المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم اللَّه الرَّحْمَن الرحيم وهو حسبي الحمد لله الَّذِي من علينا - مشيخة ابن جماعة - تخريج البرزالي - جـ ١

[علم الدين البرزالي]

فهرس الكتاب

بسم اللَّه الرَّحْمَن الرحيم وهو حسبي

الحمد لله الَّذِي من علينا بمحمد صلى الله عليه وسلم، ورزقنا اتباعه، وجبل قلوبنا عَلَى حب التقرب إليه بالطاعة، وحبب إلينا اقتفاء السنة، ولزوم الجماعة، وأشهد أن لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شريك لَهُ، شهادة أدخرها لليوم الآخر أعظم بضاعة، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الَّذِي أطاع اللَّه من أطاعه، أرسله بالهدى ودين الحق، فلا تزال طائفة من أمته ظاهرين عليه إِلَى قيام الساعة صلى الله عليه وسلم صلاة تعم آله وصحبه وأشياعه، وبعد:

فلما كَانَ علم الحديث أجل علم، وصناعته أشرف صناعة، وَكَانَ مما اختص اللَّه بِهِ هَذِهِ الأمة أن حبب إليهم نقله، وروايته، وسماعه، وحفظه - سبحانه - بالأئمة الأعلام عَلَى تطاول الأعوام من الإضاعة، وَكَانَ أجل من بقي منهم شيخنا الإِمَام العلامة قاضي القضاة، خطيب الخطباء ذو البراعة الَّذِي جمع بين المنقول والمعقول، وتفرد فِي عصرنا باقتفاء سنن الرسول، حتى اضمحل لديه حاصل ذي محصول، وانتمى إليه كل صاحب مخبرة وبراعة، بدر الدين أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الشَّيْخ الإِمَام الزاهد القدوة الأوحد، ذي المآثر والكرامات المشهودة بكل مشهد، برهان الدين أَبِي إسحاق إبراهيم بْن سَعْد اللَّه بْن جماعة أيد اللَّه علوه، وخلد ارتفاعه، وأدام لكل مسلم بحياته أمتاعه، فإنه رحل بنفسه إِلَى الْمِصْرَيْنِ، وحصل شيوخ الإقليمين، ولم

ص: 81

تشغله سعة الرواية عَن تحقيق الدراية، ولا حرفه مَا يعانيه من القيام بأعباء الأمة عَن قصد العلم بعلو الهمة ومزيد العناية، أحببت مع مَا وقع إلي من شيوخه فِي هَذَا المجموع، وإيراد بعض مَا لَهُ من مجاز ومسموع، ليكون ذلك عجالة لمن يقصد الانتماء إليه، ويحب أن يمتاز بالسماع عليه، ولم أجترأ عَلَى ذلك إِلا لعلمي باستغراق أوقاته بأمور المسلمين، والقيام بمصالح الأمة والدين، مع أنني مَا جمعته إِلا بإفادته وتعليمه، ولا رصعته إِلا بعد مراجعته وتفهيمه، فالله سبحانه يبلغني من إتمامه المرام، ويسعفني بإكماله عَلَى أحسن نظام، وقد رتبته عَلَى حروف المعجم لا عَلَى علو الإسناد لا نترك فيه بالابتداء بوالده سيد العباد والزهاد، وأسأل اللَّه تَعَالَى حسن التوفيق، ومزيد الإسعاد، وأن يبلغنا من رضاه غاية الأمل ونهاية المراد، وهذا أول الشروع فِي المعجم، فلنقدم الحديث المسلسل بالأولية قبل ذكر رجاله ليحصل تسلسله لمن سَمِعَ هَذَا المعجم، فإن فِي الابتداء بِهِ تحقق شرط اتصاله.

أخبرنا الشَّيْخُ الصَّدْرُ الْجَلِيلُ الْمُسْنِدُ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ اللَّطِيفِ ابْنُ الإِمَامِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ الصَّيْقَلِ الْحَرَّانِيُّ، رحمه الله، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ لَفْظِهِ بِالْقَاهِرَةِ، قَالَ: ثنا الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَوْزِيِّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قثا أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمُؤَذِّنُ النَّيْسَابُورِيُّ، مِنْ لَفْظِهِ وَكِتَابِهِ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْنَاهُ مِنْهُ، قَالَ: أنا وَالِدِي أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، وَهُوَ

ص: 82

أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قثا الأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قثا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بِلالٍ الْبَزَّازُ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قثا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي قَابُوسٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيِّ، وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ فِي

ص: 83

سُنَنِهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبِي الْحَسَنِ مُسَدَّدِ بْنِ مُسَرْهَدٍ الْبَصْرِيِّ، ثَلاثَتُهُمْ، عَنِ الإِمَامِ أَبِي مُحَمَّدٍ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ الْكُوفِيِّ، ثُمَّ الْمَكِّيِّ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا لَهُمَا، وَهُوَ حَدِيثٌ مَشْهُورٌ مِنْ حَدِيثِ

ص: 84

سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، رَوَاهُ عَنْهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، وَأَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، وَغَيْرُهُمْ، وَرَوَاهُ أَيْضًا، عَنْ سُفْيَانَ أَبُو أَحْمَدَ بِشْرُ بْنُ مَطَرٍ الْوَاسِطِيُّ، إِلا أَنَّهُ وَقَفَهُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَرَوَاهُ أَيْضًا عَنْ سُفْيَانَ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيُّ، إِلا أَنَّهُ قَالَ: عَنْ أَبِي قَابُوسَ، عَنِ ابْنِ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَلَمْ يُوَافِقْ عَلَى هَذِهِ الزِّيَادَةِ فِيمَا نَعْلَمُ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بْنِ الْوَائِلِ السَّهْمِيُّ، لَهُ ثَلاثُ كُنًى: أَبُو مُحَمَّدٍ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو نُصَيْرٍ، بِضَمِّ النُّونِ، وُلِدَ لأَبِيهِ، وَأَبُوهُ ابْنُ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، رَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَكَانَ عَابِدًا صَوَّامًا قَوَّامًا حَافِظًا، كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ: مَا أَحَدٌ أَحْفَظُ لِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنِّي إِلا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، كَانَ يَكْتُبُ وَأَنَا لا أَكْتُبُ. وَاخْتُلِفَ فِي وَفَاةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَفِي الْمَوْضِع الَّذِي مَاتَ فِيهِ عَلَى أَقْوَالٍ، وَالَّذِي قَالَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: تُوُفِّيَ لَيَالِيَ الْحَرَّةِ فِي وِلايَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَكَانَتْ وَقْعَةُ الْحَرَّةِ يَوْمَ الأَرْبَعَاءَ لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

ص: 86

وَأَبُو قَابُوسَ، لا يُوقَفُ لَهُ عَلَى اسْمٍ، إِلا مَا حُكِيَ عَنْ بَعْضِ الْمُتَأَخِّرِينَ الأَصْبَهَانِيِّينَ: أَنَّ اسْمَهُ الْمُبَرِّدُ، وَقَابُوسُ مَعْنَاهُ جَمِيلُ الْوَجْهِ حَسَنُ اللَّوْنِ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ الْمَكِّيُّ، كُنْيَتُهُ أَبُو مُحَمَّدٍ، رَوَى عَنْ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ مِنْهُمُ ابْنُ عُمر، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ، وَجَابِرٌ.

وكان حَافِظًا، ثَبْتًا، قَالَ شعبة بْن الحجاج: مَا رأيت أَحَدًا أثبت من عَمْرو بْن دينار لا الحكم، ولا قتادة. مَاتَ أول سنة ست وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وقد جاوز التسعين.

وسفيان بْن عُيَيْنَةَ بْن أَبِي عمران الهلالي، كنيته أَبُو مُحَمَّد، واسم جده أَبِي عمران ميمون، وَهُوَ كوفي سَكَنَ مَكَّةَ، وبها مَاتَ عدة رجب سنة ثمان وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، ودفن بالحجون، وَكَانَ مولده سنة سبع وَمِائَةٍ، وأدرك

ص: 87

ستة وَثَمَانِينَ من التَّابِعِينَ.

رَوَى عَنْهُ الأكابر مثل الأعمش، ومسعر، وسفيان الثَّوْرِيّ، وابن جريج، وشعبة، وابن المبارك، ووكيع، وَيَحْيَى بْن سعيد القطان، وَعَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي، وحماد بْن زيد، وأحمد بْن حَنْبَل، وعلي ابْن المديني، وَيَحْيَى بْن معين، وإسحاق بْن رَاهَوَيْهِ.

وكان ابْن وهب يقول: مَا رأيت أعلم بكتاب اللَّه من سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ. وَقَالَ أَبُو يوسف الغسولي الزاهد: دخلت عَلَى سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ وبين يَدَيْهِ قرصان من شعير، فقال لي: يا أَبَا يوسف إنهما طعامي مُنْذُ أربعين سنة.

وحكى عَنْهُ الْحَسَن بْن عمران بْن عُيَيْنَةَ، وَهُوَ ابْن أخيه قَالَ: كنت معه بجمع آخر حجة حجها فقال: قد وافيت هَذَا الموضع سبعين مرة أقول فِي كل مرة: اللهم لا تجعله آخر العهد من هَذَا المكان، وقد استحييت مِنَ اللَّهِ من كثرة مَا أسأله، فرجع فتوفي فِي السنة الداخلة. وَكَانَ أثبت الناس فِي عَمْرو بْن دينار.

وقال الشافعي رضي الله عنه: مَا رأيت أَحَدًا من الناس فيه من آلة العلم مَا فِي سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ.

وَكَانَ لسفيان تسعة إخوة، حدث منهم:

ص: 88

مُحَمَّد، وإبراهيم، وآدم، وعمران، وَكَانَ أبوهم صيرفيا بالكوفة، فركبه الدين فانتقل إِلَى مَكَّةَ، قَالَ سُفْيَان: فلما دخلنا مَكَّةَ ورحنا لصلاة الظهر إذا بشيخ عَلَى حمار عَلَى باب المسجد، فقال لي: يا غلام! أمسك هَذَا الحمار حتى أدخل المسجد، فأركع. فقلت: مَا أنا بفاعل، أو تحدثني. قَالَ: وما تصنع أنت بالحديث، واستصغرني فقلت: حدثني، فحدثني بثمانية أحاديث. فأمسكت حماره، وجعلت أتحفظ مَا حدثني بِهِ، فلما خرج قَالَ: مَا نفعك مَا حدثتك؟ فقلت: حدثتني بكذا، وحدثتني بكذا، فأعدت عليه مَا حدثني بِهِ، فقال: بارك اللَّه فيك تَعَالَ غدا إِلَى المجلس، فإذا هُوَ عَمْرو بْن دينار.

وعبد الرَّحْمَن بْن بشر بْن الحكم بْن حبيب بْن مهران العبدي النيسابوري كنيته أَبُو مُحَمَّد، وَهُوَ شيخ صاحبي الصحيح، كَانَ الحاكم أَبُو عَبْد اللَّه يقول:«هُوَ العالم ابْن العالم ابْن العالم» ، تُوُفِّيَ سنة ستين وَمِائَتَيْنِ، وقيل: بعد ذلك بقليل سَمِعَ بالحجاز، واليمن، والعراق، وخراسان.

وأحمد بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن بلال الْبَزَّاز، أَبُو حَامِد المعروف بالخشاب، كَانَ يسكن محلة الخشابين، سَمِعَ بخراسان، والعراق، والحجاز، كتب عَنْهُ جماعة من الحفاظ والأئمة، تُوُفِّيَ يوم السبت يوم عيد الأضحى سنة ثلاثين وثلاثمائة، ودفن بمقبرة باب معمر، من نيسابور.

ص: 89

وأبو طاهر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن محمش بْن عَلِيّ بْن أيوب النيسابوري المعروف بالزيادي، وهي نسبة إِلَى السكن بمحلة ميدان زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن، من نيسابور، كَانَ شيخ أهل الحديث فِي وقته بخراسان، وله تبحر فِي معرفة الأدب وكتابة الشروط، ورزق الحديث العالي، مولده سنة ثلاث عشرة، وقيل: سبع عشرة وثلاثمائة، ومات فِي شعبان من سنة عشر وأربعمائة، ودفن بمقبرة الحيرة.

وَأَبُو صالح أَحْمَد بْن عَبْد الملك بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عَبْد الصمد النيسابوري الْحَافِظ المعروف بالمؤذن، أحد حفاظ الحديث ومشايخ الصوفية، صنف الأبواب، وجمع الشيوخ، وخرج لهم، وانتقى عليهم، وجمع لنفسه ألف حَدِيث عَن ألف شيخ من شيوخ الحجاز، والعراق، والشام وخراسان، وَكَانَ لقي أَبَا عَلِيّ الدقاق شيخ أَبِي القاسم القشيري، ثم لزم

ص: 90

القشيري بعده وصحبه، ولد سنة ثمان وَثَمَانِينَ وثلاثمائة، وَتُوُفِّيَ يوم الاثْنَيْنِ تاسع شهر رمضان سنة سبعين وأربعمائة.

وأبو سَعْد إِسْمَاعِيل بْن أَبِي صالح أَحْمَد بْن عَبْد الملك المؤذن، كَانَ فقيها مناظرا من أصحاب الإِمَام أَبِي المعالي بْن الجويني، نشأ بِنَيْسَابُورَ، وأقام بكرمان، وفيها مَاتَ، وسمع من أَبِي سهل الحفصي، والأستاذ أَبِي القاسم القشيري، وأبي حَامِد الأزهري، وخلق كثير، وخرج لَهُ أخوه صالح مائة حَدِيث عَن مائة شيخ، وكانت لَهُ مكانة عند الملوك، ولد فِي ذي الحجة سنة اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ وأربعمائة بِنَيْسَابُورَ، وَتُوُفِّيَ ليلة عيد الفطر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وخمسمائة، ودفن من الغد.

والإمام أَبُو الفرج عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن حمادي بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عَبْد اللَّه بْن القاسم بْن النضر بْن القاسم بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن القاسم بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بكر الصديق رضي الله عنه، سَمِعَ من أَبِي القاسم ابْن الحصين وأبي الْحَسَن عَلِيّ بْن عَبْد الواحد الدينوري، والقاضي

ص: 91

أَبِي بكر الأنصاري، وجماعة كثيرة، ولازم الْحَافِظ أَبَا الفضل ابْن ناصر، وأخذ عَنْهُ علم الحديث، واستفاد مِنْهُ كثيرا، وتعلم الوعظ من أَبِي الْحَسَن ابْن الزاغوني، وتفقه وبرع فِي علوم كثيرة، وأخذ اللغة عَن أَبِي منصور ابْن الجواليقي، وصنف الكتب، وبلغت مصنفاته نحوا من ثلاثمائة مصنف، وعقد مجلس الوعظ فِي حال الشبيبة، واستمر عَلَى ذلك، وَكَانَ يحضر مجلسه الخلفاء والوزراء والعلماء، وأقل مَا كَانَ يحضر عنده عشرة آلاف، وربما حضر مائة ألف، وَكَانَ لَهُ فِي القلوب القبول والهيبة، وَكَانَ زاهدا فِي الدنيا متقللا منها، وذكر وَهُوَ عَلَى منبر الوعظ أنه كتب بخطه ألفي مجلد، وتاب عَلَى يَدَيْهِ مائة ألف، وأسلم عَلَى يَدَيْهِ عشرون ألفا، وَكَانَ لا يخرج من بيته إِلا الجمعة ومجلس الوعظ، وجعفر المذكور فِي نسبه هُوَ الجوزي، وهذه النسبة إِلَى فرضة من فرض البصرة، يقال لها: جوزة وفرضة النهر ثلمته التي يستقى منها، ولد رحمه الله ببغداد بدرب حبيب فِي سنة عشر وخمسمائة، وقيل: سنة ثمان، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَتُوُفِّيَ أَبُوهُ وله ثلاث سنين، وكانت لَهُ عمة صالحة، وَكَانَ أهله تجارا فِي النحاس، فلما مَاتَ أَبُوهُ حملته عمته إِلَى ابْن ناصر، وبه تخرج ومنه استفاد، كما ذكرنا، وشهرته فِي العلم والجلالة والنبل والديانة، تغني عَن الإطناب فِي ذكره، والإسهاب فِي أمره، وَتُوُفِّيَ ليلة الجمعة ثاني عشر شهر رمضان سنة سبع وَتِسْعِينَ وخمسمائة ببغداد، ودفن بمقبرة الإِمَام أَحْمَد رضي الله عنه، وَكَانَ يوما مشهودا.

وشيخنا أَبُو الفرج عَبْد اللطيف بْن عَبْد المنعم بْن عَلِيّ بْن نصر بْن

ص: 92

الصيقل الحراني التاجر، بكر بِهِ والده وأسمعه ببلده، ورحل بِهِ إِلَى بغداد، وأسمعه من أَبِي الفرج ابْن كليب، وجماعة كثيرة من أصحاب ابْن الحصين، والقاضي أَبِي بكر، وحصل لَهُ الأصول، واستجاز لَهُ جماعة من الأصبهانيين من أصحاب أَبِي عَلِيّ الحداد وغيره، وحدث بالكثير، وصارت الرحلة إليه، سَمِعَ مِنْهُ جماعة من الحفاظ والأئمة، منهم أَبُو الطاهر إِسْمَاعِيل بْن ظفر النابلسي، وَأَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يوسف البرزالي، وذكره أَبُو الفتح عُمَر بْن مُحَمَّد بْن الحاجب فِي معجم شيوخه، فقال: حسن الأخلاق، كريم النفس، متودد إِلَى الناس، كثير المعروف، حسن المعاملة، محبوب الصورة، حسن البزة، وَكَانَ والده من الفقهاء الأعيان، ومن أهل الوعظ والتذكير، ولما تُوُفِّيَ والده اشتغل هُوَ بالتجارة والسفر إِلَى البلاد، مولده بحران سنة سبع وَثَمَانِينَ وخمسمائة، وَتُوُفِّيَ بقلعة الجبل ظاهر القاهرة فِي بكرة الأربعاء مستهل صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وستمائة، ودفن من يومه خارج باب القرافة بمقبرة رباط أزدمر رحمه الله وإيانا.

ص: 93

‌حرف الألف وهم ثمانية عشر رجلا

‌من اسمه إبراهيم وهم خمسة:

[1] والدي إبراهيم بْن سَعْد الله بْن جماعة بْن عَلِيّ بْن جماعة بْن حازم بْن صخر الكناني نسبا، الحموي مولدا، الشافعي مذهبا، السلفي معتقدا، من ولد مالك بْن كنانة، أَبُو إسحاق بْن أَبِي الفضل

مولده فِي يوم الاثْنَيْنِ منتصف رجب الفرد سنة ست وَتِسْعِينَ وخمسمائة بحماة، وَتُوُفِّيَ والده فِي شوال من هَذِهِ السنة وعمرة ثلاثة أشهر، فرباه عمه

ص: 95

الشَّيْخ أَبُو الفتح نصر اللَّه، ولم يزل فِي خدمته إِلَى أن تُوُفِّيَ عمه فِي ثالث صفر سنة ست عشرة وستمائة، فانتقل إِلَى دمشق، وأقام بها مدة يتفقه عَلَى الشَّيْخ الإِمَام أَبِي منصور ابْن عساكر فقيه دمشق عَلَى مذهب الإِمَام الشافعي رضي الله عنه، ويلازمه ويقوم بخدمته، وحج فِي سنة سبع عشرة وستمائة، وعاد إِلَى دمشق إِلَى شيخه المذكور، ثم بعد ذلك بمدة سافر إِلَى حماة، وقد حفظ نصف كتاب المهذب فِي المذهب، فاتفق ورود الشَّيْخ القدوة عَبْد الرحيم المغربي إِلَى حماة فانقطع إليه، وترك المدارس إِلَى أن تُوُفِّيَ الشَّيْخ عَبْد الرحيم المذكور فأقبل بعد وفاته عَلَى الاشتغال بالحديث النبوي، وبعد ذلك قرأ الوسيط للغزالي جميعه دروسا، ودرس بدار الحديث البشيرية بحماة، ودرس بمدرسة القاضي الإِمَام أَبِي الطاهر ابْن البارزي بحماة إِلَى أن حج فِي سنة ست وَخَمْسِينَ وستمائة، فلما عاد من الحج ترك التدريس بها، ثم إنه حج فِي سنة إحدى وَسِتِّينَ وستمائة، وصام رمضان بمكة، فلما عاد ترك أَيْضًا البشيرية، وأقام بدار الحديث الخطيبية إِلَى أن حج فِي سنة ثلاث وَسَبْعِينَ وستمائة، ثم إنه قصد من حماة زيارة البيت المقدس فِي ذي القعدة سنة خمس وَسَبْعِينَ وستمائة فاستصحب معه كفنه، وودع أهل البلد، وأخبرهم أنه يموت بالقدس، فوصل إليه، وأقام بِهِ أياما ثم مرض يومين، وَتُوُفِّيَ فِي الثالث، وكانت وفاته فِي بكرة يوم عيد الأضحى المبارك من السنة

ص: 96

حرف الألف وهم ثمانية عشر رجلا

من اسمه إبراهيم وهم خمسة:

[1]

والدي إبراهيم بْن سَعْد الله بْن جماعة بْن عَلِيّ بْن جماعة بْن حازم بْن صخر الكناني نسبا، الحموي مولدا، الشافعي مذهبا، السلفي معتقدا، من ولد مالك بْن كنانة، أَبُو إسحاق بْن أَبِي الفضل

مولده فِي يوم الاثْنَيْنِ منتصف رجب الفرد سنة ست وَتِسْعِينَ وخمسمائة بحماة، وَتُوُفِّيَ والده فِي شوال من هَذِهِ السنة وعمره ثلاثة أشهر، فرباه عمه

ص: 97

تُوُفِّيَ أخوه فِي شعبان سنة خمسين وستمائة، انفرد هُوَ بذلك إِلَى حين وفاته، وَكَانَ يقصده الناس، ويلبسون مِنْهُ الخرقة، ويتبركون بِهِ، وَكَانَ يذكر فِي ثلاث ليال من السنة، ليلة المولد الشريف النبوي، وليلة المعراج، وليلة النصف من شعبان، بجامع حماة يذكر فِي كل ليلة مَا يتعلق بها، ويجتمع عنده خلق كثير، ويقصد من البلاد والقرى لسماع مجلسه وحضوره، وربما كثر الناس بحيث يجلسون عَلَى سطح الجامع، ولما رأى كثرة الناس نصب كرسيه عَلَى المنارة الشمالية، فكان يجلس عليه ليسمع الناس، وَكَانَ الحاضرون يكثرون البكاء والتواجد لسماع كلامه، وَكَانَ يقرأ الحديث النبوي بالجامع عَلَى منبر صغير فِي أيام الجمع قبل الصلاة، لم يزل كذلك إِلَى آخر عمره، وَكَانَ معظما مبجلا محببا إِلَى جميع الناس الخاصة والعامة، كثير الذكر إذا تكلم فِي باب من العلم أتى بأشياء حسنة، وفوائد جليلة فِي معنى ذلك من الكتاب والسنة وكلام السلف، يظهر عَلَى كلامه التأييد مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، ولكلامه وقع وتأثير فِي قلوب السامعين، لا يمل جليسه من مجالسته لحلاوة لفظه، وعذوبة كلامه، وحسن منطقه، تغمده اللَّه برحمته ونفعنا بمحبته آمين.

أخبرنا وَالِدِي الشَّيْخُ الإِمَامُ الْعَالِمُ السَّيِّدُ الْقُدْوَةُ الزَّاهِدُ الْعَابِدُ بَقِيَّةُ السَّلَفِ عُمْدَةُ الْخَلَفِ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ الشَّيْخِ الإِمَامِ السَّيِّدِ الزَّاهِدِ أَبِي الْفَضْلِ سَعْدِ اللَّهِ بْنِ جَمَاعَةَ بْنِ عَلِيٍّ الْكِنَانِيُّ، قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِمَدِينَةِ حَمَاةَ فِي التَّاسِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَسِتِّمِائَةٍ، قَالَ: أنا الإِمَامُ الْعَلامَةُ مُفْتِي الْفِرَقِ بَقِيَّةُ السَّلَفِ أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الدِّمَشْقِيُّ الشَّافِعِيُّ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَةٍ، قَالَ: أنا عَمِّي الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، إِجَازَةً، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ زَاهِرُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ

ص: 98

الشَّحَّامِيُّ، بِنَيْسَابُورَ، أنا الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ الْخُسْرَوْجِرْدِيُّ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا هَمَّامٌ، ثنا قَتَادَةُ، قَالَ: قُلْتُ لأَنَسٍ رضي الله عنه: أَكَانَتِ الْمُصَافَحَةُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْبُخَارِيُّ الْجُعْفِيُّ، مَوْلاهُمْ، رضي الله عنه، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَمْرِو بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَازِعِ الْكِلابِيِّ الْقَيْسِيِّ الْبَصْرِيِّ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى بْنِ دِينَارٍ الْعَوْذِيِّ، مِنْ بَنِي عَوْذِ بْنِ سَوْدٍ الْبَصْرِيِّ، وَلَهُ كُنْيَتَانِ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبُو بَكْرٍ، عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ قَتَادَةَ بْنِ دِعَامَةَ بْنِ قَتَادَةَ، وَفِي اسْمِ جَدِّهِ قَوْلٌ آخَرُ، وَهُوَ عُكَابَةُ السَّدُوسِيُّ الْبَصْرِيُّ، مِنْ بَنِي سَدُوسِ بْنِ شَيْبَانَ

ص: 99

ابْنِ ذُهْلٍ، وَكَانَ قَتَادَةُ أَكْمَهَ، حَافِظًا أَحْفَظَ مَنْ فِي زَمَانِهِ، كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ يَصِفُهُ، وَيَقُولُ: مَا أَتَانِي مِنَ الْعِرَاقِ أَحْفَظَ مِنْهُ، وَكَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يُعَظِّمُهُ، وَيَقُولُ: وَهَلْ كَانَ فِي الدُّنْيَا مِثْلَ قَتَادَةَ؟ وَقَالَ لَهُ يَوْمًا ابْنُ الْمُسَيِّبِ: مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ مِثْلَكَ، وَكَانَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ يَطْنَبُ فِي ذِكْرِهِ، وَيَنْشُرُ مِنْ عِلْمِهِ وَفِقْهِهِ وَحِفْظِهِ وَمَعْرِفَتِهِ بِالتَّفْسِيرِ وَالاخْتِلافِ، وَيَقُولُ: قَلَّ مَنْ يَتَقَدَّمُهُ، مَاتَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ سِتٍّ وَخَمْسِينَ سَنَةً.

وَيَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْمَذْكُورُ فِي إِسْنَادِنَا، هُوَ يَحْيَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزِّبْرِقَانِ، وَالرَّاوِي عَنْهُ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ سِنَانٍ الأَصَمُّ، الرَّاوِي عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ، صَاحِبِ الإِمَامِ الشَّافِعِيِّ رضي الله عنه، وَالرَّاوِي عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، هُوَ الْحَاكِمُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ النُّعْيَمِيُّ الْبَيِّعُ، صَاحِبُ تَارِيخِ نَيْسَابُورَ، وَعُلُومِ

ص: 100

الْحَدِيثِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى زَاهِرٍ الشَّحَّامِيِّ، قثا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ هَوَازِنَ الْقُشَيْرِيُّ فِي آخَرِينَ، قَالُوا: أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْخَفَّافُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ، ثنا أَبُو يَحْيَى الْبَزَّازُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلائِكَةُ النَّهَارِ وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ ".

أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبُخَارِيُّ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ الدِّمَشْقِيِّ، نَزِيلِ تِنِّيسَ، وَهُوَ مِمَّنِ انْفَرَدَ الْبُخَارِيُّ بِالرِّوَايَةِ عَنْهُ

ص: 101

بِلا وَاسِطَةٍ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِ الْكُتُبِ، وَعَنْ أَبِي رَجَاءٍ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جَمِيلِ بْنِ طَرِيفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ الْبَلْخِيِّ الْبَغْلانِيِّ، وَيُقَالُ اسْمُهُ: يَحْيَى، وَقُتَيْبَةُ لَقَبٌ، وَهُوَ مِمَّنِ اتَّفَقَ الأَئِمَّةُ السِّتَّةُ، الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، عَلَى إِخْرَاجِ حَدِيثِهِ، وَأَخْرَجَهُ الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو الْحُسَيْنِ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ بْنِ مُسْلِمٍ الْقُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ، عَنِ الإِمَامِ أَبِي زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنِ يَحْيَى بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّيْسَابُورِيِّ التَّمِيمِيِّ، ثَلاثَتُهُمْ عَنِ الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مَالِكِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ غَيْمَانَ بْنِ خُثَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، وَهُوَ ذُو أَصْبَحَ، عِدَادُهُمْ فِي بَنِي تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ مِنْ قُرَيْشٍ، الْمَدَنِيِّ إِمَامِ دَارِ الْهِجْرَةِ، كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَقُولُ: مَا أَشَدَّ انْتِقَادَ مَالِكٍ لِلرِّجَالِ، وَكَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ إِذَا ذَكَرَ أَصْحَابَ الزُّهْرِيِّ بَدَأَ بِمَالِكٍ، وَقَدْ رَوَى

ص: 102

الزُّهْرِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، وَهُمَا مِنْ شُيُوخِهِ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ لا يُقَدِّمُ عَلَى مَالِكٍ أَحَدًا

وقال أَبُو حاتم الرازي: مالك بْن أنس إمام أهل الحجاز نقي الرجال، نقي الحديث، وَهُوَ أنقى حديثا من الثَّوْرِيّ والأوزاعي، وَقَالَ الشافعي رضي الله عنه: إذا جاء الأثر فمالك النجم. واشتكى مالك أياما يسيرة، وتشهد عند موته وَقَالَ:{لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} [الروم: 4]، ومات فِي صبيحة أربع عشرة من شهر بيع الأول سنة تسع وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ بالمدينة، ودفن بالبقيع، وضرب الفسطاط عَلَى قبره فِي خلافة هارون، وَكَانَ قد قارب التسعين، ويقال: حمل بِهِ فِي البطن، ثلاث سنين رضي الله عنه.

وَأَبُو الزناد، شيخ مالك، هُوَ عَبْد اللَّه بْن ذكوان القرشي المدني، كنيته أَبُو عَبْد الرَّحْمَن، وَأَبُو الزناد لقب لَهُ اشتهر بِهِ، ويقال: كَانَ يغضب مِنْهُ.

كان سُفْيَان الثَّوْرِيّ يسمي أَبَا الزناد أمير المؤمنين فِي الحديث، وَقَالَ عَبْد ربه بْن سعيد: رأيت أَبَا الزناد دخل مسجد رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ومعه من

ص: 103

الأتباع مثل مَا مع السلطان، فبين سائل عَن الشعر، وبين سائل عَن الحديث، وبين سائل عَن معضلة.

وكان أقدم فِي الفتيا من ربيعة، وَكَانَ فصيحا بصيرا بالعربية، عالما عاقلا، مَاتَ فجأة فِي مغتسله ليلة الجمعة لسبع عشرة خلت من شهر رمضان سنة ثلاثين وَمِائَةٍ، وَهُوَ ابْن ست وَسِتِّينَ سنة، رحمه الله.

وشيخه الأعرج هُوَ أَبُو داود عَبْد الرَّحْمَن بْن هرمز المدني القرشي مولاهم، كَانَ ثقة، كثير الحديث، مَاتَ بالإسكندرية سنة سبع عشرة وَمِائَةٍ، رحمه الله.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى زَاهِرٍ الشَّحَّامِيِّ، قثا وَالِدِي الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ طَاهِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الشَّحَّامِيُّ، إِمْلاءً، قثا أَبُو سَعِيدِ ابْنُ أَبِي عَمْرٍو الصَّيْرَفِيُّ، قثا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

ص: 104

رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ للَّهِ تَعَالَى مَلائِكَةً فَضْلا عَنْ كُتَّابِ النَّاسِ سَيَّاحِينَ فِي الأَرْضِ، فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ عز وجل، يُنَادُوا: هَلُمُّوا إِلَى بَغْيَتِكُمْ، قَالَ: فَيَجِيئُونَ حَتَّى يَحُفُّوا بِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، قَالَ: فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَيْشِ تَرَكْتُمْ عِبَادِي يَصْنَعُونَ؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ يَحْمَدُونَكَ وَيُسَبِّحُونَكَ، قَالَ: فَيَقُولُ: هَلْ رَأَوْنِي؟ فَيَقُولون: لا، فَيَقُولُ: كَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْكَ لَكَانُوا أَشَدَّ تَمْجِيدًا، وَأَشَدَّ ذِكْرًا، قَالَ: فَيَقُولُ: فَأَيْشِ يَطْلُبُونَ؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: يَطْلُبُونَ الْجَنَّةَ. قَالَ: فَيَقُولُ هَلْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: لا. قَالَ: فَيَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا، وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا؟ قَالَ: فَيَقُولُ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ يَتَعَوَّذُونَ؟. قَالَ: فَيَقُولُونَ: يَتَعَوَّذُونَ مِنَ النَّارِ، قَالَ: فَيَقُولُ: هَلْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: لا. قَالَ: فَيَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا تَعَوُّذًا، وَأَشَدَّ مِنْهَا هَرَبًا؟ قَالَ: فَيَقُولُ: فَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ. قَالَ: فَيَقُولُونَ: إِنَّ فِيهِمْ فُلانًا الْخَطَّاءَ، لَمْ يُرِدْهُمْ، وَإِنَّمَا جَاءَ فِي حَاجَةٍ. قَالَ: فَيَقُولُ: هُمُ الْقَوْمُ لا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ ".

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَرِيرٍ الضَّبِّيِّ الرَّازِيِّ، مَوْلِدُهُ بِقَرْيَةٍ مِنْ قُرَى أَصْبَهَانَ، وَنَشَأَ

ص: 105

بِالْكُوفَةِ، وَنَزَلَ قَرْيَةً عَلَى بَابِ الرَّيِّ، وَكَانَ ثِقَةً، كَثِيرَ الْعِلْمِ، يُرْحَلُ إِلَيْهِ، وَكَانَتْ كُتُبُهُ صِحَاحًا، وُلِدَ سَنَةَ مَاتَ الْحُسَيْنُ، سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ عَشِيَّةَ الأَرْبَعَاءَ لِيَوْمٍ خَلا مِنْ جُمَادَى الأُولَى، سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، عَنِ الإِمَامِ الْحَافِظِ أَبِي مُحَمَّدٍ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ الأَعْمَشِ الأَسَدِيِّ الْكَاهِلِيِّ الْكُوفِيِّ، كَانَ يَحْيَى الْقَطَّانُ إِذَا ذَكَرَهُ قَالَ: كَانَ نَاسِكًا مُحَافِظًا عَلَى الصَّلاةِ فِي جَمَاعَةٍ، وَعَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ، وَهُوَ عَلامَةُ الإِسْلامِ. وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ: مَا رَأَيْنَا نَحْنُ وَلا الْقَرْنُ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَنَا مِثْلَ الأَعْمَشِ، وَمَا رَأَيْتُ الأَغْنِيَاءَ والسَّلاطِينَ عِنْدَ أَحَدٍ أَحْقَرَ مِنْهُمْ عِنْدَ الأَعْمَشِ مَعَ فَقْرِهِ وَحَاجَتِهِ. وَكَانَ جَرِيرٌ إِذَا حَدَّثَ عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: هَذَا الدِّيبَاجُ الْخُسْرَوَانِيُّ، وَكَانَ شُعْبَةُ يُسَمِّي الأَعْمَشَ: الْمُصْحَفَ مِنْ صِدْقِهِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ يُسَمِّيهِ سَيِّدَ الْمُحَدِّثِينَ، وَكَانَ الأَعْمَشُ أَخَذَ الْقِرَاءَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، وَرَأَسَ فِي ذَلِكَ، كَانَ فَصِيحًا، وَكَانَ عَالِمًا بِالْفَرَائِضِ، وَكَانَ مُطْرِحَ التَّكَلُّفِ، يَمْضِي إِلَى الْجُمُعَةِ، وَعَلَيْهِ فَرْوٌ وَالصُّوفُ إِلَى خَارِجٍ، وَعَلَى كَتِفِهِ مِنْدِيلُ الْخُوَانِ عِوَضًا عَنِ الرِّدَاءِ، وَقَالَ شُعْبَةُ: مَا شَفَانِي أَحَدٌ مِنَ الْحَدِيثِ مَا شَفَانِي الأَعْمَشُ، وَقَالَ هُشَيْمٌ: مَا رَأَيْتُ بِالْكُوفَةِ أَحَدًا أَقْرَأَ لِكِتَابِ اللَّهِ عز وجل مِنَ الأَعْمَشِ، وَلا أَجْوَدَ حَدِيثًا، وَلا أَفْهَمَ، وَلا أَسْرَعَ إِجَابَةً لِمَا يُسْأَلُ عَنْهُ، وَقَالَ عَلِيُّ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لِلأَعْمَشِ نَحْوُ أَلْفٍ وَثَلاثِمِائَةِ

ص: 106

حَدِيثٍ. وَقَالَ وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ: كَانَ الأَعْمَشُ قَرِيبًا مِنْ سَبْعِينَ سَنَةً، لَمْ تَفُتْهُ التَّكْبِيرَةُ الأُولَى. مَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وُلِدَ سَنَةَ سِتِّينَ، وَمَاتَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ بَعْدَ مَوْتِ مَنْصُورٍ، بِسِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً

وأبو صالح شيخ الأعمش هُوَ ذكوان الزيات المدني، كَانَ يجلب السمن والزيت إِلَى المدينة.

قال أَحْمَد بْن حَنْبَل: أَبُو صالح من أجل الناس وأوثقهم ومن أصحاب أَبِي هُرَيْرَةَ، وقد شهد الدار زمن عثمان رضي الله عنه، وَكَانَ كثير الحديث، وإذا قدم الكوفة ينزل فِي بني أسد، فيؤمم بني كاهل، وَكَانَ عظيم اللحية، وَكَانَ يخللها، وَكَانَ يقول: مَا كنت أتمنى من الدنيا إِلا ثوبين أبيضين أجالس فيهما أَبَا هُرَيْرَةَ، تُوُفِّيَ سنة إحدى وَمِائَةٍ بمدنية رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

ص: 107

[2] إبراهيم بْن خليل بْن عَبْد اللَّه الأدمي الدمشقي أَبُو إسحاق بْن أَبِي الصفا

شيخ من أهل دمشق، من شيوخ الرواية، وَهُوَ أخو الإِمَام الْحَافِظ أَبِي الحجاج يوسف بْن خليل، نزيل حلب، وَهُوَ الَّذِي أسمعه، وأفاده، واستجاز لَهُ فِي رحلته، سَمِعَ من أَبِي الفرج يَحْيَى بْن محمود الثقفي، والفقيه أَبِي مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيّ الخرقي، وأبي الفضل إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ الجنزوي الشروطي، وأبي طاهر بركات بْن إبراهيم الخشوعي، وغيرهم، وحدث وأخذ عَنْهُ الناس، ذكره أَبُو الفتح ابْن حاجب فِي معجم شيوخه، وسافر فِي آخر عمره إِلَى حلب، وأسمع بها، كَانَ مولده فِي يوم عيد الفطر سنة خمس وَسَبْعِينَ وخمسمائة بدمشق، وعدم بحلب فِي العشر الأوسط من صفر سنة ثمان وَخَمْسِينَ وستمائة، لما دخلها التتار خذلهمم اللَّه تَعَالَى، وذكر أنه استشهد فِي سبيل اللَّه، رحمه الله وإيانا.

ص: 108

أخبرنا الشَّيْخُ النَّجِيبُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَلِيلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَدَمِيُّ، إِجَازَةً، فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، مِنْ دِمَشْقَ، قَالَ: أنا الشَّيْخُ الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُسَلَّمِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ اللَّخْمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْخِرَقِيِّ الْمُعَدَّلُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، قَالَ: أنا الأَمِينُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمَوَازِينِيُّ.

ح وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ مَكِّيُّ بْنُ الْمُسَلَّمِ بْنِ مَكِّيِّ بْنِ خَلَفِ بْنِ عَلانَ الْقَيْسِيُّ، إِجَازَةً، قَالَ: أنا أَبُو الْمَجْدِ الْفَضْلُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَانْيَاسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أنا الأَخَوَانِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيٌّ، وَأَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدٌ ابْنَا الْحَسَنِ ابْنِ الْمَوَازِينِيِّ السّلمِيِّ، قَالَ: أنا أَبُو عَبْدُ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ سُلْوَانَ الْمَازِنِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْفَضْلُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِيمِيُّ الْمُؤَذِّنُ، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَرَجِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ، قثا أَبُو مُسْهِرٍ عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ الْغَسَّانِيُّ، قثا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، عَنْ جِبْرِيلَ عليه السلام، عَنِ اللَّهِ تبارك وتعالى أَنَّهُ قَالَ: «يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلا تَظَالَمُوا، يَا عِبَادِي! إِنَّكُمُ الَّذِينَ تُخْطِئُونَ باللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، وَأَنَا الَّذِي أَغْفِرُ الذُّنُوبَ وَلا أُبَالِي، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، يَا عِبَادِي! كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يَا عِبَادِي! كُلُّكُمْ عَارٍ إِلا مَنْ كَسَوْتُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسِكُمْ، يَا عِبَادِي! لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ مِنْكُمْ، لَمْ يَنْقُصْ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي! لَوْ

ص: 109

أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلَبِ رَجُلٍ مِنْكُمْ لَمْ يَزِدْ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي! لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ مَا سَأَلَ، لَمْ يَنْقُصْ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا إِلا كَمَا يَنْقُصُ الْبَحْرُ أَنْ يُغْمَسَ الْمِخْيَطُ فِيهِ غَمْسَةً وَاحِدَةً، يَا عِبَادِي! إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أَحْفَظُهَا عَلَيْكُمْ، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفْسَهُ».

وَبِالإِسْنَادِ قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: كَانَ أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيُّ إِذَا حَدَّثَ بِهَذا الْحَدِيثِ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ.

هَذَا حَدِيثٌ عَالٍ صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُحَمَّدٍ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيِّ، الدِّمَشْقِيُّ، مَاتَ بِهَا سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، عَنْ أَبِي شُعَيْبٍ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ الإِيَادِيِّ، الْقَصِيرِ الدِّمَشْقِيِّ، كَانَ مِنَ التَّابِعِينَ، وَكَانَ يُفَضَّلُ عَلَى مَكْحُولٍ، خَرَجَ غَازِيًا نَحْوَ الْمَغْرِبِ فِي بَعْثٍ بَعَثَهُ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَتَلَهُ الْبَرْبَرُ، سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ عَائِذِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَوْلانِيِّ، قَاضِي دِمَشْقَ، مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ، الذين أَدْرَكَوُا زَمَنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم،

ص: 110

فَإِنَّهُ وُلِدَ عَامَ حُنَيْنٍ، وَمَاتَ سَنَةَ ثَمَانِينَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ، وَاخْتُلِفَ فِي اسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ، وَأَصَحُّ مَا قِيلَ فِيهِ: جُنْدُبُ بْنُ جُنَادَةَ بْنِ سُفْيَانَ، كَانَ رَابِعَ الإِسْلامِ عَلَى الْمَشْهُورِ، وَأَوَّلَ مَنْ حَيَّا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِتَحِيَّةِ الإِسْلامِ، قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: لَيْسَ لأَهْلِ الشَّامِ حَدِيثٌ أَشْرَفَ مِنْهُ، وَرِجَالُ إِسْنَادِهِ دِمَشْقِيُّونَ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي صَحِيحِهِ مُنْفَرِدًا بِهِ عَلَى الْحَافِظِ الثِّقَةِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الصاغاني الخراساني، ساكن بغداد مات سنة سبعين ومائتين، عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ مُسْهِرِ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى الْغَسَّانِيِّ

ص: 111

الدِّمَشْقِيِّ، مَاتَ بِبَغْدَادَ فِي السِّجْنِ، سَجَنَهُ الْمَامُونُ فِي الْمِحْنَةِ يَوْمَ الأَرْبَعَاءِ غُرَّةَ رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ بَابِ التِّبْنِ، وَمَوْلِدُهُ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ أَيْضًا عَنِ الإِمَامِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيِّ السَّمَرْقَنْدِيِّ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيِّ، كِلاهُمَا عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا لِمُسْلِمٍ، وَللَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ

وَأَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَلِيلٍ الدِّمَشْقِيُّ، إِجَازَةً، قَالَ: أنا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ الثَّقَفِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْحَدَّادُ، بِقِرَاءَةِ وَالِدِي عَلَيْهِ وَأَنَا حَاضِرٌ فِي شَهْرِ رَجَبٍ مِنْ سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ وَخَمْسِمِائَةٍ، بِأَصْبَهَانَ، قَالَ: أنا الْحَافِظُ أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ سِبْطُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْبَنَّاءِ، قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ، قثا أَبُو مَسْعُودٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ الرَّازِيُّ

ص: 112

الْحَافِظُ، أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ حَيًّا مِنَ الْعَرَبِ اجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ، فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«لَوْ خَرَجْتُمْ إِلَى إِبِلِنَا فَأَصَبْتُمْ مِنْ أَلْبَانِهَا» ، قَالَ حُمَيْدٌ: قَالَ قَتَادَةُ: «وَأَبْوَالِهَا» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي عُبَيْدَةَ حُمَيْدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَاخْتُلِفَ فِي اسْمِ أَبِيهِ عَلَى أَقْوَالٍ مِنْهَا: تِيرَوَيْهِ، وَقِيلَ: الطَّوِيلُ لِقِصَرِهِ، كَانَ قَصِيرَ الْقَامَةِ، طَوِيلَ الْيَدَيْنِ، مَوْلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ ضَمْضَمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ الأَنْصَارِيِّ الْخَزْرَجِيِّ النَّجَّارِيِّ خَادِمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، انْفَرَدَ مُسْلِمٌ بِإِخْرَاجِهِ، فَرَوَاهُ فِي الْمَنَاسِكِ، مِنْ

ص: 113

صَحِيحِهِ، عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنِ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيِّ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ هُشَيْمِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيِّ، وَأَبِي حَمْزَةَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، وَحُمَيْدٍ، كُلُّهُمْ عَنْ أَنَسٍ، وَاتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ طُرُقٍ عِدَّةٍ، مِنْ حَدِيثِ أَبِي قِلابَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ الْجَرْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَتَمَّ مِنْ هَذَا بِأَلْفَاظٍ مُتَقَارِبَةٍ، فَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْمَغَازِي، عَنْ أَبِي يَحْيَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْمَعْرُوفِ بِصَاعِقَةَ، عَنْ أَبِي عُمَرَ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ الْحَوْضِيِّ، عَنْ أبي إِسْمَاعِيلَ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ الأَزْدِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي تَمِيمَةَ، وَاسْمُهُ كَيْسَانُ السَّخْتِيَانِيُّ، وَأَبِي الصَّلْتِ حَجَّاجِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ الصَّوَّافِ جَمِيعًا، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ سَلْمَانَ، مَوْلَى أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي مُوسَى هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَمَّالِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِي

ص: 114

سُنَنِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، فَرَوَاهُ عَنْ أَبِي الْمُعَافَى مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ الْحَرَّانِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْبَاهِلِيِّ الْحَرَّانِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ مَخْلَدِ بْنِ يَزِيدَ، وَيُقَالُ: ابْنُ أَبِي يَزِيدَ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ الْجَزَرِيِّ الرُّهَاوِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ الْيَامِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ. وَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا، وَبِاعْتِبَارِ الْعَدَدِ، كَأَنَّ شَيْخِي سَمِعَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنَ الْبُخَارِيِّ، وَمُسْلِمٍ، وَالنَّسَائِيِّ، وَللَّهِ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَالٍ مِنْ حَدِيثِ الإِمَامِ أَبِي خَالِدٍ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ الْوَاسِطِيِّ السّلمِيِّ، أَحَدِ أَئِمَّةِ الإِسْلامِ، كَانَ يَقُولُ: أَحْفَظُ لِلشَّامِيِّينَ عِشْرِينَ أَلْفَ وَلا فَخْرَ، وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: مَا رَأَيْتُ أَتْقَنَ حِفْظًا مِنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، وَكَانَ مَوْصُوفًا بِكَثْرَةِ الْعِبَادَةِ، وَحُسْنِ الصَّلاةِ، لَمْ يَكُنْ يَفْتُرُ مِنْ صَلاةِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، هُوَ وَهُشَيْمٌ، مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ سِتٍّ وَمِائَتَيْنِ.

ص: 115

[3] إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَضْلٍ الْوَاسِطِيُّ ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ الْحَنْبَلِيُّ الزَّاهِدُ الْعَابِدُ أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ

كَانَ شَيْخُنَا كَبِيرَ الْقَدْرِ، مُعَظَّمًا مُهَابًا، لَهُ وَقْعٌ فِي الْقُلُوبِ وَجَلالَةٌ، مُلازِمًا لِلتَّعَبُّدِ لَيْلا وَنَهَارًا، وَيُنْكِرُ الْمُنْكَرَ، وَيُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ، وَيَقْضِي الْحُقُوقَ، وَيَعُودُ الْمَرْضَى، وَيَشْهَدُ الْجَنَائِزَ، وَكَانَ مُعَظِّمًا لِلشِّعَائِرِ وَالْحُرُمَاتِ، وَعِنْدَهُ عِلْمٌ جَيِّدٌ، وَفِقْهٌ حَسَنٌ، وَكَانَ يَدْرُسُ وَيُفْتِي، وَكَانَ دَاعِيَةً إِلَى مَذْهَبِ السَّلَفِ رضي الله عنهم، مُثَابِرًا عَلَى السَّعْيِ فِي هِدَايَةِ مَنْ يَرَى فِيهِ زَيْغًا عَنْ ذَلِكَ، مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّمِائَةٍ، وَسَمِعَ الْحَدِيثَ بِدِمَشْقَ وَظَاهِرِهَا مِنْ جَمَاعَةٍ كَثِيرَةٍ، مِنْهُمُ: الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ ابْنُ الْحَرَسْتَانِيِّ، وَأَبُو الْبَرَكَاتِ دَاوُدُ ابْنُ مُلاعِبٍ، وَأَبُو نَصْرٍ مُوسَى ابْنُ الشَّيْخِ عَبْدِ الْقَادِرِ، وَأَبُو الْفُتُوحِ ابْنُ الْجُلاجِلِيِّ، وَشَيْخُ الإِسْلامِ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ قُدَامَةَ، وَوَلَدُهُ

ص: 116

أَبُو الْمَجْدِ عِيسَى، وَالإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ رَاجِحٍ، وَأَبُو الْقَاسِمِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ السّلمِيُّ الْعَطَّارُ، وَأَبُو الْمَجْدِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَزْوِينِيُّ، وَأَبُو الْمَحَاسِنِ مُحَمَّدُ بْنُ السَّيِّدِ ابْنِ أَبِي لُقْمَةَ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْبُنِّ الأَسَدِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْمُبَارَكِ بْنِ الزُّبَيْدِيِّ، وَالإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْمَقْدِسِيُّ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ، بن هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مَحْفُوظِ بْنِ صَصَرَى، وَأَبُو صَادِقٍ الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ صَبَّاحٍ الْمَخْزُومِيُّ، وَأَبُو الْمُنَجَّى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ ابْنِ اللَّتِّيِّ، وَأَبُو الْفَرَجِ

ص: 117

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَجْمِ ابْنِ الْحَنْبَلِيِّ، وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مَحْمُودِ ابْنِ الصَّابُوِنِّي، وَأَبُو الْمُفَضَّلِ مُكْرَمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الصَّقْرِ الْقُرَشِيُّ، وَأَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْن يَحْيَى بْن شافع المؤذن النابلسي، وسمع بحمص، وحلب، وحران، والموصل، والبيت المقدس، ودخل إِلَى بغداد فِي سنة ثلاث وَعِشْرِينَ وستمائة طالب حَدِيث وفقه، ونزل بمدرسة ابْن الجوزي بباب الأزج، وأقام مدة، ثم إنه سافر إِلَى الموصل، وأقام بها مدة يشتغل بالعلم، ثم رجع إِلَى بغداد، ومن شيوخه الذين سَمِعَ عليهم ببغداد: أَبُو الفرج الفتح بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد السلام، وَأَبُو الْحَسَن عَبْد السلام بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيّ بْن سكينة، وَأَبُو الفضل عَبْد السلام بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن بكران الداهري، وَأَبُو مُحَمَّد يونس بْن سعيد بْن مسافر القطان وَأَبُو المعالي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صالح بْن شافع الجيلي، وَأَبُو منصور مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن المبارك بْن عفيجة البندنيجي، وَأَبُو هُرَيْرَةَ

ص: 118

مُحَمَّد بْن ليث بْن شجاع الأزجي اللبان، وَأَبُو الرضا مُحَمَّد بْن المبارك بْن عَبْد الرَّحْمَن ابْن عصية الحربي، وَأَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي حرب النرسي، وَأَبُو المحاسن مُحَمَّد بْن هِبَة اللَّهِ بْن عَبْد العزيز ابْن المراتبي البيع، وَأَبُو نصر أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن النرسي الضرير، وَأَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن إسحاق بْن موهوب ابْن الجواليقي، وَأَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن المبارك بْن الزبيدي، وَأَبُو يَحْيَى زكريا بْن عَلِيّ بْن حسان العلبي، وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَن بْن عتيق بْن عَبْد العزيز بْن

ص: 119

صيلا الحربي، وَأَبُو طالب عَبْد المحسن بْن أَبِي العميد بْن خالد الخفيفي الأبهري المعروف بالحجة، وَأَبُو القاسم عَلِيّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيّ ابن الجوزي، وَأَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن أَبِي بكر بْن روزبة القلانسي العطار، وَأَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن النفيس بْن بوزنداز الحاجب المأموني، والإمام أَبُو حفص عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه السهروردي، وَأَبُو حفص عُمَر بْن كرم بْن أَبِي الْحَسَن الحمامي الجعفري، وَأَبُو الوقت محاسن بْن عُمَر بْن رضوان الخزائني الأزجي، وَأَبُو نصر المهذب بْن عَلِيّ بْن أَبِي نصر بْن قنيدة، وَأَبُو صالح نصر بْن عَبْد الرزاق بْن عَبْد القادر الجيلي، وأم الفضل لبابة بنت أَحْمَد بْن أَبِي الفضل ابْن الثلاجي الحربي، وشرف النساء بنت

ص: 120

أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن الآبنوسي، وأمة العزيز نهاية بنت صدقة بْن عَلِيّ الأوسي، وياسمين بنت سالم بْن البيطار، وله إجازات من جماعة من شيوخ أصبهان، وهمذان، وبغداد، مثل أَبِي الفخر أسعد بْن سعيد بْن محمود بْن روح، وأبي الفتوح داود بْن معمر بْن الفاخر، وأبي المجد زاهر بْن أَبِي طاهر الثقفي، وأبي الفضل عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الوهاب بْن صالح بْن المعزم، وأبي القاسم عَبْد اللطيف بْن مُحَمَّد الخوارزمي، وأبي القاسم عَلِيّ بْن منصور بْن الْحَسَن الثقفي، وأبي الفتوح مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الجنيد الأصبهاني، والحافظ أَبِي مُحَمَّد عَبْد العزيز بْن محمود بْن الأخضر، والإمام أَبِي أَحْمَد عَبْد الوهاب بْن عَلِيّ ابْن سكينة، وأبي البقاء عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن العكبري، وأبي حفص عُمَر بْن مُحَمَّد بْن طبرزد، ولم يزل هَذَا الشَّيْخ رضي الله عنه ملازما للعبادات معمور الأوقات بتحصيل الخيرات مدة تقارب ستين سنة إِلَى أن درج إِلَى رحمة اللَّه فِي يوم الجمعة آخر النهار الرابع عشر من جمادى الآخرة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وستمائة، ودفن بكرة يوم السبت بتربة الشَّيْخ موفق الدين ابْن قدامة، بسفح جبل ......

