِرْقٌ، فَانْظُرِي إِذَا أَتَى قَُرْؤُكِ، فَلَا تُصَلِّي، فَإِذَا مَرَّ الْقَُرْءُ فَتَطَهَّرِي، ثُمَّ صَلِّي مَا بَيْنَ الْقَُرْءِ إِلَى الْقَُرْءِ "(2).

27631 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي خَالَتِي فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ، قَالَتْ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ، فَقُلْتُ لَهَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَكُونَ لِي حَظٌّ فِي الْإِسْلَامِ، وَأَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، أَمْكُثُ مَا شَاءَ اللهُ مِنْ يَوْمِ أُسْتَحَاضُ، فَلَا أُصَلِّي لِلَّهِ عز وجل صَلَاةً. قَالَتْ: اجْلِسِي حَتَّى يَجِيءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذِهِ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ تَخْشَى أَنْ لَا يَكُونَ لَهَا حَظٌّ فِي الْإِسْلَامِ، وَأَنْ تَكُونَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، تَمْكُثُ مَا شَاءَ اللهُ مِنْ يَوْمِ تُسْتَحَاضُ،

(1) سلفت ترجمة فاطمة بنت أبي حبيش قبل الحديث (27360).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (27360) سنداً ومتناً.

ص: 602

فَلَا تُصَلِّي لِلَّهِ عز وجل فِيهِ (1) صَلَاةً، فَقَالَ:" مُرِي فَاطِمَةَ بِنْتَ أَبِي حُبَيْشٍ، فَلْتُمْسِكْ كُلَّ شَهْرٍ عَدَدَ أَيَّامِ أَقْرَائِهَا، ثُمَّ تَغْتَسِلُ، وَتَحْتَشِي، وَتَسْتَثْفِرُ (2)، وَتَنَظَّفُ (3)، ثُمَّ تَطَهَّرُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، وَتُصَلِّي، فَإِنَّمَا ذَلِكَ رَكْضَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، أَوْ عِرْقٌ انْقَطَعَ، أَوْ دَاءٌ عَرَضَ لَهَا "(4).

(1) قولها: فيه، ليس في (م).

(2)

في (ظ 6) وهامش (ظ 2) و (ق): تستذفر.

(3)

في (ق): وتتنظف.

(4)

صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ ضعيف لضعف عثمان بن سعد -وهو الكاتب- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابية الحديث، فقد روى لها أبو داود والنسائي.

ثم إنه قد اختلف في إسناده:

فرواه إسرائيل -كما في هذه الرواية- وأبو عبيدة الحداد -فيما أخرجه البيهقي 1/ 354 - كلاهما عن عثمان بن سعد، عن عبد الله بن أبي مليكة، قال: حدثتني خالتي فاطمة بنت أبي حُبيش، قالت: أتيت عائشة

ورواه أبو عاصم النبيل -فيما أخرجه الدارقطني 1/ 217، والحاكم 1/ 175 - 176، والبيهقي في "السنن" 1/ 354 - ومحمد بن بكر البُرْساني -فيما أخرجه البيهقي 1/ 355 - كلاهما عن عثمان بن سعد، وقال: عن ابن أبي مُلَيْكة، قال: جاءت خالتي فاطمة بنت أبي حبيش إلى عائشة، فقالت: إني أخاف أن أقع في النار

وقال عثمان بن سعد: فسألنا هشام بن عروة، فأخبرني بنحوه، عن أبيه، عن عائشة.

قلنا: حديث عائشة سلف برقم (25622). =

ص: 603

‌حَدِيثُ أُمِّ كُرْزٍ الْخُزَاعِيَّةِ

(1)

27632 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أُمِّ كُرْزٍ الْخُزَاعِيَّةِ، قَالَتْ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِغُلَامٍ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَأَمَرَ بِهِ فَنُضِحَ، وَأُتِيَ بِجَارِيَةٍ، فَبَالَتْ عَلَيْهِ، فَأَمَرَ بِهِ فَغُسِلَ (2).

