الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باهلة
نسب القبيلة:
من مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان بن مُضر بن نزار بن معد بن عدنان، ونسبوا إلى أمهم باهلة وهي امرأة من مذْحِج من قحطان.
في كتاب باهلة للشيخ العلامة السعودي حمد الجاسر -رحمه اللَّه تعالى- الكفاية عن هذه القبيلة العدنانية العريقة، ونستعرض في هذا المجلَّد من الموسوعة أهم ما ورد فيه.
قال الجاسر عن صراحة نسب باهلة:
اسم القبيلة الذي عرفت به منذ أقدم عصورها إلى هذا العهد، ولعل من أثر اعتزاز أبنائها بهذا الاسم أن كثيرًا من أسماء القبائل القديمة المنتشرة في بلاد العرب خَفِيَت وتغيرت، وحل محلها غيرها سوى اسم (باهلة)، فتجد من ينتسب إليها حسين يسأل عن أصله لا يذكر غيره (باهلي) مفخمًا الباء، رافعًا رأسه باعتزاز وترفع.
وباهِلَةُ -في الأصل- اسم امرأة هي بنت صَعْب بن سَعْد العَشِيرة سن مَذْحِج، ومِذْحِج يعرفون في عصرنا باسم قحطان، ومنازلهم شرق جنوب بلاد عَسِير.
كانت باهلة زوجة مالك بن أعصر -ويقال يَعْصُر - بضم الصاد فيهما- ابن سعد بن قيس عيلان بن مُضر بن نزار بن معد بن عدنان، وأعْصُرُ له ولدان هما مالك وعَمْرُو، فمالك هو أبو قبيلة باهِلة، وعَمْرو هو أبو قبيلة غَنِيٍّ
(1)
.
(1)
قبيلة غني لم يعد لها وجود في الجزيرة العربية أو خارجها ولعلها تفرقت ودخلت في القبائل وذكر ابن حزم في الجمهرة أن منهم ظاعنة ضخمة بطفوف الشام.
ومعروف أن مضر الجد الثالث للقبيلتين هو الجد السادس عشر للرسول صلى الله عليه وسلم.
ولمالك بن أعصر أبناء، منهم: سعدُ مناة وأمه باهلة، ومَعْنٌ وأمه هند بنت شباب بن عبد اللَّه بن غطفان، وقد خَلَف معنُ أباه مالك بن أعْصرُ فتزوج باهلة رواج مَقْتٍ، وكان هذا الزواج متعارفًا في الجاهلية حتى أنزل اللَّه سبحانه وتعالى تحريمه بقوله جل ذكره:{وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ. . . (22)} [النساء].
وقد أتت باهلة من مَغن بابنين هما: أود وجِئَاوة -ويقال جاوة بغير همز، وقد تبدل الهمزة عينًا فيقال جِعَاوة-.
ولِمَعْنٍ من غير باهلة أبناء هم: شَيْبَان وهو فَرَّاصُ، وزَيْد، وهو لحُيَان، والحارث، وهو لَيْلُ، وحرب وَوُهَيبة وعَمْرو، وأمهم أرْنَبُ بنت شَمْخِ بن فَزَارة.
ومن أبناء مَعْنٍ أيضًا: قُتَيْبَةُ وقَعْنَبُ، وأمهما سَوْدَةُ بنت عَمْرو بن تَمِيم، ولكن باهلة حضنت كل أبناء معْنٍ، فغلبت عليهم، فنسبوا جميعًا إلى باهلة.
ويقال في اسم القبيلة: باهلة بن أعصر، يذكر (ابن) فيراد الحَيُّ، ويقال: باهلة بنت أعصر، كما يقال: تميم بنت مُرٍّ، بالتأنيث بقصد القبيلة سواء كان الاسم في الأصل لرجل أو لامرأة.
ولكلمة (بَهَل) وما اشتق منها معانٍ كثيرة، لا داعي للتوسع في إيرادها ومنها: الباهلة الأيِّم من النساء، قال الفرزدق:
غَدَتْ مِنْ هِلالِ ذَاتُ بَعْلٍ سَمِينَةٌ
…
وعادَتْ بِثَدْيٍ بَاهِلِ الزَّوْجْ أَيِّم
وناقة بأهل، لا صِرَار على أخلافها، أو لا خِطام عليها، طلق تسير حيث شاءت، أو غُفْلُ لا سمة عليها لأحد.
والنسبة إلى باهلة باهليٌّ، وقد تكون هذه النسبة إلى غير باهلة القبيلة، كما جاء في كتاب "سير أعلام النبلاء"
(1)
قيل: إنه أحضر إلى المُعِزّ بمصر كتاب فيه
(1)
أعلام النبلاء 15/ 164.
شهادة جدهم عبيد اللَّه بِسَلَمِيَّة. وفيه: كتب عبيد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه الباهلي، فقال: نعم هذه شهادة جدنا، وأرأد بقوله (الباهلي) أنه من أهل المباهلة لا أنه من باهلة. انتهى. والمباهلة الملاعنة وهي اجتماع القوم إذا اختلفوا في شيء فيقولوا: لعنة اللَّه على الظالم منا.
ولئلا يلحظ في استعمال اسم القبيلة مؤنثًا ضعف أو ضعة، تحسن الإشارة إلى أن كثيرًا من القبائل العريية تضاف وتنسب إلى أمهاتها، وما كانت ترى في ذلك أي مساس بعزها وشرفها.
وقال عن تفريع نسب باهلة -كما ورد في كتب متقدمي العلماء
-:
لعل أوثق وأشمل من ألف عن أنساب العرب في عصورهم القديمة محمد ابن السائب الكلبي، ثم ابنه هشام الذي ورث علم أبيه، وأضاف إليه، ودونه وجمعه في مؤلفات وصل إلينا بعضها، في تلك الأصول من المؤلفات التي دونها، وبعضها بطريق رواة عاصروه فنقلوها عنه ورووها، وها هو نص ما ورد في تفريع نسب باهلة من كتاب "جمهرة النسب" من كتاب هشام، برواية محمد بن حبيب، مع إضافات أوردها البَلاذُرِى فى كتابه "أنساب الأشراف" وقد نقل جل ما ذكره ابن الكلبي بغير رواية ابن حبيب، وأضاف إليه إضافات أخرى، بحيث يعد كتاب البلاذري كالشرح لكتاب ابن الكلبي.
ومعروف أن قبائل العرب في العصور المتأخرة تنتمي إلى جِذْمين هما: عدنان، وقحطان، أما قضاعة فيختلف النسابون في نسبتها إلى أي الجذمين المتقدمين، وإن رَجَّح الهمداني وغيره من نساب اليمن أنها من حِمْيَر من قحطان.
ومن عدنان: تفرعت القبائل العدنانية، فكان منها ربيعةُ ومُضَرُ وإيَادُ وأنمار.
ومن مُضر: إلياسُ وقيس عيلان، واسمه (الناس) ومن قيس عيلان سعدُ ابن قَيْس، ومن سَعْد هذا غطفانُ، وأعْصُرُ، واسمه مُنَبِّه، ومن أعْصُرَ باهِلَة وغني، فأقرب القبائل إلى باهلة أختها غني، وكانوا قديمًا مجتمعين متناصرين على عدوهم، دارهم واحدة، وكلمتهم واحدة. ويظهر أن كثرة تفرع القبيلتين هو سبب التفرق.
ولد مُنبِّهُ -وهو أعصْرُ بن سعدٍ- مالكًا وعَمْرًا -وهو غَنِيُّ- وأمهما مُلَيكة بنت ناشج بن وداعة من همدان، وثعلبة وعامِرًا ومعاوية، وأمهم الطُّفاوَة بنت جَرْمِ بن رَبَّان، بها يعرفون.
قال الكلبي - بعد هذا: ولد أعُصرُ أيضًا حِبالا، فولد حِبَالُ بن أعْصُرَ جَرِيًا، وسَريًّا، وسنانًا، وأمهم الطفاوة.
فولد مالك بن أعْصُر سَعْد مناة، وأمه باهلةُ بنت صعب بن سَعْد العَشِيرة من مَذحِجَ، ومَعْنا، وأمه هند بنت شَبَاب بن عبد اللَّه بن غطفان.
فولد مَعْنُ أَوْدًا وجِئَاوَة، قال عبَّاسٌ: جاوة بغير همزٍ، وجعاوة، وأمهما باهلة، خلف عليها مَعْنٌ بعد أبيه -نِكَاح مَقْتٍ- وشَيْبَان وهو فُرَّاض، وزَيْدًا، وهو لِحْيَانُ، ووائلا، والحارث وهو لَيْلٍ، وحَرْيا وَوُهَيْبَة، وعَمْرًا، وأمهم أرنب بنت شَمْخ بن فزارة، وقُتَيْبَة، وَقَعْنَبًا، وأمهما سَوْدَة بنت عمرو بن تميم، فحضنتهم كلهم بَاهِلَة فغلبت عليهم باهلة.
فولد قتيبة بن مَعْنٍ الحارِث وغَنْمًا، وأمهما السوداء بنت أُسَيِّد بن عَمْرو بن تميم.
فولد غَنْمُ ثَعْلَبَة، وكَعْبًا، وعَبْدًا، وعَمْرًا.
فولد ثعلبة بن غَنْم عَمرًا، فولد عَمْرو بن ثَعْلبة ثعلبة، وسَهْمًا، وعامرًا.
منهم حاتِمُ بن النُّعْمَان بن عَمْرو بن جابر بن عمَّارة بن عبد العُزَّى بن عامر ابن عمرو بن ثعلبة بن غَنْم بن قُتيبة بن مَعن، كان سَيِّد أهل الجزيرة
(1)
، وابنه عبد العزيز كان سيدًا. زاد البلاذري: وولى معاوية حاتم بن النعمان أرمينية، ثم عبد اللَّه ابنه، فمات بها في أول أيام يزيد، ثم ولى يزيد عبد العزيز بن حاتم أرمينية. . . وحصها، وقال الواقدي: بنا عبد الملك بَرْذَعة على يد حاتم بن النعمان أو ابنه، وولى عمر بن عبد العزيز أرمينية بعض ولد حاتم بن النعمان، وروى أبو اليقظان أن حاتمًا فتح هراة أيام ولاية عبد اللَّه بن عامر بن كُرَيْزٍ. وذكر
(1)
الجزيرة الفراتية المتصلة بالشام والعراق بين دجلة والفرات.
أن عبد العزيز بن حاتم كان على حرب قَيْسٍ أيام قاتلوا بني تَغْلِب، وكان يقال له: أصَمَّ باهلة، وكان عبد الملك بن حُميد كاتب أبي جعفر أمير المؤمنين مولاهم. انتهى.
ومنهم الأحْدَبُ بن عَمْرو بن جابر بن عَمَّارة بن عبد العزى بن عامر بن عمرو بن ثعلبة بن غَنْم بن قتيبة الذي أخَذ عِفَاقَ بن مُرَيِّ بن سلمة بن قُشَيْر فشواه وأكله، فقال الشاعر:
إنَّ عِفَاقًا أكَلتْهُ بَاهِلَهْ
…
تَمَشَّشُوا عِظَامَهُ وَكَاهِلَهْ
وَتَرَكُوا أُمَّ عِفَاقٍ ثَاكِلَهْ
ونَاسُ من بني فَرِير بن عُنَيْن من طَيء جاورتهم امرأة من بني تميم، فأصابتهم سنة فأكلوها، وقوم من هذيل أكلوا جارًا لهم في سنة أصابتهم، وأكل بنو عُذْرة أمة لهم.
ومن بني سَهْم بن عَمْرو بن ثعلبة بن غنم بن قتيبة بن معن: سلمان بن ربيعة بن يزيد بن عمرو بن سهم بن عمرو بن ثعلبة بن غنم بن قتيبة. ومن زيادات البلاذري: كان يقال له سلمان الخيل، وَجهه عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى أرمينية، ففتح بها فتوحًا كثيرة، ولقي خاقان عظم الخَزَر، وهو في خيوله خلف نهر البَلَنْجَر، فقتل في أربعة آلاف من المسلمين، وكان سلمان أول من استقضى بالكوفة، فأقام أربعين ليلة لا يأتيه خصم، وروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفيه يقول ابن جُمانة الباهليُّ:
وَإنَّ لَنَا قَبْرَيْنِ قَبْرَ بَلَنْجَرٍ
…
وَقَبْرًا بِصِيْنِ اسْتَانَ يَالَكَ مِنْ قَبْرِ
يعني قبر قتيبة.
وكان الذي جاء بنعيه إلى عثمان قرطُبَة بن كعب الأنصاري، وكان سليمان وحبيب بن سلمة وُجها في وجه لمحاربة العدو، فتنازعا الإمارة، فقال بعض أهل العراق لأهل الشام، وكانوا قد هموا بسلمان:
إِنْ تَقْتُلُوا سَلْمَانَ نَقْتُلْ حَبِيبَكُمْ
…
وَإِنْ تَرْحَلُوا نَحْوَ ابْنِ عَفَّانَ نَرْحَلِ
وقال أبو اليقظان: يقال لقوم سلمان: الكواسجة، قالوا: وعرض سلمانُ الخيل، فقال لفرس منها: هذا هَجِيْن، فقال عَمْرُو بن مَعدي كَرِبَ: هو عَتيق، فدعا بِطَستٍ فيه ماء وسقى الخيل، فثنى الفرس يده، وكذلك تفعل الهُجُنْ، فقالَ عَمْرو: إن الهَجِين يعرف الهَجِين، فبلغ ذلك عُمَرَ بن الخطاب، فقال لعَمْرُو: بلغني ما قلت لأميرك، وعندك سيف تسميه الصَّمْصَامة وعندي سيف أسميه مُصَمِّمًا، فإن سرك أن أضعه على رأسك حتى أبلغ جاعرتك فَعُد!!
وكان سَلْمَان يقول: من حسنت مدارارتُه الناسَ سلم منهم، وحسن عَيْشُهُ معهم.
ومنهم أبو أَمَامَة وهو صُدي بن العجلان، صحب النبي صلى الله عليه وسلم قال البلاذريُّ: وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه، وكان ممن توجه إلى الشام في أيام أبي بكر غازيًا، ومات سنة ست وثمانين وهو ابن إحدى وتسعين سنة.
ومنهم بَكْر بن حبيب، ويكنى أبا سهل، ولي السُّوْس لابن هُبيرة، ودعاه إلى عمل وَولاه السوس فأباه، وقال: العنوق بعد النوق (؟) ومات بالبصرة، وكان عبد اللَّه بن بكر بن حبيب محدثًا، ومات ببغداد سنة سبع ومائتين.
وولد عبد بن غَنْم سَعْدًا وعَمْرًا ومنفذًا.
فولد سعد أعيَا وصَحْبًا. قال البلاذري: منهم حرّيٍّ بن ريَاح بن عمرو بن عَبْشَمْس بن أعيا بن سعد بن عبد بن غَنْم بن قتيبة بن معن، وابنه عبد الرحمن بن حَرِّي بن حُرِّيٍّ بن رياح بن عمرو، كان سنان بن سلمة بن المُحَبِّق يوليه أمر السرايا بالهند، وفيه يقول الشاعر:
لَوْلا طِعَانِيَ بِالنُّوْقَانِ مَا رَجَعَتْ
…
مِنْهَا سَرايَا ابْنُ حريٍّ بِأَسْلابِ
وقال غير الكلبي: ولى عبيد اللَّه بن زياد حَرِّي بن حَري الباهليَّ ثغر الهند، ففتح اللَّه على يده، والأول أثبت.
ومنهم دريد بن رياح بن عمرو، قتله رداد بن جوش من بني عبد اللَّه بن غطفان، فوثب مُظَهِّر بن رياح على رداد فقتله فقالت الغطفانية:
إنَّا وَبَاهِلَةَ بْنِ أَعْصُرَ بَيْنَنَا
…
دَاءُ الضَّرَائِرِ بُغْضَة وَتَقَافِ
مَنْ يَثقَفُوا منَّا فَلَيْسَ بِآيِبٍ
…
أَبَدًا وَقَتْلُ بَنُو قُتَيْبَة شَافِ
قَتَلَتْ قُتَيْبَةُ فِي النَّوَائبِ فَارِسًا
…
لا طَائِشًا رَعْشًا وَلا وَقَّافِ
ومنهم مُصَرِّف بن الحجاج بن أوفى بن مالك بن زيد بن نضلة بن صبح بن عبد اللَّه بن عمرو بن عبد غنم بن قتيبة بن معن.
ومن بني صَحْبٍ: مالك بن زُغبَة بن ربيعة بن هبة بن مرة بن صحب بن سعد بن عبد بن غنم بن قتيبة بن مَعْن الشاعر الذي يقول:
بِضَرْبٍ كآذَانِ الفِرَاءِ فُضُولُهُ
…
وَطَعْنٍ كَإيْزَاغِ المَخَاضِ ثُبُورُهَا
ومنهم جَحْل بنُ نَضْلَة بن صُبح بن عبد اللَّه بن عَمْرو بن عَبْدٍ، كان شاعرًا رئيسًا وفيهم البيت.
ومن بني أعيا بن سعد بن عبد غَنم بن قتيه: أصْمَعَ بن مُظَهِّر بن رِيَاح بن عبد شمس بن أعيا بن سعد بن عبد بن غَنْم، أبو بَني الأصْمَع.
ومن ولده عليُّ بن أصْمَعَ كان شريفًا. زاد البلاذريُّ: ونزل عليه خالد بن عبد اللَّه بن خالد بن أسيد حين قدم البصرة، وقد ذكرنا خبره في خبر الجُفْرَة. انتهى.
ومنهم الأصْمَعِيُّ الراوية، وهو عبد الملك بن قُرَيْب بن عبد الملك بن عليِّ ابن أصْمَع، عن أهل البصرة، كان في صحابة هارون الرشيد أمير المؤمنين، وكان الأصمعيُّ يقول: لستُ من باهلة لأن أم قتيبة بن مَعْن تميمية، ولكن باهلة حضنته، فغلبت عليه.
وولد عَمْرُو بن غُنْم قَعْنبًا وسُوَاءَة.
وولد وائل بن مَعْنٍ ثعلبة، فولد ثعلبة سلامة وعوفًا، فولد عَوْف عَمرًا.
وولد سلامة عَصَيَّة وعَمْرًا، وكَعْبًا وهِلالا، فولد هِلالُ كَرَاثَة وقُضَاعِيًا.
منهم قُتَيْبَة بن مُسْلِمٍ بن عَمْرو بن حصين بن ربيعة بن خالد بن أسِيْد الخَيْر بن كعب بن قُضَاعِيِّ بن هلال - زاد البلاذري: وكان مسلم بن عَمْرو خاصًا بيزيد بن معاوية، وقيل: إنه كان يغنيه، فقال الشاعر في قتيبة ويزيد بن المهلب:
شَتَّان مَنْ بِالصَّنْجِ أَدْرَكَ وَالَّذِي
…
بِالسَّيْفِ قُدِّمَ وَالحُرُوبُ تَسَعَّرُ
واسترسل البلاذريُّ في ترجمة قتيبة بما نقلناه هناك.
ولأسَيْد الخير أخ يقال له أسيْد الشَّرِّ بن كعب.
والمنتشرُ بن وهب بن عجلان بن سلمة بن كَرَاثَة بن هلال، كان شريفًا قتلته بنو الحارث بن كعب.
وأدْهَم بن مُحْرز بن أسيد بن أخْشنَ بن رياح بن أبي خالد بن ربيعة بن زيد ابن عَمْرو بن سلامة، ممن أَمَدَّ به عُبَيْد اللَّه بن زيادٍ حُصَيْنَ بن نُمَيرٍ يوم عَيْنٍ الوردة، وأدهم الذي يقول ولم يقل شعرًا غيره:
لمَّا رَأَيْتُ الشَّيْبَ قَدْ شَانَ أَهْلَهُ
…
تَفَتَّيْتُ وَابْتَعْتُ الشَّبَابَ بِدِرْهَمِ
وابنه مالكُ بن أدْهَم بن مُحْرِزِ، كان في صحابة أبي جعفر المنصور، وكان عالمًا فصيحًا، وقد كان بلغ مئة سنة. زاد البلاذريُّ: وقال غير الكلبي: كان أدْهَمُ أثيرًا عند الحجاج، وأقطعه دَارَ عبيد اللَّه بن عبد الرحمن بن زياد لخروجه مع ابن الأشْعَثِ وأنه قتل معه، ودخل على الحجاج وهو أشْيَبُ فأمره بالخِضاب فاختضب، وقال البيت: لما رأيت الشَّيْبَ. وأضاف البلاذريُّ: وقال الكلبي: ومن بني سلامة أيضًا الأعْشى أعْشَى باهلة، وهو عامر بن الحارث بن رياح بن أبي خالد بن ربيعة بن زيد بن عمرو بن سلامة بن ثعلبة بن وائل بن معن الشاعر. انتهى.
وولد لَيْلُ بن معنِ عَبْد كَعْب، وهم قليل.
وولد عَمْرو بن مَعْنُ عدِيًا، فولد عَديُّ عُلَيْمًا بطن، وعَبْدًا فولد عَبْدُ جابرًا، ومنفذًا - عند البلاذري:(وزيان) بدل منفذ، ويقال: ديان.
فولد عليم بن عَدي كليبًا، فولد كليب جندبا ووهبا، فولد جندب عامرًا -عند البلاذري: عديا- ونُبَيشة ومالكًا، فولد نبيشة معاوية وعبد العُزَّى وعبد اللَّه، فولد معاوية بن نبيشة مظهرًا.
ومن بني عُليم: مُظَهِّر بن معاوية بن نُبيشَة بن جُنْدب بن كليب بن عُلَيْم ابن عديٍّ، وهو جد بكر بن معاوية والي ديوان الجند.
منهم معاوية بن بكر بن معاوية، والي ديوان الجند أيضًا -زاد البلاذري: وكان بكر من قواد أبي جعفر- وعلقمة بن معاوية.
وولد وهب بن كليب جُوَيَّة وربيعة.
وولد أوْدُ بنُ مَعْن عَديًا، وكعبًا، وسعدًا.
منهم الحارث بن حبيب الذي عُمِّرَ فقال:
ألا هَلْ شَبَابٌ يُشْتَرَى بِرَغِيْبِ
…
يُدَلُّ عَلَيْهِ الحَارِثُ بْنُ حَبِيْبِ
وولد فُرَّاض بن مَعْنٍ حرامًا.
منهم عَمْرُو بن أحْمَرَ بن الْعمَرَّد بن عامر بن عَمْرو بن عَبْد بن فُرَّاص بن معن بن مالك بن أعْصُرَ، الشاعر. وساق البلاذري طرفًا من ترجمته تراجع في محلها.
وولد جئَاوة بن مَعَن عِتْبَان، وحُمَيْسًا، وغَيْلانَ.
فهؤلاء بنو مالك بن أعصر، وهم باهلة.
وزاد البلاذري: ومن باهلة مسلم بن الشَّمَرْدَل الذي دخل على بلال بن أبي بردة، فجلس متربعًا بنِ يديه، فقال له: لقد جلست جلسة بَغِيُّ! قال: إنك لعالم بجلوسهن. قال: يا ابن اللخناء. قال: بل أنت.
ومن باهلة ثم من بني سهم المستورد بن قدامة، وكان من الذين شهدوا على نسب زياد أيام معاوية.
ومن بني سَهْم حيَّان بن يزيد الذي قال له أبو موسى الأشعريُّ: إن باهلة كانت كراعًا، فجعلناها ذِراعًا. قال: ألا أدلُّك على الأم من باهلة: عَكٌّ وأخلاطُها من الأشُعَرِيين. فغضب أبو موسى رضي الله عنه ثم قال: يا سَابَّ أميره.
ومن باهلة ثم من بني عمرو بن عبدٍ: جَحْلُ بن نضلة، كان شريفًا في الجاهلية، وعرض ابنه شبيب على أبي موسى وهو شيخ، فقال: أنت بال على بال. فقال شبيب بن جَحْل بن نضلة:
رآنِى الأَشْعَرِيُّ فَقَالَ: بَالٍ
…
عَلَى بَالٍ وَلَمْ يَعْلَمْ بَلائِي
وَمِثلُكَ قَدْ كَسَرْتُ الرُّمْحَ فِيهِ
…
فَآبَ بِدَائِهِ وَشَفَيْتُ دَائِي
ومن بني عَمْرو بن عبدٍ: قُرَّة بن حيان، صاحب قنطرة قوة بالبصرة وكان من وجوه قومه، قال: ومن مواليهم عبيد الصيد الصيرفي.
قال: وكان علي بن أصمع الباهلي يقرأ الكتب على منبر البصرة، ووجه بنو عقيل مولى لهم يقال له زياد، ليمتار لهم، فأتاهم ولم يَمْتَرْ لهم، فسألوه عن أخبار أهْل البصرة، فحدثهم أن علي بن أصمع تزوج امرأة من بني عامر بن صعصعة، فقال شاعرهم:
بَعَثْنَا زِيَادًا مَائِرًا لِيَمِيرَنَا
…
فَمَا جَاءَنَا إِلا بِصِهْرِ ابْنِ أَصْمَعَا
ومن بني قتيبة ومن باهلة حاتم بن حمران، ولي بعض أمر البصرة، فمنع إبلا للفرزدق من الرعي فقال:
وَتَمْنَعُ إِبْلِي أَنْ تَجُوزَ إِلَى الحِمَى
…
وَأَنْتَ تُجِيْزُ الحُمْرَ يَا عَبْدَ حَاتَمِ
قَرَابَتُهُ شَرْطُ ابْنِ حِمْرَانَ دُوْنَهَا
…
إِذَا نَفَذَتْ قَامَتْ عَلَيْهَا المَآتِم
ومن باهلة بنو حبيب بن زيد يذكرون أنهم من بني الأعرج، قال الشاعر منهم:
فَإِنْ تَكُ عَنْ نَسَبِي غَافِلًا
…
فَإنِّي امْرُؤٌ مِنْ بَنِي الأَعْرَجِ
وَمِنْهُمْ خُلِقْتُ وَمِنْهُمْ أَبِي
…
كَمَا لُزَّتِ العُنْقُ بِالمِنْسَجِ
فشخص هذا الشاعر إلى قتيبة بخراسان، فقال له: ألم تزعم أنك من بني الأعرج من تميم؟ فقال: إنما قلت:
فَإنْ تَكُ عَنْ نَسَبِي غَافِلًا
…
فَإِنِّي امْرُؤٌ منْ بَنِي وَائِلِ
وَمِنْهُمْ خُلِقْتُ وَمِنْهُمْ أَبِي
…
كَمَا لُزَّتِ العُنَقُ بِالكَاهِلِ
ومن باهلة عبد الرحمن بن منقذ، كان مع مروان بن محمد من خاصته، وقتل بالخشب ليلة قتل مروان، وقال: كان سلمان بن ربيعة من الكواسجة، وقتل على بَلَنْجَرَ، قال: ومنهم سليمان بن أبي زُهير، خال قتيبة بن مسلم، وفيه يقول الشاعر:
أَلَيْسَ مِنَ الخَيْرِ لَوْ تَعْلَمِينَ
…
سُرَادِقُ سَلْمَانَ مِنْ بَاهِلَه
ومن باهلة حَجَّاج بن الفرافصة، كان عابدًا، وقضى ابنُ له على جُنْد يسابور.
ومن وائل باهلة سحبانُ، وهو الذي أوْفد إلى معاوية فتكلم، فقال معاوية: أنت السَّحُّ. فقال: إي واللَّه، وغير ذلك، فقال سحبان:
لَقَدْ عَلِمَ الوَفْدُ العِرَاقِيُّ أَنَّنِي
…
إِذَا قِيْلَ عِنْدَ البَابِ أَنِّي خَطِيْبُهَا
وذكره حُمَيْد الأرْقَطُ، وابنه عجلان بن سحبان، وهو الذي يقول لطلحة الطَلَحَات بِسِجسْتَان:
مِنْكَ العَطَاءُ فَأَعْطِنِي
…
وَعَلَيَّ شُكْرُكَ فِي المَشَاهِدْ
ومن وائل باهلة الحطيمُ الخارجي، واسمه زيد.
ومنهم قاتلُ بِشْر بن أبي خازِم بسهم، فقال بِشْرٌ:
وَأنَّ الوَائِلِيَّ أَصَابَ قَلْبِي
…
بِسَهْمٍ لَمْ يَكُنْ يُكْسَى لُغَابَا
ويقال: إن الذي قتله من بني صعصعة.
ومن بني جاوة مُطَرِّف بن سيدان، كان مصعب بعثه إلى عبيد اللَّه بن ظبيان، وهو بالأهواز، فقتله ابنُ ظبيان وقد ذكرت خيره في كتاب "البلدان" في أيام المصعب بن الزبير وله عقب بالبصرة.
ومنهم مضارب بن عبيد اللَّه، كان يخلف صاحب الشرطة.
ومنهم عطية بن عمار، كانت ابنته أم عَبَّاد عند عَديِّ بن أَرْطَاةَ،
ومن بني فَرَّاصٍ المُثَلَّم، دسَّت إليه الخوارج فقتلوه، فقال أبو الأسود:
آلَيْتُ لا أَمْشِي إِلَى رَبِّ لَقْحَةٍ
…
أُسَاوِمُهُ حَتَّى يَؤُوبَ المُثَلَّمُ
وقَالَ لَهُ: حَمْرَاءُ كَوْمَاءُ جَلْدَةٌ
…
وَقَاربَهُ فِي السَّوْمِ، والغَدْرَ يَكْتُمُ
ومنهم عبد الملك بن جُمانة، كان شاعرًا وهو القائل لقتيبة:
أَمْ كَيْفَ يَرْجُوكَ البَعِيد
…
وَقَدْ أَضَعْتَ لَهُ قَرِيبَكْ؟!
انتهى. وستأتي ترجمة ابن جمانة -مع الشعراء-.
هذا مجمل ما ذكره متقدمو علماء النسب عن تفريع بطون هذه القبيلة، وعن أصولها حين كانت ذات كيان متميز، تجمعها رابطة النسب، وكان ذلك في عهود سابقة لظهور الإسلام، وقد طرأ عليها ما طرأ على غيرها من القبائل من تفرق فروعها تفرقًا نشأ عنه انحلال أقوى الروابط الاجتماعية وهو النسب، بعد أن تناءت المنازل بين الفروع، وحدث اندماج منها واختلاط في القبائل المجاورة وغيرها، كالحال بالنسبة لجميع القبائل العربية.
انحلال الرابطة القبلية بالتحالف ثم في التفرق في المنازل
من المعروف أن أية قبيلة كانت بعد أن تبلغ درجة من القوة، يدركها الضعف، فيحدث فيها التفرق، وهكذا شأن قبيلة باهلة، كما يستدل على وجود فروع من هذه القبيلة فارقوا قومهم، ونزلوا بلادًا بعيدة عن بلادهم، ومنهم بنو وائل الذين جاء الإسلام وهم مستقرون في بيشة.
ولا شك أن ما يحدث بين فروع القبيلة من عداوة يسبب تفرقها، كما أن محاربتها لقبيلة أقوى منها تحدث لها من الضعف ما يضطر فروعًا منها إلى الالتجاء إلى من يؤويهم من فروع القبائل القوية، ومن أمثلة ذلك ما أورده
صاحب "الأغاني" وملخصه
(1)
: أن المنتشر الباهلي كان له ابن يقال له سيدان، قتلته بنو جَعْدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، فأغار عليهم، ثم على بني سُبَيْع، فقتل ثلاثة نفر، وكانت باهلة قد انضوت إلى بني كعب، فلما قتل المنتشر من قتل من جعدة، تصدَّعت باهلة، فلحقت فرقة منهم وهم بنو وائل بعقال بن خويلد العُقَيْليِّ، فأجارهم، ولحقت بنو قتيبة ورئيسهم جَحْل الباهلي بيزيد بن عمرو بن الصَّعق الكلابي فأجارهم، فلما أرادت بنو جعدة قتال باهلة قال عقَالٌ: لا تقاتلوهم فقد أجَرتهم، فأما أحد القتلى الثلاثة منكم فهو بالمقتول، وأما الآخران فعليَّ ديتهما، فقالوا: لا نقبل إلا القتال، ولا نريد من بني وائل دية، فلم يزل بهم حتى قبلوا الدية، وانتقلت وائل إلى قومهم، وفي ذلك يقول النابغة الجعديُّ -وذكر عقالا- وحذَّرهُ حربًا كحرب البسوس-:
فَأَبْلِغْ عِقَالًا أَنَّ غَايَةَ دَاحِسٍ
…
بكَفَّيْكَ فَاسْتَأخِرْ لَهَا أَوْ تَقَدَّمِ
تُجيرُ عَلَيْنَا وَائلًا فِي دِمَائِنَا
…
كَأَنَّكَ عَمَّا نَابَ أَشْيَاعَنَا عَمِ
كُلَيْبُ لَعَمْرِي كَانَ أَكْثَرَ نَاصِرًا
…
وأَيْسَرَ جُرَمًا مِنْكَ ضُرِّجَ بِالدَّمِ
إلى آخر القصيدة التي ذكر فيها قصة قتل كليب.
وما نقل صاحب "الأغاني" من أن بني وائل انتقلوا إلى قومهم ليس صحيحًا، فحادثة ابن المنتشر التي سببت التجاء بني وائل بالعقيلي كانت في العهد الجاهلي، وسيأتي ما يدل على أن الوائليين أولئك استقروا بعيدًا عن قومهم في بيشة ونواحيها وكانت من منازل بني عقيل، ولما جاء الإسلام وفد من بني وائل من باهلة وافد كتب معه الرسول صلى الله عليه وسلم أن لباهلة ما أحيت من بلاد بيشة.
وقد تكون هناك فروع من القبيلة فارقتها قبل حادثة ابن المنتشر، فبنو جئاوة استقر كثير منهم على ضفاف وادي التَّسْرير (الرشاء الآن) في أعاليه بجوار غَنِيٍّ أبناء عمومتهم، بحيث إن بعض النسابين لم ينسبهم في باهلة، ولا شك أنهم منهم، وأن استقرارهم في تلك البلاد في عهود متقدمة.
(1)
5/ 28 ط الثقافة - بيروت.
ولقد كان تحالف باهلة مع بني عامر من أهم الأسباب التي نشأ عنها من قهر العامريين وإذلالهم للقبيلة، ما سبب ضعفها وتفرق فروعها، مما يجد القارئ آثاره فيما اتخذه الفرزدق منفذًا واسعًا للنيل من هذه القبيلة، وما كان صاحب كتاب "الممتع" حسين سمى هذا التحالف بحلف الذل والقهر
(1)
؛ بمجانفٍ للصواب. إذ القبيلة لا تلجأ إلى التحالف إلا عندما تكون مقهورة - وهي في تلك الحالة تتحمل من حيف المحالف -بكسر اللام- ما يفرضه عليها، ولا شك أن هذا من الأسباب التي دفعت بفروع من القبيلة أن تلتجي بقبائل أخرى بطرق شتى من التقرب كالجوار والمصاهرة وغيرهما، وما أكثر ما تدخل فروع من قبيلة في قبيلة قوية.
من بطون باهلة قديمًا
قد يقال: وما الفائدة من ذكر هذه البطون التي لا يعرف منها أحد في عصرنا الحاضر؟ والجواب أن المشاهير من قد يقتصر في نسبته في كتب المتقدمين على البطن دون ذكر القبيلة، كان يقال: سَحْبَان وائل، فيتوهم متوهم أن سحبان هذا من وائل الفرع الرَّبَعي الذي منه بكر وتغلب وعنز، ولا يدرك أنه منسوب إلى وائل الفرع الباهلي، وقد وقع مثل هذا، ولهذا حَسُن ذكر أشهر الفروع الباهلية.
الأبناء:
جاء في هامش "مختصر جمهرة النسب" ما نصه في فصل ملحق بآخر الكتاب عن ابن الأعرابي في ذكر الأبناء من قبائل، قال: والأبناء يعني من باهلة ولد معن بن مالك ما خلا قتيبة
(2)
. انتهى. والأصل في هذا ما نقله الحسن الطوسي عن شيوخه: سموا الأبناء لأنهم قبائل صغار، تحالفوا على أخيهم لكثرته، وكل قبيلة كبيرة لها إخوة صغار يقال لهم الأبناء
(3)
.
(1)
"الممتع في صنعة الشعر": 154 طـ دار الكتب العلمة ببيروت.
(2)
مخطوطة راغب باشا - هامش نسب باهلة الورقة 67.
(3)
أنساب البلبيسي رسم (الأبناء).
أصمع:
قال ابن خبيب
(1)
: في باهلة بنو أصمع بن مُظَهر بن رياح بن عبد شمس ابن أعْيَا بن عبد غَنْمٍ.
وقال ابن قتيبة
(2)
: رهط الأصمعي، هم من بني سعد ثم من بني صَحْبٍ، من بني قتيبة بن معن بن أعْصُرَ.
أعيا:
أعيا بن سعد قُتَيْبة، رهط شَفيق بن جَزْءٍ الباهلي، فارس باهلة في الجاهية، ورهط بني النعمان رؤساء بني أعْصُر في الجزيرة الفراتية.
أمامة:
كان هذا البطن من باهلة هو الذي كان يتولى سِدَانة (ذِي الخُلَاصَة) من أشهر الأصنام في العهد الجاهلي، قال ابن الكلبي
(3)
: وكان من تلك الأصنام ذو الخلَصَة، وكان مَرْوَةً بيضاء منقوشة، عليها كهيئة التاج، وكانت بِتَبَالة، بين مكة واليمن، على مسيرة سبع ليال من مكة، وكان سدنَتُها بني أمامة من باهلة بن أعْصُر، وكانت تعظمها وتَهْدي لها خَثْعُم وبَجِيلة وأَرْدُ السَّرَاةِ ومن قاربهم من بطون العرب من هوازن.
فلما فتح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مكة وأسلمت العربُ، وفدت عليه وفودها، وقدم عليه جرير بن عبد اللَّه البَجْلي مُسْلِمًا، فقال له: يا جرير ألا تكفيني ذا الخُلَصة؟ فقال: بلى. فوجهه إليه، فخرج حتى أتى بني أحْمَسَ من بَجِيلة فسار بهم إليه، فقاتلته خثعم وباهلة دونه، فقتل من سدنته من باهلة يومئذ مائة رجل، وأثرَّ القتل في خَثعم، وقتل مائتين من بني قحافة بن عامر بن خثعم، فظفر بهم وهزمهم، وهدم بنيان ذي الخُلَصَة، وأضْرَمَ فيه النار، فاحترق، فقالت امرأة من خثعم:
(1)
"مؤتلف القبائل ومختلفها" 342 وانظر "الإيناس"74.
(2)
"المعارف": 81.
(3)
"الأصنام": 34.
وبَنُو أُمامةَ بِالوَلِيَّةِ صُرِّعُوا
…
ثَملا يُعَالِجُ كُلُّهُمْ أنْبُوبَا
جَاءُوا لِبَيْضَتِهِم، فلاقَوْا دُوْنَهَا
…
أُسْدًا تَقِبُّ لَدَى السُّيُوفِ قَبِيْبَا
قَسَمَ المَذَلَّةَ بَيْنَ نِسْوَةِ خَثْعَمٍ
…
فِتْيَانُ أَحْمَسَ قِسْمَةَ تَشْعِيْبَا
وذو الخُلَصَة اليوم عتبة باب مسجد تبالة. انتهى.
أود:
منهم أم الأحْنَفِ بن قيس وهي حُبَّا -بضم الحاء المهملة وتشديد الباء المفتوحة بعدها ألف- بنت قُرْطٍ - وسيأتي ذكرها في الشعر، وأود هو ابن مَعْن ابن أعْصُر
(1)
.
جئاوة:
ويقال: جاوة بدون همز - بطن من باهلة وأبوهم معن بن أعصر، ذكر ابن قتيبة أن لهم بقية. وهم رهط الأصم الشاعر عبد اللَّه بن الحجاج
(2)
ومنهم الصحابي الجليل جُنادة بن جراد. وقال في "تاج العروس": جأوْت القدر جَأوًا، جعلت له جأوة -عن ابن بَرِّي لغة في جَأيْتُ- وقال ابن حمزة: جأوة بطن من العرب وهم إخوة باهلة، وقال الليث: حيٌّ من قيس قد دَرَجُوا لا يعرفون. انتهى. وقول الليث بأنهم قد درجوا ليس صحيحًا، فالهمداني وقد عاش في القرن الرابع الهجري ذكرهم من سكان السَّوْد في بلاد باهلة. (كما سيأتي)، كما ذكرهم الهجريُّ وهو مُعاصِرٌ للهمداني.
الحارث:
في قبيلة باهلة حارثان: الحارث بن قُتيبة، والحارث بن سَهْم بن عَمْرو بن ثعلبة بن غنم بن قتيبة
(3)
.
(1)
"المعارف" لابن قتيبة: 423 و"نسب عدنان وقحطان" للمبرد: 19.
(2)
"المعارف": 81 و"نسب عدنان وقحطان": 19 و"المؤتلف والمخلف" 53 - تحقيق عبد الستار فراج.
(3)
"لسان العرب" رسم (حرث).
وكان بنو الحارث معروفين في القرن الرابع الهجري، فقد عدَّهم الهمداني من سكان السَّود -سَوْد باهلة- فقال بعد ذكر جَزالاء ومُريفق
(1)
: ومأسَلُ، وحضنُ -غير حَضَنِ عُكَاظ- من أرض باهلة، والفرعة وأدي نخل لبلحارث من باهلة.
حزيمة:
بالحاء المهملة مفتوحة-: قال الأزهريُّ: بطن عن باهلة، قال فيها أبو معدان الباهلي
(2)
:
جاءَ الحَزَائِمُ والزَّبائِنُ دُلْدُلا
…
لا سَابِقَيْنَ ولامَعَ القُطَّانِ
فَعَجِبْتُ مِنْ عَوْفِ وَمَاذَا كُلِّفَتْ
…
وَتَجِيءَ عَوْفٌ آخِرَ الرُّكْبَانِ
قال: والحزيمتانِ والزَّبينتان من باهلة، وهما حَزِيمة وزَبينة، جمعهما الشاعر، أي يتدلدلون مع الناس، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.
حصن:
بطن من باهلة، كان يسكن السَّوْد في القرن الرابع الهجري، ذكرهم الهمداني بعد أن ذكر جزالا وأنها لبني عصم ومواليها، قال
(3)
: ومرتفق (مريفق) فهو لبني حِصْنٍ.
ذبيان:
هو ابن جِئَاوة، منهم عبد اللَّه بن الحجاج (الأصَمُّ) الشاعر
(4)
.
زبينة:
فخذ من باهلة، تقدم ذكره مع خزيمة، وقد جمعهما الشاعر، فقال: الحزائم والزبائن
(5)
.
(1)
"صفة الجزيرة": 310.
(2)
"تهذيب اللغة" 14/ 67 و"لسان العرب" رسم (حزم).
(3)
"صفة جزيرة العرب"310.
(4)
"المؤتلف والمختلف" - 53 - تحقيق عبد الستار فراج.
(5)
"تهذيب اللغة" 14/ 67.
زياد:
عدَّهُم الهمداني من بطون باهلة المعروفة في عهده، من سكان السَّوْد -سَوْدِ باهلة- وذكر أنهم يسكنون القُوَيْع أو سواد باهلة من مشرقة
(1)
، والقُوَيْعُ من الأمكنة التي لا تزال معروفة هناك.
سعد:
عدَّ ابن قتيبة بني سعدٍ من بني صحب، وقال: ومنهم بنو أصمع رهط الأصمعى
(2)
.
سهم:
الذين منهم أبو أمامة -صُدَيُّ بن عجلان- والهِرْماس بن زياد، الصحابيان الجليلان، قال البلبيسي في "الأنساب"
(3)
: ومنهم الحارث بن عمرو بن سهم بن عمرو بن ثعلبة بن غَنْم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعْصُر، أبُو سُفينة، رفع خليفةُ نسبه إلى باهلة له حديث واحد، سمع من النبي صلى الله عليه وسلم بمنى أو عرفات يخطب، فذكر المواقيت والضحية والعتيرة، وروى عنه ابنه. . . وحفيده زرارة بن كريم بن الحارث، وعند ابن حِبَّان: عداده في أهل البصرة، ومنهم سلمان بن ربيعة بن يزيد بن عمرو بن سهم القتيبي، ذكره العُقَيْلي في الصحابة، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: له صحبة، يقال له سلمان الخيل، كان على خيل عمر، واستقضاه بالكوفة قبل شُرَيْحٍ، فلما ولي سعد الولاية الثانية أبقاه. . . وقال: قتلت بسيفي هذا مائة مستلئم، كلهم يَعْبُدُ غير اللَّه، ما قتلت منهم رجلا صبرًا كأنه يقول: إنما قتلتهم مبارزة. انتهى كلام البلبيسي.
وعدَّ ابن قتيبة في سهم باهلة عبد اللَّه بن بكر السهمي، من أصحاب الحديث، من أهل البصرة، ومات في بغداد سنة 208، وبكر بن حبيب السهمي.
(1)
"صفة جزيرة العرب"310.
(2)
"المعارف"81.
(3)
مخطوط رسم (السهمي).
صحب:
بطن في باهلة
(1)
، وقال ابن قتيبة
(2)
: ومن بني قتيية بنو صَحْبٍ، وهم ينزلون اليمامة، ومنهم: عمرو بن عبد واعبد وقعنب وسعد بن عبد وعامر بن عبد، وقال ابن حبيب: وفي باهلة صَحْب -بالفتح- بن سعد بن عبد بن غنم ابن قتيبة بن معن
(3)
.
بنو عامر بن عوف:
ابن وائل بن معن، رهط أعشى باهلة الشاعر
(4)
.
بنو عبد الخالق:
قال ابن حزم في الكلام على قبيلة باهلة
(5)
: وكان منهم بِحَيَّان بنو عبد الخالق بن محمد بن أحمد (قاضي) بن الوليد (قاضي) بن عبد الخالق (قاضي) بن عبد الجبار بن قيس بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن قُتَيْبَة بن مسلم.
عبشمس:
قال ابن الوزير المغربي
(6)
: وفي باهلة عَبشَمْسُ بن أعْيا بن سعد بن عبد بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعْصُر -وهو مُنَبِّه بن سعد بن قيس عيلان- كذا أثبت أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري في كتابه، بفتح العين وكسر الباء، وغيره ينطق بهذه الكلمة محققة الإضافة "عبد شمس".
ومن بني عبشمس: شقيق بن جزء بن رياح بن عمرو بن عَبشمس بن أعيا، كان شاعرًا. ومنهم علي بن أصمع بن مُظهِّر بن رياح
(7)
، كان خطيبًا، لما ورد
(1)
"لسان العرب" - رسم (صحب).
(2)
"المعارف" 81، و"المؤتلف والمختلف" - 56 - تحقيق عبد الستار فراج.
(3)
"مؤتلف القبائل" - 231 - .
(4)
"المعارف" - 81 - و"المؤتلف والمختلف" - 24 - تحقيق عبد الستار فراج.
(5)
"جمهرة أنساب العرب" - 246 - تحقيق عبد السلام هارون.
(6)
"الإيناس" -215 - .
(7)
تقدم في "الإيناس" - 74 - رباح - بدون ضبط.
كتاب عثمان على عبد اللَّه يخبره بمسير الناس إليه، أمر علي بن أصمع أن يقرأ الكتاب على الناس، ويحضهم على نصرة عثمان، فذكره الفرزدق عرضًا فقال:
والا وسوم الدار قفرا كأنها
…
كتاب تلاه الباهلي ابن أصمعا
وذكره آخر من العرب فقال:
فإن شئت حكَّمنا المغيرة بيننا
…
وإن شئت حكَّمنا علي بن أصمعا
ومن ولده الأصمعي الراوية عبد الملك من قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع، وشهرته تغني عن وصفه. انتهى، ولم أجد هذا في كتاب "أنساب الأشراف" للبلاذري في نسب باهلة، ولعله ذكره في موضع آخر من الكتاب.
عثمان:
ذكره الهجري في "النوادر" زِرْبِي بن سَبَّاق أنه أحد بني عثمان الباهلي
(1)
.
آل عصام:
قال الهمداني في "صفة جزيرة العرب" وهو يتحدث عن سمواد باهلة
(2)
: أوله من مشرفة بلد يقال له القويع، يعرف ببني زياد من باهلة، ثم أعلى منه حصن آل عصام، وهو من ولد عصام خادم النعمان، ومنهم أبو المنيع شاعر من أهل عصرنا، وفي عصام يقول النابغة:
نَفْسُ عِصَامٍ سَوَّدَتْ عِصَامَا
وقوله:
فَخَبِّر مَا وَرَاءَكَ يا عصامُ
وجزالاء عن يمين ذلك. انتهى، وسيأتي ذكر الاختلاف في ذكر عصام هذا عند ذكر الاسم في تراجم (الأعيان).
(1)
- 168 - مخطوطة دار الكتب المصرية.
(2)
-310 - .
عصم:
ذكرهم الهجري والهمداني
(1)
بأنهم سكان جزالاء التي قال فيها الشاعر:
ألا يَا بَنِي عُصْمٍ جَزَالاءُ جَنَّةٌ
…
مَرَاطِيبُ تَجْنِي كُلَّ عَامٍ لَكُمْ جَرْبَا
إِذَا أَرْطَبَتْ مِنْهَا المبَاكِيرُ هَيَّجَتْ
…
صُدُورَ رجَالٍ لم تَروعُوا لَهُمْ سِرْبَا
وسيأتي الكلام على جزالاء عند ذكر بلاد باهلة.
عليم:
-بضم العين- ابن معمر بن أعْصُر، قال ابن قتيبة
(2)
: وأما بنو عليم فلهم عدد في الجزيرة، منهم بكر بن معاوية صاحب ديوان الجند وكان من قواد أبي جعفر، وعد الآمدي الشاعر عبد الملك بن جُمَانة من بني عُلَيْم
(3)
.
فراص:
بالفاء مفتوحة وتضم، والراء مفتوحة مشددة بعدها ألف فصاد: هو ابن معن من باهلة، منهم عَمْرو بن أحمر الشاعر
(4)
.
ومن بني فَرَّاض مُطَرَّف بن الكاهن، الوافد على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من بِيْشَة -على ما ذكر البلاذري وغيره-.
قتيبة:
هو ابن معن بن أعصر، وأخوه وائل، أمهما من فزارة، ومن ولد قتيبة غَنْم ابن قُتَيْبة، وولد غنم سهم بن غنم، ومن بني قتيبة بنو صَحْب
(5)
. ومنهم بنو عمرو بن عبد بن قتيبة رَهْط جَحْل بن نَضْلة الفارس الشاعر، وبنو سعد بن عبد، وبنو أعيا بن عبد.
وسيأتي ذكر هذا الفرع في الكلام على ما جاء الفرزدق.
(1)
"أبو علي الهجري" - 223 - و"صفة جزيرة العرب" - 310 - .
(2)
"المعارف" - 81 - .
(3)
"المؤتلف والمختلف": - 109 - تحقيق عبد الستار فراج.
(4)
"المعارف" لابن قتيبة - 81 - .
(5)
"المصدر السابق" - 81 - .
قريض:
نقل ابن حجر في "الإصابة"
(1)
: قال ابن شاهين مطرف بن الكاهن الباهلي من بني قُريض - ثم ساق خبر وفاته على النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه كتب له كتابًا نصه:"من محمد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لمُطَرِّف بن الكاهن، ولمن سكن بِيْشة من باهلة: أن من أحيا أرضًا مواتًا فيها مراح الأنعام فهي له، وعليه في كل ثلاثين من البقر فارض، وفي كل أربعين عن الغنم عَتود، وفي كل خمسين من الإبل مسنة، -كذا ورد الاسم (قريض) ولكن البلاذري في "أنساب الأشرأف" عد مطرفًا من بني فراض، ولم يذكر عن فروع باهلة من اسمه (قريض) والبلاذري من علماء النسب الموثوق بهم فيه فقوله أصح.
قنينة:
قال صاحب "الخزانة"
(2)
: كان بنو قنينة الباهليون أسروا شبيب بن جعيل التغلبي في حرب بينهم وبين تغلب، فقال: لما رأى أمه أنَّتْ، وهي بنت عمر بن كلثوم:
حَنَّتْ نَوارُ ولاتَ هَنَّا حَنَّتِ
…
وَبَدَا الَّذي كَانَتْ نَوار أجَنَّتِ
وقيل: قائلها جَحْل بن نضلة الباهلي حسين أسر نوارًا ابنة عمرو بن كلثوم.
كذا ورد الاسم: قنينه، وضبطه صاحب "الخزانة"
(3)
بضم القاف ونونين، ولكن المحقق الفاضل الأستاذ عبد السلام محمد هارون رحمه الله علق على هذا قائلا: الصواب: قتيبة كما في "المؤتلف" و"جمهرة ابن حزم"
(4)
و"الاشتقاق"
(5)
وهم بنو قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر، وهم باهلة.
وقد أوردت هذا الاسم للتنبيه على ما وقع في كتاب "الخزانة".
(1)
"الإصابة" - القسم الثالث.
(2)
4/ 199.
(3)
4/ 201.
(4)
245.
(5)
271.
معن:
هو ابن أعصر، عنه تفرعت فروع باهلة، ولما نبه بنو مُسْلم بن عَمرْو الوائلي قتيبة وإخوته وبنوه، كثر التقرب اليهم بالانتساب، أو ادعاء نسبتهم في قبائل أخرى، فقد ذكر ابن جرير في حوادث سنة 106
(1)
خلافًا وقع بين المضرية واليمانية وربيعة في (البروقان) من أرض بَلْخٍ، وأن ربيعة والأزد خرجتا إلى عمرو ابن مسلم، وأن مضر خرجت إلى نصر بن سيار، وأن تغلب أرسلت إلى عمرو ابن مسلم الباهلي أخي قتيبة بن مسلم: إنك منا، وأنشدوه شعرًا قاله رجل عزا باهلة إلى تغلب، وكان بنو قتيبة من باهلة، فقالوا: إنا من تغلب، فكرهت بكر أن يكونوا في تغلب، فتكثر تغلب، فقال رجل منهم:
زَعَمَتْ قُتَيبَةُ أَنَّهَا مِنْ وَائِلٍ
…
نَسَبٌ بَعِيدٌ يَا قُتَيْبَةَ فَاصْعَدِي
وذكر عن شريك بن قيلة المعني أن عَمْرو بن مسلم كان يقف على مجالس بني معن فيقول: لئن لم نكن منكم ما نحن بعرب. وقال عَمْرو بن مسلم حين عزاه التغلبي إلى بني تغلب: أما القرابة فلا أعرفها، وأما المنع فإني سأمنعكم -وساق بقية القصة، وفيه انتصار نصر، وانهزام الأزد وفيهم عمرو بن مسلم- وذكر في موضع آخر
(2)
ما وقع من التباعد بين نصر وبين الباهليين، وإحضار عمرو بن مسلم إليه بحالة زريئة. وورد في "شعر الأخطل"
(3)
ما نصه من قصيدة:
أَلَمْ تَرَ قَيْسًا في المَوَاطِن أُوثِرَتْ
…
عَلَيَّ بمَعْنِ والسَّعِيدُ سَعِيدُ!
هذا معن بن مالك بن يَعْصُر، روح باهلة يقول: إن معنًا من بني تغلب، وأوثرث قيس به فصار فيها. وذلك أن معْنًا جاور تغلب في الجاهلية، ثم رجعوا إلى قومهم.
لَقَدْ عَلِمُوا: ما يَعْصُرُ بِأبِيهِمِ
…
ولكنَّهُ جارٌ، لَهُمْ وعَدِيدُ
(1)
"تاريخ الأمم والملوك": 7/ 30.
(2)
"تاريخ الأمم والملوك": 7/ 69.
(3)
2/ 561 - تحقيق ف. قباوة.
العدِيد: أن يكون دعوته في القوم، وليس منهم.
هُمَا أَخَوَانِ من غَنِيٍّ وأَعْصُرِ
…
فَكَيْفَ يُعَزَّى عِنْدَ ذَاكَ جَليدُ
ويروى: هم إخوتي: أخوا غنيّا وأعصرًا. وهو أجود. انتهى.
ومن المعروف أن المرء إذا برز في عمل من الأعمال كثيرًا ما يتجاذب نسبه بعيدون عنه وخاصة عند اشتعال أوار العصبية بين القبائل كما حدث بين المُضَرِيَّة واليمانية وربيعة في عهد عمرو بن مسلم أخي قتيبة.
ولا شك أن عمرًا وآله كانوا في حاجة إلى أن يجدوا بين القبائل من يتقوُّون بهم في وقت انتصار أعدائهم، وكان من بينهم الخليفة الأموي ودولته.
وليس في قول عَمْرو بن مسلم لبني معن اليمنيين: (لئن لم نكن منكم ما نحن بعرب) فقد يريد: إن لم نستعن بكم فإننا سنغلب. أو ما هذا معناه، إذ هو أجل من أن يجهل نسبته إلى قبيلة باهلة.
وائل:
-هو ابن معن بن مالك بن أعصر- منهم الصحابي نهشل بن مالك الوائلي الباهلي، كتب له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كتابًا أورده ابن سعد في "الطبقات" ونصه
(1)
: "باسمك اللهم، هذا كتاب من محمد رسول اللَّه لنهشل بن مالك ومن معه من بني وائل، لمن أسلم وأقام الصلاة وآتى الزكاة، وأطاع اللَّه ورسوله، وأعطى من المغْنَم خُمس اللَّه وسهم النبي، وأشهد على إسلامه، وفارق المشركين فإنه آمن بأمان اللَّه، وبرئ إليه محمد من الظلم كله، وإن لهم أن لا يُحشَروا ولا يُعشَّرُوا وعاملهم من أنفسهم". وكتب عثمان بن عفان.
ومنهم سَحْبان وائل الخطيب المشهور.
وقال ابن قتيبة
(2)
: فأما وائل بن معن فهم بنو سلم وبنو هلال بن عمرو، وبنو زيد وبنو عامر بن عوف، وبنو عصية.
(1)
1/ 284.
(2)
"المعارف"81.
هلال:
عد ابن قتيبة من بني هلال بن عمروٍ من وائل: قتيبة بن مسلم الباهلي
(1)
.
وقال المبرد
(2)
: وهم رهط الحجاج بن الفرافصة الفقيه. وقال ابن دُرَيْد
(3)
ومن بني هلال بن عمرو سلمان بن ربيعة، قضى على الكوفة في خلافة عمر، بلنجَر ناحية الصين فقتل هو وأصحابه بها -كذا قال ابن دُريْد عن سليمان وهو يخالف ما ورد في "جمهرة النسب"
(4)
لابن الكلبي حيث ساق نسبه إلى بني سهم من قتيبة ولم يرد فيه (هلال بن عفر). وهلال هو ابن سلامة بن وائل بن معن عند ابن الكلبي - وعد ابن دُرَيْد سَحْبَان الخطيب المنتشر الفارس من بني هلال
(5)
.
فروع قبيلة باهلة في الوقت الحاضر
من المعروف أن العناية بالأنساب في قلب جزيرة العرب، وإن أصبحت القبائل تعتز بأنسابها وتحافظ عليها، إلا أن الاتجاه لتدوينها قد وقف منذ القرن الثالث الهجري، بالنسبة لسكان قلب الجزيرة؛ ولهذا أصبحت العناية بها مقتصرة على الحفظ، حيث يتناقل الأبناء والأحفاد أنساب أسرهم ممن سبقهم، ومعروف أن الذاكرة عرضة للضعف وللنسيان، كما أن تسلسل النساب طيلة قرون من الصعب على كل ذاكرة اختزانه وحفظه.
ولكن مما يستغربه المرء أن كثيرًا من القبائل العربية القديمة قد درست. أسماؤها فجهلت، إلا قبيلة باهلة، فقد بقيت طوال القرون الماضية منذ أن عرفت إلى عهدنا الحاضر، بحيث تجد من ينتسب إليها ينطق اسم (الباهلي) معتزًا، رافعًا رأسه. كما تجد كثيرًا من فروعها ينتسبون إلى الأصل الأعلى، وإن وجدت فروع كثيرة لهذه القبيلة، ولكن من الصعب إيجاد الصلات بين تلك الفروع، وكأنها
(1)
المصدر السابق.
(2)
"نسب عدنان وقحطان" 19 وانظر "الاشتقاق" - 273.
(3)
273 كذا ورد فيه (هلال بن عفر).
(4)
- 459 - .
(5)
273.
اكتفت من ذلك بالانتساب إلى الأصل، وتلك الأسر متفرقة في قرى نجد، في المِذْنب والأثْلة والمُرَبَّع ونَبْعة من بلاد القصيم، وفي الدَّوَادمي وفي البرود وفي المجمعة والخرج وغيرها من القرى، قال الشيخ عبد اللَّه بن عبد الرحمن البسام
(1)
: ومساكن هذه القبيلة من العهد الجاهلي إلى الآن هو المعروف بسواد باهلة، ويسمى الآن العرض، وهو يشمل منطقة القُوَيْعِيَّة وقراها، ومن مساكنهم المَخَامِر، وهي الأودية والجبال التي حول نفي والأثْلَة، حتى حمى ضرية المشهور، والآن منهم حاضرة كبيرة في مدن نجد، وفي مدن الحجاز في قلة، وفي المدينة والرياض والقصيم والوَشْم وسُدَيِّر وغيرها، والمعروف من حاضرة قيلة باهلة نحو عشرة أفخاذ. انتهى.
ومن المعروف أن أنساب القبائل العربية تشابكت واتصلت، فقل أن توجد قبيلة لم تكن ذات حلة بقبيلة أخرى، ومن ذلك أن قبيلة باهلة كانت لها صلات ببعض القبائل القحطانية، فباهلة التي تنتمى إليها القبيلة هي بنت صَعْب بن سعد العَشِيرة من مذْحِج، ويضاف إلى هذا أن من فروع مَذْحج من دخل في باهلة: قال ابن الكلبي في "جمهرة النسب"
(2)
في نسب أوْد بن عبد بن سعد بن منبه بن أود بن صعب بن سعد العشيرة قال عن أود هذا: وهو في باهلة. انتهى، ومعروف أن سَعْدًا من مَذْحج، ومذْحج يعرفون الآن باسم قحطان في وادي تَثْليث وفروعه.
واسم باهلة شمل كل بني مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان، وأم مالك وأم أخيه عَمْرو وهو غَنِيُّ الذي تنسب إليه القبيلة هي سليكة بنت ناشج بن وادعة من همدان
(3)
.
وهناك تقارب بين باهلة وبجيلة، فقد ذكر بعض المتقدمين أن بجيلة وهي اسم أم بني أنمار
(4)
بن إراش من سعد العشيرة، وأن أختها باهلة ولدتا قبيلتين عظيمتين.
(1)
"علماء نجد خلال ستة قرون"131.
(2)
1/ 133 تحقيق العظم.
(3)
"أنساب الأشراف" للبلاذري - نسب بني أعصر.
(4)
"الأنساب" للسمعاني: 2/ 91، وكتاب "الجوهرة": 1/ 344.
ويشير المتقدمون إلى أن باهلة وغَنِيَّا قد انفصلتا عن بني قيس عيلان، وانضمتا إلى قيس جديلة كما جاء في "المختلف والمؤتلف"
(1)
للدارقطني من قول الزبير بن بكار: جديلة بنت من ولدت فهما وعدوان ابني عَمْرو بن قيس عيلان، وإليهما ينسبون، يقال لهم قيس جديلة، وعن أبي عبيدة: جسر بن محارب وغني وباهلة وفهم وعدوان وجديلة يد واحدة كلهم من مضر انتهى.
وهذا يدل على تباعد قبيلة باهلة عن قبيلة غطفان التي هي أقرب إليها نسبًا ودارًا، وقد حدث هذا التباعد في عهد متقدم - كما ستأتي الإشارة إليه في خبر مشاركة باهلة في يوم جبلة.
وسيأتي في أنباء مجاولات هذه القبيلة مع غيرها أنها كانت داخلة في بني كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، حتى قتل ابن المنتشر الباهلي، فحدث بينهما وبين بني جَعْدة ما كان سببًا في تفرقها، ولعل استقرار بعض فروعها في بلاد بِيْشَةَ كان من أثر ذلك، وقد ذكر المتقدمون أن باهلة لما قتل المنتشر ثلاثة نفر من جعدة استجارت بعقال بن خويلد بن عامر بن عقيل العُقَيْلي فأجارها
(2)
، ومعروف أن من بلاد بني عُقيل العَقِيْق المعروف الآن باسم وادي الدواسر، ولعل هذا يبين لنا الصلة بين باهلة وبين قبيلة الدواسر سكان الوادي الذين هم أخلاط من القبائل العدنانية والقحطانية. ومن النصوص القديمة ما يشير إلى صلة بين بني نُمَيْر وبين باهلة، فقد جاء في كتاب "جمهرة النسب" في الكلام على نسب نمير
(3)
: وخليف بن عبد اللَّه بن الحارث بن نُمير، كان سيد نُمَيْر في زمانه، وهو الذي عقد الحلف بين بني عامر وبين قبائل بَجِيْلة الذين صاروا في بني عامر وفيه يقول القائل:
إن خُلَيْفًا خَلَّفَ الخَوَالِفَا
وأَلَّفُوا بَاهِلَةَ الزَّعَانِفَا
وكَانَ فِينَا يَضْرِبُ الكَتَائِفَا
(1)
1/ 529.
(2)
"جمهرة النسب" لابن الكلبي 2/ 30 وعقال هذا هو قاتل دهر الجعفي يوم النخيل "الأغاني" 5/ 18.
(3)
"جمهرة النسب" لابن الكلبي 2/ 60 - ط العظم- وص: 373 - ط: ناجي حسن-.
فيفهم من هذا الرجز أن باهلة ممن حالفت نُمَيْرًا. بل هناك ما هو أوضح من هذا ففي يوم جبلة انضمت باهلة إلى بني عامر، وفيهم بنو نمير، كما انضمت قبائل بجيلة
(1)
.
وليس بين يدي الباحث ما يتمكن بواسطته من معرفة انحلال الرابطة القبلية في قبيلة باهلة، ولا شك أن من هذه القبيلة طوائف نزحت أثناء الفتوحات الإسلامية، فاستقر بعضها في البصرة، وبعضها في سامراء في العراق، ونزح بعض فروعها إلى الموصل، وإلى مصر، بل منها من انتقل إلى الأندلس، كما أشار ابن حزم في "جمهرة أنساب العرب" إلى أن قضاة جيان من هذه القبيلة.
ولا شك أن محافظة القبيلة على اسمها القديم يدل على تماسك كيانها وليس من المستبعد أيضًا أن يكون إخوتها بنو غَنِيٍّ قد اندمجوا فيها، فشمل الجميع اسم باهلة الذي استمسكت به، وحافظت عليه الفروع الباقية في نجد من هذه القبيلة، ولكن ليس معنى هذا أن ذلك التماسك استمر إلى العصور الأخيرة، فالتمزق بدأ في هذه القبيلة قبل الإسلام، حيث نجد بني أمامة منهم سَدَنة ذي الخَلَصة في تَبَالة - ويفد وافدهم على الرسول صلى الله عليه وسلم من بِيْشَة فيكتب له ولقومه بأن لهم ما أحْيَوا في تلك البلاد، ثم نجد في خبر المنتشر -وهو جاهلي- أن باهلة التجأت إلى سيد بني عُقَيْل بن خويلد فأجارها، ومعنى هذا أن منها فروعًا انتقلت إلى بلاد بني عُقَيْل التي تقرب من بلادهم كالْعَقِيق (وادي الدواسر).
ثم نجد من المتناقل عند أهل العصر أن هذه القبيلة كانت تسكن في العصور الأخيرة بلدة (لُغَاط) ثم انتقلت إلى الْمِذْنَب في القصيم، ومن القصيم انتقلت إلى الأثْلة ونَفْي، وقد يكون بقي منها من استقر بقرب بلاد المذنب حيث لا يزال أناس منهم يستقرون في بلدة المُرَبَّع.
ومعلوم أن تفرق القبيلة وتباعد منازلها يسبب التقاطع حيث تجهل الوشائج التي تربط بين فروعها، وهذا يفسر لنا أن كثيرًا من فروع باهلة الحديثة -وإن حافظت على الانتساب إلى القبيلة- بل كانت تعتز -بذلك- لا تدرك صلات النسب التي تربط بعضها ببعض، وإنما تلتقي بالنسبة الأولى (الباهلي) لعل هذا
(1)
"نهاية الأرب في فنون الأدب": 15/ 352.
يفسر لنا المثل المتداول عند العامة (قَطِيْعة باهلة) حين يدعون على أحد بأن يقطعه اللَّه كالقطيعة بين فروع قبيلة باهلة الذين لا تواصل بينهم من حيث النسب لجهلهم بأسباب التقارب بينهم.
ومن المعروف أيضًا أن كل قبيلة عندما تضعف تتفرق فروعها وتتداخل مع قبائل أخرى في أنسابها، وفي منازلها، وهكذا كانت قبيلة باهلة بعد أن أدركها الضعف، وكان ذلك في عهود متقدمة، إذ في صدر الإسلام لم تكن كل فروعها مجتمعة في بلادها المعروفة باسم سواد باهلة، بل كانت بعض الفروع تحل بلادًا خارجة عنه، كبني جِئَاوَة الممتدين على وادي التَّسْرِيْر (الرِّشاء الآن) من أعاليه بقرب التير وثَهْلان، إلى حيث تنتشر بلاد إخوتهم من غني في أسافل حمى ضرية.
ومن باهلة من استوطن بِيْشَة، وكتب لهم الرسول صلى الله عليه وسلم كتابًا بأن لهم ما أحْيَوا في تلك البلاد، ومنهم من استقر في تبالة، حيث كان منهم سدنة ذي الخُلَصَة.
من هنا يتضح أن تفرق هذه القبيلة كان في عهد قديم.
ولهذا فليس من المستغرب أن لا يجد الباحث بين سكان بلادها القديمة من فروعها أحدًا، ولا شك أن من بين تلك الفروع من اندمج في فروع قبائل أخرى كبني نُمَيْر، جيران باهلة، الذين لا تزال فروع منهم تحل في بعض أجزاء من بلادهم القديمة، كوادي الرَّيْبِ وما حوله (الرين) وإن أصبحت الفروع النُّمَيْرِيَّة في عهدنا تنتسب إلى قحطان، ولعل هذا ناشئ عن كون أشهر تلك الفروع يُدعى (عَبِيْدَة) في العهد القديم، ولما صار لقبيلة عَبِيْدة في العهود الأخيرة من الشهرة وارتفاع الصيت، وجهل ذلك الفرع أصله، انتسب إلى عَبِيْدة القحطانية للاتفاق في الاسم، وهذا معروف في قبائل العرب منذ عهودها القديمة كما ذكر ذلك الهمداني في "صفة جزيرة العرب" في كلامه على الأجْعُود من حِمْيَر، وأنهم ينتسبون إلى جَعْدَة من بني عامر العدنانيين قال
(1)
: وكذلك سبيل كل قبيلة من البادية تضاهى باسمها اسم قبيلة أشهر منها فإنها تكاد أن تتحصل نحوها وتنسب إليها، رأينا ذلك كثيرًا.
(1)
"صفة جزبرة العرب" -180 - طبعة دار اليمامة.
وليس المقام مقام تعمق في بحث هذا الموضوع.
ولا تمدنا المصادر التي بين أيدينا بتفاصيل عن أمكنة استقرار الباهليين بعد تشتت فروعهم. أما ما يتناقله العامة منهم، من غيرهم فملخصه: أنهم كانوا يسكنون في الغاط (لِغَاط) وهذا في القديم كان من منازل بني ضَبَّة القبيلة التي اندمجت فروعها في بني تميم - وأنه حدث بين الباهليين وبين جيرانهم نزاع اضطروا على أثره إلى الارتحال إلى المذنب في القصيم، وكان يحدث بينهم وبين جيرانهم الأولين في الغاط مناوشات، ولهذا لا يزال خلِّ يقع في النفوذ الشرقي من المِذْنَب يعرف باسم (سُوَيْق باهلة) لأنهم كانوا يسلكونه في الإغارة على بلدة الغاط، فبيتوا فيه ومنه انهزموا فعرف بهم -كذا يتناقل بعض العامة-.
وبعد خلاف ونزاع بينهم وبين سكان بلدة المذنب من النواصر من بني تميم، ارتحلوا من البلدة، وباعوا أملاكهم، ولا يزال في تلك البلدة (قصر البواهل) معروفًا، وهو الآن خراب، وقد سلكوا في طريق ارتحالهم من المِذْنَبِ خلا في رمال الشُّقَيِّقَةِ لا يزال يعرف بهم (خَلَ البواهل)
(1)
واستقروا في بلدة وادي نفي، وحفروا فيه آبارًا وزرعوا، وجرت بينهم وبين أهل الدوادمي بعض مناوشات حيث قتلوا رجلا يدعى (الزُّويكي) حمله قومه أهل الدوادمي حتى دفنوه في هضبة عرفت باسم (هضبة الزويكي) شمال هِضَاب (السَّمَنَات) المعروفة هناك.
ونشأ عن نزاعهم مع أهل الدوادمي أن انتقلوا إلى وادي الأَثلَة، وباعوا آبارهم في وادي نفي (نَفْء) على آل سُوَيْلم من العوازم، وقد استقروا في الأثلة وعمروها، وكانوا أربع أسر، ولكل أسرة فروع:
1 -
آل سُبَيِّل.
2 -
آل عبد اللطيف: وجدهم مَعْيُوف.
3 -
آل عُوَيْويَد: وجدهم يعيد - بالياء المثناة التحتية فالعين المهملة مكسورة بعدها ياء أخرى فدال مهملة.
4 -
المطاويد: واسم جدهم صَقْرٌ.
(1)
يقول فيه الشاعر العامي سليمان بن شُرَيم:
ومَمْشاه مع (خَلّ البواهل) سَفَارَهُ
…
ومِقْيَالُها فِي مَرْبَخٍ فيه مِشْجَار
ويسمى أيضًا هذا الخل (خلّ السُّلَيْمة).
ومن الأثلة تفرقوا، فعاد آل سُبَيِّل إلى نفي، وتفرقَ الآخرون في قرى نجد سوى آل عُوَيْوِيْدٍ فقد استقروا في الأثْلَةِ إلى هذا العهد، والأسر الأربع أبناء رجل واحد.
هذا ما كتب به إلى الأستاذ سعد بن عبد اللَّه بن جنيدل، وذكر أنه من إملاء محمد بن علي بن عُوَيْويدٍ، الذي تحدث عنه في كتاب "عالية نجد"
(1)
ووصفه بالحفظ والتثبت في رواية الأخبار.
وعرف لرجال هذه القبيلة الكريمة مواقف بارزة في مناصرة الدعوة السلفية الإصلاحية منذ قيام الدولة السعودية الأولى بنشرها واستمروا على ولائهم لهذه الدولة الكريمة.
فمن رجال تلك القبيلة الذين عرفوا بأفعالهم من أهل الدرعية:
1 -
سليمان بن موسى الباهلي: ممن شارك في وقعة البَطْحاء سنة 1163 هـ مع محمد بن سعود، ضد دهام بن دَوَّاسِ، على ما ذكر ابن بشر في "عنوان المجد"
(2)
.
2 -
يوسف بن سليمان الباهلي: الذي استشهد في قصة الدرعية سنة 1333 هـ.
3 -
عبد العزيز بن سليمان الباهلي: قتل في وقعة الخرج سنة 1254 هـ بين الإمام فيصل وبين خورشيد -على- ما ذكر ابن بشر في "عنوان المجد".
4 -
محمد بن حسن الباهلي: قتل في الأحساء.
5 -
إبراهيم بن زيد الباهلي ذكره ابن بشر في حوادث سنة 1163 هـ.
6 -
عبد ربه بن سليمان الباهلي: من مرافقي الإمام فيصل بن تركي، رافقه في خروجه في المرة الأخيرة من مصر.
(1)
ج 1 ص 95.
(2)
1/ 61 - طبعة دارة الملك عبد العزيز سنة 1403 هـ.
وقد عرفت الدولة السعودية الكريمة لهذه القبيلة موقفها في مؤازرتها إبان نشأتها منذ عهدها الأول - فأسندت إمارة مدينة الدرعية إلى رجل كفء من أبناء تلك القبيلة هو الأمير محمد بن عبد الرحمن الباهلي.
وها هي أشهر الفروع المعروفة في عهدنا من قبيلة باهلة مرتبة على حروف المعجم:
آل الباهلي:
مع أن انتساب كثير من الأسر الباهلية إلى القبيلة من الأمور الشائعة، إلا أن اسم (الباهلي) أصبح على إحدى أسرها المشهورة منذ عهد قديم، وهذه الأسرة يظهر أن استيطانها في (العارض) في العيينة، ثم في الدرعية قبل القرن الثاني عشر الهجري، فقد عرف منها رجال استجابوا لدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب الإصلاحية إبان ظهورها، واستقروا في الدرعية منذ ذلك العهد، ولا تزال الأسرة في هذه البلدة ومنهم أميرها، وقد انتقل بعضهم إلى الأحساء وهم من أبناء محمد ابن عبد العزيز الباهلي، ويعرف بالقصير، ومحمد بن عبد العزيز الباهلي ويعرف بالطويل، وفي بلدة المصانع -بمنطقة الرياض- من أسرة الباهلي لم يبق سوى عبد اللَّه بن محمد بن حسن الباهلي، وله ثمانية أبناء.
وأسرة الباهلي هذه يجمعها جدها سليمان بن موسى الباهلي، الذي ذكره ابن بشر في تاريخه.
آل بطي:
فخذ من آل سالم يسكنون الدَّوادمي والرَّسِّ والرياض، ومنهم فرع يدعى آل عُليَّان، وهو ابن بطي بن علي بن محمد.
الحامدي:
وهم أبناء حامد بن عبد اللَّه بن محمد بن ردَّاس بن عُوَيْويد الآتي ذكرهم - وهم الآن يسكنون في السُّليِّل وعَرْعَر، ومنهم من هو في جُدَّة.
آل حجي:
آل حجَّي بكسر الحاء المهملة والجيم مشدورة بعدها ياء.
أسرة باهلية استوطنت بلدة جلاجل من إقليم سدير، ومن مشاهيرهم: محمد بن إبراهيم آل حجي توفي على وجه التقريب في أول النصف الثاني من القرن الماضي وله بقية من ذريته منهم أناس في المجمعة وفي الكويت.
آل حماد:
في الأثلة وفي نَفْي والدوادمي والرَّسِّ، ثم في الدمام.
الخضارا:
واحدهم خُضَيْرِي -بضم الخاء-: في المِذْنَب.
آل دخان:
في المجمعة، ذكر الشيخ حمد الحُقيْل في كتابه "كنز الأنساب" أنهم في سُدَير، وذكر لي أن لهم بقية قليلة العدد في إحدى قرى المجمعة، وهي قرية (ظَلْمَاء)، ويرى بعض النسابين أن هؤلاء احتفظوا بالاسم القديم لقبيلتي باهلة وغني، إذ كان يشملهما اسم (آل دُخَان)، وذكر في أوراق منقولة عن خط الشيخ عبد اللَّه بن زاحم
(1)
جاء فيها ما نصه: وأهل الأثْلَةِ باهلة بن يَعُصُرَ، وكذلك يلحق بهم من غني آل دخان في بلدة المجمعة، لأنهم لقوا ملِكًا في غارٍ، فما تجاسروا عليه. وأشار إلى قصة تقدمت في أول الكلام على النسب. وما أرى الاسم إلا حادثًا وافق الاسم القديم، مع اختلاف في نطق الخاء.
وذكر الاخ عبد الرحمن بن صالح آل عبد اللطيف وكيل إمارة الدرعية أن آل دَخَّان انتقلوا أولا من بلدة أشيقر ولا يزال لهم هناك بقية أملاك، ومنهم أناس انتقلوا إلى دُبي وإلى الكويت وإلى سلطنة عُمان، وهم يلتقون في الجد الخامس مع آل حجي الذين في جلاجل وفي حرمة.
(1)
انظر عن تلك الأوراق كتاب "جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد": 916 ط: 2.
آل رشيد:
-بضم الراء- في المربَّع والدوادمي وتبعه البُرُود، وهم فرع من آل وُفيَّان أمراء الأثلة في القرن الحادي عشر الهجري.
آل ركبنان:
-بضم الراء- إحدى الأسر الباهلية، عوف من أول مواطن استقرارها أشيقر في أقليم الوشم ومنه انتقلت إلى المجمعة حيث استقرت فيها وبما حولها من القرى مثل (جوي) و (راشي) تمتهن الفلاحة والتجارة، وانتشر أفراد منها في الزمن الأخير في كبريات مدن المملكة وبرز منها رجال معروفون منهم:
حمد بن محمد آل ركبان المتوفى سنة 1330 هـ عرف بالشجاعة والكرم ونظم الشعر العامي.
وحمد بن عثمان آل ركبان المتوفى سنة 1350 هـ من أعيان المجمعة وتولى أمره حجاجها حتى عوف بأمير الحاج.
والشيخ عثمان بن عبد العزيز آل ركبان المتوفى سنة 1361 هـ ولي القضاء في بلدة نُمير ثم في بلدة محايل ثم في النماص، وكان ذا اطلاع واسع، وخط حسن، وسيأتي ذكره في القضاة. وهناك آخرون من مشاهير الأسرة لا يتسع المجال لذكرهم.
آل رميح:
في المجمعة أيضًا وفي الرَّسْ وبُرَيْدَة، وكان معظمهم يسكنون الأثلة، ومنها تفرقوا ومن مشاهيرهم الشاعر صالح الرُّميْح، ويلقب (الشَّابُوص) وكان من أهل الأثلة.
آل سالم:
في بلدة الأثلة، وفي المذنب، وفي بلدة الرس، ومن آل سالم هؤلاء آل بطيء والمطرود وهم فرع آخر غير آل مطرود الذين سيرد ذكرهم في حرف الميم، وآل سالم متفرقون في الأثلة والرس وفي المِذْنب وفي الشَّنَانة بقرية تدعى الجُنَيْزِرِية، منسوبة إلى جد آل سالم يلقب جُنَيْزرْ.
آل سبيل:
في الأثْلَةِ، وفي نَفْي، وفي الدوادمي، ومن هؤلاء الشاعر المشهور عبد اللَّه ابن سُبَيْل المتوفى سنة 357 هـ، ومن آل سُبَيْل بنو عمهم في قصر ابن عُقَيْل في الرَّسِّ، وهذه الأسرة نزحت من المذنب في أواخر القرن الحادي عشر الهجري إلى نفى، وعمرت قرية، وحفوت آبارًا زراعية، واستقربت هناك. ولما وفد الشاعر عبد اللَّه بن حمود بن سُبَيِّل على الملك عبد العزيز رحمه الله سنة 1321 هـ أكرمه ثم ولاه سنة 1322 هـ إمارة بلدته نَفْيٍ، ولا تَزال الإمارة في أسرته، ومن هذه الأسرة الشيوخ حمود بن عبد العزيز بن حمود بن سبيل بن أخي عبد اللَّه الشاعر.
آل سند:
سَندُ ومطرود -جد المطاريد- أخوان أبوهما صَقْر، وصَقْر هذا وردَّاس جَدُّ آل عُوَيْويْد أخوان - وآل سَندٍ هم أبناء سند بن محسن بن سند، ارتحلوا من المذْنب فاستقروا في الأثله، وعمروها مع من عمرها من قبلهم، ولا يزال من آثارهم برجُ يعرف باسمهم، وهم فرعان: آل محمد، ويعرفون باسم (المِذْيان) وهؤلاء في الأثلة وفي الرسّ وفي الرياض.
وآل محسن: ويعرفون سند (العكارد) وهم يسكنون الرس الآن.
ومحسن ومحمد أخوان. ومن مشاهيرهم الشاعر عبد اللَّه بن علي بن حمد آل محسن المعروف بـ (الْعُبَيْدي).
آل سويدان:
في أثَيْثيَة (أثَيْفيَة) في الوشم، ومنهم من رحل إلى الزبير طلبًا للرزق، ومنهم عبد العزيز بن محمد بن سعد بن صالح بن سويدان، الذي استقر في الرياض وكان حسن الخط، فأصبح كاتبًا لدى الإمام فيصل بن تركي.
وسليمان بن إبراهيم بن سليمان بن إبراهيم بن عبد اللَّه بن سويدان، وكان ممن استقر في مدينة الزُّبير، وأسهم في تأسيس (مدرسه النجاة الأهلية) والمكتبة الأهلية العامة في الزبير. وعبد الرحمن بن سليمان بن صالح بن سويدان، ولد
في أثيثية سنة 1333 هـ، وعرف بجودة الخط، وجمال الرسم، وكان ذا ولع باقتناء الأشياء الأثرية والتحف النادرة.
وتولى وظائف كتابية في عهد الملك عبد العزيز وعمل في خاصته، وتوفي في 23 رمضان سنة 1405 هـ.
الشعابا:
واحدهم شُعَيْبي، في الخرج، ومنهم عبد الرحمن الشعيبي كان من كتاب ديوان الملك عبد العزيز رحمه الله على ما كتب به إلى الأمير محمد بن عبد الرحمن الباهلي أمير الدرعية.
آل صقر:
ومنهم آل سَند وآل مطرود (المطاريد) وصقر جدهم وردَّاس جَدُّ آل عُوَيْويد أخوان.
آل صلهام:
في الفيضة (فَيضَةِ السِّرِّ) وهم من آل عويويد -وسيأتي ذكرهم-.
آل عبد اللطيف:
هؤلاء من أشهر هذه القبيلة الكريمة وأثراها، وهم في الوشْم -في شقراء وفي أُشَيْقِرَ- وفي الدوادمي، وقد انتشروا في بلاد أخرى، ومنهم في مدينة الدرعية وكيل الإمارة عبد الرحمن بن صالح بن عبد الرحمن آل عبد اللطيف، ووالده صالح من الرجال المعروفين بكرم الأخلاق ومحبة فعل الخير وكان ممن شارك في الفتوحات التي قام بها الملك عبد العزيز -طيب اللَّه ثراه- لتوحيد المملكة، وقد مرض أول عام 1409 هـ بمرض أقعده على الفراش وأسرته انتقلت في عهد متقدم من أشيقر إلى قرية الجُرَيفة في إقليم الوشم، وكان منها إمام أهل هذه القرية إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبد اللطيف بن محمد آل عبد اللطيف حتى توفي سنة 1405 هـ ولا يزال في هذه القرية للأسرة بقية.
ومنهم في أشيقر محمد بن عبد اللطيف وكيل المعارف المساعد، وعبد العزيز ابن محمد بن مرزوق آل عبد اللطيف عميد مدارس تحفيظ القرآن في جامعة الإمام سابقًا، وأخوه عمر مدير التوجيه التربوي في جامعة الإمام ومن آل عبد اللطيف الشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف (1270 - 1352 هـ) وعرف من أسرة آل عبد اللطيف من العلماء المشايخ إبراهيم بن عبد اللطيف، وعبد العزيز بن إبراهيم وعبد الرحمن بن عبد العزيز بن إبراهيم، وتفرع من كل واحد منهم فروع ذكرت أثناء تراجمهم، أما الشيخ عبد العزيز بن يوسف بن عبد اللطيف بن محمد بن علي بن حمد بن معيوف بن سعد بن يوسف بن ناصر الباهلي - فله ابن هو عبد الرحمن المتوفى سنة 1298 هـ، ولعبد الرحمن هذا ابنان هما عبد العزيز وسليمان.
فأما سليمان بن عبد الرحمن بن عبد العزيز فقد كان حافظًا لكتاب اللَّه تعالى، تلقاه على جده الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم، وكان ذا صوت جهوري، حسن القراءة، ذا تأثير في خطابته، ويحفظ الكثير من الأشعار والخطب وينظم الشعر الشعبي ويجيده، وقد تولى التدريس في مدرسة الفرعة -في الوشم- وإمامة جامعها بعد انتقال أخيه عبد العزيز إلى بلدة الشعراء؛ وما زال كذلك إلى أن انتقل إلى عُنَيْزة عام 1348 هـ، وتولى التدريس في إحدى مدارسها حتى توفى رحمه الله سنة 1350 وله أربعة بنين:
1 -
عبد الرحمن: وقد ولد في الفَرْعة، وحفظ القرآن في حياة والده، ثم انتقل إلى الرياض فطلب العلم فيها فترة بعدها انتقل إلى المدينة، وتلقى تجويد القرآن فيها، وتولى إمامة مسجد الإمارة فيها إبان إمارة الأمير عبد العزيز بن إبراهيم، ثم انتقل إلى مكة المكرمة، وتولى إمامة مسجد قصر الإمارة فيها، ثم انتقل بعد سنوات إلى بلدة الشعراء حيث تولى إمامة جامعها، والتدريس في مدرستها بعد وفاة عمه عبد العزيز، وفي عام 1367 هـ طلبه أمير بُرَيْدة عبد اللَّه بن عبد العزيز بن مُسَاعِد ليتولى الإمامة في مسجد قصر الإمارة فقام بذلك حتى طعن في السن، فانتقل إلى الدَّوَادمي في عام 1395 هـ واستقر فيها حتى توفى يوم الخميس أول يوم من المحرم سنة 1402 هـ وقد خلف ابنًا واحدًا يتولى التدريس الآن في مدينة الدوادمي.
2 -
إبراهيم: ولد في الفَرْعَة، وحفظ القرآن على والده وهو على قيد الحياة الآن، وله ابنان يعملان في التعليم في مدينة الدوادمي.
3 -
عبد العزيز بن سليمان: من حفاظ القرآن وتولى الإمامة والخطابة في بعض هجر البادية فترة من الزمن، ثم انتقل إلى الرياض، وفي آخر عمره انتقل إلى بلدة الدَّوادمي، وتوفي فيها في 5/ 10/ 1399 هـ وله ابن يعمل في (إدارة تعليم البنات).
4 -
صالح بن سليمان: ولد في الفَرْعَة -في الوشم- وحفظ القرآن بتدريس عمه عبد العزيز بن عبد الرحمن، في الشَّعْرَاء، وتولى الإمامة والخطابة في بعض هُجَر البادية، ولا يزال مقيمًا في الدَّوادمي، وله ثلاثة أبناء: سليمان يرأس تعليم البنات في مدينة الدوادمي، وعبد الرحمن -مدير معهد الدوادمي معهد المعلمين الثانوي- وعبد اللطيف، لا يزال طالبًا في المرحلة الجامعية.
ومن آل عبد اللطيف: عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد اللطيف، خلف ابنًا اسمه عبد اللطيف، وخلف عبد اللطيف عمر بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد اللطيف، وقد حفظ القرآن الكريم، وتلقى مبادئ العلوم الدينية، وتولى إمامة جامع الأمين طيلة حياته، ودرس في مدرستها، وبعد أن فتحت المدرسة الحديثة ضُمَّ إلى هيئة التدريس، ودرس فيها العلوم الدينية إلى أن توفى عام 1385 هـ، وله ثمانية أبناء يعمل بعضهم في وظائف الدولة، وآخرون في الأعمال الحرة. ومن آل عبد اللطيف أيضًا عمر بن سليمان العبد اللطيف وحمد بن إبراهيم العبد اللطيف من رجال الأعمال.
آل عفك:
جاء فى كتاب "معجم قبائل العرب" ما نصه: عفك من عشائر لواء الديوانية بالعراق، يرجع أصلها لباهلة، وقد قصدت العراق من نجد. ويبلغ عدد نفوسها 16000 نسمة تقريبًا. وعرفت هذه العشيرة بالثراء، وتتألف من آل غازم، والبحاحثة، وآل حمزة، والمخاضرة، وآل شيبة، والبوناشي، والبراجع، والمجاتيب، وآل حاجي، وطرفة. انتهى ولا شك أن بعض الأسماء وقع فيها تحريف.
آل عقل:
من أسر باهلة المعروفة ويسكنون في قرية الفيضة من إقليم السر في قريتين تابعتين لها هما صَفَيَّة العليا وصفية السفلى، ومن هذه الأسرة رجلين فاضلين هما: عقل بن راشد يسكن في صفية السفلى وقد تزوج ابنة عمه هيا بنت علي بن جاسر آل جاسر، وله منها أولاد أكبرهم راشد وعبد اللَّه وعبد الرحمن. . والرجل الثاني هو عقل بن إبراهيم صاحب صفية العليا وقد عرف عن هذا الرجل الكرم والإحسىان إلى المحتاجين، وكان من أبرز أهل تلك الناحية في ذلك وله أبناء وقد انتشر آل عقل في مدن المملكة الأخرى كالرياض وغيرها، ومن آل عقل آل هجرس وسيأتي ذكرهم.
آل عكارد:
عكارد لقب أطلق على أحد فرعي أسرة آل سند (السند) وعلى الآخر (المديان) وآل عكارد هم أبناء محسن بن سند، ويسكنون الرَّسَّ الآن.
آل عويويد:
في الأثلة وفي البُرود، وقد انتقل آل عويويد إلى الأثلة من المذنب في القرن الحادي عشر، واستقروا فيها.
وتنسب هذه الأسرة إلى عويويد بن رَدَّاس بن يَعْبد بن محمد بن بدران الباهلي.
ولمحمد هذا ثلاثة أبناء هم: محمد وعبد اللَّه وإبراهيم.
ولمحمد ثلاثة أبناء أيضًا هم: حمود وعبد اللَّه وعلي، ومن هؤلاء الثلاثة الأسر الآتي إيضاحها:
الحامِديُّ: وهم أبناء حامد بن عبد اللَّه بن عويويد، وتقدم ذكرهم.
آل صِلْهَام: وهم أبناء محمد بن حمد بن إبراهيم العويويد، لقب جدهم بـ (صلهام) لأنه هجم عليه لصوص (حَنْشَلْ)، لأخذ ما معه، فلما سئل عنهم قال: صَلْهَمْتُهُمْ -أي غلبتهم- وآل صِلْهَام: يسكنون في الفيضة (فيضة السر) وفي الرياض:
آل هَذَّال: وهم أبناء هذال بن عبد اللَّه بن محمد العويويد، وهم في البرود في السر وفي الأثلة، وفي الدَّوادمي.
ومن آل عويويد: آل محمد، وآل حمود، وآل علي، وآل إبراهيم في الأثلة وفي الدوادمي وفي الرُس، وفي الرياض، وفي نَفْي، وفي شقراء، وفي البرود، وفي الدمام.
ولآل عويويد: موال يعرفون بالباهلي في عُنَيْزة والعوشزية، وهم أبناء سدَّاح مولى محمد بن حمود العويويد.
وآل عُوَيْويد: هم أمراء بلدة الأثلة منذ عهد قديم حتى عهدنا، وممن تولى الإمارة منهم:
1 -
محمد بن عويويد بن ردَّاس بن يعبد بن محمد بن بدران.
2 -
حمود بن محمد بن عويويد - تولى الإمارة عام 1259 هـ في عهد الإمام فيصل.
3 -
محمد بن حمود بن محمد بن عوبويد - تولى الإمارة عام 1290 هـ.
4 -
حمود بن محمد بن حمود بن محمد بن عويويد، تولى الإمارة في 25 جمادى الأولى عام 1303 هـ، وتوفي عام 1337 هـ، وكان كريمًا ممدحًا قال فيه أحد شعراء عُتيبة:
كَرِيْم يَانَوٍّ نَهَضْ مِنْ حَدْرَا
…
نَوَّ الخَرِيْفِ مُلَيِّمَ الحِيَّانُ
(1)
يَسْقِى غَرِيْسِ حمُود هُو والقَصْرَا
…
ويَحْدِّرْ عَلَى قَرَّايَةَ الضِّيْفَانْ
5 -
عبد اللَّه بن عبد الهادي بن علي بن محمد بن عويويد - عام 1322 هـ.
6 -
فهد بن ناصر بن فهد بن محمد بن حمود بن محمد بن عويويد - تولى الإمارة بأمر من الملك عبد العزيز رحمه الله في 22/ 12/ 1368 هـ.
(1)
"المعجم الجغرافي" -عالية نجد- 1/ 95: كلمة كريم يقصد بها التفاؤل بقوة هذا النوء أي السحاب - وشموله أراضي واسعة، حَدْرا: من الشرق. نو الخريف: سحاب فصل الخريف.
مُلَيْم: جامع الحِيَّان: الأحياء - جمع حيّ وهو البطن من بطون العرب، فإذا أصاب الأرض مَطَر الخريف اجتمعوا لرعي أنعامهم فيها. قراية الضيفان: الذين يقرون ضيوفهم من القرى.
ومن أدباء هذه الأسرة وشعرائها:
1 -
محمد بن علي بن محمد من العويويد: ولد في بلدة الأثلة، وتوفي في عيد الأضحى عام 1386 هـ وصفه الأستاذ سعد بن جنيدل
(1)
بأنه كان (موسوعة) نادرة في أخبار الأسر وأشعارها حافظًا لأخبار الوقائع التاريخية وتفاصيلها، وحفظه للشعر الشعبي مضرب المثل، وكان يؤتى إليه من البلاد للرواية عنه، وكان كثير التحفظ فى رواية الأخبار فلا يتحدث إلا بما يتأكد من صحته.
2 -
ناصر بن فهد بن محمد بن عويويد.
3 -
عبد اللَّه بن عبد الهادي بن عويويد: قال عنه الأستاذ سعد بن جنيدل
(2)
: شاعر مجيد رصين العبارة، دقيق الوصف، ولم يحفظ من شعره إلا القليل.
وفي الأسرة كثيرون ممن ينظم الشعر الشعبي لا يتسع المقام لذكرهم.
آل غانم:
كانوا في أشيقر، ثم إنتقلوا إلى ثَرْمداء منذ نحو ثلاثة قرون، ومنهم من نزح إلى الكويت وإلى الزُّبير، ومن استقر في القصب، وفي ثرمداء حيث يعدون من وجهاء البلدة، فقد تولى إمارة البلدة أحدهم، وهو ناصر بن حمد بن غانم، تولاها في ربيع الأول سنة 1321 هـ، بعد أن استولى الملك عبد العزيز رحمه الله عليها وحبس أميرها مشاري العنقري، وتولى بعد ابن غانم عبد المحسن بن عبد اللَّه بن عثمان العنقري، ثم عبد الرحمن بن ناصر بن إبراهيم، ثم سلطان بن عبد الرحمن، ثم محمد بن عبد الرحمن.
ومن مشاميرهم: عبد اللَّه بن دخيل بن محمد الغانم، ولي بيت المال قبل عهد الإمام فيصل بن تركي، ثم في عهده، وعهد ابنه عبد اللَّه.
ومن شعرائهم (بالعامية): فهاد بن عبد اللَّه بن دُخَيْل الغانم وابنه إبراهيم ودُخَيْل بن محمد بن عبد اللَّه الغانم، ومحمد بن عبد اللَّه بن دخيل الغانم من
(1)
"المعجم الجغرافي" -عالية نجد-1/ 98.
(2)
"المعجم الجغرافي" -عالية نجد-1/ 99.
أهل ثرمداء، ومحمد بن ناصر بن محمد الغانم، وابنه عبد اللَّه من أهل القصب. وانظر عفك.
آل فايز:
من الأسر التي هي من آل سالم، وهم من المِذْنب، وفي الرس، وفي الرياض.
المديان:
بلفظ جمع مَذِي - فرع من آل سند، ومِذْيَان لقب عبد اللَّه بن حسين بن محمد بن حسين بن سند بن محسن الباهلي.
كان حين انتقال أبيه إلى بلدة الرس يقوم بزراعة الخضر على سواق، يسمى واحدها مَدِي
(1)
، وتجمع على مديان، ولكثرة ترديده كلمة المديان لقب بهذا اللقب. ومن هذه الأسر من يقيم في الرياض.
آل مطرود (المطاريد):
ذكر في الاستاذ سعد بن جُنَيْدل، أن مما نقل عن عبد اللَّه بن رُشَيْد الباهلي، أن المطاريد والسند (آل سند) من الصقر (آل صقر)، وأن صَقْرًا ورداسًا، جد آل عُويْويد أخوان.
ولا يزال اسمه (المطرود) يطلق على أسرة تسكن في الأثْلَة وفي الرُّس وفي الطائف وفي الرياض، ولكن هؤلاء يعدون الآن فخذًا من آل سالم على ما كتب به إلى الأخوان: علي بن بطيٍّ الباهلي وسالم بن عبد اللَّه الباهلي.
آل معيوف:
نسبة إلى جَدهم مَعْيوف بن سعد بن يوسف بن ناصر الباهلي، على ما كتب به إلى الأستاذ سعد بن جُنَيْدل، وذكر أنه منقول عن الشيخ إبراهيم بن
(1)
المدى هو الساقي الذي تزرع فيه الخضر كالبطيخ والقرع ونحو ذلك.
صالح بن عيسى -المؤرخ المعروف- ومنهم آل عبد اللطيف، الذين عنهم الشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف، وأبناؤه في شقراء
(1)
- وتقدم ذكرهم.
آل وقيان:
ووُقَيَّان أخ لمَعْيُوف -على ما نقل الأستاذ- سعد بن جُنيدل عن عبد اللَّه بن رُشَيْد الباهلي، فهو ابن سعد بن يوسف بن ناصر الباهلي
وآل وُقَيَّان منهم أمراء الأثلة، في أول القرن الحادي عشر، بعد نزوح باهلة إليها، والاستقرار بها
(2)
، وكان أميرها حسن بن رُشَيْد الوُقَيَّان، ثم بَعْده فهد الرُّشَيْد الوُقَيَّان، ومن آل وُقَيَّان تفرع آل رشيد -تقدم ذكرهم-.
آل هجرس:
أبناء هِجْرس بن عبد اللَّه بن حمد من آل عقل، في الأثلة وفي الرس، وفي الدوادمي، ومن مشاهيرهم حمد بن هجرس كان إمامًا لمسجد الأثلة من عام 1336 هـ حتى سنة 1358 هـ حيث عين إمامًا لجامع بلدة أضاخ حتى توفى في شعبان سنة 1405 هـ وقد عرف بالكرم رحمه الله.
آل هدال:
فرع من آل عوَيْويْدٍ -تقدم ذكرهم-.
باهلة في العهد الجاهلي
كان ابنا يعصر (أعصر) بن سعد بن قيس عيلان وهما غَنِيٌّ وباهلة قبيلة واحدة تجمعها دار واحدة، ثم لما أثرت القبيلة وكثرت فروعها واتسعت بلادها، افترقت إلى قبيلتين، غني وباهلة ولكن افتراقهما هذا لم يؤثر فيما بينهما من تآخ وتناصر وتعاون، بحيث كانت كلمتهما واحدة، وعدوهما واحدا، وكان أعداؤهما
(1)
"علماء نجد خلال ستة قرون" - 131 -
(2)
معلومات بعث بها إلى: علي بن بطي، وسالم بن عبد اللَّه.
يطلقون على القبيلتين اسم (ابني دخان) كما في أهاجي الفرزدق والأخطل لهما، وكانتا معروفتين بـ (آل يَعْصُر) كما في قول جرير
(1)
:
وحَيَّيْ آلِ يَعْصُرَ قَدْ بَلَوْتُمْ
…
فَلا كُشُفُ اللِّقَاءِ وَلَا الجَنَانِ
ويظهر أن قبيلة غني كانت أثرى عددًا، وأنبه ذكرًا، ولهذا فإن جبل ما ينسب إلى القبيلتين من الحوادث التي وقعت في العهد الجاهلي كان يكتفي فيه بذكر قبيلة غني، ولأن باهلة كانت تشارك أختها غنيا في حروبها فقد خفيت كثير من أخبار قبيلة باهلة، وخاصة في الوقائع التي تعرف باسم أيام العرب، ومن أمثلة ذلك ما وقع بين القبيلتين وقبيلة طيئ من عراك في العهد الجاهلي، ولولا أن الشعر القديم أشار إلى مشاركة باهلة أختها غنيا في تلك الحروب، لما عرف ذلك.
وسأحاول إبراز جوانب مما قامت به هذه القبيلة في العهد الجاهلي من مصاولة بعض القبائل ومحاربتها مما يدل على ما تتصف به من شجاعة وإقدام.
ومن المعروف بداهة أن التئام القبائل في العهود القديمة كان على أساس التقارب في النسب، ولا يحدث تباعد بين قبيلتين متقاربتي النسب إلا لأسباب عارضة كما قال الجاحظ
(2)
: إن تباغض الأقرباء عارض دخيل، وتحابهم واطد أصيل، والسلامة من ذلك أعم، والتناصر أظهر، والتصادق في المودة أكثر، فلذلك القبيلة تنزل معًا، وتحارب من ناوأها معًا، إلا الشاذ النادر، كخروج غني وباهلة من غطفان، وكنزول عَبْسٍ فى بني عامر، وما أشبه ذلك. انتهى.
لقد كانت قبيلة باهلة مع غطفان التي يجمعها بها قيس عيلان، ثم انفصلت عنها لسبب نجهله، ويظهر أن صلتها يقيت في القبيلة الأم قيس عيلان، لأننا نجدها قد شاركت في يوم جَبَلة منضمة هي وغني إلى بني عامر بن صعصعة بن معاوية ابن بكر بن هوازن بن قيس عيلان، بينما بعض إخوتها من غطفان مع بني تميم ضد بني عامر وذلك أن لقيط بن زرارة -سيد تميم- لما انقضت وقعة رَحْرَحان التي هزمت فيها بنو عامر بني تميم -وبين يوم رَحْرَحَان ويوم جَبَلة سنة، ويوم
(1)
"ديوان جرير".
(2)
"رسائل الجاحظ" من كتاب "النساء": 3/ 149.
جَبَلة قبل الإسلام بأربعين سنة، وكانت بنو عبس يومئذ في بني عامر حلفاء، فاستعدى لقيط ببني ذُبْيَان لعداوتهم لِعبس من أجل حَرْب دَاحِس، فأجابته غطفان كلها -غير بني بدر- وكان مع بني عامر بنو عبس وغني، وباهلة، وكان رهط مُعَقِّر البارقي يومئذ في بني نمير بن عامر، وكانت قبائل بجيلة كلهم فيهم غير قَسْر
(1)
، وقد صارت الهزيمة على تميم فقتل لقيط رئيس القوم، وقتل آخرون من مشاهيرهم، وأسر حاجب بن زرارة -أخو لقيط- ويظهر أن لباهلة في تلك الوقعة مقامًا محمودًا، فقد بقي حاجب أسيرًا عندهم كما يفهم من قول جرير:
وَيَوْمَ الشِّعْبِ قَدْ تَرَكُوا لَقِيْطًا
…
كَأنَّ عَلَيه خَمْلة أَرْجُوَانِ
وَكُبِّلَ حَاجِبٌ بِشَمَامَ حَوْلا
…
فَحَكَّم ذَا الرُّقَيْبَةِ وَهْوَ عَانِي
وشَمَامُ جبل باهلة المشهور في بلادها، المطل على هجرة (عَرْوا) وحرفت العامة اسمه من (ابني شمام) إلى (أذني شمال) كما حرفوا اسم (أسنان بلالة) وهي شناخيب بارزة من العَرَمة بين الرياض وبين الخرج فسموها (ثنايا بلال).
وتقدمت الإشارة إلى أن أخبار العرب قبل الإسلام لم يدون منها إلا اليسير؛ ولهذا يرد في الشعر ذكر حوادث لا يجد الباحث تفصيلا لها فيما بين يديه من المؤلفات. ومما ورد فيه افتخار الباهليين بانتصاراتهم على أعدائهم في الحروب في أيام منها:
1 -
أرمام: وتقدم أنه في بلاد باهلة في جنوبها - كما سبق ذكره في الكلام على بلاد باهلة في رسمه ورسم (بدر).
2 -
ساجر: والموضع لا يزال معروفًا، وقد أصبح منذ عشر الأربعين من القرن الماضي هجرة مسكونة.
3 -
سِلَّى: وقد قرن بالموضع الذي قبله مما يدل على تقارب الموضعين، ويؤيد هذا أن صاحب كتاب "بلاد العرب" قال في الكلام على بلاد ضَبَّة
(2)
: ثم في رملة يقال لها جراد ماءة يقال لها الربَّاء. . وسلى وساجر لأخلاط ضَبَّة.
(1)
"نهاية الأرب": 15/ 352.
(2)
288.
وَرَمْلة جُراد تعوف الآن باسم (نفود السر) وساجِر غرب هذا غير بعيد، ولا أستبعد أن تكون سلى هي الروضة التي تعرف الآن باسم (أم هِلِّي) بتحريف سِلَّى.
4 -
العَقِيق: وقد يكون عقيق بني عُقيل (وادي الدواسر) أقرب الأعِقَّة إلى بلاد باهلة، ولباهلة صلة بأهله من عُقَيْل.
5 -
الكوم: ورد ذكره في شعر ابن زغبة وأنه بين باهلة وبين بني الحارث ومراد وخثعم فهو بقرب بلاد هؤلاء.
هي أيام ورد ذكرها في أشعارهم في مقام الافتخار، إلا أن تفصيل أخبارها مما لم تتضمنه المؤلفات المعروفة الآن.
ثم كانت باهلة فى بني كعب، وغني في بني كلاب
(1)
، ولا نعرف متى انضوت باهلة إلى بني كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، ولكن مما لا شك فيه أن فروع بني كعب كانت تجاور باهلة في منارلها، بل قد تختلط معها في بعض الأمكنة كما تقدمت الإشارة عند ذكر بلاد باهلة، لقد كان بنو العجلان ابن عبد اللَّه بن كعب يشاركون باهلة في القعقاع، ويجاورونها في عَمَاية، وكذلك إخوتهم نهم -وهم بنو عبد اللَّه بن كعب- وكانت قُشَيْر بن كعب تشترك هي وباهلة في فلاة حائل الواسعة، الواقعة شرق عرض باهلة، جنوب غرب بلاد المَرُّوت، ويشاركهم فيها بنو نُمَير، وكانت قُشَيْرُ أيضًا تحل الريب (الرين) المنطقة الواقعة شرق عرض باهلة، والتي تفضي إليها سيول العرض، كما أنها كانت تنتشر شرق هذه البلاد في رملة الوركة (الميركة) إلى المجَازة (حوطة بني تميم) وتنتشر مع إخوتها بنو جعدة في الفلج (الأفلاج) إلى المجازة
(2)
.
حمية ونجدة
كانت العرب في الجاهلية على درجة من التماسك والتواصل، بحسب التقارب في النسب، وقد يحدث بين فرعي القبيلة الواحدة خلاف يجر إلى
(1)
"الأغاني": 5/ 28 و"العقد الفريد": 6/ 11.
(2)
انظر عن هذه المواضع كتاب "بلاد العرب".
حرب، ويسبب عداوة بين الفرعين، ولكن تلك العداوة سرعان ما تزول إذا اعتدى عدو بعيد على قبيلة أخرى فإن ذينك الفرعين ينضمان معًا لمؤازرة القبيلة التي يجمعهما بها النسب، وهكذا يتسع التناصر والتعاون كل ما كان العدو بعيدًا.
ومن أمثلة ما اتصفت به هذه القبيلة من نجدة وحمية أن قبائل اليمن حينما علمت بأن قبيلة بني تميم قد قتل كثير من رجالها في وقعة الصفقة -صفقة باب المشقر- الحصن الذي كان في هجر (الأحساء) أرادت تلك القبائل أن تستغل ضعف بني تميم، وأن تغير على أموالها حين قل المدافعون عنها، فماذا كان موقف قبيلة باهلة من مؤازرة هذه القبيلة التي تجمعها بها في النسب (المضرية) ضد قبائل اليمن؟
قدم رجل من بني قيس بن ثعلبة من ربيعة على بني الحارث بن كعب في نجران، فسألوه عن الناس، فأخبرهم بأن بني تميم قتلت المقاتلة منهم، وبقيت أموالهم وذراريهم في مساكنهم، لا مانع لها، فاجتمعوا في عسكر عظيم بلغ ثمانية آلاف، لا يعلم في الجاهلية جيش أكثر منه، ومن جيش كسرى بذي قار ومن يوم جَبَلة
(1)
.
ويظهر أن بني تميم اتخذوا للأمر أهبته، واحتاطوا من مفاجأة العدو، فارتحلوا من مكان يسهل عليه اجتياحهم، كما في صَحَاري الدهناء والصَّمَّان المكشوفة أمام المهاجمين، إذ لا جبال فيها فانتقلوا إلى العالية بعد أن أنزلوا بني حنظلة بن مالك منهم في الدَّهناء، وبني سعد والرباب في الكلاب، لكي يقوم هؤلاء بحماية الطريق، وكانت بلاد باهلة واقعة في طريق الجيش القادم من نجران وما حوله، فمضى الجيش حتى إذا كان ببلاد باهلة قال جزء بن جزء بن جزء الباهلي لابنه
(2)
: يا بني هل لك في أكرومة لا يصاب أبدًا مثلها؟ قال: وما ذاك؟ قال: هذا الحي من تميم قد ولجوا هناك مخافة، وقد قصصت أثر الجيش يريدونهم، فاركب جملي الأرحبي، وسر رويدًا رويدًا عقبة من الليل -يعني ساعة- ثم حل عنه حبليه وأنخه، وتوسد ذراعه، فإذا سمعته قد أفاض بجرته وبال
(1)
"الكامل لابن الأثير" 1/ 622 ط دار صادر بيروت سنة 1385 هـ.
(2)
"العقد الفريد" 6/ 81.
فاستنقعت ثفَناتُه في بوله فشد عليه حبله، ثم ضع السوط عليه، فإنك لا تسأل جملك شيئًا من السير إلا أعطاك، حتى تصبِّح القوم. ففعل ما أمره به.
قال الباهلي: فحللت بالكُلاب قبل الجيش وأنا انظر إلى ابن ذكاء -يعني الصبح- فناديت: يا صباحاه، فإنهم ليثبون إلى ليسألوني من أنت؟ إذ أقبل رجل منهم من بني شقيق على مهر كان في النعم، فنادى: يا صباحاه قد أتى على النعم!! ثم كر راجعًا نحو الجيش، فلقيه عبد يغوث الحارثي وهو أول الرعيل، فطعنه في رأس معدته فسبق اللبن الدم، وكان قد اصطبح فقال عبد يغوث: أطيعوني وامضوا بالنعم، وخلوا العجائز من تميم ساقطة أفواهها. قالوا: أما دون أن تنكح بناتهم فلا.
تجالد الجمعان، وتلاقى الفرسان فكان النصر لبني تميم بعد أن قتل بعض فرسانهم، وشغلت مَذْحِج ومن معها بانتهاب النعم.
وكان على رأس المأسورين عبد يغوث بن الحارث بن وقاص الحارثي رئيس مَذْحِج الذي قتل بالنعمان بن مالك أحد رؤساء بني تميم المقتولين في أول المعركة، وعبد يغوث هو صاحب القصيدة التي تعد من عيون الشعر، فيحسن إيرادها
(1)
: -دَرْءا لدفع السأم من الاسترسال في البحث-:
أَلا لا تَلُوْمَاني، كَفَى اللَّوْمَ مَا بِيَا
…
فَمَالَكُمَا فِي اللَّوْمِ نَفعٌ وَلا لِيَا
أَلَمْ تَعْلَمَا أنَّ المَلامةَ نَفْعُهَا
…
قَلِيلٌ وَمَا لَوْمِي أَخًا منْ شمَالِيَا
فَيَا رَاكِبًا إِمَّا عَرَضْتَ فَبَلِّغَنْ
…
نَدَامَايَ مِنْ نَجْرَانَ أَلا تَلاقِيَا
أبَا كُرَبٍ والأيْهَمَيْنِ كَلِيْهِمَا
…
وَقَيْسًا بِأَعْلَى حَضْرَمَوْتَ اليَمَانِيَا
أَقُولُ وَقَدْ شَدُّوا لِسَانِي بِنِسْعَةٍ:
…
مَعَاشِرَ تَيْمٍ أَطْلِقُوا مِنْ لِسَانِيَا
كَأنِّيَ لَمْ أَرْكَبْ جَوَادًا وَلَمْ أَقُلْ
…
لخَيْلِيَ كُرِّيْ كَرَّةً مِنْ وَرَاِئِيَا
وَلَمْ أَسْبَإِ الزِّقَّ الرَّويَّ وَلَمْ أَقُلْ
…
لأَيْسَارِ صِدْقٍ عَظِّمُوا ضَوْءَ نَارِيَا
وَقَدْ عَلِمَتْ عِرْسِيْ مُلَيْكَةُ أَنَّنِي
…
أَنَا اللَّيْثُ مَعْدُوّا عَلَيْهِ وَعَادِيَا
(1)
"الكامل" لابن الأثير 1/ 625 ط دار صادر بيروت سنة 1385 هـ.
لحَى اللَّه قَوْمًا بِالكُلابِ شَهِدتُّهُمْ
…
صَمِيْمَهُمُ والتَّابِعينَ المَوَالِيَا
وَلَوْ شِئْتُ نَجَّتْنِي مِنَ القَوْم شطبَةٌ
…
تَرَى خَلْفَهَا الكُمْتُ العِتَاقُ تَوَالِيَا
وَكُنْتُ إِذَا مَا الخَيْلُ شَمَّصَهَا القَنَا
…
لَبِيْقًا بِتَصْرِيْفِ القَنَاةِ بَنَانِيَا
فَيَا عَاصِ فُكَّ القَيْد عَنِّي فَإنَّنِي
…
صَبُورٌ عَلَى مَرِّ الحَوَادِثِ نَاكِيَا
فَإِنْ تَقْتُلُونِي تَقْتُلُوا بِيَ سَيِّدَا
…
وَإِنْ تُطلِقُونِي تُحْرِبُونِيَ مَالِيَا
وقد حدثت الوقعة في وادي الكلاب، وهو وادٍ في عالية نجد، يرى بعض الباحثين أنه هو وادي الشَّعْرَاء المنحدر من نَهْلان، لقربه من حُذنَّة ومُجَيْراتٍ، هي قُوْرٌ ورد ذكرها في خبر يوم الكلاب في شعر محرز بن المُكَعْبر الضَّبِّي حيث قال:
ظَلَّتْ ضِبَاعُ مُجَيْرَات يَلُذْنَ بِهِمْ
…
وأَلْحَمُوهُنَّ مِنْهُمْ أَيَّ إلْحَامِ
سارُوا إلينَا وهُمْ صِيدٌ رُؤُوسُهُمُ
…
فَقَدْ جَعَلنَا لَهُمْ يوْمًا كأيَّامِ
حَتَّى حُذُنَّةُ لَمْ نَتْرُكْ بِهَا ضَبُعَا
…
إِلا لَهَا جَزَرٌ مِنْ شِلْوِ مِقْدَامِ
ولكن قول لبيد:
لاقَى الكُلابُ البَدِيَّ فَاعْتَلَجَا
…
سَيْلُ أَتِيَّيْهِمَا لِمَنْ غلبَا
فَدَعْدَعَا سُرَّة الرَّكَاءِ كَمَا
…
دَعْدَعَ سَاقِي الأَعَاجِمِ الغَرَبَا
يدل على أن وادي الكلاب يفيض سيله في وادي السرة، وليس كذلك وادي الشعراء.
لهذا فليس من المستبعد أن يكون وادي الكلاب هو ما يعرف الآن باسم وادي عُصَيْل.
ويلاحظ أن هذه الوقعة هي يوم الكلاب الثاني، وهناك يوم الكلاب الأول، وقع بين شُرَحْبِيل وسلمة ابني الحارث بن عمرو الكندي في حدود العراق.
موقف آخر
. .
وشبيه بموقف باهلة من تميم في يوم الكُلاب ما جرى من قبيلة غَنِيٍّ في إنْجَاد بني ضبة حين أخذ النعمان بن المنذر إبل أحدهم، ويظهر أن باهلة مع غنيّ، إذ القبيلتان كانتا في العهد الجاهلي متحدتين، قال الأصمعي
(1)
: خرج النعمان بن المنذر -وكان كسرى عمله على العرب- فمر على إبل لسنان بن عائذ الضبي من بني عبس بن ضبيب، فقال: ما رأيت كاليوم إبلا ليست لملك، وكانت العرب إذا بلغت إبل الرجل ألفًا فقأ عين جمل منها، فأمر بها فاستيقت فأتى غنيًا الصريخ وهم بالرخيمة بين سلمى وَرَمَّان، فجاءت غني حتى ردتها وأخذوا إبلا للملك واستاقوها، وكانت تعرف في إبلهم حتى جاء الإسلام، فقال طفيل في هذه القصة قصيدته التي مطلعها
(2)
:
أَبَيْتَ اللَّعِنَ والرَّاعِي مَتَى مَا
…
يَضِعْ تَكُنِ الرَّعَيَّةُ لِلذِّئابِ
فَيُصْبِح مالُه فَرْسَى ويُفرش
…
إلى ما كان من ظفرٍ ونَابِ
ولباهلة موقف مشرف شبيه بموقفها مع بني تميم، افتخر به شاعرها ابن أحمر حين قال
(3)
:
ومَا الَّذي يَحْمِي بِمُهْجَةِ نَفْسِهِ
…
بِبَنِي عَامِرٍ يَوْمَ المُلُوك القَمَاقِمِ
فَوَرَّطهُمْ وَسطَ البَيَاضِ كَأَنَّهُمْ
…
عَلَى الشَّرَفِ الأَقْصى الضِّراءُ اللَّوازمِ
(3)
وأوضح الخبر البكري فيما أورده في "معجم ما استعجم" قال: وجاء قوم من أهل اليمن يطلبون بني عامر، فقال رجل من بني صَحْب وهم من باهلة: تعالوا أدلكم عليهم، فركب بهم هذه الفلاة حتى مات، وماتوا. انتهى.
ويظهر من شعر ابن أحمر أن أولئك الغزاة كانوا ملوكًا، ومن عادة ملوك اليمن محاولة بسط نفوذهم على العدنانيين، وأقرب من يلي بلادهم بنو عامر، ويظهر أن الباهلي التقى بهم في حدود منازل القبائل اليمنية من مَذْحِج، على
(1)
"ديوان طفيل الغنوي": 90.
(2)
ديوانة: 144.
(3)
اللوازم: الي تلزم الصيد. يعني قحمهم كما تطلب الكلاب الصيد "معجم ما استعجم": رسم (البياض).
مقربة من أسافل وادي الدواسر (العَقِيق قديمًا) فشرَّق بهم في صحراء البياض الواقعة بين مرتفعات جبل طُوَيْق (عارض اليمامة) وبين رمال صَيْهَد (الربع الخالي) حتى توغلوا في الرمال فضلوا سبيلهم فهلكوا.
مع القبائل اليمنية
وبين القبائل العدنانية بوجه عام وبين قبائل اليمن حروب وغارات كثيرة، ولكن المحفوظ منها كغيرها عن أخبار الجاهلية قليل.
ولا يعني الباحث هنا إلا ما له صلة بقبيلة باهلة.
باهلة ومذحج
قال عبد اللَّه بن حمزة في قصيدة "ذات الفروع"
(1)
في ذكر مفاخر قيس:
وَفِي مَذْحِجٍ مِنْهُمْ وَقَائِعُ لَمْ يَزَلْ
…
لَهَا نَدَبٌ دَامٍ وآخَرُ يَحْلِبُ
وَفِي مَذْحِجٍ منْ يَعْصُرِ ابْنَةِ يَعْصُرِ
…
قَتِيْلٌ وَمأَسُوْرٌ لَدَيْهِمْ مُكَلَّبُ
أغارت مُذْحِجُ في الجاهلية على باهلة فهزمتهم باهلة، قال الباهلى في ذلك:
وَنَهْديَّةٍ شَمْطَاءَ أَوْ حَارِثِيَّةٍ
…
تُؤَمِّل يُهْنَا مِنْ بَيْنِهَا بَعِيْرُهَا
تَوَاتَعُ أَثْنَاءَ الحَنِيْنِ فَرَاعَهَا بَوَادِرُ
…
خَيْلٍ لَمْ يُدَرَّعْ بَشِيْرُهَا
فَآبَتْ إِلَى تَثْلِيثَ تَدْمَعُ عَيْنُهَا
…
وَعَادَ عَلَيْهَا صَمْغُهَا وَبَرَيْرُهَا
انتهى كلام ابن حمزة.
وهذه الأبيات التي أوردها من قصيدة لمالك بن رُغْبة مذكورة في ترجمته، وقد أشار إلى تلك الحرب أبو محمد الأسود الأعرابي في كتابه "فرحة الأديب"
(2)
بما هذا نصه:
قال ابن السيرافي: قالت بنت أبي الحصين من مَذْحِج:
(1)
مخطوطة.
(2)
141.
إنَّا وَبَاهِلَةَ بْنَ يَعْصُرَ بَيْنَنَا
…
دَاءُ الضَّرَائِرِ بُغْضَةً وتَقَافِي
مَنْ يُثقَفَنْ مِنَّا فَلَيْسَ بِآيبٍ
…
أَبَدًا وَقَتْلُ بَنِي قُتَيْبَةَ شَافِي
قال: قالت هذه الأبيات في حرب بينهم وبين باهلة.
قال س
(1)
: هذا موضع المثل:
هَيْهَاتَ تَطلُبُ شَيْئًا لَسْتَ مُدْرِكَهُ
…
مَن لِلأَصَمِّ بِصَوْتِ البَمِّ والزِّيْرِ؟
هيهات أن ينتفع المستفيد مما ذكره ابن السيرافي في هذا الشعر بشيء.
ليس هذا الشعر لبنت أبي الحصين من مَذْحِج، وإنما هو لابنة مرة بن عاهان، قالته حين قتلت باهلة أباها بأرمام، وهو:
إنَّا وَبَاهِلَةَ بْنَ يَعْصُرَ بَيْنَنَا
…
دَاءُ الضَّرَائِر بُغْضَةً وَتَقَافِي
مَنْ يَثْقَفُوا مِنَّا فَلَيْسَ بِوَائِلٍ
…
أَبَدًا وقَتْلُ بَنِي قُتَيْبَةَ شَافِي
ذَهَبَتْ قُتَيْبَةُ فِي اللِّقَاءِ بِفَارِسٍ
…
لا طَائِشٌ رَعِشٌ وَلا وَقَّافِ
ويفهم مما تقدم أن الوقعة حدثت في موضع يدعى (أرمام)، وقد جاء في "خزانة الأدب"
(2)
: كان المنتشر رئيسًا فارسًا، وكان رئيس الأبناء يوم أرمام، وهو أحد يومي مضر في اليمن، كان يومًا عظيمًا قتل فيه مرة بين عاهان وصلاءة بن العنبر والجموح ومعارك، واسم (أرمام) يطلق على موضعين:
أحدهما في بلاد باهلة بقرب وادي الركاء، على مقربة من وادي السُّرة وجبل يذبل (صَبْحا الآن) ولعله هو المذكور في الوقعة لتوسطه بين بلاد القبائل اليمنية، والقبائل المضرية.
أما الموضع الثاني فيقع في شمال القصيم وهو وادٍ من روافد وادي الرمة الشمالية ومن المستبعد أن تكون الوقعة حدثت فيه.
(1)
أي: الأسود الأعرابي المؤلف.
(2)
10/ 188.
وتحسن الإشارة إلى أن مرة بن عاهان الوارد في الخبر كان قتله المنتشر بن وهب الباهلي ومُرَّة من بني الحارث بن كعب على ما جاء في "خزانة الأدب"
(1)
فقد ذكر أن الأبيات الثلاثة: رواها أبو عبد اللَّه محمد بن عمران المرزباني في كتاب "أشعار النساء"، قال: كتب إلى أحمد بن عبد العزيز قال: أخبرنا عمر بن شَبَّة قال: قالت بنت مرة بن عاهان أبي الحصين لما قتلته باهلة:
إِنَّا وَبَاهِلَةَ بْنَ أَعْصُر
ثم أورد الأبيات، وقال بعدها: ومرة بن عاهان بن الشيطان بن أبي ربيعة ابن خيثمة بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب، أحد قبائل اليمن، وكان عاهان شريفًا عظيمًا بينهم، ويقال له: هاعان أيضًا، وهو جاهلي قديم.
ومعروف أن قبيلة بني الحارث بن كعب من مَذْحِج، وكانوا يسكنون نجران، وما حوله، ولا يزال لهم فيه بقية، وقد حالفت بنو الحارث مَذْحِج، و (مَذْحِج) هم المعرفون الآن باسم (قحطان) جنوب شرق بلاد عسير.
وأورد صاحب "الخزانة"
(2)
أيضًا عن المرزباني في كتاب "أشعار النساء"
(3)
بالسند إلى أبي عُبيدة، قال: كان المتتشر بين وهب الباهلي يُغاور أهل اليمن، فقتل مرة بن عاهان الحارثي فقالت نائحته:
يَا عَيْنُ بَكِّي لِمُرَّةَ بنِ عَاهَانَا
…
لَوْ كَانَ قَاتِلُهُ مِنْ غَيْرِ مَنْ كَانَا
لَوْ كَانَ قَاتِلُهُ قَوْمًا ذَوِي حَسَبٍ
…
لَكِنَّ قَاتِلَهُ بَهْلُ بْنُ بَهْلانَا
قال أبو عبيدة: ما هجوا بمثله، لأنها صغرت بهم، وأنما أرادت باهلة.
انتهى ومعروف أن أبا عبيدة هو مؤلف كتاب "مثالب باهلة" فلا يستكثر منه هذأ القول، وقد يكون هذا القول عن كتابه؛ وهجاء باهلة هذا من قبيل (أوسعتهم ذَمّا وأودوا بالإبل).
(1)
11/ 403.
(2)
11/ 400.
(3)
طبعت قطعة من كتاب "أشعار النساء" ليس فيها هذا الخير.
ويظهر أن الإغارات بين باهلة ومذحج بسبب تقارب القبيلتين فى المنازل قد تكررت، فقد ذكر المبرد في كتاب "الكامل"
(1)
في خبر المنتشر بن وهب الباهلي أنه أسر صلاة بن العنبر الحارثي، فقال: افتد نفسك. فأبى، فقال: لأقطعنك أنملة أنملة، وعضوا عضوًا ما لم تفتد نفسك. فجعل يفعل ذلك به حتى قتله، ثم حج من بعد ذلك المنتشر ذا الخلصة - وهو بيت كانت خثعم تحجه، زعم أبو عبيدة أنه بالعَبَلات
(2)
، وأنه مسجد جامعها، فدلت عليه بنو نُفَيْل بن عَمْرو بن كلاب الحارثيين، فقبضوا عليه، فقالوا: لنفعلن بك كما فعلت بصلاءة، ففعلوا ذلك به، فألقى راكب أعشى باهلة، فقال له أعْشى باهلة: هل من جائبة خبر؟ قال: نعم، أسرت بنو الحارث المنتشر، وكانت بنو الحارث تسمى المنتشر مُجَذِّعا، فلما صار في أيديهم قالوا: لنقطعنَّك كما فعلت بصلاءة، فقال أعشى باهلة يرثى المنتشر:
إِنِّي أَتَتْنِي لِسَانٌ لا أُسَرُّ بِهَا
…
مِنْ عَلُ لا عَجَبٌ مِنْهَا وَلا سَخَرُ
وأنشد الأصمعيُّ للحارثية ترثى من قتل من قومها في يوم كان لباهلة على بني الحارث ومراد وخَثْعَم
(3)
:
شَقِيقٌ وَحَرمِيٌّ أَرَاقَا دِمَاءَنَا
…
وَفَارِسُ هَدَّاجٍ أَشَابَ النَّوَاصِيَا
أرادت بشقيق وحرمي شقيق بن جزء بن رياح الباهلي، وحرمي بن ضمرة النهشلي.
فهل كان لباهلة يوم -أو أيام غير يوم قتل عاهان- على القبائل الثلاث المذكورة؟
ولصلة خير ذلك اليوم بالمنتشر الفاتك الباهلي الذي كان كثير الغارة على اليمانيين يحسن الرجوع إلى ترجمته مع الأعيان.
ومن أيام باهلة على اليمانيين يوم الكوم، وهو يوم افتخر به جزء بن رِيَاح الباهلي، فقال: من قصيدة أوردها الأخفش الصغير في كتاب "الاختيارين" قال
(4)
:
(1)
4/ 64 تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم.
(2)
المعروف أنه بتبالة، وانظر عنه وعن ذي الخلصة الذي كان ببلاد جوس كتاب "في سراة غامد وزهران".
(3)
"لسان العرب" رسم (هدج).
(4)
197.
أَلا زَعَمَتْ عَلاقَةُ أَنَّ سَيْفِي
…
يُفَلِّلُ غَرْبَهُ الرَّأْسُ الحَلِيقُ
فَلَوْ شَهِدَتْ غَدَاةَ الكُوْمِ قَالَتْ:
…
هُوَ العَضْبُ المُهَذْرِبَةُ العَتِيقُ
وقال في شرح البيت الأخير: الكوم: يوم كان لباهلة على بلحارث ومراد وخَثْعم. انتهى.
وكان صاحب جيش بلحارث يوم الكوم هو أبو طلق، قال فيه الشاعر:
يَسُوقُهُمُ أَبُو طَلْقٍ إِلَيْنَا
…
وَمَا يَدْرِي وَربِّكَ مَا يَسُوقُ
ثم وصف في هذه القصيدة المعركة، وذكر بعض من قتله من الأعداء، وليس في المستطاع تفصيل ما وقع بين الفريقين إلا أن الغلب كان لباهلة كما يظهر من سياق القصيدة.
باهلة وطيئ
نقل صاحب "الأغاني"
(1)
عن أبي عمرو الشيباني والطوسي فيما روياه عن الأصمعي وأبي عبيدة أن رجلا من غني يقال له: قيس الندامى، وفد على بعض الملوك، وكان قيس سيدًا جوادًا، فلما حفل المجلس أقبل الملك على من حضره من وفود العرب فقال: لأضعن تاجي هذا على رأس أكرم رجل من العرب. فوضعه على رأس قيس. وأعطاه ما شاء ونادمه مدة، ثم أذن له في الانصراف إلى بلده، فلما قرب من بلاد طيئ خرجوا إليه وهم لا يعرفونه فلقوه برَمَّان
(2)
، فقتلوه، فلما علموا أنه قيس، ندموا لأياد له كانت فيهم، فدفنوه بِرَمَّان، وبنوا عليه بيتًا ثم إن طفيلا جمع جموعًا من قيس فأغار على طيئ؛ فاستاق من مواشيهم ما شاء، وقتل منهم قتلى كثيرة، وكانت هذه الوقعة بين الْقَنَانِ وشرقي سَلْمَى، فذلك قول طفيل في هذه القصيدة:
فَذُوقُوا كَمَا ذُقْنَا غَدَاةَ مُحَجَّرٍ
…
مِنَ الغَيظِ فِي أَكْبَادِنَا وَالتَّحَوُّبِ
فَبِالْقَتْل قَتْلٌ والسَّوَامُ بِمِثْلِهِ
…
وبَالشِّلِّ شَلُّ الغَائِطَ المُتَصَوِّبِ
(1)
15/ 282 ط الثقافة ببيروت.
(2)
رَمَّان من أشهر جبال منطقة حائل، لا يزال معروفًا انظر قسم شمال المملكة من "المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية".
هذا نص ما ذكره الأصفهاني، وليس فيه إشارة إلى قبيلة باهلة، إذ شهرة غني فيما يظهر طغت على أخها باهلة، ولكن إذا رجعنا إلى الشعر العربي القديم وجدنا ما يدل على أن قبيلة باهلة كانت قد شاركت أختها في هذه الحروب، فزيد الخيل يقول في قصيدة له:
فَخَيْبَةُ مَنْ يُغِيرُ عَلَى غَنِيٍّ
…
وبَاهِلَةَ بْنِ أَعْصُرَ وَالرِّكَابِ
وَأدَّى الغُنْمَ مَنْ أَدَّى قُشَيرًا
…
وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَسْرَى كِلابِ
وقد أجابه طفيل الغنويُّ فقال
(1)
:
سَمَوْنَا بالجِيَادِ إِلَى أَعَادٍ
…
مُغَاوَرَةُ بَجِدٍّ واعْتصَابِ
نؤمهم عَلى رعب وَشحط
…
بِقُوْد يَطَّلِعْنَ مِنَ النِّقَابِ
طِوَالُ السَّاعدَيْنِ نَهزُّ لُدْنًا
…
يَلُوْحُ سِنَانُهُ مِثْلُ الشِّهَابِ
وَلَوْ خِفْنَاكَ مَا كُنَّا بِضَعْفٍ
…
بِذي خُشُبٍ نُعَزِّبُ والْكُلابِ
وقَتَّلْنَا سَرَاتَهُمُ جهَارًا
…
وَجِئْنَا بِالسَّبَايا والنِّهَابِ
سَبَايَا طَيِّء مِنْ كُلِّ حَيٍّ
…
بِمَنْ فِي الفَرْعِ مِنْهَا وَالنِّصَابِ
وما كانتْ بَنَاتُهُمُ سَبِيّا
…
وَلا رُغبًا يُعَدُّ مِنَ الرِّغَابِ
وقال الأصمعي
(2)
: كان غَنِيُّ قد أغارت على طيئ بعد وقعة محجر ودخلوا سَلْمى وأجَأ -وهما من جبال طيئ- وسبوا سبايا كثيرة، فقال طفيل في ذلك من قصيدة طويلة:
قَبَائِلُ مِنْ فَرْعَي غَنِيٍّ تَوَاهَقَتْ
…
بِهَا الخَيْلُ لا عُزْلٌ ولا مُتَأَشَّبِ
أَلا هَلْ أتى أهل الحِجَازِ مُغَارُنَا
…
على حَيٍّ ورْدٍ وابن رَيَّا المُضَربِ
جَلَبْنَا مِنَ الأَعْرَافِ أَعْرَافِ غَمْرَةٍ
…
وأَعْرَافِ لُبْنَى الخَيْلَ يَا بُعْدَ مَجْلَبِ
بَنَاتِ الغُرَابِ والوَجِيهِ وَلاحِقٍ
…
وأَعْوَجَ تَنْمِي نِسْبَةَ المُتَنَسِّبِ
(1)
ديوان: 96.
(2)
"ديوان طفيل": 17.
وِرَادًا وَحُوّا مُشْرِفًا حَجَبَاتُهَا
…
بضنَاتِ حِصَانٍ قَدْ تُعُوْلِمَ مُنْجِبِ
وَكُمْتًا مُدَمَّاةً كَأنَّ مُتُونَهَا
…
جَرَى فَوْقَهَا واسْتَشْعَرَتْ لَوْنَ مُذْهَبِ
فَلَمَّا بَدَا حَزْمُ القَنَانِ وَصَارَةٌ
…
وَوَازَنَّ مِنْ شَرْقيِّ سَلْمَى بِمَنْكِبِ
أَنْخْنَا فَسُمْنَاهَا التِّطَافَ فَشَارِبٌ
…
قَلِيلًا وآبٍ صَدَّ عَنْ كُلِّ مَشْرَبِ
يُرَادِي عَلَى فَأسِ اللِّجَامِ كَأنَّمَا
…
يُرَادي به مِرْقَاةُ جِذْعٍ مُشَذَّبِ
وَشَدَّ العَضَاريطُ الرِّحَالَ وَأُسْلِمَتْ
…
إِلَى كُلِّ مِغْوارِ الضُّحَى مُتَلَبِّبِ
فَلَمْ يَرَهَا الرَّاؤُونَ إلا فُجاءَةً
…
بِوَادٍ تَنَاصِيهِ العِضَاةُ مُصَوَّبِ
ضَوَابِعُ تَنْوِي بَيْضَةَ الحَيِّ بَعْدَمَا
…
أَذَاعَتْ بِريعَانِ السَّوَامِ المُعَزَّبِ
رآى مُجْتنُو الكُرَّاثِ مِنْ رَمْلِ عَالِجٍ
…
رَعَالًا مَطَتْ مِنْ أَهْلِ شَرْجٍ وتُنْضُبِ
فَأَلْوَتْ بَغَايَاهُم بِنَا وَتَبَاشَرَتْ
…
إِلَى عُرْضِ جَيْشٍ غَيْرَ أَنْ لَمْ يُكُتَّبِ
فَقَالُوا: أَلا مَا هَاؤُلاء وقَدْ بَدَتْ
…
سَوَابِقُهَا فِي سَاطِعِ مُتَنَصِّبِ
فَقَالَ بَصيرُ يَسْتبِينُ رِعَالَهَا
…
هُمُ وَالإلهِ مَنْ تَخَافِينَ فَاذْهَبِي
فَذُوْقُوا كما ذُقْنَا غَدَاةَ مُحَجَّرِ
…
من الغيظ فِي أَجوافِنَا والتَّحَوُّبِ
أَبَأنَا بِقَتْلانَا مِنَ القَوْمِ مِثْلَهُمْ
…
وَمَنْ لا يُعَدُّ منْ أَسِيرٍ مُكَلَّبِ
نُخَوِّي صُدُور المشْرَفِيَّة منْهُمُ
…
وكُلَّ شُرَاعِيِّ مِنَ الهِنْدِ شَرْعَبِ
بِضَرْبٍ يُزِيلُ الهَامَ عَنْ سَكَنَاتِهِ
…
وَيَنْقَعُ مِنْ هَامِ الرِّجَالِ بِمَشْرَبِ
فَبِالقَتْلِ قَتْلٌ والسَّوَامِ بمِثْلِهِ
…
وبالشَّلِّ شَلُّ الغائطِ المُتَصَوَّبِ
وَجَمَّعْنَ خَيْطًا مِن رِعَاءٍ أَفَأَنَّهُمْ
…
وَأَسْقَطْنَ مِنْ أَقْفَائِهِمْ كُلَّ مِحْلَبِ
فَرُحْنَ يُبَارينَ النِّهَابَ عَشِيَّةً
…
مُقلَّدةً أَرَسَانهَا غَيْرَ خُيَّبِ
لابد أن زيد الخيل حين وصف من يغير على قبيلتي غني وباهلة بالخيبة، قد أحس بأحد أمرين: إما أن تكون القبيلتان على درجة من القوة والشجاعة، بحيث يخيب من يغير عليهما، أو أن أموال القبيلتين محرزة محمية، كالحال في الغالب من مال باهلة، إذ هي قبيلة متحضرة يقل عندها النعم، وتكثر العقارات كالآبار
والنخيل والبساتين والمعادن، كما هو الحال في بلاد باهلة، وأيّا كان فشعر زيد يحتمل المدح والهجاء، وهو في الوقت نفسه صادر من ند، يغاور القبيلة ويحاربها، فليس عجيبًا ولا غريبًا أن يهجوها، وليكن ذلك ما دامت تأخذ حقها وتحمي حماها، فليهجها من يهجوها، وأكثر من يهجي الأقوياء (أَوْسَعتُهم ذمًا وأودوا بالإبل). بل إن زيدًا -عفا اللَّه عنه- لم يتورع من هجو قومه فضلا عن أعدائه فقد قال
(1)
:
لَوْ كنْتُ أَنْهَضُ فِي مُلَمْلَمة
…
شُمَّ المَفَاخِر مِنْ بَنِي قُرْطِ
أو مِنْ بَنِي شَكَل الَّذِينَ هُمُ
…
مَنَعُوا الحَرِيْمَ بأذْرُعٍ شَمْطِ
(2)
لكنَّمَا قَوْمِي هُمُ خَذَفٌ
…
يَرْغَبْنَ فِي أَشِبٍ مِنَ الخَمْطِ
فجعل قومه جِدَاء صغارًا (خَذَفًا) همها ملء بطونها من الخمط.
إن أبيات طفيل في الإغارة على طيئ بعد وقعة مُحَجَّر وقعت من فرعي غني ولعله أرد أن يقول فرعي (أعْصُر) فلم يستقم له الوزن، إذ ليس من المعقول أن تغير قبيلة غني على طيئ وحدها، في عقر دارها المحصنة، ولا تهبّ أختها باهلة لنصرتها، كيف لا وهي على ما يفهم من شعر زيد الخيل بينها وبين طيئ غارات.
وهناك نص صريح على مشاركة باهلة في هذه الغارة، فصاحب "الأغاني"
(3)
في الكلام على شعر لطفيل الغنوي من هذه القصيدة قال ما نصه: والذي عندي أنه لطفيل الغنوي، قاله في ابن زيد
(4)
الخيل أغار على بني عامر فأصاب في كلاب، وبني كعب واستحر القتل في غني بن أعصر، ومالك بن أعْصر -وأعصر هو الدخان ولذلك قيل لهما أبنا دخان- وكانت غني مع بني عامر في دارهم، موالي لنمير، وكان فيهم فرسان وشعراء، ثم إن غنيا أغارت على طيئ وعليهم سيَّار بن هُرَيْم فقال في ذلك قصيدته الطويلة
(5)
:
وَبِالْقَفْرِ دَارٌ مِنْ جَمِيلَةَ هَيَّجَتْ
…
سَوَالِفَ شَوْقٍ فِي فُؤَادِكَ مُنْصِبِ
(1)
"الإيناس" - 192.
(2)
بنو شكل ابن الحريش بن كعب بن ربيعة بين عامر بن صعصعة.
(3)
8/ 233 ط (دار الكتب المصرية).
(4)
كذا ولعل كلمة (ابن) مقحمة في غير محلها.
(5)
يقصد طفيلًا.
باهلة مع بعض القبائل العدنانية
مع قبائل ربيعة:
ومعروف ما كان قديمًا بين المُضَريينَ والرَّبعَيِّين عن إحن وحروب، استمرت إلى ما بعد ظهور الإسلام، ممثلة فيما جرى بين بني تميم وبني بكر وائل، في يومي النَّبَاجِ وثَيْل (قرية العليا) و (قرية السفلى) في شرق الجزيرة.
ولكن مما يثير الدهشة والاستغراب ما جرى بين قبيلة باهلة وبين بعض قبائل ربيعة بعد أن انتقلت إلى شرق الجزيرة، فأصبحت بلادها بعيدة عن بلاد باهلة، فكانت هذه القبيلة تغير على الربعيين، وتحدث فيهم عن النكايات ما يقف الباحث أمامه حائرًا، كيف يتصور أن تلك القبيلة القليلة العدد تحدث منها تلك الأفعال كأسر النَّوار بنت عمرو بن كلثوم الفاتك المشهور الذي كانت قبيلته تعد من أشد الناس في الجاهلية ويقول عنها أحدهم: لو أبطأ الإسلام قليلا لأكلت بنو تغلب الناس
(1)
.
ويتبجح عَمْرو من قصيدته المشهورة فيقول:
ألا لا يَجْهَلَنْ أَحَدٌ عَلَيْنَا
…
فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِينَا
ويقول:
وَأَنَّا المُنْعِمُوْنَ إِذَا قَدِرْنَا
…
وَأَنَّا المُهْلِكُونَ إِذَا أُتِيْنَا
باهلة وتغلب
لعل من المناسب إضفاء القول بما كان يتمتع به عمرو بن كلثوم بن معاصريه من شجاعة وإقدام، بحيث حيكت حوله قصص أشبه بالأساطير ومنها فتكه بعمرو ابن المنذر بن ماء السماء اللخمي صاحب الحيرة على ما ذكر الرواة
(2)
.
(1)
"شرح القصائد السبع الطوال" لابن الأنباري: 369.
(2)
"الكامل" لابن الأثير 1/ 548 ط دار صادر بيروت سنة 1385 هـ.
قالوا: كان عَمْرو ولقبه مُضَرِّظ الحِجَارة لشدة ملكه، وقوة سياسته، وأمه هند بنت الحارث بن عمرو، عمة امرئ القَيس بن حُجْرٍ، كان عَمْرو هذا قال يومًا لجلسائه: هل تعلمون أن أحدًا من العرب من أهل مملكتي يأنف أن تخدم أمه أمي؟! قالوا: ما نعرف إلا أن يكون عَمْرو بن كلثوم التغلبي، فإن أمه ليلى بنت مهلهل، وعمها كليب بن وائل، وزوجها كلثوم، وابنها عَمْرو، فسكت مُضَرط الحجارة على ما في نفسه، وبعث إلى عمرو بن كلثوم يستزيره ويأمره أن تزور أمه ليلى أمه هند بنت الحارث، فقدم عمرو في فرسان من تغلب، ومعه أمه، فنزل على شاطى الفرات، وبلغ عَمْرو بن هند قدومه، فأمر فضربت خيامه بن الحيرة والفرات، وأرسل إلى وجوه أهل مملكته، فصنع لهم طعامًا، ثم دعا الناس، فقرب إليهم الطعام على باب السُّرَادِق، وجلس عَمْرو وعَمْرو بن كلثوم وخواصه وأصحابه في السرادق، ولأمه هند قبة في جانب السرادق، وليلى أم عمرو بن كلثوم معها في القبة، وقد قال مضَرِّط الحجارة لأمه: إذا فرخ الناس من الطعام ولم يبق إلا الطرف فنحي خدمك عنك، فإذا دعوت بالطرف فاستخدمي ليلى، ومريها فلتناولك الشيء بعد الشيء، ففعلت ما أمرها به ابنها، فلما قالت: ليلى ناوليني ذلك الطبق -من الطرف- قالت: لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها، فألحت عليها، فقالت ليلى: واذلاه يا آل تغلب!!، فسمعها ولدها عَمْرو فثار الدم في وجهه، فعرف عمرو بن هند الشر في وجهه، وثار ابن كلثوم إلى سيف بين هند وهو معلق في السرادق، وليس هناك سيف غيره، فضرب به رأس مضرط الحجارة فقتله، وخرج فنادى آل تغلب، فانتهبوا ماله وخيله، وسبوا النساء ولحقوا بالحيرة، فقال أفنون التغلبي:
لَعَمْرُكَ مَا عَمْرُو بْنُ هنْدٍ وَقَدْ دَعَا
…
لِتَخْدِمَ لَيْلَى أُمَّهُ بِمُوَفَّقِ
فَقَامَ ابْنُ كلثُوم إِلَى السَّيْفَ مُصْلَتًا
…
وَأَمْسَكَ مِنْ نُدْمَانِهِ بِالمُخَنَّقِ
أما خبر باهلة مع بني تغلب، فقد ذكر الآمدي
(1)
أن شبيب بن جعيل التغلبي أسره بنو قتيبة بن معن الباهليون في حروب كانت بينهم وبين تغلب، فقال شبيب يخاطب أمه بنت عمرو بن كلثوم:
(1)
"المؤتلف والمختلف": 115.
حَنَّتْ نَوَارُ وَأَيُّ حِينٍ حَنَّتِ
…
وبَدَا الَّذيْ كَانَتْ نَوَارُ أَجَنَّتِ
لَمَّا رَأَتْ مَاءَ السَّلَى مَشْرُوْبَا
…
وَالفَرْثُ يُعْصَرُ فِي الإِنَاءِ أَرَنَّتِ
(1)
كذا ذكر الآمدي سبب قول الشعر، ولكن الأنباري في "شرح القصائد السبع الطوال"
(2)
أورد سببًا آخر عن الأصمعي أنه قال: أخبرني أعرابي من بني وائل من باهلة قال: من رجل عن بني ضبة على بنى قتيبة وقد عطفوا الثلاث والأربع على حوار واحد، وذبحوا البقية من أولادها، وأكلوا ليفضل اللبن للخيل فتسقى فتسمن ويغار عليها، وهي الغارة التي أغارت فيها وعلى بني تغلب، فأصابوا النوار وذلك اليوم يسمى يوم ذي طلح.
وقد أورد صاحب "خزانة الأدب"
(3)
ما ذكره الآمدي ثم عقب عليه بأن قائل هذه الأبيات هو جحل بن نضلة وهو جاهلي أيضًا وهو قول أبي عبيد وتبعه ابن قتيبة في كتاب "الشعراء" وأبو علي في "المسائل البصرية" قالوا: قالهما - جحل ابن نضلة في نوار بنت عمرو بن كلثوم لما أسرها يوم طلح، فركب بها الفلاة خوفًا من أن يلحق به.
ولعل ما في كتاب "الشعر والشعراء" لابن قتيبة اصح، لقدم مؤلفه، وسعة اطلاعه حيث نسب البيتين إلى جَحْل بن نضلة قائلا: كان أسر بنت عمرو بن كلثوم، وركب بها المفاوز واسمها النوار.
واطلح -الوارد في الخبر- أوضحت في (قسم شمال المملكة) من "المعجم الجغرافي" موقعة، وأنه شرق الدهناء على مقربة من التيسية.
(1)
نقص حرف من صدر البيت، قال عنه ابن قتيبة: سمي إقواء لأنه نقص عن عروضه قوة، وكان يستوي البيت بأن نقول (متشربًا): يقال: أقوى فلان الحبل إذا جعل إحدى قواه أغلظ عن الأخرى، وهو حبل قوٍ. انتهى.
(2)
305.
(3)
4/ 199.
باهلة وبكر بن وائل
ولباهلة مع قبيلة بكر بين وائل مجاولات ومصاولات، ولكن المؤلفات التي بين أيدينا لا تمدنا إلا بإشارات موجزة؛ من ذلك ما جاء في كتاب "فرحة الأديب" ونصه
(1)
: قال ابن السيرافي: قال سيبويه في باب المصادر: قال المرار:
لقَدْ عَلِمَتْ أُوْلَى المُغِيرات أَنَّنِي
…
كَرَرْتُ فَلَمْ أَنْكَلْ عَنِ الضَّرْبِ مَسْمَعَا
قال ابن السيرافي: وجدت في هذا الباب بيتًا منسوبًا إلى المرار، ورأيته في شعر مالك بن زغبة الباهلي، وكان بنو ضبيعة قد أغارت على باهلة فلحقتهم باهلة وهزمتهم:
قال س
(2)
: هذا موضع المثل:
وَهَلْ يَشْفِيَن النَّفْسَ مِنْ سَقَمٍ بِهَا
…
غِنَاءٌ إِذَا مَا فَارَقَتْ وَرُكُوبُ
لا يكاد يشفي المستفيد ما ذكره ابن السيرافي سيما والقليل الذي ذكره مختل، والبيت لمالك بن زغبة الباهلي، يعني مسمع بن شيبان أحد بني قيس بن ثعلبة، وكان خرج هو وابن كَدْرَاء الذهلي يطلبان بدماء من قتلته باهلة من بكر بن وائل، يوم قُتِل أبو الأعشى بن جندل، فبلغ ذلك باهلة فلقوهم، فاقتتلوا قتالا شديدًا، فانهزمت بنو قيس ومن كان معها من بني ذهل وضرب مسمع بن شيبان فأفلت جريحًا.
وفي "خزانة الأدب"
(3)
البيت من قصيدة لمالك بن زغبة الباهلي، وبعده:
وَلَوْ أَنَّ رُمْحِي لَمْ يَخُنِّي انْكِسَارُهُ
…
لَغَادَرْتُ طَيْرًا تَعْتَفيْهِ وأضْبُعَا
وَفَرَّ ابْنُ كَدرَاءَ السَّدُوْسِيُّ بَعْدَمَا
…
تَنَاوَلَ مِنِّي فِي المَكَرَّة مَنْزَعَا
وَما كُنْتُ إِلا السَّيْف رقَّى ضَرِيْبَةً
…
فَقطَّعَها ثُمَّ انْثَنَى فَتَقَطَّعَا
وإِنِّي لأُعْدِى الخَيْلَ تَعْثُرُ بِالقَنَا
…
حِفَاظًا عَلَى المَوْلَى الحِرِيْدِ لِيَمْنَعَا
وَنَحْنُ جَنَبْنَا الخَيْلَ مِنْ سَرْوِ حِمْيَرٍ
…
إِلَى أَنْ وَطَئْنَا أَرْضَ خَثْعَمَ نُزَّعَا
(1)
30.
(2)
أي الأسود الأعرابي مؤلف كتاب "فرحة الأديب".
(3)
7/ 132.
أَجِئْتُمْ لِكيْمَا تَسْتَبِيْحُوا حَرِيْمَنَا
…
فَصَادَفْتُمُ ضَرْبًا وَطَعْنًا مُجَدِّعَا
فَأُبْتُمْ خَزَايَا صَاغِرينَ أَذِلَّةً
…
شَرِيْجَةَ أَرْمَاحٍ لأَكْتَافِكُمْ مَعَا
ثم أورد كلام أبي محمد الأعرابي في "فرحة الأديب" وستأتي قصيدة مالك بأكملها في ترجمته.
مع بعض القبائل الأخرى
كثيرًا ما تثور الحرب بين قبيلتين متقاربتين في النسب، متجاورتين في المنازل، لسبب قد ينظر إليه باعتباره يسيرًا، ولكنه بالنسبة لحالة أولئك الذين كانوا ينظرون إلى كل ما يرون فيه إهانة أو خدش كرامة، وإن كان يسيرًا يرونه عظيمًا، ومن هنا كان شاعر ذلك العهد -القطامي التغلبي- يقول:
وأَحْيَانًا عَلَى بَكْرٍ أَخِيْنَا
…
إِذَا مَا لَمْ نَجِدْ إِلا أَخَانَا
وهو يقصد الأخوين بكرا وتغلب.
ولقبيلة باهلة معارك مع بعض القبائل من ذلك القبيل.
مع بني تميم
قال أبو هلال العسكري في كتاب "جمهرة الأمثال"
(1)
: قولهم: لو لك عَوَيْت لم أعو.
يقوله الرجل يطلب الخير فيقع في شر. قالوا: وأصله أن رجلا بقي في قفرٍ، فنبح لتجيبه الكلاب إن كن قريبًا، فيعرف موضع الأنيس، فسمعت صوته الذئاب فأقبلن يردنه فقال: لو لك عويت لم أعو.
وقال آخرون: أصله أن بني سعد أغارت على باهلة، ورئيسهم الزِّبْرقان بن بَدْر، والأهتم المِنْقَرِيُّ، فلما دنا الأهتم من محلتهم متقدمًا لأصحابه، ليعلم علم القوم، وكانت لعمرو بن ميسم الباهلي غنم لا يزال الذئب يعترضها، فبينا عمرو يفوِّق سهمه ينتظر الذئب عوى الأهتم عواء الكلب، كيما تجيبه الكلاب إن كن قريبًا، فرماه عمرو فأصاب بطنه فسلح، وقال: لو لك عويت لم أعو. وولى هاربًا، واتبعهم باهلة، فأخذوا الأهتم، وقالوا: ما جاء بك؟. فأخبرهم الخبر،
(1)
"جمهرة الأمثال": ج 2 ص 159.
وركبوا مع الصبح، فهزموا بنى تميم، وأسروا الزِّبْرِقَان، فافتدى الأهتم نفسه ومنُّوا على الزِّبْرقان، فقال عمرو بن مِيْسَم:
غَزتْنَا بَنُو سَعْدٍ فَدُسْنَا مقَاعِسًا
…
وَأَشْحَيْتُ بالرُّمْحِ الأَصَمِّ مَلادِسَا
قَرَيْنَاهُمْ زُرْقَ الأَسِنَّة والظُّبَا
…
وَلَمْ نَقْرِهِمْ كُوْمًا جِلادًا قَنَاعِسَا
عَوَى أَهْتمٌ ثُمَّ انْثَنَى فَأَصَابَه
…
دَرِيْرٌ يُثِيرُ البَطْن رَطْبًا ويابِسَا
وهذا اليوم يسمى يوم العَريض. انتهى.
وتقدم في الكلام على بلاد باهلة
(1)
أن حاجب بن زرارة سيد بني تميم، أسر يوم جَبَلة، وبقي في الأسْر في شَمَام عند باهلة حولا حتى افتدى بفدية عظيمة، وافتخر الشاعر الباهلي ببقائه في أسرهم حتى دفعت فديته.
بين باهلة وضبة
بلاد ضَبَّة بن أُدِّ بن طابخة بن الياس بن مضر كانت تمتد إلى منطقة السر، جنوب شرق بلاد باهلة، والمسافة بين القبيلتين قصيرة، وقد وقع بينهما احتكاك بل غزو وانتصرت فيه قبيلة باهلة، وكانت الغازية على ما جاء في كتاب "فرحة الأديب" ونصه
(2)
: قال ابن السيرافي:
قال شقيق بن جزء بن رياح الباهلي:
وعاد عليه أن الخيل كانتْ
…
طَرَائِقَ بَيْنَ مُنْقِيَةٍ وَوَارِ
كأَنَّ عذِيْرَهُمْ بِجَنُوبِ سِلَّى
…
نَعَامٌ قَاقَ فِي بَلَدٍ قَفَارِ
قال: سِلِّى موضع بعينه، وكانت بنو ضبة غزت باهلة وعليها حكيم بن قبيصة بن ضرار الضبي، فهزمتهم باهلة، وجرحوا حكيمًا وقتلوا عبيدة الضبي.
قال س
(3)
: هذا موضع المثل:
آب الكِرَامُ بِالسَّبَايَا غَنِيْمَةً
…
وآبَ بَنُو نَهْدِ بِأَيْرَيْنِ فِي سَفَطْ
(1)
رسم شمام.
(2)
76.
(3)
أي الأسود لقب أبي محمد الأعرابي مؤلف الكتاب.
جاء ابن السيرافي بغلطتين فاحشتين في تفسير هذا الشعر، لأنه ذكر أن بني ضبة أغارت على باهلة فهزمتهم باهلة، وهذا بجهله بسِلِي أنها في بلاد باهلة أو ببلاد ضبة، وجاء بالأبيات أيضًا متفرقة لا متوالية، وفيها أيضًا تقديم وتأخير.
والصواب ما ذكره أبو الندى رحمه الله قال: أغار شقيق بن جزء الباهلي على ضبة بسلَّى وسَاجِرِ وهما روضتان لِعُكْلٍ، وإياهما عني سُوَيْد بن كُرَاع بقوله:
أَشَتَّ فُؤاديْ منْ هَوَاهُ بِسَاجِرٍ
…
وآخَرُ كوْفِيٌّ هَوًى مُتَبَاعِدُ
وضبَّة وَعُكْلُ وعَدِيٌّ وتَيْمُ حلفاء متجاورون، وفيهم يقول لقيط بن زُرَارة:
ألا مَنْ رَأَى العَبْدَيْنِ إِذْ ذُكِرُوا لَهُ
…
عَدِيٌّ وَتَيْمٌ تَبْتَغِي مَنْ تُحَالِفُ
فَحَالِف فَلا واللَّه تَهْبِطُ تَلْعَةً .. مِنَ الأَرْضِ إِلا أَنْتَ للذُّلِّ عَارفُ
وَضَبَّةُ عَبْدٌ ثَالثٌ لا أَخَا لَهُ
…
كَمَا زَيَّفَ النُّمِّي بَالْكَفِّ صَارِفُ
فهزمهم، وأفلت عوفُ بن ضرار في ذلك اليوم، وحكيم بن قَبِيْصة بن ضرار بعد أن جرح، وقتلوا عبيدة بن قضيب الضبي. وقال شقيق بن جزء في إفلات عوف بن ضرار:
أَفْلَتَنَا لَدَى الأَسْلاتِ عَوْفٌ
…
لَدَى الوَرْهَاء تَطْعَنُ فِي اللِّجَامِ
وكَانَ هُوَ الشِّفَاءَ فَأَخرَزَتْهُ
…
صَنِيعَ المَتْنِ رَابِيَةَ الجِزَامِ
كَأَنَّ حَمَامَةً وَرْقَاءَ يُرْمَى
…
بِهَا الرَّجَوَانِ مِنْ وُرْقِ الحَمَامِ
أَهَانَ لَهَا الطَّعَامَ فَلَمْ تُضِعْهُ
…
غَدَاةَ الرَّوْعِ إِذَ أَزَمَتْ أَزَامِ
وقال شَقيقُ في يوم سِلَّى:
لَقَدْ قَرَّتْ لَهُمْ عَيْنِي بسلَّى
…
وَرَوْضَة سَاجِرٍ ذَاتِ العَرَارِ
جَزَيْتُ المُلْحِبِينَ بمَا أَزَلَّتْ
…
مِنَ البُؤَسَى رِمَاحُ بَنِي ضرَارِ
نُكَسِّرُ فِي مُتُونِهِمُ العَوَالِي
…
وتَمْضِي السَّمْهَرِيَّةَ فِي انْئِطَارِ
وأَفْلَتَ مِنْ أَسَنَّتِنَا حَكِيْمٌ
…
جَرِيضًا مِثْلَ إفْلاتِ الحِمَارِ
وَعَادَ عَلَيْهِ أَنَّ الخَيْلَ كَانَتْ
…
طَرَائِقَ بَيْنَ مُنْقِيَةٍ وَرَارِ
كأن عَذيرَهُم بِجَنوبِ سِلَّى
…
نَعَامٌ قَاقَ فِي بَلَدٍ قَفَارِ
وَلمَّا أَنْ رَأَيْتُ أَبَا حُدَيْرٍ
…
صَرِيْعَ القَوْمِ حَق به حِذَارِي
ولَمْ أَكُ نَافِسًا شَيْئًا عَلَيْهِ
…
وَلَمْ يَكُ نَافعِي إِلا اتِّيَارِي
تَرَكْتُ الطَّيْرَ عَاكِفَةً عَلَيْهِ
…
كَمَا عكَفَ النِّسَاءُ عَلَى دُوَارِ
ولَوْلا اللَّيْلُ عَادَ لَهُمْ بِنَحْسٍ
…
بِأَشْأَمِ طَائِرٍ رَاقٍ وَجَارِ
فَإِمَّا تُقْتَلَنَّ أَبَا حُدَيْرٍ
…
فَإِنِّي قَدْ شَفَى نَفْسِي انْتِصَارِى
تَركْنَ عُبَيْدَةَ الضَّبِّيَّ يَكْبُو
…
عَلَى الكَفَّيْنِ مُرْتَمِلَ الإِزَارِ
- انتهى. والموقع المذكور في الشعر هو (ساجر) لا يزال معروفًا، قد أحدثت فيه هجرة في عشر الأربعين من القرن الماضي، وأصبحت الآن أكبر بلدة في منطقة السر.
بين باهلة وبني أسد
لعل من أشهر ما عرف مما جرى بين القبيلتين من الاحتكاكات قتل بشر بن أبي خازم الأسدي، شاعر قبيلة بني أسد، قال ياقوت في "معجم البلدان" في الكلام على ترج: وقيل تَرْجُ وادٍ إلى جنب تبالة، على طريق اليمن، وهناك أصيب بشر بن أبي خازم الشاعر في بعض غزواته، رماه نعيم بن عبد مناف بن رياح الباهلي، فمات بالرَّدْه من بلاد قيس، فدفن هناك، وفي ديوان بشر قصيدة يرثى بها نفسه
(1)
:
أَسَائِلَةٌ عُمَيْرةُ عَنْ أَبِيهَا
…
خِلالَ الجَيْشِ تَعْتَرِفُ الرِّكَابَا
تُؤَمِّلُ أَنْ أؤُوبَ لها بِنَهْبٍ
…
وَلَمْ تَعْلَمْ بِأَنَّ السَّهْمَ صَابَا
فَإِنَّ أباكِ قَدْ لاقَى غُلامًا
…
مِنْ الأَبْنَاءِ يَلْتَهِبُ التِهَابَا
وَأَنَّ الوائِليَّ أصابَ قَلْبِي
…
بِسَهْمٍ لَمْ يكُنْ يُكْسَى لغابَا
(1)
ديوانه تحقيق الدكتور عزة حسن ص 24.
فَرَجِّي الخَيْرَ وانْتَظِرِي إِيابِي
…
إذا ما القارِظُ العَنَزيُّ آبَا
فَمنْ يَكُ سَائِلًا عن بَيْتِ بشْر
…
فَإنَّ لَهُ بِجَنْبِ الرَّدْهِ بَابَا
ثَوَى في مُلَحدٍ لابُدَّ مِنْهُ
…
كَفَى بِالمَوْتِ نَأيًا واغْتِرَابَا
رَهِينَ بلًى، وكلُّ فَتًى سَيَبْلَى
…
فَأَذْرِي الدَّمْعَ وانْتَحِبِي انْتِحَابَا
مَضَى قَصْدَ السَّبِيلِ، وَكُلُّ حَيٍّ
…
إذَا يُدْعَى لِمَيتَتِه أَجَابَا
فَإِنْ أَهْلِكْ عُمَيْرَ فَرُبَّ زَحْفٍ
…
يُشَبَّهُ نَقْعُهُ عَدْوًا ضَبابَا
سَمَوْتُ لَهُ لألْبِسَه بِزَحْفٍ
…
كَمَا لفتْ شَآمِيَةٌ سَحَابَا
عَلَى رَبِذٍ قَوائِمُهُ إذا ما
…
شَأَتْهُ الخيْلُ يَنْسَربُ انْسِرَابَا
شَديدِ الأَسْر يَحْمِلُ أَرْيحيّا
…
أَخَا ثِقَةٍ إذا الحدَثَانُ نابَا
صَبُورًا عِنْدَ مُخْتَلَفِ العَوَالِى
…
إذا ما الحَرْبُ أَبْرَزتِ الكَعَابَا
وَطَالَ تَشَاجُرُ الأَبْطَالِ فِيْهَا
…
وَأَبْدَتْ ناجِذًا مِنْها وَنَابَا
فَعزَّ عَلَيَّ أَنْ عَجِلَ المَنَايا
…
ولمَّا أَلْقَ كَعْبًا أو كِلابَا
وَلمَّا أَلْقَ خَيْلا مِنْ نُمَيْرٍ
…
تَضِبُّ لِثَاتُها تَرْجُو النِّهَابَا
ولما تَلتَبِس خَيْلٌ بخَيْل
…
فَيَطَّعِنُوا ويضْطربوا اضْطِرَابَا
فَيَا للناسِ إِنَّ قَنَاةَ قَوْمِي
…
أَبَت بِثِقافها إلا انْقِلابَا
هُمُ جَدَعُوا الأنُوفَ فَأَوْعَبُوها
…
وهُم تَرَكوا بني سَعْدٍ يَبَابَا
على أن الجاحظ في كتاب "الحيوان"
(1)
يرى أن القصيدة مصنوعة.
وفي ديوان بشر ثلاثة أبيات مطلعها
(2)
:
إنَّا وبَاهِلَةَ بْنَ يَعْصُرَ بَيْنَنَا
…
دَاءُ الضرَّائِرِ بُغْضَةَ وَتَقَافِي
(1)
6/ 279.
(2)
160.
وهذه الأبيات لو صحت نسبتها إلى بشر لكانت دليلا واضحًا على ما بين القبيلتين من مناوشات وحروب. ولكن سبقت الإشارة إلى أنها لابنة مُرَّة بن عاهان من مَذْحِج، فيما جرى بين هذه القبيلة وبين قبيلة باهلة.
على أن البَلاذرِي أورد فى كتابه "أنساب الأشراف"
(1)
في الكلام على بني رِيَاح بن عَمْرو بن عبشمس بن أعيا بن سعد بن عبد بن غنم ما نصه: ومنهم دُرَيْد ابن رياح بن عمرو، قتله رداد بن جوش من بني عبد اللَّه بن غطفان، فوثب مُظَهِّر ابن رياح على رداد فقتله، فقالت الغطفانية:
إنَّا وبَاهِلَةَ بْنَ أَعْصُرَ بَيْنَنَا. . . -الأبيات-
وقد ذكر البلاذريُّ في "أنساب الأشراف"
(2)
: ومن وأئل باهلة قاتل بشر بن أبي حازم الأسدي بسهم، فقال بِشْرُ:
وأنَّ الْوَائِلى أَصَابَ قَلْبِي
…
بِسَهْمٍ لَمْ يَكُنْ يُكْسَى لُغَابَا
وقيل: إن الذي قتله من بني صعصعة انتهى. ولعل منشأ الاختلاف كون القاتل من الأبناء، كما في "مختارات ابن الشجري"
(3)
. والأبناء فرع من بني صعصعة، وفرع من باهلة أيضًا، كان بنو وائل الباهليون يحلون بيشة في ذلك العهد، وتَرْج الوادي الذي أصيب فيه بشر من أشهر روافد واديها؛ ولا يزال معروفًا مأهولا.
بين باهلة وقبيلة جعدة
مع أن قبيلة باهلة كانت قد انضمت إلى بني جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة لأسباب مجهولة، وهذا يستلزم أن تسالم هذه القبيلة التي انضوت إليها، وكانت بلاد بني جعدة هؤلاء تقع شرق بلاد باهلة في إقليم الأفلاج، وتمتد إلى ما يقرب من المجازة (حوطة بني تميم الآن) وقد حدث بين القبيلتين احتكاك كان أثره على قبيلة باهلة سيئًا، وقد أشار إلى ذلك الأصفهاني حين أورد للنابغة الجعدي قوله
(4)
:
(1)
نسب باهلة - والكتاب لا يزال مخطوطا.
(2)
في الكلام على نسب باهله.
(3)
2/ 31.
(4)
"الأغاني" 5/ 28 طـ دار الثقافة - بيروت.
فَأَبْلِغْ عِقَالا أَنَّ غَايَةَ دَاحِسٍ
…
بِكَفَّيكَ فَاسْتَأخِرْ لَهَا أَوْ تَقَدَّم
وأضاف: قال أبو عمرو الشيباني: كان السبب في قول الجعدي هذه القصيدة أن المنتشر الباهلي خرج فأغار على اليمن، ثم رجع مظفرًا، فوجد بني جعدة قد قتلوا ابنًا له يقال له سَيْدَانُ، وكانت باهلة في بني كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ثم في بني جعدة، فلما أن علم المنتشر وأتاه الخبر أغار على بني جعدة، ثم على سُبَيْع في وجهه ذلك، فقتل منهم ثلاثة نفر، فلما فعل ذلك تَصدَّعت باهلة فلحقت فرقة منهم يقال لهم بنو وائل بعقال بن خويلد العقيلي، ولحقت فرقة أخرى يقال لهم بنو قتيبة وعليهم جَحْل الباهلي بيزيد بن عمرو بن الصعق الكلابي، فأجارهم يزيد، وأجار عقال واثلا، فلما رأت ذلك بنو جعدة أرادوا قتالهم، فقال لهم عقال: لا تقاتلوهم فقد أَجرْتُهم، فأما أحَدُ الثلاثة القتلى منكم فهو بالمقتول، وأما الآخران فعلى عقلهما، فقالوا: لا نقبل إلا القتال ولا نريد من وائل غيرا -يعني الدية- فقال: لا تفعلوا فقد أجرت القوم، فلم يزل بهم حتى قبلوا الدية، وانتقلت وائل إلى قومهم، فقال النابغة في ذلك قصيدته التي ذكر فيها عقالا.
من هنا يتضح أن قبيلة باهلة تصدع كيانها، وتفرقت بعد أن حدث بينها وبين جيرانها الأدنين -من بني كعب بن ربيعة، الذين انضمت إليهم- ما حدث، بسبب قتل ابن المنتشر، إذ انتقلت بعض فروعها بعيدة عن بلادها فحلت في بيشة وما حولها من الأودية، حيث نجد أن بني أمامة وهم من فروع قبيلة باهلة، كانوا سَدَنة ذي الخُلَصة، أشهر الأصنام في جنوب الجزيرة، والذي كان يعرف باسم كعبة اليمانية، وكان في تبالة البلدة المعروفة بمنطقة بيشَة.
ولما جاء الإسلام وفد أحد رؤساء باهلة الذين يسكنون في جهات بيشة، وهو مُطَرِّفُ بن الكاهن، وفد على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأسلم وأخذ لقومه أمانًا وكتابًا من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فيه أحكام الزكاة، وفيه نص صريح على سكنى الباهليين في تلك الجهة، وأن لهم منها ما ملكوه.
وليس معنى هذا أن الضعف قد تمكن من تلك القبيلة، حتى أزال مقوماتها وقضى على كيانها، وإنما كان سببًا من أسباب تفرقها مع احتفاظها بمقوماتها قبيلة متماسكة ذات بلاد خاصة، حتى جاء الإسلام.
بلاد باهلة قديمًا
كانت القبائل العربية قبل ظهور الإسلام تحل بلادًا خاصة بها في جزيرتها، فلما استقر الإسلام في الجزيرة قام الخلفاء الراشدون بنشره خارجها، فبعثوا الجيوش إلى بلاد العراق والشام ومصر، حتى نشروا الإسلام في تلك الأقطار، وقد وجد الغزاة المجاهدون وكلهم من العرب في هذه البلاد التي نشروا الإسلام فيها مستقرًا وموطنًا على بلادهم القديمة، فاستقر كثير منهم في تلك البلاد، وانتشروا فيها، وملكوا فيها الأملاك الواسعة.
ثم لما امتدت الفتوحات الإسلامية إلى بلاد المشرق، فبلاد المغرب فبلاد الأندلس انتشر العرب في هذه البلاد واستوطنوها؛ ولهذا قل أن توجد قبيلة من قبائل العرب القديمة لم ينتشر من فروعها في خارج الجزيرة من استقر في تلك البلاد، ومن تلك القبائل قبيلة باهلة التي كانت تحل اليمامة، كما في كتاب "بلاد العرب"
(1)
: فأما عُقيل والعجلان وقُشَير ونُمير ونُهْم وباهلة، وكل قيس، فإلى اليمامة انتهى، فهم من أهل العالية التي قال عنها ياقوت
(2)
: العالية ما جاوز الرمة إلى مكة، وهم عُكْل وتَيْم وطائفة من ضَبَّة، وعامر كلها، وغني وباهلة -إلى آخر ما ذكر- وفي "معجم ما استعجم"
(3)
: ونزل نُمَير بن عامر وباهلة بن يَعْصر وتميم كلها بأسرها باليمامة، وبها دارهم، إلا أن حاضرتها لربيعة.
ولقد استوطن يعض فروع باهلة العراق وغيره أثناء الفتوحات الإسلامية، فكان لهم في تلك البلاد أمكنة تضاف إليهم، ولكن ليس معنى هذا أنهم كلهم هجروا بلادهم القديمة، واستوطنوا البلاد التي نسبت إلى بعض أفرادهم كما جاء في "دائرة المعارف الإسلامية"
(4)
حيث جاء في ذكر باهلة: وكانت مراعيهم في القديم جنوب اليمامة، ويقال: إنهم ظلوا هناك إلى القرنين الرابع والخامس الميلاديين، ثم نجدهم بعد ذلك يحتلون الحُفَيْر على مسيرة أربعة أميال من البصرة، وهذه البئر على جانب من الأهمية لوقوعها في طريق الحجاج. انتهى.
(1)
326.
(2)
"معجم البلدان" رسم اليمامة.
(3)
1/ 90.
(4)
6/ 155 الترجمة العربية رسم (باهلة) وسيأتي في الكلام بعد قليل ما يوضح ما هنا من خطأ.
لا شك أن بعض الباهليين استقروا في البصرة؛ ولهذا نجد عند ذكر بعض الصحابة من هذه القبيلة أْنهم من أهل البصرة، والواقع أنهم انتقلوا إلى البصرة من بلادهم القديمة، واستقروا فيها بعد عمرانها، كما استقروا في نواح أخرى في جهات العراق، ونجد مثالا لذلك ما ورد فى كتاب "تاريخ الموصل"
(1)
للأزدي، قال: وقرأت في كتاب أن سرمرَّي أخذ اسمها من اسم سام بن نوح، وذكروا أن رجلا من باهلة الذين ابتاع المعتصم منهم قيل له: كيف صبرتم على هذا الخراب وليس حوله عُمَّارُ ولا معاش ولا خضرة؟ فقال: نتوقع أن تبنى هاهنا مدينة يكون فيها مربط الفرس بألف درهم. انتهى.
وقد ذكر كثير من الباحثين استقرار فروع من باهلة في مدينة البصرة، بحيث كان لهم من النفوذ والسيطرة ما برزت آثاره أثناء حوادث القرن الأول الهجري، مما لا يتسع المقام لتفصيله، ولكنه يدل على ما كان لهذه القبيلة في تلك المدينة من نفوذ وقوة تصرف.
أما ما ورد في "دائرة المعارف الإسلامية" من أن باهلة كانت تحال (الحُفير) على مسيرة أربعة أميال من البصرة، فلا يعدو الأمر أنا يكون حادثة فردية، فقد ورد فى كتاب "المناسك"
(2)
في الكلام على الحُفَيْر الذي هو أول المنازل في البر من البصرة وبينه وبينها أحد وثلاثون ميلا: وكان يقال للحفير: حُفَيْر الملح، فلم يزل كذلك حتى أرعى محمد بن سليمان بالحُفَيْر إبلا، وغلب عليه أهله، فأتاه رجل من باهلة فاستأذنه أن يحفر بئرًا بالحُفَيْر، فأذن له، فأنبط بئرًا عذبة فاشتراها محمد ابن سليمان منه بعشرة آلاف درهم، فشرط أن يأذن له في حفر أخرى فأذن له، فأنبط عذبه، ثم حفر محمد فأنبط عذبه. انتهى.
وإذن فالحُفَيْر كان في ذلك العهد تحت تصرف محمد بن سليمان بن علي أحد مشاهير الدولة العباسية في أول أمرها، فسمح للباهلي بأن يحفر بئرًا بالحفير، ومصدر ما ورد في "دائرة المعارف" هو ما جاء في كتاب "معجم البلدان"
(3)
(1)
416 تحقيق د. علي حبيبة - القاهرة 1387 هـ (1967 م).
(2)
576.
(3)
رسم (الحفير) وتجد تنبيهًا على ما في كلام ياقوت هنا في رسم (الحفير) من حواشي كتاب "البلدان" للحازمي وفي "العرب" س 25 ص 125.
ونصه: الحُفَيْر أيضًا: ماء لباهلة بينه وبين البصرة أربعة أميال: إلى آخر كلامه، ولكن ما جاء في كتات "المناسك" أصح وأوضح.
ويظهر أن نفوذ القبيلة في مدينة البصرة وما كان لبعض مشاهيرها الذين تولوا في الدولة الأموية كثيرًا من الأعمال، كان لكل ذلك أثره في أن تنتشر فروع القبيلة في العراق وما حوله، حتى تكونت منها جالية كبيرة في الجزيرة الفراتية، بقيت فروعها زمنًا طويلا.
ويلاحظ أن كثيرًا من قواد الجيوش وولاة المدن والأقاليم أثناء الفتوحات الإسلامية الأولى كانوا يولون الناحية العمرانية لما يلونه من البلاد اهتمامًا كبيرًا، لأنهم يجدون فيها ما يرغبهم في استيطانها، ومن ثم يتخذونها بلادًا لهم ويستقرون فيها، فعبد العزيز بن حاتم بن النعمان بن عمرو الباهلي والي أرمينية وأذربيجان من قبل معاوية بنى مدينة (دَبِيل) وحصنها وكبر مسجدها وبنى (النَّشَوَا) ورم مدينة (بَرْذَعَة) وأحكم حفر (الفارقين) حولها، وجدد بناء مدينة (البيلقان)، وكانت هذه المدن متشعثة مستهدفة كما يقول البلاذري
(1)
.
وليس هذا الأمر الباهلي وحده هو الذي كان يقوم بمثل هذه الأعمال.
ومن هنا نجد أن آل حاتم بن النعمان قد رسخت أقدامهم في الجزيرة الفراتية التي كان لعدد من أفرادهم من النفوذ فيها ما مكن أقاربهم في النسب من قبيلة باهلة وغيرها أن ينتقلوا إليها من البصرة وأن يستقروا فيها
(2)
، بحيث نري الأخطل -هو وقومه كانوا من سكان الجزيرة- يقول في ذكر وقعة الثرثار
(3)
:
وأما عُمَيْرُ بْنُ الحُبَابِ فَلَمْ يَكُنْ
…
لَهُ النِّصْفُ فِي يَوْمِ الهياجِ ولا العُشْرِ
فإِنْ تَذْكُرُوهَا فِي مَعَدٍّ فإنَّما
…
أَصَابَكَ بالثَّرثَارِ راغِيَةُ البَكْرِ
وكانَ يُرَى أَنَّ الجَزِيرةَ أَصْبَحَتْ
…
مَوَارِيثَ لابْنَي حَاتِمِ وَأَبي صَخْرِ
أبنا حاتم بن النعمان وأبو صخر جميعًا من باهلة.
(1)
"فتوح البلدان": 242 ط المنجد.
(2)
"الاشتقاق": 272.
(3)
"شعر الأخطل" 2/ 457.
وينسى الأخطل أنه قال عن حاتم بن النعمان
(1)
:
وَسَوَّدَ حَاتِمًا أَنْ لَيْسَ فِيْهَا
…
إِذا مَا تُوقدُ النِّيْرَانُ نارُ
ولا يمدُّني ما لدي من مصادر عن امتداد استقرار الأسر الباهلية في هذه الجزيرة، ولكن نجد أن أحد موالي باهلة وهو أحمد بن العلاء بن هلال كان قاضيًا على ديار مُضَر، أي هذه الجزيرة، ما ذكر الذهبي في "سير أعلام النبلاء"
(2)
في سنة ست وأربعين ومائتين، مما يدل على رسوخ أقدام الباهليين في هذه البلاد.
كما نجد في كثير من تراجم مشاهير القبيلة ما يفهم منه استيطان فروع منها خارج بلاد العرب في الشام وفي مصر - وفي خراسان وفي الأندلس وغيرها من البلاد، بحيث اندمجت تلك الفروع في السكان حتى جهلت أنسابهم.
لقد كانت باهلة منذ العهد الجاهلي حتى جاء الإسلام تحل بحبوحة واسعة من بلاد نجد، واقعة في مسمى اليمامة قديمًا
(3)
تدعى العِرْض، فيما بين خطي الطول: 00/ 44 و 15/ 45، وخطي العرض: 00/ 23 و 20/ 24، هذا التحديد يشمل وسط بلاد تلك القبيلة ولا شك أنها تتجاوز هذا التحديد من كل الجهات، تبعًا لتوسعها وقوتها، وتنكمش تبعًا لضعفها وانحسارها في هذه الأرض المحدودة، فجبل يذبل المعروف باسم (صَبْحا) الآن وهو من أشهر أعلام بلاد هذه القبيلة -كما سيأتي في الكلام عليه- يقع في جنوب بلادها على الجانب الشمالي الشرقي من رَمْل السُّرَّة (نفيذ السُّرَّة) بقرب خط الطول: 45/ 44 وبقرب خط العرض: 15/ 23. وبلاد باهلة تتجاوز هذا حيث تبلغ صاحة وعماية الواقعتين بقرب خط العرض: 10/ 22 وخط الطول: 26/ 44.
ونجد من أعلام بلاد القبيلة في الجهة الشرقية (سُوفَة) ورد في الخبر عن الصحابي جهم بن كلدة الباهلي: لما أتانا نعي النبي -صلي اللَّه عليه وسلم- ونحن بِسُوْفَة، وهي جرعاء من أرض باهلة، فقوض الناس بيوتهم، فما بنيت سبع ليال
(4)
.
(1)
المصدر السابق: 2/ 474.
(2)
13/ 310.
(3)
"معجم ما استعجم": 90.
(4)
"الإصابة" حرف الألف القسم الأول.
وسوفة هذه لا تزال معروفة، تقع شمال بلدة القويعية بخمسة وثلاثين كيلا، والاسم الآن يطلق على واد وعلي أَكَمَةٍ صغيرة، وأرض واسعة، تقع شرق وادي الحَرْمَلِيَّةِ، شمال بلدة القويعية، وغرب نُفُودِ السِّرِّ بقرب خط العرض: 00/ 24 وخط الطول: 10/ 45 أما الجُبيل المعروف باسم سوفة فعلى مقربة من ذلك الوادي الصغير في شرقه قرب خط العرض: 20/ 24 وخط الطول: 15/ 45، وسوفة هذا من أشهر المواضع التي تكرر ذكرها في الشعر القديم، وقد ترد في بعضها مصحفة بالقاف (سوقة).
أما من ناحية الشمال فإنَّ بلاد العِرْض وما يتصل بها شمالا حتى نواحى ثَهْلان ومُجَيْرَاتٍ وَحذُتَّةَ، وما حولها بمنطَقة الدَّوَادمِي لابُدَّ أن تكون داخلةً في اسم السَّوْدِ سَودِ باهلة.
على أنَّ بلادها من تلك الجهة قد تمتد في بعض الأحيان، فقد جاء في كتاب "النقائض"
(1)
: عَاقِلُ وادٍ ببلادِ قَيْسِ، وهو اليَوْمَ لِبَاهِلَة بن أَعْصُرَ. ومؤلف "النقائض" أبو عبيدة عاش في القرن الثاني الهجري، وأدرك أول القرن الثالث، وعاقِلُ وادٍ لا يزال معروفًا باسم (العَاقِلي) في جنوب غرب القصيم، من روافد وادي الرُّمَةِ، يقع شرق مدينة الرَّسِّ، بقرب خط العرض: 45/ 25، وشرق عاقِلٍ رَمْلٌ يدعى العقار، نُسِب في بعض الكتب إلى باهلة - كما سيأتي في الحديث عنه.
ومن الناحية الغربية يظهر أن بلادها لا تتعدى المرتفعات الغربية من منطقة العرض، هذا في الغالب الأعم، فتلك البلاد التي عُرِفَتْ منذ القديم باسم سَوْدِ باهلة كما عُرِفَتْ باسم عِرْضِ شَمَامٍ هي بُحْبُوحَة بلاد تلك القبيلة التي استقرت بها بعد أن عمرتها فاستوطنتها، وتمكنت من حمايتها والدفاع عنها.
ويظهر أن قبيلتي غني وباهلة كانتا تحلان على مقربة من بلاد غطفان أقرب القبائل إليهما نسبًا، وأن منازل القبائل الثلاث كانت متصلة لأن الهجري
(2)
نقل عن مشايخ من أهل ضرية أن الإسلام جاء، وكل ماء من الحَمْضَتَيْن لِغَنِيٍّ،
(1)
23.
(2)
"أبو علي الهجري": ص 264.
والحمضتان حمضة التَّسْرير وحمضة الجَرِيب كذا قال ومعروف أن بلاد فروع غطفان تتصل إلى وادي الجَرِيْب مما لا يتسع المجال لتفصيله.
ويشير الهجري إلى أن من بطون باهلة من بقى مع غني في بلادها فيقول - وهو يتحدث عن النير وما بقربه من الجبال والأودية فيعد منها نضاد
(1)
: وفي ناحية نضاد دار غني التي فيها النقب وفيها حقوق بني جأوة بن معن الباهلي، وحقوق غني فاختلطوا هناك. وهناك مياه عدة لبني جأوة في غربي ثهلان، وذكرها بما سيأتي مفصلا.
فكان منازل باهلة لم تنتقل في أول الأمر إلى العرض بل بقيت فروع منها مستقرة في مواطنها القديمة القريبة من منازل قبيلة غطفان أقرب القبائل إليها تسبًا، حتى زحزحت عنها بفروع من بني عامر بن صعصعة من هوازن.
ولقد أدرك قبيلة باهلة ما يدرك غيرها من القبائل من الضعف بعد القوة، والقلة بعد الكثرة، مما سبب تفرق كثير من فروعها فارتحلت إلى بلاد أخرى، كالحال في بني وائل أحد فروعها، فقد كان هذا الفرع يحل بيشة في العهد النبوي، وكبني أمامة الذين تولوا سدانة ذي الخلصَة فى العهد الجاهلى، حتى جاء الإسلام فقتل عدد منهم عند هدم الصنم.
وترد إشارات في كتب المتقدمين تدل على أن قبيلة باهلة تنضم في بعض الأحيان إلى قبيلة كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة التي تجاور بعض فروعها قبيلة باهلة، وقد تخالطها في بعض البلاد مما سبب مزاحمة تلك الفروع لقبيلة باهلة، أدت تلك المزاحمة إلى احتلال بعض بلادها، وقد يكون من بين تلك الفروع من يندفع لأسباب نجهلها لمؤازرة فروع أخرى يجاورون باهلة في البلاد كبني نمير الذين تقع بلادهم في الجنوب، وفي الغرب من بلاد باهلة، بحيث نجد عُقَيْليًا يخاطب باهلة بقسوة فيقول
(2)
:
بَاهِلَ زِيْحِيْ عَنْ نُمَيْرٍ واخْنَسِي
…
إِنَّ تُمَيْرًا لَكِ أَنْ تُكَبَّسِي
يَطَاكِ واطِيْهَا بِخُفٍّ مُلْطَسٍ
…
وتُنْحَسِي وتُنْخَسِي وَتَنْخَسِي
(1)
"أبو علي الهجري": ص: 270.
(2)
"بلاد العرب": 239.
وتُفْرَسِي بِالسَّوْدِ كُلَّ مَفْرَسِ
…
وَقَبْلَ وِرْدِ العَرَكِ المُعْلَنْطِسِ
مما يدل على أن العُقَيْليين وهم من كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الذين انضوت إليهم باهلة، أصبحوا ينظرون إليها نظرة كراهية، وكان ذلك في آخر القرن الثالث الهجري.
إذ تلك الإشارات توضح أن قبيلة باهلة لم تستطع الاحتفاظ ببلادها منذ عهد مبكر، وأن جيرانها -ومنهم من كانت تؤمل منه نصرًا وحماية- قد تكالبوا عليها حتى اقتطعوا كثيرًا من بلادها، وهي بلاد تتميز بصفات تجعلها مطمعًا لأعداء القبيلة من حيث وفرة المياه وخصوبة الأرض وكثرة المعادن.
وسأورد أسماء ما وقفت عليه فيما اطلعت عليه من المؤلفات من المواضع المنسوبة إلى قبيلة باهلة، ومن دراستها بتعمق يتضح للباحث أن تلك القبيلة كان لها من القوة والانتشار ما أحلها مكانة بارزة بين قبائل الجزيرة، على أن مما تجب ملاحظته أن بني باهلة هم وإخوتهم غني كانوا زمنًا طويلا يجمعهم كيان واحد، ويشتركون في منازلهم، وكثيرًا ما تنسب بعض المنازل إلى أحد الفرعين (غني) أو (باهلة) وهو للفرع الثاني، أو يتشاركان فيه؛ ولهذا لم أذكر المواضع المنسوبة إلى غَنِيٍّ لكثرتها، وإنما اقتصرت على ما خصت به باهلة فيما اطلعت عليه، ويلاحظ كثرة التصحيف والتحريف في هذه المؤلفات عند إيراد أسماء المواضع، وقد أوردتُّ كثيرًا منها كما ورد في تلك المؤلفات، وإن كانت مواقعها مجهولة لدي، فقد يهتدي بعض الباحثين إلى وجه الصواب فيها.
ومعلوم أن تلك المواضع تحلها الآن فروع من قبائل أخرى بعد أن تشتت قبيلة باهلة وحل ما بقي من فروعها بلادًا أخرى متباعدة متفرقة، إلا أن تلك المواضع القديمة مما قد يحتاج الباحث إلى معرفة موقعه بصوف النظر عن سكأنه لوروده في النصوص القديمة التي لا تختص دراستها بقبيلة دون أخرى أو في زمن دون آخر.
الأبطة:
كذا ورد الاسم على لفظ مؤنث الأبط، بعد الهمزة باء موحدة ثم طاء مهملة -بدون ضبط في كتاب "صفة جزيرة العرب"
(1)
- معدودًا من قرى باهلة في سوادها، وهو العِرض عِرضُ شَمَام ونص كلامه: من قرى باهلة مُرَيفِقُ وعسيان وواسط وعُويسجة والعوسجة، والإبطة وذو طلوح إلى آخر ما ذكر.
الأجرعان:
مثنى الأجرع الموضع الذي فيه سهولة ورَمْلُ - والأجْرَعَان: عدهما الهمداني يدفعان في وادي ذي خُشُب، وهو فرع العرض
(2)
، وسيأتي الكلام عليه في موضعه، ولم أر ذكرهما عند غيره، وقد ألزمت نفي إيراد ما نسب إلى باهلة من المواضع، ولو كان مجهولا.
الأجفر:
بضم الفاء جمع جَفْرٍ وهو البئر الواسعة لم تُطْوَ - وأشهر موضع عرف بهذا الاسم هو الواقع بطريق الحج الكوفي القديم، شرق منطقة حائل، وقد فُصِّل الكلام عنه فى "المعجم الجغرافي" -قسم شمال المملكة- قال الهَجْرِيُّ
(3)
: وهناك مياه عدة لبني جاوة في غربي ثهلان، ماء يسمى الرحيضة، وماء يسمى الأجْفُر، وماء يسمى العوسجة، وماء يدعى العريض. انتهى.
وبنو جأوة من فروع قبيلة باهلة، ويظهر أنه بقي لهم بقية مع غني إخوة باهلة في بلادهم بعد انفصال قومهم في المنازل، ومنهم من انفصل معهم فسكنوا العرض -كما سيأتي في الكلام على عَرْوا- وثَهْلانُ من أشهر جبال عالية نجد المعروفة، والمياه المذكورة في الجبل في غربيه، إذ دكر الهَجْريُّ بعدها مياهًا نص على أنها خارجة عنه.
(1)
293.
(2)
"صفة الجزيرة": 291.
(3)
"أبو علي الهجري": 270 و"معجم ما استعجم"874.
الأخفاء:
- بالفاء أخت القاف، على وزن أفعال، مفتوح الأول-: بَلَدٌ، قال طفيل:
شَرِبْنَ بِعُكَّاشِ الهَبَابِيدِ شَرْبَةً
…
وكَانَ لَهَا الأحْفَا خَليْطًا تُزَايلُهْ
قصر الأحفاء ضرورة، ويروى: الأخفا -بالخاء المعجمةَ- وعكَّاَشُ والهَبَابيدُ: ماءان لباهلة، الأول في بطن السر، ويقال: هَبُّود: اسم ماء، فجمعه
(1)
، وسيأتي في الكلام على هَبُّود ما يدل على قربه من منطقة الدوادمي.
ولا شك أن الشاعر يعبر عن سرعة سير راحلته بكونها قطعت المسافة بين الموضعين، ولكن هل الشاعر مشرِّفًا من عكاش أو مغِّربًا؟
الأخرمان:
قال البكريُّ
(2)
: تثنية أخْرَم بالراء المهملة والميم-: جبلان من ديار بني باهلة، قال عَمْرُو بن أحمر:
فَيَا رَاكبًا إمَّا عَرَضْتَ فَبَلِّغَنْ
…
قَبَائِلَنَا بالأَخْرَمَيْنِ وَجَوْرَمِ
وَبَلِّغ أَبَا الوَجْنَاءِ مَوْعِدَ قَوْمِهِ
…
بِحَوْرِيْتَ يَظْعَنْ رَاغِبًا غَيْرَ مُقْحَمِ
جَوْرَمُ: موضع أيضًا في ديارهم، وحُوريت: موضع بالجزيرة، قال أبو محمد الفقعسيُّ:
خَلَّفَتِ العِيْسُ رِعَانَ الأَخْرَمِ
…
فَأَصْبَحَتْ بِالعُرْفَتَيْنِ تَرْتَمِي
وجاء في شعر أوْسٍ الأخْرَم مُفردًا، قال يخاطب الطُّفَيل بن مالك:
واللَّه لولا قُرْزُلٌ إذْ نَجَا
…
لَكَانَ مَأوَى خَذِّكَ الأَخْرَمَا
وقال أبو عبيدة: إنما أراد أن يقطع رأسه، فيسقط على أخْرَم كتفه، وأخْرَمُ الكَتِف: مَخَرٌّ في طرف عيرها، والأخْرَمُ: موضع لا شك فيه، قال ربيعة بن مكدم:
(1)
"معجم ما استعجم": 118.
(2)
"معجم ما استعجم": 122.
إنْ كانَ يَنْفَعُكَ اليَقيْنُ فَسَائِلِي
…
عَنِّي الظَّعِينَةَ يَوْمَ وَادِي الأَخْرَمِ
انتهى كلام البكريّ، وما أرى الأخْرَمَيْن وجَورم -في شعر عَمْرِو بن أحْمَرَ- إلا في الجزيرة الفراتية التي استقرت فيها بطون من باهلة منذ القرن الأول الهجري.
أرمام:
وقال ياقوت
(1)
: أرْمَامُ: اسم جبل في ديار باهلة بن أعْصُر، وقيل: أرمامُ واد يصب في الثَّلْبُوت من ديار بني أسد، وقيل: أرْمامُ وادٍ بين الحَاجِر وفَيْدَ، ويوم أرْمامُ من أيام العرب قال الراعي:
تَبَصَّرْ خَليْلِي هَلْ تَرَى من ظَعَائِنٍ
…
تَجَاوَزْنَ مَلحُوبًا، فَقِلْنَ مُتَالِعَا
جَوَاعِلَ أَرْمَامِ شَمَالًا، وصَارَةً
…
يَمِينًا، فَقَطَّعْنَ الوِهَادَ الدَّوَافِعَا
وفي كتاب "فرحة الأديب": أرمام: موضع وراء فَيْدَ، بين الحاجر وفَيْد، وهو وادٍ، وقال نصر: أزْمام: بالزاي المعجمة، وادٍ بين فَيْد والمدينة على طريق الجادة، بينه وبين فَيْد دون أربعين ميلا. انتهى كلام ياقوت ولم يضبط الألف في أوله ويظهر أنها مفتوحة.
والاسم يطلق على موضعين أحدهما يقع شمال القصيم فيما بين الحاجر وفَيْد، قد تحدثت عنه في (قسم شمال المملكة) من "المعجم الجغرافي" والثاني في بلاد باهلة، وهو المقصود هنا، وسيأتي في الكلام على (بدر) في كلام ياقوت أن أرمام: جبل عند بدر الجبل الواقع في بلاد باهلة وأنهما يقال لهما: (بَدْرَان) في أرض الحَرِيْش، وبَدْر الجبل لا يزال معروفًا. وهو على ضفة وادي الرَّكَاء الشمالية، وبلاد الحَرِيْش تجاور بلاد باهلة عن الجنوب الشرقي، ومن هنا يقع الاختلاف في نسبة مواضع لهذه القبيلة إلى الأخرى، لعدم وجود حدود فاصلة بين منازل القبائل في العهد القديم. فأرْمَامُ في جنوب بلاد باهلة على مقربة من قُسَاسَ وبتران، ومادَامَ هو أحَدُ (البَدْرَيْن) فإنه لا يَزَال معروفًا - كما سيأتي في رسم (بَدْر).
(1)
"معجم البلدان".
أهوى:
بفتح الهمزة والواو وبعدها ألف - قال ياقوت الحموي في "معجم البلدان"
(1)
: أهْوَى ماء لبني قُتَيْبَة من باهلة. انتهى. وأهْوَى على ما يفهم من كلام صاحب "بلاد العرب" تقع غرب الغُزَيْز ورَمْلة الوَرِكَة إذ قال
(2)
: ثم تجوز الغُزَيْزَ فتأخذ على رملة يقال لها الوَرِكَة فيها قُشَيْر ونُمَيْر وغيرهم، فإذا جَزَعْتَهَا وردت أهْوَى وإن شِئْتَ إذا خرجت من أهْوَى وردت العُفَافَةُ وهي لباهلة، ثم ذكر تِبراك والمَرُّوت وأهْوَى والأسْودَة وذكر أن بين أهوى وحَجْرٍ أربع ليال ورَمْلُ الوركة يعرف الآن باسم نفود قنَيفذَة الآن، وفي وسطه تِبْرَاك، وغربه المَرُّوْت، وأهوى من مياه المَرُّوت -على ما ذكر الهمداني، قال
(3)
: فمن أول مياهه تِبْرَاك ومنبه، ثم أهْوَى ثم العُوَيْند، ومن المعروف أن أكثر المياه القديمة قد غارت، واستعيض عنها الآن بالآبار العميقة (الارتوازية) ولهذا جهلت تلك المياه، وإن عرفت مواقعها، ومنها أهوى التي من مياه المَرُّوت الصحراء الواقعة جنوب الوَشْم وشرق العرض، وباهلة كانت بلادها قد امتدت إلى صحراء المرُّوت وكان منها سُوفَة في المروت كما تقدم، وكما سيأتي فى الكلام على المَرُّوت ومما ينبغي ذكره أن أهْوَى من المياه التي أقطعها الرسول صلى الله عليه وسلم حُصَيْن بن مُشْمِتٍ الحمَّانِي التميمي ومنها أصيْهِب والسُّدَيْرة والأخيرة لا تزال معروفة، وكلها من مَياه المَرُّوت.
بدر:
قال ياقوت
(4)
: وبَدْرُ جبل في بلاد باهلة بن أعصر، وهناك أرمام الجبل المعروف، وأحد جبلين يقال لهما: بَدْران في أرض بني الحريش، واسم الحريش: معاوية بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. انتهى، وتقدم ذكر هذا الجبل عند ذكر أرمام. انتهى.
وأقرب جبل يدعى بهذا الاسم إلى بلاد باهلة قديمًا جبل يقع فى بطن وادي الرَّكَاء، بمنطقة الريب (الرين الآن) في إمارة العِرْض -عرض القويعية- وهو
(1)
رسم (أهْوَى).
(2)
364، 365، 366.
(3)
"صفة جزيرة العرب": 298، 299 - طـ: دار اليمامة.
(4)
"معجم البلدان".
عرض باهلة، وبقرب بَدْر هذا الجبل بئر تنسب إليه البَدْرية، يزعم (البدارين) من الدواسر أنهما منسوبان إلى جدهم بَدْران، وكذا حالة أبناء البادية في الأسماء التي تشابه أسماء أجدادهم. واسم بدر يطلق على جبلين الجنوبي منهما يبعد عن بلدة القويعية -قاعدة العرض- نحو سبعين ومائة كيل، والشمالي يبعد عنها نحو ستين ومائة كيل، وأحدهما هو أرمام.
البياض:
قال البكري
(1)
: -على لفظ الذي هو ضد السواد-: موضع باليمامة، من وقع فيه هلك، قال ابن أحْمَرَ:
وَمِنَّا الَّذِي يَحْمِي بِمُهْجَةِ نَفْسه
…
بَنِي عَامِرٍ يَوْمَ المُلُوكِ القَمَاقِمِ
فَوَرَّطَهُمْ وَسْطَ البَيَاضِ كَأَنَّهُمْ
…
عَلَى الشَّرَفِ الأَقْصَى الضِّرَاءُ اللَّوازمِ
ويروى: فَشجَّ بهم وسط البياض. أي علا بهم، قال: وجاء قوم من أهل اليمن يطلبون بني عامر فقال رجل من بني صَحْبٍ، وهم من باهلة: تعالوا أدلكم عليهم، فركب بهم هذه الفلاة، حتى مات وماتوا، واللوازم: التي تلزم الصيد، يقول: قحمهم كما تطلب الكلاب الصيد، انتهى كلام البكري، وليس فيه ما يدل على أن البياض من بلاد باهلة، ولكنني أوردته لئلا يتوهم متوهم أنه من بلادهم لذكره في شعر شاعرهم ابن أحمر، ولكون الصحبي الباهلي زَجَّ بالقوم فيه حتى هلكوا وهلك معهم، دفاعًا عن حلفاء باهلة. والبياض: صحراء واسعة تمتد من شرق الأفلاج الجنوبي حتى تتصل بالرمال المعروفة الآن باسم (الربع الخالي) وقديمًا بصَيْهَدَ وَوَبارِ، وجانبه الجنوبي الغربي متصل ببلاد بني كعب بن ربيعة حُلفاء باهلة وخلطائهم في بعض البلاد.
بيشة:
يدل ما أورده متقدمو العلماء الذين تصدوا لتاريخ الصحابة في ترجمة مُطَرَّفٍ بن الكاهن الباهلي أن قبيلة باهلة انتشرت منها فروع فسكنت بيشة
(1)
"معجم ما استعجم": 286.
ونواحيها، ويؤيد هذا أيضًا أن عن أفخاذ باهلة بنو أمامة الذين كانوا سدنة (ذي الخُلَصَة) كما جاء ذلك مفصلا في كتاب "الأصنام" وتقدم ذكره في فصل الأنساب.
وأوضح دليل على ذلك كتاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الذي أورده ابن سعد في "الطبقات"
(1)
وهذا نصه: "هذا كتاب من محمد رسول اللَّه لِمُطَرِّف بن الكاهن، ولمن سكن بِيْشَة من باهلة أن من أحيا أرضًا مواتًا بيضاء فيها مناخ الأنعام، ومراح فهي له، وعليهم في كل ثلاثين عن البقر فارض، وفي كل أربعين من الغنم عَتُود، وفي كل خمسين عن الإبل ثاغية مُسنة، وليس للمصدق أن يصدقها إلا في مراعيها وهم آمنون بأمان اللَّه". انتهى، وهذا مما يدل على أن مطرفًا ومن معه ممن سكن بيشة من باهلة.
وبِيْشَة عرض من أعراض نجد الواسعة، كثير القرى كثير السكان، وشهرته تغني في التفصيل في تحديده.
تيشر:
كذا ورد الاسم في "صفة جزيرة العرب" وتشر وتَسر مهملان في العربية، وقد يكون الاسم محرفًا قال الهمداني
(2)
: وبشط العرض الأيسر ماء تَيْشَر في ناحية البُرْم، وعد البُرْمَ لِضِنَّة من نُمَيْر مما يدل على أن هذا الماء في شمال العرض حيث تقع بلاد ضِنَّة التي تمتد شمال ثَهلان حتى حمى ضَرِيَّة.
ثجر:
قال البكري
(3)
: -بفتح أوله وإسكان ثانيه والراء المهملة-: اسم ماء لباهلة، وقال الجُلَيْحُ بن شديد التغلبي:
فَصَبَّحَتْ والشَّمْسُ يَجْرِي آلُهَا
…
مِنْ ثَجْرَ عَيْنًا بَارِدًا سِجَالُهَا
(1)
1/ 284 طـ بيروت.
(2)
"صفة جزيرة العرب": 292.
(3)
"معجم ما استعجم": 336.
وقال أيضًا:
بِثَجْرَ أَو تَيْمَاءَ أَوْ وَادِي القُرَى
وقال ابن أحْمَر:
كَوَدِيْعَةِ الهَجْهَاجِ بَوَّأَهَا
…
بِبِرَاقِ عَاذِ البَبْضِ أَوْ ثَجْرِ
(1)
أضاف عاذ إلى البَيْض، لكثرته بها، وقال عبد اللَّه بن سَلِيْمَة:
وَلَمْ أَرَ مِثْلَ بَيْتِ أَبِي وَفَاءٍ
…
غَدَاةَ بِرَاقِ ثَجْرَ وَلَا أَحُوبُ
وَلَمْ أَرَ مِثْلَهَا بَأُنَيْف فَرْعٍ
…
عَلَيَّ إِذَنْ مُدَرَّعَةٌ خَضِيْبُ
وقال في رسم (النباك) بعد إيراد قول البَعِيث:
وَرُحْنَا بِهَا عَنْ مَاءِ ثَجْرٍ كَأَنَّمَا
…
تَرَوَّحْنَ عَصْرًا عَنْ نُبضاكٍ وَعَنْ نَقْبٍ
ثَجْرُ: ماء من بلاد باهلة، وهو بظهر تبالة على محجة اليمن من مكة إليها. انتهى.
ثَجْرُ: اسم لمواضع أشهرها المذكور في شعر الجُلّيْح - وأراه الثعلبي من ثعلبة غطفان لا التغلبي كما ورد في مطبوعة كتاب البكري، وثجْرُ هذا وادٍ عظيم في شمال الجزيرة، فُصِّل عنه في (قسم شمال المملكة) من "المعجم الجغرافي" ولا يزال معروفًا، وكان من بلاد بني القين.
أما الواقع على محجة اليمن إلى مكة فأخشى أن يكون البكري أراد (نَجْرًا) -بالنون- فصحفه - وما أكثر التصحيف في كتابه، ولكن نَجْرًا هذا لا يقع بين تبالة ومكة، بل يقع بين بيشة -شرق تبالة- وبين يَبَنْبَمَ (ابن ابن الآن) شرق بَيْشَة، كما يتضح من تحديد الهمداني في "صفهّ جزيرة العرب" لذلك الطريق الذي هو أعرف به لسيره فيه لنقل الحجاج والتجار من صعدة إلى مكة.
أما الوارد في شعر ابن أحمر فهو من بلاد بني الحارث بن كعب، لأنه قرنه بِعَاد وهو من مياههم على ما ذكر صاحب "معجم البلدان".
(1)
ديوانه 111 - والهجهاج: الظليم والوديعة هنا بيضة النعام.
وهناك موضع ثالث لبني قشير، بفُوهَة وادي بِرْكٍ، والثلاثة ذكرها الهجرىُّ، ولعل باهلة حلت يومًا بالذي في فم بِرْكٍ فهو أقرب تلك المواضع إلى بلادها، وبنو قُشَيرٍ حلفاؤها، هذا إذا لم يكن قول البكري أنه ماء لباهلة استنادًا على وروده في شعر شاعرها ابن أحمر، كما يفعل هو وغيره كالهمداني من إضافة الموضع الوارد في شعر شاعر إلى قبيلة ذلك الشاعر وهذا ليس صحيحًا دائمًا، فقد يذكر الشاعر مواضع كثيرة بعيدة عن منازل قبيلته.
الثريا:
قال الهمداني في ذكر قُرَى سَواد باهلة
(1)
-: وجزَالاء والثُّرَيَّا والجَوْزَا في واد عن يمين ذي طُلُوح، فيه نخل وقرى، وأورد الهجريُّ لأحد النميرين شعرًا في جَزَالاء - فيه
(2)
:
فَلَوْلا صَوَادٍ مِنْ جَزَالاء دُلَّحٌ
…
وهُدْلُ الثُّرَيَّا مَا وَجَدْنَا لَكُمْ ذَنْبَا
ولا تعرف الثُّريَّا بين قرى العِرْض الآن، ولا الجَوْزَاء، أما جَزَالاء فلا تزال معروفة، وسيأتي الكلام عن واديها الذي تقع فيه الثُّريًا.
الثنية:
الثَّنيَّة لغة واحدة الثَّنايا وهي الطريق في الجبل، وفي بلاد باهلة تكثر الجبال فتتعدد الثنايا التي تسلك بينها، ومن أشهر ما ورد منها في كتب المتقدمين:
1 -
ثنية ابن عصام الباهلي.
2 -
ثنية الحُفَيْر.
3 -
ثنية السَّوْد.
4 -
ثنية القوَيع.
ذكر الثَّنايا الأربع الهمداني في "صفة جزيرة العرب" فقال عن الأولى: ثنية حصن ابن عصام معدن ذهب، وقال عن الثانية: وفي ثنية الحُفَيْر نَخْلٌ. وعن الثالثة قال: وفي فرع الثنية ثنية السود باهلة، عن يمينه من دون الثنية ماء يقال له
(1)
"صفة جزيرة العرب": 293.
(2)
"النوادر والتعليقات" المخطوطة المصرية: 104.
المغيراء. وقال عن الرابعة
(1)
: والقويع في ثنية انتهى كلام الهمداني. والثنايا يعبر عنها في هذه الجهة بكلمة (الرِّيْعَان) جمع رِيْعٍ، مثل (ريع العتيبي) ويدعى أيضًا (ربع الفَقِيسة) وقد تستعمل كلمة (الثَّنِيْة).
ويرى الأستاذ سعد بن جنيدل - بعد استقرائه نصوص المتقدمين أن ثنية ابن عصام هي الثنية الواقعة في أعلى وادي مُحَيْرقة، بل يجزم بذلك قائلا
(2)
: إنها هى بدون شك، وتدعى في هذا العهد (ربع العُتَيْبي) والبعض يسميها (ربع الفَقيسة) -بفتح الفاء وكسر القاف- وهي إحدى الثنايا المشهورة في جبال العرض، وهي امتداد لأعلى وادي مُحَيْرقة غربًا إلى أعلى وادي السِّرْدَاح، وتشاهد آثار التعدين من حفر وأحجار مكسرة وغيرها على طول امتداد هذا الطريق، وتقع هذه الثنية غرب بلدة القويعية بنحو ثلاثين كيلا.
أما ثنية القُوَيع
(3)
: فالقُوَيْع لا يزال معروفًا، يبعد عن بلدة القُوَيعيَّة غربًا بنحو خمسة عشر كيلا في أعلى الوادي، وإدي القُوَيْعية، والثنية واقعة بقربه، وتدعى في هذا العهد (ربع المِشْعَرِ) -بكسر الميم وإسكان الشين. وفتح العين وآخره راء- وهو جنوب ربع الفقِيسة، ويبعد عن بلدة القويعية أربعين كيلا في الجنوب الغربي.
ثهلان:
- بفتح الثاء المثلثة وإسكان الهاء وبعدها لام ألف فنون، قال صاحب "الأغاني"
(4)
: ثَهْلانُ: جبل كان لباهلة ثم غلبت عليه نُمير، وخيم جبل يناوحه من طرفه الأقصى وبين مطلع الشمس به ماء ونخل. انتهى، قال هذا في شرح قول جرير:
أَقْبَلْنَ مِنْ ثَهْلانَ أَوْ وَادِي خِيَمْ
…
عَلَى قِلاصٍ مِثْلِ خيْطَانِ السَّلَمْ
(1)
"صفة جزيرة العرب": 293.
(2)
"عالية نجد": 641.
(3)
"عالية نجد": 1197.
(4)
ج 8 ص 14 طـ: دار الثقافة في بيروت. و"خزانة الأدب" ج 5 ص 166 تحقيق الأستاذ عبد السلام هارون.
وفي "معجم ما استعجم"
(1)
عن ثهلان: ولِضِخَم هذا الجبل تضرب به العرب المثل في الثقل فتقول: أثقل من ثهلان. انتهى.
- وثهلان: هذا من أشهر جبال عالية نجد. ولا يزال معروفًا وفيه تقع بلدة الشعراء، والعامية يبدلون الثاء ذالًا فيسمونه (ذهلان).
- وقول صاحب "الأغاني": إن بني نُمير غلبت على الجبلي، يدل على تزاحم القبيلتين في المنازل، ومعروف أن بني نُمير يجاورون باهلة من الناحية الشمالية الغربية. ولعل سكنى باهلة في ثهلان قبل استقرارهم في العرض، وقبل انفصالهم عن إخوتهم غني التي كانت بلادهم تمتد من أسافل النير الجنوبية وأعالي وادي الرشاء حتى تتجاوز حمى ضَريَّة، وقد بقي من فروع باهلة من استوطن ثهلان وأعالي وادي الرشاء مجاورًا لقبيلة غني كما سيمر عند ذكر بعض المواضع - الأجفر، والعوسجة والشبيكة والعويند وغيرها.
الجدر:
من المياه التي عدها الهجري، من مياه جأوة من باهلة - الواقعة غربي جبل ثهلان قائلا
(2)
: وفي غربيه النبخاء والجدر، ولا أعرف شيئًا عن هذا الماء.
جزلاء:
أورد الهَجَرِيّ في نوادره ما هذا نصه
(3)
: للنُّمَيْري يقولها لبني عُصْم من باهلة أهل سَوَاد باهلة، وكانوا عِرْضًا لهم، نَخْل يدعى جزلاء -ممدودًا- بسواد باهلهّ، وجَزَلاءَ أيضًا ساحل من حد البصرة إلى البحرين بين الظُلَيْفَيْن، وليس في أرض غيرهما:
(1)
رسم (ثهلان).
(2)
"أبو علي الهجري" - 271 - و"معجم ما استعجم" رسم شربة - 874.
(3)
"النوادر والتعليقات"المخطوطة المصرية: 104.
أَلا يَا بَنِي عُصْمٍ جَزَالاءُ قَرْيَةٌ
…
مَراطِيبُ تَبغي كُلَّ عَامٍ لَكُمْ حَرْبَا
فَلَوْلا صَوَادٍ مِنْ جَزَلاء دُلَّحٌ
…
وهُدْلُ الثُّريَّا مَا وَجَدْنَا لَكُمْ ذَنْبَا
إِذَا أَرْطَبَتْ مِنْهَا المَعَاجيلُ هَيَّجَتْ
…
حُرُوبَ رجَالٍ لَمْ يَرُوعُوْا لَكُمْ سِرْبَا
أَقِيْمُوا حُدُودَ المَشْرَفِيةِ دُونَهَا
…
وَإلا فَخلُّوهَا لأَعْدَائِكُمْ غَضْبَا
وفي كتاب "بلاد العرب"
(1)
: وعن يسارك إذا كنت بأعلا الهَلْباء مياه لباهلة من السَّود، وعلى تلك المياه نخيل، منها مُرَيفقُ وجزالاء والخَنْفَس والغَوْسجة، وهي معدن بها تجار ونخيل.
ولما ذكر الهمدانيُّ حِصْن آل عصام -كما تقدم- قال
(2)
: وجَزَلاء عن يمين ذلك، وفيها يقول الشاعر:
ألا يَا بَنِي عُصْمٍ جَزَالاءُ جَنَّةٌ
(3)
…
مَراطِيبُ تَبْغِي كُلَّ عَامٍ لَكُمْ حَرْبَا
إِذَا أَرْطَبَتْ مِنْهَا المَبَاكِيْرُ هَيَّجَتْ
…
صُدُوْرَ رِجَالٍ لَمْ تَرُوْعُوْا لَكُمْ سِرْبَا
يقول: تحسدون عليها، وهي لبني عصم من باهلة، وعندما ذكر ذا طلوح وأن أعلاه حصن بني عصام قال
(4)
: والقُوَيعُ وجزالاء والثُّريَا والجَوْزَاء في وادٍ عن يمين ذي طلوح، فيه نخل وقرى. انتهى ولا تزال جَزَالاء قرية معروفة، وتقع غرب بلدة القُوَيْعية -قاعدة المنطقة- بنحو عشرين كيلا، والقُوَيْعُ قرية بقريها، ووادي جَزَالاء فرع صغير من شَعِيب مُحَيْرَقَة الذي يمتد من الجنوب حتى يفيض في وادي الخَنْقَة، الوادي الثاني من حيث العظم في المنطقة، أعلاه وادي عَرْوا (عَرْوان) وأسفل فروعه شعيب محيرقة. وبظهر أن ذا طُلُوع هو وادي الخنقة.
الجعور:
كأنه على لفظ جمع جَعْر وهو للإنسان كالروث للحيوان وكذا الجعموس-، قال الهمداني
(5)
: ذكر الخنفس من مياه الشريف، وهو من مياه مأسل جأوة ومن
(1)
268.
(2)
"صفة الجزيرة": 310.
(3)
في المطبوعة (جزالا وحنة) تحريف.
(4)
"صفة الجزيرة": 293.
(5)
"صفة جزيرة العرب"292.
مياه الشريف ذو سقوف والجعور -وهي الجعوسة- وطويلة الخطام وعُصير وطُحي. انتهى ولم أر من ذكره غير الهمداني، أما الجعوسة بالسين المهملة فقد عدها صاحب "بلاد العرب"
(1)
من مياه بني ضَبِينَة من غني بقرب جَبَلة، وإعجام السين في مطبوعة كتاب الهمداني خطأ ولعله قصد بها التفسير، فالجعور بعيد عن جبلة، وفي جهة مأسل جأوة (موسيل) جبل اسمه الجعير، على اسم الضَّبُع عند بعض عامة البادية شمال هجرة عَرْوا وغرب جبل (ابني شَمَام) في أسفله ماء عذب يدعى الخويطرية يقع جنوب بلدة الدرادمي بنحو 60 كيلا.
الجوزاء:
من قرى سوادِ باهلة على ما ذكر الهمداني، وتقدم كلامه عند ذكر الثُّريا، مما يفهم منه تقارب الموضعين، وأنهما بوادٍ ذي نخل وقرى عن يمين ذي طُلوح، فكأنهما في شعيب جَزَالاء أو بقرية تقع قرية مُحَيْرقَة في شعيب يتفرع منه شعيب جَزَالاء.
الجوف:
قال الهمداني في "صفة جزيرة العرب"
(2)
: وبطن المعرس، وبطن الجَوْف حد بين ضِنَّة وباهلة انتهى، وضِنَّة من بطون بني نُمير، ويظهر أنهم هم الموالون لباهلة في المنازل من تلك البطون فقد ذكر الهمداني أن أول سواد باهلة من الشمال الخاصرة ماء بينه وبين المغرب البرم، برم ضِنَّة، والمشقرية نخل لضنة أسفل من ذلك -ثم ذكر قرى السواد-، مما يدل على أَن ضِنَّة تُحادُّ منازل باهلة من ناحية الشمال والشمال الغربي، كما أن بلاد بني نُمَيْر تقع مجاورة لبلاد باهلة من ناحية الشمال والشرق أيضًا، فقد ذكر الهجري
(3)
أن سيول التَّسْرِيْر وسيول نضاد تخرج من النير في أرض غني حتى يصير وادي التسرير في ديار نُمَيْر، ولما ذكر نَضَاد أن حقوق بني جأوة -وهؤلاء من باهلة- وحقوق غَنِيُّ مختلطة هناك، وسمى المياه كما سيأتي في الكلام على نضاد.
(1)
87.
(2)
-ص 292 و 293 - على التوالي.
(3)
"أبو علي الهجري": 270 و 271.
حائل:
قال ياقوت
(1)
-الحائل في اللغة الناقة التي لم تحمل عامها ذاك، ورجل حائل اللون إذا كان أسود متغيرًا- قال الحفصيُّ: حائل موضع باليمامة لبني نُمير وبنى حمان عن بني كعب بن سعد بن زيد بن مناة بن تميم، وقال غيره: حائل من أرض اليمامة لبني قُشَيْر، وهو واد أصله من الدهناء، وقد ذكر في الدهناء، وقال أبو زياد: حائل موضع بين أرض اليمامة وبلاد باهلة، أرض واسعة قريبة من سوفة، وهي قارة هناك معروفة، وحائل أيضًا ماء فى بطن المَرُّوت من أرض يربوع؛ قاله أبو عُبَيْدة، وأبو زياد، وأنشد أبو عُبَيْدة:
إذا قَطَعنَا حَائِلًا والمَرُّوْتَ
…
فَأَبْعَدَ اللَّه السَّوِيْقِّ المَلْتُوتْ
وقال ابن الكلبي: حائل واد في جيلي طيئ، قال أمرؤ القيس:- ثم أورد الشاهد من شعره.
حائل -في الكلام المتقدم- ينطبق على موضعين: أحدهما واد وأصبح الاسم يطلق على مدينة في بلاد طيئ، واقعة على ضفاف ذلك الوادي، وهو الوارد في شعر امرئ القيس، والوادي يمتد إلى الدهناء، والموضع الثاني: أرض واسعة تقع جنوب غرب الوشم متصلة بالمَرُّوْتِ، كانت تشترك فيها قُشَيْرُ من بني عامر، وبنو حِمَّان من تميم. وسيأتي في الكلام على سُوْفَة أن حائلا ببطن المَرُّوْت، وأن سُوْفَة تضاف إليها كما في قول الراعي:
بِقَارَة أَهْوَى أَوْ بِسُوفَةِ حَائِلِ
وتقدم الكلام على أهوى وأنها من مياه بني قُتَيْبة الباهليين، وسيأتي في الكلام على سوفه أن بعض الباهليين كانوا ينزلونها عند وفاة النبي -صلي اللَّه عليه وسلم- مما يدل على أمتداد بلادهم شرقًا إلى حائل والمَرُّوت، بل قد نص على ذلك صاحب كتاب "بلاد العرب"
(2)
حين قال: وحائل فلاة واسعة، فيها لقُشير وباهلة ونُمَيْر وغيرهم.
(1)
"معجم البلدان".
(2)
367.
وتنطبق أوصاف المتقدمين على صحراء واسعة، تعرف الآن باسم (حَدْباء قَذْلَة) وكلمة حدباء قد تكون تحريفًا لكلمة هلياء التي سيأتي الكلام عليها، و (قَذْلَة) أجهل مدلولها هناء
حرم النميرة:
جاء في "بلاد العرب" و"معجم البلدان"
(1)
: قال الأصْمَعيُّ: هو حزم أبيض ظاهر، قرب ضَرِيَّة، وبه ماءة يقال لها نُمَيْرَة، وقال في موضع آخر: حَزْم النميرة: قوية كانت لِعَمْرو بن كلاب ولباهله، انتهى. ويظهر أن حَزْم النَّميرة يقع في غرب بلاد باهلة، حيث اتصالها ببلاد بني عمرو بن كلاب، وبلادهم مع بلاد إخوتهم بني عبد اللَّه بن كلاب في عالية نجد غرب بلاد باهلة، وتمتد غربًا حتى جبل ظَلْم، ورَمْلَتُهُم المعروفة الآن باسم (نفود سُبَيعْ) أسافل أودية تُرَبَة والخُرْمة ورَنْيَةَ، ولكن الموضع كما في كلام الأصمعي قرب ضرية، ولعله يقصد حمى ضرية، أي على مقربة من حده الجنوبي الموالي لبلاد باهلة. وورد اسم (التميرة)
(2)
بالتاء المثناة الفوقية بدل النون، ويظهر أن أحد الاسمين مُصحِّف عن الثاني، وكلاهما مجهول الآن.
حصن باهلة:
ذكر ابن جرير في خبر
(3)
محاربة بغا الكبير لبني نُمَيْر سنة اثنتين وثلاثين ومائة في خبر طويل أنه لما هزمهم بوقعة بطن السر، سار من موضع الوقعة ثم رجع إلى حصن باهلة، وكرر مرة أخرى أن بغا أقام بحصن باهلة يتتبع من شذ منهم في جبال ثَهْلان والسَّوْد وغيرهما. ولعل حِصْن باهلة هذا يقع في الثنية -ثنية ابن عصام- فاتد ورد في بعض المؤلفات ذكر حصن ابن عصام - قال الهجريُّ
(4)
سألت الباهلي عن تَيْمنَ فاتال: هضبة برأس الذَّرْو ذَرْوِ الشَّرَيْف،
(1)
146 - ورسم (حزم النميرة).
(2)
"بلاد العرب": 382.
(3)
"تاريخ ابن جرير": 9/ 147، 149.
(4)
"أبو علي الهجري": 216 و 373.
مغرب الشمس من حِصْن ابن عصام بيوم. وأورد من قصيدة لِعَدَّاء بن مَضَاء القُشَيْريِّ:
وَيَومًا بِحِصْنِ البَاهِليِّ ظَلَلْتُهُ
…
أُكَفِّفُ عَبْرَاتٍ تَفيْضُ غُرُوبُهَا
ويظهر أنه حِصْن ببني عصام الآتي ذكره بعد هذا.
حصن بني عصام:
ذكر الهمداني
(1)
أن أعلى ذي طُلوح حصنُ بني عصام صاحب النعمان بن المنذر والقُوَيعُ ثنيَّةُ، وأن جَزَالاء في وادٍ عن يمين ذي طلوح فيه نَخْل وقرى.
وقال عن سواد باهلة
(2)
: وأوله من مَشْرقه بلد يقال له القُوَيْع. . ثم أعلى عنه حصن آل عصام، وهو من ولد عصام خادم النعمان، ومنهم أبو المَنِيعْ شاعر من أهل عصرنا، إلى آخر ما ذكر.
حضن:
قال الهمداني
(3)
: وحَضَنُ باهلة وادي نَخْل كَحَضنِ نَجْرَان، وحَضَنُ عكاظ جَبَلُ، وفيه يقول الشاعر:
كَخَلْقَاءَ مِنْ هَضَبَاتِ الحَضَنْ
وقال الراجز:
لمَّا بَدَا شَعْف
(4)
بِأَعْلَى السِّيِّ
…
وحَضَنٌ مِثْلُ قَرَا الزِّنْجِيِّ
وقال: ومأسل
(5)
، وحضن غير حضن عكاظ من أرض باهلة.
اسم حَضَنٍ يطلق على مواضع أشهرها الجبل الواقع في عالية نجد، وفيه المثل:"أنجد من رآى حضنًا" وشهرته تغني عن الحديث عنه، والثانى جبل متصل
(1)
"صفة جزيرة العرب": 293 ط دار اليمامة.
(2)
"صفة جزيرة العرب": 310.
(3)
"صفة جزيرة العرب": 311.
(4)
في الأصل: (سعف) ولكن شعفا بالشين المعجمة موضع معروف وفيه المثل: (لكن بشعفين كنت جدودا) وهو مكان مرتفع في صحراء ركبة (السي) شمال حضن.
(5)
"صفة جزيرة العرب": 310.
بجبل أجًا في جنوبه، وقد يعرف (الحضن)، والثالث: وادٍ ذو قرى بمنطقة نجران لا يزال معروفًا.
والرابع: حَضَنُ باهلة هذا الذي وصفه الهمداني بأنه وادٍ ذو نخل كَحَضن نجران، وهو لا يعرف الآن بهذا الاسم. والخامس: موضع في بلاد وادعة بطريق الحج من صعدة - ورد ذكره في أرجوزة الرداعي
(1)
.
الحفير:
لم أر لهذا الاسم ضبطًا: ذكر الهمداني في كلامه على قرى السَّوْد الحَفِير
(2)
قائلا: وفي ثَنْيَّة الحَفير نخل، وفي أسفله المقترب، والتخر، ثم تحفة البَيْضَةُ قف أبيض فيه مياه ونخل ومزارع، من مياهه عُشَيْرة والكفافة والغاضرية والخلائق. وذكر أن البيضة تحف الريب. وإذن فالحُفَيْر هذا في أسفل العرض مما يلي الرَّيْب جنوب بلدة القُويعية، وينبغي ملاحظة أن اسم الحفير يطلق على آبار عدة، إذ الاسم في الأصل كان وصفًا لما يحفر من الآبار -كالحفر والحفيرة- ثم أصبح علمًا لآبار اشتهرت وعرفت.
وفي "معجم البلدان" لياقوت بلفظ التصغير: والحفير أيضًا: مادة لباهلة بينه وبين البصرة أربعة أميال يبرز الحاج من البصرة بينه وبين المنجشانية ثلاثون ميلا. انتهى، والحُفَيْر هذا الأخير قد أوضح صاحب "المناسك"
(3)
صلة باهلة به فذكر أن محمد بن سليمان أرْعى بالحُفَيْر إبلًا فأتاه رجل من باهلة فاستأذنه أن يحفر بئرًا بالحُفَيْر فأذن له، فأنبط بئرًا عذبة فاشتراها محمد بن سليمان منه بعشرة آلاف درهم بشرط أن يأذن له في حفر بئر أخرى فأذن له؛ فأنبط عذبة، ثم حفر محمد فأنبط عَذْبة انتهى، يأذن فهي بئو واحدة لرجل من باهلة في ذلك المكان، أذن له في حفرها محمد بن سليمان بن علي العباسي أحد رجال الدولة العباسية ولعله أثناء إمارته على البصرة فيما بين سنتي 146 و 173 - والمسافة بين الحُفَيْر هذا وبين
(1)
"صفة جزيرة العرب": 419.
(2)
"صفة جزيرة العرب": 262 و 293.
(3)
576.
البصرة أحد وثلاثون ميلا كما جاء في كتاب "المناسك" وهو بعد المتجشانية من البصرة لا قبلها، فالمنجاشية تبعد عن البصرة ثمانية أميال - كما أوضح ما تقدم صاحب كتاب "المناسك" وكما ورد في "معجم البلدان" في الكلام على المنجشانية.
حليمة:
- بضم الحاء وفتح اللام، تصغير حَلمة- قال في "بلاد العرب"
(1)
وبَيْذْبُل ماءة يقال لها حُليمة، وقال الهمداني
(2)
: يَذْبُلُ: فأول مياهه القرَادُ وحُلَيْمَةُ والعَطَائِيَّة ماء ببطن السُّرَّة. إلى آخر ما ذكر، وقال الهجريُّ
(3)
-في شرح قول ابن أحمر الآتي:- أوْضَاحُ النَّصِيِّ طرائدُ منه قليلة، حُلَيمة: ماء بِيذْبُل -بضم الحاء.
ولكن حُليمهَ الآن من أشهر الأوْدية المُنْحَدرة من جبل يذبل (صُبحا) متجهًا نحو الغرب حتى يجتمع سيله في السرة، ويدعى الآن حُلَيْمين -بضم الحاء وفتح اللام وإسكان المثناتين التحتانيتين بينهما ميم مكسورة وآخره نون- ويكثر هناك نبات أوضاح النصي وهو اليابس منه، عند أبناء البادية في هذا العهد.
وفي شعر ابن أحمر:
تَتَبَّعُ أَوْضَاحًا بِسُرَّةِ يَذْبُلِ
…
وتَرْعَى هَشِيْمًا مِنْ حُلَيْمةَ بَالِيَا
-الأوضاحُ النُّصِي اليابس-.
السرة أعلاه وادي عُضيل -بضم العين مصغرًا- يأتي عُصَيْل من الشمال الغربي بالنسبة لجبل يَذْبُل (صَبْحا) ثم يدعه شرقًا متجهًا جنوبًا ثم جنوبًا شرقيًا حتى يفضي في الرَّكاء، وقد يكون اسم الماء لشهرته أطلق على الوادي الذي يقع فيه أو العكس.
(1)
235.
(2)
"صفة جزيرة العرب": 292.
(3)
"أبو علي الهجري": 238.
ذو خشب:
لعل التسمية ناشئة من كونه ينبت من العضاة الكبيرة ومنها تتخذ الخشب قال الهمداني
(1)
: والخَنْفَسُ وخلص مشرفتان على الرَّهْط ووادي ذي خُشب وهو فوع العرض يدفع فيه الأجرعان، انتهى. واسم ذي خُشُب يطلق على وادٍ أشهر من هذا بقرب المدينة، له ذكر كثير في الأخبار والأشعار ولكن الوادي الذي هو فرع العوض له ذكر أيضًا، ففي شعر طُفَيْل الغَنَوِي يخاطب زَيدَ الخيل الطائي
(2)
:
فَلَوْ كُنَّا نَخَافُك لَمْ تَنَلهَا
…
بِذِيْ بَقَرٍ فَرَوْضَاتِ الرَّبَابِ
وَلَوْ خِفْنَاكَ مَا كُنَّا بضُعْفٍ
…
بِذِيْ خُشُبٍ نُعَزِّبُ والكُلابِ
وورد ذكر ذي خُشُب في أشعار النُّميرين كما في نوادر الهجري.
واسم هذا الوادي ليس معروفًا الآن، ولكن أحد فروع الأودية القريبة من الرويضة يدعى الخشبي على ما ذكر الشيخ حسين بن جُرَيْس - وهذا على مقربة من أبي الجرْفَانِ، ولهذا فقد جزم الأستاذ سعد بن جُنيدل
(3)
بأن أبا الجرفان هو ذو خُشُب، وأبو الجرْفَانَ -وله روافد كثيرة- يقع في منطقة العرض الغربية، غرب وادي السِّرْداح، وترفده سيول أودية كثيرة، وينحدر حتى يصب في وادي السِّرْدَاح.
خلص:
ورد غير مضبوط، وقد قرن الهمداني الخَنْفَسَ وخلصا هذا وقال
(4)
: هما مشرفتان على الرهط، ووادي ذي خُشُب، ولم أر ذِكْرًا له عند غيره، والاسم يطلق على مواضع أشهرها خَلْص آراه، بمنطقة المدينة، والثاني في خَيْبر، على ما ذكر البكري
(5)
وقال: قسمت خَيْبَر على الوطِيح وخَلْص، فَخَلْصُ بين قرابة النبي
(1)
"صفة جزيرة العرب": 291.
(2)
"معجم ما استعجم" رسم (الرباب) وديوان الطفيل: 97.
(3)
"عالية نجد": 37.
(4)
"صفة جزيرة العرب": 291.
(5)
"معجم ما استعجم" 521 و 524.
-صلى الله عليه وسلم وبين نسائه، وقال: إنه من أودية خَيْبر متصل بالوَطِيح- أما خَلْصَ الذي قرنه الهمدانيُّ بالخَنْفَس فينبغي أن يكون بقرب هذا الموضع الذي لا يزال معروفًا في سواد باهلة.
الخنفس:
- بفتح الخاء وإسكان النون بعدها فاء وسين مهملة- جاء في كتاب "بلاد العرب" للأصفهانيَّ
(1)
: وعن يسارك إذا كنت بأعلى الهلباء مياه لباهلة من السود وعلى تلك المياه نخيل، منها مُرَيْفِق وجَزَالاء والخَنْفَسُ والعَوسَجَةُ وهي معدن بها تجَّار ونخيل. انتهى.
وقال الهمداني
(2)
: الخَنْفَسُ من مياه الشُّريْف، وهو من مياه مأسل جأوة وقال: الخَنْفَسُ وخلص مشرفتان على الرهط ووادي ذي خُشُبٍ، وهو فَرْع العرض يدفع فيه الأجرعان. انتهى، وفي "معجم البلدان" نقلا عن نَصْرٍ: الخَنْفَسُ ناحية من أعمال اليمامة، قريبة من جَزَالاء ومُرَيْفِق، بين جراد وذي طلوح، بينها وبين جَحْر سبعة أيام أو ثمانية. انتهى.
الخَنْفَس هذا لا يزال معروفًا، ولكنه بتحوير يسير في الاسم - فهو يدعى (خنَيْفسة) بالتصغير، والاسم يطلق الآن على قرية ذات نخل، تقع شرق رويضة العرض تابعة لمركز هذه القرية، إحدى قرى القويعية التي هي قاعدة العرض وتقع غرب هذه القاعدة بنحو 75 كيلا، على مقربة من قرية مُويْسل دون مأسل بنحو عشرة أكيال، وتقع غرب بلدة القُوَيْعية بنحو خمسة وسبعين كيلًا.
الرحيضة:
قال الهجريُّ
(3)
: وهناك مياه عدة لبني جأوة في غربي ثَهْلان، ماء يسمى الرحيضة. ومعروف أن أكثر المياه القديمة قد غارت فجهلت مواقعها، ولكن ثهلان -الجبل العظيم- لا يزال معروفًا والاسم عرضة للتصحيف لأنه لم يضبط في
(1)
368.
(2)
"صفة جزيرة العرب": 291.
(3)
أبو علي الهجري": 270.
الأصل، ولكن ياقوتًا أورده رحيضة -بالتصغير
(1)
-: ماء بغربي ثَهْلانَ وهو من جبال ضرية، ويقال بفتح الراء وكسر الحاء. انتهى، وليس ثَهْلانُ من جبال ضَرِيَّة ولكن يظهر أن هذا ناشئ عن ورود اسم رحيضة -استطرادًا- فى كلام الهجري على حمى ضَرِيَّة، مع أن ياقوتًا لم يطلع على كلامه لأنه لم ينقل أسماء كثير من المواضع التي وردت فيه.
الرهط:
ذكر الهمداني
(2)
عن الخَنْفَسِ وخَلْص أنهما مشرفتان على الرهْطِ ووادي ذي خُشُبٍ. وليس هذا الموضع معروفًا بخلاف الخنفس.
الرعابة:
قال في "صفة جزيرة العرب"
(3)
: ثم ستار الشُّريْف الذي في طرف ذي خُشُبٍ، فوراءه العَبْلاء والزَّعابة يُزْرعان ويوردان النعم، ثم مأسل جأوة. وعد ياقوت الزَّعابة من قرى اليمامة
(4)
ولم يضبط الاسم، ولكن صاحب "القاموس" قال
(5)
: كَسَحَابة قرية باليمامة.
ولا يزال اسم الزَّعابة -والعامة يشددون الباء- يطلق على جبل في العرض، يقع شرف قرية الرُّويْضة، ويشاهد منها (بقرب خط الطول 45/ 44 وخط العرض 50/ 33) ولعل الاسم قديمًا كان يشمل الرُّوَيضَة -تصغىير روضة- التي في الغالب تحفر فيها الآبار.
ستار الشريف:
نقل ياقوت عن أبي الكلابي
(6)
: ومن الجبال سُتُرُ، واحدها الستارُ، وهي جبال مستطيلة في الأرض، ولم تطل في السماء، وهي مطرحة في البلاد، ترى الواحد منها ليس فيه وادٍ ولا مسيل، ولست ترى أحدًا يقطعها ويعلوها.
(1)
"معجم البلدان" -رحيضة-. و"معجم ما استعجم"874.
(2)
"صفه جزيرة العرب": 291.
(3)
292.
(4)
"معجم البلدان".
(5)
رسم "زعب".
(6)
"معجم البلدان" رسم (الستار).
وقال الهمداني
(1)
: ثم سِتَار الشُّرَيْف الذي طرف ذي خُشُب فوراءه العَبْلاء والزَّعَابَةُ. . ثم مأسل جاوة. ويظهر أن الهمداني يقصد بستار الشُّرَيْف جانبه الممتد فوق المواضع الذي ذكرها، والذي ينطبق عليه وصف أبي زياد، والشُّرَيْف ممتد شمال العرض إلى تلك الجهة كما يأتي في الكلام عليه.
سخين:
ذكر الهمداني في "صفة جزيرة العرب"
(2)
أن سَخِيْن وسخينة قريتان ونخل لباهلة، يشرف عليهما ابنا شمام، انتهى. ولا تعرفان الآن، ويظهر من هذا التحديد أنهما على وادي عَرْوَان على مقربة من هجرة عَرْوا.
السرداح:
بكسر السين وإسكان الراء بعدها دال فألف فحاء مهملة، والسرداح في اللغة والسردح: الأرض المستوية اللينة التي تنبت العِضاه.
أورد الهجريُّ للنميريِّ سعيد بن أشلخ (؟) القطني يرثى حميد بن أبي لطيفة وقتلته بنو قشير ثم بنو قُرَّة:
عَسَى أَنْ يَرُوْعَ اللَّه قُرَّة رَوْعَةً
…
بِجَيْشٍ مِنَ السِّرْدَاحِ تَهْفُو عصائِبُهْ
تَنَزَّى بِأَكْنَافِ السَّوَادِ ابنُ دَلْهَمٍ
…
بِقَتلِ حُمَيْدٍ حِيْنَ أَخْلَتْ جَوَانِبُهْ
وفي "معجم ما استعجم"
(3)
: دَارَةُ مِحْصَنٍ لبني قُشَيْر، قال دُرَيْد:
فَإنَّا بَطْنَ غَوْلٍ لَنْ تَضِلُّوا
…
فَحَائِلَ سَوْفَتَينِ إِلَى نَسَاحِ
فَدَارَة مِحْصَنٍ فَبِذِي طُلُوحٍ
…
فَسِرْدَاحِ المَثَامِنِ فَالضَّوَاحِي
وقال: إنه في بلاد بني تميم.
وقال الهمداني
(4)
: ثم من فوق ذلك يحف بالرِّيْبِ، إلى بلاد باهلة الضَّواحي، وهي فَسْحَاءُ من الأرض ليس فيها قِرَان، ثم الفرع وهو يصب في بطن
(1)
"صفة جزيرة العرب": 292.
(2)
المصدر السابق 293.
(3)
"معجم ما استعجم" رسم - دارة محصن وسرداح.
(4)
"صفة جزيرة العرب": 294.
السِّردَاح، مقابل للقهاد، وبين شطِّ السرداح وبين القِهَاد سَهْبٌ يقال له الملاطيط، واحدة الملطاط، سَهْبٌ يقطع بينه وبين مثله قرانة الجبال، وذكر أن معد العوسجة من أرض غني فوق المغيراء ببطن السِّرْداح.
إن وادي السِّرْداح لا يزال معروفًا، وفروعه تنحدر من مرتفعات العرض على نحو أربعين كيلا غرب بلدة القويعية، وترفده أودية العرض الغربية وأودية الحمرة، وهي شفا العرض الشرقية، ويتجه الوادي في مجراه نحو الجنوب، تاركًا جبل العرض شمالًا منه، وجبلي صَبْح (يذبل) واليَنْكِير يمينًا حتى يفيض بوادي السُّرَّة في الجنوب الشرقي من جبل صَبْحا.
ذو سقيف:
عد الهمداني
(1)
ذا سقف من مياه الشُّرَيْف كمأسل جاوة، وعصير (عصيل) وطُحَيٍّ، مما يفهم منه قربه من هذه الأمواه، وليس معروفًا الآن.
سلع:
قال في "القاموس" وشرحه
(2)
: وسلع أربعة مواضع: ثلاثة منها ببلاد بني باهلة، وهن سلع موشوم الكلدية، وسلع الستر، والأول وادٍ، والثاني جبل أو واد.
وفي "معجم البلدان"
(3)
: سلع -بكسر أوله وسكون ثانيه-: هذا سلع هذا ومثله وشراوه، والسلع: شق في الجبل، وسلع موشوم: واد في ديار باهلة، وسلع الكلدية لباهلة أيضًا جبل أو واد. وسلع السُّتر موضع في ديار بني أسد، كله عن نصر. ونص ما في كتاب نَصْرٍ
(4)
: باب سَلْعٍ وسِلْعٍ وسَلْع ونِسْعٍ: أما بفتح السين وسكون اللام-: جبل بالمدينة، وبكسر السين-: واد في ديار باهلة يقال له سِلْع مَوْشُومٍ، وسِلْعُ الكلدية لهم أيضًا جبل أو وادٍ، وسِلْعُ السُّتر، وقيل: سِلْعُ في ديار بني أسد. وأما بفتح السين واللام: ذو سَلَعٍ بين نجد والحجاز. وما أوله نون مكسورة وسين ساكنة-: وادٍ. انتهى.
(1)
"صفة جزيرة العرب": 292.
(2)
رسم: (سلع).
(3)
رسم: (سلع).
(4)
في باب (السين).
السواد: سواد باهلة:
جاء فى كتاب "بلاد العرب"
(1)
والسَّواد، سواد باهلة وهي جبال سواد.
وابنا شَمَام: بالسَّوادٍ يدفع عليهما عرض السَّوْدِ وهو غير عِرْض اليمامة.
والرَّيْمُ: وادٍ لبني معاوية بن قشير. انتهى، كذا (الريم) والمعروف الريب بالباء - وينطق الآن (الرين).
وقد يطلق اسم السواد على السَّوْد، كما يتضح من كلام الهمداني، فإنه بعد أن تحدث عن السواد بقوله: سواد باهلة
(2)
: فأوله الخاصرة من الشمال، ماء بينه وبين المغرب البُرْم بُرْم ضِنَّة، والمشقرية نخل لِضِنَّة أسفل من ذلك، وشِمام قرية عظيمة الشأن، هي من شط العرض الأيسر إلى المنحدر، وأبنا شَمَام جبلان طويلان مشرفان على سخين وسخينة قريتين، ونخل لباهلة، وعلى عَرْوَان والشَّطَّ، كل ذلك قرى ومزارع ونخيل، ثم من قرى باهلة مُرَيْفِق وعسيان وواسط وعُوَيْسجه والعوسجة، والإبْطة، وذو طلوح، أعلاه حصن بني عصام، صاحب النعمان بن المنذر، والقُوَيْع في ثنية، وجَزالاء، والثُّرَيَّا والجوزاء، في وادٍ عن يمين ذي طُلُوخ فيه نخيل وقرى.
وبعد ما تقدم أضاف الهمداني - دون أن يقطع الكلام
(3)
: ومنها ومما يعد في حَوْزَتِها سَوادُ باهلة وأوله من مشرقه بلد يقال له القُوَيْعُ يعرف ببني زياد من باهلة، ثم أعلى منه حصن آل عصام وهو من ولد عصام خادم النعمان، ومنهم أبو المنيع شاعر من عصرنا. وجَزَالاء عن يمين ذلك وفيها يقول الشاعر -وأورد الشعر المتقدم- وهي لبني عصم من باهلة ومواليها، ومُرَيْفِقُ فهو لبني حصن، والشَّطُّ لموالي عصام، وماسل وحضَنُ -غير حضن عكاظ- عن أرض باهلة، والفرعة وادي نخل لبلحارث من باهلة، ثم أيمن من ذلك الرَّيْب فهو لبني مُرَيْح، ولبني عبيدة، ولحيدة وهذه البطون من معاوية بن قشير.
(1)
235 و 236.
(2)
"صفة جزيرة العرب": 292.
(3)
"صفة جزيرة العرب": 310.
وقال -وقد ذكر السود
(1)
-: ثم عن فوق ذلك مما يحف الرَّيب إلى بلاد باهلة الضواحي وهى فسحاء من الأرض ليس فيها قران، ثم القرع وهو يصب في بطق السرادح، مقابل للقهاد وبين شط السرداح وبين القهاد سَهْب يقال له الملاطيط واحده المِلْطَاط، سَهْبٌ يقطع بينه وبين مثله قِرَانة الجبال، وفي فرعه الثَّنيَّة ثَنِيَّةُ سَوْد باهلة، عن يمينه من دون الثنية ماء يقال له المُغَيْراء، وقرية عظيمة يقال لها العوسجة وهي معدن، وكذلك شمام معدن فضة ومعدن نحاس، وكان به ألوف من المجوس يعملون المعدن، وكان به بيتَا نار يعبدان، والثنية ثنية حصن بن عصام معدن ذهب. انتهى ملخصًا.
السود:
وقد يفهم من كلام بعض المتقدمين التفريق بين السَّوْد وبين السواد الموضعين المعدودين في بلاد باهلة، فالسواد -كما في كتاب "بلاد العرب"
(2)
- سواد باهلة جبال سواد، وابنا شمام بالسواد، يدفع عليهما عِرْض السَّوْد، وجبل يَذْبُل قريب من السَّوْد، وجبل الينكير أظنه عن السواد سواد باهلة -على ما في ذلك الكتاب-.
وذكر ابن جرير
(3)
في حوادث سنة 232 هـ في حرب بُغَا الكبير بني نُمَيْر، أنه سار مع مرأة فاحتملت بنو ضِنَّة عن نُمَيْر فركبت جبالها مَيَاسِرَ جبال السَّوْدِ، وهو جبل خلف اليمامة، أكثر أَهله باهلة. انتهى. والقول الذي أورده صاحب كتاب "بلاد العرب" عن أبي الأزهرَ -وسيأتي- أن السَّوْد قرية لباهلة بِالوَشْم بأطرافه ليس صحيحًا، إذ يفصل بين إقليم الوشم وبين إقليم العِرْض الذي يقع فيه السَّودُ إقليم السِّر، وصحراء المَرُّوت، والذي يظهر لي أن اسم السود يشمل ما يعرف قديمًا بعرض السَّوْد وهو عرض شَمَام -عرض القويعية- الآن- فهو منطقة واسعة تحوي قرى وجبالا منها شَمَام وخزْبَة، ومما معدنان، وتقدم الكلام عنهما، والعوسَجَة معدن أيضًا، ومن القرى: جَزَالاء ومُرَيْفِق والخَنْفَسُ وذو طلوح، وكلها عليها نخيل، كما في كتاب "بلاد العرب".
(1)
"صفة جزيرة العرب": 294.
(2)
235.
(3)
"تاريخ ابن جرير": ج 9 ص 147 - طبع دار المعارف بمصر.
ومما أورد صاحب كتاب "بلاد العرب" في السَّود قول أبي الأزهر
(1)
: السَّوْد قرية لباهلة بالوشم بأطرافه، وهي التي يقول فيها الشاعر:
أُحِبُّ ثَنَايَا السَّوْدِ مِنْ أَجْل أَنَّها
…
يَكُنَّ لَعَمْرِي مِنْ حُمَيْدَةَ مَرْبَعَا
وأنشد لرجل من بني عُقَيْل يقوله لباهلة:
بَاهِلَ زِيْحِي عن نُمَيْر واخْنَسِي
…
إِنَّ نُمَيْرًا لك أَنْ تُكَبَّسي
يطاكِ واطيها بِخُفٍّ مُلْطس
…
وتُنْحَسِي وتَنْخَسِي وتُنْخَسِي
وتُفْرَسي بالسُّوْد كل مفرس
…
وَقَبْلِ وِرْدِ العَرَكِ المُعْلَنْطِس
سيأتي هذا الرِّجزِ عند ذكر (المثالب) وأنه من قبيل ما يقع بين القبائل من احتكاك قد لا يقف عند حد التهاجي.
وقال ياقوت
(2)
: السَّوْدُ -بفتح أوله: جبل لبني نَصْر بن معاوية- وقيل: السَّوْدُ جبل بقرب حَضَنٍ في ديار جُشَمِ بن بكر، قال الحَفْصِيُّ: سَوْدُ باهلة قرية ومعادن باليمامة، وقال أبو شِرَاعة القيسيُّ: وكان محمد بن محمد بن عبد الرحمن ابن سعيد بن سَلْم الباهلي قال: إنما معاش أبي شِرَاعة من السلطان:
عَيَّرْتَنِي نَائِلَ السُّلْطَان أَطلُبُه
…
يَا ضَلَّ رَأْيِكَ بَيْنَ الخَرْقِ والنَّزَقِ!
لولا امْتِنانٌ مِنَ السُّلْطَانِ تَجْهَلُهُ
…
أَصْبَحْتَ بِالسَّوْدِ فِي مُقْعَوعِسٍ خَلَقِ
سوفة:
قال ياقوت في "معجم البلدان": سُوفَةُ -بضم أوله وسكون ثانيه ثم فاء، لعله من السافة وهي الأرض بين الرمل والجلد، والسائفة: الرملة الرقيقة- قال أبو عبيدة: سُوفَةُ موضع بالمَرُّوت وهي صَحَاري واسعة بين قفين أو شرفين غليظين، وحائل في بطن المَرُّوت، قال أبو عبيدة: ويروى سوقة، وكذا قال ابن حبيب -وقال جرير-:
(1)
135، 137، 382، 369، 368، 237، 239، على التوالي والمعلن طس: المجتمع المتراد.
(2)
"معجم البلدان": -رسم السود-.
بَنُو الخَطَفَى والخَيْلُ أَيَّامَ سُوْفَةٍ
…
جَلَوْا عَنْكُمُ الظَّلْمَاءَ فَانْشَقَّ نُورُهَا
بالفاء يروي، وفي شعر الراعي المقروء على ثعلب:
تَهَانَفْتَ واسْتَبْكَاكَ رَسْمُ المَنَازِلِ
…
بِقَارَةِ أَهْوَى أَوْ بِسُوقَةِ حَائِلِ
صواب الاسم سوفة -بالفاء- وورد مصحفًا بالقاف في كثير من الكتب - وورد مثنى في شعر دريد بن الصمة الذي أورده البكري مصحفًا سوقتين.
فَإِنَّا بَيْنَ غَوْلٍ أن تَضلُّوا
…
فحائِلِ سُوقَتَيْنِ إلى نَسَاحِ
(1)
وهو يقصد سوفة، لأنه أضاف حائلا إليها، وحائل -كما تقدم الكلام عليها- صحراء واسعة تقع سوفة فيها، وسوفة تشاهد عن بعد لها رأسان بارزان، ومن هنا يظن الراثي أنهما أكمتان، وهي في الواقع واحدة، قال الهمداني
(2)
- بعد كلامه على سواد باهلة: وعن يمين سواد باهلة بطن حائل وهو بلد مثل يد المصافح، ويرى فيه الراكب من مسيرة نصف نهار، في وسطه رميلة يقال لها رملة الأطهار، وفي أعلاه سوفتان ويحفه رمل جراد، وهو منقطع وحده بين المرُّوت وبين جراد إلى آخر ما ذكر - وحائل والمروت تنزله بطون من بني عامر، ومن باهلة ومن تميم، كما تقدم في الكلام على حائل، وسيأتي في خبر الصحابي الباهلي جهم بن كلدة: لما أتانا نعي النبي -صلي اللَّه عليه وسلم- ونحن بسوفة وهي جرعاء من أرض باهلة فقوض الناس بيوتهم.
ولا تزال سوفة معروفة بهذا الاسم، تقع في الشمال الشرقي من بلدة القويعية، وأقرب المناهل منها الحرملية غربها بما يقارب عشرين كيلا، ودلقان شرقها، وهي واقعة في صحراء واسعة تعرف الآن باسم حدباء قذلة، وتقدمت الإشارة إلى أن هذه الصحراء هي ما يعرف قديمًا باسم حائل.
الشببيكة:
تصغير الشبكة، والشباك البئار الصغار في بطون الأودية وفيها ماء كثير
(3)
، فهي في الأصل وصف، ولهذا كثر إطلاق الاسم على مياه عدة.
(1)
"معجم ما استعجم" رسم (نساح) وتقدم في رسم (السرداح).
(2)
"صفة جزيرة العرب": 293.
(3)
"بلاد العرب": 187.
قال الهجريُّ
(1)
: في ذكر مياه بني جأوة بن معن الباهلي: ولهم ماءان خارجان عن ثهلان بواد يقال له الرشاد، يقال لأحدهما العُوَيْند، وللآخر الشَّبكة، وهما ملحان والرَّشادُ وادٍ رغيب يصب في التسرير. انتهى. يظهر أن اسم الرشاد، تصحيف (الرشاء) فوادي الرّشاء هو الذي عرف به وادي التَسْرِير الذي حدده المتقدمون، وأطلق اسم التَسْرير على وادٍ آخر صغير من فروع وأدي القِرْنة، وفي شرقي ثَهْلان ماء يسمى الشُّبَيْكة، ولكنه لا يقع في وادي الرِّشاء بل في وادي الشَّعْراء، وهو يلتقي بوادي الرِّشاء، أما العُوَيْند فماء مر لا يزال معروفًا بجانب رَملة تضاف إلى الماء، في الجنوب الشرقي من النَّير، تابع لإمارة الدَّوادمي، وليس من المستبعد أن يكون ماء الشُّبَيْكة قد درس، وبقي العويند.
الشرف:
قال البكري
(2)
-بفتح أوله وثانيه بعده فاء-: ماء لبني كلاب وقيل لباهلة -إلى آخر ما ذكر- ليس الشرف ماء بل منطقة واسعة من بلاد نجد، أكثر المتقدمون الكلام عنها، ومما أورده ياقوت عن الأصمعي: الشرف كبد نجد، وكانت منازل بني آكل المرار من كندة الملوك وفيها اليوم حمى ضرية، وحمى الرَّبذة، وهو الحمى الأيمن، والشريف إلى جنبها يفصل بينهما التَّسْرير، فما كان مشرقًا فهو الشريف، وما كان مغربًا فهو الشرف. انتهى، وبلاد باهلة كانت تمتد شمالا حتى تتصل بالشرف، وكثير من فروع أودية العرض تنحدر من الشرفة - التي هي جانب الشُّريف الجنوبي.
الشريف:
بضم الشين وفتح الراء تصغير الشرف
(3)
، مأخوذ من ارتفاع-: وللعلماء المتقدمين فيه كلام كثير، ومن أوجزه قول الأصمعي: الشرف كبد نجد والشريف إلى جانبه يفصل بينهما التَّسْرير، فما كان مشرقًا فهو الشريف، وما كان مُغربًا فهو الشريف. انتهى، والتَّسْرِير المذكور هنا وادٍ ينحدر من جبال النِّير صوب الشمال
(1)
"أبو علي الهجري": 270 و"معجم ما استعجم": 874.
(2)
"معجم ما استعجم": رسم (الشرف).
(3)
"معجم البلدان": 187.
حتى يتجاوز جبلة، ويعرف الآن باسم وادي الرِّشاء فما كان شرقه فهو الشريف، ويمتد جنوبًا حتى يدخل فيه عرض شمام، كما في كلام الهمداني
(1)
: ومن مياه الشريف الخَنْفَس وهو من مياه مأسل جاوة، ذو سقيف والجعور وعصير وطحي -وذكر الزعابة- وغيرها من مواضع في العرض حين قال: ثم سار الشريف الذي في طرف ذي خُشُب فوراءه العبلاء والزعابة ثم مأسل جاوة -إلى آخر ما ذكر- ولعل ستار الشُّريف ما يعرف الآن باسم الشرفة، وهي الأراضي المرتفعة الواقعة شمال تلك المواضع وغربها، ممتدة جنوبًا وشمالا، ومنها تنحدر سيول العرض.
الشط:
عد الهمداني الشط: في سواد باهلة وقال - بعد ذكر جَزَالاء ومُريفق
(2)
: والشط لموالي عصام ومأسل وحضن والفرعة، وادي نخل لبلحارث من باهلة، وقال: وابنا شَمَام جبلان طويلان مشرفان على سَخين وسَخينة، قريتين ونخل لباهلة، وعلى عران (عزوان) والشَّطِّ، كل ذلك قرى ومزارع ونخيل.
ويفهم من إشراف ابني شمام على تلك المواضع وقوع الشطِّ بقربهما في منطقة عَرْوان وادي عَرْوا الهجرة المعروفة.
ابنا شمام:
يرى صاحب "معجم البلدان" أن اسم شَمَام للجبل المعروف مشتق من الشمم وهو العلو، وجبل أشم طويل الرأس، وقد تقدم في الكلام على السواد أن ابني شمام بالسواد، يدفع عليهما عرض السَّوْد، وسيأتي في الكلام على العرض إضافته إلى شمام، وذلك أن جبل شمام من أبرز الجبال الواقعة على شاطئه، فقمَّتا ذلك الجبل -ويدعيان قديمًا (ابنا شمام) - تشاهدان من أمكنة بعيدة من جميع جهاتها، فاكتسبتا شهرة في الشعر القديم كقولا لبيد:
فَهَلْ نُبِّئْتَ عَنْ أَخَوَيْنِ دَامَا
…
عَلَى الأَحْدَاثِ إِلا ابْنَيْ شَمَامِ
وقول النابغة الجَعْديِّ:
(1)
"صفة جزيرة العرب": 292.
(2)
"صفة جزيرة العرب": 310.