ص: 121

قاسيون، وحضر جنازته جمع كثير ورؤيت لَهُ المنامات الصالحة، وَكَانَ والده رجلا خيرا، من أهل القرآن، حدث أَيْضًا، رحمهما اللَّه.

أخبرنا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْعَالِمُ بَقِيَّةُ السَّلَفِ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَضْلِ بْنِ الْوَاسِطِيِّ الْحَنْبَلِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، بِالْجَامِعِ الْمُظَفَّرِيِّ، قَالَ: أنا الشَّيْخَانِ الإِمَامُ شَيْخُ الشُّيُوخِ أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سَكِينَةَ، وَأَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ طَبَرْزَدَ الْمُؤَدِّبُ الْبَغْدَادِيَّانِ، إِجَازَةً مِنْ بَغْدَادَ.

ح وَأَخْبَرَنَا الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ قُدَامَةَ، وَآخَرُونَ، قِرَاءَةً عَلَيْهِمْ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالُوا: أنا أَبُو حَفْصِ بْنُ طَبَرْزَدَ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ

ص: 122

وَنَحْنُ نَسْمَعُ، قَالا: أنا أَمِينُ الْحَضْرَةِ أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْحُصَيْنِ الشَّيْبَانِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ الْبَزَّازُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ الْبَزَّازُ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى الأَسَدِيُّ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى امْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فِي نَخْلٍ لَهَا، يُقَالُ لَهُ: الأَسْوَافُ، فَفَرَشَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، تَحْتَ صَوْرٍ لَهَا

ص: 123

مَرْشُوشٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«الآنَ يَاتِيكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ:«الآنَ يَاتِيكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» ، فَجَاءَ عُمَرُ، ثُمَّ قَالَ:«الآنَ يَاتِيكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» ، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ مُطَاطِئًا رَاسَهُ مِنْ تَحْتِ الصُّورِ، ثُمَّ يَقُولُ:«اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ عَلِيًّا» ، فَجَاءَ عَلِيٌّ، ثُمَّ إِنَّ الأَنْصَارِيَّةَ ذَبَحَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَاةً وَصَنَعَتْهَا، فَأَكَلَ وَأَكَلْنَا فَلَمَّا حَضَرَتِ الظُّهْرُ، قَامَ فَصَلَّى وَصَلَّيْنَا، مَا تَوَضَّأَ، وَلا تَوَضَّانَا، فَلَمَّا حَضَرَتِ الْعَصْرَ صَلَّى وَمَا تَوَضَّأَ وَلا تَوَضَّانَا.

أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ، عَنِ الإِمَامِ الْحَافِظِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ نَصْرٍ الْكَشِّيِّ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ عَدِيٍّ بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا.

وَزَكَرِيَّا بْنُ عَدِيِّ بْنِ الصَّلْتِ بْنِ بِسْطَامٍ الْكُوفِيُّ أَبُو يَحْيَى، أَخُو

ص: 124

يُوسُفَ بْنِ عَدِيٍّ، سَكَنَ بَغْدَادَ، وَمَاتَ بِهَا، وَكَانَا رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ ثِقَتَيْنِ، وَزَكَرِيَّا أَرْفَعُ مِنْ يُوسُفَ، وَكَانَ زَكَرِيَّا حَافِظًا جَلِيلا، جَاءَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، فَقَالا: أَخْرِجْ إِلَيْنَا كِتَابَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الرَّقِّيِّ، فَقَالَ: مَا تَصْنَعُونَ بِالْكِتَابِ؟ خُذُوا عَنِّي أُمْلِي عَلَيْكُمْ كُلَّهُ، وَكَانَ يُحَدِّثُ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِ الأَعْمَشِ، فَيُمَيِّزُ أَلْفَاظَهُمْ، وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ، صَدُوقًا، مُتَقَشِّفًا، حَسَنَ الْهَيْئَةِ، مَاتَ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلافَةِ الْمَامُونِ رحمه الله.

ص: 125

[4] إبراهيم بْن عُمَر بْن مضر بْن مُحَمَّد بْن فارس بْن إبراهيم بْن أَحْمَد المقرئ البرزي، الواسطي أَبُو إسحاق بْن البرهان التاجر

شيخ جليل ذو دين متين، ونسك ظاهر، كثير الخير، من أماثل الناس وسرواتهم، عدل، كبير القدر، مبارك، كثير الصدقة، انتسب لَهُ رجل من أشراف مَكَّةَ إِلَى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وسرد نسبه وَهُوَ يسمع فأعطاه ألف دينار، وَقَالَ: هَذِهِ هدية مني إِلَى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

حدث بـ صحيح مسلم عَن منصور ابْن الفراوي، بدمشق،

ص: 126

ومصر، والقاهرة، وحضر مجلسه جمع كثير، وحدث أَيْضًا بدمشق عَن المؤيد بْن مُحَمَّد الطوسي بكتاب موطأ مالك رواية أَبِي مصعب الزهري، ذكره الشَّيْخ الإِمَام الْحَافِظ أَبُو حَامِد مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الصابوني فِي كتابه الَّذِي ذيل بِهِ عَلَى كتاب أَبِي بكر ابْن نقطة البغدادي، وَأَبُو بكر هَذَا ذيل بكتابه عَلَى كتاب الإكمال للأمير الْحَافِظ أَبِي نصر عَلِيّ بْن هِبَة اللَّهِ بْن ماكولا، رحمهم الله، مولد شيخنا هَذَا فِي سنة ثلاث وَتِسْعِينَ وخمسمائة

ص: 127

بمدينة واسط، وَتُوُفِّيَ فِي يوم الاثْنَيْنِ الحادي عشر من رجب سنة أربع وَسِتِّينَ وستمائة بثغر الإسكندرية، ودفن بين الميناوين بتربة ابْن عطاف، ووصل خبره إِلَى دمشق فصلي عليه بالجامع الأعظم يوم الجمعة سابع عشر شعبان من السنة المذكورة، تغمده اللَّه برحمته.

أخبرنا الشَّيْخُ الْجَلِيلُ الثِّقَةُ الثَّبْتُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُضَرَ الْوَاسِطِيُّ الْمُقْرِئُ التَّاجِرُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ بِالْجَامِعِ الأَزْهَرِ، بِقَاهِرَةِ مِصْرَ، فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسِتِّمِائَةٍ، قَالَ: أنا الشَّيْخُ الإِمَامُ أَبُو الْفَتْحِ مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْفُرَاوِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ بِنَيْسَابُورَ، قَالا: أنا الإِمَامُ فَقِيهُ الْحَرَمِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ أَحْمَدَ الْفُرَاوِيُّ، قَالَ: أنا الشَّيْخُ الزَّكِيُّ أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَارِسِيُّ، قَالَ أنا الإِمَامُ أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَمْرُوَيْهِ بْنِ مَنْصُورٍ الْجُلُودِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ، قثا الإِمَامُ أَبُو الْحُسَيْنِ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْحَافِظُ، ثنا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

ص: 128

رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ، وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ، وَدُونَ الْبَغْلِ يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، قَالَ: فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ. قَالَ: فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي تَرْبِطُ بِهِ الأَنْبِيَاءُ. قَالَ: ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجْتُ فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ صلى الله عليه وسلم بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ، فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: اخْتَرْتَ الْفِطْرَةَ. قَالَ: ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ صلى الله عليه وسلم فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أنا بِآدَمَ عليه السلام، فَرَحَّبَ بِي، وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ، ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ عليه السلام، فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا بِابْنَيِ الْخَالَةِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، وَيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّاءَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا، فَرَحَّبَا وَدَعَوَا لِي، ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أنا بِيُوسُفَ صلى الله عليه وسلم، وَإِذَا هُوَ قَدْ أُعْطِيَ شَطْرَ الْحُسْنِ، قَالَ: فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ، ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ صلى الله عليه وسلم، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ. فَفَتَحَ لَنَا، فَإِذَا أنا بِإِدْرِيسَ عليه السلام، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} ، ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟

ص: 129

قَالَ: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أنا بِهَارُونَ صلى الله عليه وسلم، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ، ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ عليه السلام، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى صلى الله عليه وسلم، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ، ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا بِإِبْرَاهِيمَ صلى الله عليه وسلم مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، وَإِذَا هُوَ يَدْخُلُهُ كُلُّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ لا يَعُودُونَ إِلَيْهِ، ثُمَّ ذَهَبَ بِي إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَإِذَا وَرَقُهَا كَآذَانِ الْفِيَلَةِ، وَإِذَا ثَمَرُهَا كَالْقِلالِ، قَالَ: فَلَمَّا غَشِيَهَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى مَا غَشِيَ تَغَيَّرَتْ، فَمَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَنْعَتَهَا مِنْ حُسْنِهَا، فَأَوْحَى إِلَيَّ مَا أَوْحَى، فَفَرَضَ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلاةً، فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَنَزَلْتُ إِلَى مُوسَى صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: خَمْسِينَ صَلاةً، قَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ ذَلِكَ، فَإِنِّي قَدْ بَلَوْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَخَبِرْتُهُمْ، قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّي، فَقُلْتُ: يَا رَبِّ! خَفِّفْ عَلَى أُمَّتِي فَخَفَّفَ عَنِّي خَمْسًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقُلْتُ: حَطَّ عَنِّي خَمْسًا، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لا يُطِيقُونَ ذَلِكَ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، قَالَ: فَلَمْ أَزَلْ أَرْجِعُ بَيْنَ رَبِّي تبارك وتعالى، وَبَيْنَ مُوسَى عليه السلام، حَتَّى قَالَ: يَا مُحَمَّدُ! إِنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَوَاتٍ، كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، لِكُلِّ صَلاةٍ عَشْرٌ، فَذَلِكَ

ص: 130

خَمْسُونَ صَلاةً، وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْلَمْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ عَشْرًا، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ شَيْئًا، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ سَيِّئَةً وَاحِدَةً، قَالَ: فَنَزَلْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى مُوسَى صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَقُلْتُ: قَدْ رَجَعْتُ إِلَى رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيِّ، قَالَ: أنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْجُلُودِيُّ، قثا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَاسَرْجَسِيُّ، ثنا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بِهَذَا الْحَدِيثِ.

وَقَعَ لَنَا هَذَا الْحَدِيثُ مُوَافَقَةً عالية لِمُسْلِمٍ فِي هَذِهِ الطَّرِيقِ الثَّانِيَةِ، وَالْحَمْدُ للَّهِ عَلَى ذَلِكَ، وَشَيْخُ مُسْلِمٍ الَّذِي وَافَقْنَاهُ فِيهِ هُوَ أَبُو مُحَمَّدٍ شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فَرُّوخَ الْحَبَطِيُّ مَوْلاهُمُ الأُبُلِّيُّ، وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ أَوْ قَبْلَهَا، وَتُوُفِّيَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَقِيلَ: فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ، رَوَى عَنْهُ مِنْ أَصْحَابِ الْكُتُبِ السِّتَّةِ: مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَرَوَى النَّسَائِيُّ عَنْ رَجُلٍ، عَنْهُ

ص: 131

[5] إبراهيم بْن هِبَة اللَّهِ بْن المسلم بْن هِبَة اللَّهِ بْن حسان بْن مُحَمَّد بْن منصور بْن أَحْمَد البارزي الجهني الحموي أَبُو الطاهر بْن أَبِي القاسم بْن أَبِي المعالي

أحد الأئمة المشهورين، والعلماء العاملين، والقضاة العادلين، كَانَ رحمه الله درس بدمشق بالمدرسة الرواحية، فِي سنة تسع وستمائة، وأعاد للشيخ الإِمَام أَبِي منصور عَبْد الرَّحْمَن ابْن عساكر، ودرس بحماة فِي سنة ثلاث وَأَرْبَعِينَ وستمائة بالمدرسة الخطيبية، ولم يَزَلْ مُدَرِّسَهَا إِلَى حين وفاته،

ص: 132

ودرس أَيْضًا بالمعرة مدة، وأفتى مدة طويلة، وولي قضاء حماة وأعمالها سنة إحدى وَخَمْسِينَ وستمائة، ولم يزل قاضيا إِلَى أن مَاتَ، وَكَانَ مفننا يعرف التفسير، والحديث، والفقه، والأصولين، والنحو، ويحفظ كثيرا من الرقائق، وَكَانَ يكرر عَلَى نحو الثلث من كتاب نهاية المطلب فِي الفقه، وقيل: إنه كرر عَلَى الجميع، وَكَانَ رقيق القلب، سريع الدمعة، يصوم الدهر، ويقوم الليل، مع كبر السن، ولا يفرط في شيء من أوقاته، قد وطف على نفسه أورادا من العبادة ليلا ونهارا، واختصر فِي آخر عمره من لباسه، فكان يلبس عَلَى رأسه بطانة من الخام آذرعا يسيره، بذؤابة لطيفة، ولم يزل عَلَى ذلك إِلَى أن تُوُفِّيَ إِلَى رحمة اللَّه تَعَالَى فِي العشرين من شعبان سنة تسع وَسِتِّينَ وستمائة بمدينة حماة، ودفن بداره بالسوق الأسفل، وقد بلغ من العمر تسعين سنة، ولما تُوُفِّيَ كنت مع الجيش عَلَى حصن الأكراد، وَكَانَ قدومي فِي هَذِهِ المرة من الديار المصرية إِلَى حماة لرؤيته، وزيارة والدي رضي الله عنهما، فإني كنت قرأت عليه جميع كتاب التنبيه، دروسا وانتفعت بِهِ وصحبته، ومما حفظته مِنْهُ هَذَا الدعاء: اللهم فرغنا لما خلقتنا

ص: 133

لأجله، ولا تشغلنا بما تكفلت لنا بِهِ، اللهم لا تحرمنا ونحن نسألك، ولا تعذبنا ونحن نستغفرك، اللهم علمنا حتى نعلم، وفهمنا حتى نفهم، فإنا لا نفهم عنك إِلا بك.

أخبرنا شَيْخُنَا الإِمَامُ الْعَلامَةُ بَقِيَّةُ السَّلَفِ، مُفْتِي الْفِرَقِ، قَاضِي الْقُضَاةِ شَيْخُ الإِسْلامِ أَبُو الطَّاهِرِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ الْمُسَلَّمِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ الْبَارِزِيِّ الْجُهَنِيُّ الْحَمَوِيُّ رضي الله عنه بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِمَنْزِلِهِ بِحَمَاةَ، فِي السَّادِسِ مِنْ جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَسِتِّمِائَةٍ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمُ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْبَرْنِيِّ الْحَرْبِيُّ، قَالَ: أنا الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْخَشَّابِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: أنا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السِّمْنَانِيُّ.

ح قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ ابْنُ الْبِرْنِيِّ شَيْخُ شَيْخِنَا: وَأَخْبَرَنِي أَيْضًا أَبُو الْفَتْحِ يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُقَلِّدٍ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: أنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّنُوخِيُّ، قَالا: أنا الإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَاحِدِيُّ، قَالَ: أنا الأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ، أنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بِلالٍ، ثنا يَحْيَى بْنِ رَبِيعٍ الْمَكِّيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنِي الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " قَالَ اللَّهُ عز وجل: قَسَّمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، فَإِذَا قَالَ:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ، قَالَ: حَمِدَنِي عَبْدِي، أَوْ أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قَالَ: فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ، قَالَ: هَذِهِ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ،

ص: 134

وَإِذَا قَالَ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} ، قَالَ: هَذِهِ لَكَ ".

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنِ الإِمَامِ أَبِي يَعْقُوبَ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيِّ الْمَرْوَزِيِّ، الْمَعْرُوفِ بِابْنِ رَاهَوَيْهِ، إِمَامِ أَهْلِ خُرَاسَانَ، مَاتَ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَقِيلَ: سَنَةَ سَبْعٍ، بِنَيْسَابُورَ، عَنِ الإِمَامِ أَبِي مُحَمَّدٍ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ الْهِلالِيِّ بِهِ، فَوَقَعَ بَدَلا.

ص: 135

‌من اسمه أَحْمَد وهم ستة

[6] أَحْمَد بْن شيبان بْن تغلب بْن حيدرة بْن شيبان بْن سيف بْن طراد بْن عقيل بْن وثاب بْن شيبان الشيباني الصالحي المؤدب الخياط الأديب أَبُو العباس بْن أَبِي مُحَمَّد

من شيوخ جبل قاسيون، من الرواة المعروفين. أسمعه أخوه الكثير فِي صباه من حَنْبَل بْن عَبْد اللَّه المكبر الرصافي.

وعمر بْن مُحَمَّد بْن طبرزد الدارقزي، وأبي اليمن زيد بْن الْحَسَن الكندي، وأبي البركات داود بْن أَحْمَد بْن ملاعب، والقاضي أَبِي القاسم عَبْد الصمد بْن مُحَمَّد بْن الحرستاني، وغيرهم، وأجازه من أصبهان، أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن نصر الصيدلاني، وَأَبُو القاسم عَبْد الواحد بْن

ص: 136

أَبِي المطهر الصيدلاني، وَأَبُو إِسْمَاعِيل عَبْد الرحيم بْن مُحَمَّد بْن حمويه، وَأَبُو زرعة عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَبِي نصر اللفتواني، وَأَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن معمر بْن عَبْد الواحد بْن الفاخر، وَأَبُو طالب محفوظ بْن مسعود بْن مزيد، وَأَبُو الفخر أسعد بْن سعيد بْن روح، وَأَبُو مسلم المؤيد بْن أَبِي مُحَمَّد ابْن الإخوة، وَأَبُو المجد زاهر بْن أَبِي طاهر الثقفي، وَأَبُو إِسْمَاعِيل داود بْن مُحَمَّد بْن ماشاذه، وَأَبُو المفاخر خلف بْن أَحْمَد بْن الفراء، ورضوان بْن مُحَمَّد بْن محفوظ بْن الْحَسَن الثقفي، وَأَبُو القاسم عَلِيّ بْن منصور بْن الْحَسَن الثقفي، وَأَبُو عَبْد اللَّه محمود بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد الثقفي، وأم هانئ عفيفة بنت أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الفارفانية، وأم حبيبة عائشة بنت معمر بْن الفاخر وغيرهم، ومن أهل نيسابور: أَبُو القاسم منصور بْن

ص: 137

عَبْد المنعم الفراوي، وَأَبُو الْحَسَن المؤيد بْن مُحَمَّد الطوسي، وزينب بنت عَبْد الرَّحْمَن الشعرية، ومن أهل هراة: أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم الفامي، ومن أهل همذان: أَبُو العز عَبْد الباقي بْن عثمان بْن أَبِي نصر الهمذاني، وَأَبُو القاسم عَبْد السلام بْن شعيب الوطيسي، ومن أهل بغداد: أَبُو الفرج مُحَمَّد بْن هِبَة اللَّهِ بْن كامل، وَأَبُو عَلِيّ ضياء بْن أَبِي القاسم بْن الخريف، وَعَبْد الواحد بْن عَبْد السلام بْن سلطان المقرئ، وَأَبُو أَحْمَد عَبْد الوهاب بْن عَلِيّ بْن سكينة، وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد العزيز بْن محمود بْن الأخضر، وحدث بالكثير، وقرئ عليه جميع مسند الإِمَام أَحْمَد بْن حَنْبَل، وَكَانَ يكتب جيدا، وينظم الشعر، كتب عَنْهُ الناس قديما، رَوَى عَنْهُ الشَّيْخ

ص: 138

أَبُو العباس أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن الحلوانية المحدث فِي معجمه، وحدث عَنْهُ وَهُوَ حي، وعاش بعد التحديث عشرين سنة، وروى عَنْهُ أَيْضًا الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد عَبْد المؤمن بْن خلف الدمياطي فِي معجمه، وَكَانَ مولده فِي رجب سنة تسع وَتِسْعِينَ وخمسمائة وَتُوُفِّيَ يوم الخميس وقت العصر الثامن والعشرين من صفر سنة خمس وَثَمَانِينَ وستمائة، وَصُلِّيَ عليه يوم الجمعة، بالجامع المظفري، ودفن بسفح جبل قاسيون ظاهر دمشق، وَكَانَ والده شيخا صالحا كثير التلاوة، رَوَى عَنْهُ أَبُو الفتح ابْن الحاجب فِي معجمه.

أخبرنا الشَّيْخُ الْمُسْنِدُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ بْنِ تَغْلِبَ الشَّيْبَانِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ بِالْجَامِعِ الْمُظَفَّرِيِّ بِسَفْحِ جَبَلِ قَاسِيُونَ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ طَبَرْزَدَ، بِقِرَاءَةِ الْحَافِظِ أَبِي الْفَتْحِ مُحَمَّدِ ابْنِ الإِمَامِ الْحَافِظِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الْغَنِيِّ الْمَقْدِسِيِّ عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ فِي يَوْمِ الاثْنَيْنِ مُسْتَهَلَّ جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّمِائَةٍ، بِالْجَامِعِ الْمُظَفَّرِيِّ بِقَاسِيُونَ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْحُصَيْنِ الشَّيْبَانِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ الْبَزَّازُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمُقْرِئُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَاجِيَةَ، قَالا: ثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي غَسَّانَ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ سَعِيدِ ابْنِ مَرْجَانَةَ، عَنْ أَبِي

ص: 139

هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً أَعْتَقَ اللَّهُ بِكُلِّ إِرْبٍ مِنْهَا إِرْبًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ، حَتَّى بِالْيَدِ الْيَدَ، وَبِالرِّجْلِ الرِّجْلَ، وَبِالْفَرْجِ الْفَرْجَ» ، فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: يَا سَعِيدُ! سَمِعْتَ هَذَا مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ لِغُلامٍ لَهُ، أَقْرَبِ غِلْمَانِهِ: ادْعُ لِي قِبْطِيًّا، فَلَمَّا قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: اذْهَبْ فَأَنْتَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى.

مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ بِمَعْنَاهُ عَنْ أَبِي يَحْيَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ الْبَغْدَادِيِّ الْبَزَّازِ، صَاحِبِ السَّابِرِيِّ الْحَافِظِ الْمَعْرُوفِ بِصَاعِقَةَ، مِنْ مَوَالِي آلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، عَنْ أَبِي الْفَضْلِ دَاوُدَ بْنِ رُشَيْدٍ الْخُوَارَزْمِيِّ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نَزِيلِ بَغْدَادَ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا، كَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي الْوَقْتِ، رَاوِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ رُشَيْدٍ نَفْسِهِ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً، كَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ أَصْحَابِ الْفُرَاوِيِّ الْكَبِيرِ.

ص: 140

وَسَعِيدُ ابْنُ مَرْجَانَةَ هُوَ أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ الْعَامِرِيُّ مَوْلاهُمُ، الْمَدِينِيُّ، وَمَرْجَانَةُ أُمُّهُ، وَكَانَ لَهُ انْقِطَاعٌ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ رضي الله عنه، وَهُوَ الرَّاوِي عَنْهُ.

ص: 141

[7] أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن النحاس الأنصاري المالكي أَبُو البركات بْن أَبِي مُحَمَّد

أحد شيوخ الإسكندرية المسندين، ورواتها المعروفين، سَمِعَ من أَبِي القاسم بْن موقى، وحدث عَنْهُ، وَكَانَ مولده فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وخمسمائة تقريبا بالإسكندرية، وَتُوُفِّيَ بها فِي السابع والعشرين من جمادى الأولى سنة إحدى وَسَبْعِينَ وستمائة، ودفن بين الميناوين، وَكَانَ من الفقهاء عَلَى مذهب مالك، ومن أهل الدين والصلاح، وقدم فِي آخر عمره إِلَى ديار مصر وحدث بها، وقصده الناس، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى.

أخبرنا الشَّيْخُ الْمُسْنِدُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النَّحَّاسِ الْمَالِكِيُّ، إِجَازَةً، كَتَبَهَا إِلَيَّ مِنْ ثَغْرِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَكِّيِّ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ مُوقَّى بْنِ عَلِيٍّ الأَنْصَارِيُّ الإِسْكَنْدَرِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ.

ح وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي الْجَلِيلُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ قَاضِي الْقُضَاةِ

ص: 142

أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ ثُمَّ الْمِصْرِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، بِالْقَاهِرَةِ، قَالَ: أنا أَبُو الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ صَالِحِ بْنِ يَاسِينَ الشَّارِعِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالا: أنا الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ بِانْتِخَابِ الْحَافِظِ أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ، قَالَ: أنا الْقَاضِي أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى السَّعْدِيُّ الْبَغْدَادِيُّ، بِالْفُسْطَاطِ، قَالَ: أنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَرَفَةَ السِّمْسَارُ، بِبَغْدَادَ، ثنا أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ النِّفَّرِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، ثنا عُمَرُ بْنُ شَاكِرٍ، ثنا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَاتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ مِنْهُمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ» .

ص: 143

حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، تَفَرَّدَ بِهِ عُمَرُ بْنُ شَاكِرٍ الْبَصْرِيُّ عَنْهُ، قَالَ التِّرْمِذِيُّ: رَوَى عَنْهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: ضَعِيفٌ، يَرْوِي عَنْ أَنَسٍ الْمَنَاكِيرَ، وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْجُرْجَانِيُّ الْحَافِظُ: يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسٍ بِنُسْخَةٍ، قَرِيبٍ مِنْ عِشْرِينَ حَدِيثًا غَيْرِ مَحْفُوظَةٍ، ذَكَرَ مِنْهَا هَذَا الْحَدِيثَ، وَلا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ عَنْ عُمَرَ بْنِ شَاكِرٍ غَيْرَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُوسَى الْفَزَارِيِّ الْكُوفِيِّ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ ابْنَةِ السُّدِّيِّ، وَلَهُ كُنْيَتَانِ: أَبُو مُحَمَّدٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَقَدْ رَوَاهُ عَنْهُ الإِمَامُ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً، وَلَيْسَ فِي جَامِعِ التِّرْمِذِيِّ حَدِيثٌ ثُلاثِيُّ الإِسْنَادِ سِوَى هَذَا الْحَدِيثِ

ص: 144

[8] أَحْمَد بْن عَبْد الدائم بْن نعمة بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن أَحْمَد بْن بكير المقدسي الحنبلي أَبُو العباس

شيخ جليل من أعيان المشايخ المسندين، والطلبة الرحالين، قرأ الحديث بنفسه، وكتب التسميعات بخطه، وَكَانَ يحدث مِنْ لَفْظِهِ، ولديه فضل، وعنده معرفة بالحديث والأدب، ونسخ مَا لا يدخل تحت حصر من الكتب الكبار والصغار، وأجزاء الحديث، وكانت معيشته من ذلك، وَكَانَ خطه حسنا، وطريقته مستحلاة، وولي خطابة قرية كفر بطنا، من قرى دمشق مدة، وكذلك ولي مشيخة دار الحديث الأشرفية بسفح جبل قاسيون مدة، وانقطع فِي آخر عمره، وضعف عَن الحركة، وَكَانَ الطلبة يقصدونه، وكف بصره فِي سنة أربع وَسِتِّينَ وستمائة، وحدث بالكثير نحوا من خمسين سنة، مولده فِي سنة خمس وَسَبْعِينَ وخمسمائة بقرية من جبل نابلس اسمها فندق الشيوخ، وَتُوُفِّيَ يوم الاثْنَيْنِ قبيل العصر، التاسع من رجب سنة ثمان وَسِتِّينَ وستمائة، ودفن بكرة الثلاثاء، بسفح جبل قاسيون، وحمله طلبة

ص: 145

الحديث إِلَى قبره، سَمِعَ بدمشق من أَبِي الفرج يَحْيَى بْن محمود الثقفي، وأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن صدقة الحراني، وأبي الْحُسَيْن أَحْمَد بْن حمزة بْن الموازيني السلمي، وأبي مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيّ بْن المسلم بْن الخرقي، وأبي الفضل إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن إبراهيم الجنزوي، وأبي جَعْفَر المكرم بْن هِبَة اللَّهِ بْن المكرم الصوفي البغدادي، وأبي الحجاج يوسف بْن معالي بْن نصر الكناني، وأبي المظفر عَبْد الخالق بْن فيروز الجوهري، وأبي طاهر الخشوعي، والقاضي أَبِي بكر عَبْد الرَّحْمَن بْن سلطان القرشي، والحافظين أَبِي مُحَمَّد عَبْد الغني المقدسي، وَعَبْد القادر الرهاوي، وسمع ببغداد من أَبِي الفرج عَبْد المنعم بْن عَبْد الوهاب بْن سَعْد بْن كليب، وأبي مُحَمَّد عَبْد الخالق بْن هِبَة اللَّهِ بْن البندار الحريمي،

ص: 146

وشيخ الشيوخ أَبِي الْحَسَن عَبْد اللطيف بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي سَعْد الصوفي، وأبي الفرج عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الكرم بْن أَبِي ياسر ابْن ملاح الشط القصري، وأبي شجاع مُحَمَّد بْن أَبِي مُحَمَّد بْن المقرون، وأبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن أَبِي بكر بْن أَبِي القاسم بْن الطويلة، والإمام أَبِي الفرج عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيّ بْن الجوزي الواعظ، وأبي عَلِيّ عُمَر بْن عَلِيّ ابْن عُمَر الحربي الواعظ، وأبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن أَبِي المجد الحربي، والقاضي أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن يعيش سبط القاضي ابْن الدامغاني، وأبي الفتوح مسعود بْن أَبِي القاسم بْن غيث الدقاق، وأبي طاهر المبارك بْن المبارك بْن المعطوش الحريمي، وأبي المعالي هِبَة اللَّهِ بْن الْحُسَيْن بْن البل الأزجي، وابن حَامِد عَبْد اللَّه بْن مسلم بْن جوالق، وأبي الفرج بْن إبراهيم بْن البرني، وأبي عَلِيّ ضياء بْن أَبِي القاسم ابْن

ص: 147

الخريف، والقاضي أَبِي الفتح مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن بختيار بْن المندآئي، وأبي أَحْمَد عَبْد الوهاب بْن عَلِيّ بْن سكينة، وسمع بالموصل من أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن هبل الطبيب، وأبي إسحاق إبراهيم بْن المظفر بْن البرني، وسمع بحران من أَبِي الثناء حماد بْن هِبَة اللَّهِ الحراني، وسمع بحلب من أَبِي هاشم عَبْد المطلب بْن الفضل الهاشمي، وله إجازات عالية، وممن أجاز لَهُ أَبُو الفضل عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن الطوسي خطيب الموصل، وَأَبُو الفتح عبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن شاتيل، وَأَبُو السعادات نصر اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد القزاز، وَكَانَ شيخنا هَذَا قد تفرد بالرواية عَن جماعة من شيوخه سماعا وإجازة، وقصده الناس، ورحل إليه الطلبة، وازدحم عليه أصحاب الحديث، وانقطع بموته إسناد عال، رحمه الله.

أخبرنا الشَّيْخُ الإِمَامُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ بْنِ نِعْمَةَ الْمَقْدِسِيُّ، إِجَازَةً، قَالَ: أنا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمُودٍ الثَّقَفِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا دِمَشْقَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْحَدَّادِ، بِأَصْبَهَانَ، وَأَنَا حَاضِرٌ، قَالَ: أنا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ

ص: 148

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ فَارِسٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: إِنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: «هِيَ آتِيَةٌ فَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟» قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَبِيرِ عَمَلٍ إِلا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، قَالَ:«الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ» .

قَالَ الْحَافِظُ أَبُو نُعَيْمٍ: عُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ، يُكَنَّى أَبَا بَكْرٍ بَصْرِيٌّ، ثِقَةٌ.

اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي صَحِيحَيْهِمَا مِنْ حَدِيثِ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، وَاسْمُ أَبِي الْجَعْدِ رَافِعٌ، مَوْلَى أَشْجَعَ الْكُوفِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، فَأَخْرَجَاهُ فِي الأَدَبِ مِنْ كِتَابَيْهِمَا، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ أَيْضًا عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيِّ، الْمَعْرُوفِ بِابْنِ رَاهَوَيْهِ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَرِيرِ

ص: 149

ابْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الضَّبِّيِّ، عَنْ أَبِي عَتَّابٍ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ الْكُوفِيِّ، وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ أَيْضًا عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَةَ الْمَعْرُوفِ بِعَبْدَانَ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْيَشْكُرِيِّ الْمَرْوَزِيِّ الصَّائِغِ، عَنْ عَبْدَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بِسْطَامٍ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ الْوَرْدِ الْعَتَكِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْمُرَادِيِّ الأَعْمَى الْكُوفِيِّ، كِلاهُمَا عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ.

فمن حيث العدد كأن أَبَا الفرج الثقفي شيخ شيخي سمعه من البخاري، وكأن شيخي سمعه من مسلم وصافحه بِهِ، وَللَّهِ الْحَمْدُ والمنة.

ص: 150

[9] أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن يوسف بْن عَبْد اللَّه بْن بندار الدمشقي الأصل المصري أَبُو العباس بْن أَبِي الْحَسَن بْن أَبِي المحاسن

كان شيخا صالحا من أهل مصر يقصد للسماع مِنْهُ، والأخذ عَنْهُ، سَمِعَ من والده، ومن عمه أَبِي حفص عُمَر، وأبي القاسم هِبَة اللَّهِ بْن عَلِيّ البوصيري، وأبي الطاهر إِسْمَاعِيل بْن صالح بْن ياسين الشارعي، وأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن حمد الأرتاحي، وغيرهم، وحدث قديما، خرج عَنْهُ أَبُو الفتح عُمَر ابْن الحاجب فِي معجمه، مولده فِي ليلة عاشوراء من سنة ست وَثَمَانِينَ وخمسمائة، وَتُوُفِّيَ ليلة السبت ثامن عشر رجب سنة سبعين وستمائة بالقاهرة، ودفن بالقرافة بسفح المقطم، وَهُوَ آخر من رَوَى صحيح البخاري عَن البوصيري، ووالده ولد ببغداد، ونشأ بها، وسمع من أَبِي زرعة المقدسي، وخرج من بغداد فِي سنة سبع وَسَبْعِينَ وخمسمائة إِلَى مصر، واستوطنها إِلَى حين وفاته، وولي بها قضاء القضاة، وَكَانَ حسن

ص: 151

الأخلاق، متواضعا متوددا، محبا للعلماء، تُوُفِّيَ فِي جمادى الآخرة سنة اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وستمائة.

وجده أَبُو المحاسن يوسف درس بالنظامية، ببغداد سنة سبع وَخَمْسِينَ وخمسمائة، وَكَانَ من أصحاب أسعد الميهني، تفقه عليه ببغداد وسافر معه إِلَى خراسان.

أخبرنا الْقَاضِي الْجَلِيلُ الأَصِيلُ بَقِيَّةُ الْمَشَايِخِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ قَاضِي الْقُضَاةِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَسِتِّمِائَةٍ بِالْجَامِعِ الأَزْهَرِ بِالْقَاهِرَةِ، حَرَسَهَا اللَّهُ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكَ أَبُو الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ صَالِحِ بْنِ يَاسِينَ بْنِ عِمْرَانَ الشَّارِعِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ، قَالَ: أنا الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: أنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى السَّعْدِيُّ بِمِصْرَ، أنا الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَطَّةَ الْعُكْبَرِيُّ بِهَا، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، ثنا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ أَبُو يَحْيَى الْجَحْدَرِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، ثنا رَاعِي

ص: 152

رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " بَخٍ بَخٍ لِخَمْسٍ مَا أَثْقَلَهُنَّ فِي الْمِيزَانِ! قَالَ: قُلْتُ: وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ للَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ يُتُوَفَّى يَحْتَسِبُهُ وَالِدَاهُ ".

رَاعِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذَا هُوَ أَبُو سُلْمَى بِفَتْحِ السِّينِ، يُقَالُ: إِنَّ اسْمَهُ حُرَيْثٌ، وَقَدْ أَخْرَجَ النَّسَائِيُّ لَهُ هَذَا الْحَدِيثَ الْوَاحِدَ، فَرَوَاهُ فِي كِتَابِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ عَنْ أَبِي حَفْصٍ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيِّ الْقُرَشِيِّ، مَوْلاهُمْ، وَعِيسَى بْنِ مُسَاوِرٍ الْجَوْهَرِيِّ الْبَغْدَادِيِّ، كِلاهُمَا عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلاءِ، وَابْنِ جَابِرٍ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِي سَلامٍ مَمْطُورٍ الْحَبَشِيِّ النُّوبِيِّ الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي سُلْمَى بِهِ، فَكَأَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيَّ، وَبَيْنِي وَبَيْنَهُ رَجُلانِ، سَمِعَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنَ النَّسَائِيِّ مِنْ حَيْثُ الْعَدَدِ.

وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْمُسْنِدُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي جُمَادَى الأُولَى، سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَسِتِّمِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمُ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَعُودٍ الأَنْصَارِيُّ

ص: 153

الْخَزْرَجِيُّ الْمَعْرُوفُ بالْبُوصِيرِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو صَادِقٍ مُرْشِدٌ بْنُ يَحْيَى بْنُ الْقَاسِمِ الْمَدِينِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ست عَشَرَةٍ وَخَمْسِمِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّوَّافُ الْحَرَّانِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ حِمَّصَةَ، قثا أَبُو الْقَاسِمِ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْكِنَانِيُّ الْحَافِظُ، إِمْلاءً فِي الْجَامِعِ الْعَتِيقِ فِي سَلْخِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ، أنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، ثنا أَبُو مُصْعَبٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّهْرِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَاخُذُ الْجَبَّارُ تبارك وتعالى سَمَاوَاتِهِ وَأَرْضِيهِ بِيَدَيْهِ جَمِيعًا، فَجَعَلَ يَقْبِضُهُمَا وَيَبْسُطُهُمَا، ثُمَّ يَقُولُ عز وجل: أَنَا الْجَبَّارُ، وَأَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ وَأَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟ وَيَمِيلُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى الْمِنْبَرِ يَتَحَرَّكُ مِنْ أَسْفَلِ شَيْءٍ مِنْهُ حَتَّى إِنِّي لأَقُولُ: أَسَاقِطٌ هُوَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ".

ص: 154

أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ حُرَيْثِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ قُطْبَةَ، وَهُوَ أَبُو عَمَّارٍ الْمَرْوَزِيُّ، مَوْلَى عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ الزُّبَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ بِهِ، فَوَقَعَ إِلَيَّ عَالِيًا. وَالْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ كُنْيَتُهُ أَبُو عَلِيٍّ، وَهُوَ أَخُو عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، الْمَعْرُوفُ بِعَلانَ، تُوُفِّيَ الْحَسَنُ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَأَبُو الْقَاسِمِ حَمْزَةُ الْكِنَانِيُّ، مَوْلِدُهُ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَتُوُفِّيَ بِمِصْرَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ، وَقَبْرُهُ عِنْدَ الْمُصَلَّى الْجَدِيدِ بِالْجَبَّانَةِ الْمَعْرُوفَةِ بِمُصَلَّى الْعِيدِ، كَانَ أَحَدَ الْحُفَّاظِ الْمُبْرَزِينَ، وَسَافَرَ إِلَى الْعِرَاقِ وَغَيْرِها وَسَمِعَ كَثِيرًا. وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرَّانِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ حِمَّصَةَ، مَوْلِدُهُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ

ص: 155

وَأَرْبَعِمِائَةٍ، وَكَانَ يَنْزِلُ الْقَلُوصَ، وَرَوَى مَجْلِسًا يُعْرَفُ بِمَجْلِسِ الْبِطَاقَةِ عَنْ حَمْزَةَ، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ عَنْهُ سِوَاهُ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ.

أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ الْقَاضِي، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَلِيُّ بْنُ سُعُودِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ غَالِبٍ الْبُوصِيرِيّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ فِي سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ قَالَ: أنا مُرْشِدُ بْنُ يَحْيَى الْمَدِينِيُّ، بِقِرَاءَةِ الْحَافِظِ أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ حِمَّصَةَ، ثنا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، إِمْلاءً بِمِصْرَ، قَالَ: أنا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ حُمَيْدٍ الطَّيِّبُ، قثا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبلِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رضي الله عنهما يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي، عَلَى رُؤوسِ الْخَلائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُنْشَرُ لَهُ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ سِجِلا، كُلُّ سِجِلٍّ مِنْهَا مَدُّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ تبارك وتعالى لَهُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا، فَيَقُولُ: لا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ عز وجل: أَلَكَ عُذْرٌ، أَوْ حَسَنَةٌ؟ فَيَهَابُ الرَّجُلُ، فَيَقُولُ: لا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ عز وجل: بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَاتٍ، وَإِنَّهُ لا ظُلْمَ عَلَيْكَ، فَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ

ص: 156

هَذِهِ السِّجِلاتِ؟ فَيَقُولُ عز وجل: إِنَّكَ لا تُظْلَمُ، قَالَ: فَتُوضَعُ السِّجِلاتُ فِي كِفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلاتُ، وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ ".

وَبِالإِسْنَادِ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ حِمَّصَةَ: لَمَّا أَمْلَى عَلَيْنَا حَمْزَةُ هَذَا الْحَدِيثَ، صَاحَ غَرِيبٌ مِنَ الْحَلْقَةِ صَيْحَةً فَاضَتْ نَفْسُهُ مَعَهَا، وَأَنَا مِمَّنْ حَضَرَ جِنَازَتَهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى.

رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي الْفَضْلِ سُوَيْدِ بْنِ نَصْرِ بْنِ سُوَيْدٍ الْمَرْوَزِيِّ الطُّوسِيِّ، وَيُعْرَفُ: بِالشَّاهِ، عَنِ الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْحَنْظَلِيِّ، مَوْلاهُمُ الْمَرْوَزِيُّ، وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ عَنِ الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ فَارِسٍ الذُّهْلِيِّ النَّيْسَابُورِيِّ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ سَعِيدِ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْمِصْرِيِّ مَوْلَى بَنِي جُمَحَ، كِلاهُمَا عَنِ الإِمَامِ أَبِي الْحَارِثِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ الْمِصْرِيِّ الْفَهْمِيِّ، وَلاهُمْ بِهِ، فَوَقَعَ إِلَيَّ عَالِيًا، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. وَعَامِرُ

ص: 157

ابْنُ يَحْيَى الْمَعَافِرِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْحَلَبِيُّ، كِلاهُمَا مِنَ الثِّقَاتِ، الَّذِينَ أَخْرَجَ لَهُمْ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ دُونَ الْبُخَارِيِّ.

أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْقَاضِي أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ الدِّمَشْقِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْبُوصِيرِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنا أَبُو صَادِقٍ الْمَدِينِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الْحَرَّانِيُّ، أنا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِنَانِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ السَّلامِ، قثا أَبُو صَالِحٍ، يَعْنِي: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ وَهُوَ ابْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، رضي الله عنها، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَا مُسْتَتِرَةٌ بِقِرَامٍ فِيهِ صُورَةٌ، فَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ، ثُمَّ تَنَاوَلَ السِّتْرَ، فَهَتَكَهُ ثُمَّ قَالَ:«إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُشَبِّهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ عز وجل» .

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي حَفْصٍ حَرْمَلَةَ بْنِ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ التُّجِيبِيِّ الْمِصْرِيِّ الْفَقِيهِ، عَنِ الإِمَامِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ

ص: 158

ابْنِ وَهْبِ بْنِ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيِّ الْمِصْرِيِّ، مَوْلَى بَنِي فِهْرٍ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الأَيْلِيِّ، مَوْلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنِ الإِمَامِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ الْقُرَشِيِّ الْمَدَنِيِّ، بِهِ، فَوَقَعَ إِلَيَّ عَالِيًا.

ص: 159

[10] أَحْمَد بْن المفرج بْن عَلِيّ بْن المفرج بْن عَمْرو بْن الخضر بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مسلمة الأموي الدمشقي أَبُو العباس بْن أَبِي الفتح

شيخ من بيت عدالة وأمانة، حسن المنظر، مليح الشيبة، ساكن وقور، ولي مخزن الأيتام مدة عَلَى زمن قضاة شتى، وأحسن السيرة، وأبان عَن مروءة، واستخلاص حق الأيتام من غير عنف، بل بكياسته، وتلطفه، وَكَانَ خطه فِي الشهادة لا يشاكله خط، ولا يماثله، سَمِعَ من الإِمَام الْحَافِظ أَبِي القاسم بْن عساكر، وكانت لَهُ إجازة عالية من جماعة من شيوخ بغداد: منهم أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي ابْن البطي، مسند العراق، وَأَبُو مُحَمَّد

ص: 160

عَبْد القادر بْن أَبِي صالح الجيلي، شيخ العراق، وَأَبُو القاسم يَحْيَى بْن ثابت بْن بندار، وَأَبُو طالب المبارك بْن خضير المحدث، وَأَبُو الفوارس بْن الصيفي الشاعر، وَأَبُو بكر عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن النقور، وَأَبُو المعالي أَحْمَد بْن عَبْد الغني بْن حنيفة الباجسرائي، والأسعد بْن يلدرل، وَأَبُو مُحَمَّد ابْن الخشاب النحوي، وَأَبُو المكارم ابْن البادرائي، وَأَبُو العباس المرقعاتي، أَبُو الفضل ابْن شافع، وَأَبُو مُحَمَّد ابْن الموصلي الشاهد، وَأَبُو طاهر بْن العلاف، وَأَبُو الرضا بْن الناقد، وَأَبُو بكر بْن الناعم، والنقيب أَبُو عَبْد اللَّه بْن المعمر الحسيني، وَأَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحراني، وَأَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن إسحاق الصابئ، وَأَبُو القاسم بْن هلال الدقاق، وَأَبُو المعمر ابْن الهاطرا، وَأَبُو أَحْمَد معمر ابْن الفاخر، وَأَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن

ص: 161

تاج القراء، وشهدة بنت الإبري، وتجني الوهبانية، وفاطمة المدعوة نفيسة البزازة، وخرج لَهُ الْحَافِظ أَبُو عَبْد اللَّه البرزالي مشيخة فِي ثلاثة أجزاء، حدث بها مرات كثيرة، سمعها مِنْهُ جماعة من الأئمة والمحدثين، مولده فِي سنة خمس وَخَمْسِينَ وخمسمائة، وَتُوُفِّيَ يوم الاثْنَيْنِ ثامن عشر ذي القعدة سنة خمسين وستمائة، وصلي عليه بجامع دمشق يوم الثلاثاء، ودفن بسفح جبل قاسيون، وَكَانَ قد جاوز خمسا وَتِسْعِينَ سنة، وَهُوَ أسند شيخ كتب إلي بالإجازة.

أخبرنا الشَّيْخُ الْمُسْنِدُ الْمُعَمَّرُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَرَّجِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَسْلَمَةَ الأُمَوِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، إِجَازَةً كَتَبَهَا إِلَيَّ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، قَالَ: أنا الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَسَاكِرَ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَخَمْسِمِائَةٍ بِدِمَشْقَ.

ص: 162

ح وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْعَلامَةُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ الشَّيْخِ الْقُدْوَةِ أَبِي عُمَرَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ قُدَامَةَ الْمَقْدِسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ طَبَرْزَدَ الْبَغْدَادِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالا: أنا الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْكَاتِبُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ أَبُو طَالِبٍ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، فِي صَفَرٍ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْحَيَّاتُ مَا سَالَمْنَاهُنَّ مُنْذُ حَارَبْنَاهُنَّ، فَمَنْ تَرَكَ مِنْهُنَّ شَيْئًا مِنْ خِيفَتِهِنَّ فَلَيْسَ مِنَّا» .

أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّامِيِّ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ الأَصْبَغِ الْحَرَّانِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا عَالِيًا بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى.

وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَرَّجِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَسْلَمَةَ الدِّمَشْقِيُّ، إِجَازَةً، قَالَ: أنا الشَّيْخُ الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَسَاكِرَ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ.

ح وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ العالم بَقِيَّةُ الشُّيُوخِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَقْدِسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو عَلِيٍّ حَنْبَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَرَجِ الرُّصَافِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ بِظَاهِرِ دِمَشْقَ، قَالا: أنا الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُصَيْنِ، بِبَغْدَادَ،

ص: 163

أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، ثنا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا سَعِيدٌ، يَعْنِي: ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ مُرَقَّعٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ: أَنَّ رَجُلا سَرَقَ بُرْدَهُ، فَرَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ بِقَطْعِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ تَجَاوَزْتُ عَنْهُ. قَالَ: «فَلَوْلا كَانَ هَذَا قَبْلَ أَنْ تَاتِيَنِي بِهِ يَا أَبَا وَهْبٍ» . فَقَطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ عَنِ الإِمَامِ الْحَافِظِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ الشَّيْبَانِيِّ رضي الله عنه. فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً كَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي زُرْعَةَ طَاهِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْدِسِيِّ، وَللَّهِ الْحَمْدُ.

ص: 164

[11] أَحْمَد بْن نعمة بْن أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن حسين بْن حماد النابلسي المقدسي أَبُو العباس بْن أَبِي الشكر

شيخ صالح كثير التلاوة للقرآن العظيم، والذكر لله تَعَالَى، منقطع عَن الناس، مجانب لهم اشتغل بالفقه، وسمع الحديث من الْحَافِظ أَبِي مُحَمَّد القاسم بْن عَلِيّ بْن عساكر، وأبي عَلِيّ حَنْبَل المكبر، وأبي حفص ابْن طبرزد المؤدب، وخطب مدة طويلة بالبيت المقدس، وحكم بِهِ، ودرس، وَكَانَ بدمشق ينوب فِي الخطابة. والإمامة بجامعها المعمور، وحدث بالشام، وديار مصر، مولده بنابلس فِي ذي القعدة، سنة سبع وَسَبْعِينَ وخمسمائة، وَتُوُفِّيَ بدمشق فِي الثالث والعشرين من ذي القعدة سنة خمس

ص: 165

وَسِتِّينَ وستمائة، ودفن من يومه خارج باب كيسان رحمه الله وإيانا.

أخبرنا الشَّيْخُ الإِمَامُ الزَّاهِدُ الْوَرِعُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ نِعْمَةَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَقْدِسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَسِتِّمِائَةٍ، بِالْقَاهِرَةِ، قَالَ: أنا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَبَرْزَدَ الدَّارَقَزِّيُّ الْمُؤَدِّبُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْحُصَيْنِ الشَّيْبَانِيُّ، أنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ الْبَزَّازُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ الْبَزَّازُ، قثا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ الصَّائِغُ، ثنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا أَبُو سِنَانٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا عَادَ الرَّجُلُ أَخَاهُ أَوْ زَارَهُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: طِبْتَ، وَطَابَ مَمْشَاكَ، وَتَبَوَّاتَ مِنَ الْجَنَّةِ مَنْزِلا ".

رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ رضي الله عنه، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ الصَّفَّارِ الْبَصْرِيِّ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً لَهُ، وَعَفَّانُ هَذَا رَوَى عَنْهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، وَرَوَى هُوَ وَبَاقِي الْجَمَاعَةِ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ، وَلَيْسَ فِي

ص: 166

الصَّحِيحَيْنِ مَنِ اسْمُهُ عَفَّانُ سِوَاهُ، مَاتَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَفِيهَا مَاتَ الْقَعْنَبِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ الْمِصْرِيُّ، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ الْعَسْقَلانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ، وَأَبُو سِنَانٍ شَيْخُ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، هُوَ عِيسَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْقَسْمَلِيُّ

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ، قثا ابْنُ شَاكِرٍ الصَّائِغُ، ثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ عَائِشَةَ، قَالُوا: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ رَجُلا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللَّهُ عز وجل عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ، قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أَزُورُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ، قَالَ: هَلْ لَهُ عَلَيْكَ مِنْ نِعْمَةٍ؟ قَالَ: لا، إِلا أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عز وجل، قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ، إِنَّ اللَّهَ عز وجل قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ لَهُ ". لَفْظُ حَدِيثِ عَفَّانَ، وَقَالَ ابْنُ عَائِشَةَ وَعَبْدُ الأَعْلَى:«كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ» .

رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ عَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي يَحْيَى عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ حَمَّادِ بْنِ نَصْرٍ الْبَصْرِيِّ النَّرْسِيِّ ابْنِ عَمِّ عَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً لِلإِمَامِ أَحْمَدَ، وَمُسْلِمٍ، رَحِمَهُمَا اللَّهُ.

