الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسند الإمام احمد بن حنبل 164 - 241 هـ
أشرف على تحقيقه
الشيخ شعيب الأرنؤوط
حقق هذا الجزء وحقق أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنؤوط
محمد نعيم العرقسوسي - إبراهيم الزّيبق
الجزء السابع
مؤسسة الرسالة
3890 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ - وَأَشَارَ إِلَى دَارِ عَبْدِ اللهِ، وَلَمْ يُسَمِّهِ -، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: " الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا "، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: " ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ "، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: " ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ "، قَالَ: فَحَدَّثَنِي بِهِنَّ، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وأبو عمرو الشيباني: هو سعد بن إياس.
وأخرجه الطيالسي (372)، والبخاري في "صحيحه "(527) و (5970) و (7534)، وفي "الأدب المفرد"(1)، ومسلم (85)(139)، والدارمي 1/ 278، والنسائي في "المجتبى" 1/ 292، وأبو يعلى (5286)، وأبو عوانة 1/ 63 - 64، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/ 27، وابن حبان (1477)، والطبراني في "الكبير"(9805)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 266، والبيهقي في " السنن " 2/ 215، وفي "الشعب "(7824)، والبغوي في "شرح السنة"(344)، من طرق عن شعبة، بهذا الِإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 311، والبخاري (2782) و (7534)، ومسلم (85)(137) و (138)، والترمذي (173)، وأبو عوانة 1/ 64، وابن حبان (1478)، والطبراني في "الكبير"(9806) و (9807)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 266 =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= و 10/ 401، والبيهقي في "الشعب "(4219)، من طرق عن الوليد بن العيزار، به.
وأخرجه مختصراً مسلم (85)(140)، وأبو عوانة 1/ 64، وابن حبان (1474)، والطبراني في "الكبير"(9809) و (9810) و (9811) و (9812) و (9813) و (9814)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان " 2/ 301، من طرق عن أبي عمرو الشيباني، به.
وأخرجه الدارقطني في "السنن " 1/ 246، والحاكم 1/ 188 - 189، من طريق حجاج بن الشاعر، عن علي بن حفص المَديني، عن شعبة، به، بلفظ:"الصلاة في أول ميقاتها". قال الحاكم: قد روى هذا الحديث جماعة عن شعبة، ولم يذكر هذه اللفظة غير حجاج بن الشاعر، عن علي بن حفص، وحجاج حافظ ثقة، وقد احتج مسلم بعلي بن حفص المديني، ووافقه الذهبي.
وبهذه اللفظة أخرجه ابن خزيمة (327)، وابن حبان (1475) و (1479)، والطبراني في "الكبير"(9808)، والحاكم 1/ 188 من طريق بُندار محمد بن بشار، والحاكم 1/ 188 أيضاً، والبيهقي في "السنن " 1/ 434، والبغوي في "شرح السنة" 2/ 177 من طريق الحسن بن مكرم البزار، كلاهما عن عثمان بن عمر، عن مالك بن مِغْوَل، عن الوليد بن العيزار، به.
قال ابن حبان: "الصلاة في أول وقتها" تفرد به عثمان بن عمر، وقال الحاكم: فقد صحت هذه اللفظة باتفاق الثقتين بندار والحسن بن مكرم على روايتهما عن عثمان بن عمر، وهو صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه مختصراً الدارقطني 1/ 247 من طريق الحجاج، عن سليمان، عن أبي عمرو الشيباني، به.
وأخرجه الدارقطني 1/ 246 - 247، والحاكم 1/ 189 من طريق محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن عبيد المكتب، عن أبي عمرو الشيباني، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. قال الحاكم: الرجل هو عبد الله بن مسعود لإجماع الرواة فيه على أبي عمرو الشيباني. قلنا: سيرد في "المسند" =
3891 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: " سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي "، فَلَمَّا نَزَلَتْ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ
= 5/ 368 من حديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه مطولاً سعيد بن منصور (2302)، والطبراني في "الكبير"(9820) من طريق يزيد بن معاوية، عن عبد الملك بن عمير، عن زر بن حُبيش، عن ابن مسعود، به.
وأخرجه الشاشي (897) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسماعيل، عن عون بن عبد الله بن عتبة، قال: سأل رجل عبد الله بن مسعود. وعون لم يدرك ابن مسعود.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(9815) من طريق عمرو بن جرير البَجَلي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن ابن مسعود، موقوفاً.
وأخرجه مطولاً الطبراني في "الكبير"(9819) من طريق أبي نعيم، عن أبي جَنَاب يحيى بن أبي حيّة الكلبي، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن الأسود بن يزيد، عن ابن مسعود، به.
وأخرجه مطولاً أيضاً الطبراني في "الكبير"(9821) من طريق حماد بن سلمة، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن مسعود، به.
وأخرجه مختصراً الطبراني (9822) من طريق حسين بن علي الجُعفي، عن زائدة، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن مسعود، به.
وسيأتي برقم (3973) و (3998) و (4186) و (4223) و (4243) و (4285) و (4313).
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سيرد برقم (6602).
وعن أم فروة عند الترمذي (170) مختصراً. =
وَالْفَتْحُ}، قَالَ:" سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ (1) اغْفِرْ لِي، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ "(2).
3892 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَسَدِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ " إِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللهِ، عز وجل "(3).
3893 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: حَجَجْنَا مَعَ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ، قَالَ: فَلَمَّا وَقَفْنَا بِعَرَفَةَ، قَالَ: فَلَمَّا غَابَتِ الشَّمْسُ، قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: لَوْ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَفَاضَ الْآنَ، كَانَ قَدْ أَصَابَ، قَالَ: فَلَا أَدْرِي كَلِمَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ كَانَتْ أَسْرَعَ، أَوْ إِفَاضَةُ عُثْمَانَ، قَالَ: فَأَوْضَعَ النَّاسُ، وَلَمْ
= قال السندي: قوله: "الصلاة على وقتها"، أي: أداؤها في وقتها المستحب، وأحاديث أفضل الأعمال وردت مختلفة، وقد ذكر العلماء في توفيقها وجوهاً، من جملتها أن الاختلاف بالنظر إلى اختلاف أحوال المخاطبين، فمنهم من يكون الأفضل له الاشتغال بعمل، ومنهم من يكون الأفضل له الاشتغال بآخر.
(1)
لفظ: "اللهم " ليس في (ظ 14).
(2)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه. وهو مكرر (3719). عفان: هو ابن مسلم.
وسلف أيضاً برقم (3683)، وذكرنا هناك أطرافه وشواهده.
(3)
هو مكرر (3751) سنداً ومتناً. وكتب فوقه في (ظ 14): معاد.
يَزِدِ ابْنُ مَسْعُودٍ عَلَى الْعَنَقِ، حَتَّى أَتَيْنَا جَمْعًا، فَصَلَّى بِنَا ابْنُ مَسْعُودٍ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ دَعَا بِعَشَائِهِ، ثُمَّ تَعَشَّى، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ، ثُمَّ رَقَدَ، حَتَّى إِذَا طَلَعَ أَوَّلُ الْفَجْرِ، قَامَ فَصَلَّى الْغَدَاةَ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: مَا كُنْتَ تُصَلِّي الصَّلَاةَ هَذِهِ السَّاعَةَ! - قَالَ: وَكَانَ يُسْفِرُ بِالصَّلَاةِ -، قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الْيَوْمِ، وَهَذَا الْمَكَانِ، يُصَلِّي هَذِهِ السَّاعَةَ (1).
3894 -
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: جَدَبَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم السَّمَرَ
(1) حديث صحيح، رجالُه ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي، عبد الرحمن بن يزيد: هو ابنُ قيس النخعي.
وأخرجه أبو يعلى (5367) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ خزيمة (2852) من طريق زكريا بن أبي زائدة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 211 من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما عن أبي إسحاق، به. قال ابن خزيمة في ترجمة الحديث: إن ثبت الخبرُ، فإني لا أقِفُ على سماع أبي إسحاق هذا الخبرَ من عبد الرحمن بن يزيد. وقال عَقِبَ الحديث: لم يرفع ابنُ مسعود قصةَ عشائهما بينهما، وإنما هذا من فعله، لا عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد سلف مختصراً برقم (3637)، ورواه البخاري (1683) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق بنحوه، كما سيأتي برقم (3969) و (4293).
قوله: "فأوضَعَ الناسُ "، أي: أسرعوا.
على العَنَق: بفتحتين، أي: المقارب إلى الوسط من السَّيْرِ. قاله السندي.
بَعْدَ الْعِشَاءِ (1).
قَالَ خَالِدٌ: مَعْنَى جَدَبَ إِلَيْنَا، يَقُولُ: عَابَهُ، ذَمَّهُ.
3895 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: كَانَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُوَلَتَيْنِ كَأَنَّهُ عَلَى الرَّضْفِ، قُلْتُ: حَتَّى يَقُومَ؟ قَالَ: حَتَّى يَقُومَ (2).
3896 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ يَقُولُ: إِنَّ الْكَذِبَ لَا يَصْلُحُ مِنْهُ جِدٌّ وَلَا هَزْلٌ
(1) حديث حسن لغيره، وهذا إسنادٌ ضعيف، خالد - وهو ابنُ عبد الله الواسطي الطحان - سَمِعَ من عطاء بن السائب بعدَ الاختلاط، وبقيةُ رجاله ثقات. خلف بن الوليد: هو أبو الوليد العتكي الجوهري.
وسلف برقم (3603).
(2)
إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابنُ عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه. وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وبهزٌ: هو ابنُ أسد العمي، وشُعبة: هو ابن الحجاج، وسعدُ بن إبراهيم: هو ابنُ عبد الرحمن بن عوف.
وقد سلف برقم (3656).
وقوله: "الأولتين"، قال السندي: هكذا بالتاء المثناة من فوق في النسخ هاهنا، والذي في "الصحاح" و"القاموس" في تأنيث الأول لفظة الُأولى لا الأَوَّلة بالتاء. والله تعالى أعلم. قلنا: وقد أثبتها الشيخ أحمد شاكر: "الأوليين" على الجادة.
والرَّضْفُ: الحجارة المحماة على النار.
- وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: جِدٌّ - وَلَا يَعِدُ الرَّجُلُ صَبِيًّا، ثُمَّ لَا يُنْجِزُ لَهُ.
قَالَ: وَإِنَّ مُحَمَّدًا قَالَ لَنَا: " لَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وَلَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو الأحوص -وهو عوفُ بن مالك بن نضلة الجشمي- من رجال مسلم، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق: هو السَّبيعي.
وأخرجه بقسميه الموقوفِ والمرفوعِ مطولًا أبو يعلى (5363) عن أبي خيثمة زهير بن حرب، عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبدُ الرزاق (20076)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(8518) عن معمر، عن أبي إسحاق، به.
والمرفوع منه أخرجه مسلم (2606)، والبيهقي في "السنن " 10/ 426 من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، به.
والموقوفُ منه أخرجه وكيع في "الزهد"(396) عن أبيه، وعبد الرزاق (20076)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(8518) عن معمر، وكيع أيضاً (396)، والبغوي في "شرح السنة"(3575) من طريق إسرائيل، والطبراني أيضاً (8526) من طريق أبي عوانة، أربعتُهم عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه وكيع أيضاً (395)، ومن طريقه ابن أبي شيبة 8/ 591، وهنَّاد في "الزهد"(1369)، والطبري في "التفسير"(17459) و (17460) عن الأعمش، عن إبراهيم -وهو النخعي-، عن عبدِ الله، وعن الأعمش، عن مجاهد، عن أبي معمر عبد الله بنِ سَخْبَرَةَ، عن عبد الله، قال: لا يَصْلُحُ الكَذِبُ في هَزْلٍ ولا جد.
وأخرجه الطبرانيُّ في "الكبير"(8525) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن أبي معمر عبد الله بن سَخْبَرَة، عن عبد الله.
وأخرجه أيضاً وكيع في "الزهد"(401)، ومن طريقه هنَّاد في "الزهد"(1369)، =
3897 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، ذَكَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:" لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ "(1).
= والطبريُّ في "التفسير"(17461) من طريق الأعمش، وابن المبارك في "الزهد"(1400)، والطبري في "التفسير"(17456) و (17457) و (17458) من طريق شعبة، كِلاهما عن عمرو بن مرة، عن أبي عُبيدة، عن عبد الله، وهذا إسناد منقطع، أبو عبيدة لم يسمع من أبيه.
وأخرجه بقسميه مرفوعاً ابنُ ماجه (46) من طريق موسى بن عقبة، والدارمي 2/ 299 - 300، والحاكم 1/ 127 من طريق إدريس الأودي، كلاهما عن أبي إسحاق، به، جعلوه كله مرفوعاً. وموسى بن عقبة وإدريس الأودي لم يذكرا فيمن سمع من أبي إسحاق قبل التغير. قال الحاكم: هذا الحديثُ صحيح الإسناد على شرط الشيخين، وإنما تواترت الرواياتُ بتوقيف أكثرِ هذه الكلمات، فإن صَحَّ سنده، فانه صحيح على شرطهما، ووافقه الذهبي.
قلنا: قد أخرجه موقوفاً بقسميه مطولاً عبدُ الرزاق (20198) عن معمر، عن جعفر بن برقان، عن ابن مسعود. وهذا إسناد منقطع، جعفر بن برقان لم يدرك ابن مسعود.
والمرفوع منه سلف مطولاً برقم (3638).
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لأن أبانَ بن تغلبَ -وإن كان ثقة من رجال مسلم- لا تُعلم روايته عن أبي إسحاق -وهو السبيعي- هل كانت قبل التغير أو بعده، وقد خالفه شعبة فرواه عن أبي إسحاق موقوفاً، وهذا أصح، فإن شعبة سمع من أبي إسحاق قديماً، وانظر "العلل " 1/ 293 لابن أبي حاتم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
علي بن عبد الله: هو المديني. وعبد الرحمن بن يزيد: هو النخعي. =
3898 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ - قال عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ -، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي حَرْثٍ، مُتَوَكِّئًا عَلَى عَسِيبٍ، فَقَامَ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَسَأَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ؟ فَسَكَتَ،
= وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 161، وفي "الكبرى"(3732) من طريق أحمد بن عبدة البصري، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 124 من طريق المقدَّمي، والشاشي (482) من طريق محمد بن الفضل عَارِم، ثلاثتهم عن حماد بن زيد، به. ونقل محققُ الشاشي عن البزار قوله: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عَن أبي إسحاق إلا من حديث أبان بن تغلب.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 1/ 193 عن أبي خالد، عن الأعمش، عن عُمارة، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله، موقوفاً.
وانظر (3549).
وله شاهد من حديث ابن عمر عند البخاري (1549)، ومسلم (1184)، سيرد (4457).
وآخر من حديث عائشة عند البخاري (1550)، سيرد 6/ 32 و 100 و 181 و 230 و 234.
وثالث من حديث ابن عباس سلف برقم (2404).
ورابع من حديث جابر عند مسلم (1218)، سيرد 3/ 320.
وخامس من حديث عمرو بن معدي كرب عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 124 - 125.
وسادس من حديث المسور بن مخرمة موقوفاً على عمر عند ابن أبي شيبة 4/ 1/ 193.
وسابع من حديث أبي هريرة عند ابن خزيمة (2624). =
ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ عَلَيْهِمْ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85](1).
3899 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " آخِرُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ، فَهُوَ يَمْشِي مَرَّةً، وَيَكْبُو مَرَّةً، وَتَسْفَعُهُ النَّارُ مَرَّةً، فَإِذَا جَاوَزَهَا، الْتَفَتَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: تَبَارَكَ الَّذِي أَنْجَانِي مِنْكِ، لَقَدْ أَعْطَانِي اللهُ شَيْئًا مَا أَعْطَاهُ أَحَدًا مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، فَتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، فَلْأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، فَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، فَيَقُولُ اللهُ (2): يَا ابْنَ آدَمَ، فَلَعَلِّي إِذَا أَعْطَيْتُكَهَا سَأَلْتَنِي غَيْرَهَا، فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ
= وثامن من حديث أنس عند أبي يعلى (2768) و (3563).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبدُ الله بنُ مُرة: هو الهمداني الكوفي، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه مسلم (2794)(34)، والشاشي (370)، وابنُ حبان (97) من طرق عن عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد.
قال الدارقطني في "العلل " 5/ 251 - 252: يرويه عبدُ الله بنُ إدريس، عن الأعمش، عن عبد الله بنِ مُرة، عن مسروق، عن عبدِ الله. وخالفه وكيع، وعيسى بن يونس، وعلي بنُ مسهر، فرووه عن الأعمش، عن إبراهيمَ، عن علقمة، عن عبدِ الله، وهو المشهور، ولعلَّهما صحيحان، وابن إدريس من الأثبات، ولم يُتابع على هذا القول.
وقد سلف برقم (3688).
(2)
في (ق): فيقول الله له.
غَيْرَهَا، قَالَ: وَرَبُّهُ عز وجل يَعْذُرُهُ، لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا، وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ (1) لَهُ شَجَرَةٌ هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الْأُولَى، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، هَذِهِ فَلْأَشْرَبْ مِنْ مَائِهَا، وَأَسْتَظِلَّ (2) بِظِلِّهَا، لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، فَيَقُولُ: ابْنَ آدَمَ، أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا؟ فَيَقُولُ: لَعَلِّي إِنْ أَدْنَيْتُكَ مِنْهَا تَسْأَلُنِي (3) غَيْرَهَا؟ فَيُعَاهِدُهُ أَنْ (4) لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، وَرَبُّهُ عز وجل يَعْذُرُهُ، لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا، وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الْأُولَيَيْنِ (5)، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، فَأَسْتَظِلَّ (6) بِظِلِّهَا، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا. فَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا؟ قَالَ: بَلَى، أَيْ رَبِّ هَذِهِ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، فَيَقُولُ: لَعَلِّي إِنْ أَدْنَيْتُكَ مِنْهَا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا، فَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، وَرَبُّهُ يَعْذُرُهُ، لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، فَإِذَا أَدْنَاهُ مِنْهَا، سَمِعَ (7) أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ،
(1) في (س) و (ق) و (ظ 1): فترفع.
(2)
في (س) و (ظ 14): أو أستظل.
(3)
في (ظ 14): أن تسألني.
(4)
في (ق): أنه.
(5)
في (ظ 14): الأولتين.
(6)
في هامش (س): لأستظل.
(7)
في (ظ 14): يسمع.
فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَدْخِلْنِيهَا، فَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، مَا يَصْرِينِي مِنْكَ؟ أَيُرْضِيكَ أَنْ أُعْطِيَكَ الدُّنْيَا، وَمِثْلَهَا مَعَهَا؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَتَسْتَهْزِئُ بِي (1)، وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ " فَضَحِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: أَلَا تَسْأَلُونِي مِمَّ (2) أَضْحَكُ؟ فَقَالُوا: مِمَّ (2) تَضْحَكُ؟ فَقَالَ: هَكَذَا ضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: " أَلَا تَسْأَلُونِي مِمَّ أَضْحَكُ؟ " فَقَالُوا: مِمَّ تَضْحَكُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " مِنْ ضَحِكِ رَبِّي (3) حِينَ قَالَ: أَتَسْتَهْزِئُ مِنِّي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟! فَيَقُولُ: إِنِّي لَا أَسْتَهْزِئُ مِنْكَ، وَلَكِنِّي عَلَى مَا أَشَاءُ قَدِيرٌ (4) " (5).
3900 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(6).
(1) في (س) و (ص) و (ظ 14): مني.
(2)
في (س) و (ظ 1) و (ظ 14): مما.
(3)
في (ظ 14): رب العالمين.
(4)
في (س) و (ظ 14): قادر.
(5)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجالُه ثقات رجالُ الشيخين غيرَ حماد -وهو ابنُ سلمة- فمن رجال مسلم. عفان: هو ابنُ مسلم الصفار.
وأخرجه مسلم (187)(310)، والبيهقي في "البعث، (105)، والبغوي في "شرح السنة" (4355) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم (3714)، وشرحنا فيه قوله:"ما يضيرني "، وانظر (3595).
(6)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. =
3901 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ ابْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنَّا يَوْمَ بَدْرٍ كُلُّ ثَلَاثَةٍ عَلَى بَعِيرٍ، كَانَ أَبُو لُبَابَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، زَمِيلَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: وَكَانَتْ عُقْبَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَقَالَا نَحْنُ نَمْشِي عَنْكَ، فَقَالَ:" مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى مِنِّي، وَلَا أَنَا بِأَغْنَى عَنِ الْأَجْرِ مِنْكُمَا "(1).
= وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 460، وأبو عوانة 4/ 73، من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3186)، ومسلم (1736)(12)، والنسائي في "الكبرى"(8738)، وابن ماجه (2872)، والدارمي 2/ 248، وأبو يعلى (5342)، وأبو عوانة 4/ 73، والشاشي (569) و (570) و (571) و (573) و (574) و (586)، وابن حبان (7341)، والقضاعي في "مسند الشهاب "(210)، والبيهقي في "السنن " 8/ 160، وفي "الشعب "(4353) و (5270) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 12/ 460، ومسلم (1736)(13)، وأبو عَوانة 4/ 73 و 74 من طريقين عن الأعمش، به.
وسيأتي برقم (3959) و (4201) و (4202).
وفي الباب عن ابن عمر عند البخاري (3188)، ومسلم (1735)، سيرد 2/ 16.
وعن أنس عند البخاري (3187)، ومسلم (1737)، سيرد 3/ 142.
وعن أبي سعيد الخدري عند مسلم (1738)، سيرد 3/ 7.
(1)
إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عفّان: هو ابن مسلم الصفار.
وأخرجه أبو يعلى (5359)، والبغوي في "شرح السنة"(2686)، من طريق =
3902 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ يَقُولُ: قَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قِسْمَةً (1)، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: إِنَّ هَذِهِ لَقِسْمَةٌ مَا يُرَادُ بِهَا وَجْهُ اللهِ، عز وجل!! قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَحَدَّثْتُهُ، قَالَ: فَغَضِبَ، حَتَّى رَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ:" يَرْحَمُ اللهُ مُوسَى، قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ (2)، فَصَبَرَ "(3).
= عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (354)، والنسائي في "الكبرى"(8807)، والبزار (1759)"زوائد"، والشاشي (639)، وابن حبان (4733)، والحاكم 2/ 91 و 3/ 20 والبيهقي في "السنن " 5/ 258 من طرق عن حماد بن سلمة، به.
قال البزار: لا نعلم رواه عن عاصم، عن زر، عن عبد الله إلا حماد. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! قلنا: حماد بن سلمة احتج به مسلم في روايته عن ثابت، وعاصم روى له الشيخان متابعة، ولم يحتجا به.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 6/ 68، وقال: رواه أحمد والبزار، وفيه عاصم بن بهدلة، وحديثه حسن، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.
قلنا: فاته أن ينسبه لأبي يعلى، وليس هو على شرطه.
وسيأتي برقم (3965) و (4009) و (4029)، ويكرر برقم (4010).
قوله: "وكانت عُقْبَةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم"، أي: نوبة نزوله أو مشيه.
(1)
في هامش (س): قَسْماً.
(2)
في هامش (س): هذا. نسخة.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. =
3903 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: زُبَيْدٌ، وَمَنْصُورٌ، وَسُلَيْمَانُ، أَخْبَرُونِي، أَنَّهُمْ سَمِعُوا أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ ". قَالَ زُبَيْدٌ: فَقُلْتُ لِأَبِي وَائِلٍ مَرَّتَيْنِ: أَأَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ (1).
= وأخرجه البخاري (3405) و (6336)، والشاشي (548) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3608).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وشعبة: هو ابن الحجاج، وزبيد: هو ابن الحارث اليامي، ومنصور: هو ابن المعتمر، وسليمان: هو ابن مهران الأعمش، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان "(654)، والبيهقي في "السنن " 8/ 20، من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (64)(117)، وابن ماجه (69)، من طريق عفان، عن شعبة، عن الأعمش، به.
وأخرجه الطيالسي (258)، والبخاري (6044)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 122، وأبو عوانة 1/ 24، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/ 365، والشاشي (582) و (584)، وابن حبان (5939)، وابن منده في "الإيمان "(654)، والبيهقي في "السنن " 8/ 20 و 10/ 209 من طرق عن شعبة، عن منصور، به.
وأخرجه الطيالسي (258)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 122 وأبو عوانة 1/ 24، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/ 365، والشاشي (582) و (585)، وابن حبان (5939)، وابن منده في "الإيمان "(654) من طرق عن شعبة، عن الأعمش، به.
وأخرجه البخاري (7076)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 112، وابن ماجه =
3904 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ أَخْبَرَنَا، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:" اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ التُّقَى، وَالْهُدَى، وَالْعَفَافَ، وَالْغِنَى "(1).
3905 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ (2)، حَدَّثَنَا خُصَيْفٌ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَتَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَدَقَةِ الْبَقَرِ: " إِذَا
= (69) و (3939)، وأبو يعلى (4988)، وأبو نعيم في "الحلية" 10/ 215 من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه الحميدي (104)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 122، وأبو يعلى (4988)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 123 من طرق عن منصور، به.
وسلف برقم (3647) من طريق شعبة، عن زبيد، به. وتخريجه هناك.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وشعبة: هو ابن الحجاج، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه الطيالسي (303)، والبخاري في "الأدب المفرد"(674)، والترمذي (3489)، وابن حبان (900)، والطبراني في "الدعاء"(1408)، من طرق عن شعبة، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وسلف برقم (3692).
(2)
تحرف في (م) إلى: حدثنا ابن مسعود وابن سعد.
بَلَغَ الْبَقَرُ ثَلَاثِينَ، فِيهَا (1) تَبِيعٌ مِنَ الْبَقَرِ، جَذَعٌ أَوْ جَذَعَةٌ، حَتَّى تَبْلُغَ أَرْبَعِينَ، فَإِذَا بَلَغَتْ أَرْبَعِينَ، فَفِيهَا بَقَرَةٌ مُسِنَّةٌ، فَإِذَا كَثُرَتِ الْبَقَرُ، فَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ مِنَ الْبَقَرِ، بَقَرَةٌ مُسِنَّةٌ " (2).
(1) في هامش (س): ففيها. نسخة.
(2)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة لم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود، وخصيف -وهو ابن عبد الرحمن- سيئ الحفظ، وبقية رجاله ثقات. عفان: هو ابن مسلم الصفّار.
وأخرجه مختصراً الترمذي (622)، وابن ماجه (1804)، وابن الجارود في "المنتقى"(344)، والبيهقي في "السنن" 4/ 99، من طريق عبد السلام بن حرب، عن خصيف، بهذا الإسناد. ولفظه:"في ثلاثيين من البقر تبيع أو تبيعة، وفي كل أربعين مسنة"، قال الترمذي: هكذا رواه عبد السلام بن حرب، عن خصيف، وعبد السلام ثقة حافظ، وروى شريكٌ هذا الحديث عن خُصَيف، عن أبي عبيدة، عن أمه، عن عبد الله، وأبو عبيدة لم يسمع من عبد الله. قلنا: قد وقع في مطبوع الترمذي و"تحفة الأحوذي" 3/ 257: "عن أبيه"، بدل:"عن أمه"، ولم يفطن لهذا التحريف المباركفوري، فعلق عليها أنها من سوء حفظ شريك، وأنها زيادة منكرة، أو أن قوله:"عن عبد الله"، بدل من:"عن أبيه"، وقد جاءت على الصواب في "سنن البيهقي" 4/ 99، و"نصب الراية" 2/ 352، وتبقى زيادة:"عن أمه" من سوء حفظ شريك.
وله شاهد من حديث معاذ بن جبل من طريق مسروق، عنه عند عبد الرزاق (6841)، والطيالسي (567)، وأبي داود (1578)، والترمذي (623)، وصححه ابن حبان (4886)، والحاكم 1/ 398، قال الحافظ في "الفتح" 3/ 324: وفي الحكم بصحته نظر، لأن مسروقاً لم يلق معاذاً، وإنما حسنه الترمذي لشواهده. قلنا: وفي قول الحافظ: إنه لم يلق معاذاً نظر، فقد قال ابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 275: وقد روي هذا الخبر عن معاذ بإسناد متصل صحيح ثابت، ذكره عبد =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الرزاق، حدثنا معمر والثوري، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، عن معاذ.
وقال ابن حزم في "المحلى" 6/ 16: وجدنا حديث مسروق إنما ذكر فيه فعل معاذ باليمن في زكاة البقر، وهو بلا شك قد أدرك معاذاً، وشهد حكمه، وعمله المشهور المنتشر، فصار نقله لذلك -ولأنه عن عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نقلاً عن الكافة، عن معاذ بلا شك.
وله طرق أخرى عن معاذ، وستأتي في "المسند" 5/ 230 و 233 و 240 و 247.
وآخر من حديث علي عند أبي داود (1572)، وإسناده ضعيف، لأنه من رواية زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق السبيعي، وروايته عنه إنما هي بعد تغيره، ثم إنه -أي زهير- قد شك في رفعه، وصححه ابن القطان- فيما نقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" 2/ 353.
ورواه عبد الرزاق (6842) عن معمر، والثوري عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي موقوفاً. وهذا إسناد حسن، معمر والثوري سمعا من أبي إسحاق -وهو السبيعي- قديماً، وعاصم بن ضمرة مختلف فيه، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، أي: حسن الحديث.
وثالث من حديث ابن عباس عند البزار (892)، والدارقطني 2/ 99، والبيهقي في "السنن" 4/ 99، قال ابن عباس: لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذاً إلى اليمن أمره أن يأخذ من البقر من كل ثلاثين تبيعاً أو تبيعة، جذعاً أو جذعة، ومن كل أربعين بقرة بقرةً مسنة. وهو ضعيف، لأنه من طريق بقية عن المسعودي. قال البزار: إنما يرويه الحفاظ عن الحكم، عن طاووس مرسلاً، ولم يُتابع بقيةَ على هذا أحد. ورواه الحسن بن عمارة، عن الحكم، عن طاووس، عن ابن عباس، والحسن لا يحتج بحديثه إذا تفرد به. وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/ 73، ونقل قول البزار قال ابن عبد البَرّ في "الاستذكار" 9/ 157، ونقله عنه الحافظ في "التلخيص" =
3906 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: خَطَبَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: لَقَدْ أَخَذْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِضْعًا وَسَبْعِينَ سُورَةً وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ غُلَامٌ لَهُ ذُؤَابَتَانِ، يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ (1).
3907 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّزَّالَ بْنَ سَبْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَجُلًا قَرَأَ آيَةً عَلَى غَيْرِ مَا
= 2/ 153: ولا خلاف بين العلماء أن السُّنَّة في زكاة البقر على ما في حديث معاذٍ هذا، وأنه النصاب المُجْتَمَعُ عليه فيها.
قوله: "تَبِيع": ما دخل في الثانية، سُمّي تَبِيعاً لأنه يتبع أمَّه.
والجَذَع من البقر: ما دخل في السنة الثانية، وقيل في الثالثة، قاله ابن الأثير.
مسنة: ما دخل في الثالثة. قاله السندي.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وعبد الواحد: هو ابن زياد العبدي.
وأخرجه البخاري (5000)، ومسلم (2462)(114)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 134، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/ 537، وابن أبي داود في "المصاحف" ص 15 و 16، والطبراني في "الكبير"(8448) من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 134 من طريق الحسن بن إسماعيل، وابن حبان (7064)، والطبراني في "الكبير"(8437) من طريق إسحاق بن راهويه، كلاهما عن عبدة بن سليمان، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن هُبيرة بن يريم، عن عبد الله. وهذا إسناد حسن من أجل هبيرة.
وانظر (3599) و (3846) و (3929).
أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، حَتَّى ذَهَبْتُ (1) إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" كِلَاكُمَا (2) مُحْسِنٌ، لَا تَخْتَلِفُوا - أَكْبَرُ عِلْمِي وَإِلَّا فَمِسْعَرٌ حَدَّثَنِي بِهَا - " فَإِنَّ مَنْ قَبْلَكُمُ اخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَلَكُوا " (3).
3908 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّزَّالَ بْنَ سَبْرَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَقْرَأُ (4) آيَةً عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" كِلَاكُمَا قَدْ أَحْسَنَ "(5)، قَالَ: وَغَضِبَ حَتَّى عُرِفَ الْغَضَبُ فِي وَجْهِهِ. قَالَ شُعْبَةُ: أَكْبَرُ ظَنِّي أَنَّهُ قَالَ: " لَا تَخْتَلِفُوا، فَإِنَّ مَنْ قَبْلَكُمُ اخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَلَكُوا "(6).
3909 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ
(1) في (ص): ذهبت به.
(2)
في (س) و (ص) و (ظ 1) و (م): كلاهما.
(3)
إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو مكرر (3724). وقول شعبة:"وأكبر علمي وإلا فمسعر حدثني بها"، يريد أن قوله في آخر الحديث:"فإن من قبلكم اختلفوا فهلكوا". يغلب على ظنه أنه سمعه من عبد الملك بن ميسرة، وإلا فقد سمعه من مسعر بن كدام، عن عبد الملك، وقد صرح بسماعه من مسعر، عن عبد الملك في الرواية المتقدمة برقم (3724).
(4)
في هامش (س): قرأ. نسخة.
(5)
في هامش (س): محسن.
(6)
إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو مكرر ما قبله و (3724). بهز: هو ابن أسد العَمِّي.
أَبَا الْأَحْوَصِ يَقُولُ: كَانَ عَبْدُ اللهِ يَقُولُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِنْ أُمَّتِي، لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ "(1).
3910 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِابْنِ مَسْعُودٍ: كَيْفَ تَعْرِفُ هَذَا الْحَرْفَ: مَاءٌ غَيْرُ يَاسِنٍ أَمْ آسِنٍ؟ فَقَالَ: كُلَّ الْقُرْآنِ قَدْ قَرَأْتَ؟ قَالَ: إِنِّي لَأَقْرَأُ الْمُفَصَّلَ أَجْمَعَ فِي رَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ، فَقَالَ: أَهَذَّ الشِّعْرِ لَا أَبَا لَكَ؟! قَدْ عَلِمْتُ قَرَائِنَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الَّتِي كَانَ يَقْرُنُ قَرِينَتَيْنِ، قَرِينَتَيْنِ (2)؛ مِنْ أَوَّلِ الْمُفَصَّلِ. وَكَانَ أَوَّلُ مُفَصَّلِ ابْنِ مَسْعُودٍ:{الرَّحْمَنُ} (3).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. أبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه ابن سعد 3/ 176 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (300)، وأبو يعلى (5308)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/ 441، والشاشي (725) و (726)، والبغوي (3866) من طرق عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (3580).
(2)
"قرينتين "، الثانية ليست في (ص).
(3)
صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. عفّان: هو ابن مسلم الصّفّار، وزِرّ: هو ابنُ حُبَيش. =
3911 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنِ ابْنِ أُذُنَانَ، قَالَ: أَسْلَفْتُ عَلْقَمَةَ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ، فَلَمَّا خَرَجَ عَطَاؤُهُ، قُلْتُ لَهُ: اقْضِنِي، قَالَ: أَخِّرْنِي إِلَى قَابِلٍ، فَأَبَيْتُ (1) عَلَيْهِ، فَأَخَذْتُهَا، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بَعْدُ، قَالَ: بَرَّحْتَ بِي وقَدْ مَنَعْتَنِي، فَقُلْتُ: نَعَمْ، هُوَ عَمَلُكَ، قَالَ: وَمَا شَأْنِي؟ قُلْتُ: إِنَّكَ حَدَّثْتَنِي عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ السَّلَفَ يَجْرِي مَجْرَى شَطْرِ الصَّدَقَةِ ". قَالَ: نَعَمْ، فَهُوَ كَذَاكَ، قَالَ: فَخُذِ الْآنَ (2).
= وسلف بإسناد صحيح برقم (3607)، وسردنا هناك السور التي كان يقرن بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع شرح الحديث.
(1)
في (س) و (ظ 1) و (ظ 14): فأتيت.
(2)
إسناده حسن، ابن أُذُنان -وهو بالذال المعجمة والنون، كما قيده صاحب "القاموس" وشارحه- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، قال الحافظ في "التعجيل" ص 530 - 531: اسمه سليم بن أذنان (تصحف فيه إلى أدبان بالدال المهملة والموحدة)، ويقال: عبد الرحمن، وذكر الحافظ الروايات التي وقع اسمه فيها سليمان، وقال: فالراجح من هذا أن اسمه سليم، ومن سماه سليمان، فقد صحف، ثم سرد الروايات التي وقع اسمه فيها عبد الرحمن، ومنها رواية البزار، ثم قال: قد أخرجه أحمد عن عفان، لكن أبهمه، فقال: عن ابن أذنان، وحماد بن سلمة سمع من عطاء بن السائب قبل اختلاطه، فروايته قوية، لكن يحتمل أن يكون له اسمان أو اسم ولقب، ولم يضبط عطاء بن السائب اسمه، ومن ثم أبهمه من أبهمه، ولا يبعد أن يقال: سليم بن أذنان غير عبد الرحمن بن أذنان، أو هما واحد، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والاختلاف في اسمه من عطاء بن السائب [أ] و من أبي إسحاق، فأما سليم فليس من شرط هذا الكتاب، لأن ابن ماجه أخرجه، والله أعلم. قلنا: بل هو من شرط كتابه "التعجيل"، لأن ابن ماجه لم يخرج الحديث من طريقه، بل من طريق قيس بن رومي، قال: كان سليمان بن أذنان يقرض علقمة ألف درهم، فليس هو من رواة ابن ماجه، ولذلك لم يترجم له في "التهذيب" وفروعه.
وبقية رجال الإسناد ثقات غير عطاء بن السائب فصدوق اختلط، وسمع حماد -وهو ابن سلمة- منه قبل اختلاطه، كما ذكر الحافظ، عفان: هو ابن مسلم.
وأخرجه أبو يعلى (5366) من طريق عفان، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 19، من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، والبيهقي في "السنن" 5/ 353، وفي "الشعب"(3560) من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن سليمان بن يُسير، عن قيس بن رومي، عن سليم بن أذنان، به.
قلنا: سليمان بن يُسَير ضعيف، وقيس بن رومي مجهول.
وقال البيهقي في "الشعب": كذا رُوي بهذا الإسناد مرفوعاً، ورواه الحكم وأبو إسحاق أنَّ سليم بن أذنان النخعي كان له على علقمة ألف درهم، فقال علقمة: قال عبد الله: لأن أقرض مرتين أحبُّ إليَّ من أن أتصدق به مرة. وقيل غير ذلك، والموقوف أصح.
وأخرجه ابن ماجه (2430) من طريق يعلى بن عبيد، وأبو يعلى (5030)، والبيهقي في "الشعب"(3561)، والمزي في "تهذيب الكمال" 12/ 108 (ترجمة سليمان بن يسير) من طريق عمربن علي المُقَدَّمي، كلاهما عن سليمان بن يسير، عن قيس بن رومي، عن علقمة، عن عبد الله مرفوعاً، (دون ذكر ابن أذنان)، ولم يرد ذكر القصة إلا عند ابن ماجه، وورد ذكر سليمان بن أذنان عنده ضمن سياق القصة.
قال البوصيري في "الزوائد"(853): هذا إسناد ضعيف، لأنَّ قيس بن رومي مجهول، وسليمان بن يسير
…
متفق على تضعيفه.
3912 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ ابْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: " الْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ،
= قال البيهقي في "السنن": وروي من وجه آخر عن ابن مسعود، مرفوعاً، ورفعه ضعيف.
قلنا: هو ما أخرجه الشاشي (439)، وابن حبان (5040)، والطبراني في "الكبير"(10200)، وابن عدي 4/ 1476 وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 237، والبيهقي في "السنن" 5/ 353، وفي "الشعب"(3562)، من طريق معتمر بن سليمان، والخرائطي ص 19 - 20، وابن عدي 4/ 1478 من طريق أبي معشر البراء، كلاهما عن الفضيل أبي معاذ، عن أبي حَرِيز، عن إبراهيم، عن الأسود بن يزيد، عن ابن مسعود، مرفوعاً، ولفظه عند ابن حبان:"من أقرض اللهَ مرتين كان له مثل أجر أحدهما لو تصدق به".
قال البيهقي: تفرد به عبد الله بن الحسين أبو حريز قاضي سجستان، وليس بالقوي. وقال أبو نعيم: غريب من حديث إبراهيم، لم يروه عنه إلا أبو حريز، ولا عنه إلا فضيل.
قلنا: أبو حريز: قال أحمد: منكر الحديث، وقال النسائي: ضعيف، وقال أبو داود: ليس حديثه بشيء، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد. ووثقه ابن معين مرة، وأبو زرعة، وقال أبو حاتم: حسن الحديث ليس بمنكر الحديث، يكتب حديثه، وقال الدارقطني: يعتبر به. قلنا: يعني حديثه حسن في المتابعات.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 121: عن سليمان بن حرب، عن شعبة، عن الحكم وأبي إسحاق، أن سليم بن أذنان كان له على علقمة ألف درهم، فقال علقمة: قال عبد الله: لأن أُقرض مرتين أحبُّ إليَّ من أن أتصدق مرة.
وأخرجه أيضاً مُعَلَّقاً عن وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سليم بن أذنان، عن علقمة، عن عبد الله، قال: قرض مرتين كإعطاء مرة. =
وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ، وَالرِّجْلَانِ تَزْنِيَانِ، وَالْفَرْجُ (1) يَزْنِي " (2).
= قال الدارقطني في "العلل " 5/ 157 - 158 في هذا الحديث: يرويه قيس بن رومي -كوفي-، عن علقمة، عن عبد الله رفعه، ورواه سليم بن أذنان، عن علقمة، واختلف عنه، فرفعه عطاء بن السائب عنه، ووقفه غيره، والموقوف أصح، لا يعرف قيس بن رومي إلا في هذا.
(1)
عبارة: "والفرج يزني" لم ترد في (ظ 1).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات، رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وهمَّام: هو ابنُ يحيى العوذي، وأبو الضحى: هو مسلم بن صُبَيح الهَمْداني، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه أبو يعلى (5364)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/ 298، والشاشي (372)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 98 من طريق عفان، بهذا الِإسناد.
وأخرجه البزار (1550)"زوائد"، والشاشي (371) و (373)، والطبراني في "الكبير"(10303) من طريقين عن همام، به. قال البزار: لا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا همام.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 6/ 256، ونسبه لأحمد وأبي يعلى والبزار والطبراني، وجوّد إسناد الأخيرين.
وقال المنذري في "الترغيب والترهيب " 3/ 36: رواه أحمد بإسناد صحيح، والبزار وأبو يعلى.
قال الدارقطني في "العلل " 5/ 246: يرويه عاصم بن أبي النجود، عن أبي الضحى، واختلف عنه، فرواه همام عن عاصم مرفوعاً، ورواه أبو عوانة عن عاصم موقوفاً، وكذلك روي عن أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي الضحى، موقوفاً، والموقوف أصح.
وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (2657) وغيره، وسيرد في "المسند" 2/ 276.
قوله: "تزنيان ": يعني بالاشتغال بمقدمات الزنى.
3913 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ (1) فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ كِبْرٍ، وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ "(2).
3914 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَنْبَأَنَا عَاصِمُ ابْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ
(1) في (س) و (ص) و (ق): "أحدٌ" بدل "مَنْ".
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد العزيز بن مُسْلِم: هو القَسْمَلِي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعِيُّ، وعلقمةُ: هو ابنُ قيس النخعي.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 9/ 89، وابن منده في "الإيمان "(542) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (5066)، والطبراني في "الكبير"(10000)، وابن منده في "الإيمان"(542)، من طرق عن عبد العزيزبن مسلم، به.
وأخرجه مسلم (91)(148)، وابن ماجه (59) و (4173)، وأبو يعلى (5065)، وابن حبّان (244)، وابن منده في "الإيمان "(542) من طريقين عن الأعمش، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10066) من طريق قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود.
وسيأتي برقم (3947) و (4310). وانظر (3644).
والفقرة الأولى منه ستأتي من حديث عبد الله بن عمرو برقم (6526).
والمراد بقوله: "لا يدخل النارَ مَنْ في قلبه حَبَّةُ خردلٍ من إيمانٍ "، أي: دخول تخليدٍ وتأبيد.
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ مَاتَ، فَوُجِدَ فِي بُرْدَتِهِ دِينَارَانِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" كَيَّتَانِ "(1).
3915 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ:{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: 13]، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" رَأَيْتُ جِبْرِيلَ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، عَلَيْهِ سِتُّ مِئَةِ جَنَاحٍ، يُنْتَثَرُ مِنْ رِيشِهِ التَّهَاوِيلُ: الدُّرُّ وَالْيَاقُوتُ "(2).
(1) إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات: رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وسلف بنحوه برقم (3843)، وسيأتي برقم (3994) و (4367). وسيرد تخريجه في الثاني منهما.
(2)
إسناده حسن، عاصم بن بهدلة صدوق حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، عفان: هو ابن مسلم الصفّار، وزر: هو ابن حبيش الأسدي.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 2/ 372 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11542) - وهو في "التفسير"(562) -، وأبو يعلى (4993)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 203 و 204، والطبري 27/ 49 من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه مطولاً ومختصراً بن طهمان في "مشيخته"(126)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 203، والطبراني في "الكبير"(9054)، وأبو الشيخ في "العظمة"(347) و (357) من طرق عن عاصم، به.
وانظر (3740).
3916 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ قَالَ: اللهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، إِنِّي أَعْهَدُ إِلَيْكَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، فَإِنَّكَ إِنْ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي، تُقَرِّبْنِي مِنَ الشَّرِّ، وَتُبَاعِدْنِي مِنَ الْخَيْرِ، وَإِنِّي لَا أَثِقُ إِلَّا بِرَحْمَتِكَ، فَاجْعَلْ لِي عِنْدَكَ عَهْدًا، تُوَفِّينِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ، إِلَّا قَالَ اللهُ لِمَلَائِكَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: إِنَّ عَبْدِي قَدْ عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا، فَأَوْفُوهُ إِيَّاهُ، فَيُدْخِلُهُ اللهُ الْجَنَّةَ "(1).
(1) رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود لم يسمع من عبد الله بن مسعود.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 10/ 174، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن عون بن عبد الله لم يسمع من ابن مسعود.
قال السندي: قوله: "إني أعهد"، في "القاموس ": العهد، توحيد الله تعالى، ومنه قوله:{إلا من اتخذ عند الرحمن عهداً} ، فيمكن أن يقال: المعنى هاهنا: إني أوحدك بالشهادتين، ملتجئاً إليك في حفظ ذلك لي وبقائه والإيفاء بجزائه عند الحاجة إليه. فإن قلت: ما وجه التوحيد بالشهادتين مع أن الشهادة بالرسالة لا دخل لها في التوحيد؟ قلت: المراد التوحيد على الوجه المأمور به، ولا يحصل ذلك إلا بالشهادتين.
فإنك إنْ تَكِلْني: تعليل للالتجاء إليه تعالى، أي: إن تكلني بقطع عونك عني، والتخلية بيني وبين نفسي. =
قَالَ سُهَيْلٌ: فَأَخْبَرْتُ الْقَاسِمَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عَوْنًا أَخْبَرَ بِكَذَا وَكَذَا، فقَالَ: مَا فِي أَهْلِنَا جَارِيَةٌ إِلَّا وَهِيَ تَقُولُ هَذَا فِي خِدْرِهَا.
3917 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي مَنْصُورٌ، قَالَ: سَمِعْتُ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا سَمَرَ إِلَّا لِأَحَدِ رَجُلَيْنِ: لِمُصَلٍّ، أَوْ مُسَافِرٍ "(1).
= فاجعل لي عندك عهداً، أي: فاكتب لي عندك توحيداً، واحفظه لي في خزائنك.
توفينيه، أي: جزاءه، والمقصود أن يكون توحيده مقبولاً عنده.
إلا قال الله: ليس الموضع موضع كلمة "إلا"، إلا بأن تجعل كلمة "من" في قوله:"من قال" استفهامية للإِنكار، أي: ما يقول أحد، فصح الاستثناء، كما في قوله تعالى:{من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} [إلبقرة: 255]، والله تعالى أعلم.
خِدْرها، أي: سترها.
(1)
حسن لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا إن خيثمة -وهو ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة- لم يسمع من ابن مسعود.
وأخرجه الطيالسي (365)، والشاشي (820)، و (821) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 14/ 286 من طريق عمرو بن أبي قيس، عن منصور، به.
وقد سلف برقم (3603)، وسيأتي (4244) و (4419).
وسلف بنحوه برقم (3686) و (3894).
3918 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ أَنْبَأَنَا، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَسْوَدَ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ هَذَا الْحَرْفَ:{فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} بِالدَّالِ (1).
3919 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ الرَّجُلُ مِنَّا فِي صَلَاتِهِ: السَّلَامُ عَلَى اللهِ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ، يَخُصُّ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ: " إِنَّ اللهَ عز وجل هُوَ السَّلَامُ، فَإِذَا قَعَدَ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ، فَلْيَقُلْ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ -فَإِذَا قُلْتُمْ ذَلِكَ، فَقَدْ سَلَّمْتُمْ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ- أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه الطيالسي (282)، والبخاري (4869) و (4870) و (4872)، وأبو داود (3994)، والنسائي في "الكبرى"(11555) -وهو في "التفسير (575) -، والشاشي (433)، وابن حبان (6327)، من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (4163)، وانظر (3755).
قال الحافظ في "الفتح" 8/ 618: قوله: أنه كان يقرأ: {فهل من مدكر} ، أي: بالدال المهملة، وسببُ ذكرِ ذلك أنَّ بعضَ السلف قرأها بالمعجمة.
إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ يَتَخَيَّرُ (1) مِنَ الدُّعَاءِ مَا شَاءَ - أَوْ مَا أَحَبَّ - " (2).
3920 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا إِذَا قَعَدْنَا فِي الصَّلَاةِ، قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَى اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْنَا مِنْ رَبِّنَا، السَّلَامُ عَلَى جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ هُوَ السَّلَامُ، فَإِذَا قَعَدْتُمْ فِي الصَّلَاةِ، فَقُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ - فَإِنَّهُ إِذَا قَالَ ذَلِكَ، أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ - أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ،
(1) في (س): ثم يتخير بعد من.
(2)
إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد -وهو مولى بني هاشم عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري-، فمن رجال البخاري. زائدة: هو ابن قدامة، ومنصور: هو ابن المعتمر، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل الأسدي.
وأخرجه مسلم (402)(57)، وأبو عوانه 2/ 230 من طريقين عن زائدة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6328)، ومسلم (402)(55) و (56)، وأبو يعلى (5135)، وابن خزيمة (704)، وأبو عوانة 2/ 230، والدارقطني 1/ 350، والبيهقي في "السنن" 2/ 138، من طرق، عن منصور، به.
وسلف برقم (3622) من طريق الأعمش، عن أبي وائل، به.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الْكَلَامِ مَا شَاءَ " (1).
قَالَ سُلَيْمَانُ: وَحَدَّثَنِيهِ أَيْضًا إِبْرَاهِيمُ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
…
بِمِثْلِهِ (2).
3921 -
حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، وَأَبِي الْأَحْوَصِ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ فِي
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو مكرر ما قبله. الأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه أبو عوانة 2/ 230، والطبراني في "الكبير"(9886) من طريقين عن زائدة، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم (3622).
(2)
إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو موصول بالإسناد الذي قبله. إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي خال إبراهيم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 291، والبزار في "مسنده" 1/ 168/ أ، والطبراني في "الكبير"(9930)، والدارقطني في "العلل" 5/ 127، من طريق حسين بن علي الجعفي، والطبراني أيضاً (9931) من طريق معاوية بن عمرو، كلاهما عن زائدة، عن الأعمش، بهذا الإسناد.
قال البزار: لا نعلم رواه عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله إلا زائدة، ولا عن زائدة إلا حسين بن علي الجعفي.
قلنا: قد رواه عن زائدة معاوية بن عمرو أيضاً عند الطبراني كما تقدم.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ 127: والأشبه بالصواب من ذلك حديث أبي وائل.
وقد سلف برقم (3622).
الصَّلَاةِ: " التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ "(1).
(1) حديث صحيح، مؤمل: -وهو ابن إسماعيل البصري-، ثقة في سفيان -وهو الثوري-، وروى له البخاري تعليقاً، والترمذي والنسائي وابن ماجه، وهو متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي، وأبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود، وإن لم يسمع من أبيه- متابع.
وأخرجه ابن ماجه (899) من طريق قبيصة، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (289)، والنسائي 2/ 237، والدارقطني في "العلل" 5/ 313، من طريق يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي، عن سفيان، به، وليس عندهم ذكر أبي الأحوص وأبي عبيدة.
قال الترمذي: حديث ابن مسعود قد روي عنه من غير وجه، وهو أصحُّ حديث روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من التابعين.
وأخرجه ابن ماجه (899) أيضاً، وابن حبان (1950) و (1956)، والطبراني في "الكبير"(9888) و (9909) من طريقين عن سفيان الثوري، به، وليس عندهم ذكر أبي عبيدة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(9915) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به، وليس عنده ذكر الأسود.
وأخرجه الطبراني أيضاً (9913)، والبيهقي في "السنن" 2/ 148، من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، به.
وسلف برقم (3622)، وسيأتي برقم (4017).
3922 -
حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ - عَنْ عَطَاءٍ يَعْنِي ابْنَ السَّائِبِ -، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا أَنْزَلَ اللهُ عز وجل دَاءً، إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ "(1).
3923 -
حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ، وَالنَّارُ مِثْلُ (2) ذَلِكَ "(3).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، مؤمل -وهو ابن إسماعيل، وإن كان كثير الخطأ- ثقة في حديثه عن سفيان -وهو الثوري- وهو متابع بيحيى القطان في الرواية (4236)، وعطاء بن السائب -وإن كان قد اختلط- سمع منه سفيان الثوري قبلَ اختلاطه. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن حبيب بن رُبَيِّعةَ، وهو صحيح السماع من ابن مسعود، كما فصَّلنا القول في الرواية رقم (3578).
وأخرجه ابن ماجه (3438) خلا قوله: "علمه من علمه وجهله من جهله" من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والشاشي (752)، والحاكم 4/ 399 من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 8 عن وكيع، عن سفيان الثوري، به موقوفاً.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/ 84، وقال: رواه ابن ماجه خلا قوله: "علمه من علمه وجهله من جهله"، ورواه أحمد والطبراني، ورجال الطبراني ثقات.
وتقدم برقم (3578)، وذكرنا هناك شواهده.
(2)
في (س) و (ظ 1) و (ظ 14): والنار كذلك.
(3)
حديث صحيح، مؤمل بن إسماعيل -وإن كان سيئ الحفظ- ثقة في =
3924 -
حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى رَأَيْتُ الْجَبَلَ مِنْ بَيْنِ فُرْجَتَيِ الْقَمَرِ (1).
3925 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَشْكُرِيِّ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ
= سفيان -يعني الثوري-، وهو متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه البخاري (6488)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 125 من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود، عن سفيان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3667)، وسيأتي برقم (4216).
(1)
حديث صحيح، مؤمَّل -وهو ابنُ إسماعيل، وإن كان سيئ الحفظ- متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك -وهو ابن حرب- فمن رجال مسلم، وهو صدوق في روايته عن غير عكرمة، إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 257، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/ 302 من طريق مُخَوَّل بن إبراهيم النهدي والفريابي، والحاكم 2/ 471 من طريق سعيد بن سابق، أربعتهم عن إسرائيل، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة، بهذا اللفظ، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطيالسي (280) عن يزيد بن عطاء، والطبري في "التفسير" 27/ 85 من طريق أسباط، كلاهما عن سماك، به. وعند الطيالسي: عن علقمة أو الأسود. هكذا على الشك، ولا يضر لأنه انتقال من ثقة إلى ثقة.
وسلف بإسناد صحيح برقم (3583).
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: اللهُمَّ مَتِّعْنِي بِزَوْجِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَانَ، وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّكِ سَأَلْتِ اللهَ لِآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ، وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ، وَآثَارٍ مَبْلُوغَةٍ، لَا يُعَجَّلُ مِنْهَا شَيْءٌ قَبْلَ حِلِّهِ، وَلَا يُؤَخَّرُ مِنْهَا شَيْءٌ بَعْدَ حِلِّهِ، وَلَوْ سَأَلْتِ اللهَ أَنْ يُعَافِيَكِ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ، وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ، كَانَ خَيْرًا لَكِ ".
قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، الْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ، هِيَ مِمَّا مُسِخَ (1)؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لَمْ يَمْسَخِ اللهُ قَوْمًا أَوْ يُهْلِكْ قَوْمًا، فَيَجْعَلَ لَهُمْ نَسْلًا، وَلَا عَاقِبَةً (2)، وَإِنَّ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ قَدْ كَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ "(3).
3926 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، قَالَ: ذَكَرَ أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ
(1) في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1): مما مسخ الله؟
(2)
في (ص): نسلاً وعاقبة.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، المغيرة بن عبد الله اليشكري، من رجال مسلم، وبقية رجاله ثقات، رجال الشيخين.
وأخرجه مسلم (2263)(33)، والبغوي في "شرح السنة"(1362) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2663)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/ 275 من طريق سفيان الثوري، به.
وقد سلف برقم (3700).
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَرَّ عَلَيَّ الشَّيْطَانُ، فَأَخَذْتُهُ، فَخَنَقْتُهُ، حَتَّى إِنِّي لَأَجِدُ بَرْدَ لِسَانِهِ فِي يَدَيَّ، فَقَالَ: أَوْجَعْتَنِي، أَوْجَعْتَنِي "(1).
3927 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ الْأَسْوَدِ (2)، عَنْ عَلْقَمَةَ وَالْأَسْوَدِ: أَنَّهُمَا كَانَا مَعَ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَحَضَرَتِ
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه الشاشي (935)، والبيهقي في "السنن" 2/ 219، وفي "الدلائل" 7/ 99 من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد، وعندهما زيادة:"ولولا ما دعا سليمان لأصبح مناطاً إلى أسطوانة من أساطين المسجد، ينظر إليه ولدان أهل المدينة" وهذا لفظ البيهقي.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/ 288، وقال: رواه أحمد، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (461) و (4808)، ومسلم (541)، سيرد 2/ 298.
وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 2/ 82 - 83 وعن عائشة عند النسائي في "التفسير"(459).
وعن أبي الدرداء عند مسلم (542).
وعن جابر بن سمرة عند الطبراني في "الكبير"(1925)، وسيرد 5/ 104 و 105.
(2)
تحرف في (ق) و (ظ 1) إلى: أبي الأسود.
الصَّلَاةُ، فَتَأَخَّرَ عَلْقَمَةُ وَالْأَسْوَدُ، فَأَخَذَ ابْنُ مَسْعُودٍ بِأَيْدِيهِمَا، فَأَقَامَ أَحَدَهُمَا عَنْ يَمِينِهِ، وَالْآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ، ثُمَّ رَكَعَا، فَوَضَعَا أَيْدِيَهُمَا عَلَى رُكَبِهِمَا، وَضَرَبَ أَيْدِيَهُمَا، ثُمَّ طَبَّقَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَشَبَّكَ، وَجَعَلَهُمَا بَيْنَ فَخِذَيْهِ، وَقَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَعَلَهُ (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أسود: هو ابن عامر، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وابن الأسود: هو عبد الرحمن، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه مسلم (534)(26) و (27)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 49 و 184، وفي "الكبرى"(618)، وأبو عوانة 2/ 164 - 165، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 229، وابن حبان (1875)، والبيهقي في "السنن" 2/ 83 من طرق عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، به.
وسلف الكلام عن التطبيق ونسخه برقم (3588)، وسيرد برقم (3974)، وفيه التصريح بنسخه.
وموقف الاثنين عن يمين الإمام وعن يساره منسوخ أيضاً، وإنما يقفان خلفه، وانظر "نصب الراية" 1/ 399.
وقد نقل المنذري في "مختصر سنن أبي داود"(584) عن أبي عمر بن عبد البر قوله: هذا الحديث لا يصح رفعه، والصحيح فيه عندهم التوقيف على ابن مسعود أنه كذلك صلى بعلقمة والأسود. قال المنذري: وهذا الذي أشار إليه أبو عمر قد أخرجه مسلم في "صحيحه" أن ابن مسعود صلى بعلقمة والأسود، وهو موقوف. قلنا: هذا وهم من ابن عبد البر تابعه عليه المنذري، فإن الحديث الذي أشار إليه المنذري في صحيح مسلم، جاء في آخره: هكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا صريح في رفعه.
وقال المنذري أيضاً: وقال بعضهم: حديث ابن مسعود منسوخ، لأنه إنما تعلم هذه الصلاة من النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمكة، وفيها التطبيق وأحكام أخر هي الآن متروكة،
3928 -
حَدَّثَنَاهُ حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ
…
فَذَكَرَهُ (1).
3929 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ خُمَيْرِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أُمِرَ بِالْمَصَاحِفِ أَنْ تُغَيَّرَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَغُلَّ مُصْحَفَهُ فَلْيَغُلَّهُ، فَإِنَّ مَنْ غَلَّ شَيْئًا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: قَرَأْتُ مِنْ فَمِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَبْعِينَ سُورَةً، أَفَأَتْرُكُ مَا أَخَذْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ (2).
= وهذا الحكم من جملتها، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم [المدينة] تركه.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو -وإن كان منقطعاً من طريق أبي إسحاق -وهو السبيعي-، عن علقمة، فيما ذكر ابنُ أبي حاتم في "المراسيل" ص 121 - متَّصلٌ من طريقه عن الأسود بن يزيد النخعي، فهو صحيح السماع منه. وتقدم في الإسناد الذي قبله من طريق أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه الأسود وعلقمة. حسين: هو ابن محمد بن بهرام المرُّوذي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق.
وسلف برقم (3927).
(2)
إسناده ضعيف، خمير بن مالك، انفرد بالرواية عنه أبو إسحاق السبيعي، ولم يوثقه غير ابن حبان، وتقدم الكلام عنه في الرواية (3697)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه ابن أبي داود في "المصاحف" ص 15، والطبراني في "الكبير"(8434) من طريقين عن عبد الله بن رجاء، عن إسرائيل، به. وابن رجاء تحرف في مطبوع "المصاحف" إلى ابن أبي رجاء. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه ابنُ أبي داود أيضاً ص 15 و 16 من طرق عن أبي شهاب، عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن ابن مسعود، قال: قرأ: {ومن يَغْلُلْ يأت بما غلَّ يوم القيامة} [آل عمران: 161] غُلوا مصاحفكم، فكيف تأمروني أن أقرأ قراءة زيد، ولقد قرأت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعاً وسبعين ولزيد ذؤابتان يلعب بين الصبيان.
وأخرجه مسلم (2462)(114)، وابن أبي داود في "المصاحف" ص 16، من طريقين عن عبدة بن سليمان، عن الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله أنه قال:{ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة} ، ثم قال: على قراءة من تأمروني أن أقرأ؟ فلقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعاً وسبعين سورة، ولقد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أعلمهم بكتاب الله، ولو أعلم أن أحداً أعلم مني لرحلت إليه.
وأخرجه مطولا ًالحاكم 2/ 228 من طريق عمر بن قيس، عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل، عن ابن مسعود، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه مختصرا ًابنُ أبي داود في "المصاحف"، ص 15 عن هارون بن إسحاق، عن وكيع، عن شريك، عن إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النخعي، عن ابن مسعود.
وتقدم مختصراً برقم (3697)، وبإسناد صحيح (3906).
قال الحافظ في "الفتح" 9/ 49: وكأنَّ مرادَ ابنِ مسعود بغَلِّ المصاحف كَتْمُها وإخفاؤُها لئلا تُخرج فَتُعدم، وكأنَّ ابنَ مسعود رأى خلافَ ما رأى عثمانُ ومن وافقه.
في الاقتصار على قراءةٍ واحدةٍ وإلغاءِ ما عدا ذلك، أو كان لا يُنْكِرُ الاقتصار لما في عدمه من الاختلاف، بل كان يُريد أن تكون قراءتُه هي التي يُعَوَّلُ عليها دون غيرها لما له من المَزِيَّةِ في ذلك مما ليس لغيره، كما يؤخذ ذلك من ظاهر كلامه، فلما فاته ذلك ورأىَ أن الاقتصار على قراءة زيد ترجيح بغير مرجح عنده، اختار استمرار القراءة على ما كانت عليه، على أن ابن أبي داود ترجم: باب رضى ابن مسعود =
3930 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، قَالَ (1): وَأَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: جَاءَ الْعَاقِبُ وَالسَّيِّدُ صَاحِبَا نَجْرَانَ، قَالَ: وَأَرَادَا أَنْ يُلَاعِنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: لَا تُلَاعِنْهُ، فَوَاللهِ لَئِنْ كَانَ نَبِيًّا فَلَعَنَّا، - قَالَ خَلَفٌ: فَلَاعَنَّا - لَا نُفْلِحُ نَحْنُ وَلَا عَقِبُنَا أَبَدًا، قَالَ: فَأَتَيَاهُ، فَقَالَا: لَا نُلَاعِنُكَ، وَلَكِنَّا نُعْطِيكَ مَا سَأَلْتَ، فَابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا أَمِينًا (2)، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لَأَبْعَثَنَّ رَجُلًا أَمِينًا (3) حَقَّ أَمِينٍ، حَقَّ أَمِينٍ "، قَالَ: فَاسْتَشْرَفَ لَهَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: فَقَالَ: " قُمْ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ "، قَالَ: فَلَمَّا قَفَّى،
= بعد ذلك بما صنع عثمان، لكن لم يورد ما يصرح بمطابقة ما ترجم به.
وقوله: "أمر بالمصاحف أن تُغَيَّرَ". قلنا: يعني بها المصاحف عن غير المصحف الذي جمعه أبو بكر رضي الله عنه، ووقع فيها ما يخشى منه الاختلاف مما حدا بأمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه أن يأمر بنسخ جملة من المصاحف عن النسخة الأم، وإرسالها إلى الأمصار لتعتمد، وإحراق ما عداها حسماً للخلاف المتوقع.
وقال الشيخ أحمد شاكر: وكان هذا من ابن مسعود حين أمر عثمان رضي الله عنه بجمع الناس على المصحف الإمام خشية اختلافهم، فغضب ابنُ مسعود، وهذا رأيُه، ولكنه رحمه الله أخطأ خطأ شديداً في تأويل الآية على ما أوَّل، فإن الغلول هو الخيانة، والآية واضحة المعنى في الوعيد لمن خان أو اختلس من المغانم.
(1)
القائل هنا هو الإمام أحمد، وأراد أن يذكر أن له في رواية هذا الحديث شيخين.
(2)
في (ظ 14): رجل أمين. وكتب فوقها: صح.
(3)
في (ظ 14) و (س): رجل أمين.
قَالَ: " هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ "(1).
(1) إسناده من طريق أسود صحيح على شرط الشيخين، وخلف بن الوليد -وهو أبو الوليد العتكي-: ثقة أيضاً، وحديثه في مسند الإمام أحمد، أسود: هو ابن عامر، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وصلة: هو ابن زُفَر العبسي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8196)، وابن ماجه (136)، والحاكم 3/ 267 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. قال الحاكم: قد اتفق الشيخان على إخراج هذا الحديث مختصراً في "الصحيحين" من حديث الثوري وشعبة عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذيفة، وقد خالفهما إسرائيل، فقال: عن صلة بن زفر، عن عبد الله، وساق الحديث أتم مما عند الثوري وشعبة،
فأخرجتة، لأنه على شرطهما صحيح، ووافقه الذهبي.
قلنا: بل رواه إسرائيل بهذا الإسناد أيضاً، عن حذيفة بدل ابن مسعود، كما هو عند البخاري (4380)، ولفظه مثل لفظ حديث ابن مسعود، فيكون إسرائيل قد رواه بإسناد واحد من حديث ابن مسعود، ومن حديث حذيفة.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ 114: ويشبه أن يكون الصحيحُ حديث ابن مسعود. فتعقبه الحافظ في "الفتح" 8/ 92 بقوله: وفيه نظر، فإن شعبة قد روى أصل الحديث عن أبي إسحاق، فقال: عن حذيفة، كما في الباب أيضاً (يعني عند البخاري برقم 4381)، وكأن البخاري فهم ذلك، فاستظهر برواية شعبة، والذي يظهر أن الطريقين صحيحان، فقد رواه ابن أبي شيبة أيضاً، والإسماعيلي من رواية زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن صلة، عن حذيفة.
قلنا: سيرد من حديث حذيفة مختصراً في "المسند" 5/ 385.
ولقوله: "هذا أمين هذه الأمة" شاهد من حديث أنس عند البخاري (3744) و (4382)، ومسلم (2419)، سيرد 3/ 133 و 189 و 245.
وآخر بنحوه من حديث عمر، سلف برقم (108) مطولًا.
وثالث من حديث خالد بن الوليد، سيرد 4/ 90 =
3931 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَأَبُو أَحْمَدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا نَامَ - قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ - وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ - قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: الْأَيْمَنِ - ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَجْمَعُ عِبَادَكَ "(1).
= ورابع من حديث أبي بكر الصديق عند الحاكم 3/ 267، 268، وصححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بأنه منقطع.
قال الحافظ في "الفتح" 4/ 948: أما السيد، فكان اسمه الأيهم، ويقال: شرحبيل، وكان صاحبَ رحالهم ومجتمعهم ورئيسهم في ذلك، وأما العاقب، فاسمه عبد المسيح، وكان صاحبَ مشورتهم، قال ابن سعد: دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام، وتلا عليهم القرآن، فامتنعوا، فقال: إن أنكرتم ماْ أقول فهلم أُبَاهِلْكم، فانصرفوا على ذلك.
وأرادا أن يُلاعنا: هذه الملاعنة: هي المباهلة المذكورة في قوله تعالى: {فمن حاجَّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءَنا وأبناءَكم، ونساءَنا ونساءَكم
…
} [آل عمران: 61].
ما سألت: أي: من الجزية. قاله السندي. قال الحافظ في "الفتح": وذكر ابن سعد أن السيد والعاقب رجعا بعد ذلك فأسلما.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه، أبو أحمد: هو محمد بن عبد اللّه بن الزبير الزبيري، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وسلف برقم (3742).
3932 -
حَدَّثَنَاهُ وَكِيعٌ
…
بِمَعْنَاهُ (1).
3933 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُسَلِّمُ فِي صَلَاتِهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدَّيْهِ (2).
3934 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ (3): " يُجْمَعُ خَلْقُ أَحَدِكُمْ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ عز وجل إِلَيْهِ مَلَكًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ، فَيَقُولُ: اكْتُبْ عَمَلَهُ وَأَجَلَهُ وَرِزْقَهُ، وَاكْتُبْهُ شَقِيًّا أَوْ سَعِيدًا "، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ عَبْدِ اللهِ بِيَدِهِ، إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ
(1) هو مكرر سابقه. وكيع: هو ابن الجراح.
وأخرجه ابن ماجه (3877) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3742).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، وهو عبد الله، ومحمد بن عبد الله بن مالك -وهو الداري المدني- روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 3615، وهو من رجال "تعجيل المنفعة".
وسلف مطولًا برقم (3660).
(3)
في هوامش النسخ: المصدق.
بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ غَيْرُ ذِرَاعٍ، ثُمَّ يُدْرِكُهُ الشَّقَاءُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَمُوتُ، فَيَدْخُلُ النَّارَ، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ عَبْدِ اللهِ بِيَدِهِ، إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ (1) النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ غَيْرُ ذِرَاعٍ، ثُمَّ تُدْرِكُهُ السَّعَادَةُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَمُوتُ، فَيَدْخُلُ (2) الْجَنَّةَ (3).
3935 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سَيْفٌ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَخْبَرَةَ أَبُو مَعْمَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم التَّشَهُّدَ - كَفِّي
(1) لفظ: "أهل " لم يرد في (ظ 14).
(2)
في (ظ 14): فيدخله.
(3)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير فطر -وهو ابن خليفة- فقد روى له أصحاب السنن وحديثه عند البخاري متابعة، ووثقه أحمد وابن القطان والدارقطني وابن معين وابن سعد، والعجلي والنسائي وآخرون.
وأخرجه مختصراً النسائي في "التفسير"(266) من طريق يزيد بن هارون، عن فطر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3624) من طريق الأعمش، عن زيد بن وهب، به.
وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وقد تولى شرح هذا الحديث الحافظ ابن رجب في "جامع العلوم والحكم"، وجمع بينه وبين حديث حذيفة بن أسيد المخرّج في "صحيح مسلم" بما ينبغي الرجوع إليه، والنظر فيه.
بَيْنَ كَفَّيْهِ - كَمَا يُعَلِّمُنِي السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ، قَالَ:" التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " وَهُوَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا، فَلَمَّا قُبِضَ قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَى النَّبِيِّ (1).
3936 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْأَقْمَرِ، يَذْكُرُ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللهَ غَدًا مُسْلِمًا، فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ، حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ، فَإِنَّ اللهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ سُنَنَ الْهُدَى، وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى، وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ، كَمَا يُصَلِّي هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ، لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ، وَلَوْ أَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وسيف: هو ابن سليمان، ويقال: ابن أبي سليمان المخزومي المكي، ومجاهد: هو ابن جبر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 2921، والبخاري في "صحيحه"(6265)، وفي "تاريخه" 5/ 98، ومسلم (402)(59)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 241، وأبو يعلى (5347)، وأبو عوانة 2/ 228 - 229، والبيهقي في "السنن" 2/ 138 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم (3622).
قوله: قلنا: السلام على النبي: قال السندي: ظاهرُه أن الخطاب كان مخصوصاً بحياته، وأن الناس تركوه بعد وفاته، لكن العمل اليوم على خلافه، فكأنه تركه بعض الناس، واشتهر العملُ بخلاف قولهم. والله تعالى أعلم.
سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ. وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ، فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ يَعْمِدُ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً، وَيَرْفَعُهُ بِهَا دَرَجَةً، وَيَحُطُّ عَنْهُ بِهَا (1) سَيِّئَةً، وَلَوْ رَأَيْتُنَا، وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ، حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ (2).
(1) لفظ: "بها" لم يرد في (ص).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- من رجال مسلم، وبقية رجاله ثقات، رجال الشيخين. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وأبو عميس: هو عتبة بن عبد الله بن عتبة المسعودي.
وأخرجه مسلم (654)(257)، وأبو عوانة 2/ 7، والطبراني في "الكبير"(8603)، والبيهقي في "السنن" 3/ 58 - 59 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً مسلم (654)(256)، وأبو يعلى (5003) و (5023)، وأبو عوانة 2/ 7، وابن حبان (2100)، والطبراني في "الكبير"(8608) و (8609) من طريقين عن عبد الملك بن عمير، عن أبي الأحوص، به.
وأخرجه مختصرا ًالطبراني في "الكبير"(8610) من طريق عمارة بن عمير، ومطولاً (8607) من طريق أبي إسحاق السبيعي، كلاهما عن أبي الأحوص، به.
وتقدم مطولاً برقم (3623)، وورد فيه قوله: ما من رجل يتطهر
…
إلى قوله: ويحط عنه بها خطيئة، مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
قوله: "ولو رأيتنا"، قال السندي: كلمة "لو" شرطية، والجواب مقدر، أي: لرأيت أمراً عجيباً، أو للتمني، فلا تحتاج إلى جواب، وجملة:"وما يتخلف عنها إلا منافق": حال، أي: والحال أنه ما يتخلف منا عن الجماعة إلا منافق.
يُهادى: على بناء المفعول، أي: يُساق بين الرجلين معتمداً عليهما من الضعف.
3937 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: صَلَّيْتُ لَيْلَةً مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا، حَتَّى هَمَمْتُ بِأَمْرِ سُوءٍ، قُلْنَا: وَمَا هَمَمْتَ بِهِ؟! قَالَ: هَمَمْتُ أَنْ أَقْعُدَ، وَأَدَعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم (1).
قَالَ سُلَيْمَانُ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ
…
مِثْلَهُ (2).
3938 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيَّ -، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ الْأَوْدِيِّ، (3)، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " حُرِّمَ عَلَى النَّارِ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه البخاري (1135)، والترمذي في "الشمائل"(272)، والشاشي (581)، من طريق سليمان بن حرب، بهذا الإسناد.
قال الحافظ في "الفتح" 3/ 19: ذكر الدارقطني أن سليمان بن حرب تفرد برواية هذا الحديث عن شعبة، حكاه عنه البرقاني، وهو من الأفراد المقيدة، فإن مسلماً أخرج هذا الحديث من طريق أخرى عن الأعمش.
وسلف برقم (3646).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر سابقه. محمد بن طلحة -وهو ابن مصرف اليامي-، قال الذهبي في "الميزان": صدوق مشهور، محتج به في "الصحيحين".
(3)
في هامش (س) و (ظ 1): الأودي: هو عبد الله بن عمرو.
كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ سَهْلٍ قَرِيبٍ مِنَ النَّاسِ " (1).
(1) حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، الأودي -وهو عبد الله بن عمرو- لم يرو عنه غير موسى بن عقبة، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات.
سعيد بن عبد الرحمن الجمحي: ثقة، وثَّقه أحمد وابن معين والنسائي وابن نمير والعجلي والحاكم وموسى بن هارون، وقال أبو حاتم: صالح، وانفرد يعقوب بن سفيان بتضعيفه، وقال ابن عدي: له أحاديث غرائب حسان، وأرجو أنها مستقيمة. موسى بن عقبة: هو صاحب المغازي.
وأخرجه الترمذي (2488)، وأبو يعلى (5053)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 11 و 23، وابن حبان (469) و (470)، والطبراني في "الكبير"(10562)، والبغوي في "شرح السنة"(3505)، من طريق هشام بن عروة، عن موسى بن عقبة، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وأخرجه أبو يعلى (5060) من طريق إسماعيل بن جعفر، قال: وأخبرني عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، عن رجل من بني عبد الله بن مسعود، عن ابن مسعود، مرفوعاً. وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل من بني مسعود.
وللحديث شواهد يتقوى بها:
منها: عن معيقيب عند الخراثطي في "مكارم الأخلاق" ص 23، والطبراني في "الكبير" 20/ (832)، و"الأوسط"(166) مجمع البحرين، ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 75، وقال: وفيه أبو أمية بن يعلى، وهو ضعيف.
وعن أبي هريرة عند الخرائطي ص 23، والطبراني في "الأوسط" فيما ذكره الهيثمي في "المجمع" 4/ 75، وقال: وفيه من لا يعرف.
وعن أنس عند الطبراني في "الأوسط" فيما ذكره الهيثمي 4/ 75، وقال: وفيه الحارث بن عبيدة، وهو ضعيف.
وسيرد في "المسند" 4/ 126 من حديث العرباض بن سارية خبر مطول، وفيه:" .... فإنما المؤمن كالجمل الأَنِفِ حيثما انقيد انقاد".
قوله: كل هيِّن: يريد حسن الأخلاق، حميد الخصال، مقبولاً عند الناس، =
3939 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الْحَارِثِ يَحْيَى التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي مَاجِدٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَأَلْنَا نَبِيَّنَا صلى الله عليه وسلم عَنِ السَّيْرِ بِالْجِنَازَةِ؟ فَقَالَ: " السَّيْرُ مَا دُونَ الْخَبَبِ، فَإِنْ يَكُ خَيْرٌ (1)، تَعَجَّلْ، أَوْ تُعَجَّلْ (2) إِلَيْهِ، وَإِنْ يَكُ سِوَى ذَلِكَ، فَبُعْدًا لِأَهْلِ النَّارِ، الْجِنَازَةُ مَتْبُوعَةٌ وَلَا تَتْبَعُ، لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَقَدَّمَهَا "(3).
3940 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: إِذَا حُدِّثْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا، فَظُنُّوا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِي هُوَ أَهْيَاهُ وَأَهْدَاهُ وَأَتْقَاهُ (4).
3941 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ رَوْحٌ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّهُ حَجَّ مَعَ عَبْدِ اللهِ، فَرَمَى الْجَمْرَةَ الْكُبْرَى بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ،
= محبوباً لديهم كذلك. والله تعالى أعلم. قاله السندي.
(1)
في (ص) و (ق): خيراً.
(2)
يعني أن الفاعل يعود على الخير أو على الجنازة، وقد جُوِّد ضبطهما في الرواية (3734)، ولم يُمَيّز ضبطهما في هذا الموضع.
(3)
إسناده ضعيف لجهالة أبي ماجد الحنفي، وتقدم الكلام فيه وفي يحيى التيمي -وهو ابن عبد الله بن الحارث الجابر- برقم (3585)، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. موسى بن داود: هو الضبي، وزهير: هو ابن معاوية.
وسلف من طريق زهير أيضاً برقم (7434). وانظر (3585).
(4)
هو مكرر (3645) سنداً ومتناً.
وَجَعَلَ الْبَيْتَ عَنْ يَسَارِهِ، وَمِنًى عَنْ يَمِينِهِ، وَقَالَ: هَذَا مَقَامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ (1).
3942 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ (2)، اسْتَبْطَنَ الْوَادِيَ، وَاعْتَرَضَ الْجِمَارَ اعْتِرَاضًا، وَجَعَلَ الْجَبَلَ فَوْقَ ظَهْرِهِ، ثُمَّ رَمَى، وَقَالَ: هَذَا مَقَامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ (3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة، والحكم: هو ابن عتيبة، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي خال إبراهيم.
وأخرجه الطيالسي (319)، والبخاري (1748) و (1749)، ومسلم (1296)(308)، وأبو داود (1974)، والنسائي في "الكبرى"(4077)، وفي "المجتبى" 5/ 2 73، وابن الجارود في "المنتقى"(475)، وابن خُزيمة (2880)، والشاشي (456)، والبيهقي في "السنن" 5/ 129 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1609) من طريق أحمد بن محمد بن الأصفر البغدادي، عن أحمد بن حميد الكوفي، عن القاسم بن معن بن ثعلبة، عن الحكم بن عتيبة، به، نحوه، قال الطبراني: تفرد به ابن الأصفر.
وسيكرر برقم (4150)، وسلف برقم (3548).
(2)
تحرف في (م) إلى: عبد الله بن يزيد.
(3)
حديث صحيح، حماد الراوي عن إبراهيم: هو ابن أبي سليمان الأشعري، روى له مسلم مقروناً، ووثقه ابن معين، والنسائي، والعجلي، وقال: كان أفقه أصحاب إبراهيم، وقال شعبة: كان صدوق اللسان، وقال أبو حاتم: صدوق لا يحتج بحديثه، وهو مستقيم في الفقه، فإذا جاء الآثار شوش، وقال أحمد: مقارب ما روى عنه القدماء سفيان وشعبة، ولكن حماد -يعني ابن سلمة- عنده عنه تخليط كثير، =
3943 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَحِقَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَبْدٌ أَسْوَدُ، فَمَاتَ، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" انْظُرُوا هَلْ تَرَكَ شَيْئًا؟ " قَالُوا: تَرَكَ دِينَارَيْنِ، قَالَ:" كَيَّتَانِ "(1).
3944 -
حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ أَبِي الرَّضْرَاضِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنْتُ أُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، فَيَرُدُّ عَلَيَّ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ذَاتَ يَوْمٍ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ شَيْئًا، فَوَجَدْتُ فِي نَفْسِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كُنْتُ أُسَلِّمُ عَلَيْكَ،
= وقال ابن عدي: كثير الرواية خاصة عن إبراهيم، ويقع في حديثه أفراد وغرائب، وهو متماسك في الحديث، لا بأس به.
وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة إمام مجتهد. وقد توبع على حديثه هذا، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. روح: هو ابن عبادة، وحماد شيخه فيه: هو ابن سلمة، وإبراهيم: هو النخعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي.
وتقدم برقم (3548).
(1)
إسناده حسن من أجل عاصم -وهو ابن بهدلة-، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد مولى بني هاشم وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، روى له البخاري متابعة. زائدة: هو ابن قدامة، وزر: هو ابن حبيش الأسدي.
وتقدم برقم (3843).
قوله: فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم، أي: جئ بجنازته عنده بعد موته ليصلي عليه. قاله السندي.
وَأَنْتَ فِي الصَّلَاةِ، فَتَرُدُّ عَلَيَّ، وَإِنِّي سَلَّمْتُ عَلَيْكَ، فَلَمْ تَرُدَّ عَلَيَّ شَيْئًا؟! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ اللهَ يُحْدِثُ فِي أَمْرِهِ مَا يَشَاءُ (1) "(2).
3945 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الجَزَّارِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَتْ: أُنْبِئْتُ أَنَّكَ تَنْهَى عَنِ الْوَاصِلَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَتْ: أَشَيْءٌ تَجِدُهُ فِي كِتَابِ اللهِ، أَمْ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟! فَقَالَ: أَجِدُهُ فِي كِتَابِ اللهِ، وَعَنْ رَسُولِ اللهِ، فَقَالَتْ: وَاللهِ لَقَدْ تَصَفَّحْتُ مَا بَيْنَ دَفَّتَيِ الْمُصْحَفِ، فَمَا وَجَدْتُ فِيهِ الَّذِي تَقُولُ! قَالَ: فَهَلْ وَجَدْتِ فِيهِ: {مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7]، قَالَتْ: نَعَمْ،
(1) في (س) و (ظ 1) و (ظ 14): ما شاء.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، أبو الرضراض وإن لم يوثقه غير ابن حبان متابع، وقد فصلنا القول فيه في الرواية (3885)، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الجهم -واسمه سليمان بن الجهم الأنصاري- فقد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه وهو ثقة، أسباط: هو ابن محمد بن عبد الرحمن القرشي، وابن فضل: هو محمد، وقد سلف برقم (3575) من طريق عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله.