لَقَدْ أَخْزَيْتُهُم خِزْيًا مُبِيْنًا
…
مُقِيْمًا مَا أَقَامَ ابْنَا شَمَامِ
ومع أن جبل شمام لا يتميز بضخامة، ولا بسموق وامتناع عن غيره من كثير من جبال الجزيرة، إلا أن شهرته -لوقوعه في منطقة خصبة مأهولة- حمل الشعراء على التمثيل به كقول امرئ القيس:
كَأَنِّي إِذْ نَزَلْتُ عَلَى المُعْلَّى
…
نَزَلْتُ عَلَى البَوَاذِخِ مِنْ شَمَامِ
وقال جرير:
عاينتُ مُشْعَلةً الرَّعال كأنَّها
…
طيرٌ تُغاولُ في شمَامَ وكُورا
ومع وقوع جبل شمام في وسط بلاد باهلة، وعده من أشهر جبالهم إلا أن البكري -في "معجم ما استعجم"
(1)
- نقل قولًا غريبًا ونصه: قال ابن الأعرابي: شمام لبني حَنِيْفة، وقال جرير يعير الفرزدق:
وكُبِّلَ حَاتِمٌ بِشَمَامَ حَوْلا
…
فَحَكَّمَ ذَا الرُّقَيْبَةِ وَهوَ عَانِي
يعني مالكًا ذا الرقيبة القُشيري - انتهى، و (حاتم) صوابه كما في "النقائض"
(2)
: (حاجب) وهو حاجب بن زُرارة التيمي الذي أسره يوم شِعْب جَبَلَة مالك ذو الرُّقَيْبة بن سلمة بن قُشَيْر فافتدى منه بألف ناقة، وزعمت قيس في أشعارها أنها أخذت منه ألف عبد وألفي ناقة ومعها أولادها وقد افتخر بذلك أصمُّ باهلة إذ قال:
حَتَّى افْتَدَوْا حَاجبًا مِنَّا وَقَدْ جَعَلَتْ
…
سُمْرُ القُيُودِ بِرِجْلَيْ حَاجِبٍ أَثَرَا
بِأَلْفِ عَبْدٍ وأَلْفَيْ رَائِمٍ جَعَلُوا
…
أَوْلادَهُنَّ لَنَا مِنْ لُؤْمِهِمْ جَزَرَا
(3)
ويظهر أن اسم شمام لم يكن محصورًا في الجبل وحده، بل توسع فيه، حتى شمل ما حوله من الجبال، كما في قول الفرزدق
(4)
:
ثَقُلَتْ عَلَيَّ عَمَايَتَانِ وَلَمْ أَجِدْ
…
سَبَبًا يُحَوِّلُ لِي جِبَال شَمَامِ
(1)
رسم (شمام).
(2)
670.
(3)
"النقائض": 380.
(4)
"النقائض": 312.
كما عرفت باسم شَمَام قرية لباهلة إلى جنب الجبل
(1)
، وعرف المعدن المشهور، المتقدم ذكره في المعادن - قال الهمداني
(2)
: وشَمَامُ قرية كانت عظيمة الشأن، هي من شَطِّ العِرْض الأيسر إلى المنحدر، وابنا شَمَامُ جبلان طويلان جدًّا مشرفان على سخين، وسخينة قريتين ونخل لباهلة وعلى عروان والشط، كل ذلك قرى ومزارع ونخيل. انتهى.
وفي "لسان العرب": وشمام: اسم جبل، قال جرير
(3)
:
عَايَنْتُ مُشْعَلَةَ الرِّعَالِ كَأَنَّها. . . -البيت المتقدم-
ويروى بكسر الميم، قَال ابن بَرِّيَّ: الصحيح أن البيت للأخطل، قال: وشمام جبل بالعالية قال ابن بَرِّي: وقد أعربه جرير حيث يقول:
فَإنْ أَصْبَحْتَ تَطلُبُ ذَاكَ فَانْقُلْ
…
شَمَامًا وَالمِقَرَّ إِلَى وُعَالِ
وعال بالسَّوْد سَوْد باهلة، والمقرُّ بظهر البصرة، قال: ولِشَمَام هذا الجبل رأسان يسميان ابني شمام، قال لبيد:
فَهَلْ نُبِّئْتَ عَنْ أَخَوَيْنِ دَامَا. . . -البيت المتقدم-
قال ابن بري: وروى ابن حمزة هذا البيت:
وَكُلُّ أَخٍ مُفَارِقُهُ أَخُوْهُ
…
لَعَمْرُ أَبِيْكَ إِلا ابْنَيْ شَمَامِ
وقال ياقوت
(4)
: يروى شَمَام مثل قَطَام، مبني على الكسر، ويروى بصيغة ما لا ينصرف من أسماء الأعلام، وهو مشتق من الشمم وهو العلو، وجبل أشم طويل الرأس، وهو اسم جبل لباهلة، قال جرير:
عاينت مشعلة - البيت المتقدم.
وله رأسان يسميان ابني شمام، قال لبيد:
(1)
المصدر: حاشية.
(2)
"صفة الجزيرة": 292.
(3)
"لسان العرب": رسم (شمم).
(4)
"معجم البلدان".
وَفِتْيَانٍ يَرَوْنَ المَجْدَ غُنْمًا
…
صَبَرْتُ بِحَقِّهِمْ لَيْلَ التَّمَامِ
فَوَدِّعْ بِالسَّلامِ أَبَا جَرِيرٍ
…
وَقَلَّ وَدَاعُ أَرْبَدَ بالسَّلامِ
فَهَلْ نُبِّئْتَ عَنْ أَخَوَيْنِ دَامَا
…
عَلَى الأَحْدَاثِ إِلا ابْنَيْ شَمَامِ
وَإِلا الفَرْقَدَيْنِ وآلَ نَعْشٍ
…
خَوَالِدَ مَا تُحَدَّثُ بِانْهِدَامِ
ولا يزال ابنا شمام معروفين، ولكن العامة حرفت الاسم إلى (أذني شمال) كعادتهم في كثير من الأسماء التي يقربونها إلى أفهامهم بتغييرها مثل (أسنان بلابة) يقولون:(ثنايا بلال) بين الرياض والخرج، وابنا شَمَام رأسان مرتفعان لجبل واحد على مقربة من هجرة عَرْوا، وقرية نُخَيْلان، في أعلى وادٍ يعرف الآن باسم الحنفة -ويظهر أنه العرض قديمًا- من أعلى فروعه وادي عَرْوًا (عَرْوان). ويبعد جبل ابني شمام عن بلدة القويعية نحو أربعين كيلًا في الشمال الغربي.
صاحة:
فَسَّر ياقوت صاحة بأنها
(1)
: اسم جبل أحمر بالرَّكَاءِ والدُّخُول، ويجوز أن يكون من الصَّوْحِ، بالفتح: جانب الجبل، وقيل: الصَّوْحُ وجه الجبل القائم كأنه حائط صوح، وصوح لغتان فيه، وقال نصر
(2)
: صاحة هضاب حمرٌ لباهلة بقرب عقيق المدينة، وهو أحد أوديتها الثلاثة، قال بشر بن أبي خازم:
لَيَالِيَ تَسْتَبِيْكَ بِذِي غُرُوْبٍ
…
كَأَنَّ رُضَابَهُ وهْنًا مُدَامُ
وَأَبْلَجَ مُشْرِقِ الخَدَّيْنِ فَخْمٍ
…
يُسَنُّ عَلَى مَراغِمِهِ القَسَامُ
تعَرُّضَ جَابَةِ المِدْرَى خَذُوْلٍ
…
بِصَاحَةَ فِي أَسْرَّتِهَا السِّلامُ
وصَاحِبُهَا غَضِيضُ الطَّرْفِ أَحْوَى
…
يَضُوعُ فُؤَادَها مِنْهُ بَغَامُ
انتهى كلام ياقوت.
ويظهر أن في كلام نصر سقطًا، فصاحة بقرب عُقَيْق تَمْرة -عقيق عُقَيْل- لا عقيق المدينة، وعقيق تمرة هو المعروف الآن باسم وادي الدواسر، وصاحة تقع شماله غرب الأفلاج، وهي قريبة من هضب الدخول، ومن وادي الركاء.
(1)
"معجم البلدان".
(2)
لم أجد في كتاب نصر.
وجبل صاحة لا يزال معروفًا باسمه، يقع بين خطي العرض: 20/ 21 و 25/ 21 وبقرب خط الطول: 50/ 44، واسم صاحة الآن يطلق على جبلين أحمرين متقاربين واقعين على ضفة وادي الرَّكاء الجنوبية، بين جبال أخرى في بلاد بني عُقيْل، ومعروف أن باهلة قد حالفت هؤلاء، والتجأت إليهم بعد قتل ابن المنتشر، ووقوع الخلاف بينهم وبين بني جَعْدَة، كما أن بلاد باهلة قد تكتد جنوبًا بازدياد قوة القبيلة حى تبلغ هضاب صاحة -كما يفهم من كلام نصر-.
طاحية:
عد الهمداني
(1)
هذا من مياه الشُّرَيْف، وذكر معه الخنفس وطُحَيَّا المعروفين، مما يدل على قربه نهما، ونقل ياقوت عن أبي زياد
(2)
: ومن مياه بني العجلان طَاحية كثيرة النخل، بأرض القعقاع. انتهى. ولا أستبعد أن تكون طاحية القرية الواقعة بقرب طحي المسماة الآن القُصورية.
طحي:
قال الهمداني
(3)
-بعد عبد الخنفس من مياه الشُّرَيْفِ: ومن مياه الشُّرَيْف سقيف والجعور، وطويلة الخطام وعصير وطُحَي وعَصَنْصر وطَاحية. وأورد ياقوت
(4)
الاسم معرفًا (الطُّحَي) فى شعر المُلَيْح الهذلي، وهو موضع آخر، في بلاد هذيل، أما طُحَيُّ الذي ذكر الهمداني، فلا يزال معروفًا في العِرْض بقرب الخنفس، وعُصَيْل، باللام، وهو قرية بين قريتي الرويضة والقصورية، الأولى تقع شرق قرية طحي، والثانية غربها (طحي بقرب خط الطول: 40/ 44 وخط العرض: 45/ 23) وتبعد عن الرويضة نحو خمسة عشر كيلا.
ذو طلوح:
قال في كتاب "بلاد العرب"
(5)
: في ذكر سَوْد باهلة: ومن السَّوْد ذو طُلُوح: ماء عليه نخيل، قال الشاعر:
(1)
"صفة جزيرة العرب": 292.
(2)
"معجم البلدان": رسم (طاحية).
(3)
"صفة جزيرة العرب": 292.
(4)
"معجم البلدان".
(5)
369.
ما أَنَا وَالنَّوْمُ بِذِي طُلُوح
وقال الهمداني - في الكلام على سود باهلة وقراها
(1)
: وذو طُلُوح أعلاه حِصْنُ ببني عصامٍ، صاحب النعمان بن المنذر، والقُوَيْعُ في ثَنِيَّةٍ، وجَزَالاءُ والثُّرَيَّا والجَوْزَاء في وادٍ عن يمين ذي طلوح فيه نخل وقرى. انتهى.
ويلاحظ وجود وادٍ بهذا الاسم أشهر من هذا شرق الدهناء، فُصّل عنه في قسم (شمال المملكة) من "المعجم الجغرافي". وموضع في بلاد آل ضبَاب في حِمَى ضَرِيَّةَ، ذكره ياقوت، ولعل تكرار الأسماء ناشئ في الأصل عن وصف تتفق فيه المسميات، وهو كونها مما ينبت فيه الطلح، والذي يعنينا هنا الماء الذي عليه نخيل لباهلة، ولا يعرف الآن بهذا الاسم، ولكن ما دام في السَّوْد، وما دام أعلاه حصن ابن عصام، وأنه على مقربة من القُوَيْع الذي لا يزال معروفًا فإن موقعه ينبغي أن يكون هو الوادي الذي أعلاه ثَنيَّةُ ابن عصام التي تعرف باسم رِيعْ العتيبي، كما تقدم دكر هذا في رسم (الثنية) وهذا الوادي يعرف الآن باسم وادي القُوَيْعيَّة.
طويلة الخطام:
عدها الهمداني مع الخَنْفس وعُصَيْل وطُحَي من مياه الشُّرَيْف -وتقدم كلامه- مما يدل على قربها منها، وإن كانت غير معروفة بهذا الاسم، وكلها بمنطقة رُوَيْضة العِرْض.
عاقل:
قال الهمداني في "صفة جزيرة العرب"
(2)
: وعاقل البحرين. وعاقل لباهلة أيضًا وفي "النقائض"
(3)
: عاقل وادٍ ببلاد قَيْس، وهو اليوم لباهلة بن أعصر. وذكر الهمداني
(4)
أن غَول يقال له عاقل، كما ذكر أن في عاقل قَبْر الحارث الملك ابن عَمْرو المقصور الكِنْدي.
(1)
"صفة جزيرة العرب": 293.
(2)
332.
(3)
23.
(4)
"صفة جزيرة العرب" 290 و 330.
وفي "معجم البلدان": عاقل -بالقاف واللام بلفظ ضد الجاهل- وهو التحصن في الجبل، يقال: وَعِلٌ عاقل إذا تحصن بوزَرِهِ عن الصياد، والجبل نفسه عاقل أي مانع، وعاقل: وادٍ لبني أبان بن دارم من دون، بطن الرُّمة وهو يُناوح منعجا من قُدَّامه وعن يمينه -أي يُحاذيه- قال ذلك السكريُّ في شرح قول جرير:
لَعَمْرُكَ لا أَنْسَى لَيَالِيَ مَنْعِجٍ
…
وَلا عَاقِلًا إذْ مَنْزِلُ الحَيِّ عَاقِلُ
وقد أورد ياقوت في "معجم البلدان" أقوالا كثيرة في عاقل، وما أرى تلك الأقوال إلا منطبقة على موضع واحد هو وادٍ يعرف الآن باسم (العاقلي) يقع في غرب منطقة القصيم، شرق بلدة الرَّس، وهو تابع لها. فقد يكون نفوذ باهلة إبان فوتها امتد إليه، أو لكونه واقعًا بطريق الحج البصري، نسبه أحد الباهليين المرافقين للحجاج إلى قبيلته.
العبلاء:
الأعبل والعبلاء حجارة بِيْض -والاسم يطلق على مواضع أشهرها في بلاد خَثْعَمَ- أما العبلاء التي في بلاد باهلة فقد عدها الهَمْدانيُّ
(1)
من مياه الشُّرَيْف التي في عرض باهلة مع طُحَيِّ والخنفس وعُصَيْر ومأسَل جأوَةَ، وكلها قرية الرُّوَيْضَة، وقد قرنها بالزَّعَابَة قائلا: ثم ستار الشُّريف الذي في طرف ذي خُشُب، فوراءه العبلاء والزعابة، يزرعان ويوردان النَّعَم ثم مأسل جأوَةَ وهو حصنان ونخل وزروع.
عرار:
ونقل ياقوت عن كتاب نصر
(2)
: عِرَار -بالكسر- وقال: مَوْضع في ديار باهلة من أرض اليمامة. وهو نص ما في كتابه (باب عِرَار وعَزَّان وغُرَان) إلى آخر ما ذكره، وأضاف نصر: وهناك ذو طُلُوح، ولم أجد من يعرف هذا الموضع الآن من أهل تلك الجهة، وكونه بقرب ذي طُلُوح يفهم منه موقعه مما تقدم عن ذي طلوح.
(1)
"صفة جزيرة العرب": 292.
(2)
"معجم البلدان".
عران:
في "معجم البلدان" لياقوت: عران: موضع قرب اليمامة عند ذي طُلُوحٍ من ديار باهلة. كذا قال، وأراه الموضع الذي قبله، ولولا ضبط نصر له لقلت بأن أحدهما مُصحَّف عن الآخر، وقد ورد في "صفة جزيرة العرب"
(1)
في النسخ المخطوطة التي هي أصل المطبوعة: وابنا شمام جبلان مشرفان على سخين وسُخَيْنة وعلى عران والشط، إلى آخر الكلام - ولكن عران مذا تحريف (عروان) وادي (عَرْوا) ويشرف على الموضعين ابنا شمام، ولو صح ما في مخطوطات الكتاب لكان (عران) هذا موضعًا آخر، لبعده عن ذي طلوح.
العرض:
كل وادٍ فيه قرى ومياه عِرْض
(2)
-على ما نقل ياقوت عن الأزهري- ونقل عن نصر: العِرضان واديان باليمامة، وهما عِرْض شَمَام، وعرْض حَجْرٍ، فالأول يصب في برك، وتلتقي سيولهما بجو، في أسفل الخِضْرِمَة، فإذا التقيا سميا مخَفقًا
(3)
، وهو قاع يقطع الرمل، وبه وَسِيعٌ، وتنهيته عُمان. انتهى، وهذا الكلام في كتاب نصر
(4)
، ولكن سيول العرضين لا تلتقي في جو الخِضْرمة -أسفل الخرج- فسيل عرض شَمَام تحجزه رمال ومرتفعات من الأرض عن اتصاله بوادي بِرْكٍ، وبِرْكُ يفيض في المجازة روضة شرق حوطة بني تميم، جنوب جو الخِضْرَمة بمسافات واسعة من الأرض، ذات جبال وآكام ورمال، أما عرض حجر فيمر بجو الخضارم -الخضرمة- مشرقًا حتى تحجزه رمال الدهناء في روضة السَّهْبَا، وتدل آثار مجراه في الرمل أنه كان يتجه صوب الخليج ويقع منهل وسيع شمال مجرى الوادي، ومفيضه ليس في الرمل، بل شماله في آكام مرتفعة هي امتداد لمرتفعات منطقة العَرَمَةِ الجبلية، وسيل الوادي الذي يقع وسيع في أعلاه يتجه جنوبًا حتى يجتمع بعِرْض حَجْرٍ المعروف بـ (وادي حنيفة) وقديمًا عرض بني حنيفة.
(1)
292.
(2)
"معجم البلدان" -رسم عرض-.
(3)
في الأصل: (محققًا) بالحاء المهملة بعدها قافين، وانظر لإيضاح هذا (قسم المنطقة الشرقية) من "المعجم الجغرافي" - رسم (محقق).
(4)
باب عرض وعرض.
أما عِرْضُ شَمَام، فيعرف قديمًا أيضًا بعرض السَّوْد، وبعرض باهلة، وأضيف إلى شمام لوقوع جبل بني شمام المتقدم ذكره على شاطئه، وإلى السود، إذا الجبال الواقعة في منطقته ومنها تنحدر أغلب سيوله تدعى السود، لسمرة ألوانها، وهي سود باهلة، وقد ذكرت فيما تقدم، ويعرف هذا العرض الآن باسم وادي (الخُنَقَة) والعرض يشمله وادي القويعية. ووادي القويعية هو أعظم وادٍ في العرض بعد وادي الحنقة (عرض شمام).
ووادي الخنقة بعد أن تنحسر عنه الجبال والآكام، وتتسع له الأرض البراح يفترق إلى شعبتين الجنوبية منها تفيض في عُشيْرَان، والشمالية تتجه صوب السِّدْريَّات والحرْمليَّة.
ووادي القويعية بعد إنحسار الجبال من المرتفعات عنه يتجه شرقًا فيفيض في حَدْبَاء قِذْلَةَ، (حايل) و (الهلباء) قديمًا، وإن جاد السيل قد يجتاز الحدباء إلى نفود المَجَاذِم غرْبي الجِلْه، وقول الأستاذ سعد بن جُنيدل
(1)
: إن لهذا الوادي فرعين: وادي التَّنيَّة -اسم ماء في بطن هذا الوادي- ووادي عَرْوَا، يلتقيان شرقًا من قريتي موقان ونُخَيْلان في مجرى محصور بين جانبين من جبال عالية، تختنق مجراه، وتسمى جبال المخناق، وبه سمي وادي الخنقة.
عرض السود:
ذكر صاحب "بلاد العرب"
(2)
أن عرض السَّوْد يدفع على ابني شمام، وأن ابني شمام بالسَّواد، وهي جبال سود. وهذا القول يوضح أن عرض السود هو عرض شمام، وهو ما يعرف الآن باسم وادي الخنقة.
عروان:
ذكر الهمداني
(3)
أن ابني شمام مشرفان على عروان ومواضع أخرى، وصفها بأنها قرى وزرع ونخل، وقد ورد الاسم في كتاب الهمداني (عران) بحذف
(1)
"عالية نجد": 475.
(2)
135، 136.
(3)
"صفة جزيرة العرب": 292.
الواو، ولكن عروان -الذي يشرف عليه جبل ابني شمام- وادٍ لا يزال معروفًا، وفيه تقع هجرة عَرْوا الآتي ذكرها.
عروا:
بفتح العين وإسكان الراء، بعدها واو مفتوحة ثم ألف-: قال الهجري
(1)
: هضبة جِذاء مأسل، بها جأوة بطن من باهلة، وليست بِعَرْوا التي قرب وَحْفَةِ القهر، من دار العتيك، هذه أمنع وأشمخ. انتهى.
وفي "صفة جزيرة العرب"
(2)
: وابنا شمام جبلان طويلان جدًّا مشرفان على سخين وسخينة قريتين ونخل لباهلة، وعلى عروان والشط، كل ذلك قرى ومزارع ونخيل. انتهى.
وعروا
(3)
التي كانت من بلاد باهلة على شاطئ عروان الذي هو واديها، وابنا شمام (أذني شمال) مشرفان عليها، ولا شك أن عروا كانت قديمًا معمورة، لخصب واديها ووفرة مياهه، كما يفهم من كلام صاحب كتاب "صفة جزيرة العرب" حيث ذكر القرى والزروع والنخيل، ويظهر أن اندثار عمران عروا قديم، ثم عمرت حديثًا في عشر الأربعين من القرن الرابع عشر عندما استقر أبناء البادية في الهجر، فكانت عَرْوا المكان الذي اختاره جَهْجَاهُ بن بِجَاد بن حُمَيْد، أحد كبار شيوخ عشيرة المُقَطَةِ من عُتيبة هجرة استقر فيها ومعه طائفة من قومه. وقد يكون الاسم يطلق في الأصل على هضبة حولها ماء شمله ذلك الاسم، كما يفهم من قول الهجري:(بها جئاوة) إذ استقرار القبيلة لا يكون إلا على ماء.
العريض:
وعد الهجريُّ العريض من مياه جَاوَة -أحد بطون باهلة- في غربي ثَهْلان
(4)
، ويفهم من كلامه أنه داخل الجبل لأنه قال بعده: ولهم ماءان خارِجَان عن ثَهْلان بوادي الرِّشَاد العويند والشبيكة.
(1)
"أبو علي الهجري": 340.
(2)
292.
(3)
أثرت كتابة الاسم بالألف (عروا) دفعًا للبس.
(4)
"أبو علي الهجري" -270 - و"معجم ما استعجم" رسم ضرية -874 - و (الرشاد) تقدم القول بأنه يعرف باسم (الرشاء) فلعل ما هنا تصحيف.
عريقة:
قال ابن الأعرابي: عُرَيْقة بلاد باهلة بيذبل والقعقاع
(1)
. انتهى. وقال الهمداني
(2)
: ويحُفُّ الرَّيب من عن يساره جبل يقال له جبل عُرَيْقَة.
وقد نقل صاحب "معجم البلدان" عن أبي زياد: ومن مياه بني العجلان عُرَيْقَةُ. وفرق ياقوت بين هذا وبين عُريقة الذي قال عنه: يوم عريقة من أيامهم، وقد ورد في نوادر الهجري عريقة في مواضع، فأورد لحباب بن بكير القشيري
(3)
:
ولَقَدْ أَقَمْنَ فَمَا قَضَيْتَ لُبَانَةً
…
بِلِوَى عُرَيْقَةَ مَرْبَعًا ومَصِيْفَا
ولعبيد اللَّه القشيري:
أَنِّي دَبَبْتُ لَهُ بِنَعْفِ عُرَيْقَةٍ
…
بَعْدَ الدِّيَاتِ بِذِيْ حُسَامٍ مُقْضِبِ
(4)
ولقشيري لم يسمه:
أَوِ العَمْقُ أَوْ أَكْنَافُهُ مِنْ عُرَيْقَةٍ
…
أَوِ الحَزْمُ أَوْ تَرْعَى جَنَاحًا فَصَمْعَرَا
(5)
وقال نَصْرُ (باب عُرَيْقة وغِرْيفة): -أما بضم العين وفتح الراء وسكون الياء وبالقاف-: موضع في ديار بني نُمَيْر -إلى آخر ما ذكر-.
وقد تكرر ذكر عُرَيْقَةَ في شعر جِرَان العَوْد النُّمَيْريُّ فقال:
يُذَكِّرُنَا أَيَّامَنَا بِعُرَيْقَةٍ
…
وَهَضْبِ قُسَاسٍ والتَّذَكُّرُ يَشْغَفُ
وقال:
بِأَسْفَلٍ شَعْبٍ مِنْ عُرَيْقَة قَابِلِ
…
يَكَادُ بِأَيْدِيْ النَّاعِجَاتِ يَضِيقُ
عَشَيَّة كَرَّ البَاهِليَّاتُ وَارْتَمَتْ
…
بِرِجْلَيَّ مِقْدَامُ العَشيِّ زَهُوقُ
وآخِرُ عَهْدِي مِنْ حُمَيْدَةَ نَظْرَةٌ
…
وَقَدْ حَانَ مِنْ شَمْسِ النَّهَارِ خُفُوقُ
بِبَرِّيَّةٍ لا يَشْتَكِي السُّلَ أَهْلُهَا
…
بِهَا العَيْشُ مِثْلُ السَّابِرِيِّ رَقِيقُ
(1)
"لسان العرب": -عرق-.
(2)
"صفة جزيرة العرب": 294.
(3)
134 (المخطوطة المصرية).
(4)
المخطوطة المصرية (134) و (118).
(5)
المخطوطة الهندية (202).
وهذا الشاعر من بني ضِنَّة النُّميريين جيران الباهليين، ولا شك أن له صلات بصُوَيحِباته في هذا الموطن الذي وصفه بالرقة والنعومة والبعد عن الأمراض.
يفهم مما تقدم أن (عريقة) غير (عريقية) فَعُرَيْقَةُ -على ما ذكر الهمداني- جبل يحفُّ بالرَّيْبِ، وهذا وصفه الأستاذ سعد بن جنيدل بقوله
(1)
: عُرَيْقِيَةُ جبل بني اللون، داكن، يحف بوادي الرين من الجنوب. انتهى. فالاسم إذن غير إلى عريقية -بزيادة الياء الأخيرة- ويظهر أنه الوارد في أشعار القشيريين التي أوردها الهجري، فقد كانوا يجاورون قبيلة باهلة في المنازل من الناحية الشرقية.
أما عريقية الوارد في كلام أبي زياد بأنه ماء، فقد يكون غير الذي قبله، وقد حدثني الشيخ أبو حبيب الشثري رحمه الله بأن عُريقية من أودية الرين المعروفة، والشيخ قد أقام في تلك البلاد سنين فعرفها، ومنازل بني العجلان كانت متصلة ببلاد باهلة من الجنوب.
غسيان:
ورد هذا الاسم في "صفة جزيرة العرب"
(2)
معدودًا من قرى باهلة في سوادها، بما هذا نصه: ثم من قرى باهلة: مُرَيفق وعَسْيان وواسط وعُوَيْسِجَة. ولم أر له ذكرًا عند غير الهمداني، وكتابه فيه تصحيف كثير بحيث لا يطمأن إلى كثير من الأسماء التي ينفرد بذكرها وقد يكون من المواضع التي درست، وما أكثرها!
عصنصر:
من مياه العِرْض المجهولة الآن، عده الهمدانيُّ
(3)
مع الخنفس وطحي وعصير والزعابة من مياه الشُّرَيْف، وتلك المياه بمنطقة الرويضة، وورد الاسم في شعر ابن مقبل
(4)
. مقرونًا بذي خُشُب المتقدم ذكره-:
(1)
"عالية نجد": 949.
(2)
292.
(3)
"صفة جزيرة العرب": 292.
(4)
"ديوان تميم بن أبي مقبل": 123.
يَا دَارَ كَبْشَةَ تِلْكَ لَمْ تَتَغَيَّرِ
…
بِجُنُوبِ ذِي خُشُبٍ فَحَزْمِ عَصَنْصَرِ
عصير:
ورد في كتاب الهمداني اسم (عصير) آخره راء
(1)
: عُصَيْر وطُحَيّ، بعد ذكر الخنفس ومأسل جأوة، ولكن الذي بقرب المياه المذكورة عُصَيْل -آخره لام- وتصحيف اللام في آخر الكلمة راء، يحدث كثيرًا لتشابه صورتي الحرفين، وعُصَيْل شعيب ينحدر من هضاب القصورية وما بقرب طُحَيِّ، ويتجه نحو الجنوب الغربي حتى يفيض في وادي حَلَبَان، وفيه آبار تزرع تدعى البدايع.
العفافة:
جاء في كتاب "بلاد العرب"
(2)
: قال أبو المُسَلَّم: الغُزَيْزُ لبني سعد، فتأخذ على رملة يقال لها: الوَرِكَةُ، وهي رملة يزعمون أن طرفيها في البحر، فيها قُشَيْر ونُمَيْر وغيرهم، فإذا جزعتها وردت أهوى، وأضَيْمر ماءان لبني حِمَّان، قال أبو المُسَلَّم: وإن شئت إذا خرجت من أهوى وردت العَفَافَة وهي لباهلة، وكثيرًا ما يتخطونها إلى عُكَّاش. انتهى.
ويظهر أن العَفَافة تقع غرب المَرُّوت، وغرب الرمل المعروف بنفود تِبْرَاك، بل غرب نُفُود السِّر (رملة جراد قديمًا) وكلام أبو المُسَلَّم في وصف الطريق من حجر (الرياض) إلى مكة، فالعَفافَةُ على ذلك ينبغي أن تكون بمنطقة الدوادمي على مقربة من عُكَّاش كما حدده صاحب "بلاد العرب"
(3)
بعد أن تجوز الهَلْباء (حدباء قِذْلَة) إلى العِيْصان، والعِيْصان هو الدوادمي حسب وصف المتقدمين. وسيأتي اَلكلام على عُكَّاش.
العقار:
بفتح العين والقاف مخففة - قال ياقوت
(4)
: رملة قريبة من الدهناء عن العمراني، وقال نصر: العَقَار موضع في ديار باهلة بأكناف اليمامة
(5)
، وقيل: العقار رمل بالقريتين؛ وقال أبو عبيدة في قول الفرزدق:
(1)
"صفة جزيرة العرب": 292.
(2)
363 - 365.
(3)
370.
(4)
"معجم البلدان".
(5)
كتاب نصر: (باب العقار والعقار وعَفَار وغِفار).
أَقُوْلُ لصَاحِبَيَّ من التَّعَزِّي
…
وقد نَكَّبْنَ أَكْثِبَةَ العَقَارِ
- أكثبة: جمع كثيب، والعقار: أرض ببلاد بني ضَبَّة.
الأقوال كلها متقاربة في تحديد هذا الموضع، فالقريتان وبعض بلاد ضَبَّة تقع كلها غرب الدَّهنَاء، ويظهر أن العقار هذا هو الرمل الواقع على طريق الحج البصرِيِّ بعد القريتين في وادي الرُّمَة قرب عُنَيْزَةَ، وقبل رامة، وهو قديمًا من بلاد ضَبَّة، ويسمى الآن نفود الشُّقَيِّقة.
ولكن هذا بعيد عن بلاد باهلة، فهو بعد عاقل بمرحلة على طريق الحج، وتقدم تعليل نسبة عاقل إلى باهلة، ولا أستبعد أن يكون الأمر بالنسبة للعقار مثل ما هو في عاقل.
عكاش:
بضم العين وفتح الكاف مشددة بعدها ألف فشين:- لما وصف صاحب "بلاد العرب" الطريق من حَجْر إلى مكة، فذكر أهوى -وتقدمت- قال
(1)
: وإن شئت إذا خرجت من أهوى وردت العُفَافَة وهي لباهلة، وكثيرًا ما يتخطونها إلى عُكَّاش. وقال
(2)
: فإذا جزت الهلباء وقعت في وادٍ حرج، ثم تجوز ذلك فترد عُكاشًا ماء لبني نُمَيْر، عليه نخل، فإذا جزت عكاشًا وردت العِيصَان. انتهى، وعد الهمدانيُّ عكاشًا من مياه بطن السِّر فقال
(3)
: بطن السر ومياهه وهو وادٍ فيه المياه عُكَّاشُ وخُفُّ والنِّطاف، وقال
(4)
: وخائع والنشَّاش ماءان مقابلان لِجُمْرَان وهو جُبيل مطروح، من دونه السَّمَنَات، وتزيد وعكاش ماءان، وعد البكري عكاشًا من مياه باهلة
(5)
.
ويظهر أن عكاشًا كان تتنازعه باهلة ونُمير المتجاورتان، وهو كما اتضح كلام الهمداني -من مياه بطن السِّر- وهو يقصد فيما يظهر وادي القِرْنَةِ أعظَمَ أودية
(1)
365.
(2)
369.
(3)
"صفة جزيرة العرب": 290.
(4)
منه: 291.
(5)
"معجم ما استعجم" 1/ 118.
السِّرَّ، وقد قرن عُكَّاشًا بِخُفٍّ الواقع فى بطن هذا الوادي، والذي أصبح الآن قرية، والهلباء صحراء غرب المَرُّوت بقرب نفود السِّر، وهي الحدباء (حدباء قذلة) على ما يفهم من تحديد المتقدمين، أما العِصان فيظهر أنه هو ما يعرف الآن باسم (الدوادمي) المدينة الواقعة غرب السِّر، كما أوضحت ذلك في الكلام على معدن (العصيان) في تعليقي على كتاب "الجوهرتين".
عماية:
قال ياقوت
(1)
: بفتح أوله، وتخفيف ثانيه وياء مثناة من تحت: اسم جبل يجوز أن يكون من العما، وهو الطول، يقال: ما أحسن عما هذا الرجل، أي طوله. وقال الهجريُّ: عَمَاية جبل ضخم، أعظم جبال النجد، أعظم من ثَهْلان، ومن قَطَنَيْن، وعماية برمل السُّرَّة بين سواد باهلة وبيشة.
وقال نصر
(2)
: عمايتان: جبلان، عماية العليا فيها الحَرِيْشُ وقُشَيْر وبَلْعَجْلانِ، والقُصيا هي لِنُهْمٍ شرقيها كله، ولباهلة جنوبيها، وللعجلان غربيها، وقيل: هي جبال حُمرٌ وسود، سميت به لأن الناس يضلون فيها يسيرون فيها مرحلتين، ونقل ياقوت عن السكري: عماية جبل معروف بالبحرين، قاله في شرح قول جرير يخاطب الحجاج، فقالا:
وَخِفْتُكَ حَتَّى اسْتَنْزَلَتْنِي مَخَافَتِي
…
وَقَدْ حَالَ دفوْنِي مِنْ عمايةَ نِيقُ
يُسِرُّ لَكَ البَغْضَاءَ كُلُّ مُنَافِقٍ
…
كَمَا كُلُّ ذِيْ دِيْنٍ عَلَيْكَ شَفِيقُ
وعن أبي زياد الكلابي: عماية جبل بنجد في بلاد بني كعب للحريش حق، والعجلان وقشير وعقيل، قال: وإنما سمي عماية لأنه لا يدخل فيه شيء إلا عمي ذكره وأثره، وهو مستدير، وقيل ما يكون العرض والطول عشرة فراسخ، وهي هضبات مجتمعة متقاودة حمر، ومعنى متقاودة متتابعة، فيها الأوشال وفيها الأوى
(3)
، وفيها النَّمِرُ، وأكثر شجرها البان، ومعه شجر كثير، وفيه قلال لا تؤتي
(1)
"معجم البلدان".
(2)
في كتاب: (باب عيابة وعناية. . وعماية) حرف العين ومنهم بنو عبد اللَّه بن كعب إخوة العجلان بن كعب.
(3)
لعله (الأروى) أي بقر الوحش.
أي لا تقطع، وقال السكريُّ: قتل القَتَّال الكِلابِيُّ عبد اللَّه بن مجيب رجلا وهرب حتى لحق بعماية، فأقام به، قيل: عشر سنين، وأنس به هناك نَمِرُ فكان إذا اصطاد النَّمِرُ شيئًا شاركه القتَّال فيه، وإذا اصطاد القتَّال شيئًا شاركه النمر فيه، إلى أن أصلح أهله حاله مع السلطان وأراد الرجوع إلى أهله فعارضه النَّمر ومنعه من الذهاب حتى هم بأكله، فخاف على نفسه فضربه بسهم فقتله، وقال فيه:
جَزَى اللَّهُ خَيْرًا، والجَزَاءُ بِكَفِّهِ
…
عَمَايَةَ عَنَّا أُمَّ كُلِّ طَرِيْدِ
فَلا يَزْدَهِيْهَا القومُ أَنْ نزَلُوا بها
…
وَإِنْ أَرْسَلَ السُّلطَانُ كُلَّ بَرِيْدِ
حَمَتْنِي مِنْهَا كُلُّ عَيْطَاءَ عَيْطَلٍ
…
وَكُلُّ صَفًا جَمِّ القِلاتِ كَؤُوْدِ
وقال يذكر النَّمِير فيما ذكر الهجْرِيُّ وياقوت:
وأَرْسَلَ مَرْوَانٌ إِليَّ رِسَالَةً
…
لآتِيَهُ إِنِّي إِذَنْ لمُضَلَّلُ
وما بِي عِصْيَانٌ ولا بُعْدُ مَزْحَلٍ
…
وَلَكِنَّنِي عِنْ سِجْنِ مَرْوَانَ أَرْحَلُ
وَفي صَاحَةَ العَنْقَاءِ أَوْ في عَمَايَةٍ
…
أوِ الأُدَمَى مِنْ رَهْبَةِ المَوْتِ مَؤْئِلُ
وَلِي صَاحِبٌ في الغَارِ هَدَّكَ صَاحِبًا
…
أَبُو الحَوْزِ إِلا أَنَّهُ لا يُعَلِّلُ
إِذَا مَا الْتَقَيْنَا كَانَ أُنْسَ حَدِيْثِنَا
…
سُكَاتٌ وَطَرْفٌ كَالمَعَابِلِ أَطْحَلُ
كِلانَا عَدُوٌّ لَوْ يَرَى فِي عَدُوَّهِ
…
مَهَزّا، وَكُلُّ في العَدَاوَةِ مُجْمِلُ
تَضَمَّنَتِ الأَرْوَى لَنَا بِشِوَائِنَا
…
كِلانَا لَهُ مِنْهَا سَدِيْفٌ مُرَعْبَلُ
ومَشْرَبُنَا قَلْتٌ بِأَرْضٍ مَضَلَّةٍ
…
شَرِيْعَتَهَا لأَيِّنَا جَاءَ أَوَّلُ
فَأَغْلِبُهُ فِي صَنْعَةِ الزَّادِ إِنَّنِي
…
أُمِيطُ الأَذَى عَنْهُ، وَمَا إِنْ يُهَلِّلُ
وساق الهجري نسب القتال: عبادة بن مجيب بن المضرحي بن الهصار بن كعب بن عبد بن أبي بكر بن كلاب، وأورد قصة مماثلة لقصة القتال جرت بعده لرجل لبيني قُشَيْري اعتقل بعماية وأورد له شعرًا.
وَعَمَايةُ: لا تزال معروفة وإن تغير اسمها فأصبحت تدعى الحَصَاة، وهي في جبال تدعى السَّوادة غرب نفود الدِحِي (رمل الدُّبيْل قديمًا) وشمال وادي الدواسر (عَقِيق عُقَيْل) وجنوب وادي الرَّكاء وَرَمْل السُّرَّة.
وعَمَاية (الحُصَاةُ) آكام ومرتفعات وحُزُون واسعة، فالجانب الشمالي الشرقي منها يدعى حصاة ابن حُوَيْل، نسبة لأمير سُكانها من قحطان، والجانب الجنوبي الغربي يدعى حصاة قحطان مضافة إلى سكانها، وفي الحُصَاتَيْن هُجَر (مستوطنات للبادية، ومياه) ويخترقها وادٍ سعته تقرب من أربعة أكيال، ويمتد من الشرق إلى الغرب نحو خمسة عشر كيلًا يفيض سيله في وادي السُّرَّة (الرَّكاء) وتقع عَمَاية (الحصاة) بين خطي العرض: 30/ 22 و 50/ 22 وبين خطي الطول 45/ 44 و. . / 45 - وقد كتب اسمها في المصور الجغرافي (الحوشة) تحريف الحصاة. وهي تابعة لإمارة القويعية، وتبعد الحصاة الشمالية عن بلدة القويعية نحو 150 كيلا والجنوبية نحو مائتي كيل.
العوسجة:
عدها الهمدانيُّ من قرى باهلة في سوادها إذ قال
(1)
: ثم من قرى باهلة مريفق وعسيان وعويسجة والعوسجة والإبطة، وقال أيضًا: وفي فرع الثنية ثنية السَّوْد وعن يمينه من دون الثنية ماء يقال له المُغَيْراء وقرية عظيمة يقال لها العوسجة وهي دون معدن.
وفي "لسان العرب" قال أبو عمرو: في بلاد باهلة معدن من معادن الفضة، يقال له: عوسجة
(2)
. ولم يزد عليه ياقوت في "معجم البلدان" سوى تحلية العوسج قائلا: عَوْسجة بفتح أوله وسكون ثانيه وسين مهملة، والعوسج: شجر كثير الشوك وهو الذي يوضع على حيطان البساتين لمنع من يريد التسرق منه، له ثمر أحمر، انتهى فكأن الاسم في الأصل لما ينبت هذا النوع من النبات، وهو يكثر في منطقة سواد باهلة ويسمى العوشز، بإبدال الجيم زايًا واحدته (عوشزة) بلغة العامة، وفي الكلام على (المعادن) ترجيح أحد أبناء الباحثين بأن العوسجة هذه هي في الوادي المعروف باسم (أبا الرُّحِي) أي ذو الرُّحِي جمع رَحَا المستعملة لتكسير الأحجار لاستخراج المعادن، حيث آثار التعدين تكثر في هذا الوادي الواقع غرب بلدة القُوَيْعيَّة ثمانية وعشرين كيلا.
(1)
"صفة جزيرة العرب": 293.
(2)
رسم -عوسج-.
العوسجة أيضًا:
وهذا اسم ماءٍ من مياه باهلة خارج العرض لبني جأوة أحد بطون القبيلة الكبيرة، كان يقع في غربي ثَهْلان في الجبل نفسه على ما يفهم من قول الهجري
(1)
، وهناك مياه عدة لبني جأوة في غربي ثهلان، ماء يسمى الرحيضة، وماء يسمى الأجْفُر، وماء يسمى العوسجة، وماء يدعى العَريض ثم قال: ولهم ماءان خارجان عن ثهلان. انتهى، ولم يبق من المياه القديمة إلا القليل، وهذا الماء لا يعرف الآن.
عويسجة:
بالتصغير - ذكر الهمداني: عويسجة والعوسجة من قرى باهلة في سوادها
(2)
. وتقدم كلامه. ويرى الأستاذ سعد بن جنيدل أن هذه القرية هي المعروفة الآن باسم (العوشزية) غرب القويعية بنحو خمسة وثلاثين كيلا، وهي شمال قرية (أبا الرُّحِيِّ) التي رجح أنها العوسجة
(3)
.
العويند:
قال الهجريُّ
(4)
-في الكلام على مياه جأوَة البطن المعروف من باهلة-: ولهم ماءان خارجان عن ثهلان بوادٍ يقال له الرشاد، يقال لأحدهما العُوَيْنِد، وللآخر الشبيكة، وهما مِلْحَان. انتهى.
والعُوَيْنِدُ: اسم لمياه عدة، ولكن أقربها إلى ثهلان ماء مُرِّ يقع في وسط رمل يدعى نفوذ العويند، في الجنوب الشوقي من النِّير، غرب ثهلان، بقرب أعالي وادي الرِّشاء - الذي وقع فيما نقل عن الهجريِّ (الرشاد) بالدال، ويظهر أن الهمزة صُحِّفَت دالا لتقارب صورتي الحرفين.
(1)
"أبو علي الهجري" -270 - و"معجم ما استعجم": رسم (ضربة).
(2)
"صفة جزيرة العرب": 293.
(3)
"عالية نجد" رسم (أبا الرحي) و (العوشزية).
(4)
"أبو علي الهجري" -270 - و"معجم ما استعجم" - 874.
الفرع:
بضم الفاء وإسكان الراء في "صفة جزيرة العرب"
(1)
: الفُرْعُ يصب في السِّرْدَاح، مقابل للقهاد انتهى. والسِّرْدَاح والقِهَاد داخلان في سواد باهلة، ولا يزالان معروفين وكذا الفُرْع، فهو وادٍ يتجه سيله مغربًا حتى يصب في وادي السِّرْدَاح بين جبال متصلة بجبال العِرْض، جنوب بلدة القُويعية بما يقرب من خمسة وخمسين كيلا، وفيه قرية تدعى الفُرْع.
الفرعة:
عد الهمداني -في سواد باهلة-: مأسلا وحَضَنًا من أرض باهلة، والفَرْعَةَ وادي نَخلٍ لبلحارث عن باهلة، ثم أيمن ذلك الريب
(2)
. والفَرْعَةُ -في الأصل- أعلى الوادي، فهو وَصْف أطلق على كثير عن القرى والأماكن التي تقع في فروع الأودية، وفي منطقة سواد باهلة الآن قريتان إحدإهما في وادي الفَرْع المتقدم ذكره، جنوب بلدة القويعية بنحو خمسة وخمسين كيلا، والثانية الفَرْعَةُ وتقع غرب القويعية بنحو خمسة وثلاثين كيلا، والفرع أقرب إلى تحديد الهمداني.
القتادة:
قال الهجريُّ
(3)
في ذكر مياه بني جأوة من باحلة: ولبني جأوة شرقي ثَهْلان ثلاثة أمواه المصعد ومُخَمَّر والقتادة، وفي غربيه النَّبَخَاء، وفي طرفه الجَدْر. انتهى. ولا أعرف عن المياه المذكورة أكثر مما أورد الهجري.
قسا:
قال البكري في "معجم ما استعجم"
(4)
: قَسَا: -بفتح أوله مقصور على وزن فعل، يكتب بالألف-: جبل ببلاد باهلة، قال ابن أحْمَرَ:
بِهَجْلٍ مِنْ قَسَا ذَفِرُ الخُزَامَى
…
تَدَاعَى الجِرْبِيَاءُ بِهِ الحَنِيْنَا
(1)
"صفة جزيرة العرب": 294.
(2)
المصدر: 310.
(3)
"أبو علي الهجري" -271 - "معجم ما استعجم" رسم ضرية - 874.
(4)
1085.
قال أبو سعيد الضرير: قَسَا: -مقصور- علم بالدهناء، جبيل صغير لبني ضبة، وأنشد لِمُحْرِز بن المُكَعْبِر الضَّبِّي:
حَتَّى أتَى عَلَمَ الدَّهْنَا بواعسه
…
واللَّه أَعْلَمُ بِالصَّمَّانِ مَا جَشَمُوا
إلى آخر ما ذكر مما يتصل بالناحية اللغوية، وأورد ياقوت من الأقوال ما يدل على نحو ما تقدم وأنه موضع بالعالية، وعد الهمدانيُّ قَسَا من بلاد تميم، وأورد ياقوت ما يدل على ذلك، وبلاد تميم وضَبَّة مختلطة. ومجمل القول أن الاسم يطلق على مواضع أشهرها العلم الذي في الدهنا، والثاني الذي في بلاد باهلة، وهو الذي في العالية، وكلا الموضعين غير معروف الآن.
قساس:
حرف الاسم هذا إلى (دساس) إذ بعض العامة في نجد ينطقون القاف الساكنة أو المكسورة بقرب مخرج الدال مثل (قْساس) ويسكنون الأول أو يكمرونه في مثل (قِمِيْن) ويحسن الرجوع عن هذا الجبل في الكلام على المعادن.
القعاقع:
في كتاب "بلاد العرب"
(1)
قال الأصمعي: يذبل والقعاقع وابنا شمام لباهلة وقال البكري
(2)
: القعاقع: على لفظ جمع (القعاقع): أرض من بلاد باهلة، قال النابغة:
فَدَعْ عَنْكَ قَوْمًا لا عِتَابَ عَلَيْهِمُ
…
هُمُ أَلْحَقُوا عَبْسًا بأَهْلِ القَعَاقِعِ
وقال البَعِيْثُ:
وَأَنَّى اهْتَدَتْ لَيْلَى لِعُوْجٍ مُنَاخَةٍ
…
وَمِنْ دُوْنَ لَيْلَى يَذْبُلٌ فَالْقَعَاقِعُ
وأورد ياقوت في "المعجم" عن الأزهري: وبالشُّرَيْف من بلاد قَيْس مواضع يقال لها القَعْاقع، وعن أبي زياد الكلبي: القعاقع بلاد كثيرة من بلاد العجلان. ونقل ابن قُتَيْبة عن أبي عَمْرو بن العلاء
(3)
: كان ابن أحْمَرَ في أفصح بقعة من
(1)
238.
(2)
"معجم ما استعجم": 1072.
(3)
"الشعر والشعراء": 359.
الأرض أهلا: يَذْبُل والقعاقع. هذا مجمل ما ورد في كتب المتقدمين عن هذا الموضع، وليس فيه ما يحدده، ولكن قول أبي زياد أنه من بلاد العجلان، ثم وروده مقرونًا بيذْبُل يدلان على وقوعه في بلاد باهلة خارجًا عن السُّود جَنوبًا على مقربة من بلاد بني العجلان بن عبد اللَّه بن كعب بن ربيعة، وهؤلاء من حلفاء باهلة ومن خلطائها في المنازل، وبلادهم تقع في جنوب بلاد باهلة حول عَمَاية بحيث يخالطون بني عُقَيْل بن كعب في بعض بلادهم
(1)
، وتتصل بلاد باهلة جنوبًا بِعَمَاية -كما تقدم ذكر هذا- ويزيد هذا إيضاحًا أن أبا زياد الكلابي، عبد ذا الحليفة من مياه بني العجلان يردها طريق اليمامة إلى مكة وعليها نخل - عدها من أرض القعاقع
(2)
.
وفي منطقة الحصاة (عماية قديمًا) يطلق اسم الحلقة على موضعين مأهولين، ولعل لهذا الاسم صلة بذي الحليفة. وتقدم ذكر عماية (الحصاة الآن) في منازل باهلة، ويظهر أن أرض القعاقع واسعة، هي الواقعة فيما بين جبلي يَذْبُل (صبحا) وعماية، بما فيها الجبلان المذكوران وما حولهما، إذ الوصف اللغوي ينطبق على تلك الأرض فالقَعاقِعُ جمع قَعْقاع، ومن معاني القعقاع الطريق الذي يكون السير فيه متعبًا لامتداده، والأرض الملساء المستوية تسميتها العامة قاعًا قعقَاعًا، وأكثر تلك الأرض تتصف بهذا.
القويع:
بضم القاف تصغير القاع - ذكر الهمداني أن القُويع في ثنية بعد أن قال
(3)
: ذو طلوح أعلاه حصن بني عصام، ثم ذكر جَزَالاء وقال: ومما يعد في حوزها -يعني اليمامة- سواد باهلة، وأوله من مشرقه بلد يقال له القُويع، يعرف ببني زياد من باهلة، ثم أعلى منه حصن آل عصام انتهى. والقُوَيْع لا يزال معروفًا يطلق على وادٍ فيه قرية ومزارع ونخيل تمتد بامتداد الوادي، وهو في أعلى وادي القَوَيْعِيَّة البلدة التي هي قاعدة بلاد العِرْض، وبوادي القُوَيْع سُمِّيت، وقرية القويع فوقها
(1)
انظر الحصيص في "بلاد العرب" و (حرسين): في "معجم ما استعجم".
(2)
"معجم البلدان" -الحلقة-.
(3)
"صفة جزيرة العرب": 291.
على نحو خمسة عشر كيلا، أما الثنية التي تضاف إليه فتعرف الآن بريع المِشْعَرِ، وقرية جَزَالاء على مقربة منه.
القهاد:
ورد في كلام الهمداني عن الفرع
(1)
: ثم الفرع وهو يصيب في بطن السرداح مقابل للقهاد، وبين شطِّ السِّرْدَاح وبين القهاد سَهَّبُ.
وفي شعر تميم بن أُبيّ بن مقبل العامري
(2)
:
فَجُنُوبِ عَرْوَا فَالْقِهَادِ غَشِيْتُهَا
…
وَهْنًا فَهَيَّجَ لِي الدُّمُوع تَذَكُّرِي
واسم القهاد لا يزال يطلق على قويرات تقع شرق قرية الرويضة (رويضة العِرْض) جنوب هجرة عَرْوا.
ويظهر أنها هي المقصودة بكلام الهمداني، ولعل الاسم مأخوذ من عدم صفاء اللون، فالأبيض القَهْد والقَهْبُ وهو الكَدِرُ الذي لونه ليس صافيًا.
مأسل:
- بفتح الميم- جاء في كتاب "صفة جزيرة العرب"
(3)
ذكر الخنفس من مياه الشُّرَيْف، وهو من مياه مأسل جأوة، ومن مياه الشريف ذو سقيف والجُعُور، وهي الجعموسة، وطويلة الخطام، وعصير، وطحي، وعصنصر والزعابة -يزرعان ويوردان النعم- ثم مأسل جأوة، وحو حصنان ونخل وزرع، وبشط العِرْض الأيسر ماء تيشر في ناحية البرم، ثم مأسل الجُمح، وفي فرعها صحراء جُراد والرملة، ومن ورائهما هضيبات حمر يقال لهن مُجَيْرات، وعن أيمانهن هضب يقال له: هضب السَّمَنات، وقال أيضًا -قبل ذلك
(4)
-: ومأسل جأوة لباهلة، ومأسل الجمع لبني ضِنة من بني نمير.
وقال بعد ذكر جَزَالاء
(5)
-: ومُرَيْفق والشط ومأسل وحضن. انتهى.
(1)
ووقع في المطبوعة (القرع) خطأ.
(2)
ديوانه: 123.
(3)
291.
(4)
311.
(5)
310.
ومأسل الجمع لا يزال معروفًا، وهو واقع في الطرف الغربي الشمالي من سواد باهلة -عرض شَمام- وفيه نزل الإخوان أهل الغطغط سنة 1347 هـ - بعد وقعة السبلة، وجلائهم عن هجرتهم، وأحدثت فيه هجرة للدعاجين من بَرْقا، من عُتَيْبَة بعد ذلك، تبعد عن بلدة الدَّوادمي نحو خمسين كيلا، هذا مأسل الجُمَح، والجُمَح جبل أضيف إليه وكان لبني نُمَيْر كما في "القاموس وشرحه" ومأسل هذا لبني ضِنَّة منهم، (يقع بقرب خط الطول 45/ 44 وخط العرض 12/ 24) ويبعد عن بلدة القويعية غربًا 85 كيلا.
ونُمَير كانت تجاور باهلة، وتزاحمها في المنازل، كما تقدم في الكلام على (الجوف) و (جَزَالاء) ولكن الهمداني فرق بين المأسلين مما يدل على أن اسم مأسل يطلق على أكثر من موضع، وفي عرض باهلة، وغير بعيد من عَرْوَا، التي كانت من منازل جأوة -أحد بطون باهلة- شعيب فيه قرية تدعى مُوَيْسلا - تصغير مأسل، يقع شرق عَرْوا وبقربه الخنفس الذي عده الهمداني من مياه مأسل جاوة، فيظهر أن موَيْسِلا هذا هو المعدود من بلاد جأوة، وتبعد قرية مويسل عن بلدة القويعية غربًا 75 كيلا.
مخمر:
- بفتح الميم الثانية بعد خاء معجمة مضمومة-: تقدم قول الهجري أنه ماء بشرقي ثَهْلان لبني جأوة. واسم مُخَمَّر يطلق على غيره، فهو واد لبني قشير بمنطقة الريب (الرين) ورد في شعرهم
(1)
وفي شعر غيرهم. وركن من أركان ثهلان - ويظهر أن الماء الذي لبني جأوة في هذا الركن.
المروت:
- بفتح الميم وضم الراء مشددة بعدها واو ساكنة فمثناة فوقية- مأخوذة من المَرْت المفازة القليلة النبات، والمُرُوْت جمع مَرْتٍ، وبتشديد الراء صيغة مبالغة لا تزال مستعملة عند بادية تجد بنحو المعنى القديم، والمَرُّوت صحراء واسعة واقعة بين الوشم شمالا، ونفوذي قُنَيْذة (رملة الوركة قديمًا) والسِّرِّ (رملة جراد) ثم تمتد غربًا حتى تشمل الجِلْة جتوب نقوذ السِّرِّ، والأراضي الواقعة غرب جنوب نفوذ السِّرِّ
(1)
"أبو علي الهجري" -363 - و"معجم البلدان": رسم (مخمر).
حيث سُوْفَة والحرملية، أما جانبها الجنوبي فيضيق حيث تتقارب سفوح جبال العرض الشرقية وسفوح جبال العارض الغربية، وتلك الصحراء بهذا التحديد تشمل الهَلْباء وحائل (حَدْباء قَذْلة) وفى المَرُّوت أودية ومياه وآكام وأراض منبسطة وليس جبلا - كما في كلام بعض المتقدمين ولكن ما يعرف باسم الجُلُوه (واحدها جِلْهُ) داخلة فى مسماه، وهي أرض خشنة مرتفعة (آكام) وفيها منهل يَبْرَاك، وهو معدود من مياه المرُّوت قديمًا وكذا سُدَيْرة.
ويفهم من نصوص المتقدمين أن مسمى المَرُّوت يشمل أرضًا واقعة بين خطي الطول. . / 44 و. . / 46، وخطي العرض. . / 24 و 30/ 24، فَسُوْفَةُ تقع بقرب خط العرض 15/ 24 وخط الطول 5/ 44 وهي معدودة من المَرُّوت، وتِبْرَاك يقع بقرب خط العرض 15/ 24 وخط الطول 55/ 45 وهو من مياهه.
وجاء في "لسان العرب"
(1)
: المَرُّوت بلد لباهلة، وعزاه الفرزدق والبعيث إلى كليب -ثم أورد شواهد من شعرهما- وبنو كليب بن يربوع من تميم، والواقع أن باهلة وبني كليب لا يختصان بالمروت، بل تشاركهما فروع قبائل أخرى من حِمَّان من تميم، ومن بني نُمَيْر وبني قُشَير، فقد ورد الخبر أن الرسول صلى الله عليه وسلم أقطعَ حُصَيْن بن مُشمِت -وهذا حماني تميمي- مياهًا في المروت منها أهوى وأصيهب والسُّديرة والماءَ الأخير لا يزال معروفًا.
ولوقوع المَرُّوت متوسطًا بين بلاد تميم من الجنوب حيث الوشم، وفروع من بني عامر كبني قُشَيْر من الشرق والجنوب، وكبني نُمَيْر من الغرب، وكذا باهلة من الغرب التي تقدم ذكر امتداد بلادها إلى سُوفَة، من هنا كان الموضع مشتركًا بين تلك القبائل، ولا يتسع المجال لإيراد نصوص المتقدمين في تحديده، أو ذكر ما يتعلق به من الأخبار أو الأشعار القديمة، ويمكن الرجوع إليها في مظانها.
مريفق:
قال في "بلاد العرب"
(2)
: وعن يسارك إذا كنت بأعلى الهلباء مياه لباهلة من السُّوْدِ، وعلى تلك المياه نخيل، منها مُرَيْفِق وجَزَالاء والخنفسُ والعوسجة، وهي معدن بها تجّار ونخيل.
(1)
مادة (مرت).
(2)
368.
وعد الهمداني
(1)
مريفقًا من قرى باهلة في سوادها وأنه لبني حصن (؟) ولكنه ورد في كتابه في صورتين (مريفق) و (مرتفق)
(2)
وأرى أن الأخيرة مصحفة عن الأولى لورود الاسم الأول في مصادر أخرى، وقال ياقوت
(3)
: مُرَيْفق اسم قرية في سواد باهلة من أرض اليمامة، عن الحفصى، وقد أنشد:
أَلا يَا حَمَامَ الشِّعْبِ شِعْبِ مُرَيْفِقٍ
…
سَقَتْكَ الغَوَادِي مِنْ حَمَامٍ وَمنْ شِعْبِ
سَقَتْكَ الغَوَادِي رُبَّ خَوْدٍ غَرِيْرَةٍ
…
أَصَاخَتْ لخَفْضٍ مِنْ عِنَانِك أَوْ نَصْبِ
فَإِنْ يَرْتَحِلْ صَحْبِي بِجُثْمَانِ أَعْظُمِي
…
يُقِمْ قَلْبِي المَخْزُوْنُ فِي مَنْزلِ الرَّكْبِ
واسم مريفق يطلق على غير هذا الماء، ولا داعي لإيراد كلام المتقدمين عنه، أما هذا الماء الذي فوقه نخل، ذكر مقرونًا بِجَزَالاء وغيرها، فلا يعرف الآن حسب علمي-.
ويرى الأستاذ سعد بن جنيدل
(4)
أن مريفقًا هذا هو وادي المُرَيْفِد، وهو في أسفل وادي جَزَالاء غرب القويعية بنحو عشرين كيلا وهو وادٍ فيه آثار زراعية ومساكن قديمة.
المصعد:
كذا ورد الاسم فيما نقل عن الهجري -غير مضبوط
(5)
- وأنه ماء لبني جأوة شرقي ثَهْلان - وليس لديَّ زيادة إيضاح، وجبل ثهلان أشهر من أن يعرَّف.
المغيراء:
بضم الميم وفتح الغين المعجمة - تصغير المَغْراءِ كالحَمْرَاء من المَغْر، وهو طين أحمر يصنع به، وقد ورد اسم المغيرا -غير مهموز- في "صفة جزيرة العرب"
(6)
(1)
"صفة جزيرة العرب": 292.
(2)
293 و 310.
(3)
معجم البلدان.
(4)
"عالية نجد": 1182.
(5)
"أبو علي الهجري"271.
(6)
294 و 299.
في موضعين فقال: وفي فرع الثنية ثنية السود -سود باهلة- وعن يمينه من دون الثنية ماء يقال له المغيرا، وقرية عظيمة يقال لها العوسجة وهي معدن، وقال
(1)
: ومعدن العوسجة من أرض غني فُوَيْق المغيرا، ببطن السرداح. . . ويقابل المُغِيرا قرن يقال له الوتدة في بطن الوادي. انتهى، إذن المُغِيرا بقرب معدن العوسجة فأين يقع هذا المعدن؟ جاء في كتاب "بلاد العرب" في الكلام على بلاد بني قُشَيْر
(2)
: ولهم الشبيكة من معادن اليمامة بين الحفيرة والعوسجة. وفيه
(3)
: وعلى يسارك إذا كنت بأعلى الهلباء مياه لباهلة من السود، وعلى تلك المياه نخيل، منها مريفق وجَزَالاء والخنفس والعوسجة، وهي معدن بها تجار ونخيل. انتهى. وفي "معجم البلدان" عن أبي عمرو: عوسجة في بلاد باهلة معدن الفضة.
وإذن هما معدنان باسم العوسجة في جهة السود أحدهما يدعى الشُبيكة بين الحفيرة والعوسجة والثاني يدعى المتجه إلى مكة بعد مجاوزة الهلباء (حدباء قذلة) يساره، وهذا في السود بقرب جَزَالاء والخنفس، وهذا الأخير هو القريب من بطن السِّرْدَاح، وهناك قرية تدعى المغرة يقول عنها الأستاذ سعد بن جنيدل
(4)
: إنها واقعة في وادٍ أَفْيَحَ، ينحدر من الغرب إلى الشرق حتى يدفع في السِّرْدَاح، ولها علم بارز قرن أحمر، وهي بناحية السرداح وليست في بطنه بل في أيمنه جنوب بلدة الرويضة (رويضة العرض) على بعد عشرين كيلا منها، ويبدو أن في هذه المنطقة موضعا آخر يدعى مغيرا، يقع شمال شرق العرض، أحدثت فيه هجرة للدعاجين من عتيبة تقع في الجنوب الشرقي من بلدة الدوادمي على نحو ثمانين كيلا، ويظهر أن معدن العوسجة الذي في بلاد قُشيْر بقرب مغيرا هذه، ولزيادة إيضاح يحسن الرجوع لما أورده الأستاذ ابن جنيدل عن تلك المواضع.
الملاطيط:
بميم فلام فألف فطاءين أولاهما مكسورة بينهما ياء - واحدهما ملطاط، ومن معانيها اللغوية: الطرف الأعلى للجبل، والاسم علم لموضع ذكره
(1)
229.
(2)
240.
(3)
368.
(4)
"عالية نجد" رسم (مغرة) ورسم (مغرا).
الهمداني
(1)
فقال: وبين شط السِّرْداح وبين القهاد سَهْبُ يقاد له المَلاطيط -واحده الملطاط- سَهْبُ يقطع بينه وبين مثله قرانة الجبال. انتهى.
إذن هذا الموضع سَهْبُ - أي أرض سهلة مستوية، وليس حرف جبل، والقهاد كما تقدم يقع غرب السِّرداح، فينبغي أن تكون الملاطيط الأرض المنبسطة الممتدة بينهما التي تخترقها جبال مقترنة.
النبخاء:
وهذا من المياه التي عدها الهجري لبني جأوة الباهليين غربي جبل ثهلان، وتقدم كلامه -برسم القتادة- ولا يعرف هذا الماء على حد معرفتي.
نضاد:
بفتح النون بعدها ضاد معجمة مفتوحة فألف فدال مهملة - قال الهجري في الكلام على حمى ضرية
(2)
: وفي ناحية نَضَّاد دار غني التي فيها النقب، وفيها حقوق بني جأوة بن معن الباهلي وحقوق غني فاختلطوا هناك، وهناك مياه عدة لبني جأوة في غربي ثهلان، ماء يسمى الرحيضة، وماء يسمى الأجْفُر، وماء يسمى العوسجة، وماء يدعى العريض.
ولهم ماءان خارجان عن ثهلان بوادٍ يقال له الرشاد، يقال لأحدهما العويند، وللآخر الشبيكة وهما ملحان. والرشاد وادٍ رغيب يصب في التسرير.
ولبني جأوة بشرقي ثهلان أمواه: المصعد، ومخمر، وقتادة، وفي غربيه النبخاء، وفي طرفه الجد. انتهى.
نضادُ لا يزال معروفًا جبل أسود كبير في طرف النير الشمالي الشرقي شمال قرية القاعية يشاهد من الطريق المتجه من الدوادمي إلى عفيف.
ويفهم من كلام الهجري أن بني جأوة امتدت منازلهم إلى تلك الجهة مع أن من بلادهم عَرْوا كما تقدم ذكر هذا.
(1)
"صفة جزيرة العرب": 294.
(2)
"أبو علي الهجري": 270.
النميرة:
قال في "معجم البلدان": تصغير نمرة، قد تقدم الكلام على هذا الموضع
(1)
عند ذكر حزم النميرة، وأن فيه قرية كانت لعمرو بن كلاب ولباهلة
(2)
.
نواظر:
على لفظ جمع ناظرة - نقل ياقوت في "معجم البلدان" عن الخارزنجي: نواظر آكام معروفة في أرض باهلة. انتهى، واسم نواظر يطلق على مواضع أشهرها أنقية مرتفعة عن رمل الدهناء. تحدثت عنها في (قسم شمال المملكة) من "المعجم الجغرافي". وتلك يعيدة عن بلاد باهلة.
واسط:
عَدَّه الهمداني من قوى باهلة مع مُرَيْفق وعُويْسِجَة، وذي طُلُوح، والقُوَيع وجَزَالاء
(3)
، ولكن لا يعرف الآن هناك قرية بهذا الاسم. ورجح الأستاذ سعد بن جنيدل أن قرية واسط هي قرية النسق التي تقع غرب القويعية بنحو خمسة وثلاثين كيلا. وأسفل شعيبها يلتقي بشعيب العوشزية، ثم يدفع في وادي الخنقة، فهذه القرية قريبة من عوسجة (العوشزية) وهي من القرى القديمة -على ما ذكر الأستاذ سعد
(4)
- واسم واسط يطلق على عدة مواضع.
الوتدة:
بفتح الواو وكسر التاء - يطلق هذا الاسم على مواضع لبعضها ذكر في أيام العرب والذي يعنينا الآن موضع ذكره الهمداني
(5)
حين قال: عن المغيراء التي تقدم الكلام عليها: ويقابل المغيراء قرن يقال له الوتدة في بطن الوادي. انتهى.
(1)
انظر: حزم النميرة.
(2)
انظر النميرة في الكلام على المعادن.
(3)
"صفة جزيرة العرب": 293.
(4)
"عالية نجد" رسم (النسق) و (واسط).
(5)
"صفة جزيرة العرب": 299.
وقد تقرأ هذه الجملة: (وبقابل المغيرا) وإذا صح أن المغيرا هي ما يعرف الآن باسم (المغيرة) فإن بقربها قرنا أحمر يرى من مسافة بعيدة يقع في بطن واديها.
هبود:
بفتح الهاء وضم الباء الموحدة مشددة بعدها واو ساكنة فدال-: سيأتي الحديث عن هذا الموضع في الكلام على المعادن، وأنه يفهم من النصوص التي حددته أنه يقع في منطقة الدوادمي، واسم هَبُود ليس معروفًا الآن، وعُكاش يضاف إلى الهابيد الذي نقل ياقوت
(1)
عن الأزهري أنه ماء يقال له هبود فجمعه بما حوله في بيت طفيل الغَنوي:
شَرِبْنَ بِعُكَّاشِ الهَبَابِيْدِ شَرْبَةً
…
. . . . . . . . .
وتقدم في رسم الأحْفَا، وذكر لي أحدهم أنه سمع بذكر عكاش في بلاد الرُّوْسَان الواقعة شمال شرق الدوادمي. وهو قريب من هذه البلاد من حيث وصفه في النصوص المتقدمة.
الهلباء:
نقل ياقوت في "معجم البلدان" عن الحفصي الهلباء موضع بين اليمامة ومكة، وإنما سميت الهلباء لكثرة نباتها وأنها تنبت الحلي والصِّلِّيان، وحدد صاحب كتاب "بلاد العرب"
(2)
موقع الهلباء قائلا: فإذا جزت جُرَاد في مكان من حائل يقال لها الهلباء وحائل، فلاة واسعة فيها لقشير وباهلة ونمير وغيرهم، قال: والهَلْباء أظنها لنُمَيْر وباهلة، وهي فلاة، وعن يسارك إذا كنت بأعلى الهلباء مياه لباهلة من السُّود، وعلى تلك المياه نخيل منها مُريفق وجزالاء والخنفس. . . إلى آخر ما ذكر.
وعلى هذا فهي غرب نفوذ السِّر (رملة جُرَاد) وهي جزء من حائل التي رجحنا أنه تعرف الآن باسم (حَدْباء قِذلَة) وهي جانب المَرُّوتِ الغربي شمال غرب سُوْقَةَ.
(1)
"معجم البلدان".
(2)
366.
يذبل:
في كتاب "بلاد العرب" قال الراجز
(1)
:
قَدْ طَالَ مَا مَاشَى المَطِيَّ يَذْبُلُ
…
وَهْوَ مُقِيمٌ، وَالمَطَايَا تَنْسِلُ
قال: وهو جبل لباهلة، وتراه عن مسيرة يومين وهو قريب من السُّود، ونقل عن الأصمعي أنه من جبال باهلة.
ويروى عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال: كان ابن أحْمَر في أفصح بقعة من الأرض أهلا، يذبل والقَعْاقِع
(2)
.
وقال عمرو بن أحمر
(3)
:
تَتَبَّعُ أَوْضَاحًا بِسُرَّةِ يَذْبُلٍ
…
وَتَرْعَى هَشِيْمًا مِنْ حُلَيْمَةَ بَالِيَا
وفي "معجم البلدان" يذبل -بالفتح ثم السكون والباء موحدة مضمومة:- هو جبل مشهور الذكر بنجد في طريقها، قال أبو زياد: يَذْبُلُ جبل لباهلة، مضارع ذَبَل إذا استرخى، وله ذكر في شعرهم، وأورد منها، والمقام لا يتسع للإكثار من الشواهد.
وتكاد جميع أوصاف المتقدمين لجبل يَذْبُل تنطبق على جبل يعرف الآن باسم (صَبْحَا) ذو ريعان وقمم عالية، وفيه مياه، ويحف به من الغرب وادي السُّرَّة، ومن الشرق وادي السِّرْدَاح الذي يلتقي بوادي السُّرَّة.
ويقع جبل يَذْبُل جنوب العرض، ويبعد عن بلدة القويعية بما يقرب من مائة وخمسين كيلا، ويقع بقرب خط العرض 15/ 23، وخط الطول 40/ 44.
الينكير:
في كتاب "بلاد العرب"
(4)
جبل الينكير أظنه أيضًا من السَّواد سواد باهلة، ولكن الهمداني
(5)
عده من ديار بني لبينى من قُشَيْر، وقال: الينكير قُنَّة خضراء (؟)
(1)
237.
(2)
"الشعر والشعراء": 359.
(3)
"شعر عمرو بن أحمر الباهلي": 10 و 173.
(4)
237.
(5)
"صفة الجزيرة"297.
لا طريق فيها وفيها مياه أوْشال وماءٌ عِدٌّ، يقال له حُنْجُران، وعن يمين الينكير مياه متقاودة للينكير ثم ذكر تلك المياه.
وجبل الينكير لا يزال معروفًا ولكنهم حرفوا اسمه إلى (الأنكير) وهو يقع شرق جبل صَبَحا (يذبل) ويقع في الجنوب الغربي من بلدة القُوَيْعيَّة بما يقرب من مائة كيل.
خصب هذه البلاد
ولعل من أقوى الأسباب التي ربطت القبيلة ببلادها أنها امتهنت حياة التحضر منذ عهد قديم، فاشتغلت بالزراعة كما استفادت من صناعة المعادن الكثيرة في أرضها، وهذه البلاد تمتاز بخصب التربة وكثرة المياه، ولهذا ازدهرت الفلاحة فيها وكثرت البساتين والزروع، حتى أصبحت مطمعًا لغير أهلها، كما ذكر أحد الشعراء يخاطب بني عُصْمٍ من فروع تلك القبيلة، وذكر قريتين من قراها، هما جزالاء والثُّرَيَّا، قال
(1)
:
أَلا يَا بَنِي عُصْمٍ جزالاءُ جَنَّةٌ
…
مَرَاطِيبُ تَبْغِي كُلَّ عَامٍ لَكُمْ حَرْبا
فَلَوْلا صَوَادٍ مِنْ جَزَلاءَ دُلَّحٌ
…
وَهُدْلُ الثُّرَيَّا مَا وَجَدْنَا لَكُمْ ذَنْبَا
إِذَا أَرْطَبَتْ مِنْهَا المَعَاجِيلُ هَيَّجَت
…
حُرُوبَ رجَالٍ لَمْ يَرُوعُوا لَكُمْ سِرْبَا
أَقِيموا حُدُودَ المَشْرَفِيَّةِ دُوْنَهَا
…
وَإِلا فَخَلُّوهَا لأَعْدَائِكُمْ غَصْبَا
أي إنكم تحسدون على ما في بلادكم من نخل حينما ترطب معاجيلها، تُهيِّج في نفوس أعدائكم الحرب، فذودوا عنها بحدود المشرفية، وإلا فإنهم سيأخذونها منكم غصبا.
ولا شك أن بلادًا بهذه الصفة. . غزارة مياه، وخصوبة أرض، استوطنتها منذ عهد بعيد فروع من قبيلة تخلت عن مميزات البداوة، قد وجدت فيها مجالا واسعًا لاحتراف الزراعة، ولا أدل على ذلك من أن تحدثوا عنها من المتقدمين
(1)
"النوادر والتعليقات" للهجري المخطوطة المصرية ص 104 و"صفة جزيرة العرب" 310 - مع اختلاف في بعض الكلمات.
كالأصفهاني صاحب "بلاد العرب" والهمداني صاحب كتاب "صفة جزيرة العرب" وغيرهما حينما يعددون قرى العرض يصفونها بأنها ذات نخيل.
ومعروف أن غرس النخل والقيام عليه يستلزم خبرة، كما يتطلب عناية تنشأ عن طول ممارسة، وغير ذلك من الأمور التي لا يقوى عليها إلا من كان ذا خبرة طويلة، وصبر وجلد على الاشتغال بالزراعة.
هذا جُلّ ما اطلعت عليه مما ذكره المتقدمون عن بلاد باهلة، ومن المعروف أن هذه القبيلة كان مقر تجمعها هو العرض، المعروف الآن باسم عرض القويعية، وقديمًا باسم سواد باهلة وعرض شمام.
وإذا تعمق الباحث في أحوال القبائل قبل ظهور الإسلام وجدها لا تستقر، بل هي دائمًا عرضة للتنقل وللحِلّ والترحال، ولا يقتصر هذا على البادية منها، يل قد يشمل الحاضرة، بحيث يحدث لهم من التمزق والتفرق ما يضعف كيانهم إضعافًا يسبب زوال السمات التي عرفوا بها قديمًا، ومن ذلك اسم القبيلة، فقد يشطرهم الضعف إلى الاندماج في قبيلة قوية بواسطة الحلف أو الجوار، ومن ثم يفقدون اسمهم.
من هنا فليس من المستغرب أن تصبح تلك البلاد التي كان من المعروف قديمًا أنها من بلاد باهلة، تحلها أسر متحضرة من ألفاف القبائل المتباعدة في النسب.
لقد اعترى باهلة ما يعتري أية قبيلة من أطوار الحياة: النشوء، فالقوة، فالضعف، فالاندماج في قبائل أخرى، وقد تبقى فروع محافظة على اسم القبيلة، كما حدث لباهلة، وهذا من الأمور الغريبة حقًا، اذ لا يكاد الباحث في تاريخ قبائل قلب الجزيرة يجد من بين سكانها من لا يزال محافظًا على الاسم القديم سوى قبائل معدودة من بينها باهلة وتميم.
إن سكنى القبائل في قلب الجزيرة مُعرَّض دائمًا للتغير، فبصرف النظر عما يعتري القبيلة من ضعف في آخر أطوارها، بسبب اندماجها في قبيلة أخرى، فإن وسط الجزيرة ممر لموجات هجرات القبائل المتتابعة التي تأتي من الجنوب، متجهة إلى الشمال، فتتخذ من بلاد نجد في قلب الجزيرة مقرًا لها في أول الأمر، بحيث تزاحم سكانها من القبائل، وكثيرًا ما تتغلب عليهم، لأنها في حالة من القوة تمتاز
على حالة القبائل التي سبقتها في الاستيطان والتحضر في هذه البلاد، يضاف إلى هذا خلو وسط الجزيرة من الأمكنة التي تتصف بالمناعة كالجبال كما هو الحال في سروات الحجاز، التي لا يزال أهلها ثابتين فيها.
من هنا فإن مقاومة القبائل المستوطنة في هذه البلاد عندما تغزوهم قبيلة مهاجرة تكون ضعيفة، وهذا يوضح جانبًا من جوانب عدم بقاء كثير ممن كان معروفًا من القبائل القديمة في منازلها، في قلب الجزيرة.
أما بالنسبة لقبيلة باهلة، فيضاف إلى هذا أنها قد اعتراها الضعف قبل أن يحدث الخلاف بينها وبين جيرانها من بني كعب بن ربيعة بن عامر، فالتجأت كما تقدمت الإشارة إلى محالفة تلك القبائل العامرية، قال النهشلي
(1)
: وكانت غني وباهلة توالي عامر بن صعصعة في الجاهلية بالحاجة إليهم في الاعتصار والانتصار، وكانت بنو عامر تحمل عنهم النوائب والديات، وكذلك يشترطون عليهم في حلف الذُّل والقهر. انتهى.
إذن فكيان هذه القبيلة قد ضعف منذ العهد الجاهلي، فتفرقت وتمزق شملها، ولم تستطع المحافظة على بلادها القديمة.
ولكن ليس معنى هذا انمياع أفنائها وفروعها كلها في غيرها من القبائل، بل بقيت فروع محافظة على اسم القبيلة، وإن لم تكن في مواطنها الأصلية في سواد باهلة وما حولها. ينقل صاحب كتاب "عسير في مذكرات سليمان الكمالي"
(2)
عن كتاب "النجوم اللوامع" للمقدادي وهذا من رجال القرن السابع الهجري على ما ذكر أن الأمير حسان بن سليمان قد ربط قبائل يام وعبيدة بحلف ضد قبائل اليمن التي تدعو للفاطميين، كما شكل حلفًا في بيشة يضم قبائلها من بني قيس وباهلة وتيم وسلول ومعاوية ومخزوم وواهب ونهد وخثعم وبقية قبائل النخع للوقوف في وجه الغزو. انتهى. وهذا يدل على أنه لا زال هناك بقية من باهلة التي كان أحذ فروعها في بيشة في العهد النبوي، وقبله كان منها سدنة (ذي الخلصة) في تبالة.
(1)
"الممتع في صنعة الشعر" 154 ط بيروت.
(2)
29.
ويتناقل العامة في نجد أنباء عن حرب وقعت بين باهلة وبعض جيرانها في بلدة المِذْنب من منطقة القصيم، ولا شك أن بعض فروع باهلة قد استقرت في بلدة المذنب، وبعد هزيمها في حرب وقعت هناك انتشرت في بعض القرى القريبة منه، مثل نبعة والمُرَبَّع، بحيث لا يزال لها بقية في هاتين القريتين.
وقد نقل الشيخ عبد اللَّه بن عبد الرحمن البسام عن الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى (1270 - 1343 هـ) ما نصه
(1)
- عن سكنى باهلة في المذنب من القصيم: "وحصن البواهل هو القصر المعروف شمال الجامع وهو خارج عنه، بينهم سوق عرضه ستة عشر ذراعًا، والقصر له باب واحد، وغزاهم بعد ذلك السُّدَيْري، وحاصرهم، فلما طال عليهم الحصار استعانوا عليه بقبيلة من بلدة عُنَيْزة تدعى الفُضُول، وأعطوهم نصف القصر ونصف عقارهم من نخل وأرض وآبار، فلما شدد عليهم السُّدَيْري الحصار قدم عليهم عبد اللَّه بن إبراهيم الخُرَيْدلِي، وذلك في القرن العاشر، وقدوم عبد اللَّه الخريدلي من القرعة القرية المشهورة في الوشم بقرب أشيقر، فاشترى نصف المِذْنَب من البواهل، وكذلك اشترى أخوه معجل وأبناء عمهم آل إبراهيم المعروفين بآل شامخ الآن - اشتروا ماله (؟) ثم تتابعت هجرة النواصر وهم من ذرية رحمة، ثم ازدادت هجرة النواصر إلى المذنب فاشتروا نصيب الفضول منه، وتولى الإمارة قيه عبد اللَّه الخريدلي، ثم بعده ابنه إبراهيم". انتهى.
ويروي العامة أن من آثار تلك الحرب طريقًا يعرف بدرب البواهل في النفود الواقع شرق المذنب فيما بينه وبين الزُّلْفي.
ولعل ما ذكره بعض المؤرخين عن موسى بن حَنْتَم الباهلي له صلة بتلك الحرب، فهل كان الفضول الوارد ذكرهم في كلام ابن عيسى هم الفضول المنتمين إلى بني لام، وكان هؤلاء أعداء لأمير باهلة موسى بن حنتم، أم هم فضول آخرون؟!!
(1)
"علماء نجد خلال ستة قرون"619.
وبعد أن يورد أحد أفراد هذه الأسوة ما نقل عن ابن عيسى يضيف: نزح البواهل نحو الغرب حيث توفي أحدهم في النفود (الشقيقة) غرب المِذْنب، ويعرف الآن بخل الباهلي القبلي. قال أحد شعراء البواهل بعد مغادرتهم بلدة المِذْنب:
يَا دِيرتي بين الوَدَيّ وخَرْطَمْ
…
يلذّ على بالِي مُرَاعَى قِصُوْرَهْ
ونزلوا الأثلة وعمروها وكانت الأثلة آبارًا قديمة وفي جنوبها مكان قديم يدعى (المنزلة). وكان نزولهم الأثلة بعد نزوحهم من المذنب في القرن الحادي عشر (عام 1025 هـ) كان أميرًا من حمولة الوقيان (الرُّشيْد) حسن الرُّشيْد الوُقَيَّان الباهلي، وبعده فهد الوقيان الرشيد الباهلي.
ولا تزال أسر كثيرة من باهلة منتشرة في القرى القريبة من بلادها القديمة، كالدوادمي والشعراء وفي القويعية وفي قرى العِرْض، وفي الوشم، كما في بلدة نَفْءٍ (نَفْيٍ)، وكانت في القديم من بلاد بني غَنِي إخوة باهلة، الذين يظهر أن اسم باهلة غمرهم، وفي بلدة الأثلة المجاورة لبلدة نَفْءٍ (نَفْيٍ) وفي أُضاخ وفي قرى السِّر، وكل تلك القرى ليست بعيدة عن مواطن باهلة القديمة.
يضاف إلى هذا انتشار أسر أخرى في الوشم وفي سدير.
أما انتشار هذه القبيلة في الأقطار العربية التي فتحها المسلمون في أول العهد الإسلامي فمن الأمور التي لا يستطيع الباحث أن يتمكن من تحديد جميع البلدان التي استوطنتها فروع تلك القبيلة، فقد بلغت أقصى المغرب في بلاد الأندلس، قال الإمام ابن حزم في "جمهرة النسب"
(1)
: وكان منهم بِجَيَّان: بنو عبد الخالق ابن محمد بن أحمد (القاضي) ابن الوليد (قاضي) بن عبد الخالق (قاضي) بن عبد الجبار بن قيس بن عيد اللَّه بن عبد الرحمن بن قتيبة بن مسلم.
ويجد الباحث في المؤلفات الأندلسية ذكرًا كثيرًا لعلماء من هذه القبيلة، ومنهم عبد الواحد بن أبي السداد الباهلي، وهو من مشاهير العلماء الذين أخذ
(1)
246.
عنهم بعض علماء الأندلس كما في كتاب "المرقبة العليا"
(1)
للنباهي، وكما في "نفح الطيب"
(2)
.
ومن العلماء المشهورين محمد بن يحيى الباهلي، المعروف بابن المسفر ذكره المقري في "نفح الطيب" في مواضع.
معادن بلاد باهلة
وكما امْتَازتْ بلاد باهلة بالخصب حتى حسدها أعداؤها من القبائل، امتازت أيضًا بكثرة المعادن. ولعل وجود التعدين في بلادها دعا إلى اشتغال بعض أفراد منها بصناعته، ومعروف أن العرب قديمًا كانوا ينظرون إلى مختلف الصناعات نظرة احتقار، وهي نظرة لا تقوم على أساس من الحكمة وحسن التقدير.
وها هي أشهر المعادن المعروفة في بلاد تلك القبيلة.
1 -
معدن ثنية ابن عصام:
ذكر الهمدانيُّ في كتابيه "الجوهرتين" و"صفة جزيرة العرب"
(3)
من معادن الذهب في نجد: معدن ثَنِيَّة ابن عصام الباهلي، حاجب الملك النُّعمان بن المنذر
(4)
، الذي قال فيه النابغة بيته المشهور:
نَفْسُ عِصَامٍ سَوَّدَتْ عِصَاما
…
وعَلَّمَتْهُ الكَرَّ والإقْدَامَا
وفيه المثل العربي القديم: كن عصاميّا، ولا تكن عِظَاميّا. وحدد الهمدانيُّ في "صفة جزيرة العرب" موقع المعدن بقوله -في ذكر بلاد باهلة-: ومعدن الثَّنيَة
(1)
127، 141، 154.
(2)
7/ 380 و 10/ 275.
(3)
294/ 299/ 310.
(4)
على أن البلبيسي في كتابه في الأنساب -رسم الذبياني- نقل عن ابن الأثير: ذبيان بن سعد بن عذرة، من ولد عصام بن سهر بن الحارث بن ذبيان من فرسان العرب وفصحائهم، وفيه قيل:
نفس عصام سودت عصاما
…
وعلمته الكر والإقداما
ثَنْيَة حِصْن ابن عصام الباهلي معدن ذهب وقال: ذو طلوح: أعلاه حصن بني عصام صاحب النعمان بن المُنْذر، وقال عن سواد باهلة: أوله من مشرقه بلد يقال له القُوَيْع، ثم أعلى منها حصن آل عصام، وهم من ولد عصام خادم النعمان -إلى آخر ما ذكره- وكان هذا المعدن مستغلا حتى آخر القرن الثالث الهجري، كما يُفهَم مما ورد في كتاب "المناسك" في ذكر المنابر في نجد، قال: ومنبر بالحصن حصن بني عصام، وهو لباهله. انتهى. يعني أنه كان في ذلك العهد مقر اجتماع تُصَلَّى فيه الجمعة. ولم يذكر في بلاد باهلة منبرًا غيره.
وهذا المعدن يقع بمنطقة القُوَيْعِيَّة، وتلك الجهات تكثر فيها المعادن التي لا تزال آثارها باقية، وهي في القديم من بلاد باهلة، وسيأتي ذكر معادن أخرى فيها لا يزال بعضها معروفًا باسمه القديم.
وقال الأستاذ سعد بن جُنيدل
(1)
: ويبدو لي أن ثنية ابن عصام هي الثنية الواقعة في أعلى وادي مُحَيْرقة، وتدعى في هذا العهد ربع العُتَيْبي، والبعض يقولون لها: ريع الفُقَيْسَة، وأن وادي مُحَيْرِقَة هو وادي ذي طُلُوح، لأن تحديد ذي طُلُوحٍ وثنية ابن عصام ينطبق عليهما، وتقع غرب بلدة القويعية على بعد 30 كيلا.
وقال أيضًا: ريع العُتَيْبي ثَنيَّةُ بين جبال سُود، وهي امتداد لأعلى وادي مُحَيْرقة، يمتد غربًا ويفيض في أعلى وادي السَّرْداح، تحف به جبال سود غير عالية، ويطل عليه حين ينتحي غربًا صوب السرداح جبل العتيبي عاليًا، فيه مياه وآثار تعدين قديم، كما يقابله من الجنوب جبل أسود يدعى (أم الفُهُود) فيه آثار تعدين قديم، وعلى طول امتداد هذا الريع (الثنية) ترى آثار التعدين وحُفَر المناجم العميقة، وحولها كتابات بالخط الكوفي أدعية وأسماء وصلوات على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويبعد عن القويعية غربًا بنحو 30 كيلا. وكرر القول بأن ثنية ابن عصام هي ريع العُتَيْبي في رسم (العتيبي) وقال عن ريع المشْعر: وقد غلط من قال: إن ريع المشعر هو ثنية ابن عصام، ومن زار هذه الثنايا وشاهد معالمها يتبين له بدون شك أن ثنية ابن عصام هي ريع العتيبي.
(1)
"عالية نجد"642.
2 -
معدن الحفير:
ذكر الهمداني من معادن اليمامة في الديار التي توطنتها بنو عُقَيْل بن كعب في عهده: معدن الحُفَيْر بناحية عماية، وهو معدن ذهب غزير
(1)
. وأضاف الحُفَيْر إلى الضبيب (حافير الضبيب) في موضع آخر
(1)
. وبلاد عُقيل هؤلاء تقع في جنوب نجد، في أسفل الأودية المنحدرة من سراة الحجاز، الواقعة شرق الطائف، بل شرق بلاد بِيْشَة وجهاتها، في نواحي ما يعرف الآن باسم وادي الدَّواسر، الذي يعرف في القديم بعَقِيْق بني عُقَيْل، وعَقِيْق تَمْرَة. وهي بالنسبة لبلاد باهلة تقع جنوبًا بحيث إن بلاد باهلة تبلغ عَمَاية (الحصاة) بقرب بلاد عُقَيْل الذين حالفتهم باهلة منذ العهد الجاهلي بعد قتل ابن المنتشر الباهلي.
على أن صاحب كتاب "بلاد العرب" عَدّ الحفير من معادن اليمامة، وذكر أنه في بلاد باهلة - جاء هذا في مخطوطة لدى الأستاذ زهير الشاويش، فهل الاسم يطلق على أكثر من موضع؟
وينبغي إدراك التقارب في الاسم بين هذا المعدن وبين معدن الحفيرة الآتي ذكره، فقد يكونان واحدًا إذ معدن الحفير هذا -على ما ذكره الهمداني- يقع بناحية عماية، وعلى ما ذكر صاحب كتاب "بلاد العرب" في بلاد باهلة، وهذه البلاد شمال عماية غير بعيدة عنها، وعماية هذه تعرف الآن باسم الحَصَاة، وضعت في المصور الجغرافي باسم (الحوشة) وهما حصاتان: حصاة قَحْطَان، وحصاة (ابن حُوَيْل) وهو من شيوخ قحطان أيضًا، وفي جبل حصاة ابن حُوَيْل توجد آثار معدن، لا يستبعد أن يكون هو معدن الحفير قديمًا، أما الضُّبَيْب الذي أضاف الهمداني إليه الحُفَيْر فقد ذكر أنه من معادن اليمامة التي توطنتها عُقَيْل بن كعب -في عهده
(2)
- وذكر في موضع آخر أنه ماء مع في بطن مُنِيم، ويظهر أنْ اسم مُنِيم يطلق على مواضع منها الموضع الذي فيه المياه الأملاح
(2)
، وهذا على ما يفهم من تحديد الهمداني يقع شرق عرْض شَمَام وغرب رمال الدّشحي، ومنها موضع أورد ذكره في بيت للقطامي
(2)
، وهذا في بلاد الشام أو ما حولها،
(1)
"صفة جزيرة العرب" 299، 291.
(2)
"صفة جزيرة العرب": 299، 293، 396.
والموضعان بعيدان عن عماية، فهل المعدن يسمى بالحفير وبالضبيب؟ إن التباعد بين عماية وبين بطن العُبْرى على ما حدد الهمداني موقعي المعدنين - ينفي هذا.
وموقع معدن الحفير على ما ظهر لي من كونه بقرب عماية بقرب خط العرض: 45/ 22 وخط الطول 55/ 44 تقريبًا.
3 -
معدن الحفيرة:
يوجد معدن يسمى الحفيرة، وهو معدن قديم، ولكنه يبعد عن عماية بمسافة طويلة، حيث يقع على خط العرض: 35/ 22 وخط الطول: 20/ 42 - أي أته يقع غربًا عن عَمَاية بمسافة بعيدة، ثم إن الحَفِيْر والحَفِيْرة والحُفَيْرة من الأسماء المشتركة التي هي إلى الأوصاف أقرب منها إلى الأعلام، وتوجد مواضع كثيرة تسمى بهذه الأسماء، مثل (الحُفَيْرة) بالتصغير، وهي هجرة للدُعاجِين من عُتَيْبة، وحُفيرة ابن درْعَان من النَفْعَة من عُتَيْبة أيضًا، وهذان الموضعانَ بعيدان عن عماية.
وبقرب عماية موضع يسمى الحُفَيْرة -بلفظ التصغير- قال الأستاذ سعد بن جنيدل
(1)
: الحُفَيْرة أُسِّست فيها هجرة لآل حُوَيْل، من آل رَوْق من قحطان، في ناحية الحصاة الشرقية حصاة ابن حُوَيْل، وقد ذكر الهمداني أن بها معدن ذهب غزيرا، وذكر معدن تِيَاس القريب منها، ويلاحظ أن الهمداني ذكر الحفير بدون هاء، وقد يكون ذلك من قبيل التحريف.
وذكر الأستاذ سعد أيضًا: الحفيرة -بصيغة التصغير- قرية في حُمْرَةِ العرض تقع جنوبًا من بلدة الرويضة، وفيها آثار مساكن قديمة. وفيما بينهما وبين قرية المغرة (المغيراء قديمًا) آثار تعدين قديم. وأضاف: الحفيرة -بصيغة التصغير-: ماء يقع شمالا غربيًا من ماء الأرَوَسَةِ جنوبًا من جبل كَرِش، غرب عرض شَمَامِ، ويحف به من الغرب بُرَقُ فيها آثار تَعدين قديم، وقديمًا كانت في بلاد بني أبي بكر بن كلاب، لكعب بن عبد اللَّه منهم. ثم أورد نقولا عن المتقدمين تتعلق بحفيرة الأغر، وقال: تبعد عن عفيف جنوبًا بـ (175) كيلا.
(1)
"عالية نجد"395.
4 -
معدن السود:
نقل ياقوت عن ابن أبي حفصة اليمامي
(1)
: سَوْدُ باهلة قرية ومعادن باليمامة. وذكر ياقوت أنه يسمى سَوْد شَمَام.
والواقع أن سود باهلة -ويسمى سواد باهلة أيضًا
(2)
- بلاد واسعة، تشمل كثيرًا مما يطلق عليه الآن اسم العرض (عرض القويعية).
وشَمَامَ -ويسمى ابنا شمام- جبل يقع في تلك الجهة - شمال هجرة عَرْوَا، ويشاهد منها رأي العين، وهو جبل. له رأسان؛ ولهذا حرفته العامة من ابني شمام إلى (أذني شمال) مثنى أذن.
والسَّوْد هذا فيه معادن كثيرة متها معدن شَمَام وغيره، مما سيأتي ذكره، بل إن كلمة السَّوْد تعني أرضًا مستوية كثيرة الحجارة التي يغلب على لونها السواد، وتبدو خشنة قَلَّ ما تكون إلا عند جيل فيه معدن - كما ذكر الصاغاني في كتاب "التكملة"
(3)
وغيره من علماء اللغة في تعريفه: السَّوْدُ -بالفتح- مستوٍ في الأرض كثير الحجارة، خَشِنُها، والغالب عليه لون السواد، وقيل ما يكون إلا عند جبل فيه معدن، والجمع: الأسواد، والقطعة منها سودة. ومن أوفى من كتب عن تحديد سود باهلة من المتقدمين صاحبا كتابي "بلاد العرب" و"صفة جزيرة العرب".
5 -
معدن الشبيكة:
قال صاحب كتاب "بلاد العرب" في ذكر بلاد بني قُشَيْر: ولهم جبل يقال له بَتْران، وهو قريب من معدن يقال له الشُّبَيْكة من معادن اليمامة، بين الحفيرة والعوسجة. انتهى.
ويفهم من هذا الوصف أن هذا المعدن يقع في طرف العرض الشرقي -عرض القويعية- وهناك مكان يعرف باسم (الحُفَيْرة) وهو الآن هجرة (بلدة)
(1)
"معجم البلدان".
(2)
"بلاد العرب": 235.
(3)
2/ 257.
للدعاجين، من فروع قبيلة برقا من عتيبة، وتقع شرق الدَّوَادِمي، شمال جبل مَأسَل الجمع، وهي تنطق بالتصغير -الحُفَيْرة مضمومة الحاء مشددة الياء مكسورة-.
أما جبل بَتْرَان الواقع بقرب معدن الشبيكة فإنه لا يزال معروفًا باسمه، وهو في شرقي العرض، غرب بلدة الرَّيْن (الريب قديمًا) بنحو ثلاثين كيلا بقرب خط الطول: 13/ 45 وخط العرض: 29/ 23 وبهذا التحديد يتضح موقع المعدن.
والعَوْسَجَة -قديمًا- من أرض غَنِي، بقرب مُغَيْرا وغَنِي وباهِلَة وقُشَيْر متجاورون، ويختلطون في كثير من الموارد في العهد القديم.
وينبغي التفريق بين هذا المعدن وبين المعدن الذي ورد ذكره باسم (الحفيرة)، إذ ذاك على خط العرض: 35/ 22 وخط الطول: 23/ 42.
6 -
معدن شمام:
قال الهمداني في كتاب "الجوهرتين"
(1)
في كلامه على معادن الفضة: ومنها معدن شَمَام الفضة والصُّقْرُ، من أرض نجد، وكان فيها بيتَا نارٍ، وابنا شمام جبلان بها، وقد خربت، وكان عمرانها في الجاهلية وأكثر مدة الإسلام. انتهى. وقال عنه في "صفة جزيرة العرب"
(2)
: شمام: معدن فضة ومعدن نحاس، وكان به ألوف من المجوس الذين يعملون المعدن، وكان به بيتَا نار يعبدان، وقال: ومعدنا شمام: الفضة والصفر. انتهى.
وفي كتاب "بلاد العرب"
(3)
: وابنا شَمَامٍ بالسَّوْدِ، يدفع عليهما عِرْض السَّوْد، وهو غير عرض اليمامة، ومن معادن اليمامة: خَزْبَة، وشمام، وهو بسود باهلة. انتهى.
وتقدم الكلام على شمام في ذكر معدن السود، وأنه جبل ذو رأسين، ويقع في بطن العرض، ويسمى الآن (أذني شمام) تحريف (ابني شمام). والعرض -
(1)
89.
(2)
294، 299.
(3)
336، 382.
لغة- الوادي الواسع الذي يحوي قرى ومزارع، ومنه عرض شمام - وعرض حنيفة (باطن الرياض) وعرض المدينة.
ويقع هذا المعدن على خط العرض: 50/ 24، وخط الطول: 50/ 44 على وجه التقريب.
7 -
معدن العوسجة:
قال في كتاب "بلاد العرب"
(1)
: وعن يسارك إذا كنت بأعلى الهَلْبَاء مياه لباهلة، من السود وعلى تلك المياه نخيل، منها مُرَيْفِق، وجَزَالاء، والخَنْفَسُ، والعَوْسَجة، وهي معدن، بها تجار ونخيل.
وقال الصاغاني في "التكملة"
(2)
: ومن بلاد باهلة معدن من معادن الفضة يقال له: عوسجة. انتهى.
وقال ياقوت في "معجم البلدان" -رسم العوسجة-: قال أبو عَمْرو: في بلاد باهلة من معادن الفضة يقال له: عوسجة، وفي "صفة جزيرة العرب"
(3)
: الفَرْع وادٍ يصب في بطن السِّرْدَاح، بين شط السِّرْدَاح وبين القِهَاد سَهْبٌ يقال له الملاطيط، وفي فرعه الثِّنيَّة، ثنية سود باهلة، وعن يمينه من دون الثَّنْيَة ماء يقال له المُغَيْرَاء، وقرية عظيمة يقال لها العوسجة، وهي معدن، وقال أيضًا: ومعدن العَوْسَجَة: من أرض غَنِي، فويق المُغَيْراء ببطن السُّرْدَاح. انتهى.
ومعدن العَوْسَجة هذا يسمى (العَوْشَزِية)
(4)
العَوْسَجية في إقليم عرض القويعية المعروف قديمًا باسم (عرض شمام) وباسم (سود باهلة) يقع هذا المعدن شرق وادي السِّرْدَاح وجنوب قرية (مُحَيْرِقَة) يدعُهُ طريق المتجه من صبحا (يذبل قديمًا) إلى القويعية على يمينه [طريق الحجاز الجديد] ويقع شمال مَعْدِن (قُسَاسٍ) على خط العرض: 57/ 23، وخط الطول: 02/ 45.
(1)
368.
(2)
1/ 467.
(3)
294، 299، والفُرْع هذا واد لا يزال معروفًا.
(4)
العامة في نجد يسمون (العوسج) الشجر المعروف (العوشز) فيبدلون الجيم زايًا.
على أن الأستاذ سعد بن جنيدل يرى أن العوسجة هي ما يعرف الآن باسم (أبا الرحي) وهو واد يقع في (عرض شمام) غرب بلدة القويعية على بعد 28 كيلا منها، وهو معمور الآن من أعلاه إلى أسفله، وفي الفرع الشمالي من أعلى الوادي ترى أثار التعدين والعمران، آثار قرية قديمة، وعندها معالم مقبرة، وكثير من بقايا الرحي الحجرية (جمع رحا)، والمساحيق قال: ويبدو أن هذه البلدة المندرسة المعالم هي التي كانت قديمًا تدعى العوسجة، وأن تسميتها بهذا الاسم كان نسبة لكثرة شجر العوسج في هذا الوادي
(1)
.
وقال الأستاذ سعد أيضًا: في الجانب الشمالي من وادي (أبا الرحي)
(2)
قرية صغيرة تدعى العوشزية -بمعنى العوسجة- وهذه القرية فيما يبدو لي هي التي ذكرها الهمداني باسم العويسجة، تصغير عوسجة، ولا ينطبق عليها ما ذكره الهمداني والأصفهاني عن العوسجة وإنما ينطبق على ما في (أبا الرحي) من آثار ومعالم قديمة ومن شاهد هذه البلاد وتأمل في معالمها وتتبع ما كتبه المؤرخون عنها لابد أن يطمئن إلى القول بأن (أبا الرحي) هو بلدة العوسجة القديمة.
8 -
معدن قساس:
هذا من أشهر معادن الحديد في بلاد العرب، ذكره كثير من اللغويين، ومن كتبوا في تحديد الأمكنة، فقال عنه ياقوت في "معجم البلدان": قُسَاس: جبل لبني نُمَيْر. . -وإذا قيل بالصاد فهو جبل لهم أيضًا- فيه معدن حديد تنسب السيوف القُسَاسية إليه، قال الراجز يصف فأسًا:
أَخْضَر مِنْ مَعْدِنِ ذِيْ قُسَاسِ
…
كَأَنَّه فِي الحَيْدِ ذِي الأَضْرَاسِ
يُرْمَي بِهِ فِي البَلَدِ الدِّهَاسِ
وقال أبو طالب بن عبد المطلب:
فَلَسْنَا وَرَبِّ البَيْتِ نُسْلِمُ أَحْمَدًا
…
لِعَزَّاءَ مِنْ رَيْبِ الزَّمَانِ وَلا كَرْبِ
وَلمَّا تَبِنْ مِنَّا ومنْكُمْ سَوَالِفٌ
…
وأَيْدٍ أُتِرَّتْ بِالقُسَاسِيَّة الشُّهْبِ
(1)
"عالية نجد".
(2)
جمع رحا التي يطحن بها، وسمى بهذا لوجود أجار بهيئة الرحا، يظهر أنها كانت تستعمل لسحق الأحجار لاستخراج التبر ونحوه.
وقال أبو منصور: ذكر أبو عبيد عن الأصمعي من أسماء السيوف القُساسي، ولا أدري إلى ما نسب، وقال شِمْرُ: قُساس يقال إنه معدن الحديد بأرمينية، نسب السيف إليه، قال جرير:
إنَّ القُسَاسيَّ الذي تُعْصَى بِهِ
…
خَيْرٌ مِنَ الألْفِ الَّذِي تُعْطَى بِهِ
وقال جِرَانُ العَوْدِ النُّمَيْرِيُّ:
تُذَكِّرُنَا أَيَّامَنَا بُسَويْقَةٍ
…
وَهَضْبِ قُسَاسٍ والتَّذَكُّرِ يُسْعِفُ
ولما أورد المبرد في "الكامل"
(1)
قول الراجز -المتقدم- أضاف: يصف مِعْوَلا. وذو قُسَاس معدن للحديد الجيد، وهو يقرب من بلاد بني أسد. انتهى.
وأقول: قساس بعيد عن بلاد بني أسد، فتلك تقع في شمال نجد، وهذا يقع في جنوبها، وجبل قُساس لا يزال معروفًا، ولكن العامة لا يخرجون القاف من مخرجها، بل من مخرج يقع بينه وبين مخرج السين
(2)
، فيظنها السامع (دالا) ولهذا وقع الغلط في كتابه هذا الاسم في الطبعة الأولى لخريطة (جزيرة العرب) إذ وقع (ادْسَاس) ثم حرف وصحف عدة تصحيفات.
ويقع هذا الجبل في إقليم العرض (عرض القويعية) المعروف قديمًا بعرض شَمَام، وسواد باهلة، غرب وادي العَمْقِ، وشرق جبل صَبْحا (يذبل قديمًا) وهو جنوب بلدة (القُوَيْعِيَّة) قاعدة العرض بنحو ثمانين كيلا. وقد عثر على معدنه، وعرف في عهدنا.
9 -
معدن هبود:
جاء في كتاب "بلاد العرب"
(3)
قال المُسَلَّم: ومن معادن اليمامة: خَزْبَةُ وشَمَام وهو بسود باهلة، والعيصان وهو بأرض نُمَيْر، وهَبُّود والتَّمَيْرَةُ وقُسَاس والحُفَيْر بأرض باهلة، والتميرة لبني أبي بكر بن كلاب، وهبود لبني نمير. انتهى.
(1)
ص 886 تحقيق أحمد محمد شاكر سنة 1356 هـ.
(2)
كما ينطقون (فمين) ويكسرون القاف.
(3)
382.
وبلاد بني نُمَير واقعة بجوار بلاد باهلة شرقًا وشمالا، بالنسبة للعرض عرض شَمَام المعروف الآن بعرض القويعية، وتمتد بلادهم إلى أعالي السِّرِّ حيث تشمل ما حول جبل حَقيل.
ولعل جبل هَبُّود الذي فيه المعدن واقعًا بمنطقة الدوادمي، حيث تكثر آثار التعدين، ولم أسمع باسم هبود في جبال تلك الناحية، ولكن مما يؤيد هذا أن البكري قال في رسم (الأحفاء) من "معجم ما استعجم": عكاش والهَبَابِيدُ ماء لباهلة، وهو هَبُّود، فجمعه، يشير إلى قول طفيل الغنوي:
شَرِبْنَ بِعُكَّاشِ الهَبَابِيد - البيت.
ويدل على ذلك أيضًا بيت أورده البكري غير منسوب ونصه
(1)
:
وأُمُّهُمْ ضَبْعٌ بَاتَتْ تجُرُّ سَلا
…
بِالْجِزْعِ بَيْنَ مُجَيْرَاتٍ وَهَبُّودٍ
وهذا البيت يدل على قرب هبود من مجيرات التي لا تزال معروفة فيما بين بلدتي الشعراء والدوادمي، ويدل على ذلك أيضًا أن عكاشًا الذي أضيف إلى الهبابيد واقع في الطريق من اليمامة إلى مكة المكرمة، كما جاء في كتاب "بلاد العرب"
(2)
في وصف ذلك الطريق حيث قال: فإذا جزت الهلباء ترد عكاشًا وهو ماء لبنى نمير، عليه نخل، فإذا جزت عكاشًا وردت العيصان وهو معدن. وجاء فيه أيضًا
(3)
: من معادن اليمامة خزبة وشمام وهو بسود باهلة والعيصان وهو بأرض نمير، وهبود والتميرة وقساس والحفير بأرض باهلة.
والتميرة لبني أبي بكر بن كلاب وهبود لبني نمير، كذا ورد الكلام في إحدى مخطوطات الكتاب. وبنو نمير وباهلة منازلهم متجاورة.
وكل ما تقدم يدل على أن معدن هبود يقع في الجانب الشرقي من العرض غير بعيد من منطقة الدوادمي - وتقدم ذكر هبود في ذكر بلاد باهلة.
(1)
"معجم ما استعجم": 460.
(2)
369.
(3)
مخطوطة زهير الشاويش.
الصناعة:
تكثر المعادن في بلاد باهلة كما تقدم ذكر هذا، وذلك يتطلب أن يكون أهل تلك المعادن ذوي خبرة وسِعَة اطِّلاع على معادن بلادهم، هذا يستلزم أن يكون بين أفراد هذه القبيلة من اشتغل بصناعة التعدين، يضاف إلى هذا أن بلاد القبيلة على درجة حسنة من الخصب، وبلد هذا شأنه يكون أهله أقرب إلى التحضر، وإلى مزاولة أعمال الحياة الحضرية، مما يجعل الأكثرين من العرب الذين كانوا يمارسون حياة البداوة ينظرون إلى مَنْ هذه صفته نظرة استهانة، وهذا أمر مألوف ومعروف في العهود القديمة.
وقد أورد الأبْيورديُّ في كتاب "زاد الرفاق"
(1)
ما نصه: "ذكر علماؤنا رحمهم الله أن عامر بن صعصعة بن ثور الدِّثَارِيِّ تزوج أميرة بنت واصل بن عطبية العوذية، وكانت من أهل المعدن، فعيره قومه بها، وقالوا: تزوجت امرأة سكنت القرى، وجاورت أهلها، وليسوا بعرب، فلم يلتفت إلى قولهم، وقال فيها:
لَهِنَّكِ مِنْ عَبْسِيَّةٍ لَكَرِيْمَةٌ
(2)
…
على مَضَواتِ كَاذِبٌ مَنْ يَقُولُهَا
ومَنْ يَغْشَ أَبْوَابَ المَعَادِنِ يَلْتَمِسُ
…
لَهُ مُصْمَئِلاتٌ تَهَوَّل غُولُها
فولدت له كوثرًا، فتزوج كوثر امرأة يقال لها أسماء بنت خارجة بن قرار، ثم خرج إلى العراق لبعض شأنه، فوقع بينها وبين أمه لحاء، فقوضت
(3)
بيت أمه وضربتها فقالت:
(1)
مخطوطة دار الكتب المصرية الورقة 74 ب.
(2)
في "تتمة الغربيين" أنشد الكسائي: لهنك من عبسية لوسيمة: يريد اللَّه إنك فأسقط إحدى اللامين من اللَّه وحذف الألف من الهنك فصار لهنك. انتهى.
[وأقول: البيت في "الخزانة" 10/ 340 بلفظ: لهنك من عبسية لوسيمة على هفوات. . إلخ وأشار المحقق إلى وروده في "الإنصاف" - 209 - و"الهمع" 1/ 141 و"اللسان" - رسم لهن - وقبله في "اللسان":
وبي من تباريح الصبابة لوعة
…
قتيلة أشواقي وشوقي قتيلها
ولم ينسب الشعر لقائل.
(3)
تقويض الخيمة: انحلال أطنابها.
هَلْ رَاكِبٌ مُسْتَعْجِلٌ ذُو أَمَانَةٍ
…
يُبلِّغُ عنِّي بالرَّسَاتِيق كَوْثَرا
بأَنَّ الَّتِي أَعْطَيْتَ فِيْهَا حَريبَتِي
…
وعَاصَيْتَ فِيْهَا مَنْ نَهَاكَ فَأَكْثَرا
أَغَارَتْ عَلَى بَيْتِي تَقُوِّضُ سَمْكَهُ
…
وَتَشْتِمُنِي أَنْ كَانَ أَمْرٌ تَغَيَّرا
تَجَاوَزَتِ الحُجَّاجَ نَحْوِي فَأَنْشَبَتْ
…
أَظَافِيْرَهَا فِي الرَّأسِ حَتَّى تَعَفَّرَا
(1)
فَواللَّه لا أَنْسَى بَلاءً لَقَيتُهُ
…
طِوَالَ اللَّيَالِي أَو أَمُوت فَأُقْبَرَا
فبلغت الأبيات كوثرًا، فرحل من وقته حتى وافي الحي فوقف عند باب أمه، ودعا بامرأته فطلقها، وحلف أن لا يجلس حتى ترحل، وتغيب عن عينه، فما جلس حتى ساقها السائق وقادها القائد، فضرب المثل بعزيمته فقيل: أجَدُّ من عزيمة كوثر". انتهى.
ولا بأس من إطراف القارئ بخبر أورده صاحب "الأغاني" ليس من المستبعد أن يكون مختلقًا، ولكن فيه ما يخفف من جفاف البحث، نقل عن إسحاق الموصلي. أنه قال: وقف على بَشَّار بعض المُجَّان، وهو يُنشِد شعرًا، فقال له: استر شِعرَك هذا كما تستر عورتك! فصفق بشَّار بيديه، وغضب، وقال له: ويلك ومن أنت؟ قال: أنا -أعزك اللَّه- رجل من باهلة، وأخوالي سَلولُ، وأصهاري عُكْلُ، واسمي كلب، ومولدي بأضَاخ، ومنزلي بظفر بلال، فضحك بشار، وقال: اذهب -ويلك- فأنت عتيق لُؤْمك قد علم اللَّه أنك استترت مني بحصون من حديد. انتهى. ولا أستبعد أن يكون هذا الخبر من اختلاق الموصلي أو لعله من كُتّاب شيخه أبي عبيدة في "مثالب باهلة" الذي ألفه إبان تكالب الشعوبيين على الأصمعي وقبيلته باهلة.
ولم أجد نصًّا صريحًا من نصوص العلماء يدل على احتراف هذه القبيلة الكريمة حرفة منبوذة عند العرب، مع أنه شاع بين المتأخرين من أهل عصرنا أن قبيلة باهلة كانت تصنع البرم (جمع بُرْمَةٍ) وهي الأواني التي كان يطبخ بها إلى عهد قريب، وكان معدنها في بلدة (أضاخ) البلدة المعروفة بقرب بلدة نَفْء (نَفْي) في عالية نجد، وليس هذا من المستبعد، فقد كان معدن البرم قريبًا من بلاد باهلة،
(1)
تغبَّر بالتراب.
بل كان مجاورًا لبلاد إخوتهم من غني، والقبيلتان كثيرًا ما تشتركان في المنازل، بل إن عمل البرم كان معروفًا حتى عصرنا في جهة أضاخ، وما يقربه من القرى كالأثلة ونَفْي.
ثم أية غضاضة بأن تمتهن باهلة حِرْفَةً من الحرف الحضرية، كالصناعة والزراعة وغيرهما؟! إن نظرة العرب القائمة على احتقار الصناعات نظرة ليست مستقيمة، بل هي متأثرة بحياة طبيعتهم الأولى عندما كانوا يعيشون على الكر والفر والسلب والنهب، فهم لا يرغبون الارتباط بالأرض في أي عمل من الأعمال، من حراثة أو صناعة، بل يحتقرون ذلك، ويتبعون ما يجدون فيه حياة لإبلهم وأنعامهم، ومنأى عن أعدائهم، وإذا وجد في بلادهم التي استقروا فيها قبيل الإسلام من يمتهن شيئًا من الحرف فإن نظرتهم إليه بالاحتقار لم تتغير. وقد أشار ابن خلدون في مقدمته
(1)
إلى أن العرب أبعد الناس عن الصناعات.
وبالإجمال فإن الحضارة لا تقوم إلا على أساس المهن الناشئة عن الاستقرار والتحضر وقد جاءت الأديان بالحث على الأخذ بها، وهناك من الأنبياء عليهم السلام من كان ذا حِرْفَةٍ، فداود عليه السلام كان حدادًا يصنع الدروع، قال اللَّه عز وجل في حقه:{وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10) أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ. . . (11)} [سبأ].
ونوح عليه السلام كان نجارًا، فقد صنع السفينة بأمر اللَّه سبحانه وتعالى:{فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا. . . (27)} [المؤمنون].
ومحمد صلى الله عليه وسلم اشتغل بالتجارة وهي من مقومات أعمال الحضارة، فأي وصمة لهذه القبيلة حين توصف بأن منها من يحترف الصناعة، في وقت كان العرب يحتقرونها، بل إن هذا مما يدل على أنها بلغت من الوعي وعمق الإدراك وسعة المعرفة ما جعلها تستفيد من وسائل الحياة الممكنة، ولا تقتصر على ما ورثته عن الآباء والأجداد من أمور الحياة كالبداوة وما ينشأ عنها.
(1)
"مقدمة ابن خلدون" 2/ 486 ط الدار التونسية سنة 1984 م.
خيل باهلة
منزلة الخيل في نفوس العرب في عهودهم القديمة كانت تسامي منزلة أبنائهم عندهم، لأنهم يرونها حصونًا لهم، يمتنعون بظهورها من أعدائهم، ويعدونها من أقوى وسائل العز التي تحمي كيانهم، قال ابن قتيبة
(1)
: الخيل حصون العرب، ومنبت العز، وسلم المجد، وثمال العيال، وبها تدرك الثأر، وعليها تصيد الوحش، وكانوا يؤثرونها على الأولاد باللبن، ويشدونها بالأفنية للطلب والهرب، وقد كنى اللَّه عنها في كتابه بالخير لما فيها من الخير، فقال حكاية عن نبيه سليمان عليه السلام:{إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32)} [ص]. يعني الخيل، وبها كان شغل سليمان عن الصلاة حتى غربت الشمس، وقال طفيل:
وَلِلْخَيْلِ أَيَّامٌ فَمَنْ يَصْطَبِرْ لَهَا
…
ويَعْرِفُ لَهَا أَيَّامَهَا الخَيْرَ يُعْقِبِ
ولا يزال العرب يتمثلون: (الخيل عز للرجال وهيبة)، وفي القرآن الكريم والسنة النبوية من ذكر الخيل وإبراز محاسنها ما يدل على عظم شأنها عند العرب {وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ. . . (60)} [الأنفال] وأقسم اللَّه بالخيل في قوله تعالى:{وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5)} [العاديات] فقد أقسم اللَّه بخيل الغزاة التي تعدو فيرتفع صوت أنفاسها عند العَدْو، وبالموريات التي حين تضرب أقدامها الأحجار توري نارًا، وبالمغيرات التي تصبِّح الأعداء، وفي الأثر "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة"، ويقول شاعر عامري
(2)
:
بَنِي عَامِرٍ إنَّ الخُيُولَ وقَايَةٌ
…
لأَنْفُسِكُمْ، والمَوْتُ وقْتٌ مُؤَجَّلُ
أَهِيْنُوا لَهَا ما تُكْرِمُوْنَ وَبَاشِرُوا
…
صِيَانَتَها والصَّوْنُ لِلْخَيْلِ أَجْمَلُ
مَتَى تُكْرِمُوهَا يُكْرِمِ المَرْءُ نَفْسَهُ
…
وكُلُّ امْرِئٍ مِنْ قَوْمِهِ حَيْثُ يَنْزِلُ
(1)
"الرد على الشعوبية": 349.
(2)
"بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب": 2/ 77.
وقال عنترة بن شداد
(1)
:
وَيَمْنَعُنَا من كُلِّ ثَغْرٍ نَخَافُهُ
…
أَقَبُّ كَسِرْحَانِ الأَبَاءَةِ ضَامِرُ
وكُلُّ سَبُوحٍ فِي العِنَانِ كَأنَّهَا
…
إِذَا اغْتَسَلَتْ بِالمَاءِ فَتْخَاءُ كَاسِرُ
فلا غرو -وللخيل تلك المنزلة في النفوس- أن تكون هذه القبيلة النابهة في الذكر في أيام المجاولة، والمصاولة بين العرب في عهودهم الأولى ذات عناية شديدة بها.
ولحرص العرب على انتقاء خيولهم واختيارها كانوا يحافظون على أصولها من حيث تسلسل تلك الأصول، كما يحافظون على أنسابهم، ولابن الكلبي كتابه المعروف، "نسب الخيل" ذكر فيه أهم أصول الخيل. ولابن الأعرابي، وللأسود الغندجاني الأعرابي ولغيرهما المؤلفات المشهورة عن الخيل، ولا يزال هذا شأن العرب في هذا العصر من حيث المحافظة على أصالة أنساب ما يقتنون من الخيل.
ولقد امتازت قبيلة باهلة بأنها كانت تملك من الخيل أعرقها أصولا حتى ظهر الإسلام، وفي خبر أورده ابن الكلبي في كتاب "نسب الخيل"
(2)
ما يشير إلى ذلك، قال: أخبرني بعض علماء أهل اليمامة أن هشام بن عبد الملك كتب إلى إبراهيم بن عربي الكناني أن اطلب في أعراب باهلة لعلك أن تصيب لي فيهم من ولد الحَرُون شيئًا، فإنه كان يطرقهم، ويجب أن يبقى فيهم نسله.
ويظهر أن ابن عربي تتبع الخيل المعروفة عند العرب، فبعث بها إلى الشام، كما تدل على ذلك الأخبار المتعلقة بالخيل في العهد الأموي.
وقد كان لإبراهيم بن عربي من الصولة وقوة النفوذ في نجد حين ولي اليمامة ما هو معروف، إذ كان يترسم سياسة الحجاج بالشدة والصرامة في حكمه، وهو الذي أنشأ السجن المعروف (دَوَّار) الذي طالما جأر منه من سجن فيه
(3)
.
ولا شك أنه كان من أثر اقتناء باهلة للخيل الأصيلة أن تمكنت من معرفة السمات التي تتسم بها الفرس الأصيلة دون غيرها، ولعل في هذه القصة الطريفة
(1)
المصدر السابق: 2/ 78.
(2)
69 ط المجمع العلمي العراقي.
(3)
انظر "العرب" س 11 ص 73 وس 23 ص 822.
ما يبرز جانبًا من جوانب معرفة قبيلة باهلة بشئون الخيل وأحوالها: قال أبو هلال العسكري في كتاب "الأوائل"
(1)
: بعث عمر سلمان بن ربيعة على جيش، وسار معه عمرو بن مَعْد يكرب وطلحة الأسدي، فلقوا العدو فهزموه، وأصابوا غنائم كثيرة، فلما قفل قسمها، وأمر أن تعرض عليه الخيل، فكان يسهمها ولا يسهم إلا لكل عتيق، فمر به فرس لعمرو فيه غلظ، فقال سلمان: إنه لهجين، وما أريد أن أسهمه، فغضب عمرو وقال: أجل ما يعرف الهجين إلا الهجين!!، فقام إليه الأشتر وكان من رهطه فقال: يا عمرو ما نراك إلا سلبت الماء الذي نكون عليه بالبادية، أما تعلم أن هذا الإسلام وأن أمر الجاهلية قد اضمحل، أما لو أمرنا بك لأخذناك له. فقال عمرو: ما عرفت الذل قبل اليوم، وبلغ أمرهما عمر فكتب إلى سلمان: أما بعد: فلقد بلغني صنيعك بعمرو، وأنك لم تحسن بذلك، ولم تجمل فيه، فإذا كنت بمثل مكانك من دار الحرب فانظر عَمْرًا وطلحة وقربهما منك، واسمع منهما، فإن لهما بالحرب علمًا وتجربة، وإذا وصلت إلى دار السلم فأنزلهما منزلتهما التي أنزلا أنفسهما بها، وقرب أهل الفقه والقرآن. وكتب إلى عمرو: أما بعد فقد بلغني إفحامك لأميرك وشتمك له، إن لك سيفًا تسميه الصمصامة، وإن لي سيفًا اسمه المُصَمِّم، وإني أحلف باللَّه لو قد وضعته على هامتك لا أرفعه حتى أقدك به.
فلما جاءه الكتاب قال: واللَّه إنْ هَمّ ليفعلن. انتهى.
وسلمان بن ربيعة الباهلي هو سلمان الخيل، كان أبصر الناس بعتق دابة، وأبصرهم بإقراف وهجنة كما قال الجاحظ
(2)
. ومن علماء الخيل من باهلة شبيب ابن جحل.
(1)
2/ 44.
(2)
الجاحظ في كتاب "البرصان والعرجان" - 331 - تحقيق عبد السلام هارون.
بعض أسماء خيل باهلة
ومن أشهر ما عرف لباهلة من الخيل:
1 -
الأشقر
(1)
:
فرس قتيبة بن مسلم، وكان الحجاج كتب إلى قتيبة: إنه قد اجتمعت جياد العرب بخراسان، فاكتب إلى أهل الكُوْر ومرهم بإجراء الخيل، وابعث إلى بسوابقها، ففعل، فبعث إليه قتيبة بالأشقر والرؤاسي وهما ابنا الحُميراء لبطنها، فجاءت بهما رسله، فعرض لهما أشكاب اللص بجوخي، فسرق الأشقر، فذهب به وجاءوا بالرؤاسي إلى الحجاج، فبعث به الحجاج إلى عبد الملك، فاستوهبه منه بشر بن مروان أخوه، فوهبه له، فكانت خيل عبد الملك بن بشر من بنات الرؤاسي، فكانت سوابق الخيل بالعراق.
وكان يوسف بن عمر يجري الخيل فسبقه عبد الملك بن بشر ببنات الرؤاسي، وقيل ليوسف بن عمر: ألا تجري الخيل؟ فقال: ألا أتغني وأبعث بالسبق إلى عبد الملك، فلم تزل عند عبد الملك بن بشر، فحمل بعضهن على بعض فرقهن وقادهن عبد الملك بعد إلى بنات الذائد بالشام، فسبقتها الذائدية، فما قصبت الرؤاسية مع الذائدية، وذلك لأنهن رققن وضعفن.
وكانت الذائدية أغلظ منها وأقوى، فاعترتها بقوتها، قال أبو يحيى: وإنما سمي الرؤاسي لأن رجلا من بني سُليم يقال له عبد الملك رؤاس، استوهب ما في بطن الحُمَيراء من مَعْقِل بن عروة فوهبه له، فلما وضعته أعجب معقل بن عروة، فقال لعبد الملك رؤاس: دعه العام وأهب لك ما شئت. فأبى، فقال معقل: إذا لا أُلَبِّئه لك. قال: هاته، فأخذه واشترى له برذونة حين وضعت فألباه منها ثم صنعه حتى أجذع فأرسله فلم يصنع شيئًا، ثم أثني، فأرسله فلم يصنع شيئًا فأعاره رجلا من دَهَاقين أهل خُرَاسان، فابتذله الدهقان حتى أربع، فانتسب الفرس بعدما ابتُذِل، فكان سابقًا مُبِرّا -انتسب أي رجع إلى نسبه وعرقه-.
وقال أبو يحيى: كانت الحُميراء لمعقل بن عروة، وكانت سابقة وبناتها سوابق، وكان معقل بصيرًا بالخيل، وكان إذا أجريت الخيل استدبرها فأيها كان أدنى سنبكا من الأرض سبقه عليها.
(1)
"بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب" 2/ 106.
2 -
أعوج:
فرس عدي بن أيوب بن شبيب العلمي
(1)
.
3 -
الجموح:
لمسلم بن عمرو الباهلي، قال فيه القائل
(2)
:
نَحْنُ سَبَقْنَا حَلْبَةَ العِرَاقِ
…
عَلَى الجَمُوحِ وعَلَى العَنَاقِ
4 -
الحرون:
قال ابن الكلبي
(3)
: فرس عَمْرو بن مسلم الباهلي، اشتراه من رجل من بني هلال، من نتاجهم، وهو الحَرُون بن الخُرزِ بن الوَثِيمي بن أعْوَج، وكَان الوَثِيْمي والخُزَرُ جميعًا لبني هلال، وكانوا يزعمون أنهما كانا أجود من أعوج جميعًا.
وكان مسلم تزايد هو والمهلَّب بن أبي صُفْرَة على الحرون حتى بلغا به ألف دينار، وكان مسلم أبصر الناس بفرس وصنعة له، إنما كان يلقب السائس من بصره بالخيل لها، فلما بلغ صقلاه وهما خاصرتاه، وكان صاحبه يبرأ من حِرَانه، فضن عنه المهلب، وقال: فرس حرون مخطف بألف دينار؟ قيل له: إنه ابن أعوج، قال: لو كان أعوج نفسه على هذه الحال ما ساوى هذا الثمن. فاشتراه مسلم ثم أمر به فعطش عطشًا شديدًا، وأمر بالماء فبرد، حتى إذا جهده العطش قرب إليه الماء البارد العذب، فشرب الفرس حتى حبب وامتلأ. ثم أمر رجلا فركبه ثم ركضه حتى ملأ ربوًا فرجعت خاصرته، ثم أمر به فصنع فسبق الناس دهرًا لا يتعلق به فرس، ثم افتحله فلم ينجل إلا سابقًا، وليس في الأرض جوادٌ من لدن زمن يزيد بن معاوية بنسب إلا إلى الحرون.
وكان مسلم قد رأى فيما يرى النائم أنه يخرج من إحليله طائر يطير، فأرسل إلى محمد بن سيرين فاستعبره، فقال: إن صدقت رؤياك لتنتجن خيلا جيادًا لا يتعلق بها. فنتج البطين والبطان بن البطين، لم ير مثلهما قط، والقتادي،
(1)
"أسماء خيل العرب" لابن الأعرابي: 67.
(2)
المصدر السابق: 66 و"التكملة" 2/ 27.
(3)
"نسب الخيل" ط المجمع العلمي العراقي: 65.
وكانت ترسل الخيل فيجيء السابق لمسلم بن عَمْرو، والمصلي الثاني، ثم توالى له عشرون فرسًا معًا ليس لأحد فيها شيء، فقال بعض الشعراء لما رأى ما عليه مسلم ابن عَمْرو من السابق:
إِذَا مَا قُرَيْشٌ خَوَى مُلْكُهَا
…
فَإِنَّ الخِلافَةَ فِي بَاهِلَهْ
لِربِّ الحَرُوْنِ أبِي صَالِحٍ
…
وَمَا تِلْكَ بالسُّنَّةِ العَادِلَهْ
فلما مات مسلم وورد الحجاج أخذ البطين من قتيبة بن مسلم، فبعث به إلى عبد الملك بن مروان، فوهبه عبد الملك لابنه الوليد، فسبق الناس عليه، ثم استفحله فهو أبو (الذائد) والذائد أبو أشقر مروان.
وحدث أبو عبيدة قال: سبق الناس قتيبة بن مسلم بخراسان وخيل العرب من أهل الشام متوافرة بخراسان، فتوالي لقتيبة ثمانية عشر فرسًا، وجاءت أمامها (جَلْوَي) فرس كانت لعبد الرحمن بن مسلم، وهي بنت الحرون لصلبه، فقال في ذلك فُضَالة بن عبد اللَّه الغَنْوِيِّ:
خَرَجَتْ سَوَاسِيَةً مَعًا وأَمَامَهَا
…
جَلْوَى تَطيْرُ كَمَا يَطِيْرُ الشَّوْذَقُ
فَلَمَحْتُ أَنْظُرُهَا فَمَا أَبْصَرْتها
…
مِمَّا تَرفَّعُ فِي السَّرَابِ وَتَغْرَقُ
ومن ولد الحرون: مُنَاهِب، وكان لبني يربوع، والضَّيْف، وكان لبني تغلب، قال الشمردل اليربوعي:
تَلْقَى الجِيَادَ المُقْرَبَاتِ فِيْنَا
لأَفْحُلٍ ثَلاثَةٍ يَنْمِيْنَا
مُنَاهِبًا والضَّيْفَ والحَرُوْنَا
وأضاف ابن الكلبي قائلا
(1)
: أخبرني بعض علماء أهل اليمامة أن هشام بن عبد الملك كتب إلى إبراهيم بن عَرَبيٍّ الكناني أن اطلب في أعراب باهلة لعلك أن تصيب لي فيهم من ولد الحرون شيئًا، فإنه كان يطرقهم ويجب أن يبقى فيهم نسله. فبعث إلى مشايخهم فسألهم، فقالوا: ما نعلم شيئًا غير فرس عند الحكم
(1)
"نسب الخيل" ط المجمع العلمي العراقي 69 وما بعدها.
ابن عرعرة النُّمَيْري، يقال له:(الحموم)، فبعث إليه فجيء بها، وجاء رجل من بني سعد بفرس أشقر أقرح، من ولد (لاحق)، فلما نظر إليه الحكم بن عرعرة، ويقال: إنه كان أبصر الناس بفرس، فقال: ما له قاتله اللَّه، إن سبقنا شيء فهذا خليق، وكل يحاكها عشر غلاء ويتقدمها، ثم تغضب وتدركها عروق كرام، فسبقه، فلما أرسلت الخيل صدر الأشقر السعدي عليها، وانقطعا من الخيل، فرجز السدي فأنشأ يقول:
نَحْنُ صَبَحْنَا عَامِرًا فِي دَارِهَا
…
أَرْوَعَ يَطْوِي الخَيْلَ مِنْ أَقْطَارِهَا
يُغَادِرُ الخَيْلَ عَلَى انْبِهَارِهَا
…
مَقَوَّرةً تَعْثُرُ فِي غِبَارِهَا
قال: فواللَّه لكأنها فهمت رجزه، فصَرَّتْ أذنيها ثم اعتمدت في اللجام، فبدرت بين أيديها، فجاءت كأنها كُشَابُ أعسر، والكُشَابُ مثل المِعْرَاض، فنهض النُّمَيْرِيُّ يرتجز:
مَا إِنْ صَبَحَتْ عَامِرًا فِي دَارِهَا
…
إِلا جِلالًا كُنْتَ مِنْ مُيَّارِهَا
مُنْخَرِق المِئْزَرِ مِنْ تَجْرَارِهَا
…
قَدْ تَرَكَتْ عَودَكَ فِي غُبَارِهَا
خَيْفَانَة لا يُصْطَلى بِنَارِهَا
…
تَحْمِي بَنَاتَ أُمِّهَا مِنْ عَارِهَا
قال: فكلمه فيها إبراهيم بن عَربي، فقال: إن أمير المؤمنين كتب إليَّ أن أصيب له فرسًا من نسل الحرون، قد جلت عن نفسها بالسبق، فخذ مني ثمنها. فقال الحكم: إن لها صحبة وحقّا، وهي عندي نفيسة، ما تطيب نفسي عنها، ولكن أهب لأمير المؤمنين ابنًا لها سبق الناس عامًا أول، وإنه لرابض. قال: فضحك القوم. فقال: ما يضحككم؟ أرسلت أمه عامًا أول بجو في حلبة ربيعة، وإنها لعقوق به، قد ربض في بطنها، فسبقت، فبعث به إلى هشام، فسبق الناس عليه، وما اتغر.
وقال القالي
(1)
: حدثنا أبو بكر عن الأصمعي، قال: كان الحرون من خيل العرب، حدثني رجل من أهل الشام قال: كان من مسلم بالري، ثم جاء فشهد معه وقعة إبراهيم، قال: حدثني بهذا النسب مسلم، قال: الحرون بن الأثاثي بن
(1)
"النوادر - ذيل الأمالي": 184/ 185 ط دار الكتب.
الخُزَر بن ذي الصُّوفَة بن أعْوَج، فرس مسلم بن عمرو الباهلي في الإسلام، وكان مسلم اشتراه من أعرابي بالبصرة بألف درهم، معاوضة بمتاع، وذكر أنه كان في عنقه رَسَنُ حين أدخله الأعرابي يطير عفاؤه، فسبق الناس عليه عشرين سنة، وكان يسبق الخيل ثم يحرن حتى تلحقه الخيل، فإذا لحقته سبقها ثم حرن ثم سبقها، وكان الحجاج قد بعث بابن له يقال له:(البِطَان) إلى الوليد بن عبد الملك، فصيره لمحمد ابنه، وولد البطانُ البَطِيْن، وولد البطينُ الذائد، وكان هشام بن عبد الملك يشتهي أن يسبق الذائدُ، فأتوه بفرس بَرْبَري يقال له (المكانب) بعدما حطم الذائد، وسبق أيضًا عشرين سنة، قال: فضمه إليه فكان سائسه يقول: جَهَد المكانب الذائد، جهده اللَّه، أي في الجري وهو متفسح، قال: فجاء معه يتقدمه بشيء، والذائد ابن البطين، وأشقر مروان من نسل الذائد.
قال الأصمعي: كان عبد اللَّه بن علي قدم بأشْقر مروان البصرة، قال: فرأيته أشقر أعور، من نسل الذائد، قال: وحدثني جعفر بن سليمان قال: كان لا يدخل على الذائد سائسه حتى يأذن يحرك له مخلاةً فيها شعير، فإن تحمحم دخل عليه، وإن هو دخل قبل أن يفعل ذلك شد عليه، وكذا كان يصنع بالفرس إذا جرى معه يكدمه.
قال الأصمعي: الوجيه ولاحق والغراب وسبل وهي أم أعْوج كانت لغني، وأعْوَج كان لبني آكل المُرَار، ثم صار لبني هلال بن عامر، وجروة فرس شداد بن عَمْرو، أبي عنترة بن شداد، ومَيَّاس وهَدَّاج لباهلة لبني أعْيَا، قالت الحارثية:
شَقِيقٌ وحَرْمِيٌّ هَرَاقَا دِمَاءَنَا
…
وَفَارِسُ هَدَّاجٍ أَشَابَ النَّواصِيَا
وقد انتشر نسل الحَرُون بين الغرب فكان من نسله
(1)
:
البطان لمحمد بن الوليد بن عبد الملك.
والبطين بن البطان للوليد بن عبد الملك.
والحليل لرجل من حِمْيَر.
(1)
انظر عن هذه الخيل كتاب "خيل العرب وفرسانها" للأسود الغندجاني وكتاب "العمدة" لابن رشيق: 2/ 236.
وحميل لبني عِجْل.
وذو المَوْتَة لبني سلول، وكان يأخذه شبه الجنون في بعض الأوقات.
والزليف.
والصاحب لغني.
والضيف لتغلب.
والعصفوري لمحمد بن يوسف أخي الحجاج.
وغطيف لعبد العزيز بن حاتم الباهلي.
والقدح لغني.
ومناهب لبني يربوع.
واليحموم لهشام بن عبد الملك
(1)
.
5 -
الحرون أيضًا:
اسم فرس عقبة بن مدلج العليمي الباهلي على ما ذكر ابن الأعرابي
(2)
.
6 -
خصاف:
لسُمَيْر بن ربيعة بن خلف بن مرة بن صحب الباهلي، ويسمى فارس خصاف، ويضرب به المثل فيقال: أجْرأ من فارس حِصَاف، قال بعض الشعراء
(3)
:
إِذَا وَجَّهَ الدَّهْرُ السِّهَامَ إِلَى امْرِئٍ
…
أَصَابَ وَلَمْ يُخْطِئ وَيَمَّمَ قَاصِدَا
وَرَبُّ خَصَافٍ قَدْ أَصَابَتْ سِهَامُهُ
…
وِأَيُّ امْرِئٍ يَبْقَى عَلَى الدَّهْرِ خَالِدَا
وقال آخر:
أو مثل رب خصاف حين يحمله
…
على الكماة يقد الهام والقصرا
وقال الميداني في "مجمع الأمثال"
(4)
: أجرأ من خاصي خَصَاف.
(1)
"أسماء خيل العرب" للغندجاني: 270.
(2)
"نسب الخيل" لابن الكلبي 67 ط دلافيدا.
(3)
"أسماء خيل العرب" لابن الأعرابي 50 والأسود الغندجاني: 89.
(4)
1/ 325.
فإنه رجل من باهلة، وكان له فرس اسمه أيضًا خَصَاف، فطلبه بعض الملوك للفحلة فخصاه.
قال أبو المندى: هو حمل بن يزيد بن ذُهْل بن ثعلبة، خَصِى خَصَاف بحضرة ذلك الملك، وفيه يقول الشاعر:
تاللَّه لو ألقى خصاف عَشِيَّة
…
لكنت على الأملاك فارس أشأما
أي فارس شؤم.
7 -
الرقعاء:
فرس عمرو بن عامر بن معبد الباهلي، قتله بنو عامر، وله يقول زيد الخيل:
وأُنْزِلَ فَارِسُ الرَّقْعَاءِ كُرْهًا
…
بِذِي شُطَبٍ يُحَادَثُ بِالصِّقَالِ
والرقعاء أخت خصاف
(1)
.
8 -
السرحان:
فرس سالم بن أرطأة العُلَيْمي
(2)
.
9 -
الصبحاءُ:
لرجل من باهلة يقال له: كلدة
(3)
.
10 -
العناق:
فرس لمسلم بن عَمْرو الباهلي
(4)
.
11 -
غطيف:
من ولد الحَرُون، فرس لعبد العزيز بن حاتم الباهلي
(5)
.
(1)
"أسماء خيل العرب" لابن الأعرابي: 111.
(2)
"أسماء خيل العرب" لابن الأعرابي: 67.
(3)
"أسماء خيل العرب": 148 و"التكملة" للصاغاني: 2/ 57.
(4)
"أسماء خيل العرب" لابن الأعرابي: 175.
(5)
"الخيل لابن الكلبي" 68 ط المجمع العلمي العراقي سنة 1406 هـ و"أسماء خيل العرب" للأسود الغندجاني 186.
12 -
غُطيف أيضًا:
فرس للنعمان بن عمرو الباهلي
(1)
.
13 -
الكميت:
فرس دَيْسَمَ بن رُومي الباهلي، ذكره ابن الأعرابي
(2)
، وفيه يقول ديسم لِعُمَير بن الحُبَاب:
فَأَدْرَكَهُ الكُمَيْتُ بِشَمَّرِيٍّ
…
مِنَ الأَبْطَالِ مِغْوارٍ نَجِيْبِ
والشَّمَّرِيُّ: المُشَمِّرُ. الِمغْوار: من الغارة. النجيب: الكريم.
14 -
المعلى:
فرس عقبة بن مدْلِجِ العُلَيْمي
(3)
.
15 -
مندوب
(4)
:
لمسلم بن ربيعة الباهلي، وقف عليه بدمشق مجللا مبرقعًا، فقال: سابق، فابتاعه، وصنعه فأجراه، فلم يصنع شيئًا، فباعه، ووقف عليه مرة أخرى، فقال: سابق، فابتاعه، ثم صنعه فأجراه فلم يصنع شيئًا، فباعه، واشتراه الثالثة فصنعه فسبق عليه أهل دمشق، فقال:
نَظَرْتُ وَمَنْدُوْبٌ عَلَيْهِ جِلالُهُ
…
أَمَامَ رِعَالِ الخَيْلِ مستتلا يَعْدُو
فَقُلْتُ: جوادٌ أَو صَبُورٌ مُلازِمٌ
…
عَلَى الغَايَةِ القُصْوَى إِذَا بَلَغَ الجَهْدُ
فَمَا خَانَنِي لُبِّيْ لَدُنْ أَنْ وَزَنْتُهُ
…
وَبِالبَابِ أَقْوَامٌ، وَلا بَصَرِيْ بَعْدُ
16 -
مياس:
لشقيق بن جزء الباهلي، أحد بني قتيبة، قال فيه ابن أحمر:
(1)
المصدر الأخير: 188.
(2)
"أنساب خيل العرب" لابن الأعرابي: 50.
(3)
المصدر السابق.
(4)
"أسماء خيل العرب" للأسود الغندجاني: 226.
مُنًى لَكَ أَنْ تَلْقَى ابْنَ هِنْدٍ مَنِيَّةٌ
…
وَفَارِسَ مَيَّاسٍ إِذَا مَا تَلَبَّبَا
وجَحْلا أَبَا عَمْرٍو وَقُرَّةَ ذَا النَّدَى
…
وَزَهْرًا وَغَلاقًا وَيَالَكَ مَقْنَبَا
(1)
17 -
مياس أيضًا:
فرس شقيق بن جزء
(2)
، وفيه قال الشاعر:
عَرانِيْنُ مِنْ عَبْدِ بْنِ غَنْمٍ أَبُوهُمُ
…
هِجَانٌ، فَسَامَى فِي الهِجَانِ وَأَنْجَبَا
فَوَارِسُ سُلَّى يَوْمَ سُلَّى وَسَاجِرٍ
…
وَفَارِسُ مَيَّاسٍ إِذَا مَا تَلَبَّبَا
وقال ابن الكلبي في "نسب الخيل"
(3)
: ميَّاس فرس شقيق بن جزء الباهلي وعليها قتل ابن عاهان في يوم أرْمَامِ، وفيه يقول الأعشى:
وأَعْرَضَ مَيَّاسٌ يَؤُمُّ بِفَارِسٍ
…
لَيَالِيَ لَا يَنْفَكُّ يَرْأَسُ مِقْنَبَا
(4)
وأورد ابن الكلبي في الكلام على هدَّاج: فرس الرَّيب بن الشريق السعدي، وله يقول في يوم أرمام:
شَقِيقُ بْنُ جَزْءِ مَنْ هَرَاقَ دِمَاءَنَا
…
وَفَارِسُ هَدَّاجٍ أَصَابَ النَّواصِيَا
18 -
الورد
(5)
:
فرسُ حاتِم بن النعمان الباهلي.
الصحابة من باهلة
أبي بن عجلان الباهلي - أدهم بن محرز الباهلي - أصمع بن مظهر - أنس بن قتادة - أنس بن قتادة الباهلي - جنادة بن جراد الباهلي - جمانة الباهلي - جهم بن كلدة الباهلي - الحارث بن عمرو بن ثعلبة - زياد الباهلي - سلمان
(1)
"أسماء خيل العرب" لابن الأعرابي: 228.
(2)
المصدر السابق: 49.
(3)
28 ط دلافيدا.
(4)
"النوادر" للقالي: 184.
(5)
"أسماء خيل العرب" لابن الأعرابي: 67.
ابن ربيعة الباهلي - سحبان وائل - شبيب بن جَحْل بن نضلة - شقيق بن جزء ابن رباح - صخر بن القعقاع - صدي بن عجلان (أبو أمامة) - عباية بن بحر الباهلي - عبد الرحمن بن ربيعة الباهلي - عبد اللَّه بن أبي سبقة - عبد اللَّه بن معاوية الباهلي - عبد اللَّه بن معرض الباهلي - عمرو بن أحمر الشاعر - كريم ابن الحارث السهمي - لاحق بن ضمير الباهلي - مالك بن أخامر الباهلي - أبو مجيبة الباهلي - محرز بن أسيد الباهلي - محمد بن إبراهيم الباهلي - مطرف بن خالد بن نضلة - نهشل بن مالك الوائلي - الهرماس بن زياد الباهلي - يزيد بن عباية -.
العلماء من باهلة
إبراهيم بن عبد اللطيف - إبراهيم بن معالي - إبراهيم بن معاوية - إبراهيم ابن معاوية - إبراهيم بن يوسف البلخي - أحمد بن حاتم الباهلي - أحمد بن سعيد بن سلم - أحمد بن معاوية - أحمد بن الوليد - أدهم بن محرز الباهلي - إسحاق بن الضيف الباهلي - إسماعيل بن أحمد بن معاوية - إسماعيل الباهلي - إسماعيل بن محمد بن معاوية - الأصمعي - الباهلي العلامة - بشر بن محمد الباهلي - بكر بن حبيب الباهلي - جعفر بن أحمد بن بهرام - حبان بن هلال الباهلي - حجاج بن حجاج الباهلي - حجاج بن فرافصة الباهلي - أبو الحسن الباهلي - حمدان بن يحيى الباهلي - حمود بن عبد العزيز بن سبيل - خلاد بن المبارك الباهلي - خلاد بن يزيد الباهلي - ربيع بن عبد العزيز الربيع - زكريا بن يحيى الباهلي - سحبان وائل - سلام بن عبد اللَّه الباهلي - سلمان بن ربيعة الباهلي - سويد بن حجر الباهلي - شريك بن معاوية الباهلي - صالح بن عبد اللَّه بن ذكوان - أبو طلحة الباهلي - عامر بن عبيدة الباهلي - العباس بن الوليد - عبد الأعلى بن حماد النرسي - عبد الخالق بن عبد الجبار - عبد الرحمن ابن يزيد الباهلي - عبد الرحمن بن عبد اللَّه الأصمعي - عبد الرحمن بن مصبح الباهلي - عبد العزيز بن إبراهيم بن عبد اللطيف - عبد العزيز بن الربيع الباهلي - عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد اللطيف - عبد اللطيف بن إبراهيم الباهلي - عبد اللَّه بن بكر السهمي - عبد اللَّه بن محمد بن حبان - عبد الملك بن قريب (الأصمعي) - عبيد اللَّه بن المظفر الباهلي - عثمان بن عبد العزيز بن ركبان -
عجلان بن سهل الباهلي - عقبة بن أبي الصهباء الباهلي - العلاء بن موسى بن عطية - علي بن أصمع الباهلي - علي بن مسعدة الباهلي - علي بن مسلم الباهلي - عمرو بن علي الباهلي - عمرو بن مرزوق الباهلي - عمرو بن ميمون الباهلي - أبو عمرو الباهلي - أبو عوانة - عيسى بن حاضر الباهلي - الفضل بن خالد الباهلي - الفلاس (عمرو بن علي) - قتيبة بن حبان الباهلي - قريب بن أصمع الباهلي - قزعة بن سويد الباهلي - قعنب بن محرز (أبو عمرو) - كريز ابن معقل الباهلي - مالك بن أدهم الباهلي - مجيبة الباهلية - محرز بن قعنب الباهلي - محمد بن الحسن الباهلي (أبو عوانة) - محمد بن حفص الباهلي - محمد بن أبي زرعة الباهلي - محمد بن سعيد الباهلي - محمد بن سنان الباهلي - محمد بن عبد اللطيف الباهلي - محمد بن عمر الباهلي - محمد بن محمد بن مرزوق - محمد بن محمد النفاخ - محمد بن محمد بن يحيى - مخلد بن يحيى ابن حاضر - أبو مروان الباهلي - معقل بن مالك الباهلي - منصور بن مصبح الباهلي - منصور بن يحيى الباهلي - نصر بن عثمان الباهلي - الوليد بن عبد الخالق الباهلي - هشام بن عبد الملك الباهلي - هلال بن العلاء الباهلي - هلال ابن النجم الباهلي - يحيى بن المتوكل الباهلي - يزيد الباهلي.
الأمراء والقادة والولاة وذوو المناصب
إبراهيم بن زيد الباهلي - إبراهيم بن سلم بن قتيبة - أحدب بن عمرو الباهلي - أحمد بن سعيد بن سلم - الأخطل بن عمرو بن قرط - أدهم بن محرز الباهلي - أعصر بن النعمان الباهلي - إياس بن بيهس الباهلي - بشار بن مسلم الباهلي - بكر بن حبيب السمهي - بكر بن معاوية الباهلي - جارية بن النعمان الباهلي - جحل بن نضلة الباهلي - أبو جزء الباهلي - حاتم بن حمران الباهلي - حاتم بن حمد النعمان الباهلي - حبيب بن عبد اللَّه بن عمرو - الحجاج بن قتيبة بن مسلم - حري بن حري الباهلي - حوثرة بن سهيل الباهلي - حيان بن يزيد الباهلي - السرى بن الحصين الباهلي - سعيد بن أحمد الباهلي - سعيد بن سلم الباهلي - سلم بن قتيبة - سلمان بن ربيعة الباهلي - سليمان بن موسى
الباهلي - سمير بن ربيعة الباهلي - شبيب بن جحل بن نضلة - شداد بن خالد الباهلي - شريك بن الصامت الباهلي - شريك بن عمرو الباهلي - شقيق بن جزء الباهلي - شماس بن هوذة الباهلي - صالح بن مسلم الباهلي - صدى بن عجلان (أبو أمامة) الباهلي - ضرار بن مسلم الباهلي - طريف بن نافع الباهلي - عبد الرحمن بن ربيعة الباهلي - عبد الرحمن بن مسلم الباهلي - عبد العزيز بن حاتم الباهلي - عبد الكريم بن مسلم الباهلي - عبد اللَّه بن حاتم بن النعمان - عبد اللَّه بن مسلم الباهلي - عبد الملك بن دثار الباهلي - عصام الباهلي - عصام ابن عبد اللَّه الباهلي - علي بن أصمع الباهلي - عمرو بن أصمع الباهلي - عمرو بن سعيد بن سلم - عمرو بن مسلم الباهلي - عمرو بن يربوع الباهلي - أبو الفوارس الباهلي - قتيبة بن مسلم الباهلي - قرة بن حبان الباهلي - قطن بن قتيبة بن مسلم - قعقاع بن فضالة الباهلي - كليب بن عمرو الباهلي - مالك بن أدهم الباهلي - المثلم بن مسروح الباهلي - المثنى بن الحجاج الباهلي - محرز بن أسيد الباهلي - محمد بن عبد الرحمن الباهلي - محمد بن المثنى بن الحجاج - المستورد بن قدامة الباهلي - مسلم بن سعيد الباهلي - مسلم بن عبد الرحمن بن مسلم - مسلم بن عمرو الباهلي - المسور بن عبد اللَّه الباهلي - أبو المضاء الباهلي - مطرف بن سيدان الباهلي - معاوية بن بكر الباهلي - مكرم بن سيدان الباهلي - المنتشر بن وهب موسى بن حنتم الباهلي - نعيم بن عبد مناف الباهلي - ورقاء بن نصر الباهلي - أبو هوذة (شماس بن هوذة) - يزيد بن سعيد الباهلي - يزيد بن مالك الباهلي - يوسف بن سليمان الباهلي.
من شعراء باهلة
أدهم بن محرز الباهلي - الأزرق بن مطرفة - الأشعث الباهلي - أعصر جد القبيلة - بديل بن المضرب - بكر بن حبيب السهمي - بكر بن حماد الباهلي - ثعلبة بن يقظان الباهلي - جحل بن نضلة - جزء بن رباح الباهلي - الجمالي الباهلي - ابن جمانة (عبد الملك بن جمانة) - الحارث بن حبيب الباهلي - حبي بنت قرط الباهلية - الحسن بن علي الباهلي - الحسين بن الضحاك - حفص
ابن عمرو الباهلي - أبو الحيال الباهلي - أبو الخثارم الباهلي - الدعجاء بنت وهب بن سلمة - ديسم بن رومي الباهلي - ربيعة الباهلي - رؤية بن العجاج الباهلي - رباح بن عبيدة الباهلي - الزرافة الباهلي - زربي بن سباق - رغبة الباهلي - زياد بن ربعي الباهلي - سياق الباهلي - سحبان وائل - أبو سحمة الباهلي - شبيب بن جحل - شتيم بن عمرو الباهلي - شقيق بن جزء الباهلي - صفية الباهلية - الطرماح الباهلي - عامر بن الحارث (الأعشى) - عبد الحميد بن سعد بن نويرة - عبالة بن عمرو الباهلي - عبد اللَّه بن الحجاج بن الحارث (الأعشى) - عبد الحميد بن سعد بن نويرة - عبالة بن عمرو الباهلي - عبد الملك ابن قريب (الأصمعي) - عبد الواحد بن جدير الباهلي - عبيد اللَّه بن المظفر الباهلي - العجاج بن شدقم الباهلي - عجلان بن سحبان الباهلي - العلاء بن عمرو الباهلي - عمرو بن أحمر الباهلي - عمرو بن خلف الباهلي - عمرو بن عبد الرحمن (أبو هشام الباهلي) - عمرو بن ميسم الباهلي - القتال الباهلي (الحسن بن علي) - قتيبة بن مسلم الباهلي - القعقاع بن عطية الباهلي - مالك ابن أنس الباهلي - مالك بن زغبة ابن محرز (أدهم بن محرز) - محرز بن أسيد الباهلي - محمد بن حازم الباهلي - محمد بن محمد أبو أمامة الباهلي - مسلم ابن ربيعة الباهلي - ابن المضرب (بديل بن المضرب) - مطرف بن خالد الباهلي - أبو معدان الباهلي - أخت المقصص (ميسون) - أبو المنيع الشاعر - ميسون أخت المقصص الباهلية - نمير بن قنفد الباهلي - الهرماس بن زياد - أبو هشام (عمرو ابن عبد الرحمن) - هلال بن العلاء الباهلي.
قبائل الحجر
باللحمر - باللسمر - بنو شهر - بنو عمرو
نسب قبائل الحجر:
من الحَجْر بن الهنو من الأزد القحطانية.
ما قاله المؤرخون والنسابون عن قبائل الحجر:
أولا: ما ذكره أبو علي الهجري في التعليقات والنوادر في القرن الرابع الهجري:
قال: أنشدني الخيار بن محمد بن المشيع العَذْمي من شهر الحَجْر لجَعْفر ابن عبد اللَّه الجَبْهِيِّ من جُبَيْهَة الأوْس من الحَجْر بن الهنو بن الأزد من أهل السَّراة وهم فصحاء - وذكر له شعرًا
(1)
.
ثم قال: وأنشدني الجُهَنِيُّ من جُهَيْنة الحَجْر بطن من الأسد، من أهل السراة فصحاء
(2)
.
(1)
(359 هـ).
(2)
(57 م) علق الشيخ حمد الجاسر قائلا: تقدم القول في جُبَيْهَة وجُهَيْنَة في حرف الجيم، والحجر فرع كبير من فروع الأسد منسوبون إلى الحجر بن عمران بن عمرو مزيقياء بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، وقد ذكر الهمداني في "صفة جزيرة العرب" عددًا من بطون الحجر منهم:
1 -
بنو أثلة رؤوس بني نصر بن ربيعة بن شهر بن الحجر.
2 -
بنو الأسمر من شهر.
3 -
ثَعْلَبة بن مالك بن شَهْر.
4 -
بنو ثَوْر بن شهر.
5 -
بَلْحَارث بن شَهْر.
6 -
رَبِيْعَة بن الحَجْر.
7 -
شِهْر بن الحَجْر.
8 -
عَامر بن الحَجْر.
9 -
عبد بن عَامِر بن الحَجْر.
10 -
قاعد من العذمين من شهر.
11 -
مالك من شهر بن الحَجْر.
12 -
مروان من مالك بن شِهْر.
13 -
نَازِلةُ من مالك بن شِهْر.
14 -
نصر بن ربيعة بن شهر بن الحجر.
كما فصل منازلهم التي لا يزالون مستقرين فيها، وهي سراة الحجر وما يتصل بها من تهامة غربًا أو من نجد شرقًا. وفي كتاب "في سراة غامد وزهران" تفصيل عن قبيلة الحجر. =
ثانيًا: ما ذكره الشرعبي عن قبائل الحجر:
قال: رجال الحجر، واحدهم حَجْري، وجمعهم حَجْريُون.
وهم عمارة من عمائر الأزد ويتكونون من أربع قبائل كبرى:
بنو الأحمر - باللحمر، وبنو الأسمر - باللسمر، وبنو شَهْر، وبنو عَمْرو: وهم أبناء الحَجْر بن الهنؤ بن الأزد.
أولًا: بنو الأحمر - باللحمر: وهم ثلاث قبائل: المَجْنب، وآل محمد، ونَازِلَة.
فأما المَجْنب فهم ثلاثة بطون كبيرة هي:
- بنو ثعلبة، وبنو سفَار، وآل لَعْبان، وهم حاضرة وبادية، فأما بنو ثعلبة: الحاضرة فتقع قراهم فيما بين وادي عِبْل وصَلَحْلَح، وأما البادية فينتشرون على أودية عبل وصلحلح وابن هشبل.
- وأما بنو سفار: فالحاضرة تقع قراهم على ضفاف وادي عبل الكبير من جانبيه، وهم على الحد الفاصل فيما بين قبائل عسير، وباللحمر من الجنوب والغرب، وأما باديتهم فينتشرون على وادي عبل وعلى أحد روافده ويسمى حاليًا الوادي الأخضر.
وأما آل محمد فهم بطنان: آل صدام وآل مْعَلَوي، والماوَيْن، وهم حاضرة وبادية، فأما قرى آل صدام وآل معلوي فتقع في منطقة بيجان حيث وادي بيجان ووادي آل صدام، وأما الماوين الحاضرة فتقع قراهم على ضفاف وادي الماويين وبعضها في شمال بلاد باللحمر. وأما البادية فينتشرون على السهول الشرقية المحاذية لوادي ابن هشبل من غربه.
= وأكثر البطون التي ذكرها الهمداني في "صفة جزيرة العرب" لا تزال معروفة في مواطنها القديمة أو بقربها، ومن الملاحظ أن قبيلة الحجر من القبائل العربية التي لا تزال مستقرة في موطنها القديم، ولعل من أقوى الأسباب في ذلك وقوعها في السراة التي هي في الغالب مما يصعب الاستيلاء عليه من القبائل الغازية وهكذا أكثر قبائل السراة، ومثلها قبائل اليمن بحيث يصح القول بأن أصفى القبائل العربية نسبا هم سكان السراة وما يتصل بها من البلاد في جنوب الجزيرة.
وأما نازلة فبطونهم ثلاثة: بنو بجاد، والبَهَشة، وبنو هشام، وهم حاضرة وبادية، فأما الحاضرة: فإن قرى بنو بجاد تقع قراهم بوادي آل حُسين ووادي عياء ووادي آل عمر، وأما باديتهم فينتشرون على المنحدرات الشرقية وعلى ضفاف أودية عياء وابن هشبل وغيرها.
وأما البَهَشَة: فتقع قراهم على ضفاف وادي بهوان، وأما البادية وهم الغالبية الكثيرة فينتشرون على وادي صبح وعياء، والسهول الشرقية المحاذية لهما.
وأما بنو هِشَام: فهم حاضرة فقط وتقع قراهم على أودية بيجان وشظي وصَبْح. ويحد بلاد باللحمر من الجنوب: عسير، ومن الشمال: باللسمر، ومن الغرب: عسير وباللسمر، ومن الشرق: قبائل شهران.
كما أن لهم قرى في تهامة تقع على ضفاف وادي فرشاط، الذي يصب في وادي حلي بن يعقوب، وقاعدتها قرية: مكثر.
ثانيًا: بنو الأسمر -باللسمر- وهم ست قبائل ثلاث في السراة، وثلاث في تهامة.
أ - فأما الذين فى السراة:
فبنو منبح اليمن -الجنوب- وبنو العذمة، وبنو منبح الشام في الشمال من بلاد باللسمر.
- فأما بنو مُنْبح اليمن وهم جنوب بلاد باللسمر فهم آل عبيد، والمضفاة، كلهم حاضرة، وتقع قراهم على أشعاف بلاد باللسمر وأصدارها وأغوارها المطلة على تهامة، وعلى أودية العيص مع إخوانهم باللحمر.
وأما بالعُذَمَة: فهم آل خُريم، وبنو قاعد وهم: حاضرة أيضًا وتقع قراهم على أودية: ذنوب، وآل عُمَيْر، والمَطْرق، وعَمْق، وكُبدا، وآل عَينين، والعُطْفَة، وقاعدتهم مدينة اثنين باللسمر.
وأما بنو منبح الشام -الشمال- فهم آل حَوْراء، وآل زَايد، وآل سريع، وآل الفَيْحِ، وهم حاضرة، وبادية، فأما الحاضرة فتقع قراهم على أودية: آل حَوْراء، وخُرَص، وسَدوان. وأما البادية فهم: آل جَبَلي، وآل حَمَامة، وآل عِيَاء، وتنتشر
قراهم على ضفاف أودية: خارف، وعيَاء، والسهول الشرقية لبلاد بللسمر، إلى وادي ابن هشبل.
ب - وأما الذين في تهامة فهم:
آل سَعْد، وبنو مالك، وبنو مُعْتب.
فأما آل سَعْد، فهم: آل السعدي، وآل غَرَاء، وتنتشر قراهم على جبل ضرَم من جميع جهاته ومن أعلاه إلى أسفله.
وأما بنو مالك فهم: ثَمَران، والمَجنب، آل مُطير، وآل أم نامِس، وتقع قراهم: على ضفاف وادي: المِخَاضة، ووادي فَيَّاح، وحاضرتهم بلدة خَمِيس مُطَيْر.
وأما بنو مُعْتب، فهم: آل حسين، وبنو رافع، والضحي، وآل علي، والعُمَرَة، وآل قَابِل، وتقع قراهم على جبل هَادا من جوانبه وعلى ضفاف وادي فُرشَاط.
ويحد بلاد بللسمر من الجنوب، إخوانهم باللحمر، ومن الشمال: إخوانهم من بني شَهْر، ومن الغرب: بلاد رجال ألمع، ومن الشرق: شَهْران وباللحمر.
وفي بلاد باللسمر: مركزان إداريان الأول: في مدينة اثنين باللسمر في السراة وفيها جميع مرافق الدولة؛ الصحية، والاجتماعية والزراعية والتعليمية والإدارية. والثاني: في بلدة خميس مطير في تهامة وفيه المرافق اللازمة كذلك.
ثالثًا: بنو شَهْر: وهم قسمان أساسيان: سَلامان وبنو أثلة.
فأما سلامان فهم سلامان بن ربيعة بن شهر واحدهم سَلاماني، وأما بنو أثلة: واحدهم أثلي، فهم ابنا نصر بن ربيعة بن نصر بن شهر وجمعهم: بنو شِهْر بكسر وفتح الشين المعجمة، وهم نصف رجال الحجر ويعتبرون من الناحية العددية، عمارة ذات قبائل وبطون وأفخاذ كثيرة.
وينقسمون إلى ثلاثة أقسام: في السراة وفي تهامة وفي البادية، ويتكونون من سبعة بطون كبرى، فأما بطونهم في السراة فهي: بنو التيْم، وبالحارث، وشهر ثَرَامَيْن، وشهر الشَّام، والعَوَامر.
أ - في السراة: بنو التَّيم بن مالك بن شهر وهم إحدى عشرة قبيلة في السراة وفي تهامة.
فأما التي في السراة فهي: خَشْرَم، وآل زَيْدان، وآل لَيْلَح بن علي، وآل الوَليد، وتقع قراهم على وادي زيد، فوادي آل خشرم، فوادي المرحب، فوادي آل رحمة، فوادي حضرين، فوادي حضر، وبأعلى منطقة الباحة، وفي لحبي وجبل مرير.
- بالحارث: وهم بنو الحارث بن ربيعة بن الأوس بن نصر بن شهر ويتكونون من سبعة أقسام هي:
1 -
آل دحمان.
2 -
الشَّعَفَيْن.
3 -
آل الصَّعْدي.
4 -
العُمرة.
5 -
الجَهَاضِمة.
6 -
جَبِيْهَة.
7 -
العَوْصَاء.
وتقع قراهم على أشعاف تنومة المطلة على تهامة، وعلى ضفاف أودية تنومة: وهي الملح، والغَبر، والشَّعْب، والحصون، والتي تصب في وادي تَرْجس، وكذا وادي تنومة ووادي الدَّهناء، وعَرْعَرة.
وسكان واحة تنومة يحدهم من الجنوب: إخوانهم بنو الأسمر، ومن الشمال: إخوانهم قبائل العوامر، ومن الغرب: تهامة حيث قبيلتي بقرة، ونعص، ومن الشرق: بادية بني شهر.
وفي مدينة تنومة كافة المرافق الإدارية، والصحية، والزراعية، والاجتماعية، والتعليمية، والأمنية، وغير ذلك.
شَهْر ثِرَامِيْن -وهم سلامان- بن شهر وهم خمس قبائل هي: آل ابن رَيَّاع، وبنو بكر، وبنو جُبَيْر، وبنو قُشَيْر، والكَلائِمة، وتنتشر قراهم من شمال
وادي نشيان ونحيان جنوبًا إلى جنوب وادي صدر أيْد شمالا، وهم أهل منطقة النماص والجهوة أول مدينة بالسراة وقراهم على ضفاف وادي النَّماص، ووادى نَحْيَان، ووادي بني قُشَيْر.
وفي بلادهم مدينة النماص وبها كافة المرافق الحكومية من شئون إدارية واجتماعية، وزراعية، وصحية، وتعليمية، وأمنية وغير ذلك.
شَهْر الشَّام -الشمال- وهم ثلاث قبائل: بنو ثابت، وبنو يَوْس، وبنو هاشم، وتقع قراهم في منطقة حلباء وفي أودية: الحَمَّام والعِدْوة والعَيْمَة وهم شمال بلاد بني شهر.
ويتبعون لمركز السرح الواقع في حلباء.
العوامر: بنو عَبْد وهم آل بالحصين، وبنو لام، ودُحيم وهم: آل بَهَيْش وآل النهي وبنو مَشْهور وكنانة والجميع يرجع نسبهم إلى الملك علي بن الحصين العبدي العامري السلاماني بن شهر، وهم سبع قبائل.
وتقع قراهم على أودية نَشْيَان ونَحْيَان والحَراء والظَّهارة والنهي، ويجمعهم جميعًا اسم: العَوَامِر.
يحدهم من الجنوب: تنومة، ومن الشمال: النماص، ومن الشرق إخوانهم البادية، ومن الغرب تهامة.
ب) وأما تهامة: بني شهر فإنها تنقسم إلى أربع عشرة قبيلة، كل قبيلة تنقسم إلى بطون وأفخاذ عدة، وإليك بيانها على حروف المعجم:
1 -
قبيلة أثْرُب.
2 -
قبيلة بَقْرة.
3 -
قبيلة بنو الأجدَع.
4 -
قبيلة بنو حُسَيْن.
5 -
قبيلة بنو زُهَيْر.
6 -
قبيلة بنو مُلَيْح.
7 -
قبيلة ثَرْبَان.
8 -
قبيلة آل شُغَيْب.
9 -
قبيلة آل صُمَيْد.
10 -
قبيلة عَبْسي.
11 -
قبيلة آل كُمَيْت.
12 -
قبيلة المَجَارِدَة.
13 -
قبيلة مَمْلَح.
14 -
قبيلة نُعْص.
فأما قبيلة أثْرُبْ: فإنها تقع قراهم على جبل أثرب من جميع جهاته، وعلى ضفاف وادي شَرْي.
وأما قبيلة بَقْرَة: فتقع قراهم على وادي بقرة، وعلى جانبي جبل ريدان -الجنوب- من شماله، وغربه.
وأما قبيلة بني الأجْدَع: فإنها ثلاثة بطون تنتشر قراهم على جوانب أودية صِيْوى، وقن، وخَتْبَة، وخَاط.
وأما قبيلة بني حُسَيْن: فإنها أربعة أفخاذ تنتشر قراهم على جوانب جبل رَيْمَان، وما حوله.
وأما قبيلة بني زُهَيْر: فإنها ستة بطون: تنتشر قراهم على أودية العيْص، وجُريَة، ولعَقص، والبَدَلَة، والقَضِي، والملاحَة، وعلى جبال: رَيْمَان من غربها، والتلال الواقعة جنوب وادي العِيْص، والبَشَامَة والخَبْت الواقع بين وادي لَعقَص والبَدَلة.
وأما قبيلة مُلَيْح: فإنها تقع قراهم في المنطقة الواقعة ما بين جبلي عَيْران جنوبًا، وصُعيب شمالا وبأعلى وادي بنو مُلَيْح المنحدر من أغوار السراة.
وأما قبيلة ثَرْبان: فإنها بطنان يسكنون على جانبي جبل ثربان الشرقي والجنوبي، وهو من أشهر جبال تهامة.
وأما قبيلة آل شُغَيْب: وهي قسمان: وتقع قراها على جوانب وادي الضَّمُو، ووادي خاط.
وأما قبيلة آل صُمَيْد: وهى قسمان: وتقع قراها على جبل تَهْوى من جنوبه وشطره الأسفل الشمالي ووادي الضّمو.
وأما قبيلة عَبْس: فإنها أربعة بطون كبيرة تتتشر قراهم على أودية البَيْضَاء، ويَرَاد، والمَرْحَب، ووَثْنة، وجبال: البَيْضَاء، والقَوْس وغيرهما من التلال.
وأما قبيلة آل كُمَيْت: فهي قسمان: تقع قراهما على جوانب وادي الضمو من جنوبه، وبأسفل جبل ريمان من الجنوب الغربي.
وأما قبيلة المَجَارِدَة: فتقع قراها على جوانب وادي الخُطْوَة ووادي الضُمو، وهي قاعدة قبائل تهامة بني شهر الإدارية، وترتبط بأبها، وبها كافة المرافق الإدارية، والصحية والاجتماعية والأمنية وغير ذلك.
وأما قبيلة مَمْلح: فتقع قراها على جوانب وادي جُرَيَّة الذي يسيل فى خاط.
وأما قبيلة نُعْص: فهي خمسة أفخاذ تقع قراهم على جوانب وادي الغيل الذي يسيل من وادي بَقْرَة ويصب في حلي بن يعقوب، وعلى منحدرات السراة والسهول المجاورة للوادي.
حدود تهامة من بني شهر: يحدهم من الشرق: إخوانهم من بني شهر وبني عمرو سكان السروات ومن الغرب: بلاد حرب وزُبَيْد وبارق والقَوْز، ومن الشمال: بلاد بالقرن ومن الجنوب: بلاد باللسمر تهامة.
جـ - وأما بني شهر البادية: فتنقسم إلى خمسة أقسام هي:
1 -
بادية بني أثلة: وهم قسمان: آل الشيخ وآل مُحيا ومنازلهم على جوانب أودية تنومة التي تسيل في وادي خارف ثم إلى ترجس.
2 -
بادية آل بَرْيَّاع: وهي ثلاثة اْقسام: آل سَخَيْطة، وآل السَّعْدية وآل الشيخة.
ويحلون بأسفل وادي نحيان وملتقى واديي ترجس وترج حيث يلتقيان في الشمال الشرقي لجبل (عَنْس) بفتح العين وسكون النون ثم سين: انظره في أشهر الجبال.
3 -
بادية بني بكر: أربعة أقسام: آل بالفلاح وآل برية وآل سعاد وآل غَشَام، وهم على جوانب وادي ترج وبامتداده نحو بيشة.
4 -
بادية العُمْرة: وهم ستة أفخاذ: آل سُرَيحة، آل صالح، آل فرحة، آل القَذَال، آل لَصَم، آل هَدِيَة، وهم على جوانب ترجس وترج.
5 -
بادية بني قُشَيْر: وهي ثلاثة أقسام: آل الخَمَصَة، والزُكَرَة، والغُوَنَة، ويحلون على جوانب تَرْجَس وتَرْج.
6 -
بادية الكَلاثِمَة: واسمهم (المَوَادِعة): ويحلون على امتداد وادي ترجس وترج إلى البهيم.
وبادية بني شهر وبني عمرو مختلطون حيث ينتشرون على أودية ترجس وترج إلى بيشة ووادي ابن هشبل، وفي منطقة تبلغ مساحتها نحو مائتين وخمسين كيلا طولا وعرضًا تسعون كيلا، ويحدهم من الشرق: بادية شهران على وادي ابن هشبل، ومن الغرب: سراتهم، ومن الشمال: بيشة وبالحارث ترج، ومن الجنوب: إخوانهم باللسمر وباللحمر
(1)
.
رابعًا: بنو عمرو بن الحجر: وهم قسمان في النسب وقسمان في الطبيعة: فأما النسب فهم: تميم - حبيب الدار - بن عمرو، وكعب بن عمرو. وأما الطبيعة فهي: عمرو الشام - الشمال - وعمرو اليمن - الجنوب.
(أ) فأما عمرو الشام فهم خمس قبائل:
بنو رافع، آل سليمان، الشق، آل الشَّيْخ، وعُضَيْدَات، وإذا جمع آل الشيخ وعضيدات عرفوا بأولاد محمد بن تميم بن عمرو.
وتقع قرى قبائل عمرو الشام على وادي الحَصْبَاء، ورَنَمَا، ووادي عيَّاش، ووادي شَث ووادى غُضَار، والعَيْمَة، ومِيتَاة، والكَنْهَبْلَة، والأصْفَاء، والسَّهوةَ، وذي عِتَيْم، والفَرْشَة، وجبل المَطْلي، من كافة جوانبه، وغيره من الجبال المتعددة.
ويتبعون إمارة بني عمرو وبها كافة المرافق الإدارية، والزراعية، والاجتماعية، والتعليمية، والأمنية وغيرها، ولهم بادية سيأتي ذكرهم في بني عمرو البادية.
(ب) عمرو -اليمن- الجنوب:
وهم ثلاث قبائل: بنو عِمَارة، وبنو كَرِيم، وكَعْب: وهؤلاء يختلطون مع إخوانهم من بني شهر في بلاد شهر الشام وبني التيم، وتقع قراهم على ضفاف وادي صَدْر أيد، فوادي حَضر، فوادي العِيْمَة، فوادي السَّهْوَة، وفي منطقة حلباء،
(1)
انظر بيانهم في كتابنا: المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية - بلاد رجال الحجر.
فأما قبيلتا كَعْب، وبني كريم، فترجعان لإمارة النماص الإدارية، وأما أهل الغرة من بني كريم، وبني عمارة فيرجعون لمركز السرح الإداري بمنطقة حلباء.
ولهم بادية: سيأتي ذكرهم في بني عمرو البادية.
وحدود بلاد بني عمرو فى السراة كالتالي: يحدهم من الجنوب: إخوانهم من بني شهر، ومن الشمال: إخوانهم بلاد بالقرن، ومن الغرب: تهامة بني شهر وبني عمرو، ومن الشرق: بادية بني عمرو وبني شهر.
(جـ) بنو عمرو البادية وهم ثلاثة أقسام:
أولا: بلحرث بن ربيعة بن عمرو بن الحجر، ويقال لهم بالحارث وكنايتهم المشهورة بين قبائل (الخَشَارِمة).
وينقسمون إلى أربعة أقسام رئيسية بحسب حروف المعجم.
1 -
الشَّحوف: وهم الحِجَيرات، وآل زَيَاد، وآل الرُومي.
2 -
آل الصمَّاء: وهم آل الصَمَّاء، والضمود.
3 -
العِرَمَة: وهم، آل عَاطِف، والقَنَافِذَة، وهَمَّاس.
4 -
آل عيسى.
فأما الشحوف فتقع هجرهم على ضفاف وادي ذي العَيْن، ووادي سَنُومَة الحَمْرَاء، ووادي سَنُومة الوسطى، ووادي سَنُومة الحجَيْرات، ووادي العِزْبلاء.
وأشهر جبالهم: جبل الصِّلَيْعَاء، وجبل حَامي نفسه -وهو جبل صخري سمي بذلك لأنه لا يرقى إلى قمته أي مخلوق-، وجبال العُضَيْبات، وجبل الحَلاة -مَرْحبًا-، وقاعدتهم هي: بلدة البهيم.
- وأما آل الصمَّاء: فتقع هجرهم على وادي توحد، ووادي حَيْرة، ووادي الفِطْحَة، ووادي وُثَال الأعلى، والأسفل، ووادي كُتْنة، ووادي الكتَل، ووادي الوحي، وقاعدتهم هي: هجرة الفِطْحَة.
والضمُود: وتقع هجرهم على وادي قطبة، ووادي اللحيان، ووادي المرخة، ووادي الحجل، ووادي القصاء، ووادي البيرة، ووادي الكتل، ووادي الوحي، وقاعدتهم هي: هجرة قطبة.
وأشهر جبالهم: جبل حِلْحَال، وجبل الأزهر، وجبل الأشْقَر، وجبل الرَّضيْع، وجبل الحَمَاء السَّوداء، وجبل النَّخل وجبل السَّدْر، وجبل الحَمَاط، وجبل جَنْدَف (يَنْدف) وفيه العيون الجارية، وبه الوحوش مثل الفهد، والنمر، والضبع، والذئاب، وبه الوعول والغزلان، والوبران، والحجل، والقطاء، وغير ذلك، وجبل صُلَيْلي، وجبال الخَشْرَفَة، وجبل الجَلَد.
وأما العِرَمَة: فينتشرون على الأودية التالية: وادي الحَمِيل، ووادي مَغْنَمَة، ووادي طِلال، ووادي الزَّهْمَقَة، ووادي مَطَي، ووادي عَرْعَرَة، ووادي زَعْمَة، ووادي وَقْثَمَاء، ووادي (يَمْح) جَمَح وهو أقصى حدهم، في نجد.
وأشهر جبالهم: جبل الظور الصغير، وجبل عَجَارمِ، وشمال جبل شَثَر، وجبل الرِّسيْس، وجبل الرُّكْبَة، وجبل رَبَة، وجبل مَشْرَب النَّاقة، وقاعدتهم: طَلالا.
وأما آل عيسى: فتقع هجرهم وباديتهم على أودية: عَرَاء، ووادي ظِهَاء، ووادي فَرْعَة، ووادى الرُجَيْفة، ووادي جَلْبَة وَفاء.
وجبالهم: جبل فَرَعة، وجبل البَزَم -وله قمتان هرميتان- وجبل الحِمَّاء، وجبل الصَّفْرَاء، وجبل أبو حَقْبَة، وجبل الغُرَابة، وجبل المَريْد، وقاعدتهم الغفرات.
هذه بادية بني عمرو أصولا ومحالفًا، وكلهم إخوة يشتركون في وادي ترج الكبير من جانبيه مع إخوانهم من بني الحارث، وسيأتي بيانهم في قبائل بالحارث المعاصرة إن شاء اللَّه.
ثانيًا: آل جُمْعَة: وهم آل بالحفاء وآل طاهر، وهم من تميم.
ثالثًا: كعب البدو: وهم الجوابرة، والأخاوصة، هذه الأفخاذ تنتشر على:
أودية ترجس، والباحة وترج، والقوباء، وعلى المنحدرات الشرقية.
وترتبط بادية بني عمرو إداريًّا بالمراكز الإدارية في السراة، وبعضهم فى ترج، والآخر في النماص.
وحدودهم هي: من الشرق: بلحارث النخع، وشهران، وجنوبًا: إخوانهم من بني شهر، وشمالا: قبائل خثعم (تبالة) وبالقرن، وغربًا: إخوانهم أهل السراة.
(د) تهامة بنى عمرو، وهم أقسام ستة:
1 -
آل المَاشي (أم ماشي).
2 -
آل خُشَيْل.
3 -
آل الدّضهِيْس.
4 -
بني قُبَيْس.
5 -
آل محمد.
6 -
آل يَثَيْبَة.
تنتشر قراهم على ضفاف وادي (الغَيْل) الخصيب، ووادي (لحف) ووادي (حِضوَة) أحد روافد وادي لحف، ثم وادي (خَاط) الشهير، ذو العيون والأشجار الجميلة النادرة.
وتقع تهامة بني عمرو إلى الغرب من مدينة النماص، وهي من أشهر المناطق في جزيرة العرب، بها العيون والشلالات وأشجار البن والكادي، والرياحين والورود والحناء والشيح والبرك وكافة أنواع الفواكه، ومن أشهرها الموز.
ويحدهم من الغرب والشمال والجنوب: بني شهر، ومن الشرق: بني شهر وبني عمرو السراة.
أشهر الأودية والجبال
بلاد رجال الحجر كما يعرفها الذين ساروا فيها، جبلية وعرة المسالك علاوة على ذلك يوجد في هذه البلاد جبال تعلو عما يليها من الجبال ومنها:
1 -
جبل أثرُب: -بضم الألف وسكون المثلثة الفوقية- وضم الراء المهملة فباء: وهو من جبال تهامة بني شهر ويقع في شمال بلاد بارق وعلى جانب وادي شري الذي يسيل في وادى حلي بن يعقوب وفي هذا الجبل سكان كثيرون وهو يرتفع عن سطح البحر بـ (1850) مترا، وبه عدد من العيون والمزارع والأشجار.
2 -
جبل بَرْكوك: -بفتح الباء وراء ساكنة- ويقع بأعلى وادي نُعْص من الشمال الشرقي يرتفع عن سطح البحر بـ (2000) متر ويشتهر هذا الجبل بكثرة الوحوش كالنمور والفهود والضباع والذئاب، وبه مغارات كثيرة واسعة، وتنبت فيه أشجار البن والزيتون البر، والقيصوم، والعرعر، والحناء، والروائح العطرية، مثل: الكادي، الرياحين، البرْك (1)، الورود الفواكه بأنواعها. وتزرع فيه الحنطة، الشعير، الذرة، السمسم، وفيه معامل (النحل).
3 -
جبل تَهْوى: -بفتح المثناة الفوقية وسكون الهاء وكسر الواو فياء- جبل يقع في تهامة بني عمرو وبني شهر، وهو شمال وادي خاط والغَيل، وتحله بعض عشائر بني عمرو تهامة وآل صُمَيد من بني شهر تهامة، ويرتفع عن سطح البحر بـ (1950 م) متر ويشتهر بما يشتهر به جبل بركوك من الوحوش، والأشجار والعيون والمزارع، والمغارات.
4 -
جبل ثَرْبان: -بفتح المثلثة وراء ساكنة- جبل من أعظم الجبال في المملكة العربية السعودية من حيث الكبر والارتفاع والسكان، ويقع في شماله وغربه بعض قبائل بالقرن تهامة، وفي شرقه وجنوبه بعض قبائل بني شهر تهامة.
ويقع في الشمال الغربي لبلاد بني شهر تهامة ويبلغ ارتفاعه عن سطح البحر بـ (1400) متر يبعد عن جبال السراة إلى الغرب نحو أربعين كيلًا، وهو على جانب وادي يَبَة من شرقه، يشتهر بكثرة العيون الجارية، والمزارع، والكهوف، التي يستخدمها السكان منازل لهم.
5 -
جبل الجَعْد: -بفتح الجيم وسكون العين المهملة- جبل يقع في وسط سراة بلاد باللحمر ويطل على تهامة يبلغ ارتفاعه عن سطح البحر بـ (2930) مترا تكسوه غابات العرعر الكثيفة وهو بين منطقتي صبح جنوبًا وبيحان شمالا.
6 -
جبل حَرْفَة: -بفتح الحاء المهملة وراء ساكنة وفتح الفاء- جبل ذو قمة صخرية تقدر مساحتها بحوالى (150000) متر مكعب يقع هذا الجبل في بلاد عمرو الشام بالسراة، ويقع شماله بلاد بني رافع، وجنوبه بقية الفروع العمروية، ويرتفع عما يليه من جبال السراة بحوالي (300) متر تحف بأسفل الصخرة من كافة النواحي غابة من أشجار العرعر، ويروي بعض السكان المجاورين للجبل أن فيه سكانًا من الجن تسمع ليلا؛ لذلك يقول من أراد أن يدعو على أحد (أخذوك يا فلان أهل حرفة)، ويرتفع عن سطح البحر بـ (2600) متر، وهذا الدعاء من المناذير المحرمة شرعًا، إلا أن السكان لا يعتقدون ذلك، وإنما يعدونها ألفاظًا وهمية.
7 -
جبل حِضو: -بكسر الحاء المهملة وسكون الضاد المعجمة- جبل عال ينافس جبل المطلي الآتي ذكره في الارتفاع، ويقع في الشمال الغربي لمدينة (اثنين باللسمر) وهو مطل على تهامة تكسوه غابات العرعر الكثيفة ومن رأسه يشاهد البحر الأحمر عند غروب الشمس بالعين المجردة. ويتبادل الرؤية مع جبل المطلي وبينهما أكثر من تسعين كيلًا، ويرتفع عن سطح البحر بـ (2950) مترا.
8 -
جبل رَيْمان: -بفتح الراء المهملة وسكون المثناة التحتية- جبل يقع في الجنوب من جبال سميعة والقوس، وفي الشمال الغربي بالنسبة لجبل تهوي ويقع على وادي الضَّمو الذي يسيل في وادي يَبَه، ويسكنه بنو حسين وبعض فخوذ بني زهير ومن آل صُميد، وفيه عدد من المزارع والعيون الجارية والأشجار والرياحين والكهوف ويرتفع عن سطح البحر بـ (1600) متر، وله صفة لا توجد في غيره من الجبال، وهي أن الصواعق والبروق تقذفه حين نزول الأمطار مخلفة بعدها قضبانا من الحديد الصلب (في موقع الإصابة)، ومعظم سكانه يموتون بهذا السبب.
9 -
جبل طَلا: -بفتح الطاء المهملة واللام وألف مقصورة- وهو جبل يقع في بلاد بلحارث وسط منطقة تنومة، يبلغ ارتفاعه عن سطح البحر بـ (2600) متر وفي غربه جبل منعاء الموازي له في الارتفاع وكلاهما من الصخور البيضاء.
10 -
جبل الظُوْر: -بضم الظاء المعجمة- يقع في شمال بلاد بني عمرو الشام وإلى الشرق من جبل حرفة، ويرتفع عما يليه من جبال السراة بنحو ألف متر وقد اكتشفت شركة للتنقيب الحديد والمعادن فيه، وأعلاه عار من الأشجار وينبع من أعلاه وسطه من كافة النواحي عدد من العيون وتكسو أسفله أشجار الزيتون، وهو على جانب وادي رَنما من الشمال.
11 -
جبل ضَرم: -بفتح الضاد المعجمة وكسر الراء ثم ميم- جبل أشَمُّ، يقع في تهامة (باللسمر) وإلى الشمال من جبل هَادَا، يسكنه آل سعد من باللسمر تهامة ويقع في غربه مركز خميس مُطير الإداري. ويبلغ ارتفاعه حوالي 2200 متر وهو وعر المسالك، كثير الحاصلات الزراعية والأشجار المتنوعة وفيه العسل بأنواعه والبن والفواكه المتنوعة والرياحين كالكادي والشيح والبرك وغيرها، والزيتون البري والعيون الجارية، ومن مزروعاته الحنطة، والدخن، والشعير، والسمسم، والذرة بأنواعها.
12 -
جبال الظّهَارة: -بفتح الظاء المعجمة المشددة- وهي مجموعة جبال منها لَنْبش -بفتح اللام وسكون النون- وألقامة وهذه الجبال تطل على منطقة تنومة حيث تقع في شمالها ومن أعلاها تشاهد تنومة بكاملها وتهامة، وهذه الجبال يتغنى بها بعض الشعراء لكونها تشرف على تنومة كالذي يقول:
يا جبال الظهارة سَلِّمي لي على منعا
…
ثم منَعا تسلم لي على وادي تنومه
وترتفع جبال الظهارة عن منطقة تنومة بحوالي 500 متر.
13 -
جبل عَنْس: -بفتح العين المهملة ونون ساكنة- ويقع في ملتقى وادي بدوة وتَرْجَس وإلى الشرق من النماص وعلى بعد ثلاثين كيلًا، به مراعي لبادية بني شهر خالٍ من المزارع والسكان يرتفع عما يليه بنحو 600 متر.
14 -
جبل القَوس: ويلاصقه جبال سميعة والسدرة وشيبان وكل هذه الجبال الأربعة تقع في شمال بلاد بني تهامة ويسكنها بللجدع وبعض من عبس
وارتفاعاتها من 1200 إلى 1600 متر يشقها وادي (صِيْوي) أحد فروع وادى خَتْبة.
15 -
جبل مَرِيْر: -بفتح الميم وكسر الراء الأولى- يشرف على تهامة ويقع إلى الشمال من النماص تكسوه غابات العرعر وتقع في شرقه قريتا آل قحطان ولُحيي من بني شهر (بني التيم) السراة.
16 -
جبل المَطْلي: -بفتح الميم وطاء مهملة ساكنة وفتح اللام ثم ألف مقصورة- جبل من أعلى جبال السراة، يرتفع عن سطح البحر بـ (2900) متر وليس في ذلك مبالغة فمن قرية الفرعة التي تقع في شرقه وهي أعلى قرى بني عمرو تشاهد مدينة بيشة وحركة السيارات فيها ليلا واضحة بالعين المجردة، وتبعد مدينة بيشة عن المطلى بنحو (135) كيلًا كما تشاهد بلدة بَلْجَرشي في بلاد غامد ليلًا وحركة السيارات فيها، وأيضًا حركة السيارات في سراة بني الأسمر (بللسمر)، وقد شهد جبل المَطْلى بعض المعارك التي صارت بين بني عمرو وجيوش الأتراك (العثمانية) بقيادة المقدم علي رضا باشا، وإشراف العقيد رديفي باشا قائد القاعدة الحربية في النماص عام (1332 هـ).
قال فيه أحد الشعراء:
غنى الحمام على أفنان غيطلة
…
من سدر بيشة ملتف أعاليها
ادعى الأراك قلوصي ثم أوردها
…
ماء الجزيرة والمطلى فأسقيها
17 -
جبل هَادَا: -بفتح الهاء بعدها ألف فدال مهملة بعدها ألف أيضًا- جبل أشم ملتم يقع في تهامة باللسمر، وفي الجنوب الشرقي لوادي المخاضة ومركز خميس مُطير، ويسكنه بنو مُنْبح تهامة يدعون (بني مُعْتِب) بضم الميم وسكون العين المهملة وكسر المثناة الفوقية وباء موحدة منونة: وهم ست عشائر: قبائل والضحي وآل الحسين وآل علي والعمرة وبنو رافع، وارتفاعه مثل ارتفاع ضرم المناضر له، وما في ضرم في هادا من المزروعات والأشجار وغيرها.
18 -
جبل يَنْدَف:- جَنْدف -بفتح المثناة التحتية ونون ساكنة وفتح الدال المهملة ثم فاء- جبل ممتد يرتفع عما يليه بحوالي (500) متر، ويقع في الجنوب الشرقي من أرض القَوْبَاء وفيه المراعي والعديد من الوحوش مثل: النمور
والفهود والضباع والذئاب وتحيط الصخور بأسفله وهو إلى الشرق من وادي ترج الكبير وغرب الجبل منطقة ووادي القوباء الذي يلتقي مع ترج أسفل جبل يندف في شماله الغربي.
الأودية في السراة
لقد كنت أحاول أن أرتبها على حروف المعجم ولكن ذلك لا يساعد القارئ على فهمها على الطبيعة، فتحدثت عنها مبتدئًا من الشمال إلى الجنوب فأقول:
1 -
وادي الحَصْباء: بفتح الحاء المهملة وسكون الصاد المهملة: والذي ينحدر من جبل حرفة ومن شعاف بني رافع وجبل يافع ويلتقي مع وادي عياش في وادي رنما.
2 -
وادي عَيَّاش: بفتح العين المهملة: وهو واد كبير من أشهر الأودية الزراعية في السراة ويلتقي مع وادي الحصباء في رنما، وينحدر من غرب جبل المطلى وشعاف الشق وآل الشيخ وعضيدات ومن وادي العاسرة ثم يصب في وادي الضَّيْق.
3 -
وادي رَنَماء: بفتح الراء المهملة والنون: وهو يجمع وادي الحصباء وعياش وعدة أودية صغيرة منها وادي (شث). ويسيل وادي رنماء في وادي الضيق ثم في القوياء ثم في وادي ترج الكبير.
4 -
وادي وضَاعَة: بكسر الواو. وينحدر أصلًا من قرية الفرشة ويسيل في وادي الدومة ثم إلى وادي الضيق.
5 -
وادي غُظَار: بضم الغين المعجمة والظاء المعجمة المفتوحة: وينحدر شرق جبل المطلى، ومن وادي ذا الخورم ووادي العيمة، ثم يسيل في وادي العرين.
6 -
وادي طَرِيف: بفتح الطاء المهملة وكسر الراء المهملة فالمثناة التحتية ثم فاء: وينحدر من جنوب المطلى الشرقي حيث وادي لَصْفَاء، ومن جبال السهوة والعدوة والعرش، ثم يلتقي مع وادي غظار والكنهبلة في العرين.
7 -
وادي العَرين: بفتح العين المهملة وكسر الراء المهملة: وهو مجمع وادي وروافده، ووادي طريف وروافده ويسيل في وادي الدومة ثم إلى الضيق.
8 -
وادي الضَّيق: بالضاد المعجمة المفتوحة المشددة فالمثناة التحتية الساكنة فقاف: وهو مَجْمَع الأودية المتقدم ذكرها، وسمي الضيق لكون الأودية تجتمع فيه ولا تنافذ إلا من مضيق فيه، ثم يصب في وادي ترج في منطقة القَوْباء.
9 -
وادي السَّرْو: بفتح السين المهملة المشددة وسكون الراء المهملة فواو: ويسمونه السكان وادي الحَمَام أيضًا: ويسيل في وادي الجَارة ثم يجتمع أسفل الجارة مع وادي حَلْبَاء في وادي عُوْص.
10 -
وادي حَلْبَاء: بالفتح: ينحدر من منطقة حلباء ثم يسيل ويلتقي مع وادي السرو والجارة في وادي عوض.
11 -
وادي عُوْص: بضم العين المهملة: وهو وادٍ كبير يجتمع فيه واديا السرو وحلباء ثم يسيل في وادي الضيق.
12 -
وادي العَيْمَة: (الغَرَّة) وهو واد ينحدر من شعف حلباء ويسيل في وادي البَاحَة ثم في ترج.
13 -
وادي خَشْرَم: واد صغير ينحدر من شعف خشرم إلى الشمال الغربي من بلدة الخضراء، ويلتقي مع وادي آل رحمة في وادي زيد ثم إلى وادي بَدْوة.
14 -
وادي زَيْد الكبير: اسم علم: وهو واد زراعي ينحدر من خشرم وشعف الخضراء، وآل رحمة ويصب في وادي بدوة.
15 -
وادي حَضْر: وينحدر من شعف آل قحطان ولحي وآل زيدان والريامة ويسيل في وادي بدوة.
16 -
وادي صَدْر أيْد
(1)
: بفتح الصاد المهملة وسكون الدال المهملة: وهو واد كبير ينحدر من شعاف صدر أيد والصريف -غابة ناصر- ويسيل في بدوة.
(1)
هو الوادي الذي ذكره الهمداني في صفة جزيرة العرب.
17 -
وادي بَدْوة: بفتح الباء وسكون الدال المهملة: هو واد كبير زراعي تجتمع فيه أودية خشرء وزيد وحضر وصدر أيد ونحيان الآتي ذكره ثم يسيل وادي بدوة ملتقيًا مع وادي ترجس في ترج الأكبر.
18 -
وادي ترْج: بفتح المثناة الفوقية وسكون الراء المهملة وجيم: واد عظيم يعد من أعظم الأودية في المملكة العربية السعودية، وله ذكريات وذكر كثير في كتب الأدب ومعجمات الأمكنة، فقد كانت تجارة اليمن تمر منه ما بين اليمن والحبشة ومكة المكرمة، وفيه المثل القائل:(أجرأ من الماشي بِتَرْج) وكان في سابق الزمان توجد الأسود في هذا الوادي بكثرة وفيه تقول أخت حاجز الأزدي ترثيه:
أحيٌّ حاجز أم ليس حي
…
فيسلك بين خندف والبهيم
ويشرب شربة من ماء ترج
…
فيصدر مشية السبع الكليم
19 -
وادي رُديْحَة: بضم الراء المهملة وفتح الدال والحاء المهملتين: وينحدر من شعاف الخاضرة وآل عمر ويسيل في وادي نحيان.
20 -
وادي النماص: وينحدر من شعاف النماص ويسيل في وادي نحيان.
21 -
وادي بني مَشهُور: وهو إلى جنوب النماص وينحدر من شعاف ومنازل بني مشهور وهو أعلى وادي نحيان المشهور.
22 -
وادي نَحْيَان: بفتح النون وحاء مهملة ساكنة: واد كبير ينحدر من وادي القرى وبلاد بني مشهور ويلتقي فيه واديا النماص ورديحة. ويسيل وادي نحيان في وادي بدوة بعد التقائه بالأودية المذكورة آنفًا.
23 -
وادي الغَرْ: وينحدر عاقبة القامة ولنبش أسافله يسميه سكان المنطقة ترج، وله فرع آخر ينحدر من طريق قرية قنطان، يسمونه أيضًا ترجس، وفرع ثالث ينحدر من منطقة الظهارة تفيض جميعها في وادي ترج المشهور، ثم ترج الكبير.
24 -
وادي سَدْوان: بفتح السين المهملة: وهو واد ينحدر من شعاف آل سريع من باللسمر ويلتقي مع وادي تنومة والدهناء في وادي خارف.
25 -
وادي خَارِف: بفتح الخاء المعجمة وكسر الراء المهملة: وبجمع وادي حوراء وخرص ثم يسيل في وادي ترجس ومنه إلى ترج.
26 -
وادي آل حَوْراء: بفتح الحاء المهملة وسكون الواو: وينحدر من شعاف آل حوراء ويلتقي معه وادي خرص في وادي خارف في مكان يقال له (هانا).
27 -
وادى خُرَص: بضم أوله: واد موازي لوادي حوراء من جنوبه وينحدر من قرية آل مداد في شمال مدينة اثنين باللسمر، ثم يسيل في وادي خارف.
28 -
وادي ترجس: بفتح التاء المثناة وسكون الراء المهملة وفتح الجيم المعجمة: وهو الوادي الثاني بعد وادي ترج حيث تجتمع فيه أودية: تنومة، وسدوان، وخارف، وآل حوراء، وخرص. ومن ترجس إلى ترج الكبير الذي يجمع إلى 28 واديًا من سراة رجال الحجر التي تقدم ذكرها.
29 -
وادي لاع: بفتح اللام ثم ألف وعين: وينحدر من شعف اثنين باللسمر ويسيل في ذبوب مارًا ببلدة الاثنين ثم إلى وادي عياء.
30 -
وادي ذَبُوب: بفتح الذال المعجمة: وينحدر من شغف غاشرة ومن وادي الجاضع شعف المضفاة ومن وادي لاع المتقدم ذكره، أسفله يسمى وادي آل عمر، يسيل في وادي عياء إلى وادي بيشة.
31 -
وادي بَيْجَان: (مجمع أودية منطقة بيجان) المعروف والذي ينحدر من وادي آل صدام وشعف آل مَعلَوي وآل عَزَّة وجذم وآل عبيد الشعف ويسيل في عياء بعد التقائه بوادي شظى وعمق ثم إلى وادي ابن هشبل.
32 -
وادي عَمْق: بفتح العين المهملة والميم الساكنة ثم قاف: وهو واد ينحدر من أشعاف آل لَعْبان شمال جبال الضحي ويسيل في وادي عياء ثم إلى وادي ابن هشبل.
33 -
وادي صَبَّح: بفتح الصاد المهملة والباء: ينحدر من منطقة صبح وله رافد هو وادي آل أم شاعر الذي ينحدر من جبل الجعد، ويسيل وادي صبح في وادي عياء.
34 -
وادي عِيَاء: بكسر العين المهملة وفتح المثانة التحتية فألف وهمزة: وهو وادٍ كبير يجمع أودية: ذبوب وبيجان والعيص وشظي
(1)
وعمق وصبح ثم يسيل في وادي بن هشبل الكبير.
35 -
وادي المَاوَيْن: بفتح الواو وسكون المثناة التحتية: وينحدر من شمال جبل الضحي ويسيل في وادي صَلَحْلَح بعد التقائه بوادي عبل.
36 -
وادي عِبلْ: بكسر العين المهحلة وباء ساكنة ولام: وهو آخر أودية رجال الحجر من الجنوب. وهذا الوادي ينحدر من جبل الضحي مارًا بقرية مسفرة وهي أقصى قرية عن رجال الحجر جنوبًا وقاعدة بلاد بللحمر جنوبًا.
37 -
وادي صَلَحْلَح: بفتح الصاد المهملة واللام وحاء ساكنة وفتح اللام الثانية: واد منبسط بجمع وادي الماوين، وعبل، ومنهما إلى وادي ابن هشبل.
38 -
وادي ابن هَشْبَل وهو مجمع أودية: ذَنُوب، وبَيْحان، وعَمْق، وصَبَح، وعِياء، والماوين، وعِبْل، وصَلَحْلح، وينحدر وادي ابن هشبل من بلاد شهران، وقحطان، وعسير، وهو المعروف بوادي بيثة.
الأودية في تهامة
1 -
وادي يَبَة: بفتح المثناة التحتية والباء ثم هاء: هو واد عظيم من أكبر وأخصب أودية المملكة العربية السعودية، حيث يبلغ طوله نحو 230 كيلا، وينحدر من إشغاف وأصدار بلاد شمران وبلاد بلقرن وبلاد بني عمرو ثم يسيل في البحر الأحمر ويجمع أربعة أودية سيأتي ذكرها.
2 -
وادي عَبْس: بفتح العين المهملة وسكون الباء: والذي ينحدر من أغوار وشعاف بلاد عمرو الشام ومنطقة حلباء، ويسيل في وادي يبة الكبير.
3 -
وادي خَتْبَة: بفتح الخاء المعجمة وسكون المثناة الفوقية وفتح الباء: واد ينحدر من عدة أودية أشهرها وادي بني مليح. وتنحدر روافد ختبة من شعاف وأغوار بني التيم السراة ويسيل في وادي يبة.
(1)
العيص وشظي: واديان تقدم بيانهما ويقعان في شمال باللحمر.
4 -
وادي الضُّمُو: بفتح الضاد المعجمة المشددة وضم الميم ثم واو: وينحدر من أغوار آل زيدان وآل قحطان ولحي من بني التيم، ويسيل في وادي يَبَة مخترقًا بلاد المجاردة، ويسمونه من بلادهم إلى وادي يبة الخطوة، باسم بلدة الخطوة التي تقع على جانبه وهي قاعدة بني شهر تهامة (الإدارية).
5 -
وادي الغَيْل: بفتح الغين المعجمة وياء ساكنة ثم لام: وهو أخصب واد في تهامة بأسرها ولعله الوحيد في المملكة والذي من حاصلاته الزراعية (البن) والموز والحمضيات بأنواعها. والتفاح والخوخ والفرسك وكافة الروائح العطرية. كالكادي والورود والرياحين والحناء، وفيه بعض النخيل وله فرع اسمه لحف، وينحدر من أغوار النماص ويسيل في وادي خاط ثم إلى يبة.
6 -
وادي خَاط: وينحدر من وادي الغيل ولحف وعدة أودية صغيرة ويسيل في وادي يبة وذلك عند جبل ثربان من شماله.
7 -
وادي شَرْي: بفتح الشين المعجمة وراء ساكنة ثم مثناة تحتية: واد ينحدر من شعاف بلاد بالحُصين والعوامر في السراة، ويجتمع مع وادي العرضي في بقرة.
8 -
وادي العِرْضِي: بكسر العين المهملة: واد ينحدر من جبل أثرب ويسيل في وادي شَري ثم في وادي بقرة.
9 -
وادي بَقَرة: بفتح الباء وسكون القاف: وينحدر من عدة أودية تنحدر من عقبة ساقين شعاف تنومة الشمالية ويسيل في وادي حلي بن يعقوب.
10 -
وادي نُعْص: بضم النون وسكون العين المهملة: واد ينحدر من شعاف تنومة الجنوبية. وشعاف بني مُنْبَح من باللسمر. ويسيل في وادي حلي.
11 -
وادي المِخَاضة: بفتح الميم والخاء والضاد المعجمتين: وينحدر من شعاف آل خريم وما حولهم ويفصل جبلي هَادا جنوبًا عن ضَرم شمالًا ويسيل في وادي حلي.
12 -
وادي فُرْشاط: بضم الفاء وراء ساكنة: وينحدر من شعاف باللحمر حيث يجمع سيول أغوار وإصدار باللحمر وله فرع صغير في الشمال منه اسمه فرشاط أيضًا. يجتمع مع وادي المخاضة ثم يسيلان إلى وادي حلي.
13 -
وادي حَلِي: اسم علم وهو بفتح الحاء المهملة: ويقال حلي بن يعقوب طوله أكثر من مائة وعشرين كيلًا وتجتمع فيه أودية: شَرْي، والعِرْضي، وبَقْرَة، نُعْص، المَخَاضَة، فُرْشَاط.
ومن الواضح أن أودية تهامة قليلة الشعب والفروع لقلة الجبال والتلال ولكن هذه الأودية أوسع من أودية السراة لوجود السهول المنخفضة الواسعة التي تخترقها الأودية بسهولة.
ثالثا: ما ذكره علي أحمد عيسى عسيري في كتاب عسير عن قبائل الحجر:
قال: ورد ذكر بلاد الحجر في صفة جزيرة العرب حيث يقول الهمداني
(1)
: "ثم يتلو سراة الحجر بن الهنو بن الأزد، ومدنها الجهوة ومنها تنومة والشرع بن باحان، ثم يتلوها سراة غامد، ثم سراة دوس ثم سراة فهم وعدوان"، ويقول
(2)
في موضع آخر، وتنومة والأشجان وغيان ثم الجهوة قرى لبني ربيعة بن الحجر وعاشرة العرق وأيد خضر ووراءه قرى لبني ربيعة من أقصى الحجر أيضًا، وحلبًا قرية لبني مالك بن شهر قبلة الحجر على هذا يمانيها مصال لعنز ومن شاميها بلد ألوس من خثعم وشرقيها ما جاور بيشة من بلد خثعم وأكلب وغوريها بلد بارق فآل عيدة من الأزد حلالهم حرام بن كنانة" ثم يستمر الهمداني واصفًا قرى بلاد الحجر ووديانها وجبالها وحدودها وجيرانها. ويعتبر كلام الهمداني عن بني شهر أدق وأوسع ما كتبه عن جبال السروات، بل ومنطقة عسير قاطبة، وذلك لكونه بسط القول عن بلاد الحجر قاطبة وبني شهر خاصة، ويعود ذلك إلى كون تلك في أقصى ازدهارها وقوتها، ويظهر ذلك من أعداد القرى التي كانت موجودة، وكثرة فروع القبائل.
ويطلق اسم (رجال الحجر) على أربع قبائل هم: بنو شهر وبنو عمرو بللحمر وبللسمر، وكلهم أولاد للحجر بن الهنو بن الأزد بن كهلان، وقد سميت هذه البلاد التي يسكنونها باسم جدهم حجر، ويقدر عدد سكانها بحوالي ثلاثمائة ألف نسمة
(3)
.
(1)
الحسن بن أحمد الهمداني، المصدر السابق، ص 258.
(2)
الحسن بن أحمد الهمداني، نفسه، ص 260، 261.
(3)
عمر غرامة العمروي، المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية، بلاد الحجر ج 3، ط 1، منشورات اليمامة، الرياض 1397 هـ/ 1977 م، ص 51.
قبيلة بني عمرو:
ينتسبون إلى جدهم عمرو بن حجر بن الهنو بن الأزد
(1)
. ويحدهم من الشمال بلقرن، ومن الغرب عمارة والنواشر، ومن الشرق بيشة، ومن الجنوب بنو شهر
(2)
.
وتنقسم بلاد بني عمرو إلى ثلاثة أقسام: بنو عمرو السراة، وبنو عمرو البادية، وبنو عمرو تهامة. وينقسم بنو عمرو السراة إلى قسمين، عمرو الشام، وعمرو اليمن حسب الموقع
(3)
.
أما بنو عمرو البادية فينقسمون إلى ثلاثة أقسام رئيسية هم: بالحارث وآل جمعة وكعب البدو، وهم بادية رحل ليس لهم أي حاضرة إلا قرية واحدة اسمها (معراة)، وينتقلون على المنحدرات الشرقية من قريتهم إلى موقع يقال له خشيم الذئب يقع إلى الغرب من بيشة، وتسمى المناطق التي ينتقلون فيها: ماسرة وبطحان الشامي وبطحان اليماني
(4)
.
أما بنو عمرو تهامة فينقسمون إلى ستة أفخاذ، لهم عشرون قرية تنتشر على جوانب وادي الغيل ووادي لحف ووادي خاط، وعلى جبل تهوي، وهو من أشهر جبال الجزيرة العربية بالكهوف، وتقع تهامة بني عمرو غرب النماص، وتشتهر بخصوبة أوديتها الثلاثة وبنباتاتها ومنها البن والكاذي والرياحين والورود والفواكه، ويقدر عدد سكان هذه القبيلة بسبعين ألف نسمة
(5)
.
قبيلة بني شهر:
تقع قبيلة بني شهر على جبال السروات، وما انحدر منها إلى تهامة حتى بارق، ويحدها من الجنوب بللسمر والريش، ومن الشمال بن عمرو، ومن الشرق بيشة وشهران ومن الغرب بارق ويبة
(6)
.
(1)
هاشم النعمي، المصدر السابق، ص 61.
(2)
عمر غرامة العمروي، المرجع السابق، ص 159.
(3)
عمر غرامة العمروي، المرجع السابق، ص 158.
(4)
عمر غرامة العمروي، نفسه ص 162، 263.
(5)
عمر غرامة العمروي، المرجع السابق، ص 162.
هاشم النعمي، المصدر السابق ص 51.
(6)
هاشم النعمي: نفسه، ص 48.
وينقسم سكان بني شهر إلى ثلاثة أقسام: قسم يسكن السراة، وقسم يسكن تهامة، وقسم يسكن البادية. . أما الذين يسكنون السراة فينقسمون إلى خمسة أقسام رئيسية هي: بنو النعيم، وبالحارث، وشهر ثرامين، وشهر الشام، والعوامر، وينقسم كل قسم إلى عدد من القبائل. أما تهامة بني شهر فينقسمون إلى أربعة عشر قسمًا، وكل قسم ينقسم إلى عدد من الأفخاذ
(1)
. وتنقسم بادية بني شهر إلى خمسة أقسام رئيسية هي: بنو أثلة، وآل برياع، وبنو بكر، والعمرة، وبنو قشير، والكلامة (الموادعة). وبادية بني شهر وبني عمرو مختلطون حيث ينتشرون على أودية ترجس وترج إلى بيشة ووادي ابن هشبل ويتنقلون في منطقة يبلغ طولها 250 كيلو مترا وعرضها 60 كيلو مترًا
(2)
.
وكل القبيلة بشقيها المستقر والبدوي غنية ومسلحة وذات سمعة حربية جيدة ولكن لا يوجد هناك ترابط بين فروع القبيلة إلا في حالة وجود خطر يداهم القبيلة بأكملها
(3)
.
وتنقسم القبيلة إلى قسمين كبيرين هما: سلامان، وبنو أثلة، ويتبع كل منهما فروع كثيرة، وعلى الإجمال فسكان القبيلة يبلغون مائتي ألف نسمة
(4)
. وأهم مدن القبيلة النماص: وكانت قائمقامية يتبعها قبائل بني شهر وبني عمرو وبلقرن وبللسمر
(5)
.
تنومة: وهي مبنية من الحجر، وكانت في السابق مركزا للعثمانيين وهذه القرية هي من مجموعة قرى تقع في وادي تنومة المشهور. ويجري في هذا الوادي الكبير نهر يتفرع إلى عدة فروع، ويزرع عندهم الحنطة والشعير والعدس بكثرة وثمنها رخيص جدًّا لكثرتها، وكانت مصدر الحبوب لأهل المشرق
(1)
نظرًا لكثرة تلك التقسيمات فإن المجال لا يتسع لذكرها. ولمزيد من التفاصيل ارجع إلى: عمر غرامة نفسه: ص 109.
(2)
عمر غرامة العمروي، نفسه، ص 102 - 116.
(3)
Cornwallis،Sir Kirahan،op.cit.،p.50
(4)
شرف بن عبد المحسن البركاتي، المصدر السابق، ص 55 - 66.
(5)
شرف بن عبد المحسن البركاتي، المصدر السابق، ص 78.
من بيشة ونجد
(1)
. وكان يوجد في هذا الوادي ستون قرية عامرة على أيام الهمداني
(2)
.
وكان يتنازع الزعامة في بني شهر شخصيتين، كل واحد منهما ينتمي لأسرة هامة في بني شهر. الأول هو سعيد بن غرم، والثاني هو عبد اللَّه بن ظافر. وكانت الأسرتان تتقاسمان الزعامة في بني شهر، وغالبًا ما يراعي الأمير القائم ذلك التنافس فيوزع السلطة بين الأسرتين
(3)
.
قبيلة بللسمر:
تنسب هذه القبيلة إلى أسمر بن حجر بن الهنو بن الأزد بن كهلان بن يشجب بن يعرب بن قحطان
(4)
. وتقع منازل هذه القبيلة على سلاسل جبال السراة الممتدة من قمة شعف بيجان حتى مشارف تنومة شمالا، ويحدها من الشمال بنو شهر ومن الجنوب بللحمر ومن الغرب الريش ومن الشرق شهران
(5)
.
تنقسم بلاد بللسمر إلى قسمين هما: بنو منبح، وبالعذمة. وينقسم هذان القسمان إلى ثلاثة أقسام بحسب موقع البلاد وهي: بللسمر السراة، وبللسمر البادية، وبللسمر تهامة
(6)
.
وتتكون بللسمر السراة من: منبح الشام، وبني منبح اليمن، وبالعذمة وكذلك بللسمر البادية وبللسمر تهامة يتكون كل منهم من ثلاثة فروع
(7)
. وتنقسم بللسمر تهامة إلى عدة أقسام صغيرة بلغ عددها سبعة وثلاثون قسما
(8)
. ويستقر أغلب تهامة بللسمر في جبل (هادا) وما حوله
(9)
. وبلاد بللسمر جميلة وغنية
(1)
Cowauis Sir Kinahan،op.cit.،p.50
(2)
انظر صفة جزيرة العرب، ص 261.
(3)
مذكرات سليمان باشا، مجلة العرب، مج 6، جـ 6، ذي الحجة 1391 هـ، ص 417.
(4)
عمر غرامة العمروي، المرجع السابق، ص 70.
(5)
هاشم النعمي، المصدر السابق، ص 47.
(6)
عمر غرامة العمروي، المصدر السابق، ص 70.
(7)
عمر غرامة العمروي، نفسه، ص 73، 74.
(8)
فؤاد حمزة، المصدر السابق، ص 159.
(9)
Cowauis Sir Kinahan،op.cit.،p.56
بالزراعة ومن منتجاتها: البر والشعير والذرة وجبالها مملوءة بأشجار العرعر واللوز والتين والعنب والخوخ وغير ذلك من الفواكه. ويوجد بهذه البلاد ينابيع طبيعية خارجة من جوف الصخور، وبها عيون ماء تجري على وجه الأرض
(1)
. وأهم قرى بللسمر: قرية المصفي: وبها منزل شيخ القبيلة. وقرية البطن لبني قاعد ويقدر عدد سكان هذه القبيلة بحوالي أربعين ألف نسمة
(2)
.
قبيلة بللحمرة:
تقع منازل قبيلة بللحمر على ضفاف وادي عبل وبيجان والماوين. ويحدها من الجنوب عسير وشهران، ومن الشرق شهران، ومن الشمال بللسمر، ومن الغرب بني ثوعة وآل مشول وآل الحارث
(3)
. وتنتسب قبيلة بللحمر إلى جد القبيلة وهو: أحمر بن حجر بن الهنو بن الأزد بن كهلان يشجب من سبأ من يعرب بن قحطان وقد سميت هذه البلاد التي يسكنها بنوه باسمه
(4)
.
تمتد أراضي بللحمر من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي، وتبدأ من الشمال الشرقي لعقبة شعار وهي أراضٍ جبلية منيعة وجميلة، مملوءة بالغابات ويمتد طولها خمسة وثلاثين كيلو مترًا. ويمتاز أهلها بطول القامة، وكثافة الشعر ويمكن تمييزهم بسهولة عن سائر أفراد القبائل
(5)
الأخرى. وتعد منطقتهم أخصب بقعة في عسير، وتنتج الحبوب والفواكه بكميات وفيرة
(6)
.
تنقسم بلاد بللحمر إلى ثلاثة أقسام رئيسية: بللحمر السراة، وبللحمر البادية، وبللحمر تهامة. وتنقسم أهل السراة إلى: آل المجنب، آل محمد ونازلة، والبادية إلى بادية الجنب وبادية آل محمد وبادية نازلة. والبادية عبارة عن أقسام لأهل السراة
(7)
، ويتبعهم في تهامة فريق يسكن قرية فرشاط الواقعة في آخر ما
(1)
شرف بن الحسن البركاتي، المصدر السابق، ص 62.
(2)
مذكرات سليمان باشا، التي نشرتها مجلة العرب، نقلا عن جريدة الأهرام. القاهرة.
(3)
هاشم النعمي، نفسه، ص 36.
(4)
عمر غرامة العمروي، المرجع السابق، ص 52.
(5)
مذكرات سليمان باشا: مجلة العرب، مجلد 7، جـ 4 شوال 1392 ص 303.
(6)
Cowauis Sir Kinahan،op.cit.،p.57
(7)
عمر غرامة العمروي، المصدر السابق، ص 52 - 56.
يمتد إليه بصر الواقف في أعلى عقبة شعار، إلى جهة مجرى الوادي عن طريق محائل
(1)
.
وأهم المدن في قبيلة بللحمر هي: عبل وهي مركز بللحمر الرئيسي، إضافة إلى ثلاثين قرية أخرى، ويقدر عدد سكان هذه القبيلة بثلاثين ألف نسمة
(2)
.
رابعًا: ما ذكره إبراهيم الزيد محقق كتاب المنتخب للمغيري عن قبائل الحجر من الأزد:
يطلق هذا الاسم على أربع قبائل كبيرة في جبال السروات وفي تهامة، وتحتل منطقة واسعة، وهم في مساكنهم القديمة، وهذه القبائل هي:
1 -
بنو شِهْر
.
2 -
وبنو عمرو.
3 -
وبللسمِر.
4 -
وبللحمر، وديارهم تعتبر ضمن حدود منطقة عسير الإدارية، وكل قبيلة منها مستقلة عن الأخرى، ويمكن تقسيم بطونها وأفخاذها، وفصائلها على النحو التالي:
1 -
بنو شِهْر
هذه القبيلة لا تتبع خثعمًا، وإنما هي قبيلة مستقلة عنها، ولا تنتسب إليها، وكذلك قبيلة باللسمر، وقبيلة باللحمر، وبنو عمرو، تنتمي هذه القبيلة إلى شَهْر ابن الحجر بن الهِنْو بن الأزد بن كهلان بن سبأ بن يشْجُب بن يَعرُب بن قحطان
(3)
، يحدهم من الشمال - أكرم، ومن الجنوب - قريش بِلْحَارث، ومن الشرق - بِيْشة، ومن الغرب - جبل ثُرْبان في تهامة، وتنقسم القبيلة إلى أربعة بطون:
أ- بنو شِهْر ثِرَامِيْن، ويلتحق بهم بنو شِهْر الشَّام، وعَبْس.
(1)
فؤاد حمزة، المصدر السابق، ص 158.
(2)
مذكرات سليمان باشا: مجلة العرب، حلقة 18، مجلد 7، جـ 4 شوال 1392 ص 304.
(3)
الهمداني، صفة جزيرة العرب 119، 121.
ب- بنو التَّيْم في السروات وفي تهامة.
جـ - العوامر، في السروات وتهامة.
د - بِلْحارث، في السروات وتهامة.
أ- بنو شِهْر ثِرَامِيْن، ينقسمون إلى أفخاذ هي:
1 -
الكَلاثِمَة بادية وحاضرة.
2 -
بنو بكر، بادية وحاضرة.
3 -
بنو قُشَيْر، بادية وحاضرة.
4 -
بنو جُبَير.
5 -
آل ابن رَبَّاع، وبنو شِهْر الشام لهم من الفصائل:
1 -
بنو ثابت، السَّرو، والعدوة، وأكرم.
2 -
ويانِفْ، والعُرُش، أما بنو عبس، فلهم أربع فصائل:
1 -
آل عبيد.
2 -
والحَيْد.
3 -
والعَمَّار.
4 -
والحُصنَة.
ب- بنو التَّيْم، وينقسمون إلى ثلاثة أفخاذ:
1 -
آل لَيْلَح.
2 -
آل وليد.
3 -
وآل زيدان - آل خشْرم في السرات، أما من يسكن تهامة فهم فصائل:
أ- بَلْمَيْدع.
ب- بنو زُهير.
جـ- بنو حسين
د- آل حُمَيْد.
هـ- آل شُغَيْب.
و- المَجَارِدة.
ز- بنو مَخْلد.
حـ- آل مَمْلَح.
جـ- العوامرة، ولهم فخذان:
أ - سكان السرات، وفصائلهم:
1 -
كِنَانة
2 -
بنو مشهور
3 -
بَلْحُصَيْن
4 -
آل بِهَيْش
5 -
أهل النّهِيْ
6 -
آل بيضان
ب- سكان تهامة، وفصائلهم:
1 -
لفَاجِمَة
2 -
سفيان
3 -
أثْرب
4 -
مَحَبَّة
د - بلحارث، وينقسمون إلى حاضرة وبادية ولهم من الأفخاذ:
1 -
الشَّعَفَيْن، حاضرة وبادية
2 -
آل الصَّعْدي
3 -
اليهاظِمَة
4 -
يبيهة
5 -
آل دَحْمَان
6 -
العِمَارة، حاضرة وبادية في السرات، وفي تهامة منهم:
1 -
الشَّهَارية، حاضرة وبادية في السرات، وفي تهامة منهم:
2 -
أهل بَقرة
3 -
آل العّلا
4 -
آل امْجَحِيْني، وسكان جبل ثَرْبان، في حدود القنفذة من بني شِهْر، وسكانه ينقسمون إلى خمسة أفخاذ:
1 -
الطلاليع.
2 -
آل إمجامد
3 -
آل غيلان
4 -
الزِّوكّة، ومشيخة القبيلة قديمًا في شيخين:
1 -
فَرَّاج بن سعيد بن فايز العَسْيلي، ويرأس بني شهر سرات وتهامة، ويرأسهم الآن تُرْكي بن شاكر العسبلي، ويرأس بني شهر سرات وتهامة، ويرأسهم الآن تركي بن شاكر العَسْبَلي، ومن أعيانهم فراج بن شاكر العَسْبَلي شقيق شيخهم.
2 -
شُبَيْلي بن محمد العَريْف، ويرأس بني الأثلة في السرات، وآل العَلا، وامْجَحِيْني في تهامة، ومركز بني شهر، وقاعدتهم مدينة النَّماص، أملى هذه المعلومات عنهم علي بن عبد الرحمن العَسْبَلي، وهو من عقلائهم والعارفين بشؤونهم.
2 -
بنو عمر
تقع بلاد هذه القبيلة شمالا عن مدينة النَّماص، وقبيلة بني شهر، على جبال السرات على الطريق الموصل بين أبها والطائف، وتمتد بلادهم إلى تهامة، تبعد عن الطائف (280 كم) وعن مدينة أبها (280 كم)، ويحدهم من الشمال - بلاد بَلْقَرن، وجنوبًا بلاد مَحَائِل، ومن الشرق بادية بَلحَارث، وتمام الحد بادية آل جُمْعَة، وغربًا - سهول تهامة، وتنقسم إلى بطنين رئيسيين:
أ- تميم، وتندرج تحتها الأفخاذ التالية:
1 -
عضيدات
2 -
آل الشيخ
3 -
آل سليمان
4 -
غرة تميم
5 -
الشق
6 -
بادية آل جمعة وهم فخذ من تميم
ب- كعب، ولهم من الأفخاذ:
1 -
بنو رافع.
2 -
بنو عمارة، وبنو رافع، وبنو عمارة تابعان للنَّماص إداريًا، أما باديتهم فلإمارة بني عمرو.
3 -
بنو قيس في خاط، والمركز الإداري للقبيلة في بلدة، آل الشيخ، ومشيختهم في آل حُسَيْكة.
3 -
قبيلة بللسمر
تقع ديارهم على خط الطائف أبها، ويحدهم شمالا العَمرة بنو شِهْر، وجنوبًا باللحمر، ومن الشرق - باللحمر - نازلة ومن الغرب بنو شِهْر تَنْومة، وحدود باديتهم، آل حمامة، وآل عياء، تمتد إلى بلاد شَهْران شرقًا، وجنوبًا باللحمر، وشمالا حدود بيشة، وتنقسم القبيلة إلى بطنين:
أ- بنو منبح، وفيهم الأفخاذ التالية:
1 -
آل عبيد
2 -
المُضْفَاة
3 -
آل الصدر
4 -
آل ابن شَعْف
5 -
آل محرز
6 -
آل عثمة
7 -
آل سريع
7 -
آل زيد
9 -
آل عياء
10 -
آل حمامة
11 -
آل جبل
ب- بالعذمة، وأفخاذهم:
1 -
ذبوب
2 -
آل خريم
3 -
آل اللجم
4 -
بنو قاعدة الفرسة
5 -
آل عنين
6 -
العطفة
7 -
آل مداد
8 -
آل معتلي
9 -
آل قراعة
10 -
آل ميطن
11 -
آل معلم
12 -
غاشرة، وفي تهامة فصائل من هذين البطنين، حيث تمتد حدودهم شمالا إلى بلاد بني شِهْر، وجنوبًا فَرْشاط، وباللحمر، وآل مَحَاثِل، وغربًا الرَّيْش والسُّهُول، وشرقًا جبال السروات ويعودون إلى بطني: منبح، وبالعذمة، وأهم مركز لهم مدينة، اثنين باللسمر، وفيها مقر إمارتهم، وكانت رئاستهم في جِرْمَان ابن عبد اللَّه في السابق ويوجد الآن خلاف كبير على زعامة القبيلة من بعده وقدم هذه المعلومات مكتب إمارتهم.
4 -
قبيلة باللحمر
يحدهم من الشمال وادي حُبكان، ووادي عَيَا، وجبل شَهْم، وجنوبًا خُطمة في تهامة بلاد باللسمر، ثم قبيلة آل مَشْول العائدة لمَحَائِل، ثم وادي تَيَّة، ثم بني مالك عَسِيْر السرات وشرقًا وادي ابن هَشْبَل، وبطنة آل حبيب، وغربًا مركز إمارة باللسمر حاليًا وسرات باللسمر، وتنقسم القبيلة إلى البطون التالية:
1 -
بنو هشام
2 -
البَهْشة، بادية
3 -
آل محمد الحجاز
4 -
آل غطاء المَاوَيْن، بادية
5 -
فرشاط في تهامة.
6 -
آل لَعْبان
7 -
آل قاسم
8 -
آل لَصْلَع، بادية
9 -
بنو ثعلبة، بادية
10 -
آل زيان ومركز إمارتهم في بلدة صَبَح، أخذت هذه المعلومات من مكتب إمارتهم.
خامسًا: ما ذكره فؤاد حمزة في بلاد عسير عن قبائل الحجر:
قال: يطلق اسم "رجال الحجر" على ثلاث قبائل تقطن السروات الواقعة بين بلاد عسير وشهران جنوبًا، وبلاد بني شهر وبالقرن شمالا وشهران شرقًا، وقبائل محائل وبارق غربًا، والقبائل الثلاث هي: باللحمر، وباللسمر، وبنو عمرو.
وهنالك من يقول أن اسم "رجال الحجر" لا يشمل غير قبيلتي باللحمر وباللسمر، وأن بني عمرو ينسبون إلى الشلاوة وغيرهم.
أولا - قبيلة باللحمر: أقرب القبائل إلى عسير، وتبدأ حدودها اعتبارًا من عقبة "شعار" وبلاد بني مالك عسير إلى أن تتصل بقبيلة باللسمر، وتقسم القبيلة إلى الأقسام الصغيرة الآتية:
(1)
المجنَّب
(2)
بنو ثعلبة
(3)
آل الأصلح
(4)
آل القاسم
(5)
آل الزيان
(6)
أهل لعبان
(7)
نازلة
(8)
أهل هبح
(9)
آل عزَّام
(10)
أهل بهلوان
(11)
آل محمد
(12)
الغاربين
(13)
آل مخلد
(14)
آل العلوي (امعلوى)
ويتبعهم في تهامة فريق يسكن قرية "فرشاط" الواقعة في آخر ما يمتد إليه بصر الواقف في أعلى عقبة شعار إلى جهة مجرى الوادي على طريق "محائل".
وتسكن القبيلة قرى شبيهة بقري عسير وعددها 30 قرية، عدا قرية فرشاط في تهامة، وهي:
(1)
عبل.
(2)
آل الضلع.
(3)
آل الزيان.
(4)
مسفرة.
(5)
بنو ثعلبة.
(6)
آل عصاة.
(7)
الهيشة.
(8)
الخللة.
(9)
أهل عبالهم.
(10)
آل مخلد.
(11)
آل مبارك.
(12)
أهل الطويب.
(13)
صبح.
(14)
آل عامر.
(15)
آل رشيد.
(16)
قرابنة.
(17)
آل رافع.
(18)
جذام.
(19)
بيحان.
(20)
آل كامل.
(21)
آل عزة.
(22)
آل الصدامي.
(23)
آل العلوي.
(24)
الزَّبِيَّة.
(25)
عبالة.
(26)
آل مورق.
(27)
آل حسين.
(28)
آل عمر.
(29)
المادين.
(30)
آل الشاعر.
ثانيًا - قبيلة باللسمر: كبير هذه القبيلة عبد اللَّه بن علي بن حرمان، وديرتها إلى الشمال من ديرة بللحمر، وفيها الأقسام الآتية:
(1)
ذبوب.
(2)
آل خريم.
(3)
سدوان
(4)
بنو قاعد.
(5)
أهل حوران.
(6)
أهل الفيح.
(7)
آل عياء.
(8)
بنو جنادة.
وأما قرى هذه القبيلة فهي:
(1)
بنو مالك.
(2)
أهل حزم.
(3)
القواعد.
(4)
آل الطير (أمطير).
(5)
أهل الفاحتية.
(6)
أهل الشبين.
وفي تهامة فروع كثيرة تتبع "باللسمر"، وبعضهم يحسب أهل "فرشاط" منهم، غير أنها في الواقع تابعة لقبيلة باللحمر، أما الذين في تهامة من باللسمر فهم:
(1)
آل حماد.
(2)
السوق.
(3)
ذبوب.
(4)
عاشرة.
(5)
وعلام.
(6)
آل عمير.
(7)
عطيفة.
(8)
الحظيرة.
(9)
آل رزق.
(10)
القرى.
(11)
آل مطرق.
(12)
محور.
(13)
أبو حشرة.
(14)
آل خالد.
(15)
آل غماد.
(16)
آل أم عفيف.
(17)
شغب.
(18)
مصوعي.
(19)
أم قشيع.
(20)
الجزعة.
(21)
العطفة.
(22)
رحي.
(23)
الفرسة.
(24)
عينين.
(25)
البطين.
(26)
القرعة.
(27)
آل معلم.
(28)
آل ليم.
(29)
آل مداد.
(30)
آل المعتلى.
(31)
شثة.
(32)
عتمة.
(33)
محرز.
(34)
آل مسهل.
(35)
أسود.
(36)
ريدان.
(37)
مارد.
ثالثا: قبيلة بني عمرو: تقع ديار هذه القبيلة إلى الشرق من ديار باللحمر وباللسمر.
4 -
قبيلة بني شهر
قبيلة بني شهر من أهم القبائل العربية على السراة، ويحدها من الشمال: غامد وزهران وبالقرن، ومن الجنوب: رجال الحجر، ومن الشرق: بيشة وشهران، ومن الغرب: قبائل القنفذة. وكانت بلاد هذه القبيلة أيام الحكومة العثمانية "قضاء" فيه قائمقام مركزه بلدة "النَّحَاص" أكبر قرى القبيلة، وكانت القبيلة وقتًا ما تابعة للسيد محمد علي الإدريسي، غير أنها كانت أقرب إلى مكة منها إلى صبيا أو أبها، وذلك بسبب أواصر النسب بينها وبين الأشراف في مكة، ومنذ قيام الحكومة الحاضرة أتبعت لإمارة عسير، أسوة بالقبائل السابق ذكرها فيما مر من الكتاب، وبالقبائل التي سنذكرها في النبذة الآتية.
وقد اختلف في تقسيم القبيلة وتفريعها، فبعضهم يعتبرها أربعة أقسام والبعض الآخر يعتبرها قسمين، إذ إن الإدريسي -حينما كان حاكمًا- قسم بني شهر إلى قسمين:
1 -
سلامان، ويتبع العَسْبَلي.
2 -
بنو أثلة، ويتبع الشبيلي.
ولكنه لم يتبع طريقة معينة في إدخال الفروع في هذين الأصلين، ولم يتبع التسلسل بالميلاد، بل كان تقسيمه على حسب اجتهاده، وقد ألغي هذا الترتيب الآن، وعادت التقسيمات إلى ما كانت عليه من قبل تبعًا للمعتقدات التي ورثتها القبيلة والتي تقضي بقسمتها إلى الأقسام الموضحة فيما يلي:
أولا: بطن شهر الأمين أو الكلاثمة: وتتبعه الأفخاذ الآتية:
(1)
بنو بكر.
(2)
بنو قشير.
(3)
بنو جبير.
(4)
آل ابن ريَّاع.
ولهذا البطن أتباع في تهامة هم: فخذ عَبس، وفيه من العشائر:
(1)
أهل الحيد.
(2)
الحصنة.
(3)
آل عبيد.
(4)
آل عمَّار.
ثانيًا: بطن العوامر، وتتبعه الأفخاذ الآتية:
(1)
بنو مشهور.
(2)
بالحصين.
(3)
آل بهيش.
(4)
آل سودة.
(5)
مليح.
(6)
دحيم.
(7)
كنانة.
(8)
بنو لام.
وأتباع العوامر في تهامة هم: أهل أترب، وصيون وأقسامهم:
(1)
آل يحمد.
(2)
آل يعلى.
(3)
آل محجوبة.
(4)
آل محباشي.
(5)
العصمة.
ثالثًا: بطن بالحارث أهل الشعفين، أو أهل وادي تَنُومة، وفيه الأقسام الآتية:
(1)
أهل تنومة.
(2)
آل دحمان.
(3)
حبيهة.
(4)
الجهاضمة.
(5)
آل الصعدي.
(6)
الحصون.
ولهذا البطن في تهامة أتباع في نَعْص والمنظر وبَجرة؛ وأكثرهم من البدو الرُّحَّل.
رابعًا: بطن بني التميم، وفيه الأقسام الآتية:
(1)
آل وليد.
(2)
آل ليلح.
(3)
آل زيدان.
(4)
خشرم.
وأتباعهم في تهامة:
(1)
بنو حسين.
(2)
بالمجدع.
(3)
بنو زهير.
(4)
المجاردة.
(5)
بنو مخلد.
(6)
آل شغيب.
(7)
آل حميت.
(8)
آل الأملح.
وللقبيلة فريقان آخران يتبعانها هما:
أ- شهر الشام. وفيه ثلاثة أقسام:
(1)
بنو ثابت، وقريتهم السروة.
(2)
بنو الأوس.
(3)
أهل القبل.
ب- قبيلة ثربان: وهم بدو رحل ما زالوا على الفطرة يسكنون المغاور والكهوف وحالتهم الاجتماعية في غاية الانحطاط.
ولقبيلة بني شهر أسواق أسبوعية شهيرة، نذكر أهمها فيما يلي:
1 -
سوق تنومة في قرية آل صفوان يوم السبت.
2 -
سوق عبس يوم الأحد.
3 -
سوق المجازة يوم الإثنين.
4 -
سوق النماص في قرية العسابلة يوم الثلاثاء.
5 -
سوق شهرة الأمين في السرو يوم الأربعاء.
6 -
سوق بني التيم في قرية الخضرة يوم الخميس.
7 -
سوق أترب يوم الجمعة
أما قرى القبيلة فتزيد على المائة، مما يدل على غناها وأهميتها، وهي:
(1)
التمامى.
(2)
منعا.
(3)
المركبة.
(4)
آل ثابت.
(5)
النظوف.
(6)
شعيبة.
(7)
المتن.
(8)
النصاب.
(9)
روق.
(10)
الحفير.
(11)
الصمدة.
(12)
سدومة.
(13)
خصيري.
(14)
الوهدة.
(15)
الحلقة.
(16)
بيضان.
(17)
آل عمر.
(18)
آل حفس.
(19)
ربع هزاع.
(20)
الوطا.
(21)
ما ولد علي.
(22)
السوق.
(23)
المهد.
(24)
الصبيات.
(25)
الفنان.
(26)
التيس.
(27)
القرعة.
(28)
آل محمل.
(29)
الفضول.
(30)
حِبِّي.
(31)
القلت.
(32)
مجاوب.
(33)
البزوة.
(34)
آل أيدي.
(35)
العماسية.
(36)
محذل.
(37)
العامسة.
(38)
آل سعد.
(39)
العرف.
(40)
آل حسين.
(41)
اللهبة.
(42)
الميغي.
(43)
معمع.
(44)
آل صفوان.
(45)
زينب.
(46)
البردة.
(47)
مليح.
(48)
آل مرحب.
(49)
الحدب.
(50)
العلا.
(51)
آل سلام.
(52)
منعا المجدل.
(53)
الطرف.
(54)
شَرِي.
(55)
آل حشاة.
(56)
آل يسار.
(57)
رزيق.
(58)
الحلاة.
(59)
جرادة.
(60)
آل ذخران.
(61)
الشهوم.
(62)
صعبان.
(63)
عصيين.
(64)
آل معافى.
(65)
الأحَض.
(66)
صخيف.
(67)
قويس.
(68)
آل مروح.
(69)
آل عريف.
(70)
الشرف.
(71)
الدحمان.
(72)
العوصا.
(73)
جار.
(74)
علبة.
(75)
فيلتة.
(76)
الدهنا.
(77)
آل بهيش.
(78)
القرية.
(79)
الفذال.
(80)
الخربة.
(81)
منزل العشر.
(82)
أهل عرعرة.
(83)
الحصون.
(84)
عطية.
(85)
مرزوق.
(86)
آل رحمة.
(87)
آل ناشر.
(88)
آل عقيقة.
(89)
المدانة.
(90)
العرق.
(91)
مسلمة.
(92)
آل قحطان.
(93)
خصرا.
(94)
مجيرة.
(95)
آل طوير.
(96)
الشبرقة.
(97)
قبيس.
(98)
الحلقة.
(99)
الحباوة.
(100)
القيم.
(101)
أريامة.
(102)
لجج.
(103)
خشرم.
سادسًا: ما ذكره هاشم بن سعد النعمي عن قبائل الحجر:
أولا: عن فروع القبائل:
قبيلة بللحمر:
تقع منازل قبيلة بللحمر على ضفاف وادي عبل وبيجان والماوين ويحدها من الجنوب عسير وشهران، ومن الشرق شهران، ومن الشمال بللسمر، ومن الغرب بنو ثوعة وآل مشول وآل الحارث، وتنطوي على عدة أفخاذ من أهمها ما يلي:
1 -
آل لصلع.
2 -
بنو سفار.
3 -
نازلة.
4 -
آل محمد.
5 -
بهوان.
6 -
آل عبد العزيز.
7 -
البهشة.
8 -
الطرفة.
9 -
آل مخلد.
10 -
آل عياش.
11 -
الضاربين.
12 -
آل تمام.
13 -
آل علقة.
14 -
آل تاجر.
15 -
آل عبيد.
16 -
آل حارس.
17 -
بنو ثعلبة.
18 -
آل زائد.
19 -
آل الزيان.
20 -
آل جحدل.
21 -
آل سالم.
22 -
آل منامس.
23 -
آل دهيس.
24 -
آل إسحاق.
25 -
آل خشاف.
26 -
آل عامر بن مسفر.
27 -
آل حسين.
28 -
آل عمر.
29 -
آل مبارك.
30 -
آل أمعلوي.
31 -
آل صدام.
32 -
آل عبالة.
33 -
آل عزة.
34 -
آل كامل.
35 -
آل رافع.
36 -
آل عامر.
37 -
آل أمشاعر.
ويقدر عدد أفراد هذه القبيلة بحوالي ثلاثين ألف نسمة، ويشغل منصب مشيختها حاليًا الشيخ سويد بن محيا
(1)
، وهو من بيت عريق في النسب يتعاقب مشيخة بللحمر من عصور قديمة وببلغ من العمر حوالي خمسين عاما، وكانت مشيخة قبيلته. تكاد تنضم إلى الشيخ جرمان الأسمري لولا أن سويدًا هذا برز له مغاضبًا في ميدان الإقطاع العشائري.
(1)
توفي سويد بن محيا، فخلفه في منصب مشيخة بللحمر ابنه عبد اللَّه بن محمد، وهو من بيت عريق.
قبيلة بللسمر:
وتقع منازل هذه القبيلة على سلاسل جبال سراة الحجر الممتدة من قمة شعف بيجان حتى مشارف تنومة شمالا، ويحدها من الشمال بنو شهر، ومن الجنوب بللحمر، ومن الغرب الريش، ومن الشرق شهران. وتنطوي على عدة أفخاذ من أهمها ما يلي:
1 -
آل خالد.
2 -
آل بني مشعب.
3 -
آل عفيفي.
4 -
آل بني مشعف.
5 -
آل الفيح.
6 -
آل مغوي.
7 -
آل الصدر.
8 -
آل مداد.
9 -
آل المتعلي.
10 -
آل محرز.
11 -
آل جبل.
12 -
بنو قاعد.
13 -
آل مارد.
14 -
آل عثمة.
15 -
آل سل.
16 -
آل يم.
17 -
آل المعلم.
18 -
آل البطين.
19 -
آل قراعة.
20 -
آل عيش.
21 -
الفرسة.
22 -
آل مطرق.
23 -
آل عمير.
24 -
آل خثرم.
25 -
آل روق.
26 -
آل محمد.
27 -
آل يعلا.
28 -
غاشرة.
29 -
الروق.
30 -
آل حماد.
31 -
البهشة.
32 -
آل خشيم.
33 -
آل عبيد.
34 -
آل شخطة.
35 -
آل محيط.
36 -
آل سالم.
37 -
آل جرمان.
38 -
بنو رافع.
39 -
بنو مالك.
40 -
آل أمحسين.
41 -
آل شيخ.
42 -
آل أمنامس.
ويقدر عدد أفراد هذه القبائل بحوالي أربعين ألف نسمة، ويشغل منصب مشيختها حاليًا الشيخ عبد اللَّه جرمان
(1)
، وهو معروف بالكرم والشجاعة، وقبيلة بللسمر هذه قحطانية من الأزد من بني الحجر بن الهنو بن الأزد بن كهلان بن سبأ ابن يشجب بن يعرب بن قحطان.
قبيلة بني شهر:
وتقع منازل قبيلة بني شهر على سطح سلاسل سراة الحجر، وما انحدر منها إلى أغوار تهامة حتى بارق، ويحدها من الجنوب بللسمر والريش، ومن الشمال بنو عمرو، ومن الشرق بيشة وشهران، ومن الغرب بارق ويبه. وحاضرتها النماص، وهي قبيلة كثيرة العدد، ورجالها من أشد رجال العرب بأسا وأكرمهم قرى وأشجعهم في مواطن اللقاء، وتنطوي هذه القبيلة على عمائر كبار، وتنقسم إلى قسمين كبيرين هما: سلامان وبنو الأثلة، ويمكن حصر عمائر هذين القسمين فيما يلي، ونبدأها بسلامان، وتتألف من العمائر التالية:
1 -
الكلاتمة.
2 -
اليهاضمة.
3 -
دحي.
4 -
بنو مشهور.
5 -
بنو رياع.
6 -
آل زيدان.
7 -
آل لجلح.
8 -
بنو ثابت.
9 -
الحصون.
10 -
آل الصعدي.
11 -
قريش.
12 -
دحيم.
وفيما يلي عمائر بني الأثلة وهم:
1 -
آل دحمان.
2 -
بنو لام.
(1)
توفي الشيخ جرمان رحمه الله فانقسمت قبيلية بللسمر على نفسها، ولم يعد في الإمكان جمعها على شيخ واحد.
3 -
بالحصين.
4 -
كنانة.
5 -
بنو بكر.
6 -
بنو قشير.
7 -
الأخاضرة.
8 -
آل وليد.
9 -
آل خثرم.
10 -
بنو يوس.
11 -
جبيهة.
12 -
الشعفين.
13 -
العوامر.
14 -
بنو التيم.
وتتألف عمائر سلامان وبني الأثلة من الأفخاذ الآتية:
1 -
بنو جبير.
2 -
آل فليتة.
3 -
آل بهيش.
4 -
آل علية.
5 -
آل العريف.
6 -
آل سيارة.
7 -
بلحصين.
8 -
آل العمر.
9 -
آل العصدى.
10 -
آل دجمان.
11 -
آل عمر.
12 -
آل زخران.
13 -
آل مرحب.
14 -
آل صفوان.
15 -
آل مجدل.
16 -
آل رزيق.
17 -
كنانة.
18 -
آل مروح.
19 -
آل امحارب.
20 -
آل معافا.
21 -
آل جبرة.
22 -
القربة.
23 -
نازلة.
14 -
القذال.
25 -
أهل الخرة.
26 -
أهل الفرعة.
27 -
الحلس.
28 -
أهل لنبش.
29 -
آل فويس.
30 -
الهراينة.
31 -
آل الشقرة.
32 -
آل حصين.
33 -
آل إيدي.
34 -
آل ثابت.
35 -
آل بن جرادة.
36 -
آل يسعد.
37 -
أهل البردة.
38 -
آل علا.
39 -
آل احنش.
40 -
آل سلام.
41 -
آل عمر.
42 -
آل خظاري.
43 -
آل ميمل.
44 -
آل حسين.
45 -
آل طلح العبيدة.
46 -
آل عامر.
47 -
الشهين.
48 -
آل سودي.
49 -
آل صحيف.
50 -
آل بيضاء.
51 -
آل سلام.
52 -
آل بنية.
53 -
آل مفلت.
54 -
آل معمع.
55 -
آل عرق.
56 -
العماسية.
57 -
بنو بكر.
58 -
الأعامشة.
59 -
آل عمر.
60 -
بنو روق.
61 -
آل سلامة.
62 -
ما ولد علي بن بكر.
63 -
آل زينب.
64 -
الفضول.
65 -
الأخاضرة.
66 -
آل زينب.
67 -
آل حشيش.
68 -
آل مرزوق.
69 -
آل خشرم.
70 -
آل سالم.
71 -
آل بو قبيس.
72 -
آل مسلمة.
73 -
الناشر.
74 -
آل طوير.
75 -
آل حبيش.
76 -
آل جبرة.
77 -
الرحمة.
78 -
القحطان.
79 -
الريامة.
80 -
آل الزفيل.
81 -
آل ميسري.
82 -
آل نشوان.
83 -
أكرم.
84 -
العرش.
85 -
آل مغلق.
86 -
آل مروح.
87 -
آل عتيبة.
88 -
آل عبيد.
89 -
آل عمار.
90 -
الفقهاء.
91 -
آل حميد.
92 -
الحصنة.
93 -
آل يعلا.
94 -
آل سعيد بن علي.
95 -
آل يحيى.
96 -
الطلحة.
97 -
آل العلا.
98 -
آل غليان.
99 -
العواجرة.
100 -
آل عقلان.
101 -
آل حزبة.
102 -
آل القحمة.
103 -
آل ذهيب.
104 -
آل المشحكة.
105 -
آل محرز.
106 -
آل مجرد.
107 -
آل الحديلة.
108 -
الشعبين.
109 -
آل جميل.
110 -
آل أمعنقاء.
111 -
آل قبيب.
112 -
آل موسى.
113 -
آل املحجين.
114 -
آل يعلا.
115 -
آل صارم.
116 -
آل أمشغيب.
117 -
آل سعد.
118 -
آل مسور.
119 -
آل يماني.
120 -
آل عاضض.
121 -
آل امجايش.
122 -
آل لجدع.
123 -
آل وحيشي.
124 -
المسلمة.
125 -
آل عيسى.
126 -
المشايخ.
127 -
آل شغيب.
128 -
آل جمال.
129 -
بنو قيس.
130 -
شعشاع.
131 -
آل الدهيس.
132 -
آل أماشي.
133 -
لفاقمة.
134 -
آل خميس.
135 -
آل حقين.
136 -
آل جودة.
137 -
آل فلاح.
138 -
بنو حسين.
139 -
آل بللجدع.
140 -
بنو التيم.
ويقدر عدد أفراد هذه القبيلة بقسميها بسراة وتهامة حوالي مائتي ألف نسمة
(1)
، ويشغل منصب مشيختها في الأغلب الأعم شيخان كبيران حاليًا هما: العسيلي ويتبعه سلامان، والثاني
(2)
ابن العريف ويتبعه بنو الأثلة، وتحت هذين الشيخين مشايخ أقل منهما منزلة وللشيخين المذكورين وأسرتيهما منزلة عظيمة بين أفراد هذه القبيلة والمشيخة في بيتيهما بالتعاقب، وهذه القبيلة من أصل قحطاني من الأزد، إذ هم سلائل شهر بن الحجر بن الهنو بن الأزد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
قبيلة بني عمرو:
وتضع منازل هذه القبيلة شمالي سراة الحجر، وهم بنو عميم بنو شهر مختلطون في المساكن والمناشر والحروث، ويحد هذه القبيلة من الشمال بلقرن، ومن الغرب عمارة والنواشرة، ومن الشرق بيشة، ومن الجنوب بنغو شهر. وتنطوي على عدة أفخاذ من أهمها ما يلي:
(1)
قام المؤلف بجولة ميدانية لمعرفة حقيقة ما كتب عن هذه القبائل.
(2)
يرأس قبيلة بني شهر شيخان كبيران هما: الشيخ العسيلي علي سلامان والشيخ ابن العريف على بني الأثلة، ويتبع كلا منها عدة نواب أقل رتبة من رتبة مشيخة القبيلة.
1 -
كعب.
2 -
زهير.
3 -
بنو رافع.
4 -
آل الشيخ.
5 -
آل ميسر.
6 -
آل شيبان.
7 -
آل بسام.
8 -
الجعادبة.
9 -
آل سحيم.
10 -
آل الصناع.
11 -
لعاسرة.
12 -
الطلحة.
13 -
آل حسيكة.
14 -
آل دعيا.
15 -
آل سعد.
16 -
آل عمار.
17 -
آل الشاعر.
18 -
آل ذات العلب.
19 -
آل نيح.
20 -
آل عطية.
21 -
آل جاهل.
22 -
آل حنيشة.
23 -
بنو عمارة.
24 -
الجوابرة.
25 -
آل هلال.
26 -
آل ساعد.
27 -
آل عذال.
28 -
آل سكون.
29 -
آل مقبول.
30 -
آل حيدة.
31 -
آل مكمل.
32 -
آل عليان.
33 -
مدريد.
34 -
آل وليد.
35 -
الحفار.
36 -
عاكسة.
37 -
آل طارق.
38 -
آل ظاوي.
39 -
آل عريف.
40 -
آل طلحة.
41 -
آل نبيلة.
42 -
جابعة.
43 -
آل قرين.
44 -
آل محجوب.
45 -
المشايخ.
46 -
آل شغيب.
47 -
آل جمال
48 -
آل بنو قيس.
49 -
آل شعشاع.
50 -
آل الدهيس.
51 -
آل أماشي.
52 -
لفاقمة.
ويقدر عدد أفراد هذه القبيلة بحوالي سبعين ألف نسمة، ويشغل منصب مشيختها علي بن ياري و"ياري" لقب يطلق على كل من يشغل منصب مشيخة هذه القبيلة من هذه الأسرة
(1)
، ويتبعه عدة مشايخ أقل منزلة عنه. وتنحدر قبيلة بني عمرو من أصل قحطاني، غذ هم وبنو عمهم بنو شهر يجمعهم الحجر بن الهنو ابن الأزد من قحطان.
ثانيًا: عن ديار قبائل الحجر:
قال عن أودية قبيلة بللحمر:
يلي أودية عسير من الشمال أودية بللحمر، وأهمها وادي عبل فوادي الماوين
(2)
، ومآتيها من قمم أغوار الحجاز الغربية المطلة على تية فمرة، وتتجه في امتدادها إلى الشرق حتى تنتهي بمسائل وادي بيشة، وترفدها روافد عديدة وتقوم على ضفافها عدة قرى من أهمها ما يلي:
1 -
قرية بهوان
2 -
قرية آل عبد العزيز الكضامة.
3 -
قرية البهشة.
4 -
قرية الطريشة.
5 -
قرية آل مخلد.
6 -
قرية آل عياش.
7 -
قرية الماوين.
8 -
قرية الكضامة.
9 -
قرية آل تمام.
10 -
قرية قطرة.
11 -
قرية مسفرة.
12 -
قرية آل علقمة.
(1)
انقسمت قبيلة بني عمرو على نفسها، ويرأس كل قسم من أقسامها شيخ مستقل عن الآخر، الأول يحمل اسم ابن جاري "ياري" والثاني يحمل اسم زهير، وليس هناك شقاق على منصب المشيخة.
(2)
من قرية ص عرور يترك أودية وقرى عسير لكي يتجه شمالًا حيث تقع أودية رجال الحجر بن الهنو بن الأزد نبدأها بأودية وقرى بللحمر من بني الحجر.
13 -
قرية آل ناجر.
14 -
قرية آل لمبيد.
15 -
قرية آل بغال.
16 -
قرية آل حرس.
17 -
قرية آل زائد.
18 -
قرية السرة.
19 -
قرية آل الزيان.
20 -
قرية آل جحدل.
21 -
قرية آل سالم.
22 -
قرية آل منامس.
23 -
قرية آل بهيس.
24 -
قرية مسحاة.
25 -
قرية آل حسين.
26 -
قرية آل عامر.
27 -
قرية الحسين.
28 -
قرية عمر.
29 -
قرية حومان.
30 -
قرية ذات يومين.
31 -
قرية آل مبارك.
32 -
قرية قرائينة.
33 -
قرى آل معلوي.
34 -
قرية آل صدام.
35 -
قرية آل عبالة.
36 -
قرية آل عزة.
37 -
قرية آل كامل.
38 -
قرية آل رافع.
39 -
قرية آل عامر.
40 -
قرية آل مشاعر.
41 -
قرية صبح.
42 -
قرية فرشاط.
وقال عن أودية قبيلة بللسمر:
ثم يلي أودية بللحمر من الشمال أودية بللسمر، وأهمها وادي عيا ومآتيها من قمم جبال السراة متجهة إلى الشرق حتى تصب في مآتي بيشة وترفدها عديدة، وتقوم على ضفافها عدة قرى من أهمها ما يلي
(1)
:
1 -
قرية المضفا.
2 -
قرية العطفة.
3 -
قرية الجزعة.
4 -
قرية غما.
(1)
جولة ميدانية قام بها المؤلف لإحصاء هذه القرى.
5 -
قرية آل خالد.
6 -
قرية بن مشغب.
7 -
قرية آل عفيف.
8 -
قرية آل مقشع.
9 -
قرية الفيح.
10 -
قرية آل امغوي.
11 -
قرية الصدر.
12 -
قرية آل مداد.
13 -
قرية آل المغيلي.
14 -
قرية آل محرز.
15 -
قرية آل جبل.
16 -
قرية آل شتة.
17 -
قرية آل مارد.
18 -
قرية عتمة.
19 -
قرية آل مشي.
20 -
قرية العطنة.
21 -
قرية آل ليم.
22 -
قرية آل المعلم.
23 -
قرية آل الطين.
24 -
قرية آل قراعر.
25 -
قرية آل لطين.
26 -
قرى آل عينين.
27 -
قرية الفرسة.
28 -
قرية المطوق.
29 -
قرية آل عمير.
30 -
قرية القرى.
31 -
قرية آل خشرم.
32 -
قرية آل رزق.
33 -
قرية الحضيرة.
34 -
قرية آل أمد.
35 -
قرية آل وعلان.
36 -
قرية غاشرة.
37 -
قرية ذبوب.
38 -
قرية آل حماد.
39 -
قرية عيد.
40 -
قرية البهشة.
41 -
قرية آل خشيم.
42 -
قرية آل بيد.
43 -
قرية آل شخطة.
44 -
قرية آل محيط.
45 -
قرية آل سالم.
وقال عن أودية قبيلة بني شهر:
ثم يلي وادي بللسمر من الشمال أودية بني شهر منها تنومة، ومآتيها من قمم جبال السروات المطلة على أغوار تهامة الغربية مما يلي وادي نعص وبقرة وخاط، ويمتد متجهًا نحو الشرق حتى يصب في بطن وادي ترج المشهور في التاريخ ثم منه إلى بيشة وبني شهر وبني عمرو، ويطلقون عليه اسم "تري" على لغتهم، إذ هم يبدلون الجيم ياء، وقد ورد اسم "ترج" في كثير من المعاجم وفي بعض أشعار العرب، وجاء ذكر "ترج" في "صفة جزيرة العرب" للهمداني بأنه مأسدة ضمن الجهات التي كانت تأوي إليها الأُسد
(1)
. وجاء في "معجم البلدان" لياقوت الحموي ما لفظه: "وترج بالفتح ثم السكون وجيم جبل بالحجاز كثير الأسد". وقال أبو أسامة الهذلي:
ألا يا بؤس للدهر الشعوب
…
لقد أعيا على الصنع الطبيب
يحط الصخر من أركان ترج
…
وينشعب المحب من الحبيب
وقال أوس بن مدرك:
تحدث من لاقيت أنك قاتلي
…
قراقر أعلى بطن أمك أعلم
تَبَالةُ والعرضان ترجٌ وبيشة
…
وقومي تيم اللات والاسم خثعم
(2)
وقالت أخت حاجز الأزدي ترثيه:
أحيٌّ حاجزٌ ام ليس حيا؟
…
فيسلك بين خِنْدِفَ والبهيم
ويشرب شربة من ماء ترجٍ
…
فيصدر مشية السبع الكليم
وقيل: ترجٌ واد إلى جنب تبالة على طريق اليمن، وهناك أصيب بشر بن أبي خازم الشاعر في بعض غزواته فرماه نعيم بن عبد مناف بن رباح الباهلي الذي قيل فيه:"أجرأ من الماشي بترج"، فمات بالردة من بلاد قيس فدفن بها، ويحتمل أن يكون المراد بقولهم:"أجرأ من الماشي بترج" الأسد لكثرتها فيه. . . إلى
(1)
الهمداني، صفة جزيرة العرب، ص 305.
(2)
ياقوت الحموي، معجم البلدان ج 2 ص 21.
آخره
(1)
، ويرفد وادي تنومة عدة روافد من أهمها سدوان ونحيان ومنعا وغيرها من الروافد، وتقوم على ضفافه عدة قرى منها ما يلي:
1 -
قرية آل عاضة.
2 -
قرية دهنا.
3 -
قرية العوصاء.
4 -
قرية الحصون.
5 -
قرية آل صعدى.
6 -
قرية آل دحمان.
7 -
قرية عمر الشعف.
8 -
قرية آل زخران.
9 -
قرية آل مرحب.
10 -
قرية آل صفوان.
11 -
قرية آل محدل.
12 -
قرية آل زريق.
13 -
قرية آل حسن.
14 -
قرية آل مروح.
15 -
قرية مجادب.
16 -
قرى آل معافا.
17 -
قرية آل سيار.
18 -
قرية آل جبر.
19 -
قرية آل العريف.
20 -
قرية الفرسة.
21 -
قرية نازلة.
22 -
قرية القذال.
23 -
قرية الحزبة.
24 -
قرية الفرعة.
25 -
قرية آل بهيش.
26 -
قرية آل فليتة.
27 -
قرية بني جار.
28 -
قرية علية.
29 -
قرية آل سلام.
30 -
قرية صعبان.
31 -
قرية آل نبيه.
32 -
قرية وديع.
33 -
قرية آل منفلت.
34 -
قرية آل معمع.
35 -
قرية العرق.
36 -
قرية العمارية.
(1)
المصدر السابق.
وفيما يلي قرى العوامر من بني شهر وأهمها
(1)
:
1 -
قرية آل حلس.
2 -
قرية الفرعة.
3 -
قرية المهد.
4 -
قرية نحيان.
5 -
قرية آل لتيس.
6 -
قرية نويس.
7 -
قرية الهراينة.
8 -
قرية بني مشهور.
9 -
قرية آل لشقرة.
10 -
قرية آل حصين.
11 -
قرية آل يدى.
12 -
قرية آل ثابت.
13 -
قرية بني جرادة.
14 -
قرية آل يسعد.
15 -
قرية البردة.
16 -
قرية آل علاء.
17 -
قرية اليفاء.
18 -
قرية آل حنيش.
19 -
قرية آل سلام.
20 -
قرية آل عمر.
21 -
قرية النصاب.
22 -
قرية آل حظارى.
23 -
قرية الوطاء.
24 -
قرية آل مجمل.