ص: 167

وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ رَوَى عَنْهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَرَوَى النَّسَائِيُّ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ، مَاتَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَتَيْنِ بِالْبَصْرَةِ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ: ثنا الْحَارِثُ هُوَ ابْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا أَبُو النَّضْرِ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ الأَشْجَعِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: " إِنَّمَا هُنَّ أَرْبَعٌ: لا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ، وَلا تَزْنُوا، وَلا تَسْرِقُوا، فَمَا أَنَا بِأَشَحَّ عَلَيْهِنَّ مِنِّي، إِذْ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ".

رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ أَبِي النَّضْرِ هَاشِمِ بْنِ الْقَاسِمِ الْخُرَاسَانِيِّ، نَزِيلِ بَغْدَادَ الْمُلَقَّبِ بِقَيْصَرَ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ شَيْبَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّحْوِيِّ، التَّمِيمِيِّ، الْمُؤَدِّبِ، الْبَصْرِيِّ سَاكِنِ الْكُوفَةِ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً لَهُ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ، قثا ابْنُ يَاسِينَ، هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَاسِينَ، ثنا بُنْدَارٌ، ثنا غُنْدَرٌ، ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ، يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّهَا أَرَادَتْ أَنْ تَشْتَرِيَ بَرِيرَةَ لِلْعِتْقِ، وَأَنَّهُمُ اشْتَرَطُوا وَلاءَهَا، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ عَلَيْهِ

ص: 168

السَّلامُ: «إشْتَرِيهَا فَأَعْتِقِيهَا، فَإِنَّ الْوَلاءَ لِمَنْ أَعْتَقَ» ، وَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِلَحْمٍ، فَقَالُوا: هَذَا لَحْمٌ تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ، فَقَالَ:«هُوَ لَهَا صَدَقَةٌ، وَلَنَا هَدِيَّةٌ» ثُمَّ قَالَ: وَخُيِّرَتْ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، وَكَانَ زَوْجُهَا حُرًّا، قَالَ شُعْبَةُ: سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ عَنْ زَوْجِهَا؟ فَقَالَ: لا أَدْرِي.

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَالنَّسَائِيُّ فِي كُتُبِهِمْ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ دَاوُدَ بْنِ كَيْسَانَ الْعَبْدِيِّ، الْبَصْرِيِّ، بُنْدَارٌ لَقَبٌ بِذَلِكَ لِحِفْظِهِ، بِنَحْوٍ مِمَّا رُوِّينَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً لَهُمْ.

وَبُنْدَارٌ مِمَّنِ اتَّفَقَ أَصْحَابُ الْكُتُبِ السِّتَّةِ عَلَى الرِّوَايَةِ عَنْهُ فِي كُتُبِهِمْ، وَرَوَى أَيْضًا اثْنَانِ مِنْهُمْ: التِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ، مَاتَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ

ص: 169

وَمِائَتَيْنِ، وَفِيهَا مَاتَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، وَزِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ الطُّوسِيُّ دَلُّوَيْهِ، وَهَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأَيْلِيُّ، وَأَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الزَّمِنُ، وَغَيْرُهُمْ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ، قثا أَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ الْمَرْثَدِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أنا شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه، قَالَ:«مَا عَابَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَعَامًا قَطُّ، إِنِ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ، وَإِلا تَرَكَهُ» .

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْبَغْدَادِيِّ الْجَوْهَرِيِّ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ

ص: 170

عَاشَ سِتًّا وَتِسْعِينَ سَنَةً، وَمَاتَ فِي أَوَاخِرِ رَجَبٍ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ الْبَصْرِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الأَشْعَثِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّالْقَانِيُّ، وَأَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمِسْمَعِيُّ، وَأَحْمَدُ ابْنُ حَمِيلٍ الْمَرْوَزِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ كَاتِبُ الْوَاقِدِيِّ وَغَيْرُهْمُ. وَأَبُو حَازِمٍ اسْمُهُ سَلْمَانُ، مَوْلَى عَزَّةَ الأَشْجَعِيَّةِ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ، قثا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، قثا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَاكُلُ جُمَّارَ نَخْلٍ.

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْبَاهِلِيِّ الْبَصْرِيِّ

ص: 171

الطَّيَالِسِيِّ بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً لَهُ. وَأَبُو الْوَلِيدِ، رَوَى عَنْهُ أَيْضًا أَبُو دَاوُدَ، وَرَوَى هُوَ وَبَاقِي الْجَمَاعَةُ، عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ، مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ مَاتَ الْمُعْتَصِمُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وأحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي، ومحمد بن الصباح الدَّوْلابِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْواهبِ الْحَارِثِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ الزَّاهِدُ، وَأَبُو الأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ الْبَغَوِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.

وَبِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ أَنَسٍ أَبُو الْخَيْرِ، قثا أَبُو هِشَامٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ يَسَارٍ الْكَعْبِيُّ الرَّبَعِيُّ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي عَمِّي أَيُّوبُ بْنُ الْحَكَمِ.

ح وَبِهِ قَالَ الشَّافِعِيُّ، وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ تَمِيمٍ الْبَصْرِيُّ، ثنا أَبُو هِشَامٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بِقُدَيْدٍ، حَدَّثَنِي عَمِّي أَيُّوبُ بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ

ص: 172

حِزَامِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ هِشَامٍ، عَنْ جَدِّهِ حُبَيْشِ بْنِ خَالِدٍ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ خَرَجَ مِنْهَا مُهَاجِرًا إِلَى الْمَدِينَةِ، هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، وَمَوْلًى لأَبِي بَكْرٍ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ، وَدَلِيلُهُمَا اللَّيْثِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُرَيْقِطٍ، مَرُّوا عَلَى خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيَّةِ، وَكَانَتْ بَرْزَةً جَلْدَةً تَحْتَبِي بِفِنَاءِ الْقُبَّةِ، ثُمَّ تَسْقِي وَتُطْعِمُ، فَسَأَلُوهَا تَمْرًا وَلَحْمًا يَشْتَرُونَهُ مِنْهَا، فَلَمْ يُصِيبُوا عِنْدَهَا مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، وَكَانَ الْقَوْمُ مُرْمِلِينَ مُسْنِتِينَ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى شَاةٍ فِي كِسْرِ الْخَيْمَةِ، فَقَالَ «مَا هَذِهِ الشَّاةُ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ؟» ، قَالَتْ: شَاةٌ خَلَّفَهَا الْجَهْدُ عَنِ الْغَنَمِ، قَالَ: هَلْ بِهَا مِنْ لَبَنٍ؟ قَالَتْ: هِيَ أَجْهَدُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ:«أَتَاذَنِينَ أَنْ أَحْلِبَهَا» ؟ قَالَتْ: نَعَمْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي! إِنْ رَأَيْتَ بِهَا حَلْبًا فَاحْلِبْهَا، فَدَعَا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمَسَحَ بِيَدِهِ ضَرْعَهَا، وَسَمَّى اللَّهَ عز وجل، وَدَعَا لَهَا فِي شَاتِهَا، فَتَفَاجَّتْ عَلَيْهِ، وَدَرَّتْ، وَاجْتَرَّتْ، وَدَعَا بِإِنَاءٍ يُرْبِضُ الرَّهْطَ، فَحَلَبَ ثَجًّا حَتَّى عَلاهُ الْبَهَاءُ، ثُمَّ سَقَاهَا حَتَّى رَوِيَتْ، ثُمَّ سَقَى أَصْحَابَهُ حَتَّى رَوُوا، ثُمَّ شَرِبَ آخِرَهُمْ، ثُمَّ حَلَبَ ثَانِيًا بَعْدَ بَدْءٍ حَتَّى مَلأَ الإِنَاءَ، ثُمَّ غَادَرَهُ، عِنْدَهَا وَبَايَعَهَا، وَارْتَحَلُوا عَنْهَا، فَقَلَّمَا لَبِثَتْ حَتَّى جَاءَ زَوْجُهَا أَبُو مَعْبَدٍ يَسُوقُ أَعْنُزًا عِجَافًا، تَسَاوَكْنَ هُزْلا، مُخُّهُنَّ قَلِيلٌ، فَلَمَّا رَأَى أَبُو مَعْبَدٍ اللَّبَنَ عَجِبَ، وَقَالَ: مِنْ أَيْنَ لَكِ هَذَا يَا أُمَّ مَعْبَدٍ،

ص: 173

وَالشَّاءُ عَازِبٌ حِيَالٌ، وَلا حَلُوبَ فِي الْبَيْتِ؟ فَقَالَتْ: لا وَاللَّهِ إِلا أَنَّهُ مَرَّ بِنَا رَجُلٌ مُبَارَكٌ، مِنْ حَالِهِ، كَذَا وَكَذَا.

قَالَ: صِفِيهِ لِي يَا أُمَّ مَعْبَدٍ.

قَالَتْ: رَجُلٌ ظَاهِرُ الْوَضَاءَةِ، أَبْلَجُ الْوَجْهِ، حَسَنُ الْخَلْقِ، لَمْ تَعِبْهُ ثُجْلَةٌ، وَلَمْ تُزْرِ بِهِ صَعْلَةٌ، وَسِيمٌ قَسِيمٌ، فِي عَيْنَيْهِ دَعَجٌ، وَفِي أَشْفَارِهِ وَطَفٌ، وَفِي صَوْتِهِ صَحَلٌ، وَفِي عُنُقِهِ سَطَعٌ، وَفِي لِحْيَتِهِ كَثَاثَةٌ، أَزَجُّ أَقْرَنُ، إِنْ صَمَتَ فَعَلَيْهِ الْوَقَارُ، وَإِنْ تَكَلَّمَ سَمَا وَعَلاهُ الْبَهَاءُ، أَجْمَلُ النَّاسِ وَأَبْهَاهُ مِنْ بَعِيدٍ، وَأَحْسَنُهُ وَأَحْلاهُ مِنْ قَرِيبٍ، حُلْوُ الْمَنْطِقِ، فَصْلٌ، لا نَزْرٌ، وَلا هَذْرٌ، كَأَنَّ مَنْطِقَهُ خَرَزَاتُ نَظْمٍ يَتَحَدَّرْنَ، رَبْعَةٌ لا يَائِسَ مِنْ طُولٍ، وَلا تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ مِنْ قِصَرٍ، غُصْنٌ بَيْنَ غُصْنَيْنِ، فَهُوَ أَنْضَرُ الثَّلاثَةِ مَنْظَرًا، وَأَحْسَنُهُمْ قَدْرًا، لَهُ رُفَقَاءُ يَحُفُّونَ بِهِ، إِنْ قَالَ أَنْصَتُوا لِقَوْلِهِ، وَإِنْ أَمَرَ تَبَادَرُوا إِلَى أَمْرِهِ، مَحْفُودٌ مَحْشُودٌ، لا عَابِسٌ وَلا مُفَنِّدٌ.

قَالَ أَبُو مَعْبَدٍ: فَهَذَا وَاللَّهِ صَاحِبُ قُرَيْشٍ الَّذِي ذُكِرَ لَنَا مِنْ أَمْرِهِ مَا ذُكِرَ بِمَكَّةَ. وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَصْحَبَهُ، وَلأَفْعَلَنَّ إِنْ وَجَدْتُ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلا، وَأَصْبَحَ صَوْتٌ بِمَكَّةَ عَالٍ يَسْمَعُونَ الصَّوْتَ وَلا يَدْرُونَ مَنْ صَاحِبُهُ وَهُوَ يَقُولُ:

جَزَى اللَّهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ

رَفِيقَيْنِ قَالا خَيْمَتِي أُمِّ مَعْبَدِ

ص: 174

هُمَا نَزَلا بِالْهُدَى وَاهْتَدَى بِهِ

فَقَدْ فَازَ مَنْ أَمْسَى رَفِيقَ مُحَمَّدِ

فَيَا لِقُصَيٍّ مَا زَوَى اللَّهُ عَنْكُمُ

بِهِ مِنْ فِعَالٍ لا تُجَارَى وَسُؤْدَدِ

لِيَهْنِ بَنِي كَعْبٍ مَكَانُ فَتَاتِهِمْ

وَمَقْعَدُهَا لِلْمُؤْمِنِينَ بِمَرْصَدِ

سَلُوا أُخْتَكُمْ عَنْ شَاتِهَا وَإِنَائِهَا

فَإِنَّكُمْ إِنْ تَسْأَلُوا الشَّاةَ تَشْهَدِ

دَعَاهَا بِشَاةٍ حَائِلٍ فَتَحَلَّبَتْ

عَلَيْهِ صَرِيحًا ضَرَّةُ الشَّاةِ مَزْبَدِ

فَغَادَرَهَا رَهْنًا لَدْيَها لِحَالِبٍ

يُرَدِّدُهَا فِي مَصْدَرٍ ثُمَّ مَوْرِدِ

فَلَمَّا سَمِعَ حَسَّانٌ الأَنْصَارِيُّ شَبَّبَ يُجَاوِبُ الْهَاتِفَ فَقَالَ:

لَقَدْ خَابَ قَوْمٌ زَالَ عَنْهُمْ نَبِيُّهُمْ

وَقُدِّسَ مَنْ يَسْرِي إِلَيْهِ وَيَفْتَدِي

تَرَحَّلَ عَنْ قَوْمٍ فَضَلَّتْ عُقُولُهُمْ

وَحَلَّ عَلَى قَوْمٍ بِنُورٍ مُجَدَّدِ

هَدَاهُمْ بِهِ بَعْدَ الضَّلالَةِ رَبُّهُمْ

وَأَرْشَدَهُمْ مَنْ يَتْبَعِ الْحَقَّ يُرْشَدِ

وَهَلْ يَسْتَوِي ضَلالُ قَوْمٍ تَسَفَّهُوا

عَمَايَتُهُمْ هَادٍ بِهِ كُلُّ مُهْتَدٍ

وَقَدْ نَزَلَتْ مِنْهُ عَلَى أَهْلِ يَثْرِبٍ

رِكَابُ هُدًى حَلَّتْ عَلَيْهِمْ بِأَسْعَدِ

نَبِيٌّ يَرَى مَا لا يَرَى النَّاسُ حَوْلَهُ

وَيَتْلُو كِتَابَ اللَّهِ فِي كُلِّ مَسْجِدِ

وَإِنْ قَالَ فِي يَوْمٍ مَقَالَةَ غَائِبٍ

فَتَصْدِيقُهَا فِي الْيَوْمِ أَوْ فِي ضُحَى الْغَدِ

لِيَهْنَ أَبَا بَكْرٍ سَعَادَةُ جَدِّهِ

بِصُحْبَتِهِ مَنْ يُسْعِدِ اللَّهُ يَسْعَدِ

قَالَ الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ عَسَاكِرَ: هَذَا الْحَدِيثُ مَحْفُوظٌ مِنْ رِوَايَةِ

ص: 175

حِزَامِ بْنِ هِشَامٍ، رَوَاهُ عَنْهُ أَيْضًا مُحْرِزُ بْنُ مَهْدِيٍّ الْكَعْبِيُّ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ.

قوله: مرملين: أي قد نفد زادهم.

مسنتين: أي قد دخلوا فِي الشتاء.

وكسر الخيمة: جانبها.

وتفاجت: فتحت مَا بين رجليها.

ويربض الرهط: أي يرويهم حتى تثقلوا فيربضوا.

والثج: السيلان.

والبهاء: بهاء اللبن، وَهُوَ وميض رغوته.

وتساوكن هزالا: تمايلن، ويروى: تشاركن، من المشاركة، يعني أنهن تساوين فِي الهزال.

وغادره: أبقاه.

والشاء عازب: أي بعيد المرمى.

والأبلج: المشرق الوجه المضيئه.

ص: 176

والحيال: جمع حائل، وهي التي لم تحمل.

والوضاءة: الْحَسَن.

والثجلة: عظم البطن.

والصقلة: صغر الرأس، ويروى ثجلة: وَهُوَ الضم والدقة.

وصقلة: الخاصرة، يعني أنه غير طويل الخاصرة.

والوسيم: الْحَسَن. وكذلك: القسيم.

والدعج: السواد فِي العين.

والوطف: الطويل شعر الأجفان.

والصحل: البحة.

والسطع: الطويل.

والكثاثة: كثرة الشعر.

والأزج: الرقيق طرف الحاجبين.

والأقرن: المقرون الحاجبين، بخلاف مَا فِي حَدِيث أَبِي هالة.

والنزر: القليل.

والهذر: الكثير الكلام، فكلامه وسط.

وتقتحمه: تحتقره، تعني أنه بين الطويل والقصير.

والمحفود: المخدوم.

والمحشود: الَّذِي عنده حشد، وهم الجماعة.

والعابس: من عبوس الوجه.

والمفند: الَّذِي يكثر اللوم، وَهُوَ التفنيد، ويروى: معتد من العداء وَهُوَ الظلم.

ص: 177

والصريح: الخالص.

والضرة: لحم الضرع، وفي رواية: فتحلبت لَهُ بصريح، وَهُوَ الصواب.

وغادرها: أي خلف الشاة عندها مرتهنة بأن تدر.

وقول حسان: تسفهوا عمايتهم: أي الزموا العمى سفها.

وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

ص: 178

[12] أَحْمَد بْن يوسف بْن عَبْد اللَّه بْن زيري التلمساني الدار الحميري النجار أَبُو العباس

كان شيخنا من أهل القرآن، حسن الأخذ لَهُ، انتفع بِهِ وتتلمذ لَهُ جماعة، وَكَانَ كثير الصمت، متقنعا باليسير، لا يكاد يخرج من الجامع، إِلا لأمر مهم، انقطع بالمنارة الشرقية سنين كثيرة، وَعُمِّرَ، وَكَانَ يحب العزلة، وروى كتاب الأحكام الصغرى لعبد الحق الإشبيلي، عَن ابْن علوش، مدرس المالكية، عَن المصنف، وسمع من أهل طاهر الخشوعي، وغيره، تُوُفِّيَ إِلَى رحمة اللَّه فِي الخامس عشر من جمادى الآخرة سنة خمس وَخَمْسِينَ وستمائة، ودفن بسفح جبل قاسيون، وَكَانَ مولده قبل السبعين والخمسمائة بتلمسان.

أخبرنا الشَّيْخُ الصَّالِحُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التِّلْمِسَانِيُّ، إِجَازَةً، قَالَ: أنا أَبُو طَاهِرٍ بَرَكَاتُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَاهِرٍ الْخُشُوعِيُّ،

ص: 179

بِقِرَاءَةِ الشَّيْخِ أَبِي جَعْفَرٍ الْقُرْطُبِيِّ عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ تِسْعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، بِدَارِ الْحَدِيثِ بِدِمَشْقَ، قَالَ: أنا الشَّيْخُ الأَمِينُ أَبُو مُحَمَّدٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الأَكْفَانِيِّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أنا الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ.

ح وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخَانِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَرَّجِ بْنِ مَسْلَمَةَ، وَأَبُو الْفَضْلِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعِرَاقِيُّ، إِجَازَةً، قَالا: أَخْبَرَتْنَا الْكَاتِبَةُ شُهْدَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ بْنِ الْفَرَجِ الإِبَرِيِّ، فِي كِتَابِهَا إِلَيْنَا بِخَطِّهَا، قَالَ ابْنُ مَسْلَمَةَ وَحْدَهُ: وَكَتَبَ إِلَيَّ أَيْضًا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْبَطِّيِّ، وَأَبُو الْقَاسِمِ يَحْيَى بْنُ ثَابِتِ بْنِ بُنْدَارٍ الْبَقَّالُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ الْمَوْصِلِيِّ، وَأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الصَّابِي، وَأَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْعَلافِ، وَالْمُبَارَكُ بْنُ الْمُبَارَكِ بْنِ صَدَقَةَ السِّمْسَارُ، وَفَاطِمَةُ الْمَدْعُوَّةُ نَفِيسَةَ بِنْتَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَزَّازَةَ، وَتَجْنِي بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَهْبَانِيَّةُ، قَالُوا عَشْرَتُهُمْ: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ النِّعَالِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَنَحْنُ نَسْمَعُ، قَالا: أنا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْفَارِسِيُّ، بِبَغْدَادَ، قثا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، إِمْلاءً، قثا أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيَسْتَنْثِرْ، وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ» .

ص: 180

هَذَا الْحَدِيثُ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ، وَاسْمُهُ عَائِذُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى التَّمِيمِيِّ النَّيْسَابُورِيِّ، عَنْ مَالِكٍ، وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ مِنْ طُرُقٍ، مِنْهَا: عَنْ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَمَّالِ، عَنْ مَعْنِ بْنِ عِيسَى الْقَزَّازِ، عَنْ مَالِكٍ، فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ. وَالرَّاوِي عَنْ مَالِكٍ أَبُو حُذَافَةَ أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نُبَيْهٍ السَّهْمِيُّ، وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ، فِيمَا حَكَاهُ عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، وَقَالَ: أَمَرَنِي أَنْ أُخْرِجَ حَدِيثَهُ فِي الصَّحِيحِ. تُوُفِّيَ يَوْمَ عِيدِ الْفِطْرِ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ.

وَبِهَذَا الإِسْنَادِ إِلَى مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما: أَنَّ

ص: 181

رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ» .

هَكَذَا رَوَاهُ مَالِكٌ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ، بِضَمِّ الْعَيْنِ، وَخَالَفَهُ النَّاسُ فِي ذَلِكَ، وَقَالُوا: إِنَّمَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ: كُلُّ مَنْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ فِيهِ: عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، وَحَكَمَ مُسْلِمٌ عَلَى مَالِكٍ بِالْوَهْمِ فِيهِ، وَذَكَرَ أَنَّ مَالِكًا كَانَ يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى دَارِ عُمَرَ، كَأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُمْ يُخَالِفُونَهُ، وَعَدَلَ الشَّيْخَانِ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ عَنْ إِخْرَاجِ الْحَدِيثِ مِنْ طَرِيقِ مَالِكٍ، وَأَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثٍ غَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، فَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ غَيْلانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، وَرَوَاهُ أَيْضًا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ مُسَدَّدِ بْنِ مُسَرْهَدٍ، وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيِّ، وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ، وَالْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ، وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، كُلُّهُمْ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَرَوَاهُ أَيْضًا النَّسَائِيُّ عَنْ يُوسُفَ بْنِ

ص: 182

سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ الْمِصِّيصِيِّ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا بِحَمْدِ اللَّهِ.

أخبرنا الشَّيْخُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التِّلْمِسَانِيُّ، إِجَازَةً، قَالَ: أنا أَبُو طَاهِرٍ الْخُشُوعِيُّ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الأَكْفَانِيِّ، أنا الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ.

ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَرَّجِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُفَرَّجِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَضِرِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَسْلَمَةَ الأُمَوِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، وَأَبُو الْفَضْلِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعِرَاقِيُّ، إِجَازَةً، قَالا: أَخْبَرَتْنَا الْكَاتِبَةُ شُهْدَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ بْنِ الْفَرَجِ الإِبَرِيُّ، إِجَازَةً، وَقَالَ ابْنُ مَسْلَمَةَ أَيْضًا: أنا أَبُو الْقَاسِمِ يَحْيَى بْنُ ثَابِتِ بْنِ بُنْدَارٍ الْبَقَّالُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ الْمَوْصِلِيِّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْهَاطرَا، وَالْمُبَارَكُ بْنُ الْمُبَارَكِ بْنِ صَدَقَةَ السِّمْسَارُ، وَفَاطِمَةُ الْمَدْعُوَّةُ نَفِيسَةَ بِنْتَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَزَّازَةُ، وَتَجْنِي بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَهْبَانِيَّةُ، إِجَازَةً، قَالُوا كُلُّهُمْ: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ النِّعَالِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَنَحْنُ نَسْمَعُ، قَالا: أنا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْفَارِسِيُّ بِبَغْدَادَ، قثا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، إِمْلاءً، قثا أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَدِينِيُّ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَحْبَبْتُ أَنْ لا أَتَخَلَّفَ خَلْفَ سَرِيَّةٍ تَخْرُجُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عز وجل، وَلَكِنْ لا

ص: 183

أَجِدُ مَا أَحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ، وَلا يَجِدُونَ مَا يَتَحَمَّلُونَ عَلَيْهِ، وَيَشُقُّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا بَعْدِي، فَوَدِدْتُ أَنِّي أُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عز وجل فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا فَأُقْتَلُ».

وَأَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الأُمَوِيُّ، إِجَازَةً، قَالَ: أنا الشَّيْخَانِ أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْبَطِّيِّ، وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ الطُّوسِيُّ عُرِفَ بِابْنِ تَاجِ الْقُرَّاءِ، إِجَازَةً، قَالا: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَالِكُ بْنُ أَحْمَدَ الْفَرَّاءُ الْبَانْيَاسِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْنِ الصَّلْتِ، قثا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مُوسَى الْهَاشِمِيُّ إِمْلاءً، أنا أَبُو مُصْعَبٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، وَذَكَرَهُ. هَذَا حَدِيثُ صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ قَيْسٍ الأَنْصَارِيِّ الْمَدَنِيِّ، الْقَاضِي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ السَّمَّانِ الزَّيَّاتِ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ مُسَدَّدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ، وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرِ.

وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ، وَالْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ، كِلاهُمَا عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ مَالِكٍ، كُلُّهُمْ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ. وَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا.

ص: 184

‌من اسمه إدريس رجل واحد

[13] إدريس بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الفرج عَبْد الرَّحْمَن بْن إدريس بْن الْحُسَيْن بْن إدريس بْن الْحُسَيْن بْن مزيز، واسمه إبراهيم، الحموي التنوخي أَبُو مُحَمَّد

شيخ من أهل هَذَا الشأن، كتب الحديث، وسمع من جماعة ببلده: منهم أَبُو القاسم عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن رواحة، وأخوه أَبُو البركات مُحَمَّد، والقاضي أَبُو إسحاق إبراهيم بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد المنعم، وأم حمزة صفية بنت عَبْد الوهاب بْن عَلِيّ بْن الخضر القرشية، ورحل إِلَى حلب، وسمع بها الكثير من الْحَافِظ أَبِي الحجاج يوسف بْن خليل، ورحل إِلَى دمشق، وسمع من أَبِي مُحَمَّد مكي بْن المسلم بْن علان، آخر الرواة عَن ابْن عساكر الْحَافِظ، ومن جماعة من أصحاب يَحْيَى الثقفي، وغيرهم، ذكره الشَّيْخ

ص: 185

أَبُو حَامِد بْن الصابوني فِي ذيله عَلَى ابْن نقطة، وسمع مِنْهُ الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد عَبْد المؤمن بْن خلف الدمياطي، جزءا من تخريجه، ولم يزل رحمه الله يجمع لنفسه وينتقي، ويخرج، ويحدث إِلَى أن تُوُفِّيَ إِلَى رحمة اللَّه تَعَالَى فِي يوم السبت العشرين من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وَتِسْعِينَ وستمائة بمدينة حماة، تغمده اللَّه برحمته.

أخبرنا الشَّيْخُ الْحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ إِدْرِيسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْفَرَجِ بن مُزَيْزٌ الْحَمَوِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو الْحَجَّاجِ يُوسُفُ بْنُ خَلِيلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ مَسْعُودُ بْنُ أَبِي مَنْصُورِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْجَمَّالُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ، أنا الْحَافِظُ أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَصْفَهَانِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ أَبُو أَحْمَدَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شِيرَوَيْهِ، أنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أنا شُعْبَةُ، ثنا مُوسَى بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: " بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَيْءٌ، فَخَطَبَ، فَقَالَ:«عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَلَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا» قَالَ: فَمَا أَتَى عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمٌ أَشَدُّ مِنْهُ. قَالَ: غَطَّوْا رُؤوسَهُمْ، وَلَهُمْ خَنِينٌ، قَالَ: فَقَامَ عُمَرُ رضي الله عنه، فَقَالَ: رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا.

ص: 186

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي أَحْمَدَ مَحْمُودِ بْنِ غَيْلانَ الْمَرْوَزِيِّ الْعَدَوِيِّ مَوْلاهُمْ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلِ بْنِ خَرَشَةَ بْنِ يَزِيدَ الْمَازِنِيِّ الْبَصْرِيِّ، نَزِيلِ مَرْوَ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ.

فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا وَللَّهِ الْحَمْدُ.

ص: 187

‌من اسمه إسحاق رجل واحد

[14] إسحاق بْن محمود بْن بلكويه بْن أَبِي الفياض بْن عَلِيّ البرجردي أَبُو إبراهيم بْن أَبِي الثناء الصوفي المشرف

ص: 188

شيخ صالح، ثقة نبيل، لديه فضل ومعرفة، حسن الأخلاق، من أعيان الصوفية، وسمع ببغداد من لاحق بْن عَلِيّ بْن كاره، وأبي أَحْمَد عَبْد الباقي بْن عَبْد الجبار الهروي، وأبي بكر عَبْد الرزاق بْن عَبْد القادر الجيلي، وأبي حفص عُمَر بْن مُحَمَّد بْن طبرزد، وسمع بديار مصر من الْحَافِظ أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن المفضل المقدسي، وأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن البناء الصوفي، والأمير أَبِي الفوارس مرهف بْن أسامة بْن منقذ، وسمع من جماعة غيرهم، ولازم شيخ الشيوخ أَبَا الْحَسَن بْن عُمَر بْن عَلِيّ بْن حمويه الجويني، وخدمه، وسمع مِنْهُ أَيْضًا، وقرأ الحديث بنفسه، وحدث بالقاهرة، والإسكندرية، مولده فِي يوم السبت تاسع شهر ربيع الأول سنة تسع وَسَبْعِينَ

ص: 189

وخمسمائة ببروجرد، وَتُوُفِّيَ فِي ضحوة الخامس من المحرم سنة تسع وَسِتِّينَ وستمائة، بالقاهرة، ودفن من يومه بمقبرة الصوفية بسفح المقطم، بمقبرة الصوفية من القرافة، رحمه الله وإيانا.

أخبرنا الشَّيْخُ الإِمَامُ أَبُو إِبْرَاهِيمَ إِسْحَاقُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ بَلْكُوَيْهِ الْبُرُوجِرْدِيُّ الصُّوفِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، فِي ذِي الْقَعْدَةِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَسِتِّمِائَةٍ، بِالْقَاهِرَةِ، قَالَ: أنا الشَّيْخُ الإِمَامُ أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَعْدٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرُوكَ بْنِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ النَّضْرِ بْنِ مُعَلَّى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ الْقُرَشيُّ التَّيْمِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ.

ح وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْمَيْمُونِ الْقَسْطَلانِيُّ الْمَالِكِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي الْمُحَرَّمِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَسِتِّمِائَةٍ، قَالَ: أنا الشَّيْخُ أَبُو رَوْحٍ الْمُطَهَّرُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحَسَنِ الْبَيْهَقِيُّ الْخُبُوشَانِيُّ الصُّوفِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالا: أنا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْخَطِيبُ أَبُو الأَسْعَدِ هِبَةُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ هَوَازِنَ الْقُشَيْرِيُّ، بِنَيْسَابُورَ، قَالَ: أنا الشَّيْخُ الذَّكِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَحِيرِيُّ، أنا

ص: 190

أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ الإِسْفَرَايِينِيُّ، أنا أَبُو عَوَانَةَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَافِظُ.

ح وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخَانِ أَبُو مُحَمَّدٍ مَكِّيُّ بْنُ الْمُسَلَّمِ بْنِ مَكِّيِّ بْنِ خَلَفِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلانَ الْقَيْسِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، وَأَبُو الْفَضْلِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعِرَاقِيُّ، إِجَازَةً، قَالا: أنا الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ السِّلَفِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ، فِي كِتَابِهِ قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ مَكِّيُّ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلانَ الْكَرْجِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَشِيُّ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الآمِدِيُّ الأَصَمُّ، قَالا: ثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْبَغْدَادِيُّ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ: أَنَّهُ سَمِعَ الْبَرَاءَ رضي الله عنه يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَسْلَمْتُ نَفْسِي، وَإِلَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهِي، وَإِلَيْكَ فَوَّضْتُ أَمْرِي، وَإِلَيْكَ أَلْجَاتُ ظَهْرِي، رَغْبَةً وَرَهْبَةً، لا مَلْجَأَ وَلا مَنْجَا مِنْكَ إِلا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِرَسُولِكَ الَّذِي

ص: 191

أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مَاتَ مَاتَ عَلَى الْفِطْرَةِ ".

حَدِيثٌ صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ، هُوَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّبِيعِيُّ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ، عَنْ أَبِي عُمَارَةَ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَدِيٍّ الأَنْصَارِيِّ، رضي الله عنه.

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي زَيْدٍ سَعِيدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْعَامِرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ بْنِ الْبِرِنْدِ الْبَصْرِيِّ، وَآدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ الْعَسْقَلانِيِّ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى، وَمُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ، كِلاهُمَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدَرٍ، أَرْبَعَتُهُمْ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيِّ، وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِي كِتَابِ عَمَلِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ، كِلاهُمَا عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، بِنَحْوِ مَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا لِلتِّرْمِذِيِّ،

ص: 192

وَالنَّسَائِيِّ، وَرَوَاهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ أَيْضًا، مِنْ طُرُقٍ مِنْهَا مَا رَوَاهُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّيْبَانِيِّ، مَوْلاهُمُ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا، وَمِنْ حَيْثُ الْعَدَدِ، كَأَنِّي رَوَيْتُهُ، عَنِ النَّسَائِيِّ فِي الطَّرِيقِ الثَّالِثَةِ، وَتُوُفِّيَ النَّسَائِيُّ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَثَلاثِمِائَةٍ.

وَأَخْبَرَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ إِسْحَاقُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ بَلْكُوَيْهِ الصُّوفِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أنا أَبُو الْفُتُوحِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرُوكَ الصُّوفِيُّ.

ح وَأَخْبَرَنَا الإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَسْطَلانِيِّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، أَيْضًا، أنا أَبُو رَوْحٍ الْمُطَهَّرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ، قَالا: أنا أَبُو الأَسْعَدِ هِبَةُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْقُشَيْرِيِّ، قَالَ: أنا جَدِّي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ هَوَازِنَ الْقُشَيْرِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْخَفَّافُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَسِيَ صَلاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا» .

رَوَاهُ مُسْلِمٌ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ فِي الصَّلاةِ، مِنْ كُتُبِهِمْ عَنْ

ص: 193

أَبِي رَجَاءٍ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ نَحْوَ مَا رُوِّينَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً لَهُمْ.

وَبِهَذَا الإِسْنَادِ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قثا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: أَغْفَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِغْفَاءَةً فَرَفَعَ رَاسَهُ مُتَبَسِّمًا، فَأمَّا قَالَ لَهُمْ، وَأمَّا قَالُوا لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مِمَّ ضَحِكْتَ؟ قَالَ: " إِنَّهُ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةً، فَقَرَأَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} ، حَتَّى خَتَمَهَا، فَلَمَّا قَرَأَهَا، قَالَ:«هَلْ تَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ؟» ، قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «فَإِنَّهُ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ وَعَدَنِيهِ رَبِّي عز وجل، عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ، حَوْضِي تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ آنِيَتُهُ عَدَدَ الْكَوَاكِبِ» .

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي فَضَائِلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلاءِ الْهَمْدَانِيِّ، وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الصَّلاةِ، وَفِي السُّنَّةِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ أَبِي السَّرِيِّ هَنَّادِ بْنِ السَّرِيِّ بْنِ مُصْعَبٍ التَّمِيمِيِّ الْكُوفِيِّ، كِلاهُمَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لِمُسْلِمٍ، وَمُوَافَقَةً لأَبِي دَاوُدَ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَهُوَ السَّرَّاجُ، قثا قتيبة بْنُ سَعيد، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ

ص: 194

الَّذِي تَفُوتُهُ الْعَصْرُ كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ».

رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ عَنْ قُتَيْبَةَ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً.

ص: 195

‌من اسمه أسعد رجل واحد

[15] أسعد بْن المظفر بْن أسعد بْن حمزة بْن أسد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد التميمي الدمشقي أَبُو المعالي بْن أَبِي غالب بْن أَبِي المعالي بْن أَبِي يعلى

أحد الرؤساء المشهورين، والعدول الأكابر المبرزين. كَانَ حسن الخلق، كثير المعروف، لا يتردد إِلَى أحد، ولا يخالط أرباب الولايات، ويكرم أهل الخير، ويبرهم عريق فِي التقدم والرئاسة، سَمِعَ من حَنْبَل الرصافي، وابن طبرزد، والكندي، وغيرهم، ووالده أَبُو غالب كَانَ من رؤساء دمشق، ومن أرباب الولايات السلطانية، سَمِعَ من الْحَافِظ ابْن عساكر، وجده أَبُو المعالي وزر بدمشق، وَكَانَ فاضلا، وجد أَبِيهِ أَبُو يعلى العميد كَانَ

ص: 196

فاضلا أديبا مترسلا شاعرا، جمع تاريخا لدمشق وذكر فيه طرفا من أخبار الخلفاء المصريين، وبعض الحوادث وجعله عَلَى السنين إِلَى سنة وفاته سنة خمس وَخَمْسِينَ وخمسمائة.

مولد شيخنا أَبِي المعالي أسعد هَذَا فِي سنة ثمان وَتِسْعِينَ وخمسمائة، وَتُوُفِّيَ يوم الثلاثاء رابع عشر محرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وستمائة ودفن بسفح قاسيون.

أخبرنا الشَّيْخُ الرَّئِيسُ الأَصِيلُ الْعَدْلُ أَبُو الْمَعَالِي أَسْعَدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ حَمْزَةَ التَّمِيمِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ سَبْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ بِجَامِعِ دِمَشْقَ، قَالَ: أنا الإِمَامُ الْعَلامَةُ أَبُو الْيُمْنِ زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ الْكِنْدِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا حَاضِرٌ فِي الرَّابِعَةِ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّمِائَةٍ، وَمَرَّةً أُخْرَى، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مِائَةٍ، قَالَ: أنا الشَّيْخُ الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي الأَشْعَثِ السَّمَرْقَنْدِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ

ص: 197

وَثَلاثِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ النَّقُّورِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، بِنَهْرِ الدَّجَاجِ مِنْ دَرْبِ اللُّؤْلُؤِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وستين وَأَرْبَعِمِائَةٍ، قَالَ: أنا الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْجُنْدِيِّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي شَهْرِ شَوَّالٍ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ، قثا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، قثا عَبْدُ الأَعْلَى يَعْنِي: ابْنَ حَمَّادٍ النَّرْسِيَّ، ثنا حَمَّادٌ وَهُوَ: ابْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي صَوْمِ عَاشُورَاءَ بَعْدَ مَا نَزَلَ رَمَضَانُ: «مَنْ شَاءَ صَامَهُ، وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَهُ» .

أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ بِنَحْوِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي عُثْمَانَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه الْعُمَرِيِّ الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ نَافِعٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ مَوْلاهُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه.

فَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُسَدَّدِ بْنِ مُسَرْهَدٍ الْبَصْرِيِّ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي مُوسَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى، وَأَبِي خَيْثَمَةَ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، ثَلاثَتُهُمْ عَنْ

ص: 198

يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ. وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ أَيْضًا عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ حَمَّادِ بْنِ أُسَامَةَ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ الْخَارِفِيِّ الْكُوفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، ثَلاثَتُهُمْ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بِهِ، وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ أَيْضًا عَنْ مُسَدَّدٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ.

وَبِهَذَا الإِسْنَادِ إِلَى أَبِي الْقَاسِمِ الْبَغَوِيِّ، قَالَ: وَثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قثا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ.

ح قَالَ: وَثنا هُدْبَةُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ جَمِيعًا عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُخْرِجُ رَاسَهُ مِنَ الْمَسْجِدِ، وَهُوَ مُعْتَكِفٌ فَأُرَجِّلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ قَالَ الْبَغَوِيُّ: وَاللَّفْظُ لِهُدْبَةَ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى الْبَغَوِيِّ، قثا هُدْبَةُ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنِ النَّخَعِيِّ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُخْرِجُ رَاسَهُ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ فَأَغْسِلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ.

ص: 199

حَمَّادٌ شَيْخُ هُدْبَةَ: هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ الرَّبَعِيُّ، مَوْلاهُمْ يُكَنَّى أَبَا سَلَمَةَ، مِنْ أَفْرَادِ مُسْلِمٍ، وَشَيْخُهُ حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، كُنْيَتُهُ أَبُو إِسْمَاعِيلَ، وَاسْمُ أَبِيهِ مُسْلِمٌ الْكُوفِيُّ الأَشْعَرِيُّ مَوْلاهُمْ، مِنْ رِجَالِ الصَّحِيحَيْنِ، أَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ، وَذَكَرَ لَهُ الْبُخَارِيُّ مَقْرُونًا. أَخْرَجَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِهِ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُنْذِرٍ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، أَمَّا الْبُخَارِيُّ، فَرَوَاهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ التِّنِّيسِيِّ، عَنِ الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ الأَصْبَحِيِّ، وَأَمَّا مُسْلِمٌ، فَرَوَاهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيِّ التَّمِيمِيِّ، عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ الْجُعْفِيِّ، كِلاهُمَا عَنْ هِشَامٍ.

وَانْفَرَدَ مُسْلِمٌ بِإِخْرَاجِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي عِمْرَانَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الأَسْوَدِ النَّخَعِيِّ، الْكُوفِيِّ، عَنْ خَالِهِ أَبِي عَمْرٍو الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ قَيْسٍ النَّخَعِيِّ الْكُوفِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، فَرَوَاهُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ

ص: 200

الْحُسَيْنِ بْنِ حَفْصٍ الأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ أَبِي الصَّلْتِ زَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ الْكُوفِيِّ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي عَتَّابٍ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ السَّلَمِيِّ الْكُوفِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ بِهِ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي الْقَاسِمِ الْبَغَوِيِّ، قثا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، ثنا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إِنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعُلَمَاءَ بِعِلْمِهِمْ، فَإِذَا لَمْ يَبْقَ عَالِمٌ اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤوسًا جُهَّالا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا» .

وَبِهِ قَالَ الْبَغَوِيُّ: قَالَ عُرْوَةُ: تَرَكْتُهُ حَوْلا ثُمَّ لَقِيتُهُ فَحَدَّثَنِي بِهَذَا.

أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، فَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الأَصْبَحِيِّ الْمَدَنِيِّ، عَنْ خَالِهِ الإِمَامِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَعَنْ أَبِي الرَّبِيعِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الزَّهْرَانِيِّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، وَعَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى التَّمِيمِيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ حَبِيبٍ الْمُهَلَّبِيِّ الْبَصْرِيِّ، وَأَبِي مُعَاوِيَةَ مُحَمَّدِ بْنِ خَازِمٍ الضَّرِيرِ، وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرِ

ص: 201

ابْنِ حَرْبٍ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِي سُفْيَانَ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ بْنِ مَلِيحٍ، وَعَنْ أَبِي كُرَيْبٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلاءِ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ الأَوْدِيِّ، وَأَبِي أُسَامَةَ حَمَّادِ بْنِ أُسَامَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَعَبْدَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْكِلابِيِّ الْكُوفِيِّ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيِّ، عَنْ سُفْيَانِ بْنِ عُيَيْنَةَ الْهِلالِيِّ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمِ بْنِ مَيْمُونٍ الْمُؤَدِّبِ الْمَعْرُوفِ بِالسَّمِينِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ، وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ نَافِعٍ الْعَبْدِيِّ الْبَصْرِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَطَاءٍ الْمُقَدِّمِيِّ، كُلُّ هَؤُلاءِ وَهُمْ ثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلا، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ بِهِ.

وَأَخْرَجَاهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي الأَسْوَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الأَسْوَدِ الْقُرَشِيِّ الأَسَدِيِّ الْمَدَنِيِّ يَتِيمِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ الأَسَدِيِّ، فَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ سَعِيدِ بْنِ عِيسَى بْنِ تَلِيدٍ الرُّعَيْنِيِّ الْقَتَبَانِيّ، مَوْلاهُمُ، الْمِصْرِيِّ.

وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي حَفْصٍ حَرْمَلَةَ بْنِ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التُّجِيبِيِّ الْمِصْرِيِّ، الْفَقِيهِ، كِلاهُمَا عَنِ الإِمَامِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ مُسْلِمٍ

ص: 202

الْقُرَشِيِّ الْمِصْرِيِّ، مَوْلَى بَنِي فِهْرٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَحْمُودٍ الإِسْكَنْدَرَانِيِّ الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ يَتِيمِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ أَيْضًا نَازِلا مِنْ حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ. فَرَوَاهُ عَنْ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ هِشَامٍ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: ثُمَّ لَقِيتُهُ بَعْدَ الْحَوْلِ فَحَدَّثَنِي.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى الْبَغَوِيِّ، قثا شَيْبَانُ، قثا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ.

أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيِّ، عَنْ مَالِكٍ، وَعَنْ أَبِي مُوسَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ.

وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُجْرِ بْنِ إِيَاسٍ السَّعْدِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، ثَلاثَتُهُمْ عَنْ هِشَامٍ بِهِ.

وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنهم، فَرَوَاهُ

ص: 203

عَنْ بُنْدَارٍ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ذَكْوَانَ، وَكُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو الزِّنَادِ لَقَبٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ بِهِ.

فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا بِحَمْدِ اللَّهِ وَمَنِّهِ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى الْبَغَوِيِّ، قثا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، قثا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ عَمْرٍو الأَسْلَمِيَّ رضي الله عنه قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَسْرُدُ الصَّوْمَ أَفَأَصُومُ فِي السَّفَرِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم «إِنْ شِئْتَ فَصُمْ، وَإِنْ شِئْتَ فَأَفْطِرْ» .

وَبِهِ قَالَ الْبَغَوِيُّ: وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ.

وَبِهِ إِلَى الْبَغَوِيِّ، قثا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ.

ح قَالَ: وثنا مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا الدَّرَاوَرْدِيُّ جَمِيعًا، عَنْ هِشَامٍ بِذَلِكَ.

قَالَ الْبَغَوِيُّ: وَرَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ،

ص: 204

وَغَيْرُهُمْ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ حَمْزَةَ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.

وَبِهِ إِلَى الْبَغَوِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِيهِ سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ.

ح قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ.

ح قَالَ: وَثنا حَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ.

ح قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا رَوْحٌ، ثنا شُعْبَةُ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ.

ح قَالَ: وَحَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، كُلُّهُمْ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ عَمْرٍو سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

أَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ رضي الله عنها. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، وَعَنْ مُسَدَّدِ بْنِ مُسَرْهَدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ.

وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَعَنْ أَبِي الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيِّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبِي كُرَيْبٍ الْهَمْدَانِيِّ، كِلاهُمَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَعَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ اللَّيْثِ، وَعَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى التَّمِيمِيِّ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ

ص: 205

الضَّرِيرِ، كُلُّهُمْ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، بِهِ. فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً لِمُسْلِمٍ، وَبَدَلا لَهُ وَلِلْبُخَارِيِّ

وأكثر أصحاب هشام قالوا: عَن أَبِيهِ، عَن عائشة: أن حمزة سأل النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 206

‌من اسمه إِسْمَاعِيل وهم أربعة

[16]

إِسْمَاعِيل بْن إبراهيم بْن شاكر بْن عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد.

وَهُوَ القاضي أَبُو المجد أخو أَبِي العلاء أَحْمَد ابني عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن أَحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن داود بْن المطهر بْن زياد بْن ربيعة بْن الحارث بْن ربيعة بْن أنور بْن أرقم بْن أسحم بْن الساطع، وَهُوَ النعمان بْن عدي بْن عَبْد غطفان بْن عَمْرو بْن

ص: 207

بريح بْن جذيمة بْن تيم اللَّه، وَهُوَ مجتمع تنوخ بْن أسد بْن وبرة بْن تغلب بْن حلوان بْن عمران بْن الحاف بْن قضاعة بْن مالك بْن حمير بْن سبأ بْن يشجب بْن يعرب بْن قحطان الدمشقي، أَبُو مُحَمَّد بْن إسحاق بْن أَبِي اليسر بْن أَبِي مُحَمَّد

شيخ جليل فاضل أديب بارع، كتب الإنشاء للملك الناصر داود، وأرسله رسولا إِلَى القاهرة إِلَى العادل بْن الكامل، وباشر نظر البيمارستان النوري، وَكَانَ كاتبا مجيدا وشاعرا محسنا، سَمِعَ الكثير فِي صغره من أَبِي طاهر بركات بْن إبراهيم الخشوعي، والحافظ أَبِي مُحَمَّد القاسم بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن عساكر، والخطيب أَبِي القاسم عَبْد الملك بْن زيد بْن ياسين الدولعي، والقاضي أَبِي المعالي مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى القرشي، وأبي الثناء محمود بْن عَبْد المنعم بْن القلانسي، وأبي القاسم أَحْمَد بْن

ص: 208

تزمش، وأبي عَلِيّ حَنْبَل بْن عَبْد اللَّه الرصافي، وأبي حفص عُمَر بْن طبرزد الدارقزي، وأبي اليمن الكندي، والقاضي أَبِي القاسم ابْن الحرستاني، والمفضل بْن عقيل بْن حيدرة البجلي، وغيرهم.

وسمع ببغداد من أَبِي مُحَمَّد عَبْد اللطيف بْن عَبْد الوهاب بْن مُحَمَّد الطبري، وَعَبْد السلام بْن عَبْد اللَّه الداهري، وأبي عَلِيّ الْحَسَن بْن المبارك ابْن الزبيدي، وأبي القاسم ابْن السمذي، وأبي الْحَسَن ابْن القطيعي، وغيرهم، وحدث بالشام، والديار المصرية، وباشر مشيخة الحديث بالتربة الصالحية بدمشق، وأسمع كثيرا بدار الحديث الأشرفية، وغيرها، ذكره الإِمَام أَبُو القاسم عُمَر بْن أَحْمَد بْن أَبِي جرادة فِي تاريخ حلب، وأثنى

ص: 209

عليه، وذكره أَبُو المحامد إِسْمَاعِيل بْن حَامِد القوصي فِي معجم شيوخه، وروى عَنْهُ أناشيد لَهُ منها قصيدته التي رثى بها خطابا، وهي قصيدة حسنة نظمها عَلَى مثال «قصيدة مُحَمَّد بْن عُمَر الأنباري» فِي الوزير النصراني طاهر بْن بقية وزير عز الدولة بختيار لما صلبه عضد الدولة ببغداد فِي سنة تسع وأربعمائة التي أولها:«علق فِي الحياة وفي الممات» ، ولشيخنا المذكور قصيدة نبوية دالية، وقصيدة رائية فِي رثاء بغداد، وله نثر جيد من ترسل وأدعية، وأذكار، وغير ذلك، وكانت لَهُ إجازات من بغداد ونيسابور وهراة، ومرو، وأصبهان، ومن الديار المصرية، مولده فِي يوم السبت السابع عشر من المحرم سنة تسع وَثَمَانِينَ وخمسمائة بدمشق، وَتُوُفِّيَ فِي يوم الأحد السادس والعشرين من صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وستمائة بدمشق أَيْضًا بدرب كسك، ودفن بسفح جبل قاسيون بالقرب من تربة الشَّيْخ أَبِي عُمَر الحنبلي، وَكَانَ والده سفيرا للملوك كريم النفس بهي المنظر مليح البزة، فاضلا كثير المحفوظ، حسن الإيراد، وَهُوَ من بيت فضل وأدب، وقد كَانَ

ص: 210

لأبي العلاء المعري أخوان أَبُو المجد مُحَمَّد، وَهُوَ الجد السابع لشيخنا كما ذكرناه، وَأَبُو الهيثم عَبْد الوهاب، فأما أَبُو العلاء فلم يعقب، وأما عَبْد الوهاب فأعقب وانقطع عقبه، وأما أَبُو المجد فأعقب واتصل نسله.

أخبرنا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْفَاضِلُ الْمُسْنِدُ أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاكِرٍ التَّنُوخِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ بِكلاسَةِ جَامِعِ دِمَشْقَ، قَالَ: أنا الشَّيْخُ الْمُسْنِدُ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ طَبَرْزَدَ الدَّارَقَزِّيُّ الْبَغْدَادِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ فِي مُسْتَهَلِّ جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّمِائَةٍ بِالْجَامِعِ الْمُظَفَّرِيِّ بِسَفْحِ جَبَلِ قَاسِيُونَ ظَاهِرَ دِمَشْقَ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الشَّيْبَانِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ الْمَدَائِنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ الْبَزَّازُ، قَالا: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ: أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَإِنَّمَا لامْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ» .

ص: 211

هَذَا حَدِيثٌ كَبِيرٌ جَلِيلٌ، أَجْمَعَ أَهْلُ النَّقْلِ عَلَى صِحَّتِهِ وَثُبُوتِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ قَيْسٍ الأَنْصَارِيِّ قَاضِي الْهَاشِمِيَّةِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيِّ الْعُتْوَارِيِّ، وَهَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ تَابِعِيُّونَ، وَتَفَرَّدَ كُلٌّ مِنْهُمْ بِرِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَرَوَاهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَئِمَّةُ وَالْحُفَّاظُ.

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، عَنِ الْحُمَيْدِيِّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيِّ، وَيَحْيَى بْنِ قَزَعَةَ،

ص: 212

كِلاهُمَا، عَنْ مَالِكٍ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ الثَّوْرِيِّ، وَعَنْ مُسَدَّدِ بْنِ مُسَرْهَدٍ الْبَصْرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ عَارِمٍ، كِلاهُمَا عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدِ بْنِ دِرْهَمٍ، وَعَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيِّ.

وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ، عَنْ مَالِكٍ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رُمْحِ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، وَعَنْ أَبِي الرَّبِيعِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الزَّهْرَانِيِّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ، وَعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ سُلَيْمَانَ بْنِ حَيَّانَ الأَحْمَرِ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَاضِي الْكُوفَةِ، وَيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، وَعَنْ أَبِي كُرَيْبٍ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ابْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ الْهِلالِيِّ. وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ. وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، وَعَنِ الْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ الْفَقِيهِ، عَنْ مَالِكٍ، وَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مَنْصُورٍ الْبَلْخِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ،

ص: 213

وَعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ، وَعَنْ عَمْرِو بْنِ مَنْصُورٍ، عَنِ الْقَعْنَبِيِّ، عَنْ مَالِكٍ.

وَأَخْرَجَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ابْنُ مَاجَهْ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رُمْحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَشْرَتُهُمْ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ. فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا لِمُسْلِمٍ، وَابْنِ مَاجَهْ. وَعَالِيًا بِدَرَجَتَيْنِ لِلنَّسَائِيِّ فِي رِوَايَتِهِ لَهُ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ. وَقَدْ رَوَاهُ أَيْضًا الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً لَهُ بِعُلُوٍّ وَللَّهِ الْحَمْدُ

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ، قثا مُحَمَّدٌ، هُوَ ابْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ» .

رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً لَهُ. وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ دَاوُدَ بْنِ كَيْسَانَ الْعَبْدِيِّ الْبَصْرِيِّ الْمُلَقَّبِ بِبُنْدَارٍ، وَهُوَ مِمَّنِ اتَّفَقَ الأَئِمَّةُ السِّتَّةُ أَصْحَابُ الْكُتُبِ الْمَشْهُورَةِ

ص: 214

عَلَى الرِّوَايَةِ عَنْهُ، وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دِينَارٍ الْبَغْدَادِيِّ التَّمَّارِ، وَهُوَ مِمَّنِ انْفَرَدَ مُسْلِمٌ بِإِخْرَاجِ حَدِيثِهِ، كِلاهُمَا عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمَّادٍ الْبَصْرِيِّ الشَّيْبَانِيِّ، مَوْلاهُمْ، خَتَنِ أَبِي عَوَانَةَ، وَلَهُ كُنْيَتَانِ أَبُو زَكَرِيَّا، وَأَبُو بَكْرٍ، عَنْ أَبِي بِسْطَامٍ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ الْوَرْدِ الْبَصْرِيِّ الْعَتَكِيِّ، مَوْلاهُمْ، وَهُوَ وَاسِطِيُّ الأَصْلِ، مَاتَ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَلَهُ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ، وَلَيْسَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مُسَمَّى شُعْبَةَ سِوَاهُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ الرَّبَعِيِّ الْكُوفِيِّ، وَهُوَ مِنْ أَفْرَادِ مُسْلِمٍ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ أَخِي الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ كُوفِيٌّ، مِنْ أَفْرَادِ مُسْلِمٍ أَيْضًا، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيِّ فَقِيهِ الْكُوفَةِ، وَهُوَ تَابِعِيٌّ صَغِيرٌ، دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها، مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ، عَنْ خَالِهِ أَبِي شِبْلٍ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلْقَمَةَ النَّخَعِيِّ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيِّ الْبَدْرِيِّ رضي الله عنه، فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا بِدَرَجَاتٍ، كَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ الْغَافِرِ الْفَارِسِيِّ رَاوِي مُسْلِمٍ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ وَللَّهِ الْحَمْدُ.

ص: 215

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ، قثا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، قثا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، نَادَاهُمْ مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَوْعِدًا لَمْ تَرَوْهُ. قَالُوا: وَمَا هُوَ؟ أَلَمْ يُثَقِّلْ مَوَازِينَنَا، وَيُبَيِّضْ وُجُوهَنَا، وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ، وَيُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ عز وجل فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، فَوَاللَّهِ، مَا أَعْطَاهُمْ شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِ "، ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} .

أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ السُّلَمِيِّ الْوَاسِطِيِّ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَتَيْنِ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً لَهُ بِعُلُوٍّ. وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَاسْمُ أَبِي شَيْبَةَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَبْسِيُّ الْكُوفِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا.

ص: 216

[17] إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد العراقي الأصل الحنبلي المقرئ الدمشقي المولد والمنشأ أَبُو الفضل ابْن الفقيه أَبِي العباس

سمع الحديث من والده، وَكَانَ قليل السماع، ولكن رَوَى كثيرا بالإجازة، كانت لَهُ إجازة الْحَافِظ أَبِي طاهر السلفي، والكاتبة شهدة بنت الإبري، وأبي الفتح بْن شاتيل، وأبي المحاسن عَبْد الرزاق بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد القومساني، وابن عمه أَبِي سعيد المطهر بْن عَبْد الكريم، والحافظ أَبِي موسى المديني، وأحمد بْن أَبِي منصور بْن ينال الترك، وأبي الفتح عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن أَبِي الفتح الخرقي، وأبي ثابت الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن

ص: 217

##218

زينة، وأبي حَامِد مُحَمَّد بْن الْحَافِظ أَبِي مسعود عَبْد الجليل بْن مُحَمَّد كوتاه، وجماعة من أهل أصبهان، وهمذان، وَكَانَ لَهُ مسجد يؤم فيه بدمشق، وَتُوُفِّيَ يوم الجمعة منتصف جمادى الأولى سنة ثلاث وَخَمْسِينَ وستمائة بدمشق، مولده بعد السبعين والخمسمائة تقريبا.

أخبرنا الشَّيْخُ الصَّالِحُ أَبُو الْفَضْلِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعِرَاقِيُّ، إِجَازَةً، قَالَ: أنا وَالِدِي الإِمَامُ الْمُحَدِّثُ الْمُقْرِئُ الْفَقِيهُ، الْمُفْتِي الْقُدْوَةُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعِرَاقِيُّ الأَوَانِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، بِدِمَشْقَ، قَالَ: أنا الشَّيْخُ الصَّالِحُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَهْلُونٍ السِّبْطُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، قَالَ: أنا الْخَطِيبُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَزَارمَرْدَ الصَّرِيفِينِيُّ، قَرَأَهُ عَلَيْهِ فِي مَسْجِدِهِ بِصَرِيفِينَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتِّينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ حُبَابَةَ، قثا

ص: 218

أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، قثا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَخْبَرَهُمْ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، رضي الله عنهم كَانُوا لا يَجْهَرُونَ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.

أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ، وَلَهُ أَلْفَاظٌ مِنْهَا: كَانُوا يَسْتَفْتِحُونَ الصَّلاةَ بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} وَمِنْهَا: لَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْهُمْ يَقْرَأُ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ الْحَوْضِيِّ، عَنْ شُعْبَةَ بِهِ. فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهُ. وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي مُوسَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى، وَمُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ بُنْدَارٍ، كِلاهُمَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ بِهِ. فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا.

أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعِرَاقِيُّ، إِجَازَةً، قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ السِّلَفِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ مِنْ

ص: 219

ثَغْرِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، قَالَ: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الثَّقَفِيُّ الْمَحْمُودِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ بِأَصْبَهَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، وَمَاتَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ، قثا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ، بِبَغْدَادَ، قثا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ، إِمْلاءً، قثا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْحَارِثِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، قثا خُثَيْمُ بْنُ عِرَاكٍ، قثا أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«لَيْسَ عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ فِي فَرَسِهِ وَلا مَمْلُوكِهِ صَدَقَةٌ» .

صَحِيحٌ ثَابِتٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، عَالٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الزَّكَاةِ، عَنْ مُسَدَّدِ بْنِ مُسَرْهَدٍ. وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ أَبِي قُدَامَةَ السَّرْخَسِيِّ الْيَشْكُرِيِّ مَوْلاهُمْ، كِلاهُمَا عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ. فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا لَهُمَا.

وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ

ص: 220

سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ الْغِفَارِيِّ الْمَدَنِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه. وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ. وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ وَالثَّوْرِيِّ وَمَالِكٍ، عَنِ ابْنِ دِينَارٍ مِنْ طُرُقٍ مِنْهَا: أَنَّهُ رَوَاهُ فِي جَمْعِ حَدِيثِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، فَبِاعْتِبَارِ هَذَا الْعَدَدِ إِلَى عِرَاكٍ، كَأَنِّي رَوَيْتُ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ النَّسَائِيِّ نَفْسِهِ؛ لأَنَّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيهِ تِسْعَةُ رِجَالٍ، وَبَيْنِي وَبَيْنَهُ صلى الله عليه وسلم فِيهِ عَشَرَةُ رِجَالٍ، وَالنَّسَائِيُّ رحمه الله بِمَنْزِلَةِ شَيْخِي، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِمِائَةٍ بِمَكَّةَ، وَقِيلَ: بِالرَّمْلَةِ، وَدُفِنَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ

أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعِرَاقِيُّ، إِجَازَةً، قَالَ: أنا الْمَشَايِخُ الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ السِّلَفِيُّ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْحَقِّ بْنُ عَبْدِ الْخَالِقِ بْنِ يُوسُفَ، وَالْكَاتِبَةُ شُهْدَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ بْنِ الْفَرَجِ الإِبَرِيُّ، إِجَازَةً، قَالَ السِّلَفِيُّ، وَعَبْدُ الْحَقِّ: أنا أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ الأَسَدِيُّ، وَقَالَتْ شُهْدَةُ: أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْبَزَّازِ. وَقَالَ السِّلَفِيُّ أَيْضًا: أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ التَّيْمِيُّ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَانِيذِيُّ، وَالْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ

ص: 221

الصَّيْرَفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْحُشَيْشِيُّ، بِبَغْدَادَ، قَالُوا: أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ، قَالَ: أنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ، قثا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُنَادِي، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قثا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه: «إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُقْرِئَكَ الْقُرْآنَ، أَوْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ» ، قَالَ: اللَّهُ سَمَّانِي لَكَ؟ قَالَ: وَقَدْ ذُكِرْتُ عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ.

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي التَّفْسِيرِ، فَقَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمُنَادِي، قثا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، فَذَكَرَهُ، وَقَالَ فِيهِ: آللَّهُ سَمَّانِي لَكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» ،

ص: 222

قَالَ: وَقَدْ ذُكِرْتُ عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» وَهُوَ الصَّوَابُ، وَسَقَطَ بَعْضُهُ فِي رِوَايَتِنَا هَذِهِ.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: سَمِعْتُ هِبَةَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ الطَّبَرِيَّ يَقُولُ: قِيلَ: إِنَّهُ اشْتُبِهَ عَلَى الْبُخَارِيِّ، فَجَعَلَ مُحَمَّدًا أَحْمَدَ. وَقِيلَ: كَانَ لِمُحَمَّدٍ أَخٌ بِمِصْرَ اسْمُهُ أَحْمَدُ. وَهَذَا الْقَوْلُ الأَخِيرُ بَاطِلٌ لَيْسَ لأَبِي جَعْفَرٍ أَخٌ فِيمَا نَعْلَمُ، وَلَعَلَّهُ اشْتُبِهَ عَلَى الْبُخَارِيِّ كَمَا قِيلَ، أَوْ كَانَ يَرَى أَنَّ مُحَمَّدًا وَأَحْمَدَ شَيْءٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، أَبُو جَعْفَرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ الْمُنَادِي الْبَغْدَادِيُّ، مَاتَ لَيْلَةَ الثُّلاثَاءِ فِي السَّحَرِ لِثَلاثٍ بَقِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَقَدْ صَامَ اثْنَيْنِ وَتِسْعِينَ رَمَضَانَ، وَاثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا مِنَ الشَّهْرِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، وَلَهُ يَوْمَئِذٍ مِائَةُ سَنَةٍ وَسَنَةٌ وَاحِدَةٌ وَأَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَاثْنَا عَشَرَ يَوْمًا، وَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ أَكْبَرَ مِنْهُ بِسَبْعِ سِنِينَ، وَكَانَ يَحْيَى بْنُ

ص: 223

مَعِينٍ أَكْبَرَ مِنْ أَحْمَدَ بِسَبْعِ سِنِينَ، قَالَهُ ابْنُ ابْنِهِ أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْمُنَادِي.

وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّلاةِ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ وَهَمَّامٍ. وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْمَنَاقِبِ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ.

وَفِي فَضَائِلِ الْقُرْآنِ مِنْ حَدِيثِ مَعْمَرٍ ثَلاثَتُهُمْ عَنْ قَتَادَةَ، وَلَفْظُ شُعْبَةَ: " إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} قَالَ: وَسَمَّانِي لَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَبَكَى.

وَقَعَ لَنَا هَذَا الْحَدِيثُ مُوَافَقَةً عَالِيَةً، كَأَنِّي أَرْوِيهِ عَنْ أَبِي الْوَقْتِ السِّجْزِيِّ، وَكَانَتْ وِلادَتُهُ بِهَرَاةَ سَنَةَ ثَمَانِي وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، وَوَفَاتُهُ بِبَغْدَادَ لِخَمْسٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، وَسَمِعَ

ص: 224

صَحِيحَ الْبُخَارِيِّ مِنَ الدَّاوُودِيِّ بِبُوشَنْجَ، وَهِيَ عَلَى سَبْعَةِ فَرَاسِخَ مِنْ هَرَاةَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى.

ص: 225

[18] إِسْمَاعِيل بْن عَبْد القوي بْن عزون بْن داود بْن عزون بْن الليث بْن منصور الأنصاري الغزي الأصل المصري المولد والدار، وَأَبُو الطاهر بْن أَبِي مُحَمَّد بْن أَبِي العز

سمع من إِسْمَاعِيل بْن صالح بْن ياسين، وأبي القاسم البوصيري، وأبي الفضل مُحَمَّد بْن ويوسف الغزنوي، وأبي الثناء حماد بْن هِبَة اللَّهِ الحراني، وأبي عَبْد اللَّه الأرتاحي، وفاطمة بنت سَعْد الخير بْن مُحَمَّد

ص: 226

الأنصاري، وغيرهم، وَكَانَ شيخنا حسنا مليح الهيئة يسكن بين القاهرة وقلعة الجبل فِي مكان كبير كهيئة الدير، وَكَانَ سهلا فِي التحديث، سمعت عليه قطعة من معجم الطبراني وغير ذلك، وَكَانَ آخر مَا حدث بِهِ الأربعون لابن الطفيل بقراءتي عليه فِي علو مسجده بكرة الاثْنَيْنِ سادس عشر ذي الحجة سنة ست وَسِتِّينَ وستمائة، وَتُوُفِّيَ بمسجد الذخيرة ظاهر القاهرة ليلة السبت ثاني عشر محرم سنة سبع وَسِتِّينَ وستمائة فِي أول الليل، وحضرت الصلاة عليه بعد صلاة الظهر من يوم السبت المذكور بمصلى العيد تحت القلعة، ودفن بسفح المقطم، ومولده فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وخمسمائة تقريبا.

وكان والده أحد القراء من أصحاب أَبِي الجود، ومن المعروفين

ص: 227

بالطلب، والثقة، والأمانة. سَمِعَ بدمشق، والموصل، وحلب، وحدث بالشام وديار مصر.

أخبرنا الشَّيْخُ الْمُقْرِئُ أَبُو الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْقَوِيِّ بْنِ عَزُّونَ الأَنْصَارِيُّ الْمِصْرِيُّ بِقِرَاءَةِ الإِمَامِ الْعَلامَةِ قَاضِي الْقُضَاةِ أَبِي الْفَتْحِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ وَهْبٍ الْقُشَيْرِيِّ عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَسِتِّمِائَةٍ بِالْمَدْرَسَةِ الظَّاهِرِيَّةِ بِالْقَاهِرَةِ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُعوُدِ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ الْبُوصِيرِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو صَادِقٍ مُرْشِدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْقَاسِمِ الْمَدِينِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ النَّيْسَابُورِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الطَّفَّالِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ حَيُّوَيْهِ النَّيْسَابُورِيُّ، قثا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ عَلِيٍّ النَّسَائِيُّ لَفْظًا، قَالَ: أنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ غُسْلَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ» .

ص: 228

وَوَقَعَ لَنَا هَذَا الْحَدِيثُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ.

أخبرنا بِهِ الشَّيْخُ الْجَلِيلُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَقْدِسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، بِظَاهِرِ دِمَشْقَ، قَالَ: أنا أَبُو عَلِيٍّ حَنْبَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَرَجِ الْبَغْدَادِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْحُصَيْنِ الشَّيْبَانِيُّ الْكَاتِبُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ الْوَاعِظُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْمُذْهِبِ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقَطِيعِيُّ، قثا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلِ بْنِ هِلالِ بْنِ أَسَدٍ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي رحمه الله، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ،

ص: 229

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رِوَايَةً، وَقَالَ مَرَّةً يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ هُوَ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ» .

حَدِيثٌ صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، كُنْيَتُهُ أَبُو مُحَمَّدٍ، مَدَنِيٌّ، وَهُوَ أَخُو سُلَيْمَانَ بن يَسَارٌ، مَوْلَى مَيْمُونَةَ رضي الله عنها. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ الْمَدِينِيِّ الْحَافِظِ، وَأَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو سَهْلِ بْنِ أَبِي سَهْلٍ زَنْجَلَةَ الرَّازِيِّ الأَشْتَرِ الْحَافِظِ، كِلاهُمَا عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى. وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ أَيْضًا، وَأَبُو دَاوُدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيِّ. وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ عَنْ قُتَيْبَةَ. كَمَا أَخْرَجْنَاهُ فِي الرِّوَايَةِ الأُولَى مِنْ حَدِيثِهِ، ثَلاثَتُهُمْ عَنْ مَالِكٍ، كِلاهُمَا عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ. فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا لِلْبُخَارِيِّ، وَابْنِ مَاجَهْ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ أَيْضًا عَنْ عَمْرِو بْنِ سَوَّادٍ الْمِصْرِيِّ. وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْمِصْرِيِّ، كِلاهُمَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ التَّيْمِيِّ أَخِي مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. وَلَهُ كُنْيَتَانِ وَاسْمَانِ: أَبُو مُحَمَّدٍ

ص: 230

عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو حَفْصٍ عُمَرُ، عَنْ أَبِيهِ.

فَكَأَنَّ الْبُوصِيرِيَّ وَحَنْبَلا شَيْخَي شَيْخِي سَمِعَاهُ مِنْ هَؤُلاءِ الأَئِمَّةِ الثَّلاثَةِ: مُسْلِمٍ، وَأَبِي دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيِّ. وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ أَيْضًا عَنْ أَبِي مُوسَى هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَّازِ الْمَعْرُوفِ بِالْحَمَّالِ، عَنْ أَبِي الْعَلاءِ الْحَسَنِ بْنِ سَوَّارٍ الْبَغَوِيِّ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ الإِسْكَنْدَرَانِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ.

فَبِاعْتِبَارِ الْعَدَدِ، كَأَنَّ شَيْخِي مِنَ الطَّرِيقَيْنِ، سَمِعَاهُ مِنَ النَّسَائِيِّ رحمه الله.

وَقَدْ رَوَاهُ بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ، وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ نَفْسِهِ لَمْ يَذْكُرَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ فِي حَدِيثِهِمَا. وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ طَرِيقِ شُعْبَةَ هَكَذَا.

وَأَخْبَرَنَا أَبُو الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْقَوِيِّ بْنِ عَزُّونَ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا

ص: 231

أَسْمَعُ بِالْقَاهِرَةِ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْبُوصِيرِيُّ بِفُسْطَاطِ مِصْرَ، قَالَ: أنا أَبُو صَادِقٍ مُرْشِدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْقَاسِمِ الْمَدِينِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي غُرَّةِ رَجَبٍ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِمِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ النَّيْسَابُورِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الطَّفَّالِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ، سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، وَنَحْنُ نَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ حَيُّوَيْهِ النَّيْسَابُورِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قثا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ عَلِيٍّ النَّسَائِيُّ لَفْظًا، قِرَاءَةً عَلَيْنَا مِنْ كِتَابِهِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، قَالَ: أنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قثا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ:«مَنْ جَاءَ مِنْكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ» .

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى النَّسَائِيِّ قَالَ: أنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قَالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«صَلَّيْتَ؟» قَالَ: لا، قَالَ:«قُمْ فَارْكَعْ» .

ص: 232

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى النَّسَائِيِّ، قَالَ: أنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: رَأَيْتُ بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَرْفَعُ يَدَيْهِ، فَقَالَ عُمَارَةُ بْنُ رُوَيْبَةَ: قَبَّحَ اللَّهُ هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا يَزِيدُ عَلَى هَذَا، وَأَشَارَ أَبُو عَوَانَةَ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى النَّسَائِيِّ، قَالَ: أنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ:«فِيهِ سَاعَةٌ لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وَهُوَ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا شَيْئًا إِلا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ» ، وَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا.

ص: 233

أَخْرَجَ هَذِهِ الأَحَادِيثَ الأَرْبَعَةَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي صَحِيحِهِ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جَمِيلِ بْنِ طَرِيفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ مَوْلاهُمُ الْبَلْخِيِّ الْبَغْلانِيِّ، وَيُقَالُ: إِنَّ قُتَيْبَةَ لَقَبٌ، وَإِنَّ اسْمَهُ يَحْيَى، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَتُوُفِّيَ لَيْلَةَ الأَرْبَعَاءَ مُسْتَهَلَّ شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ، رَوَى عَنْهُ الأَئِمَّةُ الْخَمْسَةُ، وَرَوَى ابْنُ مَاجَهْ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ، فَهَذِهِ الأَحَادِيثُ مِنَ الْمُوَافَقَاتِ الْعَالِيَةِ، وَهِيَ عَالِيَةٌ لَنَا مِنْ حَدِيثِ النَّسَائِيِّ، بَيْنِي وَبَيْنَهُ خَمْسَةُ رِجَالٍ، لَمْ يَقَعْ لِي حَدِيثُ أَحَدٍ مِنَ الأَئِمَّةِ السِّتَّةِ أَصْحَابِ الْكُتُبِ الْمَشْهُورَةِ بِعُلُوٍّ سَمَاعًا مُتَّصِلا سِوَاهُ رضي الله عنه وَعَنْهُمْ.

وعبد اللَّه بْن عَبْد اللَّه هُوَ ابْن عُمَر بْن الخطاب رضي الله عنه، كنيته أَبُو عَبْد الرَّحْمَن القرشي المدني، وله إخوة: عبيد اللَّه، وحمزة، وزيد، وبلال.

وأبو عوانة اسمه الوضاح اليشكري، مولاهم، الواسطي. رَوَى بحشل الْحَافِظ: أن عطاء بْن يَزِيد اشترى أَبَا عوانة ليكون مع ابنه يَزِيد،

ص: 234

فكان يَزِيد يطلب الحديث، وَأَبُو عوانة يحمل كتبه والمحبرة، وَكَانَ لأبي عوانة صديق قاص، وَكَانَ أَبُو عوانة يحسن إليه فقال القاص: مَا أدري بما أكافيه، فكان بعد ذلك لا يجلس مجلسا إِلا قَالَ لمن حضره: ادعوا اللَّه لعطاء فإنه أعتق أَبَا عوانة. فكان قل مجلس إِلا ذهب إِلَى عطاء من يشكره، فلما كثر عليه ذلك أعتقه، مَاتَ أَبُو عوانة سنة ست وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.

ص: 235

[19] إِسْمَاعِيل بْن أَبِي عَبْد اللَّه بْن حماد بْن عَبْد الكريم بْن صعلوك بْن العسقلاني الصالحي أَبُو يَحْيَى

أحد الشيوخ المسندين، من ساكني سفح قاسيون، وَكَانَ يلازم حضور الجماعات، وسمع من أَبِي عَلِيّ حَنْبَل الرصافي، وأبي حفص ابْن طبرزد، وأبي اليمن الكندي، وأجازه من أهل أصبهان أَبُو جَعْفَر الصيدلاني، وَأَبُو القاسم عَبْد الواحد الصيدلاني، وأم هانئ عفيفة بنت أَحْمَد الفارفانية، وَأَبُو الفخر أسعد بْن سعيد بْن روح، وَأَبُو إِسْمَاعِيل داود بْن مُحَمَّد بْن ماشاذه، وَأَبُو إِسْمَاعِيل عَبْد الرحيم بْن مُحَمَّد بْن حمويه، وَأَبُو المفاخر خلف بْن أَحْمَد بْن الفراء، ومسعود بْن إِسْمَاعِيل بْن إبراهيم الحاكم الجندائي، وَأَبُو المجد زاهر بْن أَبِي طاهر، ورضوان بْن مُحَمَّد، وعلي بْن منصور الثقفيون، وَأَبُو مسلم المؤيد ابْن الإخوة، وَأَبُو زرعة ابْن اللفتواني وغيرهم، وأجازه جماعة من أهل بغداد، وواسط، ونيسابور، وهمذان، وهراة مولده تقريبا فِي سنة خمس وَتِسْعِينَ وخمسمائة، أو قبلها بقليل،

ص: 236

وَتُوُفِّيَ بكرة يوم الثلاثاء تاسع عشر ذي القعدة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وستمائة، ودفن عصر هَذَا اليوم بسفح جبل قاسيون، ظاهر دمشق.

وقد كَانَ والده أَبُو عَبْد اللَّه بْن حماد يسمى ظافرا، لكنه بأبي عَبْد اللَّه أشهر، وَكَانَ من ذوي اليسار، ثم قل مَا بيده فانقطع بسفح قاسيون، ولزم بيته، وَكَانَ شيخا بهي المنظر، ساكنا راضيا بما هُوَ فيه من الفقر بعد الجدة، لا يشكو حاله لأحد محافظا عَلَى صلاة الجماعة، رَوَى عَن يَحْيَى الثقفي، رَوَى عَنْهُ أَبُو الفتح ابْن الحاجب فِي معجمه.

أخبرنا الشَّيْخُ الصَّالِحُ أَبُو يَحْيَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادِ بْنِ الْعَسْقَلانِيِّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، بِالْجَامِعِ الْمُظَفَّرِيِّ بِسَفْحِ قَاسِيُونَ، قَالَ: أنا الشَّيْخُ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَحْمَدَ بْنِ طَبَرْزَدَ الدَّارَقَزِّيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ فِي يَوْمِ الاثْنَيْنِ مُسْتَهَلَّ جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّمِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْحُصَيْنِ الشَّيْبَانِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ بِبَغْدَادَ، قَالَ: أنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ الْبَزَّازُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ الْبَزَّازُ، إِمْلاءً فِي صَفَرٍ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ، قثا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الآجُرِّيُّ، وَبِشْرُ بْنُ مُوسَى، قَالا: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا

ص: 237

الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَهْدَى مَرَّةً غَنَمًا.

حَدِيثٌ صَحِيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْحَجِّ مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنٍ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً لَهُ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِيهِ مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنِ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبِي كُرَيْبٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ كُرَيْبٍ الْهَمْدَانِيِّ، ثَلاثَتُهُمْ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ مُحَمَّدِ بْنِ خَازِمٍ الضَّرِيرِ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ الأَعْمَشِ، نَحْوَ مَا أَخْرَجْنَاهُ، وَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا مِنْ حَدِيثِهِ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ أَيْضًا عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ الْكَوْسَجِ.

وَرَوَاهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْحُسَيْنِ بْنِ عِيسَى الْبِسْطَامِيِّ، كِلاهُمَا عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيِّ، عَنِ الأَسْوَدِ،

ص: 238

نَحْوَ مَا رُوِّينَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا كَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي أَحْمَدَ الْجُلُودِيِّ، وَأَبِي نَصْرٍ الْكَسَّارِ، وَللَّهِ الْحَمْدُ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ، قثا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: كَانَ لَنَا ثَوْبٌ فِيهِ تَصَاوِيرُ، فَجَعَلْتُهُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي، قَالَتْ: فَنَهَانِي، أَوْ قَالَتْ: كَرِهَ ذَلِكَ. قَالَتْ: فَجَعَلْتُهُ وِسَادَتَيْنِ.

رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي اللِّبَاسِ مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ رَاهَوَيْهِ، وَأَبِي عَبْدِ الْمَلِكِ عُقْبَةَ بْنِ مُكْرَمٍ الْعَمِّيِّ، كِلاهُمَا عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا لَهُ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ، قثا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيَّ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ لِي أَخٌ، يُقَالُ لَهُ: أَبُو عُمَيْرٍ، وَكَانَ لَهُ عُصْفُورٌ

ص: 239

يَلْعَبُ بِهِ، فَمَاتَ الْعُصْفُورُ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُ بَيْتَنَا وَيَقُولُ: " أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى الشَّافِعِيِّ، قَالَ: أنا الْقَاضِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، ثنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ ابْنٌ لأُمِّ سُلَيْمٍ، يُقَالُ لَهُ: أَبُو عُمَيْرٍ، كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُمَازِحُهُ إِذَا دَخَلَ عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ، فَدَخَلَ يَوْمًا، فَوَجَدَهُ حَزِينًا فَقَالَ:«مَا لأَبِي عُمَيْرٍ حَزِينًا؟» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَاتَ نُغَيْرُهُ الَّذِي كَانَ يَلْعَبُ بِهِ، فَجَعَلَ يَقُولُ:" يَا أَبَا عُمَيْرٍ: مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟ ".

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ، فَوَافَقَنَاهُ بِعُلُوٍّ. وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، مِنْ حَدِيثِ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، وَانْفَرَدَ النَّسَائِيُّ بِإِخْرَاجِهِ مِنْ حَدِيثِ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ. فَرَوَاهُ فِي كِتَابِ (عَمَلِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ) عَنْ أَبِي مُوسَى عِمْرَانَ بْنِ بَكَّارِ بْنِ رَاشِدٍ الْكَلاعِيِّ الْحِمْصِيِّ

ص: 240

الْبَرَّادِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ خُمَيْرٍ الْحَرَازِيِّ الْحِمْصِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَرَّاحِ بْنِ مَلِيحٍ الْبَهْرَانِيِّ الْحِمْصِيِّ، عَنْ أَبِي بِسْطَامٍ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ حُمَيْدٍ. فَبِاعْتِبَارِ الْعَدَدِ، كَأَنَّ شَيْخِي سَمِعَهُ مِنَ النَّسَائِيِّ، وَصَافَحَهُ بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا.

ص: 241

‌حرف الحاء

‌من اسمه الْحُسَيْن رجلان

[20] الْحُسَيْن بْن إبراهيم بْن الْحُسَيْن بْن يوسف الهذباني الأربلي أَبُو عَبْد اللَّه

أحد الشيوخ المشهورين، من أهل الفضل والأدب والمعرفة بكلام العرب، صاحب مفاكهة وأخبار ومعرفة جيدة باللغة، وَكَانَ لَهُ اختصاص بـ ديوان المتنبي، وخطب ابْن نباتة، ومقامات الحريري

ص: 243

يحفظها ويعرف مشكلها، ورواياتها واختلاف نسخها، وتولى مشيخة بعض الربط بدمشق، ومشيخة الحديث بمشهد ابْن عروة بجامعها، وحدث بديار مصر، والشام، وَكَانَ سَمِعَ الكثير بدمشق من أَبِي طاهر الخشوعي، والحافظ أَبِي مُحَمَّد ابْن عساكر، وأبي عَلِيّ حَنْبَل الرصافي، وأبي الْحَسَن عَبْد اللطيف ابْن شيخ الشيوخ إِسْمَاعِيل بْن أسعد النيسابوري، وأبي حفص ابْن طبرزد، وأبي اليمن الكندي، والقاضي ابْن الحرستاني، وجماعة غيرهم، ورحل إِلَى بغداد، وسمع من الفتح ابْن عَبْد السلام، والحسن ابْن الجواليقي، وَعَبْد السلام الداهري، وأحمد ابْن البراج، وطبقتهم، ودخل إربل بلدته، وسمع بها من صاعد الواعظ، وَمُحَمَّد بْن إبراهيم الأربلي، وبدل التبريزي الْحَافِظ، وغيرهم، مولده يوم الاثْنَيْنِ سابع عشر

ص: 244

شهر ربيع الأول سنة ثمان وَسِتِّينَ وخمسمائة، بمدينة إربل، وَتُوُفِّيَ فِي يوم الجمعة ثاني ذي القعدة، سنة ست وَخَمْسِينَ وستمائة، ودفن يوم السبت بعد الظهر بمقابر الصوفية، رحمه الله وإيانا.

أخبرنا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْعَالِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُسَيْنِ الإِرْبِلِيُّ، إِجَازَةً، قَالَ: أنا أَبُو طَاهِرٍ برَكَاتُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَاهِرٍ الْقُرَشِيُّ الْخُشُوعِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الأَكْفَانِيِّ، ثنا الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ الْحَمامِيُّ الْمُقْرِئُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ الْفَضْلِ بِالْمَوْصِلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْمُثَنَّى، ثنا مُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرِّعِ، ثنا الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: قِيلَ لأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ: أَلا تَدْخُلُ عَلَى

ص: 245

عُثْمَانَ فَتُكَلِّمَهُ؟ فَقَالَ: إِنَّكُمْ تَرَوْنَ أَنِّي لا أُكَلِّمُهُ إِلا سَمَّعْتُكُمْ، لَقَدْ كَلَّمْتُهُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ دُونَ أَنْ أَفْتَحَ أَمْرًا لا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ فَتَحَهُ، وَلا أَقُولُ لِرَجُلٍ إِنَّكَ خَيْرُ النَّاسِ، وَإِنْ كَانَ عَلَيَّ أَمِيرًا بَعْدَ أَنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: قَالَ: وَمَا سَمِعْتَهُ يَقُولُ؟ قَالَ: " يُؤْتَى بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ، فَتَنْذلِقُ أَقْتَابُهُ، فَيُقَالُ: أَلَيْسَ كُنْتَ تَامُرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ؟ قَالَ: كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلا أَفْعَلُهُ، وَأَنْهَاكُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ ".

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ بِمَعْنَاهُ فِي صِفَةِ النَّارِ، مِنْ صَحِيحِهِ عَنْ عَلِيِّ ابْنِ الْمَدِينِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ بِهِ. قَالَ: وَرَوَاهُ غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ. وَرَوَاهُ أَيْضًا في الفتن، عَنْ بِشْرِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ.

وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي آخِرِ الْكِتَابِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ، وَأَبِي كُرَيْبٍ

ص: 246

الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرِ، وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، كُلُّهُمْ عَنِ الأَعْمَشِ بِهِ.

ص: 247

[21] الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد المجيد بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن حديد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حمدون الإسكندري المدلجي الكناني، أَبُو عَلِيّ بْن أَبِي طالب بْن أَبِي الفضل بْن أَبِي عَلِيّ

شيخ من أهل العدالة، والرواية، وبيته بيت معروف بالرئاسة والفضل والأدب، سَمِعَ من أَبِي القاسم ابْن موقى، وروى عَنْهُ وأجاز لنا من ثغر الإسكندرية فِي سنة ست وَسِتِّينَ وستمائة، وَتُوُفِّيَ بعد ذلك.

أخبرنا الشَّيْخُ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُدَيْدٍ الإِسْكَنْدَرِيُّ، إِجَازَةً، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَكِّيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ مُوَقَّى الإِسْكَنْدَرِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ الشَّافِعِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: َأنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ، بِمِصْرَ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَيُّوَيْهِ، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ الْبَزَّارُ، إِمْلاءً، قَالَ: أنا أَبُو كَامِلٍ، قثا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، قَالَ: لَوْ رَأَيْتَنَا مَعَ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم، وَأَصَابَتْنَا السَّمَاءُ؟ لَحَسِبْتَ أَنَّ رِيحَنَا رِيحُ الضَّانِ.

ص: 248

أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَمْرِو بْنِ عَوْنِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْجَعْدِ السُّلَمِيِّ الْوَاسِطِيِّ الْبَزَّازِ. وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ. كِلاهُمَا عَنْ أَبِي عَوَانَةَ الْوَضَّاحِ الْيَشْكُرِيِّ بِهِ. فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهُمَا. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَدِيثٌ صَحِيحٌ

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيِّ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الطَّفَّالِ بِمِصْرَ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَيُّوَيْهِ النَّيْسَابُورِيُّ، قثا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَعْيَنَ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ عز وجل وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ، أَوْ قَوْلُ الزُّورِ» .

حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَالٍ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَمْرِو بْنِ مَرْزُوقٍ الْبَاهِلِيِّ الْبَصْرِيِّ بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيِّ، قَالَ: أنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِسْكِينٍ الفقيه الزَّجَّاجُ بِمِصْرَ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي غَالِبٍ الْبَزَّارُ، قَالَ: أنا

ص: 249

إِسْمَاعِيلُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ وَرْدَانَ الْبَزَّازُ، ثنا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ زُغْبَةُ، أنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَنْتَهِبُ مُنْتَهِبٌ النُّهْبَةَ يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، كَمَا رُوِّينَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا كَأَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مِسْكِينٍ، سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ.

ص: 250

‌حرف الخاء

‌من اسمه خالد رجل واحد

[22] خالد بْن يوسف بْن سَعْد بْن الْحَسَن بْن بدر بْن المفرج بْن بكار النابلسي الشافعي أَبُو البقاء

أحد المحدثين المشهورين والحفاظ المعروفين، كَانَ خيرا صالحا، حسن الأخلاق، ملازما لقراءة الحديث والنظر فِي الأسانيد، حَافِظًا لكثير من اللغة والأسماء المشتبهة، والنسب المختلفة، كثير المذاكرة بذلك والسؤال عَنْهُ والامتحان بِهِ للطلاب، خبيرا بالكتب ومصنفيها، عارفا بخطوط الفضلاء، انقضى عمره فِي خدمة الحديث قراءة، ومطالعة، وسماعا وإسماعا، ورحلة، وضبطا وتحريرا، أكثر من المسموعات والشيوخ، فمن شيوخه بدمشق: الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد القاسم بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن عساكر، وَمُحَمَّد بْن

ص: 251

الْحُسَيْن ابْن الخصيب، وحنبل الرصافي، وابن طبرزد، والكندي، وَأَبُو المعالي بْن الزَّنْفِ، وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد المجيب بْن أَبِي القاسم بْن زهير الحربي، وَأَبُو المحاسن مُحَمَّد بْن كامل التنوخي، وَأَبُو نزار ربيعة بْن الْحُسَيْن اليماني، وَأَبُو بكر بْن مندويه، وَأَبُو الفتح نصر اللَّه بْن يوسف بْن مكي الحارثي، والقاضي أَبُو القاسم ابْن الحرستاني، وَأَبُو البركات بْن ملاعب، والقاضي أَبُو المعالي ابْن المنجي، وست الكتبة بنت الطراح، وزينب بنت إبراهيم القيسية، ورحل إِلَى بغداد وأقام بها مدة، وسمع عَلَى جماعة كثيرة من شيوخها، مثل الْحَافِظ أَبِي مُحَمَّد عَبْد العزيز بْن محمود بْن الأخضر، وأبي مُحَمَّد عَبْد العزيز بْن منينا، وأبي العباس أَحْمَد بْن يَحْيَى

ص: 252

ابْن بركة بْن الدبيقي، وأبي منصور سعيد بْن مُحَمَّد بْن الرزاز. وحدث قديما فِي سنة ست وَعِشْرِينَ وستمائة، سَمِعَ مِنْهُ أَبُو الفتح ابْن الحاجب وَأَبُو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن شحاتة، وجماعة من الطلبة القدماء، مولده فِي سنة ست وَثَمَانِينَ وخمسمائة، وولي فِي آخر عمره مشيخة دار الحديث النورية، وَتُوُفِّيَ فِي يوم الجمعة سلخ جمادى الأولى سنة ثلاث وَسِتِّينَ وستمائة، وصلي عليه من يومه بعد العصر بجامع دمشق، ودفن بمقبرة باب الصغير، وكانت جنازته حافلة، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى وإيانا.

أخبرنا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو الْبَقَاءِ خَالِدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ سَعْدٍ النَّابُلُسِيُّ، إِجَازَةً، كَتَبَهَا إِلَيَّ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، قَالَ: أنا الْحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ الْحَافِظِ أَبِي الْقَاسِمِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَسَاكِرَ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، وَأَبُو الْمفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ابْنِ الْخَصِيبِ القرشي، الدمشقي، بقراءتي عليه قالا: أنا جَمَالُ الإِسْلامِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ السُّلَمِيِّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَنَحْنُ نَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ محمد بن أبي الحديد السلمي قَالَ: أنا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ

ص: 253

أَبِي الْحَدِيدِ، سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِمِائَةٍ، أنا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَصْرِ بْنِ هِلالٍ السُّلَمِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُؤَمَّلُ بْنُ إِهَابٍ، ثنا مَالِكُ بْنُ سُعَيْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَقَالَ أَخَاهُ، أَقَالَهُ اللَّهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» .

أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ، عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ زِيَادِ بْنِ يَحْيَى بْنِ زِيَادِ بْنِ حَسَّانٍ الْعَدَنِيِّ الْبَصْرِيِّ الْحَسَّانِيِّ.

وَهُوَ مِمَّنْ رَوَى عَنْهُ الأَئِمَّةُ السِّتَّةُ فِي كُتُبِهِمْ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ مَالِكِ بْنِ سُعَيْرِ بْنِ الْخِمْسِ الْكُوفِيِّ التَّمِيمِيِّ، وَلَهُ كُنْيَتَانِ أُخْرَيَانِ: أَبُو الأَحْوَصِ، وَأَبُو مَالِكٍ. فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا وَللَّهِ الْحَمْدُ.

ص: 254

‌من اسمه الخضر رجل واحد

[23] الخضر بْن بعد الرَّحْمَن بْن الخضر الحموي الصوفي أَبُو العباس

شيخ جليل، من أعيان الشيوخ صلاحا وعبادة، وانقطاعا، سافر إِلَى دمشق لطلب العلم، فأخذ القراءات عَن أَبِي اليمن الكندي، وسمع مِنْهُ وتفقه، وعمره اللَّه فِي طاعته فجاوز ستا وَتِسْعِينَ سنة، وَكَانَ لَهُ قدم فِي الصلاح، وكثرة العبادة والتوجه إِلَى اللَّه تَعَالَى قل من رأينا مثله.

أخبرنا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْقُدْوَةُ بَقِيَّةُ السَّلَفِ أَبُو الْعَبَّاسِ الْخَضِرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْخَضِرِ الْحَمَوِيُّ الصُّوفِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَسِتِّمِائَةٍ بِمَدِينَةِ حَمَاةَ، وبِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِهَا أَيْضًا فِي صَفَرٍ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، قَالَ: أنا الشَّيْخُ الإِمَامُ أَبُو الْيُمْنِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ الْكِنْدِيُّ، إِجَازَةً، كَتَبَهَا لِي بِخَطِّهِ وَشَافَهَنِي بِهَا مِنْ لَفْظِهِ.

ح وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْجَلِيلُ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ

ص: 255

عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ الْحَرَّانِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أنا الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَوْزِيِّ، وَشَيْخُ الشُّيُوخِ أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سُكَيْنَةَ الأَمِينُ، وَالأَخَوَانِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ، وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيٌّ، ابْنَا أَبِي الطَّاهِرِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ الْمُبَارَكِ بْنِ الأَخْضَرِ الْحَافِظُ، بِبَغْدَادَ، قَالُوا جَمِيعًا: أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ الْبَزَّازُ.

ح وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ الصَّيْقَلِ التَّاجِرُ أَيْضًا، قَالَ: أنا أَبُو الطَّاهِرِ الْمُبَارَكُ بْنُ أَبِي الْمَعَالِي بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الْمَعْطُوشِ، قَالَ: أنا الشَّرِيفُ أَبُو الْغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُهْتَدِي، قَالا: أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْبَرْمَكِيُّ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ مَاسِيٍّ، فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَثَلاثِمِائَةٍ، أنا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ الْبَصْرِيُّ، قثا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، ثنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَوَاللَّهِ لا أَسْمَعُ أَحَدًا بَعْدَهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ الْحَلالَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ بَيْنَ ذَلِكَ أُمُورًا مُشْتَبِهَاتٌ، وَرُبَّمَا قَالَ: مُشْتَبِهَةٌ، وَسَأَضْرِبُ لَكُمْ فِي ذَلِكَ مَثَلا إِنَّ اللَّهَ حَمَى حِمًى، وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَا حَرَّمَ اللَّهُ، وَإِنَّهُ مَنْ يَرْعَ حَوْلَ الْحِمَى

ص: 256

يُوشِكْ أَنْ يُخَالِطَ الْحِمَى، وَرُبَّمَا قَالَ: مَنْ يُخَالِطِ الرِّيبَةَ يُوشِكْ أَنْ يَجْسُرَ ".

هَذَا حَدِيثٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ أَخْرَجَهُ الأَئِمَّةُ فِي كُتُبِهِمْ مِنْ عِدَّةِ طُرُقٍ: مِنْهَا لِمُسْلِمٍ فِي الْبُيُوعِ مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ الإِسْكَنْدَرَانِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلاءِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ الْهُذَلِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، نَحْوَ مَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا، وَمِنْ حَيْثُ الْعَدَدِ، كَأَنَّ شَيْخِيَّ رَوَيَاهُ عَنْ مُسْلِمٍ، وَللَّهِ الْحَمْدُ.

ص: 257

‌حرف السين رجل واحد

[24] سالم بْن ثمال بْن عنان بْن واقد بْن مستفاد العرضي أَبُو المرجى

شيخ صالح، محدث كثير المسموعات، ملازم لمجالس الحديث والروايات، سَمِعَ من الكندي، وابن الحرستاني، ومن بعدهما، ورحل إِلَى بغداد، وسمع من سُلَيْمَان بْن مُحَمَّد بْن الموصلي، وأخيه عَلِيّ، وغيرهما، ولم يزل يسمع ويسمع ولده إِلَى آخر عمره، مولده فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وخمسمائة، بدمشق، وَتُوُفِّيَ بها فِي العشر الأخير من شعبان سنة تسع وَأَرْبَعِينَ وستمائة.

أخبرنا الشَّيْخُ الصَّالِحُ الْمُحَدِّثُ أَبُو الْمُرَجَّى سَالِمُ بْنُ ثِمَالِ بْنِ عَنَانٍ الْعُرْضِيُّ، إِجَازَةً، وَالشَّيْخُ الإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَقْدِسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالا: أنا الإِمَامُ أَبُو الْيُمْنِ زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ الْكِنْدِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَنَحْنُ نَسْمَعُ، قَالَ: أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ

ص: 259

ابْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْبَرْمَكِيُّ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ الْبَزَّازُ، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ الْبَصْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ، ثنا عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّهُ كَانَ رَدِيفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «فَلَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ الَّتِي عِنْدَ الْعَقَبَةِ يَوْمَ النَّحْرِ» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْحَجِّ مِنْ جَامِعِهِ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ النَّبِيلِ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِيهِ مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَعَلِيِّ بْنِ خَشْرَمٍ، كِلاهُمَا عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، كِلاهُمَا عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ. وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِيهِ أَيْضًا عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْنِدِيِّ.

ص: 260

وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِيهِ مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، كِلاهُمَا عَنْ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عبيدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما. وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِيهِ مِنْ سُنَنِهِ مِنْ طُرُقٍ: إِحْدَاهَا عَنْ هَارُونَ بْنِ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا، وَمِنْ حَيْثُ الْعَدَدِ كَأَنَّ الْكِنْدِيَّ شَيْخَ شَيْخِي سَمِعَهُ مِنَ الْبُخَارِيِّ، وَمُسْلِمٍ، وَمِنْ صَاحِبِ النَّسَائِيِّ، رَحِمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى وَللَّهِ الْحَمْدُ.

ص: 261

‌حرف العين ستة وعشرون رجلا

‌من اسمه عَبْد اللَّه وهم أربعة

[25] عَبْد اللَّه بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن علاق بْن خلف بْن طلائع الأنصاري الرزاز الحنبلي المصري أَبُو عِيسَى بْن أَبِي مُحَمَّد

شيخ مسند من أهل مصر، تأخر عَن أقرانه حتى انفرد بالرواية عَن جماعة من الشيوخ، مثل أَبِي القاسم البوصيري، وأبي الطاهر إِسْمَاعِيل بْن ياسين الشارعي، وفاطمة بنت سَعْد الخير بْن مُحَمَّد الأنصاري، وَكَانَ سَمِعَ أَيْضًا من الْحَافِظ أَبِي مُحَمَّد عَبْد الغني المقدسي، وغيره، ويعرف والده بابن الحجاج، مولده فِي سنة ست وَثَمَانِينَ وخمسمائة تخمينا بمصر، وَتُوُفِّيَ يوم الجمعة مستهل ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وستمائة بمصر، ودفن من يومه بالقرافة الصغرى بسفح المقطم رحمه الله وإيانا.

ص: 263

أخبرنا الشَّيْخُ الْمُسْنِدُ أَبُو عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلاقَ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ فِي شَهْرِ رَجَبٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَسِتِّمِائَةٍ، بِالْقَاهِرَةِ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُعُودٍ الأَنْصَارِيُّ الْبُوصِيرِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو صَادِقٍ مُرْشِدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْقَاسِمِ الْمَدِينِيُّ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِمِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الطَّفَّالِ النَّيْسَابُورِيُّ، سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ حَيُّوَيْهِ النَّيْسَابُورِيُّ، قثا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ عَلِيٍّ النَّسَائِيُّ، لَفْظًا، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، قَالَ: أنا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قثا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنهما، قَالا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَضَلَّ اللَّهُ عَنِ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الأَحَدِ، فَجَاءَ اللَّهُ بِنَا فَهُدِينَا لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَجُعِلَ الْجُمُعَةُ وَالسَّبْتُ وَالأَحَدُ، وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَنَحْنُ الآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا وَالأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلائِقِ» .

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ وَاصِلِ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ هِلالٍ الأَسَدِيِّ الْكُوفِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ الضَّبِّيِّ، مَوْلاهُمُ الْكُوفِيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ سَعْدِ بْنِ طَارِقِ بْنِ أَشْيَمَ الأَشْجَعِيِّ،

ص: 264

عَنْ أَبِي حَازِمٍ سَلْمَانَ مَوْلَى عَزَّةَ الأَشْجَعِيَّةِ، وَرِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشِ بْنِ جَحْشٍ الغطفاني، الْكُوفِيِّ. كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً، وَالْحَمْدُ للَّهِ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا حَسَنُ بْنُ عَيَّاشٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْجُمُعَةَ، ثُمَّ نَرْجِعُ، فَنُرِيحُ نَوَاضِحَنَا، قُلْتُ: أَيَّةَ سَاعَةٍ؟ قَالَ: زَوَالَ الشَّمْسِ.

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْوَانَ الْبَغْدَادِيِّ الْبَزَّازِ، وَيُعْرَفُ بِالْحَمَّالِ، عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنِ آدَمَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْكُوفِيِّ الْمَخْزُومِيِّ مَوْلاهُمْ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَيَّاشٍ أَخي أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، مَوْلَى بَنِي أَسَدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الصَّادِقِ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيِّ الْمَدَنِيِّ الْبَاقِرِ رضي الله عنهم. مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً.

ص: 265

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى النَّسَائِيِّ، قَالَ: أنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، حَدَّثَنِي عَقِيلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَارِظٍ، وَعَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُمَا حَدَّثَاهُ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ: أَنْصِتْ، وَالإِمَامُ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَدْ لَغَوْتَ ".

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ الْمِصْرِيُّ الْفَهْمِيُّ مَوْلاهُمْ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي عَبْدِ الْمَلِكِ شُعَيْبٍ، وَكَانَ فَقِيهًا مُفْتِيًا، عَنْ جَدِّهِ الإِمَامِ أَبِي الْحَارِثِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفَهْمِيِّ، فَقِيهِ الْمِصْرِيِّينَ وَأَهْلِ الْمَغْرِبِ فِي وَقْتِهِ، مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ الأَيْلِيِّ الأُمَوِيُّ مَوْلاهُمْ، عَنِ الإِمَامِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ الْقُرَشِيِّ الْمَدَنِيِّ، سَكَنَ الشَّامَ، وَمَاتَ بِهَا سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ

ص: 266

أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الأُمَوِيِّ الْقُرَشِيِّ الْمَدَنِيّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَارِظٍ الْمَدَنِيِّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ حَزَنٍ الْقُرَشِيِّ الْمَدَنِيِّ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيِّ، وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَخْرٍ عَلَى الأَشْهَرِ. وَذَكَرَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي كِتَابِ الأَسَامِي وَالْكُنَى مِنْ تَصْنِيفِهِ سِتَّةَ أَقْوَالٍ فِي اسْمِ أَبِي هُرَيْرَةَ لَيْسَ هَذَا مِنْهَا، وَيَبْلُغُ الاخْتِلافُ فِي اسْمِهِ إِلَى ثَلاثِينَ قَوْلا، مَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ، رضي الله عنه.

فَوَقَعَ لَنَا هَذَا الْحَدِيثُ مُوَافَقَةً عَالِيَةً لِمُسْلِمٍ، وَللَّهِ الْحَمْدُ.

أخبرنا أَبُو عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلاقَ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْقَاهِرَةِ، قَالَ: أبنا الشَّيْخَةُ الصَّالِحَةُ فَخْرُ النِّسَاءِ فَاطِمَةُ بِنْتُ الإِمَامِ الْحَافِظِ أَبِي الْحَسَنِ سَعْدِ الْخَيْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ الأَنْصَارِيِّ، بِقِرَاءَةِ الإِمَامِ الْحَافِظِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الْغَنِيِّ الْمَقْدِسِيِّ عَلَيْهَا، وَأَنَا أَسْمَعُ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَخَمْسمائَةٍ، قَالَتْ: ثنا الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْيُونَارْتِيُّ، بِأَصْبَهَانَ، فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ،

ص: 267

قَالَ: أنا الشَّيْخُ الصَّائِنُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مَاجَهِ الأَبْهَرِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِأَصْبَهَانَ، قَالَ: أنا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ بْنِ أذَرْجشنسَ الأَبْهَرِيُّ، قثا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى الْحَزَوَّرِيُّ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِمِائَةٍ، قثا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ الْمِصِّيصِيُّ لُوَيْنٌ، إِمْلاءً بِأَصْبَهَانَ، قثا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ بَرَكَةَ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: كُنْتُ مَعَ عَائِشَةَ رضي الله عنها فِي الطَّوَافِ، فَذَكَرُوا حَسَّان فَوَقَعُوا فِيهِ، فَنَهَتْهُمْ عَنْهُ، فَقَالَتْ: أَلَيْسَ هُوَ الَّذِي يَقُولُ:

هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ

وَعِنْدَ اللَّهِ فِي ذَاكَ الْجَزَاءُ

أَتَهْجُوهُ وَلَسْتَ لَهُ بِكْفُءٍ

فَشَرُّكُمَا لِخَيْرِكِمَا الْفِدَاءُ

فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَتِي وَعِرْضِي

لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ

أَخْرَجَ هَذَا الْحَدِيثَ أَطْوَلَ مِنْ هَذَا مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي الْفَضَائِلِ مِنْ صَحِيحِهِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ

ص: 268

خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ الْمِصْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ اللَّيْثي مَوْلاهُمْ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ الأَنْصَارِيِّ النَّجَّارِيِّ، ثُمَّ الْمَازِنِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الصِّدِّيقَةِ بِنْتِ الصِّدِّيقِ أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ عَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ عُثْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الْقُرَشِيَّةِ التَّيْمِيَّةِ رضي الله عنها.