وأصل الحديث في "الصحيحين" بلفظ: "إن في الصلاة لشغلًا". وقد تقدم في "المسند" برقم (3563).
قوله: يحدث في أمره: أي: في دينه المأمور به ما شاء، أي: فقد أحدث فيه ألا يتكلم في الصلاة، ونسخ ما كان جائزاً. قاله السندي.
قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ النَّامِصَةِ وَالْوَاشِرَةِ وَالْوَاصِلَةِ وَالْوَاشِمَةِ إِلَّا مِنْ دَاءٍ، قَالَتِ الْمَرْأَةُ: فَلَعَلَّهُ فِي بَعْضِ نِسَائِكَ؟ قَالَ لَهَا: ادْخُلِي، فَدَخَلَتْ ثُمَّ خَرَجَتْ، فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ بَأْسًا، قَالَ: مَا حَفِظْتُ إِذًا وَصِيَّةَ الْعَبْدِ الصَّالِحِ: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} [هود: 88](1).
(1) إسناده قوي، عبد الوهَّاب بن عطاء -وهو الخفاف- فيه كلام خفيفٌ، وقد عرف بصحبته لسعيد بن أبي عروبة، وسمع منه قبل الاختلاط، وكتب كتبه، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وعزرة: هو ابن عبد الرحمن بن زرارة الخزاعي، والحسن العرني: هو ابن عبد الله، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه النسائي في "المجتيى" 8/ 146 والطبراني في "الكبير"(9468) من طريق موسى بن خلف العمي، عن قتادة، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(9470) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن عاصم الأحول، قال: سمعت عزرة يقول: إن أبا العالية قال: قال عبد الله بن مسعود: لعنت الواصلة والواشمة والفالجة والمنمصة، قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير"(9469) من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي عبيدة، عن أبيه ابن مسعود، وهذا إسناد منقطع، أبو عبيدة لم يسمع من أبيه.
وسيأتي بنحوه برقم (3955) و (3956) و (4129) و (4230) و (4283) و (4284) و (4308) و (4343) و (4344) و (4403) و (4434).
وانظر (3881).
وفي باب النهي عن الواصلة والواشمة وغيرهما عن عدد من الصحابة:
منها عن علي تقدم برقم (635). =
3946 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنِ اقْتَطَعَ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِغَيْرِ حَقٍّ، لَقِيَ اللهَ عز وجل وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ "(1).
= وعن ابن عمر، سيرد (4724).
وعن أبي هريرة، سيرد 2/ 339.
وعن أبي جحيفة، سيرد 4/ 309.
وعن معقل بن يسار، سيرد 5/ 25.
وعن عائشة، سيرد 6/ 111.
وعن أسماء، سيرد 6/ 345.
قوله: إنك تنهى عن الواصلة، أي: عن فعلها، وكذا قوله: نهى عن النامصة وغيرها، أي: عن فعلهن، والواشرة: التي ترقق أسنانها للفلجة.
ما حفظتُ: على صيغة المتكلم، أي: لو فعل أهلي وتركتهم عليه لكنتُ غيرَ مراعٍ لهذه الوصية وغيرَ عاملٍ بها، وضبطه بعضُهم على خطاب المرأة، وهو غير ظاهر، إلا أن يقال: معناه: ما راعيتِ حتى اتهمتِ أهلنا بذلك. قاله السندي.
(1)
صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي بكر -وهو ابن عياش- فمن رجال البخاري، وروى له مسلم في المقدمة، وهو ثقة، إلا أنه لما كبر ساء حفظه، وكتابه صحيح، أبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10420) من طريق المسعودي، عن عاصم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً الطبراني في "الكبير"(10248) من طريق روح بن القاسم، عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ 70: والحديث عن أبي وائل أشبه بالصواب، لأن =
3947 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ، وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ رَجُلٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ "(1).
3948 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيْسَ بِاللَّعَّانِ، وَلَا الطَّعَّانِ، وَلَا الْفَاحِشِ وَلَا الْبَذِيءِ (2) "(3).
= منصوراً والأعمش روياه عن أبي وائل، عن عبد الله.
قلنا: سلف تخريج الحديث من طريقهما برقم (3597).
وسيأتي من طريق آخر عن عاصم برقم (4395).
وتقدم برقم (3576) بإسناد صحيح على شرط الشيخين.
(1)
إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر -وهو ابن عياش- فمن رجال البخاري، وروى له مسلم في المقدمة، إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه أبو داود (4091)، والترمذي (1998)، والطبراني (10001) من طرق عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن أبي هريرة وابن عباس وسلمة بن الأكوع وأبي سعيد.
وتقدم برقم (3913)، وتقدم ذكر المراد من دخول النار هناك.
(2)
في (ظ 14): ولا الفاحش البذئ.
(3)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن عبد =
3949 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ عَفَّانُ: أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنِ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " عَجِبَ رَبُّنَا عز وجل مِنْ رَجُلَيْنِ: رَجُلٍ ثَارَ عَنْ وِطَائِهِ وَلِحَافِهِ، مِنْ بَيْنِ أَهْلِهِ وَحَيِّهِ (1) إِلَى صَلَاتِهِ، فَيَقُولُ رَبُّنَا: أَيَا مَلَائِكَتِي، انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي، ثَارَ مِنْ فِرَاشِهِ
= الرحمن بن يزيد، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن الأربعة، وهو ثقة. أسود: هو ابن عامر الملقب شاذان، وأبو بكر: هو ابن عياش، والحسن بن عمرو: هو الفقيمي.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(312)، وأبو يعلى (5379)، والطبراني في " الكبير"(10483)، والحاكم 1/ 12، والبيهقي في " السنن" 10/ 193، والمزي في "تهذيب الكمال" 25/ 650 من طريق أحمد بن يونس، وأبو يعلى (5088)، وابن حبان (192) من طريق محمد بن يزيد الرفاعي، كلاهما عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرطهما، وسكت عنه الذهبي. قلنا: أبو بكر بن عياش لم يخرج له مسلم، ومحمد بن عبد الرحمن بن يزيد لم يخرج له البخاري ولا مسلم.
وأخرجه البزار (101)"زوائد" من طريق عبد الرحمن بن مغراء، عن الحسن بن عمرو، بهذا الإسناد. وقال: رواه عن الحسن أبو بكر بن عياش وعبد الرحمن بن مغراء.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/ 72، وقال: رواه البزار، وفيه عبد الرحمن بن مغراء، وثقه أبو زرعة وجماعة، وفيه ضعف.
قلنا: فاتَه أن ينسبه إلى أحمد وأبي يعلى والطبراني.
وسلف برقم (3839).
(1)
في (ظ 14): من بين حيه وأهله.
وَوِطَائِهِ، وَمِنْ بَيْنِ حَيِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى صَلَاتِهِ، رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي، وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي، وَرَجُلٍ غَزَا فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل، فَانْهَزَمُوا، فَعَلِمَ مَا عَلَيْهِ مِنَ الْفِرَارِ، وَمَا لَهُ فِي الرُّجُوعِ، فَرَجَعَ حَتَّى أُهْرِيقَ دَمُهُ، رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي، وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي، فَيَقُولُ اللهُ عز وجل لِمَلَائِكَتِهِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي، رَجَعَ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي، وَرَهْبَةً مِمَّا عِنْدِي، حَتَّى أُهَرِيقَ دَمُهُ " (1).
(1) إسناده حسن إلا أن الدارقطني صحح وقفه كما يأتي، حماد بن سلمة صححوا سماعه من عطاء قبل الاختلاط، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة، عفان: هو ابن مسلم، مُرَّة الهمداني: هو ابن شراحيل.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 313، وابن أبي عاصم في "السنة"(569)، وأبو يعلى (5361)، من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (5272) و (5362)، والشاشي (876)، وابن حبان (2557) و (2558)، والطبراني في "الكبير"(10383)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 167، والبيهقي في "السنن" 9/ 164، وفي "الأسماء والصفات" ص 472، والبغوي (930) من طرق عن حماد بن سلمة، به. قال أبو نعيم: هذا حديث غريب تفرد به عطاء عن مرة، وعنه حماد بن سلمة. وقال البيهقي في "الأسماء والصفات": رواه أبو عبيدة عن ابن مسعود من قوله موقوفاً عليه.
وقوله: "ورجل غزا في سبيل الله عز وجل" أخرجه أبو داود (2536)، والحاكم 2/ 112، والبيهقي في "السنن" 9/ 46 من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/ 255 وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني =
3950 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَحْوَصِ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ:" اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى "(1).
3951 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ وَعَفَّانُ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ عَفَّانُ:
= في "الكبير"، وإسناده حسن. وله عند الطبراني في "الكبير" نحوه موقوفاً إلا أنه قال: ورجل لا يعلم به أحد، فأسبغ الوضوء، وصلى على محمد صلى الله عليه وسلم، وحمد الله، واستفتح القراءة، فيضحك الله منه يقول: انظروا إلى عبدي لا يراه أحد غيري. وفيه أبو عبيدة، وثم يسمع من أبيه.
وأورده المنذري في "الترغيب" 1/ 436، وقال: رواه الطبراني موقوفاً بإسناد حسن.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ 267: يرويه عطاء بن السائب عن مرة، وأختلف عنه، فرفعه حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، ووقفه خالد بن عبد الله، عن عطاء. وروى هذا الحديث قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، عن مرة، عن عبد الله مرفوعاً، تفرد به يحيى الحماني، عن قيس. ورواه إسرائيل، واختلف عنه، فقال: أحمد بن يونس، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص. وأبي الكنود، عن عبد الله، موقوفاً.
وقال يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة وأبي الكنود، موقوفاً، والصحيح هو الموقوف.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (3904). روح: هو ابن عبادة.
عَنْ أَبِيهِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: إِنَّ اللهَ عز وجل ابْتَعَثَ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم لِإِدْخَالِ رَجُلٍ إِلَى الْجَنَّةِ، فَدَخَلَ الْكَنِيسَةَ، فَإِذَا هُوَ بِيَهُودَ، وَإِذَا يَهُودِيٌّ يَقْرَأُ عَلَيْهِمُ التَّوْرَاةَ، فَلَمَّا أَتَوْا عَلَى صِفَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَمْسَكُوا، وَفِي نَاحِيَتِهَا رَجُلٌ مَرِيضٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" مَا لَكُمْ أَمْسَكْتُمْ؟ " قَالَ الْمَرِيضُ: إِنَّهُمْ أَتَوْا عَلَى صِفَةِ نَبِيٍّ، فَأَمْسَكُوا، ثُمَّ جَاءَ الْمَرِيضُ يَحْبُو، حَتَّى أَخَذَ التَّوْرَاةَ، فَقَرَأَ حَتَّى أَتَى عَلَى صِفَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأُمَّتِهِ، فَقَالَ: هَذِهِ صِفَتُكَ وَصِفَةُ أُمَّتِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، ثُمَّ مَاتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ:" لُوا أَخَاكُمْ "(1).
3952 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: إِيَّاكُمْ أَنْ تَقُولُوا: مَاتَ فُلَانٌ
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عطاء بن السائب، فقد روى له البخاري متابعة وأصحاب السنن، وهو صدوق قبل اختلاطه، وصححوا سماع حماد بن سلمة منه قبل اختلاطه. روح: هو ابن عبادة، وعفان: هو ابن مسلم.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 7/ 272 - 273 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10295) من طريق حجاج بن المنهال، عن حماد بن سلمة، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/ 231، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه عطاء بن السائب، وقد اختلط! قلنا: فاته أن يعله بالانقطاع.
شَهِيدًا، أَوْ قُتِلَ فُلَانٌ شَهِيدًا، فَإِنَّ الرَّجُلَ يُقَاتِلُ لِيَغْنَمَ، وَيُقَاتِلُ لِيُذْكَرَ، وَيُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ، فَإِنْ كُنْتُمْ شَاهِدِينَ لَا مَحَالَةَ، فَاشْهَدُوا لِلرَّهْطِ الَّذِينَ بَعَثَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَرِيَّةٍ، فَقُتِلُوا، فَقَالُوا: اللهُمَّ بَلِّغْ نَبِيَّنَا صلى الله عليه وسلم عَنَّا أَنَّا قَدْ لَقِينَاكَ، فَرَضِينَا عَنْكَ، وَرَضِيتَ عَنَّا (1).
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، غير عطاء بن السائب، فروى له أصحاب السنن والبخاري متابعة، وهو صدوق قبل اختلاطه، وسمع منه حماد بن سلمة قبل اختلاطه.
وأخرجه أبو يعلى بتمامه (5376) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن عطاء بن السائب، بهذا الإسناد. وجرير ممن سمع من عطاء بعد اختلاطه، لكنه متابع بحماد بن سلمة.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/ 130، وقال: رواه الطبراني، وفيه عطاء بن السائب، وقد اختلط.
وأخرجه الحميدي (121)، وعبد الرزاق في "المصنف"(9555)، وفي "التفسير" 1/ 139 ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(9025)، من طريق سفيان بن عيينة، عن عطاء، به، مختصراً، بلفظ: عن عبد الله بن مسعود، أنهم قالوا في الثالثة حين قال (يعني الله عز وجل: هل تشتهون شيئاً فأزيدكموه؟ قالوا: تُقرئ نبينا عنا السلام، وتخبره أنا قد رضينا به، ورضي عنا. قلنا: وسماعُ سفيان من عطاء قبل اختلاطه.
وقوله: "اللهم بلغ نبينا صلى الله عليه وسلم عنا أنا قد لقيناك فرضينا عنك " له شاهد من حديث عائشة مطولاً عند البخاري (4093)، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن أصحابكم قد أصيبوا، وإنهم قد سألوا ربهم فقالوا: ربنا أخبر عنا إخواننا بما رضينا عنك ورضيت عنا، فأخبرهم عنهم ". =
3953 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ عُمَيْرٍ، يُحَدِّثُ - قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: أَوْ إِبْرَاهِيمَ، شُعْبَةُ شَكَّ -، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ عُمَرَ رضي الله عنه رَكْعَتَيْنِ، فَلَيْتَ حَظِّي مِنْ أَرْبَعٍ رَكْعَتَانِ مُتَقَبَّلَتَانِ (1).
3954 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" بِتُّ اللَّيْلَةَ أَقْرَأُ عَلَى الْجِنِّ، رُفَقَاءَ (2) بِالْحَجُونِ "(3).
= وآخر من حديث أنس عند البخاري (4090) و (4095).
والسرية: هي سرية بئر معونة، وكان فيها سبعون من الأنصار يسمون القراء في زمانهم، حتى إذا كانوا ببئر معونة، غدرت بهم رِعل وذكوان وعُصَيَّة، وقتلوهم، فبلغ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خبرُهم فقنت شهرا يدعو في الصبح على من قتلهم.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، والشكُّ في أن الأعمش سمعه من عمارة بن عمير أو من إبراهيم -وهو النخعي- لا يضر، فكلاهما ثقة. روح: هو ابن عبادة.
وأخرجه الطيالسي (318)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 416، والشاشي (459) و (462)، والطبراني في "الكبير"(10144) من طريق شعبة، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3593).
(2)
في (س) و (ظ 14): رُفَقاً.
(3)
إسناده ضعيف لانقطاعه، عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود لم يسمع =
3955 -
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، وَيَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ الْعُرْيَانِ بْنِ الْهَيْثَمِ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ جَابِرٍ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ عَجُوزٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَلْعَنُ الْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ، وَالْمُوشِمَاتِ (1) اللَّاتِي يُغَيِّرْنَ خَلْقَ اللهِ (2). قَالَ يَحْيَى: وَالْمُوسِمَاتِ اللَّاتِي
…
= من عم أبيه عبد الله بن مسعود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه أبو يعلى (5062) من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 26/ 33 من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس، به.
وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(1121) من طريق سلامة بن روح، عن عقيل، عن الزهري، به.
وانظر (4149).
قوله: رُفَقاء، بضم ففتح: جمع الرُّفْقة مثلثة الراء وسكون الفاء، وهو حال من الجن.
والحجون: بتقديم الحاء على الجيم: جبل بأعلى مكة عنده مدافن أهلها.
(1)
في (ق): والمتوشمات.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، العريان بن الهيثم: روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير قَبِيصة بن جابر الأسدي فمن رجال النسائي، وهو ثقة، هشام بن عبد الملك: هو الطيالسي، وأبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري، ويحيى بن حماد: هو ابن أبي زياد خَتَن أبي =
3956 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ الْعُرْيَانِ بْنِ الْهَيْثَمِ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ جَابِرٍ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ عَجُوزٍ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ، فَذَكَرَ قِصَّةً، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَلْعَنُ الْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ وَالْمُوشِمَاتِ اللَّاتِي يُغَيِّرْنَ خَلْقَ اللهِ، عز وجل (1).
3957 -
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ
= عوانة.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 148 من طريق يحيى بن حماد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (390)، ومن طريقه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 357 - 358 عن أبي عوانة، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 148 - 149 من طريقين عن عبد الملك بن عمير به، وسلف بنحو 5 برقم (3945).
والمتنمصات: قال ابن الأثير: النامصة: التي تنتف الشعر من وجهها، والمتنمصة: التي تأمر من يفعل بها ذلك.
والمُتَفَلِّجات: من الفَلَج بفتحتين، وهو فرجة ما بين الثنايا والرباعيات، والمتفلجات: اللاتي يفعلن ذلك بأسنانهن رغبة في التحسين.
الموشمات: بالشين المعجمة، من الوشم، معروف، والموسمات بالمهملة من الوسم، وهو العلامة، ومعناه قريب من ذاك.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل العريان بن الهيثم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، حسن: هو ابن موسى الأشيب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وعبد الملك: هو ابن عمير الفَرَسي اللخمي، وهو مكرر ما قبله.
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قِتَالُ المُسْلِمِ أَخَاهُ كُفْرٌ، وَسِبَابُهُ فُسُوقٌ "(1).
3958 -
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ، عَنْ نَهِيكِ بْنِ سِنَانٍ السُّلَمِيِّ، أَنَّهُ أَتَى عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: قَرَأْتُ الْمُفَصَّلَ اللَّيْلَةَ فِي رَكْعَةٍ، فَقَالَ: هَذًّا مِثْلَ هَذِّ الشِّعْرِ، أَوْ نَثْرًا مِثْلَ نَثْرِ الدَّقَلِ؟ إِنَّمَا فُصِّلَ لِتُفَصِّلُوا، لَقَدْ عَلِمْتُ النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرُنُ، عِشْرِينَ سُورَةً: الرَّحْمَنُ وَالنَّجْمُ، عَلَى تَأْلِيفِ ابْنِ مَسْعُودٍ، كُلُّ سُورَتَيْنِ فِي رَكْعَةٍ، وَذَكَرَ الدُّخَانَ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ فِي رَكْعَةٍ (2).
(1) حديث صحيح، عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود سمع من أبيه لكن شيئاً يسيراً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، هشام بن عبد الملك: هو أبو الوليد الطيالسي، وأبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري، عبد الملك: هو ابن عمير اللخمي الفَرَسي.
وأخرجه الترمذي (2634)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 122، وأبو يعلى (5332) من طرق عن عبد الملك بن عمير، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وقد روي عن عبد الله بن مسعود من غير وجه.
قلنا: قد تقدم بإسناد صحيح برقم (3647). وسيأتي برقم (4394).
(2)
صحيح لغيره، نَهِيْك بن سنان السُّلَمي لم يرو عنه إلا إبراهيم النخعي، وأبو وائل شقيق بن سلمة، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 480، ووقعت نسبته في " الإكمال" ص 439، و" التعجيل" ص 425 و"الفتح" 2/ 258: البَجْلي، وهو صحيح أيضاً، فبنو بَجِيلة رهط من سُلَيم، كما في "توضيح المشتبه" 1/ 374، ووقع في "الإكمال" و"التعجيل" أنه يروي عنه إبراهيم التيمي، وهو خطأ مشى عليه الشيخ =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أحمد شاكر في تخريج هذا الحديث في "المسند"، والصواب أنه النخعي، كما في ترجمة حصين بن عبد الرحمن وإبراهيم بن يزيد النخعي من "تهذيب الكمال"، وقد جاء في "التعجيل": ووقع في "المسند" عن إبراهيم التيمي، عن نهيك. قلنا: الذي عندنا في نسخ المسند: "إبراهيم"، دون نسبة، وكذلك هو في "إتحاف المهرة" لابن حجر، ورقة 59، و"أطراف المسند" 4/ 218، ونرجح أن لفظ:"التيمي" مقحم في قول الحافظ ابن حجر، لأن الحافظ يريد -والله أعلم- أن يذكر أنه وقع اسمه في المسند دونما ذكر نسبته.
وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هشام بن عبد الملك: هو الطيالسي، وأبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 345 - 346 من طريق هشام بن عبد الملك، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(9868) من طريق أبي عوانة، به، وفيه متابعة شعبة لأبي عوانة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(9867) من طريق المغيرة، عن إبراهيم، به.
وتقدم بنحوه بإسناد صحيح برقم (3607).
الدَّقَل: هو ردئ التمر ويابسه، وما ليس له اسم خاص، فتراه لِيبسِه ورداءته لا يجتمع ويكون منثوراً. "النهاية"، وقال السندي: قوله: ونثراً مثل نثر الدَّقَل: هو بفتحتين: رديء التمر، أي: رميت بكلماته من غير روية وتأمل رَمْياكم في ذلك التمر الرديء الذي لا يؤبه به فيرمى.
إنَّما فُصِّل: من التفصيل، بالصاد المهملة، كما في نسخة، والمعجمة، كما في أخرى، أي: إنما فصل بالسور لتفصلوا بها عند القراءة في الصلاة، فتركعوا بعد كل سورة لتحصيل الفصل، أو: إنما فصِّل بالآيات لتقرؤوا بالترتيل. أو: إنما فُضِّل على سائر أنواع الكلام لتراعوا ذلك التفضيل في القراءة. والله أعلم.
وتقدم ذكر السور النظائر، وشرح بقية الحديث برقم (3607).
3959 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، سَمِعَ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ، وَيُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانٍ "(1).
3960 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" بِئْسَمَا لِأَحَدِكُمْ - أَوْ بِئْسَمَا لِأَحَدِهِمْ - أَنْ يَقُولَ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتٍ وَكَيْتٍ، بَلْ هُوَ نُسِّيَ، اسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ، مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهَا "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود -وهو أبو داود الطيالسي- فمن رجال مسلم. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وهو عند الطيالسي (254)، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 4/ 73، والبيهقي في "السنن" 9/ 142، وفي "الشعب"(4353).
وسلف برقم (3900).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود فمن رجال مسلم. شعبة: هو ابن الحجاج، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وهو عند الطيالسي (261)، ومن طريقه أخرجه الترمذي (2942)، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه البخاري (5032)، والنسائي في "الكبرى"(10562) -وهو في "عمل =
3961 -
حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ سَخْبَرَةَ، قَالَ: غَدَوْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، مِنْ مِنًى إِلَى عَرَفَاتٍ، فَكَانَ يُلَبِّي، قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللهِ رَجُلًا آدَمَ (1)، لَهُ ضَفْرَانِ (2)، عَلَيْهِ مَسْحَةُ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ غَوْغَاءُ مِنْ غَوْغَاءِ النَّاسِ، قَالُوا: يَا أَعْرَابِيُّ، إِنَّ هَذَا لَيْسَ يَوْمَ تَلْبِيَةٍ، إِنَّمَا هُوَ يَوْمُ تَكْبِيرٍ!! قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: أَجَهِلَ النَّاسُ أَمْ نَسُوا! وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم بِالْحَقِّ، لَقَدْ خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَا تَرَكَ التَّلْبِيَةَ حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، إِلَّا أَنْ يَخْلِطَهَا بِتَكْبِيرٍ أَوْ تَهْلِيلٍ (3).
= اليوم والليلة" (726) -، وفي " المجتبى" 2/ 154، والدارمي 2/ 308 - 309 و 439، والفريابي في "فضائل القرآن" (161)، والبغوي (1222)، والخطيب في "تاريخه" 5/ 453، من طرق عن شعبة، به.
وعلّقه البخاري من طريق ابن المبارك عن شعبة عقب الحديث (5032).
وأخرجه مسلم (790)(228)، والحميدي (91)، وابن أبي شيبة 10/ 478، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 104، والفريابي في "فضائل القرآن"(160)، وأبو يعلى (5136)، والبيهقي في "السنن" 2/ 395 من طرق عن منصور، به.
وسيأتي من طريق شعبة مختصراً برقم (4085)، ومطولاً برقم (4176)، وتقدم من طريق الأعمش برقم (3620).
(1)
في (ظ 14): آدماً، وقي هامش (س) ما نصه: في أصلين: آدماً. هكذا.
(2)
في (ظ 14): ضفرتان، وفي هامش (س): ضفيرتان خ.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صفوان بن عيسى -وهو الزهري-، والحارث بن عبد الرحمن -وهو ابن عبد الله بن أبي ذباب الدوسي- فمن رجال مسلم. مجاهد: هو ابن جبر، وابن سخبرة: هو عبد =
3962 -
حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَعَا عَلَى قُرَيْشٍ غَيْرَ يَوْمٍ وَاحِدٍ، فَإِنَّهُ كَانَ يُصَلِّي وَرَهْطٌ مِنْ قُرَيْشٍ جُلُوسٌ، وَسَلَا جَزُورٍ قَرِيبٌ (1) مِنْهُ، فَقَالُوا: مَنْ يَأْخُذُ هَذَا السَّلَا، فَيُلْقِيَهُ عَلَى ظَهْرِهِ؟ قَالَ: فَقَالَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ: أَنَا، فَأَخَذَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى ظَهْرِهِ، فَلَمْ يَزَلْ سَاجِدًا، حَتَّى جَاءَتْ فَاطِمَةُ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهَا (2)، فَأَخَذَتْهُ عَنْ ظَهْرِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ عَلَيْكَ الْمَلَأَ مِنْ
= الله الأزدي أبو معمر الكوفي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 1/ 269، وابن خزيمة (2806)، والحاكم 1/ 461 - 462، من طريق صفوان بن عيسى، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 225 من طريق عبد الله بن المبارك والدَّرَاوردي، كلاهما عن الحارث بن أبي ذباب، به. وابن أبي ذباب تصحف في مطبوع الطحاوي إلى: ابن أبي ذهاب.
وسلف مختصراً برقم (3549)، وسيأتي برقم (3976).
قوله: مِسْحة: بكسر ميم وسكون السين: نوع من لباس الأعراب. قاله السندي. قلنا: لعل المراد بالمَسْحة -بفتح الميم- هنا أثرُ أهل البادية وهيئتهم، يقال: عليه مَسْحَةُ جمال، أي: شيء منه، قال ذو الرِّمة:
على وَجْهِ مَيٍّ مَسْحَةٌ مِن مَلاحَةٍ .... وتحتَ الثياب العُرُّ لو كَانَ بادِيا
(1)
في (ظ 14) وهامش (س): قريباً. قال السندي: أي: وكان سلا جزور قريباً منه.
(2)
في (ظ 14): عليها السلام.
قُرَيْشٍ، اللهُمَّ عَلَيْكَ بِعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، اللهُمَّ عَلَيْكَ بِشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، اللهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، اللهُمَّ عَلَيْكَ بعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، اللهُمَّ عَلَيْكَ بِأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ، أَوْ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ "، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُمْ قُتِلُوا يَوْمَ بَدْرٍ جَمِيعًا، ثُمَّ سُحِبُوا إِلَى الْقَلِيبِ غَيْرَ أُبَيٍّ، أَوْ أُمَيَّةَ، فَإِنَّهُ كَانَ رَجُلًا ضَخْمًا، فَتَقَطَّعَ (1).
3963 -
حَدَّثَنَا أَزْهَرُ (2) بْنُ سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" خَيْرُ النَّاسِ أَقْرَانِي الَّذِينَ يَلُونِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ "، قَالَ: وَلَا أَدْرِي أَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ، أَوْ فِي الرَّابِعَةِ:" ثُمَّ يَخْلُفُ بَعْدَهُمْ خَلْفٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ "(3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وعمرو بن ميمون: هو الأوي.
وأخرجه أبو عوانة 4/ 222 من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم (3722).
(2)
تحرف في (م) إلى: زهير.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أزهر بن سعد: هو أبو بكر السمان، أروى الناس عن ابن عون وأعرفُهم به، وابن عون: هو عبد الله، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعَبِيدة: هو ابن عمرو السلماني.
وأخرجه مسلم (2533)(212)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1467)، والشاشي (793)، والبيهقي في "السنن" 10/ 160، والخطيب في "تاريخه" 12/ 53 من طريق أزهر بن سعد السمان، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم (3594). =
3964 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ الْأُمَمَ عُرِضَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَعُرِضَتْ (1) عَلَيْهِ أُمَّتُهُ، فَأَعْجَبَتْهُ كَثْرَتُهُمْ، فَقِيلَ: إِنَّ مَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ (2).
3965 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كَانُوا يَوْمَ بَدْرٍ بَيْنَ كُلِّ ثَلَاثَةِ نَفَرٍ بَعِيرٌ، وَكَانَ زَمِيلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلِيٌّ وَأَبُو لُبَابَةَ، قَالَ (3): وَكَانَ إِذَا كَانَتْ عُقْبَةُ
= قال الدارقطني في "العلل" 5/ 186 - 187: رواه ابن عون، عن إبراهيم، فأسنده أزهر بن سعد، عن ابن عون متصلاً، وأرسله حماد بن زيد، عن ابن عون. وقال يحيى القطان: أملاه أزهر على ابني محمد من كتابه، ليس فيه عبد الله. والمرسل عن ابن عون أصح. وهو صحيح عن منصور والأعمش، عن إبراهيم متصلاً مسنداً.
قلنا: تقدمت رواية الأعمش برقم (3594)، ورواية منصور سترد برقم (4130)، وروايتهما معاً سترد برقم (4173).
(1)
في (ظ 14): فأعرضت.
(2)
إسناده حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وهمام: هو ابن يحيى العوذي، وزر: هو ابن حبيش الأسدي:
وأخرجه أبو يعلى (5318) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي (660) من طريق عبد الله بن رجاء، عن همام، به.
وتقدم برقم (3819)، وانظر (3806).
(3)
لفظ: "قال" غير موجود في (ظ 14).
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَا لَهُ: ارْكَبْ حَتَّى نَمْشِيَ عَنْكَ، فَيَقُولُ:" مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى مِنِّي، وَمَا أَنَا بِأَغْنَى عَنِ الْأَجْرِ مِنْكُمَا "(1).
3966 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: لَيْسَ أَبُوعُبَيْدَةَ ذَكَرَهُ، وَلَكِنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: أَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْغَائِطَ، وَأَمَرَنِي أَنْ آتِيَهُ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ، فَوَجَدْتُ حَجَرَيْنِ، وَلَمْ أَجِدِ الثَّالِثَ، فَأَخَذْتُ رَوْثَةً، فَأَتَيْتُ بِهِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ الْحَجَرَيْنِ، وَأَلْقَى الرَّوْثَةَ، وَقَالَ:" هَذِهِ رِكْسٌ "(2).
(1) إسناده حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وحماد: هو ابن سلمة، وزر: هو ابن حبيش الأسدي.
وتقدم برقم (3901).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، زهير -وهو ابن معاوية- وإن سمع من أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- بعد الاختلاط، روايته هذه مما انتقاه البخاري من مروياته. عبد الرحمن بن الأسود: هو ابن يزيد النخعي.
قال الحافظ في "الفتح" 1/ 257: إنما عدل أبو إسحاق عن الرواية عن أبي عبيدة إلى الرواية عن عبد الرحمن -مع أن روايته عن أبي عبيدة أعلى له- لكون أبي عبيدة لم يسمع من أبيه على الصحيح، فتكون منقطعة، بخلاف رواية عبد الرحمن فإنها موصولة
…
فمراد أبي إسحاق هنا بقوله: ليس أبو عبيدة ذكره، أي: لست أرويه الآن عن أبي عبيدة، وإنما أرويه عن عبد الرحمن. قلنا: وقد تقدمت رواية أبي إسحاق عن أبي عبيدة برقم (3685).
وأخرجه البخاري (156)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 39، وفي "الكبرى" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (43)، وابن ماجه (314)، وأبو يعلى (5127)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 122، والطبراني في "الكبير"(9953)، والبيهقي في "السنن" 1/ 108، من طريق زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (287)، وأبو يعلى (5336) من طريق زهير، عن أبي إسحاق، قال: ليس أبو عبيدة حدثني ولكنه عبد الرحمن بن الأسود، عن عبد الله. فذكر الحديث، وجاء عقيبه عند الطيالسي: قال أبو بشر: أظن غير أبي داود يقول: عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(9954) من طريق شريك، و (9955) من طريق زكريا بن أبي زائدة، كلاهما عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ 20 - 21 من طريق محمد بن خالد الضبي وجابر الجعفي، كلاهما عن عبد الرحمن بن الأسود، به.
وعلقه البخاري عقيب حديث (156) بصيغة الجزم عن إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، حدثني عبد الرحمن. قال الحافظ في "الفتح" 1/ 158: أراد البخاري بهذا التعليق الرد على من زعم أن أبا إسحاق دلس هذا الخبر، كما حكي ذلك عن سليمان الشاذكوني حيث قال: لم يسمع في التدليس بأخفى من هذا. وذكر الحافظ مثل ذلك في مقدمة "الفتح" 349، قال: فالجواب أن هذا هو السبب الحامل لسياق البخاري للطريق الثانية عن إبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق التي قال فيها أبو إسحاق: حدثني عبد الرحمن، فانتفت ريبة التدليس عن أبي إسحاق في هذا الحديث، وبيَّن حفيده عنه أنه صرح عن عبد الرحمن بالتحديث.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 122 من طريق زهير بن عباد الرؤاسي، عن يزيد بن عطاء، عن أبي إسحاق، عن علقمة والأسود، قالا: قال ابن مسعود، فذكر نحوه. قلنا: علقمة وإن لم يسمع منه أبو إسحاق -وهو السبيعي- شيئاً، متابع بالأسود، وهو ابن يزيد النخعي. =
3967 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَذَكَرَ التَّشَهُّدَ، تَشَهُّدَ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَمَنْصُورٌ، وَالْأَعْمَشُ، وَحَمَّادٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
…
مِثْلَهُ (1).
3968 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، وَعَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَجُلًا أَتَاهُ، فَقَالَ: قَرَأْتُ الْمُفَصَّلَ فِي رَكْعَةٍ، فَقَالَ: بَلْ هَذَذْتَ كَهَذِّ الشِّعْرِ، أَوْ كَنَثْرِ الدَّقَلِ، لَكِنَّ رَسُولَ اللهِ
= وقد تقدم برقم (3685)، وسيأتي برقم (4299).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن أبي سليمان- فقد روى له مسلم مقروناً، والبخاري في "الأدب المفرد"، قال أحمد: مقارب الحديث، روى عنه سفيان وشعبة. سفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه الطيالسي (249)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 240، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 262، والشاشي (501)، وأبو نعيم في " تاريخ أصبهان" 1/ 299 من طريق حماد، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم (3921) من طريق سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص.
ومن طريق منصور برقم (3919)، ومن طريق الأعمش برقم (3622) و (3920)، وسيرد برقم (4017).
وذكر الدارقطني في "العلل" 5/ 105 أنه رواه عباس بن الحسين القنطري، عن يحيى بن آدم، بهذا الإسناد، لكنه جعل مكان منصور مغيرة، ثم ذكر أن الصواب رواية أحمد، يعني بذكر منصور لا مغيرة.
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَفْعَلْ كَمَا فَعَلْتَ، كَانَ يَقْرَأُ النَّظَائِرَ: الرَّحْمَنَ، وَالنَّجْمَ، فِي رَكْعَةٍ قَالَ: فَذَكَرَ (1) أَبُو إِسْحَاقَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ، بِعِشْرِينَ سُورَةً عَلَى تَأْلِيفِ عَبْدِ اللهِ، آخِرُهُنَّ: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ، وَالدُّخَانُ (2).
3969 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ بِجَمْعٍ، فَصَلَّى الصَّلَاتَيْنِ، كُلَّ صَلَاةٍ وَحْدَهَا بِأَذَانٍ وَإِقَامَةٍ، وَالْعَشَاءُ بَيْنَهُمَا، وَصَلَّى الْفَجْرَ حِينَ سَطَعَ الْفَجْرُ، أَوْ قَالَ: حِينَ قَالَ قَائِلٌ: طَلَعَ الْفَجْرُ، وَقَالَ قَائِلٌ: لَمْ يَطْلُعْ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ
(1) في (ظ 1) و (ظ 14): فذكر ذلك، وفي هامش (س) كتب ذلك.
(2)
حديث صحيح، زهير -وهو ابن معاوية- وإن سمع من أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- بعد الاختلاط، متابع، وأبو إسحاق لم يسمع من علقمة، لكنه متابع بالأسود بن يزيد، وقد سمع منه. علقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه الفريابي في "فضائل القرآن"(122) و (123)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 346، والطبراني في "الكبير"(9855) من طريق زهير، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1396)، والفريابي أيضاً (124) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مختصرا ًالشاشي (313)، والطبراني في "الكبير"(9857)، من طريقين عن عبيد الله بن موسى، عن عيسى بن قرطاس، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله. قال البزار: ولا نعلم روى عيسى بن قرطاس، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله إلا هذا الحديث.
وتقدم برقم (3607)، ومرَّ هناك شرحه.
تُحَوَّلَانِ عَنْ وَقْتِهِمَا فِي هَذَا الْمَكَانِ، لَا يَقْدَمُ النَّاسُ جَمْعًا حَتَّى يُعْتِمُوا، وَصَلَاةُ الْفَجْرِ هَذِهِ السَّاعَةُ " (1).
3970 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: {إِنِّي
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وسماعه من جدّه أبي إسحاق في غاية الإتقان للزومه إياه، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه البخاري (1683)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 178 و 2/ 211، والبيهقي في "السنن" 5/ 121، والبغوي (1939)، من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وتقدم مختصراً برقم (3637)، وسيأتي برقم (4293).
قال البيهقي: رواه البخاري في "الصحيح" عن عمرو بن خالد، عن زهير، وجعل زهير لفظ التحويل من قول عبد الله.
قلنا: رواية زهير هذه سترد برقم (4399).
قوله: "والعَشَاء بينهما" بالفتح، أي: طعام العشاء، أكل بين الصلاتين.
وقوله: "إن هاتين الصلاتين"، أي: المغرب والفجر.
تُحَوَّلان: على بناء المفعول، من التحويل، أي: ينبغي تأخير المغرب إلى العشاء هاهنا، وتقديم الفجر عن الوقت المعتاد إلى أول طلوع الفجر.
لا يَقْدَمُ: من قَدِمَ كعلم، علة لتأخير المغرب، فكأنه بمنزلة ذكر صلاة المغرب، ولذلك عطف عليها صلاة الفجر، في قوله: وصلاة الفجر، وهو بالنصب لكونها مع المقدر بدلًا من "هاتين الصلاتين"، أو بالرفع على أنها مع المقدر بدل من ضمير "تحولان".
حتى يُعتموا: من أعتم: إذا دخل في العتمة. والله أعلم. قاله السندي.
أَنَا الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (1).
3971 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، فِي قَوْلِهِ عز وجل:{مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم: 11]، قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جِبْرِيلَ فِي حُلَّةٍ مِنْ رَفْرَفٍ، قَدْ مَلَأَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ (2).
3972 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَأَبُو أَحْمَدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ يُكَبِّرُ فِي كُلِّ رُكُوعٍ وَسُجُودٍ، وَرَفْعٍ وَوَضْعٍ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمَا (3)، وَيُسَلِّمُونَ عَنْ (4) أَيْمَانِهِمْ وَشَمَائِلِهِمْ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ (5).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه أبو يعلى (5333) من طريق يحيى بن أبي بكير، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3741).
وذكرنا أن هذه القراءة شاذة وإن صح سندها لمخالفتها القراءة المتواترة: {إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين} [الذاريات: 58].
(2)
هو مكرر (3740) سنداً ومتناً.
(3)
جملة: "رضوان الله عليهما" لم ترد في (ظ 1) و (ظ 14).
(4)
في (ص) و (ق) و (ظ 1): على.
(5)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن =
3973 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: " الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ، وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ "، وَلَوِ اسْتَزَدْتُ لَزَادَنِي، قَالَ حُسَيْنٌ: ولَوِ (1) اسْتَزَدْتُهُ (2).
3974 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، أَمْلَاهُ عَلَيَّ
= الزبير الزبيري، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وعبد الرحمن بن الأسود: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 268 من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد، دون ذكر علقمة، وبذكر التسليم وحده دون التكبير.
وسلف برقم (3660)، ومن طريق أبي الأحوص برقم (3849).
(1)
لفظ: "ولو" من (ظ 14).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المَرُّوذِي، أبو عبيدة -وإن لم يسمع من أبيه ابن مسعود- متابع.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(9817) من طريق عبد الله بن رجاء، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني أيضاً (9816) من طرق عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، به.
وتقدم برقم (3890).
مِنْ كِتَابِهِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا (1) عَلْقَمَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: عَلَّمَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصَّلَاةَ، فَكَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ، ثُمَّ رَكَعَ وَطَبَّقَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَجَعَلَهُمَا بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ. فَبَلَغَ سَعْدًا، فَقَالَ: صَدَقَ أَخِي، قَدْ كُنَّا نَفْعَلُ ذَلِكَ، ثُمَّ أُمِرْنَا بِهَذَا، وَأَخَذَ بِرُكْبَتَيْهِ، حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ
…
هَكَذَا (2).
3975 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةً، لَا أَدْرِي زَادَ، أَوْ نَقَصَ، ثُمَّ سَلَّمَ، وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ (3).
(1) في (ظ 14): قال: حدثنا.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم بن كليب فمن رجال مسلم. علقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 246، وأبو داود (747)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 184، وفي "الكبرى"(620)، وابن الجارود (196)، وابن خزيمة (595)، والدارقطني في "السنن" 1/ 339 من طرق عن عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3588) ومرّ هناك شرحه.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه مسلم (572)(90)، وأبو عوانة 2/ 201 - 202، وابن حهان (2659) من طريقين عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. =
3976 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُدْرِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ لَبَّى لَيْلَةَ جَمْعٍ، ثُمَّ قَالَ: هَاهُنَا رَأَيْتُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ يُلَبِّي (1).
3977 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ الْجَابِرِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي الْمَاجِدِ (2)، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللهِ، فَذَكَرَ الْقِصَّةَ، وَأَنْشَأَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ (3): إِنَّ أَوَّلَ رَجُلٍ قُطِعَ فِي الْإِسْلَامِ - أَوْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ - رَجُلٌ أُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذَا سَرَقَ، فَكَأَنَّمَا أُسِفَّ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَمَادًا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيْ يَقُولُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: وَمَا يَمْنَعُنِي؟ وَأَنْتُمْ أَعْوَانُ الشَّيْطَانِ عَلَى صَاحِبِكُمْ، وَاللهُ عز وجل عَفُوٌّ يُحِبُّ الْعَفْوَ، وَلَا يَنْبَغِي
= وتقدم برقم (3566).
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير كثير بن مدرك -وهو الأشجعي- فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه مسلم (1283)(270)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 225، والطبراني في "الكبير"(10481) من طريق يحمى بن آدم، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3549).
(2)
في (ق) وهامش (س) و (ص): أبي الماجد التيمي.
(3)
في (ظ 14): فقال.
لِوَالِي أَمْرٍ أَنْ يُؤْتَى بِحَدٍّ إِلَّا أَقَامَهُ "، ثُمَّ قَرَأَ:{وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22](1)، قَالَ يَحْيَى: أَمْلَاهُ عَلَيْنَا سُفْيَانُ، إِمْلَاءً.
(1) حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف يحيى بن عبد الله الجابر، ولجهالة أبي الماجد، ويقال: أبو ماجدة الحنفي الكوفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، سفيان: هو الثوري.
وأخرجه مطولاً الطبراني في "الكبير"(8572)، والبيهقي في "السنن" 8/ 331 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان الثوري، بهذا الِإسناد.
وسلف برقم (3711).
قوله: "وأنتم أعوان الشيطان على صاحبكم! " له شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (6781) بلفظ: "لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم".
وقوله: "والله عز وجل عفو يحب العفو" له شاهد من حديث عائشة، سيرد 6/ 183 بإسناد صحيح.
وقوله: "إنه لا ينبغي لوالي أمر أن يؤتى بحدٍّ إلا أقامه" له شاهد من حديث ابن عمر، سيرد (5385) بلفظ:"من حالت شفاعته دون حدٍّ من حدود الله، فقد ضادَّ الله في أمره"، وصححه الحاكم. قال الحافظ في "الفتح" 12/ 87: وأخرجه ابن أبي شيبة من وجه آخر أصح منه عن ابن عمر موقوفًا.
وآخر من حديث عبد الله بن عمرو عند أبي داود (4376)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 70 بلفظ:"تعافوا الحدود فيما بينكم، فما بلغني من حدٍّ فقد وَجَب"، وإسناده حسن.
وثالث من حديث صفوان بن أمية، سيرد 3/ 401.
وذكر الحافظ شواهد أخرى في "الفتح" 12/ 87 - 88 قوله: "إن أولَ رجلٍ قُطِعَ": على بناء المفعول، أي: قطع يده. =
3978 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى الْجَابِرِ، عَنْ أَبِي الْمَاجِدِ الْحَنَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَأَلْنَا نَبِيَّنَا صلى الله عليه وسلم عَنِ السَّيْرِ بِالْجِنَازَةِ، فَقَالَ:" السَّيْرُ دُونَ الْخَبَبِ، فَإِنْ يَكُ خَيْرًا تُعْجَلْ إِلَيْهِ، وَإِنْ يَكُ سِوَى ذَلِكَ، فَبُعْدًا لِأَهْلِ النَّارِ، الْجِنَازَةُ مَتْبُوعَةٌ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ تَقَدَّمَهَا "(1).
3979 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْأَقْمَرِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا، وَمَا تُقَامُ الصَّلَاةُ حَتَّى تَكَامَلَ بِنَا الصُّفُوفُ، فَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللهَ عز وجل غَدًا مُسْلِمًا، فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ، فَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ
= فكأنما أُسِفَّ: بتشديد الفاء على بناء المفعول: قال ابن الأثير: أي: تغيَّر واكْمَدَّ، كأنما ذُرَّ عليه شيءٌ غيَّره.
أنتم أعوان الشيطان، أي: إنه يفرح بفضيحة المؤمن وحزنه، وأنتم تعينونه في ذلك.
ولا ينبغي لوالي أمر: اعتذار من جهته بأنه ليس له العفو، وإلا لعفا. قاله السندي.
(1)
إسناده ضعيف لجهالة أبي ماجد الحنفي وضعف يحيى الجابر، سلف الكلام عنهما في الرواية (3585)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وسلف برقم (3585) و (3734)، وتقدم شرحه هناك.
الْهُدَى، وَإِنَّ اللهَ عز وجل قَدْ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم سُنَنَ الْهُدَى (1).
3980 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَعْدِيكَرِبَ، قَالَ: أَتَيْنَا عَبْدَ اللهِ، فَسَأَلْنَاهُ أَنْ يَقْرَأَ عَلَيْنَا:{طسم} الْمِئَتَيْنِ، فَقَالَ: مَا هِيَ مَعِي، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ مَنْ (2) أَخَذَهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: خَبَّابَ بْنَ الْأَرَتِّ، قَالَ: فَأَتَيْنَا خَبَّابَ بْنَ الْأَرَتِّ، فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا (3).
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي، وهو متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.
وأخرجه مطولاً الشاشي (706) و (707)، والطبراني في "الكبير"(8605) من طريقين عن شريك، بهذا الإسناد.
وتقدم مطولاً بإسناد صحيح برقم (3936)، وسيأتي برقم (4355).
(2)
في هامش (س): بمن (نسخة).
(3)
إسناده ضعيف، معديكرب -وهو الهمداني العبدي- لم يرو عنه إلا أبو إسحاق، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 458، ولم يوثر توثيقه عن غيره، ولم يذكره الحافظ في "التعجيل" وهو على شرطه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير الجراح بن مليح والد وكيع فمختلف فيه، أخرج له البخاري في "الأدب المفرد" والباقون عدا النسائي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3614)، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 143 من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/ 84، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات! ورواه الطبراني. =
3981 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُورَةً مِنَ الثَّلَاثِينَ، مِنْ آلِ حم، قَالَ: يَعْنِي الْأَحْقَافَ، قَالَ: وَكَانَتِ السُّورَةُ إِذَا كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ آيَةً سُمِّيَتِ الثَّلَاثِينَ، قَالَ: فَرُحْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَإِذَا رَجُلٌ يَقْرَؤُهَا عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَأَنِي، فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ؟ فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَقُلْتُ لِآخَرَ: اقْرَأْهَا، فَقَرَأَهَا عَلَى غَيْرِ قِرَاءَتِي وَقِرَاءَةِ صَاحِبِي، فَانْطَلَقْتُ بِهِمَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذَيْنِ يُخَالِفَانِي فِي الْقِرَاءَةِ؟ قَالَ: فَغَضِبَ، وَتَمَعَّرَ وَجْهُهُ، وَقَالَ:" إِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ (1) الِاخْتِلَافُ "، قَالَ: قَالَ زِرٌّ: وَعِنْدَهُ رَجُلٌ، قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ كَمَا أُقْرِئَ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الِاخْتِلَافُ قَالَ قال: عَبْدُ اللهِ: فَلَا أَدْرِي أَشَيْئًا أَسَرَّهُ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَوْ عَلِمَ مَا فِي نَفْسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: وَالرَّجُلُ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، صَلَوَاتُ (2) اللهِ عَلَيْهِ (3).
= قوله: ما هي معي: قال السندي: يحتمل أنه ما حفظها، أو حفظها لكن لا بالسماع من النبي صلى الله عليه وسلم. قلنا: وطسم المئتين: هي سورة الشعراء، آياتها 227.
(1)
في (ظ 14): من قبلكم.
(2)
في (ظ 14): عليه السلام.
(3)
إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر-وهو ابن عياش- فمن رجال البخاري، وأخرج له مسلم في
3982 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا بَشِيرٌ (1) أَبُو إِسْمَاعِيلَ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ لَهُ (2): يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، تَسْلِيمُ الرَّجُلِ (3) عَلَيْكَ، فَقُلْتَ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ؟ قَالَ: فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ تَسْلِيمُ الْخَاصَّةِ، وَتَفْشُو التِّجَارَةُ، حَتَّى
= المقدمة، وهو ثقة، وكتابه صحيح.
وأخرجه أبو يعلى (5057)، والطبري في "التفسير" 1/ 12 من طريق أبي كريب، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولا ومختصراً الطبري في "التفسير" 1/ 13، وابن حبان (746) و (747)، والحاكم 2/ 223 - 224 من طريقين عن عاصم، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة، ووافقه الذهبي.
وقد تقدم بأخصر منه برقم (3724) بإسناد صحيح.
قوله: من آل حم: أي: مما في أوله: حم، قال الفراء: نسب السورة كلها إلى حم التي في أولها، وقد يقع آلُ الشيء على ذاته، كما في "مزامير آل داود"، فيمكن حمل آل حم على ذلك.
إذا كانت أكثر، أي: تُسمى بهذا الاسم وإن كانت أكثر، وأما إذا كانت ثلاثين فبالأولى، وكأن المراد كثرة لا يعتد بها مثل الكسر، والله تعالى أعلم.
فقلت لآخر: بفتح الخاء، أي: لرجل ثالث.
وتمعَّر بالتشديد، أي: تغير. قاله السندي.
(1)
في (م): أبو بشير، وهو خطأ.
(2)
في (ق) و (ظ 1): قال له طارق.
(3)
في (ق): تسليم ذا الرجل.
تُعِينَ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا عَلَى التِّجَارَةِ، وَتُقْطَعُ الْأَرْحَامُ " (1).
3983 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ النَّهْشَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَمْسًا، الظُّهْرَ أَوِ الْعَصْرَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَزِيدَ فِي الصَّلَاةِ؟ قَالَ:" لَا "، قَالُوا: فَإِنَّكَ صَلَّيْتَ خَمْسًا؟ قَالَ: فَسَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ، ثُمَّ قَالَ:" إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، أَذْكُرُ كَمَا تَذْكُرُونَ، وَأَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ "(2).
(1) إسناده حسن، وقوله: سيار أبو الحكم خطأ، صوابه: سيار أبو حمزة، وقد سلف الكلام فيه برقم (3870)، والإمام أحمد نفسه نبه على هذا الخطأ في "العلل" برقم (588)، ونقل ذلك عنه وعن غيره المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة سيار أبي حمزة الكوفي. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، طارق: هو ابن شهاب الأحمسي.
وسلف تخريجه برقم (3870).
قوله: "تسليم الرجل عليك": قال السندي: أي تحقق أو حصل، فقلت أنت عند ذلك: صدق الله ورسوله، فما وجهه؟
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن عبد الله النهشلي، فمن رجال مسلم. الأسود والد عبد الرحمن: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه مسلم (572)(93)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 33، وفي "الكبرى"(580)، وأبو عوانة 2/ 205، والشاشي (415)، والطبراني في "الكبير"(9852)، والبيهقي في "السنن" 2/ 342، من طرق عن أبي بكر النهشلي، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3566).
3984 -
حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَتَلَ حَيَّةً، فَلَهُ سَبْعُ حَسَنَاتٍ، وَمَنْ قَتَلَ وَزَغًا، فَلَهُ حَسَنَةٌ، وَمَنْ تَرَكَ حَيَّةً مَخَافَةَ عَاقِبَتِهَا فَلَيْسَ مِنَّا "(1).
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، المسيب بن رافع لم يلق ابن مسعود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أسباط: هو ابن محمد بن عبد الرحمن القرشي، والشيباني: هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان.
وأخرجه مختصراً ابن حبان (5630) من طريق أسباط بن محمد، بهذا الإسناد، دون قوله:"ومن ترك حية مخافة عاقبتها فليس منا".
وأخرجه بتمامه الطبراني في "الكبير"(10492) من طريق أبي كدينة، عن أبي إسحاق الشيباني، به.
قال ابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 322: سألت أبي عن حديث رواه العوام بن حوشب، عن سليمان الشيباني، عن المسيب بن رافع، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"من قتل حية فله سبع حسنات، ومن قتل وزغة كانت له حسنة، ومن ترك حية مخافة طلبه فليس منا"، ورواه عبد الواحد بن زياد، عن الشيباني، عن المسيب، عن عبد الله، موقوف؟ قال أبي: عبد الواحد أوثق من العوام.
قلنا: لكن العوام بن حوشب قد تابعه أسباط بن محمد في هذه الرواية.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/ 45، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجال أحمد رجال الصحيح، إلا أن المسيب بن رافع لم يسمع من ابن مسعود، والله أعلم.
وقوله: "من قتل وزغة فله حسنة" له شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (2240)(146) و (147) بلفظ: "من قتل وزغاً في أول ضربة كتبت له مئة حسنة، وفي الثانية دون ذلك، وفي الثالثة دون ذلك". =
3985 -
حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، عَنْ كُرْدُوسٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: مَرَّ الْمَلَأُ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَعِنْدَهُ خَبَّابٌ، وَصُهَيْبٌ، وَبِلَالٌ، وَعَمَّارٌ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، أَرَضِيتَ بِهَؤُلَاءِ؟ فَنَزَلَ فِيهِمُ الْقُرْآنُ:{وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ} ، إِلَى قَوْلِهِ:{وَاللهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ} [الأنعام: 51 - 58](1).
= وقوله: "من ترك حية مخافة عاقبتها فليس منا"، له شاهد من حديث ابن عباس تقدم برقم (3254) بإسناد صحيح.
وآخر من حديث أبي هريرة عند الحميدي (1156)، وأبي داود (5248)، وابن حبان (5644)، سيرد 2/ 247 و 432 و 520.
قوله: "مخافة عاقبتها"، قال السندي: قيل: مخافة أن يُطلب بدمها في الدنيا والآخرة، أو مخافة أن تطلبه شيء من الحيات، فتعدو عليه.
فليس منا، أي: من العاملين بأوامرنا.
(1)
حديث حسن. وهذا إسناد ضعيف لضعف أشعث، وهو ابن سوار الكندي، وكردوس -وهو ابن عباس الثعلبي- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، أسباط: هو ابن محمد بن عبد الرحمن القرشي.
وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول" ص 213 من طريق أسباط، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري (13255) و (13256)، والطبراني في "الكبير"(10520) من طرق عن أشعث، به.
وأخرجه الطبري (13257) من طريق حفص بن غياث، عن أشعث، عن كردوس، مرسلًا. =
3986 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَيْسَ لَنَا نِسَاءٌ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نَسْتَخْصِي (1)؟ فَنَهَانَا (2) عَنْهُ، ثُمَّ رُخِّصَ لَنَا بَعْدُ فِي أَنْ نَتَزَوَّجَ الْمَرْأَةَ بِالثَّوْبِ إِلَى أَجَلٍ، ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللهِ:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [المائدة: 87](3).
= وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/ 20 - 21، وقال: رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: فقالوا: يا محمد، أهؤلاء منَّ اللهُ عليهم من بيننا؟ لو طردتَ هؤلاء لاتبعناك، فأنزل الله:{ولا تطرد الذين يدعون ربَّهم بالغداة والعشي} ، إلى قوله:{أليس اللهُ بأعلمَ بالشاكرين} .
وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص عند مسلم (2413)(45) و (46)، وابن ماجه (4128)، وعبد بن حميد (131)، والطبري (13263)، ولفظه عند مسلم: قال سعد: نزلت في سِتَّةٍ أنا وابن مسعود منهم، وكان المشركون قالوا له: تُدني هؤلاء؟!، وفيه فأنزل الله عز وجل:{ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه} [الأنعام: 52].
ولفظه عند ابن ماجه: قال سعد: نزلت هذه الآية فينا ستة: فيَّ وفي ابن مسعود وصهيب وعمار والمقداد وبلال
…
وآخر من حديث خباب عند ابن ماجه (4127)، والطبري (13258) و (13259)، قال البوصيرى في "الزوائد": إسناده صحيح، ورجاله ثقات، وقد روى مسلم والنسائي والمصنف بعضه من حديث سعد بن أبي وقاص.
(1)
في (ق): نختصي.
(2)
في (ق): فنهى.
(3)
إسناده صحيح على شرطِ الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وإسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 7/ 200 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (14048)، والبخاري (5075)، ومسلم (1404)(11)، والنسائي في "الكبرى"(11150)، وأبو يعلى (5382)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 24، والبيهقي في "السنن" 10/ 79 و 201، من طرق، عن إسماعيل، به.
وعند عبد الرزاق زيادة: ثم نهانا عنها يوم خيبر، وعن لحوم الحمر الإنسية.
وقال الحافظ في "الفتح" 9/ 119: ذكر الإسماعيلي أنه وقع في رواية أبي معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالد: ففعله ثم ترك ذلك. قال: وفي رواية لابن عيينة، عن إسماعيل: ثم جاء تحريمها بعد، وفي رواية معمر، عن إسماعيل: ثم نسخ.
قلنا: وفي الرواية الآتية برقم (4113) قول ابن مسعود: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن شباب .... قال البيهقي في "السنن" 7/ 201: وفي هذه الرواية ما دلَّ على كون ذلك قبل فتح خيبر، أو قبل فتح مكة، فإن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه توفي سنة اثنتين وثلاثين من الهجرة، وكان يوم مات ابن بضع وستين سنة، وكان الفتح فتح خيبر في سنة سبع من الهجرة، وفتح مكة سنة ثمان، فعبد الله سنة الفتح كان ابن أربعين سنة أو قريباً منها، والشباب قبل ذلك. وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن متعة النساء زمن خيبر.
وقال الحافظ في "الفتح" 9/ 167: وقد وردت عدة أحاديث صحيحة صريحة بالنهي عنها (أي المتعة) بعد الإذن فيها.
قلنا: منها حديث علي بن أبي طالب عند البخاري (5115)، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المتعة وعن لحوم الحمر الأهلية زمن خيبر.
وانظر لزاما ًالتعليق على هذه الرواية في "زاد المعاد" 3/ 459 و 5/ 111.
ومنها حديث ابن عمر الآتي برقم (5694). =
3987 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: تَحَدَّثْنَا لَيْلَةً عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَكْرَيْنَا الْحَدِيثَ، ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى أَهْلِنَا، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا غَدَوْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: " عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأَنْبِيَاءُ بِأُمَمِهَا، وَأَتْبَاعُهَا مِنْ أُمَمِهَا، فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَمُرُّ وَمَعَهُ الثَّلَاثَةُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الْعِصَابَةُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ النَّفَرُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَالنَّبِيُّ مَا مَعَهُ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِهِ (1)، حَتَّى مَرَّ عَلَيَّ موسَى بْنُ عِمْرَانَ صلى الله عليه وسلم فِي كَبْكَبَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ أَعْجَبُونِي، قُلْتُ: يَا رَبِّ مَنْ هَؤُلَاءِ؟ فَقَالَ: هَذَا أَخُوكَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَمَنْ مَعَهُ (2) مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، قُلْتُ: يَا رَبِّ، فَأَيْنَ أُمَّتِي؟ قَالَ: انْظُرْ عَنْ يَمِينِكَ، فَإِذَا الظِّرَابُ ظِرَابُ مَكَّةَ، قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ،
= وانظر "الفتح" 12/ 167 - 174.
وقد تقدم الحديث مختصراً برقم (3650)، وسيرد مطولاً برقم (4113).
قوله: ثم قرأ عبد الله: {يا أيُّها الذين آمنوا
…
} قال السندي: هذا مبني على عدم بلوغ الناسخ إياه، كما أنَّ ابن عباس وجابراً ما بلغهما الناسخ أيضاً، وإلا فمقتضى القرآن والسنة عدم جواز المتعة، أما القرآن فقوله تعالى:{إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم} والمُتَمتَّع بها ليست شيئاً منهما الاتفاق، فلا تحل، فضلاً عن أن تكون من طيبات الحلال، وأما السنة فلا تخفى على أهلها. والله تعالى أعلم.
(1)
لفظ: "من أمته" لم يرد في (ظ 14).
(2)
في (ظ 14): ومن تبعه.
قُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا رَبِّ، قَالَ: أُمَّتُكَ، قُلْتُ: رَضِيتُ رَبِّ، قَالَ: أَرَضِيتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: انْظُرْ عَنْ يَسَارِكَ، قَالَ: فَنَظَرْتُ، فَإِذَا الْأُفُقُ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، فَقَالَ: رَضِيتَ؟ قُلْتُ: رَضِيتُ، قِيلَ: فَإِنَّ (1) مَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعِينَ (2) أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، لَا حِسَابَ لَهُمْ "، فَأَنْشَأَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ، أَحَدُ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: " اللهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ "، ثُمَّ أَنْشَأُ رَجُلٌ آخَرُ مِنْهُمْ (3)، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ (4): " سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ " (5).
3988 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: تَحَدَّثْنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ
…
(1) في (ظ 14): فقيل: إن.
(2)
في (ظ 14): سبعون. وفوقها كلمة صح.
(3)
لفظ: "منهم" لم يرد في (س) و (ظ 1).
(4)
في (ظ 14): فقال.
(5)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف علته علته الحسن -وهو البصري- فإنه لم يسمع من عمران بن حصين، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه الطيالسي (404)، والطبراني في "الكبير"(9767)، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 373، من طريق هشام الدستوائي، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3806)، وسيرد برقم (3988).
قوله: حتى أكرينا الحديث: أي: أطلناه.
فَذَكَرَ مَعْنَاهُ. وَ حَدَّثَنَا عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ: تَحَدَّثْنَا عِنْدَ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ذَاتَ لَيْلَةٍ
…
فَذَكَرَهُ (1).
3989 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، والْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: تَحَدَّثْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى أَكْرَيْنَا الْحَدِيثَ
…
فَذَكَرَهُ (2).
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، الحسن -وهو البصري- لم يسمع من عمران بن حصين، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الوهَّاب -وهو ابن عطاء الخفاف- فقد روى له الجماعة إلا البخاري، وفو قوي الحديث، لا سيما في سعيد -وهو ابن أبي عروبة-.
(2)
إسناده من طريق العلاء بن زياد، متابع الحسن البصري، صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير العلاء بن زياد، وهو العدوي، فقد روى له البخاري تعليقاً، وابنُ ماجه، وهو ثقة، محمد بن بكر: هو البرساني، وسعيد: هو ابن أبي عروبة، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه البزار (3538)"زوائد" من طريق محمد بن أبي عدي، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(9765) من طريق موسى بن خلف العمي، عن قتادة، به.
وأخرجه الطبراني أيضاً (9769) من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن، به. =
3990 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ - يَعْنِي ابْنَ غِيَاثٍ -، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِقَتْلِ حَيَّةٍ بِمِنًى (1).
3991 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ كَانَ يَجْتَنِي سِوَاكًا مِنَ الْأَرَاكِ، وَكَانَ دَقِيقَ
= وأخرجه أيضاً (9770) من طريق أبي أمية الحبطي، عن قتادة، عن العلاء، به.
وأخرجه أيضاً (9768) من طريق محمد بن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن والعلاء، عن عمران، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ليس فيه ذكر ابن مسعود.
وسلف برقم (3806)، وذكرنا هناك شواهده.
(1)
رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي أبو وائل.
وأخرجه الشاشي (608)، والطبراني في "الكبير"(10151) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10152) من طريق يزيد بن هارون، عن المسعودي، عن الأعمش، به. والمسعودي قد اختلط، وسماع يزيد منه بعد الاختلاط.
قال الدارقطني في " العلل" 5/ 81: الصحيح عن حفص ما رواه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وأحمد بن حنبل وابن نمير، عنه، عن الأعمش،: عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله.
قلنا: هو الإسناد المتقدم في الرواية (3586) وهو إسناد صحيح على شرطهما، وانظر (3574) و (4004).
السَّاقَيْنِ، فَجَعَلَتِ الرِّيحُ تَكْفَؤُهُ، فَضَحِكَ الْقَوْمُ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مِمَّ تَضْحَكُونَ؟ " قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ، فَقَالَ:" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ "(1).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث.
وأخرجه الطيالسي (355)، وابن سعد 3/ 155، والبزار (2678)"زوائد"، وأبو يعلى (5310) و (5365)، والشاشي (661)، والطبراني في "الكبير"(8452)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 127، من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 113 من طريق زائدة بن قدامة، عن عاصم، به.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير"(8453) من طريق جعفر بن عون، عن المعلى بن عرفان، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، به، مرفوعاً.
وأخرجه ابن سعد 3/ 155، والشاشي (904) من طريق العوام بن حوشب، عن إبراهيم التيمي، مرسلًا.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير"(8454) من طريق جعفر بن مسافر، عن ابن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب، عن ابن أبي حرملة مولى حويطب أن سارة بنت عبد الله بن مسعود، عن عبد الله بن مسعود، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/ 289، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني من طرق
…
وأمثل طرقها فيه عاصم بن أبي النجود، وهو حسن الحديث على ضعفه، وبقية رجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح.
وله شاهد من حديث علي تقدم برقم (920) بإسناد حسن.
وآخر من حديث قرة بن إياس عند البزار (2677)"زوائد"، والطبراني في " الكبير" 19/ (59)، والفسوي 2/ 546، وصححه الحاكم 2/ 317، ووافقه =
3992 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَعَفَّانُ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ عَفَّانُ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُورَةَ الْأَحْقَافِ، وَأَقْرَأَهَا رَجُلًا آخَرَ، فَخَالَفَنِي فِي آيَةٍ، فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ أَقْرَأَكَهَا؟ فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ فِي نَفَرٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَمْ تُقْرِئْنِي آيَةَ كَذَا وَكَذَا؟ فَقَالَ:" بَلَى "، قَالَ: قُلْتُ: فَإِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّكَ أَقْرَأْتَهَا إِيَّاهُ كَذَا وَكَذَا؟ فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ الرَّجُلُ الَّذِي عِنْدَهُ: لِيَقْرَأْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ كَمَا سَمِعَ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالِاخْتِلَافِ، قَالَ: فَوَاللهِ مَا أَدْرِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَهُ بِذَلِكَ أَمْ هُوَ قَالَهُ؟ (1).
3993 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
…
مَعْنَاهُ، وَقَالَ: فَغَضِبَ وَتَمَعَّرَ
= الذهبي، وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/ 289، وقال: رواه البزار والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح.
قوله: تكفؤه، أي: تميله.
(1)
إسناده حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وعفان: هو ابن مسلم الصفّار، وزر: هو ابن حبيش الأسدي.
وتقدم برقم (3724).
وَجْهُهُ، وَقَالَ:" إِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الِاخْتِلَافُ "(1).
3994 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ مَاتَ، فَوَجَدُوا فِي بُرْدَتِهِ دِينَارَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" كَيَّتَانِ "(2).
3995 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ النِّسَاءَ، فَقَالَ لَهُنَّ:" مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ يَمُوتُ لَهَا ثَلَاثَةٌ، إِلَّا أَدْخَلَهَا اللهُ عز وجل الْجَنَّةَ "، فَقَالَتْ أَجَلُّهُنَّ امْرَأَةً: يَا رَسُولَ اللهِ، وَصَاحِبَةُ الِاثْنَيْنِ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ:" وَصَاحِبَةُ الِاثْنَيْنِ فِي الْجَنَّةِ "(3).
(1) مكرر (3981) سنداً، ومختصر متناً.
(2)
إسناده حسن كسابقه.
وتقدم برقم (3914).
(3)
صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم.
وأخرجه أبو يعلى (5085)، والطبراني في "الكبير"(10414) من طريقين عن عاصم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني أيضاً (10420) من طريق حماد بن زيد، عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود.
وتقدم بنحوه برقم (3554).
وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (101) و (102) =
3996 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْفُرَاتِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْأَعْيَنِ الْعَبْديِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ الْجُشَمِيِّ، قَالَ: بَيْنَمَا ابْنُ مَسْعُودٍ، يَخْطُبُ ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ مَرَّ بِحَيَّةٍ تَمْشِي عَلَى الْجِدَارِ، فَقَطَعَ خُطْبَتَهُ، ثُمَّ ضَرَبَهَا بِقَضِيبِهِ حَتَّى قَتَلَهَا، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ قَتَلَ حَيَّةً، فَكَأَنَّمَا قَتَلَ رَجُلًا مُشْرِكًا قَدْ حَلَّ دَمُهُ "(1).
3997 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَرَوْحٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْأَعْيَنِ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ الْجُشَمِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ، أَهِيَ مِنْ نَسْلِ الْيَهُودِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ اللهَ عز وجل لَمْ يَلْعَنْ قَوْمًا قَطُّ، - قَالَ رَوْحٌ: فَمَسَخَهُمْ - فَيَكُونَ لَهُمْ نَسْلٌ، حَتَّى يُهْلِكَهُمْ، وَلَكِنَّ هَذَا خَلْقٌ كَانَ، فَلَمَّا غَضِبَ اللهُ عز وجل عَلَى الْيَهُودِ مَسَخَهُمْ، فَجَعَلَهُمْ مِثْلَهُمْ "(2).
= و (7310)، ومسلم (2633)، سيرد 3/ 34.
وآخر من حديث أبي هريرة عند مسلم (2632)(151)، سيرد 2/ 378.
(1)
إسناده ضعيف، وسلف برقم (3746)، وسبق هناك الكلام عن رجال إسناده. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث.
(2)
إسناده ضعيف، أبو الأعين العبدي تقدم الكلام عليه في الرواية (3747)، وبقية رجاله ثقات غير محمد بن زيد -وهو ابن علي العبدي الكندي-، قال أبو =
3998 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ عز وجل؟ قَالَ:" صَلِّ الصَّلَاةَ لِمَوَاقِيتِهَا "، قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: " بِرُّ الْوَالِدَيْنِ "، قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: " ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ "، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ، لَزَادَنِي (1).
3999 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، حَدَّثَنَا وَاصِلٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " إِنِّي لَأَحْفَظُ الْقَرَائِنَ الَّتِي كَانَ يَقْرُنُ بَيْنَهُنَّ
= حاتم: صالح الحديث، لا بأس به، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "الثقات". عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وروح: هو ابن عبادة، وداود بن أبي الفرات: هو الكندي المروزي.
وسلف برقم (3747).
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وعبد العزيز بن مسلم: هو القسملي، وأبو إسحاق الهمداني: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه أبو يعلى (5329)، وابن حبان (1476)، والطبراني في "الكبير"(9818) من طريقين عن عبد العزيز بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/ 28، والطبراني في "الكبير"(9818) من طريق ابن طهمان، عن أبي إسحاق السبيعي، به.
وتقدم برقم (3890).
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثَمَانِي عَشْرَةَ سُورَةً مِنَ الْمُفَصَّلِ، وَسُورَتَيْنِ مِنْ آلِ حم (1).
4000 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، والْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، ومهدي: هو ابن ميمون الأزدي، وواصل: هو ابنُ حيان الأحدب الأَسَدِي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه البخاري (5043)، ومسلم (822)(278)، وأبو عوانة 2/ 162 - 163، والطبراني في "الكبير"(9865)، من طرق عن مهدي بن ميمون، بهذا الإسناد.
وقد تقدم ذكر السُّوَر التي كان يقرن بينهن النبي صلى الله عليه وسلم في الرواية (3607)، وفيها من ذوات حم سورة الدخان فقط، قال الحافظ في "الفتح" 2/ 259: قوله: "وسورتين من آل حم" مشكل، لأن الروايات لم تختلف أنه ليس في العشرين من الحواميم غير الدخان، فيحمل على التغليب، أو فيه حذف، كأنه قال: وسورتين إحداهما من آل حم.
قلنا: وقوله هنا: "ثماني عشرة سورة من المفصل وسورتين من آل حم"، قد تقدم في الرواية (3607) أنها عشرون سورة من المفصل. قال الحافظ في "الفتح" 9/ 90: والجمع بينها أن الثمانَ عشرةَ غير سورة الدخان والتي معها، وإطلاق المفصل على الجميع تغليباً، وإلا فالدخان ليست من المفصل على المرجح، لكن يحتمل أن يكون تأليفُ ابن مسعود على خلاف تأليف غيره، فإن في آخر رواية الأعمش:"على تأليف ابن مسعود، آخرهن حم الدخان وعم يتساءلون"، فعلى هذا لا تغليب.
قوله: "من آل حم": قال الحافظ: أي السورة التي أولها حم، وقيل: يريد حم نفسها كما في حديث أبي موسى: "أنه أوتي مزماراً من مزامير آل داود"، يعني داود نفسه. "الفتح" 9/ 90.
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: تَحَدَّثْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، حَتَّى أَكْرَيْنَا الْحَدِيثَ
…
فَذَكَرَهُ (1).
4001 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عَشِيَّةَ الْجُمُعَةِ فِي الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: أَحَدُنَا رَأَى (2) مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا فَقَتَلَهُ، قَتَلْتُمُوهُ، وَإِنْ تَكَلَّمَ جَلَدْتُمُوهُ، وَإِنْ سَكَتَ، سَكَتَ عَلَى غَيْظٍ، وَاللهِ لَئِنْ أَصْبَحْتُ صَالِحًا، لَأَسْأَلَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَسَأَلَهُ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ أَحَدُنَا رَأَى مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا، فَقَتَلَهُ قَتَلْتُمُوهُ، وَإِنْ تَكَلَّمَ جَلَدْتُمُوهُ، وَإِنْ سَكَتَ سَكَتَ (3) عَلَى غَيْظٍ، اللهُمَّ احْكُمْ. قَالَ: فَأُنْزِلَتْ آيَةُ اللِّعَانِ، قَالَ: فَكَانَ ذَاكَ الرَّجُلُ أَوَّلَ مَنِ ابْتُلِيَ بِهِ (4).
(1) هو مكرر (3989) سنداً ومتناً. ولم يرد في (ظ 14)، وكتب في هامش (س): حديث محمد بن بكر مكرر مع الحديث الذي في أول الصفحة التي قبل هذه. قلنا: يعني الحديث المذكور.
(2)
في (ق) وهامش (ص): يرى أحدنا، وفي هامش (س): إنْ أحدُنا رأى، وفي (ظ 1) و (ظ 14): أحدنا يرى.
(3)
في (ظ 14): أسكت.
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن حماد: هو ابن أبي زياد الشيباني خَتَن أبي عوانة، وأبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس =
4002 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ رَمَى الْجَمْرَةَ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي، ثُمَّ قَالَ: هَاهُنَا - وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ - كَانَ يَقُومُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ (1).
4003 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ،
= النخعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 405، ومسلم (1495)(10)، وأبو داود (2253)، وابن ماجه (2068)، والطبري في "التفسير" 18/ 84، وأبو يعلى (5161)، والبيهقي في "السنن" 7/ 405 و 8/ 337 من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وأورده ابن كثير في "التفسير" 3/ 267 عن الإمام أحمد، وقال: انفرد بإخراجه مسلم.
وفي الباب عن عويمر العجلاني عند مسلم (1492).
وعن ابن عمر عند مسلم (1493).
وعن سعد بن عبادة عند مسلم (1498).
وعن ابن عباس تقدم مطولاً برقم (2131).
قوله: قتلتموه: قال السندي: أي: قصاصاً، قيل: هذا لعجزه عن الإثبات، وإلا، فلا قتل عليه فيما بينه وبين الله.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وقد سلف برقم (3548).
وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ رَكْعَتَيْنِ (1).
4004 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَارٍ، فَنَزَلَتْ:{وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} ، قَالَ: فَإِنَّا نَتَلَقَّاهَا مِنْ فِيهِ، فَخَرَجَتْ حَيَّةٌ مِنْ جُحْرِهَا، فَابْتَدَرْنَاهَا، فَسَبَقَتْنَا، فَدَخَلَتْ جُحْرَهَا، فَقَالَ:" وُقِيَتْ شَرَّكُمْ وَوُقِيتُمْ شَرَّهَا "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه النسائي مختصراً في "المجتبى" 3/ 120، وفي "الكبرى"(1906) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1657)، وابن خزيمة (2962) من طريقين عن سفيان الثوري، به. وعند البخاري زيادة: ثم تفرقت بكم الطريق، فيا ليت حظي من أربع ركعتان متقبلتان.
وهذه الزيادة تقدمت برقم (3953)، وستأتي برقم (4034).
وقد تقدم برقم (3593)، وفيه التصريح بأن هذه الصلاة كانت بمنى.
(2)
إِسناده صحيح على شرط الشيخين. إِسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه البخاري (3317) و (4931)، والنسائي في "الكبرى"(11642) -وهو في "التفسير"(662) - من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. =
4005 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
…
مِثْلَهُ، قَالَ: وَإِنَّا لَنَتَلَقَّاهَا مِنْ فِيهِ رَطْبَةً (1).
4006 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ، قَالَ: أَخَذَ عَلْقَمَةُ بِيَدِي، وَحَدَّثَنِي أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ أَخَذَ بِيَدِهِ، وَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ بِيَدِ عَبْدِ اللهِ، فَعَلَّمَهُ التَّشَهُّدَ فِي الصَّلَاةِ، قَالَ: " قُلْ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ،
= وأخرجه البخاري (4930)، والشاشي (325) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، به.
وأخرجه أبو يعلى (5374)، والطبراني في "الكبير"(10159) و (10160) من طريقين عن منصور، به.
وعلقه البخاري (4931) بصيغة الجزم عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله.
وقد وصله الطبراني في "الكبير"(10158) من طريق الفضل بن سهل الأعرج، عن يحيى بن حماد، به. والمغيرة -وهو ابن مقسم الضبي- يدلس عن إبراهيم، لكنه متابع.
وقد تقدم برقم (3574)، وانظر (4005).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (4931)، والنسائي في "الكبرى"(11642) -وهو في "التفسير"(662) - من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10150) من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، به.
وتقدم قبله برقم (4004)، وانظر (3574).
وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ - قَالَ زُهَيْرٌ: حَفِظْتُ عَنْهُ إِنْ شَاءَ اللهُ -: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ "، قَالَ: فَإِذَا قَضَيْتَ هَذَا، أَوْ قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتَ هَذَا، فَقَدْ قَضَيْتَ صَلَاتَكَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تَقُومَ فَقُمْ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَقْعُدَ فَاقْعُدْ (1).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير الحسن بن الحر، فقد روى له أبو داود والنسائي، وهو ثقة. زهير: هو ابن معاوية، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه الطيالسي (275)، والدارمي 1/ 309 عن أبي نعيم، وأبو داود (970) من طريق عبد الله بن محمد النفيلي، وابن حبان (1961) من طريق عبد الرحمن بن عمرو البجلي، والدارقطني في "السنن" 1/ 353 من طريق موسى بن داود، خمستهم عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وذكر ابن حبان أن قوله في آخر الحديث: "فإذا قضيت هذا فقد قضيت صلاتك
…
إنما هو قولُ ابن مسعود، ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم أدرجه زهير في الخبر، وكذلك قال الدارقطني في "السنن" 1/ 353، و"العلل" 5/ 127، قال: وفَصَلَه شبابةُ عن زهير، وجعله من كلام عبد الله بن مسعود، وقولُه أشبه بالصواب من قول من أدرجه في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، لأن ابن ثوبان رواه عن الحسن بن الحر كذلك، وجعل آخره من قول ابن مسعود، ولاتِّفاقِ حسينٍ الجعفي وابنِ عجلان ومحمد بن أبان في روايتهم عن الحسن بن الحر على ترك ذكره في آخر الحديث، مع اتفاق كل من روى التشهد عن علقمة وغيره عن عبد الله بن مسعود على ذلك. والله أعلم.
قلنا: أخرجه الدارقطني 1/ 353 من طريق شبابة بن سوار، عن زهير بن معاوية، =
4007 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ - يَعْنِي الطَّيَالِسِيَّ -، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الْجُمُعَةِ: " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ أُحَرِّقَ عَلَى
= بهذا الإسناد، وفي آخره: قال عبد الله: فإذا قلت ذلك فقد قضيت ما عليك
…
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(9925) من طريق أحمد بن يونس، وأحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني، وأبي بلال الأشعري، ثلاثتهم عن زهير بن معاوية، به، دون ذكر قوله: فإذا فعلت هذا
…
وأخرجه ابن حبان (1962)، والدارقطني في "السنن" 1/ 354، والطبراني في "الكبير"(9924) من طريق غسان بن الربيع، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن الحسن بن الحر، بهذا الإسناد، وفي آخره عند ابن حبان والدارقطني: قال عبد الله بن مسعود: فإذا فرغت من هذا
…
ولم ترد هذه الزيادة عند الطبراني.
وأخرجه الدارقطني 1/ 352 - 353 من طريق حسين بن علي الجعفي، وابن عجلان، والطبراني في "الكبير"(9923) من طريق ابن عجلان، كلاهما عن الحسن بن الحر، به، بترك ذكر آخر الحديث: فإذا قضيت
…
وسيرد برقم (4305) من طريق حسين الجعفي، عن الحسن بن الحر، به، دون ذكر هذه الزيادة.
قال السندي: قوله: فإذا فعلت هذا فقد قضيت صلاتك
…
: استدل به من لا يقول بافتراضِ الخروج عن الصلاة بالسلام، والقائل بالافتراض تارةً يمنع رفعه ويقول: إنه موقوف على ابن مسعود، وتارة يؤول قوله:"فقد قضيت صلاتك"، أي: قاربت الفراغ والتمام. وقوله: "إن شئت أن تقوم فقم، أي: بالوجه المعلوم شرعاً لا مطلقاً، والحق أن الحديثَ بظاهره ينافي افتراض السلام ووجوبه، فلا بد للكل من تأويله أو تضعيفه، والله تعالى أعلم.
رِجَالٍ بُيُوتَهُمْ، يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الْجُمُعَةِ " (1).
4008 -
حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللهَ عز وجل قَدْ قَتَلَ أَبَا جَهْلٍ، فَقَالَ:" الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَصَرَ عَبْدَهُ، وَأَعَزَّ دِينَهُ "(2).
4009 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنَّا فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ، كُلُّ ثَلَاثَةٍ
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي داود الطيالسي -وهو سليمان بن داود-، وأبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم، وزهير-وهو ابن معاوية- وإن سمع من أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي بعد الاختلاط، روايته هذه مما انتقاه الإمام مسلم من مروياته، ثم هو متابع.
وهو عند الطيالسي (316)، ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة (1854).
قال الحاكم 1/ 292: هكذا رواه أبو داود الطيالسي عن زهير، وهو صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه هكذا، إنما خرجاه بذكر العتمة وسائر الصلوات، ووافقه الذهبي.
قلنا: ليس هو على شرط الشيخين، فأبو الأحوص من رجال مسلم.
وتقدم برقم (3743). وانظر (3816).
(2)
هو مكرر (3856) سنداً ومتناً.
مِنَّا عَلَى بَعِيرٍ، كَانَ عَلِيٌّ وَأَبُو لُبَابَةَ زَمِيلَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا كَانَ عُقْبَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَا: ارْكَبْ يَا رَسُولَ اللهِ، حَتَّى نَمْشِيَ عَنْكَ، فَيَقُولُ:" مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى عَلَى الْمَشْيِ مِنِّي، وَمَا أَنَا بِأَغْنَى عَنِ الْأَجْرِ مِنْكُمَا "(1).