25 -
قرية آل حيسى.
26 -
قرية مليح.
27 -
قرية آل عامر.
28 -
قرية العبيدى.
29 -
قرية مليح.
30 -
قرية المتن.
31 -
قرية شعف.
32 -
قرية آل سواء.
33 -
قرية صحيف.
34 -
قرية آل بيضاء.
35 -
قرية المركبة.
36 -
قرية الحثاة.
وفيما يلي بعض قرى شهر ثلامين وبني التيم:
(1)
جولة ميدانية قام بها المؤلف لإحصاء هذه القرى.
1 -
قرية الدحض.
2 -
قرية منع.
3 -
قرية الشهوم.
4 -
قرية الشنضوف.
5 -
قرية إلهية.
6 -
قرية البزوى.
7 -
قرية شعبة.
8 -
قرية الحقير.
9 -
قرية الوهدة.
10 -
قرية بني بكر.
11 -
قرية آل عاشة.
12 -
قرية النماص.
13 -
قرية العمر.
14 -
قرية بني روق.
15 -
قرية آل سلام.
16 -
قرية أولاد علي.
17 -
آل زينب.
18 -
قرية الفضول.
19 -
قرية آل ظافر.
20 -
قرية آل زريف.
21 -
قرية المعوطة.
22 -
قرية الحلفة.
23 -
قرية القيم.
24 -
قرى آل حنبش.
25 -
قرية آل مزرق.
26 -
قرية لحبي.
27 -
قرية الريام.
28 -
قرية العمطان.
29 -
قرية آل حبيشي.
30 -
قرية آل حميدة.
31 -
قرية آل طوير.
32 -
قرية العقيقة.
33 -
قرية آل خشرم.
34 -
قرية المدانة.
35 -
قرية آل بوقبيس.
36 -
قرية الخضر.
37 -
قرية بني حليم.
38 -
قرية العرق.
39 -
قرية العفية.
40 -
قرية آل ناشر.
41 -
قرية المسلمة.
وفيما يلي قرى بني شهر الشام وأهمها
(1)
:
1 -
قرية الدعوة.
2 -
قرية كرم.
3 -
قرية القبل.
4 -
قرية آل ميسرى.
5 -
قرية رزنا.
6 -
قرية السرو.
7 -
قرية يانف.
8 -
قرية القرش.
9 -
قرية الدقائق.
10 -
قرية آل الزيتين.
11 -
قرية آل نشوان.
هذا ما حضرني من أسماء قرى بني شهر رغم أن عددها بلغ مائتين وخمسين قرية تقريبًا.
وقال عن أودية بني عمرو:
ثم يلي أودية بني شهر من الشمال أودية بني عمرو، ومآتيها من قمم جبال السروات المطلة على تهامة الأجاردة الغورية، ويمتد في الاتجاه الشرقي حتى تصب في بطن وادي ترج، ثم منه إلى بيشة، ويرفده عدة روافد، وتقوم على ضفافه عدة قرى من أهمها ما يلي
(2)
:
1 -
قرية الغرة.
2 -
قرية الفرعة.
3 -
قرية آل غثران.
4 -
قرية لزمة.
5 -
قرية الفرشة.
6 -
قرية آل سلامة.
7 -
قرية النيفة.
8 -
قرية آل جراد.
9 -
قرية نابط.
10 -
قرية آل يسر.
11 -
قرية ذات الصلب.
12 -
قرية مشنية.
13 -
قرية آل شيبان.
14 -
قرية آل يسام.
(1)
جولة ميدانية قام بها المؤلف.
(2)
جولة ميدانية تطبيقية على هذه الأودية والقرى قام بها المؤلف.
15 -
قرية الجعادية.
16 -
قرية آل سحيم.
17 -
قرية الصناع.
18 -
قرية نمران.
19 -
قرية العاسرة.
20 -
قرية الطلحة.
21 -
قرية آل حبكة.
22 -
قرية الشمالية.
23 -
قرية آل مقرى.
24 -
قرية آل سعد.
25 -
قرية آل عمار.
26 -
قرية آل الشاعر.
27 -
قرية آل محفظ.
28 -
قرية آل منيح.
29 -
قرية عطيفة.
30 -
قرية آل جاهل.
31 -
قرية الخشبة.
32 -
قرية آل حصن.
33 -
قرية الصفا.
34 -
قرية الجوابرة.
35 -
قرية الغرة.
36 -
قرية آل هلال.
37 -
قرية آل سعد.
38 -
قرية عذالة.
39 -
قرية آل سكوت.
40 -
قرية آل مقبول.
41 -
قرية الحيدة.
42 -
قرية آل مكمل.
43 -
قرية آل علبان.
44 -
قرية مدريد.
45 -
قرية آل وليد.
46 -
قرية ذا المعز.
47 -
قرية الحنر.
48 -
قرية عاكسة.
49 -
قرية أبو جبال.
50 -
قرية قفعة.
51 -
قرية آل طارق.
52 -
قرية آل قرش.
53 -
قرية محذرة.
54 -
قرية آل ظاوي.
55 -
قرية الطريف.
56 -
قرية يانبف.
57 -
قرية آل نيهان.
58 -
قرية الشعب.
59 -
قرية القربة.
سابعًا: ما ذكره عمر غرامة العمروي عن قبائل الحجر:
قال: تنقسم بلاد رجال الحَجْر إلى أربعة أقسام أساسية:
(1)
بلاد بَللحَمر.
(2)
بلاد بَللسمر.
(3)
بلاد بني شَهْر.
(4)
بلاد بني عَمْرو.
تقع بلاد رجال الحجر في جنوب المملكة العربية السعودية ما بين مدينتي الطائف وأبها. وما بين خطي العرض 18.5 و 19.6 شمالا وخطوط الطول 41.3 و 43.0 شرقًا. ويحدها من الشرق بلاد شهران وبالحارث فمدينة بيشة ومن الغرب تهامة عسير وبلاد زبيد. ومن الشمال بلاد بالقرن، ومن الجنوب بلاد عسير.
بلاد بللحمر
أحْمِر: هو جد قبيلة بَلْحْمير وهو: أحْمِر بن حَجْر بن الهنؤ بن الأزد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان - وقد سميت هذه البلاد التي سكنها بنوه باسمه وتنقسم بلاد بني الأحمر إلى ثلاثة أقسام بحسب موقع البلاد:
- بللحمر السراة.
- بللحمر البادية.
- بللحمر تهامة.
بللحمر السَرَاة
أولا: بللحمر في السراة: وينقسمون إلى ثلاثة أقسام هي:
أ- المَجْنَبْ.
ب- آل مَحَمّد.
جـ- نَازِلة.
أ- المَجْنَبِ: وتنقسم إلى ثلاثة أقسام هي:
- بنو ثَعْلَبَة: في السراة فقط قسمان: بنو ثَعْلَبَة، الخَلَلَة.
- بنو ثَعْلَبَة: وهما قريتان كبيرتان تقعان بأسفل وادي عبل الكبير وعند بداية وادي صلحلح الذي هو أسفل وادي عبل، ولهم بادية رحل انظر أقسامهم في بادية بللحمر.
الخَلَلَة: بفتح الخاء المعجمة: واللامين: وهي قرية كبيرة تتبعها قرية صغيرة اسمها قرية الطرفة. وتقع الخللة والطرفة وسط قبيلة آل محمد بوادي الماوين الذي يسيل في صلحلح ملتقيًا مع عبل المنحدر من شمال جبل الضحي.
2 -
بنو سْفَار: السكان يلفظونها بسكون السين وبكسرها: وهي بفتح السين والفاء: وهم ثلاثة أقسام:
آل زَيَان: بفتح الزاي والياء: ولهم بلدة كبيرة (آل زيان) ويحدهم من الجنوب عسير ومن الغرب نخلين وهو الحد الفاصل ما بين بلّحمر وعسير ومن الشمال والشرق آل قاسم الآتي ذكرهم.
آل لَصْلَع: بفتح اللام وسكون الصاد المهملة: وتتكون قراهم من خمس تقع على جوانب وادي عبل الكبير من أعلاه ولهم بادية (انظر أقسامها في بادية بلحمر).
آل قاسم: ولهم سبع قرى على وادي عبل وهم مختلطون مع آل لصلع في وادي عبل.
3 -
آل لَعْبَان: بفتح اللام وسكون العين المهملة: وهم (القسم الثالث) من المَجْنَب
(1)
وتتكون قراهم من ثمان تقع على وادي العيص
(2)
ووادي لعبان المنحدر من وادي عمق (بفتح العين المهملة وسكون الميم ثم قاف) وضواحيه ويسيل الوادي في وادى عياء ثم إلى وادي ابن هشبل.
(1)
المجنب: بفتح الميم وسكون الجيم المعجمة ونون مفتوحة ثم باء.
(2)
البيض: واد ذا غابات كثيفة ومياه جارية ينحدر من آل عبيد الشعف ويسيل ملتقيا مع بيحان في شظي: بفتح الشين والظاء المعجمتين: ثم إلى عياء وهو شمال بلاد بللحمر.
ب- آل محمد: وينقسمون إلى قسمين هما: (آل صِدَام وآل مَعْلَوي) والماوين.
1 -
آل صِدَام وآل مَعْلَّوي: وتسكنان (بيجان) وتتكونان من عشر قرى. وتقعان بأعلى وادي بيحان من وادي آل صدام ويسيل في وادي ابن هشبل. (وآل صِدَام وآل مَعْلَّوي) شمال بلاد بللحمر حيث يحدهما آل عبيد الشعف من بللسمر ومن الجنوب بعض ترى قبائل المجنب ومن الشرق نازلة ومن الغرب تهامة.
2 -
المَاوَيْن: بفتح الواو: وتتكون بلادها من سبع قرى تقع بأعلى وادي الماوين المنحدر من جبل الضحى ويسيل في وادي صلحلح ثم إلى وادي ابن هشبل وتقع بعض قرى الماوين: في شمال بلاد بللحمر ولهم بادية رحل (انظرهم في بادية بللحمر).
جـ- نازلة: بكسر الزاي: وفتح اللام: وهم سكان وادي صبح الكبير ووادي آل حسين وجبل هبهة ووادي آل عمر. وهم ثلاثة أقسام كبيرة بزيادة آل عزة الآتي ذكرهم:
1 -
بني بِجَاد.
2 -
البهشة.
3 -
بني هِشَام.
1 -
بني بِجَاد: بكسر الباء: وينقسمون إلى قسمين: آل حُسَيْن: وقراهم اثنتان وعشرون قرية ولهم بادية رحل. تقر قراهم بوادي آل حسين
(1)
الذي يسيل في وادي عياء ملتقيًا مع وادي آل عمر وتنتشر بأوديتهم على المنحدرات الشرقية إلى وادي ابن هشبل.
آل عمر: العامة تنطق الاسم بسكون العين المهملة وفتح الميم: وتتكون قراهم من أربع عشرة قرية وتقع بوادي آل محمر والمنحدر من وادي ذبوب الكبير والذي يسيل في وادي عياء ولهم بادية رحل مختلطون مع إخوانهم آل حسين على
(1)
هو واد منقطع يوازي وادي ذبوب وآل عمر.
أودية المنحدرات الشرقية ووادي عياء ويحد آل عمر من الشمال بللسمر ومن الجنوب بني هشام من نازلة ومن الغرب ذبوب من بللسمر.
2 -
البهشة: وهي قسمان على البادية والسراة ففي السراة ولهم قرية كبيرة اسمها بهوان وتقع بوادي بهوان، الذي ينحدر من الجنوب الشرقي لجبل الضحى ويسيل في وادي الماوين وهو مواز لوادي صبح.
3 -
بني هشام: بكسر الهاء ولهم أربع عشرة قرية تقع في واديي صبح وشظي. باستثناء آل عزة والذين يكونون قسمًا كبيرًا قد تكون في المستقبل قسمًا رابعًا من نازلة. وآل عزة قرية كبيرة تقع برأس جبل هبهبة المطل على تهامة ومنها يبدأ وادي بيجان ويتبع لآل عزة قرية صغيرة اسمها (بَضْعَة) بفتح الباء وسكون الضاد المعجمة. وبلاد بللحمر مختلطة القبائل في كافة الأودية الأمر الذي لا يسمح لي بتحديد منازل وفروع القبيلة. وليكون القارئ على بينة. فبلاد بللحمر تقع في جنوب بلاد رجال الحجر حيث تحاد بلاد عسير في تَيّه والمسواح وشعار وبلاد شهران البادية شرقًا. وشمالًا إخوانهم بللسمر ومن الغرب (محائل المشول) من عسير في تهامة.
بللحمر البادية
كما تنقسم بلاد بللحمر السراة إلى ثلاثة أقسام، فإن باديتهم تنقسم إلى ثلاثة أقسام. وما البادية سوى أقسام من القبائل في السراة يفرق بينهما الموقع والبعد والطبيعة. وهذه أقسامهم الثلاثة:
أ- بادية المَجْنَب.
ب- بادية آل محمد.
جـ- بادية نَازِلة.
أ- بادية المجنب: وهم قسمان:
بادية بني ثَعْلَبة: وهم أربعة أفخاذ:
1 -
الجبرة بضم الجيم وفتح الباء والراء.
2 -
آل بن جلحة
(1)
: بفتح الجيم وسكون اللام ثم جاء مفتوحة.
3 -
الدوحة بالدال المشددة الفاتحة وإسكان الواو وفتح الحاء.
4 -
الظورة بكسر الظاء المشددة وفتح الواو والراء. وتقع هذه الأقسام على جانبي وادي عبل من أسفله حتى وادي صلحلح ثم وادي بن هشبل.
بادية بني سفَار: وهي من قبيلة آل لَصْلَع واسممها بادية آل لصَلْع وهم خمسة أقسام:
1 -
آل صَلْفيح بفتح الصاد المهملة ولام ساكنة.
2 -
آل عَازب.
3 -
آل مِزْهر: بكسر الميم.
4 -
آل مَقْطع: بفتح الميم وسكون القاف.
5 -
آل مَهْجِي: بفتح الميم والهاء وكسر الجيم المشددة. ويسكنون وادي عبل الكبير وأحد فروعه والمسمى الوادي الأخضر حيث لهم بعض القرى الصغيرة الحديثة على الوادي وتسمى (قرى الوادي الأخضر الحديثة).
ب- بادية آل محمد: وهم قسم واحد تابع لقبيلة الماوين ويسمون آل عظة بسكون العين وفتح الظاء وهم مع إخوتهم على المنحدرات الشرية حتى وادي ابن هشبل.
جـ- بادية نَازلة: وهم قسمان:
أ- قبيلة البُهشَةَ: ستة أفخاذ:
1 -
آل عمر بسكون العين وفتح الميم.
2 -
آل ربيع.
3 -
آل الربيع بالراء المشددة المفتوحة وكسر الباء.
4 -
آل سالم.
(1)
يدعون باسم يعمهم هو (الدوحة).
5 -
آل ظعين بفتح الظاء المعجمة والعين المهملة.
6 -
آل مسفر بن سعيد.
ب) بادية آل حسين وهم فخذ واحد واسمهم (آل حسين) تنتشر بادية نازلة بصفة عامة على أودية صبح وعياء إلى مصب سيلهما في وادي بن حشبل ويحدهم من الشرق بادية بلاد شهران. ومن الجنوب إخوانهم بادية بللحمر ومن الشمال إخوتهم من بادية بللسمر.
تهامة بللحمر
تهامة بللحمر ضيقة فهي تتكون من أعلى وادي فرشاط وحده ينحدر من جبال السروات في بللحمر وبه فرشاط من بللحمر. لها ثماني قرى حاضرة هذه القبيلة بلدة (مِكَثَر) بكسر الميم وكاف مفتوحة وثاء فاتحة مشددة، بها مستوصف ومدرسة للبنين ابتدائية فيها حوالي مائة طالب ووادي فرشاط: بضم الفاء وراء ساكنة - هو واد ينحدر من إصدار وأغوار بللحمر ويسيل ملتقيًا مع وادي المخاضة في حلي بن يعقوب، وينزله عدد من أفخاذ بللسمر تهامة وهو من أكبر روافد حلي.
حرف الألف
آل إسحاق: اسم علم لقرية من قرى قبيلة نازلة من بني هشام بمنطقة صبح.
الأطْرَاف: بسكون الطاء المهملة وهي جمع طرف: قرية من قبيلة بني هشام بوادي صبح.
حرف الباء
البَارِك: بكسر الراء المهملة: هي إحدى قرى وادي فرشاط بتهامة بللحمر.
بَضَعَة: بفتح الباء وسكون الضاد المعجمة: قرية تابعة لآل عزة من بني هشام السراة.
بَهْوَان: بفتح الهاء وسكون الهاء: قرية كبيرة سكانها قبيلة البهشة السراة تقع في وادي بهوان الذي يسيل في وادي الماوين.
بَيْجَان: متطقة بأعلى وادي بيجان ويقال وادي (آل صَدَام) حيث فيها آل صدام وعدد من أفخاذ القبيلة بالسراة.
حرف التاء
آل تَاجِر: اسم علم لقرية من قرى آل قاسم من بني سفار بوادي عبل السراة.
آل تَمَام: بفتح المثناة الفوقية: قرية كبيرة من منازل آل محمد من وادي الماوين وبها سوق أسبوعي هو يوم الخميس واسمه (خميس الماوين).
حرف الجيم
الجُبَرة: بضم الجيم وفتح الباء: قسم من قبيلة بني ثعلبة من البادية الرحل ينزلون ما بين وادي عبل ووادي صبح وأسفل وادي بهوان. ولأنهم رُحَّل وراء الكلأ فلا يمكن تحديد منازلهم.
آل جَحْدَل: بفتح الجيم المعجمة وسكون الحاء المهملة وفتح الدال: اسم يطلق على قرية كبيرة متفرقة منازلها ومتباعدة. وآل جحدل من بني هشام من نازلة تقع بأعلى وادي صبح تجاه الشعف (الشفاء) وبها جميع الدوائر الحكومية.
(انظر تفصيلها في الأقسام الإدارية).
جَذَم: بفتح الجيم والذال المعجمتين ثم ميم: وهي إحدى آل صدام وتقع في شمال قرية آل عزة. وقد كانت مقرًا لإمارة بللحمر وبللسمر معًا في الماضي حيث إنها منطقة وسط بين القبيلتين.
آل جَعَال: بفتح الجيم المعجمة والعين المهملة المشددة وهي قرية من قرى آل قاسم من بني سفار وتقع بوادي عبل.
جَلْحَة: أو بني جَلْحَة: وهي بفتح الجيم وسكون اللام وفتح الحاء المهملة هم قسم من قبيلة بني ثعلبة. بادية رحل على الأودية الشرقية إلى وادي بن هشبل.
آل الجنب: ويلفظونها السكان (آل أم جَنْب) وهي قرية لآل صدام بمنطقة بيجان.
حرف الحاء
آل حَازِب: بكسر الزاي: هي إحدى قرى وادي فرشاط بتهامة بللحمر.
آل حِرْسَ: بكسر الحاء المهملة وراء ساكنة: قرية من آل قاسم من بني سفار بوادي عبل.
الحَفْر: بفتح الحاء والفاء الساكنة: إحدى قرى بني ثعلبة.
الحَمَدَة: بفتح الحاء المهملة والميم والدال: قرية من قبيلة آل عمر من بني بجاد من قبيلة نازلة بوادي صبح آل عمر أسفل بوب.
آل حَوْمَان: بفتح الحاء المهملة وسكون الواو: إحدى قرى آل حسين من بني هشام من بني بجاد من نازلة بوادي آل حسين.
آل حِوَيْرث: بكسر الحاء المهملة وفتح الواو: قرية من قبيلة آل حسين أيضًا.
الحَيْمَة: بفتح الحاء المهملة والمثناة التحتية الساكنة: قرية لبني ثعلبة بالسراة.
حرف الخاء
الخَرِب: بفتح الخاء المعجمة وكسر الراء: إحدى قرى آل حسين من بني بجاد من نازلة بوادي آل حسين شرق ذبوب.
الخَرِب: كسابقتها: قرية من قرى آل أعمر من بني بجاد من نازلة.
آل خُرَيم: بضم أوله إحدى قرى آل حسين من بني بجاد من نازلة.
الخَشْم: بفتح الخاء المعجمة وسكون الشين المعجمة: قرية لآل لصلع من بني سفار بوادي عبل السراة.
الخَلَصَة: بفتح الراء المعجمة واللام والصاد المهملة: قرية من قرى آل عمر تكون حاضرة للقبيلة من بني بجاد من نازلة. وتقع بأسفل وادي ذيوب شرق بلدة اثنين بللسمر.
حرف الدال
الدَّعَارمة: بفتح الدال المهملة المشددة وفتح العين المهملة ثم ألف وكسر الراء المهملة وفتح الميم: قرية لآل حسين من بني بجاد من نازلة.
آل دَعْشُوش: بفتح الدال المهملة وسكون العين المهملة وضم الشين الأولى: قرية لآل حسين أيضًا بالسراة.
آل دِقَاقَة: بكسر الدال المهملة وفتح القاف الأولى فألف ثم قاف: قرية لآل صدام وتقع بمنطقة بيجان شمال منطقة صبح بالسراة.
الدَّوحة: بفتح الدال المهملة وسكون الواو وفتح الحاء المهملة: هم ثالث أقسام بادية بني ثعلبة الرحل ويقعون عبر المنحدرات الشرقية.
حرف الراء
آل رَايح: من الرواح: اسم علم لقرية لآل حسين من بني بجاد من نازلة بوادي آل حسين.
الربُو: بكسر الراء المهملة: قرية من قبيلة آل عمر من بني بجاد أيضًا.
الربيع: بالراء المفتوحة المشدة وكسر الباء: ويقال آل الربيع: قسم من أقسام قبيلة البَهَشَة من بادية المجنب. وهم عبر المنحدرات الشرقية.
الرَجْمَة: بفتح الراء المهملة المشددة وسكون الجيم المعجمة وفتح الميم: قرية في وادي فرشاط بتهامة بللحمر.
آل رُزَيْقة: بضم الراء المهملة وفتح الزاي المعجمة فالمثناة التحتية الساكنة: قرية لبني هشام بوادي صبح.
آل رَشيد: بفتح الراء: اسم علم قرية لآل لعبان بأعلى وادي آل لعبان الذي يسيل في عياء.
الرِقو: قرية لآل عمر من بني بجاد من نازلة تقع بوادي آل عمر أسفل ذبوب.
آل رَقْوَان: بفتح الراء وسكون القاف: قرية لآل حسين من بني بجاد من نازلة.
الرَّيْمان: بفتح الراء المشددة وياء ساكنة: قرية لآل عمر من بني بجاد من نازلة.
الرَّهْوة: بفتح الراء المشددة: قرية لآل معلوي بمنطقة بيجان.
حرف الزاي
آل زَايْد: اسم علم لقرية لآل قاسم من بني سفار بوادي عبل جنوب بللحمر السراة.
الزَّرْعِي: بفتح الزاي المشددة وسكون الراء المهملة وكسر العين المهملة: هي إحدى قرى لعبان وتقع بوادي عَمْق شمال صبح.
آل زَيَان: بفتح الزاي والمثناة التحتية فألف ثم نون: بلدة كبيرة تكون قبيلة من قبائل بني سفار وتقع على الحد الفاصل ما بين عسير وبللحمر ويقع جنوبها نخلان من بلاد عسير. السراة.
زَيْدان: بفتح الزاي وسكون المثناة التحية: اسم علم لقرية آل حسين بن بني بجاد من نازلة بوادي آل حسين شرق آل عمْرَ.
حرف السين
آل سَالم: بفتح السين المهملة: اسم علم لقرية من قرى بني هشام بوادي صبح ويقال لها (آل سالم بن علي) بالسراة.
آل سَحْبَان: بفتح السين المهملة وسكون الحاء المهملة: إحدى قرى آل حسين من بني بجاد من نازلة السراة.
حرف الشين
آل الشاعر: بالشين المشددة المفتوحة وكسر العين: قرية من قرى آل لعبان بأعلى وادى آل الشاعر الذي يسيل في وادي صبح. ويقال لهم (آل أم شاعر).
آل شِنَيْف: بكسر الشين والنون الفاتحة وياء ساكنة: قرية لآل صدام بوادي آل صدام (بيجان) السراة.
شِعْب رَفِيْع: بكسر الشين المعجمة: اسم علم لقرية من قرى آل عمر من بني بجاد من نازلة بوادي آل عمر.
حرف الصاد
صَبَح: بفتح الصاد المهملة والباء ثم جاء: وهي منطقة متوسطة الانبساط سهلة المسالك نسبيًا بها الدوائر الحكومية في بلاد بللحمر (انظر الأقسام الإدارية). بها وادي صبح وهي مستهل الوادي. أنضر الأودية في رجال الحجر.
الصُرَّة: بضم الصاد المهملة والراء المهملة المشددة المفتوحة: وهي قرية لآل قاسم من بني سفارة السراة.
آل صَلْفيْح: بفتح الصاد وسكون اللام وكسر الفاء: أحد أقسام قبيلة آل لصلع من البادية ومنازلهم بأسفل وادي عبل.
حرف الضاد
الضَّارِبَيْن: بفتح الضاد المعجمة المشددة وكسر الراء وفتح الباء: قرية من قرى آل محمد بوادي الماوين وفي الجنوب الشرقي لصبح بالسراة.
الضَّحْيَة: بثح الضاد المعجمة المشددة وسكون الحاء المهملة وفتح المثناة التحتية: وهي قرية من لبني هشام وتقع بمنطقة صبح بالسراة.
حرف الطاء
آل طَالع: اسم علم لقرية من قرى آل عمر من بني بجاد من نازلة.
الطّرفة: بفتح الطاء المهملة وسكون الراء المهملة وفتح الفاء: قرية صغيرة تابعة لقرية الخللة لبني ثعلبة.
حرف الظاء
الظِّوَرَة: بكسر الظاء المعجمة المشددة وفتح الواو والراء: إحدى فخوذ قبيلة بني ثعلبة البادية وينتشرون على الأودية الشرقية.
حرف العين
آل عازم: اسم علم لقسم من آل لصلع. وهم بادية رحل على المنحدرات الشرقية جنوب بللحمر.
آل عامر: اسم علم لقرية من قرى آل لعبان وققع في وادي عمق شمال الجعد بالسراة.
آل عباس: اسم علم لقرية من قرى الماوين تقع على وادي الماوين السراة.
آل عَبَالَّة: بفتح العين المهملة وفتح الباء فألف ولام مشددة فاتحة: قرية من قرى آل لَعَبَان تقع في شمال بللحمر ويقال لها (صَوْلا) وهي بالسراة.
آل عَبْدُه: اسم علم لقرية من قرى آل حسين من بني بجاد من نازلة بالسراة.
آل عُبَيد: اسم علم لقرية من قرى آل قاسم من بني سفار بالسراة.
العَجَمَة: بفتح العين المهملة والجيم والميم: إحدى قرى آل لصلع بالسراة وتقع على ضفاف وادي عبل.
العَجَمَة: كسابقتها: قرية لآل حسين من بني بجاد من نازلة بالسراة.
آل عراف: بفتح العين المهملة: قرية في وادي فرشاط من بللحمر بتهامة.
عَرْعَرَة: قرية من آل صدام بوادي بيجان شمال صبح: بالسراة.
العِرْق: بكسر العين المهملة وسكون الراء: قرية من آل حسين من بني بجاد بالسراة.
العِرْق: كسابقتها: قرية لآل عمر من بني بجاد أيضًا بالسراة.
آل عَزَّة: بفتح العين المنهملة والزاي المعجمة المشددة: قرية كبيرة من قرى نَازلَة: وهي القسم الثاني من أقسام نازلة. (انظرها في أقسام نازلة).
العَسَف: بمى العين المهملة والسين ثم فاء: قرية في وادي فرشاط بتهامة بلاد بللحمر.
آل عَشِيَة: بفتح العين المهملة وكسر الشين المعجمة المشددة: قرية لآل حسين من بني بجاد من نازلة بالسراة.
العَطْف: بفتح العين المهملة وسكون الطاء المهملة ثم فاء: قرية لآل حسين بوادي آل حسين.
العَطْف: كسابقتها: قرية لآل عمر بني بجاد من نازلة. بالسراة.
العِطُوف: بكسر العين المهملة وضم الطاء المهملة ثم واو وفاء: وهي جميع عطف: قرية من آل لصلع وعلى ضفاف وادي عبل بالسراة.
آل عَلِيْب: بفتح العين المهملة وكسر اللام فالمثناة التحتية الساكنة ثم باء: قرية من قرى آل حسين من بني بجاد من نازلة بالسراة.
آل عِيْسى: اسم علم لقرية من قرى وادي فرشاط بللحمر تهامة.
العِيْص: بكسر العين المهملة وسكون المثناة التحتية ثم صاد مهملة: قرية تقع بوادي آل لعبان وهي من قرى آل لعبان بالسراة.
حرف الفاء
الفَرْش: بفتح الفاء وراء ساكنة: قرية لآل حسين من بني بجاد من نازلة بوادي آل حسين بالسراة.
الفَضْفَاء: بفتح الفائين وسكون الضاد الواقعة بينهما: قرية من آل حسين من بني بجاد من نازلة بالسراة.
آل فهاد: اسم علم لقرية من قرى آل حسين أيضًا وهي بالسراة.
حرف القاف
القَرَاة: بفتح القاف: قرية من آل عمر من بني بجاد من نازلة بالسراة.
القَرْن: بفتح القاف وراء ساكنة: قرية من قرى وادي فرشاط بتهامة بللحمر.
القَزَعَة: بفتح القاف والزاي المعجمة والعين المهملة: قرية من آل حسين من بني بجاد بوادي آل حسين شرق ذبوب.
القَن: بفتح القاف ثم نون: قرية من قرى بني هشام وتقع بوادي صبح.
حرف الكاف
آل كامل: اسم علم لقرية من قرى آل لعيان وتقع بأعلى وادي (عَمْق) شمال جبل الجعد بالسراة.
الكِظَامة: بكسر الكاف: أكبر قرى الماوين وتقع بأعلى وادي الماوين بالسراة.
حرف الميم
آل مبارك: اسم علم لقرية وقسم كبير لبني هشام وتقع على جانب وادي شظى أسفل بيجان.
المَحَابِشَة: بفتح الميم وكسر الباء: قرية من آل عمر من بني بجاد.
آل مِحْرز: اسم علم أيضًا قرية آل حسين من بني بجاد من نازلة بالسراة.
مَخْشُوش: بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة وضم الشين الأولى: وهي قرية من قرى بني هشام من نازلة من وادي صبح بالسراة.
آل مخْلد: اسم علم لقرية من قرى آل محمد من وادي الماوين بالسراة.
المَرَابع: بفتح الميم قرية لبني هشام من نازلة بوادي صبح بالسراة.
آل مِزْهِر: اسم علم لقسم من أقسام آل لصلع البادية وينزلون على المنحدرات الشرقية بأسفل وادي عبل.
آل مُسَاعِد: اسم علم لقرية لبني هشام من نازلة وتقع بوادي صبح بالسراة.
مُسْفِرة: بكسر الميم أو ضمه وسكون السين المهملة وكسر الفاء وفتح الراء: قرية كبيرة من قرى آل لصلع وتقع في جنوب بللحمر حيث هي أقصى قرى رجال الحجر من الجنوب وتقع بأعلى عبل وبالقرب من وادي (تَيّة) من الشمال، وهذه القرية حاضرة بلاد بللحمر حيث بها شيخ شمل مشائخ بلاد بللحمر كافة وهو الشيخ علي بن عبد اللَّه بن مُحَيال الأحمري. وقد قال الشاعر محمد الرافعي العمروي محددًا رجال الحجر:
حِنا رِجَال الحَجْر مِنْ مِسْفِرَة إلى رَهْوْكَرْ
(1)
…
جَيْش خَالِد كُلنَا والوَطَن نَحْمِي حِمَاه
(1)
رهوكر: منطقة منبسطة صغيرة تقع في أقصى بلاد بني عمرو من الشمال.
والعَلَمْ لاخْضَر نُصِبْ الدِّمي دُونَه فَدَاوِي
…
وَالمَذَاهِبْ كُلهَا لازِيَة مِنْ سَدَنا
(1)
آل مِسْياب: بكسر الميم وسكون السين المهملة: هي إحدى قرى آل حسين من بني بجاد من نازلة بالسراة.
آل مَشْني: بفتح الميم اسم علم لقرية من آل حين أيضًا بوادي آل حسين.
آل مَعْلَوي: بفتح الميم وسكون العين المهملة وفتح اللام: قرية كبيرة تكون قاعدة لقبيلة آل مَعْلوى. وتقع بوادي بيجان بالسراة.
آل مَعْلَيْن: بفتح الميم وسكون العين المهملة وفتح اللام: هي قرية لآل معلوي وتقع بمنطقة بيجان.
مَقْطَع: بفتنح الميم وسكون القاف وفتح الطاء المهملة: قسم من أقسام آل لَصْلَع منازلهم بأسفل عبل وهم بادية رحل.
مَكَثِّر: بفتح الميم والكاف وفتح الثاء المشددة: قرية من قرى وادي فرشاط بتهامة وهي قاعدة تهامة بللحمر
(2)
.
آل مُورِق: بضم الميم وكسر الراء المهملة: قرية وقسم من بني هشام إحدى قبائل نازلة بوادي شظى أسفل بيجان ويسيل في عياء.
حرف النون
النامة: بالنون المشددة وفتح الميم: قرية من آل حسين من بني بجاد من نازلة بوادي آل حسين.
النامة: كسابقتها: قرية لآل عمر وتقع بوادي آل عمر أسفل ذبوب.
آل نَامِس: بفتح النون وكسر الميم: قرية لبني هشام من وادي صبح بالسراة.
آل نُفَيْل: بضم أوله: قرية من آل معلوي وتقع بمنطقة بيجان.
(1)
لازية من سدنا: لازية بمعنى (موثقة. ومحصة) من سدنا أي من قبلنا.
(2)
تهامة بلحمر هي أصلا قسم من آل محمد من بلحمر السراة، نزحوا إلى تهامة الاتساع منازلهم في السراة.
النّقِيْل: بالنون المشددة وكسر القاف: قرية من آل قاسم من بني سفار جنوب بلاد بللحمر بالسراة.
النّمَصَة: بفتح النون المشددة وفتح الميم والصاد المهملة: قرية من قرى آل لصلع بوادي عبل بالسراة.
بلاد بللسمر
الأسْمَر: هو جد قبيلة بللسمر: وهو أسْمَر بن حَجْر بن الهنوء بن الأزد بن كهلان بن يشجب بن سبأ بن يعرب بن قحطان: وقد سميت البلاد التي يسكنها بنوه باسمه. وتنقسم بلاد بني الأسمر إلى قسمين هما: بنو منبح وبالعذمة. وينقسمان هذان القسمان إلى ثلاثة أقسام بحسب موقع البلاد وهي:
1 -
بللسمر في السراة.
2 -
بللسمر في البادية.
3 -
بللسمر في تهامة.
بللسمر السراة
أولا: بللسمر في السراة وهم ثلاثة أقسام:
- بنُو مُنْبَح الشام.
- بنُو مُنْبَح اليمن.
- بَالعُذمَة.
أ- بنُو مُنْبح الشام: وهم سكان بلاد بللسمر من الشمال وكلمة الشام تعني الشمال ويستخدمون هذه الكلمة للتمييز حتى في المزارع والمنازل وغيرها وبنو منبح الشام ينقسمون إلى أربع عشائر هي:
(1)
آل خَوْرَاء: بفتح الحاء المهملة وسكون الواو: وتكون من أربعة أفخاذ هم: آل بَشِثَة، آل الصَّدر، آل مَارِدو آل عِتْمة، آل مُحْرِز: ولهذه الأقسام تسع عشرة قرية يقع منها على جوانب وادي حوراء خمس عشرة قرية والأربع الباقية تقع على وادي خُرْص، بضم الخاء وفتح الراء وخُرَص يلتقي مع وادي حَوْرَاء
الذي ينحدر من قمم السراة لبنو منبح ويسيل في وادي خَارِف المشور ومنه إلى ترجس.
(2)
آل زَيْد: ولهم خمس قرى تقع بأسفل وادي سَدَوان الكبير. وهم مختلطون مع آل سَرِيْع في وسط وادي سدوان الذي ينحدر من قمم سراة بني منبح ويسيل بعد اجتماعه مع وادي تَنُومَة (الدهناء) في وادي تَرْجَس ومنه إلى تَرْج.
(3)
آل سَريع: ولهم ثمان قرى يقع منها سبع على شطري وادي سدوان من وسطه وأعلاه مختلطة مع آل زَيْد السابق ذكرهم في وسط الوادي. أما القرية الثامنة فهي في وادي خُرص المتقدم ذكره، وفي وادي سدوان قرية صغيرة أخرى اسمها رَحب وهي قسمان قسم لآل زيد والآخر لآل سريع.
(4)
آل الفَيْح: بفتح الفاء وسكون المثناة التحتية: ولها أربع قرى تقع بأسفل وادي خُرص بضم الخاء. والمنحدر من السراة ويلتقى مع حَوْراء في خَارف.
ب- بنو مُنْبَح اليَمن: وهم سكان جنوب بلاد بَللسْمَر ويسمون (بنو جُنَادة) بضم الجيم وينقسمون إلى قسمين:
- آل عُبَيد.
- المَضْفَاة.
(1)
آل عُبَيْد: قسمان الأول باشعاف السراة ويقال لهم آل عبيد الشعف. والثاني آل عبيد تهامة والإصدار حيث يحلون بالمنحدرات الغربية وأغوار وإصدار السراة، وللقبيلة بقسميها، إحدى وثلاثون قرية منها بالشعف إحدى عشرة قرية وعشرون قرية بالمنحدرات والسهول الغَوْرِية الغَرْبية.
(2)
المضَفَاة: بفتح الميم وسكون الضاد المعجمة: ولها خمس قرى كبيرة تقع بالسراة وفي جنوب بلاد بللسمر ويختلطون بقرى إخوتهم في بللحمر في وادي العيص، ومنطقة عبالة.
جـ- بَالعُذمَة السراة: وهم قسمان: آل خُرَيْم. وبنو قاعد.
1 -
آل خُرَيْم بضم الخاء وفتح الراء المهملة: ولهم ثلاث عشرة بلدة وقرية تقع بأعلى وادي ذَبُوب وواديي آل عُمَيْر والمَطْرَف وتنحدر هذه الأودية من قمم
السراة ثم يسيل في وادي ذبوب وعمق، حيث تجتمع مع وادي بَيْجَان، وغيره من الأودية من بلاد بللحمر والتي تسيل جميعًا إلى وادي عياء ثم إلى ابن هشبل ثم إلى بيشة.
2 -
بنو قاعد: وهم قسمان: السقف، الشَّعَف.
(أ) السقف: ولهم خصس قرى تقع على واديي خرص والعطفة.
(ب) الشعف: ولهم ثماني قرى تقع بواديي كبدا وآل عَيْنَين اللذين يسيلان في وادي العُطْفَة ثم إلى موضع يقال له (المَطْرِق) ثم إلى عياء.
بللسمر البادية
وينقسمون إلى ثلاث عشائر هي:
1 -
آل جَبَل: بفتح الجيم والباء: وهم قسمان: آل مِنَيع، آل الشَّقَيْف وهم بادية رحل يوجد لهم بعض البيوتات الصغيرة وينزلون على جوانب وادي خارف الكبير وهو إلى الشرق من آل حَوْراء وخُرْص وهم من بني مُنْبح الشام.
2 -
آل حَمَامة: اسم علم للعشيرة: وهم بادية رحل ولهم قريتان هما: المَعْمَلة وتبَاشَعَة: وهجرة حديثة تنزل هذه القبيلة بأسفل المنحدرات الشرقية إلى نهايتها تجاه وادي بن هشبل حيث تحاد هذه القبيلة بلاد شهران البادية.
3 -
آل عيَاء بكسر العين المهملة وفتح المثناة التحتية فألف وهمزة: وهم قسمان: الرَّهْوة ويقال لهم (آل عَبْد العَلي) والجَحُور ويقال لهم (آل السُمَيْر) بضم السين المهملة المشددة وفتح الميم ولهم قريتان تقعان في نهاية منحدرات السراة الشرقية وبأسفل وادي عياء الذي يسيل في وادي بن هشبل حيث هذه القبيلة تحاد أيضًا بلاد شهران البادية.
تهامة بللسمر
وتنقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
- آل سَعْد (جبل ضَرِم).
- بني مالك تهامة.
- بني مُعْتِبْ (جبل هادي).
(أ) آل سعد: وهم سكان جبل ضِرَم ويقال لهم (بالعُذمَة) وينقسمون إلى قسمين:
1 -
آل السعَيْدي.
2 -
آل غَرَاء.
1 -
آل السّعَيْدي: بفتح السين المشددة وفتح العين: وتنقسم إلى خمسة أقسام وتتكون قراها من أربعين قرية تنشر على جانبي الجبل الشرقي والغربي بالاشتراك مع إخوانهم آل غَرَاء.
2 -
آل غَرَاء: بفتح الغين المعجمة: وتمثل ثلثي سكان الجبل وهم سبعة أقسام ولهم تسع وأربعون قرية تنتشر على جانبي الجبل من غربه وجنوبه.
ب- بني مَالك تهامة
(1)
: وينقسمون إلى أربع عشائر: ثَمَرَان، المَجْنَب، آل مُطَيْر، آل النَامِس أو آل أم نَامِس.
1 -
ثَمَرَان: بفتح الثاء والميم: ولها اثنتا عشرة قرية وتقع على جانب وادي المخاضة من كافة جوانبه وإلى الشرق من قبيلة آل مطير.
2 -
المَجْنَب: بفتح الميم وسكون الجيم وفتح النون: ولها ثلاث عشرة قرية تقع جنوب آل مطير وعلى جوانب وادي فياح الذي يسيل في وادي المخاضة.
3 -
آل مُطَيْر: اسم علم لهذه العشيرة: ولها ثلاث عشرة بلدة وقرية تقع على جوانب وادي المخاضة الذي يفصل جبلي ضرم في الشمال منه وهادة في الجنوب.
4 -
آل أم نَامِس: وقراها ست قرى تقع غرب آل مطير وعلى جوانب وادي المخاضة (انظره في أَشهر أودية رجال الحجر - تهامة).
جـ- بنو مُعْتب
(2)
: بضم الميم وسكون العين المهملة وكسر المثناة الفوقية بعدها باء موحدة تحتية: وهم من بني منبح تهامة: وينقسمون إلى ست عشائر
(1)
هم بني منبح تهامة وصلتهم بالسراة، التوسع إلى تهامة.
(2)
هم بني منبح تهامة وصلتهم بالسراة، التوسع والنزوح إلى تهامة.
منتشرة على جبل هادا الكبير وهي: آل حُسَيْن، بني رافع، الضَّحِي، آل علي، العُمَرَة، آل قابل.
1 -
آل حُسَيْن: ولها ثماني قرى على قمة جبل هادا في منتصفه الغربي.
2 -
بني رَافع: وينقسمون إلى قسمين قراهم ثلاث وعشرون قرية تقع أسفل الجبل من الجنوب الغربي وعلى وادي فرشاط.
3 -
الضَّحي: بفتح الضاد المعجمة المشددة: ولهم ثماني قرى تقع على قمة الجبل من الجنوب الشرقي.
4 -
آل عَلي: اسم علم لهذه العشيرة وهي قسمان وقراهم ست عشرة قرية وتقع في الشمال الغربي من الجبل.
5 -
العُمَرَة: بضم العين المهملة وفتح الميم والراء ثم هاء: وتنتشر قراهم على جنوب وغرب الجبل من أسفله وتتكون من اثنتي عشر قرية.
6 -
آل قَابِل: بفتح القاف فألف وكسر الباء ثم لام: وتتكون قراهم من عشر قرى وتقع في قمة الجبل من جنوبه والمطل على وادي فرشاط.
وجبل هادا جبل كبير شامخ ملتم. (انظر ما كتبت عنه في الجبال).
حرف الألف
أبو حَشْرَة: بفتح الحاء وسكون الشين المعجمة: قرية لآل خريم من بالعذمة وتقع على ضفاف وادي ذبوب.
أبو عَدَش: بفتح العين المهملة والدال والشين المعجمة: قرية لآل سارية من آل علي من بني معتب في جبل هادا وتقع في شمال غرب الجبل.
أبو هَطَفَة: بفتح الهاء والطاء المهملة والغاء: من قرى العَتَبة من آل السعيدي من آل سعد من جبل ضرم.
أتْعَاب: بسكون المثناة الفوقية وفتح العين فألف ثم باء: قرية للفي من آل غراء من آل سعد من جبل ضرم.
آل إسْحَاق: بسكون السين: اسم علم لقرية لبني قاعد من بالعذمة بالسراة.
الأطْبَاق: بسكون الطاء المهملة: قرية لآل خريم وتقع بإصدار تهامة.
الأطراف: بسكون الطاء وفتح الراء: قرية للمجنب من بني مالك تهامة وتقع جنوب آل مطير.
الأطْرَاف: كسابقتها: قرية لآل سارية من آل علي من جبل هادا.
الأفْطَح: بسكون الفاء وفتح الطاء: قرية للقراة من آل علي من جبل هادا.
أمطَار: بسكون الميم وفتح الطاء: قرية من ألفي من آل غراء من آل سعد في جبل صرم.
إمطرق: بفتح الألف وسكون الميم وفتح الطاء: قرية لآل خريم من بالعذمة وتقع بوادي ذبوب بالسراة.
آل أمْعَفيف: بفتح العين المهملة وكسر الفاء: وهي إحدى قرى آل سريع من بني منبح الشام وتقع على ضفاف وادي سدوان.
أيُوب: اسم علم لقرية لآل خريم من بالعذمة جنوب بلدة اثنين بللسمر بالسراة.
حرف الباء
الباب: اسم علم لقرية المعتبة من آل السعيدي من آل سعد في جبل ضرم.
البارِك: بكسر الراء المهملة: قرية لآل خريم وتقع بإصدار تهامة.
البازم: بالفتح: قرية كبيرة وهي قاعدة المجنب إحدى قبائل بني مالك وتقع على وادي فياح الذي يسيل في وادي المخاضة.
بَحْران: بفتح الباء وسكون الحاء المهملة: قرية لآل ثمران من بني مالك وتقع على وادي المخاضة شرق آل مطر.
البَزْخَاء: بفتح الباء وسكون الزاي: قرية لثمران تقع على وادي المخاضة.
آل بَشِثَّة: بفتح الباء وكسر الشين المعجمة وفتح الثاء المشددة: قرية وقسم لآل حوراء من بني منبح الشام وتقع بوادي آل حوراء بالسراة.
البطن: بفتح الباء والطاء: قرية للعتبة من آل السعيدي من آل سعد في جبل ضرم.
آل البَطِيْن: بفتح الباء وكسر الطاء فياء: قرية لبني قاعد من بالعذمة وتقع بوادي خرص في أعلاه.
ابن رمضَان: اسم علم لقرية لآل سريع من بني منبح الشام وتقع على جانب وادي سدوان بالسراة.
بياضة: بفتح الباء والمثناة التحتية والضاد المعجمة: قرية للشعاونة من بني رافع من بني معتب من جبل هادا وتقع بوادي فرشاط تهامة.
حرف التاء
تَرْيَمَة: بفتح التاء وسكون الراء المهملة وفتح المثناة التحتية والميم: قرية من قرى آل الشيخ من آل غراء من آل سعد في جبل ضرم.
تبَاشَعَة: بفتح الاسم قرية من قبيلة آل حمامة وتقع بالمنحدرات الشرقية.
حرف الجيم
جَائِزة: اسم علم لقرية للفي من آل غراء من آل سعد في جبل ضرم.
جَرْجرَة: فتح الجيمين وسكون الراء الأولى وفتح الثانية: قرية للشعاونة من بني رافع وتقع بجانب وادي فرشاط.
الجَرْدَان: بكسر الجيم وسكون الراء: قرية لثمران من بني مالك تهامة.
الجَزَع: بفتح الجيم والزاي: قرية للشعاونة من بني رافع بوادي فرشاط.
الجَفْرَة: بفتح الجيم وسكون الفاء: قرية للمضفاة جنوب بلاد بللسمر بالسراة.
الجلاة: فتح الجيم واللام: قرية لآل محابس من بني رافع وتقع بأسفل جبل هادا.
الجِمَار: بكسر الجيم: قرية من آل قابل من بني معتب بجبل هادا.
الجَمَايم: قرية من آل ثمران من بني مالك بوادي المخاضة.
آل جُمْعَان: قرية لآل محابس من بني رافع بأسفل جبل هادا من غربه.
الجَوّ: بفتح الجيم ثم الواو المشددة قرية من آل مطير من بني مالك وتقع بجانب وادي المخاضة.
الجَوّ: كسابقتها قرية للفي من آل غراء عن آل سعد في جبل ضرم.
حرف الحاء
حَارَة الشّفَاء: قرية لآل خريم من بالعذمة بالسراة.
حَاه: بفتح الحاء فألف ثم هاء: قرية لآل خريم من بالعذمة وتقع القرية بتهامة.
الحَبِيْل: بفتح الحاء وكسر الباء: قرية لآل خريم في تهامة.
الحَبِيْل كسابقتها: قرية لثمران من بني مالك في تهامة بللسمر بوادي المخاضة.
الحَبِيْل كسابقتها: قرية لآل علي من بني معتب في جبل هادا في تهامة.
الحَدَب: بفتح الحاء والدال المهملتين فباء: قرية للرهوة من آل غراء من آل سعد من جبل ضرم.
الحَرَاء: بفتح الحاء والراء: قرية من آل الفيح وتقع بأسفل وادي خرص بالسراة.
الحَرَشَةَ: بالفتح: قرية لثمران وتقع بوادي المخاصة من بني مالك تهامة.
الحَضِيْرَة: بفتح الحاء وكسر الضاد: وهي قرية من آل خريم من بالعذمة وتقع على وادي ذبوب وضفاف وادي آل عمير بالسراة.
الحَضِيْرَة: العليا: قرية من آل خريم أيضًا وتقع بتهامة (الأصدار).
الحَصيْرة السفلى: قرية من آل خريم أيضًا وتقع بتهامة (الأصدار).
الحَضَن: بفتح الحاء المهملة والضاد المعجمة: قرية للضحي من بني معتب في جبل هادا وتقع بقمة الجبل الشرقية.
الحَضَن: كسابقتها: قرية لآل الحسين من بني معتب في جبل هادا.
الحَضَن: كسابقتها: قرية للزرائب من آل غراء من آل سعد في ضرم.
الحَضَن الأبيض: قرية لآل خريم من بالعذمة وتقع بأغوار تهامة.
حَضَن السنان: قرية أيضًا لآل خريم وتقع بأغوار تهامة.
حَضْن القَرْن: قرية من ثمران من بني مالك وتقع على ضفة وادي المخاضة تهامة.
حِضْوَة: بكسر الحاء وسكون الضاد المعجمة: قرية قديمة العهد يقال أنها للعداء والشاعر المشهور صاحب اللامية المشهورة (الشّنْفَرَي) وقد كان يرصد في هذه القرية ويقتل السلامانيين المارة إلى اليمن، وهي من آل عبيد الشعف من بالعذمة وتقع على ضفاف وادي العيص من أعلاه.
حَضَن المَحْجَاة: قرية لآل الحسين من بني معتب من جبل هادا.
حَضَن الغُرَاب: قرية للعتبة من آل السعيدي من آل سعد من جبل ضرم.
الحَفَائِر: قرية من آل مطير من بني مالك وتقع بوادي المخاضة بتهامة.
حَقْو السّيَال: بفتح الحاء وسكون القاف والواو والسين والياء المشددتين: قرية للمجنب من بني مالك جنوب آل مطير.
آل حَمَاد: اسم علم لقرية لآل خريم من بالعذمة وتقع بوادي ذبوب بالسراة.
الحَمَدَة: بفتح الحاء والميم والدال: قرية من العتبة لآل السعيدي من آل سعد في جبل ضرم.
آل حِلان: بكسر الحاء المهملة ولام ألف ثم نون: قرية لآل مطير من بني مالك وتقع بوادي المخاضة.
الحُمْرة: بضم الحاء وفتح الميم والراء: قرية من آل خريم من بالعذمة وتقع بأغوار تهامة.
الحُمْرَة: كسابقتها: وهي قرية للمجنب من بني مالك تهامة وتقع على ضفاف وادي المخاضة جنوب آل مطير.
الحَويَة: بفتح الحاء وكسر الواو وفتح المثناة التحتية المشددة بفتح قرية للعتبة من آل السعيدي من آل سعد في جبل ضرم.
الحَيَاري: بفتح الحاء والياء والراء: قرية للعمرة من بني معتب في جبل هادا بأسفل الجبل من الغرب.
آل الحن: بفتح الحاء المهملة والنون المشددة: وهي قرية من وفاعدة لثمران إحدى عشائر بني مالك تهامة وتقع بوادي المخاضة والى الشرق من قبيلة آل مطير.
حرف الخاء
آل خَالِد: اسم علم لقرية لآل حوراء من بني منبح الشام على ضفاف وادي حوراء.
آل خَالِد: كسابقتها: قرية لآل سريع من بني منبح الشام وتقع بوادي خرص.
الخُبَيْن: بضم الخاء وفتح الباء وياء ساكنة: قرية للقراة من آل علي من بني معتب في جبل هادا شمال غرب الجبل.
آل خُثَيْم: بضم الخاء وفتح الثاء المثلثة: قرية كبيرة من المضفاة وتقع إلى الغرب من طريق الطائف أبها.
آل خَشْرَم: بفتح الخاء وسكون الشين المعجمة وفتح الراء المهملة: قرية لآل خريم من بالعذمة السراة.
الخَشْرَة: بفتح الخاء وسكون الشين: قرية لآل سارية من آل علي تقع في الشمال الغربي من جبل هادا من بني معتب.
الخَشْم: بفتح الخاء وسكون الشين: قرية للشعاونة من بني رافع من جبل هادا والشَعَاوِنَة يسكنون التهم بوادي فرشاط.
الخُضَاريَات: بضم الخاء: قرية للطرقة من آل السعيدي من آل سعد في جبل ضرم.
الخُلْف: بضم الخاء وسكون اللام: قرية للشرف من آل غراء من آل سعد في جبل ضرم.
الخَطِيْم: بفتح الخاء وكسر الطاء: قرية للشعاونة من بني رافع من وادي فرشاط.
خِلان: بكسر الخاء وفتح اللام فألف ثم نون: قرية لآل الشيخ من آل غراء من آل سَعْد من جبل ضرم.
خَمِيس مُطَيْر: وهي بلدة كبيرة تقع في شمال وادي المخاضة وتسمى الخمس لقيام سوق أسبوعي في يوم الخميس.
الخَوَاف: بكسر الخاء: قرية للضحي من بني معتب من جبل هادا.
حرف الدال
الدُّرَّس: بضم الدال وفتح الراء المشددة: قرية كبيرة للمضفاة تقع في السراة على ضفاف وادي الجاضع الذي يسيل في ذبوب جنوب بلاد بللسمر.
الدَّوَش: بالفتح: قرية لآل منامس وتقع غرب آل مطير وعلى وادي المخاضة.
حرف الذال
ذَا العِشَاء: بكسر العين: قرية للعتبة من آل السعيدي من آل سعد من جبل ضرم.
ذَا المَرْواء: بفتح الميم: قرية لآل حوراء من بني منبح الشام وتقع بوادي حوراء.
ذَبُوب: بفتح الذال: قرية لآل خريم من العذمة وتقع بوادي ذبوب المسماة به.
ذِي صُلْب: بضم الصاد المهملة: قرية لثمران من بني مالك تهامة بوادي المخاضة.
ذِي صُلْب: كسابقتها: قرية للشرف من آل غراء من آل سعد من ضرم.
ذِي قَفِيل: بفتح الثقات وكسر الفاء: قرية لآل محابس من بني رافع بأسفل جبل هادا من غربه.
ذِي القِنَاع: بكسر القاف وفتح النون: قرية للعتبة من آل السعيدي في جبل ضرم.
ذِي نِشَام: بكسر النون: قرية للعتبة من آل السعيدي من آل سعد في جبل ضرم.
حرف الراء
الرَّابِغَة: بكسر الباء وفتح الغين المعجمة: قرية لآل منامس من بني تهامة قرب آل مطيري.
الرَّادِفَة: قرية من العتبة من آل السعيدي من آل سعد في جبل ضرم.
الرَّجْمَة: بفتح الراء المشددة وسكون الجيم وفتح الميم: قرية للعتبة من آل السعيدي من آل سعد من جبل ضرم.
آل رُزَيْق: بضم الراء المهملة وفتح الزاي المعجمة: قرية لآل خريم من بالعذمة وتقع بوادي ذبوب بالسراة.
الرَّدَة: بالراء المشددة وفتح الدال: قرية لآل خريم وتقع بأغوار تهامة ويقال قرية آل ردة.
الرَّفْرَفَة: بالراء المشددة وسكون الفاء وفتح الراء الثانية: قرية لآل علي من بني معتب بجبل هادا.
الرَّكْس: بالراء المشددة وسكون الكاف: قرية لآل خريم وتقع بالأغوار.
الرُّكَبَة: بضم الراء وسكون الكاف: قرية لآل منامس من بني مالك تهامة غرب آل مطير.
الرِّهَاء: بكسر الراء: قرية للضحي من بني معتب من جبل هادا.
الرَّهْط: بالراء المشددة وسكون الهاء: قرية لآل محابس من بني رافع بأسفل جبل هادا.
الرَّهْوَة: بفتع الراء المشددة وسكون الهاء: قرية لآل حوراء وتقع بوادي حوراء.
الرَّهْوَة: كسابقتها: قرية لآل مطير من بني مالك تهامة بوادي المخاضة.
الرَّهْوَة: كسابقتها: قرية لآل غراء من آل سعد في جبل ضرم.
الرَّهْوة: كسابقتها: قرية للعتبة: من آل السعيدي من آل سعد في جبل ضرم.
الرَّهِيْط: بالراء المشددة وكسر الهاء: قرية للرهوة من آل غراء من آل سعد في جبل ضرم.
رَيِّس: بفتح الراء والياء المشددة: اسم علم لقرية من آل الشيخ من آل غراء من آل سعد من جبل ضرم.
حرف الزاي
الزَّرَائب: بالزاي المشددة وفتح الراء المهملة: قرية لقسم من أقسام آل غراء من آل سعد في جبل ضرم.
آل زَرْع: بفتح الزاي المعجمة وسكون الراء المهملة: قرية لآل خريم بالسراة.
الزَّرِيْبَة: بالزاى المشددة وكسر الراء: قرية للعتبة من آل السعيدي من آل سعد في جبل ضرم.
الزريبة: كسابقتها: قرية لبني قاعد (الشّعف) بوادي آل عينين الذي يسيل في العُطفَةَ ثم إلى عياء
حرف السين
آل سَارِية: قسم كبير من أقسام آل علي من بني معتب من جبل هادا.
السبَايح: بالسين المشددة المفتوحة: وهي قرية لآل خريم وتقع بأغوار تهامة.
السّحِيْر: بالسين المشددة وكسر الحاء قرية من آل خريم وتقع بأغوار تهامة.
السّر: بكسر السين المشددة: قرية من آل مطير من بني مالك وتقع بوادي المخاضة بتهامة.
آل سَعَيْدان: اسم علم لقرية للقراة من آل علي في جبل هادا.
آل سَفَرَة: سفرة: بالفتح قرية لآل محابس من بني رافع وتقع أسفل جبل هادا من غربه.
السّقَاف: بالسين والقاف المشددتين: قرية لآل الشيخ من آل غراء من آل سعد في جبل هادا.
آل سُلْطَان: اسم علم لقرية لآل سريع من بني منبح الشام وتقع على روافد وادي سدوان.
السّلَعَة: بالفتح: قرية من آل محابس من بني رافع وتقع بأسفل جبل هادا من غربه.
آل سِنَان: بكسر السين قرية من آل حسين من جبل هادا.
السُّوق: بلدة كبيرة هي قاعدة بللسمر (واسمها إثنين بللسمر) سميت بهذا الاسم لقيام سوق أسبوعى بها في يوم الإثنين. من كل أسبوع وبها جميع الدوائر الحكومية ويشقها طريق الطائف إلى أبها.
السِّيْب: بكسر السين المشددة قرية لآل خريم وتقع بأغوار تهامة.
حرف الشين
شَاط: قرية للعتبة من آل السعيدي في جبل ضرم ويقال لها (شاط الحمر).
آل شَافي: قرية للقراة من آل علي في جبل هادا.
آل شَاهِر: اسم علم لأحد أقسام آل جبل وقرية كبيرة لبني منبح الشام البادية وتقع بأسفل المنحدرات الشرقية بأسفل وادي حوراء.
الشّاهِق: بكسر الهاء: قرية لآل الحسين من جبل هادا.
آل شِتَاي: بكسر الشين: قرية للشعاونة من بني رافع في وادي فرشاط.
الشّرَف: بالشين المشددة: قرية كبيرة هي قاعدة آل غراء خاصة ولقبائل جبل ضرم عامة لوجود مقر الشيخ العام للقبائل جبل ضرم فيها وهو الشيخ: محمد بن شفلوت الأسمري. وتقع في الجنوب الغربي من الجبل.
الشّرِبَة: يالشين المشددة وكسر الراء وفتح الباء: قرية للعتبة من آل السعيدي من ضرم.
الشَطَيْن: بالشين المشددة وفتح الطاء: قرية لآل محابس من آل علي من جبل هادا.
الشّعْبَيْن: مثنى: مفردها شعب: قرية للضحي من بني مالك من ضواحي خميس مطير.
شِعْب الحَايِّط: بكسر الشين: قرية من قرى آل حوراء وتقع بوادي حوراء (والحاط) بفتح الحاء المهملة فألف وطاء مهملة.
شِعْب ضَاع: قرية للشرف من آل غراء في جبل ضرم.
شِعْب سَالم: قرية للشرف من آل غراء في جبل ضرم.
شِعْب الشّاف: قرية من القراة في آل غراء في جبل ضرم.
شِعب شَائِع: قرية من المقراة من آل غراء في جبل ضرم.
شِعْب آل مَحَابس: قرية من العمرة في جبل هادا.
شَفَاء المَسِيْد: قرية للعتبة من آل السعيدي في جبل ضرم.
آل الشّقِيْف: بالشين المشددة وفتح القاف: قرية لآل جبل من بني منبح البادية بوادي خرص شرقًا.
آل الشّمَيْلَة: بالشين المشددة: قرية لبني قاعد الشعف وتقع بوادي كبداء الذي يسيل في العطفة مع وادي آل عينين ثم إلى غياء.
الشّنُو: بفتح الشين المشددة: قرية للعتبة من آل السعيدي في جبل ضرم.
الشّوَاطي: جمع شاطي: وهي قرية لآل سارية من آل علي في جبل هادا.
آل الشّيْخ: قرية وقسم من أقسام آل غراء في الجنوب الغربي من جبل هادا.
حرف الصاد
الصَّالِف: بالصاد المشددة قرية للعتبة من آل السعيدي من قبائل جبل ضرم.
الصَّدر: بالصاد المشددة وسكون الدال: قرية لآل حوراء وتقع في الشمال الغربي لوادي حوراء وفي منتصف الوادي.
الصَّدْر: كسابقتها: قرية للشرف من تال غراء في جبل هادا.
الصَّدْعَاء: بالصاد المشددة وسكون الدال: قرية لآل قايل من بني متعب في جبل هادا.
الصَّفَاء: قرية للشرف من قبيلة آل غراء من آل سعد في جبل ضرم.
صَمْعَة: بفتح الصاد المهملة وسكون الميم: قرية للمجنب من بني مالك تقع جنوب خميس مطر.
الصَّوَافي: بفتح الصاد المشددة: قرية للمجنب من بني مالك وتقع جنوب آل مطير.
الصُّوْبَة: بضم الصاد وفتح الباء: قرية للعتبة من آل السعيدي في جبل ضرم.
حرف الضاد
الضِّحْيَان: بكسر الضاد المشددة وسكون الحاء المهملة: قرية للعتبة من آل السعيدي من جبل ضرم.
الضِّحْيَان: كسابقتها: قرية لآل محايس من بني رافع وتقع في جبل هادا من غربه.
الضَّحِي: بفتح الضاد المشددة وكسر الحاء ثم ياء: هي قرية قاعدة للضحي وتقع في الجنوب الشرقي من جبل هادا.
ضَحَى ابن وَاطِيَة: كسابقتها: وكسر الطاء وفتح الياء: قرية للقراة من آل السعيدي في جبل ضرم.
ضَحِي آل سُودَة: كسابقتها: بفتح السين المهملة وسكون الواو وفتح الدال: قرية للعتبة من آل السعيدي في جبل ضرم.
الضَّرب: بفتح الضاد المشددة وسكون الراء: قرية لآل خريم وتقع في أغوار تهامة.
حرف الطاء
طَرَف الظهَرَة: بالفتح: قرية للشعاونة من بني رافع وتقع بوادي فرشاط من جنوبه الغربي.
الطّرَف: بالطاء المشددة وسكون الراء قرية الرهوة من آل غراء من آل سعد في جبل ضرم وتقع في الجنوب الغربي من الجيل.
الطّرْفَة: بالطاء المشددة وسكون الراء وفتح الفاء: قرية من آل السعيدي وقسم من أقسام القبيلة في جبل ضرم.
الطّريق: قرية للفي من آل غراء في جبل ضرم وتقع غرب الجبل.
الطّفَّة: بالطاء والفاء المشددتين - وهي قرية للفي من آل غراء وتقع جنوب غربي الجبل (ضرم).
الطِّوي: بالطاء المشددة؛ وكسر الواو: قرية لآل محابس من بني رافع وتقع بجبل هادا من جنوبه.
حرف الظاء
الظّاهرة: بالظاء المشددة وكسر الهاء: قرية لآل مطير من بني مالك قرب خميس مطير. تهامة.
الظّهْرَة: بفتح الظاء المشددة وفتح الهاء والراء: قرية من آل مطير من قبائل بني مالك بضفاف وادي المخاضة.
الظّهْرَة: كسابقتها: قرية للمجنب وتقع بأسفل جبل ضرم بجانب وادي فياح الذي يسيل في وادي المخاضة.
ظَهَرَة الجَبْهَة: ويقال ظهر الجبهة: وهي قرية لآل الشيخ من آل غراء في جبل ضرم.
ظَهَرَة المَلْحَة: بالفتح قرية لمجنب من بني مالك وتقع على ضفاف وادي المخاضة من أعلاه.
حرف العين
العَارِضَة: بكسر الراء وفتح الضاد: قرية من آل خريم من بالعذمة السراة وتقع بإصدار تهامة.
آل عبد المَعِيْن: اسم علم لقرية من آل خريم وتقع بالسراة.
آل عِتْمَة: بكسر العين وسكون التاء: قرية لآل حوراء وتقع بوادي حوراء بالسراة.
العَتَبَة: بالفتح: قرية كبيرة وقسم من أقسام قبيلة آل السعيدي وقاعدة للقبيلة أيضًا وتقع بجبل ضرم.
عِثٍّ: بكسر العين وثاء مثلثة مشددة منونة: واللفظ تهامي: وهي إحدى قرى القَرَاة من آل السعيدي في جبل ضرم.
آل عَرَايض: بفتح العين: قرية لآل قابل من بني معتت بجبل هادا.
العَرَايض: كسابقتها: قرية لآل الضحي من جبل هادا.
العِرْق: بكسر العين المهملة وراء ساكنة: قرية لآل خريم من بالعذمة وتقع بالسراة.
العِرْق: كسابقتهما: قرية لآل سارية من آل علي وتقع في جبل هادا من شماله.
عِرْق القَانَة: بفتح القاف والنون: قرية للضحي إحدى عشائر جبل هادا.
العُروض: بضم العين والعامة تسكنها: قرية للعتبة من آل السعيدي من آل سعد في جبل ضرم.
العَرِيْش: بفتح العين وكسر الراء: قرية لآل محابس من بني رافع وتقع بالجبل من الجنوب.
آل عَرِيْض: بفتح العين وكسر الراء: قرية لآل مطير من بني مالك تهامة وتقع بجانب وادي المخاضة.
العَشّة: بفتح العين والشين المشددة: قرية من آل حسين في جبل هادا وتقع غرب الجبل.
العصَاء: بكسر العين وفتح الصاد: قرية للعمرة من جبل هادا.
آل عَصية: بفتح العين وكسر الصاد والمثناة التحتية المشددة: قرية لآل مطير وتقع بضفاف وادي المخاضة.
عَطْف ابن زاهية: قرية لآل حوراء وتقع بوادي آل حوراء ببني منبح الشام.
عَطْف ابن قرضان: قرية لآل حوراء وتقع بوادي خرص ببني منبح الشام.
عَطْف آل مُشَارِي: قرية لآل حوراء وتقع بوادي حوراء ببني منبح الشام.
عَطْف مُصَفّر: قرية لآل حوراء وتقع بوادي آل حوراء ببني منبح الشام.
عَطْف ابن خَالِد: قرية لآل حوراء وتقع بوادي آل حوراء ببني منبح الشام.
عَطْف مُضَحَى: قرية لآل حوراء وتقع بوادي آل حوراء ببني منبح الشام. وقد تكررت عدة قرى باسم عطف. والعطف هنا، هو جانب الجبل أو جانب الطريق.
العَطَفَة: بالفتح قرية لآل الفيح من بني منبح الشام وتقع بأسفل وادي خرص.
آل عَطِيْفَة: بفتح أوله وكسر الطاء: قرية لآل خريم وتقع إلى الشمال الغربي لبلدة إثنين بللسمر.
العَطَفَة: بالفتح: قرية لبني قاعدة بوادي العُطْفَة الذي في المطرق ثم في عياء.
العَطْف الأسْفَل: قرية لآل قابل من قبائل جبل هادا (بني معتب).
آل عُطَيْف: بضم العين وفتح الطاء: قرية للقراة من آل علي من جبل هادا وتقع شمال الجبل.
العُقَرَة: بضم العين وفتح القاف والواء: قرية للرهوة من آل غراء من قبائل جبل ضرم.
العُقْدَة: بضم العين وسكون القاف: قرية لآل خريم وتقع بتهامة.
العَقِيْق: بفتح العين؛ قرية لآل خريم أيضًا بتهامة ويقال لها (العقيق الأعلى).
العَقِيْق الأسفل: قرية لآل خريم أيضًا بتهامة.
العِلْب: بكسر العين وسكون اللام قرية لآل قابل من بني معتب بجبل هادا.
آل علي: اسم علم لقرية لآل حوراء وتقع بوادي آل حوراء ويقال (آل علي ابن معتق).
العَلِيب: بفتح العين وكسر اللام: قرية لآل خريم وتقع بتهامة.
العِمَارة: بكسر العين: قرية للعمرة من قبائل جبل هادا وتقع في الجنوب الغربي من الجبل.
عُمَيْر: اسم علم لقرية للعمرة من قبائل جبل هادا وتقع جنوب الجبل.
آل عُمَيْر: كسابقتها: قرية لآل خريم وتقع بوادي آل عمير المسمى بها. وهو فرع لوادي ذبوب.
عُوَيْدين: بضم العين وسكون الياء وكسر الدال: قرية لآل مطير إحدى قبائل بني مالك تهامة.
آل عَيْزَاء: بفتح العين: قرية لآل قبائل من قبائل هادا.
العَيْن: اسم علم لقرية لآل خريم بالسراة.
آل عَيْنَين: مثنى عين: وهو اسم علم لقرية لبني قاعد من بالعذمة وتقع بوادي آل عينين الدين يسيل في العطفة ثم إلى عياء.
حرف الغين
غَاشِرَة: بكسر الشين المعجمة: قرية لآل خريم من بالعذمة وتقع إلى الجنوب الغربي من بلدة إثنين بللسمر ويحف بها غابات من أشجار العرعر وهي من أكبر الغابات في سراة الأزد.
الغُرَابَة: بضم الغين: قرية للعمرة من هاد بجبل هادي الأشم.
الغَرَائب: بفتح الغين: قرية لآل الحسين من جبل هادا.
الغَرِ: بفتح الغين: قرية للعتبة من آل السعيدي من جبل ضرم.
الغَرْسَة: بفتح الغين وسكون الراء وفتح السين المهملة: قرية لبني قاعد وتقع بوادي آل عينين الذي يسيل في وادي العطفة ثم إلى المطرق ثم إلى عياء.
غَما العُلْيَا: بفتح الغين والميم المشددة: قرية لآل سريع من بني منبح السراة وتقع بأعلى وادي سدوان.
غَمّا السُّفْلى: قرية لآل سريع أيضًا وتقع بوادي سدوان.
حرف الفاء
الفاجِي: -بكسر الجيم-: قرية للعمرة من جبل هادا وتقع جنوب غرب الجبل وإلى أسفله.
آل فاضِيَة: بكسر الضاد المعجمة وفتح الياء: قرية وقسم من أقسام آل السعيدي في جبل ضرم.
الفَجْرَة: بفتح الفاء وسكون الجيم وفتح الراء: قرية للعمرة من جبل هادا.
الفَجْرَة: كسابقتها: قرية لآل قابل من جبل هادا وتقع بقمة الجبل من الجنوب.
الفَجْرَة: كسابقتها: قرية للضحي من جبل هادا وتقع بأعلى الجبل من الشرق.
الفَرْعة: بفتح الفاء وسكون الراء وفتح العين المهملة: قرية لآل حوراء وتقع بوادي حوراء من غربه.
الفقِي: بفتح أوله وقسم من أقسام آل غراء من جبل هادا وتقع بقمة الجبل من جنوبه.
فلقَاة: بفتح الفاء وسكون اللام: قرية للزرائب من آل غراء جبل ضرم.
الفي: بفتح الفاء والمثناة التحتية المشددة: قرية كبيرة وقسم من أقسام آل غراء في جبل ضرم الكبير.
حرف القاف
القابِل: بكسر الباء قرية للفي من آل غراء في جبل ضرم.
القارِية: بكسر الراء قرية لآل خريم وتقع بإصدار تهامة.
آل قرَاعة: بفتح القاف وفتح العين: قرية لبني قاعد من العذبة وتقع بوادي كبدا.
القَرَى: بفتح القاف والراء فألف مقصورة: لآل خريم من بالعذمة وتقع بوادي ذبوب بالسراة.
القَرَى: كسابقتها: قرية للزرائب من آل غراء في جبل ضرم.
القَرَاة: بفتح القاف: قرية وقسم من أقسام آل السعيد في جبل ضرم.
القَرَاة: كسابقتها: قرية لآل خريم بالعذمة وتقع بالسراة.
القَرَاة: كسابقتها: قرية من العمرة من جبل هادا من بني معتب.
القراة: كسابقتها: قرية لبني رافع وتقع جنوب غرب جبل هادا.
القَرَاة: كسابقتها: قرية وقسم من أقسام آل علي من قبائل جبل هادا.
القَرَيات: بفتح القاف والراء: قرية لآل الشيخ من آل غراء بجبل ضرم.
القَرْن: بفتح القاف وسكون الراء: قرية من آل مطيري من بني مالك تهامة.
القَرْن: كسابقتها: قرية من آل الفيح من بني منبح الشام وتقع بأسفل وادي خرص.
القَرْن الأبيض: قرية لآل منامس من بني تهامة.
قَرْن الرَّهْوة: قرية لآل محابس من بني رافع وتقع بجبل هادا.
قَرْن يَبَس: الأعلى: بفتح الياء والياء: قرية لآل خريم وتقع بإصدار تهامة.
قَرْن يَبَس الأسْفَل: بفتح الياء والباء: قرية لآل خريم وتقع بإصدار تهامة.
القَزَعة: بفتح القاف والزاي والعين المهملة: قرية لآل سريع بوادي سدوان بني منبح الشام.
القَزَعة: كسابقتها: قرية للعمرة من جبل هادا (بني معتب).
قَشْعَة: بفتح القاف وسكون الشين: قرية لآل مطير من بني مالك تهامة.
آل قُشَيْع: بضم القاف وفتح الشين: قرية لآل سريع من بني منبح الشام.
القَصَّة: بفتح القاف والصاد المشددة: قرية للمجنب من بني مالك بتهامة.
القَصَّة: كسابقتها: قرية للزرائب من آل غراء في جبل ضرم.
القَصَبة: بالفتح: قرية لآل الحسين من جبل هادا.
القَضَبة: بالفتح: قرية من آل السعيدي في جبل ضرم.
القَفِيْل بكسر الفاء: قرية وقسم من أقسام آل غراء قرب مركز خميس مطير.
قَلٍ: بفتح القاف وتشديد اللام وهم ينونونها: وهي قرية لآل السعيدي في جبل ضرم.
القَمّة: بفتح القاف والميم المشددة: وهي قرية للعتبة من آل السعيدي في جبل ضرم.
القَمَع: بالفتح: قرية لآل خريم وتقع بالسراة.
القَوَاعد: قسم من أقسام آل السعيدي من آل سعد في جبل ضرم.
القَوْز: بفتح القاف وسكون الواو: قرية لآل حوراء من بني منبح الشام وتقع بوادي آل حوراء بالسراة.
آل قَيّاس: بفتح القاف والمثناة التحتية مشددة وآخره شين مهملة: قرية لثمران أحد فروع بني مالك تهامة.
حرف الكاف
كَدَّاة: بفتح الكاف والدال: قرية لآل خريم من بالعذلة وتقع بالإصدار.
آل كَدَشَة: بفتح الكاف والدال والشين: قرية للضحي من بني معتب بجبل هادا.
الكُعْمَة: بضم أوله: قرية لآل حوراء من بني منبح الشام وتقع بوادي حوراء.
حرف اللام
لجم: أو آل لجم: قرية لبني قاعدة بالعذمة وتقع على وادي خرص.
لُقْمَان: اسم علم لقرية للشرف من آل غراء وتقع بجبل ضرم ويزعم أهلها على ما يتناقلون عن أسلافهم. أنها تنسب إلى (لقمان عليه السلام: وكذلك قمة جبل ضرم الغربية. بصخورها الشماء اسمها (لقمان).
اللّبِيْجَة: قرية لبني قاعد من بالعذمة وتقع بإصدار تهامة.
اللّفُوج: قرية لآل منامس من بني مالك وتقع على ضفة وادي المخاضة.
حرف الميم
آل مَارِد: بكسر الراء: قرية
(1)
لآل حوراء من بني منبح الشام وتقع بوادي حوراء.
المَبْرَك: بفتح الميم وسكون الباء: قرية لآل قابل من جبل هادا.
المَتْنَة: بفتح الميم وسكون التاء وفتح النون: قرية لآل خريم بالسراة.
المُثْلات: بضم الميم وسكون المثلثة وفتح اللام: قرية للقفيل من آل غراء من آل سعد من جبل ضرم.
آل المَجْنَب: بفتح الميم وسكون الجيم وفتح النون: قرية لآل خريم من بالعذمة السراة.
(1)
قرية يتبعها عدة قرى ذكرناها في الأحرف تباعًا.
آل مُحْرز: قسم من أقسام آل حوراء يضم عدد من القرى تقع بوادي حوارى.
المَحَلَة: بالفتح: قرية للمجنب من بني مالك تهامة.
آل مِحْوَر: بفتح الميم أو كسره وسكون الحاء وفتح الواو: قرية من آل خريم تقع بضفاف وادي ذبوب بالسراة.
مُخَارِيْق: بفتح الميم والخاء وكسر الراء: قرية المعمرة من جبل هادا.
آل مَدَاد: بفتح الميم والدال فألف ثم دال: قرية لبني قاعد من بالعذمة ومنها بداية وادي خرص. ووادي العُطَفة حيث تتوسطهما.
مَدْعَنَة: بفتح الميم وسكون الدال وفتح العين: قرية للمجنب من بني مالك تهامة.
آل مِدْمَاك: بكسر الميم وسكون الدال: قرية للمضفاة تقع جنوب بللسمر بالسراة.
المَرْوَة: بفتح الميم وسكون الراء وفتح الواو: قرية لآل علي من جبل هادا.
المُر: بضم أوله: قرية من آل الشيخ من آل غراء في جبل ضرم.
مَزْمَة: بفتح الميم وسكون الزاي: قرية لآل خريم من بالعذمة السراة.
مَزْمَة الصَّيد: كساباقتها: قرية لبني قاعد الشعف وتقع بوادي كبداء الذي يسيل في وادي العطفة ثم إلى وادي المطرق ثم إلى غياء.
آل مُسفِّر: اسم علم لقرية من آل سريع من بني منبح الشام وتقع بسدوان.
آل مُسْلم: اسم علم لقرية للمضفاة وتقع جنوب بلاد بللسمر بالسراة.
آل مُسَهِل: بضم الميم وفتح السين وكسر الهاء: قرية من آل حوراء وتقع بوادي حوراء. .
المشبّة: بفتح الشين والباء المشددة: قرية لثمران من بني مالك تهامة.
المَشْرَف: بفتح الميم وسكون الشين: قرية لآل خريم من بالعذمة بالسراة.
المَشِي: بفتح الميم وكسر الشين: بعدها ياء مثناة تحتية: قرية لآل سارية من آل علي من جبل هادا.
مَصَاع: بفتح الميم والصاد: قرية لآل الشيخ من آل غراء من جبل ضرم.
المُصْطَلِي: بضم الميم وسكون الصاد المهملة وفتح الطاء المهملة وكسر اللام ثم ياء، قرية للمجنب من بني مالك تهامة.
المَطْرَفَة: بفتح الميم وسكون الطاء وفتح الراء: قرية من آل خريم بالسراة.
المِطْلاع: بكسر الميم وسكون الطاء المهملة: قرية للمقراة من آل غراء من ضرم.
المُعْتَرَضَة: بضم الميم وسكون العين: قرية من العتبة من آل السعيدي في جبل ضرم.
آل المَعْتَلي: بفتح الميم وسكون العين: وهي قرية من قرى لبني قاعد من بالعذمة وتقع بأعلى وادي خرص جنوب (بلدة إثنين بللسمر) ولفظ السكان (آل أم معتلي).
مَعْرَج: بفتح الميم وسكون العين المهملة وفتح الراء: قرية للقابل من جبل هادي.
آل مُعَلِّم: اسم علم لقرية لبني قاعد من بالعذمة وتقع على الشفاء (بالشغف).
آل مِغَوْغِي: بكسر الميم وفتح الغين المعجمة وسكون الواو: قرية من آل سريع وتقع بوادي سدوان.
آل مُفْلَح: اسم علم لقرية للضحي من جبل هادا الأشم.
آل مُقَاتِل: بضم الميم وكسر التاء: قرية للعتبة من آل السعيدي من آل سعد من قبائل جبل ضرم.
المَقْراء: بفتح الميم وسكون القاف وفتح الراء بعدها ألف: قرية لآل الفي من آل غراء في جبل ضرم.
المَقْرَا: كسابقتها: قرية وقسم من أقسام آل غرء في جبل ضرم.
مُكَيلة: بضم الميم وفتح الكاف: قرية لآل خويم وتقع بالمنحدرات الغربية الغورية للقبيلة.
المَلاحَة: بالفتح قرية للمجنب من بني مالك تهامة.
آل مُنَيّع: بضم الميم وفتح النون وياء مشددة ثم عين: قسم من بادية آل جبل من بادية بني منبح الشام وينزلون على المنحدرات الشرقية.
المُنْتَطَح: بضم الميم وسكون النون وفتح التاء: قوية للعتبة من آل السعيدي في ضرم.
مُنْذِر النّقَب: الأول اسم علم والثاني: بالنون المشددة وفتح القاف: قرية لآل مطير من بني مالك تهامة.
المَنْشاة: بفتح الميم وسكون النون: قرية لآل مطير أيضًا بضفاف وادي المخاضة.
المَنْزِل: اسم علم لمقرية لآل مناس من بني مالك تهامة.
المَنْزِل: كسابقتها: قرية للمقرا من آل غراء في جبل ضرم.
المَنْظَر: قرية للعمرة في جبل هادا. وفي الجنوب الغربي للجبل من أسفله.
حرف النون
النّباة: بالنون المشددة قرية للفي من آل غراء في جبل ضرم.
نَبَش: بفتح النون والباء: قرية لآل خريم من بالعذمة بالسراة.
النّجاد: بالنون المشدة قرية لآل محابس من بني رافع وتقع في جبل هادا.
النّصَبَة: بالنون المشددة المفتوحة وفتح الصاد: قرية للزرائب من آل غراء في جبل ضرم.
النِضُوح: بكسر النون وضم الضاد المعجمة: قرية للعتبة من آل السعيدي في جبل ضرم.
نَصْب عاطف: بفتح النون وسكون الصاد ثم باء: أطلال قرية قديمة العهد تقع برأس أغوار بني قاعد المطلة على وادي البن المشهور وبه ست حلال لبني قاعد في السراة.
حرف الهاء
هَدَّة: بفتح الهاء والدال المشددة: قرية لآل الشيخ من آل غراء من ضرم.
الهَرَار: بفتح الهاء: قرية لآل محابس من بني رافع في جبل هادا.
حرف الواو
وَابِل: بكسر الباء: قرية للشرف من آل غراء في جبل ضرم.
آل وِعْلان: بكسر الواو وسكون العين: هي قرية لآل خريم من بالعذمة وتقع بوادي ذبوب. بالسراة.
حرف الياء
اليَلَهَة: بفتح الياء واللام: قرية لآل خريم من بالعذمة من إصدار تهامة.
اليَهَيْفَة: بفتح الياء والهاء وسكون الياء الثانية وفتح الفاء: قرية لآل الفيح من بني منبح الشام. وتقع بأسفل وادي خرص.
آل يوسف: اسم علم لقرية لآل حوراء من بنو منبح الشام وتقع بوادي حوراء بالسراة.
بلاد بني شهر
شَهْر: اسم جد شَهْر بني قبيلة: وهو شَهْر بن حَجْر بن الهنوء الأزد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وقد سميت هذه البلاد التي يسكنها بنوه باسمه. وتنقسم بلاد بني شهر إلى ثلاثة أقسام بحسب منازلها هي:
1 -
بنو شهر السراة.
2 -
بنو شهر تهامة.
3 -
بنو شهر البادية.
1 -
بنو شهر السراة
أولا: بنو شهر السراة وينقسمون إلى خمسة أقسام رئيسية هي:
أ - بنو التيم.
ب - بالحارث.
جـ - شهر ثرامين.
د - شهر الشام.
هـ - العوامر.
أ- بنو التّيْم وهم أربع قبائل هي:
1 -
خَشْرَم: ولها سبع قرى ثلاث بالسراة وأربع بإصدار
(1)
تهامة أكبرها بلدة خشرم بالسراة. والتي تقع بأعلى وادي خشرم المنحدر من قمة السراة ويسيل في وادي زَيْد حيث يلتقي معه شمال شرق بلدة الخضراء من آل ليلح.
2 -
آل زَيْدان: ولها تسع قرى بالسراة خمس أو أربع بإصدار تهامة. وتقع قرى السراة بأعلى وادي حضرين ووادي حضر ولحبي والعيمة والقيم والحلقة والريامة.
3 -
آل لَيْلَح بن علي: ولها ست قرى منها بلدة الخضراء الكبيرة وتقع قراهم على وادي زيد وبأعلى الباحة وجبل مرير ذي الغابة الكبرى.
4 -
آل وَلِيْد: ولهم ست قرى وتقع على وادي زيد ووادي العيمة ووادي الرحمة وشوحطة.
وبنو التَيْم يحلون إلى الشمال من مدينة النِّمَاص ويحدهم من الشرق بادية بنو عمرو وبنو شهر ومن الشمال بلاد بنو عمارة من عمرو اليمن
(2)
وقريتا الغرة والشبارق من بني كريم من عمرو اليمن. وبني شهر الشام. ومن الجنوب إخوانهم من قبائل عمرو اليمن ومن الغرب تهامة بني شهر (بني التيم).
(1)
إصدار جمع صدر وهي المنحدرات الغربية تجاه تهامة.
(2)
يقصد بكلمة اليمن: الجهة الجنوبية من البلاد وكذا الشام جهة الشمال.
ب - بلحارث وهم ست عشائر هي:
1 -
آل دَحْمَان: ولها ثلاث قرى كبيرة تقع بمنطقهَ تنومة مختلطة مع قبيلتي الشعفين وآل الصعدي.
2 -
الشّعَفَيْن: وتتكون من قسمين هما آل محمد بن يزيد وبني غراب، وتبلغ قراهم ثلاث عشرة قرية هذه القرى بمنطقة تنومة وعلى الشفاء المطل على تهامة.
3 -
آل الصّعْدِي بفتح الصاد المشددة وإسكان العين: ولها ست قرى مختلطة مع قرى قبائل بالحارث الأخرى بمنطاقة تنومة، ومنها ما يقع على جوانب أودية تنومة.
4 -
العُمْرة: وهي قسمان حاضرة وبادية: وتتكون حاضرتهم من قرية كبيرة ويتبعها أربع قرى صغيرة تقع ما بين جبلي البَضْعة (بفتح الباء وإسكان الضاد) والمشارق وعلى أودية المَلَحْ والغَبَر والشّعَبْ ووادي الحصون الذي يسيل في وادي ترجس.
5 -
الجَهَاضِمَة: بفتح الجيم وكسر الضاد: ويقال لهم (قريش) وتتكون قراهم من خمس قرى تضع هذه القرى بأعلى وادي تنومة من الجنوب وهم أقصى بني شهر من الجنوب بالسراة حيث يحادون بلسمر.
6 -
جَبِيْهَة: بافتح أوله وتتكون بلادها من أربع قرى على جبال ومرتفعات وادي الدهناء الذي يسيل في وادي تنومة وهذه القبيلة تحاد بللسمر. وقبائل بالحارث تقع في منطقة تنومة جنوب بلاد بني شهر السراة ويحدهم من الغرب قبيلتا بقرة ونعص (أم شَهَارِيَة) ومن الجنوب بلاد بللسمر ومن الشرق بادية تنومة ومن الشمال قبائل العوامر.
7 -
العَوْصَاء: بفتح العين المهملة وسكون الواو ثم صاد وألف: قرية كبيرة تتبعها قرية صغيرة اسمها (آل يحمد) وتنفرد العوصاء عن قبائل بالحارث المذكورة آنفًا لتكون قسمًا بذاتها متحدًا حيث لها شيخ يقوم بكافة إجراءاتها كغيرها من بالحارث تنومة وتجاور الشعفين.
8 -
بنو جَار: وكان اسمهم -آل جُهَيْل- ويكونون قرية كبيرة هي قرية أروى: بفتح الألف وسكون الراء المهملة بعدها واو ثم ألف مقصورة: ويقال أنهم من قبيلة الجهاضمة والحقيقة لم تظهر بالوضوح.
جـ - شهر ثَرامَيْن: وهم خمس قبائل هي:
1 -
آل بِنْ رَيّاع: بفتح الراء والياء المثناة التحتية فألف ثم عين: وهي ثلاثة أقسام: الدحض، والشهوم، وآل ليمان. ولهم ست عشرة قرية منها ثلاث في جبلي منعاء ولنبش في شمال تنومة، والباقية بضفاف وادي نحيان شرق النماص.
2 -
بنو بِكْر: وتتكون بلادهم من خمس قرى وتقع بأعلى وادي النماص وجنوب وادي عاكسة وفي الشمال الشرقي لمدينة النماص.
3 -
بنو جُبَيْر: وتتكون بلادهم من ثلاث قرى كبيرة حيث تقع على وادي رديحة بضم الراء وفتح الدال وإسكان الياء: وهو واد ينحدر من شمال النماص ثم يتجه إلى الجنوب الشرقي حيث يسيل في وادي نحيان.
4 -
بنو قُشَيْر: بضم القاف وفتح الشين: ولهم من القرى أربع تقع على جوانب وادي النماص الذي يسيل في وادي نحيان وكذلك تقع أيضًا قراهم على وادي نحيان وعلى وادي رديحة.
5 -
الكَلاثِمَة: وتتكون بلادهم من مدينة النماص قاعدة بني شهر وعمرو اليمن وأربع قرى أخرى تقع على وادي رديحة وإحدى قراهم تقع على وادي نحيان.
وشهر ثَرَامَيْن يحلون وسط بلاد بني شهر وتجاور مدينة النماص قاعدتهم من الجنوب والشرق والشمال ومواقعهم سهلة حيث تخلو من الجبال الوعرة وهي أقرب إلى الامتداد المسطح وترتفع عن سطح البحر بحوالي 2200 متر ويحدهم من الجنوب العوامر ومن الشمال بني عمرو اليمن. ومن الغرب تهامة بني عمرو ومن الشرق باديتهم.
د - شهر الشّام وهم ثلاث عشائر هي:
1 -
بنو ثَابِتْ: وتنتشر قراهم على وادي السرو بفتح السين المشددة وبأعلى منطقة السهوة وهي أقصى بلاد بني شهر شمالًا والمحادة لإخوانهم بني عمرو الشام وتتكون بلادهم من ست قرى كبيرة.
2 -
بنو يَوْس: بفتح الياء المثناة التحتية وسكون الواو: ولهم كناية هي (عابس) وتتكون قراهم من أربع قرى كبيرة تقع بمنطقة حلباء وعلى وادي العيمة من شماله.
3 -
بنو هَاشِم: اسم علم للقبيلة والمسماة حاليًا القَبل نسبة إلى قريتهم الكبرى. ولهم قريتات كبيرتان تقعان في الشمال الغربي لوادي العيمة وإلى الشرق من بلدة بن جَمِيْل من بني عمرو، وكذلك في الشمال في منطقة حلبا. وبلاد شهر الشام تقع في شمال بلاد بني شهر ويحدهم ست الشمال إخوانهم بنو عمرو والشام ومن الجنوب بنو التيم ومن الغرب بعض قرى قبيلة بني عمارة من بني عمرو والشعف ومن الشرق بادية بني عمرو وبني شهر.
هـ - بنو شهر العَوَامِر
(1)
وهم خمس عشائر: هي:
1 -
آل بَالحُصَيْن: بضم الحاء وفتح الصاد المهملة: وتتكون بلادهم من ثمان قرى شمال وادي الغر وعلى جبل العقار والقامة.
2 -
بنو مَشْهُور: وتتكون بلادهم من خمس قرى تقع على جوانب وادي بني مشهور والذي يسيل في نحيان وهو بداية وادي نحيان.
3 -
بنو لاء: باللام والألف والميم (بفتح اللام) وتتكون بلادهم من أربع قرى تقع على وادي غبيب ووادي الشعب وتسيل هذه الأودية في وادي صليح ثم في وادي نحيان.
4 -
دُحَيْم: بضم أوله: وتنقسم إلى قسمين هما:
أ - آل بهيش بفتح أوله ولهم خمس عشرة قرية.
ب - النهي بفتح النون المشددة ولهم ست قرى أيضًا تقع قراها على وادي الغر. بفتح العين المعجمة: وتقع أيضًا على جبلي لنبش والقامة. المصلة على تنومة وشعف آل سودة ومنطقة الظهارة وشعف العوامر.
(1)
تنقسم العوامر أصلا إلى قسمين رئيسيين: بني عبد وهم آل بالحصين ودحيم ويرجع هذا القسم نسبًا إلى علي بن الحصين الذي كان حاكمًا في زمانه الأشجان وما حولها. أما القسم الآخر منهم بنو سعد ويشمل بني مشهور وكنانة. كما تعد بنو لام من بني عبد أيضًا. وبذلك يكونون جميعًا اسم العوامر حسب الموضح أعلاه.
5 -
كَنَانَة: بكسر الكاف: وتتكون بلادهم من ثمان قرى تقع على جبل ثابت وبأعلى وادي نحيان.
وتقع قبائل العوامر جميعها جنوب النماص مختلطة المزارع والمناهل في بعض الأماكن ويحدهم من الجنوب قبائل بالحارث تنومة ومن الشمال شهر ثرامين (النماص) ومن الشرق بادية العمرة ومن الغرب قبائل أثرب تهامة وخاط.
2 -
بنو شهر تهامة
تنقسم تهامة بنو شهر إلى الأقسام الآتية:
1 -
أثْرُب.
2 -
بَقْرَة.
3 -
بنو الأجْدَع.
4 -
بنو حُسَيْن.
5 -
بنو زَهَيْر.
6 -
بنو مُلَيْح.
7 -
ثَربان.
8 -
آل شُغَيْب.
9 -
آل صُمَيْد.
10 -
عَبْس.
11 -
آل كُمَيْت.
12 -
المَجَارِدَة.
13 -
مَمْلَح.
14 -
نُعْص.
1 -
أثْرُب: بضم ألف وسكون الثاء وضم الراء ثم باء: وتتكون من تسعة أفخاذ
(1)
وهم آل بَقْرة، سُفْيَان، آل عَاصِم، آل مَحْجُوبَة، آل لَعْلاء، آل مَحَبة، آل يَحْمَد، آل يَمْنَى، آل وَحِيْش، وتبلغ قراهم ست عشرة قرية تقع منتشرة على جبل أثرب من جميع جهاته وعلى وادي شرى بفتح الشين وسكون الراء فياء ويقع غرب أثرب الجبل. ويحد قبيلة أثرب من الشمال وادي خاط فبنو عمرو وبنو شهر، ومن الشرق قبيلة الحصنة ومن الغرب عشائر بَارِق
(2)
ومن الجنوب بقرة.
(1)
أفخاذ جمع فخذ: والفخذ هو جزء من القبيلة.
(2)
بارق: يزعم الكثير أن بلاد بارق من رجال الحجر. وبارق: هو بن الهنوء بن الأزد بن كهلان بن سبأ بن يشجب ابن يعرب بن قحطان: وهم سبعة أقام هي: آل حجري، آل سالم، آل عرام، آل فيصل، آل موسى بن علي، آل جبلي، آل سباعي، وأفراد هذه البلاد فرقتهم الجوازات والجنبة، حيث من أراد أن يحصل على حفيضة نفوس من أيها ويكتب عسيري أعطي، ولما صارت الجوازات في النماص، صار الفرد يكتب نفسه شهرى تقربًا، وفي الأخير صاروا يكتبون بارقي. لهذا أصبحوا ثلاثة أصناف: عسيري وشهري وبارقي.
2 -
بَقْرَة: بفتح الباء وسكون القاف وراء مهملة: وتتكون قراهم من سبع عشرة قرية تقع على وادي بقرة الذي يسيل في وادي الغيل ثم وادي حلي. كما تقع بعض القرى على جانبي جبل ريدان من شماله وغربه ويحدهم من الشمال جبل ريدان وقبيلة نعص. ومن الغرب بلاد بارق ومن الجنوب نعص ومن الشرق بالحارث تنومة بالسراة.
3 -
بنو الأجْدَع أو بني لَجْدَع: ويمكن الأصح: بَلّجْدَع: بفتح الباء واللام المشددة المفتوحة وسكون الجيم وفتح الدال ثم عين مهملة: وهم ثلاث عشائر هي:
1) آل حَسَن أو آل صِيْوي والاسمان صححيحان: وتكون قراهم من أربع عشرة تنتشر هذه القرى على جوانب وادي صيوى ووادي قن بفتح القاف فنون: وعلى جوانب جبال شَيْبَان والقَوْس وسَمِيْعَة والسّدْرَة. ويحدها من الشرق قبيلة خشرم السراة، من بني التيم، ومن الغرب آل خارج ومن الشمال الجبال منها سميعة ومن الجنوب آل فارس.
2) آل خارج: بكسر الراء: وهي قسمان: آل مُغَلّف وآل شَعْثَاء: ويكونون ثلاث عشرة قرية تقع على جانب جبل مغلف من جنوبه وعلى جبل عيران من شرقه وعلى جانب وادي (خَتْبَة) من الجنوب ووادي خاط من جبل حصان ومن الشرق بنو مليح ومن الجنوب بنو عمرو وتهامة، ومن الغرب بنو حسين ومن الشمال آل فارس.
3) آل فارس: وتتكون قراهم من عشر قرى تقع جانب وادي ختبة بخط أفقي من شماله ويحدهم من الجنوب الوادي وآل خارج ومن الشمال جبال السروات وبنو التيم السراة ومن الشرق بنو مليح ومن الغرب آل خارج (الغراء).
4 -
بنو حُسَيْن: وهي أربعة أقسام:
1) آل مُفْلَح.
2) آل مُلَيْح.
3) آل نَاجِيَة.
3) آل يَحْمَد:
وتتكون قرى هذه الأقسام من ست عشرة قرية تنتشر على جوانب جبل ريمان الذي يرتفع عن سطح البحر، ويحدهم من الشمال وادي ختبة ومن الجنوب وادي الضمو وآل صميد ومن الشرق بنو زهير من الغرب بنو زهير أيضًا. وآل كميت.
5 -
بنو زُهَيْر: وهي ست عشائر:
(1)
آل جَرَادَة: وتتكون من أربع قرى وتقع على جبل ريمان من غربة جنوب وادي ختبة ويحدهم من الشرق بنو حسين ومن الغرب الملاحة. ومن الشمال آل فلاح ومن الجنوب آل كميت.
(2)
آل جَوْدَة: وتتكون من أربع قرى تقع في مجموعة التلال الواقعة على جنوب وادي العيص الذي يسيل في وادي جرية ويحدهم من الشمال آل خميس ومن الجنوب لملاحة ومن الشرق آل فلاح ومن الغرب قبيلة مملح.
(3)
آل حُقَيْيْن: بضم الحاء وفتح القاف وياء آخر فنون: وتتكون بلادهم من أربع قرى تقع على جبل البشامة جنوب وادي لعقص. الذي يسيل في وادي خَتْبَة والذي يفيض في وادي يبة الكبير. ويحدهم من الشمال وادي البدلة بفتح الاسم. الذي يسيل في لعقص. ومن الجنوب آل فلاح وآل جودة ومن الشرق أيضًا آل فلاح. ومن الغرب آل خميس.
(4)
آل خَمِيْس: وتتكون بلادهم من ثلاث قرى كبيرة يحلون ما بين واديي لعقص والبدلة. ويحدهم من الشمال (دلوة) منطقة شهرية (قرنية) وهذه العشيرة أقصى بلاد بني شهر تهامة في الشمال. ومن الغرب قبيلة مملح، ومن الشرق آل حقين، ومن الجنوب آل جودة.
(5)
آل فَلاح: وتتكون قراهم من سبع تقع على جانبي وادي القضي الذي يسيل في وادي ختبة ويحدهم من الشرق بني حسين وبلجدع، ومن الغرب آل جودة وآل حُقَيْين ومن الشمال جبل القوس ومن الجنوب آل جرادة.
(6)
الملاحة: بافتح الميم واللاء: وتتكون قراهم من ثمان قرى تقع على وادي الملاحة الذي يسيل مجتمعًا معوادي الضمو في اثنين المجاردة، ويحدهم من
الشرق قبيلة آل جرادة من الغرب المجاردة ومن الشمال قبيلة آل حقيين ومن الجنوب وادي الضمو.
6 -
بنو مُلَيْح: ولها اثنتا عشر قرية تقع ما بين جبلي عيران وهو في جنوبهم وصعيب في شمالهم وبأعلى وادي بنو مليح المنحدر من أغوار السراة ويسيل في ختبة ويحدهم من الشمال آل فارس وآل خارج من بني الأجدع ومن الجنوب وادي خاط بني عمرو تهامة ومن الشرق بنو التيم ومن الغرب آل خارج من بلجدع.
7 -
جبل ثَرْبَان: وهما قسمان رئيسيان هما آل قريع ولهم ثلاث وعشرون قرية. ومشيعة بكسر الميم وتتكون من تسع قرى جميعها على جوانب جبل ثربان من الشرق والجنوب والسطح الجبل وهذا الجبل من أشهر الجبال، ويحده من الغرب خميس حرب وجمعة وربيعة من بلاد زبيد ومن الشمال جبال ثميدات لبلاد بالقرن تهامة ومن الشرق وادي يبة الكبير والمسمى (النخْل) ويقع على شمال وغرب الجبل قبائل من بالقرن تهامة ويمتد الجبل من الشمال إلى الجنوب.
8 -
آل شُغَيْب: وهم قسمان: آل شُغَيْب الضَّمُو (الحَدْبَاء) وآل شُغَيْب القُف (خاط) وتتكون قرى كل منهما من أربع قرى وتقع قرى الضمو على وادي الضمو وتقع قرى القف على وادي خاط ويفصل القسمين عن بعضهما البعض جبل تهوى ويحدهم من الشرق آل صميد وبنو عمرو تهامة ومن الغرب المجاردة ومن الشمال آل كميت وبعض قرى بني زهير ومن الجنوب آل فصيل من بارق.
9 -
آل صُمَيْد: بضم الصاد المهملة: وهما قسمان: الرهوة والملحاء. وقرى الرهوة قريتان كبيرتان لها فروع صغيرة، تقع القرى على جبل تهوى من جنوبه والملحاء وهي قرية كبيرة يتبع لها بعض القرى الصغيرة وتقع في شطر جبل تهوى الأسفل من الشمال وعلى وادي الضمو ويحدهم من الجنوب وادي خاط ومن الشمال بنو حسين ومن الغرب آل شغيب ومن الشرق جبل تهوى.
10 -
عَبْس: وهم أربع عشائر هي:
1) الحُصَنَة: ولها سبع على أودية براد والبيضاء ويحدها من الشمال جبال البيضاء وبالقرن تهامة ومن الجنوب جبل القوس وآل حسن (صيوى) ومن الشرق آل عبيد والحيد وآل عمار من عبس. ومن الغرب بالقرن.
2) الحَيْد: ويقال لهم (حَيْد عَبْس) وتتكون بلادها من سبع قرى تقع على وادي المَرْحَب الذي ينحدر من جبال السراة ويسيل في الجوفاء ثم إلى وادي يبه. ويحدهم من الشرق السراة بنو عمرو الشام. وشهر الشام ومن الغرب آل عمارة من بالقرن والحصنة ومن الشمال آل عمارة أيضًا من بالقرن ومن الجنوب آل عبيد.
3) آل عُبَيْد: وتتكون قراها من ست تقع على واديي المرحب ووثنة وبعض الأودية الصغار الأخرى تنحدر من جبال السراة. ويحدها من الشمال الحيد ومن الجنوب آل حسن (صيوى) ومن الشرق جبال السراة ومن الغرب الحصنة.
4) آل عَمَار: فتح العين والميم: وتتكون بلادها من خمس قرى وتقع ملتقى أودية المرحب وبراد والبيضاء. ويحدها من الشمال الحصنة ومن الغرب الحصنة وبالقرن ومن الجنوب الحصنة والحيد وآل عبيد ومن الشرق جبل كرفوس.
11 -
آل كُمَيْت: وهي قسمان هما: آل كميت وآل صعب: بفتح الصاد وسكون العين وباء منونة تحتية: وبلادهم ثمان قرى تقع بأسفل جبل ريمان الكبير من الجنوب الغربي وعلى جانب وادي الضمو من الجنوب، ويحدهم من الشرق بنو حسين، ومن الجنوب وادي الضمو، ومن الشمال بنو زهير، ومن الغرب المجاردة وبنو زهير. ولهم كناية هي (آل مخلد).
12 -
المَجَارِدَة: ولها تسع عشرة قرية منها بلدة الخطوة قاعدة القبيلة ومرجع القبائل في تهامة حيث بها الإمارة وكافة الدوائر الحكومية، وقرى هذه القبيلة على جوانب وادي الخطوة ووادي الضمو وهو أعالي ختبة. ويحدهم من الشرق آل كميت، ومن الغرب آل مملح وقضريمة من بارق، ومن الشمال بنو زهير، ومن الجنوب خاط ونعص.
13 -
مَمْلَح: بفتح الميم الأول وإسكان الثاني: وتتكون قراها من ست قرى وتقع على جانب وادي جرية بفتح الجيم أو ضمه. والياء المشددة والذي يسيل في وادي خاط ويحدهم من الشرق بنو زهير، ومن الغرب بارق (آل حميضة)، ومن الجنوب المجاردة، ومن الشمال الحصنة وبعض بني زهير.
14 -
نُعْص: بضم النون وسكون العين المهملة ثم صاد: وهي خمسة أقسام: آل أحمد بن ذهيب، وآل بركات، وآل الحرب، وآل سليمان، وآل طفافة.
ولهذه الأقسام سبع عشرة قرية تقع على جوانب وادي الغيل ويحدهم من الجنوب القاضية والقواعد من بللسمر، ومن الغرب قبائل بارق (آل حُمَيْضَة)، ومن الشرق الجهاضمة من بالحارث بالسراة، ومن الشمال بقرة.
1 -
بنو شهر البادية
تنقسم بادية بني شهر إلى ستة أقسام هي:
1 -
بادية بني أثْلَة، أو بني يَثْلَة: وهم قسمان: آل الشَيْخ وآل مُحَيَا ومنازلهم على جوانب أودية تنومة التي تسيل في وادي خارف ثم إلى ترجس.
2 -
بادية آل بَرَّياع: وهي ثلاثة أقسام: آل سَخَيْطة، وآل السعْدِيَة وآل الشَيْحَة. ويحلون بأسفل وادي نحيان وملتقى واديي ترجس وترج حيث يلتقيان في الشمال الشرقي لجبل (عَنْس) بفتح العين وسكون النون ثم سين.
3 -
بادية بني بِكْر: أربعة أقسام: آل بالفَلاح وآل بَرِيْه وآل سَعَاد وآل غَشَام، وهم على جوانب وادي ترج وبامتداده نحو بيشة.
4 -
بادية العُمْرَة: وهم ستة أفخاذ: آل سُرَيْحة، آل صَالح، آل فَرَحَة، آل القذَال، آل لَصَم، آل هَدِية.
5 -
بادية بني قُشَيْر وهي ثلاثة أقسام: آل الخَصَمَة، والزُّكَرَة، والغُوَنَة، ويحلون على جوانب وادي تَرْجَس وتَرْج.
6 -
بادية الكلاثِمَة واسمهم (الموادِعَة):
ويحلون على امتداد وادي ترجس وترج إلى البهيم.
وبادية بني شهر وبني عمرو مختلطون حيث ينتشرون على أودية ترجس وترج إلى بيشة ووادي بن هشبل. وفي منطقة تبلغ مساحتها نحو مائتين وخمسين كيلا طولًا وستين كيلا عرضًا. ويحدهم من الشرق بادية شهران على وادي ابن هشبل ومن الغرب سراتهم. ومن الشمال بيشة وبالحارث ترج ومن الجنوب إخوانهم بللسمر وبللحمر.
حرف الألف
أبو زَعَيّة: بفتح الزاي والعين المشددة: وهي قرية من قرى المجاردة بتهامة وعلى جانب وادي الخطوة (ختبة).
آل حزام: (انظر حرف الحاء).
أرْوَى: بإسكان الراء المهملة وفتح الواو ثم ألف مقصورة: قرية كبيرة وفروع من فروع بلحارث في تنومة، ويقال أن اسم القرية حاليًا بني جار، وكان اسمهم آل جُهَيْل.
أشْقَاء: بسكون الشين المعجمة وفتح القاف ثم ألف: إحدى قرى آل شُغيب القُف (خاط) وتقع على ضفاف وادي صافِقَة بكسر الفاء وفتح القاف وهو أحد فروع خاط.
أظْلَم: بفتح أوله وسكون الظاء المعجمة وفتح اللام: هي قرية من بقرة. وتقع هذه القرية على ضفاف وادي بقرة.
أغْنِيَة: بضم أوله وسكون الغين المعجمة وكسر النون وفتح المثناة التحتية: وهي قرية لآل فارس من بلجَدْع في تهامة.
الأفَاقِمَة: بكسر القاف وفتح الميم: هي إحدى قرى بني مشهور، وتقع بأغوار بني مشهور جنوب شرق وادي الفيل بني عمرو تهامة.
أكْرُم: بضم أوله وسكون الكاف وضم الراء: إحدى قرى بني ثابت من شهر الشام وتقع غرب منطقة السهوة - ويتبع بعض القرى الصغيرة. وأكْرُم أقصى قرية في شمال بلاد بني شهر.
إمْرِدَان: بكسر أوله وسكون الميم وكسر الراء: هي إحدى قرى نعص في تهامة وتقع على ضفاف وادي نعص.
آل امْعَاضَة: بسكون الميم وفتح العين المعجمة: هي قرية لآل صِيْوِي من بلجدع بتهامة وهي على ضفاف وادي صِيْوِي.
أمْكَاكْ: بسكون الميم: قرية من قرى بقرة على وادي بقرة.
آل انْفَلَت: بسكون النون وفتح الفاء واللام ثم تاء مثناة فوقية: قرية من قرى النهي من دُحَيْم من العوامر.
آل أَيْدِي: بسكون الياء المثناة التحتية وكسر الدال ثم ياء النسبة إحدى قرى بني مشهور من العوامر، وتقع على جانب وادي مشهور الشرقي الذي يسيل في وادي نحيان.
حرف الباء
بَاكِر: ويقال آل باكر: بكسر الكاف: إحدى قرى آل خارج من قبائل بلجاع بتهامة.
البَتلَة: بالفتح وهي قرية لآل الشعفين من بالحارث بتنومة.
بَجْرَى: بفتح الباء وسكون الجيم: قرية من قرى بقرة تقع بجانب وادي بقرة توالي جبل ريدان.
آل بَخِيْت: اسم علم لقرية: من قرى بني مليح وتقع بأغوار بني التيم وعلى وادي بني مليح المنحدر من أغوار
(1)
السراة ويسيل في وادي الخطوة.
البَدْلَة: اسم علم لقرية من قرى آل جرادة من بني زهير بتهامة.
البَدْلَة: كسابقتها: اسم علم لقرية من قرى آل فلاح من بني زهير بتهامة.
البرْدَة: هي قرية وقاعدة لبالحصين من العوامر جنوب النماص وتقع على وادي الغر الذي يسيل في ترجس.
بَرْقَاء: بفتح الباء وسكون الراء: هي قرية للشهوم من آل بن رَيَاع ولإدغام النون في الراء تكون (برياع) ورياع هذا هو جد قبيلة آل رياع وهو (رَيَاع بن نَزَار المَسْوَدي).
البَرَكَات: بالفتح: قرية من قرى مملح وتقع على وادي جرية الذي يسيل في وادي خاط.
بَسِ: بفتح الباء وسين مهملة منونة تحتية: وهي إحدى قرى جبل ثربان.
(1)
الأغوار: الأودية والأمكنة الشديدة الانحدار نحو تهامة.
البَزْوَاءِ: بفتح الباء وسكون الزاي: قرية كبيرة لبني قشير وهي حاضرة القبيلة وتقع شرق النماص وبجانب وادي النماص من الشمال.
بَطْحَة: بفتح الباء وسكون الطاء وفتح الحاء: هي إحدى قرى آل لعلا من قبيلة آل محمد من جبل ثرباي.
البَطنِ: بفتح الباء وكسر الطاء ثم نون: قرية من آل ليمان من آل برياع شرق النماص وتقع القرية بأعلى قمة جبل منعاء والمسمى محليًا (عسكران).
بَقْرَة: بفتح الباء وسكون القاف وراء مهملة: قرية من قرى أثرب بجبل أثرب ويقال: اسم قديم لقبيلة هو سفيان.
بني بَكْر: بكسر الباء الثانية وسكون الكاف: هي بلدة كبيرة تجاور مدينة النماص من الجنوب وتبعد عن النماص بمسافة قليلة تعد بالأمتار وتسمى محليًا فيما بين السكان (بكر النماص).
آل بَكِيْرَة: هي إحدى قرى آل ليلح من بني التيم. السراة.
بَهْلان: بفتح الباء وسكون الهاء: قرية من قرى أثرب من جبل أثرب تهامة.
آل بُهَيْش: بفتح الباء والهاء: قرية من قرى جبيهة من بالحارث تنومة وتقع في الجنوب الغربي من قرية الدهناء.
البَوَاطِن: بفتح الباء وكسر الطاء المهملة: قرية من قرى آل خميس من بني زهير وتقع بوادي القضي بفتح القاف وكسر الضاد المعجمة.
بُوعَة: بضم الباء ثم واو وفتح العين المهملة: إحدى قرى الشعفين وهي حاضرة القبيلة وتقع في شعاف تنومة.
بُو زَهية: بضم أوله وفتح الراء المعجمة والهاء والياء المشددة التحتية: وهي قرية من المجاردة وتقع على وادي الخطوة بتهامة.
بنو مشهور: قرية كبيرة وقاعدة للقبيلة تقع بوادي بني مشهور الذي يسيل في وادي نحيان.
بنو يَزِيْد: اسم علم لقرية من قرى الشعفين وهي أكبر قرى القبيلة وقسم من أقسامها بمنطقة تنومة.
البَيْضَاء: بفتح الباء وسكون المثناة التحتية وفتح الضاد المعجمة فألف وهمزة: قرية للحصنة من عبس تهامة.
البَيْضَان: كسابقتها: قرية من قرى بني لام من قبائل العوامر بالسراة.
حرف التاء
تَالبَةَ: أو آل تالبة: بفتح أوله فألف ولام وباء مفتوحتين: قرية من قرى آل ليمان من آل برياع وتقع بقمة جبل منعاء في شمال منطقة تنومة.
تَلاع: منطقة في إصدار وأغوار بني التيم بها مجموعة قرى تسمى قرى تلاع وهي لخشرم من قبائل بني التيم بالسراة. وتلاع: بفتح التاء واللام فألف وعين مهملة.
آل التّيْس: بفتح المثناة الفوقية المشددة وسكون المثناة التحتية ثم سين مهملة: قرية لبني مشهور من العوامر وتقع بمنطقة القُرا جنوب وادي بني مشهور.
ترتع: بفتح أوله: قرية من قرى الشعفين بالحارث تنومة.
حرف الثاء
آل ثَابت: اسم علم لقرية من كنانة من العوامر وتقع بضفاف منحدرات وادي نحيان بالسراة. ويتبع لها قرية صغيرة هي (آل سروي).
ثلوث المَنْظَر: تماثل قرية نعص بالكبر فهي بلدة فيها سوق أسبوعي وهي من قبيلة نعص. وهذه البلدة وضع اسمها في خريطة الجزيرة العربية باسم (ثلثاء بني شهر
(1)
أو سوق الثلاثاء).
(1)
الثلاثاء: سوق أسبوعي يقام أيضًا في مدينة النماص كل يوم ثلاثاء.
الإثنين: سوق أسبوعي يقام في بلدة المجاردة بتهامة كل يوم إثنين.
الإثنين: سوق أسبوعي يقام في منطقة الظهارة كل يوم إثنين (انظر حرف الظاء).
حرف الجيم
آل جبار: اسم علم لقرية لآل بهيش من دحيم العوامر وتقع بوادي مليح.
آل جبران: بضم أوله: اسم علم لقرية من بني لام من العوامر وتقع بوادي غبيب.
جَدَعا: بفتح الجيم وسكون الدال المهملة وعين مهملة فألف. وهي قرية للشهوم من آل برياع شرق النماص.
آل جبر: اسم علم لقرية من كنانة من العوامر وتقع بسراة العوامر، جنوب النماص.
آل جَرَادَة: بفتح الجيم والراء والدال: هي قرية لكنانة من العوامر بأعلى وادي نحيان. بالسراة.
آل جَعْرُود: بفتح الجيم وسكون العين المهملة وضم الراء ثم واو ودال: وتلفظ آل يعرود لأن معظم السكان ينطقون الجيم ياء: وهي قرية من آل مليح من بني حسين وتقع بجبل ريمان بتهامة.
الجَلَة: بفتح الجيم واللام المشددة ثم هاء: قرية للزوكة من جبل ثربان الكبير. تهامة.
آل جَمَال: اسم علم لقرية من قرية آل خارج من بلجدع تهامة.
آل جُمْعَة: بضم أوله: اسم علم لقرية من قرى آل خميس من بني زهير وتقع بوادي القضي. تهامة. الذي يسيل في وادي ختبة. تهامة.
الجَمَّة: بفتح الجيم المعجمة المشددة والميم أيضًا: وهي قرية لآل جرادة من بني زهير وتقع بجبل ريدان بتهامة.
آل جُمَيْرة: بكسر الجيم وفتح الميم وسكون المثناة التحتية وفتح الراء: وهي قرية من آل ليلح من بني التيم. وتقع بأعلى شعف بني التيم حيث تطل على تهامة.
آل جَمِيْل: اسم علم لقرية من قرى نعص وتقع بوادي الغيل جنوب تهامة بني شهر. وليس وادي الغيل بني عمرو غرب النماص بتهامة.
الجَوْفَاء: بفتح الجيم وسكون الواو: قرية لآل حقيين من بني زهير وتقع جنوب وادي القضي الذي يسيل في وادي ختبة تهامة.
الجَوَّة: بفتح الجيم والواو المشددة: وهي قرية للزوكة من جعيد إحدى عشائر جبل ثربان.
الجَوَّة: كسابقتها: إحدى قرى آل عاصم أحد أقسام أثرب من جبل أثرب بتهامة.
الجَهْنَة: بفتح الجيم وسكون الهاء وفتح النون: قرية من بقرة وتقع بوادي بقرة غرب جبل ريدان.
الجَهْوَة: بفتح الجيم وسكون الهاء وفتح الواو ثم هاء: مدينة قديمة لعلها أول مدينة تحدث في السراة (بني شهر) والجهوة
(1)
تابعة لبني بكر من شهر ثرامين وهي إلى الشرق من مدينة النماص.
الجَهْمَة: بفتح الجيم وسكون الهاء وفتح الميم: قرية للمجاردة بتهامة.
حرف الحاء
حَارب: بكسر الراء المهملة: قرية من قرى بقرة وتقع على جانب وادي بقرة الذي يسيل في وادي خاط تهامة.
الحَبَاون: بفتح الحاء المهملة والباء فألف ثم واو مفتوحة ونون: قرية من قرى مملح من تهامة وتقع على وادي جرية.
آل حَبْشَي: بفتح الحاء وسكون الموحدة التحتية وكسر الشين: إحدى قرى بني مليح وتقع بوادي بني مليح الذي يسيل من إصدار آل ليلح من بني التيم بالسراة.
آل حِبِّي: بكسر الحاء والباء الموحدة ثم ياء: إحدى قرى بني مشهور من العوامر بالسراة.
(1)
ورد ذكرها في العديد من كتب التاريخ والأدب. وكتبت عنها في مجلة العرب وقد أوضحت عنها في كتابي (سراة الحجر).
حَبْوة: بفتح الحاء وسكون الباء الموحدة وفتح الواو: قرية لآل ناجية أحد أقسام بني حسين وتقع ما بين جبل ريمان في الغرب والقوس في الشمال الشرقي. تهامة.
الحَبَقَة: بالفتح: قرية من قرى بني مليح وتقع بأعلى وادي مليح الذي ينحدر من شعف آل ليلح بالسراة.
حَبِيْل: بفتح الحاء وسكون المثناة التحتية ثم لام: قرية للحصنة من عبس وتقع القرية ما بين واديي براد والبيضاء وهما من فروع وادي يبة الكبير بتهامة.
الحِجِي: بكسر الحاء المهملة والجيم المعجمة ثم المشددة ياء النسبة: قرية من قرى بقرة وتقع بضفاف واديي بقرة والغيل. تهامة.
الحَدب: بفتح الحاء والدال المهملتين ثم باء موحدة: قرية من قرى المجاردة وتقع ما بين واديي الخطوة والضمو تهامة.
الحَرْشَاء: بفتح أوله ثم راء مهملة ساكنة: قرية من آل خارج من بَلْجْدع: باللام المشددة المفتوحة: وتقع بين جبلي عيران وآل مغلف: بضم الميم وفتح الغين المعجمة وكسر اللام المشددة ثم فاء.
آل حِزام: قرية من قرى آل صِيْوى من بالأجْدعَ، في تهامة.
الحَزْم: بفتح الحاء المهملة وسكون الزاي المعجمة ثم ميم: وهي إحدى قرى آل حقيين من بني زهير وتقع بضفاف وادي القضي أحد فروع وادي ختبة تهامة.
آل حِزْمَة: بكسر الحاء وسكون الزاي وفتح الميم: هي قرية من قرى آل محمد من جبل ثربان الكبير تهامة.
الحَسْرِيْن: بفتح الحاء وسكون السين المهملة وفتح الراء المهملة ثم ياء ونون: قرية من قرى مشيعة من جبل ثربان تهامة.
الحُسْن: بضم الحاء وسكون السين المهملة فنون: قرية للمجاردة وتقع ما بين أودية الخطوة والضمو تهامة.
آل حُسْبي: اسم علم لقرية لآل مفلح من بني حسين وتقع بأسفل جبل ريمان من الشمال. تهامة.
آل حُسَيْن: اسم علم لقرية من قرى الشعفين من بالحارث تنومة.
آل حُسَيْن: اصم علم لقرية من قرى آل بهيش من دحيم من العوامر وتقع في الظهارة.
الحَشَاة: بفتح الحاء والشين المعجمة فألف وهاء: قرية من بني مليح وتقع بوادي مليح المنحدر من أغوار بلاد بني التيم (آل ليلح).
الحَشَاة: كسابقتها: وهي قرية لآل فارس من بلجدع وتقع بين جبلي عيران وآل مغلف.
آل حَشِيْش: بفتح الحاء وكسر الشين المعجمة الأولى وسكون المثناة التحتية: وهي قرية من قرى آل زيدان من بني التيم وتقع بأعلى وادي حضرين.
الحَضن: بفتح الحاء والضاد المعجمة: قرية من آل عمار من عبس وتقع بضفاف واديي الرحب وبراد ويسيلان في وادي يبة.
الحَضن: كسابقتها: قرية لآل مليح من بني حسين وتقع بجبل ريمان.
الحِصُون: بكسر الحاء وضم الصاد المهملة: قرية كبيرة من العمرة من بالحارث تنومة يتبعها أربع قرى هي آل رَبْوان، آل عَيْفان، لقظاف المنزل وتقع جميعها على وادي الحصون الذي يسيل في ترجس.
الحُصين: بضم الحاء وفتح الصاد وسكون المثناة التحتية: قرية وقاعدة لقبيلة كنانة من العوامر وتقع بأعلى وادي نحيان وفي بدايته بالسراة.
آل حُطَمِن: بضم الحاء وفتح الطاء المهملتين وكسر الميم المشددة فنون: قرية لآل صيوى من بلجدع وتقع بين جبالهم (القوس وسميعة) تهامة.
الحَفِيْر: بفتح الحاء وكسر الفاء فالمثناة التحتية الساكنة: قرية من قرى آل ليمان أحد أفخاذ آل برياع شرق النماص.
الحَقْو: بفتح الحاء وقاف ساكنة ثم واو: قرية لقبيلة بقرة وتقع بوادي بقرة: بتهامة.
الحَقْو: كسابقتها: قرية من قرى الملاحة من بني زهير وتقع على وادي الملاحة الذي يسيل في وادي الضمو تهامة.
الحَقْو: كسابقتها: قرية من قرى آل محجوبة أحد فخوذ قبيلة إثرب وتقع بجبل أثوب تهامة.
آل حلس: قرية لبني مشهور من العوامر وتقع على ضفاف وادي بني مشهور.
آل حِلْس: بكسر الحاء وسكون اللام ثم سين مهملة: قرية من مملح بتهامة وتقع على وادي جرية الذي يسيل في وادي خاط بتهامة.
الحِلْقَة: بكسر الحاء وسكون اللام وفتح القاف: قرية من آل زيدان من بني التيم وتقع على ضفاف وادي قعوان من الشمال بالسراة.
آل حَلاي: بفتح الحاء واللام المشددة ثم ياء: قرية لآل ليمان من آل برباع شرق النماص.
الحِنَاء: بكسر الحاء وفتح النون المشددة: وهذا اسم علم مشتق من شجرة الحِنَاء الكريمة ويقال أن هذه القرية تشتهر به وهي من الزوكة بجبل ثربان الكبير تهامة.
آل حنش: قرية من بالحصين من العوامر وتقع بمنطقة الظهارة.
الحَواجر: بفتح الأول والثاني وكسر الجيم: قرية للمجاردة وتقع بين واديي الضمو والخطوة تهامة.
آل حَوْدِل: قرية من قرى آل الصعدي من بالحارث تنومة.
الحَيْد: بفتح الحاء وسكون المثناة التحتية: بلدة كبيرة يطلق عليها اسم (حَيْد عَبْس) وهي قاعدة قبائل عبس وتعد مدينة حيث يوجد بنها نحو ثلاثة آلاف منزل وبها سوق أسبوعي يوم الأحد ومدرسة للبنين ومستوصف.
حَيْد: كسابقتها: قرية للشهوم أحد فخوذ آل برياع شرق النماص.
حرف الخاء
الخَاضِرَة: بكسر الضاد المعجمة وفتح الراء: وهي إحدى قرى بني جبير جوار النماص وتقع الخاضرة على وادي رديحة الذي يسيل في نحيان شمال النماص.
آل خُثِيْم: بضم الخاء وفتح الثاء المثلثة التحتية: قرية لآل وليد من بني التيم وتقع بشغف بني التيم ويتبعها قرى صغيرة منها قرية المدانة.
الخَرِبَة: بفتح الخاء وكسر الراء المهملة: قرية للجهاضمة من بالحارث في تنومة. وتقع شمال شرق قرية الفرعة بجبل قريش.
خَرِيب: بفتح الخاء وكسر الراء وسكون الياء: قرية من قرى مشيعة في جبل ثربان.
خِرْواع: بكسر أوله وسكون ثانيه: قرية من آل محمد في جبل ثربان.
خَشْرَم: بفتح أوله وسكون ثانيه قرية كبيرة تقع في الشمال الغربي لبلدة الخضراء وبأعلى وادي خشرم الذي يفيض في وادي زيد الكبير وخشرم قاعدة قبيلة خشرم من بني التيم بالسراة.
الخَضْراء: بلدة كبيرة على جانب وادي زيد من شماله وهي قاعدة لقبيلة لَيْلَح بن علي. بها مدرستان للبنين ابتدائية ومتوسطة وأخرى بنات ومستوصف. وسوق أسبوعي كل يوم خميس شهر بعد شهر.
الخَضْرَاء: بفتح الخاء وسكون الضاد المعجمة: قرية للمجاردة وتقع على وادي الضمو تهامة.
الخَطْوَة: بفتح الخاء وسكون الطاء المهملة وفتح الواو ثم هاء: ومن السكان من يكسر الخاء: وهي قاعدة لتهامة بني شهر ولقبيلة المجاردة خاصة ووجود كافة الدوائر الحكومية بها، وتقع على وادي الخطوة المسماة بها.
آل خضاري: قرية من كنانة من العوامر بالسراة. وهي بضم أوله.
آل خَليْفَة: اسم علم لقرية من قرى آل جرادة من بني زهير وتقع بجبل ريمان في تهامة.
خُوعَة: بضم الخاء المعجمة ثم واو ثم عين مهملة مفتوحة: قرية للملاحة من بني زهير وتقع على وادي الملاحة أحد فروع وادي خاط.
الخُوْط: بضم الخاء وسكون الطاء المهملة: قرية لآل يمنى في جبل ثربان. وآل يَمْنَى (بفتح المثناة التحتية وسكون الميم ثم نون وألف مقصورة).
حرف الدال
آل دبَاب: بفتح الدال المهملة: وهي إحدى قرى آل كميت وتقع على جانب وادي الضمو من الناحية الجنوبية.
الدَّبَر: بفتح الدال المشددة وفتح الباء: قرية من قرى آل محمد في جبل ثربان تهامة.
الدَّحْض: بفتح الدال المشددة وسكون الحاء المهملة: قرية كبيرة وقسم من أقسام آل برياع والدحض تقع على جانب وادي نحيان.
آل دَحْمَان: بفتح أوله وسكون الثاني وفتح الثالث: وهي قرية لآل دحمان وهي قاعدة للقبيلة المسماة بها من بالحارث تنومة.
الدَّخْلَة: بفتح الدال المشددة وسكون الخاء المعجمة وفتح اللام: قرية وتلفظ (أم دَخْلَة) من آل يحمد من بني حسين وتقع بجانب جبل ريمان من الشرق.
دَخُول: بفتح أوله وضم الثاني: قرية للحصنة من عبس تهامة.
دَرْب عَيْنَاء: بفتح الدال وسكون الراء المهملتين وسكون الباء وفتح العين المهملة وسكون المثناة التحتية ثم نون وألف وهمزة: قرية كبيرة لآل خميس إحدى قبائل بني زهير وقاعدد للقبيلة بتهامة.
الدَّقَائِق: اسم علم لقرية من قرى بني يوس من شهو الشام، ومن المعروف أن كلمة دقائق هو جمع دقيقة والدقائق من دقائق الساعة وقرية الدَّقائق قرية كبيرة تكون قاعدة لبني يوس وقديمة العهد وتقع بمنطقة حلباء من الشمال الغربي.
آل دَهْمَان: بفتح أوله وسكون الثاني: إحدى قرى آل اشغيب القف (خَاط) وتقع على وادي صافقة. فرع لخاط. تهامة.
الدَّهْنَاء: بفتح الدال المشددة وسكون الهاء: قرية من قرى جبيهة من بالحارث تنومة وتقع بجانب واديها المسمى بها وهو وادٍ خصب يقع بأعلاه شلال تنومة المعروف (واسمه لدى السكان غدير الدهناء). وهو الصحيح. ويبعد الغدير عن القرية نحو خمسمائة متر وهو جنوبها.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
[*](تعليق الشاملة): في المطبوع صفحة مقحمة بالخطأ في هذا الموضع: ستأتي برمتها في موضعها الصحيح 10/ 305
حرف الذال
ذو الحَلاة: بضم الذال وفتح الحاء المهملة واللام: قرية لآل برياع إلى الشرق من النماص.
ذو الحلاة: كسابقتها: قرية لآل بهيش من دحيم من العوامر وتقع بمنطقة الظهارة.
ذَرَنَا: بالفتح قرية من قرى بني يوس من شهر الشام وتقع بمنطقة حلباء.
آل ذِقَال: بكسر الذال وفتح الفاء: وهي قرية لآل مفلح من بني حسين وتقع بأسفل جبل ريمان من الشمال الجنوبي. تهامة.
الذَّنُوب: بفتح الذال المشددة وضم النون: قرية من آل زيدان من بني التيم تقع بأغوار بني التيم.
الذَّنُوب: كسابقتها: وهي قرية من قرى الملاحة من بني زهير.
ذَنُوب المَرْوَة: قرية لآل صِوِى (آل حَسن) من بَلّجَدْع: بفتح الباء واللام المشددة وسكون الجيم وفتح الدال ثم عين. وتقع في جبال سَمِيْعَة وشَيْبَان والقَوْس بتهامة وهذه الجبال لا تفصل عن بعضها أثناء التسمية.
حرف الراء
الرَّاحَة: بالفتح: قرية لآل عاصم وفي جيل أثرب بتهامة.
رَافِعَ: اسم علم لقرية من قرى المجاردة وتقع ما بين وادي الخطوة ووادي الضمو تهامة.
الرَّجَع: بفتح الراء المشددة وفتح الجيم ثم عين: قرية للمجاردة وتجاور قرية رافع في الموقع.
آل رَحَال: بفتح الراء والحاء المهملة المشددة: قرية لآل وليد من بني التيم بالسراة.
الرَّحْبَات: بفتح الراء المشددة وسكون الحاء المهملة: قرية من قرى آل صِيْوى (آل حسن) من بلجدع بتهامة.
آل رَحْمَة: بفتح الأول وسكون الثاني وفتح الثالث: قرية لآل وليد من بني التيم بالسراة.
الرَّحْمَة: بفتح الراء المشددة وسكون الحاء المهملة وفتح الميم: إحدى قرى الملاحة من بني زهير بتهامة.
الرَّدم: بفتح الراء المشددة وسكون الدال المهملة ثم ميم: قرية من قرى مملح وتقع على ضفاف وادي جرية بتهامة.
آل رُزَيْق: بضم الراء وفتح الزاي المعجمة وسكون المثناة التحتية: قرية للشعفين من بالحارث تنومة.
آل رُزيق: كسابقتها: قرية لبني جبير من شهر ترامين شرق النماص.
آل رَشِيْد: اسم علم لقرية من آل عبيد من عبس بتهامة.
الرَّمِيْح: بفتح الراء المشددة حسب منطوق السكان: وبضمها أو كسرها وهو الصحيح مع التشديد وفتح الميم وياء ساكنة: قرية لآل مليح من بني حسين وتقع في جبل ريمان تهامة.
رَهَاوِيْن: بفتح أوله: إحدى قرى آل جودة من بني زهير تهامة.
رَهْو مِسْيَال: بكسر الميم: قرية لآل خارج من بلجدع تهامة.
الرَّهْوَة: بفتح الراء المشددة وسكون الهاء: قرية من آل الصعدي من بالحارث تنومة.
الرَّهْوَة: كسابقتها: قرية لآل صميد كبيرة الحجم تكون القسم الأول للقبيلة ويتبعها بعض القرى الصغيرة، والرهوة قاعدة القبيلة وتقع بجبل تهوى بتهامة.
الرَّهْوَة: كسابقتها: قرية لآل مليح من بني حسين وتقع في جبل ريمان.
بنو روق: بفتح الراء وسكون الواو هي قرية كبيرة للكلائمة إلى الشرق من مدينتهم النماص.
رُؤس شَرْي: جمع رأس وشرى بفتح الشين المعجمة وسكون الراء المهملة: قرية من قرى بالحصين من العوامر بالسراة.
الرَّيَامَة: بكسر الراء المشددة وفتح الميم: وهي قرية لآل زيدان من بني التيم بالسراة: وتقع جانب واديها المنحدر من آل زيدان وآل حشِيْش ولُحيَى وهو وادي حضرين.
رَيْدَان: بفتح الراء وسكون المثناة التحتية: قرية من قرى بقرة وتقع بجبل زيدان من الغرب بتهامة. وتسمى باسم الجبل.
حرف الزاي
آل زَخْرَان: بفتح الزاي وسكون الخاء المعجمة: قرية للشعفين من بالحارث تنومة وتقع بضفاف وادي تنومة.
آل زَرْعَي: بفتح أوله وسكون الراء المهملة وكسر العين: قرية من نعص وتقع بوادي الغيل أحد أفرع وادي نعص بتهامة.
آل الزَّفَيْن: بالزاي المشددة وفتح الفاء وسكون المثناة التحتية: قرية لبني يوس وتقع إلى الجنوب الغربي لقرية الغرة ومنطقة حلباء وبني يوس من شهر الشام.
آل زِمَام: بكسر الزاي: قرية تابعة لقرية أكرم الكبيرة وتقعان في منطقة السهوة وآل زمام: هي قرية لبلاد بني شهر في الشمال بالسراة.
آل زَهْبَان: بفتح أوله وسكون الثاني: قرية من قرى آل صيوى من بلجدع بتهامة.
الزَّهْرَاء: بفتح الزاي المشددة وسكون الهاء: قرية لآل محمد في جبل ثربان بتهامة.
آل زَيْنَب: اسم علم لقرية لبني قشير من شهر ثرامين وتقع شرق النماص.
آل زَيْدان: قرية كبيرة. وقاعدة لقبيلة آل زيدان من بني التيم وتقع في وادي آل زيدان الذي يسيل في وادي حضرين ثم إلى وادي حضر.
حرف السين
سَارِي: ويقال شِعْب سَارِي: هي قرية لآل فارس من بلجدع بتهامة.
سَاقَيْن: بفتح القاف وسكون المثناة التحتية: وهي مثنى (ساق) قرية من قرى بقرة وتقع في منحدر أغوار تنومة وفي نهاية عقبة ساقين المسماة بها وعقبة ساقين. هي ممر للانتقال من تهامة إلى السراة عبر ساقين للمشاة. وللراكبين على الدواب.
آل سَبْتِي: بفتح العين وسكون الباء الموحدة وكسر السين المهملة وياء: قرية لآل خارج من بلجدع بتهامة.
سبت تنومة: بلدة كبيرة انظرها في الأقسام الإدارية.
السّحْل: بفتح السين المشددة وسكون الحاء المهملة ثم لام: من قرى بني ثابت تقع إلى الغرب من قرية السرو. الآتي ذكرها بسراة بني شهر الشام.
آل سَخِيْف: بفتح السين
(1)
وكسر الخاء المعجمة وسكون المثناة التحتية: وهي قرية لآل بهيش من دحيم من العوامر وتقع بوادي الغر شمال تنومة.
السّرْو: بفتح السين المشددة وسكون الراء المهملة فواو: قرية كبيرة هي قاعدة بني ثابت تقع على مرتفع متوسط إلى الشمال من وادي السّرو المسمى بها. ويقال للوادي (الحَمَام) لكثرة العيون والتي يستحم الناس فيها. وقرية السرو فيها سوق أسبوعي يقام يوم الأربعاء وبذلك تدعى ربوع السرو. وفيها مركز صحي. ومدرستان وموقع السرو من الشمال من منطقة حلباء. وهي قرية تاريخية قد شهدت في عام 1332 هـ أروع المعارك بين الأتراك وبني عمرو (الشام) استدل على ذلك بقول الشاعر سحيم من عمرو (اليمن).
ولا هَاضَني وَانْثَنَى في علُومِيْ
…
سِوَى هَجّةٍ جَاتْ في السّرْو يَوْمِيْ
وَلَوْ زَحْمَة الحِجّ يَوْم الزَّحُومِي
…
وَلا تَحْتِ رَبي جُنُودٍ قَويّة
(1)
آل سخيف، أو آل صخيف وكلاهما صحيح.
إلى قوله:
عُضَيْدِي وشَيْخِي وَأَوْلادْ رَافَع
(1)
…
وَفي دَقْلِهَمْ سَبّلوا بالنَوَافِع
(2)
ولا رَدَ مِنْهُم زَفِيْر المَدَافِع
(3)
…
وَبضارُودَهُم ضَلَّ عَالسّرْو فَيّة
(4)
آل سَعْدِيَة: اسم علم لقرية من قرى الدحض من آل برياع شرق النماص.
آل سَعِيْد بن علي: اسم علم لقرية للمجاردة ومن كبريات القرى للقبيلة.
آل سِفْيَان: بكسر أوله: قرية من قرى أثرب وتقع على وادي شرى. بفتح الشين المعجمة ويقال لها قرية شرى أيضًا نسبة إلى الوادي. بتهامة.
آل السُّلْطَان: بضم السين: وهي إحدى قرى آل زيدان من بني التيم بالسراة.
آل سَلْمَان: اسم علم لقرية من قرى آل محمد في جبل ثربان بتهامة.
سَلْمَى: اسم علم لقرية من قرى مشيعة في جبل ثوبان بتهامة.
آل سَلامَة: اسم علم لقرية للكلائمة وتقع على وادي رديحة من جنوبه وهو إلى الشمال عن النماص.
آل سُلَيْمَان: بضم أوله اسم علم لقرية للعمرة من بالحارث تنومة.
سَمِيْعَة: بفتح أوله وكسر ثانيه: قرية من قرى آل فارس من عبس تهامة.
السّنْد: بفتح السين المشددة وفتح النون: قرية للمجاردة وتقع بوادي الحنطوة بتهامة.
آل سِنَّة: بكسر أوله وتشديد الثاني: قرية لآل بهيش من دحيم من العوامر وتقع بمنطقة الظهارة.
السّواعد: بالسين المشددة وكسر العين المهملة قرية لآل فلاح من بني زهير بتهامة.
(1)
بعض قبائل بني عمرو الشام.
(2)
أي وقت هجومهم على الترك شهروا النوافع وهي جمع واحدها نافعي وهي الخناجر ذات الحد الطويل المشابه للسيف.
(3)
يقصد أنه لم يرتد من العمريين أثناء ضرب المدافع التركية أحد.
(4)
أي بارود القبائل العمروية حين المعركة وكان سلاحهم بنادق القتيل والمقمع والهطفاء.
السّوَادَة: أو السواد: والأول أصح: بفتح السين المشددة: قرية لآل حُقَيْين: بضم الحاء المهملة وفتح القاف ثم يائين فنون: من بني زهير بتهامة.
السُّودَة: وتلفظ (أم سُودَة) حسب اللهجة التهامية. وهي قرية من قرى المجاردة من ضفاف وادي الخطوة. بتهامة.
آل سَوْدَة: بفتح أوله إحدى قرى آل بهيش من دحيم إحدى فروع العوامر جنوب النماص. وتقع القرية بشعف آل سودة غرب تنومة ويتبعها بعض القرى.
السُّوق: بالسين المشددة: بلدة للمجاردة وهي مقر سوق أسبوعي يقام يوم الإثنين بتهامة.
السُّوق: كسابقتها: قرية كبيرة لها أسماء كثيرة منها: آل عريف وسبت تنومة. والسوق وسبت تنومة - هو لإقامة سوق أسبوعي فيها في يوم السبت. وأما آل عريف: فهي نسبة إلى أجداد الشيخ شبيلى بن العريف وأسرته وهو شيخ مشائخ القسم الثاني من بني شهر وهم بني (يثلة) أو أثلة وهم بالحارث تنومة وباديتهم.
آل سَيَارة: اسم علم لقرية للشعفين من بالحارث تنومة.
حرف الشين
الشَّارة: بفتح الشين المشدة وفتح الراء المهملة: قرية من آل محمد في جبل ثربان بتهامة.
شَجَن: بفتح الشين والجيم المعجمتين فنون: هي قرية أيضًا من آل محمد في جبل ثربان تهامة.
شَحْد: بفتح أوله وسكون الخاء ودال منونة تحتية: وهي قرية من قرى مشيعة في جبل ثربان.
الشَّرَف: بالشين المشددة: اسم علم لقرية للمجاردة تقع بوادي الحنطوة بتهامة.
الشَّعْبَيْن: بكسر الشين المشددة وسكون العين المهملة وفتح الباء فياء ونون: وهو مثّنى شعب: قرية من قرى نعص بتهامة.
الشِّعْب: ويقال أم شِعْب: قرية من قرى نعص بتهامة.
شِعْب جُبْرَان: بكسر الشين: وضم الجيم: قرية آل فلاح من بني زهير بتهامة.
شِعْب سَعْدَان: قرية من قرى آل مفلح من بني حسين وتقع بأسفل جبل ريمان بتهامة.
شِعْب المَعْدَى: قرية من آل صيوى من بلجدع بتهامة.
آل شَعْثَاء: بفتح الشين وسكون العين المهملة: وفتح المثلثة: قرية كبيرة هي لآل خارج من ولجدع وتقع على وادي آل شعثاء أحد فروع وادي خاط الكبير بتهامة.
الشّعْف: بفتح الشين المشددة وفتح العين المهملة ثم فاء: قرية من قرى بني مليح بتهامة.
آل الشّنْظُوف: بفتح الشين المشددة وسكون النون وضم الظاء المعجمة: قرية للكلاثمة وتقع على ضفاف وادي نحيان إلى الشرق من النماص.
آل الشّنَيْف: بفتح الشين المشددة المعجمة وفتح النون وسكون الياء المثناة التحتية: قرية من شَعف آل سودة لآل بهيش من دحيم العوامر وتقع غرب منطقة تنومة.
آل الشّنَيْن: بفتح الشين المعجمة المشددة وفتح النون الأولى: قرية من قرى نعص بتهامة.
الشّهُوم: بفتح الشين المشددة وضم الهاء: قرية كبيرة وقسم من أقسام آل برياع وهو القسم الأول للقبيلة لكونه قاعدتها أيضًا. ويقع شمال وادي نحيان الكبير بها مدرسة ابتدائية بنين وهي إلى الشرق من النماص.
الشّوَاف: بفتح الشين المشددة المعجمة والواو المشددة يليها ألف وفاء: قرية للحيد من عبس بتهامة.
شَوْطَان: بفتح أوله وسكون الثاني: قرية من آل فلاح من بني زهير بتهامة.
آل شُونَة: بضم الشين وفتح النون: قرية لآل خارج من بلجدع تهامة.
آل الشّيْخَة: اسم علم لقرية من قرى آل برياع إلى شرق النماص.
آل الشَيَع: بفتح الشين المشددة وفتح المثناة التحتية ثم عين مهملة: قرية من قرى الشعفين من بالحارث بتنومة.
آل شِيْعَة: بكسر الشين أو فتحها وسكون المثناة التحتية وفتح العين: قرية لبني مليح وتقع على وادي مليح في أغوار بني التيم.
حرف الصاد
الصَّبيات: بفتح الصاد المشددة وفتح الباء الموحدة: قرية من قرى آل برياع وتقع على ضفاف وادي نحيان شرق النماص.
صَبِيْحَة: بفتح الصاد وكسر الباء الموحدة وسكون المثناة التحتية وفتح الحاء المهملة: قرية من قرى آل شغيب (الحدباء) والحدباء قاعدة لآل شغيب وتقع على وادي صافقة أحد فروع وادي الضمو الذي يسيل في وادي ختبة.
آل صخيف: قرية لآل بهيش من أدحيم (انظرها في حرف السين).
آل صَعْبَان: بفتح أوله وسكون ثانيه: قرية من قرى آل خشرم من بني التيم بالسراة وتقع القرية بأغوار بلاد خشرم.
آل صَعْبْان: كسابقتها: قرية للحيد من عبس تهامة.
آل صَعْبَان
(1)
: كسابقتها: قرية لآل بهيش من دحيم من العوامر بالسراة.
آل صَعْب: بفتح أوله وسكون ثانيه: قرية من قرى آل كميت تقع بأسفل جبل ريمان من جنوبه بتهامة.
صَفَاء: بالفتح: قرية للمجاردة تقع على ضفاف وادي الخطوة بتهامة.
صَفْوَان: بفتح الصاد وسكون الفاء فواو وألف ونون: قرية للشعفين من بالحارث تنومة.
الصَّلْبَة: بفتح الصاد المشددة وسكون اللام أو فتحها وفتح الباء: قرية من قرى بقرة بتهامة.
(1)
قرية كبيرة وهي حاضرة آل بهيش وتقع بمنطقة الظهارة. انظر حرف (الظاء).
الصَّدة: قرية من شعف آل سودة وهي من آل بهيش من دحيم وتقع غرب تنومة.
صِيوِى: بكسر الصاد وسكون المثناة التحتية وكسر الواو فياء نسبة: قرية كبيرة وقاعدة لبني آل حسن ويقال مبيلة صيوى وكلا الاسمين صحيح وهى من بلجدع وتقع بوادي صيوى المسمى بها والذي ينحدر من جبال القوس وسميعة وشيبان ويسيل في ختبة.
حرف الضاد
آل الضَّبْيَة: بالضاد المشددة المفتوحة وسكون الباء: وهي قرية من كنانة من العوامر جنوب النماص.
ضَعْفَان: بفتح الضاد وسكون العين المهملة: قرية من قرى آل يمنى وآل (يَمْنَى) بفتح الياء وسكون الميم ثم نون وألف مقصورة: في جبل أثرب في الجنوب الغربي لبلاد بني شهر بتهامة.
آل ضَيْف اللَّه: اسم علم لقرية من آل فارس من بلجدع بتهامة.
حرف الطاء
الطَلْحَة: بفتح الطاء المشددة وسكون الحاء المهملة وفتح اللام: وهي إحدى قرى الحصنة من عبس بتهامة.
آل طَفْرَة: بفتح الطاء المهملة وسكون الفاء: قرية لآل بهيش من دحيم العوامر وتقع بوادي مليح.
طَوَارِف: بفتح أوله: قرية من نعص وتقع في أقصى بلاد بني شهر من الجنوب بتهامة.
الطُّوَال: بضم الطاء المشددة وفتح الواو فألف ولام: وهي قرية من قرى نعص وتقع على ضفاف وادي نعص بتهامة.
الطّوف: بفتح الطاء المشددة وسكون الواو ثم فاء: قرية من آل صيوى وتقع بوادي صيوى من بلجدع بتهامة.
آل طِوَيْر: قرية لآل ليلح وتقع بشعف آل ليلح وآل خشرم من بني التيم ويقال (الطَّوَيْر) بتشديد الطاء وفتح الواو وسكون المثناة التحتية ثم راء مهملة.
حرف الظاء
ظَفْرَاء: بفتح الظاء وسكون الفاء: قرية من قرى الحصنة من قبائل عبس بتهامة.
الظّهَاوة: بفتح أوله المشدد: وهي منطقة للعوامر تقع وسط بلادهم إلى الشمال من قرية الميفاء برأس عقبة القامة. المطلة على وادي الغَرْ وهو أعلى أودية تنومة من الشمال، ومركزها آل صعبان وتسمى (السوق) نسبة إلى السوق الأسبوعي الذي يقام في كل يوم اثنين وهذه القرية هي حاضرة آل بهيش (انظرها في حرف الصاد)، وموقع الظهارة شبه منبسط يخترقها وادي الظهارة الذي يسيل مع وادي الغرفى ترجس. بها مدرستان ابتدائية ومتوسطة بنين.
الظَهْر: أو إمْظَهْر كذا يلفظ الاسم في تهامة. بفتح أوله وسكون الثاني: وهي قرية من قرى مَمْلَح وتقع على وادي جرية الذي يسيل في وادي خاط بتهامة.
الظّهِيْر: بالظاء المشددة وكسر الهاء: قرية للحيد من عين تهامة.
حرف العين
عَاتِقَة: بكسر المثناة الفوقية وفتح القاف: قرية لآل جرادة من بني زهير بتهامة.
العارية: بكسر الراء: قرية لبلحصين من العوامر جنوب النماص.
آل عَازِب: بكسر الزاي: قرية من آل خشرم من بني التيم وتقع بأغوار منازل القبيلة (إصدار تهامة).
آل عَاطِف: اسم علم لقرية من آل كميت: وتقع على جانب وادي الضمو من الجنوب بتهامة.
العَامِشَة: بكسر الميم وفتح الشين المعجمة: لبني قشير من شهر ثرامين إلى الشرق من النماص.
آل عَبْد اللَّه: اسم علم لقرية كبيرة لآل شغيب الضمو (الحدباء) وتقع على وادي صافقة. بتهامة.
العَذْوَة: بفتح العين وسكون الذال المعجمة وفتح الراء المهملة: قرية لآل محمد في جبل ثربان بتهامة.
العِدْوَة: بكسر العين وسكون الدال المهملة وفتح الواو: قرية كبيرة ذات قرى صغيرة وبويتات مجاورة لها تتممها لتكون جميعًا (العدوة)، وتقع إلى الشمال من بلدة السرو، وفي منطقة السهوة من الجنوب الغربي والعدوة لبني ثابت من شهر الشام.
عَرَبَة: بالفتح: ويقال لها أم عربة: وكذا يلفظ لاسم في تهامة. هي إحدى قرى نعص وتقع بوادي نعص. وقد وجدت السكان فيما بينهم يسمونها (حارم).
العِرْق: بكسر العين وسكون الراء المهملتين ثم قاف: قرية كبيرة قاعدة لآل وليد من بني التيم بالسراة: ويقال لها قرية خميس العرق نسبة إلى سوق أسبوعي يقام قيها كل يوم خميس لمدة شهر بعد شهر حيث يقام الشهر الثاني في بلدة الخضراء المجاورة لها من الغرب، وقرية العرق هذه أسسها جابر بن الضحاك. وكان قبلها في الجهوة
(1)
.
عَرْعَرَة: بفتح العين الأولى وسكون الراء وفتح العين والراء مهملات: قرية من آل الصعدي من بالحارث تنومة وتقع في منطقة تنومة جنوب شرقي جبل منعاء شرقها قرية الحصون وغربها قرية آل زخران من نفس القبيلة آل الصعدي.
العَرْقُوب: بفتح أوله وسكون الراء المهملة: قرية لآل صيوى وتقع على وادي صيوِى من بلاد بلجدع بتهامة.
العِرُوض: بكسر العين وضم الراء المهملة: قرية لآل عبيد من عبس بتهامة.
العَرِيْض: بفتح أوله وكسر الراء المهملة: قرية من آل خارج من بلجدع تهامة.
آل عَزِيز: اسم علم لقرية: وهي قرية من قرى بني مليح بتهامة.
(1)
كذا في صفة جزيرة العرب للهمداني.
العُشَرَ: بضم العين وفتح الشين المعجمة: قرية لآل الصعدي من بالحارث تنومة بالشعف.
العَشَة: بفتح أوله وتشديد الثاني مفتوحًا: قرية لآل محمد في جبل ثوبان بتهامة.
العشة: قرية للشعفين من بالحارث تنومة.
العَشَة: كسابقتها. قرية من قرى أثرب في جبل أثرب بتهامة.
العَطْف: بفتح أوله وسكون الثاني: قرية من قرى آل محمد في جبل ثربان.
العَطْف: كسابقتها: قرية لآل خارج من بلجدع بتهامة.
آل عَطِيْفَة: بفتح أوله وكسر ثانيه: إحدى قرى بني مليح بتهامة.
آل عَطِيْفَة: كسابقتها: وهي قرية من بالحصين من العوامر جنوب النماص.
عِظَاة: قرية للشعفين من بالحارث قنومة.
آل عِظّيَة: بكسر العين وفتح الظاء المعجمة وياء مشددة: قرية من آل وليد إلى الجنوب من بلدة الخضراء، بالسراة من بني التيم.
آل عفراء: قرية لبلحصين من العوامر جنوب النماص.
العقيقة
(1)
: قرية كبيرة لآل وليد وتقع في شغف بني التيم مطلة على تهامة.
عليَة: بفتح العين وسكون اللام وفتح المثناة التحتية: قرية من الجَهَاضِمَة (قُرَيْش) من بالحارث تنومة.
عِلْبَة: بكسر الأول وسكون الثاني وفتح الثالث: قرية من قرى جبيهة تقع قرب الحد الفاصل ما بين بلاد شهر جنوبًا وبلاد بللسمر شمالًا بالسراة.
العَلايَة: بالفتح: قرية من بقرة بتهامة (بلاد أم شهارية) كمال يقول السكان.
(1)
بفتح العين المهملة وكسر القاف وياء مثناة تحتية ساكنة ثم قاف مفتوحة ثم هاء.
آل علاء: بسكون العين وفتح اللام بعدها إلى ثم همزة: قرية من بالحصين من العوامر جنوب النماص.
آل عْمَر: بسكون العين المهملة وفتح الميم وراء ساكنة: قرية لآل بهيش من دحيم العوامر وتقع في وادي مليح والذي يسيل في وادي الغر.
آل عْمِر: بسكون العين المهملة وكسر الميم وسكون الراء: إحدى قرى الكلاثمة وتقع على جانب وادي رديحة من الجنوب الشرقي وهي القرية المجاورة للنماص من الشمال.
العَنَقَة: بالفتح: وهي قرية من قرى الحصنة من عبس بتهامة.
عَنَقَة صِيْوِى: بالفتح وكسر الصاد المهملة: قرية من قرى آل صيوى (آل حسن) وهي حاضرتها وهي من بلجدع. تهامة.
العَوَاجِر: بفتح أوله وكسر الجيم: قرية من قرى آل محمد في جبل ثربان بتهامة.
العَوصَاء: قرية كبيرة وأحد أقسام بالحارث بتنومة. والعوصاء: بفتح العين المهملة وسكون الواو: وتمثل قريتين هما العوصاء وأصلهم آل عاصي، وآل يحمد.
حرف الغين
غالبة: بكسر اللام وفتح الباء الموحدة: قرية لبني لام من العوامر بالسراة.
آل غبيش: بضم الغين وفتح الباء الموحدة وسكون المثناة التحتية: قرية لآل عبيد من عبس بتهامة.
الغراء: بفتح أوله: قرية لآل صيوى (آل حسن) من بلجدع بتهامة.
آل غران: بضم الغين وفتح الراء المهملة المشددة فألف ونون: هي قرية لآل ليلح بن علي من بني التيم، وتقع بأعلى وادي المرحب الذي يسيل إلى تهامة من السراة.
الغربة: بالفتح: قرية من قرى الجهاضمة (قريش) من بلحارث تنومة.
بني غزوان: بفتح الغين وسكون الزاي: قرية كبيرة من قرى الحيد حيد عبس تهامة.
آل غطيفة: بفتح أوله وكسر الطاء المهملة وسكون المثناة التحتية: قرية لبني مليح بتهامة.
آل غلفة: بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الثالث: قوية لآل شغيب القف (خاط) وتقع بوادي صافقة أحد فروع خاط بتهامة.
حرف الفاء
الفجيرة: بضم الفاء أو كسره وفتح الجيم وسكون المثناة التحتية: قرية من بني لام من العوامر بالسراة.
الفجي: بفتح الفاء وكسر الجيم ثم ياء: قرية من قرى مشيعة في جبل ثربان بتهامة.
الفحمة: بفتح الفاء والحاء المهملة والميم: وهي قرية من آل محمد في جبل ثربان أيضًا.
آل فَرْزَان: بفتح الفاء وسكون الراء المهملة وفتح الزاي فألف ونون: قرية من بني مليح بتهامة من بني التيم بتهامة.
فَرْعَة صِيْوى: بفتح الفاء وسكون الراء المهملة وفتح العين: قرية لآل صيوى (آل حسن) من بلجدع بتهامة.
الفَرْعَة: بفتح أوله وسكون الثاني وفتح الثالث: قرية لبني حسين وتقع على جبل ريمان بتهامة.
الفَرْعَة: كسابقتها: وهي قرية من قرى الجهاضمة وتقع على شفاء تنومة الجنوبي حيث تسمى فرعة (قريش) وفي قمة جبل قريش.
آل فَرِيْنَة: بفتح الفاء وكسر الراء المهملة وسكون المثناة التحتية فنون مفتوحة وهاء: قرية لآل خارج من بلجدع بتهامة.
الفَصِيْلة: بفتح الفاء وكسر الصاد المهملة فالمثناة التحتية الساكنة ولام فاتحة: قرية من قرى أثرب وهي قاعدة القبيلة وأكبر قراها وتقع بجبل أثرب بتهامة.
الفِضُول: بكسر الفاء وضم الضاد المعجمة: قرية من قرى بني بكر من شهر ثرامين وتقع هذه القرية على جانب وادي رديحة من الجنوب وإلى الشرق من النماص.
آل فُقْهَاء: ويقال الفقهاء: وهذا اسم علم لقرية من قرى كنانة من العوامر بالسراة والفقهاء: بضم الفاء وسكون القاف.
الفُقَهَاء: كسابقتها: قرية من قرى آل عمار من عبس بتهامة.
الفَقِيْقَة: بفتح أوله وكسر الثاني: قرية من قرى خشرم من بني التيم وتقع بأغوار تهامة.
آل فَلاح: اسم علم لقرية كبيرة لآل فلاح من بني زهير وتقع على جانب وادي آل فلاح من الجنوب وقرية آل فلاح قاعدة لقبيلة آل فلاح كما يتضح للقارئ تسميتها باسم القبيلة وهي تهامة.
آل فُلَيْته: بفتح أو ضم الفاء وفتح اللام وسكون المثناة التحتية ثم المثناة الفوقية ثم هاء: وهي قرية للجهاضمة من بالحارث بتنومة وتقع في جنوب بلاد بني شهر قرب الحد الفاصل بين بني شهر وبللسمر وإلى شرقها قرية آل عذبة.
الفَنان: بفتح الفاء والنون فألف ونون: وهي قرية لبني بكر من شهر ثرامين بضواحي النماص.
حرف القاف
القابل: بكسر الباء الموحدة: قرية للمجاردة تقع على ضفاف وادي الخطوة بتهامة.
القابل: قرية لآل بهيش من دحيم العوامر وتقع بالظهارة.
القبل: بفتح القاف والباء الموحدة: قرية كبيرة وقاعدة (لبني هَاشِم) من شهر الشام تقع في منطقة حلباء وعلى ضفاف وادي حلباء من الشرق. وبنو هاشم هم الموجودون حاليًا باسم قريتهم (القَبَل) بدلًا من بني هاشم.
آل قَحْطَان: اسم علم لقرية كبيرة من قرى ليلح وتقع شرقي جبل مَرِيْر جنوبيها قرية لحي: بفتح اللام وسكون الحاء. انظر حرف اللام وشماليها بلدة الخضراء.
القَدَح: بفتح القاف والدال المهملة ثم حاء: إحدى قرى المجاودة وتقع بضفاف وادي الخطوة. بتهامة.
القَذَال: بفتح القاف والذال المعجمة فألف ولام: قرية لجهاضمة من بالحاوث تنومة بالسراة وتكون قريتين هما الطرف والطرق وهما غرب قرية الفرعة.
القَرَا: بفتح القاف والراء المهملة فألف: قرية لآل كميت في تهامة.
القُرا: بضم القاف: قريتان لقبيلة النهي من دحيم أحدهما تسمى الفرعة والثانية تسمى المهد والقريتان أصل الأشجان
(1)
التي كان يحكمها علي بن الحصين.
القَرَا: كسابقتها: قرية لآل ناجية من بني حسين وهي غرب جبل ريمان تهامة.
القَرْن: بفتح القاف وسكون الراء المهملة فنون: هي إحدى قرى بني مليح بوادي مليح باغواء بني التيم.
القَرْن: كسابقتها: هي قرية من قرى مملح وتقع بوادي جرية بتهامة.
قَرْن الضَبَاح: بفتح الضاد المعجمة المشددة: وهي قرية آل عمار من عبس تهامة.
قَرْن المِيْفَاء: بكسر الميم وسكون المثناة التحتية: قرية من قرى مملح وتقع بوادي جرية الذي يسيل في وادي خاط بتهامة.
القُرَيَّة: بفتح القاف أو ضمه أو كسره والسكان يلفظون الاسم بذلك والضم هو الأصبح وفتح الراء المهملة المشددة والمثناة التحتية المشددة وهي قرية تقع في أقصى بلاد بني شهر جنوب قرية القذال وهي لقبيلة الجهاضمة وقد قال الشاعر سحيم العمري محددًا بلاد بني شهر وهذا البيت من قصيدة له:
وارْتَدْ في شَهْر شَهْر بِن نَصْرَا
…
رَجالْ لهَا الحَظْ والحَظ يَشْرَا
رَجَالْ الشِّيمَ وَقْت عُسْرٌ ويُسَرَا
…
من أكْرُم
(2)
إلى خَارِفْ إلى القُرَيَّة
(3)
(1)
ذكرها الهمداني في صفة جزيرة العرب انظرها في تقديم الكتاب للعلامة حمد الجاسر.
(2)
قرية في شمال بلاد بني شهر تقدم ذكرها في حرف (الألف).
(3)
هي القرية المقصودة.
القَزَعَة: بفتح أوله وثانيه وثالثه: قرية لبني مليح بتهامة.
القَضَاف: بفتح القاف والضاد المعجمة بعدها ألف وفاء: قرية لآل الصعدي من بالحارث تنومة.
القَظَبَة: بفتح أوله وثانيه وثالثه: إحدى قرى آل كميت وتقع بجبل ريمان بتهامة.
القَطَن: بالفتح: قرية من قرى آل محمد في جبل ثربان بتهامة.
القَظِيْف: بفتح القاف وكسر الظاء المعجمة: قرية للمجاردة وتقع على ضفاف وادي الخطوة بتهامة.
قِعْوَان: بفتح القاف وسكون العين المهملة: قرية لبني مليح بتهامة.
القفيل: بفتح القاف وكسر الفاء وسكون المثناة التحتية فلام: قرية من قرى بقرة بتهامة.
آل قُلَيْل: بضم القات وفتح اللام الآولى بعدها ياء مشددة ثم لام: قرية من قرى بني حسين وتقع بجبل ريمان بتهامة.
قِنَاع: أو آل قِنَاع: بكسر القاف: قرية من قرى آل خارج من بلجدع بتهامة.
آل قَوَيْس: بفتح أوله وثانيه: قرية من قرى كنانة من بلحارث تنومة.
القَيْم: بفتح القاف وسكون المثناة التحتية بعدها ميم: قرية من آل زيدان: من بني التيم وتقع غرب الحلقة وعلى وادي قعوان بالسراة.
قَيْسَة: بفتح القاف وسكون المثناة التحتية وفتح السين المهملة: وهي قرية من قرى آل عبيد من عبس بتهامة.
حرف الكاف
كَحِيْلَة: بفتح الكاف والحاء المهملة وسكون المثناة التحتية وفتح اللام قرية من آل كميت وتقع بأسفل جبل ريمان بتهامة.
الكَعَمَة: بالفتح: هي قرية من قرى آل جودة من بني زهير بتهامة.
الكَلْبَيْن: بفتح الكاف وسكون اللام وفتح الباء الموحدة: قرية كبيرة وقاعدة لقبيلة آل جودة من بني زهير بتهامة.
حرف اللام
لَحْبَي: بفتح اللام وسكون الحاء المهملة وفتح الباء الموحدة بعدها ياء: قرية من قرى آل زيدان من بني التيم وتقع في شرق جبل مرير وفي شمالها قرية آل قحطان من آل ليلح. وهى على منبسط من شعف آل زيدان بالسراة تطل بعض مزارعها على تهامة وبها مدرسة (لحُبَي) الابتدائية للبنين.
لربوعة: قرية من الشعفين من بالحارث تنومة ذات غابة من العرعر (أشهر الغابات).
آل لِسَان: اسم علم لقرية من قرى آل دحمان من بلحارث وتقع وسط منطقة تنومة وهذه القرية هي قاعدة القبيلة.
آل لَعْلا: بفتح اللام وسكون العين المهملة وفتح اللام ثم ألف: قرية لآل يمنى من عشائر جبل ثربان بتهامة.
آل لَعْلَم: بفتح اللامين الأولى والثانية وسكون العين الواقعة بينهما المهملة وهي قرية من آل برياع شرق النماص.
لقضاف: بفتح أوله وسكون القاف: قرية من قرى آل الصعدي وتقع شمال قرية عرعرة.
الأنصاب: قرية لكنانة من العوامر جنوب النماص وهي بسكون النون.
لِيْط: بكسر اللام وسكون المثناة التحتية ثم طاء مهملة: قرية للملاحة من بني زهير بتهامة.
آل لَيْمَان: بفتح اللام وسكون الياء المثناة بعدها ميم وألف فنون: قرية وقسم من أقسام آل برياع من شهر ثرامين شرق النماص.
حرف الميم
آل مُبَارك: اسم علم لقرية من قرى بني حسين وتقع بجانب جبل ريمان من الشرق تهامة.
المَبَرَّة: بفتح الميم والباء الموحدة والراء المشددة المهملة: قرية لآل محمد في جبل ثربان تهامة.
المبنى: بفتح الميم وسكون الباء: قرية لآل بهيش من دحيم العوامر بالظهارة.
مَتْنَة: بفتح الميم وسكون التاء المثناة وفتح النون: قرية للحصنة من عبس بتهامة.
المتن: بفتح أوله وكسر التاء المثناة الفوقية بعدها نون: قرية لآل بهيش وتقع بوادي مليح.
مَثلة: بفتح الميم وكسر الثاء المثلثة وتشديد اللام: قرية لآل مجاحد في جبل ثربان بتهامة.
آل مُحَادِبْ: بضم الميم وكسر الدال المهملة: قرية من قرى الشعفين من قبائل بالحارث بتنومة.
آل مَحِبَّة: بفتح الميم وكسر الحاء المهملة وباء موحدة مشددة: قرية من قرى أثرب كبيرة وتمثل إحدى عشائر جبل أثرب ويتبعها عدة قرى صغيرة. تهامة.
آل مُحَدِل: بضم الميم وفتح الحاء المهملة وكسر الدال وآخره لام: قرية للشعفين من بلحارث تنومة.
آل مَحْرِز: اسم علم لقرية من قرى آل شغيب الضمو (الحدباء) وتقع بوادي الضمو تهامة.
آل مُحَيا: بضم أوله وفتح الثاني: قرية للشعفين من بلحارث تنومة.
المَدَانة: بفتح الميم والدال المهملة فألف ونون مفتوحة: قرية لآل خشرم من بني التيم وتقع بأغوار بني التيم.
مَذْبِح: بفتح الميم وسكون الذال المعجمة وفتح الباء الموحدة وكسر الحاء المنونة: قرية من آل محمد في جبل ثربان بتهامة.
المَرْصَد: بفتح الميم وسكون الراء المهملة وفتح الصاد المهملة ثم دال: قرية للمجاردة وهي من قراها الرئيسية وتقع على وادى الخطوة بتهامة.
المَرْكَبَة: بفتح الميم وسكون الراء المهملة وفتح الكاف والباء: قرية لآل بهيش من العوامر بالسراة.
المَرْوَاء: بفتح الميم وسكون الراء المهملة: قرية من قرى بقرة الرئيسية وتقع بوادي بقرة بتهامة.
آل مُرَوَّح: بضم الميم وفتح الراء المهملة فواو مفتوحة مشددة وحاء مَهْمَلة: قرية لآل فارس من بلجدع تهامة.
آل مُرَوَّح: كسابقتها: وهي إحدى قرى الشعفين من بالحارث تنومة.
آل مَسْتُور: اسم علم لقرية من قرى آل خشرم من بني التيم وتقع غرب بلدة الخضراء بالسراة.
المَسْحَم: بفتح الميم وسكون السين المهملة وفتح الحاء المهملة: هي إحدى قرى آل جودة من بني زهير بتهامة.
آل مُسْلَمة: بضم الميم وسكون السين المهملة وكسر اللام وفتح الميم: قرية لآل وليد من بني التيم وتقع إلى الشرق من قرية خميس العرق من بني التيم السراة.
مُسْلِمَة: كسابقتها: قرية لآل لعلا في جبل ثربان بتهامة.
آل مسيد: بفتح الميم وكسر السين المهملة فالمثناة التحتية بعدها دال: هي حقيقة آل مسيد، ولعل القارئ يفكر أنها (آل مسجد) لكون بني شهر من الذين ينطقون الجيم ياء: كالجمل يقولون له يمل وترج يقولون ترى: وهى قرية من حيد من عبس بتهامة.
المَشْرَف: بفتح الميم وسكون الشين المعجمة وفتح الراء المهملة: قرية لآل صِيْوي من بلجدع وتقع بوادي صيوى بتهامة.
مُشْرِقَة: بضم الميم وسكون الشين المعجمة وكسر الراء المهملة وفتح الفاء وهي قرية لآل عمَار من عبس تهامة.
المُشْرِقَة: بضم الميم وسكون الشين المعجمة وكسر الراء المهملة وفتح القاف: وهي قرية لآل دحمان من بلحارث تنومة وتقع شمال قرية القُرية من الجهاضمة.
المُشْرِقَة: كسابقتها: قرية لآل كميت وتقع على جانب وادي الضمو بتهامة.
المَشَار: بفتح الميم والشين المعجمة فألف وراء: قرية من قرى آل مجاحد في جبل ثربان.
آل مَثْنِي: بفتح الميم وسكون الشين المعجمة وكسر النون ثم ياء: قرية للنهي وهذه القرية هي قاعدة القبيلة وهي من دحيم من العوامر السراة.
آل مَشْني: كسابقتها: قرية من آل فارس من بلجدع تمامة.
مَشِيْعَة: بفتح الميم وكسر الشين المعجمة وسكون المثناة التحتية وفتح العين المهملة: قرية كبيرة من قرى آل مجاحد في جبل ثربان تهامة.
المَصَافَح: بالفتح: قرية لآل صيوي من بلجدع وتقع على ضفاف وادي صيوى بتهامة.
مِطْوَاف: بكسر الميم وسكون الطاء المهملة: قرية من قرى آل خارج من بلجدع بتهامة.
آل معاضي: بفتح أوله: قرية من قرى الشعفين من بالحارث بتنومة.
معقر: بفتح الميم وسكون العين المهملة وفتح القاف ثم راء: قرية لآل محمد في جبل ثربان بتهامة.
آل مَعَوَّطَة: بفتح الميم والعين المهملة والواو المشددة والطاء المهملة: قرية لبني جبير من شهر ثرامين بجانب النماص.
آل مَعْيَاء: بفتح الميم وسكون العين المهملة فياء مثناة تحتية مفتوحة بعدها ألف: قرية لآل فارس من بلجدم بتهامة.
آل مَغَلف: بفتح الميم أو ضمه وفتح الغين المعجمة وكسر اللام المشددة بعدها فاء: وهي قرية من آل خارج من بلجدع بتهامة.
مَغْلُوف: بفتح الميم وسكون الغين المعجمة وضم اللام: قرية من قرى آل محمد في جبل ثربان بتهامة.
المَقْرَاة: بفتح الميم وسكون القاف وفتح الراء المهملة - قرية من قرى آل حقيين من بني زهير بتهامة.
مَكَيْلَة: بفتح الميم والكاف وتشديد المثناة التحتية وفتح اللام: قرية قديمة العهد كما يقولون وكبيرة وهي موضحة على خريطة الجزيرة العربية وهي من نعص وتقع بوادي نعص بتهامة.
المَلْحَاء: بفتح الميم وسكون اللام: قرية لآل الصعدي من بلحارث تنومة.
آل مِلْحَان: بكسر الميم وسكون اللام: إحدى قرى آل عبيد من عبس تهامة.
مِلَيْح: بكسر الميم وفتح اللام وياء مثناة تحتية مفتوحة مشددة وآخره حاء: وكسر أوله لهجة سكان هذه الجهة والصواب ضم أوله: قرية تقع بوادي مليح المسمى بها وهو أعلى وادي الغر وهي من قبيلة آل بهيش وتقع جنوب الصخرة الكبرى (غَلامَة) شرق الوادي مليح.
مَلِيْحَة: بفتح أوله وكسر اللام: وهو اسم علم لقرية من قرى آل فلاح من بني زهير بتهامة.
المِلْسِن: بكسر الميم وسكون اللام وكسر السين المهملة فنون: قرية من بني حسين وتقع في جبل ريمان بتهامة.
المَنْزل: اسم علم لقرية من قرى نعص ونقع على ضفاف وادي نعص بتهامة.
المِنْسَلة: بكسر الميم وسكون النون وفتح السين المهملة واللام: قرية لآل يمنى من عشائر جبل ثربان بتهامة.
آل مَهْدي: اسم علم لقرية من قرى الحيد من عبس بتهامة.
المَوَادِعَة: بفتح الميم: وهو قسم من قبيلة الكلائمة بادية رحل ينتشرون على وادي ترجس وضواحيه.
المَوْقَعَة: بفتح الميم وسكون الواو وفتح القاف والعين المهملة: قرية لآل مليح أحد أقسام بني حسين وتقع بجبل ريمان بتهامة.
مَوْلَعْلا: بفتح الميم وسكون الواو وفتح اللام وسكون العين المهملة وبعدها لام مفتوحة فألف: وقد كان اسمها (أولاد علي) وهي قرية لبني بكر بجوار النماص.
المِيْزَاب: بكسر الميم: قرية كبيرة من قرى بقرة وتقع بوادي بقرة بتهامة.
آل مَيْسَري: بفتح الميم وسكون المثناة التحتية وفتح السين المهملة بعدها راء ثم ياء: قرية كبيرة من قرى بني هاشم واسمهم حاليًا (القَبل) وتقع قرية آل ميسري إلى الغرب من القبل القاعدة وعلى بعد كيل ونصف ببلاد شهر الشام (منطقة حلباء).
المَيْفَاء: بكسر الميم وسكون الياء المثناة التحتية بعدها فاء مفتوحة فألف: وهي قرية لآل بالحصين وتقع بقمة جبل القامة. وسبق أن تحدثت عنها في مجلة العرب.
المِيفَاء: كسابقتها: قرية للمجاردة وتقع على وادي الخطوة بتهامة.
حرف النون
آل نَاشِر: بكسر الشين المعجمة: إحدى قرى خشرم من بني التيم وتقع إلى الغرب من بلدة الخضراء أو إلى الجنوب الغربي.
نَازِلَة: بكسر الزاي: قرية للجهاضمة من بالحارث تنومة.
نَبْعَة: بفتح النون وسكون الباء الموحدة وفتح العين المهملة: وهي قرية مقسومة إلى قسمين أحدها نبعة العليا والأخرى نبعة السفلى والمسافة بينهما لا تتجاوز نصف الكيل وهما من بقرة بتهامة.
آل نُبَية: بضم أوله: قرية لآل بهيش وتقع بالظهارة.
نَتْرَة: بفتح النون وسكون التاء المثناة الفوقية وفتح الراء: قرية من نعص وتقع على ضفاف وادي نعص بتهامة.
آل نَشْوَن: بفتح أوله وسكون الثاني: وهي قرية لبني يوس من شهر الشام وتقع إلى الشمال الغربي لقرية بن جميل بمنطقة حلباء.
نَضِيْد اللَّوى: بفتح النون وكسر الضاد المعجمة فياء ساكنة ودال مهملة قرية لآل مجاحد في جبل ثربان بتهامة.
نُعْص: بضم النون وسكون العين المهملة وآخره صاد مهملة: قرية كبيرة وقاعدة نعص المسماة بها وتقع بوادي نعص أيضًا المسمى بها بتهامة.
النِّمَاص: بكسر النون المشددة: وهي مدينة النِّمَاص الآن.
حرف الواو
الواديِيْن: مفردها وادي: قرية من قرى آل محجوبة من أثرب وتقع على جبل أثرب بتهامة.
وَاشِرَة: بكسر الشين المعجمة وفتح الراء المهملة ثم هاء: قرية من قرى بقرة بتهامة.
الوَحَاشِيَة: بفتح الواو والحاء المهملة بعدها ألف وكسر الشين المعجمة فالمثناة التحتية المفتوحة ثم هاء: قرية يتبعها عدد من القرى الصغيرة من آل صميد بتهامة.
الوَحْجَة: بفتح الواو وسكون الحاء المهملة وفتح الجيم المعجمة: قرية من قرى أثرب بجبل أثرب بتهامة.
آل وَحيش: بفتح الواو والخاء، المهملة وياء مثناة تحتية ساكنة ثم شين معجمة: قرية من قرى أثرب في جبل أثرب بتهامة.
وَذْرَة: بفتح الواو وسكون الذال المعجمة وفتح الراء المهملة ثم هاء: قرية من قرى آل شغيب القف بخاط بتهامة.
الوَشْعَة: بفتح الواو وسكون الشين المعجمة وفتح العين المهملة: قرية من قرى آل عمار من عبس تهامة.
الوَصْط: هكذا تنطق في تهامة: بفتح الواو وسكون الصاد المهملة ثم طاء مهملة: هي قرية للملاحة من بني زهير بتهامة.
الوَفْرَيْن: بفتح الواو وسكون الفاء وفتح الراء المهملة ثم ياء ونون: قرية للملاحة أيضًا وتقع قرية الوفرين وقرية الوصط على وادي الملاحة بتهامة.
وَيْنَة: بفتح الواو وسكون الياء المثناة التحتية وفتح النون ثم هاء: قرية من قرى آل فارس من بلجدع بتهامة.
حرف الهاء
آل هَادي: اسم علم لقرية لبني مليح وتقع على وادي بني مليح والذي يسيل في وادي ختبة بتهامة.
الهَبَطَة: بالفتح: قرية من قرى آل محمد في جبل ثربان.
هَدَّة: بفتح الهاء والدال المهملة المشددة ثم تاء مربوطة: هي قرية من آل محمد أيضًا في جبل ثربان بتهامة.
آل هِلال: اسم علم لقرية لآل كميت وتقع بأسفل جبل ريمان بتهامة.
الهَوَاجِر: بفتح أوله: قرية للملاحة من بني زهير وتقع على وادي الملاحة بتهامة.
آل هَيْدَة: بفتح الهاء وياء مثناة تحتية ساكنة وفتح الدال المهملة: قرية من قرى بني قشير من شهر ثرامين بضواحي النماص.
حرف الياء
يَأنف: بكسر النون: منطقة صغيرة فيها قريتان لبني عمارة من بني عمرو اليمن (انظرها في حرف الياء بني عمرو) وهذه لبني ثابت من شهر الشام. والقريتان مشتركتان في المزارع والفلا والكلا وتقعان إلى الشمال من بلدة السرو (ربوع السرو).
آل يَحْمّد: بفتح أوله وياء مثناة تحتية وسكون الحاء المهملة وفتح الميم ثم دال: قرية من قرى آل فارس من بلجدع (بالأجدع) بتهامة.
آل يَحْمَد: كسابقتها: وهي قرية من قرى سفيان من أثرب بجبل أثرب بتهامة.
آل يَحْمَد: كسابقتها: وهي قرية تابعة للعوصاء من بالحارث تنومة.
اليَحُور: بفتح أوله وضم الثاني: قرية لآل لعلاء في أثرب بتهامة.
آل يَحيَى: اسم علم لقرية من قرى آل شغيب الضمو (الحدباء) وتقع بوادي صافقة بتهامة.
آل يَحيَى: كسابقتها: قرية لآل صيوى من بلجدع وتقع على وادي صيوى بتهامة.
آل يَحيَى: كسابقتها: قرية للمجاردة وهي قرية كبيرة من أكبر قرى القبيلة وتقع بضفاف وادي الخطوة.
آل يَرْبُوع: بفتح الياء المثناة التحتية وسكون الراء المهملة: قرية من قرى نعص وتقع بوادي نعص. بتهامة.
آل يَزِيْد: اسم علم لقرية من قرى آل دحمان من بالحارث تنومة.
آل يَسْعَد: بفتح أوله وسكون الثاني وفتح الثالث: قرية من قرى بالحصين من العوامر بالسراة.
بلاد بني عمرو
عَمْرو: اسم جد قبيلة بني عَمْرو: وهو عَمرو بن حجر بن الهنوء بن الأزد ابن كهلان بن يشجب بن سبأ بن يعرب بن قحطان. وقد سميت هذه البلاد التي يسكنها بنوه باسمه. وتنقسم بلاد بني عمرو إلى ثلاثة أقسام بحسب منازلها هي:
1 -
بنو عَمْرو السراة
.
2 -
بنو عَمْرو البادية.
3 -
بنو عَمْرو تهامة.
1 -
بنو عَمرو السَرَاة
أ - بنو عمرو في السراة وينقسمون إلى قسمين:
1 -
عَمْرو الشَام.
2 -
عَمْرو اليَمَن.
أولًا: عمرو الشام:
وقد سموا بهذا الاسم لكونهم سكان القسم الشمالي من البلاد وكل ما كان ناحية الشمال سمي (شام) حتى ركن المنزل والمزرعة ونحو ذلك. وعمرو الشام ينقسمون إلى خمسة أقسام هي:
1 -
بنو رَافَع: بفتح الراء المهملة بعدها ألف ثم فاء مفتوحة ثم عين: وتتكون بلادهم من ثمان قرى وهي أقصى بني عمرو من الشمال حيث بلاد بالقرن. وتقع قراها على وادي الحصباء الذي ينحدر من جبال حرفة ويافع وقمة السراة (شعف بني رأفع) ويحدهم من الشمال بلاد بلقرن ومن الجنوب قبيلة عضيدات ومن الشرق بادية بالحارث ومن الغرب تهامة.
2 -
آل سُلَيْمَان: وتتكون بلادهم من إحدى عشرة بلدة وقرية وهي ثلاثة أقسام:
1 -
آل عَطِيْفَة: وبلادهم على شعف آل سيمان والشق وفي مستهل وادي عياش يتبع آل عطيفة قرى في نواح أخرى.
2 -
الأصْفَاء أو لَصْفَاء: وتقع شمال وادي طريف وفي الجنوب الشرقي من جبل المطلى. ولها أيضًا قرى في مواقع أخرى هي قاعدة قبيلة آل سُلَيْمَان.
3 -
الكَنَهْبِلَة: وهي منطقة صغيرة بها خلط من قرى الشق وبني عمارة وقسم آل سليمان الثالث وله قرى من نواحي أخرى، يحد آل سليمان من الشمال قبيلة الشق ومن الجنوب بني شهر ومن الشرق البادية ومن الغرب تهامة.
3 -
الشِّقْ: بكىس الشين المعجمة المشددة ثم قاف: وهي ستة أقسام:
1) آل سَعْد بفتح السين وسكون العين المهملة.
2) آل سَلامَة.
3) آل الشَاعر.
4) آل الشَمَيْلَة.
5) آل مَحْفُوظ.
6) آل النَيْيح بفتح النون ويائين ثم حاء.
وتتكون بلاد الشق من تسع عشرة قرية وتنتشر على وادي السهوة ووادي غظار وأعالي وادي عياش ووادي الفرشة وأعلى وادي شث وجبل المطلي: بفتح الميم وإسكان الطاء المهملة بعدها لام مفتوحة فألف مقصورة. وعلى وادي ذا الخورم ويحدهم من الشمال قبيلة آل الشيخ وبعض قرى عضيدات ومن الجنوب آل سليمان ومن الغرب تهامة ومن الشرق بادية بني عمرو.
4 -
آل الشَيْخ: وهم ثلاثة أقسام:
1) آل حِيْكة.
2) الشَيْخَيين.
3) آل طَلْحَة.
وبلادهم: الشيخيين بفتح الشين المشددة وسكون المثناة التحتية وكسر الخاء المعجمة بعدها ياءين ثم نون. وبها إمارة بني عمرو وكافة الدوائر الحكومية الأخرى (انظر الأقسام الإدارية) والشيخيين قاعدة لبني عمرو وبني شهر الشام ويتبعها عدة قرى أخرى وتقع على جوانب وادي عياش من شرقه وجنوبه ومن غربه بأعلاه. ويحدهم من الشمال عضيدات ومن الجنوب الشق ومن الشرق البادية ومن الغرب تهامة.
5 -
عُضَيْدَات: بضم العين المهملة وفتح الضاد المعجمة وسكون المثناة التحتية بعدها دال مهملة فألف ثم تاء: وهي ثلاثة أقسام:
1) الضّفِيْرَة (آل يَرَارَ).
2) العَاسِرَة: بكسر السين.
3) نَابِطْ: بكسر الباء: وتتكون من أربع عشرة بلدة وقرية تقع على جوانب وادي عياش ووادي شث بفتح أوله ووادي العاسرة. ويحدهم من الشمال بنو رافع ومن الجنوب آل الشيخ والشق ومن الشرق البادية ومن الغرب تهامة.
ثانيًا: عَمْرو اليمن:
وقد سموا بهذا الاسم لأنهم يسكنون جنوبي البلاد وكذلك كلما كان تجاه الجنوب سمى به. وينقسم عمرو اليمن إلى ثلاث قبائل هي:
1 -
بنو عِمَارة بكسر العين: وتتكون بلادهم من إحدى عشرة بلدة وقرية تنتشر على وادي العيمة من شماله وعلى وادي حلباء ومنطقة حلباء وشعف حلباء ووادي العين الذي يسيل في وادي السرو ويحدها من الغرب تهامة عبس ومن الشرق بادية بني عمرو وبني شهر ومن الشمال بنو ثابت ومن الجنوب وادي العيمة فبنو التيم.
2 -
بنو كَرِيْم: بفتح الكاف وكسر الراء المهملة: وتتكون بلادهم من سبع قرى تتتشر على أودية حضرين والمعداة وذا المظر وقعوان وأعالي وادي صدر أيد الذي يسيل في بدوة كذلك منهم قريتان تقع بمنطقة حلباء وعلى جانب وادي
العيمة. ويحدهم من الشمال بنو التيم الذين يخالطونهم ومن الجنوب كعب من عمرو اليمن ومن الغرب تهامة بني شهر وبني عمرو ومن الشرق بادية بني شهر وبني عمرو.
3 -
كَعْب: يفتح الكاف وسكون العين المهملة ثم ياء موحدة: ولها من القرى إحدى عشرة قرية وتقع على أودية صدر أيد وعاكسة وقفعة وبدوة والعطف ويحدهم من الشمال بنو كريم وبنو اليتيم ومن الجنوب شهر ثرامين ومن الغرب تهامة بني عمرو ومن الشرق بادية بني عمرو وبني شهر. وعمرو اليمن مختلطون مع إخوتهم بني شهر في المزارع والمواقع والأماكن.
2 -
بنو عمرو البادية
تنقسم بادية بني عمرو إلى ثلاثة أقسام رئيسية هم:
أ) بَالحَارث.
ب) آل جُمْعَة.
جـ) كَعْب البَدو.
أ) بَالحَارِثْ: وهم بادية عمرو الشام وينقسمون ويتقسمون إلى أربعة أفخاذ:
1 -
آل عَاطِف: ويرأسهم شيخهم: محمد بن قذان.
2 -
القَنَاقِذَة: ويرأسهم شيخهم: هضبان بن سعيد.
3 -
آل هَمَّاس: ويرأسهم شيخهم: واكد بن شائق.
4 -
اللّحْمَتَيْن: أو اللْحمَتَان: والأول حسب لهجة السكان السائدة محليًا. ويرأس هؤلاء شيخهم: محمد بن مُبشر.
وهؤلاء الأقسام الأربعة بادية رُحَّل ليس لهم أي حاضرة إلا قرية واحدة اسمها (مِعْرَاة) بكسر الميم وسكون العين المهملة بعدها راء مهملة فألف ثم تاء مربوطة: وتقع هذه القرية إلى الشرق من قبيلة دحيم وعلى جانب وادي دحيم الذي يسيل في وادي ماسرة من جنوبه. وكثيرًا ما ترددت الأقوال في بالحارث حتى قالوا إنهم قبيلة خامسة لرجال الحجر. مستدلين ببيت الشعر القائل:
وأحمر وأسمر ثم شهرى وعمروى
…
وصلب بالحارث. . . .)
دون أن يكون البيت كاملًا حتى يظهر للقارئ والباحث معرفة المقصود. أما أصل البيت الشعري هذا فهو كالتالي:
وأحْمرْ وأسْمرْ ثم شَهرِي وَعَمْرَوي
…
وَصُلبْ بَالحَارِثْ ترَاهُمْ عَمَارِيّة
هذا هو البيت أصلًا. وبالحارث لهم اسم مشهور هو (آل خَشْرَمْ) حيث يقول شاعرهم حينما قال له أحد الشعار أنهم قرانية أو من شمران أو غير ذلك:
آل خَشْرَمْ وَلَوْ ذَرْبَانْ
…
فإنْ تَرْهِمٌ عَمَارِيَة
والحَلافَاتْ من شُمْرَانْ
…
وآل خَالِدْ قَرَانِيَة
وتنتشر بالحارث على المنحدرات الشرقية من قريتهم معراة إلى موقع يقال له خُشَيْم الذئب بتصغير الاسم وهو إلى الغرب من بيشة وتسمى المناطق التي يتنقلون بها: ماسرة وبطحان الشامي وبطحان اليماني والي القوباء والبهيم ويمح وترج الكبير. ولعل من أكبر الدلائل على أنهم عمارية هو أنهم قاموا قبل ثلاثة قرون أو أربعة ببناء أحد قصور آل عثمان أمراء بني عمرو ولا يزال القصر باسمهم (حارث).
ب) آل جُمْعَة: وينقسمون إلى قسمين: آل بالحَفَاء، آل طَاهِر.
1 -
آل بَالحَفَاء وهم: آل صَخِيْف وآل مَصَالمَة.
2 -
آل طَاهِر وهم: آل ثَابِر، آل مَسْعُود، آل وِطَيْفَة، آل النَاطِقْ.
جـ) كَعْب البَدُو: وينقسمون إلى قسمين: الجَوابِرَة والأخَاوِصَة.
1 -
الجَوَابِرَة وهم: آل سيْن، آل صَالِح، آل فِطْرَة.
2 -
الأخَاوِصَة وهم: آل عِضاة، الرَافِعة، آل مُحِي، آل قُدَيْع.
وهذان القسمان آل جُمْعَة وكَعْب البَدو ينتشران على منحدرات أفرع واديي تَرْجَس وتَرْج الكبيرين إلى وادي بن هشبل.
آل الصَّمَاء: وهذا القسم ينقسم إلى قسمين: آل حجاب بن فيصل والضمود وسبق وأن كتبت عنهم في مجلة العرب. وقلت أنهم عائدون لعمرو الشام هذا القول حقيقة وكانوا يدفعون الزكي لشيخ بني عمرو. ولكن فهمت بعد دراسة
عميقة أنهم يريدون أن لا يكون بينهم وبين بني عمرو أي صلة. وهنا لا أريد أن أذكر أي أسباب دعت إلى ذلك لكني أقول إن أرادوا هم أو غيرهم الانفصال أو الانتقال - فقبلهم من انتقل، ولو جمعنا الأفرع التي انتقلت عن بني عمرو أو غيرهم لوجدنا منهم في بلاد المغرب والشام.
3 -
بنو عمرو تهامة
بنو عمرو في تهامة ينقسمون إلى ستة أفخاذ كبرى وهي:
1 -
آل إمَاشِي.
2 -
آل خُشَيْل.
3 -
آل الدَّهِيْس.
4 -
بني قُبَيْس.
5 -
آل مَحَمد.
6 -
آل يَثَيْبَة.
ولهذه الفخوذ عشرون قرية تنتشر على جوانب وادي الغيل الشهير ووادي لحف ووادي خاط الذي يضم الواديين (الغيل ولحف) كذلك وادي حضوة فرع صغير للحف وعلى جبل تهوى وهو من أشهر جبال الجزيرة العربية بالكهوف الكبيرة. وجبلي حيمة والأفاقمة.
وتهامة بني عمرو
(1)
تقع في غرب مدينة النماص وهي غور النماص وتشتهر بخصبة أوديتها الثلاثة (الغيل ولحف وخاط) وبنباتها ومنها البن (القهوة العربية البرية) والكادي والرياحين والورود والعطور والحناء والشيح والبرك. ومن الفواكه العنب بأنواعه والموز والليمون والرمان والتين.
حرف الألف
الشعب: بسكون الشين المعجمة: وكَسْر العين المهملة ثم باء: قرية لكعب وتقع بأعلى ودي بدوة الذي يسيل في ترج عمرو اليمن.
آل مَاشِي: قسم من أقسام بني عمرو تهامة ويقع بوادي الغيل.
آل نَفَري: كما ينطقه السكان وهي آل انفْرَج: بكسر الألف وسكون النون وفتح الفاء وكسر الراء المهملة المشددة ثم جيم: قرية مات قرى آل الشيخ وتقع على وادي عياش من الجنوب الشرقي بلاد عمرر الشام.
(1)
ما تهامة بني عمرو إلا جزء من قبيلتي بنو كريم وكعب في السراة امتدت إلى تهامة للتوسع.
حرف الباء
آل بَاحِص: بكسر الحاء المهملة: ويقال لهم آل ضيعي بفتح أوله: قرية للشق تضم عدة بويتات وتقع على جانب وادي العيمة الذي يسيل في وادي غظار وهي إلى الشمال من قرية لفت. بلاد عمرو الشام.
آل بَالحَفَاء: بفتح الحاء المهملة: قسم كبير من بادية آل جمعة وهو ذو أقسام ويحلون بوادي ترج وفروعه الجنوبية.
بدوَة: بفتح الباء وسكون الدال المهملة وفتح الواو: قرية من كعب وتقع بوادي بدوة الذي يسيل في ترج. بلاد عمرو اليمن.
آل بَسَام: بفتح أوله: قرية لبني رافع وتقع إلى الغرب من جبل حرفة الأشم ببلاد عمرو الشام.
البسِسْ: بكسر الباء الموحدة بعدها سين مهملة مكررة: قرية في وادي خاط بتهامة.
بو حِبَال: بكسر الحاء المهملة: قرية لكعب وتقع بوادي العطف الذي يسيل في وادي حضر. بلاد عمرو اليمن.
بَيْضَة: بفتح أوله: أسم علم لقرية من بني عمرو تهامة وتقع بجانب صخرة بيضة المشهورة بتهامة بني عمرو.
حرف التاء
تَنْوِرَة: بفتح التاء وسكون النون وكسر الواو: قرية لبني عمرو في تهامة وتقع بوادي لحف شرق جبل تهوى.
حرف الجيم
الجَارة: بالفتح قرية لبني عمارة وتقع جنوب شرق قرية ربوع السرو وعلى وادي الجارة المنحدر من وادي السرو وهي شرق منطقة حلباء.
آل جَاهِل
(1)
: انظر حرف الياء.
الجَعَادِيَة: بفتح الجيم والعين المهملة فألف ودال مهملة مكسورة وباء موحدة مفتوحة ثم هاء: قرية لبني رافع عمرو الشام وهي أكبر القرى وتقع بسفح جبل الشفاء المطل على تهامة وبها أصحاب الحرف اليدوية.
آل جَعَيْد: بفتح أوله وثانيه: قرية لآل سليمان من عمرو الشام وتقع إلى الجنوب من بلدة لصفاء بوادي طريف.
بن جَمِيْل: اسم علم لقرية عن بني عمارة كبيرة تقع في منطقة حلباء بها عدد عن المدارس الابتدائية للبنين والبنات وسوق أسبوعي يقام كل يوم إثنين.
الجِنُوب: بكسر الجيم: قرية من تهامة بني عمرو وتقع على جانب وادي خاط عن غربه.
الجَوَابِرَة: بفتح الجيم وكسر الباء الموحدة: قرية لبني عمارة وتقع بوادي السهوة من الشمال الغربي.
جِوَالَة: بكسر الجيم أو بفتحها. والأول أصح: قرية صغيرة في تهامة بني عمرو وتقع بأسفل جبل تهوى.
حرف الحاء
حَبَقَة: بالفتح: قرية لعضيدات صغيرة وتقع إلى الشوق من بلدة آل الشيخ (مركز بني عمرو).
الحِتَار: بكسر الحاء: قرية لكعب من عمرو اليمن وتقع بوادي آيق بسكون الياء المثناة التحتية ثم قاف. والذي يسيل في وادي بدوة ثم إلى وادي ترج.
آل حَسَيْكَة: بكسر الحاء وفتح السين المهملة وسكون الياء المثتاة التحتية وفتح الكاف: قرية كبيرة وقسم من أقسام قبيلة آل الشيخ وتقع على ضفاف وادي عياش الكبير من غربه.
(1)
يبدل سكان هذه الجهات الجيم ياء مثل (جاهل)(والجحور) و (ترج) و (الرجال) فينطقون هذه الأسماء (آل ياهل) و (اليحور) و (ترى) و (الريال) وهكذا وقد ذكرت الأسماء في حرف الياء مراعاة لنطق أهل هذه البلاد والصواب ذكرها هنا.
الحَشَاة: بالفتح: قرية في تهامة بني عمرو وتقع بأسفل جبل تهوى.
آل حُضْن: بضم الحاء وسكون الضاد المعجمة: قرية لآل سليمان وتقع بوادي السهوة.
الحَقِيْرَة: بفتح الحاء وكسر. القاف: قرية من تهامة بني عمرو وتقع بأعلى جبل تهوى.
آل حِلَة: بكسر الحاء وفتح اللام المشددة: ويقال لها التَيْدَة: والاسم الأول نسبة إلى جد القرية الذي أسسها ثم سميت الآن المنتزة. وهي للشق بكسر الشين المشددة المعجمة. ويحتضنها أودية غُضَار والعَيْمَة وذلك من الشرق والغرب والجنوب.
حَلَبَاء: بفتح الحاء واللام والباء الموحدة فألف وهمزة: منطقة منبسطة مملوءة بالقرى والسكان والمزارع. يحل فيها عدد كبير من القرى لقبيلة بني عمارة من عمرو اليمن. وقريتان لقبيلة بني كريم من عمرو اليمن أيضًا. وقبيلة بني يوس. وقبيلة بني هاشم (القبل حاليًا) وهي ذات مساحات زراعية مساحتها أربعة أكيال من الشمال إلى الجنوب وخمسة أكيال من الغرب إلى الشرق.
الحِيْرَة: بكسر أوله: قرية لبني عمارة وتقع إلى الجنوب من قرية آل عُليَان بشعف بني عمارة السراة. من عمرو اليمن.
حَيْمَة: بفتح الحاء وسكون المثناة التحتية وفتح الميم: قرية في تهامة بني عمرو وتقع على جبل حيمة بوادي خاط وهو جبل صغير بوادي خاط.
حرف الخاء
الخَبَطَة: بالفتح: قرية في تهامة بني عمرو، وتقع وسط وادي خاط.
آل خُرَيْم: بالفتح: قرية صغيرة لنابط من عضيدات وتقع بأسفل وادي (شَث) بفتح الشين والذي يسيل في وادي رنما.
الخَيْشَة: بفتح الخاء وسكون الياء المثناة التحتية وفتح الشين المعجمة قرية لآل سليمان من عمرو الشام وتقع شرق قرية آل غثران شمال جبل المطلى. وعلى جانب وادي العيمة من أعلاه.
حرف الدال
آل دَعْبَاء: بفتح الدال وسكون العين المهملة: قرية لآل الشيخ من عمرو الشام وتقع إلى الحنوب الشرقي من وادي عياش بالسراة.
الدَّية: بفتح الدال المشددة وفتح الياء المثناة التحتية: قرية في تهامة بني عمرو وتقع على جانب وادي حضوة من جنوبه والذي يسيل في وادي خاط.
حرف الذال
ذَا المَظِر: بفتح الذال وفتح الميم وكسر الظاء المعجمة: قرية لبني كريم وتقع بوادي ذا المظر الذي يسيل في حضرين ويجاور القرية (غابتي دَاؤد والمَعْدَاة). بلاد عمرو اليمن.
ذَات العِلْب: بفتح الذال وسكون التاء المثناة الفوقية وكسر العين المهملة وسكون اللام: قرية لآل الشيخ وتقع بواديها ذات العلب الذي يسيل في وادي عياش وهي إلى الجنوب من مركز بني عمرو.
الذَنُوب: بفتح الذال المشددة وضم النون فواو ثم باء موحدة: قرية للشق من عمرو الشام وتقع في ملتقى واديي غظار والكنهبلة شرق القبيلة.
ذِي عِتَيْم: بكسر الذال والعين المهملة وفتح التاء المثناة الفوقية: قرية لآل سليمان وتقع بوادي ذي عتيم الذي يسيل في وادي العرين بلاد عمرو الشام.
حرف الراء
آل رَوْضَان: بفتح الراء وسكون الواو وفتح الضاد المعجمة فألف ثم نون: قرية لآل الشيخ وتقع بأسفل وادي ذات العلب وتقع جنوب مركز بني عمرو ما بين المركز وقرية ذات العلب.
حرف السين
آل سَاحَة: بفتح أوله: قرية لعضيدات وتقع بأعلى وادي شث الذي يسيل في وادي رنما بلاد عمرو الشام.
آل سَحيْم: بفتح السين والحاء المهملتين: قرية لبني رافع وتقع على الشفاء المطل على تهامة غرب جبل حرفة.
آل سَعْد: اسم علم لقرية كبيرة وقسم من الشق وتقع غرب جبل المطلى وبأعلى وادي عياش وآل سعد: بفتح السين المهملة وسكون العين المهملة ثم دال. بلاد عمرو الشام. ويسمون آل سعد الحتار.
آل السّلِيْم: بفتح السين أو كسره وفتح اللام: قرية من العاسرة لعضيدات جنوب جبل حرفة وشمال غرب عياش. بلاد عمرو الشام.
آل سْكُوت: بسكون السين أو فتحها وضم الكاف: قرية لبني كريم وقاعدة لهم حيث بها شيخ شمل القبيلة وهي شمال قرية صدرايد بلاد عمرو اليمن.
آل سَمَلَة: بالفتح: قرية لآل الشيخ وتقع بجانب وادي عياش من الشرق وغرب قرية ذات العلب ببلاد عمرو الشام.
آل سُودَان: بضم أوله: قرية صغيرة لعضيدات وتقع شرق مركز بني عمرو.
حرف الشين
آل الشاعر: بفتح الشين المعجمة المشددة وكسر العين المهملة: قرية وقسم من أقسام قبيلة الشق وتقع في بداية وادي عياش غرب جبل المطلي بالشغف.
الشبارق: بفتح الشين المشددة وكسر الراء المهملة: قرية لبني كريم من عمرو اليمن وتقع بمنطقة حلباء شمال قرية الغرة.
آل شَيْبَان: بفتح أوله: قرية لبني رافع وتقع سفح جبل الحدب شمال غرب جبل حرفة بلاد عمرو الشام.
الشَيْخَيَيْن: بفتح الشين المشددة وسكون المثناة التحتية وكسر الخاء المعجمة بعدها مثناة تحتية مكررة ثم نون: بلدة كبيرة تكون قاعدة لآل الشيخ خاصة ولبني عمرو عامة. بها شيخ مشائخ قبائل بني عمرو (جاري بن علي بن جاري) وبها الدوائر الحكومية، ويقام فيها سوق أسبوعي كل يوم ثلاثاء مدة شهر ثم يقام في قرية الظفير (آل يرار) بالتناوب. شهر آخر.
حرف الصاد
صَدْرَيْد: بكسر الصاد وسكون الدال المهملة وفتح الراء المهملة أيضًا: وهي قرية كبيرة من قرى كعب وتقع بوادي صدرايد الذي يسيل في وادي عاكسة ثم إلى وادي بدوة. وصدرايد إلى الشمال من مدينة النماص.
صُرَّة: بضم الصاد وفتح الراء المهملة المشددة: قرية من قرى الشق وتقع بأسفل جبل المطلى من الشمال الغربي.
آل الصَّناع: بفتح الصاد المشددة وفتح النون: قرية لبني رافع بوادي الحصباء وهي قاعدة بني رافع بلاد عمرو الشام.
حرف الضاد
آل ضَاوِي: اسم علم لقرية من قرى كعب عمرو اليمن وتقع شرق قرية صدرايد.
حرف الطاء
آل طَارِق: اسم علم لقرية من قرى كعب وتقع بجانب وادي ذا المظر من الشمال والذي يسيل في وادي حضر. بلاد عمرو اليمن.
آل الطَّبَقَ: بفتح الطاء المشددة وفتح الباء الموحدة: قرية من قرى الشِّق وتقع إلى الشرق من قرية الفرعة وهي قرية صغيرة. بلاد عمرو الشام.
آل طَلْحَة: بفتح الطاء وسكون اللام وفتح الحاء المهملة: قرية لآل الشيخ وقسم من أقسامهم وتقع بوادي عياش من أعلاه بلاد عمرو الشام.
حرف الظاء
الظَّفِيْرة: بفتح الظاء المشددة وكسر الفاء وسكون المثناة التحتية وفتح الراء المهملة: قرية كبيرة وقسم من أقسام عضيدات ولها اسم آخر (آل يَرَار) بفتح الياء المثناء التحتية. وبها سوق أسبوعي يقام يوم الثلاثاء لمدة شهر بالتناوب بينها وبين بني عمرو الشيخيين وتقع بجانب وادي عياش من الشمال يفصل الوادي بينها وبين الشيخيين فقط.
الظُّور: انظر ما كتب عنه في أشهر الجبال.
حرف العين
العَاسِرَة: بكسر السين المهملة وفتح الراء المهملة أيضًا: قرية وقسم من أقسام عضيدات. واسم العاسرة ليس للقرية هذه فقط بل يشمل عددا من القرى المجاورة لها بذلك تسمى العاسرة وهي شمال غرب وادي عياش وفي منعطفه المتجه من الجنوب إلى الشمال ثم إلى الشرق ويقع جبل حرفة شمال العاسرة مباشرة وعلى وادي العاسرة الذي ينحدر من أشعافهم.
آل عَاطِف: اسم علم لقرية من قرى تهامة بني عمرو وتقع جانب وادي الغيل من شرقه.
عَاكِسَة: بكسر الكاف وفتح السين المهملة: قرية كبيرة وقاعدة لكعب من عمرو اليمن. حيث يوجد بها شيخ القبيلة العام. وتتبعها قريتان صغيرتان هما آل كعب وآل فاطمة. وتقع عاكسة بأسفل صدرايد وما بين واديي عوطب وآبق من الشمال.
آل عَرِيْف: بفتح أوله: اسم علم لقرية من تهامة بني عمرو وتقع على جانب وادي لحف الذي يسيل في وادي الغيل ثم إلى خاط وهي قريتان متجاورتان تعرف باسم كعب.
آل عريف أو العَرِيْف: كسابقتها: قرية لبني عمارة وتقع جنوب قرية ربوع السرو وإلى الشمال من قرية بن جميل.
العَسَاكِر: بفتح العين والسين المهملتين وكسر الكاف: وتقع في وسط وادي خاط وهي من قرى تهامة بني عمرو ويلتقي فيها واديا حظوة ولحف.
آل عَطِيْفَة: بفتح العين وكسر الطاء المهملة وسكون الياء المثناة التحتية وفتح الفاء: قرية كبيرة وقسم من أقسام آل سليمان وتقع في الشفاء مطلة على تهامة.
حرف الغين
آل غَانِم: اسم علم لقرية من تهامة بني عمرو وتقع بجانب وادي خاط من شرقه.
آل غُثْرَان: بضم الغين وسكون الثاء المثلثة: قرية من قرى عضيدات وتقع شرق جبل المطلي. بلاد عمرو الشام.
الغَرَّة: بفتح الغين والراء المشددة المهملة: قرية كبيرة لبني كريم وتقع بجانب وادي العيمة أو الغرة لوجودها عليه. وهي في جنوب منطفة حلباء وإلى الغرب عن قرية بن جميل. بلاد عمرو اليمن.
الغَزَالة: بالفتح: قرية لبني رافع وتقع في سفح جبل الدماء في الشمال الغربي لجبل حرفة. بلاد عمرو الشام.
غَزَّة: بفتح الغين والزاي المشددة المعجمة: قرية حديثة للشق وهي أصلا لقرية لزمة الآتي ذكرها. وتقع شمال وادي الغربة وهو مجمع أودية العيمة وذا الحورم وتفيض في غظاز بلاد عمرو الشام.
آل غَيْهَب: بفتح الغين وسكون المثناة التحتية وفتح الهاء: قرية من قرى بني كريم وتقع على وادي آل غيهب الذي يسيل في وادي حضر. ثم إلى وادي بدوة. بلاد عمرو اليمن.
آل غِوَالَة: بكسر الغين وفتح الواو فألف ولام مفتوحة: قرية من بني كريم وتقع بوادي قعوان والذي يسيل في وادي حضرين ثم إلى حضر بلاد عمرو اليمن.
حرف الفاء
آل فَاطِمَة: اسم علم لقرية لعاكسة من كعب من عمرو اليمن.
الفَرْش: بفتح الفاء وسكون الراء المهملة: قرية لكعب وتقع في شرق القبيلة بلاد عمرو اليمن.
الفَرْشَة: بفتح الفاء وسكون الراء المهملة وفتح الشين المعجمة: قرية من قرى الشق وتقع في شرق القبيلة على وادي الفرشة الذي يسيل في وادي وضاعة ثم إلى وادي عوص. بلاد عمرو الشام.
الفَرْعَة: بفتح الفاء وسكون الراء المهملة وفتح العين المهملة: قرية من قرى الشق وتقع وسط جبل المطلى من شرقه ولعلو هذه القرية فمنها تشاهد مدينة بيشة ليلًا بالعين المجردة والتي تبعد عن هذه القرية 135 كيلا إلى الشمال الشرقي.
آل فُظّة: بضم الفاء والضاد المعجمة المشددة المفتوحة: قرية من قرى قبيلة الشق وتقع إلى الشرق من قرية لزمة. بلاد عمرو الشام.
حرف القاف
القَاع: قرية في تهامة بني عمرو وتقع بأعلى جبل تهوى وعلى قمته الشماء.
القَاع: كسابقتها: قرية من تهامة بني عمر أيضًا وتقع بأسفل جبل تهوى من شماله.
القَرْن: بفتح القاف وسكون الراء المهملة قرية من قرى بني عمارة وتقع بوادي الكنهبلة والذي يسيل في وادي العرين بعد التقائه بوادي غظار بلاد عمرو الشام.
القَرْن: كسابقتها: قرية صغيرة لنابط من أقسام عضيدات بلاد عمرو الشام.
قِفْعَة: بكسر القاف وسكون الفاء وفتح العين المهملة: قرية من قرى كعب وتقع بوادي قفعة الذي يسيل في وادي بدوة. بلاد عمرو اليمن.
القَنَاة: بفتح القاف والنون فألف وهاء: قرية في تهامة بني عمرو وتقع بوادي الغيل وعلى جانبه الغربي.
حرف الكاف
آل كُرَاع: بضم الكاف: قرية من قرى كعب وتقع بوادي عوطب بفتح العين وسكون الواو وفتح الطاء. والذي يسل في وادي آيق.
آل كَعْب: بفتح الكاف وسكون العين المهملة: قرية من قرى كعب وهي تابعة لقرية عاكسة. بلاد عمرو اليمن.
الكَنَهْبِلَة: بفتح الكاف والنون وسكون الهاء وكسر الباء الموحدة: منطقة تضم عددًا من القرى يخترقها وادي الكنهبلة: الذي يسيل بوادي العرين. بلاد عمرو الشام.
حرف اللام
لأشْعِبْ بتخفيف الاسم: حسب لفظ السكان هنا. انظرها في حرف الألف.
لَزْمَة: بفتح اللام وسكون الزاي وفتح الميم: قرية هي قاعدة بها أسرة آل مناع منهم شيخ شمل الشق محمد بن سعيد بن محمد
(1)
بن محسن آل مناع العمري ومما قاله الشاعر سحيم في قافه المشهور:
وتِلْقَى آلَ مَنَاع بَيْت الشَّبَارَة
…
لهْمَ قَبْل عَمْرَيْنَ حَظٍ وَشَارَة
إذَا نَبْ
(2)
فِيْنَا المَسَارِي وَغَارَة
…
فَلا شَيْخٍ إِلا مَقَدَم سَرِيّة
(3)
وتقع قرية لزمة شرق جبل المطلى بمنحدراته الشرقية ويضمها واديي العيمة وذا لخورم اللذين يسيلان في غظار.
لَصْفَاء: بفتح اللام وسكون الصاد المهملة وفتح الفاء فألف وهمزة: قرية كبيرة لآل سليمان بها مدرستا بنين؛ ابتدائية ومتوسطة ومركز صحي. وتقع على وادي لصفاء الذقي ينحدر من الجنوب الشرقي لجبل المطلى ويسيل في وادي طريف بلاد عمرو الشام.
لِفْت: قرية من قرى الشق: وهي بكسر اللام وسكون الفاء ثم تاء مثناة فوقية: بها مدرسة ابتدائية تقع شرق المطلى وهي غرب قرية لزمة. بلاد عمرو الشام.
آل لهِيْفَة: بفتح اللام وكسر الهاء: بويتات تمثل قرية صغيرة من قرى آل الشيخ وتقع بشعف عمرو الشام مطلة على تهامة.
حرف الميم
آل مَحْفُوظ: بفتح أوله: اسم علم لقرية من قرى الشق وتقع على حافة الشفاء المباشر لتهامة: بلاد عمرو الشام.
(1)
هو الذي تزعم قبائل عمرو الشام وصد هجوم القوات التركية وهزيمتهم وكان ذلك سببًا في جلاء الأتراك من جنوب المملكة.
(2)
إذا نب: أي دعى أو نادى أو صاح.
(3)
يعني أن أي فرد منهم مستعد لقيادة القبيلة أو القبائل عمومًا لحسن أخلاقهم وسداد آرائهم.
مَخْدَرَة: بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح الدال والراء المهملتين: قرية من قرى كعب بلاد عمرو اليمن.
آل مَشْنِية: اسم علم لقرية من قرى بني رافع وتقع على سفح جبل صَعْبَان: بفتح الصاد المهملة وسكون العين. وهي إلى الغرب من قرى القبيلة. بلاد عمرو الشام.
مِغرَاة: بكسر الميم وسكون العين: قرية لبادية بالحارث تقع بوادي دحيم.
آل مَقْبُول: اسم علم لقرية من قرى بني كريم وتقع بوادي المليصة أحد فروع حضرين. بلاد عمرو اليمن.
المَقْصَرَة: بفتح الميم وسكون القاف وفتح الصاد المهملة: قرية من قرى عضيدات وتقع بجانب وادي عياش من شماله. بلاد عمرو الشام.
المَلْوِيَة: بفتح الميم وسكون اللام وكسر الواو، والياء المثناة التحتية المشددة. بويتات تمثل قرية صغيرة لآل سليمان وتقع ما بين قريتي آل غثران والخيشة شرقًا. بلاد عمرو الشام.
حرف النون
نَابِط: منطقة تشمل عدة قرى وتكون قسمًا من أقسام عضيدات وتنتشر على وادي (شث) بفتح أوله. الذي يسيل في وادي رنما ووادي حبقة الذي يسيل في وادي عياش، وهذه المنطقة إلى الشرق من مركز بني عمرو ونَابِط: بفتح النون فألف وباء مكسورة موحدة ثم طاء مهملة.
آل نَبْهان: بفتح النون وسكون الباء الموحدة وفتح الهاء: قرية من قرى بني عمارة وتقع شمال منطقة حلباء وفي الشمال الغربي لربوع السرو. بلاد عمرو اليمن.
آل نَبِيْلَة: بفتح النون وكسر الباء الموحدة ثم ياء مثناة تحتية ولام مفتوحة قرية من العاسرة لعضيدات وتقع شمال وادي عياش بلاد عمرو الشام.
النَقْبَة: بفتح النون المشددة وسكون القاف وفتح الباء: قرية الباء: قرية من قرى آل الشيخ وتقع على جانب وادي عياش من الشرق. بلاد عمرو الشام.
نِمْرَان: بكسر النون وسكون الميم: قرية من قرى بني رافع وتقع جنوب بني رافع وشوق جبل حرفة.
النّيَفَة: بفتح النون المشددة وفتح الياء المثناة التحتية والفاء: قرية من قرى الشق وتقع بأعلى وادي (شَث) الذي يسيل في رنما.
النّيْيح: أو آل نَيْيْح: بفتح النون وياء مثناة تحتية مكررة ثم حاء مهملة: قرية كبيرة من قرى الشق يقسمها واديهم الذي يسيل في وادي السهوة والوادي مسمى بالقرية وهي جنوب بلاد عمرو الشام.
حرف الواو
آل وَلِيْد: بفتح الواو وكسر اللام: قرية من قرى كعب وتقع بأعلى وادي رديحة من شماله وهذه القرية آخر قرى بني عمرو اليمن من الجنوب وتبعد عن النماص إلى الشمال بحوالي كيلين فقط.
حرف الهاء
آل هِلالَة: بكسر الهاء وفتح اللامين: قرية من قرى بني كريم وتقع بوادي آل هلالة: الذي يسيل في وادي حضرين وذلك من شماله. بلاد عمرو اليمن.
حرف الياء
يَأنِف: بكسر النون: قرية تقع بمنطقة ضيقة وتختلط مع شقيقتها قرية يانف الشهرية. وهاتان القريتان يجمعهما واد واحد وتقع إلى شمال السرو.
آل يَاهِل: بالياء: ومن أهلها من يسمونها آل عارف والأول اسمها: قرية لآل سليمان وتقع بأعلى وادي الكنهبلة. بلاد عمرو الشام.
اليَحُور: بفتح الياء وضم الحاء المهملة: قرية من قرى الشق وتقع بوادي اليحور الذي يسيل في وادي غضار. بلاد عمرو الشام.
بنو وائل
-بكر وتغلب-
نسب بني وائل:
من وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جُديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
ومن المعروف أن بكر بن وائل من أكبر قبائل العرب في الجاهلية وصدر الإسلام، وتفرعت منها قبائل عديدة في شرق الجزيرة العربية والعراق ووصلت فروع منها: في شرق الأناضول وسميت باسم ديار بكر حتى الوقت الحاضر.
وقد تحضرت معظم فروع بكر وسكنت قرى نجد والعراق ومنها في مصر وغيرها، ودخلت فروع منها في قبيلة عَنَزة والتي تشترك معها في النسب؛ لأن عنزة هو ابن أسد بن ربيعة بن نزار.
ومن أشهر قبائل بكر: شيبان وبنو حنيفة وسيأتي بيان عن فروعها في المملكة العربية السعودية.
أما عن تغلب فأغلبها سكن بلاد الجزيرة الفراتية وبقيت منها بقايا في نجد دخلوا في عنزة. وسيأتي بيانها حسب أقوال المؤرخين والنسابين المتأخرين.
استعراض ما ذكره المؤرخون والنسابون
1 -
ما ذكره ابن حزم الأندلسي في الجمهرة عن بني وائل:
قال: وهؤلاء بنو وائل بن قاسط بن هِنْب بن أفصى بن دُعمي بن جُديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار.
ولد وائل بن قاسِط: بكرا؛ ودِثارا، وهو تَغْلب؛ وعبد اللَّه، وهو عَنْز؛ والشُّخَيْص، دخل في بني تَغْلب؛ والحارث، دخل في بني عائش بن مالك بن
تَيْم اللَّه، بني ثعلبة بن بكر بن وائل: أمهم كلهم هِنْد بنت مُر بن أد بن طابِخة بن إلياس بن مُضَر.
وهؤلاء بنو عَنَز بن وائل بن قاسِط
(1)
منهم: عامر بن ربيعة، صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؛ كان حليفًا لآل الخطاب؛ وهو عامر بن ربيعة بن كعب بن مالك بن ربيعة بن عامر بن ربيعة بن حجير
(2)
بن سلامان بن مالك بن ربيعة بن رُفيدة بن عَنْز بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى ابن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، كان الخطاب قد تبناه؛ فلما نزل:{ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ. . . (5)} [الأحزاب]، رجع إلى نسبه.
وبنو عَنْز بن وائل بجهة الجند من اليمن، ذوو عدد عظيم، يبلغون عشرات الألوف.
وهؤلاء بنو تغلب بن وائل بن قاسط بن هِنب بن أفصَى ابن دُعميّ بن جُديلة بن أسَد بن ربيعة بن نزار
ولد تَغْلب بن وائل: غنما؛ والأوس؛ وعمْران. فمن ولد عمران قوم غير مشاهير. ومن ولد الأوس بن تغلب: القَرْثَع الشاعر
(3)
؛ وأرى أن تميم بن جميل الخارج على المتوكل بديار ربيعة كان منهم، لقوله في أبياته المشهورة:
يَعِزُّ على الأَوْسِ بْن تَغْلِب مَوْقِفٌ
…
يُسَلُّ عَلَيَّ السَّيْفُ فيهِ وأَسْكتُ
وهؤلاء ولد غنم بن تغلب
وفيهم البيت والعدد من بني تَغْلب، ولد غنْم بن تَغْلِب: عَمْرا، ووائل. فمن ولد وائل بن غَنْم بن تَغْلب: شَيْبان، ولَوْذان؛ وهم غير مشاهير.
(1)
هذه القبيلة تيامنت ودخلت في القبائل القحطانية في عسير وسيأتي ذكرها في ج 11 من الموسوعة.
(2)
والنسب هنا يخالف ما في الإصابة 7374.
(3)
الاشتقاق 202.
وهؤلاء ولدُ عمرو بن غنم بن تغلب
وفيهم بيت تَغْلب وعددها: ولد عمرو بن غنْم بن تَغْلِب: حُبَيبا، وفيه البيت والعدد، ومعاوية؛ وزيدا؛ لهم بقية، ليسوا بالمشاهير. فولد حُبَيْب بن عمرو
(1)
ابن غنم بن تَغْلب: بكرا، وفيه البيت والعدد، وجُشَما، ومالكا، فود مالك بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب قوم غير مشاهير. ومن بني جُشَم بن حبيب بن عمرو بن تغْلب: الأخْزَل النسَّابة، وهو مالك بن عبد بن جُشَم بن حُبَيْبٌ.
وهؤلاء ولد بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب
ولد بكر بن حبيب: جشَم، وفيه البيت والعَدَد؛ ومالك؛ والحارث؛ وعمرو؛ وثَعلبَة؛ ومُعاوية. وهؤلاء الستة يسمون الأرَاقم.
وهؤلاء بنو جُشَم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب
منهم: عمرو بن كُلْثُوم بن مالك بن عتاب بن سعد بن زهير بن جُشَم بن بكر بن حُبيب؛ وبنوه: عبد اللَّه، والأسْود، شاعران سيدان؛ وعبَّاد، وهو قاتل بِشْر بن عمرو بن عُدَس. ومن ولده: العَتَّابيُّ الشاعر، واسمه كُلْثُوم بن عمرو بن أيوب بن عبيد بن حُبَيْش بن أوْس بن مسعود بن عبد اللَّه بن عمرو بن كلثوم بن مالك؛ ومالك، وعمرو، والقاسم، بنو طَوْق بن مالك بن عتاب بن زافر بن شريح بن عبد اللَّه بن عمرو بن كلثوم المذكور؛ وابنا مالك بن طَوْق: طَوْق، وأحمد، كانت لهم جلالة ربيعة، وإليهم تنسب رَحْبة مالك بن طَوْق؛ ولعمرو بن كلثوم أخٌ اسمه مُرَّة بن كُلْثُوم، فارس بطل؛ وأبو حَنَش عُصْم
(2)
بن النعمان بن مالك بن عتَّاب، وهو ابن عم عمرو بن كُلْثُوم لحّا، وعُصْم هذا هو قاتل شُرَحْبيل ابن الحارث الملك آكل المُرَار، يوم الكُلاب.
ومن بني كعب بن زُهير بن جشَم بن بكر بن حُبيْب: جميل، قاتل عمير ابن الحُباب السُلَمِي؛ وامرؤ القيس بن أبان، الذي قتله الحارث بن عُباد البكريُّ بابنه بُجَيْر بن الحارث. ومن بني الحارث بن زُهير بن جُشَم بن بكر بن حُبيب:
(1)
انظر: مختلف القبائل.
(2)
انظر: المحبر 204، 209 والاشتقاق 204.
كُلَيْب، ومُهَلْهل، وعَدِي، وسَلَمَة، بنو ربيعة بن الحارث بن زُهير بن جُشَم؛ ولا نعلم لمُهَلهل ولدا ذكرًا؛ ولا عقب له إلا من قبل ابنته ليلى، وهي أم عمرو بن كُلْثُوم؛ ولا نعلم لكُلَيْب ولدم إلا الهجرِس بن كُلَيْب، ولا نعرف له عقبًا مذكورًا ولا لعدي، ولا لسَلَمة.
وهؤلاء بنو مالك بن جُشَم بن بكر بن حَبيب
منهم: القَطَاميُّ الشاعر، وهو لقبٌ؛ واسمه عمرو بن شُيَيْم بن عمرو بن عباد بن بكر بن عامر بن أسامة بن مالك بن جُشَم. ومن بني عمرو بن مالك بن جُشَم بن بكر: الأخْطَل الشاعر
(1)
، واسمه غِيَلث بن غَوْث بن الصَّلت بن طارق
(1)
بن السيْحان بن عمرو بن السَّيْحان
(2)
بن فَدَوْكَس بن عمرو بن مالك بن جُشَم بن بكر بن حبيب.
وهؤلاء بنو سعد بن جشم بن حبيب
منهم: عُتْبة بن الوَغْل
(3)
بن عبد اللَّه بن عَنْز بن حبيب بن الهِجْرِس بن تَيْم ابن سعد بن جُشَم.
وهؤلاء بنو مالك بن بكر بن حُبيب ابن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل
منهم: النُّعْمان بن زُرْعة بن هَرْمي بن السَّفَّاح -واسم السَّفَّاح سلمة- بن خالد بن كعب القُنْفذ بن زُهَيْر بن تَيْم بن أسامة بن مالك بن بكر بن حُبيب بن عمرو؛ ومنهم: صاحب السنْد، هشام بن عمرو بن بِسْطام بن سفيح بن مروان بن يَعْلى بن سفيح بن السَّفاح سلمة بن خالد بن كعب القُنْفذ؛ وحَنْظَلة بن قيس بن هَوبر، قائد بني تَغْلب أيَّام عمر بن الخطاب، وهو من بني كَنانة بن تَيْم بن أسامة
(1)
صوابه من صدر ديوانه والمقتضب 60 ونوادر المخطوطات 2: 317 والأغاني 7: 161 والمؤتلف 21 والخزانة 1: 220.
(2)
الأخطل التغلبي له ديوان مطبوع لمن أراد الرجوع إليه.
(3)
المقتضب 60 والاشتقاق 203 وقد جعل اشتقاقه من الوغل: الداخل في القوم ليس منهم.
ابن مالك بن بكر بن حبيب؛ وشَعْيب بن مُلَيْل الخارجيُّ، من بني صباح
(1)
بن مالك بن بكر بن حبيب؛ وناشرة بن أغْواث
(2)
بن قُعَيْن بن مالك بن بكر بن حُبَيْب، قاتل همام بن مُرَّة الشَّيباني.
وهؤلاء بنو عوف بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب
منهم: كَعْب بن جُعَيْل بن قُمَير
(3)
بن عُجرة
(4)
بن عوف بن بكر بن حُبيب ابن عمرو بن غَنْم بن تَغْلب الشاعر.
وهؤلاء بنو عمرو بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب
منهم: الوليد بن طَريف بن عامر الخارجيُّ، وهو من بني صيفى بن حُيَي ابن عمرو بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غَنْم بن تغلب؛ وأخته لَيْلى، القائلة:
أَيَا شَجَرَ الخَابُورِ مَالَكَ مُورِقًا
…
كَأَنَّكَ لَمْ تَجْزَعْ عَلَى ابنِ طَرِيفِ
(5)
وكانت تركب الخيل وتقاتل، وعليها الدرع والمِغْفَر؛ والأخْنَس بن شهاب الشاعر
(6)
الفارس؛ والفِنْد بن أوس، الفارس المشهور.
(1)
صوابه في المقتضب 61. وقد جعله ياقوت "صباح بن مالك بن مالك بن بكر".
(2)
صوابه في نوادر المخطوطات 2: 130 والقاموس (نشر).
(3)
صوابه المؤتلف 84 ومعجم المرزباني 344 والخزانة 1: 458.
(4)
في معظم المراجع: "بن هجرة بن ثعلبة بن عوف".
(5)
انظر حماسة ابن الشجري 89 والبحتري في 433 وأبي تمام 1044، 1092 بشرح المرزوقي والأمالي 2: 274 والعقد 3: 279 والأغاني 11: 8 وتاريخ الطبري 1: 65. وقد روى ابن خلكان في ترجمة الوليد بن طريف قصيدة البيت كاملة.
(6)
من شعراء المفضليات، له المفضلية رقم 41.
وهؤلاء بنو معاوية بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب
منهم أعْشَى بَني تَغْلب
(1)
.
وأما بنو الحارث بن بكر بن حُبيب بن عمرو بن غَنْم بن تَغلب، فغير مشاهير.
وهؤلاء بنو ثعلبة بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب
منهم: الهُذَيْل بن هُبَيْرة بن قَبِيصة بن الحارث بن حبيب بن حُرْفَة
(2)
بن ثعلبة بن بكر بن حُبيْب بن عمرو بن غَنْم بن تَغْلِب؛ ومَعْبَد بن حَنَش بن مالك؛ وعَمِيرة بن جُعل الشاعر.
وهؤلاء بنو بكر بن وائل بن قاسط
ولد بَكْر بن وائل: عليا؛ ويَشْكُر؛ وبَدَن
(3)
، دخل بنوه في بني يَشْكر.
وهؤلاء بنو يشكر بن بكر بن وائل بن قاسط
مهم: أسْوَد بن مالك بن عبد اللَّه بن عبد ود بن عبد عَوْف بن كعب بن مالك بن مالك بن كعب بن حُرْفَة
(4)
، من بني غَنْم بن حُبيِّب
(5)
بن كعب بن يَشْكُر، صاحب النَّخْل المَوْقُوفة، التي تُصْرَم في كل سنة مرتين؛ وفيها قبره.
ومنهم: صاحب الفَرْخ العُقاب
(6)
، وهو الحارث بن غُبَر بن غنم بن حبيِّب ابن كعب بن يَشْكُر؛ وأم غُبَر هي الناقميَّة، وهي بنت ناقم، وهو عامر بن جَدَّان ابن جديلة بن أسد بن ربيعة
(7)
؛ وقال أبو زياد الكِلابيُّ: هي من تَغْلِب؛ وهو
(1)
اسمه نعمان بن نجوان، أو ربيعة بن نجوان. المؤتلف 20. وفي نوادر المخطوطات 2: 317: "يعمر بن نجوان" وانظر الأغاني 10: 93.
(2)
حرفة، بالفاء كما في نص ابن حبيب في مختلف القبائل 20.
(3)
هذا الصواب من الاشتقاق 205 والمعارف 43.
(4)
صوابه من مختلف القبائل 20.
(5)
في المزهر 2: 45: "كل شيء في الحرب فهو حبيب، سوى حبيب بن عمرو في تغلب، وحبيب بن جذيمة في قريش بالتصغير والتعفيف. وسوى حبيب بن الجهم في النمر، وحبيب بن كعب في بني يشكر، وحبيب بن الحارث في ثقيف، فإن الثلاثة بالتصغير والتشديد".
(6)
كذا بتعريف "الفرخ" وفي المقتضب 59: "صاحب الفرخ".
(7)
هذا الصواب من مختلف القبائل 3.
أصحُّ. وكان الحارث سيد ربيعة إلى أن قتل الفَرْخ المذكور عمرو الأعْمَى بن شَيْبان ابن ذُهْل بن ثعلبة بن عُكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل؛ وكان اسم الفَرْخ عنه.
ومنهم: أمين بن أحمر بن مسهر بن قيس بن مالك بن ثعلبة بن جُشَم بن غُبَر بن غنم، ولى خُراسان.
ومنهم: عامر بن جُشَم بن حبيِّب بن كعب بن يَشْكر، وعامر هذا هو ذو المَجَاسِد؛ وهو أول من أعطى الذكر حظين والأنثى حظًا.
ومنهم: الأرْقم بن علباء بن عوف بن الأسعد بن كَعْب بن عِجل بن العتيك ابن كَعْب بن يَشْكُر، الذي ذبح كَبش النعمان.
ومنهم: ابن الكَوَّاء، والسمه عبد اللَّه بن عمرو بن النعمان بن ظالم بن مالك بن أبي بن عُصم
(1)
بن سعد بن عمرو بن جُشَم بن كنانة بن حِرْب بن يشْكُر.
ومنهم: الشاعر الحارث بن حِلِّزة بن مكروه بن بُدَيد
(2)
بن عبد اللَّه بن مالك بن عبد سعد بن جُشَم بن ذُبْيان بن كنانة بن يَشْكُر؛ ومن ولده: شهاب بن مذعور بن الحارث بن حلزة، كان عالمًا بالأنساب.
ومنهم: سُوَيْد بن أبي كاهِل، من بني حارثة بن حِسْل بن مالك بن عبد سعد بن جُشَم بن ذُبيان بن كِنانة بن يَشْكُر.
ومنهم: عبَّاد بن جَهْم، من بني جهارة بن ذُبيان بن كنانة بن يَشْكر، قاتل ناشرة التغلبي طلبًا بثأر همَّام بن مُرة،
ومنهم: الرَّيَّان اليَشْكُريُّ، سيد بني بكر في آخر أمرهم، في حربهم مع بني تَغْلب.
(1)
صوابه من المقتضب 60، وفي نهاية الأرب 2: 330: "عصيم". وانظر لابن الكواء: ابن النديم 133 والمعارف 233 والاشتقاق 205 والأغاني 13: 52.
(2)
انظر المقتضب 60 واللآلئ 638. وفي القاموس (بدد): "وكزبير: جد حلزة بن مكروه". وانظر شرح الأنباري للمفضليات 515.
ومنهم: عطيَّة العوفي، المحدث، وهو من بني عوف بن سعد، فَخْذ من بني عمرو بن عبَّاد بن يَشْكُر بن بكر بن وائل.
وهؤلاء بنو علي بن بكر وائل
ولد عليّ بن بكر بن وائل: صَعْب بن عليّ، لم يعقب له غيره. فولد صَعْب بن علي: مالكا، ولجُيْما؛ وعُكابة، فيه البيت والعدد. فمن ولد مالك بن صعب: شَهْل بن شيبان بن زمَّان بن مالك بن صَعْب بن عليّ، وهو المعروف بالفِنْد.
وهؤلاء بنو لجيم في صعب بن علي بن بكر بن وائل
ولد لجُيْم بن صَعْب بن علي بن بكر: حَنِيفة؛ وعِجْل.
وهؤلاء بنو حنيفة بن لجيم بن صعب
وهم أهل اليمامة، وهم أصحاب نخل وزرع. فولد حنيفة بن لجيْم: الدُّول، وفيه الثروة من بني حَنيفة والعَدَد؛ وعَدِيا؛ وعامرا.
فمن بني عامر بن حنيفة: عبد الرحمن بن مَحْدُوج
(1)
بن ربيعة بن سمير ابن عاتك بن قيس بن سعد بن الحارث بن عامر بن حنيفة.
ومن ولد عَدي بن حنيفة: عبد اللَّه، وعبد الحارث، وعبد مناة، ومُرَّة، وسعد: أمهم
(2)
ضُبَيعة بنت عِجل بن لجيْم. ومنهم؛ مُسيْلِمة الكذَّاب بن ثمامة ابن كثير بن حبيب بن الحارث بن عبد الحارث بن عَدي بن حنيفة، يكنَّى أبا ثُمامة؛ ونَجْدة بن عُوَيمر بن عبد اللَّه بن سيَّار بن المطَّرح بن ربيعة بن الحارث ابن عبد الحارث بن عَديِّ بن حنيفة الخارجيُّ؛ الشاعر العبَّاس بن الأحنف بن الأسْوَد بن طلحة بن حدان
(3)
بن كَلَدَة بن جذيم
(4)
بن شهاب بن سالم بن حيَّة
(5)
ابن كليب بن عبد اللَّه بن عدي بن حنيفة.
(1)
انظر الاشتقاق 209.
(2)
انظر المقتضب 57 والمعارف 43 والمجسر 235.
(3)
وفي وفيات الأعيان في ترجمته "حردان". وفي تاريخ بغداد 12: 127 والأغاني 8: 14: "جدان".
(4)
هذا ما في تاريخ بغداد. وفي ابن خلكان: "خزيم".
(5)
ابن خلكان: "حبة"، تأريخ بغداد:"دحية".
وهؤلاء بنو الدول بن حنيفة بن لجيم بن صعب
ولد الدُّول بن حنيفة: مُرَّة، وعبد اللَّه، وذُهْل، وثَعْلَبَة.
وهؤلاء بنو مرة بن الدول بن حنيفة
منهم: هَوْذَة بن علي بن ثُمامة بن عمرو بن عبد العُزَّى بن سُحَيْم بن مُرَّة ابن الدُّول، توجه إلى كسرى: وعمرو [بن عمرو
(1)
] بن عبد اللَّه بن عمرو بن عبد العُزَّى سُحَيْم بن مُرَّة بن الدُّول، قاتل المنذر بن ماء السماء يوم عين أباغ؛ وفيه يقول أوْس بن حَجَر:
أنْبئْتُ أَنَّ دَمًا حَرامًا نِلْتَهُ
…
وهُرِيق فِي بُرْدٍ عَلَيْك مُحَبَّرُ
(2)
ومنهم: طَلْق، وشيبان، ومالك، بنو عمرو بن عبد اللَّه، إخوة عمرو بن عمرو المذكور: أمهم عوانة المُلافظة بنت زيد بن عييد بن يربوع بن ثعلبة بن الدُّول ابن حنيفة، سميت بذلك لسخائها؛ وقد مدحهم الأعشى. ومن ولد طَلْق بن عمرو المذكور: طَلْق بن عليّ بن طَلْق بن عمرو، له صحبة ورواية، وابنه عبد الرحمن بن طَلْق. روى عنه.
وهؤلاء بنو عبد اللَّه بن الدول بن حنيفة
منهم: أبو مَرْيم صُبَيْح بن المحترش بن عبد عمرو بن عبيد بن مالك بن المغيرة بن عبد اللَّه بن الدُّول، يقال إنه قاتل زيد بن الخطَّاب رضي الله عنه وأسْلَم بعد ذلك، وصلُحت حاله، ووفد على أبي بكر الصديق رضي الله عنه في عشرة من بني حنيفة؛ ففقه في الإسلام والقرآن والعلم، وولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه قضاء البصرة.
وهؤلاء بنو ذهل بن الدول بن حنيفة
منهم: جَبَلة بن ثَوْر بن هِيْمان بن جئاوة بن عبد مناة بن هِفَّان بن الحارث ابن ذُهُل بن الدُّول بن حنيفة، تزوج كبشة بنت الحارث بن كُرَيْز بن ربيعة بن
(1)
انظر المقتضب 57: من قاتل النعمان "شمر بن عمرو بن عبد اللَّه".
(2)
ديوان أوس بن حجر ص 9 والحماسة بشرح المرزوقي 432، 1440.
حبيب بن عبد شمس؛ ثم خلف عليها بعده مُسَيْلمة الكذَّاب؛ ثم خلف عليها بعد مُسَيْلمة عبد اللَّه بن عامر بن كُريْز، فولدت له؛ وأبو راشد نافع بن الأزْرَق بن قيس بن نهار بن إنسان بن أسد بن صَبْرة بن ذُهْل بن الدُّول بن حنيفة، الذي تنسب إليه الأزارقة من الحنوارج؛ وكان في أول أمره من أصحاب ابن عباس رضي الله عنه ثم غلب عليه الشقاء، فاستعرض المسلمين بسيفه، وقتل النساء والأطفال، وعطل الرحم، وفارق الإسلام.
وهؤلاء بنو ثعلبة بن الدول بن حنيفة
منهم: ثُمامة بن أثال بن النعمان بن مسلمة بن عُبيد بن ثعلبة بن الدُّول بن حنيفة، أسْلَمَ، وله صحبة؛ وعمه مطرِّف بن النعمان، كان سيدًا؛ وابن عمهم حرُيث بن جابر بن مسلمة بن عبيد، كان سيدًا؛ وخليد بن عبد اللَّه بن زهير بن سارية بن مسلمة بن عُبيد، ولي خراسان؛ والمُعْترض بن عزال بن سُبيع بن مسلمة ابن عُبيد، قتل يوم اليَمامة؛ وابن عمه مُحَكِّم
(1)
بن الطفيل بن سُبيع بن مسلمة، قُتل يوم اليمامة، وكان أشرف قومه من مُسَيْلمة، وابن عمه: الفُرافصة بن عُمير ابن شيبان بن سبيع بن مسلمة، حليف لقُريش؛ ومُجاعة بن مُرَارة بن سلمى بن زيد بن عُبيد بن ثعلبة بن يَرْبُوع بن ثعلبة بن الدُّول، أسره خالد بن الوليد، وعلى يده كان صُلْحُ أهل اليَمامة؛ ومن ولده: الدَّخيل بن إياس بن نوح بن مُجَّاعة بن مُرَارة، رُوى عنه.
وهؤلاء بنو عجل بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر
منهم: ثعلبة بن حنظلة بن سيَّار بن حُيّي بن حاطبة بن الأسعد
(2)
بن جذيمة ابن سعد بن عِجْل بن لجيْم، صاحب القُبَّة يوم ذي القار
(3)
؛ وأخواه عبد الأسود، ويزيد؛ سادوا كلهم؛ والحكَمْ بن عُتَيْبة بن النَّهاس (واسم النَّهَّاس عبدل) ابن حنظلة بن تامر بن الحارث بن سَيَّار بن حُيّي بن حاطبة، فقيه أهل الكوفة؛ وسعيد بن مُرَّة، الذي غلب على أذْرَبيجان، هو من بني عبد اللَّه بن سيَّار بن الأسعد بن
(1)
انظر المقتضب 57 والاشتقاق 210.
(2)
انظر المقتضب 57.
(3)
المقتضب: "صاحب الفتنة يوم درقان".
الأسعد بن جذيمة بن سعد بن عجل بن لجيم، وإياس بن مُضارب؛ وابنه راشد ابن إياس؛ كان إياس على شرطة ابن مُطيع، قتلهما المختار يوم جبَّانة السبَيْع؛ ولإياس بن مضارب عقب بالكوفة غالية خناقون؛ وأبو دُلف القاسم بن عيسى بن إدريس بن مَعْقِل بن سيَّار بن شيخ بن سيَّار
(1)
بن عبد العُزَّى بن دُلَف بن جشم ابن قيس بن سعد بن عِجْل بن لجيْم، كان جدُّه إدريس بن مَعْقل عطَّارًا، ثم جلت حال ولده؛ منهم: عبد العزيز بن دُلَف بن أبي دُلَف، ثار بإصبهان، وبنوه: دُلَت ابن عبد العزيز، ثار بفارس أيضًا. وإخوته أحمد، وبكر، وعمرو والحارث، ثاروا كلهم بأصبهان؛ ولهم عقب كثير؛ وكانت مدتهم، مذ ثار عبد العزيز بن دُلف بالجبل إلى أن مات بكر بن عبد العزيز، ثلاثًا وثلاثين سنة؛ وكان لهم أخٌ اسمه هطَّال
(2)
بن عبد العزيز؛ والأغلب العِجْلِي الراجز، وهو الأغلب بن جُشَم بن عمرو بن عبيدة بن حارثة بن دُلَف بن جُشم بن قيس بن سعد بن عِجْل بن لجيْم، له صحبة
(3)
؛ والراوية خداش بن إسماعيل بن خداش بن جُبير بن هلال بن مُرَّة ابن عبد اللَّه بن معاوية بن عبد سعد
(4)
بن جُشَم بن قيس بن سعد بن عِجْل بن لجيْم، له صحبة؛ والمحدث عبد اللَّه بن الوليد الوصَّافيُّ، من رأسد حنظلة بن قيس [بن سيار] بن سلمة بن مالك بن الحارث الوَّصاف بن مالك بن عامر بن كعب بن سعد بن ضُبَيْعة بن عشجل، سُمي الوصَّاف لإشارته على المنذر ابن ماء السماء يوم أوَارَة بصب الماء علي الدم، حتى يبلغ أسفل الجبل ليَبَرَّ بيمينه
(5)
. ومنهم: النُّسَير ابن ديسم بن ثور بن عَرِيجة
(6)
بن مُحَلِّم بن هلال بن ربيعة بن ضُبيعة بن عِجل، صاحب قلعة النُّسَيْر. ومنهم: جابر، وعامر، وعبد اللَّه، وعبد المنذر، وعبد النعمان، وحنظلة، وعرفجة
(7)
، وخليفة، ومسروق، وضرار، ويزيد؛ رأسوا
(1)
بدله عند ابن خلكان: "بن معقل بن عمير بن شيخ بن معاوية بن خزاني". ومثله في تاريخ بغداد 12: 416 بإبدال: "عمرو" بعمير.
(2)
في بعض المراجع عطال.
(3)
الإصابة 223 والاشتقاق 208 والمؤتلف 22 والأغاني 18: 164 والخازنة 1: 332 واللاليء 801 والشعراء 585. في المقتضب 58: "الأغلب بن جعثم"، تحريف.
(4)
انظر المقتضب 58.
(5)
المقتضب 58 والاشتقاق 208.
(6)
أثبت الصواب من القاموس (عرج). ومعجم البلدان (النسير).
(7)
"عرفجة"، صوابه من المقتضب 59.
كلهم، وهم بنو بُجَيْر بن عائذ بن شُرَيط بن عمرو بن مالك بن ربيعة بن عِجْل بن لجيْم؛ ولد جابر المذكور منهم: أبَجر؛ فولد أبْجَر: حجار بن أبْجَر، رَأْس بالكوفة؛ ومات أبوه نصرانيًا؛ والراجز أبو النجم واسمه الفضل بن قدامة بن عبيد ابن عبد اللَّه بن عَبَدَة بن الحارث بن إياس بن عوف بن ربيعة بن مالك بن ربيعة ابن عِجْل بن لجيْم؛ والشاعر العُدَيْل بن الفَرْخ (بالخاء المنقوطة على رأسها وإسكان الراء) بن مَعْن
(1)
بن أسْوَد بن عمرو
(2)
بن جابر بن ثعلبة بن شُنَى بن العَيَّاب
(3)
، واسمه الحارث، بن ربيعة.
وهؤلاء بنو عكابة بن صعب
ولد عكابة بن صَعْب: ثعلبة، وهو الحِصْن
(4)
؛ وقيس، دخل بنوه في بني ذُهْل بن ثعلبة. فولد ثعلبة بن عُكابة: شَيْبان؛ وذهْل، وقَيْس؛ والحارث دخل بنوه في بني أنمار من دُب بن مُرَّة بن ذُهْل بن شَيْبَان بن ثعلبة؛ وأمهم رَقاش، وهي البَرْشاء بنت الحارث بن العتيك بن غَنْم بن تَغْلب؛ وتيم اللَّه بن ثعلبة، وأمه الجَذماء، وهي أسماء بنت جَل بن عدي بن عبد مناة بن أدّ بن طابِخة بن إلياس ابن مضَرَ؛ سميتا بذلك لأنهما كانتا ضرتَيْن، فقعدتا تصطليان، فتشاجرتا، فنضحت أسماء على وجه رَقاش الجمر، فتبرَّش وجهها، فسميت البَرْشاء؛ فضربتها رَقاش، فقطعت يدها، فسميت الجَذْماء.
وولد ثعلبة أيضًا: أتَيْد
(5)
، واسمه مالك؛ وضِنَّة. فأما أتَيْد، فدخل بتوه في بني هِنْد من بني شَيبان؛ وأما ضِنَّة، فدخل بنوه في بني عُذْرة: فهم يقولون ضِنَّة
(1)
هذا الصواب من المتقتضب 59 والأغاني 20: 11.
(2)
وكذا في المقتضب. وبينه وبين تالية في الأغاني: "بن عوف بن ربيعة".
(3)
انظر المقتضب 59 والأغاني، وفيه:"كان العباب اسم كلب للحارث بن ربيعة بن عجل، فلقب باسم كلبه".
(4)
في المقتضب 62: "الحضر".
(5)
وكذا في المعارف 44، ونظيرهم في قبائلهم:"أثيد بن خطام بن صهيبة "في نهاية الأرب" 2: 311. لكن في المقتضب: "أسيد" مضبوطًا بالتصغير.
بن عبد بن كبير بن عُذرة بن سَعْد هُذَيم، إلا أن البيت والعدد في ولد شيبان بن ثعلبة، ثم في ولد ذُهل وقيس وتيم اللَّه بن ثعلبة.
وهؤلاء بنو تيم اللَّه بن ثعلبة بن عكابة ابن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل
ولد تَيْم اللَّه بن ثعلبة: الحارث، ومالكا، وهلالا، وعبد اللَّه، وحاطبة، وعامرا. فولد الحارث بن تَيْم اللَّه بن ثعلبة: ثعلبة، وهو الغَياب
(1)
، سمي بذلك يوم التَّحَاليق بقوله:
أضرب ضربًا غير تغبيب
(2)
ومالك؛ وعامر؛ وشيبان: أمهم عَديَّة بنت شيبان بن ذُهْل بن ثعلبة؛ ومنهم: أوس بن محْصَن بن عامر بن عبد اللَّه بن عائذ بن ثعلبة بن الحارث بن تَيْم اللَّه بن ثعلبة، وهو الذي أطلق له السَّبي يوم أوَارة؛ ونَهَار بن تَوسِعة بن تميم
(3)
بن عرفجة بن عمرو بن حَنْتَم بن عدي بن الحارث بن تَيْم اللَّه بن ثعلبة بن عُكابة؛ وصُعَيْر
(4)
بن كلاب بن عامر بن مالك بن تيم اللَّه بن ثعلبة، كان من فرسان بكر؛ ومن ولده: لسان الحُمرة، واسمه حصن بن ربيعة بن صُعَيْر
(4)
بن كلاب؛ والنسَّابة هو عبد اللَّه بن لسان الحُمَّرة؛ وعبيد اللَّه بن زياد بن ظَبْيان بن مطر بن الجعد بن قيس بن عمرو بن مالك بن عائش بن مالك بن تَيْم اللَّه بن ثعلبة بن عُكابة: قاتل المُصَعب بن الزبير رحمه الله؛ وكان المُصَعَب قد قتل النابئ بن زياد، أخا عُبيد اللَّه المذكور، وإلى عائش بن مالك هذا ينتسب العائشيون؛ وأوْس بن ثعلبة بن زُفَر بن عمرو بن أوْس بن وديعة بن مالك بن تَيْم اللَّه بن ثعلبة بن عُكابة، ولي بعض خُراسان وقُتل بناحية هَرَاة.
(1)
انظر في المقتضب: "أسيد" مضبوطًا بالتصغير.
(2)
انظر في المقتضب. والميداني 2: 352 والمعارف 45 ومعجم البلدان.
(3)
انظر المقتضب والمؤتلف 193. وانظر ترجمة نهار في المؤتلف، والشعراء 521 واللآلئ 817 المؤتلف 192 الحماسة بشرح المرزوقي 952.
(4)
انظر الاشتقاق: 213.
وهؤلاء بنو ذهل بن ثعلبة بن عكابة ابن صعب بن علي بن بكر بن وائل
وِلد ذُهْل بن ثعلبة: شَيْبَان؛ وعامر؛ وذُهْل بن ذُهْل، دخل بنوه في بني ضَبَّة.
وهؤلاء بنو عامر بن ذهل بن ثعلبة
ولد عامر بن ذُهْل: معاوية، وثعلبة، وعوف، ومالكا، وهو البُطَاح
(1)
.
فمنهم: عبد الكريم بن أبي العَوْجاء، الذي صلبه محمَّد بن سُليمان بن علي بن عبد اللَّه بن العبَّاس بالبصرة على الزندقة، وهو من بني عمرو بن ثعلبة بن عامر ابن ذُهْل بن ثعلبة؛ وحسَّان بن مَحْدُوج
(2)
بن بشر بن خُوط بن سَعْنة بن عُتود بن مالك بن الأعْور بن مالك بن ثَعْلبة بن عامر بن ذُهْل بن ثَعْلبة، كان صاحب لواء علي رضي الله عنه يوم الجَمَل، فقُتل؛ فأخذه أخوه حُذَيْفة بن مَحْدُوج، فقتل؛ فأخذه عمه الأسْوَد بن بشر، فقتل، فأخذه ابن عمهم عبد بن بشر بن حَسَّان بن خوط بن سَعْنة، فقتل: فأخذه عمه الحارث بن حَسان بن خُوط، فقتل، فأخذه ابنه عُدَيْس
(3)
بن الحارث بن حسان بن خوط، فقتل؛ فأخذه ابن عمهم زهير بن عمرو بن خوط، فقتل: فتحاماه زهير بن عمرو بن مالك بن ثَعْلَبة بن عامر بن ذُهْلٍ؛ فأخذه خَصَفة بن قيس بن مرة بن شراحيل بن عَوْف بن شعثَم
(4)
الأكبر بن معاوية بن عامر بن ذُهل بن ثعلبة، وقال لسائر قومه، وقد سلموا له اللواء:"أما واللَّه لو كان بردتين، ما حبوتموني بهما! "، فضرب بالسيف، فقطع أنفه وبعض [أحد] لحييه، وعاش بعد ذلك زمانًا؛ واسم الشَّعْثَم الأكبر: حارثة؛ وأخوه عبد شمس هو الشعْثم الأصغَر
(5)
؛ وفيهما يقول مُهَلْهِل:
(1)
المقتضب 56 وشرح التبريزى للحماسة 2: 217 وحواشي شرح المرزوقى 772. وقد ضبط في نسخة المقتضب بضم الباء. وبيت الحماسة:
ألا أبلغ بني ذهل رسولا
…
وخص إلى سراة بني البطاح
(2)
نص على اشتقاقه في الاشتقاق 209. وانظر الإصابة 1701 والأغاني 11: 28 والطبري 5: 212.
(3)
في الإصابة: "عنبس".
(4)
في المقتضب 56: "وولد معاوية بن عامر: الحارث أو حارثة -وهو شعثم- وعبد شمس، وعمرا -وشعيثا-: هو شعثم الصغير".
(5)
انظر المقتضب.
بِيوم الشَّعْثَمَيْنِ لَقرَّ عَيْنًا
…
وكَيفَ لِقاءُ مَن تَحْت القُبورِ
(1)
ومن بني البُطاح، وهو مالك بن عامر بن ذُهْل بن ثعلبة: بنو كسر، وبنو خيبري ابنا عمرو بن البُطَاح، وهم اليمامة.
وهؤلاء بنو شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب
ولد شَيْبان بن ذُهْل بن ثعلبة: سَدْوس (بفتح السين؛ وكذلك هي في جميع العرب حاشا في طيء
(2)
وحدها: فإنهم سُدوس بالضم)؛ ومازن؛ وعلي؛ وعامر؛ وعمرو، وأم هؤلاء الخمسة من بني تَغْلِب، ومالك؛ وزيد مَناة: أمهما رَقاش بن ضبيعة بن قَيْس بن ثعلبة، فنسبوا إليها، فهم الرَّاشيون. فمنهم: الحُضَيْن بن المنذر بن الحارث بن وَعْلة بن المُجالِد بن اليَثربِي بن لريَّان بن الحارث ابن مالك بن شَيْبَان بن ذُهْل بن ثعلبة، صاحب راية ربيعة كلها لعلي رضي الله عنه يوم صِفين؛ وفيه يقول علي رضي الله عنه:
لِمَنْ رايةٌ سَوْداء يَخْفُقُ ظِلُّهَا
…
إذا قِيلَ: "قدّمْها حُضَيْن" تَقَدَّمَا
(3)
وطال عمره حتى أدرك إمارة سليمان بن عبد الملك؛ وابنه يحيى بن الحُضَيْن، كان أثيرًا عند بني أمية، قتله أبو مسيم مع المُضَرية، وله ابن آخر اسمه غياظ بن الحُضَيْن. وقتل أبو مُسْلم أيضًا الحُضَيْن بن يحيى بن الحُضَيْن مع اليمانية، يوم قتل علي بن جديع
(4)
الكَرْماني، وكان قتله لأبيه مع المُضَرية، إذ هرب نَصر بن سيَّار، وخرج عبد اللَّه بن يحيى بن الحُضَيْن مع إبراهيم بن عبد اللَّه ابن الحسن [بن الحسن] بالبصرة. ومن بني سَدوس: أبو فيْد مُؤرِّج، صاحب الخليل بن أحمد، واسمه مَرْثد
(5)
بن الحارث بن ثَوْر بن حَرملة بن عَلْقمة بن عمرو بن دُوس، وهو القائل:
(1)
انظر أمالي القالي 2: 131 والأغاني 4: 146.
(2)
يشير بذلك إلى سدوس بن أصمع، من طيء. مختلف القبائل 4.
(3)
وقعة صفين 325 والطبري 6: 20 والكامل 436 واللسان (خضن) واللاليء 817.
(4)
انظر الاشتقاق 295 والطبري 9: 91، 97 وانظر نوادر المخطوطات 2: 186، 191.
(5)
ابن خلكان: "وقيل: أن اسمه مرثد، ومؤرج لقب له" وانظر إنباء الرواة 3: 337 وما في حواشيه من المراجع.
رُوِّعْتْ بالبَيْنِ حتَّى ما أُراعُ به
…
وبالمَصَائِب فِي أَهْلي وإخوَانِي
لم يَتْرُكِ الدَّهْرُ لي عِلْقًا أضَنُّ به
…
إلا اصْطفاه بنَأي أو بهجْرَانِ
وبَشير بن معبد، وهو المعروف ببشير بن الخَصَاصيَة؛ وكان اسمه زَحْم
(1)
؛ فسماه النبيُّ صلى الله عليه وسلم بشيرًا. ومنهم: خالد بن المُعَمَّر بن سلمان
(2)
بن الحارث بن شُجاع بن الحارث بن سَدُوس بن شَيْبان، الذي يقال فيه لمعاوية رحمه الله:
مُعاوِيَ أكرِم خالدَ بنَ مُعَمَرِ
…
فَإنَّكَ لَوْلا خالدٌ لم تُؤَمر
وقتادة بن دعَامة بن عزيز بن كريم
(3)
بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن سدُوس بن شَيْبَان، الفقيه البصريُّ، الأعْمَى، ومجْزأة، وشقيق، ابنا ثَوْر بن عُفَيْر
(4)
بن زُهَيْر بن كعب بن سَدُوس؛ وابن أخيهما سُوَيْد بن منجوف بن ثور؛ قتل مَجْزأة أيام عمر رضي الله عنه وكان سيدًا فاضلا؛ وساد شقيق بعد ذلك، وكذلك سُوَيْد بن منجوف. ومن بني ثعلبة بن سَدُوس: عِلْباء بن لهَيْثم، كان سيدًا بالكوفة، وهو أول من دعا إلى علي بها.
وذكر الكَلْبيُّ أن عمران بن حطَّان من بني سَدُوس؛ والذي رَوَيْنَاه في نسبه أن عمان بن حِطَّان بن عبد اللَّه الرقاشي كان أبوه من أصحاب أبي موسى الأشعري وعبادة بن الصامت.
ومن بني عمرو بن شيبان بن ذُهْل بن ثعلبة: أبو داود خالد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن قَعْبل
(5)
بن الحارث، أحد النقباء لبني العبَّاس، وهو ولي خُراسان بعد أبي مسلم. ومنهم: دَغْفَل النسَّابة، وهو دَغْفَل بن حَنْظَلة بن يزيد ابن
(6)
عَبَدة بن عبد اللَّه بن ربيعة بن عمرو بن شيبان بن ذُهْل بن ثعلبة؛ والقَعْقاع
(1)
انظر الإصابة حيث نص على أنه بالزاي وسكون المهملة.
(2)
في الإصابة 2317: "سليمان".
(3)
كريم، ساقط من نسبه في تهذيب التهذبب 8: 351 وابن خلكان. وانظر نكت الهميان 230.
(4)
انظر الاشتقاق 212.
(5)
انظر الطبري 9: 169.
(6)
وكذا في المقتضب 56. وفي الإصابة 2395 وتهذيب التهذيب 3: 210: "زيد". وانظر ابن النديم 131 والميداني 2: 273 والمعارف 232 والاشتقاق 211 وتاريخ الإسلام 2: 287.