فَبِاعِتْبَارِ الْعَدَدِ إِلَيْهَا كَأَنَّ شَيْخِي سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ، وَللَّهِ الْحَمْدُ.

وَلَيْسَ فِي الصَّحِيحِ إِسْنَادٌ أَطْوَلَ مِنْ هَذَا؛ لأَنَّهُ تُسَاعِيٌّ لِصَاحِبِ الصَّحِيحِ، وَلَهُ نَظَائِرُ يَسِيرَةٌ. وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ بِقِصَّةٍ وَأَبْيَاتٍ يَبْلُغُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ بَيْتًا، وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ تَبْلُغُ عِشْرِينَ بَيْتًا.

وَحَسَّانُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيٍّ، يُكَنَّى أَبَا الْوَلِيدِ، كَانَ يُقَالُ لَهُ: شَاعِرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ قَدِيمُ الإِسْلامِ، وَلَمْ يَشْهَدْ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَشْهَدًا كَانَ يَجْبُنُ، وَكَانَتْ لَهُ سِنٌّ عَالِيَةٌ، تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ، وَلَهُ عِشْرُونَ وَمِائَةٍ سَنَةٍ، عَاشَ سِتِّينَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَسِتِّينَ فِي الإِسْلامِ، وَكَذَلِكَ عَاشَ أَبُوهُ، وَجَدُّهُ وَجَدُّ أَبِيهِ حَرَامٌ، وَلا يُعْرَفُ فِي الْعَرَبِ أَرْبَعَةٌ تَنَاسَلُوا مِنْ صُلْبٍ وَاحِدٍ عَاشُوا مِائَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً غَيْرَهُمْ.

ص: 269

وَمُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ الْمَذْكُورُ فِي إِسْنَادِنَا هُوَ أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ بْنِ بِشْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ الْكُوفِيُّ الأَصْلُ الْمَكِّيُّ الدَّار الْكَلْبِيُّ صَاحِبُ التَّفْسِيرِ، رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَقَدْ وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ، وَتَرْجَمْتُهُ عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ، أَخْرَجَهَا ابْنُ مَاجَهْ وَالتِّرْمِذِيُّ، وَصَحَّحَهَا.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْيُونَارْتِيِّ، قَالَ: أنا الْقَاضِي أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ هُوَ ابْنُ شُكْرُوَيْهِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُرَّشِيذَ قُولَهِ التَّاجِرُ، سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ، قثا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي، إِمْلاءً بِبَغْدَادَ، قثا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْبُسْرِيُّ، قثا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ، قثا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: لَمَّا فُتِحَتْ مَكَّةُ قُسِّمَتِ الْغَنَائِمُ فِي قُرَيْشٍ، فَقَالَتِ الأَنْصَارُ: إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْعَجَبُ، إِنَّ سُيُوفَنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ، وَإِنَّ غَنَائِمَنَا تُرَدُّ عَلَيْهِمْ! فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَا

ص: 270

الَّذِي يَبْلُغُنِي عَنْكُمْ؟ فَقَالُوا: هَذَا الَّذِي بَلَغَكَ. وَكَانُوا لا يَكْذِبُونَ. فقَالَ لَنَا: «أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا إِلَى بُيُوتِهِمْ، وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى بُيُوتِكُمْ؟ لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا أَوْ شِعْبًا، وَسَلَكَتِ الأَنْصَارُ وَادِيًا أَوْ شِعْبًا لَسَلَكْتُ وَادِيَ الأَنْصَارِ» .

حَدِيثٌ صَحِيحٌ، رَوَاهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْقُرَشِيِّ الْبُسْرِيِّ الْبَصْرِيِّ. كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً. وَأَبُو التَّيَّاحِ اسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ حُمَيْدٍ الضُّبَعِيُّ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى الْيُونَارْتِيِّ، قَالَ: أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقَفَّالُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، قَالَ: أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّاجِرُ، قثا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ النَّيْسَابُورِيُّ وَهُوَ أَبُو بَكْرِ بْنُ زِيَادٍ، قثا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ، قَالَ: أنا عَمِّي، قثا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالضَّحَّاكُ الْهَمْدَانِيُّ: أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقْسِمُ قَسْمًا. أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اعْدِلْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«وَيْلَكَ! وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ؟ قَدْ خِبْتُ وَخَسِرْتُ إِنْ لَمْ أَعْدِلْ» ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا

ص: 271

رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي فِيهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يُحَقِّرُ أَحَدُكُمْ صَلاتَهُ مَعَ صَلاتِهِ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِ، يَقْرَأونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمَ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى نَضِيِّهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، وَهُوَ الْقِدْحُ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، سَبَقَ الْفَرْثَ، وَالدَّمَ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ، إِحْدَى عَضُدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ، أَوْ مِثْلُ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ، يَخْرُجُونَ عَلَى

ص: 272

خَيْرِ فِرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ».

قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِي قَاتَلَهُمْ وَأَنَا مَعَهُ، فَأَمَرَ بِذَلِكَ الرَّجُلِ فَالْتُمِسَ، فَوَجَدُوهُ فَأُتِيَ بِهِ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهِ عَلَى نَعْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الَّذِي نَعَتَهُ.

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبِ بْنِ مُسْلِمٍ الْمِصْرِيِّ الْقُرَشِيِّ،

ص: 273

عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ الإِمَامِ كَمَا أَخْرَجْنَاهُ لَنَا مُوَافَقَةً بِحَمْدِ اللَّهِ.

أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلاقَ، أنا فَاطِمَةُ بِنْتُ سَعْدِ الْخَيْرِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، أنا الشَّيْخُ الأَدِيبُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ خَلَفٍ الشِّيرَازِيُّ ثُمَّ النَّيْسَابُورِيُّ، فِيمَا قَرَاتُ عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ، بِنَيْسَابُورَ، فِي دَارِهِ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمُ الْحَاكِمُ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدُوَيْهِ الْبَيِّعُ، قَرَأَ عَلَيْهِ أَبُوكَ وَأَنْتَ تَسْمَعُ فَأَقَرَّ بِهِ، قثا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، قثا أَحْمَدُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قثا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، قثا أَبِي، قثا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ صَاحِبِ الزِّيَادِيِّ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ، فَنَزَلَتْ:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} .

ص: 274

مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي الْفَضْلِ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ النَّيْسَابُورِيِّ هَذَا.

فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً لَهُ، وَلَمْ يَرْوِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ الْكُتُبِ سِوَى الْبُخَارِيِّ، وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ الْبُخَارِيُّ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ، وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ حَسَّانٍ التَّمِيمِيِّ الْعَنْبَرِيِّ الْبَصْرِيِّ. فَوَقَعَ لَنَا أَيْضًا مُوَافَقَةً لَهُ.

وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، مِنْ شُيُوخِ الْبُخَارِيِّ، رَوَى عَنْهُ وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ، وَهَذَا الْحَدِيثُ مِمَّا عَلا فِيهِ مُسْلِمٌ عَلَى الْبُخَارِيِّ، وَهُوَ نَوْعٌ عَزِيزٌ.

ص: 275

وَبِهَذَا الإِسْنَادِ إِلَى الْحَاكِمِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَيِّعِ، قثا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قثا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، قثا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قثا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، قثا عُتْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِي شَيْءٍ فَفِي الْمَسْكَنِ، وَالْمَرْأَةِ، وَالْفَرَسِ» .

حَدِيثٌ صَحِيحٌ انْفَرَدَ مُسْلِمٌ بِإِخْرَاجِهِ: فَرَوَاهُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيِّ الْحَافِظِ، نَزِيلِ بَغْدَادَ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً.

أخبرنا أَبُو عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَلاقَ الرَّزَّازُ الْحَنْبَلِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، وَقَرَأَهُ عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ بِالْقَاهِرَةِ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُعُودٍ الْبُوصِيرِيُّ، أنا أَبُو صَادِقٍ مُرْشِدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْقَاسِمِ الْمَدِينِيُّ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَخَمْسِمِائَةٍ بِفُسْطَاطِ مِصْرَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ

ص: 276

ابْنُ رَبِيعَةَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ التَّمِيمِيُّ الْبَزَّازُ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ الْعَسْكَرِيُّ الْمُعَدَّلُ، فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَثَلاثِمِائَةٍ، أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ بْنِ أَبِي السَّوَّارِ السَّرَّاجُ، سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، قثا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «هَلْ تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ؟ هَلْ تُضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ؟» ، قَالُوا: لا، قَالَ: " فَكَذَلِكَ تَرَوْنَهُ يَجْمَعُ اللَّهُ عز وجل النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ: مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتْبَعْهُ، فَيَتْبَعُ مَنْ يَعْبُدُ الشَّمْسَ الشَّمْسَ، وَيَتْبَعُ مَنْ يَعْبُدُ الْقَمَرَ الْقَمَرَ، وَيَتْبَعُ مَنْ يَعْبُدُ الطَّوَاغِيتَ الطَّوَاغِيتَ. وَتَبْقَى هَذِهِ الأُمَّةُ فِيهَا شَافِعُوهَا وَمُنَافِقُوهَا، فَيَاتِيهِمُ اللَّهُ فِي صُورَةٍ غَيْرِ صُورَتِهِ الَّتِي يَعْرِفُونَ، فَيَقُولُ: أنا رَبُّكُمْ.

فَيَقُولُونَ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ، هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَاتِيَنَا رَبُّنَا. فَإِذَا جَاءَ رَبُّنَا عَرَفْنَاهُ. فَيَاتِيهِمُ اللَّهُ فِي الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَ. فَيَقُولُ: أنا رَبُّكُمْ. فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنَا. فَيَتْبَعُونَهُ فَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ، فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُ، وَلا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ إِلا الرُّسُلُ، وَدَعْوَى الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ، وَفِي جَهَنَّمَ كَلالِيبُ كَشَوْكِ السَّعْدَانِ، هَلْ رَأَيْتُمُ السَّعْدَانَ؟ "، قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ.

ص: 277

##278

قَالَ: «فَإِنَّهُ مِثْلُ شُوكِ السَّعْدَانِ، غَيْرَ أَنَّهُ لا يَدْرِي مَعَ قَدْرِ عِظَمِهَا إِلا اللَّهُ، فَتَخَطَفَ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمُ الْمُوبَقُ بِعَمَلِهِ، وَمِنْهُمُ الْمُخْرَدَلُ» ، أَوْ كَلِمَةٌ تُشْبِهُهَا، " ثُمَّ يُنَجَّى فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُخْرِجَ مِنَ النَّارِ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ أَمَرَ الْمَلائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا مِمَّنْ يَقُولُ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مِمَّنْ أَرَادَ أَنْ يَرْحَمَهُ، فَيَعْرِفُونَهُمْ فِي النَّارِ بِأَثَرِ السُّجُودِ، حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَاكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ، فَيُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النَّارِ قَدِ امْتُحِشُوا، فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءُ الْحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ تَحْتَهُ كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، وَيَبْقَى رَجُلٌ مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ إِلَى النَّارِ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ! اصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ، فَقَدْ قَشَبَنِي رِيحُهَا وَأَحْرَقَنِي ذَكَاهَا، فَيَدْعُو مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدْعُوَ، فَيَقُولُ: هَلْ عَسَيْتَ إِنْ أُعْطِيتَ ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَهُ! فَيَقُولُ: لا وَعِزَّتِكَ فَيُعْطِي رَبَّهُ مَا شَاءَ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ، فَيَصْرِفُ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ، فَيَسْكُتُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ. ثُمَّ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ! قَدِّمْنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ. فَيَقُولُ قَدْ أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ أَنْ لا تَسْأَلَ غَيْرَ مَا أُعْطِيتَ يَا وَيْلَكَ يَابْنَ آدَمَ! مَا أَغْدَرَكَ فَلا يَزَالُ يَدْعُو حَتَّى يَقُولَ: هَلْ عَسَيْتُ إِنْ أُعْطِيتَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَهُ! فَيَقُولُ: لا

ص: 278

وَعِزَّتِكَ! لا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا. فَيُعْطِي رَبَّهُ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ مَا شَاءَ اللَّهُ فَيُقَدِّمُهُ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا قَامَ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ انْفَهَقَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، فَرَأَى مَا فِيهَا مِنَ الْحَبْرَةِ وَالسُّرُورِ، فَيَسْكُتُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ. ثُمَّ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ! أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: وَيْلَكَ ابْنَ آدَمَ! مَا أَغْدَرَكَ أَلَمْ تُعْطِ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ أَنْ لا تَسْأَلَنِي غَيْرَ مَا أُعْطِيتَ. فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ! لا أَكُونُ أَشْقَى خَلْقِكَ. فَلا يَزَالُ يَدْعُو اللَّهَ حَتَّى يَضْحَكَ اللَّهُ مِنْهُ. فَإِذَا ضَحِكَ اللَّهُ مِنْهُ، قَالَ لَهُ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ. فَإِذَا أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ، قَالَ اللَّهُ لَهُ: تَمَنَّهْ. فَيَتَمَنَّى، حَتَّى إِنَّ اللَّهَ لَيُذَكِّرَهُ، فَيَقُولُ: تَمَنَّ كَذَا وَكَذَا. فَإِذَا انْقَطَعَتْ بِهِ الأَمَانِيُّ قَالَ اللَّهُ عز وجل ذَلِكَ لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ ".

قَالَ عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، وَهُوَ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ لا يَرُدُّ عَلَيْهِ شَيْئًا مِنْ حَدِيثِهِ. حَتَّى إِذَا قَالَ ذَلِكَ لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَشْهَدُ لَحَفِظْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ذَلِكَ لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ مَعَهُ» ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَذَلِكَ آخِرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولا الْجَنَّةَ.

مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي التَّوْحِيدِ عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عَمْرٍو الأُوَيْسِيِّ الْمَدِينِيِّ الْقُرَشِيِّ

ص: 279

الْعَامِرِيِّ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الإِيمَانِ عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي يُوسُفَ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ. كِلاهُمَا عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الْمَدَنِيِّ. كَمَا أَخْرَجْنَاهُ. وَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا.

وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي عُرْوَةَ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فَرَوَاهُ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ غَيْلانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ مَعْمَرٍ.

ص: 280

[26] عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي الْحَسَن بْن عثمان الباذرائي ثم البغدادي الشافعي أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي الوفاء بْن أَبِي مُحَمَّد بْن أَبِي سَعْد

أحد الأئمة المعروفين، والفقهاء المشهورين. كَانَ عالما فاضلا صالحا كريما، متواضعا، ودرس بالمدرسة النظامية ببغداد، وَكَانَ يفتي عَلَى مذهب الشافعي، وقدم مرات إِلَى الشام والديار المصرية رسولا من قبل المستعصم

ص: 281

أَبِي أَحْمَد عَبْد اللَّه بْن المستنصر بْن الظاهر بْن الناصر، آخر خلفاء بغداد، وَكَانَ مشكورا فِي رئاسته، معظما عند الخاص والعام، وبنى بدمشق مدرسته المشهورة، ورجع إِلَى بغداد، وتولى قضاء القضاة عَلَى كره مِنْهُ أياما سبعة عشر باشر الحكم منها يوما واحدا، ومات عشية السبت، ودفن بعد الغروب، السادس عشر من ذي القعدة سنة خمس وَخَمْسِينَ وستمائة، وعمل عزاءه بمدرسته بدمشق يوم الأربعاء ثامن عشر ذي الحجة، وأخذت بغداد بعد ذلك بأيام يسيرة، وَكَانَ مولده آخر يوم من المحرم سنة أربع وَتِسْعِينَ وخمسمائة، وسمع الحديث من أَبِي مُحَمَّد عَبْد العزيز بْن معالي بْن منينا، وأبي الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الموصلي، وأبي نصر عُمَر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن جابر المقرئ الدينوري، وأبي منصور سعيد بْن مُحَمَّد الرزاز، وسعيد بْن هِبَة اللَّهِ ابْن الصباغ، وغيرهم، وحدث بأكثر البلاد التي اجتاز بها من بلاد الشام، وديار مصر تغمده اللَّه برحمته.

ص: 282

أخبرنا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْعَلامَةُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْبَاذْرَائِيُّ الشَّافِعِيُّ، إِجَازَةً، قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَعَالِي بْنِ غَنِيمَةَ بْنِ مَنِينَا، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ بِبَغْدَادَ.

ح وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَرَّانِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْقَاهِرَةِ، قَالَ: أنا الإِمَامُ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَوْزِيِّ، وَأَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سُكَيْنَةَ الأَمِينُ، والحافظ أبو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ الْمُبَارَكِ بن الأخضر، وَالأَخَوَانِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ، وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيٌّ، ابْنَا أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ.

ح وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَقْدِسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا الشَّيْخَانِ أَبُو الْيُمْنِ زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ الْكِنْدِيُّ، وَأَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ طَبَرْزَدَ، قَالُوا ثَمَانِيَتُهُمْ: أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ الْبَزَّازُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْبَرْمَكِيُّ الْفَقِيهُ الْحَنْبَلِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا حَاضِرٌ.

ح وَقَرَاتُ أَيْضًا عَلَى عَبْدِ اللَّطِيفِ بْنِ الصَّيْقَلِ التَّاجِرِ الْحَرَّانِيِّ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو طَاهِرٍ الْمُبَارَكُ بْنُ أَبِي الْمَعَالِي بْنِ الْمَعْطُوشِ، بِبَغْدَادَ، قَالَ: أنا أَبُو الْغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُهْتَدِي، قَالَ: أنا أَبُو إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ مَاسِيٍّ الْبَزَّازُ، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، ثنا أَنَسُ بْنُ

ص: 283

مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: عَطَسَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلانِ، فَشَمَّتَ أَوْ فَسَمَّتَ أَحَدَهُمَا وَلَمْ تُشَمِّتِ الآخَرَ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَطَسَ عِنْدَكَ رَجُلانِ، فَسَمَّتَّ أَحَدَهُمَا وَلَمْ تُسَمِّتَ الآخَرَ، أَوْ فَسَمَّتَّهُ، وَلَمْ تُسَمِّتِ الآخَرَ؟ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا حَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى فَسَمَّتُّهُ، وَإِنَّ هَذَا لَمْ يَحْمَدِ اللَّهَ فَلَمْ أُسَمِّتْهُ ".

مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الأَدَبِ مِنْ صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ الْعَبْدِيِّ الْبَصْرِيِّ، أَخِي سُلَيْمَانَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ الثَّوْرِيِّ.

وَأَخْرَجَهُ مُسِلْمٌ فِي آخِرِ الْكِتَابِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ الْخَارِفِيِّ الْكُوفِيِّ، عَنْ أَبِي عُمَرَ حَفْصِ بْنِ غِيَاثِ بْنِ طَلْقٍ النَّخَعِيِّ قَاضِي الْكُوفَةِ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِي الْمُعْتَمِرِ سُلَيْمَانَ بْنِ طَرْخَانَ التَّيْمِيِّ، كَانَ يَنْزِلُ بَنِي تَيْمٍ، فَنُسِبَ إِلَيْهِمْ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا مِنَ التُّسَاعِيَّاتِ بِحَمْدِ اللَّهِ وَمَنِّهِ

ص: 284

[27] عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عطاء بْن حسن بْن عطاء بْن جبير بْن جابر بْن وهيب الأذرعي الحنفي أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي عَبْد اللَّه

أحد الأئمة المشهورين، والقضاة المشكورين، رفيع القدر، حسن الهيئة، وافر الديانة، عالي الإسناد، قوال بالحق، كَانَ يدرس بالمدرسة المعظمية، ويباشر نيابة القضاء بدمشق مدة، ثم أنه ولي القضاء مستقلا للحنفية فِي جمادى الأولى سنة أربع وَسِتِّينَ وستمائة، واستمر عَلَى ذلك إِلَى أن تُوُفِّيَ يوم الجمعة قبل الصلاة تاسع جمادى الأولى سنة ثلاث وَسَبْعِينَ وستمائة، ودفن بسفح قاسيون بقرب المدرسة المعظمية من يومه المذكور، وَكَانَ مولده فِي سنة خمس وَتِسْعِينَ وخمسمائة.

ص: 285

سَمِعَ من حَنْبَل الرصافي، وأبي حفص ابْن طبرزد، وحدث بالكثير، ولما وضعت الأملاك، واحتيط عَلَى البساتين فِي الدولة الظاهرية حضر السلطان بدار العدل، وجرى الكلام فِي ذلك، فتكلم شيخنا هَذَا من بين الجماعة الحاضرين، وَقَالَ: اليد لأرباب الأملاك، ولا يحل لأحد أن ينازعهم فِي أملاكهم، ومن استحل مَا حرم اللَّه فقد كفر. فغضب السلطان غضبا شديدا وتغير لونه، وَقَالَ: أنا أكفر؟ وجعل بعض أرباب الدولة يسكن غضبه، ويقول القاضي: إنما أشار بالتكفير إِلَى من أفتى السلطان بذلك، وَكَانَ الَّذِي حمله عَلَى ذلك مخافة اللَّه وخشيته، وألقى اللَّه عَلَى خاطره فِي ذلك الوقت قوله تَعَالَى:{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ} . وكانت العقبى إِلَى سلامة وخير، وصارت لَهُ منزلة عند السلطان، وعلم دينه وصدقه فِي المقالة.

أخبرنا الإِمَامُ الْعَلامَةُ قَاضِي الْقُضَاةِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَطَاءٍ الحنفي، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ، سَنَةَ سَبْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ بِدِمَشْقَ، قَالَ: أنا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ طَبَرْزَدَ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ قَالَ: أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ، أنا الْحَافِظُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَبَّالُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِفُسْطَاطِ مِصْرَ فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، وَأَبُو الْقَاسِمِ صِلَةُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، قَالا: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ مَاسِيٍّ الْمَتُّوثِيُّ، أنا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْكَشِّيُّ، ثنا

ص: 286

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه خَرَجَ يَسْتَسْقِي، وَخَرَجَ بِالْعَبَّاسِ مَعَهُ يَسْتَسْقِي بِهِ وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا إِذَا قُحِطْنَا عَلَى عَهْدِ نَبِيِّنَا تَوَسَّلْنَا إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ صلى الله عليه وسلم، اللَّهُمَّ إِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّكَ، صلى الله عليه وسلم

وَأَخْبَرَنَاهُ عَالِيًا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَرَّانِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أنا الإِمَامُ الْقُدْوَةُ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْزِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيِّ ابْنِ سُكَيْنَةَ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَحْمُودٍ الأَخْضَرُ، وَالْحُسَيْنُ، وَعَلِيٌّ، ابْنَا أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ.

ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَبَرْزَدَ، وَأَبُو الْيُمْنِ زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ الْكِنْدِيُّ، قَالُوا: أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّازُ، قَالَ: أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا حَاضِرٌ.

ح وَقَرَاتُ عَلَى شَيْخِنَا عَبْدِ اللَّطِيفِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ عَلِيٍّ التَّاجِرِ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمُ الْمُبَارَكُ بْنُ أَبِي الْمَعَالِي بْنِ الْمَعْطُوشِ، بِبَغْدَادَ، قَالَ: أنا أَبُو الْغَنَائِمِ ابْنُ الْمُهْتَدِي، أنا أَبُو إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ مَاسِيٍّ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْكَجِّيُّ الْبَصْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، ثنا أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ عُمَرَ خَرَجَ بِالْعَبَّاسِ مَعَهُ يَسْتَسْقِي بِهِ وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ كُنَّا إِذَا قُحِطْنَا عَلَى عَهْدِ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم وَتَوَسَّلْنَا إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا اللَّهُمَّ إِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّكَ صلى الله عليه وسلم ".

ص: 287

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الاسْتِئْذَانِ مِنْ صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيِّ الْفَقِيهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى الأَنْصَارِيِّ، مِنْ وَلَدِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَكَانَ قَاضِي الْبَصْرَةِ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي الْمُثَنَّى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى بْنِ أَنَسٍ الْبَصْرِيِّ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَاضِي الْبَصْرَةِ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا، وَكَأَنِّي فِي الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي الْوَقْتِ السِّجْزِيِّ رَاوِي الصَّحِيحِ، وَالْحَمْدُ للَّهِ

وَقَرَاتُ عَلَى قَاضِي الْقُضَاةِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَطَاءٍ الْحَنَفِيِّ، بِدِمَشْقَ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمْ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ طَبَرْزَدَ الدَّارَقَزِّيُّ، بِظَاهِرِ دِمَشْقَ، قَالَ: أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ، بِبَغْدَادَ، أنا الْحَافِظُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَبَّالُ الْمِصْرِيُّ، بِالْفُسْطَاطِ، قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ النَّحَّاسِ، وَمُنِيرُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالا: أنا أَبُو طَاهِرٍ الْخَامِيُّ، قثا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَاهُ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدٍ الْقَارِي، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ، أَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ فَقَرَأَهُ فِيمَا بَيْنَ صَلاةِ الْفَجْرِ وَصَلاةِ الظُّهْرِ كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ.

ص: 288

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّلاةِ مِنْ صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ هَارُونَ بْنِ مَعْرُوفٍ الْمَرْوَزِيِّ الْخَزَّازِ، السَّاكِنِ بَغْدَادَ، وَأَبِي الطَّاهِرِ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ الْمِصْرِيِّ الْفَقِيهِ الأُمَوِيِّ مَوْلاهُمْ، وَأَبِي حَفْصٍ حَرْمَلَةَ بْنِ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ التُّجِيبِيِّ الْمِصْرِيِّ الْفَقِيهِ، ثَلاثَتُهُمْ عَنِ الإِمَامِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا بِعُلُوٍّ وَللَّهِ الْحَمْدُ، وَبِهَذَا الإِسْنَادِ إِلَى الْحَافِظِ أَبِي إِسْحَاقَ الْحَبَّالِ، قَالَ: أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْفَقِيهُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنَزِيُّ الْبَصْرِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةً، فَدَعَا بِهَا فِي أُمَّتِهِ، وَإِنِّي اخْتَبَاتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي.

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الإِيمَانِ مِنْ صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَلَفٍ، وَاسْمُ أَبِي خَلَفٍ مُحَمَّدٌ الْبَغْدَادِيُّ، مَوْلَى بَنِي سُلَيْمٍ، وَأَبِي خَيْثَمَةَ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبِ بْنِ شَدَّادٍ النَّسَائِيِّ الْحَافِظِ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ حَسَّانٍ الْقَيْسِيِّ الْبَصْرِيِّ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا بِعُلُوٍّ.

ص: 289

[28] عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى بْن الفضل بْن سُلَيْمَان بْن البانياسي أَبُو مُحَمَّد الدمشقي

شيخ جليل من ذوي الثروة واليسار، معروف بالعدالة والأمانة، سَمِعَ بدمشق من أَبِي طاهر الخشوعي، وأبي عَلِيّ حَنْبَل بْن عَبْد اللَّه المكبر، وغيرهما، ودخل بغداد فِي سنة خمس وستمائة، وسمع من أَبِي أَحْمَد عَبْد الوهاب ابْن سكينة، وَيَحْيَى بْن الربيع وجماعة، ولزم بيته فِي آخر عمره، وَكَانَ قد طال مرضه بالفالج رحمه الله إِلَى أن تُوُفِّيَ فِي الثامن عشر من صفر سنة ثلاث وَسِتِّينَ وستمائة ببستانه بكفر سوسية، وحمل إِلَى سفح جبل قاسيون، فدفن بِهِ، ومولده فِي النصف من ربيع الأول سنة تسع وَسَبْعِينَ وخمسمائة.

وهو مَشْهُور بابن البانياسي.

وكذلك جميع أهل بيته، ولم يكونوا من بانياس، وإنما أقطع جد لهم قرية ببانياس، وَكَانَ أكثر مغلها الأرز، وَكَانَ يدخره إِلَى وقت نفاقه ويبيعه،

ص: 290

فكان التجار فِي الأرز يقولون: عليكم بالبانياسي فعرف بذلك، ذكر هَذِهِ الفائدة فِي نسبه أَبُو الفتح عُمَر بْن مُحَمَّد بْن الحاجب فِي معجمه.

أخبرنا الشَّيْخُ الْجَلِيلُ الصَّدْرُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْفَضْلِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْبَانْيَاسِيِّ، إِجَازَةً، كَتَبَهَا لَنَا فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، وَقَرَاتُ عَلَى الشَّيْخِ الْجَلِيلِ بَقِيَّةِ الْمَشَايِخِ أَبِي الْفَرَجِ عَبْدِ اللَّطِيفِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَرَّانِيِّ بِالْقَاهِرَةِ، قَالا: أنا شَيْخُ الشُّيُوخِ أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سُكَيْنَةَ الأَمِينُ بِبَغْدَادَ، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْبَرْمَكِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ مَاسِيٍّ، قَالَ: أنا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْكَجِّيُّ الْبَصْرِيُّ، قثا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، وَهُوَ ابْنُ أَبِي عُثْمَانَ الصَّوَّافُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ثَلاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٍ دَعْوَةُ الصَّائِمِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ» .

ص: 291

أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ، بُنْدَارٍ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، إِلا أَنَّهُ قَالَ: عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ بَدَلا مِنْ قَوْلِهِ فِي إِسْنَادِنَا: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ بِأَنْ قَالَ: وَأَبُو جَعْفَرٍ لا يُعْرَفُ لَهُ اسْمٌ، وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُسَمَّى فِي رِوَايَتِنَا، وَهُوَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ بْنُ زَيْنِ الْعَابِدِينَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهم، فَعَلَى هَذَا يَكُونُ هَذَا الْحَدِيثُ بَدَلا عَالِيًا، كَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنَ الْكَرُوخِيِّ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ بِمَكَّةَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، بَعْدَ مَصْدَرِ الْحَاجِّ بِثَلاثٍ.

ص: 292

‌من اسمه عَبْد الرَّحْمَن وهم أربعة

[29] عَبْد الرَّحْمَن بْن إبراهيم بْن سباع بْن ضياء الفزاري الشافعي أَبُو إبراهيم ويكنى أَيْضًا أَبَا مُحَمَّد

أحد الأئمة الأعلام، وفقهاء الإسلام، كَانَ غزير العلم، حسن الفقه، ثاقب الذهن، سريع الحفظ، لم يكن فِي وقته مثله، انتهت إليه رئاسة الفتوى والإشغال بمذهبه، وانتفع الناس بِهِ، وأكثر فقهاء عصره وشيوخه ممن قرأ عليه، وكانت لَهُ حلقة كبيرة لا تخلو فِي أكثر الوقت عَن أربعين طالبا فما زاد، ولم تكن إذ ذاك حلقة قريبة من هَذِهِ، وَكَانَ الناس يشتغلون عليه فيها أنواعا من العلم، وأكثر شيء يقرأ الفقه، وَكَانَ لا يخلو وقته فِي النهار وبعض الليل عَن الفتوى والأشغال والتعليم، وَكَانَ يسرع فِي تخريج الطالب وتنبيهه، وشرح التنبيه شرحا جليلا عظيم الفوائد لكنه لم يتم، وكتب شيئا عَلَى

ص: 293

التعجيز، وَكَانَ لو تم مفيدا إفادة كثيرة، وله عَلَى فرائض الوسيط كلام جيد، وتعاليق عَلَى الوسيط وعلى فرائض التعجيز، وله أجزاء كثيرة فِي أنواع شتى، وشرح الورقات فِي أصول الفقه شرحا حسنا كبيرا، وكانت لَهُ اليد الطولى فِي المناظرة لقوة ذهنه، وحسن عبادته، وجودة تفقهه، قل أن بحث مع أحد إِلا وظهر عليه، وَكَانَ حسن الخلق لطيفا لا تمل مجالسته، قريبا إِلَى كل أحد، متوضعا سمحا، يطعم الطعام، ويتصدق كثيرا، ولا يبقي شيئا مع قلة ذات يده، ولا يزال عنده جماعة من فقراء الطلبة يقيم بهم ولا يحوجهم إِلَى غيره، وَكَانَ كثير الذكر وصدقة السر، وَدَرَّسَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَسَتِّمِائَةٍ، وكتب فِي الفتوى فِي سنة أربع وَخَمْسِينَ وستمائة، ودرس بالمدرسة البادرائية إِلَى حين موته، وَكَانَ تفقه عَلَى الإمامين أَبِي عَمْرو بْن الصلاح، وأبي مُحَمَّد ابْن عَبْد السلام، وغيرهما، وسمع

ص: 294

الحديث من ابْن الزبيدي، وابن اللتي، وأبي الْحَسَن بْن باسويه المقرئ، ومكرم بْن أَبِي الصقر، وجماعة كثيرة فوق المائة، مولده فِي شهر ربيع الأول سنة أربع وَعِشْرِينَ وستمائة بدمشق، وَتُوُفِّيَ فِي ضحى الاثْنَيْنِ خامس جمادى الآخرة سنة تسعين وستمائة، ودفن بمقبرة باب الصغير، وكنت كتبت عَلَى مجلد من شرحه للتنبيه هَذِهِ الأبيات:

إذا وصف التصنيف فِي الفقه واصف

فلا يعدو الإقليد طالب حاجة

حوى شامل الحاوي فأضحى

وجيزه بسيط المعاني غاية فِي الإبانة

بتحرير تهذيب ولفظ مهذب

وإيضاح تبيين ونظم نهاية

وتقريب تلخيص وحسن تتمة

وتجريد مبسوط بأولى إشارة

وكم حاصل قد حاز محصول نظمه

وإحكام إحكام وأسرار آية

وآثار أخبار وأخبار سنة

وأبحاث أعلام ونقل مقالة

فلا زلت تاج الدين للعلم ناشرا

تصنف ملحوظا بعين عناية

تغمده اللَّه برحمته ورضوانه.

أخبرنا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْعَلامَةُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سِبَاعِ بْنِ ضِيَاءٍ الْفَزَارِيُّ الشَّافِعِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، بِدِمَشْقَ، قَالَ: أنا الشَّيْخُ الْفَقِيهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُبَارَكِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الزُّبَيْدِيُّ

ص: 295

ثُمَّ الْبَغْدَادِيُّ الْحَنْبَلِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا دِمَشْقَ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا الشَّيْخُ الصَّالِحُ أَبُو الْوَقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى بْنِ شُعَيْبٍ السِّجْزِيُّ الصُّوفِيُّ الْهَرَوِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا بَغْدَادَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا الشَّيْخُ الإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ الدَّاوُدِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمُّوَيْهِ السَّرْخَسِيُّ.

ح وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْجَلِيلُ أَبُو إِبْرَاهِيمَ إسحاق بْنُ مَحْمُودِ بْنِ بَلْكُوَيْهِ الْبُرُجِرْدِيُّ الصُّوفِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْقَاهِرَةِ، وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَقْدِسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ بِظَاهِرِ دِمَشْقَ، قَالا: أنا أَبُو الْفُتُوحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَعْدٍ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْبَكْرِيُّ.

ح وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَسْطَلانِيِّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أنا أَبُو رَوْحٍ الْمُطَهَّرُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحَسَنِ الْبَيْهَقِيُّ الْخُبُوشَانِيُّ، قَالا: أنا الْخَطِيبُ أَبُو الأَسْعَدِ هِبَةُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ هَوَازِنَ الْقُشَيْرِيُّ بِنَيْسَابُورَ، قَالَ: أنا أَبُو سَهْلٍ الْحَفْصِيُّ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَرْوَزِيُّ، سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، أنا

ص: 296

أَبُو الْهَيْثَمِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمَكِّيِّ الْكُشْمَيْهَنِيُّ، قَالا: أنا الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مَطَرٍ الْفَرَبْرِيُّ، قَالَ: أنا الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبُخَارِيُّ، قثا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّا مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» .

هَكَذَا أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ الْعِلْمِ مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ أَبِي السَّكَنِ مَكِّيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّمِيمِيِّ الْحَنْظَلِيِّ الْبَلْخِيِّ، مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ لَيْلَةَ الأَرْبَعَاءِ النِّصْفَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، وَيُقَالُ: سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ. كَمَا أَخْرَجْنَاهُ

ص: 297

وقد وقع لنا هَذَا الحديث أعلا من هَذَا بدرجة من رواية أنس بْن مالك رضي الله عنه، وَهُوَ مَا قَرَاتُهُ عَلَى أَبِي الْفَرَجِ عَبْدِ اللَّطِيفِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَرَّانِيِّ، بِالْقَاهِرَةِ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو طَاهِرٍ الْمُبَارَكُ بْنُ أَبِي الْمَعَالِي الْمُبَارَكِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَغْدَادِيُّ الْحَرِيمِيُّ الْعَطَّارُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْمَعْطُوشِ، بِبَغْدَادَ، قَالَ: أنا الشَّرِيفُ الْخَطِيبُ أَبُو الْغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا الشَّيْخُ الْفَقِيهُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْبَرْمَكِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ مَاسِيٍّ الْبَزَّازُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، مَعَ وَالِدِي فِي مَنْزِلِ الشَّيْخِ فِي دَارِ كَعْبٍ لِثَلاثٍ بَقِينَ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَثَلاثِمِائَةٍ، قثا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ الْبَصْرِيُّ، قثا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّا مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» .

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْحَجَّاجِ التَّمِيمِيِّ، وَاسْمُ جَدِّهِ مَيْسَرَةُ الْمُقْعَدُ الْمِنْقَرِيُّ مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ سَعِيدٍ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ابْنِ عُلَيَّةَ، كِلاهُمَا عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ. وَأَخْرَجَهُ

ص: 298

النَّسَائِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ابْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ. وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ، عَنْ أَبِي زُبَيْدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ بِهِ.

فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا كَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي الْوَقْتِ، وَالإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْفُرَاوِيِّ، وَأَبِي زُرْعَةَ الْمَقْدِسِيِّ، وَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الدُّونِيِّ شَيْخِ أَبِي زُرْعَةَ فِي رِوَايَةِ النَّسَائِيِّ لَهُ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَللَّهِ الْحَمْدُ.

ص: 299

[30] عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْمَاعِيل بْن إبراهيم بْن عثمان بْن أَبِي بكر بْن إبراهيم بْن مُحَمَّد المقدسي الشافعي أَبُو القاسم، ويكنى أَبَا مُحَمَّد أَيْضًا، ويعرف بأبي شامة لأنه كَانَ بِهِ شامة كبيرة فوق حاجبه الأيسر

أصله من القدس، وولد بدمشق ليلة الجمعة الثالث والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة تسع وَتِسْعِينَ وخمسمائة، كَانَ إماما فِي علوم القرآن، والحديث، والفقه، والعربية، وأيام الناس، ومعرفة الرجال، وغير ذلك، صنف فِي جميع ذلك تصانيف مفيدة، وقام بوظيفة الفتوى بدمشق مدة سَمِعَ من أَبِي البركات بْن ملاعب، وأبي القاسم أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن قدامة المقدسي، وجماعة كبيرة دون هؤلاء، وسافر إِلَى الديار المصرية،

ص: 300

واجتمع بشيوخ تلك الديار فِي سنة ثمان وَعِشْرِينَ وستمائة، واختصر تاريخ دمشق لابن عساكر مرتين اختصارا جيدا، أما الأكبر منها فلم يخل من الأصل فيه بمقصود، وولي مشيخة دار الحديث الأشرفية مدة، وَكَانَ حسن العبارة، مليح التصنيف، كثير الفوائد، ولم يزل عَلَى ذلك إِلَى أن تُوُفِّيَ فِي ليلة الثلاثاء التاسع عشر من شهر رمضان سنة خمس وَسِتِّينَ وستمائة، ودفن من الغد بمقبرة باب الفراديس، ظاهر دمشق رحمه الله وإيانا.

أخبرنا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْعَلامَةُ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِيُّ، إِجَازَةً، كَتَبَهَا إِلَيَّ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، وَالشَّيْخُ الْجَلِيلُ الْعَالِمُ الزَّاهِدُ بَقِيَّةُ الْمَشَايِخِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَقْدِسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، بِظَاهِرِ دِمَشْقَ، قَالا: أنا الإِمَامُ الْعَلامَةُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ الْمَقْدِسِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ.

ح وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ الدِّمَشْقِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَسِتِّمِائَةٍ بِالْقَاهِرَةِ، قَالَ: أنا الشَّيْخَانِ وَالِدِي قَاضِي الْقُضَاةِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيٌّ، وَعَمِّي أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ، ابنا الشَّيْخِ الإِمَامِ أَبِي الْمَحَاسِنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُنْدَارٍ الدِّمَشْقِيِّ، قَالُوا: أنا الشَّيْخُ أَبُو زُرْعَةَ طَاهِرُ ابْنُ الإِمَامِ الْحَافِظِ أَبِي الْفَضْلِ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَقْدِسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ مَكِّيُّ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ

ص: 301

عَلانَ الْكَرْجِيُّ بِقِرَاءَةِ وَالِدِي عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ.

ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا أَبُو الْمَكَارِمِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ اللَّبَّانُ الأَصْبَهَانِيُّ مِنْهَا، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الشِّيرَوِيُّ، قَالا: أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَشِيُّ الْحِيرِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ، قثا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ الْمُؤَذِّنُ، أنا الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ رضي الله عنه، أنا مُسْلِمٌ هُوَ ابْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها:«طَوَافُكِ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ يَكْفِيكِ لِحَجِّكَ وَعُمْرَتِكَ» .

ص: 302

وَبِهِ قَالَ الشَّافِعِيُّ: أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ، وَرُبَّمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها.

أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ كَامِلٍ الْمِصْرِيِّ الْمُرَادِيِّ مَوْلاهُمُ الْمُؤَذِّنِ صَاحِبِ الشَّافِعِيِّ، عَنِ الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيِّ رضي الله عنه، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً.

وَبِهَذَا الإِسْنَادِ، قَالَ الأَصَمُّ: أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ رضي الله عنه، قثا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ» .

قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسُهَيْلٍ، فَقَالَ: أَخْبَرَنِي رَبِيعَةُ، وَهُوَ عِنْدِي ثِقَةٌ أَنِّي حَدَّثْتُهُ إِيَّاهُ وَلا أَحْفَظُهُ، قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: وَقَدْ كَانَ أَصَابَ سُهَيْلا عِلَّةٌ أُصِيبَ بِبَعْضِ حِفْظِهِ، وَنَسِيَ بَعْضَ حَدِيثِهِ، وَكَانَ سَهْلٌ بَعْدُ يُحَدِّثُهُ عَنْ رَبِيعَةَ، عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ.

أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْقَضَايَا مِنْ سُنَنِهِ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً وَللَّهِ الْحَمْدُ.

وَبِهَذَا الإِسْنَادِ قَالَ الأَصَمُّ: أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ

ص: 303

مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ، أنا عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَافِعٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّهَا قَالَتْ:«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا» .

أَخْرَجَهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ فِي عِشْرَةِ النِّسَاءِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ. كَمَا أَخْرَجْنَاهُ. فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً بِحَمْدِ اللَّهِ.

وَقَدِ اشْتَرَكَ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ فِي الرِّوَايَةِ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيِّ هَذَا، وَعَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَعْرَجِ الأَزْدِيِّ الْمِصْرِيِّ الْجِيزِيِّ مَوْلَى الأَزْدِ، وَهُمَا مِنْ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ رضي الله عنه. وَوَفَاةُ الْجِيزِيِّ مُتَقَدِّمَةٌ عَلَى وَفَاةِ الْمُرَادِيِّ، مَاتَ الْجِيزِيُّ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَمَاتَ الْمُرَادِيُّ يَوْمَ الاثْنَيْنِ لِعَشْرٍ بَقِينَ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ.

ص: 304

[31] عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الفهم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد المنعم بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن العباس بْن مُحَمَّد اليلداني الشافعي أَبُو مُحَمَّد، ويسمى والده عَبْد المنعم، وَهُوَ أشهر بكنيته

كَانَ شيخنا هَذَا أحد المشايخ المكثرين، والمحدثين المعروفين والرواة المشهورين، كتب الكثير، وحصل فسمع بدمشق من يوسف بْن معالي الكناني، وأبي طاهر الخشوعي، وأبي مُحَمَّد القاسم بْن عَلِيّ بْن عساكر، وأبي حفص بْن طبرزد، وأبي اليمن الكندي، وأبي القاسم ابن الحرستاني، وأبي البركات بْن ملاعب، وأبي عَبْد اللَّه بْن البناء الصوفي، وأبي مُحَمَّد هِبَة اللَّهِ بْن الخضر بْن طاوس، وغيرهم، وسمع ببغداد من أَبِي الفرج بْن كليب، وأبي القاسم يَحْيَى بْن بوش، وأبي طاهر المبارك بْن المعطوش، وأبي القاسم هِبَة اللَّهِ بْن السبط، وأبي أَحْمَد عَبْد الوهاب بْن سكينة،

ص: 305

وأبي مُحَمَّد بْن الطويلة، والحسين بْن سعيد بْن شنيف، وأبي مُحَمَّد عَبْد الخالق بْن البندار، وأبي عَلِيّ بْن الخريف، وأبي مُحَمَّد بْن الأخضر، وأبي نصر بْن الدجاجي، وأبي القاسم سعيد بْن عطاف، وَعَبْد اللطيف بْن شيخ الشيوخ إِسْمَاعِيل، وأبي عَلِيّ الْحَسَن بْن عَبْد الرَّحْمَن الفارسي، وجماعة غيرهم، وسمع بالموصل من أَبِي طاهر أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن الطوسي، ومسلم بْن السيحي، وَكَانَ رجلا صالحا محبا للحديث، رَوَى الكثير، وَكَانَ يحدث بالزاوية الفاضلية بالكلاسة، ويسكن بقرية يلدان، وخرج لنفسه مشيختين، مشيخة عَن قدماء شيوخه، وأخرى عَن المتأخرين

ص: 306

منهم، وعمر حتى قارب المائة أو جاوزها، فإنه ذكر أنه كَانَ مراهقا فِي ختان ولد نور الدين بْن زنكي، وَكَانَ ذلك فِي سنة سبع وَسِتِّينَ وخمسمائة، وَتُوُفِّيَ فِي ليلة الثلاثاء الثامن من شهر ربيع الأول سنة وَخَمْسِينَ وست مائة بقرية يلدان من قرى غوطة دمشق، ودفن بها، رحمه الله وإيانا.

أخبرنا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْمُحَدِّثُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْفَهْمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْيَلْدَانِيُّ، وَأَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ بْنِ نِعْمَةَ الْمَقْدِسِيُّ، إِجَازَةً، وَشَيْخُ الشُّيُوخِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمُحْسِنِ الأَنْصَارِيُّ، إِجَازَةً، إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا، وَقَرَاتُ عَلَى أَبِي الْفَرَجِ عَبْدِ اللَّطِيفِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَرَّانِيِّ التَّاجِرِ بِالْقَاهِرَةِ، قَالُوا أَرْبَعَتُهُمْ: أنا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ سَعْدِ بْنِ صَدَقَةَ بْنِ الْخَضِرِ بْنِ كُلَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ التَّاجِرُ بِبَغْدَادَ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَيَانٍ الرَّزَّازُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِمِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ الْبَزَّازُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ، وَأَيْضًا فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ صَالِحٍ الصَّفَّارُ النَّحْوِيُّ الْمِلْحِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي مَنْزِلِهِ فِي يَوْمِ الثُّلاثَاءِ لأَرْبَعٍ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ، قثا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ بْنِ يَزِيدَ الْعَبْدِيُّ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجَ

ص: 307

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ فَأَحْرَمْنَا بِالْحَجِّ، قَالَ: فَلمَا قَدِمْنَا مَكَّةَ قَالَ «اجْعَلُوا حَجَّكُمْ عُمْرَةً» قَالَ: فَقَالَ النَّاسُ: قَدْ أَحْرَمْنَا بِحَجٍّ فَكَيْفَ نَجْعَلُهَا عُمْرَةً؟! قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «انْظُرُوا الَّذِي آمُرُكُمْ بِهِ فَافْعَلُوا» . قَالَ: فَرَدُّوا عَلَيْهِ الْقَوْلَ، فَغَضِبَ ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها غَضْبَانَ فَرَأَتِ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ فَقَالَتْ: مَنْ أَغْضَبَكَ أَغْضَبَهُ اللَّهُ، قَالَ:«وَمَا لِي لا أَغْضَبُ وَأَنا آمُرُ بِالأَمْرِ فَلا أُتَّبَعُ» .

أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلاءِ الْهَمْدَانِيِّ، وَأَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي سُنَنِهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الْبَغْدَادِيِّ الْمَعْرُوفِ بِالْجَرْجَرَائِيِّ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا بِحَمْدِ اللَّهِ.

وَبِالإِسْنَادِ، قثا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قثا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ

ص: 308

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَشْفَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَنَا أَكْثَرُ الأَنْبِيَاءِ تَبَعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِنَّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ مَنْ يَاتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا مَعَهُ مُصَدِّقٌ غَيْرُ وَاحِدٍ» .

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ، وَقُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ، كِلاهُمَا عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَعَنْ أَبِي كُرَيْبٍ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْجُعْفِيِّ الْكُوفِيِّ، عَنْ أَبِي الصَّلْتِ زَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ الْكُوفِيِّ الثَّقَفِيِّ، كُلُّهُمْ عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ الْمَخْزُومِيِّ الْكُوفِيِّ مَوْلَى عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ. وَقَعَ لَنَا عَالِيًا.

وَبِهَذَا الإِسْنَادِ، قثا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قثا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَامَ خَيْبَرَ بِقِلادَةٍ فِيهَا خَرَزٌ مُغَلَّفَةٌ بِذَهَبٍ ابْتَاعَهَا رَجُلٌ بِسَبْعَةِ دَنَانِيرَ أَوْ بِتِسْعَةٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«لا حَتَّى تُمَيِّزَ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ» ، قَالَ: إِنَّمَا أَرَدْتُ الْحِجَارَةَ، قَالَ:«لا حَتَّى تُمَيِّزَ بَيْنَهُمَا» ، قَالَ: فَرَدَّهُ حَتَّى مَيَّزَ بَيْنَهُمَا.

ص: 309

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَغَيْرِهِ، وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ، كُلُّهُمْ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا لِثَلاثَتِهِمْ. وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ أَيْضًا عَنْ عَمْرِو بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ هُشَيْمِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ. فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى ابن عَرَفَةَ، قثا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " آتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَابَ الْجَنَّةِ، فَأَسْتَفْتِحُ، فَيَقُولُ الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ. فَيَقُولُ: بِكَ أُمِرْتُ أَنْ لا أَفْتَحَ لأَحَدٍ قَبْلَكَ ".

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، وَعَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ النَّاقِدِ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِي النَّضْرِ هَاشِمِ بْنِ الْقَاسِمِ الْخُرَاسَانِيِّ، نَزِيلِ بَغْدَادَ الْمُلَقَّبِ بِقَيْصَرَ. كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا بِحَمْدِ اللَّهِ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى ابْنِ عَرَفَةَ، قثا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: بِتُّ ذَاتَ لَيْلَةٍ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَ: فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، وَقُمْتُ عَنْ

ص: 310

يَسَارِهِ أُصَلِّي بِصَلاتِهِ، قَالَ: فَأَخَذَ بِذُؤَابٍ كَانَ لِي أَوْ بِرَاسِي، فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ.

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ، وَعَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ النَّاقِدِ. وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَمْرِو بْنِ عَوْنِ بْنِ أَوْسٍ السُّلَمِيِّ الْوَاسِطِيِّ الْبَزَّازِ، ثَلاثَتُهُمْ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ هُشَيْمِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ دِينَارٍ السُّلَمِيِّ الْوَاسِطِيِّ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، وَهُوَ ابْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ الْيَشْكُرِيِّ، بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا لَهُمَا، وَللَّهِ الْحَمْدُ.