4010 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ
…
فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ وَإِسْنَادِهِ (2).
4011 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم انْتُهِيَ بِهِ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَهِيَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، وَإِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يُصْعَدُ بِهِ مِنَ الْأَرْضِ، وَقَالَ مَرَّةً: وَمَا يُعْرَجُ بِهِ مِنَ الْأَرْضِ، فَيُقْبَضُ مِنْهَا، وَإِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يُهْبَطُ بِهِ مِنْ فَوْقِهَا، فَيُقْبَضُ مِنْهَا، {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} [النجم: 16]، قَالَ: فَرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ:
(1) إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثْقات رجال الصحيح.
إسحاق بن عيسى: هو ابن نجيح المعروف بابن الطباع، وحسن بن موسى: هو الأشيب.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 6/ 254 من طريق الحسن بن موسى الأشيب، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3901).
(2)
هو مكرر (3901) سنداً ومتناً.
فَأُعْطِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ خِلَالٍ: الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَخَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَغُفِرَ لِمَنْ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ عز وجل مِنْ أُمَّتِهِ الْمُقْحِمَاتُ (1).
4012 -
حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُرَاتٌ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ (2)، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْجَرَّاحِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلٍ، قَالَ: كَانَ أَبِي عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَسَمِعَهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " النَّدَمُ تَوْبَةٌ "(3).
(1) هو مكرر (3665) سنداً ومتناً.
(2)
عبارة (حدثنا فرات عن عبد الكريم) تحرفت في عامة النسخ إلى: قرأت على عبد الكريم، والمثبت من حاشية (ص)، وفيها تصويب العبارة عن أصلين من أصول المسند. قلنا: وكذلك جاءت على الصواب في "أطراف المسند" 4/ 167. ولم يتفطن الشيخ أحمد شاكر إلى هذا التحريف لعدم تيسير الأصول التي تيسرت لنا. وقد سقط هذا الحديث بإسناده ومتنه من (ق)، وسقط متنه من (ص).
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، فُرات الذي تصحف اسمه في عامة النسخ إلى قرأت -وهو ابن سلمان الجَزَري الرقِّي- روى عنه جمع، ووثَّقه أحمد -فيما ذكره الذهبي في "الميزان" 3/ 342 - وابن معين فيما ذكره الحافظ في "التعجيل" ص 331 - 332، وابن خلفون، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 322، وقال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 80: لا بأس به، محله الصدق، صالح الحديث، وقال ابن عدي في "الضعفاء" 6/ 2051: ولم أر المتقدمين صرحوا بضعفه، وأرجو أنه لا بأس به. ثم هو متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير زياد بن الجراح فمن رجال النسائي، وهو ثقة، وقد سلف الخلاف فيه في رواية زياد بن أبي مريم المتقدمة برقم (3568). كثير بن هشام: هو الكلابي، وعبد الكريم: هو ابن مالك الجزري. =
4013 -
حَدَّثَنَا كَثِيرٌ (1)، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَحُبِسْنَا عَنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيَّ، ثُمَّ قُلْتُ: نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَفِي سَبِيلِ اللهِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِلَالًا فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، فَصَلَّى بِنَا الظُّهْرَ، ثُمَّ أَقَامَ، فَصَلَّى بِنَا الْعَصْرَ، ثُمَّ أَقَامَ، فَصَلَّى بِنَا الْمَغْرِبَ، ثُمَّ أَقَامَ، فَصَلَّى بِنَا الْعِشَاءَ، ثُمَّ طَافَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ:" مَا عَلَى الْأَرْضِ عِصَابَةٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عز وجل غَيْرُكُمْ "(2).
= وأخرجه الطيالسي (381)، والشاشي (270) و (273)، والبيهقي في "السنن" 10/ 1540 من طريق زهير بن معاوية، والفسوي 3/ 136، والشاشي (271) من طريق ابن جريج، والشاشي أيضاً (272) من طريق عبيد الله بن عمرو، وأبو يعلى (5081) من طريق شريك بن عبد الله، الطبراني في "الصغير"(80) من طريق النضر بن عربي، والبغوي (1307) من طريق سفيان الثوري، ستتهم عن عبد الكريم الجزري، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3568).
(1)
قوله: "حدثنا كثير" سقط من (ص).
(2)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه، ولعنعنة أبي الزبير-وهو محمد بن مسلم بن تدرس المكي- وبقية رجاله رجال الصحيح، كثير: هو ابن هشام الكلابي، وهشام: هو ابن أبي عبد الله سنبر الدستوائي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 297، وفي "الكبرى"(1589) من طريق =
4014 -
حَدَّثَنَا مُعَمَّرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خُصَيْفٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلٍ، قَالَ: كَانَ أَبِي عِنْدَ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَسَمِعَهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:" النَّدَمُ تَوْبَةٌ "(1).
4015 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَوْمًا، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَرُعِدَ حَتَّى رُعِدَتْ ثِيَابُهُ، ثُمَّ قَالَ: نَحْوَ ذَا أَوْ شَبِيهًا بِذَا (2).
= عبد الله بن المبارك، و 2/ 18 في "المجتبى" من طريق سعيد بن أبي عروبة، والطبراني في "الكبير"(10283) من طريق حجاج بن نصير، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 237 من طريق عبد الوارث، أربعتهم عن هشام، بهذا الإسناد.
وقد تقدم برقم (3555) من طريق هشيم، عن أبي الزبير، به، وفيه: أنه أمر بلالاً فأذن، ثم أقام، وانظر شواهده فيه.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 237: خالف هشام الدستوائي هشيماً، فقال فيه: فأمر بلالًا فأقام فصلى الظهر، لم يذكر أذاناً للظهر ولا لغيرها، وإنما ذكر الإقامة وحدها فيها كلها.
(1)
صحيح، وهذا إسناد جيد، زياد بن أبي مريم تقدم الكلام فيه برقم (3568)، وخصيف -وهو ابن عبد الرحمن الجزري- مختلف فيه، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الإسماعيلي في "المعجم "(409) من طريق معمربن سليمان، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3568).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي =
4016 -
حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا خُصَيْفٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلٍ، قَالَ: كَانَ أَبِي عِنْدَ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَسَمِعَهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " النَّدَمُ تَوْبَةٌ "(1).
4017 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَمَنْصُورٍ، وَحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبِي هَاشِمٍ (2)، وَحَمَّادٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، وَالْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا لَا نَدْرِي مَا نَقُولُ فِي الصَّلَاةِ، نَقُولُ:
= إسحاق السبيعي، وأبو حَصِين -بفتح الحاء-: هو عثمان بن عاصم بن حُصَين -بضم الحاء- الأسدي، ويحيى بن وثاب: هو الأسدي الكوفي، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه الحاكم 1/ 110 - 111 من طريق الزبيري، عن إسرائيل، به، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وتقدم برقم (3670)، وسيرد برقم (4321).
(1)
هو مكرر (4014) سنداً ومتناً، ولم يرد في نسخة (ظ 14).
(2)
هكذا جاء على الصواب في (ق) و (ظ 1)، ووقع في بقية النسخ وفي (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: وحصين بن عبد الرحمن بن أبي هاشم، وهو خطأ، وقد ورد في هامش (س) ما نصه: هكذا في ثلاث نسخ من المسند: ابن أبي هاشم، وصوابه ما في أصل آخر: وأبي هاشم، واسمه يحيى بن دينار. وجاء في هامش (ق) تعليقاً على قوله: وأبي هاشم: هكذا هو الصواب، وفي ثلاث نسخ: وابن أبي هاشم. قلنا: أبو هاشم هذا هو الرّمّاني، ولم يتفطن له الشيخ أحمد شاكر، وعذره أنه لم تقع له الأصول التي وقعت لنا.
السَّلَامُ عَلَى اللهِ، السَّلَامُ عَلَى جِبْرِيلَ، السَّلَامُ عَلَى مِيكَائِيلَ، قَالَ: فَعَلَّمَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" إِنَّ اللهَ هُوَ السَّلَامُ، فَإِذَا جَلَسْتُمْ فِي رَكْعَتَيْنِ، فَقُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا، وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ " - قَالَ أَبُو وَائِلٍ فِي حَدِيثِهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" إِذَا قُلْتَهَا، أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَفِي الْأَرْضِ "، وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ، فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (1):" إِذَا قُلْتَهَا أَصَابَتْ كُلَّ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ، أَوْ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ، أَوْ عَبْدٍ صَالِحٍ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ "(2).
(1) قوله: "عن النبي صلى الله عليه وسلم" لم يرد في (س) ولا في (ظ 14)، وذكر في هامش (س) أنه في نسخة.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن أبي سليمان- فقد روى له مسلم متابعة، وهو ثقة، إمام مجتهد، وغير أبي الأحوص -واسمه عوف بن مالك بن نضلة الأشجعي- فمن رجال مسلم، وكلاهما متابع، سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، ومنصور: هو ابن المعتمر، وحصين بن عبد الرحمن: هو السلمي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(3061)، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (899)، وابن حبان (1950)، والطبراني في "الكبير"(9888) و (9909)، والبيهقي في " السنن" 2/ 377.
وأخرجه ابن حبان أيضاً (1956) من طريق إبراهيم بن خالد الصنعاني، =
4018 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَمَرَرْنَا بِقَرْيَةِ نَمْلٍ، فَأُحْرِقَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لَا يَنْبَغِي لِبَشَرٍ أَنْ يُعَذِّبَ بِعَذَابِ اللهِ عز وجل "(1).
= والشاشي (504) من طريق قبيصة بن عقبة، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 1/ 350، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/ 138 من طريق سفيان بن عيينة، عن الأعمش ومنصور، عن أبي وائل، به.
وأخرجه ابن خزبمة (704) من طريق حُصَين ومنصور والمغيرة، عن أبي وائل، به
وأخرجه البخاري (1202)، وابن حبان (1948)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 180، من طرق عن حُصَين، عن أبي وائل، به.
وطريق حماد سلف تخريجه برقم (3967).
وطريق الأعمش سلف برقم (3622).
وطريق الثوري عن أبي إسحاق السبيعي سلف برقم (3921).
وسيرد برقم (4189) من طريق شعبة عن هؤلاء الخمسة، به، إلا أن فيه المغيرة بدل حصين.
(1)
صحيح، وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم إن ثبت سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود لهذا الحديث من أبيه، فقد سمع من أبيه شيئاً يسيراً، كما قال الحافظ في "التقريب"، ورجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن سعد -وهو الهاشمي مولاهم- فمن رجال مسلم. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق الشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان. =
4019 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَالْأَعْمَشِ، عَنْ ذَرٍّ (1)، عَنْ وَائِلِ بْنِ مَهَانَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: خَطَبَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" تَصَدَّقْنَ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، فَقَامَتِ امْرَأَةٌ لَيْسَتْ مِنْ عِلْيَةِ النِّسَاءِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، لِمَ نَحْنُ أَكْثَرُ أَهْلِ
= وهو في "مصنف عبد الرزاق "(9414)، ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى"(8614)، والطبراني في "الكبير"(10374).
وأخرجه مطولاً أبو داود (2675) و (5268) من طريق أبي إسحاق الفزاري، عن أبي إسحاق الشيباني، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10373) من طريق عبد الرزاق، عن الثوري، عن سليمان الشيباني، عن الحسن بن سعد، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه. ونخشى أن يكون لفظ:"عن أبيه" بعد الحسن بن سعد مقحماً.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/ 41، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وله شاهد من حديث ابن عباس عند البخاري (3017)، تقدم (1871) و (1901) و (2551) و (2552).
وآخر من حديث أبي هريرة عند البخاري (3016).
وثالث من حديث حمزة بن عمرو الأسلمي عند أبي داود (2673)، وإسناده صحيح.
ورابع من حديث ابن أبي نَجِيح مرسلًا عند سعيد بن منصور (2646).
وخامس من حديث الحسن مرسلًا عند سعيد بن منصور (2644).
(1)
تحرف في (ق) و (م) إلى زر، بالزاي.
جَهَنَّمَ؟ قَالَ: " لِأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ "(1).
4020 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" تَعَاهَدُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهَا، بِئْسَمَا لِأَحَدِهِمْ أَنْ يَقُولَ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ، بَلْ هُوَ نُسِّيَ "(2).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين لحال وائل بن مهانة، وقد سلف الكلام فيه برقم (3569)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الحاكم 2/ 190 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً 4/ 602 - 603 من طريق قبيصة بن عقبة، عن سفيان، به، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، مع أن وائل بن مهانة ليس من رجال الشيخين ولا أحدهما، بل قال الذهبي فيه في "الميزان": لا يعرف. ثم قال الحاكم: وقد رواه جرير عن منصور، عن الأعمش بزيادة ألفاظ فيه.
قلنا: قوله: "عن الأعمش" وهم من الناسخ، فلم يثبته الذهبي في "تلخيصه"، وقد مر تخريج طريق جرير عن منصور برقم (3569).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(5967).
وأخرجه بتمامه الفريابي في "فضائل القرآن"(160) من طريق عثمان بن أبي شيبة، عن سفيان بن عيينة وأبي الأحوص، عن منصور، بهذا الإسناد.
وقوله: "بئسما لأحدهم أن
…
" أخرجه البخاري (5039)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (727) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، والنسائي (727) أيضاً من طريق معاوية بن هشام، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3620) و (3960)، وسيأتي برقم (4085) و (4176) =
4021 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: جَاءَ نَفَرٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ صَاحِبًا لَنَا اشْتَكَى، أَفَنَكْوِيهِ؟ فَسَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ:" إِنْ شِئْتُمْ فَاكْوُوهُ، وَإِنْ شِئْتُمْ فَارْضِفُوهُ "(1).
4022 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: وإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ الْعَبْدَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا، أَوْ يَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ (2) صِدِّيقًا "(3).
= و (4416).
وقوله: "تفصياً"، أي: تفلتاً وخروجاً.
(1)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجُشَمي- فمن رجال مسلم. معمر: هو ابن راشد، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19517)، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن" 9/ 342.
وقد تقدم برقم (3701).
(2)
قوله: "عند الله"، لم يرد في (ص) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر.
(3)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. معمر: هو ابن راشد، وأبو =
4023 -
حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَبَابًا لَيْسَ لَنَا شَيْءٌ، فَقَالَ " يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّ الصَّوْمَ لَهُ وِجَاءٌ "(1).
= إسحاق: هو السبيعي.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20076) مطولاً، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(8518).
وتقدم مطولاً برقم (3638)، وانظر (3896).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعلى بن عبيد: هو الطنافسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعمارة: هو ابن عمير التيمي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو النخعي.
وأخرجه الدارمي 2/ 132، والشاشي (467)، والبيهقي في "السنن" 4/ 296 من طريق يعلى بن عبيد شيخ أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(10380)، والحميدي (115)، وابن أبي شيبة 4/ 126 - 127، والبخاري (5066)، ومسلم (1400)(3)(4)، والترمذي (1081)، والنسائي في "المجتيى" 4/ 169، 170 - 171، 6/ 57، 58، وفي " الكبرى"(2547) و (2550) و (5319) و (5320)، والشاشي (470)، والطبراني في "الكبير"(10168) و (10169)، والبغوي في "شرح السنة"(2236) من طرق، عن الأعمش، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10170) من طريق الأعمش، و (10171) من طريق إبراهيم بن مهاجر، كلاهما عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، به. =
4024 -
حَدَّثَنَا يَعْلَى، وَابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: دَخَلَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ عَلَى عَبْدِ اللهِ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَهُوَ يَتَغَدَّى، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، ادْنُ لِلْغَدَاءِ، قَالَ: أَوَ لَيْسَ الْيَوْمُ عَاشُورَاءَ؟ قَالَ: وَتَدْرِي مَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ؟ إِنَّمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُهُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ رَمَضَانُ، فَلَمَّا أُنْزِلَ رَمَضَانُ تُرِكَ (1).
= وسيأتي من طريق الأعمش، عن عمارة، به، برقم (4035) و (4112). وتقدم من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، برقم (3392)، وسياتي برقم (4271).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي، وابن أبي زائدة: هو يحيى بن زكريا، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعمارة: هو ابن عمير التيمي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو النخعي.
وأخرجه الشاشي (472) و (473)، والبيهقي في "السنن" 4/ 288 - 289 من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 56، ومسلم (1127)(122)، والنسائي في "الكبرى"(2845)، وابن خزيمة (2081)، وأبو يعلى (5175)، والشاشي (471) و (474) من طرق عن الأعمش، به.
وبنحوه أخرجه ابن أبي شيبة 3/ 57، ومسلم (1227)(123)، والنسائي في "الكبرى"(2846)، والدارقطني في "العلل" 5/ 208، من طريق سفيان الثوري، عن زبيد اليامي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 74 من طريق الثوري، عن أبيه سعيد بن مسروق، كلاهما عن عمارة بن عمير، عن قيس بن السكن، عن عبد الله.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ 207: وقول الأعمش أشبه بالصواب. =
4025 -
حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ، وَمَعَنَا زَيْدُ بْنُ حُدَيْرٍ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا
= وأخرجه البخاري (4503)، ومسلم (1127)(124) من طريق إسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2844) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن منصور، عن إبراهيم، مرسلاً.
وسيأتي برقم (4349).
قال الحافظ في "الفتح" 8/ 179: استدل بهذا الحديث على أن صيام عاشوراء كان مفترضاً قبل أن ينزل فرض رمضان، ثم نسخ.
قلنا: وقد أخرج النسائي في "الكبرى"(2843) من طريق أبي النضر، عن الأشجعي، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله، قال: كنا نصوم عاشوراء، فلما نزل رمضان لم نؤمر به، ولم ننه عنه، وكنا نفعله.
قلنا: وهذا يدل على التخيير.
قال السندي: قوله: فلما أنزل رمضان ترك، أي: ترك صومه وجوباً. والله تعالى أعلم.
وفي الباب عن عائشة عند البخاري (3831)، ومسلم (1125)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 74، سيرد 6/ 162.
وعن ابن عمر عند البخاري (1892) و (4501)، ومسلم (1126)(117)، سيرد (4483).
وعن جابر بن سمرة عند مسلم (1128)، والطحاوي 2/ 74.
وعن ابن عباس سلف (2214).
وعن قيس بن سعد بن عبادة، عند ابن أبي شيبة 3/ 57، والطحاوي 2/ 75.
خَبَّابٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، كُلُّ (1) هَؤُلَاءِ يَقْرَأُ كَمَا تَقْرَأُ؟ فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ أَمَرْتَ بَعْضَهُمْ فَقَرَأَ عَلَيْكَ، قَالَ: أَجَلْ، فَقَالَ لِي: اقْرَأْ، فَقَالَ ابْنُ حُدَيْرٍ: تَأْمُرُهُ يَقْرَأُ، وَلَيْسَ بِأَقْرَئِنَا! فَقَالَ: أَمَا وَاللهِ، إِنْ شِئْتَ لَأَخْبَرْتُكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِقَوْمِكَ وَقَوْمِهِ، قَالَ (2): فَقَرَأْتُ خَمْسِينَ آيَةً مِنْ مَرْيَمَ، فَقَالَ خَبَّابٌ: أَحْسَنْتَ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: مَا أَقْرَأُ شَيْئًا إِلَّا هُوَ يقَرَؤهُ (3)، ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ لِخَبَّابٍ: أَمَا آنَ لِهَذَا الْخَاتَمِ أَنْ يُلْقَى، قَالَ: أَمَا إِنَّكَ (4) لَا تَرَاهُ عَلَيَّ بَعْدَ الْيَوْمِ، وَالْخَاتَمُ ذَهَبٌ (5).
(1) في (ظ 14): أَكُلُّ.
(2)
"قال" هذه لم ترد في (ظ 14).
(3)
في (س) و (ظ 14): قرأه.
(4)
قوله: "إنك" لم يرد في (ظ 1) ولا (ظ 14) ولا (س).
(5)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه أبو يعلى (5008)، والشاشي (349) من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4391)، والشاشي (350) من طريقين عن الأعمش، به.
وعلقه البخاري، فقال: رواه غندر، عن شعبة. فقال الحافظ في "الفتح" 8/ 101: قد وصلها أبو نعيم في "المستخرج" من طريق أحمد بن حنبل، حدثنا محمد بن جعفر -وهو غندر- بإسناده هذا، وكأنه في "الزهد" لأحمد، وإلا فلم أره في "مسند أحمد" إلا من طريق يعلى بن عبيد، عن الأعمش. =
4026 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الرُّكَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ - رَفَعَهُ لَنَا فِي أَوَّلِ مَرَّةٍ، ثُمَّ أَمْسَكَ عَنْهُ، يَعْنِي شَرِيكٌ -، قَالَ:" الرِّبَا، وَإِنْ كَثُرَ، فَإِنَّ عَاقِبَتَهُ إِلَى قُلٍّ "(1).
= وقال الحافظ في "الفتح" 8/ 100: زيد بن حدير أخو زياد بن حدير، وزياد من كبار التابعين، أدرك عمر، وله رواية في "سنن أبي داود"، ونزل الكوفة، وولي إمرتها مرة، وهو أسدي من بني أسد بن خزيمة بن مُدْركة بن إلياس بن مضر، وأما أخوه زيد فلا أعرف له رواية.
قلنا: وقع اسمه عند أبي يعلى (5008): زياد بن حدير.
قوله: "أما والله إن شئت لأخبرتك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقومك وقومه": قال الحافظ في "الفتح": كأنه يشير إلى ثناء النبي صلى الله عليه وسلم على النَّخَع، لأن علقمة نخعي، وإلى ذمِّ بني أسد، وزياد بن حدير أسدي، فأما ثناؤه على النخع، ففيما أخرجه أحمد (3826)، والبزار (2830) بإسناد حسن عن ابن مسعود، قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو لهذا الحي من النخع، أو يثني عليهم حتى تمنَّيت أنِّي رجل منهم. وأما ذمه لبني أسد فتقدم في المناقب حديث أبي هريرة (3523) وغيره:"إن جهينة وغيرها خير عند اللّه من بني أسد وغطفان".
قال الحافظ: ولعل خباباً كان يعتقد أن النهي عن لبس الرجال خاتم الذهب للتنزيه، فنبهه ابن مسعود على تحريمه، فرجع إليه مسرعاً.
(1)
حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي، وإن كان سيئ الحفظ- متابع، وهو وإن رفعه مرة، ثم أمسك عنه، قد رفعه عنه حجاج بن محمد المصيصي في الرواية (3754)، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل -وهو مظفَّر بن مدرك الخراساني- فمن رجال الترمذي والنسائي، وهو ثقة.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 2/ 37 من طريق الإِمام أحمد، بهذا الإسناد، وتحرف فيه: شريك، إلى: إسرائيل.
وقد سلف برقم (3754)، وذكر هناك من تابع شريكاً.
4027 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، وَيَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدَةَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ لَمْ يُحَرِّمْ حُرْمَةً، إِلَّا وَقَدْ عَلِمَ أَنَّهُ سَيَطَّلِعُهَا مِنْكُمْ مُطَّلِعٌ، أَلَا وَإِنِّي مُمْسِكٌ بِحُجَزِكُمْ أَنْ تَهَافَتُوا فِي النَّارِ كَتَهَافُتِ الْفَرَاشِ وَالذُّبَابِ "، قَالَ يَزِيدُ:" الْفَرَاشِ، أَوِ الذُّبَابِ "(1).
4028 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُغِيرَة، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدَةَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ:" الْفَرَاشِ وَالذُّبَابِ (2) "(3).
4029 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ
(1) حديث حسن، أبو كامل -وهو مظفر بن مدرك-، ويزيد -وهو ابن هارون-، وإن سمعا من المسمعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- بعد اختلاطه، متابعان. ورجال الإسناد ثقات غير أن المسعودي صدوق اختلط بأخرة، ومن سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط، الحسن بن سعد: هو الهاشمي مولاهم، وعبدة النهدي -ويقال: عبيدة- هو ابن حزن.
وأخرجه أبو يعلى (5288) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3704)، وسيأتي برقم (4028).
(2)
في (ظ 14): الذبان.
(3)
إسناده حسن، المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، وإن اختلط- سمع منه روح -وهو ابن عبادة البصري- قبل الاختلاط، وبقية رجاله ثقات، أبو المغيرة: هو عثمان بن المغيرة الكوفي، والحسن بن سعد: هو الهاشمي مولاهم، =
زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ زَمِيلَهُ (1) يَوْمَ بَدْرٍ عَلِيٌّ، وَأَبُو لُبَابَةَ، فَإِذَا حَانَتْ عُقْبَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَا: ارْكَبْ يَا رَسُولَ اللهِ، حَتَّى نَمْشِيَ عَنْكَ، فَيَقُولُ:" مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى مِنِّي، وَلَا أَنَا بِأَغْنَى عَنِ الْأَجْرِ مِنْكُمَا "(2).
4030 -
حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَنْتَرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ عَلْقَمَةُ وَالْأَسْوَدُ عَلَى عَبْدِ اللهِ، قَالَ: إِنَّهُ سَيَلِيكُمْ أُمَرَاءُ يَشْتَغِلُونَ (3) عَنْ وَقْتِ الصَّلَاةِ، فَصَلُّوهَا لِوَقْتِهَا، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى بَيْنِي وَبَيْنَهُ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم (4).
= وعبدة -ويقال: عبيدة- النهدي: هو ابن حَزْن.
وسلف برقم (3704)، وفيه الكلام عن عبدة النهدي.
(1)
في (ظ 14): زميليه.
(2)
إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله رجال الصحيح، غير أبي كامل -وهو المظفر بن مدرك الخراساني- فقد روى له الترمذي والنسائي، وهو ثقة. حماد: هو ابن سلمة.
وقدسلف برقم (3901).
(3)
في (ظ 14): يشغلون.
(4)
إسناده قوي، هارون بن عنترة، روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه في "التفسير"، ووثقه أحمد وابن معين والعجلي وابن سعد، وقال أبو زرعة: لا بأس به، مستقيم الحديث، وقال الدارقطني: يحتج به، وانفرد ابن حبان بوصف حديثه بالنكارة، ورده الإمام الذهبي بأن النكارة إنما أتت من الراوي عنه لا منه، وبقية رجاله =
4031 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82]، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَيُّنَا (1) لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ؟ قَالَ: " لَيْسَ ذَاكَ (2)، هُوَ الشِّرْكَ، أَلَمْ (3) تَسْمَعُوا مَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ:{لَا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13](4).
= ثقات رجال الشيخين. ابن فضيل: هو محمد، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه بطوله النسائي في "المجتبى" 2/ 84، وأبو يعلى (5191) من طريق ابن فضيل، بهذا الإسناد.
وقوله: "إنه سيليكم أمراء
…
" سلف مرفوعاً بنحوه برقم (3601) و (3790) و (3889).
وقوله: "ثم قام فصلى بنا": أخرجه أبو داود (613) من طريق ابن فضيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (4996) من طريق عباد بن العوام، عن هارون بن عنترة، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 229 من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، به.
وقد سلف برقم (3927)، وانظر تعليقنا عليه، وسيرد برقم (4311).
(1)
في (ظ 14): وأينا.
(2)
في (ظ 14): ذلك.
(3)
في (ص): أما.
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس =
4032 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِمَّا زَادَ وَإِمَّا نَقَصَ - قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَإِنِمَّا جَاءَ نِسْيَانُ ذَلِكَ مِنْ قِبَلِي - فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَحَدَثَ فِي الصَّلَاةِ شَيْءٌ؟ قَالَ:" وَمَا ذَاكَ؟ " قُلْنَا: صَلَّيْتَ قَبْلُ كَذَا وَكَذَا، قَالَ:" إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ، فَإِذَا نَسِيَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ " ثُمَّ تَحَوَّلَ فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ (1).
4033 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، وَيَعْلَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: أَتَى عَبْدُ اللهِ الشَّامَ، فَقَالَ لَهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ: اقْرَأْ عَلَيْنَا. فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ سُورَةَ يُوسُفَ، فَقَام رَجُلٌ (2) مِنَ الْقَوْمِ: وَاللهِ مَا
= النخعي.
وأخرجه الشاشي (334)، وابن منده في "الإيمان"(265) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3589).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (1021)، وابن خزيمة (1055)، والشاشي (306) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (572)(94) و (95) و (96)، والنسائي في "الكبرى"(595) و (1252)، وابن ماجه (1203)، وأبو عوانة 2/ 205، والطبراني في "الكبير"(9832)، والبيهقي في "السنن" 2/ 343، من طرق عن الأعمش، به.
وقد تقدم برقم (3566)، وانظر (3570) و (3602) و (3975).
(2)
في (ظ 1): قال له رجل.
هَكَذَا أُنْزِلَتْ! فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: وَيْحَكَ!! لَقَدْ قَرَأْتُهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَكَذَا، فَقَالَ:" أَحْسَنْتَ "، فَبَيْنَا هُوَ يُرَاجِعُهُ، إِذْ وَجَدَ مِنْهُ رِيحَ الْخَمْرِ، فَقَالَ: أَتَشْرَبُ الرِّجْسَ، وَتُكَذِّبُ بِالْقُرْآنِ (1)؟ وَاللهِ لَا تُزَاوِلُنِي (2) حَتَّى أَجْلِدَكَ. فَجَلَدَهُ الْحَدَّ (3).
4034 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ - لَمَّا رَأَى عُثْمَانَ صَلَّى بِمِنًى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ -: صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ، وَخَلْفَ أَبِي بَكْرٍ رَكْعَتَيْنِ، وَخَلْفَ عُمَرَ رَكْعَتَيْنِ، لَيْتَ حَظِّي مِنْ أَرْبَعٍ رَكْعَتَانِ مُتَقَبَّلَتَانِ (4).
(1) في هامش (س): القرآن.
(2)
في (س) و (ظ 1): لا تزاولنَّ.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، ويعلى: هو ابن عبيد، وإبراهيم: هو النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه الشاشي (354) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 8/ 315 من طريق يعلى بن عبيد، به.
وسلف برقم (3591).
قوله: "لا تزاولني"، أي: لا تفارقني.
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن خزيمة (2962)، والشاشي (458) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3593).
4035 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللهِ، وَعِنْدَهُ عَلْقَمَةُ وَالْأَسْوَدُ، فَحَدَّثَ حَدِيثًا، لَا أُرَاهُ حَدَّثَهُ إِلَّا مِنْ أَجْلِي، كُنْتُ أَحْدَثَ الْقَوْمِ سِنًّا، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، شَبَابٌ (1) لَا نَجِدُ شَيْئًا، فَقَالَ:" يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ، فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ (2)، فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ "(3).
4036 -
حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، عَنِ الْعَيْزَارِ (4)، مِنْ تِنْعَةَ، أَنَّ (5) ابْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا وُجِّهَتِ اللَّعْنَةُ، تَوَجَّهَتْ إِلَى مَنْ وُجِّهَتْ إِلَيْهِ، فَإِنْ وَجَدَتْ فِيهِ
(1) في (س): شباباً.
(2)
في (ظ 1): يستطع منكم.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعمارة بن عمير: هو التيمي الكوفي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو النخعي.
وأخرجه الترمذي (1081)، والشاشي (469)، والبيهقي في "السنن" 7/ 77، من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم (4023)، وانظر (3592).
(4)
في هامش (س) و (ظ 1): هو العيزار بن جرول التِّنْعي.
(5)
في (ص): عن.
مَسْلَكًا، وَوَجَدَتْ عَلَيْهِ سَبِيلًا، أَحَلَّتْ بِهِ، وَإِلَّا حَارَتْ إِلَى رَبِّهَا، فَقَالَتْ: يَا رَبِّ، إِنَّ فُلَانًا وَجَّهَنِي إِلَى فُلَانٍ، وَإِنِّي لَمْ أَجِدْ عَلَيْهِ سَبِيلًا، وَلَمْ أَجِدْ فِيهِ مَسْلَكًا، فَمَا تَأْمُرُنِي؟ فَقَالَ: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ " (1).
4037 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ ذَرٍّ (2)، عَنْ وَائِلِ بْنِ مَهَانَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ، وَلَوْ مِنْ حُلِيِّكُنَّ، فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، قَالَ: فَقَامَتِ امْرَأَةٌ لَيْسَتْ (3) مِنْ عِلْيَةِ النِّسَاءِ، فَقَالَتْ: بِمَ نَحْنُ أَكْثَرُ
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، العيزار -وهو ابن جرول التّنعي- نسبة إلى تِنع: بطن من همدان، وقد تحرف في "الإكمال"، و"تعجيل المنفعة" إلى: الثقفي -وإن وثقه ابن معين في رواية إسحاق بن منصور- لم يدرك ابن مسعود، فقد ذكره ابن حبان في التابعين من "ثقاته" 2/ 307، وقد سلف الحديث برقم (3876) بذكر الواسطة بينه وبين ابن مسعود، وسماه أبا عمير وهو مجهول. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي، وعمر بن ذر: هو الهمداني المرهبي.
قوله: حارت، كذا في (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1): أي: رجعت، وفي (ظ 14): جأرت: قال السندي: هكذا في أصلنا، بمعنى التجأت إليه، وفي بعض الأصول: خارت، بخاء معجمة وراء مهملة، أي: صاحت واشتكت، والخُوار، بالضم: صوت البقر والغنم والظباء.
(2)
في (م): زر، وهو تحريف.
(3)
في (ظ 14): ليس.
أَهْلِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: فَقَالَ: " إِنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ "(1).
4038 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَلِمَةً، وَقُلْتُ أُخْرَى، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2):" مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، دَخَلَ الْجَنَّةَ "، قَالَ: وَقُلْتُ: مَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، دَخَلَ النَّارَ (3).
4039 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً، فَلَا يَتَنَاجَ اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ "(4).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين لحال وائل بن مهانة، تقدم الكلام عليه برقم (3569)، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وذر: هو ابن عبد الله المرهبي.
وتقدم برقم (3569).
(2)
من قوله: كلمة
…
إلى هنا، سقط من (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر.
(3)
مو مكرر (3625) سنداً ومتناً.
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي أبو وائل.
وأخرجه مسلم (2184)(38)، وأبو داود (4851)، والترمذي (2825)، وابن ماجه (3775)، والبيهقي في "الآداب"(291)، وفي "شعب الإيمان"(11159)، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. =
4040 -
. . . . . . . . . . . . . . . . (1).
4041 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ بَابِ عَبْدِ اللهِ، نَنْتَظِرُهُ يَأْذَنُ لَنَا، قَالَ: فَجَاءَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّخَعِيُّ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَقُلْنَا لَهُ: أَعْلِمْهُ بِمَكَانِنَا، فَدَخَلَ فَأَعْلَمَهُ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ إِلَيْنَا، فَقَالَ: إِنِّي لَأَعْلَمُ مَكَانَكُمْ (2)، فَأَدَعُكُمْ عَلَى عَمْدٍ، مَخَافَةَ أَنْ أُمِلَّكُمْ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الْأَيَّامِ، مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا (3).
= وتقدم برقم (3560)، وسيرد برقم (4040).
(1)
ورد في الطبعة الميمنية وطبعة الشيخ أحمد شاكر والطبعات الأخرى الحديث التالي:
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَ اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ".
وهذا الحديث في الحقيقة مركب من إسناد الحديث الآتي (4041) مع متن الحديث السابق، ولم يرد في أي من النسخ الخطية التي بين أيدينا، ولم يرد أيضاً ضمن طرق هذا الحديث في "أطراف المسند" 4/ 145 - ولم يصب محققه باستدراكه في تعليقه عليه-، لذا حذفناه، وأثبتناه في هذا التعليق، وأبقينا رقمه.
(2)
في (ق) و (ظ 1): إني أعلم بمكانكم.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله. وأبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي أبو وائل.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 70، ومسلم (2821)، والبغوى (146) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي (599) من طريق ابن نمير، به.
وسلف برقم (3581).
4042 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَلَأُنَازَعَنَّ أَقْوَامًا، ثُمَّ لَأُغْلَبَنَّ عَلَيْهِمْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ "(1).
4043 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَلِمَةً، وَقُلْتُ أُخْرَى، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ مَاتَ وَهُوَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، دَخَلَ النَّارَ "، وَقُلْتُ أَنَا: مَنْ مَاتَ وَهُوَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، دَخَلَ الْجَنَّةَ (2).
وَوَافَقَهُ أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، خِلَافَ أَبِي مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَاهُ أَسْوَدُ.
(1) هو مكرر (3639) سنداً ومتناً.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي أبو وائل.
وقوله في آخر الحديث: ووافقه أبو بكر عن عاصم خلاف أبي معاوية، حدثناه أسود:
يعني أن أبا معاوية في روايته المتقدمة برقم (3625) انفرد عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، فجعل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من مات وهو يشرك بالله شيئاً دخل النار" من قول ابن مسعود، وجعل قول ابن مسعود:"من مات وهو لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة" من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي إنه جعل المرفوعَ هو الوعد، والموقوف الوعيد. وقد وافق ابنَ نمير في روايته أبو بكر بن عياش، عن عاصم في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الرواية المتقدمة برقم (3811) و (3865).
ووافق ابن نمير أيضاً وكيعٌ وشعبة، كما سيأتي برقم (4230) و (4231) و (4406) و (4425).
ووافقه أيضاً هشيم بن بشير عن سيار ومغيرة عن أبي وائل، كما تقدم برقم (3552).
فخلص من ذلك أن رواية ابن نمير ومن وافقه هي الصواب.
وقال ابن خزيمة في "التوحيد" ص 360: وشعبة وابن نمير أولى بمتن الخبر من أبي معاوية.
قال الحافظ في "الفتح" 3/ 111: ولم تختلف الروايات في "الصحيحين" في أن المرفوع الوعيد، والموقوف الوعد
…
وهذا هو الذي يقتضيه النظر، لأن جانب الوعيد ثابت في القرآن، وجاءت السنة على وفقه، فلا يحتاج إلى استنباط، بخلاف جانب الوعد، فإنه في محل البحث، إذ لا يصح حمله على ظاهره كما تقدم.
وقال أيضاً: وكأن ابن مسعود لم يبلغه حديث جابر الذي أخرجه مسلم (93)(151) بلفظ: قيل: يا رسول الله، ما الموجبتان؟ قال:"من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئاً دخل النار"، وقال النووي: الجيد أن يقال: سمع ابن مسعود اللفظتين من النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه في وقت حفظ أحداهما، وتيقنها، ولم يحفظ الأخرى، فرفع المحفوظة، وضم الأخرى إليها، وفي وقت بالعكس. قال: فهذا جمع بين روايتي ابن مسعود، وموافقته لرواية غيره في رفع اللفظتين. انتهى. قال الحافظ: وهذا الذي قال محتمل بلا شك، لكن فيه بعدٌ مع اتحاد مخرج الحديث، فلو تعدد مخرجه إلى ابن مسعود لكان احتمالاً قريباً، مع أنه يستغرب من انفراد راوٍ من الرواة بذلك دون رفقته، وشيخهم ومن فوقه، فنسبة السهو إلى شخص ليس بمعصوم أولى من هذا التعسف.
وأخرجه مسلم (92)(150)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 360، والشاشي (559)، وابن منده (66) و (67) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1238)، وابن منده (70) من طريق حفص بن غياث =
4044 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ عز وجل، وَلِذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ، وَمَا أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللهِ عز وجل "(1).
4045 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعَلْقَمَةُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: إِذَا رَكَعَ أَحَدُكُمْ، فَلْيُفْرِشْ ذِرَاعَيْهِ فَخِذَيْهِ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى اخْتِلَافِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّلَاةِ (2).
= والبخاري (4497) من طريق أبي حمزة السكري، و (6683)، وابن منده (71) من طريق عبد الواحد بن زياد العبدي، ثلاثتهم عن الأعمش، به.
وسياتي برقم (4231)، وقد سلف بمعناه برقم (3552).
ورواية أبي بكر بن عياش عن عاصم تقدمت برقم (3811) و (3865).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، وشقيق: هو ابن سلمة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 419، ومسلم (2760)(33)، والشاشي (526)، والبيهقي في "السنن" 10/ 225، وفي "الأسماء والصفات" ص 482، من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم (3616)، وسيأتي برقم (4153).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (3588) مختصراً. ابن نمير: هو عبد الله.
وأخرجه مطولا الشاشي (427)، من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
4046 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى صَلَاةً قَطُّ إِلَّا لِمِيقَاتِهَا، إِلَّا صَلَاتَيْنِ: صَلَاةَ الْمَغْرِبِ وَصَلَاةَ الْعِشَاءِ بِجَمْعٍ، وَصَلَّى الْفَجْرَ يَوْمَئِذٍ، قَبْلَ مِيقَاتِهَا، وقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: الْعِشَاءَيْنِ، فَإِنَّهُ صَلَّاهُمَا بِجَمْعٍ جَمِيعًا (1).
4047 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنْتُ مُسْتَتِرًا بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، قَالَ: فَجَاءَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ، كَثِيرٌ شَحْمُ (2) بُطُونِهِمْ، قَلِيلٌ فِقْهُ قُلُوبِهِمْ، قُرَشِيٌّ، وَخَتَنَاهُ ثَقَفِيَّانِ، أَوْ ثَقَفِيٌّ وَخَتَنَاهُ قُرَشِيَّانِ، فَتَكَلَّمُوا بِكَلَامٍ لَمْ أَفْهَمْهُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَتَرَوْنَ أَنَّ اللهَ عز وجل يَسْمَعُ كَلَامَنَا هَذَا؟! فَقَالَ الْآخَرُ: أُرَانَا (3) إِذَا رَفَعْنَا أَصْوَاتَنَا سَمِعَهُ، وَإِذَا لَمْ نَرْفَعْ أَصْوَاتَنَا لَمْ يَسْمَعْهُ،
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 457 - 458، والشاشي (476) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وسلف من طريق أبي معاوية، عن الأعمش برقم (3637).
(2)
في (ق) و (ظ 1): شحوم.
(3)
كذا في (ظ 14)، وهو المطابق للحديث (3614). وفي بقية النسخ: فقال الآخران: إنا.
قَالَ: وَقَالَ الْآخَرُ: إِنْ سَمِعَ مِنْهُ شَيْئًا، سَمِعَهُ كُلَّهُ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ} ، إِلَى قَوْلِهِ:{وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [فصلت: 22 - 23](1).
4048 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْأَخْرَمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَتَّخِذُوا الضَّيْعَةَ، فَتَرْغَبُوا فِي الدُّنْيَا ". قَالَ: ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ: " وَبِرَاذَانَ مَا بِرَاذَانَ!! وَبِالْمَدِينَةِ مَا بِالْمَدِينَةِ!! (2).
4049 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ، لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، لَقِيَ اللهَ عز وجل وَهُوَ عَلَيْهِ
(1) هو مكرر (3614) سنداً ومتناً.
(2)
إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام في رجاله في الرواية (3579).
أبو معاويه هو محمد بن خازم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 241، وابن أبي عاصم في "الزهد"(202)، وأبو يعلى (5200)، وابن حبان (710)، والخطيب في "تاريخه" 1/ 18، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3579).
غَضْبَانُ ". فَقَالَ الْأَشْعَثُ: فِيَّ وَاللهِ كَانَ ذَاكَ، كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ أَرْضٌ، فَجَحَدَنِي، فَقَدَّمْتُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَكَ بَيِّنَةٌ؟ " قُلْتُ: لَا، فَقَالَ لِلْيَهُودِيِّ: " احْلِفْ "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِذَنْ يَحْلِفَ فَيَذْهَبَ مَالِي، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا}
…
إِلَى آخِرِ الْآيَةِ [آل عمران: 77](1).
4050 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مِنْ أَشَدِّ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الْمُصَوِّرِينَ "(2)، وَقَالَ وَكِيعٌ: أَشَدِّ النَّاسِ (3).
(1) هو مكرر (3597) سندا ومتناً.
(2)
في (س) و (ظ 14): المصورون.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، ووكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 483، ومسلم (2109)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 216، وأبو يعلى (5209) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 8/ 482، ومسلم (2109)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 286 من طريق وكيع، به.
وأخرجه الحميدي (117)، والبخاري (5950)، ومسلم (2109)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 286، والبيهقي في "السنن" 7/ 268، من طرق عن =
4051 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَنَامُ مُسْتَلْقِيًا (1) حَتَّى يَنْفُخَ، ثُمَّ يَقُومُ، فَيُصَلِّي وَلَا يَتَوَضَّأُ (2).
= الأعمش، به.
وأخرجه النسائي في "المجتيى" 8/ 216، والطبراني في "الكبير"(10306)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 811، من طريقين عن مسلم بن صبيح، به.
قلنا: عند الطبراني وابن عدي حبيب بن حسان متروك الحديث، لكنه متابع.
وأخرجه أبو يعلى (5212) من طريق وكيع، عن الأعمش، عن الضحاك، عن مسروق، عن عبد الله.
وتقدم برقم (3558).
قوله: "إن من أشد الناس عذاباً
…
المصورون"، قال السندي: في بعض النسخ: المصورين، بالنصب، وهو الأظهر، وأما لفظ: "المصورون" فيحتاج إلى اعتبار ضمير الشأن، نعم يصح على رواية وكيع بدون "من". والله تعالى أعلم.
(1)
تحرف في طبعة الشيخ أحمد شاكر إلى: مستقيماً.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحجاج -وهو ابن أرطاة-، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن أبي سليمان- فقد روى له مسلم متابعة، وأصحاب السنن، وهو ثقة.
وأخرجه أبو يعلى (5224) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 133، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(164) عن إسحاق بن منصور -وهو السلولي-، والبزار (2437)"زوائد" من طريق محمد بن الصلت -وهو الأسدي-، وأبو يعلى (3570) من طريق سعيد بن سليمان -وهو الواسطي-، ثلاثتهم عن منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، به، بلفظ: كان النبي صلى الله عليه وسلم ينام وهو ساجد. قال البزار: =
4052 -
حَدَّثَنَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
…
فَذَكَرَهُ (1).
= لم يُتابع منصورٌ على هذا الإسناد، على أنه كوفي لا بأس به.
قلنا: قد وثقه ابنُ معين، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وبقية رجال طرقه رجال الصحيح، فالأسانيد صحيحة. وانظر ما بعده.
وله شاهد من حديث عائشة عند ابن ماجه (474)، سير بإسناد صحيح 6/ 135.
وآخر من حديث ابن عباس عند البخاري (138) و (183)، ومسلم (763)(181).
قلنا: وهذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من حديث عائشة وجابر وأبي هريرة وأنس بن مالك أن عينيه تنامان ولا ينام قلبه.
قال الحافظ في "الفتح" 1/ 288: ولا يلزم من كون نومه لا ينقض وضوءه أن لا يقع منه حدث وهو نائم، نعم خصوصيته أنه إن وقع شعر به بخلاف غيره.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف حجاج -وهو ابن أرطاة- وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، غير إسماعيل بن محمد -وهو ابن جَبَلة أبو إبراهيم المُعقِّب- فمن رجال "التعجيل"، وهو ثقة. يحيى بن زكريا: هو ابن أبي زائدة، وفضيل: هو ابن عمرو الفقيمي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمه: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه ابن ماجه (475)، وأبو يعلى (5411) من طريق عبد الله بن عامر بن زرارة، عن يحيى بن أبي زائدة، به، ولفظه: نام النبي صلى الله عليه وسلم حتى نفخ، ثم قام فصلى. زاد أبو يعلى: فذكرته لعطاء، فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن كغيره.
وسلف برقم (4051).
4053 -
حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِحَاجَةٍ لَهُ، فَقَالَ:" ائْتِنِي بِشَيْءٍ أَسْتَنْجِي بِهِ، وَلَا تُقْرِبْنِي حَائِلًا وَلَا رَجِيعًا "، ثُمَّ أَتَيْتُهُ بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، فَحَنَى، ثُمَّ طَبَّقَ يَدَيْهِ حِينَ رَكَعَ، وَجَعَلَهُمَا بَيْنَ فَخِذَيْهِ (1).
(1) إسناده ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سُليم- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن فضيل: هو محمد، وعبد الرحمن بن الأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه بطوله أبو يعلى (5184) من طريق جرير، عن ليث بن أبي سُليم، بهذا الإسناد.
وقوله: "ائتني بشيء
…
" أخرجه ابن أبي شيبة 1/ 155 من طريق ليث بن أبي سُليم، به.
وأخرجه أبو يعلى (5275) من طريق زائدة، عن ليث، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه، عن ابن مسعود.
وتقدم بنحوه برقم (3685) بإسناد منقطع، لكن ذكرنا هناك أن له شواهد صحيحه.
وقسم التطبيق تقدم بإسناد صحيح برقم (3588)، وذكرنا هناك أنه منسوخ.
قوله: "حائلًا"، أي: عظماً حائلاً، أي: متغير قد غيَّره البلى، وكل متغير حائل، فإذا أتت عليه السنة فهو مُحيل، كأنه مأخوذ من الحَوْل: السَّنَة. كذا فى "نهاية" ابن الأثير.
والرجيع: العَذِرة والروث، سُمِّي رجيعاً لأنه رجع عن حالته الأولى بعد أن كان طعاماً أو عَلَفاً. "النهاية".
4054 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَجُلٍ نَسْتَأْذِنُهُ أَنْ نَكْوِيَهُ، فَسَكَتَ، ثُمَّ سَأَلْنَاهُ (1) مَرَّةً أُخْرَى، فَسَكَتَ، ثُمَّ سَأَلْنَاهُ (1) الثَّالِثَةَ؟ فَقَالَ:" ارْضِفُوهُ إِنْ شِئْتُمْ " كَأَنَّهُ غَضْبَانُ (2).
4055 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَلْقَمَةَ وَالْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَنَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكَبِّرُ فِي كُلِّ رَفْعٍ وَوَضْعٍ، وَقِيَامٍ وَقُعُودٍ، وَيُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، حَتَّى يَبْدُوَ جَانِبُ خَدِّهِ، وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ يَفْعَلَانِ ذَلِكَ (3).
(1) في (ظ 1): فسألناه.
(2)
حديث صحيح، زهير -وهو ابن معاوية-، وإن سمع من أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- بعد الاختلاط- متابع، وبقية رجاله ثقات رجال مسلم، سليمان بن داود: هو الطيالسي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.
وسلف برقم (3701) بإسناد صحيح.
(3)
حديث صحيح، زهير-وهو ابن معاوية- متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سليمان بن داود -وهو الطيالسي- فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً، علقمة: هو ابن قيس النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وهو عند الطيالسي (279). =
4056 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: لَيْسَ أَبُو عُبَيْدَةَ ذَكَرَهُ، وَلَكِنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى الْخَلَاءَ، وَقَالَ:" ائْتِنِي بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ " فَالْتَمَسْتُ، فَوَجَدْتُ حَجَرَيْنِ، وَلَمْ أَجِدِ الثَّالِثَ، فَأَتَيْتُهُ بِحَجَرَيْنِ وَرَوْثَةٍ، فَأَخَذَ الْحَجَرَيْنِ، وَأَلْقَى الرَّوْثَةَ، وَقَالَ:" إِنَّهَا رِكْسٌ "(1).
4057 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ ابْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَنَائِمَ حُنَيْنٍ بِالْجِعِرَّانَةِ، قَالَ: فَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِ اللهِ بَعَثَهُ اللهُ عز وجل إِلَى قَوْمِهِ، فَكَذَّبُوهُ وَشَجُّوهُ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ جَبِينِهِ، وَيَقُولُ: رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِي، فَإِنَّهُمْ (2) لَا يَعْلَمُونَ ". قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
= وتقدم برقم (3660).
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود -وهو الطيالسي- فمن رجال مسلم، وزهير-وهو ابن معاوية، وإن سمع من أبي إسحاق- وهو السَّبيعي -بعد الاختلاط- روايته هذه مما انتقاه البخاري من حديثه في "صحيحه".
وانظر (3685) و (3966).
(2)
في (س): إنهم.
يَمْسَحُ جَبْهَتَهُ، يَحْكِي الرَّجُلَ (1).
4058 -
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَيَزِيدُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: كُنْتُ لَا أُحْبَسُ عَنْ ثَلَاثٍ - وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: فَنَسِيَ عَمْرٌو وَاحِدَةً، وَنَسِيتُ أَنَا أُخْرَى، وَبَقِيَتْ هَذِهِ - عَنِ النَّجْوَى، عَنْ كَذَا، وَعَنْ كَذَا، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، وَعِنْدَهُ مَالِكُ بْنُ مُرَارَةَ الرَّهَاوِيُّ، قَالَ: فَأَدْرَكْتُ مِنْ آخِرِ حَدِيثِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَجُلٌ قَدْ قُسِمَ لِي مِنَ الْجَمَالِ مَا تَرَى، فَمَا أُحِبُّ أَنَّ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ فَضَلَنِي بِشِرَاكَيْنِ فَمَا فَوْقَهُمَا، أَفَلَيْسَ ذَلِكَ هُوَ الْبَغْيَ؟ قَالَ:" لَيْسَ ذَلِكَ بِالْبَغْيِ، وَلَكِنَّ الْبَغْيَ مَنْ سَفِهَ الْحَقَّ - أَوْ بَطِرَ الْحَقَّ -، وَغَمِطَ النَّاسَ "(2).
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه أبو يعلى (4992) عن عبيد الله بن عمر القواريري، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وتقدم بنحوه برقم (3611)، وسياتي برقم (4366).
(2)
إسناده صحيح إن ثبت سماع حميد بن عبد الرحمن -وهو الحميري- من ابن مسعود، وتقدم الكلام في ذلك برقم (3644)، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، ويزيد: هو ابن هارون، وابن عون: هو عبد الله الهلالي، وعمرو بن سعيد: هو القرشي -ويقال الثقفي- أبو سعيد البصري. =
4059 -
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: ذُكِرَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ نَامَ لَيْلَةً (1) حَتَّى أَصْبَحَ، قَالَ:" ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ - أَوْ أُذُنَيْهِ "(2).
4060 -
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ (3)، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ مِمَّا يُذَكِّرُ كُلَّ يَوْمِ الْخَمِيسِ (4)، فَقِيلَ لَهُ: لَوَدِدْنَا
= وأخرجه أبو يعلى (5291) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم (3644).
(1)
في (س) و (ظ 14): لَيْلَهُ.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. جرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه البخاري (3270)، ومسلم (774)(205)، والنسائي في "الكبرى"(1302)، وفي "المجتبى" 3/ 204، وابن ماجه (1330)، وابن خزيمة (1130)، والمروزي في "قيام الليل " ص 44، من طريق جرير، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3557).
(3)
وقع في (ظ 14) و (س): حدثنا روح، حدثنا جرير، وفي هامش (س) ما نصه: هذا ساقط من أربع نسخ. قلنا: الأحاديث التي يسردها الإمام أحمد هنا إنما هي عن شيخه جرير، كما يتبين من الحديث السابق والحديث اللاحق، ثم لم يذكر في "تهذيب الكمال" أن من شيوخ روح جريراً، ولم يذكر في الرواة عن جرير روح، وهما من طبقة واحدة، وكلاهما من شيوخ أحمد، ويحتمل أنه رواه عنهما معاً، لكن لم نجد في طرق الحديث أنه يُروى من طريق روح، وثم يرد في "أطراف المسند" 4/ 146، مما يجعلنا نذهب إلى القول: إن لفظ: "حدثنا روح" مقحم. والله أعلم.
(4)
في هامش (س): خميس.
أَنَّكَ ذَكَّرْتَنَا كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُمِلَّكُمْ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ، كَرَاهِيَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا (1).
4061 -
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ، فَقَالَ: نَاوِلْنِي أَحْجَارًا، قَالَ: فَنَاوَلْتُهُ سَبْعَةَ أَحْجَارٍ، فَقَالَ لِي: خُذْ بِزِمَامِ النَّاقَةِ، قَالَ: ثُمَّ عَادَ إِلَيْهَا، فَرَمَى بِهَا (2) مِنْ بَطْنِ الْوَادِي بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ وَهُوَ رَاكِبٌ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ، وَقَالَ: اللهُمَّ اجْعَلْهُ حَجًّا مَبْرُورًا، وَذَنْبًا مَغْفُورًا، ثُمَّ قَالَ: هَاهُنَا كَانَ يَقُومُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ (3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. جرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه البخاري (70)، ومسلم (2821)(83)، والنسائي في "الكبرى"(5889)، وأبو يعلى (5137)، وابن حبان (4524)، والبيهقي في "الآداب"(388) من طريق جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2821)(83) من طريق فضيل بن عياض، عن منصور، به.
وتقدم برقم (3581)، وسيأتي برقم (4439).
(2)
في (ق) و (ظ 1): فرماها.
(3)
صحيح دون قوله: "اللهم اجعله حجاً مبروراً، وذنباً مغفوراً"، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث، وهو ابن أبي سُليم، وباقي رجاله ثقات. جرير: هو ابن عبد الحميد، ومحمد بن عبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه أبو يعلى (5185) عن أبي خيثمة، عن جرير، بهذا الإسناد. =
4062 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا سَيَّارٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: إِنِّي قَرَأْتُ الْبَارِحَةَ الْمُفَصَّلَ فِي رَكْعَةٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: أَنَثْرًا كَنَثْرِ الدَّقَلِ، وَهَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ؟ إِنِّي لَأَعْلَمُ النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرُنُ بَيْنَهُنَّ سُورَتَيْنِ فِي رَكْعَةٍ (1).
= وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/ 159 من طريق ابن إدريس، عن ليث بن أبي سليم، به.
وقوله: "اللهم اجعله حجاً مبروراً، وذنباً مغفوراً" رواه البيهقي في "السنن" 5/ 129، من حديث ابن عمر مرفوعاً، وفي إسناده عبد الله بن حكيم بن الأزهر المدني، قال البيهقي: ضعيف.
ورُوي عن ابنِ عمر من قوله: أخرجه الطبراني في "الدعاء"(881) عن يحيى بن محمد الحنائي، عن شيبان بن فروخ، عن جرير بن حازم، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه، أنه كان إذا رمى الجمار كبَّر عند كل حصاة، وقال: اللهم اجعله حجاً مبروراً، وذنباً مغفوراً. وهذا إسناد صحيح، يحيى بن محمد الحنائي ترجم له الخطيب في "تاريخه" 14/ 229، وقال: وكان ثقة، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين غير شيبان بن فروخ فمن رجال مسلم، وهو ثقة، وثَّقه أحمد ومسلمة بن القاسم، وقال أبو زرعة والساجي وأبو داود: صدوق، وقال الذهبي: أحد الثقات.
وقد تقدم الحديث برقم (3548) دون ذكر الدعاء.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، سيار: هو أبو الحكم العنزي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(9860) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه بحشل في "تاريخ واسط" 87 - 88 والطحاوي في "شرح معاني =
4063 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَارٍ، فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ:{وَالْمُرْسَلَاتِ} فَجَعَلْنَا نَتَلَقَّاهَا مِنْهُ، فَخَرَجَتْ حَيَّةٌ مِنْ جَانِبِ الْغَارِ، فَقَالَ:" اقْتُلُوهَا "، فَتَبَادَرْنَاهَا (1)، فَسَبَقَتْنَا، فَقَالَ:" إِنَّهَا وُقِيَتْ شَرَّكُمْ، كَمَا وُقِيتُمْ شَرَّهَا "(2).
4064 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنَّا إِذَا جَلَسْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّلَاةِ قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَى اللهِ قَبْلَ عِبَادِهِ، السَّلَامُ عَلَى جِبْرِيلَ، السَّلَامُ عَلَى مِيكَائِيلَ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ، قَالَ: فَسَمِعَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ هُوَ السَّلَامُ، فَإِذَا
= الآثار" 1/ 346، والطبراني في "الكبير" (9860) من طريق هشيم، به.
وتقدم برقم (3607)، وذكرنا هناك السور التي كان يقرن بينهن صلى الله عليه وسلم.
(1)
في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1): فابتدرناها.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ 83 من طريق أبي أمية، عن محمد بن إبراهيم، عن عبيد الله بن موسى، عن سفيان، به. وقال: تفرد به أبو أمية، عن عبيد الله، عن سفيان.
وقد سلف برقم (3574).
جَلَسَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ، فَلْيَقُلْ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ - فَإِذَا قَالَهَا، أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ -، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ يَتَخَيَّرُ بَعْدُ (1) مِنَ الدُّعَاءِ مَا شَاءَ " (2).
4065 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ، الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ "(3).
4066 -
حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتَنٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ:" تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ اللهَ عز وجل الَّذِي لَكُمْ "(4).
(1) لفظ: "بعد" ليس في (س) ولا (ظ 14).
(2)
هو مكرر (3622) سنداً ومتناً.
(3)
هو مكرر (3621) سنداً ومتناً.
(4)
حديث صحيح، مؤمل بن إسماعيل -وإن كان سيئ الحفظ- ثقة في سفيان -وهو الثوري- كما ذكر ابن معين، ثم هو قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، الأعمش: هو سليمان بن مهران، وزيد بن وهب: هو الجهني الكوفي. =
4067 -
قَالَ مُؤَمَّلٌ: وَجَدْتُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (1).
4068 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ الْأَعْمَشِ وَمَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْغَارِ، فَخَرَجَتْ عَلَيْنَا حَيَّةٌ، فَتَبَادَرْنَاهَا، فَسَبَقَتْنَا، فَدَخَلَتِ الْجُحْرَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" وُقِيَتْ شَرَّكُمْ، كَمَا وُقِيتُمْ شَرَّهَا "(2).
= وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10073)، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 4/ 146 من طريق مؤمل بن إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3603) عن محمد بن كثير، وابن حبان (4587) من طريق عصام بن يزيد، كلاهما عن سفيان الثوري، به.
وسلف برقم (3640)، وانظر ما بعده.
(1)
حديث صحيح، وهو مكرر سابقه. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة، وعمرو بن شرحبيل: هو الهمداني.
وأخرجه الطبراني (10073)، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 4/ 146 من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن عمرو بن شرحبيل، به.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، والأعمش: هو سليمان بن مهران، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه البزار (1477)، والشاشي (324) من طريق أسود بن عامر، بهذا الإسناد. =
قَالَ: وَزَادَ الْأَعْمَشُ، فِي الْحَدِيثِ، قَالَ: كُنَّا نَتَلَقَّاهَا مِنْ فِيهِ وَهِيَ رَطْبَةٌ.
4069 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي غَارٍ، وَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ:{وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} ، قَالَ: فَنَحْنُ نَأْخُذُهَا مِنْ فِيهِ رَطْبَةً، إِذْ خَرَجَتْ عَلَيْنَا حَيَّةٌ، فَقَالَ:" اقْتُلُوهَا "، فَابْتَدَرْنَاهَا لِنَقْتُلَهَا، فَسَبَقَتْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" وَقَاهَا اللهُ شَرَّكُمْ، كَمَا وَقَاكُمْ شَرَّهَا "(1).
4070 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُخَارِقٍ الْأَحْمَسِيِّ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: لَقَدْ شَهِدْتُ مِنَ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ - قَالَ غَيْرُهُ: مَشْهَدًا - لَأَنْ أَكُونَ أَنَا صَاحِبَهُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عُدِلَ بِهِ، أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَدْعُو عَلَى الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: لَا نَقُولُ لَكَ
= وقد سلف برقم (3574)، ومر تخريجه برقم (4004) و (4005).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 403، ومن طريقه مسلم (2234)(137)، عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري (4931) بصيغة الجزم عن أبي معاوية، به.
وسلف برقم (3574)، وانظر (3586) و (4068).
(2)
لفظ: "أنا " لم يرد في (س) و (ظ 14).
كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى: {اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24]، وَلَكِنْ نُقَاتِلُ عَنْ يَمِينِكَ وَعَنْ شِمَالِكَ، وَمِنْ بَيْنِ يَدَيْكَ وَمِنْ خَلْفِكَ. فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَشْرَقَ وَجْهُهُ، وَسَرَّهُ ذَاكَ (1).
4071 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ السُّدِّيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ مُرَّةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ - قَالَ لِي شُعْبَةُ: وَرَفَعَهُ، وَلَا أَرْفَعُهُ لَكَ - يَقُولُ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} [الحج: 25]، قَالَ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا هَمَّ فِيهِ بِإِلْحَادٍ وَهُوَ بِعَدَنِ أَبْيَنَ، لَأَذَاقَهُ اللهُ عز وجل عَذَابًا أَلِيمًا (2).
(1) هو مكرر (3698) سنداً ومتناً.
(2)
إسناده حسن، روي مرفوعاً وموقوفاً، والموقوف أصح. السدي -وهو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة- مختلف فيه، وحديثه لا يرقى إلى الصحة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، شعبة: هو ابن الحجاج، ومرة: هو ابن شراحيل.
وأخرجه البزار (2236)"زوائد"، وأبو يعلى (5384)، والطبري في "تفسيره " 17/ 141 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 2/ 388 من طريق يزيد بن هارون، به، مرفوعاً، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه موقوفاً الطبري 17/ 140 - 141، والدارقطني في "العلل" 5/ 269، من طريق يحيى القطان، كلاهما عن سفيان الثوري، عن السدي، به.
قال الدارقطني: يرويه السدي، وقد اختلف عنه، فرفعه شعبة عن السدي، =
4072 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا جَابِرٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الظُّهْرَ أَوِ الْعَصْرَ خَمْسًا، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، فَقَالَ:" هَذِهِ السَّجْدَتَانِ لِمَنْ ظَنَّ مِنْكُمْ أَنَّهُ زَادَ أَوْ نَقَصَ "(1).
= ووقفه الثوري، والقول قول شعبة.
قلنا: نعم قد رفعه شعبة عن شيخه رواية، لكنه كان يرى وقفه، فقد قال: وأنا لا أرفعه لك.
وقال ابن كثير في "تفسيره" بعد إيراده لهذا الحديث: هذا الإسناد صحيح على شرط البخاري، ووقفه أشبه من رفعه، ولهذا صمم شعبة على وقفه من كلام ابن مسعود، وكذلك رواه أسباط وسفيان الثوري، عن السدي، عن مرة، عن ابن مسعود، موقوفاً. قلنا: قوله على شرط البخاري سهو، فهو على شرط مسلم.
وقد أخرجه الحاكم 2/ 387 من طريق الحسين بن حفص، عن سفيان، عن زبيد، عن مرة، عن ابن مسعود، موقوفاً.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/ 70، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير"(9078) من طريق الحكم بن ظهير، عن السدي، عن مرة، عن عبد الله، موقوفاً. قال الهيثمي في "المجمع" 7/ 70: وفيه الحكم بن ظهير، وهو متروك.
(1)
حسن، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (3883)، وتقدم الكلام عن رجاله هناك، عبد الله بن الوليد -وهو ابن ميمون العدني-، وثقه ابن حبان 8/ 348 وقال: مستقيم الحديث، وقال أحمد: حديثه صحيح، وكان ربما أخطأ في الأسماء، وقال أبو زرعة: صدوق، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال ابن عدي: =
4073 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، أَنَّ الْأَشْعَرِيَّ أُتِيَ فِي ابْنَةٍ، وَابْنَةِ ابْنٍ، وَأُخْتٍ لِأَبٍ وَأُمٍّ، قَالَ: فَجَعَلَ لِلِابْنَةِ النِّصْفَ، وَلِلْأُخْتِ مَا بَقِيَ، وَلَمْ يَجْعَلْ لِابْنَةِ الِابْنِ شَيْئًا، قَالَ: فَأَتَوْا ابْنَ مَسْعُودٍ، فَأَخْبَرُوهُ؛ قَالَ: فَقَالَ: لَقَدْ ضَلَلْتُ إِذَاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ إِنْ أَخَذْتُ بِقَوْلِهِ، وَتَرَكْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: ثُمَّ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: لِلِابْنَةِ النِّصْفُ، وَلِابْنَةِ الِابْنِ السُّدُسُ، وَمَا بَقِيَ لِلْأُخْتِ (1).
4074 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَأَنَّمَا كَانَ جُلُوسُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي
= ما رأيت في حديثه شيئاً منكراً، وقال ابن معين: لا أعرفه، ثم أكتب عنه شيئاً. وروى له البخاري تعليقاً وأصحاب السنن غير ابن ماجه.
وتقدم بنحوه بأسانيد صحيحة برقم (3566) و (3570) و (3602).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن أبي ليلى، وهو محمد بن عبد الرحمن، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. هشيم: هو ابن بشير، وأبو قيس: هو عبد الرحمن بن ثروان الأودي، وهزيل بن شرحبيل: هو الأودي.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(29) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(9877) من طريق غيلان بن جامع، عن ابنِ أبي ليلى، به.
وتقدم بإسناد صحيح برقم (3691).
الرَّكْعَتَيْنِ عَلَى الرَّضْفِ (1).
4075 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا كُنْتَ فِي الصَّلَاةِ، فَشَكَكْتَ فِي ثَلَاثٍ وَأَرْبَعٍ، وَأَكْثَرُ ظَنِّكَ عَلَى أَرْبَعٍ، تَشَهَّدْتَ، ثُمَّ سَجَدْتَ سَجْدَتَيْنِ، وَأَنْتَ جَالِسٌ قَبْلَ أَنْ تُسَلِّمَ، ثُمَّ تَشَهَّدْتَ أَيْضًا، ثُمَّ سَلَّمْتَ "(2).
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد القُدّوس بن بكر بن خنيس، فقد روى له الترمذي وابن ماجه، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكر محمود بن غيلان، عن أحمد وابن معين وأبي خيثمة أنهم ضربوا على حديثه. مسعر: هو ابن كدام، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد
الرحمن بن عوف.
وأخرجه الشاشي (925) من طريق زائدة بن قدامة، والحاكم 1/ 269 من طريق عثمان بن سعيد المري، كلاهما عن مسعر، به. وقول الحاكم بإثره: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وهم منه رحمه الله، فإن من شرط الصحيح اتصال سنده، وهذا هنا مفقود، فكيف يكون على شرطهما؟
وقد تقدم برقم (3656).
(2)
إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة لم يسمع من أبيه ابن مسعود. محمد بن سلمة: هو ابن عبد الله الباهلي، مولاهم الحراني، ثقة، روى له الجماعة، وخُصَيف: هو ابن عبد الرحمن الجزري، سيئ الحفظ.
وأخرجه أبو داود (1028)، والدارقطني في "السنن" 1/ 378، والبيهقي في "السنن" 2/ 356 من طريق عبد الله بن محمد النفيلي، والنسائي في "الكبرى" =
4076 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا خُصَيْفٌ، حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: إِذَا شَكَكْتَ فِي صَلَاتِكَ، وَأَنْتَ جَالِسٌ، فَلَمْ تَدْرِ ثَلَاثًا صَلَّيْتَ، أَمْ أَرْبَعًا، فَإِنْ كَانَ أَكْبَرُ (1) ظَنِّكَ أَنَّكَ صَلَّيْتَ ثَلَاثًا، فَقُمْ فَارْكَعْ رَكْعَةً، ثُمَّ سَلِّمْ، ثُمَّ اسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ تَشَهَّدْ، ثُمَّ سَلِّمْ، وَإِنْ كَانَ أَكْبَرُ ظَنِّكَ أَنَّكَ صَلَّيْتَ أَرْبَعًا، فَسَلِّمْ، ثُمَّ اسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ تَشَهَّدْ، ثُمَّ سَلِّمْ (2)(3).
4077 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ،
= (605) من طريق عمرو بن هشام الحراني، كلاهما عن محمد بن سلمة، بهذا الإسناد.
قال أبو داود: رواه عبد الواحد، عن خصيف، ولم يرفعه، ووافق عبد الواحد أيضاً سفيان وشريك وإسرائيل، واختلفوا في الكلام في متن الحديث، ولم يسندوه.
وقال البيهقي: وهذا غير قوي، ومختلف في رفعه ومتنه.
قلنا: سيورده أحمد فيما بعده موقوفاً.
وانظر الحديث المتقدم برقم (3602). وسيأتي برقم (4076).
قوله: إذا كنت في صلاة فشككت في ثلاث وأربع: قال السندي: هذا اللفظ صريح عند علمائنا الحنفية أنه يأخذ بالتحري لا بالأقل. والله تعالى أعلم.
(1)
في (ق) و (ظ 14): أكثر.
(2)
من قوله: وإن كان أكبر ظنك أنك صليت أربعاً إلى هنا سقط من طبعة الشيخ أحمد شاكر.
(3)
إسناده ضعيف لانقطاعه، وهو مكرر ما قبله باختلاف في متنه، وهذا موقوف، وذاك مرفوع.
مَوْلًى لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَدَّمَ ثَلَاثَةً لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، كَانُوا لَهُ حِصْنًا حَصِينًا مِنَ النَّارِ "، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: قَدَّمْتُ اثْنَيْنِ؟ قَالَ: " وَاثْنَيْنِ "، فَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ أَبُو الْمُنْذِرِ سَيِّدُ الْقُرَّاءِ: قَدَّمْتُ وَاحِدًا؟ قَالَ: " وَوَاحِدٌ، وَلَكِنْ ذَاكَ فِي أَوَّلِ صَدْمَةٍ "(1).
4078 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ، مَوْلًى لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ (2)، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: لَمْ أُقَدِّمْ إِلَّا اثْنَيْنِ، وكذا حَدَّثَنَاهُ يَزِيدُ أَيْضًا، قَالَ: فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: مَضَى لِي اثْنَانِ (3).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة لم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود، ولجهالة حال أبي محمد مولى عمر بن الخطاب -وقيل: محمد بن أبي محمد- كما في الرواية الآتية، وتقدم الكلام عنه في الرواية (3554). وبقية رجاله ثقات، محمد بن يزيد: هو الكلاعي الواسطي.
وأخرجه أبو يعلى (5116)، وابن خزيمة فيما ذكر الحافظ في "التعجيل" ص 377 من طريق محمد بن يزيد، بهذا الإسناد.
وقوله هنا: فقال أبو الدرداء، هو في بقية الروايات: قال أبو ذر.
وقد تقدم برقم (3554)، وذكرنا هناك شواهده.
(2)
تحرف في (س) و (ص) و (ظ 14) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر إلى: عن أبيه، عن أبي عبيدة، وجاء في هامش (س) ما نصه: هكذا هو في أصلين: عن أبيه، وصوابه: عن أبي عبيدة، كما هو في أصلين آخرين. وجاء مثل هذه الحاشية في هامش (ص)، والمثبت هو الصواب كما في (ق) و (ظ 1) و"أطراف المسند" 4/ 225، بحذف:"عن أبيه".
(3)
هو مكرر (3554).
4079 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، وَيَزِيدُ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، خَالَفَا هُشَيْمًا، فَقَالَا: أَبُو مُحَمَّدٍ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ (1).
4080 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ شَهِدَ جِنَازَةَ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ: فَأَظْهَرُوا الِاسْتِغْفَارَ، فَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ أَنَسٌ، قَالَ هُشَيْمٌ: قَالَ خَالِدٌ فِي حَدِيثِهِ: وَأَدْخَلُوهُ مِنْ قِبَلِ رِجْلِ الْقَبْرِ، وَقَالَ هُشَيْمٌ مَرَّةً: إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ مَاتَ بِالْبَصْرَةِ، فَشَهِدَهُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، فَأَظْهَرُوا لَهُ الِاسْتِغْفَارَ (2).
(1) هو مكرر (4077)، محمد: هو ابن يزيد الكلاعي، ويزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 353 - 354، والبيهقي في "الشعب"(9750) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
ومن طريق محمد بن يزيد سلف برقم (4077).
وقد تقدم أيضاً برقم (3554)، وذكرنا هناك شواهده.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، وخالد: هو ابن مهران الحذاء، وابن سيرين: هو محمد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 44، وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
وهذا الحديث والثلاية التي بعده من مسند أن بن مالك وقعت هنا ضمن مسند ابن مسعود! وهذا من جملة الأدلة على أن الإمام أحمد لم يبيض "المسند". =
4081 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَنَسٍ فِي جِنَازَةٍ، فَأَمَرَ بِالْمَيِّتِ، فَسُلَّ مِنْ قِبَلِ رِجْلَ الْقَبْرِ (1).
4082 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: كَانَ أَنَسٌ أَحْسَنَ النَّاسِ صَلَاةً فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ (2).
4083 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَسْتَشْرِفُ لِشَيْءٍ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ يَنْظُرُ إِلَيْهِ (3).
4084 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ، حَدَّثَنِي الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ. وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ. وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، الْمَعْنَى، قَالَ: لَا يَجْعَلْ أَحَدُكُمْ لِلشَّيْطَانِ مِنْ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، خالد: هو ابن مهران الحذاء، ومحمد: هو ابن سيرين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 327 عن عبد الأعلى، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/ 43، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي داود -وهو سليمان بن داود الطيالسي- فمن رجال مسلم. شعبة: هو ابن الحجاج.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، وخالد: هو ابن مهران الحذّاء.
نَفْسِهِ جُزْءًا لَا يَرَى إِلَّا أَنَّ حَتْمًا عَلَيْهِ أَنْ يَنْصَرِفَ عَنْ يَمِينِهِ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرُ انْصِرَافِهِ عَنْ يَسَارِهِ (1).
4085 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، وَشُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" بِئْسَمَا لِأَحَدِكُمْ أَنْ يَقُولَ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ، بَلْ هُوَ نُسِّيَ "(2).
4086 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، وَسُلَيْمَانُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنُؤَاخَذُ بِمَا عَمِلْنَا فِي
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين من طرقه كلها، وتقدم برقم (3631) من طريق يحيى وأبي معاوية، عن الأعمش، به. ابن جعفر: هو محمد، وشعبة: هو ابن الحجاج، وسليمان: هو الأعمش، وعمارة: هو ابن عمير التيمي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه ابن خزيمة (1714) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (284)، والبخاري (852)، وأبو داود (1042)، والدارمي 1/ 311، وابن خزيمة (1714)، والشاشي (419) و (422)، وابن حبان (1997)، والبيهقي في "السنن" 2/ 294 - 295، من طرق عن شعبة، به.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وسفيان: هو الثوري، وشعبة: هو ابن الحجاج، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وسلف مطولًا من طريق سفيان برقم (4020)، ومن طريق شعبة برقم (3960).
الْجَاهِلِيَّةِ؟ قَالَ: " إِنْ أَحْسَنْتَ، لَمْ تُؤَاخَذْ، وَإِنْ أَسَأْتَ فِي الْإِسْلَامِ، أُخِذْتَ بِالْأَوَّلِ وَالْآخِرِ "(1).
4087 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، وَسُلَيْمَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ يَهُودِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْجِبَالَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْخَلَائِقَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ. فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، وَقَالَ:{وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الزمر: 67]، قَالَ يَحْيَى: وَقَالَ فُضَيْلٌ - يَعْنِي ابْنَ عِيَاضٍ -: تَعَجُّبًا وَتَصْدِيقًا لَهُ (2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وسليمان: هو الأعمش، وأبو وائل: هو لشقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه أبو يعلى (5113) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6921)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/ 211 من طرق عن سفيان، به.
وأخرجه الدارمي 1/ 3 عن محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان، عن الأعمش، به.
وأخرجه أبو عوانة 1/ 71 من طريق أبي حذيفة، عن سفيان، عن منصور، به.
وسلف برقم (3596).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، يحيى بن سعيد: هو القطان، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وسليمان: هو الأعمش، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعَبِيدة: هو ابن عمرو السلماني.
وأخرجه البخاري (7414)، والترمذي (3238)، والنسائي في "الكبرى"(11451) -وهو في "التفسير"(471) - وابن أبي عاصم في "السنة"(542)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 77، والآجُرّي في "الشريعة" ص 319، والدارقطني في "العلل" 5/ 179، من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص 319 من طريق الضحاك بن مَخْلد، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، به.
قال النسائي: خالفه عيسى بن يونس، رواه عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله.
قلنا: قد تقدم في الرواية (3590) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به.
قال ابن خزيمة: الجواد قد يعثر في بعض الأوقات، وَهِم يحيى بن سعيد في إسناد خبر الأعمش مع حفظه وإتقانه وعلمه بالأخبار، فقال: عن عبيدة، عن عبد الله، وإنما هو عن علقمة، وأما خبر منصور فهو عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله، والإسنادان ثابتان صحيحان: منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله. والأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، غير مستنكر لإبراهيم النخعي مع علمه وطول مجالسته أصحابَ ابنِ مسعود أن يروي خبراً عن جماعة من أصحاب ابن مسعود، عنه.
قال الحافظ في "الفتح" 13/ 397: وتصرف الشيخين يقتضي أنه عند الأعمش على الوجهين.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ 179: وحديث عبيدة أثبت.
قوله: "تعجباً وتصديقاً له": قال الحافظ في "الفتح" 13/ 398 - 399 قال ابن بطال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم تصديقاً له، وتعجباً من كونه يستعظم ذلك في قدرة الله تعالى، وأن ذلك ليس في جنب ما يقدر عليه بعظيم، ولذلك قرأ قوله تعالى: {وما =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قدروا الله حقَّ قدره} .... ثم نقل الحافظ عن الخطابي قوله: وأما ضحكه صلى الله عليه وسلم من قول الحبر فيحتمل الرضا والإنكار، وأما قول الراوي: تصديقاً له، فظن منه وحسبان، وقد جاء الحديث من عدة طرق ليس فيها هذه الزيادة، وعلى تقدير صحتها فقد يستدل بحمرة الوجه على الخجل، وبصفرته على الوجل، ويكون الأمر بخلاف ذلك، فقد تكون الحمرة لأمر حدث في البدن كثوران الدم، والصفرة لثوران خلط من مرار وغيره، وعلى تقدير أن يكون ذلك محفوظاً فهو محمول على تأويل قوله تعالى:{والسماوات مطويات بيمينه} ، أي: قدرته على طيها، وسهولة الأمر عليه في جمعها بمنزلة من جمع شيئاً في كفِّه، واستقل بحمله من غير أن يجمع كفَّه عليه، بل يقله ببعض أصابعه، وقد جرى في أمثالهم: فلان يقل كذا بأصبعه، ويعمله بخنصره. انتهى. وقال القرطبي في "المفهم": قوله: "إن الله يمسك .... " إلى آخر الحديث: هذا كله قول اليهودي، وهم يعتقدون التجسيم، وأن الله شخص ذو جوارح، كما يعتقده غلاة المشبهة، وضحك النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو للتعجب من جهل اليهودي، ولهذا قرأ عند ذلك:{وما قدروا الله حق قدره} ، أي: ما عرفوه حق معرفته، ولا عظَّموه حق تعظيمه، فهذه الرواية هي الصحيحة المحققة، وأما من زاد:"وتصديقاً له" فليست بشيء، فإنها من قول الراوي، وهي باطلة، .... وإنما تعجب النبي صلى الله عليه وسلم من جهله، فظن الراوي أن ذلك التعجب تصديق، ولشى كذلك .... ثم قال القرطبي: ثم لو سلمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم صرَّح بتصديقه لم يكن ذلك تصديقاً له في المعنى، بل في اللفظ الذي نقله من كتابه عن نبيه، ونقطع بأن ظاهره غير مراد. انتهى. قال الحافظ: وهذا الذي نحا إليه أخيراً أولى مما ابتدأ به لما فيه من الطعن على ثقات الرواة وردِّ الأخبار الثابتة، ولو كان الأمر على خلاف ما فهمه الراوي بالظن للزم منه تقريرُ النبي صلى الله عليه وسلم على الباطل وسكوتُه على الإنكار، وحاشا لله من ذلك، وقد اشتد إنكار ابن خزيمة على من ادَّعى أنَّ الضحك المذكور كان على سبيل الإنكار، فقال بعد أن أورد هذا الحديث في كتاب "التوحيد" من صحيحه بطريقه: قد أجلَّ الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم عن أن يُوصَفَ ربُّه بحضرته بما ليس هو من صفاته، فيجعل بدل الإنكار والغضب على الواصف ضحكاً، بل لا يصف النبيَّ صلى الله عليه وسلم =
4088 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ (1)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لِكُلِّ نَبِيٍّ وُلَاةٌ مِنَ النَّبِيِّينَ، وَإِنَّ وَلِيِّي مِنْهُمْ أَبِي وَخَلِيلُ رَبِّي عز وجل "، ثُمَّ قَرَأَ:{إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا} [آل عمران: 68](2).
4089 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، حَدَّثَنِي جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ اسْتَبْطَنَ الْوَادِيَ، فَجَعَلَ الْجَمْرَةَ عَنْ حَاجِبِهِ الْأَيْمَنِ، وَاسْتَقْبَلَ الْبَيْتَ، ثُمَّ رَمَاهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، يُكَبِّرُ دُبُرَ كُلِّ حَصَاةٍ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ مَقَامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ (3).
= بهذا الوصف من يؤمن بنبوته. وقد وقع في الحديث الماضي في الرقاق عن أبي سعيد رفعه: "تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفؤها الجهار بيده، كما يتكفؤ أحدكم خبزته
…
" الحديث، وفيه أن يهودياً دخل، فأخبر بمثل ذلك، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه، ثم ضحك.
(1)
جاء في هامش (س) ما نصُّه: قوله: عن أبي الضحى، عن عبد الله، كذا في أصول أربعة، والصواب: عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله.