ابن شَوْر
(1)
ومُطَير بن القعْقاع بن شَوْر، حكم بجهة المَوْصل؛ والفقيه الجليل أبو عبد اللَّه أحمد بن محمد بن حَنْبَل بن هلال بن أسَد بن إدريس بن عبد اللَّه ابن حيَّان بن عبد اللَّه بن أنس بن عَوْف بن قاسط بن مازنا بن شَيْبان بن ذُهْل بن ثعلبة؛ وابناه: عبد اللَّه، قاضي حِمْص، وصالح، قاضي الثَّغْر؛ وابن ابنه: زُهَير ابن صالح، ومحدث؛ وابن أخيه: محمد بن أحمد بن صالح، محدث.
وهؤلاء بنو قيس بن ثعلبة بن عكابة ابن صعب بن علي بن بكر بن وائل
ولد قيس بن ثعلبة بن عُكابة بن صَعْب: ضُبَيْعة: وتَيْما؛ وثَعْلَبة؛ وسعْدا. فولد ضُبَيْعة بن قيْس بن ثعلبة: مالكا: وربيعة، وهو جَحْدَ، وعُبَادا: وسَعْدا؛ رَهْط الأعْشَى؛ واسم الأعْشَى ميمون بن قيس بن جَنْدِل بن شَراحِيل بن عوْف بن سَعْد بن ضُبيعة، وقيل أيضًا: مَيْمون بن قَيْس بن شَراحِيل بن عوف بن ثعلبة بن سَعْد بن ضُبيْعة؛ فأسْقَط هاهنا جَنْدلا وزاد ثَعْلَبة.
فمن بني مالك بن ضُبَيْعة: المرقِّش الأكْبَر، واسمه عمرو بن سعد بن مالك ابن ضُبيْعَة بن قَيْس بن ثعلبة؛ والمُرقَّش الأصْغَر، وهو ابن أخي المُرَقَّش الأكبر، واسمه ربيعة بن قَيْس بن سَعْد بن مالك بن ضُبَيْعَة
(2)
؛ وطَرَفة الشاعر، وهو طَرَفة ابن العَبْد بن سُفيان بن سعد بن مالك بن ضُبَيْعة؛ وله أخ اسمه مَعْبَد بن العَبْد؛ والشاعر عمرو بن قميثَة بن سَعْد بن مالك وهو أيضًا ابن أخي المرَقش الأكْبَر؛ وابن عمه لحا عمرو بن مَرْثَد بن سَعْد بن مالك بن ضُبَيْعة، كان سيدًا، وكان له عشرون من الأبناء ذُكور، منهم بِشْر، ومَرْثَد، والفَيْض، وذُهْل؛ أمهم زُهَيْرة بن عائذ ابن عمرو بن ربيعة بن ذُهل بن شَيبان ومنهم أيضًا: شُرَحْبيل
(3)
، ومحمود، وحسان أمهم ماوية بنت حُوَى بن سفيان بن مُجاشع بن دارم، من بني تيم، وغيرهم؛ ساد منهم ومن بينهم جماعة، منهم: الحُصَم
(4)
صاحب المشركين في
(1)
انظر الاشتقاق 211 والمعارف 45 ولسان الميزان 4: 474 والعقد 3: 362.
(2)
في ترجمة المرقشين خلاف كبير. انظر له اللآلئ 873 ومراجع الراجكوتي، وما في شرح المفضلة 45، 55 طبع المعارف.
(3)
انظر المحبر 463.
(4)
انظر المحبر.
الردة، وهو شُرَيْح بن ضُبيْعَة بن شُرَحْبيل بن عمرو من مَرْثَد؛ وعبد عمرو بن بشر ابن عمرو بن مَرْثَد؛ وعُبادة بن مَرْثَ بن عمرو بن مَرْثَد؛ وصَعْصَعة بن محمود بن عمرو بن مَرْثَد.
ومن بني عُباد بن ضبيعة
(1)
بن قَيْس بن ثَعْلبة بن عُكابة الحارث بن عُباد، وأخواه عمرو، وجرير، وابنه بُجَيْر بن الحارث، المقتول في حرب بَكْر وتغْلب وقيل بل هو ابن عمرو بن عُباد ومن بني جُرَيْر بن عُباد الجُرَيري المحدث
(2)
. ومن بني ربيعة، وهو جَحْدر بن ضُبَيْعة مالك بن مِسْمَع بن شهاب بن قلع بن عمرو بن عَبَّاد بن جَحْدَر بن ضُبَيْعة، لبنيه وبني إخوته بالبصرة عدد وثروة؛ وأخواه مقاتل بن مِسْمَع، وكان فارسًا، وعامر بن مِسمَع، وكان جَبَانًا؛ وابناه الجبَّار، ومالك، ابنا مُقاتل بن مِسْمع، قتلهما يزيد بن المُهَلِّب إذ قام بالبصرة؛ فولد مالك بن مِسْمَع: مسمعا، يَكنَّى أبا سَيَّار؛ وسُفيان بن مالك؛ فولد مِسْمع ابن مالك بن مِسْمَع عبد الملك، ومالكا، قتلهما معاوية بن يزيد بن المُهَلِّب إذ بلغه قتل أبيه؛ فولَد عبد الملك بن مِسْمع بن مالك بن مِسْمَع شيبان، وشهاب؛ ومسْمَع، لقبُه كُرْدين؛ وغسَّان؛ وعامر النَّسابة، بنو عبد الملك؛ قام شهاب ومِسْمَع مع إبراهيم بالبصرة؛ وولد شيبان بن عبد الملك بن مِسْمَع بن مالك بن مِسمَع عبد اللَّه بن شيبان، خرج مع إبراهيم بالبصرة، وولد مالك بن مِسْمَع بن مالك بن مِسْمَع بن مالك بن مِسْمَع عوف؛ ومسمع، يكنى أبا سيَّار، ابنا مالك، خرجا مع إبراهيم أيضًا ومن ولد مُسْمَع هذا الأمير المِسْمَعي صاحب فارِس، وهو إبراهيم ابن عبد اللَّه بن إبراهيم بن جعفر بن عبد عبد الملك بن مسمع بن مالك بن مِسْمَع ابن شهاب بن قَلْع وولد سفيان بن مالك بن مِسْمع، محمد بن سُفيان؛ فولد محمد ابن سفيان محمَّد.
وبنو مَطْرُوح كانوا بقُرْطُبة، بيت لها نباهة، لم يبق منهم إلا محمد بن خَلَف بن محمد بن عبد العزيز بن محمد بن يوسف بن مَطْرُوح بن أبي السِّيرَاء
(3)
عبد العزيز بن عبد اللَّه بن مهران عدي بن ائلة بن وائلة بن ربيعة بن سعد بن
(1)
انظر المقتضب 56.
(2)
هو سعيد بن إياس الجريري. تهذيب التهذيب 4: 50.
(3)
انظر ابن الفرضي 2: 11 في ترجمة "محمد بن يوسف بن مطروح".
مالك بن تيم بن قيس بن ثعلبة بن عُكابة، وبنوه أحمد، وعبد اللَّه، وإسماعيل وهم بأونبه
(1)
من ليلة.
وهؤلاء بنو شيبان بن ثعلبة بن عكابة ابن صعب بن على ابن بكر بن وائل
ولد شيبان بن ثعلبة بن عُكابة: ذُهْل، وتَيْم، وثعْلبة، وعَوْف، وهم بنو الشقيقية، دخلوا في بني أخيهم ثعلبة بن شيبان، وليس في بني تَيْم بن شيبان كبير اشتهار. ومن بني ثعلبة بن شيبان: مَصْقلة بن هُبيرة بن شِبْل بن يَثربي بن امرئ القيس بن ربيعة بن مالك بن ثعلبة بن عُكابة بن صَعْب، وأخوه نُعَيْم بن هُبَيْرة.
وهؤلاء بنو ذهل بن شيبان بن ثعلبة
وفيهم البيت والعدد. ولد ذُهل بن شيبان: مُحَلم؛ ومُرَّة؛ وأبا ربيعة؛ والحارث؛ ومازن؛ وعبد غَنْم؛ وعوف؛ وعمرو؛ وشَيْبَان. ولده بنجران، ليس في ولد عوف وعبد غَنْم وعمرو كبيرُ اشتهار؛ ولهم عَددٌ جَمٌ.
وهؤلاء بنو محلم بن ذهل بن شيبان
ولد مُحَلم بن ذُهل عوف بن محَلِّم، الذي يقال له:"لا حُرَّ بوادي عَوْف"
(2)
؛ وعمرو بن مُحَلِّم؛ وربيعة؛ وأبو ربيعة؛ ابنا مُحَلِّم وثعلبة بن مُحَلِّم، رَهْطُ سُكَيْن الخارجي.
فمن بني عمرو بن مُحَلم: ثَوْر بن الحارث بن عمرو بن مُحَلِّم بن ذُهْل، وهو أخو آكل المُرار لأمه؛ ومن ولد ثَوْر المذكور: البطين الخارجي، الذي كان مع شبيب. ومن بني ربيعة بن مُحَلم الضحَّاك بن قَيْس بن الحُصَيْن بن عبد اللَّه بن ثعلبة بن زَيْد مناة بن أبي عمرو بن عَوْف بن ربيعة بن مُحَلم بن ذُهْل الخارجيُّ الذي بايعه مائة وعشرون ألف مقاتل على مذهب الصُّفريَّة، وملك الكوفة
(1)
في غربي الأندلس.
(2)
أمثال الميداني 2: 167، 199 في (لا حر بوادي عوف) و (أوفى من عوف)؛ الحيوان 1:320. والاشتقاق: 15 والمحبر 350 والعقد 3: 362.
وغيرها، وبايعه بالخلافة وسلم عليه بها جماعة من قريش، منهم: عبد اللَّه ابن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، وسليمان ابن أمير المؤمنين هشام بن عبد الملك، وغيرهما؛ وفي ذلك يقول شاعر الخَوَارج
(1)
:
ألم تَرَ أَنَّ اللَّه أَظْهَر دِينَهُ
…
وصَلَّتْ قُرَيْشٌ خَلْفَ بَكْر بن وائل
وقتله مروان بن محمد.
وولد عَوْف بن مُحَلم: أبو عمرو؛ ومالكا؛ وأم أناس، تزوجها عمر بن آكِل المُرَار؛ فولدت له الحارث الملك: أُمهم من بني تَغلب؛ ومن ولده: عمرو بن عوف بن أبي عمر [ابن عوف] بن مُحَلم: أمه جُماعة بن همَّام بن مرة؛ ومنهم مَعْد يكرب بن سلامة بن ثَعْلبة بن أبي عمرو بن عوف بن محلم، لم يأته قط أسير إلا فكه.
وهؤلاء بنو الحارث بن ذهل بن شيبان
منهم هلال بن علاقة بن كُريب بن راشد بن غِيرَة بن مالك بن محلم بن سيَّار بن أبي عمرو بن الحارث بن ذُهْل بن شيبان، كان جد جد جده: محلم بن سيار بن أبي عمرو، قد قتله رجل من طيء كان يسكن بعين التَّمْر؛ ثم نزل على ذلك الطائي على سبيل الاستضافة الممكا بن عمير بن جُنْدب بن عمرو بن الحارث ابن ذُهْل بن شَيبان، وكل واحد منهما لا يعوف الآخر، ووالد المِمكا المذكور ووالد محلم بن سيار المقتول. ابنا أخوين، يجتمعان في الحارث بن ذُهل بن شيبان؛ فذبح له الطائي، وأطعمه، وسقاه، فبينا هما يشربان، إذ تذاكرا السيوف؛ فأخرج الطائي سيفه، وقال:"بهذا السيف، واللَّه، قتلتُ مُحلم بن سيار". فقال الممكا: "هاته! " فأعطاه إياه؛ فهزه؛ ثم ضرب به رأس الطائي، فندر في الإناء الذي بين أيديهما
(2)
، ثم هرب. ومن بني الممكا هذا الخارجي المشهور البرذون بن البغل بن الممكا. وعمرو بن الحارث بن ذُهْل بن شَيْبان، جد أبي الممكا هذا، هو الذي قتل كُلَيْب بن ربيعه، مع جَسَّاس بن مُرَّة بن ذُهْل، الذي فيه كانت حرب بَكْر وتَغْلب؛ وفيه يقول المُهَلْهل:
(1)
هو شبيل بن عزرة الضبعي، كما في تاريخ الطبري 9:64. وانظر البيان 1: 343.
(2)
ندر ندورًا: سقط.
قَتيلٌ مَا قَتِيلُ المَرء عَمْرو
…
وجَسَّاسُ بنُ مُرَّة ذو ضَرِيرِ
(1)
وهؤلاء بنو أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان
منهم المُزْدَلِف، واسمه عمرو بن أبي ربيعة بن ذُهْل، سمى المُزْدَلِف لأنه قال لهم يوم التحاليق:"يا بني بكر! ازْدَلفوا مقدار رميتي برمحي هذا" وأمه: هِنْد صائدة النَّعام، وذلك أنها كانت امرأة جزلة عاقلة سديدة، فكانت يومًا والحي خُلُوف، فإذا بخيط نعام، فركبت فرس أبيها، وصادت عدة من النعام؛ وهي بن عاصم بن مالك بن تيم اللَّه بن ثعلبة بن عكابة بن صَعْب. فولد عمرو بن أبي ربيعة بن ذُهْل بن شَيْبَان: حارثة ذا التاج، كان على بني بكر يوم أزارة، إذ قتلوا المُنْذر بن ماء السماء. ومن ولد حارثة ذي التاج هذا المبلد الخارجي أيام أبي جعفر المنصور؛ وهانئ بن مسعود، الذي أهاج القتال بين بني بكر وبين بني تميم وضَبَّة والرِّباب يوم ذي قار
(2)
؛ والزَّعوم بن إياس بن شعبة بن هاني بن قبيصة بن هانئ ابن مسعود بن عامر بن عمرو بن أبي ربيعة، تزوجها عُبيد اللَّه بن زياد بن ظبْيان، فولدت له، ثم هلك عنها، فخلف عليها عبد الرحمن بن المنذر بن الجارود؛ فولدت له عبد الكريم، وعبد الرحمن، ومحمدًا، وخلفا؛ ثم خلف عليها محمد ابن المُهلَّب بن أبي صُرة ثم طلقها؛ فخلف عليها قُتَيْبة بن مُسْلِم، فولدت له سلم والحجاج بني قُتَيْبة؛ ثتمَ خلف عليها بعده عبد اللَّه بن إياس بن أبي مريم الحنفي ومنهم مفروق، واسمه النعمان بن عمرو الأصم بن قيس بن عامر بن عمرو بن أبي ربيعة بن ذُهل بن شَيْبان، وهو الذي قتل الربيع بن زياد في بيته ومنهم أعشى ابن أبي ربيعة، وهو عبد اللَّه بن خارجة بن حبيب بن قيس بن عمرو بن أبي ربيعة، الشاعر.
وهؤلاء بنو مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة
ولد مُرَّة بن شَيْبان؛ وهمام: أمه أسَديَّة؛ وجَسَّاس، قاتل كُليب التَّغْلبِي أمه تمِيميَّة من بني عمرو بن سعد بن زيد مناة بن تَميم، ونَضْلَة أمه من بني أبي مالك
(1)
عجزه في اللسان (ضرر) بدون نسبة. والضرير: الصبر على الشر والمقاساة له.
(2)
انظر الأغاني 20: 132 - 140 والعقد 3: 61 - 362، 5: 262 - 268 والعمدة 2: 169.
ابن عكرمة بن خَصَفة بن قَيْس عَيْسلان؛ وسَعْد؛ ودُبٌ؛ وكسر؛ وبُجَيْر؛ وجُنْدَب؛ وسيار؛ والحارث، يعرفون ببني هِنْد، وهي أُمهم، وهي من بني تَغْلب
(1)
.
فمن بني سَعْد بن مُرَّة بن ذُهْل المُثنَّى بن حارثة بن سَلَمة بن ضَمْضَم بن سعد بن مُرَّة بن ذُهْل، أوَّل من حارب الفرس أيام أيي بكر رضي الله عنه وهو قاتل مهْران؛ وحوشب بن زيد بن الحارث بن يزيد بن رُويْم بن عبد اللَّه بن سعد بن مرة بن ذُهْل، ولى شرطة الحجَّاج؛ وابنه العَوَّام بن حَوْشب المحدث! وقتل يزيد بن رُويْم المذكور سُلَيْك بن السلكة؛ ومن ولده عليُّ بن الفضل بن حَوشَب، الذي ساد بأصبهان أيام بني العباس؛ ومنهم عدي بن الحارث بن رُوَيْم ابن عبد اللَّه بن سعد بن مُرَّة بن ذُهْل، ولاه علي رضي الله عنه بَهُرَسِير
(2)
ومنهم: بنو مكحول بن الخندق بن أسود بن عبد اللَّه بن البراء بن سعد
(3)
بن مُرّ ابن ذُهْل، وهم ببيت بني هِنْد بالبادية.
ومن ولد بن مُرَّة بن ذُهْل عِمْران بن مُرَّة بن الحارث بن مُرَّة بن دُب بن مُرَّة ابن ذُهْل، كان رئيسًا؛ ومنهم بنو أفَّار
(4)
بن دُب، لهم عدد.
وأما ولد سيَّار، وجُنْدَب، وكسر، وبُجَير، ونَضْلة، فقليل.
وهؤلاء بنو جساس بن مرة ذهل بن شيبان بن ثعلبة
ولد جَسَّاس بن مرة شهاب، ولأي، والفِرْز، وماعِز؛ وعَبْد عَدي؛ منهم القائم بأمر أحمد بن عيسى بن الشيخ.
وهؤلاء بنو همام بن مرة بن ذهل
ولد همَّام بن مُرة، وفيه البيت، والعدد الأسعد، ومُرَّة؛ والحارث، وعَوْف أمهم من بني تَغْلب؛ وعمرو: أمه من بني الحارث بن كَعْب؛ وأبو عمرو؛ وثَعْلَبة، وعاثشة؛ ومازن، وعبد اللَّه: أمهم من بني قيس بن ثَعْلبة بن عُكابة
(1)
هي هند بنت دهل بن عمرو بن عبد بن جشم، كما في المقتضب 53.
(2)
بفتح الباء والراء وضم الهاء: من نواحي سواد بغداد قرب المدائن. كما في ياقوت.
(3)
في المقتضب 52: "ابن البراء بن عبد اللَّه بن سعد"، بتكرار عبد اللَّه.
(4)
انظر المقتضب، وانظر اللسان (أفر).
منهم بنو الشَّقيقة، وهم بنو سيار وسمير وعبد اللَّه وعمرو بني الأسعد بن همَّام، نسبوا إلى أمهم، وهي الشقيقة بن عبَّاد بن عمرو بن ذُهْل بن شَيْبان؛ ومنهم: يزيد بن مُسْهِر بنِ أصْرَم بن ثعلبة بن الأسعد بن همَّام بن مُرَّة؛ ومنهم: بنو مُرَّة ابن الحارث بن هَمَّام، وهم بخُراسان؛ ولبني عمرو بن الحارث بن همَّام عدد، منهم عبد اللَّه ذو الجدين
(1)
بن عمرو بن الحارث بن هَمَّام؛ وبسطام بن قيس بن مسعود بن قيس بن خالد بن عبد اللَّه ذي الجدين بن عمرو بن الحارث بن همَّام؛ وابنه زيق بن بسطام، والد حَدْراء التي تزوجها الفَرَزْدَق، وبها يشبب؛ وبجاد بن قيس، أخو بِسْطَام بن كعب بن قيس؛ وابنه قَيْس بن بجاد؛ وهُدبة الخارجي، واسمه حُريث بن إياس بن حَنْظَلة بن الحارث بن قَيس بن خالد بن عبد اللَّه ذي الجدين.
ومن بني مرة بن همام بن مرة بن ذهل الصلب، وهو عمرو بن قيس بن شَرَاحيل بن مُرَّة بن همَّام بن مُرَّة بن ذُهْل؛ مفروق، واسمه الحارث بن الصّلب
(2)
وهو عمرو بن قيس بن شراحيل المذكور آنفًا؛ وابنت أخيه الحَوْفَزَان واسمه الحارث ابن شريك بن الصلب؛ ومعن بن زائدة بن عبد اللَّه بن مَطر بن شريك بن الصلب، وبنوه عبد اللَّه، والفضل، وزائدة؛ أخذ زائدة هذا في الزندقة أيام المهدي، هو وداود بن رَوح بن حاتم بن قبيصة بن المهلب، فتابا وأطلقا؛ وابن أخيه القائد أيام بني العبَّاس يزيد بن مزيد بن زائدة بن عبد اللَّه بن مَطَر؛ وابنة القائد المشهور خالد بن يزيد الذي يرثيه حبيب بقوله:
ءاللَّهِ أَنى خَالِدٌ بَعْدَ خَالِدِ
(3)
وآخر اسمه محمد، ولي أرمينية بعد أبيه يزيد بم مزيد، وهو ابن عشرين سنة؛ وعبيد اللَّه، وأحمد، وأسد، بنو يزيد بن مزيد، كلهم قواد لهم رياسة؛ كان لخالد بن يزيد من الولد محمد، وأحمد، ويزيد، كانوا أيضًا قوادًا، اتصلت
(1)
سمي به لأنه كان أسر أسيرًا له فداء كثير، فقال رجل: إنه لذو جد في الأسر، أي حظ، فقال آخر: أنه لذو جدين. جني الجنتين 157.
(2)
انظر الاشتقاق 361.
(3)
اللَّه: تعبير قسمي استفهامي، الهمزة الأولى فيه للاستفهام، كما تقول: أباللَّه، انظر شرح الرضي للكافية 2:312.
الرياسة فيهم من أول أيام مروان بن محمد، ثم جميع دولة بني العبَّاس، إلى آخر أيام المعتضد
(1)
. وذكر القاضي أحمد بن كامل، صاحب أبي جعفر الطَّبري، أن دار خالد بن يزيد بن مزيد بيعت في أيام المُطيع بعد إدبار بغداد والدولة بعشرة آلاف درهم. قال: ولو بيع بهذا الثمن مساميرها، لكان من الغَبْن بحيث يباع الشيء المسروق. قال: وكان فيها مسجد كبير لصلاة خدمه وحشمه داخل الدار قال وكان في أقسام دورها أزيد من مائة بئر، وللَّه الأمر من قبل ومن بعد. والخارجي المشهور شبيب بن يزيد بن نعيم بن قيس بن الصلَّت بن قيس المذكور
(2)
؛ وكان أبوه من مهاجرة الكوفة؛ وولد شبيب سنة 36 يوم النحر؛ وأمه جهيزة، التي يضرب بها المثل، فيقال:"أحمق من جَهيزة"
(3)
: أمه من سبي سلمان بن ربيعة أيام عثمان
(4)
رضي الله عنه وذلك أنها لما تحرك شبيب في بطنها، قالت:"أحس في بطني شيئًا ينقر"
(5)
؛ وابنه الصحاريُّ بن شبيب، وبه كان يكنى شبيبٍ، خرج أيضًا أيام خالد بن عبد اللَّه القسريّ.
ومن موالى بني مازن بن همام بن مرة، كان أبو عثمان بكر بن محمد المازنيُّ النحويُّ البصريُّ المشهور، وقيل بل من موالي بني مازن بن ذُهْل بن شَيْبان.
2 -
ما ذكره رضا كحالة في معجم قبائل العرب عن بكر بن وائل:
أولا: ما ذكره عن بكر بن وائل:
قال: بكر بن وائل قبيلة عظيمة من العدنانية، تنسب إلى بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دُعمِي بن جديلة بن أسد بن نزار بن معد بن عدنان فيها الشهرة والعدد، فمنها: يَشْكُر بن بكر بن وائل، وبنو عكابة بن صَعْب بن علي بن بكر بن وائل، وبنو حنيفة، وبنو عجل بني لجيْم بن صعب.
(1)
هو أحمد بن طلحة بن جعفر -أبو العباس- المعتضد باللَّه ابن الموفق باللَّه ابن المتوكل خليفة عباسي، توفي سنة (289 هـ - 902 م).
(2)
المعارف 180 والأغاني 16: 149/ 21: 8 ووفيات الأعيان.
(3)
أمثال الميداني 1: 200 والحيوان 1: 197 وإصلاح المنطق 275 واللسان (جهز) وابن خلكان.
(4)
انظر الطبري 5: 46 في حوادث سنة 24، 7: 257 في حوادث 77.
(5)
ويروي: "ينقر"، من النقز، وهو الوثب.
بلادها: كانت ديار بكر بن وائل، من اليمامة، إلى البحرين، إلى سيف كاظمة، إلى البحرين فأطراف سواد العراق، فالأبلة فهيت
(1)
.
وقد تقدمت شيئًا فشيئًا في العراق، فقطعت على دجلة، في المنطقة المدعوة حتى يومنا هذا باسمهم ديار بكر، وهي بلاد واسعة تنسب إلى بكر بن وائل، وحدها ما غرب من دجلة من بلاد الجبل المطل على نصيبين، إلى دجلة، ومنه حصن كيفا، وآمد، وميَّا فارقين، وقد يتجاوز دجلة، إلى سعرت، وجيزان، وحين، وما تخلل ذلك من البلاد، ولا يتجاوز السهل
(2)
.
ومن جبالها: أسود، والطور البهري ومن أوديتها الثَّرثار
(3)
وسَلْمان
(4)
.
تاريخها: تعد قبيلة بكر بن وائل من أعظم القبائل المحاربة، فقد استعرت نيران العرب بين بكر وتميم، عرفت أيام مشهورة، منها يوم ذي احثال، يوم السنار، يوم سَلْمان، يوم الهِزَيْر
(5)
، يوم زبالة، يوم الجفار، ويوم سَفار، ويوم ظَهْر، ويوم خوى، ومن وقعاتها الحربية وقعة كانت بين بكر وتميم في موضع يقال له: السفح كانت
(6)
به وقعة بين بكر وتميم، ووقعة كانت بينهما في الصليب
(7)
. ومن أيامهم مع بني تميم يوم المُظالي، وهو آخر وقعة كانت بينهما في الجاهلية، ومن أيامهم مع تميم في الإسلام يوم القريقط.
وقد غزت هذه القبيلة تخوم الإمبراطورية الفارسية، فجهز الملك شابور حوالي سنة 330 م جيشًا لتأديبها، فقتل، وسبي، وأسر عددًا كبيرًا من الأسرى في فارس. وكانت بكر بن وائل مع امرئ القيس بن المنذر، يوم أغار عليه حجر
(1)
صفة جزيرة العرب للهمداني ص 169.
(2)
معجم البلدان لياقوت ج 2 ص 636 - 637.
(3)
واد عظيم بالجزيرة الفراتية يمد إذا كثرت الأمطار فأما في الصيف فليس فيه إلا منافع ومياه حامية وعيون قليلة ملحة وهو في البرية بين سنجار وتكريب كان في القديم منازل بكر بن وائل ثم اختص بأكثره بنو تغلب، ويحسن للباحث أن يرجع إلى مقالة شليفر في المعلمة الإسلامية، حيث ذكر فيها عدة مواطن لبكر بن وائل.
(4)
كان من مياه بكر بن وائل وربما نزلته بنو ضبة وبنو نمير في النجع.
(5)
مجمع الأمثال للميداني وفي الناموس ج 2 ص 160 الهزير.
(6)
انظر: معجم البلدان ج 3 ص 97.
(7)
جبل عند كاظمة.
الكندي، فردته، وقتلت جنوده وأغارت بكر على بعض بوادي الشام فقتلوا ملكًا من ملوك غسان واستنقذوا امرأ القيس بن المنذر. ونجح الأمير حجر آكل المرار الكندي أن يعقد تحالفًا بين قبائل العرب الوسطى، ومنها بكر وتغلب، وقد أخذ هذا التحالف يتماثل للانحلال، وذلك لما دبَّ الفساد والاضطراب بين القبائل المتحالفة، واختلف أمراء كندة على الملك، بعد وفاة الحارث بن عمرو المقصور ابن حجر آكل المرار، فوقعت حرب بين شُرحبيل بن الحارث ومعه بكر والرباب، وبني يربوع، وسلمة بن الحارث ومعه تغلب والنمر وبهراء، أسفرت عن قتل شرحبيل وانهزام شيعته.
وكان للنعمان بن المنذر من ملوك لخم بالعراق، كتيبة يقال لها الصنائع، وهم صنائع الملك، أكثرهم من بكر بن وائل.
ومن وقعاتها الحربية يوم الوقَبي، كان بينها وبين مازن، ويوم قُرازَ كان لمجاشع على بكر. ووقعة كانت بين بكر وبني سليط، في موضع يقال له: حداب في حزن بني يربوع، فسمبوا نساءهم، فأدركتهم بنو رياح وبنو يربوع، فاستنقذوا منهم نساءهم، وجميع ما كان في أيديهم من السبي. ويوم الفلج كان بين بكر بن وائل وبني كعب بن ربيعة.
واشتعلت نىيران العرب بن بكر وتغلب حوالي أوائل سنة 490 م، وذلك أن البسوس امرأة من تميم، وهي خالة جساس بن مرة الشيباني، كان لها ناقة يقال لها: سراب، فرآها كليب وائل في حماه، وقد كسرت بيض حمام، كان قد أجاره، فرمى ضرعها بسهم، فوثب جساس على كليب، فقتله فهاجت حرب بكر وتغلب ابني وائل بسببها أربعين سنة، حتى ضربت العرب بشؤمها المثل
(1)
. ومن أيام بكر وتغلب يوم واردات، يوم الذنائب، يوم التحالق، يوم الحنو، ويوم قضَّة.
(1)
في معجم البلدان ج 4 ص 129. كانت وقعه بكر. تغلب العظمى في مقتل كليب والجاهلية تسميها حرب البسوس وفيه كان يوم التحالف فكانت الدبرة لبكر بن وائل على تغلب فتفرقوا من ذلك اليوم وبعد تلك الوقعة كانت الوقائع التي جرها قتل كليب بن ربيعة حين قتله جساس بن مرة فشتتهم أخوه المهلهل في البلاد.
ووقعة كانت بينهما عند سويقة
(1)
. ووقعة كانت بينهما بجبل أسود كانت الديرة فيه على بكر.
وقد أصلح بين بكر وتغلب ابني وائل، الملك عمرو بن هند
(2)
، فقد أخذ من الحيين رُهنا من كل حي مائة غلام، ليكف بعضهم عن بعض، فكان أولئك الرُّهن يكونون معه في مسيره، ويغزون معه، فأصابتهم سموم في بعض مسيرهم، فهلك غلمة التغلبيين، وسلم البكريون، فقالت تغلب لبكر أعطونا ديات أبنائنا، فإن ذلك لكم لازم، فأبت بكر بن وائل، فحكم عمرو بن هند أنه لا يلزم بكر بن وائل، ما حدث على رهائن تغلب، فتفرقوا على هذه الحال.
ومن أعظم الأيام الحربية التي خاضتها يوم ذي قار، وكان على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وهو لبني بكر بن وائل، وقادمة بني شيبان، وبعدهم بنو عجل، على الأعاجم جنود كسرى، ومن معهم من العرب، ورئيسهم إياس بن قبيصة الطائي وكان مكان النعمان بن المنذر بعد قتل كسرى إياه وتحت يديه طيئ وإياد وبهراء وقضاعة والعباد وتغلب والنمر بن قاسط قد رأس عليهم النعمان بن زرعة أعني النمر وتغلب. وكان سبب يوم ذي قار طلب كسرى تركة النعمان بن المنذر وكان النعمان قد تركها وترك ابنًا له وبنتًا عند هانئ بن قبيصة بن هانئ بن مسعود الشيباني فمنع رسول كسري من الوصول إلى ما طلب وكتب كسرى إلى قيس بن مسعود بن قيس بن خالد وكان عاملًا له على الطف بأن يعين إياسًا فأنفذ إلى قومه ليلا وحرضهم على القتال وتواطأت العرب على العجم فطارت إياد عن العجم حين تشاجرت الرماح كأنهم منهزمون وقتل الهامرز وخلابزر عامل كسرى وأسر النعمان بن زرعة التغلبي وبسبب ما صنع قيس بن مسعود استدرجه كسرى حتى أتاه فقتله
(3)
.
واتبعتهم بكر بن وائل يقتلونهم بقية يومهم وليلتهم، حتى أصبحوا من الغد، وقد شارفوا السواد، ودخلوه في طلب القوم، فلم يفلت منهم كبير،
(1)
في معجم البلدان ج 3 ص 199: هي هضبة طويلة مصعلكة ولا يعرف بنجد جبل أطول منها في السماء.
(2)
الأغاني طبعة دار الكتب ج 11 من 22 وفي الأغاني ج 11 ص 44 و 45: ذكر ابن الكلبي أن صلحهم مع تغلب كان عند المنذر ابن ماء السماء.
(3)
العمدة لابن رشيق ج 2 ص 169.
وأقبلت بكر بن وائل على الغنائم، فقسموا بينهم تلك اللطائم بين نسائهم، فكان أول من انصرف إلى كسرى بالهزيمة إياس بن قبيصة وكانت وقعة ذي قار بعد وقعة بدر بأشهر، ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فلما بلغه ذلك قال: هذا يوم انتصف فيه العرب من العجم وبي نصروا
(1)
.
وفي السنة التاسعة من الهجرة النبوية اعتنق قسم من بكر بن وائل الإسلام، وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم، خرج الحطم بن ضبيعة، فيمن أتبعه من بكر بن وائل على الردة، فأرسل أبو بكر الصديق إليهم، حملة بقيادة العلاء الحضرمي، فأعادهم إلى حظيرة الإسلام. وقد نصرت بكر بن وائل خالد بن الوليد سنة 12 هـ ضد الفرس. وحاربت مع المثنى سنة 14 هـ في العراق، وكان عددهم ستة آلاف.
وفي حروب الجمل سنة 36 هـ انقسمت بكر إلى قسمين: قسم انضم إلى علي، وقسم حارب مع عائشة، فقتل منهم 500 رجل، ثم صارت بكر بن وائل من أنصار علي بن أبي طالب وشيعته.
وفي سنة 65 هـ غلب عبد اللَّه بن خازم، بعد موت يزيد بن معاوية، ومعاوية بن يزيد، على مرو، وقتل سليمان وعمر ابني مرشد من بني قيس بن ثعلبة، ثم رجع إلى مرو، وهرب من كان بمرو من بكر بن وائل إلى هراة، وانضم إليها من كان بكور خراسان من بكر بن وائل، فكان لهم جمع كثير، عليهم أوس بن ثعلبة، فقالوا له: نبايعك على أن تسير إلى ابن خازم، وتخرج مضر من خراسان كلها، فقال لهم: هذا بغي، وأهل البغي مخذولون، ثم اقتتلوا ساعة فانهزمت بكر بن وائل، حتى انتهوا إلى خندقهم، وأخذوا يمينًا وشمالا، وسقط ناس في الخندق، فقتلوا قتلا ذريعًا، وهرب أوس بن ثعلبة وبه جراحات
(2)
.
وقد اشتركت بكر مع المهلب بن أبي صفرة عامل عبد اللَّه بن الزبير، في قتال الخوارج سنة 65 هـ، فقد أمر المهلب على خمس بكر بن وائل، عبيد اللَّه بن
(1)
الأغاني ج 20 ص 132 - 138.
(2)
تاريخ الطبري ج 7 ص 44 - 47.
زياد بن ظبيان
(1)
. وحاربت بكر مع مصعب بن الزبير سنة 67 هـ ضد المختار، وكان على خمس بكر مالك بن مسمع
(2)
.
وأقبل داود بن قحذم سنة 71 هـ، بعد مقتل مصعب بن الزبير، في مائتين من بكر بن وائل، عليهم الأقبية الداودية، وبه سميت، فجلس مع عبد الملك بن مروان على سرير، فأقبل عليه عبد الملك، ثم نهض، ونهضوا معه، فأتبعهم عبد الملك بصره، فقال: هؤلاء الفساق، واللَّه لولا أن صاحبهم جاءني، ما أعطاني أحد منهم طاعة
(3)
وحاربت بكر مع ابن الأشعث الكندي، الحجاج بن يوسف الثقفي سنة 82 هـ وكان على خمس بكر بن وائل مقاتل بن مسمع
(4)
.
وبلغت مقاتلة بكر بن وائل بخراسان سنة 96 هـ سبعة آلاف مقاتل
(5)
.
وحاربت بكر سنة 101 هـ مع عدي بن أرطأة الفزاري عامل يزيد بن عبد الملك بالبصرة، وذلك أن يزيد بن المهلب مضى إلى البصرة، وقد جمع عدي بن أرطأة إليه أهل البصرة، وخندق عليها وبعث على كل خمس من أخماسها
(6)
رجلا، فبعث على بكر بن وائل عمران بن عامر بن مسمع من بني قيس بن ثعلبة، فاقتتلوا وانتصر يزيد بن المهلب، وغلب على البصرة، وأخذ عامل يزيد فحبسه، وخلع يزيد بن عبد الملك
(7)
.
عبادتها: عبدت بكر بن وائل صنمًا يقال له: ذو الكعبين والمحرّق
(8)
، وأوال، وعوض، وكانت تعبد كعبة شداد، واعتنق قسم من بكر النصرانية.
وذكر كحالة أيضًا عن بني حنيفة من بكر بن وائل:
(1)
تاريخ الطبري ج 7 ص 87، 88
(2)
تاريخ الطبري ج 7 ص 147.
(3)
تاريخ الطبري ج 7 ص 189.
(4)
تاريخ الطبري ج 8 ص 13.
(5)
تاريخ الطبري ج 8 ص 106.
(6)
في الأغاني للأصفهاني طبعة دار الكتب ج 8 ص 302: أخماس البصرة خمسة فالخمس الأول العالية والخمس الثاني بكر بن وائل والخمس الثالث تميم والخمس الرابع عبد القيس والخمس الخامس الأزد.
(7)
انظر تاريخ الطبري ج 8 ص 144.
(8)
هو صنم كان بسلمان لبكر بن وائل وساير ربيعة وكانوا قد جعلوا في كل حي من ربيعة له ولدًا.
قال: حنيفة
(1)
هو ابن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط ابن هنب بن أفصى بن دُعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. تتفرع إلى بطون كثيرة، وكانت تقطن اليمامة ثم تفرقت في كثير من البلدان فسكنت الزوراء ورصافة الشام
(2)
وكانت في أوائل الإسلام أدنى بلاد الشام إلى الشبح والقيصوم وأثال من أرض اليمامة ووادي العِرض باليمامة وفيشان من قرى اليمامة بنجد.
وتعد بنو حنيفة من القبائل المحاربة ذات البأس، فمن أيامهم وقعة كانت في موضع يقال له الظهر بينهم وبين عمرو بن تميم، ويوم ذي أراضي كان بين بني حنيفة وحلفائها من بني جعدة وبني تميم، ويوم ذي ذرائح كان بين بني عمرو بن تميم وبني حنيفة، ويوم ملهم كان بين تميم وبني حنيفة، ويوم الفلج الأول كان لبني عامر بن صعصعة على بني حنيفة، والفلج الثاني لبني حنيفة على بني عامر، ويوم النشناش كان بينها وبين عقيل.
وقدم وفد من بني حنيفة سنة 9 هـ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وكان فيهم مسيلمة ابن حييب الحنفي المشهور بالكذاب. وكانت بنو حنيفة من أشد العرب شوكة في حروب الردة، فسار خالد بن الوليد إلى بني حنيفة يحاربهم وسار مسيلمة في جمع من قومه فنزل حذاء، وكانت بينهما وقعات دامية انهزم فيها مسيلمة شر هزيمة.
وأما عباداتهم في الجاهلية فكانوا يعبدون الأوثان فكان لهم صنم يعبدونه فلحقتهم في بعض السنين فأكلوه، وقد كان مصنوعًا من الحلوى والسمن والعسل، وكانت منهم جماعة قد اعتنقت النصرانية.
قلت: وقد تزوج الإمام علي بن أبي طالب من بني حنيفة وأعقب ابنه محمد ابن الحنفية ومنه فرع مشهور في العلويين.
وقال كحالة عن شيبان وهي أشهر قبائل بكر بن وائل:
(1)
في نهاية الأرب للنويري أن الزبير بن بكار قال: حنيفة امرأة نسب إليها ولدها وهي حنيفة بنت كاهل بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار، وفي روض الأنف ج 2 ص 340 أن اسم حنيفة (أثال).
(2)
ومن بني حنيفة في الزبير في العراق أيضًا نزحوا إليها في عصور متأخرة قبيل الحكم العثماني وبعده.
بنو شيبان من شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل ومن فروع شيبان: بنو رقاش، وآل عمرو بن مرثد، وبنو مازن بن شيبان.
وكانت لهم كثرة في صدر الإسلام شرق دجلة في جهات الموصل، وأكثر أئمة الخوارج في ربيعة بن نزار من شيبان، وكان سيدهم في الجاهلية مُرَّة بن ذهل ابن شيبان وكان له أولاد عشرة أنسلوا عشر قبائل أشهرهم همام وجساس وسادهما الأخير بعد أبيه.
وتنسب لشيبان هؤلاء محلة بالبصرة جنوب العراق.
قلت: ولبني شيبان تاريخ طويل في الجاهلية وكان منهم هانئ بن مسعود الشيباني الذي تحدي كسرى ملك فارس وقصته مشهورة.
ولبني شيبان مع بني عجل
(1)
من بكر بن وائل وقعة ذي قار التي انتصرت فيها بكر بن وائل على جيوش الفرس في بداية البعثة النبوية وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وبي نصروا"، وقيل: شعارهم في القتال: "وامحمداه"، وذي قار أول يوم تنتصف فيه العرب من العجم، وكان بداية طيبة لبزوغ نجم العرب بفضل ظهور الإسلام وأفول نجم الفُرس من عَبدة النيران.
وقال عن بني عجل بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، كانت منازلهم من اليمامة إلى البصرة، وقد دثروا، وخلفهم بنو عامر من المنتفق بن عُقيل من عامر بن صعصعة من هوازن، ورعوا ما بين فلج والصمان.
وكانت من مياه عجل: الشبروم في طرف البرية من الكوفة، والهجرة بين الكوفة والبصرة، وزم فيما بين أداني طريق الكوفة إلى مكة والبصرة، والرويثة بين طريق الكوفة والبصرة إلى مكة، ومحضرة بين طريق الكوفة والبصرة إلى مكة ومن حوادثهم التاريخية أنهم هزموا الفُرس بمؤتة يوم ذي قار.
(1)
قيل أن بني عجل هؤلاء أول من اقتحموا صفوف الفُرس بخيولهم ولما دخلوا في جيوش العجم، قال من خلفهم من شيبان: لقد ضاع واللَّه بنو عجل أي أبيدوا. . ولكن فرسان عجل نفذوا من جيش الفُرس بعد قتال مرير ولم يقتل منهم إلا القليل ثم أعقبهم هجوم شيبان.
وقال عن بني يشكر من بكر بن وائل:
هم بنو يشكر بن بكر بن وائل وكانوا يقطنون باليمامة، ومن قراهم ملهم والقلتين بأرض نجد.
ولم يعد في العرب حاليًا من ينتسب إلى بني عجل أو بني يشكر، ولعل فروعهما قد دخلت في قبائل أخرى أو تحضرت واللَّه أعلم.
وقال رضا كحالة في معجم قبائل العرب عن بني تغلب بن وائل:
تغلب هو ابن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، تتفرع منها فروع عديدة منها: بنو شعبة بالطائف (هم غير شعبة كنانة)، وبنو حمدان كانوا ملوك الموصل، ومنهم الدولة الحمدانية في حلب التي ورثها بنو مرداس الكلابيين، ومن تغلب الأراقم.
مساكن تغلب في الجزيرة الفراتية بجهات سنجار ونصيبين وتعرف بديار ربيعة وقال البكري: منازل تغلب بن وائل ما بين خفان والعذيب
(1)
.
ومن أوديتها ظبي الأحص وهو على نهر الفرات.
ومن مياهها البشر، قُبَلقِب
(2)
، البني
(3)
، والثُّوَيْر
(4)
.
تاريخها: تعد قبيلة تغلب من القبائل الحربية، التي لا يهدأ لها بال، إلا بالقتال والغارات والغزوات، فقد اشتبكت بالقتال مع كثير من القبائل، فقد خاضت مع بكر عدة حروب على أثر قتل جساس لكليب، فنشب الشر بينهما أْربعين سنة. ومنها: يوم واردات، ويوم الذئاب، ويوم الحنْو، ويوم التَّحَالق ووقعة كانت بينهما في الأحص.
واشتعلت نيران الحروب بنِ تغلب وبني يربوع من تميم، منها وقعة كانت بينهما في ثَيْرة، ويوم إراب، ويوم اللوَى، ويوم زَرُوُد.
(1)
في معجم ما استعجم، ج 2، ص 505.
(2)
معجم البلدان ج 4 ص 26 وفي القاموس ج 1 ص 113 فيات.
(3)
ماء بالجزيرة.
(4)
ماء بالجزيرة.
وخاضت تغلب مع بني شيبان من بكر وقعات منها: وقعة كانت بينهما في فطيمة بالبحرين، ظفرت فيها بنو تغلب على شيبان، ووقعة كانت بينهما في دير لُبنى
(1)
ويوم عنيزة.
ومن أيام تغلب مع سعد بن تميم، يوم ذي يُهْدى، كان على تغلب، ومن الأيام التي اشتركوا فيها يوم الكلاب الأول لمسلمة بن الحارث بن عمرو المقصور، ومعه بنو تغلب، والنمر بن قاسط، وسعد بن زيد مناة، والصنائع على أخيه شرحبيل بن الحارث بن عمرو، ومعه بكر بن وائل بن حنظلة بن مالك، وبنو أسد، وطوائف عن بني عمرو بن تميم والرباب
(2)
.
ويوم أوراة الأول لتغلب والنمر بن قاسط مع المنذر بن ماء السماء، على بكر بن وائل
(3)
.
ويوم الحُسَيْن لتغلب على لخم، وعمرو بن هند.
وهناك أيام كانت بين تغلب وقيس، وكان أغلبها في الإسلام، ومنها: يوم سِنْجار، يوم تل حمجرى، يوم الحَشَّاك، يوم الثرثار، يوم تل عبدة، يوم البِشْر، ووقعة كانت بينهما في حزة
(4)
.
وقد حاربت تغلب ضد جيش المسلمين، وذلك لما اجتمع المسلمون بالفراض سنة 12 هـ، وحميت الروم واغتاظت، فاستعانوا بمن يليهم من مسالح أهل فارس، وقد حُموا واغتاظوا، واستمدوا تغلب، وإياد، والنمر، فأمدوهم.
وقد قاتلت تغلب سنة 13 هـ بجانب العرب، لما قدم ابن مِرْدَى، الفِهْر التغلبي في أناس من بني تغلب، فقالوا حين رأوا نزول العرب بالعجم نقاتل مع قومنا.
(1)
دير قديم على جانب الفرات بالجانب الشرقي منها.
(2)
انظر العمدة لابن رشيق ج 2 ص 162، 163.
(3)
انظر العمدة لابن رشيق ج 2 ص 168.
(4)
موضع بين نصيبين ورأس عين على الخابور.
وغزا المسلمون سنة 13 هـ كَبَاثا بالجزيرة، لما وجع المثنى سنة 13 هـ من بغداد إلى الأنبار، فسرح المضارب العجلي وزيد إلى الكباث، وعليه فارس العناب التغلبي، ثم خرج في آثارهم، فقدم الرجلان الكباث، وقد ارفضوا وأخلوا الكباث، وكان أهله كلهم من بني تغلب، فركبوا آثارهم يتبعونهم.
وسار سعد بن أيي وقاص سنة 16 هـ، إلى تكريت حتى نزل في الانطياق، ومعه الروم وإياد وتغلب والنمر، ومعه الشَّهارجة، وقد خندقوا بها، فحصروهم أربعين يومًا، فتزاحفوا فيه أربعة وعشرين زحفًا، وكانوا أهون شوكة وأسرع أمرًا من أهل جلولاء.
وكتب عمر بن الخطاب سنة 17 هـ إلى ملك الروم: أنه بلغني أن حيًّا من أحياء العرب ترك دارنا، وأتى داركم فواللَّه لتخرجنه أو لتنتبذن إلى النصارى، ثم لنخرجنهم إليك، فأخرجهم ملك الروم، وأبى الوليد بن عقبة أن يقبل من بني تغلب إلا الإسلام فقالوا له: أما من نقب على قومه في صلح، ومن كان قبله، فأنتم وذاك، وأما من لم ينقب عليه أحد، ولم يجر ذلك لمن نقب فما سبيلك عليه، فكتب فيهم إلى عمر، فأجابه عمر إنما ذلك لجزيرة العرب لا يقبل منهم فيها إلا الإسلام، فدعهم أن ينصروا وليدًا وأقبل منهم إذا أسلموا، فقبل منهم على أن لا ينصروا وليدا ولا يمنعوا أحدا منهم من الإسلام فأعطى بعضهم ذلك، فأخذوا به، وأبى بعضهم إلا الجزاء، فرضي منهم بما رضي من العباد وتنوخ.
وقد حارب خالد بن الوليد تغلب بن وائل في اللصيخ، وهزمت شر هزيمة، وحاربت جيش المسلمين في عين التمر، فهزمت ونجد بني تغلب سنة 77 هـ قد حاربوا مع الحجاج بن يوسف ضد شبيب، بقيادة عتاب بن ورقاء الرياحي، وقد كان على ثلثهم قبيصة بن والق.
ولمع ذكر بني تغلب في دخول المغول بلاد الشام وذلك لما دخل المغول الشام سنة 681 هـ في خمسين ألفًا؛ فالتقى بجند الشام بين حماة وحمص، فقوى جانب المغول على جانب الشاميين، ولما قارب نصر المغول على الشامين خرج على المغول كمين العرب من بني تغلب من مسيرتهم، فتوهم المغول أن جنودًا كثيرة قد أحاطت بهم من قدامهم ومن خلفهم؛ فانهزموا
(1)
.
(1)
انظر تاريخ ابن العبري ص 504.
ما ذكره الباحثون المتأخرون عن بقايا بني وائل في الجزيرة العربية
1 -
ما ذكره الشيخ أحمد الجاسر عن بني حنيفة من بكر بن وائل في جمهرة الأسر المتحضرة في نجد:
قال: حنيفة هو ابن لجيْم بن صَعْب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسِط ابن هِنْبِ بن أفُصَى بن دُعْمَيِّ بن جَديْلَة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
وقد استقر بنوه في اليمامة بعد انتقال بطون ربيعة إلى شرق الجزيرة، ثم إلى خارجها عند ظهور الإسلام، واستطاعوا أن يحافظوا على بقائهم في واديهم المعروف باسم العِرْض (باطن الرياض الآن) بين قبيلتين من أعظم القبائل وأقواها وأكثرها عددًا وهما بنو تميم من الشرق والشمال والغرب، وقيس عيلان في الغرب أيضًا - الجنوب الغربي، وإلى هذا يشير شاعرهم موسى بن جابر الجنفي -أزَيْرق اليمامة- في قصيدته الرائية قال:
وَجَدْنا أَبَانا كان حَلَّ بِبَلْدَة
…
سُوى بَيْن قَيْسٍ قَيْسِ عَيْلان والفِزْرِ
(1)
وَرَابِيَة إمَّا العَدُوَّ فَحَوْلها
…
مُطِيْفٌ بِنَا فِي مِثْلِ دَائِرَةِ المُهْرِ
فَلَمَّا نَأَتْ عَنَّا العَشِيرَةُ كُلُّها
…
أَقَمْنَا وَحَالَفْنَا السُّيُوْفَ عَلَى الدَّهْرِ
فَمَا أَسْلَمَتْنَا بَعْدُ فِي كُلِّ وَقْعَة
…
وَلا نَحْنُ أَغْمَدْنَا السُّيُوْفَ على وِتْرِ
وكانت قاعدة بلاد نجد مدينة حجر في وسط بلادهم - التي قامت مدينة الرياض مكانها.
قال الهمداني
(2)
في ذكر قرى حنيفة: أرض اليمامة حَجْرٌ وهي مصرا ووسطها ومنزل الأمراء منها وإليها تجلب الأشياء.
ثم جَو وهي الخضرمةُ وهي اليمامة، وهي من حجر على يوم وليلة، وفيها بنو سحيم وبنو ثمامة وبنو عامر بن حنيفة وبنو عجل.
(1)
الفزر بنو سعد بن زيد مناة بن تميم، وبلادهم شرق بني حنيفة، ومنهم من كان في الوشم في المروت.
(2)
"صفة جزيرة العرب" ص 307.
والعِرْض وهو واد باليمامة من أعلاها إلى أسفلها، وفيه قرى بنو حنيفة وأسفله الكرش قرية بها بنو عَدِيّ بن حنيفة، وإلى جنبها قرية يقال لها منفوحة لبني قيس بن ثعلبة، وفوق ذلك قرية يقال لها وبرة بها ناس من البادية، وفوق ذلك يقال لها العوقة
(1)
فيها ناس من بني عدي بن حنيفة، وفوق ذلك قرية يقال لها غبراء بها بنو الحارث بن مسلمة بن عُبيد، وفوق ذلك قرية يقال لها مُهمشة والعمارية مقرونة بها، بها بنو عبد اللَّه بن الدؤل، وفوق ذلك قرية يقال لها فيشان بها بنو عامر بن حنيفة، وفوق ذلك قرية يقال لها أباض بها كانت وقعة خالد بن الوليد ومسيلمة لبني عدي بن حنيفة، وفوق ذلك قرية يقال لها الهَدَّار بها بنو هفَّان بن الحارث بن الدُّؤل
وفوق ذلك واد آخر يقال له وادي قرَّان، وبه قرية يقال لها قُرَّان وهو الذي يعني علقمة بن عبدة بقوله:
سُلاءة كَعَصَا النَّهْديِّ غُلَّ لها
…
ذُوْ فَيئَةِ منْ نَوَى قُرَّان مَعْجُوم
وبُقِرَّان هذه بنو سُحَيم، وأسفل منها قرية يقال لها مَلْهَمُ قال مُرَقِّشٌ:
بَلْ هَل شَجَتْكَ الظُّعْنُ باكرةً
…
كأنَّهُنَّ النَّخْلُ مِنْ مَلْهَمِ
وقال طرفة:
وأَنَّ نِسَاءَ الحَيِّ يَرْكُدْنَ حَولَهُ
…
يَقُلْنَ عَسِيبٌ من سَرَارَة مَلْهَمَا
وبها بنو غبر بن يَشْكر، وفوق ذلك قرية يقال لها القُرَيَّة بها بنو سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة. انتهى.
وذكر لُغْدَة الأصبهانيُّ في كتاب "بلاد العرب" كثيرًا من قرى بني حَنيفة ما لا نُطيل بذكره.
وكان يجاور بني حنيثة في أسفل واديهم بعض إخوتهم من بني وائل.
وما زال الوائليون المذكورون إلى عصرنا يحلون في بلادهم القديمة، ومنهم آل مُقرن الأسرة التي تنسب إليها الأسرة السعودية الكريمة.
(1)
كذا ورد الاسم هنا وفي "معجم البلدان" وصوابه (عرقة) بالراء لا بالواو، ولا تزال قائمة.
ومنهم آل حمود - وآل درعْ، وآل دُغَيْثِر، وآل ريَس، وآل زَيد (في المصانع) وآل شاشات، وآل الشمَيْسِي، وَآل عُثمان، الذين من آل مدهش، وآل مقرن (في الباطن)؛ والنُّمُوْر- من الدروع
(1)
.
وممن كانوا -إلى عهد قريب- من سكان هذه البلاد في الوائليين - الجلاليل أهل منفوحة، وآل شعلان الذين منهم دِهام بن دَوَّاسٍ، وآل سُحَيْم -في معكال- وآل زرعة - ومنهم من تولى إمارة مُقْرن (الرياض الآن) وآل مُدَيْرس، وكانت لهم إمارة أيضًا.
ومن قبل هؤلاء: آل يزيد، وآل مزيد، والموالفة، والدروع، والمُرَدَة.
وفي ص 341 قال عن آل سعود من بني حنيفة من بكر بن وائل وهم حكام المملكة العربية السعودية:
ما ذكر هذا الاسم الكريم (سعود) إلا خطر في ذهني قول ابن الرُّومي:
كَمْ مِنْ أب قَدْ عَلا بِابنٍ لَهُ شَرَفًا
إنها أسرة قد أغناها اللَّه عن الإطراء والثناء، بما وهبها من الحول والطول - وما منحها من العز الذي به أعلى شأن الأمة العربية وأشاد صرح العَدْل راسخًا في هذه المملكة، وأيد الدين الإسلامي الحنيف في جميع أنحاء المعمورة.
ثم هي بما لها - بين العرب، من أصالة في الحسب والنسب، تعتبر أرفع أسرة سامقة الفروع، راسخة الأصول، في الجذم الربعي العدناني، الذي سما بانتساب تلك الأسرة إليه.
فسعُود - الجد الذي تنتمى إليه هذه الأسرة هو ابن محمد بن مُقرن.
وسيأتي الكلام مفصلا عن آل مُقْرن بن مانع المُرَيْدِي الوائلي الرَّبَعي، وعن المُرَدة ووايل في محلها من هذا المجلد.
ولا يتسع المجال للحديث من هذه االأسرة الكريمة التي ألفت عنها المؤلفات الكثيرة، وما زالت تؤلف منذ منتصف القرن الثاني عشر الهجري إلى هذا العهد،
(1)
عنوان المجد ص 11 ج 2 - طبعة وزارة المعارف عام 391 هـ/ 1971 م.
فالكتاب مخصص لذكلر الأنساب، لا للتاريخ، الذي يحسن الاكتفاء بعرض جمل موجزة منه.
قال ابن بشر ما ملخصه: فأما محمد بن مقرن فخلف من الوليد مُقرِن وسعود.
ومقرن هذا ليس له ذرية إلا عبد اللَّه الذي جعله عبد العزيز أميرًا في الرياض يوم فتحها.
وأما سعود فخلف أولادًا منهم محمد ومَشَارِي وثُنَيَّان وفرحان. فأما محمد فهو كما ذكرنا صَفَتْ له ولاية الدرعية بعد قتل ابن مُعَمَّر لزيد وأصحابه.
فلما تبين الشيخ محمد بن عبد الوهاب -قدس اللَّه روحه- بهذه الدعوة في بلد العُيَيْنة عند عثمان بن مَعُمَّر، ورأى منه الجفاء، قصد محمد بن سعود فآواه ونصره، وجهز الجيوش لنصر دعوته كما سبق ذلك مفصلا.
ومن أولاده الإمام المجاهد، والبطل المجالد، مجهز الغزوات والجنود، ورافع الرايات والبنود، عبد العزيز بن محمد بن سعود، قاد الجيوش العرمرمية لنصر الدعوة المحمدية.
ثم ولده الإمام سعود بن عبد العزيز الذي قاد الجيوش المنصورة، والخيل العتاق المشهورة، حتى اذعنت صناديد العربان، وذلت رؤساؤهم لأحكام القرآن.
وكذا صار في زمن أبيه بل هو فيه أعظم أمنًا وإيمانًا.
ثم ابنه الإمام عبد اللَّه بن سعود، الذي قاد الجيوش شرقًا وغربًا، وكابد عساكر محمد علي باشا حربًا وضربًا، فتتابعت عليه الحروب والكروب، وصبر حتى تفرق الناس عليه شعوب، وحارب الترك في الحجاز وفي الدرعية، حتى مضى عليه حكم رب البرية، وانتقض نظام الجماعة والائتلاف، بعدما قاتل قتالا ما قاتله أحد من الأسلاف.
ومن أبناء سعود فيصل وقتل في حرب الدوعية وكان له شجاعة وشهرة.
وناصر وتركي ماتا قبله.
وإبراهيم قتل في تلك الحرب.
وسعد وفهد ومشاري وعبد الرحمن وعمر وحسن نقلهم إبراهيم باشا إلى مصر، بأولادهم ونسائهم وماتوا هناك.
ومن أولاد عبد اللَّه بن سعود سَعْدٌ الذي اشتهر في حرب الدرعية.
ومن أبناء محمد بن سعود أيضًا عبد اللَّه بن محمد بن سعود الذي آزر أخاه عبد العزيز، وقاتل معه أشد القتال.
ثم ابنه الإمام، والشجاع الهمام، تركي بن عبد اللَّه، الذي أطفأ اللَّه به نار الفتنة بعد اشتعال ضرامها.
ثم ابنه الإمام، الشجاع الثابت الضرغام، فيصل بن تركي، الذي استنقذ الملك، وظهر من حبس الترك مرتين، وأخذ الملك قسرًا وقَهْرًا كرَّتين.
وأما أولاد فيصل فالأكابر منهم عبد اللَّه ومحمد وسعود.
وأما جلويُّ بن تركي فاستعمله الإمام فيصل عن ناحية عظيمة وسيأتي ذكره والتعريف بفخره وأمره.
وأما عبد اللَّه بن تركي فشجاعته مشهووة وفضائله معروفة منشورة، وقد استعمله الإمام فيصل في سراياه، فظهر منه شجاعة وإقدام، ورأي ونقض وإبرام.
وكان لعبد اللَّه بن محمد
(1)
أولاد كبار مات أكثرهم في مصر، ومنهم عبد اللَّه بن إبراهيم بن عبد اللَّه المؤازر لابن عمه الإمام فيصل في بلدة الرياض.
وأما مشاري بن سعود بن محمد بن مُقرن فإنه الذي آزر أخاه محمد بن سعود، في نصر هذا الدين، وابنه حسن بن مشاري الذي قاد السرايا وقاتل مع عبد العزيز بن سعود وله أولاد فرسان شجعان، قتلوا في حرب إبراهيم باشا في الدرعية، وابنه أيضًا عبد الرحمن، وابنه مشاري بن عبد الرحمن هو الذي قتل ابن عمه الإمام تركي رحمه الله.
(1)
هو عبد اللَّه بن محمد بن مسعود بن محمد بن مقرن جد الأسرة المالكة الكريمة، ونسل أخيه عبد العزيز محمد انقرضوا.
وأما ثُنَيَّان بن سعود بن محمد بن مقرن فإنه ضرير البصر، ولكن اللَّه فتح بصيرته لهذا الدين، وكان عَضدًا لأخيه محمد بن سعود والمشير عليه بالقبول والمؤازرة للشيخ على هذه الدعوة.
ومن ذريته عبد اللَّه بن ثُنَيَّان بن إبراهيم بن ثنيان المذكور.
ومنهم فيصل بن ناصر بن عبد اللَّه بن ثُنَيَّان الذي قتل مع الإمام فيصل في حرب الدَّلم. ومنهم محمد بن يوسف بن ثنيان جاء من مصر وسكن عند الإمام فيصل.
وأما فرحان بن سعود فمن ذريته سعود بن إبراهيم بن عبد اللَّه بن فرحان.
وأجمل ما فَصَّله ابن بشر صاحب كتاب "تحفة المشتاق"
(1)
فقال: وأما مقرن ابن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع بن ربيعة المُرَيْدي فله من الولد: محمد وعياف وعبد اللَّه -جد آل ناصر- ومات محمد بن مقرن سنة 1106 هـ.
فأما محمد بن مقرن، فله من الولد مقرن وسعود، ومقرن هذا ليس له ذرية إلا عبد اللَّه، الذي جعله عبد العزيز بن محمد بن سعود أميرًا في الرياض حين استولى عليها.
وأما سعود بن محمد بن مقرن، فله أربعة أولاد، وهم: محمد ومشاري وثنيان ومرخان، ومات سعود المذكور سنة 1137 هـ.
فأما محمد بن سعود بن محمد بن مقرن فهو الذي قام في نصرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وكانت له الولاية بعد أبيه، وتوفي محمد بن سعود المذكور شهيدًا سنة 1197 هـ.
وتولى بعده ابنه عبد العزيز وتوفي يوم الإثنين 22 رجب سنة 1218 هـ.
وتولى بعد عبد العزيز ابنه سعود وتوفي ليلة الإثنين 21 جمادي الأولى سنة 1229 هـ.
وتولى بعده ابنه عبد الله بن سعود بن عبد العزيز وأمسكه إبراهيم باشا في الدرعية وأرسله إلى مصر سنة 1233 هـ.
(1)
الكتاب لا يزال مخطوطًا.
وكان لسعود بن عبد العزيز عدة أولاد غير عبد اللَّه المذكور، وهم: ناصر، وتركي، ماتا في حياة أبيهما.
وفيصل، وإبراهيم، قتلا في حرب الدرعية.
وسعد، وفهد، ومشاري، وعبد الرحمن، وعمر، وحسن، نقلهم إبراهيم باشا إلى مصر بأولادهم ونسائهم.
ومن أولاد محمد بن سعود أيضًا عبد اللَّه بن محمد بن سعود.
ولعبد اللَّه المذكور عدة أولاد.
منهم: الإمام تركي بن عبد اللَّه.
وإبراهيم - وولده عبد اللَّه بن إبراهيم بن عبد اللَّه بن محمد بن سعود الملقب صُنَيْتَان.
وباقي أولاد عبد اللَّه بن محمد بن سعود نقلهم إبراهيم باشا إلى مصر وماتوا هناك.
وأولاد الإمام تركي بن عبد اللَّه بن محمد بن سعود ثلاثة، وهم: فيصل، وجلوي، وعبد اللَّه.
وأولاد الإمام فيصل أربعة
(1)
وهم: عبد اللَّه، صار في الملك بعد أبيه، ومات ولم يعقب إلا إناثًا.
ومحمد، ومات ولم يعقب.
وسعود، وأولاده خمسة: منهم عبد الرحمن - قتله برية، في واقعة مشهورة، ولم يعقب ومحمد، وعبد اللَّه، وسعد، قتلهم سالم بن سبهان في الخرج سنة 1305 هـ بأمر محمد بن عبد اللَّه بن رشيد، ولهم أولاد معروفون.
وعبد العزيز توفي في حايل سنة 1322 هـ وله أولاد معرفون
(2)
.
(1)
بل خمسة ويظهر أن هذا الكلام، قيل قبل ولادة الإمام عبد الرحمن بن فيصل.
(2)
لم يذكر الإمام عبد الرحمن بن فيصل - رحمهما اللَّه.
أما مشاري بن عبد الرحمن بن حسين بن حسن بن مشاري بن سعود بن محمد بن مقرن، وهو الذي قتل خاله تركي بن عبد اللَّه بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن، بعد صلاة الجمعة في بلد الرياض، وهو خارج من المسجد، وذلك في سلخ ذى الحجة سنة 1249 هـ.
وأما ثُنَيَّان بن سعود بن محمد بن مقرن فإنه ضرير البصر، وأولاده ثلاثة، وهم: إبراهيم وعبد اللَّه ويوسف.
فإبراهيم هو جد عبد اللَّه بن ثُنَيَّان بن سعود المشهور، وعبد اللَّه هو جد فيصل بن ناصر بن عبد اللَّه بن ثُنَيَّان بن سعود، ويوسف هو أبو أحمد بن يوسف ابن ثنيان بن سعود.
وأما مرخان بن سعود بن محمد بن مقرن فمن ذريته سعود بن إبراهيم بن عبد اللَّه بن مرخان.
انتهى ما ذكره ابن بسام صاحب كتاب "تحفة المشتاق" بنصه.
ومن أبناء الإمام فيصل بن تركي: الإمام عبد الرحمن أبو بطل الجزيرة وموحد أقطارها الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل، أعلى اللَّه في الفردوس مقامه، وإخوته الغر الميامين، ثم أبناؤه الملوك والأمراء، سعود وفيصل وخالد رحمهم الله وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد المفدى أيده اللَّه بالتوفيق، وسدد خطاه، وجعل له من إخوته أمراء البلاد وقادتها خير بطانة تؤازره على الحق والعدل، لتنعم الأمة بما شملها في هذا العهد الميمون من صنوف السعادة والأمن والاطمئنان والرفاهية.
ومجمل القول عن نسب هذه الأسرة السعودية الكريمة أنها من آل مُقْرنٍ، المتصل نسبه بربيعة المُرَيْدِيِّ.
والمُرَدَةُ من بني وائل من أسد بن ربيعة، هذا باتفاق علماء النسب من أهل نجد.
والقول بأن آل سعود من بني حنيفة القبيلة الكريمة التي وصفها اللَّه في القرآن الكريم بالبأس الشديد - قول معروف عن بعض مؤرخي نجد، وبعض الباحثين من آل سعود -كالأمير عبد اللَّه بن عبد الرحمن، رحمه الله ومن غيرهم من العلماء المعاصرين من يرجحه.
وهذا لا ينافي انتساب الأسرة إلى قبيلة عَنَزَة، كما أوضحته في الكلام على (وائل) الجد الذي لا خلاف في انتساب الأسرة إليه - كما فى كتاب "مثير الوجد" و"شجرة آل سعود".
وما هي الأنساب العريقة وما جدواها إذا لم تكن الأفعال الكريمة؟!
وذكرت محاورة جرت بين الكاتب المؤرخ المعروف أمين الريحاني
(1)
وبين الملك عبد العزيز رحمه الله حول قول المتوكِّل الليثي:
لَسْنَا - وإنْ أحْسَابُنَا كَرُمَتْ
…
يَوْمًا على الأَحْسَابِ نَتَّكِلُ
نَبْنِي كَمَا كَانَتْ أوَائِلُنَا
…
تَبْنِي ونَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلُوا
فقاطع الملك عبد العزيز الرَّيْحَانيَّ حين قرأ البيتين قائلا: نحن نبني يا حضرة الأستاذ كما كانت تبني أوائلنا، ولكننا نفعل فوق ما فعلوا.
فقال الريحاني: أحسنت يا طويل العمر، أحسنت!! أصلحوا البيت حتى إذا قرأ كل من تشرف بالمثول لديكم:
نَبْنِي كَمَا كَانَت أَوَائِلُنَا
…
نَبْنِي ونَفْعَلُ (فَوْقَ) مَا فَعَلُوا
تحتدم فيه شعلة الحياة الجديدة، فيسعى وهو يحترم الأجداد في ما يؤهله لاحترامهم.
2 -
ما ذكره الأستاذ الباحث الكويتي سعود بن غانم بن جمران العجمي محقق كتاب الدرر المفاخر في أخبار العرب الأواخر
للشيخ محمد البسام التميمي النجدي عن آل سعود من بني حنيفة من بكر بن وائل، قال فى حاشية الكتاب عن سعود مؤسس العائلة المالكة في المملكة العربية السعودية:
هو سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع بن ربيعة المريدي من عشيرة المردة من قبيلة بني حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد ابن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان أهل حِجْر من وادي اليمامة كما قال ذلك
(1)
"ملوك العرب" ج 2 ص 97 ط 1951 في بيروت.
المؤرخ النجدي عثمان بن بشر في كتابه عنوان المجد في تاريخ نجد الطبعة الثانية 1372 هـ على نفقة الملك عبد العزيز في الجزء الأول ص 24 وفي الجزء الثاني ص 6 و 12، فقد قال ابن بشر في ص 12 من الجزء الثاني أثناء تسجيله لنسب آل سعود وتاريخهم المجيد:(وقد رأيت نقلا من كلام محمد بن سلوم: أن قبيلة المردة من بني حنيفة من قبائل بكر بن وائل، وذكر أنه نقله من كلام راشد بن خنين قاضي الخرج واللَّه أعلم).
أما المؤرخ النجدي إبراهيم بن صالح بن عيسى فقد قال في كتابه (تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد) قال في ص 36 أثناء تسجيله حوادث سنة 850 هـ، قال: (وفيها قدم مانع بن ربيعة المريدي -من بلد الدروع، المعروفة بالدرعية، من نواحي القطيف، ومعه ولده ربيعة- على ابن درع رئيس الدروع، أهل وادي حنيفة، وكان بينهم مواصلة، لأن كلا منهما ينتسب إلى حنيفة، فأعطاه ابن درع المليبيد وغصيبة، فعمر ذلك هو وذريته وكان ما فوق المليبيد وغصيبة لآل يزيد من بني حنيفة، وكان جميع الوصيل مما فوق سمحة، ومن الجبيلة إلى الأبكين، الجبلين المعروفين، وموضع حريملا لحسن بن طوق جد المعامرة من العناقر من بني سعد بن زيد مناة بن تميم.
ثم إنه لما مات مانع المريدي تولى بعده ابنه ربيعة، وصارت له شهرة، وكثرت جيرانه من الموالفة وغيرهم وحارب آل يزيد.
ثم قال ابن عيسى أيضًا: (ذكر راشد بن خنيز في تاريخه أن المردة من بني حنيفة) انتهى.
وفي أواخر القرن الثالث عشر الهجري نظم الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى قصيدة عصماء أشاد فيها بمفاخر آل سعود وأمجادهم وحثهم فيها على وحدة الصف ووحدة الكلمة لاستعادة أمجادهم السابقة وقد نشرها الشيخ إبراهيم ابن صالح بن عيسى في كتابه (عقد الدرر فيما وقع في نجد من الحوادث في آخر القرن الثالث عشر وأول الرابع عشر) ص 86. وفي هذه القصيدة يشير الشيخ إلى قبيلتهم: بني حنيفة ويذكر بطولة أسلافهم من فرسان هذه القبيلة العربية الشهيرة، قال:
وفي آية في الفتح قد جاء ذكركم
…
وقد حرر التفسير فيها أكابر
وفتيان صدق من رجال حنيفة
…
بأيديهم سُمْرَ القنا والبواتر
يرون شهود البأس أربح مغنم
…
لدى مأزق فيه يرى النقع ثائر
إلى أن قال:
وجدكم الأعلى لدى حومة الوغى
…
به قطعت للمعتدين دوابر
وكم لكم من فاتك تعرفونه
…
أوائلكم معروفة وأواخر
فما فارس الشهبا وما الحارث الذي
…
أباد لظاها والرماح شواجر
ومدحهم شاعر نجد المشهور محمد العبد اللَّه العوني بقصيدة طويلة وصف فيها وقائع معارك البكيرية الفاصلة بين جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود والأمير عبد العزيز بن متعب الرشيد سنة 1322 هـ، قال:
الميمنة دارت وصارت خفيفة
…
راحت عن الإسلام صارت خفيفة
والترك لاقتهم موارث (حنيفة)
…
ما خايروا يوم أن بعض العرب خار
عنوي أهل العوجا تعداهم اللوم
…
أركو جموع الحضر والبدو والروم
لولا زهبهم كملت تالي اليوم
…
ما خيشروا بالمدح بشهود الأخيار
يوم أكمل القصدير عيوا يطيعون
…
قاموا بحدلا مصقلات يهوشون
يوم أنهم خانوا بهم من تعرفون
…
استعصموا بحدود عطبات الاذكار
(من الشعر الشعبي النجدي).
وقبيلتهم بنو حنيفة قبيلة عربية مشهورة في التاريخ، كانوا ملوك اليمامة قبل الإسلام منهم عبيد بن ثعلبة ومنهم الملك هوذة بن علي السحيمي الحنفي وثمامة ابن آثال الحنفي، ولما بعث النبي صلى الله عليه وسلم رسله إلى ملوك العرب يدعوهم للإسلام بعث سليط بن عمرو إلى هوذة وثمامة ملكي اليمامة، وهذا نص كتابه إلى هوذة:
"بسم اللَّه الرحمن الرحيم
من محمد رسول اللَّه إلى هوذة بن علي: سلام على من اتبع الهدى، واعلم أن ديني سيظهر؛ إلى منتهى الخف والحافر، فأسلم تسلم، وأجعل لك ما تحت يديك".
أما ثمامة فقصد مكة معتمرًا، وأهلها إذ ذاك مشركون، فوافقه خيل النبي صلى الله عليه وسلم فأسرته فأتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمر بربطه بسارية من سواري المسجد وكان إذا مر به قال له:"ماذا عندك يا ثمامة؟ " فيقول: عندي خير إن تنعم تنعم على شاكر وإن تقتل تقتل ذا دم وإن كنت تريد المال فسل تُعط. . فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإطلاقه فأعلن ثمامة إسلامه، وذهب إلى مكة معتمرًا فقالت له قريش: صبأت يا ثمامة؟ فقال: لا ولكني أسلمت، وواللَّه لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن محمد.
ثم عاد إلى اليماعة فمنع أهلها أن يحملوا إلى مكة شيئًا فكتب أهل مكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم: إنك تأمر بصلة الرحم، وقد قطعت أرحامنا قتلت الآباء بالسيف والأبناء بالجوع.
فكتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى ثمامة أن يخلي بين أهل اليمامة وبين حمل الطعام إلى مكة.
ولما استقام الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة قدم عليه عام الوفود (العاشر من الهجرة) وفود من جزيرة العرب ومن ضمنهم وفود اليمامة ووادي حنيفة، فأعلنوا إسلامهم وكان فيهم مجاعة بن مرارة بن سلمى والرحال بن عنفوة ومسيلمة بن حبيب فأكرمهم النبي صلى الله عليه وسلم وحباهم، وكتب لمجاعة كتابين: أحدهما يتضمن إعطاءه مائة من الإبل من أول غنيمة يغنمها المسلمون من بني ذهل بن وائل جيران بني حنيفة وأبناء عمهم وأعدائهم. وثانيهما أقطعه فيه مقاطعات من أرض حنيفة وهذا نصهما:
"بسم اللَّه الرحمن الرحيم
هذا كتاب من محمد النبي إلى مجاعة بن مرارة بن سلمى: إني أعطيتك مائة من الإبل من أول خمس يخرج من مشركي بني ذهل".
والكتاب الثاني:
"بسم اللَّه الرحمن الرحيم
هذا كتاب كتبه محمد رسول اللَّه لمجاعة بن مرارة بن سلمى إني أقطعتك الغورة وغرابه والجبل فمن حاجك فإليّ".
وتحدث ابن دريد في كتابه الاشتقاق عن بني حنيفة فقال:
منهم: بنو الدؤل.
ومن رجالهم: حسان وعبد الرحمن ابنا محدوج.
ومنهم: نجدة بن عامر.
ومنهم: بنو هفان.
ومنهم: هوذة بن علي ذو التاج، كان كسرى أعطاه قلنسوة فيها جوهر، فكان يلبسها، فسمي ذا التاج، ولهوذة أحاديث وشرف ووفادة إلى الملوك من الأعاجم.
ومنهم: عمير، وقرين، ابنا سلمى، كان عمير أوفى العرب، قتل أخاه قرينًا بقتيل من جيرانه، وله حديث.
ومنهم: بنو سحيم.
ومنهم: شمر بن يزيد، وهو الذي قتل المنذر الأكبر، جد النعمان بن المنذر يوم عين أباغ، وكان شمر في جند الملك الغساني.
ومنهم: مجاعة بن مرارة الذي تقدم ذكره.
ومن رجالهم وأشرافهم: بنو السمين. وهم الذين يقول فيهم أبو النجم:
أو كالسمين إذا الرياح تزعزعت
…
والمحل مثل مجرد الجرباء
ومنهم: مُحكِّم اليمامة. (واسمه المحكم بن طفيل).
وفي آخر القرن الأول الهجري حدثت معركة برقان بين بني حنيفة وبين مسعود بن أبي زين العبدي الخارجي التي أشار إليها الفرزدق بقوله:
ولولا سيوف من حنيفة جردت
…
ببرقان أضحى كاهل الدين أزورا
تركن لمسعود وزينب أخته
…
رداء وجلبابًا من الموت أحمرا
وقد انتصر بنو حنيفة فيها.
وبرقان موضع لا يزال معروفًا بجوار الكويت، وفيه حقول النفط.
وقد ذكر الدكتور منير العجلاني في كتابه القيم "تاريخ البلاد العربية السعودية" ص 77 أنه سأل صاحب السمو الملكي الأمير الجليل عبد اللَّه بن عبد الرحمن الفيصل، نسَّابة آل سعود، ومن أفقههم وأعرفهم بالتاريخ، عن رأيه في نسب آل سعود، فكان جواب سموه:(نحن حنفيون).
ثم قال المؤرخ العجلاني: (وما يقوله سموه، في اعتقادنا، هو الحق).
كما أكد العلامة السعودي المعاصر الأستاذ عبد اللَّه بن محمد بن خميس أن آل سعود من عشيرة المَرَدَة نسبة لجدهم مريد من قبيلة بني حنيفة، وذلك في مقال قيم له نشرته مجلة العرب - السعودية عدد تموز وآب 1980 م ص 299 و 300 وقال إنهم من مردة بني حنيفة، وأن الدروع الذين يسكنون (الجزعة) و (حجرًا) من وادي حنيفة هم بنو عمهم الدروع الذين يسكنون الدرعية الأولى من المنطقة الشرقية، وبهم سميت درعية العارض، والكل من بني حنيفة من بكر بن وائل).
وقد نشرت مجلة العرب في نفس عددها هذا مقالا هامًا للأستاذ أحمد بن سليمان العنقري وهو من أهالي الرياض، وذكر فيه أصول الأسر القديمة في مدينة الرياض، وقد جاء فيه ذكر عدد من الأسر التي ترجع في أصولها ونسبها إلى قبيلة بني حنيفة المشهورة من أهالي مدينة الرياض وهم: آل تركي من آل سعود، وآل ثنيان من آل سعود، وآل حمود وآل درع الدروع، وآل دغيثر من آل يزيد، وآل ريس من الدروع، وآل زيد أهل المصانع من الدروع، وآل زرعة، وآل شاشات، وآل الشميسي، وآل عثمان من آل مدهش، وآل عياف من آل مقرن، وآل فرحان من آل سعود، وآل مدهش، وآل مديرس، وآل مقرن من آل سعود، وآل مقرن من أهل الباطن، وآل مشاري من آل سعود، والنمور ويدعون آل عبد الوهاب من الدروع، وآل هذلول من آل ثنيان آل سعود. وإذا كانت هذه الأسر الحنيفية في مدينة الرياض فقط فلا شك أن الكثير من أسر بني حنيفة منتشرة في مدن وقرى نجد الأخرى وهم أهل اليمامة من قديم الزمان.
أما ملوك آل سعود فهم أعظم من تولى الملك في جزيرة العرب، فقد اتصف ملوك هذه الأسرة الكريمة بالصلاح والتقوى الشديدة والشجاعة الخارقة والبطولة الحاقة والكرم الذي تضرب به الأمثال والفكر السياسي الفذ. وقد نصر اللَّه بهم دين الإسلام الشريف منذ اليوم الذي وفد عليهم فيه شيخ الإسلام المجد محمد بنعبد الوهاب -طيب اللَّه ثراه- في الدرعية في سنة 1158 هـ، فقادوا الجيوش الجرارة في كل اتجاه وأعادوا الناس إلى الشريعة الغراء، شريعة اللَّه التي أنزلها على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. وهم منذ ذلك التاريخ لا يحكمون إلا بشريعة القرآن. والملك اليوم زعيم العرب وكبيرهم صاحب الجلالة الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين أيده اللَّه بنصره وتأييده وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير عبد اللَّه بن عبد العزيز وفقه اللَّه وسدد خطاه.
ولا غرو فهما من أبناء صقر الجزيرة العربية الملك الراحل والبطل الهمام والشجاع المقدام عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي
(1)
آل سعود ذلك البطل الذي جاهد طيلة 53 عامًا حتى استطاع أن يوحد جزيرة العرب ويقضي على التجزئة والتناحر ويوحدهم في دولة عربية مسلمة واحدة تظلهم شريعة القرآن والأمن والسلام، وهذا الإنجاز سيذكره لجلالته -رحمه اللَّه تعالى- التاريخ بمداد الشكر الجزيل والثناء الجم مدى الدهر.
3 -
ما ذكره عبد الرحمن بن حمد بن زيد المغيري اللامي الطائي في المنتخب عن آل سعود حكام الجزيرة العربية:
ومن مشاهير ربيعة بن نزار من حاضرة نجد، آل سعود، وكان لهم الملك القديم على اليمامة ونجد، أما في القديم فقد قدمنا في الكتاب، ملوك اليمامة، من بني حَنِيْفة ومنازلهم، أما هَوْذَة فبلدة، جَوُّ، المعروف، وأما بنو حَنِيْفَة أهل
(1)
في سنة 1240 هـ أعاد الإمام تركي بن عبد بن عبد اللَّه بن محمد بن سعود الدولة السعودية عندما نجح في استخلاص الرياض وإجلاء أبي علي المغربي رئيس قوات أحمد علي باشا منها. ولم يلبث تركي بعد هذا النصر أن بسط سلطته الكاملة على جميع ممالك آبائه وأجداده في جزيرة العرب وأقام بذلك الدولة السعودية الثانية.
الوادي فدار ملكهم حَجْر، والجِزْعَة
(1)
، ثم غلب على ذلك آل سُعُود، فملكوا حَجْر اليمامة وغيرها من قرى نجد.
وأول من ذكرت أخباره، مانع
(2)
المُرَيْدي في سنة 850 هـ، خمسين وثمانمائة، ثم ولد لمانع، ربيعة، ثم إنه لما مات مانع المُرَيْدي، تولى بعده ابنه ربيعة فصار أشهر من أبيه، ثم جمع المُوَالفة، والمُرَدَة، وغيرهم فحارب آل يزيد، وآل يزيد بطن من آل حنيفة، بقاياهم آل دُغَيْثر الموجودون الآن، وكان ملك آل يزيد، النُّعْمِيَّة
(3)
، والوَصيل وما فوق المذكور، وهي العُيَيْنة، والجُبَيْلة، لحسن بن طَوْق، ثم ولَد لربيعة بن مانع، موسى وكان أشهر من أبيه، وتحارب مع آل يَزِيْد وجمع جموعًا من جماعته، المُرَدة، والمُوالفة، وصَبْح آل يزيد، وقتلهم قتلا شنيعًا، واستولى على منازلهم، وكان يضرب المثل بهذه الوقعة في زمانهم، فولد لموسى، إبراهيم وتولى بعد أبيه على جميع ملك آل يزيد، وكان أشهر من أبيه، وكان لإبراهيم من الولد: عبد الرحمن، وعبد اللَّه، ومَرْخَان، فأما عبد الرحمن فاستوطن بلد ضَرَما، ومن ذريته آل عبد الرحمن أمراء ضَرَمَا، وهم فخذ منهم آل عبد العزيز فخذ، وآل حَمَد وهم المدابلة من آل رومي من عَنَزة، وأما عبد اللَّه، فمن ذريته آل وَطِيْب، وآل حسين، وآل عيسى.
وأما مَرْخَان، فأولاده ربيعة، ومُقْرن، اْما ربيعة فمن ذريته آل وطْبَان أهل الزُّبير، وآل ربيعة الذين منهم [عبد اللَّه] بن ربيعة [بن وَطْبَان]
(4)
الشاعر، وآل إدريس، ومنهم مَرْخَان، الذي تولى في الدَّرْعِيَّة، وغَدَر به محمد بن حمد بن عبد اللَّه بن مُعَمِر، وأما مُقْرن بن مَرْخان بن إبراهيم بن ربيعة فكان له من الولد: محمد، وعيَّاف، وعبد اللَّه، أما عَيَّاف، فمن ذريته، آل عَيَّاف، وعبد اللَّه ذريته آل ناصر، وأما محمد المذكور فله من الولد: مُقْرن، وسُود، أما مُقْرن، فليس له
(1)
في الأصل: وجزء التصحيح من ابن بشر، 1، 20؛ حوادث نجد، 36، عقد الدرر، 64؛ مدينة الرياض، 83.
(2)
ابن بشر 1، 20؛ حنبلي، راشد، مثير الوجد، القاهرة، 1379 هـ. 31؛ حوادث نجد. 35، 36.
(3)
في الأصل: النعيمية، التصحيح من ابن بشر؛ 1؛ 21؛ 2؛ 8، حوادث نجد، 35، 37؛ المجاز، 337.
(4)
الزيادة من عقد الدرر 190.
ذرية إلا عبد اللَّه الذي جعله عبد العزيز أميرًا فى الرياض يوم فتحها، وكان مقر رئاستهم بلدة الدَّرعِيَّة، فلما كانت الرئاسة في محمد بن سُعُود، وقد كان من أمر الشيخ محمد بن عبد الوهاب عفا اللَّه عنه ما كان حين دعا الناس إلى التوحيد، رموه بالعداوة والبغض لكثرة ما إرتكبوه من البدع المضلة، وضاقت عليه الأرض بما رحبت وهو إذ ذاك في بلدة العُيَيْنة، ورئيسها عثمان بن حمد بن عبد اللَّه بن محمد
(1)
بن مُعَمَّر، فخرج منها قاصدًا الأمير محمد بن سُعُود في الدرعية لما أراد اللَّه من سعادته، ونصرة دينه، فقام بالجد والاجتهاد لنصرة دين اللَّه، وردع أهل الفساد، فكانت نعمة من اللَّه عمت الحاضر والبادي، فنسأل اللَّه أن يرحمهم ويجمعنا بهم في دار المعاد، إنه كريم جواد.
فكان لمحمد من الولد، عبد العزيز، [ولعبد العزيز]
(2)
، سُعُود، ومبتدأ ذلك القيام في سنة 1158 هـ، ألف وثمان وخمسين ومائة، ثم قام بالأمر بعده ابنه عبد العزيز، واستولى على جميع نجد، وذلك سنة 1161 هـ، إحدى وستين ومائة وألف
(3)
وتوفي رحمه الله سنة 1179 هـ، التاسعة والسبعون بعد المائة والألف، والمتوفى في هذه السنة المذكورة، الإمام محمد بن سُعُود، وقام بالأمر ولي عهده ابنه عبد العزيز ثم توفي الإمام عبد العزيز، وتولى بعده ابنه سُعُود، واشتدت وطأته وملك نجدا، والأحساء، وبعض اليمن، والحجاز، وبعض قرى الشام وتوفي رحمه الله في آخر السنة التاسعة والعشىرين بعد المائتين والألف، وقام بالأمر بعده ولي عهده، ابنه عبد اللَّه، ثم نقلته الترك بعد حرب الدِّرْعيَّة، في سنة 1233 هـ إلى مصر، وتوفي سنة 1235 هـ، وفي سنة 1235 هـ رجع الملك إلى تُركي بن عبد اللَّه بن محمد بن سُعُود بن محمد فسدد اللَّه به، وجمع أمر المسلمين، وكان التركي من الولد: الإمام فَيْصَل، وجْلُوي، وعبد اللَّه، فمن ذرية جْلُوي بن تُرْكي آل جْلُوي، منهم آل عبد اللَّه، وآل مُسَاعد، ومن ذرية عبد اللَّه ابن تُرْكِي، آل تُرْكِي، منهم عبد العزيز بن تُرْكِي وأولاده.
(1)
الزيادة من ابن بشر، 12؛ حوادث نجد، 109.
(2)
الزيادة من ابن بشر، 9، 12؛ مثير الود؛ 35، 36؛ حوادث نجد، 41.
(3)
في ذلك الوقت كان يقاتل مع الده. انظر ابن بشر، 1، 21، 26.
وقام بالأمر بعد الإمام تُرْكِي، ابنه فَيْصل واستولى رحمه الله على جميع نجد، وبعض اليمن، والبحرين، وعُمَان، وكان له من الولد: عبد اللَّه، وسُعُود، ومحمد، وعبد الرحمن، وقام بالأمر بعده، ابنه عبد اللَّه، ثم استولى بعد الإمام عبد اللَّه أخوه سُعُود، ثم استولى بعد سُعُود أخوه الإمام عبد الرحمن بن فَيْصَل رحمه الله، وكان لسُعُود من الولد: عبد العزيز، ومحمد، وعبد اللَّه، وسعد، فمن أولاده عبد العزيز بن سُعُود، ومحمد، وفَيْصَل
(1)
، ولمحمد بن سُعُود من الولد، سلمان
(2)
، ولعبد اللَّه بن سُعُود من الولد، تُرْكِي
(3)
.
وللإمام عبد الرحمن رحمه الله من الولد: الملك عَبْد العَزيز، والأمير محمد، وسُعُود، وسعد، وعبد اللَّه، ومُسَاعِد
(4)
، وأحمد، وسعد الثاني
(5)
.
وفي سنة 1319 هـ -قام بالأمر الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فَيْصَل أيده اللَّه بنصره، فبذل جهده واجتهاده في جمع شمل المسلمين، وكان قصده ومراده أن تكون كلمة اللَّه هي العليا، فرفعه اللَّه بسبب نيته واعتقاده، وكان رأس العرب كلها، وبه عزوا وكثروا، وكان لهم ذكر وصيت، وهابتهم الأمم النائية، والملوك الطاغية، وكانت الشعراء تترنم بمدحه، والدهر يرتاح لذكره، فهذه نعمة عمت العرب، وكان جوادًا لا يشبه جوده أحد من الملوك الماضية، فإن الملوك الماضية يعطون الشعراء، وولاة الأمور، وهذا الملك يعطي سائله، ويعطي من لا يسأله، وكان يبعث بالصدقات في أدنى مملكته وفي أقصاها، فرحم اللَّه الأكبر عُثَيْمين الشاعر حيث قال فيه:
خَبيْئةُ اللَّه هذا الوقت أخْرَجَها
…
وللمهيمنِ في تأخيرها شأنُ
(6)
(1)
في شجرة آل سعود، وجدنا: وتركي.
(2)
شجرة آل سعود؛ أعطى، وفهد، وخالد، وسلطان، وتركي، وبندر، وسعود، وعبد اللَّه.
(3)
شجرة آل سعود؛ قال: وسعود.
(4)
كلهم توفوا، ما عدا الأمير مساعد، الأمير أحمد.
(5)
الزيادة في شجرة آل سعود.
(6)
ديوان: 7.
وأمره، وفضائله أشهر من ذكرنا، ونعلم أننا لو بذلنا جهدنا في تحصيل مناقبه لم نبلغ عشر معشارها، ونسأل اللَّه أن يتغمده برحمته، آمين يا رب العالمين
(1)
.
وأما من يدخل فى عمود هذا النسب فيما فوق تُرْكي وهم آل ثُنْيَان، وآل فَرحَان، وآل هُذْلُول
(2)
، ومن قدمنا ذكره.
ومن بطون ربيعة، الرَّيِّس
(3)
، المذكورون من سكان الرياض، ومن ربيعة، آل عِمْران
(4)
، وهم ثلاثة أفخاذ: آل محمد فخذ وهم آل راشد، وآل عبد الرحمن سكنه الإحساء، وآل عُبَيْكان فخذ، منهم آل ثُنَيَّان سكان الأحساء، وآل عبد القادر فخذ، منهم صالح بن يوسف، ومنهم عبد الرحمن بن سعد بالإحساء، وممن يتتسب إلى ربيعة، آل حَوشَان سكان ضومَا، والصُّقُر، وآل زَامِل، والبركات، وآل حَمَد المدابلة من الرومي، سكنة الزُّلْفي المذكورين فخذ، وممن ينتسب إلى ربيعة، آل عَسكَر
(5)
، سكنة المَجمَعَة، وهم ثلاثة أفخاذ: المُدَيهيم فخذ، والثَّابت فخذ، وآل جِعُوان فخذ، وممن ينتسب إلى ربيعة، التَّواجِر، سكنة المَجْمَعَة، والخْيَلَة الذين منهم الخيَّال، ومن بكر بن وائل بن ربيعة، آل بُورَبَّاع، أهل حُرَيْملاء، وهم ثلاثة أفخاذ: آل مُبارك، وآل راشد، وآل ناصر، وممن ينتسب إلى ربيعة، آل جُلْعُوْد
(6)
، سكنة القصب من الوَشْم، ومن بطون ربيعة، آل أبي الخَيْل، سكنة بلدة بُرَيْدة، الذين منهم آل مُهَنَّا أمراء بُرَيْدة، وممن ينتسب إلى ربيعة، الخْيَلَة المذكورون في القصيم من أهلها.
وأما بنو حَنِيْفة فقال ابن بطوطة: قدمت اليمامة في [اثنتين وثلاثين]
(7)
وسبعمائة بعد الهجرة، في رحلته قال: ودخلت، حَجْر اليمامة، فوجدتها كثيرة
(1)
لمزيد من التفصيل انظر شجرة آل سعود ففيها تفصيلات كثيرة.
(2)
لمزيد من التفصيل، انظر شجرة آل سعود.
(3)
الحقيل، 29، أعطى: هم من عنَزَة.
(4)
تاريخ الأحساء، 1؛ 37، 43، وقال: آل عمران من عَنَزة. . . . وبعضهم يقول: من بني حنيفة.
(5)
حوادث نجد، 34؛ قال: آل عسكر من البدور من عَنَزة.
(6)
علماء نجد، 2، 340؛ أعطى: جلعود العنزي.
(7)
الزيادة من ابن بطوطة، الرحلة، بيروت، 1964 م، 117، مدينة الرياض، 8، 81.
العمران، وكثيرة النَّخل، وأطال في ذكرها إلى أن قال: فوجدت رئيسها في تلك السنة، طُفَيل بن غانم الحَنَفِي، وحج معه ابن بطوطة وأثنى عليه، وتفرق بنو حنيفة في هذا الوادي وغيره، وذكر السُّيُوطِي في قلائد الجُمَان: أن بني ربيعة بن نزار بطون دخل بعضها في بعض
(1)
، وذلك مشهور في زماننا بانتساب بطون ربيعة إلى عَنَزَة، ومن بطون حَنيْفَة، آل دُغَيْثر، ومن بني حَنِيْفة عائذ الذين مساكنهم في القديم العُيَيْنة ولهم بقايا في الدِّرعِيَّة
(2)
، ومن ربيعة آل مَرْشَد سكنة الرياض، وآل عبد الوهاب حَمُولة الشيخ النمر، ومن ربيعة آل مُلْحم سكنة التُّوَيْم من قرى سُدَيْر
(3)
، وممن ينتسب إلى ربيعة آل عَفَالِق سكنة الإحساء
(4)
؛ ومن ربيعة آل حويدان ومنهم آل إبراهيم وآل حَمَد بالأحساء، ومن ربيعة آل دَرْويش ومنهم آل دَرْوِيش في الأحساء
(5)
، ومن ربيعة آل زَرْعَة منهم آل زَرْعَة أهل الأحساء
(6)
، ومن ربيعة آل ابن صالح المُقْرِني، ومن ربيعة آل عزاز في الأحساء
(7)
، ومن ربيعة آل جَلَّال سكنة المُبَرز، وآل بُثَيْر، فهؤلاء المشهورون من ربيعة في نجد والأحساء.
ومن بطون ربيعة، آل خليْفَة أمراء البحرين، وآل صباح أمراء الكويت.
4 -
ما ذكره عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن حمود التويجري في الإفادات عما في تراجم علماء نجد لابن بسام التميمي من التنبيهات:
قال: في حاشية صفحة (938) ذكر المؤلف أن جذمي القبيلة الدواسر تغلب وزايد كلاهما من القحطانية إلا أن بعضهم، وهم تغلب من عدنان كما يقول
(1)
الجمان، 129؛ مخطوطة الجمان، 28؛ شاكر، محمود، شبه جزيرة العرب، دمشق، 1976 م، 95.
(2)
ابن لعبون، 31.
(3)
شبه جزبرة العرب، 96، أعطى: ولد علي المنابهة بن مسلم عنزة منهم آل مُلجم.
(4)
في نص الكتاب المطبوع، 120، نسبهم المؤلف إلى قحطان (انظر أيضًا حوادث نجد، 43؛ 101؛ تاريخ الأحساء، 1، 43؛ علماء نجد، 2، 597) بينما نسبهم هنا إلى عدنان، لأنهم يعودون إلى أكلب بن ربيعة بن نزار الذي دخل في خثعم من قحطان (انظر ابن الكلبي، 7؛ ابن حزم، 292؛ القلقشندي، 261؛ الجمان؛ 129؛ ابن لعبون، 35؛ سبائك 20).
(5)
تاريخ الأحساء، 1، 32، أعطى: ينتهي نسبهم إلى محمد بن عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب.
(6)
حوادث نجد، 72؛ قال: وآل زرعة من بني حنيفة؛ لكن في تاريخ الأحساء، 1، 38، وجدنا: آل زرعة ينتمون إلى عنزة بن أسد.
(7)
تاريخ الأحساء، 1، 24؛ علماء نجد 1، 329، قالا: آل عزاز تميم.
بعض الناس فتغلب عدنان ذهبوا عن نجد إلى العراق قبيل الإسلام ولم يبق منهم من له اسم بذكر انتهى. قلت: أن بني تغلب الذين في الأفلاج والأحساء ينتسبون إلى تغلب بن وائل وقد بحثت مع بعضهم فقال: إن الدواسر معهم بالحلف وهم أفخاذ كثيرة منهم العمور ولخيالات والمشاوية والمصارير والحقبان والجميلات فمنهم حاضرة ومنهم بادية والخيالات والمشاوية في الأحساء والحقبان والجميلات ومنهم الكبرا في الأفلاج وآل خليفة رؤساء البحرين من تغلب أهل الأفلاج من الكبرا من قرية في الأفلاج يقال لها البديع وآل صباح أمراء الكويت من النتيفات أهل الهدار هكذا ذكره لي بعض من يسكن الأفلاج وقد انتشر في تغلب أناس كثير فى الرياض والخرج وسدير والأحساء وغيرها. قال حمد بن لعبون رحمه الله في تاريخه في الأنساب لما ذكر بعض بني وائل ذكر بنى تغلب أهل الأفلاج قال: ومن حاضرتهم فى هذا الزمان الجميلات في الأفلاج كان لهم في الماضى رياسة وسيادة وممن يتتسب إلى وائل آل خليفة أهل البحرين وممن ينتسب إلى وائل في هذا الزمان النتيفات أهل الهدار. انتهى.
وأما قول المؤلف أنهم ذهبوا عن نجد قبيل الإسلام إلى العراق ولم يبق منهم من له اسم يذكر. . إلخ. فالجواب أنهم وإن ذهبوا عن نجد إلى العراق فلا مانع من بقاء بعضهم في نجد، فأنت ترى قبائل من العرب نزحوا من نجد إلى العراق مثل الفضول والظفير وبعض قبائل عَنَزَة نزحوا من نجد إلى الشام والعراق، وقد بقي من هؤلاء القبائل الذين نزحوا بقية في نجد ينتسبون إليهم ولا مانع أيضًا من رجوع الذين نزحوا أو رجوع بعضهم فإن الناس قد تلجئهم الأحوال إلى الانتقاد من مرضع إلى آخر لرغبة أو لرهبة خصوصًا البدو الرُّحل فإنهم لا يستقرون في مكان دائمًا فهم يتبعون الأرض الخصبة أينما حلها القِطْر وقد حفظوا أنسابهم، وأما الذين سكنوا المدن والقرى من تغلب في العراق فيمكن أنهم لم يتحولوا ولكنهم قد ضيعوا أنسابهم كغيرهم ممن سكن الأمصار من العرب في العراق والشام ومصر والمغرب وغيرها فلم يكن لهم اسم يذكر، وقد غلب على بادية بكر بن وائل وتغلب بن وائل اسم عنزة وليسوا كلهم من عنزة بن أسد كما يتوهمه بعض الناس، وقد ذكر بعض النسابين أن بني بشر القبيلة الكبيرة من قبائل عنزة هم من تغلب بن وائل وقد رأيت من قبائل بشر من يرفع نسبه إلى تغلب بن وائل، وبنو
بشر قبيلة كبيرة يتفرع منها بطون وأفخاذ كثيرة منها الدهامشة آل دهمش الذين منهم آل مجلاد ومن يتبعهم من ذرية علي غريب الدار ومن ذرية على غريب الدار ذوو سعدون والشتيلات والحمادين وأفخاذ غيرهم في نجد، ومن بشر آل هذال ومن يلتحق بهم في العراق ونجد، ومن بشر الفدعان وآل مهيد والسبعة وولد سليمان ضنا عبيد والمطارفة وآل مضيَّان وآل حسين وآل أبي رباع ومن بشر الصقور والختارشة وآل هيازع، ومن بشر غير من ذكرنا من البطون والأفخاذ الكثيرة الذين هم من تغلب، ولبشر حاضرة كثيرة في نجد منهم آل السناني في المجمعة من آل أبي رباع من آل حسني من بشر، ومنهم آل مبارك وآل راشد أهل حريملا من آل أبي رباع من بشر وآل ابن أحمد في المجمعة من السبعة من بشر وآل هويدي في المجمعة من بشر وآل سبهان في المجمعة من الصقور من بشر وآل سحيم في المجمعة من الحبلان من بشر وغير هؤلاء كثير في مدن نجد وقراها.
وقد كانت مساكن قبائل عَنَزَة الذين بعضهم من بكر وتغلب فيما سبق في نجد كما يظهر ذلك من ذكر وقائعهم في التواريخ مثل تاريخ الجد محمد بن عمر الفاخري وتاريخ ابن بشر وتاريخ إبراهيم بن صالح بن عيسى ولهم مياه وموارد معروفة في نجد منها الحناكية وكذلك بريدة ماء لآل هذال اشتراها منهم راشد الدريبي الذي هو من آل أبي عيان وسكنها هو وعشيرته من تميم وذلك في آخر القرن العاشر وكذنك مران ماء لعنزة وغير ذلك من الموارد ولم يتحول أكثر بني وائل -المسمين اليوم عنزة- عن نجد إلى العراق وإلى الشام إلا في القرن الثاني عشر الهجري وبعضهم قبل ذلك.
وأما بنو تغلب أهل الأفلاج والذين في الأحساء والذين في عُمان فقد بقوا على اسمهم، وقد كان بنو تغلب في الأحساء زمن القرامطة لهم رئاسة وكانت القرامطة يستنجدونهم على أعدائهم ويستعينون بهم في حروبهم وربما يحاربونهما ويقاطعونهم في بعض الأوقات هم وبنو سُلَيْم وبنو عُقَيْل. ذكر ذلك ابن خلدون في تاريخه ولكنه ذكرهم باسم بني ثعلب (بالثاء المثلثة والعين المهملة) وهو تصحيف من الطابع أو الناسخ رقد ذكر ذلك غيره بالتاء المثناة والغين المعجمة ويدل على ذلك أنه ذكر أبا تغلب ناصر الدولة ابن حمدان بالثاء المثلثة والعين المهملة وسماه أبا ثعلب، ومن المعلوم أن ناصر الدولة ابن حمدان وأخاه سيف الدولة اللذين غلبا
على حلب والموصل وديار بكر هما من بني عدي بطن من تغلب بن وائل، وناصر الدولة ابن حمدان ذكره ابن كثير في تاريخه بالتاء المثناة والغين.
وقد نقل ابن عبد القادر في تاريخ الإحساء عن ابن خلدون هذا التصحيف باسم بني ثعلب (بالثاء المثلثة والعين المهملة) وهو غلط وقد ذكر أهل التاريخ أن مساكن بني عُقَيْل البحرين في كثير من قبائل العرب وأعظمهم عُقَيْل وسُلَيْم ثم غلبت عُقَيْل وتَغْلِب على سُلَيْم فأخرجوهم فسارت سُلَيْم إلى مصر والمغرب ثم اختلفت بنو عُقَيْل وبنو تَغْلِب بعد مدة فغلب بنو تَغْلِب وطردوا عُقَيْلا فساروا إلى العراق وملكوا الكوفة والبَلاد الفواتية وتغلبوا على الجزيرة وتلك النواحي، وكان من رؤسائهم المقلد وقريش وابنه مسلم المشهور وقائعهم في التاريخ حتى غلبهم عليها الملوك السلجوقية فتحولوا عنها إلى البحرين حيث كانوا أولا فوجدوا تَغْلبًا قد ضعف أمرهم فغلبوهم وصار لا أمر لهم. قال ابن سعيد: سألت أهل البحرين في سنة 651 هـ حين لقيتهم بالمدينة عن البحرين فقالوا الملْك فيها لبني عُقَيْل وتَغْلِب من جملة رعاياهم. انتهى. والمراد بالبحرين الأحساء والقطيف وأما المسمى الآن بالبحرين فقد كان يسمى في الزمان السابق جزيرة أوال والمراد ببني تَغْلب هم العيونيون الذين تغلَّب عليهم بنو عُقَيْل في القرن السابع الهجري وأخذوا منهم الأحساء والقطيف. وقد ذكر صاحب إسعاف الأعيان في أنساب أهل عُمان أن في عُمان قبيلتين من بني تغلب وهما آل حبس وآل المسيب وذكرهم في بني وائل. وقد بحثت مع الشيخ محمد بن ظافر الحقباني رئيس محكمة المجمعة وآل الحقباني من بني تَغْلِب أهل الأفلاج عما ذكره المؤلف أنهم من قبيلة قحطانية فقال: إن الذي نعرفه عن آبائنا عن أجدادهم وعن من له اهتمام بمعرفة الأنساب أن بني تغلب الذي في الأفلاج من عدنان قال وكثير من الناس يخلط بين قبيلة بني تغلب والدواسر والصحيح أن تغلبًا قبيلة مستقلة لها فروع وأفخاذ وهم ينتسبون إلى تغلب بن وائل قال شاعرهم:
حِنَّا بني تغلب ومن نسل وائل
…
من قديم وشبوب الحرب ما
قال: وأما علاقتهم بالدواسر فهي علاقة مصاهرة وذلك أن زايد الملطوم بعد مجيئه من اليمن تزوج ابنة العرعير من قبيلة بني تغلب فأنجبت ابنًا فأعطاه العرعير حماية ورعاية ثم نشأت قبيلة الدواسر بجانب قبيلة بني تغلب على هذا الأساس.
هذا ما نعرفه عن الأوائل وبعض البقية الأحياء قال: وأما قول المؤلف أن بني تغلب الذين من عدنان ذهبوا عن نجد إلى العراق قبيل الإسلام ولم يبق منهم من له اسم يذكر فليست هذه اللفظة صحيحة على إطلاقها حيث إن بني تغلب استقروا بالأفلاج وبعضها معلم عليه باسمهم وبعض بني تغلب سكنوا بلدة كمدة قرب وادي الدواسر ومازالت هذه البلدة عامرة وبها أطلال قديمة وآثار تاريخية، والحقبان من بني تغلب يوجدون بكثرة في الأفلاج وفي كمدة المذكورة وفي الخرج والرياض والأحساء كما أن العمور يسكنون بلدة تمرة بين الوادي والسليِّل والإمارة فيهم قديمًا وحديثًا والمصارير والنتيفات أهل الهدار والكبرا في الأفلاج هذا الذي نعرفه. انتهى كلام الشيخ الحقباني. وقد نشر محمد بن سعد الشويعر من أهالي جلاجل مقالا نشر في مجلة العرب المؤرخة في محرم وصفر سنة 1401 هـ ذكر فيه عن تغلب أهل الأفلاج وأهل كمدة والمنتسبين إليهم من النازحين منهم أنهم من تغلب العدنانية، وآل الشويعر المذكورون من الحقبان من تغلب بن وائل. وقد كتب بعض بني بشر من عنزة في عصرنا بياتًا لقبائل عنزة ذكر فيه بني تغلب أهل الأفلاج وذكر أنهم من تغلب بن وائل قلت: قد ذكر بعض المؤلفين في أنساب بني وائل في عصرنا أن بني تغلب أهل الأفلاج من بني بشر وبنو بشر كما ذكرنا من تغلب.
وفي صفحة (939) و (940) في ترجمة الشيخ محمد بن مقرن الودعاني ذكر المؤلف أن الإمام سعود بن عبد العزيز رحمه الله عينه قاضًا في بلاده المحمل وعاصمة تلك المقاطعة حريملا. . إلخ، وقد خالف المؤلف ذلك بما ذكره في الحاشية أن حريملا هي عاصمة الشعيب وأن المحمل عاصمته ثادق وهو الصحيح وقد ذكر مثل ذلك في صفحة (797) في ترجمة الشيخ محمد بن ربيعة العوسجي ساكن ثادق فذكر أن ثادقًا هي عاصمة بلاد المحمل ولكنه وَهَم فذكر في الحاشية في الصفحة المذكورة أن ثادقًا هي عاصمة بلدان الشعيب ولعل ما ذكره في صفحة (940) وفي حاشية (797) سباقة قلم وأما قوله في موضعين من ترجمة المذكور بلدة القرنية بتقديم النون فصوابه القرينة بتقديم الياء على النون كما هو معروف ولعله غلط مطبعي.
وفي ترجمة مبارك بن مساعد صفحة (944) قال المؤلف: حدثني محمد نصيف رحمه الله قلت: قد تقدم الكلام على مثل هذه اللفظة وأن هذا من الأمور الغيبية والذي ينبغي أن يدعى له بالمغفرة والرحمة.
وفي صفحة (947) في ترجمة مربد بن أحمد ساكن حريملا ذكر المؤلف أنه سافر إلى صنعاء وأنه شوّه دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله مما جعل الشيخ محمد بن إسماعيل ينقض قصيدته الأولى بقصيدة على رويها قلت: قد ذكرت في التعليق على صفحة (37) ما يدل على أنها مزورة على الشيخ محمد بن إسماعيل رحمه الله فليراجع.
وفي صفحة (925) في ترجمة مقبل بن عبد اللَّه الذكير ذكر المؤلف أنه كان يكثر المطالعة والقراءة لاسيما في كتب التاريخ والأنساب والعلوم السياسية حتى عد من المثقفين قبل أن يعرف الناس في نجد الثقافة. قلت: إن لفظة الثقافة كلمة عصرية مولدة والمراد بها المعرفة في العلوم الدينية والدنيوية وكلاهما بحمد اللَّه موجودان في نجد فلا داعي إذًا إلى ما ذكره المؤلف.
وفي صفحة (959) في ترجمة ناصر بن سليمان بن سحيم ذكر المؤلف أن أحد أجداده كان بدويا من فخذ الحبلان فجاء لينزل بلدة حرمة على أبناء عمه آل مدلج قلت: إن الحبلان من بشر وبشر من بني تغلب بن وائل. وأما آل مدلج فهم من بني وهب وبنو وهب من بكر بن وائل وبين كل من القبيلتين وبين وائل الذي يجتمعون فيه دهر طويل جدّا قد انقطعت فيه قرابة العمومة بين المنتسبين إلى بكر بن وائل والمنتسبين إلى تغلب بن وائل إلا أن الجميع يشتركون في الانتساب إلى عنزة واشتراكهم في هذا الانتساب لا يلزم منه أن يكونوا أبناء عم. (انتهى).
5 -
ما ذكره عبد اللَّه بن عبد العزيز آل مفلح الجذالين اللامي عن فروع تغلب بن وائل المعدودة في عنزة في منطقة الأفلاج وهم بنو جميلة (الجميلات)، قال التالي:
الجميلات وهم من البجايدة من العمارات من عَنَزَة و (عَنَزَة) قبيلة عدنانية كبيرة فيها أمراء وأعيان وفرسان وشجعان وأدباء وشعراء أفذاذ.
قيل نسبة إلى عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، وقيل غير ذلك
(1)
.
بلاد عنزة:
قال ابن عبّار العَنَزي: (ومع مرور الزمن وتكاثر القبيلة توسعت في الأماكن حتى انتشرت عنزة من خيبر إلى عنطقة القصيم واليمامة وبلاد الأفلاج)
(2)
.
وقال: (والمؤكد أن ديار عنزة في عام ألف للهجرة تمتد من الحناكية إلى الهدّار. .).
وقال: (ويدل واقع عنزة في العصور الأخيرة أنها كانت منتشرة من خيبر إلى الأفلاج). قلت: والذي يظهر لي أن الجميلات وهم بطن كبير من عنزة كانوا يسكنون الأفلاج منذ القرن الثامن الهجري وخاصة الهدّار والبديع وما حولهما. وقد كان للجميلات في الهدّار والبديع وما جاورهما شأن وتأريخ في القرن التاسع والعاشر والحادي عشر الهجري إذ كان فيهم مشاهير لهم صولة وجولة (سيأتي ذكر بعضهم).
وفي الأفلاج حديثًا من الجميلات ثلاثة بطون هي:
1 -
النتيفات.
2 -
الكبرا.
3 -
آل عرفج
(3)
، أما آل عبود وآل عمران فهم من عزة وليسوا من جميلة.
وإليك بيان هذه القبائل بأفخاذها على التفصيل:
1 -
النتيفات:
وهم فخذ كبير من جميلة من عنزة يسكنون الهدار وبعضهم يرجع نسبه إلى الرجل الشهير الشاعر (فيصل الجميلي) وهم خمسة أفخاذ:
(1)
ويرى الشيخ حمد الجاسر أن الجميلات من تغلب قُضاعة من حِمير من قحطان وليسوا من عَنَزَة.
(2)
أصدق الدلائل في أنساب بني وائل 98.
(3)
القديمات: اسم قديم لآل عرفج. وقد أورده صاحب معجم قبائل العرب 1/ 175 بلفظ (الجذيمات) وليس كما ذكر.
1 -
الهبعان: ومنهم آل نمشان (وفيهم الإمارة).
2 -
آل عرفج "وليسوا آل عرفج أهل أسيلة".
3 -
آل مرشد.
4 -
آل فاضل.
5 -
آل سويلم.
2 -
الكُبَرَا:
وهم فخذ كبير من جميلة من عنزة كانوا في القرن العاشر والحادي عشر يسكنون البديع وما جاورها فنزحوا إلى جهات عديدة وتفرقوا ومنهم اليوم من يقيم في الخالدية والحضافة وغيرها. وأشهر أفخاذهم في الأفلاج آل محمد وآل طلة.
1 -
آل محمد وهم: آل ذيب وآل حسن.
2 -
آل طلة وهم: آل المري، وآل زرقا، وآل مكمي، وآل مهدي، وآل سرحان.
ومن الكبرا آل صويلح، وفي الأفلاج منهم أسر قليلة.
3 -
آل عرفج:
وهم من جميلة من عنزة ويسكنون أسيلة وهم آل حماد، وآل هتلان.
4 -
آل عبود في الخرفة، وآل عمران في ليلى:
وهم من عنزة وليسوا من جميلة.
من مشاهير الجميلات:
1 -
حمّاد الجميلي: عاش حمّاد الجميلي في القرن العاشر الهجري، كان رجلًا كريمًا شجاعًا محنكًا أميرًا في قبيلة الجميلات على البديع. ولما أثقلته الإتاوة التي كان يدفعنها للشريف حسن بن أبي نُمي بنى قصر سلمى بالبديع حماية لنفسه من هجوم شريف مكة ولما جاء الجيش عجز عن اقتحام القصر وقال الجند للشريف:"وجدنا سلمى أسفلها في الماء وأعلاها في السماء" وشاء اللَّه سبحانه أن
يخرج الشريف بنفسه للقضاء على فتنة بالخرج فمر على البديع وتمكن من القضاء على جيش حماد فهزم حماد وجنده وأرغم على دفع الإتاوة وكان ذلك عام 989 هـ
(1)
ولا نستطيع تحديد وفاة حماد إلا أنه لم يعش طويلا بعد هزيمة الشريف له.
2 -
فيصل الجميلي: هو شاعر شهير عاش في القرن الثاني عشر الهجري حيث سكن قصر أجداده في الهدار "قصر صبحا" وَعَمَره بالكرم والخصال الفاضلة ولا عجب فقد كان رجلا شجاعًا شاعرًا ذاع صيته في بوادي نجد كلها وبين قبائلها وقد رحل في آخر حياته إلى الكويت فسمي قصره بـ (طفية) بعد الهجران. وقد وفد على عبد اللَّه بن صباح بن جابر العتبي
(2)
الجميلي الذي تولى إمارة العتوب في الكويت من عام 1171 هـ إلى 1229 هـ فكرمه وأحسن وفادته وأبقاه عنده إلى أن توفي بالكويت
(3)
، وقد أرسل فيصل الجميلي إلى أقاربه في الهدّار قصيدة (نبطية) مشهورة يبكي فيها نفسه وحياته ويذكر أنه عاش في الهدّار خمسة وتسعين عامًا كلها مليئة بالذكريات الجميلة والحياة الرفيعة الكريمة، وإلى فيصل ينتسب بعض من النتيفات سكان الهدّار حاليًا.
3 -
جعيثن بن فردوس من آل عرفج من النتيفات: كان رجلَ شجاعةٍ وكرم، توفي عام 1220 هـ.
4 -
هضيبان بن شافي آل مرشد النتيفات: رجل الجود والعطاء المعروف، سكن قصر صبحا في الهدّار، وكان يحب أهل الخير والصلاح، وتوفي عام 1340 هـ.
5 -
راشد بن ظافي بن نمشان من الهبعان: تولى إمارة قبيلة النتيفات وكان مثلا للبذل والكرم، توفي عام 1394 هـ.
6 -
معجب بن مفلح بن ذيب الكبرا الجميلي: كان قائدًا شجاعًا، شارك مع الملك عبد العزيز في بعض حروبه، وتوفي عام 1401 هـ.
(1)
السوابق لابن بشر، أحداث عام 989 هـ، ورد فيه قدوم الشريف إلى البديع.
(2)
العتبي نسبة إلى حلف العرب مع جميلة وغيرها عام 1085 هـ تقريبًا.
(3)
وفاته بالكويت (سماعًا) تناقلها أحفاده.
7 -
محمد بن علي آل عرفج الجميلي (من آل عرفج سكان أسيلة): اشتهر بالتقى والصلاح والكرم، توفي عام 1305 هـ.
6 -
ما ذكره الأستاذ إبراهيم جار اللَّه بن دخنة الشريفي
(1)
فى الموسوعة الذهبية عن بكر وتغلب:
أولا: ما قاله عن بكر بن وائل:
وهم بنو بكر بن وائل بن قاسط بن أفصي بن دُعمي بن جَديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، قال ابن حزم الأندلسي: ولد وائل بن قاسط: "بكر"؛ ودِثار وهو "تغلب"؛ وعبد اللَّه وهو "عَنز"؛ والشُّخيص دخل فى بني تغلب؛ والحارث دخل في بني عائش بن مالك بن تيم اللَّه بن ثعلبة بن عُكابة بن صَعْب بن علي بن بكر بن وائل؛ وأمهم هي هند بنت مُر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر، وهي أخت تميم بن مر القبيلة المشهورة
(2)
.
بطون بكر بن وائل:
التيم وهم بنو تيم اللَّه بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر، منهم: الأشَمُّ، وهو عامر بن عبد اللَّه بن عائذ الذي خُلِّيت له سبْي بني الحارث ابن تيم اللَّه يوم أوراه
(3)
، وولده أوس بن مِحْصَن بن محامر، ومنهم:(بنو زمان) وهم بنو زمان بن تيم اللَّه بن ثعلبة، وهم قصر جابر ويقع بين الرى وبحر قوين من ناحية دَسْتَبِي. ومنهم (العائشيون) وهم بنو عائش بن مالك بن تيم اللَّه بن ثعلبة بن عُكابة، و (بنو مالك) وهم بنو مالك بن تيم اللَّه بن ثعلبة، ومنهم صُعير ابن عامر بن كِلاب بن عامر بن مالك، من فرسان بكر، وأوس بن ثعلبة بن زُفر ابن عمرو بن أوس بن وديعة بن مالك بن تيم اللَّه، ولي خراسان وإليه ينسب قصر أوس بالبصرة. ومنهم (بنو هلال) وهو هلال بن تيم بن ثعلبة، منهم مجمع ابن هلال بن الحارث بن هلال بن تيم اللَّه الشاعر، ومنهم ظالم بن خالد بن مالك
(1)
وهو الأصدقاء الأعزاء في الكويت وتقابلت معه في منزله بالكويت عام 1996 م وقد أثرى المكتبة العربية بموسوعته الذهبية عن الجزيرة العربية.
(2)
جمهرة أنساب العرب لابن حزم الأندلسي 2، 3/ 315.
(3)
وفي جمهرة أنساب العرب ص 315: أوس بن محصن بن عامر هو الذي أطلق له السبي يوم أوارة.
ابن هلال بن تيم اللَّه الشاعر، وبِشْر بن عَبَدة بن المبتهر بن الحارث بن مالك بن عميرة بن هلال بن تيم اللَّه الشاعر.
حنيفة: وهم بنو حنيفة بن لجيْم بن صَعب بن علي بن بكر بن وائل، وهم أهل اليمامة، منهم:(بنو ثعلبة) وهو ثعلبة بن الدُّؤل بن حنيفة بن لجيم، منهم: ثُمامة بن أثال بن النعمان بن مسيلمة بن عبيد بن الدُّؤل بن حنيفة، له صحبة، وعمه مطرف بن النعمان، كان سيدًا، وابن عمهم حُريث بن جابر بن مسلمة بن عُبيد، كان سيدًا، وخليد بن عبد اللَّه بن زهير بن مسلمة بن عُبيد، والي خُراسان. ومنهم (بنو ذُهْل) وهم بنو ذُهل بن الدُّؤل بن حنيفة بن لجيْم بن صعب؛ و (بنو عبد اللَّه) وهم بنو عبد اللَّه بن الدُّؤل بن حنيفة؛ و (بنو عَديْ) وهم بنو عدي بن حنيفة؛ منهم: الشاعر العبّاس بن الأحنف بن الأسود بن طلحة بن حدان بن كلدة بن جذيم بن شهاب بن سالم بن حيّة بن كليب بن عبد اللَّه بن عدي بن حنيفة. ومنهم (بنو مرة) وهم بنو مرة بن الدُّؤل بن حنيفة، منهم: هَوْذَة ابن علي بن ثُمامة بن عبد العُزَّى بن سُحيْم بن مُرَّة بن الدُّؤل الذي توجه إلى كِسرى ملك الفُرْس.
ذهل: وهم بنو ذُهْل بن ثعلبة بن عُكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، منهم، (بنو ذُهْل) بن ذُهل في بني ضبة بن أد بن طابخة، فيقولون ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة. ومنهم (بنو الخصاصية) منهم بشير بن الخصاصية الوافد على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، نسبة إلى أمهم الخصاصية من الأزد. ومنهم:(بنو زيد مناة) وهو زيد مناة بن شيبان بن ذُهل، منهم دَغْفَل بن حنظلة بن يزيد بن عبدة بن عبد اللَّه بن ربيعة بن عمرو بن شيبان النسابة؛ ومنهم القعقاع بن شور بن عقال، كان أحسن وجهًا وأسخاهم كفًّا. و (بنو سدوس) وهو سدوس بن شيبان ابن ذُهْل ثعلبة بن عُكابة. و (بنو عامر) وهو عامر بن ذهل بن ثعلبة بن عُكابة؛ منهم صاحب لواء بكر بن وائل يوم الجَمَل: حَسَّان بن محدوج بن بشر بن حَوْط ابن سِعْنة بن ربيعة بن عبُّودة بن مالك الأعور وهو ثعلبة بن عامر بن ذُهل. ومنهم (البطاح) بن عامر، ومن ولده عوف، وعمرو، وثعلبة، وجذيمة. فمن جذيمة: سيار؛ ومن سيار حرملة، وعصام. ومن بني عمرو بن البطاح: كسر، وخيبري، وهم باليمامة.
(شيبان) وهم ينو شعيبان بن ذُهل بن ثعلبة بن عُكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، منهم:(بنو تيم) وهم بنو تيم بن شيبان؛ و (بنو ثعلبة) وهم بنو ثعلمة بن شيبان بن ثعلبة؛ (بنو حذرة) بن ذهل بن شيبان بن ذُهل بن ثعلبة؛ و (بنو الحارث) بن ذهل بن شيبان. ومنهم (بنو ذُهْل) وهم بنو ذهل بن شيبان بن ثعلبة ابن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وأغلبهم بنجران، منهم:(بنو أبي ربيعة) وهو بنو أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان، منهم: المُلَبِّد بن حرملة بن مَعْدَان ابن شيطان بن قيس بن حارثة بن عمرو ذي التاج بني أبى ربيعة بن ذهل بن شيبان؛ ومنهم (بنو عبد غَنم) بن ذُهْل بن شيبان؛ و (بنو عوف) بن ذهل بن شيبان؛ و (بنو محلم) بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة، منهم مَعد يكرب بن سلامة بن ثعلبة بن أبي عمرو بن عوف بن مُحلم، الذي لم يأته أسير إلا فكه؛ ومنهم (بنو مُرَّة) وهم بنو مُرَّة بن ذُهل بن شيبان بن ثعلبةْ، منهم الفارس المشهور جساس بن مرة، ومنهم القائد المشهور المثنى بن حارثة بن سَلَمة بن ضَمْضَم بن سعد بن مرة ابن ذُهْل، أول من حارب الفرس أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وهو قاتل القائد الفارسي مهران؛ ومنهم:(بنو همَّام) وهم بنو همام بن مرة بن ذهل؛ ومنهم: (بنو الشَّقيقة) وهم بنو سيَّار وسمير وعبد اللَّه وعمرو بنو الأسعد بن همام، نسبوا إلى أمهم، وهي الشقيقة بنت عبّاد بن عمرو بن ذُهْل بن شيبان. ومنهم:(الرَّقاشيون) وهم ملك وزيد مناة ابنا شيبان بن ذهل؛ وقد لقبوا بذلك نسبة إلى أُمهم رقاش بن ضبيعة بن قيس. و (بنو سدوس) وهم بنو سدوس بن شيبان، ومنهم: الفقيه قتادة بن عزيز بن كريم بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن سدوس، ومنهم بشير بن الخصاصية واسمه زاحم بن معبد، فسماه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بشيرا؛ ومنهم مُطير بن القعقاع بن شور من الحكام، ومنهم دَغْفل النسابة، ومو دغفل بن حنظلة بن يزيد بن عبدة بن عبد اللَّه بن ربيعة بن عمرو بن شيبان ومنهم الفقيه الجليل أبو عبد اللَّه أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس عبد اللَّه بن حيان بن عبد اللَّه بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذُهل بن ثعلبة، وابناه: عبد اللَّه قاضي حِمص، وصالح قاضي الثغر؛ وابن ابنه: زُهير بن صالح المحدث، وابن أخيه: محمد بن أحمد بن صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل المحدث.
عِجْل: وهم بنو عجل بن لجيم بن صعب بن على بن بكر بن وائل، منهم عُيبة، وعتاب، ومنهم الفقيه الحكم بن عُتيبة بن عَبْدِل وهو النهاس بن حنظلة بن ثامر بن الحاوث بن سيّار بن حاطبة، ومنهم (بنو بُجير) بن عائذ بن شُرَيْط بن عمرو بن مالك بن ربيعة بن عجل؛ منهم (بنو حمصان) وهم ذرية كعب بن الأسعد بن جذيمة بن سعد بن عِجل؛ ومنهم (بنو ربيعة) بن عجل، منهم صاحب قلعة النسير فى ناحية بنهاوند، وهو النسير بن ديم بن ثور بن عريجة بن محلم ابن هلال بن ربيعة بن ضبيعة بن عجل. ومنهم (بنو عبد الأسود) وهم بنو عبد الأسود بن حنظلة بن سيّار بن حيى بن حاطبة بن الأسعد بن جذيمة؛ ومنهم:(بنو كعب) بن عجل؛ ومنهم (بنو الوصّاف) وهم ذرية الحرث بن مالك بن عامر بن كعب بن سعد ضبيعة بن عجل، منهم عبيد اللَّه بن الوليد بن عبد الرحمن بن قيس بن سلمة بن مالك الوصافي الفقيه، إنما سُمي الوصَّاف في يوم أوارة.
قيس: وهم بنو قيس بن ثعلبة بن عُكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، ومنهم:
بنو سعد: منهم الأعشى، واسمه ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة.
بنو مالك: منهم المُرقّش الأكبر، واسمه عمرو بن سعد بن مالك بن ضبيعة ابن قيس بن ثعلبة، والمرقش الأصغر، وهو ابن أخيه، واسمه ربيعة بن قيس بن سعد بن مالك، ومنهم: طرفة الشاعر: وهو طرفة بن العبد بن سُفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة، ومنهم الشاعر عمرو بن قميئة بن سعد بن ضبيعة، ومنهم:(بنو مطروح) وهؤلاء في قرطبة بالأندلس، وقد ورد أن العقب فيهم عن بني محمد بن خلف بن محمد بن عبد العزيز بن محمد بن يوسف بن مطروح بن أبي السيراء عبد العزيز بن عبد اللَّه بن مهران بن عدي بن وائلة بن زيد ابن ربيعة بن سعد بن مالك بن تيم بن قيس بن ثعلبة بن عكابة.
يشكر: وهم بنو يشكر بن بكر بن وائل بن قاسط، منهم: الشاعر الحارث ابن حلزة وابنه شهاب بن مذعور بن الحارث بن حلّزة والذي كان عالمًا بالنسب، ومنهم عصية العوفي المحدث، وهو من بني عوف بن سعد، فخذ عن بني عمرو
ابن عباد بن يشكر بن بكر بن وائل، ومنهم عامر بن جُشم بن حبيب بن كعب بن يشكر ويقال له أبو المجاسد، وهو أول من أعطى الذكر حظين والأنثى حظًا.
ومن بني بكر بن وائل:
مانع بن ربيعة: قال الشيخ حمد الجاسر: ذكر مؤرخو نجد أن مانع بن ربيعة، جد الأسرة السعودية الكريمة من (المَرَدة)، وأن هناك صلة بينه وبين الدروع الذين كانوا يسكنون وادي حنيفة في القرن التاسع الهجري تقريبًا، كما أنهم يذكرون أن من سكان هذا الوادي (الموالفة)، وأضاف أن أكثر المؤرخين يرجعون المردة، والدروع، والموالفة، وآل يزيد إلى أصل واحد، وهو حنيفة القبيلة الربيعية التي كانت تسكن الوادي منذ القدم. أما انتساب الأسرة السعودية الكريمة إلى عنزة، فإن عَنَزة، وقد اختلطت قبائل بكر بن وائل ومنهم حنيفة مع عَنَزة وجميعهم من أصل واحد
(1)
؛ وأضاف حمد الجاسر، نقلا عن حمد الحقيل: إن المردة، جدهم مُريْد بن مالك الوايلي، وبه سُمي المردة، الذين هم فرع من بني بكر بن وائل المتمثل اليوم في (ولد علي) في عنزة، وما يتفرع منه
(2)
.
كما ورد عن رئيس محكمة الخرج سابقًا، حمد بن إبراهيم بن عبد اللَّه الحقيل العنزي الواثلي، التالي:
عنزة من أي القبائل العربية، وفيها ملوك وأمراء وأعيان وفرسان وشجعان وقضاة وأدباء وشعراء، وفي الأنساب للسمعاني: عنزة حي من ربيعة، وهو عنز ابن وائل أخو بكر بن وائل وتغلب بن وائل. فمن عنز بن وائل: رفيدة بن عنز، وأراشة بن عنز، وبطون هؤلاء اليوم في عسير، وعبد القيس وبني حنيفة، دخلوا تحت اسم عنزة الأكبر [وهو عنزة بن أسد بن ربيعة].
وأضاف الحقيل: واسم عنزة اليوم يشمل بكرًا، وتغلبًا، وبني شيبان، وبني حنيفة، فقبيلة تغلب هم بشر في عنزة وهم ضنا عبيد والعمارات، وأما بنو شيبان وفيهم بنو حنيفة، فهم (وهب)
(3)
، وهم من ضنا مسلم من، قبيلة عنزة، ويضم
(1)
جمهرة أنسب الأسرة المتحضرة في نجد/ 746.
(2)
جمهرة أنسب الأسرة المتحضرة في نجد/ 746. كنز الأنساب، الطبعة السابعة/ 61.
(3)
كنز الأنساب لحمد الحقيل؛ الطبعة 12/ 62.
ولد علي والمنابهة والشراعبة، منهم (آل سعود) ملوك الجزيرة العربية من المقرن من المودة من المصاليخ من المنابهة من بني وهب من ضنا مسلم. ومن بني حنيفة أيضًا:(الزرعة) في الرياض والأحساء، وكان لهم إمارة في بلدة مقرن عام 1099 هـ، وكان أميرها يحيا بن سلامة أبا زرعة.
وقال ومن أشهر بكر بن وائل بنو حنيفة، ومن بني حنيفة.
آل جفال في الرياض، من بني حنيفة.
الحماد في الرياض، من بني حنيفة.
الحمود في ضرما، من بني حنيفة.
الحويدان في الدرعية ثم الأحساء، وهم آل إبراهيم، من بني حنيفة.
الدخيل في الرياض، من بني حنيفة.
الدخيّل في جلاجل ثم القوارة، من بني حنيفة.
الدويسري في الرياض، من بني حنيفة.
الذهيبي في الرياض، من بني حنيفة.
الرعوجي في الرياض، من بني حنيفة.
السرحان في منفوحة وفي الرياض، من بني حنيفة.
آل شاشات في الرياض، من بني حنيفة.
الشَّماسا في الرياض، واحدهم شميسي، من بني حنيفة.
العساكر في الرياض، من بني حنيفة.
العطية في البكيرية، من بني حنيفة.
العقيل بني الدرعية، من بني حنيفة.
العملا في الرياض، وهم آل عميل، من بني حنيفة.
الفياض في الرياض، من بني حنيفة.
آل مُدهش في منفوحة، وفي الرياض، وهم آل عثمان، من بني حنيفة.
المقرن في الباطن، من بني حنيفة.
الموالفة من بني حنيفة.
اليزيد: من بني حنيفة. قال الجاسر: وهم أقدم من عرف في العصور الأخيرة من بقايا سكان وادي حنيفة القدماء، واشتهر لدى الناس أنهم من بني حنيقة. قال صاحب معجم البلدان، قال ابن أبي حَفْصَة: غائط بني يزيد: نخل وروض باليمامة. قال الجاسر: وقد يكونون هم أصحاب هذا الموضع، إذ إن ابن أبي حفصه، محمد بن إدريس، من أهل اليمامة الخيرين بها، وله مؤلف عنها، وهو من أهل القرن الثالث الهجري. ومما عرف من أخبارهم الأخيرة ما أورده ابن بشر في أثناء كلامه عن ربيعة بن مانع المريدي، وأنه لما قدم على ابن عمه ابن درع صاحب الدرعية، في منتصف القرن التاسع الهجري، أعطاه ابن درع أرض المليبيد وغَصيبة، بمنطقة الدرعية. قال ابن بشر: فاستقر فيهما، وكان ما فوق المليبيد وغصيبة لآل يزيد (آل دغيثر)، فاستوطن مانع وبنوه وأصحابه إلى غصيبة؛ وما فوق ذلك من سمحة، وجميع الوصيل إلى بلد الجبيلة لآل يزيد؛ ومن الجبيلة إلى الأبكين إلى موضع حريملاء لحسن بن طوق جد آل معمر. وقال: أن ربيعة بن مانع حارب آل يزيد، وكذا ابنه موسى بن ربيعة، الذي جرحه آل يزيد، وضيقوا عليه، ولكنه جمع جموعًا من المردة وجميع من عنده من الموالفة، وصبح آل يزيد في النعمية والوصل.
ومن آل يزيد: والشيخ زامل بن سلطان بن زامل الخطيب اليزيدي، من أهل القرن العاشر الهجري؛ والشاعر جعيثن اليزيدي، من أهل القرن العاشر الهجري، والشيخ زامل بن موسى بن جدوع بن سلطان بن زامل الخطيب اليزيدي، من علماء القرن الحادي عشر.
ومن آل يزيد:
الجعيثن في سدير، من آل يزيد.
الحمود في الرياض، من آل يزيد.
آل دغيثر في الرياض وضرما والدرعية وحريملاء وعنيزة، من آل يزيد.
آل زرعة في الرياض والأحساء، من آل يزيد؛ منهم يحيا بن سلامة أبا روعة الذي تولى رئاسة بلد الرياض عام 1099 هـ.
آل سُحيم في منفوحة، والرياض، وهم غير آل سحيم من الحبلان.
آل مُديرس في الرياض والأحساء والكويت والزبير، من آل يزيد، وهم الذين استولوا على مرن (الرياض)، وتولوا الرئاسة فيه عام 1036 هـ.
ومن بكر بن وائل:
الجلاليل: من بني قيس بن ثعلبة بن عُكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، منهم الشاعر المعروف طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة ابن قيس بن ثعلبة، ومنهم الأعشى، وهو ميمون بن قيس بن شراحيل من جندل ابن عوف بن ثعلبة بن قيس بن ثعلبة. قال الشيخ حمد الجاسر: الجلاليل، في منفوحة، أصلهم من بني قيس بن ثعلبة، من بكر بن وائل وهم الآن معدودون في العفسة من مطير. وقال: العفسة، ومنهم الجلاليل أهل منفوحة - بالحلف من واصل من مطير، أما بالنسب فمن وائل
(1)
.
ومن الجلاليل
(2)
:
آل شعلان في الرياض، من الجلاليل، ومنهم:
الدواس ومنهم: دهام بن دواس بن عبد اللَّه بن شعلان، من أهل القرن الثاني عشر الهجري، وكانت له سابق رئاسة في الرياض. ومن الشعلان: الزامل، العثمان، المفرج. ومن العثمان من آل شعلان: المدهش. قال الشيخ حمد الجاسر: آل عثمان في منفوحة من آل زامل من الجلاليل؛ وآل عثمان في الرياض من آل مدهش من بني حنيفة من بني وائل
(3)
.
العفسة وأدهم العفاسي، في مطير، ومنهم:
النفيسة في الرياض، وأحدهم نفيسي.
(1)
جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد/ 103؛ 553.
(2)
أصدق الدلائل فى أنساب بني وائل بن عبار الفدعاني/ 221.
(3)
جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد للشيخ حمد الجاسر/ 516.
ومن بكر بن وائل:
الجناح في المشخاب، من بكر بن وائل.
الربيعة في ذي قار، والعمارة، من بكر بن وائل.
آل زامل في الرياض، من بني قيس بن ثعلبة بن عُكابة بن صعب بن علي ابن بكر بن وائل.
كنانة في العمارة، من بكر بن وائل، وهم غير كنانة قريش.
بنو بكر: وهم في رجال ألمع في عسير تهامة، من بني بكر بن وائل، من العدنانية، وينقسمون إلى بنو زيد، وآل صُلب؛ وهم من ذرية همام بن مرة بن ذَهْل. قال ابن حزم الأندلسي: ولد همام بن مرة بن ذهل: الأسعد، ومُرَّة، والحارث، وعوف، وعمرو؛ منهم بنو الشقيقة، ومنهم الصُّلب، وهو عمرو بن قيس بن شراحيل بن مُرَّة بن همام بن مرة بن ذهل
(1)
. [راجع رجال ألمع].
بنو زيد: في رجال ألمع، قيل من ذرية زيد بن عمرو بن غنم بن تغلب أخو بكر بن وائل قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. وقال النويري زيد من بني شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عُكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، من العدنانية
(2)
. [راجع رجال ألمع].
بنو قيس: وهم ذرية قيس بن مسعود بن خالد بن عبد اللَّه الملقب بذي الجدين بن عمرو بن الحارث بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عُكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل؛ منهم: السليل بن مسعود بن قيس بن مسعود الشيباني الوائلي، وأخوه بسطام بن قيس بن مسعود بن قيس، ومنهم آل عبد المتعال في الحاضرة [راجع رجال ألمع] يقول الأعشى
(3)
:
أقَيْسُ بن مَسْعُودِ بن قَيْس بن خَالِدٍ
…
وأَنتَ امْرؤٌ تَرْجُو شَبابَكَ وَائِلُ
(1)
جمهرة أنساب العرب/ 325 - 326.
(2)
نهاية الأرب للنويري ج 2/ 333.
(3)
المحبر للهاشمي/ 141 - 142، جمهرة النسب لابن الكلبي/ 483، 507.
وهؤلاء هم الدروع، والذين نسبت إليهم الدرعيَّة، وهم من بني حنيفة بن لجيْم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.
ومن الدروع
(1)
:
آل إسماعيل في الرياض، من الدروع.
آل درع في الرياض والقصيم والزبير وحماه، من الدروع.
آل ريّس: في الرياض، من الدروع.
آل زيد أهل المصانع في الرياض، من الدروع.
الشواعر في حائل وضرما والرياض، من الدروع.
الشيشات في الرياض، من الدروع.
آل عبد الوهاب في الرياض، وهم النمور، واحدهم نمر، من الدروع.
المبدل في الرياض وضرما والمزاحمية، من الدروع.
آل مهنا في الرياض، من الدروع.
وهؤلاء المردة من ذرية إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي من بني حنيفة
(2)
منهم آل مرخان وهم بنو مرخان إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي، ومنهم: آل مقرن آل ربيعة.
آل مقرن من ذرية مقرن بن مرخان بن إبراهيم، وهم: محمد، وعياف، وعبد اللَّه، ومرخان. ومن محمد بن مقرن: سعود، ومقرن. ومن سعود الأول ابن محمد بن مقرن: آل محمد وهو الإمام محمد بن سعود الأول، وآل ثنيان وهو ثنيان بن سعود الأول، وآل فرحان وهو فرحان بن سعود الأول؛ وآل مشاري وهو مشاري بن سعود.
(1)
أصدق الدلائل في أنساب بني وائل لابن عبّار الفدعاني/ 221، جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد للشيخ حمد الجاسر/ 24، 231، 294، 316، 422، 822.
(2)
وقيل أن المرد من الدروع ورأي يقول أنهم أبناء عمومة من بني حنيفة وأقرب لبعضها البعض من الفروع الأخرى.
ومن آل مقرن بن مرخان بن إبراهيم:
آل محمد وهم ذرية محمد بن سعود بن محمد بن مقرن، وهم: الإمام عبد العزيز، والإمام عبد اللَّه، وسعود، وفيصل. ومن الإمام عبد اللَّه بن محمد بن سعود الأول: الإمام تركي، ومنه: آل فيصل وهو فيصل بن تركي، وآل جلوي وهو جلوي بن تركي، وآل عبد اللَّه وهو عبد اللَّه بن تركي.
آل ثنيان في الرياض، وهم ذرية ثنيان بن إبراهيم بن ثنيان بن سعود بن محمد بن مقرن، منهم الأمير عبد اللَّه بن ثنيان بن إبراهيم بن ثنيان أمير نجد المتوفى عام 1259 هـ، وابنه عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن ثنيان الملقب بالباشا والمتوفي في الآستانة عام 1880 م، ومن ذرية عبد اللَّه بن عبد اللَّه: أحمد، إبراهيم، سعود، ولا عقب لهم؛ ومن عبد اللَّه بن ثنيان: ثنيان وفيه العقب، ومحمد ولا عقب له. ومن ولد ثنيان بن عبد اللَّه بن ثنيان بن إبراهيم: إبراهيم من مواليد 1876 م، وسعود، ومحمد من مواليد 1879 م. ومن ذرية سعود بن ثنيان: عبد اللَّه، ومنه: سعود بن عبد اللَّه من مواليد 1897 م، وإبراهيم من مواليد 1901 م، وفهد من مواليد 1906 م؛ ومن محمد بن ثنيان بن عبد اللَّه: إبراهيم من مواليد 1899 م؛ ومن ثنيان بن عبد اللَّه بن ثنيان: عبد اللَّه ولا عقب له.
آل عياف في الرياض، وهم ذرية عياف بن مقرن، منهم الشيخ محمد بن عبد العزيز بن عياف بن محمد بن عياف بن مقرن المتوفى عام 1389 هـ.
آل ناصر وهم ذرية عبد اللَّه بن مقرن.
آل مرخان وهم ذرية مرخان بن مقرن بن مرخان.
ومن آل ربيعة بن مرخان بن إبراهيم:
آل وطبان: وهم بنو وطبان بن ربيعة بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي، ولوطبان هذا من الولد: إبراهيم، محمد، ثاقب، زيد، عبد اللَّه، منهم الشيخ محمد بن إبراهيم بن محمد بن عريكان، والشاعر عبد اللَّه ابن ربيعة، ومنهم:
آل إدريس الزبير، وهم بنو إدريس بن وطبان بن ربيعة.
آل ثاقب في حريملاء والزبير، من ذرية ثاقب بن وطبان، ومنهم:
البراهيم من ذرية إبراهيم بن ثاقب، ومن ولده ثاقب بن إبراهيم بن ثاقب، وكانت لإبراهيم جولات وصولات مع آل الزهير في الزبير وآل زهير من مزينة العدنانية، تولى إبراهيم بن ثاقب إمارة الزبير بمساندة من الشيخ حمود الثامر السعدون في عام 1213 هـ/ 1799 م، واستمرت إمارته إلى أن قتل عام 1237 هـ، 1822 م، حيث أتفق أهل الزبير على تولية ابنه محمد بن إبراهيم الثاقب شيخًا على الزبير، وكان رحمه الله عاقلا حازمًا ومن دهاة الرجال في الزبير، لكن الأمر انتهى بالنزاع مع آل الزهير بسبب اتهامه لهم بقتل والده. ترك حمد الثاقب الزبير والتجأ إلى حمود الثامر السعدون. وبعد فترة من الزمن استطاع حمود السعدون أن يقبض على الشيخ يوسف الزهير في أحد المآدب التي أقامها له ويزجه في السجن حتى وفاته، وأعيدت مشيخة الزبير إلى محمد بن إبراهيم الثاقب وكان ذلك في محام 1238 هـ. وفي عام 1241 هـ/ 1826 م، قام علي بن يوسف بن يحيى الزهير بمطالبة محمد الثاقب بدم أبيه واستثار الهمم حتى استطاع أن يخرجه من الزبير، حيث التجأ محمد الثاقب إلى شيخ الكويت جابر الصباح، ومن ثم صاهر آل صباح، حيث تزوج ابنته الشيخ صباح الجابر الصباح.
ومن آل وطبان:
آل خيال في المجمعة، من آل وطبان.
آل ربيعة في الزلفي والكويت والزبير، من آل وطبان.
آل رومي في الزلفي والكويت، من آل وطبان.
آل عبد اللَّه من آل وطبان.
آل عريكان في الخبرا وبطين وضرما، من آل وطبان، ومنهم:
آل زيد، العبد المحسن، العقيلي، النجراني.
آل محمد من آل وطبان.
آل مرخان من آل وطبان.
آل موسى من آل وطبان.
آل نوح في حرمة والمجمعة والرياض، من آل وطبان.
آل طبان في جريملاء والزبير، وهم ذرية وطبان بن ربيعة.
ومن المردة:
السيف من ذرية سيف بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي، من الدروع، ومنهم:
آل يحيا في أبي الكباش سابقًا، ومن آل يحيا: آل تركي في القويع بحوطة بني تميم، والرياض، وقطر. قال الشيخ عبد اللَّه بن محمد بن سعود آل تركي: انتقل جدنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن يحيا بن سيف بن إبراهيم ابن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي عندما هدمت الدرعية عام 1233 هـ، من أبى الكباش إلى الأفلاج وتزوج من الفرجان من الدواسر، من ذريته: تركي جد آل تركي، ومنه ولده: سعد، ومن سعد آل تركي في الرياض، سعود، وعبد اللَّه، وذريتهم في حوطة بني تميم، معجب وذريته في قطر، منهم تركي بن معجب، محمد وذريته في قطر ومنهم فهد بن عبد اللَّه بن محمد، فهد ولا عقب له.
العبد الرحمن في ضرما والزبير، من ذرية عبد الرحمن بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي، من الدروع، منهم أمراء حرمة والتويم والزبير سابقًا، وفيهم إمارة ضرما، ومن مشاهيرهم: ابن مدلج، ابن عون، ابن زامل، ابن مفيز، ابن لعبون، ابن ماضي، الفارس أحمد الوائلي راعي الضبوح.
ومن العبد الرحمن الشيوخ:
آل عبد العزيز الشيوخ في ضرما، الإبراهيم آل محمد. ومن الإبراهيم من العبد الرحمن: المديل وبالجمع المدايلة، وهم آل حمد في ضرما؛ آل سليمات. ومن آل محمد: آل محمد في جلاجل.
العبد اللَّه من المردة، من ذرية عبد اللَّه بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي؛ ومنهم:
الحسين في الرياض والأحساء، العيسى في أبي الكباش الوطيب في الزبير.
آل سعود:
وهم بنو الإمام محمد بن سعود الأول ابن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي. ومنه العائلة المالكة في المملكة العربية السعودية.
ومن ذرية سعود الأول ابن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى ابن ربيعة: الإمام محمد، وثنيان، وفرحان، ومشاري. ومن ذرية ثنيان بن سعود الأول: آل ثنيان. ومن ذرية فرحان بن سعود: آل فرحان. ومن ذرية مشاري بن سعود: آل مشاري.
فمن ولد ثنيان بن سعود الأول بن محمد بن مقرن: ناصر وإبراهيم وعبد اللَّه ومحمد لا عقب لهما. فمن ذرية ناصر بن ثنيان: فيصل ومنه: ناصر من مواليد عام 1826 م. ومن ناصر بن فيصل: حضليل الذي قتل في عام 1906 م، فيصل الذي قتل عام 1889 م وفهد لا عقب له؛ ومن ذرية حصليل بن ناصر بن فيصل: فهد من مواليد عام 1900 م، ومن ذرية إبراهيم بن ثنيان: ثنيان ومنه: عبد اللَّه وكان أميرًا على نجد الجنوبي من عام 1842 م، إلى عام 1843 م. ومن ذرية عبد اللَّه بن ثنيان بن إبراهيم بن ثنيان: عبد اللَّه الذي عاش في البصرة من عام 1876 م، حتى عام 1879 م، ثم ارتحل للآستانة ومات هناك عام 1880 م، ثنيان، ومحمد لا عقب له. ومن ذرية عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن ثنيان بن إبراهيم: أحمد وإبراهيم وسعود ولا عقب لهم، وبهم انقطعت ذرية عبد اللَّه بن عبد اللَّه ابن ثنيان. ومن ذرية ثنيان بن عبد اللَّه بن ثنيان بن إبراهيم بن ثنيان: إبراهيم من مواليد عام 1876 م، وسعود ومحمد من مواليد عام 1879 م، وعبد اللَّه لا عقب له. ومن ذرية سعود بن ثنيان بن عبد اللَّه: عبد اللَّه الذي قُتل في المجمعة عام 1901 م، ومن ذريته: سعود من مواليد عام 1897 م، وفهد من مواليد عام 1906 م، وإبراهيم من مواليد عام 1906 م، وإبراهيم من مواليد 1901 م. ومن ذرية محمد بن ثنيان بن عبد اللَّه بن ثنيان بن إبراهيم: إبراهيم من مواليد عام 1899 م.
ومن ذرية فرحان بن سعود الأول بن محمد: إبراهيم ومنه: سعود. ومن سعود بن إبراهيم بن فرحان: تركي من مواليد عام 1820 م، إبراهيم لا عقب له،
ناصر من مواليد عام 1860 م. ومن ذرية تركي بن سعود بن إبراهيم بن فرحان: فيصل من مواليد 1884 م، محمد وعبد اللَّه ولا عقب لهما. ومن ذرية فيصل بن تركي بن سعود: محمد من مواليد عام 1902 م. ومن ذرية ناصر بن سعود بن إبراهيم بن فرحان: سعود من مواليد عام 1888 م، وعبد اللَّه من مواليد عام 1894 م، محمد من مواليد عام 1896 م.
ومن ذرية مشاري بن سعود بن محمد بن مقرن: حسن بن إبراهيم. ومن حسن ابن مشاري: مشاري ومنه: عبد الرحمن. ومن عبد الرحمن بن مشاري بن حسن: مشاري. ومن مشاري بن عبد الرحمن بن مشاري بن حسن: محمد بن حسن. ومن محمد بن مشاري بن عبد الرحمن: مقرن. ومن مقرن محمد بن مشاري بن عبد الرحمن: محمد من مواليد عام 1887 م. ومن حسن بن مشاري ابن عبد الرحمن بن مشاري: محمد، ومشاري ولا عقب لهما. ومن ذرية إبراهيم ابن مشاري بن سعود: عبد المحسن ومنه: إبراهيم. ومن إبراهيم بن عبد المحسن ابن إبراهيم: محمد المتوفي عام 1875 م، عبد المحسن من مواليد عام 1876 م، فهد المتوفي في أحد المعارك عام 1904 م.
ومن ذرية الإمام محمد بن سعود الأول ابن محمد بن مقرن: الإمام عبد العزيز وهو من مواليد عام 1721 م، وكان قائد الجيوش الوهابية في عهد أبيه، وقد تزوج رحمه الله من ابنة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي، وأصبح أميرًا عام 1765 م، توفي في الدرعية عام 1803 م، والإمام عبد اللَّه بن محمد بن سعود وهو جد الأسرة الحاكمة اليوم، والذي قام بين عامي 1823، 1824 م، بطرد الجيوش المصرية ومن ثم استلامه مقاليد الإمارة حتى عام 1834 م، وإبراهيم.
ومن ذرية إبراهيم ابن الإمام محمد بن سعود الأول: عبد المحسن ومحمد. ومن عبد المحسن بن إبراهيم: فهد بن عبد المحسن الذي ولد بعد وفاة أبيه. ومن فهد بن عبد المحسن: إبراهيم من مواليد 1901 م. ومن عبد المحسن بن عبد المحسن بن إبراهيم: إبراهيم، عبد اللَّه، محمد، فهد.
ومن ذرية الإمام عبد العزيز ابن الإمام محمد بن سعود الأول: سعود الكبير من مواليد عام 1764 م، وأمه ابنة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي، والذي أصبح أميرًا عام 1803 م، واستمر حتى وفاته في الدرعية عام 1814 م، وعبد الرحمن وهو شقيق سعود الكبير، وعبد اللَّه شقيقه الثالث المتوفى عام 1814 م، وعمر وهذلول. ومن ذرية سعود الكبير ابن الإمام عبد العزيز ابن الإمام محمد: عبد اللَّه الذي تولى ولاية العهد عام 1805 م، ثم أميرًا عام 1814 م، وفي عام 1818 م نقل إلى القسطنطينية وقتل هناك على يد الأتراك، ومشاري الذي استطاع الإفلات من المعتقل المصري عام 1818 م، أو 1819 م، ولا عقب له، وخالد الذي اعتقل من قبل المصريين عام 1818 م، ثم أطلق سراحه عام 1837 م، ولا عقب له، وناصر، وفيصل الذي استشهد في الدفاع عن الدرعية عام 9881 م، ولا عقب له، وتركي وهو أحد القادة المشهورين، وعبد الرحمن لا عقب له، وعمرو وإبراهيم وفهيد وغيرهم. ومن ذرية عبد اللَّه بن سعود الكبير: سعد، ناصر، محمد.
ومن ذرية الإمام عبد اللَّه ابن الإمام محمد بن سعود الأول: الإمام تركي وهو جد العائلة المالكة اليوم، ومحمد. ومن محمد ابن الإمام عبد اللَّه: مشاري ومنه: حسن. ومن حسن بن مشاري: محمد.
ومن أبناء الإمام تركي بن عبد اللَّه: فيصل وهو من مواليد 1794 م، وكان له دور كبير في سيطرة الوهابيين على الأحساء عام 1830 م. أصبح الإمام فيصل أميرًا عام 1834 م، وفي عام 1838 م نقل إلى مصر، ومن ثم استطاع العودة واسترجاع الحكم عام 1843 م، واستمر في حكمه حتى وفاته رحمه الله عام 1865 م، وعبد اللَّه المتوفى عام 1880 م، وجلوي المتوفى عام 1853 م. ومن عبد اللَّه ابن الإمام تركي ابن الإمام عبد اللَّه: محمد، تركي، عبد الرحمن، وعبد العزيز وهو من مواليد 1886 م. ومن عبد العزيز بن عبد اللَّه بن تركي: تركي من مواليد 1892 م، وفهد من مواليد 1899 م، وإبراهيم من مواليد عام 1903 م. ومن ذرية جلوي ابن الإمام تركي: سعود المتوفى 1890 م، ومحمد لا عقب له، وعبد المحسن المتوفى في 1892 م، ومساعد المتوفى عام 1892 م، وعبد العزيز من مواليد عام 1866 م، وفهد المتوفى عام 1903 م ولا عقب له، وعبد اللَّه من مواليد عام 1888 م، وسعد المتوفي عام 1892 م ولا عقب له؛
ومنصور المتوفى عام 1895 م ولا عقب له. ومن سعود بن جلوي: مشاري من مواليد عام 1891؛ ومن عبد المحسن بن جلوي: جلوي المتوفى عام 1903 م، وعبد اللَّه من مواليد عام 1885 م، وفهد المتوفى صغيرًا. ومن ذرية مساعد بن جلوي: عبد العزيز من مواليد عام 1888 م، وعبد اللَّه من مواليد عام 1890 م، وأحمد من مواليد عام 1892 م. ومن ذرية عبد العزيز بن جلوي: سعود وهو من مواليد عام 1890 م، ومن ذرية عبد اللَّه بن جلوي: محمد من مواليد 1895 م؛ وفهد من مواليد 1899 م، ومساعد من مواليد عام 1902 م، وسعود، وعبد المحسن.
ومن ذرية الإمام فيصل ابن الإمام تركي ابن الإمام عبد اللَّه ابن الإمام محمد: عبد اللَّه بن فيصل الذي أصبح أميرًا عام 1865 م، واستمر في حكمه حتى عام 1871 م، ثم عاد للإمارة عام 1865 م وقد توفي رحمه الله عام 1889 م، ومن ذريته: تركي، وعبد العزيز المتوفى عام 1880 م، وفيصل المتوفى في نفس العام، ومحمد.
محمد بن فيصل الذي حكم الرياض عام 1888 م. ومن ذرية محمد بن فيصل ابن الإمام تركي: عبد العزيز الذي توفي صغيرًا عام 1873 م.
سعود بن فيصل الذي تولى الإمارة عام 1871 م، وحتى وفاته عام 1875 م، ومن ذريته: محمد قائد الجيوش الوهابية عام 1883 م، وعبد العزيز الذي أفلت من أسر الأتراك في الدمام عام 1871 م والمتوفى عام 1906 م؛ سعد الذي قتل في الخرج عام 1888 م، وعبد اللَّه قتل في الخرج أيضًا عام 1886 م، وعبد الرحمن الذي قاد حربًا ضد الأتراك في الإحساء عام 1878 م، والمتوفى عام 1890 م. ومن ذرية محمد بن سعود بن فيصل: سعود من مواليد عام 1881 م، عبد العزيز من مواليد 1883 م، وسليمان من مواليد عام 1886 م. ومن ذرية عبد العزيز بن سعود بن فيصل: سعود من مواليد 1881 م، وفيصل من مواليد 1886 م، وتركي من عام مواليد 1889 م، ومحمد من مواليد عام 1899 م، ومشارب من مواليد 1901 م، وعبد اللَّه من مواليد 1903 م، وكان هؤلاء سجناء سياسيين عند ابن رشيد حتى عام 1906 م ومن ذرية سعد بن سعود بن فيصل: سعود قتل عام 1901 م، وفيصل قتل عام 1903 م، وفهد أحد سجناء ابن رشيد
السياسيين، وأفرج عنه عام 1906 م. ومن ذرية عبد اللَّه بن سعود بن فيصل: تركي من مواليد 1887 م، وسعود من مواليد 1899 م.
أما عبد الرحمن بن فيصل وهو جد الأسرة الحاكمة اليوم، وهو من مواليد عام 1856 م، اعتقله الأتراك في بغداد من عام 1872 م، وحتى عام 1874 م، قاد الإمام عبد الرحمن بعد الإفراج عنه حملة ضد الأتراك في الإحساء عام 1874 م، وتولى حكم الرياض مؤقتًا عام 1875 م، كما كان وحمه اللَّه مستشارًا لأخيه عبد اللَّه عام 1875 م وحتى عام 1887 م؛ ومن ذريته: فيصل المتوفى عام 1891 م، وعبد العزيز وهو من مواليد 1876 م، والذي تولى حكم الرياض في عهد أبيه، وتولى قيادة الحملة الناجحة لاستعادة الحكم من آل رشيد وسميت بفتح الرياض، ومحمد من مواليد عام 1878 م والذي ساعد أخاه عبد العزيز في عملياته عام 1909 و 1906 م، وخالد من مواليد عام 1902 م، وسعد من مواليد 1881 م ومنه: فهد بن سعد من مواليد عام 1904 م، عبد المحسن من مواليد 1884 م، وسعود من مواليد 1889 م، وعبد اللَّه من مواليد عام 1901 م، وفهد من مواليد عام 1901 م، ومشاري من مواليد عام 1901 م، وتركي من مواليد 1904 م، وسعد الثاني أحمد مساعد.
وهؤلاء هم الحكام من آل سعود:
سعود الأول وهو سعود الأول بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي، تولى حكم إمارة الدرعية عام 1132 هـ - 1720 م بعد موسى بن ربيعة بن وطبان بن ربيعة بن مرخان بن إبراهيم بن موسى ابن ربعة بن مانع المريدي: توفي سعود الأول رحمه الله في عام 1137 هـ - 1725 م وخلفه أكبر الأسرة سنًّا وهو زيد بن مرخان بن وطبان بن ربيعة المريدي. ومن ذرية سعود الأول: محمد ثنيان فرحان مشاري.
الإمام محمد وهو الإمام محمد بن سعود الأول ابن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي، تولى إمارة الدرعية بعد زيد بن مرخان بن وطبان عام 1139 هـ/ 1726 م وفي عهده ابتدأ دور الإمامة في آل سعود في عام 1166 هـ/ 1753 م وكانوا قبل ذلك يلقبون بالشيوخ والأمراء
وكان السبب في دعوته بالإمام هو اصطباغ سياسته وحروبه رحمه الله بالصبغة الدينية الخالصة، حيث في أيامه كانت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي انتقل من العيينة إلى الدرعية
(1)
. وللإمام محمد بن سعود الأول من الولد: عبد العزيز وعبد اللَّه وإبراهيم.
الإمام عبد العزيز وهو الإمام عبد العزيز ابن الإمام محمد بن سعود الأول ابن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي، بويع بالإمامه عام 1179 هـ/ 1765 م وتابع فتوحات أبيه، وفي عام 1202 هـ/ 1788 م آثر التعبد فأخذ البيعة لابنه سعود الملقب بالكبير. وفي عام 1218 هـ/ 1803 م توفي الإمام عبد العزيز حيث جددت البيعة لابنه الكبير. ومن ذرية عبد العزيز: سعود وعبد الرحمن وعبد اللَّه وعمر وهذلول.
الإمام سعود بن عبد العزيز ابن الإمام محمد بن سعود الأول ابن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي، تولى إمارة الدرعية عام 1218 هـ/ 1803 م وفي نفس العام أصبحت مكة من ضمن إمارته إضافة إلى نجران، وعسير، والبادية إلى قرب دمشق وإلى شواطئ الفرات وإلى بلاد عُمان حيث كان أميره عليها سلطان بن صقر بن راشد. وفي عام 1228 هـ/ 1813 م نشبت معارك كبيرة مع الدولة العثمانية؛ كان النصر حليف الإمام في أكثرها، توفي رحمه الله بعدها في عام 1229 هـ/ 1814 م. وللإمام سعود الكبير من الولد: عبد اللَّه ومشاري وخالد المتوفى 1234 هـ الموافق 1818 م؛ ناصر وفيصل وتركي وعبد الرحمن وعمرو وإبراهيم وفهيد، وغيرهم.
الإمام عبد اللَّه بن سعود هو الإمام عبد اللَّه ابن الإمام سعود الكبير ابن الإمام عبد العزيز ابن الإمام محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي، تولى الإمارة بعد أبيه رحمه الله وكان في طريقه إلى الحجاز وعسير على رأس الجيش حين علم بوفاة والده مما اضطره للعودة إلى الدرعية. تابع الإمام دفاعه عن الإمارة الكبيرة وكان شجاعًا باسلًا ولكن أكثرة الجيوش العثمانية غلبت على شجاعته رحمه الله فحمل
(1)
الوجيز في سيرة الملك عبد العزيز لخير الدين الزركلي/ 1 - 11.
ومعه بعض من أقربائه إلى مصر حيث أعدم ومن معه في عام 1234 هـ/ 1818 م. ومن ذرية الإمام عبد اللَّه بن سعود: سعد وناصر ومحمد.
الإمام الأمير تركي بن عبد اللَّه هو تركي بن عبد اللَّه ابن الإمام ابن سعود الأول ابن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي، وكان فارسًا شجاعًا ظهر رحمه الله في أحرج الظروف التي كانت في عهد الإمام عبد اللَّه بن سعود الكبير، حيث قام بعد إعدام الإمام باستنفار القبائل والمدن ليقود الجيوش ليحرر أرض آبائه وأجداده ويسترد الرياض وأكثر البلاد النجدية حيث استمر حكمه تسعة أعوام خلافه ابنه فيصل بعدها عام 1250 هـ/ 1834 م. والإمام الأمير تركي هو جد العائلة المالكة اليوم. ومن ذرية الإمام تركي ابن عبد اللَّه: فيصل وعبد اللَّه وجلوي.
الإمام فيصل بن تركي هو الإمام فيصل بن تركي بن عبد اللَّه ابن الإمام محمد بن سعود الأول ابن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي، والذي تولى الحكم بعد والده -رحمهما اللَّه- وقد نشبت حروب في عهده آثارتها الدولة العثمانية حتى اضطر إلى أن يعيش مبعدًا عن أرضه معتقلا في مصر والتي كانت تحت الاحتلال العثماني، وبعد مرور أربع سنوات استطاع الإمام الخروج من مصر بفطنته وحنكته ليعود إلى نجد عام 1259 هـ/ 1843 م. توفي رحمه الله عام 1282 هـ/ 1865 م وله من الولد: عبد اللَّه ومحمد وسعود وعبد الرحمن وهو جد العائلة الحاكمة اليوم.
الإمام عبد اللَّه بن فيصل هو الإمام عبد اللَّه ابن الإمام فيصل ابن الإمام تركي ابن الإمام عبد اللَّه ابن الإمام محمد بن سعود الأول ابن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي، والذي تولى الإمارة والإمامة بعد وفاة والده رحمه الله عام 1282 هـ/ 1863 م. أمضى في الحكم رحمه الله أربع سنوات ظهرت خالها الخلافات مع محمد بن عبد اللَّه بن علي ابن راشيد من شمر والذي كان قد تولى إمارة حائل التي أولاها الإمام لوالده عام 1251 هـ/1835 م. توفي الإمام بعدها في الرباض عام 1307 هـ/ 1889 م حيث آلت بعده إلى أخيه الأصغر وهو الإمام المبايع بالإمامة من قبل أهل الرياض
الإمام عبد الرحمن بن فيحل. ومن ذرية عبد اللَّه بن فيصل: تركي وعبد العزيز وفيصل ومحمد.
الإمام عبد الرحمن بن فيصل هو الإمام عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد اللَّه ابن الإمام محمد بن سعود الأول ابن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي إمام نجد. ولد رحمه الله عام 1268 هـ/ 1850 م وبويع بالإمارة من قِبل أهل الرياض في ذي الحجة 1307 هـ/ 1889 م، وبسبب النزاع مع آل بن رشيد، اضطر الإمام للنزوح لقطر وفيها شيخها قاسم بن ثاني التميمي من أغسطس إلى نوفمبر عام 1310 هـ/ 1892 م ومن ثم إلى الكويت في نفس العام مع إبنه الملك عبد العزيز. توفي رحمه الله عام 1348 هـ الموافق 1928 م. وللإمام عبد الرحمن من الولد: فيصل وعبد العزيز ومحمد وسعد وعبد المحسن وسعود وعبد اللَّه وفهد ومشاري وتركي وسعد الثاني وأحمد ومساعد.
الملك عبد العزيز آل سعود هو عبد العزيز ابن الإمام عبد الرحمن ابن الإمام فيصل ابن الإمام تركي ابن الإمام عبد اللَّه ابن الإمام محمد بن سعود الأول ابن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي ملك المملكة العربية السعودية الراحل، ومن مواليد الرابع من ديسمبر 1878 م. انطلق الملك عبد العزيز رحمه الله من الكويت عام 1901 ليفتتح في يناير 1902 م بمساعدة أخيه أمير الكويت مبارك الكبير، ومع الإمام الملك 40 فارسًا منهم أخوه محمد وأبناه عمه عبد اللَّه وفهد أبناء جلوي بن تركي. بعدها أخذ الملك يوالي انتصاراته ليصبح سلطانًا على نجد عام 1916 ثم ملكًا على الحجاز عام 1926 م، ثم ملكًا على المملكة العربية السعودية عام 1932 م.
والملك عبد العزيز، هو أول من لقب بالملك، فكان آباؤه من قبله يلقبون بالأئمة، وهو أول من وحد البلاد النجدية، وأول من وحد المملكة من نجد والحجاز وعسير والأحساء والقطيف وملحقاها. وفي عهد الملك عبد العزيز، تأسست أول مديرية للمعارف، وكان ذلك في عام 1344 هـ، حيث عين السيد صالح شطا مديرًا عامًا لها، ومن ثم أصبحت وزارة للمعارف، حيث عين سمو الأمير الملكي فهد بن عبد العزيز أول وزير لها. يقول الملك فيصل بن عبد العزيز
-رحمه الله أثناء مقابلة تحدث فيها لمجلة المصور المصرية عام 1367 هـ الموافق 1948 م عن والده عبد العزيز: ليس من اليسير أن أتحدث عن والدي كملك، لأن ذلك من حق التاريخ وحده. . . غير أني أستطيع أن أذكر بعض مزاياه التي هيأت له أن يبني هذا الملك والسلطان على الرغم مما صادفه من شدائد وأهوال لم تثنه عن الوصول إلى غايته ولم تصرفه عن تحقيق أهدافه. وأولى هذه المزايا، قوة الإيمان، فما رأيته منذ نشأت قد ضعف إيمانه باللَّه أو تخلى عن ثقته بنصره، فقد أصيب في عنفوان صباه بضياع إمارة أبيه عبد الرحمن الفيصل على الرياض، وسقوطها في أيدي منافسيه من آل رشيد، فرحل ومن معه إلى الكويت، ونزلوا ضيوفًا على شيخها، وانضموا إليه في محاربته لابن رشيد، وبالرغم من هزيمتهم في عدة معارك، فإنه ما كاد يستعيد جيش أبيه الصغير في ذلك الحين، حتى هب لاستعادة بلاده تحدوه قوة إيمانه وثقته باللَّه، وقد صمم على الفوز بالرياض أو الموت دونها حتى استعادها وأعاد إليها مجد آبائه.
وثاني هذه المزايا: قوة إرادته وشجاعته التي كانت تبرز في أحرج المواقف وأحلك الظروف، منها على سبيل المثال، موقعة الحريق التي فيها دارت الدائرة على جيشه وهمّ جنوده بالفرار، فبرز رحمه الله في مقدمة الصفوف ممتطيًا جوواده ومتشحًا بسيفه قائلا: من كان يحب عبد العزيز فليتقدم، ومن كان يؤثر الراحة والعافية فليذهب لأهله، فواللَّه لن أبرح هذا المكان حتى أبلغ النصر أو أموت. فسرت الحماسة والحمية فيهم، وعادوا فشدوا على عدوهم حتى خذلوه.
ومن مزاياه: حكمته وصبره في معالجة أمور دولته، حيث يتوخى رحمه الله حل المشاكل بالسِلْم والمعروف، وهو متسامح مع خصومه، واسع الصدر، لا يدخر وِسْعًا في استخدام اللين والمرونة، ولا يلجأ للشدة حتى تنفذ جميع الحلول المطروحة والمعروفة، فعلى سبيل المثال كفه عن القتال ضد ملك اليمن آنذاك حين توسط بعض سادة العرب لذلك. وأضاف الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز، قائلا: أما عن جلالته كأب، فأستطيع أن أقول إن كل فرد في شعبه يعتبره أبًا له، لما عرف عنه من عناية بأبناء رعيته وعطفه الكبير وحنانه الواسع. إن والدي في تربيته لنا يجمع بين الرحمة والشدة، ولا يفرق بيننا وبين أبناء شعبه، وليس للعدل
عنده ميزانان يزن بأحدهما لأبنائه ويزن بالآخر لأبناء شعبه، فالكل عنده سواء، والكل أبناؤه.
توفي الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله في 2 ربيع الأول عن عام 1373 هـ، الموافق 9 نوفمبر 1953 م، وله عن الأبناء: تركي من مواليد عام 1899 م، وسعود من مواليد 1901 م، وخالد من مواليد 1901 م، وفيصل من مواليد 1904 م، ومحمد من مواليد عام 1904 م، وفهد وعبد اللَّه وناصر وسعد ومنصور وبندر وسلطان ومشعل ومساعد وعبد المحسن ومشاري ومتعب وطلال وعبد الرحمن وبدر وتركي ونواف ونايف وفواز وسلمان وماجد وعبد الإله وأحمد وسطام وثامر وممدوح ومشهور وهذلول وعبد المجيد ومقرن وحمود.
ثانيًا: ما قاله عن تغلب بن وائل:
وهم بنو تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة ابن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. وأغلب هذه القبيلة، وقبيلة بني بكر ابن وائل، قد دخل مع عنزة بن أسد القبيلة المشهورة، وقد ضمت قبيلة عنزة أغلب قبائل أسد بن ربيعة بن نزار حتى قيل منهم القبائل الأسدية، نبة إلى أسد ابن ربيعة بن نزار.
التغلبي وقد اشتهر بهذه النسبة: عبد الملك بن راشد التغلبي، يروي عنه المقدام، وأبو الحسن علي بن عبد الأعلى بن عامر التغلبي، والمسيب بن رافع التغلبي، وابنه العلاء بن المسيب، وأبو عبد اللَّه أحمد بن يوسف بن خالد بن سليمان بن يزيد بن دارة بن سنان بن طارق بن شهاب بن حنيف بن النعمان بن حنيف بن النعمان بن يزيد بن مالك بن حرقة بن ثعلبة بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل التغلبي، وأبو الحسن علي بن نصر بن الصباح ابن عبد اللَّه بن مالك بن طوق التغلبي، وإلى مالك بن طوف هذا سميت رحبة مالك بن طوق وهي على نهر الفرات قرب دير الزور
(1)
. وتعد قبيلة تغلب من القبائل الحربية ويعزى لها سبب هزيمة المغول في الشام عام 681 هـ عندما قاموا بمساعدة الشاميين الذين أوشكوا على الهزيمة.
(1)
الأنساب للتميمي ج 1/ 469 - 470، الباب ج 1/ 217 - 218؛ الإكمال ج 1/ 527، اللباب 173.
يطون تغلب بن وائل
(1)
:
الأراقم هم جُشم ومالك وعمر وثعلبة ومعاوية والحارث بنو بكر بن حُبيب ابن عمرو بن غَنْم بن تغلب بن وائل.
جميل هو جميل بن قيس من بني كعب بن زُهير بن جُشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غَنْم بن تغلب بن وائل.
الحُبيني هو حُبَيْن بن سعد بن زهير بن خشم بن بكر بن حبيب بن عمر بن غَنْم بن تغلب بن وائل.
بنو ربيعة هم كُلَيْب ومُهَلْهِل وعَدِيُّ بنو ربيعة بن الحارث بن زهير بن خُشم ابن بكر بن حُبيب بن عمرو بن غَنْم بن تغلب بن وائل.
بنو عتاب منهم: الشاعر عَمْرو بن كُلثوم بن مالك بن عتاب بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غَنْم بن تغلب بن وائل، ومنهم: طوق بن مالك بن عتاب بن زافرة بن مُرَّة بن شُريح بن عبد اللَّه بن عمرو بن كلثوم؛ ومنهم: سيد بني تغلب في زمانه وهو عبد يسوع بن حَرْب بن معد يكرب ابن مُرَّة بن كلثوم.
بنو عِتْبان منهم: ينو خُزَيمة بن طارق بن شراحيل بن خِراش بن عِتْبان بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن تغلب بن وائل، وهم بيت بني عِتْبان.
العتبي: هم رهط عتبة بن الوغل بن عبد اللَّه بن عنز بن عمرو بن حبيب ابن الهِجْرس بن تيم بن سعد بن جُشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب.
العتوب هم عتاب وعُتْبَة وعتْبان بنو سعد بن زهير بن جُشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غَنْم بن تغلب بن وائل.
بنو القصماء هم أهل بيت يقال لهم بنو القصماء من بني عمرو بن جُشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غَنْم بن تغلب بن وائل، وقد دخل بنو القصماء في بني الحارث بن جُشم.
(1)
جمهرة النسب للكلبي/ 546 - 575.
القُطامي هو عُمير بن شُيَيْم بن عمرو بن عباد بن بكر بن عامر بن أسامة بن مالك بن جُشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غَنم بن تغلب بن وائل
(1)
.
ومن تغلب بن وائل:
التغالبة من تغلب بن وائل، ضمن قبيلة الدواسر، وهم:
الحُقبان
(2)
في ليا والصغو في الأفلاج، وفي الرياض، ومنهم: آل جريس آل محمد آل ذيخان آل هزاع. ومن آل ذيخان: آل جابر.
بنو حمدان في العراق، من التغالبة.
الخييلات
(3)
من التغالبة.
الرحبية في الرحبة، والحديثة، من تغلب.
الشّرافا
(4)
في المراجيح، وهناك قرية باسمهم في وادي الدواسر، من التغالبة.
بنو شعبة في الطائف، من التغالبة.
جُميلة منهم آل الصباح، وآل الخليفة، وغيرهم، من تغلب بن وائل.
العمور
(5)
في تمرة وكواكب في السُّليْل، من تغلب (ضمن الدواسر).
المشاوية ال الجاسر: من تغلب
(6)
(ضمن الدواسر) والأصح من تميم، قال ابن دريد: عُمير بن عبد شمس، بطن من تميم، منهم بنو الدوسران، وبنو المشا
(7)
.
المصارير
(8)
في الهدّار من الأفلاج، من دوسر بن تغلب، ومنهم: آل دُهيسِان في حُريملا والخرج والمجمعة.
(1)
جمهرة النسب لابن الكلبي 569، جمهرة أنساب العرب لابن حزم/ 109، 305، الأنساب للسمعاني للشريف التميمي ج 4/ 518؛ سبائك الذهب للسويدي/ 233.
(2)
جمهرة أنساب الأسر المتحضرة نجد لحمد الجاسر/ 63 - 65، 99، 150، 209، 253.
(3)
جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد لحمد الجاسر/ 63 - 65.
(4)
جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد لحمد الجاسر/ 409.
(5)
جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد لحمد الجاسر/ 63 - 65، 580.
(6)
جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد لحمد الجاسر/ 63 - 65.
(7)
الاشتاق لابن دريد/ 160.
(8)
جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد لحمد الجاسر/ 63 - 65؛ 246؛ 768.
قال الأستاذ العلامة الشيخ حمد الجاسر: وهناك فروع كثيرة من الدواسر تنتسب إلى تغلب بن وائل أخي بكر وعنز إبنا وائل بن قاسط من ربيعة العدنانية. يقول أحد شعراء تغلب
(1)
:
حِنّا بني تغلب نَسْل وايْل
…
من قديمٍ شُبوب الحرْب منّا
نشْتِهِر بالدُّواسِر الأَوايل
…
عَمْرو بن كلثوم وكليْب مِنّا
ومن قصيدة يمتدح فيها شاعر الأحساء المشهور حمد بن عبد اللطيف المغلوث صديقة الشيخ مبارك الصباح، والمعروف أن المغاليث من آل هيمص من الشريفت، يقول في بني عتبة
(2)
:
على قب المهار المسرجات
…
شهرهم مثل وصف الديد حاني
عليهم من بني عتبة قروم
…
أسود الهيش لي ثار الدخاني
بني عتبة مطوعة المعادي
…
بمصقول الهنادي والسناني
ومقدمهم هو الموت المصفا
…
هو النمر البتوع الصيرماني
وهذا ما ورد في العتوب:
العتوب من أكثر القبائل نفوذًا في البحرين، فلهم بالعائلة الحاكمة صلة نسب
(3)
.
آل الصباح وآل الخليفة
(4)
قال سيف الشملان: المشهور إن آل الصباح ورئيسهم جابر وأسرة آل خليفة ورئيسهم خليفة بن محمد، وأسرة السيف وأقربائهم آل الرومي ورئيسهم محمد الدارج وفي رواية أخرى محمد الزحاف، والجلاهمة وقد يكون رئيسهم جابر الجلاهمة والد الشيخ رحمة وغيرهم من الأسر والجماعات، كانوا يسكنون الهدّار في الأفلاج في نجد وقد هاجروا إلى وادي
(1)
جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد لحمد الجاسر/ 63 - 65.
(2)
ديوان الشاعر حمد بن عبد اللطيف المغلوث، بجامعة عبد اللَّه عبد العزيز الدويش، الطبعة الأولى/ 11.
(3)
معجم قبائل العرب لعمر كحالة ج 2/ 751؛ جزيرة العرب في القرن العشرين لحافظ وهبة/ 104.
قلت: الصحيح أن الصلة هي حلف ما بين عائلات جميلة والعتوب والذين هم من بني سُليم (انظر عنهم في المجلَّد الثالث من الموسوعة).
(4)
من تاريخ الكويت لسيف مرزوق الشملان الطبعة الثانية/ 107.
الدواسر ثم إلى قطر فى الزبارة ثم إلى رأس تنورة، بعدها تفرق من كان يتبعهم، وخرج آل الصباح وآل الخليفة ومن معهم إلى الصبية ثم غادروها إلى جزيرة فيلكا.
بعد مدة من الزمن، غادروا فيلكا إلى الكوت وكانت تحت حبهم آل عريعر من بني خالد، وكانوا مجموعة من العشائر والأسر وهم: الجلاهمة والزايد وآل الصباح وآل الخليفة والمعاودة وآل رومي وآل سيف.
قال المؤرخ سيف بن مرزوق بن شملان بن علي آل السيف: والجدير بالذكر أن الكويت منذ تأسيسها حتى اليوم لم يحكمها أحد غير الذي أسسوها على الرغم من تكالب الطامعين بها. ثم أضاف الشملان قائلًا: والأسر الكويتية التي أعرف أنها تنتسب إلى قبيلة عنزة، هي: آل نصف الخالد البدر الرومي آل سيف آل غانم الجبر.
وفي رسالة من الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة إلى سيف الشملان، ورد التالي: فكما تعلمون إننا آل الخليفة وآل الصباح كلنا من قبيلة العمارات أبناء تغلب بن وائل
(1)
. وقد أضاف المؤرخ سيف الشملان: صحيح قول الشيخ محمد آل خليفة بأن آل الصباح من قبيلة عنزة من فرع العمارات أبناء تغلب بن وائل القبيلة المشهورة في الجاهلية خصوصًا والتي منها كُليب المشهور وأخوه المهلهل وعمرو بن كلثوم وغيرهم
(2)
.
العتوب
(3)
قال أبو حاكمة: وإذا أمعنا النظر في المصادر التي تحدثت عن العتوب، نجد أنها تختلف في التسمية، إذ أن بعضها يشير إليهم باسم بني عتبة
(4)
. ويسميهم آخرون بالعتوب
(5)
وآخرون بالعتوبيين
(6)
. ومهما يكن من أمر الاختلاف في ذلك الإسم، فكل التسميات ترجع إلى الأصل الثلاثي عتب. كما
(1)
من تاريخ الكويت لسيف مرزوق الشملان، الطعبة الثانية/ 104.
(2)
من تاريخ الكويت لسيف مرزوق الشملان، الطعبة الثانية/ 114.
(3)
تاريخ الكويت الحديث للدكتور أحمد مصطفى أبو حاكمة/ 21 - 23.
(4)
سبائك العجد في أخبار أحمد نجل رزق الأسعد، لعثمان بن سند/ 18.
(5)
لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبد الوهاب/ 110 - 112.
(6)
الكويت وجاراتها لديكسون/ 26 - 27.
أضاف الدكتور أبو حاكمة: مهما يكن من اشتقاق اسم العتوب، فإن جميع المراجع التي تحدثت عن تاريخ الكويت قديمة أم حديثة، تتفق فيما بينها على أنهم جماعات كبيرة من القبائل يرجع أصلها إلى عنزة وغيرها من نجد. وأما عنزة فهي قبيلة عربية كبيرة تنزل اليوم شمالي الجزيرة العربية.
وائل قال المؤلف الأستاذ عبد اللَّه بن عبار المعني العنزي: إن قبيلة عنزة المعروفة في هذا العصر هي من قبيلة عنزة بن أسد بن ربيعة وقد انتسب إلى وائل.
وقد ذكر أن هناك وائلا المشهور بالتاريخ وهو وائل بن قاسط، ووائل بن هزان بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعة ورجح الأخير في نسب قبائل عنزة الحاضرة. ثم أضاف: وقد حالفت عنزة، بكر بن وائل ثم برزت عنزة في القرن الثاني الهجري. . وشكلت عنصر ربيعة الباقي حيث انضم إلى مسمى عنزة كل وائل كما أن قبيلة عنزة انتسبت إلى وائل ولكون وائل بن قاسط هو المشهور بالتاريخ ومع وجود الصلة في ربيعة فقد عرفت عنزة بأبناء وائل
(1)
. هو وائل بن قاسط بن هِنْب بن أفصى بن دُعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، ومن وبده: بكر القبيلة، دِثَار وهو تغلب القبيلة، الحارث ودخل هذا في بني تيم اللَّه بن ثعلبة، عبد اللَّه وهو عنز القبيلة، الشخيص ودخل هذا في بني تغلب
(2)
. قال المؤرخ ابن عبار العنزي: ومن ذرية مرعي الملقب رأس الجمل: الجميلات وهم من العبية من ولد قني من البجايدة من عاقب محمد من طريف من سلامة السلقا من العمارات من بشر من عنزة
(3)
.
الجميلات في الكويت، والشرقية والهدار والحريق وأسيلة والقصيم والرياض، من التغالبة، ومنهم:
الصباح أمراء وشيوخ الكويت، وهم ذرية صباح الأول، وهم: آل عبد اللَّه وآل محمد وآل مبارك وآل مالك وآل سلمان.
(1)
أصدق الدلائل في أنساب بني وائل - قبائل عنزة لعبد اللَّه بن عبّار المعني، الطبعة الثانية:117.
(2)
جمهرة النسب للكلبي/ 485؛ جمهرة أنساب العرب لابن حزم الأندلسي/ 206، 302 - 303، 408.
(3)
أصدق الدلائل في أنساب بني وائل لابن عبار عبد اللَّه بن دهيمش الفدعاني العنزي/ 187.
الجلاهمة في الكويت والبحرين والمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، وينتسبون إلى الجُميلات من المرعي من العبيَّة من البجايدة من المحمد من طريف من سلامة السلقا من العمارات، وهم من بني جُشم بن بكر بن حبيب بن عمرو ابن غتم بن تغلب بن وائل بن قاسط بن أفصى بن دُعمي بن جَديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، منهم: النوخذة أحمد بن دبوس الجلاهمة، والنوخذة عبد اللَّه بن جبر الجلاهمة، والنوخذة مضحي الجلاهمة، والنوخذة محمد الجبر الجلاهمة، والنوخذة فهد بن مضحي الجلاهمة.
وهذا ما ورد في الجلاهمة:
الجلاهَم حي من ربيعة بن نزار من العدنانية
(1)
.
الجلاهمة بطن من بني عُتبة يسكنون الزيارة في قطر على شاطئ البحر قبالة جزيرة البحرين
(2)
. ومن الجلاهمة رحمة بن جابر بن عذبي الجلهمي من الشجعان، وهو من مواليد عام 1241 هـ وهو شيخ الجلاهمة، اشتهر الشيخ رحمة بمساعدته لأهل البحرين على الخلاص من الاحتلال الفارسي عام 1782 م، توفي الشيخ عام 1826 م
(3)
.
ومن مشاهير الجلاهمة:
رحمَة بن جابر وهو رحمة بن جابر بن عذبي الجلهمي، من الشجعان، كان شيخ الجلاهمة. اشتهر رحمه الله بمساعدته لأهل البحرين في التخلص من الاحتلال الفارسي عام 1782 م. قيل أنه احترف القرصنة بعد أن توقف أهل البحرين عن دفع حصته من اللؤلؤ الذي كانوا يحصلون عليه، فهاجر إلى دارين واحترف القرصنة عام 1802 م. كان لابن جابر الجلهمي أسطول بحري مكون من خمس سفن ويزيد عدد بحارتها عن ألف نسمة. وقد حالف رحمة، آل سعود عام 1809 م حتى عام 1816 م حيث تدخلت الحكومة العثمانية وفصلته عن آل سعود
(1)
معجم قبائل العرب لكحالة ج 1/ 199، تاج العروس للزبيدي ج 8/ 231؛ القاموس للفيروزأبادي ج 4/ 91.
(2)
معجم قبائل العرب لعمر كحالة ح 1/ 199؛ ملوك العرب الأمين الريحاني ج 2/ 218.
(3)
الأعلام للزركلي ج 3/ 18.
ومنحوه ملكية ساحل الدمام ونصبوه أميرًا على خور حسن شمالي الزيارة. شيد رحمة بن جابر لنفسه قلعة في الدمام عام 1818 م، وتابع أعمال القرصنة البحرية إلى أن تكالب عليه أعداؤه عام 1826 م، فأغار في آخر معركة بحرية له على سفن الأعداء ليحاصروه في سفينته حيث قام في نهاية المطاف بتفجيرها هو ومن معه على متنها، فقد قال عنه الكاتب الإنجليزي ويلسون، إن رحمة كان أجرأ وأنجح قرصان عرفته البحار على الإطلاق
(1)
.
ومن أقسام الجلاهمة:
آل عذبي من الجلاهمة، ومنه: آل سليمان وآل شملان.
آل شاهين من الجلاهمة، ومنه: آل أحمد وآل محمد الوائلي.
آل محمد من الجلاهمة، ومنه: آل دبوس وآل زايد وآل صقر وآل مبارك وآل ناصر.
ومن آل ناصر من آل محمد الجلاهمة: ذرية محمد بن نصيف بن محمد بن ناصر الجلاهمة، وهم آل نصف وآل جاسم. قال أخي يوسف بن محمد بن يوسف بن أحمد بن راشد بن نصيف بن محمد بن ناصر، نقلًا عن محمد بن يوسف النصف، وأحمد بن إبراهيم النصف، وعن ما ورد عن أهلهم أن هجرة آل نصف كانت مع جماعتهم الجلاهمة والصباح والخليفة، وهي الهجرة المعروفة من الهدار في الأفلاج إلى الكويت، وكان ذلك عام 1716 م، ثم غادرها الجلاهمة وآل النصف إلى الزبارة عام 1770 م، ثم عاد إلى النصف دون الجلاهمة إلى الكويت عام 1818 م، وأول من قدم من آل نصف في هجرتهم الأخيرة، هم: راشد، وعبد اللَّه أولاد نصف بن محمد، ومعهم بدر بن جاسم بن محمد بن نصيف.
ومن ذرية نصف بن محمد بن نصيف: عبد اللَّه، المتوفي في الكويت عام 1858 م، ولا عقب له من المذكور، وراشد المتوفي قبل سنة الطبعة، حوالي عام 1857 م. ومن ذرية راشد بن نصف بن محمد: نصف، وأحمد، وناصر، ومحمد، وعلي، وعبد الرحمن؛ ومن نصف بن راشد بن نصف: عبد اللَّه؛ ومن
(1)
الإعلام للزركلي ج 3/ 18.
أحمد بن راشد بن نصف: يوسف، ومنه: أحمد، ونصف، ومحمد، وعبد اللطيف، وحمود؛ ومن أحمد بن يوسف بن أحمد: عبد اللَّه، ومهلهل، وجاسم، ونزار، وصلاح؛ ومن مهلهل بن أحمد: قتيبة، درار، لؤي، أوس؛ ومنجاسم بن أحمد، ومروان، وحمد، وبشارة؛ ومن نزار بن أحمد: محمد، فيصل؛ ومن صلاح بن أحمد: أحمد، عدي.
ومن نصف بن يوسف بن أحمد بن راشد: عثمان، وعبد الوهاب، وخالد، ويوسف، وطارق، وغسان؛ وعبد الوهاب بن نصف: عدنان؛ ومن خالد بن نصف: وليد، طلال، طارق؛ ومن وليد بن خالد: خالد، عمر؛ ومن غسَّان بن نصف: نصف. ومن محمد بن يوسف بن أحمد بن راشد: يوسف، سالم، أسامة؛ ومن يوسف بن محمد بن يوسف: عمر، ومحمد؛ ومن سالم بن محمد ابن يوسف: خالد، مصعب، عمَّار؛ ومن أسامة بن محمد بن يوسف: محمد، وهيثم.
ومن عبد اللطيف بن يوسف بن أحمد بن راشد: فيصل، عبد الرزاق، وليد؛ ومن فيصل بن عبد اللطيف: عبد اللطيف، مهند؛ ومن عبد الرزاق بن عبد اللطيف: فهد، مشاري؛ ومن وليد بن عبد اللطيف: عبد اللطيف. ومن ذرية حمود بن يوسف بن أحمد بن راشد: عادل، يوسف، عماد؛ ومن عادل بن حمود: سالم، محمد؛ ومن يوسف بن حمود: راكان.
ومن ذرية ناصر بن راشد بن نصف بن محمد: راشد، ومنه: ناصر، وحمد، وحسين، ومحمود، وعبد الرحمن، ومن ناصر بن راشد بن ناصر: سعود، ومحمد؛ ومن سعود بن ناصر: بشار؛ ومن محمد بن ناصر: فهد، وبدر، وصلاح، وعبد اللَّه، وراشد، وجاسم، وخالد، ونبيل؛ ومن راشد بن محمد: سعود؛ ومن جاسم بن محمد: محمد، وناصر، ونواف. ومن ذرية محمد بن راشد بن نصف بن محمد: راشد. ومن ذرية علي بن راشد بن نصف ابن محمد: بدر، وخالد. ومن ذرية عبد الرحمن بن راشد بن نصف بن محمد: راشد.
ومن ذرية جاسم بن محمد بن نصيف بن محمد بن ناصر الجلاهمة: محمد، ولا عقب له، وبدر ومنه العقب. فمن بدر بن جاسم بن محمد: جاسم،
ونصف؛ ومن جاسم بن بدر بن جاسم: محمد. ومن نصف بن بدر بن جاسم: عبد اللطيف، وجاسم، وإبراهيم، وبدر، وخليفة، وسلمان. ومن إبراهيم بن نصف بن بدر: أحمد، وعبد اللطيف؛ ومن عبد اللطيف بن إبراهيم بن نصف: خالد، وإبراهيم، وسامي، ومحمد؛ ومن خالد بن عبد اللطيف: مساعد؛ ومن سامي بن عبد اللطيف: عبد الوهاب، ونصف، وفواز. ومن خليفة بن نصف بن بدر: محمد، ومنه: خليفة، وعبد العزيز، وعبد اللَّه؛ ومن عبد العزيز بن محمد ابن خليفة: خالد، وعبد الوهاب.
ومن سلمان بن نصف بن بدر: نصف، وجاسم. ومن نصف بن سلمان: محمد، وسلمان، وهشام، وسامي؛ ومن محمد بن نصف بن سلمان: قيس؛ ومن سلمان بن نصف بن سلمان: محمد، ويوسف، وبدر؛ ومن هشام بن نصف ابن سلمان: عبد الرحمن، وفواز. ومن جاسم بن سلمان بن نصف: أحمد، وعبد الوهاب، وخليفة، وخالد؛ ومن أحمد بن جاسم بن سلمان: جاسم، ويوسف، ووليد، وصلاح، ومحمد؛ ومن جاسم بن أحمد: محمد، ومن يوسف بن أحمد. ومن عبد الوهاب بن جاسم بن سلمان: سليمان، وإبراهيم، وأنور، وجاسم. ومن خليفة بن جاسم بن سلمان: عبد اللَّه، ومحمد، وجاسم، وعصام. ومن خالد بن جاسم بن سلمان: وليد.
قال حمد بن محمد السعيدان
(1)
: آل نصف، في الكويت، منهم أحمد بن يوسف النصف المتوفي في 21 يناير 1986 م، مدير بلدية سابق؛ وحمود اليوسف النصف، وهو عضو المجلس البلدي عام 1960 م، عضو مجلس الأمة عام 1963، ووزير الصحة العامة عام 1964، ووزير الأشغال العامة عام 1971؛ ومحمد بن راشد النصف، نوخذة قديم؛ ومحمد اليوسف النصف، مدير سابق للأشغال، استقال في مايو من عام 1953 م، ثم أصبح عضوًا في الهيئة التنظيمية للمجلس الأعلى لشئون إدارة البلاد من عام 1959 وحتى عام 1962، ثم عضوًا في المجلس التأسيسي عام 1962، ووزيرًا للشئون الاجتماعية؛ والأديب والشاعر عبد اللطيف بن إبراهيم النصف، من مواليد 7 يناير 1906، والمتوفي في 16 نوفمبر من عام 1971 م. عين عبد اللطيف عضوًا في المجلس البلدي عام
(1)
الموسوعة الكويتية المختصرة ج 3/ 1539 - 1540.
1951 م، ثم عضوًا في مجلس الأوقاف عام 1957 م، وعضوًا في مجلس المعارف عام 1960 م، وسكرتيرًا خاصًا لسمو الأمير الراحل الشيخ عبد اللَّه السالم الصباح؛ ومنهم نصف اليوسف النصف، من مواليد عام 1902 م، والمتوفي في 16 يناير عام 1968 م. تولى نصف منصب مدير بلدية الكويت عام 1932 م وحتى سبتمبر عام 1938 م، كما عين عضوًا في مجلس المعارف عام 1936، وعام 1951، وعضوًا في مجلس الصحة عام 1941، ومديرًا للصحة العامة 1948 حتى عام 1952 م، ثم عضوًا في لجنة التعمير عام 1954، وعضوًا في مجلس الشورى عام 1955، وعضوًا في لجنة تاريخ الكويت من عام 1959 حتى عام 1962، وعضوًا في الهيئة التنظيمية للمجلس الأعلى لإدارة شئون البلاد في نفس الفترة المذكورة، وقد نسب إلى نصف اليوسف شارع في الكويت؛ ويوسف ابن نصف اليوسف النصف، المتوفي في يناير من عام 1967 م، والذي تولى منصب وكيل ديوان الموظفين في 26 مايو من عام 1964 م. ومن آل النصف: حمد بن راشد النصف، الذي تولى منصب الوكيل المساعد في وزارة الكهرباء والماء في 27 من عام 1964 م.
ونسبة إلى آل نصف: نقعة النصف، مرسى للسفن في منطقة الشرق في الكويت، ومسجد النصف، مسجد أسسه ابن بطي عام 1190 هـ، الموافق 1776 م، ثم عمره ابن نصف وراشد العسعوسي، والعسعوسي من بني خالد، وكان ذلك عام 1284 هـ الموافق 1867 م في منطقة الشرق. وقد جددت دائرة الأوقاف المسجد عام 1375 هـ الموافق عام 1956 م.
ومن الجميلات:
آل عرفج في أسيلة، من الجميلات، ومنهم: آل هتلان وآل حماد.
الغررة في الحلوة وحوطة بني تميم والأحساء ودولة الإمارات العربية المتحدة، وهم بنو الفارس حماد بن فيصل بن محمد الجميلي، ومنهم
(1)
:
الحسن من ذرية حسن بن محمد بن سلطان بن رشيد بن حمد بن سعيد بن غرير بن حماد بن فيصل، ومنهم: آل صقر في الرياض، وآل عبد العزيز في الحلوة والخرج والرياض، وآل فهد في دولة الإمارات العربية المتحدة.
(1)
أصدق الدلائل في أنساب بني وائل لابن عبّار عبد اللَّه بن دهيمش الفدعاني العنزي، الطبعة 4/ 189.
والسلطان في الشرقية وبادية حرض، وهم ذرية سلطان بن محمد بن سلطان ابن رشيد بن حمد بن سعيد بن غرير بن حماد بن فيصل، ومنهم: آل فالح وآل محسن وآل مسامح.
آل مراد في المنطقة الشرقية، من ذرية مراد بن حمد بن رشيد بن حمد بن سعيد بن غرير.
آل مقرن في القويعية والرياض، من ذرية مقرن بن سلطان بن رشيد بن حمد بن سعيد بن غرير.
آل مهدي من ذرية مهدي بن سعيد بن غرير بن حماد بن فيصل، ومنهم: آل حزمي آل طفلان آل مرشد في المنطقة الشرقية، آل زهير في المخرج، آل هيزم في الكويت.
آل فاضل من الجميلات، وهم في البحرين، منهم سعادة الأخ عبد الرحمن ابن محمد الفاضل سفير دولة البحرين لدى الكويت.
الكبرى في ليلى الأفلاج، والبكيرية بالقصيم، من الجميلات، ومنهم: آل دحيلان والسنادا والصويلح، وآل طلة في الهدار، والكبيري والمحمد والمهازعة.
المداعمة في الكويت، من الجميلات.
آل مصري في الحريق، ويقال المصاري، من الجميلات، ومنهم: آل حسين في نعام.
المعاودة في الكويت والبحرين وعرعر بالمملكة العربية السعودية، من الجميلات، ومنهم: آل طويرش في الكويت، آل محمد وهو محمد بن سعود المعاودة في عرعر، ومن ولده: صالح، صقر، نواف
(1)
.
النتيفات في الرياض والهدار وحوطة بني تميم، وهم ذرية عامر بن فيصل الجميلي، ومنهم: السويلم والعرفج والفاضل، والمرشد في الرياض وعنيزة، والهيعان. ومن آل عرفج: آل عميرة في حوطة بني تميم. ومن الهيعان من النتيفات: آل نمشان أمراء الهدار
(2)
.
(1)
أصدق الدلائل في أنساب بني وائل لابن عبّار عبد اللَّه بن دهيمش الفدعاني العنزي، الطبعة 4/ 190.
(2)
أصدق الدلائل في أنساب بني وائل لابن عبّار، ط 4/ 189، جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد/ 582.
ومن تغلب بن وائل:
آل خليفة:
قال النبهاني، وأمين الريحاني، وعمر كحالة: الخليفة من أكبر عشائر البحرين، منها حُكام البحرين
(1)
. قال الأستاذ عبد اللَّه بن دهيمش بن عبّار العنزي: الخليفة مشائخ دولة البحرين وعين دار القديمة في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، وهم من آل أبو رباع من ذرية يعقوب أخو شمسة الرباعي من قبيلة السلقا من العمارات من بشر من عنزة
(2)
. والخليفة ضمن حلف العتوب، وينتسبون إلى الرباع من الحسني من الدغيم من سلامة السلقا من العمارات، وهم من بني جُشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل بن قاسط بن أفصى بن دُعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
ومن آل خليفة:
الشيخ خليفة بن محمد بن فيصل هو شيخ آل خليفة عند مغادرتهم الهدار بمنطقة الأفلاج في نجد، حيث استقروا في الكويت مع بني عمومتهم آل الصباح حكام الكويت، وكانت الكويت في ذلك العهد تحت حكم آل عريعر من بني خالد القبيلة العدنانية، وللشيخ خليفة من الذرية ولدان، منهم الشيخ محمد. قيل إن فترة وجود جده فيصل في الكويت كانت بحدود عام 1716 م. ومن ذرية خليفة بن محمد: محمد
(2)
.
الشيخ محمد بن خليفة هو الشيخ محمد بن خليفة بن محمد بن فيصل الذي تولى مشيخة آل الخليفة بعد والده. وفي عهده حدثت موقعة الرقة الشهيرة، وفيها تغلب هم وحلفائهم من آل الصباح على بني كعب. وفي عام 1179 هـ الموافق 1766 م، ارتحل الشيخ محمد وآله من بني خليفة إلى الزبارة في قطر، حيث كان سلطانها آنذاك من آل ابن علي العتوب ومن الجلاهمة والمعاودة وغيرهم من العشائر من جُميلة، وفي ذلك الحين، كانت قطر تحت إمارة آل مسلم والذين
(1)
التحفة النبهانية في إمارات الجزيرة العربية خليفة بن حمد النبهاني؛ ملوك العرب لأمين الريحاني ج 2/ 178؛ معجم قبائل العرب لعمر كحالة ج 1/ 356.
(2)
أصدق الدلائل في أنساب بني وائل لابن عبّار عبد اللَّه بن دهيمس الفدعاني العنزي/ 18.
حاولوا أن يجعلوا من الشيخ محمد نائبهم على الزبارة، فرفض طلبهم
(1)
. ومن ذرية الشيخ محمد رحمه الله: إبراهيم خليفة علي مقرن أحمد الفاتح.
ومن ذرية إبراهيم بن محمد بن خليفة بن محمد بن فيصل: عبد الوهاب، عبد الرزاق، محمد. ومن عبد الرزاق بن إبراهيم: سلطان، علي، محمد؛ ومن علي بن عبد الرزاق: محمد؛ ومن محمد بن عبد الرزاق: عبد الرزاق، ومنه: علي. ومن علي بن عبد الرزاق بن محمد بن عبد الرزاق: محمد بن علي، ومنه: عبد العزيز، وخليفة. ومن محمد بن إبراهيم بن محمد: خليفة، وفارس؛ ومن خليفة بن محمد بن إبراهيم: عبد اللَّه، ومنه: خليفة؛ ومن خليفة بن عبد اللَّه بن خليفة: عبد اللَّه.
ومن ذرية علي بن محمد بن خليفة بن محمد بن فيصل: محمد بن علي، ومن ذريته: خليفة، وعيسي، وراشد، وصقر؛ ومن عيسى بن محمد بن علي: محمد.
ومن ذرية مقرن بن محمد بن خليفة بن محمد بن فيصل: محمد بن مقرن، ومن ذريته: خليفة، وخليفة، وسالم، وعبد العزيز؛ فمن ذرية خليفة بن محمد ابن مقرن: علي، ومنه: خليفة، ومن خليفة بن علي بن خليفة بن محمد: علي. ومن خليفة بن محمد بن مقرن: خليفة، ومنه: محمد؛ ومن محمد بن خليفة بن محمد: عبد اللَّه، وخليفة؛ ومن عبد اللَّه بن محمد بن خليفة بن محمد: أحمد، ومنه: خالد، خليفة، عبد اللَّه، مقرن، محمد، راشد؛ ومن خليفة بن محمد بن خليفة بن محمد: محمد. ومن سالم بن محمد بن مقرن بن محمد: موسى، ومنه: عبد الرحمن؛ ومن عبد الرحمن بن موسى: عبد اللَّه، وفارس؛ ومن عبد اللَّه بن عبد الرحمن: أحمد، وسلطان؛ ومن فارس بن عبد الرحمن: علي، سلطان، عبد الرحمن، حمد، راشد، عبد العزيز. ومن عبد العزيز بن محمد بن مقرن بن محمد: زيد، وعلي، وصالح، وعيسى؛ ومن صالح بن عبد العزيز: إبراهيم، ومنه خليفة؛ ومن عيسى بن عبد العزيز: عيسى، ومنه يوسف بن عيسى ابن عبد العزيز.
(1)
البحرين، درة الخليج العربي، للزعيم المتقاعد محمود بهجت سنان/ 128 - 129.
الشيخ خليفة بن محمد هو الشيخ خليفة بن محمد بن خليفة بن محمد بن فيصل الذي تولى المشيخة بعد والده، وكان تقيًا ورعًا وأديبًا. وفي أواخر عام 1196 هـ الموافق 1782 م، أناب الشيخ خليفة أخاه الشيخ أحمد وذلك لتأدية فريضة الحج، وهناك وافته المنية بعد أن أدى الفريضة، ليتولى أخوه أحمد زمام الأمور.
ومن ذرية الشيخ خليفة بن محمد بن خليفة بن فيصل: عبد اللَّه، ومنه: عبد الوهاب، ومحمد، وعبد اللطيف، وخليفة. فمن عبد الوهاب بن عبد اللَّه: محمد، وعبد اللَّه؛ ومن محمد بن عبد الوهاب بن عبد اللَّه: خليفة، ومنه: محمد، وعبد الوهاب؛ ومن عبد الوهاب بن خليفة بن محمد: علي، ومحمد، وأحمد، وخليفة؛ ومن محمد بن عبد الوهاب بن خليفة: عبد الوهاب، وخليفة؛ ومن خليفة بن عبد الوهاب بن خليفة: عبد اللَّه، وأحمد. ومن ذرية عبد اللَّه بن محمد بن عبد الوهاب بن عبد اللَّه بن خليفة: محمد، وأحمد، وخليفة؛ ومن أحمد بن عبد اللَّه: عبد اللَّه؛ ومن خليفة بن عبد اللَّه، عبد اللَّه. ومن ذرية محمد بن عبد اللَّه بن خليفة بن محمد بن خليفة بن محمد بن فيصل: خليفة، ومنه: أحمد، وإبراهيم؛ ومن إبراهيم بن خليفة بن محمد: عبد اللَّه، وصقر، وناصر. ومن ذرية عبد اللطيف بن عبد اللَّه بن خليفة بن محمد بن خليفة بن محمد بن فيصل: عبد الرحمن، ومنه: خليفة بن عبد الرحمن. ومن ذرية خليفة ابن عبد اللَّه بن خليفة بن محمد بن خليفة بن محمد بن فيصل: أحمد، ومحمد؛ ومن محمد بن خليفة: خليفة، ومنه: عبد اللَّه بن خليفة بن محمد.
الشيخ أحمد الفاتح بن محمد هو الشيخ أحمد بن محمد بن خليفة بن محمد بن فيصل، الذي تولى الحكم بعد وفاة أخيه عام 1197 هـ الموافق 1783 م. ويعتبر الشيخ أحمد الحاكم الأول لإمارة البحرين، حيث اتخذها مقرا له عام 1783 م، وجعل قلعة الديوان مقر حكمه وهي في جنوب المنامة، كما قام الشيخ بتأمين البحرين وتحصينها ليأمن شر أعدائه ومنافسيه. توفي رحمه الله عام 1209 هـ الموافق 1794 م، وقيل 1796 م، وله من الولد: سلمان ويوسف ومحمد وعبد اللَّه.
الشيخ سلمان بن أحمد هو الشيخ سلمان بن أحمد بن محمد بن خليفة بن محمد بن فيصل الذي تولى الحكم بعد وفاة والده الشيخ أحمد بن محمد الخليفة عام 1209 هـ، وقيل أن فترة حكمه هي من عام 1796 م، وحتى 1825 م. وفي عهده حدث نزاع مع حاكم مسقط سلطان بن أحمد، وكان ذلك في عام 1215 هـ، الموافق 1802 م، مما نتج عنه استيلاء المسقطيون على البحرين وحجز الشيخ محمد أخو الشيخ سلمان رهينة لديهم ليأمنوا عدم تعرض الشيخ سلمان لهم ولعاملهم على البحرين، ولكن تجري الأمور خلافًا لما يشتهيه البعض حيث توفي الشيخ محمد بن أحمد الخليفة في الأسر عام 1223 هـ، الموافق 1808 م. وفي العام التالي استطاع الشيخ سلمان بن أحمد وبمساعدة أمير نجد، بأن يطرد عامل حاكم مسقط على البحرين واستعادة أرضهم. وفي سنواته الأخيرة، شاركهـ أخوه عبد اللَّه في المشيخة، كما أناب عنه ولده خليفة في الحكم عام 1823 م.
توفي الشيخ سلمان بن أحمد رحمه الله عام 1825 م، وللشيخ من الولد: خليفة عبد الرزاق، وفهد ولا عقب له، وأحمد، وعبد الرحمن ولا عقب له، وجراح ولا عقب له، ومحمد من مواليد عام 1803 م وتوفي عام 1878 م، وصباح لا عقب له، وداود لا عقب له، وحمود من مواليد 1810 م وتوفي عام 1873 م، وراشد لا عقب له، وعبد الوهاب من مواليد 1821 م، وكان وزيرًا للشيخ عيسى بن علي بن خليفة بن سلمان من عام 1869 م ولغاية 1888 م، وتوفي رحمه الله عام 1889 م.
ومن ذرية الشيخ خليفة بن سلمان: دعيج من مواليد عام 1808 م، قتل عام 1842 م وهو يثأر لمقتل أخيه محمد، محمد من مواليد 1813 م، وتوفي في مكة عام 1890 م، إبراهيم لا عقب له، راشد لا عقب له، سلمان لا عقب له، على الذي توفي دفاعًا عن البحرين عام 1869 م.
ومن ذرية دعيج بن خليفة بن سلمان: راشد سلمان وهو من مواليد 1838 م قتل في الظهران عام 1900 م، ومن ذرية راشد بن دعيج: عبد الرحمن، ومن ذرية سلمان بن دعيج: خليفة من مواليد 1864 م والذي قتل مع والده في الظهران عام 1900 م، وبشر من مواليد 1875 م جرح في حادثة الظهران عام
1900 م وتوفي عام 1904 م، ودعيج من مواليد 1880 م والمتوفي عام 1900 م، وإبراهيم وصباح ومحمد ولا عقب لهؤلاء.
ومن ذرية خليفة بن سلمان بن دعيج: محمد، من مواليد 1886 م، وعلي من مواليد 1893 م؛ ومن ذرية علي بن خليفة بن سلمان بن دعيج: عبد اللَّه، وأحمد، وعبد الرحمن، وراشد، وسلمان، وعيسي، ويوسف، ودعيج، وخليفة؛ ومن أحمد بن علي بن خليفة: علي، وعبد اللَّه، وسلمان؛ ومن عبد الرحمن بن علي بن خليفة: علي؛ ومن سلمان بن علي بن خليفة: خالد، وسعود، وصباح؛ ومن عيسى بن علي بن خليفة: خالد؛ ومن يوسف بن علي ابن خليفة: نواف، وراشد، وعلي؛ ومن خليفة بن علي بن خليفة: محمد، وإبراهيم، وعبد اللَّه.
ومن ذرية دعيج بن سلمان بن دعيج بن خليفة: سلمان من مواليد 1898 م؛ ومن سلمان بن دعيج: أحمد، ودعيج، وخليفة؛ ومن دعيج بن سلمان: سلمان، وعبد اللَّه، ومحمد؛ ومن خليفة بن سلمان: إبراهيم. ومن ذرية بشر بن سلمان بن دعيج بن خليفة: صباح، وفهد؛ و من صباح بن بشر: مبارك؛ ومن فهد بن بشر: بشر، وسلمان؛ ومن سلمان بن فهد بن بشر: دعيج، وفهد، وخليفة، وإبراهيم، وراشد.
ومن ذرية عبد الرزاق بن سلمان بن أحمد الفاتح: إبراهيم وحسن ولا عقب لهما.
ومن ذرية أحمد بن سلمان بن أحمد: محمد من مواليد عام 1805 م، والمتوفى في الرفاع عام 1843 م، وسلمان لا عقب له، وفهد من مواليد عام 1826 م والمتوفي عام 1877 م. ومن ولد محمد بن أحمد بن سلمان: أحمد من مواليد 1825 م والمتوفي عام 1869 م، وعلي لا عقب له؛ ومن أحمد بن محمد ابن أحمد بن سلمان: عبد اللَّه من مواليد عام 1863 م، ومحمد، وأحمد، وعلي ولا عقب لهم؛ ومن ولد عبد اللَّه بن أحمد بن محمد بن أحمد: أحمد من مواليد عام 1885 م، وحمد من مواليد 1890 م؛ ومن أحمد بن عبد اللَّه بن أحمد: محمد، وعلي، ومحمد بن أحمد، ومنه: أحمد، وخالد، وحمد، وعبد اللَّه. ومن ذرية فهد بن أحمد بن سلمان: أحمد من مواليد 1871 م والمتوفي
عام 1895 م، وعبد الرزاق من مواليد 1876 م، وفيصل؛ ومن أحمد بن فهد بن أحمد بن سلمان: من مواليد 1893 من يوسف من مواليد عام 1898 م، وفهد من مواليد 1900 م؛ ومن ولد فيصل بن فهد بن أحمد بن سلمان: محمد، ولا عقب له.
ومن ذرية محمد بن سلمان بن أحمد: سلمان لا عقب له، حمد من مواليد عام 1861 م، وصقر لا عقب له، وأحمد لا عقب له، وسلمان لا عقب له. ومن ذرية حمد بن محمد بن سلمان: محمد لا عقب له، ومحمد من مواليد 1810 م، وسلمان من مواليد عام 1884 م، وأحمد من مواليد عام 1886 م من عبد اللَّه، وخليفة، وعلي. ومن أحمد بن حمد بن محمد بن سلمان: صقر، وسلمان، ويوسف؛ ومن صقر بن أحمد بن حمد: سلمان، وأحمد، ويوسف؛ ومن سلمان بن صقر بن أحمد: صقر، ومحمد؛ ومن أحمد بن صقر بن أحمد: صقر بن أحمد؛ ومن سلمان بن أحمد بن حمد: أحمد، ومنه: صقر، وحمد، وعبد اللَّه، سلمان. ومن ذرية علي بن حمد بن محمد بن سلمان بن أحمد الفاتح: حمد، وسلمان، ومحمد، وعبد اللَّه؛ ومن حمد بن علي بن حمد: سلمان، وخالد، وأحمد، وفيصل، وفواز؛ ومن سلمان بن علي بن حمد: أحمد، وطلال؛ ومن محمد بن على بن حمد: خالد؛ ومن عبد اللَّه بن علي بن حمد: خليفة، وخالد.
ومن ذرية حمود بن سلمان بن أحمد الفاتح: سلمان من مواليد 1841 م، والمتوفي في 1870 م، وعبد اللَّه، وخليفة لا عقب لهما، صباح من مواليد 1842 م. ومن ذرية سلمان بن حمود بن سلمان: راشد من مواليد 1866 م، وصقر لا عقب له؛ ومن راشد بن سلمان بن حمود بن سلمان: خليفة من مواليد 1892 م، وأحمد؛ ومن خليفة بن راشد بن سلمان: عبد اللَّه بن خليفة، ومنه: خليفة، وأنوار؛ ومن أحمد بن راشد بن سلمان: سلمان، وجبر؛ ومن سلمان بن أحمد بن راشد: أحمد.
ومن ذرية صباح بن حمود بن سلمان: جابر من مواليد 1875 م، حمود من مواليد 1880 م، محمد من مواليد 1882 م؛ ومن ذرية جابر بن صباح: خليفة من مواليد 1903 م، وعبد العزيز؛ ومن عبد العزيز بن جابر: جابر، وراشد؛
ومن راشد بن عبد العزيز بن جابر: بدر. ومن ذرية حمود بن صباح بن حمود بن سلمان: سلمان من مواليد 1899 م، أحمد، ومبارك، وعبد اللَّه، ومحمد، وصباح، وجابر، وفيصل؛ ومن سلمان بن حمود بن صباح: حسن، وخليفة، ومحمد، وعبد الرحمن؛ ومن خليفة بن سلمان بن حمود: دعيج، أحمد، خالد؛ ومن محمد بن سلمان بن حمود: سلمان؛ ومن عبد الرحمن بن سلمان ابن حمود: سلمان، وعلي. ومن أحمد بن حمود بن صباح: سلمان، ومنه: محمد، وحمود. ومن مبارك بن حمود بن صباح: سعود، وعيسي؛ ومن سعود ابن مبارك: عبد العزيز، وخالد، وعبد اللَّه، ومحمد، وحمد. ومن عبد اللَّه بن حمود بن صباح: محمد، وعلي، وحمد، وعلي، ودعيج؛ ومن محمد بن عبد اللَّه: عبد اللَّه، وناصر، وسلمان؛ ومن حمد بن عبد اللَّه بن حمود: إبراهيم، وخليفة. ومن محمد بن حمود بن صباح: عبد اللَّه، وخليفة. ومن صباح بن حمود بن صباح: راشد، ومبارك؛ ومن راشد بن صباح: خالد، وعلي، وإبراهيم. ومن جابر بن حمود بن صباح: خليفة، وإبراهيم، وعلي، وحمود؛ ومن خليفة بن جابر: خالد، ووليد، وطلال؛ ومن إبراهيم بن جابر: نايف، ومشعل؛ ومن علي بن جابر: خالد؛ ومن حمود بن جابر: سلمان. ومن فيصل ابن حمود بن صباح: حمد، وحمود، وإبراهيم، وخليفة.
ومن ذرية عبد الوهاب بن سلمان بن أحمد: عبد العزيز من مواليد 1842 م، والمتوفي عام 1872 م، عبد الرحمن من مواليد 1844 م، والذي أصبح وزيرًا للشيخ عيسى بن علي، وقد ورد أنه يحمل الجنسية التركية، ويعيش في تاروت أو دارين، ودعيج، وحمود. ومن ذرية عبد العزيز بن عبد الوهاب بن سلمان: عبد العزيز، ومنه: أحمد بن عبد العزيز بن عبد الوهاب. ومن ذرية عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن سلمان: راشد من مواليد عام 1872 م، والمتوفي عام 1954 م، وخليفة من مواليد عام 1881 م، ودعيج من مواليد عام 1883 م، عبد الوهاب من مواليد 1892 م، وإبراهيم من مواليد 1892 م، وإبراهيم من مواليد 1893 م، وسلطان من مواليد 1896 م، وجابر من مواليد 1897 م، ومحمد من مواليد 1901 م، وصقر من مواليد 1903 م، وعبد اللَّه من مواليد 1904 م، وعطية اللَّه، رزق، وخلفان، وعبد الرزاق، وعمر؛ ومن راشد بن عبد الرحمن
ابن عبد الوهاب: محمد، ومنه عبد الرحمن، وراشد؛ ومن عبد الرحمن بن محمد: محمد، وهشام؛ ومن راشد بن محمد بن راشد: ناصر، وأحمد، ومازن؛ ومن خليفة بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب: راشد، ويوسف؛ ومن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب: أحمد، وعبد الرحمن؛ ومن أحمد بن إبراهيم: عبد اللَّه؛ ومن جابر بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب: عبد الرحمن، وعبد الوهاب، وعبد العزيز؛ ومن عبد الرحمن بن جابر: جابر؛ ومن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب: علي، ومنه: أحمد، والحسن؛ ومن صقر بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب: عبد الوهاب، وسيف، وعبد الرحمن؛ ومن عبد الوهاب بن صقر: عبد الرحمن، وراشد، وسلمان، وعلي، وخالد؛ ومن سيف بن صقر: خليفة؛ ومن عطية اللَّه بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب: صباح، وعبد العزيز، وأحمد، وسلمان، ومحمد؛ ومن صباح بن عطية اللَّه: عبد الرحمن، وسلمان، وراشد؛ ومن عبد العزيز بن عطية اللَّه: أحمد؛ ومن رزق ابن عبد الرحمن بن عبد الوهاب: حمد، وسلمان؛ ومن حمد بن رزق: خليفة، وعبد الرحمن، وخالد، ورزق؛ ومن خليفة بن حمد بن رزق: حمد؛ ومن سلمان بن رزق: محمد، وطارق؛ ومن خلفان بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب: أحمد، ومنه: محمد، وسعد؛ ومن عبد الرزاق بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب: عبد الرحمن بن عبد الرزاق، ومن ذريته: عبد اللَّه، وأحمد، وزكريا؛ ومن عمر ابن عبد الرحمن بن عبد الوهاب: عبد الرحمن.
الشيخ عبد اللَّه بن أحمد الفاتح هو الشيخ عبد اللَّه بن أحمد بن محمد بن خليفة بن محمد بن فيصل الذي تولى الحكم بعد أخيه الشيخ سلمان. شارك أخاه سلمان في الحكم لفترة من الزمن قبل عام 1825 م، وكان يساعده ابن أخيه الشيخ خليفة من عام 1825 م وحتى 1834 م، ثم شاركه ابن أخيه محمد بن سلمان في الحكم من عام 1834 م وحتى عام 1842 م، وفي هذا العام، نفي ابن أخيه محمد والذي عاد في عام 1843 م ليأخذ الحكم منه. انتهت هذه الفتن بوفاة الشيخ عبد اللَّه رحمه الله عام 1849 م، وأغلب ذريته في الأحساء ودولة قطر.
ومن ذرية الشيخ عبد اللَّه بن أحمد الفاتح: حمد، وراشد لا عقب له، ومبارك وكان حاكمًا للدمام في عهد والده، وكان ذلك من عام 1812 م، وحتى
سقوطه عام 1844 م، وناصر من الذين دافعوا عن الرفاع عام 1883 م، وتوفي رحمه الله في الأحساء عام 1847 م، وحسن المتوفي عام 1865 م، وأحمد الذي كان زواجه سببًا في الحرب الأهلية التي وقعت في البحرين عام 1842 م، توفي رحمه الله في الأحساء عام 1870 م، ومحمد الذي قبض عليه القائد الوهابي في القطيف عام 1843 م بسبب الخلافات العائلية على الحكم في البحرين، وفي عام 1852 م عاد ليعيش مع الوهابيين في الدمام، ومن ثم ليغزو البحرين معهم في عام 1859 م، ومن ثم نفي من الدمام عام 1861 م، كما تولى مسئولية حكم البحرين في عام 1869 م، وكانت فترة قد خلا فيها كرسي الحكم من الحاكم؛ وفي نفس العام استسلم للقوة البريطانية ونفي للهند، وكانت وفاته رحمه الله عام 1877 م، وعلي لا عقب له، وحمد وهو غير حمد الأول، توفي في الأحساء عام 1896 م، وراشد، وخليفة ولا عقب لهما.
ومن ذرية حمد بن عبد اللَّه بن أحمد: خليفة، وعيسى ولا عقب لهذا؛ ومن ذرية خليفة بن حمد: إبراهيم الذي عاش في البحرين، وهو من مواليد 1860، وحمد؛ ومن ذرية حمد بن خليفة بن حمد: عبد اللَّه من مواليد 1884 م، وعاش في البحرين، وخليفة عاش في الكويت.
ومن ذرية مبارك بن عبد اللَّه بن أحمد: محمد، قتل في الحرب الأهلية في البحرين عام 1842 م، دفاعًا عن جده عبد اللَّه، وناصر من مواليد عام 1848 م، ومحمد الثاني، توفي في قطر عام 1870 م، ولا عقب له. أما الشيخ ناصر بن مبارك وأمه بنت شيخ مشايخ المخضبة من بني هاجر من شُريْف من قحطان، فقد غادر البحرين إلى الأحساء عام 1869 م، وتزوج من ابنة شيخ قطر في الدوحة، وتزوجت ابنته من الشيخ أحمد بن علي أخ الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، واستوطن رحمه الله دولة قطر، وهو جد آل عبد اللَّه المعروفين اليوم. ومن ذريته: محمد من مواليد عام 1881، وأمه بنت الشيخ قاسم آل ثاني المعضادي الوهبي التميمي شيخ قطر آنذاك، ومبارك من مواليد عام 1884 م.
ومن ذرية الشيخ محمد بن ناصر بن مبارك بن عبد اللَّه: عبد اللَّه، سالم، عبد العزيز، ناصر؛ ومن عبد اللَّه بن محمد بن ناصر: الشيخ حمد بن عبد اللَّه،
أمير مركز عين دار القديمة، وهو أخو الشيخ عبد اللَّه بن بعيث الحمراني الهاجري الشريفي، أمير مركز عين دار الجديدة، من الرضاعة، وأخوته: مبارك، وناصر، ومحمد، وراشد؛ فمن حمد بن عبد اللَّه: محمد، ناصر، وعبد اللَّه، ومبارك، وعيسي، وراشد، وخليفة؛ ومن محمد بن حمد بن عبد اللَّه: عبد اللَّه، ومبارك، وناصر، وعيسى؛ ومن ناصر بن حمد بن عبد اللَّه: عبد اللَّه، ومحمد؛ ومن عبد اللَّه بن حمد بن عبد اللَّه: محمد، ومن مبارك بن عبد اللَّه بن محمد بن ناصر: عبد اللَّه، وحمد، وناصر، ومحمد، وفهد، وعبد العزيز. ومن ناصر بن عبد اللَّه بن محمد بن ناصر: حمد، ومحمد، وعبد اللَّه، ومبارك؛ ومن حمد بن ناصر بن عبد اللَّه: عبد اللَّه؛ ومن محمد بن ناصر بن عبد اللَّه: سلطان. ومن محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن ناصر: عبد اللَّه، وتركي. ومن راشد بن عبد اللَّه ابن محمد بن ناصر: عبد اللَّه، وعيسى. ومن ذرية سالم بن محمد بن ناصر بن مبارك: ناصر، وراشد، ومحمد، ومبارك، وسعود، وعبد اللَّه، المقدم في الجيش القطري، وهو من أهل الكرم، وصديق لنا حميم، وحمد، وخليفة؛ ومن ناصر ابن سالم بن محمد: محمد، وحمد، وعبد اللَّه، ومشعل، ومبارك؛ ومن حمد ابن ناصر: محمد؛ ومن راشد بن سالم بن محمد: ناصر، وعبد اللَّه؛ ومن محمد بن سالم محمد: عبد اللَّه، وحمد، ومبارك، وسالم، وراشد، وسعود، وناصر؛ ومن عبد اللَّه بن محمد بن سالم: جاسم؛ ومن سعود بن سالم بن محمد: عبد الرحمن؛ ومن عبد اللَّه بن سالم بن محمد: فهد، وعبد العزيز؛ ومن حمد بن سالم بن محمد: سالم. ومن ذرية عبد العزيز بن محمد بن ناصر ابن مبارك: محمد، ومبارك، وناصر، وعبد اللَّه، وخالد، وفهد، وراشد. ومن ذرية ناصر بن محمد بن مبارك: محمد، ومبارك، وحمد، وعبد اللَّه، وراشد، وفهد؛ ومن حمد بن ناصر بن محمد: عبد العزيز، وخليفة، ونواف، ومحمد، وعبد الرحمن.
ومن ذرية الشيخ مبارك بن ناصر بن مبارك بن عبد اللَّه: محمد، وراشد، وحمد، من أهل العلم، وله معرفة ودراية في علم النسب، وناصر، وصباح، وأحمد، وعبد اللَّه، وعلي، ومن ذرية محمد بن مبارك بن ناصر: حمد، وناصر، وعبد اللَّه، ومبارك؛ ومن ناصر بن محمد بن مبارك: محمد، وحمد،
وعبد الرحمن؛ ومن عبد اللَّه بن محمد بن مبارك: محمد. ومن راشد بن مبارك ابن ناصر: محمد، وعبد اللَّه، وناصر، وجاسم، ومبارك؛ ومن محمد بن راشد ابن مبارك: راشد، وعبد اللَّه، وعبد العزيز، وقاسم، وخالد، وناصر؛ ومن عبد اللَّه بن راشد بن مبارك: فهد، وأحمد، وسعود؛ من ناصر بن راشد بن مبارك: راشد، وعبد اللَّه. ومن حمد بن مبارك بن ناصر: محمد، وناصر؛ ومن محمد بن حمد بن مبارك: خالد، وعبد اللَّه، وحمد. ومن ناصر بن مبارك بن ناصر: محمد، وحمد، وعبد اللَّه، وراشد، وأحمد، وخليفة، وفهد، وحسن، ومبارك، وجاسم، وعلي، وعبد العزيز، وخالد؛ ومن حمد بن ناصر بن مبارك: عبد اللَّه، وراشد، ومحمد؛ ومن راشد بن ناصر بن مبارك: طلال. ومن صباح ابن مبارك بن ناصر: ناصر، وأحمد، ومبارك؛ ومن ناصر بن صباح بن مبارك. ومن عبد اللَّه بن مبارك بن ناصر: مبارك، ومحمد، وأحمد.
ومن ذرية ناصر بن عبد اللَّه بن أحمد الفاتح: علي الذي نفي للهند عام 1869 م، ثم أطلق سراحه وعاد للبحرين ومات فيها عام 1882 م، وحمد ولا عقب له. ومن ذرية علي بن ناصر بن عبد اللَّه: مبارك بن علي من مواليد عام 1860 م، ومن ذريته: خليفة من مواليد 1884 م، ومحمد من مواليد 1891 م، وعبد اللَّه، وراشد؛ ومن خليفة بن مبارك بن علي: حمد، ومبارك، وخليفة، وعبد اللَّه، ومحمد؛ ومن محمد بن مبارك بن علي: خليفة، ومبارك؛ ومن خليفة بن محمد بن مبارك: راشد، وعبد اللَّه.
ومن ذرية حسن بن عبد اللَّه بن أحمد الفاتح: راشد المتوفي في البحرين عام 1855 م، وداود من مواليد عام 1861 م وعاش في البحرين، وعبد العزيز من مواليد عام 1863 م، وعاش في البحرين أيضًا. ومن ذرية راشد بن حسن: حسن، من مواليد 1876 م، وعبد اللَّه من مواليد 1882 م، وعبد الوهاب من مواليد 1883 م، وجميعهم عاشوا في البحرين؛ ومن ذرية عبد الوهاب بن راشد ابن حسن: محمد، ومنه: عبد اللَّه بن محمد بن عبد الوهاب.
ومن ذرية أحمد بن عبد اللَّه بن أحمد الفاتح: سلمان المتوفي في الأحساء عام 1893 م، وإبراهيم المتوفي في البحرين عام 1868 م. ومن ذرية سلمان بن أحمد: أحمد من مواليد 1870 م، وأمه بنت شيخ آل محمد من بني هاجر من
شُريف من قحطان، وهو أحد الفرسان المعروفين، وإبراهيم من مواليد 1877 م، وعبد اللَّه من مواليد 1877 م. ومن ذرية الشيخ أحمد بن سلمان بن أحمد: محمد من مواليد 1891 م، وسلمان من مواليد 1907 م تقريبًا، وعبد اللَّه؛ ومن ذرية سلمان بن أحمد بن سلمان: حمود، وأحمد، ومحمد، وعبد اللَّه، وخليفة؛ ومن ذرية عبد اللَّه بن أحمد بن سلمان: محمد، وأحمد، وخالد، وحمد.
ومن ذرية محمد بن عبد اللَّه بن أحمد الفاتح: خليفة المتوفي في البحرين عام 1865 م، وعبد اللَّه الذي قتل مدافعا في الرفاع عام 1869 م. منهم في عُمان محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن حمد بن عبد اللَّه بن أحمد الفاتح، وابن عمه سالم بن عبد الحميد بن محمد بن حمد بن عبد اللَّه بن أحمد الفاتح.
ومن ذرية حمد الثاني ابن عبد اللَّه بن أحمد الفاتح: عبد اللَّه من مواليد عام 1872 م، علي من مواليد 1880 م، محمد من مواليد عام 1883 م، وجميعهم يعيشون في قطر. ومن ذرية عبد اللَّه بن حمد الثاني: أحمد من مواليد 1897 م، وراشد من مواليد 1903 م، وناصر، ومبارك، ومن ذرية علي بن حمد الثاني: راشد، وحمد، وعبد اللَّه، وخالد؛ ومن راشد بن علي بن حمد: حمد؛ ومن حمد بن علي بن حمد: علي، وعبد اللَّه، ومحمد، وخالد. ومن ذرية محمد بن حمد الثاني: مبارك، ومنه: محمد بن حمد بن عبد اللَّه بن أحمد الفاتح.
الأسرة الحاكمة في البحرين: من ذرية الشيخ خليفة بن سلمان بن أحمد الفاتح بن محمد بن خليفة بن محمد بن فيصل الجُميلي التغلبي الوائلي، ولم يحكم من غير آل سلمان غير الشيخ عبد اللَّه بن أحمد الفاتح، أخو الشيخ سلمان، وابن أخيه الشيخ محمد بن عبد اللَّه بن أحمد الفاتح الذي لم يدم حكمه طويلًا، فقد تولي الإمارة عام 1286 هـ، الموافق 1869 م بعد عزل الشيخ محمد ابن خليفة وأسره، وكانت فترة حكم الشيخ محمد بن عبد اللَّه قصيرة حيث تم إطلاق سراح الشيخ محمد بن خليفة ومبايعة الشيخ عيسى بن علي بن خليفة بن سلمان بن أحمد الخليفة حاكما على البحرين وكان يومئذ شابًا لم يتجاوز عمره 21 عامًا.
الشيخ محمد بن خليفة هو الشيخ محمد بن خليفة بن سلمان بن أحمد بن محمد بن خليفة بن محمد بن فيصل، من مواليد عام 1813 م، والذي اشترك مع عمه الكبير الشيخ عبد اللَّه بن أحمد بن محمد في مشيخة البحرين من عام 1834 م، ثم اختلف معه ونفي من البحرين عام 1842 م. تولى الحكم عام 1843 م بعد أن هزم عمه الشيخ عبد اللَّه بن أحمد. كان الشيخ محمد من أهل الشجاعة والبأس وله في أهل العلم والدين محبة. وفي عام 1868 م، عزل الشيخ عن دفة الحكم بواسطة البريطانيين، ليتولى الشيخ علي بن خليفة الحكم، ونفي للهند عام 1869 م ومكث فيها حتى عام 1877 م، ثم إلى عدن حتى عام 1887 م، ليطلق سراحه بشرط إقامته في الحجاز، وفيها توفي بمكة المكرمة عام 1890 م.
ومن ذرية الشيخ محمد بن خليفة بن سلمان: خليفة من مواليد 1833 م، والمتوفي في عام 1893 م، أحمد لا عقب له، وعلي من مواليد عام 1852 م، وجابر من مواليد 1855 م، وحمد من مواليد 1860 م، وعبد اللَّه لا عقب له، وعبد اللَّه من مواليد 1861 م والمتوفي عام 1893 م، وراشد من مواليد عام 1861 م، وصقر من مواليد 1862 م، وسلطان لا عقب له، وفارس من مواليد 1863 وسلمان لا عقب له، وعبد العزيز من مواليد عام 1864 م، وإبراهيم من عام مواليد 1865، وعبد الرحمن راشد علي سلمان أحمد إبراهيم عبد اللَّه حسن راشد ولا عقب لهؤلاء.
ومن ذرية خليفة بن محمد بن خليفة بن سلمان: راشد من مواليد 1856 م، وعلى من مواليد 1861 م، وأحمد من مواليد 1870 م والمتوفي في عام 1903 م، وسلمان لا عقب له، ودعيج من مواليد 1880 م، وعبد اللَّه من مواليد 1885 م، وفارس من مواليد 1887 م. ومن ذرية علي بن خليفة بن محمد بن خليفة: محمد، ومنه: عبد اللَّه، وسلمان، وإبراهيم، وراشد، وعلي، وأحمد، وخالد؛ ومن عبد اللَّه بن محمد بن علي: علي، وخليفة، ومبارك، وحمد، ويوسف، وفواز؛ ومن سلمان بن محمد بن علي: حمد، وخليفة، ونواف، ومحمد؛ ومن إبراهيم بن محمد بن علي: سلمان؛ ومن راشد بن محمد بن علي: محمد. ومن ذرية أحمد بن خليفة بن محمد بن خليفة بن سلمان: خليفة
من مواليد 1903 م. ومن دعيج بن خليفة بن محمد بن خليفة: سلمان، وخليفة؛ ومن خليفة بن دعيج: دعيج، ومحمد، وخالد؛ ومن دعيج بن خليفة ابن دعيج: تركي، ومحمد. ومن فارس بن خليفة بن محمد بن خليفة: خليفة، وعبد الرحمن؛ ومن خليفة بن فارس: عبد اللَّه، ومنه: خليفة، وفيصل، وحسن؛ ومن عبد الرحمن بن فارس: فراس.
ومن ذرية علي بن محمد بن خليفة بن سلمان: عبد اللَّه أحمد حسن محمد. ومن أحمد بن علي بن محمد: عبد اللَّه؛ ومن حسن بن علي بن محمد: عبد العزيز، وخليفة، وأحمد، ومحمد؛ ومن عبد العزيز بن حسن بن علي: أحمد؛ ومن محمد بن حسن بن علي: حسن، وعبد العزيز. ومن محمد ابن علي بن محمد بن خليفة: عبد اللَّه، وأحمد، وعلي، وإبراهيم؛ ومن أحمد ابن محمد بن علي: محمد، وسلمان، وعلي؛ ومن محمد بن أحمد بن محمد: أحمد، وإبراهيم، ومشعل؛ ومن علي بن محمد بن علي بن محمد: محمد، خالد، وخليفة؛ ومن إبراهيم بن محمد بن علي: عبد الرحمن، ومحمد، وعيسي، وعبد اللَّه، وحمد، وراشد؛ ومن عبد الرحمن بن إبراهيم: فيصل، ونواف.
ومن ذرية حمد بن محمد بن خليفة بن سلمان: خليفة من مواليد 1885 م، سلمان من مواليد 1904 م، وعبد اللَّه، وجابر. ومن ذرية خليفة بن حمد بن محمد ابن خليفة: محمد من مواليد 1902 م، وسلمان، وعلي؛ ومن محمد بن خليفة بن حمد: أحمد، وعبد اللَّه، ومن أحمد بن محمد بن خليفة بن حمد: عبد اللَّه، وخليفة، وخالد؛ ومن عبد اللَّه بن أحمد بن محمد: محمد؛ ومن عبد اللَّه بن محمد بن خليفة بن حمد: خليفة، وأسامة، وأحمد. ومن سلمان بن خليفة بن حمد بن محمد بن خليفة: خليفة، وراشد، ومحمد. ومن علي بن خليفة بن حمد ابن محمد: خليفة، وخالد، ومحمد. ومن عبد اللَّه بن حمد بن محمد بن خليفة: خليفة، وحمد، وعلي، ومحمد، وأحمد. ومن جابر بن حمد بن محمد بن خليفة: دعيج، وتركي، ومحمد، وعبد العزيز، ومشعل، وعبد اللَّه.
ومن ذرية عبد اللَّه بن محمد بن خليفة بن سلمان: أحمد من مواليد 1881 م، وسلمان من موالي 1887 م، وعبد اللَّه من مواليد 1896 م، ويوسف
من مواليد 1898 م. ومن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن محمد بن خليفة: سلمان، ومحمد.
ومن ذرية راشد بن محمد بن خليفة بن سلمان: محمد ولا عقب له. ومن ذرية صقر بن محمد بن خليفة بن سلمان: محمد. ومن محمد بن صقر بن محمد: صقر، وخليفة، وعبد الرحمن. ومن صقرل بن محمد بن صقر: عبد الرحمن. ومن ذرية فارس بن محمد بن خليفة: عبد اللطيف من مواليد 1887 م، ومحمد من مواليد 1890 م، وصقر من مواليد 1902 م.
ومن ذرية عبد العزيز بن محمد بن خليفة بن سلمان: محمد أحمد. ومن محمد بن عبد العزيز بن محمد عبد العزيز، وعلي؛ ومن عبد العزيز بن محمد ابن عبد العزيز: خليفة، ومحمد، وجابر، وإبراهيم. ومن علي بن محمد بن عبد العزيز: عبد اللَّه، ومحمد، وحمد.
ومن ذرية إبراهيم بن محمد بن خليفة بن سلمان: ناصر من مواليد 1885 م، وسلمان من مواليد 1892 م، ومحمد من مواليد 1898 م، وعبد اللَّه من مواليد 1898 م، وأحمد من مواليد 1901 م. ومن ناصر بن إبراهيم بن محمد: ماجد، ومنه: ناصر، ومنذر، ونزار. ومن سلمان بن إبراهيم بن محمد: يوسف، ومنه: محمد، وسلمان، وخليفة، وإبراهيم؛ ومن محمد بن يوسف بن سلمان: علي، وعبد اللَّه، وخالد. ومن محمد بن إبراهيم بن محمد: سلمان، وخليفة. ومن عبد اللَّه بن إبراهيم بن محمد: إبراهيم، وعبد الرحمن، وأحمد، وجابر، وعلي؛ ومن إبراهيم بن عبد اللَّه: محمد؛ ومن أحمد بن عبد اللَّه: سلمان، ومحمد، وراشد. ومن أحمد بن إبراهيم بن محمد: راشد.
الشيخ علي بن خليفة أخو الشيخ محمد بن خليفة بن سلمان بن أحمد الخليفة، والذي اشترك مع أخيه محمد في الحكم قبل عام 1868 م، ثم تولى المشيخة في هذا العام، كان رحمه الله من الفرسان وله باع كبير في فن القيادة والحرب، ولم تدم فترة حكمه أكثر من عام وفي إحدى المعارك البحرية يقتل الشيخ علي بن خليفة لتعود الإمارة إلى أخيه محمد بن خليفة الحاكم السابق، ولكن لم تدم إمارته طويلًا، ليتولى الإمارة الشيخ محمد بن عبد اللَّه بن أحمد الخليفة.
ومن ذرية الشيخ علي بن خليفة بن سلمان: عيسى من مواليد 1848 م، والذي خلف والده في مشيخة البحرين عام 1869 م، وكان يشاركه أخوه أحمد الذي يصغره بعامين في المشيخة حتى 1888 م، حسن، وراشد، وصقر، وعبد اللَّه، وداود ولا عقب لهؤلاء، وأحمد الذي شارك أخاه عيسى في حكم البحرين والمتوفي عام 1888 م، وعبد اللَّه إبراهيم ولا عقب لهما؛ وخالد، وجبر، ويوسف، وناصر، ومنصور ولا عقب لهم.
ومن ذرية الشيخ أحمد بن علي بن خليفة بن سلمان: علي لا عقب له، علي من مواليد 1871 م، والذي نفي للهند عام 1905 م، بسبب الخلافات التي وقعت مع أخيه الشيخ عيسى بن علي، وإبراهيم، وسلمان لا عقب لهما، ومحمد من مواليد عام 1873 م، وراشد لا عقب له، وخليفة من مواليد عام 1873 م، وعبد اللَّه لا عقب له، وأحمد من مواليد 1888 م، ويوسف، وعبد الرحمن، وعبيد ولا عقب لهم.
ومن ذرية علي بن أحمد بن على بن خليفة: أحمد من مواليد عام 1902 م، ومحمد، وإبراهيم؛ ومن أحمد بن علي بن أحمد بن علي: سلمان، ويوسف، وعيسي، وحمد، وسالم، وعلي، ومحمد؛ ومن سلمان بن أحمد بن علي: خليفة، وراشد، وخالد؛ ومن خليفة بن سلمان بن أحمد: عبد اللَّه، وفهد. وأحمد؛ ومن راشد بن سلمان بن أحمد: محمد. ومن ذرية محمد بن أحمد بن علي بن خليفة: أحمد من مواليد 1899 م، ومبارك من مواليد 1909 م. ومن ذرية خليفة بن أحمد بن علي: علي من مواليد عام 1901 م، ومحمد من مواليد 1902 م؛ ومن علي بن خليفة بن أحمد: عيسى، ومنه: راشد، وحمد؛ ومن محمد بن خليفة بن أحمد: خليفة، وأحمد؛ ومن خليفة بن محمد بن خليفة: محمد، وعلي؛ ومن أحمد بن محمد بن خليفة: خليفة، وعبد اللَّه، وخالد؛ ومن خليفة بن أحمد بن محمد بن خليفة: علي. ومن أحمد بن أحمد بن علي بن خليفة بن سلمان: محمد، وعبد اللَّه، وسلطان. وعلي، ومحمد، ويوسف، وعبد اللَّه، وحليفة؛ ومن سلطان بن أحمد بن أحمد: خليفة، ومنه: أحمد بن خليفة.
ومن ذرية خالد بن علي بن خليفة بن سلمان: إبراهيم من مواليد 1873 م، سلمان من مواليد 1893 م؛ ومن إبراهيم بن خالد بن علي: عبد اللَّه من مواليد 1894 م، وراشد من مواليد 1901 م، خليفة، وسلمان، وحسن، ومحمد؛ ومن عبد اللَّه بن إبراهيم بن خالد: حمد، ومنه: إبراهيم، وعبد اللَّه، ومحمد، وخليفة، وخالد؛ ومن إبراهيم بن حمد بن عبد اللَّه: خالد، وسلمان؛ ومن سلمان بن إبراهيم بن خالد: إبراهيم؛ ومن حسن بن إبراهيم بن خالد: خالد، وإبراهيم، وخليفة، ومحمد؛ ومن خالد بن حسن: خليفة، وناهض، ووليد؛ ومن محمد بن إبراهيم بن خالد: خالد، وعبد اللَّه؛ ومن خالد بن محمد بن إبراهيم: عبد اللَّه، وإبراهيم، وسلمان؛ ومن عبد اللَّه بن محمد بن إبراهيم: خليفة، وحمد. ومن ذرية سلمان بن خالد بن علي بن خليفة: خالد، وعبد اللَّه، وأحمد، ومحمد، وحمد، وعيسي، وإبراهيم، وخليفة، وراشد؛ ومن خالد بن سلمان: سلمان؛ ومن أحمد بن سلمان: خليفة، وخالد، وعبد العزيز؛ ومن خليفة بن أحمد بن سلمان: علي، ومحمد؛ ومن خالد بن أحمد بن سلمان: ناصر، وسلمان. ومن عبد اللَّه بن خالد بن علي بن خليفة: خالد، ومحمد وإبراهيم، وعلي، ومبارك؛ ومن خالد بن عبد اللَّه: خليفة، وسلمان، وعبد اللَّه، وعيسى؛ ومن محمد بن عبد اللَّه بن خالد: سلمان، وعلي.
ومن ذرية جبر بن علي بن خليفة بن سلمان: راشد من مواليد 1889 م، محمد من مواليد 1898 م، وناصر، وعلي؛ ومن راشد بن جبر: علي؛ ومن علي ابن جبر: عبد اللَّه، وجبر؛ ومن جبر بن علي بن جبر بن علي: ناصر. ومن ذرية يوسف بن علي بن خليفة بن سلمان: يوسف من مواليد 1892 م ولا عقب له. ومن ناصر بن علي بن خليفة بن سلمان: حمد ولا عقب له. ومن ذرية منصور بن علي بن خليفة بن سلمان: محمد ولا عقب له.
الشيخ عيسى بن علي الخليفة هو الشيخ عيسى بن علي بن خليفة بن سلمان ابن أحمد بن محمد بن خليفة بن محمد بن فيصل التغلبي، من مواليد عام 1265 هـ، الموافق 1848 م، وتولى الإمارة عام 1286 هـ الموافق 1869 م، وكان فطنًا كريمًا حيث قام بتقريب القبائل منه وقيامه بصلة رحمه وتكريمه لرعاياه مما نتج عنه عهد سلم واستقرار لتتقدم البحرين شوطًا كبيرًا في مجال الاقتصاد والتجارة
بفضل استباب السلم والاستقرار الذي عاشته إمارة البحرين آنذاك. وفي عهده تم توقيع إتفاقية الثاني والعشرين من ديسمبر عام 1880 م، ثم اتفاقية أخرى في مارس عام 1892 م، مع بريطانيا وذلك للأغراض الدفاعية. كما تأسست في عهده دائرة البلدية في المنامة حيث ترأسها نجله الشيخ عبد اللَّه بن عيسى عام 1328 هـ، الموافق 1911 م وبعد عام تولاها ولي العهد الشيخ حمد بن عيسى. وفي عام 1920 م قامت الحكومة البريطانية بافتتاح فرع الأول بنك في الخليج وهو البنك الشرقي. دام حكم الشيخ عيسى بن علي 45 عامًا ليتنازل بعدها لأكبر أبنائه وهو الشيخ حمد بن عيسى في مايو 1923 م. توفي الشيخ عيسى بن علي في فترة حكم ولده الشيخ حمد عام 1351 هـ الموافق 1932 م.
ومن ذرية الشيخ عيسى بن علي: سلمان من مواليد 1871 م، والذي عينه والده خليفة له حوالي عام 1890 م، توفي رحمه الله بالقرب من الرياض عند عودته من مكة المكرمة عام 1893 م، وحمد من مواليد 1874 م، والذي عينته الحكومة البريطانية في الهند خلفًا لوالده عام 1901 م، وراشد توفي بالمرض عام 1902 م ولا عقب له، ومحمد من مواليد 1877 م، وعبد اللَّه من مواليد 1880 م.
ومن ذرية سلمان بن عيسى بن علي بن خليفة: خليفة من مواليد 1893 م. ومن خليفة بن سلمان: عبد اللَّه، سلمان، وراشد، وعيسي، ومحمد؛ ومن عبد اللَّه بن خليفة بن سلمان: محمد، وخليفة، ومبارك؛ ومن راشد بن خليفة بن سلمان: علي، ومنه: عيسى، وخليفة، ومحمد؛ ومن عيسى بن خليفة بن سلمان: سلمان، وخليفة، وأحمد، وحسام؛ ومن حسام بن عيسى: دعيج؛ ومن محمد بن خليفة بن سلمان: علي، وخليفة.
ومن ذرية محمد بن عيسى بن علي بن خليفة: علي من مواليد 1899 م، وأحمد من مواليد 1899 م، وراشد من مواليد 1904 م، وحمد، وعيسي، وعبد العزيز، وإبراهيم، وخليفة؛ ومن ذرية علي بن محمد بن عيسى: حسن، وخالد، وسلمان؛ ومن حسن بن علي بن محمد: خليفة، وراشد؛ ومن راشد بن حسن بن علي: سلمان، وحسن، ومن ذرية أحمد بن محمد بن عيسى: عبد اللَّه، وعيسي، وحمد، وسلمان؛ ومن عبد اللَّه بن أحمد بن محمد: راشد، ومنه:
عبد اللَّه، وحمد؛ ومن عيسى بن أحمد بن محمد: محمد، وأحمد؛ ومن حمد ابن أحمد بن محمد: خالد، وأحمد؛ ومن سلمان بن أحمد بن محمد: خليفة، ودعيج، وخالد، وعبد اللَّه، وعبد الرحمن، وعبد العزيز، وحمود؛ ومن خليفة ابن سلمان بن أحمد بن محمد: محمد. ومن ذرية راشد بن محمد بن عيسى: عبد العزيز. ومن ذرية حمد بن محمد بن عيسى: راشد، وخالد. ومن ذرية إبراهيم بن محمد بن عيسى: خليفة، وراشد، ومحمد، وحمد، وعلي، وعيسي؛ ومن راشد بن إبراهيم: محمد؛ ومن حمد بن إبراهيم: إبراهيم؛ ومن عيسى بن إبراهيم: أحمد، وسلمان، وحمد. ومن ذرية خليفة بن محمد بن عيسى: دعيج، وعلي، وراشد، وعبد اللَّه، وخالد؛ ومن دعيج بن خليفة بن محمد: سلمان، وخليفة؛ ومن علي بن خليفة بن محمد: جابر، وخليفة.
ومن ذرية عبد اللَّه بن عيسى بن علي بن خليفة: محمد من مواليد 1900 م، وراشد من مواليد 1904 م، وحمد، وعلي. ومن ذرية محمد بن عبد اللَّه بن عيسى: عبد الرحمن، وخالد، وعبد العزيز، وإبراهيم، وعيسي، وسلمان، وخليفة؛ ومن عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللَّه: علي، وراشد، وناصر، ومحمد؛ ومن راشد بن عبد الرحمن: محمد؛ ومن خالد بن محمد بن عبد اللَّه: محمد، وسلمان، وعبد اللَّه؛ ومن محمد بن خالد بن محمد: خالد؛ ومن عبد العزيز بن محمد بن عبد اللَّه: هشام: ومن عيسى بن محمد بن عبد اللَّه: سلمان، وعبد اللَّه، ومحمد؛ ومن خليفة بن محمد بن عبد اللَّه: حمود، ومحمد، ومتعب، ودعيج، وعلي؛ ومن محمد بن خليفة بن محمد: خالد، وهشام، وحسن؛ ومن دعيج بن خليفة بن محمد خالد، وهشام، وحسن؛ ومن دعيج بن خليفة بن محمد: سلمان. ومن ذرية راشد بن عبد اللَّه ابن عيسى: أحمد، وعيسي، ومحمد، ومبارك، وعبد الرحمن، وحسن، وخالد، وخليفة، وعلي، وعادل، وحمد؛ ومن أحمد بن راشد بن عبد اللَّه: خليفة، وفهد، وخالد؛ ومن عيسى بن راشد بن عبد اللَّه: سلمان، وعبد اللَّه: ومن محمد بن راشد بن عبد اللَّه: علي، وعبد اللَّه؛ ومن مبارك بن راشد بن عبد اللَّه: محمد؛ ومن عبد الرحمن بن راشد بن عبد اللَّه: واشد. ومن ذرية حمد ابن عبد اللَّه بن عيسى: خليفة، ومحمد، وصباح، وخالد، ودعيج؛ ومن خليفة
ابن حمد بن عبد اللَّه: حمد؛ ومن محمد بن حمد بن عبد اللَّه: أحمد. ومن ذرية علي بن عبد اللَّه بن عيسى: عيسى، وأحمد؛ ومن عيسى بن علي بن عبد اللَّه: علي.
الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة من مواليد المحرَّق عام 1291 هـ الموافق 1874 م، والذي تولى الحكم بعد عزل والده من قبل البريطانيين عام 1923 م وفي عهده تمت بعض الإصلاحات الإدارية منها إنشاء دائرة الطابو في عام 1927 م وذلك للتوثيق العقاري. توفي رحمه الله عام 1361 هـ الموافق 1942 م.
ومن ذرية الشيخ حمد بن عيسى بن علي بن خليفة: سلمان من مواليد 1895 م، وعلي من مواليد 1898 م، وراشد من مواليد 1902 م، ودعيج، وعبد اللَّه، ومحمد، وخليفة، وإبراهيم، وأحمد، ومبارك. ومن ذرية علي بن حمد بن عيسى: عيسى، وحمد؛ ومن عيسى بن علي بن حمد: سلمان، وحمد؛ ومن دعيج بن حمد بن عيسى: سلمان، وحمد، ومحمد، وعيسى، وصباح؛ ومن سلمان بن دعيج: دعيج، وبدر؛ ومن محمد بن دعيج: دعيج، ومبارك، ومن صباح بن دعيج: دعيج. ومن ذرية عبد اللَّه بن حمد بن عيسى: علي، وخالد، وحمد، ومحمد، وعيسى، وسلمان، وراشد، وخليفة، وعبد الرحمن؛ ومن علي بن عبد اللَّه بن حمد: عيسى؛ ومن محمد بن عبد اللَّه بن حمد: خليفة، وجابر، وخالد، وراشد، وحمد؛ ومن خالد بن محمد: إبراهيم، وعبد اللَّه؛ ومن راشد بن محمد: سلمان، وفهد؛ ومن عيسى بن عبد اللَّه بن حمد: نواف، وراشد، وحمد، وعبد اللَّه؛ ومن سلمان بن عبد اللَّه بن حمد: محمد، وفهد، وخالد؛ ومن راشد بن عبد اللَّه بن حمد: عبد اللَّه؛ ومن خليفة ابن عبد اللَّه بن حمد: محمد، وعبد اللَّه، وبدر؛ ومن عبد الرحمن بن عبد اللَّه ابن حمد: عبد اللَّه. ومن ذرية خليفة بن حمد بن عيسى: محمد، وسلمان، وحمد، وراشد، وخالد، وعيسى، وعبد اللَّه؛ ومن محمد بن خليفة: فواز، وطلال؛ ومن سلمان بن خليفة: حمد، ومحمد. ومن ذرية إبراهيم بن حمد بن عيسى: خليفة، وعبد الرحمن، وحمد، وحمود، وعيسى؛ ومن خليفة بن
إبراهيم: سلمان، وعلي؛ ومن عبد الرحمن بن إبراهيم: حمد، وعبد العزيز، وراشد. ومن ذرية مبارك بن حمد بن عيسى: محمد، وخليفة، وعبد العزيز، وراشد، وعيسى، وناصر، وعبد الرحمن، وحمد، وسلمان؛ ومن محمد بن مبارك: طارق؛ ومن خليفة بن مبارك: حمد؛ ومن سلمان بن مبارك: دعيج.
الشيخ سلمان بن حمد بن عيسى الخليفة من مواليد عام 1312 هـ، الموافق 1894 م، والذي تولى الحكم من بعد والده الشيخ حمد بن عيسى؛ وفي عهده ازدهرت البحرين، وشيدت المدارس والمستشفيات والأندية، كما اهتم رحمه الله بالشعر الملحون وأمور المعرفة الأخرى. توفي الشيخ سلمان بن حمد عام 1381 هـ الموافق 1961 م.
ومن ذرية الشيخ سلمان بن حمد بن عيسى الخليفة: عيسى أمير البحرين، ومحمد، وخليفة؛ فمن ذرية الشيخ عيسى بن سلمان: حمد ولي العهد، وراشد، ومحمد، وعبد اللَّه، وعلي؛ ومن ذرية الشيخ حمد بن عيسى: خليفة، وعبد اللَّه، وسلمان؛ ومن ذرية الشيخ راشد بن عيسى: تركي، ومحمد، وفيصل. ومن ذرية الشيخ محمد بن سلمان، وخليفة، وخالد، وحمد، وأحمد؛ ومن ذرية الشيخ خليفة بن سلمان: علي، ومحمد.
الشيخ عيسى بن سلمان هو الأمير عيسى بن سلمان بن حمد بن عيسى بن علي بن خليفة بن سلمان بن أحمد بن محمد بن خليفة بن محمد بن فيصل التغلبي الوائلي، الأمير السابق لدولة البحرين والذي تولى حكمها عام 1961 م. والأمير عيسى من مواليد الجسرة في 10 صفر 1352 هـ، الموافق 3 يونيو - حزيران 1933 م. قال خالد بن محمد القاسمي
(1)
: نشأ سموه في جو مفعم بالقيم الروحية والإنسانية، وكان والده يحثه دائمًا على الاستزادة من التراث في الكتب والمخطوطات التي تزخر بها مكتبته، وكان سموه يرى في والده المثل الأعلى والقدوة الصالحة في القيادة الحكيمة التي تنعم بمحبة شعبها والتفافه حولها، فاكتسب الكثير من الصفات التي تحلى بها والده رحمه الله فمنذ صغره عرف عن سمو الأمير عيسى حبه للثقافة والفنون والآداب، فكان يحرص على حضور
(1)
البحرين. . قائد. . ومسيرة، لخالد بن محمد القاسمي، ووجيه جميل البعيني/ 26.