ص: 311

[32] عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قدامة بْن مقدام بْن نصر المقدسي الحنبلي، أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي عُمَر

إمام من أئمة العلم، وشيخ من شيوخ الإسلام، لَهُ مهابة، وعليه جلالة، وَكَانَ شيخ وقته، وفريد عصره، عظيم القدر رفيع الذكر، حسن الخلق، وضيء الوجه كثير الفضائل والمحاسن، وَكَانَ عارفا بالفقه، كثير النقل، صحيح المناظرة، حسن الاستدلال، بصيرا بالجمع والفرق، ثاقب الذهن، قوي الحافظة، يلقي دروسا مطولة من التفسير والحديث والفقه، وَكَانَ لَهُ معرفة بالحديث والأصول والعربية، وله تلامذة كثيرة قرؤوا عليه وانتفعوا بِهِ، ووردت إليه الفتاوى من البلاد، وقصد من الأقطار، وَكَانَ كثير الصلاح والديانة، حسن السمت، متواضعا ملازما للأشغال لا يقطع الوقت إِلا بخير، مطرحا للتكلف متبعا للسنة، يقف مع ذي الحاجة من صغير وكبير حتى يقضي حاجته، لكل طائفة من الطوائف مِنْهُ نصيب وافر، لا يبخل بماله وجاهه عمن يقصده لم يره أحد إِلا عظمه وبجله واستمع إليه وقضى حاجته، وَكَانَ لَهُ عبادة وتوجه وعمل صالح ومعاملة فِي السفر، وظهرت لَهُ

ص: 312

كرامات وأشياء حسنة، ورويت لَهُ منامات صالحة، ولما ولي القضاء فِي جمادى الأولى سنة أربع وَسِتِّينَ وستمائة، امتنع من أخذ جامكية عَلَى الحكم، وَقَالَ: أنا فِي كفاية، وَكَانَ يخطب بالجامع المظفري بسفح قاسيون، ويؤم بِهِ، ويدرس بدار الحديث الأشرفية بالجبل وبمدرسة ابْن الجوزي بالبلد، وسمع الحديث الكثير من جماعة من الشيوخ منهم: والده الشَّيْخ أَبُو عُمَر شيخ الحنابلة، وعمه إمام الحنابلة، وعالمهم أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد، والشيخ الزاهد أَبُو إسحاق إبراهيم بْن عَبْد الواحد بْن عَلِيّ بْن سرور، وابن أخيه الْحَافِظ أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن الْحَافِظ عَبْد الغني، وَأَبُو عَلِيّ حَنْبَل الرصافي، وَأَبُو حفص بْن طبرزد، وَأَبُو اليمن الكندي، والقاضي أَبُو القاسم بْن الحرستاني، وَأَبُو المعالي مُحَمَّد بْن وهب بْن الزنف السلمي، وَأَبُو المحاسن مُحَمَّد بْن كامل التنوخي، والقاضي أَبُو المعالي أسعد بْن المنجي التنوخي، وَأَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن الأنباري، وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد المجيب بْن زهير بْن زهير الحربي، وَأَبُو البركات بْن ملاعب، وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن البناء، وَأَبُو الفتوح بْن الْجُلاجِلِيِّ، وَأَبُو الفتوح بْن البكري، وَأَبُو الفضل أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سيدهم، وَأَبُو نصر موسى بْن الشَّيْخ عَبْد القادر الجيلي، وَأَبُو المجد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الكرابيسي، وست الكتبة بنت عَلِيّ بْن يَحْيَى بْن الطراح، وسمع بالقاهرة من أَبِي بكر بْن

ص: 313

باقا، ومرتضى بْن العفيف المقدسي، وطبقتهما، وسمع بالقدس من أَبِي عَلِيّ الأوقي، وحج فِي سنة تسع عشرة وستمائة، وسمع بمكة والمدينة شرفهما اللَّه، رَوَى عَنْهُ أَبُو الفتح عُمَر ابْن الحاجب فِي معجمه، ومات قبله بأكثر من خمسين سنة، وَقَالَ: سألت عَنْهُ الْحَافِظ أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد؟ فقال: إمام عالم خير، تفقه عَلَى عمه، وقد شرح كتاب عمه المسمى بالمقنع، وَكَانَ الشَّيْخ الإِمَام أَبُو زكريا النواوي الشافعي يقول: هُوَ أجل شيوخي، مولده فِي الخامس والعشرين من المحرم سنة سبع وَتِسْعِينَ وخمسمائة، بسفح جبل قاسيون، وَتُوُفِّيَ فِي ليلة الثلاثاء سلخ شهر ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وستمائة، ودفن يوم الثلاثاء بمقبرة والده بسفح جبل قاسيون ظاهر دمشق، وحضر جنازته خلق كثير رحمه الله وإيانا.

أخبرنا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْعَلامَةُ قَاضِي الْقُضَاةِ شَيْخُ الإِسْلامِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ الشَّيْخِ الإِمَامِ أَبِي عُمَرَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ الْمَقْدِسِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ سَنَةَ سَبْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ بِالْجَامِعِ الْمُظَفَّرِيِّ بِسَفْحِ جَبَلِ قَاسِيُونَ، وَقُرِئَ عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ طَبَرْزَدَ الدَّارَقَزِّيُّ الْبَغْدَادِيُّ، قِرَاءَةً

ص: 314

عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْحُصَيْنِ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ الْبَزَّازُ، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قثا مُحَمَّدٌ هُوَ ابْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، ثنا يَزِيدُ، أنا ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الدَّانَاجِ، عَنْ حُضَيْنِ بْنِ الْمُنْذِرِ، قَالَ: " صَلَّى الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ أَرَبْعًا وَهُوَ سَكْرَانُ، ثُمَّ انْفَتَلَ، فَقَالَ: أَزِيدُكُمْ؟ فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهما: اضْرِبْهُ الْحَدَّ، فَأَمَرَ بِضَرْبِهِ، فَقَالَ عَلِيٌّ لِلْحَسَنِ: قُمْ فَاضْرِبْهُ، قَالَ: فَمَا أَنْتَ وَذَاكَ؟ قَالَ: إِنَّكَ ضَعُفْتَ وَعَجُزْتَ، ثُمَّ قَالَ: قُمْ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ، فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، فَجَعَلَ يَضْرِبُهُ وَعَلِيٌّ يَعُدُّ حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَرَبْعِينَ، قَالَ: كُفَّ أَوِ اكْفُفْ. ثُمَّ قَالَ: ضَرَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعِينَ، وَضَرَبَ أَبُو بَكْرٍ أَرْبَعِينَ، وَضَرَبَ عُمَرُ صَدْرًا مِنْ خِلافَتِهِ أَرْبَعِينَ وَثَمَانِينَ، وَكُلٌّ سُنَّةٌ.

رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً لَهُ.

وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ابْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ مِهْرَانَ الْبَصْرِيِّ الْعَدَوِيِّ الْيَشْكُرِيِّ مَوْلاهُمْ، وَكُنْيَتُهُ أَبُو النَّضْرِ، عَنْ

ص: 315

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَيْرُوزَ الدَّانَاجِ الْبَصْرِيِّ بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا بِحَمْدِ اللَّهِ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ، قثا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّرْسِيِّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا رَمَيْتُمْ وَحَلَقْتُمْ فَقَدْ حَلَّ لَكُمُ الطِّيبُ وَالثِّيَابُ وَكُلُّ شَيْءٍ إِلا النِّسَاءَ» .

رَوَاهُ الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ رضي الله عنه، عَنْ أَبِي خَالِدٍ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ الْوَاسِطِيِّ، بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ، قثا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّرْسِيُّ، قثا يَزِيدُ، قثا سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جُرَيٍّ الْهُجَيْمِيِّ، وَاسْمُهُ سُلَيْمُ بْنُ جَابِرٍ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَعَلِّمْنَا شَيْئًا يَنْفَعُنَا اللَّهُ بِهِ، فَقَالَ: «لا تُحَقِّرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِي، وَلَوْ أَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَوَجْهُكَ إِلَيْهِ مُنْبَسِطٌ، وَإِيَّاكَ وَتَسْبِيلَ الإِزَارِ، فَإِنَّهُ مِنَ الْخُيَلاءِ، وَالْخُيَلاءُ لا يُحِبُّهَا اللَّهُ، وَإِنِ امْرُؤٌ سَبَّكَ بِمَا يَعْلَمُ مِنْكَ فَلا تَسُبَّهُ بِمَا تَعْلَمُ مِنْهُ،

ص: 316

فَإِنَّ أَجْرَهُ لَكَ، وَوَبَالَهُ عَلَى مَنْ قَالَهُ».

رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً لَهُ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ، قثا أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ سَهْلٍ الْوَشَّاءُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" خَيْرُ يَوْمٍ يُحْتَجَمُ فِيهِ يَوْمُ سَبْعَ عَشْرَةَ، وَتِسْعَ عَشْرَةَ، وَإِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَمَا مَرَرْتُ بِمَلإٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِلا قَالُوا: عَلَيْكَ بِالْحِجَامَةِ يَا مُحَمَّدُ ".

رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً لَهُ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ، قثا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ هُوَ ابْنُ إِدْرِيسَ، ثنا يَزِيدُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ، مَسْجِدِي، وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَالْمَسْجِدِ الأَقْصَى» .

رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً لَهُ.

ص: 317

‌من اسمه عَبْد الرحيم رجلان

[33] عَبْد الرحيم بْن عَبْد الرحيم بْن عَبْد الرحيم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَسَن بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن طاهر الحلبي، المعروف بابن العجمي أَبُو الْحُسَيْن

من بيت العلم والثروة، والجلالة، والديانة، والفقه عَلَى مذهب الشافعي، وهم ينسبون إِلَى الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الكرابيسي صاحب الشافعي، وَكَانَ حسن الهيئة، مليح الصورة، مشكور السيرة، ولي نظر الخزانة بدمشق فِي الأيام الناصرية، ثم ولي نيابة الحكم بدمشق، سَمِعَ من أَبِي هاشم عَبْد المطلب بْن الفضل، وأبي سَعْد ثابت بْن مشرف، وأبي مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَن بْن علوان، وجماعة، مولده فِي ثامن شهر ربيع الآخر سنة خمس وستمائة، وَتُوُفِّيَ يوم الاثْنَيْنِ رابع شهر رمضان المعظم سنة سبعين وستمائة بحلب.

أخبرنا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَجَمِيِّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَسِتِّمِائَةٍ بِالْقَاهِرَةِ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمُ الشَّيْخُ الإِمَامُ أَبُو هَاشِمٍ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ صَالِحِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ

ص: 318

عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ، بِثَغْرِ حَلَبَ، فَأَقَرَّ بِهِ، قَالَ: أنا الأَشْيَاخُ أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الرَّشِيدِ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ الْوَلَوَالِجِيُّ، وَالإِمَامُ أَبُو شُجَاعٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبِسْطَامِيُّ، وَالأَدِيبُ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْحُسَيْنِ، يُعْرَفُ بِشَيْخٍ، وَأَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ بَشِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّقَّاشُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِمْ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالُوا: أنا أَبُو الْقَاسِمِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِيُّ الدِّهْقَانُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ، قَالَ: أنا الشَّرِيفُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْخُزَاعِيُّ، بِبُخَارَا، قَالَ: أنا الأَدِيبُ أَبُو سَعِيدٍ الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبِ بْنِ سُرَيْجٍ الشَّاشِيُّ، قثا أَبُو عِيسَى مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ التِّرْمِذِيُّ الْحَافِظُ، قثا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قثا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: (مُحَمَّدٌ) سَطْرٌ، وَ (رَسُولُ) سَطْرٌ، وَ (اللَّهِ) سَطْرٌ.

ص: 319

وَأَخْبَرَنَاهُ عَالِيًا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَرَّانِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أنا الإِمَامُ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْجَوْزِيِّ، وَأَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ الأَمِينُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ الْمُبَارَكِ بْنِ الأَخْضَرِ، وَالأَخَوَانِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيٌّ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ، ابْنَا أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ، بِبَغْدَادَ، قَالُوا: أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَنَحْنُ نَسْمَعُ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْبَرْمَكِيِّ الْحَنْبَلِيِّ، وَأَنَا حَاضِرٌ.

ح وَقَرَاتُهُ عَلَى أَبِي الْفَرَجِ الْحَرَّانِيِّ أَيْضًا، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكَ أَبُو طَاهِرٍ الْمُبَارَكُ بْنُ أَبِي الْمَعَالِي بْنِ الْمَعْطُوشِ الْعَطَّارُ، قَالَ: أنا أَبُو الْغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْمُهْتَدِي، قَالَ: أنا أَبُو إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ مَاسِيٍّ الْبَزَّازُ، قثا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ الْبَصْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: رَأَيْتُ الْكِتَابَ الَّذِي كَتَبَهُ أَبُو بَكْرٍ لأَنَسٍ عِنْدَ ثُمَامَةَ: وَكَانَ نَقْشُ الْخَاتَمِ (مُحَمَّدٌ) سَطْرٌ، وَ (رَسُولُ) سَطْرٌ، وَ (اللَّهِ) سَطْرٌ.

أَخْرَجَه التِّرْمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ بُنْدَارٍ الْعَبْدِيِّ، وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ فَارِسِ بْنِ ذُؤَيْبٍ الذُّهْلِيِّ النَّيْسَابُورِيِّ، كِلاهُمَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ. كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا، وَكَأَنَّ شَيْخِي فِي الرِّوَايَةِ الأُولَى سَمِعَهُ مِنِّي مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ وَللَّهِ الْحَمْدُ.

ص: 320

[34]

عَبْد الرحيم بْن عَبْد الملك بْن عَبْد الملك بْن يوسف بْن مُحَمَّد بْن قدامة المقدسي الحنبلي

سبط الشَّيْخ أَبِي عُمَر بْن قدامة

شيخ صالح نوراني الوجه، رزين العقل، حافظ القرآن، سَمِعَ من أَبِي عَلِيّ حَنْبَل الرصافي، وأبي حفص بْن طبرزد، وأبي اليمن الكندي، وأبي القاسم ابْن الحرستاني، وأبي البركات ابْن ملاعب، وأبي المعالي مُحَمَّد بْن وهب بْن سلمان ابْن الزنف السلمي، وأبي العباس الخضر بْن كامل بْن سالم بْن سبيع الدلال، وأبي مُحَمَّد الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن البن الأسدي، وغيرهم، وأجازه من دمشق أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الخصيب، وَأَبُو المحاسن مُحَمَّد بْن كامل التنوخي، وَأَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن جمال الإسلام السلمي، وَأَبُو بكر ظافر بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن مقاتل السوسي، ومن أهل بغداد أَبُو الفرج مُحَمَّد بْن هِبَة اللَّهِ بْن كامل الوكيل، وَأَبُو عَبْد اللَّه

ص: 321

الْحُسَيْن بْن أَبِي نصر بْن حنيفة، وَأَبُو يعلى حمزة ابْن القبيطي، وَأَبُو القاسم سعيد بْن مُحَمَّد بْن عطاف، وَأَبُو الفضل سُلَيْمَان بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الموصلي، وَأَبُو عَلِيّ ضياء بْن أَبِي القاسم بْن الخريف، وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أيوب البقلي، وَأَبُو حَامِد عَبْد اللَّه بْن مسلم بْن جوالق، وَعَبْد اللَّه بْن صافي الخازني، وَعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حَامِد بْن عصية، والحافظ أَبُو بكر عَبْد الرزاق بْن عَبْد القادر الجيلي، وَأَبُو أَحْمَد عَبْد الوهاب بْن سكينة، وَأَبُو الفتوح يوسف بْن المبارك بْن كامل. ومن أهل واسط أَبُو الفتح بْن المندائي، وَأَبُو المكارم عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن فضل اللَّه بْن مخلد الأزدي، ومن أهل أصبهان أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن نصر الصيدلاني، وَأَبُو بكر مُحَمَّد بْن أَبِي عاصم أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن زينة، وَأَبُو المفاخر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن أَبِي طالب العلوي المديني المدعو بأميرجه، وَأَبُو الفخر أسعد بْن سعيد بْن مُحَمَّد بْن روح، وَأَبُو المفاخر خلف

ص: 322

ابْن أَحْمَد بْن الفراء، وَأَبُو شجاع رضوان بْن مُحَمَّد بْن محفوظ الثقفي، وَأَبُو المجد زاهر ابْن أَبِي طاهر الثقفي، وَأَبُو إِسْمَاعِيل عَبْد الرحيم بْن مُحَمَّد بْن حمويه، وَأَبُو القاسم عَبْد الواحد ابْن أَبِي المطهر القاسم بْن الفضل الصيدلاني، وَأَبُو مسلم المؤيد بْن عَبْد الرحيم ابْن الإخوة، وَأَبُو عَبْد اللَّه محمود بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن محمود الثقفي، وأم هانئ عفيفة بنت أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الفارفانية، ومن أهل نيسابور أَبُو الفتح الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن جامع القشيري، وَأَبُو عَبْد اللَّه المؤيد بْن أَبِي سَعْد بْن عَبْد الرزاق بْن عبيد اللَّه بْن عَبْد الكريم القشيري، وَأَبُو بكر منصور بْن عَبْد المنعم الفراوي، ومن أهل هراة: أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الفامي، وَأَبُو روح عَبْد المعز بْن مُحَمَّد الْبَزَّاز، ومن أهل همذان: أَبُو العز عَبْد الباقي بْن عثمان بْن مُحَمَّد الهمذاني، وكذلك أجاز لَهُ جماعة من شيوخ الموصل، وحران، ومرو، وحدث قديما فِي سنة خمس وَأَرْبَعِينَ وستمائة بحلب، وَكَانَ ملازما لتلاوة القرآن وإسماع الحديث، مولده تقريبا فِي سنة تسع وَتِسْعِينَ وخمسمائة، وَتُوُفِّيَ يوم الأربعاء عاشر جمادى الأولى سنة ثمانين وستمائة، ودفن بكرة الخميس بسفح جبل قاسيون رحمه الله.

أخبرنا الشَّيْخُ الصَّالِحُ الْمُقْرِئُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ

ص: 323

عَبْدِ الْمَلِكِ الْمَقْدِسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ بِالْجَامِعِ الْمُظَفَّرِيِّ بِسَفْحِ قَاسِيُونَ، قَالَ: أنا أَبو حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ طَبَرْزَدَ الْبَغْدَادِيِّ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْحُصَيْنِ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ الْبَزَّازُ، قثا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قثا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، وَعَلِيُّ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُجَهِّزُ بَعْثًا بِسُوقِ الْخَيْلِ، وَهُوَ الْيَوْمَ مَوْضِعُ سُوقِ النَّخَّاسِينَ، فَطَلَعَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«هَذَا الْعَبَّاسُ عَمُّ نَبِيِّكُمْ أَجْوَدُ قُرَيْشٍ كَفًّا وَأَوْصَلُهَا» .

أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ، عَنْ أَبِي أَحْمَدَ حُمَيْدِ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ قُتَيْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّسَائِيِّ، وَهُوَ ابْنُ زَنْجُوَيْهِ، عَنِ الإِمَامِ الْحَافِظِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ نَجِيحٍ السَّعْدِيِّ، مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيِّ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الْمَدِينِيِّ، بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا، كَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي زُرْعَةَ الْمَقْدِسِيِّ.

وَبِهَذَا الإِسْنَادِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ، قثا أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ سَهْلِ بْنِ

ص: 324

كَثِيرٍ الْوَشَّاءُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ ".

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ابْنِ عُلَيَّةَ، بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا، كَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنَ الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْفُرَاوِيِّ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ يَوْمَ الْخَمِيسِ لِتِسْعٍ بَقِينَ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ، قثا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ حُجَيَّةَ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه: أَنَّ الْعَبَّاسَ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ تَعْجِيلِ صَدَقَتِهِ قَبْلَ مَحِلِّهَا فَرَخَّصَ لَهُ.

ص: 325

أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ شُعْبَةَ الْخُرَاسَانِيِّ الْجَوْزَجَانِيِّ، نَزَلَ مَكَّةَ، وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيِّ، وَأَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ، كِلاهُمَا عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ، بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً، وَلأَحْمَدَ وَأَبِي دَاوُدَ بَدَلا بِعُلُوٍّ رَجُلَيْنِ لِلتِّرْمِذِيِّ، وَابْنِ مَاجَهْ، وَللَّهِ الْحَمْدُ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ، قثا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلاةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ، إِلا حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".

أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ، وَالْبُخَارِيُّ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ مُسْلِمٍ الأَلْهَانِيِّ الْحِمْصِيِّ، وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ مِنْ أَصْحَابِ الْكُتُبِ غَيْرُ الْبُخَارِيِّ،

ص: 326

وَالْخَمْسُ الْبَاقُونَ، رَوَوْا عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ مَاتَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وَعَلِيِّ ابْنِ الْمَدِينِيِّ، وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ دُوَيْدٍ التَّمِيمِيِّ مَوْلاهُمُ الْبُخَارِيِّ نَزِيلِ بَغْدَادَ، وَأَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ السَّعْدِيِّ الْجَوْزَجَانِيِّ نَزِيلِ دِمَشْقَ، وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَمْرِو بْنِ مَنْصُورٍ النَّسَائِيِّ، وَأَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ، وَأَبِي الْفَضْلِ عَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ صُبْحٍ السُّلَمِيِّ الدِّمَشْقِيِّ الْخَلالِ، وَمُحَمَّدِ ابْنِ أَبِي الْحُسَيْنِ السِّمْنَانِيِّ، ثَمَانِيَتُهُمْ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَيَّاشٍ، بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً، وَبَدَلا بِعُلُوٍّ رَجُلَيْنِ وَللَّهِ الْحَمْدُ.

وَبِالإِسْنَادِ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُوسَى، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ فَارِسٍ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ الْهُنَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، فَقَالَ: لا أُحَدِّثُكَ إِلا مَا حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " جَاوَرْتُ بِحِرَاءٍ، فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِي هَبَطْتُ، فَنُودِيتُ، فَنَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي فَلَمْ أَرَ شَيْئًا فَنَظَرْتُ عَنْ يَسَارِي فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، فَنَظَرْتُ مِنْ خَلْفِي فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، فَرَفَعْتُ رَاسِي فَرَأَيْتُ شَيْئًا

ص: 327

بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ، فَقُلْتُ: دَثِّرُونِي وَصُبُّوا عَلَيَّ مَاءً بَارِدًا، فَدَثَّرُونِي وَصَبُّوا عَلَيَّ مَاءً بَارِدًا، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ:{يَأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ {1} قُمْ فَأَنْذِرْ {2} وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ {3} } ".

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي مُوسَى بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ بْنِ فَارِسٍ، بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا، كَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنَ الْفُرَاوِيِّ الْكَبِيرِ. وَللَّهِ الْحَمْدُ.

ص: 328

‌من اسمه عَبْد العزيز ثلاثة رجال

[35] عَبْد العزيز بْن عَبْد الرحيم بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن هِبَة اللَّهِ بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن عساكر الدمشقي أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي نصر ابْن أخي الإِمَام مفتي الشام أَبِي منصور عَبْد الرَّحْمَن بْن عساكر

كان لَهُ إسناد معتبر، وَهُوَ من بيت الرواية لَهُ فِي ذلك سلف صالح، وَكَانَ أَبُوهُ كثير الرواية عَن عمه الْحَافِظ أَبِي القاسم، وَكَانَ يسمع بدار الحديث النورية بعد أخيه زين الأمناء رحمهم الله، مولد شيخنا هَذَا فِي سنة ست وَتِسْعِينَ وخمسمائة، وَتُوُفِّيَ يوم الاثْنَيْنِ الخامس والعشرين من جمادى الأولى سنة ست وَسَبْعِينَ وستمائة، وصلي عليه عصر هَذَا اليوم، ودفن بمقابر باب الصغير، رحمه الله وإيانا.

وكان سَمِعَ من أَبِي حفص ابْن طبرزد، وأبي اليمن الكندي، وأبي الفضل أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هِبَة اللَّهِ بْن سيدهم الهراس، والقاضي أَبِي طالب أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن حديد الإسكندري، وجماعة غيرهم.

أخبرنا الشَّيْخُ الأَصِيلُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَسَاكِرَ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ

ص: 329

بِظَاهِرِ دِمَشْقَ، قَالَ: أنا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ طَبَرْزَدَ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُصَيْنِ الشَّيْبَانِيُّ، أنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ الْبَزَّازُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قثا مُوسَى بْنُ سَهْلٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ.

أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِقْسَمٍ الأَسَدِيِّ الْبَصْرِيِّ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ عُلَيَّةَ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ابْنِ عُلَيَّةَ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً لِلإِمَامِ أَحْمَدَ، وَبَدَلا لِمُسْلِمٍ عَالِيًا بِعُلُوِّ دَرَجَتَيْنِ، وَللَّهِ الْحَمْدُ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ، قثا أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ شَدَّادٍ الْمِسْمَعِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لا يَرْحَمُ اللَّهُ مَنْ لا يَرْحَمُ النَّاسَ» .

ص: 330

رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ. وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ بُنْدَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ، بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا لَهُ، كَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنَ الْكَرُوخِيِّ

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ، قثا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّرْسِيُّ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ، ثنا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" يَمُرُّ النَّاسُ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ، وَعَلَيْهِ حَسَكٌ وَكَلالِيبُ وَخَطَاطِيفُ تَخْطَفُ النَّاسَ يَمِينًا وَشِمَالا، وَبِجَنْبَتَيْهِ مَلائِكَةٌ يَقُولُونَ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ، فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَمُرُّ مِثْلَ الْفَرَسِ الْمجدِيِّ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْعَى سَعْيًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يَحْبُو حَبْوًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يَزْحَفُ زَحْفًا، فَأَمَّا أَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا فَلا يَمُوتُونَ وَلا يَحْيَوْنَ، وَأَمَّا أُنَاسٌ فَيُؤْخَذُونَ بِذُنُوبٍ وَخَطَايَا، قَالَ: فَيَحْتَرِقُونَ فَيَكُونُونَ فَحْمًا، ثُمَّ يُؤْذَنُ فِي الشَّفَاعَةِ، فَيُؤْخَذُونَ ضِبَارَاتٍ ضِبَارَاتٍ، فَيُقْذَفُونَ عَلَى نَهْرٍ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أَمَا رَأَيْتُمُ

ص: 331

الصَّبْغَاءَ؟ شَجَرَةٌ تَنْبُتُ فِي الْفَيَافِي، فَيَكُونُ آخِرَ مَنْ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ رَجُلٌ يَكُونُ عَلَى شَفَتِهَا، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! اصْرِفْ وَجْهِي عَنْهَا، فَيَقُولُ عز وجل: عَهْدَكَ وَذِمَّتَكَ لا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا. قَالَ: وَعَلَى الصِّرَاطِ ثَلاثُ شَجَرَاتٍ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، حَوِّلْنِي إِلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ آكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكُونُ فِي ظِلِّهَا. قَالَ: فَيَقُولُ: عَهْدَكَ وَذِمَّتَكَ لا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا؟ قَالَ: ثُمَّ يَرَى أُخْرَى أَحْسَنَ مِنْهَا فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حَوِّلْنِي إِلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ آكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكُونُ فِي ظِلِّهَا، ثُمَّ يَرَى سَوَادَ النَّاسِ وَيَسْمَعُ كَلامَهُمْ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ، قَالَ أَبُو نَضْرَةَ: فَاخْتَلَفَ أَبُو سَعِيدٍ وَرَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ فَيُعْطَى الدُّنْيَا وَمِثْلَهَا، وَقَالَ الآخَرُ: فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ فَيُعْطَى الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا.

أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ بِنَحْوِهِ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً لَهُ. وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي مُوسَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى الْعَنَزِيِّ، وَبُنْدَارٍ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ، كِلاهُمَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي مسَلَمَةَ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مَسْلَمَةَ الأَزْدِيِّ الْقَصِيرِ الطَّاحِيِّ الْبَصْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ

ص: 332

الْمُنْذِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ قُطَعَةَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ الْخُدْرِيِّ. فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا بِدَرَجَاتٍ كَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ الْغَافِرِ الْفَارِسِيِّ شَيْخِ الْفُرَاوِيِّ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ، قثا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، ثنا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِذَا سَجَدَ الْعَبْدُ سَجَدَ مَعَهُ سَبْعَةُ آرَابٍ: وَجْهُهُ وَكَفَّاهُ وَرُكْبَتَاهُ وَقَدَمَاهُ ".

رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ، وَمُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ كُلُّهُمْ عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ، بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً لَهُمْ، وَللَّهِ الْحَمْدُ.

ص: 333

وَبِهَذَا الإِسْنَادِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ، قثا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، ثنا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ أَبُو النُّعْمَانِ السَّدُوسِيُّ، ثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قثا أَبُو عُثْمَانَ: أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه: أَنَّ أَصْحَابَ الصُّفَّةِ كَانُوا أُنَاسًا فُقَرَاءَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ اثْنَيْنِ فَلْيَذْهَبْ بِثَالِثٍ، وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ أَرْبَعَةٍ فَلْيَذْهَبْ بِخَامِسٍ، وَسَادِسٍ» أَوْ كَمَا قَالَ، وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَاءَ بِثَلاثَةِ نَفَرٍ وَانْطَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِعَشَرَةٍ، وَكُنْتُ أَنَا وَأَبِي وَأُمِّي، وَلا أَدْرِي لَعَلَّهُ قَالَ: وَامْرَأَتِي وَخَادِمٌ بَيْنَ بَيْتِنَا وَبَيْتِ أَبِي بَكْرٍ، وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ تَعَشَّى عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ لَبِثَ حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ، ثُمَّ رَجَعَ فَلَبِثَ حَتَّى نَعَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ بَعْدَ مَا مَضَى مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللَّهُ، قَالَتِ امْرَأَتُهُ: مَا حَبَسَكَ قَدْ حَبَسْتَ أَضْيَافَكَ؟ أَوْ قَالَتْ: ضَيْفَكَ، قَالَ: أَوَ مَا عَشَّيْتُمُوهُمْ؟ قَالَتْ: أَبَوْا إِلا انْتِظَارَكَ حَتَّى تَجِيءَ، قَالَ: فَعَرَضُوا عَلَيْهِمْ فَغَلَبُوهُمْ. قَالَ: فَذَهَبْتُ فَاخْتَبَاتُ، فَقَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ: يَا غُنْثُرُ فَجِئْتُ. قَالَ: فَجَدَّعَ وَسَبَّ، وَقَالَ: كُلُوا هَنِيئًا لا أَطْعَمُهُ أَبَدًا. قَالَ: فَأَكَلْنَا. قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا نَاخُذُ مِنْ لُقْمَةٍ إِلا مِنْ أَسْفَلِهَا أَكْثَرَ مِنْهَا. قَالَ: فَشَبِعُوا

ص: 334

وَصَارَتْ أَكْثَرَ مِمَّا كَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ فَإِذَا هِيَ كَمَا هِيَ أَوْ أَكْثَرُ، فَقَالَ لامْرَأَتِهِ: يَا أُخْتَ بَنِي فِرَاسٍ: مَا هَذَا؟ قَالَتْ: لا وَقُرَّةَ عَيْنِي لَهِيَ الآنَ أَكْثَرُ مِنْهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ. فَأَكَلَ مِنْهَا أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ، يَعْنِي يَمِينَهُ، فَأَكَلَ مِنْهَا لُقْمَةً، ثُمَّ حَمَلَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَصْبَحَتْ عِنْدَهُ، قَالَ: وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمٍ عَقْدٌ فَمَضَى الأَجَلُ فَعَرَضْنَا فَإِذَا هُمُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلا، مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أُنَاسٌ اللَّهُ أَعْلَمُ بِهِمْ كَثْرَةً إِلا أَنَّهَا بَقِيَتْ مَعَهُمْ بَقِيَّةٌ مِنْ ذَلِكَ الطَّعَامِ فَأَكَلُوا مِنْهَا أَجْمَعُونَ، أَوْ كَمَا قَالَ،

أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ جَمِيعًا عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ السَّدُوسِيِّ الْبَصْرِيِّ الْمَعْرُوفِ بِعَارِمٍ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً، وَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيُّ وَبَاقِي الْجَمَاعَةِ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَارِمٍ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ.

ص: 335

[36] عَبْد العزيز بْن عَبْد المنعم بْن الخضر بْن شبل بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن عَبْد الواحد الحارثي الدمشقي المعروف بابن عَبْد أَبُو نصر بْن أَبِي مُحَمَّد بْن أَبِي البركات

شيخ حسن من الملازمين لحضور الجماعة، وله وقف عَلَى جهات بر، وسمع الحديث من أَبِي طاهر الخشوعي، وأبي مُحَمَّد القاسم ابْن عساكر، وأبي حفص ابْن طبرزد، وأبي اليمن الكندي، وأبي الْحَسَن عَبْد اللطيف بْن شيخ الشيوخ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي سَعْد، وأبي جَعْفَر أَحْمَد بْن عَلِيّ القرطبي، وأبي مُحَمَّد عَبْد العزيز بْن شداد بْن تميم الحميري، وغيرهم. مولده فِي منتصف جمادى الآخرة سنة تسع وَثَمَانِينَ وخمسمائة، وَتُوُفِّيَ فِي ليلة الأحد ثاني شعبان سنة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وستمائة بمنزله بدرب الفراش، ودفن من الغد بمقبرة باب الفراديس ظاهر دمشق. وَكَانَ جده أَبُو البركات الخضر، خطيب دمشق، وَكَانَ عارفا بالأصلين والخلاف والمذهب نزها

ص: 336

عفيفا، دينا صالحا صدوقا درس بالزاوية الغربية بالجامع المعمور، وبالمدرسة المجاهدية، ومن أجله بني نور الدين ابْن زنكي المدرسة التي داخل باب الفرج، وبعد موته انتقلت إِلَى العماد الكاتب، وعرفت بِهِ، سَمِعَ مِنْهُ الْحَافِظ أَبُو طاهر السلفي، وَقَالَ: كَانَ يتوقد ذكاء، ويفيدني عَن الشيوخ، وسمع مِنْهُ الْحَافِظ أَبُو القاسم ابْن عساكر، وذكره فِي تاريخه.

أخبرنا الشَّيْخُ الْمُسْنِدُ أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ الْخَضِرِ بْنِ شِبْلٍ الْحَارِثِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ بِجَامِعِ دِمَشْقَ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكَ الشَّيْخُ أَبُو طَاهِرٍ بَرَكَاتُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَاهِرِ بْنِ بَرَكَاتِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ الْخُشُوعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ، فَأَقَرَّ بِهِ، قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ الْخَضِرِ السُّلَمِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحِنَّائِيُّ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُوسَى بْنِ رَاشِدٍ الْكِلابِيُّ، بِدِمَشْقَ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ،

ص: 337

قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ جَوْصَا الدِّمْشَقِيُّ، قثا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، وَكَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالا: ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْدِيُّ، أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِشَاةٍ دَاجِنٍ لِبَعْضِ أَهْلِهِ قَدْ نَفَقَتْ، فَقَالَ:«أَلا اسْتَمْتَعْتُمْ بِجِلْدِهَا؟» ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا مَيْتَةٌ. قَالَ: «دِبَاغُهُ ذَكَاتُهُ» .

وَأَخْبَرَنَاهُ عَالِيًا أَبُو مُحَمَّدٍ مَكِّيُّ بْنُ الْمُسَلَّمِ بْنِ مَكِّيِّ بْنِ عَلانَ، وَأَبُو الْفَضْلِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعِرَاقِيُّ إِجَازَةً، قَالا: أنا الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ السِّلَفِيُّ فِي كِتَابِهِ مِنَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، قَالَ: أنا أَبُو الْخَطَّابِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْبَطِرِ، مِمَّا قَرَاتُ عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ، قَالَ: أنا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الْعُكْبَرِيُّ الْبَزَّازُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أَبِي عَمْرٍو بِعُكْبَرَا، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ الطَّائِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبِ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّائِيُّ، قثا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِشَاةٍ مَيْتَةٍ

ص: 338

لِمَوْلاةِ مَيْمُونَةَ، فَقَالَ:«أَلا أَخَذُوا إِهَابَهَا فَدَبَغُوهُ فَانْتَفَعُوا بِهِ؟» فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا مَيْتَةٌ، قَالَ:«إِنَّمَا حُرِّمَ أَكْلُهَا» .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَى صَحَّتِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَحَدِ الْفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ الْمِصْرِيِّ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ، وَأَبِي حَفْصٍ حَرْمَلَةَ بْنِ يَحْيَى، ثَلاثَتُهُمْ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الأَيْلِيِّ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ أَيْضًا عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، وَعَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ النَّاقِدِ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْعَدَنِيِّ. وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَلَفٍ، سِتَّتُهُمْ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا.

وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ، وَأَبِي الْحَارِثِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْمِصْرِيِّينَ، كِلاهُمَا عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ، عَنِ الإِمَامِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، وَعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدِ، عن أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْوَلِيدِ،

ص: 339

أَرْبَعَتُهُمْ عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا، فَالْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ فِيهِ بِمَنْزِلَةِ النَّسَائِيِّ، وَللَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ.

وَقَرَاتُ عَلَى أَبِي نَصْرٍ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ ابْنِ الإِمَامِ أَبِي الْبَرَكَاتِ الْخَضِرِ بْنِ شِبْلٍ الْحَارِثِيِّ، بِجَامِعِ دِمَشْقَ، قَالَ: أنا بَرَكَاتُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخُشُوعِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ بِدِمَشْقَ، قَالَ: أنا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ حَمْزَةَ، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحِنَّائِيُّ، قَالَ: أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَسَنِ الْكِلابِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ جَوْصَا، قثا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْنِي يَقُولُ: " أَسْرَفَ عَبْدٌ عَلَى نَفْسِهِ حَتَّى إِذَا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لأَهْلِهِ: " إِذَا أَنَا مِتُّ فَأَحْرِقُونِي، ثُمَّ اسْحَقُونِي، ثُمَّ أَذْرُونِي فِي الرِّيحِ فِي الْبَحْرِ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ اللَّهُ لَيُعَذِّبَنِي عَذَابًا لا يُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِهِ. قَالَ: فَفَعَلَ أَهْلُهُ ذَلِكَ، فَقَالَ اللَّهُ عز وجل: لِكُلِّ شَيْءٍ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا: أَدِّ مَا أَخَذْتَ مِنْهُ، فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ، قَالَ اللَّهُ عز وجل: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: خَشْيَتُكَ، فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ ".

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْنِدِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ وَعَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ، كِلاهُمَا عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، كِلاهُمَا عَنْ مَعْمَرٍ، وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا عَنْ

ص: 340

أَبِي الرَّبِيعِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ. وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنْ كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لِمُسْلِمٍ، وَمُوَافَقَةً لِلنَّسَائِيِّ، وَللَّهِ الْحَمْدُ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ بْنِ جَوْصَا، قثا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ حَلَفَ مِنْكُمْ فَقَالَ فِي حَلْفِهِ بِاللاتِ فَلْيَقُلْ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَمَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ: تَعَالَ أُقَامِرْكَ فَلْيَتَصَدَّقْ ".

أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ نُمَيْرٍ الْمَذْحِجِيِّ الْحِمْصِيِّ، إِمَامِ جَامِعِ حِمْصَ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً لَهُ.

وَبِهِ إِلَى ابْنِ جَوْصَا، قثا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، وَكَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالا: ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْدِيُّ، أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يُبْعَثُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً

ص: 341

غُرْلا»، فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَكَيْفَ بِالْعَوْرَاتِ؟ قَالَ:{لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَانٌ يُغْنِيهِ} .

رَوَاهُ النَّسَائِيُّ عَنْ أَبِي حَفْصٍ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيِّ، الْقُرَشِيِّ مَوْلاهُمْ، بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً لَهُ بِحَمْدِ اللَّهِ.

ص: 342

[37] عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد بْن عَبْد المحسن بْن مُحَمَّد بْن منصور بْن خلف الأنصاري

أحد الأئمة الفضلاء، ومن أعيان السادة النبلاء، جمع بين الفضل الغزير والديانة والرئاسة، وحسن الخلق وكرم النفس والتواضع، وَكَانَ حسن المحاضرة مليح الهيئة، متضلعا من فنون الأدب لَهُ النظم الفائق، وَكَانَ شيخ الشيوخ وله الوجاهة والمنزلة الرفيعة والرتبة العلية عند الملوك والخاص والعام، وترسل إِلَى دار الخلافة، وإلى ملوك الشام ومصر غير مرة، مولده فِي بكرة نهار الأربعاء الثاني والعشرين من جمادى الأولى سنة ست وَثَمَانِينَ وخمسمائة بدمشق، وسافر مع والده إِلَى بغداد، فسمع بها من أَبِي الفرج عَبْد المنعم بْن كليب، وأبي عَلِيّ يَحْيَى بْن الربيع بْن سُلَيْمَان الواسطي، والقاضي أَبِي الْحُسَيْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن يعيش وأبي أَحْمَد عَبْد الوهاب بْن عَلِيّ بْن عَلِيّ بْن سكينة، وأبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن أَبِي المجد بْن غنائم الحربي الإسكاف، وغيرهم، ثم رجع إِلَى دمشق فأخذ

ص: 343

عَن الإِمَام أَبِي اليمن الكندي الكتب الأدبية رواية ومعرفة، وسمع الحديث مِنْهُ، ومن غيره، وحدث شيخنا هَذَا قديما، وسمع مِنْهُ جماعة من الأعيان مثل الشَّيْخ الإِمَام أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد اليونيني، والحافظ أَبِي عَبْد اللَّه البرزالي، وهما أقدم مولدا مِنْهُ، وكتب الناس عَنْهُ أناشيده، ومدحه للمصطفى صلى الله عليه وسلم، وكانت وفاته بمدينة حماة فِي ليلة الجمعة الثامن من شهر رمضان سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وستمائة، رحمه الله وإيانا.

أخبرنا الإِمَامُ الصَّاحِبُ شَيْخُ الشُّيُوخِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمُحْسِنِ الأَنْصَارِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْمَجْدِ صَاعِدِ بْنِ غَنَائِمَ الْحَرْبِيُّ الْعَتَّابِيُّ الإِسْكَافِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ بِبَغْدَادَ.

ح وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ الزَّاهِدُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَقْدِسِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو عَلِيٍّ حَنْبَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَرَجِ الرُّصَافِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالا: أنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الشَّيْبَانِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُذْهِبِ الْوَاعِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ الدَّقِيقِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ الإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَسَنٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِمَا، وَكَانَ حَسَنٌ أَرْضَاهُمَا فِي أَنْفُسِنَا أَنَّ عَلِيًّا عليه السلام قَالَ لابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ نِكَاحِ الْمُتْعَةِ، وَعَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ زَمَنَ خَيْبَرَ.

ص: 344

وَقَدْ وَقَعَ لَنَا هَذَا الْحَدِيثُ أَيْضًا مِنْ رِوَايَةِ الإِمَامِ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ.

أخبرنا الْعَدْلُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَرِّجِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَسْلَمَةَ الأُمَوِيُّ، إِجَازَةً عَنِ الشُّيُوخِ الثَّلاثَةِ: أَبِي الْفَتْحِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَلْمَانَ بْنِ الْبَطِّيِّ الْحَاجِبِ، وَأَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ الطُّوسِيِّ، عُرِفَ وَالِدُهُ بِابْنِ تَاجِ الْقُرَّاءِ، وَأَبِي الْقَاسِمِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ هِلالِ بْنِ عَلِيٍّ الدَّقَّاقِ، قَالُوا: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَالِكُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْفَرَّاءُ الْبَانْيَاسِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ الصَّلْتِ الْقُرَشِيُّ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، إِمْلاءً، ثنا أَبُو مُصْعَبٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، وَالْحَسَنِ ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِمَا، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ مُتْعَةِ النِّسَاءِ يَوْمَ خَيْبَرَ، وَعَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْحُمُرِ الإِنْسِيَّةِ.

مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الْقَاسِمِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ

ص: 345

الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، أَخْرَجَهُ الأَئِمَّةُ فِي كُتُبِهِمْ مِنْ حَدِيثِ الإِمَامَيْنِ مَالِكٍ وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَمَّا حَدِيثُ مَالِكٍ فَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ قَزَعَةَ الْقُرَشِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ الدِّمَشْقِيِّ الْمَعْرُوفِ بِالتِّنِّيسِيِّ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيِّ، وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي مِخْرَاقٍ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مِخْرَاقٍ الْبَصْرِيِّ، كُلُّهُمْ عَنْ مَالِكٍ. وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عُيَيْنَةَ، فَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مَالِكِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ زِيَادٍ الْكُوفِيِّ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَزُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، كُلُّهُمْ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، بِهِ، وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا التِّرْمِذِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيِّ، وَسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيِّ الْمَكِّيِّينَ، وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْجَوَّازِ، وَالْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ، كُلُّهُمْ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا مِنَ الطَّرِيقَيْنِ بِحَمْدِ اللَّهِ. وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ أَيْضًا فِيمَا جَمَعَهُ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى بْنِ إِيَاسٍ الْمَعْرُوفِ بِخَيَّاطِ السُّنَّةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

ص: 346

ابْنِ حَاتِمٍ الْهَرَوِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ عَبْثَرِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ وَحْدَهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، فَكَأَنَّ شَيْخِي فِي الرِّوَايَةِ الأُولَى سَمِعَاهُ مِنَ النَّسَائِيِّ، وَكَأَنِّي أَنَا فِي رِوَايَتِي لَهُ عَنِ ابْنِ مَسْلَمَةَ أَرْوِيهِ عَنِ النَّسَائِيِّ بِحَمْدِ اللَّهِ.

وقد روي النهي عَن لحوم الحمر الأهلية عَن البراء بْن عازب. وابن أَبِي أوفى رضي الله عنهما وقد وقع لنا من روايتهما عاليا.

أما حَدِيث البراء بْن عازب:

فَأَخْبَرَنَاهُ الْمَشَايِخُ الإِمَامُ الْعَلامَةُ شَيْخُ الإِسْلامِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ قُدَامَةَ، وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمَقْدِسِيُّونَ، وَأَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ بْنِ تَغْلِبَ الشَّيْبَانِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاسِعِ الْهَرَوِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِمْ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالُوا: أنا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ طَبَرْزَدَ الدَّارَقَزِّيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَنَحْنُ نَسْمَعُ، قَالَ أنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْحُصَيْنِ الشَّيْبَانِيُّ، أنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ الْبَزَّازُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قثا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا الْحَجَّاجُ، يَعْنِي: ابْنَ أَرْطَاةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، وَثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ.

ص: 347

وأما حَدِيث ابْن أَبِي أوفى رضي الله عنه:

فَأَخْبَرَنَاهُ الشَّيْخُ الإِمَامُ الزَّاهِدُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَقْدِسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا حَنْبَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَرَجِ الْمُكَبِّرُ، أنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ الْمُذْهِبِ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، يَعْنِي: الشَّيْبَانِيَّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ.

رَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ مِسْعَرٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ وَحْدَهُ، عَنِ الْبَرَاءِ. وَقَدِ اتَّفَقَا عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْبَرَاءِ، وَمِنْ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما، وَقَدْ قَدَّمْنَا إِخْرَاجَ النَّسَائِيِّ لَهُ مِنْ حَدِيثِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه. فَكَأَنَّنِي مِنْ رِوَايَةِ الْبَرَاءِ، وَابْنِ أَبِي أَوْفَى سَمِعْتُهُ مِنْ

ص: 348

شَيْخِ النَّسَائِيِّ وَسَاوَيْتُ فِيهِ النَّسَائِيَّ، وَذَلِكَ أَنَّ بَيْنَ النَّسَائِيِّ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيهِ عَشَرَةَ رِجَالٍ، وَكَذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيهِ عَشَرَةً أَيْضًا مِنْ رِوَايَةِ الْبَرَاءِ، وَابْنِ أَبِي أَوْفَى. وَهُوَ حَدِيثٌ عَزِيزُ الْوُجُودِ.

أخبرنا الشَّيْخُ الإِمَامُ شَيْخُ الشُّيُوخِ رَئِيسُ الأَصْحَابِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمُحْسِنِ الأَنْصَارِيُّ، إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا، وَقَرَاتُ عَلَى الشَّيْخِ الْجَلِيلِ أَبِي الْفَرَجِ عَبْدِ اللَّطِيفِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ الْحَرَّانِيِّ، بِالْقَاهِرَةِ، قَالا: أنا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ سَعْدِ بْنِ صَدَقَةَ بْنِ الْخَضِرِ بْنِ كُلَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ، بِبَغْدَادَ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَيَانٍ الرَّزَّازُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ الْبَزَّازُ، قَالَ: أنا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ صَالِحٍ الصَّفَّارُ النَّحْوِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ بْنِ يَزِيدَ الْعَبْدِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ نُودُوا: أَنْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَوْعِدًا لَمْ تَرَوْهُ، فَيَقُولُونَ: وَمَا هُوَ؟ أَلَمْ يُبَيِّضْ وُجُوهَنَا، وَيُزِحْزِحْنَا عَنِ النَّارِ، وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ عز وجل، فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ تبارك وتعالى، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا أَعْطَاهُمُ اللَّهُ شَيْئًا هُوَ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْهُ، ثُمَّ قَرَأَ:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} .

ص: 349

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا بِحَمْدِ اللَّهِ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى ابْنِ عَرَفَةَ، قثا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ أَوْ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: نَثَلَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: يَعْنِي: نَفَضَ كِنَانَتَهُ يَوْمَ أُحُدٍ، وَقَالَ:«ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي» .

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْنِدِيِّ، وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْخَلِيلِ بْنِ عِيسَى الْبَغْدَادِيِّ الْمُخَرِّمِيِّ، كِلاهُمَا عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا لَهُمَا.

وَبِالإِسْنَادِ قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: ثنا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: إِنْ كُنْتُ لأَجِدُهُ فِي ثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَحُتُّهُ عَنْهُ.

ص: 350

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَابْنُ مَاجَهْ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَامِلٍ الْمَرْوَزِيِّ، كِلاهُمَا عَنْ هُشَيْمٍ، بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا لِثَلاثَتِهِمْ، وَللَّهِ الْحَمْدُ.

ص: 351

‌من اسمه عَبْد اللطيف رجل واحد

[38] عَبْد اللطيف بْن عَبْد المنعم بْن عَلِيّ بْن نصر بْن منصور بْن هِبَة اللَّهِ بْن الصيقل الحراني النميري الحنبلي التاجر أَبُو الفرج بْن أَبِي مُحَمَّد

كان والده ففيها عالما واعظا، أسمعه الكثير ببغداد من جماعة من أصحاب ابْن الحصين، والقاضي أَبِي بكر، وغيرهما، فمن شيوخه أَبُو الفرج ابْن كليب وَأَبُو الفرج ابْن الجوزي، وَأَبُو طاهر ابْن المعطوش، وَأَبُو شجاع ابْن المقرون، وَأَبُو القاسم هِبَة اللَّهِ بْن الْحَسَن بْن المظفر بْن السبط، وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن دهبل بْن عَلِيّ بْن كاره الحريمي، وَأَبُو عَبْد اللَّه إِسْمَاعِيل بْن أَبِي تراب عَلِيّ بْن وكاس القطان، وَأَبُو الفرج مسعود بْن أَبِي القاسم بْن غيث الدقاق، وَأَبُو حَامِد بْن جوالق، وَعَبْد السلام

ص: 352

ابْن أَبِي الخطاب الحربي، وَأَبُو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن عصية الحربي، وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن البقلي، وَأَبُو مُحَمَّد ابْن الطويلة الدارقزي، وَأَبُو الفرج عَبْد الرَّحْمَن ابْن ملاح الشط، وَأَبُو العباس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن البخيل الدارقزي، وَأَبُو أَحْمَد ابْن سكينة، وَعَبْد اللَّه بْن أَبِي غالب بْن نزال، وَأَبُو عَلِيّ ابْن الخريف، وأحمد بْن عَلِيّ بْن حراز، والحسن بْن إبراهيم بْن فرغانة الأشناني، وأجاز لَهُ جماعة من شيوخ الشام وديار مصر والعراق، وبلاد خراسان، وأصبهان، فممن أجاز لَهُ: أَبُو الفضائل عَبْد الرحيم بْن مُحَمَّد الكاغدي، وَأَبُو سعيد الراراني، وَأَبُو المكارم اللبان، وَأَبُو جَعْفَر الطرسوسي، ومسعود الجمال، وَأَبُو عَبْد اللَّه الكراني، وَأَبُو جَعْفَر

ص: 353

الصيدلاني، وَمُحَمَّد، وعفيفة ولدا أَحْمَد الفارفاني، وَأَبُو الفتوح أسعد بْن محمود العجلي، وَأَبُو الفرج ثابت بْن مُحَمَّد المديني الْحَافِظ الأصبهانيون، وَأَبُو الغنائم شيرويه بْن شهردار الديلمي الهمذاني، وَأَبُو طاهر الخشوعي الدمشقي، وَأَبُو القاسم عَبْد الرَّحْمَن ابْن موقى الإسكندري، ولما تُوُفِّيَ والده اشتغل بالتجارة، وَكَانَ حسن الأخلاق، كريم النفس، متوددا إِلَى الناس، كثير المعروف، حسن المعاملة، محبوب الصورة، وأتجر لدار الخلافة، وَكَانَ لَهُ منزلة رفيعة، وحرمة وافرة، وأسمع الكثير فِي آخر عمره، وحدث قديما، وسمع مِنْهُ جماعة من الأئمة والحفاظ. مولده فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وخمسمائة بحران، وَتُوُفِّيَ يوم الأربعاء بعد صلاة الصبح مستهل صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وستمائة بقلعة الجبل التي بين القاهرة ومصر، ودفن من يومه خارج باب القرافة بمقبرة رباط أزدمر رحمه الله وإيانا.

أخبرنا الشَّيْخُ الْجَلِيلُ الْكَبِيرُ مُسْنِدُ الْعَصْرِ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ الْحَرَّانِيُّ الْمَوْلِدُ الْبَغْدَادِيُّ الأَصْلُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَسِتِّمِائَةٍ، وَبِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ مَرَّةً أُخْرَى فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَسِتِّمِائَةٍ بِالْقَاهِرَةِ، قَالَ: أنا الشَّيْخُ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ سَعْدِ بْنِ صَدَقَةَ بْنِ كُلَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، بِقِرَاءَةِ وَالِدِي عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ فِي مُسْتَهَلِّ ذِي الْقَعْدَةِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ بِبَغْدَادَ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَيَانٍ

ص: 354

الرَّزَّازُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ بِبَغْدَادَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِمِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ الْبَزَّازُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ، وَأَيْضًا فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ صَالِحٍ الصَّفَّارِيُّ النَّحْوِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي مَنْزِلِهِ فِي يَوْمِ الثُّلاثَاءِ لأَرْبَعٍ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ، فَأَقَرَّ بِذَلِكَ، وَالشَّيْخُ يَنْظُرُ فِي الأَصْلِ، قثا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ بْنِ يَزِيدَ الْعَبْدِيُّ، يَوْمَ الثُّلاثَاءِ فِي ذِي الْحِجَّةِ، سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ، قثا الْمُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ أَخُو سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَيُمْنَعُ أَحَدُكُمْ أَنْ يُكَبِّرَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ عَشْرًا، وَيُسَبِّحَ عَشْرًا، وَيَحْمَدَ عَشْرًا، وَذَلِكَ فِي خَمْسِ صَلَوَاتٍ خَمْسُونَ وَمِائَةٌ بِاللِّسَانِ وَأَلْفٌ وَخَمْسُمِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ، وَإِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كَبَّرَ أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ، وَحَمِدَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَسَبَّحَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، فَتِلْكَ مِائَةٌ بِاللِّسَانِ وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ» . قَالَ ثُمَّ قَالَ: «أَيُّكُمْ يَعْمَلُ فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَلْفَيْنِ وَخَمْسَمِائَةِ سَيِّئَةٍ؟» .