27633 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ، قَالَ: خَرَجْتُ حَاجًّا، فَجِئْتُ حَتَّى دَخَلْتُ الْبَيْتَ، فَلَمَّا كُنْتُ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ، مَضَيْتُ حَتَّى لَزِقْتُ بِالْحَائِطِ، فَجَاءَ ابْنُ عُمَرَ، فَصَلَّى إِلَى جَنْبِي، فَصَلَّى أَرْبَعًا، فَلَمَّا صَلَّى، قُلْتُ لَهُ (3): أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْبَيْتِ؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ أَنَّهُ صَلَّى هَاهُنَا، فَقُلْتُ: كَمْ صَلَّى؟ قَالَ: عَلَى هَذَا أَجِدُنِي أَلُومُ نَفْسِي، إِنِّي مَكَثْتُ مَعَهُ عُمُرًا لَمْ أَسْأَلْهُ كَمْ صَلَّى. ثُمَّ حَجَجْتُ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ، فَجِئْتُ، فَقُمْتُ فِي مَقَامِهِ، فَجَاءَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَصَلَّى فِيهِ

= وقد سلف برقم (27360).

(1)

سلفت ترجمة أم كرز قبل الحديث (27139).

(2)

صحيح لغيره، وهو مكرر (27370) سنداً ومتناً.

(3)

لفظة "له" ليست في (ظ 6) و (م).

ص: 604

أَرْبَعًا " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (21780) سنداً ومتناً (ضمن مسند أسامة بن زيد).

ص: 605

‌حَدِيثُ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ

(1)

27634 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: زَوَّجَنِي أَبِي فِي إِمَارَةِ عُثْمَانَ، فَدَعَا نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " انْهَسُوا اللَّحْمَ نَهْسًا، فَإِنَّهُ أَهْنَأُ، وَأَمْرَأُ ". - أَوْ: " أَشْهَى وَأَمْرَأُ - " قَالَ سُفْيَانُ: الشَّكُّ مِنِّي، أَوْ مِنْهُ (2).

27635 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا التَّيْمِيُّ - يَعْنِي سُلَيْمَانَ - عَنْ أَبِي عُثْمَانَ - يَعْنِي النَّهْدِيَّ - عَنْ عَامِرِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ:" الطَّاعُونُ، وَالْبَطْنُ، وَالْغَرَقُ، وَالنُّفَسَاءُ، شَهَادَةٌ (3) ". قَالَ: حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو عُثْمَانَ مِرَارًا، وَقَدْ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَرَّةً (4).

27636 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَعَارَ مِنْهُ يَوْمَ حُنَيْنٍ أَدْرَاعًا،

(1) سلفت ترجمة صفوان بن أمية قبل الحديث (15300).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (15300) سنداً ومتناً.

(3)

في (ق): إنها شهادة.

(4)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (15301) سنداً ومتناً.

ص: 606

فَقَالَ: أَغَصْبًا يَا مُحَمَّدُ؟ قَالَ: " بَلْ عَارِيَةٌ مَضْمُونَةٌ ". قَالَ: فَضَاعَ بَعْضُهَا، فَعَرَضَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُضَمِّنَهَا لَهُ، قَالَ: أَنَا الْيَوْمَ يَا رَسُولَ اللهِ فِي الْإِسْلَامِ أَرْغَبُ (1).

27637 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ (2) أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ قِيلَ لَهُ: هَلَكَ مَنْ لَمْ يُهَاجِرْ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: لَا أَصِلُ إِلَى أَهْلِي حَتَّى آتِيَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، زَعَمُوا أَنَّهُ هَلَكَ مَنْ لَمْ يُهَاجِرْ. قَالَ:" كَلَّا أَبَا وَهْبٍ، فَارْجِعْ إِلَى أَبَاطِحِ مَكَّةَ ". قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا رَاقِدٌ، إِذْ (3) جَاءَ السَّارِقُ، فَأَخَذَ ثَوْبِي مِنْ تَحْتِ رَأْسِي، فَأَدْرَكْتُهُ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: إِنَّ هَذَا سَرَقَ ثَوْبِي، فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُقْطَعَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَيْسَ هَذَا مَا أَرَدْتُ، هُوَ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ، قَالَ:" هَلَّا قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَنِي بِهِ؟ "(4).

27638 -

حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: أَعْطَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ،

(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (15302) سنداً ومتناً.

(2)

قوله: بن صفوان عن أبيه، سقط من (م).

(3)

قوله: إذ، ليس في (م).

(4)

قوله: "هلَّا قبل أن تأتيَني به"، صحيحٌ بطرقه وشاهده، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (15303).

ص: 607

وَإِنَّهُ لَأَبْغَضُ النَّاسِ إِلَيَّ، فَمَا زَالَ (1) يُعْطِينِي حَتَّى صَارَ وَإِنَّهُ لَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ (2).