المناسبات الدينية والثقافية والاجتماعية التي تنظمها المؤسسات المختلفة، كما برزت اهتماماته بالشعر في سن مبكرة، وله العديد من القصائد وخاصة في الشعر النبطي. وأوفده والده بعد أن أنهى دراسته في مدارس البحرين، إلى أوروبا لمواصلة دراسته والانفتاح على العالم الخارجي، وحين بلغ العشرين من عمره، عينه والده في مجلس الوصايا على الحكم أثناء تواجد والده خارج البلاد، وقد حدث هذا في عام 1953 م، في احتفالات تتويج الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا، وفي عام 1954 م، أثناء حضور والده رحمه الله احتفالات تتويج فيصل الثاني الهاشمي ملكًا على العراق. وفي عام 1956 م، عين سموه رئيسًا لمجلس بلدية المنامة، ثم وليا للعهد في 17 ذي الحجة 1376 هـ، الموافق 5 يوليو - تموز 1906 م، ثم الحكم في 2 نوفمبر 1961 م.
قام سموه، والذي تولى مقاليد الحكم في بداية الستينيات الميلادية في الدخول بالمفاوضأت الخليجية والتي كانت ترمي إلى تأسيس دولة خليجية موحدة وخاصة الاتحاد مع دولة الإمارات العربية، ولكن وفي بيان سموه في 14 أغسطس 1971 م، أعلنت البحرين دولة مستقلة، حيث بدأ سموه بتدعيم أسس الأمن والاستقرار والتفرغ للبناء والإعمار، مع تدعيم أواصر العلاقات مع دول الخليج والدول العربية الشقيقة، إضافة إلى دول العالم الخارجي بهدف رفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي للشعب البحريني، والذي حظى أمير البحرين بمحبته، فكانت داره الأميرية مفتوحة لأفراد شعبه، ملبيا طلباتهم الحقة، ساعيًا لتحقيق المصلحة العامة.
وفي الأول من ديسمبر من عام 1972 م، أعلنت البحرين إنشاء المجلس التأسيسي والمكون من 22 عضوًا منتخبًا من قبل الشعب، و 8 أعضاء معينين، و 12 وزير، حيث قام سموه بافتتاحه بمناسبة العيد الوطني للبحرين من ذلك العام. وفي عام 1973 م، بدأت انتخابات المجلس الوطني والتي استمرت حتى يوليو 1975 م. وفي ديسمبر من عام 1992 م، تم تأسيس مجلس الشورى والذي ضم 30 عضوًا لمساعدة الحكومة في إدارة شئون الدولة.
آل الصباح:
آل الصباح، هم أمراء وشيوخ دولة الكويت، فهم من (جُميلة) الجميلات من المرعي من البجايدة من المحمد من طريف من سلامة السلقا من العمارات من
بني جُشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غَنْم بن تغلب بن وائل بن قاسط بن أفصى بن دُعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
وقد هاجر آل الصباح من الأفلاج إلى قطر عام 1675 م حيث نزلوا القرين ثم تركوه سنة 1713 م وسكنوا الصبية وانتقلوا عنها بعد ذلك بعامين متجهين إلى جزيرة فيلكا في قرية الصباحية. وفي عام 1716 م عادوا مُرَّة أخرى إلى القرين وفيها الكوت قصر أمير بني خالد حيث مكث آل الصباح فيها 35 عامًا وذلك في ظل حكم بني خالد. وفي عام 1752 م، تولى الإمارة عريعر بن دجين بعد أن استولى على الحكم من أعمامه وطرد الأمير سليمان المحمد. وفي هذا العام، أي 1752 م، سلم ابن دجين الإمارة إلى صباح الأول ليتولى شئون قومه بعد أن وجد فيه الصلاح والتقوى، ومن ثم كر عائدًا إلى الجنوب. كما ورد أن السبب في تسليم صباح الأول زمام الحكم هو تفكك حكم آل عريعر إثر النزاع الذي نشب بينهم، وفي نفس الوقت كان صباح الأول قد اكتسب شعبية كبيرة جعلت ممن حوله يرون فيه الحاكم الصالح والذي يستطيع أن يسيِّر دفة الحكم
(1)
.
أولاد سالم وهي صيحة الحرب عند آل الصباح قيل إن بدايتها كانت في سبتمبر 1827 م إثر انتصار أهل الكويت في إحدى المعارك مع قبيلة النصار القاطنة في منطقة البريم جنوب البصرة على الضفة الشرقية من شط العرب حيث قتلو أحد الكويتيين مما أدى إلى قيام جابر العيش، (جابر الأول) بطلب الثأر.
إخوة مريم وهو نداء النخوة عند آل الصباح، وأخو مريم الأصلي هو الشيخ جابر الأول وهو جابر بن عبد اللَّه الصباح حاكم الكويت الثالث والذي تولى إمارة الكويت في 26 فبراير 1815 م، حتى وفاته رحمه الله عام 1859 م، حيث خلف أباه عبد اللَّه بن صباح الأول حاكم الكويت الثاني والذي تولى الإمارة عام 1762 م وتوفي في فبراير 1815 م والذي في عهده حدثت معركة الرقة سنة 1783 م وأخته مريم الصباح وقصتها وردت في معركة الرقة حيث طلب أمير بني كعب الزواج من مريم، إلا أن طلبهم قد رفض، وهدد أمير المحمرة بغزو الكويت
(1)
تاريخ الكويت لعبد العزيز الرشيد، من تاريخ الكويت لسيف مرزوق الشملان. تاريخ الكويت لحاكمة، صفحات من تاريخ الكويت للشيخ يوسف القناعي، الموسوعة الكويتية المختصرة لمحمد السعيدان، الكويت حقائق وأرقام الإصدار الخامس - وزارة الإعلام الكويتية.
على هذه الإهانة التي تمثلت بالرفض. هب جابر بعدها، وجرد سيفه قائلًا:"أنا أخو مريم" وهي صرخة حرب ينتخي الأخ بأخته وخاصة إذا كانت هذه الأخت معروفة بالشجاعة والكرم وجميل الخصال، وقد درج على ذلك العرب في الجزيرة العربية وأصبحت عادة من عاداتهم. وقد عرف عن مريم الصباح بأنها كريمة وشجاعة وقد تبين ذلك عندما اشتركت في حرب الرقة والتي قامت بسببها.
جابر العيش قال الشيخ بندر السعدون، شيخ المنتفق يومًا لجلسائه: أتدرون من الكريم في هذه الجزيرة؟ قال: أنت يا بندر. قال: لا، إنه جابر العيش أخو مريم الذي يفرش الحصر في الطرقات لإطعام المحتاجين. كان نداء النخوة عند آل الصباح هو "عيال سالم" حتى وقعت معركة الرقة وتألقت مريم بنت آل الصباح في حرب الرقة واظهرت شجاعة نادرة وأصبح منذ ذلك اليوم نداء النخوة لآل الصباح "أنا أخو مريم" وذلك منذ عام 1778 م.
شجرة آل الصباح:
أعدها المؤرخ الشيخ نايف بن أحمد بن عبد اللَّه المالك الصباح، بعد مراجعة الشيخ عبد اللَّه الجابر الصباح رحمه الله، وكتاب تاريخ الكويت للأستاذ عبد العزيز الرشيد والحاج أحمد يعقوب الحميد، حيث صدرت الطبعة الأولى في 1 يناير 1978 م، والطبعة الثانية بتاريخ 1 يناير 1988 م، وتفصيلها كالآتي:
صباح الأول هو صباح الأول بن جابر الجميلي الحاكم الأول لدولة الكويت، تولى الإمارة 1752 - 1762 م. هاجر صباح الأول مع والده جابر من الهدار في الأفلاج من نجد. ولصباح الأول من الولد: عبد اللَّه ومحمد ومبارك ومالك وسلمان.
عبد اللَّه بن صباح الأول هو عبد اللَّه بن صباح الأول حاكم الكويت الثاني 1762 - 1812 م. وفي عهد الشيخ عبد بن صباح الأول حدثت معركة الرقة المشهورة وكان ذلك في عام 1783 م. وللشيخ عبد اللَّه من الولد: جابر.
جابر الأول الصباح هو الشيخ جابر بن عبد اللَّه بن صباح الأول حاكم الكويت الثالث في الفترة من 1812 - 1859. لقب جابر بن عبد اللَّه بجابر
العيش لكرمه وسخائه، إذ كان يقوم بتوزيع العيش وهو الرز على الفقراء والمحتاجين، وكان رجاله يقومون بالمناداة في الأسواق حتى يعلم القاصي والداني بذلك، والشيخ جابر هو أول من قال: أنا أخو مريم وهي صرخة حرب ونخوة، ومريم هي بنت الشيخ عبد اللَّه الفارسة الشجاعة المعروفة في موقعة الرقة. وللشيخ جابر الأول من الولد: صباح، وخليفة، وسلمان، ودعيج، ومجرن، ومبارك، وعلي، ومحمد، وحمود، وجرا، وشملان، وعبد اللَّه.
صباح الثاني بن جابر الأول هو الشيخ صباح بن جابر بن عبد اللَّه بن صباح الأول، حاكم الكويت الرابع 1859 - 1866 م، في عهده رحمه الله، وقعت معركة ملح بين ابن سعود والعجمان بقيادة راكان بن حثلين في 3 مايو 1860 م، وملح واحة جنوب المقوع قرب الصبيحية فيها آبار صالحة للشرب وبعض الأشجار. وقد سميت ملح لتركيبة الأرض الجيولوجية وميل لون الأرض للبياض يخالطه بعض السواد. كما حدثت في عهده معركة الطينة بين ابن سعود والعجمان بقيادة راكان بن حثلين بالقرب من الجهراء على ساحل البحر في 26 مارس 1861 م، كما تسمى أيضًا معركة الطبعة. وللشيخ الراحل من الولد: عبد اللَّه، ومحمد، ومبارك، وجراح، وأحمد، وعذبي، وحمود، وجابر.
عبد اللَّه بن صباح الثاني هو الشيخ عبد اللَّه بن صباح بن جابر بن عبد اللَّه ابن صباح الأول، حاكم الكويت الخامس 1866 - مايو 1892 م، في عهده كانت سنة الطبعة وهي من السنن التي أصبحت تستخدم للتأريخ، وقد سميت سنة الطبعة لوقوع كارثة بحرية أدت لغرق العديد من السفن الكويتية المبحرة إلى شرق أفريقية والهند بسبب الأعاصير وذلك في عام 1872 م. وبين عامي 1286 و 1288 هـ، وقعت مجاعة سميت سنة الهيلق، كان رحمه الله كجده جابر العيش، فبالإضافة إلى ما عمله لمواجهة هذه المجاعة، دعا الموسرين من رعيته إلى فعل الخير. وللشيخ الراحل من الولد: خليفة، وجابر.
محمد بن صباح هو الشيخ محمد بن صباح بن جابر بن عبد اللَّه بن صباح الأول حاكم الكويت السادس مايو 1892 - 17 مايو 1896 م. وللشيخ الراحل من الولد: علي، وصباح، وسعود، وعذبي، وخالد.
مبارك الكبير هو الشيخ مبارك بن صباح الثاني ابن جابر الأول ابن عبد اللَّه ابن صباح الأول، حاكم الكويت السابع 1896 - 1915 م، ومن مواليد عام 1853 م. في عهده تم توقيع معاهدة الحماية مع بريطانيا في 23 يناير 1899 م وذلك بسبب الصعوبات التي واجهها في بداية حكمه منها على سبيل المثال ادعاء الدولة العثمانية تبعية الكويت لها مما حقق الاستقلال الصريح للكويت عام 1914 م.
كما وقعت في عهده عدة حروب منها معركة الصريف عام 1901 م، والتي استشهد فيها الشيخ صباح الحمود الصباح، والشيخ حمود بن جابر الأول، ومعركة هدية عام 1910 م. لقب الشيخ الراحل بأسد الكويت، ومبارك الكبير الحكمته وحنكته السياسية والعسكرية ولحميته وغيرته على أبناء شعبه. وفي عهده، ساند الملك عبد العزيز آل سعود في استعادة ملك آبائه وأجداده وكان ذلك في عام 1902 م. توفي رحمه الله في 27 نوفمبر 1915 م، كما ورد أنه توفي في 21 في محرم 1334 هـ، الموافق 28 نوفمبر عام 1914 م، وذلك في مرثية شاعر الأحساء، الشيخ حمد بن عبد اللطيف المغلوث، وللشيخ من الولد: جابر وسالم وصباح وناصر وفهد وحمد وعبد اللَّه.
بنو لام
نسب القبيلة:
وهو لام بن عمرو بن طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعاء بن ذُهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن جديلة بن سعد بن فطرة بن طيئ من القحطانية.
وطيئ من أعظم قبائل القحطانية التي نزحت من اليمن قبل الإسلام بعدة قرون بعد انهيار سد مأرب وما زالت تحمل اسم فروع في العراق والشام، وقد انفصلت منها قبائل كبيرة مثل شمَّر وسنبس وثعلبة وجرم وبني لام وغيرها داخل الجزيرة العربية وخارجها.
وطيئ هو جُلهمة بن أدد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر أو هود عليه السلام.
وبنو لام بمرور القرون انقسمت إلى قبائل سيأتي ذكرها في موضعه.
ما قاله المؤرخون عن بني لام من طيئ
1 -
ما ذكره رضا كحالة في معجم قبائل العرب القديمة والحديثة عن بني لام
(1)
:
قال: لام بن عمرو وهم بطن من جديلة من طيئ من زيد بن كهلان من القحطانية. كانت مساكنهم المدينة النبوية وما حولها، وجبل أجأ وسلمى (شمالي نجد).
(1)
انظر ج 3 ص 1007، وقد نقل صاحب المعجم عن تاريخ ابن خلدون. ونهاية الأرب للقلقشندي، والاشتقاق لابن دريد، وصبح الأعشى للقلقشندي.
وفي موضع آخر ذكر لام في العراق باسمها حيث قال
(1)
:
بنو لام من عشائر دجلة الكبيرة ذات الشأن في العراق، وتتعاطى زراعة الحنطة والشعير على ضفتي النهر، وتمتد أراضيها إلى الحدود الإيرانية بالقرب من مبردة والحويزة وترعى مواشيها بالقرب من الهضاب الإيرانية في الشهر الأول من السنة.
ويعتبر أفراد هذه العشيرة من المقاتلين الأشداء وهم فرسان أقوياء، أما اليوم فليس لهم قيمة قتالية تذكر، وإن بداوتها في أيامها السابقة مكنتها من السيطرة على لواء العمارة، أو أكثر بقاعه، ولكن العشائر التابعة لها قد تبدلت أوضاعها، والتزمت مواطنها، فاستقرت فيها وانحسر نفوذ بني لام رويدًا رويدًا.
وهي من عشائر طيئ، فقد امتدت سلطتها قديمًا من القرنة إلى الشاطئ الشرقي من نهر ديالي، مما هو قريب من بغداد، إلا أن هذا تقلص تدريجيًا وانتزعت سلطتها من بعض المواطن مثل لواء الكوت، وانقطعت الصلة إلا قليلًا، فبقى موطنها محصورًا فيما هو لا يزال الآن بأيديها، كما أن عشائر أخرى في الجنوب قد حدت من سلطة بني لام عليها كما كادت تنعدم، وفي تاريخ وقائعها ما يثبت ويعين على إثبات توسع سلطان بني لام في الماضي وتقلصه في الحاضر. وكان يعد تاريخ اللواء مكونًا من حوادث بني لام، وعلاقتها بولاة بغداد كثيرة. وكانت عشائر بني لام تسكن الحجاز في جبال أجا وسلمى، وأصل موطنها اليمن، والتاريخ مملوء وطافح بذكر الحوادث عنها أو ما يتعلق بها.
وقد سبقت عشائر بني لام عشائر شمر في سكن العراق، وكان سكانها نحو القرن الثامن الهجري. ومن عشائر بني لام في العراق: آل نصيري، وآل نصار، والحويفظ، والغزي، والجوارين، والقشعم
(2)
.
(1)
انظر ج 5 ص 165، وقد نقل عن كتاب العزاوي للقبائل العراقية.
(2)
وهذه العشيرة يذكر بعض المؤرخين أنها من شمَّر، والصحيح أنها من نبهان من طيئ، كما ذكر ابن حزم في الجمهرة.
2 -
ما ذكره الشيخ محمد بن عثمان القاضي في منهاج الطلب
(1)
:
قال: هذه القبيلة من أشهر القبائل في أعالي وأسافل نجد وتنتهي إلى القحطانية، ويرأسهم ابن عروج، والقلقشندي ينسبهم إلى طيئ، وذكر الحمداني أن بني لام داخلون في أسرة آل ربيعة في عرب الشام.
وبنو لام ثلاثة بطون هي: فضل وكثير ومغيرة، وهم يسكنون في عالية نجد ثم سكن بعضهم وادي الشعراء ويرأسهم عجل بن حنيتم، أما آل كثير وآل فضل فيرأسهم ابن عروج ويسكنون في أسافل نجد، ومن بقايا ذرية عجل أناس يسكنون حاليًا في مرات وفي الأحساء ومنهم بقايا نزحوا من نجد، والموجودون منهم بمرات آل سليم وآل ثاقب بضرما وآل حويل بسدير، والعجاجات بالقصيم وضرما وحريملا، وفضول آل عيسى بالخرج، وآل دعيج بمرات منهم الشيخ أحمد بن علي ابن دعيج قاضي الوشم بولاية الإِمام فيصل بن تركي، وآل سند بثرمدا، وآل زامل بجلاجل، ومن مغيرة آل سليمان بجلاجل، والكثران أهل الرياض وأهل الحريق والمزاحمية.
3 -
ما ذكره صاحب كنز الأنساب عن بني لام
(2)
:
قال: قال النسابون بنو لام من القحطانية، ورفع القلقشندي نسبهم إلى طيئ وذكر الحمداني أن بني لام في إمرة آل ربيعة من عرب الشام.
وبنو لام ثلاثة بطون هي: آل مغيرة، وآل كثير، وآل فضل أو الفضول. فآل مغيرة كانوا في القرن التاسع العاشر الهجري في عالية نجد يرأسهم عجل بن حنيتم، وسكن وادي الشعراء، وهناك في بلدة الشعراء قصر له آثار يعرف بقصر ابن حنيتم، أما آل كثير وآل فضل فيرأسهم ابن عروج ومساكنهم في أسافل نجد.
ومن بقايا ذرية عجل: آل شخيل؛ نزحوا إلى جهات الأحساء ومن أفخاذهم آل سليم، وجدهم الأكبر موسى، وانتقل من الأحساء، واستوطن (مرات) وله فيها ذرية باقية حتى الآن.
(1)
انظر ص 59 من كتاب منهاج الطلب عن مشاهير العرب، طبعة 1406 هـ/ 1986 م، القاهرة.
(2)
انظر كنز الأنساب ومجمع الآداب، الطبعة الحادية عشر، حمد الحقيل، ص، 183، 1408 هـ/ 1988 م.
وكان لبني لام شوكة وصولة في القرن العاشر وأواخر القرن التاسع الهجريين، وتقول إحدى نساء هذه القبيلة من قصيدة شعبية تمدح أميرهم:
مشوا من العارض بجيش يهيفي
…
يتلون ابن عروج مقدم بني لام
ياما انقطع في ساقته من عسيفي
…
ومن فاطر تقلط على الهجن قدام
عقب الشحم وملافحتها الرديفي
…
قدها تساسي مثل مسعور الاقدام
ومن بني لام الفروع التالية:
- الكثران في الرياض والحريق والمزاحمة.
- آل ثاقب في ضرما.
- آل عجاجي في القصيم وحريملا وضرما.
- آل دعيج في مرات والنسبة إليهم دعجمي، ومنه الشيخ أحمد بن علي بن دعيج، وكان قاضيًا لبلدة الوشم في عهد الإِمام فيصل بن تركي آل سعود رحمه الله (الدولة السعودية الثانية) وقد تفرع من ذريته خمسة أفخاذ هم: آل عبد الرحمن، وآل عبد اللَّه، وآل دعيج، وآل علي، وآل محمد.
وقد ذكر القلقشندي في نهاية الأرب هذا الاسم آل دعيج، وقال إن جدهم مانع بن سليمان قد وفد إلى الديار المصرية سنة ثلاث وستمائة هجرية.
ومن كثير: آل بالغنيم أهل الضبط منهم الحميدي والسويل وآل شايع، وآل محيان في قرية السر، وآل مظهر في مسكة وضربة، وآل منصور، وآل مسند في ثرمدا، وآل محطب في الزبير، وآل برخيل في سدير، وآل سهو في سدير، وآل زامل في جلاجل والقصب والحماري في الحريق من قرى الوشم، والقباشي، وآل كثير في الأحساء، ومن آل المغيرة: آل فهد وآل بشر في ليلى من قرى الأفلاج، والجبارين في الوشم، وآل زيد في مرات من الوشم، وآل سليمان في جلاجل، وآل حويل في جلاجل، وآل وكيل من آل مغيرة، والقحازي في الخرج، والمبرد في الخرج، وآل حمود وآل دبلان في ضرما، وآل جلعود وآل جليدان ومنه الشيخ علي بن سالم من ظفير
(1)
من لام توفي 1310 هـ، والعودة في الخرج، وكذا
(1)
قلت: الظفير قبيلة من لام معها أحلاف عدة وقد انفصلت باسمها وقد سردنا عنها في المجلد السادس من الموسوعة.
عيسى في الخرج، وآل جساس في القويعية، وآل مريسي في المحرَّق من بلاد البحرين، وآل طراد، وآل كليب في الحلوة من الفضول من لام، وآل عساف أهل سدوس وآل سويلم والحجيلان في الخبرا من بلاد القصيم.
وذكر العقيل في حاشية ص 185 قائلا في جليدان من الظفير من لام: وجليدان عربان بني لام المفارجة هم طوائف منهم آل سليم وهم أهل بيت العمر وآل حمود وآل سالم وآل قني منهم آل فواز وآل حسن وآل عيض القاطنون بحسما وآل حقر منهم آل دغيمان وآل شيهان وآل طليحة منهم آل زيان وآل نهيل وآل مسعود وآل حماد وآل واصل وآل واجد هؤلاء معروفون في القرن التاسع الهجري وأول العاشر.
وقال الشيخ حمد الحقيل عن الفضول التالي
(1)
:
وهم أبناء فضل بن ربيعة الطائي
(2)
وينتسب إليه من الحاضرة في نجد ما يلي: آل دغفق في المجمعة، وآل هداب وآل فضلي في الداخلة، وآل حمد بن عيسى في الأحساء، وآل صقر في المجمعة، وآل منيع وآل صلال وآل سويلم في القصب، وآل مسعر في الزلفي، والحزاما في المجمعة، وكذا آل جبر في المجمعة أيضًا وهم غير آل جبر الشمريين، وآل عيد وآل جديع وآل دعفس وآل صلال وآل مجبول في الزلفي، وآل عليوي في القصيم ومنهم في الزلفي، وآل عوداني الهلالية، وآل عقل والحبشي والمدا للَّه والزمَّامي والمعمَّر والفنيسان وآل حمدان وآل مسفر وآل لحيدان، وآل مطير والعمامرة في الرياض وضواحيه؛ وهم آل حمدن يعرفون بآل دحيم، وآل شملان في عنيزة، وآل ملوحي والعيطان وآل جراح في حرمة، وآل غزي ومنهم آل بورباح في القصيم؛ ومن آل بورباح آل يحيى ومنهم آل إبراهيم ذرية إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم منهم من سكن حائل ومنهم الأمير عبد العزيز بن إبراهيم، وكان من ولاة الإِمام عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل رحمه الله، وآل حسن، وآل الشيخ في ملهم وهم من آل يحيى ومنهم علماء، منهم العالم عبد العزيز بن حسن بن يحيى رحمه الله، والشيخ علي
(1)
ص 159 من كتب كنز الأنساب ومجمع الآداب.
(2)
هنا هذا القول من الحقيل خطأ لأن الفضول من لام خلاف آل فضل بن ربيعة الطائي والذين هم أمراء العرب في بلاد الشام.
ابن جعفر الفضلي قاضي أوشيقر توفي عام 1015 هـ، وآل دعيلج في حريملا والقرينة، والشباكا في ثرمدا، وآل بشر في الأفلاج وهم غير آل بشر من قضاعة وآل بشر من الأشراف، وآل حصنان في حريملا، وآل ناصر وآل ناجم، وآل مرشد في سدير، وفي سدير وثرمدا آل سعد أيضًا من الفضول، وآل طالب في حوطة الحريق، وآل شلال في القصب، وآل فضل في حريملا، وآل محمد في العمران من قرى الأحساء، وآل عبد ربه في الأحساء أيضًا، والشهوان في القصيم.
وأضاف الحقيل: وفي قضاء الجولان من سورية ببلاد الشام قبيلة كبيرة تدعى آل فضل
(1)
ذات زرع وضرع ورئاستها لآل فاعور ويلقبون بلقب الإمارة، وهم ينتسبون إلى آل فضل المشهورين في القرن السادس ويتفرع منهم: الهلالات والعطيراح والبلاحسة والنبهان، ومن فريق ثان: البحارة والهوادجة والعجارمة والحروك، وآل بيوت والأخير يقول كبارهم أنهم من بني خالد وقد نزعوا بالحلف مع آل فضل، ويذكر صاحب السبائك أنهم من خالد الحجاز.
4 -
ما ذكره البلادي في معجم قبائل الحجاز
(2)
عن بني لام:
قال: بطن من طيئ وهم بنو لام بن عمرو بن عليَّة بن مالك بن جدعان بن ذهل بن دومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن قطرة بن طيئ.
كانت منازلهم بين المدينة النبوية وجبلي طيئ (أجأ وسلمى)، وهجاهم عنترة ابن شداد العبسي فقال:
عجلت بنو شيبان مدتهم
…
والبقع أستاهًا بنو لأم
وقيل: لام بن عمرو بطن من جديلة من طيئ من زيد من كهلان من القحطانية، كانت مساكنهم حول المدينة النبوية وفي جبلي أجا وسلمى، وكثرت بنو لام بعد هجرة بني هلال؛ فملأوا ما بين المدينة إلى الوشم بنجد، فكانت لهم منعة وقوة تضاهي ما كان لبني هلال حتى ضرب بهم المثل (يشبع بني لام) لكثرتهم.
(1)
هنا قد خلط الحقيل ما بين الفضول من لام في بلاد نجد وما بين آل فضل في بلاد الشام وهم أمراء العرب في القرن الثامن والتاسع الهجريين.
(2)
انظر معجم قبائل الحجاز، ص 451، الطبعة الثانية، 1403 هـ/ 1983 م، دار بكة، بمكة المكرمة، لمؤلفه/ عاتق بن غيث البلادي الحربي.
وأوقعت بنو لام ببطون حرب حول المدينة فأجلتهم في القرن السابع الهجري تقريبًا. وقد نزحت بنو لام إلى العراق، ولها هناك وقائع وتاريخ حافل وذكر غير خامل. وكان الشريف حسن بن أبي نمي قد أوقع بهم سنة 964 هـ في جبلي طيئ ويظهر أن جلاءهم من الجزيرة العربية كان في القرن الحادي عشر الهجري فهو قرن حافل في تاريخ القبائل.
5 -
ما ذكره ابن بسام التميمي النجدي في الدرر المفاخر في أخبار العرب الأواخر
(1)
عن بني لام:
قال من قبائل العراق: بني لام، والتمام والإكرام لنزيلهم والأنعام، وهذه القبيلة السامية الجليلة تنقسم فرقتين وهما البلاسم وآل عبد الحان وشيوخهم عرار وعلي خان عددهم ثلاثة آلاف سقمان وأما الخيل فألفان كلهم فرسان.
وقال عن آل كثير من لام قبائل العراق أيضًا من 136: وهم شجة الكرم وأساة العدم وحماة الحرم، يولون جميلهم ولا يهبون قليلهم، خصالهم أشرف الخصال، وفعالهم أكرم الفعال، ورثوا المكارم والمفاخر كابرًا عن كابر وما ونوا ولا آبوا بصفقة الخاسر، هم سراة الفضل ونجله نزلوا بين الحويزة والدجلة، فأصفت لهم هبوبها الأجسام وملكهم إقدامهم أقصى غاية المرام، حتى انتعلوا المشترى بأقدامهم وحلوا ذروة المجد بأعلامهم، وأفاضوا على العائل من فيضهم، وألفوا بذكائهم بين شتاهم وفيضهم، ذو جرد سلاهب وبيض قواضب، طوبى لمواليهم والويل كل الويل لمعاديهم، وهؤلاء المشار إليهم تبع للعجم، سقمانهم ألفان وفرسانهم ألف ومائتان.
وفي ص 96 أضاف عن آل كثير في نجد: وقد أشبهوا من قبلهم في إدراك فضلهم وساروا ضدهم بالعوالي حتى أنزلوا أنفسهم المعالي يحملون إذا غضبوا ويغفرون إذا أعتبوا، وأما عدد سقمانهم فثلاثة آلاف إنسان، وعدد فرسانهم ألف. وقال عن الفضول من قبائل نجد (من لام): قبيلة مشهورة بوفاء العقول والكرم الجم، واللقا المانع لزفرات اليم، عدد سقمانهم ثلاثة آلاف وخيلهم سبعمائة فارس ضفضاف.
(1)
انظر ص 136، تحقيق سعود بن غانم بن جمران العجمي من دولة الكويت.
6 -
ما ذكر المغيري في المنتخب في ذكر قبائل العرب عن بني لام وفروعها
(1)
:
قال عن بني لام:
ومن بطون جَديلَة، بنو لام، وهم بطون وأفخاذ، وهو لام بن عمرو بن طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعاء بن هل بن رُومان بن جُنْدُب بن خارجة بن جَدِيْلَة بن سعد بن فُطْرة بن طيئ. قال الحُمْداني: ومنازل بني لامٍ الجَبْلَين إلى المدينة، وينزلون أكثر أوقاتهم مدينة يَثْرِب
(2)
، ثم كثروا وتفرقوا وافترقت بطونهم من حارثة بن لام وابنه أوُسُ، وهم الذين ذكرهم أبو تَمَّام في قوله:
سَمَى بيَ أوسٌ في السَّماح وحَاتِم
…
وزيد القَنا والأثْرَمان ونافِعُ
وكان إياسٌ إياسٌ وعارِفٌ
…
وحارثة أَوْفَى الوَرَى والأصابعُ
نجومٌ طوالِيعٌ جبال فَوَارِعٌ
…
غُيوث هَواميع سيول دَوَافِعُ
مضوا وكأنَّ المُكرمات لديهمُ
…
بكثرة ما أوصَوا بهن شَرَائِعُ
هم استودعوا المعروف محفوظ مالنا
…
فَضَاعَ وما ضاعت لدينا الودَائعُ
بَهَالِيلُ لو عَابَتتَ بيضَ أكفِّهم
…
لأيقنت أن الرِّزقَ في الأرض واسعُ
إذا خَفَقت بالبذل أروَاح
(3)
جودهم
…
حواها النَّدى واستنشقتها المَطَامِعُ
رياح كَريح العَنْبر الغَضِّ في النَّدَى
…
ولكنها يوم اللقاء زَعازعُ
إذا طيء لم تَطوِ منشور بأسها
…
فأنْف الذي يُهْدي لها السخط جَادِعُ
هي السُّم ما تَنْفَكُّ في كُلِّ بَلْدَة
…
تسيل بها أرماحهم وهو نَاقِعُ
أصارت لهم أرض العدو قطائعًا
…
نفوس لحدّ المرهفات قطائِعُ
إذا ما أغاروا فاحتووا مال مَعْشَرٍ
…
أغارت عليهم فاحتوتها الصَّنائِعُ
فتعطي النبي تعطبهم الخَيْلَ والقنا
…
أكف لإرث المكرُمات موانِعُ
(1)
انظر ص 255 إلى ص 275، والمغيري هو عبد الرحمن بن حمد بن زيد المغيري اللامي الطائي حقق كتابه إبراهيم بن محمد الزير، 1405 هـ/ 1985 م.
(2)
ابن خلدون 2/ 530، القلقشندي 448، صبح الأعشي 1/ 324، سبائك الذهب 59.
(3)
في الأصل: أرماح؛ والتصحيح من ديوان، 403، 404.
وكان حارثة بن لام من أوفى الناس جسمًا. ومن بطون بني لام، بنو مَسْرُوق بطن، وبنو كِنديّ بطن، وبنو أوس بطن، وعَتُود بطن، فأما أوس ذكر ابن الأثير
(1)
: أنه أوس بن خالد بن حارثة بن لام، وكان يضرب به المثل في الفضل والجود، وكان اسم أمه سُعْدَي بنت حُصَيْن الطائية، وكانت سَيِّدَة، وكان أوس سيدًا مقدمًا، وذكروا أنه وفد وحاتم الطائي على عمرو بن هند، فدعا أوْسا فقال: أنت أفضل أم حاتم؟ فقال: أبيت اللعن لو ملكني حاتم أنا وولدي ولحمتي لوهبنا في ضحوة، ثم دعا حاتمًا فقال له: أنت أفضل أم أوس؟ فقال له: أبيت اللعن ولأحَدُ ولده أفضل مني، إنما ذُكِرْت بأوس. وكان النعمان قد دعا بحلة، وعنده وفود العرب من كل حي، فقال: احضروا من الغد، فسألبس هذه الحلة أفضلكم وأكرمكم، فحضروا جميعًا إلا أوسًا، فقيل له لم تتخلف؟ فقال: إن كان المراد غيري فأجمل الأشياء أن لا أكون حاضرًا، وإن كنت المراد فسأطلب، فلما جلس النعمان لم ير أوسًا، فقال: اذهبوا فقولوا له: احضر آمنًا مما خفت منه، فحضر وألبسه الحلة فحسده قومه، فقالوا للحطيئة: اهج أوسًا ولك ثلاثمائة ناقة، قال: فكيف أهجو رجلًا وما في بيتي زاد ولا متاع إلا من عنده، ثم أنشأ يقول:
كَيْفَ الهِجَاءُ وما تَنْفَكُّ صالحةٌ
…
من آل لامٍ بظَهْر الغَيْب تأتيني؟
فقال لهم بشر بن أبي خازم، من بني أسد بن خزيمة: أنا أهجوه، فأعطوه الإبل، قال ابن الأثير: فهجا أوسا وذكر أمه سُعْدَى، فلما عرف أوس ذلك أغار عليه فاكْتَسَح الإبل وهرب بِشْر إلى بني أسَد، وكان لا يستجير بأحد إلا قالوا: أجرناك إلا من أوس، ولجأ إلى عشيرته في بني أسَد وكرهوا أن يسلموه لأوس، ورأوا ذلك عارًا عليهم، فجمع أوس قومه جَدِيْلة، وسار إليهم ولحقهم بظهر الدناء تلقاء، تيماء
(2)
، فاقتتلوا قتالًا شديدًا، فانهزمت أسد وقُتلوا قتلا ذريعًا فهرب بِشْر، فجعل لا يأتي على حي يطلب جوارهم إلا امتنع من إجارته على أوس، ثم نزل على جُنْدَب بن حِصن الكِلابي بأعلى الصُّمَّان، فأرسل أوس يطلب منه بِشْرًا فأرسله إلى أوس، فلما قدم به على أوس أشارت عليه أمه سُعْدَي أن
(1)
أثير، 1/ 635.
(2)
في الأصل: التيم، والتصحيح من أثير، 1/ 627.
يحسن إليه ويرد عليه الإبل ويعفو عنه ويحبوه، فقال له أوس: يا بشر، ما ترى أن أصنع بك؟ فقال بشر شعرًا:
إنِّي لأرجو منك يا أوس نعمةً
…
وإني لأُخْرَى منك يا أوس رَاهِبُ
وإني لأمْحُو بالذي أنا صادق
…
به كلما قد قُلْتُ إذ أنا كَاذِبُ
فهل نافعي في اليوم عندك أنَّنِي
…
سأشكر إن أنْعَمت والشُّكْرُ واجِبُ
فِدًى لابن سُعْدَى اليوم كل عشيرتي
…
بني أسَدٍ أقصاهم والأقارِبُ
تداركني أوس بن سُعْدَي بنعمةٍ
…
وقد أمكنه من يَدَيَّ العَواقِبُ
فمن عليه أوس جودًا، ورد عليه ما كان أخذه منه، وأعطاه من ماله مائة ناقة، فقال بشر: لا جرم لا مدحت أحدًا غيرك حتى أموت، وكان قد هجاه بخمس، ومدحه بخمس، من مدحه القصيدة المشهورة أولها:
أَتَعرف من هُنَيْدَة رسمَ دارٍ؟
…
بخُرْجَي
(1)
ذروة فإلى لِواهَا
ومنها مَنزِل بِبِراق جَنْبٍ
(2)
…
عَفَتْ حُقُبًا وغَيَّرها بلاها
ومنها:
إلى أوس بن حارثة بن لامٍ
…
ليقْضي حاجتي فيمن قَضَاها
فلا وَطِيء الثَّرى مثل ابن سُعْدى
…
ولا لَبِسَ النِّعَال ولا احْتَذَاها
(3)
وقال أبو الطَّمْحَان القَيْنِي، واسمه حَنْظَلة يمدح بني لام:
إذا قيل أيُّ النَّاسِ خير قبيلة
…
وأصبر يومًا لا تَوَارَى كَواكِبُهُ؟
فإنَّ بني لام بن عمرو أرومة
…
سَمَتْ فوقَ صَعبٍ لا تُنَالُ مراقبه
أضاءت لهم أحسابهم وجدودهم
(4)
…
دُجَى اللَّيْلِ حتى نَظَّم الجِزْعَ ثَاقِبُهْ
(1)
في أثير 1/ 628 قال: بحرجي.
(2)
في أثير 1/ 628، قرأ: خبت.
(3)
المبرد 1/ 232، البغدادي 2/ 262 - 263.
(4)
نفس المصدر 1/ 49، الحماسة، 271، 272، كلاهما قرأ: ووجوههم.
وفضل أوس بين العرب مشهور:
وقد حكى أن الحارث بن عوف المُرّشي سَيِّد ذُبيان من غطفان قال يومًا لأخيه خارجة: أأخطب إلى أحد فيردني؟ قال: نعم، أوس بن حارثة بن لام الطائي، فقال الحارث لغلامه: ارحل بنا إليه، فرحل الحارث وأخوه خارجة وغلامه، قال: فخرجنا نؤم بلاد طيئ، ترفعنا الطريق طورًا وتخفضنا طورًا، حتى أتينا ديار طيئ فوجدنا أوسًا خارج الحي فرحَّب بنا وقال: ما جاء بك يا حارث؟ قلت: جئت خاطبًا، قال: لست هناك، فانصرف عنا مغضبا فلم يكلمنا، فانصرفنا راجعين، ودخل أوس على زوجته مغضبًا، وكانت زوجته من عَبْس من غَطَفَان فقالت: من الرجل الذي وقف عليك فلم يصل ولم تكلّمه؟ قال: ذلك الحارث ابن عوف المُرِّي سَيِّد ذُبْيَان، قالت: فما لك لم تستنزله؟ قال: إنه استحْمَقَنِي خاطبًا مني، قالت: لماذا لم تزوجه إحدى بناتك؟ هذا سيد العرب، فلم تزل به، ثم قال: كان ذاك، قالت: فتدارك ما كان منك والحقه فرده وقل له: إنك لقيتني وأنا مغضب بأمر لم تقدم فيه، فانصرف ولك ما أحببت، فلحقه أوس، ورجع الحارث مسرورًا، فدخل أوس على زوجته وقال: ادعي لي فلانة الكبرى -من بناته-، فأتته فقال: يا بنية، هذا الحارث بن عوف سيد من السادات قد جاءنا خاطبًا، وقد أردت أن أزوجك فماذا تقولين؟ فقالت: لا تفعل، واعتذرت منه بكلام، وقالت: في خلقي بعض الحدة، ولست بنت عمه فيرحمني، وليس بجاركم فيستحي منكم، فقال لها: بارك اللَّه فيك، ادعى فلانة أختك الوسطى، فدعتها فقال لها مثلما قال لأختها الكبرى فردت عليه مثل ما قالت أختها الكبرى، وقالت: إني خرقاء وليست في يدي صناعة، ولم آمن أن ير مني ما يكرهه فيطلقني، فيكون علي فيها، فقال: قومي بارك اللَّه فيك، ادعي لي أختك، بهھيسة، الصغرى، فقال لها مثل ما قال لهما قالت: أنت وذاك، فقال: إني عرضت على أختيك فأبتاه، فقالت: إني واللَّه لجميلة وجه، والصناعة يدًا، والرقيقة خلقًا، والنجيبة أبًا، فإن طلقني فإن خلف اللَّه عليه خيرًا، فقال: بارك اللَّه فيك، ثم رجع إلى الحارث وزوجه إياها وأصدقها من ماله مائة ناقة، وقال له: لن تبات عزبًا هذه الليلة، ثم أمر ببيت فضرب له وأدخلت إليه، قال خارجة: فلما دخل عليها هنيهة، فقلت: أفرغت من شأنك؟ قال: لا واللَّه، لما مددت يدي
إليها قالت لي: مهلا عند أبي وإخوتي، هذا لا يكون، ثم أمرنا بالرحيل فسرنا، فقلت تقدم، فاعدل بنا عن الطريق، فعدلنا فأناخ، فتقدمنا فما لبث أن لحق بنا، فقلت: أفرغت من شأنك؟ قال: لا واللَّه، قالت: كما يفعل بالأمة الجليبة والسبية الأخيذة، لا واللَّه، حتى تنحر الجزر وتثلج الغنم، وتدعو العرب، وتعمل ما يعمل المثلي، قالت: واللَّه، إني لأدهمه وأرجو أن أكون نجيبة -إن شاء اللَّه تعالى- فرحنا حتى جئنا ببلادنا، فنحرنا الجزر، وثلجنا الغنم، ودخل عليها فخرج، قلت: أفرغت من شأنك؟ قال: لا واللَّه، دخلت عليها وقلت: قد نحرنا الإبل، وثلجنا الغنم، ودنوت منها فقالت لي: لا واللَّه، لقد ذكرت من الشرف ما لا أراه فيك، اخرج إلى هؤلاء القوم، عَبْس، وذُبيان، فأصلح بينهم، فخرجنا حتى أتينا القوم، فمشينا بينهم بالصلح حتى اصطلحوا، وتحملنا الديات، وكانت ثلاثة آلاف بعير في ثلاث سنين، فانصرفنا فأجمل لنا الذكر فمدحنا بذلك، وكما ذكر عن زُهَيْر من المديح لهم، قال: وهذي لهم شرف إلى الآن. ثم ولدت له بعد ذلك بنين وبنات، وكان أوس هذا رأس جَدِيْلَة، وهم بأجا وَسَلْمَى، ثم وقع الحرب بين جُدِيْلَة والغوث، وهو يوم اليحاميم ويعرف أيضًا، بقارات حُوق، وكان سبب ذلك أن الحارث ابن جَبَلة الغَسَّانِي كان قد أصلح بين طيئ، فلما هلك عادت إلى حربها، فالتقت جَدِيْلَة والغوث بموضع يقال له غرثان، فقتل قائد جَدِيْلَة، وهو أسْبَع بن عمرو بن لام، وهم عم أوس بن خالد بن حارثة بن لام، وبعض النسابة يسقط، خالدًا
(1)
، فيقول: أوس بن حارثة بن لام، وكان مصعب رجلًا من سنبس قطع أذن أسْبَع بن عمرو بن لام فخصف بها نعله، وقال أبو سورة السِّنْبِسي
(2)
.
نُخَصِّفُ
(3)
بالآذان منكم نعالنا
…
ونَشْرَبُ كرهًا منكم في الجَماجِمِ
وتناقل الحيان في ذلك أشعارًا كثيرة. وعظم ما صنعت الغَوْث على أوس، وكان لم يشهد الحروب المتقدمة ولا أحد من رؤساء طيئ، كحاتم، وزيد الخَيْل، فعزم أوس على لقاء الحرب بنفسه، وأخذ في جمع جَدِيْلَة ولفها، قال أبو جابر.
(1)
ديوان حاتم، ص 25، ابن الكلبي، ص 70، العقد الفريد 3/ 399، أثير 1/ 635، ابن لعبون، ص 11.
(2)
الإضافة من أثير 1/ 635.
(3)
في الأصل: نخسف؛ والتصحيح من أثير 1/ 635.
أقيموا علينا القَصد يا آل طيءٍ
…
وإلا فإنَّ العِلم عِند التَّحاسب
فمن مثلنا يومًا إذا الحرب شَمَّرَتْ؟
…
ومن مثلنا يومًا إذا لم نحاسب؟
وبلغ الغَوْث جمعُ أوس لها، وأوقدت النار علي، مَنَّاع وهو ذروة جبل أجَأ، وذلك أول يوم توقد عليه النار، فأقبلت قبائل الغَوْث، وعليها رؤساؤها، منهم زَيد الخَيْل وحاتم، وأقبلت جَدِيْلَة مجتمعة على أوس، وحَلَف أوس أن لا يرجع عن طيئ حتى ينزل معها جَبَليها، أجأ وسَلمَي، والتقوا بقارات حُوق، على راياتهم، فاقتتلوا قتالًا شديدًا، قال: فدارت الحرب على بني كيماد
(1)
بن جُنْدب ابن خارجة بن جَدِيْلَة، قال عدي بن حاتم: إني لواقف يوم، اليحاميم، والنّاس يقتتلون وزيد الخيل يقول لبنيه: أبقيا على قومكما فإن اليوم يوم التفاني، فإن يكن هؤلاء أعمامًا فهؤلاء أخوال، قلت: كرهت قتل أخوالك، قال: فاحمرت عيناه غضبًا، وتطاول إلي فضربت فَرَسِي وتنحيت عنه، واشتغل بنظره إليَّ عن
(2)
ابنيه، فخرجا كالصَّقْرَيْن، وحمل قيس بن عازب على بُجَيْر بن زيد بن حارثة بن لام فضربه على رأسه ضربة عَنَّق لها بُجَيْر فرسه وولي فانهزمت جديلة، فقال زيد الخيل شعرًا:
تجيء بني لام جيادٌ كأنها
…
عصائب طير يوم طل وحاصِبِ
فإن تَنجُ منها لم يزل بك شامة
…
إناء حيًا بين الشَّجَا والترائب
وفر ابن لام واتقانا بظهره
…
يُرَدِّعُه بالرمح قَيس بن عَازبِ
وجاءت بنو مَعْنٍ كأن سيوفهم
…
مصابيح من سقف فليس بآيب
وما فَرَّ حتى أسلم ابن حُمارِسٍ
…
لوقعة مصقول من البيض قَاضِبِ
(3)
وانتقلت جَدِيْلَة من بلادها وتفرقت، وهذا الذي أشار إليه البُحْتُرِيُّ بقوله: نقلت جَدِيْلَة عن فضاء واسع -وقد تقدمت- وذكر الغلاييني، أن النصر كان الجديلة على الغَوْث، وكان عنترة بن شداد العبسي في حلف جَدِيْلَة وشكاه الثُّعليون إلى غطفان.
(1)
انظر هامش 2، ص 253.
(2)
الإضافة من أثير 1/ 635، 636.
(3)
أثير 1/ 636.
آل مغيرة
ومن بطون بني لام، آل مُغِيْرَة، من المُغِيْرَة بن شَدَّاد بن أوس بن خالد بن حارثة بن لام بن عمرو بن طريق بن عمرو بن ثُمَامَة بن مالك بن جَدْعاء بن ذُهْل ابن رُومَان بن جُندُب بن خارجة بن جَدِيلة بن سعد بن فُطرة بن طيئ، وكان آل مُغِيْرَة أشهر قبائل بني لام وأكثرهم بطونًا، ومنهم الملوك الشهيرة، وآخر ملوكهم عجل بن حُنَيْتم -يأتي الكلام عليه- ثم ارتحلوا من نجد إلى العراق والشام، ومنهم بالجزيرة آل عُبَيْد بطن من آل مُغِيْرَة، ورئيس آل عبيد، حسين آل علي، وينضم إليهم الدَّيْلَم، ومن آل مُغِيْرَة بطون في عرب العَمَارة، مع إخوتهم بني لام، ومن بطون آل مُغِيْرَة، آل سُمَيْط أهل العراق، وآل سُمَيط أهل قَطَر انتقلوا منه إلى لنجة من بلاد فارس بعد قتلهم لنُعَيْم، ومن بطونهم المَغَايرة البطن المعروف في الرُّوقَة جماعة (صالح) بن حَمَد، ومن بطون آل مُغِيْرَة، العَشَاوِيْن ومن يلحق بهم من العُبَيَات في مُطير، وقد نقلنا عن الأشياخ المعاصرين لِرِفَاعي بن عَشْوان، وخالد ابن دُعيج، وعبد اللَّه بن زَامِل، أن رِفَاعي بن عَشْوان ينتسب بهذا النسب.
وقد تمكنت آل مُغِيْرَة في نجد بعد بني هلال -كما سنذكر ذلك عند ذكر بني هِلال- وكان آخر ملوك آل مُغِيْرَة، عِجْل بن حُنَيتم، ومسكنه بلد الشعراء من نجد وآثار قصر عِجْل باقية إلى الآن، ومن قوله في ذكر بلد الشعراء:
هَذي بلادي جَنْب تَيْمَا مُقِيْمَةُ
…
ما دَامَتْ الشُّعَرَاء هَيَامٍ قلِيْبَهَا
مَضَى حَقِّنا على الشَّريف ابن هَاشِمْ
…
على الحَوضِ حِقَّة من وَرَدْها يِجيْبَها
وهي قصيدة طويلة، وقد ذكر في زمن سُعُود بن عبد العزيز رحمه الله سنة مائتين وألف أن رجلًا من أهل، سَمِيرا، لما مر بها غازيًا الإِمام سُعُود رحمه الله، قال للرجل: ما عمرك؟ وكان كبير السن، قال: مائة سنة وأربع وعشرون سنة، قال له: من أشد قبيلة أدركتها بنجد؟ فقال له: آل مُغِيْرَة، وكبيرهم عِجْل نزل بنا غازيًا وكانت عداد خيله خمسة عشر ألفًا، ومن قول شاعرهم في زمانهم قصيدته التي منها:
قَحْطان أبونَا ثُمَّ هُوْدٌ جَدِّنَا
…
وبهم غنينا عن سياسة غَيدل
فإذا ركبنا بالسُّروج خيولنا
…
يهتز مِصرٌ والعراق الأسفْل
الطَّاعِنون إذا الرماح تشاجَرَت
…
والمطعِمُون إذا السَّما لم تهمل
ومما يؤثر أن بني عامر بن صَعْصَعَة حبسوا أخا عِجْل، وكانوا بالوَفْرَاء، فغزاهم وقتلهم قتلًا ذريعًا، وأطلق أخاه، وقال قصيدته التي أولها:
حَدَّرْت من حِلِّيْت بلَيَّا ضَعَايِن
…
وَغَطَّى القَوم مِن كِثر الغُبَار عَسَامْ
إلى قوله:
صَبَّحْت بالوَفْرا دُوَاوير عَامِرْ
…
وَغَدا مَالهم للطامِعِين أقْسَامْ
ويقال: إن، المُبَيْحِص، سُمى بعد هذه الغزوة لكثرة الجيش والخيل التي بَحَصَته بحوافرها ومناسمها. ويقال: إنهم انحدروا مع برك، في غزوة من الغزوات وضاق بهم الوادي على سعته، وقد نزلت منهم طائفة، بَيْبْرين، وأصيبوا بمرض فهلكوا، وكان لهم سادات في القرن التاسع في زمان ولاية أجودَ بن زَامل العُقَيْلي على الأحساء، الذي مدح بقصيدة منها:
وَنَجدٌ رَعَي رِبعْي زَاهِي فَلاتِهَا
…
على الرَّغْم من سَادَاتِ لامٍ وَخَالِدِ
(1)
وخالد
(2)
ولام، كلها من بني لام.
ومن بطون آل مُغِيْرَة من الحاضرة في نجد، السَّوَالِم، وهم من بقايا عجل، منهم آل حُمُود سكان بلد ضَرما، وقد تفرقوا منها إلى القليل، وكان لحُمُود من الولد، عبد اللَّه، فولد له، حُمُود، ومحمد وحَمْدان، أما ذرية حَمْدَان فانقرضوا، وأما حُمُود فله بقية في ضِرما، منهم آل إبراهيم في الرِّياض، ومنهم آل راشد في ضِرَما، ومنهم علي بن حُمُود، وأخوه المسَمَى سُعُود العَارضي، ساكن بلد حَائِل، وأما ناصر أخو راشد فذريته في الشَّعَرَاء، وبقية آل حُمُود في قَصْرِ صَعْب من بلد المُزَاحِميَّة.
(1)
ابن لعبون، 31، 32.
(2)
ابن لعبون، 32.
قلت: أخطأ المغيري هنا في نسب بني خالد ونسبهم إلى بني لام من طيئ (انظر عن بني خالد في المجلد السادس من الموسوعة)، وللمغيري شطحات معروفة للباحثين ويعتمد كثيرًا في النسب على تشابه الأسماء بين العشائر والقبائل.
ھوأما محمد بن عبد اللَّه بن حُمُود فولد له ابنان: حَمَد، وفُهَيْد، وأما فُهَيْد فنزل بلاد الأفْلاج فولد له صالح، وولد لصالح، فُهَيْد، ومن فُهَيْد سكان العَمَار، تفرقت أفخاذهم من فُهَيْد بن صالح، وهم خمسة أفخاذ: آل شَبيب، وآل تَمِيْم، وآل صالح، وآل عبد اللَّه، وآل حَبِيْب
(1)
.
وأما حَمَد، فولد له محمد، وكانوا يسمون في ضرما: آل مُحَيْمِد، فولد لمحمد: حَمَد، وعبد اللَّه، فمن ذرية عبد اللَّه، آل دَبْلان أهل المُزَاحِميَّة، وأما حَمَد أخوه فولد له زَيْد، وولد لزيد حَمَد، وحَمَد ولد له محمد، وهو الذي نزل بلدة مَرَات، فولد له ابنان: حَمَد، وزيد، وهم آل زيد المعروفون في بلد مرَات
(2)
.
ومن بطون آل مُغِيْرَة، الشَّخِيْل بطن، كان مسكنهم في القديم العثيَيْنة المعروفة في وادي حَنِيْفَة، ومن الشَّخِيْل: آل موسى، سكان المُبَرَّز من الأحساء، وكان أول من انتقل منهم من العُيَيْنة، عبد اللَّه وأخوه سليمان ابنا موسى بن أحمد ابن حسين بن عمران الشَّخِيْل، سكنوا الأحساء في عشر الثمانين بعد الألف من الهجرة، فولد لعبد اللَّه: حسين، وولد الحسين ثلاثة أبناء: صالح، وولد له الشيخ عبد العزيز، وولد لعبد العزيز الشيخ عبد اللطيف، الذي كان جَوْهر [جد آل جَوهَر من مَوَاليْه]
(3)
، وسالم، وسليمان، أما سليمان وصالح فانقطعت ذريتهما، وأما سالم فولد له ابنان: عبد اللطيف، وعبد اللَّه، [وعلي الذي من مواليه الظُّمَّنْ وقد انقرضوا]
(4)
، فولد لعبد اللَّه: محمد، وأحمد، فولد لأحمد، صالح، فولد الصالح، أحمد [وولد لمحمد عبد الرحمن وليس له غيره]
(5)
وعبد الوهاب فهؤلاء فخذ، فولد لعبد الرحمن: حسين، وعبد اللطيف، وعبد الوهاب، فهؤلاء فخذ، فولد لعبد العزيز: عبد اللطيف، وصالح
(6)
، ومحمد فهؤلاء فخذ، فولد لأحمد: محمد بن أحمد.
(1)
انظر ملحق القبائل ص 447.
(2)
ومؤلف هذه المخطوطة من هذه الأسرة.
(3)
الإضافة من نص النسخة المطبوعة من هذا الكتاب، 97
(4)
الإضافة من نص النسخة المطبوعة من هذا الكتاب، 98.
(5)
الإضافة من نص النسخة المطبوعة من هذا الكتاب، 98.
(6)
الإضافة من نص النسخة المطبوعة من هذا الكتاب، 98.
وأما سليمان بن موسى بن أحمد بن حسين بن عِمْران الشَّخِيْل أخو عبد اللَّه فولد له: مبارك، وسليمان، وولد لسليمان: موسى، وولد لموسى، سليمان، ومحمد، فولد لمحمد: عبد الرحمن، وولد لسليمان، عبد اللَّه، وولد له، محمد فهؤلاء فخذ.
ومن أفخاذ الشَّخِيْل، آل سَلِيْم سكان بلد مَرَات، انتقلوا من بلد العُيَيْنَي، وهم من ذرية محمد وسليمان ابنا موسى بن إبراهيم بن سليمان بن سليم بن موسى بن عِمْران الشَّخِيْل فهؤلاء فخذ، ومن بطون آل مُغِيْرَة، الجُبَارَى مسكنهم بلد مَرَات، وكانوا من أقدم أهلها فانقرضوا إلا القليل [ومن أشهرهم عبد اللَّه بن حَمَد الجَبْري الذي ترأس في بلدة مَرَات في زمن الإِمام تُرْكي بن عبد اللَّه بن محمد بن سعود سنة 1236 هـ حين ظهور التُّرك على نجد، وقد عاون الجبري هذا آل دُهَيْش أهل الأحساء، وآل هُلَيِّل منهم آل سيف، جماعة إبراهيم بن سَيْف في الأحساء، فأخرجوا العَنَاقِر من مَرَات، وكانت لآل جار اللَّه من العَنَاقِر
(1)
ومن بطون آل مُغِيْرَة، آل موسى سكان بلد أشَيقِر، وآل موسى سكان بلد مَرَات، ومن آل موسى أهل أشَيْقِر، آل سليمان سكان جُلاجل، منهم آل أبَا لحَوِيْل، وعثمان (آل موسى) ساكن الجَهَراء بقرب الكُوَيْت من آل موسى المذكورين، ومن بطون آل مُغِيْرَة: آل بشر سكان الأفلاج، ومنهم إبراهيم بن مُسْفِر ساكن يَنْبُع الحجاز، ومن بطون آل مُغِيْرَة: آل طِرَاد، وآل كُلَيْب، سكان بلد الحُلْوَة من بريْك ونَعَام، ومن أفخاذ آل مُغِيْرَة، القَحَازَي، وهم آل قُحَيْز، مسكنهم المخرج، وآل مُبْرَد، والعِرده، وآل عيسى سكان الخَرْج، ومن أتباع آل مُغِيْرَة من المَوَالي: الخَطَّاف، سكان الخَرْج والوَشْم وغيرهما، وآل أُحَيْمد سكان بلد القَصب مَوال لآل حُمُود، وآل نَبْهَان أهل الدَّرعيَّة، يقال لهم آل عُبَيْد، وآل جَوهر موالي آل موسى أهل الأحساء، والظُّمَّنْ في بلد الأحساء، وآل مُلَيْك موالي الظَّفِير من بني لام، فهؤلاء مَوَالي آل مُغِيْرَة، ومن آل مُغِيْرَة آل جَسَّاس في القَوَيْعِيَّة والمُرَيْسي في بلد المُحَرَّق من البحر
(2)
.
(1)
الإضافة من مذكرات المؤلف.
(2)
الإضافة من نص النسخة المطبوعة من هذا الكتاب، 99.
الفضول
ومن بطون بني لام، الفضُول، ويقال: إن فَضْلا، ومُغِيرًا وكَثِيْرًا إخوة، ومن الفُضُول بطون وأفخاذ، ومن أشهر بطونهم آل غِزِّي، وآل صَلال، ومساكنهم في العَارِض، وقد ذكر ابن بشْر في القرن الحادي عشر الهجري بعض الحوادث بينهم وبين اشراف مكة
(1)
وآل غُرَيْر
(2)
، وذكر من منازلهم العَمَّاريَّة، وأبا الكِبَاش فيها الفُضُول والكَثران، وفي سائر الوصيل، وآل مُغِيْرَة والظَّفِير في عَقْربا، والجُبَيْلَة وما حولهما، وهم بُداةٌ يسكنونها في القَيْضَ، ثم انتقلوا عنها إلى العراق، ولم يبق منهم بنجد إلا حاضرة.
ومن بطون الفُضُول، آل غِزِّي، ومن بطونهم آل بُوْرَمَّاح، ومن آل بُوْرَمَّاح، والشَّمْلان أهل القَصيم، ومنهم الدَّعْفَس في الزِّلفي، ومن آل بُوْرَمَّاح، آل يحيى، منهم آل إبراهيم، وهم أبناء إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم، وكان لإبراهيم من الولد، الشيخ محمد ساكن بلد حَائل، وابنه عبد اللَّه، ومن أولاد إبراهيم، عبد العزيز بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم. كان مشهورًا بالكَرَم والحَزْم والسِّياسَة، وكان لأبيه إبراهيم شهرة من ذلك، ولجده عبد الرحمن، وكانوا بيت رئاسة الفُضُول
(3)
، وأشبه الأصل الفرع كما قال أبو تمَّام الطَّائي:
أبالي بحر الغَوْث أن أرام التي
…
أسب بها والنَّجْرُ يُشْبِهُه النَّجْرُ
وهل خَابَ من جَذْماه في أصل طَيِّيء
…
عَدي العديين القلمس أو عمرو؟
(4)
وقال:
لِكُلّ من بني حَوَّاء عذر
…
ولا عذر لطائي لَئِيْمِ
(5)
أحق الناس بالكرم امرؤ لم
…
يزل يأوي إلى أصْلٍ كَرِيْمِ
(1)
المنقور، 50، 63، ابن بشر، 1، 69؛ حوادث نجد 58، 59.
(2)
في المخطوطة وابن بشر، 1، 16، عريعر؛ والتصحيح من المنقور، 66؛ حوادث نجد، 64.
(3)
انظر ملحق القبائل ص 482.
(4)
ديوان، 400.
(5)
ديوان، 219.
ومن أبناء إبراهيم: سعد كان منزله بلد رَنْيَة، وَجَبْر بن إبراهيم له عدة أبناء، صالح، وعبد اللَّه، وعبد الرحمن، ومن أولاد إبراهيم: حمود في بلد حَائل (لم يعقب)، ويلحق بهم آل يحيى أهل مَلْهَم، منهم عبد العزيز بن يحيى، وعبد ربه ببلد الأحساء، ومن بطون الفُضُول: آل الشيخ عبد العزيز بن حسن بن يحيى، وهم من شجرة لهم سابقة قديمة في الإسلام، وهم رؤساء مَلْهَم، ألزمه الإِمام فيصل القضاء في بلدان المَحْمَل عام 1267 هـ
(1)
، وآل حسن سكان مَلْهَم، وآل دُعَيْلِج سكان القِريْنَة بالقرب من حُرَيْمَلاء، والحصنان، ومنهم الشِّبَاكا أهل ثَرْمَدَاء، وأهل الكُوَيْت.
ومن بطون الفُضُول، آل مَرْشَد أهل سُدَيْر، وآل طالب في بلد الحَوْطة من بريك ونَعَام والرِّياض، ومن الفُضُول: وآل شلال، والفيضلي من سكان القَصَب، ومن الفُضُول ببلد الأحساء، سُعُود العَايذِي، وآل بويِّت سكان قرية العُيُون [اسمها المَرَاح قرب العُيُون الشَمالية]
(2)
، ومن الفُضُول حَمُوْلَة محمد بن أحمد، [وعيسى آل حسن]
(3)
سكان العمران من شرقي الأحساء. وأما بادية الفُضُول: آل غِزِّي، وآل صلال، وآل مُجَيْوِل، انتقلوا إلى العراق في عرب العَمَارة من بني لام، وكانت العَرَمة التي بنجد تعرف بعَرَمَة آل غِزِّي، وآل صلال.
آل كثير
ومن بطون بني لام، الكَثْرَان، وبنو خالد وهم خالد الحجاز، وهم من بني أبي بن غَنْم بن حارثة
(4)
بن ثُوَب بن مَعْن بن عَتُود بن حارثة بن لام، وكان لغَنْم هذا من الولد، عَصْر، وأُبَي، وقال السُّوَيْدي: فمن بني
(5)
عَصْر هذا، عمرو بن المسيح
(6)
كان أرمى العرب، وإياه أراد الشاعر بقوله:
لَيْتَ الغراب رمى حمامة قلبه
…
عمروا بأسهمه التي لم تُلْعَب
(1)
الإضافة من ابن بشر، 2، 163.
(2)
الإضافة من نص الكتاب المطبوع، 100.
(3)
الإضافة من نص الكتاب المطبوع، 100.
(4)
ابن لعبون، 9، 32.
(5)
في الأصل: أعصر؛ والتصحيح من ابن الكلبي، 74؛ سبائك، 60؛ معجم قبائل العرب، 2، 784.
(6)
ابن الكلبي، 74؛ العقد الفريد، 3، 400؛ سبائك، 60؛ لكن في الاشتقاق، 388؛ اسمه: المسبح.
وكان عمرو بن المسيح قد أدرك الإسلام وله من العمر مائة وعشرون
(1)
سنة، ومن بطون بني لام: بنو غراب، وهو غُراب بن جَذَيمَة بن ود بن معن بن عَتُود بن حارثة بن لام، ومن بني غُراب، أبو المقدام الشاعر، ومن بني غَنْم بن حارثة، بنو سلسلة، وهم بطن من بني لام، ومنهم السِّلْسِلَة المذكورون في عُتَيْبَة، ومن بطون بني لام، بنو أفْلَت بن سِلْسِلَة بن عمرو بن سلسلة بن غَنْم بن حارثة ابن ثَوب بن مَعْنِ بن عَتُود بن حارثة بن لام، منهم الفِلتَة البطن المذكورون في عُتَيبَة، ومنهم بنو عدي بطن من لام من بني عمرو بن سِلْسِلَة، منهم عنترة بن الأخرس وابنه ريسان
(2)
الشاعران، وبنو دَغْش بطن من بني لام، وأما أُبَيّ أخو عَصر بن غَنْم بن حارثة كان له من الولد، سيف، ومسعود، وحارثة، وحَضَتَهُم أمَة يقال لها غَزِيَّة فغلبت عليهم فسموا غَزيَّة، قال الحَمْداني: منهم قوم بالشام والعراق والحجاز ونجد وفيما بينهما، قال: وهم بطون وأفخاذ ترجع إلى أصلين: البَطْنَان، وأجْوَد
(3)
، فمن البطنان، آل كَثير، وآل مسعود، وآل تميم، ومن الأجود، آل مَنِيْع، وآل سنيد، وآل أبي الحَزْم
(4)
، وآل علي، وساعدة، وبنو حُمَيْد، وخالد الحجاز، قال الحَمْدانِي: وخالد حِمْص من خالد الحجاز ذكره السُّيُوطي
(5)
، وآل عمرو من غَزِيَّة، وذكر السُّوَيْدي
(6)
، بطون الأجْوَد هذا في غَزيَّة هَوَازِن، وهو غلط منه، لأن بطون الأجْوَد اليوم في بني لام سكان العراق، وكبير الأجود غَضْبَان رئيس بني لام في العَمَارة، قال في مَسَالِك الأبْصَار: ومنهم طائفة في طريق الحَجِيج البغدادي، مياههم: اليَحْمُوْم، واللفيف، والمعينة، وديار الأجْوَد، الرخيمة، والدَّفِيْنَة، ولِيْنَة، وزَرُوْد، وديار آل عمرو بالجَوْف، كان يسمى
(1)
ابن الكلبي، 74؛ الاشتقاق 388؛ العقد الفريد 3، 400؛ كما كلهم قالوا: خمسين ومائة.
(2)
في الأصل: وعنزة بن الأخرش وابنه دمسان؛ والتصحيح من ابن الكلبي، 72؛ الاشتقاق 388.
(3)
الجمان، 88؛ ابن لعبون، 9.
(4)
في الأصل: آل سعيد، وآل ابن حرام؛ والتصحيح من الجمان 88، صبح الأعشى، 1، 323؛ سبائك، 48، 49؛ قبيلة الفُضُول، 240.
(5)
ابن لعبون، 9، 30.
(6)
سبائك، 48؛ (انظر أيضًا القلقشندي، 387).
جَوف آل عمرو، وديار بقاياهم، اللصيف
(1)
، واليحموم، واللام، والمعينة، ويليهم ديار ساعدة، من الخضراء
(2)
إلى بَريَّة زَرُود، ثم آل خالد وديارهم، التَّنُّومة، وحَنِيْذ، وأبو الدِّيْدان، والقريع، والكوارة إلى الرسوس، إلى عُنَيْزَة إلى وَضَاخ، إلى جبله، إلى الأنْجَل، إلى السَّر، إلى العودة، إلى عُشَيْرة
(3)
، انتهى كلام صاحب المَسَالِك. ومن بطون (البَطْنَان)، آل كَثِيْر من بني غَزيَّة بن أُبَيّ ابن غَنْم بن حارثة بن ثَوْب بن مَعْنِ بن عَتُود بن حارثة بن لام، وهم بطون وأفخاذ، بادية وحاضرة، والمشهور منهم قبيلتان، آل نَبْهَان بطن، وآل عَسَّاف بطن، وانحدروا إلى العراق بني لام سكان العَمَارة، وكان لهم ملوك، وصيت في القديم، منهم آل عَرُّوج، ويقال: إن آل عَرُّوج من آل غِزِّي من الفُضُول
(4)
، وكان يسكن بلد العَمَّارِيَّة، وكان آخرهم أدَيْد بن عَرُّوج، ترأس في بني لام بعد عِجْل، وهو الذي يقال فيه شعرًا:
ظَهَر منَ العَارِض ركيْبِ تِهيْفِي
…
يَتْلِنْ ابن عَرُّوج مِقْدِم بَني لامْ
زهَابُهُمْ حَبْ القَرَايَا النِّظِيْفِي
…
وسلاحُهمْ مَخْ الفْرَنْجِي والارْوامْ
ياما انْقِطَع في سَاقِتِه مِنْ عَسِيْفِ
…
ومِنْ سَابِقٍ تَمْرِق عن الجَيْشِ قِدَّامْ
(5)
ولهم في ذلك أشعار مشهورة.
ومن بني كثير بنجد، الكَثْران سكان بلد الحَرِيق، ومنهم أناس في الرِّياض، ومن بني كَثِير، آل ثاقب في بلد ضَرَمَا، وآل صَامِل في بلد المُزَاحِمِيَّة منهم آل زَاحم، ومن بطون الكَثْران، العَجَاجَات، ويقال إن العَجَاجَات من آل مُغِيْرَة، وأن أخوالهم الكَثْران، والعَجَاجَات أفخاذ، منهم فخذ في القَصِيْم، وفخذ في بلد
(1)
ابن فضل اللَّه العمري، مسالك الأبصار في مالك الأمصار، مخطوطة أسطنبول، السليمانية كتبخانة n 3417،4،A،B، ابن لعبون 10، ذكرًا: اللصف؛ لكن الجمان 88، 89؛ صبح الأعشى، 1، 323، 324؛ القلقشندي، 98، قالا: النصف.
(2)
ابن لعبون، 10؛ لكن مسالك، ب، 4 أعطى: حضر، والجمان، 88، 89؛ صبح الأعشى، 1، 323، 324؛ قال الخضر.
(3)
في الجمان، 88، 89؛ وابن لعبون 10، أورد: العشيرية.
(4)
قبيلة الفضول، 19، 48.
(5)
قبيلة الفضول، 90.
ضَرَما، وفخذ في حُرَيْملاء، ومن العَجَاجَات، آل سيف بلدة القديمة العُييْنَة، فتفرقوا منها، ومن سيف، العَجَاجَات أهل الأحساء: عبد اللَّه، وأولاد أخيه، [عبد العزيز] محمد وإخوته، [وإبراهيم، وعبد الرحمن، وحسن]
(1)
، ومن بطون الكَثْران، آل مَظْهَر سكان بلد مِسكَة وضَريَّة في أعلا نجد، منهم آل يحيَّان أهل السِّر.
ومن بطون الكَثْران، آل دُعَيْج، وآل منصور في بلد مَرَات، وآل دُعَيْج. خمسة أفخاذ: آل عبد الرحمن فخذ، وآل عبد اللَّه فخذ، وآل دُعَيْج فخذ، وآل محمد فخذ، وآل علي فخذ، وهم من ذرية الشيخ أحمد بن علي بن أحمد بن سليمان بن عبد اللَّه بن راشد بن علي بن أحمد بن إبراهيم بن موسى بن دُعَيْج البطن المعروف من الكَثْران في غَزِيَّة طيئ من بني لام، كان قاضي الوَشْم في زمن نقل الإِمام فيصل بن تُرْكِي رحمه الله إلى مصر وبعد رجوعه، وكان شاعرًا لِسنًا، وله في مدح الإِمام فيصل قصائد يصفه بالعِفَّة والصلاح، ومن قوله ينْبئ أنه من بني لام:
وما بَدأتُ النَّظمَ إلا محبة
…
وما كان مقصودي بذاك التَّنَوُّلا
لأن إله العرش قد سَدَّ فاقَتي
…
وعار لغير اللَّه أن أتَذَلَّلا
لأني من قومٍ كرام أعزة
…
بني لام حقًّا مجدها قد تأثَّلا
إذا جاء للمعروف طالب حاجةٍ
…
بذلنا له فوق الذي كان أمَّلا
إذا ما أتى المعروف قبل سؤاله
…
فلا خير في المعروف إن جَا تَوسُّلا
ومن بطون الكَثْران، آل سند في ثَرْمَدا منهم آل مِحْطَب في بلد الزُّبَير، ومن أفخاذ الكَثْران، آل سَنَد، وآل سُنَيْد، وآل برخيل، وآل سَهْو المذكورون في سُدَيْر، وآل زَامِل في جُلاجِل، ومن الكَثْران، الحَمَازَا، والقَباشا أهل الحُرَيِّق من بلدان الوَشْم، ومنهم آل فالح في الأفْلاج، ومن الكَثْران في الأحساء، آل كَثِيْر، وهم أولاد محمد ثلاثة: صالح، وعبد اللَّه، وعيسى، ولعيسى من الولد، صالح ولم يكن له عقب، ولعبد اللَّه من العقب، عبد اللطيف بن عبد اللَّه بن عبد اللطيف
(1)
الإضافة من نص الكتاب المطبوع، 102.
ابن عبد اللَّه بن محمد بن أحمد بن عثمان، ولصالح من الولد أحمد انقرض، وعبد الرحمن، ولعبد الرحمن من الولد، محمد، وإبراهيم، وصالح، فأولاد محمد، صالح، وأولاد إبراهيم، محمد، وعبد اللطيف، وصالح له ابنه عمر، ولعمر، عبد الرحمن، ومن بطون (البَطْنَان) بن غَزِيَّة، الرَّوْق، منهم طائفة بالشام، وبنو تميم بطن من (البَطْنَان) من غَزِيَّة وقد اختلطوا بأهل السواد في العراق، وبقيتهم اختلطوا بُتمَيِّم بن مُر بن أد بن طَابِخَة، وأما بطون الأجْوَد - تقدم ذكرهم أنهم في غرب العراق في بني لام، ومن بطون الأجْوَد، آل شَمْرُوْد، وآل مسافر بطن، وآل سرية بطن، وآل رفيع بطن، وأولاد كافرة بطن ذكرهم في مَسالِك الأبصَار
(1)
، ومن بطون الأجود، ساعدة -المقدم ذكرهم- منهم بطن مع الظُّفِيْر، ومنهم أساعدة الزِّلْفِي من البطن المعروف في عُتَيْبَة.
7 -
ما ذكره عبد اللَّه بن عبد العزيز آل مفلح الجذالين عن بني لام
(2)
من طيئ:
قال الشيخ في تاريخ الأفلاج عن قبيلته العريقة:
بنو لام هم بطن من بطون وأفخاذ يرجع نسبهم إلى لام بن عمرو بن طريف ابن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعاء بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة، جديلة، (وجديلة هي أم خارجة بوغلب اسميها على ولدها فقيل بنو جديلة) ابن سعد بن فطرة بن طيئ، وطيئ قبيلة عربية مشهورة من كهلان من القحطانية.
وبنو لام من أكبر القبائل الطائية كانت لهم صولة وجولة في نجد وغيرها منذ القرن السادس الهجري حتى صارت لهم السيادة في القرنين التاسع والعاشر الهجريين.
قال الحيدري في كتابه (عنوان المجد في أخبار البصرة ونجد): من العشائر العظيمة بنو لام من أكابر الناس كرامًا ونجابة وبأسًا.
(1)
القلقشندي، 103، 112 - صبح الأعشى 1 - 323، قلائد الجمان 88 - سبائك الذهب 48.
(2)
انظر ص 154/ ط 1413 هـ/ 1992، والشيخ عبد اللَّه ينتمي إلى الجذالين من آل كثير من لام في نجد وله كتاب تاريخ الأفلاج قدم له الشيخ حمد الجاسر علامة الجزيرة رحمه الله، وكتاب آخر عن الجذالين من آل كثير؛ أهداهما لي الصديق الأستاذ/ عبد اللَّه محمد المفلح الجذالين المدرس بكلية اللغة العربية جامعة الإِمام محمد بن سعود.
قال علي بن موسى بن سعيد المغربي عام 685 هـ: أشهر الحجازيين الآن هم بنو لام وبنو نبهان والصولة بالحجاز لبني لام بين المدينة والعراق.
وقال لقيط بن وداعة:
إذا ما بني الناس الحصون فإنما
…
حصون بني لام مثقفة سمر
وأرض فضاء ليس فيها معاقل
…
ولا وزر إلا الصوارم والصبر
وقال أبو الطحمان -واسمه حنظلة- يمدح بني لام:
إذا قيل أي الناس خير قبيلة
…
وأصبر يومًا لا تواري كواكبه
فإن بني لام بن عمرو أرومة
…
سمت فوق صعب لا تنال مراقبه
أضاءت لهم أحسابهم وجدودهم
…
دُجى الليل حتى نظم الجزع ثاقبه
ومن أشهر رجالات بني لام في عصر النبوة: أوس بن حارثة ذكر ابن الأثير في كتابه (أسد الغابة): أن أوسًا وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في سبعين راكبًا من قومه فبايعوه على الإسلام.
ولقد حفل التاريخ برجال مشاهير من بني لام زمن سيادتهم وعلو شأنهم في قرون خلت إلى أن تفرقوا فرحل بعضهم إلى العراق وبعضهم إلى الشام مع تفرقهم داخل الجزيرة العربية.
ولا ريب أن قبيلة بهذا الانتشار وبتلك الكثرة في نجد أن تصل إلى الأفلاج وهي التي في قلب نجد. وقد وجدت صخرة في الغيل مكتوب عليها "مزرعة. . . ابن زيد المغيري 864 هـ، وهذا من أوضح الدلائل على وجودهم في الأفلاج، إلا أننا لا نعرف العشائر والأفخاذ التي من بني لام في الأفلاج قبل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ومن فيها اليوم من بني لام إنما وفدوا إليها بعد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
ومن أشهر بطون بني لام في المملكة العربية السعودية: الفضول، (آل فضل)، والكثران (آل كثير)، وآل مغيرة.
وقيل إن فضلًا وكثيرًا ومغيرًا إخوة -وهذا ما نرجحه- وقيل غير ذلك، وفي الأفلاج حاليًا من هذه البطون الثلاثة أفخاذ وأسر كثيرة سيأتي ذكرهم. ومن بطون بني لام الظفير، وقيل أن الظفير من آل مغيرة وقيل الظفير حلف، وقد ذكرهم السويدي فقال: الظفير بطن من بني لام واللَّه أعلم.
وفي الأفلاج حاليًا من بني لام أفخاذ سبعة كالتالي:
الجذالين: وهم من آل كثير (الكثران) من بني لام من طيئ نسبة إلى جذلان ابن محمد بن ناصر بن علي الكثيري، وقد انتقلوا من الحريق
(1)
إلى ليلى في الأفلاج في عام 1919 هـ، وكان أول من انتقل منهم دخيل بن جدلان بعد أن أرسله والده إلى الدرعية لطلب العلم على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ثم أرسله الشيخ محمد بن عبد الوهاب عام 1919 هـ إلى الأفلاج مع وفد منهم معلمًا لهم وداعية إلى التوحيد.
والجذالين أربعة أفخاذ هم: آل مفلح، وآل فالح، وآل دخيل، وآل ناصر.
آل فهيد: وهم أبناء فهيد بن صالح بن فهيد بن محمد بن عبد اللَّه بن حمود المغيري من آل مغيرة من بني لام من طيئ، سكنوا العمار بالأفلاج منذ عام 1282 هـ وبعضهم يسكن ليلى بالأفلاج أيضًا وأفخاذهم خمسة وهم: آل شبيب، وآل حبيب، وآل تميم، وآل صالح، وآل عبد اللَّه.
آل بشر: وهم من آل مغيرة من بني لام من طيئ، ويسكنون الروضة وليلى بالأفلاج وأفخاذهم: آل سفر، وآل مسفر، وآل سفران.
آل كليب: وهم من آل مغيرة من بني لام من طيئ، ويسكنون ليلى بالأفلاج أيضًا.
آل تركي: وهم من آل مغيرة من بني لام من طيئ، ويسكنون ليلى.
آل رحمه: وهم من الفضول (آل فضل) من بني لام من طين، وهم: آل نمشان وآل محمد ويسكنون ليلى، وآل مفلح ويسكنون أسيلة بالأفلاج.
الحراسين: وهم من الفُضُول (آل فضل) من بني لام من طيئ وهم:
(1)
الحريق: غرب حوطة بني تميم بناه وزرعه الهزازنة سنة 1040 هـ.
آل ماضي، وآل فالح ويسكنون أسيلة بالأفلاج أيضًا.
ومن مشاهير بني لام في منطقة الأفلاج نذكر البعض وهم:
دخيل بن جدلان الكثيري: الذي أرسله الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى الأفلاج معلمًا وداعية سنة 1199 هـ، وتوفي عام 1233 هـ.
سعود بن مفلح الجذالين الكثيري: أحد علماء الأفلاج، اشتهر بالعلم والكرم والإنفاق على الفقراء والمحتاجين، توفي عام 1335 هـ.
سعد بن سعود الجذالين الكثيري: اشتهر بالعلم وحسن القضاء وكرم الضيافة، تولى القضاء في الأفلاج عام 1337 هـ ثم في وادي الدواسر عام 1344 هـ، كثيرًا ما يطمئن الناس لفتواه، توفي عام 1379 هـ.
عبد الرحمن بن شبيب آل فهيد المغيري: اشتهر بكرمه وإنفاقه ومساعدته للفقراء والمحتاجين، توفي عام 1367 هـ.
إبراهيم بن مسفر آل بشر المغيري: ولد بالروضة وبها نشأ، ثم ارتحل إلى الرياض فينبع، شارك في جيش الملك عبد العزيز آل سعود في الحجاز، وقد اشتهر بالشعر والأدب.
حمد بن مفلح بن حمود آل رحمة الفضلي: اشتهر بالكرم والبذل، توفي عام 1268 هـ.
وقد ذكر الشيخ عبد اللَّه بن عبد العزيز آل مفلح الجذالين أيضًا تفصيلات عن طيئ وبني لام وكذلك عن الجذلان الذي ينتمي إليهم نذكرها إتمامًا للفائدة
(1)
.
قال: الجذالين قبيلة من قبائل الأفلاج الشهيرة يرجع نسبهم إلى جذلان بن محمد بن ناصر بن علي الكثيري اللامي الطائي، الذي عاش في زمن الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمهم اللَّه تعالى- والمتوفي سنة 1203 هـ.
(1)
نقلًا عن كتاب الجذالين نسبهم وموجز عن تاريخهم - طبعة 1414 هـ.
وقبل الحديث عن حياة جذلان وأبنائه وأحفاده، وعن أفخاذ الجذالين وفروعهم ومساكنهم، يُحسن بنا أن نتحدث عن نسبهم وعن أصولهم الضاربة في عمق التاريخ، عن قبيلة طيئ ثم عن بني لام ثم عن الكثران
(1)
الذين يرجع نسب جذلان إليهم، وسيكون ذلك بإيجاز مفيد بعون اللَّه تعالى.
أولًا: قبيلة طيئ:
طيئ قبيلة من قبائل العرب الشهيرة، كانت من أقوى القبائل العربية، ويذكر النسابون أنها قبيلة من كهلان القحطانية، وينتسب إليها عدد كثير من الأجواد والفرسان والشعراء، فطيئ من أرجاء العرب، وهي قادرة لقوتها وكثرتها أن تستقل بنفسها وتستغني عن غيرها، وطيئ هو (جُلهُمة) بن أدد بن زيد بن كهلان بن سبأ ابن يشجب بن يعرب بن قحطان ابن النبي هود عليه الصلاة والسلام، وهود من عاد، وعاد من إرم، وإرم من سام بن نوح، ونوح من آدم عليهما السلام. ومعظم المصادر تقول: إن طيئًا سُمي بطيئ لأنه أول من طوى المنازل أو المناهل، أي جاز منهلا إلى منهل آخر ولم ينزل
(2)
وقال البَطْلَيوسي إنما اشتق طيئ من طاء يطوء إذا ذهب وجاء، والطاعة بعد الذهاب في الأرض والمرعى
(3)
، وفي هذا الاشتقاق علاقة بهجرة قبيلة طييء من مساكنهم الأولى باليمن إلى شمال الجزيرة العربية بالجبلين، إذ يقرر البكري أن بين الجوف (منازل طيئ باليمن) وبين الجبلين (أجأ وسلمى) حيث هاجروا واستقروا مسيرة شهر
(4)
.
أما مساكن طيئ فقلنا إنها في الجوف من بلاد اليمن وهو اليوم محله مراد وهمدان، وكان أكثر مساكنهم في واد يدعى ظريبا، وكان الوادي مسبعة، وفي ذلك يقول طيئ وقد حملوه من مكانه باليمن إلى بلاد الجبلين -وكان معمرًا- يقول:
(1)
للاستزادة من أخبار طيئ وبني لام والكثران انظر ما يلي:
1 -
شعر طيئ وأخبارهم في الجاهلية والإسلام د/ وفاء السنديوني - دار العلوم.
2 -
المنتخب في ذكر أنساب قبائل العرب للمغيري.
(2)
معجم البلدان 1/ 122/ أجأ.
(3)
الاقتضاب للبطليوسي 126 - 127. ولسان العرب ضوأ.
(4)
معجم ما استعجم للبكري 3/ 782.
أنا من الحي اليمانينا
…
إن كنتِ عن ذلك تسألينا
فقد ثَوَينا بظريب حينا
…
ثم تفرقنا مودِّعينا
وكان سيد طيئ آنذاك أسامة بن لؤي الذي قاد رحلة طيئ من اليمن إلى الشمال حيث سكناها بالجبلين (أجأ وسلمى).
ويقال إن قبيلة طيئ أخرجت ببني أسد بن خزيمة من الجبلين وحلوا مكانهم، واستمروا بها ثم تفرق بعضهم في البلاد زمن الفتوحات الإسلامية، والذي يترجح عندنا أن هجرة طيئ من الجنوب إلى الشمال كانت في القرن الثاني الميلادي واللَّه أعلم.
يقول أبو سعيد عن طيئ: وفي بلادهم الآن أمم كثيرة تملأ السهل والجبل حجازًا ونجدًا وعراقًا وشامًا، وهم أصحاب الرئاسة في العرب إلى الآن في العراق والشام
(1)
.
ويتفرع من طيئ ثلاثة بطون هم فطرة والغوث والحارث، وولد لفطرة سعد، ولسعد أربعة بطون هي: خارجة وتيم اللَّه وحبش والأسعد، ويقال لبطن خارجة (جَدِيْلَة)
(2)
، ومن بطون جُدَيْلة بنو لام -وسيأتي نسبهم- ومن بطون الغَوْث قبيلة شمّر، وهو شمّر بن عبد جذيمة بن زهير بن ثعلبة بن سلامان بن ثُعَل بن الغَوْث ابن طيئ، وشمر من أكبر بطون الغَوْث، ولا تزال حتى الآن، وقد غلبت شهرتها في بلاد طيئ (الجبلين) وقد دخل مع قبيلة شمّر في أخريات السنين أفخاذ من قبيلة عبيدة القحطانية، وهم الآن فخذ (عبدة) المعروف في شمّر، وأفخاذ شمّر اليوم: سنجارة والأسلم وعبدة والدغيرات والتومان.
ولقبيلة طيئ لغة خاصة هي من اللغات المشهود لها بالتميز بين العرب، وفي كتب اللغة التي احتفلت بها احتفالا كبيرًا، قال التبريزي: لأن بني ضبة وجدوا رجلًا من طيئ فقالوا له: من أنت؟ فكتمهم فعرفوا لغته
(3)
، وقد اعتمد اللغويون
(1)
تاريخ ابن خلدون 2/ 529 - 530.
(2)
جُدَيْلة هذه هي بنت سُبيع بن حَمِيْر الأصغر زوج سعد بن فطرة وأم خارجة بن سعد بن فطرة غلب اسمها على نسل ولدها خارجة فسمي البطن باسمها.
(3)
شرح الحماسة للتبريزي 2/ 197.
كثيرًا على أعراب طيئ وفصحائهم، فقد استشهد الجاحظ بلغتهم ونقدهم وبلاغتهم في القول
(1)
، وكذا أبو هلال العسكري
(2)
، وسيبويه
(3)
، وغيرهم كثير.
أما دخول قبيلة طيئ في الإسلام فمن المؤكد أنه لم يات دفعة واحدة وإنما جاء متتابعًا حتى اكتمل دخول القبيلة كلها في الإسلام بوفاة زيد الخيل (الذي سماه الرسول صلى الله عليه وسلم زيد الخير بعد إسلامه) على رأس قومه من طيئ سنة الوفود (السنة التاسعة للهجرة).
وقد اشتهر من قبيلة طيئ رجال كثيرون في الجاهلية والإسلام، ومنهم كريم العرب في الجاهلية حاتم بن عبد اللَّه الطائي، وابنه عدي بن حاتم أدرك الإسلام وأسلم، وكذا سفانة بنت حاتم أسلمت بعد سنة الوفود، ومن طيئ كذلك الأسد الرهيص ابن سلمى الذي قتل عنترة بن شداد العبسي وفي ذلك يقول مفتخرًا:
أنا الأسد الرهيص قتلتُ عمرًا
…
وعنترةَ الفوارس قد قتلتُ
ومن طيئ الصحابي الجليل زيد الخير رضي الله عنه وأوس بن حارثة ابن لام الرجل الأديب والجواد الكريم المشهور بين العرب قال ابن الأثير: وكان له صحبة. ومن طيئ آل حُمَيْد من بني نبهان من طيئ أمراء بني العباس على الثغور، وأشهرهم محمد بن حُمَيد الطوسي الطائي الذي رثاه أبو تمام الطائي بقوله:
كأنَّ بني نبهان يومَ وفاته
…
نجومُ سماءٍ خَرّ من بينها البدرُ
يُعزُّون عن ثاوٍ تُعزى به العُلا
…
ويبكي عليه البأسُ والجودُ والشعرُ
لئن لبست فيه المصيبة طيئ
…
فما عريت منه تميم ولا بكرُ
(4)
(1)
البيان والتبيين 1/ 149.
(2)
الصناعتين 327.
(3)
الكتاب 4/ 181.
(4)
ديوان أبي تمام 309.
وكما ذكرت، فمن طيئ أبو تمام حبيب بن أوس الطائي الشاعر العباسي الشهير، وكذلك قرينه الشاعر أبو عبادة الوليد بن عبيد البحتري، ومنهم الإِمام أبو عبد اللَّه محمد بن مالك الطائي النحوي وكذا الشاعر صفي الدين الحِلّي. . وغير هؤلاء من النابغين والقادة والعظماء.
ثانيًا: بنو لام:
وهو لام بن عمرو بن طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعاء بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة (جديلة) بن سعد بن فطرة بن طيء. وقد عاش لام في أواخر العصر الجاهلي وقُبيل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وإليه ينتسب بنو لام الطائيون.
وهم من أكبر القبائل العربية، كانت لهم صولة وجولة في نجد وأطراف الشام منذ القرن السادس الهجري حتى صارت لهم السيادة في القرنين التاسع والعاشر الهجريين على نجد وجنوب الشام والعراق. قال الحيدري في كتابه عنوان المجد في أخبار البصرة ونجد: من العشائر العظيمة بنو لام من أكابر الناس كرمًا ونجابة وبأسًا، وقال علي بن موسى بن سعيد عن عام 685 هـ أشهر الحجازيين الآن بنو لام وبنو نبهان والصولة بالحجاز لبني لام بين المدينة والعراق
(1)
وما أنشئ حلفُ الدواسر في القرن التاسع إلا ضد بني لام لإضعاف قوتهم والحدّ من سيطرتهم على البلاد.
يقول لقيط بن وداعة:
إذا ما بنى الناسُ الحصونَ فإنما
…
حصونُ بني لام مثقفةٌ سمْرُ
وأرضُ فضاءٍ ليس فيها معاقلٌ
…
ولا وَزَرٌ إلا الصوارمُ والصبرُ
قال أبو الطمحان -واسمه حنظلة- يمدح بني لام:
إذا قيل أيُّ الناسِ خبر قبيلة
…
وأصبر يومًا لا تواري كواكبه؟
فإن بني لام بن عمرو أرومة
…
سمت فوق صعب لا تنال مراقبه
أضاءت لهم أحسابُهم وجدودُهم
…
دُجى الليل حتى نظّم الجزعَ ثاقبُه
(2)
(1)
حاشية علماء نجد خلال ستة قرون 2/ 438.
(2)
المنتخب المغيري 275.
ويقول الحمداني:- ومنازل بني لام من الجبلين إلى المدينة، وينزلون أكثر أوقاتهم مدينة يثرب، ثم كثروا وتفرقوا وافترقت بطونهم من حارثة بن لام وابنه أوس، وهم الذين ذكرهم أبو تمام الطائي في قوله:
سما بيَ أوسٌ في السماح وحاتمٌ
…
وزيدُ القنا والأثرمان ونافعُ
مضوا وكأن المكرماتِ لديهمُ
…
لكثرة ما أوصوا بهن شرائعُ
إذا طيء لم تطو منشورَ بأسها
…
فأنفُ الذي يُهدي لها السخطَ جادعُ
ومن أشهر رجال بني لام في عصر النبوة أوس بن حارثة بن لام سيد جواد وكريم مطاع، ذكر ابن الأثير في كتابه أسد الغابة: أن أوس بن حارثة وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في سبعين راكبًا من قومه فبايعوه على الإسلام، فله صُحبة هو وابنه جرير وابن ابنه عروة بن مضرس بن أوس.
ولقد حفل التاريخ برجال مشاهير من بني لام زمن سيادتهم وعلوّ شأنهم في قرون خلت إلى أن تفرقوا، فرحل بعضهم إلى العراق وإلى العمارة منه خاصة وإلى الشام كذلك مع تفرقهم في داخل الجزيرة العربية، وكان ذلك في القرن الحادي عشر الهجري، ومن أشهر بطون بني لام:
أ - الكثران.
ب - الفضول
جـ - آل مغيرة.
د - الظفير.
ويقال إن كثيرًا ومغيرًا وفضلا إخوة -وهذا ما نرجحه- وقيل الظفير حلف أكثرهم من بني لام، وقد ذكرهم السويدي فقال: الظفير بطن من بني لام، وهذا ما نراه.
ومن أشهر بني لام آل عروج الكثران ومنهم لزّام بن عروج وأُدَيْد بن عروج الذي ترأس في بني لام بعد عجْل بن حنيتم، وكان مسكن أديد بلد العمارية
(1)
وسيأتي الحديث عنه. ومن مشاهير هم كذلك عجل بن حنيتم المغيري آخر أمراء آل مغيرة، وكان مسكنه بلدة (الشعراء) من قُرى الدوادمي في بلاد نجد وآثار قصره باقية إلى اليوم.
(1)
العمارية تقع في الجزء الشمالي الغربي من الرياض.
ثالثا: بنو كثير (الكثران):
عرفت أن الكثران
(1)
بطن من بني لام، وقد جاءت فيهم أمارة بني لام ردحًا من الزمن متمثلة في آل عروج.
وينتسب الكثران إلى كثير بن شداد بن أوس بن حارثة بن لام الطائي، وقد عاش كثير بن شداد في بداية الدولة الأموية. وقد استمر الكثران في رئاسة بني لام زمنًا مديدًا تعاقب فيها آل عروج، وكانت لهم بطولات وقصص تشهد لهم بمكانتهم ورفعتهم ومنهم لزّام بن عروج وأُديد بن عروج
(2)
آخر أمراء بني لام في نجد، وقد امتدت رئاسته فيهم إلى القرن الحادي عشر الهجري حيث كانت هجرة أكثر بني لام إلى العراق، وكان مسكنه وقصره في العمارية بالقرب من الرياض قديمًا.
ولافتقار نجد وجدبها وقلة أمطارها وإحاطة الفقر بأهلها وبعد إغراء من الوالي العثماني على العراق رحل أمير بني لام أُديد بن عروج الكثيري ومعه رجال غير قليل من بني لام إلى العراق وكان ذلك في القرن الحادي عشر الهجري، وتبعهم عدد كثير من بني لام في فترات زمنية متفرقة، وأعطاهم الوالي العثماني لواءً كاملا في الجيش العثماني برئاسة أميرهم أُديد بن عروج الذي يقال فيه:
ظهر من العارض ركابٍ تهيفي
…
يتْلنّ ابن عروج مِقْدَمْ بني لام
زهابهم حب القرايا النظيفي
…
وسلاحهمْ مخ الفرنجي والأرْوَامْ
ياما انقطعْ في ساقتِهْ من عسيفي
…
ومن سابقٍ تمرقْ على الجيش قدّامْ
ويقال في قبيلته الكثران:
انحر العليا جعل يعمّر جباها
…
سَلِّمْ على ذيك الوجيه المِفَاليحْ
فيها المباني شاقْ عيني بناها
…
والنجر فيها يجرّح القلب تجريحْ
دار كثرانٍ حظ منْهو نِصَاها
…
مَهيبْ من دار الوجيه المكاليحْ
(1)
ويوجد كثران غير البطن الذي من بني لام، فبنوا كثير في حضرموت من أعظم قبائلها، وفي عسير وليس كلهم من بني لام، ويوجد بني كثير من الظفير من بني لام.
(2)
المنتخب 290.
وبعد رحيل أكثر بني لام إلى العمارة بالعراق تفرق الباقون في بوادي نجد وحواضرها، فقد تبدلت قوتهم ضعفا برحيل أكثرهم إلى العراق.
وفي عام 1170 هـ اختلف آل كثير فيما بينهم في العمارية (بالقرب من الرياض)، وحصل بينهم ذلك بعد دخول ابن معمر ولقائهم به
(1)
، وبعد هذا الخلاف رحل عنهم ناصر بن علي إلى الحريق
(2)
يرافقه مولاه عبد السلام واستقر فيها وأنجب ابنه محمدًا، فأنجب محمد أبناءه السبعة وهم: جذلان ثم علي وحمد وإبراهيم وزيد وراشد ورشيد، وقد انقرضت ذرية الأخيرَيْن، وأما الباقون فيقال لهم (آل محمد) وهم اليوم في الأفلاج والحريق والرياض والخرج والمزاحمية. . .
ومن أفخاذ الكثران المعروفين اليوم لدينا:
- آل محمد في الحريق والأفلاج والرياض والخرج والمزاحمية.
- الجذالين من آل محمد في الأفلاج والرياض وتبوك والمجمعة.
- آل ثاقب في ضرما.
- آل دعيج وآل منصور في مرات.
- آل صامل وآل زاحم في المزاحمية.
- العجاجات في القصيم وضرما وحريملاء.
- آل سيف من العجاجات في الأحساء.
- آل سند في ثرمداء.
- آل يحيان في السر.
- آل زامل في جلاجل.
- الحمازا والقباشا في الحريّق في الوشم.
- آل محطب في الزبير.
(1)
السوابق لابن بشر سابقة 1097 هـ.
(2)
الحريق مدينة تقع غرب حوطة بني تميم بنيت عام 1040 هـ.
- آل مظهر في مسكة وضريّة، وهم أبناء الشيخ إبراهيم بن علي الكثيري، ويلتقي آل مظهر وآل محمد في (علي) الكثيري فهم أقرب لبعض من غيرهم من بقية الكثران، علمًا بأنه لم يَتَّسم بالنسب إلى (كثير) في المعاملات والرسميات إلا الكثران سكان الحريق.
وخلاصة القول أن الجذالين من آل محمد من الكثران من بني لام من طيئ، والكثران قبيلة كانت أصولها في بلاد اليمن وفي الجوف منه خاصة، ثم انتقلت الأصول (طيئ) إلى بلاد الجبلين (أجأ وسلمى) وذلك في القرن الثاني الميلادي، وكانت النقلة برئاسة أسامة بن لؤي الطائي، وبقيت قرونًا في بلاد الجبلين وجعلتها مركزًا لها، وسارت الأيام فتمكنت الأصول (بنو لام) من السيطرة على نجد كلها وجنوب العراق والشام ومع مرور الزمن انتقل مركز قيادة بني لام إلى بلد العمارية ممثلة رئاستهم في آل عروج الكثران في القرن العاشر والقرن الحادي عشر الهجري، وشاء اللَّه أن يرحل كثير من بني لام إلى العراق هم وإمارتهم في القرن الحادي عشر الهجري، ونتج عن تلك الرحلات المتتابعة ضعف من تبقى من بني لام وسط نجد وتفرقهم فيه وصدق اللَّه تعالى القائل {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ. . . (140)} [آل عمران].
وفي عام 1097 هـ اختلف من تبقى من الكثران في بلد العمارية -مركز الإمارة قبل الرحيل إلى العراق- فيما بينهم بعد لقائهم بابن معمر، وبعد ذلك رحل عنهم ناصر بن علي الكثيري خوف الفتنة، واتجه نحو الحريق هو ومولاه عبد السلام وفيها أنجب محمدًا فأنجب محمد أبناءه السبعة وسُموا بعد ذلك بآل محمد وأكبر أبنائه جذلان بن محمد بن ناصر بن علي الكثيري الذي عاصر الدعوة الإصلاحية للشيخ محمد بن عبد الوهاب وأيدها هو ووالده محمد رحمهم الله جميعًا-، وبعد أن أخذ دخيل بن جدلان حظًا وافرًا من تعلم القرآن والتوحيد أرسله والده جذلان إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب ليتعلم على يديه ويكون من جنوده، وفي عام 1199 هـ قدم الشيخ دخيل بن جدلان إلى الأفلاج بطلب من أهلها وإرسال من الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وفي الأفلاج أنجب، وسمي أبناؤه وأحفاده بالجذالين، وأفخاذ من بقي له ذرية منهم وفروعهم كالتالي:
رابعًا: أفخاذ الجذالين وفروعهم:
أولًا: آل مفلح وهم:
آل عبد اللَّه (الأول) بن سعود.
آل عبد اللَّه (الثاني) بن سعود.
آل سعد بن سعود.
آل مفلح بن سعود.
ثانيًا: آل فالح وهم:
آل محمد بن فالح.
آل إبراهيم بن فالح.
آل عبد الرحمن بن فالح.
ثالثا: آل دخيّل وهم:
آل عبد اللَّه بن دخيّل.
آل عبد اللَّه بن محمد.
آل إبراهيم بن عبد اللَّه.
آل محمد بن عبد العزيز.
رابعًا: آل ناصر وهم:
آل عبد العزيز بن ناصر.
مشاهير الجذالين من آل كثير
في هذا الفصل سنتحدث عن مشاهير الجذالين والمقرئين منهم بحديث موجز يعطي صورة عامة عن هذه القبيلة ورجالها وصفاتهم، مُغْفلين بعض المعلومات الجزئية ومهتمين بحقائق الأمور، تاركين شيئًا كثيرًا من القصص والأحداث الموثوقة التي تساعد في إعطاء تصور عام لأولئك الرجال، تركناها رغبة في الإيجاز.
ومن واقع حياة أولئك الرجال مما ستقرأ بعد قليل أو ما حصل من قصص وأحداث، نستطيع تحديد بعض صفاتهم وأخلاقهم، فعندهم يلتقي العلمُ الجمّ وحبُّه طلابه بالكرم الفياض، وتلتقي عندهم متابعة أحوال الفقراء والبؤساء بالزهد والتقي، والخوف من اللَّه بالوقوف مواقف الرجال.
وقبل أن نبدأ الحديث عنهم يحسن بنا أن نتحدث ولو يسيرًا عن محمد بن ناصر الكثيري والد جذلان الذي ينتسب إليه الجذالين. . فإليك ترجمته وتراجم مشاهير الجذالين من بعده مرتبين حسب سنة الوفاة:
أولًا: تراجم المشاهير:
محمد بن ناصر الكثيري:
هو محمد بن ناصر بن علي الكثيري اللامي الطائي، ولد في بلدة الحريق حيث قدم إليها والده ناصر بن علي في عام 1097 هـ، وبها عاش وأنجب أبناءه السبعة أكبرهم جذلان ثم علي وحمد وزيد وإبراهيم وراشد ورشيد، وقد انقرضت ذرية الأخيرين، وكان -رحمه اللَّه تعالى- مؤيدًا لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ومناصرًا لها؛ ولذا أعان ابنه جذلان برأيه على إرسال ولده دخيل إلى الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب ليتعلم على يديه ويكون من جنوده في نشر الدعوة بين الناس، وبقي محمد بن ناصر في الحريق إلى أن توفي قبيل وفاة ابنه الأكبر جذلان، وكانت وفاة جذلان عام 1203 هـ.
جذلان بن محمد بن ناصر:
هو جذلان بن محمد بن ناصر بن علي الكثيري اللامي الطائي، أكبر إخوانه، حيث ولد في بلدة الحريق وبها عاش وأنجب أبناءه الثلاثة أكبرهم دخيل ثم عبد اللَّه وناصر، وإلى جذلان تنتسب قبيلة الجذالين، وقد كان رحمه الله مؤيدًا لدعوة الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ومناصرًا لها كأبيه، وقد أرسل ابنه الأكبر دُخيلا ليتعلم على الشيخ في الدرعية ويكون من جنوده في نشر الدعوة بين الناس، وقد أدرك جذلان إرسال ابنه إلى الأفلاج ليكون لهم معلمًا ومرشدًا وذلك عام 1199 هـ، وبقي جذلان في الحريق إلى أن
توفي بعد وفاة والده بقليل وكان ذلك عام 1203 هـ. فرحمهم اللَّه جميعًا وجزاهم عنا خير الجزاء.
أبناء جذلان:
لجذلان ثلاثة أبناء أكبرهم الشيخ دخيّل وستأتي ترجمته، وعبد اللَّه بن جذلان، وقد انقرضت ذريته كما مر من قبل في فصل المنقرضين، والابن الثالث ناصر بن جذلان، الذي انتقل إلى المجمعة أحد أحفاده وهو ناصر بن محمد بن ناصر بن سعود بن ناصر بن جذلان، انتقل ذلك الحفيد إلى المجمعة عام 1320 هـ بعد أن شارك مع الملك عبد العزيز رحمه الله في فتحها وتوفي بها عام 1337 هـ، بعد أن أنجب عدة أبناء انقرضوا ولم يبق منهم إلا عبد العزيز بن ناصر وأبناؤه الخمسة ولا زالوا يسكنون المجمعة.
الشيخ دخيّل بن جذلان:
هو دخيّل بن جذلان بن محمد بن ناصر بن علي الكثيري اللامي الطائي ولد ببلدة الحريق عام 1174 هـ حيث كان يسكنها أبوه وبها نشأ، وقرأ القرآن وتعلمه في الكتاتيب في منطقة الحريق، وبعدها أرسله والده إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله يطلب العلم على يده في الدرعية، وفي عام 1199 هـ قدم وفد من أهل الأفلاج إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب لإعلان الدخول تحت لواء الدعوة المباركة، ثم طلبوا من الشيخ أن يرسل معهم مرشدًا ومعلمًا للناس فأرسل معهم تلميذه دخيّل بن جذلان، وقد أخذ حظًا وافرًا من العلم وهو في سن الخامسة والعشرين، وبعد أن وفد إلى أهل الأفلاج استقبله أميرها آنذاك راشد بن بازع الفرجان الدوسري، وأكرمه ورغب في بقائه وزوّجه ابنته (نمشة) وأسكنه بجواره في المبرز بمدينة ليلى، وبعد وفاة والده جذلان عام 1203 هـ ذهب إلى الحريق وأتى بأمه وأخويه ناصر وعبد اللَّه، وبقي الشيخ دخيّل في الأفلاج يعلم الناس القرآن والتوحيد ويرشدهم إلى العقيدة الصحيحة وينفرهم من البدع والخرافات التي كانت سائدة في ذلك الزمن، يصلي بهم ويخطب فيهم، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بقي كذلك إلى أن توفي رحمه الله عام 1233 هـ في مدينة ليلى عاصمة الأفلاج.
أبناء الشيخ دخيّل:
أنجبت (نمشة) بنت الأمير راشد بن بازع الفرجان الدوسري للشيخ دخيّل ثلاثة أبناء هم: سعود ومرضي ومفلح، وقد انقرضت ذرية سعود ومرضي، وإلى مفلح ينتسب فخذ آل مفلح من الجذالين وستأتي ترجمته، أما فخذ آل فالح من الجذالين فينتسب إلى فالح بن مفلح، كما تزوج الشيخ دخيّل بنت أحمد بن شيبان من الأشراف حيث أنجبت له ابنًا سماه عبد اللَّه ومن ذريته فخذ آل دخيّل من الجذالين.
مفلح بن دخيّل بن جذلان:
هو مفلح بن دخيّل بن جذلان ولد بالأفلاج، وكان صاحب فضل وعبادة. رزقه اللَّه ثروة عظيمة فأصبح يتصدق منها على الفقراء والمساكين حتى اشتهر بذلك لكثرة إحسانه وعطاياه، وهو الذي حفر ساقي (موافق) بالسيح، وأول من غرس بالسيح الشمالي (نخل المعشرية)
(1)
وموقعه الآن غربي رفاع، وهو الذي بنى قصر (آل مفلح) الواقع شرقي المسجد المعروف بمسجد آل فالح، وإليه ينتسب فخذ آل مفلح من الجذالين، توفي في ليلى وهو في سن الشباب عام 1250 هـ وترك أموالا طائلة حفظتها زوجته هيا بنت خميس آل أبو راس الفرجان الدوسري لولديه الصغيرين فالح وسعود فكانت نعم المؤتمن على الأولاد والأموال فرحمهم اللَّه جميعًا.
الشيخ فالح بن مفلح:
هو فالح بن مفلح بن دخيّل بن جذلان ولد سنة 1245 هـ كان طالب علم وحافظًا للقرآن الكريم، اشتهر بكثرة العبادة والزهد والتقى وكثرة الصدقة على الأيتام والفقراء والمحتاجين، وإليه ينتسب فخذ آل فالح من الجذالين، توفي -
(1)
لقد كان لنخل المعشرية زمان حافل بالعطاء والبذل، ففي وقت الصرام يمتلئ (الفدا) بالتمور وموازين التمر لا تتوقف إما تزن للناس عوائدهم أو للمحتاجين والفقراء أو هدايا الأقرباء والأرحام، وتظل الإبل تأخذ منه أربعين يومًا بل تزيد، وينتقل بعد ذلك إلى الجصص في القصر ليحفظ فيها حتى يقدم ضيف أو يطرق الباب فقيرٌ أو يُعلم مكان محتاج -والتمر هو كل الغذاء- وقد عاش ذلك النخل طويلًا فقد دام 160 سنة وما غرس قبله من النخل مات قبله إلا هو فلم يمت بل تساقط على الأرض لفرط طوله. وتلك من بركات الصدقة.
رحمه اللَّه- سنة 1314 هـ. وله أربعة أبناء هم: إبراهيم ومفلح ومحمد وعبد الرحمن وقد انقرضت ذرية مفلح، وسنذكر ترجمة للباقين.
إبراهيم بن فالح بن مفلح:
هو إبراهيم بن فالح بن مفلح بن دخيّل بن جذلان ولد في مدينة ليلى سنة 1268 هـ، ونشأ وتربى عند والده في بيت تعمره التقوى والطاعة، ولما شبّ جلس لطلب العلم على يد عمه الشيخ سعود بن مفلح فتلقّى منه بعض علوم الشريعة، وكان رحمه الله عابدًا زاهدًا كثير الصيام والقيام توفي سنة 1334 هـ في مدينة ليلى.
الشيخ سعود بن مفلح:
هو الشيخ سعود بن مفلح بن دخيّل بن جذلان ولد في الأفلاج سنة 1248 هـ، وقرأ القرآن وحفظه وهو صغير وقد صرف همته في طلب العلم حتى عُدّ من كبار العلماء في زمانه، ارتحل إلى الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ وطلب العلم على يده سبع سنين، ثم على ابنه الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن وغيرهما، ولما رأى الإِمام عبد اللَّه بن فيصل سعة علمه عرض عليه القضاء فاعتذر رحمه الله تورّعا. وقد اشتهر بالكرم وكثرة الضيوف، أظهر وقفًا للضيف قدرُهُ (100) نخلة وقد كان منفقًا على الفقراء والضعفاء والأيتام، ولما قدم الملك عبد العزيز آل سعود إلى الأفلاج سنة 1329 هـ. نزل ضيفًا عند الشيخ سعود بن مفلح وطلب ابنته (جهيّر) لأخيه الأمير سعد بن عبد الرحمن آل سعود فلم يسع الشيخ إلا القبول والاستجابة، وقد كان ملمًّا بعلم التفسير والفقه والحديث والتاريخ، واشتهر بتأويل الأحلام وعلم الحساب والفلك، وقد جلس التدريس الفقه والتفسير والحديث أكثر من خمسة وأربعين عامًا.
فقدم إليه طلبة العلم، حيث كان يجلس لهم في اليوم ثلاث جلسات، في الصباح يجلس في المسجد الجامع بليلى، وبعد الظهر وبعد المغرب يجلس في بيته، أخذ عنه العلم عدد كثير وأشهرهم ابنه الشيخ سعد بن سعود وحفيده عبد العزيز بن عبد اللَّه بن سعود، وأبناء أخيه إبراهيم بن فالح وعبد الرحمن بن فالح وسعيد بن سعيد آل عيد وإبراهيم بن عبد اللَّه خرعان وغيرهم. توفي -رحمه اللَّه تعالى- في مدينة ليلى سنة 1335 هـ.
وللشيخ سعود أبناء ثمانية هم:
1 -
عبد اللَّه (الأول) وكان صاحب تجارة، ذا كرم وبذل، بدت علامات الكبر عليه قبل أبيه وتوفي قبله كذلك عام 1312 هـ.
2 -
أحمد وقد ذهب إلى الهند عام 1307 هـ وبقي بها إلى أن توفي.
3 -
مفلح وقد توفي عام 1330 هـ.
4 -
سعد وسنذكر ترجمة له.
5 -
عبد اللَّه (الثاني) وقد توفي سنة 1387 هـ.
6 -
محمد وقد توفي عام 1340 هـ.
7 -
عبد العزيز وقد توفي عام 1339 هـ.
8 -
إبراهيم وقد توفي عام 1388 هـ.
وقد انقرضت ذرية كل من: أحمد ومحمد وعبد العزيز وإبراهيم كما مر معك.
محمد بن فالح بن مفلح:
هو محمد بن فالح بن مفلح بن دخيّل بن جذلان ولد عام 1271 هـ ونشأ في بيت والده، كان رحمه الله كريمًا شهمًا شجاعًا، أعطاه اللَّه بسطة في الجسم والمال، لا يمل مجلسه، ذا أنسٍ في حديثه ومعاملته، كان قائد برج آل فالح الجنوبي أيام قدوم ابن سبهان عام 1318 هـ، توفي رحمه الله عام 1344 هـ. في مدينة ليلى.
دخيّل بن عبد اللَّه بن دخيّل:
هو دخيّل بن عبد اللَّه بن دخيّل بن عبد اللَّه بن دخيّل بن جذلان ولد في مدينة ليلى وبها عاش، وكان رحمه الله من الرجال الأفاضل المشهود لهم بالتقى والصلاح، كما اشتهر بكرمه ومتابعة أحوال الفقراء، توفي رحمه الله عام 1352 هـ في مدينة ليلى.
عبد الرحمن بن فالح بن مفلح:
هو عبد الرحمن بن فالح بن مفلح بن دخيّل بن جذلان ولد سنة 1269 هـ في مدينة ليلى ونشأ في بيت والده، وقد جلس لطلب العلم على يد عمه الشيخ سعود بن مفلح فتعلم منه التوحيد والفقه، وكان رحمه الله صاحب فضل وتقي، توفي سنة 1353 هـ في مدينة ليلى.
عبد العزيز بن عبد اللَّه (الأول):
هو عبد العزيز بن عبد اللَّه الأول بن سعود بن مفلح الجذالين ولد سنة 1301 هـ. في مدينة ليلى، ولقبه أبوه بـ (عيسوب) على رجلٍ شجاع من قحطان، وقد قام برعايته جده الشيخ سعود بن مفلح، حيث مات أبوه وعمره إحدى عشرة سنة، ولما شب جلس للدرس عند جده مع طلبة العلم فنبغ في الحديث والفقه والسيرة النبوية، كما أخذ منه علم الفرائض والتاريخ والحساب والفلك فأجادها، وله من الأبناء اثنان هما: عبد اللَّه، ومحمد، أمد اللَّه في عمرهما، توفي -رحمه اللَّه تعالى - عام 1362 هـ في مدينة ليلى.
الشيخ سعد بن سعود:
هو الشيخ الفاضل سعد بن سعود بن مفلح الجذالين ولد في مدينة ليلى بالأفلاج سنة 1301 هـ. وتربى ونشأ في بيت علم وفضل حيث كان والده الشيخ سعود من مشاهير العلماء كما بينا، وقد أخذ العلم من والده ومن بعض علماء نجد الأعلام، فقد تتلمذ على الشيخ عبد اللَّه بن عبد اللطيف آل الشيخ والشيخ سعد بن حمد آل عتيق والشيخ عبد العزيز بن حمد آل عتيق.
تولى الشيخ سعد بن سعود القضاء في الأفلاج وذلك عام 1337 هـ، وقد اشتهر عند أهل البلاد بحسن القضاء، وكانوا يأخذون رأيه بالقبول، وقد جلس للتدريس في مدينة ليلى ومن أشهر تلامذته الشيخ سعود بن محمد آل رشود والشيخ سعد بن إبراهيم بن فالح الجذالين، وفي عام 1344 هـ انتقل إلى وادي الدواسر حيث تولى القضاء فيها، وقام بدور كبير في مجال التعليم في الوادي حيث جعل حلقتين: الأولى في الصباح، والثانية في المساء، وهما في الفقه والحديث والتفسير، وقد تتلمذ على يديه عدد كبير في وادي الدواسر منهم:
الشيخ بخيت بن ناصر العواجي، وكذلك أبناء الشيخ عبد اللطيف بن حمد آل عتيق وهم: الشيخ حمد وإبراهيم وعبد العزيز وسعد، وكذلك الشيخ عبد العزيز ابن إسماعيل وغيرهم. . .
كما قام الشيخ سعد بن سعود بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجعل في كل قرية من قرى الوادي مندوبًا محتسبًا منها، كما قام بإمامة جامع الخماسين وفتح بها مدرسة للقرآن الكريم وأسند إدارتها إلى محمد بن سفران، وللشيخ سعد ابن سعود دور في كتابة النصائح وإرسالها للقرى والهجر وأهل البادية، بل إن له عدة رسائل في الأسماء والصفات ورسائل في الفقه، وله تعليقات متفرقة في علوم مختلفة تحتاج إلى جمع، مما يدل على باعه الطويل في العلم وتمكنه منه، وفي عام 1358 هـ رجع إلى الأفلاج واستقر بها، كان رحمه الله تقيًا ورعًا عابدًا كريمًا حازمًا في الأمر، مسددًا في الأحكام، جهوري الصوت، توفي في مدينة ليلى سنة 1379 هـ فرحمه اللَّه رحمة واسعة وأحسن مثواه.
وله أربعة أبناء هم: محمد وعبد العزيز وعبد اللَّه، وسعود الذي انتقل إلى مدينة تبوك عام 1371 هـ واستقر بها، أما عبد اللَّه بن سعد فقد توفي عام 1353 هـ وهو شاب قبل أن يتزوج رحمه اللَّه تعالى.
إبراهيم بن عبد اللَّه بن دخيّل:
هو إبراهيم بن عبد اللَّه بن دخيّل بن عبد اللَّه الجذالين ولد في مدينة ليلى وبها عاش، كان رحمه الله رجلًا فاضلًا عرف بالتقى والصلاح وكثرة العبادة وقراءة القرآن، رحل في آخر حياته إلى الرياض، وتوفي بها عام 1385 هـ فرحمه اللَّه رحمة واسعة، له من الأبناء اثنان هما: عبد اللَّه، وعبد العزيز.
عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فالح:
هو عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فالح بن مفلح الجذالين، ولد سنة 1319 هـ في مدينة ليلى ونشأ في بيت صلاح وتقوى، وقد جلس للدرس عند الشيخ سعود بن مفلح وهو صغير فنبغ في علم الحديث ورجاله حتى عُرف بذلك، كان رحمه الله رجلًا كريمًا سخيًا ذا علاقة قوية بقبيلة الخضران والكبرا، توفي رحمه الله عام 1386 هـ في مدينة ليلى.
محمد بن فالح بن مفلح بن سعود:
هو محمد بن فالح بن مفلح بن سعود بن مفلح الجذالين ولد في مدينة ليلى 1341 هـ ونشأ في بيت والده، قرأ القرآن وحفظه وهو صغير، وكان حسن الصوت بالقراءة، وقد بذل رحمه الله جهدًا عظيمًا في تعليم القرآن للناس، فتخرج على يديه الكثير منهم في عدد من قُرى الأفلاج، فقد درَّس في مدينة ليلى والخرفة وواسط أعوامًا مديدة، توفي رحمه الله عام 1394 هـ في مدينة ليلى.
الشيخ سعد بن إبراهيم:
هو الشيخ سعد بن إبراهيم بن فالح بن مفلح الجذالين ولد عام 1330 هـ في مدينة ليلى في بيت علم وورع وتقى وزهد، حفظ القرآن الكريم وهو ابن اثنتي عشرة سنة وطلب العلم على بعض مشايخ نجد المشهورين ومنهم: الشيخ عبد العزيز بن حمد آل عتيق والشيخ سعد بن سعود بن مفلح الجذالين، ثم سافر إلى الرياض عام 1342 هـ وتعلم مبادئ التوحيد على الشيخ سعد بن حمد آل عتيق والشيخ حمد بن فارس ثم رجع إلى الأفلاج، وفي عام 1353 هـ عاد إلى الرياض مرة أخرى لطلب العلم على يد الشيخ حمد بن فارس والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ الذي لازمه كثيرًا، وفي عام 1361 هـ عينه الملك عبد العزيز إمامًا له في جامع المربع وقد عرض عليه القضاء فاعتذر تورعًا وكان ذلك في بلدة الخرمة، وعُين مشرفا في دار الأيتام بالرياض، وفي عام 1375 هـ عين مدرسًا في معهد إمام الدعوة العلمي حيث يدرس الفقه والفرائض والحديث والتفسير إلى أن أحيل للتقاعد سنة 1393 هـ، وفي عام 1405 هـ طلب الإعفاء من إمامة الجامع، ويسكن الآن مدينة الرياض أحسن اللَّه خاتمته وأجزل مثوبته، وله من الأبناء أربعة: إبراهيم، وعبد الرحمن، وعبد العزيز، وعبد اللَّه.
ثانيًا: المقرئون:
قد علمت شيئًا عن علماء ومشايخ الجذالين الذين أقاموا الدروس وحلقات التعليم في مختلف العلوم ووفد إليهم طلبة العلم ينهلون من معارفهم ويستقون من أفكارهم.
وإليك في هذا المبحث شيئًا عن أناس جندوا أنفسهم لخدمة كتاب اللَّه الكريم وتعليمه للناس وخصوصًا الناشئة واليافعين، وقد ظهر من الجذالين من قام بهذه المهمة خير مقام، وتخرج على يديه أعداد من الناس، قد أتقنوا القرآن الكريم قراءة وضبطًا وقد يحفظون منه ما يحفظون وهم:
- محمد بن فالح بن مفلح الجذالين حيث درس القرآن في ليلى والخرفة وواسط وتخرج على يديه الكثير، توفي رحمه الله عام 1394 هـ.
- سعود بن محمد بن سعود بن مفلح الجذالين درّس القرآن في ليلى وتخرج على يديه الكثير، توفي -رحمه اللَّه تعالى- عام 1396 هـ.
- إبراهيم بن فالح بن مفلح الجذالين، درس القرآن مع أخيه محمد بن فالح في ليلى، أمد اللَّه في عمره وأجزل مثوبته.
ومن النساء:
- لطيفة بنت الشيخ سعود بن مفلح مكثت سنين طوالا في التدريس توفيت عام 1388 هـ - رحمها اللَّه.
- حصة بنت الشيخ سعد بن سعود بن مفلح، درّست نساء ويافعين، توفيت -رحمها اللَّه رحمة واسعة- عام 1412 هـ.
- لطيفة بنت إبراهيم بن سعود بن مفلح الجذالين.
- هيا بنت عبد اللَّه (الثاني) ابن سعود بن مفلح الجذالين.
أولًا: مساكن الجذالين:
استقر الشيخ دخيّل بن جذلان -بعد أن قدم إلى الأفلاج 1199 هـ- في المبرّز في مدينة ليلى، حيث يوجد قصر إمارة الدواسر حينذاك بقيادة الأمير راشد ابن بازع الفرجان، واتخذ الشيخ مسكنه بجوار الإمارة، وبعد أن رغب في البقاء وتزوج (نمشة) بنت الأمير راشد بن بازع، اشترى عددًا من الآبار والأراضي ليقيم عليها حياته ومساكنه، ومنها:(الكليبي) وأعطاء لأخيه عبد اللَّه بن جذلان و (القبيلية) وأعطاه لأخيه ناصر بن جذلان. . .
وله عدد من الأراضي والقلبان في ليلى وأسيلة وهي: قليب الرماحية شرقي ليلى، وقليب الدهيمي بجوارها، وقليب الرميلة شرقي المبرز، وقليب العزازي في الجو، وقليب الوذنانية بجوارها، وقليب الصبيخة شرقي الرابعي، وقليب أم أثلة التي جاءت أرضها هِبَةً من الأمير راشد بن بازع، وفي أسيلة أراضي تسمى الرفيعة -بالتصغير- هذا حصر لأملاك الشيخ دخيل وأخويه في الأفلاج قبل وفاتهم، وسنتحدث الآن عن مساكن آل ناصر وآل دخيل وآل مفلح، وكل ما سنغفله من الأراضي والآبار قد كان لرجال انقرضت ذريتهم أمثال مرضي بن الشيخ دخيل، فقد ملك قليب الرماحية والرملية وورث من أخيه سعود قليب الوذنانية، وكل ذلك ذهب مع مرور الزمن وتفرق بين الورثة.
آل ناصر:
استقر ناصر بن جذلان في (القبيلية) في مدينة ليلى وزرعها بعد أن اشتراها له أخوه الشيخ دخيل بن جذلان، ومكث آل ناصر فيها بجنون ثمارها ويأكلون ويطعمون ردحًا من الزمن، وتعاقب على رعايتها بعد ناصر بن جذلان ابنه سعود ابن ناصر، ثم أبناؤه من بعده، وكان آخر من قام عليها من آل ناصر: محمد بن ناصر بن سعود بن ناصر بن جذلان، الذي استمر يعطيها جهده ووقته حتى شابت مفارق رأسه، وفي ذلك الزمن رحل أبناؤه غزاة من الأفلاج مع الملك عبد العزيز رحمه الله وانضموا إلى جيشه، وكان ناصر بن محمد بن ناصر مع الجيش الذي فتح المجمعة عام 1320 هـ. فاستقر بها إلى أن توفي عام 1337 هـ وذريته فيها باقية إلى اليوم.
أما مزارع القبيلية فقد عجز محمد بن ناصر (المتوفى عام 1326 هـ) عن رعايتها لكبر سنه فاشتراها منه ابن عمه الشيخ سعود بن مفلح بن دخيل، وفيها وقف أوقفه الشيخ سعود لنفسه إلى اليوم، وورثها بعد وفاة الشيخ سعود أبناؤه، وأخيرا تم بيعها من قبل الشيخ سعد بن سعود وأخيه عبد اللَّه الثاني.
آل دخيل:
بعد وفاة الشيخ دخيّل بن جذلان كان نصيب ابنه عبد اللَّه بن دخيل قليب الدهيمي وقليب الصبيخة. وبقي عبد اللَّه بن دخيل في تلك الأرض يزرعها
ويجني أطايبها، ينفق ويتصدق ويأكل ويُهدي، وبقي أبناؤه من بعده يفعلون فعله بعد أن أقاموا بجوار تلك الأرض قصرًا أطلاله باقية إلى اليوم في شرق ليلى، وبعد فترة من الزمن انتقلوا إلى منازل لهم في المبرز ومكثوا فيها إلى أن هدمت أسوار المبرز وقصوره عام 1285 هـ، فما كان منهم إلا أن جاءوا إلى أبناء عمهم في أم أثلة عند آل مفلح وآل فالح فسكنوا بجوارهم في القصر، وبعد عمارة المبرز انتقلوا إليه مرة أخرى واستقروا فيه إلى أن انتقلوا إلى الرياض، وكان ذلك عام 1370 هـ، وكان المتقلون الشيخ عبد اللَّه بن دخيل، وعبد اللَّه بن محمد -أمد اللَّه في عمرهما-، وإبراهيم بن عبد اللَّه بن دخيل حيث أخذه ابناه عبد اللَّه، وعبد العزيز معهم إلى الرياض، أما عبد العزيز بن عبد اللَّه بن دخيل فقد توفي في الأفلاج قبل الرحيل. . .
آل مفلح:
لما قدم الشيخ دخيّل بن جذلان إلى الأفلاج عام 1199 هـ وهبه الأمير راشد ابن بازع أرضًا فحفر فيها بئرًا وقام بزراعتها سنة 1200 هـ وسميت فيما بعد (أم أثلة)، ولما توفي الشيخ دخيل رحمه الله عام 1233 هـ، ورث منه ابنه مفلح بن دخيل بئر أم أثلة والعزازي ثم ورث من أخيه سعود بن دخيل أراضي أسيلة (الرفيعة).
وقد قام مفلح بن دخيل ببناء قصر قريب من (أم أثلة) وذلك سنة 1242 هـ تقريبًا، وجعل واجهة النصر شرقية نحو قلب البلد وقتذاك، وفي اتجاه السوق العام الذي يقدم إليه الناس من كل مكان للبيع والشراء والأخذ والعطاء، وحيث تقام مجالس القضاء وحل الخصومات. .
وقد كان لهذا القصر مكانة مرموقة وموقع جيد لقربه من السوق ومن قلب البلد وغربها كذلك، وقد جعل له مفلح بن دخيل أربعة أبراج قامت في وقتها بدور حربي ضد القادمين للغارة على البلاد.
وقد بني مفلح في القصر (مقهاة) في الجهة الشرقية منه أخذت في حياتها مكانة عالية حيث استقبال الأضياف وإكرامهم ودفء الفقير والمسافر وإطعام البائس والمعتر، ومن بعده أحياها ابنه العالم الشيخ سعود بن مفلح بحلقات العلم التي
تقام فيها يوميًا بعد الظهر وبعد المغرب لتدريس الفقه والحديث والتفسير، وكذلك سار على نهج والده إكرامًا وإطعامًا. .
وقد زار الملك عبد العزيز رحمه الله الشيخ سعود بن مفلح في تلك المقهاة سنة 1329 هـ. فقام بإكرامه ومكث عنده أيامًا تزوج فيها الأخوة الأمير سعد ابن عبد الرحمن ابنة الشيخ سعود (جهيّر).
ولما كثر الأبناء رأي الشيخ فالح بن مفلح أن يجعل منهاة ثانية في الجهة الجنوبية من القصر قام فيها رحمه الله بمهام الإكرام والإيواء للضيوف وذوي الحاجات.
وبعد وفاة الشيخ سعود بن مفلح عام 1335 هـ نهض الشيخ سعد بن سعود بمهام والده فأقام حلقات الدرس وأحيا المنزل إكرامًا وإطعامًا. .
وبقيت (المقهاتان) رمزًا للكرم وعنوانًا للألفة وصلة الرحم، وشعارًا للعلم والتعليم واستقبال الأضياف يؤمها القاصي والداني من كل حدب وصوب.
وقد كان طول القصر شمالًا وجنوبًا 80 مترًا، وعرضه شرقًا وغربًا نصف ذلك، ولما كثر أبناء الأخوين الشيخ فالح والشيخ سعود رأوا أن يقوموا بتوسعة هذا القصر، فبنى آل عبد الرحمن بن فالح توسعة لهم ثم بنى آل محمد بن فالح وآل إبراهيم بن فالح توسعة لهم كذلك، ثم أبناء الشيخ سعود بن مفلح وهكذا. . وقد وصل سكان القصر ما بين عام 1320 هـ إلى عام 1350 هـ قرابة سبعين فردًا.
وأما قصة حفر بئر العسيلة -وهي البئر الشمالية- فإن مفلح بن دخيل وهو ذلك الرجل الثري الذي مات شابًا - قد بدأ في حفرها عام 1249 هـ ولكنه لم يتمها لأمرين: الأول: لأن أرضها صخرية، والثاني: أنه وافته المنية عام 1250 هـ، فما كان من زوجته الوفية (هيا بنت خميس آل أبو راس الفرجان) إلا أن أكملت حفرها وأخرجت منها ماء كالعسل حلاوة فسميت (العُسَيْلَة)، وحفظت ثروة زوجها لابنيها فالح، وسعود، ولا غرو فقد كانت على قدر كبير من التقى والصلاح.
هذه قصة بناء القصر وما حوله من آبار ومزارع لآل مفلح وهم: أبناء الشيخ فالح بن مفلح (آل فالح) وأبناء الشيخ العالم سعود بن مفلح، وقد ظل هذا القصر
شامخًا كالطود عشرات السنين، وعلى وجه التقريب مائة وسبعين سنة ولا يزال إلى اليوم قائم الجدر سامق الأركان.
ثالثًا: صلات الجذالين:
الإنسان اجتماعي بطبعه يستضيف الناس وينزل ضيفًا عليهم ويخالطهم ويتعلم منهم ويعلمهم، ولن نستطيع إحصاء علاقات كل فرد من أفراد الجذالين، فلكل إنسان علاقاته الخاصة به، ولكن المقصود من هذا الحديث هو أن نعرف ولو الشيء اليسير عن صلات كبار الجذالين وعلمائهم مع علماء البلاد الأخرى ورجالها الذين برزوا في نجد في تلك الأزمان.
ومن أولئك الرجال علماء (آل الشيخ) وعلى رأسهم الإِمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه اللَّه تعالى-، فقد دعا الناس إلى العودة إلى الدين الصحيح وترك البدع والخرافات، وكان من الذين جندهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب لنشر دعوته في أرجاء نجد الشيخ دخيل بن جذلان، حيث أرسله والده جذلان بن محمد بن ناصر الكثيري إلى الدرعية ليتعلم هناك، حرصًا منهم رحمهم الله جميعًا- على تأييد الدعوة الإصلاحية ونشرها في الناس، وأرسله الشيخ محمد بن عبد الوهاب والإمام عبد العزيز بن محمد آل سعود إلى الأفلاج معلمًا ومرشدًا لهم وناشرًا للدعوة المباركة.
وتزداد الصلة بين الجذالين وبين أبناء الشيخ من بعده برحيل الشيخ سعود بن مفلح بن دخيل إلى الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن عبد الوهاب لطلب العلم على يديه وقد مكث عنده سبع سنين، كما أخذ من ابنه الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن شيئًا من العلم.
وأما الشيخ سعد بن سعود بن مفلح فقد طلب العلم على يد الشيخ عبد اللَّه ابن عبد اللطيف آل الشيخ، والشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ.
ولمفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ صلة وثيقة بالشيخ سعد بن إبراهيم بن فالح حيث لازمه كثيرًا، وأما الشيخ عبد اللطيف بن محمد آل الشيخ والشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم آل الشيخ فقد أخذت عنهما علم الفرائض فكانا من أفضل من عرفت مكانة وتقى وعلمًا.
تلك أمثلة لقوة رباط العلم بين أهله ومحبيه، مع أن هناك اتصالا وثيقًا بين الجذالين وآل عتيق، إن من مشايخ الشيخ سعد بن سعود الشيخ سعد بن حمد بن عتيق والشيخ عبد العزيز بن حمد بن عتيق الذي أخذ العلم عنه أيضًا الشيخ سعد ابن إبراهيم بن فالح.
وكان الشيخ حمد بن علي بن عتيق والشيخ سعود بن مفلح من طلاب الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في زمن واحد. وكان الشيخ حمد بن علي بن عتيق يأتي من بلدة العمار إلى ليلى أسبوعيًّا، فيمكث عند الشيخ سعود ابن مفلح من صباح يوم الجمعة إلى صباح يوم السبت، وعند آل فالح بن مفلح من صباح السبت إلى صباح الأحد رغبة في مجالس العلم، وحرصًا على تعليمه للناس حيث يجتمع طلبة العلم في مجلس الشيخ سعود بن مفلح ويأتي الشيخ حمد للاجتماع بهم ومحادثتهم.
ومن حرصهم رحمهم الله جميعًا على التواصل والتقارب أن أعطى أبناء الشيخ سعود بن مفلح الشيخ عبد العزيز بن حمد آل عتيق أرضًا في الجهة الجنوبية من قصر آل مفلح فأقام عليها بيتًا جُدره باقية إلى اليوم. . وصدق من قال: إن العلم يهذب النفوس ويزكيها.
كما كان لكبار الجذالين صلة وثيقة بالأسرة الحاكمة الكريمة منذ زمن الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود حيث كان نتيجة الوفد الذي قدم من الأفلاج أن أرسل معهم الإمام عبد العزيز والشيخ محمد بن عبد الوهاب الشيخ دخيل بن جذلان معلمًا للناس وداعيًا إلى اللَّه.
ومن بعدهم الإمام عبد اللَّه بن فيصل بن تركى، ولمعرفته بالشيخ سعود بن مفلح وقدرته عرض عليه القضاء، ولكن الشيخ رحمه الله اعتذر من الإمام تورعًا منه وحرصًا على التفرغ للتعليم والتدريس حيث كان يجلس ثلاث مرات يوميًّا لطلبة العلم.
ولما عزم الملك عبد العزيز رحمه الله على توحيد الجزيرة العربية هب معه فتيان من الجذالين ومنهم ناصر بن محمد بن ناصر الجذالين الذي التحق بجيش الملك عبد العزيز بعد فتح الرياض مباشرة، واشترك في كثير من مهام الجيش حتى
وصل المجمعة عام 1320 هـ ففتحت وبقى ناصر فيها بأمر من الملك عبد العزيز هو وزمرة معه، وعاش ناصر فيها بقية حياته إلى أن توفي عام 1337 هـ وأحفادهم فيها إلى اليوم.
وكان صالح بن محمد بن فالح رحمهم الله مع جيش الملك عبد العزيز باتجاه أبها عام 1338 هـ، ومرة أخرى عام 1340 هـ، وثالثة باتجاه ينبع عام 1344 هـ، وكان سعد بن إبراهيم بن فالح مع الجيش باتجاه صبيا والحديدة، وقد توفي فالح بن مفلح بن محمد بن فالح في جيزان بين صفوت الجيش هناك، وقد كانت قيادته لابن مساعد، وقد كان مع الحملة السائرة باتجاه اليمن عام 1353 هـ بقيادة محمد بن عبد العزيز آل سعود، وقبل الالتحاق بالجيش عسكرت الحملة في وادي ابن هشبل ولكنها رجعت لرجوع الجيش إلى عسير.
ولما قدم الملك عبد العزيز آل سعود إلى الأفلاج عام 1329 هـ استضافه الشيخ سعود بن مفلح في منزله هو ورجاله، ومكث عنده أيامًا وقد طلب الملك عبد العزيز ابنة الشيخ (جهيّر) لأخيه الأمير سعد بن عبد الرحمن فلبى الشيخ طلبه وزوجها إياه.
وحينما تولى الملك سعود بن عبد العزيز الحكم وزار الأفلاج في شهر شوال عام 1373 هـ أرسل في طلب الشيخ سعد آل مفلح، فقدم إليه الشيخ وجلس إلى جواره وأعطاه أموالا ليقسمها على الفقراء في البلاد.
ولن نستطيع -كما قلنا- أن نحصي تلك العلاقات مع قبائل الأفلاج أو غيرها، ولكن ذلك مجرد أمثلة وشواهد للصلات الحاصلة بين الكبار والعلماء فيما بينهم، وإلا فلعشيرة الجذالين صلات وطيدة وقوية بآل حمدان منذ زمن الشيخ دخيل بن جذلان وسودان بن راشد آل حمدان رحمهم الله، وكذلك بالعجالين منذ تزوج عبد اللَّه بن عجلان (شيخة) بنت الشيخ دخيل، وأنجبت له تركي وفالح وطامي، وللجذالين علاقة بآل مغيرة وآل فضل والشكرة والغياثات والكبرا والخضران وآل حبشان وآل رشود. . . وغيرهم كثير، حيث جمعت بين رجال الجذالين وهذه القبائل جلسات العلم وأخوة المصاهرة والتعاون على البر والتقوى والحياة كلها بمختلف ما فيها من سفر وتجارة واستضافة وتناصر. (انتهى).
8 -
ما ذكره الشيخ حمد الجاسر رحمه الله عن بني لام:
أولا: ما قاله في جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد:
أصل بني لام من قبيلة طيئ قوم حاتم الطائي من بني بختر الفرع المعروف من تلك القبيلة منسوبون إلى لأم بن عمرو بن طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك ابن جدعاء بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن جديلة بن سعد بن فطرة ابن طيئ، وفي طيئ لامٌ آخر هو ابن عمرو بن عتاب بن أبي حارثة بن جدي بن تدول بن بحتر، وبحتر معروف النسب إلى طيئ ومنازل بني لام في القديم هي منازل إخوتهم من بني طيئ، ومن المواطن التي كانوا يسكنونها الغوطة وهي الأرض المنخفضة الواقعة غرب الجبلين، وكانت تعرف قديمًا بغوطة بني لام.
ثم لما انتشرت فروع قبيلة طيئ كان من بينهم بنو لام، وقد تحضر كثير منهم وتفرقوا في قرى نجد، في الشعراء التي كان ينزلها عجل بن حنيتم من رؤسائهم وفي ملهم وفي أبي الكباش وفي حايل وغيرها من بلدان نجد.
أما باديتهم فقد اتجهت إلى شمالي نجد، ثم انتشرت فيما بينه وبين الشام وأطراف الحجاز الشمالية.
وكانت فروع من قبيلة طيئ قد انتشرت في الشام (فلسطين - الأردن - سورية) وكونوا إمارة في فلسطين في القرن الخامس الهجري، وقد انتشرت تلك الفروع حول الطرق الممتدة بين الحجاز والشام.
وإذا تتبعنا أخبار بني لام منذ القرن السابع الهجري نجد أنهم كانت لهم صولة في تلك الجهات التي نزحوا إليها في شمال الحجاز وأطراف الشام (الأردن وفلسطين) ولا تزال لفروع قبيلة طيئ ومنهم بنو صخر في الشام في الأردن ونواحيه كما كان لآل فضل من القوة وسعة النفوذ في كل الجزيرة في خلال القرنين السابع والثامن مما هو معروف، وقد تحضر كثير منه واشتغلوا بالفلاحة، واستقروا ويحسن أن نورد طرفا مما ذكره المؤرخون عن بني لام بعد انتقالهم من نجد إلى الجهات الشمالية:
- سنة 713 هـ قال صاحب كتاب "المختصر في أحوال البشر" في حوادث 713 هـ: (فيها اجتمع جماعة من بني لام من عرب الحجاز وقصدوا قطع الطريق
على سوقة الركب الذين يلاقونهم من البلاد إلى تبوك، عند عود الحاج وساروا إلى ذات حج، والتقوا مع السوقة، فقتل من السوقة تقدير عشرين نفسًا وأكثر، ثم انتصروا على بني لام وهزموهم، وأخذوا منهم تقدير ثمانين هجينا، وعادت بنو لام بخفي حنين.
- وفي سنة 838 هـ ذكر ابن إياس في بدائع الزهور في حوادث ذي الحجة منها أن مبشر الحاج حضر مسلوب الثياب وقد عراه بنو لام في الوجه، وأخذوا ما معه من الكتب وغيرها.
- وفي سنة 897 هـ لما صعد الركب الأول إلى سطح العقبة خرج عليهم بنو لام ونهبوهم.
- وفي سنة 900 هـ لما رجع ركب الحج الشامي خرج عليه بنو لامٍ فاحتاطوا عليه عن آخره وسبوا الحريم، ونهبوا الأموال وأسروا أمير الركب فانزعج السلطان بهذا الخبر.
- وفي سنة 907 هـ لما وصل ركب الحج إلى المويلح عائدًا خرج عليهم عربان من بني لام، وبني عطية، وبني عقبة، ووقفوا للحجاج وأرادوا أن ينهبوهم، فوقع الصلح بينهم على أن يأخذوا على كل جمل دينارا.
- وذكر ابن إياس في بدائع الزهور في حوادث سنة 912 هـ ما نصه: وفي ذي القعدة وردت الأخبار أن العسكر المتوجه إلى يحيا بن سبع (أمير ينبع من الأشراف) قد انتصر عليه نصرة ثانية، وكان ملخص أخبار هذا النصر أن العسكر لما تواقع مع يحيا بن سبع وانكسر أولا توجه إلى طائفة من العربان يقال لهم عنزة
(1)
وهم من بني لام فالتجأ إليهم، واستمر مقيمًا في مكان بالقرب من ينبع ثم ذكر بقية الخبر.
- وذكر الجزيري أن العسكر المعين لخفارة الحجاج وحراستهم استجد سنة 926 هـ بعد واقعة سلامة بن فواز المعروف بجغيمان من عرب بني لام المفارجة.
(1)
هنا ثمة خطأ من ابن إياس لأن عنزة قبيلة عدنانية، وهم خلاف بني لام من طيئ القحطانية.
- وذكر في حوادث 926 هـ -أيضًا- أن سلامة هذا تعرض للحجاج في نحو عشرة آلاف نفس في وادي سماوة بالقرب من الأزلم فأصيب ابن عمه برصاصة فانهزم، فمن تلك السنة عينت البلكات من العسكر الركبان.
ومن تلك السنة عينت السلطة لسلامة بن فواز كل سنة ألف دينار راتبًا له ولأولاده من بعده ليكف عن الركب المصري ودربه، وليكون من حراسه وحزبه، وضمنه فيما يأتي منه صهره الشيخ عمرو بن عامر بن داود أمير بني عقبة، وجعله وكيلا عنه في ذلك، وصارت لأولاده من بعده خلفًا عنه، وعمرو بن عامر على ضمانته وتناوله المعلوم.
وقال الجزيري في الدرر الفرائد المنظمة أيضًا: (وبالقرب من العقيق أول المضيق من الطلعة من يسار الركب محرس إلى حسمي وخرج منه بنو لام على الركب في سنة 930 هـ في ولاية الأمير جانم الحمزاوي، ولم تظفر منه بطائل.
وقال الجزيري أيضًا في حوادث سنة 952 هـ أن الركب حين نزل الأزلم في الذهاب، انقطع منه بحدرة دامة بعض جمال من الربايع التي تتأخر عادة عن الركب، فصادفهم مرور خيل بني لام صحبة شيخ من شيوخ بدناتهم يسمي دويعر في نحو السبعين فرسًا على ما قيل، فاستاق الجمال بأحمالها وكانت نحو العشرين أو دونها، فلما علم أمير الحاج حصل عنده رعب شديد، وكنت حاضرًا عنده، فثبته، وكان في المجلس عامر بن عمرو بن داود شيخ بني عقبة، وهو ملتزم بما يأتي من بني لام، فأشرت عليه بالقبض على المذكور وولده، وفعلنا ذلك، ثم أطلقنا عمرا لإحضار الإبل وأحمالها، فتوجه وأحضر غالبها، وما ادعوا ضياعه غرمه الأمير آيدين
(1)
لجماعة التجار بالقاهرة بعد شكاوى إلى داود باشا بلخاش، إلى الغاية).
وقال أيضًا الجزيري في "الدرر الفرائد المنظمة" في ذكر المحارس التي تكون طريقًا للمفسدين وقطاع الطريق، وأن على أمير الحاج حراسة ركب الحجاج فيها بالتهيؤ بما يلزم من فرسان وأسلحة.
(1)
هو أمير الحاج آيدين بن عبد اللَّه الرومي تكلم عنه الجزيري وذكر أنه أمير حج سنة 952 هـ وقد هجاه بشعر.
قال: (واعلم أن محارس بني لام بالدرب المصري متعددة: فمنها في دوار حقل، وادٍ يطلع إلى حسما.
وعند عش الغراب محرس إلى حسما، وبوادي عفال عند قبر السفاف بالشرفة إلى حسما، وبالقرب من عينونة بحذاء بروي محرس إلى حسما، وبالقرب منها أيضًا برنب وسدر، بمعشي الشرمة محرس.
وبالبنك المسمى بالمويلح محرس، وبالقرب من دار السلطان محرس يدعى الخريطة برد إلى حسما، وبالقرب من حدرة دامة محرس، وبالقرب من سماوة والدخاخين محرس، وبالصفحة من وراء اصطبل عنتر محرس، وبالوجه محرس، وبالقرب من أكرام حل يدعى الوفدية محرس، وباكر محرس، وبأول مضيق العقيق محرس. وقال الجزيري أيضًا في الكلام على (المويلح): والمرتبات على هذا المحل أكبر معلوم من سائر الأدراك فإن عمرو بن عامر بن داود خالص مقبوضه في كل سنة لنفسه وأولاد عمه من الفضة السليمانية تسعة عشر ألف نصف وأربع مائة وخمسة وثمانون نصفا. وما يقبضه عادة بطريق الوكالة لصورته أولاد سلامة ابن فواز عرف بجغيمان -شيخ عربان بني لام المفارجة إنعامًا عليهم من غير درك في كل سنة ألف دينار- إلى أن قال: ذكر عربان بني لام:
المفارجة: وهم طوائف عديدة منهم آل سليم -وهم آل بيت يعمر- وآل محمود، وآل سليم.
آل قني: منهم آل فواز وآل حسن وآل عياض القاطنون بحسما.
آل صقر: منهم آل دغمان وآل شيهان وآل طليحة.
آل قبين: منهم آل سهيل وآل زيان وآل حماد وآل مسعود وآل واصل وآل واجد.
ويظهر أن بني لام انضمت إليهم فروع من قبيلة طيئ بعد انتقال القبيلة إلى الشام في عصور قديمة، حيث كونوا إمارة في فلسطين في القرن الرابع الهجري، وهي إمارة بني الجراح، فاتسعت بنو لأم في نجد وكثرت وامتدت بلادها ونفوذها من الجبلين غربًا حتى قرب المدينة في القرنين السابع والثامن الهجريين - كما ذكر صاحب "مسالك الأبصار" فيما نقل عن الحمداني.
ونجد أقدم خريطة رسمت للجزيرة في أول عهد الدولة التركية وضع فيها اسم "لأم" من القبائل المنتشرة حول المدينة شرقها وشمالها حتى الجبلين، وأعالي وادي الرمة.
كما نجد طرفًا من أخبار مناوشاتهم وتحرشهم بالحجاج، وبولاة مكة في تواريخ مكة في سنة 900، 901.
ومع انتشار ما ينسب إليهم من أخبار لدى العامة في نجد، فإن الباحث فيما هو مدون عن تاريخ هذه البلاد لا يجد لهم ذكرًا باستثناء أسماء بعض الأسر التي تنسب إليهم أو الفروع الذين تفرعوا منهم كآل كثير وآل مغيرة والفضول، وإن كان هؤلاء -في الغالب- يجمعهم مع بني لام الأصل وهو طيئ، لأن بني لام انضاف إليهم وقت قوتهم كثير من الفروع من قبائل شتى. (انتھهي).
وقال الشيخ حمد الجاسر عن آل كثير في جمهرة أنساب الأسر المتحضرة: فرع كبير من فروع بني لام من طيئ وكانوا -قديمًا- معدودين من الفضول -آل فضل- فانفصلوا عنهم.
وبرز ذكرهم في نجد على مسرح المعارك القبلية، منذ منتصف القرن التاسع، بحسب ما وصل إلينا مددنا من تاريخ تلك المعارك.
وآخر ما بين أيدينا من أخبارهم ما ذكره ابن بشر وغيره عما جرى بينهم وبين ابن معمر وقومه في سنة 1137 هـ - حيث انتصروا عليه في وقعة الأصيقع، وقتلوا من أهل العيينة نحو عشرين رجلًا، وفي سنة 1139 هـ ساروا مع صاحب الدرعية زيد بن مرخان لنهب العينة، فاحتال أميرها حتى تخلص منهم.
وفي سنة 1142 هـ قتل آل نبهان منهم محمد بن حمد بن عبد اللَّه بن معمر أمير العيينة، ولهم مناوشات مع حكام الأحساء من آل غرير الذين كان نفوذهم يمتد إلى نجد، فيحاولون إخضاع قبائله لنفوذهم، وقد حاصروا نجم بن عبد اللَّه صاحب الأحساء في بلدة العطار في سنة 1105 هـ.
وفي سنة 1081 هـ - غزا براك بن غرير، آل نبهان منهم على سدوس، فأخذهم.
ويظهر أن بادية آل كثير نزحت من نجد بعد منتصف القرن الثاني عشر إلى العراق -لأن الباحث في تاريخ نجد - وجله مدون من ذلك العهد- لا يجد من أخبارهم ما يستدل له على وجودهم قبيلة متماسكة، ولكنه يجد أسرًا متحضرة متفرقة في كثير من القرى، تنتسب إلى آل كثير منهم الكثران في الحريق،
والعجاجات وآل ثابت في ضرما، وآل سيف في العيينة، وآل يحيان في السر، وآل سند في ثرمداء، وآل زامل في جلاجل، وآل صامل في المزاحمية، وآل دعيج في مراة، وآل سهو في سدير، والحمازا والقباشا في الحريق في الوشم.
وقال الجاسر عن آل مغيرة:
فرع كبير من فروع الفضول من طحئ، نال من القوة ما دفع ألفافًا من القبائل المختلفة النسب تنضوي تحت اسمه، وفي آخر الأمر انفصل هذا الفرع من الفضول، كبني لام وآل كثير.
وتسلسل تاريخ القبائل في نجد منقطع الحلقات منذ القرن الثامن الهجري فما قبله، ولهذا فمن العسير على الباحث تحديد الزمن الذي انتشر فيه هذا الفرع في بلاد نجد، ولكن من المعروف على وجه الإجمال أن نفوذ آل فضل -وخاصة آل مغيرة منهم- حيث كانت في القرنين السابع والثامن الهجريين منتشرة في نجد، ولها السيطرة على قبائلها.
ومن طريف ما يجده الباحث من أخبار آل مغيرة أنهم في منتصف القرن التاسع الهجري -في سنة 851 هـ- وقع بينهم صدام؛ بل ملاقاة وحرب - هم والفضول على مبايض، فنجا منهم الفضول بمكيدة وخدعة.
وهذا يدل على أن انفصالهم عن الفضول كان متقدمًا على ذلك الزمن.
ولكنهم عندما تكون الحرب بينهم وبين قبيلة أخرى يسيرون على طريقة (أنا وابن عمي على الغريب) كما حدث في بعض ما وصل إلينا مدونا من أخبارهم.
وفي سنة 856 هـ قام آل مغيرة بغارة على قبيلة عنزة في مبايض فلم يحالفهم الحظ، فهزموا وقتل رئيسهم لاحم بن مدلج الخياري.
ويظهر أن آل مغيرة في القرن التاسع الهجري بلغوا عنفوان قوتهم بحيث لم يقتصر خطرهم على بوادي نجد.
جاء في كتاب تحفة المشتاق في ذكر حوادث سنة 866 هـ قال: وفي هذه السنة غزا زامل بن جبر ملك الأحساء والقطيف ومعه جنود كثيرة من الحاضرة والبادية، وتوجه إلى نجد، وصبَّح آل مغيرة وسبيع وأخذهم.
وكان آل مغيرة قد أكثروا الغارات على بوادي الأحساء والقطيف، ثم توجه إلى الخرج، وأقام فيها نحو عشرة أيام، ثم رجع إلى وطنه (انتهى) ولعل أقوى القبائل التي كانت تتصدى لمواجهة آل مغيرة قبيلة عنزة، فقد قتلوا شيخهم شيخ آل مغيرة وطبان الخياري سنة 870 هـ، ولكنهم انتقموا منهم، فأخذوا قافلة لهم سنة 876 هـ قادمة من الأحساء بقرب (أبو جيفان) وقافلة أخرى في سدير سنة 888 هـ، وقتلوا في قافلة ثالثة أخذوها في العارض من مشاهير عنزة سهاج بن جفين وشخبوط بن عقل بن زايد سنة 919 هـ.
ويظهر أن تعديهم على نهب القوافل أثر في الوضع الاقتصادي في شرق الجزيرة حيث يعيش سكان هذه الجهة على محصول الزراعة من التمر والأرز فأعاد حكام الأحساء الكرة لتأديبهم، ففي سنة 916 هـ - على ما قال صاحب "تحفة المشتاق" عدا أجود على آل مغيرة وهم على عقرباء، فأنذروا به فهربوا فأتوه، فرجع إلى الخرج، وأقام فيه أيامًا، فأركب له آل مغيرة؛ يطلبون الصلح، فصالحهم.
وسبق هذا تصديهم لقوافل قادمة من الأحساء، ولكنهم لم يدوموا على الصلح، ففي سنة 939 هـ نهبوا قافلة لأهل الخرج؛ قادمة من الأحساء فيها من الأموال والأمتعة شيء كثير - كما يقول صاحب "تحفة المشتاق" وتستمر المحاولات بين آل مغيرة في القرن العاشر الهجري وبين بعض القبائل التي يظهر أنها حديثة العهد قدومها من بلادها في جنوب الجزيرة، وهي قبيلة الدواسر وينضم إلى آل مغيرة أبناء آل كثير، وقبيلة سُبيع العدنانية في (مناوختهم)
(1)
الدواسر خمسة عشر يومًا في العرمة أيام الربيع من عام 967 هـ فتكون الدائرة لهم. ثم يستعين الدواسر بآل مسعود من قحطان فيناوخون آل مغيرة الذين ينضم إليهم مع قومهم الأولين قبيلة السهول، في سنة 980 هـ على الحرملية فتنتهي (المناوخة) بعد أن تتجاوز عشرين يومًا بهزيمة الدواسر، وقتل عدد من مشاهيرهم، منهم مسعود بن صلال، وزين بن رجا، وعايض بن عفنان، ويقتل من آل مغيرة جساس بن عمهوج، ومناوخة أخرى أطول زمنًا وأكثر عددًا، في آخر القرن العاشر سنة 999 هـ - يرويها
(1)
المناوخة: كلمة مأخوذة من إناخة الإبل والاستعداد للحرب ثم الملاقاة أي أن كل فريق يستقر للتهيؤ لحرب عدوه، فينيخ ركابه مدة الحرب.
صاحب كتاب "تحفة المشتاق" على هذا النحو: في هذه السنة تنافخ الدواسر هم وآل مغيرة في الخرج ومع الدواسر جنب من قحطان وآل روق من قحطان ومع آل مغيرة سبيع والسهول وآل كثير وآل صلال من الفضول وزعب، وأقاموا في مناخهم أكثر من شهر يغادون القتال ويراوحونه طرادًا على الخيل، وأكلت الإبل أوبارها من طول المناخ، ثم إنهم التقوا، واقتتلوا قتالا شديدًا، وصارت الهزيمة على الدواسر وأتباعهم وغنم منهم آل مغيرة ومن معهم غنائم كثيرة، وقتل من الفريقين عدد كثير، وممن قتل من مشاهير الدواسر خلف بن عصاي شيخ المساعرة ورميح بن فهيد شيخ الشكرة وخليف بن عداي شيخ الغييثان، ومن قحطان مرزوق بن معيض وعيد بن سعيدان وراجح آل مسعود، ومن آل مغيرة راضي بن هزاع، ومخلف بن سرور، ومن سبيع جبر بن قاعد، وعلي بن سمحان، ومن السهول مغضب بن بشر.
ثم يبرز لآل مغيرة عدو قوي هو شريف مكة الذي نازلهم في عقر دارهم على عقرباء في سنة 1063 هـ ولم يفصل راوي الخبر ابن بشر النتيجة، ولا شك أنها من الأسباب التي أوهت قوة هذه القبيلة، ثم نراها -بعد ذلك- بعدما كانت تستعين بقبيلتي سُبيع والسهول في حربها ضد الدواسر تشن الحرب على هاتين القبيلتين، فتناوخهم في الحيسية سنة 1073 هـ فتهزمهم، وأغرب من هذا أن في سنة 1098 هـ جرت وقعة بين آل مغيرة وآل عساف من آل كثير، على حد قول الشاعر:
وأحيانًا على بكر أخينا
…
إذا ما لم نجد إلا أخانا
وإذن فلا بد أن يجد صاحب الأحساء محمد آل غرير الفرصة سانحة له في سنة 1098 هـ فيصبحهم وهم على الحاير -حاير سبيع- في العارض ومعهم عائذ، ثم يصبحهم صباحًا آخر في الصيف، وهم حاير المجمعة، فتكون النتيجة بعد قتل رئيسهم وعدد كثير منهم أن تلاشت قوتهم، بحيث تختفي أخبارهم -فيما بين أيدينا مما هو مدون من الأخبار- فجأة، سوى ما يدور على ألسنة العامة، مما هو أقرب إلى الخيال منه إلى الحقيقة، كأخبار عجل بن حنيتم شيخ آل مغيرة وأشعار ابنته شماء، وقد يكون لذلك أصل، ولكن ليس على ما يروى من المبالغات، ولا
تزال كثير من الأسر تنتمي إليهم من تحضَّر وانتشر في قرى نجد، بعد انتقال باديتهم إلى العراق.
ويروى أن أشهر بطونهم كان يحل عالية نجد، الشعراء وما حولها من المياه، ولهذا تذكر الروايات المتناقلة أن آل حمود ينتمون إلى عجل بن حنيتم، الذي يروون أن له قصرًا في الشعراء ذا آثار باقية، ومن آل حمود تفرقت أسر كثيرة في قرى نجد.
وأضاف الجاسر في الجمهرة عن آل مغيرة في اشيقر وغيره من بني لام من طيئ قال: وقد اجتمعت بمكة سنة 1353 هـ بعالم يدعى ابن مغيرة من آل مغيرة، عاش خارج بلاد نجد وكان ذا عناية بالتاريخ، قدم للملك عبد العزيز -رحمه اللَّه تعالى- كتابًا في تاريخ العرب، ورأيت هذا الكتاب -بعد ذلك- لدى الشيخ عبد اللَّه بالخير الذي كان من موظفي الديوان الملكي في الإذاعة، ثم صار مستشارًا للملك سعود -رحمه اللَّه تعالى- ثم مديرًا للإذاعة والصحافة والنشر، رأيت الكتاب سنة 1378 هـ - وأغلب مباحثه مستقي من بعض المؤلفات الحديثة، ككتاب جرجي زيدان "تاريخ العرب قبل الإسلام".
وقال عن آل الفضل (الفضول) في الجمهرة
(1)
:
هؤلاء فرع من قبيلة طيئ المشهورة، بل كانوا أبرز فروعها في العصور الوسطى من القرن السادس الهجري حتى القرن الثاني عشر، وكان رؤساؤهم آل مهنا في القرن الثامن الهجري - كما قال عنهم ابن فضل اللَّه العمري في كتاب مسالك الأبصار: سادات العرب، وقد أطال في ذكرهم والثناء عليهم.
وقبيلة الفضول -كغيرها من القبائل- التف بها فروع كثيرة مختلفة الأصول، لأنها سيطرت على الجزيرة حقبة طويلة من الزمن، بحيث كان أكثر قبائل الجزيرة في القرن الثامن الهجري يعد من أحلاف آل فضل، وبحيث كان ملوك مصر والشام يرجعون إلى شيوخ آل فضل -آل مهنا- في شئون القبائل الأخرى. وكان شيوخ القبيلة يقيمون في نواحي الشام، ويفدون على ملوك مصر الذين كانوا
(1)
هنا خلط الجاسر ما بين الفضول من بني لام وآل الفضل من آل الجراح المشهورين من طيئ وهم أمراء العرب في الشام.
يتوددون إليهم بما يجزلون لهم من الصلات ويقطعونهم الأراضي الزراعية في الشام وكانت القبيلة تنتشر في بلاد نجد لرعي مواشيها مخضعة جميع قبائلها.
ثم أعقب قوتها من الضعف ما جعل القبائل التي كانت يومًا ما خاضعة لنفوذها بل ومعدودة منها - تتصدى بها بالغارات والحرب، حتى أضعفتها.
وذلك بحسب ما اطلعت عليه من أخبارها من منتصف القرن التاسع الهجري وما بعده مما لا يتسع المجال لتفصيله.
وكان آخر أمرها -كغيرها من القبائل الأخرى- أن غادرت الجزيرة - على فترات أولها في آخر القرن الحادي عشر (سنة 1085 هـ على ما ذكر ابن بشر وغيره) بعد أن انخزلت فروع منها وبقيت في نجد، كآل غزي، وآل مغيرة، وبقي لهذه الفروع ذكر في تاريخ نجد إلى منتصف القرن الثاني عشر الهجري في عراكها مع بعض القبائل.
وقد استقرت أسر كثيرة من تلك الفروع في نجد في إقليم العارض وغيره من الأقاليم كسدير والوشم والزلفي وفيه من أسر الفضول: الفنيسان والعبيد والعليوي والمسعر والجديع والحبشي والمد اللَّه والزمامي والدعفس والمعمر.
وذكر أن آل فضل في حريملاء من الفضول من بني لام من طيئ.
وقال عن آل غزي من الفضول:
في العارض مساكنها ويظهر أن انتشار آل غزي في وسط نجد كان قبل منتصف القرن التاسع الهجري، ففي سنة 857 هـ على ما نقل ابن بسام في "تحفة المشتاق" أغارت قبيلة عنزة على آل غزي من الفضول، وهم على تبراك، فأخذوا إبلهم، ففزعوا حين جاءهم الصريخ فلم يلحقوهم فرجعوا إلى أهلهم، فلما وصلوا إليها أمر رئيسهم جاسر بن سالم آل غزي وقال لهم: اطلبوا إبلكم من عنزة، فلعلّ اللَّه يبدلنا من إبلهم أكثر مما أخذوه منا.
وكان فيه شهامة وشجاعة، فاستعدوا بالخيل والركاب، وركبوا قاصدين عنزة، وهم إذ ذاك على جو أشيقر، فأغاروا على إبل عنزة، وهي غازية في المروت، وذلك بعد العصر فاستاقوها، وراح الصريخ إلى عنزة، فأخبرهم ففزعوا وتبعوا الفضول، فقاتلوهم تحت ظلام الليل، ورجعوا بغير شيء.
ويظهر أن رئاسة قبيلة الفضول كانت في آل غزي. قال ابن عيسى في سنة 1057 هـ قتل مهنا بن جاسر آل غزي، ورئيس بوادي الفضول، وزاد ابن بسام في "التحفة" قتله عنزة في وقعة بينهم. ومما سجل من معاركهم في سنة 938 هـ حجر الفضول قوافل عنزة في سدير، فأظهرها رجل من آل غزي بوجهه، فوقع الشر بين الفضول، فأدى آل غزي لعنزة جميع الذي لهم، وكثرت الجراح بين آل غزي، وآل برجس وآل صلال.
وفي سنة 976 هـ أغار آل غزي على أهل المجمعة، فلحقوهم في المشقر، وصارت الهزيمة على آل غزي، واستنفذ أهل المجمعة أغنامهم بعد قتل أربعة منهم وإصابة نحو العشرة وقتل من الفضول ثلاثة وأصيب آخرون.
وفي سنة 1104 هـ تناوخ الظفير وآل غزي على أشيقر، وصارت الدائرة على آل غزي.
وفي سنة 1112 هـ -حاصر ابن سويط شيخ الظفير آل غزي في سدير الحصار الثالث- على ما ذكر ابن بشر في سوابقه.
مما تقدم يتضح أن آل غزي من أبرز فروع قبيلة الفضول، ويظهر أنهم ضعفوا بضعف قومهم في القرن الثاني عشر الهجري، فنزحوا إلى خارج الجزيرة - مع بقية قبيلتهم من الفضول.
وفي نجد أسر متحضرة من آل غزي من أشهرها أسرة آل (أبو رماح) وغيرها.
وقال الجاسر عن آل نبهان في الجمهرة التالي:
من أشهر فروع طيئ - نبهان بن عمرو بن الغوث بن طيئ، قوم زيد الخيل الطائي الشهير. وبلادهم قديمًا في الجبلين أجأ وسلمى، وكانوا في سلمى، وفي فيد؛ الذي أقطعه الرسول صلى الله عليه وسلم سيدهم زيدًا.
وكان لبني نبهان صولة في القرن الخامس الهجري، وهم لم يغادروا بلادهم بعد، فقد تعرضوا لركب الحجاج في سنة 412 هـ في فيد.
ويظهر أن النبهانيين انضموا إلى آل كثير من لأم الذين يجمعهم بهم النسب إلى القبيلة الأم (طيئ)، عند اشتداد قوة الكثيرين واتساع نفوذهم في بلاد نجد.
فمنذ أول القرن العاشر الهجري يجد الباحث ذكرًا للنبهانيين معدودين في آل كثير، ومن أمثلة ذلك:
في سنة 919 هـ: صبحت عنزة بني نبهان من آل كثير في حاير المجمعة وأخذوهم وقتل من الفريقين عدة رجال.
وفي سنة 937 هـ: أغار آل نبهان على أهل العيينة، فأخذوا أغنامهم، فلحق بهم أهل العيينة في الحيسية، وقتلوا شيخهم ثنيان بن جاسر، فانهزموا وتركوا ما أخذوا.
وفي سنة 950 هـ: صبح أهل العيينة آل نبهان من آل كثير - على عقبراء، فأخذوهم وكان آل نبهان قد أكثروا الغارات على أهل العيينة.
وفي سنة 955 هـ أغار آل نبهان من آل كثير على العيينة وأخذوا نحو عشرين بعيرًا وذهبوا بها ثم أغاروا عليهم بعد أيام وأخذوا أغنامهم فلحقوهم في المبركة واستنقذوها منهم.
وفي سنة 1081 هـ: ظهر إلى نجد براك بن غرير صاحب الأحساء، وأخذ آل نبهان من آل كثير على سدوس، فيما ذكر ابن بشر في سوابقه.
وفي سنة 1142 هـ: قتل آل نبهان أمير العيينة، محمد بن حمد بن معمر الملقب خرفاش وتولى الإمارة بعده أخوه عثمان بن حمد.
ثم تنقطع أخبار بني نبهان في الوقت الذي تنقطع فيه أخبار قومهم آل كثير، ولا شك أنه بقي منهم من تحضر وسكن في قرى نجد مما ينتسب إلى آل كثير.
وذكر الشيخ حمد في الجمهرة نبذات عن عائلات وأسر من لام وملحقاتها من طيئ في المملكة العربية السعودية نذكرها حسب الحروف الأبجدية كالتالي:
- آل إبراهيم: في (أبا الكباش) والرياض وحائل من آل يحيى من آل أبو رماح، من آل غزي من الفضول من بني لام من طيئ.
قال في "عقد الدرر" سنة 1277 هـ: فأرسل الإمام فيصل، عبد الرحمن بن إبراهيم إلى بلدة بريدة واستعمله أميرًا فيها، وهدم بيوت عبد العزيز المحمد وبيوت أولاده.
ثم قال ابن عيسى في حوادث سنة 1278 هـ: ثم إنه حصل بين ابن إبراهيم وابن دغيثر وبين أهل عنيزة وقعة في (رواق) وصارت الهزيمة على ابن إبراهيم ومن معه، وقتل من أتباعه نحو عشرين رجلا منهم: عبد اللَّه بن عبد العزيز بن دغيثر، وقتل من أهل عنيزة عدة رجال، وبعد هذه الواقعة غضب الإمام فيصل -رحمه اللَّه تعالى- على ابن إبراهيم لأشياء نقلت عنه، فاستلحقه من بريدة إلى الرياض، وأمر بقبض جميع ما عنده من المال، فرجع إلى بلده أبي الكباش.
- الباني: في قرية مسكه يرجع نسبهم إلى الكثران (آل كثير) من لأم.
- آل برخيل: في عشيرة سدير عن آل كثير من بني لام.
- آل بشر: في الروضة وليلى في الأفلاج من آل مغيرة من بني لام.
- آل تركي: في ليلى بالأفلاج من آل مغيرة من بني لام.
- آل تميم: في الأفلاج العمار وليلى، من آل فهيد من آل مغيرة من بني لام.
- آل ثابت: فى ضرما من الفضول من بني لام.
- آل ثاقب: في ضرما وفي الرياض من آل كثير من بني لام.
- آل جبر: في المجمعة من الفضول من بني لام.
- آل جديع: في الزلفي من الفضول من بني لام.
- الجذالين (آل جذلان): في الحريق ثم في ليلى في الأفلاج، وهم آل مفلح وآل فلاح وآل دخيل، وهم أبناء جذلان بن محمد بن ناصر الكثيري من بلدة الحريق من الكثران (آل كثير) من بني لام.
- آل جساس: في القويعية من آل مغيرة من بني لام.
- آل حبيب: في الأفلاج خاصة في العمار وليلى، من آل فهيد من آل مغيرة من بني لام.
- آل حجيلان: في الخبراء، من آل كثير من بني لام.
- الحرير: في القوعي قرب الرس، من المظهر من آل كثير من بني لام.
- الحزاما: في المجمعة من الفضول من بني لام.
- آل حسن: في ملهم منهم الشيخ عبد العزيز من حسن بن عبد اللَّه بن محمد بن يحيى بن حسن 1231 - 1298 هـ ويلقب بحصام، وحفيده الشيخ عبد الرحمن بن سعد بن عبد العزيز 1325 هـ - 1392 هـ، من آل يحيى من آل أبي رماح من الفضول من بني لام.
- آل حصنان: في حريملاء وثرمداء، من الفضول (آل فضل) من بني لام.
- الحمازا: في الحريق -في الوشم- من آل كثير من بني لام.
- آل حمد بن عيسى: في الأحساء من الفضول من بني لام.
- آل حمود: في ضرما، قال المغيري: من السوالم فهم آل إبراهيم في الرياض، وآل راشد في ضرما - وآل فهيد في العمار في الأفلاج، وآل محيمد في ضرما، وآل دبلان في المزاحمية، وآل زيد في مرآة، وآل حمود من آل مغيرة من بني لام.
- الحميدي: (بكسر الميم) في عنيزة، من آل كثير (الكثران) من بني لام.
- الحنايا: في القصيعة بمنطقة بريدة في الفصيح، أبناء عم للمرشد، من الفضول من بني لام.
- آل حويل: (بفتح الحاء وكسر الواو) في جلاجل، في سدير، هم وأبناء عمهم الوكيل -بالتصغير- ويعرفون بآل سليمان من آل مغيرة من بني لام.
- الخراسين: في أسيلة، في الأفلاج، وهم آل ماضي وآل فالح من الفضول من بني لام.
- آل دبلان: في المزاحمية من السوالم من آل مغيرة من بني لام.
- آل دعفس: في الزلفي من الفضول من بني لام.
- آل دعيج: في مرآة وهم آل عبد الرحمن وآل عبد اللَّه وآل دعيج وآل علي وآل محمد كلهم ذرية الشيخ أحمد بن علي بن أحمد بن سلمان بن عبد اللَّه ابن راشد بن على بن أحمد بن إبراهيم بن موسى بن دعيج 1190 - 1268 هـ من آل كثير من بني لام.
- آل دعيلج: فى حريملاء من الفضول من بني لام.
- آل دغفق: في المجمعة من الفضول من بني لام.
- آل أو رباح (رماح): في القصيم منهم آل يحيى ومنهم آل إبراهيم من آل غري من الفضول من بني لام.
- آل رحمة: في ليلى بمنطقة الأفلاح وهم آل غشان وآل محمد وآل مفلح من الفضول من بني لام.
- آل رشيد: في المجمعة من الفضول من بني لام.
- آل زامل: في جلاجل من آل كثير من بني لام.
- آل زيد: في ضرما ثم في مراة، أبناء زيد بن حمد بن محمد بن حمد بن محمد بن عبد اللَّه بن حمود من آل حمود من السوالم من آل مغيرة من بني لام. ومنهم مؤلف كتاب المنتخب في ذكر نسب قبائل العرب.
- آل سفران: في الروضة في الأفلاج، من آل بشر من آل مغيرة من بني لام.
- آل سفر: في الروضة في الأفلاج، من آل بشر مغيرة من بني لام.
- آل سليم: في مراة، من أبناء موسى بن إبراهيم بن سليمان بن سليم بن موسى بن عمران بن شخيل، من آل شخيل من آل مغيرة من بني لام.
- آل سند: في ثرمدا وسدير، من آل كثير من بني لام.
- السويكت (السواكت): في عنيزة، وهم السويل، منهم الشيخ عبد اللَّه ابن عبد العزيز بن عبد اللَّه بن سويل 1311 - 1385 هـ، من آل أبا الغنيم، من آل كثير من بني لام.
- آل سويلم: في القصب، من الفضول من بني لام.
- آل سهو: في التويم من سدير وهم من آل كثير من بني لام.
- آل سيف: في العيينة منهم العجاجات في حريملا وضرما والحساء، وهم من آل كثير من بني لام.
- الشايع: من أهل عنيزة، يرجع نسبهم إلى آل كثير من بني لام.
- الشباكا: واحدهم شبيكي بضم الشين في ثرمداء، من الفضول من بني لام.
- آل شبيب: في العمار وليلى من الأفلاج، ومن آل فهيد من آل مغيرة من بني لام.
- آل شلال: في القصب من الفضول من بني لام.
- آل شملان: في عنيزة والزلفي من الفضول من بني لام.
- آل شهوان: في عنيزة والمذنب من آل أبا الغنيم من آل كثير من بني لام.
- آل شهوان: في عنيزة هم والشملان والسويل من الفضول في بني لام.
- آل الشيخ: في ملهم، منهم الشيخ عبد العزيز بن حسن بن عبد اللَّه بن محمد بن يحيى 1299 هـ الملقب حصام محرفة عن حسام، لحسمه الخصومات بين الناس وحفيده الشيخ عبد الرحمن بن سعد بن عبد العزيز 1393 هـ من آل يحيى من آل غزي من الفضول من بني لام.
وقال ابن بشر في الكلام عن تلاميذ الشيخ محمد بن مقرن بن سند المتوفي سنة 1267 هـ، كان أطولهم باعا، وأبسطهم ذراعا، وأتقنهم علما، وأثقبهم فهما وأفصحهم لسانًا، وأجرأهم جنانا، وأحسنهم بيانا، وأكثرهم إحسانا، الشاب التقي، ذو العنصر الزكي، والبيت النقي الشيخ عبد العزيز بن حسن بن يحيى - ثم تحدث عنه إلى أن قال: وهو من شجرة لهم سابقة قديمة في الإسلام، وهم من رؤساء بلد ملهم، من أعرق فروع بني لام.
- آل صالح: في الأفلاج -العمار وليلى- من آل فهيد من آل مغيرة من بني لام.
- آل صامل: في المزاحمية، من بني لام.
- آل صقر: في المجمعة، من الفضول من بني لام.
- آل صلال: في العارض والزلفي من الفضول من بني لام.
- آل طالب: في الرياض والحوطة، حوطة بني تميم ونعام والأفلاج من الفضول من بني لام.
- آل عبد العزيز: سكان ملهم من آل حسن من آل يحيى من الفضول من بني لام.
- آل عبد اللَّه: في الأفلاج -العمار وليلى- من آل فهد من آل مغيرة من بني لام.
- آل عبد المحسن: سكان ملهم، من الفضول من بني لام.
- العجاجات: واحدهم عجاجي في ضرما وبريدة والأحساء، منهم الشيخ محمد بن عبد العزيز بن سليمان بن ناصر بن سليمان العجاجي (1309 - 1344 هـ) من آل كثير من بني لام.
- العردة: في الخرج، من آل مغيرة من بني لام.
- العريقان: في عنيزة، يرجع نسبهم إلى آل كثير من بني لام.
- آل عساف: من آل كثير من بني لام.
- آل عليوي: في الزلفي، ثم في عنيزة، منهم راشد العبد المحسن بن عليوى بن شملان من الشملان من الفضول من بني لام.
- العواد: من أهل الهلالية، وفي عنيزة وبريدة، من العفالق من قحطان كذا ذكر العبودي، ولكن أحد القراء ذكر أن هذا خطأ والصواب أن العواد من المظهر من آل كثير من بني لام.
- آل عيد: في الزلفي من الفضول من بني لام.
- آل عيسى: في الخرج من آل مغيرة من بني لام.
- آل غريقان: في عنيزة من آل أبا الغنيم من آل كثير من بني لام.
- آل أبا الغنيم: في الضبط في عنيزة، منهم الحميدي والسويل والغريقان والشهوان من آل كثير من بني لام.
- آل فالح: في ليلى في الأفلاج، أبناء فالح بن مفلح بن دخيل بن جذلان من الجذالين من الكثران (آل كثير) من بني لام.
- آل فالح: في أسيلة في الأفلاج من الخراسين من الفضول من بني لام.
- آل فضلي: في أشيفر ثم في القصب، منهم الشيخ علي بن جعفر الفضلي 1015 هـ في أشيقر من الفضول من بني لام.
- الفنيسان: في الزلفي من آل غزي من الفضول من بني لام.
- آل فهيد: في ليلى والعمار في الأفلاج وفي عنيزة بالقصيم، من آل حمود من السوالم ومن أفخاذهم آل شبيب وآل حبيب وآل تميم وآل صالح وآل عبد اللَّه من آل مغيرة من بني لام.
- القباشا: في الحريق بمنطقة الوشم من آل كثير من بني لام.
- القحازا (آل قحيز): في الخرج من آل مغيرة من بني لام.
- آل كليب: في ليلى وفي الحلوة بمنطقة حوطة بني تميم، من آل مغيرة من بني لام.
- آل ماضي: في أسيلة، في الأفلاج، من الخراسين من بني لام.
- آل مبرد: في الخرج من آل مغيرة من بني لام.
- آل مجيول: في الزلفي من الفضول من بني لام.
- آل محطب: في ثرمدا ثم في الزبير في آل سند من آل كثير من بني لام.
- آل محمد: في العمران من الأحساء من الفضول
(1)
.
- آل محمد: في ليلى من الأفلاج، من آل رحمة من الفضول من بني لام.
- المد اللَّه: فى الزلفي من الفضول من بني لام.
- آل مرشد: في عودة سدير من الفضول من بني لام.
- آل مرشد: في السلمية بمنطقة الخرج من آل مغيرة من بني لام.
- آل مرشد: (بكسر الشين) في سدير وفي بريدة في القصيعة من الفضول من بني لام.
(1)
قد يكون هؤلاء من آل فضل من العيونيين من عبد القيس فهذه بلادهم قديمًا.
قلت: وقول الجاسر هنا أي أنه لا يجزم أن آل محمد هؤلاء من فضول بني لام من طيئ.
- آل مريسي: في المحرَّق بالبحرين، من آل مغيرة من الفضول من بني لام.
- آل مسعر: في الزلفي، من الفضول من بني لام.
- آل مسفر: في بريدة، من الفضول من بني لام.
- آل مسند: في ثرمداء من آل كثير من بني لام.
- آل مسيطير (المسيميري): أسرة من أهل الرس من المظهر من آل كثير من بني لام.
- آل مطير: في عنيزة من الفضول من بني لام.
- المظاهير (المظهر): في ضرية ومسكة من آل كثير من بني لام.
- آل مفلح: في ليلى في الأفلاج، أبناء مفلح بن دخيل بن جذلان من الجذالين في الكثران (من آل كثير) من بني لام.
- آل مفلح: في أسيلة في الأفلاج، من آل رحمة من الفضول من بني لام.
- آل مفيد: في القصب بمنطقة الوشم، من الفضول من بني لام.
- آل منصور: في مراة من آل كثير من بني لام.
- الموانع (آل مانع) أو آل موسى: في العيينة ثم في المبرز في الأحساء، أبناء موسى بن أحمد بن حسين بن عمران الشخبل من آل شخبل، من آل مغيرة من بني لام.
- آل موسى: في أشيقر، منهم آل سليمان في جلاجل، من آل مغيرة من الفضول من بني لام.
- آل ناجم: في القصب فى الوشم من الفضول من بني لام.
- آل ناصر: فى الزلفى، من الفضول من بني لام.
- آل نمشان: فى ليلى فى الأفلاج، من آل رحمة، من الفضول من بني لام.
- الوكيل: في الشعراء ثم بلد جلاجل، والحويل لقب جد أسرة عبد اللَّه ابن سلمان آل سليمان وأقاربهم الحويل من آل مغيرة من بني لام.
- آل هداب: في الرياض، من الفضول من بني لام.
- آل يحيى: في ملهم من آل برجس من الفضول من بني لام.
منهم الشيخ حصام عبد العزيز بن حسن بن عبد اللَّه بن محمد بن يحيى آل حسن (. . . / 1299 هـ) وقال ابن بسام في ترجمته ما ملخصه: واشتهر الشيخ عبد العزيز بلقب (حصام) محرَّفة عن حسام لحسمه الخصومات بين الناس وكانت أسرته تقيم في بلدة القصب من بلدان الشعيب، فولد المترجم له في ملهم، ونشأ بين أبويه وعمومته وعشيرته آل حسن الذين هم رؤساء قريتهم ملهم.
ولما ذكر ابن بشر تلاميذ الشيخ محمد بن مقرن قال عن المترجم له: (وكان آخر من أخذ عنه من تلاميذه من كان أطولهم باعًا وأبسطهم ذراعًا وأرجحهم عقلا وأكثرهم حلمًا وأتقنهم علمًا وأثبتهم فهمًا وأفصحهم لسانًا وأقواهم جنانًا وأحسنهم بيانًا وأكثرهم إحسانًا الشاب التقي ذو العنصر الزكي الشيخ عبد العزيز ابن حسن بن يحيى وكان مؤثرًا بعلمه على الشيخ المذكور فقرأ عليه كثيرًا من كتب المذاهب ثم رحل إلى الشيخ المتقن عبد الرحمن بن حسن فقرأ عليه كثيرًا من العلوم النافعة الشرعية خصوصًا العربية حتى علا فضله ومجده وارتفع فى السماء نجم سعده وهو في شجرة لهم سابقة فضل قديمة في الإسلام وهم رؤساء بلده، فهم من أعرق بني لام، وإنما نوهت بذكرهم لنشر فضيلة هذا الشيخ حرس اللَّه نعمته وعفا عن زلَله وعثرته وزوده التقوى ووفقه لما يرضى، ولما توفي الشيخ محمد رحمه الله ألزمه الإمام فيصل بالقضاء في بلدان المحمل فصار على عادة شيخه يكون في بلدة ملهم وقتًا ومعظم وقته في حريملا. وقال الشيخ إبراهيم بن عيسى: (كان عالما فاضلا متواضعًا حسن السيرة سخيًّا) وكان له ابن نجيب قتل في معركة المعتلى التي دارت بين سعود آل فيصل وجيشه وبين جيش أخيه عبد اللَّه الفيصل بقيادة محمد الفيصل، وولاه الإمام فيصل قضاء المحمل وعاصمته بلدة ثادق ثم صار قاضيًا في بلده ملهم حتى وفاته وقد تعاقب على ولايته عدة ولاة من أمراء آل سعود لأن وقت قضائه كان وقت اختلاف آل سعود على الحكم فتارة
يكون هذا وأخرى يكون ذاك. وكان قتل الشهيد في جيش الإمام عبد اللَّه الفيصل فاحتسب أبوه ذلك وصبر. والشيخ المترجم له، له أربعة أبناء عبد اللَّه وقد ولي إمارة ملهم، ولعبد اللَّه ابنان هما: محمد وله رتبة كبيرة في وزارة الدفاع، والابن الثاني الشيخ ناصر بن عبد اللَّه تخرج في كلية الشريعة في الرياض وصار مديرا للإشراف الديني بالمسجد الحرام ثم كان أمير مدينة حائل بالوكالة، أما الابن الثاني للمترجم له فهو الشيخ ناصر بن عبد العزيز، ورافق الجيش السعودي للاستيلاء على بلدان عسير وكان معروفًا بالعلم والصلاح، أما الابن الثالث للمترجم له فهو سعد بن عبد العزيز طالب علم وخلف ابنه الشيخ عبد الرحمن بن سعد من العلماء وقد ولي قضاء الزلفي ثم نقل إلى قضاء الرياض، وقد توفي 1393 هـ، وأما الابن الرابع للمترجم له فهو عبد الرحمن وله أربعة أبناء، توفي في بلدة ملهم وذلك عام 1299 هـ - رحمه اللَّه تعالى.
وهذه الأسرة الكريمة من آل برجس من الفضول من بني لام.
- آل مجيان: في الفيضة في السر، من آل كثير من بني لام. (انتهى).
وقال الشيخ حمد الجاسر عن بني لام أيضًا في كتاب أصول الخيل العربية
(1)
:
فرع من أشهر فروع طيئ وكانوا مقيمين في بلاد نجد، وقد تحضر بعضهم، ثم انتقلت الفروع التي لم تتحضر إلى العراق والشام، ومن أصول الخيل المنسوبة إليهم:
(الشويمات وكحيلات العجوز والشويمة السبَّاحية) كما في كتاب "الأصول" وستجد فيه ذكرًا لخيل عجل بن حنيتم شيخ (آل مغيرة) بطن منهم، وأن "كحيلة نومة" كانت من مرابط خيله.
وقال أيضًا عن آل كثير (الكثران) في ص 139، ص
140:
الكثيريون من فروع قبيلة طيئ الشهيرة من بني لام، وكانت لهم شهرة في نجد وخاصة في القرن الثاني عشر الهجري، وقد تحضر عدد كبير منهم في الحريق والأفلاج، وفى قرى كثيرة من نجد، أما البادية فقد ارتحلت إلى العراق، وهي
(1)
انظر من 141.
كغيرها من قبائل العرب في اقتناء الخيل، إلا أن صاحب كتاب "الأصول" لم يذكر شيئًا من خيلهم، وإنما استشهد بقول أحدهم، ويبدو أن ارتحالهم من نجد كان في آخر القرن الثاني عشر، وقد تحدثت عنهم الرحالة الإنجليزية (الليدى آن بلنت) في طريق عودتها من حائل متجهة إلى النجف، فقالت: وركب الفرس ابن عمه -تعني مطلقًا- شطِّي، الذي ذهب معنا وأمدنا بمعلومات قيمة، كان الكثيرون من قبل كغيرهم من قبائل نجد تحت حكم ابن سعود وهم فرع من بني خالد
(1)
الذين هم فرع لبني لام قبيلة قديمة ونبيلة، ولا يزال القسم الأكبر منهم بين العارض والقطيف واستقر فرع منهم منذ قرون وراء دجلة وفي نجد وفي البلاد الفارسية.
والكثيريون الآن قليلو العدد، ولكنهم كما يقول شطِّي باعتزاز: يستطيعون جمع مائة خيال إذا دعت الظروف فهوجموا وأجبروا للقتال. وخيل الكثيريين أصولها من (وذنان) و (ريشان) وعندما اقتربنا من خيام الكثيريين قابلنا رجلان على ذلول يتقدمان حصانا صغيرًا من أجمل ما رأيت، وقال لنا شطي: إنه (وذنان حرسان)
(2)
، ثم ذكرت حسن استقبال القوم، وأنها شاهدت هناك ستة أفراس جيدة متوسطة وليست نخبة أولى. وأضافت: كان الكثيرون يمرون بضائقة هذه السنة لعدم هطول الأمطار في الخريف، فلم يجدوا أعلافًا لخيلهم، ولولا الجراد الذي توفر بكثرة في الشتاء لهلكوا جوعًا، الجراد هو غذاؤهم الأساسي للإنسان والحيوان، ونرى أكوامًا كبيرة منه منشقة على النار، وفي كل خيمة. انتهى.
وقال الجاسر أيضًا في كتاب الأصول ص 134، ص 135 من الفضول
(3)
:
آل فضل فرع من فروع طيئ قال ابن فضل اللَّه العمري: أحمد بن يحيى (700 - 749 هـ). وأما آل ربيعة وهم ملوك البر وأمراء الشام والعراق والحجاز
(1)
ليس بنو كثير من فروع بني خالد بل من بني لام القبيلة الطائية الشهيرة، وبنو خالد من فروع عدنانية من ربيعة وغيرهم ولعل الكثيريين أثناء ضعفهم وقوة بني خالد حين حكمهم الأحساء ونواحيه انضووا إليهم بالحلف.
(2)
الصواب (خرسان) بالخاء - نسبة إلى الخُرسَة.
(3)
نقل الجاسر هنا عن ابن فضل العمري في مسالك الأبصار قوله عن آل الفضل من آل ربيعة من آل الجراح من طيئ أمراء العرب في الشام وقد خلط رحمه الله ما بينهم وبين الفضول من بني لام من طيئ في نجد.
فهم آل فضل وآل مِرَاء وآل علي من آل فضل وهم كرام العرب وأصل البأس والنجدة منهم - إلى آخر ما ذكر في كلام طويل وقد انتشر نفوذ (آل فضل) في نجد من القرن السابع الهجري حتى العاشر الهجري، وكان لهم تاريخ حافل، وأخبار وأشعار متداولة، حينما كانت القبيلة ذات قوة وسيطرة، ثم انتقلوا من الجزيرة على فترات أولها سنة 1085 هـ على ما ذكر ابن بشر في سوابق تاريخه "عنوان المجد في تاريخ نجد" وقد انخذلت فروع استقرت في قرى متفرقة من نجد من أقاليم العارض وسدير والوشم والزلفي وغيرها، مما أشرت إلى بعضهم في موضع آخر.
وقد توسع ابن فضل اللَّه العمري في الكلام على فروع (آل فضل) في كتاب مسالك الأبصار في ممالك الأمصار ومما ذكر عنهم قوله: ساقت تصاريف الدهر الملك الظاهر بيبرس إلى بيوتهم، وهو طريد مشرد ولم يكن قد بقى معه سوى فرس واحد، يعول عليه، فسأل علي بن حديثه فرسًا يركبه، فلم يعطه شيئًا، وكان ذلك بمحضر من عيسى بن مهنا، فأخذه عيسى وضمه إليه وآواه وأكرمه وقراه، وخيره في رباط خيله، فاختار منها فرسًا، فأعطاه ذلك الفرس وزوده، وبالغ في الإحسان إليه، فعرفها له الظاهر، فما أن تملك انتزع الإمرة من أبي بكر ابن علي وجعلها لعيسى بن مهنا.
وقال ابن فضل اللَّه أيضًا في أثناء حديثه عن هرب مماليك لسلطان مصر الملك الناصر: أن مهنا أمير (آل فضل) استعطفه، فلم يرق لهم، فقام مهنا فجهزهم إلى خربندا
(1)
وسيرهم مع ابنه سليمان، وبعث معهم من جهنه لـ (خربندا) ومن حوله خيولا مسومة فقوبلوا بالإكرام والرعاية.
وقد وصف ابن فضل اللَّه العمرى خيل (آل فضل) إبان عزهم، وشموخ مجدهم وعلو صيتهم -في أول القرن الثامن- بما لا يتسع المجال لإيراده، وختم ذلك الوصف الذي تأنق فيه ما شاء له التأنق، وبالغ ما شاءت له المبالغة نثرًا
(1)
وهو ملك العراق من التتار، ويقع هذا الاسم مصحفًا في كثير من الكتب بصورة (خدا بندا) أي عبد اللَّه واسمه (خربندا) عبد الحمار، لأن التتار وهو منهم يتفاءلون بأول حيوان يدخل البيت حين ولادة المولود، فيسمونه به، فكان حمارًا وهو (بندا) عندهم فسموه (عبد الحمار) - ذكر هذا ابن بطوطة المغربي في رحلته.
وشعرًا بهذا الخبر فقال: وحكى لي شيخنا شهاب الدين أبو الثناء محمود أنه رأى (آل مرا) حين جاءوا تلك الكرة. قال: كنت جالسًا على سطح باب الإسطبل السلطاني بدمشق وقد أقبلوا زهاء أربعة آلاف فارس شاكين في السلاح على الخيل المسومة والجياد المطهمة، وعليهم الكزغندات الحمر من الأطلس المعدني، والديباج الرومي، وعلى رؤوسهم البيض، مقلدين بالسيوف، بأيديهم الرماح كأنهم صقور على صقور؛ وأمامهم العبيد تميل على الركائب، ويرقصون بتراقص المهاري، وبأيديهم الجنائب التي ظلت إليهم عيون الملوك صورًا ووراءهم الظعائن والحمول، قال: وكانت معهم مغنية لهم تعرف بالحضرمية، وكانت لها سمعة طائرة في زمانها، ورأيتها سافرة من الهودج وهي تغني:
وكنا حسبنا كل بيضاء شحمةً
…
ليالي لاقينا جذامًا وحميرا
ولما لاقينا عصبة تغلبيةً
…
يقودون جردًا للمنية ضُمَّرا
فلما قرعنا النبع بالنبع بعضهُ
…
ببعض أبت عيدانه أن تكسرا
سقيناهم كأسًا سقونا بمثلها
…
ولكنهم كانوا على الموت أصبرا
فقال رجل كان إلى جانبي: هكذا يكون ورب الكعبة! فكان الأمر كما قال: فإن الكسرة كانت أولا على المسلمين،. . ثم كانت النصرة لهم، واستحر القتل بالتتار (انتهى).
ولا شك أن تلك الخيول بقيت أصولها متوارثة بين قبائل الشمال، كقبيلة شمّر وقبيلة الظفير وقبيلة عنزة وغيرها.
ومما عرف من خيل الفضول في العصور الأخيرة (هدب النزحي) وهو من آل عيسى، وعوَّاض النزحي، وسليمان بن عفير النزحي، ومن خيلهم أيضًا فرع من (الصقلاويات) من (كحيلات العجوز) كانت لآل مهنا، ثم انتقلت للموالي، ومن خيل (آل فضل) المعروفة (الوذنات الخرسانية) إذا (الخرسان) بطن منهم، و (شويمة الودك) و (أم معارف الكحيلة) وهي أصل (الخيل الهدب). انتهى.
9 -
ما ذكره الباحث السعودي فايز بن موسى البدراني الحربي عن فروع بني لام في نجد
(1)
:
قال عن قبيلة آل كثير:
قبيلة آل كثير من القبائل العريقة في نجد وهي تنحدر من بني لام الطائية القحطانية، استقلوا عن قبيلتهم بني لام وصار لهم كيان خاص في نجد، تتكون من بطنين كبيرين وهما آل نبهان وآل عساف، وكانت منازلهم في نجد أسفل وادي حنيفة مثل العمارية وأبي الكباش وما حولهما، ثم نزحت باديتهم إلى العراق بعد ضعف قبائل بني لام في نجد، وبقي منهم في نجد أسر متحضرة كثيرة مثل آل عجمان في بريدة والأحساء وحريملاء، وآل ثابت في ضرما، وآل سيف في العيينة، وآل يحيى في السر، وآل دعيج في مرات. . . إلخ
(2)
.
ومن أشهر أحداثهم التاريخية في نجد خلال فترة البحث 850 - 1200 هـ:
في عام 861 هـ اشتراك آل كثير في مناخ
(3)
السر في السر.
وفي عام 871 هـ غارة لعنزة على آل كثير في سدير.
وفي عام 883 هـ مناخ بين سُبيع وآل كثير في ضرما.
وفي عام 885 هـ استيلاء آل كثير على قافلة لعنزة في الوشم.
وفي عام 889 هـ استيلاء الدواسر على قوافل آل كثير في بنبان.
وفي عام 891 هـ اشتراك آل كثير في محاربة سبيع في العمارية.
وفي عام 901 هـ غارة آل كثير على بلدة حرمة في سدير.
وفي عام 919 هـ مهاجمة عنزة لآل نبهان من آل كثير في جابر المجمعة.
وفي عام 937 هـ وقعة بين آل كثير وأهل العيينة في الحيسية.
وفي عام 950 هـ مهاجمة أهل العيينة لآل كثير في عقرباء.
(1)
انظر أخبار القبائل في نجد خلال الفترة 850 - 1200 هـ - الطبعة الثانية - الجزء الأول.
(2)
نقلا عن علماء نجد خلال ستة قرون للشيخ عبد اللَّه البسام التميمي 3/ 822 ط.
(3)
المقصود مناخ الإبل في مكان القتال بين الطرفين.
وفي عام 967 هـ اشتراك آل كثير في مناخ بين الدواسر وآل مغيرة في الحرملية.
وفي عام 980 هـ اشتراك آل كثير في مناخ بين الدواسر وآل مغيرة في الحرملية.
وفي عام 998 هـ اشتراك آل كثير في مناخ الدواسر وآل مغيرة في الخرج.
وفي عام 1009 هـ مهاجمة عنزة لآل كثير في سدير.
وفي عام 1022 هـ اشتراك آل كثير في مناخ بين الفضول ومطير في العرمة.
وفي عام 1030 هـ اشترك آل كثير في مناخ بين الدواسر وقحطان في الحرملية.
وفي عام 1068 هـ اشتراك آل كثير في مناخ بين الدواسر وقحطان في الخرج.
وفي عام 1073 هـ اشتراك آل كثير في قتال سُبيع في الحيسية.
وفي عام 1074 هـ اشتراك آل كثير في مناخ بين الفضول وقحطان في تبراك.
وفي عام 1075 هـ اشتراك آل كثير في مناخ بين الفضول وقحطان في الأنجل.
وفي عام 1081 هـ إيقاع رئيس الأحساء بآل نبهان من آل كثير في سدوس.
وفي عام 1088 هـ إيقاع رئيس الأحساء بآل عساف من آل كثير في الدرعية.
وفي عام 1089 هـ اشتراك آل كثير في مناخ بين الدواسر وقحطان في الحرملية.
وفي عام 1097 هـ اقتتال آل كثير وحوادث أخرى على آل كثير في العارض.
وفي عام 1099 هـ وقعة بين عنزة وآل كثير وغيرها في سدير.
وفي عام 1105 هـ وقعة بين آل كثير وبني خالد في سدير.
وفي عام 1113 هـ إيقاع أهل العيينة بآل عساف من آل كثير في سدوس.
وفي عام 1133 هـ حملة رئيس الأحساء الخالدي على آل كثير في العارض.
وفي عام 1137 هـ وقعة بين آل كثير وابن معمر أمير العيينة في العارض.
وفي عام 1150 هـ اشتراك آل كثير في مناخ بين قحطان والدواسر في الإنجل.
وقال عن قبيلة آل مغيرة:
ينطبق على هذه القبيلة النجدية ما قلناه عن قبيلة آل كثير، فهي إحدى القبائل المتفرعة من بني لام، كان لها تاريخ حافل بنجد وخاصة في نواحي العارض والخرج وجنوب سدير ولم يبق منها الآن إلا أسر متحضرة منتشرة فى الحواضر النجدية
(1)
.
ومن أشهر أحداثهم التاريخية في نجد خلال فترة البحث من 850 حتى 1200 هـ:
في عام 851 هـ وقعة بين آل مغيرة والفضول في سدير.
وفي عام 856 هـ وقعة بين آل مغيرة وعنزة في سدير.
في عام 866 هـ حملة أجود بن زامل على آل مغيرة في سدير.
وفي عام 876 هـ استيلاء آل مغيرة على قافلة لأهل نجد في الدهناء.
وفي عام 877 هـ مناخ بين آل مغيرة والدواسر في الخرج.
وفي عام 880 هـ اشتراك آل مغيرة في مناخ بين الفضول في الخرج.
وفي عام 885 هـ استيلاء آل مغيرة على قافلة لعنزة في المستوي.
وفي عام 888 هـ استيلاء آل مغيرة على قافلة لعنزة في المستوي.
(1)
انظر علماء نجد خلال ستة قرون ص 177، وص 440 ط 1، ومجلة العرب س 23 ص 370، س 26 ص 123.
وفي عام 899 هـ استيلاء الدواسر على قوافل آل مغيرة في بنبان.
وفي عام 916 هـ وقع الصلح بين آل مغيرة ورئيس الأحساء في العارض.
وفي عام 919 هـ استيلاء آل مغيرة على قافلة لعنزة في العارض.
وفي عام 939 هـ استيلاء آل مغيرة على قافلة لأهل الخرج في الخرج.
وفي عام 940 هـ اعتراض الدواسر لقوافل آل مغيرة في الدهناء.
وفي عام 951 هـ اشتراك آل مغيرة في الدواسر والفضول في سدير.
وفي عام 967 هـ مناخ العرمة بين آل مغيرة والدواسر في الدهناء.
وفي عام 980 هـ مناخ بين آل مغيرة والدواسر في الحرملية.
في عام 998 مناخ بين آل مغيرة والدواسر في الخرج.
وفي عام 999 هـ المناخ السابق يتكرر في الخرج.
وفي عام 1022 هـ اشتراك آل مغيرة في مناخ بين مطير والفضول في الدهناء.
وفي عام 1066 هـ مهاجمة الشريف لآل مغيرة في العارض.
وفي عام 1073 هـ وقع بين آل مغيرة وسبيع في الحيسية.
وفي عام 1098 هـ حملة رئيس بني خالد على آل مغيرة في العارض.
وقال عن قبيلة الفضول:
قال الشيخ عبد اللَّه بن عبد الرحمن البسام ما مفاده: "وهم بطن من بني لام، وما تفرعا عنها من القبائل الطائية ثم الكهلانية ثم القحطانية، وكانت قبيلة الفضول تسكن نجدًا، وهي قبيلة كبيرة قوية مرتحلة تتبع مواضع الحياء فتنزل فيه.
وكان أول ظهور قوتهم في نجد في القرن السابع الهجري ثم انتقلوا إلى العراق شيئًا فشيئًا ولم يأتي القرن الثاني عشر إلا وقد تكاملوا مرتحلين من نجد ولم يتبقى منهم فيه إلا الأسر المتحضرة وهي كثيرة
(1)
.
(1)
علماء نجد خلال ستة قرون للشيخ عبد اللَّه البسام 3/ 709 ط 1 (حاشية)، والدرر المفاخر في أخبار العرب الأواخر، تحقيق مسعود العجمي ص 97.
ومن أشهر أحداثهم التاريخية في نجد خلال فترة البحث من 850 - 1200 هـ.
في عام 851 هـ موقعة بين الفضول وآل مغيرة في الخرج.
وفي عام 855 هـ حملة زامل بن جبر رئيس الأحساء على الفضول في حفر العتك.
وفي عام 856 هـ استيلاء الفضول على قافلة لعنزة في العارض.
وفي عام 863 هـ مناخ بين الفضول والدواسر في تبراك.
وفي عام 880 هـ مناخ بين الفضول والدواسر في الخرج.
وفي عام 881 هـ استيلاء عنزة على إبل الفضول في ثرمداء.
وفي عام 887 هـ حملة أجود بن زامل على الفضول في تبراك.
وفي عام 894 هـ استيلاء عنزة على قافلة الفضول في سدير.
وفي عام 905 هـ أخذ قوافل الفضول في الخرج.
وفي عام 906 هـ استيلاء الدواسر على قافلة الفضول في الدهناء.
وفي عام 911 هـ وقع بين عنزة والفضول في المستوي.
وفي عام 929 هـ حملة أجود بين زامل على الفضول في حفر الباطن.
وفي عام 938 هـ اقتتال الفضول في سدير.
وفي عام 940 هـ اعتراض الدواسر لقوافل الفضول في الدهناء.
وفي عام 951 هـ وقع بين الفضول والدواسر في سدير.
وفي عام 967 هـ استيلاء الدواسر على قوافل الفضول في الدهناء.
وفي عام 976 هـ غارة لآل غزي من الفضول على المجمعة.
وفي عام 999 هـ اشتراك الفضول في مناخ الدواسر وآل مغيرة في الخرج.
وفي عام 1022 هـ مناخ بين الفضول ومطير في الدهناء.
وفي عام 1065 هـ اشتراك الغزي من الفضول في مناخ النبقية بالقصيم.
وفي عام 1074 هـ مناخ بين الفضول وقحطان في تبراك.
وفي عام 1075 هـ مناخ بين الفضول وقحطان في الإنجل.
وفي عام 1081 هـ وقعة بين الفضول والظفير في الملتهبة.
وفي عام 1084 هـ وقعة ثالثة بين الفضول والظفير.
وفي عام 1085 هـ انحدار الفضول للعراق.
وفي عام 1099 هـ حصار شيخ الفضول في سدير.
وفي عام 1100 هـ اشتراك الفضول في أخذ الحاج العراقي في التنومة.
وفي عام 1104 هـ مناخ بين آل غزي والظفير في أوشيقر.
وفي عام 1106 هـ أخذ آل غزي من الفضول في النبقية بالقصيم.
وفي عام 1108 هـ مناخ بين الفضول والظفير في المستوي.
وفي عام 1112 هـ اشتراك الفضول في الحملة على الظفير في السليع.
وفي عام 1112 هـ حصار آل غزي في سدير.
وفي عام 1135 هـ أخذ رئيس بني خالد لبوادي الفضول في سدير.
وفي عام 1148 هـ أخذ عتيبة لغزو من الفضول في النير.
وفي عام 1154 هـ فتنة الفضول في سدير.
كنانة
نسب القبيلة:
من كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مُضَر بن نزار بن معد بن عدنان وقريش تفرعت من كنانة وسنفرد لها بحثًا سيأتي في المجلد الحادي عشر.
وعن كنانة فقد تفرقت في البلاد أيام الفتوحات وما بعدها وقد تحدثنا عن دخول كنانة إلى مصر في المجلد الثاني من الموسوعة (انظر عنهم).
وعن كنانة في ديارها بالحجاز فقد كانت معروفة باسمها حتى القرن التاسع الهجري ولها دويلة في تهامة وقاعدتها حلي ثم بمرور القرون تفرعت منها قبائل أخذت تسميات أخرى ودخلت منها فروع في قبائل الحجاز وعسير والمخلاف السليماني جهلت أصولها وانتمت إلى قبائل قحطانية أو عدنانية.
ومن أهم قبائل كنانة في المملكة العربية السعودية بنو شعبة
(1)
وقبائل أخرى سيأتي بيانها.
آراء الباحثين والمؤرخين في قبائل كنانة
أولًا: ما قيل عن كنانة من المؤرخين القدامى:
(1)
ما ذكره ابن حزم الأندلسي في الجمهرة
(2)
:
قال: وهؤلاء سائر بني كنانة بن خُزَيْمة:
(1)
وهناك بنو شعبة أخرى من تغلب سيأتي ذكرها في هذا المجلد من الموسوعة، ذكر القلقشندي أن مساكنهم في القرن الثامن الهجري كانت بالطائف وهم من شعبة بن المهلهل من تغلب بن وائل.
(2)
انظر الجمهرة 180 - 189 - طبعة 1403 هـ/ 1983 م - دار الكتب العلمية - بيروت.
ولد كنانة بنين كثيرة، لم يعقب منهم أحد، إلا النَّضْرُ، وقد ذكرنا نسب بنيه
(1)
، وعبد مناة؛ ومالكٌ، ومَلْكَان؛ وحُدال
(2)
، دارُهم بعدَن؛ وعمرو بن كِنانة، وهم قليل، ودارهُمُ بفِلَسْطِين.
وهؤلاء بنو عبد مناة بن كنانة
ولد عبد منَاة بن كِنانة: بكر، بطن ضخْمٌ؛ وعامر، بطن ضخمٌ؛ ومُرَّة، بطن ضخمٌ. وكان علي بن مسعود بن مازِن بن ذنب الغسَّانيُّ أخا عبد مناة بن كنانة لأمه، وهي امرأة من بلي، فحضن علي بني عبد مناة بعد موته، فنُسبوا إليه. فولد بكر بن عبد مناة: لَيث، بطن، والدُّئِل، بطن: أمهما أم خارجة البجلية، التي يُضرب بها المثل في سرعة النكاح
(3)
؛ وضمرة، بطن، والعُرَيْج، بطن. فولد لَيْث بن بكر بن عبد مناة، عامر، وجندع، بطن؛ وسعد. فولد عامر ابن ليث: كعب، وشجع، بطن، وقَيْس، بطن؛ وعُتْوَارة، بطن. فمن بني كعب ابن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة: بنو الملوح بن يَعْمر، وهو الشدَّاخ، بن عوف بن كعب بن عامر بن لَيْث؛ ومنهم:
قُباث بن أشْيَم بن عامر بن الملوَّح، كان على مجنَّبة أبي عُبيدة بن الجرَّاح رضي الله عنه يوم اليرموك؛ وبُكَيْر
(4)
بن شداد بن عامر بن الملوَّح، وكان من أهل الفضل والغَنَاء في الإسلام، وهو الذي رثاه الشَّماخ إذ يقول:
لَقَدْ غابَ عن خَيل بموقان أسْلَمَتْ
…
بُكَيرَ بَني الشدَّاخِ فَارِسَ أَطْلال
(5)
وهو الذي قَتل اليهوديَّ إذ سمعه يقول:
وأشْعَثٌ غرَّهُ الإِسلامُ حتَّى
…
خَلَوْتُ بِعِرْسِه لَيْلَ التمام
(6)
(1)
انظر بدء الكلام عليهم في ص 11.
(2)
انظر مختلف القبائل لابن حبيب 46 والاشتقاق 328 والقاموس (حدل) ومعجم البكري 429.
(3)
فيقال: "أسرع من نكاح أم خارجة". وانظر ص 193. وقصتها في أمثال الميداني 1: 317.
(4)
ويقال أيضًا "بكر" في كما في الإصابة 724.
(5)
البيت لم يرد في ديوان الشماخ، وأنشده ابن دريد في الاشتقاق 106. وهو من أبيات خمسة في معجم البلدان (موقان). وروايته:"غيبت عن خيل". وقبله:
وذكرني أهل القوادس أنني
…
رأيت رجالا واجمين بأجمال
وأطلال: اسم فرسه.
(6)
أشعث، هو الأشعث الأنصاري. وكان اليهودي قد خلا بامرأته وهو متخلف في إحدى الغزوات. الإصابة 204.
فأهدر عمر بن الخطاب دم اليهودى إذ أخبره بُكير بما سمع منه. ومن بني الشدَّاخ: بَلْعاء بن قيس بن عبد اللَّه بن الشدَّاخ؛ وكان فارسًا، شاعرًا، سيدًا، أبرص؛ وهو القائل، إذ ذكر أنه أبرص:"سَيْف اللَّه حلاهُ"
(1)
؛ وأخواه جثَّامة بن قيس، والمحجَّل بن قيس؛ فولد جَثَّامة هذا: الصعب بن جَثَّامة، له صحبة ورواية؛ ومُحلِّم بن جثَّامة، الذي قتل عامر بن الأضْبط الأشجعي؛ فدعا عليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؛ فمات ودُفن، فلفظته الأرض مرَّة بعد أخرى؛ وفيه نزلت:{وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا. . . (94)} [النساء]؛ والراوية المعروف بابن دأب [الأخباري]، وهو عيسى بن يزيد بن بكر بن دأب بن كرز بن الحارث بن عبد اللَّه بن أحمد بن الشدَّاخ، وعمَّا أبيه: حُذَيفة، وسليمان، ابنا دأب بن كُرْز، قتلا يوم الحرَّة؛ وعُروة بن أذينة الشاعر، واسم أذينة: يحيى بن مالك بن الحارث ابن عمرو بن عبد اللَّه بن أحمد بن الشدَّاخ؛ وشبيب بن حزام بن نبهان
(2)
بن وهب بن لقيط بن الشدَّاخ، من أهل الحديْبِيَة.
ومن بني كعب بن عامر بن لَيْث بن بكر بن عبد مناة: نُميلة
(3)
بن عبد اللَّه ابن فُقَيْم بن حزن بن سيار بن عبد اللَّه بن عبد بن كعب بن عامر بن ليث، له صحبة، وقسيط بن أسامة بن عُمير بن أبي ربيعة بن عامرة بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث، بعثه عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعلم أهل البادية القرآن. ومِقْيَس بن صبابة
(4)
، الذي أهدر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دَمه يوم الفتح، فقد لعنه اللَّه، هو من بني كلب بن عوف بن كعب بن عامر بن لَيْث بن بكر بن عبد مَناة؛ وكان تولى قتله ابن عمه نميلة بن عبد اللَّه المنسوب آنفًا رضي الله عنه.
ومن بني شِجْع بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة: ابن شَعوب؛ نُسب إلى أمه: وهو الأسود بن عبد شمس بن مالك بن جَعونَة بن عويرة بن شِجع
(5)
،
(1)
انظر الحيوان 5: 167 وحواشيه.
(2)
انظر الإصابة 3828.
(3)
انظر الإصابة 8809.
(4)
في القاموس (قيس).
(5)
انظر نوادر المخطوطات ص 83 من المجلد الأول.
وهو قاتل حنظلة غسيل الملائكة رضي الله عنه يوم أحد؛ وابنه أبو بكر بن الأسود، هو القائل:
يُخَبِّرنا الرَّسُولُ بأن سَنَحْيَا
…
وكيْفَ حَيَاةُ أَصداءٍ وهَامِ
ومنهم: أبو واقد الليثيُّ، له صحبة، وهو الحارث بن عوف بن أسيد بن جابر بن عويرة بن عبد مناة بن شجع.
ومن ولد عُتوارة بن عامر بن ليث بن عبد مناة: طَريف، وعبد شمس، وعبد الرحمن، وهو أول من سُمي في الجاهلية عبد الرحمن؛ منهم: عبد اللَّه بن شدَّاد بن أسامة بن عمرو بن عمرو الهادي ابن عبد اللَّه بن جابر بن عُتْوَارة: أمه سَلْمَى بنت عميس، زوجة حمزة بن عبد المطلب؛ وإنما جدَّه عمرو الهادي لأنه كان يوقد ناره للأضياف ولمن ضل؛ وعبد اللَّه بن شدَّاد، فقِيه راوية؛ والفقيه محمَّد بن عمرو بن علقمة بن وقَّاص بن محْصَن بن كلَدَة بن عبد يَالِيل بن طَريف ابن عُتوارة.
وهؤلاء بنو سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة
ولد سعد بن لَيْث: غيرة، بطن، وحُميس، وجُدَى، وعوف. منهم:
أبو الطُّفيل عامر بن واثلة بن عبد اللَّه بن عمير بن جابر بن حميس بن جُدي ابن سعد بن لَيْث، آخر من بقي ممن رأى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، مات سنة 107 هـ، وابنه الطُّفَيْل، قتل مع ابن الأشْعَث؛ وإياس، وخالد، وعاقل، وعامر، بنو البُكيْر ابن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن لَيْث، كلهم بَدْريون مهاجرون رضي الله عنهم؛ وابن أخيهم كليب بن قيس بن بُكَيْر الجزَّار، الذي قتله أبو لؤلؤة حين قَتْله لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وجده وهو يتوضأ للصلاة، فطعنه بالخنجر الذي طعن به عمر، فقتله. ومنهم: إبراهيم بن هارون بن محمد بن موسى بن إياس بن البُكير المذكور، مدني، محدث. ومنهم: عُرْوة بن شُيَمِ بن البيَّاع بن عبد ياليل بن ناشب بن غِيرة بن سعد أحد المُحاصرين لعثمان رضي الله عنه؛ وواثلة بن الأسقع بن عبد العُزَّى بن عبد ياليل، له صحبة.
وهؤلاء بنو جندع بن ليث
منهم: الشاعر أميَّة بن حُرْثان بن الأسْكر بن عبد اللَّه سربال الموت بن زُهرة ابن زبينة بن جُنْدَع؛ وأخوه أبي بن حُرْثان؛ وأمية هذا هو الذي تفجَّع على ابنيه كلاب وأبي، إذْ هاجر إلى البصرة، وهو القائل:
لِمَنْ شَيخانِ قَد نشدا كِلابا
…
كتاب اللَّه لو حفظ الكِتابا
(1)
وأمير خراسان، نَصْر بن سَيَّار بن رافع بن حرّى
(2)
بن ربيعة بن عامر بن عوف بن جُنْدع، وكان له ولدٌ كثير؛ منهم تميم: قتل في حرب أبيه، ومن ولده: اللَّيْث بن المظفَّر بن نصر بن سيَّار، قيل إنه أتم "كتاب العين" على ما كان الخليل رتبه، ورافع بن الليث بن نصر بن سيار القائم بسمرقند أيام الرشيد بدعوة بني أمية
(3)
وكان طاهر بن الحسين، وعجيف بن عنبسة، من ولده، ثم أستأمن إلى المأمون، وأخوه نصر بن الليث، ولي الشرطة بسر من رأى، وكان من قواد إسحاق بن إبراهيم، وعبيد بن عمير بن قتادة بن سعد بن عامر بن جندع فقيه أهل مكة، وابنه عبد اللَّه بن عمير، وبنو كيمة: عمير وعمار وأخوهما.
وهؤلاء بنو عبيد ابن بكر بن عبد مناة
منهم: أبو نوفل عمرو بن أبي عقرب بن خويلد بن خالد بن يحيى بن عمر بن حماس بن عريك بن بكر بن عبد مناة بن كنانة
(4)
، فقيه مدني محدث.
(1)
انظر الأغاني 18: 157 والخزانة 2: 505 والإصابة، وأسد الغابة، وياقوت (وج).
(2)
هو نصر بن سيار بن رافع بن حرب بن ربيعة الكناني -أمير- من الدهاة الشجعان. كان شيخ مضر بخراسان، ووالي بلخ ثم ولى إمرة خراسان سنة (120 هـ). وولاه هشام بن عبد الملك وغزا ما وراء النهر. قويت الدعوة العباسية في أيامه. توفي سنة (131 هـ - 784 م).
(3)
انظر الكامل لابن الأثير 6: 69 - 75.
(4)
انظر المعارف 31.
وهؤلاء بنو الدئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة
منهم: الأسود بن رزن
(1)
بن يعمر بن نوفاثة
(2)
بن عدي بن الدئل، الذي بسببه كان فتح مكة، وسارية بن زنيم بن عمرو بن عبد اللَّه بن جابر بن محمية ابن عبيد بن عدي بن الدئل، الذي يذكر قوم أن عمر ناداه، وهو بعيد، وهذا لا يصح، وأنس
(3)
بن أبي أناس بن زنيم، شاعر، وأبوه أبو أناس بن زنيم الذي يقول في النبي صلى الله عليه وسلم:
فما حَمَلَتْ مِن ناقة فَوق كُورِها
…
أَعفَّ وأوفَى ذمَّةً مِن محمَّدِ
وأنس بن أبي أناس هو القائل:
أَحَار بن بَدْر قد وَلِيتَ إمَارة
(4)
وأبوه أبو أناس هو القائل يوم أحد في علي رضي الله عنه:
في كُل مجْمَعِ غاية أَخْزاكم
…
جَذَعٌ أَبَرَّ علي المَذاكِي القُرَّحِ
(5)
أبو الأسود ظالم بن عمرو بن سفيان بن عمرو بن جندب بن يعمر بن حلس
(6)
ابن نُفاثة بن عدي بن الدئل، تابعي بصري، أوَّل من وضع في النحو، وأخباره مشهورة، وابنه أبو حرب، محدث مشهور.
وهؤلاء بنو ضمرة بن بكر بن عبد مناة
ولد ضمرة بن بكر بن عبد مناة: كعب، وجدى، ومليل
(7)
، وعوف، وجندب ومنهم: عمارة بن مخشى
(8)
بن خويلد بن عبد نهم بن يعمر بن عوف
(1)
الصواب من السيرة 802 وجوامع السيرة لابن حزم 223 - 224.
(2)
انظر معجم البلدان (ظراء). وانشد:
أبعد النفائيين ازجر طائرا
…
وآسى على شيء إذا هو أدبرا
(3)
انظر الإصابة 265 والقاموس (أنس) والحيوان 3: 116/ 5: 255.
(4)
عجزه كما في الحيوان ومراجعه التي أثبتها في حواشيه:
"فكن جرذا فيها تخون وتسرق"
(5)
الجذع: الفرس في سنه الثالثة. أبر: زاد وغلب. المذاكي: جمع مذك، وهو ما كان في نحو العاشرة.
(6)
انظر مختلف القبائل لابن حبيب 41 قال: "وفي كنانة بن خزيمة: حلس -بالحاء المهملة- بن نفاثة بن عدي".
(7)
فتح الباري 6: 395.
(8)
الإصابة 5724 وقال: شهد اليرموك وكان من أمراء الجيوش.
ابن جدى بن ضمرة، وهو الذي وادع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على قومه، وعمرو بن أمية ابن خويلد بن عبد اللَّه بن إياس بن عبد بن باشرة بن كعب بن جدى بن ضمرة، له صحبة ورواية، وابنه جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، والزبرقان بن عبد اللَّه ابن عمرو بن أمية، والبراض بن قيس بن رافع بن قيس بن جدى بن ضمرة، وهو الذي يضرب به المثل، فيقال:(فتكة البراض)، إذ قتل عروة الرحال بن عتبة بن جعفر بن كلاب، ففيه كانت وقعة الفجار.
وولدُ مُلَيْل بن ضَمْرة بن بكر بن عبد مَناة بن كنانة: غفار بطن ضخم
(1)
؛ ونُعيلة. منهم: الحكم بن عمرو بن مجدع
(2)
بن حذيم بن الحارث بن نُعَيْلة
(3)
بن مُلَيْل، له صحبة ورواية، ولي خُراسان؛ وأبو سَرِيحة
(4)
حُذيفة بن أمية بن أسيد ابن الأعوص
(5)
بن واقعة بن حرام بن غفار، له صحبة ورواية، وأبو ذر الصاحب: أمه رملة، غفارية، وهي أيضًا أم عمرو بن عَبَسَة السُلَميّ الصاحب
(6)
وكان أبو ذر خامسًا في الإسلام، لكنه رجع إلى بلاد قومه، فأقام حتى قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة؛ فتوفي لأربع سنين بقيت من أيام عثمان، وصلى عليه ابن مسعود بالربذة رضي الله عنهما وهو المشهور، واسمه جُنْدُب بن جنادة بن سفيان بن عُبيد بن حرام [بن غفار]: وأخوه أنيس، له صحبة؛ لا عقب لأبي ذر، وابن عمهم بشر بن سحيم بن حرام بن غِفَار، له صحبة ورواية؛ وصاحبة كُثيِّر الشاعر، وهي عَزَّة بنت جميل بن حفص بن إياس بن عبد العُزَّى بن حاجب بن غِفَار، وآبي اللحم
(7)
، له صحبة، وهو الحويرث بن عبد اللَّه بن خلف بن مالك بن عبد اللَّه بن حارثة بن غفار، قتل يوم حنين رضي الله عنه وقيل: اسمه خَلَف ابن عبد الملك
(8)
، وقيل: عبد اللَّه بن عبد الملك، استشهد يوم حُنَيْن، وأبو نُويْرة
(1)
السيرة 178.
(2)
وكذا في الإصابة 1779.
(3)
انظر تاج العروس 8: 140.
(4)
انظر الإصابة 1639.
(5)
الإصابة: "الأعور".
(6)
الإصابة: 5698.
(7)
انظر الإصابة رقم 1.
(8)
ويقال: "عبد اللَّه بن عبد ملك" بفتح الميم واللام، كما ذكر ابن حجر.
ابن شيطان بن عبد اللَّه بن آبي اللحم، قُتل يوم اليرموك، وخالد بن سيار
(1)
بن عبد عوف بن مُعَيشر
(2)
بن بدر بن أحيمس بن غفار، سائق بُدن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو رُهم كلثوم بن الحصين بن خلاد بن مُعيشر بن بدر بن أحيمس، جليل في الصحابة، قد استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة في بعض خرجاته في غزوة الفتح، فتح مكة؛ وقيس بن أبي غرزة
(3)
بن عُمير بن وهب الغِفاري.
وهؤلاء بنو مرة بن عبد مناة بن كنانة
ولد مرة بن عبد مناة: مُدْلِج، بطن، وفيهم القيافة والعيافة؛ وشنوق
(4)
، بطن، وشِنْظير، بطن. فمن بني مُدْلج، سُراقة بن مالك بن جُعْشُم بن مالك بن
عمرو بن مالك بن تيم بن مُدْلج، الذي اتَّبع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليردَّه فظهرت فيه تلك الآية حتى صرفه اللَّه تعالى عنه؛ ومعن بن حرملة بن جُعْشم
(5)
من سادات أهل مصر؛ وأبو كلثوم بن مالك بن جعشم، من أشراف أهل الشام؛ ومجزِّر المُدلجيّ، الذي سُرّ النبي صلى الله عليه وسلم بقيافته، وهو مجزِّر بن الأعْوَر بن جَعْدَة بن معاذ بن عُتْوَارة بن عمرو بن مُدْلج؛ وابنه علقمة بن مجزِّر، له صحبة، ومن ولده: عبد اللَّه، وعُبيد اللَّه، ابنا عبد الملك بن عبد الرحمن بن علقمة بن مجزِّر.
وهؤلاء بنو عامر بن عبد مناة بن كنانة
ولدُ عامر بن مناة بن كنانة: مبذول، ومَعْن، وقمر، وجَذِيمة. ومنهم: أهل الغُميْصاء الذين أوقع بهم خالد بن الوليد؛ فوَداهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأنكر فعل خالد؛ وكان من جملتهم الفتى الذي قتله عبد اللَّه بن أبي حدْرَد الأسلميًّ، بعد
(1)
الإصابة 2166.
(2)
في الإصابة "مصير".
(3)
صوابه بتقديم الراء المهملة، كما في الإصابة 7211.
(4)
تاج العروس 6: 402.
(5)
قال ابن حجر في الإصابة 8152: "الهذلي"، جعله من هذيل.
أن خاطب الظعينة؛ والخبر منشور
(1)
، وكانوا من بني مُساحق بن الأقْوَم بن جذيمة ابن عامر.
وهؤلاء بنو الحارث ابن عبد مناة بن كنانة
هم بنو الرُّشْد. وكانوا يُدعون بنو غَوِي؛ فسماهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بني الرُّشْد. وهم من بني عوف بن الحارث بن عبد مناة. ومنهم: الشَّماخ، وتيْم، ابنا عامر بن عوف بن الحارث بن عبد مَناة: عقد الشمَّاخ حلْف الأحابيش مع قريش، وعقد تَيْم حلْف القارة معهم؛ والحُليس بن علقمة بن عمرو بن الأوقح
(2)
بن عامر ابن جذيمة، رئيس الأحابيش يوم أحُد؛ وعمرة بنت عَلْقمة بن الحارث بن الأسود ابن عبد اللَّه بن عامر، التي رفعت اللواء يوم أحد لكفار قُرَيْش؛ وفي ذلك يقول حسَّان بن ثابت رضي الله عنه:
ولَوْلا لواءُ الحارِثيَّة أَصبَحوا
…
يُباعُونَ فِي الأَسواقِ بالثمَنِ الكَسْر
(3)
وهؤلاء بنو مالك بن كنانة
منهم: فِراس بن غنم بن ثَعلبة بن مالك بن كنانة، بطن ضَخْم
(4)
. فولد فِراس بن غَنْم: علقمة جذل الطعَان، والحارث، وجذيمة: منهم فارس العرب، ربيعة بن مُكَدَّم بن عامر بن خُوَيْلد بن جَذيمة بن علقمة بن فراس؛ ومنهم كانت أم رومان أمُّ عائشة رضي الله عنها، وعبد اللَّه بن جذْل الطعان من فرسان بني كنانة، ومن بني المطلَّب بن جديان: آل الأبْجَر
(5)
، الأطباء الفقهاء بالكوفة.
(1)
السيرة 837 - 838.
(2)
كذا في إمتاع الأسماع 1: 288.
(3)
الكسر: الخسيس القليل، وفي مثله قول ذي الرمة:
إذا مولى باع بالكسر بنته
…
فما ربحت كف امرئ يستقيدها
هذا البيت لم يرو في ديوان حسان. بل فيه ص 26 وكذا في إمتاع الأسماع 1: 127.
ولولا لواء الحارثية أصبحوا
…
يباعون في الأسواق بيع الجلائب
(4)
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لوددت أن لي ألف فارس من بني فراس بن غنم.
(5)
نسبة إلى رجل يدعى الأبجر. والبجر -بالضم- الأمر العظيم. والبجر: العجب.
ولبني مالك بن كنانة بطون جمَّة. ومنهم: بنو مخدَج
(1)
بن عامر بن ثعلبة ابن الحارث بن مالك بن كنانة، بطن. ومنهم نَسأةُ الشهور في الجاهلية
(2)
، قام الإسلام منهم على جُنادة بن أمية بن عوف بن جُذيمة بن عبد نعيم بن عدي بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك: وكل من صارت إليه هذه المَرتبة كان يسمى "القَلَمَّس". وأول من نسأ الشهور: سَرير بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة؛ ثم ابن أخيه عَدِي بن عامر بن ثعلبة؛ ثم في ولده. ومنهم: عَلقمة بن صفوان بن أمية بن جندة بن حَمل بن شقّ بن رقبة بن مخدَج بن عامر بن ثعلبة بن الحارث ابن مالك بن كنانة، جد مروان بن الحكم لأمه، وأبو قِرصافة جندرة بن خَيشنة
(3)
ابن مرة بن واثلة بن الفاكة بن عمرو بن الحارث بن مالك بن كنانة، له صحبة؛ والرّماحس بن عبد العزيز بن الرُّماحس بن الرُّساوس بن السكران بن واقد بن وهيب بن هاجر بن عرينة بن واثلة بن الفاكه بن عمرو بن الحارث بن مالك بن كنانة، ولي شرطة مروان بن محمد، ثم دخل الأندلس، فولاه عبد الرحمن بن معاوية الجزيرة وشَذُونَة، وهي بلاد بني كنانة؛ فتمنع علية فيها؛ فغزاه؛ فهرب إلى العُدوة ومات هنالك.
وهؤلاء بنو ملكان بن كنانة
ولد مِلْكَان بن كنانة: حرام، وثعلبة، وسعد، وأسيد، وغَنْم؛ ولهم بطون جمةٌ، منهم: الفضل بن عَميرة بن راشد بن عبد اللَّه بن سعيد بن شريك بن عبد اللَّه بن مسلم بن نَوْفل بن ربيعة بن مالك بن عتيق بن مِلْكان بن كنانة
(4)
؛ ولهم عدد، وثروة، ووجاهة بمُرْسيَة من بلاد الأندلس.
(1)
نهاية الأرب 2: 351 والعقد 3: 340.
(2)
انظر السيرة 29 ونهاية الأرب 2: 351.
(3)
الإصابة 1229: "خيشة"، وأثبت ما في القاموس (قرصف). وانظر الاشتقاق 245.
(4)
ترجم له ابن الفرضي 1: 394 برقم 1040.
(2)
ما ذكره أبو العباس أحمد القلقشندي في نهاية الأرب عن كنانة
(1)
:
قال: كنانة بطن من مُضر من العدنانيه. وكنانة هذا كان له من الولد على عمود النسب النبوي: النضر، وخارجًا عن عمود النسب: مالك وملكان والحارث وعمرو وعامر وسعد وغنم وعوف ومجربة وجرول وجرال وعزوان.
قال أبو عبيد: وهم في جهة اليمن (أي جنوب مكة).
قال في العبر: وديارهم بجهات مكة المشرفة.
وبنو كنانة في الديار المصرية يقال لهم كنانة طلحة، ذكرهم القضاعي في "خطط مصر" وقال: إن منهم أخلاطًا في بلاد قريش في إخميم وما صاقبها في صعيد مصر، منهم أبو الليث بن كنانة بن طلحة.
ثانيًا: ما قيل عن كنانة من المؤرخين المعاصرين:
(1)
ما ذكره عاتق بن غيث البلادي الحربي عن كنانة:
(أ) ما قاله في معجم قبائل الحجاز
(2)
:
قال: قبيلة عظيمة من العدنانية، وهم بنو كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. كانت ديارهم تهامة الحجاز من حدود وادي بَيْض في الجنوب إلى وادي الصفراء في الشمال، ومن فروعها الكبيرة كانت: بنو ضمرة في الأبواء والبزواء ووادي الصفراء، ومنهم بنو غفار بوادي الصفراء وما حوله، وقريش في مكة وضواحيها، وبنو مالك وبنو الليث وبنو فراس بن غنم بنواحي خُليص، وبنو الدئل بأسفل مر الظهران.
وقيل: كان لكنانة بن خزيمة من الولد أربعة نفر: النضر بن كنانة، ومالك ابن كنانة، وعبد مناة ابن كنانة، وملكان بن كنانة. هذا قول ابن إسحاق في السيرة، وزاد الطبري: عامرًا، والحارث، والنضير، وغَنمًا، وسعدًا، وعوفًا، وجرولا، والجرال، وغزوان. فهؤلاء أربعة عشر ابنًا لكنانة. قيل أن طائفة منهم
(1)
انظر نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب للقلقشندي ص 408، 409، طبعة ثانية 1400 هـ/ 1980 - دار الكتب الإسلامية.
(2)
انظر معجم قبائل الحجاز ص 446، ص 447 طبعة ثانية 1403 هـ/ 1983 م -دار مكة- للنشر.
نزلت مصر سنة 545 م أي قبل الإسلام
(1)
. كانت لهم أيام وحروب مع بقية القبائل، من أشهرها: أيام الفجار، "ثلاثة أيام" الأول بينهم وبين عجز هوازن بسوق عكاظ، والثاني بسبب تعرض فتيان من كنانة لامرأة من بني عامر، كانت وضيئة، فسألوها أن تسفر لهم فأبت، فخل أحدهم ذيلها إلى ظهر درعها بشوكة، فلما قامت انكشفت. فقالوا: منعتينا وجهك وأريتينا دبرك! فصاحت: يا آل عامر، فتهايجوا وجرت بين الفريقين دماء يسيرة. وأما اليوم الثالث فكان بسبب دين لأحد بني نصر بن معاوية على أحد بني كنانة. ولهم أيام مع بني سليم كيوم البرزة، ويوم الكديد.
وكانت بينهم وبين خُزاعة أيام، منها: يوم عتود، ويوم الحريم، وظلت كنانة معروفة إلى أول القرن الثامن الهجري حيث روى ابن بطوطة أن مدينة حلي بن يعقوب تعتبر قاعدة بني كنانة، وكان سلطان حلي في عهده: عامر بن ذؤيب الكناني، سنة 730 هـ وظل لكنانة سلاطين معروفون إلى عهد الفاسي في القرن التاسع الهجري، في حلي، ولا نعلم متى انقرضت تلك الدولة، غير أن كنانة -كما تقدم- لا زالت معروفة في حلي ونواحيها. ثم حلت ديارها الشمالية -بين مر الظهران والصفراء- قبيلة حرب في القرن الثاني الهجري، فاندمجت منها بطون كثيرة في حرب، وذابت بقيتها، وتوجد اليوم من كنانة: بنو شعبة، وبطن يقيم حول حلي بن يعقوب، لا زال يحتفظ باسمه هناك، ومنهم أيضًا: الشوار، وبنو يحيى.
ولا نستطيع الجزم بأن كل ما يسمى كنانة اليوم يعود بنسبه إلى كنانة خزيمة. . ولكنانة حلي اليوم مرفأ مهجور يقال له مخشوش قرب حلي؛ وهؤلاء ثابت نسبهم في كنانة على مر العصور.
وذكر القلقشندي، أن من بطون كنانة: ملكان، والحارث، وعمرو، وعامر، وسعد، وغنم، وعوف، وجربة، وجرول، وجذال، وغزوان.
(ب) ما ذكره في الرحلة النجدية عن كنانة
(2)
:
إحدى قبائل الحجاز العريقة، كانت عند بزوغ فجر الإسلام تمتد ديارها من بدر في وادي الصفراء شمالا إلى قرب جازان جنوبًا، ممتدة على الساحل. وهم: بنو كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر.
(1)
ومن كنانة طائفة نزلت مصر بعد الإسلام أيضًا (انظر ج 2 من الموسوعة).
(2)
انظر الرحلة النجدية ص 149، ص 150 الطبعة الثانية 1403 هـ/ 1982 م.
من بطونها: قريش المتقدمة، وعبد مناة، وبنو مالك، وبنو الليث، وبنو ضمرة وكانت منازلهم وعامة بني بكر بالأبواء والبزواء وما حولهما، وبنو بكر بن عبد مناة بن كنانة منها: ضمرة، والليث، وغفار، ومن كنانة بنو فراس بن غَنْم، كانوا يسكنون قرب خليص، وهم الذين يقول فيهم الإمام علي رضي الله عنه: وددت أن لي بكم ألفًا من بني فراس. يعني جيشه، ومن بني فراس ربيعة بن مكدَّم حامي الظعينة. وكان من كنانة بنو شعبة حول إدام.
وتفرقت كنانة في الإسلام، وحلت قبيلة حرب ديار كنانة الشمالية -بين مكة والصفراء- فاندمجت أحياء من كنانة في حرب.
كنانة اليوم:
أكبر بقايا كنانة اليوم قبيلة بني شعبة: قبيلة تقع ديارها جنوب مكة تجاور هُذيلا من الجنوب الغربي، ممتدة من وادي إدام شمالا إلى ما وراء الليث جنوبًا.
ومن فروع بني شعبة:
1 -
الجحادلة: سكان أدام إلى سعيا، ومنهم: آل راشد والجملة والسليم.
2 -
عَضَل: سكان وادي مركوب "127" كيلا جنوب مكة، وهذه دخلت في بقايا كنانة.
3 -
الزنابحة -بالموحدة قبل الحاء المهملة-: سكان وادي الغال قرب الليث.
4 -
رحمان: في أطراف وادي الليث الشمالية.
5 -
الجُبرة: سكان بلدة غُمَيقة وما جاورها.
6 -
بنو شهاب: شرق وجنوب شرقي الليث
(1)
.
وليس لكنانة هذه صلة بكنانة زهران، فتلك ثابت نسبها في زهران قديمًا
(2)
. وكانت لكنانة سلطنة على حلي، وكان أمراؤها من بني حَرَام، ظلت أخبارها
(1)
لتفاصيل أوفى انظر العرب م 9 س 641.
(2)
ولا زالت هناك قبيلة تحمل اسم كنانة بأسفل وادي حلي، ينتسب أفرادها كناني، وحلى كان من ديار كنانة قديمًا، كما يوجد فرع بهذا الاسم في بني شهر، ولا أعلم صلتة بكنانة العدنانية، وديار بني شهر قريبة من ديار كنانة.
تتردد في تأريخ مكة حتى القرن التاسع الهجري، وهذا يؤكد لنا أن كنانة حلي اليوم وما حولها من بطون كنانية انتشرت بين القبائل المجاورة، هي كنانة بن خزيمة.
(جـ) ما ذكره في كتاب بين مكة وحضرموت
(1)
:
قال: كنانة إحدى كبريات القبائل العربية في الجاهلية، وأم لقبائل كبيرة في الإسلام، ظلت تخرج أجيالا من عباقرة الإسلام وقادته، فكان منها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وخلفاؤه الأربعة، ومنها خلفاء بني أمية وبني العباس، ومنها أسر حكمت بقاعًا عديدة من العالم الإسلامي، مثل الأندلس، والمغرب والفلبين وغانا والحجاز، وغيرها.
وكل من عددنا كان من قريش، لب كنانة وخلاصتها.
نسب كنانة:
هم بنو كنانة بن خزيمة بن مُدْركة بن إلياس بن مُضر بن نزار بن مَعَد بن عدنان.
كان لكنانة من الولد
(2)
:
عبد مناة بن كنانة، وعامر بن كنانة، وعمرو بن كنانة، ومالك بن كنانة، والنضر بن كنانة، وهو أبو قريش.
وقال في الجمهرة: ولد لكنانة بن خزيمة بن مدركة: النضر، ومَلْك، وملكان، وعبد مناة، لم يعقب لكنانة ولد غير هؤلاء.
قلت: لعل (مَلْك) ذا هو مالك، وهو -كما سيأتي- ذو فروع وكان نسله قبيلة كبيرة.
وقال البلاذري
(3)
:
ولد لكنانة بن خزيمة: النضر، ونضير، ومالك، وملكان، هذا عن الكلبي.
(1)
انظر كتاب بين مكة وحضرموت من ص 196 وما بعدها. طـ 1404 هـ/ 1984 م.
(2)
عن سبائك الذهب ص 61، جمهرة أنساب العرب ص 11.
(3)
أنساب الأشراف ص 36.
ويقول غيره: ولد له: ملكان، وعامر، وعمرو، والحارث، وسعد، وعوف وغنم، ومخرمة، وجرول، وغزوان، وجذال.
قال المؤلف: بعض هؤلاء من الأحفاد كما سنرى في فروع كنانة.
فروع كنانة:
كانت كنانة، قبيلة واسعة الديار والانتشار، كثيرة الفروع، فمن فروعها:
1 -
عبد مناة بن كنانة، كانت ذات ديار واسعة وفروع كثيرة، فمن فروع بني عبد مناة: بنو بكر: قبيلة كبيرة، كانت تملأ ما بين بدر إلى ساحل جدة، ومنها بنو ضمرة: في وادي الصفراء وما حوله. والدئل بأسفل مر الظهران. ومدلج: بين أمج والجحفة، وفي وادي ينبع. وليث، ومن لَيْث: عامر: ذات فروع. أي أن بني عبد مناة بن كنانة تملأ ما بين مكة وينبع.
2 -
مالك بن كنانة: كانت ديار بعض فروعها أمج وغران
(1)
، وبعضهم كان يقيم جنوبي مكة، وفي بني مالك هذا يقول مسافح الجمحي - يحرضهم على حرب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:
يا مال، مال الحسب المُقدَّم
…
أنشد ذا القُرْبَى وذا التَّذَمُّم
من كان ذا رُحْمٍ ومن لم يَرْحَم
…
الحِلفَ وَسْط البلدِ المحرَّم
عند حطيم الكعبة المُعظَّم
ومن مالك كان بنو غنم، ومن بنو غنم كان بنو فراس بن غنم بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة.
وفي بني فراس هؤلاء كان يقول علي رضي الله عنه -لجيشه يوم صفين وكان عشرة آلاف-: وددت واللَّه أن لي بكم ألفًا من بني فراس بن غنم، صرف الدينار بالدرهم!
وكان من بني مالك بنو جذيمة الذين أوقع بهم خالد بن الوليد على ماء يدعى الغميصاء جنوب مكة
(2)
.
(1)
انظر عن المعالم في كتاب معجم معالم الحجاز للبلادي.
(2)
انظر معالم مكة التاريخية والأثرية.
ومن بني جذيمة قبيلة بني شعبة لا زالت في ديارها حتى اليوم.
3 -
كان من فروع كنانة: ملكان، وبهم سمي وادي ملكان جنوب مكة
(1)
. ولعل بقاياهم دخلت في بني شعية عدا بني حرام.
4 -
وكان منهم (أي ملكان) بنو حرام، كانت باليمن وكونت دولة هناك، وقد تقدم الحديث عنها، قبيل هذا البحث
(2)
.
5 -
على أن أشراف وأشهر قبائل كنانة: بنو النضر بن كنانة، وعرفوا بقريش، ومنهم كان بنو هاشم وبنو أمية
(3)
، ولا يتسع المجال في هذا البحث لغير هذا.
ولا زال لبني هاشم فروع تملأ كثيرًا من بقاع الإسلام.
شرف كنانة:
رُوي عنه صلى الله عليه وسلم، قوله:"اختار اللَّه كنانة من العرب، واختار قريشًا من كنانة، واختار بني هاشم من قريش، واختارني من بني هاشم، فأنا خيار من خيار من خيار".
وجاء عن الشافعي رحمه الله: إن الكنانية ليس لها كفء في الزواج إلا كناني أو قرشي، وليس لقرشية كفء إلا قرشي.
وبهذا وبانتساب صفوة الخلق إلى كنانة شُرِّفت كنانة على غيرها.
ديار كنانة:
كانت ديار كنانة تمتد من بطن ينبع شمالا أخذت على التهائم ملاصقة لسيف البحر إلى وادي بيض قرب بَيْش جنوبًا، وهي مسافة تقدر بما يقارب ألف كيل، وتدخل ديارها في تهامة الحجاز بخط متعرج، ففي الشمال كان لها معظم وادي الصفراء، والأبواء وأودية: دوران وكلية وأمج وغران، وأسفل مرّ الظهران، وفي كل هذه الناحية كانت تتداخل ديارها مع ديار خزاعة، ثم تتوغل في تهامة
(1)
انظر عن هذه المعالم (معجم معالم الحجاز).
(2)
وهم بنو حرام بن ملكان بن كنانة.
(3)
انظر عن قريش (معجم قبائل الحجاز).
عند مكة حيث كانت تطيف بها إلى ذي المجاز والمغمس، وهكذا ديارها في الجنوب تميل إلى الساحل ثم تدخل في الأودية بين حين وآخر إلى ما حددناه من جهة اليمن.
بعض تأريخ كنانة:
1 -
في الجاهلية: نظرًا لاتساع كنانة فإنه ما كان يمكنها أن تشترك في حادثة واحدة؛ ولذا فإننا نجد كل قبيلة منها أو قبائل متجاورة لها حوادث وأيام مع من يجاورها من القبائل.
وأعظم أيام كنانة كانت أيام الفجار، كانت بين كنانة وعلى رأسها قريش وبين هوازن.
كان اليوم الأول من أيام الفجار بين كنانة وعجز هوازن بعكاظ، أما الثاني فكان بينها وبين بني عامر وعموم هوازن، ثم كان الثالث مثل ذلك.
وينقل بعض المؤرخين أن بين كنانة وخزاعة يومًا بعتود؛ وفي هذا نظر، لأن ديار خزاعة ما كانت تصل إلى هناك.
وكان يوم البرزة، هلوم الكديد بين فراس بن غَنْم وبني سُليم
(1)
وكان يوم بين ربيعة بن مُكدَّم في الأخرم وبين دريد بن الصمّة من جُشم من هوازن، فيه سُمِّي ربيعة حامي الضغينة
(2)
. وربيعة بن مكدّم من بني فراس بن غَنْم.
وكان بين كنانة وخُزاعة يوم بالتلاعة من جنوب مكة
(3)
.
وكانت لهم أيام مع هُذيل، ومع الأزد، ومع خولان، وغيرهم من القبائل.
2 -
في الإسلام: ناصبت كنانة الدعوة عداءها عند أول انبثاقها، وحاولت وعلى رأسها كفار قريش وأد الدعوة في مهدها، ولكن اللَّه متم نوره ولو كره الكافرون فكان لهم يوم الوتير على خزاعة
(4)
، وكان لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم معهم يوم بالأبواء بلا قتال، ثم يوم له معهم في ذي العشرة بلا قتال أيضًا.
(1)
انظر ذكره في موضعي لبرزة والكديد من معجم معالم الحجاز.
(2)
المرجع السابق (الأخرم).
(3)
نفس المرجع التلاعة.
(4)
انظر معالم مكة، الوتير.
وكان لخالد يوم على بني جُذيمة بعد الفتح، أوقع بهم في مكان يدعى الغميصاء.
ثم كونت كنانة ممثلة في بني حرام دولة لها بحلي بن يعقوب، وقد تقدم الحديث منها. أما تأريخ قريش من كنانة فقد أصبح تأريخ العرب والمسلمين.
بقايا كنانة اليوم:
أدرك الإسلام كنانة وقد شاخت، وأصبح بعض فروعها مستقلا منها تمامًا، كقريش مثلا.
وكانت هناك عوامل كثيرة جعلت مقاومة هذه القبيلة للحفاظ على وحدتها مستحيلة، من أهمها:
1 -
فتح الإسلام مجالا للاندفاع نحو الأرض الخضراء في مصر والشام والعراق، فهاجرت قبائل من كنانة كبني ضمرة ظلت قرونًا تعرف باسمها في مصر.
2 -
اتساع ديار هذه القبيلة ومجاورتها لقبائل عديدة قوية أصبحت تسدد إلى أطرافها ضربات قوية.
3 -
موقعها المختار: شعرت قبائل السراة وعرضية تهامة أنها فى حاجة إلى الموانئ البحرية التي تجلب منها الأرزاق، ثم وجدت كنانة حاجزًا بينها وبين تلك الموانئ فأخذت تضغط عليها.
4 -
تأثر وضع كنانة خلال قرون طويلة بقوة جيرانها وضعفهم، وكذلك قوة القبيلة نفسها وضعفها.
وكان أهم عاملين في تحزئة كنانة ودخولها في جيرانها هما:
1 -
في صدر القرن الثاني للهجرة جاءت قبيلة حرب من اليمن
(1)
إثر قتال بينها وبين إخوتها قبائل خولان، فكانت قبيلة مطعمة بتلك الحرب تبحث عن وطن جديد، فحطت رحالها في وسط الحجاز حيث قبائل كنانة وخزاعة الشايخة.
(1)
انظر تفاصيل ذلك في كتاب الإكليل ج 2.
ومن هنا أخذت تبتلع تلك البطون التي الجأها حب الوطن والمال والعشيرة إلى الانضمام إلى القبيلة الوافدة؛ ولذا فإننا نجد قبائل في حرب تحمل أسماء وسمات كنانية لا شك فيها، ومن هنا انمحى اسم كنانة مما بين مرّ الظهران إلى ينبع وكذلك خزاعة، وحلّت محلهما حرب.
3 -
قويت قبائل زهران وبني شهر وبلقرن وعسير وغيرها في عصور قديمة -بعد القرن الرابع إلى القرن الثالث عشر- وظهرت فيها مشيخات وصل بعضها مركزًا يحكم منه بمفرده، فتطلع هؤلاء الشيوخ إلى موانئ البحر ليجعل كل منهم له ميناء يصل إليه مباشرة.
وما كان هذا يحصل إلا بالاستيلاء على أرض كنانية.
فضغطت زهران على كنانة منحدرة مع وادي دوتة فضمت أقسامًا من كنانة تسمى الأحلاف، فوصلت إلى دوقة واتخذتها ميناء تورد منها البضائع إلى المخواة وقلوة، وبقية مدن زهران وغامد.
وضغطت عسير على بني كنانة في أودية يبة وحلي وشفقة فضمت إليها قبائل من كنانة، ووصلت عن طريق وادي شفقة إلى البحر، ثم ضمّت كلا من بني هلال ومنجحة، ووصلت بواسطتهما إلى مينائي البرك والقحمة. وكانت ألمع الأزدية قد انضمت إلى عسير هي الأخرى، فضغطت على ساحل الشقيق، فضمت قبائل من كنانة إليها ووصلت إلى ميناء الشقيق.
وتتمثل لنا كنانة اليوم في العديد من القبائل الممتدة من مكة إلى بيش، بعضها صريح معروف وبعضها تدل عليه دلائل واضحة، وهنا نستعرض هذه القبائل ابتداء من جنوب مكة شارحين أوضاعها وحالتها الاجتماعية، وهي:
1 -
بنو شعبة
(1)
الشمال: هذه القبيلة من قبائل كنانة القديمة، وتقسم بنو شعبة في سكانها إلى: شعبة الشام، وشعبة اليمن، فشعبة الشام تمتد ديارها من وادي الأبيار (55 كيلا جنوب مكة) جنوبًا إلى دوقة شمالا، مع فاصل جغرافي أما شعبة اليمن ففي الدرب وعتود.
(1)
ذكر معجم البلدان لياقوت الحموي ج 1 ص 167 أن شعبة بطن من كنانة من آبارهم بين إدام على طريق اليمن.
وأهم فروع بني شعبة الشمالية
(1)
:
أ- الجحادلة
(2)
: وديارها وادي الأبيار وإدام وطفيل، وما صاقب ذلك.
ب- عَضَل: القبيلة القديمة
(3)
، انضمت إلى بني شعبة، وديارها حول وادي مركوب.
جـ- رحمان: على الجانب الأيمن لوادي الليث.
د- الزنابحة: حول الغالة.
هـ- الجبرة: والنسبة إليهم جُبيري، وديارهم حول غُميقة من وادي الليث وقد تقدم بعض الحديث عنهم، ومن الجحادلة قسم في حرب.
و- بنو شهاب: ديارهم في دوقة ابن خير، وقد تقدم الحديث عنهم هناك.
2 -
بنو هلال عفف: هم اليوم ينتسبون إلى بني مالك، ولكن جيرانهم يقولون: إن أصلهم وبني هلال البرك واحد، فلما انفطعت هذه القبيلة هنا انضمت إلى جيرانها بني مالك تهامة (من بجيلة).
3 -
الخيرة: في دوقة ابن خير، وإليهم منسوبة دوقة، وهم رأس لا ينضمون إلى أحد، وهذه ديار كنانة، فيغلب أنهم كنانيون.
4 -
بلهيثم: جيران الخيرة، وينطبق عليهم ما ينطبق على الخيرة.
5 -
المساعيد: وتجمعهم وبلهيثم مشيخة واحدة.
6 -
الروايقة: هذه أسرة ليست كبيرة ولها شق في خُليص مع زُبيد، ويظهر أنها جذع قديم محتفظ باسمه، وأنه كناني.
7 -
الأحلاف: سكان صدر دوقة من زهران يسمون الأحلاف، والقبائل العريقة كزهران إذا انضمت إليها مجموعة من القبائل حلفًا، تأنف أن تخلطها بنفسها، إنما تكون منها اتحادًا تطلق عليه اسم الأحلاف، وله ما للقبيلة المنضم إليها وعليه ما عليها.
(1)
انظر عنها معجم قبائل الحجاز.
(2)
وهم غير الجحادلة من زبيد من حرب الساكنين في الدعيجية وساحل فول بين رابغ وجدة.
(3)
عضل هم إخوة القارة قبائل معروفة منذ الجاهلية وهم أقرب النسب لكنانة.
ويبدو أن فروعًا من كنانة آثرت الإبقاء على أملاكها والبقاء في ديارها فانضمت إلى زهران تحت هذا الاسم، مضاف إليها بطون من هُذيل أهل عُليب، لأن صدور عُلَيْب وحلية كانت من ديار هُذيل.
8 -
اليعاقيب: واحدهم يعقوبي: ويسكنون وادي الأحسبة.
9 -
الشملة: يسكنون أسفل وادي الأحسبة.
10 -
بنو زَيْد: قبيلة كبيرة تسكن وادي قنونا حوز الساحل من الجبل، وقد مرت هنا.
11 -
الصفاصيف: فرع صغير يسكن ضواحي القنفذة الشمالية.
12 -
السوابطة: فرع صغير أيضًا يسكن ضواحي القنفذة.
13 -
بلعير: قبائل كبيرة تسكن وادي يبة وسيأتي التفصيل منها.
14 -
بنو يعلى: من صريح كنانة وسيأتي التفصيل منها.
15 -
العمور: ويقال عمور السبطة، ويسكنون وادي يبة حوز السهل من الجبل.
16 -
جر الأحمري: كلمة جر فلان عند أهل اليمن تعني (ذِرّ فلان)، وهذه القبيلة يجوز أن تكون من غير كنانة؛ وإنما نزلت ديار كنانة، مثل: قبائل حرب والأشراف المنتشرة هناك.
17 -
السلالمة: يجاورون جر الأحمري في وادي حلي.
18 -
بنو حرام: هؤلاء من صريح كنانة، ويسكنون قرية كياد بوادي حلي وسيأتي السرد عنهم في فصل مدينة حلي.
19 -
العلاونة: واحدهم علوي: كانوا يعترفون بكنانيتهم إلى عهد قريب، وهم من سكان حلي.
20 -
الخوالدة (خالدي): من سكان وادي حلي.
21 -
الصوالحة وبنو ذيب: قبيلتان تسكنان جنوب حلي، منضمتان إلى آل موسى من عسير.
22 -
كنانة: هذا قسم كبير يحتفظ باسمه وله أمارة خاصة، ويسكن على العدوة اليسرى لوادي حلي قرب الساحل.
23 -
بنو هلال: قبيلة متوسطة تسكن حول بلدة البرك، ولها إمارة خاصة، تتبع عسير في الصيحة، ولا شك في كنانيتها، وسيأتي التفصيل منها.
24 -
المنجحة
(1)
: وديارها حول القحمة، وتتبع صيحة عسير وسيأتي التفصيل عن هذه القبيلة.
25 -
قبائل الشقيق: كنانية منضمة إلى ألمع، وألمع أزدية منضمة إلى عسير.
26 -
قبائل مخلوطة: في وسط وادي ريم ساحله وداخله، وهي منضمة إلى ألمع.
27 -
بنو شعبة اليمن: وهنا نصل إلى نهاية ديار كنانة من الجنوب، وتمتد ديار بني شعبة هذه من شمال وادي عتود إلى قرب بيش.
28 -
كناتة: بطن في بنيوس (بني الأوس) ولعل هذا قديم في زهران.
29 -
كنانة: بطن من بني شهر لهم ثماني قرى بأعلى وادي نحيان
(2)
.
30 -
الحضاريت: قبيلة صغيرة تسكن أسفل وادي حلية، والوسقة والليث ودوقة على الساحل.
الخلاصة:
لا زالت كنانة تملأ ديارها القديمة، غير أن كثيرًا من فروعها لا تعرف الانتساب إليها، وبعضها الآخر انضم إلى قبائل أخرى فنسي نسبه.
وقال البلادي عن مدينة حلي قاعدة قبيلة كنانة قديمًا
(3)
:
وتقع هذه المدينة حاليًا جنوب عرب المملكة العربية السعودية وهي مدينة حلي مسماة باسم حلي بن يعقوب الكناني تقع على (30) كيلا جنوب قوز بلعير، وعلى (8) أكيال عن سيف البحر، وعلى (60) كيلا جنوب القنفذة -وقد
(1)
ذكر الحقيل في كنز الأنساب أن المنجحة من الأزد ولم يذكر إلى أي مرجع أو أي راو أخذ عنه.
(2)
عن كتاب رجال الحجر لعمر العمرودي ص 18.
(3)
من كتاب بين مكة واليمن ص 176 لعاتق بن غيث البلادي الحربي.
حددنا المسافة بين مكة والقنفذة هناك- وتتوسط فرشة وادي حلي وهو أكبر وادٍ في هذه الناحية.
سبب الاسم: اسمها هذا قديم، ذكره في أول القرن الثامن الهجري.
وكان ابن يعقوب أحد سلاطينها، غير أن المصادر المتيسرة لم تعطنا شيئًا يذكر عن يعقوب، غير أن الثابت مما سترى مستقبلا أنه من كنانة ثم من بني حرام.
وليس السبب الرئيسي في التسمية هي شهرة ابن يعقوب هذا، إنما السبب الرئيسي يعود إلى أن الوادي كله يسمي حَلْيًا من أعلى السراة إلى البحر، فأرادوا التفريق بين المدينة والوادي، وقد مر معك (دوقة ابن خير) و (دوقة الأحلاف) والوادي كله دوقة.
وأول ذكر وصل إلينا لحلي المدينة ما ذكره لفاسي (العقد: 4/ 79) من أن رجلا من بني حرام استولى على مدينة حلي سنة 412 هـ فاستعادها منه أبو الفتوح. فهذا ذكر أول محاولة من بني حرام للاستيلاء على حلي، وأنها مدينة، ولعل هذا الحرامي هو ابن يعقوب وأنه استولى عليها مرة أخرى فأسس إمارة بني حرام. وجاء ابن بطوطة
(1)
، الرحالة الشهير، الذي زارها سنة 730 هـ، وقال:
"بعد ستة أيام من خروجنا عن جزيرة سواكن وصلنا إلى مدينة حلي، وتعرف باسم (ابن يعقوب) وكان من سلاطين اليمن ساكنًا قديمًا بها.
وهي كبيرة حسنة العمارة، يسكنها طائفتان من العرب، وهم بنو حرام وكنانة
(2)
. وجامع هذه المدينة من أحسن الجوامع، وفيه جماعة من الفقراء المنقطعين إلى العبادة، منهم الشيخ الصالح العابد الزاهد (قبولة الهندي) من كبار الصالحين؛ لباسه مرقعة وقلنسوة لبد، وله خلوة متصلة بالمسجد، فرشها الرمل لا حصير بها ولا بساط. ولم أر بها حين لقائي له شيئًا، إلا إبريق الوضوء، وسفرة من خوص النخل فيها كسر شعير يابسة، وصحيفة ملح فيها صعتر، فإذا جاءه أحد قدم بين يديه ذلك. وسلطان (حلي) عامر بن ذؤيب، من بني كنانة، وهو
(1)
رحلة ابن بطوطة، ص 271.
(2)
بنو حرام فرع من كنانة، ولكن ابن بطوطة لا علم له بالأنساب.
من الفضلاء والأدباء الشعراء، سافرت في حجته عن مكة إلى جدة، وكان قد حج سنة ثلاثين وسبعمائة.
ولما قدمت مدينته أنزلني وأكرمني، وأقمت في ضيافته أيامًا"
(1)
.
قلت: هذه مشاهدات ابن بطوطة، وهو يذكر أنها مدينة كبيرة، ولا شك أنها نشأت قبل ذلك بقرون عديدة.