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَلَمَةَ، وَيُقَالُ: كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. وَيُقَالُ: ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُهَنِيُّ، عَنْ أَبِي زُرَارَةَ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي إِسْحَاقَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَاسْمُ

ص: 355

أَبِي وَقَّاصٍ مَالِكُ بْنُ أُهَيْبٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وُهَيْبُ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ الْقُرَشِيُّ الزُّهْرِيُّ، أَحَدُ الْعَشَرَةِ، وَهُوَ آخِرُهُمْ مَوْتًا، وَكَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ. انْفَرَدَ مُسْلِمٌ بِإِخْرَاجِهِ فَرَوَاهُ فِي الدَّعْوَاتِ مِنْ صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَعَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ الْكُوفِيِّ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، ثَلاثَتُهُمْ عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ. وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي كِتَابِ (عَمَلِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ) عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى بْنِ إِيَاسٍ السِّجْزِيِّ الْمَعْرُوفِ بِخَيَّاطِ السُّنَّةِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ. كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا. وَهُوَ مِنْ أَعْلاهَا يُوجَدُ مِنَ الإِبْدَالِ كَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الدُّونِيِّ شَيْخِ أَبِي زُرْعَةَ الْمَقْدِسِيِّ، وَللَّهِ الْحَمْدُ.

وَبِهَذَا الإِسْنَادِ إِلَى ابْنِ عَرَفَةَ، قثا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«لا يَقْرَأُ الْجُنُبُ وَلا الْحَائِضُ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ» .

رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ بْنِ يَزِيدَ الْعَبْدِيِّ الْبَغْدَادِيِّ الْمُؤَدِّبِ، وَأَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ. وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَهِ الْقَزْوِينِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ نُصَيْرٍ السُّلَمِيِّ، ثَلاثَتُهُمْ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً لِلتِّرْمِذِيِّ، وَبَدَلا عَالِيًا لابْنِ مَاجَهْ، وَللَّهِ الْحَمْدُ.

والحسن بْن عرفة عاش مائة وعشر سنين كَانَ يقول: لم يبلغ أحد من

ص: 356

أهل العلم هَذَا السن غيري، قد كتب عني خمس قرون. مولده سنة خمسين وَمِائَةٍ، وفيها ولد الشافعي وبشر بْن الحارث، وخلف بْن هشام البزار، وَتُوُفِّيَ سنة تسع وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ بسامراء، وولد لَهُ عشرة أولاد سماهم بأسماء العشرة أصحاب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ آخر من حدث عَن خلف بْن خليفة الواسطي، ومات خلف سنة إحدى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ ابْن مائة سنة وسنة، وكانت لخلف رؤية من عَمْرو بْن حريث الصحابي رضي الله عنه، وَهُوَ آخر التَّابِعِينَ موتا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى ابْنِ عَرَفَةَ، قثا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيِّ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي هَذِهِ الآيَةِ:{قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَمَا إِنَّهَا كَائِنَةٌ، وَلَمْ يَاتِ تَاوِيلُهَا بَعْدُ» .

ص: 357

أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي التَّفْسِيرِ مِنْ جَامِعِهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ، عَنْ أَبِي عُتْبَةَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ الْمُقْرِئِ مَنْسُوبٍ إِلَى مُقْرِ ابْنِ سُبَيْعِ بْنِ الْحَارِثِ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً لَهُ، وَللَّهِ الْحَمْدُ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ الْعَبْدِيِّ، قثا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ الْكَلاعِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الْجَاهِرُ بِالْقُرْآنِ كَالْجَاهِرِ بِالصَّدَقَةِ، وَالْمُسِرُّ بِالْقُرْآنِ كَالْمُسِرِّ بِالصَّدَقَةِ» .

ص: 358

أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي فَضَائِلِ الْقُرْآنِ مِنْ جَامِعِهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ. كَمَا رَوَيْنَاهُ، وَقَالَ: حَسَنٌ غَرِيبٌ. فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً لَهُ. وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الصَّلاةِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ الْعَنْسِيِّ بِالنُّونِ، بِهِ، فَوَقَعَ بَدَلا عَالِيًا لَهُ. وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الزَّكَاةِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ الْكَلاعِيِّ السَّحُولِيِّ مِنْ ثِقَاتِ الْحِمْصِيِّينَ. كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا، كَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنَ الدُّونِيِّ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى ابْنِ عَرَفَةَ، قثا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الأَلْهَانِيِّ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحَبْرَانِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقُلْتُ لَهُ: حَدَّثَنَا مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَلْقَى إِلَيَّ صَحِيفَةً، فَقَالَ: هَذَا مَا كَتَبَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي مَا أَقُولُ إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ، فَقَالَ:" يَا أَبَا بَكْرٍ، قُلِ: اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءًا، أَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ ".

ص: 359

أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الدَّعَوَاتِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ، بِهِ. فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً، وَللَّهِ الْحَمْدُ.

والألهاني نسبة إِلَى ألهان، وَهُوَ أخو همدان، وهما ابنا مالك بْن زيد.

والحبراني نسبة إِلَى حبران، وَهُوَ ابْن عمرو بْن قيس بْن معاوية بْن جشم.

وأبو راشد الحبراني اسمه أخضر بْن خوط، وقيل غير ذلك، وَهُوَ من أهل حمص، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

ص: 360

‌من اسمه عَبْد الملك رجل واحد

[39] عَبْد الملك بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَسَن بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن طاهر بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن العجمي الحلبي الشافعي أَبُو المظفر بْن أَبِي حَامِد

شيخ فاضل أديب لَهُ نظم جيد رقيق، وَكَانَ يجلس مع الشهود بالشارع ظاهر القاهرة، وَهُوَ خال قاضي القضاة بحلب أَبِي بكر أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن علوان المعروف بابن الأُسْتَاذ، سَمِعَ من أَبِي هاشم عَبْد المطلب بْن الفضل الهاشمي، وأبي سَعْد ثابت بْن مشرف، وغيرهما، وكتب عَنْهُ الطلبة من أناشيده، مولده فِي منتصف ذي القعدة سنة إحدى وَتِسْعِينَ وخمسمائة بحلب، وَتُوُفِّيَ يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة أربع وَسَبْعِينَ وستمائة بالقاهرة، ودفن يوم الأربعاء بسفح المقطم، رحمه الله إيانا.

أخبرنا الشَّيْخُ الْفَاضِلُ الْعَدْلُ الأَصِيلُ أَبُو الْمُظَفَّرِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَجَمِيِّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْقَاهِرَةِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَسِتِّمِائَةٍ، قَالَ: أنا الشَّيْخُ الإِمَامُ أَبُو هَاشِمٍ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعَبَّاسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ بِحَلَبَ، قَالَ: أنا

ص: 361

الْمَشَايِخُ الأَرْبَعَةُ: أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الرَّشِيدِ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ الْوَلْوَالِجِيُّ، وَأَبُو شُجَاعٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبِسْطَامِيُّ، وَالأَدِيبُ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْحُسَيْنِ، يُعْرَفُ بِشَيْخٍ، وَأَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ بَشِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّقَّاشُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِمْ، وَأَنَا أَسْمَعُ قَالُوا: أنا أَبُو الْقَاسِمِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِيُّ الدِّهْقَانُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ، قَالَ: أنا الشَّرِيفُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْخُزَاعِيُّ، بِبُخَارَا، قثا الأَدِيبُ أَبُو سَعِيدٍ الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبِ بْنِ سُرْيَجِ بْنِ مَعْقِلٍ الشَّاشِيُّ، قثا الإِمَامُ أَبُو عِيسَى مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ التِّرْمِذِيُّ الحافظ، قثا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ رضي الله عنه، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَدُرْتُ هَكَذَا مِنْ خَلْفِهِ، فَعَرَفَ الَّذِي أُرِيدُ، فَأَلْقَى الرِّدَاءَ عَنْ ظَهْرِهِ، فَرَأَيْتُ مَوْضِعَ الْخَاتَمِ عَلَى كَتِفِهِ مِثْلَ الْجُمْعِ حَوْلَهَا خِيلانٌ كَأَنَّهَا الثَّآلِيلُ، فرَجَعْتُ حَتَّى اسْتَقْبَلْتُهُ فَقُلْتُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ:«وَلَكَ» ، فَقَالَ الْقَوْمُ: اسْتَغْفَرَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: نَعَمْ وَلَكُمْ، ثُمَّ تَلا:

ص: 362

{وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} الآية.

أخبرنا أَعْلا مِنْ هَذَا بِدَرَجَتَيْنِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَرَّجِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدِّمَشْقِيُّ، إِجَازَةً، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْحَرَّانِيِّ، وَشُهْدَةَ بِنْتِ أَحْمَدَ بْنِ الْفَرَجِ بْنِ عُمَرَ الإِبَرِيِّ.

ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعِرَاقِيُّ، إِجَازَةً، عَنِ الْحَافِظِ أَبِي طَاهِرٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ السِّلَفِيِّ، وَالْخَطِيبِ أَبِي الْفَضْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيِّ، وَالْكَاتِبَةِ شُهْدَةَ بِنْتِ أَحْمَدَ بْنِ الْفَرَجِ الدِّينَوَرِيِّ.

ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ مَكِّيُّ بْنُ الْمُسَلَّمِ بْنِ مَكِّيِّ بْنِ عَلانَ الْقَيْسِيُّ، إِجَازَةً، عَنِ الْحَافِظِ أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ.

ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ بْنِ نِعْمَةَ الْمَقْدِسِيُّ إِجَازَةً، عَنِ الْخَطِيبِ أَبِي الْفَضْلِ الطُّوسِيِّ. قَالَ الْحَرَّانِيُّ: أنا أَبُو الْحَسَنِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَقَالَ السِّلَفِيُّ: أنا الرَّئِيسُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الثَّقَفِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَقَالَتْ شُهْدَةُ، وَالطُّوسِيُّ: أنا أَبُو الْفَوَارِسِ طِرَادُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيْنَبِيُّ، قَالُوا: أنا أَبُو الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ سَعْدَانَ الْحَفَّارُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ

ص: 363

ابْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ، قثا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ رضي الله عنه، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ، فَدُرْتُ مِنْ خَلْفِهِ، فَعَرَفَ الَّذِي أُرِيدُ، فَأَلْقَى الرِّدَاءَ عَنْ ظَهْرِهِ، فَرَأَيْتُ مَوْضِعَ الْخَاتَمِ عَلَى نُغْضِ كَتِفِهِ مِثْلَ الْجُمْعِ حَوْلَهُ خِيلانٌ كَأَنَّهَا الثَّآلِيلُ، فَرَجَعْتُ حَتَّى اسْتَقْبَلْتُهُ، فَقُلْتُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ:«وَلَكَ» ، فَقَالَ الْقَوْمُ: اسْتَغْفَرَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟، قَالَ: نَعَمْ، وَلَكُمْ، ثُمَّ تَلا الآيَةَ:{وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} .

رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي كِتَابِ الشَّمَائِلِ عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ أَحْمَدَ بْنِ الْمِقْدَامِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ الْبَصْرِيِّ مَنْسُوبٍ إِلَى عِجْلِ بْنِ لُجَيْمِ بْنِ صَعْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ.

كَمَا أَخْرَجْنَاهُ فِي الرِّوَايَةِ الأُولَى مِنْ طَرِيقِهِ. وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي فَضَائِلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنْ أَبِي كَامِلٍ الْجَحْدَرِيِّ، وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي التَّفْسِيرِ، عَنْ

ص: 364

يَحْيَى بْنِ حَبِيبٍ، ثَلاثَتُهُمْ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً فِي رِوَايَتِنَا الثَّانِيَةِ لِلتِّرْمِذِيِّ، وَبَدَلا عَالِيًا لِمُسْلِمٍ وَالنَّسَائِيِّ كَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي الْفَتْحِ الْكَرُوخِيِّ، وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْفُرَاوِيِّ، وَأَبِي زُرْعَةَ الْمَقْدِسِيِّ، وَهُوَ حَدِيثٌ عَالٍ تُسَاعِيٌّ.

وقد رَوَاهُ مسلم أَيْضًا عَن سويد بْن سعيد، عَن عَلِيّ بْن مسهر، وعن حَامِد بْن عُمَر، عَن عَبْد الواحد بْن زياد، وَرَوَاهُ النسائي أَيْضًا عَن أَحْمَد بْن عبدة، عَن عَبْد الواحد بْن زياد، وعن بندار، عَن غندر، عَن شعبة، أربعتهم عَن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن عاصم بْن سُلَيْمَان الأحول قاضي المدائن، فكأني من طريق شعبة سمعته من أَبِي مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَن بْن حمد الدوني، وكانت وفاته فِي سنة إحدى وخمسمائة، رحمه الله وإيانا.

ص: 365

‌من اسمه عَبْد المنعم

رجل واحد

[40] عبد المنعم بْن يَحْيَى بْن إبراهيم بْن عَلِيّ بْن جَعْفَر بْن عبيد اللَّه بْن الْحَسَن بْن عبيد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سَعْد بْن إبراهيم بْن سَعْد بْن إبراهيم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف القرشي الزهري النابلسي الشافعي، أَبُو الذكاء بْن أَبِي الفهم

خطيب المسجد الأقصى شرفه اللَّه، مكث بِهِ خطيبا وإماما ومفتيا أكثر من أربعين سنة، وَكَانَ شيخا جليلا لَهُ ذكر ومنزلة، واشتغل بالفقه وشيء من العربية، وَكَانَ يحفظ كثيرا من تفسير القرآن العظيم، وَكَانَ الناس يقصدونه لاعتقادهم فِي علمه ودينه، ويلتمسون دعاءه وبركته، سَمِعَ من أَبِي البركات داود بْن أَحْمَد بْن ملاعب، وأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن موهوب بْن البناء، وأجاز لَهُ جماعة من شيوخ دمشق، وحلب، ودنيسر، والموصل،

ص: 366

وبغداد، وواسط، وهمذان، ومرو، ونيسابور، منهم أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن أَحْمَد ابْن المندائي، وَيَحْيَى بْن الربيع بْن سُلَيْمَان الواسطي، وَأَبُو أَحْمَد بْن سكينة، والحسين بْن شنيف، وعلي بْن عَلِيّ بْن المبارك بْن نغوبا، وَأَبُو الْحَسَن المؤيد بْن مُحَمَّد الطوسي، وَأَبُو المظفر ابْن السمعاني، وأخوه مُحَمَّد، وَأَبُو روح عَبْد المعز الهروي، وَأَبُو بكر القاسم ابْن الصغار، وإسماعيل بْن عثمان القارئ، وزينب بنت عَبْد الرَّحْمَن الشعرية، وحدث قديما فِي سنة أربع وَخَمْسِينَ وستمائة، وكتب عَنْهُ جماعة من الأئمة والفضلاء بالديار المصرية والبلاد الشامية، مولده فِي سنة ثلاث وستمائة تقريبا بنابلس، وَتُوُفِّيَ ليلة الثلاثاء سابع شهر رمضان سنة سبع وَثَمَانِينَ وستمائة بالقدس الشريف، ودفن من الغد بمقبرة ماملا، رحمه الله وإيانا.

أخبرنا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْخَطِيبُ أَبُو الذَّكَاءِ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ النَّابُلُسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ بِالْمَسْجِدِ الأَقْصَى، شَرَّفَهُ اللَّهُ، قَالَ: أنا الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْمَعَالِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهُوبِ بْنِ جَامِعِ بْنِ عَبْدُونِ بْنِ الْبَنَّاءِ الْبَغْدَادِيُّ الصُّوفِيُّ، بِقِرَاءَةِ وَالِدِي عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ فِي جُمَادَى الأُولَى

ص: 367

سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّمِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ نَصْرِ بْنِ الزَّاغُونِيِّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ الدَّقَّاقُ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقُوَيْهِ، أنا أَبُو أَحْمَدَ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ الْحَارِثِ الدِّهْقَانُ، قثا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، قثا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا الأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عز وجل مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عز وجل؟ قَالَ: «وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عز وجل، إِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، ثُمَّ لَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» .

أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ مُحَمَّدِ بْنِ خَازِمٍ الضَّرِيرِ الْكُوفِيِّ، بِهِ، وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ هَنَّادِ بْنِ السَّرِيِّ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً وَبَدَلا. وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ بْنِ الْبِرِنْدِ الْقُرَشِيِّ

ص: 368

السَّامِيِّ الْبَصْرِيِّ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الأَعْمَشِ بِهِ.

ومسلم هُوَ ابْن عمران البطين الْكُوفِيّ كنيته أَبُو عَبْد اللَّه. وسعيد بْن جبير أسدي كنيته أَيْضًا أَبُو عَبْد اللَّه.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، قثا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلا أَحَبُّ إِلَيْهِ فِيهِنَّ الْعَمَلُ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ التَّحْمِيدَ، وَالتَّهْلِيلَ، وَالتَّكْبِيرَ» .

أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ عَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ الْوَضَّاحِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا. وَلَفْظُ الإِمَامِ أَحْمَدَ:«فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ» .

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى ابْنِ أَبِي الدُّنْيَا، قثا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ رُفَيْعٍ الْعَبْسِيُّ، ثنا مَسْعُودُ بْنُ وَاصِلٍ، ثنا النَّهَّاسُ بْنُ قُهْمٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، ذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عز وجل أَنْ يُتَعَبَّدَ لَهُ فِيهَا مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ، يَعْدِلُ كُلَّ يَوْمٍ مِنْهَا بِصِيَامِ

ص: 369

سَنَةٍ، وَقِيَامُ كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْهَا كَقِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ».

أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ نَافِعٍ الْبَصْرِيِّ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ وَاصِلٍ بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ مَسْعُودِ بْنِ وَاصِلٍ، عَنِ النَّهَّاسِ. قَالَ: وَسَأَلْتُ مُحَمَّدًا، يَعْنِي: الْبُخَارِيَّ، عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَلَمْ يَعْرِفْهُ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ، مِثْلَ هَذَا.

ص: 370

‌من اسمه عَبْد الهادي رجل واحد

[41] عَبْد الهادي بْن عَبْد الكريم بْن عَلِيّ بْن عِيسَى بْن تميم القيسي أَبُو الفتح

شيخ صالح، كَانَ يخطب بجامع المقياس ظاهر مصر، سَمِعَ من القاسم بْن إبراهيم بْن عَبْد اللَّه المقدسي قديما فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وخمسمائة بمصر، وسمع أَيْضًا من الأرتاحي، وأبي نزار، وابن المقدسي، وتفرد بالرواية عَن الفقيه أَبِي الطاهر ابْن عوف الزهري، وأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن منصور الحضرمي، وأخيه أَحْمَد بالإجازة، وله أَيْضًا إجازة أَبِي القاسم البوصيري، وجماعة، مولده فِي سنة سبع وَسَبْعِينَ

ص: 371

وخمسمائة، وَتُوُفِّيَ فِي ليلة الخميس الرابع والعشرين من شعبان سنة إحدى وَسَبْعِينَ وستمائة بمصر بدار عَمْرو بْن العاص رضي الله عنه، ودفن يوم الخميس بالقرافة الصغرى عند تربة الخزرجي، رحمه الله وإيانا.

أخبرنا الشَّيْخُ الْجَلِيلُ الْخَطِيبُ أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْهَادِي بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَلِيٍّ الْقَيْسِيُّ، إِجَازَةً عَنِ الإِمَامِ أَبِي الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَكِّيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عِيسَى بْنِ عَوْفِ بْنِ يَعْقُوبَ الزُّهْرِيِّ الإِسْكَنْدَرِيِّ الْمَالِكِيِّ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، قَالَ: أنا الإِمَامُ الْجَلِيلُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفِهْرِيُّ الطُّرْطُوشِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أنا أَبُو عَلِيِّ عَلِيِّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ التُّسْتَرِيُّ بِالْبَصْرَةِ.

ح وَكَتَبَ إِلَيْنَا أَبُو مُحَمَّدٍ مَكِّيُّ بْنُ الْمُسَلَّمِ بْنِ عَلانَ، وَأَبُو الْفَضْلِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعِرَاقِيُّ، قَالا: أنا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ السِّلَفِيُّ، إِجَازَةً، قَالَ: أنا أَبُو الطَّاهِرِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ

ص: 372

الْعَبَّادَانِيُّ فِي كِتَابِهِ إِلَيْنَا مِنَ الْبَصْرَةِ عَلَى يَدِ أَبِي نَصْرٍ اليونارتي، قالا: أنا أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ، قثا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو اللُّؤْلُؤِيُّ، قثا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ، قثا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُقَاتِلٍ خَالُ الْقَعْنَبِيِّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، الْمَعْنَى وَاحِدٌ، قَالُوا: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ، يَقُولُ لَنَا:" إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ، وَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ، يُسَمِّيهِ بِعَيْنِهِ الَّذِي يُرِيدُ، خَيْرٌ لِي فِي دِينِي، وَمَعَاشِي، وَمَعَادِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، فَاقْدِرْهُ لِي، وَيَسِّرْهُ عَلَيَّ، وَبَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُهُ شَرًّا لِي مِثْلَ الأَوَّلِ فَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاقْدِرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ. أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ ".

قَالَ ابْنُ مَسْلَمَةَ، وَابْنُ عِيسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، هَكَذَا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي السُّنَنِ، وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ

ص: 373

الْمُنْذِرِ، عَنْ مَعْنِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْمَوَالِ.

وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا عَالِيًا عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْمَوَالِ بِنَحْوِهِ، وَهُوَ مِنَ الأُصُولِ الَّتِي لَمْ يُخَرِّجْهَا مُسْلِمٌ، وَيُقَالُ: تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

ص: 374

‌من اسمه عَبْد الوهاب رجل واحد

[42] عَبْد الوهاب بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن هِبَة اللَّهِ بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن عساكر، الدمشقي، الشافعي، أَبُو الْحَسَن ابْن أَبِي البركات بْن أَبِي عَبْد اللَّه بْن أَبِي مُحَمَّد

شيخ جليل فاضل، حسن السمت، جميل السيرة، محمود الطريقة، اشتغل بالعلم، ولازم طريقة العلماء، وأهل الدين، وولي مشيخة دار الحديث النورية مدة طويلة، سَمِعَ من الْحَافِظ أَبِي مُحَمَّد القاسم ابْن عساكر، وأبي طاهر الخشوعي، والقاضي أَبِي المعالي مُحَمَّد بْن عَلِيّ القرشي، وأبي الْحَسَن عَبْد اللطيف بْن شيخ الشيوخ إِسْمَاعِيل ابْن أَبِي سَعْد، وأبي حَنْبَل الرصافي، وأبي حفص ابْن طبرزد، وأبي اليمن الكندي، وأبي المعالي أسعد ابْن المنجى، وأبي القاسم ابْن الحرستاني، والخضر بْن كامل السروجي، وَعَبْد المجيب ابْن أَبِي القاسم بْن زهير الحربي، والخطيب

ص: 375

أَبِي القاسم الدولعي، والشيخ أَبِي جَعْفَر القرطبي، وَمُحَمَّد بْن وهب بْن الزنف، وأبي الفتوح ابْن البكري، وست الكتبة بنت الطراح، وغيرهم، وقرأ الحديث بنفسه عَلَى الشيوخ فِي سنة تسع وستمائة، وخرج لَهُ الشَّيْخ الإِمَام أَبُو عَبْد اللَّه بْن الكريم البغدادي مشيخة عَن أكثر من ستين شيخا، مولده فِي ليلة عيد الفطر سنة إحدى وَتِسْعِينَ وخمسمائة بدمشق، وَتُوُفِّيَ بمكة، شرفها اللَّه ضحى نهار الاثْنَيْنِ حادي عشر جمادى الأولى سنة ستين وستمائة، ودفن بالحجون، وهي المقبرة المعروفة بالمعلاة، ولما وصل خبره إِلَى دمشق صلي عليه بجامعها، رحمه الله وإيانا.

أخبرنا الشَّيْخُ الإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَسَاكِرَ، إِجَازَةً، فِي ذِي الْحِجَّةِ، سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو طَاهِرٍ بَرَكَاتُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَاهِرٍ الْخُشُوعِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ بِدِمَشْقَ، قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَكْفَانِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مَكِّيِّ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيُّ الْمِصْرِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا دِمَشْقَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو مُسْلِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبَغْدَادِيُّ الْكَاتِبُ فِي مَنْزِلِهِ بِمِصْرَ، سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ

ص: 376

وَثَلاثِمِائَةٍ، قثا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، بِبَغْدَادَ، قثا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أنا شُعْبَةُ، وَهُشَيْمٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حُدَيْدٍ، عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا» .

قَالَ الشَّيْخُ أَبُو مُسْلِمٍ الْكَاتِبُ: هَذَا الْحَدِيثُ أَوَّلُ شَيْءٍ سَمِعْتُ مِنَ الْبَغَوِيِّ، وَحَفِظْتُهُ وَأَعْطَانِي أَبِي دِينَارًا.

أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْجِهَادِ مِنْ سُنَنِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ. وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْبُيُوعِ مِنْ جَامِعِهِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيِّ. وَأَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي التِّجَارَاتِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثَلاثَتُهُمْ عَنْ هُشَيْمِ بْنِ بَشِيرٍ الْوَاسِطِيِّ، بِهِ، وَقَالَ التِّرْمِذِيِّ: حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَلا نَعْرِفُ لِصَخْرٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ. فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهُمْ. وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِي السِّيَرِ مِنْ سُنَنَهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ شُعْبَةَ بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا.

وصخر هُوَ ابْن وادعة الغامدي الأزدي رضي الله عنه.

ص: 377

‌من اسمه عثمان رجلان

[43] عثمان بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الفضائل عتيق بْن حسين بْن عتيق بْن الْحُسَيْن بْن رشيق بْن عَبْد اللَّه الربعي المالكي، أَبُو عَمْرو بْن أَبِي القاسم

أحد الشيوخ المسندين من أصحاب أَبِي القاسم البوصيري، وَهُوَ من بيت مَشْهُور بمصر بالعلم والدين، خرج مِنْهُ جماعة من الفقهاء، ورواة الحديث، وكانت وفاة شيخنا هَذَا فِي ليلة الثلاثاء حادي عشري جمادى الأولى سنة ست وَسِتِّينَ وستمائة بالقاهرة، ودفن من الغد بعد الظهر بسفح المقطم، حضرت جنازته والصلاة عليه، رحمه الله وإيانا، ومولده فِي الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وخمسمائة بمصر.

أخبرنا الشَّيْخُ الأَصِيلُ أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَتِيقِ بْنِ رَشِيقٍ الْمَالِكِيُّ، وَأَبُو الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْقَوِيِّ بْنِ عَزُّونٍ الأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ الدِّمَشْقِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِمْ مُجْتَمِعِينَ، وَأَنَا أَسْمَعُ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَسِتِّمِائَةٍ بِالْقَاهِرَةِ، قَالُوا: أنا الشَّيْخَانِ أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُعُودٍ الأَنْصَارِيُّ الْبُوصِيرِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدِ بْنِ حَامِدٍ الأَرْتَاحِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِمْ وَنَحْنُ نَسْمَعُ، قَالَ الْبُوصِيرِيُّ: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ

ص: 378

مُحَمَّدُ بْنُ بَرَكَاتٍ السَّعِيدِيُّ، وَقَالَ الأَرْتَاحِيُّ: أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ الْفَرَّاءُ كِتَابَةً، قَالا: أَخْبَرَتْنَا أُمُّ الْكِرَامِ كَرِيمَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ الْمَرْوَزِيَّةُ الْكُشْمَيْهَنِيَّةُ، قَالَ ابْنُ بَرَكَاتٍ: بِقِرَاءَتِي عَلَيْهَا، قَالَتْ: أنا أَبُو الْهَيْثَمِ مُحَمَّدُ بْنُ مَكِّيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُشْمَيْهَنِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مَطَرٍ الْفَرَبْرِيُّ، قثا الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الأَحْنَفِ الْجُعْفِيُّ مَوْلاهُمُ الْبُخَارِيُّ، قثا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ: اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي ذِي الْقَعْدَةِ، فَأَبَى أَهْلُ مَكَّةَ أَنْ يَدَعُوهُ يَدْخُلُ مَكَّةَ حَتَّى قَاضَاهُمْ عَلَى أَنْ يُقِيمَ بِهَا ثَلاثَةَ أَيَّامٍ. فَلَمَّا كَتَبُوا الْكِتَابَ كَتَبُوا: هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالُوا: لا نُقِرُّ بِهَا، فَلَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ مَا مَنَعْنَاكَ، لَكِنْ أَنْتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ:«أنا رَسُولُ اللَّهِ وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ» ، ثُمَّ قَالَ: لِعَلِيٍّ امْحُ «رَسُولَ اللَّهِ» قَالَ: لا وَاللَّهِ لا أَمْحُوكَ أَبَدًا. فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْكِتَابَ فَكَتَبَ: هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، لا يَدْخُلُ مَكَّةَ سِلاحٌ إِلا فِي الْقِرَابِ، وَأَنْ لا يَخْرُجَ مِنْ أَهْلِهَا بِأَحَدٍ إِنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَهُ، وَأَنْ لا يَمْنَعَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ أَرَادَ أَنْ يُقِيمَ بِهَا. فَلَمَّا دَخَلَهَا، وَمَضَى الأَجَلُ أَتَوْا عَلِيًّا، فَقَالُوا: قُلْ لِصَاحِبِكَ اخْرُجْ عَنَّا فَقَدْ مَضَى الأَجَلُ

فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَتَبِعَتْهُمُ ابْنَةُ حَمْزَةَ: يَا عَمِّ، يَا عَمِّ، فَتَنَاوَلَهَا عَلِيٌّ فَأَخَذَ بِيَدِهَا، وَقَالَ لِفَاطِمَةَ: دُونَكِ ابْنَةَ عَمِّكِ احْمِلِيهَا، فَاخْتَصَمَ فِيهَا عَلِيٌّ وَزَيْدٌ وَجَعْفَرٌ، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَنَا أَحَقُّ بِهَا وَهِيَ ابْنَةُ عَمِّي. وَقَالَ جَعْفَرٌ: ابْنَةُ عَمِّي، وَخَالَتُهَا تَحْتِي. وَقَالَ زَيْدٌ: ابْنَةُ أَخِي، فَقَضَى بِهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِخَالَتِهَا، وَقَالَ:«الْخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الأُمِّ» وَقَالَ لِعَلِيٍّ: «أَنْتَ مِنِّي وَأَنَا مِنْكَ» وَقَالَ لِجَعْفَرٍ: «أَشْبَهْتَ خُلُقِي وَخَلْقِي» وَقَالَ

ص: 379

لِزَيْدٍ: «أَنْتَ أَخُونَا وَمَوْلانَا» .

هَكَذَا أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ الصُّلْحِ مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى بْنِ بَاذَامَ الْكُوفِيِّ الْعَبْسِيِّ مَوْلاهُمْ، وَهُوَ مِنْ قُدَمَاءِ شُيُوخِهِ، مَاتَ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، لَمْ يَرْوِ عَنْهُ مِنْ أَصْحَابِ الْكُتُبِ بِغَيْرِ وَاسِطَةٍ إِلا الْبُخَارِيُّ، وَرَوَى هُوَ وَبَاقِي الْجَمَاعَةِ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ، عَنْ أَبِي يُوسُفَ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ الْهَمْدَانِيِّ الْكُوفِيِّ أَخِي عِيسَى بْنِ يُونُسَ، مَوْلِدُهُ سَنَةَ مِائَةٍ، وَمَاتَ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ، قَبْلَ أَخِيهِ

ص: 380

بِسَبْعَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، عَنْ جَدِّهِ أَبِي إِسْحَاقَ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَمْدَانِيِّ السَّبِيعِيِّ، مَاتَ قَبْلَ الثَّلاثِينَ وَالْمِائَةِ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جُشَمَ الأَنْصَارِيِّ، وَاخْتُلِفَ فِي كُنْيَتِهِ، فَقِيلَ: أَبُو عُمَارَةَ، وَقِيلَ: أَبُو عَمْرٍو، وَقِيلَ: أَبُو الطُّفَيْلِ. وَكَانَتْ وَفَاتُهُ بِالْكُوفَةِ زَمَنَ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ.

وَأَخْرَجَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ الْفَصْلَ الأَخِيرَ مِنْهُ، وَهُوَ قَوْلُهُ: لِجَعْفَرٍ «أَشْبَهْتَ خَلْقِي وخُلُقِي» عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ الْحَافِظِ، صَاحِبِ الصَّحِيحِ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ مِنْ طَرِيقِهِ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً مُسْتَحْسَنَةً، وَكَانَتْ وَفَاةُ الْبُخَارِيِّ لَيْلَةَ السَّبْتِ يَوْمَ عِيدِ الْفِطْرِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَهُوَ أَقْدَمُ الْجَمَاعَةِ مَوْتًا، وَبَعْدَهُ مَاتَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَشِيَّةَ الأَحَدِ لِخَمْسٍ أَوْ لِسِتٍّ بَقِينَ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ

ص: 381

وَمِائَتَيْنِ، وَبَعْدَهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَاجَهْ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَبَعْدَهُمْ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، ثُمَّ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ. ثُمَّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِمِائَةٍ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبُخَارِيِّ، قثا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، قثا سُلَيْمٌ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مِينَا، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَثَلِي، وَمَثَلُ الأَنْبِيَاءِ كَرَجُلٍ بَنَى دَارًا فَأَكْمَلَهَا وَأَحْسَنَهَا إِلا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَدْخُلُونَهَا وَيَتَعَجَّبُونَ، وَيَقُولُونَ: لَوْلا مَوْضِعُ اللَّبِنَةِ ".

ص: 382

أَخْرَجَهُ فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ صَحِيحِهِ كَمَا رُوِّينَاهُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ الْبَاهِلِيِّ الْبَصْرِيِّ الْمَعْرُوفِ بِالْعَوَقِيِّ لِنُزُولِهِ فِي الْعَوَقَةِ، وَهُمْ حَيٌّ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ حِبَّانَ الْهُذَلِيِّ الْبَصْرِيِّ، وَهُوَ بِفَتْحِ السِّينِ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ سَعِيدِ بْنِ مِينَا، مَوْلَى الْبَخْتَرِيِّ الْمَكِّيِّ أَخِي الْحَكَمِ بْنِ مِينَا، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ السُّلَمِيِّ الأَنْصَارِيِّ الْخَزْرَجِيِّ رضي الله عنه، مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ، وَكَانَ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ. وَأَخْرَجَهُ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ فِي الأَمْثَالِ مِنْ جَامِعِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، وَهُوَ الْبُخَارِيُّ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، وَقَالَ: حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً لَهُ، وَللَّهِ الْحَمْدُ.

ص: 383

[44] عثمان بْن هِبَة اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مكي بْن إِسْمَاعِيل بْن مكي بْن إِسْمَاعِيل بْن عِيسَى بْن عوف بْن يعقوب بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن عَبْد الملك بْن حميد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حميد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف القرشي الزهري الإسكندري أَبُو الفتح بْن أَبِي القاسم بْن أَبِي المجد بْن أَبِي الحرم بْن أَبِي طاهر، وَكَانَ يسمى هَذَا الشَّيْخ محمدا أَيْضًا

أحد الشيوخ المسندين، سَمِعَ من أَبِي القاسم بْن موقى، وَهُوَ آخر من حدث عَنْهُ، وقد حدث من ذرية عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف جماعة، وَكَانَ فيهم الفضلاء والعلماء، فمن ولده حميد جد شيخنا، وإبراهيم وَأَبُو سلمة، ومصعب، وحدث عَن كل منهم بعض ولده منهم: سَعْد بْن إبراهيم، وَهُوَ الأكبر، كَانَ من جلة التَّابِعِينَ وفقهائهم، وَكَانَ قاضي المدينة، وولده إبراهيم بْن سَعْد سَكَنَ بغداد، وتولى بها بيت المال لهارون الرشيد، وَتُوُفِّيَ

ص: 384

بها سنة ثلاث وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، قَالَ ابْن عدي: كَانَ إبراهيم بْن سَعْد من ثقات المسلمين، حدث عَنْهُ جماعة ممن هم أكبر مِنْهُ سنا، وأقدم مِنْهُ موتا، وأولاده سَعْد بْن إبراهيم وَهُوَ سَعْد الأصغر، ويعقوب، وأحمد. ومن ولد سَعْد الأصغر عبيد اللَّه، وكل هؤلاء أئمة ثقات عند أهل النقل، مولد شيخنا أَبِي الفتح عثمان هَذَا فِي يوم الجمعة منتصف شوال سنة تسع وَثَمَانِينَ وخمسمائة، وَتُوُفِّيَ ليلة الأحد سلخ شهر ربيع الأول سنة أربع وَسَبْعِينَ وستمائة بالإسكندرية، رحمه الله.

أخبرنا أَبُو الْفَتْحِ عُثْمَانُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَكِّيِّ ابْنِ الإِمَامِ أَبِي الطَّاهِرِ بْنِ عَوْفٍ، إِجَازَةً كَتَبَهَا إِلَيَّ مِنْ ثَغْرِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَكِّيِّ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَلِيٍّ الأَنْصَارِيُّ السَّعْدِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ مُوقَّى، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا الشَّيْخُ الْفَقِيهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الرَّازِيُّ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ بِمِصْرَ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ الْعَسْكَرِيُّ، أنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ عَلِيٍّ النَّسَوِيُّ، أنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا سَمِعْتُمُ

ص: 385

النِّدَاءَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ الْمُؤَذِّنُ».

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، كِلاهُمَا عَنْ مَالِكٍ، وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ جَمِيعًا عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ مُوَافَقَةً وَبَدَلا.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيِّ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ بِالْفُسْطَاطِ، أنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُجَاعٍ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْمُفَسِّرِ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ الْقَاضِي، ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «تَسْمَعُونَ، وَيُسْمَعُ مِنْكُمْ، وَيُسْمَعُ مِمَّنْ يَسْمَعُ مِنْكُمْ» .

أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ، عَنْ أَبِي خُيَثْمَةَ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً بِحَمْدِ اللَّهِ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيِّ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عِيسَى النَّجِيرَمِيُّ الْكَاتِبُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ

ص: 386

عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكَحَّالُ بِمِصْرَ، قَالا: أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْفَرَجِ الْمُهَنْدِسُ، ثنا أَبُو شَيْبَةَ دَاوُدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" أَنَّ رَجُلا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللَّهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ، قَالَ: أَيْنَ تُريِدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ، قَالَ: هَلْ لَهُ عَلَيْكَ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ: لا، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عز وجل. قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ عز وجل قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ ".

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ حَمَّادِ بْنِ نَصْرٍ الْبَصْرِيِّ النَّرْسِيِّ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً فِي شَيْخِهِ.

ص: 387

‌من اسمه عَلِيّ ثلاثة رجال

[45] عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْمَاعِيل بْن منصور المقدسي الحنبلي أَبُو الْحَسَن بْن أَبِي العباس بْن أَبِي أَحْمَد

شيخ جليل وقور مهيب، معروف بالديانة والصيانة والورع، حسن الهيئة، وضيء الوجه، عاش فِي حسن طريقة، ومحمود ذكر، وروى الحديث مدة تقارب ستين سنة، وَكَانَ يحفظ كثيرا من الأحاديث النبوية والآثار والحكايات الزهدية ويقول الشعر، ويعرف طرفا من العربية، ويجمع لنفسه منتخبات وفوائد مستحسنة، سَمِعَ بدمشق من أَبِي المحاسن مُحَمَّد بْن كامل بْن أَحْمَد بْن أسد التنوخي المعري، والإمام أَبِي الحرم مكي بْن ريان بْن

ص: 388

شبة الموصلي النحوي الضرير، وأبي عَلِيّ حَنْبَل بْن عَبْد اللَّه بْن الفرج البغدادي، والإمام أَبِي المعالي مُحَمَّد بْن المنجي بْن أَبِي البركات التنوخي ويسمى أسعد، والشيخ أَبِي عُمَر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن قدامة، وأخيه الإِمَام أَبِي مُحَمَّد عَبْد اللَّه، وأبي إسحاق إبراهيم بْن عَبْد الواحد بْن عَلِيّ بْن سرور المقدسي، وأبي المعالي مُحَمَّد بْن وهب بْن سلمان السلمي، وأبي حفص عُمَر بْن مُحَمَّد بْن معمر بْن طبرزد، وأبي العباس الخضر بْن كامل بْن سالم بْن سبيع، وأبي الْحُسَيْن غالب بْن عَبْد الخالق بْن أسد الحنفي، وأبي بكر عَبْد الجليل بْن أَبِي غالب بْن أَبِي المعالي بْن مندويه الأصبهاني، وأبي الفتوح مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن المبارك بْن الْجُلاجِلِيِّ، وأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن موهوب بْن البناء، والقاضي أَبِي القاسم عَبْد الصمد بْن مُحَمَّد بْن الحرستاني، والإمام أَبِي اليمن زيد بْن الْحَسَن الكندي، وأبي الفتوح مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عمروك البكري، وأبي البركات داود بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ملاعب، وأبي الفضل أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سيدهم الأنصاري، وأبي مُحَمَّد هِبَة اللَّهِ بْن الخضر بْن هِبَة اللَّهِ بْن طاووس، وأم عَبْد الغني ست الكتبة بنت عَلِيّ بْن يَحْيَى بْن الطراح المدير، وأم الفضل زينب بنت إبراهيم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد القيسية زوج الخطيب الدولعي، وسمع بمصر من

ص: 389

أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن أَبِي الفخر، وأبي البركات عَبْد القوي بْن عَبْد العزيز بْن الجباب، وست العباد بنت أَبِي الْحَسَن بْن سلامة الدارية، وسمع بالقدس من أَبِي عَلِيّ الأوقي، وسمع ببغداد من عَبْد السلام بْن أَحْمَد الداهري، وعمر بْن كرم الدينوري، وسمع بالإسكندرية من جماعة من أصحاب السلفي، وسمع بحلب أَيْضًا، وروى لنا عَن الشيوخ المذكورين وغيرهم، وروى لنا أَيْضًا بالإجازة عَن أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي زيد بْن حمد الكراني، وأبي المكارم أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد اللبان، وأبي محمود أسعد بن أَبِي طاهر الثقفي، وأخيه أَبِي المجد زاهر، وأبي جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن نصر الصيدلاني، والأخوين أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد، وأم هاني عفيفة ولدي أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الفارفاني، والقاضي أَبِي الفضائل محمود بْن أَحْمَد بْن عَبْد الواحد العبدكوي الحنفي، والإمام أَبِي الفتوح أسعد بْن محمود بْن خلف العجلي الشافعي والإخوة الثلاثة: أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد، وداود، وعائشة أولاد معمر ابْن الفاخر، وأبي القاسم عَبْد الواحد بْن أَبِي المطهر الصيدلاني، وأبي الماجد مُحَمَّد بْن حَامِد بْن عَبْد المنعم المضري، وأبي الفخر أسعد بْن سعيد بْن روح، وأبي مسلم المؤيد بْن عَبْد الرحيم بْن الإخوة، وأبي طالب محفوظ بْن مسعود بْن مُحَمَّد الطرسوسي، وأبي غالب محفوظ بْن أَحْمَد بْن أَبِي الفرج الثقفي الأصبهانيين، والإمام أَبِي سَعْد عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن أَحْمَد بْن الصفار، وأبي القاسم منصور بْن عَبْد المنعم ابْن الفراوي، وأبي الفتح مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم بْن عَبْد الرَّحْمَن الفامي، وأبي لحسن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الشيرازي، والمؤيد بْن عَبْد اللَّه القشيري، وأبي الفرج عَبْد الرَّحْمَن

ص: 390

ابْن عَلِيّ ابْن الجوزي، وأبي منصور سعيد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر البصري، وأبي طاهر بركات بْن إبراهيم الخشوعي. وكانت لَهُ إجازات من مَكَّةَ والشام، وديار مصر، والعراق، وأصبهان، وهمذان، ونيسابور، وبلاد الجزيرة، وسمع مِنْهُ جماعة من أئمة الحديث، وممن سَمِعَ عليه الْحَافِظ أَبو مُحَمَّد عَبْد العظيم بْن عَبْد القوي المنذري، والحافظ أَبِي الْحُسَيْن يَحْيَى بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه القرشي، وذكره أَبُو الفتح عُمَر بْن مُحَمَّد بْن الحاجب الأميني فِي معجمه، وَقَالَ: تفقه عَلَى والده وعلى الشَّيْخ أَبِي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن قدامة، ووصفه بأوصاف جميلة وَقَالَ: سألت عَنْهُ الْحَافِظ أَبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد المقدسي؟ فأثنى عليه ووصفه بالفعل الجميل، والمروءة التامة، وحدث بالشام وديار مصر وبغداد، وبلاد الجزيرة، وَكَانَ يحضر الغزوات ويحدث، وَعَمَّرَهُ اللَّهُ تَعَالَى حَتَّى انْفَرَدَ بِكَثِيرٍ مِنْ مَسْمُوعَاتِهِ وإجازاته، وقصده الناس وازدحم عليه الطلاب، وَكَانَ لا يرد أَحَدًا، فكان يقرأ عليه فِي كل يوم معظم النهار، وحدث بالكثير من الكتب الكبار، والأجزاء وانتشرت الرواية عَنْهُ، مولده فِي آخر يوم من سنة خمس وَتِسْعِينَ، أو أول يوم من سنة ست وَتِسْعِينَ وخمسمائة، وتوفي يوم الأربعاء ثاني شهر ربيع الآخر سنة تسعين وستمائة، ودفن من يومه بسفح جبل قاسيون عند والده، تغمده اللَّه برحمته ورضوانه.

أخبرنا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْجَلِيلُ الزَّاهِدُ بَقِيَّةُ الْمَشَايِخِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَقْدِسِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ سَنَةَ سَبْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، بِالْجَامِعِ الْمُظَفَّرِيِّ بِسَفْحِ قَاسِيُونَ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكَ الشَّيْخُ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ طَبَرْزَدَ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ فَأَقَرَّ بِهِ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الشَّيْبَانِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ، قَالَ: أنا

ص: 391

أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قثا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: دُعِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى خُبْزِ الشَّعِيرِ وَإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ، وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ يَقُولُ:«وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا أَصْبَحَ عِنْدَ آلِ مُحَمَّدٍ صَاعُ حَبٍّ وَلا صَاعُ تَمْرٍ» ، وَإِنَّ لَهُ عليه السلام يَوْمَئِذٍ تِسْعَ نِسْوَةٍ، وَلَقَدْ رَهَنَ يَوْمَئِذٍ دِرْعًا لَهُ عِنْدَ يَهُودِيٍّ أَخَذَ مِنْهُ طَعَامًا مَا وَجَدَ مَا يَفْتِكُهُ ".

رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الأَشْيَبِ، وَكَانَ قَاضِي طَبَرِسْتَانَ، مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَمِائَتَيْنِ، بِهِ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً لَهُ.

ص: 392

وَبِهَذَا الإِسْنَادِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ، قثا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ الصَّائِغُ، ثُمَّ عَفَّانُ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ خَالَتَهُ أُمَّ حُفَيْدٍ أَهْدَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَمْنًا وَأَقِطًا وَأَضُبًّا، فَأَكَلَ السَّمْنَ وَالأَقِطَ، وَتَرَكَ الضَّبَّ، فَلَمْ يَاكُلْ مِنْهَا، فَأُكِلَتْ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ لأَبِي بِشْرٍ: مَنْ ذَكَرَ هَذَا؟ قَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ.

رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ الصَّفَّارِ الْبَصْرِيِّ مَوْلَى عَزْرَةَ بْنِ ثَابِتٍ، مَاتَ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَتَيْنِ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ، قثا أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ شَدَّادٍ الْمِسْمَعِيُّ،. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ص: 393

قثا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: لأُحَدِّثَنَّكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا يُحَدِّثُكُمُوهُ أَحَدٌ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدِي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ، وَيَكْثُرَ الْجَهْلُ، وَيَظْهَرَ الزِّنَى، وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ، وَيَقِلَّ الرِّجَالُ، وَيَكْثُرَ النِّسَاءُ حَتَّى يَكُونَ فِي الْخَمْسِينَ امْرَأَةً الْقَيِّمُ الْوَاحِدُ» .

رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْعَقَدِيِّ، وَاسْمُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْبَصْرِيُّ الْقَيْسِيُّ، مَوْلَى الْحَارِثِ بْنِ عَبَّادٍ، مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَتَيْنِ، بِالإِسْنَادِ الَّذِي أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً لَهُ.

ص: 394

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ، قثا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا أَبُو النَّضْرِ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ شَيْبَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ خَيْثَمَةَ، وَالشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنهما، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَاتِي قَوْمٌ يَسْبِقُ إِيمَانُهُمْ شَهَادَتُهُمْ، وَتَسْبِقُ شَهَادَتُهُمْ إِيمَانَهُمْ» .

رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ أَبِي النَّضْرِ هَاشِمِ بْنِ الْقَاسِمِ الْخُرَاسَانِيِّ، نَزِيلِ بَغْدَادَ، الْمُلَقَّبِ بِقَيْصَرَ، مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَتَيْنِ. كَمَا أَخْرَجْنَاهُ فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً لَهُ، وَللَّهِ الْحَمْدُ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ، قثا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدُوَيْهِ الْخَزَّازُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، ثنا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي طَرِيقٍ وَمَعَهُ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَعَرَضَتْ لَهُ امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ، فَقَالَ:«يَا أُمَّ فُلانٍ اجْلِسِي فِي أَدْنَى نَوَاحِي السِّكَكِ حَتَّى أَجْلِسَ إِلَيْكِ» فَفَعَلَتْ، فَجَلَسَ إِلَيْهَا حَتَّى قَضَتْ حَاجَتَهَا.

ص: 395

هَذَا الْحَدِيثُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ رِوَايَةِ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَكْرِ بْنِ حَبِيبٍ السَّهْمِيِّ الْبَاهِلِيِّ الْبَصْرِيِّ، مَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَتَيْنِ. بِنَحْوِ مَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً لَهُ.

أخبرنا الشَّيْخُ الإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَقْدِسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ بِظَاهِرِ دِمَشْقَ، قَالَ: أنا الشَّيْخُ الْمُسْنِدُ أَبُو عَلِيٍّ حَنْبَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَرَجِ بْنِ سَعَادَةَ الْوَاسِطِيُّ الأَصْلُ الْبَغْدَادِيُّ الرُّصَافِيُّ الْمُكَبِّرُ، قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ بَغْدَادَ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْحُصَيْنِ الشَّيْبَانِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْمُذْهِبِ التَّمِيمِيُّ الْوَاعِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقَطِيعِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلِ بْنِ هِلالِ بْنِ أَسَدٍ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي رضي الله عنه، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لا يَصُومُ عَبْدٌ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلا بَاعَدَ اللَّهُ بِذَلِكَ الْيَوْمِ النَّارَ عَنْ وَجْهِهِ سَبْعِينَ خَرِيفًا» .

أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِي الصَّوْمِ مِنْ سُنَنِهِ عَنِ الإِمَامِ الْحَافِظِ أَبِي

ص: 396

عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ الإِمَامِ أَحْمَدَ. فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً بِعُلُوٍّ دَرَجَتَيْنِ، كَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي زُرْعَةَ الْمَقْدِسِيِّ، وَللَّهِ الْحَمْدُ. وَكَانَتْ وَفَاةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ سِوَى النَّسَائِيِّ مِنْ أَصْحَابِ الْكُتُبِ.

أخبرنا الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَقْدِسِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو الْمَحَاسِنِ مُحَمَّدُ بْنُ كَامِلِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَسَدٍ التَّنُوخِيُّ الْمَعَرِّيُّ ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتِّمِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ طَاهِرُ بْنُ سَهْلِ بْنِ بِشْرِ بْنِ أَحْمَدَ الإِسْفَرَايِينِيُّ فِي شَهْرِ رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحِنَّائِيُّ فِي جُمَادَى الأُولَى، سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ بِانْتِقَاءِ عَبْدِ الْعَزِيزِ النَّخْشَبِيِّ الْحَافِظِ وَتَخْرِيجِهِ لَهُ، قثا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُوسَى بْنِ رَاشِدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكِلابِيُّ مِنْ لَفْظِهِ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خُرَيْمِ بْنِ مَرْوَانَ الْعُقَيْلِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ نُصَيْرِ بْنِ مَيْسَرَةَ السُّلَمِيُّ، ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ

ص: 397

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ» .

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيِّ، وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ، وَأَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، ثَلاثَتُهُمْ عَنْ مَالِكٍ، فَوَقَعَ مُوَافَقَةً لابْنِ مَاجَهْ، وَبَدَلا لِلآخَرِينَ.

وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ أَيْضًا عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ مَالِكٍ، فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا بِحَمْدِ اللَّهِ.

أخبرنا الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَقْدِسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو عَلِيٍّ حَنْبَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرُّصَافِيُّ بِظَاهِرِ دِمَشْقَ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الشَّيْبَانِيُّ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُذْهِبِ التَّمِيمِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ الْقَطِيعِيُّ، قثا عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ الإِمَامِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا مُعْتَمِرٌ، عَنْ كَهْمَسٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، قَالَ:«غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سِتَّ عَشْرَةَ غَزْوَةً» .

ص: 398

مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْمَغَازِي مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ جُنَيْدِبٍ التِّرْمِذِيِّ الْحَافِظِ، عَنِ الإِمَامِ أحمد. وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الْمَغَازِي أَيْضًا مِنْ صَحِيحِهِ، عَنِ الإِمَامِ أَحْمَدَ نَفْسِهِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا لِلْبُخَارِيِّ، وَمُوَافَقَةً لِمُسْلِمٍ، وَللَّهِ الْحَمْدُ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى الْقَطِيعِيِّ، قثا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، أَخْبَرَنِي عَاصِمٌ الأَحْوَلُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا وَقَعَتْ رَمِيَّتُكَ فِي الْمَاءِ فَغَرِقَ فَلا تَاكُلْ» .