(2)
هو مكرر (3800). عبد الرحمن: هو ابن مهدي.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" 2/ (731) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
(3)
صحيح، دون قوله: واستقبل البيت، يحيى -وهو ابن سعيد القطان- سمع =
4090 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَوَكِيعٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، الْمَعْنَى، عَنْ الْأَعْمَشِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُرَّةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: آكِلُ الرِّبَا، وَمُوكِلُهُ، وَشَاهِدَاهُ، وَكَاتِبُهُ، إِذَا عَلِمُوا بِهِ، وَالْوَاشِمَةُ وَالْمُسْتَوْشِمَةُ لِلْحُسْنِ، وَلَاوِي الصَّدَقَةِ، وَالْمُرْتَدُّ أَعْرَابِيًّا بَعْدَ هِجْرَتِهِ، مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، يَوْمَ الْقِيَامَةِ (1).
= من المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- قبل الاختلاط، وهو متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي.
واخرجه الطيالسي (320) عن المسعودي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (901). وابن ماجه (3030) من طريق وكيع، عن المسعودي، به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وقوله هنا: واستقبل البيت، شاذ، كما قال الحافظ في "الفتح" 3/ 582، والصحيح أنه جعل البيت عن يساره كما في الرواية المتقدمة برقم (3941).
قال الحافظ: قد أجمعوا على أنه من حيث رماها جاز، سواء استقبلها أو جعلها عن يمينه أو يساره، أو من فوقها أو من أسفلها أو وسطها، والاختلاف في الأفضل.
قال: واستدل بهذا الحديث على اشتراط رمي الجمرات واحدة واحدة، لقوله: يكبر مع كل حصاة، وقد قال صلى الله عليه وسلم:"خذوا عني مناسككم".
وقد تقدم الحديث برقم (3548).
(1)
إسناده ضعيف لضعف الحارث بن عبد الله، وهو الأعور، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، ووكيع: هو ابن الجراح، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعبد الله بن مرة: هو الهمداني الكوفي.
وأخرجه أبو يعلى (5241) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3881).
قوله: ولاوي الصدقة: قال السندي: أي مؤخرها إلى أن يموت.
4091 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ الْأَعْمَشِ، وَوَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ، قَالَ:" إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا، أَوْ قَالَ: أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، قَالَ وَكِيعٌ: لَيْلَةً - ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ عز وجل إِلَيْهِ الْمَلَكَ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: عَمَلُهُ، وَأَجَلُهُ، وَرِزْقُهُ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ، فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَكُونُ مِنْ أَهْلِهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَكُونُ مِنْ أَهْلِهَا "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو القطان، ووكيع: هو ابن الجراح، وزيد بن وهب: هو الجهني.
وأخرجه الترمذي (2137)، وابن أبي عاصم في "السنة"(175)، وأبو الشيخ في "العظمة"(1093)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 387، من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: وفي الباب عن أبي هريرة وأنس، وسمعت أحمد بن الحسن قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما رأيت بعيني مثل يحيى بن سعيد القطان، وهذا حديث حسن صحيح، وقد روى شعبة والثوري عن الأعمش بنحوه. =
4092 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا، ذَاكَ أَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ "(1).
4093 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" إِذَا كَانُوا ثَلَاثَةً، فَلَا يَتَنَاجَ اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يَحْزُنُهُ "(2).
= وأخرجه مسلم (2643)، والترمذي (2137)، وابن ماجه (76)، وابن أبي عاصم في "السنة"(175) من طريق وكيع، به.
وقد سلف برقم (3624).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري، وسليمان: هو الأعمش، وعبد الله بن مرة: هو الهمداني الكوفي، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه البخاري (6867)، والترمذي (2673)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 81 - 82، والطبري في " التفسير"(11739)، وفي " التاريخ" 1/ 144، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/ 483، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 28 من طرق عن سفيان الثوري، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وعبد الله بن مرة تحرف عند النسائي إلى: عبد الرحمن بن مرة.
وسلف برقم (3630).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو القطان، وسفيان: هو الثوري، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي أبو وائل.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/ 128 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. =
4094 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلًا أَصَابَ مِنَ امْرَأَةٍ قُبْلَةً، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُهُ عَنْ كَفَّارَتِهَا، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{أَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114]، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلِي هَذِهِ؟ قَالَ:" لِمَنْ عَمِلَ مِنْ أُمَّتِي "(1).
4095 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: إِنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم حَدَّثَنَا أَنَّ الرَّجُلَ يَكْذِبُ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا، وَأَنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا " (2).
4096 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ: مَنِ اشْتَرَى مُحَفَّلَةً - وَرُبَّمَا قَالَ: شَاةً مُحَفَّلَةً -
= وأخرجه الحميدي (109)، ومسلم (2184)(38)، والترمذي (2825)، من طريق سفيان بن عيينة، عن الأعمش، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقد سلف برقم (3560).
(1)
هو مكرر (3653) سنداً ومتناً.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. يحيى: هو القطان، وشعبة: هو ابن الحجاج، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وسلف برقم (4022)، ومطولًا برقم (3638).
فَلْيَرُدَّهَا، وَلْيَرُدَّ مَعَهَا صَاعًا، وَنَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ تَلَقِّي الْبُيُوعِ (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو القطان، والتيمي: هو سليمان بن طرخان، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن ملّ النهدي.
والقسم الأول منه في بيع المُحَفَّلات موقوف، والثاني في النهي عن تَلَقِّي البيوع مرفوع.
وأخرجه بتمامه البيهقي في "السنن" 5/ 319 من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2149) و (2164)، والبيهقي في "السنن" 5/ 319 من طريقين عن سليمان التيمي، به.
والموقوف منه: أخرجه عبد الرزاق (14866)، وأبو يعلى (5254) من طريق المعتمر بن سليمان، عن أبيه، به.
والمرفوع منه: أخرجه ابن ماجه (2180)، وأبويعلى (5239) من طريق يحيى القطان، به.
وأخرجه عبد الرزاق (14880)، وابن أبي شيبة 6/ 399 و 14/ 205، ومسلم (1518)(15)، والترمذي (1220)، وابن ماجه (2180)، وأبو يعلى (4960) من طرق عن سليمان التيمي، به.
قال الحافظ في "الفتح" 4/ 368: هكذا رواه الأكثر عن معتمر بن سليمان موقوفاً، وأخرجه الإسماعيلي من طريق عبيد الله بن معاذ، عن معتمر مرفوعاً، وذكر أن رفعه غلط، ورواه أكثر أصحاب سليمان عنه كما هنا: حديث المحفلة موقوف من كلام ابن مسعود، وحديث النهي عن التلقي مرفوع.
وفي باب بيع المُحَفَّلاتِ عن أبي هريرة عند البخاري (2148) و (2150)، ومسلم (1515)، سيرد 2/ 430.
وعن ابن عمر عند أبي داود (3446)، قال الخطابي: وإسناده ليس بذاك، وقال المنذري: والأمر كما قال.
وفي باب النهي عن تلقي البيوع، عن ابن عباس تقدم (3482).
وعن ابن عمر عند البخاري (2165) و (2166)، ومسلم (1517)، سيرد (4531). =
4097 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُجَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَامِرٌ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ حَكَمٍ يَحْكُمُ بَيْنَ النَّاسِ، إِلَّا حُبِسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَلَكٌ آخِذٌ بِقَفَاهُ، حَتَّى يَقِفَهُ عَلَى جَهَنَّمَ، ثُمَّ يَرْفَعَ رَأْسَهُ إِلَى اللهِ عز وجل، فَإِنْ قَالَ:
= وعن أبي هريرة عند البخاري (2150)، ومسلم (1515)، سيرد 2/ 153 و 284.
وعن سمرة، سيرد 3/ 11.
وعن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سيرد 4/ 314.
وعن زامل بن عمرو، عن أبيه، عن جده، عند الطبراني في "الكبير" 22/ (952).
قال السندي: قوله: مُحَفَّلَة: اسم مفعول من التحفيل، وهو الجمع، وهي التي لم يَحْلُبْها صاحبُها أياماً ليجتمع لبنها في ضرعها، فيغتر به المشتري.
وقوله: صاعاً: في مقابلة اللبن الذي كان في ضرعها حين الشراء، فإنه ملك البائع، وأما الذي حدث بعد الشراء فهو قد حدث في ملك المشتري وضمانه، فلا عليه في مقابلته شيء، وهِذا المتن قد أخرجه البخاري موقوفاً أيضاً، لكنه على أصول علمائنا الحنفية يجب أن يكون في حكم المرفوع، لأنهم صرَّحوا بأن هذا الحديث مخالف للقياس، لأن ضمان المتلفات يكون بالقيم أو الأمثال لا بمقدار محدود، ومن أصولهم أن الموقوف إذا خالف القياسَ، فهو في حكم المرفوع، فبطل اعتذارُ من قال: إن الحديث قد رواه أبو هريرة، وهو غير فقيه، وروايةُ غير الفقيه إذا خالف جميع الأقيسة ترد، فإنه لو سُلَّم أن أبا هريرة غير فقيه؛ فقد ثبت عن ابن مسعود موقوفاً، والموقوف في حكم المرفوع. فقد ثبت مرفوعاً من رواية ابن مسعود أيضاً، وهو من أجلِّاء الفقهاء بالاتفاق، على أن الحديثَ قد جاء برواية ابن عمر أخرجه أبو داود بوجه، والطبراني بوجه آخر، وبرواية أنس أخرجه أبو يعلى، وبرواية عمرو بن عوف، أخرجه البيهقي في "الخلافيات"، كذا ذكره الحافظ ابن حجر. والله تعالى أعلم. =
الْخَطَأَ، أَلْقَاهُ فِي جَهَنَّمَ، يَهْوِي أَرْبَعِينَ خَرِيفًا " (1).
4098 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا - أَوْ لَا تَنْقَضِي الدُّنْيَا - حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي "(2).
4099 -
قَرَأْتُ عَلَى يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: أُتِيَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، فَسُئِلَ عَنْ رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً، وَلَمْ
(1) إسناده ضعيف لضعف مجالد -وهو ابن سعيد الهمداني-، وروي مرفوعاً وموقوفاً، والموقوف هو الصحيح، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو القطان، وعامر: هو الشعبي، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10313) من طريق الإِمام أحمد، عن يحيى، بهذا الإسناد، لكن فيه "حشر" بدل:"حبس"، وفيه:"ثم يرفع رأسه إلى السماء" بدل: "إلى الله عز وجل"، وفيه:"فإن قال الله: ألقوه، فمهواه أربعين خريفاً".
وأخرجه ابن ماجه (2311)، والدارقطني 4/ 205، والبيهقي في "السنن" 10/ 89 من طريق يحيى، به.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ 249: رفعه يحيى بن سعيد القطان، عن مجالد، وتابعه علي بن صالح، ووقفه عبد الرحيم بن سليمان، وهشيم، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن مجالد، والموقوف هو الصحيح.
قال السندي: الخطّاء، بالتشديد للمبالغة، وهو من كان ملازماً للخطايا غير تارك لها، وهو منصوب بتقدير: أَلْقِ، أو مرفوع بتقدير: هو الخطّاء، أي: فأَلْقِهِ، والله تعالى أعلم.
(2)
هو مكرر (3573) سنداً ومتناً.
يَكُنْ سَمَّى لَهَا صَدَاقًا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، فَلَمْ يَقُلْ فِيهَا شَيْئًا، فَرَجَعُوا، ثُمَّ أَتَوْهُ فَسَأَلُوهُ؟ فَقَالَ: سَأَقُولُ فِيهَا بِجَهْدِ رَأْيِي، فَإِنْ أَصَبْتُ، فَاللهُ عز وجل يُوَفِّقُنِي لِذَلِكَ، وَإِنْ أَخْطَأْتُ، فَهُوَ مِنِّي: لَهَا صَدَاقُ نِسَائِهَا، وَلَهَا الْمِيرَاثُ، وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَشْجَعَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَضَى بِذَلِكَ، قَالَ: هَلُمَّ مَنْ يَشْهَدُ لَكَ بِذَلِكَ؟ فَشَهِدَ أَبُو الْجَرَّاحِ بِذَلِكَ (1).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، خِلَاس -وهو ابن عمرو الهجري- من رجال مسلم، وروى له البخاري متابعة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، يحيى: هو القطان، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وعبد الله بن عتبة: هو ابن مسعود.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 300، وأبو داود (2114)، وابن ماجه (1891)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 122، وفي "الكبرى"(5517)، وابن حبان (4098)، والحاكم 2/ 180 - 181، والطبراني في "الكبير" 20/ (545)، والبيهقي في "السنن" 7/ 245، من طريق سفهان الثوري، والطبراني في "الكبير" 20/ (546) من طريق عبد الرحمن الدالاني، كلاهما عن فراس بن يحيى الهمداني، عن الشعبي، عن مسروق، عن عبد الله. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه عبد الرزاق (10898) و (11745)، وابن أبي شيبة 4/ 300، وأبو داود (2115)، والترمذي (1145)، وابن ماجه (1891)، النسائي في "المجتبى" 6/ 121 و 122، وفي "الكبرى"(5516) و (5519)، وابن الجارود في "المنتق"(718)، وابن حبان (4099)، والطبراني في "الكبير" 20/ (543)، والبيهقي في "السنن" 7/ 245 من طرق عن سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله. والمرأة التي قضى فيها النبي صلى الله عليه وسلم هي بروع بنت واشق.
قال الترمذي: حديث ابن مسعود حديث حسن صحيح، وقد روي عنه من غير =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وجه، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم، وبه يقول الثوري وأحمد وإسحاق. وقال بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم علي بن أبي طالب، وزيد بن ثابت، وابن عباس، وابن عمر: إذا تْزوج الرجل المرأة ولم يدخل بها، ولم يفرض لها صَدَاقاً حتى مات، قالوا: لها الميراث، ولا صَدَاق لها، وعليها العِدَّة، وهو قول الشافعي، قال: لو ثبت حديث بروع بنت واشق لكانت الحجة فيما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم. وروي عن الشافعي أنه رجع بمصر بَعْدُ عن هذا القول، وقال بحديث بروع بنت واشق.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (544) من طريق سفيان الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/ 121، وفي "الكبرى"(5515)، وابن حبان (4100) من طريق زائدة، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن عبد الله. قال النسائي: لا أعلم أحداً قال في هذا الحديث: الأسود، غير زائدة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 301 - 302، والنسائي في "المجتبى" 6/ 122 - 123، وفي " الكبرى"(5518)، وابن حبان (4101)، والطبراني 20/ (542)، والحاكم 2/ 180، والبيهقي في "السنن" 7/ 245، من طرق عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن علقمة، عن عبد الله.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وقد اختلفت هذه الروايات في تسمية من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قصة بروع هذه.
قال البيهقي: وهذا الاختلاف في تسمية من روى قصة بروع بنت واشق، عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يوهن الحديث، فإن جميع هذه الروايات أسانيدها صحاح، وفي بعضها ما دلَّ على أن جماعة من أشجع شهدوا بذلك، فكأن بعض الرواة سمَّى منهم واحداً، ويعضهم سمَّى اثنين، وبعضهم أطلق، ولم يسم، ومثله لا يرد الحديث، ولولا ثقة من رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان لفرح عبد الله بن مسعود بروايته معنى. والله =
4100 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، الْمَعْنَى، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فِي بَرْوَعَ بِنْتِ وَاشِقٍ، فَقَالَ: هَلُمَّ شَاهِدَاكَ عَلَى هَذَا، فَشَهِدَ أَبُو سِنَانٍ، وَالْجَرَّاحُ، رَجُلَانِ مِنْ أَشْجَعَ (1).
4101 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ الْأَعْمَشِ، حَدَّثَنِي شَقِيقٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا إِذَا جَلَسْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّلَاةِ، قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَى اللهِ مِنْ عِبَادِهِ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ، وَفُلَانٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُولُوا: السَّلَامُ عَلَى اللهِ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ السَّلَامُ، وَلَكِنْ إِذَا جَلَسَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَقُلْ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ - فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمْ ذَلِكَ،
= أعلم.
قلنا: وهذا الحديث سيرد في "مسند الجراح" - ويقال أبو الجراح - وأبي سنان الأشجعيّين 4/ 279 - 280، وفي "مسند معقل بن سنان الأشجعي" 3/ 480.
وسيأتي أيضاً هنا برقم (4100) و (4276) و (4277) و (4278).
قوله: لها صَدَاق نسائها: أي: مهر المثل.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر سابقه. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي.
قال السندي: بروع: بكسر الباء، وجوز فتحها، قيل: الكسر عند أهل الحديث، والفتح عند أهل اللغة أشهر.
شاهداك، أي: ليشهد شاهداك على ما تقول، كأنه للإحكام، وإلا فيكفي الواحدُ العدلُ في الرواية، فلا حاجة إلى شاهدٍ فضلًا عن الشاهدين.
أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ - أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ لِيَتَخَيَّرْ أَحَدُكُمْ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ، فَلْيَدْعُ بِهِ " (1).
4102 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُومُعَاوِيَةَ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ؟ قَالَ: " أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا، وَهُوَ خَلَقَكَ "، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: " ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ "، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: " ثُمَّ أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ "، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ} ، إِلَى قَوْلِهِ:{وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} [الفرقان: 68](2).
4103 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ. وحَدَّثَنَا ابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو القطان، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل.
وأخرجه البخاري (835)، وأبو داود (968)، وابن ماجه (899)، وابن خزيمة (703) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم (3622).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وتقدم من طريق أبي معاوية، به، برقم (3612).
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنُؤَاخَذُ بِمَا عَمِلْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ قَالَ:" مَنْ أَحْسَنَ فِي الْإِسْلَامِ، لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَمَنْ أَسَاءَ فِي الْإِسْلَامِ، أُخِذَ بِالْأَوَّلِ وَالْآخِرِ "(1).
4104 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: بَيْنَا رَجُلٌ يُحَدِّثُ فِي الْمَسْجِدِ الْأَعْظَمِ، قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَزَلَ دُخَانٌ مِنَ السَّمَاءِ، فَأَخَذَ بِأَسْمَاعِ الْمُنَافِقِينَ وَأَبْصَارِهِمْ، وَأَخَذَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ.
قَالَ مَسْرُوقٌ: فَدَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَاسْتَوَى جَالِسًا، فَأَنْشَأَ يُحَدِّثُ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه مسلم (120)(190)، وابن ماجه (4242) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (120)(190)، وابن ماجه (4242)، وأبو عوانة 1/ 71، والشاشي (489)، والبيهقي في "السنن" 9/ 123، وفي "الشعب"(23) من طريق ابن نمير، به.
وأخرجه الطيالسي (260)، والشاشي (491) و (492) من طريق شعبة، به. ووقع في مطبوع الطيالسي تحريف وسقطٌ واضح.
وسيأتي من طريق شعبة برقم (4408)، وتقدم من طريق آخر برقم (3596).
سُئِلَ مِنْكُمْ عَنْ عِلْمٍ هُوَ عِنْدَهُ، فَلْيَقُلْ بِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ، فَلْيَقُلْ: اللهُ أَعْلَمُ، فَإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ أَنْ تَقُولَ لِمَا لَا تَعْلَمُ: اللهُ أَعْلَمُ، إِنَّ اللهَ عز وجل قَالَ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم:{قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [ص: 86]، إِنَّ قُرَيْشًا لَمَّا غَلَبُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَاسْتَعْصَوْا عَلَيْهِ، قَالَ:" اللهُمَّ أَعِنِّي عليهم بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ "، قَالَ: فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ، أَكَلُوا فِيهَا الْعِظَامَ وَالْمَيْتَةَ مِنَ الْجَهْدِ، حَتَّى جَعَلَ أَحَدُهُمْ يَرَى ما بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ مِنَ الْجُوعِ، فَقَالُوا:{رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: إِنَّا إِنْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَادُوا، فَدَعَا رَبَّهُ، فَكَشَفَ عَنْهُمْ، فَعَادُوا، فَانْتَقَمَ اللهُ مِنْهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} ، إِلَى قَوْلِهِ:{يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} [الدخان: 10 - 16]. قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: فَلَوْ كَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، مَا كَشَفَ عَنْهُمْ (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو الضحى: هو مسلم بن صبيح، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه البخاري (4822)، ومسلم (2798)(40)، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 325 - 326 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي (398) من طريق ابن نمير، به.
وتقدم برقم (3613).
4105 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: {هَلْ مِنْ مُذَّكِرٍ} ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:{هَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر](1).
4106 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَ (2) اثْنَانِ دُونَ وَاحِدٍ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ "(3).
4107 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ:
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وكيع: هو ابن الجراح، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو السبيعي، والأسود بن يزيد: هو النخعي.
وأخرجه البخاري (4874)، والحاكم 2/ 249 - 250 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث قد اتفقا على إخراجه من حديث شعبة، عن أبي إسحاق مختصراً، ووافقه الذهبي.
وقد تقدم برقم (3755)، وتقدم من طريق شعبة برقم (3918).
(2)
في (ظ 14): ينتجي.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن ماجه (3775)، وأبو يعلى (5220) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقد تقدم برقم (3560).
قَالَ عَبْدُ اللهِ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَحْكِي نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ضَرَبَهُ قَوْمُهُ، فَهُوَ يَنْضَحُ الدَّمَ، (قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: يَمْسَحُ الدَّمَ) عَنْ جَبِينِهِ، وَيَقُولُ:" رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِي، فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ "(1).
4108 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَالْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا ". وَقَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّهُ - يَعْنِي: الرَّجُلَ - لَيَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا ". قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: " وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1792)(105)، وابن ماجه (4025)، وأبو يعلى (5216) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وتقدم من طريق أبي معاوية، به، برقم (3611).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند وكيع في "الزهد"(397)، ومن طريقه أخرجه ابن أبي شيبة 8/ 590 - 591، ومسلم (2607)(105)، وأبو داود (4989)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 378.
وسلف برقم (3638).
4109 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَيَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا، فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَآخَرُ آتَاهُ اللهُ حِكْمَةً، فَهُوَ يَقْضِي بِهَا، وَيُعَلِّمُهَا "(1).
4110 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَسَنٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي مَاجِدٍ الْحَنَفِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ السَّيْرِ بِالْجِنَازَةِ؟ فَقَالَ: " مَا دُونَ الْخَبَبِ، الْجِنَازَةُ مَتْبُوعَةٌ وَلَيْسَتْ بِتَابِعٍ "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، ويزيد: هو ابن هارون، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم.
وهو عند وكيع في "الزهد"(440)، ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى"(5840)، وأبو يعلى (5227).
وأخرجه الشاشي (750) من طريق يزيد بن هارون، به.
وقد سلف برقم (3651).
(2)
إسناده ضعيف لجهالة أبي ماجد الحنفي، وضَعْفِ يحيى بن الحارث، وقد تقدم الكلام عنهما في الرواية (3585). وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. وكيع: هو ابن الجراح، وحسن: هو ابن صالح بن صالح بن حيّ الهَمْداني.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 479، والبيهقي في "السنن" 4/ 25 من طريقين، عن حسن بن صالح، بهذا الإسناد. قال البيهقي: أبو ماجد مجهول، ويحيى الجابر ضعفه جماعة من أهل النقل، والله أعلم.
وقد سلف برقم (3585) و (3734).
قوله: "وليست بتابع": قال السندي: هكذا في هذه الرواية، والظاهر: وليست =
4111 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ شَقَّ الْجُيُوبَ، وَلَطَمَ الْخُدُودَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ "(1).
4112 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ، فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ "(2).
= بتابعة، وأما تصحيح هذا، فعلى حذف الموصوف، أي: ليست بشيء تابع.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن مرة: هو الهمداني الخارفي، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه مسلم (103)(156)، وابن ماجه (1584) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1298) و (3519)، ومسلم (103)(165) و (166)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 19، وفي "الكبرى"(1987)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/ 135، والشاشي (381)، وابن حبان (3149)، والبيهقي في "السنن" 4/ 63، وفي "شعب الإيمان"(10156)، والبغوي في "شرح السنة"(1533) من طرق، عن الأعمش، به.
وقد سلف برقم (3658).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن بن يزيد: هو النخعي. =
4113 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَنَحْنُ شَبَابٌ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نَسْتَخْصِي؟ فَنَهَانَا، ثُمَّ رَخَّصَ لَنَا فِي أَنْ نَنْكِحَ الْمَرْأَةَ بِالثَّوْبِ إِلَى الْأَجَلِ (1)، ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللهِ:{(2) لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ} [المائدة: 87](3).
4114 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْهِلَالِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا كَانَ فِي سَفَرٍ، فَوَلَدَتِ امْرَأَتُهُ، فَاحْتُبِسَ لَبَنُهَا، فَجَعَلَ يَمُصُّهُ وَيَمُجُّهُ، فَدَخَلَ حَلْقَهُ، فَأَتَى أَبَا مُوسَى، فَقَالَ: حُرِّمَتْ عَلَيْكَ، قَالَ: فَأَتَى ابْنَ مَسْعُودٍ، فَسَأَلَهُ؟ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
= وأخرجه مسلم (1400)(4)، وابن الجارود (672) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (4023)، وانظر (3592).
(1)
في هامش (س) و (ظ 1) و (ص) و (ق): إلى أجل.
(2)
في (ق) و (ظ 14): {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا
…
}.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وابن أبي خالد: هو إسماعيل، وقيس: هو ابن أبي حازم.
وأخرجه مسلم (1404)(11)، والنسائي في "الكبرى"(11150)، والبيهقي في "السنن" 7/ 201، من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3650)، ومع الزيادة برقم (3986).
لَا يُحَرِّمُ مِنَ الرَّضَاعِ، إِلَّا مَا أَنْبَتَ اللَّحْمَ، وَأَنْشَزَ الْعَظْمَ " (1).
(1) حديث صحيح بشواهده، وهذا إسناد ضعيف للانقطاع بين والد أبي موسى الهلالي وعبد الله بن مسعود، فقد ذكر البخاري في "الكنى" 9/ 69، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 438 أن والد أبي موسى الهلالي يروي عن ابن لعبد الله بن مسعود، عن ابن مسعود، ولجهالة أبي موسى الهلالي، وأبيه، فيما ذكر أبو حاتم، وقال المديني في أبي موسى الهلالي: لا أعلم روى عنه غير سليمان بن المغيرة، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 663. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسليمان بن المغيرة: هو أبو سعيد القيسي البصري. أبو موسى الذي سأله الرجل هو: أبو موسى الأشعري.
وأخرجه أبو داود (2060)، والدارقطني في "السنن" 4/ 172 - 173، والبيهقي في "السنن" 7/ 461، من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 4/ 173، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 7/ 460 من طريق النضربن شميل، عن سليمان بن المغيرة، عن أبي موسى الهلالي، عن أبيه، عن ابنٍ لعبد الله بن مسعود، عن ابن مسعود، مرفوعاً.
وأخرجه أبو داود (2059)، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 7/ 461 من طريق عبد السلام بن مطهر، عن سليمان بن المغيرة، به موقوفاً، بزيادة ابنٍ لعبد الله بن مسعود بين والد أبي موسى الهلالي وابن مسعود.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 7/ 462 من طريق سعيد بن منصور، عن هشيم، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن عبد الله موقوفاً، بلفط:"لا رضاع إلا ما كان في الحولين، ما أنشز العظم، وأنبت اللحم".
قلنا: المغيرة -وهو ابن مقسم- يدلس عن إبراهيم.
وأخرج بنحوه مالك في "الموطأ" 7/ 607، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 7/ 462، وفي "معرفة السنن والآثار"(15484) عن يحيى بن سعيد القطان، أن رجلًا سأل أبا موسى الأشعري
…
وفي آخره: فقال عبد الله بن مسعود: لا رضاعة =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= إلا ما كان في الحولين. وهذا إسناد منقطع.
وأخرج نحوه الدارقطني فى "السنن" 4/ 173، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 7/ 461 من طريق أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي عطية، قال: جاء رجل إلى أبي موسى الأشعري
…
وفي آخره: فأتى عبد الله بن مسعود أبا موسى، فقال: أرضيع هذا؟!
قال البيهقي: ورواه الثوري عن أبي حصين، وزاد فيه قول عبد الله: إنما الرضاع ما أنبت اللحم والدم.
وله شاهد من حديث عائشة مرفوعاً عند البخاري (5102)، ومسلم (1455)(32)، بلفظ:"إنما الرضاعة من المجاعة"، وسيرد 6/ 94 و 174 و 214.
وآخر من حديث أم سلمة عند الترمذي (1152)، وابن حبان (4224)، بلفظ: "لا يحرم من الرَّضاعة إلا ما فتق الأمعاء في الثدي، وكان قبل الفطام، قال الترمذي: حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أن الرضاعة لا تُحَرِّم إلا ما كان دون الحولين، وما كان بعد الحولين الكاملين، فإنه لا يحرم شيئاً.
وثالث من حديث عبد الله بن الزبير، أخرجه ابن ماجه (1946) من طريق عبد الله بن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا رضاع إلا ما فتق الأمعاء"، وهذا سند حسن، عبد الله بن وهب روى عن ابن لهيعة قبل احتراق كتبه.
ورابع من حديث أبي هريرة عند البزار (1444)"زوائد"، والبيهقي 7/ 455 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن محمد بن إسحاق، عن إبراهيم بن عقبة، عن حجاج بن حجاج، عن أبي هريرة رفعه:"لا تحرم من الرضاعة المصة والمصتان، ولا يحرم منه إلا ما فتق الأمعاء"، ومحمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعن، وباقي رجال السند ثقات. وقال البيهقي: رواه الزهري وهشام، عن عروة موقوفاً على أبي هريرة ببعض معناه. =
4115 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ فِي خُطْبَةِ الْحَاجَةِ: إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ، فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ، فَلَا هَادِيَ لَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ قَرَأَ ثَلَاثَ آيَاتٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ:{اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]، {اتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]، {اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ [الأحزاب: 70] (1).
= وخامس من حديث ابن عباس مرفوعاً عند الدارقطني 4/ 174، بلفظ:"لا رضاع إلا ما كان في الحولين"، وصححه ابن القيم في "زاد المعاد" 5/ 554، لكن ذكر الدارقطني أن المحفوط وقفه، وصحح الموقوف البيهقي في "السنن" 7/ 462.
قول أبي موسى: حَرُمت عليك، أي: بالرضاع.
لا يحرم: من التحريم.
إلا ما أنبت اللحمَ، أي: إلا ما كان في الصغر، فإنه لا ينبت اللحم إلا في الصغر، لكن ظاهر الحديث يفيد أنه يشترط كثرة اللبن أيضاً، فليتأمل.
وأنشز: بزاي معجمة، أي: رفعه وأعلاه وأكبر حجمه. قاله السندي.
قلنا: قد فسر الخطابي على رواية أنشر بالراء أيضاً، فقال في "معالم السنن" 3/ 186: معناه: ما شدَّ العظمَ وقوّاه، والإنشارُ بمعنى الإحياء في قوله تعالى:{ثم إذا شاء أنشره} ، ويروى: أنشز العظم، بالزاي المعجمة، ومعناه: زاد في حجمه فنشز.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد =
4116 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: عَلَّمَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، خُطْبَةَ الْحَاجَةِ
…
فَذَكَرَ نَحْوَ هَذَا الْحَدِيثِ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ:" إِنَّ "(1).
= الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه، وهو متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وسفهان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه أبو يعلى (5233) من طريق كيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (10449)، وأبو داود (2118)، وأبو يعلى (5257)، والآجري في "الشريعة" ص 196 - 197، والبيهقي في "السنن" 7/ 146 من طرق، عن سفيان الثوري، به.
وسلف بإسناد صحيح برقم (3721)، وبإسناد ضعيف برقم (3720)، وسيرد بعده بإسناد صحيح برقم (4116).
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- من رجال مسلم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، وكيع: هو ابن الجراح، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو السبيعي، وأبو عبيدة: هو ابن عبد الله بن مسعود، وهو وإن لم يسمع من أبيه، قد تابعه أبو الأحوص.
وأخرجه أبو داود (2118)، وأبو يعلى (5234)، والبيهقي في "السنن" 7/ 146، من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي (915) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، به، دون ذكر أبي عبيدة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10327) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(493) -، والشاشي (914) و (916) من طريق إسرائيل، به، دون ذكر أبي الأحوص.
وقد سلف برقم (3720) و (3721) و (4115).
4117 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ أَبِي صَخْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: لَمَّا أَتَى عَبْدُ اللهِ الْجَمْرَةَ - جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ - اسْتَبْطَنَ الْوَادِيَ، وَاسْتَقْبَلَ الْكَعْبَةَ، وَجَعَلَ الْجَمْرَةَ عَلَى حَاجِبِهِ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ رَمَى بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ، ثُمَّ قَالَ: مِنْ هَاهُنَا، وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، رَمَى الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ (1).
4118 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اقْرَأْ عَلَيَّ الْقُرْآنَ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ أَقْرَأُ عَلَيْكَ، وَإِنَّمَا أُنْزِلَ عَلَيْكَ؟ قَالَ:" إِنِّي أَشْتَهِي أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي "، قَالَ: فَافْتَتَحْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا بَلَغْتُ:{فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء: 41]، قَالَ: نَظَرْتُ إِلَيْهِ، وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ (2).
(1) صحيح دون قوله: واستقبل البيت، وهو مكرر (4089). وسلف أيضاً برقم (3548).
وقوله: "استقبل الكعبة"، شاذ، كما تقدم في (4089).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعَبِيدة -بفتح العين- هو: ابن عمرو السلماني، الكوفي. =
4119 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَشْكُرِيِّ، عَنْ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: اللهُمَّ أَمْتِعْنِي بِزَوْجِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَانَ، وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" سَأَلْتِ اللهَ عز وجل لِآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ، وَأَيَّامٍ مَعْدُودَةٍ، وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ، لَنْ (1) يُعَجِّلَ شَيْئًا قَبْلَ حِلِّهِ، أَوْ يُؤَخِّرَ شَيْئًا عَنْ حِلِّهِ، وَلَوْ كُنْتِ سَأَلْتِ اللهَ عز وجل أَنْ يُعِيذَكِ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ، أَوْ عَذَابٍ (2) فِي الْقَبْرِ، كَانَ خَيْرًا وَأَفْضَلَ ".
قَالَ: وَذُكِرَ عِنْدَهُ أَنَّ الْقِرَدَةَ - قَالَ مِسْعَرٌ: أُرَاهُ قَالَ: وَالْخَنَازِيرَ - مِمَّا مُسِخَ؟ قَالَ: فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ عز وجل لَمْ يَجْعَلْ لِمَسِيخٍ نَسْلًا، وَلَا عَقِبًا، وَقَدْ كَانَتِ الْقِرَدَةُ - أُرَاهُ قَالَ: وَالْخَنَازِيرُ - قَبْلَ ذَلِكَ "(3).
4120 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، نَحْوَهُ بِإِسْنَادِهِ، وَلَمْ يَشُكَّ فِي الْخَنَازِيرِ (4).
= وأخرجه أبو يعلى (5228) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وهو مكرر (3606).
(1)
في (ظ 14) و (س): أن.
(2)
في (ظ 14): وعذاب.
(3)
هو مكرر (3700) سنداً ومتناً.
(4)
هو مكرر (3925) سنداً ومتناً.
4121 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى كُلِّ خَلِيلٍ (1) مِنْ خِلِّهِ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، إِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللهِ عز وجل "(2).
4122 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ وَائِلِ بْنِ مَهَانَةَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ، فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ " فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: وَمَا لَنَا أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ؟ قَالَ: " لِأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ "(3).
(1) في (س): خِلٍّ.
(2)
هو مكرر (3689) سنداً ومتناً.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين لحال وائل بن مهانة، تقدم الكلام عنه برقم (3569)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود- فقد روى له أصحاب السنن والبخاري تعليقاً، وهو صدوق اختلط قبل موته، لكن سماع وكيع منه قبل الاختلاط. الحكم: هو ابن عتيبة، وذَرٍّ: هو ابن عبد الله المُرهبي.
وذكره ابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 325، فقال: ورواه المسعودي، عن الحكم، عن ذر، عن وائل بن مهانة، عن عبد الله، موقوفاً، والصوإب فيه رواية منصور، عن ذر.
قلنا: هو هنا برواية المسعودي مرفوع لا موقوف كما ذكر ابن عبد البر، وقد تقدم =
4123 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ نَفْسٍ تُقْتَلُ ظُلْمًا، إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الْأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا، ذَلِكَ بِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ "(1).
4124 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، الْمَعْنَى، وَهَذَا لَفْظُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلٍ، أَنْ أَبَاهُ مَعْقِلَ بْنَ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيَّ، قَالَ لِابْنِ مَسْعُودٍ: أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " النَّدَمُ تَوْبَةٌ؟ "، قَالَ: نَعَمْ (2).
4125 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ الصَّادِقُ
= برقم (3569).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وعبد الله بن مرة: هو الهمداني الكوفي، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه الترمذي (2673)، والطبري في "التفسير"(11738)، وفي "التاريخ " 1/ 144، من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقد تقدم برقم (3630) و (4092).
(2)
صحيح، وهذا إسناد حسن، وتقدم برقم (3568). وكيع: هو ابن الجراح، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
الْمَصْدُوقُ، قَالَ:" بَيْعُ الْمُحَفَّلَاتِ خِلَابَةٌ، وَلَا تَحِلُّ الْخِلَابَةُ لِمُسْلِمٍ "(1).
4126 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، يُحَدِّثُهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " سِبَابُ
(1) إسناده ضعيف لضعف جابر، وهو ابن يزيد الجعفي، وروي مرفوعاً، وموقوفه هو الصحيح، كما قال الدارقطني، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- فقد روى له البخاري تعليقاً وأصحاب السنن، وهو صدوق اختلط قبل موته، وسمع منه وكيع قبل الاختلاط. أبو الضحى: هو مسلم بن صبيح الهمداني، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 216، وابن ماجه (2241) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (292)، والشاشي (386)، والبيهقي في "السنن" 5/ 317 من طرق عن المسعودي، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 214 والبيهقي في "السنن" 5/ 317 من طريقين، عن الأعمش، عن خيثمة، عن الأسود، عن عبد الله، موقوفاً.
وأخرجه موقوفاً أيضاً عبد الرزاق (14865) عن الثوري، عن الأعمش، عن خيثمة، عن عبد الله. لم يذكر الأسود.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ 48: الموقوف هو الصواب.
وقال الحافظ في "الفتح" 4/ 367 - 368: رواه ابن أبي شيبة، وعبد الرزاق موقوفاً بإسناد صحيح.
وانظر (4096).
قوله: خِلابة، بالكسر، أي: خداع.
والمُحَفَّلات: سلف شرحها في الرواية (4096).
الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ " (1).
4127 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، وَفِتَنًا، وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا "، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ فَمَاذَا تَأْمُرُنَا لِمَنْ (2) أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنَّا؟ قَالَ: " تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وزبيد: هو ابن الحارث اليامي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه مسلم (64)(116)، وأبو يعلى (5276)، وابن منده في "الإيمان"(653) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (1983) و (2635)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 122، وأبو عوانة 1/ 25، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/ 365 وأبو نعيم ني "الحلية" 5/ 34 من طرق، عن سفيان، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10308) من طريق إسحاق الأزرق، عن سفيان، عن زبيد، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عبد الله.
قال أبو نعيم في "الحلية" 5/ 34: وخالف إسحاق الأزرق أصحاب الثوري، فرواه عنه عن زبيد، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عبد الله.
وقد تقدم برقم (3647).
(2)
في هامش (س): فما تأمر من. وفي نسخة أخرى: فما تأمر لمن. وفي طبعة الشيخ أحمد شاكر: فماذا تأمر لمن.
اللهَ الَّذِي لَكُمْ " (1).
4128 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71]، قَالَ: يَدْخُلُونَهَا، أَوْ يَلِجُونَهَا (2)، ثُمَّ يَصْدُرُونَ مِنْهَا بِأَعْمَالِهِمْ، قُلْتُ لَهُ: إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ، هُوَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ كَلَامًا هَذَا مَعْنَاهُ (3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زيد بن وهب: هو الجهني.
وأخرجه مسلم (1843)(45)، وأبو يعلى (5156) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (297)، والشاشي (689) و (690) من طريق شعبة، به.
وقد تقدم برقم (3640).
قوله: "أثرة"، قال السندي: اسم من الاستئثار، أي: استئثار غيركم عليكم.
لمن أدرك: اللام للبيان، أي: يطلب منكم الأمر لمن أدرك، وفي حقه.
(2)
في (ق): ويلجونها.
(3)
إسناده حسن، السدي -وهو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة- مختلف فيه، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، ومرة: هو ابن شراحيل الهمداني. وقد وقفه شعبة، ثم أقر برفعه لما أخبره عبد الرحمن بن مهدي أن إسرائيل رواه عن السدي مرفوعاً. ورواية إسرائيل ستأتي برقم (4141).
وأخرجه الترمذي (3160)، والطبري في "التفسير" 16/ 111 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. قال الترمذي: قال عبد الرحمن: قلت لشعبة: إن إسرائيل حدثني عن السدي، عن مرة، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال شعبة: =
4129 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُتَوَشِّمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ، قَالَ: فَبَلَغَ امْرَأَةً فِي الْبَيْتِ، يُقَالُ لَهَا: أُمُّ يَعْقُوبَ، فَجَاءَتْ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: بَلَغَنِي أَنَّكَ قُلْتَ كَيْتَ وَكَيْتَ؟ فَقَالَ: مَا لِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي كِتَابِ اللهِ عز وجل؟! فَقَالَتْ: إِنِّي لَأَقْرَأُ مَا بَيْنَ لَوْحَيْهِ، فَمَا وَجَدْتُهُ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ، فَقَدْ وَجَدْتِيهِ، أَمَا قَرَأْتِ:{ومَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7]، قَالَتْ:
= وقد سمعته من السدي مرفوعاً، ولكني عمداً أدعه.
وأخرجه الترمذي (3160) أيضاً، والطبري في "التفسير" 16/ 111، من طريق يحيى بن سعيد، عن شعبة، به، موقوفاً.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 16/ 110 من طريق أبي عمرو داود بن الزبرقان، عن السدي، به.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ 273: يحتمل أن يكون مرفوعاً.
قلنا: قد صرَّح شعبةُ برفعه، وقصر الدارقطني بقوله: يحتمل.
وسيأتي برقم (4141) من طريق إسرائيل، مرفوعاً.
قوله: "ويلجونها"، قال السندي: من الولوج، وهو الدخول، فالعطف للتأكيد دفعاً لحمل الدخول على المرور من قربها، وقد حمل كثيرٌ منهم الورود على المرور، إلا أنَّ هذا الأثر صريحٌ في أن المراد الدخولُ حقيقة، ولو ثبت ذلك فلا بد من القول بأن النار تكون على من لا يستحقها برداً وسلاماً، والفاعل تعالى قادر على كل شيء. والله تعالى أعلم.
بَلَى، قَالَ: فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْهُ، قَالَتْ: إِنِّي لَأَظُنُّ أَهْلَكَ يَفْعَلُونَ. قَالَ: اذْهَبِي فَانْظُرِي، فَنَظَرَتْ، فَلَمْ تَرَ مِنْ حَاجَتِهَا شَيْئًا، فَجَاءَتْ، فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ شَيْئًا. قَالَ لَوْ كَانَتْ كَذَلِكَ، لَمْ تُجَامِعْنَا.
قَالَ: وَسَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، يُحَدِّثُهُ عَنْ أُمِّ يَعْقُوبَ، سَمِعَهُ مِنْهَا، فَاخْتَرْتُ حَدِيثَ مَنْصُورٍ (1).
(1) إسناده الأول صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وسمعه سفيان الثوري أيضاً من عبد الرحمن بن عابس، عن أم يعقوب -وهي المرأة الأسدية التي جادلت ابن مسعود- عن عبد الله بن مسعود، وهذا إسناد رجاله رجال الشيخين أيضاً غير أم يعقوب، فلم يرو عنها غير عبد الرحمن بن عابس، وأخرج لها البخاري مقروناً أو مُعَقِّباً، وقال الحافظ في "الفتح" 8/ 630: لا يُعرف اسمها، وقد أدركها عبد الرحمن بن عابس. وقال في "الفتح" 10/ 373: وهي من بني أسد بن خزيمة، ولم أقف لها على ترجمة، ومراجعتها ابن مسعود تدل على أن لها إدراكاً، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب. قلنا: هي متابعة.
وأخرجه البخاري (5948)، ومسلم (2125)، وابن ماجه (1989)، والدارقطني في "العلل" 5/ 134، من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4887)، والدارقطني في "العلل" 5/ 135 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن عبد الرحمن بن عابس، به. قال الدارقطني: حديث الثوري عن عبد الرحمن بن عابس تفرد به عبد الرحمن بن مهدي، عنه، وحديثه عن منصور مشهور. =
4130 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ (1)، ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا، ثُمَّ يَجِيءُ
= وأخرجه عبد الرزاق (5103)، والبخاري (4886) و (5943)، والنسائي 8/ 146، والدارمي 2/ 279 - 280، وابن حبان (5504)، والطبراني في "الكبير"(9466)، والدارقطني في "العلل" 5/ 135 - 136، والبغوي في "شرح السنة"(3191) من طرق عن سفيان الثوري، عن منصور، به.
وأخرجه الحميدي (97)، عن سفيان بن عيينة، عن منصور، به.
وأخرجه البخاري (5931) و (5939)، ومسلم (2125)، وأبو داود (4169)، والترمذي (2782)، والنسائي في "الكبرى"(11579) -وهو في "التفسير"(599) -، وأبو يعلى (5141)، والشاشي (319) و (321)، وابن حبان (5505)، والبيهقي في "السنن" 7/ 312، وفي "الشعب"(7812)، من طرق، عن منصور، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد رواه شعبة وغير واحد من الأئمة عن منصور.
وانظر (3945).
قوله: "فلم تر من حاجتها شيئاً"، قال الحافظ في "الفتح" 8/ 631: أي: من الذي ظنت أن زوج ابن مسعود تفعله، وقيل: كانت المرأة رأت ذلك حقيقة، وإنما ابن مسعود أنكر عليها فأزالته، فلهذا لما دخلت المرأة لم تر ما كانت رأت قبل ذلك.
قوله: لم تجامعنا، أي: لَما اجتمعت معنا في البيت، بل فارقناها. قاله السندي.
(1)
زاد في (ق): ثم الذين يلونهم.
قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ " (1)، قَالَ (2): وَكَانَ أَصْحَابُنَا يَضْرِبُونَا وَنَحْنُ صِبْيَانٌ عَلَى الشَّهَادَةِ وَالْعَهْدِ.
4131 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ وَالْأَعْمَشُ، وَوَاصِلٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ عز وجل؟ قَالَ:" أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ عز وجل نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ "، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ طَعَامِكَ " - وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مَرَّةً: " أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ " -، قَالَ: ثُمَّ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعَبِيدة: هو ابن عمرو السلماني.
وأخرجه مسلم (2533)(211) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2652) و (3651)، وابن حبان (7222)، والشاشي (792)، والطبراني في "الكبير"(10337) من طريقين، عن سفيان الثوري، به. وسقط عبيدة من مطبوع الطبراني.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 175، والبخاري (6658)، ومسلم (2533)(210) و (211)، والنسائي في "الكبرى"(6031)، وابن ماجه (2362)، وأبو يعلى (5103) و (5140)، والطحاوي في " شرح معاني الآثار" 4/ 152، وابن حبان (7223) و (7227)، والطبراني في "الكبير"(10338)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 334 من طرق، عن منصور، به. وقد سلف برقم (3594).
(2)
القائل: هو إبراهيم النخعي كما هو مصرح به في رواية مسلم، ولفظه: كانوا ينهوننا ونحن غلمان عن العهد والشهادات. قال النووي: والمراد النهي عن قوله: عليَّ عهدُ الله، أو أشهد بالله.
قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وواصل: هو ابن حيان، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة، وعمرو بن شرحبيل: هو أبو ميسرة الهمداني الكوفي.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 8/ 18 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وتابع ابنَ مهدي في ذكر هؤلاء الثلاثة محمد بن كثير عند البغوي في "شرح السنة"(42). وانظر ما يأتي.
وأخرجه الترمذي (3182) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن منصور والأعمش، به، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه الترمذي (3182) أيضاً، والنسائي في "المجتبى" 7/ 89 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن واصل، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(19720)، والبخاري (4761) و (6811)، والنسائي في "الكبرى"(11370) -وهو في "التفسير"(389) - من طريق يحيى بن سعيد القطان، والطبري في "تفسيره " 19/ 41 من طريق أبي عامر العقدي، وأبو عوانة 1/ 55 من طريق أبي عاصم، أربعتهم عن سفيان الثوري، عن منصور والأعمش، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، به.
وأخرجه البخاري (4761) و (6811) أيضاً، والنسائي في "المجتبى" 7/ 90، من طريق يحيى القطان، عن سفيان الثوري، عن واصل، عن أبي وائل، عن عبد الله، ليس فيه عمرو بن شرحبيل.
قال البخاري عقب (6811): قال عمرو (يعني ابن علي شيخ البخاري في هذا الحديث): فذكرته لعبدِ الرحمن، وكان حدثنا عن سفيان، عن الأعمش ومنصور، وواصل عن أبي وائل، عن أبي ميسرة، قال: دعه دعه.
قال الحافظ في "الفتح" 12/ 115: والحاصل أن الثوري حدث بهذا الحديث =
4132 -
حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا وَاصِلٌ الْأَحْدَبُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟
…
فَذَكَرَهُ (1).
= عن ثلاثة أنفس حدثوه به عن أبي وائل، فأما الأعمش ومنصور، فأدخلا بين أبي وائل وبين ابن مسعود أبا ميسرة، وأما واصل فحذفه، فضبطه يحيى القطان عن سفيان هكذا مفصلًا، وأما عبد الرحمن بن مهدي فحدث به أولاً بغير تفصيل، فحمل رواية واصل على رواية منصور والأعمش، فجمع الثلاثة، وأدخل أبا ميسرة في السند، فلما ذكر له عمرو بن علي أن يحيى فصله، كأنه تردد فيه، فاقتصر على التحديث به عن سفيان، عن منصور والأعمش حسب، وترك طريق واصل، وهذا معنى قوله: دعه دعه، أي: اتركه، والضمير للطريق التي اختلف فيها وهي رواية واصل.
وقال الحافظ في "الفتح" 8/ 493: الصواب إسقاط أبي ميسرة من رواية واصل، كما فصَّله يحيى بن سعيد.
وأخرجه عبد الرزاق (19719)، والبخاري (4477) و (6001) و (7520)، ومسلم (86)(141)، وأبو داود (2310)، وأبو يعلى (5130)، والطبري في "تفسيره" 9/ 41، وأبو عوانة 1/ 56، وابن حبان (4415) و (4416)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 146 والبيهقي في "الشعب"(5370) من طرق، عن منصور، به، بذكر عمرو بن شرحبيل.
وأخرجه البخاري (6811) و (7532)، وأبو يعلى (5167)، وأبو عوانة 1/ 55، والشاشي (775) و (802)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 145، والبيهقي في "الشعب"(5316) و (5371) و (5372) من طرق، عن الأعمش، به، بذكر عمرو بن شرحبيل.
وانظر ما بعده، وانظر (3612).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. =
4133 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
…
فَذَكَرَهُ (1).
4134 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟
…
فَذَكَرَهُ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا
= وأخرجه الطيالسي (264)، والترمذي (3183)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 146 من طريق شعبة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هكذا روى شعبة عن واصل، عن أبي وائل، عن عبد الله، لم يذكر عمرو بن شرحبيل.
قال ابن حبان 10/ 264: ولست أنكر أن يكون أبو وائل سمعه من عبد الله، وسمعه من عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله، حتى يكون الطريقان جميعاً محفوظين.
وأخرجه البخاري (4761) و (6811)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 90 من طريق يحيى القطان، عن سفيان الثوري، عن واصل، به. وسقط طريق سفيان، عن واصل، عن أبي وائل من "فتح الباري" الطبعة السلفية، وثبت في الطبعة البولاقية.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 90 أيضاً من طريق يزيد، عن شعبة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله. وقال: وحديث يزيد هذا خطأ، إنما هو واصل، والله تعالى أعلم.
وتقدم قبله من طريق فيه زيادةُ عمرو بن شرحبيل، فانظره لزاماً، وسلف برقم (3612).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر سابقه.
وأخرجه الترمذي (3183) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله و (3612) و (4131).
آخَرَ}، إِلَى:{مُهَانًا} [الفرقان: 68 و 69](1).
4135 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:" اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى، وَالتُّقَى، وَالْعِفَّةَ، وَالْغِنَى "(2).
4136 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا، لَاتَّخَذْتُ ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ خَلِيلًا "(3).
(1) حديث صحيح، ورقاء -وهو ابن عمر اليشكري، وإن كان في حديثه عن منصور -وهو ابن المعتمر- لين، ولم يخرج الشيخان من روايته عن منصور شيئاً-، متابع، وبافي رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن حفص، فمن رجال مسلم. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة، وعمرو بن شرحبيل: هو أبو ميسرة.
وسلف برقم (3612) و (4131) و (4132) و (4133).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة- ثقة من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه مسلم (2721)، وابن ماجه (3832)، وأبو يعلى (5283)، والبغوي في "شرح السنة"(1373) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 208، والطبراني في "الدعاء"(1408) من طريقين، عن سفيان الثوري، به. وسلف برقم (3692) و (3904).
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي =
4137 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى صَلَاةً إِلَّا لِمِيقَاتِهَا، إِلَّا أَنَّهُ جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِجَمْعٍ، وَصَلَّى الصُّبْحَ يَوْمَئِذٍ لِغَيْرِ مِيقَاتِهَا (1).
4138 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ
…
مَعْنَاهُ (2).
4139 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَأَنْ أَحْلِفَ تِسْعًا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قُتِلَ قَتْلًا، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْلِفَ وَاحِدَةً أَنَّهُ لَمْ يُقْتَلْ، وَذَلِكَ أَنَّ اللهَ
=الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه مسلم (2383)(5) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم (3878)، وانظر (3580) و (3909).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمارة: هو ابن عمير التيمي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه أبو يعلى (5264) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (4420) عن سفيان الثوري، به.
وقد سلف برقم (3637).
(2)
هو مكرر (4046).
عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَهُ نَبِيًّا، وَاتَّخَذَهُ شَهِيدًا، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: كَانُوا يَرَوْنَ، وَيَقُولُونَ: إِنَّ الْيَهُودَ سَمُّوهُ، وَأَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه (1).
4140 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} - قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: لَمَّا نَزَلَتْ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} - كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: " سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ "(2).
4141 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ السُّدِّيِّ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ:{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71]، قَالَ:
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك الجشمي- فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وهو مكرر (3873)، وسلف برقم (3617).
(2)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(2879)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في " الدعاء"(594).
وسلف برقم (3683).
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَرِدُ النَّاسُ النَّارَ كُلُّهُمْ، ثُمَّ يَصْدُرُونَ عَنْهَا بِأَعْمَالِهِمْ "(1).
4142 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَحَدَّثَنَا (2) يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطًّا،
(1) إسناده حسن، السدي -وهو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة- مختلف فيه، وحديثه لا يرقى إلى الصحة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، ومرة: هو ابن شراحيل الهمداني.
وأخرجه أبو يعلى (5282) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي 2/ 329، والترمذي (3159)، وأبو يعلى (5089)، والحاكم 2/ 375 من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، به، وفيه زيادة لفظها عند الدارمي:"فأولهم كلمح البرق، ثم كالريح، ثم كحضر الفرس، ثم كالراكب في رحله، ثم كشد الرجل، ثم كمشيه"، قال الترمذي: هذا حديث حسن. وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وهذه الزيادة أخرجها بنحوها الحاكم 4/ 598 - 600، ومن طريقه البيهقي في "البعث"(657) في حديث طويل من طريق سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء، عن عبد اللُه، موقوفاً. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: ما احتجا بأبي الزعراء.
قلنا: ولا أخرجا له متابعة، وهو من رجال الترمذي والنسائي.
وسلف برقم (4128).
(2)
سقطت الواو قبل: "حدثنا" في طبعة الشيخ أحمد شاكر، مما يوهم أن يزيد هذا هو شيخُ عبد الرحمن بن مهدي.
ثُمَّ قَالَ: " هَذَا سَبِيلُ اللهِ "، ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ قَالَ:" هَذِهِ سُبُلٌ - قَالَ يَزِيدُ: مُتَفَرِّقَةٌ - عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ "، ثُمَّ قَرَأَ:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام:153](1).
(1) إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه ابن نصر المروزي في " السنة" ص 5، والبغوي (97) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي (535) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (244)، والدارمي 1/ 67، وابن أبي عاصم في "السنة"(17)، والنسائي في "الكبرى"(11174) -وهو في "التفسير"(194) -، والبزار (2210)"زوائد"، والطبري في "تفسيره "(14168)، والشاشي (536) و (537)، وابن حبان (6) و (7)، والحاكم 2/ 318، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 263 من طرق، عن حماد بن زيد، به.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه البزار (2211)"زوائد" من طريق محمد بن خازم، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، فذكر نحوه.
وأخرجه البزار أيضاً (2212) من طريق يحيى بن سعيد، عن سفيان الثوري، عن أبيه، عن منذر الثوري، عن الربيع، عن عبد الله بن مسعود، فذكر نحوه.
قال البزار: قد روي عن عبد الله نحوه أو قريباً منه من وجوه.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/ 22، وقال: رواه أحمد والبزار، وفيه عاصم بن بهدلة، وهو ثقة، وفيه ضعف.
وسيأتي برقم (4437). =
4143 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ تُدْرِكُهُ السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَمَنْ يَتَّخِذُ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ "(1).
4144 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" تَقُومُ السَّاعَةُ، أَوْ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ "(2).
= وله شاهد من حديث جابر، سيرد 3/ 397، وفي إسناده مجالد بن سعيد، وليس بالقوي، وحديثه حسن في الشواهد.
وآخر من حديث ابن عباس عند محمد بن نصر في "السنة" ص 6، وفي إسناده مجالد أيضاً.
وثالث بمعناه موقوف من حديث أبي هريرة عند ابن نصر في "السنة" ص 5، أخرجه عن يحيى بن يحيى، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عنه.
وهذا إسناد حسن، يحيى بن يحيى هو الليثي، صدوق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
قوله: "هذا سبيل الله"، أي: مَثَل له في الاستقامة، وإحاطة الخطوط المعوجة به التي هي أمثال لسُبُل الشياطين. قاله السندي.
(1)
إسناده حسن من أجل عاصم -وهو ابن أبي النجود-، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.
وقد تقدم برقم (3844).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. عبد الرحمن =
4145 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا نَتَكَلَّمُ فِي الصَّلَاةِ، وَيُسَلِّمُ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ، وَيُوصِي أَحَدُنَا بِالْحَاجَةِ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، فَأَخَذَنِي مَا قَدُمَ، وَمَا حَدُثَ، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ:" إِنَّ اللهَ عز وجل يُحْدِثُ مِنْ أَمْرِهِ مَا شَاءَ، وَإِنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ أَنْ لَا تَكَلَّمُوا فِي الصَّلَاةِ "(1).
= هو ابن مهدي، وشعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه مسلم (2949)(131)، وأبو يعلى (5248)، وابن حبان (6850)، والبغوي في "شرح السنة"(4286)، من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وقد تقدم برقم (3735).
قوله: "تقوم الساعة أو لا تقوم الساعة
…
" إلخ: شكٌّ من الراوي أنَّ لفظ الحديث: "تقومُ الساعة على شرار الناس" بدون "لا"، و"إلا"، أو: "لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس" بزيادة: "لا"، و"إلا"، إلا أنه نبه على بعض المشكوك، وترك البعض على الإحالة. والله تعالى أعلم. قاله السندي.
(1)
صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وزائدة: هو ابن قدامة، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10121)، والبيهقي في "السنن" 2/ 248 من طريقين عن زائدة، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم (3575) و (3585) و (3944)، وسيأتي برقم (4417).
وتقدم بإسناد صحيح برقم (3563)، بلفظ:"إن في الصلاة لشغلاً".
قوله: ما قدم وما حدث، قال السندي: أصل حدث فتح الدال، لكن المشهور =
4146 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ (1)، قَالَ: هَاجَتْ رِيحٌ حَمْرَاءُ بِالْكُوفَةِ، فَجَاءَ رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ هِجِّيرَى إِلَّا: يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، جَاءَتِ السَّاعَةُ!! قَالَ: وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَجَلَسَ، فَقَالَ: إِنَّ السَّاعَةَ لَا تَقُومُ حَتَّى لَا يُقْسَمَ مِيرَاثٌ، وَلَا يُفْرَحَ بِغَنِيمَةٍ، قَالَ: عَدُوًّا يَجْمَعُونَ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ، وَيَجْمَعُ لَهُمْ أَهْلُ الْإِسْلَامِ، وَنَحَّى بِيَدِهِ نَحْوَ الشَّامِ، قُلْتُ: الرُّومَ تَعْنِي؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَيَكُونُ عِنْدَ ذَاكُمُ الْقِتَالِ رِدَّةٌ شَدِيدَةٌ، قَالَ: فَيَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجِزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ، فَيَفِيءَ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ، كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ، وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ، ثُمَّ يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجِزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ، فَيَفِيءَ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ، كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ، وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ، ثُمَّ يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يُمْسُوا، فَيَفِيءَ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ، كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ، وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ، فَإِذَا كَانَ الْيَوْمُ الرَّابِعُ، نَهَدَ إِلَيْهِمْ بَقِيَّةُ أَهْلِ الْإِسْلَامِ، فَيَجْعَلُ اللهُ عز وجل الدَّبْرَةَ عَلَيْهِمْ، فَيَقْتُلُونَ مَقْتَلَةً - إِمَّا قَالَ: لَا يُرَى مِثْلُهَا،
= عند الازدواج ضم الدال فيهما، يعني همومه وأفكاره القديمة والحديثة، وقيل: غلب علي التفكر في أحوالي القديمة والحديثة، أيها كان سبباً لترك رد السلام.
(1)
تحرف في (م) إلى: عن حميد بن هلال، عن أسير، عن أبي قتادة.
وَإِمَّا قَالَ: لَمْ نَرَ مِثْلَهَا -، حَتَّى إِنَّ الطَّائِرَ لَيَمُرُّ بِجَنَبَاتِهِمْ (1)، فَمَا يُخَلِّفُهُمْ حَتَّى يَخِرَّ مَيِّتًا، قَالَ: فَيَتَعَادُّ بَنُو الْأَبِ كَانُوا مِئَةً، فَلَا يَجِدُونَهُ بَقِيَ مِنْهُمْ إِلَّا الرَّجُلُ الْوَاحِدُ، فَبِأَيِّ غَنِيمَةٍ يُفْرَحُ؟ أَوْ أَيُّ مِيرَاثٍ يُقْسَمُ (2)؟! قَالَ: بَيْنَا هُمْ (3) كَذَلِكَ، إِذْ سَمِعُوا بِبَأْسٍ هُوَ أَكْبَرُ (4) مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: جَاءَهُمُ الصَّرِيخُ: أَنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَ فِي ذَرَارِيِّهِمْ، فَيَرْفُضُونَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَيُقْبِلُونَ، فَيَبْعَثُونَ عَشَرَةَ فَوَارِسَ طَلِيعَةً، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنِّي لَأَعْلَمُ أَسْمَاءَهُمْ، وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ، وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ، هُمْ خَيْرُ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ "(5).
(1) في (ص) و (ق): بجثمانهم. وفي نسخة السندي: بجُثَّاتِهم.
(2)
في (س) و (ظ 1) و (ظ 14) و (م): يُقاسم.
(3)
في (ظ 1) و (ق): بينما هم.
(4)
في (ق) و (ص) و (ظ 1) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: بناس هم أكثر، والمثبت من (س)، وانظر الشرح الآتي.
(5)
هو مكرر (3643) سنداً، وهذا متنه أطول.
قوله: ليس له هِجِّيرى، قال السندي: بكسر هائه وتشديد جيم مقصور الآخر، أي: شأنه ودأبه ذلك.
عدواً: هكذا بالنصب في نسخ المسند، أي: تجدون عدواً، وفي مسلم: عدو، بالرفع.
يجمعون، أي: العساكر.
عند ذاكم القتالِ، بالجرِّ. ردَّةٌ بالرفع.
فيشترط: قال النووي: ضبط بوجهين، أحدهما من الاشتراط، والثاني من =
4147 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ أَذَانُ بِلَالٍ - أَوْ قَالَ: نِدَاءُ بِلَالٍ - مِنْ سَحُورِهِ فَإِنَّهُ يُؤَذِّنُ - أَوْ قَالَ: يُنَادِي - لِيَرْجِعَ قَائِمَكُمْ، وَلِيُنَبِّهَ نَائِمَكُمْ، ثُمَّ لَيْسَ أَنْ يَقُولَ هَكَذَا
= التشرط.
شرطة: بضم الشين: طائفة من الجيش تتقدم للقتال.
للموت، أي: يشترطون معهم أن يقاتلوا إلى أن يموتوا إلا أن يغلبوا على العدو، فيرجعوا حينئذ.
فيفيء: من الفيء، أي: يرجع.
وتفنى: من الفناء.
نَهَدَ: بفتح نون وهاء، أي: نهض وتقدم.
الدَّبَرة: بفتح دال وباء موحدة، أي: الهزيمة.
عليهم: على الكفرة.
بجُثّاتِهم: بضم جيم وتشديد ثاء مثلثة، جمع الجثة سالماً.
وفي بعض النسخ: بجثمانهم، بضم جيم، فسكون مثلثة، بعدها ميم، أي: بشخوصهم.
وفي بعضها: بجَنَباتهم. بجيم ثم نون مفتوحتين، ثم باء موحدة، أي: نواحيهم.
فما يُخَلِّفهم: من التخليف، أي: فما يجاوزهم.
ببأس: بموحدة وسكون همزة. هو أكبر، بموحدة، قيل: هذا هو الصواب، لا ما في بعض النسخ: بناس، بالنون، هو أكثر، بالمثلثة، ويؤيده رواية أبي داود: سمعوا بأمرٍ أكبر من ذلك.
أَوْ قَالَ هَكَذَا - حَتَّى يَقُولَ هَكَذَا " (1).
4148 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَسْمًا، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: إِنَّ هَذِهِ الْقِسْمَةَ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللهِ عز وجل، قَالَ عَبْدُ اللهِ: يَا عَدُوَّ اللهِ، أَمَا لَأُخْبِرَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَا قُلْتَ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَاحْمَرَّ وَجْهُهُ، وَقَالَ:" رَحْمَةُ اللهِ عَلَى مُوسَى، قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ "(2).
4149 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، وَابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، الْمَعْنَى، قَالَ (3): حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ مَسْعُودٍ: هَلْ صَحِبَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْجِنِّ مِنْكُمْ أَحَدٌ؟ فَقَالَ: مَا صَحِبَهُ مِنَّا أَحَدٌ، وَلَكِنَّا قَدْ فَقَدْنَاهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقُلْنَا: اغْتِيلَ؟ اسْتُطِيرَ؟ مَا فَعَلَ؟ قَالَ: فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ، فَلَمَّا
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَيَّة، وسليمان: هو ابن طرخان التيمي، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مل النهدي.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/ 381 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1093)(39)، وأبو يعلى (5238)، وابن حبان (3468) من طريق إسماعيل ابن علية، به.
وقد سلف برقم (3564).
(2)
هو مكرر (3608) سنداً ومتناً.
(3)
في (ص) و (ق): قالا. والمثبت من (س) و (ظ 1).
كَانَ فِي وَجْهِ الصُّبْحِ - أَوْ قَالَ فِي السَّحَرِ - إِذَا نَحْنُ بِهِ يَجِيءُ مِنْ قِبَلِ حِرَاءَ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَذَكَرُوا الَّذِي كَانُوا فِيهِ، فَقَالَ:" إِنَّهُ أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ، فَأَتَيْتُهُمْ، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمْ "، قَالَ: فَانْطَلَقَ بِنَا، فَأَرَانِي آثَارَهُمْ وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ.
قَالَ: وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: سَأَلُوهُ الزَّادَ، قَالَ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ: قَالَ عَامِرٌ: فَسَأَلُوهُ لَيْلَتَئِذٍ الزَّادَ، وَكَانُوا مِنْ جِنِّ الْجَزِيرَةِ، فَقَالَ:" كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا كَانَ عَلَيْهِ لَحْمًا، وَكُلُّ بَعْرَةٍ، أَوْ رَوْثَةٍ عَلَفٌ (1) لِدَوَابِّكُمْ، فَلَا (2) تَسْتَنْجُوا بِهِمَا، فَإِنَّهُمَا زَادُ إِخْوَانِكُمْ مِنَ الْجِنِّ "(3).
(1) في (س) و (ظ 1): علفاً.
(2)
في (ص) و (ق): قال: فلا
…
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود -وهو ابن أبي هند- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً، إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَيَّة، ابن أبي زائدة: هو يحيى بن زكريا، والشعبي: هو عامر، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 2/ 229 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (450)(150)، والترمذي (3258)، وأبو يعلى (5237)، وابن حبان (6320) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإِسناد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه ابن خزيمة (82)، وابن حبان (1432) من طريق ابن أبي زائدة، به.
وأخرجه مطولاً ومختصراً: الطيالسي (281)، وابن أبي شيبة 1/ 155، ومسلم (450)(150) و (151)، وأبو داود (85)، والترمذي (18)، والنسائي في "الكبرى" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (39)، وأبو عوانة 1/ 219، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 124، والشاشي (316)، وابن حبان (6527)، والبيهقي في "السنن" 1/ 11، والبغوي في "شرح السنة"(178) من طرق عن داود، به. ومتقط اسم ابن مسعود من مطبوع ابن أبي شيبة.
وأخرجه مسلم (450)(152، والشاشي (331) و (332)، والطبراني في "الكبير"(9971)، والبيهقي في "السنن" 1/ 11 من طريق إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود، بلفظ:"لم أكن ليلة الجن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووددتُ أني كنتُ معه".
وأخرجه أبوداود (39)، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(180) عن حيوة بن شريح، عن ابن عياش، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله ابن الديلمي، عن ابن مسعود، قال: قدم وفد الجن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا محمد، انْهَ أُمَّتَك أن يستنجوا بعظم أو روثة أو حُمَمَة، فإن الله جعل لنا فيها رزقاً. قال: فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
قوله: فقال: ما صحبه أحد، قال النووي: هذا صريح في إبطال حديث الوضوء بالنبيذ، فإن هذا الحديث صحيح، وذاك ضعيف. قلنا: حديث الوضوء بالنبيذ تقدم برقم (3782) و (3810) وإسنادهما ضعيف.
اغتيل، أي: قتل سراً، والغِيلة، بكسر الغين: هي القتل في خفية.
استطير، أي: طارت به الجن.
ما فَعَل: على بناء الفاعل، أي: ما حصل له؟
فأراني آثارهم وآثار نيرانهم: قال الدارقطني: إلى هنا انتهى حديث ابن مسعود، وما بعده من قول الشعبي، أي: كما في رواية الكتاب، نعم الشعبي لا بد أن لا يقول مثله إلا بالتوقيف عن النبي صلى الله عليه وسلم، قلنا: وجاء عند مسلم، قال الشعبي: وسألوه الزاد، وكانوا من جن الجزيرة، إلى آخر الحديث من قول الشعبي مفصلاً من حديث عبد الله.
ذكر اسم الله عليه: قيل، أي: عند الأكل لا عند الذبح. =
4150 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّهُ حَجَّ مَعَ عَبْدِ اللهِ، وَأَنَّهُ رَمَى الْجَمْرَةَ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، قَالَ: وَجَعَلَ الْبَيْتَ عَنْ يَسَارِهِ، وَمِنًى عَنْ يَمِينِهِ، وَقَالَ: هَذَا مَقَامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ (1).
4151 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ ذَرًّا يُحَدِّثُ، عَنْ وَائِلِ بْنِ مَهَانَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ لِلنِّسَاءِ:" تَصَدَّقْنَ، فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ "، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ لَيْسَتْ مِنْ عِلْيَةِ النِّسَاءِ أَوْ مِنْ أَعْقَلِهِنَّ: يَا رَسُولَ اللهِ، فِيمَ؟ أَوْ لِمَ؟ أَوْ بِمَ؟ قَالَ:" إِنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ "(2).
= لحماً: منصوب على التمييز. قاله السندي.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (3941).
وسلف أيضاً برقم (3548).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين من أجل وائل بن مهانة، وقد تقدم الكلام عنه برقم (3569)، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، والحكم: هو ابن عتيبة، وذر: هو ابن عبد الله المرهبي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9256)، وابن حبان (3323) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (384)، والدارمي 1/ 237، وأبو يعلى (5284)، والشاشي (871) من طرق، عن شعبة، به.
وسلف برقم (3569)، وانظر (4152).
4152 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي الْحَكَمُ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ وَائِلِ بْنِ مَهَانَةَ، مِنْ تَيْمِ الرِّبَابِ، مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلنِّسَاءِ: " تَصَدَّقْنَ، فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ "، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ، لَيْسَتْ مِنْ عِلْيَةِ النِّسَاءِ: فِيمَ؟ وَبِمَ؟ وَلِمَ؟
…
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).
4153 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ يَقُولُ. قُلْتُ: آنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ عَبْدِ اللهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَقَدْ رَفَعَهُ، قَالَ:" لَا أَحَدَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ عز وجل، وَلِذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَلَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللهِ عز وجل وَلِذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ "(2).
(1) هو مكرر سابقه. بهز: هو ابن أسد العمي.
وتقدم برقم (3569).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وعمرو بن مرة: هو المرادي الكوفي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه مسلم (2760)(34)، والترمذي (3530)، والنسائي في "الكبرى"(11173) -وهو في "التفسير"(193) - من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه.
وأخرجه الطيالسي (266)، والبخاري (4634) و (4637)، والشاشي (524) و (527)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 283، من طرق، عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (3616).
4154 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: إِنِّي قَرَأْتُ الْمُفَصَّلَ كُلَّهُ فِي رَكْعَةٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: هَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ؟ لَقَدْ عَرَفْتُ النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرُنُ بَيْنَهُنَّ، قَالَ: فَذَكَرَ عِشْرِينَ سُورَةً مِنَ الْمُفَصَّلِ، سُورَتَيْنِ، سُورَتَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ (1).
4155 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ - قَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَعَدَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ كَأَنَّهُ عَلَى الرَّضْفِ، قُلْتُ لِسَعْدٍ: حَتَّى يَقُومَ؟
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (822)(279)، والفريابي في "فضائل القرآن"(126)، وابن حبان (1813) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (267)، والبخاري (775)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 175، وفي "الكبرى"(1077)، وأبو عوانة 2/ 163، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 346، والطبراني في "الكبير"(9863)، والبيهقي في "السنن" 2/ 60، من طرق، عن شعبة، به.
وقد تقدم برقم (3607)، وسردنا هناك السور التي كان يقرن بينهن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقدجاءفي (س) و (ظ 1): سورتين سورتين في ركعة، وفي هامش (س): في كل ركعة.
قَالَ: حَتَّى يَقُومَ. قَالَ حَجَّاجٌ: قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ سَعْدٌ يُحَرِّكُ شَفَتَهُ (1) بِشَيْءٍ، فَقُلْتُ: حَتَّى يَقُومَ؟ قَالَ: حَتَّى يَقُومَ (2).
4156 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَيَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: - قَالَ حَجَّاجٌ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ - قَالَ يَزِيدُ: جَمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ أَرْبَعُونَ، فَكُنْتُ فِي آخِرِ (3) مَنْ أَتَاهُ، قَالَ:" إِنَّكُمْ مَنْصُورُونَ، وَمُصِيبُونَ، وَمَفْتُوحٌ لَكُمْ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ فَلْيَتَّقِ اللهَ، وَلْيَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ، وَلْيَنْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ "؛ قَالَ يَزِيدُ: " وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ "(4).
(1) في هامش (س): شفتيه (نسخة).
(2)
إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة لم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 295 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وهو مكرر (3656).
قوله: يحرك شفتيه بشيء: أي إنه أخفى قوله: حتى يقوم، حتى سألته عنه، فقاله. قاله السندي.
(3)
في هامش (س): من آخر.
(4)
إسناده حسن إن صح سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود لهذا الحديث من أبيه، فقد سمع منه شيئاً يسيراً، ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين =
4157 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ - قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ -:" نَضَّرَ اللهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَحْفَظُ لَهُ مِنْ سَامِعٍ "(1).
= غير المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- فقد روى له أصحاب السنن البخاري تعليقاً، وهو ثقة اختلط بأخرة، ويزيد -وهو ابن هارون- وإن سمع منه بعد اختلاطه -متابع بشعبة، وهو ابن الحجاج، وغير سماك بن حرب، فلم يخرج له البخاري إلا تعليقاً، وحديثُه لا يرقى إلى رتبة الصحيح، حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.
وأخرجه الطيالسي (337) و (341)، والترمذي (2257)، والقضاعي في "الشهاب"(561)، والبيهقي في "السنن" 10/ 94، من طريق شعبة، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح!
وقد سلف برقم (3694).
وقوله: "من كذب علي متعمداً
…
" حديث صحيح متواتر، تقدم برقم (3814).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن إن صح سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود لهذا الحديث من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك بن حرب، فحديثه لا يرقى إلى الصحة، وأخرج له البخاري تعليقاً. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وأخرجه ابن ماجه (232)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ص 45، من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2657)، وأبو يعلى (5126) و (5296)، والشاشي (276) =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= من طرق، عن شعبة، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه الشاشي (275)، وابن حبان (69)، من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، به.
وأخرجه الشاشي (278)، وابن حبان (66) و (68)، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(6) و (7) و (8)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 331، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 540: من طرق، عن سماك، به. قال أبو نعيم: صحيح ثابت.
وبنحوه أخرجه الشافعي في "الرسالة"(1102)، وفي "المسند" 1/ 16 (بترتيب السندي)، والحميدي (88)، والترمذي (2658)، والشاشي (277)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار"(44) و (46)، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 260، والخطيب في "الكفاية" ص 69، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ص 45، والبغوي في "شرح السنة"(112) من طريق سفيان بن عيينة، والخطيب في "الكفاية" ص 69 من طريق سفيان الثوري، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 23 من طريق هريم بن سفيان، ثلاثتهم عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن عبد الله، به.
وأخرجه بنحوه الخطيب في "شرف أصحاب الحديث" ص 26، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ص 45 و 46 من طريق الحارث العكلي، عن إبراهيم، عن الأسود، عن ابن مسعود، به.
وأخرجه بنحوه مطولاً أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 90 من طريق محمد بن طلحة، عن زبيد، عن مرة، عن ابن مسعود، به.
وفي الباب عن أنس عند ابن ماجه (236)، وابن عبد البر 1/ 42، سيرد 3/ 225.
وعن جبير بن مطعم عند ابن ماجه (231)، والدارمي 1/ 74، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/ 232، وأبي يعلى (7413)، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث"(25)، والطبراني في "الكبير (1541)، والحاكم 1/ 87، سيرد 4/ 80 و 82 =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وعن زيد بن ثابت عند أبي داود (3660)، والترمذي (2656)، وصححه ابن حبان (67)، سيرد 5/ 183.
وعن أبي الدرداء عند الدارمي 1/ 75 - 76، أورده الهيثمي في "المجمع" 1/ 137، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، ومداره على عبد الرحمن بن زبيد، وهو منكر الحديث، قاله البخاري.
وعن أبي سعيد الخدري عند البزار (141)، والرامهرمزي (5)، وأبي نعيم في "الحلية" 5/ 105، قال الهيثمي في "المجمع" 1/ 137: ورجاله موثقون إلا أن يكون شيخ سليمان بن سيف سعيد بن بزيع، فإني لم أر أحداً ذكره، وإن كان سعيد بن الربيع، فهو من رجال الصحيح.
وعن النعمان بن بشير، عند الحاكم 1/ 88، من طريق عبد الله بن بكر السهمي، عن حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، وقال: وفي الباب عن جماعة من الصحابة، منهم عمر وعثمان وعلي ومعاذ بن جبل وابن عمر وابن عباس وأبو هريرة، وغيرهم عدة، وحديث النعمان بن بشير من شرط الصحيح. قلنا: وهو كما قال، فإن رجاله رجال الشيخين غير سماك بن حرب، فمن رجال مسلم.
وعن عمير بن قتادة عند الطبراني في "الكبير" 17/ (106)، أورده الهيثمي في "المجمع" 1/ 138: وقال: ورجاله موثقون إلا أني لم أر من ذكر محمد بن نصر شيخ الطبراني.
وعن جابر بن عبد الله عند الطبراني في "الأوسط" فيما ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 138، وقال: وفيه محمد بن موسى البربري، قال الدارقطني: ليس بقوي.
وعن سعد بن أبي وقاص عند الطبراني في "الأوسط" فيما ذكره الهيثمي في =
4158 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ حَجَّاجٌ: قَالَ (1): سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ وَسَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" فَضْلُ صَلَاةِ الرَّجُلِ فِي الْجَمِيعِ عَلَى صَلَاتِهِ وَحْدَهُ، خَمْسٌ وَعِشْرُونَ دَرَجَةً "، قَالَ حَجَّاجٌ: وَلَمْ يَرْفَعْهُ شُعْبَةُ لِي، وَقَدْ رَفَعَهُ لِغَيْرِي، قَالَ: أَنَا أَهَابُ أَنْ أَرْفَعَهُ، لِأَنَّ عَبْدَ اللهِ قَلَّمَا كَانَ يَرْفَعُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (2).
= "المجمع" 1/ 138 - 139، وقال: وفيه سعيد بن عبد اللُه، لم أر من ذكره.
قال السندي: قوله: نضر الله: قال الخطابي: دعا له بالنضارة، وهي النعمة، يقال: نضر، بالتشديد والتخفيف، وهو أجود. وفي "النهاية": يروى بالتشديد والتخفيف، من النضارة، وهي في الأصل: حسن الوجه، والبريق، وإنما أراد: حَسَّن خُلُقَه وقدره. وقيل: روي مخففاً، وأكثر المحدثين يقولونه بالتثقيل، والأول الصواب، والمراد: ألبسه الله النضرة، وهي الحسن وخلوص اللون، أي: جمَّله وزيَّنه، أو أوصله الله إلى نضرة الجنة، أي: نعيمها ونضارتها، قال ابن عيينة: ما من أحد يطلب الحديث إلا وفي وجهه نضرة لهذا الحديث.
مبلَّغ: بفتح لام مشددة، مَنْ بلَّغه الآخر العلم.
من سامع: ممن سمع أولاً، تنبيه على فائدة التبليغ، وفيه أنه لا عبرة للتقدم الزماني في العلم، بل قد يكون المتأخر أولى من المتقدم. والله تعالى أعلم.
(1)
أي: شعبة.
(2)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عقبة بن وسَّاج، فمن رجال البخاري، وغير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. لكن سقط من إسناده هنا قتادة في عامة الأصول الخطية، ومن "إتحاف المهرة"، و"اطراف المسند" بين شعبة وبين عقبة بن وساج، وقد جاء على الصواب بإثبات قتادة في رواية الطبراني من طريق أحمد هذه، وكذا عند كل من أخرجه من =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
طريق شعبة، ولم يتفطن الشيخ أحمد شاكر لهذا السقط، فأثبت سماع شعبة من عقبة بن وساج، وهذا وهم مبين منه رحمه الله، فإن شعبة قد ولد في السنة التي مات فيها عقبة، وهي سنة اثنتين وثمانين، أو قبل موته بثلاث سنين في قول، فكيف يتأتى به أن يسمع منه؟
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10100) من طريق الإمام أحمد، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن قتادة، عن عقبة، به.
وأخرجه البزار (455)، وابن خزيمة (1470)، والشاشي (704)، من طريق يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن قتادة، عن عقبة، به.
وقد غَيَّر محقق "صحيح" ابن خزيمة الإسناد الوارد على الصواب في الأصل عنده، فجعله هكذا: .. شعبة، عن قتادة، وعقبة بن وساج. وقال: لعل الصواب ما أثبتناه. قلنا: بل الصواب ما في أصله الذي غيره، ولم يتفطن مراجعه إلى هذا الخطأ الذي وقع لمحققه.
قال البزار: هكذا رواه شعبة، عن قتادة، ورواه ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي الأحوص، عن عبد الله.
وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 432 عن مسدد، عن يحيى، عن شعبة، عن قتادة، عن عقبة، به.
وعلقه أيضاً عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، موقوفاً.
قال ابنُ أبي حاتم في "العلل" 1/ 122: سألت أبي عن حديث رواه شعبة، عن قتادة، عن عقبة بن وسَّاج عن أبي الأحوص، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"تفضل صلاة الجميع على صلاة الرجل وحده .. ". ورواه همّام وسعيد بن بشير، عن قتادة، عن مورق العجلي، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ورواه أبان عن قتادة عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قلت لأبي: أيها أصح؟ قال: حديث شعبة، لأنه أحفظ. =
4159 -
حَدَّثَنِيهِ بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ مُوَرِّقٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ الْجُشَمِيِّ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُفَضِّلُ صَلَاةَ الْجَمِيعِ عَلَى صَلَاةِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ صَلَاةً، كُلُّهَا مِثْلُ صَلَاتِهِ (1).
= قلنا: طريق مورق سيرد بعد هذا برقم (4159).
وقد سلف برقم (3564).