ثم تطورت حلي المدينة (حلي ابن يعقوب) حتى أن الأحفاد يروون عن الأجداد أنه إذا أذن على منارة جامع حلي أذنت على آذانه ثلاثون منارة مساجد أحياء حلي، فإذا عرفت أن هذا العدد حتى سنة 1360 هـ تقريبًا ما كان يوجد في مدينة جدة، عرفت أية منزلة بلغت حلي بن يعقوب.
ونستدرك هنا فنقول:
إن صاحب سمط النجوم العوالي ذكر (حلي بن يعقوب)
(2)
قبل ابن بطوطة حسب ما وقع في يدي من مراجع، فيقول: ثم في سنة اثنتي عشرة، حج الناصر ففرا منه (يقصد: حميضة ورُمَيثة ابنا محمد بن أبي نمي الأول). ثم في سنة 713 هـ وصل عسكر من صاحب مصر المذكور نحو ثلاثمائة فارس، وأمدهم صاحب المدينة بخمسمائة فارس ووصل معهم أبو الغيث، فلما سمع بهم حُميضة ورُميثة خرجا إلى (حلي بن يعقوب).
وفي سنة 750 هـ، يذكر العصامي
(3)
أن الشريفين: ثقبة وأخويه سند ومغامس عموا إلى اليمن، وتلقوا الجلاب
(4)
ونجلوا بحلي.
وهذا هو ميناء حلي بن يعقوب.
أما في سنة 763 هـ فيذكر العصامي
(5)
بني حرام بحلي فيقول:
(1)
انظر الاستدراك بعده.
(2)
4/ 227.
(3)
4/ 239.
(4)
جمع جلبة: اسم كان يطلق في تلك العصور على السفن، ونجلت السفينة في المنجل أي رست في الميناء.
(5)
السمط: 4/ 245.
وكان عجلان -ابن رميثة بن أبي نمي الأول- في سنة 763 هـ حارب أحمد بن عيسى الحرامي
(1)
صاحب حلي بمكان يقال له (فجرة)
(2)
، فظهر عجلان على أحمد بن عيسى المذكور. وكان عجلان رحمه الله شيخًا صالحًا سعيدًا اتفق له ما لم يتفق لأسلافه من السعودات فإنه أول من ملك بلاد حلي من أهله السابقين.
ثم نجد في سمط النجوم العوالي
(3)
: وكان الملك الناصر أحمد بن إسماعيل الغساني صاحب اليمن تشفع إلى الشريف حسن بن عجلان سنة (807 هـ) في ترك التشويش على موسى صاحب حلي، وحثه على الموافقة على ذلك القاضي شرف الدين بقصيدته النونية.
وهي -منها-:
أحسنت في تدبير ملكك يا حسن
…
وأجدت في تحليل أخلاط الفتن
ما كُنتَ بالنَّزِقِ العجولِ إلى الأذى
…
عند النزاعِ ولا الضَّعيفَ أخا الوَهَنْ
تمسي ورأيُك عن هواك معوِّقٌ
…
والغِرُّ مُلقٍ في يدِ الأهوا الرسنْ
ذاءُ الرِّياسةِ في متابعةِ الهَوى
…
ودواؤها في الدفع بالوجه الحسنْ
وإذا الفتى استقصَى لنُصْرَةِ نفسِه
…
قَلَبَ الصديقُ لحربِهِ ظهرَ المجنْ
لا تُصِغْ إنْ شرٌّ دعا فالشرُّ إنْ
…
تنهضْ له ينهضْ وإنْ تسكنْ سكنْ
وسديدُ رأي لا يحرِّكُ فِتنةً
…
سكنتْ وإنْ حرّكتهُ الفتنُ اطمأَنْ
رَدُّ العدوِّ إلى الصداقةِ حكمةٌ
…
صَفَّتْ من الأكدار عيشَ ذوي الفِطَنْ
بالسيف والإحسان تُقتنصُ العلا
…
وحصولُها بهما جميعًا مرتهنْ
لا خيرَ فِي مِنَنٍ ولا سيف بها
…
ماضٍ ولا في السيف من غيرِ مِنَنْ
أما حَلِيٌّ فإن خوفك لم يدع
…
أهلا بها للزائرين ولا وطنْ
جلّيتهم منها وجسمُكَ وادعٌ
…
في مكَّةَ لم يُحْوِجُوكَ إلى ظعنْ
(1)
نسبة إلى بني حرام من كنانة.
(2)
صواب اسمه (المفجر).
(3)
4/ 262.
تركوا لك الأوطان غير مُدَافَعٍ
…
وتعلقوا بذُرَى الشوامخِ والقُنَنْ
حَفِظوا نُفُوسًا بالفِرار أطلَّهَا
…
سيف على الأرواح ليس بمؤتمنْ
ولحفظها بالفَرِّ أكبر شاهدٍ
…
لك بالعلا فَلِمَ التأسف والحَزَنْ
فاغمد سيوفَك رغبةً لا رَهْبَةً
…
ما في قتيلٍ فرَّ مرعوبًا سِمَنْ
إلى أن يقول:
موسى هَزَبْرٌ لا يُطاقُ نزاله
(1)
…
في الحرب لكن أينَ موسى من حسنْ
هذاك في يمنٍ وما سلمت له
…
يمنٌ وذا في الشام لم يدعِ اليمنْ
فانظر إلى موسى وقد لعبت به
…
-لما سخطتَ عليه- أحداث الزمنْ
ذاق المرار لفوتِه أوطانه
…
فَقِهِ مرارةَ فرقة الروح البدن
وهكذا تقص علينا هذه القصيدة أن أهل حلي قد فروا خوفًا من بطش الشريف حسن بن عجلان، وكانت هذه حالتها في بداية القرن التاسع الهجري، ويبدو أنها لم تفلح بعدها، غير أن المدن لا تندثر في سنة أو سنين، إنما تأخذ في التقهقر والانحطاط التدريجي إلى أن تنمحي. وفي أعالي حلي قرب محايل عشيرة تدعى آل دريب، فلعلها ممن جلا عن حلي، وسوف نفصّل عن قبائل محايل في هذا المجلد.
وعند الحديث عن بركات بن حسن، قال العصامي
(2)
:
ومما وقع في زمانه أن أمير اليمن أحمد بن إسماعيل الغساني كتب إليه أن يفرغ له دور مكة وأن يلقاه إلى حلي، صحبة قصيدة هي قوله:
مَنْ لِصَبٍّ هاجه نشر الصِّبا
…
لم يزده البَيْنُ إلا طربا
وأقول: إيراد القصيدة في هذا السياق وهم من العصامي رحمه الله فهذه القصيدة لها قصة سنذكرها ونذكر طرفًا منها فيما بعد.
(1)
موسى الكناني سلطان حلي.
(2)
السمط: 4/ 270.
فلما وصل المكتوب
(1)
إلى الشريف بركات بن حسن، تصدى لجواب أحمد ابن إسماعيل الغساني، السيد الأمجد فصيح الفصحاء عفيف الدين: السيد عبد اللَّه ابن قاسم الذِّرْوي، فكتب إليه القصيدة -التالية- على لسان الشريف بركان بن حسن بن عجلان، ومنها:
بالقنا الخُطِّي والبِيضِ الظُّبَا
…
وبخَيْلٍ تتبارَى سَربَا
سابحاتٍ مُغْرباتٍ ضُمَّرٍ
…
أَغْوَجيَّاتٍ عِتاقٍ شُزَّبا
بُريت آذانُها عن جودةٍ
…
مثل أقلامٍ بهاكم كُتُبا
داحسياتٍ إذا ما طَرَدَتْ
…
فائتًا ما بانَ عنها هربا
وإذا ما انحدرت عن طاردٍ
…
سبقَتْ لم يبغِ منها أربا
عُوِّدتْ بالحرب حتى أنها
…
لم تزلْ تَهْوَى التلاقِي طربا
بدروعٍ سابغاتٍ زُعُفٍ
…
شاهدات أيام عادٍ وسبا
إلى أن يقول:
نَحْمي البَيْتَ ونحمي جُدَّة
…
وربا حَلْيَ وأكنافَ قُبَا
بسيوفٍ جُرِّدتْ من غُمَدٍ
…
كبروقٍ يخترقن الحُجُبا
قل لمن رام يناوينا ومن
…
رام يأتي بيتنا مغتصبا
لا تحج البيت إلا خاضعًا
…
دافعًا عُشرًا لنا ثم (جَبَا)
(2)
وإذا ما حجّه ذو عزّةٍ
…
ترك الأمر وجا مصطحبا
وإذا ما كان رأسًا لم يعد
…
عندنا يا صاح إلا ذنبا
سورةُ الفِيل لنا كافيةٌ
…
أترك الجهل وخلِّ الكذبا
فلما بلغ الغساني هذا الجواب تخلف عن الحج، وأمر من يترصد للذروي في بلاده صبيا، فترصدوا له حتى إذا نزل ساحل جازان تحيلوا عليه حتى ركب
(1)
السمط: 4/ 273.
(2)
في مطبوعة سمط النجوم العوالي (حُبَا) وهو فيما يبدو اجتهاد من المحقق، ولكن الذي في لهجة أهل الحجاز (جبا) وهي كلمة كالمرادف للإكرامية والهدية، غير أنها لا تعطي معناها تمامًا، فالجبا ما يكرمك به الإنسان عن طيب خاطر ولا تكلف، وفي بعض المطاعم يكتبون: الجبا ممنوع.
معهم فساروا به إلى الغساني، فحبسه وضيّق عليه، فأنشأ القصيدة التي ألمحنا إليها، ومطلعها:
من لِصَبٍّ هاجه. .
ومنها:
مَنْ لِصَبٍّ هاجه نشر الصِّبَا
…
لم يزده البيْن إِلا طربا
وأسيرٌ كلما لاحَ له
…
بارقُ القِبْلة من صبيا صَبا
وَلِطَرْفٍ أَرِقٍ إنسانُه
…
دونَ مَن يشتاقُه قد حُجبَا
لم يزل يشتاقُ (نَخْلان) وإن
(1)
…
قَدِم العهدُ ويهوَى الطُّنُبا
ما جرى ذكر المغاني في ربا
…
صَبَواتِ الشط إلا انتحبا
حبذا صلب القيسا وطني
(2)
…
ولويلات بها ما أعذبا
وربا البيرين من قبليّة
…
وشراب بهما ما أعذبا
يا أخلائي بصبيا واللوى
…
وأحبائي بِتَيَّاك الرُّبا
هل لنا نحوْكُمُ من عودةٍ
…
لنرى سدركم والكثبا
فلكم خادعتُ قلبي جاهدًا
…
يتسلَّى عن هواكم فأبى
فاذكروا صبّابكم ذا لوعةٍ
…
بأن عنكم كارهًا مُغْتَصَبَا
وإذا عنَّ له ذكراكُمُ
…
صاح واغنصّ الحِسا وانتحبا
وإذا ما سجعتْ قُمْريّةٌ
…
صاح من فرطِ الأسَى: واحَرَبا
إلى أن يقول:
إخوتي بالشام
(3)
بل يا سادتي
…
وأعز الناس أُمّا وأبا
ومساعير الوَغَى من حَسَنٍ
…
وبنو الحرب إذا ضاقَ القبا
(1)
نخلان: وادٍ يمر شمالي صبيا.
(2)
موضع قرب صبيا، أيضًا.
(3)
يقصد بالشام صبيا ونواحيها والعرب تقول لكل ما هو جهة الشمال شام.
ومنها:
أيها الرائح بالشام على
…
قلَقٍ السيرُ كهبّات الصَّبا
أوكسهم طار عن مَحنيِّةٍ
…
ذات زورين إذا ما ركبا
قل لمن كان لمأذون القضا
…
ولأحداث الليالي سببا
والذي أوقد نيران الغضا
…
زد على نارك يا ذا حَطَبَا
واستلب ما شئت عمدًا فعسى
…
عن قريب أن تحط السلبا
إن يكن سرَّكَ ماسا فعسى
…
كي ترى من بعد هذا عجبا
إن ظننت الدهر يومًا واحدا
…
فلقد حاولتَ أمرًا كذبًا
ربَّ صدعٍ كان أعيى شعبُهُ
…
أدركته رحمةٌ فانشعبا
فلما بلغ الشريف بركات أمر الذروي، أمر بفدائه بمائة ألف ناقة.
ثم أطلق الذروي، غير أن المصدر لا ينص صراحة على قبول الفداء، وذكر أن أحمد الغساني أقسم ألا يخرجه من الحبس حتى ينشعب هذا الصدع وأشار إلى صدع في الصخر، وإن الذروي بعد أن أنشأ قصيدته التي مرت معنا أرسل اللَّه المطر فأصبح الصدع وقد انشعب! فأطلقه وأحسن إليه.
ونلمح من قصيدة الذروية بيتًا وكأنه يعرض بهذا الخبر إذ يقول:
ربَّ صدعٍ كان أعيى شعبه
…
أدركته رحمة فانشعبا
على أننا لا نريد أن تمر بأريحية الشريف بركات دون أن نذكر الفضل لأهله، فإن فداءه الذروي بمائة ألف ناقة لهو ذروة الوفاء، مائة ألف ناقة؟! إن هذا الرقم قد لا تفي به كل واردات الحجاز آنذاك، فإذا بركات يقدمه بطيب خاطر فداء لصديق وقف معه ضد أحمد الغساني، وبسبب هذا الموقف سجن، إذًا فالشريف يرى نفسه شريكًا في تسبيب الأذى للذروي؛ ولذا فإن عليه فداءه.
وفي سيرة محمد بن بركات نجد العصامي
(1)
يعدد حروبه ومن فتك بهم من الخارجين، فيقول:
(1)
السمط: 4/ 278. ومحمد هنا ابن بركات بن حسن بن عجلان، وعجلان أول من ضم مقاطعات من اليمن إلى الحجاز.
كقتال أهل الينبع لما لم يوافقوا على الخضوع، وأجلى الجميع من بلادهم وكفهم عن مقاصدهم ومفاسدهم.
وكأهل جازان لما وقع منهم ما وقع من عصيان فقتلهم واستبى، وملك بلادهم واجتبى. وكقتل أهل (حلي) والعبيد، وتشريدهم كل تشريد، وإخراجهم من البلاد، والقبض على أميرهم (الحرامي) وجعله مع أهل الجرائم والعناد، إلى غير ذلك مما لا يحصله قلم كاتب ولا ديوان حاسب.
وكانت وفاة محمد هذا سنة 903 هـ.
وفي ذكر ولاية الشريف حسن بن أبي نمي الثاني، نجد العصامي يقول
(1)
:
فتقلد -أي حسن- حماية الحرمين الشريفين وجدة المعمورة وينبع وخَيْبر وحلي وجميع ما شمله اسم الأقطار الحجازية وذلك من خيبر إلى أطراف أعمال جازان طولا، ومت أعمال الينبع (ينبع) المبارك إلى حجاز ثقيف وما اتصل به من أرض نجد عرضًا، وكان ذلك سنة 961 هـ.
ويبدو أن سلطنة بني حرام الكنانية انقادت للأشراف -في الغالب- منذ أن فتح عجلان حَلْيَ كما قدمنا - وإن كان الحراميون كانوا يحاولون الخروج من وقت إلى آخر. فنرى في حوادث سنة 1019 هـ الشريف محسنًا بن حسين يغيث عمه الشريف إدريس، ومعه أمير حلي محمد بن بركات الحرامي، وكان -لا شك- يقود جموعًا من أهل تهامة.
وفي ترجمة الشريف حسن بن عجلان بن رُمَيثة بن محمد أبي نمي بن أبي سعد بن حسن بن قتادة، نجد صاحب العقد الثمين يذكر أخبارًا
(2)
ذات فائدة عن حلي، فهو يذكر خروج بعض الأشراف على حسن، فيقول: وكانوا قد اجتمعوا بدُرَيْب بن أحمد بن عيسى صاحب حَلي، وخوفهم من حسن في مرورهم عليه إلى وادي مر (مر الظهران).
ويقول
(3)
: في سنة أربع وثمانمائة في صفر، توجّه -أي حسن- إلى حَلْي، لأن كنانة استدعوه إليها عقيب فتنةٍ، كانت بينهم وبين دريب بن أحمد بن عيسى صاحب حلي وجماعته.
(1)
السمط ص 330.
(2)
العقد الثمين: 4/ 89.
(3)
العقد: 4/ 96.
وفيها قتل دُرَيْب يوم عرفة من سنة ثلاث وثمانمائة (*).
قلت: كذا ورد في مطبوعة العقد، أن حسنًا توجّه إلى حلي سنة (804 هـ) لتهدئة فتنة دريب وجماعته، ثم يقول بعد ذلك مباشرة: وفيها قتل دريب سنة 803 هـ. ولعل في أحدهما وهمًا، أو أن كنانة استقدمت حسنًا في آخر سنة 803 بعد مقتل دريب ثم توجه حسن سنة 804 هـ.
وفي سنة (806) هـ فيما أظنه
(1)
، بعث حسن رتبة إلى حلي، مقدمهم عليّ بن كُبَيْش، فاستغفلهم بعض جماعة (موسى صاحب حلي)، وفتكوا بهم.
أي أن موسى خلف دريبًا في إمارة حلي، وأن الأمر لا زال وراثيًا، ولصاحب مكة الجباية والدعاء.
وفي سنة ست أو في سنة سبع وثمانمائة، توجه الحراشي إلى حلي وبنى فيها مكانًا يتحصن فيه أصحاب حسن ومن انضم إليهم.
وفي سنة 807 هـ شفع إليه الملك الناصر أحمد بن إسماعيل صاحب اليمن، في تركه التشويش على موسى صاحب حلي، فيما أبعده، وحثه على الموافقة أديب العصر، القاضي شرف الدين إسماعيل بن المقري اليمني بقصيدة مدحه فيها، أولها:
أحسنت في تدبير ملكك يا حسن
…
وأجدت في تحليل أخلاط الفِتَنْ
وهي القصيدة التي ذكرنا شطرًا منها في أول هذا البحث، وهي لعفيف الدين عبد اللَّه بن قاسم الذروي، وليست لشرف الدين المقري.
وفي حوادث سنة 822 هـ يقول الفاسي
(2)
: وقصد -أي حسن- صوب اليمن ناحية الخريفين
(3)
، وجاوز ذلك وراسل صاحب حلي محمد بن موسى بن أحمد بن عيسى الحَرامي، في أن يزوجه أخته، ورغب في أن تزف إليه، فأجابه إلى تزويجها بشرط حضوره إليهم، فأعرض عن الحضور إليهم.
(*) وستأتي نبذة عن آل دريب من بني حرام من كنانة.
(1)
نفس المصدر: 101.
(2)
نفس المصدر: 134.
(3)
الصواب الخريقين -بالقاف- وتسمى اليوم الخرقان، وهي عادتهم في جمع المثنى، وهي قرب الليث.
وفي حوادث سنة 823 هـ نرى الشريف حسنًا يتوجه في صفر إلى حلي، وتلقاه صاحبها محمد بن موسى بالحَسَبَة
(1)
(الأحسبة)، وبنى في حَلْي بأخت محمد بن موسى الحرامي.
وفي سنة 828 هـ نجد الشريف حسنًا مقيمًا بحلي تاركًا مكة والملك. ومن مداومة الشريف حسن على دهل اليمن ومصاهرة سلاطين بني حرام، توطن بنوه في حَلْيَة وعُلْيَب وما والاهما إلى اليوم، وقد تقدم الحديث عنهم.
ولم تصل إلينا أخبار عن إنجابه من بنت موسى الحرامي وعدمه. وأخبار حلي في العصور المتأخرة كثيرة، غير أن لها لطيفًا سابقًا بعض الشيء، أردت أن أختم به هذا البحث.
فلابن هُتَيْمل مدائح تسمى (الكنانيات)
(2)
.
جاء في أولها: الأمير فخر الدين أحمد بن علي الحَرَامي الكناني (أمير حلي ابن يعقوب). يقول في مدحه:
بَعَثتْ إليك بطيفِها المَكْذُوب
…
مِنْ خوفِ رؤيةِ كاشحٍ ورَقيب
واستمسكتْ ريح الصَّبا فَتَجَلْبَبَتْ
…
بطواف ريش غرابه الغريب
إلى أن يقول:
أقسمتُ ما الدنيا وبهجة أهلِها
…
وجمالها إلا بنو (يعقوب)
المؤثرون -على الخصاصة- ضيفهم
…
بخصائص المطعوم والمشروب
ومن هذه الأبيات تعرف أن أسرة بني حرام الحاكمة في حلي كانت تنتمي إلى جد يسمى يعقوب، وأنه مؤسس هذه الأسرة، لأن الأسر الحاكمة تنتمي عادة إلى الجد المؤسس، وأن يعقوب هذا -ربما- هو الذي أسس مدينة حلي؛ ولذا نَسَبَها إليه.
(1)
نفس المصدر: 138.
(2)
ديوان ابن هتيمل: 158.
ويذيل شارح ديوان ابن هُتَيْمِل، وهو الأستاذ محمد العقيلي، بما يفيد أن لأحمد هذا أخًا كان غاية في الجود يدعى موسى بن علي الكناني، وأنه عاصر عمر بن علي الرسول، وأن عمر أطلق عليه لقب أمير.
فهل هذا هو أول أمير كناني من هذه الأسرة؟ قد يكون، وقد يكون إطلاق الرسول هذا اللقب من باب الاعتراف.
وعمر بن علي توفي سنة 647 هـ.
الخلاصة:
مما تقدم من بحث ونصوص تجد أن:
1 -
قامت مدينة حلي بن يعقوب بعمارة وهمة سلاطين بني حرام.
2 -
اضمحلت باضمحلالهم.
3 -
المراجع المتيسرة لا تعطينا وقتًا معينًا لخراب هذه المدينة، وإن كنا ألمحنا إلى أنها تقهقرت ثم اضمحلت، وقد قامت القنفذة -فيما يبدو- على أثر اضمحلال حلي، على أنها تبعد عنها مسافة (60) كيلا.
4 -
حالة المدينة الآن: رموس وبقايا أساسات لا تكاد ترى، وبعض مخلفات الإنسان، وتوجد بيوتات على هذه الأنقاض مكونة من عشش وصنادق، ولا شيء يذكر غير هذا، حتى مدرسة ابتدائية أو مسجد صغير ليس فيها شيء منهما.
5 -
على أن ذكرًا هامًا لهذه البلدة لا يمكن إغفاله، وهو يرجعها ويرجع بنو حرام كدولة إلى القرن الرابع بعد الهجرة.
ذلك هو قول الهمداني
(1)
:
وحلي وهو مخلاف وقصبتها "الصحارية" موضع رؤساء بني حرام
(2)
.
ويطلق اليوم عليها اسم (حلي قديم).
(1)
صفة جزيرة العرب: 259.
(2)
الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني، توفي في أول القرن الرابع الهجري.
وقال أيضًا عن وادي حُلْي:
تحدثنا في الفصل السابق عن (حلي بن يعقوب) أي مدينة حلي، وبحثنا هذا هو في حلي الوادي.
ضبطه المتقدمون بفتح الحاء المهملة، وسكون اللام، فقال ياقوت: حَلْيُ: مدينة باليمن على ساحل البحر، بينها وبين السِّرَّين يوم واحد، وبينها وبين مكة ثمانية أيام، ثم خلط بين حَلَّي وحَلْيَّة.
وأورد شاهدًا يدل على وادٍ لا على مدينة حين أورد شعرًا لأعرابي، يقول فيه:
فواللَّه ما أحْبَبَتُ سِدْرًا ببلدةٍ
…
من الأرض، حتى سِدْرَ حَلْي اليمانيا
أما صاحب المفيد في القرن السادس فيقول
(1)
: ويتلو ابن طرف
(2)
من ملوك تهامة في الخطبة والسكة لابن زياد وحمل إتاوة مستقرة، الحرامي صاحب حلي، وهو دون ابن طرف في المكنة، وكانت حدود صاحب حلي تصل ما بين البرك جنوبًا إلى دوقة شمالا.
وكانت حلي إحدى محطات طريق الحج اليماني.
مآتي حلي:
يأخذ أعلى مساقط مياهه من رأس عقبة تَيْه وما يقع شمالها وجنوبها من شعوف سراوات ربيعة ورفيد من عسير غربي أبها، وسعوف سراوات بني شهر وغيرهم من آل حجر من شمالي أبها إلى أقرب النماص.
وتصب فيه أودية فحول تجعله من كبار الأودية، بل أكاد أقول أكبر وادٍ في تهامة يجري ماؤه غيلا لا ينقطع، ومن هذه الروافد:
1 -
وادي تَيْه: وهو الامتداد الرئيسي لوادي حلي، وأكثر الناس تسميه حليًا، وحلي هو الوادي الوحيد الذي لا يتغير اسمه من منيعه إلى مصبه من هذه
(1)
المفيد في تأريخ صنعاء وزبيد ص 62.
(2)
هو سليمان بن طرف من بني حكم من سعد العشيرة من مذحج، كان ملكًا على ما بين الموسم إلى البرك، وسميت هذه الأرض (المخلاف السليماني) نسبة إلى سليمان هذا.
الأودية، رأسه عقبة تية، يعمل الآن فيها لتكون موصلة بين أبها ومحايل في تهامة، وهذا الوادي يصب بطرف مدينة محايل من الجنوب، ويسكن أعلاه ربيعه ورفيد، ووسطه آل موسى كلها من عسير.
2 -
وادي قنا والبحر: وادٍ فيه بلدة قِنَا، وفيه بلدة بحر أبو سُكَينة، وهما يجمعان فيقال قنا والبحر.
3 -
وادي الريش: وادٍ شمال محايل فيصب في حلي بعدها، وسكانه الرَّيْش.
4 -
وادي بَقْرة: وادٍ كبير متعدد الروافد يمر في ديار بارق، وهو كثير القرى والمزارع، وله روافد عديدة من أهمها:
أ- وادي جبال، يصب فيه من اليمن، لبارق أيضًا.
ب- وادي الهَيَجْة: يصب فيه من اليمن أيضًا، وروافد أخرى أصغر مما تقدم.
5 -
وادي شَرِي: من الأودية الكبار، ومن أقوالهم في تحديد وادي حلي:(حلي من شري إلى حلي). أي من وادي شري هذا في آخر الشمال، إلى وادي حلي الذي مر معنا قرب محايل، ويقابل وادي شري هذا بالرأس وادي شري الذي يصب في وادي يبة.
وسكان شري هذا بارق أيضًا، وفيه زراعات كثيرة وقرى تتراءى، وله روافد عديدة منها:
أ- شعيب: يصب في شري من اليسار، وهناك شعيب آخر يقابل هذا بالرأس ويصيب في بَقْرَة.
ب- وادي الحَقْبة: يصب في شري من اليمن.
جـ- وادي الرَّدَّة: يصب في شري من اليسار.
ويسمى أسفل وادي شري الحمض، ولكن هذا الاسم ليس بغالب.
وكل هذه الأودية: بقرة وروافده، وشري وروافده من بلاد بارق.
وتجتمع هذه الروافد الكبار في موقع قرب جبل ثربان من الجنوب، هذا الموقع يُسمى (سهول).
مررت به في عودتي ورسمت له مخططًا، وبه جرت معركة بين جيش الشريف الحسين بن علي وأهل بارق.
سكان حلي:
سكان وادي حلي في فروعه الجبلية قبائل عديدة معظمها ينتمي إلى عسير سواء بالحلف أو النسب وبعضها أزدية كأهل بارق.
أما أسافلة في الساحل فجلها كنانية، وإن لم تعد حتى بني حرام تعرف أنها من كنانة.
وإليك موجز عن السكان:
1 -
ربيعة ورفيدة: تسكن أعلى وادي تية، وتميل إلى شرق السراة وأبها.
2 -
أهل قنا: فروع تسكن وادي قنا.
3 -
آل مسهر: تضم إلى عسير، شمال بحر أبي سُكينة.
4 -
آل خَتَارش.
5 -
آل موسى، ويرجعون في داعية عسير، ويسكنون محايل وما حولها، وهم غير آل موسى بن علي البارقيين.
6 -
آل دُرَيب: أسفل وادي محايل، وهم من بني حرام من كنانة.
7 -
آل الرَّيْش: من عسير (داعية عسير)
(1)
.
8 -
آل مَشْوَل: شرق محايل، ولم أصل إلى أرضهم إنما أشير إليها من بعيد، وهم من عسير.
9 -
بنو ثوعة: من عسير، جيران آل مَشْول.
10 -
أهل بارق، يسكنون معظم وادي بَقرة ووادي شري.
(1)
إذا قال أهل الجنوب: في الداعية أو الشمل، فمعنى ذلك أن القبيلة مستقلة لا يشملها إلا ما يشمل جميع فروع القبيلة، وهذه الفروع صغيرة إنما أخذت تستقل عنوة على الشيوخ الكبار.
سكان حلي في السهل:
1 -
قبيله العمور، المذكورين في يَبَة: وهم حوز السهل من الجبل، ويسمون هنا عمور السَبَطة، وهي قريتهم التي ينتشرون حولها.
2 -
جرّ الأحمري: يلوُن العمون مما يلي السهل، على الحوف الجنوبي لوادي حلي، وهي قبيلة مستقلة.
3 -
السَّلالِمة: على الحرف الشمالي المقابل لجر الأحمري، ويخالط السلالمة بعض النواشرة، هذه القبائل كنانية لا شك.
4 -
الغَوَانمة: على الحرف الشمالي بعد السلالمة مما يلي البحر، ويقال أنهم يعودون إلى حرب الحجاز (الخولانية) وهم أقرب إلى الجبل من البحر.
5 -
قبائل الصُّحَب: والنسبة إليهم صُحَبي، والصحيح أنهم من الغوانمة، انفردوا عنهم فى المشيخة، وهم على حرفي وادي حلي، ويمر الطريق المزفت بأسفل ديارهم، ولهم قرية الصُّفَّة، من مقر إمارة حلي على الطريق وينسبون إلى حرب، نسبًا أو صيحة.
6 -
الزيالعة الملقبون بالمتاحمة: يخالطون الصُّحب في قرية الصُّفّة، وكذلك بعض فقهاء المشاييخ.
وينضم إلى الصحب فئة يقال لهم (الهُيَلَة).
7 -
بنو حرام: بقايا تلك القبيلة ذات المجد الغابر التي تقدم ذكر أمرائها في حلي ابن يعقوب، تسكن قرية كِيَاد على الحرف الجنوبي حيث يمر الطريق.
وبقيتهم قليل، ولهم موالي عديدون يحمون لهم.
8 -
العلاونة: واحدهم علوي، كانوا يعترفون بكنانيتهم إلى عهد قريب، ويخالطهم الفقهاء الزيالعة، وهم بنو عم الزيالعة المتاحمة، وتسكن هذه القبيلة على حرف الوادي الشمالي غربي الصُّفَّة.
9 -
الغُبَشة: وهم من الجدعان من زُبَيْد من حرب، ويسكنون على الحرف الجنوبي للوادي، وينضم إلى مشيخة العلاونة، فئات:
أ- الحوادثة من المقاعدة في بلعير.
ب- الدراهمة.
جـ- الخوالدة، وهذه كما يظهر من بطون كنانة.
10 -
المشاييخ: وهم ينسبون إلى الشيخ: علي بن عبد اللَّه الطواشي ويسكنون البَيِّضيْن وتوابعه.
11 -
السادة العَراقِيَة: ويسكنون على أنقاض حلي بن يعقوب، ويتبعون مشيخة كنانة.
12 -
قبائل كنانة: هذه قبيلة تفردت باسم كنانة، ولذا فمعظم قبائل كنانة الأخرى لا تنتمي إلى كنانة ظنّا منها أن الانتساب إلى كنانة هو انتساب إلى هذه القبيلة المنفردة، وسألت أحد موالي بني حرام: أليس بنو حرام مِنْ كنانة؟! فقال -بامتعاض وإنكار- لا. . لا!
تقع ديارها على امتداد مجرى وادي حلي إذا تجاوز الطريق المزفّت وعلى جانبه إلى البحر.
ولقبيلة كنانة (المسماة بهذا الاسم خاصة) فروع عديدة وقرى، ولها إمارة خاصة غير إمارة عموم حلي في (الصُّفّة)، وقد تقدم أن إمارتهم في (مخشوش).
ومن فروعها:
1 -
المَعَايشة: وتقع أرضهم غرب المشاييخ، وغرب الطريق المزفت مباشرة.
2 -
الشواعِرَة: واحدهم شاعري: وتقع أرضهم غرب المعايشة مما يلي البحر.
3 -
الصَّلابِنة: وهم سكان الأرض المعروفة بالصُّلب، وقد تقدمت معنا قرب حلي ابن يعقوب، شمال السادة العَرَاقِية.
4 -
الفُلَجة: وهم يجاورون الغبشة من الغرب، وقد قدمنا الغبشة.
5 -
بنو يحيى: وسكناهم جنوب الشواعرة.
6 -
ويتبع كنانة فئات صغيرة، منها:
أ- السادة الأفاهمة: وهم هاشميون -كما يقول أخونا حسن الفقيه- ولديهم مشجرة بذلك.
ب- السادة العَرَاقية: وقد تقدم الحديث عنهم.
جـ- الأشراف البراكيت -قسم منهم- المُسمّون بالبهاليل، وقومهم في وادي يَبَة.
د- بيت من الأشراف ذوي رُمَيْثة، نارل معهم ويتبع العلاونة.
7 -
بنو حَرَام: وهم سكان قرية كِيَاد على المزفت، ويقال أنهم قلة، والكثرة في مواليهم، ومواليهم لهم اعتزاز واعتزاء بأسيادهم بني حرام، فإذا اعتزى أحدهم، قال:(أنا عبد الحَرَامِي). وكأن أخي الأستاذ حسن الفقيه أراد أن يؤكد لي ذلك سماعًا، فسأل مولى أسود في مقهى بكياد، فقال له: ماذا تقول إذا اعْتَزَيْت؟! قال -بابتسامة ولمعان في عينيه- أقول: (أنا عبد الحرامي)، وبنو حرام منفصلة عن كنانة.
ويبدو أن بني حرام في بقايا من مجد تليد، لأنا وجدنا القوات التي حاربت الشريف حسين وقدمناها في موقعة عجلان، منها قائدان حَراميان.
وهذا يدل على أن لهم بقية من زعامة في نفوس القبائل المجاورة.
ويخالط بني حرام في كياد -غير مواليهم- بيت من الحضاريت، الذين ذكرناهم قرب الوسقة. وفخذ يقال لهم: الخُرَيزات، منهم قسم مع الغبشة المتقدم خبرهم.
انتهت حلي مدينة وواديًا وسكانًا.
وقال عن الشقيق:
قرية كبيرة على (50) كيلا من القحمة جنوبًا وعلى (543) كيلا من مكة، يصب عليها وادي ريم، المتقدم.
وهي قرية ساحلية متسعة غير أن عمرانها تكثر فيه الصناديق والعشش، ولها مرسى ترسو فيه صغار السفن، وفيها إمارة تابعة لمنطقة جازان، ومدارس للبنين والبنات، ومحكمة شرعية، وبها محطات للمحروقات، وسوق صغيرة.
ورغم كثرة الأودية المحيطة بها فإن أرضها قليلة الزراعة، ويتبعها بوادٍ رحل كثيرون يطلق على معظمهم قبائل الشقيق.
قبائل الشقيق:
قبائل عديدة تنتشر بين وادي نهب إلى قرب وادي عتود، وتتوغل في الساحل إلى قرب الجبال حيث ديار قبائل (مخلوطة).
ويقول البعض: إن اسم الشقيق هو اسم القبيلة، ثم أطلق على قريتهم، أي قرية بني الشقيق.
وقد يكون هذا أو غيره، غير أنهم -لا شك- من بقايا كنانة، ذلك أن جيرانهم من الجنوب قبائل بني شعبة، وهم ممن نسبهم ثابت في كنانة، وديار كنانة -كما ألمحنا مرارًا- كانت تمتد إلى وادي بيض الذي سيمر معنا جنوب الشقيق، ولا زال بنو شعبة يسكنونه.
ومن فخوذهم
(1)
:
1 -
المشاييخ: وهذا الاسم يطلق على قبائل أو أسر تنتسب إلى الأنصار، وقلما تجد قبيلة ليس فيها هذا الاسم، خاصة في الحجاز وعسير.
2 -
الفَلاتية: سكان شرق الشقيق.
3 -
العصارة: سكان أسفل وادي ريم إلى نهب.
4 -
الصَّبَانية:
5 -
المطامية: قرب الشاطئ.
6 -
آل زياد: حول الشقيق.
7 -
القِرَب: وفيهم مشيخة القبيلة.
قبائل بني شعبة:
وبنو شعبة فرع شهير من كنانة، انقسم في سكناه إلى موضعين: قسم بين مكة والليث، وقسم الذي نحن بصدده، وكل هذه الأرض كانت لكنانة، وفي بحث كنانة تحدثنا عن هذه القبيلة ونسبها.
(1)
عن كتاب المخلاف السليماني 1/ 82 ط 2 [بتصرف]- لمؤلفه العقيلي.
ومن فروعها اليوم:
1 -
آل حَدْرَة: بادية في معظمهم، وديارهم وادي بيض وما حوله إلى وادي بيش، وهي قلاة تتخللها أودية كثيرة ستأتي معنا، وحزوم مشجرة.
2 -
الشرفاء: وهم يخالطون آل حدرة وتمتد ديارهم على وادي رملان إلى البحر.
3 -
آل هيازع: في عتود وفي الدرب.
4 -
الصبانية.
5 -
آل إلياس.
6 -
آل شار بن مرعي.
7 -
آل زيد.
8 -
آل أبي سلة.
9 -
الأشراف: كذا ذكرهم العقيلي، ولعلهم هم الشرفاء، فالاسمان مترادفان.
وقاعدة بني شعبة، بلدة الدرب، وتسمى درب بني شعبة.
وشيخهم: علي بن محمد الشُّعْبي مقيم في بلدة الدرب وله تجارة ومكتب على جال الطريق.
أخذت جولة في الشُّقَيق، ولم أتوقف، ثم واصل سيري باتجاه دَرْب بني شُعْبة، ولم ألبث أن عبرت على جسر وادي ريم، وهو وادي الشقيق.
وريم هذا ونهب وأتمة -أعلى وادي حمضة- ذكرها الهمداني في صفة جزيرة العرب. وهنا اتسع الخبث فأصبحت الجبال لا ترى، وانحرف الطريق باتجاه الشرق الجنوبي، وعلى (74) كيلا من القحمة وصلت إلى بلدة الدرب (دَرْب بني شُعْبة)، فمررت على جسر ضخم لوادي عتود، وهو وادي الدرب، وجل مَدَر بني شعبة على هذا الوادي.
وقال عن وادي ذهبان:
وادٍ متوسط يسيل من حَرة بني هلال -حرة كنانة- ثم يدفع بني البحر، يمر في منتصف المسافة بين البرك والقحمة، وعلى (15) كيلا من كل منهما، وعلى (477) كيلا من مكة جنوبًا، وهو الحد الفاصل بين أمارتي مكة وجاران، فضفته الشمالية يسكنها بنو هلال، ويتبعون البرك، والبرك تتبع مكة، وضفته الجنوبية تسكنها قبيلة مَنْجحة، وهي تتبع القحمة، والقحمة تتبع جازان.
فروعه:
يفترق وادي ذَهْبَان في أعلاه إلى شعبتين كل منهما تُعد واديًا، أحدهما:(ضَنْكان).
واد متوسط أيضًا يتعلق في الحرة، حرة كنانة، وتأتي أهميته قديمًا وحديثًا من أثاره ووجود المعادن فيه في الزمن القديم.
قال الهمداني
(1)
. . ثم بلد حرام من كنانة: وهو وادي أتمة وضَنْكان، وهو معدن غَزير ولا بأس بتبره. وفيه اليوم بناء كبير حجارته ممثلة كالقوالب، ولونها يميل إلى الحمرة، وهي حجارة كبار؛ ويبدو أن هذا هو معمل تحويل التبر إلى ذهب، وهو مهجور الآن، وله شهرة أكبر من شهرة ذهبان نفسه، وسكانه اليوم بنو هلال ومنجحة من كنانة، وثانيهما: أثْلَة: وهو وادٍ يضاهي ضنكان في الحجم، وفيه زراعة ونزل.
القرى في ذَهْبان:
1 -
قرية الطِّرْق: قرية قرب الطريق بها نخل وزراعة.
2 -
قرية الصَّانِف: على البحر، ولها مرسى صغير فيه صيادون.
3 -
قرية الحرّة: قرية في الحرّة في أعلى الوادي.
وقرى أخرى عديدة.
(1)
صفة جزيرة العرب: 259.
سكانه:
تسكن الوادي قبيلتان من كنانة، هما: بنو هلال، ولها الضفة الشمالية، وقبيلة مَنْجحة، ولها الضفة الجنوبية، وقد تقدم الحديث عن بني هلال.
قبيلة مَنْجحة:
قبيلة كنانية -لا شك- تسكن القسم الجنوبي من حرَّة بني كنانة، وتسمى هنا (حَيْل مَنْجحة) وتتبع إمارة القحمة وكما أن جميع توابع إمارة البرك هم بنو هلال، فإن جميع توابع القحمة هم (مَنْجحة)، وتمتد ديارها على طول الشاطئ من ذهبان شمالا إلى ما وراء وادي حمضة، ثم تأخذ في عمق الحرة موغلة إلى قرب (قنا والبحر) قرب محايل مسافة تقرب من سبعين كيلا، ولها قرى ومزارع في أودية ذهبان وحمضة، وجلها بادية، ومنهم سكان القحمة وصيادو سمك.
ولهذه القبيلة فروع عديدة، غير أن من وجدناهم عند الأمير لا ترقى معرفتهم إلى ما نَصْبُو إليه.
ومن فروع مَنْجحة:
1 -
آل الحَمَضي: ويسكنون ضفة ذهبان الجنوبية.
2 -
آل قُرَى: هم جيران آل الحمضي.
3 -
آل حَذاف: ولهم قرية المَطْعن شمال شرقي القحمة بحوالي سبعين كيلا، أي قرب قنا والبحر.
4 -
آل بوَّاح: ويسكنون قرية الواتدة وما جاورها.
5 -
المَرْصَعة: ويسكنون مع أقاربهم آل بواح في الواتدة وما جاورها.
6 -
آل وعيران: من المرصعة، شرق القحمة.
7 -
آل نوتي: شرق القحمة.
8 -
آل فضيل: أعلى وادي حَمَضة.
9 -
الذبائح: في حَمَضة.
10 -
آل حَيْلة: شمال حَمَضة، ويسكنون الجب، ولهم فيه مزارع.
11 -
المَعْرفة: ويسكنون قرية العين شمال القحمة إلى الشرق.
12 -
المَغْفِرة: ويسكنون قرية القَعْرة شمال شرقي القحمة.
13 -
آل مُدَيد: يسكنون قرية القعرة، المتقدمة.
وذكرهم الجاسر في (فهرسه) الذي سماه معجم قبائل المملكة، وضبط اسمهم (المُنْجِحة) وهو وهم، وعدد فروعًا ما وجدت من يعرف أكثرها، ولم يذكر مرجعه ليعاد إليه.
أما العقيلي في (المخلاف السليماني) فقد ذكر اسم القبيلة فقط ولم يذكر لها فروعًا
(1)
.
وذكر الشيخ: محمد بن هادي شيخ ولد أسْلَم من فروع مَنْجحة:
1 -
آل مَعْيوف: سكناهم بين قنا والبحر (بحر أبو سكينة) وهم بدو رحل يتبعون قضاء محايل.
2 -
آل العَوَض: سكناهم نواحي محايل ويتبعونها إداريّا.
3 -
آل الخرَيص: ويسكنون نواحي محايل.
4 -
آل مَحْبوبة: يسكنون (حَيْل) منجحة، أي الحرة.
فهذا ذكر القبائل العرضية التي تتبع محايل، بينما ذكر جماعة أمير القحمة القبائل التي تتبع القحمة.
وهذه القبيلة -لا شك- كنانية، غير أنها تنضم إلى داعية عسير، ذلك أن جميع القبائل بين حلي إلى عتود تعلقت بعسير بعد ضعف كنانة.
ولم أجد من المتقدمين من ذكر هذه القبيلة، غير أن أحد المتأخرين كتب اسمها (منجمة) ولعله تطبيع.
وقال البلادي عن بني يَعْلَى:
قبيلة تسكن أسافل وادي يَبَة، ولها فيه أراضٍ زراعية وقرى عديدة، وترجع بنسبها إلى كنانة، القبيلة العدنانية المشهورة.
(1)
انظر المخلاف السليماني ط 2: 82.
وشاهد ذلك من قول ابن هُتَيمل
(1)
يرثي الأمير قاسم بن علي الذروي، فيقول من قصيدة طويلة
(2)
:
بني هاشمٍ ما للرعية غيركُمْ
…
غراسكم أخلاطها وحلوفها
إليكم فقد صار الحجاز تليدها
…
وإنْ ضُيّع (المخلاف) فهو طريفُها
تمالت: فلم بزجرْ حليمٌ سفيهها
…
ولا عفَّ عمَّا تكرهون عفيفُها
فقد طال مشتاها وطال خريفُها
…
ومربعها في أرضكم ومصيفها
ورُبَّمَا أجلتكم عن دياركم
…
عن الخصب أوبارُ الشآم وصوفُها
(3)
هُمُ قتلوا (موسى الكناني)
(4)
فاستو
…
ت كنانة (يَعْلِيها)
(5)
معًا وهطوفها
وهكذا ترى أن بني يَعْلي كانت -في القرن السابع- الصلب، وغيرها الهطوف، ولا زالت قبائل كبار من كنانة متناثرة من مكة إلى ما وراء عتود، ومعظمها لا يعرف أنه من كنانة.
ولبني يعلي -كأي قبيلة ذات قرى وزراعة واستقرار- أخلاط ونزلاء صاروا بمرور الوقت يعتبرون أنفسهم من بني يَعْلى.
فروعها اليوم
(6)
:
1 -
الحُسنة: وهما قسمان: قسم مع بني يعلى، وقسم مع بني شعبة بين مكة والليث.
2 -
المساعرة: ومنهم نفر في الليث.
(1)
هو القاسم بن علي بن هتيمل الخزاعي، توفي نحو ستة 696 هـ شاعر المخلاف اليماني في عهده، عمر -فيما قيل- قرابة مائة ستة.
(2)
ديوان ابن هتيمل (92).
(3)
الشام نجد العرب كل ما يقع شمالا. والمقصود هنا الأرض الواقعة حول حلي من ديار كنانة.
(4)
موسى هذا كان أحد سلاطين حلي، وسيأتي خبره هناك.
(5)
بنو يعلى.
(6)
معظم هذه المعلومات أملاه أخونا حسن الفقيه.
3 -
العوامر، واحدهم عامري: وفيهم شيخة بني يَعْلى. وكان منهم: بَيْطَلِي بن حسين العامري، الذي قاتل ببني يعلى جيش الشريف حسين بن علي في موقعة عجلان.
4 -
الكُدَسَة: ومنهم المُنَعة، ولهم قرية باسمهم غرب قوز بلعير.
5 -
المواجدة: بنو ماجد، والنسبة إليهم: ماجدي.
6 -
خُزاعة: وهم جالية من خزاعة، القبيلة المعروفة
(1)
.
7 -
بنو سَحَار: ولهم قرية غرب الفوز.
8 -
العِمْشان: واحدهم عمشاني.
9 -
الشراقي: واحدهم شرقي.
10 -
الشُّفَقَة.
11 -
وَيْنة: واحدهم ويني أو ويناني، ومنهم أبيات مع كنانة في حلي.
12 -
المحاميد: واحدهم محمادي.
13 -
جُهَيْنة: وهم جالية من قبيلة جهينة المعروفة، كذا قيل، ولا يبعد أن أحد بني يعلي سمى ابنه جهينة ثم سار نسله اليوم بطنًا صغيرًا، ومنهم نفر مع كنانة في حلي.
14 -
المباريك: موالي بني يعلى.
15 -
الأشراف الثعالبة: هم من أشراف قرية الغالة، نزلوا على بني يعلى، فشملتهم المشيخة، ولا زالوا على حرزهم ولا يزوجون في الأشراف.
16 -
الفقهاء العساكرة.
17 -
الفقهاء المطاهرة.
18 -
الفقهاء الطوال.
[وهذه الثلاثة البطون حُسينية النسب، أي يرجع نسبها إلى الحُسَيْن ابن علي رضي الله عنهما].
19 -
الأشراف الزواهر: واحدهم زويهري.
(1)
انظر معظم قبائل الحجاز.
20 -
الأشراف البراكيت: ويعرفون بالبهاليل، واحدهم بهلول، وهم من الأشراف ذوي بركات أهل الحجاز، ومنهم قسم مع كنانة في حلي، وسيأتي.
هذه قبيلة بني يعلى وأحلافها، وهي تكون عددًا كبيرًا، وقوة وأملاكًا واسعة.
وقال عن بلعير:
هي قبيلة كبني يعلى وتجاورها في الديار، وتشاركها النسب، غير أنهم هنا يقولون لكل قبيلة (قبائل بني فلان)، حتى وإن كانت القبيلة متوسطة، وهذه القبيلة لها بلدة قوز بلعير وكثير من القرى المحيطة بها وتمتد ديارها شرقًا على طول وادي يبة، ولكن لا تصل إلى الجبل، ولها قرى عديدة وأراضٍ زراعية واسعة.
وهي كنانية النسب لا شك، فإلى حوالي القرن التاسع الهجري ظلت بنو كنانة بين مكة وعتود متماسكة معروفة، وكونت سلطنة في حلي، فلما قُضي على تلك السلطنة ضعفت القبيلة واستقلت كل قبيلة فرعية بشئونها واتخذت -فيما يبدو- الحياد تلمسًا للسلام وبدافع من غريزة حب البقاء، والإبقاء على المال والعشيرة.
فروع قبيلة بلعير:
1 -
النواشرة، واحدهم ناشري، وهو فرع كبير ذو عدد، ومنهم: الجعدة، وفيهم شيخة النواشرة، ومنهم (ابن خَيْرة) وتقدم الحديث عنه في موقعة عجلان.
ومنهم أيضًا المحاسنة.
وهناك من يقول: إن النواشرة من مسارحة نواحي جيزان.
2 -
المقاعدة: هي قبيلة -كما يقولون- رأس.
3 -
القوازية: منسوبون إلى بلدة قوز بَلْعير، وهم عدد من الفروع الصغيرة المتناثرة، منها:
أ- الرداعة: واحدهم رداعي، وفيهم المشيخة، وبيتهم (ابن مديني) وقد تقدم.
ب- الجلاب: واحدهم جبلي.
جـ- الفقهاء (فقهاء القوازية) وهم سادة حسينيون.
د- الفقهاء العقالية: من بني عقيل بن أبي طالب.
هـ- القشارية.
و- البُقُوم: ولعلهم من بقوم ناوان، وتقدم الحديث عنهم أنهم من بقوم تربة.
ز- الغُرْس، والعفالقة.
4 -
العمور الأعلين، في وادي يبة، والنسبة إليهم عَمْري.
5 -
الشواردة: والنسبة إليهم شاردي، ويعودون إلى العوامر من خثعم العرضية.
6 -
السُّمَرة: واحدهم سُميري.
7 -
الخوالدة (خوالدة يبة) ومنهم قسم سيأتي في حلي.
وهذا موجز عن قبائل بلعير، وبلعير كبلقرن وبلحارث، ونحوه.
وقال عن بني هلال:
قبيلة متوسطة الحجم تضرب قوسًا حول البرك وتشمل مساكنها معظم حرة بني كنانة، حيث تمتد من عَمِق إلى وادى ذهبان بمسافة تقارب الحمسين كيلا، ثم تمتد في العمق إلى الشرق قرابة ستين كيلا، كل سكان إمارة البرك والإمارة من هذه القبيلة، وقد قدمناها في البرك، ولها أودية ولكن زراعتها قليلة، وبالتالي فإن ديار بني هلال من أجدب أراضي اليمن، إذ تتكون من حَيْل -كما يقولون- قليل المياه قليل الأراضي الصالحة للزراعة.
ولم أر من ذكر هذه القبيلة من المتقدمين، ذلك أنها -فيما يبدو- كانت فرعًا من كنانة، فلما تضعضع أمر كنانة استقلت بنفسها في هذه الحرة، وربما توجد في رحلات اليمنيين أخبار لها لم تصل إلينا، وهي اليوم تنضم إلى داعية عسير.
أما الهمداني الذي وصف جزيرة العرب في القرن الرابع، وذكر من آثارها (البرك) وذكر: حرة كنانة، وأتمة، وضنكان، وغيرها وكلها اليوم من ديار بني
هلال فقد وصف هذه الأرض بأنها بلد بني حرام من كنانة، فلم يذكر بني هلال هذه، فلعلها كانت فرعًا صغيرًا.
نسب بني هلال
(1)
: من هنا نجزم أنها من كنانة، واحتمال كبير بأنها من بني حرام خاصة، لعدة أسباب:
1 -
كونها تسكن وسط ديار كنانة التي لازالت بقاياها متناثرة في هذه المنطقة.
2 -
لأن القبائل لا نهجر ديارها، ولكن قد يضطرها حب البقاء والمحافظة على المال والأهل إلى الانضمام إلى أقرب قوة تخافها، وهذا ما يبرر قولهم:(بني هلال ببرق من عسير).
3 -
لم نجد ذكرًا لقبيلة بهذا الاسم تجاور هذه المنطقة فنقول: زحفت إليها.
أما تهويمات العامة التي تلصق كل قبيلة تسمى بني هلال ببني هلال القبيلة الشهيرة الهَوَازِنية، فهي تهويمات لا ينظر إليها، خاصة إذا عرفنا أن كثيرًا من القبائل اليوم فيها بطون تسمى بني هلال.
ما تقدم، نقول: إن قبيلة بني هلال القاطنة حول البرك هي قبيلة من كنانة، مثل بني شعبة وبني يعلى وغيرها، وقد تقدم بحث كنانة وذكرناها هناك.
فروع بني هلال:
هذه القبيلة منتشرة في عدد من الأودية كما قدمنا، ولم نجد من يشفي في تفريعها ولكن عرفنا منها:
1 -
بني صبيح: ولها فروع.
2 -
بني بجاد: ولها فروع أيضًا.
3 -
آل يحيى: ولهم الوجه الشمالي من وادي ذهبان ولهم قرى ومزارع هناك.
(1)
هنا خلاف في نسب بني هلال هؤلاء فقد ذهب بعض رواتهم أنهم من بقايا بني هلال بن عامر من هوازن المشهورة والتي نزحت إلى مصر وبلاد المغرب.
تنقسم -أيضًا- دوقة من حيث السكان إلى التالي:
1 -
دوقة ابن خير، وسكانها خليط من قبائل متعددة لا تمت إلى بعضها إلا بصلة الجوار أو التحالف، ومن سكان هذا الجزع:
أ- الخيرة: وهم منسوبون إلى (ابن خير) وبه سميت دوقة الساحل (دوقة ابن خير) وهذه القبيلة راس لا تتبع احدا من القبائل، وهي -لا شك- من بقايا كنانة
(1)
.
وينضم إلى الخيرة قبيلتان صغيرتان، ولعلها أيضًا من كنانة، وهي: بلهيثم، والمساعيد.
وشيخ الجميع: محمد بن إبراهيم بن شامان الخيري.
ب - المشاييخ: وتسكن قرى القديمة، وقرية مشرف وأبو الضرم، ومن فروع المشاييخ:
(1)
البرادية: وهي أكبر الفخوذ، وشيخها عبد الواحد بن محمد بن عمودي.
(2)
آل إبراهيم.
(3)
الكجمان، وشيخهما حامد بن محمد بن عطية.
(4)
الحوسان.
(5)
آل ذبيان.
(6)
آل عبد اللَّه.
(7)
آل خماش.
وشيخ هذه الفخوذ الأربعة علي بن حسن بن علوة.
8 -
القُصرة: وينضم إليهم فرع صغير يدعى الروايقة
(2)
، والروايقة هؤلاء، من بقايا كنانة، منهم فرع في خليص منضم إلى زبيد، وفرع قرب رابغ.
(1)
انظر البحث المتقدم عن كنانة.
(2)
انظر عنهم في قبيلة حرب ج 4 من الموسوعة.
جـ - بنو شهاب: وهم فرع من الجحادلة من بني شعبة من كنانة. وتسكن وسط الوادي، وكانوا بادية رُحّلا، ثم أسسوا لهم قرية تسمى الشَّعِسيرة أو الحرف -اسمان لمسمى واحد- ولازال بعضهم رُحّلا.
ومن فروع بني شهاب:
(1)
الشُّطرة.
(2)
الحُشَة.
(3)
آل عوادة.
(4)
الحجرة.
(5)
آل حمدة: من زهران منضمة إلى آل عوادة.
(6)
آل خليفة: من زهران منضمة إلى الشطرة.
(2)
ما ذكره فؤاد حمزة في قلب جزيرة العرب عن قبائل الجحادلة والمنجحة وبلعير ويعلى وحلي:
(أ) ما ذكره عن الجحادلة:
قال: تمتد ديرة الجحادلة من حدود حرب عند سُرُوم حتى الليث على شواطئ البحر الأحمر في داخل البلاد إلى جبل الشوك وجبل السعدية. وتمتد من الجنوب إلى الداخل حتى ديرة آل مهدي وذوي بركات ومنهم من يقيم بين مكة وعرفات وبينها وبين شدَّاد ووادي محرم، وهذه القبيلة من أكثر القبائل الحجازية الصغيرة عددًا وأعظمها منعة. ويقال إنها من بقايا بني بكر (من كنانة) حلفاء قريش على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ومن فروع الجحادلة:
العليانية والشينية والحرشية والجمشية والثعبانية وحسانية وجرشية أو قرشية.
ومن الفروع الأخرى آل منيف والحيرية وآل فهم ومن أهم الفروع لهؤلاء: آل سهم وآل مدائر وبنو بور وآل يام وآل زحين.
(ب) ما ذكره عن المنجحة:
قال: مقر هذه القبيلة على سواحل البحر الأحمر بين البرك والشقيق، ويحيط بها من الشمال بني هلال ومن الشرق رجال ألمع ومن الجنوب قبائل
مخلاف اليمن. ومن اهم عشائرها: آل أم خريق، والعبدية، وآل ريد، وآل أم حاوش، وآل سرياح، والشهبي، وولد إسلام.
(جـ) ما ذكره عن بلعير:
قال: تقيم هذه القبيلة في المنطقة الواقعة بين خبت العمرو وجُمعة ربيعة إلى محائل على طريق القنفذة وبارق، ويقيم في شمالهم بنو زبيد وشرقيهم ربيعة المقاطرة وشرقي جنوبيهم ربيعة التهائم.
وللقبيلة فرعان: النواشرة وهم متحضرون، والعمر وأكثرهم بادية وهؤلاء أكثر من الأولين.
(د) ما ذكره عن يعلى:
قال: قوم قليلون ومتحضرون يقيمون بين قبائل بني زيد وأولاد العلاونة من أمل حلي وبلعير.
(هـ) ما ذكره عن حلي:
قال: تتألف أهل حلي من أربعة أفخاذ تقيم جميعها في قرية حلي على البحر الأحمر وفي أطرافها، ويمكن القول أنها تمتد من مسافة خمسة أميال شمالي حلي إلى 15 ميلًا جنوبيها وتمتد إلى داخل البلاد إلى مسافة بضعة عشر ميلًا. والأفخاذ الأربعة هي: عبيد الأمير ومنها عشيرة رحالة تسمى السلاليم (أصل هؤلاء سودان أرقاء ثم حرروا)، والغوانة، والعلاونة وهذا الفخذ أكبر أهل حلى عددًا، وكنانة ومنهم عشائر أهمها الشواعر وبنو يحيى (وهم بقايا كنانة الشهيرة من مُضَر وهي وقريش من أصل واحد، والظاهر أن قسمًا من هذه القبيلة هاجر إلى السودان حيث بقيت آثاره إلى اليوم في كردفان، وقسم موجود آثاره في مراكش).
(3)
ما ذكره علي أحمد عيسى عسيري في كتاب عسير عن المنجحة وقبائل حلي:
(أ) ما ذكره عن المنجحة:
قال: تقع أراضي هذه القبيلة على ضفاف وادي عسلان وقدران من أغوار قنا والبحر، ويوجد قسم كبير منها في محائل وقنا والبحر، وتنقسم إلى عدة أقسام أهمها: آل معوض، وآل معيوف، والمقبعة، والروس.
وتنقسم القبيلة إلى قسمين: المستقرون، ويتمركزون في الموانئ مثل القحمة والموسم، ويمارسون قليلًا من الزراعة أهمها زراعة النخيل، ولكنهم يعتمدون إلى حد كبير على عمليات الشحن والتفريغ في المواني، وعلى الرغم من صغر حجم هذه الموانئ، إلا أنها اكتسبت أهمية كبرى كمدخل لنقل السلاح والذخيرة إلى بلدان عسير الداخلية. أما القسم الثاني فهم البدو، وهم في وضع اقتصادي جيد إذ يملكون أعدادًا كبيرة من الماشية والإبل، كما أنهم يتاجرون في السمك المجفف مع مناطق عسير، وفي الدوم مع مصوع، ويحبون الانتقال خارج ديارهم في الظروف العادية فيصلون حتى بحر ابن سكينة وبني هلال.
(ب) ما ذكره عن قبائل حلي:
قال: لابد من الإشارة هنا إلى الصعوبات التي واجهتني عند جمع المعلومات عن هذه القبائل، فهي كثيرة ومتعددة، وتختلف المصادر في تصنيفها وتقسيمها، وعلى العموم فأهل حلي تعبير عام يشمل أربع قبائل مختلفة الأصول وهم: عبد الأمير والغوانمة وأولاد العلاونة وكنانة.
تمتد منطقة هذه القبائل أربعة أميال شمال حلي، وثمانية عشر ميلًا جنوبها، وتمتد من الساحل إلى مسافة عشرين ميلًا للداخل، ويحدهم من الشمال بنو يعلا وأبو العير وربيعة الطحاحين، ومن الشرق ربيعة الطحاحين وبنو هلال، ومن الجنوب بنو هيل وغربًا البحر الأحمر.
وتتميز هذه القبائل بالشجاعة وحب الحروب، ولهم عداوة وثأر مع جميع جيرانهم باستثناء رجال المع الذين لهم معهم صلات وثيقة، وعلى الرغم من توتر العلاقات من بين القبائل المكونة لهذا التجمع إلا أنها سرعان ما تتضامن وتتوحد في حالة وجود خطر يهدد منطقتهم ويستوجب الدفاع عنها.
(4)
ما ذكره الشيخ حمد الجاسر عن بني شعبة والجحادية والمنجحة في معجم قبائل المملكة العربية السعودية:
(أ) ما ذكره عن شعبة:
قال بنو شعبة من بطونهم: الجحادلة وعضل والزنابحة ورحمان والجبرة وبنو شهاب، وبلاد هؤلاء جنوب مكة في أودية إدام والسعدية وسعيا إلى الليث، يجاورون هُذيل وفَهْم وخُزاعة.
وفي مقاطعة جازان منهم: آل هيازع، وآل حضرة، وآل إلياس، وآل شار ابن مرعي، وآل زيد، وآل بوسلة، وآل حسان، وآل حسن، وآل عمر، والشرفا. وتبلغ قرى بني شعبية في منطقة جازان ست عشرة قرية على ما ذكر الأستاذ العقيلي، ومما ذكر منها الدرب -وهي قاعدتهم- وأبو قرن، وأبو يحيى، وريم، والقائم، وقرار، والنغبي، وهيجة، رملان.
(ب) ما ذكره عن الجحادلة:
قال: والنسبة إليهم جحدلي من بني شعبة من كنانة في جنوب مكة في وادي إدام وأسافل يلملم إلى الساحل.
ومن فروعهم:
1 -
آل راشد ومنهم ذوو فاضل وذوو بادي، وذوو مساعد، والعضيان، والمسارجة، وذوو حجاج، والخشنة، والحسان، والهدرة.
2 -
الجملة: ومنهم المطاردة، والقنازعة، والفطيمات، والخنافسة، وذوو محارب، وذوو سالم، وذوو عليان (العليانية)، وذوو شيني (الشينية).
3 -
السُّلَّم، ومنهم الهروش (الهرشة)، وذوو سالم.
وأضاف بعضهم من أفخاذ الجحادلة: الثعبانية والقرشية والجبرية والحسانية وآل منيف وآل فهم وآل سهم وآل مدائر وآل يام وآل زحين وبني بور.
(جـ) ما ذكره عن المنجحة:
قال: المنجحة منهم فروع التالية:
امخريص (الخريص)، والعبدية، وآل زيد، وآل امحاوش (الحاوش)، وآل سرياح، والشهبي، وولد إسلام، وأمحمضي، وأمعوض، والروس، والمعيوف، وأمقحزة، وامقعية.
وبلادهم في تهامة بمنطقة جازان بين البرك والشقيق جنوب بلاد بني هلال وغرب بلاد الع، وقاعدتهم القحمة على الساحل، ومن قراهم: الحشافة وذهبان، والنقاح ومن مواردهم القُعر.
قبيلة آل دريب من كنانة
ما ذكره الباحثون عن آل دريب:
1 -
ما ذكره عاتق بن غيث البلادي في كتاب ما بين مكة واليمن ص
313:
قال: آل دريب قبيلة صغيرة تقع ديارها إلى الشمال من محايل وإلى غرب قبيلة الريش، وتنضم إلى عسير تهامة، وهي رأس لا تنضم إلى قبيلة أخرى غير عسير.
وتحدد ديارهم بوادي الحضين شرقًا حيث قبيلة الريش، وإلى مساكن الطحاحين من آل موسى غربًا، وشمالًا إلى وادي بقرة، وجنوبًا إلى باشان شمالي محايل بسبعة أميال.
ويمر طريق العرضية وسط ديارهم، وكل مياه أرضهم في حلي وهم في باحة متسعة من وسط روافد حلي، ولهم زراعة وقري، وينقسمون إلى الفروع التالية:
1 -
المصبَّح ومن فروعهم:
أ - فليتة: وهم سادة حسينيون من سادة فليتة بمكة (كذا قيل).
ب - آل منامس.
جـ - المكابسة.
د - المفصمة.
هـ - المغاربة.
و - آل العتيبي.
2 -
أهل العين (قرية)؛ وينقسمون إلى:
أ - آل حسن.
ب - آل هيزع.
جـ - آل عوض.
د - الغُولة.
3 -
ترقض، ويقال أهل ترقش منهم:
أ - آل جابر.
ب - آل منامس: وهم قسم من منامس المتقدم ذكرهم.
وترقش هذه قرية كبيرة بها مدرسة متوسطة بنين وابتدائي ومدرسة بنات ومستوصف ويخالط آل دريب بطنان من بني شهر هما المعربة، والمحشكة.
2 -
ما ذكره إبراهيم جار اللَّه بن دخنة الشريفي في الموسوعة الذهبية:
في ص 1328 قال:
آل دريب من قبائل محايل التي تقع ديارها على ضفاف وادي تيه.
قال شعيب بن عبد الحميد آل عويد الهاجري الشريفي من أهل عسير: آل دريب من بني حرام من كنانة، نزح جدهم عثمان بن علي بن موسى بن مبارك بن ناصر اليعقوبي إلى عسير وحالف الهزازنة من الجلاس من عَنَزة.
وفي ص 1513 ذكر آل دريب من أقسام قبيلة الريش في تهامة:
قال: من القبائل الصغيرة وتقع ديارها إلى الغرب من محايل ويحدها من الشمال آل موسى ومن الجنوب بنو هلال ومن الغرب ربيعة التهم.
وفي ص 2391 قال عن الدريب:
قال صاحب إمتاع السامر: وفي مطلع عام 1238 هـ اشتد ضغط الأتراك على الحوطة وحاصروا الأمير تركي بن عبد اللَّه آل سعود، وتركي بن عبد اللَّه الهزاني، وهو تركي بن عبد اللَّه بن تركي بن حمد بن راشد بن عبد اللَّه بن علي ابن سيف بن إبراهيم بن محماس بن راجح بن موسى بن حمد بن راشد بن مسعود بن فوزان بن سعيد بن سعيدان بن فاضل بن إبراهيم من ذرية رشيد بن سعود بن سعد بن هلال بن راشد بن محمد بن زيد بن عيسى بن بدر الجلاسي، وإليه تنسب الهزازنة من ذرية هزان بن صباح بن عتيك بن أسلم من عنزة بن أسد ابن ربيعة، وحاصروا الحلوة، فطلبا دعم عسير، وكتبا إلى سعيد بن مسلط، وعلي بن مجثل وأرسلا وفدًا برئاسة الشيخ محمد بن سعد بن عثمان بن مبارك آل دريب، فأنجداهما بقبائل من عبيدة والوادي وبيشة مع لفيف من عسير ويام وانضم
إليهم قبائل الأفلاج بقيادة الأمير يحيى بن مرعي شقيق الأمير عايض بن مرعي اليزيدي الأموي، وجرت معارك بين الطرفين انهزمت بعدها القوات التركية. قال: وأما آل دريب هؤلاء فهم من بني حرام من كنانة (وكنانة هذه التي تنسب إليها قريش)، نزح جدهم إلى عسير وهو عثمان بن علي بن موسى بن مبارك بن ناصر اليعقوبي وحالف الهزازنة من عنزة بن أسد من ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
ومن الدريب فروع: الجهيم ومنهم السلامة والمذهان، والسلمان ومنهم الثنيان والقنيص، والعلي ومنهم الشرقي وفيهم الرويضان في الرس وعفيف والأسياج، والعويند، والمسلّم وفيهم السعيد والعيبودي والقريطان.
بجيلة
"بنو مالك"
نسب القبيلة
يوجد خلاف بين العلماء على نسب بجيلة وخَثْعم، وقد بينا ذلك في السرد عن قبيلة خثعم أخت بجيلة في المجلد السابع من الموسوعة.
فيرى بعض علماء النسب أن خثعم وبجيلة من أنمار بن نزار بن معد بن عدنان، وقد قيل أن أنمارا فقأ عين أخيه مُضر وهرب إلى اليمن، وانتسب بنوه إلى القحطانية من كهلان بن سبأ.
ويرى بعض العلماء أن أنمار والد خَثْعم وبجيلة هو أنمار بن إراش بن عمرو ابن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود (عابر).
وقد اندثر اسم بُجيلة وأصبح يُطلق على بني مالك وهو أحد فروع بجيلة المعروفة.
ما ذكر عن بجيلة ومالك في كتب المؤرخين والنسابين
1 -
ما ذكره أبو علي الهجري في التعليقات والنوادر عن بجيلة
(1)
:
قال: تقدم في الكلام عمن خرج مع أحمس بن أنمار من قومه: خرج معه بنو بُجيلة بن أنمار وبنو أقيل بن أنمار وهو من بني عوف بن أنمار. فسألته عن أقيل فقال: منهم شهران وكود وناهس والأوس واواس، فسألته عن أحمس فقال: من
(1)
انظر التعليقات والنوادر، ص 1680 القسم الرابع (النسب) تحقيق الشيخ حمد الجاسر.
ولد منبِّه بن معاوية بن اسلم بن أحمس بن عوف بن أنمار، وهذه القبائل تعرف بخثعم وبجيلة. (انتهى).
وعلَّق الشيخ حمد الجاسر قائلًا:
بجيلة بن أنمار من أشهر القبائل وتعرف الآن باسم بني مالك، غلب اسم هذا الفرع من فروعها على الفروع الأخرى لأنه اشتهر بكون جرير بن عبد اللَّه المالكي البجلي وأبنائه وأحفاده وهم المشاهير من بني مالك
(1)
.
ولا تزال بجيلة (بنو مالك) في منارلها القديمة في السراة جنوب الطائف لم تبرحها. أما قول الهجري عن أقبل بن أنمار فقد يقال فيه أن أفتل قلت: وأقبل ذكرها ابن حزم أقيل كما سيأتي وهو الملَّقب خثعم ومنه قبيلة شهران انظر عنهما في المجلد السابع من الموسوعة).
2 -
ما ذكره ابن حزم في الجمهرة عن بجيلة
(*):
وهؤلاء بنو عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك ابن زيد بن كهلان بن سبأ، أخي الأزد
ولد عمرو بن الغَوْث: إراش. فولد إراش بن عمرو: أنمار بن إراش -وقد قيل: إن أنمارًا هذا، هو أنمار بن نزار بن معد بن عدنان؛ واللَّه أعلم- فولد أنمار: أَقْيَل
(2)
؛ وفي الناس من يقول أَفْتَل (بالفاء منقوطة من أسفل وبالتاء منقوطة بنقطتين من فوق)؛ وهو خَثْعَم، سُمي بِحَمَل كان له اسمه خَثْعَم؛ وأمه هِنْد بنت مالك بن الغافق بن الشاهد بن عَك. وولد أغار أيضًا: خُزيمة، دخل في الأزْد، ووادِعة، بطن من بني عمرو بن يَشْكُر؛ وعَبْقَر، والغَوْث؛ وصُهيبة؛ وأشْهَل؛ وشَهْل
(3)
وطريف؛ وسنية؛ والحارث؛ وجَدعة
(4)
: أمهم كلهم بَجيلة بنت صعب
(1)
كما يوجد بنو مالك عسير وهم غير مالك بُجَيْلة وسيأتي التفصيل عنهم.
(*) انظر الجمهرة، ص 388، دار الكتب العلمية، بيروت.
(2)
المقتضب، 109.
(3)
وكذا في المقتضب، 109.
(4)
انظر المقتضب، 109.
ابن سعد العشيرة؛ فإليها ينسب أولاد كل من ذكرنا؛ وكانوا كلهم متحالفين على ولد أخيهم خَثْعَم.
وهؤلاء بنو بجيلة المذكورون
ولد عَبْقر بن أنمار: مالك؛ وهو قَسْر، [بطن] وعَلقة
(1)
.
فمن قَسْر بطون جمة، منهم: بنو عُرَيْنة بن قَسْر بن عَبْقَر وغيرهم. ومنهم: جرير بن عبد اللَّه بن جابر، وهو الشُّلَيل، بن مالك بن نصر بن ثعلبة بن جُثَم بن عُوَيْف بن خُزَيمة
(2)
بن حرب بن علي بن مالك بن سعد بن نذير بن قَسْر بن عَبْقَر ابن أنمار، صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو الذي جمع بَجيلة بعد أن كانوا متفرقين في أحياء العرب؛ وينوه: عبد اللَّه، وعُبيد اللَّه، والمنذر، وإبراهيم، وبشير، بنو جَرير ابن عبد اللَّه؛ ومن ولده: جعفر بن محمد بن بشير بن جَرير بن عبد اللَّه، محدث، أخذ عن مالك بن أنس. ومنهم: عبد اللَّه بن أبي عَوْف بن عُوَيْف بن مالك بن زيد
(3)
بن ثعلبة بن عمرو بن يشكر بن علي بن مالك بن سعد بن نذير ابن قَسْر، له صحبة، سماه النبي صلى الله عليه وسلم، عبد اللَّه، وكان اسمه عبد شمس، وأبو أراكة بن مالك بن عمرو بن عامر بن ذثبيان بن ثَعْلبة بن عمرو بن يَشْكُر بن علي ابن مالك بن سعد بن نَذير بن قَسْر، زوجُ بنت جرير بن عبد اللَّه البَجَلي، وهو صاحب دار أبي أراكة بالكوفة، وزُهَيْر بن القَيْن بن الحارث بن عامر بن سعد بن مالك بن ذُهْل بن عمرو بن عمرو بن يَشْكُر بن علي بن سعد بن نَذير بن قَسْر، قُتل مع الحُسَين رضي الله عنه.
ومن بني عُرَيْنة بن نذير بن قَسْر بن عَبقَر: حَبَّة بن جُوَيْن بن علي بن [عبد
(4)
] نُهْم بن مالك بن غانم بن هوازن بن عُرَيْنة بن نَذير بن قَسْر، رَوَى عن ابن عباس، وهو أبو حَبَّة العُرَني
(5)
.
(1)
المقتضب، 109.
(2)
صوابه بالخاء المعجمة كما في الإصابة، 1132.
(3)
بدله في الإصابة 4874: "كيسان".
(4)
التكملة من مختلف القبائل 5، وتهذيب التهذيب 2/ 176. وقد نص ابن حبيب أن "نُهم" هنا بضم النون وسكون الهاء.
(5)
كنيته "أبو قدامة". انظر المشتبه 144 - 145، 186.
ومن بني أفْرَك بن نَذْير بن قَسْر: شِق الكاهِنُ بن صَعْب بن يَشْكُر بن رُهْم ابن أفْرَك بن نَذْير بن قَسْر؛ ومن ولد شق الكاهن هذا: خالد، صاحب العراق، وأخوه أسد، صاحب خراسان، ابنا عبد اللَّه
(1)
بن أسد بن كُرز بن عامر بن عبد اللَّه بن عبد شمس بن غَمْغَمة بن جرير بن شِق؛ وجدهما أسَد بن كُرْز صحبة، وأسد بن عمرو بن عامر بن عبد اللَّه بن أسلك بن صعب بن يَشْكُر، أخي شِق بن صَعْب بن يَشْكُر، صاحب أبي حَنيفة، ولي قضاء الشَّرْقيَّة ببغداد.
ومن ولد الغوث بن أنمار: أحْمَس بن الغَوْث، بطن لهم سَوَابق في الإسلام، نهض منهم مائة وخمسون فارسًا مع جرير بن عبد اللَّه إلى حَرْق ذي الخَلصَة، صَنَم كان لهم يعبدونه، فبارك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على خيل أحْمَس ورجالها. منهم: بنو نقر
(2)
بن عمرو بن لؤي بن رُهم بن معاوية بن أسْلَم بن أحْمَس، بطن، ومنهم: طارق بن شهاب بن عبد شمس بن سلمة بن هلال بن عوف بن جُشَم بن النَّقر بن عمرو، له صحبة؛ وقَيْس بن أبي حاتم الفقيه، واسم أبي حاتم عَوْف، بن عبد الحارث بن عَوْف بن حُشَيش
(3)
بن هلال بن عوف بن جُشَم بن النَّقْر؛ ولأبيه صحبة.
ومنهم: بنو دهن بن معاوية بن أسْلَم بن أحْمَس، بطن. من بني دهن هؤلاء، كان المحدث عمَّار بن أبي معاوية الدُّهني
(4)
، وابنه معاوية بن عمَّار، وشبْل بن مَعْبد ابن عبيد بن الحارث بن عمرو بن علي بن أسْلَم بن أحْمَس؛ أحد الشهود على المغيرة ابن شعبة؛ وابنه عبد اللَّه بن شِبْل. ليس بالبصرة من بَجيلة غيرهم.
ورفاعة بن شَدَّاد الفِتْيَانيُّ، أحد رؤساء التَّوابين يوم الوَرْدة، وهو رفاعة بن شدَّاد بن عبد اللَّه بن قيس بن جعال بن بدَّا
(5)
بن فِتْيَان بن ثعلبة بن معاوية بن زيد بن الغَوْث بن أنمار، وأم خارجة عمرة بنت سعد بن عبد اللَّه بن [قُداد
(6)
] بن
(1)
انظر تاريخ الطبري والاشتقاق، 303.
(2)
وكذا أورده القلقشندي في نهاية الأرب، 347، في فصل النون مع القاف.
(3)
في مختلف القبائل 29: "وليس في العرب خشيش بالخاء المعجمة ولا تسمى به".
(4)
هو عمار بن معاوية الدهني. وفي التهذيب 7/ 406: "ويقال ابن أبي معاوية. ويقال ابن صالح، ويقال ابن حبان".
(5)
انظر المقتضب 110، والاشتقاق 304، حيث نص على اشتقاقه.
(6)
التكملة من المحبر 299 والمقتضب 11 ومجمع الأمثال 1/ 317. وانظر الاشتقاق 304.
ثعلبة بن معاوية بن زيد بن الغوث بن أنمار، التي يقال فيها:"أسرع من نكاح أم خارجة"؛ تزوجها رجل من إياد، ثم تزوجها بعده بكر بن يَشْكُر بن عَدْوَان؛ فولدت له خارجة، وهو بَطن، ثم تزوجها عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو مُزيقياء، فولدت له سعدًا، أبا المُصطَلق والحيا
(1)
، ثم خلف عليها بكر بن عبد مناة بن كنانة، فولدت له لَيْث وعُرَيج والدُّئِل؛ ثم خلف عليها مالك بن عمرو
(2)
ابن دودان بن أسد بن خُزَيمة، فولدت له غاضرة وعمرا؛ ثم خلف عليها جُشم بن مالك بن كعب بن القين بن جُسر
(3)
، فولدت له عَرَانِيَة
(4)
، ثم خلف عليها عامر ابن عمرو البَهْرانيُّ؛ فولدت له خمسة رجال؛ ثم تزوجها عمرو بن تميم بن مُر: فولدت له أُسَيّد، والهُجَيْم، والعَنْبر. ولأم خارجة
(5)
هذه أخ اسمه سُحمة
(6)
بن سعد، [ومن ولده
(7)
: أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن خنيس بن سعد بن حَبْتة
(8)
بن سعد بن سُحمة بن سعد]؛ وولداه يوسف ويحيى؛ وابن ابنه أحمد بن يحيى، قضاة كلهم؛ وأبو يوسف، أكبر أصحاب أبي حنيفة بعد زُفَر.
وكانت بَجيلة قد وقع لها حرب شديد مع كلب بن وَبَرة في موضع يعرف بالفجار، فافترقت بجيلة يومئذ في أحياء العرب.
ودارهم بالأندلس بجهة أربونة.
3 -
ما ذكره أبو العباس أحمد القلقشندي عن بجيلة في نهاية الأرب
(*):
قال: بنو بجيلة: قبيلة من أنمار بن إراش من كهلان من القحطانية.
(1)
في مجمع الأمثال: "وهما بطنان في خزاعة".
(2)
في المقتضب 110، ومجمع الأمثال:"مالك بن ثعلبة".
(3)
جسر، بفتح الجيم.
(4)
صوابه في المقتضب 110، ومجمع الأمثال ومختلف القبائل 12، وذكر الميداني أنها بطن ضخم.
(5)
وفي المقتضب 110، أن سعد بن عبد اللَّه بن فؤاد بن ثعلبة بن معاوية ولد "سمحة، وحيان، وعمرة وهي أم خارجة".
(6)
سمحة، بالسين كما في المقتضب، 110.
(7)
انظر ما في المقتضب 110، وابن خلكان 2/ 203.
(8)
الثابت ما عند ابن خلكان، وانظر تاريخ بغداد 14/ 442.
(*) انظر نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب، ص 171، 172.
قال أبو عبيد: وهم بنو عبقر، والغوث، وصهيبة، وجزيمة بنو أنمار بن إراش. وبجيلة أمهم، غلب عليهم اسمها وهي بجيلة بنت صعب بن سعد العشيرة. وقال في العبر: بنو بجيلة بن أنمار بن إراش.
قال: وكانت بلادهم مع إخوتهم خَثْعم، في سروات اليمن والحجاز إلى تبالة، ثم افترقوا أيام الفتح الإسلامي في الآفاق، ولم يبق منهم في مواطنهم إلا القليل.
ومنهم: السرو، الذين يقدمون مكة حجاجًا
(1)
.
قال الجوهري: ويقال إنهم من العدنانية
(2)
، لأن نزار بن معد بن عدنان، ولد له: مُضَر، وربيعة، وإياد، وأنمار. ثم أنمار، ولد له: بجيلة وخثعم، فصاروا إلى اليمن، بدليل أن جرير بن عبد اللَّه البجلي الصحابي نافر رجلًا من اليمن إلى الأقرع بن حابس التميمي حكم العرب فقال:
يا أقرع بن حابس يا أقرع
…
إنك أن يُصرع أخوك تُصرع
(3)
فجعل نفسه له أخًا، وهو معدي.
وقد مر ذكر الخلاف في بني أنمار في حرف الألف.
منهم: جرير بن عبد اللَّه البجلي، أحد أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وهو جرير بن عبد اللَّه بن جابر بن مالك بن نصر بن ثعلبة بن جشم بن عويف بن حزيمة بن حرب بن علي بن مالك بن سعد بن نذير بن قسر -وهو مالك- بن عبقر بن أنمار بن أراش.
قال ابن إسحاق: جرير بن عبد اللَّه، سيد قبيلة بجيلة.
قال صاحب حماة: وكان يقال له: يوسف هذه الأمة، لحسنه.
(1)
العبر 2/ 245.
(2)
العبارة في الصحاح (بجل): "ويقال: إنهم من معد".
(3)
رفع الفعل الصرعه وحقه الجزم، على إضمار الفاء، كقول الشاعر:
من يفعل الحسنات اللَّه يشكرها
…
والشر بالشر عند اللَّه مثلان
أي: فاللَّه يشكرها.
قال: وفيه قيل:
لولا جرير هلكت بجيلة
…
نعم الفتى وبئست القبيلة
4 -
ما ذكره المغيري في المنتخب عن بجيلة
(*):
قال عن أنمار:
هو أنمار بن إراش بن عمرو بن الغَوْث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان. وكان بعض النسابة يعزو بطونًا من أنمار هذا، لأنمار بن نزار، وأنمار بن نزار لا عقب له، وقد ذكر ابن الكلبي
(1)
: أن أنمار بن نزار لا عقب له إلا ما يقال: بَجِيْلَة، قال في العِبَر: وبَجِيْلَة تُنْكِر هذا وتقول: إنما تَزَوَّج إراش بن عمرو، سَلامة بنت أنمار بن نزار، فولدت له أنمار بن إراش، فولد
(2)
له خَثْعم، سُمِّي باسم جَمَل، وأم خَثْعم بن أنمار بن إراش، هِنْد بنت مالك بن الغَافِق بن الشَّاهد ابن عَكَ، وتزوج أنمار بن إراش أيضًا بَجِيْلَة بنت صَعْب بن سعد العَشِيْرة، فولدت له عَبْقر، والغَوْث، وصُهَيْبَة، وخُزَيمة، أمهم بَجِيْلَة عُرفُوا بها، قال في العِبَر: وكانت بلاد بَجِيْلَة مع إخوتهم خَثْعَم في السَّراة إلى اليمن، والحجاز إلى تبالة، ثم تفرقوا أيام الفتح الإسلامي
(3)
، ولم يبق منهم في مواطنهم إلا القليل
(4)
. ومن بَجِيْلَة، جَرِيْر بن عبد اللَّه البَجَلي، وكان جَمِيْلا، وهو الذي يقال فيه:
لولا جَرِيْرٌ هَلَكَتْ بَجِيْلَة
…
نِعْمَ الفَتَى وَبئست القَبِيْلَة
ومن بطون بَجِيْلَة، السحمة، وهو بنو سَحمة بن سعد بن عبد اللَّه بن ثعلبة ابن معاوية بن زيد بن بَجِيْلَة بن أنمار بن إراش، منهم القاضي أبو يوسف، صاحب الإِمام أبو حَنِيفْة [وهو]
(5)
يعقوب بن إبراهيم بن حُبَيْش
(6)
وعداده في
(*) انظر المنتخب من ص 225 إلى ص 227.
(1)
ابن حزم، 387، نهاية الأرب 2/ 46، ابن خلدون 2، 72، 621، الجمان 102، القلقشندي 88.
(2)
في الأصل: مالك بن العاص، فولدت له خثعم؛ والتصحيح من ص 315.
(3)
ابن خلدون 3/ 621، الجمان 103، سبائك 80، معجم قبائل العرب، 1، 63.
(4)
انظر ملحق القبائل ص 465.
(5)
الإضافة من القلقشندي 282، سبائك 81.
(6)
سبائك 81، لكن ابن حزم 39. وفيات الأعيان 6، 378، قالا: خنيس.
الأنصار، ومن بطون بَجيْلة، بنو عامر، وهو عامر بن قُداد بن ثعلبة بن معاوية بن زيد بن بَجِيْلَة المقدم ذكرها -قال أبو عُبَيْد: يقال لعامر هذا، مقلد الذهب، منهم عمرو بن خشارم
(1)
الشاعر، ومن بطون بَجِيْلَة، أحمس بن الغَوْث بن بَجِيْلَة غلب على بنيه اسمه فقيل لهم: أحْمَس، والحَمَاسَة الشَّجَاعة، منهم حُصين بن ربيعة بن عامر الأزور الأَحْمَسِي، وجابر بن عوف الأَحْمَسِي الصحابيان، ومن بطون بَجِيْلَة، كَلْب بن عمرو بن لؤي بن دُهْن بن معاوية بن أسلم بن أحْمَس المذكور، منهم الحَجَّاج بن ذي العنق
(2)
، قال أبو عُبَيْد: كان شريفًا في قومه، ومن بطون أحْمَس بن بَجِيْلَة، بن نقر بطن من بَجِيْلَة، وبنو قيس بطن من بني الغَوْث، ومن بطون بَجِيْلَة، عَبْقر -المقدم ذكره- وهم ثلاثة بطون: بنو عَلْقَمة بطن، منهم جُنْدُب بن عبد اللَّه البَجَلي العَلْقَمِي الصحابي، والسَّرْو بطن، وفي هؤلاء حسن إسلام ورقة أفئدة، وبنو قَسْر، وقيل: بالشِّين، قَشْر
(3)
، بطن، ومن بني قَسْر، بنو نَذِيْر. ومن بطون أنمار، أتْبَع بطن من أنمار، وبنو أفْرَك بطن من أنمار، وبنو أفْصَى بطن من أنمار، وبنو عُرَيْنة بطن، وهو عُرَيْنة بن نَذْير بن قَسْر بن أنمار بن إراش منهم الرِّهط الذين قدموا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأصابتهم الحُمَّى فبعث بهم إلى إبل الصَّدَقَة يَشْرَبُون من ألبانها وأبوالها فصحُّوا، وقتلوا الرعاة وساقوا الإبل، فبعث في إثرهم النبي صلى الله عليه وسلم.
وأضاف الدكتور إبراهيم محمد المزيد محقق المنتخب عن قبيلة بجيلة الآتي:
قال: قبيلة بجيلة (بنو مالك).
ما قاله ابن خلدون: أنه لم يبق منهم في موطنهم إلا القليل
(4)
، ونقله عنه القلقشندي
(5)
، ثم نقله السُّوَيْدي
(6)
عن القَلْقَشَنْدي، أقول: هذا ليس بصحيح
(1)
سبائك 81، لكن ابن الكلبي 104، أعطى: الحتارم، والقلقشندي 329، 330، والجمان 103، قالا: أضبارم، وسراة غامد 432، أعطى: الخثارم.
(2)
في الأصل: العتق. والتصحيح من ابن الكلبي 103، القلقشندي 407، سبائك 81.
(3)
سراة غامد، 34. قال: وفيها قشير.
(4)
ابن خلدون 2، 529، 621.
(5)
الجمان، 103.
(6)
سبائك، 80.
فالكثيرون جدًّا هم الباقون في موطنهم الأصلي، وما يذكر عن القبيلة وأفخاذهم هنا، هو الدليل العملي على فساد هذا الاعتقاد، هذه القبيلة تعرف قديمًا بِبَجِيْلَة، أما الآن فهم يعرفون ببني مالك، ويطلق اسم بَجِيْلَة على فخذ يقال لهم، أبا النُّعَيْم أهل بَجِيْلَة في السَّرات، وبنو مالك -بَجِيْلَة- ضمن قبائل منطقة الطائف، حيث تبعد بلادهم عن مدينة الطائف، في الجنوب الشرقي حوالي (250 كم) أملى عَوَض بن عبد اللَّه بن زحَّاف المالكي البَجَلي، وهو من كبارهم، من أهل الضَّاحِي، من آل قاسم، من بني دُهَيْس فقال: نحن من قبيلة بَجِيْلَة، جماعة جَرِير بن عبد اللَّه البَجَلي.
يحد القبيلة من الشمال بلاد ثقيف اليمن تِرْعَة وبَلْحَارث، ومن الجنوب - زَهْران - وادي بَرَحْرَح ومن الشرق غامد السَّرو، وبَلْحَارث، ومن الغرب في تهامة - الأشراف ذو حَسَن، وعُمَرَين ما بين مدينة اللَّيْث وبني مالك مَفْصِل وادي حَلْي، وتنقسم القبيلة إلى خمس عمائر، هم:
أ - بنو هِلال في تهامة.
ب - بنو علي في السَّرات وتهامة، وأكبر قراهم الأحلاف.
جـ - بنو حَرْب في السَّرات وتهامة، وأكبر فراهم قرية ابن فاضل في وادي مَهْوَر.
د - بنو عمرو في السرات وتهامة.
هـ - أبا النُّعَيْم، أهل بَجِيلة في السرات.
أ - وينقسم بنو هلال إلى بطنين:
1 -
المَسَافرة.
2 -
أبا النُّوَيْدِس.
ب - ينقسم بنو علي إلى أربعة بطون هم:
1 -
بنو عاصم، أهل وادي حَرْف والسَّايلَة، وأهل عَوَيَّا.
2 -
بنو مَخْشِي، ومنهم بنو سفيان، وبنو عُبَيد، والسَّعد، والمَحَامِدة.
3 -
بنو المَار، وفيهم أفخاذ هي:
أ- بنو هَراوة.
ب - والشَّبَّان.
جـ - والمَشَاييْخ.
د - وأهل عَردة.
هـ - والقِصَرَة.
4 -
بنو عُبيد، أهل وادي عَرَدة.
جـ - بنو حَرْب، وينقسمون إلى بطنين هما:
1 -
بنو ثابت، وأفخاذهم هم:
أ - النَّعَافلَة، ومنهم أهل مُرعة تهامة، وأهل الدَّحلة، وأهل سرجا في تهامة.
ب - وبنو قاصد.
جـ - وبنو ظُوَيْلِم.
د - والسُّوحة.
هـ - والبكرة.
و - والحَضَارِمة.
ز - والجَبَرة.
ح - وأهل مُغَزَّة.
2 -
وأبا الحارث، ولهم من الأفخاذ:
أ- بنو سفيان.
ب - أهل العَاصِد.
جـ - والعُصْمان في السَّرات وتهامة.
د - وآل حسَّان، في تهامة.
هـ - وآل مُعَافي.
د - بنو عمرو، وينقسمون إلى بطنين هما:
1 -
بنو ثعلبة ولهم من الأفخاذ.
أ - أهل شَوْقَب، ومن فصائلهم، المَصَاقِعَة والجُذَيَّة، وأهل بَظَا، وأهل الطَّرف بوادي عَرَدة.
ب - وبنو رباح.
جـ - وأبا الحُلَيْس.
2 -
أبا الخَيْر، وأفخاذهم.
أ - الجَهالين، وفصائلهم المزاريع، والحَمَة حَدَّاد.
ب - والوَهْبَا.
جـ - وبنو عَفِيف.
د - وآل جامِلَة.
هـ - وآل صَفيَّة.
و - والمحاميد.
ز - والمُطَاع، وفصائلهم الغُفَرة، والضبعة.
ح - مَعْزَى.
ط - وأهل وادي بَوَا، وفصائلهم ابن سلمان، والشِّرَمَة.
هـ - أبا النُّعَيْم، أهل بَجِيْلَة، وينقسمون إلى أربعة بطون هم:
1 -
بنو دُهَيْس وأفخاذهم:
أ - الصُّمَّان وفصيلتهم الحامرة.
ب - والقاسم.
جـ - والمَحارِزَة وفصائلهم الحُطَمَة، والعُضْبان، والحضارمة.
2 -
بنو عبد اللَّه وأفخاذهم:
أ - القُضَاة.
ب - والحُوَنَة، ومنهم جَرير بن عبد اللَّه البَجَلي.
جـ - وأهل وادي حَديد.
د - وأهل دار اليَعَاسِيْب.
هـ - والحَدَّادة، وفصائل اليَعَاسِيْب، المهملة، والتُّوَمَة، وأهل المَشْهَق.
3 -
بنو أحمد وأفخاذهم:
أ- آل جابر.
ب - وآل ثابت:
جـ - والبُنَاة.
4 -
بنو قريش وأفخاذهم:
أ - الوليد.
ب - وأهل الحَضَن.
جـ - وأهل المسافل.
مسائل قريش، وأكبر قرى أبا النُّعَيْم، وقرية حَدَّاد.
5 -
ما ذكره عاتق بن غيث البلادي الحربي عن بجيلة في معجم قبائل الحجاز:
قال: بجيلة: بفتح الباء، وكسر الجيم، حي عظيم نسبوا إلى أمهم بجيلة وهم بنو أنمار بن أراش بن عمرو بن الغَوْث وكان له من الولد: عبقر والغوث وصُهيبة، وخزيمة والغافق، وهؤلاء الأربعة أمهم بجيلة بنت سعد العشيرة، وبها يعرفون، وابن آخر اسمه خَثْعم، وهو أبو خَثْعم القبيلة المعروفة إلى اليوم. وقيل: تيامنت بجيلة فانتسبوا إلى أنمار بن أراش بن عمرو بن الغَوْث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ، وقالوا: نحن أولاد قحطان ولسنا من معد بن عدنان. وكثر الاختلاف في نسب بجيلة فقال أكثر النسابين: أنهم أبناء أنمار بن نزار بن
معد بن عدنان، وأنها وخثعم لحقنا باليمن جهلا منهما. وبجيلة بنت صعب بن سعد العشيرة. وقيل بجيلة وخثعم ابنا أنمار بن نزار، فصارا إلى اليمن. وتفرع من بجيلة عدة بطون: قسر، وهو مالك بن عبقر بن أنمار ومنه بنو مالك القبيلة المعروفة اليوم بالسراة، وقد ذكرت. وعرينة. قالوا: كانت مواطن بجيلة سراوات اليمن والحجاز، أي جنوب الطائف إلى تبالة، ثم غربًا إلى حَلْية، فقاتلت بجيلة بنو ثابر هناك فأجلتهم عن أرضهم ثم قاتلت بجيلة خثعم فأجلتهم عن بلادهم فصارت السراة الواقعة جنوب الطائف لبجيلة إلى تربة، ثم حدثت الحرب بين أحمس بن الغوث بن أنمار، وزيد بن الغوث بن أنمار، فقتلت زيد أحمس قتلا مريعًا كاد يفنيهم، فتفرقت بطون بجيلة فدخلت في القبائل، فلحق معظم عرينة ابن قسر ببني جعفر بن كلاب بن ربيعة، وعمرو بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وهم (عرينة) اليوم بطن من سُبَيع بن عامر
(1)
، ولحقت قبيلتان من عرينة غانم بكلب بن وبرة، وانضمت موهبة بن الربعة بن هوازن بن عرينة إلى بني سليم بن منصور، ودخلت أبيات من عرينة في بني سعد بن زيد مناة بن تميم، وصارت بطون سحمة بن عبد اللَّه بن قداد بن ثعلبة بن معاوية بن زيد بن الغوث بن أنمار، ونصيب بن عبد اللَّه بن قداد في بني عامر بن صعصعة، وقيل: في جعفر بن كلاب خاصة.
وقد شهدت قبائل بجيلة كلها يوم جبلة إلا قسرًا لحرب كانت بين قسر وقومها. وقد بعث عثمان بن أبي العاص سنة 11 هـ بعثًا إلى شنوءة، وقد تجمعت بها جمّاع من الأزد وبجيلة، فالتقى ذلك الجيش بهم بشنوءة، فهزمهم وشتت شملهم. ثم وفد سنة 13 هـ. على عمر بن الخطاب جرير بن عبد اللَّه البجلي وعرفجة بن هرثمة، وكان رجفة سيد بجيلة يومها وكان حليفًا لهم من الأزد، وكانت قد وصلت إلى عمر أخبار كارثة الجسر وما عمل المعجم في العرب، فقال عمر: إنكم قد علمتم ما كان من المصيبة في إخوانكم بالعراق فسيروا إليهم وأنا أخرج إليكم من كان منكم في قبائل العرب. قالوا نفعل يا أمير المؤمنين. وأمر عمر على بجيلة جرير بن عبد اللَّه بن جابر بن مالك بن نصر بن ثعلبة بن جشم ابن عويف بن خزيمة بن حرب بن علي بن مالك بن سعد مناة -إلى أنمار- فسار
(1)
صدر كتيب لـ "العريني" سماه نسب العُربان، جعلهم صلبًا من سُبيع وجعل سُبيعًا قحطانية!
بهم إلى الكوفة، وقد بلغ عدد من قاتل من بجيلة في جيش المثنى بن حارثة الشيباني، ألفين، ولم يكن من قبائل العرب أحد أكثر امرأة يوم القادسية من بجيلة، فبلغت نساؤهم ألفًا. وسكنوا الكوفة سنة 17 هـ عند إنشائها، وكان لهم بها حي خاص. وحاربت بجيلة سنة 37 هـ في صفوف علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان أكثر بجيلة في العراق، ولم يكن منهم بالشام إلا عدد قليل.
وحاربت سنة 67 هـ مع أحمر بن شميط قائد المختار، ضد المهلب بن أبي صفرة، عامل مصعب بن الزبير على فارس فانهزموا وتشتت شملهم. وكانت بجيلة في الجاهلية تعظم ذا الخلصة صنم كان لدوس، وخثعم، وبجيلة. وفي لسان العرب: بجيلة: قبيلة من اليمن والنسبة إليهم بجلي، بالتحريك، ويقال إنهم من معدّ لأن نزار بن معد ولد مضر وربيعة وإيادًا وأنمارًا، ثم إن أنمارًا ولد بجيلة وخثعم فصاروا باليمن. . . ثم استشهد بقول جرير بن عبد اللَّه البجلي عندما نافر رجلًا من اليمن إلى الأقرع بن حابس التميمي فقال:
يا أقرع بن حابس يا أقرع
…
إنك إن يُصرع أخوك تُصرع
وفي -ابن الأثير 3/ 194 - : كانت بجيلة كلها في صف علي يوم صفين ولم يشهد أحد منهم هذه المعركة مع قوات معاوية. ويقول اللواء محمد شيت خطاب: ولا تزال بمنطقة خانقين وحلوان -بالعراق- قبيلة تعرف باسم (باجلان ومعناها بجلي) نسبة إلى بجيلة، وقد نزل حلوان -بالعراق- قوم من ولد جرير بن عبد اللَّه البجلي، فأعقابهم بها. وذكر ابن بطوطة بجيلة سنة 748 هـ عند دخوله مكة. وظلت بجيلة أو بقاياها في ديارها المعروفة بسراة بجيلة، وكان يطلق عليها اسم السرو في عهد ابن المجاور المتوفي سنة (690 هـ)
(1)
. إلى عهد العصامي صاحب (سمط النجوم العوالي) في القرن الحادي عشر الهجري حيث قال: إن بجيلة تسوق مكة بالفحم وغيره من البضائع البرية.
وذكرهم قبله ابن جبير سنة 580 هـ في رحلته فقال: بجيلة إحدى قبائل السراة التي تفد إلى مكة في الحج بالميرة والخيرات. ثم اختفى اسم بجيلة وبقي علمًا على موضع جنوب الطائف على قرابة (120) كيلًا.
(1)
ابن المجاور، 26.
ثم حل اسم بني مالك محل بجيلة، وبنو مالك فرع من بجيلة، فهم بنو قسر وهو مالك بن عبقر بن أنمار، ويقال بل لقب مالك السرو بن عبقر، ولعبقر من الولد، السرو وقسر وعلقمة.
فلما كثر وقوي ولد مالك انضوت تحت اسمه بقية بطون بجيلة، وهي سنة معروفة في القبائل إذا كثر فرع وقوي وظلت فروع قليلة وضعيفة دخلت فيه وشهر اسم ذلك الفرع مكان الأصل
(1)
.
وقال البلادي أيضًا عن بني مالك (بجيلة) في ص 462 التالي:
قبيلة في السراة تقع ديارها شرق الليث وجنوب الطائف، بين ديار بني الحارث شمالًا وزهران جنوبًا، كانت تعرف باسم (بجيلة) أو هي بقايا منها، ولازالت أرضهم اليوم يعرف فيها مكان باسم القبيلة القديم (بجيلة)، وفي هذه السراة يعرف بالوقت الحاضر قبر (جرير) مُجمِّع بجيلة من القبائل في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه والذي يقول فيه الشاعر:
لولا جرير هلكت بجيلة
…
نعم الفتى وبئست القبيلة
وتنقسم قبيلة بني مالك اليوم إلى ستة بطون رئيسية هي:
أ - أبا النعم.
ب - بنو علي، ويقال لهم: بنو عاصم.
جـ - بنو سفيان.
د - بنو حرب، وهو بطن كبير له تاريخ مع آل سعود.
هـ - بنو عمرو.
و - مالك وهو فرع قديم معروف.
(1)
المراجع: معجم، ج 1، القاموس المحيط (بجل)، نهاية الأرب، بجيلة لسان العرب - بجل، معجم البلدان - حلية، معجم قبائل العرب - بجيلة - رحلة ابن جبير، سمط النجوم العوالي، قادة فتح العراق وفارس.
وهو مالك بن عبقر بن أنمار، وأم عبقر والغوث وصهيبة وخزيمة هي بجيلة بنت صعب بن سعد العشيرة، فسموا بها وكان يقال لمالك السرو بن عبقر، وظل اسم بنية السرو إلى عهود متأخرة، ثم أطلق عليهم بنو مالك، وقد يرد الاسمان معًا.
6 -
ما ذكره إبراهيم بن أحمد الحسيل في كتاب غامد وزهران (*) عن بجيلة:
وقع الاختلاف في نسب خثعم وبجيلة، فمنهم من نسبهم إلى العدنانية قال: خثعم وبجيلة أبناء أنمار بن نزار بن معد بن عدنان.
ومنهم من نسبهم إلى اليمانية قال: ابنا أنمار بن أراش بن لحيان ويصل نسبهم إلى كهلان بن سبأ.
قال ابن إسحاق: أنمار أبو خثعم وبجيلة، قال جرير بن عبد اللَّه البجلي وكان سيد بجيلة وهو ينافر الفرافصة الكلبي إلى الأقرع بن حابس التميمي:
يا أقرع بن حابس يا أقرع
…
إنك إن يُصرع أخوك تُصرع
يعني أنه جعله أخا وهو معدي
(1)
قال ابن هشام: وقالت اليمن: وبجيلة بنو أنمار بن أراش بن لحيان بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان ابن سبأ. ودار بجيلة وخثعم يمانية
(2)
قال النويري: فأما أنمار بن نزار فإنها انقلبت في اليمن قال: كذا روينا عن شيوخنا في النسب ومن قال إنها انقلبت في اليمن يقول فيه إن خثعم وبجيلة ابنا أنمار بن نزار، وإنما لحقنا باليمن انتسبتا عن جهل منهما
(3)
.
قال ابن حزم: ولد عبقر بن أنمار: مالك وهو قسر، فمن قسر بطون جمة منهم بنو عرينة بن نَذْير بن قسر بن عبقر ومنهم جرير بن عبد اللَّه بن جابر بن مالك بن نصر - يرفعه إلى سعد بن نَذْير بن قسر
(4)
وجرير بن عبد اللَّه بن جابر
(*) انظر غامد وزهران وانتشار الأزد في البلدان، ج 2، ص 107، 108، 109، ط 1418 هـ/ 1997 م.
(1)
السيرة النبوية لابن هشام، ط 2، ص 75.
(2)
العروض الأنف للسهلي، ج 1، ص 27.
(3)
نهاية الأرب للنويري، ج 2، ص 328.
(4)
الجمهرة لابن حزم، ص 357.
الذي أشار إليه ابن حزم هو: جرير بن عبد اللَّه البجلي الصحابي الجليل كان إسلامه في رمضان سنة عشر، وكان قدومه على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقال في خطبته: إنه يقدم عليكم من هذا الفج من خير ذي يمن، وإن على وجهه مسحة ملك، فلما دخل نظر الناس إليه فكان كما وصف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وأخبروه بذلك فحمد اللَّه تعالى، ويروى أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لما جالسه بسط له رداءه وقال:"إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه" وكان عمر بن الخطاب يقول: جرير يوسف هذه الأمة، وقال له عمر: نعم السيد أنت في الجاهلية ونعم السيد أنت في الإسلام
(1)
. وقبيلة بجيلة منازلها في بيشة وما حولها فقد ورد عام الوفود قدوم جرير بن عبد اللَّه البجلي على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فسأله عن منزله ببيشة فقال: سهل ودكداك وسلم وأراك وحمض وعلاك إلى نخلة، ونخلة ماؤها ينبوع وجنابها مربع وشتاؤها ربيع، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إن خير الماء الشبم، وخير المال الغنم، وخير المرعى الآراك والسلم
(2)
. ونقل ياقوت في معجم البلدان قول أبي المنذر: ظعنت بجيلة وخثعم إلى جبال السراة فنزلوها وسكنوا فيها فنزلت فسر بن عبقر ابن إنمار بن أراش جبال حلية وأسالم وما حولها وأهلها بنو ثابر، فأجلوهم عنها وحلوا مساكنهم ثم قاتلوهم فغلبوهم على السراة ونفوهم وقاتلوا بعد ذلك خثعم فنفوهم عن بلادهم، فقال سويد بن جدعة أحد بني أفصى بن نذير بن قسر في ذلك:
ونحن أزحنا ثابرًا عن بلادهم
…
بحلية أغناما ونحن أسودها
إلى قوله:
ونحن نفينا خثعما عن بلادهم
…
نقتل حتى عاد مولى سنيدها
فريقين: فرق باليمامة منهم
…
وفرق بخيف الخيل تتري حدودها
(3)
وقد ذكرنا قبيلة خثعم ومنازلها في السراة وفي تهامة في المجلد السابع من الموسوعة وبحثنا هذا يتعلق بقبيلة بجيلة ومنازلها وديارها، وقبيلة بجيلة في الوقت الحاضر يطلق عليها اسم بني مالك، وهم بني مالك بن عبقر بن أنمار، السالف
(1)
البداية والنهاية لابن كثير، م 4، ج 8، ص 55، 56.
(2)
العقد الفريد لابن عبد ربه، ج 2، ص 50.
(3)
معجم البلدان لياقوت، ج 2، ص 296.
ذكره وتقع منازلهم جنوب الطائف على بعد (150 كم) تقريبًا على الخط العمومي المار بديار بني سعد وبلحارث إلى بني مالك ثم بلاد زهران فالباحة في غامد عبر جبال السراة، ويحد ديار بني مالك شمالًا ثقيف وبلاد بلحارث وجنوبًا بلاد زهران وشرقًا ديار غامد عبر جبال السراة، ويحد ديار بني مالك شمالًا ثقيف وبلاد بلحارث وجنوبًا بلاد زهران وشرقًا ديار غامد وتمتد ديار بني مالك في المنحدرات الغربية من جبال السراة إلى أضم في تهامة ويحدها الأشراف من ذوي حسن وأشهر مدنهم في السراة (القريع حداد) وتنقسم القبيلة إلى خمس عمائر هي:
أ - بنو هلال في تهامة.
ب - بنو حرب في السراة وتهامة وأكبر قراهم قرية القرن ووادي مهور.
جـ - بنو علي في السراة وفي تهامة وأكبر قراهم الأحلاف.
د - بنو عمرو في السراة وتهامة.
هـ - أبا النعيم أهل بجيلة في السراة.
ويتفرع من هذه العمائر أفخاذ وعشائر كثيرة في السراة وفي تهامة
(1)
.
وقبيلة بجيلة لها سوابق مشرفة في الإسلام فالصحابي الجليل جرير بن عبد اللَّه البجلي هو الذي جمع بجيلة بعد أن كانوا متفرقين في أحياء العرب وشاركت بجيلة في الفتوحات الإسلامية بقيادة جرير بن عبد اللَّه البجلي في الجهاد وكان لها مواقف عظيمة مشرفة في وقعة الجسر سنة ثلاث عشرة للهجرة وفي القادسية وخلافها من المعارك، ولما قتل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه اعتزل جرير بن عبد اللَّه البجلي عليًا ومعاوية ولم يزل مقيمًا بالجزيرة حتى توفي رضي الله عنه في السراة سنة إحدى وخمسين، وقيل سنة ست وخمسين.
وقبيلة بجيلة قال عنهم الرحالة ابن جبير سنة 578 هـ إنهم يجلبون إلى مكة الأطعمة وسائر الحبوب والسمن والعسل والزيت واللوز ويجمعون بين النية في العمرة وميرة البلد. ومن العجب في أمرهم أنهم يبيعون جميع ما ذكرناه بالعباءات والشمل والأقنعة والملاحف المتان وما أشبه
(2)
.
(1)
المنتخب في ذكر أنساب العرب للمغيري، تحقيق الدكتور إبراهيم المزيد، ص 503.
(2)
رحلة ابن جبير، ص 110.
7 -
ما ذكره إبراهيم الشريفي في الموسوعة الذهبية عن بجيلة:
ومن أقسام بجيلة:
* بنو مالك في السراة، جنوب الطائف، بين بلاد بلحارث شمالًا وزهران جنوبًا، وهي سراة بجيلة قديمًا، من ذرية مالك بن سعد بن نذير بن قسر بن عبقر ابن أنمار منهم:
أبا النعيم: في الحجاز، من بني مالك، من قراهم الحسناء، والشُّليل نسبة إلى الصحابي جرير بن عبد اللَّه بن جابر والملقب بالشُّليل بن مالك، ومن جبالهم البراقة، ومنهم:
بنو أحمد من أبا النعيم، ومنهم: البناة من بني أحمد، ومنهم: الداهن، الدبوس، الشلان، المشانيف، النفيل.
آل ثابت، من بني أحمد.
آل جبار، من بني أحمد.
* بنو دهيس من أبا النعيم، ومنهم:
الأحامرة في بلاد بني مالك، في الطائف، من بني دهيس.
السنوان في بلاد بني مالك، في الطائف، من بني دهيس.
الصمان في بلاد بني مالك، من بني دهيس.
القاسم من بني دهيس.
المحارزة من بني دهيس.
* بنو عبد اللَّه من أبا النعيم، ومنهم:
الحدادة من بني عبد اللَّه.
حديد من بني عبد اللَّه.
آل حُمَّيان في بلاد بني مالك، في الطائف، من بني عبد اللَّه.
الحونة من بني عبد اللَّه.
السراحين في محافظة الطائف، من بني عبد اللَّه.
الشعاتير في بلاد بني مالك، من بني عبد اللَّه.
القضاة من بني عبد اللَّه.
المساتير في بلاد بني مالك، من بني عبد اللَّه.
الموارقة في بلاد بني مالك، من بني عبد اللَّه.
اليعاسيب من بني عبد اللَّه، ومنهم: التومة، المشهق، المهملة.
* بنو قريش من أبا النعيم، ومنهم:
أهل الحضن من بني قريش.
أهل المساقل من بني قريش.
الوليد من بني قريش.
* بنو حرب
(1)
: في الحجاز، وتهامة، من بني مالك، من أوديتهم مهور، ومن قراهم عيطاء، وهم ذرية حرب بن علي بن مالك بن سعد بن نذير بن قسر ابن عبقر بن أنمار، منهم صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: جرير بن عبد اللَّه بن جابر والملقب بالشُّليل بن مالك بن نصر بن ثعلبة بن جشم بن عُويف بن خزيمة بن حرب بن علي، وهو الذي جمع بجيلة بعد أن كانوا متفرقين في أحياء العرب.
ومن فروع حرب:
أبا الحارث من بني حرب، ومنهم:
أهل العاصد من أبا الحارث.
آل حسان في تهامة، من أبا الحارث.
بنو سفيان من أبا الحارث. وفي شجرة نسب أنمار ورد سفيان بن عوف بن عمرو بن خالد بن هلال بن عبد اللَّه بن مر بن عوف بن أسلم بن أحمس بن الغوث بن أنمار
(2)
.
(1)
وهم غير قبيلة حرب من خولان المشهورة. (انظر عنها في المجلد الرابع).
(2)
جمهرة معد واليمن الكبير لابن الكلبي، ج 3، لوحة 45.
العصمان في السراوات وتهامة، من أبا الحارث، ومنهم:
آل ظافر بمنطقة مهور، من العصمان.
آل معافا من أبا الحارث.
* بنو ثابت من بني حرب، ومنهم:
الجبرة من بني ثابت.
الحضارمة من بني ثابت، والحضارم من قرى بني ثابت من حرب من بني مالك بمنطقة مهور في بلاد بني مالك.
حلبا من بني ثابت.
آل زاهي في منطقة مهور في بلاد بني مالك، من بني ثابت.
السوحة من بني ثابت.
بنو ظويلم في منطقة مهور، من بني ثابت.
بنو قاصد من بني ثابت.
القنعة في منطقة مهور، من بني ثابت.
الكماحين في منطقة مهور، من بني ثابت.
مغزة من بني ثابت.
النعاثلة من بني ثابت، ومنهم: الدحالة، سرجا، مرعة.
النهارين في منطقة مهور، من بني ثابت.
ومن بني حرب من بني مالك:
البشران في منطقة مهور في محافظة الطائف
(1)
، من بني حرب، ومنهم: الطوال في منطقة مهور، من البشران. المعزاء في منطقة مهور، من البشران.
آل جامع في منطقة مهور في محافظة الطائف، من بني حرب
(2)
.
(1)
مختصر تاريخ نسب بجيلة، بني مالك لسعيد بن عبد الكريم المالكي، 239، 261، 384.
(2)
مختصر تاريخ نسب بجيلة، بني مالك السعيد بن عبد الكريم المالكي، 233.
بني عبد اللَّه في منطقة مهور في محافظة الطائف
(1)
، من بني حرب، ومنهم: الزهرة في منطقة مهور، من بني عبد اللَّه. وآل عازب في منطقة مهور، من بني عبد اللَّه. والمصاعيد في منطقة مهور، من بني عبد اللَّه.
* بنو علي: في الحجاز وتهامة، من بني مالك، من ذرية علي بن مالك بن سعد بن نذير بن مالك وهو قسر بن عبقر بن أنمار، منهم
(2)
:
* أبا المار من بني علي، من أوديتهم عرادات والقلتين، من جبالهم الخيف ومكر، ومن فروعهم:
بنو حشر في صفة بلاد بني مالك في الطائف، من أبا المار، ومنهم:
المحاميد في منطقة بثرة، من بني حشر.
آل مليحة في منطقة بثرة، من بني حشر.
الشبان من أبا المار، في منطقة عردة في بلاد بني مالك في محافظة الطائف، ومنهم: آل بلال، الجملان، الحفرة، آل هزاع.
القصرة من أبا المار.
بنو محمد من أبا المار، من قراهم الحجرة في منطقة عردة، ومنهم: الحمدة من بني محمد في منطقة عردة في الطائف.
المشاييخ من أبا المار، ومنهم: آل جومان، والدعاملة، والقريع، وآل هادي في منطقة عردة، آل هيف.
بنو مغشي من أبا المار.
بنو هراوة من أبا المار.
* بنو سعد من بني علي، من ذرية سعد بن مالك بن ذهل بن عمرو بن يشكر بن علي بن سعد بن نذير بن مالك وهو قسر بن عبقر بن أنمار؛ وهم آل عياش، وآل قاسم، ومن فروعهم:
(1)
مختصر تاريخ نسب بجيلة، بني مالك لسعيد بن عبد الكريم المالكي، 250، 283.
(2)
مختصر تاريخ نسب بجيلة، بني مالك، لسعيد بن عبد الكريم المالكي، 137 - 139.
الجريعا، الحدة، عتام، العرايف، المقلع.
* بنو عاصم من بني علي، من أوديتهم السايلة، ومن جبالهم الصويكا، ومن فروعهم:
بنو أحمد بمنطقة السايلة في الطائف، من بني عاصم، ومنهم: آل سعد، الشمول، المرازيق.
بنو يونس من بني عاصم، ومنهم: العش، عويا، قريضة، قملان، المروة.
ومن بني عاصم، من بني علي:
الأحلاف، أبو الدحال، أبو شوك، آل بالأسد، البركة، آل بشر، البياضة، الحدبة، حميث، خضير، الرخم، العمير، آل غالية، القمعة، اللحيان، محوية، المسالمة، آل ملة. وقال سعيد بن عبد الكريم المالكي: آل بشير من بني عاصم بمنطقة السائلة في محافظة الطائف
(1)
.
* بنو عبيد من بني علي، من أوديتهم المجاز، ومن جبالهم البثرة، وهو الجبل الأبيض، أو جبل إبراهيم، ومن فروع بني عبيد: الخلفان، السعدة، بنو سفيان، المحامدة، بني عامر، بنو مفشي الجبل.
* بنو عمرو: في السّراة وتهامة وجنوب الطائف، من بني مالك، من ذرية عمرو بن يشكر بن علي بن مالك بن سعد بن نذير بن مالك وهو قسر بن عبقر ابن أنمار، من أوديتهم السدين، ومن أشهر قراهم الوهباء، ومنهم:
* أبو الخير من بني عمر، ومنهم:
ابن سلمان من أبي الخير.
آل جاملة من أبي الخير.
الجهالين من أبي الخير، ومنهم: حداد، الحمة، السحمة، المزاريع.
الشرمة من أبي الخير؛ والشرمة قرية في وادي بواء يسكنها العصم من بني عمرو من بني مالك.
(1)
مختصر تاريخ نسب بجيلة، بني مالك، لسعيد بن عبد الكريم المالكي، 231.
آل صفية من أبي الخير.
بنو عفيف في تهامة، من أبي الخير، من قراهم خراص بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
المحاميد من أبي الخير.
المطاع من أبي الخير، ومنهم: الضبغة، الغفرة.
آل معزاء من أبي الخير، ومنهم: الحناحنة في وادي بواء بمحافظة الطائف.
الوهبا من أبي الخير.
* بنو ثعلبة من بني عمرو، من ذرية ثعلبة بن عمرو بن يشكر، ومنهم:
أبا الحليس من بني ثعلبة.
بنو رباح من بني ثعلبة، ومنهم: آل درويش في وادي بواء بمحافظة الطائف، من بني رباح. آل شبارة في وادي بَوَاء، من بني رباح. آل هلال في وادي بَوَاء، من بني رباح.
شوقب من بني ثعلبة، ومنهم: بظان الجذية، الطرف، المصاقعة.
ومن بني عمرو من بني مالك:
السهوي في محافظة الطائف، من بني عمرو.
العصم في وادي بَوَاء بمنطقة الطائف، من بني عمرو، ومنهم: السراحين في وادي بواءن من العصم. السلامين في وادي بواء، من العصم.
* بنو هلال: في تهامة، حول جبل عفيف، وهو جبل كان يسكنه بنو هلال، وفي بجيلة أيضًا هلال بن عوف بن جُشم بن النقر بن عمرو بن لؤي بن رثم بن معاوية بن أسلم بن أحمس بن الغوث بن أنمار، وشيخهم عبد الكريم بن سعيد الهلالي.
ومن فروع بني هلال
(1)
:
(1)
مختصر تاريخ نسب بجيلة، بني مالك، لسعيد بن عبد الكريم المالكي، 136.
قلت: هنا الرأي أن بني هلال من مالك من بجيلة، وقد ذكر البلادي أن بني هلال هؤلاء من كنانة وسبق أن ذكرناهم من بقايا بني هلال بن عامر من هوازن في المملكة العربية السعودية، ولا يستطيع أحد الجزم بنسب هلال إلى أي الفروع المذكورة تنسب بالضبط واللَّه تعالى أعلم.
آل ابن الشيخ من بني هلال، ومنهم من يسكن صراج.
أهل أنحو وعرَّافتهم موسى بن حماد.
الجنادية وعرَّافتهم صالح بن مفلح، ومن أوديتهم ملحة، والكفو.
الحنشة وعرَّافتهم عبد اللَّه بن عبيد، ومن أوديتهم الضفة.
آل خميس وعرَّافتهم حميد بن حميدي، ومن أوديتهم حلاق.
الشننة وعرَّافتهم سحاب الشنيني.
الضبرة وعرَّافتهم حامد بن عبد اللَّه.
العكسة وعرَّافتهم حامد بن معيوف.
المسافرة وعرَّافتهم علي بن خويتم، ومنهم آدم بن عيدان الهلالي، ومن أوديتهم ملحة، والكفو.
المطرة وعرَّافتهم خميس بن جديع، ومن أوديتهم ملحة، والكفو.
وذكر عن قرى بني مالك من بجيلة
(1)
التالي:
- ابن هيف من قرى المشاييخ من بني علي من بني مالك من بجيلة، في منطقة عردة في بلاد بني مالك في محافظة الطائف.
- أبو رَمَاد ويقال رمادة، من قرى إضم بقرب الليث في منطقة مكة المكرمة.
- أبو شايق من قرى بني عبد اللَّه من أبا النعيم من بني مالك في الطائف.
- أبو فَراديس من قرى بني حرب من بني مالك في الطائف.
- أبو قطفة من قرى بني حرب من بني مالك في الطائف.
- أبو وهيب من قرى العصم من بني عمرو من بني مالك في وادي بَوَاء بمحافظة الطائف.
- الأخبار من قرى بني عبد اللَّه من أبا النعيم من بني مالك في الطائف.
(1)
مختصر تاريخ نسب بجيلة، بني مالك لسعيد بن عبد الكريم المالكي، 227 - 291.
- الأسيلة من قرى قريش من أبا النعيم من بني مالك في الطائف.
- الأشرق منطقة تابعة لمركز القريع في منطقة الطائف، وفيها من بني حرب من بني بجيلة.
- أصفة من قرى بني عبيد من بني علي من بني مالك في منطقة بثرة في الطائف.
- أكيد من قرى بني مالك في محافظة الطائف.
- أم الحكك من قرى بني حرب من بني مالك في محافظة الطائف.
- أم فراس من قرى بني مالك في محافظة الطائف.
- بثرة منطقة ذات قرى في بلاد بني مالك من بجيلة، ومركزها القريع في محافظة الطائف.
- البحر من قرى المحامدة في منطقة القاع في محافظة الطائف.
- البدوان من قرى بني ثابت من حرب من بني مالك في منطقة مهور في بلاد بني مالك في محافظة الطائف.
- البواري من قرى بني عمر، وهي من قرى إضم من أودية الليث في منطقة مكة المكرمة.
- البرث من قرى السهوي من بني عمرو من بني مالك في محافظة الطائف.
- البرث من قرى بني عبد اللَّه من أبا النعيم من بني مالك في منطقة مهور في محافظة الطائف.
- بضا من قرى بني مالك في وادي شقب في محافظة الطائف.
- آل بلد من قرى بني علي من بني مالك في محافظة الطائف.
- بلسا من قرى بني عاصم من بني علي من بني مالك في محافظة الطائف.
- البناة من قرى بني مالك في محافظة الطائف بمنطقة حداد.
- البو من قرى بني عبيد من بني علي من بني مالك في محافظة الطائف.
- ذا الكبير من قرى آل حسان من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- تصفيان من قرى آل حسان من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- التومة من قرى بني عبد اللَّه من أبا النعيم من بني مالك في محافظة الطائف.
- الثمام من قرى العصمان من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- الثهيب من قرى العصمان من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- الجابر من قرى عردة بني مالك بمنطقة محافظة الطائف.
- الحب من قرى آل حسان من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- الجبابير من قرى بني حرب من بني مالك في محافظة الطائف.
- الجباهين من قرى قريش من أبا النعيم من بني مالك في الطائف.
- جبل عفف في إمارة مكة، سكانه بنو هلال من بني مالك.
- الجحف من قرى بني مالك في محافظة الطائف.
- الجديد أو الجدير، من قرى آل حسان من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- الجذية من قرى شوقب من بني ثعلبة من بني عمرو من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- الجرداء وادٍ في منطقة الليث في إمارة مكة يسكن أعلاه بعض بني عاصم من بني علي من بني مالك من بجيلة.
- الجريعاء من قرى بني سعد من بني علي من بني مالك في محافظة الطائف.
- الجعلان من قرى قريش من أبا النعيم من بني مالك في الطائف.
- الجميل من قرى عردة بني مالك بمنطقة إمارة مكة المكرمة.
- الجنادل من قرى العصمان من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- الجناة من قرى آل حسان من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- الجومان من قرى عردة بني مالك بمنطقة إمارة مكة المكرمة.
- الحَبواء من قرى بني علي من بني مالك في منطقة محافظة الطائف.
- حبيراء من قرى عردة بني مالك بمنطقة محافظة الطائف.
- حبيشة من قرى عردة بني مالك بمنطقة محافظة الطائف.
- الحجرة من قرى بني محمد من أبا المار من بني علي من بني مالك في منطقة عردة بمحافظة الطائف.
- الحجلاء من قرى أبا النعيم من بني مالك في محافظة الطائف.
- الحدَّادة من قرى بني عبد اللَّه من أبا النعيم من بني مالك في محافظة الطائف.
- الحَدب من قرى ثابت من بني مالك في منطقة مهور في بلاد بني مالك في محافظة الطائف.
- الحدة من قرى بنو سعد من بني علي من بني مالك في محافظة الطائف.
- حدق من قرى بني مالك في محافظة الطائف.
- الحديدة من قرى بنو سعد من بني على من بني مالك في محافظة الطائف.
- الحسن من قرى بني مالك من بجيلة بمنطقة إمارة مكة المكرمة.
- الحسناء من قرى أبا الحليس من بني ثعلبة من بني عمرو من بني مالك في محافظة الطائف.
- الحسنى من قرى البناة من أبا النعيم من بني مالك في محافظة الطائف.
- الحسونة من قرى بني مالك في محافظة الطائف.
- الحشان من قرى بني عمرو من بني مالك في محافظة الطائف.
- الحِصَبة من قرى بني عبد اللَّه من أبا النعيم من بني مالك في محافظة الطائف.
- الحصن من قرى بني مالك في محافظة الطائف.
- الحصناء من قرى بني ثابت من حرب من بني مالك في منطقة مهور في بلاد بني مالك في محافظة الطائف.
- الحضارم من قرى بني ثابت من حرب من بني مالك في منطقة مهور.
- الخضراء من قرى بني مالك في محافظة الطائف.
- الحضن من قرى قريش من أيا النعيم من بني مالك في الطائف.
- الحطمة من قرى بنو سعد من بني على من بني مالك في محافظة الطائف. وفي شجرة نسب أنمار: الأحطام من ذرية حطام بن صُهيبة بن أنمار
(1)
.
- الحطيمة من قرى آل حسان من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- الحفار من قرى قريش من أبا النعيم من بني مالك في الطائف.
- حفه من قرى بني حشر من أبا المار من بني علي من بني مالك في إمارة الطائف.
- الحلاوة من قرى البناة من أبا النعيم من بني مالك في محافظة الطائف.
- حلباء من قرى البشران من بني حرب من بني مالك في محافظة الطائف.
- الحمامة من قرى أبا الحليس من بني ثعلبة من بني عمرو من بني مالك في محافظة الطائف.
(1)
جمهرة معد واليمن الكبير لابن الكلبي، ج 3، لوحة 43.
- الحمراء من قرى بني مالك في محافظة الطائف.
- حمران من قرى بني مالك في محافظة الطائف.
- الخمطة من قرى بني دهيس من أبا النعيم من بني مالك في إمارة الطائف.
- الحَمَّة وهي الحمة السوداء، من قرى بني عمرو من بني مالك في محافظة الطائف.
- الحناء من قرى بني مالك في محافظة الطائف.
- الحناتشة من قرى بني هرارة من أبا المار من بني علي من بني مالك بمنطقة عردة في بلاد بني مالك في محافظة الطائف.
- حناطم من قرى آل حسان من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- الحنانة من قرى بني عمرو من بني مالك في محافظة الطائف.
- الحنو من قرى بني ثابت من حرب من بني مالك بمنطقة مهور في بلاد بني مالك في محافظة الطائف؛ والحنو من قرى النعاثلة من بني ثابت من بني حرب من بني مالك من بجيلة بمنطقة الليث.
- حنيدلة من قرى بني سعد من بني علي من بني مالك في محافظة الطائف.
- الحونة من قرى أبا النعيم من بني مالك بمنطقة محافظة الطائف.
- الحوز من قرى بني مالك في محافظة الطائف.
- الحيرة الصفة من قرى بني مالك في محافظة الطائف.
- الخاصرة من قرى بني عاصم من بني علي من بني مالك في محافظة الطائف.
- الخالف قال سعيد بن عبد الكريم المالكي: قريتان إحداهما للفقهاء، والأخرى للعصمان، وهؤلاء من أبا الحارث من حرب من بني مالك.
- الخباتية من قرى بني هراوة من أبا المار من بني علي من بني مالك بمنطقة عردة في بلاد بني مالك في محافظة الطائف.
- الخبوا من قرى بني مالك في منطقة الليث بإمارة مكة المكرمة.
- الخديب من قرى العصمان من أبا الحارث من حرب من بني ملك بمنطقة مهور في محافظة الطائف.
- خراص من قرى بني عفيف من أبي الخير من بني عمرو من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- خرقة من قرى آل حسان من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- خرَّة من قرى بني مالك في محافظة الطائف.
- الخضارين من قرى بني حرب من بني مالك بمنطقة محافظة الطائف.
- الخضر من قرى بني حرب من بني مالك بمنطقة محافظة الطائف.
- الحضرة من قرى بني مالك في محافظة الطائف.
- خضرة بني سعد من قرى بني سعد من بني علي من بني مالك.
- خضرة الشبان من قرى الشبان من أبا المار من بني علي من بني مالك.
- خليق العبلاء من قرى العصمان من أبا الحارث من حرب من بني مالك بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- الخيّار من قرى بني عبد اللَّه من أبا النعيم من بني مالك في منطقة الطائف.
- خياع من قرى العصمان من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- خيرين من قرى بني عبد اللَّه من أبا النعيم من بني مالك في منطقة الطائف.
- الخيمة من قرى قريش من أبا النعيم من بني مالك في الطائف.
- الدار من قرى بني ثابت من حرب من بني مالك بمنطقة مهور في بلاد بني مالك في محافظة الطائف.
- دار الربعة من قرى بني حرب من بني مالك بمنطقة محافظة الطائف.
- دار العامرة من قرى قريش من أبا النعيم من بني مالك في الطائف.
- دار بني قريش من قريش وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة.
- الدارين من قرى بني هراوة من أبا المار من بني علي من بني مالك بمنطقة عردة في بلاد بني مالك في محافظة الطائف.
- الدجمة من قرى بني دهيس من أبا النعيم من بني مالك في إمارة الطائف.
- الدَّحلة من قرى آل معافا من أبا الحارث من حرب من بني مالك، وآل عزيز، ويل جبيرن وهناك دحلة الخيار، ودحلة حسان.
- الدرج من قرى وادي إضم بمنطقة الليث، من سكانها بنو عفيف من أبي الخير من بني عمرو، وبنو حمدان، وآل عزيز، وآل عفيش.
- درزقة من قرى بني رباح من بني ثعلبة من بني عمرو من بني مالك في محافظة الطائف.
- الدشاما من قرى قريش من أبا النعيم من بني مالك بمنطقة الطائف.
- الدعمان من قرى آل حسان من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- دغونة من قرى بني عبيد من بني علي من بني مالك بمنطقة بثرة في بلاد بني مالك بمحافظة الطائف.
- الدومة من قرى آل حسان من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- الدويحة من قرى بني حرب من بني مالك بمنطقة محافظة الطائف.
- الرافع من قرى بني عبد اللَّه من أبا النعيم من بني مالك في منطقة الطائف.
- راوان من قرى أبا النعيم من بني مالك؛ ومن قرى بني رباح من بني ثعلبة من بني عمرو من بني مالك، في محافظة الطائف.
- الربيعة من قرى بني مالك في إمارة مكة المكرمة.
- الرجمة من قرى بني حشر من أبا المار من بني علي من بني مالك بمنطقة بشرة في بلاد بني مالك في الطائف.
- الرحية من قرى آل معزاء من أبي الخير من بني عمر من بني مالك في وادي بواء بمحافظة الطائف.
- رحشاء من قرى بني عبيد من بني علي من بني مالك بمنطقة بثرة في بلاد بني مالك بمحافظة الطائف.
- الرحماني من قرى آل حسان من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- الرحمة قرية ووادي في منطقة الطائف لبني مالك من بجيلة.
- الرزع من قرى آل حسان من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- الرزقة من قرى بني مالك في إمارة مكة المكرمة.
- الرفاعة من قرى بني مالك في إمارة مكة المكرمة.
- الرفخة من قرى بني مالك في إمارة مكة المكرمة.
- الرفيعة من قرى بني مالك في إمارة مكة المكرمة.
- الرقيات من قرى أبا الحليس من بني ثعلبة من بني عمرو من بني مالك في محافظة الطائف.
- الركبة من قرى بني سعد من بني علي من بني مالك في محافظة الطائف.
- رماح من قرى بني مغشى من أبا المار من بني علي من بني مالك بمنطقة عردة في محافظة الطائف.
- الرواجح من قرى بني حرب من بني مالك؛ ومن قرى قريش من أبا النعيم من بني مالك في الطائف.
- روان من قرى بني مالك بمنطقة الطائف في إمارة مكة المكرمة.
- الرهط من قرى أبا الحليس من بني ثعلبة من بني عمرو من بني مالك في محافظة الطائف؛ ورهط الرجاء قرية سكانها الفقرة.
- الرهو من قرى آل حسان من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة؛ والرهو قرية سكانها النعاثلة من بني ثابت من بني حرب من بني مالك من بجيلة.
- الرهوة من قرى بني ثابت من حرب من بني مالك بمنطقة مهور في بلاد بني مالك في محافظة الطائف.
- ريان من قرى بني عبيد من بني علي من بني مالك بمنطقة بثرة في بلاد بني مالك بمحافظة الطائف.
- ريع النبق من قرى بني عاصم من بني علي من بني مالك في محافظة الطائف.
- الزيادية من قرى بني حرب من بني مالك بمنطقة الطائف.
- الزبرة من قرى بني مالك بمنطقة الطائف في إمارة مكة المكرمة.
- زبينة من قرى قريش من أبا النعيم من بني مالك بمنطقة الطائف.
- الزرعة من قرى بني سعد من بني علي من بني مالك في محافظة الطائف.
- الزرقية من قرى الشبان من أبا المار من بني علي من بني مالك من بجيلة بمنطقة الطائف.
- الزرة من قرى بني هراوة من أبا المار من بني علي من بني مالك بمنطقة عردة في بلاد بني مالك في محافظة الطائف.
- الزلوف من قرى بني مالك بمنطقة الطائف في إمارة مكة المكرمة.
- السائلة من قرى بني عاصم من بني علي من بني مالك في محافظة الطائف.
- سباع شراقب من قرى بني مالك بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- سحبان من قرى بني عفيف من أبي الخير من بني عمرو من بني مالك، في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة؛ وسحبان من قرى الفقرة.
- السدين من هجر بني مالك في ميسان بمنطقة الطائف.
- أبو سرية من قرى البناة من أبا النعيم من بني مالك في محافظة الطائف.
- السعدة من قرى بني عبيد من بني علي من بني مالك بمنطقة بثرة في بلاد بني مالك بمحافظة الطائف.
- السلمانية من قرى وأودية بني مالك بمنطقة الطائف في إمارة مكة المكرمة.
- سوق الشيوخ من قرى آل معافا من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي اضم بمنطقة الليث في إمارة مكة.
- السهيل من قرى بني مالك بمنطقة الطائف في إمارة مكة المكرمة.
- سيحان من قرى قريش من أبا النعيم من بني مالك بمنطقة الطائف.
- الشباح من قرى بني ثابت من حرب من بني مالك بمنطقة مهور في بلاد بني مالك في محافظة الطائف.
- الشبارة من قرى أبا النعيم من بني مالك بمنطقة الطائف.
- الشترة من قرى بني دهيس من أبا النعيم من بني مالك في إمارة الطائف.
- الشربة من قرى قريش من أبا النعيم من بني مالك بمنطقة الطائف.
- الشرفية من قرى بني رباح من بني ثعلبة من بني عمرو من بني مالك في محافظة الطائف.
- الشرقية من قرى بني مالك بمنطقة الطائف في إمارة مكة المكرمة.
- الشرمة من قرى العصم من بني عمرو من بني مالك في وادي بَوَاء.
- الشريح من قرى الثورة في وادي إضم.
- الشطبة من قرى بني مالك بمنطقة الطائف في إمارة مكة المكرمة.
- الشطفة من قرى بني دهيس من أبا النعيم من بني مالك في إمارة الطائف.
- الشظابية من قرى أبا النعيم من بني مالك في إمارة الطائف.
- الشعَب من قرى بني عبد اللَّه من أبا النعيم من بني مالك في بلاد بني مالك، وهناك شعَب العيدان، وشعب بني رميح، وشعب قدام وينقسم إلى شعب سدوي، وشعب الأشب أو الأثب، وجميعهم في بلاد بني مالك بمنطقة الطائف في إمارة مكة المكرمة.
- الشعبة من قرى بني ثابت من حرب من بني مالك بمنطقة مهور في بلاد بني مالك في محافظة الطائف.
- الشعبة من قرى وادي إضم، ويسكنها عمرينن والعصمان من أبا الحارث من حرب من بني مالك، وبنو عفيف من أبي الخير من بني عمرو.
- الشعشعي من قرى بني عاصم من بني علي من بني مالك في محافظة الطائف.
- الشعفة من قرى بني مالك بمنطقة الطائف في إمارة مكة المكرمة.
- الشعيب من قرى بني مالك بمنطقة الطائف في إمارة مكة المكرمة، وهناك شعيب الرشاد من قرى بني عفيف من أبي الخير من بني عمرو.
- شقاوة من قرى بني مالك في وادي شوقب بمحافظة الطائف.
- الشلاء من قرى بني سعد من بني علي من بني مالك في منطقة عردة.
- الشلال من قرى بني مالك بمنطقة الطائف في إمارة مكة المكرمة.
- الشليل من قرى أبا النعيم من بني مالك بمنطقة الطائف، والشليل نسبة إلى الصحابي جرير الملقب بالشُّليل بن عبد اللَّه بن جابر بن مالك بن نصر بن ثعلبة بن جُشم بن عُويف بن خزيمة بن حرب بن علي بن مالك بن سعد بن نذير ابن قسر بن عبقر بن أنمار.
- شنقور من قرى بني عفيف من أبي الخير من بني عمرو من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- شَوْقب من قرى بني مالك بمنطقة الطائف في إمارة مكة المكرمة.
- الشولان من قرى أبا الحليس من بني ثعلبة من بني عمرو من بني مالك في محافظة الطائف.
- شوي من قرى آل معافا من أبا الحارث من حرب من بني مالك بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- الشهباء من قرى وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة، يسكنها العصمان وآل معافا من أبا الحارثت من حرب من بني مالك من بجيلة.
- شياح من قرى آل عزيزة في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة.
- الصار من قرى آل حسان من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- الصالة من قرى الفقهاء في وادي إضم بمنطقة الليث.
- الصخرة من قرى بني مالك بمنطقة الطائف.
- صخوان من قرى بني مالك بمنطقة الطائف في إمارة مكة المكرمة.
- الصخيرة من قرى بني عبد اللَّه من بني حرب من بني مالك بمنطقة مهور في محافظة الطائف.
- الصديفة من قرى آل حسان من أبا الحارث من حرب من بني مالك بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- الصريف من قرى بني سعد من بني علي من بني مالك بمحافظة الطائف.
- صعبان من قرى وادي إضم يسكنها آل حسان من أبا الحارث من حرب من بني مالك من بجيلة.
- الصفا من قرى بني مالك بمنطقة الطائف.
- الصفح من قرى بني ثابت من حرب من بني مالك بمنطقة مهور في بلاد بني مالك في محافظة الطائف.
- الصفة من قرى بني مالك بمنطقة الطائف، هناك الصفة الطرف، والصفة الفارسي.
- الصمايد من قرى بني مالك بمنطقة الطائف.
- الصمدة من قرى بني مالك بمنطقة الطائف.
- الصهوة من قرى الجائزة في إمارة مكة، شيخها سالم بن منديل.
- الصوَّاغة من قرى بني عبد اللَّه من أبا النعيم من بني مالك في بلاد بني مالك.
- صوان من قرى آل حسان من أبا الحارث من حرب من بني مالك بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- الصويعة من قرى آل معافا من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة.
- صويق من قرى العصمان من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- صيارة من قرى السهوي من بني عمرو من بني مالك بمنطقة الطائف.
- الضبعة من قرى شوقب من بني ثعلبة من بني عمرو من بني مالك في محافظة الطائف.
- ضبيعة من قرى آل معافا من أبا الحارث من حرب من بني مالك، وهما ضبيعة العليا وضبيعة السفلى بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- الضرماء من قرى بني محمد من أبا المار من بني علي من بني مالك بمنطقة عردة في بلاد بني مالك.
- ضعان من قرى شوقب من بني ثعلبة من بني عمرو من بني مالك في محافظة الطائف.
- الضيع من قرى آل معافا من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة إمارة مكة المكرمة.
- الضيمة ويقال الظيمة، من قرى بني مالك بمنطقة الطائف.
- الطبقة من قرى بني مالك بمنطقة الطائف.
- الطرف من قرى المحامدة من بني عبيد من بني على بني مالك بمنطقة الطائف. وهناك الطرف في شوقب.
- الطرفاء من قرى بني عفيف من أبي الخير من بني عمرو من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- طفاف من قرى آل حسان من أبا الحارث من حرب من بني مالك بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- طليح من قرى آل حسان من أبا الحارث بمنطقة الليث.
- الطوال من قرى بني مالك بمنطقة الطائف.
- ظهاء من قرى العصمان من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- عاذر من قرى بني عبيد من بني علي من بني مالك بمنطقة بثرة.
- العارض من قرى وادي إضم، وهي من قرى الفقهاء، وآل حسان.
- العازم من قرى بني مالك بمنطقة الطائف.
- بني عامر من قرى بني عامر من بني عبيد من بني علي من بني مالك بمنطقة بثرة في بلاد بني مالك.
- العامرة من قرى قريش من أبا النعيم من بني مالك بمنطقة الطائف.
- العايد من قرى بني مالك بمنطقة الطائف.
- عباب من قرى أبا الحليس من بني ثعلبة من بني عمرو في محافظة الطائف.
- عباس من قرى آل معافا من أبا الحارث من حرب بمنطقة الليث.
- عبال من قرى بني عمرو من بني مالك بمنطقة الطائف.
- عبدة من قرى بني عبيد من بني علي من بني مالك بمنطقة بثرة.
- العبلة من قرى بني سعد من بني علي من بني مالك في محافظة الطائف.
- عتام من قرى بني سعد من بني علي من بني مالك في محافظة الطائف.
- العتلة من قرى بني علي من بني مالك بمنطقة عردة في الطائف.
- العتوة من قرى بني مالك بمنطقة الطائف.
- العثامة من قرى الجائزة في إمارة مكة المكرمة، وشيخها موسى الصلاحي.
- عدنة من قرى العصمان من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- العدول من قرى عبيد من بني علي من بني مالك بمنطقة بثرة.
- عديلة من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- عَرَدة من مناطق الطائف، يسكنها بنو علي من بني مالك.
- العرق من قرى بني دهيس من أبا النعيم من بني مالك في إمارة الطائف؛ والعرق أيضًا من قرى بني رباح من بني ثعلبة من بني عمرو من بني مالك في محافظة الطائف.
- عزان من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- العش من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- العشرات قرية لآل معافا، وقرية لآل عزيز، وهما من قرى وادي إضم.
- العصرة من قرى آل حسان من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- العصماء من قرى بني سعد من بني علي من بني مالك في محافظة الطائف.
- العصمة من قرى العصمان من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- عضداء من قرى بني عبيد من بني علي من بني مالك بمنطقة بثرة.
- العفانة من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- عفراء من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- العقدة من قرى بني مالك في منطقة الطائف، والهقدة سكانها بنو قميص، وبني عبد اللَّه من أبا النعيم.
- العقيق من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- علقة من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- العلية من قرى الشورة، والفقهاء في وادي إضم.
- العمشان من قرى بني دهيس من أبا النعيم من بني مالك في إمارة الطائف.
- آل عميرة من قرى قريش من أبا النعيم من بني مالك في الطائف.
- عوياء من قرى بني عاصم من بني علي من بني مالك بمنطقة السايلة في محافظة الطائف.
- عويرة من قرى بني دهيس من أبا النعيم من بني مالك في إمارة الطائف.
- عيدة من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- العيضة من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- عيطاء من قرى حرب من بني مالك في منطقة مهور.
- العين من قرى العصمان من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- العينة من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- الغاتقة من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- غار النمر من قرى آل معافا من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة.
- آل غالية من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- الغريس من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- الغريف من قرى عبد اللَّه من أبا النعيم من بني مالك في الطائف.
- غطيط من قرى آل حسان من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- الغلطة من قرى بني دهيس من أبا النعيم من بني مالك في إمارة الطائف.
- غليون من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- الغميرة من قرى بني عفيف من أبي الخير من بني عمرو من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- الفارس من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- الفارعة من قرى البناة من أبا النعيم من بني مالك في محافظة الطائف.
- فاطش من قرى بني عفيف من أبي الخير وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- فاعي من قرى أبا الحليس من بني ثعلبة من بني عمرو في محافظة الطائف.
- الفتوية من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- فراغ الخميس من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- الفرع من قرى بني حشر من أبا المار من بني علي في إمارة الطائف.
- الفرعة من قرى حرب من بني مالك في منطقة الطائف.
- الفريع من قرى بني دهيس من أبا النعيم من بني مالك في إمارة الطائف.
- الفزعة من قرى بني عفيف من أبي الخير وادي إضم بمنطقة الليث.
- الفزيعة من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- الفضَاة من قرى العصمان من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث.
- الفضلة من قرى قريش من أبا النعيم من بني مالك في الطائف، ومن قرى بني عبيد من بني علي من بني مالك في إمارة الطائف.
- الفضيل من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- الفقهاء من قرى بني عبيد من بني علي من بني مالك في بلاد بني مالك.
- الفوشة من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- القاضي من قرى بني محمد من أبا المار من بني على من بني مالك في منطقة عردة بمحافظة الطائف.
- القاع من قرى المحامدة من بني عبيد من بني علي في محافظة الطائف.
- القاعد من قرى آل حسان من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- قاعس من قرى بني عفيف من أبي الخير وادي إضم بمنطقة الليث.
- القاعوس من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- قبالة من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- القبرين من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- القحصة من قرى بني عبيد من بني علي من بني مالك في منطقة بثرة.
- القرا من قرى بني مالك بمنطقة الطائف، وهناك القرى سكانه الأشراف، والقرى للعصمان، والقرا لبني حشر.
- القراء من قرى بني دهيس من أبا النعيم من بني مالك في محافظة الطائف.
- القراع من قرى بني عفيف من أبي الخير وادي إضم.
- القرشوع من قرى وادي إضم بمنطقة الليث، وأهله من الشورة وآل معافا وآل عزيزة.
- القرع من قرى آل حسان من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث.
- القرعة من قرى وادي إضم بمنطقة الليث، وأهله من الشورة وبني عفيف وآل حسان وآل غبش.
- القرن من قرى بني عبد اللَّه من بني حرب من بني مالك بمنطقة مهور في محافظة الطائف؛ وهناك قرن أبو العزة وقرن حامد وقرن الظبية وهم من قرى بني عفيف، وقرن جابر وقرن عزيزة وهما من قرى آل معافا.
- القرو من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- قريبة من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- قريش من قرى الشبان من أبا المار من بني علي من بني مالك بمنطقة عردة.
- قريظة من قرى الشورة في وادي إضم، وقرية لبني عاصم بمنطقة السايلة.
- القريع من قرى الشورة في وادي إضم.
- القرين من قرى وادي إضم بمنطقة الليث، لآل معافا، وللعصمان.
- القزعة من قرى وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة، لآل معافا، وآل حسان، وآل عزيزة.
- القزيعة من قرى أبا النعيم من بني مالك في محافظة الطائف.
- قشعة من قرى الصمان من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث.
- القصاء من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- القصرة من قرى بني محمد من أبا المار من بني علي في منطقة الطائف.
- القصية من قرى الثورة في وادي إضم.
- القضاة من قرى بني عبد اللَّه من أبا النعيم من بني مالك في الطائف.
- القطرة من قرى بني عبد اللَّه من بني حرب من بني مالك بمنطقة مهور.
- قفاقيع من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- القلعة من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- القمار من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- قملان من قرى بني عاصم من بني علي من بني مالك بمنطقة السايلة، في محافظة الطائف.
- القنانة من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- قرشة من قرى بني ثابت من حرب من بني مالك في منطقة مهور.
- القويعدة من قرى ضم بمنطقة الليث، للمعالية، وللنعاثلة.
- القهب من قرى الشبان من أبا المار من بني علي بمنطقة الطائف.
- الكظامة من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- الكفو من قرى بني هلال في الجائزة.
- اللبيطة من قرى العصمان من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث.
- اللجة من قرى بني عفيف من أبي الخير وادي إضم.
- ذي لحيان من قرى آل حسان من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث.
- لحية من قرى بني عفيف من أبي الخير وادي إضم.
- المحاصيد من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- المحامدة من قرى المحامدة من بني عبيد من بني علي بمنطقة القاع في الطائف.
- المحولة من قرى آل معافا في منطقة الليث.
- مخافة من قرى العصمان في وادي إضم بمنطقة الليث.
- المخاليف من قرى الفقهاء في وادي إضم.
- مختر من قرى آل حسان بمنطقة الطائف.
- مخراق من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- المدارة من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- المدرة قرية لآل حسان، وقرية لآل عزيز، في منطقة الطائف.
- مديد القرن من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- المديرا من قرى آل حسان في وادي إضم بمنطقة الليث.
- مذيع من قرى آل حسان من أبا الحارث من حرب في وادي إضم.
- المربا من قرى الجائزة في محافظة الطائف، وهناك المربا شيخها إبراهيم الفضلي، والمربا شيخها أحمد المالكي، والمربا شيخه سالم بن منديل، والمربا شيخها محمد المالكي.
- المروة من قرى بني مالك في منطقة الطائف؛ والمروة من قرى بني عامر.
- المزرع من قرى العصمان من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث.
- المسايبة من قرى بني دهيس من أبا النعيم من بني مالك في محافظة الطائف.
- المسَّلحة من قرى بني دهيس من أبا النعيم من بني مالك في محافظة الطائف.
- مشاجيب من قرى آل معافا في وادي إضم.
- المشاقيق من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- المشاييخ من قرى بني رباح من بني ثعلبة من بني عمرو في محافظة الطائف.
- المشماس من قرى الثورة في وادي إضم.
- المشهق من قرى بني عبد اللَّه من أبا النعيم من بني مالك في محافظة الطائف.
- المصاقبة من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- المعاقبة من قرى العصم من بني عمرو في وادي بَوَاء بمحافظة الطائف.
- المعلاة من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- مغمق من قرى الفقهاء في منطقة الطائف.
- المفاتيح من قرى بني حرب من بني مالك بمنطقة الطائف.
- المفقرة من قرى بني دهيس من أبا النعيم من بني مالك في محافظة الطائف.
- المقصرة من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- المقلع من قرى بني سعد من بني علي بمنطقة عردة في محافظة الطائف.
- مقيقان من قرى النعائلة من بني ثابت من بني حرب في وادي إضم.
- الملحة من قرى بني عمرو من بني مالك، ومن قرى آل حسان من أبا الحارث من حرب في منطقة الطائف.
- الملد من قرى الشبان من أبا المار من بني علي من بني مالك بمنطقة الطائف.
- ملهط من قرى آل عزيزة في وادي إضم.
- المنقب من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- موردة من قرى بني مالك في منطقة الطائف.
- موقد من قرى بني عبيد من بني علي بمنطقة بثرة.
- المهادية من قرى بني عبد اللَّه من أبا النعيم من بني مالك في محافظة الطائف.
- مَهور من مناطق الطائف، أهلها من بني حرب من بني مالك من بجيلة.
- نولة من قرى المحامدة من بني عبيد من بني علي بمنطقة القاع في الطائف.
- الهبار من قرى بني دهيس من أبا النعيم من بني مالك في محافظة الطائف.
- الهزعة من قرى العصمان من أبا الحارث من حرب من بني مالك في وادي إضم بمنطقة الليث في إمارة مكة المكرمة.
- المهملة من قرى بني عبد اللَّه من أبا النعيم من بني مالك في محافظة الطائف.
- الهولة من قرى بني دهيس من أبا النعيم من بني مالك في محافظة الطائف.
- هيفان من قرى آل معاف في وادي إضم بمنطقة الليث.
- الواردة من قرى قريش من أبا النعيم من بني مالك في الطائف.
- الواصل من قرى الثورة في وادي إضم.
- الوحشة من قرى بني عبيد من بني علي من بني مالك بمنطقة بثرة في بلاد بني مالك في إمارة الطائف.
- ود من قرى بني عبيد من بني علي بمنطقة بثرة في بلاد بني مالك.
- الوسطا من قرى بني حشر من أبا المار من بني علي في إمارة الطائف.
- وشل من قرى آل فقرة في وادي إضم.
- الوعير من قرى البناة من أبا النعيم في محافظة الطائف.
- الوهباء من قرى الوهبا من بني عمرو في وادي الأنان.
- الوهسة من قرى بني عاصم من بني علي بمنطقة الطائف.
العقيلات
ما ذكره المؤرخون عن العقيلات
(*)
أولًا: ما ذكره إبراهيم المسيلم في كتاب العقيلات:
قال: اسم أطلق على جماعة من أهل القصيم ترددًا على أسماع الناس خلال القرن الثالث عشر الهجري، تجارًا للمواشي من الإبل والخيل، اتخذوا من الشام ومصر والعراق سكنًا لهم يروحون ويغدون بقوافلهم ولم يكونوا بتكويناتهم التي عرفوا بها ينتمون إلى قبيلة عربية واحدة، وإنما هم خليط من القبائل العربية التي تحضرت وسكنت منطقة القصيم والبلاد المجاورة لها يجتمعون حول كلمة (عُقيل)، يقول المؤرخون:
عقيل جماعة من أهل نجد
(1)
كانت تعيش في العراق والشام ومصر، وكانت تجارتهم الرئيسية المواشي خاصة الإبل والخيل، لهم ذكر عظيم في التاريخ، حتى كان جانب الكرخ من بغداد يسمى (صوب عقيل) أي جانب عقيل.
خلال القرن الثاني عشر والقرن الثالث عشر الهجري
(2)
، وأثناء حكم المماليك ساد العراق جو من الصراع وخاصة خلال الفترة 1188 - 1246 هـ، بين المماليك وحكام فارس الذين كانت لهم أطماع تاريخية في العراق، كانت فرق عقيل أهل نجد تقف سدًا منيعًا أمام أطماع الفُرس.
(*) العقيلات هنا ليست قبيلة بالمعنى المعروف ولكنها جماعة تشترك في نشاط واحد.
(1)
الأمثال العامية في نجد، الشيخ محمد بن ناصر العبودي ص 844 - 845.
(2)
مختصرًا مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود، ص 4 - 5 - 6.
وجاءت أحداث عام 1192 هـ/ 1777 م
(1)
تؤكد دور عقيل في جماعة بغداد حينما قام صراع بين عبد اللَّه باشا والي بغداد وبين حسين باشا والي كركوك الذي انتقد الوالي عبد اللَّه على تهاونه في محاربة العجم وإخراجهم من البصرة وانصرافه إلى الملذات وتسلط العجم داخل بغداد على مقدرات الحكم حيث استطاع فريق منهم أن يبسط نفوذه على الوالي، فزينوا له حب الشهوات وجمع المال فانغمس فيها تاركًا للفُرس السيطرة على مقدرات البلاد، فاغتنموها فرصة واحتلوا البصرة.
فأوعزت الدولة العثمانية إلى حسن باشا والي كركوك بالهجوم على الفرس في المناطق المتاخمة لحدود منطقته في محاولة لشغلهم، وللسيطرة على الموقف حتى تأتي النجدات لإنهاء احتلال البصرة، لكن حسن باشا وجد نفسه يحارب في معركة خاسرة، وكان ينتظر إمدادات من والي بغداد، لكن الخير لم يقدم له يد المساعدة، فكتب للدولة يخبرها وأرسل السلطان عبد الحميد الأول، سليم باشا عام 1192 هـھ/ 1777 م إلى بغداد المساعدة الوالي على استعادة البصرة، لكن الفرس استطاعوا أن يبسطوا نفوذهم عليه، فانغمس في الملذات هو الآخر، المال، وبذلك انصرف عما جاء من أجله، وبدأ يخطط مع كريم خان زعيم الفرس، وبعض الموجودين من مواليه في بغداد للاستيلاء على الحكم، وعندما علم حسن باشا والي كركوك بهذا الأمر جهز جيشًا لتخليص بغداد من الولاة والفرس، ويكون بجيشه درعًا واقيا حول بغداد لصد الهجوم القادم من الشمال الشرقي لبغداد.
وعمت الفوضى بغداد، وقتل الوالي عبد اللَّه باشا، وكثر القتل والسلب والنهب، ووقفت جيوش حسن باشا خارج بغداد، تحارب في جبهتين: الفرس من خلفهم بجيوشهم، وسليم باشا والفرس وبعض الموالين لهم داخل بغداد وكانت هناك فرقتان من الجيش المساند والمرابط حول بغداد: فرقة عقيل أهل نجد، وفرقة آل عبيد بقيادة الأمير محمد بن عبد اللَّه بن شاوي، وقفت على الحياد ولم تدخل في هذه الصراعات.
(1)
نفس المصدر، ص 7 - 8 - 9.
واجتمع أهل بغداد
(1)
ومعهم عقيل أهل نجد، ومحمد بن شاوي وقومه يتدبرون أمرهم، وكتبوا للوالي حسن باشا في كركوك يطلبون إليه الحضور بنفسه لإيجاد حل لهذا الصراع، وفوض أهل بغداد فرقة عقيل أهل نجد بالوقوف بين الفرقتين المتحاربتين، وفرض هدنة لمدة شهر حتى يحضر الوالي حسن باشا ويأتي أمر الدولة في تعيين وآل جديد لبغداد بدلا من عبد اللَّه باشا، وتمكن عقيل من فرض الهدنة على المتحاربين، حتى تفصل الدولة في أمر تعيين وآل جديد لبغداد.
وجاء في أحداث عام 1201 هـ/ 1786 م
(2)
"اشتد الصراع حول الحكم في بغداد، لكن عرب نجد المعروفين بعقيل صدوا الغزاة عن بغداد وحفظوا الجانب الغربي منها، فشكرهم الوزير حسن باشا على ذلك، وكافأ أكابرهم على غيرتهم وهمتهم.
وإذا رجعنا إلى أقوال المعاصرين من العقيلات نجد أنهم قد عرفوا أسماء شخصيات من أهل القصيم لمعت على رئاسة القوافل التجارية وقوافل الحجاج في الشام ومصر والعراق.
ومن هنا ندرك أن العقيلات لم يقتصر دورهم على تجارة المواشي من الإبل والخيل، وإنما كان لهم دور كبير في تنمية التجارة بين بلدانهم والبلاد العربية المجاورة ومتعهدين لقوافل الحجاج.
يضاف هذا كله إلى دورهم الرئيسي داخل الجيوش العثمانية محاربين شاركوا الولاة العثمانيين في إخماد الفتن وصد الغزاة الطامعين عن البلاد العربية التي اتخذوها مقرًّا لإقامتهم، وهذا الدور يماثل تلك الأدوار التي قام بها أمراء العرب وأمراء قبيلة عقيل التي شرحناها في مكان آخر خلال القرون القديمة الماضية.
من هذا كله نخرج بحقيقة تقودنا إلى أن هناك علاقة ما تربط هؤلاء القوم بأسلافهم وتدلنا على أن اسم (عُقيل) يطلق على أهل نجد بصفة عامة.
(1)
مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود، ص 10 - 11.
(2)
نفس المصدر ص 15.
يقول المؤرخ إبراهيم بن صالح بن عيسى
(1)
في عام 1258 هـ قتل سليمان الغنام رئيس (عقيل) أهل العارض في بغداد وهو من أهل ثادق، وفي هذه السنة قتل على السليمان رئيس (عقيل) أهل القصيم، قتله محمد نجيب باشا والي بغداد وصار رئيس أهل القصيم من بعده في بغداد محمد التويجري.
وعاد الكثير من أهل نجد إلى موطنهم الأصلي واستقر أهل القصيم في مدينة بريدة يمارسون التجارة التي خبروها واستمر فريق منهم يمارسون تجارة المواشي من الإبل والخيل يخرجون بقوافلهم يتزعمهم أمير يختارونه من بينهم، وبقيت أعقابهم في تلك البلدان تجارًا ربطوا أعمالهم بالوكلاء الذين استقروا في مدن المملكة المختلفة، وأصبح الكثير منهم من أهل الحل والعقد في بلدان القصيم، وقد حارب الكثير منهم واستشهد في موقعة المليداء عام 1308 هـ/ 1891 م.
كان القصيم حتى عام 1315 هـ لا يزال يخضع لحكم آل رشيد، بزعامة الأمير محمد بن عبد اللَّه بن رشيد، وفي شهر رجب 1315 هـ/ 1897 م، توفي محمد وتولى الحكم من بعده عبد العزيز بن متعب بن رشيد، الذي ساد حكمه جو من الرهبة والخوف، وتسلط على مقدرات القصيم وأهله، ففرض (خاوات) ضرائب على التجار والزراع وأصحاب القوافل، حتى ضاق الناس من حكمه وبدأوا يتلمسون مخرجًا من ذلك.
وقد تمكنت مجموعة من أهل القصيم من تخليص سجناء آل مهنا من سجن حائل وتهريبهم إلى الكويت عام 1317 هـ/ 1899 م لينضموا إلى المهاجرين من أهل نجد، ويجتمعوا إلى عبد العزيز آل سعود الذي بدأ يخرج في غزوات شاركهـ فيها أهل نجد المقيمون في الكويت وتمكن في إحدى غزواته من احتلال الرياض عام 1319 هـ/ 1902 م واجتمع أهل القصيم يتدارسون الأمر، وكان الشاعر محمد العوني موجودًا في الكويت، يحضر مجالس الأمراء، وفي ليلة من الليالي تأخر عن الحضور على غير عادته، وفي الليلة التالية حضر، فسألوه عن سبب تأخره فأجابهم لقد كنت في طريقي إليكم، عندما سمعت أحد الإبل في حوش
(1)
بعض الحوادث الواقعة في نجد ص 166 - 167.
(فلان) رجل سماه، تحن حنينًا ينفطر له القلب، وقفت أستمع إلى الناقة وهي تجول وتصول في الحوش، وقد أوحى لي بقصيدة (بدأ يتلوها عليهم)، وبعد انتهائه منها بادرهم بقوله: من يستعد بإيصال هذه القصيدة إلى العقيلات بالشام، فأبدوا استعدادهم وكلفوا الشاعر علي الحميدة بهذه المهمة.
يقول واحد من المعاصرين -نقلًا عن عبد الكريم الجاسر- الذي كان موجودًا مع العقيلات في الشام - وصل إلينا علي الحميدة والعقيلات كعادتهم مساء في سوق الحميدية، وهو ما جاء اسمه في القصيدة (سوق العصر)، وكان الحضور: عبد الكريم الجاسر - علي الجاسر - حمود البراك - محمد الشوبهي - منصور الجربوع - محمد الرشيد - يحيى الشريدة - إبراهيم الشريدة، وغيره من العقيلات، وتليت عليهم القصيدة التي سماها (الخلوج) وهي الناقة التي فقدت وليدها:
قصيدة الخلوج للشاعر محمد العوني
خلوج تجز القلب باتلي عوالها
…
تكسرت بعبرات تحطم سبالها
تهيض مفجوع الضمائر بحسها
…
لا طوحت بالصوت تزايد هجالها
له قلت يا ناق كفي عن البكا
…
لا تهيجين النفس فيما جرا لها
تبكين فرقًا حقة شدة العرب
…
ضاعت يومين البوش وإلا شمالها
وإلا أنا يا ناق ما تعدد مصايبي
…
ولا علتي تبرأ ولا ينشكا لها
لو البكا يا ناق عني يحلها
…
بكيت بيض أيامها مع ليالها
لو البكا يا ناق يرجع لي الغائب
…
بكيت لين النفس تلحق زوالها
أبكي على ما صاب ربعي وما جرا
…
وأبكي على فتخان الأيدي زلالها
أبكي على دار ربينا بجالها
…
معلومها خشم الرعن من شمالها
ومن شرقها طعسين إلا راخم تحدها
…
بين اللواء والسر ما أطيب سهالها
دار بنجد جنة كان قبل ذا
…
من صكته غير الليالي عنالها
وصفه من الخفرات بيضًا عفيفة
…
يفوق كل البيض باهر جمالها
حسودها يفضي إلى مر حولها
…
من خوفة أعمال تربوا بجالها
هي أمنا وحلو مطعوم درها
…
غذتنا وربتنا وحنا عيالها
برور بنا مامثلها يكرم الضنا
…
وصول بنا لكن نسينا وصالها
تلقي علينا الجوخ والشال فوقنا
…
وهي عارية تبكي ولا أحد بكالها
ولحد جزع من صيحته يوم سلبت
…
ولحد نشد من بعدنا وش جرالها
قلت آه وأويلاه واخيبة الرجاء
…
كيف أمنا تهضم وحنا قبالها
يا طراش من فوق سراقة الوطاء
…
هميم إلى سارت ذعرها ظلالها
حائل ثمان سنين ما مس خلفها
…
ولا بركت للحمل جملت حيالها
إذا بداء لازم قلت شدها
…
واضبط عن الغرات مقضب حبالها
لا تعتني بالخرج ما ذيب خزته
…
خذ قربتك واجعل ذهابك عدالها
أوصيك يا مرسال بالسير والسراء
…
واحذرك نوم الليل عينك تنالها
إلى سرتها عشر وخمس مغرب
…
مرواحك (الميدان) منها تمالها
إلى جيت سوق العصر تقابلك غلمه
…
تخثع بزبنات (البرسيم) نعالها
يقولون لك يا صاح عطنا علومك
…
بلدان نجد عقبنا وش جرا لها
قل كل بلدان (القصيم) ومن حولها
…
كل (ديرة) زمي دون جالها رجالها
إلا أمكم من عقبكم تندب الثري
…
تبكي على الماضين واعزتا لها
لعبوا بها الأجناب لا رحم حيكم
…
والبيض بالبلدان شتت لحالها
شيبانكم تضرب على غير موجب
…
من عقب جبر الجاه تضرب سبالها
أولاد علي اليوم ذا وقت نفعكم
…
ولا الفتى غير الثناء من نوالها
أولاد علي اليوم ماهوب ياكر
…
قوموا بعزم الليث ماضي فعالها
لا تتبعون الهون والعجز والعساء
…
أو ربما أو ليت يتعب سؤالها
قوموا برأي اللَّه واقضوا ديونكم
…
أنتم هل القالات منتم رذالها
وذي قالت ما ينطحه كود نادر
…
أولاد علي من بكم قال أنالها
حتى إذا جاء البيت الذي يقول فيه:
وذي قالت ما ينطحه كود نادر
…
أولاد علي من بكم قال أنالها
صاح الحاضرون معه، نحن لها، يقول عبد الكريم الجاسر: "ردد الحاضرون (عزة أولاد علي) وتجمع العقيلات في شبه مظاهرة حملوا فيها الأعلام وطافوا في شوارع دمشق وتجمع 1200 مقاتل من العقيلات، بدأوا يصفون أعمالهم واشتروا الأسلحة والذخيرة وخرجوا إلى الكويت عن طريق العراق، وأرسلوا رسلا إلى العقيلات الموجودين في بغداد وفلسطين ومصر يحملون القصيدة.
وعندما وصلوا الكويت كان عدد المحاربين يزيد على ثلاثة آلاف محارب، أرسلوا رسلهم إلى عبد العزيز آل سعود يبلغونه بخروجهم من الكويت وتواعدوا على اللقاء بالوشم، وانضموا إلى جيوش عبد العزيز متجهين إلى القصيم، وبعثوا رسلا إلى القصيم يبلغون الزعماء الموجودين بوصولهم وتواعدوا على اللقاء وكانت موقعة البكيرية في غرة شهر ربيع الآخر 1322 هـ/ 1904 م.
ومعركة البكيرية تعد من المعارك الفاصلة في تاريخ الحروب بين آل رشيد وعبد العزيز آل سعود، تمكن فيها من القضاء على عدد كبير من الجيوش التركية التي كانت تحارب إلى جانب آل رشيد، الذين قتل أيضًا عدد من زعمائهم، وعندما أراد عبد العزيز الصلح وهو منتصر، بعث إلى ابن رشيد فهد الرشودي من أعيان مدينة بريدة -ليعرض الصلح- وحقن الدماء، لكن عبد العزيز بن رشيد لم يقبل وكان رده لعبد العزيز آل سعود أن من يريد حكم نجد لا يضجر من الحروب، واللَّه لا صلح إلا بعد أن أخرب بريدة وعنيزة والرياض، وطال المقام في الشنانة فتقدم أحد الأمراء من إخوة عبد العزيز آل سعود يطلب إلى الشاعر محمد العوني -شاعر القصيم- إلقاء قصيدة حماسية لتشجيع المحاربين. ودقت طبول العرضة النجدية، وبدأ الشاعر يقول:
مني عليكم يأهل العوجاء
(1)
سلام
…
واختص أبو تركي عمي عين الحريب
يا شيخ باع الصبر من طول المقام
…
يا حامي الوندات يا ريف الغريب
اضرب على الكايد ولا تسمع كلام
…
الغر بالقلطات والرأي الصويب
جونا وجيناهم كما دولة نظام
…
يوم (البكيرية) وخبرك بالشعيب
أكرم هل العوجاء مدابيس الظلام
…
هم درعك الضافي إلى بار الصحيب
أولاد علي دورهم يوم العتام
…
يحمون نار الحرب في حامي اللهيب
عينك إلى سهرت يعانون المنام
…
سم لغيرك وأنت لك مثل الحليب
لا عسكر البارود وأحمر الكتام
…
تلافحت بأذيالها شهب السبيب
واللَّه ما يجلي عن الكبد الملام
…
إلا النيامس يوم تسمع له نحيب
كان عبد العزيز في خيمته، فلم يتمالك نفسه وهو يستمع إلى ما يقوله الشاعر، حتى خرج إلى الحرب وأذن بدق طبول الحرب، وهكذا كانت معركة الشنانة.
وإذا كانت موقعة المليداء في 13 جماد الثاني 1308 هـ/ 4 يناير 1891 م، التي هزم فيها أهل القصيم ثم هجرة آل سعود واستقرارهم في الكويت عام 1310 هـ، هذه الموقعة التي لم تترك بيتًا لم يفقد منه محارب.
فإن معركة البكيرية في الأول من شهر ربيع الثاني 1322 هـ/ 15 يونيو 1904 م، تعد من المعارك الرئيسية في تاريخ الحروب بين آل سعود وآل رشيد، الذي أمكن فيها القضاء على بعض الزعماء من آل رشيد وكسر شوكة القوات التركية التي كانت تحارب معهم.
ثم تأتي موقعة الشنانة في شهر رجب 1322 هـ/ سبتمبر 1904 م وقد أجمع المؤرخون على أن هذه الموقعة هي القسم الثاني من موقعة البكيرية التي أمكن فيها القضاء على جنود الدولة العثمانية، وفر البعض منهم مع ابن رشيد، وهام البعض الآخر في الفيافي والقفار، واستسلم الباقون إلى عبد العزيز آل سعود.
(1)
أهل العوجاء: آل سعود.
يقول الشاعر محمد الصغير وقد حضر موقعة البكيرية، وهو من الشعراء المعروفين بالقصيم:
يوم جا العسكر تزاحم طوابيره
…
والمدافع جامع كل أوانيها
جاه جمع (عقيل) هدم مفاجيره
…
ما حلى ضرب النمش في علابيها
من تولوا لابتي ض اع تدبيره
…
سلة القصمان ما أحد يناجيها
بأمر شيخ وافيات سوابيره
…
ما حضر هية وانثنى فيها
واستمر أهل القصيم بصفة عامة، والعقيلات بصفة خاصة يحاربون في صفوف عبد العزيز آل سعود، وكانوا في مقدمة الجيوش التي شاركت في حروب عبد العزيز مع آل رشيد ابتداء من موقعة البكيرية والشنانة وروضة مهنا (18 صفر 1324 هـ/ 13 أبريل 1906 م) التي قتل فيها عبد العزيز بن رشيد حتى سقوط حائل في شهر صفر 1341 هـ/ أكتوبر 1922 م، وعندما قتل عبد العزيز بن رشيد في روضة مهنا حمل أحد العقيلات، وهو سالم السويل رأسه على راحلته ودار به على مدن القصيم.
وكان الشاعر محمد العوني أكثر صلة بالعقيلات من غيره من الشعراء فلا يترك مناسبة إلا وقال شعرًا، يزيدهم حماسًا ويشجعهم على تحمل مشاق الطريق، ومن قصائده:
يا ركب يللي من عقيل تعلوا
…
أكوار كوم كاملات الكلايف
شوق شناق الهجين بشوقها
…
بحس الحداوي واختناق السقايف
وساع مقافيها أعراض متونها
…
فج النحور أرقابها كما العسايف
شبهتها بالليل وإن صرمت بكم
…
توابيت كدري القغطاء والوصايف
يا ركب ريفي وأقبلوا جانبي
…
إن كان راضات التقا شرب كايف
اسمعوا مني كلامي ومقصدي
…
أقول للعراف وش أنت شايف
يا كيف يا صبري عن فراق عزوتي
…
والدمع من عيني على الخد ذرايف
وداعة مني ياهل العيس مرسله
…
تجلي صداء قلب من الضم عايف
تصبروا يا ركب وانسوا ما مضى
…
ولا تأخذون أموركم بالحسايف
وبعد عزيزي القارئ هؤلاء هم العقيلات، ولعلنا من خلال سيرتهم ورحلاتهم نتعرف عليهم أكثر فأكثر، وتلك صفحة من صفحات التاريخ الخالد تسجل لهذه الفئة التي لم تنل حظها من المؤرخين.
المجلس العرفي
توارث العقيلات المجالس العرفية عن القبائل العربية القديمة، والتي تجددت مع الزمن عندما عرفت أحلاف القبائل خلال القرن العاشر الهجري، فكانوا يعتقدون في حل قضاياهم على المجلس العرفي، وهي عادة عربية لها حيثيات وأحكام، فإذا ما انتهى المجلس إلى حكم فإنه يستحيل على أحد المتخاصمين أن ينقض هذا الحكم، فإن صدوره يعني إلزام المدعي عليه، وكفيله أو حليفه بتنفيذ هذا الحكم.
ولا تعقد هذه المجالس إلا في وقت الحاجة إليها، فإذا تخاصم أحدهم ضد الآخر، فإنه يتقدم إلى أمير القافلة بشكوى مشفوعة برغبته في اختيار شخص يثق في حكمه وحيدته ليكون هو الحكم في هذه القضية، ويستدعي الأمير المشكو منه، ويعرض عليه رغية خصمه في شخصية (الحكم)، فإذا قبل كون الأمير مجلسًا عرفيًا - هو رئيسه، وبحضور الحكم وشاهدين، يجلس الخصمان وكل يدلي بدعواه، فإذا انتهى النقاش، وتقديم البراهين في المظلمة، يصدر الحكم وبهذا تنتهي المشكلة.
ومن الجائز أن لا تنتهي القضية في جلسة واحدة، وتعتبر الجلسة مفتوحة كل يدلي بدعواه وشهود حتى يعلن الأمير انتهاء الجلسة. وإذا انقضى المجلس بعد صدور الحكم لا يحق للمحكوم عليه أن يتظلم من هذا الحكم، ومن العادة أن لا يكتب بين المتخاصمين مخالصة، وإنما يكتفي بشهادة الشهود والحكم (وحضور أمير القافلة).
ومن العقيلات الذين تصدروا لمثل هذه الأحكام وعرفوا بالحيدة وصواب الحكم في حل هذه القضايا مثل:
محمد الأحمد الرواف - عيسى الرميح - محمد العلي الشويهي - محمد العبد اللَّه البسام - صالح السليمان المطوع - يحيى العبد الرحمن الشريدة -
إبراهيم السليمان الجربوع - مسلم البراهيم الفرج - محمد العلي الفايز - سليمان المحمد الصبيحي، وغيرهم.
وقد كانت هناك قضية بين خصمين وقد أصدر فيها حكمًا محمد الأحمد الرواف، لكن المدعي عليه تظلم لدى فضيلة الشيخ عمر بن سليم قاضي مدينة بريدة، وعند عرض تفاصيل الحكم عليه، قال له الشيخ عمر: لقد اجتهد محمد الرواف وطالما أنكم ارتضيتم به حكمًا فالعبرة بما يرتضيه المتخاصمان.
يقول أحد المعاصرين من العقيلات وهو سليمان الناصر الوشمي: "كانت هناك قضية بين إبراهيم السليمان الجربوع، وأحد العقيلات وقد اختير مسلم البراهيم حكمًا في هذه القضية، وقد جلس إلى المتخاصمين وأصدر حكمًا ارتضاه الطرفان".
كانت هناك قضية بين مسلم البراهيم وسعود النجيدي، وقد اختير إبراهيم السليمان الجربوع، وأصدر حكمه في هذه القضية.
نقول إن صدور مثل هذه الأحكام من هؤلاء الأشخاص إنما تصدر عن حيدة ودراية وإن لم يكونوا قد درسوا الأحكام القضائية وأخذوا إجازة فيها تجعل هذه الأحكام مقبولة شرعا، وإنما هو اتفاق (عرفي) سار عليه الأوائل وأصبح تقليدًا لم يعارضه القضاة الشرعيون لثقتهم في الأشخاص، وتراضي الطرفين المتخاصمين.
دخول البلاد العربية
منذ أيام الجاهلية الأولى، وحتى بعد ظهور الإسلام، لم يكن هناك ما يحد من تنقلات القبائل، سعيًا وراء المرعي، أو بحثًا عن الاكتيال في البلدان المنتجة للطعام. على أن الحدود قد عرفت بين القبائل وبعضها فهذه مساكن عنترة، وهذه لشمر، وهذه لعتيبة، وهذه لمطير، وهذه لحرب، وقحطان، وتميم، وغيرها من القبائل.
وقد حددت بالأحلاف التي عقدتها للقبائل مع بعضها البعض، فكانت القبائل في الجزيرة العربية تنتقل إلى المراعي المخصبة في الشتاء، فيما عرف ببلاد ما بين النهرين، وبلاد الشام وصحراء سيناء والصمان، والدهناء والنفود الكبير،
ثم تعود في الصيف إلى موارد المياه، وبهذه الأحلاف أمكن لقبيلة أن تقطن مع حليفتها على مورد واحد، إذا ما أجدبت أرض القبيلة الأخرى.
حتى إذا جاء الإسلام، لم يعدل من هذه الأحلاف، وإنما بقيت معترفًا بها حيث تكون حامية لقوافل التجارة وقوافل الحجاج، وتنقل هذه القبيلة إلى القبيلة الأخرى لتبادل المنفعة. وعندما جاء الحكم العثماني خلال القرن العاشر الهجري، كانت القوافل تروح وتغدو إلى أي بلد، دون أن تسأل عن هويتها، وإنما سنت تعليمات لأخذ الجباية مقابل البيع والشراء، تدفع لحكام هذه البلاد أو تلك.
حتى إذا حل القرن الرابع عشر الهجري، واندلعت الحرب العالمية الأولى والثورة العربية ضد الحكم التركي، كانت بعض القبائل العربية من الجزيرة العربية تشارك في هذه الثورة والقوافل التجارية تدخل وتخرج إلى البلدان العربية المجاورة دون أن تسأل عن هويتها
(1)
.
وعندما أعلن عبد العزيز آل سعود نفسه سلطانًا على نجد وملحقاتها ومتصرفًا على الأحساء عقد معاهدة القطيف بينه وبين الحكومة الإنجليزية عام 1334 هـ/ 1916 م، وجاءت موافقة الحكومة العثمانية على احتلاله على الأحساء اكتسبت بهذه الاتفاقية الصفة الدولية التي تحق له إصدار تصاريح لدخول وخروج مواطنيه وتحديد هويتهم.
ويقول أحد المعاصرين من العقيلات: قبل افتتاح مكاتب لعبد العزيز في الشام ومصر كان هناك وكيل له في الشام ومصر، وبعض البلدان الأخرى يصدرون تصاريح وتعريفا بالمواطنين للتنقل بين الشام ومصر والعراق وغيرها من البلدان.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى عقدت معاهدة (المحمرة) عام 1340 هـ/ 1922 م تلاها بروتوكول (العقير) بين عبد العزيز بصفته سلطانًا على نجد وملحقاتها والحكومة البريطانية بصفتها الوريث للحكم التركي على العراق، وهذه المعاهدات عنيت بشكل خاص بشئون القوافل وتنقل الأفراد والقبائل العربية من وإلى الجزيرة العربية خاصة بعد تغيير الأوضاع السياسية وفرض الانتداب على
(1)
سليمان العبد الرحمن الهدية.
البلدان العربية المجاورة كان دخول العُقيلات على هذه البلدان بتصاريح خروج من الحدود التي عرفتها هذه المعاهدات وتصاريح دخول تتيح لهم التنقل بحرية.
ونظرًا لوجود عدد كبير من العقيلات في الشام ومصر والعراق استوطنوا هذه البلاد تجارًا للمواشي من الإبل والخيول، ومقيمين يعملون بالتجارة ووكلاء للتجارة في مدينة بريدة.
كتب عبد العزيز آل سعود إلى جماعة أهل بريدة رسالة
(1)
بتاريخ 29 ذي القعدة 1340 هـ/ 24 يوليو 1922 م يطلب إليهم فيها ترشيح اثنين من العقيلات الذين يقيمون في سوريا ومصر لتعيينهما وكيلين له (قناصل) معتمدين لرعاية مصالح الدولة التي بدأت تزدهر ثم رعاية مصالح الجاليات الموجودة في هذه البلدان، ويكونون أداة اتصال بين عبد العزيز والحكومة الفرنسية والبريطانية.
يقول أحد المعاصرين: اقترح جماعة أهل بريدة على عبد العزيز آل سعود تعيين سليمان العلي المشيقح في دمشق وفوزان السابق في مصر، وهما من كبار تجار العقيلات المقيمين في هذه البلدان، والمشهود لهما بالكفاءة والمقدرة، وقد عينوا من قبل عبد العزيز معتمدين باسم سلطان نجد وملحقاتهما، وكانت التصاريح تصدر تحت عنوان سلطنة نجد وملحقاتها، وبدأ الوكلاء يؤدون دورهم كأول معتمدين من العقيلات لسلطنة نجد وملحقاتها.
وبعد فتح الحجاز عقدت معاهدة بين عبد العزيز بصفته ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها وبين الحكومة البريطانية عام 1345 هـ/ 1926 م أعقبتها معاهدات مع الحكومة الفرنسية واعترافات من أكثرية الدول الأجنبية، فأصبحت التصاريح تصدر تحت عنوان معتمد مملكة الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها، ونتيجة لهذه المعاهدات أصبح دخول (العقيلات) إلى البلاد العربية التي جزأها الاستعماران البريطاني والفرنسي بتصاريح خروج يحصلون عليها من الحدود، وإذا دخلوا إلى عمان وأرادوا السفر إلى سوريا فإنهم يذهبون إلى القنصلية الفرنسية
(1)
نص الرسالة منشورة بالعدد الخاص باليوم الوطني جريدة المدينة العدد 38 بتاريخ 23 القعدة 1401 هـ/ 25 سبتمبر 1981 م مع مقال كتبه الأستاذ عبد الكريم العبد اللَّه المشيقح وهو أحد أعيان بريدة، وقد اطلعت على هذه الرسالة من كاتب المقال.
للحصول على تصريح للتجول داخل سوريا ولبنان، أما القاصد إلى فلسطين ومصر فإنه يذهب إلى مكتب المندوب السامي البريطاني في عمان ويحصلون منه على تصاريح تعطيهم حرية التنقل بين هذه البلدان.
وقد حصلت على نموذج من التصاريح يحمل رقم 49 تاريخ 24 آب (أغسطس) 1926 م/ 13 صفر 1345 هـ مملكة الحجاز وسلطنة نجد وملحقاتها:
الاسم: الشيخ عبد اللَّه العلي المشيقح.
السن: 40 عامًا.
محل التولد: نجد.
محل الإقامة: نجد - مصر - الشام.
وبعض المعلومات الأخرى وتوقيع معتمد مملكة الحجاز وسلطنة نجد وملحقاتها في سوريا سليمان العلي المشيقح: يقول أحد المعاصرين: قبل افتتاح هذه المكاتب كان هناك وكلاء لعبد العزيز بن سعود من العقيلات المقيمين في هذه البلاد مثل عبد اللَّه الحليسي وسليمان المشيقح في سوريا وفي عمان: محمد الكحيمي وفي غزة بفلسطين محمد العلي القفيدي، سليمان الرميح في القنطرة الشرقية - عبد العزيز بن جمعة بالعريش في مصر، وكانوا يصدرون تصريحات السفر باسم سلطان نجد وملحقاتها، ومكتوب فيها: يسهل لحامل هذا التصريح بحرية التنقل والأسفار، ثم أصبحت تصدر من هذه المكاتب تحت عنوان ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها.
وبعد توحيد المملكة العربية السعودية، تحولت هذه المكاتب إلى قنصليات، واستحدثت (جوازات السفر) وصدر تعميم إلى الجاليات السعودية عام 1355 هـ/ 1936 م بضرورة حمل جوازات السفر إثباتًا لجنسيتها السعودية، وقد تم ذلك بالفعل.
وفي ظل هذه الاتفاقيات -إبان الحرب العالمية الأولى والثورة العربية- وما تلي ذلك من اضطرابات، نتيجة احتلال بريطانيا وفرنسا لبعض البلاد العربية، منعت سلطات الاحتلال من دخول الأسلحة أو حملها مع العقيلات، أثناء
دخولهم إلى هذه البلاد، وتعهدت بدفع تعويضات عمن يقتل منهم أو يفقد له متاع، أو إبل، ويثبت ذلك في أقسام الشرطة المحلية، وإذا تعذر الحصول على المفقودات أو المسروقات يتم التعويض.
يقول أحد المعاصرين: صرف للعقيلات عام 1359 هـ من الحكومة البريطانية تعويضًا عن مائة وثلاثين رأسًا من الإبل (دية) لراعي قتل منهم وتعويضًا عن أمتعة وخروج سرقت منهم، فكان التعويض ثمانية جنيهات ذهبية عن رأس الإبل، وألفي جنيه (دية) الراعي المقتول، ومائة وعشرين جنيهًا عن الخروج والأمتعة.
إقامة العقيلات
ذكرنا في فصل سابق تفاصيل هجرات أهالي نجد بصفة عامة، وأهل القصيم بصفة خاصة، إلى البلدان العربية المجاروة، خلال القرن العاشر الهجري/ الخامس عشر الميلادي، بحثًا عن لقمة العيش الشريفة، ومحاربين داخل الجيوش العثمانية، باحثين عن اللؤلؤ في مياه الخليج العربي، وأدلاء للقوافل، وحراس عليها، وتجار يمارسون تجارة الإبل والخيول، واستوطنوا هذه البلاد مكونين أسرًا بمصاهرتهم لأهلها، لهم أعقاب وآثار فيها، مثل مسجد الرواف بالزبير، قهوة النجادا في البصرة، صوب عقيل، وديوانية في بغداد.
ثم تلتها هجرة ثانية في بداية القرن الثالث عشر الهجري/ أواخر الثامن عشر الميلادي، عندما احتلت القوات التركية بعض البلدان في نجد والقصيم وأخذت الكثير من زعماء هذه البلاد، وأقامت عليها أمراء مما دعا مجموعة من أهل القصيم للهجرة إلى الشام ومصر، واستوطنوا في هذه البلاد، ضاحية الميدان في دمشق - دير الزور - الغوطة - حمص - حماه - حلب (في سوريا، بلبيس - الزقازيق - المطرية - حلمية الزيتون - الصالحية - أبو كبير - أبو حماد - كفر نصار - إمبابة - مصر الجديدة (في مصر)، القدس - يافا - اللد - المجدل - العين (في فلسطين - جبل عمان - الزرقا - أربد - الرمثة - البلقاء - الكرك - معان - العقبة (في الأردن).
وقد ارتبطوا في هذه البلدان بالنسب من البدو والحضر على السواء وكونوا مجتمعات خاصة بهم، ولهم عادات وتقاليد خاصة بهم لم ينفصلوا عنها، إنهم
يجتمعون حول كلمة (عقيل) حيث يشاركون في قوافل التجارة، وقوافل الحج، وتجارة المواشي من الإبل والخيول، مع زملائهم من العقيلات، واستمروا في مزاولة مهنة تجارة الإبل والخيول على الرغم من الحروب والمخاطر التي تعرضوا لها في رحلاتهم، وهكذا دخلوا في شتى الحياة، فأقاموا المحال التجارية، وعملوا في مجال الصرافة وتربية الخيول، ووكلاء، وسماسرة وأصحاب عقارات. . . إلخ.
ولم ينسوا في هذه الغربة بلادهم الأصلية، وإنما كانوا على صلة وثيقة بها، يتنسمون أخبارها من خلال القادمين من بني جلدتهم، وإذا دعى الداعي للذود عن حياض بلادهم، تركوا هذه التجارة، وعادوا لتلبية نداء الواجب، كمحاربين لديهم القوة والشجاعة، وسفراء لبلادهم قبل أن تعرف هذه المهنة رسميًا، ووكلاء للحكومة السعودية في بداية عهدها، ووزراء مفوضون، وسفراء بعد ذلك، وتوارث الآباء مهنة الأجداد، والأبناء مهنة الآباء، وقد عاد الكثير منهم إلى الوطن الأم بعد أن نهلوا من ينابيع العلم والمعرفة، والخبرة، حيث شاركوا إخوانهم في العمل على رفعة بلادهم ونهوضها، فوصل الكثير منهم إلى أعلى المناصب الإدارية في المملكة: وزراء وسفراء وضباطًا في الجيش والشرطة، ومختلف الإدارات الحكومية.
وإذا كنا في هذا الفصل نذكر الأسماء، فهي على سبيل المثال والتذكرة، والمعينون هم الآباء والأجداد، أما الأبناء فقد عادوا إلى الوطن في بداية عهد توحيده على يد العاهل الراحل الملك عبد العزيز. ففي العراق: محمد العبد الرحمن الرواف - مهنا الصالح الحسين - علي العبد اللَّه الرشودي - محمد العبد اللَّه الرشودي - محمد العبد الرحمن المسلمان - إبراهيم العبد الرحمن السلمان - محمد الشبل - عبد اللَّه البسام - عبد اللَّه الزامل. وفي (الزبير - البصرة): حمد الشبيلي - سليمان الذكير - علي المحمد السلمان - حمد المحمد السلمان - موسى الرواف - إبراهيم الخميس - عبد اللَّه الخميس - سليمان البراهيم السلمان.
وفي الكويت: صالح العلي اليحيا - سليمان العلي اليحيا - عبد اللَّه اللهيب - عبد العزيز المزيني - عبد الرحمن الشايع - عبد العزيز الشايع - علي
أبو قني - عبد المحسن السيف - سعد العلي أبو قلبي - عبد اللَّه العلي الغانم - فهد الغانم - سليمان الناصر المرشود.
وفي سوريا: عمير الحجيلان - محمد الرشيد - إبراهيم الرشيد - عبد الرحمن الضالع - حمد العباس - محمد الرواف - أحمد الرواف - عبد اللَّه الحليسي - إبراهيم العبد الرحمن الحجيلان - عبد العزيز البراهيم الحجيلان - خليفة العبد اللَّه السعيدان - رميح الذياب المسلم - عبد الرحمن البراهيم المرشود - إبراهيم النجيدي - قاسم الرواف - عبد اللَّه الخليفة السعيدان - عبد الرحمن الحجيلان - علي البراهيم الحجيلان - منصور الجربوع - محمد العلي الشويرخ - رميان الصالح الرميان - سليمان الصالح الجعيشين - صالح المحمد العبد - محمد المحمد السعيد - صالح المنصور الجربوع - سليمان المنصور الجربوع - خليل إبراهيم النجيدي - محمد إبراهيم النجيدي - صالح المحمد السلوم - ناصر الحبيب - إبراهيم المنيف - عبد اللَّه المنيف.
الأردن: عيدان القحص - سليمان السويل - صالح القحص - محمد السليمان السويل - صالح العبد العزيز المديفر - عبد اللَّه العبد العزيز المديفر - عبد اللَّه السليمان السويل - محمد العبد اللَّه المديفر - علي العيد اللَّه أبا الخيل - محمد الزبن - إبراهيم الزبن - علي محمد الدخيل - إبراهيم العبد اللَّه الزعاق - عبد اللَّه الزعاق - محمد العرفج - عبد اللَّه السليمان المشيقح.
وفي السودان: حجيلان العبد العزيز الحجيلان - عبد العزيز المجيدل - محمد البراهيم أبا بطين - محمد الصمعاني - علي الحبلين - عبد الرحمن المجيدل - عبد العزيز الحبلين.
وفي فلسطين: عبد العزيز البراهيم الجاسر - عبد اللَّه البراهيم الجاسر - محمد العبد العزيز الرميحي - إبراهيم البادي - عبد الكريم البادي - صالح القفيدي - محمد القفيدي - سليمان الحسن أبا الخيل - يوسف البادي - عبد العزيز القفيدي - عبد العزيز العثمان العبيد - صالح البراهيم الجربوع - سليمان العبد اللَّه النغيمشي - إبراهيم العضاض - صالح العضاض - محمد العضاض - إبراهيم العبد العزيز الجربوع - صالح العبد العزيز الجربوع - عبد اللَّه أبو هلال - ناصر العودة - فهد الحواس - عبد العزيز الزبيدي - محمد العبد اللَّه المطلق -
داوود النغيمشي - مطيع النغيمشي - فهد المنيف - علي القفيدي - سعود القفيدي - محمد الصالح القفيدي - صالح النغيمشي - محمد العبد العزيز الجاسر - إبراهيم الفالح - أحمد بن دويهي - عبد اللَّه العبد العزيز العبيد - عبد الرحمن النهاني - محمد الزنيدي - عبد اللَّه أبو زيد - سليمان داوود النغيمشي.
قصدت بذلك أن تكون مصر هي المحطة الأخيرة لإقامة العقيلات لعدة أسباب أهمها: أن المهاجرين من أهل نجد -بصفة عامة- وأهل القصيم وهم العقيلات بصفة خاصة، قد حضروا كطلاب علم في الأزهر، وتجارًا عن طريق القوافل، ومتعهدين لنقل الحجاج، ومحاربين في صفوف جيش محمد علي باشا وإبراهيم باشا في فتوحات الشام، وأدلاء على القوافل، وهم الذين تولوا إمداد الجيوش بالتموين والخيول التي أنشأوا لها إسطبلات لتربية تلك الخيول في كل من المطرية وحلمية الزيتون وعين شمس.
يقول أحد المعاصرين لعهد الخديو إسماعيل (1279 - 1297 هـ/ 1863 - 1879 م): "اشتركوا في حفر قناة السويس، متعهدين للإبل والخيول وفي نقل الإمدادات والتموين، وقد كافأهم بأن أقطعهم أرضًا في القاهرة في أحياء عين شمس والمطرية وحلمية الزيتون، أقاموا عليها بيوتًا لهم، وإسطبلات لتربية الخيول".
وإذا عدنا إلى الفتوحات الإسلامية في صدر الإسلام، فإن عمرو بن العاص رضي الله عنه، حينما دخل أرض مصر، ووصل إلى ضاحية العريش، قال قولته الشهيرة:(هذا المساء عيد) وسميت هذه الضاحية باسم المساعيد، فإن أحد العقيلات وهو عبد اللَّه الجميعة قد أقام في هذه الضاحية منذ أكثر من مائة عام، وورثه ابنه عبد العزيز الجميعة، وكان وكيلًا للعقيلات من عام 1340 حتى 1370 هـ/ 1922 - 1950 م، وكيلًا أيضًا للملك عبد العزيز في تسهيل مرور قوافل العقيلات في مدينة العريش.
وإذا عدنا إلى العصر الذهبي لتربية الخيول، كما عرفه المعاصرون، فهو يرتبط بوجود العقيلات الذين أتوا في بداية عهد الخديو عباس حلمي الثاني عام 1320 - 1333 هـ/ 1892 - 1914 م، حينما أنشئ أول مضمار لسباق الخيول، وبرز من العقيلات شخصيات كبيرة عرفت داخل هيئات السباق كمدربين
وأصحاب خيول، وأصحاب إسطبلات في كل من الحلمية والمطرية وعين شمس.
فعلى سبيل المثال: كان هناك إسطبل صعب الصالح في شارع أحمد عصمت بعين شمس، وله خيول دخلت السباق، في موسمي 1919 - 1920 م
(1)
1337 - 1338 هـ، وإسطبل عبد العزيز السابق سنة 1339 هـ/ موسم عام 21 - 1922 م، وإسطبل الشيخ فوزان السابق، بشارع ترعة الجبل بالحلمية عام 1343 هـ موسم عامي 23/ 1924 م حمود المطلق وهو مدرب خيول دخلت خيوله السباق في موسم 1923 - 1924 م.
عبد اللَّه العيسى -وهو مدرب خيول- دخلت خيوله السباق في موسم 1923 - 1924 م، أما صالح الصعب الصالح فله ثلاثة إسطبلات للخيول في شارع أحمد عصمت، فدخلت خيوله السباق في موسم 1927 - 1928 م/ 1347 وركب الخيول (جوكي) هاوي مع الأمير علي خان زعيم الطائفة الإسماعيلية المعروف، عام 1941 - 1942 م أما عبد الرحمن الحجيلان، فهو مدرب خيول عام 1359 هـ، وله خيول دخلت السباق في موسم عام 1939 - 1940 م.
أما محمد العيسى فهو مدرب خيول وله إسطبل في شارع الحلمية عام 1359 هـ وله خيول دخلت السباق في عام 1939 - 1940 م، وعبد العزيز الحجيلان مدرب خيول عام 1359 هـ. وله خيول دخلت السباق عام 1939 - 1940 م.
عبد اللَّه البراهيم أبا الخيل مدرب خيول، وممرن وله إسطبل في شارع ترعة الجبل بالحلمية عام 1361 هـ وله خيول دخلت السباق في موسم عام 1941 - 1942 م.
وقد توارث الأبناء مهنة الآباء، وفي عام 1375 هـ دخل في المهنة محمد فوزان السابق، وسليمان وفيصل الحجيلان، وإبراهيم الصعب وعلي البراهيم الحجيلان وكانت لهم خيول دخلت السباق في موسم عام 1955 - 1956 م.
(1)
منشورات الهيئة العليا لسباق الخيول في مصر ابتداء من 1919 - 1983 م/ 1339 - 1403 هـ.
وكان العلي البراهيم الحجيلان إسطبل في شارع سليم الأول بالزيتون وكان سليمان الحجيلان عضوًا بلجنة التحكيم في لجنة السباق حتى شهر عام 1403 هـ/ 1983 م.
صالح الصعب عضو مجلس إدارة جمعية سباق الخيل في مصر، وعضو بلجنة السباق حتى أبريل 1983 م / 1403 هـ.
وإذا كان الأوائل من العقيلات لهم هذا التواجد في هيئات ولجان سباق الخيول وتربيتها، فلا ننسى الجانب الآخر وهو تجارة الإبل التي مارسها وكلاء لهم، واستوطنوا مصر تجارة ووكلاء ووزراء للحكومة السعودية. فهم: فوزان السابق - صالح الحليسي - سليمان العبد الرحمن الحجيلان - محمد العبد الرحمن التميمي - محمد المديفر - سليمان الرميح - عبد اللَّه الرميح - جلوى الفهد الصقعبي - سليمان البراك - حمود المطلق - علي المطلق - عبد العزيز الحجيلان - عبد العزيز السابق - عثمان الجلاجل - عبد اللَّه البراهيم أبا الخيل - علي البراهيم الحجيلان - محمد البراهيم الحجيلان - عبد اللَّه العيسى - محمد العيسى - صالح البراهيم الحجيلان - علي الفايز صعب الصالح الصعب - محمد أبا بطين - سليمان الحميد - إبراهيم الحميد - محمد الرشيد العمرو - صالح الصعب - إبراهيم الحبيب - محمد جلوي الصقعبي - عبد اللَّه البراهيم الأفندي - سليمان الحجيلان - فيصل الحجيلان - عبد الرحمن الحجيلان - عبد الرحمن الحليسي - إبراهيم الحليسي - عبد العزيز الحليسي - فؤاد الحليسي - فواز العلي الفايز - سعيد الصالح - حمد المنصور الرميح - رميح السليمان - عبد العزيز السليمان الرميح - عبد الرزاق الرميح - سليمان الرشيد العمرو - عبد العزيز الرشيد العمرو - أحمد السليمان البراك - عمر سليمان البراك - يونس سليمان البراك - فايز الحميد - صالح الحبيب - عودة العودة - عبد اللَّه الغفيص - عبد العزيز الدباسي - محمد البراهيم الكلية - راشد الرويشد - محمد المطلق - صالح العبد العزيز السابق - عبد اللَّه العبد العزيز السابق - حسن إبراهيم الحجيلان - فايز إبراهيم الحبيب - إسماعيل البراك - صالح العثمان الجلاجل.
وقد أردت بذكر أسماء الأوائل حتى يتعرف القارئ الكريم على وجودهم في هذه البلاد، وإن كان قد تركها البعض عائدًا إلى بلاده، فقد تركوا ذكرى طيبة
وأواصر محبة وصداقة، وعودة الأبناء إلى بلادهم بعد أن تزودوا بسلاح العلم: أطباء - رجال علم - رجال اقتصاد - وبهذه المعلومات والعلوم التي نهلوا منها ساهموا في بناء حضارة بلادهم.
ثانيًا: ما ذكره أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري في كتاب مسائل من تاريخ الجزيرة العربية عن العقيلات:
لا يوجد نص تاريخي محقق من أصل التسمية، وإنما هي ظنون واجتهادات، ومجال إدلائي أيضًا اجتهادي، إلا أنني أتحرى أرجح الوجوه فيما أثبته وفيما أنفيه.
أثبت باجتهاد راجح أن العقيلات جمع عامي وليس جمعًا نحوًا فصيحًا.
وهو جمع بمعنى النسب كالدواسر والعجمان والقحاطين والعنوز والعتبان.
فذلك جمع عامي لدوسري وعجمي وقحطاني وعنزي.
وهكذا العقيلات جمع لعقيلي بضم العين فيهما.
والفرد من رعايا الدويلات العُقيلية في الجزيرة العربية إذا خرج إلى دولة أخرى قيل: عقيلي؛ كما يقال: أموي وعباسي وسعودي.
يقال ذلك وإن لم يكن صاحب تجارة أو إبل.
وآخر الدويلات العقيلية دولة آل أجود الجبرية العقيلية، وآخر ملوكهم منيع ابن سالم بن زامل بن سيف بن أجود بن زامل بن حسين بن ناصر بن جبر العقيلي ممدوح راشد الخلاوي لجأ إلى العراق في نهاية الألف أي آخر القرن العاشر الهجري.
وبه انتهت دويلات العقيليين، وكان أسلافه أهل علم وفضل مالكي المذهب، وفي أخلافهم أمراء رحلوا إلى عُمان وعرفوا بالهلاليين، ومنهم الشاعر الأمير قطن بن قطن بن علي بن هلال بن زامل بن حسين.
وبقي منهم سروات في الجزيرة صاهروا بني حميد الخالدين وساعدوهم، ثم كانوا ذوي ولاء لدعوة الإِمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي وأئمتها من آل سعود أدام اللَّه ظلهم.
ومن هؤلاء ناصر بن جبر بن محمد بن ناصر بن محمد بن سيف بن ناصر ابن ناصر بن ناصر بن قطن بن قطن بن قطن بن قطن بن علي بن هلال، وهو أمير الأحساء في عهد الإمام عبد اللَّه الفيصل.
والقسم الأكبر من بني جبر العقيليين تابعوا الرحلة إلى العراق وراء منيع بن سالم وحلوا مع قبائل المنتفق واندمجوا فيهم.
ويذكر العزاوي أنهم ثلث عشائر المنتفق ويعرفون بالأجود وشيخهم زامل المناع توفي رحمه الله سنة 1952 م.
ومن سراة المنيعات عبيد ورومي ابنا مهنا بن علي بن سيف بن محمد بن جبر بن منصور بن منيع بن سالم.
وهذه الدويلات كانت تحكم نجدًا إضافة إلى حكم الأحساء، وقد وصف أجود بأنه سلطان الأحساء ونجد.
ويظهر أن حكمهم كحكم آل عريعر يعني إعلان الولاء والمعاونة بالمال والجند بدليل الغزوات المتكررة التي كان يشنها آل أجود العقيليون على الدواسر وعلى عرب وسط نجد آل عائذ، وعرب عالية نجد الجنوبية، وربما توغلوا إلى عالية نجد الشمالية.
وقد فصل هذه الأحداث ابن بسام في تحفة المشتاق.
هذه الإفاضة في أحوال آل جبر المتأخرين ذات دلالة في تبيان أصل كلمة عقيلات أرجو أن تكونوا منها على ذكر إلى أن أفرغ من أحوال الدويلات العقيلية وبني عقيل.
كان بنو عُقيل أهل الشوكة والخفارة على البراري في عهد العيونيين من بني عبد القيس، ثم ورثوا ملكهم للبحرين ونجد.
وأول أسر العقيليين الحاكمة بنو عصفور وكانت سلطنة العيونيين الربعيين (من عبد القيس) سلطنة أسرة صغيرة حكمت قبائل عقيلية عامرة كثيرة، ولهذا استنجد بنو خفاجة وبنو عبادة بالعيوني فأنجدهم، لأن شوكته من بني عقيل.
وكان حلول بنو عقيل في بلاد البحرين في أواخر القرن الثالث الهجري.
قال ابن فضل اللَّه العُمري في مسالك الأبصار في التعريف: "وأما البحرين فهم قوم يصلون إلى باب السلطان وصول التجار، يجلبون جياد الخيل وكرام المهاري
(1)
واللؤلؤ، وأمتعة العراق والهند، ويرجعون بأنواع الحباء والأنعام والقماش والسكر وغير ذلك.
ولهم متاجر رابحة، وواصلهم إلى الهند لا ينقطع، وبلادهم ما بين العراق والحجاز" اهـ.
وبنو عصفور منسوبون إلى عصفور بن راشد بن عميرة بن عقيلة بن شبانة ابن قديمة بن نباتة بن عامر العقيلي العامري من هوازن.
وحكم بعد بني عصفور آل مغامس من القرامطة، ثم تلاهم بنو جروان من بني عبد القيس، ثم عاد الملك لبني عقيل لآل جبر قبيل عام 785 هـ واستمرت دولتهم إلى نهاية الألف كما مر.
فهذا السياق التاريخي ينتج لنا حقائق ضرورية:
أولها: أن قبائل عقيل بن كعب تغمر بر البحرين وما بين العراق والحجاز: أي جميع أطراف نجد.
وثانيها: أن لها سيادة وخفارة سبعة قرون وعشرات من السنين.
وثالثها: أنها ذات تجارة ورحلة وجلب.
ورابعها: أنها ذات مشاركية في السلطة تارة، وذات حكم مستقل تارة إلى نهاية الألف.
وخامسها: أن عقيلا بضم العين وكذلك العقيلات بالضم إلا أن العامي الفتح يميلها إلى الكسر.
(1)
لما تكلم الزبيدي عن حي مهرة بن جدان القضاعي بتاج العروس 14/ 158.
(الكويت) قال: "والإبل المهرية منه: أي من هذا الحي منسوبة إليهم جمعه مهارى كسكارى. هكذا هو مضبوط في النسخ.
وفي اللسان بكسر الراء وتخفيف الياء، ومهار بحذف الياء ومهارى بكسر الراء وتشديد الياء.
قال أبو عبد الرحمن: الذي في اللسان المطبوع: مهاري ومهار ومهارى.
وسادسها: من عاش في بلاد يحكمها العقليون سبعة قرون فمن المستبعد أن لا ينسب إلى جنسية دولته.
فنسبة عقيلي نسبة الرعية إلى قبيلة الراعي.
وسابعها: أن العقيليين أهل جمال وخيل وتجارة وامتداد من الهند إلى عواصم الخلافة.
ومن يسمون عقيلات فيما بعد أهل جمال وخيل وتجارة وامتداد.
فمن المستبعد أن لا تلحظ هذه الحرفة المشتركة في التسمية اللغوية.
وثامنها: أن العقيلات أطلقت فيما بعد الألف: أي بعد انقراض الدولة العقيلية.
ولكن هذا لا يعني انتهاء الظرف التاريخي؛ لأن فيما بين حكم العقيليين وحكم آل سعود حكم دولة خالدية، وهم آل حميد.
وقد شاع في إلاستفاضة الخاطئة أن بني خالد عقيليون؛ ولهذا قال ابن مشرف:
ولا تنس جمع الخالدي فإنهم
…
قبائل شتى من عُقيل بن عامر
فلا يستبعد بقاء الإلف التاريخي بأن كل ما جاء من تلك الأصقاب فهو عقيلي وإن كانت الأسرة الحاكمة خالدية.
وتاسعها: وبغض النظر عن نسب الأسرة الحميدية فستبقى النسبة العقيلية باعتبار الاتحاد في البلاد والحرفة التجارية.
وعاشرها: أن العقلات جارية على الاستعمال العامي في التعبير عن صيغة النسب بالمفرد إلى صيغة النسب بالجمع العامي كما مر المثال بالدواسر والقحاطين.
ولا يغلطن على غالط فيقول: الدواسر جمع عربي فصيح، فهذا صحيح عندما نستعمل الدواسر بمعنى ذي دوسر.
أما جمع دوسري الآدمي العاقل فلا يجمع إلا بصيغة المذكر السالم دوسريين.
ولا ينصرف الوهم إلى أن العقيلات جمع فصيح لعقيلة جد آل عصفور العقيليين، فهذا بعيد؛ لأن العوام لا يحيطون بتفاصيل التاريخ وأنساب الأعلام، ولو كانت الصيغة عن استعمال الفصحاء لكانت عقيلات بفتح العين، ولكانت تذكر في كتب الأنساب المتأخرة وموسوعات اللغة المتأخرة كتاج العروس.
يضاف إلى هذا أن الشهرة بشبانة وعصفور، ويضاف إلى هذا ثالثة أن عقيلا أعم عن بني عقيلة، والنسبة للأعم.
فإن قيل المنصوص على تجارتهم ورحلاتهم إنما هم بنو عقيلة فعلى هذا يحتمل أن العقيلات بضم العين تحريف لعقيلات بفتحها.
واستعمال العوام -وإن عظمت ثقافتهم التاريخية- لا يتقيد بالفصحى.
ويلاحظ أن تجارة العقيلات من أهل نجد -التي كانت فيما مضى مقاطعة عقيلية- قد غمرت شمال الجزيرة في الشام والعراق ثم في مصر فالهند.
ويلاحظ أن العقيلات أخلاط من الأسر والقبائل وليسوا أبناء رجل واحد.
فهذا يرجح أحد معنيين لا ثالث لهما أو كليهما: وهما: أن العقيلي نسبة رعية لدويلات عقيلية وإن لم تكن من قبيلة واحدة.
أو أن العقيلات على التشبيه ببني عقيل ذوي التجارة من أهل تلك البلاد.
والعقيلات ليست من إطلاق أهل نجد على أنفسهم وإنما هي إطلاق غيرهم عليهم.
وعلى هذا يظن أهل الاقطار الأخرى -وقت إطلاقهم كلمة عقيلات- أن هؤلاء التجار هم ذرية العقيليين؛ لأنهم جاءوا من بلادهم وورثوا حرفتهم.
وقد كانت العراق فيما بعد الألف تستقبل أسرًا عقيلية تنضم إلى المنتفق وحلف آل أجود.
وابن سند في مطالع السعود يذكر أحداثهم بصيغة عقيل منذ مطلع القرن الثالث عشر، وهذا يؤكد أن العقيلات تحريف عامي.
هذا ما تمس إليه الحاجة عن التعليل التاريخي للتسمية بالعقيلات لم أر أحدًا حرر فيه ما يشفي.
ولم أذكر مصادري ها هنا لأن بعض هذه الإضمامة اختصار لكتابي أنساب الأسر الحاكمة بالأحساء.
أما تاريخ أحداث العقيلات وعاداتهم وآدابهم فقد تكفل بذلك الأستاذ إبراهيم المسلم في كتابه العقيلات، فهذا الكتاب فريد في بابه يتيم في غرضه
(1)
.
(1)
عن مشاركة العقيلات وأهل نجد في وقعة ميسلون وحروب الشاميين لفرنسا انظر الندوة في 6/ 4/ 1986 م مقالة ليوسف حسين دمنهورى بعنوان ميسلون وأبطال نجد.
وفي جريدة الرياض 2/ 5/ 1986 م مقالة لسليمان موسى بعند إن رسالة من الأردن تعليقًا على مقالة نشرت بأخبار الأسبوع الأردنية ميسلون سنة 1920 م، وأحال إلى أعمدة الحكمة السبعة، ومذكرات الدكتور أحمد قدري عن معارك العرب مع العثمانيين.
وانظر جريدة الرياض 23/ 7/ 1406 هـ حيث مقالة الدكتور عثمان ياسين الرواف بعنوان حول المعركة ضد الجيش الفرنسي.
وصدر أخيرًا كتاب نجديون وراه الحدود عن العقيلات ودورهم في علاقة نجد بالعراق والشام ومصر لعبد العزيز عبد الغني إبراهيم حسب استعراض عنه بجريدة الشرق الأوسط عدد 4800 في 19/ 1/ 1992 م ص 10.
قال أبو عبد الرحمن: وقرأت تعليق الأخ الفاضل الراشد في جريدة الجزيرة عدد 4973 في 3/ 9/ 1406 هـ عن أصل تسمية العقيلات وأن ذلك من العقال الذي تعقل به المطية.
وبينت له في الجريدة نفسها أن هذا المعنى مشهور عند العوام، وإنما شهر في متأخرى العقيلات، لأنهم عوام يجهلون ماضي بني عقيل في الجزيرة خلال سبعة قرون ونيف، ولسان مقال الإبل أقرب شيء إلى أذهانهم بل لا يوجد في أذهانهم احتمال غيره.
وما تقوله بقايا العقيلات في الوقت الراهن حجة من ناحية أسماء أعلامهم وأحداثهم وآدابهم وصفة تجارتهم وموضوع تجارتهم.
أما تعليل التسمية فليسوا حجة فيه، لأن أصل التسمية ناحية لغوية تاريخية ليست من ثقافتهم.
ويبعد أن تكون تسميتهم من عقال الإبل، وإن العقال ليس ميزة لتجار نجد، بل كل عباد اللَّه يعقلون الإبل ويفكونها يوم كانت الإبل مواصلاتهم.
ولأن عقيلا وعقيلات لا صلة لها بمعنى العقال.
أما قول الأستاذ الكريم: "لو كان اسم العقيلات يمت لأي من القبائل لما كانوا مزيجًا من القبائل": فكلام صحيح لو كان ردًا على من قال العقيلات هم بنو عقيل والواقع أن النسبة إلى بني عقيل إما نسبة رعوية كقولنا للجنوبي والشمالي والشرقي والغربي: هذا سعودي.
وإما على التشبيه بهذه القبيلة وإن عصب التجارة -في معظم جزيرة العرب- في يدها خلال سبعة قرون.
وأما تسميتهم في مصر والسودان بالجمالة فلا يلغي تسميتهم بالعقيلات، وإنما هي تسمية ثانية لعلة ثانية. على أن مصر والسودان تسميتهم العقيلات والجمالة معًا، وقد أوقفني الأشياخ من الريف على =
ثالثًا: ما ذكره عبد الرحمن بن زيد السويداء في كتاب عقيلات الجبل:
أساس التسمية:
العقيلات واحدهم عقيلي والجمع عقيلات وجمع الجمع عقيل وهم فئة من قبائل عربية متحضرة في أغلبهم يدخل فيهم أعداد من القبائل العربية المتنقلة، تربط بينهم مصالح مشتركة، يعملون أينما وجدوا هذه المصلحة، في أي نشاط كان أنشطة الحياة المختلفة، فهم يعملون بالتجارة بمختلف السلع، كما يعملون بمختلف المرافق التي يحصلون منها على فائدة، كما يقومون بعملية نقل البضائع والمسافرين والحجاج، وغير ذلك من المهام التي تعود عليهم بالنفع ولا تتنافى مع دينهم وعاداتهم وتقاليدهم وأخلاقهم العربية الأصيلة، وقد تباينت الآراء في سبب تسميتهم بالعقيلات، فمن قائل بأن التسمية كانت لها جذور تاريخية تمتد حتى القرن الرابع الهجري /الحادي عشر الميلادي ومنهم من يرى بأن هذه التسمية بدأت من منتصف القرن الثاني عشر الهجري/ الثامن عشر الميلادي، ومنهم من يرى أنها بعد ذلك، ومن يرى قدم التسمية، يعزو التسمية إلى قبيلة عُقَيْل التي انطلقت منها هذه الفئة باتجاه إلى العراق والشام ومصر، ومن يرى أنها في القرن الثاني عشر يجعل منطلق التسمية من العراق في عهد الحكم التركي عندما كان أفراد هذه الفئة يرتدون "الغُتْرَةَ والعُقال" أثناء عملهم في الجيش العثماني بالعراق على خلاف جند العثمانيين الذين يرتدون الطربوش، أما الرأي الثالث فيرى أن التسمية مشتقة من عقلهم الإبل بالعقل وغير ذلك من التعليلات، ولو ألقينا نظرة على بعض التفصيل لهذه الآراء لكان ذلك أجدى وأنفع.
فصاحب الرأي الأول يقول: كان بنو عُقيل
(1)
أهل الشوكة والحضارة على البراري في عهد العيونيين من عبد القيس، في القرن السابع الهجري وكان مرتكزاته التاريخية ما يلي:
= أماكن العقيلات في الحلمية والزيتون بالقاهرة.
وإنما يعلل بعقال الإبل على اعتساف لو خلي تاريخ الجزيرة من مرجح عن أسر عقيلية حاكمة ينسب إليها نسبة الرعية إلى الراعي، ومن قبيلة عقيلية ذات تجارة وامتداد خلال سبعة قرون ونيف.
عن اشتباه العقيلات بالعليقات في السودان وعن اشتباههم ببني عقيل الهاشميين انظر جريدة المسلمون عدد 306 في 27/ 5/ 1411 هـ ص 12.
(1)
هم عُقيل بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
1 -
بنو عُقَيْل تعمر البحرين (الأحساء) وما بين العراق والحجاز أي جمع أطراف نجد الشمالية الشرقية.
2 -
أن عُقَيْل لها سيادة القوافل وخفارة الطرق خلال سبعة قرون.
3 -
أنها ذات رحلة وجلب منذ ذلك التاريخ.
4 -
أنها أي عُقيل ذات مشاركة في السلطة تارة وذات حكم مستقل تارة أخرى إلى نهاية رأس الألف الهجري.
5 -
أن من عاش في بلاد يحكمها العقيليون سبعة قرون فمن المستبعد ألا ينسب إلى جنسية دولته، فنسبة عقيلي نسبة الرعية إلى قبيلة الراعي.
6 -
أن العُقَيليين أهل إبل وخيل وبهارة، ومن المستبعد أن تلحظ هذه الحرفة المشتركة في التسمية اللغوية.
7 -
أن العُقيلات أطلقت فيما بعد الألف أي بعد انقراض الدولة العُقيلية، وقد شاع في الاستفاضة الخاطئة أن بني خالد عُقيليون فلا يستبعد بأن يقال كل من جاء من تلك الأصقاع فهو عُقَيلي وإن كانت الأسرة الحاكمة خالدية، وبلاحظ أن تجارة العقيلات من أهل نجد التي كانت فيما مضى مقاطعة عُقيلية قد غمرت شمال الجزيرة والشام ثم مصر بتجارتها، كما يلاحظ أن العقيلات أخلاط من الأسر والقبائل والنسبة رعوية وليست قبلية؛ فلهذا يرجح أن أحد معنيين: أن العقيلي نسبة رعوية لدويلات عُقيلية، وإن لم تكن من قبيلة واحدة. . أو أن العقيلات على التشبيه ببني عقيل ذوي التجاحرة من أهل تلك البلاد والعقيلات ليست من إطلاق أهل نجد وإنما إطلاق غيرهم عليهم
(1)
.
وفي بداية عهد الخلافة العباسية كان العراق مملوءا بالعقيليين وهاجر بطن منهم وسكنوا البطحاء أو البطائح في منطاقة البصرة وشعبة من بني عُقَيْل التي حكمت الموصل من بين ظهرانيهم وامتدت بلاد العُقيليين من بغداد إلى حلب وكان
(1)
مسائل من تاريخ الجزيرة العربية ص 318.
آخر حاكم من العُقيليين هو علي بن مسلم الذي دام حكمه على الموصل حتى عام 489 هـ/ 1059 م
(1)
.
وجا في كتاب مسالك الأبصار لابن فضل اللَّه العُمَري بتفصيل أكثر فقد قال: خرج بنو عقيل من البحرين إلى العراق حيث ملكوا الكوفة والبلاد الفراتية وأصبحوا رعايا لبني حمدان من تغلب الذين يحكمون الموصل ثم غلبت عُقيل الحمدانيين على الموصل عام 380 هـ/ 990 م وكان بعضهم في حوران والبثنية تزعمهم ظالم بن موهوب العقيلي، وأسس أبو الداود محمد بن المسيب العقيلي الدولة العقيلية في الموصل وقد اشتهر من ملوكها في الفترة 386 - 479 هـ/ 996 - 1087 م المقلد بن المسيب العقيلي الملقب حسام الدولة وقرواش بن المقلد العقيلي الملقب معتمد الدولة وقريش بن بدران العقيلي الملقب علم الدين أبو الموالي، ومسلم بن قريش العُقيلي الملقب شرف الدولة أبو البركات، وكانت بنو عقيل قبيلة مشهورة تأخذ تجارتها حتى مصر
(2)
.
وبنو خفاجة من عُقيل احتفظوا بدلالة القوافل وحراستها حتى عام 727 هـ/ 1327 م يشتغلون أدلاء على القوافل التي تأخذ طريقها من العراق إلى الشام واليمن والجزيرة العربية، يقول الرحالة ابن بطوطة المغربي في كتاب تحفة النضار في غرائب الأمصار من عام 735 - 732 هـ/ 1324 - 1331 م سافرت إلى البصرة صحبة رفقة كبيرة من عرب العقيلات وهم أهل تلك البلاد ولهم شوكة عظيمة وبأس شديد ولا سبيل للسفر لتلك الأقطار إلا في صحبتهم فأكثرية جمالا على يد أمير تلك القافلة وهو سافر بن درَّاج الخفاجي
(3)
.
وأصبحت قيادة القوافل وخفارتها وحراستها وبيع الإبل وجلب البضائع من نصيب بني خالد طوال فترة حكمهم التي دامت من عام 1080 حتى 1208 هـ/ 1169 - 1793 م باب إن كل التقارير تشير بوضوح إلى بني خالد ومسئوليتهم عن حماية القوافل ومسئولية أميرهم في تعيين القافلة التي تخرج من الأحساء وتمر بالزبير وتنتهي إلى الشام، وبما أن عُقَيل القدامى اشتهروا في العراق منذ بداية سيطرتهم على البحرين بما فيها الأحساء، ثم ما كان بعدئذ من إقامتهم الإمارة في
(1)
العُقيلات - إبراهيم المسيلم.
(2)
مسالك الأبصار.
(3)
تحفة النضار 1/ 204.
العراق؛ ولهذا أصبح العراقيون يشيرون إلى كل وافد من شبه الجزيرة العربية بهذا اللفظ عُقيلي
(1)
.
عاش العُقيلات مجموعة متجانسة حتى اعتقد بعضهم أنهم يرجعون إلى نسب واحد، وما ذلك الاعتقاد بصحيح، وإذا صح التعبير فهم مجموعة عسكرية اقتصادية متجانسة تأثرت بكل ما اعترى المنطقة من خير وضير، عملوا في التجارة التي هي عصب الاقتصاد ولحمته وخدموا في سلك الجندية الذي هو قلب الأمن ورئته، فقد أورد ابن سند البصري: أن العقيلات فئة من أهل نجد المعروفين بعقيل، أما سليمان فائق بك فيقول: إن عشيرة العقيلات تتكون من فرقتين الأولى من نجد وهم "القصيمات" والثانية وإن كان أصلها من نجد إلا أنها ترجع إلى شمر الجربا، أما "موريزي" 1224 هـ/ 1809 م فيقول إن لفظ العقيلي يطلق على الجندي العامل في حراسة قوافل المسافرين عبر الصحراء أو عبر أراضي دجلة والفرات، أما "داوتي" فيعرف العقيلات بقوله: بأن عُقَيْل كانت مهنة لهؤلاء الجماعة ولم تكن رابطة نسب ولا دم، وأنها كانت الجندية والحراسة، ولعل هذا يؤكد بشكل لا لبس فيه ولا غموض بأن عُقَيْل مهنة ولا تدل على نسب فالرجل يكون مزارعًا وابنه عقيلي، وتعرف المخابرات البريطانية العُقَيلات بقولها: إن العقيلات ليسوا قبيلة ولكنها منظمة لها طبيعة الرابطة أو الهيئة أو التجمع حول تنظيم معين وليس لهم ارتباط بقبيلة عُقَيْل القديمة من أهل الشمال التي يدعى المنتفق انحدارهم منها، إذ يبدو أن تلك القبيلة انتهت كوحدة، أما عُقَيْل الحاليون فهم من حواضر عرب نجد أو من بدو الأحساء والعارض والقصيم وجبل شمر، أما الحضر من بني تميم وبني خالد في نجد والقصيم فهم أكثر فئة تفي بأهداف هذه الجماعة، أما عبد الكريم أبا الخيل فيقول: إن العقيلي لقب يطلقه أهل العراق عامة وأهل بغداد خاصة بلفظ "العكيلي" على كل عربي أصله من البادية نزح من نجد وتوطن العراق وأوكل إليه أمر تسيير القوافل التجارية وهدايتها وحمايتها بين حواضر العراق وبوادي الجزيرة العربية، وذلك لما له من خبرة في معرفة سبلها ومجاهلها ولما له من عصبية عشائرية تحميه وتحمي معه القافلة التي يكون فيها فتسير في الصحراء آمنة مطمئنة
(2)
.
(1)
بنو خالد.
(2)
نجديون وراء الحدود.
أما إبراهيم المسلم فيقول: العقيلات إسم أطلق على جماعة من أهل القصيم تجارًا للمواشي من الإبل والخيل اتخذوا من الشام ومصر والعراق سكنا لهم يروحون ويغدون بقوافلهم، ولم يكونوا بتكويناتهم التي عرفوا بها ينتمون إلى قبيلة عربية واحدة وإنما خليط من القبائل العربية التي تحضرت وسكنت منطقة القصيم والبلاد المجاورة لها يجتمعون حول كلمة عقيل
(1)
، ويقول الدكتور عبد العزيز عبد الغني إبراهيم بأن هذه الجماعة -يعني العقيلات- تنظيم عثماني أقامه ولاة بغداد لضبط شئون القادمين إلى تلك المدينة من حواضر نجد المختلفة اعتبارًا من منتصف القرن الثاني عشر الهجري 1160 هـ الثامن عشر الميلادي 1750 م ولما كان أهل القصيم أكثر النازحين من نجد إلى العراق عددًا علقت بهم التسمية واشتهر بها فريق منهم دون سواهم
(2)
.
أما الشيخ سليمان بن ناصر الوشيمي أحد العقيلات فيقول: العقيلات تسمية أطلقت على النجديين الذين سكنوا شمال العراق حيث استعان بهم العثمانيون ضد البادية واستخدموهم كقوة عسكرية، وكان شعار الدولة العثمانية "الطربوش" وشعار العقيلات "الغترة والعقال"، ومن العقال جاءتهم التسمية.
وعلى هذا فمن قائل بأن التسمية كانت نسبة للعقال الذي يعصبون به رؤوسهم والذي ميزهم عن غيرهم من جنود العراق الأتراك، وهذه الشارة لم تكن في العراق لسواهم، والرأي الثاني أن التسمية لحقت بهم من بني عقيل الذين اشتهروا قبل هذا بتجارة الخيل والإبل ودخل العقيلات تحت هذا المسمى بنسبة المهنة نفسها، ويرى البعض ترجيح الرأي الأول والبعض ترجيح الرأي الثاني.
وأرى أن ترجيح الرأي الثاني أقرب للصواب طالما أن هذه التسمية قد لازمت هذه المهنة طيلة تلك المدة منذ عدة قرون اعتبارًا من القرن الرابع أو الخامس الهجري ومرورًا بالقرن الثامن الهجري الذي أشار إليه ابن بطوطة، والقرن التاسع الهجري الذي أشار إليه العمري، وتمتد حتى القرن العاشر فالقرن الثاني عشر الهجري عندما حلت سلطة بني خالد محل العقيليين وبدأت تنظيم القوافل وحمايها ورعايتها من مهامهم وذلك قبل أن يستعمل اللفظ من قبل السلطات
(1)
العقيلات - المسيلم.
(2)
نجديون وراء الحدود.
العثمانية بالعراق وجاءت التسمية العثمانية لتمييز جنودها العرب المستخدمين في صفوف قواتها ولم تكن التسمية تابعة من فراغ كما أشارت إلى ذلك بعض الأراء بأن كل من يأتي من ناحية الجزيرة العربية أو باديتها يسمى عقيليًا؛ ولهذا فالتسمية لها جذور تاريخية اعتمدت عليها وربما جاءت التسميات اللاحقة مستندة عليها وإن "العقال" الذي يلبس فوق الرأس كان يسمى "مِعْصَبْ" أو "عِصَابَة" حتى عهد قريب وإنما العقال الصحيح هو الذي يعقل فيه البعير، وإذا كان العثمانيون قد ميزوا جنودهم العرب بلبس "العقال والغترة" باعتبارها أشياء ألفوها في بيئتهم وذلك بتمييزهم عمن يلبسون "الطربوش" من جنودهم الأتراك فهذا أمر طارئ انطلقت منه التسمية لهذه الفئة من العسكربين، غير أن هذا لا ينطبق بالضرورة على أصحاب المهن الأخرى من تجار وناقلين وموردين ومصدرين، ولو كان الأمر كذلك لصارت التسمية لأولئك الذين يعملون في السلك العسكري فقط لكن التسمية كانت أعمق من هذا، فهي عميقة الجذور وتشمل الفئات المشار إليها أنفًا من تجارة ونقل وغيره وهؤلاء الذين سماهم العثمانيون فئة قليلة وطارئة لا تشمل العديد من القطاعات التي يشغلها العقيلات في مختلف جوانب الحياة التي تتضح في مادة هذا الكتاب، وخلاصة القول أن اسم العقيلات له جذور تاريخية قديمة نابعة من المهنة التي كانت تعمل بها قبيلة عقيل ثم من جاء بعدها ويعمل بنفس العمل حتى عرفوا بهذه التسمية، وما التسمية العثمانية إلا جزء لاحق من التسمية الشائعة والمتعارف عليها في القطر العراقي ثم امتد إلى الأقطار العربية الأخرى التي مارس العقيلات نشاطهم فيها عبر مئات السنين.
يمتد الوقت الذي شغلت فيه هذه الفئة المهنة التي سميت بها فيما بعد إلى بضعة قرون خلت، وبلغت عنفوان قوتها في القرون العاشر والحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر ونصف القرن الرابع عشر الهجري، حيث توقف نشاطها تمامًا عام 1370 هـ/ 1950 م حينما حلت السيارات محل الإبل والخيل في الحياة العامة، والمواصلات والنقل في البلاد العربية وبالذات بين بلدان الجزيرة العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وبين الأقطار العربية المجاورة، وبنظرة إلى بداية أصحاب هذه المهنة التي كانت في البداية تقوم بها قبيلة بعينها ثم أصبح فيما بعد لفرع من هذه القبيلة شوكة في شرق الجزيرة العربية زادت عمق التسمية وبقيت
هذه السلطة العقيلية عدة قرون من الزمن أضفت على التسمية وصبغتها بصبغة أشمل فأصبح أهل القطر أكثر التصاقًا بهذه السلطة يطلقون على كل من جاءهم من هذه الناحية لقب عقيلي ثم ورثت هذه السلطة سلطة أخرى وإن لم تكن عقيلية مائة بالمائة إلا أنه انسحب عليها من حيث التسمية العامة ما انسحب على سابقتها، وعندما استخدمت شريحة من هذه الفئة في قوة الأتراك العسكرية وما صاحب ذلك من الأحداث التي اشتركوا فيها سواء فيما يتعلق بالنزاعات والصراعات الداخلية بين الولاة العثمانيين أنفسهم أو فيما دار بين تلك الفئة والقبائل العربية المتصارعة داخل العراق أو في الأحداث التي جرت بين العثمانيين والفُرس كما سنرى ذلك في مكانه لاحقًا، وما كان لهذه الفئة من مواقف مميزة، وما أبلاه أفرادها من بلاء حسن، كان لهذه المواقف دوي هائل في الأوساط التي عايشت هذه الأحداث مما جعلهم يطلقون هذه التسمية بصوت قوي مدوٍّ على هذه الفئة التي واكبت تلك الأحداث مما جعل تسمية هذه الشريحة تغطي على الشرائح الأخرى التي تقوم بعمليات التجارة والنقل العام بين الجزيرة العربية والأقطار العربية المجاورة لها، بل تعدت مهمتهم هذا الحيز المحدود إلى ربط التجارة العالمية بين الشرق والغرب عبر مواني الخليج العربي ومواني شرق البحر الأبيض المتوسط، وهم الذين يقومون بعملية النقل عبر اليابسة وذلك قبل حفر قناة السويس استمر هذا الازدهار بأيدي العقيلات ردحًا من الزمن، كما لعبوا دورًا مهمًا عند إنتقال الغرب إلى الشرق في القرنين الثاني عشر والثالث عشر الهجريين - الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين سواء فيما يتعلق بنقل التجارة العالمية أو نقل الرواد الأوائل من مكتشفين ومستشرقين وتجار، كما واكب تواجدهم على الساحة فترة اندماج الأطماع الاستعمارية الغربية نحو الشرق من برتغاليين وإنجليز وهولنديين وفرنسين فلعب العقيلات دورًا مهمًا في هذا الجانب سلبًا كان أو إيجابًا، وسنرى ذلك في مكانه لاحقًا. وبدأ دورهم يتناقص في عد تنازلي بعد حفر قناة السويس وإنحسار التجارة العالمية عبر الممر القاري الذي كانوا يشغلونه واقتصر نشاطهم على التجارة الداخلية من الجزيرة العربية وإليها وبعض الخدمات التي بقيت لهم في الأقطار العربية التي لا تزال تحت سلطة الأتراك حتى إذا قامت الحرب العالمية الأولى انتهى دورهم من هذا الجانب كما جاءت عملية اقتسام الأقطار العربية التي كانوا يمارسون نشاطهم بها بين كل من بريطانيا وفرنسا
واصطناع كيان اليهود في فلسطين ووضع الحدود بين الأقطار العربية مما عرقل مسيرتهم وكلفهم الكثير من الجهد والمال ومحدودية الحركة، ثم جاءت قاصمة الظهر بالنسبة لهم وهي استخدام وسائل النقل الحديثة من سيارات وطائرات بين الجزيرة العربية والأقطار المجاورة واستغناء الناس عن استخدام الحيوانات في النقل والركوب والجر والحرث، وبذلك وضع آخر العقيلات عصا الترحال حوالي عام 1370 هـ، 1950 م بعد رحلات متوالية وخدمات متصلة استمرت قرابة ثمانية قرون.
فئات العقيلات:
ينقسم العقيلات إلى عدة فئات سواء من حيث حجم التجارة التي يتعاملون بها أو كبر قوافلهم واستعداداتهم وخدماتهم وهم في الغالب يتكونون من ثلاثة مستويات:
أ - المستوى الكبير سواء في حجم التجارة أو حجم القوافل وهؤلاء الذين تصل قوافلهم إلى ما بين 300 - 400 رعية من الإبل والرعية من الإبل تتكون من 81 أو 91 بعيرًا والخيل ما بين 100 - 200 رأس وتصل أعداد ما تحتويه الحملة إلى ثلاثة آلاف من الإبل والخيل أو أن تكون قوافلهم التجارية التي تصل إلى 300 - 400 شراع أو خيمة والشراع لخبرة تتكون من 6 - 10 أشخاص وتحتاج مثل هذه القوافل الكبيرة إلى آلاف الأشخاص الذين يصحبون مثل هذه القوافل من حراسة مسلحة وعاملين بمختلف شئون القافلة من رعيان للإبل ومساعدين وأدلاء ومعرفين وطلائع أو "قُلُوطًا" ومن يقومون بخدمة هؤلاء الرجال من إعداد الطعام ونصب الخيام وتحمل الأحمال وإنزالها وغير ذلك من مهام هذه القافلة ومثل هذه القوافل الكبيرة تحتاج إلى وقت طويل من الإعداد والتجهيز والترتيب ومسيرها يكون بطيئًا فقد يستغرق إعداد القافلة ومسيرها ووصولها إلى هدفها حوالي ستة أشهر، أي أن مثل هذه القوافل تتحرك مرتين في السنة للقافلة الواحدة وللتاجر أو الناقل الواحد خلال السنة.
ب - القوافل المتوسطة وهي التي يكون حجمها أصغر من الأولى وتتراوح ما بين 100 - 300 رعية من الإبل والخيل أو ما بين 100 - 300 شراع وتكون حاجتها من الرجال أقل من حاجة الأولى لمختلف الخدمات وحركتها أسرع إذ لا
تحتاج في إعدادها وترتيبها سوى وقت قصير ومثل هذه القافلة يمكن أن تتحرك من ثلاث إلى أربع مرات في السنة سواء فيما يتعلق بتجارة المواشي أو التجارة العادية أو النقل، وتمتاز القوافل المتوسطة بسرعة الحركة ويملكها في الغالب التجار والناقلون المتوسطون وأحيانًا يلجأ إليها التجار والناقلون الكبار تبعًا للضرورة ومتطلبات الوضع.
جـ - القوافل الصغيرة وهذه التي تتكون أقل من 100 رعية أو 100 شراع، وهذه تتطلب أقل من سابقتيها وتمتاز بسرعة الحركة وتستخدم عادة في الظروف المستعجلة على الأغلب، وذلك عندما ترتفع أسعار سلعة معينة أو ترد سلعة جديدة أو عندما ترتفع أسعار الإبل أو الخيل في مكان ما، فإن العقيلات يسارعون لاهتبال تلك الفرصة والفوز بمكاسبها، أو عندما تكون البضاعة المنقولة مما خف حمله وغلا ثمنه مثل هذه القوافل الصغيرة في السنة من 5 - 6 مرات.
د - توجد فئة رابعة أصغر من سابقتها وقد تتكون من قوافل صغيرة لعدد من التجار أو الناقلين تتجمع مع بعضها لتكون قافلة واحدة وذلك من أجل اختصار وتجميع رجال الحماية المسلحة والخدمات الأخرى وتكون في الغالب لصغار التجار أو الناقلين الذين يشتركون فيما بينهم في تسيير مثل هذه القافلة تمشيًا مع أوضاعهم ومجاراة لظروفهم، وغالبًا ما تكون مثل هذه القوافل تحت إدارة أصحابها بأنفسهم بالإضافة إلى من يستعينون بهم من رفاقهم وأقاربهم، وقد يدخل في مثل هذه القوافل الصغيرة من يملك البعيرين والثلاثة يذهب معها يحملها سواء لكونه تاجرًا لبضاعة يملكها أو ناقلا لبضاعة يملكها غيره وشيئا فشيئًا تتكون وتنمو إمكانية هذا الصغير فيبلغ درجة المتوسطين ثم يبلغ درجة التجار الكبار، مثل هذا المستوى من القوافل يكثر انتشاره وهو بداية الانطلاق، وهو بمثابة التعليم الابتدائي للمرحلة الأكاديمية.
مناطق تحركاتهم:
تنطلق قوافل العقيلات الرئيسية من عدة مدن في الجزيرة العربية وخارجها متجهة إلى منطقة الهلال الخصيب في العراق والشام وفلسطين ومصر والسودان، وأول ما بدأت هذه القوافل العقيلية من شرق الجزيرة العربية من مينائي العقير
والقطيف ومن مدينة الأحساء، ثم توسع هذا الامتداد غربًا ليشمل مدينة الرياض في منطقة اليمامة، ومدينة شقراء في الوشم، ومدينة المجمعة والزلفي في سدير، ثم مدينة بريدة ومدينة عنيزة في القصيم، ثم مدينة حائل بمنطقة جبل شمَّر، ثم داخل الجزيرة العربية عدا المدينتين الكريمتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، أما خارج الجزيرة العربية فأهم منطلقاتهم مدينة الزبير ومدينة البصرة وهذه الانطلاقات تتجه إلى بغداد والموصل والنجف بالعراق ودمشق وحلب بسوريا وعمَّان والزرقا بشرق الأردن وحيفا ويافا وغزة ورفح بفلسطين وبلبيس والزقازيق والمطرية وحلمية الزيتون وإمبابة بمصر والأبيض وأم درمان بالسودان، حيث تنطلق القوافل بحركة دائبة بين أقطار الوطن العربي في هذه البقعة دون حدود سياسية أو عوائق مصطنعة وتكون شبكة متواصلة لتسويق الأعداد الهائلة من الثروة الحيوانية في الجزيرة العربية مِن نجائب الإبل وكرائم الخيل وأصائلها وعِرَابِهَا، والعودة بالسلع من تلك الأجزاء من الوطن العربي إلى مهد العروبة في قلب الجزيرة العربية، وبعض هذه القوافل يكون انطلاقها مرهونًا بوقت معين كالقوافل التي تنطلق من موانى الخليج العربي يكون لها موسم معين حينما تأتي السفن من موانئ شبه القارة الهندية وغيرها من بلدان الشرق الاقصى تحدوها الرياح الموسمية مع الخليج العربي في موسم معين من السنة عند هبوب تلك الرياح وذلك عندما كانت تلك السفن الشراعية تسير بفعل الرياح قبل عصر البخار والنفط وعند وصول تلك السفن إلى موانئ الخليج العربي تنشيط تلك القوافل لنقل المنتجات الشرقية إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط عبر مدن شرق الجزيرة العربية ومدن العراق والشام، ثم تعود تلك السفن إلى شبه القارة الهندية وموانئ الشرق محملة بالبضائع التي أحضرها العقيلات على ظهور إبلهم من منتجات البلدان العربية والبلدان الأوربية وتعود بها إلى الشرق.
أما القوافل التي تنطلق من الجزيرة العربية فتنشط فيها الحركة بعد فصل الربيع وبداية فصل الصيف وذلك لجلب الإبل السِّمان التي رعت عشب الربيع وتسويق المنتجات الحيوانية الأخرى كالسمن والأقط وغيره، كما تنطلق في فصل الخريف لجلب المؤن من تمور وحبوب وملابس شتوية وغيرها، هذه الحركة الدائبة على مدار السنة تخف حينا وتنشط أحيانًا تعتبر حلقة وصل بين أجزاء الوطن العربي قبل أن يعبث به الاستعمار ويقسمه إلى تلك الحدود المصطنعة وقبل أن
يغرس فيه بذرته الخبيثة في أرض فلسطين، كانت تلك الحركة لا تتوقف وإن كان ينتابها فترات نشاط وركود إلا أنها دائمة، فما إن تنتهي تلك القوافل من موسم حتى تأخذ استعدادها لموسم آخر، فمثلا إذا نقلت البضائع القادمة من الشرق إلى الغرب أخذت تنقل البضائع القادمة من الغرب إلى الشرق استعدادًا للموسم القادم حتى إذا وصلت تلك السفن من الشرق وجدت أحمالها أو جزءًا كبيرًا منها جاهزًا للشحن، وكذا الحال بالنسبة للرحلة العكسية، وينطبق ذلك بالنسبة للرحلات الداخلية في الجزيرة العربية فإنه لا يكاد ينتهي موسم الربيع حتى يعقبه موسم الصيف والخريف ثم الشتاء وهكذا فالحركة دائمة دؤوب على هذه الطرق على مدار السنة.
أسباب تكوينهم:
لم يكن للعقيلات في بداية أمرهم كما يفهم من مسماهم عند اكتمال تكوينهم مراكز معينة وأوقات معينة، بل كان انطلاقهم من المواقع التي تتواجد فيها قبيلة عقيل أو كانت تشغلها من شرق شبه الجزيرة العربية تمتد إلى البصرة ومنها إلى شمال العراق والموصل، وكان جُلُّ تركيزهم على البراري الواقعة بين هذه الحواضر، واستمر هذا الوضع حتى ورث الخالديون هذه المهمة من العقيليين، ورغم أن الدور الخالدي استمر ما يقارب 130 سنة إلا أن التممية بقيت على ما هب عليه للعقيليين للذين لا يدركون حقيقة الأمر من سكان القطر العراقي الذي انطلقت منه التسمية في وقت لاحق كما يرى البعض، هذا القطر الذي يحتوي الكثير من عناصر هذه الفئة، ثم طرأت على الجزيرة العربية ظروف معينة أدت إلى هجرات جماعية نتيجة لكوارث طبيعية وتغيرات وتفاعلات سياسية، فقد ذكر الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى في كتابه بعض الحوادث الواقعة في نجد منها: أنه في عام 1135 هـ/ 1723 م حدث قحط عظيم هلكت فيه البوادي وغارت الآبار وجلا أهل سدير للبصرة والزبير، كما ذكر في موقع آخر في عام 1181 هـ/ 1767 م والتي تلتها جلا كثير من الناس إلى الزبير والبصرة والكويت نتيجة القحط المعروف بـ "سوقة" وقد واكب قيام الدعوة الإصلاحية في نجد في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري الثامن عشر الميلادي نزوح الكثير من أسر منطقة سدير وحريملاء إلى الزبير على طرف إقليم العراق وبنوا لهم في بادئ الأمر بيوتًا
من قصب وكانت الرئاسة فيهم ليحيا بن زهير ويذكر "سونز" في عام 1188 هـ/ 1774 م أن النجديين العاملين بالقوافل يأتون إلى بغدإد في مجموعات متتالية، ويقضي أفراد هذه المجموعات ثلاث سنوات في خدمة القوافل ثم يرجعون إلى بلادهم بالمال اللازم للزواج وبناء الأسرة ويحل محلهم جماعة أخرى جديدة منهم، تأتي ومعها أعداد كبيرة من الإبل لخدمة المدينة.
وبعد الاضطرابات السياسية التي حصلت في نجد في القرن الثالث عشر الهجري الثامن عشر الميلادي نزح أكثر المعارضين من نجد إلى العراق وأقاموا في الزبير والبصرة وبغداد، وعن استقرارهم في تلك المناطق عاملين بالجندية والتجارة يقول "نيبوز": إن الزبير قد أصبحت بفضل الذين هربوا من نجد أو أجلوا عنها في هذا الوقف بلدة لها شأنها بعد أن كانت قرية مغمورة على حدود البصرة، فقد استقر الحال بالعقيلات استقرارًا جعلهم يشعرون بأن العراق بلد ثان يقصدونه للارتزاق وتحسين مستويات حياتهم المعيشية وتأهيلهم لما هو أفضل، وقد أدت حروب إبراهيم باشا في نجد في الفترة 1226 - 1233 هـ/ 1811 - 1818 م إلى نزوح الكثير من النجديين الموالين لآل سعود إلى العراق واستقرارهم في البصرة والزبير وبغداد وانخراط بعض هؤلاء في وظائف العقيلات - وفي عهد الإطام عبد العزيز بن محمد وابنه سعود، وكان على إمارة القصيم حجيلات بن حمد آل أبو عليان وقد أخذه الأتراك إلى المدينة المنورة حيث توفي هناك عام 1234 هـ/ 1719 م وقد اضطر أبناؤه إلى الهجرة إلى الشام بزعامة كبيرهم عمير بن حجيلان ابن حمد وانضموا للمهاجرين الذين سبقوهم من رجالات نجد المعروفين باسم عقيل وكونوا التجارة بين العراق والشام ومصر، في سنة 1310 هـ - 1892 م سكن الفارون الذين جلوا أو أجلوا من القصيم ومن بينهم آل مهنا وآل سليم والشاعر العوني واطمأنوا في الكويت ودمشق لاجئين هناك ونتيجة لهذه التبدلات خرج الكثير من أهل نجد في شبه هجرات جماعية بحثًا عن مصادر العيش مثل استخراج اللؤلؤ وللعمل في حراسة القوافل والانضمام إلى الجيوش العثمانية وإغراءاتها المادية، وخلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريين ازدهرت بغداد بفعل هؤلاء المهاجرين العرب الذين كونوا قوافل التجارة من بغداد إلى الشام والبصرة والكويت، من هذه النصوص التاريخية السابقة تتضح لنا الأسباب التي
أدت إلى تكوين المرحلة الأخيرة من أصحاب مهنة العقيلات، فبعد أن كانت مهمة قبيلة بعينها ثم صارت من مهمة فرع عن فروع هذه القبيلة كان له شوكة وسلطة ثم ورث هذه المهمة من ورثها بعد مرحلتها الأولى كما مر بنا وبعد الحوادث الطبيعية والأحداث السياسية تكونت المرحلة الثانية التي عرفت بها هذه الفئة حتى انتهى دورها، وكان نواة هذه المرحلة في الزبير والبصرة ثم في بغداد، فالزبير كما هو معروف تقع في واد غربي البصرة يقال له قديما وادي النساء ثم سمى وادي السباع وحين قُبر هناك الزبير بن العوام رضي الله عنه عام 36 هـ سميت المنطقة باسمه، ولما ملك العثمانيون العراق أقاموا مسجدًا عند قبر الزبير ثم أقام السلطان سليم الثاني عام 979 هـ/ 1689 م قبة في المكان ما لبث الناس أن توافدوا عليها يسكنون بقربها، ثم أصبح الزبير بوابة نجد على العراق وهي منطقة وسط بين الصحراء وأرض السواد ووسط بين البادية والحاضرة، من هذه البلدة بالإضافة إلى البصرة انطلقت نواة العقيلات في مرحلتهم الأخيرة وصارت تنمو شيئًا فشيئًا بحكم الهجرات الجماعية التي تصل إليها من نجد حتى أصبحت مدينة لها وزنها وثقلها ولعبت دورًا كبيرًا في التجارة العالمية وفي توجيه القوافل التجارية بين العراق والشام بالإضافة إلى البصرة وبغداد والنجف وسوق الشيوخ التي استقر بها أعداد كبيرة من النجديين، وكان لتلك الحوادث والأحداث المنوه عنها في بداية هذه الفقرة دور كبير في تكوين هذه النقاط الجديدة لتجمع العقيلات فضلا عن دافع طلب الرزق من الذين يذهبون لفترة من الزمن ثم يعودون إلى أهلهم ومعهم ما حصلوا من مكاسب وتجارة.
تنظيمات العقيلات:
يتمتع العقيلات بتنظيمات هيكلية من منطلق المهمات التي يقومون بها، فلكل نشاط من أنشطتهم تنظيمه الخاص، وهذه التنظيمات وإن لم تكن مكتوبة إلا أنها متوارثة ومتناقلة بينهم يأخذها الخلف عن السلف مشافهة، فالقافلة التي تنتقل من نقطة إلى أخرى لها تنظيم خاص يتكون عن أمير القافلة الذي يرجع إليه رؤساء "الخُبر" الفرق الذين معه وكل "خُبرة" أو فرقة موكول إليها مهام معينة، كدلالة الطريق وملاحظة الإبل والخيل ورعيها إن كانت القافلة عن قوافل بيع المواشي، أو فرق تحميل الأحمال وتنزيلها أو فرقة "الثَاية" وهي الموكول إليها الخيام والأمتعة
وإعداد الطعام والقهوة وفرقة "القُلوط" وهم طلائع القافلة أو عينها التي تسبقها لتطمئن إلى أمن الطريق وفرقة "الملاحيق" وهي التي تكون في مؤخرة القافلة مع الرعيان لحث المتأخر من القافلة و"خُبر" أو فرق الحراسة المسلحة التي تنقسم بدورها إلى أربعة أقسام: قسم عن يمين القافلة والآخر عن يسارها وثالث أمامها ورابع خلفها، و"خُبرة" أو فرقة المعرفين من أفراد القبائل التي ستمر القافلة بأراضيها أثناء عبورها إلى غير ذلك من الهيكل التنظيمي للقافلة الذي سنرى في مكان آخر من الكتاب تفصيلا عنه، وهناك أيضًا تنظيم للبيع والشراء في السوق وتنظيم شبه قضائي وهو الذي يتولى النظر في الأمور موضع الاختلاف ويحل الإشكالات التي تحدث بين العقيلات أنفسهم أو بين العقيلات وبين من يبيع عليهم أو يشتري منهم وأحكام هذا التنظيم غالبًا ما تكون مستقاة من أحكام الشريعة الإِسلامية أو ما هو متعارف عليه بين القبائل العربية من العادات والأعراف والتقاليد، وغالبًا تكون الأحكام بالتراضي بين الطرفين المختلفين وتفض في حينها من قبل هذه التنظيمات التي تكون بصحبة القافلة، ونادرًا ما يحتاج العقيلات للمداعاة القضائية إلا في أمور يستعصى حلها على المجلس القضائي أو العرفي، ويروى أن أحد العقيلات لم يرضه الحكم الذي صدر عن هذا المجلس فدعى خصمه إلى القاضي الشرعي وذكر له موضوعه الذي لم يستطع قضاء العقيلات أن يصل فيه إلى حل يقنعه وذكر للقاضي ما توصل إليه العقيلي، فقال له القاضي: هذا هو حل موضوعك وليس لك عندي من حل شرعي إلا ما توصل إليه الرجل، يعني قاضي العقيلات وهو لا يسمى مجلس قضاء وإنما يسمى المجلس العرفي لحل المشاكل الصغيرة حسب ما تم التعارف عليه مما تكون جذوره ومنبعه من الشريعة الإِسلامية، هذه التنظيمات التي يتمتع بها العقيلات لكل شأن من شئونهم، وفوق هذا فإن لكل عقيلات منطقة رئيسا يكون على أمرائهم ورؤسائهم يعودون إليه في شئونهم وهو بدوره يمثلهم لدى السلطات الحاكمة في البلد الذي يحلون فيه ويحل مشاكلهم أو يحصل على حقوقهم لدى تلك السلطات أو يتكلم باسمهم عندما يكون هناك أمر يتعلق بالعقيلات، فقد ذكر ابن عيسى في حوادث عام 1258 هـ/ 1840 م أنه كان لعقيل رؤساء متعددون بحسب مناطقهم التي نزحوا منها فهناك سليمان الغنام من أهل العارض في بغداد وهو من أهل ثادق،
ورئيس عقيل من أهل القصيم علي السليمان الخالدي وهو من آل جناح من بني خالد قتله وأبي بغداد محمد نجيب باشا عام 1258 هـ، ويتضح هنا دور رؤساء العقيلات في دور العقيلات العسكري، هذه التنظيمات المختلفة دقيقة للغاية يتمسك بها العقيلات أشد التمسك وإن لم تكن مكتوبة كما أشرنا إلى ذلك آنفًا إلا أنها تسري مسرى الأحكام الشرعية أو النظام والقانون المدوَّن في كل أمر من الأمور، غير أنها مرنة تخضع للظروف الطارئة من أمنية وسياسية وتجارية وتجاريها لتحقيق المصلحة المشتركة.
التنافس فيما بينهم:
كأي مهنة من المهن طبيعي أن يحصل التنافس ليس بين أفرادها ومجموعاتها فحسب بل وبين أمرائها ورؤسائها الذين يتنافسون على المصلحة المادية والمركز القيادي، كل فئة تريد الحق لها، ويرجع بعض هذا الخلاف إلى التنافس الاقتصادي بين بعض العقيلات الذين يؤجرون الحجاج ويتعهدون بحراستهم وتأمينهم لقوافلهم وبين زعماء آل رشيد الذين عملوا أيضًا بقيادة قوافل الحجاج في العراق وما وراء النهر، هذا الاختلاف والتنافس ينشط حينا ويفتر حينا آخر تبعًا للقوى المسيطرة على الساحة يومذاك، وكان عقيلات شمَّر أقرب إلى الإِمام فيصل بن تركي آل سعود من عقيلات القصيم المؤثرين في منطقتهم بما لديهم من ثروة وجاه، ويبدو أن العلاقة الحميمة التي ربطت بين دولة الإِمام فيصل التركي آل سعود بالرياض وأمراء حائل والروابط العضوية بين العراق الذي يحكمه العثمانيون ومنطقة شمّر سواء من حيث القرب في رقعة الأرض أو امتداد القبيلة إلى العراق في شبه الجزيرة الفراتية وشرقها هذه العوامل قد تداخلت لتقوى أمراء أسرة آل الرشيد في العراق حيث نرى الأمير متعب بن عبد اللَّه آل الرشيد عام 1275 هـ/ 1859 م يحاول أن يتولى إمارة الحج بدلا من مهنا الصالح الحسن، وتدخل حينئذ أحمد الرواف أحد كبار العقيلات لحسم هذا الأمر الذي أصبح نزاعًا مستشريًا فاشترى حقوق مهنا من إمارة القواقل، وكان الصراع على هذا الأمر قائمًا يومذاك بين أسرتي آل مهنا وآل أبي عليان، وحين ساند الإمام فيصل بن تركي آل سعود أسرة آل أبي عليان الأكثر ميلا إلى آل الرشيد تضعضعت من الناحية الرسمية أسرة آل مهنا، من هذا المنطلق صار آل الرشيد أنفسهم يتولون إمارة الحج العراقي وحراسته دون عقيلات القصيم،
وذلك لفترة طويلة استمرت طيلة حكمهم الذي دام حوالي قرن من الزمن عام 1250 - 1340 هـ/ 1834 - 1921 م ولم يكتفوا بقيادة قوافل الحجاج بل صارت لهم الغلبة في نقل المتاجر وسيطروا عليها، سواء قاموا بذلك بأنفسهم أو وكلوا ذلك إلى من ينيبونهم عنهم لأداء هذه المهمة، غير أن الأمر لم يدم دون منغصات، ففي فترة الحرب العالمية الأولى 1333 - 1337 هـ/ 1914 - 1918 م قاسى عقيلات شمَّر أكثر من عقيلات القصيم من مشاكل هذه الحرب حيث حاول البريطانيون منع سلع العراق من الوصول إلى المنطقة التي أعلنت انحيازها للعثمانيين وحرضت بعض قبائل عنزة كيلا يتركوا القوافل الشمَّرية تمر من الشام باتجاه حائل بسلام وذلك بعرقلة مسيرها أو محاولة الاستيلاء عليها في هذا الوقت الذي تدخلت الدول الكبرى يومذاك ومنها بريطانيا وفرنسا اللتان كان لهما مطامعهما الاستعمارية في المنطقة، عن هذه النقطة بدأت الكفة تميل شيئًا فشيئًا لصالح عقيلات منطقة القصيم حتى حصلوا على نصيب الأسد من هذه المهنة فرجحت كفتهم حتى انتهى دور العقيلات نهائيًا عام 1370 هـ/ 1950 م.