27639 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ - عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ مُرَقَّعٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ أَنَّ رَجُلًا سَرَقَ بُرْدَهُ (3)، فَرَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ بِقَطْعِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ تَجَاوَزْتُ (4) عَنْهُ، قَالَ:" فَلَوْلَا كَانَ هَذَا (5) قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَنِي بِهِ يَا أَبَا وَهْبٍ؟ " فَقَطَعَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (6).

27640 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ

(1) في (ظ 2) و (ق): قال: فما زال.

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر (15304) سنداً ومتناً.

قال السندي: قوله: حتى صار وإنه لأحبُّ الناسِ إليَّ، "صار" تامة، بمعنى: انتقل، وجملة: وإنه: الواو حال، أي: حتى انتقل من تلك الحالة، وهي حالة البغض، والحال: إنه لأحبُّ الناس إليَّ، ويحتمل أن يكون خبر "صار" محذوفاً، أي: صار محبوباً، والحال إنه لأحبُّ الناسِ إليّ.

(3)

في (ظ 2) و (ق): بردة.

(4)

في (ظ 2) و (ق): جاوزت.

(5)

قوله: هذا، ليس في (ق).

(6)

حديث صحيح بطرقه وشاهده، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (15305) سنداً ومتناً.

ص: 608

عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: إِنَّهُ (1) لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ هَاجَرَ، قَالَ: فَقُلْتُ: لَا أَدْخُلُ مَنْزِلِي حَتَّى آتِيَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَسْأَلَهُ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذَا سَرَقَ خَمِيصَةً لِي لِرَجُلٍ مَعَهُ، فَأَمَرَ بِقَطْعِهِ، فَقُلْتُ (2): يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ وَهَبْتُهَا لَهُ، قَالَ:" فَهَلَّا قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَنِي بِهِ؟ " قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ هَاجَرَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا هِجْرَةَ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا "(3).

27641 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ - يَعْنِي النَّهْدِيَّ - عَنْ عَامِرِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ، وَالْغَرَقُ شَهَادَةٌ، وَالْبَطْنُ شَهَادَةٌ، وَالنُّفَسَاءُ شَهَادَةٌ "(4).

27642 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: " الطَّاعُونُ، وَالْبَطْنُ، وَالْغَرَقُ (5)،

(1) قوله: إنه، لي في (ظ 2) و (ق).

(2)

في (ظ 2) و (م) و (ظ 6): فقال، والمثبت من (ق).

(3)

حديث صحيح بطرقه وشاهديه، وهو مكرر (15306) سنداً ومتناً.

(4)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (15307) سنداً ومتناً.

(5)

في (ظ 6): والغريق.

ص: 609

وَالنُّفَسَاءُ شَهَادَةٌ ". قَالَ سُلَيْمَانُ: حَدَّثَنَا بِهِ (1) - يَعْنِي أَبَا عُثْمَانَ - مِرَارًا، وَرَفَعَهُ مَرَّةً إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

27643 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ: رَآنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا آخُذُ اللَّحْمَ عَنِ الْعَظْمِ بِيَدِي، فَقَالَ:" يَا صَفْوَانُ "، قُلْتُ: لَبَّيْكَ، قَالَ:" قَرِّبِ اللَّحْمَ مِنْ فِيكَ، فَإِنَّهُ أَهْنَأُ وَأَمْرَأُ "(3).

27644 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ - يَعْنِي ابْنَ قَرْمٍ (4) - عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جُعَيْدِ ابْنِ أُخْتِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: كُنْتُ نَائِمًا فِي الْمَسْجِدِ عَلَى خَمِيصَةٍ لِي، فَسُرِقَتْ، فَأَخَذْنَا السَّارِقَ، فَرَفَعْنَاهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ بِقَطْعِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفِي خَمِيصَةٍ (5) ثَمَنُ (6) ثَلَاثِينَ دِرْهَمًا؟ أَنَا أَهَبُهَا لَهُ، أَوَ أَبِيعُهَا لَهُ. قَالَ:" فَهَلَّا كَانَ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَنِي بِهِ؟ "(7).

(1) في (ظ 6): حدثناه.

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه، وهو مكرر (15308) سنداً ومتناً.

(3)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (15309) سنداً ومتناً.

(4)

في (م): قرن، وهو خطأ.

(5)

في (م): خميصتي.

(6)

قوله: ثمن، ليس في (ق).