قال ابن خزيمة 2/ 364: وهذه اللفظة من الجنس الذي أعلمت في كتاب الإيمان أن العرب قد تذكر العدد للشيء ذي الأجزاء والشعب، من غير أن تريد نفياً لما زاد على ذلك العدد، ولم يرد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: خمساً وعشرين، أنها لا تفضل بأكثر من هذا العدد، والدليل على صحة ما تأولت
…
ثم ذكر حديث ابن عمر: صلاة الرجل في الجميع تفضل صلاته وحده سبعاً وعشرين درجة.
قلنا: حديث ابن عمر، سيرد 2/ 65. وذكرنا بقية أحاديث الباب برقم (3564).
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص الجشمي -وهو عوف بن مالك بن نضلة- فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العمِّي، وهمام: هو ابن يحيى العوذي، وقتادة: هو ابن دعامة، ومُوَرِّق: هو ابن مُشَمْرِج العجلي.
وأخرجه أبو يعلى (5000)، والطبراني في "الكبير"(10099) من طريق هدبة بن خالد، والطبراني في "الأوسط"(2618)، وفي "الكبير"(10099) أيضاً، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 237 من طريق داود بن شبيب، كلاهما عن همام، بهذا الإسناد.
وتقدم قبله من طريق شعبة عن قتادة، عن عقبة بن وساج، عن أبي الأحوص، به. ونقلنا هناك قول أبي حاتم في "العلل" 1/ 122، وقد سئل عن حديث شعبة المتقدم، وعن حديث همام وغيره، عن قتادة، عن مورِّق العجلي، عن أبي الأحوص في هذه الرواية، فقال: حديث شعبة أصح لأنه أحفظ. =
4160 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم عُلِّمَ فَوَاتِحَ الْخَيْرِ وَجَوَامِعَهُ وَخَوَاتِمَهُ، فَقَالَ:" إِذَا قَعَدْتُمْ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، فَقُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ لِيَتَخَيَّرْ أَحَدُكُمْ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ، فَلْيَدْعُ بِهِ رَبَّهُ عز وجل ".
وَإِنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم، قَالَ " أَلَا أُنَبِّئُكُمْ مَا الْعَضْهُ؟ " قَالَ:" هِيَ النَّمِيمَةُ الْقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ ".
وَإِنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ الرَّجُلَ يَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقًا، وَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ كَذَّابًا "(1).
= وانظر (3564).
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وهذا الحديث هو -كما ترى- ثلاثة أحاديث:
فحديث التشهد: أخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 238، وابن خزيمة (720) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (304)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 263، وابن =
4161 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ
= حبان (1951)، والطبراني في "الكبير"(9612)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 178 - 179 من طريق شعبة، به.
وسلف برقم (3877) من طريق معمر، عن أبي إسحاق، به، وبرقم (3622) من طريق الأعمش، عن شقيق، عن ابن مسعود.
وحديث العَضْه: أخرجه مسلم (2606)(102)، والبيهقي في "السنن" 10/ 246 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/ 138، وأبو يعلى (5363) من طريق شعبة، به.
وأخرجه الدارمي 2/ 300 من طريق إدريس الأودي، وعبد الرزاق (20076)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(8518) من طريق معمر، كلاهما عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/ 138 من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن أبي الأحوص، به.
وأخرجه الطحاوي بنحوه في "شرح مشكل الآثار" 2/ 138 - 139 من طريق إبراهيم الحميري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، موقوفاً.
وفي الباب عن أنس عند البخاري في "الأدب"(425)، والطحاوي 3/ 139.
وحديث الترغيب في الصدق، والترهيب من الكذب، سلف برقم (3896).
وسلف أيضاً برقم (3638).
قال السندي: ما العَضْهُ: هو كالوَجْهِ، بفتح فسكون. في "النهاية": هكذا يروى في كتب الحديث، والذي في كتب الغريب: ما العِضَة، بكسر العين وفتح الضاد، أي: كالعِدَة. قال الزمخشري: أصلها العِضْهَةُ، فِعْلَةٌ من العَضْهِ، وهو البَهْتُ، فحذفت لامُه كما حُذِفت من السَّنَة والشَّفَة، وتُجمع على عِضِين. =
عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي أَحَدًا خَلِيلًا، لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ (1) "(2).
4162 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:" اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى، وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ، وَالْغِنَى "(3).
4163 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ هَذَا الْحَرْفَ:{هَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} (4).
= القالة: بتخفيف اللام، من القول، أي: كثرة القول، وإيقاع الخصومة بين الناس بما يحكي البعضُ عن البعض.
(1)
في (ق): لاتخذت أبا بكر خليلًا.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (2383)(4) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3878)، وانظر (3580) و (3909).
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (2721)(72) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3692).
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق: هو السبيعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي. =
4164 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ عَفَّانُ: أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، وَقَالَ مُحَمَّدٌ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَسْوَدَ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ قَرَأَ النَّجْمَ، فَسَجَدَ بِهَا، وَسَجَدَ مَنْ كَانَ مَعَهُ، غَيْرَ أَنَّ شَيْخًا أَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًى، أَوْ تُرَابٍ، فَرَفَعَهُ إِلَى جَبْهَتِهِ، وَقَالَ: يَكْفِينِي هَذَا!! قَالَ عَبْدُ اللهِ: لَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدُ قُتِلَ كَافِرًا " (1).
4165 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أُصَلِّي، فَقَالَ:" سَلْ تُعْطَهْ يَا ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ "، فَقَالَ عُمَرُ: فَابْتَدَرْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ، فَسَبَقَنِي إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ، وَمَا اسْتَبَقْنَا إِلَى خَيْرٍ، إِلَّا سَبَقَنِي إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: إِنَّ مِنْ دُعَائِي الَّذِي لَا أَكَادُ أَنْ أَدَعَ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ نَعِيمًا
= وأخرجه البخاري (4873)، ومسلم (823)(281) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وتقدم من طريق شعبة برقم (3918) و (3755).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وأبو إسحاق: هو السبيعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه البخاري (1067)، ومسلم (576)(105)، وابن خزيمة (553) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3805) و (3682).
لَا يَبِيدُ، وَقُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْفَدُ، وَمُرَافَقَةَ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ جَنَّةِ الْخُلْدِ (1).
4166 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَيَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي قُبَّةٍ نَحْوًا مِنْ أَرْبَعِينَ، قَالَ:" أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ " قَالَ: قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ:" أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ " فَقُلْنَا: نَعَمْ، فَقَالَ:" وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَذَاكَ أَنَّ الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، وَمَا أَنْتُمْ فِي أَهْلِ الشِّرْكِ إِلَّا كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ، أَوِ الشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الْأَحْمَرِ "(2).
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق: هو السبيعي.
وسيأتي بإسناد حسن برقم (4255) و (4340).
وسلف برقم (3662).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وأبو إسحاق: هو السبيعي، وعمرو بن ميمون: هو الأوي.
وأخرجه البخاري (6528)، ومسلم (221)(337)، وابن ماجه (4283)، وابن منده في "الإيمان"(985) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3661).
4167 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلَمَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: أُوتِيَ نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم مَفَاتِيحَ كُلِّ شَيْءٍ غَيْرَ الْخَمْسِ: {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34]، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ عَبْدِ اللهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَكْثَرَ مِنْ خَمْسِينَ مَرَّةً (1).
4168 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ الْمُجَبِّرِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَاجِدٍ - يَعْنِي الْحَنَفِيَّ -، قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا مَعَ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: إِنِّي لَأَذْكُرُ أَوَّلَ رَجُلٍ قَطَعَهُ، أُتِيَ بِسَارِقٍ، فَأَمَرَ بِقَطْعِهِ، وَكَأَنَّمَا أُسِفَّ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَأَنَّكَ كَرِهْتَ قَطْعَهُ؟ قَالَ:" وَمَا يَمْنَعُنِي، لَا تَكُونُوا عَوْنًا لِلشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ، إِنَّهُ يَنْبَغِي لِلْإِمَامِ إِذَا انْتَهَى إِلَيْهِ حَدٌّ أَنْ يُقِيمَهُ، إِنَّ اللهَ عز وجل عَفُوٌّ يُحِبُّ الْعَفْوَ: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22] "(2).
(1) هو مكرر (3659)، لكن شيخ الإمام أحمد هناك يحيى القطان.
(2)
حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام في رجاله برقم (3711) و (3977). =
4169 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي مَاجِدٍ الْحَنَفِيِّ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، وَقَالَ: كَأَنَّمَا أُسِفَّ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: ذُرَّ عَلَيْهِ رَمَادٌ (1).
4170 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ، وَكَانَ إِمَامَ مَسْجِدِ عَلْقَمَةَ بَعْدَ عَلْقَمَةَ، قَالَ: صَلَّى بِنَا عَلْقَمَةُ الظُّهْرَ، فَلَا أَدْرِي أَصَلَّى ثَلَاثًا أَمْ خَمْسًا، فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: وَأَنْتَ يَا أَعْوَرُ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ حَدَّثَ عَلْقَمَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
…
مِثْلَ ذَلِكَ (2).
= وأخرجه الحاكم 4/ 382 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً 4/ 382 من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، به، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه! وسكت عنه الذهبي. وما يحسن منه ذلك.
وتقدم ذكر شواهده برقم (3977).
قوله: أُسِفَّ، بضم همزة وتشديد فاء، أي: تغير. قاله السندي. وسير شرحه في الرواية التالية.
(1)
هو مكرر سابقه، عدا شيخ الإمام أحمد وشيخه. سفيان: هو الثوري.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (13519) مطولاً، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(8572).
وسلف برقم (3711)، وتقدم ذكر شواهده برقم (3977).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن سويد -وهو النخعي الأعور- فمن رجال مسلم. علقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه ابن حبان (2661) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. =
4171 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عِيسَى الْأَسَدِيِّ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الطِّيَرَةُ مِنَ الشِّرْكِ، وَمَا مِنَّا إِلَّا، وَلَكِنَّ اللهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ "(1).
4172 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ، حَتَّى أَرَى بَيَاضَ وَجْهِهِ، فَمَا نَسِيتُ بَعْدُ فِيمَا نَسِيتُ:
= وأخرجه الطبراني (9847) من طريق شعبة، به.
وأخرجه الشاشي (307) من طريق يحيى بن سلمة، عن سلمة بن كهيل، به.
وسلف بنحوه برقم (3566).
قوله: "وأنت يا أعور"، أي: تقول مثل ما يقولون؟!
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عيسى الأسدي -وهو ابن عاصم- فقد روى له أصحاب السنن ما عدا النسائي، وهو ثقة. شعبة: هو ابن الحجاج، وحجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وزر: هو ابن حبيش الأسدي.
وأخرجه الطيالسي (356)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/ 358 و 2/ 304، والشاشي (651) و (652) و (653) و (654) و (656) و (657)، والحاكم 1/ 17 - 18 والبيهقي في "السنن" 8/ 139، والبغوي في "شرح السنة (3257) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح سنده، ثقات رواته، ولم يخرجاه.
وسلف برقم (3687).
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ (1).
4173 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَسُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَخْلُفُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَاتُهُمْ أَيْمَانَهُمْ، وَأَيْمَانُهُمْ شَهَادَاتِهِمْ "(2).
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر -وهو ابن يزيد الجعفي-، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وأبو الضحى: هو مسلم بن صبيح، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10179) من طريق شقبة، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (3699)، ومطولًا برقم (3660).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، ومنصور: هو ابن المعتمر، وسليمان: هو ابن مهران الأعمش، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعَبِيدة -بفتح العين- هو ابن عمرو السَّلْماني.
وأخرجه مَسلم (2533)(211) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد، ليس فيه ذكر الأعمش.
وأخرجه الطيالسي (299)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 151، وفي "شرح مشكل الآثار" 3/ 176، والشاشي (789)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 78 من طرق، عن شعبة، به.
وأخرجه الشاشي (791) من طريق النضر بن شميل، عن شعبة، عن الأعمش، به.
وسلف برقم (3594).
4174 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ مَنْصُورٌ، وَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةً لَا أَدْرِي زَادَ أَمْ نَقَصَ، (إِبْرَاهِيمُ الْقَائِلُ: لَا يَدْرِي، عَلْقَمَةُ قَالَ: زَادَ أَوْ نَقَصَ، أَوْ عَبْدُ اللهِ)، ثُمَّ اسْتَقْبَلَنَا، فَحَدَّثْنَاهُ بِصَنِيعِهِ، فَثَنَى رِجْلَهُ، وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقَالَ:" لَوْ حَدَثَ فِي الصَّلَاةِ شَيْءٌ لَأَنْبَأْتُكُمُوهُ، وَلَكِنْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ، فَإِنْ نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي، وَأَيُّكُمْ مَا شَكَّ فِي صَلَاتِهِ، فَلْيَتَحَرَّ أَقْرَبَ ذَلِكَ لِلصَّوَابِ، فَلْيُتِمَّ عَلَيْهِ وَيُسَلِّمْ، ثُمَّ يَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ "(1).
4175 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَ اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، أَجْلَ يُحْزِنُهُ، وَلَا تُبَاشِرِ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ، أَجْلَ تَنْعَتُهَا لِزَوْجِهَا "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه ابن ماجه (1211) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 29، وأبو عوانة 2/ 200، من طريقين عن شعبة، به.
وتقدم برقم (3566). وانظر أيضاً (3975).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، ومنصور: =
4176 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" بِئْسَمَا لِأَحَدِكُمْ - أَوْ بِئْسَمَا لِأَحَدِهِمْ - أَنْ يَقُولَ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ، بَلْ هُوَ نُسِّيَ، وَاسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ أَسْرَعُ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ بِعُقُلِهِ. أَوْ مِنْ عُقُلِهِ "(1).
4177 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ
= هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه بتمامه أبو يعلى (5132) من طريق جرير، عن منصور، بهذا الإسناد.
والقسم الأول منه: أخرجه ابن أبي شيبة 8/ 581، والبخاري في "صحيحه"(6290)، وفي "الأدب المفرد"(1171)، ومسلم (2184)(307)، وابن حبان (583) من طرق عن منصور، بهذا الإسناد.
وقد تقدم برقم (3560)، وذكرنا هناك شواهده.
وقسمه الثاني، وهو قوله: "لا تباشر المرأة المرأة
…
".
أخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 328 من طريق شعبة، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 297، والنسائي في "الكبرى"(9230) و (9231)، والشاشي (545)، وابن حبان (4161) من طرق عن منصور، به.
وقد سلف برقم (3609)، وذكرنا هناك شواهده.
وسيرد الحديث بتمامه برقم (4191).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 104 عن حجاج المصيصي، بهذا الإسناد. =
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا نَقُولُ: السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ وَفُلَانٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" قُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا، وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمْ: السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، سَلَّمْتُمْ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ صَالِحٍ (1) فِي الْأَرْضِ وَفِي السَّمَاءِ "(2).
4178 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَزُبَيْدٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ " سِبَابُ الْمُؤْمِنِ فِسْقٌ (3)، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ "(4). قَالَ فِي حَدِيثِ زُبَيْدٍ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ.
= وقد تقدم من طريق شعبة برقم (3960)، ومن طريق الأعمش برقم (3620).
(1)
في (س) و (ظ 1): عبدٍ لله صالح.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو عوانة 2/ 230 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (402)(56) عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار، كلاهما عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3622) و (3919) و (3967) و (4017).
(3)
في هامش (س): فسوق.
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. زبيد: هو ابن الحارث اليامي.
وأخرجه مسلم (64)(116) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. لم يذكر فيه منصوراً.
وأخرجه مسلم (64)(117) من طريق محمد بن جعفر، به، لم يذكر زبيداً.
وأشار البخاري إلى رواية محمد بن جعفر، عن شعبة، عن منصور، عقب =
4179 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي رُكَيْنٌ، قَالَ سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ حَسَّانَ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَكْرَهُ عَشْرًا: الصُّفْرَةَ، وَتَغْيِيرَ الشَّيْبِ، وَجَرَّ الْإِزَارِ، وَخَاتَمَ الذَّهَبِ، - أَوْ قَالَ: حَلْقَةَ الذَّهَبِ - وَالضَّرْبَ بِالْكِعَابِ، وَالتَّبَرُّجَ بِالزِّينَةِ فِي غَيْرِ مَحِلِّهَا، وَالرُّقَى إِلَّا بِالْمُعَوِّذَاتِ، وَالتَّمَائِمَ، وَعَزْلَ الْمَاءِ، وَإِفْسَادَ الصَّبِيِّ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُحَرِّمَهُ (1).
4180 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُغِيرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَلَيُرْفَعَنَّ لِي رِجَالٌ مِنْكُمْ، ثُمَّ لَيُخْتَلَجُنَّ دُونِي، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أَصْحَابِي، فَيُقَالُ لِي: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ "(2).
= الرواية (6044).
وقد سلف برقم (3647) و (3903).
(1)
إسناده ضعيف، وقد سلف برقم (3605) و (3774).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. مغيرة: هو ابن مقسم الضبي.
وأخرجه البخاري (6576)، ومسلم (2297)(32) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي (518) من طريق شعبة، به.
وأخرجه البخاري (7049)، ومسلم (2297)(32)، وابن أبي عاصم في "السنة"(761)، والشاشي (520) و (521) و (522)، والدارقطني في "العلل" 5/ 96، من طرق عن المغيرة، به.
وقد سلف برقم (3639).
4181 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ طَيِّئٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: نَهَانَا (1) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ التَّبَقُّرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ، فَقَالَ أَبُو جَمْرَةَ، وَكَانَ جَالِسًا عِنْدَهُ: نَعَمْ، حَدَّثَنِي أَخْرَمُ الطَّائِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: فَكَيْفَ بِأَهْلٍ بِرَاذَانَ وَأَهْلٍ بِالْمَدِينَةِ وَأَهْلِ كَذَا؟ قَالَ شُعْبَةُ: فَقُلْتُ لِأَبِي التَّيَّاحِ: مَا التَّبَقُّرُ؟ فَقَالَ: الْكَثْرَةُ (2).
(1) في (ق): نهى.
(2)
هذا الحديث له إسنادان، وكلاهما ضعيف، عِلتهما الاضطراب والجهالة، والرجل من طيئ الذي روى عنه أبو التياح سيرد في الرواية (4184) أنه ابن الأخرم، ووردت تسميته في الرواية (3579) بالمغيرة بن سعد بن الأخرم، وسبق الكلام فيه هناك، والرجل الذي حدث شعبةَ في مجلس أبي التياح ورد عندنا في النسخ الخطية جميعها أنه أبو جمرة -بالجيم والراء المهملة-، وجعله الحسيني أبا حمزة -بالحاء المهملة والزاي-، فقال في "الإكمال" ص 502 في ترجمة أبي حمزة: أبو حمزة، عن أخرم الطائي، عن أبيه، عن ابن مسعود. [و] أبو حمزة، عن أبيه، عن ابن مسعود [يشير إلى إسناد الرواية (4185)]، وعنه شعبة، لا يُدرى من هما.
وقد نقله عنه الحافظ في "التعجيل" ص 478، فتابعه في ضبطه، ثم قال: وقال ابنُ شيخنا في كل منهما: لا يُعرف، ثم عرَّف الحافظُ أبا حمزة هذا، فقال: فأما أبو حمزة، فإنه يُعرف بجار شعبة، واسمه عبد الرحمن، واختلف في اسم أبيه، وله ترجمة في "التهذيب"[6/ 219]، وليست له رواية في "التهذيب" عن أبيه. وجزم ابنُ شيخنا في ترجمة أخرم الطائي في الهجرة أن أبا حمزة هذا هو ميمون الأعور، وليس كما قال، مع أنه ناقض ذلك هنا، فقال: لا يُعرف، وميمون الأعور معروف، وهو من رجال التهذيب، فلا يُستدرك. ثم قال الحافظ: وقد روى المتنَ غيرُ شعبة، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فجوَّد الإسناد، أخرجه أحمد هنا -يعني في الرواية المتقدمة برقم (3579) -، والترمذي من رواية الأعمش، عن شمر بن عطية، عن المغيرة بن سعد بن الأخرم، عن أبيه، عن عبد الله، فذكر الحديث، ولفظه:"لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا"، وعلى هذا فابن الأخرم في رواية شعبة هو المغيرة بن سعد بن الأخرم، نُسب إلى جده، وأبوه على هذا هو سعد بن الأخرم، ويحتمل أن يكون المراد بأبيه أبوه الأعلى، وهو الأخرم. قلنا: كذا ذكر الحافظ والحسيني أنه أبو حمزة، وورد عندنا في النسخ -كما ذكرنا- أبو جمرة، وورد كذلك في النسخ التي وقعت للشيخ أحمد شاكر، فجعله أبا جمرة نصر بن عمران الضبعي، وقال: وهو وأبو التياح يزيدُ بنُ حميد الضُّبعي، كانا شيخي شعبة، متعاصران، ماتا في سنة 218، أو مات أحدهما قبل الآخر بقليل، وقد روى أبو جمرة نصر عن أبي التياح، وأما أبو حمزة جار شعبة، فلم أجد ما يدلُّ على أنه لقي أبا التَّيَّاح، أو روى عنه، ولعل الاسم ثبت مصحّفاً من الجيم والراء إلى الحاء والزاي في بعض النسخ التي وقعت للحافظين أو لأحدهما، أو لابن شيخ الحافظ ابن حجر، فأوجبت هذا الوهم الذي تبع فيه بعضهم بعضاً.
قلنا: قولُ الشيخ أحمد شاكر: "وأما أبو حمزة جار شعبة فلم أجد ما يدلُّ على أنه لقي أبا التياح أو روى عنه" لا وجه لذكره، إذ لم يرد في الإسناد رواية لأبي حمزة عن أبي التياح، والأمر الذي ينبغي معرفته هو: هل لأبي حمزة -كما ذكر الحسيني والحافظ- روايةٌ عن أخرم الطائي أو لا؟ الذي ذكره المزي في "التهذيب" أن أبا حمزة جار شعبة روى عن المغيرة بن سعد بن الأخرم، وهذا يقوي ما ذكره الحسيني والحافظ أن هذا الراوي هو أبو حمزة بالحاء والزاي، ويقويه أيضاً أنه ورد كذلك عند الطيالسي (380)، والشاشي (814)، والهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 251. وأما أبو جمرة -بالجيم والراء- وهو الوارد عندنا في النسخ، وهو نصر بن عمران الضبعي، فلم نجد له في "التهذيب" رواية عن أخرم، ولا عن ابن الأخرم، وإن كان ذلك ليس بحجة، إذ ليس في "التهذيب" استقصاءٌ لجميع الرواة عن المترجم خارج الكتب =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الستة، وعلى كل حال يبقى الإِسنادُ ضعيفاً للاختلاف في تسمية الرجل الطائي: أخرم، أو ابن الأخرم، وللاضطراب فيه. فأبو التياح يروي الحديث عن ابن الأخرم، عن ابن مسعود، وأبو حمزة -أو أبو جمرة- يرويه عن أخرم، عن أبيه، عن ابن مسعود. وإذا صح أن ابن الأخرم هذا هو المغيرة بن سعد بن الأخرم كما ذكر الحافظ، ففي الإسناد انقطاع، لأن المغيرة هذا لم يدرك ابن مسعود، لكن وقع عند الشاشي (815) من طريق حجاج -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد، وفيه بعد ذكر الرجل من طيئ، قال: أحسبه قال: عن أبيه، عن ابن مسعود، ففيه أن أبا التياح وصل الإسناد لكن على الشك. وإذا صح أنه متصل، فسعدُ بنُ الأخرم، والد المغيرة، لم يرو عنه غيرُ ابنِه المغيرة كما تقدم برقم (3579). ثم إن في متن الحديث نكارة سنذكرها عقب التخريج. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وأبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي.
وأخرجه الشاشي (815) من طريق حجاج -شيخ أحمد- بالإسناد الأول، لكن فيه بعد ذكر الرجل من طيئ: أحسبه قال: عن أبيه، عن ابن مسعود.
وأخرجه الشاشي (814) من طريق بشر بن عمر الزهراني، عن شعبة، بهذين الإسنادين.
وأخرجه الطيالسي (380) عن شعبة، عن أبي حمزة، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 251، وقال: رواه أحمد بأسانيد، وفيها رجل لم يسم. قلنا: هو ابن الأخرم كما تقدم آنفاً.
وقوله: "نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التبقر -يعني الكثرة- في الأهل والمال" فيه نكارة، إذ المرادُ بالتبقُّر في الأهل هنا كثرة الولد، ويؤيده روايةُ الطيالسي: نهى عن التبقُّر في المال والولد، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم الحضُّ على الاستكثار من الأولاد، فسيردُ من حديث أنس 3/ 158 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثرٌ الأنبياء يوم القيامة"، وله شاهدٌ من حديث معقل بن يسار عند أبي داود (2050)، والنسائي 6/ 65، 66، وإسناده قوي، وصححه ابن حبان (4056) =
4182 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي الْهُذَيْلِ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا، لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنَّهُ أَخِي وَصَاحِبِي (1)، وَقَدِ اتَّخَذَ اللهُ عز وجل صَاحِبَكُمْ خَلِيلًا "(2).
4183 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ
= و (4057)، والحاكم 2/ 165. وسيرد بنحوه من حديث عبد الله بن عمرو برقم (6598).
وسيأتي حديثنا بالإسناد الأول برقم (4184)، وبالإسناد الثاني برقم (4185).
وتقدم بنحوه برقم (3579).
(1)
في (ق): ولكن أنت أخي وصاحبي.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، محمد بن جعفر وشعبة من رجال الشيخين، وباقي رجال الإسناد من رجال مسلم. إسماعيل بن رجاء: هو ابن ربيعة الكوفي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.
وأخرجه مسلم (2383)(3) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (314)، والنسائي في "الكبرى"(8104)، وأبو يعلى (5249)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/ 441، والشاشي (720) و (723)، وابن حبان (6856) من طرق، عن شعبة، به.
وأخرجه مسلم (2383)(6)، وأبو يعلى (5149)، والطبراني في "الأوسط"(777)، وفي "الكبير"(10107) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة بن مقسم، عن واصل بن حبان، عن عبد الله بن أبي الهذيل، به.
وسلف برقم (3580)، وسيأتي برقم (4413).
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: وَأَحْسَبُهُ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ أَيَّامُ الْهَرْجِ، أَيَّامٌ يَزُولُ فِيهَا الْعِلْمُ، وَيَظْهَرُ فِيهَا الْجَهْلُ "، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: الْهَرْجُ بِلِسَانِ الْحَبَشِ: الْقَتْلُ (1).
4184 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنِ ابْنِ الْأَخْرَمِ، رَجُلٌ مِنْ طَيِّئٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ نَهَى عَنِ التَّبَقُّرِ فِي الْأَهْلِ، وَالْمَالِ (2).
4185 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَمْرَةَ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: وقَالَ عَبْدُ اللهِ: كَيْفَ مَنْ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، شعبة: هو ابن الحجاج، وواصل: هو ابن حبان الأحدب، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه البخاري (7066) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي (533)، والطبراني في "الكبير"(10471)، من طريق عمرو بن حكام، عن شعبة، به.
وعلقه البخاري بصيغة الجزم في "صحيحه"(7067) عن أبي عوانة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن الأشعري، أنه قال لعبد الله: تعلمُ الأيامَ التي ذكر النبيُّ صلى الله عليه وسلم أيام الهرج .. نحوه.
وسلف برقم (3695) و (3817) و (3841) من طرق، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، مرفوعاً دون شك في رفعه.
(2)
إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه مفصلًا برقم (4181).
لَهُ ثَلَاثَةُ أَهْلِينَ: أَهْلٌ بِالْمَدِينَةِ، وَأَهْلٌ بِكَذَا، وَأَهْلٌ بِكَذَا (1).
4186 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ، قَالَ حَجَّاجٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ، وَقَالَ مُحَمَّدٌ: عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ - وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى دَارِ عَبْدِ اللهِ، وَمَا سَمَّاهُ لَنَا -، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ عز وجل؟ فَقَالَ: " الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا " - قَالَ الْحَجَّاجُ: لِوَقْتِهَا - قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: " ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ " قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: " ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ "، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي (2).
(1) إسناده ضعيف، وسلف الكلام عليه مفصلًا برقم (4181).
وقوله في الإسناد: سمعت أبا جمرة يحدث عن أبيه، الضمير في "أبيه" لابن الأخرم لا لأبي جمرة، كما هو الظاهر، يعني أن أبا جمرة في هذه الروإية روى عن ابن الأخرم، عن أبيه، عن ابن مسعود، وقد بين ذلك الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 478، ونقلناه في تخريج الرواية (4181)، أما أبو التياح -الوارد في الرواية السابقة- فروى عن ابن الأخرم، عن ابن مسعود، دون زيادة:"عن أبيه". وشيخ شعبة في هذا الإسناد تقدم الكلام فيه مفصلًا في الرواية (4181).
وأخرجه الطيالسي (380) عن شعبة، عن أبي حمزة، عن رجل من طيئ، عن أبيه، عن ابن مسعود، به.
وأخرجه ابن الجعد (1335) من طريق أبي حمزة، عن رجل من طيئ، به.
وسلف بنحوه برقم (3579).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وأبو عمرو الشيباني: هو سعد بن إياس. =
4187 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" لَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ، وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ، حَتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقًا، وَلَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ، وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا "(1).
4188 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ: إِنِّي لَأُخْبَرُ بِجَمَاعَتِكُمْ، فَيَمْنَعُنِي الْخُرُوجَ إِلَيْكُمْ خَشْيَةُ أَنْ أُمِلَّكُمْ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَخَوَّلُنَا فِي الْأَيَّامِ بِالْمَوْعِظَةِ، خَشْيَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا (2).
4189 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، وَمَنْصُورٍ، وَحَمَّادٍ، وَالْمُغِيرَةِ، وَأَبِي هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ
= وأخرجه مسلم (85)(139) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3890).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وقد تقدم برقم (3638).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش.
وأخرجه الطيالسي (255)، والشاشي (601) من طريق شعبة، به.
وقد سلف برقم (3581).
عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ فِي التَّشَهُّدِ:" التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ "(1).
4190 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَالْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً، فَلَا يَنْتَجِي اثْنَانِ دُونَ وَاحِدٍ، وَلَا تُبَاشِرُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ فَتَنْعَتَهَا لِزَوْجِهَا حَتَّى
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابنُ أبي سليمان- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، أبو هاشم: هو يحيى بن دينار الرُّمّاني.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/ 179، من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتيى" 2/ 241 من طريق محمد بن جعفر، به.
قال أبو نعيم: تفرد محمد بن جعفر، عن شعبة بالجمع بين هؤلاء الخمسة.
وأخرجه البخاري (7381)، والشاشي (506)، وابن خزيمة (704)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 263، وابن حبان (1948)، والطبراني في "الكبير"(9902) و (9903) من طرق عن مغيرة، به.
وتقدم برقم (4017) من طريق الثوري، عن هؤلاء الخمسة، إلا أن فيه الحصين بدل مغيرة. وبرقم (3967) من طريق الثوري، عن الأعمش ومنصور وحماد، به.
وقد تقدم برقم (3622) من طريق الأعمش، عن شقيق، به.
كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا "، قَالَ: أُرَى مَنْصُورًا، قَالَ: " إِلَّا أَنْ يَكُونَ بَيْنَهُمَا ثَوْبٌ " (1).
4191 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً
…
" فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2).
4192 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَمْسَى قَالَ: " أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ لِلَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ "(3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وقوله: "إذا كنتم ثلاثة
…
" سلف برقم (3560).
وقوله: "ولا تباشر المرأة المرأة".
أخرجه البخاري (5240)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 127 من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وقد تقدم برقم (3609). وتقدم الحديث بتمامه برقم (4175).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (4175) لكن في الإسناد هناك منصور بدل سليمان الأعمش.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن عبيد الله -وهو النخعي-، وإبراهيم بن سويد -وهو النخعي- فمن رجال =
4193 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ، فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِمِثْلِي "(1).
= مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وعبد الواحد بن زياد: هو العبدي البصري، وعبد الرحمن بن يزيد: هو النخعي.
وأخرجه مطولاً مسلم (2723)(74)، والنسائي في "الكبرى"(10408) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(573) - من طريق عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ابن أبي شيبة 10/ 238، ومسلم (2723)(75) و (76)، وأبو داود (5071)، والنسائي في "الكبرى"(9851) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(23) -، والترمذي (3390)، وأبو يعلى (5014)، وابن حبان (963)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(35)، من طرق، عن الحسن بن عبيد الله، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد رواه شعبة، بهذا الإسناد، عن ابن مسعود، لم يرفعه.
قلنا: أخرجه موقوفاً النسائي في "الكبرى"(10409) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(574) - من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله قوله.
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري في "الأدب المفرد"(604)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(81).
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه الترمذي في "جامعه"(2276)، وفي "الشمائل"(389)، وأبو يعلى (5250) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث =
4194 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، وَلَكِنَّ اللهَ عز وجل يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ "(1).
4195 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ هُزَيْلٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي مُوسَى، وَسَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ فَسَأَلَهُمَا عَنِ ابْنَةٍ، وَابْنَةِ ابْنٍ، وَأُخْتٍ، فَقَالَا: لِلْابْنَةِ النِّصْفُ، وَلِلْأُخْتِ النِّصْفُ، وَائْتِ عَبْدَ اللهِ، فَإِنَّهُ سَيُتَابِعُنَا. فَأَتَى عَبْدَ اللهِ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ، لَأَقْضِيَنَّ فِيهَا بِقَضَاءِ رَسُولِ اللهِ
= حسن صحيح.
وقد تقدم برقم (3559).
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عيسى بن عاصم -وهو الأسدي- فقد روى له أصحاب السنن عدا النسائي، وهو ثقة. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وسلمة: هو ابن كهيل الحضرمي.
وأخرجه الترمذي (1614) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث سلمة بن كهيل .... وقال: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: كان سليمان بن حرب يقول في هذا الحديث: "وما منا، ولكن الله يذهبه بالتوكل". قال سليمان: هذا عندي قول عبد الله بن مسعود: وما منا .... وذكر الترمذي ذلك في "العلل الكبير" 2/ 690 - 691.
وسلف برقم (3687).
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ قَالَ: قَضَاءَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَذَا قَالَ سُفْيَانُ -: لِلْابْنَةِ النِّصْفُ، وَلِابْنَةِ الِابْنِ السُّدُسُ، وَمَا بَقِيَ فَلِلْأُخْتِ (1).
4196 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَكُونَ خَيْرًا مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى "(2).
4197 -
وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ بِإِسْنَادِهِ، قَالَ:" لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: إِنِّي خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى "(3).
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قيس -وهو عبد الرحمن بن ثروان-، وهزيل -وهو ابن شرحبيل- فمن رجال البخاري. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 6/ 230 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6742) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.
وقد تقدم برقم (3691).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه أبو يعلى (5278) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3703).
قوله: لا ينبغي لأحد أن يكون خيراً، أي: بدعواه بأن يقول: أنا خير.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله.
وسلف تخريجه برقم (3703).
4198 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا صَاحِبٌ لَنَا، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" لَا يُعْدِي شَيْءٌ شَيْئًا، لَا يُعْدِي شَيْءٌ شَيْئًا (1)، لَا يُعْدِي شَيْءٌ شَيْئًا "، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، النُّقْبَةُ مِنَ الْجَرَبِ تَكُونُ بِمِشْفَرِ الْبَعِيرِ أَوْ بِذَنَبِهِ فِي الْإِبِلِ الْعَظِيمَةِ فَتَجْرَبُ كُلُّهَا؟! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" فَمَا أَجْرَبَ الْأَوَّلَ؟ لَا عَدْوَى، وَلَا هَامَةَ، وَلَا صَفَرَ، خَلَقَ اللهُ كُلَّ نَفْسٍ، فَكَتَبَ حَيَاتَهَا، وَمُصِيبَاتِهَا، وَرِزْقَهَا "(2).
(1) جملتا: "لا يعدي شيء شيئاً" الأولى والثانية سقطتا من (ص) و (ق) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر، وأثبت فوقها في (س) كلمة:"صح".
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام راويه عن ابن مسعود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي.
وأخرجه الترمذي (2143) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد، قال الترمذي: وفي الباب عن أبي هريرة وابن عباس وأنس.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 308 من طريق قبيصة بن عقبة، عن سفيان، به.
وأخرجه أبو يعلى (5182) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن عمارة بن القعقاع، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 308 من طريق حسان بن إبراهيم الكرماني، عن سعيد بن مسروق، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، عن ابن مسعود. وزيادة قوله في الإسناد: "من أصحاب =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= النبي صلى الله عليه وسلم" بعد قوله: "عن رجل" نخشى أن تكون وهماً من حسان بن إبراهيم الكرماني، فقد قال فيه ابن عدي: يغلط في الشيء، وليس ممن يظن أنه يتعمد في باب الرواية إسناداً أو متناً، وإنما هو وهم منه.
وقد أخرجه الطحاوي 4/ 308 أيضاً من طريق مؤمل، عن سفيان، بهذا الإسناد، لكن من حديث أبي هريرة بدل ابن مسعود. فلعل قول أبي زرعة: حدثنا صاحب لنا، يراد به أبو هريرة؟ والله أعلم.
وأخرجه الطحاوي أيضاً 4/ 308 من طريق هشيم، عن عبد الله بن شبرمة، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة، مثله، مرفوعاً.
وهذا الإسناد سيرد في "مسند أبي هريرة" 2/ 327 من طريق محمد بن طلحة، عن ابن شبرمة، به.
قال أبو حاتم في "العلل" 2/ 272: خالف ابنَ شبرمة ابنُ أخيه عمارة بن القعقاع، فقال: عن أبي زرعة، عن رجل، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أشبه بالصواب.
وللحديث شاهد عدا قوله: "خلق الله كل نفس
…
" من حديث أبي هريرة عند البخاري (5770) و (5775)، ومسلم (2220)، سيرد 2/ 267.
وآخر من حديث ابن عباس سلف برقم (2425).
وثالث مختصر من حديث سعد بن أبي وقاص سلف برقم (1502) و (1554).
ورابع مختصر أيضاً من حديث جابر بن عبد الله عند مسلم (2222)(109)، سيرد 3/ 382.
وخامس من حديث ابن عمر عند البخاري (5772) بلفظ: "لا عدوى ولا طيرة، وإنما الشؤم في ثلاث: في الفرس والمرأة والدار"، سيرد (6405).
شؤم الدار: ضيقها وسوء جوارها، وشؤم الفرس: أن لا يُغزى عليها، وشؤم المرأة: سوء خلقها.
وسادس من حديث أنس عند البخاري (5776) بلفظ: "لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل"، قالوا: وما الفأل؟ قال: "كلمة طيبة". =
4199 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: صَلَّيْتُ، أَوْ قُمْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا حَتَّى هَمَمْتُ بِأَمْرِ سَوْءٍ! قَالَ: قُلْنَا مَا هَمَمْتَ؟ قَالَ:
= وهو عند الطحاوي 4/ 314، وابن حبان (6123) بلفظ:"لا طيرة، والطيرة على من تطير، وإن تك في شيء، ففي الدار والفرس والمرأة".
وقوله: "خلق الله كل نفس فكتب حياتها ومصيباتها ورزقها" له شاهد من حديث أبي هريرة عند الطبري (8)، وابن حبان (6119)، سيرد 2/ 327.
قوله: "النقبة من الجرب": أول شيء يظهر من الجرب. "النهاية".
قوله: "لا عدوى": قال البيهقي: هو على الوجه الذي كانوا يعتقدونه في الجاهلية من إضافة الفعل إلى غير الله تعالى، وقد يجعل الله بمشيئته مخالطة الصحيح من به شيء من هذه العيوب سبباً لحدوث ذلك.
قوله: "ولا هامة": الهام: جمع هامة، وهي الرأس، واسم طائر، قال ابن الأثير: ومو المراد في الحديث، وذلك أنهم كانوا يتشاءمون بها، وهي من طير الليل، وقيل: هي البومة، وقيل: كانت العرب تزعم أن روح القتيل الذي لا يدرك بثأره تصير هامة، فتقول: اسقوني، فإذا أدرك بثأره طارت، وقيل: كانوا يزعمون أن عظام الميت -وقيل: روحه- تصير هامة، فتطير، ويسمونه الصدى، فنفاه الإسلام، ونهاهم عنه.
قوله: "ولا صفر"، قال ابن الأثير: كانت العرب تزعم أن في البطن حية يقال لها: الصفر، تصيب الإنسان إذا جاع وتؤذيه، وأنها تعدي، فأبطل الإسلام ذلك. وقيل: أراد به النسيء الذي كانوا يفعلونه في الجاهلية، وهو تأخير المحرم إلى صفر، ويجعلون صفر هو الشهر الحرام، فأبطله.
قوله: "فما أجرب الأولَ؟ " قال البغوي 12/ 169: يريد أنَّ أولَ بعيرٍ جَرِب منها، كان جَرَبُه بقضاء الله وقدره لا بالعدوى، فكذلك ما ظهر بسائر الإبل من بعد.
هَمَمْتُ أَنْ أَجْلِسَ وَأَدَعَهُ (1).
4200 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحْكَمُ بَيْنَ (2) الْعِبَادِ فِي الدِّمَاءِ "(3).
4201 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: " لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن خزيمة (1154) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3426).
(2)
في (س) و (ظ 1): ما بين.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه مسلم (1678) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (269)، ومسلم (1678)، والترمذي (1396)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 83، وفي "الكبرى"(3454)، والشاشي (565)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(212) من طرق عن شعبة، به.
قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وهكذا روى غير واحد، عن الأعمش، مرفوعاً، وروى بعضهم عن الأعمش ولم يرفعوه.
وقد سلف برقم (3674).
الْقِيَامَةِ "، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: " يُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانٍ " (1).
4202 -
............... (2)
4203 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَحْكِي نَبِيًّا، قَالَ:" كَانَ قَوْمُهُ يَضْرِبُونَهُ حَتَّى يُصْرَعَ " قَالَ: فَيَمْسَحُ جَبْهَتَهُ، وَيَقُولُ:" اللهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي، إِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ "(3).
4204 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَسْمًا، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ هَذِهِ لَقِسْمَةٌ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللهِ! قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وسليمان: هو الأعمش، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه مسلم (1736)(12) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقد تقدم برقم (3900) من طريق عفان، به.
(2)
ورد في النسخ المطبوعة من المسند هنا الحديث السابق مكرراً إسناداً ومتناً، دون قوله:"وعفان"، وهذا التكرار لم يثبت في أيٍّ من النسخ الخطية التي بين أيدينا، ولم يرد في "أطراف المسند" 4/ 155، ولعله خطأ من الناسخين، ولذا حذفناه، مع إثبات رقمه لاعتمادنا ترقيم الشيخ أحمد شاكر.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وقد تقدم برقم (3611).
لَهُ، فَاحْمَرَّ وَجْهُهُ - قَالَ شُعْبَةُ: وَأَظُنُّهُ قَالَ: وَغَضِبَ - حَتَّى وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أُخْبِرْهُ، قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: " يَرْحَمُنَا اللهُ وَمُوسَى - شَكَّ شُعْبَةُ فِي: يَرْحَمُنَا اللهُ وَمُوسَى - قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا، فَصَبَرَ " هَذِهِ لَيْسَ فِيهَا شَكٌّ: " قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَصَبَرَ "(1).
4205 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُوعَكُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنِّي أُوعَكُ وَعْكَ رَجُلَيْنِ مِنْكُمْ "، قُلْتُ: بِأَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ؟ قَالَ: " نَعَمْ - أَوْ أَجَلْ "، ثُمَّ قَالَ:" مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى، شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا، إِلَّا حَطَّ اللهُ عز وجل عَنْهُ خَطَايَاهُ، كَمَا تَحُتُّ الشَّجَرَةُ (2) وَرَقَهَا "(3).
4206 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، وَمَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش.
وسلف بنحوه من طريق شعبة برقم (3902).
(2)
في (ظ 1): الشجر.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش، وإبراهيم التيمي: هو ابن يزيد.
وقد سلف من طريق الأعمش برقم (3618) و (3619). وسيأتي برقم (4346).
عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا رَأَى قُرَيْشًا قَدِ اسْتَعْصَوْا عَلَيْهِ، قَالَ:" اللهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ "، قَالَ: فَأَخَذَتْهُمُ السَّنَةُ، حَتَّى حَصَّتْ كُلَّ شَيْءٍ، حَتَّى أَكَلُوا الْجُلُودَ وَالْعِظَامَ، وَقَالَ أَحَدُهُمَا: حَتَّى أَكَلُوا الْجُلُودَ، وَالْمَيْتَةَ، وَجَعَلَ يَخْرُجُ مِنَ الرَّجُلِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ، فَأَتَاهُ أَبُو سُفْيَانَ، فَقَالَ: أَيْ مُحَمَّدُ، إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا، فَادْعُ اللهَ عز وجل أَنْ يَكْشِفَ عَنْهُمْ، قَالَ: فَدَعَا، ثُمَّ قَالَ:" اللهُمَّ إِنْ يَعُودُوا فَعُدْ " - هَذَا فِي حَدِيثِ مَنْصُورٍ - ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: 10](1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو الضحى: هو مسلم بن صبيح، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه البخاري (4824)، والنسائي في "الكبرى"(11202) -وهو في "التفسير"(222) - من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (3254)، والنسائي في "الكبرى"(11483) -وهو في "التفسير"(503) -، والشاشي (399) من طرق، عن شعبة، به. قال الترمذي: وهذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 205، والبخاري (1007) و (1020) و (4774)، ومسلم (2798)(39)، وأبو يعلى (5145)، والطبري في "تفسيره" 25/ 112، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/ 420، وابن حبان (4764) و (6585)، والطبراني في "الكبير"(9048)، وأبو نعيم في "الدلائل"(369)، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 326 - 327 من طرق، عن منصور، به.
وقد سلف برقم (3613). =
4207 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ سَأَلَ وَلَهُ مَا يُغْنِيهِ، جَاءَتْ مَسْأَلَتُهُ (1) يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُدُوشًا - أَوْ كُدُوحًا - فِي وَجْهِهِ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا غِنَاهُ؟ قَالَ:" خَمْسُونَ دِرْهَمًا، أَوْ حِسَابُهَا مِنَ الذَّهَبِ "(2).
4208 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَا لِي، وَلِلدُّنْيَا، إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رَاكِبٍ، قَالَ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا "(3).
= قوله: حتى حَصَّت كل شيء، أي: أذهبته، وأصل الحَصِّ: إذهاب الشعر عن الرأس بحلق أو مرض. قاله السندي.
(1)
لفظ: "مسألته" لم يرد في (س) و (ص).
(2)
هو مكرر (3675) سنداً ومتناً.
(3)
صحيح، وهذا إسناد حسن، وكيع سمع من المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- قبل اختلاطه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عمرو بن مرة: هو الجملي المرادي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 217، وأبو يعلى (4998) و (5229) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3709).
4209 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ دِينَارٍ، مَوْلَى خُزَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: مَا صُمْنَا رَمَضَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تِسْعًا وَعِشْرِينَ أَكْثَرَ مِمَّا صُمْنَا ثَلَاثِينَ (1).
4210 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ وَكِيعٌ:" إِنَّ لِلَّهِ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلَامَ "(2).
4211 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: أُصَلِّي بِكُمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَفَعَ يَدَيْهِ فِي أَوَّلِ (3).
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد تقدم برقم (3776).
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وعبد الله بن السائب: هو الكندي الكوفي، وزاذان: هو أبو عمر الكندي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 517 و 11/ 474، والنسائي في "المجتبى" 3/ 43، وفي "الكبرى"(1205)، وأبو يعلى (5213)، وابن حبان (914) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3666)، وسيأتي برقم (4320).
(3)
هو مكرر (3681).
4212 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينِ صَبْرٍ يَقْتَطِعُ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ وَهُوَ فِيهَا فَاجِرٌ، لَقِيَ اللهَ عز وجل، وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ "، قَالَ: وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ [آل عمران: 77](1).
4213 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَحُمَيْدٌ الرُّؤَاسِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ - قَالَ حُمَيْدٌ: شَقِيقُ بْنِ سَلَمَةَ -، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 7، ومسلم (138)(220)، وابن ماجه (2323)، وأبو عوانة 1/ 38 - 39، والبيهقي في "السنن" 10/ 178، من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3576).
قوله: "يمين صَبْر": قال النووي: هي التي أُلزم بها الحالف عند حاكم ونحوه، وأصلُ الصبر: الحبسُ والإمساك.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. حميد الرؤاسي: هو ابن عبد الرحمن.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 426 و 14/ 100، ومسلم (1678)(28)، والترمذي (1397)، وابن ماجه (2615)، وأبو يعلى (5215)، والشاشي (568)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(212)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(5326)، وابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 221 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. =
4214 -
حَدَّثَنَا ابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ
…
فَذَكَرَهُ (1).
4215 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ "(2).
4216 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ وَالْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: الْجَنَّةُ، وَقَالَ: وَكِيعٌ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَلْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى
= وقد سلف برقم (3674).
(1)
هو مكرر (4200) سنداً ومتناً.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وزبيد: هو ابن الحارث اليامي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 289، وابن ماجه (1584) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 289، والبخاري (1297)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 21، وفي " الكبرى"(1991)، وابن ماجه (1584)، وابن الجارود في "المنتقى"(516)، وأبو يعلى (5252)، والبيهقي في "السنن" 4/ 64 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.
وقد سلف برقم (3658).
أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ، وَالنَّارُ مِثْلُ ذَلِكَ " (1).
4217 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَتُهُمْ أَيْمَانَهُمْ، وَأَيْمَانُهُمْ شَهَادَتَهُمْ "(2).
4218 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ خُمَيْرِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَرَأْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَبْعِينَ سُورَةً، وَإِنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ لَهُ ذُؤَابَةٌ فِي الْكُتَّابِ (3).
4219 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ سَلْمَانَ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (5211)، وابن حبان (661) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (5280)، والبيهقي في "السنن" 3/ 368 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6488) من طريق سفيان الثوري، به.
وقد سلف برقم (3667) و (3923).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (3594).
(3)
هو مكرر (3697) سنداً ومتناً.
فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ (1)، كَانَ قَمِنًا مِنْ أَنْ (2) لَا تُسَدَّ حَاجَتُهُ، وَمَنْ أَنْزَلَهَا بِاللهِ عز وجل أَتَاهُ اللهُ بِرِزْقٍ عَاجِلٍ، أَوْ مَوْتٍ آجِلٍ (3) " (4).
4220 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ بَشِيرٍ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي حَمْزَةَ
…
فَذَكَرَهُ.
[قَالَ عبد الله بن أحمد:] قَالَ أَبِي: وَهُوَ الصَّوَابُ، سَيَّارٌ أَبُو حَمْزَةَ، قَالَ: وَسَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ لَمْ يُحَدِّثْ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، بِشَيْءٍ (5).
(1) في (ق): في الناس.
(2)
في (ظ 1): قمناً أنه.
(3)
في (س) و (م): عاجل.
(4)
هو مكرر (3696) سنداً ومتناً، لكن هناك: من نزل به حاجة، بدل فاقة،
…
وكان قمناً أن لا تسهل حاجته، بدل: أن لا تسد حاجته. ومكرر (3869) سوى شيخ أحمد، وفيه: أجل عاجل. وانظر ما بعده.
(5)
إسناده حسن، سيار أبو حمزة: روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/ 421، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو الثوري، وبشير أبو اسماعيل: هو ابن سلمان.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/ 98، والبيهقي في "الشعب"(1079) و (1080) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2326)، والدولابي في "الكنى" 1/ 159 من طريقين، عن سفيان الثوري، به. وجاء سيار عند الترمذي غير منسوب، وعند الدولابي: سيار أبو حمزة، كما هو هنا. وانظر الرواية المتقدمة برقم (3696). قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(9786) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، به، لكن سقط من إسناده سيار. =
4221 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ التَّيْمِيِّ (1)، عَنْ وَهْبِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: إِنِّي لَمُسْتَتِرٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، إِذْ دَخَلَ رَجُلَانِ ثَقَفِيَّانِ، وَخَتَنُهُمَا قُرَشِيٌّ، أَوْ قُرَشِيَّانِ وَخَتَنُهُمَا ثَقَفِيٌّ، كَثِيرَةٌ شُحُومُ بُطُونِهِمْ، قَلِيلٌ فِقْهُ قُلُوبِهِمْ، فَتَحَدَّثُوا بِحَدِيثٍ فِيمَا بَيْنَهُمْ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ لِصَاحِبِهِ: أَتُرَى (2) اللهَ عز وجل يَسْمَعُ مَا نَقُولُ؟! قَالَ الْآخَرُ: أُرَاهُ يَسْمَعُ إِذَا رَفَعْنَا أَصْوَاتَنَا، وَلَا يَسْمَعُ إِذَا خَافَتْنَا. قَالَ الْآخَرُ: لَئِنْ كَانَ يَسْمَعُ مِنْهُ شَيْئًا إِنَّهُ لَيَسْمَعُهُ كُلَّهُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ: فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ، وَلَا أَبْصَارُكُمْ} الْآيَةَ [فصلت: 22](3).
4222 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ
= وقد سلف برقم (3696).
(1)
في النسخ الخطية والمطبوعة: الليثي، وهو خطأ.
(2)
في (ظ 1): تُرى.
(3)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير وهب بن ربيعة الكوفي، قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه عمارة بن عمير، لكن أخرج له مسلم. قلنا: إنما إخرج له متابعة لا احتجاجاً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ثم هو متابع. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه الترمذي (3249) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وقد سلف من هذه الطريق برقم (3875)، وسيأتي من طريق سفيان برقم (4238).
وسلف برقم (3614) بإسناد صحيح على شرط الشيخين.
الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
…
فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، فَنَزَلَتْ:{وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ، وَلَا أَبْصَارُكُمْ} ، إِلَى قَوْلِهِ:{فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (1).
4223 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ، يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْأَعْمَالِ (2) أَفْضَلُ؟ قَالَ:" الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا "(3).
4224 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنِ الْأَسْوَدِ (4)، وَعَلْقَمَةُ، أَوْ أَحَدُهُمَا
(1) هو مكرر (3614) سنداً ومتناً.
(2)
في (ص): أي: العمل.
(3)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن عبد الله -وهو ابن وهب النخعي- فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة. أبو عمرو الشيباني: هو سعد بن إياس، وعمرو بن عبد الله: هو النخعي.
وأخرجه الحميدي (103)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 292 - 293، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/ 28، والطبراني في "الكبير"(9802) و (9803)، والبيهقي في "الشعب"(4926) و (4927) من طرق عن أبي معاوية عمرو بن عبد الله النخعي، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 301، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، غير عمرو بن عبد الله النخعي، وهو ثقة.
وتقدم برقم (3890).
(4)
"عن الأسود" سقط من (م)، وعند الشيخ أحمد شاكر: أخبرنا الأسود =
عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يُكَبِّرُ فِي كُلِّ رَفْعٍ، وَخَفْضٍ، قَالَ: وَفَعَلَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما (1).
4225 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما كَانُوا يُكَبِّرُونَ فِي كُلِّ خَفْضٍ وَرَفْعٍ (2).
4226 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ، وَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ خَدِّهِ، وَقَالَ:" اللهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ "(3).
4227 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ الْأَعْمَشُ: عَنْ أَبِي وَائِلٍ
= وعلقمة، وليس عنده: أو أحدهما.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وقد تقدم مطولاً برقم (3972)، وقبله برقم (3660).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل والد وكيع، وهو الجراح بن مليح الرؤاسي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق: هو السبيعي. والإسناد من طريق عبد الرحمن بن الأسود منقطع، لكنه متابع بعبد الرحمن بن يزيد، وهو ابن قيس النخعي.
وقد تقدم مطولاً برقم (3660).
(3)
هو مكرر (3932)، وسلف برقم (3742).
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى "(1).
4228 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الْأَيَّامِ، مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا (2).
4229 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُبَاشِرُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ تَنْعَتُهَا لِزَوْجِهَا حَتَّى كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا "(3).
4230 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُتَوَشِّمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ. فَبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي أَسَدٍ، يُقَالُ لَهَا: أُمُّ يَعْقُوبَ، فَأَتَتْهُ، فَقَالَتْ: لَقَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ،
(1) هو مكرر (3703) سنداً ومتناً.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2821) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3581).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (3609).
مَا وَجَدْتُ مَا قُلْتَ! قَالَ: مَا وَجَدْتِ: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7]؟ فَقَالَتْ: إِنِّي لَأُرَاهُ فِي بَعْضِ أَهْلِكَ؟ قَالَ: اذْهَبِي فَانْظُرِي، قَالَ: فَذَهَبَتْ فَنَظَرَتْ، ثُمَّ جَاءَتْ، فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ شَيْئًا. فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: لَوْ كَانَ لَهَا مَا جَامَعْنَاهَا (1).
4231 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَلِمَةً، وَقُلْتُ أُخْرَى، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2):" مَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، دَخَلَ النَّارَ "، وَقُلْتُ (3): مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ (4).
4232 -
حَدَّثَنَا ابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ (5)، عَنْ أَبِي وَائِلٍ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (4129). وكيع: هو ابن الجراح.
(2)
من قوله: وقُلتُ أخرى
…
إلى هنا، لم يرد في (ق).
(3)
في (ق): وقلت أخرى.
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (92)(150)، وابن منده (67) و (68) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 1/ 17 من طريق وكيع، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله.
وقد سلف برقم (4043)، وإنظر (3552) و (3625).
(5)
لفظ: "عن سليمان" مثبت من "أطراف المسند" 4/ 145، ولم يرد في النسخ الخطية، ولا في (م)، ولا بد منه، وسيرد على الصواب برقم (4406) =
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
…
فَذَكَرَ مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:" يَجْعَلُ لِلَّهِ عز وجل نِدًّا "(1).
4233 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ وَإِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى، وَالتُّقَى، وَالْعِفَّةَ، وَالْغِنَى "(2).
4234 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ الْكَاهِلِيِّ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْأَخْرَمِ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَتَّخِذُوا الضَّيْعَةَ، فَتَرْغَبُوا فِي الدُّنْيَا "(3).
= و (4425).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جعفر: هو محمد. وسليمان: هو الأعمش، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه الطيالسي (256)، والنسائي في "الكبرى"(11011)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 359، والشاشي (558) و (560)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" ص 118 من طريق شعبة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4043).
(2)
هو مكرر (3692)، وزاد هنا في الإسناد والد وكيع، وهو متابع بإسرائيل.
(3)
هو مكرر (3579) و (4048). سفيان هنا: هو الثوري.
وأخرجه الترمذي (2328)، والشاشي (818) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن. =
4235 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ النَّجْمَ، فَسَجَدَ فِيهَا وَمَنْ مَعَهُ، إِلَّا شَيْخٌ (1) كَبِيرٌ أَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًى، أَوْ تُرَابٍ، قَالَ: فَقَالَ بِهِ هَكَذَا، وَضَعَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ قُتِلَ كَافِرًا (2).
4236 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ عز وجل لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ "(3).
= وأخرجه البخاري في "التاريخ" 4/ 54، والشاشي (817) من طريق قبيصة، عن سفيان، به، وتحرف اسم شمر في "التاريخ" إلى: هشيم.
وسلف بنحوه برقم (4181) و (4184) و (4185).
(1)
في هامش (س): شيخاً. (نسخة).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وأبو إسحاق: هو السبيعي، والأسود: هو ابن يزيد بن قيس النخعي.
وقد سلف من طريق شعبة برقم (3805) و (4164)، ومن طريق وكيع برقم (3682).
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، سفيان -وهو الثوري - سمع من عطاء بن السائب قبل اختلاطه. يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وهو مكرر (3922).
وسلف أيضاً برقم (3578)، وذكرنا هناك شواهده.
4237 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الظُّهْرَ خَمْسًا، فَقِيلَ لَهُ: زِيدَ فِي الصَّلَاةِ؟! قَالَ: " وَمَا ذَاكَ؟ "، قَالُوا: صَلَّيْتَ خَمْسًا، قَالَ: فَثَنَى رِجْلَهُ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَمَا سَلَّمَ (1).
4238 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنْتُ مُسْتَتِرًا بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، فَجَاءَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ، ثَقَفِيٌّ وَخَتَنَاهُ قُرَشِيَّانِ، كَثِيرٌ شُحُومُ (2) بُطُونِهِمْ، قَلِيلٌ فِقْهُ قُلُوبِهِمْ، قَالَ: فَتَحَدَّثُوا بَيْنَهُمْ بِحَدِيثٍ، قَالَ: فَقَالَ أَحَدُهُمْ: أَتُرَى اللهَ عز وجل يَسْمَعُ مَا نَقُولُ؟! قَالَ الْآخَرُ: يَسْمَعُ مَا رَفَعْنَا، وَمَا خَفَضْنَا لَا يَسْمَعُ!! قَالَ الْآخَرُ: إِنْ كَانَ يَسْمَعُ شَيْئًا، فَهُوَ يَسْمَعُهُ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، والحكم: هو ابن عتيبة، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه النسائي فىِ "المجتبى" 3/ 31، وابن ماجه (1205)، وابن خزيمة (1056) من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (1056)، وابن حبان (2658) و (2682) من طريق محمد بن جعفر، به.
وتقدم من طريق شعبة برقم (3566).
(2)
في (س) و (ظ 1): شحم.
كُلَّهُ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَنَزَلَتْ: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ} (1)، إِلَى قَوْلِهِ:{فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ} [فصلت:22 - 24].
قَالَ: وَحَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
…
نَحْوَ ذَلِكَ (2).
(1) في (ق): أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم.
(2)
حديث صحيح، والإسناد الأول رجاله ثقات رجال الشيخين غير وهب بن ربيعة الكوفي، قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه عمارة بن عمير، لكن أخرج له مسلم، قلنا: إنما أخرج له متابعة لا احتجاجاً، وهو متابع. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري، وسليمان: هو الأعمش، وعمارة: هو ابن عمير التيمي.
وإسناده الثاني صحيح على شرط الشيخين. والقائل: وحدثني منصور، هو سفيان الثوري، وقد وهم الشيخ أحمد شاكر، فظنه سليمان الأعمش. منصور: هو ابن المعتمر، ومجاهد: هو ابن جبر، وأبو معمر: هو عبد الله بن سخبرة.
وبالإسناد الأول أخرجه مسلم (2775)(5)، وأبو يعلى (5245)، والطبري في "تفسيره" 24/ 109 من طريق يحيى القطان، به.
وبالإسناد الثاني أخرجه البخاري (4817)، ومسلم (2775)(5)، والنسائي في "الكبرى"(11468) -وهو في "التفسير"(488) -، وأبو يعلى (5246)، والطبري في "تفسيره" 24/ 109 من طريق يحيى القطان، به.
قال الحافظ في "الفتح" 8/ 563: لسفيان فيه إسناد آخر، أخرجه مسلم عن أبي بكر بن خلاد، عن يحيى القطان، عن سفيان الثوري، عن سليمان -وهو الأعمش-، عن عمارة بن عمير، عن وهب بن ربيعة، عن ابن مسعود، وكأن =
4239 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، -قَالَ (1): سَمِعْتُهُ مَرَّةً رَفَعَهُ، ثُمَّ تَرَكَهُ - رَأَى أَمِيرًا أَوْ رَجُلًا سَلَّمَ تَسْلِيمَتَيْنِ، فَقَالَ: أَنَّى عَلِقْتَهَا؟ (2).
= البخاري ترك طريق الأعمش للاختلاف عليه، قيل عنه هكذا، وقيل: عنه، عن عمارة بن عمير، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود. أخرجه الترمذي بالوجهين.
وأخرجه الحميدي (87)، ومن طريقه البخاري (4817) و (7521)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 177، وأخرجه مسلم (2775)(5)، والترمذي (3248) من طريق ابن أبي عمر العدني، والنسائي في "الكبرى"(11468) -وهو في "التفسير"(488) - من طريق محمد بن منصور، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة، عن منصور، به. قال الحميدي: وكان سفيان أولاً يقول في هذا الحديث: حدثنا منصور، أو ابن أبي نجيح، أو حميد الأعرج، أحدهم أو اثنان منهم، ثم ثبت على منصور في هذا الحديث. وذكر قول الحميدي هذا البخاري عقب الحديث (4817).
وأخرجه البخاري (4816) من طريق روح بن القاسم، والطبري في "تفسيره" 24/ 109 من طريق قيس بن الربيع، كلاهما عن منصور، به.
وسلف برقم (3614).
(1)
في هامش (س): قال شعبة.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وشعبة: هو ابن الحجاج، والحكم: هو ابن عتيبة، ومجاهد: هو ابن جبر، وأبو معمر: هو عبد الله بن سخبرة الأزدي.
وأخرجه مسلم (581)(118)، والبيهقي في "السنن" 2/ 176 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وعندهما: أنَّى عَلِقَها؟ =
4240 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82]، شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالُوا: أَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ كَمَا تَظُنُّونَ، إِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13] "(1).
= وأخرجه مسلم (581)(117)، والدارمي 1/ 310، وأبو يعلى (5244)، والبيهقي في "السنن" 2/ 176 من طريق يحيى القطان، عن شعبة، عن الحكم ومنصور، عن مجاهد، به. ولفظه عندهم: أنَّى عَلِقَها. وعندهم زيادة: قال الحكم في حديثه: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعله.
وأخرجه الطيالسي (364)، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/ 176 عن شعبة، عن الحكم، عن مجاهد، به.
قوله: أنَّى عَلِقْتَها، ورواية مسلم وغيره: أنى عَلِقَها؟ قال السندي: أي من أين حصَّل هذه السنة؟ وذكر في "النهاية" الحديث بلفظ: أن أميراً بمكة كان يسلم تسليمتين، فقال: أنى علقها، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعلها، أي: من أين تعلمها، وممن أخذ؟ وعلى هذا فهذا تصويبٌ لفعله، والمراد: أنه كان يسلم من الصلاة حال الخروج تسليمتين، وهذه سنة، فكان يقول: إنه من أين جاء بهذه السنة.
وانظر (3660).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه البخاري (6937)، ومسلم (124)(197)، والطبري في "تفسيره" [الأنعام: 82]، وأبو عوانة 1/ 73، وابن منده في "الإيمان"(267)، والبيهقي في "السنن" 10/ 185 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. =
4241 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ مِنْ هَاهُنَا، وَيُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ مِنْ هَاهُنَا (1).
4242 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: امْشُوا إِلَى الْمَسْجِدِ، فَإِنَّهُ مِنَ الْهَدْيِ، وَسُنَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم (2).
= وقد سلف برقم (3589).
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه الترمذي (295)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 63، وفي "الكبرى"(1247)، وابن الجارود في "المنتقى"(209)، والدارقطني في "العلل" 5/ 11، والبغوي في "شرح السنة"(697) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وقد تقدم مطولاً برقم (3660).
(2)
إسناده ضعيف لإبهام شيخ الأعمش، وقد مضى بمعناه مطولًا برقم (3623) و (3936) و (3979).
قوله: فإنه من الهَدْي، قال السندي: ضُبط بفتح فسكون، على أن قوله:"وسنة محمد صلى الله عليه وسلم" تفسير له، ويحتمل أنه بضم ففتح. والله تعالى أعلم.
4243 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:" الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا "، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: " بِرُّ الْوَالِدَيْنِ "، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: " الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل "، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي (1).
4244 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَمَّنْ سَمِعَ ابْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " لَا سَمَرَ إِلَّا لِمُصَلٍّ أَوْ مُسَافِرٍ "(2).
4245 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وقد سلف برقم (3890) بإسناد صحيح.
(2)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لإبهام راويه عن ابن مسعود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وخيثمة: هو ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(2130)، والبيهقي في "السنن" 1/ 452 من طريق أبي نعيم، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3603).
مُسْلِمٍ، يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، إِلَّا أَحَدَ ثَلَاثَةِ نَفَرٍ: النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ " (1).
4246 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: انْتَهَيْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ يَوْمَ بَدْرٍ وَقَدْ ضُرِبَتْ رِجْلُهُ، وَهُوَ صَرِيعٌ، وَهُوَ يَذُبُّ النَّاسَ عَنْهُ بِسَيْفٍ لَهُ، فَقُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَخْزَاكَ يَا عَدُوَّ اللهِ! فَقَالَ: هَلْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ قَتَلَهُ قَوْمُهُ؟! قَالَ: فَجَعَلْتُ أَتَنَاوَلُهُ بِسَيْفٍ لِي غَيْرِ طَائِلٍ، فَأَصَبْتُ يَدَهُ، فَنَدَرَ سَيْفُهُ، فَأَخَذْتُهُ فَضَرَبْتُهُ بِهِ، حَتَّى قَتَلْتُهُ، قَالَ: ثُمَّ خَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، كَأَنَّمَا أُقَلُّ مِنَ الْأَرْضِ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ:" آللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ؟ "، فَرَدَّدَهَا ثَلَاثًا، قَالَ: قُلْتُ: آللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ. قَالَ: فَخَرَجَ يَمْشِي مَعِي، حَتَّى قَامَ عَلَيْهِ، فَقَالَ:" الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَخْزَاكَ يَا عَدُوَّ اللهِ، هَذَا كَانَ فِرْعَوْنَ هَذِهِ الْأُمَّةِ ". قَالَ (2): وَزَادَ فِيهِ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 413، ومسلم (1676)(25)، وابن ماجه (2534)، وابن أبي عاصم في "السنة"(893)، وابن الجارود (832)، والبيهقي في "السنن" 8/ 213 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3621).
قوله: "لا يُحِلُّ دمَ امرئ إلا أحدُ ثلاثة"، قال السندي: هو من الإحلال، لا من الحل.
(2)
يعني وكيع.
أَبِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَنَفَّلَنِي سَيْفَهُ (1).
4247 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ، فَقُلْتُ: قَتَلْتُ أَبَا جَهْلٍ، قَالَ:" آللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ؟ "، قَالَ: قُلْتُ: آللَّهِ الَّذِي
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- ثم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات من رجال الشيخين، إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 373 عن وكيع، بهذا الإسناد، بزيادة والد وكيع مع إسرائيل.
وأخرجه الشاشي (932) من طريق النضر بن شميل، عن إسرائيل، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 373، وأبو داود (3722)، وأبو يعلى (5231)، من طريق وكيع، عن أبيه الجراح بن مليح، عن أبي إسحاق، به، بلفظ: نفَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر سيف أبي جهل. (ملاحظة: قد غيَّر محقق "مصنف" ابن أبي شيبة لفظ: "عن أبيه" الوارد في الأصل عنده في الإسناد إلى: "عن إسرائيل" ظناً منه أنه هو الصواب!).
وسلف برقم (3824).
قوله: وهو صريع، أي: مصروع.
هل هو الا رجل قتله قومه، أي: مثله لا يستعظم كما استعظمته.
فندر سيفُه، أي: سقط من يده.
أُقَلُّ من الأرض: على بناء المفعول، أي: أُرفع من الأرض من السرعة في المشي والفرحة بقتله. قاله السندي.
لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، فَرَدَّدَهَا ثَلَاثًا، قَالَ:" اللهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ، انْطَلِقْ فَأَرِنِيهِ "، فَانْطَلَقْنَا، فَإِذَا بِهِ، فَقَالَ:" هَذَا فِرْعَوْنُ هَذِهِ الْأُمَّةِ "(1).
4248 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَرْثٍ بِالْمَدِينَةِ، فَمَرَّ عَلَى قَوْمٍ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: سَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا تَسْأَلُوهُ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، مَا الرُّوحُ، قَالَ: فَقَامَ، وَهُوَ مُتَوَكِّئٌ عَلَى عَسِيبٍ، وَأَنَا خَلْفَهُ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ، فَقَالَ:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85]، قَالَ: فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَدْ قُلْنَا: لَا تَسْأَلُوهُ (2).
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. معاوية بن عمرو: هو الأزدي، وأبو إسحاق شيخه: هو إبراهيم بن محمد الفزاري، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق شيخه: هو السبيعي.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 3/ 88 من طريق أبي إسحاق الفزاري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8473) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، به.
وقد سلف بنحوه برقم (3856).
(2)
هو مكرر (3688) بإسناده مع اختلاف يسير في متنه، وسلف مختصراً برقم =
4249 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الدُّهْنِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ابْنُ سُمَيَّةَ مَا عُرِضَ عَلَيْهِ أَمْرَانِ قَطُّ إِلَّا اخْتَارَ الْأَرْشَدَ مِنْهُمَا "(1).
4250 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ وَالْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَقِيتُ امْرَأَةً فِي الْبُسْتَانِ، فَضَمَمْتُهَا إِلَيَّ وَبَاشَرْتُهَا وَقَبَّلْتُهَا، وَفَعَلْتُ بِهَا كُلَّ شَيْءٍ، غَيْرَ أَنِّي لَمْ أُجَامِعْهَا؟ قَالَ: فَسَكَتَ عَنْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ:{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114]، قَالَ: فَدَعَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَرَأَهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَهُ خَاصَّةً، أَمْ لِلنَّاسِ كَافَّةً؟ فَقَالَ:" بَلْ لِلنَّاسِ كَافَّةً "(2).
= (3898).
وقوله: فقال بعضهم: قد قلنا: لا تسألوه، أي: فإنه يجيب على وجه الصواب مما تقوم به الحجّة عليهم، فلا مصلحة لهم في سماعه، بل المصلحة هي الاحتراز عنه. والله تعالى أعلم. قاله السندي.
(1)
هو مكرر (3693) سنداً ومتناً.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك بن حرب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي، والأسود: هو ابن يزيد =
4251 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى وَهُوَ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى قُبَّةٍ حَمْرَاءَ، قَالَ:" أَلَمْ تَرْضَوْا أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ " قُلْنَا: بَلَى، قَالَ:" أَلَمْ تَرْضَوْا أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ " قَالُوا: بَلَى، قَالَ:" وَاللهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ عَنْ ذَلِكَ، عَنْ قِلَّةِ الْمُسْلِمِينَ فِي النَّاسِ يَوْمَئِذٍ، مَا هُمْ يَوْمَئِذٍ فِي النَّاسِ إِلَّا كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ، أَوْ كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَبْيَضِ، وَلَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ "(1).
= النخعي.
وأخرجه أبو يعلى (5389)، والطبري في "التفسير"(18669)، وابن خزيمة (313)، والشاشي (366)، وابن حبان (1730) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي (425) و (426) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، به.
وأخرجه مسلم (2763)(42)، وأبو داود (4468)، والترمذي (3112)، والطبري في "التفسير"(18668)، والشاشي (364)، والبيهقي في "السنن" 8/ 241، وفي "الشعب"(7084)، والواحدي في "أسباب النزول" ص 268، من طرق، عن سماك، به.
وتقدم برقم (3653) بإسناد صحيح.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/ 154 - 155، والشاشي (670) و (671) و (672) و (677) من طرق، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. =
4252 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ فُلْفُلَةَ الْجُعْفِيِّ، قَالَ: فَزِعْتُ فِيمَنْ فَزِعَ إِلَى عَبْدِ اللهِ فِي الْمَصَاحِفِ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: إِنَّا لَمْ نَأْتِكَ زَائِرِينَ، وَلَكِنْ جِئْنَاكَ حِينَ رَاعَنَا هَذَا الْخَبَرُ!! فَقَالَ: إِنَّ الْقُرْآنَ نَزَلَ عَلَى نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم مِنْ سَبْعَةِ أَبْوَابٍ، عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، أَوْ قَالَ: حُرُوفٍ، وَإِنَّ الْكِتَابَ قَبْلَهُ كَانَ يَنْزِلُ مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ، عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ (1).
= وسلف برقم (3661)، وذكرنا هناك شواهده.
(1)
إسناده ضعيف، عثمان بن حسان، هو العامري، ويقال: القاسم بن حسان -قال أبو حاتم: وعثمان أشبه، وخالفه الدارقطني في "العلل" 5/ 237، فقال: القاسم بن حسان أشبه بالصواب- لم يذكروا في الرواة عنه غير أبي همام -وهو الوليد بن قيس السكوني-، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 193، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 219، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 148، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلًا، وأورده الحافظ في "التعجيل" ص 282، وبقية رجاله ثقات. فلفلة الجعفي: هو ابن عبد الله، وقال البخاري: ابن عبد الرحمن الكوفي، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 300، ووثقه العجلي (1361)، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 140 - 141، فلم يذكر فيه جرحاً، وروى له النسائي، أبو كامل: هو المظفر بن مدرك الخراساني، وزهير: هو ابن معاوية الجعفي.
وأخرجه ابن أبي داود في "المصاحف" ص 18، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3094)، والشاشي (881) من طريقين عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وعلقه البخاري 6/ 219 من طريق زهير، به. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7984) من طريق سفيان الثوري، عن الوليد بن قيس، عن القاسم بن حسان، عن فلفلة الجعفي، به. وعلقه البخاري في "التاريخ" 6/ 219 من طريق سفيان، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/ 152 - 153، وقال: -له في الصحيح غير هذا-، رواه أحمد، وفيه عثمان بن حسان العامري، وقد ذكره ابن أبي حاتم، ولم يجرحه، ولو بوثقه، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 516 عن جعفر بن عون، والطبري في "تفسيره" 1/ 12 من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله مرفوعاً، بلفظ:"نزل القرآن على سبعة أحرف".
وأخرجه البزار (2312)، وابن حبان (75)، والطبراني في "الكبير"(10090) من طريق محمد بن عجلان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، مرفوعاً بلفظ:"أنزل القرآن على سبعة أحرف لكل آية منها ظهر وبطن".
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/ 152، وقال: رواه البزار وأبو يعلى في "الكبير"، والطبراني في "الأوسط" باختصار آخره، ورجال أبي يعلى ثقات، ورواية البزار عن محمد بن عجلان، عن أبي إسحاق، قال في آخرها: لم يرو محمد بن عجلان، عن إبراهيم الهجري غيرَ هذا الحديث.
قلنا: ويؤيد أن أبا إسحاق هذا هو إبراهيم الهجري أنه جاء مصرحاً باسمه في رواية الطبري (11)، ونسبه ابن حبان همدانياً، ولم يتابع، وهذا سند حسن في المتابعات، إبراهيم الهجري فيه لين.
وأخرجه أبو يعلى (5149)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3095) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة -وهو ابن مِقْسم الضبي-، عن واصل بن حيان، عن عبد الله بن أبي الهُذيل، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، بلفظ:"أُنزل القرآن على سبعة أحرف، لكل آية منها ظهر وبطن، ولكل حدٍّ مُطَّلَع"، وإسناده صحيح على شرط مسلم. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وحديث نزول القرآن على سبعة أحرف من الأحاديث المتواترة، وذكر الكتاني في كتابه "نظم المتناثر" ص 111 - 112 أنه رواه واحد وعشرون صحابياً.
وقد سلف في "المسند" من حديث عمر برقم (158) و (277).
وسيأتي من حديث أبي هريرة 2/ 332 و 440.
ومن حديث أبي الجهيم 4/ 169 - 170.
ومن حديث عمرو بن العاص 4/ 204.
ومن حديث سمرة 5/ 16.
ومن حديث أبي بن كعب 5/ 114 و 124.
ومن حديث حذيفة 5/ 385 و 391.
ومن حديث أم أيوب 6/ 433 و 462 - 463.
وفي الباب أيضاً من حديث عائشة عند النسائي في "الكبرى"(7985).
ومنه حديث معاذ عند الطبراني في "الكبير" 20/ (312).
قوله: في المصاحف: قال السندي: أي: في شأنها واختلافها في الترتيب كمصحف عثمان وأُبي وعبد الله.
حين راعنا: خوفنا.
هذا الخبر: أي: خبر مصحف عثمان، وأنه أمر بإحراق كل ما يخالف مصحفه، أو خبر اختلاف المصاحف، وهذا الثاني هو الأقرب بالسياق، والأول صحيح أيضاً لاستلزامه اختلاف المصاحف.
من باب واحد: كالزبور، وكان فيه المواعظ كما قيل، ولعل هذا كان هو الغالب في الكتب السابقة، وإلا فالتوراة كان فيها تفصيل كل شيء، والله تعالى أعلم، وحاصل الجواب أن الاختلاف في المصاحف لا يضر لما في القرآن من الاتساع في اللغات، كما فيه الاتساع في المعاني.
قلنا: وانظر لزاماً في هذا المبحث "جامع البيان" 1/ 21 - 72، و"شرح مشكل الآثار" 8/ 108، رقم الحديث (3094) بتحقيقنا.
4253 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ (1)، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أُوتِيَ نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا مَفَاتِيحَ الْغَيْبِ الْخَمْسِ: {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [لقمان: 34](2).
4254 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ - يَعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ -، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ مُغِيرَةَ الْيَشْكُرِيِّ، عَنْ الْمَعْرُورِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: اللهُمَّ أَمْتِعْنِي بِزَوْجِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ، وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " دَعَوْتِ اللهَ عز وجل لِآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ، وَآثَارٍ مَبْلُوغَةٍ، وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ، لَا يَتَقَدَّمُ مِنْهَا شَيْءٌ قَبْلَ حِلِّهِ، وَلَا يَتَأَخَّرُ مِنْهَا، لَوْ سَأَلْتِ اللهَ عز وجل أَنْ يُنْجِيَكِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَعَذَابِ النَّارِ ".
وَسُئِلَ (3) عَنِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ: هُمْ (4) مِمَّا مُسِخَ، أَوْ شَيْءٌ كَانَ
(1) قوله: "عن عبد الله بن سلمة" سقط من (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر، وثبت في الأصول الخطية، و"أطراف المسند" 4/ 164 - 165.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد يحتمل التحسين، عبد الله بن سلمة سلف الكلام عليه في الرواية (3659)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. مسعر: هو ابن كدام.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 21/ 89 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (124)، والشاشي (886) من طريقين عن مسعر، به.
وسلف برقم (3659).
(3)
في هامش النسخ: وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(4)
في (ق): هي، وفي (ظ 1): أهي.
قَبْلَ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: " لَا بَلْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ، إِنَّ اللهَ عز وجل لَمْ يُهْلِكْ قَوْمًا، فَيَجْعَلَ لَهُمْ نَسْلًا وَلَا عَاقِبَةً "(1).
حَدَّثَنَا، عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي مِنْ هَاهُنَا إِلَى الْبَلَاغِ (2)، فَأَقَرَّ بِهِ.
4255 -
حَدَّثَنَا (3) مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَتَاهُ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعَبْدُ اللهِ يُصَلِّي، فَافْتَتَحَ النِّسَاءَ فَسَحَلَهَا (4)، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المغيرة اليشكري -وهو ابن عبد الله- فمن رجال مسلم. مسعر: هو ابن كدام، والمعرور: هو ابن سويد الأسدي.
وأخرجه الحميدي (125)، والنسائي في "الكبرى"(10094) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(264) - وابن أبي عاصم في "السنة"(263) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. ووقع عند الحميدي زيادة مرة بين مسعر وعلقمة، وهو من تصرفات النساخ.
وقد سلف برقم (3700) و (3925).
(2)
يعني أن عبد الله بن أحمد قرأ الأحاديث الآتية هنا بدءاً من الحديث التالي رقم (4255) وانتهاءاً بالحديث الآتي برقم (4269)، قرأها على أبيه، فأقرَّ بها، ولم يسمعها منه، وهي الطريقة الثانية من طرق التحمل عند المحدثين، وهي أن يقرأ الطالب وشيخه يسمع.
(3)
في هامش نسخة (س): حدثكم.
(4)
في هامش (ظ 1) ما نصه: بالحاء المهملة، أي: قرأها كلها قراءة متتابعة متصلة.
يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ ". ثُمَّ تَقَدَّمَ سْأَلُ (1)، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " سَلْ تُعْطَهْ، سَلْ تُعْطَهْ "، فَقَالَ فِيمَا سَأَلَ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا لَا يَرْتَدُّ، وَنَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَمُرَافَقَةَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فِي أَعْلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ. قَالَ: فَأَتَى عُمَرُ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ عَبْدَ اللهِ لِيُبَشِّرَهُ، فَوَجَدَ أَبَا بَكْرٍ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ قَدْ سَبَقَهُ، فَقَالَ: إِنْ فَعَلْتَ، لَقَدْ كُنْتَ سَبَّاقًا بِالْخَيْرِ (2).
(1) كذا في النسخ الخطية التي بين أيدينا، و (م)، وفي النسخة الكتانية التي اعتمدها الشيخ أحمد شاكر: يسأل، وهي التي أثبتها.
(2)
حديث صحيح بشواهده، وهذا إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي، وزر: هو ابن حبيش الأسدي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8417) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (16) و (5058)، وابن حبان (7067) من طريق زائدة بن قدامة، به.
وأخرجه ابن ماجه (138)، والبزار (2681)، وأبو يعلى (17) و (5059)، وابن حبان (7066) من طريق أبي بكر بن عياش، عن عاصم، به.
وأورد الهيثمي منه قوله: من سره أن يقرأ القرآن
…
في "مجمع الزوائد" 9/ 287 - 288 وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني، وفيه عاصم بن أبي النجود، وهو على ضعفه حسن الحديث. ولم يورد الحديث بتمامه.
وأخرجه دون ذكر الدعاء الطبراني (8414) من طريق أبي عبيدة، عن أبيه ابن مسعود، وهذا إسناد منقطع. =
4256 -
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي (1)، حَدَّثَكُمْ عَمْرُو بْنُ مُجَمِّعٍ أَبُو الْمُنْذِرِ
= وقوله: "من أحب أن يقرأ القرآن
…
" أخرجه الطيالسي (334)، والطبراني (8415) من طريق أبي عبيدة، عن أبيه ابن مسعود.