ثانيًا: مهمات العقيلات
1 -
التجارة بالخيول والإبل:
كانت الجزيرة العربية منذ القدم مصدرًا رئيسيًّا للثروة الحيوانية الجيدة من الإبل والخيل والأغنام، وذلك لطيب مراعيها، وجودة السلالات المتواجدة فيها، وكما كانت مصدرًا للطاقة البشرية من الجنس العربي منذ قرون سحيقة إلى منطقة الهلال الخصيب والشمال الأفريقي تدفع بزخات متتابعة من الطاقة البشرية بهجرات متقاربة أحيانًا ومتباعدة أحيانًا أخرى، كلما امتلأت أفرغت ما فيها، فهي كانت مصدرًا للحيوانات التي ألفها الإنسان العربي، فالجواد العربي الأصيل وكرائم نجائب الإبل العربية بالإضافة إلى الضأن النجدية الجليلة من هذه الجزيرة كانت تخرج السلالات الممتازة إلى منطقة الهلال الخصيب العراق - سوريا - مصر والشمال الأفريقي وكان الذي يقوم بتصدير هذه الحيوانات هم العقيلات، وتأتي الإبل في المرتبة الأولى وذلك لكثرتها وكثافة أعدادها، تليها بالدرجة الثانية الخيول وذلك لعزتها وسمو مكانتها عند أصحابها، سيما وأنها قلعة العربي كما هو
معروف فالعرب الرُحَّل لم يتخذوا الأسوار والقلاع، وإنما كانت قلعة العربي صهوة جواده كما قال حميد بن الجمال الهلالي:
ونحن ناس بأرض لا حصون بها
…
إلا الأسنة والجرد المغاوير
وسور إبله التي تقيه هجمات الأعداء من هذا المنطلق كان ما يجلب نسبة أقل من الإبل، فإذا جلبت الإبل بالآلاف كانت الخيول بالمئات وربما لا يجلب من الخيول إلا من مستوى الدرجة الثانية وذلك لشدة شح العربي بجواده، لكن رغم ذلك فإن العقيلات يجلبون أيضًا من عراب الخيل ولكن بنسبة أقل، تأتي الأغنام وهي الضأن النجدي خاصة في المرتبة الثالثة، هذه المهمة التي قد شرع بها العقيلات منذ وقت قديم، فقد أورد ابن فضل اللَّه العُمَري قوله: وأما البحرين (يقصد الأحساء) فإنهم يصلون إلى باب السلطان وصول التجار يجلبون جياد الخيل وكرائم المهارى واللؤلؤ وأمتعة العراق والهند، ويرجعون بأنواع الحباء والأنعام والقماش والسكر وغير ذلك، ولهم متاجر رابحة وواصلهم إلى الهند لا ينقطع وبلادهم ما بين العراق والحجاز (هذا الكلام في القرن الثامن والتاسع الهجريين)، وكانت تجارة الإبل نجدية، وتجارها نجديون، وقد خدم العقيلات بإبلهم الاقتصاد العراقي والمواصلات والاتصالات العراقية، ولم تكن لأهل العراق إبل كثيرة فاستعاضوا عنها بإبل نجد، وتستخدم الإبل العدد من الأغراض كالنقل والركوب وأعمال الفلاحة وتستهلك لحومها للأكل، أما الخيول فتستخدم للحروب والركوب في المواكب وغيرها. استمر هذا الوضع طيلة هذه القرون ثم جاءت الدول الغربية واقتربت من المنطقة العربية وبدأت تشتري من هذه الحيوانات وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد اشترت بريطانيا في عام 1273 هـ/ 1856 م من هذه المنطقة ثمانية وعشرين ألف رأس من الإبل والخيول والبغال وذلك لغرض النقل في الجيش البريطاني ويشتد الطلب على هذه الحيوانات في أوقات الحروب ففي الحرب العالمية الأولى عام 1333 هـ/ 1914 م جلب إلى دمشق وحدها ما بين 400 - 300 رعية خلال سنة واحدة تتراوح أعدادها ما بين 32000 - 24000 رأس من الإبل، وعلى مدى سنوات الحرب التي دامت أربع سنوات حتى عام 1337 هـ/ 1918 م ويوجد أسواق مشهورة لبيع الإبل في الأقطار العربية المجاورة كالزبير والبصرة وبغداد والنجف والحلة والعمارة والسماوة والموصل في
العراق، ودير الزور والغوطة وعذراء وحوران في سوريا، ورأس العين والزرقاء وعمان بالأردن، وعرابة وطولكرم ونابلس وجنين وعربة واللد وغزة وبئر السبع ودير البلح وخان يونس بفلسطين، ورفح والعريش وأبو حماد وأبو كبير والزقازيق وشبين الكوم وبلبيس والمطرية وإمبابة بمصر، والأبيض وأم درمان بالسودان، هذه التجارة كانت عامرة على مدى بضعة قرون من الزمن وقام بمهامها العقيلات فاستفادوا وأفادوا وكانوا حلقة الوصل بين تلك الأقطار.
2 -
التجارة العامة:
من المهام الرئيسية التي يقوم بها العقيلات هي التجارة العامة وهي على ثلاثة مستويات:
1 -
الأول أن تكون القافلة بكاملها للتاجر نفسه وهو الذي يتولى مع مساعديه تجهيزها وقيادة القافلة بنفسه أو من يوكله نيابة عنه ممن يثق به ويعتمد عليه كما يعتمد على نفسه وتكون مثل هذه القافلة تحمل صنفًا واحدًا من البضائع أو تحمل عدة أصناع حسب متطلبات السوق وقد كان لهؤلاء التجار من العقيلات مكانة مرموقة استمر التجار النجديون الذين اكتسبوا مالا وشهرة يغشون مدن العالم المزدهرة في الشرق والغرب ويجتمعون بالشخصيات المؤثرة في مجالات الاقتصاد والسياسة والثقافة في المناطق التي يغشونها مثل إستانبول - فيينا - باريس- مصر - بومباي - حيدر آباد - دكن. . يشترون منها البضائع المتعددة الأصناف والكميات.
2 -
الثاني أن تكون القافلة لاثنين أو ثلاثة من التجار ويتولى قيادتها أحدهم أو أكثر من واحد وربما كلهم وغالبًا ما تكون مثل هذه القافلة وسابقتها ممن يتاجرون بسلع رئيسية وعلى مستوى كبير، ومثل هؤلاء التجار يجهزون السلع ويبيعونها بالجملة والتجزئة.
3 -
الثالث أن تكون القافلة لعدد من التجار كل له فيها مجموعة من الإبل يتاجر فيها بما يريد من البضائع، وفي مثل هذه القافلة يتولى قيادتها واحد منهم كأمير عليهم يختارونه من بينهم يفوضون أمرهم إليه يتصرف باسمهم حتى تصل القافلة إلى غايتها، وتكون مصاريف مثل هذا النوع من القوافل موزعة
بنسبة حصة كل تاجر من هذه الإبل ومثل هذا النوع من القوافل يكثر فيها التنافس بين التجار وخاصة في حالة العودة من الحواضو العربية نظرًا لكثرة أصناف البضائع هناك، ويغلب على هذه الفئة أو المستوى من القوافل عند عودتها أن يكون بيع تجارها بالتجزئة نظرًا لكونها لعدد من التجار فكل واحد يبيع ما أحضر من بضاعة بنفسه بالسعر الذي يرتضيه.
ويكثر في مثل هذه القافلة التجار الصغار الذين يأخذون ما يسمونه "بضاعة" حيث يأخذ التاجر المبتدئ من التاجر الكبير أو العريق شيئًا من المال ليتاجر به بحيث يكون الربح بينهما مناصفة ورأس المال للتاجر الكبير وشيئًا فشيئًا تزداد كمية هذه "البضاعة" أي المال حتى ينتعش هذا التاجر الصغير ويلحق بالمستوى المتوسط من التجار وربما أخذ "بضاعة" على مستواه حتى يصبح من التجار الكبار ذوي الثروة والجاه وهكذا. .
ومثل هذه السلع التي يتاجر بها هؤلاء التجار من العقيلات على مختلف مستوياتهم من عدة أمصار فإن كانت من الجزيرة العربية إلى الأقطار العربية الأخرى فغالبًا ما تكون من الحيوانات الحية كالخيل والإبل والضأن من الغنم كما سبقت الإشارة إلى ذلك أو من المنتجات الحيوانية كالسمن والأقط والمنسوجات الصوفية الغليظة والجلود المدبوغة وغيرها من السلع التي تتوفر بأسواق حواضر الجزيرة العربية وإن كانت البضائع من موانئ الخليج العربي من العقير والقطيف وعينين "الجبيل" والكويت والبصرة من المنتجات الهندية والبنغالية وغيرها من بضائع الشرق الأسيوي فغالبًا ما تكون من التوابل الهندية من حب الهال "الهيل" والقرنفل والزنجبيل والقهوة وزهور الأكاشيا والكراوية والمسك والعود والعنبر والثياب القطنية والحريرية والشيلان القطنية والصوفية والمنسوجات المختلفة والسجاد والتمور بأنواعها والصمغ وبعض الأعشاب الطبية والكركم والكافور والنيلة والزعفران والتبغ والحديد والنحاس والرصاص والقصدير واللؤلؤ والأصداف وأنواع الخرز والشموع والآلئ والجواهر والمرجان والعقيق والأحجار الكريمة الأخرى. أما القوافل الواردة من العراق أو عن طريقه مما وراء النهر وفارس عن طريق البصرة وبغداد والنجف فإنها غالبًا ما تحمل بالإضافة إلى ما سبق الأرز العراقي "التمن" بأنواعه ودرجاته المختلفة والشيلان الصوفية والعباءات والقطائف
الثخينة والتبغ وغير ذلك، أما القوافل العائدة من الشام وفلسطين فإنها تحمل بالإضافة إلى المنتجات الشامية والفلسطينية البضائع الأوربية المختلفة ويكون مصدر هذه البضائع حلب ودمشق وحيفا ويافا وغزة وعمَّان مثل الذهب والفضة والنحاس والمصاغات والمشغولات الخاصة بهذه المعادن للزينة والأواني المنزلية من زجاجية وخزفية ونحاسية ومعدنية بأنواعها والدلال والهاونات النحاسية "النجور" والكيماويات من زرنيخ وكبريت وغيرها إضافة إلى الزيوت النباتية كالزيتون والمسابح والعقود والخرز والنظارات المكبرة "درابيل" والصناعات الزجاجية والمرايا المختلفة الأشكال، والأول وأنواع التبغ وأقمشة المخمل والحرير والدمقس والأدوية والقمح والشعير والعدس والذرة الشامية والملابس الصوفية والفراء والعباءات والبسيط والقطائف الرومية والخيوط الحريرية "البريسم" والثياب الحريرية النسائية "وِرْسي" والثياب الصوفية الرجالية وملابس "الزَّبون" و"الصَّايَة" وغيرها من البضائع، أما ما يأتي من مصر فالقطن والأقمشة القطنية الفاخرة والسجاد والعسل والفول والورق والتبغ وغيره مما يكون من المنتجات المصرية أو مما ورد للموانى المصرية من أوربا وغيرها من بلدان المغرب الغربي هذه الأصناف التي تعد بالآلاف وأتينا بنماذج من أسمائها وهي كثيرة جدًّا لكن الإشارة تكفي عن العبارة هي التي ينقلها هؤلاء التجار من العقيلات بين موانئ الخليج العربي في الشرق وموانئ البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر في الغرب وبين الحواضر العربية في كل من الكويت والعراق والشام وفلسطين ومصر والسودان وبين حواضر الجزيرة العربية كالجوف وحائل وبريدة وعنيزة والزلفي وشقراء والمجمعة والرياض والأحساء في وسط وشرق الجزيرة بالإضافة إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة وينبع والطائف وجدة في غرب الجزيرة العربية، هذه الحواضر التي ترتادها قوافل العقيلات صادرة منها حينا وواردة إليها أحيانًا بمختلف البضائع والسلع، وكما أشرنا آنفا من شدة التنافس بين تجار العقيلات من الفئة الثالثة فإن كل واحد منهم يحاول ألا يعرف أصحابه ما اشتراه من السوق من العديد من أصناف البضائع، وذلك من أجل أن يكسب السوق إذا عادوا إلى بلدانهم، وقد جاء هذا ببضاعة جديدة أو صنف يختلف عن الصنف الذي جلبه رفاقه هذا النوع من التنافس البرئ، يمد السوق بسلع جديدة ونادرة، وبمثل هذا التنافس تزداد أرباح هؤلاء التجار الصغار الذين
يحضرون تلك البضائع النادرة خاصة من الأشياء الصغيرة التي لا تكاد تبين ويكثر هذا التنافس بين التجار الصغار عن فئة المستوى الثالث من القوافل، أما المستوى الأول والثاني باعتبارهم يحضرون كميات كبيرة من السلع أو السلعة الواحدة فإنهم لا يخشون المنافسة من التجار الصغار، وعادة ما يتاجر هؤلاء بالمواد الاستهلاكية الرئيسية وبكميات كبيرة نسبيًا لا يقدر على جلبها غيرهم وبأرباحها القليلة نسبيًا لا يقدم عليها أحد من التجار الصغار، ومثل هؤلاء التجار الكبار يتعهدون للسلطات المحلية بتموين الحملات والغزوات بالأطعمة والملابس وغيرها كما يمونون السوق المحلية بالمواد الغذائية من الحبوب كالقمح والشعير والذرة والتمور والأرز وغيرها من الأطعمة أو بالمواد والسلع الرئيسية كالملابس الشتوية بكميات كبيرة تقي بحاجة السوق في وقت الشتاء، وغير ذلك من السلع التي تحاج إلى كميات كبيرة.
3 -
النقل العام:
من المهام المميزة التي قام بها العقيلات النقل العام وينقسم النقل العام إلى ثلاثة مستويات هي الأخرى:
1 -
مستوى يملكه شخص واحد ويكون من المتعهدين الكبار الذين يملكون أعدادًا كبيرة من الإبل بعددها وتجهيزاتها واستعدادها ويتعهدون في نقل البضائع الكثيرة، وهؤلاء يمثلهم في وقتنا الحاضر شركات النقل الكبرى التي تتولى الأعمال الكبيرة وكانوا بدورهم يتولون مثل هذه المهام الكبيرة وتكون مراكزهم على الخطوط الطويلة والعامرة كالطريق الصحراوي بين موانئ الخليج العربي وموانئ البحر الأبيض المتوسط أو بين المدن الرئيسية في الوطن العربي وطريق الحج في موسم الحج ما بين البصرة ومكة المكرمة أو ما بين دمشق وعمَّان والمدينة المنورة ومكة المكرمة، وذلك لنقل مئات الآلاف من الحجاج عبر هذه الطرق الصحراوية الطويلة ذهابًا وإيابًا.
2 -
مستوى يملكه عدة أشخاص كونوا بمجهوداتهم المشتركة قافلة واحدة يديرها واحد منهم أو أكثر، وربما يشتركون في إدارتها وتكون بحجم أقل من سابقتها ولكنها تقوم بنفس المهام غير أنها تتميز بمرونة أكثر في حركتها وتأخذ خطوطًا متفرعة إلى مدن ونقاط ثانوية خارج نطاق القوافل الكبيرة، كما أنها لها
نصيب من نقل الحجاج من أماكن تجمعهم ليؤدوا فريضة الحج ثم يعيدوهم إلى أماكنهم مرة أخرى، وهذا المستوى بمثابة الشركة المتوسطة في وقتنا الراهن.
3 -
المستوى الثالث وهو المستوى الذي يمثل الشركة المساهمة ويملكه العديد من الأشخاص كل يساهم فيه بعدد من الإبل المجهزة للحمل تحت قيادة واحدة وغالبًا ما يرافق أصحاب هذه الحصص إبلهم، فكل واحد يرافق إبله يعتني بها ويلاحظها بالعلف والماء وغيره حيث إن يد صاحب المال حفية بماله أكثر من غيره. وتقوم هذه القوافل بنفس المهام للمستويين السابقين إلا أنها أكثر تعددية وبالتالي فهي أكثر مرونة من المستوى الثاني فضلا عن المستوى الأول، وقد تذهب إلى طرق ونقاط خارج نطاق المستويين السابقين وأصغر حجمًا كالمدن الصغيرة والقرى ومضارب البادية وقد يوكل إليها نقل الحجاج عند الحاجة من باب تعميم الفائدة أو عندما تكون الأرض لا يتوفر فيها الكلأ لهذه الإبل الكثيرة العدد خاصة في سنوات الجدب فإن أهل الحصص الصغيرة من الإبل تكون إبلهم أنشط من غيرها لعنايتهم بها ويمكن أن يستبدلوها بغيرها إذا لزم الأمر وكذلك فإن الحجاج أنفسهم يفضلون في كثير من الأحيان أن ينطلقوا مع قوافل يملكها ملاك صغار لهم عناية فائقة بإبلهم وبمن معهم خير من أن يكون المالك لأعداد كبيرة طالما أنهم يسيرون في قافلة واحدة.
وقد اعترفت القبائل العربية كلها بالعقيلات كناقلين للتجارة وضمنت لهم حرية المرور البري لتيسير المهام التجارية في المنطقة ولم تعترضهم ومكن هذا الأمر للعقيلات نقل الرحالة الأوربيين في القرن الثامن عشر الميلادي بأمان نسبي إلى المنطقة التي يرغبون الوصول إليها، وقد ترك لنا هؤلاء الرحالة أخبار رحلات العقيلات ونشاطهم وقد لعب العقيلات دورًا كبيرًا في تملك هذه القوافل وقيادتها منذ عدة قرون كانت قيادة القوافل وزيادتها في فترة طويلة سابقة للفترة العثمانية في أيدي بني خالد في البحرين (الأحساء) الذين ورثوها من العقيليين السابقين لهم وكان أمير بني خالد هو المسئول عن تعيين شيخ القافلة أو أميرها وكانت قوافل بني خالد في أعمها تذهب إلى الشام بالإبل، بيد أنه من الجائز أن العقيلات كانوا يساهمون في نشاط بني خالد، كما كات الخالديون يتولون أمر الحجاج وما كان تأسيسهم الكوت في بداية القرن الحادي عشر الهجري الذي يعرف الآن
بالكويت علي التصغير إلا لغرض نقل الحجاج بالإضافة إلى أغراض أخرى، وفي منتصف القرن الثاني عشر الهجري الثامن عشر الميلادي حصلت متغيرات إقليمية وعالمية دفعت بالعقيلات إلى الصدارة، وورث العقيلات منذ ذلك الحين قيادة القوافل وريادتها وحراستها والإشراف عليها وغطوا بعد ذلك نشاط بني خالد في هذه الحقبة، وقد ثبت في هذه الفترة للعقيلات دورهم في قيادة القوافل والاضطلاع بمهام الترحيل وربط هذه الفترة من التاريخ العثماني بين الشرق والغرب وأصبحوا جزءًا من شرايين التجارة العالمية بين العراق والشام، تقول المخابرات البريطانية عن عام 1334 هـ/ 1916 م أن الإبل هي الناقل الأساسي في شبه الجزيرة العربية كلها حيث لم تعرف الجزيرة العربية السيارات بعد فهي لم تستعمل إلا مرة واحدة حول حائل عام 1335 هـ/ 1917 م حيث أرسلها العثمانيون هدية لآل الرشيد في حائل، ولهذا تبقى الإبل هي الوسيلة الوحيدة للنقل، حيث تستعمل الذلول للركوب وغالبًا ما تكون من النياق، بينما تقوم الجمال بحمل الاثقال وأخفها وأسرعها التي تأتي من عمَّان. ازدهرت بالتالي تربية المواشي من الإبل وذلك لسد حاجة القوافل، واستمرت على قوافل التجارة الكبيرة أناس كثيرون منهم على سبيل المثال لا الحصر، عمر الحجيلان وإبراهيم الرشيد ومحمد الرشودي وموسى الرواف وسليمان الغنام وعلي بن سليمان الخالدي وغيرهم الذين تعهدوا بنقل تجارة الشرق من بغداد إلى الشام وتجارة الغرب من أنطاكية وحلب ودمشق إلى بغداد وأنحاء أخرى من الجزيرة العربية وموانئ الخليج العربي، ومن هنا ندرك أن العقيلات لم يقتصر دورهم على تجارة المواشي من الإبل والخيل وإنما كان لهم دور كبير في تنمية التجارة بين بلدانهم والأقطار العربية المجاورة فضلا عن قيامهم بمهام التجارة العالمية كما أشرنا إلى ذلك آنفًا، وقد تأثر العقيلات كناقلين عالميين بأحداث العالم وكانت بداية النهاية للعقيلات كناقلين عالميين الثورة الكبرى في عالم المواصلات البحرية والبرية والجوية في عصر البخار ثم النفط وحفر قناة السويس وافتتاحها بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط وتحول هؤلاء النجديين إلى ناقلين محليين وبدأت قوافل العقيلات بين البصرة والزبير ونجد لنقل السلع الهندية والأوروبية إلى قلب الجزيرة العربية ولم يبق لعقيلات شمَّر والقصيم دور مباشر في نقل التجارة العالمية إلا في تجارة الخيل
والإبل وبذلك توقف الطريق الصحراوي الذي كان يربط بين العراق وسوريا وتراجع العقيلات إلى طرق أخرى نشطت بكساد الطريق الصحرواي المشار إليه هذه الطرق التجارية المحلية بين نجد والشام والعراق مباشرة. (انتهى).
بلحارث
نسب القبيلة:
تعود معظم فروع القبيلة إلى الأزد من القحطانية، ودخلت معها فروعًا من العدنانية.
ما ذكره الباحثون عن بلحارث
ما قاله الشريف محمد بن منصور فى قبائل الطائف وأشراف الحجاز عن بلحارث
(1)
:
قال: بلحارث قبيلة كبيرة تقطن، جنوبي بني سعد في سراتها التي تعرف ببلاد بلحارث، وقد اختلف الباحثون في نسب هذه القبيلة أهي قبيلة أزدية أم أنها مزيج من قبائل عدنان وقحطان، وقد ذهب شيخنا الجاسر في نسبها إلى احتمالين: الأول أنها من زهران
(2)
وتنتمي إلى الحارث بن عبد اللَّه بن يشكر بن مبشر بن صعب بن دهان بن نصر بن زهران، ولسبب الحروب التي نشبت بين بلحارث ودوس انقطعت هذه القبيلة من زهران واستقلت بذاتها. والاحتمال الثاني أنهم ينتمون إلى الحارث بن كعب بن عبد اللَّه بن مالك بن نصر بن الأزد، ثم قال شيخنا الجاسر: "ومن النصين المتقدمين يتضح أن من زهران فرعًا يطلق عليه اسم بني الحارث، وهذا الفرع حدث بينه وبين دوس -وهم من فروع زهران- حروب تقدم ذكر بعضها ولا يستبعد أن تكون من الأسباب التي فصلت هذا الفرع عن
(1)
انظر ص 137 إلى ص 155 من قبائل الطائف وأشراف الحجاز 1401 هـ.
(2)
سراة غامد وزهران، ص 436 - 437 - 439، وانظر عن قبيلتي غامد وزهران في المجلد الثامن من الموسوعة.
أصله وأخرجته من وسط بلاده إلى أطرافها ونواحيها وليس هذا موضع جزم ويقين بل موضع بحث وتحرّ للحقيقة".
وليس من المغالاة في القول الجزم بأن هذه القبيلة أزدية، دخلتها فروع عدنانية، إذ من أشهر فروعها ناصرة، وفيها من ينتسب إلى العِتْرة النبوية يدعون المشاييخ يسكنون وادي المُرَيْفِق، أما صلة القبيلة بالأزد فالجوار في الدار وقربها من البقوم وهي قبيلة أزدية.
ومنزل بلحارث من السراة هو ما يعرف قديمًا بسراة عدوان بين سراة الطائف وسراة الأزد "زهران" جنوبًا وشمالا وسراة بجبيلة غربًا. ومما يلفت النظر أن فرع ناصرة من القبيلة من أكثر فروع القبيلة عددًا وهو يسكن السراة وإذا أدركنا أن من قبيلة عدوان فرعًا يدعى ناصرة -كما سيأتى في نسب عدوان- تبادر إلى الذهن أن هذا الفرع بقي في بلاده القديمة وانضوى في كنف بلحارث التي لابد أن تكون أقوى منه، وهكذا الحال بالنسبة لكثير من القبائل عندما تستولى قبيلة قوية على بلاد قبيلة أضعف منها فإن الضعيف يندمج في القوي -وسيأتي عن عدوان أن الحروب أنهكتها وفرقتها- ولا يغرب عن البال أن اسم ناصرة يطلق أيضًا على فخذ من ثقيف وفرع من بني سعد بن بكر بن هوازن، ومن ناصرة هؤلاء حليمة مرضعة الرسول صلى الله عليه وسلم وقد تكون الفروع الثلاثة اجتمعت واختلطت بسبب إطلاق اسم واحد عليها ولهذا أمثلة بين القبائل العربية" انتهى.
أقول سراة عدوان قديمًا هي بعض من سراة الثبتة من بني سعد على ما أرجح لا سراة بلحارث وقد ذكرها الهمداني وقال
(1)
: "أرض عدوان من السراة يصاع والسوار بطن قطن والنجار وبقران قال ذو الأصبع العدواني:
جلبنا الخيل من بقران قبًا
…
تجوب الأرض فجًا بعد فج
وبقران اليوم من أشهر أودية المراوحة من الثبتة. وأما سراة بلحارث فإنني أعتقد أنها جزء عن سراة بجيلة كما اعتقد أيضًا أن بلحارث من بجيلة ولكنها استقلت باسمها كما فعلت بنو مالك حيث اكتفوا بالانتساب إلى مالك دون بجيلة
(1)
صفة جزيرة العرب، ص 123.
وهو الملقب بقسر. قال ابن حزم
(1)
: "وولد إنمار أيضًا خزيمة دخل في الأزد ووادعة بطن مع بني عمرو بن يشكر، وعبقر والغوث وصهيبة وأشهل وشَهْل وطَرِيْف وسنية والحارث وجَدَعة أمهم كلهم بجيلة بنت صعب بن سعد العشيرة فإليها ينسب أولاد كل من ذكرنا، وكانوا كلهم متحالفين على ولد أخيهم خثعم". فهذا نص يدل على أن في بجيلة من يعرف بالحارث ولا أستبعد أن يكون بلحارث اليوم إليه ينتمون علاوة على أن أختلاطهم ببني مالك يجعل الباحث يذهب إلى هذا الترجيح، كما أن سراتهم وسراة بني مالك تكاد تكون واحدة لقرب منازلهم من بعضهم البعض.
هذا ما أذهب إليه في نسب بلحارث ولكل باحث رأيه واجتهاده.
وأما الاختلاط ودخول بعض القبائل في بعض فهذا شيء وارد ومعروف في القبائل العربية منذ الجاهلية.
وهنا يحسن أن نورد بحثًا أورده شيخنا الجاسر في مجلة العرب
(2)
فيه جمع ما يحتاجه الباحث عن بلحارث. قال: "ولقد كرم الأخوان عبد العزيز بن دخيل اللَّه بن غزال -من شيوخ القبيلة- يزيد بن نجاء بن ناجى -من شبابها المثقف- فأتحفا قراء "العرب" بهذا التفصيل الوافي عن فروع قبيلة بلحارث وعن منازل تلك الفروع، نورده بنصه بعد حذف أسماء شيوخ القبيلة الذين يتغيرون بتغير الأحوال والأزمان وها هو ما بعثاه.
تقع قبيلة بني الحارث بالنسبة لمدينة الطائف جنوبا، يبعد أولها مسافة 60 كيلا وهي مستطيلة، تمتد من تهامة على حدود الليث غربًا إلى بلاد البقُوم وغامد شرقا مخترقة بذلك جبال السراوات، وهي عبارة عن جبال وسهول تقع سهولها في عالية نجد وتمتد جبالها على امتداد جبال السراوات، وفيها عدد من الأودية المشهورة منها:
1 -
وادي مَيْسان.
2 -
وادي بُوَا.
(1)
جمهرة انساب العرب، ص 387.
(2)
8، م 6.
3 -
وادي أبُو راكة -ضِرَاء-
4 -
وادي قِيَا.
5 -
وادي الصُّور.
6 -
وادي غَزَايِل.
7 -
وادي البَيضَة.
8 -
وادي الجَنُوب.
ويحد قبيلة بني الحارث من الشرق قبائل البقوم وغامد الزناد، ومن الغرب تهامة إلى حدود الليث ومن الشمال قبيلة عتيبة ومن الجنوب قبيلة ثقيف وقبيلة بني مالك.
وتنقسم قبيلة بني لحارث إلى ثلاثة أقسام رئيسية وهي:
1 -
بنو أوس (بنيوس).
2 -
الشَّلاوَى.
3 -
ناصِرَة.
ويتفرع من كل قسم من هذه الأقسام الثلاثة عدة فروع وهي كما يلي:
أولًا: بنو أوس:
عشرة فروع وكل فرع ينحدر منه بطون:
الفرع الأول: الجَيَّشة وهم بطنان
.
أ- الجِعَرَة.
ب- ذوي مُسيعيد.
1 -
بطن الجعرة وهم:
1 -
ذوي عاتق
(1)
وفيهم إمارة الجيَّاشة كافة.
(1)
مقتضى الأعراب ذوو ولكنها هكذا تنطق -العرب-.
ب- الفطَاحِين ومنهم:
1 -
ذوي فُطيحان.
2 -
ذوي بُنَيَّة.
جـ - الحِضَيَّات ومنهم:
1 -
ذوي جمعان والحناتِيْش.
2 -
ذوي فهد.
3 -
ذوي سلطان.
د - الدرامحة ومنهم:
1 -
ذوي عُوَاضة.
2 -
ذوي شاهر.
3 -
ذوي عُويِّض.
4 -
ذوي عَوَّاض.
5 -
ذوي عايض.
2 -
بطن ذوي مسيعيد وهم: -الويَاطِين
-
أ - ذوي عايد.
ب - ذوي ربيع.
جـ - ذوي مِشْحن.
د - ذوي مُطَيْر.
هـ - ذوي سُحَيْم.
ويسكنون وادي قيا ووادي البيضة ووادي البعيثرانة والصفنيَّة وفي هذا الصدد نشير إلى أن جزءًا كبيرًا لا يستهان به من الجياشة تحضروا فاستوطنوا الآن الرياض والوشم وسدير.
الفرع الثاني: الشَّدَادِين وهم بطنان:
1 -
بطن القطمان ومنهم:
أ - المهارسة: وفيهم إمارة الشدادين كافة.
ب - القصار.
جـ - ذوي عبد اللَّه.
د - ذوي زايد.
2 -
بطن الدماشقة وهم:
* البُدُوَة ومنهم:
أ - ذوي مقبول.
ب - ذوي مفلح.
جـ - ذويردَّة.
* الروقة، ومنهم:
أ - العماهجة.
ب - ذوي صالح.
جـ - ذوي مصلح والحَجَارِيَّة، ومنهم:
1 -
ذوي بُرَيُنِيس.
المسافرة.
ذوي عواض ومنهم:
1 -
ذوي مبارك.
2 -
الحوالية.
3 -
ذوي فاهد.
4 -
ذوى هُريس.
5 -
الصَّمَايِلَة.
6 -
الجُنَيْح.
البِصَصَة ومنهم:
1 -
ذوي عُويِّض.
2 -
العُجران.
3 -
المَعَانِزَة.
4 -
ذوي سعود.
المرامشة وهم فخذ واحد ويسكنون وادي قياء ووادي البيضة والرُّحيا.
ومن الشدادين من استوطن الآن الرياض والوشم وسدير.
الفرع الثالث: الشواحطة: وهم خمسة بطون:
1 -
ذوي عمر.
2 -
ذوي عريف.
3 -
الهتامين.
4 -
الهدلان.
5 -
الشِّيْمان.
ويسكنون وادي قياء وأم الحُميطة وقَرماء ووادي ضِرَاء.
الفرع الرابع: الصُّلَيْحات وهم تسعة بطون:
1 -
ذوي فهد.
2 -
ذوي مصلح.
3 -
ذوي جويعد.
4 -
ذوي مبارك.
5 -
ذوي ردة.
6 -
ذوي هيف.
7 -
ذوي شَالح.
8 -
الشلاوين.
9 -
ذوي شُنيف.
ويسكنون وادى قياء ووادي البيضة وأم الحميطة وقرماء ووادي ضراء.
الفرع الخامس: المذاهبة وهم أربعة بطون:
1 -
الغماظِيْن.
2 -
الوقَتَة.
3 -
الهَواملة.
4 -
الهلايين.
ويسكنون وادي قياء والبيضة، والصِّفْنيَّة.
الفرع السادس: الطهفة: وهم بطنان:
1 -
الذيابات.
2 -
البلاهدة.
ويسكنون وادي قياء ووادي غزايل.
الفرع السابع: الشيعة وهم ثلاثة بطون:
1 -
الشواشين.
2 -
المواسمة.
3 -
السعودة.
ويسكنون وادي قياء ووادي ضِرَاء.
الفرع الثامن: العضاوين وهم تسعة بطون:
1 -
العبابسة.
2 -
آل عَاضَة.
3 -
الخُليَات.
4 -
القبابير.
5 -
السُّنضانَات.
6 -
المخالد.
7 -
الجلهابين.
8 -
القِرَب.
9 -
الصقاعِيْن.
الفرع التاسع: متعان وهم خمسة بطون:
1 -
آل محمد.
2 -
العُميرات.
3 -
الشباشبة.
4 -
القبسان.
5 -
الحفاة.
ويسكنون شفا الحدب (ومنهم جزء في المشراة أو الشراء) بفتح الشين.
الفرع العاشر: الغُورية وهم ثمانية بطون:
1 -
آل عبد اللَّه.
2 -
العلثاء.
3 -
السواهر.
4 -
المجافية.
5 -
آل شَدَّاد.
6 -
المفارجة.
7 -
العِبَدةَ.
8 -
الضبعة.
ويسكنون وادي مقسا ووادي فالح ووادي جمعة وعضمان ووادي رمحة وشفا الحدب.
ثانيًا: الشلاوي:
وينقسمون إلى تسعة فروع تنحدر منها بطون، وهذه الفروع التسعة هي:
الفرع الأول: ذوي حَطَّاب، وفيه أربعة بطون:
1 -
بطن ذوي دخيل اللَّه ومنهم:
أ - الحرشة وهم بيت إمارة في ذوي خطاب.
ب - الحسانين.
جـ - ذوي بُنَيِّة.
د - الغدافين.
هـ - العَطَّاش.
و - ذوي جامل.
ز - ذوي مفلح.
حـ - البداهين.
2 -
بطن الحسابلة ومنهم:
أ - المَهالجة وهم بيت إمارة أيضًا في ذوي حطاب.
ب - ذوي عُشيش.
جـ - الجَغَاثِمة.
د - الشوامين.
هـ - الضوارين.
و - ذوي جبر.
ز - الدحالين.
ح - الدلابين.
3 -
بطن الطفلة ومنهم:
أ - السُّبور.
ب - الكراشِيْن.
جـ - اللوامي.
د - السهاوين.
هـ - الدبالين.
و - الدواغين.
4 -
بطن العجالين ومنهم:
أ - ذوي مِشْعي.
ب - ذوي علي.
جـ - ذوي سليم.
د - ذوي قَين.
5 -
الظوالعة: ويسكنون أبو راكة والخمرة ووادي بواء والعشارية وعن.
ونشير إلى أن جزءًا من ذوي حطاب استوطنوا الرياض والوشم وسدير.
الفرع الثاني: المَعَايَنَة، وهم ستة بطون:
1 -
الجماعين.
2 -
الهجادين.
3 -
ذوي زايد.
4 -
الخماسين.
5 -
بطن العميان.
6 -
بطن العوادين.
بطن ذوي عبد اللَّه.
بطن الضبَّابين.
بطن الصوانعة.
ويسكنون وادي بواء ووادي ضِراء ووادي أبو راكة.
الفرع الثالث: ذوي حُنَيتم وهم أربعة بطون:
1 -
السرابين.
2 -
الهوايف.
3 -
المزايِمَة.
4 -
الجهامين.
ويسكنون وادي بواء والعشارية وقريدان.
الفرع الرابع: الجعارين وهم أربعة بطون:
1 -
القِحَرة.
2 -
ذوي سيف.
3 -
ذوي محيسن.
4 -
المشالحة.
ويسكنون وادي ضراء ووادي بواء.
الفرع الخامس: القَنَاثِلة وهم ثلاثة بطون:
1 -
العكَاوِكَة.
2 -
المراسنة.
3 -
الدخانين.
ويسكنون وادي بواء ووادي ضِرَاء وأبو راكة.
الفرع السادس: الجَثَايِث وهم ثلاثة بطون:
1 -
الدواشين.
2 -
ذوي عبد اللَّه.
3 -
التويمات.
وسكانهم وادي بواء ووادي ضراء.
الفرع السابع: الحَمَدَات وهم بطنان:
1 -
المِعَزة.
2 -
الروامي.
ويسكنون وادي بواء.
الفرع الثامن: العمور وهم أربعة بطون:
1 -
بطن العواجية وفيهم إمارة العمور كافة.
2 -
بطن الدجمان.
3 -
ذوي عبيّان.
4 -
الدحالفة.
ويسكنون التشميّة ووادي بواء والعشارية.
الفرع التاسع: الجلاة
ويسكنون وادي بواء ووادي ضراء.
ثالثًا: ناصرة:
قبل البدء في تقسيم فروع ناصرة وبطونها نشير إلى ما كتبه الأستاذ محمد سعيد كمال في بحثه (عن قبيلة عتيبة) المنشور في مجلة "العرب" في جزء ربيع الأول عام 1389 هـ. حيث قال أن ناصرة دخلت في بني الحارث اليوم وقد كانت في بني سعد واستدل بما كتبه شرف بن عبد المحسن البركاتي في "كتاب الرحلة اليمانية" حول هذا الموضوع أنهم ينتمون إلى نصر بن سعد بن بكر بن هوازن وديارهم في ديار بني سعد. ونحن نرد على الأستاذ كمال بأن ناصرة لا ينتمون
إطلاقًا إلى بني سعد وأنهم جزء من قبيلة بني الحارث -سابقًا وحاضرًا- صحيح أن في يارهم متاخمة لبلاد بني سعد ومنها وادي مَيْسان ووادي الحَدَب، ولعل الأستاذ لم يجد أدلة قاطعة على أن ناصرة كانت من بني سعد إلا بحكم الجوار، ونحن نعذر الأستاذ فيما أشار إليه لأنه لم يحتك ببعض العارفين عن تاريخ ناصرة من أبنائها وإنما كان ذلك بناء على ما كتب في "الرحلة اليمانية" لذا وجب التنبيه.
وناصرة تنقسم إلى ثلاثة فروع، كل فرع ينحدر منه عدة بطون وهذه الفروع هي:
1 -
الحَسْكَان.
2 -
الشُّعَيْث.
3 -
الموسى.
الفرع الأول: الحسكان، وهم ثلاثة بطون:
1 -
بني كريم.
2 -
المجايشة.
3 -
الحنشة.
أولا: بني كريم: ومنهم:
أ - آل غزال: وفيهم إمارة الحسكان كافة.
ب - السريع.
جـ - البراهيم.
د - العِطفة.
هـ - القحارشة.
وسكناهم العفاء بميسان.
الجعدة، ومنهم الخواضين.
أ - الخواضين.
ب - العزيزين.
جـ - الجفان.
د - ذوي صغير.
هـ - ذوي حُنيش.
و - آل شايع.
وسكناهم الشهباء بوادي ميسان.
الزحمة، ومنهم:
أ - ذوي عصن.
ب - ذوي سعد.
جـ - ذوي خليفة.
وسكناهم المناضح.
ثانيًا: المجايشة: ومنهم:
1 -
الهملة، وهم:
أ - القبرة.
ب - العصابية.
جـ - العُشَّان.
د - العمرة،
هـ - الرقاصية.
و - القراشدة.
وسكناهم الحراء وظافر ومَرْقَنة وداما والكوت والكتمة وهي فروع لوادي ميسان.
2 -
قريش ومنهم:
أ - المتاعبة.
ب - القرابعة.
جـ - ذوي مكِّي.
د - الحبوس.
هـ - الرواجحة.
وسكناهم وادي ميسان.
3 -
العمرية وهم:
أ - العويضين.
ب - ذوي تويمر.
جـ - الشعافين.
د - الحنشان.
وسكناهم الصخرة وبيضان.
ثالثًا - الحنشة، وهم: البلخير والقطعان.
1 -
البلخير، ومنهم:
أ - البزربة.
ب - الصقاقرة.
جـ - العليان.
د - آل سعيد.
هـ - الغُثَيم.
2 -
القطعان، ومنهم:
أ - العدادين.
ب - الحِرْشان.
وسكناهم غياض والعقيبة والغالة والشعبة وأغر والمكرة.
الفرع الثاني: الشعيث، وهم بطنان:
1 -
العناترة.
2 -
الجابر.
أولا: العناترة، ومنهم:
1 -
الخُتَّام وفيهم إمارة الشعيث كافة، والعوفة واليحمد والشِّدنة وآل دخيل اللَّه والرخلة والقِحَرة.
وسكناهم قرية الشعاعيب بوادي ميسان.
2 -
آل سويد: آل بنيان والبرقاء والخبارات والبلوي وآل خلف اللَّه.
وسكناهم العمارين بوادي ميسان.
3 -
آل حماد وآل حسن وآل عكاف، وسكناهم الضرب بوادي ميسان. والخلان والمطارفة والشتفة وآل غنيم والصملة وآل عياف، وسكناهم قرية الخُلَّد.
ثانيًا: الجابر ومنهم:
1 -
النمرة والجرادي وآل سفران وذوي وصل، وسكناهم قرية العرايف.
2 -
الحجان: آل غزيز والشرمة وآل أحمد، وسكناهم قرية العلي.
3 -
الدلبة والدفالس: وسكناهم قرية الحباب، والعودة وآل سعد وآل منسي: وسكناهم قرية الخِضرة.
4 -
آل زايد وآل منسي وآل هرشي والحشرة، وسكناهم قرية الطوال.
5 -
المراشدة وآل ساعد وآل فُنين والمظافرة والسعيد: وسكناهم قرية اليحيى.
6 -
الصوفة وآل محمد وآل عوض وآل خلف اللَّه، وسكناهم قرية البورة.
7 -
المشافية والغضاورة والمذاخرة وآل عكاف وآل زايد والعنوة وآل عايد واللمعة والحكمة، وسكانهم قرية جريزة والجناب.
الفرع الثالث: الموسى، وهم بطنان:
أولا - الظيفة، وهم قسمان:
أ - الحسين.
ب - النوافِلَة.
1 -
الحسين ومنهم:
العرامين وذوي عبد اللَّه، وسكناهم قرية الظهرة.
2 -
الهواشلة والدبسة: ويسكنون قرية مسيكة.
الحنشان والظلفة ويسكنون قرية البرامة (وتعرف بقرية صعبة سابقًا).
ذوي معيض وذوي أحمد وذوي نامي ويسكنون وادي العجالطة والشمالين.
والدلفة والنصبة والبُدُوة والبِشَة والسوادي، ويسكنون قرية المحارزة بالشراء أو المشراة.
3 -
النوافلة: ومنهم:
ذوي عَبَّاد والعمير والفراشين ويسكنون الفرعة والموزحة.
الحمدان والعمران والبردة والكرابجة ويسكنون السد.
ذوي مصري (وهم بيت رئاسة) والشناقلة والزنيد ويسكنون قرية الدهامشة.
الزهارين وذوي باني ويسكنون قرية الدمجاء.
ذوي جاهل والسعالية ويسكنون قرية ريشان بكسر الراء.
المشالخة والدواساء والعبدة وذوي ساطي: ويسكنون العلي بميسان.
ثانيًا - البيعرب وهم أربعة بطون هم:
أ) اليزيد.
ب) الصِّدِعَة.
جـ) المسيلات.
1 -
اليزيد، منهم: الهجنة والكرازية والهلال والعَمَّار والقرابعة ويسكنون قرية فلان والهياضلة.
المنسي: المهادية وذوي مرضي ويسكنون قرية العرق.
الطلاحبة والملافية والغربان والكرايعة: ويسكنون وادي الصور ووادي مثان.
2 -
الصدعة: ومنهم السمارين والمرايعة وذوي هادي ويسكنون وادي المريفق.
والشولان ويسكنون وادي الشراء.
ذوي صرة وذوي سعدي ويسكنون المشراة.
3 -
الزبدة ومنهم: ذوي علية وفيهم إمارة الموسى كافة.
والراجح والسريع ويسكنون قرية زريق والمثناة.
4 -
المسيلات ومنهم: اليعيش والوبارين والفرع والشمالين ويسكنون مثان والحمة وغالبهم بدو رحَّل.
المشاييخ ومنهم: ذوي سفران وذوي راجح وذوي عبد اللَّه وذوي سعد وذوي عبيد وآل غبار ويسكنون وادي المريفق ووادي ميسان.
بنو الحارث في ترج:
وهناك قسم من قبيلة بني الحارث نزحوا واستوطنوا وادي ترج أحد روافد وادي بيشة ولا يزالون هناك إلى الآن، ولهذا النزوح سبب وهو أنه حدثت حرب بين "بني خالد" المعروفين الآن بالشلاوي من بني الحارث وقد حدثت هذه الحرب بين الشيخ نجم بن صالح والشيخ بريمان الحنيش وكان من نتيجتها نزوح قوم نجم ابن صالح إلى وادي ترج.
وفي ذلك يقول شاعرهم محمد بن قين المخلدي نسبة إلى بني خالد من قصيدة نبطية تبلغ 15 بيتًا:
يقول الصبي المخلدي واق في الحَجَا
…
في قُنة ما حولها إلا صقورها
أعذل عيون تخلط الدمع بالدما
…
كن الملايل تلتهب في جحورها
على بني عمي لبازل يسربة
…
وليا السربة النمري تجدد أثورها
مطافيق إن ركبوا على أكوار ضمّر
…
ومسافير إن جتنا تهاوي صدورها
وبعد أن انتهت الحرب بين الطوفين ونزح قسم منهم إلى ترج سأل شخص عن البقية الباقية من بني خالد فأجابه شخص منهم: لم يبق سوى شلوة حرب ومن هذه الكلمة تحول اسم بني خالد أبي اسم الشلاوي وقد عرفنا أن عدد بطونهم أربعة عشر بطنًا وهم:
1 -
المرازيق.
2 -
الفُضَّل أو آل فاضل.
3 -
آل ربيع.
4 -
الحراملة.
5 -
الحِرشة.
6 -
الشملة.
7 -
الخرصة.
8 -
البطلان.
9 -
العيسى أو آل عيسى.
10 -
الشحوف.
11 -
العرمة.
12 -
العُطَّف أو آل عاطف.
13 -
آل زايد أو زياد.
14 -
الهمايسة.
وأضاف الجاسر في معجم قبائل المملكة العربية السعودية: الحجيرات وآل الحزمة وآل السروري والقنافدة وآل مهدبة.
بلقرن
نسب القبيلة:
بلقرن قبيلة من الأزد القحطانية:
ما ذكره المؤرخون والنسابون عن بلقرن
1 -
ما ذكره فؤاد حمزة في قلب جزيرة العرب:
قال: يقسمون إلى بلقرن الشام أو السراة، وبلقرن اليمن أو التهمة، وتمتد ديرتهم من جنوب غربي بيشة حتى أعالي سلسلة السراة في عسير، ويقيم في شماليهم شمران وخثعم، وفي شرقيهم شمران وبعض بني شهر، وجنوبيهم بنو عمر وبنو شهر، وفي غربيهم بلعريان وغامد.
2 -
ما ذكره الشيخ حمد الحقيل في كنز الأنساب:
قال: قرن بن ردمان من ناجية بن مراد، وقرن بن عبد اللَّه وهو بطن من الأزد من القحطانية وكان لهم مسجد بالكوفة.
وهناك قرن بن مالك بطن من مذحج القحطانية، وبنو قرن بطن من مراد منهم أويس القرني يدخل الجنة بشفاعته مثل ربيعة ومُضر، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن بطون بلقرن آل دحيم وآل رزق وآل سليمان والمخضبة وغيرهم.
3 -
ما ذكره علي أحمد عيسى عسيري في كتاب عسير عن بلقرن:
قال: ينتشرون في الغرب من بيشة عبر السلاسل الجبلية الرئيسية وفي اتجاه الانحدار المؤدي إلى البحر، ويحدهم شمالا شمران وخثعم، وشرقًا شهران وبنو
شهر وجنوبًا بني عمرو وبنو شهر، وغربًا بالعريان وغامد وأهم قراهم سبت العلايا، وهي المركز الرئيسي ومدينة هامة من مدن السراوات.
أغلب سكان بلقرن أهل قرى عدا الصهب بن دحيم فإنهم على البداوة وأقسام بلقرن يستة هم:
دحيم، وآل مشيب، وبنو رزق، وآل سليمان، وآل حميد، وآل كثير.
4 -
ما ذكره الشرعبي العنزي عن بلقرن
(1)
:
قال: أحد عمائر الأزد وهم بنو: قرن بن عبد اللَّه بن الأزد بن الغوث، وينقسمون إلى ثلاثة أقسام طبيعية هي: بنو القرن البادية، وبنو القرن تهامة، وبنو القرن السراة.
فأما بنو القرن في السراة فهم أربع قبائل هي:
1 -
قبيلة دحيم:
وهم بنو دُحَيْم بن قرن بن عبد اللَّه بن الأزد، وهي ذات بطون خمسة:
- آل سَلَمَة: وتقع قراهم على جوانب وادي المخاضة من غربه، ووادي الصَّيحَةَ (عُمَيْم).
- آل عَليَّان: وهم جزء من سكان منطقة سبت حجاب.
- البَضَّاضَة: وهي بلدة كبيرة تضاهي المدينة، وتقع على جانبي وادي تبالة، وهي إلى الشمال الشرقي من مدينة العَلايَة.
- الحَرَجَة: وتقع على جانبي وادي تبالة وهي إلى الشرق من مدينة العلاية.
- أهل وادي دُحَيْم: وتقع قراهم على جانب وادي دحيم.
وتنتشر قرى قبيلة دحيم في بلاد بالقرن من جنوبها إلى شمالها إلى شرقها مختلطة مع إخوانهم من قبائل بلقرن السراة.
2 -
قبيلة بني رزق:
وقاعدتهم في تهامة وهم أكثر سكان تهامة بلاد بلقرن، أما الذين منهم في السراة فهم بطنان:
(1)
المقابلة مع الأستاذ/ محمد بن حسن بن وهاس وإخوانه.
- آل الحَمِيد: وتقع قراهم على جانبي وادي الحميد.
- آل الشَّعَف: وتقع قراهم في قمم جبال السراوات بشغف بالقرن المطل على تهامة.
3 -
قبيلة آل سُليمان:
وهم بنو سليمان بن قرن بن الأزد، وهم قسمان في تهامة والسراة، فأما الذين في السراة فهم ستة بطون:
- الحُصَنَة: وتقع قراهم بأعلى وادي دحيم.
- الحَنِيْك: وهم آل مرشد، وآل محدل: وتقع قراهم بوادي الحنيك ووادي آل محدل بالحنيك.
- آل الزَّبْرَاءَ: (سبت حجاب) ويقعون بأعلى وادي سبت حجاب.
- آل شُرَيْح: ويقعون بأعلى وادي الهَدَّارَة.
- آل يَزِيْد: ويقعون على جانبي وادي الهدارة.
وتقع قرى قبيلة آل سليمان في الجنوب الغربي، ومن بلاد بلقرن عامة يحدهم من الجنوب: قرى آل سلمة وآل الزارية، ومن الشمال: قرى
قبيلة آل مشيب
وبني رزق.
4 -
قبيلة آل مشيب:
بنو مشيب بن قرن بن عبد اللَّه بن الأزد: وهم سبعة بطون:
- آل ثِعْنِبَة: وتقع بأسفل وادي الحنيك.
- ثَمَّا: وتقع قراهم بوادي ثما الذي يسيل في تبالة.
- آل رَوْحَان وآل طلحة: ويقعون بجانب وادي تبالة من الشمال.
- آل الزَّارِيَّة: ويقعون بوادي المخاضة.
- آل عُبَيْد: ويقعون بجانب وادي تبالة من الشمال.
- آل العلاية: وتقع على جانب تبالة من الشمال والشمال الغربي، وهي إحدى مدن جنوب عسير، وقاعدة بلقرن في السراة.
فهي مدينة عصرية أخذت حظها من التطور والتنمية، مثلها مثل مدن المملكة الأخرى.
- المَشَايَعَة: ويقعون على جانبي وادي تبالة، حيث يجاورون العلاية من الجنوب الغربي.
ومن أشهر أوديتهم وادي تبالة المشهورة وتنحدر سيوله من أودية الهدارة، وثما، وأفرك وهو أحد ووافد تبالة حيث ينحدر هو الآخر من جنوب باشوت وشعف بلقرن عبر وادي شَيْبَانَة، وهو واد لا يجف أبدًا، فيه الغدران والكضائم الواسعة، وتكسو جوانبه عن أعلاه أشجار العرعر والغرب، ومن أسفله أشجار العتم (الزيتون) والسدر، وغيرها من أنواع الأشجار والنبتات المعتددة.
وأودية المخاضة، وآل سلمة - الصَّيَحَة، وآل سلمة - الصَّيَحَة - وتصب في وادي ماسرة وأودية الحنيك ودحيم، وسبت حجاب وتصب أيضًا مع السابقة في وادي ماسرة، ثم إلى وادي رنما، ثم إلى ترج الكبير.
يحدهم من الجنوب: بلاد بني عمرو من رجال الحجر، ومن الشمال: قبائل شمران، وخثعم، ومن الشرق: خثعم وبادية بلقرق، ومن الغرب: تهامة بلقرن.
ثم بلاد بالقرن: تهامة وتنقسم إلى أربع قبائل:
1 -
قبيلة بنو الحارث (بلحارث)
وهم بنو الحارث بن هلال بن عامر، أحد فروع قبائل بني هلال، دخلوا بالحلف في بلقرن تهامة في نهاية القرن السادس الهجري، يقول شاعرهم وشيخهم: المعروف بابن خضران، من قصيدة شعبية قالها بمناسبة زيارة قبيلة شمران، لقبيلة بالحارث:
مرحبًا هَيْل يا شُمْران
…
في رَوضة لابتي هِلال
وهي من قصائد العرضة، وهنا يعني ببني هلال: بالحارث، والروضة: هي المكان المقرر لاجتماع قبيلته عند الحاجة.
وقبيلة بالحارث، الآن أحد فروع بلقرن بتهامة، وتقع قراهم وهجرهم في وادي بيان، ويقال له: ناوان، ويصب في وادي قنونا، وعلى وادي يبه من جنوبه، مما يجاور ثربان حيث تقع به عدد من قراهم بجانبيه الغربي والشمالي.
2 -
بنو رزق:
وهم بنو قرن بن عبد اللَّه بن الأزد، وهم خمس قبائل:
(1)
قبيلة بنو بُحَير:
وهم بطنان: العبادلة، الوهوب.
وتقع قراهما منتشرة على جوانب وادي قنونة، ويقال: قنانا، وهو أحد أودية تهامة التي تصب في البحر الأحمر، منحدرًا من جبال السراوات.
(2)
قبيلة الحَمِيْد:
وهي إحدى أقسامهم في السراق وسبق الحديث عنها في قبائل السراة.
(3)
قبيلة بنو رِزْق بن قرن بن عبد اللَّه بن الأزد:
ويقال لهم: (العُرْض) بضم العين المهملة وسكون المهملة الثانية، وهي ثلاثة بطون:
- ثُرَيْبَان: وتقع قراهم على ضفاف وادي النظر الذي يسيل في وادي يبه، وثريبان هي قاعدة بلقرن في تهامة، عامة، وقبائل بني رزق خاصة.
- آل طَارِق: وتقع قراهم على ضفاف وادي الغرين الذي يصب في وادي يَبَه الكبير.
- آل نُقَمَة: بضم النون والقاف وفتح الميم: وتقع قرإهم بوادي (نُقَمَة) أحد روافد يَبَه.
(4)
قبيلة الشَّعَف:
وهي إحدى أقسامهم في السراة وسبق الحديث عنها هناك.
(5)
قبيلة النُبَيْعَة: وتقع قراهم على جوانب وادي بني رزق الذي يسيل من وادي الغريب، والنظر ويصيب في وادي يبه.
3 -
آل سُليمَان: بنو قرن بن عبد اللَّه في الأزد:
وهم قسمان قسم في السراة وسبق أن بينته هناك، وقسم في تهامة، وهم بطنان:
- الجَوْف: وتقع قراهم على جوانب وادي الجوف الذي يسيل في وادي يبه.
- نخَال: وتقع قراهم على جانب وادي نخال من الجنوب، وعلى جانب وادي الغرين من جنوبه أيضًا.
4 -
عُمَارَة: بنو قرن بن عبد اللَّه بن الأزد:
وهم جيرة لإخوانهم من بني الحارث المتقدم ذكرهم، وتقع قراهم على جوانب وادي يبه الكبير.
من أشهر أوديتهم: وادي يَبَه وهو من أكبر أودية تهامة وأخصبها، وتنحدر سيوله من أغوار وإصدار وإشعاف بلاد بالقرن السراة وخثعم، ويصب في البحر الأحمر.
ووادي قَنُونَا: ويقال قنونة: وتنحدر سيوله أيضًا من جبال السراوات ويصب في البحر الأحمر.
ويحدهم من الجنوب: بلاد بني شهر تهامة، ومن الشمال: تهامة خثعم، ومن الغرب: بلاد زُبَيْد.
بالقرن البادية: وهم قبيلة الصُهب:
وهي القبيلة الرابعة من قبائل دحيم وتنقسم إلى أربعة أقسام هي:
1 -
آل عُبَيْد.
2 -
آل عِيْسَى.
3 -
الكِرْعَان.
4 -
آل العَلاء.
وهم حاضرة وبادية، فأما الحاضرة فتقع قراهم على ضفاف وادي عَفَرَاء، وقد استوطنوه حديثًا في هذا العهد الزاهر، وهم إلى الشرق من بلدة البَضَّاضَة وهم مجموعة من الهجر والقرى الحديثة، قاعدتها المَجْمَعَة.
وأما البادية: فهم مع إخوانهم من بني خالد بأعلى المنحدرات الشرقية، لبلاد بلقرن.
أشهر أوديتهم: وادي عَفراء: الذي يسيل في تَبَالة، وادي سِقَام، وادي مَشْحِذ، وادي عَرعِرَة، وادي يَهْنَمَا، وادي الأثائب، ومنحدرات وادي مَلْحَة
(1)
.
يحدهم من الجنوب: الخَشَارِمَة، ومن الشرق: بَلْحَارِث بن النخع، ومن الشمال: بادية خثعم (أكلب)، و (بني سلول) في وادي تبالة.
5 -
ما ذكره الدكتور إبراهيم محمد الزيد محقق كتاب المنتخب للمغيري:
قال: هذه القبيلة ليست من زهران كما ذكر المغيري في المنتخب فهم من أحجم بن كعب بن الحارث بن عبد اللَّه بن مالك بن نصر بن الأزد
(2)
وإن كان يقصد أنهم أبناء عمومة لكونهم يلتقون بزَهْران في كعب بن الحارث، فهذا صحيح، ويحدهم من الشمال قبيلة خَثْعم، وجنوبًا - بنو عمرو، وشرقًا - بادية شَهْران، ومدينة بِيْشَة، وغربًا قبيلة شَمْران، وبلاد بَلْعَريان، وقاعدتهم سَبت العَلايَة، حيث ينعقد السُّوْق الأسبوعي يوم السبت، على الطريق الممتد من الطائف إلى أبها. وتنقسم القبيلة إلى أربعة بطون:
أ - آل مَشْيَب، وعدد قراهم أربعون قرية، وحاضرتهم سَبْتُ العَلايَة، وهي المركز الإداري لجميع بَلْقَرن حاضرة وبادية.
ب - دُحَيم، على وزن فُعَيْل، وعدد قراهم ثلاثون قرية، ومنهم بادية الصُهب -بضم الصاد المهملة- وهؤلاء البادية ينقسمون إلى أربعة أفخاذ وهم:
1 -
آل عيسى.
2 -
آل عبيد.
3 -
الكرعان.
4 -
آل علاء.
جـ - بنو رَزْق، وعدد قراهم خمس وثلاثون قرية، ويتبعهم جزء كبير من سكان تهامة.
(1)
المقابلة مع الأستاذ/ محمد بن عائض آل محائي.
(2)
النعمى 36.
د - آل سليمان، وقراهم أربعون، وبادية بَلْقرن تتكون من بطنين كبيرين أحدهما بادية بَلْحَارث، ومن أفخاذهم:
1 -
آل عاطف.
2 -
القَنَافِذَة.
3 -
همَّاس.
4 -
الشُّجوف.
5 -
آل خالد.
والبطن الثاني الصَّهْبَة ذكروا أعلاه، وجزء من القبيلة يسكنون جبال السراوات، والجزء الآخر يسكنون في تهامتهم
(1)
.
6 -
ما ذكره الشيخ حمد الجاسر في معجم المملكة العربية السعودية عن بلقرن:
قال: بنو القرن (بلقرن) -واحدهم قرني- تقع بلادهم في السراة، يحدهم شمالا بلاد شمران وعليان وجنوبًا بلاد بني عمر من رجال الحَجْر، وشرقًا بادية بَلْحَارِث وبيْشة النخل، وغربًا تهامة بَلْقَرن حيث يحل قسم منهم فيها.
وقاعدتهم بلدة العْلايَة
(2)
.
ومنهم:
1 -
دُحَيم.
2 -
آل قراد.
3 -
آل مليط.
4 -
الحَمِيد - بفتح الحاء وكسر الميم.
5 -
آل الزارية (آل امْزَارية).
6 -
آل سلمة.
7 -
آل عبادل.
8 -
آل عبيد.
9 -
آل عليان.
10 -
آل روحان.
11 -
آل قابل.
12 -
آل سليمان.
13 -
آل طلحة.
14 -
آل سعد.
15 -
آل راجح.
16 -
آل دلال.
(1)
رسالة بلقرن، نشرة تربوية، صدرت عن مدرسة سَبْتِ العَلايَة المتوسطة والابتدائية عام (1394 هـ/ 1974 م) ص 7.
(2)
انظر عن بلادهم مجلة "العرب" س 14 ص 74 وما بعدها.
17 -
آل هلجام.
18 -
آل زامل.
19 -
الحَنِيْك.
20 -
آل مَشْيَب.
21 -
آل عمران.
22 -
بنو رزق.
وقسم أحدهم قبيلة بَلْقَرن إلى
(1)
:
1 -
دُحَيم (دُحَيْمي) ومنهم: آل عيسى والكِرْعان وآل علاء وآل عُبَيْد.
2 -
بنو رِزق: ومنهم الحميدُ، وشَعَفُ.
3 -
آل سُلَيْمان: ومنهم آل عمران وآل يزيد والحُصَنَة، وآل شرَّيْح وآل أبي حسن، والحَنِيْك.
4 -
آل مَشْيَبٍ: منهم المشايعة وثَمَاء، وآل رَوْحَان (ريحان) وآل طَلحة وآل عُبَيْد، وآل الزَّراية (امْزَراية).
7 -
ما ذكره عاتق بن غيث البلادي عن بلقرن:
أولا: في كتاب بين مكة واليمن:
- إحدى قبائل الأزد الكبيرة، يسكن قسم منها في السراة، والقسم الآخر في تهامة، وفي كتابي (بين مكة وحضرموت) تحدثت عن أنساب الأزد وتأريخها، وذكرت فروع بلقرن، ولكن ظهر لي أن فروعًا عديدة تسكن تهامة لم تذكر هناك، ولذا كان من أهم أسباب رحلتي هذه تقصي فروع تهامة بلقرن، ولكن يبدو أن الأمر كان يحتاج إلى وقت أطول؛ ولذا فقد اكتفيت من بعضهم بالإيجاز، كما سترى.
وتقع ديار بلقرن تهامة على وادي خاط جنوبًا -أحد روافد يَبَة- وتمتد شمالا إلى قنونى ثم إلى أول فروع وادي الأحسبة، ولهم معظم صدر قنونى وبعض روافده، ويمر طريق العريضة في ديارهم، وقد تصل ديارهم غربًا إلى قرب الساحل، ويتداخل معهم هناك فريق من بني شهر، حيث لهم جبل ثربان غرب الطريق، ويحدهم من القبائل: شمالا وشرقًا خثعم، وجنوبًا بارق، وغربًا حرب وبنو عيسى وبنو شهر، وأهم فروع بلقرن تهامة:
(1)
"العرب" س 14/ 75.
1 -
عِمَارة: إحدى فروع بلقرن التهامية المهمة، وتمتد ديارها في وادي خاط -أحد روافد يبة- إلى وادي بيان (أحد روافد قنونى) وتتداخل معها بنو شهر التهامية هناك، وأهم فروع عِمَارة.
أ - آل مِخيط.
ب - الرشدة.
جـ - الشيبة.
د - الحنفاء.
هـ - آل سالم.
و - آل خايت.
ز- آل رياح.
ح- المحادبة.
2 -
بنو سُهيم: ويسكنون أعلى وادي بطاط -أحد فروع الأحسبة- وغرب قرية نمرة، ومن فروعهم:
1 -
آل عمير، ومنهم: آل ظُهير، وآل هادي، وآل حسن، وآل راضي، والمعمارية، وآل مَشْرف.
ب - السُّطَة.
جـ - آل عباس.
د - آل الأسود.
هـ - آل يزيد، وآل أسيمر (تاسعة واحدة).
و - آل جابر (تاسعة).
ذلك أنهم يقولون، بنو سهيم تسعة تواسع، أي تقسم في الغرم إلى تسعة أسهم، ومعظم قبائل تهامة تقسم على هذا النحو، ولكن رواية بني سهيم
(1)
لم تذكر غير ستة تواسع كما ترى أعلاه.
3 -
بنو بُحَيْر: هؤلاء سكان صدر قنونى، منذ أن تلتقي شعبة الثلاث إلى الحازمين، أي أن لهم من قنونى قرابة (50) كيلا، ولهم فيه مزارع وقرى وغابات من النخيل، يسقى معظمها بغيل قنونى الذي يسيل كالنهر طيلة أيام السنة.
وتنقسم بنو بُحير إلى فرعين:
أ - العبادلة: وهؤلاء على شيخ مستقل، ومن فروعهم:
(1)
عطية بن سعد بن بركات السُّهَيْمي.
(1)
آل عطاء.
(2)
آل دُغْمان.
(3)
آل بن سعيد.
ب - الوهوب: وشيخهم أصر على أن نكتب الاسم (بني بحير الوهوب)، ومن فروعهم:
1 -
آل حَمْدي.
2 -
البشارية.
3 -
آل سعد.
4 -
آل حسن.
5 -
آل عاطف.
6 -
آل فريَّة.
4 -
بنو رزق: وهم على شيخين: ابن وَهَاس، وابن عَمَار.
5 -
بلحارث: وديارهم صدر وادي خاط، وقد مرت معك في الرحلة الأولى بعض قراهم وبعض فروعهم.
6 -
آل سليمان: وديارهم تجاور ديار بلحارث.
7 -
أهل الجوف: وينسبون إلى قراهم، وواديهم من أعظم روافد وادي يبة، وقد تقدم عند بحث وادي يبة.
ثانيًا: ما ذكره في كتاب بين مكة وحضرموت:
قال: بنو القرن: قبيلة من الأزد، قال الهمداني في صفة جزيرة العرب: ثن سراة ناه من الأزد، وبنو القرن. وذيّل على ذلك العلامة محمد بن علي الأكوع قائلا: بنو القَرْن بالفتح ثم السكون: من الأزد من ولد عبد اللَّه بن عدثان.
وفي نسب الأزد: عدثان بن عبد اللَّه بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد اللَّه بن مالك بن نصر بن الأزد. وأنجب: دوسًا ومنهبًا، وهما بطنان معروفان الآن في زهران، ولم يذكر عبد اللَّه بن عدثان.
وفي "الاشتقاق": ومن بني عبد اللَّه بن الأزد: بنو قَرْن، قيل لهم مسجد في الكوفة. وبنو قرن هذه غير بني قرن التي في زبيد مراد. وباتفاق النسَّابين فبنو القرن -أو بلقرن- كما تدعى اليوم، هي قبيلة من الأزد.
ديارها:
تقع ديار بلقرن - كما ألمحنا سابقًا بين رجال الحجر جنوبًا وخثعم شمالا، وتمتد من الشرق إلى الغرب، فتكون لها سراة وغور، وقاعدتها أدمة.
وقال: تحدث عن فروع بلقرن ابن من أبنائها، هو: مزهر بن محمد القرني -وصاحب البيت أدرى بما فيه- فقال:
تنقسم قبيلة بلقرن إلى أربعة أقسام هي:
1 -
دُحيم: بضم الدال المهملة: وهي من أكبر فروع بلقرن، وهم حاضرة وبادية، ومن فروعهم: آل عيسى، والكرعان، وآل علاء، وآل عبيد البدو، وآل سلمة.
2 -
بنو رزق: بتقديم الراء المكسورة على الزاي الساكنة: وغالبيتهم في تهامة، ومنهم: الحميد -بفتح المهملة- وشعف بلقرن، والشعف، رؤوس السراة، فإذا قالوا: قرية شعفية، أي من ذروة السراة.
3 -
آل سُليمان: وأكثرهم حُجُر. والقليل في تهامة، ومن فروعهم: آل عُمران، وآل يزيد، والحُصَنة، وآل شُرَيح، والحَنِيك.
4 -
آل مَشْيب: ومنهم: المشايعة، وأهل وادي ثما، وآل رَوْحان، وآل طَلْحة، وآل عُبَيد، ويقال أنهم من آل عبيد البدو المذكورين في دُحَيم، وآل الزراية.
8 -
ما ذكره الأستاذ إبراهيم جار اللَّه الشريفي في الموسوعة الذهبية عن بلقرن:
قال: من قبائل الحجر
(1)
، وتقع منازلهم في شمال بلاد بني عمرو، وحاضرتهم العلاية، وتعرف باسم سبت العلاية حيث يقام السوق فيها يوم السبت، ومن فروعهم: الدحيم، وآل رزق، والسليمان.
قال الإمام أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني.
(1)
قول الشريفي أن بلقرن من قبائل الحجر ليس صحيحًا وإنما هم جيرانهم ويشتركون معهم في النسب إلى الأزد القحطانية.
(الْقَرْني) هذه النسبة إلى قَرْن. قال ابن حبيب في مَذْحِج قرنُ بن مالك بن كعب بن أد بن صعب بن سعد العشيرة بن مذحج بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان؛ وهم رهط عافية القاضي القرني.
(القرنْي) وفي الأزد: قرْن بن عَكَ بن عدنان بن عبد اللَّه بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك (أخو عريب) بن زيد بن كهلان.
(القرَني) بطن من مرأد، قال الدارقُطنيُّ: وفي مراد، قَرَن بن ردمان بن ناجية بن مراد بن مالك (أخو مَذْحِج) بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب (أخو مالك) بن زيد بن كهلان
(1)
.
(قرن) قبيلة، وهم بنو قرن بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد اللَّه بن مالك بن نصر وهو شنوءة بن الأزد.
(قَرْن) وهو قرن المنازل: موضع يُحْرِمُ منه أهل نجد، جعله النبي صلى الله عليه وسلم مَحْرمًا يُحرِم منه أهل نجد.
(1)
عن كتاب الأنساب للسمعاني التميمي ج 4/ 281 - 282.
الشثور
نسب القبيلة:
الراجح من الرواة والمحققين أنها من عبيدة من جنب من قحطان عن مذحج. ومن يرى أنها من الحارث بن كعب من مذحج، ورأي آخر أنها من بني عامر بن صعصعة من هوازن.
ما قاله الباحثون والنسابون عن الشثور
أولا: ما ذكره عبد اللَّه بن عبد العزيز آل مفلح الجذالين في تاريخ الأفلاج وحضارتها عن الشثور:
قال: الشثور من أقدم القبائل التي سكنت الأفلاج إذ يرجع تأريخهم إلى القرن السابع الهجري.
وقال عن نسبهم: المنقول عنهم والمشهور في نسبهم أنهم من الحرقان من عبيدة بن جنب من مذحج من قحطان.
قال صاحب المنتخب: ومن بطون جنب الحرقان البطن المعروف في عبيدة منهم الشثور أهل الحوطة
(1)
، وقيل في نسب شثر إنه (شثر بن محمد بن مزحل ابن زيد بن علي بن عليش بن عادي بن جمعان بن هادي بن مسعود بن مبارك بن فالح
(2)
وفالح فرع من آل سرب بن سالم بن راجح (السربة) وهم بطن من بني جحيش بن زايد أحد بطون آل سليمان بن زايدان أحد عشائر الحرقان من حرق بن
(1)
المنتخب للمغيري ص 35.
(2)
وفي فالح يلتقي آل لحيان مع الشثور.
زارب بن أثير بن طلق من بطون بني قيس بن دعاس بن عاصم بن ربيع من بني مرمض من زبيد من بني الحارث بن كعب المذحجي.
وقد بين الشيخ إبراهيم بن محمد الشثري المتوفي عام 1255 هـ نسب الشثور في قصيدة له -إن صحت نسبتها إليه- أنهم من الحرقان (آل حرق) حين قال:
إليك من الشثري نظمًا تضوعت
…
أزاهيره عطرًا وطابت مسابك
إلى أن يقول:
على متنها من آل حرق تقدموا
…
إلى الحارث الكعبي غرٌ شوابك
(1)
أما الشيخ العلامة محمد الجاسر فقد نسب الشثور إلى آل زياد من عامر بن صمعصعة بن قيس عيلان من مضر
(2)
وقد اعتمد في ذلك على ورقة بخط الشيخ عبد اللَّه بن زيد من آل محمود وكان قاضي في بلاد قطر كتبها عام 1366 هـ نقلها من مخطوطة لجده لأمه الشيخ صالح الشثري
(3)
المتوفي عام 1309 هـ وقد نقل الشيخ صالح هذا النسب من كتابة الشيخ ناصر بن غانم الشثري الذي قيل عنه: أنه مفتي ديار فلج اليمامة.
كما نسب أحد الشثور -وهو الأستاذ محمد بن ناصر الشثري- أجداده إلى بني زياد في كتابه: "إتحاف اللبيب في سيرة الشيخ عبد العزيز أبو حبيب" اعتمادًا على هذه النسخه، والذي يترجح عندي أنهم من الحرقان من عبيدة من جنب من مذحج من قحطان نسبًا وأنهم من بني زياد من قيس عيلان حلفًا - واللَّه أعلم.
تأريخهم:
قدم الشثور إلى الأفلاج من جهات جنوب الجزيرة (تثليث والصبيخة وطريب وما حولها) في القرن السابع الهجري فتحالفوا مع بقية باقية من بني كعب ابن ربيعة مما جعل بعض النسابين يرجعهم إلى بني زياد من قيس عيلان من مضر. وحواضرهم في الأفلاج موضعان هما أسيلة والنقية.
(1)
عن إتحاف اللبيب.
(2)
عن جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد ص 405.
(3)
الشيخ ابن محمود من الأشراف وهو يمتّ إلى الشثور بصلة الخؤولة.
1 -
أسيلة: سكنها الشثور في القرن السابع وما بعده وصار لهم فيها تأريخ طويل وهي تقع عن ليلى شمالا ولا تزال تعرف بهذا الاسم.
2 -
النقية: هي قرية عريقة سكنها فخذ كبير من الشثور تقع شرق مدينة ليلى ولا تزال بعض حيطانها قائمة
(1)
، وقد شهد هذان الموضعان حضارة ومجدًا قبل القرن الحادي عشر الهجري ولا ريب أن قبيلة عاشت هذه الحقبة من الزمن وبهذه الكثرة أن يكون فيها علماء أفاضل وشعراء نبلاء ورجال لهم تاريخ ولكن التأريخ لم يدون شيئًا من أخبارهم وآثارهم فقد كان ضنينًا علينا بذلك، ولا نعرف من علمائهم قبل القرن الثالث عشر إلا الشيخ ناصر بن غانم الشثري الذي قيل عنه: إنه مفتي ديار فلج اليمامة - ولم نعثر له على ترجمة له
(2)
.
أما بعد رحيل الكثير من الشثور إلى حوطة بني تميم فقد نشأ فيهم علماء، وعرفنا العديد منهم مما يدل على أنها قبيلة ذات تأريخ، ومن علماء الشثور بعد رحيلهم إلى حوطة بني تميم من يلي:
1 -
عيسى بن محمد بن سهل الشثري، المتوفى سنة 1221 هـ في حوطة بني تميم.
2 -
إبراهيم بن محمد الشثري، المتوفى سنة 1225 هـ.
3 -
عيسى بن إبراهيم بن محمد الشثري، المتوفى سنة 1294 هـ.
4 -
صالح بن محمد بن محمد الشثري، المتوفى سنة 1309 هـ.
5 -
عبد العزيز بن محمد الشثري (أبو حبيب)، المتوفى سنة 1387 هـ
(3)
.
وعلماء الشثور ورجالاتهم كثيرون نكتفي بمن ذكرنا وكلهم من علماء الدعوة السلفية في نجد.
وبعد رحيل الشثور إلى حوطة بني تميم وإلى غيرها من المدن والديار لم يبق في الأفلاج منهم إلا فخذان هما:
(1)
انظر فصل المعالم الأثرية.
(2)
قيل: إنه من علماء القرن الحادي عشر الهجري، انظر إتحاف اللبيب ص 41.
(3)
إتحاف اللبيب ص 41، 45، 66.
1 -
آل حمود: وهم من آل سهل من الشثور من الحرقان من عبيدة من جنب من مذحج من قحطان ويسكنون ليلى.
2 -
آل فارس: وهم من آل سهل من الشثور من الحرقان من عبيدة من جنب من مذحج من قحطان ويسكنون ليلى وهم فرعان:
1 -
آل بصيص.
2 -
آل مفْرس (أبناء سالم بن حسن بن مفرس).
آل لحيان:
هم بنو لحيان بن سفر بن عازب من آل سرب (السربة) من آل سليمان من الحرقان من عبيدة من جنب من مذحج من قحطان، وآل لحيان أبناء عم للشثور إذ يلتقون في فالح أحد فروع السربة، وبعض النسابين يعدهم من الشثور. وقد عرفوا في الأفلاج منذ القرن التاسع الهجري ويسكنون واسط التي كانت تسمى قديمًا (الباحة) سكنها بنو جعدة من عامر بن صعصعة في العصر الجاهلي والقرون الأولى في الإسلام، وآل لحيان بطون وأفخاذ متفرقة فيهم مشاهير ورجال لهم تاريخ ومن مشاهيرهم:
عبد اللَّه بن فلاح آل لحيان، أشهر بالشجاعة والكرم، كان أميرًا في واسط وله مواقف كثيرة، توفي عام 1345 هـ تقريبًا.
أفخاذ آل لحيان ثلاثة هي:
1 -
آل فلاح (وفيهم الإمارة)، وهم آل عبد اللَّه وآل فالح.
2 -
آل عمر، ومنهم آل فواز.
3 -
آل محسن.
ثانيًا: ما ذكره إبراهيم بن جار اللَّه الشريفي في الموسوعة الذهبية عن الشثور:
قال: الشثور من آل زياد من بني عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن سعد ابن عدنان، منهم الفقيه عيسى بن إبراهيم الشثري المتوفي عام 1294 هـ، وهو
مفتي ديار فلج اليمامة الشيخ عيسى بن إبراهيم بن حمد بن محمد بن حمد بن محمد بن مفلح بن غانم بن محمد بن سيف بن حماد بن محمد بن رشيد بن مؤمل بن محمد بن شثر بن مؤمل بن زياد.
قال صاحب إمتاع السامر بتكملة إمتاع الناظر؛ شعيب بن عبد الحميد بها سالم آل عويد الدوسري: ولد إبراهيم بن حمد الشثري في الأفلاج عام 1180 هـ، ويلتقي جده الأعلى شثر بن محمد بن مزحل بن زيد بن علي بن عليش بن عادي بن جمعان بن هادي بن مسعود بن مبارك بن فالح مع بني لحيان ابن سفر بن عازب في فالح، وفالح فرع من آل سرب بن سالم بن راجح، وهم السربة، ويجمع سرب هذا: آل شثر، وآل سهل بن ناجح بن محمد، والسربة بطن من بني جحيش بن زيد، أحد بطون آل سليمان بن زيدان من الحرقان من بني طلق من بني قيس بن دعاس بن عاصم بن ربيع من بني مرمض من زبيد من بني الحارث بن كعب المذحجي، وتحالف بنو حرق، وبنو زهير، مع طلق، وأصبحوا في عدادهم، وطلق من ولد الحارث بن كعب.
وتحولت قبيلة السربة إلى نجد مع آل ضيغم بن شهوان بن منصور بن ضيغم ابن منيف الجنبي مع قبائل قحطان، واستقر معظمها في الأفلاج وحوطة بنى تميم إثر حروب جرت بينهم وبين بني عقيل وحلفائهم من عدوان، ورعب، وخالد، ولام، أيام الامير عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن غانم بن صقر اليزيدي عام 761 هـ، عندما دخلت قواته الوادي، والأفلاج، وحجر اليمامة، وانتهت بانتصار آل سرب وأجلافهم من سبيع بقيادة بدر بن معن المعني الزعبي في موقعه شثر وهو جبل يقع في جنوب سقمان، وتصاهر الشثور مع بني زعب فيما بعد، وأصبحت إمارة الأفلاج والوادي لبدر بن معن الزعبي، من قبل الأمير عبد الرحمن بن عبد الوهاب اليزيدي إلى أن انتزعها منه شريف مكة آنذاك حسن بن أبي نمي، وأمر عليها الشريف حامد بن ياسين القاسم في مطلع القرن التاسع.
وبرز من الشثور علماء أفاضل، وشعراء نبلاء، منهم الشيخ إبراهيم بن محمد الشثري المتوفي عن ستة أولاد هم: عيسى، وسليمان، وعلي، وعبد العزيز، وعبد اللَّه، ومحمد، وهم من العلماء الأفاضل
(1)
.
(1)
إمتاع السامر/ 120 - 122.
قال الشيخ محمد الجاسر، قال القاضي في روضة الناظرين
(1)
: الشثري من قبيلة بني بتميم من أعيان حمايل أهل الحوطة، وقد نزح بعض حمولته من الحوطة إلى الأفلاج وبعضهم إلى الرياض، ويرجعون لآل شبل، ويجمعهم مع آل شبل عثمان بن شبل، هكذا قال، وهو خطأ. قال الشيخ الجاسر: ونقل الأستاذ عبد اللَّه ابن خميس
(2)
، عن وقيان بن عمر آل لحيان ما نصه: وواسط الآن نخيل كثيرة، ويسكنه آل لحيان، قحاطين، وبعض من قبيلة الشكرة من الدواسر، وآل لحيان وبنو عمهم الشثور، هم سكان الأفلاج الأولون، بالنسبة للقرون المتأخرة.
ومن الشثور: الشيخ العلامة ناصر بن غنام الشثري، مفتي ديار فلج في اليمامة، ومنهم الشيخ صالح بن محمد الشثري، المتوفي في يوم الثلاثاء، 22 من رجب عام 1309 هـ، ومنيهم الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز بن إبراهيم الشثري، من مواليد عام 1305 هـ، والمتوفى عام 1387 هـ.
ومن بني شثر:
آل أبو صالح في الحريق
(3)
.
آل بُصيص في ليلى.
آل حمود في ليلى.
آل سهل وهم بنو سهل بن محمد بن حماد بن فاضل بن هلال بن محمد بن إبراهيم بن فارس بن فراس بن مهلهل بن سيف بن مؤمل بن محمد
(4)
.
آل شقران في الحريق
(5)
.
آل فرحان في الحريق وحوطة بني تميم
(6)
.
(1)
جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد/ 405 - 407، روضة الناظرين/ 1 - 291.
(2)
جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد/ 405 - 407، معجم اليمامة ج 2/ 433.
(3)
جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد للشيخ محمد الجاسر/ 432.
(4)
جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد/ 383، 405 - 407.
(5)
جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد/ 414.
(6)
جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد/ 644.
القرينية
نسب القبيلة:
تنسب بعض فروع القبيلة إلى بني ضبَّة إخوة تميم والبعض الآخر إلى القحطانية.
ما قاله المؤرخون عن ضبَّة والقرينية
(1)
أولا: ما ذكره أبو العباس أحمد القلقشندي في نهاية الأرب عن ضبَّة:
قال: بنو ضبة بطن من طابخة من مُضَر من العدنانية، وهم بنو ضبة بن أد ابن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
كان لضبة من الولد سعد وسعيد وهما اللذان يضرب بهما المثل فيقال: أسعد أم سعيد؟
وإليهم ينسب الضبي صاحب الأمثال، وكانت ديارهم بجوار بني غنم بالنواحي الشمالية التهامية من نجد، ثم انتقلوا في عهد الإسلام إلى العراق في الجزيرة الفراتية، وبها قتلوا أبا الطيب المتنبي الشاعر المعروف.
ثانيًا: ما ذكره ابن حزم الأندلسي في جمهرة أنساب العرب عن بني ضبة:
قال: ولد ضبة بن أد: سعد بن ضبة؛ وله العقب، وسعيد، لا عقب له، قتله الحارث بن كعب، وله خبر؛ ثم قتل ضبة الحارث بن كعب، وفي ذلك سارت الأمثال الثلاثة:"أسعد أم سعيد"، و"الحديث ذو شجون"، و"سبق السيف العذل"، قالها كلها ضبة، وباسل بن ضبة، يقال إن الديلم من ولده.
(1)
انظر لمحة أخرى عن القرينية وضبة ضمن قبائل بني تميم في المجلد الثامن من الموسوعة.
فولد سعد: بكر بن سعد، وفيه البيت والعدد، وثعلبة؛ وصُرَيْم، وعددهم قليل. فولد بكر بن سعد: مالك، وعبد اللَّه؛ منهم: ضِرار بن عمرو بن مالك بن زيد بن كعب بن بَجَالة
(1)
بن ذُهْل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة، سيد بني ضبة، شهد يوم القُرْنَتَين، ومعه ثمانية عشر ذكرًا من ولده، وهم الذين حموه من أبي براء عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب ملاعب الأسنة (وضرار سماه في ذلك اليوم بهذا الاسم)، وهم الحُصيْن، وقيْس، وزيْد، وهِنْد، وعبد الحارث، والحارث، وعامر، وعمرو، ومنذر، وأدْهَم، وجبار، وقبيصة، وخليفة، وحَنْظلة، وسلمة، وأمية، ودُلْجة، وحسان، وعاش الحُصين منهم حتى أدرك يوم الجمل، وقتل ابن ضبة بين يدي عائشة رضي الله عنها في سبعمائة من بني ضَبَّة؛ وكانت عائشة رضي الله عنها تقول:"ما زال رأس الجمل معتدلا حتى فقدت صوت الحُصين بن ضِرار! ". وقتل معه ابنه حنظلة، وكان للحصين رضي الله عنه يومئذ مائة عام؛ وابن ابنه المنذر بن حسَّان بن ضرار، شارك في دم مهران الرازي. وبيتُ بني ضَبَّة في ولد زيد بن الحُصين بن ضرار؛ وهو زيد الفوارس، وهو أخو حنظلة بن الحُصين بن ضرار، المقتول يوم الجمل مع أم المؤمنين، هو وأبوه، والقاضي أبو شُبْرمُة عبد اللَّه بن شُبرمة بن عمرو بن ضرار ابن الطفيل بن حسان بن المنذر بن ضرار، قاضي الكوفة؛ والحوْثَرة بن عمرو بن ضرار، وكان فارسًا، ومثجور بن غيلان بن خرشة بن عمرو بن ضرار، من أشراف أهل البصرة، وأبو غيلان بن خرشة، من سادات البصرة وبلغائهم.
وهؤلاء بنو زيد بن كعب بن بجالة بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد.
ومن ولد أخيه كوز
(2)
بن كعب بن بجالة: المسيب بن زهير بن عمرو بن خميل بن حيان بن الأعرج بن ربيعة بن منقذ بن كوز بن كعب، صاحب شرطة المنصور. ومن ولد هاجر بن كعب بن بجالة: علقمة بن موهوب بن عبيد بن هاجر بن كعب بن بجالة، من فرسان بني ضبة. ومن ولد حنبل بن بجالة:
(1)
انظر المعارف 24 وشرح التبريزي للحماسة 2: 120.
(2)
في القاموس (كوز)، ومختلف القبائل 17 وشرح التبريزي للحماسة 2: 140 والمفضليات 382.
أبو حاتم عنبسة بن إسحاق بن شمس بن عبيد بن عنبسة بن سفنة بن المختبر بن عامر بن العباب بن حنبل المذكور، من قواد بني العباس، من أهل البصرة، ولاه المنتصر، وهو حينئذ في خلافة أبيه، مصر، فبقى عليها أربع سنين وأربعة أشهر، ورجع إلى العراق، وكل ذلك في خلافة المتوكل؛ ولم يل مصر لبني العباس مثله: كان من أعدل الناس، وكان يتهم بمذهب الخوارج، لشدة عدله وتحريه للحق، وهو آخر عربى ولي مصر، وآخر أمير صلى بالناس وخطب - رحمة اللَّه عليه.
ومن ولد عائذة بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة: علياء بن مرة بن عائذة، استشهد يوم مؤتة، له صحبة.
ومن بني السيد
(1)
بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة: زيد بن الحصين بن زهير بن نضلة بن خولى بن نضلة بن ظالم بن الغضبان بن شُييْم بن ثعلبة بن ذُؤيْب بن السيد بن مالك، ولى إصْبهان؛ ويعْلَى بن عامر بن سالم بن أبي سلمى ابن ربيعة بن زيادة بن عامر بن ثعلبة بن ذؤيب بن السيد بن مالك، ولي خراج الري؛ وابن ابنه، الراوية المشهور، المفضل بن محمد بن يعلى، صاحب "المفضليات" وغيرها؛ وحُبيْش بن دُلَف
(2)
بن الهون بن ذَكْوان بن ذُؤيْب بن [السيد بن] مالك، كان ينازع ضِرار بن عمرو الرياسة، فلما كان يوم القُرْنتَيْن، وألظَّ عامر بن مالك بضرار، قال له:"لن تَصِل إلى مع هؤلاء، ولكنني أدلك على من هو مثلي، هو حُبيش بن دُلَف. وها هو ذاك في تلك الغبرة! ". فقصد أبو براء إلى حبيش، فأسره؛ وكان حُبيش أسود.
ومن بني تميم بن ذُهْل بن مالك بن بكر بن سَعْد بن ضَبَّة: سلمان بن عامر ابن أوْس بن حَجَر بن عمرو بن الحارث بن تَيْم بن ذُهْل، له صحبة، وسُميرة، التي ينسب إليها "سن سُميرة
(3)
"، هي من بني معاوية بن كعب بن سعد بن ضَبَّة. ومن ولد عبد اللَّه بن بكر بن سعد بن ضَبَّة بن أدّ: عُمَيْرة بن يثربيّ بن بِشْر بن
(1)
انظر المفضليات 382.
(2)
هذا الصواب مطابق لما في الاشتقاق: 119.
(3)
في الإصابة 580 من النساء: "كان لها سن مشرف على أسنانها، فشبه الجبل بسن سميرة". وانظر ياقوت (سن سميرة).
الرحب
(1)
بن أمية بن عبد غنم بن نصر بن عبد اللَّه بن بكر بن سعد بن ضَبَّة، قاضي عمر بن الخطاب رضي الله عنه على البصرة، وأخوه عمرو بن يَثْربي، قتل يوم الجمل مع عائشة رضي الله عنهما بعد أن قتل عِلبَاء بن الهَيْثَم، وهِنْد بن عمرو، وزيد بن صُوحان؛ وابنه محمد بن عمرو بن يثْربيّ، كان على بيت مال سِجستان مع طلحة الطلحات؛ وبشر بن الرحب، جد عُميْرة وعمرو، وهو الذي قَتل مُحَلمًا الشيباني، وقيس بن عبد اللَّه بن عسعس بن عمرو بن جسَّاس بن عبد غنم بن نصر بن عبد اللَّه بن بكر بن سعد بن ضبة، الذي يقول:
إني أَدِينُ بما دانَ الشَّراةُ بِهِ
…
يوم النُّخَيلة عِنْد الجوْسَقِ الخَرِبِ
(2)
وجليلة بن ثابت بن عبد العزَّى بن جُلاس بن عامر بن مازن بن عبد اللَّه بن بكر بن سعد بن ضَبَّة، كان رديف الملك في الجاهلية.
ومن بني ثعلبة بن سعد بن ضَبَّة: عبد اللَّه بن زيد بن صفوان بن صُباح بن طرِيف بن زيد بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن كعب بن ربيعة بن ثعلبة بن سعد ابن ضَبَّة، وفد على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وكان اسمه عبد الحارث؛ فسمَّاه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عبد اللَّه؛ وعاصم بن خليفة بن مَعْقِل بن صباح بن طريف بن زيد، وهو قاتل بسطام بن قيس الشيباني في الجاهلية؛ ومعد بن عوف بن هلال بن شأس بن ربيعة بن مُحلم بن سويط بن عبد بن معاوية بن شقرة بن ربيعة بن ثعلبة بن سعد بن ضَبَّة، صاحب العذاب للحجاج.
ثالثًا: ما ذكره الشيخ حمد الجاسر عن بني ضبة في معجم المملكة العربية السعودية:
قال بنو ضبة من القرينية ومنهم فروع: آل محسن، وآل فهيد، وآل مطرود، وآل سعد بن محمد، وآل غشان، وآل دخيل، وآل هزاع، وآل رشيد، وآل صندل، وآل جبر.
وقال في جمهرة الأسر المتحضرة من بني ضبة التالي:
(1)
في الإصابة 6513: "زحف".
(2)
نسب في معجم البلدان (النخيلة) إلى قيس بن الأصم الضبي.
من أشهر القبائل عند ظهور الإسلام، وهي من حيث النسب أقرب القبائل إلى تميم، فهم ينسبون إلى ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مُضر بن نزار بن معد بن عدنان، وتميم بن مر بن أد بن طابخة أيضًا، ومع ذلك فقد حالفت الرباب ضد بني تميم، ولكن الرباب خرجت من حلفها وانضمت إلى بني تميم، ثم صارت تعد من بطونها.
وكذا فعلت ضبة آخر الأمر قد اختلطت فروعها مع بني تميم في منازلها، ويظهر أنها تفككت ثم امتزجت في بني تميم، ويدل على هذا تفرق فروعها في البلاد، فمنهم من كان يحل في السر وفي القصيم، ومن مياهم ساجر والنبوان وجو مرامر ورحب وعجلز، ومنهم من كان مخالطًا لبني جندب بقرب جبل العارض في مبايض وأسيلة، وبعض فروع ضبة خالط بني تميم شرق الدهناء في الصمان حيث الشواجن واللهابة ولصاف (اللصافة) والقرعاء والقيصومة والوريعة وطويلع حتى السيدان بقرب منطقة الكويتن بل كان سفوان من بلادهم هم وبنو سعد الذين اختلطت فروع القبيلتين سعد تميم وضبة في أسافل وادي المياه (القاعة). وهذا التباعد بين منازل بني ضبة يدل على تمزق القبيلة واستقرار فروع منها مفرقة في كنف عن يحميها.
وأكثر تلك المياه واقعة في ديار بني تميم أو على مقربة منها بحيث يصح القول بأنها انصهرت في بني تميم منذ عهد مبكر.
ولا يعرف الآن اسم ضبَّة بين القبائل العربية المعروفة ولكن توجد فروع كثيرة في قبيلة القرينية الحديثة تنسب إلى ضبة وتسكن في جنوب جبل العارض (عُليَّة وأوديته) وما كان هذا في القديم من بلاد بني ضبة، بل كان لفروع من ربيعة كبني هزان وجيران لهم من قيس عيلان ومن اليمن كجرم وغيرهم. انتهى.
رابعًا: ما ذكره الشيخ حمد الحقيل في كنز الأنساب ومجمع الآداب عن القرينية:
قال: وهي غير قبيلة بلقرن وتسكن هذه القبيلة في نجد في الجهتين الجنوبية والغربية من مدينة الرياض وسبب تسميتها بهذا الاسم هو أن أحد أبناء القبيلة التقى بعدة أشخاص وتعاهدوا على المساندة، وكان مع أحدهم قرن بارود -وهو قضيب من المادة المتفجرة المستعملة آنذاك في البنادق- أو قرن وعل، فجعلوا
شعارهم أن من أمسك بهذا القرن فهو (قريني)، ولهذا نشأت التسمية
(1)
، أما هذه القبيلة فقوامها عدة أفخاذ من قبائل قحطانية وعدنانية وهي كالتالي:
(أ) بنو ضبة وجدهم عبيد الضبي من بني ضبة بن أد ومنهم:
1 -
آل محسن وهم قسمان آل محسن وآل أد.
2 -
آل فهيد وهم آل علي وآل عبد اللَّه وآل حسن.
3 -
آل مطرود وهم آل محمد وآل عبد اللَّه وآل ناصر وآل سعود.
4 -
آل سعد بن محمد.
5 -
آل نمشان وهم آل حماد وآل سالم وآل راشد.
6 -
آل دخيل (الرصعان) نسبة إلى أخوالهم فخذ السهول يسمون بهذا الاسم.
7 -
آل هزاع أهل الحلوة ومنهم: آل سيف وآل حماد وآل محمد وآل محمد وآل سالم.
8 -
آل رشيد ومنهم آل فهيد بن رشيد.
9 -
آل صندل.
10 -
آل جبر في الحلوة.
أما بقية بني ضبة فإنهم في بلاد العراق في الزبير والبصرة وهناك بعض منهم في عُمان وهم المعروفون ببني قتب والسوالم.
قلت: ومن بني قتب والسوالم في عمان والإمارات.
(ب) المفاضلة وهم من مغافلة شمَّر (من طيئ) ومنهم الفروع الآتية:
1 -
الروسة وهم آل حسن، وآل جليدان، وآل سلمان، والرحالات، وآل حشفل.
(1)
كنا ذكرنا سابقًا أن الذي جمع القرينية هو عبيد الضبي بناء على رواية أحد بني ضبة، ولكن ناصر أبا الروس القريني قال إن الذي جمعهم هو ابن مرداس القريني، واللَّه أعلم.
2 -
آل عجلان وهم آل مسعود وآل معيان وآل حنيظل وآل ناجم وآل ابن ناصر وآل حويل.
3 -
آل قبعان ومنهم آل عجيان وآل جابر وآل مضحي بن رشيد وآل حامد.
4 -
التيهة وهم آل حماد أبو ظهير وآل نمر.
(جـ) آل جمهور: وهم من الأسلم من شمَّر أيضًا ومنهم آل فهيد وآل سدران وآل سعد.
(د) آل مصبح: وهم عائذ قحطان ومنهم آل سعدون وآل فواز وآل حزمي.
(هـ) الجحشة: وهم من حرقان عبيدة قحطان وهم التالي:
1 -
آل مهلك ومنهم آل فهيد (آل ناشي) وآل مسفر وآل زيد.
2 -
آل بديع ومنهم آل مساعد وآل عزران وآل طويل وآل مرضي وآل حمدان وآل مسلط وآل حميد القرينيين في المزاحمية.
3 -
النمارين ومنهم آل عبران وآل دهيم وآل هديف وآل بشير وآل العريض وآل مهيزع وآل مرزوق.
4 -
آل خميس وآل دارم.
(و) آل مهنا أهل البرة وهم من مغافلة شمَّر، والغفيلي في بطين ضرمًا قريني شمري الأصل.
(ز) الطرافي وهم من بني خالد ومن آل عجلان وآل رشيد وآل صغير.
خامسًا: ما ذكره إبراهيم بن جار اللَّه بن دخنة الشريفي في الموسوعة الذهبية عن القرينية:
قال: القرينية واحدهم قريني وهي قبيلة مكونة من مجموعة أحلاف عدنانية وقحطانية وتنقسم إلى التالي:
بنو ضبة من تميم، والطرافي من بني خالد من العدنانية، والجحشة والجمهور والمصبح والمغافلة والمهنا من قحطان.
وهؤلاء هم العدنانية:
1 -
آل خميس من القرينية عن تميم من العدنانية.
2 -
آل دارم من القرينية عن تميم بن مر بن أد بن طابخة من العدنانية، وهم من بني دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.
3 -
ضبَّة من القريتية وهم من بني ضبة بن أد بن طابخة من العدنانية، وهم بنو ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
وضبة هذا هو عم تميم بن مر.
ومن بني ضبة هؤلاء (ضمن القرينية): آل جبر في الحلوة، آل دخيل من ضبة ويقال الرصعان نسبة إلى أخوالهم من بني سهل (العامريين)، وآل رشيد ومنهم آل فهيد، وآل سعد، وآل صندل، وآل فهيد منهم آل حسن وآل عبد اللَّه وآل علي، وآل محسن منهم آل أد،، وآل مطرود ومنهم آل مسعود وآل عبد اللَّه وآل محمد وآل ناصر، وآل نمشان ومنهم آل حماد وآل راشد وآل سالم، وآل هزاع أهل الحلوة ومنهم آل حماد وآل محمد وآل سالم وآل سيف وآل محمد، والسوالم ومنهم في عُمان.
4 -
الطرافي وهم من قبيلة بني خالد العدنانية.
أما الفروع القحطانية في قبيلة القرينية فهم التالي:
1 -
الجحشة: وهم من حرقان عبيدة من قحطان من مذحج ومنهم: آل بديع ويتفرعون إلى آل حمدان وآل حميد القريني وآل الطويل وآل عزران وآل مرضي وآل مساعد وآل مسلط، وآل مهلك ومنهم آل زيد وآل فهيد وآل مسفر، والنمارين ومنهم آل بشير وآل دهيم وآل عبران وآل العريض وآل هديف وآل مهيزع وآل مرزوق؛ ومن آل بشير في دولة قطر: ناصر بن محمد القريني وله ضريح في شمالي موشاح ومن ذريته في أم لقهاب: هزاع بن محمد بن ناصر ومن ولده ناصر ومنصور وحمد ومبارك ومحمد وسعد، ومن الجحشة أيضًا آل غنام في الرياض.
2 -
الجمهور: وهم من الأسلم من شمَّر (طيئ) من القحطانية ومنهم: آل سدران وآل سعد وآل فهد.
3 -
آل مصبح: وهم من عائذ من قحطان مذحج ومنهم آل حزمي وآل سعدون وآل فواز.
4 -
المغافلة: وهم من شمَّر طيئ من القحطانية ومنهم التيهة وفروعهم آل حماد بوظهير وآل نمر، والروسة وفروعهم الجليدان والحسن والحشفل والرمالات والسلمان، والعجلان وفروعهم الحنيظل والحويل والمسعود وآل معيان وآل ناجم وآل بن ناصر، والقيعان وفروعهم آل جابر وآل حامد وآل عجيان وآل مضحي، وآل مهنا ومنهم الغفيلي في بطين ضرما.
بنو صخر
نسب القبيلة:
اختلف في نسب هذه القبيلة من قبل المؤرخين القدامى فمن قائل أنها من جُذام، ومن يرى أنها من طيئ، وقد أيد الجاسر الرأي الأخير كما سيأتي بيانه.
ما قيل عن بني صخر من المؤرخين والنسابين
أولا: ما ذكره محمد الحقيل في كنز الأنساب عن قبيلة بني صخر:
قال: قال علماء النسب هي بطن من جذإم (القحطانية) مساكنهم في بلاد الكرك في الشام. وقال الحمداني: وهم الدعجيون والعطويون والصوتيون وهم أحلاف آل فضل من عرب الشام، وفيهم جماعة بمصر ويوجد بطن من بني صخر في طيئ من القحطانيين أيضًا منازلهم ما بين تيماء وخيبر والشام، وصخر أيضًا في الأوس وهم بنو عبد الأشهل من جشم بن الخزرج.
وقد سجل بنو صخر أحداث نزاعات عديدة مع القبائل الأخرى حيث شغلوا حَيزًا غير قليل في تاريخ عشائر الأردن، وهم فخذان كبيران: الطوقة، والكعابنة. فمن فروع الفخذ الأول: الغميق والخضير والعفل.
ومن فروع الفخذ الثاني: الخرشان والجبور.
وزعامة الطوقة لابن الفايز، وفي الكعابنة لبني محمد. ومن قبيلة بني صخر عائلات من حاضرة نجد بالمملكة العربية السعودية منهم التالي:
1 -
آل ضويان -بالضاد المعجمة- ومنهم الشيخ إبراهيم بن ضويان شارح الدليل في الفقه وهم من آل زهير المنتسبين إلى بني صخر في القصيم.
2 -
آل صويان -بالصاد المهملة- في القصيم.
3 -
آل محيَّا من الرس من الزهير والدغيم.
4 -
آل جاسر وآل حربش والعمير والروضان (وهم غير روضان قبيلة عنزة).
5 -
آل مفلح في مدينة عنيزة، والحربش لقب طارئ لكونهم حالفوا فخذًا من بني عبد اللَّه من غطفان يدعى الحربش.
وفي موضع آخر من كتاب كنز الأنساب قال عن بني صخر أيضًا:
بنو صخر إحدى القبائل المهمة في الأردن فهي أكثر قبائل الأردن عددًا (حول عمان).
ومنهم رجال بارزون في الدولة الأردنية، تقع أراضيها جنوب عمان حول زيزيا على جانبي طريق الحجاز، وتمتد شرقًا موغلة في الصحراء وأراضيها خصبة حسنة الإنتاج وتنقسم اليوم بنو صخر إلى فرعين كبيرين هما:
1 -
الطوقة: وتنقسم إلى ثلاثة بطون كبيرة هي:
(1)
الخضير: وتنقسم إلى البرادعة والهقيش، وتنقسم الهقيش إلى البشير والمهنا والزبدان والسالم.
(ب) الغبين: بالغين المعجمة تصغير غبن وتنقسم إلى:
1 -
الحامد ومنه الفياض والمناحي والمكابد والمعادية والدغيم.
2 -
الغائر ومنه السطام والبخيت والمطيران والذياب والقعدان والكنيعات والصقر والنمر والحنيبات والحمود والدهامشة.
(جـ) الفضل وتنقسم إلى: العامر، والشموط ومنهم السعيد والفاضل والمسلم، والزبن ومنهم النول والعبد القادر، والعثمان ومنهم النويرات.
3 -
الكعابنة، وتنقسم إلى قسمين: الجبور والخريشة.
فمنهم الجبور: الجهينة، والشرعة، والديّكة ويقال أنهم من زبيد سوريا، والسردية ومنهم البدارين، والدهام ومنهم الجمعان والرتمة والنويمى والبكر والفريج والسويدات والحودة.
وتنقسم الخريشة إلى: الحامد والقغضاه والصالح والعيطة والقدزر والكليب والثمد والسليمان والحنيف.
ثانيًا: ما ذكره عاتق البلادي عن بني صخر في معجم قبائل الحجاز:
قال: صخر من عشائر البدو الكبيرة كانت تقطن في جهات العُلا بالحجاز، فنزحت إلى بلاد الكرك، ولما ضايقتها عشائرها انتقلت إلى البلقاه فضايقتها عدوان، فارتحلت إلى جهات غزة (بفلسطين) واتحدت هناك مع عشيرة الوحيدات ونهبت وإياها جردة الركب المصري سنة 1197 هـ وقتلوا أميرها موسى باشا المعراوي، فخرج إليهم حسين باشا المكي أمير لواء غزة فقتل منهم عددًا كبيرًا ونهب إبلهم وخيولهم فعادوا إلى البلقاء (شمال الأردن) فقراء ضعفاء، وكانت عشيرة عدوان متضايقة من حلف عبَّاد فرحبت بهم وحالفتهم، وقد انضم إلى حلفهم الغزاوية في فلسطين، والفريحات في جبل عجلون، وفي هذا الوقت خرجت قبيلة عنزة من نجد، فردها بنو صخر الذين عدوا سورًا للبلقاء، وصار شيخهم يلقب بسلطان البرية، وقد كان لبني صخر صلة بنابلس.
ويرجح أن بني صخر هؤلاء يرجع نسبهم إلى طيئ.
قال ياقوت الحموي في معجم البلدان: العردة ماء عبد من مياه بني صخر من طيئ وهو بين العلا وتيماء وجفر عنزة.
وعردة معروفة اليوم كما وصفها ياقوت.
وقال الهمداني في صفة جزيرة العرب: "ثم من الحجر إلى تيماء موضع السموءل في دهناء ثلاث مراحل بطان، ويسكن ما بين ذلك من طيئ بنو صخر وأخواتها بنو عمرو وبطن من بحتر.
كما نجد لبني صخر ذكرًا سنة 1155 هـ في حوادث جرت حول تبوك (شمال المملكة العربية السعودية) أي قبل نهبها جردة الركب المصري بـ (42) سنة، والمشكل هنا أن ديار جُذام وطيئ ظلت متجاورة، فجذام كانت تحل حسمى غرب تبوك وتمتد ديارها في إقليم الشراة، وطيئ كانت ديارها تمتد إلى تيماء وما حولها، فهما متجاورتان ولا يستبعد أن القبيلتين: بني صخر طيئ وبني صخر
جُذام كانتا جارتين فاندمجتا بحكم الاسم (واللَّه أعلم)، وهو أمر كثيرًا ما نفيه كتجاور بني عمر في سراة بجيلة حتى ظن بعضها أنه من البعض الآخر وليس كذلك، أو كحرب اليوم فإنك لا تجد قبيلة تسمى حربًا إلا تؤكد لك أنها من حرب الحجازية حتى حرب الذين في نواحي الرقة وحلب، واللَّه أعلم، وتقيم اليوم بنو صخر بضواحي عمان الجنوبية والشرقية وقدر بيوتها بولس سلمان بـ (5000) بيت، وقدر الزركلي مقاتيلهم بثلاثة آلاف.
ثالثا: ما ذكره الشيخ حمد الجاسر عن بني صخر:
(أ) في كتاب أصول الخيل العربية:
قال: فرع من طيئ مشهور قديمًا، ومن خيلهم الحدباء ذكرها الزبيدي في تاج العروس، وقال: هي فرس دُبيس رجل من بني صخر، وذكر صهاحب الأصول منهم فندي الفايز
(1)
من مشايخهم وتحدث عن (الشويمات) وعلي بن دهام وحمدان بن نافع وطارف بن دلمان من السردية عن الكحيلات الخمس على اقتناء الخيل العراب الأصايل مثل (خضير) التي لديها مربط من العبيات يعرف باسم (عبيات خضير)
(2)
. وقد تحضر كثير من بني صخر وسكنوا القرى، ومع ذلك فلا يزال لباديتهم عناية بتربية الخيل، وأهدى أحد شيوخهم وهو وصيوص بن فهد الطراد لفيصل رحمه الله فرسًا صقلاوية مشهورة وذلك في منتصف القرن الماضي.
(ب) ما ذكره في كتاب الأسر المتحضرة في نجد عن بني صخر:
قال: كان أحد قراء مجلة "العرب" وجه إلي سؤالا هذا نصه:
. . إلى من يرجع بنو صخر في نسبهم؟ فقد رأيت في بعض الكتب أنهم من جُذام من قحطان.
فكان جوابي: ينبغي ملاحظة أمور عديدة عند البحث في الأنساب. منها:
(1)
لا يزال الفايز هم شيوخ في بني صخر في الأردن ولهم شهرة وذكر رفيع.
(2)
وهي من خيل الشام.
(أ) أن الاسم الواحد قد يطلق على عدد من القبائل والفروع، مثل أسد فهو يطلق على قبيلة عظيمة أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر وكانت تحل نجدًا مجاورة لطيئ من الجنوب ولغطفان من الشرق، ويطلق اسم أسد أيضًا على جِذْم كبير من ربيعة، أسد بن ربيعة بن نزار كما يطلق على فروع قبائل كثيرة مختلفة النسب.
(ب) أن إطلاق الاسم على عدد من القبائل والفروع كثيرًا ما يوقع في الخطأ في ذكر نسب بعضها، بل قد يسبب التداخل في الأنساب وإلى هذا أشار الهمداني في "صفة جزيرة العرب"
(1)
حيث قال - في الكلام على بني جَعْدَة من حمير: (وبنو جعدة هؤلاء فيما يقال إلى بعض بطون رُعين. وهم اليوم يقولون إنهم من جعدة بن كعب، ولا تعرف هذه البطون في بطون جعدة بن كعب) ثم ذكر فروع جعدة بن كعب وقال: (وكذلك سبيل كل قبيلة من البادية تضاهي باسمها اسم قبيلة أشهر منها فإنها تكاد أن تتحصل نحوها، وتنسب إليها، رأينا ذلك كثيرًا).
(جـ) أن المتتبع لتنقل القبائل العربية في جزيرتهم، ثم لانتقالهم منها قل أن يجد أن قبيلة بأسرها أو فروعًا منها اتجهت من خارج الجزيرة من الشام -مثلًا- إلى داخل الجزيرة، بل العكس، بحيث إن القبائل تتبع في هجرتها وتموجاتها في الجزيرة اتجاهًا يوشك أن يكون واحدًا، وهو السير من الجنوب الغربي نحو الشمال أو من الغرب نحو الشرق. ويستثنى من هذا الأفراد -لا الأسر ولا فروع القبائل- فقد ينتقل رجل من الحجاز أو نجد إلى الجنوب مثلًا كما يقال عن أنمار وأكلب وعنز.
مما تقدم يمكن إدراك خطأ القول بأن بني صخر الذين تنسب إليهم أسر معروفة في نجد وفي شمال الحجاز - من قبيلة جُذام التي كانت تسكن الشام، ولم يذكر المؤرخون فيما وصل إلينا عنهم انتقال فروع منها إلى نجد، ولا ممن ينتسب إليها من الأفراد.
(1)
صفحة 180 من (منشورات دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر).
ومنشأ هذا الخطأ هو ما نقل عن الحمداني من أن بني صخر بطن من جذام القحطانية، ومساكنهم ببلاد الكرك من الشام، وهم الدعجيون والعطويون، والصوتيون، وهم أحلاف آل فضل من عرب الشام، ومنهم جماعة بمصر.
وقول الحمداني هذا نقله ابن فضل اللَّه العمري في "مسالك الأبصار" ثم نقله بعده القلقشندي في "نهاية الأرب" والسويدي في "سبائك الذهب".
والواقع أن الحمداني لم يكن محققًا ولا خبيرًا بأنساب سكان الجزيرة، وإنما كان مدير ضيافة (مهمندارا)
(1)
لدى أحد سلاطين مصر في عهد المماليك، وكان يدون أسماء من يفد على ذلك السلطان من أمراء العرب ويذكر أسماء قبائلهم، ووقعت أخطاء كثيرة فيما نقل عنه، نجدها في "نهاية الأرب" وفي "سبائك الذهب".
ويظهر أن منشأ الخطأ في نسبة بني صخر الطائيين إلى جذام أنهم في عهد الحمداني كانوا ينزلون منازل كانت قديمًا من بلاد جذام، في أطراف شمال الحجاز إلى بلاد (الأردن الآن) أو أن الحمداني يقصد بني صخر الطائيين.
ويضاف إلى هذا أن اسم صخر قد كان يطلق قديمًا على فرع من فروع جذام، كما كان يطلق على غيره، إذ بنو صخر أيضًا بطن من نهد من مذحج منازلهم قرب وادي تَثْلِيث
(2)
، جنوب الجزيرة. وهناك بنو صخر أو صخرة - بطن من الأوس من الأنصار، على ما ذكر في "نهاية الأرب".
ولكن أشهر من عرف ببني صخر هم الطائيون الذين كانوا قبل ظهور الإسلام يعيشون مع قومهم بني طيئ في بلاد الجبلين وما حولهما، ثم باتساع فروع القبيلة توسعت في البلاد وانساحت نحو الشمال فيما بين تيماء وخيبر والشام - كما في "نهاية الأرب" ونجد الهمداني في "صفة جزيرة العرب"
(3)
يذكر أن (من الحجر إلى تيماء في دهناء ثلاث مراحل بطان، يسكن ما بين ذلك من طيئ بنو صخر وإخواتها بنو عمرو بطن من بحتر).
(1)
ترجمة ابن حجر في "الدرر الكامنة" وله مؤلف مخطوط في (دار الكتب المصرية)، في أحد فروع اللغة العربية (البديع).
(2)
"صفة جزيرة العرب" ص 253.
(3)
ص 274.
وجاء في كتاب "نسب معد واليمن" لابن الكلبي -وهو مخطوط-: صَخْر ابن جَرْم -وهو ثعلبة بن عمرو بن الغوث بن طيء. وفي كتاب نصر الاسكندري- مخطوط أيضًا: متالع جبل في بلاد بني جرم، لبني صخر بن جَرْم. انتهى.
ويذكر المقريزي في كتاب "السلوك"
(1)
في حوادث سنة 666 هـ أن بني صخر وبني لأم وعنزة من عرب الحجاز التزموا لسلطان مصر بالزكاة، فبعث معهم من يقبضها، وذلك حين استقل الزكاة الواردة من المدينة.
وياقوت الحموي في "معجم البلدان" يقول -وهو في الغالب ينقل عن قائل تقدم عصره-: (العردة -بالضم- ماء عد، من مياه بني صخر من طيئ، وهو بين العلا وتيماء وجفر عنزة، في أرض ذات رمل وجبال منقطعة).
والعردة هذه لا تزال معروفة شرق العلا وغرب تيماء، وهي الآن من مناهل عنزة، وصلة بني صخر بقبيلة عنزة قديمة، فقد تجاورت القبيلتان، ثم انزاحت بنو صخر نحو الشمال وبقيت فروع من قبيلة عنزة في أماكنها القديمة.
وفي القرن الثامن الهجري نجد بني صخر مسيطرين على طريق الحج الشامي في نواحي العلا، كما في قول ابن أبي حَجَلة
(2)
(725 - 776 هـ):
بأرضِ بها آثار ناقة صالح
…
(بنو صخر) السُّرَّاقُ شَرُّ قَبيل
لئن عُوقب الماضون في عقر ناقةٍ
…
فكم عقروا من ناقة وفصيلِ
وقد امتدت سيطرتهم على هذا الطريق إلى القرن الثاني عشر الهجري، ففي سنة 1155 هـ قاموا بنقل حجاج الشام، ثم قاموا بحوادث مخلة بالأمن، فنهبوا الحجاج -كما أوضح ذلك صاحب كتاب "حوادث دمشق اليومية" وكما جاء في كتاب "النفخ الفرجي"- المنشور في مجلة "العرب" وكان شيخهم في هذا العهد قعدان الفايز.
ويظهر أن الرئاسة بقيت في هذا البيت إلى عهدنا إذ شيخهم منذ عهد غير بعيد مثقال باشا الفايز.
(1)
ج 1 ص 562.
(2)
هو أحمد بن يحيى بن أبي حجلة التلمساني، سكن دمشق ومات في القاهرة، ومن مؤلفاته كتاب "منطق الطير" ومنه هذا الشعر على ما ذكره صاحب "الدرر الفرائد المنظمة" ص 1271.
ولا يزال في الحجاز من بقايا بني صخر فرع كبير، يعد في الأحامدة من حرب يدعى الصخارنة، حدثني أحد الأحامدة وهو ثقة أنهم يرجعون في أصلهم إلى أولئك.
نكتفى بما تقدم من نصوص المتقدمين المتعلقة ببني صخر وأنهم من قبيلة طيئ، وإخوانهم بنو عمرو الذين كان يضاف إليهم الجوف فيقال جوف بني عمرو (دومة الجندل).
وتحسن الإشارة إلى أن من بني صخر هؤلاء بيوت في نجد، ومنهم في الرس آل زهير، ومن آل زهير هؤلاء: الضويان -بالضاد المعجمة- والصويان -بالصاد المهملة- والدغيم، والجاسر - المعروفون بالحِربش والمُحَيا والعُمير والروضان، وغيرهم.
وفي بلدة العُلا أسر تنتسب إلى بني صخر أيضًا
(1)
.
ولقد رأيت في أحد المؤلفات الحديثة لعالم جليل في ترجمة الشيخ إبراهيم ابن ضويان نسبة بني صخر إلى جذام، اعتمادًا على قول صاحب "نهاية الأرب" فيما نقل عن الحمداني
(2)
. وقد تقدمت الإشارة إلى خطأ هذا القول.
وفى ص 457 قال الجاسر في معجم الأسر المتحضرة عن الضويان من بني صخر في بلدة الرس، منهم الشيخ إبراهيم بن ضويان من آل زهير من بني صخر من طيئ. وقال الشيخ عبد اللَّه بن عبد الرحمن البسام في تاريخ شقراء ص 201: آل زهير بطن كبير من بني صخر، وهي قبيلة من شعب حُذام بن عمرو - وساق النسب وقال عن آل زهير: بعضهم في بادية الشام وبعضهم في الدقهلية من البلاد المصرية.
وقول الشيخ البسام مبني علي أن بني صخر من جُذام، ولكن بني صخر الذين منهم آل زهير قوم آل ضويان وآل زهير في بلدة الرس (بنجد) ليسوا صخر جُذام بل صخر طيئ - كما تقدم إيضاح هذا الالتباس عن بني صخر.
(1)
انظر فاتحة الجزء الثالث من السنة الثانية عشرة من مجلة العرب.
(2)
كما هو في كتاب "علماء نجد خلال ستة قرون" تأليف الشيخ عبد اللَّه بن عبد الرحمن البسام -في ترجمة الشيخ إبراهيم بن ضويان- وفي كتاب "كنز الأنساب" للشيخ حمد الحقيل في الكلام على بني صخر.
وأما بنو زهير الذين تحدث عنهم الشيخ ابن بسام فقوم آخرون اتفقوا مع آل زهير أهل الرس في الاسم، إذ إن زهير هؤلاء أسرة صغيرة بخلاف أولئك الذين هم في مصر والشام.
وفي ص 729 قال الجاسر عن أسرة المحيا من بني صخر في بلدة الرس بنجد: المحيا على لفظ المفعول من حياة من التحية، وهم في الرس.
ومتفرعة من الزهير أيضًا الذين هم من بني صخر والذين منهم الضويان والحربش من أهل الرس من بني صخر من طيئ.
وفي ص 794 قال عن المفلح من بني صخر:
المفلح في عنيزة من بلاد نجد.
قال الشيخ العبودي: جاءوا إليها من الأردن وذلك في حدود رأس القرن الرابع عشر الهجريَ، وأول من حضر منهم إلى بلدة عنيزة، سعد بن مفلح بن علي الموسي من بني صخر من طيئ.
عدوان
نسب القبيلة:
هو عدوان بن عمرو بن قيس عيلان بن مُضر بن نزار بن معد بن عدنان.
ما ذكره المؤرخون والنسابون عن عدوان
1 -
ما ذكره أبو علي الهجري في التعليقات والنوادر عن عدوان
(1)
في آخر القرن الثالث الهجري:
قال: حدثني مرداس بن عبد الرحمن بن مُطير بن قاسم بن عُقبة العدواني ثم أحد بني سعد قال: من قبائل عدوان: بنو زايد، وبنو وهدان، وبنو عُلقة -وهو العلقي- وهكذا كل فعلة لم تكن مضاعفة مثل قرة ومرة وأشباه ذلك - وبنو ظرب -بجر الراء- والإضافة ظربي -بفتح الراء- وعبس وناجة. (انتهى).
قال الشيخ العلامة حمد الجاسر رحمه الله معلقًا على ما ذكر الهجري:
وتقدم أن بني خارجة من عدوان، قال ابن الكلبي: اسم خارجة هو عوف ابن بكر بن يشكر بن عدوان، وعدوان هو الحارث بن عمرو بن قيس عيلان، وبنو خارجة حالفوا قبيلة جُهينة من قُضاعة وعاشوا في بلادهم، أما قبيلة عدوان فلا تزال معروفة وهي تعيش في بلادها القديمة في منطقة الطائف، وقد فصَّل ابن الكلبي فروعها وذكر كثيرًا من مشاهيرها.
وأضاف الجاسر أن من عدوان صحابة للنبي صلى الله عليه وسلم منهم خالد بن أبي جبل ويقال ابن أبي جبل ضبطه الأصيلي في "تاريخ ابن معين" بالوجهين جميعًا، وضبطه عبد الغني بالباء المفردة لا غير، وقال فيه أبو عمر: من عدوان بن قيس
(1)
انظر التعليقات والنوادر عن أبي علي هارون بن زكريا الهجري - القسم الرابع من الأنساب - ترتيب الشيخ العلامة السعودي حمد الجاسر رحمه الله.
فأسقط عمرًا بين عدوان وقيس، والصواب إثباته، هو معدود في أهل الحجاز سكن الطائف له حديث واحد، كان ممن بايع تحت الشجرة، روى عنه ابنه عبد الرحمن ومثل هذا الذي عن عدوان في كتاب البلبيسي، وأضاف: ذا الأصبع العدواني حكيم العرب مما استدركه ابن الأثير على السمعاني.
2 -
وذكر ابن حزم الأندلسي عن عدوان في الجمهرة التالي
(1)
:
قال: بنو عدوان بن عمرو بن قيس عيلان بن مُضر: ولد عدوان: زيد ويشكر ودوس. يقال إنهم دوس التي في الأزد، رهط أبي هريرة رضي الله عنه. فمن ولد زيد بن عدون: أبو سيَّار الذي كان يدفع بالناس في مواسم الحج؛ وهو عميلة بن الأعزل بن خالد بن سعد بن الحارث بن وابش بن زيد بن عدوان ومن بني وشقة بن عوف بن بكر بن يشكر بن عدوان: يحيى بن يعمر القاضي بخراسان، وحاكم العرب عامر بن الظرب بن عمرو بن عياذ بن يشكر بن عدوان، ولعامر بن الظرب إخوة منهم سعد وعمرو وصعصعة وثعلبة، فولد سعد بن الظرب: عوف بن سعد؛ من ولده القاضي العوفي واسمه الحسين بن الحسن بن عطية بن جنادة، ومن بني ثعلبة بن الظرب، ذو الأصبع الشاعر، واسمه حرثان ابن محرث، ومن بني وائلة بن عمرو بن ناج بن يشكر بن عدوان: أبو عبد اللَّه الجدلي، وهو اسمه، وهو ابن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبي يعمر بن حبيب بن عائذ بن مالك بن وائلة بن عمرو، وبنو كبة الذين في ثقيف هم من بني جذيمة بن وهم بن ناج بن يشكر بن عدوان ومعبد بن خالد بن ربيعة بن مزين بن حارثة بن ناصرة بن عمرو بن سعد بن علي بن وهم بن ناج بن يشكر بن عدوان، ناسكًا من أهل الشام؛ جعله عبد الملك بن مروان على قطع الميرة عن ابن الزبير وأهل مكة المكرمة.
ودار عدوان وفيهم إخوتهم على مقطع البرام بقرب مكة على طريق نجد. (انتهى).
(1)
انظر جمهرة أنساب العرب لأبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي 384 - 456 هـ.
3 -
ما ذكره أبو العباس أحمد القلقشندي في نهاية الأرب عن عدوان
(1)
:
قال: بنو عدوان بفتح العين وسكون الدال: بطن من قيس عيلان بن العدنانية. وهم بنو عدوان -واسمه الحارث- بن عمرو بن قيس.
قال أبو عبيدة: وسمي عدوان لأنه عدا على أخيه فهم فقتله، وكان لعدوان من الولد: زيد ويشكر ودوس. ويقال إنهم دوس التي في الأذد (مع زهران) رهط أبي هريرة.
قال في العبر: وهم بطن متسع وكانت منازلهم بالطائف من أرض نجد نزلوها بعد إياد والعمالقة، ثم غلبتهم عليها ثقيف فخرجوا إلى تهامة، وكان منهم عامر بن الظرب حكم العرب في الجاهلية. قال: وبإفريقيا منهم إلى الآن أحياء بادية. وقد عد الحمداني (مهمندار الديار المصرية) عدوان من عرب برية الحجاز من أحلاف آل الفضل من طيئ.
4 -
ما ذكره المغيري في المنتخب عن عدوان
(2)
:
قال: ومن بني قيس عيلان عدوان بن عمرو بن قيس. قال في العبر، وكان لهم الإفاضة بالناس من غداة النحر من جمع إلى منى، وانتهى منهم إلى ابن الأعزل (ابن الأعزل) فدفع بالناس من مزدلفة إلى منى أربعين سنة على حمار.
ومن بطون عدوان، عامر بن زيد بن عدوان، وغالب بن زيد بن عدوان، ووابش بن زيد بن عدوان؛ منهم أبو سيَّار الذي كان يدفع بالناس في الموسم، ومنهم يحيى بن يعمر قاضي خراسان.
ومن بطون عدوان: ثعلبة، وبنو يشكر، منهم أبو عبد اللَّه الجُدلي.
قال أبو عبيد: سمي عدوان لأنه عدا على أخيه فهم فقتله.
(1)
انظر نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب للقلقشندي تحقيق إبراهيم الإبياري جـ 1 دار الكتب الإسلامية - دار الكتاب اللبناني - دار الكتاب المصري 1400 هـ/ 1980 م.
(2)
انظر المنتخب في ذكر أنساب العرب تأليف عبد الرحمن بن حمد المغيري اللامي الطائي رحمه الله تحقيق إبراهيم بن محمد الزيد طبعة ثانية 1405 هـ/ 1985 م ص 381، ص 382.
قال في العبر: وكانت منازلهم بالطائف بعد إياد والعمالقة ثم غلبهم عليها ثقيف فخرجوا إلى تهامة، وكان منهم عامر بن الظرب حكيم العرب في الجاهلية.
وفي ص 517 ذكر محقق كتاب المغيري الأستاذ إبراهيم بن محمد الزيد عن عدوان التالي:
عدوان قبيلة من أقدم القبائل التي سكنت الطائف وقصتهم مع قبيلة ثقيف ولإخراجهم من مدينة الطائف معروفة في المراجع القديمة.
ويفهم من قول ابن خلدون في تاريخ العبر كما أورده المغيري في المنتخب أنهم خرجوا إلى تهامة وأن بأفريقيا منهم أحياء بادية
(1)
.
والصحيح أيضًا أنه بقى في بلادهم الطائف من تبقى من تلك القبيلة الشائعة الذكر وتفرق من تفرق، وهم يسكنون الآن بالقرب من مدينة الطائف في الشمال الشرقي، ويحد بني عدوان من القبائل في الحجاز الطفحة والعُصَمة من عتيبة ثم الأشراف (من ذرية الحسن بن علي - رضى اللَّه عنهما).
وتنقسم عدوان في المملكة العربية السعودية إلى البطون التالية:
أ - ذو جمهور ومنهم الأفخاذ ذو عبد الرحمن وذو سليمان وذو مسعود ومنهم الشاعر جمهور العدواني.
ب - الحزامي ومن أفخاذهم: الحزامي وهم باقون في وادي عدوان، والرواضين وقد نزحوا إلى مدينة الخرمة شرقًا عن مدينة الطائف.
جـ - آل ثنيان، وقد نزحوا من بلاد عدوان ويقطنون تهامة جنوبًا عن مكة المكرمة، وشيخ بني عدوان هو منصور بن محمد بن عبد اللَّه بن عثمان المضايفي،
(1)
وقد ذكرنا في المجلد الثالث من الموسوعة قبيلة عدوان في الديار الجزائرية وتعد في الوقت الحاضر من أشهر قبائل منطقة الواد سوف شرقي الجزائر وهم مجاورون لقبيلة طرود من فهم هنالك. وعن عدوان في شرق الأردن فالمؤكد أنهم قبل القرن السابع الهجري حسبما ذكرهم الحمداني مهمندار الديار المصرية في القرن السابع حلفاء لآل فضل من طيء.
وبذلك لو أحصينا عدوان في الجزائر والأردن لوجدنا أنهم أكثر عددًا من بقية عدوان في ديارهم الأصلية في المملكة العربية السعودية بالوقت الحاضر.
ويسكن قرية العقرب، وكان من أهم رجالهم أيام الدولة السعودية الأول عثمان بن عبد الرحمن المضايفي المتوفى عام 1228 هـ/ 1813 م وهو أمير وقائد ولاه الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود الحجاز، وفي نجد ودولة الكويت ومملكة الأردن من ينتسب إلى عدوان هؤلاء.
ومن قرى عدوان في الطائف: الفُريدة والعبلاء وصُلبة.
أخذت هذه المعلومات من حسن بن دخيل اللَّه العدواني.
5 -
ما ذكره الشيخ العلَّامة حمد الجاسر عن عدوان:
أولًا: ما ذكره في معجم قبائل المملكة العربية السعودية
(1)
:
قال: عدوان واحدهم عدواني منهم:
(1)
الجماهرة ويتفرع منهم ذوي عبد الرحمن ومنهم ذوي عثمان (المضايفية)، وذوي سليمان، وذوي مسعود.
(2)
الحزما ويتفرع منهم ذوي دخيل اللَّه، وذوي علي.
(3)
ذوي بنية.
(4)
ذوي شعيل.
(5)
ذوي ثنيان.
(6)
الجهبان.
(7)
الخماميش.
وبلاد عدوان أسافل أودية الطائف: ليَّة والعَرْج وشِرْب، في العقرب والعبيلاء والمجنب، والباردة والفريدة وصُلَّبا.
ثانيًا: ما ذكره في جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد
(2)
:
قال: عدوان قبيلة صريحة النسب، فعدوان لقب الحارث بن عمرو بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وبلادها حول الطائف ولا تزال هناك. ومن هذه القبيلة عثمان بن عبد الرحمن المضايفي ممن ناصر الدعوة السلفية إبان
(1)
انظر معجم قبائل المملكة العربية السعودية القسم الثاني ص 454 - حمد الجاسر - دار اليمامة بالرياض.
(2)
انظر الجمهرة ص 524.
نشأتها، واستشهد في سبيل ذلك فقتل في استنبول بتركيا مع عبد اللَّه بن سعود بعد الاستيلاء على الدرعية من قبل إبراهيم باشا سنة 1233 هـ.
وفي نجد أسر متحضرة من عدوان يظهر أن أجدادهم عن الأفراد الذين قدموا عند انتشار الدعوة فاستقروا، ومنهم آل جمهور في سدير، وآل عدوان وآل نصار في ضرما، والعدواني في ثرمداء.
ثالثًا: ما ذكره في كتاب أصول الخيل عن عدوان
(1)
:
قال: عدوان القبيلة المشهورة الصريحة النسب، يبدو أن لهم عناية بالخيل، فقد اشترى أحدهم من سرحان العبد من العجمان أحد خيله من كحيلة بن جرشان وعندهم حصان أصيل من دهيمان شهوان يُدعى حصبان الطبيق، ومن الخيل الرُّبد. ولا شك أن مشاركتهم في الفروسية وتربية الخيل لا يقف عند هذا الحد، بل لا يقل عما لغيرهم من القبائل الأخرى المجاورة لهم كعتيبة وغيرها في ذلك كما أجهله ويعلمه غيري، ومن مشاهير رؤسائهم عثمان بن عبد الرحمن المضايفي ذو المقام المحمود في مناصرة الدعوة الإصلاحية في عهد الإمام سعود الأول، وأخباره مشهورة، وكان من الفرسان الشجعان وله حصان مشهور من نسل دهيمان النجيب ابن عبيان هُنيديس، ذكره صاحب كتاب "الأصول" ولا يزال لأسرة المضايفي ذكر ومنزلة في القبيلة التي كانت تملك خيولا أخرى.
6 -
ما ذكره عاتق بن غيث البلادي عن عدوان:
أولًا: ما قاله في معجم قبائل الحجاز
(2)
:
قال: عدوان بن عمرو -بفتح العين- بطن من قيس عيلان بن مُضَر من العدنانية. وهم بنو عدوان واسمه الحارث بن عمرو بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، سمي عدوان لأنه عدا على أخيه (فهم) فقتله، وكان لعدوان من الولد: زيد ويشكر ودوس. ويقال: إنه دوس الذي في الأزد -وهو الآن بطن من زهران- كانت منازلهم بالطائف من أرض الحجاز، وأخطأ من قال: من أرض نجد، فحدثت بينهم حروب أجبرت أكثرهم على الرحيل والهجرة إلى
(1)
انظر كتاب أصول الخيل العربية - تحقيق حمد الجاسر (ص 128).
(2)
انظر معجم قبائل الحجاز طبعة 1403 هـ/ 1983 م - دار مكة للنشر.
ديار جديدة، فنزل قسم منهم الغور الأردني فأسسوا بلدة على الضفة الشرقية تعرف بشونة بن عدوان، وعند وصول الملك عبد اللَّه بن الحسين بن علي إلى الأردن قاومه بنو عدوان هؤلاء، أهل الغور، ومنهم نمر بن عدوان صاحب القصائد المشهورة في زوجته وضحاء، وقيل أنه تزوج بثلاثين امرأة اسمها وضحاء بحثًا عمن تكون مثل زوجته المتوفاة، وهو صاحب المثل القائل:(هذا بلا أبوك يا عقاب) وعقاب ابنه.
وقيل إنه جاء يومًا فقال: إن زوجتك هذه يا أبي ليست مثل أمي، فضرب الأب هذا المثل. وقيل إن نمرًا هذا من بني صخر وليس من عدوان.
وكان من عدوان عامر بن الظرب حاكم العرب في الجاهلية، ومن بني عدوان رهط في خُليص وقديد بالحجاز محالفين زبيد من حرب، ولكن ليست لهم فروق طبقية كأهل الطائف من عدوان الذين لا يزوجون باقي القبائل إعتقادًا منهم بعدم الكفاءة.
وبنو عدوان المقيمون اليوم في أرضهم أسفل واديي ليّه والعرج ينقسمون إلى خمسة أفخاذ هي: العثامين: ذرية عثمان المضايفي وزير الشريف غالب شريف مكة في أول القرن الثالث عشر الهجري، وقد أصبح مصدر فخر لعدوان. والمضايفية يلون العثامين قرية العقرب أسفل العرج، بينما يسكن المضايفية قرية المجنب الأسفل بأسفل ليَّة. والحزامي: بفتح الحاء مع القصر: يسكنون الباردة قرية بأسفل ليَّة. وذوي سليمان: ويسكنون العبيلاء بأسفل لية. وذوي مسعود ويسكنون المجنب الأعلى والفريدة، ونشر للشريف محمد بن منصور بحثًا في مجلة العرب السعودية فأهمل هذه الفروع التي أملاها على بنو عدوان فذكر من فروعهم: ذوي دخيل اللَّه وذوي شعيل وذوي ثنيان والجهبان والجماهرة.
والذي أعتقد أن هذه الفروع فرعية متفرعة عما ذكرنا آنفًا.
ثانيًا: ما قاله في الرحلة النجدية عن عدوان
(1)
:
قال: هم بنو عدوان بن عمرو بن قيس عيلان منهم عامر بن الظرب حكيم العرب في عهده والطائف ديارهم القديمة ثم حدثت بينهم حروب شتت شملهم
(1)
انظر الرحلة النجدية للبلاد ص 131 - طبعة 1402 هـ/ 1982 م.
فتفرقوا في الديار، ومنهم اليوم قبيلة عدوان بغور الأردن وبطون بالسراة متفرقة في القبائل وأبيات في حرب، وغيرهم، وينقسم العدوانيون المقيمون اليوم بأسفل ليَّة والعرج إلى:
أ - العثامين: ذرية عثمان المضايفي وزير الشريف غالب، ومنهم المضايفية نسبة للمضايفي أيضًا.
ب - الحزامي (بالقصر): سكان صُلبّة.
جـ - ذوو سليمان: أهل العبيلاء.
د - ذوو مسعود: سكان المجنب والفريدة.
وقد ذكر صاحب العبر ونقله عنه القلقشندي أن في شمال أفريقيا أحياء من عدوان كانت ترحل مع بني سُليم هناك، وذكر لي أن منهم في مصر أيضًا.
وعدوان لا يزوجون بناتهم لغيرهم إلا لبني هاشم. ومن عدوان أيضًا الخماميش سكان الحوية وما حولها.
7 -
ما ذكره الشريف محمد بن منصور في كتابه قبائل الطائف وأشراف الحجاز عن عدوان
(1)
:
قال: هي قبيلة قيسية تنسب إلى الحارث بن عمرو بن قيس عيلان بن مُضَر، اشتهر بعدوان لقتله أخاه فهما فيما يقال، وعدوان من أقدم القبائل العربية سكنى للطائف، وعن أبعدها ذكرًا في الجاهلية، كان منهم حكيم العرب المشهور عامر بن الظرب العدواني، وكان لها الإفاضة بالناس من جمع لا يستطيع أحد أن يدفع إلى منى حتى يدفع سيد الحج من عدوان، ولكن الحروب والفتن التي نشبت بين عدوان نفسها وبينها وبين بعض القبائل مزقتها كل ممزق وأضعفت قوتها فالتحق جزء منها بقبيلة زهران الأزدية وجزء آخر ذهب إلى نجد وشمالي الجزيرة، ولم يبق بالطائف إلا جزء صغير منها يقطن أسافل وادي ليَّة ووادي العرج تعرف مساكنهم ببلاد عدوان وأشهر قراهم على وادي ليَّة، أم الشرم والعبيلاء والمجنب الأسفل وصلبة والباردة وهي آخر مزرعة على وادي ليَّة، وقراهم على وادي العرج الفرايد والعقرب وهي لآل عثمان "أو العثامين كما يسمونهم" عقب الأمير عثمان بن
(1)
انظر قبائل الطائف وأشراف الحجاز ص 65 - الطبعة الأولى 1401 هـ.
عبد الرحمن العدواني المشهور بالمضايفي الذي كان أحد قادة الإمام سعود بن عبد العزيز وواحدًا من ذوي الرأي فيهم، تولى إمرة الطائف في عهد الإمام سعود وابنه عبد اللَّه وظل مخلصًا لهما حتى قبض عليه إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا والي مصر وأرسله إلى استنبول بتركيا حيث أعدم رحمه الله عام 1229 هـ ولازال بيت عدوان في عقبه حتى الآن، فكبيرهم بالوقت الحاضر حفيده منصور بن محمد بن عبد اللَّه بن عثمان وهو شيخ ناهز المائة.
وتنقسم عدوان في عصرنا إلى عدة بطون هم:
أ - الجماهرة ويتفرع منهم ذوو عبد الرحمن وذوو سليمان وذوو مسعود.
ب - الحزاما ويتفرع منهم ذوو دخيل اللَّه وذوو علي.
جـ - ذوو بنية.
د - ذوو شعيل.
هـ - ذوو ثنيان.
و - الجهبان.
ويلحق بقبيلة عدوان نسبًا الخماميش سكان وادي شرب والحوية.
وقال الشريف حمد بن منصور عن الخماميش التالي:
الخماميش قبيلة صغيرة تقطن الحوية ووادي شرب وهم أهل قرى ومزارع ويرجعون في نسبهم إلى عدوان لا يشك في ذلك أحد العارفين، وقد سألت عنهم شيخ عدوان وكبيرها في عصرنا الحالي منصور بن عثمان المضايفي العدواني حفيد عثمان بن عبد الرحمن العدواني المشهور بالمضايفي الأمير المعروف.
فأجابني منصور بأنهم صرحاء النسب وصليبة من عدوان ووضع ختمه على شهادته بهذا ولكنهم كما قال انقطعوا من قبيلة عدوان منذ عصور خلت ودخلوا في القشمة من عتيبة وأصبحوا يعدون منها ويعتبرون بطنا من بطونها ليس لهم معنا شرك في الديار ولا موقف عندما نحتاج الرجال، وهذا طبعًا في قديم الأيام، وأما الآن فليس هنالك أحد محتاج إلى أحد بعد أن ظلل الجزيرة العربية حكم آل سعود أعزهم اللَّه، ويتفرع الخماميش في وقتنا الحاضر إلى الأفخاذ الآتية:
أ - اللهامقة ويقال لهم ذوو سالم.
ب - ذوو سنان.
جـ - ذو مبارك.
د - ذوو هُريس.
هـ - ذوو سعد وهؤلاء جميعًا. ينسبون إلى جار اللَّه بن حمود العدواني الملَّقب بالخماش.
و - ذوو مسيعيد وهم أبناء عم لعقب جار اللَّه المذكور.
ز- الحرابية.
8 -
ما ذكره الدكتور أحمد عبد العزيز المزيني في أنساب الأسر والقبائل بالكويت عن عدوان
(1)
:
قال: العدواني من عدوان، منها أحمد العدواني: أحمد مشاري العدواني شاعر وأديب كويتي ولد سنة 1922 م تخرج من الأزهر الشريف 1949 م اشترك في تحرير مجلة البعثة والرائد وتولى مهنة التدريس وله عدة منظومات شعرية عين وكيلًا مساعدًا في وزارة التربية للشئون الفنية في 12 يونية 1963 م ثم وكيلًا مساعدًا لوزارة الإرشاد والأنباء لشئون التليفزيون في 17 مايو 1965 م ثم وكيلًا للشئون الفنية.
ومنهم عبد الرزاق مشاري العدواني، ولد سنة 1927 م بكالوريوس طب 1958 م وزير الصحة العامة 2 فبراير 1971 م.
وأضاف في نجد أسر متحضرة من عدوان منهم آل جمهور في سدر، وآل عدوان بنهار في ضرما، والعدواني في ضرما، وفي الفحيحيل بالكويت أسرة العدواني.
9 -
ما ذكره ابن بسام التميمي النجدي في الدرر المفاخر عن عدوان
(2)
:
قال: عدوان كبيرهم عثمان المضايفي الذي مسكه والي مصر أسيرًا وكان يقود خمسًا وعشرين ألف سقماني وثمانية آلاف خيال (للدولة السعودية الأولى)
(1)
انظر أنساب الأسر والقبائل في الكويت ص 165 طبعة 1415 هـ/ 1990 م.
(2)
الظر الدرر المفاخر في أخبار العرب الأواخر- تحقيق سعود بن غانم الجمران العجمي.
وبلده المسماه بالطائف عن مكة المشرفة يوم وهي ذات أشجار وأنهار ورفاهتها لا تدرك في غيرها.
وقال ابن جمران العَجْمي محقق الكتاب:
وعدوان في الأردن في منطقة البلقاء شيخهم عبد المجيد بن سلطان العدوان، ومن هؤلاء نمر بن عدوان الشاعر المشهور، وكذلك عدوان في منطقة رأس العين في شمالي سوريا على حدود تركيا شيخهم ابن حلو. كما يوجد أيضًا من عدوان أقوام متفرقين في الكويت وفي العربية السعودية.
10 -
ما ذكره فردريك بيك عن عدوان في المملكة الأردنية الهاشمية في تاريخ شرق الأردن
(1)
:
قال: ورد في الإعلام للأستاذ الشاعر الزركلي أن عدوان واسمه (الحارث) ابن عمرو بن قيس عيلان من العدنانية وأن منازل بنيه كانت بالطائف ومنها خرجوا إلى تهامة ثم تفرقوا بإفريقيا وغيرها. وروى القلقشندي في بلوغ الأرب عين الرواية تقريبًا وزاد عليها أن العدوان والظفير وغيرهم من القبائل تحت إمرة آل الفضل من طيئ من عرب الشام. وقال عنهم الحمداني أنهم من عرب برية الحجاز من أحلاف آل الفضل ولم ينسبهم لقبيل. أما رواة البدو فينسبونهم إلى الصويت أمراء عرب الظفير من بني لام ويقصُّون الحكاية الآتية عن منشئهم:
عندما شرع بنو صخر بالزحف من الحجاز شمالًا اصطدموا وعرب الظفير الذين كانوا نازلين في الجزء الجنوبي من شرق الأردن، فأسفرت النتيجة عن اندحار الظفير وهروبهم شمالًا فتبعهم بنو صخر إلى أن لحقوهم في جهات الأزرق حيث اقتتل الطرفان قتالًا عنيفًا كانت نتيجته انكسار الظفير شر كسرة، وقتل شيخ مشايخهم سلطان الصويت في موقع يقال له شجرات المحيلان بجوار الأزرق من الجهة الغربية ودفن هناك، وقبره لا يزال باقيًا حتى يومنا هذا. ويوجد بالقرب من هذا الموقع غدير ماء يقال له غدير السلطان سمي بهذا الاسم نسبة إلى زعيم الظفير بعد أن قتل في تلك البقعة.
(1)
انظر تاريخ شرق الأردن ص 372 - الناشر الدار العربية عمَّان - تعريب بهاء الدين طوقان.
وبعد هذه الهزيمة لم يقو الظفير على الوقوف أمام بني صخر فاضطروا إلى الهجرة إلى المنتفق في العراق حيث هم الآن. لكن خرج منهم فريق والتجأوا إلى السردية ويقال لهم الآن عشيرة العون، وذهب فريق آخر إلى البلقاء وهم العدوان والتجأوا إلى ابن مهدي زعيم المهداوية وبعد حين تغلبوا عليه وطردوه من البلاد بعد أن استأثروا بسيادتها.
ينزل العدوان شتاءً غور نمرين (الشونة) وصيفًا بجوار قرية صويلح وأراضي حسبان وينقسمون إلى البطون الآتية:
أ - العساف.
ب - السكر.
جـ - الكايد.
د - النمر.
ومن أشهر رجالات العدوان ماجد باشا العدوان في القرن العشرين الميلادي.
وأضاف فردريك أيضًا:
ويتبع قبيلة العدوان في شرق الأردن عشيرتا القرضة والثوابية.
والقرضة: ليسوا بالأصل من العدوان وإنما خليط من عربان شتى التفوا حولهم أثناء قتالهم ابن مهدي، ومنازلهم بالغور وصويلح، وينقسمون إلى الفرق الآتية: الريشة، والسلامات، والجاج، وأبو درعان، وأبو مغرز، واللوزين، والعنيزان، وأبو تتوة، وأبو سويلم، وأبو سحيبان.
أما الثوابية: فمنازلهم بزبود وغربي قرية ناعو وهم فريقان:
الأول العودات: وهم فرع من عشيرة الثوابية بقرية عيمة من أعمال الطفيلة، وينقسمون إلى ثلاث حمايل وهي العودات والخطبا والنوفل.
الثاني: المراهفة: وهم فرع من المراهفة إحدى فرق عشيرة البحارات بالطفيلة.
11 -
ما ذكره إبراهيم جار اللَّه الشريفي في الموسوعة الذهبية في أنساب الجزيرة العربية عن عدوان:
قال: ومن عدوان: ذوو بنية وذوي ثنيان، والجماهرة ومنهم الأمير عثمان بن عبد الرحمن بن عون بن جمهور، وهو عثمان المضايفي الذي ناصر الدعوة السلفية في الحجاز والمتوفى عام 1233 هـ.
وقال الشيخ حمد الجاسر عن المضايفي: هو عثمان بن عبد الرحمن المضايفي ممن ناصروا الدعوة السلفية إبان نشأتها، واستشهد في سبيل ذلك، فقتل في استنبول بعد استيلاء محمد علي باشا على الدرعية عام 1233 هـ. ومن الجماهرة أيضًا الشيخ سليمان بن محمد بن سليمان بن منصور بن سليمان من محمد بن جمهور العدواني من مواليد عام 1265 هـ والمتوفي عام 1361 هـ.
ومن آل جمهور في إقليم سدير في نجد ومنهم ذوي سليمان وذوي عبد الرحمن وذوي مسعود.
ومن عدوان الجبهان والحزاما والخماميش ومن الأخيرة مع قبيلة عتيبة وبلادهم في وادي شرب وما حوله شمال شرق الطائف، ومن قراهم أم العيدان والخضارة والركبة والرويدف والحوبة والحصين ومن أفخاذهم ذوو سعد وذوي سنان واللهامقة وهم في قرية الركبة والدهاسية من وادي شرب، وذوو مبارك وذوو مسيعد والهريسات.
ومن عدوان بنو ريشة وذوي شعيل وآل عدوان والعدواني في ثرمدا وآل نصار في ضرما.
أما عدوان في دولة الكويت فمنهم الخرعان، والصهبة، والعطايين، والمشاييط أما الخرعان فمنهم أفخاذ السنان والمروي.
وأما الصهبة فمنهم أفخاذ آل برمان والبطحي والخميس والصليي والشباعين ولفتينة والفنير واللافي والمداد والمهنا والهويدي والوطب.
ومن عدوان أيضًا العطايين ومنهم أفخاذ المساعيد والمشاري.
ومن عدوان المشاييط ومنهم أفخاذ المجاهلة وهم أخوال الشيخ سالم بن صباح السالم الصباح نائب رئيس الزراء ووزير الدفاع الكويتي، والفهران، والمشوط.
فهم
نسب القبيلة:
من فهم بن عمرو بن قيس عديلان بن مُضَر من نزار بن معد بن عدنان
استعراض ما قاله النسابون والمؤرخون عن بني فهم
1 -
ما قاله ابن حزم الأندلسي في الجمهرة
(1)
:
ولد عمر وعن قيس عيلان: فهم، والحارث وهو عدوان مؤسس قبيلة عدوان وأمهما جديلة بنت مر بن أد أخت تميم بن مر؛ فنسبوا إليها. وقيل: بل هي جديلة بنت مدركة بن إلياس بن مضر.
وأضاف عن فهم بن عمرو: قَيْن، وسعد، وعامر، وعائذ. منهم تأبط شرّا واسمه ثابت بن جابر بن سفيان بن كعب بن حرب بن تميم بن سعد بن فهم.
2 -
ما قاله أبو علي الهجري في التعليقات والنوادر
(2)
:
قال: فهم كل عمرو بن قيس ثلاثة بطون، فابنا القَيْن شبابة وكنانة وبعدهما بجالة، وفيها العدد والعز، وهي ثلثا فهم
(3)
.
(1)
انظر الجمهرة ص 343 لابن حزم 384 - 456 هـ - دار الكتب العلمية - بيروت - ط 1403 هـ/ 1983 م.
(2)
انظر التعليقات والنوادر ص 1846 - أبو علي هارون بن زكريا الهجري- تحقيق حمد الجاسر.
(3)
وجاء في الموسوعة الذهبية للشريفي عن بجالة ص 488 ومعجم المملكة العربية السعودية للجاسر ص 26 التالي:
بجالة وأحدهم وهم قبيلة تسكن أعالي وادي الليث في روافده تانة وتسبح وذهب ومن أقسامهم:
1 -
بنو جابر ومنهم فروع: الحمرة وآل عابد وآل عيسى وآل مفلح.
2 -
البارقية ومنهم فروع: بنو سهم والشيعة وبنو مالك وآل مروان.
وذكر البتنوني في رحلته (الرحلة الحجازية) بجالة قبيلة حجازية تسكن جنوب مكة.
قلت: وبجالة قبيلة منفصلة عن بني فهم من زمن قديم.
قال وأنشدني عبد الواحد بن سليمان الخوفي من فهم ولم يُسم قائلها. وقال ثم أنشدتني الدعية للفهمي:
ألم تعلمي يا أملح الناس أنني
…
محب وإن آيستني من نوالك
3 -
ما قاله أبو العباس أحمد القلقشندي في نهاية الأرب:
قال: بنو فهم: بطن من قيس عيلان من العدنانية.
ذكرهم القضاعي في خطط مصر وقال: إنهم اختطوا بها أرضًا.
قلت: ومن بني فهم هؤلاء: الإمام الكبير الليث من بني سعد الفهميين، رفع الشافعي رضي الله عنه مقامه في الذكر ورجحه في الفضل ثم قال: ولكن ضيعه أصحابه. وكان له من جزالة العلم ضخامة المال، وكان لا يبقي منه على شيء، لغلبة الجود والسخاء عليه. وقد ذكر ابن خلكان في تاريخه أنه من أصبهان، ثم قال: ويقال إنه من قلقشندة وهي قرية من أعمال القليوبية بالديار المصرية وبها بنو بدر بن عدي من فزارة الذين ينتمي إليهم القلقشندي صاحب نهاية الأرب.
وذكر القضاعي في خططه: أن الليث كانت داره بقلقشندة، فهدمها ابن عمه عبد الملك بن رفاعة، أمير مصر يومئذ عنادًا له، فعمرها الليث فهدمها، فلم كان في الثالثة بينما الليث نائم وإذا بهاتف يهتف به: قم يا ليث {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5)} [القصص].
فأصبح ابن رفاعة وقد أصابه فالج، فأوصى إلى الليث، وبقى ثلاثًا ومات.
4 -
ما قاله فؤاد حمزة في قلب جزيرة العرب عن فهم
(1)
:
قال: قبيلة فهم تقع ديارها بين ثقيف شمالًا والجحادلة غربًا في بلاد الحجاز بالمملكة العربية السعودية، وهي قبيلة قليلة العدد تعمل في رعي الماشية والإبل، وأنسابها من أصرح الأنساب وأقربها إلى قريش.
(1)
انظر قلب جزيرة العرب - (طبعة 1388 هـ/ 1968) - مكتبة النصر الحديثة (الرياض) - ص 195.
وأكثر فهم في وادي الوغار، وهم مشهورون بالفصاحة، ويقال إنهم ما زالوا محافظين على لغة قريش التي كانت في صدر الإسلام.
وأضاف فؤاد حمزة قائلًا: وقد حادثت بعضهم فوجدت لهجتهم أقرب اللهجات الحاضرة إلى العربية الفصحى، وكفى بهم فصاحة أن منهم المرأة التي تزوجها الفيروزأبادي ففرت منه لاكتشافها عجمته وأنه ليس من أصل عربي صريح
5 -
ما قاله المغيري في المنتخب عن فهم
(1)
:
قال: ومن قيس عيلان بنو فهم، وذكر القضاعي في خططه: أنهم حضروا فتح مصر واختطوا بها وإليهم ينسب الإمام الليث بن سعد الفهمي وفضله أشهر من ذكره ومن فهم بنو طُرود وهم من طرود بن سعد بن فهم
(2)
منهم أعشى طرود الشاعر. قال ابن خلدون في العبر: وهم بطن متسع كانوا بأرض نجد وليس منهم الآن بها أحد (*)، وقال ومنهم بأفريقيا من بلاد المغرب حي ينزلون ويظعنون مع بني سليم ورياح من بني هلال.
وأضاف محقق المنتخب عن قبيلة فهم التالي:
قال ابن قتيبة بعد أن نسب فَهْما: إنه لا يعرف أفخاذهم، أما ابن خلدون فإنَّه قال إنهم بأرض نجد، وليس منهم الآن بها أحد وأنهم انتقلوا إلى أفريقيا مع بني سُليم ورياح من بني هلال. هذا ما قاله المؤرخون عنهم من القرن الثالث إلى القرن الثامن الهجري. ويبدو أن أحدًا لم يكتب عنهم فيما بعد، من هنا يتضح أنهم أهملوا قرونا عديدة في مواطنهم الأصلية دون أن يذكرهم أحد، وفي صيف عام 1397 هـ/ 1977 م جرى الاتصال في مكة المكرمة والطائف بمن لهم صلة ببادية هذه القبيلة، وكان من نتيجة ذلك ما هو مُدون أدناه من تفصيلات عن
(1)
انظر المنتخب في ذكر أنساب العرب - لعبد الرحمن بن حمد بن زيد المغيري اللامي الطائي- تحقيق إبراهيم بن محمد الزبد. ط الثانية 1405 هـ/ 1985 م. ص 375، 514.
(2)
قتيبة طرود من قبائل منطقة الواد سوف بدولة الجزائر. (انظر عنهم في المجلد الثالث).
(*) هنا قول ابن خلدون به خطأ لأن ديار فهم بالحجاز وليس نجد، وقوله لم يبق من فهم أحد ببلادها خطأ أيضًا؛ لأن منهم حتى الآن بقية وبنفس اسم القبيلة القديمة (فهم).
بطونهم وأفخاذهم ومشائخهم في هذا الوقت، وأكثرهم بدو رُحل يعملون في تربية المواشي، وجلب الحطب والفحم والعسل لمكة والطائف، ويحد القبيلة من الشمال - العيلة من عتيبة، ومن الجنوب - بنو يزيد من ثقيف، ومن الشرق - بنيوس من بلحارث، ومن الغرب - الجحادلة والأشراف، وعلى هذا فهم يحتلون منطقة تبدأ بعد المشارف الغربية الجنوبية لمدينة الطائف باتجاه الجنوب ممتدة في تهامة حتى مدينة الليث، وهناك مرجعهم في الخصومات وتنقسم القبيلة إلى بطون هي:
أ - الحزمان.
ب - البراهمة.
جـ - الكشر.
د - الخلوان.
هـ - آل مخضور.
و - آل إبراهيم.
ز - بنو معاوية.
ح - الحمدة.
ط - الشملة.
ي - الفتّنة.
ك - الحسنة.
أ - فالحزمان ينقسمون إلى ثلاثة أفخاذ:
1 -
آل عظمى.
2 -
الجغملي.
3 -
آل عاسي.
ب - أما البراهمة فأفخاذهم هي:
1 -
الشنان.
2 -
اليمانا.
جـ - أما الكشر فأفخاذهم هي:
1 -
الحباحبة.
2 -
الطورة.
3 -
آل جمعة.
4 -
آل شكين.
5 -
الضبان وفهم محسن الضبي.
د - الخلوان، وشيخهم منشي بن صالح، والحميدي، وكان شيخهم السابق صالح بن سعد وتوفي منذ سنتين.
هـ - آل مخضر.
و - آل إبراهيم وأفخاذهم:
1 -
المعاصية.
2 -
آل يحيى.
ز - بنو معاوية.
ح - الحمدة ولم فخذان:
1 -
الرعود.
2 -
الحمدة.
ط - الشملة ولهم فخذان:
1 -
المحاسنة.
2 -
آل عتيق.
ي - الفتنة وأفخاذهم هي:
1 -
آل عايض.
2 -
الشفعان.
3 -
آل يحمد.
4 -
آل محيا.
أما مشايخ قبيلة فهم:
1 -
شيخ قبيلة فهم كافة هو عبد الرحمن بن خميس بن هلال وهو من البراهمة ويسكن وادي ذرى، وإمارتهم في سوق جُذم وفي بلادهم وادي يلملم الميقات المعروف لمن يمر به من اليمن بقصد الإحرام.
2 -
وشيخ الحزمان؛ معنف الحزماني.
3 -
وشيخ الكشر؛ محسن بن سالم الضبي، ومبارك بن مستور الطويري.
4 -
وشيخ الخلوان، منشي بن صالح.
5 -
وشيخ آل مخضور؛ عيضة بن طامي.
6 -
وشيخ آل إبراهيم؛ شداد بن عوض بن معيصب.
7 -
وشيخ بني معاوية؛ شداد بن مهدي، وردَّادة بن ردة.
8 -
وشيخ الحمدة، يعيش بن حميد.
9 -
وشيخ الشملة، حميد بن محيسن، وصلوح بن صالح من آل عتيق.
10 -
وشيخ الحسنة، محمد الحسني، ومن رؤسائهم شراز بن مشرز، وعلي بن محيا.
قال: وتبين أثناء مشافهة الفهمي نطقه بعض الكلمات العربية فصيحة ذكر ابن شيخ قبيلة بني سفيان من ثقيف؛ عمر بن مرزوق بن دخيل السفياني مدير مدرسة الأقيلح بالشفا بالطائف، أنهم مشهورون بالذكاء، ويقال: إن رجلًا منهم دخل مسجدًا للصلاة؛ فإذا برجل يتلو من المصحف سورة النحل فقال: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ} فأوقفه الفهمي قائلًا: يا صاحب المرنقطة (يعني المصحف) انظر إلى مرنقطتك، اللَّه لا يوحي إلى جماد، ومعلوم أن هذا الرجل عامي لا يقرأ ولا يكتب، أخذت هذه المعلومات من كل من:
1 -
رهيط بن هليل بن معيضد رهيط الفهمي من فخذ الفتنة من جماعة بادي.
2 -
عبد اللَّه بن غفير بن سالم الحارثي من بنيوس من فخذ شداد، أمه من قبيلة فهم ومتزوج من قبيلة فهم، وسكن معهم في ديارهم إثني عشر عامًا وأخواله آل يحمد من الفتنة.
6 -
ما قاله الشيخ حمد الجاسر عن فهم في معجم قبائل المملكة العربية السعودية
(1)
:
قال: فيهم واحدهم فَهْميُّ، وتنقسم بنو فهم إلى فرعين هما بلحارث، وأهل القرنة ومن فروع بلحارث: آل إبراهيم والفتنة والحسنة وآل مخضور والخلوان وبنو معاوية والرعود والشملة والحمدة.
والفرع الثاني من فهم أهل القرنة ومن فروعهم: الكشر والبراهمة والحزمان.
وبلادهم في أعالي وادي يلملم وادي الليث، ومنها تبشع وذرا وتصيل ونمار ويلملم.
7 -
ما قاله الشريف محمد بن منصور بن هاشم في قبائل الطائف عن فهم
(2)
:
قال: فهم قبيلة عريقة تنتمي إلى فهم بن عمرو بن قيس عيلان، قيل أن جدهم فهما قتله أخوه الحارث فسمي بعد ذلك عدوان لاعتدائه على أخيه فهم وقتله إياه.
ومن فهم هؤلاء تأبط شرّا وهو ثابت بن جابر بن سفيان الشاعر، والعداء المشهور، تروى عنه وعن عدوه وسرقاته قصص لا تكاد تصدق، منها ما رواه صاحب الأغاني قال: أخبرني الحسن بن علي عن عبد اللَّه بن أبي سعد عن أحمد عن عمر عن أبي بركة الأشجعي قال: غار تأبط شرّا ومعه ابن براق الفهمي على بجيلة فأطَّردا لهما نعما ونذرت بهما بجيلة فخرجت في آثارهما ومضيا هاربين في جبال السراة وركبا لحزن وعارضتهما بجيلة في السهل فسبقوهما إلى الوهط وهو ماء لعمرو بن العاص بالطائف فدخلوا لهما في قصبة العين وجاءوا وقد بلغ العطش منهما إلى العين، فلما وفا عليهما قال تأبط شرًا لابن براق: أقل من الشرب فإنها ليلة طرد، قال: وما يدريك؟ قال: والذي أعدوا بطيره إني لأسمع وجيب قلوب الرجال تحت قدمي وكان من أسمع العرب وأكيدهم قال له ابن براق ذلك وجيب قلبك. فقال له تأبط شرّا واللَّه ما وجب قط ولا كان وجابا وضرب
(1)
انظر معجم قبائل المملكة العربية السعودية ص 558 - القسم الثاني - منشورات دار اليمامة - الرياض.
(2)
انظر قبائل الطائف وأشراف الجار ص 130 ط 1401 هـ.
بيده عليه وأصاخ نحو الأرض يستمع فقال: والذي أعدوا بطيره إني لأسمع وجيب قلوب الرجال. فقال له ابن براق فأنا أنزل قبلك فنزل فبرك وشرب وكان آكد القوم عند بجيلة شوكة فتركوه وهم في الظلمة ونزل ثابت فلما توسط الماء وثبوا عليه فأخذوه وأخرجوه من العين مكتوفًا وابن براق قريب منهم لا يطمعون فيه لما يعلمون من عدوه فقال لهم ثابت أنه من أصلف الناس، وأشده عجبًا بعدوه، سأقول له استأسر معي فسيدعوه عجبه بعدوه إلى أن يعدو من بين أيديكم وله ثلاثة أطلاق أولها كالريح الهابة والثاني كالفرس الجواد والثالث يكبو فيه ويعثر، فإذا رأيتم منه ذلك فخذوه فإني أحب أن يصير في أيديكم كما صرت إذا خالفني. قالوا: فافعل، فصاح به تأبط شرّا أنت أخي في الشدة والرخاء وقد وعدني القوم أن يمنوا عليك وعليَّ فاستأسروا وواسني بنفسك في الشدة كما كنت أخي في الرخاء. فضحك ابن براق وعلم أنه قد كادهم، وقال مهلا يا ثابت أيستأسر من عنده هذا العدو ثم عدا فعدا أول طلق مثل الريح كما وصف لهم، والثاني كالفرس الجواد والثالث جعل يكبو ويعثر ويقع على وجهه، فقال ثابت خذوه فعدوا بأجمعهم فلما أن نفسوا عنه شيئًا عدا تأبط شرّا في كتافه وعارضه ابن براق فقطع كتافه وأفلتا جميعًا.
فهذه القصة ترينا ما لهذا الرجل من الفطنة والذكاء مع السرعة والدهاء وهو من أشهر صعاليك الشعراء في الجاهلية.
8 -
ما قاله عاتق بن غيث البلادي في معجم قبائل الحجاز
(1)
عن فهم:
قال: بطن من قيس عيلان بن مُضَر، كانت لهم خطة بمصر، منهم بنو طرود بن فهم. وديار فهم بن عمرو بن قيس عيلان بالوقت الحاضر: أعالي وادي يلملم وبعض نواشغ صدور الليث الشمالية، تجاورهم من الشمال قبيلة هُذيل في عروان وما جاوره، والغرب بنو شعبة في المحرم -محرم يلملم- إلى الليث، ومن الشمال الشرقي بنو سفيان من ثقيف، ومن الجنوب الشرقي بنو سعد، وفي الجنوب وادي الليث بقبائله المتعددة مثل: بجالة، ويزيد، وذبيان. وتنقسم بنو فهم إلى فرعين هما:
(1)
انظر معجم قبائل الحجاز ص 406، ط 1403 هـ/ 1983 م - دار مكة للنشر والتوزيع.
أ - بلحارث وهم غير قبيلة بلحارث الأزدية، وتسكن بلحارث من فهم في صدور يلملم والليث ومن أفخاذها: آل إبراهيم والفتنة والحسنة وآل مخضور والخلوان وبنو معاوية والرعود والشملة والحمدة ومشيخة بلحارث في المعاصبة من آل إبراهيم.
ب - أهل القرنة: ويقال لهم أهل القرنة ومن أفخاذهم: الكشر والبراهمة والحزمان. وكانت ديار فهم من إخوتهم عدوان شرق وشمال الطائف فحدثت بينهم حروب أجليت فهم على أثرها فنزلت على بني صاهلة بن هُذيل في ضيم ويلملم، ثم غلبت على ديارها فأصبحت صاهلة بيوتات قليلة ضمن فهم.
المناصير
نسب القبيلة:
اختلف في نسب المناصير
(1)
فمن رأي يذهب إلى نسبهم إلى العدنانية، ومن رأي ينسبهم إلى الحارث بن كعب من مذحج القحطانية.
ما قاله الباحثون عن المناصير
أولا: ما ذكره فؤاد في قلب جزيرة العرب عن المناصير:
قال: هذه القبيلة تسكن في الربع الخالي شرق شمال آل مرة، وقسم من قبيلة المناصير يقيم في عُمان وقسم آخر في قطر، وهم أكثر ليونة من آل مرة وأقبل للحضارة والذي يعلم عن المناصير قليل بالنسبة للقبائل الأخرى، ويقال إن أهم أفخاذها فخذ آل أبو منذر وشيخهم راشد بن مانع وفيه العشائر التالية:
الكعابرة، وآل مانع، والمراشيد، والمطاوعة، والمداهمة.
وفخذ آل بورحمة وشيخهم سعيد بن سويد وفيه العشائر التالية:
آل أبو خيل، وآل سالمين، والطوارفة، والوبران، والمحايلة.
وفخذ آل بالشعر وشيخهم غانم بن جربو وفيه العشائر التالية:
غوينم، والشدود، تويبت.
ثانيًا: ما ذكره حمد الحقيل في كنز الأنساب:
قال: قال النسابون: بنو منصور بطن من قيس عيلان.
(1)
وقبيلة المناصير منتشرة في دولة الإمارات العربية وقطر وسنذكر عنها تفصيلات في المجلد الثاني عشر الذي سيتناول قبائل عمان والإمارات واليمن. وكذلك عن بعض قبائل لم يكتب عنها في المجلدات السابقة في قطر والكويت والبحرين.
قال الآلوسي: "قبائل عمان كثيرة منهم المناصير ونعيم والسعد. . إلخ".
وقبيلة المناصير تسكن الربع الخالي وفيها قابلية للحضارة ومنهم من سكن عُمان وقطر ومن أفخاذهم: منذر وفيه عشائر: المداعمة والمطاوعة والمراشد ومنيع والكعابرة.
وفخذ رحمة وفيه عشائر: وبران وطوارفة وجنوب أو طريف وخيل.
وفخذ شعر وفيه عشائر: غوينم وثويبت ورشايد.
ثالثًا: ما ذكره الشيخ حمد الجاسر عن المناصير في معجم المملكة العربية السعودية:
قال المناصير
(1)
من فروعهم التالي:
1 -
آل بُو منذر (منذري) ومن هؤلاء:
(أ) آل مانع (مانعي).
(ب) الحويسات (حويسي).
(جـ) المراشيد (مرشودي):
1 -
آل حمد.
2 -
آل مرشود.
3 -
آل الأصلي.
(د) الحديلات (حديلي).
(هـ) القُصيلات (قصيلي).
(و) المطاوعة (مطيوعي):
1 -
الشعابنة (شعيبني).
2 -
آل عبد المُعَيْبَن.
(ز) المداهمة (مديهمي).
(ح) الكعابرة (كعيبيري).
(طـ) آل سيف.
(ي) المعاوسة (معيسي).
(1)
مجلة "العرب": س 4، ص 1039/ و، ص 1084/ 1089، من بحث أعداه:(قسم البحث والترجمة في شركة الزيت العربية الأمريكية).
(ك) الحمادة (حمادي).
(ل) السواحيت (ساحوتي).
(م) آل علي بن صالح.
(ن) الحرامشة (حرمشي).
(ع) الربابعة (رباعي).
(ف) المصانعة (مصينعي).
(ص) الحواليل (حويليلي).
(ق) النوافع (نويفعي).
2 -
آل بو رحمة (رحمي).
(أ) آل تعيب.
(ب) وبران (وبراني).
1 -
آل سالمين.
2 -
آل عُضَيْد.
3 -
آل عصفان (عصفاني).
(جـ) آل بلخيل (خُيَيْلي):
1 -
آل عفصان (عفصاني).
2 -
آل حواش أو الحواوشة (حوَّاشي).
3 -
القطاري (قطري).
4 -
القديمات (قدمي).
5 -
آل جابر (جابري).
6 -
الشلابدة (شليبدي).
7 -
آل مرخان أو المراخين (مرخاني).
8 -
المسافرة (مسيفري) أو الكلاثمة (كلثمي)(اسمان لنفس الفرع).
9 -
آل مسبت أو المسابتة (مسيبتي).
10 -
آل جروان (جرواني).
11 -
آل هزيم (هزيمي).
(د) آل عصيان.
(هـ) الدلاوية (دليوي).
(و) الشحيمات (شحيمي).
(ز) آل تريس (تريسي).
(ح) آل طريف (طريفي).
(ط) الطوارفة (طرافي).
(ي) العواصي (عويصي).
(ك) المداعية (مديعي).
(ل) المخازمة (مخزومي).
(م) الشتاونة (شتيوني).
(ن) الرجالات (رجيلي):
(آل عمهج).
(س) العتيبات (عتيبي):
1 -
القضاضمة (قضامي).
2 -
آل الحمندي.
3 -
المداعرة (مديعري).
4 -
آل بلصيد (صيدي).
(ع) آل بلصيد (صيدي).
(ف) آل الصميم (صميمي).
(ص)(آل غنيمي).
(ق) آل مطر بن راية.
3 -
آل بَلشَعْر (شعري).
(أ) آل غوينم الزهري (غوينمي):
1 -
آل جربو.
2 -
آل زيتون.
3 -
آل نشيرة.
4 -
آل ونيس (ونيسي).
5 -
آل علي.
6 -
آل سالمين بن ذباحة.
7 -
آل جافور (جافوري).
8 -
آل نهيل (نهيلي).
(ب) تويبت (تويبتي).
1 -
آل الحية.
2 -
الحتارشة (حتروشي).
3 -
آل المر (مرّي).
4 -
المتانة (متيني).
5 -
آل الزحاف أو الزحاحفة (زحَّافي).
6 -
آل طويلب (طويلبي).
7 -
آل مطر (مطري).
8 -
آل الشعفوري أو الشعافرة (شعفوري).
(جـ) آل رشيد (رشيدي):
1 -
آل حليمان (حليماني).
2 -
آل عذبة (عذبي).
3 -
آل مبارك (مباركي).
4 -
المساندة (مسيندي).
(د) الشدود (شدي):
1 -
آل سيف بن العبد.
2 -
آل حسين (حسيني).
3 -
آل بلشاعر (شاعري).
4 -
آل مرزوق الشدود (مرزوقي).
5 -
آل القطيري (قطيري).
(هـ) المفالحة (مفلحي):
1 -
آل الأعرج.
2 -
الجميدات (جميدي).
3 -
آل صياح (صياحي).
ومنازل المناصير الظفرة وسبخة مطي وشمال المجن وآبار العُقل وكلها بأطراف قطر.
ومن مياههم: السلع وبعجاء والمنبعج وعقلة النخلة وبلكري وبيوض وبو هارون وراية ومشاش جابر ورغوان وحليوين وبو محارة ومقيطع وعقلة معطش وعقلة الرمث وعقلة سوداء نثيل وعقلة المناصير، عقلة فرهود (أم قرن) الخفوس، مشاش المطوع، وعقلة حايز وعقلة زويد القصيرة، عقلة عامرة، عقله شقراء، عقلة زرقاء الأزيرق عقلة المرخيَّة، وكل ما تقدم في حدود قطر.
زيد
نسب القبيلة:
من زيد بن نهد بن سُويِّد من قُضَاعة من حِمْيَر القحطانية.
ما قاله المؤرخون عن بني زيد
أولًا: ما ذكره الشيخ حمد الجاسر عن بني زيد:
قال: بنو زَيْد أسر كثيرة في شقراء، وفي الشعرا والدوادمي والعْرِض (القويعية وقراها) وفي السِّر.
وهم ينتسبون إلى زيد بن نَهْد بن سُوَيْد، من قُضاعة، من قحطان.
ولكن بعض نسابي هذه القبيلة ومنهم الشيخ عبد اللَّه بن سليمان بن منيع من أفاضل قضاة العصر يضعف هذا ويرجح أن زيدًا من أهل القرن العاشر الهجري وأنه من بني حَيَّان من جنب، من عبيدة القبيلة القحطانية، انتقل مع أخويه سُويد ونهيد من الهِجَيْرة في سراة عبيدة
(1)
.
وقال الشيخ عبد اللَّه البسَّام
(2)
: وحرقوص أحد أبناء زيد السبعة الذين تفرعت عنهم بطون زيد وهم: حرقوص وبلدي وعلي وسليمان ومسلم وفياض وصالح، فبنو زيد هم ذرية هؤلاء السبعة. . وأصل مسكن بني زيد بلدة شقراء، وهم الذين أنشأوها وعمروها، ومنها تفرقوا في البلدان. انتهى.
والقول بأنهم هم الذين أنشأوها لا يتفق مع ما ورد عنها في كتب معاجم الأمكنة، فقد كانت معمورة ومسكونة على ما ذكر ياقوت الحموي في "معجم
(1)
"نسب الحراقيص" ومجلة "العرب" س 23/ 278.
(2)
"علماء نجد"81.
البلدان" في رسم (الوشم) ورسم (شقراء) وسيأتي في الكلام على عطية أن علي ابن عطية اشترى شقراء من آل مغيرة، فعمرها هو وبنوه.
فقد تكون درست، ثم جدد بنو زيد عمرانها، وقد تكون شقراء التي اشترى علي بن عطية تصحيف كلمة (الشعراء) فالوصف ينطبق عليها.
وقد رأيت في كتاب "المنتخب
(1)
في ذكر نسب قبائل العرب" تَفْريْعًا لأبناء زيد اعتمد على ذلك التفريع، وها هو - كما ورد في ذلك الكتاب:
بنو زيد في شقراء والقويعية بطنان: عَطْوَى وعطية.
ولِعَطْوى ولدان: فيَّاض وبلدي.
ولفياض صالح وحرقوص.
ومن آل صالح: آل مقرن، والقُوزة (واحدهم قُوَيْر) وآل مُجيول، وآل مُهَنَّا، وآل صالح، وآل يابس.
والحراقيص-أبناء حرقوص-: البواريد، وآل منيع، وآل بشر - ومنهم المؤرخ عثمان بن بشر صاحب "عنوان المجد في تاريخ نجد" والرواجح في البكيرية والأحساء، وآل حماد، وآل المنيفي، وآل زكرى في سدير، وآل فنتوخ، وآل هُوَيْمل في القويعية.
ومن بلدي بن عَطْوَى: غَيْهب وسَدْحَان وثاقب.
فمن آل غيهب: الصِّبْيان - أبناء عبد اللَّه بن غَيْهَب وآل عبد اللَّه وآل زيد، وآل يحيا، وهم الجُمَحة -واحدهم جُمَيْح- والبكور (آل بكر) وآل عودان، وآل (أبو زيد) وآل المُقَرِّي، وآل سلطان، وآل مُهنا، وآل عبد اللَّه، وآل محمد - آل هَدْلق وآل سَعْدَان - وآل عثمان، وآل سدحان.
ومن عطية: الرشيد، وآل سليمان وآل علي.
ومن آل عيسى: آل عيسى وآل عبد اللَّه وآل جَماز وآل (أبو عباة) وآل ربيعة، وآل رُبيع، والحسانا واحدهم حُسَيْني، أهل حمرور بمنطقة الدوادمي.
(1)
73.
ومن آل عطية: آل جبرين في القويعية وآل مسعود في الشعراء، وآل ضُوَيَّان
(1)
.
ثانيًا: ما ذكره محمد بن عثمان القاضي في منهاج الطلب عن مشاهير العرب:
قال: هذه لقبيلة من أشهر قبائل العرب وتنتهي إلى قحطان ومعظمهم في الوشم وسدير ونزح بعضهم إلى القصيم والقويعية والشعراء والدْوادمِي، وها نحن نرتبهم كالتالي:
بنو الأمير في سدير، والبواريد في شقراء وهم منشئوها ومنها تفرقوا بين مدن وقرى القصيم وغيرها من الحجاز ونجد وفيهم علماء وأدباء وشعراء شعبيون وبالعربي المَقَّفا وفيهم من اشتهر بالشجاعة والكرم وتولى بعضهم إمارة شقراء والقضاء فيها، والبيز من آل عيسى وفيهم علماء وأدباء ومن أبرزهم العلامة الشيخ محمد العلي البيز رئيس محكمة الطائف سابقًا المولود سنة 1313 هـ والمتوفى في 9 من ربيع الآخر سنة 1392 هـ وله ترجمة في كتابنا روضة الناظرين، والبكور بالوشم، وآل بشر حراقيص ومن أبرزهم الشيخ لمؤرخ الشهير عثمان بن بشر مؤلف "عنوان المجد في تاريخ نجد" ولد سنة 1194 هـ. بجلاجل وتوفى سنة 1290 هـ وعثمان بن أحمد بن بشر المولود بجلاجل سنة 1294 هـ والمتوفى سنة 1367 هـ أما عبد العزيز بن بشر قاضي الأحساء والرياض وقبلهما بريدة فليس منهم وإنما هو من الأشراف فلا يلتبس عليك الأمر.
ومنهم أبو عباة بشقراء من آل عيسى، والجميع بشقراء ونزح الكثير منهم للرياض، وآل جبرين بالوشم وهم غير آل جبرين السبعان بعنيزة أو من الظفير على الخلاف المتقدم، وآل حمَّاد بعنيزة ومنهم العبادلة بعنيزة من أبرزهم علي المحمد الحمَّاد وصالح المحمد الحمَّاد وعبد الرحمن المحمد الحمَّاد وعبد اللَّه العبد الرحمن الحمَّاد وأبناؤهم ومنهم حمد المحمد الحماد وصالح العبد الرحمن الحماد ساكن الكويت ويعرفون بالعبادلة ومن خيرة زماننا دينا وورعا وفيهم نخوة وعرفوا بالكرم والشامة والنبل.
(1)
من كتاب المنتخب ص 36.
ومنهم الحداثا بالبكيرية وفيهم علماء وأدباء وشعراء من أبرزهم رئيس محاكم أبها الشيخ إبراهيم الراشد الحديثي وعبد اللَّه الراشد الحديثي:
ومنهم آل حنظي بعنيزة وشقراء ومن أبرزهم بن حنظي المدارس بشقراء رحمه الله وعبد الرحمن بن محمد بن حنظي وأولاده في عنيزة ومنهم محمد العبد الرحمن تخرج من كلية الشريعة وتولى قضاء الدرعية ثم استعفى ورجع إلى عنيزة وتولى التدريس فيها وعبد اللَّه من طلبة شيخنا عبد الرحمن بن سعدي وفي وظيفة عالية في الرياض ويرجعون إلى الصبيان ومن خيرة زماننا.
ومنهم الدهيمان بالقصيم، والدَّايل في بريدة، وآل ربيعة بالمجمعة وشقراء وليس منهم الشاعر عبد اللَّه بن ربيعة المتوفى سنة 1260 هـ وفي بعض المراجع وفاته سنة 1273 هـ وتقدم أنه من عنزة، ومنهم الرواجح بعنيزة والبكيرية وفيهم علماء وأدباء وشعراء ومن أبرزهم الشيخ الراجحي محقق شرعي والشيخ ناصر الراجحي رئيس ديوان ولي العهد وصالح الحمد الراجحي وإخوانه ووالدهم وهم من أعيان عنيزة ومنهم الأخوان الأعيان صالح وسليمان ومحمد العبد العزيز الراجحي ولهم محلات كثيرة في المملكة العربية السعودية تعرف بشركة الراجحي للصرافة والتجارة ومعاملتهم طيبة جدًّا ولقد نفع اللَّه بهم فأكثر اللَّه من أمثالهم النافعين، ومنهم الشمالي بالبكيرية.
ومنهم آل زيد بشقراء، وزيد المنيفي وأولاده في عنيزة والكويت والزلفي ويلقبون بزيد الدهنة، ولسبيل - انظر آل عثمان، وآل سليمان بالزلفي، وآل سدحان بشقراء ومن أبرزهم أمير شقراء إبراهيم بن محمد بن سدحان المتوفى سنة 1230 هـ، ومنهم آل جلال، وآل سعدون في الدوادمي، وآل سبتي ويعرفون بالوشم بآل عبد الكريم، والسكيت بالوشم غير الوهية، والسلطان بالوشم، والسحاما بالقويعيَّة وهم غير السبعان بعنيزة، والشُّهبان من بني الأمير، وآل شهيب بالوشم، وآل شويمي من آل عيسى بشقراء ومنهم الشيخ ناصر بن سعود بن عبد العزيز شويمي كان عالمًا جليلا وشاعرًا منطقيًا ولد رحمه الله سنة 1285 هـ وتوفي سنة 1350 هـ وكان أحد مشايخ شيخنا عبد الرحمن بن عُودان -ترجمنا له في روضة الناظرين-.
ومنهم آل شوان بالسر، والشمالي بالبكيرية والصبيان بشقراء ومنها تفرَّقوا إلى جهات عديدة، والصالح بشقراء ومنهم آل ناصر، والإصيقع بالقويعية ونزح بعضهم إلى الرياض، والضوضالع في شقراء في قول وهم والشُّهبان من ذرية الأمير عبد اللَّه بن حمد بن سلطان بن حمد بن غيهب، والضَّراريب بعنيزة وهم من الفوزان من آل عيسى ومنهم الأديب البارع الذكي عبد اللَّه بن محمد الضراب المولود سنة 1310 هـ والمتوفى سنة 1370 هـ، ومنهم الأديب البارع صالح بن إبراهيم ويشغل وظيفة عالية بالديوان وأبناء عبد اللَّه المحمد بالرياض والطائف.
ومنهم آل عيسى بشقراء وأوشيقر وفيهم علماء وأدباء ومؤرخون وشعراء ومن أبرزهم الشيخ إبراهيم بن حمد بن عيسى المولود سنة 1200 هـ والمتوفى بذي الحجة سنة 1281 هـ. في شقراء وابنه الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى قاضي المجمعة وقبلها كان مجاورًا في مكة ومدرسًا في المسجد الحرام وله مكانة عند الأشراف ولادته سنة 1253 هـ ووفاته سنة 1329 هـ ومنهم الشيخ علي بن عبد اللَّه ابن عيسى قاضي شقراء المولود فيها سنة 1249 هـ والمتوفى سنة 1331 هـ ومنهم الشيخ المؤرخ الشهير إبراهيم بن صالح بن عيسى المولود سنة 1270 هـ والمتوفى سنة 1343 هـ وسبق ذكر البيز وأخوه قاضي جدة وحاليًا قاضي التمييز بالغربية كما أن الشيخ شويمي منهم أيضًا.
ومنهم عُودان بشقراء من الصبيان ومن أبرزهم شيخنا عبد الرحمن بن علي ابن عودان رحمه الله وكان أعمى البصر فاتح القلب تنقل في سلك القضاء سنين آخرها في عنيزة من سنة 1361 هـ إلى رمضان سنة 1370 هـ ونقل مدرسًا بالمعهد العلمي في الرياض ثم قاضيًا في مدينة الرياض إلى وفاته سنة 1374 هـ وولادته سنة 1314 هـ وله أولاد وأولاد لأخيه يشغلون وظائف عالية في الدولة.
ومنهم العتيق بالقويعية ونزح بعضهم للرياض، والعبادلة وتقدم ذكرهم بآل حَمَّاد، وآل عثمان بالوشم وعنيزة ويعرفون بالسبيل نزح بعضم من الوشم إلى عنيزة وإلى البكيرية ففي عنيزة محمد وحمد العلي وأولادهما وفي البكيريسة أبرزهم الشيخان عبد العزيز بن عبد اللَّه بن سبيل تولى قضاء البكيرية سنة 1360 هـ بعد إعفاء شيخه محمد بن مقبل الورع الزَّاهد وهو من تلامذة ابن مقبل ومن تلامذة شيخنا عبد الرحمن بن سعدي واستعفى من القضاء وإمامة جامع
البكيرية وتعيَّن مع الشيخ عبد اللَّه بن حميد مدرسًا بالمسجد الحرام حتى أحيل للمعاش والشيخ محمد السبيل وهو إمام المسجد الحرام والمساعد لشئون الحرمين وهم غير السبالا بنفي الذي منهم الشاعر بن سبيل فقد تقدم بأنهم بواهل (من باهلة). ومنهم آل عياف بالوشم ومنهم الشيخ ابن عياف أحد شيوخ المؤرخ حمد الجاسر، وآل عبد الكريم بالوشم من الغيهب، والغيهب أسرة كبيرة بالوشم ومنه تفرقوا إلى جهات عديدة وأشهرهم الأمير عبد اللَّه بن حمد بن سلطان بن غيهب وسبق عوائل ويأتي وكلهم ينتمون إلى الغيهب.
ومنهم آل فنتوخ بالوشم، وآل عطية بالوشم من آل عيسى ومنهم الضَّراريب كما أسلفنا، والقنيبط بعنيزة ونزح بعضهم إلى المنطقة الشرقية والرياض وهم من الصبيان ومنهم القِوزِة بشقراء، وآل مهنا بالوشم، وآل منديل، وآل مقرن بالوشم، وآل منيع بالوشم وما حوله، وآل ترك بالوشم والرياض ومنهم الشيخ الدكتور عمر ابن عبد العزيز المترك قاضي بيئة التمييز بالرياض عرفته بالقاهرة ونادمته فكان نِعْمَ النديم والجليس، توفي رحمه الله في جمادي الآخرة سنة 1405 هـ، وآل مسْعُود بالشَعَراء، والمنيفي بالزلفي وعنيزة ويلقبون كما أسلفنا بزيد الدَّهِنة، وآل منصور بالدوادمي، وآل ناصر كما أسلفنا، وآل منصور بالدوادمي، وآل ناصر بالدرعية والرياض وهم أمراء الشعراء، والنويص بالقصيم وهم غير القحاطين المعيقل بالخرج، والنغِيمس بالقصيم، وآل هدلق بالوشم وسدير، وآل هويمل بالقويعية والقصيم وهم غير العنوز وفيهم علماء، وآل يابس بالقويعية ومنهم العالم الجليل الشيخ عبد اللَّه بن علي بن يابس أحد تلامذة المؤرخ ابن بشر رحمهما اللَّه وله مؤلفات في الردود منها الرد القويم وإعلام الأنام وهو شاعر بارع وعالم مطلع في فنون كثيرة عرفته بمصر وزرته مرارًا بحي السيدة زينب أقام بمصر أكثر من أربعين سنة ودرس بالأزهر وزار الرياض مرتين بعد نزوحه إلى القاهرة وتوفى في زيارته الأخيرة للرياض وصُلي عليه في الجامع الكبير وقد ورد في الحديث إذا أراد اللَّه أن يقبض عبده في بلدة جعل له إليها الحاجة وصدق اللَّه {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ. . . (34)} [لقمان]، ولد رحمه الله سنة 1312 هـ وتوفي سنة 1389 هـ وخلف ابنه عليًا موظف بالملحقية الثقافية بالقاهرة ثم نقل إلى الإسكندرية، وآل يحيى بحوطة سدير ونزح بعضهم منها إلى الأحساء.
قبائل
عسير
أولًا بحوث جامعة لقبائل عسير وديارها
(1)
(1)
قال النعمي
(2)
:
يطلق اسم "عسير" على مجموعة جبال شامخة الذرى مترامية الأطراف، تتخللها أودية وشعاب وعرة المسالك ملتوية المآتي خصبة التربة مملوءة السكان، يحدها شمالًا بلاد بالأحمر ومحائل، وجنوبًا بلاد قحطان ودرب بني شعبة، وشرقًا بلاد شهران، وغربًا ساحل البحر الأحمر، ويتبعها إداريًا قديمًا وحديثًا القبائل الآتية: قحطان، وشهران، وبالأحمر، وبالأسمر، وبنو شهر، وبنو عمرو، وبارق، ومحايل، وقنا، والبحر. وتشكل مجموعة هذه القبائل في حدودها الجغرافية مسافة تمتد من الشمال من بلاد بني عمرو وبني شهر حتى ظهران فنجران جنوبًا، ومن الغرب إلى الشرق ما بين تهامة كنانة المحاذية للبحر الأحمر فسواحل القحمة حتى تثليث، فرمال الربع الخالي المعروف قديمًا برمال حقا، وتقدر
(1)
أذكر هنا تحت هذا العنوان في هذا المجلد ما قيل عن قبائل عسير بصفة شاملة جامعة ليعرف القارئ الكريم مدى ارتباط هذه القبائل ببعضها البعض في الديار العسيرية جنوب غرب المملكة العربية السعودية، ونحيط القارئ العزيز أننا فصلنا قبائل سعودية كل على حدة تقع في هذا الإقليم وذلك في مجلدات سابقة من موسوعة القبائل العربية مثل: شهران وخثعم وقبائل الحجر (بالأحمر وبالأسمر وعمرو وشهر) وبارق وبلقرن. أما قبائل قنا وبحر بن سكينة ومغيد وعلكم والهول وربيعة ورفيدة ومالك وألمع فسيأتى الرد عنْها مجمعة ومنفردة وذلك في هذا المجلد من الموسوعة، وأيضًا قبائل عسيرية وضعت تحت باب وعنوان قبائل محائل وهي تابعة لعسير مثل: الريش وآل موسى وآل مسهر وهي في هذا المجلد أيضًا.
(2)
عن تاريخ عسير في الماضي والحاضر - هاشم بن سعيد النعمي.
مساحتها من الشمال إلى الجنوب بحوالي ثلاثمائة وثلاثين كيلا تقريبًا، ومن الغرب على النحو من ذلك.
وقد أطلق أخيرًا على مجموعها اسم مقاطعة أبها
(1)
؛ نسبة إلى مدينة أبها عاصمة المقاطعة. ويقع معظم هذه المقاطعة في متوسط سلسلة جبال السراة
(2)
الممتدة من الشمال من ثقيف بالطائف حتى تخوم اليمن، وتبعد عن الطائف إلى الجنوب بنحو خمسمائة وستين كيلا تقريبا، وتنقسم من حيث حالتها الطبيعية إلى قسمين: تهامة وسراة، وترتفع جبال السراة عن سطح البحر بحوالي ألفين وثمانمائة متر، وهذه المنطقة مشحونة بالسكان قل أن يوجد فيها بقعة إلا وهي كالبنيان المرصوص بالسكان
(3)
.
وجه اشتقاق اسم عسير:
أصبح من المعروف عند كثير ممن كتب عن بلاد عسير أن اسم عسير مشتق من العسر لصعوبة مسالكها، وكثرة تعاريجها، وبعضهم يقول: إن اسم عسير محدث ليس له أصل يرجع إليه. والصحيح أن إقليم عسير منسوب إلى أحد ساكنيه القدماء واسمه "عسير" من العدنانيين
(4)
كما هو معروف عند بعض علماء النسب. وقد اختلف الناسبون في كيفية رفع نسب عسير إلى عدنان على قولين:
الأول: ما رواه أبو عبد اللَّه محمد بن الحسن الهمداني المتوفى سنة 334 هـ في الجزء الأول من كتابه الإكليل، بعد أن ذكر أسماء عشاير من خولان قال ما لفظه: "ولئلا تلتبس في نسب عسير بقبائل عنز بن وائل أو ولد عنز بن وائل على
(1)
كان ذلك في السابق، أما الآن فيطلق عليها منطقة عسير، وأبها عاصمتها، وتقع على مسطحات من الأرض تطل من جنوبها على عقبة ضلع، وترتفع عن سطح البحر بحوالي ألفين وستمائة متر.
(2)
جبال السراة: هي سلسلة الجبال الممتدة من الطائف إلى اليمن، وتسمى حجازًا لأنها حجزت بين نجد وتهامة.
(3)
بلغ إجمالي سكان منطقة عسير في عام 1419 هـ مليونًا وثلاثمائة ألف وثلاثمائة وإحدى عشرة نسمة، وقد حصل المؤلف على هذا الإحصاء من مقام إمارة منطقة عسير.
(4)
الحفظي: عبد الرحمن، تاريخ عسير، (مخطوط بمكتبة المؤلف) ص 4.
ما خبرني به بعض من يصاليهم من جنب رفيدة وإراشة، فأولد مالك حريمة وتولبا وسلمانا، فأولد عامر بن رفيدة عبد اللَّه ووهبا وإياسا، فأولد عمر بن رفيدة سلمة وشقيقا وتيما وعبد اللَّه، فأولد إراشة بن عنز بن وائل عسيرًا وقنانا وجندلة، فأولد عسير مالكا وتيما، فأولد تيم زهيرا وسلمة؛ ومنهم بنو شيبة وعضاضة وبنو اللقاح"
(1)
.
وهكذا جاء عن النسابة هشام بن محمد بن السائب الكلبي مثلما جاء عن الهمداني في رفع نسب عسير إلى عدنان، قلت: ولا جدال في أن ابن الكلبي والهمداني هما في القمة من هذا الفن.
الثاني: ما جاء عن العلامة المؤرخ حسن بن أحمد بن عبد اللَّه الضمدي من علماء الخلاف السليماني للقرن الثالث عشر الهجري حيث قال: "هو عسير بن عبس بن شحارة بن غالب بن عبد اللَّه بن عك بن عدنان"
(2)
. وهو يرويه عن عدة علماء من علماء الأنساب منهم أبو الحسن أحمد بن محمد الأشعري في كتابه "التعريف بالأنساب"
(3)
، وكما روى ذلك السيد الإمام محمد بن عبد اللَّه المشهور بأبي علامة في كتابه "روضة الألباب"
(4)
، والملك الأشرف الغساني في كتابه المعروف بـ "طرفة الأصحاب"
(5)
، وأبو عبد اللَّه النسَّابة في كتابه الموسوم بـ "الفلك المشحون في أنساب القبائل والبطون"، وكتاب "جواهر التيجان في أنساب عدنان وقحطان". قلت: وهذا لا ينفي وجود عشائر من الأزد القحطانية مختلطة بعسير درجوا تحت مسمى عسير عن طريق الحلف والمصاهرة والموالاة فغلب عليها اسم "عسير" كما هو الواقع في كثير من القبائل، ومنهم صرد بن عبد اللَّه الأزدي صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعامله على أحواز جرش
(6)
، وستأتي الإشارة إليه - إن شاء اللَّه.
(1)
الهمداني، الإكليل، ج 1، ص 292.
(2)
قمع المتحري في نسب الشيخ بكري جد آل الحفظي (مخطوط).
(3)
ص 16.
(4)
روضة الألباب (مخطوط بمكتبة المؤيد بالطائف).
(5)
طرفة الأصحاب، ص 84.
(6)
ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، ج 2، ص 182.
أما ما خرج عن مسمى عسير من القبائل التابعة له، فبعضهم من قحطان من بني الحجر بن الهنو بن الأزد
(1)
، وهم ما يسمى بـ: بالأحمر، وبني شهر، وبني عمرو، وغيرهم من سكان هذه المنطقة.
أهم القرى التابعة لهذه المقاطعة في غضون مائة عام فأقل
أبها:
يطلق اسم "أبها" على وجه العموم على الوادي المعروف بوادي أبها، وعلى وجه التخصيص يطلق على المدينة المعروفة بمدينة "أبها" من باب إطلاق العام على الخاص، أو بالعكس، أو الجزء على الكل، أو من باب حذف المضاف، وإقامة المضاف إليه مقامه.
وقد جاء ذكر "أبها" في كتاب "صفة جزيرة العرب" للرحالة أبي محمد الحسن الهمداني
(2)
، ضمن أودية عسير وأوطانها حيث قال ما لفظه:"فأوطان عسير إلى رأس تيه، وهي عقبة من أشراف تهامة، وهي أبها، وبها قبر ذي القرنين فيما يقال، عثر عليه على رأس ثلاثمائة من تاريخ الهجرة، والدارة والفتيحاء واللصبة والملاحة وطبب وأتانة والمغوث وجرشة والحدبة، هذه أودية عسير كلها"
(3)
. انتهى نقلا دون تصرف.
قلت: لازالت هذه الأماكن تحمل أسماءها حتى الآن.
تحقيق تاريخي عن مدينة أبها:
لم يأت في معالم التاريخ أو أثرة عمرانية فيما قبل سنة 1242 هـ أن مدينة هناك عرفت بمدينة أبها لها صبغتها التاريخية، بحيث يجوز أن يطلق عليها اسم
(1)
ابن حزم الأندلسي. جمهرة أنساب العرب، ص 375.
(2)
الهمداني. صفة جزيرة العرب، ص 6.
(3)
المصدر السابق، ص 257.
مدينة، بل الواقع أن ثمة قرى كانت قائمة ضمن القرى المنتشرة على ضفاف وادي أبها، منها القرية المعروفة بقرية مناظر، التي تقوم على تل صخري عرف بـ "مناظر"، وما يزال يحمل اسمه حتى الآن، كان يسكنها عشيرة عرفوا بآل مدحان لم يبق منهم سوى نفرين أو ثلاثة، منهم "إسماعيل بن معنى". يقابلها في الشمال الغربي القرية المعروفة بـ "مقابل"، وما تزال تحمل اسمها حتى الآن، كان يسكنها عشيرة عرفوا بحمالة، لم يبق منهم سوى نفرين أو ثلاثة، منهم ابن يعن اللَّه. والمعروف أن آل حمالة من قحطان سكان العرين من مآتي تثليث، وأغلبهم الآن بنجد، على حين لا يبعد أن سوقا أسبوعيا كان يقام قبل سنة 1242 هـ على الساحة الواقعة بفناء مناظر غربا، كان يعرف في الزمن الغابر بسوق "ابن مدحان" نسبة إلى أحد ساكني القرية؛ جد عشيرة آل مدحان المذكورة آنفا، وأطلق عليه أخيرًا اسم سوق الثلاثاء. قلت: أما الآن فقد أصبح بحكم تطوير المدينة من أكبر أسواق الجنوب على الإطلاق، والبيع والشراء يتعاطى فيه بصورة دائمة دون انقطاع.
وعندما وصل الأمير محمد بن عامر المعروف بـ "أبو نقطة" إلى الحكم في عسير إبان ظهور الدعوة السلفية التي نادى بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وكان محمد بن عامر أبو نقطة هذا أول من استجاب لندائها في عسير
(1)
سنة 1215 هـ وحمل راية الجهاد في سبيلها، وبايعه العسيريون بالإمارة اتخذ من مقره "طبب" عاصمة لإمارته؛ فكانت "طبب" أول مدينة عرفت بعسير، وعندما ثار الأمير سعيد بن مسلط المغيدي على حكم الشريف محمد بن عبد المعين بن عون في عسير سنة 1237 هـ اتخذ من قريته المعروفة بـ "امسقا"
(2)
عاصمة لإمارته فكان ذلك نقطة تحول في انتقال عاصمة عسير من مقرها بمدينة "طبب" إلى
(1)
الحفظي، عبد الرحمن، تاريخ عسير (مخطوط بمكتبة المؤلف).
(2)
هي بلدة السقا، واستبدال أداة التعريف "ال" بـ "ام" لغة حميرية فصحى جاءت في حديث كعب بن عاصم الأشعري رضي الله عنه قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "ليس من امير امصيام في امسفر"، جوابًا على سؤال من قال: هل من امير امصيام في امسفر؟ فأجابه صلى الله عليه وسلم بلغة قومه (انظر: مسند الإمام أحمد، ج 3، رقم الحديث 2269، وقد ورد الحديث أيضًا في سنن النسائي وابن ماجه). وما تزال هذه اللغة دارجة بين سكان المناطق الواقعة غرب مدينة أبها وغيرها حتى عصرنا هذا.
"السقا"
(1)
. وفي سنة 1242 هـ، عندما وصل الأمير علي بن مجثل المغيدي إلى الحكم في عسير اختط أول قلعة حكومية بأبها عرفت بقلعة المفتاحة، لازالت بأيدي أناس من أتباعه عرفوا بآل شلبي حتى الآن، فكان ذلك نقطة تحول في انتقال عاصمة عسير من مقرها "امسقا" إلى مدينة "أبها". على حين كان ذلك امتداد لنشوء مدينة أبها وتطويرها كما تراها الآن، وهي تشكل مساحة تقدر بأربعة كيلو مترات تقريبًا طولا ثم عرضًا
(2)
.
أحياء مدينة أبها:
منذ أن اتخذ الأمير علي بن مجثل من أبها عاصمة لإمارته أخذت المدينة تتجه إلى النمو التدريجي من حيث العمران، وقد اشتهر من أحيائها حتى آخر العهد التركي الأحياء التالية:
1 -
حي مناظر.
2 -
حي مقابل.
3 -
حي نعمان.
4 -
حي المفاتحة.
5 -
حي القرى.
6 -
حي الربوع.
7 -
حي الصفيح.
8 -
حي الخشع.
9 -
حي النصب.
وقد زاد العمران في العهد السعودي الزاهر بأبها، لا سيما في خلال عشرة أعوام مضت قبل هذا التاريخ فاستجدت الأحياء الآتية:
1 -
حي مقابل الجديد.
2 -
حي الصفراء.
3 -
حي جبل عسلة.
4 -
حي النصب الجديد.
5 -
حي اليمانية
(3)
.
هذا بالإضافة إلى الزيادة التي طرأت على الأحياء القديمة، كالخشع والقرى والمفاتحة وغيرها من أحياء المدينة
(4)
.
(1)
الحفظي، المصدر السابق.
(2)
كان هذا في السابق، وقد اتسعت المدينة بعد ذلك كثيرًا، وزادت أحياؤها وعدد سكانها.
(3)
خريطة مدينة أبها الرسمية.
(4)
لمزيد من المعلومات انظر: هاشم النعمي، مدينة أبها، سلسلة هذه بلادنا، منشورات رعاية الشباب، الرياض.
عدد سكان مدينة أبها:
يمكن القول: إن عدد سكان مدينة أبها يبلغ اثنين وعشرين ألف نسمة
(1)
، وأعني بذلك المدينة نفسها، وليس المنطقة، إذ سيأتي تعداد سكانها، وسكان مدينة أبها من خليطي العرب ما بين عسيري فقحطاني فشهري فشهراني فأسمري فأحمري فتهامي فنجدي فيماني، وتوجد جالية تركية بأبها من بقايا الأتراك تخلفوا بأبها أثناء الجلاء التركي من بلاد العرب في أعقاب الحرب العالمية الأولى، ولكنهم درجوا تحت مسمى "عسير"، فلا يعرفون إلا أنهم من عسير في لغتهم وبيئتهم وعاداتهم، بحيث دمجهم بالعسيريين عرق المصاهرة واللغة والبيئة.
وصف عام لمدينة أبها:
تقع مدينة "أبها" في متوسط الجزء الجنوبي من سراة عسير، وهي قائمة على ضفتي وادي أبها وما لف حوله من قمم مسطحة تختلف في تسطيحها ما بين صعود وهبوط تدريجي، ومع أن بها نهضة عمرانية ملحوظة فإن شوارعها في الأغلب الأعم غير منسقة، بل مازالت على حالتها القديمة.
ويبدو أن بلدية أبها لم تفكر في اتخاذ بعض الترتيبات اللازمة لإدخال بعض التحسينات على مرافق المدينة العامة، ولعل العائق للبلدية في هذا الصدد هو ما تتوقعه من معارضة بعض السكان فيما لو حاولت شق طريقها نحو تنسيق شوارع المدينة إذ كان إجراء كهذا يتطلب إزالة بعض الدور التي تقف وسط الخطوط الرئيسية للمدينة
(2)
.
مناخ أبها:
(جو ساحر = هواء منعش = طقس معتدل)"روضة ومفاتن".
(1)
في عام 1419 هـ بلغ سكان محافظة أبها مائة وثمانين ألف نسمة.
(2)
تجب ملاحظة أن وصفنا هذا لمدينة "أبها" كان قبل نحو أربعين عاما يوم أن كانت الإمكانات ضئيلة لا تفي بالمقصود، أما وقد توافرت الإمكانات فإن مدينة أبها خطت خطوات موفقة في طريق النهضة الشاملة في كل المجالات وعلى المستويات العالمية، وأصبحت مدينة "أبها" إحدى كبريات المدن في بلادنا الحبيبة المملكة العربية السعودية.
لا يحتاج إلى التدليل عن جو أبها ومناخها، فهي طيبة الهواء معتدلة المناخ، والقادم إليها لا يتمالك نفسه أن يعيد إلى ذكرياته مصايف لبنان ومروجها وربى سورية، إلا أن هذه تمتاز على تلك بكثر وكثير بمناظرها الطبيعية ومفاتنها الساحرة وجبالها الشاهقة، فمشارفها الغربية المطلة على أغوار تهامة كجبل "تهلل" الأشم وسلاسله الخضراء وغاباته الغناء تعطيك مشهدا واقعيا عاما لأبها على غيرها من مميزات طبيعية: أشجار باسقة ومناظر خلابة، ورياض سندسية وشلالات متدفقة، وحقول مطردة ومصائف فطرية لا تحتاج إلى تكيف أو تذليل.
وهذا الوصف خاص بمدينة "أبها" مع بعض التجاوز إلى ذكر بعض المواقع الخارجة عن المدينة كجبل تهلل، وما قلته عن مدينة أبها من حيث جودة جوها واعتدال مناخها يتفق والضواحي، وللَّه در القائل:
دعاني نحو أبها ما دعاني
…
فليس لغيرها في القلب ثاني
بلاد كل ما فيها جميل
…
لها سحر ولا سحر الحسان
ومن كانت إقامته بأبها
…
فقد رُزق الإقامة في الجنان
المنشآت الحكومية بمدينة أبها:
يمكن حصر المنشآت الحكومية بمدينة "أبها" ما بين سنة 1242 هـ وسنة 1381 هـ فيما يلي
(1)
:
1 -
قلعة المفتاحة، اختطها الأمير علي بن مجثل العسيري.
2 -
قصر شدا، اختطه الأمير عائض بن مرعي، وهو من أمنع معاقل الجنوب على الإطلاق، أدخل عليه الأمير ابنه محمد بن عائض تحسينات قيمة، وأحاطه بسور منيع، كما أحدث بجواره مزرعة وبساتين أنيقة دعيت أخيرًا بالطبجية.
3 -
الثكنة العسكرية المعروفة بطاش قشلة، أي: المبنية بالحجر، اختطها الوالي التركي المدعو "فيضي باشا" أثناء حكمه بأبها سنة 1242 هـ، وكانت تقع على
(1)
جولة ميدانية على المنشآت المذكورة قام بها المؤلف عام 1380 هـ.
القسم الجنوبي من رأس الملح، وقد بني علي أنقاضها قصر "شدا" الجديد
(1)
.
4 -
الثكنة العسكرية المعروفة بالفرقة، اختطها الوالي التركي يوسف باشا سنة 1314 هـ، وكانت تقع على القسم الشمالي من رأس الملح على حافة السوق من غرب، وقد بني علي أنقاضها مقر الشرطة الآن في العهد السعودي.
5 -
لم يهتم الحكام الأتراك بالمنشآت بأبها بقدر ما اهتم بها الوالي التركي المدعو "محيي الدين باشا" الذي تولى الحكم في عسير عام 1332 هـ، وكان أخر والٍ للدولة التركية بأبها، ويمكن حصر الأسباب التي حفزته لأن يهتم بالمنشآت العسكرية في أمرين مهمين:
الأول: كان يعلم أن الحرب العالمية الأولى قد اندلعت عام 1332 هـ، وكان لابد أن تتعرض الدولة التركية للانهيار بعد أن أعلن أمير مكة "الشريف الحسين بن علي" الثورة ضدها باسم العرب.
الثاني: كان يعلم أن الإدريسي الثائر في تهامة عسير له مرام سياسية ومطامع توسعية في ضم عسير السراة إلى حكمه، ولابد في يوم من الأيام أن ينقض في جحافله على الحامية التركية بأبها، كما سبق أن حاصرتها قواته بأبها لمدة عشرة أشهر أيام حكم سلفه سليمان شفيق باشا، وذلك في شهر ذي القعدة سنة 1328 هـ، ولهذه المقتضيات نراه يقوم بإصلاح المنشآت العسكرية، ويتمثل ذلك فيما يأتي:
1 -
اختط الثكنة العسكرية المعروفة بالطبجية.
2 -
اختط الثكنة العسكرية المعروفة بعرضى ابن عبشان.
3 -
اختط الثكنة العسكرية المعروفة بقلعة شمسان
(2)
.
4 -
اختط الثكنة العسكرية المعروفة بقلعة الصفراء.
(1)
أنشأ قصر "شدا" الحالي في عهد الملك عبد العزيز -طيب اللَّه ثراه- عام 1347 هـ.
(2)
تلك المنشآت السابقة الذكر قد اختفت ما عدا قلعة شمسان.
5 -
اختط الثكنة العسكرية المعروفة بـ "ذرة"، وهي من أمنع معاقل أبها بموقعها الطبيعي.
6 -
اختط الثكنة العسكرية المعروفة بقلعة الدقل.
7 -
أحاط قمم الجبال المطلة على مدينة أبها من الجهات الأربع بالمفاتيل اللولبية، وتسمى باللغة التركية "كركونات"
(1)
، واحدها كركون، تخالها وهي قائمة على قمم جبال أبها كالحراس المتراصَّة بين كل كركون وآخر بقدر رمية اليد تقريبا.
8 -
اختط الجسر المعروف بـ "الكبرى" القائم على متن وادي أبها؛ للعبور عليه عندما تهطل الامطار وتتدفق السيول من الوادي؛ إذ الوادي يفصل أحياء المدينة بعضها عن بعض، فكان للجسر أهميته الحيوية في ربط أحياء المدينة بعضها ببعض.
9 -
أنشأ مدرسة أولية للتعليم الابتدائي، كانت تضم أبناء الموظفين الأتراك وبعض أهل المدينة على السواء إلا أن منهجها كان يهدف إلى تتريك العسيريين، إذ كانت اللغة التركية هي اللسان الناطق الرسمي لهذه المدرسة
(2)
.
10 -
مدّ الخطوط الرئيسية للمواصلات ما بين أبها وملحقاتها، وأنشأ المعاقل في المراكز والمضائق الهامة والمنعرجات ورؤوس الجبال، وأحاط مركز رجال ألمع بسجاف من المعاقل الحصينة شحنها بالرجال المقاتلة من الأتراك والعتاد والسلاح الثقيل؛ إذ كان يعلم أن جهة رجال ألمع هي القاعدة الرئيسية في عسير لدعوة الإدريسي ونفوذه المتغلغل هناك، وأن رجال ألمع هم أشد تحمسًا لمناصرة الإدريسي، وتمكين أقدامه على أرض عسير فكان لزاما عليه أن يهتم بمركز الشعبين بقدر اهتمامه بأبها أو أكثر.
(1)
الكركونات باللغة التركية: هي حصون حرية لولبية أسطوانية الشكل، تتسع لعدد من جنود الحراسة لا يتجاوز مقدارهم عشرة أنفار تقريبًا.
(2)
هذه المعلومات رواها للمؤلف عبد اللَّه بن إلياس.
المنشآت في العهد السعودي:
1 -
قصر "شدا" الجديد. وكان القائم على عمله الوجيه الشيخ عبد الوهاب أبو ملحة رئيس مالية أبها الأسبق.
2 -
الثكنة العسكرية التي تشغلها الشرطة الآن، وهي التي بنيت على أنقاض ثكنة الفرقة.
3 -
دار الصحة التي صممت على الطراز الحديث، وأثثت بالأثاث الثمين والسرر.
4 -
عمارة على الطراز الحديث المسلح باسم المدرسة الثانوية على قطعة قيمة من أرض البحار في وسط مدينة أبها.
5 -
شُرع الآن في سد وادي أبها، وخصص له مبلغ ستة ملايين ريال
(1)
.
6 -
عدة مساجد بأبها كان من أبرزها المسجد الجامع.
7 -
تعبيد الطرق الرئيسية ما بين أبها والمطار، وما بين أبها والسودة فربيعة فرفيدة فالمناص.
8 -
القصر الملكي بالقرعاء
(2)
، إلى غير ذلك من المنشآت الخالدة.
الشعبين:
اسم يطلق على وجه العموم على شعبين صغيرين من مآتي وادي حلي المشهور، يسمى الأول الأحد والثاني صولة، وعلى وجه التخصيص يطلق على مدينة الشعبين التي بها مقر دوائر الحكومة، وتقع مدينة الشَّعبين في متوسط قرى رجال ألمع، ويرجع تأسيسها إلى العهد التركي إبان احتلال القائد التركي المشهور "محمد رديف باشا" للقطر العسيري عام 1288 هـ المكلل بمقتل أمير عسير محمد ابن عائض، والقضاء على كيانه.
(1)
كان ذلك في السابق، أما الآن فقد اكتمل بناء السد، وبنيت سدود أخرى غيره في المنطقة.
(2)
أنشأه الملك سعود رحمه الله عام 1378 هـ.
خميس مشيط
(1)
:
اسم يطلق على وجه التخصيص على السوق المعروف بخميس مشيط، نسبة إلى مشيط بن سالم جد الأسرة التي تعاقبت منصب مشيخة قبيلة شهران من حقبة قديمة حتى الآن، وعلى وجه العموم يطلق على عدة قرى قائمة على عدوتي ملتقى كل من وادي عتود ووادي بيشة أراشة، ويرجع تأسيسه إلى العهد السعودي الحالي.
محايل
(2)
:
اسم يطلق على وجه العموم على قضاء محائل الممتد من ساحل البحر الأحمر من محاذاة ميناء البرك من الشمال حتى وادي تيه من الشرق ومن الشمال من وادي بقرة حتى مشارف قنا والبحر جنوبًا، وعلى وجه التخصيص يطلق على المدينة المشهورة بمدينة محائل التي تقع على ضفة وادي تيه الشمالية، ويرجع تأسيس محايل إلى عهد القائد التركي محمد رديف باشا لسنة 1288 هـ، ويوجد به من آثار محمد رديف باشا عدة قلاع أثرية خصوصا في سفح جبل الحيلة.
ظهران:
ظهران الجنوب اسم يطلق على الوادي المعروف بوادي ظهران
(3)
الممتد من الغرب من أغوار خولان الغربية حتى سهول حبونا وبدر شرقا، وعلى وجه التخصيص يطلق على مدينة ظهران التي بها مقر الدوائر الحكومية في العهد السعودي، ولم أعثر فيما اطلعت عليه من معاجم البلدان أن موقعا هناك عرف بظهران، ويرجع تأسيس مركز ظهران الجنوب إلى العهد السعودي، وسكان ظهران من وادعة.
(1)
مدينة خميس مشيط لا تقل أهمية عن مدينة أبها من حيث كثافة السكان. تعتبر من أكبر محافظات المنطقة.
(2)
محايل مدينة حضارية كبيرة غير أبها لا ترقى في الأهمية إلى مدينة الخميس، وهي محافظة متطورة.
(3)
الهمداني، صفة جزيرة العرب، ص 250.
النماص
(1)
:
اسم يطلق على القرية التي تسكنها آل العسبلي أمراء بني شهر واحدهم عسبلي، وهي واقعة في متوسط سراة بني شهر على سفح قمة الجبل المطل على وادي خاط من الشرق، وفي عهد القائد التركي "محمد رديف باشا" اختط بها مركزًا للحكومة عام 1288 هـ، ومنذ ذلك الحين اتخذت مدينة النماص مقرا للحكم في بلاد بني شهر حتى العهد السعودي.
بارق:
يطلق اسم "بارق" على عدة قرى تقع على مسافة تمتد من الشمال من وادي خاط حتى وادي بقرة جنوبًا، ومن الغرب من حقو جبل مرس أثرب فجبل ريدان شرقا، وعلى وجه التخصيص على مركز الإدارة ببارق، ويرجع تأسيس مقر الدوائر ببارق إلى العهد التركي، وكان قبلا على حافة سوق ربوع المعجمة من بلاد بني حميضة من قبائل بارق، ثم نقل في عهد الملك حسين بن علي إلى القرية المعروفة بساحل مدينة بارق، ومازال بها حتى الآن، وقد ورد ذكر بارق في "صفة جزيرة العرب" للهمداني ضمن مواقع الأزد في غور الحجاز، كما ورد ذكر بارق أيضًا في معجم البلدان لياقوت الحموي، إذ قال:"بارق" جبل لبعض الأزد بالحجارة"
(2)
.
قنا والبحر:
قنا والبحر اسم للواديين المشهورين في أغوار تهامة عسير، يسمى الأول قنا والثاني ببحر بن سكينة؛ نسبة إلى أحد ساكنيه القدامى، ثم أطلق خصيصًا على مقر دوائر الحكومة هناك، ويرجع تأسيس مركز قنا إلى عهد الإمام محمد بن إدريس الإدريسي.
وقد ورد ذكر "قنا" في معجم البلدان لياقوت الحموي، حيث قال:"قنا بالفتح والكسر" إلى أن قال: "قنا موضع باليمن"
(3)
ثم أورد قول الشاعر:
(1)
هي المحافظة الرابعة في المنطقة، وأول من اتخذها لإدارة بني شهر القائد "رديف باشا" في العهد العثماني.
(2)
ياقوت، معجم البلدان، ج 1، ص 319.
(3)
ياقوت الحموي، معجم البلدان ج 4 ص 400.
"أحب قنا من حب هند ولم أكن
…
أبالي أقربا زاده اللَّه أم بعدا؟
ألا إن بالقيعان من بطن ذي قنا
…
لنا حاجة مالت إليه بنا عمدا
أروني قنا انظر إليه فإنني
…
أحب قنا إني رأيت به هندا"
تثليث:
يطلق اسم "تثليث" على وجه العموم على الوادي المشهور بتثليث، وعلى وجه التخصيص على مركز الإمارة لتثليث، ويرجع تأسيس مركز تثليث إلى العهد السعودي الزاهر، وقد ورد اسم "تثليث" في "معجم البلدان" لياقوت الحموي؛ حيث قال: تثليث بكسر اللام وياء ساكنة وثاء أخرى مثلثة. . موضع بالسراة".
قلت: تثليث يطلق على الوادي من باب إطلاق العام على الخاص، ويرفده ما يقرب من عشرين واديًا صغارا، وورد في "صفة جزيرة العرب" للهمداني عن تثليث ما لفظه:"تثليث كان لعمرو بن معد يكرب الزبيدي، وفيه حصن ونخل ومنه القرار والريان وجاش". قلت: جاش ما زال يحمل اسمه حتى الآن
(1)
.
مدينة جرش وجبل شكر في التاريخ:
هذه المدينة البائدة تقع على قاع منبسط بالقرب من سفح جبل شكر من جهته الغربية، وتمتد في شكل خرابة عتيدة تقدر بكيلين ونصف الكيل طولا وعرضا، وأطلالها العنيدة مازالت مائلة حتى الآن في شكل أهرام متهدمة، ويوجد بها آثار تاريخية، من أبرزها الخط المسند والصخور المنحوتة ذات الحجم الكبير الرائع المنقطع النظير، ويقف منها جبل شكر موقف الحارس الرهيب، إذ هي تقع في كنفه من الغرب، وجبل شكر هذا هو ذلك الجبل التاريخي الذي وقعت بسفحه المعركة المشهورة بين المسلمين والمشركين في السنة العاشرة للهجرة في عصر النبوة، وكان يقود المسلمين صرد بن عبد اللَّه الأزدي صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
(2)
.
(1)
ورد اسم "جاش" في المعجمات الجغرافية بأنه من المواقع الأثرية، وقد سكنه الفارس المشهور عمرو بن معديكرب الزبيدي، وقد أسلم ثم ارتد، ثم رجع إلى الإسلام وحسن إسلامه، واشترك في فتح العراق، ثم استوطن الكوفة، مات بها رضي الله عنه سنة خمسين من الهجرة، (انظر: الهمداني، صفة جزيرة العرب، ص 253، والبكري، معجم ما استعجم ص 258).
(2)
ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4 ص 173.
وفي عصرنا هذا يطلق على جبل شكر اسم حمومة أو الحمة، وهو جبل منيع جدًّا يبلغ ارتفاعه على سطح الأرض بحوالي ألف قدم في امتداد خمسة كيلوات تقريبًا في الطول، وموقعه في متوسط بلاد رفيدة من أحد رفيدة من ملحقات أبها بحيث يقع على بعد أربعين كيلا عن مدينة أبها في الاتجاه الجنوبي الشرقي، مما يسامت طور القرعاء شوقًا بنحو أربع ساعات تقريبًا
(1)
، ويحيط به من الجهات الأربع قبائل
(2)
رفيدة، ورفيدة هم من سلائل عنز بن وائل من العدنانية، كما هو مشهور عند بعض نسابة العرب، وقد أورد اسم جرش ومدينتها غير واحد من المؤرخين وأصحاب المعاجم، وفيما يلي بعض مما أورده صاحب "معجم البلدان" حيث قال
(3)
: "جرش بالضم ثم الفتح وشين معجمية من مخاليف اليمن من جهة مكة، وهي في الإقليم الأول، طولها خمس وستون درجة وعرضها سبع عشرة درجة".
وقيل: إن جرش مدينة عظيمة وولاية واسعة، وذكر بعض أهل السير أن تُبَّعا أسعد بن كليكرب خرج من اليمن غازيا حتى إذا كان بجرش وهي خربة ومعد حالة حولها خلف بها جمعا ممن كان صحبه رأى فيهم ضعفا وقال:"اجرشوا" أي البثو فسميت جرشا بذلك، قال:"وفتحت جرش في حياة النبي صلى الله عليه وسلم في سنة عشرة للهجرة صلحا على الفيء وأن يتقاسموا العشر ونصف العشر، وقد نسب المحدثون إليها بعض أهل الرواية، منهم الوليد بن عبد الرحمن الجرشي مولى لأبي سفيان الأنصاري، وأورد الهمداني في "صفة جزيرة العرب" عن جرش ما يلي: "جرش هي كورة نجد العليا وهي ديار عنز ويسكنها ويترأس فيها العواسج من أشراف حِمْيَر، وهم من ولد يريم ذي مقاصر القيل، ولهم سؤود عود وجابه اليمانية في أرض نجد إليهم، وهم يقيمون معهم بحرب عنز وفي شق جرش فِرَق من النزارية من موالي قريش والغاز بن نزار من العرباء، وهم رابطة
(1)
المراد أربع ساعات مشيا على الأقدام.
(2)
ابن الكلبي، جمهرة النسب، ص 575.
(3)
ياقوت الحموي. معجم البلدان، ج 2 ص 126، 127.
لعنز على العواسج وجرش في قاع. ولها أشراف عربية تنحدر مياهها في مسيل يمر في شرقيها، بينها وبين حمومة ناصية تسمى الأكمة السوداء حمومة وحمة، ثم يلتقي بهذا المسيل أودية ديار عنز حتى تصب في بيشة بعطان فجرش رأس وادي بيشة إلى أن قال: ثم يواطن حزيمة من شأميها عسير قبائل من عنز. . إلى آخره
(1)
.
أهم أودية منطقة أبها:
ونبدأها من الجنوب:
(1)
وادي ظهران، ومآتيه من قمم الأغوار الغربية عن مركز ظهران المطل على صدر وادي بيش، ويتجه إلى الشرق حتى ينتهي في مهد فسيح الأرجاء من من الرمل يسمى منقع حبونا، ثم منه إلى الربع الخالي ويرفده عدة روافد، من أشهرها: وادي ثار، ووادي كتام، ووادي قطن، ووادي حبونا، وبدر، وتقوم على عدويته عدة قرى من أهمها ما يلي:
1 -
قرية ظهران.
2 -
قرية الحصن.
3 -
قرية آل مونس.
4 -
قرية القبض.
5 -
قرية وادي كتامة.
6 -
قرية المجزعة.
7 -
قرية الزاوية.
8 -
قرية الحكنة.
9 -
قرية الرهوة.
10 -
قرية المعلف.
11 -
قرية المحلة.
12 -
قرية القاعة.
13 -
قرية الحاجر.
14 -
قرية آل جبر.
15 -
قرية القضاة.
16 -
قرية آل زاهر.
17 -
قرية الشعب.
18 -
قرية المحاضي.
19 -
قرية آل سياد.
20 -
قرية آل رشيد.
21 -
قرية آل سحاقي.
22 -
قرية أبو سالم.
23 -
قرية الذراع.
24 -
قرايا الطلحة.
25 -
قرايا هدادة والحشرج والقرن والخانق والحقة والجمع وحبونا، وساكنو هذه القرايا المنتشرة على ضفاف وادي ظهران ينتمون إلى وادعة بن عمرو من
(1)
الهمداني، صفة جزيرة العرب، ص 255.
همدان بن زيد عدا حبونا وبدر وما حولها فهي تبع قبائل يام من نجران
(1)
.
(2)
ويليه من الشمال كل من وادي راحة سنحان، فوادي بني بشر، فوادي يعوض، وهذه الأودية الثلاثة تأتي جميعًا من قمم الأغوار الغربية المطلة على مآتي وادي بيش الذي يتجه إلى الشرق حتى يتجمع في المحل المسمى المنحنى ثم إلى الأمواه حتى يصب في وادي تثليث ومنه إلى وادي الدواسر، ويرفد هذه الأودية روافد عديدة من أهمها: العقدة فسروح فالشقرة فغيرها من الروافد، وتسقي هذه الأودية قرى عديدة ومزارع مترامية الأطراف ومن أهم قراها ما يلي
(2)
:
1 -
قرية السلاطين.
2 -
قرية آل زائد.
3 -
قرية مرتفع.
4 -
قرية الجهوان.
5 -
قرية آل يعلا.
6 -
قرية العطف.
7 -
قرية الغراي.
8 -
قرية الشقحة.
9 -
قرية الخمجان.
10 -
قرية الملحة.
11 -
قرية الهبالة.
12 -
قرية الهران.
13 -
قرية الجبرة.
14 -
قرية آل حيان.
15 -
قرية آل مالك.
16 -
قرية آل جحيش.
17 -
قرية آل أقنع.
18 -
قرية آل عازب.
19 -
قرية آل عشية.
20 -
قرية آل لهوى.
21 -
قرية آل يحمد.
22 -
قرية آل زبيري.
23 -
قرية العرف.
24 -
قرية آل سعيدان.
25 -
قرية إمكايس.
26 -
قرية آل سعيد.
27 -
قرية آل علي.
28 -
قرية آل مشاعر.
29 -
قرية آل جبران.
30 -
قرية آل السدد.
31 -
قرية آل سعيدة.
32 -
قرية العقدة.
33 -
قرية فرع خباب.
34 -
قرية البسط.
35 -
قرية الرشدة.
36 -
قرية آل جابر.
37 -
قرية آل غراب.
38 -
قرية البيضاء.
39 -
قرية آل مقبوني.
40 -
قرية آل علي.
41 -
قرية آل غلان.
42 -
قرية النفعة.
43 -
قرية العزقة.
44 -
قرية العيار.
45 -
قرية آل عيفة.
(1)
جولة ميدانية قام بها المؤلف.
(2)
جولة ميدانية قام بها المؤلف.
46 -
قرية السعيد.
47 -
قرية العوران.
48 -
قرية المسعود.
49 -
قرية آل مجلب.
50 -
قرية آل عاصي.
51 -
قرية آل صالح.
52 -
قرية آل لزين.
53 -
قرية آل يصبع.
54 -
قرية آل محمد.
55 -
قرية آل جرار.
56 -
قرية آل رشادة.
57 -
قرية الرشدة.
58 -
قرية آل عاطف.
59 -
قرية آل عمران.
60 -
قرية آل لوصة.
وفيما يلي قرى بني بشر
(1)
:
1 -
قرية المحافيض.
2 -
قرية آل عازب.
3 -
قرية حمالة.
4 -
قرية العقيق.
5 -
قرية درامة.
6 -
قرية مثاب.
7 -
قرية العرابة.
8 -
قرية الوبط.
9 -
قرية آل عاطف.
10 -
قرية آل مانع.
11 -
قرية الزاوية.
12 -
قرية الحوية.
13 -
قرية الظهر.
14 -
قرية قحيم.
15 -
قرية البهمة.
16 -
قرية بني موسى.
17 -
قرية آل الخلف.
18 -
قرية سارعة.
19 -
قرية عثمان.
20 -
قرية العسران.
21 -
قرية آل مكر.
22 -
قرية آل نمر.
23 -
قرية شباع.
24 -
قرية آل صهيل.
25 -
قرية المغراب.
26 -
قرية آل زهرة.
27 -
قرية آل كليب.
28 -
قرية آل عبد اللَّه.
29 -
قرية الفلعوم.
30 -
قرية الخضراء.
31 -
قرية آل عبد اللَّه.
32 -
قرية الفعلوم.
33 -
قرية الخضراء.
34 -
قرية آل ريبة.
35 -
قرية لشراف.
36 -
قرية الحرجة.
37 -
قرية العداوية.
38 -
قرية الحميد.
39 -
قرية آل هاتف.
40 -
قرية المراوحة.
41 -
قرية البقعة.
42 -
قرية آل عيدان.
43 -
قرية الحبدة.
44 -
قرية الشفى.
45 -
قرية الواقذي.
46 -
قرية آل عامر.
47 -
قرية الحوير.
(1)
جولة ميدانية لجمع هذه المعلومات قام بها المؤلف.
وفيما يلي قرى شريف:
1 -
قرية ظيعة.
2 -
قرية الوفير.
3 -
قرية آل مغار.
4 -
قرية الغيران.
5 -
قرية الخسناء.
6 -
قرية آل سيف.
7 -
قرية أهل طلحان.
8 -
قرية آل الطير.
9 -
قرية آل دهر.
10 -
قرية الحظراء.
11 -
قرية الحظيرة.
12 -
قرية السمان.
13 -
قرية آل حماء.
14 -
قرية الجهمة.
15 -
قرية آل نشعين.
16 -
قرية آل مشيب.
17 -
قرية وادي الكرم.
18 -
قرية آل ملاط.
19 -
قرية الهفلان.
20 -
قرية الجابيب.
21 -
قرية البصرة.
22 -
قرية آل فطيس.
23 -
قرية القضاة.
24 -
قرية آل موسى.
25 -
قرية الشماخ.
26 -
قرية الوسط.
27 -
قرية القروان.
28 -
قرية شعيب.
29 -
قرية الحوطة.
30 -
قرية الصمغة.
31 -
قرية الكولة.
32 -
قرية محلاة.
33 -
قرية المسلمة.
(3)
ثم يلي هذه الأودية من الشمال وادي ابن فردان، ومآتيه الغربية تنحدر من قمم قعم عبيدة، ويمتد شمالا ناحية الشرق حتى ينتهي إلى وادي تثليث، ويرفده عدة شعاب كبار، ويسقي على ضفتيه مساحات شاسعة من المزارع، وتقع على عدوتيه قرى عديدة من أهمها ما يلي:
1 -
قرية مشروفة.
2 -
قرية آل عرفان.
3 -
قرية آل مريد.
4 -
قرية الفهر.
5 -
قرية الفرعة.
6 -
قرية الحدبا.
7 -
قرية أبي نهار.
8 -
قرية آل جابر.
9 -
قرية رغوة.
10 -
قرية الفرس.
11 -
قرية الوهبية.
12 -
قرية آل عرفان.
13 -
قرية الحراملة.
14 -
قرية هجرة زهير.
13 -
قرية سحيبان.
16 -
قرية الربابع.
17 -
قرية الحدبا.
18 -
قرية الحضيرة.
19 -
قرية المثناة.
20 -
قرية علو الجوف.
21 -
قرية القضمان.
22 -
قرية آل خلدة.
23 -
قرية خطار.
24 -
قرية آل فرعة.
25 -
قرية آل قريش.
26 -
قرية آل عوير.
27 -
قرية قريش.
28 -
قرية عمل زهير.
29 -
قرية الجرد.
30 -
قرية الوسط.
31 -
قرية آل حجران.
32 -
قرية الفقاعيس.
33 -
قرية الدربة.
34 -
قرية المنادية.
35 -
قرية آل الذيبة.
36 -
قرية آل لعما.
37 -
قرية آل دكين.
38 -
قرية الفرحة.
39 -
قرية الزرعة.
40 -
قرية آل مذعان.
41 -
قرية الصفاق.
42 -
قرية آل مفرج.
43 -
قرية آل سليمان.
44 -
قرية آل قرين.
45 -
قرية آل بسام.
46 -
قرية آل خطاب.
47 -
قرية آل ثابت.
48 -
قرية آل مهدي.
49 -
قرية آل جبل.
50 -
قرية الجبرة.
51 -
قرية آل غطية.
52 -
قرية المحاميد.
53 -
قرية النملة.
54 -
قرية آل دليم.
55 -
قرية آل فلقة.
56 -
قرية لشعرة.
57 -
قرية آل الورد.
58 -
قرية الجردة.
59 -
قرية آل زينف.
60 -
قرية الحراملة.
61 -
قرية الميادخة.
62 -
قرية آل كليب.
63 -
قرية الزهرة.
64 -
قرية المحزمة.
65 -
قرية آل مهووي.
66 -
قرية المحاصر.
67 -
قرية آل سليمان.
68 -
قرية آل العرف.
69 -
قرية آل حلدة.
70 -
قرية آل فيه.
71 -
قرية الربعة.
72 -
قرية آل الجوف.
(4)
ثم يليه من الشمال وادي سراة عبيدة فجوف بن الشواط، ومآتيه من قمم جبال بني بشر فسراة الحاف منحدرًا شمالا ناحية الشرق حتى تندحة، فوادي شهران حتى ينتهي ببيشة النخل، كما يليه أيضًا من الشمال وادي خميس مشيط، ومآتيه من طور تمنيه فالقرعا فعتود، منحدرا شرقا جهة الشمال حتى ينتهي بوادي ابن هشبل، ومنه إلى بيشة النخل، وتنتشر على ضفاف هذه الأودية وما يتبعها من روافد قرى عديدة قحطانية وشهرانية، نذكر منها أولًا قرى قحطان، ومن أهمها ما يلي
(1)
:
(1)
جولة ميدانية قام بها المؤلف لجميع قرى وأودية تلك المواقع المنتشرة على تلك المسطحات.
1 -
قرية آل نادر.
2 -
قرية الجوف.
3 -
قرية المغر.
4 -
قرية العرينة.
5 -
قرية آل شوية.
6 -
قرية آل رميح.
7 -
قرية آل عمرة.
8 -
قرية آل السواد.
9 -
قرية العضباء.
10 -
قرية العراب.
11 -
قرية آل الداحس.
12 -
قرية آل زهير.
13 -
قرية آل الشيخ.
14 -
قرية آل الدربين.
15 -
قرية غفيرة.
16 -
قرية القرحاء.
17 -
قرية المضيق.
وفيما يلي قرى بني الحاف ووقشة
(1)
:
1 -
قرية الذيبة.
2 -
قرية المجمع.
3 -
قرية المحشوش.
4 -
قرية العقالة.
5 -
قرية آل علي.
6 -
قرية القرن.
7 -
قرية آل حلامي.
8 -
قرية الحيفة.
9 -
قرية آل جليحة.
10 -
قرية آل حديلة.
11 -
قرية آل مبايع.
12 -
قرية البطحا.
13 -
قرية الصمخية.
14 -
قرية آل الشاعر.
15 -
قرية آل الدمام.
16 -
قرية الصفراء.
17 -
قرية السر.
18 -
قرية آل عامر.
19 -
قرية آل بلحي.
20 -
قرية المراغة.
21 -
قرية أبي جثيب.
22 -
قرية بني وهب.
23 -
قرية آل لوط.
24 -
قرية العيس.
25 -
قرية آل خزيم.
26 -
قرية آل جنيش.
27 -
قرية حارث.
28 -
قرية لشراف.
29 -
قرية المصياد.
30 -
قرية القطف.
31 -
قرية السرة.
32 -
قرية الحبلة.
33 -
قرية الحرقان.
وفيما يلي قرى بني ذعي وبني قيس وآل الشوط:
1 -
قرية بني قيس.
2 -
قرية الدرب.
3 -
قرية الحضيرة.
4 -
قرية الجوف.
5 -
قرية لرمة.
6 -
قرية مسترين.
7 -
قرية آل كامل.
8 -
قرية المستنير.
9 -
قرية آل مفرح.
10 -
قرية آل الماشي.
11 -
قرية آل سالم.
12 -
قرية آل بريد.
(1)
جولة ميدانية قام بها المؤلف.
13 -
قرية آل مدير.
14 -
قرية بني تميم.
15 -
قرية آل قفيع.
16 -
قرية المراغة.
وفيما يلي قرى شهران
(1)
:
1 -
قرية الشعب.
2 -
قرية القبولة.
3 -
قرية الصيحلني.
4 -
قرية الجر الأسفل.
5 -
قرية الجر الأعلى.
6 -
قرية القلت.
7 -
قرية البهيمة.
8 -
قرية الدحض.
9 -
قرية الرهوة.
10 -
قرية المسقى.
11 -
قرية آل قزع.
12 -
قرية القارية.
13 -
قرية آل ينفع.
14 -
قرية دار عثمان.
15 -
قرية آل رمضان.
16 -
قرية آل مهموم.
17 -
قرية آل بلعلا.
18 -
قرية العطفة.
19 -
قرية آل دودف.
20 -
قرية آل فايز.
21 -
قرية آل مشزب.
22 -
قرية آل القبول.
23 -
قرية البيشان.
24 -
قرية آل صقر.
25 -
قرية العطفة.
26 -
قرية الشعبة.
27 -
قرية آل راشد.
28 -
قرية الخلصة.
29 -
قرية مشرف.
30 -
قرية الزعاك.
31 -
قرية الرونة.
32 -
قرية مسحل.
33 -
قرية نعمان.
34 -
قرية الهريز.
35 -
قرية الوقبة.
36 -
قرية ذهبان.
37 -
قرية آل مشيط.
38 -
قرية المشاهد.
39 -
قرية الدرب.
40 -
قرية الصمدة.
41 -
قرية المغرابة.
42 -
قرية قمبر.
43 -
قرية طيب لسم.
44 -
قرية آل عاجر.
45 -
قرية مظلوم.
46 -
قرية آل الصفق.
47 -
قرية العمار.
48 -
قرية جحيش.
49 -
قرية آل بطاط.
50 -
قرية آل أبي ثور.
51 -
قرية الشقرة.
52 -
قرية آل غريراء.
53 -
قرية الرشدء.
54 -
قرية الخصران.
55 -
قرية آل جراء.
56 -
قرية الرساسمة.
57 -
قرية آل أبي صاع.
58 -
قرية آل يعلا.
59 -
قرية المزرقة.
60 -
قرية آل الذيب.
61 -
قرية بني حويز.
62 -
قرية بني صغير.
63 -
قرية بني علي.
(1)
جولة ميدانية قام بها المؤلف على تلك المواقع.
64 -
قرية الحوطة.
65 -
قرية آل علي.
66 -
قرية الفيض.
67 -
قرية آل عياش.
68 -
قرية ربيزة.
69 -
قرية آل غوير.
70 -
قرية الشعيثاء.
71 -
قرية آل رويد.
72 -
قرية الهضبة.
73 -
قرية آل عمار.
74 -
قرية عطيطة.
75 -
قرية آل فرزعة.
76 -
قرية التوم.
77 -
قرية آل جميل.
78 -
قرية آل دبابة.
79 -
قرية أبي صاع.
80 -
قرية الصدر.
81 -
قرية الشرفي.
82 -
قرية آل الزلال.
83 -
قرية المزارقة.
84 -
قرية الحجاج.
85 -
قرية العصبة.
86 -
قرية آل عجير.
(5)
ثم يلي هذه الأودية من الشمال الغربي وادي أبها من قمم طور عسير الغربية المطلة على تهامة رجال ألمع ممتدا إلى الاتجاه الشرقي حتى يصب في وادي ابن هشبل، ثم منه إلى بيشة، ويرفده عدة شعاب كبار، وتقوم على ضفافه مدينة أبها
(1)
وعدة قرى منتشرة على عدوتيه وفي ضواحيه من أهمها ما يلي:
1 -
مدينة أبها.
2 -
قرية مشيع.
3 -
قرية قاعد.
4 -
قوية جوحان.
5 -
قرية العرين.
6 -
قرية بلفلاح.
7 -
قرية العمارات.
8 -
قرية الحصن الأعلى.
9 -
قرية الدارة.
10 -
قرية الهضبة.
11 -
قرية آل مجلال.
12 -
قرية آل منسم.
13 -
قرية رضف.
14 -
قرية العثربان.
15 -
قرية العلاية.
16 -
قرية البدلة.
17 -
قرية آل زيدي.
18 -
قرية الشبارقة.
19 -
قرية العزيزة.
20 -
قرية المخض.
21 -
قرية آل امجاح.
22 -
قرية آل سكران.
23 -
قرية آل مفرج.
24 -
قرية الضحية.
25 -
قرية آل امقبيعي.
26 -
قرية الباطنة.
27 -
قرية أم البيان.
28 -
قرية القوز.
29 -
قرية آل بواح.
30 -
قرية السقا.
(1)
مدينة أبها عاصمة وقلبها النابض ولسانها الناطق.
31 -
قرية المقظا.
32 -
قرية قرن جلبب.
33 -
قرية الخضراء.
34 -
قرية آل العلا.
35 -
قرية اميزيدين.
36 -
قرية امسحراء.
37 -
قرية آل ويمن.
38 -
قرية الولجة.
39 -
قرية مجدعان.
40 -
قرية امحبوة.
ثم يلي وادي أبها من الشمال وادي حمزة ومآتيه من قمة جبل تهلل منتهى طور عسير من الغرب ممتدا إلى الاتجاه الشرقي حتى يجتمع بوادي أبها في المحالة ثم منه إلى وادي ابن هشبل فبيشة، ويرفده عدة شعاب وتقوم على ضفافه عدة قرى من أهمها ما يلي:
1 -
قرية السودة.
2 -
قرية الذيبة.
3 -
قرية الشط.
4 -
قرية النجاد.
5 -
قرية حصن الجرين.
6 -
قرية غاوة.
7 -
قرية القزعة.
8 -
قرية المغيديين.
9 -
قرية العكاس.
10 -
قرية المعتق.
11 -
قرية آل يوسف.
12 -
قرية آل عاصم.
13 -
قرية المصنعة.
14 -
قرية الذورة.
15 -
قرية ناجح.
16 -
قرية امشينة.
17 -
قرية مدور.
18 -
قرية امحصيرة.
19 -
قرية العين.
20 -
قرية وادي البيح.
21 -
قرية العطف.
22 -
قرية الحضيرة.
23 -
قرية عدوان.
24 -
قرية المحالة.
(6)
ثم يلي وادي حمزة من الشمال وادي ربيعة ورفيدة
(1)
، ومآتيه من باحة ربيعة المطلة على تهامة رجال ألمع متجها إلى الشرق حتى يصب في بطن وادي تيه من مرتفع عال بقدر ستمائة متر، ثم ينعطف إلى الغرب منحدرًا إلى تهامة حتى يصب في بطن وادي حلي بن يعقوب، ثم منه إلى البحر الأحمر، وترفده عدة روافد وتقوم على ضفافه عدة قرى من أهمها ما يأتي:
(1)
هذا الوادي العملاق ينحدر من قمة جبل تهلل الشامخ الذروة حتى يصب في وادي تيه، ثم ينحدر صوب محائل تهامة عسير، فيسقي منه مزارع شاسعة، ثم يصب في وادي حلي بمحاذاة من الغرب، ثم يوالي اتجاهه غربًا حتى يصب في وادي حلي بن يعقوب، ومنه يفضي في البحر الأحمر جنوب القنفذة بحوالي ثمانين كيلا.
1 -
قرية باحة ربيعة.
2 -
قرية الحدبة.
3 -
قرية تيهان.
4 -
قرية الجو.
5 -
قرية زينة.
6 -
قرية آل امسعلي.
7 -
قرية آل محمود.
8 -
قرية شرمة.
9 -
قرية آل امجمل.
10 -
قرية ضبوعي.
11 -
قرية المسقوى.
12 -
قرية رحبان.
13 -
قرية آل جديعي.
14 -
قرية امزهراء.
15 -
قرية المقزعة.
16 -
قرية الحضن.
17 -
قرية المحنية.
18 -
قرية آل الغازي.
19 -
قرية العطف.
20 -
قرية المفصلة.
21 -
قرية آل شار.
22 -
قرية آل امصدامي.
23 -
قرية امجيش.
24 -
قرية بجاد.
25 -
قرية أهل الغال.
26 -
قرية قريدة العيدة.
27 -
قرية قرين.
28 -
قرية البطح.
29 -
قرية البدلة.
30 -
قرية المقاعد.
31 -
قرية بشام.
32 -
قرية الخربان.
33 -
قرية صعبا.
34 -
قرية الخيمة.
35 -
قرية مزهر.
36 -
قرية الهماء.
37 -
قرية الوغل.
38 -
قرية آل الشراع.
39 -
قرية الزهوة.
40 -
قرية مزمة.
41 -
قرية المرمدة.
42 -
قرية آل بعلا.
43 -
قرية آل بجاد.
44 -
قرية مشرف.
45 -
قرية امصاولى.
46 -
قرية امصفاء.
47 -
قرية امعلاية.
48 -
قرية وسانب.
49 -
قرية فو.
50 -
قرية امسحر.
(7)
ويليه من الشرق أودية بني مالك، ومآتيها من رؤوس جبال قرضة والطلحة من أواسط بلاد عسير، ويمتد إلى الشرق حتى يصب في وادي ابن هشبل، ثم منه إلى بيشة، ويرفده عدة روافد كان من أهمها باحة شعار، وتقوم على ضفافه عدة قرى، من أهمها ما يلي:
1 -
قرية قرضة.
2 -
قرية الفمارش.
3 -
قرية القرن.
4 -
قرية المقرفة.
5 -
قرية ذي مسنوم.
6 -
قرية بني رزام.
7 -
قرية ذمالة.
8 -
قرية الملاحة.
9 -
قرية الحوش.
10 -
قرية الفتيحاء.
11 -
قرية العين.
12 -
قرية آل محمل.
13 -
قرية الطلحة.
14 -
قرية أتانة.
15 -
قرية مسلت.
16 -
قرية الخارجة.
17 -
قرية العطفة.
18 -
قرية شوحطة.
19 -
قرية الجنفور.
20 -
قرية الجوفاء.
21 -
قرية قرين.
22 -
قرية الطحل.
23 -
قرية صعبان.
24 -
قرية آل جاهل.
25 -
قرية آل الشلفاء.
26 -
قرية آل بطح.
27 -
قرية آل هثال.
28 -
قرية شوحطة.
29 -
قرية الفية.
30 -
قرية آل جرجر.
31 -
قرية آل ابن نعمان.
32 -
قرية آل الطبيب.
33 -
قرية آل يعلا.
34 -
قرية آل لشرم.
35 -
قرية منيع.
36 -
قرية آل منير.
37 -
قرية حجلا.
38 -
قرية آل الغليض.
39 -
قرية المجاردة.
40 -
قرية آل بلكباش.
41 -
قرية آل محمد.
42 -
قرية آل مخلد.
43 -
قرية القريات.
44 -
قرية ذمالة.
45 -
قرية آل صعب.
46 -
قرية آل جمعة.
47 -
قرية آل مجمل.
48 -
قرية الموسطة.
49 -
قرية آل عرار.
50 -
قرية الجعجاع.
51 -
قرية النبعة.
52 -
قرية الخنق.
53 -
قرية آل محزل.
54 -
قرية المحالة.
55 -
قرية المجزعة.
56 -
قرية اللعبة.
57 -
قرية صعرور.
(8)
ثم يلي أودية عسير من الشمال أودية بالأحمر، وأهمها وادي عبل فوادي الماوين
(1)
، ومآتيها من قمم أغوار الحجاز الغربية المطلة على تية فمرة، وتتجه في امتدادها إلى الشرق حتى تنتهي بمسائل وادي بيشة، وترفدها روافد عديدة وتقوم على ضفافها عدة قرى من أهمها ما يلي:
1 -
قرية بهوان.
2 -
قرية آل عبد العزيز.
3 -
قرية البهشة.
4 -
قرية الطريشة.
5 -
قرية آل مخلد.
6 -
قرية آل عياش.
7 -
قرية الماوين.
8 -
قرية الكضامة.
9 -
قرية آل تمام.
10 -
قرية قطرة.
11 -
قرية مسفرة.
12 -
قرية آل علقة.
(1)
من قرية ص عرور يترك أودية وقرى عسير لكي يتجه شمالا حيث تقع أودية رجال الحجر بن الهنو بن الأزد نبدؤها بأودية وقرى بالأحمر من بني الحجر.
13 -
قرية آل ناجر.
14 -
قرية آل لمبيد.
15 -
قرية آل بغال.
16 -
قرية آل حرس.
17 -
قرية آل زائد.
18 -
قرية السرة.
19 -
قرية آل الزيان.
20 -
قرية آل جحدل.
21 -
قرية آل سالم.
22 -
قرية آل منامس.
23 -
قرية آل بهيس.
24 -
قرية مسحاة.
25 -
قرية آل حسين.
26 -
قرية آل عامر.
27 -
قرية الحسين.
28 -
قرية عمر.
29 -
قرية حومان.
30 -
قرية ذات يومين.
31 -
قرية آل مبارك.
32 -
قرية قرائينة.
33 -
قرية آل معلوي.
34 -
قرية آل صدام.
35 -
قرية آل عبالة.
36 -
قرية آل عزة.
37 -
قرية آل كامل.
38 -
قرية آل رافع.
39 -
قرية آل عامر.
40 -
قرية آل مشاعر.
41 -
قرية صبح.
42 -
قرية فرشاط.
(9)
ثم يلي أودية بالأحمر من الشمال أودية بالأسمر، وأهمها وادي عيا ومآتيها من قمم جبال السراة متجهة إلى الشرق حتى تصب في مآتي بيشة وترفدها روافد عديدة، وتقوم على ضفافها عدة قرى من أهمها ما يلي
(1)
:
1 -
قرية المضفاة.
2 -
قرية العطفة.
3 -
قرية الجزعة.
4 -
قرية غما.
5 -
قرية آل خالد.
6 -
قرية بن مشغب.
7 -
قرية آل عفيف.
8 -
قرية آل مقشع.
9 -
قرية الفيح.
10 -
قرية آل امغوي.
11 -
قرية الصدر.
12 -
قرية آل مداد.
13 -
قرية آل المغيلي.
14 -
قرية آل محرز.
15 -
قرية آل جبل.
16 -
قرية آل شتة.
17 -
قرية آل مارد.
18 -
قرية عتمة.
19 -
قرية آل مشي.
20 -
قرية العطنة.
21 -
قرية آل ليم.
22 -
قرية آل المعلم.
23 -
قرية آل قراعر.
24 -
قرية آل لطين.
25 -
قرية آل عينين.
26 -
قرية الفرسة.
27 -
قرية المطوق.
28 -
قرية آل عمير.
29 -
قرية القرى.
30 -
قرية آل خشرم.
(1)
جولة ميدانية قام بها المؤلف لإحصاء هذه القرى.
31 -
قرية آل رزق.
32 -
قرية الحضيرة.
33 -
قرية آل أمد.
34 -
قرية آل وعلان.
35 -
قرية غاشرة.
36 -
قرية ذبوب.
37 -
قرية آل حماد.
38 -
قرية عيد.
39 -
قرية البهشة.
40 -
قرية آل خشيم.
41 -
قرية آل بيد.
42 -
قرية آل شخطة.
43 -
قرية آل محيط.
44 -
قرية آل سالم.
ثم يلي وادي بالأسمر أودية بني شهر منها تنومة، ومآتيها من قمم جبال السراوات المطلة على أغوار تهامة الغربية مما يلي وادي نعص وبقرة وخاط، ويمتد متجهًا نحو الشرق حتى يصب في بطن وادي ترج المشهور في التاريخ ثم منه إلى بيشة وبني شهر وبني عمرو، ويطلقون عليه اسم "تري" على لغتهم، إذ هم يبدلون الجيم ياءً، وقد ورد اسم "ترج" في كثير من المعاجم وفي بعض أشعار العرب، وجاء ذكر "ترج" في "صفة جزيرة العرب" للهمداني بأنه مأسدة ضمن الجهات التي كانت تأوي إليها الأسد
(1)
. وجاء في "معجم البلدان" لياقوت الحموي ما لفظه: "وترج بالفتح ثم السكون وجيم جبل بالحجاز كثير الأسد". وقال أبو أسامة الهذلي:
ألا يا بؤس للدهر الشعوب
…
لقد أعيا على الصنع الطبيب
يحط الصخر من أركان ترج
…
وينشعب المحب من الحبيب
وقال أوس بن مدرك:
تحدث من لاقيت أنك قاتلي
…
قراقر أعلى بطن أمك أعلم
تبالة والعرضان ترج وبيشة
…
وقومي تيم اللات والاسم خثعم
(2)
(1)
الهمداني، صفة جزيرة العرب، ص 305.
(2)
ياقوت الحموي، معجم البلدان ج 2 ص 21.
وقالت أخت حاجز الأزدي ترثيه:
أحي حاجز أم ليس حيا؟
…
فيسلك بين خندف والبهيم
ويشرب شربة من ماء ترج
…
فيصدر مشية السبع الكليم
وقيل: ترج واد إلى جنب تبالة على طريق اليمن، وهناك أصيب بشر بن أبي خازم الشاعر في بعض غزواته فرماه نعيم بن عبد مناف بن رياح الباهلي الذي قيل فيه:"أجرأ من الماشي بترج"، فمات بالردة من بلاد قيس فدفن بها، ويحتمل أن سكون المراد بقولهم:"أجرأ من الماشي بترج" الأسد لكثرتها فيه. . إلى آخره
(1)
، ويرفد وادي تنومة عدة روافد من أهمها سدوان ونحيان ومنعا وغيرها من الروافد، وتقوم على ضفافه عدة قرى منها ما يلي:
1 -
قرية آل عاضة.
2 -
قرية دهنا.
3 -
قرية العوصاء.
4 -
قرية الحصون.
5 -
قرية آل صعدى.
6 -
قرية آل دحمان.
7 -
قرية عمر الشعف.
8 -
قرية آل ذخران.
9 -
قرية آل مرحب.
10 -
قرية آل صفوان.
11 -
قرية آل محدل.
12 -
قرية آل زريق.
13 -
قرية آل حسن.
14 -
قرية آل مروح.
15 -
قرية مجادب.
16 -
قرية آل معافا.
17 -
قرية آل سيار.
18 -
قرية آل جبر.
19 -
قرية آل التعريف.
20 -
قرية الفرسة.
21 -
قرية نازلة.
22 -
قرية القذال.
23 -
قرية الحزبة.
24 -
قرية الفرعة.
25 -
قرية آل بهيش.
26 -
قرية آل فليتة.
27 -
قرية بني جار.
28 -
قرية علية.
29 -
قرية آل سلام.
30 -
قرية صعبان.
31 -
قرية آل نبيه.
32 -
قرية وديع.
33 -
قرية آل منفلت.
34 -
قرية آل معمع.
35 -
قرية العرق.
36 -
قرية العمارية.
وفيما يلي قرى العوامر من بني شهر وأهمها
(2)
:
(1)
المصدر السابق.
(2)
جولة ميدانية على هذه القرى قام بها المؤلف.
1 -
قرية آل حلس.
2 -
قرية الفرعة.
3 -
قرية المهد.
4 -
قرية نحيان.
5 -
قرية آل لتيس.
6 -
قرية نويس.
7 -
قرية الهراينة.
8 -
قرية بني مشهور.
9 -
قرية آل لشقرة.
10 -
قرية آل حصين.
11 -
قرية آل يدي.
12 -
قرية آل ثابت.
13 -
قرية بني جرادة.
14 -
قرية آل يسعد.
15 -
قرية البردة.
16 -
قرية آل علاء.
17 -
قرية اليفاء.
18 -
قرية آل حنيش.
19 -
قرية آل سلام.
20 -
قرية آل عمر.
21 -
قرية النصاب.
22 -
قرية آل حظارى.
23 -
قرية الوطاء.
24 -
قرية آل مجمل.
25 -
قرية آل حيسى.
26 -
قرية مليح.
27 -
قرية آل عامر.
28 -
قرية العبيدي.
29 -
قرية المتن.
30 -
قرية شعف.
31 -
قرية آل سواء.
32 -
قرية صحيف.
33 -
قرية آل بيضاء.
34 -
قرية المركبة.
35 -
قرية الحثاة.
وفيما يلي بعض قرى شهر ثلامين وبني التيم:
1 -
قرية الدحض.
2 -
قرية منع.
3 -
قرية الشهوم.
4 -
قرية الشنضوف.
5 -
قرية الهية.
6 -
قرية البزوى.
7 -
قرية شعبة.
8 -
قرية الحقير.
9 -
قرية الوهدة.
10 -
قرية بني بكر.
11 -
قرية آل عائشة.
12 -
قرية النماص.
13 -
قرية العمر.
14 -
قرية بني روق.
15 -
قرية آل سلام.
16 -
قرية أولاد علي.
17 -
قرية آل زينب.
18 -
قرية الفضول.
19 -
قرية آل ظافر.
20 -
قرية آل زريف.
21 -
قرية المعوطة.
22 -
قرية الحلفة.
23 -
قرية القيم.
24 -
قرية آل حنبش.
25 -
قرية آل مزرق.
26 -
قرية لحبي.
27 -
قرية الريام.
28 -
قرية العمطان.
29 -
قرية آل حبيشي.
30 -
قرية آل حميدة.
31 -
قرية آل طوير.
32 -
قرية العقيقة.
33 -
قرية آل خشرم.
34 -
قرية المدانة.
35 -
قرية أبو قبيس.
36 -
قرية الخضرا.
37 -
قرية بني حليم.
38 -
قرية العرق.
39 -
قرية العفية.
40 -
قرية آل ناشر.
41 -
قرية المسلمة.
وفيما يلي قرى بني شهر الشام وأهمها
(1)
:
1 -
قرية العدوة.
2 -
قرية أكرم.
3 -
قرية القبل.
4 -
قرية آل ميسرى.
5 -
قرية رزنا.
6 -
قرية السرو.
7 -
قرية يانف.
8 -
قرية القرش.
9 -
قرية الدقائق.
10 -
قرية آل الزيتين.
11 -
قرية آل نشوان.
هذا ما حضرني من أسماء قرى بني شهر رغم أن عددها يبلغ مائتين وخمسين قرية تقريبًا.
ثم يلي أودية بني شهر من الشمال أودية بني عمرو، ومآتيها من قمم جبال السروات المطلة على تهامة الأجاردة الغورية، ويمتد في الاتجاه الشرقي حتى تصب في بطن وادي ترج، ثم منه إلى بيشة، ويرفده عدة روافد، على ضفافه عدة قرى من أهمها ما يلي
(2)
:
1 -
قرية الغرة.
2 -
قرية الفرعة.
3 -
قرية آل غثران.
4 -
قرية لزمة.
5 -
قرية الفرشة.
6 -
قرية آل سلامة.
7 -
قرية النيفة.
8 -
قرية آل جراد.
9 -
قرية نابط.
10 -
قرية آل يسر.
11 -
قرية آل الصلب.
12 -
قرية مشنية.
13 -
قرية آل شيبان.
14 -
قرية آل يسام.
15 -
قرية الجعادية.
16 -
قرية آل سحيم.
17 -
قرية الصناع.
18 -
قرية نمران.
19 -
قرية العاسرة.
20 -
قرية الطلحة.
21 -
قرية آل حبكة.
22 -
قرية الشمالية.
23 -
قرية آل مقرى.
24 -
قرية آل سعد.
25 -
قرية آل عمار.
26 -
قرية آل الشاعر.
27 -
قرية آل محفظ.
(1)
جولة ميدانية قام بها المؤلف.
(2)
جولة ميدانية تطبيقية على هذه الأودية والقرى قام بها المؤلف.
28 -
قرية آل منيح.
29 -
قرية عطيفة.
30 -
قرية آل جاهل.
31 -
قرية الخشبة.
32 -
قرية آل حصن.
33 -
قرية الصفا.
34 -
قرية الجوابرة.
35 -
قرية الغرة.
36 -
قرية آل هلال.
37 -
قرية آل سعد.
38 -
قرية عذالة.
39 -
قرية آل سكوت.
40 -
قرية آل مقبول.
41 -
قرية الحيدة.
42 -
قرية آل مكمل.
43 -
قرية آل علبان.
44 -
قرية مدريد.
45 -
قرية آل وليد.
46 -
قرية ذا المعز.
47 -
قرية الحنر.
48 -
قرية عاكسة.
49 -
قرية أبو جبال.
50 -
قرية قفعة.
51 -
قرية آل طارق.
52 -
قرية آل قرش.
53 -
قرية محذرة.
54 -
قرية آل ظاوي.
55 -
قرية الطريف.
56 -
قرية يانيف.
57 -
قرية آل نيهان.
58 -
قرية الشعب.
59 -
قرية القربة.
وفيما يلي نذكر بعض الأودية التهامية، وأهم ما تنطوي عليه من القرى ونبدؤها من الجنوب إلى الشمال وهي: وادي حسوة، ويمتد من رأس عقبة القرون يصب في وادي مربة ثم منه إلى وادي عتود حتى ينتهي في البحر الأحمر جنوب ميناء الشقيق، وتقوم على ضفافه عدة قرى من أهمها ما يلي
(1)
:
1 -
قرية شوكان.
2 -
قرية الذورة.
3 -
قرية الرحوب.
4 -
قرية الجلة.
5 -
قرية المرار.
6 -
قرية ثاه.
7 -
قرية ذهبان.
8 -
قرية ذي امسودة.
9 -
قرية شصعة.
10 -
قرية دبلاء.
11 -
قرية النجود.
12 -
قرية الرائغة.
13 -
قرية ظلمة.