(7)

حديث صحيح بطرقه وشاهده، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر =

ص: 610

‌وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ الثَّقَفِيِّ

(1)

27645 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، وَسُرَيْجٌ الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ - يَعْنِي الْجُمَحِيَّ - عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ، كِلَاهُمَا قَالَ: عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ بِالنَّبَاءَةِ، أَوِ النَّبَاوَةِ - شَكَّ نَافِعُ بْنُ عُمَرَ - مِنَ الطَّائِفِ، وَهُوَ يَقُولُ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ تُوشِكُونَ أَنْ تَعْرِفُوا أَهْلَ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ". أَوْ قَالَ: " خِيَارُكُمْ مِنْ شِرَارِكُمْ ". قَالَ: فَقَالَ: رَجُلٌ مِنَ النَّاسِ (2): بِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " بِالثَّنَاءِ السَّيِّئِ، وَالثَّنَاءِ الْحَسَنِ، وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ "(3).

= (15310) سنداً ومتناً.

(1)

سلفت ترجمة أبي بكر بن أبي زهير الثقفي قبل الحديث (15439).

(2)

قوله: من الناس، ليس في (ظ 6).

(3)

حديث صحيح، وهو مكرر (15439) سنداً ومتناً.

ص: 611

‌حَدِيثُ وَالِدِ بَعْجَةَ

(1)

27646 -

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي بَعْجَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُمْ يَوْمًا:" هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ، فَصُومُوا ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي تَرَكْتُ قَوْمِي، مِنْهُمْ صَائِمٌ، وَمِنْهُمْ مُفْطِرٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" اذْهَبْ إِلَيْهِمْ، فَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ مُفْطِرًا (2)، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ "(3).

(1) قال السندي: والد بعجة: هو عبد الله بن بدر، جُهني، له صحبة، قيل: كان اسمه عبد العزّى، فغيره النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد أحداً، وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم اللواء يوم الفتح.

(2)

في (ظ 6): فمن كان مفطراً.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هشام بن سعيد -وهو الطالقاني- فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود والنسائي، وهو ثقة، وصحابي الحديث ترجم له الحافظ في "التعجيل"، وصحح إسناد حَديثه هذا في "الإصابة" 4/ 20.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 23، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2581)، والبزار (1049)"زوائد"، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 79، والطبراني في "الأوسط"(5679)، وفي "مسند الشاميين"(2816) من طرق عن معاوية بن سلَّام، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 185، وقال: رواه أحمد، والطبراني في "الكبير"، و"الأوسط"، والبزار، وإسناده حسن. =

ص: 612

‌حَدِيثُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ

(1)

27647 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي (2) يَعْقُوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعَشِيِّ - الظُّهْرِ أَوِ الْعَصْرِ - وَهُوَ حَامِلُ الحَسَنِ أَوْ الْحُسَيْنِ (3)، فَتَقَدَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَوَضَعَهُ، ثُمَّ كَبَّرَ لِلصَّلَاةِ، فَصَلَّى، فَسَجَدَ بَيْنَ ظَهْرَيْ صَلَاتِهِ سَجْدَةً أَطَالَهَا. قَالَ أَبِي: رَفَعْتُ رَأْسِي (4)، فَإِذَا الصَّبِيُّ عَلَى ظَهَرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ سَاجِدٌ، فَرَجَعْتُ فِي سُجُودِي، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصَّلَاةَ، قَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ سَجَدْتَ بَيْنَ ظَهْرَي الصَّلَاةِ (5) سَجْدَةً أَطَلْتَهَا، حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ، أَوْ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْكَ؟ قَالَ: " كُلُّ

= وفي الباب نحوه من حديث هند بن أسماء برقم (15962)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

(1)

سلفت ترجمة شداد بن الهاد قبل الحديث (16033).

(2)

قوله: أبي، سقط من (م).

(3)

في النسخ: حسن أو حسين، والمثبت من مكرره (16033)، وجاء في مصادر الحديث: حسناً أو حسيناً.

(4)

جاء في (ظ 2) و (ق) و (م): قال: إني رفعت رأسي، والمثبت من (ظ 6)، وجاء عند النسائي: قال أبي: فرفعتُ رأسي.

(5)

في (ظ 2): ظهري صلاتك، وفي (ق): ظهر صلاتك.

ص: 613

ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ، وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي، فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ " (1).

(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (16033) سنداً ومتناً.

قال السندي: قوله: "ارتَحَلَني" اتَّخَذَني راحلة بالركوب على ظهري.

"أن أعجله": من التعجيل، أو الإعجال.

ص: 614