وأخرجه في آخر قصة استقراء النبي صلى الله عليه وسلم ابن مسعود سورةَ النساء الطبراني (8465) من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النخعي، عن ابن مسعود.
وأخرجه أيضاً (8462) من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النخعي، عن عبيدة، عن ابن مسعود.
وأخرجه أيضاً (8463) من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن الأعمش ومغيرة، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن عبد الله.
والحديث بتمامه له شاهد من حديث علي بن أبي طالب عند الحاكم في "المستدرك" 3/ 317، وصححه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
وآخر دون ذكر الدعاء من حديث عمر تقدم بإسنادٍ صحيح برقم (175) و (265).
وقوله: "من أحبَّ أن يقرأ القرآن غضّاً
…
" له شاهد من حديث أبي بكر وعمر تقدم برقم (35).
وآخر من حديث عمر تقدم برقم (36).
وثالث من حديث أبي هريرة، سيرد 2/ 446.
ورابع من حديث عمرو بن الحارث بن المصطلق، سيرد 4/ 279.
وخامس من حديث عمار بن ياسر عند الحاكم في "المستدرك" 2/ 228، والبزار (2680)"زوائد".
والجزء الأخير من الحديث من قوله: "سل تعطه" إلى آخره تقدم برقم (3662) و (3797) و (4165) من طريق أبي عبيدة، عن أبيه ابن مسعود.
(1)
القائل ذلك: هو عبد الله بن أحمد بن حنبل، وهذا الحديث وما بعده من الأحاديث التي قرأها على أبيه، فأقر بها، كما ذكر عقب الحديث (4254).
الْكِنْدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ عز وجل جَعَلَ حَسَنَةَ ابْنِ آدَمَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ إِلَّا الصَّوْمَ، وَالصَّوْمُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ إِفْطَارِهِ، وَفَرْحَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ "(1).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عمرو بن مُجَمِّع ولين إبراهيم الهجري، وهو ابن مسلم، أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي من رجال مسلم.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 7/ 213 من طريق عمار بن محمد، عن إبراهيم الهجري، بهذا الإسناد.
ومن قوله: "الصوم لي" إلى آخر الحديث أخرجه الطبراني في "الكبير"(10078) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، به.
ومن طريق شعبة، بهذا الإسناد أخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 161 موقوفاً.
وأخرجه الطبراني أيضاً (10198) بزيادة: "إذا كان يوم صوم أحدكم
…
" من طريق عبد الحميد بن الحسن الهلالي، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله، به.
ومن قوله: "للصائم فرحتان" إلى آخر الحديث، أخرجه عبد الرزاق (7898) ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(10077) عن معمر بن راشد، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود.
وقوله: "لخلوف فم الصائم
…
" أخرجه البزار (964) من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم، عن ابن مسعود. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/ 179، وقال: رواه أحمد والبزار باختصار، والطبراني في "الكبير"، وزاد عن النبي صلى الله عليه وسلم:"إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل، فإن جهل عليه جاهل فليقل إني صائم"، وله أسانيد عند الطبراني، وبعض طرقه رجالها رجال الصحيح، وفي إسناد أحمد عمرو بن مجمع، وهو ضعيف.
وله شاهدٌ من حديث أبي هريرة عند البخاري (1904)، ومسلم (1151)(164)، سيرد 2/ 273 و 443 و 477.
وقوله: "الصوم لي" إلى آخر الحديث، له شاهد من حديث علي بن أبي طالب، أخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 159 - 160 عن هلال بن العلاء، عن أبيه العلاء بن هلال بن عمر، عن عبيد الله بن عمرو الرقي، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن الحارث، عن علي. وهذا إسناد حسن، إن كان سماع زيد من أبي إسحاق قبل الاختلاط.
وآخر من حديث أبي سعيد الخدري عند مسلم في "صحيحه"(1151)(165)، وسيرد 3/ 5).
قوله: "إلى سبع مئة ضعف"، قال السندي: أي: ثُمَّ إلى ما شاء الله تعالى من الأضعاف، كما قال:{مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة} الآية، والاقتصار على هذا القدر كأنه لكونه الغالب.
إلا الصوم: فإنه الصبر الذي لا حدَّ لجزائه، قال تعالى:{إنَّما يُوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب} ، وعلى هذا فقوله: والصوم لي وأنا أجزي به، بتقدير القول، أي: وقال: والصوم لي. إلخ، كناية عن تعظيم جزائه، وأنه لا حدَّ له كسائر الأعمال بقرينة المقابلة، وذلك لأن اختصاصه من بين سائر الأعمال بأنه مخصوص بعظيم لا نهاية لعظمته ولا حدَّ لها، وأن ذلك العظيم هو المتولي لجزائه، مما ينساق الذهن منه إلى أن جزاءه مما لا حدَّ له، ويمكن أن يقال على هذا: معنى "لي"، أي: =
4257 -
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي: حَدَّثَكَ عَمْرُو بْنُ مُجَمِّعٍ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا أَتَى أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ، فَلْيُدْنِهِ، فَلْيُقْعِدْهُ عَلَيْهِ، أَوْ لِيُلْقِمْهُ، فَإِنَّهُ وَلِيَ حَرَّهُ وَدُخَانَهُ "(1).
4258 -
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي: حَدَّثَكَ عَمْرُو بْنُ مُجَمِّعٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ، وَعَبَدَ الْأَصْنَامَ أَبُو خُزَاعَةَ عَمْرُو بْنُ عَامِرٍ، وَإِنِّي رَأَيْتُهُ يَجُرُّ أَمْعَاءَهُ فِي النَّارِ "(2).
= أنا المتفرد بعلم مقدار ثوابه وتضعيفه.
ولخُلوف: بضم الخاء المعجمة هو المشهور، وجوَّز بعضهم فتحها، أي: تغير رائحته.
أطيب عند الله من ريح المسك، أي: صاحبه عند الله بسببه أكثر قبولاً ووجاهةً وأوفر قرباً منه تعالى من صاحب المسك بسبب ريحه عندكم، والله تعالى أكثر إقبالاً عليه بسبب من إقبالكم على صاحب المسك بسبب ريحه.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عمرو بن مجمع وهو السكوني، وإبراهيمَ الهجري، وهو ابنُ مسلم. وهو مكرر (3680).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عمرو بن مجمع -وهو السكوني أبو المنذر، ولين إبراهيم الهجري-. أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 116، وقال: رواه أحمد، وفيه إبراهيم الهجري، وهو ضعيف.
قلنا: ولم يذكر ضعف عمرو بن مجمع السكوني.
وقال الحافظ في "الفتح" 6/ 549 في عمرو بن عامر: كذا وقع نسبه في حديث ابن مسعود
…
وهذا مغاير لما تقدا (يعني من كونه عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف) وكأنه نسب إلى جده لأمه عمرو بن حارثة بن عمرو بن عامر، وهو مغاير لما تقدم من نسبة عمرو بن لحي إلى مضر، فإن عامراً هو ابن ماء السماء بن سبأ، وهو جد جد عمرو بن لحي، عند من نسبه إلى اليمن، ويحتمل أن يكون نسب إليه بطريق التبني، كما تقدم قبل.
قلنا: وللحديث عدا قوله: "وعبد الأصنام" شاهدٌ من حديث أبي هريرة عند البخاري (3521) و (4623)، ومسلم (2856)(51)، بلفظ:"رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار، كان أول من سيب السوائب"، سيرد برقم (7696).
وآخر من حديث عائشة عند البخاري (4624).
وقوله: "وعبد الأصنام" له شاهد من حديث أبي هريرة عند ابن إسحاق في "السيرة الكبرى" فيما ذكره الحافظ في "الفتح" 6/ 549، قال: أورده ابن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي صالح - (يعني عن أبي هريرة) - أتم من هذا، ولفظه:"سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأكثم بن الجون: رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار، لأنه أول من غير دين إسماعيل، فنصب الأوثان، وسيَّب السائبة، وبحر البحيرة، ووصل الوصيلة، وحمى الحامي"، ووقع لنا بعلو في "المعرفة"، وعند ابن مردويه من طريق سهيل بن أبي صالح نحوه، وللحاكم من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وروى الطبراني ["في الكبير" (10808)] من حديث ابن عباس رفعه:"أول من غيَّر دين إبراهيم عليه السلام عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف أبو خزاعة". وذكر الفاكهي من طريق عكرمة نحوه مرسلًا. وذكر ابن إسحاق أن سبب عبادة عمرو بن لحي الأصنام أنه
…
=
4259 -
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي: حَدَّثَكَ حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
…
مِثْلَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ:" وَعَبَدَ الْأَصْنَامَ "(1).
4260 -
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي: حَدَّثَكَ عَمْرُو بْنُ مُجَمِّعٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ
= فذكره.
قلنا: حديث ابن عباس عند الطبراني أورده الهيثمي في "المجمع" 1/ 116، وقال: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه صالح مولى التوأمة، وضعف بسبب اختلاطه، وابن أبي ذئب سمع منه قبل الاختلاط، وهذا من رواية ابن أبي ذئب، عنه.
والسوائب: جمع سائبة، وقد فسرها سعيد بن المسيب فيما أخرجه البخاري (3521)، قال: والسائبة: التي يُسَيِّبُونها لآلهتهم، فلا يُحمل عليها شيء.
وقال ابن الأثير: كان الرجل إذا نذر لقدومٍ من سفر، أو بُرء من مرض، أو غيرِ ذلك، قال: ناقتي سائبة، فلا تُمنع من ماء ولا مرعى، ولا تُحلب ولا تُركب، وكانَ الرجلُ إذا أعتق عبداً فقال: هو سائبة، فلا عَقْل بينهما ولا ميراث، وأصلُه من تسييب الدواب، وهو إرسالُها تذهبُ وتجيء كيف شاءت.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي إسحاق الهجري، وهو إبراهيم بن مسلم، وبقية رجاله ثقات غير يزيد بن عطاء -وهو اليشكري- فمختلف فيه، وثقه أحمد مرة، وضعفه أخرى، وقال: مقارب الحديث، وضعفه ابن معين والنسائي وابن سعد، وقال ابن عدي: مع لينه هو حسن الحديث، وقال ابن حبان: ساء حفظه حتى كان يقلب الأسانيد، ويروي عن الثقات ما ليس من حديث
الأثبات، فلا يجوز الاحتجاج به.
وهو مكرر ما قبله (4258).
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْمِسْكِينَ لَيْسَ بِالطَّوَّافِ الَّذِي تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ، وَاللُّقْمَتَانِ، أَوِ (1) التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَنِ الْمِسْكِينُ؟ قَالَ:" الَّذِي لَا يَسْأَلُ النَّاسَ، وَلَا يَجِدُ مَا يُغْنِيهِ، وَلَا يُفْطَنُ لَهُ فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ "(2).
4261 -
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي: حَدَّثَكُمْ الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْأَيْدِي ثَلَاثَةٌ: فَيَدُ اللهِ الْعُلْيَا، وَيَدُ الْمُعْطِي الَّتِي تَلِيهَا، وَيَدُ السَّائِلِ السُّفْلَى "(3).
(1) في (ظ 1): و.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عمرو بن مجمع، وإبراهيم الهجري، وهو ابن مسلم، أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.
وقد تقدم برقم (3636).
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في الشواهد. الهجري -وهو إبراهيم بن مسلم-، لين الحديث، وبقية رجاله ثقات، القاسم بن مالك، هو المزني الكوفي، وثقه أحمد ويحيى بن معين والعجلي وأبو داود، وقال أبو حاتم: صالح الحديث ليس بالمتين، وقال الساجي: ضعيف، وقال الذهبي في "السير" 9/ 324: لا وجه لتضعيفه، بل ما هو في إتقان غندر، أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي، من رجال مسلم.
وأخرجه مطولاً أبو يعلى (5125) من طريق محمد بن دينار، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 21 من طريق سفيان، وابن خزيمة في "صحيحه"(2435)، وفي "التوحيد" ص 65، والشاشي (718)، والحاكم 1/ 408 من طريق شعبة، والشاشي (719) من طريق عبد العزيز بن مسلم، والبيهقي في "السنن" 4/ 198 من =
4262 -
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي: حَدَّثَكَ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " سِبَابُ الْمُسْلِمِ أَخَاهُ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ، وَحُرْمَةُ مَالِهِ كَحُرْمَةِ دَمِهِ "(1).
= طريق علي بن عاصم، خمستهم عن الهجري، بهذا الإسناد. وسكت عنه الحاكم والذهبي. وقال البيهقي: رواه إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً وموقوفاً.
قلنا: أخرجه موقوفا ًالطيالسي (312) عن شعبة، عن إبراهيم الهجري، به، وقال: غير شعبة يرفعه.
قلنا: وشعبة أيضاً يرفعه كما مر آنفاً.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/ 97، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله موثقون.
وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/ 586: رواه أبو يعلى، والغالب على رواته التوثيق، رواه الحاكم، وصحح إسناده. قلنا: بل سكت عنه كما سبق.
وله شاهد صحيح من حديث مالك بن نضلة عند أبي داود (1649)، وابن حبان (3362)، سيرد 3/ 473 و 4/ 137.
وآخر من حديث حكيم بن حزام عند الطبراني في "الكبير"(3081)، وذكره الحافظ في "الفتح" 3/ 297، وصحح إسناده.
وثالث من حديث عدي الجذامي عند الطبراني في "الكبير" 17/ (269)، وإسناده منقطع.
ورابع يشهد لبعضه من حديث ابن عمر عند البخاري (1429)، ومسلم (1033)، سيرد (5344).
(1)
صحيح، وهذا إسناد ضعيف. إبراهيم الهجري -وهو ابن مسلم- ليِّن الحديث، وعلي بن عاصم صدوق يخطئ ويصر على الخطأ. أبو الأحوص: هو =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عوف بن مالك بن نضلة الجشمي، ثقة من رجال مسلم.
وأخرجه أبو يعلى (5119) من طريق محمد بن دينار، عن إبراهيم الهجري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (306) عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله رفعه، بلفظ:"إن قتال المسلم كفر، وسبابه فسق، ألا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث"، وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. شعبة سمع من أبي إسحاق -وهو السبيعي- قديماً.
وأخرجه دون قوله: "وحرمة ماله كحرمة دمه" الشاشي (731)، والطبراني في "الكبير"(10105) من طريق الحسن البصري، والخطيب في "تاريخه" 5/ 149 من طريق سلمة بن كهيل، كلاهما عن أبي الأحوص، به، مرفوعاً.
وأخرجه كذلك موقوفاً البخاري في "التاريخ الصغير" 1/ 229، وفي "الكبير" 7/ 56 - 57، والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 210 من طريق الحسن البصري، والنسائي في "المجتبى" 7/ 121 - 122 من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، و 7/ 121 من طريق أبي الزعراء، ثلاثتهم عن أبي الأحوص، به.
وأخرجه النسائي موقوفاً أيضاً في "المجتبى" 7/ 122 من طريق أبي إسحاق، عن الأسود وهبيرة، عن عبد الله بن مسعود. ومن هذه الطريق أخرجه الخطيب في "تاريخه" 10/ 86 - 87 مرفوعاً.
وقوله: "حرمةُ ماله كحرمة دمه" أخرجه موقوفاً ابن أبي شيبة 13/ 297 عن عبد الله بن نمير، عن سفيان، عن عبد الله بن عائش، عن إياس، عن عبد الله قوله.
وأخرجه بتمامه مرفوعاً الطبراني في "الكبير"(10316) من طريق عروة بن مروان الرقي، عن إسماعيل بن عياش، عن ليث بن أبي سليم، عن طلحة بن مصرف، عن مسروق، عن عبد الله. ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/ 23 دون قوله:"وحرمة ماله كحرمة دمه".
قال الدارقطني في هذا الحديث فى "العلل" 5/ 324: يرويه أبو إسحاق =
4263 -
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي: حَدَّثَكَ (1) عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِيَّاكُمْ وَهَاتَانِ الْكَعْبَتَانِ الْمَوْسُومَتَانِ، اللَّتَانِ تُزْجَرَانِ زَجْرًا، فَإِنَّهُمَا مَيْسِرُ الْعَجَمِ "(2).
= وإبراهيم الهجري والحسن البصري عن أبي الأحوص، فرفعه أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق، ووقفه غيره، ورفعه إبراهيم الهجري، وأما الحسن فرفعه عن مبارك بن فضالة، ووقفه غيره، والموقوف عن أبي الأحوص أصح.
قلنا: قد تقدم الحديث برقم (3647) بإسناد صحيح على شرط الشيخين، دون قوله:"وحرمة ماله كحرمة دمه".
ولهذه الفقرة الأخيرة شاهد من حديث جابر بن عبد الله عند مسلم (1218)، وأبي داود (1905)، وابن حبان (1457) بلفظ: "إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم
…
".
وآخر مثله من حديث أبي بكرة عند البخاري (67)، ومسلم (1679)، سيرد 5/ 37 و 45. وهو عند ابن حبان (3848) و (5973) و (5974) و (5975).
(1)
في (ص): حدثنا.
(2)
إسناده هو إسناد سابقه، وصحح الدارقطني وقفه كما سيرد.
وأخرجه ابن عدي 1/ 216 من طريق سويد بن سعيد، عن أبي معاوية، عن إبراهيم الهجري، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/ 113، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجال الطبراني رجال الصحيح.
قال الدارقطني في "العلل" 5/ 315: يرويه إبراهيم الهجري وعبد الملك بن عمير، عن أبي الأحوص، فرفعه علي بن عاصم، عن إبراهيم. وروي عن شعبة، =
4264 -
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " التَّوْبَةُ مِنَ الذَّنْبِ: أَنْ يَتُوبَ مِنْهُ، ثُمَّ لَا يَعُودَ فِيهِ "(1).
= عن إبراهيم الهجري مرفوعاً، والصحيح موقوف. وكذلك رواه أصحاب الهجري عن أبي الأحوص، وكذلك رواه عبد الملك بن عمير، عن أبي الأحوص موقوفاً.
قال السندي: قوله: إياكم وهاتان الكعبتان: الكعبة: ما يُلعب به في النرد، والمراد النهي عن النرد، والله تعالى أعلم.
وأما الألف في "هاتان" وما بعده، فأخرجه ابن مالك على لغة بني الحارث، فإنهم يجعلون المثنى بالألف في الأحوال كلها. وقال أبو البقاء: وقع في هذه الرواية: "هاتان" وما بعده بالرفع، والقياس النصب عطفاً على إياكم، كما تقول: إياك والشرَّ، أي: جنِّب نفسك الشر، والمعنى: تجنبوا هاتين، وأما الرفع فيحتمل ثلاثة أوجه:
أحدها: العطف على الضمير في عامل إياكم، أي: إياكم أنتم وهاتان ..
والثاني: أن يكون مرفوعاً بفعل محذوف، تقديره: لتتجنب هاتان.
والثالث: أن يكون منصوباً على لغة بني الحارث. انتهى قوله.
(1)
إسناده ضعيف، وقد روي مرفوعاً وموقوفاً، والصحيح وقفه، الهجري -وهو إبراهيم بن مسلم-: لين الحديث، وعلي بن عاصم: صدوق يخطئ ويصر على الخطأ، أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي، ثقة من رجال مسلم.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(7036) و (7037) من طريق بكر بن خنيس، عن إبراهيم الهجري، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 300 عن وكيع، عن سفيان الثوري، والبيهقي في "الشعب"(7035) من طريق إسرائيل بن يونس، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي، =
4265 -
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي: حَدَّثَنَا (1) عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُسْلِمٍ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لِيَتَّقِ أَحَدُكُمْ وَجْهَهُ مِنَ النَّارِ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ "(2).
4266 -
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمْ
= عن أبي الأحوص، عن عبد الله موقوفاً، وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. ولذا ذكر البيهقي أن الموقوف هو الصحيح، وأن رفعه ضعيف.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 199 - 200، وقال: رواه أحمد، وإسناده ضعيف.
وله شاهد موقوف من حديث عمر أخرجه ابنُ أبي شيبة 13/ 279 عن أبي الأحوص، والحاكم 2/ 495 من طريق سفيان، كلاهما عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، عن عمر، قال: التوبة النصوح أن يتوب العبد من العمل السيئ، ثم لا يعود إليه أبداً. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وآخر موقوف أيضاً من حديث عوف بن ماللث عند الطبراني في "الكبير" 18/ (73)، أورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 200، وقال: رواه الطبراني بإسناد حسن.
قال السندي: قوله: التوبة: أي: الكاملة، وإلا فأصلُ التوبة لا يتوقف على عدم العود. قلنا: المراد بقوله: ثم لا يعود فيه، أن يعزم على ألا يعود.
(1)
في هامش (س): حدثك.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو إسناد سابقه.
وقد سلف برقم (3679).
خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ، فَلْيُقْعِدْهُ مَعَهُ، أَوْ لِيُنَاوِلْهُ مِنْهُ، فَإِنَّهُ وَلِيَ حَرَّهُ وَدُخَانَهُ " (1).
4267 -
قَرَأْتُ عَلَى أبي: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَإِذَا هُوَ يَكْوِي غُلَامًا، قَالَ: قُلْتُ تَكْوِيهِ؟! قَالَ: نَعَمْ، هُوَ دَوَاءُ الْعَرَبِ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ عز وجل لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلَّا وَقَدْ أَنْزَلَ مَعَهُ دَوَاءً، جَهِلَهُ مِنْكُمْ مَنْ جَهِلَهُ، أَوَ عَلِمَهُ مِنْكُمْ مَنْ عَلِمَهُ "(2).
4268 -
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ اللهَ عز وجل يَفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ ثُلُثَ اللَّيْلِ الْبَاقِي، ثُمَّ يَهْبِطُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ يَبْسُطُ يَدَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: أَلَا عَبْدٌ يَسْأَلُنِي، فَأُعْطِيَهُ؟ حَتَّى يَسْطَعَ الْفَجْرُ "(3).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف.
وقد سلف برقم (3680)، وذكرنا هناك شواهده.
(2)
صحيح لغيره، وعلي بن عاصم -وإن سمع من عطاء بن السائب بعد اختلاطه- توبع. أبو عبد الرحمن: هو السُّلَمي عبد الله بن حبيب.
وسلف برقم (3578)، وذكرنا هناك شواهده.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في الشواهد، إبراهيم الهجري -وهو =
4269 -
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا عَالَ مَنِ اقْتَصَدَ "(1).
= ابن مسلم-: لين، وبقية رجاله رجال الصحيح. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.
وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص 312 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً من طريق محمد بن فضيل، عن إبراهيم الهجري، به.
وقد تقدم بإسناد صحيح برقم (3673).
(1)
إسناده ضعيف. إبراهيم الهجري -وهو ابن مسلم- ليِّن الحديث، وبقية رجاله ثقات غير سكين بن عبد العزيز، فمختلف فيه، وثقه ابن معين والعجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وضعفه أبو داود والنسائي والدارقطني، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وقال ابن عدي: لا بأس به، يروي عن قوم ضعفاء لعل البلاء منهم. أبو عبيدة الحداد: هو عبد الواحد بن واصل السدوسي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجُشَمي.
وأخرجه الشاشي (714)، والطبراني في "الكبير"(10118) من طرق عن سكين بن عبد العزيز، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 252، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفي أسانيدهم إبراهيم بن مسلم الهجري، وهو ضعيف.
وله شاهد من حديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير"(12656)، أورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 252، وقال: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، =
إِلَى هُنَا قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، وَمِنْ هَاهُنَا حَدَّثَنِي أَبِي.
4270 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ:{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} فَقَالَ: قَدِ انْشَقَّ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِرْقَتَيْنِ، أَوْ فِلْقَتَيْنِ - شُعْبَةُ الَّذِي يَشُكُّ - فَكَانَ (1) فِلْقَةٌ مِنْ وَرَاءِ الْجَبَلِ، وَفِلْقَةٌ عَلَى الْجَبَلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اللهُمَّ اشْهَدْ "(2).
= ورجاله وثقوا، وفي بعضهم خلاف. قلنا: لكن إسناده منقطع.
وآخر من حديث طلحة بن عبيد الله عند البزار (3605) بلفظ: "من اقتصد أغناه الله"، أورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 252، وقال: وفيه ممن أعرفه اثنان.
قوله: "ما عال من اقتصد"، أي: ما افتقر من أنفق قصداً، ولم يجاوزه إلى الإسراف. قاله السندي.
(1)
في (س): وكان، وفي هامشها: نسخة: فكان، ونسخة أخرى: وكانت.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مهران الأعمش، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وأبو معمر: هو عبد الله بن سخبرة الأزدي الكوفي.
وأخرجه البخاري (4864)، ومسلم (2800)(45)، والنسائي في "الكبرى"(11552) -وهو في "التفسير"(772) -، والطبري في" تفسيره" 27/ 85، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/ 302، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 265 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3869) و (3871) و (4864)، ومسلم (2800)(44)، والترمذي (3285)، وأبو يعلى (5070)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/ 302، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 265 من طرق عن الأعمش، به. =
4271 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ؛ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ لَقِيَهُ عُثْمَانُ بِعَرَفَاتٍ، فَخَلَا بِهِ، فَحَدَّثَهُ، ثُمَّ إِنَّ عُثْمَانَ قَالَ لِابْنِ مَسْعُودٍ: هَلْ لَكَ فِي فَتَاةٍ أُزَوِّجُكَهَا؟ فَدَعَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ عَلْقَمَةَ، فَحَدَّثَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، فَلْيَصُمْ، فَإِنَّ الصَّوْمَ وِجَاؤُهُ، أَوْ وِجَاءٌ لَهُ "(1).
4272 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
= وأخرجه الطبراني في "الكبير"(9996) من طريق يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله.
قال الحافظ في "الفتح" 7/ 183: والمحفوظ عن شعبة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي معمر، وهو المشهور.
وقد تقدم برقم (3583).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش، وإبراهيم: هو النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 170 و 6/ 57، وفي "الكبرى"(2548) و (5318) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (272) عن شعبة، به.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير"(10166) من طريق يحيى بن سعيد، عن شعبة، به.
وتقدم برقم (3592) و (4023) و (4035) و (4112).
أَنَّ الْأَسْوَدَ وَعَلْقَمَةَ كَانَا مَعَ عَبْدِ اللهِ فِي الدَّارِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: صَلَّى هَؤُلَاءِ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَصَلَّى بِهِمْ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ، وَقَامَ وَسَطَهُمْ، وَقَالَ: إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَاصْنَعُوا هَكَذَا، فَإِذَا كُنْتُمْ أَكْثَرَ، فَلْيَؤُمَّكُمْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَضَعْ أَحَدُكُمْ يَدَيْهِ بَيْنَ فَخِذَيْهِ إِذَا رَكَعَ، فَلْيَحْنَأْ. فَكَأَنَّمَا (1) أَنْظُرُ إِلَى اخْتِلَافِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).
4273 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلَاسٍ، وَعَنْ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ سُبَيْعَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ وَضَعَتْ حَمْلَهَا بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِخَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، فَدَخَلَ عَلَيْهَا أَبُو السَّنَابِلِ، فَقَالَ: كَأَنَّكِ تُحَدِّثِينَ نَفْسَكِ بِالْبَاءَةِ؟! مَا لَكِ ذَلِكَ حَتَّى يَنْقَضِيَ أَبْعَدُ الْأَجَلَيْنِ، فَانْطَلَقَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَتْهُ بِمَا قَالَ أَبُو السَّنَابِلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" كَذَبَ أَبُو السَّنَابِلِ، إِذَا أَتَاكِ أَحَدٌ تَرْضَيْنَهُ (3)، فَائتِينِي بِهِ - أَوْ قَالَ: فَأَنْبِئِينِي - "، فَأَخْبَرَهَا أَنَّ عِدَّتَهَا قَدِ
(1) في (ق): فكأني.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش، وإبراهيم: هو النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(617) و (799)، وفي "المجتبى" 2/ 50 و 183 - 184 من طريقين عن شعبة، بهذا الإسناد.
وقوله: قام وسطهم، تقدم بنحوه برقم (3927).
وقسم التطبيق تقدم برقم (3588).
(3)
في (س): ترتضينه.
انْقَضَتْ (1).
4274 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ: أَنَّ سُبَيْعَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ
…
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ، وَقَالَ فِيهِ: " وَإِذَا أَتَاكِ كُفُؤٌ، فَائْتِينِي، أَوْ
(1) إسناده ضعيف، محمد بن جعفر سمع من سعيد -وهو ابن أبي عروبة- بعد اختلاطه، وقد أعله أحمد بالإرسال، فقال في كتاب "العلل" (4795) بعد أن أورده: أخطأ فيه غندر، فقال: عن عبد الله (يعني ابن مسعود)، وخالفوه، ليس هو عن عبد الله، يعني مرسلاً. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وخِلَاس: هو ابن عمرو الهجري، وأبو حسان: هو مسلم بن عبد الله الأعرج.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 5، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح!
قلنا: وخبر سبيعة بنت الحارث هذا ثابت من حديث أمِّ سلمة عند البخاري (5318) و (4909)، ومسلم (1485)(57).
ومن حديث سبيعة نفسها عند البخاري (5319)، ومسلم (1484)(56).
ومن حديث المسور بن مخرمة عند البخاري (5320).
وانظر الرواية التالية.
وقوله: أبعد الأجلين. قال السندي: يريد أنه قد جاءت آيتان متعارضتان، أحداهما تقتضي أن عدة الحاملة المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشر، وهي قوله تعالى:{والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً} الآية، والثانية تقتضي أن عدتها وضع الحمل، وهي قوله تعالى:{وأولاتُ الأحمالِ أَجَلُهنَّ أن يضَعْنَ حَمْلَهنَّ} ، فالواجب هو الأخذ بالأجل المتأخر من الأجلين.
قوله: كذب أبو السنابل: بيَّن أن المعمول فيها هو قوله تعالى: {أولات الأحمال} . والله تعالى أعلم.
أَنْبِئِينِي "، وَلَيْسَ فِيهِ ابْنُ مَسْعُودٍ (1).
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خلاس بن عمرو الهجري فمن رجال مسلم، إلا أن أحمد والبيهقي قد جزما بإرساله، وقال الحافظ في "الفتح" 9/ 471: يحتمل أن يكون عبد الله بن عتبة لقي سبيعة بعد أن كان بلغه عنها ممن سيذكر من الوسائط. قلنا: يعني بالوسائط عمر بن عبد الله بن الأرقم الزهري، فقد أخرجاه في "الصحيحين" من طريق عبد الله بن عتبة، عنه، عن سبيعة.
ونحن نرى أنه قد سمعه منها أيضاً بغير واسطة، فقد روى عبد الرزاق في "مصنفه"(11722)، وعنه أحمد 6/ 432، والطبراني 24/ (750)، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، قال: أرسل مروان عبد الله بن عتبة إلى سبيعة بنت الحارث يسألها عما أفتاها به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته أنها
…
فهذا كالصريح في أنه سمعه منها.
عبد الله بن بكر: هو ابن حبيب السهمي، وقد سمع من سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط.
وأخرجه الشافعي في "الرسالة"(1711)، وفي "مسنده" 2/ 51 (بترتيب السندي)، وسعيد بن منصور في "سننه"(1506)، والبيهقي في "السنن" 7/ 429، والبغوي في "شرح السنة"(2388) من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، عن سبيعة بنت الحارث.
وعلقه البخاري في "صحيحه"(4910) بصيغة الجزم عن شيخيه سليمان بن حرب وأبي النعمان -وهو محمد بن الفضل المعروف بعارم-، عن حماد بن زيد، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن عبد الله بن عتبة، عن سبيعة.
ومن طريق ابن سيرين أيضاً، عن أبي عطية مالك بن عامر، عن سبيعة.
قال الحافظ في "الفتح" 8/ 655، ووصله الطبراني في "الكبير"، عن علي بن عبد العزيز، عن أبي النعمان بلفظه، ووصله البيهقي في "السنن" 10/ 209 - 210 من طريق يعقوب بن سفيان، عن سليمان بن حرب. =
4275 -
وقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ: عَنْ خِلَاسٍ، عَنِ ابْنِ عُتْبَةَ، مُرْسَلٌ (1).
4276 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: الرَّجُلُ يَتَزَوَّجُ وَلَا يَفْرِضُ لَهَا، يَعْنِي: ثُمَّ يَمُوتُ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلَاسٍ، وَأَبِي حَسَّانَ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: اخْتَلَفُوا إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ فِي ذَلِكَ شَهْرًا أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، فَقَالُوا: لَا بُدَّ مِنْ أَنْ تَقُولَ فِيهَا؟ قَالَ: فَإِنِّي أَقْضِي لَهَا مِثْلَ صَدُقَةِ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهَا، لَا وَكْسَ وَلَا شَطَطَ، وَلَهَا الْمِيرَاثُ، وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ، فَإِنْ يَكُ صَوَابًا، فَمِنَ اللهِ عز وجل، وَإِنْ يَكُنْ خَطَأً، فَمِنِّي وَمِنَ الشَّيْطَانِ، وَاللهُ عز وجل، وَرَسُولُهُ بَرِيئَانِ. فَقَامَ رَهْطٌ مِنْ أَشْجَعَ،
= وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/ 5، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وقد أخرجه البخاري (5319)، ومسلم (1484)(56) من طريق الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبيه، أنه كتب إلى عمر بن عبد الله بن الأرقم أن يسأل سبيعة الأسلمية كيف أفتاها النبيُّ صلى الله عليه وسلم
…
الحديث.
فإذا ثبت سماع عبد الله بن عتبة من سبيعة كما سلف، فيكون هذا الإسناد من المزيد في متصل الأسانيد.
وانظر ما قبله وما بعده.
(1)
هو مكرر سابقه، وقوله: وقال عبد الوهاب، عن خلاس، عن ابن عتبة، يريد أن عبد الوهاب -وهو ابن عطاء الخفاف- قد تابع عبدَ الله بن بكر، فرواه من طريق خلاس، عن ابنِ عتبة -يعني عبد الله بن عتبة بن مسعود-، عن سبيعة، لم يذكر عبد الله بن مسعود. وانظر التعليق على الحديث السابق والذي قبله.
فِيهِمُ (1) الْجَرَّاحُ وَأَبُو سِنَانٍ، فَقَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَضَى فِي امْرَأَةٍ مِنَّا يُقَالُ لَهَا: بَرْوَعُ بِنْتُ وَاشِقٍ، بِمِثْلِ الَّذِي قَضَيْتَ. فَفَرِحَ ابْنُ مَسْعُودٍ بِذَلِكَ فَرَحًا شَدِيدًا، حِينَ وَافَقَ قَوْلُهُ قَضَاءَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).
4277 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ أَبِي (3): فَقَرَأْتُ (4) عَلَى يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلَاسٍ، وَعَنْ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ
(1) في (ص): منهم.
(2)
حديث صحيح، محمد بن جعفر -وإن سمع من سعيد، وهو ابن أبي عروبة بعد اختلاطه- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وخلاس: هو ابن عمرو الهَجَري، وأبو حسان الأعرج: هو مسلم بن عبد الله.
وأخرجه أبو داود (2116) من طريق يزيد بن زريع، والبيهقي في "السنن" 7/ 246 من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد، ويزيد والخفاف سمعا من سعيد قبل اختلاطه.
وسلف برقم (4099) و (4100).
قوله: اختلفوا، أي: ترددوا وجاؤوا.
قوله: في ذلك: سيجيء بيانه في الرواية التالية.
مثل صَدُقَةِ: بفتح فضم، يريد: مهر المثل.
لا وَكْس: بفتح فسكون، أي: لا نقصان منه.
ولا شطط: أي: لا زيادة عليه.
(3)
القائل: قال أبي: هو عبد الله بن أحمد بن حنبل.
(4)
في (ص): قد قرأت.
أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ أُتِيَ فِي امْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا رَجُلٌ فَلَمْ يُسَمِّ لَهَا صَدَاقًا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، قَالَ: فَاخْتَلَفُوا إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ
…
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: كَانَ زَوْجُهَا هِلَالَ، أَحْسَبُهُ قَالَ: ابْنَ مُرَّةَ (1).
قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ: وَكَانَ زَوْجُهَا هِلَالَ بْنَ مُرَّةَ الْأَشْجَعِيَّ.
4278 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ خِلَاسٍ وَأَبِي حَسَّانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّهُ اخْتُلِفَ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ فِي امْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا رَجُلٌ فَمَاتَ
…
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ: فَقَامَ الْجَرَّاحُ، وَأَبُو سِنَانٍ، فَشَهِدَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَضَى بِهِ فِيهِمْ، فِي الْأَشْجَعِ بْنِ رَيْثٍ، فِي بَرْوَعَ بِنْتِ وَاشِقٍ الْأَشْجَعِيَّةِ وَكَانَ اسْمُ زَوْجِهَا هِلَالَ بْنَ مَرْوَانَ. قَالَ عَفَّانُ: قَضَى بِهِ فِيهِمْ، فِي الْأَشْجَعِ بْنِ رَيْثٍ، فِي بَرْوَعَ (2) بِنْتِ وَاشِقٍ الْأَشْجَعِيَّةِ، وَكَانَ زَوْجُهَا هِلَالَ بْنَ مَرْوَانَ (3).
(1) إسناداه صحيحان على شرط مسلم، رجالهما ثقات رجال الشيخين غير خِلَاس -وهو ابن عمرو الهَجَري-، وأبي حسان -وهو الأعرج- فمن رجال مسلم. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، ويحيى بن سعيد: هو القطان، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.
وسلف تخريجه فيما قبله (4276)، ومطولًا برقم (4099).
(2)
في (ق): يربوع.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خلاس =
4279 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَنْقَضِي الْأَيَّامُ، وَلَا يَذْهَبُ الدَّهْرُ حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي "(1).
4280 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ حَتَّى يَبْدُوَ بَيَاضُ خَدِّهِ، يَقُولُ:" السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ "، وَعَنْ يَسَارِهِ حَتَّى يَبْدُوَ بَيَاضُ خَدِّهِ، يَقُولُ:" السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ "(2).
= وأبي حسان فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العمي، وعفان: هو ابن مسلم الصفار، وهمام: مو ابن يحيى العوذي.
ومو مكرر سابقه و (4076) و (4099).
وقوله: في الأشجع بن ريث: يعني في قبيلة أجشع بن ريث التي منها بروع بنت واشق الأشجعية.
وقوله: وكان زوجها هلال بن مروان: يعني أن بهزاً وعفان سمياه هلال بن مروان، وسماه عبد الوهاب الخفاف -كما سلف- هلال بن مرة، ورجح ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 412: هلال بن مرة.
(1)
هو مكرر (3572) سنداً ومتناً.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوفُ بن مالك بن نضلة الجُشمي- فمن رجال مسلم. عمر بن عبيد: هو الطنافسي، وأبو إسحاق: هو السَّبيعي. =
4281 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: قَالَ أَبِي: وَقَالَ غَيْرُهُ: عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: بَيْنَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: وَاللهِ لَئِنْ وَجَدَ رَجُلٌ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِهِ فَتَكَلَّمَ لَيُجْلَدَنَّ، وَإِنْ قَتَلَهُ لَيُقْتَلَنَّ، وَلَئِنْ سَكَتَ لَيَسْكُتَنَّ عَلَى غَيْظٍ، وَاللهِ لَئِنْ أَصْبَحْتُ، لَآتِيَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَئِنْ وَجَدَ رَجُلٌ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا فَتَكَلَّمَ لَيُجْلَدَنَّ، وَإِنْ قَتَلَهُ لَيُقْتَلَنَّ، وَإِنْ سَكَتَ لَيَسْكُتَنَّ عَلَى غَيْظٍ؟ وَجَعَلَ يَقُولُ: اللهُمَّ افْتَحْ، اللهُمَّ افْتَحْ. قَالَ: فَنَزَلَتِ الْمُلَاعَنَةُ: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ
…
} الْآيَةَ [النور: 6](1).
= وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 298 - 299، والنسائي في "المجتبى" 2/ 63، وفي "الكبرى"(1246)، وابن ماجه (914)، وابن خزيمة (728)، وابن حبان (1990)، والطبراني في "الكبير"(10173)، من طريق عمر بن عبيد الطنافسي، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم (3699)، ومطولاً برقم (3660).
(1)
حديث صحيح، على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن محمد المحاربي، فمن رجال مسلم. والإسناد متصل من طريقه وإن لم يذكر في سنده علقمة، فقد قال إبراهيم -وهو النخعي- فيما نقله المزي في ترجمته في "تهذيب الكمال": إذا حدثتكم عن رجل عن عبد الله فهو الذي سمعت، وإذا قلت: قال عبد الله، فهو عن غير واحدٍ، عن عبد الله. =
4282 -
حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ، يَذْكُرُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، أَنَّهُ خبرَهُمْ عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِهِمْ خَمْسًا، ثُمَّ انْفَتَلَ، فَجَعَلَ بَعْضُ الْقَوْمِ يُوَشْوِشُ إِلَى بَعْضٍ، فَقَالُوا لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، صَلَّيْتَ خَمْسًا. فَانْفَتَلَ، فَسَجَدَ بِهِمْ سَجْدَتَيْنِ، وَسَلَّمَ، وَقَالَ:" إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ "(1).
4283 -
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ،
= قلنا: قد سلف برقم (4001) من طريق أبي عوانة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، وسبق تخريجه هناك.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن عبيد الله -وهو ابنُ عروة الثقفي- فمن رجال مسلم. ابن إدريس: هو عبد الله، وإبراهيم: هو النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه مسلم (572)(92)، وابن الجارود (246)، وأبو يعلى (5225)، وأبو عوانة 2/ 204، والبيهقي في "السنن" 2/ 342، من طريق ابن إدريس، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (3455)، ومسلم (572)(92)، وأبو داود (1022)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 32 - 33، وابن خزيمة (1061)، وأبو عوانة 2/ 203، 204، والطبراني في "الكبير"(9845) و (9846)، والبيهقي في "السنن" 2/ 342 من طرق، عن الحسن بن عبيد الله، به.
وقد تقدم برقم (3566).
قوله: يوشوش: قال ابن الأثير: الوشوشة: كلام مختلط خفي لا يكاد يفهم، ورواه بعضهم بالسين المهملة، ويريد به الكلام الخفي.
عَنْ الْهُزَيْلِ (1)، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْوَاشِمَةَ وَالْمَتَوَشِّمَةَ (2)، وَالْوَاصِلَةَ وَالْمَوْصُولَةَ، وَالْمُحِلَّ وَالْمُحَلَّلَ لَهُ، وَآكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ (3).
4284 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ هُزَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْوَاشِمَةَ وَالْمُتَوَشِّمَةَ،
(1) تحرف في (م) إلى: عن أبي الهزيل.
(2)
في (ص): والموشمة، وفي (س): والمؤتشمة.
(3)
إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قيس -وهو عبد الرحمن بن ثروان-، والهزيل -وهو ابن شرحبيل الأودي- فمن رجال البخاري. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 8/ 488، والدارمي 2/ 246، والنسائي في "المجتبى" 6/ 149، والطبراني في "الكبير"(9878)، والبيهقي في "السنن" 7/ 208، من طريق الفضل بن دكين، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (4284) و (4403).
وانظر (3725) و (3945).
قوله: والمحل: من الإحلال، والمحلل له: من التحليل، وهما بمعنى، ولذا روي المحل والمحل له بلام واحدة مشددة، والمحلل والمحلل له، بلامين أولهما مشددة، ثم المُحَلِّل: من تزوج مطلقة الغير ثلاثاً لتحل له، والمُحَلَّل له: هو المُطَلق، وإنما لعن، لأنه هتكُ مروءةٍ، وقلةُ حمية، وخِسَّةُ نفسٍ، وهو بالنسبة إلى المحلَّل له ظاهِرٌ، وأما المُحَلِّل، فإنه كالتيس يُعير نفسه بالوطء لغرض الغير، وتسميتُه محللاً عند من يقول بصحة نكاحه ظاهرةٌ، ومن لا يقولُ بها، لأنه قصد التحليلَ وإن كانت لا تحل، والله تعالى أعلم. قاله السندي.
وَالْوَاصِلَةَ وَالْمَوْصُولَةَ، وَالْمُحَلِّلَ (1) وَالْمُحَلَّلَ لَهُ، وَآكِلَ الرِّبَا وَمُطْعِمَهُ (2).
4285 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قُلْتُ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " الصَّلَوَاتُ لِوَقْتِهَا، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ، وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل "(3).
4286 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَابِصَةَ الْأَسَدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِنِّي بِالْكُوفَةِ فِي دَارِي، إِذْ سَمِعْتُ عَلَى بَابِ الدَّارِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، أَأَلِجُ؟ قُلْتُ: عَلَيْكُمُ السَّلَامُ فَلِجْ، فَلَمَّا دَخَلَ، فَإِذَا هُوَ
(1) لفظ: "والمُحَلِّل" لم يرد في (س) ولا (ظ 1)، وذكر في هامشيهما.
(2)
هو مكرر ما قبله، وإسناده صحيح على شرط البخاري. قوله: والموصولة: وقعت في (م): والموصلة، والمثبت من النسخ الخطية.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(9816)، والبيهقي في "الشعب"(4220) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وقد تقدم برقم (3890).
عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَيَّةُ سَاعَةِ زِيَارَةٍ هَذِهِ؟! وَذَلِكَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، قَالَ: طَالَ عَلَيَّ النَّهَارُ، فَذَكَرْتُ مَنْ أَتَحَدَّثُ إِلَيْهِ. قَالَ: فَجَعَلَ يُحَدِّثُنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأُحَدِّثُهُ، قَالَ: ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنِي، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:" تَكُونُ فِتْنَةٌ، النَّائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمُضْطَجِعِ، وَالْمُضْطَجِعُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَاعِدِ، وَالْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي خَيْرٌ مِنَ الرَّاكِبِ، وَالرَّاكِبُ خَيْرٌ مِنَ الْمُجْرِي، قَتْلَاهَا كُلُّهَا فِي النَّارِ ". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَتَى ذَلِكَ؟ قَالَ:" ذَلِكَ أَيَّامَ الْهَرْجِ ". قُلْتُ: وَمَتَى أَيَّامُ الْهَرْجِ؟ قَالَ: " حِينَ لَا يَأْمَنُ الرَّجُلُ جَلِيسَهُ ". قَالَ: قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ: " اكْفُفْ نَفْسَكَ وَيَدَكَ، وَادْخُلْ دَارَكَ "، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ دَخَلَ رَجُلٌ عَلَيَّ دَارِي؟ قَالَ:" فَادْخُلْ بَيْتَكَ "، قَالَ: قُلْتُ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ دَخَلَ عَلَيَّ بَيْتِي؟ قَالَ: " فَادْخُلْ مَسْجِدَكَ، وَاصْنَعْ هَكَذَا، - وَقَبَضَ بِيَمِينِهِ عَلَى الْكُوعِ - وَقُلْ: رَبِّيَ اللهُ، حَتَّى تَمُوتَ عَلَى ذَلِكَ "(1).
(1) إسناده ضعيف على نكارة في بعض ألفاظه. الراوي عن عمرو بن وابصة مبهم فهو مجهول، وعلى القول بأنه إسحاق بن راشد كما في الرواية التالية، فهو مختلف فيه. وعمرو بن وابصة لم يوثقه أحد، وإنما ذكره ابن حبان في "الثقات".
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 301 - 302، وقال: رواه أبو داود باختصار، ورواه أحمد بإسنادين، ورجال أحدهما ثقات! =
4287 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَابِصَةَ الْأَسَدِيِّ (1)
…
= وانظر ما بعده.
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (3601)، ومسلم (2886) بلفظ:"ستكون فِتَنٌ، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرف لها تستشرفه، ومن وجد ملجأ فليَعُذْ بِهِ"، وسيرد في "المسند" 2/ 282.
وعن أبي بكرة عند مسلم (2887)، سيرد 5/ 48.
وعن سعد بن أبي وقاص تقدم برقم (1446) و (1609).
قوله: أألج: مضارع من الولوج، وهو الدخول، وقوله: فلج: أمر منه.
قوله: أيةُ ساعةِ زيارةٍ هذه: والمراد أن هذه الساعة ليست ساعةً للزيارة، فكيف جئتني فيها زائراً.
قوله: النائم فيها: أي: كل من كان بعيداً عن المباشرة فهو خير من القريب.
من المُجْري: أي: من الذي يُجري فرسه. قاله السندي.
(1)
إسناده ضعيف. إسحاق بن راشد مختلف فيه، وثَّقه ابن معين في رواية، وقال في أخرى: صالح الحديث. ووافقه العجلي والغلابي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال يعقوب بن سفيان: صالح الحديث. وقال النسائي: ليس به بأس، وفي رواية أخرى: ليس بذاك القوي. وقال ابن خزيمة: لا يحتج بحديثه. وقال أبو حاتم: شيخ. وهذه اللفظة تساوي قول ابن خزيمة لا يحتج بحديثه. وقال الذهلي: النعمان وإسحاق ابنا راشد الجزريان أشد اضطراباً من صالح بن أبي الأخضر وزمعة بن صالح ومحمد بن أبي حفصة. ثم إنه لم يصرح بسماعه من عمرو بن وابصة الأسدي. وهو عند أبي داود (4258) من طريق شهاب بن خراش -وهو ممن يخطئ كثيراً عند ابن حبان، وفي بعض رواياته ما ينكر عليه عند ابن عدي- عن القاسم بن غزوان -وهو شبه مجهول-، عن إسحاق بن راشد، عن سالم، قال: حدثني =
4288 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي عَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ، أَنَّ شَقِيقَ بْنَ سَلَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " بِئْسَمَا لِلرَّجُلِ، أَوْ لِلْمَرْءِ أَنْ يَقُولَ: نَسِيتُ سُورَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ، أَوْ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ (1)، بَلْ هُوَ نُسِّيَ "(2).
4289 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، فِي قَوْلِهِ: عز وجل: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} ، قَالَ:
= عمرو بن وابصة
…
وسالم هذا جاء في الرواية غير منسوب، فاختلفوا في تعيينه، فقيل: هو ابن أبي الجعد، وقيل: هو ابن أبي المهاجر، وقيل: هو ابن عجلان، وهذا اضطراب لا يخرجه عن حيز الجهالة. وعمرو بن وابصة سلف أنه لم يوثقه غير ابن حبان.
وانظر ما قبله.
(1)
قوله: "أو آية كيت وكيت" لم يرد في (ق).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(5969).
وأخرجه مسلم (790)(230)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 290 من طريقين عن ابن جريج، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(422)، والنسائي في "الكبرى"(10560) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(724) - من طريق محمد بن جحادة، عن عبدة بن أبي لبابة، به.
وعلقه البخاري عقب الحديث (5032).
وسلف برقم (4085)، ومطولاً برقم (3620).
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: رَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَفْرَفًا أَخْضَرَ مِنَ الْجَنَّةِ قَدْ سَدَّ الْأُفُقَ، ذَكَرَهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ (1).
4290 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ إِبْرَاهِيمَ يُحَدِّثُ، عَنْ عَلْقَمَةَ وَالْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي أَخَذْتُ امْرَأَةً فِي الْبُسْتَانِ، فَفَعَلْتُ بِهَا كُلَّ شَيْءٍ غَيْرَ أَنِّي لَمْ أُجَامِعْهَا، قَبَّلْتُهَا وَلَزِمْتُهَا، وَلَمْ أَفْعَلْ غَيْرَ ذَلِكَ، فَافْعَلْ بِي مَا شِئْتَ، فَلَمْ يَقُلْ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا، فَذَهَبَ الرَّجُلُ، فَقَالَ عُمَرُ: لَقَدْ سَتَرَ اللهُ عَلَيْهِ لَوْ سَتَرَ عَلَى نَفْسِهِ! قَالَ: فَأَتْبَعَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَصَرَهُ، فَقَالَ:" رُدُّوهُ عَلَيَّ "، فَرَدُّوهُ عَلَيْهِ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "تفسير" عبد الرزاق 2/ 253.
وأخرجه الطيالسي (279)، والبخاري (3233) و (4858)، والنسائي في "الكبرى"(11543) -وهو في "التفسير"(563) -، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 204، والطبراني في "الكبير"(9051) و (9052) و (9053)، وابن منده في " الإيمان"(746) و (747) و (748) و (750)، والبيهقي في " الدلائل" 2/ 372 من طرق، عن الأعمش، به.
وبنحوه أخرجه النسائي في "الكبرى"(11540) -وهو في "التفسير"(560) - من طريق أبي إسحاق الشيباني، عن زر، عن ابن مسعود، به.
وانظر (3740).
يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}، إِلَى:{الذَّاكِرِينَ} [هود: 114]، فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: أَلَهُ وَحْدَهُ أَمْ لِلنَّاسِ كَافَّةً يَا نَبِيَّ اللهِ؟ فَقَالَ: " بَلْ لِلنَّاسِ كَافَّةً "(1).
4291 -
حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ وَالْأَسْوَدِ
…
وَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).
4292 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَعَانَ قَوْمَهُ عَلَى ظُلْمٍ،
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك، وهو ابن حرب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(13829)، وفي "تفسيره" ج 1/ ق 2/ 314 - 315، ومن طريقه أخرجه الطبري في "تفسيره"(18670).
وسلف برقم (3653).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك، وهو ابن حرب، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. سريج: هو ابن النعمان الجوهري، وأبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه الطيالسي (285)، والنسائي في "الكبرى"(7323)، وأبو يعلى (5343)، والطبري في "التفسير"(18671)، والشاشي (365)، وابن حبان (1728) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإِسناد.
وقد سلف برقم (3653).
فَهُوَ كَالْبَعِيرِ الْمُتَرَدِّي يَنْزِعُ بِذَنَبِهِ " (1).
4293 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: أَفَضْتُ مَعَ ابْنِ مَسْعُودٍ مِنْ عَرَفَةَ، فَلَمَّا جَاءَ الْمُزْدَلِفَةَ صَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ، كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بِأَذَانٍ وَإِقَامَةٍ، وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا الْعَشَاءَ، ثُمَّ نَامَ، فَلَمَّا قَالَ قَائِلٌ: طَلَعَ الْفَجْرُ، صَلَّى الْفَجْرَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ أُخِّرَتَا عَنْ وَقْتِهِمَا فِي هَذَا الْمَكَانِ، أَمَّا الْمَغْرِبُ، فَإِنَّ النَّاسَ لَا يَأْتُونَ هَاهُنَا حَتَّى يُعْتِمُوا (2)، وَأَمَّا الْفَجْرُ فَهَذَا الْحِينُ "، ثُمَّ وَقَفَ، فَلَمَّا أَسْفَرَ، قَالَ: إِنْ أَصَابَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، دَفَعَ الْآنَ، قَالَ: فَمَا فَرَغَ عَبْدُ اللهِ مِنْ كَلَامِهِ حَتَّى دَفَعَ عُثْمَانُ (3).
(1) إسناده حسن من أجل سماك -وهو ابن حرب- إن صح سماع عبد الرحمن بن عبد الله -وهو ابن مسعود- لهذا الحديث من أبيه، فهو إنما سمع من أبيه شيئاً يسيراً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وهو مكرر (3726)، ومختصر (3801).
(2)
في (ظ 1) و (م): يعتمون.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي.
وسلف من طريق إسرائيل برقم (3969)، ومختصراً برقم (3637). =
4294 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ مِينَاءَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ وَفْدِ الْجِنِّ، فَلَمَّا انْصَرَفَ تَنَفَّسَ، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: " نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي يَا ابْنَ مَسْعُودٍ "(1).
= وسيرد برقم (4399) من طريق زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، وجعل لفظ التحويل من قول ابن مسعود.
قوله: وجعل بينهما العَشَاء، بالفتح: الطعام.
أخرتا: أي: حولتا ونقلتا، وإلا فالفجر تقدمت على الوقت المعتاد، لا تأخرت.
يعتمون: من أعتم إذا دخل في العتمة، وهي الظلمة، والمراد العشاء. قاله السندي.
(1)
حديث شبه موضوع. ميناء -وهو ابن أبي مينا الخراز- قال الدارقطني: متروك، وكذبه أبو حاتم، وقال ابن معين والنسائي: ليس بثقة، وقال العقيلي: روى عنه همامُ بنُ نافع (والد عبد الرزاق) أحاديث مناكير لا يتابع منها على شيء. وبقية رجاله ثقات، عبد الرزاق: هو ابن همام بن نافع الصنعاني.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(20646) مطولاً بذكر الاستخلاف بعد النبي صلى الله عليه وسلم، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1183)، والطبراني في "الكبير"(9970).
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/ 185، مطولاً، وقال: رواه الطبراني، وفيه ميناء، وهو كذاب، ثم أورده مختصراً 9/ 22، وقال: رواه أحمد، وفيه ميناء بن أبي ميناء، وثقه ابن حبان، وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات.
وأورده ابن كثير في "التفسير" 4/ 166، وقال: غريب جداً، وأحرِ به ألا يكون محفوظاً.
وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات"، ونقله عنه ابن عراق في "تنزيه الشريعة" 1/ 377، فتعقبه السيوطي بأن ميناء تابعه أبوعبد الله الجدلي عند الطبراني. =
4295 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ أَنْظُرَ، فَأُحَرِّقَ عَلَى قَوْمٍ بُيُوتَهُمْ، لَا يَشْهَدُونَ الْجُمُعَةَ "(1).
4296 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ الْعَبْسِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ
= قلنا: هذا التعقب لا قيمة له، وهذه المتابعة لا يُفرح بها، فهي عند الطبراني في "الكبير"(9969) من طريق يحيى بن يعلى الأسلمي، عن حرب بن صبيح، عن سعيد بن مسلم، عن أبي مرة الصنعاني، عن أبي عبد الله الجدلي، عن ابن مسعود، به، مطولاً.
ويحيى بن يعلى الأسلمي، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري: مضطرب الحديث، وقال ابن حبان: يروي عن الثقات الأشياء المقلوبة، وحرب بن صبيح وأبو مرة الصنعاني ليس لهما ترجمة في كتب الجرح والتعديل.
وقد أورده الهيثمي في "المجمع" 8/ 314 - 315، وقال: رواه يحيى بن يعلى الأسلمي، وهو ضعيف. ولم يذكر عن حرب بن صبيح وأبي مرة الصنعاني شيئاً.
وقال ابن كثير في "تفسيره " 4/ 166، وقال: وهذا إسناد غريب، وسياق عجيب.
(1)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم، معمر: هو ابن راشد، وأبو إسحاق: هو السبيعي.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(5170).
وسلف برقم (3743) دون ذكر الجمعة، وبرقم (3816) بذكرها.
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ الْجِنِّ، تَخَلَّفَ مِنْهُمْ رَجُلَانِ، وَقَالَا: نَشْهَدُ الْفَجْرَ مَعَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَمَعَكَ مَاءٌ؟ " قُلْتُ: لَيْسَ مَعِي مَاءٌ، وَلَكِنْ مَعِي إِدَاوَةٌ فِيهَا نَبِيذٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ، وَمَاءٌ طَهُورٌ " فَتَوَضَّأَ (1).
4297 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الْجُمُعَةِ! لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ فِتْيَانِي، فَيَحْزِمُوا حَطَبًا، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا
(1) إسناده ضعيف لجهالة أبي زيد مولى عمرو بن حريث، وقد تقدم الكلام عليه في الرواية المتقدمة برقم (3810)، وبافي رجاله ثقات رجال الصحيح. سفيان: هو الثوري، وأبو فزارة العبسي: هو راشد بن كيسان.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(693)، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (384)، والطبراني في "الكبير"(9963)، والبيهقي في "السنن" 1/ 9.
وأخرجه الشاشي (827) و (828)، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2746 من طريقين، عن سفيان، به.
وانظر (3782).
قال السندي: قوله: تخلف منهم، أي: من الجن، رجلان: ظاهره أن إطلاق الرجل لا يختص ببني آدم، ويحتمل أن المراد شخصان.
قوله: فتوضأ: قد سبق ما يتعلق به، وقال الحافظ ابن حجر: أطبق علماء السلف على تضعيف هذا الحديث، وقيل: منسوخ بآية التيمم، لأنها بعده بلا خلاف. قلت: ولعلمائنا الحنفية فيما ذكره مقال، لكن الإنصاف أن ما ذكر أقرب، والحق أحق بالاتباع.
يَؤُمُّ بِالنَّاسِ، فَأُحَرِّقَ عَلَى قَوْمٍ بُيُوتَهُمْ، لَا يَشْهَدُونَ الْجُمُعَةَ " (1).
4298 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ أَخَّرَ الصَّلَاةَ مَرَّةً، فَقَامَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ فَثَوَّبَ بِالصَّلَاةِ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ الْوَلِيدُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ أَجَاءَكَ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَمْرٌ فِيمَا فَعَلْتَ، أَمِ ابْتَدَعْتَ؟ قَالَ: لَمْ يَأْتِنِي أَمْرٌ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَمْ أَبْتَدِعْ، وَلَكِنْ أَبَى الله عز وجل عَلَيْنَا وَرَسُولُهُ أَنْ نَنْتَظِرَكَ بِصَلَاتِنَا وَأَنْتَ فِي حَاجَتِكَ (2).
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير إبراهيم بن خالد -وهو ابن عبيد القرشي الصنعاني-، ورباح -وهو ابن زيد القرشي- فمن رجال أبي داود والنسائي، وهما ثقتان. معمر: هو ابن راشد، وأبو إسحاق: هو السبيعي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.
وقد سلف برقم (3743) دون ذكر الجمعة، وبرقم (3816) و (4295) بذكرها.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير إبراهيم بن خالد -وهو الصنعاني-، ورباح -وهو ابن زيد الصنعاني- فمن رجال أبي داود والنسائي، وهما ثقتان. عبد الله بن عثمان: هو ابن خثيم المكي، والقاسم: هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، وقد صح سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود لهذا الحديث من أبيه، فيما قاله ابن المديني، ونقله عنه الحافظ في "التهذيب" 6/ 216، وأمير المؤمنين هنا: هو عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/ 124، وفي "الدلائل" 6/ 397 من طريق داود بن عبد الرحمن المكي، عن عبد الله بن عثمان، بهذا الإِسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(3790)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(9500) عن معمر، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن القاسم بن عبد الرحمن، =
4299 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذَهَبَ لِحَاجَتِهِ، فَأَمَرَ ابْنَ مَسْعُودٍ أَنْ يَأْتِيَهُ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ، فَجَاءَهُ (1) بِحَجَرَيْنِ وَبِرَوْثَةٍ، فَأَلْقَى الرَّوْثَةَ، وَقَالَ:" إِنَّهَا رِكْسٌ، ائْتِنِي بِحَجَرٍ "(2).
= مرسلاً، لم يذكر عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/ 324، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجاله ثقات. قلنا: لم يذكر أنه عند الطبراني مرسل.
وانظر (3790) و (3889).
(1)
في (ق): فأتاه.
(2)
حديث صحيح دون قوله: "ائتني بحجر"، وهذه الزيادة تصحُّ إن ثبت سماع أبي إسحاق -وهو السَّبيعي- لهذا الحديث من علقمة بن قيس -وهو النخعي-، وقد أثبته الكرابيسي فيما نقله الحافظ ابن حجر في "الفتح" 1/ 257، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: أبو إسحاق لم يسمع من علقمة شيئاً. ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. معمر: هو ابن راشد.
وأخرجه الطبراني (9951)، والدارقطني في "السنن" 1/ 55، والبيهقي في "السنن" 1/ 103 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 122 من طريق زهير بن عباد الرؤاسي، عن يزيد بن عطاء، عن أبي إسحاق، عن علقمة والأسود قالا: قال ابن مسعود، فذكر نحوه. قلنا: علقمة هنا قد توبع بالأسود، وقد سمع منه أبو إسحاق السبيعي، لكن يزيد بن عطاء الوارد في إسناد الحديث مختلف فيه، وقال الحافظ في "التقريب": لين الحديث، ثم إن الطحاوي لم يذكر لفظ الحديث، ليعلم هل فيه زيادة:"ائتني بحجر" أم لا، بل قال: فذكر نحوه. =
4300 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: مَا صُمْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تِسْعًا وَعِشْرِينَ أَكْثَرَ مِمَّا صُمْتُ مَعَهُ ثَلَاثِينَ (1).
= وقد أورد الحافظ ابن حجر هذا الحديث بهذه الزيادة في " الفتح" 1/ 257، وقال: ورجاله ثقات أثبات، وقد تابع عليه معمراً أبو شيبة الواسطي (هو إبراهيم بن عثمان)، وهو ضعيف أخرجه الدارقطني (هو عنده في "السنن" 1/ 55)، وتابعهما عمار بن رزيق أحد الثقات، عن أبي إسحاق، وقد قيل: إن أبا إسحاق لم يسمع من علقمة، لكن أثبت سماعه لهذا الحديث منه الكرابيسي، وعلى تقدير أن يكون أرسله عنه فالمرسل حجة عند المخالفين (يريد الطحاوي ومن هو على مذهب الإمام أبي حنيفة)، وعندنا أيضاً إذا اعتضد، واستدلال الطحاوي (يعني لعدم اشتراط الثلاثة) فيه نظر بعد ذلك، لاحتمال أن يكون اكتفى بالأمر الأول في طلب الثلاثة، فلم يجدد الأمر بطلب الثالث، أو اكتفى بطرف أحدهما عن الثالث لأن المقصود بالثلاثة أن يمسح بها ثلاث مسحات، وذلك حاصل ولو بواحد.
وقال السندي: ولا يخفى أن هذه الزيادة إن ثبتت يبطل استدلالهم قطعاً، لدلالتها على أنه ما اكتفى بحجرين، وقد اعتنى الحافظ ابن حجر في إثباتها. ثم ذكر كلامه المتقدم.
(1)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال دينار والد عيسى، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عيسى بن دينار، فمن رجال أبي داود والترمذي، وهو ثقة، وقول محقق كتاب ابن خزيمة: إسناده صحيح، وإقرار مراجعه عليه وهم منهما.
وأخرجه أبو داود (2322)، والترمذي (689)، وابن خزيمة (1922)، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 47، من طريق ابن أبي زائدة، بهذا الإسناد.
قال الترمذي: وفي الباب عن عمر وأبي هريرة وعائشة وسعد بن أبي وقاص وابن =
4301 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنِي إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَمَعَكَ طَهُورٌ؟ "، قُلْتُ: لَا، قَالَ:" فَمَا هَذَا فِي الْإِدَاوَةِ؟ "، قُلْتُ: نَبِيذٌ، قَالَ:" أَرِنِيهَا، تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ، وَمَاءٌ طَهُورٌ "، فَتَوَضَّأَ مِنْهَا وَصَلَّى (1).
4302 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لَيْسَ لَنَا نِسَاءٌ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نَسْتَخْصِي؟ فَنَهَانَا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ
…
} الْآيَةَ [المائدة: 87](2).
4303 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ خِشْفِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي دِيَةِ الْخَطأِ
= عباس وابن عمر وأنس وجابر وأم سلمة وأبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الشهر يكون تسعاً وعشرين".
وقد تقدم برقم (3776).
(1)
هو مكرر (3810) سنداً ومتناً.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن زكريا: هو ابن أبي زائدة الهمداني، إسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابنُ أبي حازم.
وقد تقدم برقم (3650) و (3986) و (4113).
عِشْرِينَ بِنْتَ مَخَاضٍ، وَعِشْرِينَ ابْنَ مَخَاضٍ ذَكَرًا (1)، وعِشْرِينَ ابْنَةَ لَبُونٍ، وَعِشْرِينَ حِقَّةً، وَعِشْرِينَ جَذَعَةً (2).
(1) في (ظ 1) وهامش النسخ الأخرى: ذكوراً.
(2)
إسناده ضعيف. حجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، وخشف -وهو ابن مالك- جهله غير واحد، ووثقه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى بن زكريا: هو ابن أبي زائدة.
وأخرجه بتمامه الترمذي (1386)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 43 - 44، من طريق يحيى بن زكريا، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث ابن مسعود لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقد روي عن عبد الله موقوفاً، وقد ذهب بعضُ أهل العلم إلى هذا، وهو قولُ أحمد وإسحاق.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 133، وأبو داود (4545)، وابن ماجه (2631)، والدارقطني في "السنن" 3/ 173، والبيهقي في "السنن" 8/ 75 من طرق عن حجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد.
قال الدارقطني: هذا حديث ضعيف غير ثابت عند أهل المعرفة بالحديث من وجوه عدة، فذكرها.
وقال أبو داود: وهو قولُ عبد الله، وقال البيهقي: يعني إنما روي من قول عبد الله موقوفاً غير مرفوع.
قلنا: قد أخرجه موقوفاً عبد الرزاق (17238)، وابن أبي شيبة 9/ 134، والطبراني في "الكبير"(9730)، والدارقطني في "السنن" 3/ 173 - 174، من طريق سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم النخعي، عن عبد الله. وهذا إسناد صحيح، فقد مرّ في غير موضع أن إبراهيم النخعي إذا روى عن عبد الله دون واسطة فهو عن غير واحد عنه، وإذا سمى رجلاً فهو الذي سمع منه، وقال الدارقطني: فهذه الرواية وإن كان فيها إرسال فإبراهيم النخعي هو أعلمُ الناس بعبد الله وبرأيه وبفتياه، قد أخذ ذلك عن أخواله علقمة والأسود وعبد الرحمن ابني يزيد وغيرهم من كبراء =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أصحاب عبد الله، وهو القائل: إذا قلت لكم: قال عبد الله بن مسعود، فهو عن جماعة من أصحابه، عنه، وإذا سمعته من رجل واحد سميته لكم، ثم قال: الخبر المرفوع الذي فيه ذكر بني المخاض لا نعلمه رواه إلا خشف بن مالك، عن ابن مسعود، وهو رجل مجهول، ولم يروه عنه إلا زيد بن جبير بن حرمل الجشمي، وأهلُ العلم بالحديث لا يحتجون بخبرٍ ينفرد بروايته رجل غير معروف، وإنما يثبت العلمُ عندهم بالخبر إذا كان راويه عدلاً مشهوراً، أو رجل قد ارتفع اسم الجهالة عنه، وارتفاع اسم الجهالة عنه أن يروي عنه رجلان فصاعداً، فإذا كان هذه صفته ارتفع عنه اسم الجهالة، وصار حينئذ معروفاً، فأما من لم يرو عنه إلا رجل واحد انفرد بخبر وجب التوقفُ عن خبره ذلك حتى يُوافقه غيره، والله أعلم، ثم قال: خبر خشف بن مالك لا نعلم أن أحداً رواه عن زيد بن جبير عنه إلا حجاج بن أرطاة، والحجاج فرجل مشهور بالتدليس، وبأنَّه يحدث عمن لم يلقه، ومن لم يسمع منه.
ثم قال الدارقطني 3/ 176 في هذا الحديث: رواه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن حجاج، واختلف عنه، فرواه سُريج بن يونس بموافقة عبد الرحيم وعبد الواحد بن زياد، وخالفه أبو هشام الرفاعي، فرواه عنه بموافقة أبي معاوية الضرير ومن تابعه، أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل دية الخطأ أخماساً لم يفسرها، فقد اختلفت الرواية عن الحجاج كما ترى، فيشبه أن يكون الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل دية الخطأ أخماساً كما رواه أبو معاوية وحفص وأبو مالك الجنبي وأبو خالد وابن أبي زائدة في رواية أبي هشام عنه ليس فيه تفسير الأخماس لاتفاقهم على ذلك، وكثرة عددهم، وكلهم ثقات، ويشبه أن يكون الحجاج ربما كان يفسر الأخماس برأيه بعد فراغه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيتوهم السامع أن ذلك في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وليس ذلك فيه، وإنما هو من كلام الحجاج
…
إلى آخر ما ذكره الدارقطني فانظره.
وقد نقل البيهقي في "السنن" 8/ 75 - 76 كلام الدارقطني هذا مختصراً، ثم قال: وكيفما كان فالحجاج بن أرطاة غير محتج به، وخشف بن مالك مجهول، والصحيح أنه موقوف على عبد الله بن مسعود، والصحيح عن عبد الله أنه جعل أحد =
4304 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ، فَأَنَا الَّذِي رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَخَيَّلُ بِي "(1).
4305 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، قَالَ: أَخَذَ عَلْقَمَةُ بِيَدِي، قَالَ:
= أخماسها بني المخاض. ثم قال: وقد اعتذر من رغب عن قول عبد الله رضي الله عنه في هذا بشيئين: أحدهما ضعف رواية خشف بن مالك، عن ابن مسعود بما ذكرنا، وانقطاع رواية من رواه عنه موقوفاً، فإنه إنما رواه إبراهيم النخعي، عن عبد الله، وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، وأبو إسحاق، عن علقمة، عن عبد الله. ورواية إبراهيم، عن عبد الله منقطعة لا شك فيها، ورواية أبي عبيدة، عن أبيه لأن أبا عبيدة لم يدرك أباه، وكذلك رواية أبي إسحاق السبيعي عن علقمة منقطعة، لأن أبا إسحاق رأى علقمة، لكن ثم يسمع منه شيئاً.
قلنا: الذي أخرجه من طريق أبي إسحاق عن علقمة، عن عبد الله: ابنُ أبي شيبة 9/ 133، والبيهقي في "السنن" 8/ 74 و 74 - 75.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سيرد برقم (6663) و (6743) و (7033)، وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في دية الخطأ ثلاثين ابنة مخاض، وثلاثين ابنة لبون، وثلاثين حقة، وعشر بنو لبون ذكور.
وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.
(1)
صحيح، زكريا والد يحيى، وهو ابن أبي زائدة -وإن سمع من أبي إسحاق -وهو السبيعي- بعد الاختلاط- متابع، أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.
وقد تقدم برقم (3559).
أَخَذَ عَبْدُ اللهِ بِيَدِي، قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِي: فَعَلَّمَنِي التَّشَهُّدَ فِي الصَّلَاةِ: " التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ، وَرَسُولُهُ "(1).
4306 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ وَأَبِي مُوسَى، وَهُمَا يَتَحَدَّثَانِ، فَذَكَرَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" قَبْلَ السَّاعَةِ أَيَّامٌ يُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ، وَيَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ، وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ "، قَالَ: قَالَا: الْهَرْجُ (2): الْقَتْلُ (3).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير الحسن بن الحر، فمن رجال أبي داود والنسائي، وهو ثقة، حسين بن علي: هو الجعفي الكوفى، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 291، وابن حبان (1963)، والطبراني في "الكبير"(9926)، والدارقطني في "سننه" 1/ 352، من طريق حسين بن علي الجعفي، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم (4006) من طريق زهير بن معاوية، عن الحسن بن الحر، به، وبرقم (3622) من طريق الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله.
(2)
في هامش (س): قالوا: ما الهرج؟ قال: القتل.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين بن علي: هو الجعفي، وزائدة: هو ابن قدامة، وسليمان: هو الأعمش، وشقيق: هو ابن سلمة. =
4307 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَرَيْنَا لَيْلَةً مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوِ امْتَسَسْنَا (1) الْأَرْضَ فَنِمْنَا وَرَعَتْ رِكَابُنَا؟ قَالَ: فَفَعَلَ، قَالَ: فَقَالَ: " لِيَحْرُسْنَا بَعْضُكُمْ "، قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَقُلْتُ: أَنَا أَحْرُسُكُمْ، قَالَ: فَأَدْرَكَنِي النَّوْمُ فَنِمْتُ، لَمْ أَسْتَيْقِظْ إِلَّا وَالشَّمْسُ طَالِعَةٌ، وَلَمْ يَسْتَيْقِظْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا بِكَلَامِنَا، فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ (2) ثُمَّ أَقَامَ الصَّلَاةَ، فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3).
= وأخرجه مسلم (2672) من طريق حسين بن علي الجعفي، بهذا الإِسناد.
وقد سلف برقم (3695)، وبرقم (3841).
(1)
في (ص) و (ق) و (م): أمَسَّتْنا، وقي طبعة الشيخ أحمد شاكر: امتسسنا.
(2)
في (ق) و (ظ 1): فأذّن فنادى.
(3)
إسناده حسن إن ثبت سماع عبد الرحمن والد القاسم -وهو ابن عبد الله بن مسعود- من أبيه، فقد سمع من أبيه شيئاً يسيراً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك -وهو ابن حرب- فمن رجال مسلم، وهو صدوق. حسين بن علي: هو ابن الوليد الجعفي، وزائدة: هو ابن قدامة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 83، والبزار (399)، وأبو يعلى (5010)، وابن حبان (1580) من طريق حسين بن علي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10349) من طريق أسباط، عن سماك، به.
وذكرنا أحاديث الباب بعد تخريج الرواية (3657).
قوله: لو أمسَسْتَنا: من الإِمساس، أي: لو أمرتنا بالنزول عن ظهور الركاب إلى =
4308 -
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ أَبِي الْوَاصِلِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لُعِنَ الْمُحِلُّ (1) وَالْمُحَلَّلُ لَهُ "(2).
4309 -
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانُوا يَقْرَؤُونَ خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" خَلَطْتُمْ عَلَيَّ الْقُرْآنَ "(3).
= الأرض لكان أحسن، أو كلمة:" لو" للتمني، فلا تحتاج إلى جواب. قاله السندي.
(1)
في (ق) و (ظ 1): لعن الله المُحِل.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي الواصل كما قال الحسيني في "الإكمال" ص 561، ونقله عنه الحافظ في "التعجيل" ص 527 وأقره، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير زكريا بن عدي -وهو ابن الصلت التيمي- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، عبيد الله: هو ابن عمرو الرقي، وعبد الكريم: هو ابن مالك الجزري.
وأخرجه أبو يعلى (5054)، والشاشي (862)، والبغوي في "شرح السنة"(2293) من طرق عن عبيد الله بن عمرو الرقي، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4283).
(3)
إسناده حسن، يونس بن أبي إسحاق مختلف فيه، وضعف أحمد حديثه عن أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي. =
4310 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ "(1).
= وأخرجه البزار (488)"زوائد"، وأبو يعلى (5006) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام"(254)، والبزار (488)"زوائد"، وأبو يعلى (5397)، والدارقطني في "السنن" 1/ 341، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام"(449) من طريقين عن يونس بن أبي إسحاق، به.
قال البزار: لا نعلم رواه هكذا إلا يونس.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/ 110، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح.
وفي الباب عن أبي هريرة عند أبي داود (826)، والترمذي (312)، والنسائي 2/ 140 - 141، وابن حبان (1849)، سيرد 2/ 240 و 284 و 285 و 301 و 487.
وعن عمرانَ بن حُصين عند مسلم (398)، وصححه ابن حبان (1845)، وسيرد في "المسند" 4/ 426 و 431.
وعن أنس بن مالك عند الدارقطني 1/ 340، وابن حبان (1844).
(1)
حديث صحيح، حجاج -وهو ابن أرطاة، وإن ضعيفاً- متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يزيد: هو ابن هارون، وفضيل: هو ابن عمرو الفقيمي، وإبراهيم: هو النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه أبو يعلى (5289) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 89 عن أبي خالد الأحمر، عن حجاج، به، موقوفاً.
وأخرجه مطولاً ومختصراً مسلم (91)(147) و (149)، والترمذي (1999)، =
4311 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَا وَعَمِّي بِالْهَاجِرَةِ، قَالَ: فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، فَقُمْنَا خَلْفَهُ، قَالَ: فَأَخَذَنِي بِيَدٍ، وَأَخَذَ عَمِّي بِيَدٍ، قَالَ: ثُمَّ قَدَّمَنَا حَتَّى جَعَلَ كُلَّ رَجُلٍ مِنَّا عَلَى نَاحِيَةٍ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ إِذَا كَانُوا ثَلَاثَةً (1).
4312 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، كَانَ فِي مَمْلَكَتِهِ، فَتَفَكَّرَ (2)، فَعَلِمَ أَنَّ ذَلِكَ مُنْقَطِعٌ عَنْهُ، وَأَنَّ مَا هُوَ فِيهِ قَدْ شَغَلَهُ عَنْ عِبَادَةِ رَبِّهِ، فَتَسَرَّبَ (3) فَانْسَابَ ذَاتَ لَيْلَةٍ مِنْ قَصْرِهِ،
= وابن خزيمة في "التوحيد" ص 384، وأبو عوانة 1/ 31، وابن حبان (5466)، وابن منده في "الإيمان "(540) و (541)، والحاكم 4/ 181، والبيهقي في "الآداب"(591) من طريق أبان بن تغلب، عن فضيل، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
وقد سلف برقم (3913).
(1)
إسناده حسن، محمد بن إسحاق صرَّح بالتحديث في الرواية الآتية برقم (4386)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن بن الأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وسيرد تخريجه في الرواية الآتية المطولة برقم (4386).
(2)
في هامش (س): يتفكر (خ).
(3)
في هامش (س): فتسور (خ).
فَأَصْبَحَ فِي مَمْلَكَةِ غَيْرِهِ، وَأَتَى سَاحِلَ الْبَحْرِ، وَكَانَ (1) بِهِ يَضْرِبُ اللَّبِنَ بِالْأَجْرِ، فَيَأْكُلُ وَيَتَصَدَّقُ بِالْفَضْلِ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ، حَتَّى رَقِيَ أَمْرُهُ إِلَى مَلِكِهِمْ، وَعِبَادَتُهُ وَفَضْلُهُ، فَأَرْسَلَ مَلِكُهُمْ إِلَيْهِ أَنْ يَأْتِيَهُ، فَأَبَى أَنْ يَأْتِيَهُ، فَأَعَادَ (2)، ثُمَّ أَعَادَ إِلَيْهِ، فَأَبَى أَنْ يَأْتِيَهُ، وَقَالَ: مَا لَهُ وَمَا لِي؟! قَالَ: فَرَكِبَ الْمَلِكُ، فَلَمَّا رَآهُ الرَّجُلُ وَلَّى هَارِبًا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الْمَلِكُ رَكَضَ فِي أَثَرِهِ، فَلَمْ يُدْرِكْهُ، قَالَ: فَنَادَاهُ: يَا عَبْدَ اللهِ، إِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ مِنِّي بَأْسٌ، فَأَقَامَ حَتَّى أَدْرَكَهُ، فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللهُ؟ قَالَ: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، صَاحِبُ مُلْكِ كَذَا وَكَذَا، تَفَكَّرْتُ فِي أَمْرِي، فَعَلِمْتُ أَنَّ مَا أَنَا فِيهِ مُنْقَطِعٌ، فَإِنَّهُ (3) قَدْ شَغَلَنِي عَنْ عِبَادَةِ رَبِّي، فَتَرَكْتُهُ وَجِئْتُ هَاهُنَا أَعْبُدُ رَبِّي عز وجل، فَقَالَ: مَا أَنْتَ بِأَحْوَجَ إِلَى مَا صَنَعْتَ مِنِّي، قَالَ: ثُمَّ نَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ، فَسَيَّبَهَا، ثُمَّ تَبِعَهُ، فَكَانَا جَمِيعًا يَعْبُدَانِ اللهَ عز وجل، فَدَعَوَا اللهَ أَنْ يُمِيتَهُمَا جَمِيعًا، قَالَ: فَمَاتَا، قَالَ عَبْدُ اللهِ: لَوْ (4) كُنْتُ بِرُمَيْلَةِ مِصْرَ، لَأَرَيْتُكُمْ قُبُورَهُمَا بِالنَّعْتِ الَّذِي نَعَتَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (5).
(1) في (ق): فكان.
(2)
في (ظ 1): فأعاد الرسول.
(3)
في (ق) و (ظ 1): وأنه.
(4)
في هامش (س): فلو. (خ).
(5)
إسناده ضعيف، يزيد بن هارون سمع من المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عُتبة- بعد الاختلاط، وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه إلا شيئاً يسيراً. =
4313 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:" الصَّلَاةُ لِمِيقَاتِهَا "، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " بِرُّ الْوَالِدَيْنِ "، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ "، قَالَ:
= وأخرجه أبو يعلى (5015) و (5383) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 218، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه، وفي إسنادهما المسعودي، وقد اختلط.
قوله: فتسرب: السارب: الذاهب على وجه الأرض، فلعل المراد أنه أراد الذهاب على وجه الأرض، أو هو على ظاهره، وقوله: فانساب تفسيرٌ له، أي: مشى مسرعاً.
اللَّبِن: في "القاموس": اللَّبِن، ككتف: المضروب من الطين مربعاً، وكإبل لغة.
بالأجرة: أي: بالكراء.
رَقِي، بكسر القاف، أي: ارتفع واشتهر.
فسَيَّبَها، بتشديد الياء، أي: تركها. قاله السندي.
رُمَيْلَة مصر: قال الشيخ أحمد شاكر: هي ميدان تحت قلعة الجبل، كانت ميدان أحمد بن طولون، وبها كانت قصورُه وبساتينه، وهي المعروفة الآن باسم ميدان صلاح الدين، وباسم المنشية بالقاهرة. انظر "النجوم الزاهرة" 4/ 49.
قوله: قبورهما: قال السندي: هو من قبيل قوله تعالى: {فقد صَغَتْ قُلُوبُكما} {التحريم: 4} وهذه هي اللغة المشهورة، وقال أبو البقاء: القياس: قبريهما، ولكنه جُمع إَّما لأن التثنية جمعٌ، وإمَّا لأنَّ كل ناحيةٍ من نواحي القبر قبر. انتهى.
فَسَكَتُّ (1)، وَلَوِ اسْتَزَدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَزَادَنِي (2).