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الصَّيْدِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ فَارِسٍ الذُّهْلِيِّ، عَنِ الإِمَامِ أَحْمَدَ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا بِحَمْدِ اللَّهِ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى الْقَطِيعِيِّ، قثا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا رَباح، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُورَةَ النَّجْمِ فَسَجَدَ، وَسَجَدَ مَنْ عِنْدَهُ، فَرَفَعْتُ رَاسِي، وَأَبَيْتُ أَنْ أَسْجُدَ، وَلَمْ

ص: 399

يَكُنْ أَسْلَمَ يَوْمَئِذٍ الْمُطَّلِبُ، فَكَانَ بَعْدُ لا يَسْمَعُ أَحَدًا يَقْرَأُ بِهَا إِلا سَجَدَ مَعَهُ.

رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الصَّلاةِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْمَيْمُونِيِّ الرَّقِّيِّ، عَنِ الإِمَامِ أَحْمَدَ. فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا لَهُ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى الْقَطِيعِيِّ، قثا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، أَخْبَرَنِي إِسْحَاقُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ ابْنِ مِقْسَمٍ، قَالَ أَبِي يَعْنِي عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مِقْسَمٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ فِي الْبَحْرِ:«هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ الْحِلُّ مَيْتَتُهُ» .

رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي الطَّهَارَةِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ الْحَافِظِ عَنِ الإِمَامِ أَحْمَدَ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا لَهُ.

وَبِهِ إِلَى الْقَطِيعِيِّ، قثا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا الْحَكَمُ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنَ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ، وَمَنِ اسْتَقَاءَ فَلْيَقْضِ» .

ص: 400

رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي الصِّيَامِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الرَّازِيِّ الْحَافِظِ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا لَهُ.

وَبِهِ إِلَى الْقَطِيعِيِّ، قثا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَحِيرٍ الْقَاصُّ، عَنْ هَانِئٍ مَوْلَى عُثْمَانَ، قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ رضي الله عنه إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بَكَى حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ، فَقِيلَ لَهُ: تَذْكُرُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، فَلا تَبْكِي، تَبْكِي مِنْ هَذَا؟، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنَازِلِ الآخِرَةِ، فَإِنْ تَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ. وَإِنْ لَمْ تَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ» قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ إِلا وَالْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ» .

رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الزُّهْدِ مِنْ جَامِعِهِ، عَنْ أَبِي السَّرِيِّ هَنَّادِ بْنِ السَّرِيِّ بْنِ مُصْعَبٍ الْكُوفِيِّ. وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ فِيهِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيِّ، كِلاهُمَا عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا لَهُمَا، كَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي الْفَتْحِ الْكَرُوخِيِّ، وَأَبِي زُرْعَةَ الْمَقْدِسِيِّ.

وَبِهِ إِلَى الْقَطِيعِيِّ، قثا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي حَزْمٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانٍ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

ص: 401

«الْمُؤْمِنُونَ تَكَافُأ دِمَاؤُهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، أَلا لا يُقْتَلُ مؤمن بِكَافِرٍ، وَلا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ» .

رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْقَوَدِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيِّ الْقَاضِي، عَنِ الْقَوَارِيرِيِّ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا. وَأَبُو حَسَّانٍ اسْمُهُ مُسْلِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَعْرَجُ.

أخبرنا الشَّيْخُ الإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَقْدِسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرٍ الْمُكْتِبُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، أنا أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْبَنَّا قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقَطِيعِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُوسَى، ثنا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَغْتَسِلُ مِنْ

ص: 402

جَنَابَةٍ، فَيَاخُذُ حَفْنَةً لِشِقِّ رَاسِهِ الأَيْمَنِ، ثُمَّ يَاخُذُ حَفْنَةً لِشِقِّ رَاسِهِ الأَيْسَرِ.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ فِي الطَّهَارَةِ مِنْ كُتُبِهِمْ، عَنْ أَبِي مُوسَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى ابْنِ عُبَيْدِ الْعَنَزِيِّ الْبَصْرِيِّ الْمَعْرُوفِ بِالزَّمِنِ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُسْلِمٍ الْبَصْرِيِّ الْمَعْرُوفِ بِالنَّبِيلِ، كَمَا رُوِّينَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا لأَرْبَعَتِهِمْ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى الْقَطِيعِيِّ، قثا بِشْرُ بْنُ مُوسَى الأَسَدِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ، ثُمَّ صَلَّى ثَمَانِي رَكَعَاتٍ قَائِمًا، وَرَكْعَتَيْنِ جَالِسًا وَرَكْعَتَيْنِ بَيْنَ النِّدَاءِ وَلَمْ يَدَعْهُمَا.

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئِ. وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو نَصْرِ بْنِ عَلِيٍّ وَأَبِي صَالِحٍ جَعْفَرِ بْنِ مُسَافِرٍ

ص: 403

التِّنِّيسِيِّ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئِ. نَحْوَ مَا رُوِّينَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً لِلْبُخَارِيِّ، وَبَدَلا عَالِيًا لأَبِي دَاوُدَ.

وَبِهِ إِلَى الْقَطِيعِيِّ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، عَنْ حَيْوَةَ، حَدَّثَنِي عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّ أَبَا النَّضْرِ حَدَّثَهُ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ أَخْبَرَ وَالِدَهُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه، فَقَالَ لَهُ: إِنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنِّي أَعْزِلُ عَنِ امْرَأَتِي، فَقَالَ:" وَلِمَ؟، فَقَالَ: شَفَقًا عَلَى وَلَدِهَا. فَقَالَ: إِنْ كَانَ ذَلِكَ فَلا، مَا ضَرَّ ذَلِكَ فَارِسَ وَلا الرُّومَ ".

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي النِّكَاحِ مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَأَبِي خَيْثَمَةَ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئِ. فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا بِحَمْدِ اللَّهِ.

وَبِهِ إِلَى الْقَطِيعِيِّ، قثا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُوسَى الْقُرَشِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو سَلَمَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي الْحُسَامِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتِ: اجْتَمَعَ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً، فَتَعَاهَدْنَ وَتَعَاقَدْنَ أَنْ لا يَكْتُمْنَ مِنْ أَخْبَارِ أَزْوَاجِهِنَّ شَيْئًا، وَذَكَرَ حَدِيثَ أُمِّ زَرْعٍ، وَقَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا عَائِشَةُ فَكُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ» .

ص: 404

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الْفَضَائِلِ مِنْ صَحِيحِهِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيِّ، عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا لَهُ بِحَمْدِ اللَّهِ.

أخبرنا الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَقْدِسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا الإِمَامُ أَبُو الْيُمْنِ زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ الْكِنْدِيُّ، وَأَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرٍ الْمُكْتِبُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِمَا، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالا: أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَاسِبُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى الْبَاقِلانِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا حَاضِرٌ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقَطِيعِيُّ إِمْلاءً، ثنا أَبُو عَلِيٍّ بِشْرُ بْنُ مُوسَى الأَسَدِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، عَنْ حَيْوَةَ، وَابْنِ لَهِيعَةَ، قَالا: ثنا أَبُو هَانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ الْخَوْلانِيُّ، سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رضي الله عنهما يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَا مِنْ غَازِيَةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُصِيبُونَ غَنِيمَةً إِلا تَعَجَّلُوا ثُلُثَيْ أَجْرِهِمْ مِنَ الآخِرَةِ، وَبَقِيَ لَهُمُ الثُّلُثُ، فَإِنْ لَمْ يُصِيبُوا غَنِيمَةً

ص: 405

تَمَّ لَهُمْ أَجْرُهُمْ».

حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الْمَغَازِي مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ. وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِيهِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيِّ. وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِيهِ أَيْضًا مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئِ. وَأَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ فِيهِ مِنْ سُنَنِهِ أَيْضًا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيِّ الْمَعْرُوفِ بِدُحَيْمٍ، كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئِ، عَنْ حَيْوَةَ، وَلَمْ يَذْكُرْ مُسْلِمٌ وَابْنُ مَاجَهْ فِي رِوَايَتِهِمَا ابْنَ لَهِيعَةَ بَلْ قَالَ النَّسَائِيُّ: عَنْ حَيْوَةَ، وَذَكَرَ آخَرَ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا لأَرْبَعَتِهِمْ.

أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَقْدِسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا الإِمَامُ أَبُو الْيُمْنِ الْكِنْدِيُّ اللُّغَوِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ السَّلامِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ بِبَغْدَادَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ النَّقُّورِ الْكَرْخِيُّ، أنا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ كَثِيرٍ الْكَتَّانِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، ثنا دَاوُدُ

ص: 406

ابْنُ رُشَيْدٍ أَبُو الْفَضْلِ الْخُوَارَزْمِيُّ، ثنا أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ، ثنا مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصْبِحُ وَهُوَ جُنُبٌ فَيُتِمُّ صَوْمَهُ.

رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الصَّوْمِ مِنْ سُنَنِهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ الْمَرْوَزِيِّ الدِّمَشْقِيِّ الْقَاضِي، عَنْ دَاوُدَ بْنِ رُشَيْدٍ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا لَهُ.

أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ ابْنُ الإِمَامِ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو الْيُمْنِ زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ الْبَغْدَادِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ يُوسُفَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ بِبَغْدَادَ.

ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ أَيْضًا قَالَ: أنا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرٍ الْبَغْدَادِيُّ الدَّارَقَزِّيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الطَّرَّاحِ الْمُدِيرُ، قَالا: ثنا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ مِنْ لَفْظِهِ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ السُّكَّرِيُّ

ص: 407

الْحَرْبِيُّ، ثنا أَبُو خُبَيْبٍ الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبِرْتِيُّ، ثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ، ثنا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ» وَإِذَا أَمْسَى قَالَ: «اللَّهُمَّ بِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ» .

رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ حَمَّادٍ كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا لَهُ

أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَقْدِسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ

ص: 408

وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرٍ الْمُؤَدِّبُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، أنا أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ ابْنِ الْبَنَّا، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ الْقَطِيعِيُّ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى أَبُو عَلِيٍّ الأَسَدِيُّ، ثنا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، ثنا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، وَهُوَ ابْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، يَعْنِي: عَنِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنِ اتَّبَعَ جِنَازَةَ مُسْلِمٍ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا فَلَزِمَهَا حَتَّى تُدْفَنَ فَإِنَّهُ يَرْجِعُ وَلَهُ قِيرَاطَانِ مِنَ الأَجْرِ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ أَنْ تُدْفَنَ فَإِنَّهُ يَرْجِعُ بِقِيرَاطٍ» .

حَدِيثٌ صَحِيحٌ، رَوَاهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَبُو حَازِمٍ سَلْمَانُ الأَشْجَعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَخَبَّابٌ الْمَدَنِيُّ صَاحِبُ الْمَقْصُورَةِ. أَمَّا حَدِيثُ أَبِي حَازِمٍ فَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمِ بْنِ مَيْمُونٍ السَّمِينِ الْبَغْدَادِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ فَرُّوخَ الْقَطَّانِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ. وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ سِيرِينَ فَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ

ص: 409

عَبْدِ اللَّهِ الْمَنْجُوفِيِّ، عَنْ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ. فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا، وَأَمَّا حَدِيثُ خَبَّابٍ، فَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَمَّالِ، وَالْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيِّ، ثَلاثَتُهُمْ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ الْحَضْرَمِيِّ الْكِنْدِيِّ الْمِصْرِيِّ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ حُمَيْدِ بْنِ زِيَادٍ. وَيُقَالُ: حُمَيْدُ بْنُ صَخْرٍ، وَقِيلَ: حَمَّادُ بْنُ زِيَادٍ الْخَرَّاطُ الْمَدِينِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَبَّابٍ الْمَدَنِيِّ. وَمِنْ حَيْثُ الْعَدَدِ كَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ مُسْلِمٍ، وَأَبِي دَاوُدَ، وَصَافَحْتُهُمَا بِهِ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ.

أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْحَنْبَلِيُّ، أنا أَبُو الْبَرَكَاتِ دَاوُدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُلاعِبٍ، وَأَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ طَبَرْزَدَ، وَالإِمَامُ أَبُو الْيُمْنِ يَزِيدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ الْكِنْدِيُّ، قَالُوا: أنا الْقَاضِي أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ الأُرْمَوِيُّ بِبَغْدَادَ.

ص: 410

وَقَالَ عُمَرُ بْنُ طَبَرْزَدَ أَيْضًا: وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَافِظُ هُوَ ابْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ، وَأَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ قُرَيْشٍ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ دَحْرُوجٍ، قَالُوا: أنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْكَرْخِيُّ هُوَ ابْنُ النَّقُّورِ.

ح قَالَ ابْنُ طَبَرْزَدَ أَيْضًا: وَأنا أَبُو الْمَعَالِي عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ الْبَدَنِ، أنا أَبُو الْغَنَائِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ الْمَامُونِ.

ح وَقَالَ ابْنُ طَبَرْزَدَ: وَأنا أَيْضًا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الطَّرَّاحِ الْمُدِيرُ بِبَغْدَادَ.

ح وَقَالَ الْكِنْدِيُّ أَيْضًا: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ يُوسُفَ، قَالا: أنا الشَّرِيفُ أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ مِنْ لَفْظِهِ، قَالُوا ثَلاثَتُهُمُ: ابْنُ النَّقُّورُ، وَابْنُ الْمَامُونِ، وَابْنُ الْمُهْتَدِي: أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَرْبِيُّ السُّكَّرِيُّ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ بِهِ مِنْ نِعَمِهِ، وَأَحِبُّونِي لِحُبِّ اللَّهِ، وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي لِحُبِّي» .

ص: 411

أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْمَنَاقِبِ مِنْ جَامِعِهِ عَنِ الإِمَامِ أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعيِنٍ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا.

أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْعَلامَةِ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا الإِمَامُ أَبُو الْيُمْنِ الْكِنْدِيُّ، وَأَبُو حَفْصِ بْنُ طَبَرْزَدَ، وَأَبُو الْبَرَكَاتِ دَاوُدُ بْنُ مُلاعِبٍ، قَالُوا: أنا الْقَاضِي أَبُو الْفَضْلِ الأُرْمَوِيُّ، قَالَ ابْنُ طَبَرْزَدَ: وَأَخْبَرَنِي أَيْضًا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ دَحْرُوجٍ، وَأَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ قُرَيْشٍ، قَالُوا: أنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُّورِ الْبَزَّازُ.

ح وَقَالَ ابْنُ طَبَرْزَدَ أَيْضًا: أنا أَبُو الْمَعَالِي عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ الْبَدَنِ، أنا الشَّرِيفُ أَبُو الْغَنَائِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْمَامُونِ، قَالا: أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ السُّكَّرِيُّ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، ثنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثنا مَعْنٌ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ

ص: 412

أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ يُصَافِحُ امْرَأَةً قَطُّ.

رَوَاهُ النَّسَائِيُّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ الأَزْدِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا لَهُ.

أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَقْدِسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنا أَبُو عَلِيِّ حَنْبَلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَرَجِ بْنِ سَعَادَةَ الرُّصَافِيُّ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الشَّيْبَانِيُّ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُذْهِبِ التَّمِيمِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ الْمَالِكِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: رَجَعَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ جِنَازَةٍ بِالْبَقِيعِ، وَأَنَا أَجِدُ صُدَاعًا فِي رَاسِي، وَأَنَا أَقُولُ: وَارَاسَاهُ. قَالَ: «بَلْ أَنَا وَارَاسَاهُ» ، ثُمَّ قَالَ:«مَا ضَرَّكِ لَوْ مِتِّ قَبْلِي فَغَسَّلْتُكِ وَكَفَّنْتُكِ، ثُمَّ صَلَّيْتُ عَلَيْكِ وَدَفَنْتُكِ؟» ، قُلْتُ: لَكِنِّي أَوْ لَكَأَنِّي بِكَ وَاللَّهِ لَوْ فَعَلْتَ ذَلِكَ لَقَدْ رَجَعْتَ إِلَى بَيْتِي فَأَعْرَسْتَ فِيهِ بِبَعْضِ نِسَائِكَ، قَالَتْ: فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ بُدِئَ بِهِ فِي وَجَعِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ.

رَوَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ابْنُ مَاجَهْ فِي الْجَنَائِزِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ الْحَافِظِ، عَنِ الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ

ص: 413

ابْنِ حَنْبَلٍ! فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا بِحَمْدِ اللَّهِ وَمَنِّهِ.

أخبرنا الشَّيْخُ الإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَقْدِسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا الإِمَامُ الْعَلامَةُ أَبُو الْيُمْنِ زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ الْكِنْدِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنا الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُّورِ الْبَزَّازُ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أَخِي مِيمِيٍّ الدَّقَّاقِ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لا نَذْرَ فِي غَضَبٍ، وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ.

رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي النُّذُورِ مِنْ سُنَنِهِ مِنْ طُرُقٍ مِنْهَا: عَنْ هَنَّادِ بْنِ السَّرِيِّ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَمِنْهَا عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، كِلاهُمَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، نَحْوَ مَا رُوِّينَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهُ.

وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ فِي كُتُبِهِمْ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَمَّا أَبُو دَاوُدَ فَأَخْرَجَهُ فِي الأَيْمَانِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ

ص: 414

مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيِّ، وَأَمَّا التِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ فَأَخْرَجَاهُ فِيهِ أَيْضًا عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يُوسُفَ السُّلَمِيِّ التِّرْمِذِيِّ، كِلاهُمَا عَنْ أَيُّوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ الْحَمِيدِ ابْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها.

فباعتبار العدد إِلَى النبي صلى الله عليه وسلم، كأني سمعته من أَبِي داود، والترمذي، والنسائي، وصافحتهم بِهِ، فالحمد لله عَلَى نعمه.

أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أنا أَبُو الْيُمْنِ زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ الْكِنْدِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْخَيَّاطُ بِبَغْدَادَ.

ح وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ أَيْضًا، قَالَ: أنا أَبُو الْفُتُوحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ الْجُلاجِلِيُّ الْبَغْدَادِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ

ص: 415

ابْنِ عَلِيٍّ الْحَاسِبُ، قَالا: أنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُّورِ الْبَزَّازُ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى بْنِ دَاوُدَ بْنِ الْجَرَّاحِ الْوَزِيرُ، إِمْلاءً، قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قِيلَ لَهُ: حَدَّثَكُمُ الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ سَجَّادَةُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَضَّاحِ اللُّؤْلُؤِيُّ، قَالا: ثنا عُمَرُ بْنُ هَاشِمٍ أَبُو مَالِكٍ الْجَنْبِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: كَانَتِ امْرَأَةٌ تَاتِي قَوْمًا تَسْتَعِيرُ مِنْهُمُ الْحُلِيَّ، ثُمَّ تُمْسِكُهُ، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:«لِتَتوبْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ إِلَى اللَّهِ عز وجل وَإِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتَرُدَّ عَلَى النَّاسِ مَتَاعَهُمْ، قُمْ يَا بِلالُ فَاقْطَعْ يَدَهَا» .

رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْقَطْعِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خُرَّزَادَ الأَنْطَاكِيُّ الْحَافِظُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمَّادٍ سَجَّادَةَ. كَمَا رُوِّينَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا بِحَمْدِ اللَّهِ.

ص: 416

[46] عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن الميمون القيسي المصري المالكي المعروف بابن القسطلاني، أَبُو الْحَسَن بْن أَبِي العباس بْن أَبِي الْحَسَن

كَانَ شيخا جليلا، فاضلا خيرا، كثير الصلاح، والتواضع، من أعيان المعدلين الذين يباشرون أمر الأنكحة بالديار المصرية، وممن يعتمد عليه، ويشار إليه، وَكَانَ فقيها عالما بمذهب مالك رضي الله عنه، يفتي فيه، ثم إنه ولي مشيخة دار الحديث الكاملية، ولم يزل بها شيخا إِلَى حين وفاته.

ص: 417

روى لنا عَن والده الشَّيْخ الإِمَام أَبِي العباس، وَكَانَ من كبار الصالحين والعلماء العاملين، وعن أَبِي شجاع زاهر بْن رستم بْن أَبِي الرجاء الأصبهاني، وأبي الفرج يَحْيَى بْن ياقوت بْن عَبْد اللَّه البغدادي، والشريف أَبِي مُحَمَّد يونس بْن يَحْيَى بْن أَبِي الْحَسَن الهاشمي، والحافظ أَبِي الفتوح نصر بْن أَبِي الفرج بْن عَلِيّ البغدادي بْن الحصري، وأبي المعالي مُحَمَّد بْن وهب بْن سُلَيْمَان بْن الزنف، وأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي المعالي بْن موهوب بْن البنا الصوفي، والحافظ أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن المفضل المقدسي، وأبي الْحَسَن عَلِيّ بْن خلف بْن معزوز الكومي التلمساني، وأبي الْحُسَيْن يَحْيَى بْن عقيل بْن شريف بْن رفاعة السعدي، وأبي روح المطهر بْن أَبِي بكر البيهقي، وغيرهم، وروى لنا بالإجازة عَن أَبِي الفتوح أسعد بْن خلف العجلي، وأبي جَعْفَر الصيدلاني، وأبي القاسم عَبْد الواحد بْن أَبِي المطهر الصيدلاني، وأم هانئ عفيفة بنت أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الفارفانية، وأبي أَحْمَد بْن سكينة، وأبي مُحَمَّد بْن الأخضر، وأبي طاهر الخشوعي، وفاطمة بنت سَعْد الخير، وغيرهم، وكانت لَهُ إجازات من شيوخ دمشق، وديار مصر، والعراق، والموصل، وإربل، وأصبهان، وهمذان،

ص: 418

ونيسابور، وغير ذلك من بلاد الإسلام، وخرجت لَهُ الموافقات والمشيخات والعوالي، وممن خرج لَهُ وانتقى عليه الشَّيْخ الْحَافِظ أَبُو الْحُسَيْن يَحْيَى بْن عَلِيّ العطار القرشي المصري، وحدث بالحجاز، وديار مصر، وسمع مِنْهُ جماعة من الحفاظ والأئمة، مولده فِي ليلة السابع عشر من جمادى الأولى سنة ثمان وَثَمَانِينَ وخمسمائة بمصر، وَتُوُفِّيَ بها فِي بكرة التاسع عشر من شوال سنة خمس وَسِتِّينَ وستمائة، ودفن من يومه بسفح المقطم، رحمه الله وإيانا.

أخبرنا الشَّيْخُ الإِمَامُ الزَّاهِدُ مُفْتِي الْمُسْلِمِينَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْقَسْطَلانِيِّ الْمَالِكِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَسِتِّمِائَةٍ، بِالْقَاهِرَةِ، قَالَ: أنا الشَّيْخُ الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْمَعَالِي بْنِ مَوْهُوبِ بْنِ جَامِعِ بْنِ عَبْدُونٍ الصُّوفِيُّ الْبَغْدَادِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْبَنَّا، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي ثَالِثِ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّمِائَةٍ بِالْحَرَمِ الشَّرِيفِ تِجَاهَ الْكَعْبَةِ الْمُعَظَّمَةِ، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ نَصْرِ بْنِ الزَّاغُونِيِّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي سَابِعِ شَوَّالٍ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْبُسْرِيِّ الْبُنْدَارُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي ذِي الْحِجَّةِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخَلِّصُ، قَالَ: ثنا أَبُو الْقَاسِمِ

ص: 419

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، قثا الْحَسَنُ بْنُ إِسْرَائِيلَ النَّهْرِتِيرِيُّ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ احْتِلامٍ، ثُمَّ يُتِمُّ صَوْمَهُ» .

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي الْقَاسِمِ الْبَغَوِيِّ، قثا جَدِّي، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَسُئِلَتْ عَنِ الرَّجُلِ يُصْبِحُ جُنُبًا وَهُوَ يُرِيدُ الصَّوْمَ؟ فَقَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ أَهْلِهِ، مِنْ غَيْرِ احْتِلامٍ، فَيُتِمُّ صَوْمَهُ وَلا يُفْطِرُ» .

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى الْبَغَوِيِّ، قثا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، قثا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّهُ

ص: 420

سَأَلَهَا أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصْبِحُ جُنُبًا، ثُمَّ يَصُومُ؟ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ احْتِلامٍ، ثُمَّ يَصُومُ» .

حَدِيثٌ صَحِيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ، هِنْدِ بِنْتِ أَبِي أُمَيَّةَ الْمَخْزُومِيَّةِ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنها، رَوَاهُ عَنْهَا جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ: أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ، وَأَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ الْمَدَنِيُّ الْفَقِيهُ، مَوْلَى مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَنَافِعٌ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ.

أَمَّا حَدِيثُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ فِي كِتَابَيْهِمَا مِنْ طُرُقٍ. وَأَمَّا حَدِيثُ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، فَانْفَرَدَ مُسْلِمٌ بِإِخْرَاجِهِ، فَرَوَاهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ النَّوْفَلِيِّ الْبَصْرِيِّ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلِ بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا.

وَأَمَّا حَدِيثُ نَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الصَّوْمِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ أَحْمَدَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَاشِدٍ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ الْهَرَوِيِّ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ الْحَجَّاجِ الأَسْلَمِيِّ الْبَاهِلِيِّ، عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ قَتَادَةَ بْنِ دِعَامَةَ السَّدُوسِيِّ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ قَيْسٍ الأَنْصَارِيِّ الْبُخَارِيِّ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ. فَبِاعْتِبَارِ الْعَدَدِ كَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيِّ نَفْسِهِ، وَلَقِيتُهُ وَصَافَحْتُهُ، وَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا بِحَمْدِ اللَّهِ وَمَنِّهِ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي الْقَاسِمِ الْبَغَوِيِّ، قثا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ

ص: 421

ابْنُ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ تَقُولُ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْحَجُّ جِهَادُ كُلِّ ضَعِيفٍ» .

أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي الْجِهَادِ مِنْ «سُنَنِهِ» ، عَنْ أَبِي بَكْرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ نَحْوَ مَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا كَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي زُرْعَةَ الْمَقْدِسِيِّ، وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْحَجِّ مِنْ «سُنَنِهِ» ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ بْنِ أَعْيَنَ الْمِصْرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الْمَلِكِ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمِصْرِيِّ الإِمَامِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ الْمِصْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلاءِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، وَفِي رِوَايَةِ النَّسَائِيِّ زِيَادَةٌ، فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا. ومن حيث العدد كأني سمعته من أَبِي عَبْد الرَّحْمَن النسائي نفسه، ولقيته وصافحته، ووقع لنا عاليا جدا والله ولي التوفيق.

أخبرنا الشَّيْخُ الإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْقَسْطَلانِيِّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَسِتِّمِائَةٍ بِالْقَاهِرَةِ، قَالَ: أنا الإِمَامُ أَبُو شُجَاعٍ زَاهِرُ بْنُ رُسْتُمَ الشَّافِعِيُّ أَمَامَ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام، بِقِرَاءَةِ

ص: 422

وَالِدِي الإِمَامِ أَبِي الْعَبَّاسِ عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ بِحَرَمِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ، قَالَ: أنا الْقَاضِي الْفَقِيهُ أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ الأُرْمَوِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ النَّقُّورِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ الْحَرْبِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ وَبَرَةَ، عَنْ هَمَّامٍ، قَالَ: قَالَ عَمَّارٌ رضي الله عنه: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا مَعَهُ إِلا خَمْسَةُ أَعْبُدٍ، وَامْرَأَتَانِ، وَأَبُو بَكْرٍ رضي الله عنهم» .

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ غَيْرَ مَنْسُوبٍ، وَقِيلَ: هُوَ ابْنُ حَمَّادٍ الآمُلِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ.

ص: 423

وَقَعَ لَنَا عَالِيًا جِدًّا مِنَ الأَبْدَالِ الْعَالِيَةِ كَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي الْوَقْتِ. وَللَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ.

وَبِهَذَا الإِسْنَادِ إِلَى يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، قثا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ بُجَيْرِ بْنِ أَبِي بُجَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رضي الله عنهما يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ حِينَ خَرَجْنَا مَعَهُ إِلَى الطَّائِفِ، فَمَرَرْنَا بِقَبْرٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «هَذَا قَبْرُ أَبِي رِغَالٍ، وَهُوَ أَبُو ثَقِيفٍ، وَكَانَ مِنْ ثَمُودَ، وَكَانَ بِهَذَا الْحَرَمِ يَدْفَعُ عنهِ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْهُ أَصَابَتْهُ النِّقْمَةُ الَّتِي أَصَابَتْ قَوْمَهُ بِهَذَا الْمَكَانِ، فَدُفِنَ فِيهِ، وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّهُ دُفِنَ مَعَهُ غُصْنٌ مِنْ

ص: 424

ذَهَبٍ، أَوَ أَنْتُمْ نَبَشْتُمْ عَنْهُ أَصَبْتُمُوهُ، فَابْتَدَرَهُ النَّاسُ فَاسْتَخْرَجُوا مِنْهُ الْغُصْنَ».

أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ، عَنِ الإِمَامِ أَبِي زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنِ مَعِينِ بْنِ عَوْنٍ الْبَغْدَادِيِّ، عَنْ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ. كَمَا أَخْرَجْنَاهُ فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً.

وإسماعيل بْن أمية، هُوَ ابْن عَمْرو بْن سعيد بْن العاص القرشي الأموي الْمَكِّيّ.

أخبرنا الشَّيْخُ الإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْقَسْطَلانِيِّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا الشَّرِيفُ أَبُو مُحَمَّدٍ يُونُسُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ الْبَغْدَادِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قثا الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ النَّاصِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ السَّلامِيُّ، لَفْظًا بِاسْتِمْلاءِ أَبِي الْفَضْلِ ابْنِ شَافِعٍ الْجِيلِيِّ عَلَيْهِ، وَنَحْنُ نَسْمَعُ، أنا الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِمِ ابْنُ الْبُنْدَارِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، ثنا الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، إِمْلاءً سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَثَلاثِمِائَةٍ، ثنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ

ص: 425

أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ بِلالٍ، رضي الله عنهم:«أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ فِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ» .

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ عَارِمٍ الْبَصْرِيِّ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ، وَاسْمُهُ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْعَتَكِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالزَّهْرَانِيِّ، وَغَيْرِهِ، كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ حَمَّادِ بْنِ زَيْدِ بْنِ دِرْهَمٍ الأَزْدِيِّ الْجَهْضَمِيِّ مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي تَمِيمَةَ كَيْسَانَ السِّجِسْتَانِيِّ الْبَصْرِيِّ بِهِ. فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً لِمُسْلِمٍ وَبَدَلا لِلْبُخَارِيِّ، وَللَّهِ الْحَمْدُ.

وَبِهَذَا الإِسْنَادِ إِلَى أَبِي الْقَاسِمِ الْبَغَوِيِّ، قثا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ أَبُو طَالِبٍ النَّسَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ، ثُمَّ مَشَى إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ كَانَتْ خُطَاهُ، إِحْدَاهُمَا تَحُطُّ خَطِيئَةً، وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً» .

انْفَرَدَ بِإِخْرَاجِهِ مُسْلِمٌ، فَرَوَاهُ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِيِّ الْكَوْسَجِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى زَكَرِيَّا بْنِ عَدِيٍّ التَّمِيمِيِّ مَوْلاهُمُ الْكُوفِيِّ، عَنْ

ص: 426

أَبِي وَهْبٍ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الأَسَدِيِّ مَوْلاهُمُ الرَّقِّيِّ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ الْغَنَوِيِّ مَوْلاهُمُ الْجَزَرِيِّ، ثُمَّ الرُّهَاوِيِّ، تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ سِتٍّ وَثَلاثِينَ سَنَةً، وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتًا، رَوَى عَنْهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ الأَصْبَحِيُّ، وَمِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، وَغَيْرُهُمَا مِنَ الأَكَابِرِ. فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا كَأَنَّ الْمُخَلِّصَ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ، وَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنَ الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْفُرَاوِيِّ، وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى الْبَغَوِيِّ، قثا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، وَإِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلا كِسْرَى بَعْدَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عز وجل» .

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ التَّبُوذِكِيِّ

ص: 427

الْبَصْرِيِّ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ الْوَضَّاحِ الْيَشْكُرِيِّ مَوْلاهُمُ الْوَاسِطِيِّ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِي عَمْرٍو عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ سُوَيْدٍ الْكُوفِيِّ، وَيُعْرَفُ بِالْقِبْطِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ السِّوَائِيِّ الْكُوفِيِّ رضي الله عنه، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لِلْبُخَارِيِّ. وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ.

أخبرنا الشَّيْخُ الإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْقَسْطَلانِيِّ الْمَالِكِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو شُجَاعٍ زَاهِرُ بْنُ رُسْتُمَ بْنِ أَبِي الرَّجَاءِ الشَّافِعِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، أنا الشَّيْخَانِ الْقَاضِي أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ الأُرْمَوِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الطَّرَائِفِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِمَا وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالا: أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْمُسْلِمَةِ الْمُعَدَّلُ، أنا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْفِرْيَابِيُّ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ، وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي

ص: 428

لا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، مَثَلُ التَّمْرَةِ، لا رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ، وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ».

وَبِهَذَا الإِسْنَادِ إِلَى جَعْفَرٍ الْفِرْيَابِيِّ، قثا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، ثنا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ» .

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى جَعْفَرٍ الْفِرْيَابِيِّ، قثا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالا: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، ثنا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ

ص: 429

وَيَعْمَلُ بِهِ، كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ، طَيِّبَةِ الطَّعْمِ طَيِّبَةِ الرِّيحِ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ طَيِّبَةِ الطَّعْمِ، لا رِيحَ لَهَا، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ طَيِّبَةِ الرِّيحِ، وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ مُرَّةِ الطَّعْمِ لا رِيحَ لَهَا».

حَدِيثٌ صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الْخَطَّابِ قَتَادَةَ بْنِ دِعَامَةَ السَّدُوسِيِّ الْبَصْرِيِّ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ الأَنْصَارِيِّ، خَادِمِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ أَبِي مُوسَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى الزَّمِنِ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ. وَرَوَاهُ أَيْضًا عَنْ هُدْبَةَ بْنِ خَالِدٍ الْقَيْسِيِّ الْبَصْرِيِّ، وَيُقَالُ فِي اسْمِهِ: هَدَّابٌ أَيْضًا، عَنْ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى. فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً لَهُ وَبَدَلا. وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ، وَأَبِي كَامِلٍ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِي عَوَانَةَ. وَرَوَاهُ أَيْضًا عَنْ هُدْبَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ هَمَّامٍ، وَرَوَاهُ أَيْضًا عَنْ أَبِي مُوسَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى الزَّمِنِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، كُلُّهُمْ عَنْ قَتَادَةَ. فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً لِمُسْلِمٍ فِي الرِّوَايَاتِ كُلِّهَا عَالِيَةً. وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ أَيْضًا فِي «سُنَنِهِ» عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى، وَمُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ بُنْدَارٍ، كِلاهُمَا عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ. كَمَا أَوْرَدْنَاهُ. فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً لَهُ أَيْضًا. وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ.

ص: 430

أخبرنا الشَّيْخُ الإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْقَسْطَلانِيِّ الْقَيْسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا الشَّيْخُ الْحَافِظُ أَبُو الْفُتُوحِ نَصْرُ بْنُ أَبِي الْفَرَجِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَغْدَادِيُّ رحمه الله قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِحَرَمِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، أنا الشَّرِيفُ أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيْنَبِيُّ.

ح وَكَتَبَ إِلَيْنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَرِّجِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ مِنْ دِمَشْقَ، قَالَ: أنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْبَطِّيِّ الْبَغْدَادِيُّ الْحَاجِبُ فِيمَا أَذِنَ لَنَا فِي رِوَايَتِهِ عَنْهُ، عَنِ الشَّرِيفِ أَبِي نَصْرٍ الزَّيْنَبِيِّ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ الْوَرَّاقُ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، مَوْلَى الْهَاشِمِيِّينَ، ثنا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: وَثنا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الأَعْمَشِ.

ح قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ: وَثنا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ، ثنا الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الأَعْمَشِ، وَمَنْصُورٍ.

ح قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ: وَثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَاللَّفْظُ لابْنِ كَرَامَةَ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزَاةٍ أَوْ فِي غَارٍ، وَقَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: فِي غَارٍ وَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ: {وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفًا} ، فَإِنَّها لَنَتَلَقَّاهَا مِنْ فِيهِ إِذْ خَرَجَتْ عَلَيْنَا حَيَّةٌ فَابْتَدْرَنَاهَا فَسَبَقَتْنَا فَدَخَلَتْ جُحْرَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«وُقِيَتْ شَرَّكُمْ، وَوُقِيتُمْ شَرَّهَا» .

ص: 431

حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَالٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي عِمْرَانَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو النَّخَعِيِّ الْكُوفِيِّ الْفَقِيهِ، عَنْ أَبِي شِبْلٍ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ النَّخَعِيِّ الْكُوفِيِّ وَثَابِتٍ، مِنْ رِوَايَةِ أَبِي عَتَّابٍ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ السُّلَمِيِّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ الْكَاهِلِيِّ مَوْلاهُمُ الْكُوفِيِّينَ، كِلاهُمَا عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي (صَحِيحِهِ)، فَرَوَاهُ عَنْ أَبِي سَهْلٍ عَبْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيِّ الْبَصْرِيِّ الصَّفَّارِ، هَذَا فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً، وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ.

وَبِهَذَا الإِسْنَادِ إِلَى يَحْيَى بْنُ صَاعِدٍ، قثا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ، ثنا مُحَمَّدٌ، يَعْنِي: غُنْدَرٌ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ:" لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْوَاشِمَاتِ، وَالْمُوتَشِمَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقِ اللَّهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي أَسَدٍ، يُقَالُ لَهَا: أُمُّ يَعْفُورٍ، كَذَا قَالَ: وَإِنَّمَا هِيَ أُمُّ يَعْقُوبَ، قَدْ قَرَأَتِ الْقُرْآنَ فَأَتَتْهُ، فَقَالَتْ: أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ لَعَنْتَ كَيْتَ وَكَيْتَ؟ فَقَالَ: أَلا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ، بَلَى قَدْ نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ".

ص: 432

رَوَاهُ مُسْلِمٌ مُجَرَّدًا عَنْ سَائِرِ الْقِصَّةِ، مِنْ ذِكْرِ أُمِّ يَعْقُوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ، بُنْدَارٍ، هَذَا وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ بِتَمَامِهِ عَنْ بُنْدَارٍ أَيْضًا، فَوَقَعَ مُوَافَقَةً عَالِيَةً لَهُمَا

ص: 433

[47] علي بْن وهب بْن مطيع بْن أَبِي الطاعة المنفلوطي القشيري المالكي أَبُو الْحَسَن بْن أَبِي العطايا

كان مقيما بمدينة قوص، وَكَانَ المشار إليه.

وكان رجلا مباركا حسن الخلق، سليم الصدر، مكرما للطلبة والفقهاء الواردين؛ ينزلهم بمدرسته، ويحمل إليهم مَا يحتاجون إليه بنفسه، وَكَانَ كثيرا مَا يقدم القاهرة ثم يرجع إِلَى وطنه، ولازم فِي صغره الإِمَام الْحَافِظ الفقيه أَبَا الْحَسَن عَلِيّ بْن المفضل المقدسي وتفقه عليه وسمع مِنْهُ الحديث، وجمع فنونا من العلم، وَكَانَ عَلَى سمت السلف الصالح. مولده فِي شهر رمضان سنة إحدى وَثَمَانِينَ وخمسمائة بمنفلوط من صعيد مصر الأعلى وَتُوُفِّيَ فِي ثالث عشر المحرم سنة سبع وَسِتِّينَ وستمائة بمدينة قوص.

ص: 434

أخبرنا الإِمَامُ الْعَلامَةُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ وَهْبِ بْنِ مُطِيعٍ الْقُشَيْرِيُّ الْمَالِكِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَسِتِّمِائَةٍ، بِعُلُوِّ الْجَامِعِ الْعَتِيقِ بِمِصْرَ الْمَحْرُوسَةِ، قَالَ: أنا الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُفَضَّلِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَقْدَسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ السِّلَفِيُّ، بِثَغْرِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ.

ح وَكَتَبَ إِلَيَّ أَبُو مُحَمَّدٍ مَكِّيُّ بْنُ الْمُسَلَّمِ بْنِ عَلانَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعِرَاقِيُّ، عَنْ أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ، قَالَ: أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الأَزَجِيُّ الطَّحَّانُ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ، قثا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قثا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ الْقُرَشِيُّ، قثا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَنْ طَلَّقَ مَا لا يَمْلِكُ؛ فَلا طَلاقَ لَهُ، وَمَنْ أَعْتَقَ مَا لا يَمْلِكُ؛ فَلا عَتَاقَ لَهُ، وَمَنْ نَذَرَ فِيمَا لا يَمْلِكُ؛ فَلا نَذْرَ لَهُ، وَمَنْ حَلَفَ عَلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ عز وجل، فَلا يَمِينَ لَهُ، وَمَنْ حَلَفَ عَلَى قَطِيعَةٍ؛ فَلا يَمِينَ لَهُ» .

أَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ حَدِيثَ: «لا طَلاقَ إِلا فِيمَا يَمْلِكُ الْحَدِيثَ» ، عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، بِالإِسْنَادِ الَّذِي أَخْرَجْنَاهُ إِلا أَنَّهُ قَالَ: الْوَلِيدُ بْنُ

ص: 435

كَثِيرٍ. بَدَلَ الْحَسَنِ بْنِ كَثِيرٍ، وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ حَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيِّ، بِهِ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ الأَزَجِيِّ، قَالَ: أنا أَبُو الْفَتْحِ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَسْرُورٍ الْقَوَّاسُ، قثا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِشْكَابٍ إِمْلاءً سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ، يَعْنِي: وَثَلاثِ مِائَةٍ، قثا ابْنُ زَنْجُوَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قثا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، وَمُسْلِمٌ، وَاللَّفْظُ لِحَجَّاجٍ، قثا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَبَاهَى النَّاسُ فِي الْمَسَاجِدِ» .

أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الصَّلاةِ مِنْ (سُنَنِهِ)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، وَقَتَادَةَ، كِلاهُمَا عَنْ أَنَسٍ. وَأَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيِّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ وَحْدَهُ. وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ نَصْرٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ بِهِ. وَقَالَ:«مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ» فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا لِلنَّسَائِيِّ، وَبَدَلا لِلآخَرِينَ.

ص: 436

‌من اسمه عُمَر رجلان

[48] عمر بْن عَبْد اللَّه بْن صالح بْن عِيسَى المصري السبكي المالكي أَبُو حفص

أحد الفقهاء الأعيان، تفقه عَلَى الدرعي بمصر، ثم عَلَى أَبِي الْحَسَن بْن المفضل بالقاهرة وصحبه إِلَى حين وفاته وسمع مِنْهُ، ومن القاضي أَبِي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن المحلي، وغيرهما وروى عنهما، وولي الحسبة بالقاهرة فِي الأيام الكاملية، وباشر عقود الأنكحة مدة، وَكَانَ حسن السيرة محمود الطريقة، ثم تولى قضاء القضاة بالديار المصرية عَلَى مذهب الإِمَام مالك فِي الأيام الظاهرية، ودرس بالمدرسة الصالحية، وأفتى وانتفع

ص: 437

الناس بِهِ مولده بقرية تعرف بالصالحية من أعمال قليوب فِي عشر ذي الحجة سنة خمس وَثَمَانِينَ وخمسمائة، وَتُوُفِّيَ ليلة الأحد الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة تسع وَسِتِّينَ وستمائة، ودفن من الغد بمقابر باب النصر ظاهر القاهرة رحمه الله وإيانا.

أخبرنا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْعَلامَةُ قَاضِي الْقُضَاةِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ السُّبْكِيُّ الْمَالِكِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَسِتِّمِائَةٍ بِالْقَاهِرَةِ، قَالَ: أنا الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُفَضَّلِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَقْدِسِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْحَافِظُ الْفَقِيهُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ السِّلَفِيُّ مِنْ لَفْظِهِ بِسُؤَالِي، قثا الإِمَامُ إِلْكِيَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الطَّبَرِيُّ بِبَغْدَادَ مِنْ لَفْظِهِ، أنا إِمَامُ الْحَرَمَيْنِ أَبُو الْمَعَالِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُوَيْنِيُّ، أنا وَالِدِي الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْجُوَيْنِيُّ، أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الشَّافِعِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«الْمُتَبَايِعَانِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا إِلا بَيْعَ الْخِيَارِ» .

ص: 438

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ جَمَاعَةٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ.

وَبِالإِسْنَادِ، قَالَ السِّلَفِيُّ: هَذَا الإِسْنَادُ مُسْتَحْسَنٌ بِسَبَبِ مَا اجْتَمَعَ فِيهِ مِنَ الْفُقَهَاءِ الأَئِمَّةِ بَعْضِهِمْ عَنْ بَعْضٍ، وَقَدْ وَقَعَ لِي عَالِيًا مِنْ حَدِيثِ الأَصَمِّ إِلا أَنَّ هَذِهِ الرِّوَايَةَ مَعَ نُزُولِهَا أَجْوَدُ لِمَا ذَكَرْتُهُ، وَقَدْ أَجَازَ لِي لاحِقُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، وَغَيْرُهُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحِيرِيِّ شَيْخِ شَيْخِ الإِمَامِ أَبِي الْمَعَالِي.

أخبرنا الإِمَامُ الْعَلامَةُ مُفْتِي الْمُسْلِمِينَ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ السُّبْكِيُّ الْمَالِكِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، بِالْقَاهِرَةِ، قَالَ: أنا الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُفَضَّلِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَقْدِسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أنا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السِّلَفِيُّ.

ح وَأَجَازَ لَنَا الشَّيْخَانِ أَبُو مُحَمَّدٍ مَكِّيُّ بْنُ الْمُسَلَّمِ بْنِ مَكِّيِّ بْنِ عَلانَ الْقَيْسِيُّ، وَأَبُو الْفَضْلِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعِرَاقِيُّ، عَنِ الْحَافِظِ أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ، قَالَ: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ أَحْمَدَ الثَّقَفِيِّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ السُّكَّرِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه، يَقُولُ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَأَنَا ابْنُ عَشْرٍ، وَمَاتَ وَأَنَا ابْنُ عِشْرِينَ، وَكُنَّ أُمَّهَاتِي يَحْثُثْنَنِي عَلَى خِدْمَتِهِ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 439

دَارَنَا، فَحَلَبْنَا لَهُ مِنْ شَاةٍ لَنَا دَاجِنٍ فَشِيبَ لَهُ مِنْ مَاءِ بِئْرٍ فِي الدَّارِ، وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ شِمَالِهِ، وَأَعْرَابِيٌّ عَنْ يَمِينِهِ فَشَرِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَعُمَرُ نَاحِيَةً، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَعْطِ أَبَا بَكْرٍ، فَنَاوَلَ الأَعْرَابِيُّ، وَقَالَ:«الأَيْمَنُ فَالأَيْمَنُ» .

حَدِيثٌ صَحِيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ. وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، كِلاهُمَا عَنْ مَالِكٍ، وَانْفَرَدَ الْبُخَارِيُّ بِإِخْرَاجِهِ مِنْ حَدِيثِ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، وَيُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فَرَوَاهُ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ، عَنْ شُعَيْبٍ، وَعَنْ عَبْدَانَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، وَانْفَرَدَ مُسْلِمٌ بِإِخْرَاجِهِ مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فَرَوَاهُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ النَّاقِدِ، وَزُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، أَرْبَعَتُهُمْ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ. وَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا، وَللَّهِ الْحَمْدُ.

وَبِهَذَا الإِسْنَادِ، قثا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: لَمَّا أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ

ص: 440

يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ}، قَالَ:«أَعُوذُ بِوَجْهِكَ» ، {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} ، قَالَ:«أَعُوذُ بِوَجْهِكَ» ، {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَاسَ بَعْضٍ} ، قَالَ «هَاتَانِ أَهْوَنُ، أَوْ أَيْسَرُ» .

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ. فَرَوَاهُ عَنْ عَلِيِّ ابْنِ الْمَدِينِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ. وَعَنْ أَبِي النُّعْمَانِ، وَقُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ، كِلاهُمَا عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ. فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا وَللَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَعْفَرٍ الْيَزْدِيُّ إِمْلاءً، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ، ثنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «طَعَامُ الْوَاحِدِ يَكْفِي الاثْنَيْنِ، وَطَعَامُ الاثْنَيْنِ يَكْفِي الأَرْبَعَةَ، وَطَعَامُ الأَرْبَعَةِ يَكْفِي الثَّمَانِيَةَ» .

ص: 441

أَخْرَجَهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي مُوسَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا.

وَمَوْلِدُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ فِي خِلافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَتُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، فِي دَارِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ الْحِيرِيُّ، أنا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لا حَسَدَ إِلا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالا فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ حِكْمَةً فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا» .

مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ الْبَجَلِيِّ الأَحْمَسِيِّ الْكُوفِيِّ، وَاسْمُ أَبِي حَازِمٍ عَبْدُ عَوْفِ بْنُ الْحَارِثِ. وَقِيلَ: عَوْفُ بْنُ عَبْدِ الْحَارِثِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنِ الْحُمَيْدِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ.

ص: 442

وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ. وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا عَنْ شِهَابِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حُمَيْدٍ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ وَكِيعٍ. وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ. كُلُّهُمْ عَنْ قَيْسٍ بِهِ.

وَمولد ابْن المبارك فِي سنة ثمان عشرة وَمِائَةٍ بمرو، ومات بهيت منصرفا من الغزو سنة إحدى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْن ثلاث وَسِتِّينَ سنة.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى الْحَافِظِ أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ، قَالَ: أنا أَبُو الْخَطَّابِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَطِرِ الْبَغْدَادِيُّ الْقَارِئُ بِمَدِينَةِ السَّلامِ، أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقُوَيْهِ الْبَزَّارُ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّفَّارِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْحَارِثِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، ثنا ثَوْرٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رُفِعَتِ الْمَائِدَةُ، قَالَ:«الْحَمْدُ للَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ غَيْرَ مَكْفِيٍّ، وَلا مُوَدَّعٍ، وَلا مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبُّنَا» .

ص: 443

حَدِيثٌ صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي خَالِدٍ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ الْكَلاعِيِّ الْحِمْصِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ الْكَلاعِيِّ الشَّامِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الصُّدَيِّ بْنِ عَجْلانَ بْنِ وَهْبٍ الْبَاهِلِيِّ رضي الله عنه، وَهُوَ مِنْ قَيْسِ عَيْلانَ، وَعِدَادُهُ فِي أَهْلِ حِمْصَ، تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ، وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَتِسْعِينَ سَنَةً.

انْفَرَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ دُونَ مُسْلِمٍ، فَرَوَاهُ في «صَحِيحِهِ» عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ ثَوْرٍ، وَرَوَاهُ أَيْضًا عَالِيًا عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، عَنْ ثَوْرٍ، وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ بُنْدَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ ثَوْرٍ، كَمَا أَوْرَدْنَاهُ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ هَذَا شَامِيٌّ، وَفِي الرُّوَاةِ ثَوْرُ بْنُ زَيْدٍ مَدِينِيٌّ،

ص: 444

يَرْوِي عَنْ سَالِمٍ أَبِي الْغَيْثِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، وَعِكْرِمَةَ، يَرْوِي عَنْهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، وَعَصْرُهُمَا مُتَقَارِبٌ أَدْرَكَا التَّابِعِينَ، تُوُفِّيَ الْمَدِينِيُّ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ الشَّامِيُّ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ.

وَأبو سعيد يَحْيَى بْن سعيد بْن فروخ القطان البصري، مولده سنة عشرين وَمِائَةٍ ومات فِي أول سنة ثمان وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ قبل عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي بأربعة أشهر.

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى الْحَافِظِ السِّلَفِيِّ، قَالَ: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مَحْمُودٍ الثَّقَفِيُّ، ثنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الأَصَمُّ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرِ بْنِ سَابِقٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ. وَأَنَا أَسْمَعُ، أَخْبَرَكَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، وَابْنُ سَمْعَانَ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ أَخْبَرَهُمْ قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا قُرِّبَ الْعَشَاءُ، وَحَضَرَتِ الصَّلاةُ فَابْدَءُوا قَبْلَ أَنْ تُصَلُّوا صَلاةَ الْمَغْرِبِ» .

وَبِهَذَا الإِسْنَادِ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ، وَأَنَا أَسْمَعُ، أَخْبَرَكَ عِيَاضُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ مِنَ الْوَرِقِ

ص: 445

صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ مِنَ التَّمْرِ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْذٍ مِنَ الإِبِلِ صَدَقَةٌ».

وَبِهَذَا الإِسْنَادِ قثا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أُتِيَ بِأَبِي قُحَافَةَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَرَاسُهُ وَلِحْيَتُهُ كَالثُّغَامَةِ بَيَاضًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«غَيِّرُوا هَذَا بِشَيْءٍ وَاجْتَنِبُوا السَّوَادَ» .

هَذِهِ الأَحَادِيثُ الثَّلاثَةُ صِحَاحٌ رَوَاهَا مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعِيدٍ الأَيْلِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ. كَمَا أَخْرَجْنَاهَا فَوَقَعَتْ لَنَا أَبْدَالا عَالِيَةً.

وأبو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن وهب من جلة أصحاب مالك، والليث، وقد رَوَى عَنْهُ الليث، ويقال: إن مالكا أَيْضًا رَوَى عَنْهُ، ولد سنة أربع وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وفيها مَاتَ الزهري، وَتُوُفِّيَ سنة سبع وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ.

ص: 446