4314 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَيُّمَا مُسْلِمَيْنِ مَضَى لَهُمَا ثَلَاثَةٌ مِنْ أَوْلَادِهِمَا، لَمْ يَبْلُغُوا حِنْثًا، كَانُوا لَهُمَا حِصْنًا حَصِينًا مِنَ النَّارِ "، قَالَ: فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: مَضَى لِي اثْنَانِ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:" وَاثْنَانِ "، قَالَ: فَقَالَ أُبَيٌّ أَبُو الْمُنْذِرِ سَيِّدُ الْقُرَّاءِ: مَضَى لِي وَاحِدٌ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" وَوَاحِدٌ، وَذَلِكَ فِي الصَّدْمَةِ الْأُولَى "(3).
4315 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ
(1) في (س) و (ظ 1): فأسكُت. قال السندي: قوله: قال: فأسكت: مضارع وقع موقع الماضي، أي: فسكتُّ.
(2)
حديث صحيح، المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، وإن سمع منه يزيد وأبو النضر بعد الاختلاط- متابع بشعبة في الرواية (4186)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وأبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وأبو عمرو الشيباني: هو سعد بن إياس.
وسلف برقم (3890) و (3973) و (3998) و (4186) و (4223) و (4243) و (4285) و (4313).
(3)
هو مكرر (4077) و (4079).
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَزُولُ (1) رَحَى الْإِسْلَامِ عَلَى رَأْسِ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، أَوْ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ، أَوْ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ، فَإِنْ هَلَكُوا فَسَبِيلُ مَنْ هَلَكَ، وَإِنْ بَقُوا بَقِيَ لَهُمْ دِينُهُمْ سَبْعِينَ عَامًا "(2).
4316 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ السُّدِّيِّ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، (قَالَ: أَبى شُعْبَةُ رَفَعَهُ، وَأَنَا لَا أَرْفَعُهُ لَكَ) فِي قَوْلِ اللهِ عز وجل:{وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الحج: 25]، قَالَ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا هَمَّ فِيهِ بِإِلْحَادٍ وَهُوَ بِعَدَنِ أَبْيَنَ، لَأَذَاقَهُ اللهُ عَذَابًا أَلِيمًا (3).
4317 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ تَرَ مِنْ أُمَّتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ:" هُمْ غُرٌّ مُحَجَّلُونَ، بُلْقٌ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ "(4).
(1) في (ظ 1): تدور.
(2)
هو مكرر (3707) سنداً ومتناً.
(3)
هو مكرر (4071) سنداً ومتناً.
(4)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. يزيد: هو ابن هارون، وزر: هو ابن حبيش الأسدي. =
4318 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْجُهَنِيُّ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا قَالَ عَبْدٌ قَطُّ إِذَا أَصَابَهُ هَمٌّ وَحَزَنٌ: اللهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللهُ عز وجل هَمَّهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحًا "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ؟ قَالَ: " أَجَلْ، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ "(1).
4319 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا فَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ، أَنَّهُ سَمِعَ مَسْرُوقًا يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: " إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا، وَنَهَيْتُكُمْ أَنْ تَحْبِسُوا لُحُومَ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ
= وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 6، وأبو يعلى (5300) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3820).
(1)
هو مكرر (3712) سنداً ومتناً.
ثَلَاثٍ فَاحْبِسُوا، وَنَهَيْتُكُمْ عَنِ الظُّرُوفِ فَانْبِذُوا فِيهَا، وَاجْتَنِبُوا كُلَّ مُسْكِرٍ " (1).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف فرقد السَّبَخي، وجابربن يزيد: هكذا ورد غير منسوب، ولعله الجعفي، وهو ضعيف أيضاً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، مسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه مطولاً ومختصراً أبو يعلى (5299)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 228، من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/ 26 - 27، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه فرقد السبخي، وهو ضعيف.
وأخرجه بنحوه مطولاً ومختصراً ابن ماجه (1571) و (3388)، وأبو يعلى (5079)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 185، والشاشي (397)، وابن حبان (981)، والطبراني في "الكبير"(10304)، وابن عدي 1/ 351، والبيهقي في "السنن" 4/ 77 و 8/ 311، من طريق عبد الله بن وهب، عن ابن جريج، عن أيوب بن هانئ، عن مسروق بن الأجدع، به. وابن جريج قد عنعن، وأيوب بن هانئ ضعفه ابن معين، وقال أبو حاتم: شيخ صالح، وقال الدارقطني: يعتبر به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عدي: لا أعرفه. وقال ابن عدي في "الكامل" 1/ 351 في هذا الحديث: وهذا في كتب ابن جريج مرسل، وهذا حديث لا يساوي شيئاً.
وأخرجه بنحوه مطولاً عبد الرزاق في "المصنف"(6714) عن ابن جريج، قال: حدثت عن مسروق بن الأجدع، به. يعني أن ابن جريج أسقط هانئ بن أيوب.
وله شاهد من حديث بريدة عند مسلم (1977)(37)، سيرد 5/ 350 و 355 و 356.
وآخر من حديث علي تقدم برقم (1236).
4320 -
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ لِلَّهِ عز وجل مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ، يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلَامَ "(1).
4321 -
حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ. وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ، حَدَّثَنِي مُسْلِمٌ الْبَطِينُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: مَا أَخْطَأَنِي، أَوْ قَلَّمَا أَخْطَأَنِي ابْنُ مَسْعُودٍ خَمِيسًا - قَالَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ: عَشِيَّةَ خَمِيسٍ - إِلَّا أَتَيْتُهُ، قَالَ: فَمَا سَمِعْتُهُ لِشَيْءٍ قَطُّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ عَشِيَّةٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: - قَالَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: فَنَكَسَ، قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ، وَهُوَ قَائِمٌ مَحْلُولٌ أَزْرَارُ قَمِيصِهِ، قَدِ اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ، وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ، فَقَالَ: أَوْ دُونَ ذَاكَ، أَوْ فَوْقَ
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. معاذ بن معاذ: هو ابن نصر العنبري، وسفيان بن سعيد: هو الثوري، وعبد الله بن السائب: هو الكوفي الكندي، وزاذان: هو أبو عمر الكندي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 43، وفي "الكبرى"(1205) من طريق معاذ بن معاذ، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3666).
ذَاكَ، أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَاكَ، أَوْ شَبِيهًا بِذَاكَ (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاذ: هو ابن معاذ بن نصر العنبري، وابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وابن عون: هو عبد الله البصري، ومسلم البطين: هو ابن عمران، وإبراهيم التيمي: هو ابن يزيد بن شريك، وعمرو بن ميمون: هو الأودي.
وأخرجه ابن ماجه (23)، والشاشي (668) من طريق معاذ بن معاذ، بهذا الإسناد. قال البوصيري في "الزوائد": إسناده صحيح، احتج الشيخان بجميع رواته.
وأخرجه الدارمي 1/ 83، والطبراني في "الكبير"(8617)، والحاكم 1/ 111 من طريقين، عن ابن عون، به. (وقد سقط من مطبوع الطبراني:"عن أبيه").
وأخرجه الطيالسي (326)، والشاشي (667)، والطبراني في "الكبير"(8612)، والرامهرمزي (734) من طريق المسعودي، والرامهرمزي (734) أيضاً من طريق ابن أبي عدي شيخ أحمد، والحاكم 3/ 314 من طريق أبي العميس، والطبراني في "الكبير"(8615) من طريق سنَّة بن مُسلم، و (8616) من طريق عمار الدُّهْني، خمستهم عن مسلم البطين، عن عمرو بن ميمون، عن ابن مسعود. وليس في الإسناد: إبراهيم التيمي، عن أبيه، ومسلم البطين يروي مباشرة عن عمرو بن ميمون، فيكون إسناد الإمام أحمد من المزيد في متصل الأسانيد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وقد سلف برقم (3670) و (4015)، وسيأتي برقم (4333).
قوله: ما أخطأني، أي: ما فاتني لقاؤه.
إلا أتيته: استثناء من أعم الأحوال بتقدير "قد"، وهذا الاستثناء من قبيل:{لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى} [الدخان: 56]، إذ معلومٌ أنه لا تفوته الملاقاة حالَ إتيانه إياه، فهذا تأكيد للزوم الملاقاة في عشية كل خميس، ويحتمل أن المراد بيان أن ابن مسعود كان يجيئه، فإن كان ما جاءه يوماً أتاه هو فيه. =
4322 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُورَةَ الْأَحْقَافِ، وَأَقْرَأَهَا آخَرَ، فَخَالَفَنِي فِي آيَةٍ مِنْهَا، فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ، قَالَ: أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: لَقَدْ أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَذَا وَكَذَا، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَعِنْدَهُ رَجُلٌ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَمْ تُقْرِئْنِي كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ:" بَلَى "، قَالَ الْآخَرُ: أَلَمْ تُقْرِئْنِي كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: " بَلَى " فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ الرَّجُلُ الَّذِي عِنْدَهُ: لِيَقْرَأْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا كَمَا سَمِعَ، فَإِنَّمَا هَلَكَ أَوْ أُهْلِكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالِاخْتِلَافِ، فَمَا أَدْرِي، أَأَمَرَهُ بِذَاكَ، أَوْ شَيْءٍ قَالَهُ مِنْ قِبَلِهِ (1).
4323 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " صَلَاةُ الْجَمِيعِ تَفْضُلُ
= لشيء: أي: في شيء.
فنكس: أي: طأطأ رأسه وخَفَضَه. قاله السندي.
(1)
صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً.
وهو مكرر (3992) و (3993)، وسلف برقم (3724).
صَلَاةَ الرَّجُلِ، وَحْدَهُ خَمْسًا وَعِشْرِينَ صَلَاةً، كُلُّهَا مِثْلُ صَلَاتِهِ " (1).
قَالَ عَفَّانُ: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا الْعَوَّامِ وَافَقَهُ.
4324 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ
…
مِثْلَهُ (2).
4325 -
حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ خَالِهِ
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم، وأبو داود -وهو سليمان بن داود الطيالسي- من رجال مسلم أيضاً، لكنه متابع بعفان، وهو ابن مسلم الصفار، همام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، ومُوَرِّق العجلي: هو ابن مشمرج.
وأخرجه البزار (457) من طريق أبي داود، بهذا الإسناد. بلفظ: أربع وعشرين ضعفاً.
وأخرجه الشاشي (703) و (705) من طريقين عن عفان، به.
وهو مكرر (4159)، وسلف برقم (3564). وانظر (4158) و (4159).
(2)
صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، قتادة -وهو ابن دعامة السدوسي- لم يسمع من أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فيما ذكر ابنُ أبي حاتم في "المراسيل"(142)، ولم يتفطن الشيخ أحمد شاكر إلى انقطاعه، فذكر أن قتادة سمعه من مُوَرِّق عن أبي الأحوص، ومن أبي الأحوص نفسه، فرواه على الوجهين. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الوهَّاب: هو ابن عطاء الخفاف، وسعيد: هو ابن أبي عروبة.
وسلف بإسناد صحيح برقم (4158) و (4159) و (4323).
وانظر (3564).
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لَقِيتُ امْرَأَةً فِي حُشٍّ بِالْمَدِينَةِ، فَأَصَبْتُ مِنْهَا مَا دُونَ الْجِمَاعِ، فَنَزَلَتْ:{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا} [هود: 114](1).
4326 -
حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك، وهو ابن حرب، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، أبو قَطَن: هو عمرو بن الهيثم بن قَطَن البصري، وشعبة: هو ابن الحجاج، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وخاله: هو الأسود بن يزيد ورد مصرّحاً به في مصادر التخريج، وروي الحديث من طريقه في الروايات السابقة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7320)، والطبري في "التفسير"(18674) من طريق أبي قَطَن، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2763)(43)، والنسائي في "الكبرى"(7321)، والطبري في "التفسير"(18672) من طريق الحكم بن عبد الله العجلي، عن شعبة، به. وفيه التصريح بأن خاله هو الأسود.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7319) من طريق سعيد بن الربيع، والطبري في "التفسير"(18673) من طريق أبي داود الطيالسي، كلاهما عن شعبة، به، ولم يرد عندهما التصريح باسم خال إبراهيم.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7322) من طريق أسباط، عن سماك، عن إبراهيم، عن الأسود، به.
وتقدم برقم (3653).
قوله: في حُشِّ: قال ابنُ الأثير: الحشُّ: موضع قضاء الحاجة، وأصله البستان لأنهم كثيراً ما يتغوطون في البساتين. قال السندي: وقد سبق من روايات الحديث ما يدل على أن المراد هاهنا البستان.
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَتَى لَيْلَةُ الْقَدْرِ؟ قَالَ: " مَنْ يَذْكُرُ مِنْكُمْ لَيْلَةَ الصَّهْبَاوَاتِ؟ "، قَالَ عَبْدُ اللهِ: أَنَا، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، وَإِنَّ فِي يَدِي لَتَمَرَاتٍ أَتَسَحَّرُ بِهِنَّ، مُسْتَتِرًا مِنَ الْفَجْرِ بِمُؤْخِرَةِ رَحْلِي، وَذَلِكَ حِينَ طَلَعَ الْقُمَيْرُ (1).
4327 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ وَأَبُو نُعَيْمٍ، حَدَثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ - قَالَ عَفَّانُ: سَمِعَهُ (2) مِنْهُ ابْنُ عَبِدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ - عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَكَاتِبَهُ (3).
(1) هو مكرر (3565) سنداً ومتناً.
(2)
في (ص) و (ق): سمعتُه. وأُثبتت في هامشي (س) و) ظ 1) وعليها لفظ: "صح".
(3)
إسناده حسن، عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود صرح بسماعه لهذا الحديث من أبيه فيما قال عفان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك -وهو ابن حرب- فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً، وهو حسن الحديث إلا في روايته عن عكرمة. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وأخرجه الترمذي (1206) عن قتيبة، عن أبي عوانة، به، وقال: حديث حسن صحيح. وفي الباب عن عُمر وعلي وجابر وأبي جحيفة.
وقد سلف برقم (3725).
4328 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ حَصِيرَةَ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كَيْفَ أَنْتُمْ وَرُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، لَكُمْ رُبُعُهَا، وَلِسَائِرِ النَّاسِ ثَلَاثَةُ أَرْبَاعِهَا؟ "، قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:" فَكَيْفَ أَنْتُمْ وَثُلُثَهَا؟ " قَالُوا: فَذَاكَ أَكْثَرُ! قَالَ: " فَكَيْفَ أَنْتُمْ وَالشَّطْرَ؟ " قَالُوا: فَذَلِكَ أَكْثَرُ! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَهْلُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِشْرُونَ وَمِئَةُ صَفٍّ أَنْتُمْ مِنْهَا ثَمَانُونَ صَفًّا "(1).
(1) حديث صحيح لغيره، عبد الرحمن والد القاسم -وهو ابن عبد الله بن مسعود- وإن لم يسمع من أبيه إلا شيئاً يسيراً- متابع، والحارث بن حصيرة مختلف فيه، فوثقه ابن معين والنسائي والعجلي وابن نمير، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو داود: شيعي صدوق، وقال ابن عدي: على ضعفه يكتب حديثه، وقال أبو حاتم: لولا أن الثوري روى عنه لتُرك حديثه، روى له النسائي والبخاري في "الأدب المفرد"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 471، والبزار (3534)"زوائد"، وأبو يعلى (5358)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/ 156، والطبراني في "الكبير"(10350)، وفي "الأوسط"(543)، وفي "الصغير"(82) من طريق عفان، بهذا الإِسناد. قال الطبراني في "الأوسط": لم يرو هذا الحديث عن القاسم بن عبد الرحمن إلا الحارث، تفرد به عبد الواحد بن زياد.
وقوله: "أهل الجنة يوم القيامة عشرون ومئة صف
…
" أخرجه الطبراني في " الكبير" (10398) من طريق يعقوب بن إسحاق الحضرمي، عن عبد الواحد بن زياد، عن الحارث بن حصيرة، عن زيد بن وهب، عن ابن مسعود. وهذه متابعة من زيد بن وهب لعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود. =
4329 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ تَرَ مِنْ أُمَّتِكَ؟ قَالَ: " غُرٌّ مُحَجَّلُونَ، بُلْقٌ مِنْ أَثَرِ الطُّهُورِ "(1).
= وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 403، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الثلاثة، ورجالهم رجال الصحيح غير الحارث بن حصيرة وقد وثّق. قال: هو في الصحيح باختصار.
وله شاهد من حديث بريدة بإسناد صحيح على شرط مسلم عند ابن حبان (7459)، وأخرجه الترمذي (2546)، وحسّن إسناده، وسيرد 5/ 347 - 355.
وآخر من حديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير"(10682)، قال الهيثمي في "المجمع" 10/ 403: وفيه خالد بن يزيد الدمشقي، وهو ضعيف، وقد وثق.
وثالث لا يفرح به من حديث أبي موسى عند الطبراني في "الأوسط"(1323)، أورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 403، وقال: وفيه سويد بن عبد العزيز، وهو ضعيف جداً.
وقد تقدم الحديث بنحوه برقم (3661).
قوله: "كيف أنتم وربع أهل الجنة": قال السندي: الظاهر أنه خبر لمقدر، أي: وأنتم ربع أهل الجنة، والجملة حال، ونَصَبَه بعضُهم على أن الواو بمعنى مع، ولعل المعنى: مع كونهم ربع أهل الجنة.
قوله: "لكم ربعها": تفصيل لكونهم ربعَ أهلِ الجنة، ولعل هذا الكلام على تقدير أنهم ربع أهل الجنة فحسب، فلا يتوهم الكذب في الخبر.
قوله: "أنتم منها ثمانون"، أي: فأنتم الثلثان. والله تعالى أعلم.
(1)
إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، عفان: هو ابن مسلم الصفار، وزر: هو ابن حبيش.
وقد سلف برقم (3820).
4330 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: أَخَذْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَبْعِينَ سُورَةً، وَلَا يُنَازِعُنِي فِيهَا أَحَدٌ (1).
4331 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ ابْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ (2)، قَالَ: تَكَلَّمَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ كَلِمَةً فِيهَا مَوْجِدَةٌ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ تُقِرَّنِي نَفْسِي أَنْ أَخْبَرْتُ بِهَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَلَوَدِدْتُ أَنِّي افْتَدَيْتُ مِنْهَا بِكُلِّ أَهْلٍ وَمَالٍ (3)، فَقَالَ:" قَدْ آذَوْا (4) مُوسَى، عليه الصلاة والسلام، أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَصَبَرَ ". ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّ نَبِيًّا كَذَّبَهُ قَوْمُهُ، وَشَجُّوهُ حِينَ جَاءَهُمْ بِأَمْرِ اللهِ، فَقَالَ وَهُوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (5).
(1) إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار.
وهو مكرر (3599)، وسيكرر بهذا الإسناد مطولاً برقم (4412).
وسلف بإسناد صحيح برقم (3906) دون قوله: لا يُنازعني فيها أحد.
وقوله: "لا ينازعني"، أي: لا يخالفني، والمنازعة: المجاذبة في الأعيان والمعاني.
(2)
في (س) و (ص): أنَّ ابن مسعود.
(3)
في) ظ 1): بأهلي ومالي. وأثبتت في هوامش بقية النسخ.
(4)
في (ق): أوذي.
(5)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم. عفّان: هو ابن مسلم =
4332 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ ابْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَسَأُنَازَعُ رِجَالًا، فَأُغْلَبُ عَلَيْهِمْ، فَلَأَقُولَنَّ: رَبِّ (1) أُصَيْحَابِي (2)، أُصَيْحَابِي، فَلَيُقَالَنَّ لِي: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ "(3).
= الصفار، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
والشطر الأول منه إلى قوله: فصبر: سلف برقم (3608).
والشطر الثاني سلف برقم (3611) و (4203) من طريق الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، وبرقم (4057) من طريق عاصم، عن أبي وائل، به، بنحوه.
قوله: موجدة، أي: أثر غضب.
فلم تُقِرَّني: من القرار.
أن أخبرت، أي: إلى أن أخبرت.
منها، أي: من ذكر تلك الكلمة، لأنها صارت سبباً لما وجده صلى الله عليه وسلم من التعب، أو من أن أقولها. قاله السندي.
(1)
في (ق) و) ظ 1): أي رب.
(2)
في هامش (س) و (ظ 1): أصحابي.
(3)
صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. عفّان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10409) من طريق حماد، به.
وتقدم من طريق عاصم برقم (3812)، ومن طريق الأعمش برقم (3639).
4333 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: رُبَّمَا حَدَّثَنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَكْبُو، وَيَتَغَيَّرُ (1) لَوْنُهُ، وَهُوَ يَقُولُ: هَكَذَا (2)، أَوْ قَرِيبًا مِنْ هَذَا (3).
4334 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا أَنْزَلَ
(1) في (س) و (ظ 1): أو يتغير.
(2)
في هامش (س) و (ظ 1): هذا.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفّار، وأبو عوانة: هو وضّاح بن عبد الله اليشكري، وفراس: هو ابن يحيى الهمداني، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي، ومسروق: هو ابن الأجدع.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8623) من طريق أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8622)، والخطيب في "الكفاية" ص 310، من طريق إسرائيل، عن أبي حصين، عن الشعبي، به.
وأخرجه الدارمي 1/ 84 - 85، والطبراني في "الكبير (8619) و (8621) من طريقين عن الشعبي، عن علقمة، عن عبد الله.
وأخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(733) من طريق الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8626) من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود.
وسلف برقم (3670) و (4015) و (4321).
اللهُ عز وجل مِنْ دَاءٍ إِلَّا أَنْزَلَ مَعَهُ شِفَاءً - وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً - عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ " (1).
4335 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَنْبَأَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفْحِ جَبَلٍ، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، وَهُمْ نِيَامٌ، قَالَ: إِذْ مَرَّتْ بِهِ حَيَّةٌ، فَاسْتَيْقَظْنَا، وَهُوَ يَقُولُ:" مَنَعَهَا مِنْكُمُ الَّذِي مَنَعَكُمْ مِنْهَا "، وَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ:{وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا، فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا} ، فَأَخَذْتُهَا وَهِيَ رَطْبَةٌ بِفِيهِ، أَوْ فُوهُ رَطْبٌ بِهَا (2).
4336 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ حَصِيرَةَ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ، قَالَ: فَوَلَّى عَنْهُ النَّاسُ، وَثَبَتَ مَعَهُ ثَمَانُونَ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ
(1) صحيح لغيره، وهمام: وهو ابن يحيى العوذي -وإن سمع من عطاء بن السائب بعد اختلاطه- متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفّار، أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن حبيب السلمي، وسماعه من ابن مسعود صحيح، والمسألة مبسوطة في كتب الرجال.
وقد تقدم برقم (3578)، وذكرنا هناك شواهده.
(2)
صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن مسلم، وزر: هو ابن حبيش.
وقد سلف برقم (3574).
وَالْأَنْصَارِ، فَنَكَصْنَا (1) عَلَى أَقْدَامِنَا نَحْوًا مِنْ ثَمَانِينَ قَدَمًا، وَلَمْ نُوَلِّهِمُ الدُّبُرَ، وَهُمُ الَّذِينَ أَنْزَلَ اللهُ عز وجل عَلَيْهِمُ السَّكِينَةَ، قَالَ: وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَغْلَتِهِ يَمْضِي قُدُمًا، فَحَادَتْ بِهِ بَغْلَتُهُ، فَمَالَ عَنِ السَّرْجِ، فَقُلْتُ لَهُ: ارْتَفِعْ رَفَعَكَ اللهُ، فَقَالَ:" نَاوِلْنِي كَفًّا مِنْ تُرَابٍ "، فَضَرَبَ بِهِ وُجُوهَهُمْ، فَامْتَلَأَتْ أَعْيُنُهُمْ تُرَابًا، ثُمَّ قَالَ:" أَيْنَ الْمُهَاجِرُونَ (2) وَالْأَنْصَارُ؟ "، قُلْتُ: هُمْ أُولَاءِ، قَالَ:" اهْتِفْ بِهِمْ "، فَهَتَفْتُ بِهِمْ، فَجَاؤُوا وَسُيُوفُهُمْ بِأَيْمَانِهِمْ كَأَنَّهَا الشُّهُبُ، وَوَلَّى الْمُشْرِكُونَ أَدْبَارَهُمْ (3).
(1) في هامش (س): فركضنا. (خ).
(2)
في هامش (س): المهاجرين، وعليها لفظ:"صح"، قال السندي: الظاهر: المهاجرون، بالرفع، فكأن النصب بتقدير: أين تراهم.
(3)
إسناده ضعيف. عبد الرحمن والد القاسم -وهو ابن عبد الله بن مسعود- يترجح عدم سماعه هذا الخبر من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير الحارث بن حصيرة، فمن رجال النسائي، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، وهو مختلف فيه، فوثقه ابن معين والنسائي والعجلي وابن نمير، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو داود: شيعي صدوق، وقال ابن عدي: على ضعفه يكتب حديثه، وقال أبو حاتم: لولا أن الثوري روى عنه لترك حديثه. عفان: هو ابن مسلم الصفار.
وأخرجه البزار (1829)"زوائد"، والطبراني في "الكبير"(10351)، والحاكم 2/ 117، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 142، من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، فتعقبه الذهبي بقوله: الحارث وعبد الواحد (تحرف فيه إلى عبد الله) ذوا مناكير، وهذا منها، ثم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فيه إرسال. قلنا: عبد الواحد بن زياد ذو مناكير في روايته عن الأعمش، كما ذكر الذهبي في "الميزان" 2/ 672، وهذا ليس منها.
وأورده ابن كثير في "البداية والنهاية" 4/ 332، وقال: تفرد به أحمد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/ 180، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح غير الحارث بن حصيرة، وهو ثقة.
وفي الباب نحوه عن العباس بن عبد المطلب، تقدم برقم (1775) و (1776)، وهوعند مسلم (1775)(76).
وعن أبي عبد الرحمن الفهري، سيرد 5/ 286.
وعن يزيد بن عامر عند البخاري في " تاريخه" 8/ 316، والطبري في "تفسيره "(16585).
وعن البراء بن عازب مختصراً عند البخاري (4317)، ومسلم (1776).
وانظر "فتح الباري" 8/ 29 - 30.
قوله: فنكصنا: قال السندي: أي: تأخرنا ورجعنا، ولا يستعمل إلا في الرجوع عن الخير، كما في "القاموس".
قَدَماً، بفتحتين: بمعنى الرِّجْل.
قُدُماً، بضمتين: بمعنى أمام، أي: يتقدم إلى العدو.
فحادت به: أي مَيَّلَتْه.
ناولني كفاً: لا ينافيه ما جاء أنه صلى الله عليه وسلم تناول حصيات من الأرض، ثم قال: شاهت الوجوه، أي: قبحت، ورمى بها في وجوه المشركين، فما خلق الله منهم إنساناً إلا ملأ عينيه من تلك القبضة. وفي رواية لمسلم: قبضة من تراب من الأرض، فقيل في التوفيق: إنه يحتمل أنه رمى بذا مرة، وبالأخرى أخرى، ويُحتمل أن يكون أخذ قبضة واحدة مخلوطة من حصى وتراب، وذلك لأنه ليس فيه في تناوله بلا واسطة، فيمكن أنه ناوله ابن مسعود، فتناول بواسطته، والله تعالى أعلم.
فهتفت بهم: المشهور أن العباس هتف بهم، فيحتمل أن ابن مسعود اجتمع =
4337 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ حَسَنٌ: عَنْ عَطَاءٍ، وَقَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ حَسَنٌ: إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ حَدَّثَهُمْ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَكُونُ قَوْمٌ فِي النَّارِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكُونُوا، ثُمَّ يَرْحَمُهُمُ اللهُ، فَيُخْرِجُهُمْ مِنْهَا، فَيَكُونُونَ فِي أَدْنَى الْجَنَّةِ فَيَغْتَسِلُونَ فِي نَهَرٍ يُقَالُ لَهُ: الْحَيَوَانُ، يُسَمِّيهِمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ: الْجَهَنَّمِيُّونَ، لَوْ ضَافَ أَحَدُهُمْ أَهْلَ الدُّنْيَا لَفَرَشَهُمْ، وَأَطْعَمَهُمْ، وَسَقَاهُمْ، وَلَحَفَهُمْ، وَلَا أَظُنُّهُ إِلَّا قَالَ: وَلَزَوَّجَهُمْ، قَالَ حَسَنٌ: لَا يَنْقُصُهُ ذَلِكَ شَيْئًا "(1).
= معه في الصوت ليكون أرفع.
(1)
إسناده حسن، حماد بن سلمة سمع من عطاء بن السائب قبل الاختلاط، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وعمرو بن ميمون: هو الأودي.
وأخرجه البيهقي في "البعث" من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (5338) من طريق حسن بن موسى، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(834)، وابن حبان (7433)، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(448) من طريق هدبة بن خالد، وأبو يعلى (4979)، ومن طريقه ابن حبان (7428) من طريق أبي نصر التمار عبد الملك بن عبد العزيز القشيري، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 320 من طريق علي بن جرير الخراساني، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 383، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح غير عطاء بن السائب، وهو ثقة، ولكنه اختلط. =
4338 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ جَهَنَّمَ "(1).
4339 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ بِالْمَوْسِمِ، فَرَاثَتْ عَلَيَّ أُمَّتِي، قَالَ: فَأَرَيْتُهُمْ، فَأَعْجَبَتْنِي كَثْرَتُهُمْ وَهَيْئَتُهُمْ، قَدْ مَلَئُوا السَّهْلَ وَالْجَبَلَ؛ قَالَ حَسَنٌ: فَقَالَ: أَرَضِيتَ يَا مُحَمَّدُ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّ لَكَ مَعَ هَؤُلَاءِ؛ قَالَ عَفَّانُ وَحَسَنٌ: فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ مَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ
= وللحديث أصل في الصحيح من حديث أنس عند البخاري (6559)، سيرد 3/ 133 و 134 و 147 و 208 و 269.
ومن حديث جابر عند البخاري (6558)، ومسلم (191).
وانظر (3595) و (4391).
قوله: الجهنميون: قال السندي: مرفوع على الحكاية، أي: يقولون لهم: الجهنميون، وإلا لكان الوجه النصب.
لو ضاف أحدَهم: أي أحد أولئك الذين هم أدنى أهل الجنة.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم: وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري.
وتقدم برقم (3814).
بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَهُمُ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَلَا يَكْتَوُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ "، فَقَامَ عُكَّاشَةُ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَدَعَا لَهُ، ثُمَّ قَامَ آخَرُ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: " سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ " (1).
4340 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ، وَهُوَ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَإِذَا ابْنُ مَسْعُودٍ يُصَلِّي، وَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ النِّسَاءَ، فَانْتَهَى إِلَى رَأْسِ الْمِئَةِ، فَجَعَلَ ابْنُ مَسْعُودٍ يَدْعُو، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" اسْأَلْ (2) تُعْطَهْ، اسْأَلْ تُعْطَهْ "، ثُمَّ قَالَ:" مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ بِقِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ "، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، لِيُبَشِّرَهُ، وَقَالَ لَهُ: مَا سَأَلْتَ اللهَ الْبَارِحَةَ؟ قَالَ: قُلْتُ (3): اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا لَا يَرْتَدُّ، وَنَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَمُرَافَقَةَ مُحَمَّدٍ فِي أَعْلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ. ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ رَضِيَ
(1) إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار.
وأخرجه أبو يعلى (5340) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وسلف من طريق حماد عن عاصم برقم (3819)، وانظر (3806).
(2)
في هامش (س): سل (خ).
(3)
في هامش (س): قلت له.
اللهُ عَنْهُ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ قَدْ سَبَقَكَ، قَالَ: يَرْحَمُ اللهُ أَبَا بَكْرٍ، مَا سَبَقْتُهُ إِلَى خَيْرٍ قَطُّ، إِلَّا سَبَقَنِي إِلَيْهِ (1).
4341 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَتَاهُ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما
…
فَذَكَرَ نَحْوَهُ (2).
4342 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:" إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا، وَشِرَارُ النَّاسِ الَّذِينَ تُدْرِكُهُمُ السَّاعَةُ أَحْيَاءً (3)، وَالَّذِينَ يَتَّخِذُونَ قُبُورَهُمْ مَسَاجِدَ "(4).
(1) صحيح بشواهده، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وحماد: هو ابن سلمة.
وقوله: "اللهم إني أسألك .. ".
أخرجه ابن حبان (1970) من طريق موسى بن إسماعيل، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/ 538 من طريق الحجاج بن منهال، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وتقدم من طريق عاصم برقم (4255)، وذكرنا هناك شواهده.
وتقدم مختصراً برقم (3662).
(2)
هو مكرر (4255) سنداً ومتناً.
(3)
في (ظ 1): وهم أحياء.
(4)
قوله: "إن من البيان سحراً" صحيح لغيره، وباقي الحديث حسن لغيره، =
4343 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَعَنَ اللهُ (1) الْمُتَوَشِّمَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ، وَالْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ: إِنِّي لَأَظُنُّهُ فِي أَهْلِكَ! فَقَالَ لَهَا: اذْهَبِي فَانْظُرِي، فَذَهَبَتْ فَنَظَرَتْ، فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ فِيهِمْ شَيْئًا، وَمَا رَأَيْتُهُ فِي الْمُصْحَفِ! قَالَ: بَلَى، قَالَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).
= وهذا إسناد ضعيف لضعف قيس، وهو ابن الربيع الأسدي، وبقية رجاله ثقات، عفان: هو ابن مسلم، وإبراهيم: هو النخعي.
وأخرجه -دون قوله: "إنَّ من البيان سحراً"- البزار (3421)"زوائد" من طريق أبي داود، عن قيس، بهذا الإسناد. وقال: لا نعلم رواه عن الأعمش، بهذا الإسناد إلا قيس.
وتقدم دون قوله: "إنَّ من البيان سحراً" برقم (3844).
وقوله: "إن من البيان سحراً" له شاهد من حديث ابن عمر عند البخاري (5767)، سيرد (4651).
وآخر من حديث عمار عند مسلم (869)(47)، سيرد 4/ 263.
وثالث من حديث ابن عباس تقدم بالأرقام (2424) و (2761) و (2815) و (2861) و (3026) و (3069).
ورابع من حديث معن بن يزيد السلمي، سيرد 3/ 470.
قوله: الذين يتخذون قبورهم: قال السندي: الإضافة لأدنى ملابسة، أي: قبوراً تتعلق بهم كقبور أهليهم ونحو ذلك، وإلا لا يستقيم.
(1)
لفظ: "الله" لم يرد في (ص) و (س) و (ظ 1).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، =
(•) 4344 - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ (1)، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
…
نَحْوَهُ (2).
4345 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زُبَيْدٍ، وَمَنْصُورٍ، وَسُلَيْمَانَ، أَخْبَرُونِي أَنَّهُمْ سَمِعُوا أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ
= وإبراهيم: هو النخعي.
وأخرجه مسلم (2125)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 188، والشاشي (320)، والطبراني في "الكبير"(9467)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 358 من طريق جرير بن حازم، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 146 - 147 من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: قال عبد الله. وهذا إسناد ظاهره الانقطاع، وهو في حكم المتصل، كما ذكرنا غير مرة.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 188 من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي عبيدة، عن عبد الله. وهذا إسناد منقطع، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه.
وانظر (3945).
(1)
تحرف في النسخ المطبوعة من المسند إلى: "سنان"، والتصويب من النسخ الخطية.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. شيبان: هو ابن فَرُّوخ الحبطي. وإبراهيم: هو النخعي، وعلقمة بن قيس النخعي.
وهذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد.
وهو مكرر ما قبله.
عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ "، قَالَ زُبَيْدٌ: قُلْتُ لِأَبِي وَائِلٍ مَرَّتَيْنِ: أَأَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ (1).
4346 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُوعَكُ، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَيْهِ، وَقُلْتُ: إِنَّكَ تُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا؟ قَالَ: " إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ "، قَالَ: قُلْتُ: ذَاكَ بِأَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ؟ قَالَ: " أَجَلْ، مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُصِيبُهُ مَرَضٌ فَمَا سِوَاهُ إِلَّا حَطَّ اللهُ بِهِ خَطَايَاهُ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ (2) وَرَقَهَا "(3).
4347 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعَلْقَمَةُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ بِالْهَاجِرَةِ، فَلَمَّا مَالَتِ الشَّمْسُ، أَقَامَ الصَّلَاةَ، وَقُمْنَا خَلْفَهُ، فَأَخَذَ بِيَدِي وَبِيَدِ
(1) هو مكرر (3903) سنداً ومتناً.
(2)
في (ظ 1): الشجر.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(9772) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3618).
صَاحِبِي، فَجَعَلَنَا عَنْ نَاحِيَتَيْهِ، وَقَامَ بَيْنَنَا، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَصْنَعُ إِذَا كَانُوا ثَلَاثَةً، ثُمَّ صَلَّى بِنَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: إِنَّهَا سَتَكُونُ أَئِمَّةٌ يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ مَوَاقِيتِهَا، فَلَا تَنْتَظِرُوهُمْ بِهَا، وَاجْعَلُوا الصَّلَاةَ مَعَهُمْ سُبْحَةً (1).
4348 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ فَأَيُّكُمْ مَا شَكَّ فِي صَلَاتِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحْرَى ذَلِكَ الصَّوَابَ، فَلْيُتِمَّ عَلَيْهِ، وَيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ "(2).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق صرح بالتحديث في الرواية الآتية برقم (4386)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، وعبد الرحمن بن الأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/ 98 من طريق يعلى بن عبيد، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وقوله: فجعلنا من ناحيتيه، وقام بيننا، تقدم بإسناد صحيح برقم (3927).
وقوله: "إنها ستكون أئمة يؤخرون الصلاة" تقدم مرفوعاً برقم (3601).
وسلف مختصراً برقم (4030).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عُبيد: هو ابن أبي أمية الطَّنَافسي، ومِسعر: هو ابن كِدام، ومنصور: هو ابن المُعتمر، وإبراهيم: هو النَّخَعي، وعلقمة: هو ابنُ قيس النَّخَعي.
وأخرجه أبو عوانة 2/ 200، والشاشي (304)، والدارقطني 1/ 376، والبيهقي في "السنن" 2/ 330 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. =
4349 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: دَخَلَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ عَلَى عَبْدِ اللهِ وَهُوَ يَتَغَدَّى، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، ادْنُ إِلَى الْغَدَاءِ، فَقَالَ: أَوَ لَيْسَ الْيَوْمَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ؟! قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: إِنَّمَا هُوَ يَوْمٌ كَانَ يَصُومُهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ رَمَضَانَ، فَلَمَّا نَزَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ تُرِكَ (1).
4350 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: إِنِّي لَأَعْلَمُ النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ يَقْرَؤُهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثِنْتَيْنِ فِي رَكْعَةٍ (2).
= وأخرجه مسلم (572)(90)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 28، وابن ماجه (1212)، وأبو يعلى (5002)، وأبو عوانة 2/ 200، وابن حبان (2657) و (2660)، والطبراني في "الكبير"(9831)، والدارقطني 1/ 376، والخطيب في "تاريخه" 11/ 57، من طرق، عن مسعر، به.
وقد سلف برقم (3566)، وانظر أيضاً (3570) و (3602) و (3975) و (4174).
قوله: فلينظر أحرى ذلك الصوابَ: قال السندي: الظاهر أن "الصواب" بدل من: "أحرى" لبيان أن الأحرى هو الصوابُ المتيقن، ويمكن أن يكون منصوباً بنزع الخافض، أي: أشبه ذلك بالصواب وقربه إليه، أو على أنه مفعول ثانٍ للنظر، على أنه بمعنى العلم، أي: فليعلم الأحرى أنه الصواب. والله تعالى أعلم.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (4024)، محمد بن عبيد: هو الطنافسي.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي.
وقد سلف مطولاً برقم (3607)، وتقدم ذكر السور التي كان يقرن بينها النبي =
4351 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَلَيُخْتَلَجَنَّ رِجَالٌ دُونِي، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أَصْحَابِي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ "(1).
4352 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: " سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ "(2).
= صلى الله عليه وسلم هناك.
(1)
صحيح، وهذا إسناد قوي، عبد الله بن الوليد -وهو ابن ميمون العدني- من رجال أبي داود والنسائي، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، ووثقه العقيلي والدارقطني، وصحح أحمد حديثه عن سفيان، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث، وقال البخاري: مقارب، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به!، ونقل الساجي أن ابن معين ضعفه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وقد سلف برقم (3639).
(2)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه.
وقد سلف برقم (3683).
4353 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْجِنِّ خَطَّ حَوْلَهُ، فَكَانَ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ مِثْلُ سَوَادِ النَّخْلِ، وَقَالَ لِي:" لَا تَبْرَحْ مَكَانَكَ "، فَأَقْرَأَهُمْ كِتَابَ اللهِ عز وجل، فَلَمَّا رَأَى الزُّطَّ، قَالَ:" كَأَنَّهُمْ هَؤُلَاءِ "، وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَمَعَكَ مَاءٌ؟ ". قُلْتُ: لَا، قَالَ:" أَمَعَكَ نَبِيذٌ؟ ": قُلْتُ: نَعَمْ، فَتَوَضَّأَ بِهِ (1).
4354 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ - قَالَ: مُحَمَّدٌ، يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ -، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا
(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد، وهو ابن جدعان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم. وأبو رافع: هو نفيع الصائغ.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 1/ 77، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(588) من طريق أبي سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 95، والدارقطني في "السنن" 1/ 77، والبيهقي في "السنن" من طريقين، عن حماد بن سلمة، به.
قال الدارقطني: علي بن زيد ضعيف، وأبو رافع لم يثبت سماعه من ابن مسعود، وليس هذا الحديث في مصنفات حماد بن سلمة، وقد رواه أيضاً عبد العزيز بن أبي رزمة، وليس هو بقوي.
خَلِيلًا مِنْ أُمَّتِي (1)، لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا " (2).
4355 -
حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، عَنْ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللهَ غَدًا مُسْلِمًا، فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ، فَإِنَّ اللهَ عز وجل شَرَعَ سُنَنَ الْهُدَى لِنَبِيِّهِ (3)، وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى، وَإِنِّي لَا أَحْسِبُ مِنْكُمْ أَحَدًا إِلَّا لَهُ مَسْجِدٌ يُصَلِّي فِيهِ فِي بَيْتِهِ، فَلَوْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ، وَتَرَكْتُمْ مَسَاجِدَكُمْ، لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم، وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ (4).
(1) قوله: "من أمتي" ليس في (ق) و (ظ 1).
(2)
هو مكرر (4161) سنداً ومتناً، بزيادة شيخٍ آخر للإمام أحمد هنا هو أبو سعيد، وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم.
وسلف من طريق شعبة أيضاً برقم (3909). وانظر (3580).
(3)
في هامش النسخ: لنبيكم.
(4)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود- فمن رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري تعليقاً، وهو ثقة، وقد اختلط، لكن سماع أبي قطن -وهو عمرو بن الهيثم البصري- منه قبل اختلاطه.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (313)، وابن أبي شيبة 2/ 359، وأبو داود (550)، وابن خزيمة (1483) من طريق وكيع، والنسائي في "المجتبى" 2/ 108، وفي "الكبرى"(922) من طريق عبد الله بن المبارك، والطبراني في "الكبير" =
4356 -
حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: " سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ "(1).
4357 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي غَارٍ، وَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ:{وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} ، قَالَ: فَنَحْنُ نَأْخُذُهَا مِنْ فِيهِ رَطْبَةً إِذْ خَرَجَتْ عَلَيْنَا حَيَّةٌ، فَقَالَ:" اقْتُلُوهَا "، قَالَ: فَابْتَدَرْنَاهَا لِنَقْتُلَهَا فَسَبَقَتْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" وَقَاهَا اللهُ شَرَّكُمْ، كَمَا وَقَاكُمْ شَرَّهَا "(2).
= (8604) من طريق عاصم بن علي، أربعتهم عن المسعودي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8606) من طريق علي بن خالد، عن المسعودي، عن الحكم، عن أبي الأحوص، به.
وقد سلف مطولًا برقم (3936)، وانظر (3623).
(1)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه. أبو قطن: هو عمرو بن الهيثم البصري، وسماعه من المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- قبل اختلاطه.
وقد سلف برقم (3683).
(2)
هو مكرر (4069) سنداً ومتناً.
4358 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَهَا فِي الصَّلَاةِ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ بَعْدَ الْكَلَامِ (1).
4359 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: رَمَى عَبْدُ اللهِ جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ نَاسًا يَرْمُونَهَا مِنْ فَوْقِهَا، فَقَالَ: هَذَا وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ مَقَامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ (2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 32، ومسلم (572)(95)، والترمذي (393)، وابن خزيمة (1059)، وأبو عوانة 2/ 302، والبيهقي فى "السنن" 2/ 15 و 342، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وسلف من طريق الأعمش برقم (4032)، وانظر (3566).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وإبراهيم: هو النخعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي خال إبراهيم.
وأخرجه مسلم (1296)(305)، وأبو يعلى (5195) من طريقين عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3548) و (3874)، وسيأتي برقم (4370).
4360 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ، وَنَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى، حَتَّى ذَهَبَتْ فِرْقَةٌ مِنْهُ، خَلْفَ الْجَبَلِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اشْهَدُوا "(1).
4361 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الْخُدُودَ، أَوْ شَقَّ الْجُيُوبَ، أَوْ دَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ (2) "(3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معمر: هو عبد الله بن سخبرة الأزدي الكوفي.
وأخرجه مسلم (2800)(44)، وأبو يعلى (5196)، والطبري في "التفسير" 27/ 85، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/ 302، وابن حبان (6495) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (4270)، وانظر (3583).
(2)
في) ظ 1): بدعوى أهل الجاهلية.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 289، ومسلم (103)(165)، وأبو يعلى (5201) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد، وعند ابن أبي شيبة وأبي يعلى:"ودعا" بغير ألف قبل الواو.
وقد سلف برقم (3658).
قال السندي: قوله: "من لطم الخدود" جَمَعَ الخدود كما جمع الجيوب لإرادة معنى الجمع في "مَنْ"، أو لأن المرادَ الجنس، كما هو المشهور في الجمع المعرف =
4362 -
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ أَبِي نَهْشَلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَضَلَ النَّاسَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه (1) بِأَرْبَعٍ: بِذِكْرِ الْأَسْرَى يَوْمَ بَدْرٍ، أَمَرَ بِقَتْلِهِمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 68].
وَبِذِكْرِهِ الْحِجَابَ، أَمَرَ نِسَاءَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَحْتَجِبْنَ، فَقَالَتْ لَهُ زَيْنَبُ: وَإِنَّكَ عَلَيْنَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، وَالْوَحْيُ يَنْزِلُ عَلَيْنَا فِي بُيُوتِنَا؟! فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الأحزاب: 53].
وَبِدَعْوَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَهُ: " اللهُمَّ أَيِّدِ الْإِسْلَامَ بِعُمَرَ".
وَبِرَأْيِهِ فِي أَبِي بَكْرٍ، كَانَ أَوَّلَ النَّاسِ بَايَعَهُ (2).
= باللام، مثل:{لا يحل لك النساء} والله تعالى أعلم.
(1)
قوله: "رضي الله عنه لما لم يرد في (س) و (ظ 1) وطبعة الشيخ أحمد شاكر.
(2)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، هاشم بن القاسم سمع من المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود- بعد اختلاطه، وأبو نهشل مجهول، فيما ذكر الحسيني في "الإكمال"، وقال الذهبي: لا يعرف، وذكره ابن حبان في "الثقات"!. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه البزار (2505)"زوائد"، والشاشي (555) من طريق هاشم بن القاسم، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= بهذا الإِسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (250)، والدولابي في "الكنى" 2/ 142، والشاشي (554) من طريق زيد بن الحباب، والطبراني في "الكبير"(8828) من طريق معاوية بن عمرو، ثلاثتهم عن المسعودي، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/ 67، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني، وفيه أبو نهشل، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
والقسم الأول من الحديث أخرجه الطبري في "التفسير"(16306) من طريق همام بن يحيى، عن عطاء بن السائب، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، قال: أمر عمر رحمه الله بقتل الأسارى، فأنزل الله:{لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم} . وهمام بن يحيى سمع من عطاء بن السائب بعد اختلاطه.
وله شاهد مطول من حديث ابن عباس عند مسلم (1763)، وسلف برقم (208) و (221).
وسلف بنحوه مطولًا من حديث ابن مسعود برقم (3632).
والقسم الثاني وهو ذكر الحجاب له شاهد من حديث عمر عند البخاري (402) و (4483) و (4790) تقدم برقم (157) و (160) و (250).
والقسم الثالث وهو دعوة النبي صلى الله عليه وسلم له، له شاهد من حديث ابن عمر عند الترمذي (3681) بلفظ:"اللهم أعزَّ الإسلام بأحبِّ هذين الرجلين إليك، بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب"، فكان أحبهما إليه عمر، وصححه ابن حبان (6881)، وسيرد 2/ 95.
وآخر من حديث ابن عباس عند الترمذي (3683)، وأحمد في "فضائل الصحابة"(311). وفي إسناده النضر بن عبد الرحمن أبو عمر، قال الترمذي: وهو يروي مناكير من قبل حفظه.
وثالث من حديث عائشة عند ابن حبان (6882)، وإسناده ضعيف، وقد ورد عند الحاكم 3/ 83، وصححه ووافقه الذهبي. =
4363 -
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ - يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ -، عَنْ عَامِرِ بْنِ السِّمْطِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " سَيَكُونُ أُمَرَاءُ بَعْدِي، يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ، وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يُؤْمَرُونَ "(1).
= ورابع مرسل من حديث الحسن عند أحمد في "فضائل الصحابة"(338) بلفظ: "اللهم أعز الإسلام بعمربن الخطاب".
وخامس مرسل أيضاً من حديث محمد بن سيرين عند أحمد في "فضائل الصحابة"(339).
والقسم الرابع في كون عمر أول من بايع أبا بكر رضي الله عنهما يشهد له حديث السقيفة الطويل عند البخاري (6830)، وسلف برقم (391).
وقول زينب: وإنك علينا، أي: رقيب علينا. قاله السندي.
(1)
إسناده قوي، عامر بن السمط روى له النسائي في مسند علي، وهو ثقة، وثقه يحيى بن سعيد القطان والنسائي، وقال ابن معين: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ومعاوية بن إسحاق -وهو ابن أبي طلحة بن عبيد الله القرشي التميمي- وثقه أحمد والنسائي وابن سعد والعجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم ويعقوب بن سفيان: لا بأس به، له في البخاري حديث واحد متابعة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عطاء بن يسار، قال ابن سعد والبخاري فيما نقله المزي: سمع من ابن مسعود، وقد ورد التصريح بسماعه منه عند ابن حبان (177) من رواية معاذ بن معاذ، وجاء في نهايته ما نصه: قال عطاء: فحين سمعت الحديث منه (يعني من ابن مسعود) انطلقت به إلى عبد الله بن عمر
…
وقول أبي حاتم في "المراسيل" ص 129: إن عطاء لم يسمع من عبد الله بن مسعود مدفوع بما ذَكَرْنا.
وأخرجه مطولاً ابن حبان (177) من طريق معاذ بن معاذ، عن عاصم بن محمد، بهذا الإسناد. =
4364 -
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّزَّالَ بْنَ سَبْرَةَ الْهِلَالِيَّ يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا قَرَأَ آيَةً، قَدْ سَمِعْتُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خِلَافَهَا، فَأَخَذْتُهُ، فَجِئْتُ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْكَرَاهِيَةَ، قَالَ:" كِلَاكُمَا مُحْسِنٌ لَا تَخْتَلِفُوا " أَكْبَرُ عِلْمِي، وَقَالَ مِسْعَرٌ قَدْ ذَكَرَ فِيهِ:" لَا تَخْتَلِفُوا، إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ اخْتَلَفُوا فَأَهْلَكَهُمْ "(1).
4365 -
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ طَلْحَةَ -، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَبَسَ الْمُشْرِكُونَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ حَتَّى اصْفَرَّتِ الشَّمْسُ، أَوِ احْمَرَّتْ، فَقَالَ: " شَغَلُونَا عَنِ
= وسيأتي بنحوه بإسناد صحيح برقم (4379).
وفي الباب عن أبي هريرة مطولاً عند أبي يعلى (5902)، وابن حبان (6658) و (6659) و (6660)، بلفظ:
…
وسيكون من بعدهم خلفاء يعملون بما لا يعلمون، ويفعلون ما لا يؤمرون.
وعن أم سلمة عند مسلم (1854)، سيرد 6/ 295 و 302 و 305 و 321، بلفظ:"سيكون أمراء تعرفون وتنكرون".
وعن أبي سعيد الخدري مطولاً عند الطبراني في "الأوسط" فيما ذكره الهيثمي في "المجمع" 5/ 236 - 237، وقال: وفيه محمد بن علي المروزي، وهو ضعيف.
(1)
إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير النزال بن سَبْرَةَ الهلالي فمن رجال البخاري. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وعبد الملك بن ميسرة: هو الهلالي. =
الصَّلَاةِ الْوُسْطَى (1)، مَلَأَ اللهُ أَجْوَافَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا "، أَوْ: " حَشَا اللهُ أَجْوَافَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا " (2).
4366 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: لَمَّا قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَنَائِمَ حُنَيْنٍ بِالْجِعِرَّانَةِ، ازْدَحَمُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِ اللهِ بَعَثَهُ اللهُ إِلَى قَوْمِهِ فَضَرَبُوهُ وَشَجُّوهُ، قَالَ: فَجَعَلَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ جَبْهَتِهِ، وَيَقُولُ: رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِي إِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ". قَالَ عَبْدُ اللهِ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ جَبْهَتِهِ، يَحْكِي الرَّجُلَ، وَيَقُولُ:" رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِي إِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ "(3).
= وقد تقدم برقم (3724).
(1)
في (ق) و (ظ 1): عن الصلاة الوسطى صلاة العصر.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن طلحة -وهو ابن مصرف اليامي- تنحط رتبته عن درجة الصحيح، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، زبيد: هو ابن الحارث اليامي، ومرة: هو ابن شراحيل الهَمْدَاني المعروف بالطيب.
وأخرجه الترمذي (181) و (2985) من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وقد سلف برقم (3716).
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد بن مسلم أبو محمد =
4367 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ -يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ، فَوَجَدُوا فِي شَمْلَتِهِ دِينَارَيْنِ، فَذَكَرُوا ذَاكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" كَيَّتَانِ "(1).
4368 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: جَاءَ حَبْرٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَوْ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللهَ عز وجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُ السَّمَاوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْجِبَالَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ عَلَى
= المؤدب البغدادي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وقد تقدم برقم (4057).
(1)
إسناده حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد بن مسلم المؤدب، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه الطيالسي (357)، والبزار (3652)"زوائد"، وأبو يعلى (5037) و (5115)، وابن حبان (3263)، والبيهقي في "الشعب"(6962) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 240، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، وفيه عاصم بن بهدلة، وقد وثقه غير واحد، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وسلف برقم (3914) من طريق حماد بن سلمة، عن عاصم، به.
إِصْبَعٍ، وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ، وَسَائِرَ الْخَلْقِ عَلَى إِصْبَعٍ، يَهُزُّهُنَّ، فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ. قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، تَصْدِيقًا لِقَوْلِ الْحَبْرِ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (1)
…
} إِلَى آخِرِ الْآيَةَ [الزمر: 67](2).
(1) في (ق) زيادة: "والسماوات مطويات بيمينه".
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعبيدة السلماني: هو ابن عمرو.
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 334 من طريق يونس بن محمد المؤدب، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4811)، والآجري في "الشريعة" ص 318 من طريقين عن شيبان، به.
وأخرجه البخاري (7513)، ومسلم (2786)(20) و (22)، والنسائي في "الكبرى"(11450) -وهو عنده في "التفسير"(470) -، وابن أبي عاصم في "السنة"(541)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 78، وابن حبان (7326)، والآجري في "الشريعة" ص 318، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(706)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 334 من طريق جرير بن عبد الحميد، ومسلم (2786)(19)، والترمذي (3239)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 77 من طريق فضيل بن عياض، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 335 من طريق عمار بن محمد، ثلاثتهم عن منصور، به. زاد فضيل بن عياض وجرير بن عبد الحميد بعد قوله: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم زادا: تعجباً مما قال الحبر: تصديقاً له. وتقدم الحديث عن هذه الزيادة في الرواية (4087).
وقد سلف برقم (3590).
4369 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ
…
فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ، وَمَعْنَاهُ، وَقَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَا نَاجِذُهُ، تَصْدِيقًا لِقَوْلِهِ (1).
4370 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: رَمَى عَبْدُ اللهِ الْجَمْرَةَ (2) فِي بَطْنِ الْوَادِي، قُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ لَا يَرْمُونَ مِنْ هَاهُنَا؟ قَالَ: هَذَا وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ مَقَامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ (3).
4371 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَمْشِي (4)، إِذْ مَرَّ بِصِبْيَانٍ يَلْعَبُونَ، فِيهِمُ ابْنُ صَيَّادٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أسود: هو ابن عامر، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وقد سلف برقم (3590). وانظر (4087).
(2)
في هامش (س): من (نسخة).
(3)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وفي سليمان بن حيان شيخ أحمد كلام خفيف لا يضر. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو النخعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي خال إبراهيم.
والمراد بالجمرة جمرة العقبة.
وقد سلف برقم (3548).
(4)
لفظ: "نمشي" ليس في (س) ولا (ص).
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَرِبَتْ يَدَاكَ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ "، فَقَالَ هُوَ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟! قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: دَعْنِي فَلْأَضْرِبْ عُنُقَهُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنْ يَكُ الَّذِي تَخَافُ، فَلَنْ تَسْتَطِيعَهُ "(1).
4372 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ -، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: أَخَذْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَبْعِينَ سُورَةً لَا يُنَازِعُنِي فِيهَا أَحَدٌ (2).
4373 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لِيَلِيَنِّي مِنْكُمْ أُولُو الْأَحْلَامِ وَالنُّهَى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، وَلَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، وَإِيَّاكُمْ وَهَوْشَاتِ الْأَسْوَاقِ "(3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب، ومعتمر: هو ابن سليمان بن طرخان التيمي.
وقد سلف برقم (3610).
(2)
إسناده حسن من أجل عاصم، وهو ابن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وزر: هو ابن حبيش، وهو مكرر (4330) وسيرد مطولاً برقم (4412).
وقد سلف بإسناد صحيح برقم (3906) دون قوله: لا ينازعني فيها أحد.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= معشر-وهو زياد بن كليب- فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وخالد: هو ابن مهران الحذاء، وإبراهيم: هو النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه أبو يعلى (5324) من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (432)(123)، وأبو داود (675)، والترمذي (228)، والدارمي 1/ 290، وأبو يعلى (5111) و (5325)، وابن خزيمة (1572)، وأبو عوانة 2/ 42، وابن حبان (2180)، والطبراني في "الكبير"(10041)، والبيهقي في "السنن" 3/ 96 - 97، والبغوي (821) من طرق عن يزيد بن زربع، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث ابن مسعود حديث حسن صحيح غريب.
وفي الباب عن أبي مسعود البدري عند مسلم (432)، سيرد 4/ 122.
وعن عامر بن ربيعة عند البزار (505)، أورده الهيثمي في "المجمع" 2/ 94، وقال: فيه عاصم بن عبد الله العمري، والأكثر على تضعيفه، واختلف في الاحتجاج به.
وعن سمرة بن جندب عند البزار (506)، أورده الهيثمي في "المجمع" 2/ 94، وقال: وإسناده ضعيف.
قال الخطابي في "معالم السنن" 1/ 184 - 185: إنما أمر صلى الله عليه وسلم أن يليه ذوو الأحلام والنهى ليعقلوا عنه صلاته، ولكي يخلفوه في الإمامة إن حَدَثَ به حَدَثٌ في صلاته، وليرجع إلى قولهم إن أصابه سهو، أو عَرَضَ في صلاته عارض في نحو ذلك من الأمور.
قال السندي: قوله: ليليني: بكسر لامين وخفة نون بلا ياء قبلها، ويجوز إثبات الياء وتشديد النون على التوكيد، والوَِلْي: القرب، والمراد بالبيان ترتيب القيام في الصفوف.
أولو الأحلام: ذوو العقول الراجحة، واحدها حالم بالكسر، لأن العقل إن رجح يتسبب للحِلْم والأناة والتثبت في الأمور. =
4374 -
حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الَّذِي كَانَ يَكُونُ فِي بَنِي دَالَانَ يَزِيدُ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي عَقْرَبٍ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، فَوَجَدْتُهُ عَلَى إِنْجَازٍ لَهُ - يَعْنِي سَطْحًا - فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، فَصَعِدْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا لَكَ قُلْتَ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ؟ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَبَّأَنَا أَنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي النِّصْفِ مِنَ السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ، وَإِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ صَبِيحَتَهَا لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ، قَالَ: فَصَعِدْتُ، فَنَظَرْتُ (1) إِلَيْهَا، فَقُلْتُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ (2).
= والنُّهَى: بضم نون، وفتح هاء، وألف، جمع نُهْية بالضم، بمعنى العقل، لأنه ينهى صاحبه عن القبيح، وقيل: ينبغي أن يراد بأولي الأحلام البالغون، على أن الأحلام جمع حُلُم بضمتين، وهو ما يراه النائم، أريد به علامة البلوغ حتى لا يلزم التكرار.
ثم الذين يلونهم: أي: يقربون منهم في هذا الوصف، قيل: هم المراهقون، ثم الصبيان المميزون، ثم النساء.
ولا تختلفوا: في القيام بغير هذا الوجه، أو في الصفوف بالتقدم والتأخر.
فتختلف: بالنصب على أنه جواب النهي، أي: بالتباغض والتعادي.
وهوشات الأسواق: اختلاطها في القيام وعدم تميز الصغير من الكبير، أو في ترك تسوية الصفوف.
(1)
قوله: "فنظرت" ليس في (ص).
(2)
إسناده ضعيف لجهالة أبي عقرب الأسدي، تقدم الكلام عليه برقم =
4375 -
حَدَّثَنَا عَتَّابٌ (1)، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ. وَعَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَاهُ لَيْلَةَ الْجِنِّ وَمَعَهُ عَظْمٌ حَائِلٌ وَبَعْرَةٌ وَفَحْمَةٌ، فَقَالَ:" لَا تَسْتَنْجِيَنَّ بِشَيْءٍ مِنْ هَذَا إِذَا خَرَجْتَ إِلَى الْخَلَاءِ "(2).
= (3857)، وبقية رجاله ثقات. شجاع بن الوليد: هو ابن قيس السكوني، وأبو خالد يزيد: هو ابن عبد الرحمن الدالاني الواسطي، وقوله: الذي كان يكون في بني دالان يزيد الواسطي: يريد أنه واسطي، وكان ينزل في بني دالان بن سابقة بن ناشح، فنُسب إليهم، وليس منهم.
وأخرجه أبو يعلى (5371) من طريق شجاع بن الوليد، بهذا الإسناد.
وعلَّقه البخاري في "التاريخ الكبير" 9/ 62 عن الجعفي، عن شجاع بن الوليد، به.
وذكره بَحْشَل في "تاريخ واسط" ص 89 عن طلق بن حبيب، عن أبي عقرب، به.
وسلف برقم (3857).
(1)
في (ق) و (ظ 1): حدثنا عفان، والمثبت من (س) و (ص) و"أطراف المسند" 4/ 194، وهو الوارد في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر.
(2)
صحيح، رجاله ثقات إلا أن الدارقطني قال: لا يثبت سماع عُلي بن رباح من ابن مسعود ولا يصح، ووافقه على ذلك البيهقي، وقال ابن التركماني في "الجوهر النقي" 1/ 110: عُلَيُّ ولد سنة خمس عشرة كذا ذكر أبو سعيد بن يونس، فسماعه من ابن مسعود ممكن بلا شك، لأن ابن مسعود توفي سنة اثنتين وثلاثين، وقيل: سنة ثلاث وثلاثين. عتاب: هو ابن زياد الخراساني أبو عمرو المروزي، وثقه =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أبو حاتم وابن سعد، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أحمد: لا بأس به، وهو من رجال ابن ماجه، وتابعه علي بن إسحاق، وهو السلمي المروزي أبو الحسن، وهو ثقة من رجال الترمذي، عبد الله: هو ابن المبارك.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 1/ 56، والبيهقي في "السنن" 1/ 109 - 110 من طريقين عن عبد الله بن وهب، عن موسى بن عُلَيّ بن رباح، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً البيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 231 من طريق روح بن صلاح، عن موسى بن علي بن رباح، به.
وأخرجه أبو داود (39)، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/ 109 عن حيوة بن شريح، والدارقطني في "السنن" 1/ 55 - 56 من طريق هشام بن عمار، كلاهما عن إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله بن فيروز الديلمي، عن عبد الله بن مسعود، به. قال الدارقطني: إسناد شامي ليس بثابت، وقال البيهقي: إسناد شامي غيرُ قوي. فقال ابن التركماني: ينبغي أن يكونَ هذا الإسناد صحيحاً، فإن عبد الله بن فيروز الديلمي وثقه ابن معين والعجلي، وروى له صاحب المستدرك وأصحاب السنن الأربعة، ويحيى بن أبي عمرو وثقه يعقوب الفسوي والحاكم والعجلي، وقال ابن حنبل: ثقة ثقة
…
ورواية ابن عياش عن الشاميين صحيحة، وحيوة الحمصي أخرج عنه البخاري وأبو داود.
وانظر (3782) و (4149) و (4381) الآتي.
وله شاهد دون قوله: "وفحمة" من حديث أبي هريرة عند البخاري (155) بلفظ: "ولا تأتني بعظم ولا روث"، سيرد 2/ 247 بلفظ:"نهى عن الروث والرمة".
وآخر من حديث جابر عند مسلم (263)، سيرد 3/ 343 و 384.
وثالث من حديث أبي أمامة، سيرد 3/ 487.
ورابع من حديث رويفع بن ثابت، سيرد 4/ 108 و 109.
وخامس من حديث خزيمة بن ثابت، سيرد 5/ 213 و 214.
وسادس من حديث سلمان عند مسلم (262)، سيرد 5/ 437 - 438 و 439. =
4376 -
حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الْمُخَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَحْمَسِيِّ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: لَقَدْ شَهِدْتُ مِنَ الْمِقْدَادِ مَشْهَدًا لَأَنْ أَكُونَ أَنَا صَاحِبَهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ رَجُلًا فَارِسًا، قَالَ: فَقَالَ: أَبْشِرْ يَا نَبِيَّ اللهِ، وَاللهِ لَا نَقُولُ لَكَ كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى صلى الله عليه وسلم:{اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24]، وَلَكِنْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَنَكُونَنَّ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَعَنْ يَمِينِكَ، وَعَنْ شِمَالِكَ، وَمِنْ خَلْفِكَ، حَتَّى يَفْتَحَ اللهُ عَلَيْكَ (1).
4377 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} لَيْلَةَ الْحَيَّةِ، قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ: وَمَا لَيْلَةُ الْحَيَّةِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِحِرَاءٍ لَيْلًا، خَرَجَتْ عَلَيْنَا حَيَّةٌ مِنَ الْجَبَلِ، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِهَا،
= وسابع مرسل من حديث الشعبي عند ابن أبي شيبة 1/ 156.
قوله: ومعه عظم حائل، أي: متغير.
(1)
إسناده صحيح على شرط البخاري. عَبِيدة بن حميد: هو الكوفي المعروف بالحذاء.
وسلف تخريجه برقم (3698).
فَطَلَبْنَاهَا، فَأَعْجَزَتْنَا، فَقَالَ:" دَعُوهَا عَنْكُمْ، فَقَدْ وَقَاهَا اللهُ شَرَّكُمْ، كَمَا وَقَاكُمْ شَرَّهَا "(1).
4378 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: وَقَفْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ بَيْنَ يَدَيِ الْجَمْرَةِ، فَلَمَّا وَقَفَ بَيْنَ يَدَيْهَا، قَالَ: هَذَا وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، مَوْقِفُ الَّذِي نَزَلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ يَوْمَ رَمَاهَا، قَالَ: ثُمَّ رَمَاهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ رَمَى بِهَا، ثُمَّ انْصَرَفَ (2).
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن إسحاق -وهو محمد- صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب بن إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10155) من طريق عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني أيضاً (10156) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل - وهو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي-، عن جابر -وهو الجعفي-، عن عبد الرحمن بن الأسود، به.
وعلّقه البخاري (4931) بصيغة الجزم، عن ابن إسحاق، به.
وقد سلف برقم (3574).
قوله: بحراء: المشهور أنه كان بمنى. قاله السندي.
(2)
صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق، وهو محمد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وقد تقدم برقم (3548). =
4379 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الْحَارِثِ، أَظُنُّهُ يَعْنِي ابْنَ فُضَيْلٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ قَالَ:" مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللهُ عز وجل، فِي أُمَّةٍ قَبْلِي إِلَّا كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ، يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ، وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ، ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ، يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ، وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يُؤْمَرُونَ "(1).
= وقوله: بين يدي الجمرة: يعني جمرة العقبة، كا تقدم برقم (4359).
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحارث بن فضيل -وهو الخطمي-، وجعفر بن عبد الله بن الحكم، وعبد الرحمن بن المسور- فمن رجال مسلم. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري. وقوله في الحارث: أظنه ابن فضيل، سيرد مجزوماً به أنه ابن فضيل في الرواية (4402)، وكذا في مصادر التخريج. وأبو رافع: هو القبطي مولى النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكر مسلم في "صحيحه"، وقد وهم الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 4/ 222، فجعله نفيعاً الصائغ.
وأخرجه مسلم (50)(80)، وأبو عوانة 1/ 36، وابن منده في "الإيمان"(183) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/ 90 من طريق يحيى بن عبد الحميد، عن إبراهيم بن سعد، به.
وأخرجه مسلم (50)، وأبو عوانة 1/ 35 - 36، والطبراني في "الكبير"(9784)، وابن منده في "الإيمان"(184)، من طريق عبد العزيز بن محمد، وأبو عوانه 1/ 36 من طريق عبد الله بن جعفر، كلاهما عن الحارث بن فضيل، به.
وسيأتي برقم (4402)، وانظر (4363). =
4380 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فِي قَرِيبٍ مِنْ ثَمَانِينَ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ، لَيْسَ فِيهِمْ إِلَّا قُرَشِيٌّ، لَا وَاللهِ مَا رَأَيْتُ صَفْحَةَ وُجُوهِ رِجَالٍ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْ وُجُوهِهِمْ يَوْمَئِذٍ، فَذَكَرُوا النِّسَاءَ، فَتَحَدَّثُوا فِيهِنَّ، فَتَحَدَّثَ مَعَهُمْ، حَتَّى أَحْبَبْتُ أَنْ يَسْكُتَ، قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ:" أَمَّا بَعْدُ، يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، فَإِنَّكُمْ أَهْلُ هَذَا الْأَمْرِ، مَا لَمْ تَعْصُوا اللهَ، فَإِذَا عَصَيْتُمُوهُ بَعَثَ عَلَيْكُمْ (1) مَنْ يَلْحَاكُمْ كَمَا يُلْحَى هَذَا الْقَضِيبُ " لِقَضِيبٍ فِي يَدِهِ، ثُمَّ لَحَا قَضِيبَهُ فَإِذَا هُوَ أَبْيَضُ يَصْلِدُ (2).
= قال السندي: قوله: ما من نبي
…
إلخ: لا بد من تخصيص الكلام بمن آمن من أمته قوم، وإلا فقد جاء أن بعضهم ما آمن به أحد، أو آمن به واحد.
ثم إنها: قال أبو البقاء: الضمير للأمة والأصحاب، أو للأنبياء لتقدم ذكر:"من نبي" ويجوز أن يكون ضميرَ القصة، كما قال تعالى:{فإنها لا تعمى الأبصار} .
خُلُوف، كعُدُول: جمع خَلْف بالسكون، كَعَدْل، والخَلْفُ: كل من يجيء بعد من مضى، إلا أنه بالتحريك في الخبر، وبالتسكين في الشر، وجمع المتحرك أخلاف، والمعنى: يجيء بعد أولئك السَّلف الصالح أناسٌ لا خير فيهم. والله تعالى أعلم.
(1)
في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: إليكم.
(2)
إسناده ضعيف لانقطاعه، عبيد الله بن عبد الله بن عتبة لم يسمع من عم أبيه عبد الله بن مسعود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، وصالح: هو ابن كيسان، وابن شهاب: هو محمد بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= مسلم الزهري.
وأخرجه أبو يعلى (5024)، والشاشي (869) من طريق مصعب بن عبد الله الزبيري، عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/ 192، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في "الأوسط"، ورجال أحمد رجال الصحيح، ورجال أبي يعلى ثقات.
وقال الحافظ في "الفتح" 13/ 116: رجاله ثقات، إلا أنه من رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عم أبيه عبد الله بن مسعود، ولم يدركه، وهذه رواية صالح بن كيسان، عن عبيد الله، وخالفه حبيب بن أبي ثابت، فرواه عن القاسم بن محمد بن عبد الرحمن، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي مسعود الأنصاري، ولفظه:"لا يزال هذا الأمر فيكم وأنتم ولاته" .. الحديث، أخرجه أحمد، وفي سماع عبيد الله من أبي مسعود نظر مبني على الاختلاف في سنة وفاته.
ثم قال الحافظ: وله شاهد من مرسل عطاء بن يسار أخرجه الشافعي والبيهقي من طريقه بسند صحيح إلى عطاء، ولفظه:"قال لقريش: أنتم أولى الناس بهذا الأمر ما كنتم على الحق، إلا إن تعدلوا عنه فتُلحون كما تُلحى هذه الجريدة".
قلنا: حديث أبي مسعود البدري، سيرد 4/ 118 و 5/ 274.
ومرسل عطاء هو عند الشافعي 2/ 194، والبيهقي 8/ 144.
وفي الباب أيضاً عن معاوية عند البخاري (7139) بلفظ: "إن هذا الأمر في قريش، لا يعاديهم أحد إلا كبَّه الله في النار على وجهه، ما أقاموا الدين".
وعن أنس، سيرد 3/ 129 و 183 بلفظ:"الأئمة من قريش، إن لهم عليكم حقاً، ولكم عليهم حقاً مثل ذلك، إن استرحموا فرحموا، وإن عاهدوا فوفوا، وإن حكموا فعدلوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين".
وعن أبي برزة بنحو لفظ حديث أنس، سيرد 4/ 421 و 424.
قال السندي: قوله: لا والله: "لا" زائدة في القسم.
أهل هذا الأمر: أي: الإمارة. =
4381 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ (1)، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُمَيْسٍ عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ أَبِي (2) زَيْدٍ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ، وَهُوَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، إِذْ قَالَ:" لِيَقُمْ مَعِي رَجُلٌ مِنْكُمْ، وَلَا يَقُومَنَّ مَعِي رَجُلٌ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْغِشِّ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ "، قَالَ: فَقُمْتُ مَعَهُ، وَأَخَذْتُ إِدَاوَةً، وَلَا أَحْسَبُهَا إِلَّا مَاءً، فَخَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِأَعْلَى مَكَّةَ رَأَيْتُ أَسْوِدَةً مُجْتَمِعَةً، قَالَ: فَخَطَّ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطًّا، ثُمَّ قَالَ:" قُمْ هَاهُنَا حَتَّى آتِيَكَ "، قَالَ: فَقُمْتُ، وَمَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ، فَرَأَيْتُهُمْ يَتَثَوَّرُونَ (3) إِلَيْهِ، قَالَ: فَسَمَرَ مَعَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلًا طَوِيلًا، حَتَّى جَاءَنِي مَعَ الْفَجْرِ، فَقَالَ لِي:" مَا زِلْتَ قَائِمًا يَا ابْنَ مَسْعُودٍ؟ "، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوَلَمْ تَقُلْ لِي:" قُمْ حَتَّى آتِيَكَ؟! " قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِي: " هَلْ
= ما لم تعصوا الله: ظاهره أنهم إذا عصوا الله لا يستحقون الإمارة.
من يلحاكم: في "النهاية": يقال: لحوت الشجرة ولَحَيْتُها: إذا أخذت لحاءها، وهو قشرها. والمراد: من يغلب عليكم.
يَصْلِدُ، كيضرب: أي: يَبْرُقُ ويبِصُّ.
(1)
تحرف في (م) إلى: أبي إَسحاق.
(2)
لفظ: "أبي" سقط من (ق) و (س) و (ظ 1)، وأثبتناه من "أطراف المسند" 4/ 223 - 224، وتقدم على الصواب في الرواية (3810).
(3)
في هامش (س) و (ظ 1): يثبون.
مَعَكَ مِنْ وَضُوءٍ "، قَالَ: فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَفَتَحْتُ الْإِدَاوَةَ، فَإِذَا هُوَ نَبِيذٌ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ لَقَدْ أَخَذْتُ الْإِدَاوَةَ، وَلَا أَحْسَبُهَا إِلَّا مَاءً، فَإِذَا هُوَ نَبِيذٌ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ، وَمَاءٌ طَهُورٌ "، قَالَ: ثُمَّ تَوَضَّأَ مِنْهَا، فَلَمَّا قَامَ يُصَلِّي أَدْرَكَهُ شَخْصَانِ مِنْهُمْ، قَالَا لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نُحِبُّ أَنْ تَؤُمَّنَا فِي صَلَاتِنَا. قَالَ: فَصَفَّهُمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَلْفَهُ، ثُمَّ صَلَّى بِنَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قُلْتُ لَهُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " هَؤُلَاءِ جِنُّ نَصِيبِينَ، جَاؤُونِي يَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ فِي أُمُورٍ كَانَتْ بَيْنَهُمْ، وَقَدْ سَأَلُونِي الزَّادَ، فَزَوَّدْتُهُمْ "، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: وَهَلْ عِنْدَكَ يَا رَسُولَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ تُزَوِّدُهُمْ إِيَّاهُ؟ قَالَ: فَقَالَ: " قَدْ زَوَّدْتُهُمُ الرَّجْعَةَ، وَمَا وَجَدُوا مِنْ رَوْثٍ وَجَدُوهُ شَعِيرًا، وَمَا وَجَدُوهُ مِنْ عَظْمٍ وَجَدُوهُ كَاسِيًا "، قَالَ: وَعِنْدَ ذَلِكَ نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَنْ أَنْ يُسْتَطَابَ بِالرَّوْثِ وَالْعَظْمِ (1).
(1) إسناده ضعيف لجهالة أبي زيد مولى عمرو بن حريث المخزومي، وقد سلف الكلام عليه برقم (3810)، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وابن إسحاق: هو محمد، قد صرح بالتحديث، وأبو فزارة: هو راشد بن كيسان العبسي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(9966) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً من طريق عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي عميس، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع " 8/ 313 - 314، وقال: رواه أبو داود وغيره باختصار، ورواه أحمد، وفيه أبو زيد مولى عمرو بن حريث، وهو مجهول. =
4382 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنِي (1) أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَنْ تَشَهُّدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَسَطِ الصَّلَاةِ وَفِي آخِرِهَا، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم التَّشَهُّدَ فِي وَسَطِ الصَّلَاةِ وَفِي آخِرِهَا، فَكُنَّا نَحْفَظُ عَنْ عَبْدِ اللهِ حِينَ أَخْبَرَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَّمَهُ إِيَّاهُ، قَالَ: فَكَانَ يَقُولُ: إِذَا جَلَسَ فِي وَسَطِ الصَّلَاةِ وَفِي آخِرِهَا عَلَى وَرِكِهِ الْيُسْرَى: " التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ "، قَالَ: ثُمَّ إِنْ كَانَ فِي وَسَطِ الصَّلَاةِ نَهَضَ حِينَ يَفْرُغُ مِنْ تَشَهُّدِهِ، وَإِنْ كَانَ فِي آخِرِهَا، دَعَا بَعْدَ تَشَهُّدِهِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَدْعُوَ، ثُمَّ يُسَلِّمَ (2).
= وانظر (3782) و (4375).
والنهي عن الاستطابة (أي: الاستنجاء) بالروث والعظم ورد في أحاديث صحيحة، انظر الرواية المتقدمة برقم (4375)، والشواهد المذكورة عندها.
قوله: يتثورون إليه: أي: يقومون إليه.
قوله: الرجعة: هي الرجيع، أي: الروث، سمي بذلك لأنه رجع عن حاله الأولى بعد أن كان طعاماً أو علفاً أو غير ذلك.
(1)
في (س) و (ظ 1): حدثنا.
(2)
صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق -وهو محمد- وقد صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وبافي رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو =
4383 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَنِ انْصِرَافِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَسْأَلُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ عَنِ انْصِرَافِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ صَلَاتِهِ: عَنْ يَمِينِهِ كَانَ يَنْصَرِفُ، أَوْ عَنْ يَسَارِهِ؟ قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْصَرِفُ حَيْثُ أَرَادَ، كَانَ أَكْثَرُ انْصِرَافِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مِنْ صَلَاتِهِ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْسَرِ إِلَى حُجْرَتِهِ (1).
4384 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ حَدَّثَهُ، أَنَّ الْأَسْوَدَ حَدَّثَهُ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ عَامَّةَ مَا يَنْصَرِفُ
= ابن اِبراهيبم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه ابن خزيمة (702) و (708)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 262 من طريق ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3622) من طريق الأعمش، عن شقيق، عن ابن مسعود.
(1)
صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق، وهو محمد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وقد سلف برقم (3872)، وبنحوه من طريق الأعمش برقم (3631).
مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى (1) يَسَارِهِ إِلَى الْحُجُرَاتِ (2).
4385 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ مَعَهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ أَمِيرٌ عَلَى الْكُوفَةِ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ إِذْ نَظَرَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ إِلَى الظِّلِّ، فَرَآهُ قَدْرَ الشِّرَاكِ، فَقَالَ: إِنْ يُصِبْ صَاحِبُكُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجِ الْآنَ، قَالَ: فَوَ اللهِ مَا فَرَغَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ مِنْ كَلَامِهِ حَتَّى خَرَجَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، يَقُولُ: الصَّلَاةَ (3).
4386 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
(1) في هامش النسخ الخطية: عن.
(2)
صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق، وهو محمد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وقد سلف برقم (3872)، وبرقم (3631) وذكرت هناك شواهده.
(3)
إسناده ضعيف لإبهام الشيخ الذي روى عنه محمد بن كعب القرظي. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق -وهو محمد- فقد أخرج له مسلم متابعة، والبخاري تعليقاً، وأصحاب السنن الأربعة، وهو حسن الحديث. يعقوب هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/ 183، وقال: رواه أحمد، وفيه رجلٌ لم يُسَمَّ.
دَخَلْتُ أَنَا وَعَمِّي عَلْقَمَةُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ بِالْهَاجِرَةِ قَالَ: فَأَقَامَ الظُّهْرَ لِيُصَلِّيَ، فَقُمْنَا خَلْفَهُ، فَأَخَذَ بِيَدِي وَيَدِ عَمِّي، ثُمَّ جَعَلَ أَحَدَنَا عَنْ يَمِينِهِ، وَالْآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ، ثُمَّ قَامَ بَيْنَنَا (1)، فَصَفَفْنَا (2) خَلْفَهُ (3) صَفًّا وَاحِدًا، قَالَ (4): ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ إِذَا كَانُوا ثَلَاثَةً، قَالَ: فَصَلَّى بِنَا، فَلَمَّا رَكَعَ طَبَّقَ وَأَلْصَقَ ذِرَاعَيْهِ بِفَخِذَيْهِ، وَأَدْخَلَ كَفَّيْهِ بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ، قَالَ: فَلَمَّا سَلَّمَ، أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: إِنَّهَا سَتَكُونُ أَئِمَّةٌ يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ مَوَاقِيتِهَا، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ، فَلَا تَنْتَظِرُوهُمْ بِهَا، وَاجْعَلُوا الصَّلَاةَ مَعَهُمْ سُبْحَةً (5).
(1) قوله: "بيننا" ليس في (ق).
(2)
في هامش (س): فصَفَّنا.
(3)
قوله: "خلفه" ليس في (ق).
(4)
قوله: "قال" ليس في (س).
(5)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق، وهو محمد.
وأخرجه مطولاً بنحوه ابن أبي شيبة 1/ 245 - 246، ومسلم (534)(26)، والنسائي في "الكبرى"(618)، وأبو عوانة 2/ 164 - 165، وابن خزيمة في "صحيحه"(1636)، وابن حبان (1874)، والبيهقي في "السنن" 2/ 83، والحازمي في "الاعتبار" ص 82 - 83 من طرق عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود وعلقمة، عن ابن مسعود.
وقوله: "ستكون أئمة
…
" أخرج نحوه الطبراني في "الكبير" (10206) من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن عبد الله.
وقد سلف برقم (4030)، وبنحوه (3790) و (3889) و (4347). =
4387 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ فُضَيْلٍ الْأَنْصَارِيُّ ثُمَّ الْخَطْمِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي الْعَوْجَاءِ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَبِالْمَدِينَةِ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: فَخَرَجَ عُثْمَانُ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ تِلْكَ الصَّلَاةَ رَكْعَتَيْنِ وَسَجْدَتَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، قَالَ: ثُمَّ انْصَرَفَ عُثْمَانُ، فَدَخَلَ دَارَهُ، وَجَلَسَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ، وَجَلَسْنَا إِلَيْهِ، فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْمُرُنَا بِالصَّلَاةِ عِنْدَ كُسُوفِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ قَدْ أَصَابَهُمَا، فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلَاةِ، فَإِنَّهَا إِنْ كَانَتِ الَّتِي تَحْذَرُونَ، كَانَتْ وَأَنْتُمْ عَلَى غَيْرِ غَفْلَةٍ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ، كُنْتُمْ قَدْ أَصَبْتُمْ خَيْرًا، وَاكْتَسَبْتُمُوهُ (1).
= وقوله: جعل أحدنا عن يمينه والآخر عن يساره، تقدم برقم (3927) و (3928) و (4030) و (4272) و (4311) و (4347).
والتطبيق تقدم برقم (3588) و (3927) و (3928) و (3974) و (4045) و (4053) و (4272).
(1)
إسناده ضعيف لضعف سفيان بن أبي العوجاء السلمي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق -وهو محمد- فقد روى له مسلم متابعة، والبخاري تعليقاً، وأصحاب السنن، وهو حسن الحديث، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري. وأبو شريح الخزاعي: هو صحابي أسلم يوم الفتح.
وأخرجه البزار (674)، وأبو يعلى (5394)، والطبراني في "الكبير (9782) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. =
4388 -
حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ
= وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/ 207 - 208، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في "الكبير" والبزار، ورجاله موثقون.
وصلاة الكسوف وردت من أحاديث عدد من الصحابة.
منها عن ابن عباس عند البخاري (1052) و (1059)، ومسلم (907)، تقدم برقم (2711).
وعن ابن عمر عند البخاري (1042)، ومسلم (915)، سيرد (5883).
وعن ابن عمرو عند مسلم (910)، سيرد برقم (6483) و (6763).
وعن جابر عند مسلم (904)، سيرد 3/ 317 - 318.
وعن أبي مسعود عند البخاري (1041)، ومسلم (911)، سيرد 4/ 122.
وعن المغيرة بن شعبة عند البخاري (1043)، ومسلم (915)، سيرد 4/ 245.
وعن النعمان بن بشير، سيرد 4/ 267 و 269.
وعن أبي بكرة عند البخاري (1040) و (1048)، سيرد 5/ 37.
وعن سمرة بن جندب، سيرد 5/ 16.
وعن محمود بن لبيد، سيرد 5/ 428.
وعن عائشة عند البخاري (1044) و (1047)، ومسلم (901)، سيرد 6/ 76، 78، 164، 168.
وعن أسماء عند مسلم (905)، سيرد 6/ 354 - 355.
قوله: ركعتين: أي: ركوعين.
فإذا رأيتموه، أي: الكسوف، قد أصابهما، أي: الشمس والقمر.
فإنها، أي: تلك الحالة.
التي تحذرون: القيامة.
كانت، أي: تحققت ووُجدت القيامة. قاله السندي.
عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ كَأَنَّهُ عَلَى الرَّضْفِ (1)، قَالَ سَعْدٌ: قُلْتُ لِأَبِي: حَتَّى يَقُومَ؟ قَالَ: حَتَّى يَقُومَ.
4389 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ كَأَنَّهُ عَلَى الرَّضْفِ، وَرُبَّمَا قَالَ: الْأُولَيَيْنِ (2). قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي: حَتَّى يَقُومَ؟ قَالَ: حَتَّى يَقُومَ.
4390 -
وَحَدَّثَنَاهُ نُوحُ بْنُ يَزِيدَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ (3) كَأَنَّهُ عَلَى الرَّضْفِ (4). قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي: حَتَّى يَقُومَ. قَالَ: حَتَّى يَقُومَ.
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. سعد بن إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وسلف برقم (3656)، وهناك ذكر شرحه.
(2)
إسناده ضعيف لانقطاعه، وهو مكرر ما قبله. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، أخو سعد.
وسلف برقم (3656).
(3)
لفظ: "الأوليين" ليس في (س) و (ص)، وثبت في هامشيهما.
(4)
إسناده ضعيف لانقطاعه، وهو مكرر ما قبله، أبو عبيدة بن عبد الله بن =
4391 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ، وَآخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنَ النَّارِ، رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ حَبْوًا، فَيَقُولُ اللهُ عز وجل لَهُ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى، فَيَرْجِعُ (1) فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، وَجَدْتُهَا مَلْأَى، فَيَقُولُ (2): اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ، قَالَ (3): فَيَأْتِيهَا، فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى، فَيَرْجِعُ (4)، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ قَدْ وَجَدْتُهَا مَلْأَى، فَيَقُولُ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَيَأْتِيهَا، فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى، فَيَرْجِعُ إِلَيْهِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلْأَى، ثَلَاثًا، فَيَقُولُ: اذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا، أَوْ عَشَرَةَ أَمْثَالِ الدُّنْيَا، قَالَ: يَقُولُ (5): يَا رَبِّ أَتَضْحَكُ مِنِّي وَأَنْتَ الْمَلِكُ؟ قَالَ: فَكَانَ
= مسعود لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير نوح بن يزيد -وهو ابن سيار البغدادي- فمن رجال أبي داود، وهو ثقة.
وتقدم برقم (3656).
(1)
في (ق): فيرجع إليه.
(2)
في (س): فيقول له.
(3)
قوله: "قال" ليس في (س).
(4)
في (س): فيرجع إليه.
(5)
في هامش (س): فيقول. (نسخة).
يُقَالُ: هَذَا أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً " (1).
4392 -
حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَكَّائِيُّ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ "، قَالُوا: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:" وَأَنَا، إِلَّا أَنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، فَلَيْسَ يَأْمُرُنِي إِلَّا بِخَيْرٍ "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المروذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعَبِيدة السلماني: هو ابن عمرو.
وأخرجه البخاري (6571) و (7511)، ومسلم (186)(308)، وابن ماجه (4339)، وأبو يعلى (5139)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 159 و 317، وابن منده (842)، وأبو عوانة 1/ 166، والشاشي (786) و (787) و (788)، وابن حبان (7475)، والطبراني في "الكبير"(10339)، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(444)، والبيهقي في "البعث"(103)، وفي "الأسماء والصفات" ص 221، من طرق عن منصور، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3595). وانظر (4337).
(2)
حديث صحيح، وهذا سند حسن. زياد بن عبد الله البكائي مختلف فيه، روى له البخاري حديثاً واحداً متابعة، واحتج به مسلم، وقال ابن عدي: ما أرى برواياته بأساً. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الجعد رافع والد سالم فمن رجال مسلم.
وأخرجه الخلال في "السنة"(206) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3648)، وسلف هناك شرحه.
4393 -
حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: وَسَمِعَ عَبْدُ اللهِ بِخَسْفٍ، قَالَ: كُنَّا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَعُدُّ الْآيَاتِ بَرَكَةً، وَأَنْتُمْ تَعُدُّونَهَا تَخْوِيفًا، إِنَّا بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَيْسَ مَعَنَا مَاءٌ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اطْلُبُوا مَنْ مَعَهُ "، يَعْنِي مَاءً، فَفَعَلْنَا، فَأُتِيَ بِمَاءٍ، فَصَبَّهُ فِي إِنَاءٍ، ثُمَّ وَضَعَ كَفَّيْهِ فِيهِ، فَجَعَلَ الْمَاءُ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ، ثُمَّ قَالَ:" حَيَّ عَلَى الطَّهُورِ الْمُبَارَكِ، وَالْبَرَكَةُ مِنَ اللهِ "، فَمَلَأْتُ بَطْنِي مِنْهُ، وَاسْتَسْقَى النَّاسُ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَدْ كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وَهُوَ يُؤْكَلُ (1).
(1) حديث صحيح، الوليد بن القاسم بن الوليد -وإن ضعفه يحيى بن معين، وقال ابن عدي: إذا روى عن ثقة، وروى عنه ثقة، فلا باس به- متابع، وقد وثقه أحمد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه أبو يعلى (5372) من طريق الوليد بن القاسم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3579)، والترمذي (3633)، وابن خزيمة (204)، وأبو الشيخ في "العظمة"(1213)، واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(1479)، والبيهقي في "الدلائل" 4/ 129 و 6/ 62، والبغوي في "شرح السنة"(3713)، وفي "التفسير" 4/ 162، من طريق أبي أحمد الزبيري، وابن أبي شيبة 11/ 474، والدارمي 1/ 14 - 15، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/ 332 من طريق عبيد الله بن موسى، وأبو الشيخ في "العظمة"(1212)، وأبو نعيم في "الدلائل" 2/ 521، من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، وأبو نعيم في "الدلائل" 2/ 521 من طريق =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أحمد بن خالد الوهبي، أربعتهم عن إسرائيل، به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه بنحوه أبو يعلى (5373) من طريق جرير، عن منصور، به، إلا أنه لم يذكر علقمة.
وأخرجه دون ذكر تسبيح الطعام الدارمي 1/ 15، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 11 من طريق أبي الجواب عن عمار بن رزيق، عن الأعمش، عن إبراهيم، به.
وقد تقدم مختصراً برقم (3762)، ومطولاً برقم (3807).
وقول عبد الله بن مسعود: وقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل: له شاهد من حديث أبي الدرداء وسلمان عند البيهقي في "الدلائل" 6/ 63 من طريق قيس بن أبي حازم، قال: كان أبو الدرداء سلمان إذا كتب أحدهما إلى الآخر قال له: بآية الصحفة، وذلك أنهما بَيْنَا هما يأكلان في صَحْفَةٍ إذ سبحت وما فيها.
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 6/ 591: قوله: كنا نعد الآيات، أي: الأمور الخارقة للعادات.
قوله: بركة، وأنتم تعدونها تخويفاً: الذي يظهر أنه أنكر عليهم عد جميع الخوارق تخويفاً، وإلا فليس جميع الخوارق بركة، فإن التحقيق يقتضي عد بعضها بركة من الله كشبع الخلق الكثير من الطعام القليل، وبعضها بتخويف من الله ككسوف الشمس والقمر، كما قال صلى الله عليه وسلم:"إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده"، وكأنَّ القوم الذين خاطبهم عبد الله بن مسعود بذلك تمسكوا بظاهر قوله تعالى:{وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً} [الإسراء: 59]، ووقع عند الإسماعيلي من طريق الوليد بن القاسم، عن إسرائيل في أول هذا الحديث: سمع عبد الله بن مسعود بخسف، فقال: كنا أصحاب محمد نعد الآيات بركة. قلنا: لم يعز الحافظ هذا الحديث إلى أحمد، وهو لفظُ حديثه هنا.
وقال السندي: قوله: كنا نعد الآيات بركة، أي: كانت تظهر من الآيات ما كان من جنس البركات، فكانوا لذلك يعدونها بركات. =
4394 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ - يَعْنِي ابْنَ عُمَيْرٍ -، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ -، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قِتَالُ الْمُسْلِمِ أَخَاهُ كُفْرٌ، وَسِبَابُهُ فُسُوقٌ "(1).
4395 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُبَاشِرِ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ كَأَنَّهَا تَنْعَتُهَا لِزَوْجِهَا، أَوْ تَصِفُهَا لِزَوْجِهَا، أَوْ لِلرَّجُلِ، كَأَنَّهُ يَنْظُرُ ".
وَ " إِذَا كَانَ ثَلَاثَةٌ، فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يَحْزُنُهُ ".
وَ " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبًا لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ أَخِيهِ - أَوْ قَالَ: مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ - لَقِيَ اللهَ عز وجل وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ "، قَالَ:
= وقوله: تخويفاً، أي: لأنها ما كانت تظهر في وقتكم إلا ما كان من نوع التخويف، فهذا بيانُ التفاوت بين الوقتين، وأن بركاته صلى الله عليه وسلم كانت فائضة على زمانه، وأن الأمر بعده قد انعكس، والله تعالى أعلم.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين إن ثبت سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود لهذا الحديث من أبيه، فقد سمع منه شيئاً يسيراً، شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي أبو معاوية.
وقد تقدم برقم (3957)، وبرقم (3647)، وذكرنا هناك شواهده.
فَسَمِعَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسِ بْنِ مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ هَذَا، فَقَالَ: فِيَّ قَالَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَفِي رَجُلٍ اخْتَصَمْنَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بِئْرٍ (1).
4396 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي هَذِهِ الْآيَةِ:{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى. عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} [النجم: 13 و 14]، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " رَأَيْتُ جِبْرِيلَ صلى الله عليه وسلم وَلَهُ سِتُّ مِئَةِ جَنَاحٍ، يَنْتَثِرُ مِنْ رِيشِهِ التَّهَاوِيلُ: الدُّرُّ وَالْيَاقُوتُ "(2).
4397 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وهذا الحديث في الحقيقة ثلاثة أحاديث:
وأخرجه بتمامه أبو يعلى (5114) من طريق حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
والحديث الأول منه أخرجه ابن حبان (4160) من طريق حماد بن زيد، به. وقد سلف برقم (3609).
والأول والثاني منه أخرجهما الشاشي (538) من طريق شيبان، والطبراني في "الكبير"(10419) من طريق سليمان بن طرخان، كلاهما عن عاصم، به. والثاني وهو التناجي سلف برقم (3560).
والثاني والثالث منه أخرجهما الطبراني في "الكبير"(10420) من طريق المسعودي، عن عاصم، به.
والثالث منه سلف برقم (3576) و (3946).
(2)
هو مكرر (3915) سنداً ومتناً.
عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، وَلَمْ يَسْمَعْهُ مِنْهُ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ، عَنْ حَدِيثِ عَلْقَمَةَ فَهُوَ هَذَا الْحَدِيثُ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ أَتَى أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ فِي مَنْزِلِهِ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: تَقَدَّمْ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَإِنَّكَ أَقْدَمُ سِنًّا وَأَعْلَمُ. قَالَ: لَا، بَلْ تَقَدَّمْ أَنْتَ، فَإِنَّمَا أَتَيْنَاكَ فِي مَنْزِلِكَ وَمَسْجِدِكَ، فَأَنْتَ أَحَقُّ. قَالَ: فَتَقَدَّمَ أَبُو مُوسَى، فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: مَا أَرَدْتَ إِلَى خَلْعِهِمَا؟ أَبِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ أَنْتَ؟! لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي الْخُفَّيْنِ وَالنَّعْلَيْنِ (1).
(1) صحيح. علقمة -وإن لم يسمع منه أبو إسحاق، وهو السبيعي، كما صُرِّح بذلك في الحديث- تابعه أبو الأحوص، وسماع أبي إسحاق منه صحيح، وزهير -وهو ابن معاوية، وإن سمع من أبي إسحاق السبيعي بعد الاختلاط-، تابعه إسرائيل، كما سيأتي.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابنُ أبي شيبة 2/ 417، وابن ماجه (1039)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 511، والطبراني في "الكبير"(9262) من طرق عن زهير، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً الطيالسي (395) عن زهير، عن أبي إسحاق، عمن حدثه، عن عبد الله بن مسعود.
وأخرجه مختصراً دون قوله: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في الخفين: عبد
الرزاق (1507)، من طريق إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، وهذه متابعة من أبي الأحوص لعلقمة، وسماع أبي إسحاق منه صحيح، وسماع إسرائيل من أبي إسحاق في غاية الإتقان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 418 عن وكيع، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن =
4398 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ أَبِي الْأَحْوَصِ، سَمِعَهُ مِنْهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِقَوْمٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الْجُمُعَةِ: " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ أُحَرِّقَ عَلَى رِجَالٍ
= أبي الأحوص، عن ابن مسعود.
وأخرجه الشاشي (357) من طريق إسرائيل، عن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى في نعليه.
قلنا: أبو حمزة -وهو ميمون الأعور- ضعيف.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/ 66، وقال: رواه أحمد، وفيه رجل لم يسم، ورواه الطبراني متصلاً برجال ثقات.
قلنا: الرجل الذي لم يسم عند أحمد ليس من رجال الإسناد. ورواية الطبراني المتصلة هي المختصرة المذكورة آنفاً.
وصلاة النبي صلى الله عليه وسلم في الخفين والنعلين رواها عدد من الصحابة:
ففي الباب عن أنس عند البخاري (386)، ومسلم (555)، سيرد 3/ 100 و 166 و 189.
وعن عبد الله بن عمرو، سيرد (6627) و (6660) و (6679).
وعن أبي هريرة، سيرد 2/ 365 و 422 و 537.
وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/ 20.
وعن مجمع بن يزيد الأنصاري، سيرد 3/ 480.
وعن عبد الله بن الشخير، سيرد 4/ 25.
وعن أوس بن أبي أوس، سيرد 4/ 8 و 9 و 10.
وعن عبد الله بن أبي حبيبة، سيرد 4/ 221 و 334.
وعن عمرو بن حريث، سيرد 4/ 307.
وعن أبي بكرة، عند أبي يعلى (2633)، والبزار (600).
يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الْجُمُعَةِ بُيُوتَهُمْ " (1).
4399 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ، قَالَ: حَجَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، فَأَمَرَنِي عَلْقَمَةُ أَنْ أَلْزَمَهُ، فَلَزِمْتُهُ، فَكُنْتُ مَعَهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فَلَمَّا كَانَ حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ، قَالَ: أَقِمْ. فَقُلْتُ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّ هَذِهِ لَسَاعَةٌ مَا رَأَيْتُكَ صَلَّيْتَ فِيهَا؟! قَالَ: قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ لَا يُصَلِّي هَذِهِ السَّاعَةَ، إِلَّا هَذِهِ الصَّلَاةَ فِي هَذَا الْمَكَانِ مِنْ هَذَا الْيَوْمِ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: هُمَا صَلَاتَانِ تُحَوَّلَانِ عَنْ وَقْتِهِمَا، صَلَاةُ الْمَغْرِبِ بَعْدَ مَا يَأْتِي النَّاسُ الْمُزْدَلِفَةَ، وَصَلَاةُ الْغَدَاةِ حِينَ يَبْزُغُ الْفَجْرُ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَ ذَلِكَ (2).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. زهير -وهو ابن معاوية- سمع من أبي إسحاق -وهو السبيعي- بعد الاختلاط، لكن هذه الرواية هي مما انتقاه الإمام مسلم من حديثه، وهو متابع.
وأخرجه أبو يعلى (5335) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد.
وقد سلف برقم (3743) دون ذكر الجمعة، ومن طريق زهير برقم (3816).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وزهير -وهو ابن معاوية- وإن سمع من أبي إسحاق -وهو السبيعي- بعد اختلاطه، روايته هذه مما انتقاه البخاري مما صح من حديثه، ثم هو متابع.
ول خرجه البخاري (1675)، والبيهقي في "السنن" 5/ 121 من طريق زهير بن معاوية، بهذا الإِسناد. =
4400 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ حُدَيْجًا أَخَا زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى النَّجَاشِيِّ، وَنَحْنُ نَحْوٌ مِنْ ثَمَانِينَ رَجُلًا، فِيهِمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَجَعْفَرٌ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُرْفُطَةَ، وَعُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، وَأَبُو مُوسَى، فَأَتَوْا النَّجَاشِيَّ، وَبَعَثَتْ قُرَيْشٌ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَعُمَارَةَ بْنَ الْوَلِيدِ بِهَدِيَّةٍ، فَلَمَّا دَخَلَا عَلَى النَّجَاشِيِّ سَجَدَا لَهُ، ثُمَّ ابْتَدَرَاهُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ قَالَا لَهُ: إِنَّ نَفَرًا مِنْ بَنِي عَمِّنَا نَزَلُوا أَرْضَكَ، وَرَغِبُوا عَنَّا وَعَنْ مِلَّتِنَا، قَالَ: فَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ فِي أَرْضِكَ، فَابْعَثْ إِلَيْهِمْ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ جَعْفَرٌ: أَنَا خَطِيبُكُمُ الْيَوْمَ فَاتَّبَعُوهُ، فَسَلَّمَ وَلَمْ يَسْجُدْ، فَقَالُوا لَهُ: مَا لَكَ لَا تَسْجُدُ لِلْمَلِكِ؟! قَالَ: إِنَّا لَا نَسْجُدُ (1) إِلَّا لِلَّهِ عز وجل. قَالَ: وَمَا ذَلِكَ؟ قَالَ: إِنَّ اللهَ عز وجل بَعَثَ إِلَيْنَا رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم، وَأَمَرَنَا أَنْ لَا نَسْجُدَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلَّهِ عز وجل، وَأَمَرَنَا بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ، قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: فَإِنَّهُمْ يُخَالِفُونَكَ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ! قَالَ: مَا تَقُولُونَ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأُمِّهِ؟ قَالُوا: نَقُولُ كَمَا قَالَ اللهُ عز وجل، هُوَ كَلِمَةُ اللهِ وَرُوحُهُ، أَلْقَاهَا إِلَى الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ الَّتِي لَمْ يَمَسَّهَا بَشَرٌ، وَلَمْ
= وقد تقدم برقم (3893) و (3969) و (4293)، وتقدم مختصراً برقم (3637).
(1)
في (ق) و (ظ 1): لا نسجد لأحد.
يَفْرِضْهَا (1) وَلَدٌ. قَالَ: فَرَفَعَ عُودًا مِنَ الْأَرْضِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ الْحَبَشَةِ وَالْقِسِّيسِينَ وَالرُّهْبَانِ، َاللهِ مَا يَزِيدُونَ عَلَى الَّذِي نَقُولُ فِيهِ مَا يَسْوَى هَذَا (2)، مَرْحَبًا بِكُمْ، وَبِمَنْ جِئْتُمْ مِنْ عِنْدِهِ، أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ، فَإِنَّهُ (3) الَّذِي نَجِدُ فِي الْإِنْجِيلِ، وَإِنَّهُ الرَّسُولُ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، انْزِلُوا حَيْثُ شِئْتُمْ، وَاللهِ لَوْلَا مَا أَنَا فِيهِ مِنَ الْمُلْكِ لَأَتَيْتُهُ حَتَّى أَكُونَ أَنَا أَحْمِلُ نَعْلَيْهِ، وَأُوَضِّؤُهُ. وَأَمَرَ بِهَدِيَّةِ الْآخَرِينَ فَرُدَّتْ إِلَيْهِمَا، ثُمَّ تَعَجَّلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ حَتَّى أَدْرَكَ بَدْرًا، وَزَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَغْفَرَ لَهُ حِينَ بَلَغَهُ مَوْتُهُ (4).
(1) في هامش (س) و (ظ 1): يفترضها.
(2)
في (ق): ما سوى هذا.
(3)
في هامش (س): وإنه.
(4)
إسناده ضعيف، حديج بن معاوية، قال أحمد في "العلل" (5251): ليس لي بحديثه علم، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وليس مثل أخويه، في بعض حديثه ضعف، وقال البخاري: يتكلمون في بعض حديثه، وضعفه النسائي وابن سعد وأبو زرعة الرازي وابن ماكولا والبزار، وقال ابن حبان في "المجروحين": منكر الحديث كثير الوهم على قلة روايته، وقال الدارقطني: غلب عليه الوهم، وقال أبو داود: كان زهير (يعني إخاه) لا يرضى حُديجاً. ثم إنه لا يُعلم هل روى عن أبي إسحاق -وهو السَّبِيعي- قبل الاختلاط أم بعده؟ ومع ذلك حسن الحافظ إسناد 5 في "الفتح" 7/ 189، وجوده ابن كثير في "البداية والنهاية" 3/ 69.
وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (346) ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" 2/ 298 عن =
4401 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ:
= حديج بن معاوية، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/ 24، وقال: رواه الطبراني، وفيه حديج بن معاوية، وثقه أبو حاتم، وقال: في بعض حديثه ضعف، وضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجاله ثقات.
قلنا: فاته أن ينسبه إلى المسند، ولم نجده عند الطبراني في "الكبير" فلعله في " الأوسط".
قال الحافظ في "الفتح" 7/ 189: وقد استُشكل ذكر أبي موسى فيهم، لأن المذكور في "الصحيح"(3876) أن أبا موسى خرج من بلاده هو وجماعة قاصداً النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فألقتهم السفينة بأرض الحبشة، فحضروا مع جعفر إلى النبي صلى الله عليه وسلم بخيبر، ويمكن الجمع بأن يكون
…
وأخذ الحافظ في الجمع بين الروايتين، بما فيه شيء من التكلف، والأجود أن يقال: هذه الرواية ضعيفة لا تعارض الرواية الصحيحة عند البخاري.
وفي الباب بأطول مما هنا عن جعفر بن أبي طالب، وقد سلف برقم (1740)، وسنده حسن.
قال السندي: قوله: فقال جعفر: أي: لمن كان معه هناك من الصحابة.
أنا خطيبكم، أي: أتكلم منكم.
وما ذاك: أي: وما سبب ما تقول.
إلى العذراء البكر: التي لم يمسها رجل.
البتول: في "النهاية": امرأة بتول: منقطعة عن الرجال، لا شهوة لها فيهم، وبها سميت مريم أم المسيح عليهما السلام، وسُميِّت فاطمة البتول لانقطاعها عن نساء زمانها فضلًا وديناً وحسباً، وقيل: لانقطاعها عن الدنيا إلى الله تعالى.
ولم يفترضها: من الافتراض، بالفاء والضاد المعجمة، والفرض: القطع، أي: لم يؤثر فيها ولد قبل المسيح.
رَأَيْتُ رَجُلًا سَأَلَ الْأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ، وَهُوَ يُعَلِّمُ الْقُرْآنَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: كَيْفَ تَقْرَأُ هَذَا الْحَرْفَ: {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 15] أَذَالٌ، أَمْ دَالٌ؟ فَقَالَ: لَا، بَلْ دَالٌ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَؤُهَا: {مُدَّكِرٍ} دَالًا (1).
4402 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ - يَعْنِي الْمَخْرَمِيَّ -، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَكَمِ (2)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَطُّ إِلَّا، وَلَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ حَوَارِيٌّ وَأَصْحَابٌ يَتَّبِعُونَ أَثَرَهُ وَيَقْتَدُونَ بِهَدْيِهِ، ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ خَوَالِفُ أُمَرَاءُ، يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ، وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يُؤْمَرُونَ "(3).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل -وهو مظفر بن مدرك الخراساني- فمن رجال النسائي، وأبي داود في كتاب "التفرد"، وهو ثقة.
وزهير -وهو ابن معاوية- وإن سمع من أبي إسحاق -وهو السبيعي- بعد الاختلاط قد انتقى البخاري روايته هذه مما صح من حديثه. الأسود بن يزيد: هو النخعي.
وأخرجه البخاري (4871)، ومسلم (823)(280)، والشاشي (434)، وابن حبان (6238)، والبغوي في "التفسير" 6/ 275 من طرق عن زهير، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (3755).
(2)
في الأصول التي بين أيدينا و (م): بن أبي الحكم، وهو خطأ، والمثبت هو الصواب، كما جاء ني "أطراف المسند" 4/ 222.
(3)
إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي سعيد -وهو عبد =
4403 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ هُزَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْوَاصِلَةَ، وَالْمَوْصُولَةَ، وَالْمُحِلَّ، وَالْمُحَلَّلَ لَهُ، وَالْوَاشِمَةَ، وَالْمَوْشُومَةَ، وَآكِلَ الرِّبَا وَمُطْعِمَهُ (1).
4404 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْغَارِ، فَنَزَلَتْ عَلَيْهِ:{وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} ، فَقَرَأْتُهَا قَرِيبًا مِمَّا أَقْرَأَنِي، غَيْرَ
= الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم- فقد أخرج له البخاري متابعة، وهو ثقة، إلا أنه ربما أخطأ.
وقد سلف برقم (4379)، وانظر (4363).
قال السندي: قوله: خوالف، أي: نفوس تخالف أمر الله وأمر رسوله.
(1)
إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قيس -وهو عبد الرحمن بن ثروان-، وهزيل -وهو ابن شرحبيل الأودي- فمن رجال البخاري. محمد بن عبد الله أبو أحمد: هو ابن الزبير الزبيري، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه بتمامه أبو يعلى (5350)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار"(14116) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإِسناد.
وأخرجه مختصراً بذكر المحل والمحلل له الترمذي (1120) من طريق أبي أحمد الزبيري، به. وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وقد تقدم برقم (4283)، وانظر (3945).
أَنِّي لَسْتُ أَدْرِي بِأَيِّ الْآيَتَيْنِ خَتَمَ (1).
4405 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ أَنْبَأَنَا، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ سُورَةَ النَّجْمِ فَسَجَدَ، وَمَا بَقِيَ أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ إِلَّا سَجَدَ، إِلَّا رَجُلًا رَفَعَ كَفًّا مِنْ حَصًى، فَوَضَعَهُ عَلَى وَجْهِهِ، وَقَالَ: يَكْفِينِي هَذَا. قَالَ عَبْدُ اللهِ: لَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ قُتِلَ كَافِرًا (2).
4406 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ (3)، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَلِمَةً، وَأَنَا أَقُولُ أُخْرَى:" مَنْ مَاتَ، وَهُوَ يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا، أَدْخَلَهُ اللهُ النَّارَ "، وقَالَ عَبْدُ
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير علي بن بحر -وهو ابن بَرِّي- فقد روى له البخاري تعليقاً وأبو داود والترمذي، وهو ثقة. عيسى بن يونس: هو ابن أبي إسحاق السبيعي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو رزين: هو مسعود بن مالك الأسدي.
وأخرجه أبو يعلى (5173)، والطبراني في "الكبير"(10153) من طريق الأعمش، عن أبي رزين، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود، وهذا من المزيد في متصل الأسانيد.
وقد سلف برقم (3574).
(2)
هو مكرر (4164). وانظر (3682).
(3)
في (ق): عن سليمان، سمعت أبا وائل يحدث.
اللهِ: وَأَنَا أَقُولُ مَنْ مَاتَ، وَهُوَ لَا يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا، أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ (1).
4407 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً، فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يَحْزُنُهُ، وَلَا تُبَاشِرُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ، ثُمَّ تَنْعَتُهَا لِزَوْجِهَا، حَتَّى كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا "(2).
4408 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ مَا عَمِلْنَا فِي الشِّرْكِ، نُؤَاخَذُ بِهِ؟ قَالَ:" مَنْ أَحْسَنَ مِنْكُمْ فِي الْإِسْلَامِ، لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا عَمِلَ فِي الشِّرْكِ، وَمَنْ أَسَاءَ مِنْكُمْ فِي الْإِسْلَامِ، أُخِذَ بِمَا عَمِلَ فِي الشِّرْكِ وَالْإِسْلَامِ "(3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وهو مكرر (4231).
(2)
هو مكرر (4191) سنداً ومتناً.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وسليمان: هو الأعمش، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وقد سلف من طريق شعبة برقم (4103). وانظر (3596).
4409 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ أَنَّهُ قَالَ: إِنِّي لَأُخْبَرُ بِجَمَاعَتِكُمْ، فَيَمْنَعُنِي الْخُرُوجَ إِلَيْكُمْ خَشْيَةُ أَنْ أُمِلَّكُمْ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَخَوَّلُنَا فِي الْأَيَّامِ بِالْمَوْعِظَةِ، خَشْيَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا (1).
4410 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، حَدَّثَنَا وَاصِلٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: غَدَوْنَا عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ذَاتَ يَوْمٍ بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ، فَسَلَّمْنَا بِالْبَابِ، فَأُذِنَ لَنَا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: قَرَأْتُ الْمُفَصَّلَ الْبَارِحَةَ كُلَّهُ، فَقَالَ: هَذًّا (2) كَهَذِّ الشِّعْرِ! إِنَّا قَدْ سَمِعْنَا الْقِرَاءَةَ، وَإِنِّي لَأَحْفَظُ الْقَرَائِنَ الَّتِي كَانَ يَقْرَأُ بِهِنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سُورَةً مِنَ الْمُفَصَّلِ، وَسُورَتَيْنِ مِنْ آلِ حم (3).
4411 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، حَدَّثَنَا وَاصِلٌ الْأَحْدَبُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ
(1) هو مكرر (4188) سنداً ومتناً.
(2)
في هامش (س): أهذّاً (نسخة).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفّار، ومهدي: هو ابن ميمون الأزدي، وواصل: هو ابن حيان الأحدب الأسدي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وقد تقدم مختصراً برقم (3999)، وذكرنا هناك شرحه، وتتمته أيضاً برقم (3607).
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْإِثْمِ أَعْظَمُ؟ قَالَ:" أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " ثُمَّ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ "(1).
4412 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ غُلَامًا يَافِعًا أَرْعَى غَنَمًا لِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ، رضي الله عنه، وَقَدْ فَرَّا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَا: يَا غُلَامُ، هَلْ عِنْدَكَ مِنْ لَبَنٍ تَسْقِينَا؟، قُلْتُ: إِنِّي مُؤْتَمَنٌ، وَلَسْتُ سَاقِيَكُمَا. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" هَلْ عِنْدَكَ مِنْ جَذَعَةٍ لَمْ يَنْزُ عَلَيْهَا الْفَحْلُ؟ "(2) قُلْتُ: نَعَمْ. فَأَتَيْتُهُمَا بِهَا، فَاعْتَقَلَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَمَسَحَ الضَّرْعَ، وَدَعَا، فَحَفَلَ الضَّرْعُ، ثُمَّ أَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه بِصَخْرَةٍ مُنْقَعِرَةٍ، فَاحْتَلَبَ فِيهَا، فَشَرِبَ، وَشَرِبَ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ شَرِبْتُ، ثُمَّ قَالَ لِلضَّرْعِ:" اقْلِصْ ". فَقَلَصَ، فَأَتَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: عَلِّمْنِي مِنْ هَذَا الْقَوْلِ؟ قَالَ: " إِنَّكَ غُلَامٌ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، ومهدي هو ابن ميمون الأزدي.
وسلف من طريق واصل مطولًا برقم (4132)، وانظر (3612).
(2)
في (ص): العجل.
مُعَلَّمٌ "، قَالَ: فَأَخَذْتُ مِنْ فِيهِ سَبْعِينَ سُورَةً، لَا يُنَازِعُنِي فِيهَا أَحَدٌ (1).
4413 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا، لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنْ أَخِي وَصَاحِبِي، وَقَدِ اتَّخَذَ اللهُ
(1) إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، عفان: هو ابن مسلم الصفار.
وأخرجه ابن سعد 3/ 150 - 151، وابن أبي شيبة 7/ 51 و 11/ 510 عن عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (353)، والفسوي 2/ 537، وأبو يعلى (5311)، والشاشي (659)، والطبراني في "الكبير"(8455)، وأبو نعيم في "الدلائل"(233)، وفي "الحلية" 1/ 125 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وقد سلف بهذا الإسناد مختصراً برقم (3599) و (4330)، وانظر (3598).
قال السندي: قوله: يافعاً: هو من شارف الاحتلام ولما يحتلم.
إني مؤتمن: أي ليس المال لي بل لغيري، وقد اتخذني أميناً، فليس لي الخيانة في مال الغير.
من جَذَعة: بفتحتين.
لم ينز عليها الفحل: فإنه ليس فيها لبن حتى يكون لصاحبها.
والحديث يدل على أن ما ظهر ببركة أحد في ملك رجل آخر، فهو لمن له البركة، إذا لم يختلط بملك ذلك الرجل.
اقلص: من قلص، كضرب، أي: انقبض، وقد سبق الحديث.
صَاحِبَكُمْ خَلِيلًا " (1).
4414 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ النِّسَاءَ كُنَّ يَوْمَ أُحُدٍ خَلْفَ الْمُسْلِمِينَ، يُجْهِزْنَ عَلَى جَرْحَى الْمُشْرِكِينَ، فَلَوْ حَلَفْتُ يَوْمَئِذٍ رَجَوْتُ أَنْ أَبَرَّ: إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَّا يُرِيدُ الدُّنْيَا، حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ} [آل عمران: 152]، فَلَمَّا خَالَفَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَعَصَوْا مَا أُمِرُوا بِهِ، أُفْرِدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي تِسْعَةٍ: سَبْعَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ، وَهُوَ عَاشِرُهُمْ، فَلَمَّا رَهِقُوهُ (2)، قَالَ:" رَحِمَ اللهُ رَجُلًا رَدَّهُمْ عَنَّا "، قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَاتَلَ سَاعَةً حَتَّى قُتِلَ، فَلَمَّا رَهِقُوهُ أَيْضًا، قَالَ:" يَرْحَمُ اللهُ رَجُلًا رَدَّهُمْ عَنَّا "، فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ ذَا، حَتَّى قُتِلَ السَّبْعَةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِصَاحِبَيْهِ: " مَا
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عفان -وهو ابن مسلم الصفار-، وشعبة -وهو ابن الحجاج- من رجال الشيخين، وباقي الإسناد ثقات من رجال مسلم.
إسماعيل بن رجاء: هو ابن ربيعة الزبيدي الكوفي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.
وأخرجه الشاشي (724)، والطبراني في "الكبير"(10106) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (4182)، وانظر (3580).
(2)
في (ق): رهقوهم. وفي حاشيتها كما هاهنا.
أَنْصَفْنَا أَصْحَابَنَا "، فَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ، فَقَالَ: اعْلُ هُبَلُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قُولُوا اللهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ "، فَقَالُوا: اللهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: لَنَا عُزَّى، وَلَا عُزَّى لَكُمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قُولُوا اللهُ مَوْلَانَا، وَالْكَافِرُونَ لَا مَوْلَى لَهُمْ "، ثُمَّ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ، يَوْمٌ لَنَا، وَيَوْمٌ عَلَيْنَا، وَيَوْمٌ نُسَاءُ، وَيَوْمٌ نُسَرُّ، حَنْظَلَةُ بِحَنْظَلَةَ، وَفُلَانٌ بِفُلَانٍ، وَفُلَانٌ بِفُلَانٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا سَوَاءً، أَمَّا قَتْلَانَا فَأَحْيَاءٌ يُرْزَقُونَ، وَقَتْلَاكُمْ فِي النَّارِ يُعَذَّبُونَ ". قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: قَدْ كَانَتْ فِي الْقَوْمِ مُثْلَةٌ، وَإِنْ كَانَتْ لَعَنْ غَيْرِ مَلَأٍ مِنَّا، مَا أَمَرْتُ وَلَا نَهَيْتُ، وَلَا أَحْبَبْتُ وَلَا كَرِهْتُ، وَلَا سَاءَنِي وَلَا سَرَّنِي. قَالَ: فَنَظَرُوا فَإِذَا حَمْزَةُ قَدْ بُقِرَ بَطْنُهُ، وَأَخَذَتْ هِنْدُ كَبِدَهُ فَلَاكَتْهَا، فَلَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَأْكُلَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَأَكَلَتْ مِنْهُ شَيْئًا؟ "، قَالُوا: لَا. قَالَ: " مَا كَانَ اللهُ لِيُدْخِلَ شَيْئًا مِنْ حَمْزَةَ النَّارَ ". فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَمْزَةَ، فَصَلَّى عَلَيْهِ، وَجِيءَ (1) بِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَوُضِعَ إِلَى جَنْبِهِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ، فَرُفِعَ الْأَنْصَارِيُّ، وَتُرِكَ حَمْزَةُ، ثُمَّ جِيءَ بِآخَرَ فَوَضَعَهُ إِلَى جَنْبِ حَمْزَةَ، فَصَلَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ رُفِعَ وَتُرِكَ حَمْزَةُ، حَتَّى صَلَّى عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ سَبْعِينَ صَلَاةً (2).
(1) في (ظ 1): ثم جيء.
(2)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الشعبي -وهو عامر بن شراحيل- لم يسمع من عبد الله بن مسعود، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عطاء بن السائب، فقد روى له أصحاب السنن والبخاري متابعة، وهو صدوق اختلط =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= بأخرة، وصححوا سماع حماد -وهو ابن سلمة- منه قبل اختلاطه. عفان: هو ابن مسلم الصفّار.
وأخرجه ابن سعد 3/ 16، وابن أبي شيبة 14/ 402 عن عفان، به.
وذكره ابن كثير في "التفسير" 2/ 115، وفي "البداية والنهاية" 4/ 40، وقال: تفرد به أحمد، وهذا إسناد فيه ضعف من جهة عطاء بن السائب.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/ 109 - 110، وقال: رواه أحمد، وفيه عطاء بن السائب، وقد اختلط.
قلنا: قد ضعَّفه ابن كثير والهيثمي من جهة عطاء بن السائب، وإنما ضَعْفُه من جهة انقطاعه، ولم يذكرا ذلك، وإلا فإن حماد بن سلمة قد سمع من عطاء قبل اختلاطه.
ورواه عبد الرزاق (6653) عن الشعبي مرسلاً لم يذكر فيه ابن مسعود.
وقوله: أُفرد رسول الله صلى الله عليه وسلم في تسعة .. إلى قوله صلى الله عليه وسلم: "ما أنصفنا أصحابنا" له شاهد من حديث أنس عند مسلم (1789).
وقوله: فجاء سفيان، فقال: اعل هبل
…
إلى قوله صلى الله عليه وسلم: "الله مولانا والكافرون لا مولى لهم" له شاهد من حديث البراء عند البخاري (4043).
وقوله: "اعل هبل" له شاهد من حديث ابن عباس تقدم برقم (2609)، وفيه أن الذي أجابه هو عمر بن الخطاب.
وقوله: "يومٌ بيومِ بدر، يومٌ لنا ويوم علينا، وقد كانت في القوم مثلة وإن كانت لعن غير ملأ منا، ولا ساءني ولا سرني " له شاهد من حديث البراء المذكور عند البخاري (4043).
وآخر من حديث ابن عباس تقدم برقم (2609)، وفيه أن الذي قال:"لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار" هو عمر بن الخطاب.
ولصلاته صلى الله عليه وسلم على الشهداء شاهد عند الحاكم 2/ 119، 120، وفي سنده أبو حماد الحنفي، قال أبو حاتم ليس بقوي، يكتب حديثه. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وآخر من حديث ابن عباس عند ابن ماجه (1513)، والدارقطني 2/ 474، والحاكم 3/ 198، والبيهقي 4/ 12، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 503.
وفيه يزيد بن أبي زياد وهو ممن يكتب حديثه على ضعفه، وقال البيهقي: هكذا رواه يزيد بن أبي زياد، وحديث جابر أنه لم يصل عليهم أصح.
وثالث من حديث عبد الله بن الزبير عند الطحاوي 1/ 503، وسنده حسن، وفيه أنه صلى عليه فكبَّر تسع تكبيرات، ثم أتي بالقتلى يُصفُّون ويصلي عليهم وعليه معهم.
ورابع من حديث شداد بن الهاد عند النسائي 4/ 60 وسنده صحيح.
قلنا: وأكثر أهل العلم على أنه لا يصلى على الشهيد، وهو قول أهل المدينة، وبه قال الشافعي وأحمد. واستدلوا بحديث جابر عند البخاري (4079) أنه عليه الصلاة والسلام أمر بشهداء أحد فدفنوا بدمائهم، ولم يصل عليهم، ولم يغسلوا.
وذهب قوم من أهل العلم إلى أنه يصلى عليه لحديث أحمد هذا وشواهده، وهو قول الثوري وأصحاب الرأي، وبه قال إسحاق.
قال السندي: قوله: يجهزن: في "القاموس": جَهَز على الجريح، كمنع، وأجهز: أثبت قتله، وأسرعه، وتمم عليه.
فلو حلفتُ: يريد أن مدار البِرِّ في الحَلِف على الظن: وكنت أظن يومئذ أنه ليس أحد في الصحابة يريد الدنيا، فلو حلفت عليه لكنت بارّاً فيه.
رَهِقُوه، أي: المشركون غشوه.
ما أنصفنا: بسكون الفاء، أي: حيث ما خرج من المهاجرين أحد، بل كلهم خرجوا من الأنصار، فقتلوا.
قال النووي: الرواية المشهورة فيه: ما أنصفْنا، بإسكان الفاء، وأصحابنا: منصوب مفعول به، هكذا ضبطه جماهيرُ العلماء من المتقدمين والمتأخرين. ومعناه: ما أنصفت قريش الأنصار، لكون القرشيين لم يخرجا للقتال، بل خرجت الأنصار واحد بعد واحد. وذكر القاضي (يعني عياض) وغيره أن بعضهم رواه: ما أنصفَنا بفتح الفاء، والمراد على هذا الذين فروا من القتال، فإنهم لم ينصفوا لفرارهم.
عن غير ملأ منا، أي: غير تشاور من أشرافنا وجماعتنا. =
4415 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَتَدْرُونَ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ "، قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:" الْمَنِيحَةُ، أَنْ يَمْنَحَ أَحَدُكُمْ (1) أَخَاهُ الدِّرْهَمَ، أَوْ ظَهْرَ الدَّابَّةِ، أَوْ لَبَنَ الشَّاةِ، أَوْ لَبَنَ الْبَقَرَةِ "(2).
= بُقِر، أي: شُقَّ وفُتِح.
فلاكتها، أي: مضغتها.
(1)
لفظ: "أحدكم" ليس في (س).
(2)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل إبراهيم الهجري، وهو أبو إسحاق بن مسلم، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، عفّان: هو ابن مسلم الصفّار، وشعبة: هو ابن الحجاج، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.
وأخرجه أبو يعلى (5121)، والشاشي (742) من طريقين عن إبراهيم الهجري، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (947)"زوائد" عن عمرو (كذا) بن يحيى الأُبُلِّي، حدثنا حفص بن جميع، عن سماك، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن عبد الله مرفوعاً بلفظ:"أي الصدقة أفضل؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "أن يمنح الرجل أخاه الدراهم أو ظهر الدابة". قال البزار: لا نقلم رواه هكذا إلا حفص، ولم نسمعه إلا من عمرو (كذا).
قلنا: عمرو بن يحيى صوابه: عمر بن يحيى الأُبُلِّي، ذكره الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" 4/ 338، وذكر أن ابن عدي أورده في ترجمة جارية بن هرم، وأنه سرق حديث يحيى بن بسطام. وهو في "ضعفاء" ابن عدي 2/ 597، وورد اسمه على الصواب في "تهذيب الكمال" 7/ 6 في الرواة عن حفص بن جميع العجلي الكوفي، وحفص هذا ضعيف، فيما قال أبو زرعة وأبو حاتم، وقال ابن =
4416 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ ابْنُ بَهْدَلَةَ، وَحَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بِئْسَمَا لِأَحَدِهِمْ - أَوْ أَحَدِكُمْ - أَنْ يَقُولَ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ، بَلْ هُوَ نُسِّيَ، وَاسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ أَسْرَعُ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهَا "، قَالَ: أَوْ قَالَ: " مِنْ عُقُلِهِ "(1).
= حبان: كان يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 133، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى -وزاد الدينار أو البقرة- والبزار والطبراني في "الأوسط"، ورجال أحمد رجال الصحيح!
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (2629) بلفظ: "نعم المنيحة (وفي رواية: نعم الصدقة) اللَّقحة الصَّفِي منحة، والشاة الصَّفِي تغدو بإناء، وتروح بإناء" ولفظه عند مسلم (1020): "من منح منيحة غدت بصدقة، وراحت بصدقة، صبوحها وغبوقها"، سيرد بنحوه في "المسند" 2/ 358 و 483.
وعن عبد الله بن عمرو عند البخاري (2631) بلفظ: "أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز
…
"، سيرد برقم (6488) و (6831) و (6853).
قوله: المنيحة: قال الحافظ: بالنون والمهملة وزن عظيمة، هي في الأصل العطية، قال أبو عبيد: المنيحة عند العرب على وجهين: أحدهما أن يعطي الرجل صاحبه صلة فتكون له، والآخر أن يعطيه ناقة أو شاة ينتفع بحلبها ووبرها زمناً ثم يردها، والمراد بها في أول أحاديث الباب هنا عارية ذوات الألبان ليؤخذ لبنها، ثم تُرَدُّ هي لصاحبها. "فتح الباري" 5/ 243.
وقال السندي: الظاهر أن المراد الاقتراض لا التمليك، لما جاء أن المنحة مردودة.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم بن بهدلة، متابع منصور، فقد روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعة. =
4417 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا نَتَكَلَّمُ فِي الصَّلَاةِ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، فَأَخَذَنِي مَا قَدُمَ وَمَا حَدُثَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ اللهَ يُحْدِثُ لِنَبِيِّهِ مَا شَاءَ - قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسَبُهُ قَدْ قَالَ: " مِمَّا شَاءَ - وَإِنَّ مِمَّا أَحْدَثَ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنْ لَا تَكَلَّمُوا فِي الصَّلَاةِ " (1).
4418 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ
= وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10564) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(728) -، عن قتيبة بن سعيد، عن حماد، بهذا الإسناد.
وقد تقدم من طريق منصور برقم (3960)، ومن طريق الأعمش برقم (3620).
(1)
صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه الطيالسي (245)، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/ 248 عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي (604)، والطبراني في "الكبير"(10120) من طريقين، عن شعبة، به.
وأخرجه الشاشي (605) من طريق عمرو بن مرزوق، عن شعبة، عن عاصم، عن زر، عن أبي وائل، به، وهذا من المزيد في متصل الأسانيد.
وقد سلف بإسناد صحيح برقم (3063) بلفظ: "إن في الصلاة لشغلًا".
وسلف برقم (3575) و (3885) و (3944) و (4145).
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: صَلَّى نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ خَمْسًا، فَقَالُوا: أَزِيدَ فِي الصَّلَاةِ؟ فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ (1).
4419 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورًا يُحَدِّثُ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" لَا سَمَرَ إِلَّا لِرَجُلَيْنِ، أَوْ لِأَحَدِ رَجُلَيْنِ: لِمُصَلٍّ، وَ (2) لِمُسَافِرٍ "(3).
4420 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ عَنِ امْرَأَةٍ تَرَكَتِ ابْنَتَهَا، وَابْنَةَ ابْنِهَا، وَأُخْتَهَا؟ فَقَالَ: النِّصْفُ لِلِابْنَةِ، وَلِلْأُخْتِ النِّصْفُ، وَقَالَ: ائْتِ ابْنَ مَسْعُودٍ، فَإِنَّهُ سَيُتَابِعُنِي. قَالَ: فَأَتَوْا ابْنَ مَسْعُودٍ، فَأَخْبَرُوهُ بِقَوْلِ أَبِي مُوسَى، فَقَالَ: لَقَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ،
(1) صحيح لغيره، ومذا إسناد ضعيف لضعف جابر، وهو ابن يزيد الجعفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن بن الأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وسلف برقم (3566)، وانظر (3883) و (4072).
(2)
في هامش (س): أو. (نسخة).
(3)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، خيثمة بن عبد الرحمن لم يسمع من ابن مسعود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وقد سلف برقم (3917)، وانظر (3603).
لَأَقْضِيَنَّ فِيهَا بِقَضَاءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ شُعْبَةُ: وَجَدْتُ هَذَا الْحَرْفَ مَكْتُوبًا: لَأَقْضِيَنَّ فِيهَا بِقَضَاءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لِلِابْنَةِ النِّصْفُ، وَلِابْنَةِ الِابْنِ السُّدُسُ تَكْمِلَةَ الثُّلُثَيْنِ، وَمَا بَقِيَ فَلِلْأُخْتِ. فَأَتَوْا أَبَا مُوسَى، فَأَخْبَرُوهُ بِقَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ مَا دَامَ هَذَا الْحَبْرُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ (1).
4421 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي عَلْقَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قيس -وهو عبد الرحمن بن ثروان الأودي-، وهزيل بن شرحبيل، فهما من رجال البخاري. شعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6330) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخوجه الطيالسي (375)، وسعيد بن منصور في "سننه"(28)، والبخاري (6736)، والنسائي في "الكبرى"(6329)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 392، والطبراني في "الكبير"(9871)، والبيهقي في "السنن" 6/ 229، والبغوي في "شرح السنة"(2218) من طرق عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (3691).
قال السندي: قوله: تكملة الثلثين: يمكن رفعه على أنه بدل من السدس، ونقل السيوطي عن الطيبي أنه إما مصدر مؤكد، لأنك إذا أضفت السدس للنصف، فقد كملت به الثلثين، ويجوز أن يكون حالًا مؤكدة. انتهى. ولا يخفى أن مِنْ شرط الحال التنكير، وهذا معرفة ظاهراً.
الْحُدَيْبِيَةِ، فَذَكَرُوا أَنَّهُمْ نَزَلُوا دَهَاسًا مِنَ الْأَرْضِ - يَعْنِي الدَّهَاسَ (1): الرَّمْلَ -. فَقَالَ: " مَنْ يَكْلَؤُنَا؟ "(2)، فَقَالَ بِلَالٌ: أَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِذَاً تَنَمْ ". قَالَ: فَنَامُوا حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَاسْتَيْقَظَ نَاسٌ، مِنْهُمْ فُلَانٌ وَفُلَانٌ، فِيهِمْ عُمَرُ، قَالَ: فَقُلْنَا: اهْضِبُوا - يَعْنِي: تَكَلَّمُوا -، قَالَ: فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" افْعَلُوا كَمَا كُنْتُمْ تَفْعَلُونَ "، قَالَ: فَفَعَلْنَا، قَالَ: وَقَالَ: " كَذَلِكَ فَافْعَلُوا، لِمَنْ نَامَ أَوْ نَسِيَ "، قَالَ: وَضَلَّتْ نَاقَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَطَلَبَهَا (3)، فَوَجَدْتُ (4) حَبْلَهَا قَدْ تَعَلَّقَ بِشَجَرَةٍ، فَجِئْتُ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَرَكِبَ مَسْرُورًا (5)، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ اشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَعَرَفْنَا ذَاِكَ فِيهِ، قَالَ: فَتَنَحَّى مُنْتَبِذًا خَلْفَنَا، قَالَ: فَجَعَلَ يُغَطِّي رَأْسَهُ بِثَوْبِهِ، وَيَشْتَدُّ (6) ذَلِكَ عَلَيْهِ، حَتَّى عَرَفْنَا أَنَّهُ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ، فَأَتَانَا، فَأَخْبَرَنَا أَنَّهُ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ:{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1](7).
(1) في "تهذيب الكمال" 17/ 292 (ترجمة عبد الرحمن بن أبي علقمة): بالدهاس.
(2)
في (ق): من يكلؤنا الليلة.
(3)
في "تهذيب الكمال": فطلبتُها، وكذلك أثبتها الشيخ أحمد شاكر.
(4)
في (ق): فوُجِدَ. وفي هامشها كما هاهنا.
(5)
في "تهذيب الكمال": فسرنا بدل مسروراً.
(6)
في هامش (س): واشتد.
(7)
إسناده حسن، عبد الرحمن بن أبي علقمة -وهو الثقفي- مختلف في =
4422 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَمَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: كُنَّا نَقُولُ فِي التَّحِيَّةِ: السَّلَامُ عَلَى اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا تَقُولُوا: السَّلَامُ عَلَى اللهِ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ السَّلَامُ، وَلَكِنْ قُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ "(1).
= صحبته، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 3/ 253، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 2/ 64 و 14/ 161، وأبو داود (447)، وبتمامه النسائي في " الكبرى "(8853)، والبزار (400)"زوائد"، والمزي فى "تهذيب الكمال" في ترجمة عبد الرحمن بن علقمة الثقفي، من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. قال الهيثمي في تعليقه على البزار: عند أبي داود طرف منه، ولم أره بتمامه.
قلنا: هو بتمامه عند النسائي في "الكبرى" كما رأيت.
وقد أورده الهيثمي مختصراً أيضاً في "المجمع " 1/ 319، ونسبه إلى أحمد والبزار، وقال: ورجاله موثقون.
وقد تقدم مختصراً برقم (3657)، وذكرنا هناك شواهده.
(1)
حديث صحيح، حماد -وهو ابن أبي سليمان- روى له مسلم مقروناً بغيره وأصحاب السنن الأربعة، والبخاري في "الأدب المفرد"، وهو كما قال الذهبي في "الكاشف": ثقة، إمام مجتهد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. =
4423 -
حَدَّثَنَا (1) مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاصِلٍ الْأَحْدَبِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: " أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، وَأَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ، وَأَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ أَجْلَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَكَ (2)، أَوْ يَأْكُلَ طَعَامَكَ "(3).
4424 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يَحْزُنُهُ، وَلَا تُبَاشِرُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ تَنْعَتُهَا لِزَوْجِهَا، كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا "(4).
4425 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ
= وسلف من طريق حماد مع غيره برقم (3967) و (4017) و (4189)، وبرقم (3622) من طريق الأعمش، عن شقيق، به.
(1)
هذا الحديث لم يرد في (ق) ولا في (ظ 1).
(2)
قوله: "يأكل معك" ليس في (ص).
(3)
إسناد 5 صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وواصل الأحدب: هو ابن حيان الأسدي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وهو مكرر (4133)، وانظر (4411) و (3612).
(4)
هو مكرر (4407) سنداً ومتناً. ولم يرد في (ظ 1).
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَلِمَةً، وَأَنَا أَقُولُ أُخْرَى:" مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا، أَدْخَلَهُ اللهُ النَّارَ ". قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ اللهِ: وَأَنَا أَقُولُ: مَنْ مَاتَ وَهُوَ لَا يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا، أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ (1).
4426 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ عُمَيْرٍ يُحَدِّثُ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ أَنَّهُ قَالَ: لَا يَجْعَلَنَّ أَحَدُكُمْ لِلشَّيْطَانِ جُزْءًا، يَرَى أَنَّ حَقًّا عَلَيْهِ الِانْصِرَافُ عَنْ يَمِينِهِ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرُ انْصِرَافِهِ عَنْ يَسَارِهِ (2).
4427 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ عُمَيْرٍ، أَوْ إِبْرَاهِيمَ - شُعْبَةُ شَكَّ - يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ هُوَ ابْنُ يَزِيدَ - (3)، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَلَيْتَ حَظِّي مِنْ أَرْبَعٍ رَكْعَتَانِ مُتَقَبَّلَتَانِ (4).
4428 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ
(1) هو مكرر (4406) سنداً ومتناً.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (4084). وانظر (3631).
(3)
قوله: "هو ابن يزيد" لم يرد في أصل (س) و (ظ 1)، وكتب في هامشيهما.
(4)
هو مكرر (3953) سنداً ومتناً.
عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ: آكِلُ الرِّبَا، وَمُوكِلُهُ، وَشَاهِدَاهُ، وَكَاتِبُهُ إِذَا عَلِمُوا، وَالْوَاشِمَةُ، وَالْمُؤتَشِمَةُ (1)، وَاَلْمُسْتَوْشِمَةُ لِلْحُسْنِ، وَلَاوِي الصَّدَقَةِ، وَالْمُرْتَدُّ أَعْرَابِيًّا بَعْدَ الْهِجْرَةِ، مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْقِيَامَةِ (2).
4429 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُرَّةَ، يُحَدِّثُ عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالتَّارِكُ دِينَهُ، الْمُفَارِقُ - أَوِ الْفَارِقُ - الْجَمَاعَةَ "(3).
4430 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ
(1) في (ق): والمتوشمة.
(2)
حديث حسن، الحارث الأعور -وهو ابن عبد الله- ضعيف، لكنه توبع، كما تقدم في تخريج الرواية (3881)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سليمان: هو الأعمش، وعبد الله بن مرة: هو الهمداني الخارفي.
وقد سلف برقم (3881)، وانظر (3725).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 13 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (289)، والشاشي (378) و (380) من طريق شعبة، به.
وقد سلف برقم (3621).
عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ:" لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ، أَوْ دَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ ". قَالَ سُلَيْمَانُ: وَأَحْسَبُهُ قَدْ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (1).
4431 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ صَلَّى الظُّهْرَ خَمْسًا، فَقِيلَ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش، وشك هنا في رفعه، وقد سلف (4411) من طريق وكيع، و (4361) من طريق أبي معاوية، كلاهما عن الأعمش مرفوعاً، ولم يشك فيه، ويؤيده أنه تقدم أيضاً برقم (3658) و (4215) من رواية زبيد، عن إبراهيم، عن مسروق، عن عبد الله مرفوعاً.
وأخرجه الطيالسي (290)، والشاشي (382) من طريق عمرو بن مرزوق، والبيهقي في "السنن" 4/ 64 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، ثلاثتهم عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2164) من طريق يزيد بن هارون، عن شعبة، عن سليمان، عن أبي وائل، عن عبد الله مرفوعاً، وقال: لم يرو هذا الحديث عن شعبة إلا يزيد بن هارون.
قلنا: خالف يزيد بن هارون رواية من رواه عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق.
وقد قال الدارقطني في "العلل" 5/ 247: الصحيح حديث عبد الله بن مرة، عن مسروق.
ورواه مع عبد الله بن مرة إبراهيم النخعي، عن مسروق، حدث به عنه زبيد بن الحارث، ورواه عنه سفيان الثوري، وهو صحيح عنه.
قلنا: هذا الإسناد تقدم برقم (3658)، وذكرنا هناك شواهده.
لَهُ: أَزِيدَ فِي الصَّلَاةِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " وَمَا ذَاكَ؟ "، فَقَالُوا: إِنَّكَ صَلَّيْتَ خَمْسًا. فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَمَا سَلَّمَ (1).
قَالَ شُعْبَةُ: وَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ وَحَمَّادًا يُحَدِّثَانِ: أَنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ لَا يَدْرِي أَثَلَاثًا صَلَّى، أَمْ خَمْسًا.
4432 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: كَأَنَّمَا أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ خَدِّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِتَسْلِيمَتِهِ الْيُسْرَى (2).
4433 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ
(1) هو مكرر (4237)، ومطول (4418)، وانظر (3566).
(2)
صحيح، وهذا إسناد ضعيف، مغيرة -وهو ابن مقسم الضبي- ضعيف في حديثه عن إبراهيم -وهو النخعي- إذا عنعن ولم يصرح بالسماع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وهذا إسناد ظاهره الانقطاع، إبراهيم النخعي لم يلق ابن مسعود، لكن أخرج المزي في "تهذيب الكمال" بإسناده إلى إبراهيم، قال: إذا حدثتكم عن رجل، عن عبد الله فهو الذي سمعتُ، وإذا قلت: قال عبد الله، فهو عن غير واحد، عن عبد الله.
وأخرجه الشاشي (906) من طريق وهب، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً (907) من طريق علي بن عاصم، عن المغيرة، به.
وقد سلف مطولًا برقم (3660).
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُفَضِّلُ صَلَاةَ الْجَمِيعِ عَلَى صَلَاةِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ ضِعْفًا، كُلُّهَا مِثْلُ صَلَاتِهِ (1).
4434 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَعَنَ اللهُ الْمُتَوَشِّمَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ (2) - قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ - إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْهُ (3).
4435 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، قتادة -وهو ابن دعامة- لم يسمع من أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي-، ومحمد بن جعفر سمع من سعيد بن أبي عروبة بعد الاختلاط.
وقد سلف بإسناد صحيح برقم (4159) و (4323).
وسلف برقم (3567).
(2)
في (س) و (ص): والمُفَلِّجات. وفي هامشيهما كما هاهنا.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وأخرجه مسلم (2125)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 188 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وانظر (3945) و (4283) و (4403).
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: بَرَزَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا مَعَهُ، فَقَالَ لِي:" الْتَمِسْ لِي ثَلَاثَةَ أَحْجَارٍ "، قَالَ: فَوَجَدْتُ لَهُ حَجَرَيْنِ وَرَوْثَةً، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَأَخَذَ الْحَجَرَيْنِ، وَأَلْقَى الرَّوْثَةَ، وَقَالَ:" هَذِهِ رِكْسٌ "(1).
4436 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَنْتَجِي اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ "(2).
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، وهو مكرر (3685).
وقد سلف بإسناد صحيح برقم (3966).
(2)
صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر -وهو ابن عياش- فمن رجال البخاري، وروى له مسلم في "المقدمة". أبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10419) من طريق سليمان بن طرخان، عن عاصم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً في "الكبير"(10246)، والدارقطني في "العلل" 5/ 70 من طريق عرعرة بن البرند، عن روح بن القاسم، عن عاصم، عن زربن حبيش، عن ابن مسعود. قال الدارقطني: والحديث عن أبي وائل أشبه بالصواب، لأن منصوراً والأعمش روياه عن أبي وائل، عن عبد الله.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 8/ 158 من طريق جرير بن حازم، عن عاصم، عن زر أو عن أبي وائل، به. وقال: وهو غريب من حديث عاصم، تفرد به جرير عنه.
وقد سلف برقم (3560).
4437 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطًّا بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ:" هَذَا سَبِيلُ اللهِ مُسْتَقِيمًا "، قَالَ: ثُمَّ خَطَّ عَنْ يَمِينِهِ، وَشِمَالِهِ، ثُمَّ قَالَ:" هَذِهِ السُّبُلُ، لَيْسَ مِنْهَا سَبِيلٌ إِلَّا عَلَيْهِ شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ "، ثُمَّ قَرَأَ:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ} [الأنعام:153](1).
(1) إسناده حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر -وهو ابن عياش- فمن رجال البخاري، وأخرج له مسلم في " المقدمة".
وأخرجه الحاكم 2/ 318 من طريق أحمد بن عبد الجبار، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
وأخرجه ابن نصر المروزي في "السنة" ص 5، عن أبي هشام الرفاعي، والنسائي في "الكبرى"(11175) -وهو في "التفسير"(195) -، والحاكم 2/ 239 من طريق أحمد بن يونس، كلاهما عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود، قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
قال ابن كثير في "تفسيره": صححه الحاكم كما رأيت من الطريقين، ولعل هذا الحديث عند عاصم بن أبي النجود، عن زر، وعن أبي وائل شقيق بن سلمة، كلاهما عن ابن مسعود، به. والله أعلم.
وبعد أن أورد ابنُ كثير شاهدَه الذي ذكره الحاكم من حديث جابر، قال: ولكن العمدة على حديث ابن مسعود مع ما فيه من الاختلاف إن كان مؤثراً، وقد روي موقوفاً عليه. =
4438 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: مَرَّ يَهُودِيٌّ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ، قَالَ (1): فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: يَا يَهُودِيُّ، إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ! فَقَالَ: لَأَسْأَلَنَّهُ عَنْ شَيْءٍ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا نَبِيٌّ، قَالَ: فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ (2) ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مِمَّ يُخْلَقُ الْإِنْسَانُ؟ قَالَ:" يَا يَهُودِيُّ، مِنْ كُلٍّ يُخْلَقُ: مِنْ نُطْفَةِ الرَّجُلِ، وَمِنْ نُطْفَةِ الْمَرْأَةِ، فَأَمَّا نُطْفَةُ الرَّجُلِ فَنُطْفَةٌ غَلِيظَةٌ، مِنْهَا الْعَظْمُ وَالْعَصَبُ، وَأَمَّا نُطْفَةُ الْمَرْأَةِ فَنُطْفَةٌ رَقِيقَةٌ، مِنْهَا اللَّحْمُ وَالدَّمُ "، فَقَامَ الْيَهُودِيُّ، فَقَالَ: هَكَذَا كَانَ يَقُولُ مَنْ قَبْلَكَ (3).
= وقد سلف برقم (4142)، وذكرنا هناك شواهده.
(1)
لفظ: "قال" لم يرد في (س).
(2)
في هامش (س): فجلس.
(3)
إسناده ضعيف لضعف حسين بن الحسن، وهو الأشقر، وعطاء بن السائب اختلط بأخرة، ولم نقف على سماع أبي كدينة -وهو يحيى بن المهلب- منه، هل كان قبل الاختلاط أم بعده؟ وعبد الرحمن والد القاسم -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يثبت سماعه لهذا الحديث من أبيه، فهو إنما سمع من أبيه شيئاً يسيراً.
وأخرجه البزار (2377)"زوائد"، وأبو الشيخ في "العظمة"(1088) من طريق محمد بن الصلت، عن أبي كدينة، بهذا الإسناد.
قال البزار: لا نعلم رواه عن القاسم هكذا إلا عطاء، ولا عنه إلا أبو كدينة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10360) من طريق معاوية بن هاشم، عن حمزة الزيات، عن عطاء بن السائب، به. =
4439 -
حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ - يَعْنِي ابْنَ حُمَيْدٍ -، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ يُذَكِّرُ كُلَّ خَمِيسٍ أَوِ اثْنَيْنِ، الْأَيَّامَ، قَالَ: فَقُلْنَا: أَوْ فَقِيلَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّا لَنُحِبُّ حَدِيثَكَ، وَنَشْتَهِيهِ، وَوَدِدْنَا أَنَّكَ تُذَكِّرُنَا كُلَّ يَوْمٍ. فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: إِنَّهُ لَا يَمْنَعُنِي مِنْ ذَاكَ إِلَّا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُمِلَّكُمْ، وَإِنِّي لَأَتَخَوَّلُكُمْ بِالْمَوْعِظَةِ، كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَتَخَوَّلُنَا (1).
= وأخرجه البزار (2376) من طريق عامر بن مدرك، عن عتبة بن يقظان، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة والأسود، عن عبد الله.
قلنا: عامر بن مدرك روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: ربما أخطأ، وقال ابن أبي حاتم: شيخ، وعتبة بن يقظان: هو الراسبي، ضعيف.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/ 241، وقال: رواه أحمد والطبراني والبزار بإسنادين، وفي أحد إسناديه عامر بن مدرك، وثَّقه ابن حبان، وضعفه غيره، وبقية رجاله ثقات، وفي إسناد الجماعة عطاء بن السائب، وقد اختلط.
قال السندي: قوله: "وأما نطفة المرأة فنطفة رقيقة منها اللحم والدم": قلت: ظاهر القرآن، وهو قوله تعالى: {ثم خلقنا النطفة علقة
…
} الآية يدلُّ على أن مجموع النطفتين يصير عظاماً. والله تعالى أعلم. وفي إسناده عطاء بن السائب مختلط. والله تعالى أعلم.
(1)
إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عَبِيدة بن حميد -وهو الضبي الحذاء- فمن رجال البخاري. منصور: هو ابن المعتمر.
وقد وقع في هذه الرواية أن عبد الله كان يذكر كل خميس أو اثنين على الشك، =
4440 -
حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنْ الْحَجَّاجِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ سَأَلَ مَسْأَلَةً، وَهُوَ عَنْهَا غَنِيٌّ، جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كُدُوحًا فِي وَجْهِهِ، وَلَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِمَنْ لَهُ خَمْسُونَ دِرْهَمًا، أَوْ عِوَضُهَا مِنَ الذَّهَبِ "(1).
4441 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَشْكُرِيِّ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: اللهُمَّ مَتِّعْنِي بِزَوْجِي رَسُولِ
= وتقدم في الرواية (4060) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور، بهذا الإسناد، أنه كان يذكر كل خميس على الجزم، وهي الرواية التي أخرجها البخاري (70)، ومسلم (2821)(83)، وجرير أثبت من عَبِيدة.
وقد سلف أيضاً برقم (3581).
(1)
حسن، وهذا إسناد ضعيف، نصر بن باب ضعيف، والحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إبراهيم: هو النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10199)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 237 من طريق الإمام أحمد، عن نصر بن باب، بهذا الإسناد. قال أبو نعيم: غريب من حديث إبراهيم، لم يروه عنه إلا الحجاج بن أرطاة.
وقد سلف بإسناده آخر برقم (3675)، وذكرنا هناك شواهده.
قال السندي: وقوله: "ولا تحل الصدقة لمن له خمسون درهماً"، أي: لا يحل له أن يسأل الصدقة، وأما إذا تُصُدِّق عليه فله أن يأخذها عند أهل العلم. والله تعالى أعلم.
اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَانَ، وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّكِ سَأَلْتِ اللهَ لِآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ، وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ، وَآثَارٍ مَبْلُوغَةٍ، لَا يُعَجَّلُ مِنْهَا شَيْءٌ قَبْلَ حِلِّهِ (1)، وَلَا يُؤَخَّرُ مِنْهَا شَيْءٌ بَعْدَ حِلِّهِ، وَلَوْ سَأَلْتِ اللهَ أَنْ يُعَافِيَكِ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ، وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ كَانَ خَيْرًا لَكِ ".
قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، الْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ، هِيَ مِمَّا مُسِخَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ اللهَ عز وجل لَمْ يَمْسَخْ قَوْمًا، أَوْ يُهْلِكْ قَوْمًا فَيَجْعَلَ لَهُمْ نَسْلًا وَلَا عَاقِبَةً، وَإِنَّ الْقِرَدَةَ، وَالْخَنَازِيرَ قَدْ كَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ "(2).
4442 -
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي (3) مِنْ هَاهُنَا فَأَقَرَّ بِهِ، وَقَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ - يَعْنِي الْقَدَّاحَ -، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَيَّةَ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ أَنَّهُ قَالَ: حَضَرْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَأَتَاهُ رَجُلَانِ تَبَايَعَا سِلْعَةً، فَقَالَ هَذَا: أَخَذْتُ بِكَذَا وَكَذَا، وَقَالَ هَذَا: بِعْتُ بِكَذَا وَكَذَا، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أُتِيَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ فِي مِثْلِ هَذَا، فَقَالَ: حَضَرْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ فِي مِثْلِ هَذَا، فَأَمَرَ بِالْبَائِعِ أَنْ
(1) قوله: "قبل حِلِّه" ليس في (ظ 1).
(2)
هو مكرر (3925) سنداً ومتناً. وانظر (4254).
(3)
القائل: قرأت على أبي: هو عبد الله بن أحمد بن حنبل.
يُسْتَحْلَفَ، ثُمَّ يُخَيَّرَ الْمُبْتَاعُ، إِنْ شَاءَ أَخَذَ، وَإِنْ شَاءَ تَرَكَ (1).
(1) حسن بمجموع طرقه، وهذا إسناد ضعيف، أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه، وعبد الملك بن عمير كذلك سماه سعيد بن سالم القَدّاح في هذه الرواية، وتابعه على ذلك يحيى بن سُلَيم الطائفي فيما ذكر البيهقي في "معرفة السنن والآثار"(11416)، وسماه هشامُ بنُ يوسف وحجاجُ الأعور -كما سيذكر الإمام أحمد- عبدَ الملك بن عُبيد أو ابن عبيدة، قال البيهقي في "المعرفة" (11415): هذا هو الصواب، وقال: رواية هشام بن يوسف وحجاج أصح، قلنا: وهما أثبت وأتقن من القَدّاح والطائفي، وقد قال البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 424: عبد الملك بن عبيد، عن بعض ولد عبد الله بن مسعود، عن ابن مسعود، رضي الله عنه، روى عنه إسماعيل بن أمية، مرسل، وكذلك قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 359.
وقال الحافظ في "تلخيص الحبير" 3/ 31: ووقع في النسائي: عبد الملك بن عبيد، ورجَّح هذا أحمدُ والبيهقي، وهو ظاهرُ كلام البخاري، وقد صححه ابنُ السكن والحاكم. قلنا: وكذلك سماه المزي في "تهذيب الكمال"، وأورد له هذا الحديثَ، فلا وجه إذن لما رجحه الشيخ أحمد شاكر من أنه عبد الملك بن عمير، وعبد الملك بن عبيد هذا مجهول الحال، فيما ذكر الحافظ في "التقريب"، ولم يُؤثر توثيقه عن أحد، ولا ذكره ابن حبان في "الثقات". وباقي رجال الإسناد ثقات. ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 3/ 19، والحاكم 2/ 48، والبيهقي في "السنن" 5/ 332 - 333، وفي "معرفة السنن والآثار"(11413) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم أيضاً، ومن طريقه البيهقي في "المعرفة"(11412) من طريق الربيع بن سليمان، عن الشافعي، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح إن كان سعيد بن سالم حَفِظَ في إسناده عبد الملك بن عمير. وسكت عنه الذهبي، واكتفى =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= بالقول: تفرد به سعيد بن سالم القَدّاح، عن ابن جريج، هكذا. تنبيه: تحرف اسم عبد الملك بن عمير في مطبوع " المستدرك" و"المعرفة" إلى: عبد الملك بن عبيد، فقد مرَّ أن القَدَّاح سماه "بن عمير"، وكذلك هو في "تلخيص" الذهبي، وفيما نقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" 4/ 107.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/ 333 من طريق يحيى بن سليم -وهو الطائفي-، عن إسماعيل بن أمية، به. لكن فيه عن بعض بني عبد الله بن مسعود، بدل: عن أبي عبيدة.
وأخرجه النسائي 7/ 303، والدارقطني في "السنن" 3/ 18 من طريق حجاج الأعور، عن ابن جريج، عن إسماعيل بن أمية، عن عبد الملك بن عبيدة، به.
وأخرجه الدارقطني أيضاً 3/ 18، والبيهقي في "السنن" 5/ 333 من طريق سعيد بن مسلمة، عن إسماعيل بن أمية، عن عبد الملك بن عبيدة، عن ابنٍ لعبد الله بن مسعود، عن ابن مسعود، به.
وأخرجه أبو داود (3511)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 303، والدارقطني في "السنن" 3/ 20، والحاكم 2/ 45، والبيهقي في "السنن" 5/ 332، وفي "المعرفة"(11420)، والبغوي في "شرح السنة"(2122) من طريق أبي العميس، عن عبد الرحمن بن قيس بن محمد بن الأشعث بن قيس، عن أبيه، عن جده أن عبد الله بن مسعود باع للأشعث بن قيس رقيقاً من رقيق الخمس بعشرين ألف درهم، فأرسل عبد الله في ثمنهم، فقال: إنما أخذتهم بعشرة آلاف، فقال عبد الله: إن شئت حدثتك بحديث سمعتُه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعتُه يقول:"إذا اختلف المتبايعان ليس بينهما بيِّنة، فالقول ما يقولُ ربُّ السلعة، أو يتتاركان". وعبد الرحمن بن قيس: قال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى أبي العميس، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول الحال، ومع ذلك صححه الحاكم، ووافقه الذهبي! ودعوى الانقطاع التي ذكرها ابن القطان -فيما نقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" 4/ 105 - مردودة.
وقد قال البيهقي في "السنن" 5/ 332: هذا إسناد حسن موصول، وقد رُوي =
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ، فِي الْبَيِّعَيْنِ فِي حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُبَيْدَةَ (1)، وقَالَ أَبِي: قَالَ حَجَّاجٌ الْأَعْوَرُ: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُبَيْدٍ (2).
4443 -
قَالَ: وَحَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَلَيْسَ فِيهِ: عَنْ أَبِيهِ (3).
= من أوجه بأسانيد مراسيل إذا جُمع بينها صار الحديث بذلك قوياً.
وقال في "معرفة السنن والآثار"(11420): وأصح إسنادٍ رُوي في هذا الباب روايةُ أبي العميس عن عبد الرحمن بن قيس بن محمد بن الأشعث، عن أبيه، عن جده، به.
ونقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" 4/ 106.
ثم نقل الزيلعي عن صاحب "التنقيح" قوله: الذي يظهر أن حديث ابن مسعود بمجموع طرقه له أصل، بل هو حديث حسن يحتج به، لكن في لفظه اختلاف.
قلنا: ستردُ بقية طُرُقه في الروايات الآتية بالأرقام (4443) و (4444) و (4445) و (4446) و (4447)، وتخرج في مواضعها.
قال السندي: قوله: فأمر بالبائع أن يُستحلف، أي: القولُ قولُ البائع بالحلف، ثم يكون للمشتري الخيار.
(1)
في طبعة الشيخ أحمد شاكر: عبيد.
(2)
كذا في (ص)، وفي بقية النسخ: عبيدة.
(3)
حسن بمجموع طرقه، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، القاسم بن عبد الرحمن لم يدرك ابن مسعود، وابن أبي ليلى -وهو محمد بن عبد الرحمن- ضعيف. هُشَيم: هو ابن بشير.
وأخرجه البغوي (2124) من طريق عثمان بن محمد، عن هشيم بن بشير، بهذا الإسناد. =
4444 -
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
= وأخرجه الدارمي 2/ 250، وأبو داود (3512)، وابن ماجه (2186)، وأبو يعلى (4984)، والدارقطني في "السنن" 3/ 21، والبيهقي في "السنن" 5/ 333، من طريق هشيم، به، بزيادة:"عن أبيه" بعد القاسم بن عبد الرحمن، وعند بعضهم ذكر القصة التي جرت بين ابن مسعود والأشعث بن قيس الآتية برقم (4447)، وعبد الرحمن والد القاسم -وهو ابن عبد الله بن مسعود- قد سمع من أبيه لكن شيئاً يسيراً، ويبقى الإسناد ضعيفاً لضعف ابنِ أبي ليلى، ولعدم ثبوت سماع عبد الرحمن من أبيه. ولفظ ابن ماجه:"إذا اختلف البيِّعان وليس بينهما بينة، والبيع قائم بعينه، فالقول ما قال البائع، أو يترادان البيع".
قال البيهقي في "معرفة السنن والآثار"(11419): ورواه أبو عميس ومعن بن عبد الرحمن وعبد الرحمن المسعودي وأبان بن تغلب، كلهم عن القاسم، عن عبد الله منقطعاً، وليس فيه:"والمبيع قائم بعينه"، وابنُ أبي ليلى كان كثير الوهم في الإسناد والمتن، وأهل العلم بالحديث لا يقبلون منه ما يتفرد به لكثرة أوهامه. وبالله التوفيق.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 3/ 20 من طريق إسماعيل بن عياش، عن موسى بن عقبة، عن محمد بن أبي ليلى، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن مسعود، وأخرجه أيضاً من طريق الحسن بن عمارة، عن القاسم، بالإسناد المذكور.
قال البيهقي في "السنن" 5/ 333 - 334: وإسماعيل إذا روى عن أهل الحجاز لم يحتج به، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى -وإن كان في الفقه كبيراً- فهو ضعيفٌ في الرواية لسوء حفظه وكثرة خطئه في الأسانيد والمتون، ومخالفته الحفاظ فيها، والله يغفر لنا وله، وقد تابعه في هذه الرواية عن القاسم الحسنُ بنُ عمارة، وهو متروك لا يُحتج به.
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:" إِذَا اخْتَلَفَ الْبَيِّعَانِ، فَالْقَوْلُ مَا قَالَ الْبَائِعُ، وَالْمُبْتَاعُ بِالْخِيَارِ "(1).
4445 -
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا اخْتَلَفَ الْبَيِّعَانِ، وَلَيْسَ بَيْنَهُمَا بَيِّنَةٌ، فَالْقَوْلُ مَا يَقُولُ صَاحِبُ السِّلْعَةِ، أَوْ يَتَرَادَّانِ "(2).
(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف، عون بن عبد الله -وهو ابن عتبة بن مسعود- لم يدرك عم أبيه عبد الله بن مسعود، وبقية رجاله ثقات غير ابن عجلان -وهو محمد- فهو صدوق، حسن الحديث.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 227، والبيهقي في "السنن" 5/ 332، من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 6/ 227، والشافعي في "السنن"(244)، والترمذي (1270)، والشاشي (900)، والبيهقي في "السنن" 5/ 332، وفي "المعرفة"(11410)، والبغوي في "شرح السنة"(2123) من طرق عن ابن عجلان، بهذا الإسناد.
قال الشافعي: هذا حديث منقطع، لا أعلم أحداً يصله عن ابن مسعود، وقد جاء من غير وجه.
وقال الترمذي: هذا حديث مرسل، عون بن عبد الله لم يدرك ابن مسعود.
وانظر بقية طرق الحديث بالأرقام (4442) و (4443) و (4445) و (4446) و (4447).
(2)
حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، القاسم -وهو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود- لم يدرك جده، وبقية رجاله ثقات، المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- اختلط، وسماع وكيع منه قبل الاختلاط. =
4446 -
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي: حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَعْنٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا اخْتَلَفَ الْبَيِّعَانِ، وَالسِّلْعَةُ كَمَا هِيَ، فَالْقَوْلُ مَا قَالَ الْبَائِعُ، أَوْ يَتَرَادَّانِ "(1).
4447 -
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَعْنٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: اخْتَلَفَ عَبْدُ اللهِ وَالْأَشْعَثُ فَقَالَ: ذَا: بِعَشَرَةٍ، وَقَالَ ذَا: بِعِشْرِينَ، قَالَ: اجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ رَجُلًا، قَالَ: أَنْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِكَ، قَالَ: أَقْضِي بِمَا قَضَى بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا اخْتَلَفَ
= وأخرجه الطيالسي (399)، وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/ 333 من طريق جعفر بن عون، كلاهما عن المسعودي، بهذا الإسناد.
وسلف من طريق القاسم، به، برقم (4443) وتتمة تخريجه هناك.
وانظر بقية طرق الحديث برقم (4442) وما بعده.
(1)
حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه كالذي قبله، سفيان: هو الثوري، ومعن: هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، أخو القاسم، ثقة، وابن مهدي: هو عبد الرحمن.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10365) من طريق ابن مهدي، بهذا الإسناد، إلا أن فيه زيادة:"عن أبيه" بعد القاسم بن عبد الرحمن.
وانظر بقية طرق الحديث برقم (4442) وما بعده. ومن طريق القاسم تقدم برقم (4443).
قوله: أو يترادان: قال السندي، أي: فللمشتري أن يأخذ السلعة بما قال البائع، أو يترادان.
الْبَيِّعَانِ، وَلَمْ تَكُنْ بَيِّنَةٌ، فَالْقَوْلُ قَوْلُ الْبَائِعِ، أَوْ يَتَرَادَّانِ الْبَيْعَ " (1).
آخر مسند عبد الله بن مسعود
رضي الله عنه
(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، القاسم -وهو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود- لم يدرك جده عبد الله. وبقية رجاله ثقات. عمر بن سعد أبو داود: هو الحَفَري، وسفيان: هو الثوري، ومعن: هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، أخو القاسم.
وسلف تخريجه برقم (4443)، وذكرنا هناك أنه ورد عند أبي داود وابن ماجه وغيرهما بزيادة:"عن أبيه" بعد القاسم بن عبد الرحمن. وانظر بقية طرق الحديث برقم (4442) وما بعده إلى هذه الرواية.