14 -
قرية آل مسلمة.
ويليه من الغرب وادي كسان وريم، ومآتيها من رجال ألمع، وتمتد إلى الجنوب الغربي من رجال ألمع حتى تصب بميناء الشقيق فالبحر الأحمر، وتقوم على ضفتيهما عدة قرى من أهمها ما يلي:
(1)
جولة ميدانية قام بها المؤلف.
1 -
قرية رجال.
2 -
قرية البيح.
3 -
قرية البتيلة.
4 -
قرية الميل.
5 -
قرية الصليل.
6 -
قرية القفا.
7 -
قرية القلة.
8 -
قرية العرة.
9 -
قرية القارية.
10 -
قرية رجب.
11 -
قرية اللحجين.
12 -
قرية المحدثة.
13 -
قرية الروق.
14 -
قرية الشعبين.
15 -
قرية العراف.
16 -
قرية الوجيف.
17 -
قرية الرهوة.
18 -
قرية امسروي.
19 -
قرية امحجرة.
20 -
قرية معلين.
21 -
قرية امسرى.
22 -
قرية امزعابل.
23 -
قرية آل يراة.
24 -
قرية امشعبي.
25 -
قرية حودة.
26 -
قرية آل شهدان.
27 -
قرية العائنة.
28 -
قرية المقاصدة.
29 -
قرية محلية.
30 -
قرية امتعالى.
31 -
قرية ثلوث ريم.
32 -
قرية الصواقة.
33 -
قرية المروة.
34 -
قرية الحقو.
35 -
قرية رادة.
36 -
قرية فقوه.
37 -
قرية ذي امنقر.
38 -
قرية الملقصدة.
39 -
قرية محلية.
40 -
قرية العشير.
41 -
قرية السحر.
42 -
قرية البئر
(1)
.
ثم يلي وادي كسان من الشمال وادي حلي، ومآتيه من قمة جبل تهلل المطل على سراة عسير حتى ينتهى بوادي حلي بن يعقوب
(2)
، ثم منه إلى البحر الأحمر، ويرفده ما يزيد عن ثلاثين واديًا دونه في الاتساع، وتقوم على ضفافه عدة قرى من أهمها ما يلي:
1 -
قرية الشرفة.
2 -
قرية الشقة.
3 -
قرية الشعبين.
4 -
قرية صولة.
5 -
قرية محجان.
6 -
قرية عر.
7 -
قرية الظهيرة.
8 -
قرية آل امشابع.
9 -
قرية آل امبيوع.
10 -
قرية آل مصم.
11 -
قرية غنمة.
12 -
قرية الجزعة.
(1)
جولة ميدانية قام بها المؤلف حول هذه الأودية وقراها.
(2)
حلي بن يعقوب من الأودية الخصبة جنوب مكة المكرمة، وهو منسوب إلى أحد ساكنيه القدامى، واسمه علي بن يعقوب، ذكره ابن بطوطة في رحلته المشهورة (ص 246، 247).
13 -
قرية مندر العوص.
14 -
قرية عثالف.
15 -
قرية ضاحية.
16 -
قرية الحبيل.
17 -
قرية الرصعة.
18 -
قرية عمقة.
19 -
قرية المدرقة.
20 -
قرية الحاجب.
21 -
قرية القران.
22 -
قرية القلعة.
23 -
قرية تغابة.
24 -
قرية آل بريد.
25 -
قرية الجور.
26 -
قرية شصعة.
27 -
قرية ثقفي.
28 -
قرية آل مضواح.
29 -
قرية الجرف.
30 -
قرية جو غمرة.
31 -
قرية عرضة.
32 -
قرية غمرة.
33 -
قرية مدر.
34 -
قرية ظهران.
35 -
قرية سنومة.
36 -
قرية سمعى.
37 -
قرية فو.
38 -
قرية وسانب.
39 -
قرية المنافش.
40 -
قرية رقعاء.
41 -
قرية دالج.
42 -
قرية الصدرة.
43 -
قرية النحدين.
44 -
قرية الحجف.
45 -
قرية غلاب
(1)
.
ثم يلي وادي حلي من الشمال وادي تيه، ويقع على رأسه عقبة شعار وقلعتها، ومآتيه من قمم جبال عسير السراة منحدرًا إلى تهامة حتى يصب في أعلى وادي حلي، وترفده عدة روافد من أهمها شعب هبهبة والحفر والبدلة، وتقوم على ضفافه عدة قرى أهمها ما يلي:
1 -
قرية العقدة.
2 -
قرية محائل.
3 -
قرية آل حماطة.
4 -
قرية ميجمة.
5 -
قرية آل مسعود.
6 -
قرية الحماطة.
ثم يلي وادي تيه من الشمال وادي مرة، ومآتيه من قمم جبال بالأسمر وبالأحمر، ويمتد منحدرًا إلى تهامة حتى يصب في وادي حلي بن يعقوب، وترفده روافد عديدة من أهمها: وادي سائل وفرشاط وخام، وتقوم على ضفافه عدة قرى من أهمها ما يلي:
1 -
قرية آل مشول.
2 -
قرية حصن الخيالة.
3 -
قرية مضبع.
4 -
قرية الشعثاء.
5 -
قرية شعبين.
6 -
قرية قرن الماء.
(1)
جولة ميدانية قام بها المؤلف على هذه الأودية وقراها.
7 -
قرية فرشاط.
8 -
قرية هادي.
9 -
قرية بني مالك.
10 -
قرية الكدس.
11 -
قرية الحضن.
12 -
قرية الضرس.
13 -
قرية مصبح.
14 -
قرية المعش.
15 -
قرية دلوة.
16 -
قرية محصن.
17 -
قرية الفاهمة.
18 -
قرية النصب.
19 -
قرية ترقش.
20 -
قرية العين.
ثم يليه من الشمال وادي نعص، ومآتيه من قمم جبال تنومة منحدرًا إلى تهامة حتى يصب في وادي بقرة ثم منه إلى أعلى وادي حلي بن يعقوب، وترفده عدة روافد وتقوم على ضفافه عدة قرى من أهمها ما يلي:
1 -
قرية المنظر.
2 -
قرية نعص.
3 -
قرية شعبين.
4 -
قرية بركوك.
5 -
قرية آل حديلة.
6 -
قرية القعواي
(1)
.
ثم يليه من الشمال وادي بقرة، ومآتيه من رأس عقبة ساقين المطلة على باحة تنومة منحدرًا إلى تهامة حتى يصب بأعلى وادي حلي بن يعقوب، وترفده عدة روافد من أهمها ما يلي:
1 -
قرية العتقاء.
2 -
قرية قبيب.
3 -
قرية آل موسى.
4 -
قرية آل العلا.
5 -
قرية آل صادم.
6 -
قرية آل شفان.
ثم يليه من الشمال الغربي أودية بارق
(2)
، وجماعها واديان كبيران هما: وادي الملح ويصب في بقرة، والثاني وادي شري، وكلاهما يفضي بوادي حلي بن يعقوب، ولها روافد كثيرة، وتقوم على ضفافه عدة قرى من أهمها ما يلي:
1 -
قرية ساحل.
2 -
قرية ربوع العجمة.
3 -
قرية القريحاء.
4 -
قرية آل جبلي.
5 -
قرية أثرب.
6 -
قرية المسلمة.
(1)
جولة ميدانية قام بها المؤلف.
(2)
بارق: اسم جبل، وبارق أيضًا: اسم أحد عمائز الأزد من القحطانية (انظر ياقوت، معجم البلدان، ج 1، ص 319).
7 -
قرية آل موسى.
8 -
قرية آل عرام.
9 -
قرية آل حجري.
10 -
قرية سهامة.
11 -
قرية شهار.
12 -
قرية العيرية.
13 -
قرية صعبان.
14 -
قرية آل عيشي.
15 -
قرية جمعة.
16 -
قرية الخوش.
ثم يلي وادي بارق
(1)
، من الشمال وادي خاط، ومآتيه من قمم طور النماص الغورية منحدرًا إلى الغرب حتى يصب في بطن وادي يبة، ثم منه إلى البحر الأحمر عن جنوبي القنفذة بقدر نصف يوم، وترفده عدة روافد، وتقوم على ضفافه عدة قرى من أهمها ما يلي:
1 -
قرية لفاقمة.
2 -
قرية آل مغائب.
3 -
قرية آل خميس.
4 -
قرية آل حقين.
5 -
قرية آل جودة.
6 -
قرية آل فلاح.
7 -
قرية بني حسين.
8 -
قرية بلجدع.
9 -
قرية مفلق.
10 -
قرية امنهيب.
ثم يلي وادي خاط من الشمال وادي جريه والخطوة، ومآتيه من قمم جبال السراة الغورية منحدرًا إلى تهامة حتى يصب في بطن وادي يبة، وترفده عدة روافد من أهمها البدلة، وتقوم على ضفافه عدة قرى:
1 -
قرية الخطوة.
2 -
قرية مملح.
3 -
قرية الطلاليع.
4 -
قرية الزوكة.
5 -
قرية آل العلا.
6 -
قرية غيلان.
7 -
قرية العواجرة.
8 -
قرية القمحة.
9 -
قرية آل عقلان.
10 -
قرية آل حزمة.
11 -
قرية آل يحيى.
12 -
قرية آل سعيد.
13 -
قرية آل حميد.
14 -
قرية الفقهاء.
15 -
قرية الحصنة.
16 -
قرية آل عمار.
17 -
قرية الحيد.
18 -
قرية آل عبيد.
19 -
قرية حيرة.
20 -
قرية الفرعة.
21 -
قرية الفينة.
(1)
يقال: أنه كان ببارق سوق حباشة الجاهلي - المخضرم.
22 -
قرية مروح.
23 -
قرية آل مفلق.
24 -
قرية الدهيس.
25 -
قرية آل شتا.
26 -
قرية بني قيس.
27 -
قرية آل شغيب.
28 -
قرية المشايخ.
29 -
قرية آل حمال.
30 -
قرية آل عيسى.
31 -
قرية آل وحيشي.
32 -
قرية آل مجدوع.
33 -
قرية امحابش.
34 -
قرية آل عاصم.
35 -
قرية آل يماني.
36 -
قرية آل مسور.
37 -
قرية آل محجوبة.
38 -
قرية آل قرينين.
39 -
قرية آل يشيبة.
40 -
قرية هفلية.
41 -
قرية آل محرز.
42 -
قرية الحدبا
(1)
.
وتقع بعض الأودية الكبار في الاتجاه الغربي من تهامة عسير، وفيما يلي نذكر أهمها:
وادي ريم، ويمتد من قمم عقبة نطع المطلة على وادي روام متجها إلى الجنوب الغربي حتى يصب بميناء الشقيق من شواطئ البحر الأحمر. ثم يليه من الشمال وادي عرمرم، ومآتيه من رأس عقبة فدران المطلة على قنا والبحر من الجنوب متجها إلى الجنوب الغربي حتى يجتمع بوادي ريم عند ميناء الشقيق ومنه إلى البحر، ويعيش على ضفتيه أقوام من المنجحة والمطامية والمخلوطة والحدرة وآل النعمي. ثم يليه من الشمال وادي قنا، ومآتيه من جبال رجال ألمع الغورية متجها إلى الشمال حتى يصب في بطن وادي حلي بن يعقوب، وتقوم على ضفافه عدة قرى من أهمها:
1 -
قرية المبنا.
2 -
قرية لتين.
3 -
قرية المعشور.
4 -
قرية معصم.
5 -
قرية الرفود.
6 -
قرية القويد.
7 -
قرية العرقين.
8 -
قرية حوية.
9 -
قرية الحقو.
10 -
قرية امحدمة.
11 -
قرية آل ثوبان.
12 -
قرية معفل.
13 -
قرية امخايع.
14 -
قرية الخب.
15 -
قرية آل ناشب.
16 -
قرية امدعاجنة.
17 -
قرية آل محيلة.
18 -
قرية آل بريد.
19 -
قرية آل قريشي.
20 -
قرية آل يزيد.
21 -
قرية آل معام.
(1)
جولة ميدانية قام بها المؤلف على هذه الأودية وقراها.
22 -
قرية آل مجدوع.
23 -
قية آل عيشية.
24 -
قرية عسلان.
25 -
قرية آل مرضي.
26 -
قرية آل امبعيرة.
27 -
قرية امخطام.
28 -
قرية الثراء.
29 -
قرية ميادى.
30 -
قرية وتران.
31 -
قرية مراتخ.
32 -
قرية آل مقدم.
33 -
قرية جحيش.
34 -
قرية الثراي
(1)
.
ثم يلي وادي قنا من الغرب أودية تقصر عنه، منها وادي حمضة فوادي يتمة فوادي ذهبان، وتصب هذه الأودية في البحر الأحمر في مسافة تقع ما بين ميناء القحمة وميناء البرك، ومن الشمال وادي الكفيرة، ومآتيه من قمم الجبال الشمالية عن قنا وينتهي في البحر الأحمر
(2)
.
انتهى ما حضرنا من تعداد أودية هذه المقاطعة وبعض القرى التي تقوم على ضفافها أو قريبا منها، وفيما يلي نذكر بعض الجبال الآهلة بالسكان، وتقع في صداير المنطقة التهامية:
جبل قيس:
جبل قيس يقع ما بين وادي كسان ووادي حسوة من رجال ألمع، ويعرف بجبل قيس فبني جونة فصلب، وهو ذلك الطود الشامخ المترامى الأطراف الكثير السكان الخصب التربة الوعر المسالك الملتوي المآتي، يمتد طولا من الشمال من رأس قمة الشرفة المطلة على الشعبين من الجنوب متجها جنوبا حتى ينتهي برأس قمة صلب المطلة على وادي العائنة، وتبلغ مساحته طولا تقريبا خمسة وعشرين كيلا، أما في العرض فخمسة كيلومترات تقريبًا، ويبلغ ارتفاعه عن الأرض حوالي ألفي قدم، وهو مغمور بالسكان والمزارع، ومن حاصلاته ما يلي: الذرة، والشعير، والدخن، والبن، والفواكه، والفركس ويعرف بالخوخ، والبلس، والعنب، والليمون، والموز، والرياحين، والكاذي، والبرك، والريحان، والشيح، والسكب، والإلب، والقومل، والوزاب، والعطر، والنشم، والنعنع، والحبق، والزيتون
(1)
جولة ميدانية قام بها المؤلف.
(2)
هذه الأودية ورد ذكرها في كتب المعجمات الجغرافية، ومنها صفة جزيرة العرب للهمداني.
البري. . إلى غير ذلك من الحاصلات، وفيه العسل المنقطع النظير، والنحل تسكن شعف الجبال والكهوف النائية علاوة على ما يقتنيه أهله، ولهم معرفة تامة بتربية النحل واجتلاء عسلها، وأغلب سكان هذا الجبل من بني قيس، فبني جونة، فبني بكر، وهم فيما بلغني عن مشايخهم ينتمون إلى بكر بن وائل، ويبلغ عدد ساكني هذا الجبل حوالي خمسة وعشرين ألف نسمة، ولهم عناية بتنفيذ البيوت وتنسيقها وبعضها يصل ارتفاعه إلى خمسة طوابق، وفيه ما يقرب عن ثلاثين قرية عامرة.
ويقابل جبل قيس في الاتجاه الشمالي الغربي الجبل الذي يمتد من الجنوب من رأس فقوة حتى ينتهي بقمة فخر المطلة على رقعاء من الشمال، وأعلاه قمة فيه تسمى "غمرة" يبلغ ارتفاعها عن سطح الأرض حوالي ألفين وخمسمائة قدم، وما ينطبق على جبل قيس من حيث الحاصلات والجودة ينطبق على جبل غمرة، وساكنوه من رجال ألمع من الأزد، ويطلق عليهم شحب، وتقوم على قمته وفي سفوحه ما يقرب من خمس وعشرين قرية عامرة
(1)
.
جبل هادا:
ويقع في سفح طور بالأسمر الأغوار الغربية، وينطبق عليه من حيث الحاصلات ما ينطبق على جبل قيس وغمرة من رجال ألمع حتى من حيث الارتفاع عق سطح الأرض إلا أنه أقل مساحة من قبيليه، وتقوم على سفوحه ما يقرب من خمس عشرة قرية عامرة.
جبل ضرم:
ويقع على سمت جبل هادا من الشمال ليس بينهما سوى عرض وادي الخميس، وجبل ضرم يفوق جبل هادا ارتفاعا ومساحة وسكانا، وهو منيع جدًّا، قل أن يؤتى إليه إلا مشيا على الأقدام، أما الحاملات فقل أن تطلع على سطحه لصعوبة مسالكه، وساكنوه من بني الأسمر من بني الحجر بن الهنو بن الأزد من القحطانية. ومن حاصلاته: البن، والعسل، والفواكه، والرياحين على اختلاف أنواعها وأفخرها الكاذي والريحان والعرقة، والشيح، والبرك، والزيتون،
(1)
جولة ميدانية على هذه الجبال للمؤلف.
والقيصوم، والرند، والسكب، والقرمل، إلى غير ذلك من الأشجار ذات الرائحة الذكية، ويزرع الذرة والشعير والدخن والسمسم، وفيه الزيتون البري بيد أنه يحتاج إلى تلقيح.
جبل ريدان
(1)
:
ويقع على بعد ست ساعات من مركز بارق في الاتجاه الجنوبي الشرقي، وهذا الجبل أشبه بهرم مستطيل في الجو يبلغ ارتفاعه حوالي 2160 قدما، وهو منحوت من جهته تأوي إليه النحل بكثرة، والمجاورون له يستخرجون من كهوفه عسلا منقطع النظير، ويجلبونه إلى الأسواق المجاورة له للبيع.
جبل بركوك:
ويقع فوق وادي نعص من الشمال الشرقي، وهذا الجبل الأشم تنتشر على سفوحه حقول البن بكثرة، وليس يقل أهمية عن جبل ضرم، وفيه العسل الأبيض الجيد.
جبل أثرب:
ويقع على بعد أربع ساعات عن مركز بارق، وهو شبه سلاسل مسنمة تمتد ما بين وادي بقرة جنوبًا حتى وادي خاط شمالا، وتقع المزارع والحقول والقرى في عرضه من الجهة الغربية، وفيه العسل والبن والرياحين، ومن حاصلاته: الذرة، والدخن. ويبلغ ارتفاعه عن صطح أرضه بحوالي 1200 قدم، وساكنوه خليط من بني شهر بن الحجر بن الهنو بن الأزد، وبني عمهم بني عمرو.
جبل ثربان
(2)
:
ويقع في مقابل جبل أثرب في الاتجاه الغربي الشمالي على حافة وادي يبة من الشمال، وهو ذلك الجبل الأشم الشامخ الذرى، يرتفع عن سطح أرضه بحوالي 5000 قدم، وجبل ثربان هذا من أمنع جبال تهامة قل أن يأتي على
(1)
هذه الجبال وما يتخللها من الأودية تحفة المنطقة لما تمتاز به من مختلف الأشجار ذات الروائح الذكية منها: الرند والقيصوم والكاذي والرياحين والشيح وغير ذلك.
(2)
يعيش على سطح جبل ثربان وفي سفوحه فئات من بني شهر وبني عمرو.
سطحه الأعلى الأقدام، ومن حاصلاته الذرة والشعير والدخن والأشجار الذكية، وساكنوه خليط من بني شهر وبني عمرو، غفل من أجهل أهل تلك الجهة.
الحالة الزراعية في إقليم منطقة أبها بوجه عام
يعيش سكان هذه المنطقة في الأغلب الأعم على الزراعة والمنطقة من المناطق الزراعية المشهورة في جزيرة العرب بل من أخصبها تربة، وأحسنها جودة. وتنقسم من حيث حالتها الطبيعية قسمين: سراة، وتهامة. فمزارع السراة تحتل أغلب سطح السلاسل الجبلية بوجه عام حتى يهيأ لك وأنت على سطح تلك السلاسل الخضراء أنها تتهادى بين واحات سندسية اللون لاكتظاظها بالمزارع، والحقول المنضدة الشكل، وبالرغم من أن في مدينة أبها فرعا لوزارة الزراعة فإن مزارعي المنطقة مازالوا يمارسون استثمار أرضهم دون تطوير. وتعيش الزراعة في المنطقة على الأمطار الموسمية، ولكنها تهطل طول العام دون انقطاع، قلّ أن يمر شهر دون هطول المطر، وقد تهطل بكثرة في بعض المواسم، وبالجملة فإن هذه المنطقة غنية بخيراتها، معتدلة الجو، طيبة الهواء، نقية المناخ، وتنحصر محاصيلها في المنطقة الجبلية في الأنواع الآتية:
أولًا: البر، وهو أنواع: حنطة، وصيب، وقياضي، وهلبا، وسمراء.
ثانيًا: الشعير بنوعيه: شعير ومشعورة.
ثالثًا: ذرة، وهي أنواع، صفراء، وأبو شوكة، وبيضا، ومقاصرة، وحقلية، وحشوي، وحمري، وحش.
رابعًا: العدس، ويسمى في عسير "بلسن"، ويزرع في فصل الشتاء.
خامسًا: الفواكه، ومنها: العنب، والفركس المعروف بالخوخ، والتين، والبلس، والمشمش ويسمى هنا خوخا، والتفاح، والبرتقال، والعرنوط وهو هنا الكمثرى، والتين، والبلس، والتين البرشومي ذو الشوك، واللوز، والرمان، وهو أنواع من أحسنها الطائفي، ومن أردئه العظيمي، والحمضيات، السفرجل، والليمون، والتوت، إلى غير ذلك من الفواكه ذات الأنواع المختلفة.
ولبرودة الجو فإن محاصيل المنطقة الجبلية بطيئة النضوج جدا لا تأتي خلال العام الواحد سوى مرتين صيفًا وشتاءً. أما الفواكه فلا تأتي سوى مرة واحدة في خلال العام الواحد. أما تهامة فتأتي محاصيلها في السنة ثلاث مرات في الخريف، والصيف، والربيع، ويمكن الاقول: إن مقدار المحصول الزراعي السنوي خلال العام الواحد الخصب بوجه عام في المنطقة، وذلك بعد المقارنة وبعد الرجوع إلى كشوفات الخرص الموجودة بمالية أبها كما يلي:
- 500 ألف فرق من الشعير.
- 400 ألف فرق من البر الحنطة.
- 20 ألف تنكة من السمن.
- 20 ألف فرق من الذرة.
- 40 ألف فرق من الدخن.
- 10 الاف فرق من السمسم.
- 9 آلاف تنكة من العسل
(1)
.
المحصول النسبي للماشية فى المنطقة بوجه عام:
بالرغم من أن أغلب سكان هذه المنطقة قرويون في الأغلب الأعم، وأن نسبة البدو فيهم ضيئلة جدا إلا أنهم أهل عناية تامة باقتناء الماشية قل أن تجد بيتًا خاليًا من الماشية. وقد اشتهرت هذه المقاطعة بتصدير قسم كبير من الأغنام والأبقار والإبل إلى الحجاز ونجد بصورة مستمرة بعد الكفاية الذاتية في المنطقة، ومهما بلغت نسبة المصدر فيها والمستهلك فإن المنطقة غنية بالثروة الحيوانية بشكل عام منقطع النظير؛ ذلك لأنها أخصب بقعة على سطح الجزيرة العربية، ومن أجل ذلك فالأمراض الحيوانية تكاد تكون معدومة نهائيا، ولهذه المقتضيات يمكن تقدير محصول الماشية الحيوانية في هذه المقاطعة كما يلي:
(1)
هذه المعلومات مستسقاة من كشوفات مالية أبها في عام 1374 هـ.
1000000 (مليون رأس من الضأن والماعز).
60000 (ستون ألف من البقر).
20000 (عشرون ألف رأس من الإبل).
وهذه المحاولات التقريبية أغلبها مأخوذ من كشوفات حاصلات الزكاة السنوية بمالية أبها
(1)
.
أشهر قبائل هذه المنطقة
إذا كان لابد للباحث في فن التاريخ من أن يلقي ضوءًا على أحوال أهل محيطه الاجتماعية والأدبية، فإننا نرى أن نستعرض في مقدمة هذا الفصل أسماء القبائل التابعة لهذا الإقليم الذي يطلق عليه اسم منطقة عسير
(2)
، ويحتل مسافة ما بين ظهران من الجنوب حتى بلاد بني خثعم شمالا، ومن الغرب ما بين أسياف البحر الأحمر من محاذاة القحمة فالبرك حتى رمال تثليث شرقًا من محاذاة الربع الخالي، وتقدر هذه المساحة طولا بالكيلوات ثلاثمائة وثلاثون كيلا. وفي العرض مثل ذلك؛ إذ لا فرق بين الطول والعرض، فالمسافة في الجهتين لا تقل عن عشر مراحل فأكثر، على أننا سنحاول إرجاع كل قبيلة إلى أصلها معتمدين في ذلك على ما أورده مشاهير علماء النسب كالهمداني، وابن الكلبي، والإمام المشهور بأبي علامة من علماء النسب مبتدئين بأبرز هذه القبائل شهرة، وأقواها شكيمة، وأعرقها نسبا، وفيما يلي نذكر أولا:
قبيلة بني مغيد:
من عسير وحاضرتها مدينة أبها. وتنتشر قرى هذه القبيلة على طول وادي أبها، وما ينجر إليه من روافد، ويجاورها من الشرق شهران ومن الشمال علكم
(1)
كشوفات حاصلات الزكاة السنوية بالمنطقة في عام 1374 هـ.
(2)
مقابلات مع أكبر المشايخ بالمنطقة في عام 1378 هـ، ومنهم:
أ - سعيد بن عبد العزيز بن مشيط، شيخ شهران.
ب - أحمد بن سعد بن مفرح، شيخ بني مغيد.
جـ - عائض بن حامد، شيخ علكم. =
وبنو مالك، ومن الغرب رجال ألمع، ومن الجنوب قحطان وشهران وبنو شعبة، وتنطوي على عمائر
(1)
كبار من أهمها ما يلي:
1 -
آل الوازع
2 -
آل نجد المروة.
3 -
مغيد الوطأ
وتتألف هذه العمائر من الأفخاذ الآتية:
1 -
آل يزيد الشعف.
2 -
بنو جري.
3 -
آل امنسم.
4 -
آل الجلال.
5 -
العمارات.
6 -
آل زيدي.
7 -
العكاس.
8 -
أهل رضف.
9 -
المغيدين.
10 -
اليزيدين.
11 -
آل يزيد السقى.
12 -
آل تمام.
13 -
آل جديعي.
14 -
آل زيدان.
15 -
آل بواح.
16 -
آل مفرح.
17 -
آل سكران.
18 -
آل قبيعي.
19 -
أمنغله.
20 -
آل معرم.
21 -
آل ويمن.
22 -
آل مخلوف.
23 -
آل مدحان.
24 -
ربيعة التهمة.
25 -
أهل قاعد.
26 -
آل حبيب بن مالك.
27 -
عيسى بن حاوي.
28 -
أهل العثربان.
29 -
أهل اليتيم.
30 -
آل امشاعر.
31 -
بنو نمار.
32 -
المقضا.
33 -
آل وائلة.
34 -
آل العلا.
35 -
الهضبة.
36 -
العلاية.
ويقدر عدد أفراد هذه القبيلة بما يقرب من خمسة وعشرين
(2)
ألف نسمة، ويشغل منصب رئاسة قبيلة بني مغيد في الوقت الحاضر الشيخ أحمد بن سعد بن مفرح، وهو من بيت سؤدد ونبل ومعروف بالشجاعة والإقدام، ويبلغ من العمر حوالي خمسه وأربعين عامًا
(3)
، وهذه القبيلة ترجع في النسب إلى العدنانية.
= د - عبد الوهاب المتحمي، شيخ ربيعة ورفيدة.
هـ - عود بن معدي، شيخ بني مالك.
(1)
العمارة يندرج تحت مسماها عدة بطون، وتجمع على عمائر وعمارات (انظر: القلقشندي، قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان، تحقيق إبراهيم الإبياري ص 14، 15).
(2)
حملة ميدانية ومقابلة مع أعيان القبيلة.
(3)
توفي، وخلفه في مشيخة القبيلة علي بن سعد بن مفرح.
قبيلة علكم:
وتنتشر قرى هذه القبيلة على طول وادي حمزة، وما ينجر إليه من روافد، ويحدها من الجنوب بنو مغيد ومن الشمال ربيعة ورفيدة، ومن الشرق بنو مالك، ومن الغرب رجال ألمع، وتنطوي هذه القبيلة على عمائر كبار منها:
1 -
بنو مازن.
2 -
شبلي.
3 -
آل سعيدي.
4 -
مقرن.
5 -
آل القاسم.
وتتألف هذه العمائر من الأفخاذ الآتية وهي:
1 -
آل ثواب.
2 -
آل مطحل.
3 -
آل عاصم.
4 -
آل يوسف.
5 -
آل سعيدي.
6 -
آل المعان.
7 -
آل مغيضة.
8 -
بنو مازن.
9 -
آل الفلت.
10 -
الفرزعة.
11 -
المحير.
12 -
آل مطير.
13 -
آل امقارم.
14 -
آل عقران.
15 -
آل امتوم.
16 -
معلين.
17 -
عضاضة.
18 -
آل عطا.
ويبلغ عدد أفراد هذه القبيلة خمسة وعشرين ألف نسمة تقريبًا، وتقع في الشمال عن مدينة أبها في مسافة لا تتجاوز اثني عشر كيلا، ويشغل منصب رئاسة هذه القبيلة في الوقت الحاضر الشيخ عائض بن حامد
(1)
وهو شيخ طاعن في السن يبلغ من العمر حوالي ستين عامًا تقريبا، وهو من بيت عرف بالشجاعة والثقة والاعتدال، وأصل هذه القبيلة من العدنانية.
قبيلة ربيعة ورفيدة:
ومنازل هذه القبيلة تقع على ضفاف وادي طبب وما ينجر إليه من روافد، وتقع في الشمال الغربي عن مدينة أبها بحوالي خمسة وعشرين كيلا، ويصاقبها من الجنوب علكم، ومن الشمال بنو الأحمر، ومن الغرب رجال ألمع ومحائل، ومن الشرق بنو مالك، وتنطوي على عمائر كبار أهمها ما يلي:
(1)
توفي، وخلفه ابنه عبد اللَّه بن عائض بن حامد.
1 -
امتلادة.
2 -
آل شدادي.
3 -
أهل الغال.
4 -
الرفقتين
5 -
آل الحارث
6 -
بنو حسن.
7 -
بنو ثوعة.
8 -
آل عاصمي.
وتتألف هذه العمائر من الأفخاذ الآتية، وهي:
1 -
آل المتحمي.
2 -
آل مغثم.
3 -
التيهان.
4 -
آل امسعلي.
5 -
آل محمود.
6 -
آل امجمل.
7 -
آل امحنيش.
8 -
بنو غنم.
9 -
آل جحيش.
10 -
آل فضيلة.
11 -
آل ناهية.
12 -
آل الغازي.
13 -
المقزعة.
14 -
المفصلة.
15 -
آل امصدامي.
16 -
آل عيسية.
17 -
آل بكرة.
18 -
آل المرتفع.
19 -
آل جديعي.
20 -
آل بجاد.
21 -
آل الحلاج.
22 -
آل غنية.
23 -
أهل شرمة.
ويقدر عدد أفراد هذه القبيلة بخمسة وعشرين ألف نسمة تقريبًا، ويرأس منصب مشيخة ربيعة ورفيدة في الوقت الحاضر الشيخ عبد الوهاب بن عبد العزيز المتحمي
(1)
، وهو من بيت سؤدد وكرم، لهم سابق إمارة على عسير وملحقاتها وتاريخهم مشهور. وقد أتينا على ذكر إمارتهم في القسم السياسي من كتابنا هذا، ويبلغ من العمر حوالي خمسة وأربعين بعين عاما تقريبًا، وهذه القبيلة من العدنانية.
قبيلة بنى مالك:
تقع منازل هذه القبيلة في الشمال الشرقي عن مدينة أبها بحوالي عشرة أكيال تقريبا، ويحدها من الشرق شيران، ومن الشماك بالأحمر، ومن الغرب علكم وربيعة ورفيدة، ومن الجنوب بنو مغيد وعلكم، وتنطوي على عدة عمائر كبار من أهمها ما يلي:
(1)
يشغل منصب مشيخة ربيعة ورفيدة وقت إعدد الطبعة الثانية أخوه هنيد بن عبد العزيز.
1 -
بنو رزام.
2 -
آل مجمل.
3 -
آل يعلا.
4 -
بنو ربيعة.
5 -
بنو منبه.
6 -
آل الحبشي.
7 -
آل رميان.
وتتألف هذه العمائر من الأفخاذ الآتية وهي:
1 -
آل خضرة.
2 -
آل لزم.
3 -
آل يعلا.
4 -
آل جرجر.
5 -
آل الشلفا.
6 -
آل جاهل.
7 -
آل أبي شوحطة.
8 -
آل هتان.
9 -
آل بن نعمان.
10 -
آل منير.
11 -
بنو ربيعة.
12 -
آل الطبيب.
13 -
آل الغليض.
14 -
المجاردة.
15 -
آل بلكباش.
16 -
آل محمد بن علي.
17 -
آل مجندي.
18 -
آل مخلد.
19 -
آل صعب.
20 -
آل جمعة.
21 -
آل عراد.
22 -
آل محزل.
23 -
آل رميان.
24 -
آل الحبشي.
ويقدر عدد أفراد هذه القبيلة بحوالي خمسة وعشرين ألف نسمة، ويشغل منصب مشيختها الشيخ علي بن معدي
(1)
، والرئاسة فيهم بالتعاقب، وهو شاب سليم الطوية يتحلى بالدين والصمت، وهذه القبيلة من العدنانية.
عسير تهامة:
ويطلق عليهم رجال ألمع، وتتكون قبائل رجال ألمع من عشر قبائل كبار، وهي:
1 -
قبيلة بني قيس بن مسعود: والرئاسة في حمل الراية في المغازي فيهم، وتقع منازل بني قيس بن مسعود على سفوح جبل قيس المار ذكره، وفي بطن حسوة، وتحد من الشمال ببني جونة، وبني ظالم، ومن الشرق ببني زيد وعلكم،
(1)
توفي، وخلفه في منصب مشيخة بني مالك ابنه عبد اللَّه بن معدي.
وهي على بعد خمسة أكيال عن مركز الشعبين في الاتجاه الجنوبي، وتنطوي على عدة عمائر كبار وهي:
1 -
آل عبد المتعالي.
2 -
بنو غالب.
3 -
آل هازم.
4 -
آل عاطف.
5 -
آل يعلا.
6 -
المجرعة.
7 -
آل علي بن سويد.
8 -
آل المسابلة.
9 -
آل أمز غلول.
10 -
آل يحيى.
11 -
آل سعيدي.
12 -
مريع.
13 -
آل سالم بن هازم.
14 -
آل مصم.
ويبلغ عدد أفراد هذه القبيلة حوالي خمسة عشر ألف نسمة، ويشغل منصب مشيختها الشيخ حسن بن أحمد بن عبد المتعال
(1)
، وهو من بيت سؤدد وشجاعة وكرم، ويبلغ في العمر ستين عاما تقريبًا، وهذه القبيلة من العدنانية من بني مسعود من تغلب.
2 -
قبيلة يني ظالم: تقع منازل هذه القبيلة على ضفاف وادي حلي، وما ينجر إليه من روافد، وتحد من الجنوب ببني قيس
(2)
، وبني جونة وبني قطبة، ومن الغرب بشحب، ومن الشمال بالبناء، ومن الشرق ببني قطبة وبني العيص، وتقع على بعد ثلاثة أكيال عن مركز الشعبين في الشمال الغربي، وتنطوي على عدة عمائر كبار وهي:
1 -
آل امسلمي.
2 -
آل جعيدة.
3 -
المدرقة.
4 -
المقاصدة.
وتتألف هذه العمائر من الأفخاذ الآتية:
1 -
النواشرة.
2 -
المهاملة.
3 -
الخفاظية.
4 -
النعامية.
5 -
آل املوذ.
6 -
آل الحلاج.
(1)
توفي، وخلفه في منصب مشيخة القبيلة ابنه محمد بن حسن.
(2)
برواية الشيخ إبراهيم الرشيدي.
7 -
آل امنقر.
8 -
آل عمار.
9 -
أهل عمقة.
10 -
آل عثمان.
11 -
آل درح.
12 -
أهل مناضر.
ويبلغ عدد أفراد هذه القبيلة حوالي خمسة عشر ألف نسمة، ويشغل منصب مشيختها الشيخ محمد بن إبراهيم الرفيدي، وهو شاب يبلغ من العمر ستة وثلاثين عامًا تقريبًا، ومعروف بالكرم والإقدام
(1)
، وأفراد هذه القبيلة معظمهم ينحدر كما يبدو من القحطانية من الأزد، إذ هم من سلائل ألمع.
3 -
قبيلة بني جونة: وتقع منازل هذه القبيلة على قمة جبل القارية، وفي سفح جبل بني جونة، وما يقرب إليه من وادي كسان وريم، ويحدها من الشمال بنو قيس وبنو ظالم وشحب، ومن الغرب شحب، ومن الجنوب بنو بكر سكان جبل صلب، ومن الشرق بنو قيس، وتبعد عن الشعبين بقدر ثمانية أكيال إلى الاتجاه الجنوبي، وتنطوي هذه القبيلة على عدة عمائر كبار، وهي:
1 -
المشبلة.
2 -
المسكتة.
3 -
امسرو.
4 -
آل امحسين.
5 -
آل العلا.
6 -
أمعصادة.
7 -
آل جندب.
8 -
آل عبيدة.
9 -
مشبلة.
10 -
المسكتة.
11 -
آل ثواب.
12 -
أهل اللحجين.
ويقدر عدد أفراد هذه القبيلة بحوالي خمسة عشر ألف نسمة، ويرأسها حاليًا الشيخ حسن الكبيبي، وهو في العقد الخامس من عمره ومعروف بالكرم والشجاعة.
4 -
قبيلة بني بكر: أهل جبل صلب، وتقع منازل هذه القبيلة على قمة الجبل المعروف بجبل صلب، وفي مضائق وادي كسان وما ينجر إليه من روافد، ويحدها شمالا بنو جونة، وشرقًا بنو زيد، وجنوبًا بنو شعبة وبنو زيد، وغربًا بنو جونة، وتبعد عن الشعبين بنحو عشرة أكيال في الاتجاه الجنوبي، وتنطوي على العمائر الآتية:
(1)
توفي، وخلفه في منصب مشيخة القبيلة ابن عمه.
1 -
آل عراف.
2 -
آل خودة.
3 -
آل السرو.
4 -
آل أمثروه.
5 -
آل شهدان.
6 -
آل روق.
7 -
آل المحجرة.
8 -
معلين.
9 -
آل الشعبي.
10 -
آل سعدان.
ويقدر عدد أفراد هذه القبيلة بحوالي عشرة آلاف نسمة، ويشغل منصب مشيختها حاليًا الشيخ علي بن عيسى العرافي، وهو في العقد الخامس من عمره، وهو معروف بالكرم والإقدام
(1)
.
5 -
قبيلة بني عبد شحب: تقع منازل هذه القبيلة على عدوتي وادي ريم حتى قمة جبل "فقوة" الواقعة عند ريم شرقا، ويحدها من الغرب المخلوطة، ومن الشرق بنو ظالم وبنو جونة، ومن الشمال بنو شديدة والبناء، ومن الجنوب بنو جونة، وتبعد عن الشعبين حوالي ثمانية أكيال في الاتجاه الغربي، وتنطوي على عدة عمائر من أهمها ما يلي:
1 -
آل مجم.
2 -
آل زياد.
3 -
آل قفيل.
4 -
أهل رادة.
5 -
الفقوة.
6 -
آل ماطر.
ويقدر عدد أفراد هذه القبيلة بحوالي خمسة عشر ألف نسمة، ويشغل منصب مشيختها الشيخ سعيد بن مجم، وهو شيخ طاعن في السن
(2)
ويبلغ خمسة وستين عامًا تقريبًا ومعروف بالكرم والإكرام والإقدام، ومعظم أفراد هذه القبيلة ينحدر من أصل قحطاني من الأزد من عمرو مزيقيا.
6 -
قبيلة "شديدة": وتقع منازل هذه القبيلة على رأس قمة جبل غمرة، ومنها قسم كبير يسكن في الخبت المحاذي للقحمة، كما أن منها قسما يسكن بوادي ريم، وعرموم ويحدها من الشرق البنا وبنو ظالم، ومن الغرب القحمة والشفيف، ومن الجنوب الصنيدلي، ومن الشمال الصدرة والبناء، وتبعد عن مركز
(1)
توفي، وخلفه في منصب مشيخة القبيلة ابنه عيسى العرافي.
(2)
توفي، وخلفه في منصب مشيخة القبيلة ابنه علي بن سعيد بن مجم.
الشعبين بحوالي تسعة أكيال في الاتجاه الشمالي الغربي، وتنطوي على عدة عمائر من أهمها ما يلي:
1 -
آل امثيرة.
2 -
آل مظواح.
3 -
الصواقعة.
4 -
آل علي بن موسى.
5 -
آل عجيم.
6 -
الدعاجنة.
7 -
المخلوطة.
8 -
النجدين.
ويقدر عدد أفراد هذه القبيلة بحوالي عشرة آلاف نسمة، ويشغل منصب مشيختها الشيخ إبراهيم أبو زحلة
(1)
، وهو شيخ كبير يبلغ من العمر حوالي ستين عاما مشهور بالكرم والشجاعة، والمشار إليه ومعظم أفراد هذه القبيلة من أصل قحطاني من الأزد.
7 -
قبيلة بني زيد: وتقع منازل هذه القبيلة على ضفاف وادي حسوة من الشرق، وفي سفوح الجبل الواقع ما بين حسوة فوادي مربه، وتحد من الشرق ببني مغيد، ومن الغرب بقبيلة قيس وبني قطبة وبني بكر. ومن الشمال ببني العيص، ومن الجنوب ببني شعبة. وتبعد عن مركز الشعبين بحوالي عشرة أكيال في الاتجاه الجنوبي الشرقي، وتنطوي على أفخاذ عديدة من أهمها ما يلي:
1 -
آل حيان.
2 -
آل املك.
3 -
العرافجة.
4 -
آل أبي علي.
5 -
المسلمة.
6 -
النجوع.
7 -
آل غانم.
8 -
آل امرويعي.
9 -
أهل العاينة.
ويقدر عدد أفراد هذه القبيلة بحوالي عشرة آلاف نسمة، ويشغل منصب مشيختها الشيخ يحيى بن علي الحياني، وهو شيخ طاعن في السن يبلغ من العمر ستة وستين عاما قصير القامة، قوي البنية، متوقد الذكاء، أحمر اللون، له إلمام بالقراءة والكتابة العربية، ويطالع في بعض الكتب الفقهية، ويقتني بعض كتب الحديث والتفسير ومعروف بالكرم والإقدام، وقبيلة بني زيد من قلب من بني عدنان.
(1)
توفي وخلفه في منصب مشيخة القبيلة ابنه عبد اللَّه بن إبراهيم أبو زحلة.
8 -
قبيلة بني قطبة: وتقع عنازل هذه القبيلة في أعالي مسايل حلي، ومنها مركز الشعبين يحدها من الجنوب بنو قيس وبنو ظالم، ومن الغرب بنو ظالم، ومن الشرق بنو قيس وبنو زيد، وتنطوي هذه القبيلة على عمائر عديدة من أهمها ما يلي:
1 -
بنو ثقيب.
2 -
آل لحمان.
3 -
آل موهوب.
4 -
آل زيدان.
5 -
النعامية.
6 -
محجان.
7 -
آل أبي عابد.
8 -
القران.
ويقدر عدد أفراد هذه القبيلة بحوالي عشرة آلاف نسمة، ويشغل منصب مشيختها حاليا الشيخ أحمد بن بجاد
(1)
وهو شيخ يبلغ من العمر حوالي ستين عاما ومعروف بالكرم والإقدام، وأغلب أفراد هذه القبيلة ينحدرون من أصل قحطاني من الأزد من بني عمرو بن مزيقيا.
9 -
قبيلة بني العيص: ويطلق عليهم أهل العوص، وتقع منازل هذه القبيلة على ضفاف وادي العوص ووادي شصعة من روافد حلي، ويحدها من الشرق علكم، ومن الشمال البنا، ومن الغرب بنو ظالم وبنو قطبة ومن الجنوب بنو قيس وبنو قطبة وعلكم. وتنطوي على عمائر عديدة من أهمها ما يلي:
1 -
آل مصم.
2 -
آل مبيوع.
3 -
آل مشايع.
4 -
آل بريد.
5 -
آل زائد.
6 -
الحاجب.
7 -
أهل غنمة.
ويقدر عدد أفراد هذه القبيلة بحوالي عشرة آلاف نسمة، ويشغل منصب مشيختها الشيخ أحمد العسكري
(2)
، ويبلغ من العمر حوالي خمسة وستين عاما، وهو معروف بالكرم والإقداء وعلو الهمة.
(1)
توفي، وخلفه في منصب مشيخة القبيلة ابنه محمد بن أحمد بن بجاد.
(2)
توفي، وخلفه في منصب مشيخة القبيلة ابنه إبرهيم بن أحمد العسكري.
10 -
قبيلة البنا: وتقع منازل هذه القبيلة على ضفاف وادي حلي مما يلي جبل الفخر الشامخ الذرى، وتحد من الشرق بالعاصم وبني غنم، ومن الغرب بشديدة وأهل الصدرة ومهمال، ومن الشمال بمحائل، ومن الجنوب ببني ظالم وأهل العوص، وتنطوي هذه القبيلة على عدة عمائر، من أهمها ما يلي:
1 -
الحارث.
2 -
آل هبة.
3 -
المشورزة.
4 -
آل حجري.
5 -
آل مظلم.
6 -
المجابهة.
7 -
آل مقطوف.
ويقدر عدد أفراد هذه القبيلة بحوالي عشرة آلاف نسمة، ويشغل منصب مشيختها الشيخ محمد بن عيسى
(1)
، ويبلغ العقد السابع من عمره، وهو معروف بالكرم والشجاعة.
الأحوال الاجتماعية فى عسير والعادات القبلية:
ونعني بالأحوال الاجتماعية ما كان للفرد من علاقة بأهله وعشيرته، وما تحتمه البيئة القبلية والأوضاع والعادات المتوارثة بينهم خلفا عن سلف.
وعرف العسيريون بالشجاعة والكرم والذكاء والفطنة والمروءة وعزة النفس وإعانة المنكوب وحسن جوار للجار وحماية من استجار بهم من الضيم والغيرة على المحارم.
التعاون الجماعي
(2)
:
وقد بلغ من أصالة طباع أهل هذا الإقليم وحبهم في التعاون الجماعي أن الفرد إذا نكب فيهم بجائحة في ماله، كأن اجتاحت السيول مزرعته أو انهدمت داره، فإن القبيلة بأسرها تفزع إليه برجالها حاملة زادها ومتاعها، فتقوم بإصلاح ما أتلفته الجائحة دون عوض بل لا تكلف المنكوب بأي كلفة، إذ العادة أن كلا
(1)
توفي، وخلافه في منصب مشيخة القبيلة ابنه.
(2)
لقد عايشت هذه الأحوال وهذه العادات الحسنة معايشة الخبير الواعي، وقطفت من ثمارها اليانعة. وحسبك من خبير.
يتحمل متاعه من بيته إرفاقًا بالمنكوب. ومن المحاسن الجديرة بالذكر أنه عندما يعترى القحط أهل جهة ما، فإن القبيلة المنكوبة تأتي إلى القبيلة المجاورة لها بأبقارها وأغنامها، فتشترك معها في خيرها ومائها وكلائها عن طيب نفس.
التعاون في قِرى الضيف
(1)
:
من محاسن أهل هذا الإقليم التي قل أن توجد في غيره، أن القبيلة عندما تستضاف أو يستضاف أحدها قلت منزلته أم عظمت، تهرع إليه لاستقبال ضيوفه خارج البلدة في هيئة حسنة حاملة سلاحها، وما يستظرف من ملابسها لمقابلة الضيف بالترحيب والتسهيل، فما هي إلا أن تشاهد الضيف فتطلق العيارات النارية في الفضاء ابتهاجًا بمقدمه، ثم تصطف في هيئة منظمة متراصة صفا واحدًا، ثم بعد أداء التحية التقليدية يتقدم إلى الضيف كبير القبيلة ومعه المضيف واثنان أو ثلاثة من كبار القبيلة، فيصافحون الضيف، ثم يستقدمه المضيف إلى بيته ومعه جمهور القبيلة، وبعد أن تدار عليهم القهوة العربية في جو من الإخوة والفرح والسرور وتبادل كلمات الود والمكارم، يقدم المضيف الموائد في صالون خاص، فيقوم الضيوف إلى محل الطعام، وهناك يغلق عليهم باب الصالون، ويخلى بينهم وبين الطعام، فيتغذى الضيف بحرية حتى إذا فرغ من أكله أشعر المضيف بقوله:"زادك، زادك اللَّه من فضله". وهنا يأتي إليهم المضيف وكبار القبيلة، ثم يقدم المضيف أفراد قبيلته على الموائد أرسالا أرسالا حتى إذا فرغوا من الطعام يخرج كبير القبيلة ومعه أفرادها، فيعقدون اجتماعًا عامًا في ساحة القرية للتشاور فيما يجب في حق الضيف، وأخيرًا ينتهي الاجتماع على القرارات الآتية:
1 -
انتخاب ثلاثة أشخاص أو أكثر على قدر منزلة الضيف لملازمته، ومحادثته ومؤانسته والتناقل معه حيثما كان وتفقد أحواله، وما يحتاج من كماليات على غرار بعثة الشرف التي تفعل عند العظماء في العواصم.
2 -
تهيئة أشخاص من ذوي اليسار للقيام بضيفته على حساب القبيلة عندما يجري انتقاله من بيت مضيفه الخاص.
(1)
عاصرت هذه العادات الكريمة وسعدت بمعاصرتها.
3 -
إعداد دور خاصة في غاية من الأناقة لنزله عند النوم فيها وقهوته وراحته، وأقل مدة تضرب لبقاء الضيف عند القبيلة ثلاثة أيام وأكثرها خمسة أيام.
العشر في عسير:
العشر هو جمع طعام يجمع من غلة أرض المزارع بطريقة جماعية بواسطة هيئة قبلية تنتخبها القبيلة قوامها ثلاثة أنفار فأكثر، تقوم هذه الهيئة بجمع عشائر مد أو عاشر فرق على رأس الثمرة من كل مزارع، وتخصص له بيتًا ضمينا، ويجعل مفاتحه بيد أحد الثلاثة المنتخبين، وهو المسؤول عن هذا العشر. وهذا العشر يعد للنوائب العامة التي تحيط بالقبيلة كمصروف للغزو وميرة للضيف في أوقات القحط، وطعام لسائل السبيل، أو رائد المسجد من الفقراء، أو مبتغى رفد القبيلة من ذوي الحاجات، أو أكفان للموتى الفقراء، أو حفر آبار للسقي، أو إعانة للمنكوب، وما أشبه ذلك من المرافق العامة
(1)
.
النائبة فى عسير:
النائبة أو الحنطة كما يسميها بعض العسيريين، هي فرض وزعة من الغنم على أفراد القبيله بواسطة هيئة انتخابية من القبيلة بحيث توزعها الهيئة المشكلة على أفراد القبيلة بالنسبة إلى أحوال الأفراد المادية بنسب مزدوجة ما بين الواحدة إلى الخمس الشياه، وهذه النوائب تبقى مجمدة عند الفرد باسم الضيف المنتظر، وتؤخذ بطريقة دورية يقوم بتوزيعها أحد أفراد الهيئة النتخبة، يطلق عليه اسم "المدول"، فعندما يقوم الأول من الجماعة بالضيفة لأول، ضيف مفاجئ، عند ذلك يقوم المدول بإعلام الثاني قائلا له: النائبة عندك يا فلان فعليك الاستعداد للضيف المنتظر. فإذا هو على أتم استعداد لأداء واجبه، وهكذا من بعده إلى آخره وعلى المدول أيضًا مراقبة الضعفاء والفقراء الذين يأوون إلى مسجد القرية أو ساحتها لتوزيعهم على أهل القرية بطريقة دورية، وليس هناك في القبيلة من يمانع من هذه التقاليد؛ الأن المتنع يعد ساقطا بينيم، بل يتلقى الطمات قاسية من الشتائم والسخرية.
(1)
لازالت هذه العادات الكريمة سارية المفعول بين أهل الأرياف.
تقاليد الزواج في عسير:
ونعني بالتقاليد ما يفعل عادة في سبيل الزواج من المهر والولائم والأفراح وما أشبه ذلك، يتنفق الزوج وولي المرأة بادئ ذي بدء على تحديد موعد الاجتماع فيه لعقد الزواج بالمخطوبة بواسطة سفير من أصدقاء الطرفين، أو صديق أحدهما أو مباشرة دون الرجوع غالبًا إلى أخد رأي المخطوبة حول رغبتها في الزوج من عدمها، وفي الموعد المضروب يأتي الزوج يحفّ به أقاربه وأصدقاؤه إلى بيت المخطوبة فيستقبله وليها بما جبل عليه من كرم وبشاشة وحسن خلق، مقدما له ما يستطاب من المتاع، ثم يعقدون مؤتمرا يتألف من الزوج وولي الزوجة واثنين أو ثلاثة من أقاربهما لتقرير الصداق، وبعد مساومة وأخذ وردّ ويسيل وحطّ يتقرر مقدار الصداق، وليس للزوجة فيه نصيب بل هو ملك للولي يتصرف فيه كيف يشاء وبما يشاء، وحينئذ تجرى مراسيم العقد بحضور مطوع القرية أو فقيهها بواسطة ولي المرأة وشاهدي عدل على قرار الشريعة السمحة، وهناك يدفع الزوج المهر معجلا، وقد يؤجل نصفه أو أقل أو أكثر على قدر يسار الزوج من عدمه
(1)
، وقد يكون المهرمحدودا بين أفراد القبيلة لا يتجاوزه أحد، ويعاقب المتجاوز بغرامة مالية تدفع لكبير القبيلة وعقلائها، وقد يعاقب بسجنه في ناحية من مسجد القرية فيه خشبتان أعدتا لسجن المتمرد على تقاليد القبيلة ذات ثقوب مدورة بقدر وضع السجين رجله. وصورتها كما يلي: ترفع الطبقة العلوية للخشبة حتى إذا وضع السجين رجله في الثقب أطبقتا عليه، فيتعذر عليه الخلاص ويبقى مستلقيًا على ظهره حتى تفرغ القبيلة من إبرام حكمها وتنفيذه عليه، وهذه تقاليد تمليها الحالة الراهنة يقصد منها وضع حد للجشع. هذا، وإن كان فيها نوع من القسوة، ولكن الحكومة -أيدها اللَّه- قضت على هذه القسوة.
(1)
فيما مضى كان الصداق وتكاليف الزواج مبسطة، ومع ذلك كان الزواج يرى التكاليف وصلت إلى حد كبير، أولم برأس من الغنم أو رأسين أو ثلاثة. أما فى عصرنا فالناس يتمتعون بوسائل الطفرة فى كل شيء غير أن التكاليف فوق مستوى الطفرة، إذ لا يكتفي باستهلاك نصاب من الغنم على أقل تقدير بله التكاليف الأخرى.
المعونة فى الزواج لمن أقعده الفقر:
ومن لا يستطيع تكاليف الزواج لفقره فما عليه إلا أن يهيئ مجلسا لاجتماع أهل قريته، ويضرب لهم موعدًا للاجتماع فيه، وعندما يسمع أفراد القبيلة بذلك يهرعون إليه حاملا كل فرد ما تيسر من النقود، وعندما تدار القهوة على المجتمعين يتقدم كبير القبيلة فيرمي ما بيده على منصة أعدت للنقود وسط المجلس، ثم يتبعه سائر الحاضرين، وبعد الانتهاء ينفض المجلس
(1)
. ومن فوره يقبض الداعي المعونة ثم يذهب في الليلة التالية إلى بيت المخطوبة لإجراء مراسيم العقد، إذ المفروض أنه قد هيأ الجو المناسب للزواج قبل عقد مجلس الاجتماع لقبض المعونة من أهل القرية، وهذه العادة أي عادة معونة الفقير للزواج غالبا ما تكون في تهامة عسير وبني شهر وغيرها من التهائم.
وعلى ولي الزوجة القيام بالوليمة في بيته عندما يذهب الزوج لجلب زوجته من بيت وليها إلى بيته، كما أن على الزوج القيام بالولائم في بيته لمدة أسبوع أو أقل، وهي التي تسمى بأيام العرس، وغالب من يحضر لهذه الولائم النساء في فرح وطرب ورقص ولهو إلا أنه لا يخالطهن أحد من الرجال؛ إذ لهم أول ليلة، وقد يذبح لهم الزوج ما يقدر عليه من الغنم، وأقلها اثنتان وأكثرها أربع أو خمس، وغالب أيام الأسبوع يقضيها النساء في اللهو والطرب، وعلى الزوج كسوة أقارب الزوجة رجالا ونساء، ولكن على قدر حالته المادية، وقد تروح الزوجة ببعض الرياش إلى الزوج لتهيئة نزلها وفرش بيتها وإعداد ما يحتاج من فراش، كما أن عليه جميع الملبوسات والمصاغ وتسمى هنا الفضة، وهى تتكون من حزام فضة وعصابة وحجول وأوضاح ودمالج وغيرها من المستطاب. وإذا كان الزوجان من أهل القرى قامت الزوجة بمعاونة زوجها في كل ما تستلزمه حالتهما القروية من إحضار الماء والحطب والطحين وسقي الماشية ومساعدته في المزرعة علاوة على الخدمة المنزلية.
(1)
عاصرت هذه العوائد الحسنة وسجلتها عن علم وقناعة بجدواها.
عادة الختان:
وكان لسكان التهائم عادة سيئة في الاختتان؛ إذ كانوا يسلخون كامل القضيب والعانة، وكان يلاقي الختين أنواعا وحشية من هذا السلخ، إذ هو بمثابة التمثيل المكشوف، ولكن هذه العادة تلاشت وأصبحت أثرًا بعد عين، بل كل يختن على غرار الشريعة السمحة، وأهل المدن وما ينجر إليها من الضواحي يختنون أطفالهم في المستثفى. وذلك بفضل ما قامت به الحكومة -وفقها اللَّه- من محاربة العادة المزرية عن طريق الوعظ والإرشاد في عهد حكومتنا الرشيدة.
العزاء في عسير:
والعزاء هنا كان أشد هولا من الختان، إذ ما يموت ذو اليسار أو غيره حتى يعمد أهل قريته إلى ذبح أحسن ما يملك من بقر أو غنم أقلها رأس من الغنم، وأكثر عشر أو أكثر باسم الفراش كما يسمونه وهو جلوس أهل القرية في بيته ثلاثة أيام أو أكثر، إذ ما تنتهي أيام الفراش حتى يذهب مال الأيتام في الخضم والقضم، ولكن هذه العادة أيضًا اضمحلت، وأصبح الحال لا يعدو ما تجيزه الشريعة السمحة.
اللهجة في عسير:
اللهجة السائدة بين أغلب سكان هذا الإقليم ليس من شك في أن اللغة العربية الفصحى هي اللهجة السائدة بين السكان، إذ هي لغة القرآن واللسان الناطق لهم جاهلية وإسلامًا، إلا أن اللهجة الحِمْيَرية وإن كانت من الفصيح - تغلب على أكثر قبائل هذه الجهة في مخاطباتهم وأشعارهم، وهو حذف أداة التعريف خصوصًا الألف واللام من الكلمة، ومنه حديث:"ليس من امبر امصيام في امسفر" جوابا على سؤال من قال: هل من امبر امصيام في امسفر؟ وهذه أمثلة من لهجة أغلب أهل هذه الجهة: امجمل، امثور، امبقرة، امشاة، امبيت امسوق وهلم جرا. وفيهم الكشكشة، وهو إبدال الكاف بالشين لاسيما عند مخاطبة المنهردة المؤنثة كقولهم:"ما حالش" أي كيف حالك؟، و"ما بش" بمعنى ما بك؟،
"ما حال ومش" بمعنى كيف حال أمك؟، وهلم جرا، ومنه قول الشاعر من الفصيح:
إنما أمنحوي في مجلسه
…
كهلالٍ بانَ من بين امشغف
شجاعة العسيريين:
والعسيريون من أشدّ رجال العرب بأسا وأقواهم شكيمة وأثبتهم جأشًا في مواطن اللقاء، وهم يحبون اقتناء السلاح، قل أن تجد بيتًا إلا وفيه ما يستظرف من السلاح ما بين بندق وجنبية وسيف، وهم وإن كانوا لا يحسبون حرفة البيع والشراء فهم أهل أسفار ضاربة في عرض الأرض وطولها، يتلمسون الاندماج في صفوف الجيش مع كل دولة تقوم في حدود الجزيرة العربية، ولهم حسن سيرة وأدب ووفاء مع مخدوميهم، ولكن سرعان ما ينحرفون عن الطاعة عندما يغص بهم الضيم؛ ولذا يقول منشدهم الشعبي إبان ولاية الأمير محمد بن عائض وقد اشتدت وطأته عليهم:
عسير نسمع للملك حد الرضا
…
وإليا غوى هبناه يذرا بالبطاح
(1)
ولهم حسن جوار مع مجاوريهم من القبائل المتاخمة لهم ذلك لما للعسيريين من أحلام راجحة وعاقول ثابتة، ولما لهم من سابق سيادة على هذا الإقليم في الزمن الغابر.
(2)
ما ذكره علي بن أحمد عيسى عسيري عن قبائل عسير وديارها
(*):
قال: يحسن هنا أن أشير إلى أن هذه القبيلة التي سنتحدث عنها هي تلك القبيلة التي اشتهرت حتى شمل اسمها كل القبائل القاطنة في المنطقة الممتدة من غامد وزهران شمالا حتى اليمن جنوبًا، ومن الدواسر شرقًا حتى البحر الأحمر غربًا
(2)
، وأصبحت اليوم إقليمًا متميزًا من أقاليم المملكة العربية السعودية، وهذا
(1)
قيلت هذه القصيدة الشعبية أثناء ثورة رجال ألمع في عهد الأمير محمد بن عائض، وقد تمكن الأمير محمد بن عائض من إخماد ثورة رجال ألمع بعد حرب طاحنة سقط فيها عدد غير قليل من الطرفين.
(*) عن كتاب عسير طبعة 1407 هـ/ 1987 م - مطبوعات نادي أبها الأزدي.
(2)
انظر: صفة جزيرة العرب، ص 260.
الشمول للتسمية حكمته ضرورات تاريخية وطبيعية، وتشابه الظروف الاجتماعية والاقتصاديه والثقافية في تلك المنطقة الواسعة التي شملتها هذه التسمية؛ لذلك فمن الضروري أن تكون تلك المنطقة الواسعة تحوي قبائل ذات أصول مختلفة، فعيشها في منطقة واحدة لا يعني بالضرورة أنها ذات أصل واحد وإنما أطلقت هذه التسمية من باب إطلاق الجزء على الكل.
تنتسب عسير إلى عنز بن وائل حيث يقول الهمداني: "ثم يواطن حزيمة من شاميها عسير قبائل من عنز وعسير يمانية تنزرت ودخلت في عنز، فأوطان عسير إلى رأس تية وهي عقبة من أشراف تهامة". ويتكلم الهمداني
(1)
عن نسب عسير بتفصيل أكثر في كتابه الإكليل حيث يقول: "أولد عنز بن وائل على ما خبرني بعض من يصاليهم من جنب رفيدة وأراشة، فأولد رفيدة ربيعة ومعاوية وعامرًا وعبد اللَّه وعمرا وحمارًا، فأولد ربيعة مالكًا، فولد مالك خريهة وتولبا وسلامان. وولد عامر بن رفيدة: عبد اللَّه ووهبًا وإياسًا، وولد عمرو بن رفيدة: سلمة وشقيقًا وتميمًا وعبد اللَّه، وأولد أراشة بن عنز: عسيرًا وقنانًا وحندله، فولد عسير: مالكًا وتميمًا، فولد مالك: غنمًا وحارمة وجدبلا وتيمًا، فولد تيم بن مالك زهيرًا وسلمة -وفيها بنو شيبة- وعضاضة، من نهم بن ربيعة أيضًا".
ويتضح لنا من كلام الهمداني أن عسيرا تنتسب إلى عدنان. وهذا لا ينفي وجود عشائر من الأزد القحطانية مختلطة بعسير، وأصبح يطلق عليهم هذه التسمية، وذلك عن طريق الحلف والمصاهرة والموالاة فغلب عليهم اسم عسير كما هو الواقع في كثير من القبائل
(2)
.
وهناك من يرى أن قبيلة عسير تنتسب إلى (أزد شنوءة) وهي قبائل بأطراف اليمن من جهته الشمالية. وقبيلة الأزد هم حي من كهلان من أصل قحطان وهو من أعظم الأحياء وأكثرها بطونًا
(3)
.
(1)
كتاب الأكليل، جـ 1، تحقيق مع بن علي الأكوع، ص 292، 293.
(2)
هاشم النعمي المصدر السابق، ص 5.
(3)
عبد اللَّه بن مسفر، المصدر السابق، ص 17، 18.
وتتكون قبيلة عسير من أربع قبائل هي: بني مغيد، وعلكم، وبني مالك، وربيعة ورفيدة
(1)
. ويحدها من الغرب رجال ألمع، ومن الشرق بلاد شهران، ومن الجنوب قحطان، ومن الشمال بالأحمر وبالأسمر
(2)
.
تعتبر قبيلة بني مغيد أقوى قبائل عسير وأكثرها شهرة، ومنهم تنحدر أسرة آل عائض ويقوم بنو مغيد بحمل لواء عسير في أية مناسبة، ويعود ذلك إلى كون آخر أمراء المنطقة منهم
(3)
. وتنتشر قرى هذه القبيلة على طول وادي أبها وروافده وتنقسم قبيلة بني مغيد إلى عدد من الفروع من أهمها: آل الوازع، وآل ناجح، وآل عبد العزيز، وآل علي بن الغريب، وآل ويمن، وبنو جعفري
(4)
.
وتأتي في المرتبة الثانية بعد بني مغيد قبيلة علكم. وتنتشر قرى هذه القبيلة على طول وادي حمرة وروافده، وتنقسم إلى عدة فروع أهمها: بنو مازن، وبنو شبلي، وآل سعيدي، وآل عطا، وآل القاسم، وعضاضة، وبنو مقرن. وتقع إلى الشمال من مدينة أبها، على مسافة لا تتجاوز ثلاثة عشر كيلومترًا، وأصلهم من العدنانين
(5)
.
ثم قبيلة بني مالك، وتقع منازل هذه القبيلة إلى الشمال الشرقي عن مدينة أبها، وتنقسم إلى عدة فروع أهمها: بنو رزام، وآل مجمل، وآل يعلا، وبنو ربيعة، وبنو منبه، وآل الحبشي، وآل رميان
(6)
. وكان شيخ بني مالك أيام حملة الشريف حسين على عسير هو الشيخ علي بن معدّى، ورئاسة القبيلة في أسرته بالوراثة
(7)
. ويذكر كنياهان كورنواليس أن بني مالك كانوا يميلون إلى السلم أكثر من بقية قبائل عسير
(8)
.
(1)
محمد عمر رفيع، في ربوع عسير، دار العهد الجديد للطباعة، القاهرة 1373 هـ/ 1954 م، ص 50.
(2)
فؤاد حمزة، المصدر السابق، ص 88.
(3)
محمود شاكر، شبه جزيرة العرب، عسير، ط 3. المكتب الإسلامي، دمشق 1401 هـ/ 1981، ص 56.
(4)
Conrwallis،Sir Kirahan.OP.cit.P.65
(5)
هاشم النعمي، المصدر السابق: 34، 35.
(6)
هاشم النعمي، نفسه، ص 36.
(7)
شرف البركاتي بن عبد المحسن البركاتي، المصدر السابق، ص 73.
(8)
Conrwallis،Sir Kirahan.OP.cit.P.69
وكذلك قبيلة ربيعة ورفيدة، وتقع منازل هذه القبيلة على ضفاف وادي طبب وروافده، وهي إلى الشمال الغربي، من مدينة أبها، وتنقسم إلى عدة فروع أهمها: امتلادة، وآل شدادي، وأهل الغال، والرفقتين، وآل الحارث، وبنو حسن، وبنو ثوعة، وآل عاصم
(1)
.
ويتبع قبيلة عسير فروع في تهامة أهمها:
1 -
المضيبون: وينتسبون إلى قبيلة بني مغيد.
2 -
امنقلة: وينتسبون إلى علكم.
3 -
أهل وادي قربة: ويتبعون علكم وبني مغيد.
4 -
ربيعة اليمن: وتعتبر من ملحقات بني مغيد، وتقيم ربيعة اليمن في وادي ضلع
(2)
.
وقبائل ربيعة والجهرة النازلين في وادي الردوم يتكلمون اللغة العربية الفصحى، ولمنطقهم سلاسة ونغمة لطيفة كأنهم الشعر المنظوم، ويبلغ عددهم خمسةآلاف أو ستة آلاف نسمة فقط. ووديانهم غزيرة بالماء غير أنهم لا يمارسون الفلاحة بل يعيشون على تربية الإبل والماعز، ودأبهم التنقل في وديانهم الخاصة بهم، فيتحولون من مكان إلى آخر بمنازلهم المصنوعة من الحصير، حتى يسهل نقلها
(3)
. ويتبع قبيلة ربيعة ورفيدة عدة فروع في تهامة أهمها: آل عاصم تهامة، ويقطنون في وادي وسانب، ووادي صارة، ووادي قضى، ومعمل السحر. وبني ثوعة وتقع شمال السحر والبناء وجنوب آل موسى
(4)
. وآل الحارث: ويقطنون في وادي تية، ومعظمهم من رعاة الأغنام، ويعملون في نقل البضائع بين محايل ورجال ألمع
(5)
.
(1)
هاشم النعمي، نفسه، ص 35.
(2)
فزاد حمزة، المصدر السابق، ص 106.
(3)
مذكرات سليمان باشا، مجلة العرب، الحلقة 2، مجلد 5، جـ 1، ربيع الثاني 1391 هـ، ص 909.
(4)
حصلت على هذه المعلومات من الروايات المحلية المنقولة عن عدد من كبار السن في المنطقة.
(5)
Conrwallis،Sir Kirahan.OP.cit.P.57
ومع أن عسيرا تشتهر بكثرة القرى فيها، إلا أنه كان يوجد له حواضر يتركز فيها بعض السكان مثل:
أبها: وهي حاضرة بني مغيد وعاصمة عسير كلها. وتقع في الجانب الشرقي من بلاد عسير، في وهدة بين جبال جرداء. وهناك قرى أقل أهمية من أبها مثل: السقا، وطبب، وتيهان، والسودة
(1)
.
(3)
وذكر البلادي عن عسير وقبائلها في كتاب بين مكة وحضرموت التالي:
قال عن أبها:
وعلى 550 كيلا من الطائف وصلنا إلى (أبها) المدينة الجميلة الرئيسية على ظهر هذه السراة الممتدة من الطائف إلى صنعاء، وهي متقدمة عمرانيًا، وبها قاعدة إقليم عسير، وجوها أجود جو في السراة ولها ضواح جميلة مثل: جبال السودة في الغرب، وبلدة القرعاء في الجنوب، وأهلها في الأصل قبيلة عسير العنزية، وديارهم تحيط بها ثم تأخذ إلى الغرب إلى تهامة. وتلتقي بالقرب منها حدود ثلاث قبائل كبار في المنطقة: عسير المتقدمة تحيط بأبها، وجل ديارها غربها وجنوبها حيث تقع السودة والقرعاء في ديارهم، وإلى الشمال الشرقي غير بعيد من أبها تبدأ ديار شهران العريضة ثم تأخذ من خميس بن مشيط باتجاه الشمال إلى بيشة مسافة تقرب من 400 كيل، وفي الشرق من أبها تقع ديار قحطان، المذحجية الأصل، وتأخذ جنوبًا إلى ظهران اليمن، وشمالا مارة شرق ديار شهران إلى تثليث، وقد تنقطع ديارها في نصف تلك المسافة.
متى تأسست أبها كمدينة
؟
أول ما رأيت ذكر أبها في "صفة جزيرة العرب" قال الهمداني: عسير قبائل من عنز، وعسير يمانية تنزرت ودخلت في عنز، فأوطان عسير إلى رأس تية وهي عقبة من أشراف تهامة، وهي أبها. وبأبها قبر ذي القرنين فيما يقال عثر عليه على رأس ثلاثمائة من تاريخ الهجرة. ثم عدد ديار عسير كما سيأتي عند الحديث عن
(1)
محمود شاكر، المرجع نفسه، ص 72.
عسير، وكانت قلب بلاد عسير غير أنه لم يذكر أنها قرية، وكانت جرش هي قاعدة المنطقة الواقعة بين بيشة ونجران.
ولعل خمول اسمها آنذاك لأنها ليست على محجة اليمن التي كانت تمر بين نجران وجرش جاعلة أبها إلى يسارها.
وفي عصور متأخرة نبه اسم أسرة من عسير تدعى آل عائض وتنتسب إلى يزيد بن معاوية الأموي، وصادف ذلك -فيما يبدو- ضراب جُرش، واتخذ آل عائض أبها قاعدة لهم فنبه اسمها وتقدم حتى صارت قاعدة إقليم كبير يشمل بلاد غامد وزهران شمالا، والقنفذة، وصبياء في تهامة.
يقول الشريف شرف البركاتي صاحب (الرحلة اليمانية): متصرفية عسير عاصمتها (أبها) وهي كائنة في جبل السراة، شرقي مرفأ الموسم، ويتبع لواء عسير ست قائمقاميات: النماص، ورغدان، ورجال ألمع، ومحايل، والقنفذة، وصبيا. ويحدد البركاتي إقليم عسير كالآتي: من الشمال قبائل زهران، ومن الجنوب صعدة، وفي تهامة من الشمال دوقة. ومن الجنوب أبو عريش، أما من الشرق فالسهل القفر - هذا معنى قوله: إلى بيشة.
ويطالعنا الشريف شرف البركاتي الذي زار أبها سنة 1329 هـ ضمن حملة الشريف الحسين بن علي على عسير، فيقول: أبها مدينة عظيمة واقعة في ميدان متسع مربع الشكل، تحيط بها الجبال من جهاتها الأربع كسور لها. ثم يقول: وأبها محتوية على أربع قرق منفصلة عن بعضها، وأكبرها قرية اسمها: مناظر. وهي مقر آل عائض. والقرية الثانية اسمها مقابل. وبها متصرف إقليم عسير، وكان آنذاك: سليمان كمالي باشا. والقرية الثالثة الخشعة، والرابعة (القرى).
كيف تكتب أبها
؟
جميع رسومها التي مرت بي تكتب بالألف الطويلة، كذا (أبها). غير أن أستاذنا العلامة الباحث اللغوي: عبد القدوس الأنصاري، يرى أن اسمها بالألف اللينة، كذا (أبهى) بمعنى أفعل التفضيل من البهاء، وهي بهية حقا. ثم رأيت
الملك عبد اللَّه بن الحسين (ملك الأردن) كتبها في مذكراته (أبهى) وهو ذو حذق في اللغة وتمكن.
عسير
هذه الرحلة تمت وخطط لها لزيارة نجران ودراسته دون سواه، غير أن المرور هنا أملى هذه العجالة عما تمر به الرحلة.
وفي مطالعات لي سابقة رأيت من خاض في سبب تسمية هذا الإقليم باسم عسير، فقال بعضهم: عسير الجبل سمي لعسره، وقال آخرون: عسير القبيلة سمي بها الإقليم. فرد الطرف الآخر: أن القبيلة (عسير) لا تسكن إلا جزءًا يسيرًا من هذا الإقليم، وفيه قبائل أكثر منها، فكيف يغلب اسمها عليه؟
قلت: أما عسير القبيلة فثابت اسمها ونسبها قبل أن يطلق الاسم على الإقليم. كما سترى عند الحديث عنها، والذي يبدو لي أن هذه القبيلة تسلمت مقاليد الأمور هنا من زمن ليس قريبًا، وقد يقال لأميرها (العسيري) فنسب الإقليم إليه بتغليب السلطة، كما نقول اليوم (السعودية) وأصبح علمًا على كل الأراضي الواقعة ضمن هذه المملكة.
ولعسير تاريخ حافل، رأيت الأستاذ محمود شاكر اجتهد فجمع منه قدرًا مفيدًا في كتابه (عسير)، وليس غرض هذه الرحلة استقصاء التاريخ والحوادث.
قبائل عسير:
قدمنا منازلها فيما مضى، وهي مجموعة من القبائل، قيل: أربع وقيل: خمس. يقول الشريف شرف في "الرحلة اليمانية" ما موجزه:
أن قبائل عسير هي:
1 -
ربيعة.
2 -
علكم
3 -
بنو مالك.
4 -
مغيد.
5 -
رفيدة.
وأضاف رجال ألمع إلى عسير، ومن الثابت أن ألمع أزدية، ولكن البعض يجعل ربيعة ورفيدة قبيلة واحدة فتكون بهذا أربعًا لا خمسًا، وهي:
1 -
بنو مُغيد: وإليهم ينضم آل عائض أمراء عسير، ولذا يرى المغيديون أن الرئاسة وحمل البيرق من حقهم. ومن بطونهم:
(أ) آل ناجح، ومن آل ناجح بنو يزيد الذين منهم آل عائض، ويقول أليزيديون أنهم سلالة يزيد بن معاوية الأموي.
(ب) مغيد الوطى (أي أهل السهل) ومن فروعهم: يزيد الشعف، والشرف.
(جـ) آل عبد العزيز.
(د) آل وازع.
ونخوة بني مغيد (مغيلى الخطى).
2 -
ربيعة: ومن فروعها: تيهان، وثوعة، وعاصم، وآل شداد، وبنو غنمي. واعتزاء ربيعة (ربيعة لزامة الحرب).
3 -
رفيدة: وهذه تندرج إلى ربيعة وتختلط معها في البطون السابقة، ولا تكاد تذكر إلا مقرونة مع ربيعة، فيقال (ربيعة ورفيدة). ولها من الفروع: أهل طبب، والحارث، والتلادة، والرفقتين.
وليس بعيدًا عنها إلى الشرق رفيدة أخرى محسوبة من قحطان، ونسب رفيدة ثابت في عنز بن وائل كما سيأتي.
4 -
عَلْكم: وكثيرًا ما تنطق مع عزوتها فيقال: علكم الهول. ومن فروعها: المقرن، والعضاضة، ومازن، وتلادة عبد اللَّه، وآل سعيدي، وأهل القصير، وآل قاسم، ومن آل قاسم آل عباس.
5 -
بنو مالك: ومن بطونها: بنو ربيعة وبنو منبه، وآل يعلى، وآل حبشي، وبنو رزام، وآل رميان، والتلادة، والمجمل.
ومعنى التلاد أو تلادة فلان أي بنوه، يخصصونها للأصلاء، ولا تطلق على الأحلاف.
نسب عسير:
لم أجد في كثير مما بين يدي من المراجع القديمة نسبًا صريحًا لقبيلة عسير، وكان "لسان اليمن الهمداني" قد أوفى قبائل اليمن، نسبة وتفريعًا، وهو أعرف القحطانية -في زمانه- بأنسابها وبلادها، ووقف نفسه على ذلك.
قال الهمداني (صفة جزيرة العرب 256 - 257):
"وجُرش في قاع ولها أشراف غربية بعيدة منها، تنحدر مياهها في سيل يمر في شرقيها، بينها وبين حمومة ناصية تسمى الأكمة السوداء -حمومة وحمة وكوكة- ثم يلتقي بهذا المسيل أودية ديار عنز حتى تصب في بيشة بعطان، فجرش رأس وادي بيشة، ويصالي قصبة جرش أوطان حزيمة من عنز، ثم يواطن حزيمة من شاميها عسير قبائل من عنز، وعسير يمانية تنزرت، ودخلت في عنز، فأوطان عسير إلى رأس تية وهي عقبة من أشراف تهامة، وهي أبها وبها قبر ذي القرنين فيما يقال عثر عليه على رأس ثلاثمائة من تاريخ الهجرة، والدارة والفتيحاء واللصبة والملحة وطبب وأتانة وعبل والغوث وجرشة والحدبة هذه أودية عسير كلها". ثم يقول:
…
"أوطان عسير من عنز وتسمى هذه أرض طود". أهـ، هنا يقول الهمداني: أنها يمانية أي قحطانية دخلت في عنز، ولكنه لم ينسبها. ولكن في الإكليل يقول: أولد عنز بن وائل على ما خبرني بعض من يصاليهم من جنب: رفيدة وأراشة. فأولد رفيدة: ربيعة ومعاوية وعامرًا وعبد اللَّه وعمرًا وحمارًا، فأولد ربيعة: مالكًا فأولد مالك: حزيمة وتولبًا وسلمانا، فأولد عامر بن رفيدة عبد اللَّه ووهبًا وإياسًا، فأولد عمرو بن رفيدة: سلمة وشقيقًا وتيمًا وعبد اللَّه، وأولد أراشة بن عنز بن وائل: عسيرًا وقنانا وجندلة، فأولد عسير: مالكًا وتيمًا فأولد تيم: زهيرًا وسلمة، ومنهم: بنو شيبة وعضاضة وبنو اللقاح، وإذا نظرت إلى بطون عسير تجدها لا تخرج عن هذه الأسماء. وفي هذه الرواية يصرح الهمداني بأنهم من ولد عنز بن وائل، فمن هو عنز هذا؟
عنز:
يجمع أهل النسب -ولا خلاف بينهم- أنه عنز بن وائل بن قاسط بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. فهم إخوة بكر وتغلب ابني وائل، وبنو عم عنزة بن أسد، القبيلة الموجودة اليوم، وأن عنزا تيامنت لسبب من الأسباب ولعله حرب بكر وتغلب التي تفانت فيه، المعروفة بحرب البسوس، ولكن عنزا احتفظت بنسبها. وبهذا يزول الإشكال في نسب عسير، فيكونون صرحاء في وائل ذات البأس والمنعة.
وكانت ديارها حول جرش، وكما تقدم في ديار عسير، حيث قال الهمداني: جرش بين العواسج وعنز ولا أرى قول صاحب الأغاني شيئًا، حيث قال عنز بن سريح بن محلم بن العوام بن المحتمل بن رائمة. . إلى عدنان.
فروع عنز في زمن الهمداني:
وقد ذكر الهمداني فروعًا عديدة غير عسير لقبيلة عنز بن وائل، فقال:
…
وعبل والمغوث وجرشة والحدبة هذه أودية عسير كلها. ومن النجدي أوطانها: الرفيد بلد حصون وزروع لعنز، ووادي هدا وسعيا ويسكنها البشريون من الأزد، وقد يقال إنهم من بلحارث، ثم يصلاها عنقة ويسكنها بنو عبد اللَّه بن عامر من عنز ثم تندحة، وساكنه بنو أسامة من الأزد، ورأيت بعضهم ينجذب إلى شهران العريضة، والعيبا بلد مزارع لبني أبي العاص من عنز، ويليها وادي طلعان لبني أسند من عنز، والقرعة لشيبة من عنز ولهم قرية كبيرة ذات مسجد جامع يقال لها المسقى وهم مسالمون للعواسج.
والذي يصالي جنب من ديار عنز الرفيد والغوص ووادي عنقة والراكس والعين عين الرفيد وتمنية والعقالة، فالرفيد يسكنه حازمة من عنز، والغوص يسكنه بنو حديد من عنز، والراكس يسكنه بنو غنم من عنز، وتمنية يسكنها بنو مالك من عنز، ذو اليتيم (أو ذو النيم) يسكنه بنو ضرار.
ولا شك أن هذه البطون انضوت تحت لواء إخوتهم عسير، وقد يكون بعضهم دخل في مذحج ثم صار في قحطان خليفة مذحج، لأنك ترى رفيدة في عسير وتراها في قحطان.
(4)
وذكر الدكتور إبراهيم بن محمد الزيد محقق كتاب المنتخب للمغيري عن قبائل عسير التالي:
ما ذكره المؤلف في المنتخب عن عسير أنهم من خثعمة بن يشكر يعتبر رأيًا يضاف إلى الآراء المتعددة حول نسب هذه القبائل، ويمكن إيجازها على النحو التالي:
1 -
للمؤلف رأي آخر وجدته في بعض أوراقه قال عنهم: إنهم من شنوءة، أو من همدان، وهذا يتفق مع رأي الشيخ أحمد بن مشرف الأحسائي النجدي توفي عام (1284 هـ - 1867 م) الوارد في قصيدته التي مدح بها قبائل عسير حين انتصارهم في اليمن حيث قال:
قبائل من هَمْدان أو من شَنُوءةٍ
…
من الأزد أتباع الرئيس المسود
(1)
2 -
ما قاله هاشم النعمي: أنهم من عسير بن عبس بن شحارة بن غالب ابن عبد اللَّه بن عدنان
(2)
.
3 -
رأي عيد الوهاب عزام الذي قال فيه: وقبيلة عسير هي بجيلة
(3)
. وأقول: هذا رأي بعيد الاحتمال، لأن بجيلة تسمى الآن، بني مالك من قبائل الطائف، وبين الطائف وعسير ستمائة كم.
4 -
ما قاله الهمداني: هو عسير بن إراشة بن عنز بن وائل وهو قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار
(4)
.
5 -
ما قاله الهمداني: ثم يوالي حزيمة من شاميها عسير قبائل من عنز، وعسير يمانية تنزرت ودخلت في عنز
(5)
.
6 -
ما قاله محمد بن عبد اللَّه بن حميد الذي ينتمي إلى قبيلة بني مالك إحدى قبائل عسير، فى المحاضرة التي ألقاها في المركز الصيفي لرعاية الشباب في
(1)
لمزيد من المعلومات انظر، الجاسر، حمد، 254، 255، 256، 257 في سراة غامد وزهران، 11.
(2)
ابن عيسى، إبراهيم بن صالح، عقد الدرر، 110؛ النعمي، تاريخ عسير، 50.
(3)
رفيع، محمد عمر، في ربوع عسير، 51.
(4)
الهمداني، الإكليل، 1، 292، 293.
(5)
الهمداني، صفة جزيرة العرب، 118.
أبها، صيف عام (1390 هـ - 1970 م) في الرد على من يقول إن عسيرًا من عدنان قال: المعروف أن السبئيين هاجروا إلى الشمال، ومنهم أناس نزلوا في هذه الديار عند عيون الماء المحيطة بجبل شنوءة، فقيل لهم: أزد شنوءة، ويقع هذا الجبل في بلاد قبيلة بني مالك، إحدى قبائل عسير، على بعد من مدينة أبها، وفي هذه القبيلة الآن بطون تعرف باسم بني رزام، وهو رزام بن مالك بن نصر بن الأزد، قال الشيخ أحمد عبد الخالق الحفظي، وكان منفيًا في تركيا عام (1289 هـ/ 1872 م) من قصيدة:
هم وجال من عسير شرفوا
…
بفخار لم ينل ذاك الوهن
هم رجال الأزد والأزد هموا
…
جبل حل به الليث وحن
وللشيخ القاضي علي بن الحسن الحفظي من قصيدة قالها سنة (1269 هـ/ 1852 م) يستعرض كفاح القبائل العسيرية:
وفيها ليوث الأزد من كل شيعة
…
يصالون نار الحرب حزنًا لمفسد
بأيدي رجال من شنوءة جدهم
…
رقى بهم مجدًا إلى حد فرقد
ليهن بني قحطان مجدًا فخاره
…
مدى الدهر في ناد بواد وأبلد
(1)
وقال شاعرهم النبطي:
حن عسير بن قحطان بن هود
…
هامة العود ما فينا لفيفة
7 -
ما قاله محمد عمر رفيع: ويقولون أي العسيريون إنهم يرجعون في الأزد
(2)
. ومن استعراض الآراء السابقة يتضح أن من نسبهم إلى عدنان يعتمد في رأيه على قول الهمداني، إنهم دخلوا في عنز، وعنز نزارية، فالنسبة بحسب حالتهم الواقعة، أي ما هو كائن بعد الدخول فى عنز، أما من نسبهم إلى الأزد التي ذكرناها يؤيدها رأى الهمداني، أن عسيرا يمانية دخلت في عنز، فالنسبة إذًا
(1)
انظر المحاضرة، ص 3، 4، 5، 6، 7.
(2)
رفيع، محمد عمر، في ربوع عسير، 51.
صحيحة باعتبار أصلهم الحقيقي قبل الدخول في عنز، وأكثر الشواهد والعرف تؤيد أن عسيرًا من الأزد، أزد شنوءة، وهم أزد السرات لما يلي:
1 -
المعروف في هجرة الأزد من الجنوب إلى الشمال أن فرقة منهم نزلت في السراة ويسمون أزد شنوءة، والهجرات من الشمال إلى الجنوب قليلة.
2 -
وجود جبل شنوءة الآن في بلاد بني مالك إحدى قبائل عسير، والذي لا يزال يعرف بهذا الاسم، وفي هذه القبيلة بطون لا تزال اليوم تعرف وتنسب لرزام بن مالك بن نصر بن الأزد يدل على ذلك أنهم في بلادهم لم يتحولوا عنها منذ القدم.
3 -
الشواهد الشعرية التي قالها علماء المنطقة وشعراؤهم، وهم أعرف ببلادهم والأشعار (الملحونة النبطية) التي تعكس الروح الشعبية البسيطة، المنطلقة على السجية، فتوارث النسب على هذا الشكل وانتشاره بين العامة والخاصة يؤيد نسبتهم إلى الأزد، أزد شنوءة.
وتسكن قبائلها الأربع في جبال السراوات لكل قبيلة منطقة معروفة بحدودها وهي في الحروب تنضوي تحت لواء واحد، ولكل منها الآن كيانها ومشيختها الخاصة، ويحدهم من الشمال قبيلتا بالأحمر وبالأسمر، ومن الجنوب بلاد قحطان، ومن الشرق بلاد شهران، ومن الغرب بلاد ألمع، ووادي حلي، وتحتل منطقة واسعة جدا، وعاصمتهم هي مدينة أبها، وهي عاصمة المنطقة كلها، ومقر الحاكم الإداري، وتضم عسير القبائل التالية:
أ - قبيلة بنى مغيد:
تنقسم القبيلة إلى بطون كبيرة هي:
1 -
آل ناجح، وينقسمون إلى فخذين:
أ - أهل السقا.
ب - آل عبد العزيز.
وكل منهما يتفرع إلى فصائل كثيرة وفي قرى متفرقة
2 -
آل وازع، وينقسمون إلى فخذين:
أ - آل ويمن.
ب - أهل الخنق ولهم فصائل أخرى يقطنون قرى متفرقة.
3 -
مغيد الوطاء، وينقسمون إلى ثلاثة أفخاذ:
أ - أهل الشرف.
ب - آل يزيد، الشعف.
جـ - جروادي أبها، ولهم فصائل كثيرة، يسكنون قرى متفرقة.
4 -
ربيعة، ولهم فخذان:
أ - قوم عتود.
ب - آل بواح ولهما فصائل أخرى.
5 -
آل وائلة، ولهم ثلاثة أفخاذ:
أ - آل زياد.
ب - آل مجراوي.
جـ - آل مدلهم، ولهم فصائل تتفرع منها، ومن وائلة، آل حبيب، ولهم فصيلتان:
أ - الطيران.
ب - آل دحان، ولهما تفرعات صغيرة.
6 -
النغلة، وآل عيسى بن حامد وينقسمان إلى فخذين:
أ - النغلة وفيهم من الفضائل:
1 -
آل مسعود.
2 -
آل ابن عافية.
3 -
آل خثلان.
ب - آل عيسى بن حامد ولهم ثلاثة أفخاذ هم:
1 -
آل قطران.
2 -
آل معجرد.
3 -
آل عاطف، ولهم فصائل أخرى، ويحد بني مغيد من الشمال - قبيلة علكم وجنوبًا آل السريع من قحطان، وبنو ماجور، وشرقًا قبيلة شهران، وغربا رجال ألمع، وهذه القبيلة تسكن أبها وما حولها.
أعطى هذه التفصيلات شيخهم العام، شيخ بني مغيد وبني نمار أحمد بن سعد بن مفرح وهو من آل مفرح، وعمره (55) سنة.
ب - قبيلة علكم:
تسكن هذه القبيلة في الوسط من قبائل عسير، إذ يحدهم من الشمال قبيلة - ربيعة ورفيدة، وجنوبًا - بنو مغيد، وشرقًا - قبيلة بني مالك، وغربًا - قبائل رجال ألمع وربما تداخلت هذه القبيلة في حدودها وأفخاذها وقراها مع مجاوريهم من قبائل عسير، وتنقسم علكم إلى أربعه بطون كبيرة هي:
1 -
بنو مازن وأفخاذهم:
أ - آل مصعد.
ب - آل العالي.
جـ - أهل الباطنة.
د - آل لغيثار.
2 -
آل سعيدي، وأفخاذهم هي:
أ - آل عقران.
ب - آل واسع، قرن.
جـ - آل مبرة، الوادي الطالع.
3 -
آل القصير وأفخاذهم:
أ - آل ثوابي.
ب - آل المسعودي.
جـ - آل النجيم، الشط.
د - وآل المطحل.
4 -
تلادة عبدل، وأفخاذهم هم:
أ - بنو مقرن.
ب - آل التوم.
جـ - آل عاصم.
د - آل يوسف.
5 -
البيتين، وأفخاذهم هم:
أ - آل عطاء.
ب - وآل قاسم.
6 -
عضاضة، وأفخاذهم هي:
أ - آل المطير.
ب - آل فرزعة.
جـ - السرين، ولهم فضائل أخرى تتفرع عنهم يجمعهم علكم، ورئاستهم في آل حامد، في السرات وفي تهامة.
أخذت هذه المعلومات من شيخهم الآن، عبد اللَّه بن عائض بن أحمد آل حامد.
جـ - قبيلة ربيعة ورفيدة:
القبيلة الثالثة من قبائل عسير، ربيعة ورفيدة، وبنو ثوعة، ويحد هذه القبيلة من الشمال - قبيلة بالأحمر، ومن الجنوب - قبيلة علكم، ومن الشرق قبيلة بني مالك، ومن الغرب - محائل ورجال ألمع، وتضم هذه القبيلة البطون الكبيرة التالية:
1 -
طبب.
2 -
الرفقتين.
3 -
آل شدادي.
4 -
أهالي تيهان.
5 -
بنو غنمي في السرات وفي تهامة.
6 -
العاصمي في السرات وتهامة.
7 -
التلادة.
8 -
الحارث في السرات وفي تهامة.
9 -
الغال.
10 -
آل بجاد.
11 -
الطلحة.
12 -
بنو ثرعة.
وقاعدة القبيلة وحاضرتهم، طبب، وفيها مقر رئاستهم، وكانت منذ عام (1215 هـ/ 1800 م) عاصمة منطقة عسير كلها، حيث تأمر في عسير محمد بن
عامر العسيري، الملقب أبو نقطة، عينه الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود، ولا تزال مشيخة القبيلة في أسرتهم.
أخذت هذه التفصيلات عن شيخهم الآن الشيخ عبد الوهاب بن عبد العزيز أبو نقطة المتحمي، عمره 50 سنة.
د - قبيلة بني مالك:
تقع منازلهم في الشمال الشرقي في مدينة أبها بحوالي (10 كم) ويحدهم من الشمال بالأحمر، ومن الجنوب - بنو مغيد - وعلكم، ومن الشرق - شهران، ومن الغرب - علكم، وربيعة ورفيدة، وتنقسم القبيلة إلى بطون كبيرة هي:
1 -
بنو رزام.
2 -
آل مجمل.
3 -
آل يعلا.
4 -
بنو ربيعة.
5 -
بنو منبه.
6 -
آل الحبيشي.
7 -
آل رميان، وتتألف هذه البطون من الأفخاذ التالية:
1 -
آل خطرة.
2 -
آل لزم.
3 -
آل يعلا.
4 -
آل جرجر.
5 -
آل الشلفا.
6 -
آل جاهل.
7 -
آل أبي شوحطة.
8 -
آل هتان.
9 -
أهل ابن نعمان.
10 -
آل منير.
11 -
بنو ربيعة.
12 -
آل الطبيب.
13 -
آل الغليض.
14 -
المجاردة.
15 -
آل بلكباش.
16 -
آل محمد بن علي.
17 -
آل مجندي.
18 -
آل مخلد.
19 -
آل صعب.
20 -
آل جمعة.
21 -
آل عراد.
22 -
آل محزل.
23 -
آل رميان.
24 -
آل الحبسي.
(5)
ما ذكره فؤاد حمزة في كتاب "في بلاد عسير" عن قبائل عسير وديارها وعاداتها:
قال: "عسير" كاسم جغرافي، اصطلاح حديث جدا، يعود تاريخ استعماله إلى حوالي مائة وخمسين عامًا، ولكنه كاسم قبيلة أو حلف من القبائل، اصطلاح غاية في القدم. والأصل في الاصطلاح الجغرافي هو إطلاق اسم القبيلة على البلاد التي تسكنها، فيقال بلاد عسير أو ديرة عسير، ويقصدون بذلك أوطان القبيلة الشهيرة التي تسكن أعالي السراوات، وعلى الأخص سراة الأزد، ثم أهملت النسبة واشتهرت البلاد باسم عسير وفي العهد العثماني جعلت بلاد عسير "متصرفية" باسم "متصرفية عسير".
أهمل قدماء مؤرخي العرب اسم "عسير" كبلاد، ولم يرد ذكرها في تقاسيم بلاد العرب المعلومة وهي: الحجاز واليمن وتهامة ونجد والعروض. وجعلوا حدود اليمن متصلة بالحجاز من ناحية السراوات ومن ناحية تهامة. وقد أشار إلى ذلك ابن خرداذبة حيث قال: "وفيما بين سروم راح والمهجرة طلحة الملك، شجرة عظيمة تشبه الغرب غير أنها أعظم منه، وهي الحد ما بين عمل مكة وعمل اليمن"
(1)
. وقال "ياقوت": "مهجرة" بلدة في أول أعمال اليمن بينها وبين "صعدة" عشرون فرسخًا
(2)
وكانوا يطلقون على هذه البقعة من بلاد العرب: "بلاد السراة" وينسبون كل سراة إلى القبائل الساكنة فيها مثل "سراة جبلان" و"ألهان" و"المصانع" و"قدم" و"عذر" و"هنوم" و"سراة خولان" و"جنب" و"عنز" و"الأزد" وغيرها
(3)
. وكانوا يسمونها كما قال "ياقوت"
(4)
: "طودًا" بفتح أوله وسكون ثانيه والدال: اسم علم للجبل المشرف على "عرنة"، وينقاد إلى "صنعاء"، ويقال له:"السراة". وكذلك سماها "الهمداني"
(5)
.
(1)
المسالك والممالك ص 135 و 137.
(2)
معجم البلدان م 8 ص 208.
(3)
صفة جزيرة العرب للهمداني ص 68 - 70.
(4)
صفة جزيرة العرب ص 71، 118 ومعجم البلدان م 6 ص 67.
(5)
صفة جزيرة العرب ص 118.
وقد توسعوا في إطلاق لفظ "عسير" على بلاد ليس فيها عسيري واحد كما سنوضحه فى محله من هذا الكتاب، ولكن الذي يعنينا الآن هو أن هذه البقعة الجبلية كانت تقتطنها بطون من التهبائل اليمانية -وعلى رأي بعضهم: يمانية فتنزرت- من أسلم الأزد، أطلق عليها اسمها فعرفت بهم ودعيت:"بلاد عسير". وكذلك تعرف قرى كثيرة بأسماء ساكنيها مثل "زور آل الحارث" و"حلّة آل همام" وغير ذلك مما هو مشهور في بلاد عسير واليمن. ثم لما قويت شوكة القبيلة وامتدت سيطرتها إلى بلاد القبائل المجاورة لها غطى إسمها على اسم تلك القبائل وأصبحت تعرف باسمها، فلما جاءت الحكومات المدنية وجدت قبيلة "عسير" أشد قبائل تلك المنطقة مراسًا وأعظمها هيبة ونفوذًا وأكثرها عددًا وعدة، فأطلقت عليها وعلى البلاد الموالية لها اسم "عسير" وجعلتها الحكومة العثمانية متصرفية كما مر
(1)
. وسنحاول أن نرسم في النبذة التالية صورة صحيحة عن حدود البلاد التي تسكنها قبيلة "عسير" والبلاد التي تتبعها، أو التي ضمت إليها.
حدود "عسير
":
ذكرت في فصل مضى من القسم الأول كيف حدد لي الأعراب وادي "بيشة" بأنه يمتد من الشغف إلى البعف. والظاهر أن أهل هذه البلاد مولعون بالاصطلاحات المقتضبة التي تغني عن التعريفات المفصلة، لأني حينما سألت بعض كبار "عسير" عن حدود بلادهم أفادني بتعريف جامع مانع في عرفهم كتعريف أهل "بيشة" لواديهم. قال:
"حدود عسير: من زهران إلى ظهران". تعريف يعجز أكبر علماء الجغرافيا عن حل طلاسمه ورموزه، علاوة على أنه تعريف مبالغ فيه يفيد في الواقع مدى سلطات قبيلة "عسير" في وقت من الأوقات أكثر ما يفيد حدود بلاد القبيلة، فزهران بلاد قبيلة عظيمة تقع بين بلاد الطائف وبلاد غامد، وتبعد عن "أبها" مركز عسير 12 مرحلة للمشاة أو تزيد. و"ظهران" مركز "وادعة" من "همدان بن زيد" إلى الجنوب من عسير وقحطان، بين بلاد قحطان وبلاد "صعدة" في اليمن. وتبعد
(1)
قاموس الأعلام م 5 ص 1354.
بلدة ظهران عن أبها 6 مراحل للماشي، فتكون مسافة بلاد عسير بحسب تعريف أهلها وتحديدهم عبارة عن 18 مرحلة ممتدة من الشمال إلى الجنوب، وقد تكون ثلاث مراحل أو أربعًا عرضًا من الشرق إلى الغرب.
غير أن هذا التحديد مبالغ فيه جدا كما ذكرت، لأنه يشمل بلاد قبائل كثيرة لا تجمعها بقبيلة عسير غير رابطة الجوار والخضوع في بعض الحقب لسلطان أمير أو أمراء من "عسير"، كما حدث ذلك فعلا أيام سيطرة "عائض بن مرعي" مؤسس إمارة آل عائض، وكما وقع أيام ولده محمد بن عائض أكبر أمراء الأسرة العائضية على الإطلاق. والقبائل التي يشملها التحديد المذكور آنفًا هي كما يأتي اعتبارًا من الجنوب عند الحدود اليمانية - السعودية إلى الشمال.
(1)
بلاد وادعة وسنحان.
(2)
بلاد قحطان بأقسامها.
(3)
بلاد عسير.
(4)
بلاد شهران.
(5)
بلاد بالأحمر.
(6)
بلاد بالأسمر.
(7)
بلاد بني عمرو.
(8)
بلاد بني شهر.
(9)
بلاد غامد.
(10)
بلاد زهران.
وقد تكون بلاد "عسير" في منتصف هذه البقعة الفسيحة من أرض السراوات.
وذكر لي عسيري آخر حدود قبيلة "عسير" بالنسبة إلى التحديد الصحيح الذي تشتمل عليه ديرة القبيلة الحقيقية فقال: "إن بلاد عسر من تمنية إلى شعار". والأول جبل عظيم في جنوبي بلاد "عسير" حيث تتألف الأودية الكثيرة مثل "بيشحة" و"عتود" و"ضلع"، والثاني اسم عقبة مشهورة تسمى "شعار" أو "تية"، وفي واقعة منتهي حدود "عسير" الشمالية بينها وبين بلاد بالأحمر.
قال الهمداني: "ثم يوطن حزيمة من شاميها عسير قبائل من عنز، وعسير يمانية تنزرت ودخلت في عنز، فأوطان عسير إلى رأس تية وهي عقبة من أشراف تهامة وهي أبها، وفيها قبر ذي القرنين فيما يقال، عثر عليه على رأس ثلاثمائة من
تاريخ الهجرة والدارة، والفتيحا، واللصبة، والملحة، وطبب، وأتانة، وعبل، والمغوث، وجرشة، والحدبة. هذه أودية عسير كلها"
(1)
.
ونقول: إن بلاد القبيلة المعروفة باسم "قبيلة عسير" تتألف من الجبال والأودية والسهوب الواقعة بين أعلى السراة الأزد في الغرب، وبلاد شهران في الشرق، وبلاد قحطان في الجنوب، وبالأحمر وبالأسمر في الشمال. وبعبارة أخرى هي بلاد واقعة بين جبل تمنية وعقبة القرون ووادي ركان الممتد إلى الحقو فالبحر من جهة الجنوب، وبلاد بني شعبة وربيعة اليمن ورجال ألمع ووادي حلي من جهة الغرب، وعقبة شعار ووادي تية والسهب الممتد إلى بلاد بالأحمر من الشمال، وسلسلة الهضاب والسمهوب المتصلة ببلاد شهران من الشرق. وإذا قيست المسافات بالساعات للمشاة كانت المسافات من شعار في الشمال إلى تمنية في الجنوب ثلاثا وعشرين ساعة بالمشي السريع، وفيما يلي كشف يوضح هذه المسافة:
ق. . . س
00: 4 من شعار إلى عقبة آل الحارث.
00: 1 من آل الحارث إلى عقبة آل عاصم.
30: 0 من عقبة آل عاصم إلى عقبة بني غنمي.
20: 0 من بني غنمي إلى عقبة المسقوي.
30: 0 من المقوي إلى عقبة الشرف أو الصماء.
10: 2 من الشرف إلى عقبة السودة.
00: 1 من السودة إلى عقبة السقا.
00:2 من السقا إلى عقبة آل عبيد.
30: 0 من آل عبيد إلى عقبة المَهْلل.
(1)
صفة جزيرة العرب ص 118 - وأسماء الأوطان ما تزال إلى يومنا هذا على تسميتها ما عدا عبل والمغوث والحدبة لم أتصل بها، وربما تغيرت أسماؤها بتقادم الزمن.
30: 0 من المهلل إلى عقبة الباطنة.
15: 0 من الباطنة إلى عقبة الملصة.
00: 2 من الملصة إلى أبها (أو إلى عقبة ضلع).
45: 1 من أبها إلى عقبة الهضبة.
30: 2 من الهضبة إلى عقبة عضاضة.
30: 0 من عضاضة إلى عقبة آل يزيد.
00: 2 من آل يزيد إلى عقبة المسقي.
30: 1 من المسقي إلى تمنية وعقبتها.
00: 23 المجموع
وأما المسافة من الشرق إلى الغرب فإنها تقرب من المسافة التي من الشمال إلى الجنوب، وهي -بين أبها وبلاد شهران- تبلغ 35 كيلو مترا، فإذا اعتبرنا بلدة "حجلة" فاصلا بين ديرتي شهران وعسير كانت المسافة من أبها إلى أقصى حدود عسير في الثوق لا تزيد عن 20 كيلو مترًا، والمسافة من أبها إلى شعار تبلغ 28 كيلو مترًا، والمسافة من أبها إلى تمنية أقل من ذلك. غير أن السيارة لا يمكنها السير إلا عن طريق خميس مشيط على محاذاة مجرى وادي بيشة. وعلى هذا الاعتبار تكون بلاد قبيلة عسير عبارة عن بقعة من الأراضي الجبلية يبلغ طولها 50 كيلو مترًا وعرضها 40 كيلو مترًا على وجه التقريب. فأين هذه المساحة من المساحة الواقعة بين زهران وظهران؟
وعورة بلاد "عسير
"
مثلما أطلق اسم القبيلة أو حلف القبائل على البلاد التي تستوطنها، فلا يستبعد أن يكون لبلاد "عسير" نصيب من اسمها نظرًا لوعورتها وصعوبتها. حقا إن بلاد "عسير" عسيرة المرتقى وعرة المسالك كثيرة الجبال والوهاد والأودية. قامت سلسلة جبال السراة سدا منيعًا من جهة المغرب فلا يمكن ارتقاؤها والعبور منها إلا من فجوات حضرتها الطبيعة ونحتتها بين ملتقى الجبال وتقاطع الأودية. وقد قامت
هذه العقبات حارسًا أمينًا على البلاد من جميع الجهات التي يأتيها الخطر منها، فظلت بعيدة عن سيطرة الفاتحين إلا لماما، فصمدت للهجمات صمودًا عجيبًا، وإن كانت استبيحت مرتين في العصر الحديث بسبب رداءة الدقاع عن حصونها الطبيعية أو بسبب وقوع الخيانة فيها: المرة الأولى حينما هاجمها "رديف باشا" في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي من عقبة الصماء واحتل أبها وحرملة وريدة، والمرة الأخرى بعد ذلك بنحو ثلاثين سنة حينما هاجمتها قوات تهامة المنضوية تحت لواء السيد "محمد بن علي الإدريسي" عام 1910 ميلادية عن طريق عقبة شعار.
ومنذ وصولي إلى أبها، وجهت همي إلى اكتشاف الطرق القريبة التي يمكن اجتياز السيارات منها إلى تهامة تسهيلا لمواصلات الجيش المحتشد في السراة وفي تهامة ولذلك جست خلال الديار وأنفذت المهندس إلى المواقع التي لم أتمكن من زيارتها بنفسي، ولكني كنت كناطح الصخرة تتحطم دونها جهوده، فإن جبال السراة تؤلف حاجزًا قويًا لا يمكن تخطيه إلا من فرجات معدودة يطلق عليها اسم العقبات، وهي بطبيعتها مبدأ واد منحدر من أعلى الهضبة إلى سفحها، ثم يمتد الوادي متغلغلا بين الجبال متعرجًا حول الآكام والربى، إلى ان ينتهي عند ساحل البحر في تهامة.
سأذكر الأودية المنحدرة من أعالي الجبال في بلاد قحطان وعسير إلى ساحل تهامة في القسم الخاص بتهامة بمثل الطريقة التي اتبعتها وما زلت أتبعها في سرد تفاصيل الأودية التي تصفي السفوح الشرقية لسلسلة السراة. وقد ذكرت في القسم الأول من الكتاب ثلاثة أودية منها -تربة ورنية وبيشة- وسأذكر في هذا القسم وادي تثليث، وأذكر في قسم نجران الواديين الآخرين نجران وحبونة. ولذلك سأكتفي هنا بذكر مبدأ الأودية في العقبات المشهورة.
ذكرت في النبذة السابقة أسماء 17 عقبة، وقد ذكر لي خبراء هذه البلاد عقبات أخرى غيرها، فبلغ مجموعها 24 عقبة، لا أرى بأسًا من حصرها مع ذكر الجهات التي تصبّ فيها بتهامة:
(1)
عقبة شعار، وتبعد 28 كيلو مترًا شمالي أبها، وتقع غربي الحدود الفاصلة بين ديار بالأحمر وديار "عسير"؛ وهي في الواقع المنفذ المطروق من عسير إلى محائل والقنفذة. والطريق منها إلى أبها ممهد لسير السيارات من أيام الحرب العالمية، وأصعب قسم فيه عقبة أم الركب بقرب بلدة "رضف" على بعد ستة كيلو مترات من أبها.
(2)
عقبة رجم، وتبدأ من شغف آل الحارث من ربيعة ورفيدة من عسير، وتصبّ في وادي تمنية.
(3)
عقبة قضا، وتبدأ من شعف آل عاصم من ربيعة، وتصب في النهاية في وادي حلي بن يعقوب.
(4)
عقبة وسانب، تبدأ من المسقوي في بلاد ربيعة ورفيدة من عسير وتنتهي في وادي حلي.
(5)
عقبة فوده، تصب في وادي حلي عند جرف ابن موهوب في بلاد ألمع.
(6)
العقبة الصماء، بقرب تهلل، وهي من أصعب العقبات، وقد يعتبرونها أصعب وأوعر من ضلع وشعار، وتنتهي في بلاد رجال ألمع.
(7)
عقبة توالب، تبدأ من جبل السودة الذي هو أعلى نقطة في سراة عسير، وتصب في وادي العوص في بلاد رجال ألمع، وهذا ينتهي في وادي حلي.
(8)
عقبة القرون، وتبدأ من جبل السودة أيضًا، وتصب في وادي شوكان ضمن بلاد رجال ألمع.
(9)
عقبة أمطار (الطهار) وتبدأ من السقا وتصب في وادي مربة ضمن بلاد رجال ألمع.
(10)
عقبة ضفعاف، وتبدأ من السقا وتصب في مربة.
(11)
عقبة ريدة، وتبدأ من السقا وتصب في مربة.
(12)
عقبة الصليف، وتصب في وادي لتوة الذي ينتهي في مربة.
(13)
عقبة آل امحارث (الحارث) تبدأ من المهلل وتصب في وادي حرملة الذي ينتهي في مربة.
(14)
عقبة خثيعة، تبدأ من المهلل وتصب في وادي الفينة ثم في مربة.
(15)
عقبة لولاه، تبدأ من الباطنة وتحول على وادي الفينة ثم تصب في مربة.
(16)
عقبة خيمة، تبدأ من الملصة وتحول على وادي الفينة ثم تصب في مربة.
(17)
عقبة ضلع بقرب أبها على بعد كيلومترين منها إلى الجنوب الغربي، وهي الطريق المطروق من أبها إلى القصبة فدرب بني شعبة فجيزان.
(18)
عقبة قصرى أو الشرف، وتلتقي مع عقبة ضلع في أسفلها عند منفرج الوادي قبل القصبة.
(19)
عقبة الهضبة، تبدأ بقرب الشرف أيضًا وتنزل إلى وادي ضلع.
(20)
عقبة عضاضة، تبدأ من عضاضة وتنزل إلى وادي ضلع.
(21)
عقبة آل يزيد، أو عقبة عتود، وتصب في وادي عتود.
(22)
عقبة المسقي، وتصب في عتود.
(23)
عقبة القرون، وتبدأ من جبل تمنية وتصب في وادي ركان ثم في وادي الحقو.
(24)
عقبة بن حموض أو عقبة شهران من آل ينفع، تبدأ من تمنية ما بين وادي عتود ووادي بيض.
وتوجد بالطبع عقبات أخرى في بلاد قحطان ووادعة إلى الجنوب من بلاد عسير، سأذكرها في حينها، لأنها هي المنافذ الوحيدة إلى تهامة.
وانحدار هذه العقبات شديد الميل بعيد المدى، وقد يستغرق النزول من العقبة بضع ساعات، كما أنه في بعضها لا يتجاوز الساعة.
وجبال عسير مرتفعة جدا، وربما كانت أعلى الجبال في السراة بعد دخولها بلاد الملك عبد العزيز آل سعود. وقد سجل البارومتر (9310) أقدام في قمة جبل "ذرة" المشرف على أبها، و (9120) قدما في عقبة "ضلع"، و (9620) قدما في عقبة "أم الركب" بقرب أبها، و (8750) قدما في عقبة شعار، و (11000) قدم في "تهلل". وكان أعظم ارتفاع سجله البارومتر في السودة إذ بلغ (11420) قدما
ويوجد بقرب السودة جبل آخر مرتفع بينها وبين تهلل لم نصعد إليه، ولكن المهندس قدر ارتفاعه بنحو اثني عشر ألف قدم.
أودية "عسير
"
حينما أتى الهمداني على ذكر قبيلة عسير قال: "والدارة والفتيحا واللصبة والملحة وطبب وأتانة وعبل والمغوث وجرشة وحدبة: هذه أودية عسير كلها"
(1)
. و"عسير" بلاد الأودية والجبال، فلا عجب أن تكون كل عقبة من العقبات التي أوردنا ذكرها في الفقرة السابقة رأسا لواد كبير أو صغير، وقد تكون الأودية الناشئة من رءوس العقبات أودية رئيسية كبيرة مثل "عتود" و"حلي" و"الحقو"، وقد تكون فرعية تصب في الأودية الرئيسية.
أما من جهة سفوح جبال "عسير" الغربية فلا شك في أن كل عقبة تؤلف واديًا اسمه كاسم العقبة نفسها. وسنذكر تفاصيل هذه الوديان وما يقوم حولها من قرى ومزارع وعمران في تهامة بعد خروجها من ديار عسير ورجال ألمع وبني شعبة وأهل حلي في بحثنا عن تهامة عسير.
أما من جهة سفوح جبال عسير الشرقية، فهنالك أودية كثيرة قد أهملها "الهمداني" الذي نقلنا عبارته في مطلع هذه الفقرة. حقًا إن الأودية التي تصفى مياه السفوح الشرقية والجنوبية لعسير غير طويلة، ولكنها في الواقع من أهم روافد وادي بيشة، وتجتمع به بقرب بلاد ابن هشبل كما ورد ذكره في بحثنا عن بلاد شهران. وإليك أهم الأودية الكائنة في هذه الجهة من بلاد عسير.
أولا: وادي خبيبي: ينبع من السقا إلى الغرب من عقبة ضلع وعلى بعد بضع ساعات إلى الجنوب الغربي عن أبها. وحينما يقرب من أبها يسمى باسمها، ثم يمتد مسافات طويلة حيث ترفده أودية فرعية كثيرة إلى أن يصب في وادي بيشة شهران عند بلاد ابن هشبل، وتقوم على ضفاف هذا الوادي قرى بني مغيد من قبيلة "عسير"، وهو أعظم أودية عسير.
(1)
صفة جزيرة العرب للهمداني ص 118.
ثانيًا: وادي حمرة: ينبع من جبال تهلل ويصب في وادي أبها عند بلدة المحالة من مراكز بني مالك من عسير، ويملك البلاد القريبة من رأسه "علكم" من عسير، ويملك ما كان في أواسطه وأسفله بنو مالك من عسير.
ثالثًا: وادي الملاحة: وينغ بالقرب من "تهلل" في بلاد "علكم"، وبعد أن يسير مسافة قصيرة يلتقي بوادي أتانة.
رابعًا: وادي أتانة: وينبع بالقرب من "السطلحة" في ديار "ربيعة ورفيدة"، ويلتقي به وادي الملاحة في قرية "الفية"، وحينما يلتقيان يتغير اسماهما ويتحدان فيصبح اسمهما (الوادي الطويل) نظرًا لطوله، إذ يسير مسافة طويلة قبل أن يلتقي بوادي أبها عند "الخنقة" قبل بلاد ابن هشبل.
خامسًا: وادي طبب: يطلع من باحة "ربيعة" ويمر على آل بجاد، ثم يصب في وادي "تمنية" إلى جهة تهامة.
سادسًا: وادي جوحان: وينبع بالقرب من العقبات الواقعة جنوبي أبها، ويصب في وادي أبها عند بلدة "قاعد" و"الدارة" بين بني مغيد وبني مالك. وقد زرت هذا المكان فوجدت عند ملتقى الواديين مستنقعًا عظيمًا تجمعت المياه في بعض أنحائه فكونت بركا متسعة نما على أطرافها نبات الحلفا والملَص، وفيها نوع من السمك ذي اللون الأسود. وبجوار هذه البوك مزار قديم العهد هدمه الإخوان
(1)
، يزعم أهل هذه البلاد أنه قبر ذي القرنين.
سابعًا: وادي ضلع: وعلوه الجندل، وهي جبال تقع إلى جنوب جبل "ذرة" المشرف على أبها والحارس لها من جهة الشرق، ويصب في وادي عتود الغربي (أي المتجه إلى تهامة).
ثامنًا: وادي مربة: ويحرج من بلدة "ريدة" إلى الغرب من أبها، ويتجه غربا بجنوب إلى جهة تهامة حيث يلتقي بوادي ضلع قبل أن يصب هذا الأخير في عتود الغربي.
(1)
يقصد الإخوان في عهد الملك عبد العزيز آل سعود والذين كانوا يشكون معظم جيشه المقاتل لتوحيد أرجاء المملكة العربية السعودية، وفي الأخير قام بعض زعمائهم بمعارضة الملك عبد العزيز فقاتلهم وقضى عليهم.
تاسعًا: وادي عتود: وهو في الحقيقة واديان أحدهما شرقي والآخر غربي. وكلاهما ينبع من عقبة عتود المذكورة آنفًا، ولكن أحدهما ينحدر من العقبة إلى جهة الغرب حيث يصب في البحر، والآخر يتجه إلى الشمال الشرقي محاذيًا وادي بيشة غير بعيد عنه حوالي كيلومترين. وتقوم على هذا الوادي خمس قرى لآل راشد من شهران. وكان من الواجب ذكره في بحثنا عن شهران لأنه ينبع من عقبة عتود، وهي كما لا يخفى لآل يزيد من بني مغيد من عسير. وهذان الواديان هما اللذان قال فيهما الشاعر إنهما مساكن الأسد في الجزيرة، كما مر بك.
الطريق من "الخميس" إلى "أبها
"
تبلغ المسافة من سوق ابن مشيط في بلاد شهران إلى سوق أبها قاعدة عسير 35 كيلو مترا تقطعها السيارة في ساعة وبضع دقائق، نظرًا لوعورة بعض أقسام الطريق الذي افتتحه "محيي الدين باشا" متصرف عسير وقائد فرقتها العسكرية أيام الحرب العالمية لسير المركبات. و"محيي الدين باشا" لم يسلم البلاد إلا عقب الهدنة عام 1918، وقد عين فيما بعد وزيرًا مفوضًا لحكومة تركيا في القاهرة.
غادرنا ساحة السوق حيث كان مخيما، ضحى يوم الخميس الواقع في 23 شوال 1354 هـ (8 فبراير 1934)، وسرنا على جانب وادي بيشة الغربي، وكانت القرى على يسارنا - وتمتد الطريق في أرض سهلة تتخللها ربى وهضاب كثيرة إلى مسافة ثلاثة كيلومترات عن السوق، حيث تقوم بلدة "ذهبان" التي يسكنها الأمير سعيد بن مشيط، وبعد أن تكون الطريق سائرة في اتجاه جنوبي إذا بها تنحرف إلى جهة الشمال الغربي، بين هضاب صخرية صعبة المسالك طولها كيلومتران.
وبعد خمسة كيلومترات من مفرق قصر ابن مشيط نصل إلى وادٍ كبير هو وادي عتود المنوه به في النبذة السابقة.
يبلغ عرض مجرى الوادي أكثر من خمسين مترًا، وينبت على أطرافه الحلفا والعرار والقصب، ويشاهد المسافر من هذا المكان قرية واقعة إلى جهة الشمال أسفل الوادي هي أول قراه، فلما رأيناها قدرنا بعدها عنا بنصف كيلو متر. أما القرى الواقعة على هذا الوادي فهي:
1 -
العطفة.
2 -
الخلصة.
3 -
آل راشد.
4 -
مشرف.
5 -
آل الزعابك.
6 -
الشعبة.
وكلها لآل راشد من شهران.
ونظرًا لارتفاع أبها عن الخميس لابد لك من اجتياز عقبات كثيرة في طريقك من الثانية إلى الأولى، إذ ما تصل إلى الكيلومتر السابع بينهما حتى تصبح على ارتفاع 8200 قدم عن سطح البحر، وبعد كيلو متر واحد يصل الارتفاع إلى (8300) قدم وحينما تبلغ الكيلومتر الرابع عشر تكون على ارتفاع (8325) قدما، ومن هذا المكان يشاهد السهل المنبسط المحيط يوادي حجلة على بعد 15 كيلو مترًا ونصف من خميس مشيط.
بلدة "حجلة" قرية بني مالك من "عسير"، وهي كبيرة متسعة تقوم على أطرافها أبراج كثيرة يسميها أهلها "القصبات" وهي بالفعل قصبة مجوفة لها مدخل ضيق، يرقى إليها بسلم من الحجارة البارزة من الجدار الأسطواني الشكل. وتستعمل هذه القصبات مراقب للحراسة من هجوم الأعداء المباغت، وللدفاع عن القرية وما يحيط بها من المزارع.
حينما أشرفت على "حجلة" شاهدت منظرًا غريبا لم يكن لي سابق عهد بمثله، شاهدت البيوت والقصبات ذات رفارف خلتها لأول وهلة مصنوعة من الصفيح، وإذا بي حينما اقتربت منها وأمعنت النظر ليها، يتضح لي أنها مصنوعة من الإردواز الحجري، ذلك أن طراز البناء في عسير مختلف عنه في بلاد شهران وسواها مما شاهدته من البلاد. فأساس البناء وجدره إلى ارتفاع حوالي متر عن سطح الأرض مبنية بالحجارة، وما فوق ذلك مبني بالطين أو اللبن المجفف بحرارة الشمس، وكلاهما قليل المقاومة لا يستطيع تحمل التأثيرات الجوية والأمطار الغزيرة. ولذلك عمد أهل هذه البلاد إلى طريقة يدفعون بها خطر الأمطار ويدرأون بها سقوط الجدران، بأن أحاطوها من جميع أطرافها برفرف من الإردواز على أبعاد متفاوتة لا تزيد في معظمها على متر واحد، ولا تكاد تبلغ أحيانًا نصف
متر. وعلاوة على أن هذا الطراز يكسب البناء شكلا غريبا، فإنه يدل على مبلغ استفادة القوم من الأسباب التي يملكونها لدرء الأخطار الطبيعية وحماية البيوت من الانهيار.
كانت "حجلة" من أعظم قرى "عسير"، غير أنها أصيبت بضربة قاصمة عام فتح عسير على يد الأمير عبد العزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود، إذ هاجم الإخوان جماهير عسير المجتمعة في "حجلة" للدفاع عنها فأبادها، وكانت مقتلة عظيمة ما زال أهل عسير يذكرونها ويندبون سوء حظهم فيها، وقد كانوا ذوي شوكة وأنفة وعزة طوال مدة الحرب العالمية، فأصابتهم هذه النكبة، وأودت بمقاتلتهم، وأضعفتهم كثيرًا.
نجتاز شعيب "حجلة" عند الكيلومتر السادس عشر، ثم شعيب المدفن بعد ذلك بكيلومتر واحد، ثم نصل إلى هضبة بالقرب من قرية "الغليظ" حيث يكون الارتفاع (8400) قدم، وحينما نصل إلى الكيلو متر الثالث والعشرين يبلغ الارتفاع (8600) قدم.
نقطع وادي "جوحان" عند الكيلومتر السادس والعشرين، وبعد مسير ثلاثة كيلو مترات نقترب من قرية "الشرف"، ويستمر التصعيد حتى يبلغ الكيلومتر الثلاثين، فيصبح الارتفاع (8700) قدم، ثم بعد قليل يزيد الارتفاع خمسين قدما أخرى.
وحينما نصل إلى الكيلو متر الواحد والثلاثين نكون قد بلغنا وادي "مشيع" الذي يمر بقرية "مشيع" التي تحسب من قرى "أبها" نفسها، وبعد قليل نصل إلى أعلى ارتفاع بلغناه حتى الآن وهو (8900) قدم، ومن هذا المكان نشاهد مدينة "أبها" والقلاع المحيطة بها في أعالي الجبال، ويظهر لنا قصر "شذا" الذي بناه محمد بن عائض، ويظهر لنا إلى الغرب من قصر شذا قصر حديث البناء يختلف بطراز بنائه عن "شذا" حيث إنه يشبه قصور بلاد شهران، بناه عبد الوهاب أبو ملحة على أطلال الثكنة العسكرية العثمانية، وقد علمت أنه كان على طراز حديث، فجعل البناء الجديد على طراز بلاد شهران.
قبيلة عسير
نسب "عسير
":
تضم قبيلة عسير المعاصرة مجموعة من القبائل المختلفة الأصول البعيدة الأنساب، غير أن "عسير" الأصلية مختلف في نسبها أنزاري هو أم يماني. ذكر الهمداني:"عسير يمانية تنزرت ودخلت في عنز بن وائل"
(1)
.
وإرجاع أنساب القبائل العربية المعاصرة إلى أصولها أمر من الصعوبة بمكان عظيم، نظرًا للاختلاط الذي حصل -خلال الحقب المتطاولة والقرون المتداولة- في أنساب القبائل وهجراتها ومحالفاتها، وما إلى ذلك من الأسباب الداعية لضياع النسب الأصلي أو اختلاطه.
وقبيلة عسير المعاصرة حلف من القبائل ذات الأصول المختلفة، وهي ترجع أنسابها إلى أسلم من الأزد سكان السراة.
ذكر السويدي أن "الأزد من أعظم الأحياء وأمدها فروعا، وقد قسمها الجوهري إلى ثلاثة أقسام: أحدها أزد شنوءة بإضافة أزد إلى شنوءة وهم بنو نصر ابن الأزد. والثاني أزد السراة بإضافة أزد إلى السراة وهو موضع بأطراف اليمن نزلته فرقة من الأزد فعرفوا به. والثالث أزد عُمان بإضافة أزد إلى عُمان وهي بلاد معروفة في جنوب شرق جزيرة العرب نزلتها فرقة منهم فعرفوا بها
(2)
.
وقبيلة عسير تضم أربعة بطون، اثنان منها ينسبان إلى أسلم من الأزد ويلحقهما بعض فرق من شهران وقحطان، والبطنان الآخران حلفاء للأولين، والظاهر أن أصلهما يرجع إلى شهران أو قحطان.
أفادني الشيخ علي بن مشيبة أمير كافة "عسير" وهو من بني مغيد، أن القبيلة متحالفة منذ زمن قديم، ولكن كثرتها من الأزد أزد السراة، وفيها عناصر من شهران وقحطان، وهذا طبيعي بالنظر إلى رابطة الجوار وضرورات الاختلاط الناشئ عن الغلبة والسلطان.
(1)
صفة جزيرة العرب ص 118.
(2)
سبائك الذهب ص 23.
لا أستطيع حصر عدد أفراد قبيلة "عسير" بأقسامها الأربعة، غير أني علمت أنه قد فرض على عسير من المجاهدين أربعمائة مقاتل في الأوقات المعتادة، ويمكن أن يطالبوا بمضاعفة هذا العدد فيقدمونه بكل ترحاب. والواقع أن فرض عدد من المجاهدين لا يتبع قاعدة واحدة معينة، وقد يترك أكثر الأحيان إلى تقدير القبيلة نفسها. والعادة في مثل هذه الأحوال أن تذكر القبيلة عددا أقل من عددها الحقيقي بالتأكيد، فينشأ عن ذلك رقم لا يدل على شيء يمكن الاعتماد عليه في تقدير المقاتلة أو الرجال في القبيلة. غير أني قمت بتحريات واسعة فعلمت أن في إمكان القبيلة أن تخرج حين الضرورة القصوى ألفي مقاتل. وعلى هذا الاعتبار يمكن تقدير العدد التقريبي للقبيلة ذكورًا وإناثًا بحوالي 35 - 40 ألف نسمة.
فروع قبيلة "عسير
"
تقسم قبيلة عسير إلى أربعة بطون، وهي:
(1)
بنو مغيد.
(2)
علكم.
(3)
ربيعة ورفيدة.
(4)
بنو مالك.
ولكل بطن عزوة خاصة يتفاخرون بها في الحرب فيقولون: "مغيد الخطي"، "علكم الهول"، "ربيعة مساكة الحرب"، "بنو مالك أهل الصمت".
والترتيب الذي ذكرناه في تعداد أسماء هذه البطون يتبع مساكنها اعتبارًا من الجنوب إلى الشمال. وفيما يلي فروع كل بطن من البطون الأربعة:
أولا: بطن بني مغيد: وهم أكثر عسير عددًا فضلا عن أنهم رؤوس القبيلة وأمراؤها منذ نحو مائة سنة، أي منذ احتلال العثمانيين لها بقيادة "محمد علي باشا" والي "مصر". ويمكن تقسيم هذا البطن إلى أربعة أفخاذ
(1)
هي:
(1)
فخذ آل ناجح، وفيه أقسام كثيرة أهمها:
آل يزيد، وهم رؤوس عسير، ومنهم آل عائض.
(1)
في كتاب "قلب جزيرة العرب" جعلت هذه الأفخاذ سبعة، ولكن زياراتي الميدانية دلتني على أن تقسيمي الحالي هو المعتمد.
آل تمام.
آل فلاح.
آل الحاج.
(2)
فخذ آل عبد العزيز، وفيه أقسام أهمها:
آل مفرح.
آل القبعي.
آل مشيبة.
العرقة.
القدر.
آل ضبعان.
آل سكران.
آل بوسراح.
آل ضحية.
(3)
فخذ آل وازع، وفيه عدة عشائر أهمها:
آل ويمن.
آل بدلة.
آل العكاس.
(4)
فخذ مغيد الوطي وفيه عدة عشائر أهمها:
الشرف.
بنو جعفري.
أهل الشعف.
نسب آل عائض:
وبمناسبة ذكرنا لبني مغيد نرى من الفائدة أن نذكر هنا نسب آل عائض من آل يزيد:
مؤسس الأسرة، ومنشئ حكمها عائض بن مرعي من أهل ريدة من آل يزيد من بني مغيد. وقد تسلم الحكم من علي بن مجشل كما سنذكره في موضعه إن شاء اللَّه.
وخلف عائض خمسة أولاد، هم:
(1)
محمد بن عائض، وقد خلف ثلاثة أولاد هم: علي، وعبد اللَّه، وعائض.
(2)
عبد الرحمن بن عائض، وقد خلف ولدًا اسمه محمد بن عبد الرحمن توفي في الرياض منذ بضع سنين، وله أربعة أولاد هم: حسن، وناصر، وعبد اللَّه، وعائض. والأول من الأولاد في "أبها" والثلاثة الآخرون في الرياض.
(3)
سعيد بن عائض، مات ولم يعقب.
(4)
سعد بن عائض، مات ولم يعقب.
(5)
ناصر بن عائض، خلف أولادًا لم ينسب منهم إلا واحد اسمه "محمد" له ولد حي حين كتابة هذا الكتاب.
أما أولاد محمد بن عائض الثلاثة فإن أحدهم (عائض) مات ولم يعقب.
وأما علي فله ثلاثة أولاد، هم:
(1)
الحسن، وهو آخر أمير من آل عائض، يقيم حاليًا في الرياض.
(2)
عائض، وله ولد اسمه يحيى، أما هو فقد مات.
(3)
محمد، مات ولم يعقب.
وأما عبد اللَّه بن محمد بن عائض فله ثلاثة أولاد، هم:
(1)
عائض، مات بالرياض، وله ولد.
(2)
سعيد، مقيم في أبها، وليس له أولاد.
(3)
حسن، مقيم في أبها، وليس له أولاد.
وبالأحياء من آل عائض حين كتابة هذه الأسطر هم:
أ - ستة أشخاص يقيمون في أبها، هذه أسماؤهم:
(1)
سعيد بن عبد اللَّه بن محمد بن عائض.
(2)
حسن عبد اللَّه بن محمد بن عائض.
(3)
حسن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عائض.
(4)
يحيى بن عائض بن علي بن محمد بن عائض.
(5)
ولد محمد بن ناصر بن عائض.
(6)
ولد عائض بن عبد اللَّه بن محمد بن عائض.
ب - أربعة أشخاص يقيمون في الرياض هذه أسماؤهم:
(1)
حسن بن علي بن محمد بن عائض (أمير عسير السابق).
(2)
ناصر بن محمد بن عبد الرحمن بن عائض.
(3)
عائض بن محمد بن عبد الرحمن بن عائض.
(4)
عبد اللَّه بن محمد بن عبد الرحمن بن عائض.
ثانيًا: بطن علكم من عسير: أفادوني أن هذا البطن يتفرع إلى ستة أقسام هي:
(1)
بنو مازن.
(2)
أهل القصير.
(3)
آل سعيدي.
(4)
بنو المقرن.
(5)
تلادة عبدل.
(6)
أهل عضاضة بقرب الشعف.
ثالثًا: بطن ربيعة ورفيدة: يتألف هذا البطن من قسمين لا أشك في أنهما من العشائر المتحالفة، ولست أدري ما الصلة بين ربيعة ورفيدة وبين استعمال الاسمين كعلم البطن واحد. إن اسم ربيعة فاش بين قبائل العرب، وقد عددت خمسا منها تحمله وقد يكون هنالك غيرها. وكذلك رفيدة فإنه علم لعشيرة من قبيلة قحطان.
وعلى كل حال فإن هذا البطن ينقسم إلى فخذين:
أ - فخذ ربيعة، وفيه أربع عشائر هي:
(1)
تيهان.
(2)
آل شدادي.
(3)
بني غنمي.
(4)
آل عاصم.
ب - فخذ رفيدة، وفيه خمس عشائر هي:
(1)
آل الحارث.
(2)
التلادة.
(3)
أهل طبب.
(4)
أهل الغال.
(5)
الرفقتين.
رابعًا: بطن بني مالك: هذا الاسم فاش أيضًا، فهنالك بنو مالك في جبال تهامة بقرب العبادل وفيفا وبالحارث، وهناك بنو مالك جماعة ابن فاضل بين زهران والطائف، وهنالك هذه القبيلة من عسير، وأما أقسامها فهي:
1 -
آل الجمل.
2 -
بنو رزام.
3 -
بنو ربيعة.
4 -
آل الحبشي.
5 -
آل رميان.
6 -
بنو منبه.
7 -
آل يعلى، ومنهم أحمد بن معدي أمير بني مالك.
8 -
التلادة.
القبائل التابعة لعسير:
يساكن فروع قبيلة عسير ويخالطها طبقات من القبائل التي تحسب أدني في المستوى الاجتماعي وأقل اعتبارًا من القبائل ذات الشوكة والسطوة، وهي لا تنحصر في بلاد عسير فحسب، بل إن منها فروعًا في بلاد شهران وقحطان ورجال الحجر. والظاهر أن ضرورة المجتمع البشري وطبيعة العمران أوجبت إيجاد هذه الطبقات التي تكسب بعرق جبينها من أعمال دنيا في نظر القبائل الأخرى برغم ضآلة الفروق الموجودة بينها وبين تلك القبائل من ناحية طرق المعيشة وقلة العناية بالكفاءة في الزواج والنسب.
ولهذه القبائل درجات بعضها فوق بعض: فمنها ما هو -في طراز معيشته- أقرب إلى القبائل ذات السطوة، ومنها ما هو أقرب إلى الصناع والخدم والمستجدين، ومنها ما هو كالغجر يكسبون قوتهم من الاستجداء أو المديح أو القيام ببعض الأعمال الحقيرة. وقد ذكر لي من هذه الطبقات ما يأتي:
1 -
البلاحطة: وهم مثل الغجر مداحون مستجدون. ومنهم أفراد لهم مكانة لا بأس بها من حيث الكرم وحسن الضيافة والمقام بين الجيران، ومنهم الشعراء المداحون، لقيت أحدهم في قرية الملاحة فأنشدني كثيرًا من الشعر النبطي عن وقائع عسير وأيام محمد بن عائض، وبينها قصيدة في مديحي ومديح الحكومة، وقد قابلني مرة أخرى بمكة فوجدته على عهدي به مداحًا قوالا حسن العشرة سريع البديهة.
2 -
الكحلة: طبقة أرقى من البلاحطة، وهم في نظامهم الاجتماعي يشبهون القبائل ذات النسب، غير أنها لا تناسبهم ولا تتزوج منهم.
3 -
الهتمان: وهم في عسير مثل "هتيم" في الحجاز، أي من طبقة القبائل المنحطة
(1)
.
4 -
الدواسر: أصلهم من الأرقاء والصناع والخياطين. وهم -بالطبع- بخلاف الدواسر ذات العصبية والمكانة والمنعة في وادي الدواسر ونجد، فأولئك من أشرف طبقات العرب.
5 -
طبقة الصناع: من مجعَّب وخراز وحداد ومبيض وبرام، وهم لا يتناسبون إلا فيما بينهم.
6 -
الغيوض: وهم العمال الذين يشتغلون في حياكة النسيج البدوي الخشن، ومنهم طبقة أدنى من الجميع يسمونها: الخدمان، أي الأجراء.
قبيلة ربيعة اليمن:
جرى العرف في سائر بلاد السراة وقحطان وشهران على أن يكون لكل قبيلة في السراة أتباع في تهامة. فقبيلة عسير يتبعها في تهامة من القبائل العظيمة قبيلة رجال ألمع. ولكن بالنظر لأهمية هذه القبيلة أفردنا لها بحثا خاصا، لا سيما لأنها من ناحية العدد والعدة قد تقرب من قبيلة عسير إن لم تزد عليها، ولا شك في أن التبعية إنما هي في السلطان السياسي أكثر منها في الحالات والعادات الاجتماعية والنسب.
وقد ذكر لي كبار عسير أن في تهامة أربعة أقسام تتبع القبيلة، وتتبع بالأخص بني مغيد أو علكم، وتبعيتها لبني مغيد أكثر، وهي:
1 -
المضيبون، وهم قريبون جدًّا إلى بني مغيد.
2 -
أم نفلة، ويتبعون علكم.
3 -
أهل وادي مربة، ويتبعون علكم وبني مغيد.
4 -
ربيعة اليمن، وتحسب من ملحقات بني مغيد، وهي المقصودة ببحثنا الحالي نظرًا لهمجيتها وغرابة عاداتها وبعدها عن سائر أسباب الحضارة والمدنية.
(1)
هذا القول فيه نظر، وفؤاد حمزة له عذره حيث لم يتطرق أي باحث في عهده لبيان حقيقة هتيم وأصولهم العريقة. (انظر عن هتيم في ج 6 من الموسوعة).
تقيم ربيعة اليمن في وادي ضلع إلى الجنوب الغربي من "أبها" على بعد منها، وتمتد منازلها حتى درب بني شعبة في أسفل الوادي بعد التقائه بوادي عتود التهامي.
ويبلغ عدد أفراد القبيلة نحو ألفي نسمة. وهي ما تزال على حالة البداوة فتسكن في مغائر أو خشش بين الصخور، أو أكواخ مشيدة من الحجارة المرضومة المغطاة بالخصف أو بقطعة من قماش، وقد يكون للكوخ باب صغير جدا يدخل منه المرء حابيًا على ركبتيه، إذ لا أبواب ولا مزالج ولا أقفال، وهي أكواخ نقالة، تنقل من مكان إلى آخر تبعا لحركات القبيلة بحثا عن المرعى. وتعيش القبيلة على تربية المواشي، ولا تحسن الزراعة مطلقًا.
ولربيعة اليمن خمسة فروع هي:
(1)
آل زعبة.
(2)
آل غراب.
(3)
الفراحنة.
(4)
البواح.
(5)
آل وائلة.
عادات غريبة في قبيلة ربيعة من عسير:
سمعت من أخبار هذه القبيلة وعاداتها الغريبة شيئًا كثيرًا زاد معه شوقي إلى مشاهدة أفرادها من الجنسين ودرس طباعهم وأخلاقهم وتسقط أخبارهم لتفكهة قرائي بها، فاغتنمت فرصة الأسواق الأسبوعية في "أبها" أيام الثلاثاء من كل أسبوع المقابلة بعض من يحضر السوق منهم، والتقاط صور بعضهم وسؤالهم عن أحوالهم، فوفقت إلى أشياء كثيرة أوضحها فيما يلي:
تعيش القبيلة حياة بدائية غاية في الهمجية والوحشية، طعامها خشن، ولباسها بسيط يتخذ للستر أكثر منه للتدفئة والزينة، ومساكنها -كما ذكرت في النبذة السابقة- مساكنها القرون الأولى وهي بحالتها الحاضرة بعيدة قرونا كثيرة عن حالة الحضر من أهل المدن الحجازية بل غيرهم من سكان المدن الكبرى.
أما طعامها فنوع من "العريكة" أو "العصيدة" أو الخبز والسمن، ويندر استعمال القمح بين ربيعة، وكذلك اللحم فإنه ترفه لا يتناولونه إلا في الأعياد والمواسم أو في حفلات الختان والولائم وما شابه ذلك. والخبز والعريكة يصنعان من الشعير أو الذرة أو الدخن، ويعصد الدقيق بالماء على النار ثم يسكب في مواعين خشبية غالبًا ونحاسية حينا، وتحفر وسط العصيدة المسكوبة في الماعون حفرة صغيرة تملأ بالزبدة السائلة أو السمن السائح، فيلتقم الإنسان قطعة من العريكة يغمسها في السمن ثم يزدردها.
وأما لباسها فمئرز (فوطة) يحيط بالقسم الأدنى من الجسم، ويربط حول الخاصرة بسبتة أو بخصفة أو بعقد طرفيه دون حاجة إلى حزام. وهو لباس الرجال والنساء. وتختص المرأة علاوة على ذلك بلباس يشبه الصديرية القصيرة تلبسه فوق القسم الأعلى من جسمها، وأحيانًا يكون هذا اللباس مئزرًا آخر أو مسفعا يلف -مثل رداء الإحرام- حول الكتفين أو إحداهما وحول الظهر والصدر، وقد تكون الصديرية قصيرة لا تبلغ حد المئزر الأدنى، فيبقى قسم من البطن والخاصرة مكشوفًا لا يستره لباس.
وغطاء الرأس عند النساء قبعة من الخوص يسمونها (طفشة) وهي على نوعين:
(1)
ذات كنار عريض، ويختص بها أهل تهامة حيث الشمس محرقة جدًّا.
(2)
ذات كنار رفيع تتوسطها أسطوانة بارزة تجعلها أقرب في شكلها إلى القبعات الأسبانية الأندلسية أو قبعات "السيلندر" لولا أن هذه من الحرير وتلك من الخوص.
أما الرجال فلا يغطون رؤوسهم بل يضفرون شعورهم أو يتركونها على طبيعتها منفوشة بصورة تلقي الذعر في القلوب. وقد يربط الشعر بسبتة تمسكهـ منعًا التحريك الرياح له، وقد يكون الرباط من أزهار البرك أو الشيح أو غيرهما.
ويتقلد الرجال خناجر طويلة تسمى "جنبية". وهذه الجنابي مختلفة الأشكال بعضها طويل جدا يشبه السيف القصير، وبعضها كالحربة المحدبة، وبعضها كالخناجر الحجازية أو اليمانية، وأكبر الخناجر هي التي يلبسها أفراد رجال ألمع.
ومن أرذل عادات ربيعة الاختلاط الجنسي بين الرجال والنساء من الأبكار والثيبات، وقد روى لي عن ذلك روايات أخشى أن يكون مبالغًا فيها كثيرًا بسبب التهم الشنيعة التي يوجهها بعضهم إلى هذه القبيلة وسواها من قبائل تهامة قبل قيام الحكم السعودي الذي قضى على هذه العادات الجاهلية وضرب على أيدي مرتكبيها بيد من حديد. أما المتزوجات فإنهن محصنات لا يعرفن الباطل ولا السفاح، ومجرد زواج البكر أو الثيب يلقي عليها ستارًا كثيفًا من الحصانة والخرمة والقدسية.
وقد روى لي أن رجلا غافل متزوجة في ليلة كانت فيها متعبة نائمة، فلما عرفت بالأمر ظلت تتعقبه مدة إلى أن ظفرت به وقتلته رميًا بالرصاص دون أن تُطالب بديته لأنها قتلته دفاعًا عن العرض والشرف. ولا أشك في راوي القصة، بل أعتبره شاهد عيان لأنه اشترك في تسوية الحادث نظرًا لمقامه عند القبيلة.
ومن أحسن عادات هذه القبيلة:
1 -
إكرام الضيف.
2 -
الحشيدة لثلاثة والفزعة لهم: الخوي والضيف والرفيق إلى أن ينصرف من الديرة أو إلى أن يهضم طعامه.
3 -
المحافظة على أعراض المتزوجات.
4 -
حفظ جميل المحسن والإشادة بذكره.
غير أن أخبث وأفظع العادات الوحشية عند ربيعة اليمن عملية "الختان" وهي طريقة فظيعة تنبو عنها الأذواق وتمجها الأنفس. والختان هو سلخ جلد العانة من أسفل السرة إلى أواسط الفخذين بما في ذلك الفرج، ويكون إجراء العملية في جمع حافل من رجال القبيلة ونسائها، شيبها وشبَّانها، بناتها وأطفالها، تتجلى فيه سماجة الذوق والوحشية.
لم تكن عادة السلخ محصورة في ربيعة اليمن، بل كانت فاشية في أكثر قبائل تهامة عسير، ولكن الحكومة الحاضرة قضت عليها وشددت النكير على مرتكبيها فلم يبق من آثارها إلا القليل الزائل مما لا يتصل خبره بالحكومة.
وقد شرح لي بعض من شهد حفلة الختان عند ربيعة مراسم إجرائها، فرأيت تدوينها فيما يلي:
عبد الختان من أعظم الأعياد والمواسم، ونظرًا للأخطار التي يتعرض لها المختتن فإن كثيرين يؤخرون ختانهم سنوات كثيرة قد تصل إلى العشرين أو أكثر، ولا يجوز ختان من لم يكن بالغًا، ويعين للشبان الطالبين موعد الختان ومكانه، ويدعى إليه سائر القوم رجالا ونساء، وتنحر الأبقار والأغنام من ضأن وماعز بهذه المناسبة. وذكر لي أنه حدثت وقائع ختان كان الأولاد يحضرون فيها ختان أبيهم مما يدل على أهمية الحادث والتخوف منه. لأنه في الحقيقة ضرب من الوحشية الخطرة التي تتطلب الشيء العظيم من الشجاعة والجلد والصبر على الآلام، وتفضي إلى الموت أحيانًا كثيرة.
يقف الشاب الذي ينوي الاختتان فوق دكة مرتفعة في محضر النساء لا سيما الأبكار الراغبات في الزواج، ولا يكون على الشاب من الثياب ما يستتر به، بل تكون عورته بارزة من غير حياء ولا خجل. إنها وقفة جبارة تمثل لنا عهد الأبطال الخرافيين أمثال "أبوللو" و"هرقل"، يقف الشاب متكئًا بيده اليسرى على رمح قصير يتخذه عكازًا يستند إليه عند شدة الألم، ويحمل بيده اليمنى جنبية كبيرة يسميها قوم ربيعة "ذريعة" أو "مغيرة"، ويرفع الشاب رأسه مناديًا معتريا، بينما سكين الجراح تعمل في جلده تقطعه شريحة إثر أخرى. هذا مقام يتبارى فيه الأشداء، فمن اختلج أو صاح أو بكى أصابته سبة من العار إلى الأبد، ومن اختلجت أطرافه أو ظهرت عليه علائم الخور والضعف، فهو جبان رعديد لا كرامة له بين الناس، وليس هو بالبطل الذي يستهوي قلب المرأة فتعتبر اتخاذه بعلا لها من دواعي فخرها. ومن شدة إيغالهم في اختبار جلد الشاب قد يذرون رملا ناعمًا فوق رجله، فإن ثبت الرمل عليها اعترف ببطولته، وإن اهتز أو
انتشر فذلك دليل الخوف والرعب والاختلاج من الألم، والعار كل العار لمن كان هذا شأنه.
ولا يقف المسلوخ ساكنًا، بل عليه أن يعتزي إلى قومه إن كان أصيلا، وتكون العزوة غالبًا إلى أخواله. وكثير من أولاد السفاح يعتزون بأنهم أولاد "الهيجة" لا أولاد الهيجاء. وقد يطلب الشاب شريحة من جلده ليمسكها على ذكر قوم لهم عليه يد أو منة. والبنات يقفن أمام المسلوخ يشجعنه ويثبتن عزمه بينما عملية القطع والسلخ سائرة دون توقف، وقد ينادينه بكلام مشجع مغر إلى أن تنتهي العملية الجهنمية. وكثيرًا ما يموت الشاب قبل إتمامها، وطويل العمر من سلم منها، ثم عليه أن يتحمل أيامًا آخر حتى تشفى جراحه. عجب أمر هذا الجنون في الوحشية، ولكنها التقاليد والخرافات والأوهام تتسلط على أفكار البسطاء والجهلة فتجعلهم يعيرون توافه الأمور أهمية لا حد لها. ولم أستطع الغور إلى أصل أسباب عادة السلخ، ولم أجد سببًا معقولا يفسرها سوى استهداف تربية الشاب على تحمل المشاق والأهوال بدون تذمر أو خوف أو وجل كما كان يجري في "أسبارطة" بموجب قوانين "ليكورغ" الأسبارطي، وإلا فما معنى طلب المسلوخ الشرائح من جلده يباهي بها صارخًا معتزيًا مفتخرًا بأن هذه على شرف أعمامه، وتلك على شرف أخواله، وهاتيك على شرف من قدم له يدا أو مساعدة، وأخرى على شرف "الهيجة" ذات المقام الرفيع؟!
بعد انتهاء عملية الختان أو بالأحرى عملية السلخ يصبح للشاب ملء الحرية في العويل والصياح والتألم والنحيب بقدر ما يريد. ألم يحز لقب البطولة؟. ألم يتحمل آلامه بكل ثبات وشجاعة؟، إذن لا تثريب عليه ولا حرج بعد ذلك.
وفصل التداوي مأساة أخرى مؤلمة كفصل الختان، والمسلوخ الذي يسلم من عملية السلخ قد يقع فريسة بين براثن جراحه المتعفنة، وكثيرًا ما يطول أمد شفائه إلى سنة. وأما العلاج فبسيط جدا: ملح الطعام يذر على الجراح للتطهير، أو نوع من مسحوق الحجارة المخصوصة التي يمزج بها نوع من الأعشاب البرية. هذا كل طب "ربيعة" في معالجة جراح المسلوخ.
روي لي محدثي عن تعيير الشبان بعدم الصبر أثناء عملية الختان أنه كان قادمًا من تهامة عام 1349 هـے، فوصل ديرة "ربيعة" فأخبر أن عندهم اجتماعًا كبيرًا للنظر في قضية ناشئة عن تعيير أحدهم لشاب بسبب اختلاج رجله وقت ختانه، فحقد على معيره وقام عليه فقتله انتقامًا منه على إشاعته الكاذبة، وكان الاجتماع كمجلس قضائي عادل للحكم في شأن هذا الشاب: هل اختلج أثناء العملية حقا؟ " وكان سؤال رئيس الاجتماع للمحلفين: "هل اختلج أولا؟ " فإن كان قد اختلج فعلى القاتل الدية وإن كان لم يختلج فلا تلزمه الدية، وكان قول المخلفين أن الشاب لم يختلج، وكان الحكم النهائي أن القاتل غير ملزم بدية القتيل.
عمران عسير
خصب التربة وغناها:
القسم الهام من الأرض الزراعية في عسير مؤلف من مجاري الشِّعبان والأودية ومن منخفضات الجبال والفجوات بين الهضاب. والأرض على الإجمال خصبة قوية الإنبات، غير أنها محتاجة إلى المياه، فإذا أمطرت السماء أخصبت الأرض وأنبتت محصولا عظيمًا. وقد شاهدت مدة إقامتي في عسير أن المعول في الزراعة على مياه الأمطار، فإذا لم ينزل الغيث لم يتمكنوا من زروع الحبوب في الأماكن التي لا تصل إليها مياه الآبار. وعلى فرض تمكن الأهالي من استثمار ما تسقيه المياه المستخرجة بالسواقي من الآبار الواقعة حول مجاري الأنهار، فإن كميات المياه في الآبار ذاتها تقل جدًّا، بل إن كثيرًا من هذه الآبار ينضب في فصل الصيف. وقد كانت سنة زيارتي لأبها سنة قحط شديد قلَّت معه الحاصلات الزراعية وتلاشت الماشية، حتى لقد كنا نشاهد قطعان الماشية سارحة في البرية لا تستطيع اجتياز ممر السيارة دون أن يذهب بعضها ضحية الدهس، بسبب هزالها وضعفها الناشئ عن قلة المرعي.
وكان من أثر ذلك أن احتاط أهل عسير وسائر بلادة السرية بخزن الحبوب في آبار خاصة تحت الأرض لا تصلها الرطوبة ولا يتسرب إليها السوس ليقتاتوا بها
في السنوات ذات الإنتاج الضعيف. أما إذا جادت السماء بغيث كاف فإن الخيرات في عسير تكون عظيمة جدًّا.
وأهم زراعة يعنى بها الأهلون القمح والشعير والذرة، وقليل ما هم الذين يزرعون الدخن بخلاف أهل تهامة. ولا يهتمون بزراعة الفاكهة إلا قليلا في جوار أبها حيث توجد شجيرات من التين والرمان والتفاح والخوخ والعنب، غير أن أشجار الموز والبن تنمو جيدا في الأقسام الغربية من جبال عسير، ولكنها ليست من السعة وعظيم المحصول بحيث تكفي الأهلين احتياجاتهم. ومن غريب ما لاحظت في زراعة البن أنها لا تزهر إلا على ارتفاع معين من سطح البحر، فإن تعدته لا تثمر ولا تعيش، ولا تنبت كذلك إلا على السفوح الغربية لمرتفعات عسير واليمن، أما المرتفعات الشرقية فلا تنمو فيها أبدًا. والظاهر أن سبب ذلك جفاف جو السفوح الشرقية، بينما جو السفوح الغربية رطب.
القمح والشعير هما المحصولان الرئيسان في البلاد، وعليهما المعول، وما عداهما ثانوي في نظر الأهلين، لا يشكل قسمًا مذكورًا من غذائهم اليومي.
والعسل من المنتجات الهامة في عسير، إذ يتكاثر النحل فيها تكاثرًا عجيبًا، ومنه أنواع يجني منها عسل ناصع البياض بلون السكر النقي، وقد حملت نموذجًا منه في عودتي إلى الحجاز، فعجب سائر الذين ذاقوه من منظره ونكهته. وهم يسمون العسل الأبيض:(مجري) والأحمر: (شوكة).
أما الحاصلات الحيوانية فهي الغنم والبقر والماعز. أما الإبل فلا توجد في بلاد عسير نظرًا لصعوبة الأرض ووعورتها من جهة ولضيق المراعي وشدة البرد من جهة أخرى. وجميع نتاج الحيوان يستهلك محليا إلا في سنوات الخصب فإنهم يصدرون السمن والغنم إلى الجهات المجاورة. ويمكن وصف هذه البلاد بأنها تكفي نفسها ولا تحتاج إلا إلى الأقمشة والأبازير، أما الآلات فقليلة الاستعمال لاستغناء أهل البلاد بالمصنوعات المحلية عنها.
وتوجد في عسير معادن أهمها الحديد الموجود في جبل "تهلل" بجوار السودة، زاره المهندس المرافق لنا، ويبعد عن أبها مسافة عشرين كيلو مترا إلى
الغرب ويبعد عن قرية السودة حوالي أربعة كيلومترات، وهو جبل مرتفع مكسو بالأشجار الدائمة الخضرة، ذو ينابيع جارية في الصيف والشتاء، يبلغ ارتفاعه عن سطح البحر (11000) قدم. أما السودة فارتفاعها (11420) قدمًا. وقد شاهد المهندس آثار عشرات النفر لإذابة المعدن فيها، وأحضر نماذج من الحجر الحديدي أرسلها للتحليل، فظهرت جودة النوع والكمية، غير أنه من الضروري إجراء فحوص وتحاليل كثيرة قبل التثبت من فائدة المعدن من الوجهة الاقتصادية.
ولا شك في وجود معادن أخرى غير الحديد لا تزال على حالتها الأولى، ولا يمكن استغلالها إلا بعد حفر واستكشاف وتحليل، للوقوف على مدى فائدتها الاقتصادية
الطرق والمواصلات:
مما يستدل به على رخاء البلاد: موقعها، وخصب تربتها، وسهولة مواصلاتها. ومع أن المواصلات في "عسير" لا تزال بدائية إذا استثنينا طريق السيارات إلى بيشة، فإن موقع عسير وخصب تربتها جعل منها مركزًا هامًا بين اليمن والحجاز ونجد من جهة، والسراة وتهامة من جهة أخرى.
والطرق الرئيسية المتفرعة من أبها مركز عسير ست، هي:
أولا - طريق تهامة: وتبدأ من أبها متجهة إلى الجنوب الغربي مسافة ثلاثة كيلومترات، ثم تنزل من عقبة ضلع إلى القصبة، ثم إلى درب بني شعبة فصبيا فجيزان.
ثانيًا - طريق عقبة الصماء: إلى الغرب من أبها، وتنزل إلى بلاد رجال ألمع ومنها إلى تهامة، وبالأخص قوز الجمافرة وجيزان.
ثالثًا - طريق عقبة شعار: وهي الصلة بين عسير والقنفذة والحجاز بطريق تهامة، وهي من أعظم الطرق وأهمها من الوجهتين الاقتصادية والعسكرية. وكان من أهمها أن جعلت القنفدة مركزًا بحريًا لتموين عسير ومركزًا للحكومة وقواتها العسكرية بطريق بارق ومحائل، وهي الطريق التي كانت تخترقها الجيوش العثمانية؛ ولذلك فإن "محيي الدين باشا" آخر متصرفي الأتراك في عسير قد مهد
هذه الطريق من أعلى عقبة شعار إلى أبها لسير المركبات والمدافع، ولكن العقبة نفسها حاجز عظيم في سبيل المواصلات، وكذلك يقال عن طريق من أسفل العقبة إلى بارق ومحائل. وقد بلغني أنه كان في نية محيي الدين باشا إكمال تمهيد الطريق إلى القنفدة، غير أن احتلال الأشراف والإدريسي لتهامة والقنفذة حال دون تنفيذ عزمه. وتبعد شعار عن أبها مسافة 28 كيلو مترًا.
رابعا - طريق الحجاز: عن كتف السراة مارة بقرب عقبة شعار ومتجهة إلى بلاد بالأحمر وبالأسمر وبني عمرو حتى بلاد بني شهر فغامد زهران إلى الطائف. وهي طريق للمشاة، وخاصة أهل الجبال ممن لا يطيقون حر تهامة في الصيف.
خامسا - طريق شهران: وهي التي سلكتها في قدومي من خميس مشيط إلى أبها، وهي صالحة لسير السيارات، مهدها محيي الدين باشا أيام الحرب العالمية ويبلغ طولها من أبها إلى الخميس 35 كيلو مترًا كما سبق بيانه.
سادسا - طريق اليمن: تسير من بلاد عسير في اتجاهين: أحدهما عن طريق شهران تم تنحاز إلى الجنوب حيث تدخل بلاد قحطان، والآخر من عسير رأسًا إلى تمنية ومنها إلى ديار قحطان ووداعة ظهران إلى صعدة، وهذه الطريق أصعب الطرق وأكثرها وعورة.
وقد اكتشف الجيش بقيادة ولي العهد طريقا لسير السيارات من أبها إلى خميس مشيط فطريب تثليث فوادي حبونة حتى نجران، كما اكتشف طريقا أخرى إلى ظهران كانت شديدة الوعورة بحيث إن السيارات اجتازتها بكل عناء.
والمواصلات التليفونية والتلغرافية مفقودة في عسير، لكن فيها مركزًا لاسلكيا هاما يصل بين عسير وسائر أنحاء المملكة العربية السعودية.
مدينة أبها:
حينما اجتزنا وادي "مشيع" ورقينا الهضبة التي تفصل بينه وبين الحزوم التي قامت عليها مدينة "أبها"، رأينا منظرًا جميلا لمجموعة من القرى أو الحلل المنتشرة على ضفاف الوادي المتجه من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي والمشهور بوادي
"خبيبي" أو وادي "أبها". وتمثلت لنا المدينة الشهيرة في التاريخ الحديث بوقائعها الحربية وحصارها الطويل عام 1910 وحصارها الأخير طوال مدة الحرب العالمية، وأوحت إلينا -في الوقت نفسه- بشعور منبعث من القلب ممزوج بنفحة من الأسى والحزن على ما أصابها من تخريب وتدمير خلال النكبات التي حلت بها، ولمسنا الشاهد على ذلك فيما رأيناه من أطلال القلاع والأبراج المحيطة بها في أعالي رؤوس الجبال المحيطة بأبها وواديها إحاطة السوار بالمعصم.
و"أبها" قاعدة عسير، كانت مركزًا لحكم آل عائض وللإدارة العثمانية إلى حين زوالهما. وهي مقر إمارة السراة في عهد حكومة الملك عبد العزيز آل سعود وهي فضلا عن ذلك سوق عسير الشهيرة التي تعقد يوم الثلاثاء من كل أسبوع في ساحة متوسطة بين مجموعة القرى التي تتألف منها المدينة.
كان اسم "أبها" في القديم "مناظر"، ومناظر الآن حلة من أحياء المدينة، وقد تكون مناظر أصل البلدة القديمة ثم توسعت حدودها واستطالت رقعتها حتى شملت قرى أخرى لم تكن منها.
تتألف أبها في وقتنا الحاضر من عدة قرى ممتدة على أطراف وادي أبها من أعلاه في جهة الجنوب الغربي إلى مصبه في جهة الشمال الشرقي. وهذه أسماء القرى والأحياء اعتبارًا من المنبع إلى المصب.
وقد أغفلنا قرية اسمها "العتربان" لأنها لا تحسب من أبها بالذات.
(1)
المفتاحة، في علو الوادي إلى جهة الشرق منه.
(2)
القرى.
(3)
نعمان.
(4)
الربوع وهي حلة كانت فيها سوق تعقد يوم الأربعاء فسميت بها.
(5)
شذا، وفيها القصر الذي بناه محمد بن عائض حينما نقل مركز حكمه من ريدة إلى أبها، وليس فيها -في الواقع- سوى قصر ابن عائض وقصر الحكومة الذي بني علي أطلال الثكنة العسكرية العثمانية، ومركز اللاسلكي.
(6)
مناظر، وهي أصل المدينة كما أسلفنا.
(7)
البديع.
(8)
الخشع.
(9)
النصب.
(10)
مقابل، وهي القرية الوحيدة القائمة على الجانب الغربي للوادي. وقد كان فيها مسكن متصرف عسير سليمان شفيق باشا ثم محيي الدين باشا، وكان يصلها بأبها جسر حديث قد تهدم الآن وهجر.
كانت أبها مدينة زاهية بسبب كونها مركزا للحكم العثماني في السراة ومقرا للفرقة العسكرية، ولكنها منيت بنكبات كثيرة ألحقت بها أفدح الضرر وأخرتها إلى الوراء سنين طويلة.
أما النكبة الأولى فقد أصابتها عام 1910 م - 1328 هـ حينما ثار السيد محمد علي الإدريسي حاكم تهامة على حكم الدولة العثمانية وأنفذ ابن عمه السيد مصطفى الغربي الإدريسي لحصارها، فشدد عليها الحصار حوالي ثمانية أشهر، إلى أن وصلت النجدات من الحجاز بقيادة الشريف حسين أمير مكة لذلك العهد، فإنه وصل إليها في أواسط رجب 1329 هـ.
وكانت قوات الإدريسي محاصرة لها منذ ذي القعدة 1328 هـ (1910 م) ومع أن الحصار دام طويلا، فقد اقتصر الأمر على الغلاء، نتيجة فقد المواد الغذائية دون أن يلحق بالمدينة تدميرًا أو تخريب.
والنكبة الثانية أصابتها أيام الحرب الكبرى حين ظل محيي الدين باشا متصرفا لعسير بعد انتقاض الشريف حسين على الأتراك وانقطاع المواصلات بين عسير والبلاد العثمانية، فعمل محيي الدين جهده لتخفيف ويلات الحرب والحصار المضروب عليه، فعامل الناس بالحسنى وقرب القلوب إليه، فانضوى جميع أهل عسير تحت لوائه، وكانوا عدته في الشدائد والأهوال التي مرت به، وقد أجرى لهم طائفة من الإصلاحات العمرانية وبني في البلاد قلاعًا وأبراجًا كثيرة لتشغيل اليد العاملة، غير أن نطاق الأعمال كان ضيقًا، والغلاء كان فاحشًا.
والنكبة الثالثة وقعت عقب الحرب العامة وزوال الحكم العثماني من البلاد، حين هاجمها الأمير عبد العزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود بجند من متعصبة الإخوان أيام كان الإخوان إبان اشتداد غلوائهم، ففعلوا في أبها الأفاعيل، وخربوا كثيرًا من معالم العمران. حتى لقد هدموا الأسبلة التي يستقي منها الناس بحجة أنها قباب. وهدموا بعض البيوت بدعوى أنها بيوت أخصامهم وهم في حاجة إلى الحطب فاستعملوا خشبها وقودا، وكسروا آلات الخياطة لأنها من أعمال السحر، وحطموا المرايا الكبيرة لأنهم لم يعرفوها. وقد روى لي بعضهم في هذا الشأن قصة طريفة، وذلك أن ولد مترك بن شفلوط من كبار قحطان دخل بيتًا كبيرًا فتخيل أمامه رجلا يعترض طريقه، فانتهره، فأجابه ذلك بالمثل، فرفع يده بسيفه، فقابله بمثل حركته، فما كان منه إلا أن أسرع الخطى نحو مبارزه، وبادره بضربة تردد صداها في سائر البيت، واجتمع الناس على صوت مرآة تتحطم من ضربة سيف ابن شفلوط الذي تخيل خياله المنعكس في المرآة عدوا مبارزًا.
والنكبة الرابعة والأخيرة وقعت عقب غزو الأمير فيصل نجل الملك عبد العزيز لأجل إنقاذ فهد العقيلي من الحصار. فقد ترك أبها بعد أن أمر عليها رجلا اسمه ابن عفيصان، ثار عليه الحسن بن علي بن عائض، وحاصره في قصر شذا مدة طويلة إلى أن وصلت النجدات من نجد وفكت الحصار عنه، فما كان منه بعد فك الحصار إلا أن أدب المجرمين وهدم منازلهم، وكذلك فعل بالثكنات والقلاع والأبراج المحيطة بأبها. وكانت هذه النكبة ثالثة الأثافي التي أتت على كل آثار الحكم العثماني في البلاد.
وبعد هذه النكبات المتوالية بدأت أبها بالانتعاش مرة أخرى وقد ساعد على انعاشها استتباب الأمن واستقرار الحكم السعودي من حين اتخاذها قاعدة لجميع الأعمال العسكرية في تهامة واليمن. وكانت الجيوش تذهب وتجيء إليها وتترك فيها من النقود ما استعاد به أهلها ثراءهم وبعض ما فقدوه في الفتن السابقة. حتى إن تعداد أبها قد بلغ إبان اتخاذها قاعدة للأعمال العسكرية حوالي خمسة عشر ألفًا عدا الجند والموظفين، ولكنه الآن لا يزيد على ثمانية آلاف.
قلنا إن أبها بليت بنكبات كانت أولاها في حصار الأدارسة لها عام 1328 هـ - 1910 م. وقد فطن الأتراك بعد ذلك إلى أن سبب ما أصاب سليمان شفيق كمالي باشا اعتماده في الدفاع عنها على مواقع قريبة فيها، بينما كان في الإمكان تحصينها تحصينا قويا يساعد عليه موقعها الطبيعي والجبال والهضاب المرتفعة المحيطة بها من كل جانب، فشمروا بعدئذ عن ساعد الجد، وبنوا حولها سلسلة من القلاع على رؤوس الجبال وصلوا بينها بأبراج للمراقبة والحصار الأولى، فأصبحت من أحصن المدن. وكان من نتيجة ذلك أن ثبت فيها الأتراك مدافعين بل مهددين للإدريسي وللشريف طوال سني الحرب.
والقلاع الرئيسية التي تحفظ أبها ثلاث:
(1)
قلعة ضَلَع: وهي حاكمة على وادي ضلع ومدينة أبها، بحيث لا تستطيع آية قوة أن تصعد من تهامة دون أن تتعرض لمدافع ورشاشات وبنادق المدافعين في تلك القلعة.
(2)
قلعة ذِرَة: وهو جبل مرتفع يكاد يكون منفردًا عما سواه، ويرى من أماكن بعيدة جدا (ذكر لي المهندس أنه رآه من السودة على بعد 20 كيلو مترا)، وهو إلى الشمال الشرقي من قلعة ضلع. وقد بنيت فوقه قلعة كبيرة تحتها أبنية محفورة في بطن الجبل. وقد استفادت الحكومة الحالية من هذه القلعة، واتخذتها أول أمرها مركزًا للاسلكي.
(3)
قلعة شميسان: إلى الشمال من أبها، تحرس الطريق العام القادم من عقبة شعار ومن عقبة الصماء.
وتوجد بين القلاع سلسلة من المحافر القوية المقاومة على رؤوس التلال لحراسة الطرق الموصلة إلى أبها وللدفاع عن القلاع أيضًا. ويوجد بين ضلع وذرة جبل مرتفع اسمه "أبو خيال" بني فوقه مخفر حصين لحراسة طريق القلعتين.
وقد وصل محيي الدين باشا بين أبها والقلاع بطرق متعرجة في أعالي الجبال وجعلها مزدوجة للذهاب والإياب، وسيَّر عليها المدافع والمركبات. وعلى الإجمال فإن أعظم عمل قامت به الحكومة العثمانية للدفاع عن أبها، إنما قام به محيي الدين باشا الذي يذكره كثيرون إلى الآن.
ويستقي أهل أبها من الآبار المحفورة في الوادي، ماؤها عذب لذيذ، وهواؤها نقي عليل. غير أني لاحظت ثقل الجو نوعا في أبها، فإن الغريب يشعر بالتعب من أقل نشاط بيديه فيها، وإذا رقي درجًا أو هضبة صغيرة أدركه التعب الشديد الذي يمكن تسميته (التفحيم) أي ضيق النفس واللهثة واشتداد ضربات القلب.
وأبها، وسوق عسير الدائمة، وتعقد فيها سوق أسبوعية يجتمع فيها أهل القرى للبيع والشراء، وأكثر من يفد إليها النساء وطالبوا الزواج. وسنذكر في الفصل التالي طرفا من عادات أهل أبها الاجتماعية.
قرى "عسير
":
يكاد يكون كل بطن من بطون عسير الأربعة مستقلا في قراه وبلاده عن البطون الأخرى، الأمر الذي يدل على تفاوت أصولهم. ومن القرى ما لها شهرة خاصة بسبب اتخاذها مركزًا حكوميًا في وقت من الأوقات. مثال ذلك "طبب" التي كانت مركزًا لحكم ربيعة ورفيدة (أي بلاد أبو نقطة)، و"السقا" التي كانت مركزًا لحكم آل يزيد، و"ريدة" التي كانت مركزًا لحكم عائض بن مرعي ثم انتقل ابنه إلى أبها وبني "شذا" فكانت مركزه، غير أن رديف باشا ومختار باشا أسرا محمد بن عائض في ريدة. و"حرملة" هي بلدة آل عائض أيضًا وهي التي هدمها الأمير فيصل بعد استيلائه على أبها بسبب فرار صاحبها الأمير حسن بن علي بن محمد بن عائض. من أجل ذلك، رأيت أن أذكر فيما يلي قرى كل بطن من عسير على حدة:
أولا: قرى بني مالك من عسير:
أ - قرى ربيعة:
(1)
حجلة.
(2)
الغليض.
(3)
لعصان.
(4)
آل جرجر.
(5)
آل بالنعمان.
(6)
عددان.
ب - قرى بني منبه:
(1)
العطف.
(2)
سبل، وهي قرية الأمير بن مُعَدَّي شيخ بني مالك.
(3)
المجزعة.
(4)
الجنفور.
جـ - قرى آل يعلى:
(1)
العين.
(2)
المحالة العليا والسفلى.
(3)
الجعجاعة.
(4)
اللصبة.
د - قرى آل رميان:
(1)
شوحط.
(2)
منادر.
(3)
آل سفور.
(4)
القعوة.
هـ - قرى التلادة:
(1)
آل الشلفا.
(2)
آل جاهل.
(3)
مسلت.
(4)
صعبان.
و - قرى بني رزام:
(1)
سوق السبت.
(2)
القرايات.
(3)
الشعب.
(4)
المجاردة.
(5)
الملاحة.
(6)
الفيَّة.
ز - قرى آل مجمل:
(1)
صعروز.
(2)
حياد.
(3)
الأفلاج، وهي آخر وادي الملاحة قبل التقائه بأتانة.
(4)
العطفات.
ح- قرى آل الحبشي:
(1)
الخارجة.
(2)
العطفة.
(3)
آل أبي شوحطة.
(4)
قرين.
(5)
الفرسة.
ويبلغ عدد سكان هذه القرى نحو 15 ألف نسمة.
ثانيًا: قرى بني مغيد من عسير:
بنو مغيد مختلطون لم أتمكن من تمييز قراهم بحسب فروع البطن:
(1)
هضبة بني جرى.
(2)
آل منسم.
(3)
العمارات.
(4)
الحصن الأسفل.
(5)
الحصن الأعلى.
(6)
آل أبا الفلاح.
(7)
جوحان.
(8)
قاعد.
(9)
العرين.
(10)
مشيع.
(11)
العزيزة وهي قريتان الحولة والسحيا.
(12)
النصب.
(13)
مدينة أبها وقد وردت تفاصيل قراها.
(14)
العثربان.
(15)
العلاية.
(16)
السحرة.
(17)
آل زبدي.
(18)
آل عكاش.
(19)
آل الحاج.
(20)
آل العلا.
(21)
آل الزنوة.
(22)
الشبارقة.
(23)
الهيلة.
(24)
القوزة.
(25)
آل مفرح.
(26)
آل سكران.
(27)
السقا وهي أربع قرى، القرن والقعوة وآل تمام وآل فلاح.
(28)
سعف آل ديمن.
(29)
اليزيدين.
(30)
سعف آل يزيد.
(31)
آل القبيعي.
(32)
حرملة.
(33)
ريدة.
(34)
الضعفان.
(35)
ذا القيعي.
(36)
ليثوي.
(37)
حبو.
(38)
مسقام.
(39)
عتمة.
ثالثًا: قرى ربيعة ورفيدة:
أ - قرى ربيعة:
(1)
المسقوي.
(2)
مصاولي.
(3)
تيهان.
(4)
النجمة.
(5)
الزهر.
(6)
الجو.
(7)
زينة.
(8)
الزهرة.
(9)
الرمدة.
(10)
أم رهوة.
(11)
الدغل.
ب - قرى رفيدة:
(1)
آل سعلي.
(2)
آل محمود.
(3)
شرمني.
(4)
آل مجمل.
(5)
المسخية.
(6)
العطف.
(7)
طبب.
(8)
الطلحة.
(9)
الغال.
(10)
آل العدامي.
(11)
آل بجاد.
(12)
آل القلفة.
جـ - ولربيعة ورفيدة في تهامة:
(1)
بعرور.
(2)
ناهية.
(3)
العقبة.
(4)
آل ذيب.
(5)
آل الحنيش.
(6)
آل سحر.
(7)
آل جحيش.
(8)
آل فضيلة.
رابعًا: قرى علكم من عسير:
(1)
وادي البيح.
(2)
العين.
(3)
آل طرفة.
(4)
المغمر.
(5)
العطف.
(6)
غاوة.
(7)
المصنعة.
(8)
قرخة.
(9)
النجاد.
(10)
القصير.
(11)
الوادي الطالع.
(12)
أم شينة.
(13)
السودة.
(14)
السوق.
(15)
الحصان.
(16)
الذيبة.
(17)
المخض.
(18)
الباطنة.
(19)
اليمانية.
(20)
آل يوسف.
(21)
عضاضة.
ولعلْكَم في تهامة أربع قرى:
(1)
آل النجيم.
(2)
لولاه.
(3)
خيمة.
(4)
حسوة.
ويرى مما ذكر أن بني مغيد أكثر قرى وأعظم عددًا، ولهم "أبها" مركز المقاطعة، ولذا فإن رياسة كافة عسير منهم.
العادات الاجتماعية في عسير
الزي:
أول ما يلفت نظر الباحث في الشئون الاجتماعية لقطر من الأقطار، أزياء الأهلين، وطبائعهم من حيث الرقة والجفاء، وما إلى ذلك. أما في عسير فمن حيث أزياء الرجال فإنها لا تختلف كثيرا عن أزياء بلاد شهران التي وصفناها في القسم الأول. ومن حيث الطباع فإن أهل عسير رجالا ونساء يختلفون عن شهران ببعض المميزات التي قد تكون أثرًا من آثار البيئة والإقليم، فهم أرق طباعًا وأقرب إلى الاختلاط الأجنبي من أهل شهران، وربما كان هذا ناشئًا عن جو بلادهم وكونهم اختلطوا بالغرباء أكثر من سواهم، ويظهر أن اتخاذ أبها قاعدة لإدارة عسير وشهران هو الذي جعل أهلها أقرب إلى اقتباس عادات غيرهم وأقل تعصبًا وجفاء من سواهم.
هذا، ويمكن تقسيم عسير من حيث العادات الاجتماعية إلى قسمين: الأول، أهل عسير الذين يقطنون الربى وسفوح الجبال الشرقية حتى بلاد شهران وقحطان. والثاني، أهل عسير الذين يقطنون الربى وسفوح الغربية أي في منقلب الجبال إلى جهة تهامة، حتى إن الأهالي أنفسهم يسمون سكان هذا القسم "أهل تهامة" تمييزًا لهم عن الآخرين. فالقسم الأول أقرب إلى شهران وقحطان في عاداته منه إلى أهل عسير المقيمين في تهامة، يظهر ذلك في زيهم ولهجتهم وأحاديثهم بل في طباعهم.
والعسيري التهامي أقرب إلى رجال ألمع منه إلى بني قومه، لباسه سهل بسيط لا يشبه لباس ربيعة اليمن ولا لباس أهل أبها بل هو وسط بينهما. والنساء يلبسن فوق أثوابهن رداء كالفرو مصنوعًا من الجلود المدبوغة تربط أطرافه العليا حول العنق وتدلى بقيته على الظهر إلى ما فوق الكاهل. وهذا الرداء على نوعين:
الأول: "المزر" أو "المزار"، وهو عبارة عن مجموعة من جلود الحملان تدبغ ويخرز بعضها ببعض بسبت ذي لون يختلف عن لون الجلد، ويحيط بهذه المجموعة (كنار) من لون السبت، وغالبًا ما يكون أحمر. وطريقة لبسه أن يكون مقلوبًا، فالشعر من الباطن والجلد من الظاهر، ليكون الجلد وقاء من المطر لا يخترقه الماء كالمشمع، وليكون الشعر وجاء من البرد في الشتاء.
والثاني: "النطع" أو "المقصر" وهو عبارة عن ثلث المجموعة الأولى من الجلود المدبوغة اللينة السكثة الشعر، وهو أقل عرضًا من الأول لا يستر إلا بعض الظهر.
أما غطاء الرأس فإن نساء تهامة يستعملن (الطفشة) وهي قبعة من الخوص عريضة (الكنار) غير بارزة الوسط. وأما نساء الجبال فإنهن يستعملن الخمار يضعنه على رؤوسهن، وتلبس الأبكار نوعًا من القبعات المصنوعة من القماش على شكل مثلث مفتوح القاعدة كي تدخل في الرأس وتستقر عليه، وقد يوضع خمار أو نقاب فوق هذه القبعة.
وقد جمعت معلومات وافية عن الملابس وأدوات الزينة التي يستعملها الرجال والنساء أذكر بعضها فيما يلي:
1 -
(النسعة)، وهي حبل من الجلد المجدول كالضفيرة، تستعملها النساء كالحزام، تنتهي عن أحد طرفيها كتلة من أطراف شرائح الجلد بينها ملقط صغير لالتقاط الشوك ومنكاش ومرود، وهي أعم بين البادية.
2 -
(السبتة)، وهي حزام من الجلد المنقوش المخروز، تنتطق بها النساء فوق أثوابهن، وهي كالنسعة إلا أنها أقصر وأسمك، وهي أعم بين الحاضرة.
3 -
(المسكفة)، وهي قطعة من الجلد مصنوعة على شكل إكليل تضعه النساء على رؤوسهن لمسك الشعر أو لتثبيت الحمار فوق الرأس.
4 -
(إكليل) محبوك من الحصف والأعشاب البرية العطرية مثل الشيح والبرك والريحان والوزاب، وظيفته إمساك الشعر عن أن تلعب به الريح، وللرجال إكليل خاص يختلف عن إكليل النساء في الشكل، يستعمله -على الأخص-
رجال تهامة الذين يطلقون شعورهم كالنساء ولا يلبسون فوق الرأس شيئًا سواه.
5 -
(الشملة)، وهي عباءة من صوف الغنم قصيرة جدًّا تطرح على الكتفين، ولكنها صلبة لا تتهدل عليهما، وهي لباس الأغنياء والأعيان، تقوم أيام الشتاء مقام (المقعر) والنطع عند البادية.
الطعام:
البر والسمن، هما الطعام الوطني الرئيسي في عسير وقحطان وشهران، فلا يعلو عليهما طعام. أليس البر من أهم منتجات عسير الزراعية؟ أليس السمن من نتاج أغنام عسير وأبقارها؟ البر والسمن: تاج المحصولات وعماد الطعام وقوام المعيشة. أما ما عدا ذلك فثانوي أو كمالي. فاللحم مقامه في الأعياد والمواسم والضيافات القليلة المحدودة، والفاكهة والخضر وجودها مثل عدمها، والحمد للَّه على كل حال. وطريقة صنع الطعام بدائية هينة لينة لا دخل فيها لفن الطهو، اللحم مسلوق وكفى، والبر للخبز والعريكة، والسمن يسقى به الاثنان.
وصفنا فيما مضى طعام العريكة وهو أعم الأطعمة وأعظمها شأنا، يعصد الدقيق فوق النار بالماء الساخن حتى ينضج، ثم يصب في قصعة أو جفنة مثعنجرة أو غير مثعنجرة، والحفرة في وسطها تستوعب كمية من السمن السائح. وإليكم أيها الضيوف ما عندنا من الطعام الحلال، كلوا هنيئًا، واشربوا الماء القراح أو اللبن الحامض مخيضًا أو راتبًا.
أرسلنا في مشتري الحليب فقيل لنا: "عار أن يبيع الأهالي الحليب" عار وأي عار! إذن لا بد من غنيمات أو أبقار نستدر لبنها. يحيا عصر الرعاة، وتحيا الصراحة والحرية.
ويصنع من دقيق القمح عدا العريكة نوع من الخبز السمج يشوى على النار في الطابون أو في إناء، ثم يصب عليه السمن والعسل. وهذا القرص من أشهى المآكل وألذها.
أما اللحم فهاكهـ سليقًا ناضجًا مقطعًا إربًا إربًا متناسبة بقدر الأقة أو دونها، وهناك المرق في قصعة، وهناك قطع اللحم منثورة على مائدة تبسط على الأرض من جلود الغنم المجففة بالشمس. قصة المرق تتوسط الدائرة، تحيط بها أرغفة الخبز الساخن، تتخللها قطع اللحم، وقد تحتل قصعة العريكة مكان قصعة المرق، وهي سيدة الطعام، كلوا واشربوا هنيئًا مريئًا. أما قطع اللحم الممتازة كالكتف والفتيلة وسواها من أطايب اللحم فإن المضيف يوزعها بنفسه على الضيوف بادئا بالأول قائلا:"الزم" فيتناولها الضيف قائلا: "تسلم" إلى أن يدير قطع اللحم على الحاضرين، وإن بقى شيء منها بعد ذلك يوزع على من لم يحضر الدعوة من الأهل: هاكم الرأس وهاكم الكوارع وهاكم الأضلاع وهاكم الدهن وهاكم المطط. ولكل قسم بحسب مقامه في الهيئة الاجتماعية. . الطيبات للطيبيين، والكبيرة للكبير.
ومن المناظر المألوفة أن يأتي المضيف إلى جفنة العريكة، فيقتطع منها قطعة يكورها بين أصابعه كلقمة كبيرة لا يزدردها إلا الجائع النهم، ويصنع منها إناء يشبه الملعقة أو بالأحرى أذن الذئب، يغترف بها من السمن ويقدمها للضيف. وإذا كان الضيف عزيزًا لا يكتفي المضيف بلقمة واحدة - وطوبى لمن يطيق ازدراء هذه الكتلة الهائلة من العريكة والسمن. ولكنها هي العادات وهو الإكرام وهو حسن الضيافة عند أهل عسير.
اللهجة:
أم التعريف: حضرت أول سوق أسبوعية عقدت في أبها عقب وصولي إليها، وتجولت في أرجائها مستعرضًا من فيها، سائلا منقبًا عن أحوالهم، فما كان أشد عجبي حينما سألت أحدهم عن المكان الذي جاء منه فأجابني: من "أمسقي" قلت: "ومن أنت"؟ فأجاب: "محمد امناصر" وحينما تكررت الأحاديث بيني وبين كثيرين من أهل عسير أدركت أنهم يعرفون الأسماء بـ "ام" بدل "ال". والتعريف بأم من لهجات العرب كما ورد في الحديث (ليس من امبر امصيام في امسفر) أي (ليس من البر الصيام في السفر). وشرعت أستقي المعلومات عن
الجهات التي تعرف بأم، فعلمت أن التعريف بها قاعدة عامة عند الكثيرين منهم. وتبادر إلى ذهني ما كنت اسمعه عن قبيلة مهمة بجوار جيزان اسمها قبيلة "امحمد"، فإذا بها قبيلة "الحمد" عرف اسمها بأم. وحضرت عرضة قام بها أفراد قبيلة رجال ألمع المرسلين إلى ساحة الحرب مستبدلين برفاق لهم، فسمعتهم ينشدون:
علموا قحطان مع جمع اممشارق (1)
…
يحفظون امحد (2) لا حيا بفارق
حتى يجون اممعي (3)
يا عسير امهول ما هذي امقضيه (4)
…
ودّنا نجران نهب له سربه
علموا ولد امأمام (5) لا بد من صنعا ونحرق قصوره
قلب النون راء: طلبت من أمير عسير أن يرسل إلى منزلي بعض كبارهم للسؤال عن أحوالهم، فجاءني الشيخ زائد، وأدلى إلي بمعلومات نفيسة عن حالة قبيلته وقراها وأوديتها وأودية تهامة إجمالا. وقد عجبت من اصطلاح ذكره أمامي، فسألته عنه، فأوضح لي غامضه. كان يملي علي القرى والشعبان التي تصب في وادي حلي، فإذا به يذكر أمامي أن الوادي ينتهي في حلي "بر يعقوب" فاستغربت التركيب، ولما سألته عن بعض مشاهير القبيلة كان يذكر اسم الشخص ثم يردفه بكلمة "بر" ثم يذكر الوالد، فتبادر إلى ذهني أن أسأله عن اسم والدته، فسمعت عجبا، قال حفظه اللَّه:"أنا زايد بر غراره وأمي فاطمة أبرة محمد".
قلب الجيم ياء: ورجال ألمع وأهل عسير يقلبون أحيانًا الجيم ياء، فيقول أحدهم:"صليت في المسيد" يعني في المسجد، "ورأيت الريال" أي الرجال. لقد ذكرتني لهجة أهل عسير في قلب الأحرف بواقعة جرت لي ولبعض الرفاق في قرية "شقرا" من قرى بني سفيان بجوار الطائف حيث ذهبنا للنزهة، فسألنا أحد أهلها عن الوقت وكان قريب الظهر، فقال:"فات اللهر"، قلب الظاء لاما، وكان مخاطبنا يقلب الظاء والضاد لاما في جميع الكلمات التي وردت على لسانه في حديثنا معه.
(1 - 5) ال بدل ام.
الكشكشة أو البشبشة: لاحظت في أهل النهم ظاهرة أخرى هي الكشكشة أو البشبشة. وقد لقيت صعوبة جمة في فهم كثير من أحاديثهم بسبب ذلك. وهي لهجة بمجوجة لا سيما بين النساء، وقد حاولت كثيرًا أن أفهم حديثهن فلم أفلح. ولهن في الحديث لهجة خاصة يستعملن فيه الألفاظ الغريبة بسرعة فائقة. وكثير من الأسماء والأفعال غريب على سماعي وطريقة التلفظ به أغرب.
ثم بمعني هنالك: ومن ألطف اصطلاحاتهم وأخفها على السمع كلمة "ثم" بمعنى هنالك: إذ يتلفظون بها على البديهة دون أي تكلف، يخاطبك بها الرجل والمرأة والغلام على السواء:"سرنا من امسفي وثم أو من ثم يطلع أموادي"(سرنا من السقي ومن هنالك يطلع الوادي).
الجمل المعترضة: لا أود إتعاب القارئ بما دونته من الاصطلاحات المركبة فاكتفي ببعضها، يغلب على أهل هذه البلاد إدخال جملة معترضة أثناء الحديث بقصد الدعاء والثناء والمديح على غرار.
إن الثمانين -وبلغتها-
…
قد أحوجت سمعى إلى ترجمان
يكون مخاطبك مسترسلا في الحديث وإذا به يزج بالجملة المعترضة: "إيه ونافداك""إيه واللي يسلملك". وقد تبلغ به المحبة أن يقول لك لزيادة التأكيد: "ربي يأخذني قبلك"، أو "ربي يديمك ويبقيك" وكثيرًا غير هذا.
ولا شك في أن دراسة اللهجات العامية في سائر البلاد العربية من المسائل الهامة جدا، ولكني واثق من أن اللهجات المحلية في عسير وتهامة وأطراف اليمن من أكثر الدراسات نفعًا لمعرفة الفوارق والعوامل في لغتنا العربية، وإني لأرجو أن يوفق اللَّه إلى إتمام مثل هذا البحث.
مراسم الزواج:
يوشك السفور أن يكون عامًا في القرى وبين البادية في جميع أنحاء عسير وقحطان، والاختلاط بين الجنسين عام خلا نساء الأمراء والأعيان فإنهن لا يمتزجن إلا بأقاربهن الأدنين، ولا شك في أن الاختلاط بالغرباء يسبب مشاكل شتى،
ولذلك فإن الحكومة الحاضرة عملت جهدها للقضاء على هذه العادة دفعا لمضارها واتقاء لمفاسدها، غير أن ما عمل في هذا الباب لا يزال دون الغاية المطلوبة.
عجبت بادئ الأمر من هذا الاختلاط ومن رفع الكلفة بين الجنسين، ولكني أدركت أن نساء هذه البلاد قد اعتدن عدم الاحتراز من مخالطة الغرباء بفضل الزمن والعادات المتوارثة، ولا يرين في ذلك بأسا، متمثلات بقول الشاعر:
بيض حرائر ما هممن بريبة
…
ويصدهّن عن الخنا الإسلام
أعتقد أن هذه البلاد قد منيت بقحط في الرجال، وكان من جراء ذلك أن رخص الزواج، وجرى فيه تساهل عظيم مع الغرباء عن القبيلة ومع غير الكفء. وقد لاحظت أنواعًا من الزواج كانت المساومة فيه أساسًا له وكان المال سببًا لإتمامه ولم يستنكف أهل هذه البلاد عن تزويج بناتهم من الجنود برغم علمهم بقصر مدة إقامتهم بين ظهرانيهم. وهذا التساهل في اختيار الأزواج أو بالأحرى في بيع النساء للرجال بثمن بخس دراهم معدودة قد لفت نظري إلى هذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة التي أرجو أن يكون الباعث عليها الحرب وضروراتها، وأن تكون الأسباب التي أوجدتها قد زالت الآن في هذا العهد.
كنت أعجب أول وصولي إلى عسير من كثرة الأحاديث عن الزواج الذي لا يخلو منه مجلس، ولكن عجبي أخذ في التضاؤل بمرور الزمن حتى أصبحت لا أرى غضاضة في طرق الموضوع في آية مناسبة. وزعم بعض محدثيّ أن الزواج بين أفراد القبيلة لا سيما بين أبناء العم رخيص جدًّا، فالمهر لا يتجاوز غالبًا خمسة عشر ريال فرنسا (120 قرشا مصريًا)، غير أن الذي يدفع منه بالفعل خمسة ريالات فقط، إذ العادة في هذه المهور أن تجعل ثلاثة أقسام، الثلث الأول يدفع نقدًا والثلث الثاني ينزل عنه ولي أمر العروس مقابل الضيافة التي يقدمها للعريس، والثلث الباقي هدية.
أما في وقت وجودنا بأبها فقد أخبرونا بأن سوق المهور قد ارتفعت جدًّا بالنسبة للأغراب الراغبين في الزواج. وقد حدث أن بعض كبار الجند قد أبلغ المهر
إلى 500 ريان نقدًا، وهذا أمر لم تعهده نساء تلك البلاد. فكان الإقبال على الزواج عظيمًا من الجانبين.
واختيار العروس -لا سيما القرويات والبدويات- يقع في أحد مكانين: السوق أو البئر، وما على الراغب في الزواج إلا أن يرتدي أحسن ثيابه يوم السوق، ويشرع في ذرعه ذهابا و جيئة، إلى أن يقع نظره على فتاة تعجبه، فيتقدم إليها خاطبها باللغة المعلومة:"أنا ميدك" و"أنا ميد" و"أنا ليس ميد". ويستدل على وليّ الفتاة وتتم الخطبة في نهار واحد، وهاك المهر، وهاك الضيفة، وهاك الشرهة، وهاك الأستاذ. مأذون الزواج: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، سبحان من حلل النكاح وحرم السفاح، مبارك يا عريس.
وقد بلغ التنافس على العرائس أشده أيام كنا في أبها، فعوضًا عن استعراض الفتيات في السوق بدأ الراغبون في الزواج في تصيدهن من بعيد في طريقهن إلى السوق قبل وصولهن إليه، حتى لا يزاحمهم مزاحم أو ينافسهم منافس. الزواج سهل، والطلاق ميسور، إما وفاق وإما فراق، وكان اللَّه يحب المحسنين.
أما البئر فإنها جامعة فتيات الحي أو القرية، يقصدنها حاملات القرب على ظهورهن، إذ إن السقاية وحمل الحطب والكلأ من مهمات النساء الماهرات في الحمل على الظهور، والسقاية من البئر بالسلسل، وقد تطول عملية رفع الماء بالدلاء، وهذه فرصة حسنة للحديث فيما بينهن أو مع الشبان الراغبين في الزواج ويحصل التعارف والاتفاق الضمني على البئر، ثم يعقب ذلك إجراءات الخطبة الرسمية في البيت. وفيما يلي طرف مما شاهدته من هذه الإجراءات والعادات:
حضرت حفلتين من حفلات عقد الزواج كان العريس في كلتيهما من أصدقائي وكانت المراسم فيهما واحدة تقريبًا مع بعض الاختلاف في الفروع والهوامش لا في الأسس والقواعد. . ركبنا من أبها في سيارتين إلى قرية مجاورة واقعة في جهتها الشمالية اسمها "رِضْف" حيث العروس وأهلها، ولما اقتربنا من بيوت القرية أخذ رفاقنا يطلقون الرصاص من البنادق والمسدسات، وكان المنتظر أن
يقابلنا أهل القرية بالمثل غير أنهم بخلوا بالخرطوش فلم يطلقوا طلقة واحدة، وإنما قابلونا صفًا طويلًا محيين مرحبين، ثم دعونا إلى بيت تناولنا فيه القهوة. وكان علينا أن ننتظر نتيجة المساومة على توزيع مهر العروس بين والدتها وأخيها وعمّها الذي هو وليها. كان المهر مائة ريال نقدًا لم يتمكن الوسيط من توزيعه على وجه يرضي الجميع إلا بعد مناقشات ومحاورات كثيرة. وقدم العريس علاوة على النقد هدية من السكر والشاي والقهوة والهيل، كما قدم الجهاز المؤلف من ثلاثة أثواب كاملة أحدها من الحرير، ولم يكن في الجهاز مصاغ قط، وبعد إتمام هذه الإجراءات دعي المأذون بإجراء العقد، فقرأ ما تيسر من كلام اللَّه، ثم أجرى العقد بين ولي أمر العروس وبين العريس شفهيا دون أن يكتب صك بذلك كما هو متبع في أكثر البلاد، وبذلك انتهت المراسم وتم عقد الزواج. ثم دعينا إلى تناول طعام الضيافة، وكان يتألف من كبش مسلوق وأرز مفلفل -وهذا من النوادر- ومرق وعريكة وخبز، وباركنا للعروسين وتمنينا لهما السعادة والهناء.
أما مراسم الحفلة الثانية فلم تختلف عن الأولى إلا بتبادل إطلاق الرصاص من الجانبين، وبعدم مشاهدتنا مساومات المهر وتوزيعه، كما أننا لم نشاهد توزيع قطع اللحم كما جرى في الحفلة الأولى.
أبناء عم العروس أولى بها من الغرباء، ولهم عليها حق الأفضلية، ولذا يجب التثبت من عدم معارضتهم في الزواج أو إرضاؤهم للتخلي عنه قبل إتمامه.
ويروي البسطاء من أهل البلاد حكايات طريفة عن الخرافات المتسلطة على أذهانهم، إذ يعتقدون بقدرة أهل العروس على الحيلولة دون وصول العريس إلى عروسه، وطريقة ذلك أن يعقدوا للعريس عقدة تعجزه عن بلوغ مراده من زوجته، ولهم في ذلك طرق عديدة يتوسلون بها ويؤمنون بفائدتها للوصول إلى النتيجة المطلوبة على زعمهم. وفيما يلي بعض الوسائل التي يتوسل بها أهل العروس وأبناء عمومتها للحيلولة بين العريس وعروسه إن لم يكونوا راضين عن الزواج، وذلك حين إجراء المأذون لمراسم العقد.
1 -
عقد خيط أو شريط أو طرف الغترة أو الثوب.
2 -
خلع الخاتم من الإصبع ثمّ إعادة لبسه رويدا رويدا كلَّما قرأ المأذون جملة أو آية.
3 -
سلّ الجنبيّة من غمدها ثمّ إعادتها إليه أثناء قيام المأذون بعمله دون أن يلحظ أحد ذلك.
4 -
قلب النعال حين إجراء العقد.
5 -
عقد بعض شعرات من صوف ذبيحة العروس حين إجراء العقد.
6 -
عقد مصران الذبيحة.
7 -
غمس مسمار في دم الذبيحة ودقّه في الأرض.
8 -
خلط مرق الذبيحة بماء حين إجراء العقد.
هذه أشهر الطرق، وهنالك طرق أخرى غيرها، وممّا يوجب الأسف أن هذه الخرافات تجري من القوم مجرى الدم، ولها في نفوسهم أثر عظيم، ولذلك فإن أهل العريس يكونون يقظين منتبهين حين إجراء العقد، لئلا يحدث شيء من ذلك.
وممّا يجدر بي تسجيله هنا -على سبيل الفكاهة- واقعة حدثت لرفيقنا الذي كان دائمًا مصدر السلوى والتفكهة: "كنعان أفندي". كنا نمازح كنعان ونرغبه في الزواج ونشجعه عليه، ومن المعلوم أنّه أعزب. وكنّا كلما خرج بمفرده من المنزل نسأله بعد عودته عما إذا كان قد وفّق إلى العثور على فتاة موافقة، وتعهدنا بمساعدته بالمهر وحفلة العرس، فطلب منّا تدبير المساعدة المالية من الأمير سعود أولا، فإن دبّرت فإنه لا يمانع في الزواج، وقد كلّف فعلا أحد أصدقائه بالبحث عن فتاة مناسبة، ووفق الصديق في مهمته وأرشده إلى فتاة في السادسة عشرة من العمر، غير أنّ كنعان كان قد تسلّم المساعدة المالية فاعتبرها فتاة أحلامه وعدل عن الزواج وأخبر صديقه بالعدول عن الخطبة!.
ومن غريب المصادفات أن الأمير تركي السديري أمير عسير كان معي في المنزل وقت الغذاء، وخرج إلى دار الحكومة، وما عتم أن أرسل إليّ رسالة يخبرني
فيها بأن حديث كنعان معنا عن عدم زواجه خرافة، وأنه لعب علينا بزواجه خفية عنّا. ونظرا لمعرفتي الوثيقة بأن كنعان لم يتزوج، لم أصدق الخبر بالطبع، غير أنّي اغتنمتها فرصة للتفكهة بممازحة كنعان وتشويش أفكاره والتهويل في أمره.
أخرت كنعان بأن أهل البنت قد شكوا للأمير نكثه وعدوله عن الزواج دون أن يسلّم المهر، وأنّ الأمير لم يشأ اتخاذ الإجراءات ضده قبل مشاورتي والاتفاق معي على حلّ الموضوع صلحًا، وعليه دفع المائة ريال قيمة المهر وإلا اضطر الأمير إلى النظر في الشكوى بصورة قانونية.
حينما أعود بذاكرتي إلى منظر كنعان ساعة إخباره بذلك الخبر، تستفزِّني عوامل الضحك والاغتباط من موقف كنعان الحرج واعتباطه وقلقه. يالها من ساعة عصيبة وكارثة مؤلمة ألَّمت به. لم تترك وسيلة من وسائل الاستفزاز والتهويش والمشاكسة إلا اتخذناها، فازداد الكرب به، وضاقت به الحيل، فتركنا غاضبا من إهمالنا له وعدم مبالاتنا به في ساعة شدّته، وذهب إلى السوق متفرجا عسى أن يطرح همومه وينسى آلامه، غير أنه عاد إلينا بعد ساعة تبدو عليه الآلام النفسية من هذه الورطة، ولم يطق صبرا بين الرفاق، فأخذ بندقيتي واعتزم الخروج للصيد على حدّ قوله، فخفنا أن يؤدي به الأمر إلى الانتحار، فأطلعناه على الحقيقة بين قهقهة الرفاق وتصفيقهم الحاد للعريس الخيالي الجبار.
الخرافات:
تنتشر في هذه البلاد عقائد خرافية تجري من نفوس أهلها مجرى الدم، ولها أثر شديد في تكييف أمزجتهم، فأكثرهم يعتقد بالسحر والتنجيم وكتابة الحجب والطلاسم، الأمر الذي يجد المشعوذون معه سوقًا رائحة لشعوذاتهم وأباطيلهم، ويتوسلون بذلك لسلب البسطاء أموالهم أو لسلب أموال النساء الجاهلات. نعم إنّ نشر قواعد التوحيد منذ تأسيس الحكومة الحاضرة قضى على كثير من هذه الخرافات والأوهام الباطلة، غير أنّه لم يقض عليها قضاء مبرما.
لا شك في أنّ اعتقاد البسطاء في قدرة بعضهم على منع العريس من مساس عروسه بواسطة عقد العُقد ضرب من الأوهام والخرافات.
وتخريف أيضًا اعتقادهم السائد في قبر "ذي القرنين" الواقع على ملتقى واديي جوحان وأبها، وهو القبر الذي هدمه الإخوان أيّام الفتح الأولى.
وكذلك من الخرافات الاعتقاد السائد بينهم بشأن الكهف المجاور لجبل "تمنية" يزعمون أنّ فيه ثلاث جثث كبيرة لأناسيّ ماتوا منذ قرون غير أنّ أجسادهم تجمّدت وظلت على حالها، وأن كل من رأى هذه الجثث أصيب بشيء لا يستطيعون أن يقروه أخير هو أم شر.
ولكن أعجب ما روي لي من عقائدهم الخرافية اعتقادهم بما يفعله أهل داخل اليمن من استنطاق الموتى الذي يقتلون غيلة، وزعمهم بأن في إمكانهم معرفة القاتل وتطبيق الجزاء عليه بهذه الطريقة. وحبّذا لو كانت هذه الخرافة حقيقة، إذن لتمكن قضاة التحقيق من كشف أسرار الجرائم والضرب على أيدي الجناة والمجرمين، ولكنها خرافة لها أثرها العظيم في أوهام الناس.
إذ اغتيل إنسان وأريد معرفة قاتله، قام أهل القتيل بمعونة بعض السحرة والكهان إلى سلم فربطوا القتيل إليه عرضا، وحملوه إلى مكان بعيد بن الجبال حيث لا يسمع نباح الكلاب ولا الأصوات المزعجة، وعلّقوا السلّم على شجرة، ثم عمدوا إلى حفرة في الأرض تتسع لجلوس شخص واحد فوضعوا فوقها صخرة كبيرة بحيث تغطيها إلا فتحة صغيرة مواجهة لوجه القتيل المعلّق على السلم المربوط إلى الشجرة. وينصرف رفاق المختبئ في الحفرة إلى مكان منعزل لا يُشاهَدون منه. فإذا جن الليا أنصت المختبئ في الحفرة وحدق في وجهه القتيل منتظرًا وقوع الأعجوبة، وإذا بطير كبير يشبه النسر ينحط من السماء على عالي الشجرة مقابل الميت، ثم تبدأ عملية الاستجواب والاستنطاق.
يتكلم النسر مشيرًا إلى الميت طالبًا منه أن يخبره باسمه واسم عائلته، وربما سأله عن عمره برغم أن هؤلاء البسطاء لا يؤرخون أعمارهم ولا توجد في ديارهم مصالح إحصاء ولا دوائر تسجيل النفوس - فيفتح القتيل فاه ويجيب عن أسئلة النسر واحدًا واحدًا، ويطلعه على اسم القاتل ومكان القتيل وكيفيته وغير ذلك من التفاصيل.
وقد يكون النسر محبا للاطلاع راغبًا في كشف أسرار الموتى وأفعالهم في الحياة الدنيا، فيتمادى في السؤال والميت يجيبه على أسئلته حتى يتطرف إلى الخصوصيات المحضة، فيصيح المختبئ في الحفرة بالنسر أن كفى ولا لزوم لكشف أسرار الموتى، فيغضب النسر من هذا الطفيلي ويثور عليه، وينقض على الحفرة للانتقام منه وتمزيقه بمخالبه القوية ومنقاره المحدد، فيصيح الرجل المختبئ مستغيثًا، ويقبل عليه رفاقه لإنقاذه، فيضعف النسر أمام الكثرة التي تغلب الشجاعة، فيفر لساعته، ويسارع الرجال إلى رفع الصخرة عن فوهة الحفرة لإنقاذ رفيقهم، وينظرون فإذا الميت على حاله لا يتكلم ولا يتحرك.
بهذه الوسيلة يكشف أهل اليمن أسرار الموتى وطريقة اغتيالهم للانتقام من القاتل. إلا أن المثل السائر يقول: "لكل شيء آفة من جنسه" و"لكل داء دواء". فالقاتل الذي يعلم أن تلك الوسيلة قد تفشى سره، لا يستبعد أن يعمد إلى قطع لسان القتيل وشفتيه، فيصبح عاجزًا عن النطق حينما يستجوبه النسر، ويقضي بذلك على آمال أهل القتيل في الوقوف على السر. انتهى.
ثانيًا بحوث عن قبائل عسير وديارها "كل قبيلة على حدة
"
قبيلة بني مالك
(1)
ذكر الشيخ حمد الجاسر في معجم قبائل المملكة العربية السعودية قبيلة بني مالك في عسير فقال:
بنو مالك واحدهم مالكي من عسير منهم الأفخاذ التالية:
آل يعلى - بنو منبه - آل الحبشي - بنو شدان - بنو ربيعة - آل الطبيب - آل رميان - بنو رزام - التلادة - آل امجمل (الجمل) - آل الملاحة - آل الأصح - آل هتان؛ وهناك أفخاذ أخرى.
وبلادهم مع إخوتهم مغيد في السراة الواقعة جنوب سراة الحجر حتى سراة عبيدة قحطان، وما شرق حتى بلاد شهران شرقًا ويحدها شمالا بالأحمر وغربًا علكم وربيعة ورفيدة، وجنوبًا مغيد وعلكم.
(2)
وذكر فؤاد حمزة في قلب جزيرة العرب عن بني مالك عسير التالي:
قال: هذه القبيلة خلاف بني مالك الذين في الحجاز
(1)
وهي تقيم شمالي أبها حتى ميلين منها، ويحيط بها من الشمال بالأحمر، ومن الشرق شهران، ومن الجنوب بنو مغيد، ومن الغرب علكم وربيعة ورفيدة.
وأضاف أن هذه القبيلة العسيرية تنقسم إلى التالي:
آل المجمل - بنو رزام - بنو ربيعة - الحبشي - آل رميان - بنو منبه - آل يعلى والأخير منهم بني مالك وهو أحمد بن معدي.
(1)
يقصد مالك من جهينة. وكان المفروض أن نذكر أيضًا أن هناك مالكا في جازان ومالكا في بالأحمر ومالكا في بجيلة ومالكا بجالة. . . إلخ.
(3)
وذكر الشرعبي عن بني مالك عسير التالي:
وهم أولاد: مالك بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد اللَّه بن مالك بن نصر بن الأزد
(1)
وتنقسم هذه القبيلة إلى عشرة بطون هي بحسب حروف المعجم:
1 -
التلادة.
2 -
آل الحبشي.
3 -
بنو ربيعة.
4 -
بنو رزام.
5 -
آل رميان.
6 -
آل الطبيب.
7 -
آل مجمل.
8 -
الملاحة.
9 -
بنو منبه.
10 -
آل يعلى.
وتقع قراهم على ضفاف وادي أبها، ووادي أتانة، والوادي الطويل، ووادي عشران، ووادي خرص، ووادي جرشا، ووادي سبل، ووادي شوحط، ووادي نابطة والفتيحاء، ووادى الجعجاع، ووادي اللصبة، ووادي الخنق، ووادي العصان، ووادي آل الغليض، ووادي صعرور، ووادي الجنفور، ووادي مهرة، ووادي حجلا، ووادي المسوخ وشعار.
أشهر أوديتهم الزراعية:
- وادي أبها: وتنحدر سيوله من وادي حبيب - الذي ينحدر من جبال تهلل، ويصب في وادي المحالة ملتقيًا مع وادي عشران.
- وادي المحالة: وتنحدر سيوله من واديي عشران، وأبها، ويصب في الخنقة ملتقيًا مع وادي عتود وبيشة.
- الوادي الطويل: وتنحدر سيوله من الجانب الشرقي لجبال تهلل مرورًا ببلاد علكم، ويصب في وادي أتانة، بعد التقائه بوادي المسوح وشعار.
- وادي أتانة: وتنحدر سيوله من المسوح وشعار، وعلكم، ويصب في وادي بيشة، عند قرى العمارة من آل الغمر من شهران.
(1)
قول الشرعبي هنا عن نسب مالك إلى الأزد فيه نظر لوجود نصوص قديمة سيأتي توضيحها.
أشهر الجبال:
جبال الشنوات بتخفيف اسم (شنؤة)، التي ينسب إليها جانب كبير من الأزديين، ومن أشهر جبال الشنوات: جبل موبر، وبجواره عدد من العيون الجارية وهي:
1 -
عين ابن يعلاء.
2 -
عين ابن مصافح.
3 -
عين ابن الغربين.
4 -
عين جرادة.
وهي العيون التي شرب منها أزد عسير وأزد غامد وزهران، فسُمُّو: بأزد شنؤة.
وتقع جبال الشنوات إلى الشمال من مدينة أبها بـ (15) كيلا.
وحدودهم:
من الشرق: وادي اتارة -قرب خميس مشيط-، وادي بيشة (ابن هشبل)، وغربًا: وادي أبها، قرب قرية جوحان، ووادي قرضة في بلاد علكم، ومسيل محجر الملاحة بالقرب من قرية الطلحة من قبيلة ربيعة ورفيدة، وشمالا: جبال مشروكة على حدود قبيلة بالأحمر من رجال الحجر، وجنوبًا: الجبال السود على حدود قبيلة بني مغيد ووادي المحارث على حدود قبيلة آل سرحان من شهران.
نسب مالك فى عسير:
ذكر الشرعبي كما تقدم نسب مالك عسير إلى الأزد ولم يذكر المرجع الذي استند إليه ولربما دخل معهم أفخاذ من الأزد، ولقد ذكر أبو علي الهجري قبل ألف ومائة عام في كتاب التعليقات والنوادر فرع مالك من عنز بن وائل من العدنانية وعنز هو أخي بكر وتغلب.
وكذلك قطع الهمداني الشك باليقين في كتاب صفة جزيرة العرب حينما ذكر أن مالكا في عسير من عنز بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي ابن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
قال الهمداني في صفة جزيرة العرب:
"جرش هي كورة نجد العليا وهي من ديار عنز" إلى قوله: "ثم يلتقي بهذا المسيل -يعني وادي بيشة بن سالم- أودية ديار عنز حتى تصب فى بيشة بعطان" ويعني وادي عتود وروافده، ثم يقول:
"ويصالي قصبة جرش أوطان حزيمة من عنز، ثم يواطن (حزيمة) من شاميها (عبر) قبائل من عنز" إلى قوله: "ومن النجدي أوطانها -الرفيد- بلد حصون وزروع لعنز" إلى قوله: "والعيبا بلد مزارع لبني أبي عاصم من عنز، ويليها وادي طلعان
(1)
كثير المزارع لبني أسد من عنز، والقرعا: لشيبة من عنز. . . والعقلة فالرفيدة يسكنه حازمة
(2)
من عنز، والغوص ويسكنه بنو (حديد) من عنز، والراكس ويسكنه بنو (غنم) من عنز، والعين ويسكنه بنو (العراص) من عنز، وتمنية ويسكنها بنو (مالك) من عنز، والمسقى (لشيبة) من عنز، وطلعان لبني (أسد) من عنز، والعيباء لبني أبي (عاصم) من عنز إلى قوله: ثم ذات الصحار (لكود) من عنز. . . ثم يتلو سراة عنز، سراة الحجر بن الهنؤ بن الأزد". انتهى قول الهمذاني.
قلت: وقد تفرقت بطونهم في الجزيرة العربية، وخارجها، وسكن الذين شاركوا في الفتوحات الإسلامية منطقة الهلال الخصيب من غرب الفرات إلى حوران وحلب إلى فلسطين، أما الباقون قد دخلوا في قبائل المنطقة المعاصرة، فكود: في عداد شهران، وبني مالك في تمنية في عداد شهران، وجارمة في رفيدة قحطان، وشيبة في شهران، وبني غنم في بني مغيد، وبني أسد في رجال الحجر، وبني عاصم في عتيبة، وبني حديد في بني مالك عسير، ومثلهم بني العراص، واللَّه أعلم.
(1)
طلعان: هو دلغان المنتزه المعروف الواقع شمال الفرغا، والاسم هنا كتب إما تصحيفًا من النساخ وإما أنه حرف لفظًا من السكان في القرون الأخيرة.
(2)
حازمة: هي قبيلة جارمة إحدى قبائل رفيدة قحطان واللَّه أعلم، ولا تزال القبيلة في مكانها حتى يومنا هذا.
قبيلة ربيعة ورفيدة
(1)
ذكر الشرعبي عن ربيعة ورفيدة في عسير التالي:
وهم أولاد: عمرو بن عامر بن امرؤ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد (أزد شنوءة) وتنقسم هذه القبائل إلى البطون التالية مرتبة على حروف المعجم:
1 -
التلادة.
2 -
آل تيهان.
3 -
بنو ثوعة.
4 -
آل الحارث: سراة وتهامة.
5 -
الرفقتين.
6 -
آل شداد.
7 -
طبب.
8 -
آل عاصم.
9 -
أهل الغال وآل بجاد.
10 -
بني غنمي: سراة وتهامة.
وتقع قراهم على ضفاف الأودية التالية:
وادي رفيدة، ووادي مناقة، وشغف آل الحارث المطل على تهامة، والأطوار والأغوار التي تصب في تهامة حيث أودية فو، وسانب، وقضا، وتنحدر في وادي حلي بن يعقوب ثم إلى البحر الأحمر.
أشهر أوديتهم:
وادي باحة ربيعة رفيدة: المسمى (تهلل)، وتنحدر سيوله من جبل تهلل (السودة)، ويصب في وادي طبب الكبير وهو من أشهر أودية المنطقة بالزراعة، ثم تصب سيوله في وادي تيه، ثم في وادي حلي بن يعقوب، ثم إلى البحر الأحمر.
أشهر جبالهم:
جبل رثبا، جبل قارة، جبل خوبر، جبل النمالي، وجبل بشي، جبل فرض.
وقد قيل في هذه الجبال أشعارًا كثيرة ومنها ما قاله الشيخ مداوي المتحمي وهو في السجن في مصر:
سلام على عرق اللوى عدد القطر
…
وحياة هطال يحليه بالزهري
وقد بينا الواردة في القصيدة في جغرافية عسير.
حدودهم: يحدهم من الشمال: قبائل بالأحمر، ومن الشرق: قبائل بني مالك عسير، ومن الجنوب: قبائل علكم، ومن الغرب: قبائل آل موسى ورجال ألمع.
(2)
ذكر الشيخ حمد الجاسر في معجم المملكة العربية السعودية التالي عن ربيعة ورفيدة:
قال: ربيعة ورفيدة من مالك من عسير. .
قلت: وإذا كان كذلك فيصبح نسب ربيعة ورفيدة هو نسب مالك إلى عنز ابن وائل وليس للأزد كما ذكر الشرعبي.
ولربما نقف عند قول الهمداني "ومن النجدي أوطانها (أي قبائل عنز) -الرفيد- بلد زروع وحصون لعنز بن وائل. . .
وبمرور الزمن صارت فروع من عنز تنسب إلى الموضع المذكور (الرفيد) فقيل لها رفيدة، واللَّه أعلم.
وأضاف الجاسر عن ربيعة ورفيدة: منهم أهل الغال (أولاد بندر)، وأهل الطلحة، وأهل طبب، والرفقتين، والتلادة (امتلادة)، وآل شدادي، وآل عاصم (العصمة)، وآل الحارث، وبنو ثوعة، وأهل تيهان.
ولهذه الفروع أفخاذ كثيرة، وبلادهم في سراة عسير ووادي طب وأودية تلك السراة شمال غرب أبها - شمال علكم، وجنوب بالأحمر، وشرق ألمع، وغرب بني مالك.
وفي ص 242 من المعجم قال عن رفيدة عسير:
تقرن دائمًا مع ربيعة فيقال ربيعة ورفيدة، من عسير السراة، ويقال في النسبة إليها عسيري بخلاف النسبة إلى رفيدة من قحطان فيقال رفيدي، وربيعة ورفيدة مختلطان في الفروع والمنازل.
(3)
وذكر فؤاد حمزة في قلب جزيرة العرب عن ربيعة ورفيدة التالي:
قال: تمتد بلاد هذه القبيلة من مسافة بضعة أميال إلى الشمال الغربي من أبها إلى مسافة 15 ميلا من محائل، ويمكن القول أن منازلها تمتد مسافة 35 ميلا من الشمال إلى الجنوب و 10 أميال من الشرق إلى الغرب.
ويقيم إلى شمال هذه القبيلة الريش وإلى الشرق بالأحمر وبنو مالك وإلى الجنوب علكم وإلى الغرب رجال ألمع وبنو ثوعة.
وتقسم القبيلة إلى أربعة أقسام رئيسية هي:
ربيعة الشام - رفيدة اليمن - رفيدة الشام - العصمة.
وأضاف عن ربيعة اليمن:
تقيم هذه القبيلة في وادي ضلع، وتصل قي بعض الأحيان حتى الشقيق وديار بني مغيد، ويحيط بها من الشمال والشمال الشرقي بنو مغيد، ومن الجنوب الشرقي شهران، ومن الجنوب قبائل مخلاف اليمن، ومن الغرب رجال ألمع.
(4)
ذكر الشريفي في الموسوعة الذهبية التالي عن ربيعة ورفيدة:
من قبائل عسير، وهم من القبائل العدنانية الأسدية الربيعية، من رفيدة بن عنز بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة ابن نزار بن معد بن عدنان، وربيعة بن رفيدة بن عنز بن وائل، وهم غير رفيدة القضاعية، وديارهم في شمال غربي مدينة أبها، وتقيم إلى شمال هذه القبيلة الريش وإلى الشرق بالأحمر وبنو مالك وإلى الجنوب علكم وإلى الغرب رجال ألمع، وبنو ثوعة، وتنقسم إلى ربيعة الشام ورفيدة اليمن ورفيدة الشام والعصمة.
قال ابن الكلبي: ولد عنز بن وائل: رفيدة، وإراشة، وهم بنو عنز بن وائل ابن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. قال: فولد رفيدة بن عنز: عبد اللَّه وعامر وربيعة ومعاوية
وعمر
(1)
. قال النويري
(2)
، وحمد الحقيل
(3)
: هم بنو رفيدة بن عنز بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد ابن عدنان.
قال ابن دريد: ومن ولد وائل بن قاسط: بكر وتغب وعنز وشخيص. أما شخيص فقد درج، ومن بني عنز: أراشة ورفيدة؟. واشتقاق إراشة من إرشت بين القوم تأريشا، وإذا حرشت بينهم، ويمكن أن يكون من أرش الجراحة، أي ديتها. ورفيدة: تصغير رفدة، وهي العطية. وكل شيء وطدت له فقد رفدته ترفيدا
(4)
.
قال ابن حزم: ومن بني عنز بن وائل: عامر بن ربيعة صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وكان حليفًا لآل الخطاب، وهو عامر بن ربيعة بن كعب بن مالك بن ربيعة ابن عامر بن ربيعة بن حجير بن سلامان بن مالك بن ربيعة بن رفيدة بن عنز بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي، كان الخطاب قد تبناه، فلما نزلت الآية {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ. . . (5)} [الأحزاب]، رجع إلى نسبه. وأضاف ابن حزم: وبنو عنز بن وائل بجهة الجند من اليمن، ذوو عدد عظيم، يبلغون عشرات الألوف
(5)
.
وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: عامر بن ربيعة العدوي حليف عمر بن الخطاب كان بدريًا (نسبة إلى موقعة بدر وآبار بدر ومن شهد بدرًا، ويقال لهم البدري) وهو من ولد عنز بن وائل أخي بكر بن وائل. وقال علي بن المديني: عامر بن ربيعة بن عنز، هكذا قال علي: عنز بفتح النون وهذا أصح من تسكين النون وهو الأكثر واللَّه أعلم. وقد كان عامر حليفا للخطاب بن نفيل، لأنه تبناه. أسلم عامر بن ربيعة قديمًا بمكة، وهاجر إلى أرض الحبشة مع امرأته، ثم هاجر إلى المدينة، وشهد بدرًا وسائر المشاهد، وتوفي سنة ثلاث وثلاثين، وقيل خمس
(1)
جمهرة النسب لابن الكلبي 575 - 576.
(2)
نهاية الإرب للنويري ج 2/ 330.
(3)
كنز الأنساب لحمد الحقيل، الطبعة 12/ 275.
(4)
الاشتقاق لابن دريد/ 335.
(5)
جمهرة أنساب العرب لابن حزم الأندلسي/ 303.
وثلاثين بعد مقتل عثمان رضي الله عنه بأيام، ويكنى أبا عبد اللَّه. روى عنه جماعة الصحابة، منهم ابن عمر، وابن الزبير. وروى ابن وهب عن مالك عن يحيى بن سعيد أنه سمع عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة يقول: قام عامر بن ربيعة يصلي من الليل حين نشب الناس في الطعن على عثمان بن عفان رضي الله عنه. قال: فصلى من الليل، ثم نام فأتى في المنام فقيل له: قم فاسأل اللَّه أن يعيذك من الفتنة التي أعاذ منها صالح عباده. فقام فصلى ودعا، ثم اشتكى فما خرج بعد إلا بجنازته
(1)
.
وديار رفيدة مختلطة بديار عبيدة، وتقع ديارها على مسافة من مشارف وادي يعوض من الجنوب حتى بلاد شهران شمالا، كما يحدها من الجنوب بني بشر وشريف ومن الشرق الربع الخالي ومن الغرب الجهرة وآل حسان، كما أن أقسامها مختلطة مع أقسام عبيدة أيضًا.
ومن بلاد عنز بن وائل:
جرش، وهي مدينة بائدة ولا زالت أطلالها قائمة، وتقع على قاع منبسط بالقرب من سفح جبل شكر من جهته الغربية، وهو الموقع الذي حدثت عنده الموقعة بين من آمن من أهلها ومن كفر، ويقع في بلاد رفيدة الآن شمالي بلدة أحد رفيدة، ويبعد عن أبها مسافة 40 كم إلى الجنوب الشرقي منها. وقد جاء في معجم البلدان لياقوت الحموي في مادة جرش: جرش من مخاليف اليمن من جهة مكة، وهي الإقليم الأول، طولها خمس وستون درجة، وعرضها سبع عشرة درجة، وقيل أن جرش مدينة عظيمة باليمن وولاية واسعة، وذكر بعض أهل السير أن تبعًا (أسد بن كليكرب) خرج من اليمن غازيًا حتى إذا كان بجرش، وهي إذ ذاك خربة، خلف بها جمعًا ممن كان معه، وقال: اجرشوا هاهنا، فسميت جرش بذلك. وقال ابن الكلبي: جرش أرض سكنها بنو منبه بن أسلم فغلبت على اسمهم وهو جرش واسمه منيه بن أسلم بن زيد بن الغوث. وفي أنساب البلدان لابن الكلبي: جرش قبائل من أفناء الناس تجرشوا، وكان الذي جرشهم رجل من حمير يقال له زيد بن أسلم. قال بشر بن حازم:
(1)
الاستيعاب في معرفة الأصحاب لأبي عمر يوسف بن عبد اللَّه بن عبد البر المتوفي سنة 463 هـ ج 2/ 644 و 790 - 791، تحقيق علي محمد البجاوي.
تحدر ماء البئر عن جرشية
…
على جربة تعلو الديار غروبها
أما الهمداني فيقول: جرش كورة نجد العليا وهي من ديار عنز ويسكنها ويترأس فيها (العواسج) من أشراف حمير وهو من ولد يريم ذي مقار؛ وفي شق قرية جرش فرق من (النزارية) يدعون الجزارين من موالي قريش والغازين نزار من الغرباء وهم رابطة لعنز على العواسج ويملي إليهم عنز بصرخها ونجدتها.
وجرش في قاع ولها أشراف بعيدة تنحدر مياهها من مسيل يمر في شرقها بينها وبين حمومة ناصية تسمى الأكمة السوداء، ثم يلتقي بهذا المسيل أودية ديار عنز حتى تصب في بيشة، فجرش رأس وادي بيشة. وتولى أمر جرش في أيام الخليفة الصديق رضي الله عنه: عبد اللَّه بن ثور وقد طلب منه الصديق أن يمده بالمؤمنين من منطقته ليقاتل المرتدين، وقد فعل، واستمر في إمرته أيام الخليفة عمر، والخليفة عثمان.
ومن ربيعة ورفيدة:
آل المتحمي:
من أفخاذ ربيعة ورفيدة، منهم محمد بن عامر المعروف بأبي نقطة، وأخوه عبد الوهاب بن عامر، وقد هاجر الأخوان محمد وعبد الوهاب في عهد الدولة السعودية الأولى 1215 - 1217 هـ من بلاد عسير إلى الدرعية، طلبًا للعلم ورغبة في الدعوة والفوز بمبادئها التي تدعو إلى الهداية والمثوبة، تتيح لمريدها السيادة والمجد، وهما في قبيلتهما محل الرئاسة والرجاء، وكان هذا عند اندفاع دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي من نجد إلى الجنوب.
وبتوطيد الحكم السعودي وانتشار الدعوة بين قبائل عسير والقبائل المجاورة، أسند الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود إمارة عسير إلى محمد بن عامر أبي نقطة، حيث دامت إمارته عامين، ليتولى بعدها عبد الوهاب بن عامر الإمارة، وكان ذلك عام 1217 هـ وحتى 1224 هـ
(1)
.
(1)
تاريخ المخلاف السليماني لمحمد بن أحمد العقيلي ج 1/ 528.
قال محمود شاكر: عاد الأخوان محمد وعبد الوهاب من الدرعية، وقد حصلا على ما يبغيان، فقد أسند إليهما عبد العزيز بن محمد بن سعود أمير الدرعية مهمة نشر الدعوة في عسير وحمايتها. وعندما وصلا إليها، تصرفا كأمراء مما حدا بالأمير محمد اليزيدي أن يقف في وجههما، فاستنجدا بالدرعية، فأرسلت لهما جيشًا استطاعا به أن يقتلا محمد بن أحمد، وأصبح محمد بن عامر أميرًا على المنطقة منذ عام 1216 هـ، وبعد أن أصبح صاحب الكلمة فيها، أخذ يحارب خصوم الدعوة السعودية سواء أكانوا في تهامة أم في الحجاز، واتخذ إحدى قرى قبيلته ربيعة ورفيدة، وهي قرية مركزًا لحكمه، وقد عرف باسم أبي نقطة حيث كان جده يكنى بذلك لنقطة كانت على عينه فاشتهر بها هو وذريته.
وفي عام 1218 هـ، أصاب محمد بن عامر مرض الجدري، وفيها توفي ودفن في بيشة، فتولى أمر عسير أخوه عبد الوهاب أبو نقطة. ومن آل المتحمي الذين وفدوا إلى الدرعية في عام 1177 هـ: طامي بن شعيب (وشعيب أخو عامر وأحمد أبناء أبو نقطة، ومن ولد أحمد أبو نقطة: محمد)، ومن آل الحفظي: عبد القادر بن أحمد وعلي بن الحسن، وعبد اللَّه بن عبد الرحمن، وزين العابدين الحفظي، وغيرهم
(1)
.
وتنقسم ربيعة ورفيدة إلى:
بنو ثوعة، آل الحارث، بني حسن، الرفقتين، آل شدادي، آل عاصم، وأهل الغال، امتلادة.
كما تتفرع ربيعة ورفيدة إلى الأفخاذ التالية:
آل بكرة، التيهان، آل جديعي، آل الحلاج، آل عقبة، الغازي، بنو غنم، آل فضيلة، آل غنيمة، آل مجاد، آل مجيش، آل محمل، آل محمود، آل مخيش، آل مسعلي، آل مصد، آل مغثم، آل مقزعة، آل مفصلة، آل ناهية.
(1)
شبه جزيرة العرب، عسير، لمحمود شاكر/ 147 - 148.
قبيلة علكم الهول
(1)
ذكر الشرعبي قبيلة علكم المشهورة "بعلكم الهول" التالي:
قال: وهم أولاد: أسلم بن عمرو بن ثمالة (وهو عوف) بن عمرو بن عامر ابن امرؤ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد.
وينقسمون إلى ستة أقسام رئيسية هي بحسب حروف المعجم:
1 -
البيتين.
2 -
تلادة عبدل.
3 -
آل سعيدي.
4 -
عضاضة.
5 -
آل القصير.
6 -
بني مازن.
وهذه الأقسام الستة تنقسم إلى البطون التالية:
أولا: البيتين، وهم بطنان:
1 -
آل عطاء.
2 -
آل القاسم.
ثانيًا: تلادة عبدل، وهم ثلاثة بطون:
1 -
آل عاصم (علكم).
2 -
بني مقرن.
3 -
آل يوسف.
ثالثًا: آل سعيدي، وهم أربعة بطون:
1 -
آل عقران.
2 -
آل المبرة.
3 -
آل المعان.
4 -
آل واسع.
رابعًا: عضاضة، وهم ثلاثة بطون:
1 -
السرين.
2 -
آل فرزعة.
3 -
آل مطير.
خامسًا: آل القصير، وهم أربعة بطون:
1 -
آل ثوابي السودة.
2 -
آل ثوابي الشط.
3 -
آل مسعودي.
4 -
آل النجيم في تهامة والسراة.
سادسًا: بنو مازن، وهم أربعة بطون:
1 -
آل الباطنة.
2 -
آل الغيناء بتهامة.
3 -
آل المعذور.
4 -
آل المعالي.
وتقع قراهم على ضفاف وادي عشران، ووادي قرضة، ووادي خبيب، ووادي الغيناء، ووادي مر به، ووادي ثوم، ووادي البدلة، ووادي غاوة، ووادي النجاد، والوادي اليماني، ووادي ذم سنوم، ووادي لولاه، ووادي العين، ووادي جو آل النجيم.
وكل هذه الأودية زراعية، بها المزارع، وأشجار الفواكه، والخضروات، وبعضها يوجد به العيون الجارية.
أشهر الأودية الزراعية:
- وادي عشران: وهو المعروف حاليًا بـ (وادي علكم) وتنحدر سيوله من الجانب الشرقي لجبال تهلل (السودة)، ويصل ملتقيًا مع وادي أبها في وادي المحالة ثم منه إلى وادي بيشة.
- وادي خبيب: وتنحدر سيوله من جبال تهلل الجنوبية، ويصبه في وادي أبها ثم إلى وادي المحالة ثم إلى بيشة.
- وادي الغيناء: وتنحدر سيوله من جبال بني مازن، ويصب في وادي مربة عبر أغوار وإصدار تهامة ثم البحر الأحمر.
- وادي عضاضة: وتنحدر سيوله من جبال عضاضة الغربية، ويصب في وادي عتود ببلاد شهران، ثم في وادي بيشة.
أشهر الجبال:
جبال تهلل (السودة)، وجبل النويط، وجبل ذنبة، وجبل الطباق، وجبل الجمعاء، وجبل ثاة. الواقع إلى الشرق من مدينة أبها، وبه بعض الآثار والنقوش
القديمة والكتابات الحميرية (المسند)، وجبل هضبة العروس: وهو نسبة إلى النقش الموجود على الهضاب الواقعة بأعلاه، حيث نقشة صورة (شمس بنت الهميسع)، وكانت قد تزوجت بحاكم مدينة (جرش) في عصرها، وجبل الرصراص بعضاضة.
وحدودهم:
يحدهم من الشمال: ربيعة ورفيدة، وتمام الحد بني مالك عسير، ومن الجنوب: قبائل بني مغيد، ومن الغرب: قبائل رجال ألمع، ومن الشرق: قبائل بني مالك عسير.
(2)
وذكر فؤاد حمزة في قلب جزيرة العرب عن علكم التالي:
قال: تسكن بقرب أبها إلى الشمال منها منحدرة إلى جهة الساحل الغربي حتى أسياف البحر، والقبائل المحيطة بها هي ربيعة ورفيدة في الشمال وبنو مالك في الشرق، وبنو مغيد في الجنوب، ورجال ألمع في الغرب. ولهذه القبيلة قسمان: علكم الأعلون، وعلكم الساحل. وأضاف: والظاهر أنهم خمسة أقسام.
(3)
وذكر الجاسر في معجم المملكة العربية السعودية وقال:
علكم من عسير منهم الفروع التالية:
آل قاسم - بنون مفرن - تلادة عبدل - آل ثوابي - بنو مازن - عضاضة - آل سعيدي.
وبلادهم في سراة عسير وحولها على وادي حمرة، ويحدها جنوبًا مغيد وشمالا ربيعة ورفيدة وشرقًا بنو مالك وغريًا ألمع.
قبيلة مغيد:
(1)
ذكر الشرعبي عن بني مغيد التالي:
قبيلة بني مغيد: وهم أولاد: أسلم بن عمرو بن ثمالة (وهو عوف) بن عمرو بن عامر بن امرؤ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد.
وهي أشهر وأكبر قبائل عسير الأربع، وتأتي في المقدمة لكونها قاعدة القبائل في جبل عسير، وبها عاصمة منطقة عسير (مدينة أبها) وتنقسم القبيلة إلى ثلاثة أقسام رئيسية، وهي بحسب حروف المعجم:
1 -
مغيد الوطى.
2 -
آل وازع.
3 -
آل ناجح.
أولا: مغيد الوطي وهم ثلاثة بطون:
1 -
أهل أبها.
2 -
الأشراف.
3 -
آل يزيد الشعف.
وقد سمو بمغيد الوطى لأن أراضيهم منخفضة منبسطة ليس بها الجبال العالية، والأودية الجارفة.
ثانيًا: آل وازع: وهم أربعة بطون:
1 -
أهل الخنق.
2 -
آل زيدي.
3 -
العلاية.
4 -
آل ويمن.
ثالثًا: آل ناجح: وهم قسمان كبيران:
1 -
آل السقا: ومنهم: آل يزيد الذين ينتمي إليهم الأسر التالية:
- آل عائض.
- آل مجل.
- آل مفرح.
2 -
آل عبد العزيز: ومنهم:
- العثربان.
- جوحان.
يتبع لهم في تهامة: بني نمار والمعروفون بـ (ربيعة وآل وائلة) كما يتبع لهم: (المغيدين وآل عيسى بن حامد، وآل حبيب، وأهل وادي مربة).
تقع قراهم على ضفاف وادي أبها وروافده ووادي خبيب، ووادي ضلع، ووادي عتود، ووادي مربة.
أشهر الأودية الزراعية:
- وادي أبها: الذي يسيل من أعالي جبال الطور جنوب منطقة السودة، حيث وادي خبيب، ويصب في وادي المحالة، ثم إلى وادي بيشة.
أما أشهر الأودية في تهامة ومعظمها غير زراعي فهي:
- وادي مربة: وتندر سيوله من الأغوار والأصدار الواقعة غرب أبها شمال وادي ضلع ويسيل في وادي عتود.
- وادي عتود: وتنحدر سيوله من أشعاف شهران (تمنية) والقرعاء، وما جاورهما، يصب مرورًا بدرب بني شعبة في البحر الأحمر.
أشهر الجبال:
- جبال الطور المتسلسلة من جبال تهلل (السودة) إلى شمال القرعاء، وفي تلك السلسلة توجد (رهمة) وهي أعلى قمة في المملكة العربية السعودية، وترتفع عن سطح البحر بـ (3160) مترًا.
- جبل ذِرة ويقع في وسط مدينة أبها حاليًا.
- جبل أبو خيال، وجبل القرن بالسقاء ويقال له (قرن جلببو)، هكذا تنطقه العامة.
حدودهم:
يحدهم من الشمال: قبيلة علكم، ومن الشرق: قبيلة بني مالك عسير، ومن الغرب: قبيلة بني زيد من رجال ألمع، ومن الجنوب: بني مازن من علكم، والشعف حيث يوجد أحد فروع قبيلة بني مغيد، ويعرفون بآل يزيد الشعف، وهم من مغيد الوطي، وتمتد حدود بني مغيد وبني نمار، من الجنوب إلى بني شعبة المحاذين لبني مغيد وبني نمار في تهامة.
(2)
وذكر الشيخ حمد الجاسر عن بني مغيد في معجم قبائل المملكة العربية السعودية التالي:
قال: مغيد من عسير واحدهم مغيدي ومنهم:
آل يزيد - آل وازع - آل امجريعات - آل ويمن - آل عبد العزيز - آل زيدي - آل سكران - آل ناجح - أم شرف (الشرف) - أم وادي ملج - بنو جعفري - آل تمام - آل الحاج - ربيعة.
على اختلاف في هذه الفروع وتداخلها وتفرعها إلى أفخاذ كثيرة. وبلاد مغيد حول حاضرتهم مدينة أبها، يحدها شرقًا شهران، وشمالا علكم وبنو مالك، وغربًا ألمع، وجنوبًا قحطان وشهران وبنو شعبة.
(3)
وذكر حمد الحقيل في كنز الأنساب عن بني مغيد التالي:
قال: هذه القبيلة عدنانية تقيم في جهات عسير وما جاورها وتحيط بها من القبائل بنو مالك شمالا وشهران شرقًا ورجال ألمع غربًا وربيعة اليمن جنوبًا وهم أفخاذ:
الأول: آل يزيد بن معاوية ومنهم: آل مفرح، وآل سراح.
الثاني: أولاد الأمير ومنهم: بيت آل عائض أمراء عسير (سابقا) وهم من بني أمية أيضًا من سلالة يزيد بن معاوية، وآل وازع، وأم الشرف، آل أم الجديعات، وآل وادي ملح، وآل ويمن، وآل ناجح، وآل مسلط.
(4)
وذكر الشريفي في الموسوعة الذهبية عن بني مغيد التالي:
قبيلة عدنانية؛ وحاضرتها مدينة أبها، وهي إحدى قبائل عسير، وتقع ديارها في وادي أبها، ويحيط بها من الشمال علكم، ومن الشرق شهران وبنو مالك، ومن الغرب بنو زيد من رجال ألمع، ومن الجنوب قحطان، وبني شعبة، وشهران، وبنو مازن من علكم. كما يوجد فروع أخرى مثل آل يزيد الشعف الذين يقيمون جنوب بنو مازن، وبني أنمار ويعرفون باسم بدو ربيعة وديارهم قرب درب بني شعبة على طريق أبها - جيزان، وتنقسم القبيلة إلى قسمين: قسم يسكن السراة، والآخر يقيم في تهامة، ويفصل بين القسمين جبل يطل على تهامة بارتفاع كبير ويعرف باسم جبل الطور. ويصل تعداد بنو مغيد إلى أكثر من ثلاثين ألف نسمة، ويصل عدد قراهم إلى الستين قرية، ولكل قرية نائب يرشحه أهل القرية.
وتنقسم قبيلة مغيد إلى العمائر التالية:
آل تمام من ذرية تمام بن حسن من بني مغيد. قال شعيب بن عبد الحميد الدوسري حلفًا، الهاجري الشريفي أصلا: دخل الأمير عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل الرياض عام 1319 هـ، وظهرت قوته، فانتقل إليها الشاعر سليمان بن سحمان بن مصلح بن حمدان بن مسفر بن محمد بن مالك بن عامر ابن محمد بن صالح بن عبد اللَّه من آل عامر من قبيلة الفزع، حيث لازم الأمير عبد العزيز واشترك معه في كثير من المعارك ضد ابن رشيد.
قال: وفي بعض مراحل الراحة تذكر الشاعر مغاني صباه، ومرابع حياته الأولى، وأخواله، وأقرباءه، وأحباءه، فنظم قصيدة طويلة تقرب من مائتي بيت، ذكر فيها انتصارات الملك عبد العزيز، ومواقعه مع خصومه، وكان الشاعر مشاركًا فيها، وذكر حنينه وشوقه إلى موطنه الأول، والحياة التي يعيشونها، وبعث بقصيدته إلى والدي (والد عبد الحميد مؤلف إمتاع السامر، وهو عبد الحميد بن سالم آل عويد الهاجري الشريفي)؛ قال: وهما أبناء خالة، أمهما من آل مريح من أهل المسراب من قرى آل تمام بالسقا، إحدى بطون قبيلة آل مغيد
(1)
.
بنو جري من مغيد، وهم من ذرية جري من بني أسيد بن عمرو بن تميم، كما يطلق على بعضهم اليري بتحويل الجيم إلى ياء.
بنو جعفر من مغيد. قال شعيب في كتابه إمتاع السامر
(2)
: جعفر وسريع وجرى هم إخوة، وهم أبناء الحارث بن عمرو بن عامر الأزدي، والصحيح أن جعفر وسريع وجري هم من قبائل الحارث بن مخاشن بن معاوية بن شريف بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم. يقول الشاعر ثابت بن سعيد بن زاهر آل محظي الوادعي الهمداني من أهل القرن العاشر الهجري من قصيدة أرسلها إلى الأمير عبد اللَّه بن إبراهيم بن عائض بن علي بن وهاس أمير عسير:
جعفرٌ، وازِعٌ قبائلُ مجدٍ
…
ناجحٌ والعطاءُ بن أُسيِّدِ
وجُرَيٍّ وآل عمرو قبيلٌ
…
وبنو عبدلٍ حُمَاةُ الحدودِ
(1)
إمتاع السامر/ 196، 197.
(2)
إمتاع السامر/ 41.
الحلاحل من مغيد، وهم ذرية أسيد بن الحلاحل بن أوس بن مخاشن بن معاوية بن شريف بن جروة بن أسيد.
آل ناجح من بني مغيد، ومنهم: آل يزيد بن معاوية وهم رؤوس عسير، وينتسبون إلى الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وقد قدموا إلى المنطقة بعد زوال دولة بني أمية على يد بني العباس، وعندما وصلوا إلى المنطقة تحالف هؤلاء مع بني مغيد. ومن آل يزيد بن معاوية آل مفرح آل بو سراج أولاد الأمير. ومن أولاد الأمير: آل عائض أمراء عسير سابقًا، وهم من ذرية عايض بن علي بن وهاس بن حراب بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن غانم بن صقر بن حسان بن سليمان بن موسى، وفي سليمان هذا يلتقي معهم (آل يزيد الشعف)، وهم ذرية يزيد بن علي بن إبراهيم بن سليمان المذكور، وهو سليمان بن موسى ابن محمد بن عبد اللَّه بن سعيد بن هشام بن علي بن محمد بن عبد اللَّه بن خالد ابن علي بن محمد (وعلي هذا هو الذي خرج من الشام إلى عسير بعد سقوط دولة بني أمية في الشام فارًا من وجه العباسيين، وثار ضد الخليفة المهدي ثالث خلفاء بني العباس، وتوفي مقتولا عام 169 هـ على يد الجيش العباسي الذي كان في طريقه إلى اليمن لإخماد الثورات هناك بقيادة عبد اللَّه بن عبد الرحمن الغامدي الأزدي في مكان يعرف باسم وهلة بعد انهزام جيشه في موقع يسمى الريعان في بلاد غامد)، وهو علي بن محمد بن يزيد معاوية بن أبي سفيان الأموي.
آل عبد العزيز من بني مغيد.
آل علي بن الغريب من بني مغيد.
آل مغيد الوطى من بني مغيد، ومنهم:
آل الشرف، وآل يزيد الشعف وهؤلاء من ذرية يزيد بن علي بن إبراهيم بن سليمان بن موسى بن محمد بن عبد اللَّه بن سعيد بن هشام بن علي بن عبد اللَّه ابن خالد بن عبد اللَّه بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن يزيد بن معاوية الأموي، وهم أبناء عم آل عائض.
آل النعمي من الأشراف.
آل وازع من بني مغيد. وقيل من الأزد. قال شعيب: كان علي بن محمد اليزيدي الأموي في نفر من أخواله بني غياث إحدى عشائر بني زيد بن عمرو الأزدية، فدخلوا منازل أخوال جده بني كلب (قضاعة) التي كانت تنزل جنوب بلاد الشام فحموهم، وانطلقوا بهم نحو عسير برئاسة دغفل بن دحل بن بدر بن فضل الكلبي القضاعي وهو من أهل الشام وأخيه حنتوش، ولما وصلوا إلى عسير استقروا بها، ودخلوا في بني وازع من قبائل الأزد والتي أصبحت في عداد آل مغيد، وأصبحت مشيختها لهم
(1)
.
آل ويمن ويقال لهم أولاد السالمي، أي من بني سالم، وقد نسبوا إلى عنز من بني سالم بن عوف الأزدي، والأصح من ذرية عنز بن وائل الذين دخلوا في قحطان. قال ابن حزم الأندلسي: ولد وائل بن قاسط: بكرا؛ ودثار وهو تغلب؛ وعبد اللَّه وهو عنز؛ والشُّخيص وهذا دخل في بني تغلب؛ والحارث وهذا دخل في بني عائش بن مالك بن تيم اللَّه؛ وأمهم هي هند بنت مر وهي أخت تميم القبيلة المعروفة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر. ومن بني عنز بن وائل بن قاسط: عامر بن ربيعة، صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وهو عامر بن ربيعة بن كعب ابن مالك بن ربيعة بن عامر بن ربيعة بن حجير بن سلامان بن مالك بن ربيعة بن رفيدة بن عنز بن وائل. . . وبنو عنز بن وائل بجهة الجند من اليمن، ذوو عدد عظيم، يبلغون عشرات الألوف
(2)
. "كما ورد آل ويمن من آل يزيد بن معاوية الأموي. يقول الأمير عبد اللَّه بن إبراهيم بن عائض في قصيدته:
وبني ويْمَن وآل العزيز
…
حيّ فيها ربيعةُ بالجُهود
ومن أقسام آل مغيد أيضًا، ورد التالي:
(1)
إمتاع السامر/ 8.
(2)
جمهرة أنساب العرب لابن حزم/ 206 - 302 - 303، 408.
آل امشاعر، آل امنسم، امنغلة، آل اميشل، آل بواح، ربيعة التهم، أهل رضف، آل جديعي، آل حبيب بن مالك، آل زيدان، آل زيدي، آل سعدي، آل سكران، آل العلا، العكاس، العمارات، آل عيسى بن حاوي، آل قبيعي، آل مخلوف، آل مدحان، آل معرم، آل مفرح المغيدين، بني نمار، آل وائلة، آل يزيد السقى
(1)
.
وذكر أيضًا الشريفي عن آل عائض من بني مغيد في الموسوعة الذهبية:
قال عن آل يزيد:
آل يزيد وهم ذرية علي بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي، الذي انتقل من بلاد الشام إلى جنوب الجزيرة العربية بعد سقوط الدولة الأموية، إثر معركة الزاب المشهورة، والتي انتهت بها فترة حكم الدولة الأموية، وبداية عهد الدولة العباسية عام 132 هـ. تولى علي إمارة الكثير من القبائل القحطانية في عسير وما حولها، وكان مركز إمارته أبها، حتى مقتله على يد القائد عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن النعمان الغامدي الأزدي عام 169 هـ. ومن ولد علي.
وقال عن آل عائض:
آل عائض الذين ينتسبون إلى عشيرة آل بوسراح من آل يزيد في قبيلة مغيد، ويقال لهم أولاد الأمير، وآل عائض هم رؤساء قبائل عسير ومركزها بلدة أبها وسط جبال السراة في عسير، وهم من ذرية عايض بن علي بن وهاس بن حراب ابن عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن غانم بن صقر بن حسان بن سليمان بن موسى، وفي سليمان هذا يلتقي معهم آل يزيد الشعف وهو سليمان بن موسى بن محمد بن عبد اللَّه بن سعيد بن هشام بن علي بن محمد بن علي بن عبد اللَّه بن خالد بن علي بن محمد (وعلي هذا هو الذي خرج من الشام إلى عسير بعد سقوط دولة بني أمية في الشام فارًا من وجه العباسيين، وثار ضد الخليفة المهدي
(1)
ذكر الأنساب ومجمع الآداب لحمد الحقيل/ 198؛ قلب جزيرة العرب لفؤاد حمزة/ 159، 192 - 193، 199، 204، 360 - 363.
ثالث خلفاء بني العباس، وتوفي مقتولا عام 169 هـ على يد الجيش العباسي الذي كان في طريقه إلى اليمن لإخماد الثورات هناك بقيادة عبد اللَّه بن عبد الرحمن الغامدي في مكان يعرف باسم وهلة بعد انهزام جيشه في موقع يسمى الريعان في بلاد غامد) وهو علي بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي.
ومن آل عايض: عبد الرحمن بن علي بن عبد اللَّه بن علي بن عبد العزيز ابن سعيد بن وضاح بن عايض بن أحمد بن سالم بن عبد اللَّه اليزيدي، وكان لعبد الرحمن بن علي من الولد: يحيى، ومسفر. ومن يحيى بن عبد الرحمن: محمد، وأحمد. ومن محمد بن يحيى: محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى بن عبد الرحمن أمير منطقة عسير عام 1215 هـ. ومن أحمد بن يحيى بن عبد الرحمن: محمد، ومنه مرعي بن محمد بن أحمد؛ ومن مرعي: خالد، وعايض، وحي أبناء مرعي بن محمد بن أحمد بن يحيى بن عبد الرحمن، ومن يحيى بن مرعي بن محمد: مرعي. ومن مسفر بن عبد الرحمن بن علي: مسلط، ومجثل. ومن مسلط بن مسفر: سعيد، وعبد اللَّه، ويزيد، أما سعيد بن مسلط فهو الذي تولى إمارة عسير عام 1239 هـ، وحتى وفاته في شهر صفر من عام 1242 هـ، وقيل في ربيع الأول من ذلك العام، ومن ولده: محمد، وعلي. ومن مجثل بن مسفر: علي بن مجثل الذي تولى الإمارة بعد ابن عمه سعيد بن مسلط عام 1242 هـ، وحتى عام 1249 هـ، ومن ولده: عايض، ومحمد، ويحيى. قال الدكتور عبد اللَّه بن سعيد أبو رواس
(1)
: يلتقي عائض بن مرعي مع سعيد بن مسلط وعلي بن مجثل في الجد الخامس.
عايض بن مرعي أمه عائشة بنت عامر بن أحمد المتحمي الرفيدي العنزي الوائلي أخت محمد بن عامر أبو نقطة المتحمي، وهم من قبائل ربيعة ورفيدة في عسير، وهو سليل الدولة الأموية، ويلتقي عائض بن مرعي وسعيد بن مسلط، وعلي بن مجثل في جدهم عبد الرحمن بن علي بن عبد اللَّه بن علي بن عبد العزيز، إضافة إلى كونهما أبناء عمته عائشة بنت محمد. ولد عائض بن مرعي
(1)
رجال حول الملك عبد العزيز، الطبعة الثانية/ 137 - 139.
يتيمًا في ذي القعدة من عام 1213 هـ، وتربى يتيمًا مع أخويه خالد ويحيى في بيت ابن عمه محمد بن أحمد بن محمد الذي قتل عام 1216 هـ في معارك عسير من ذلك العام، فانتقل عائض وأخويه إلى كفالة الأمير سعيد بن مسلط بن مسفر ابن عبد الرحمن وهو أخ الأمير علي بن مجثل لأمه وابن عمه أيضًا، وقد تولى الإمارة بالوصاية من علي بن مجثل.
يقول الزركلي: كان عائض في مبدأ أمره من أصحاب الإبل، واشتهر بالشجاعة، ولما وصلت الحملة المصرية إلى عسير عام 1249 هـ، استبسل في صدها، وكانت الإمارة فيها لابن عمه علي بن مجثل، فجعل له الإمارة من بعده، وتوفي ابن مجثل في شوال من السنة نفسها. وقال النعمي: كان عائض من أنبل رجال عسير؛ ذكاء وشجاعة وبايعه العسيريون بالإمارة في شوال من عام 1249 هـ أثر وفاة ابن مجثل وبقى فيها حتى وفاته عام 1273 هـ، ومن ثم تولى الأمر ابنه محمد.
ومن ذرية عايض بن مرعي بن محمد بن أحمد بن يحيى بن عبد الرحمن ابن علي بن عبد اللَّه بن علي بن عبد العزيز بن سعيد بن وضاح بن عايض بن أحمد بن سالم بن عبد اللَّه اليزيدي:
فاطمة من المواليد الريدة عام 1239 هـ، وهي إحدى الأميرات الأديبات، والتي برزت في فقة الإمام الشافعي؛ وأمها شريفة بنت حسن بن خالد الحازمي التي توفيت عنها وهي في سن الخامسة. أدركت المنية فاطمة وهي أسيرة في استنبول بعد إخوتها أحمد ويحيى وعلي وكان ذلك في عام 1294 هـ، بينما رجع من الأسر أخواها عبد الرحمن وسعيد.
علي: وهو علي بن عائض بن مرعي، من مواليد عام 1245 هـ، والمتوفي في استنبول عام 1291 هـ.
محمد: وهو محمد بن عائض بن مرعي، من مواليد عام 1251 هـ، والمقتول في ريدة عام 1289 هـ، وهو الأمير الثاني من آل عائض، والذي تولّى الإمارة بعد وفاة والده من عام 1273 هـ، وحتى عام 1289 هـ. ومن محمد بن
عايض بن مرعي: عايض، وعبد اللَّه، وعلي وهو من مواليد أبها عام 1277 هـ، والمتوفى بجراحه في حرملة عام 1324 هـ، وهو الأمير الخامس من آل عائض، وكانت فترة إمارته من عام 1318 هـ، وحتى عام 1324 هـ، وأمه مانية بنت الشيخ عبد الرحمن من مشايخ بني مالك عسير، وهو الذي تولّى الإمارة من بعد عمه عبد الرحمن بن عائض في عسير. فمن عبد اللَّه بن محمد بن عايض بن مرعي: عايض، حسن، سعيد؛ ومن عايض بن عبد اللَّه بن محمد: عبد اللَّه، ومنه: علي، سعيد، سعد، محمد، عايض، يحيى، حسين، عبد الرحمن؛ ومن سعيد ابن عبد اللَّه بن عايض: محمد، سعد. ومن حسن بن عبد اللَّه بن محمد بن عايض بن مرعي: سعيد، ومنه: حسن، عبد اللَّه، محمد. ومن سعيد بن عبد اللَّه ابن محمد بن عايض بن مرعي: عبد اللَّه، ومنه: سعيد، ناصر، منصور. ومن علي بن محمد بن عايض بن مرعي: محمد، عايض، عبد اللَّه، الحسن المتوفى في الرياض عام 1357 هـ، وهو آخر أُمراء آل عائض، وفترة إمارته من عام 1337 هـ، وحتى عام 1341 هـ؛ ومن عايض بن علي بن محمد بن عايض: يحيى.
سعد: وهو سعد بن عائض بن مرعي، من مواليد عام 1253 هـ، والمقتول في ريدة عام 1289 هـ.
سعيد: وهو سعيد بن عائض، من مواليد السقا عام 1256 هـ، والمتوفى في مكة عام 1316 هـ. تولّى سعيد بن عائض إمارة غامد وزهران في عهد أخيه محمد بن عائض، وكان رحمه الله حميد السيرة، وقد تزوج مرتين: الأولى وهي حليمة بنت محمد بن عواض بن عبد الرحمن آل عواض، وله منها: عطرة، وسرّا؛ أمّا وهي أميرة وأديبة، ومن مواليد الظفير مركز إمارة غامد وزهران عام 1276 هـ، تزوجها ابن عمها علي بن محمد، وبعد مقتله عام 1324 هـ على إثر حصار أبها، تفرغت وابنة عمها فاطمة بنت سعد بن عائض لتعليم فتيات عسير في أبها، ولها مجموعة قصائد، والثانية حفيدة السلطان محمود الثاني العثماني واسمها رفعة بنت عبد اللَّه بن محمود، ومنها ولديه: أبو سفيان، ومعاوية، وقد انقطعت أخبارهما.
ناصر: وهو ناصر بن عائض بن مرعي، من مواليد الحفير عام 1258 هـ، وهو من الذين تحصنوا في أبها وظل يُقاتل الأتراك حتى أُصيب برصاصة استشهد على آثرها في العاشر من محرم من عام 1295 هـ، وهو الأمير الثالث من آل عائض، وكانت فترة إمارته من عام 1289 هـ، وحتى عام 1395 هـ، وأمهما زهرا بنت شار بن عرار، وشار هو المُلقب بمغثبر شيخ بني شعبة. فمن ذرية ناصر بن عايض بن مرعي: عايض، محمد، سعد، عبد الرحمن، وزهراء، وهذه أم الأمير حسن بن علي بن محمد آخر أُمراء آل عائض، ومن محمد بن ناصر بن عايض: ناصر، عايض، عبد الرحمن؛ ومن ناصر بن محمد بن ناصر: محمد، ومنه: ناصر بن محمد بن ناصر بن محمد بن ناصر بن عايض بن مرعي، وقد انقرضت نسل ناصر بن عايض بمقتل ذريته من ولده الأربعة في أحداث 1342 هـ.
عبد اللَّه: وهو عبد اللَّه بن عائض بن مرعي، من مواليد عام 1258 هـ، والمقتول في ريدة عام 1289 هـ.
يحيى: وهو يحيى بن عائض بن مرعي، من مواليد عام 1263 هـ، والمتوفي في استنبول أسيرًا عام 1292 هـ.
عبد الرحمن: وهو عبد الرحمن بن عائض من مواليد السقا عام 1265 هـ، وهو أصغر إخوته باستثناء أحمد. توفي عبد الرحمن في أبها عام 1305 هـ، وهو الأمير الرابع من آل عائض، والذي تولّى الإمارة عام 1297 هـ وحتى عام 1305 هـ. ومن ذرية عبد الرحمن بن عايض بن مرعي: سعيد، وناصر، ومحمد، وعبد اللَّه، وعايض. ومن ناصر بن عبد الرحمن بن عايض: محمد، عبد الرحمن. ومن محمد بن عبد الرحمن بن عايض: يحيى بن حسن بن محمد ابن عبد الرحمن، ومنه: حسن، يزيد، ومن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن عايض ابن مرعي: عبد الرحمن، ومنه: عبد العزيز، ويحيى، وفيصل، وخالد، وعبد الإله، وغالب، وسليمان، ومجاهد، وعبد اللَّه، وسعود، وفهد، وهشام. ومن عايض بن عبد الرحمن بن عايض بن مرعي بن محمد: محمد، وعبد العزيز؛ ومن محمد بن عايض بن عبد الرحمن: شاكر، وعبد الرحمن؛ ومن عبد العزيز ابن عايض بن عبد الرحمن: عايض، ومحمد.
أحمد: وهو أحمد بن عائض بن مرعي، من مواليد عام 1268 هـ، والمتوفى في استنبول أسيرًا مع إخوته عام 1290 هـ، وأمهم غامية بنت محمد بن أحمد المتحمي آخر أُمراء آل المتحمي.
عائشة: وهي عائشة بنت عائض بن مرعي، تزوجها فائز بن غرم العسبلي وأنجبت له ابنة أسماها صالحة تزوجها الشريف عبد اللَّه بن محمد بن عون وهى أم أولاده.
حليمة: وهي حليمة بنت عائض، تزوجها إبراهيم بن حسين بن مشيط وولده منها صالحه تزوجها سعيد بن مشيط وولدت له علي شيخ شمل ناهس وشهران، وأم هؤلاء جميعًا: سرّا بنت مشيط بن سالم الرشيدي، من آل رشيد وهم الرشدة من شهران وأصلًا من الحباب من سنحان.
ومن آل عائض:
آل أم الجديعات، أم الشرف، آل مسلط، آل ناجح، آل وازع، آل ويمن، أهل وادي ملح.
ومن آل يزيد:
آل مفرح: من آل يزيد بن معاوية.
آل يزيد الشعف: من ذرية يزيد بن علي بن إبراهيم بن سليمان بن موسى ابن محمد بن عبد اللَّه بن سعيد بن هشام بن علي بن محمد بن علي بن عبد اللَّه ابن خالد بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن يزيد بن مُعاوية بن أبى سفيان الأموي.
إمارة آل عائض:
وهي إمارة حديثة العهد وترجع إلى أيام حكومة آل سعود وفتحهم عسير. وكانت الإمارة قبل ذلك في رجال ألمع، حيث كان آخر من تولاها عبد الوهاب بن عامر المُكنى بأبي نقطة آل المتحمي الرفيدي العنزي الوائلي، ثم ابن عمه طامي بن شعيب أبو نقطة عام 1224 هـ، الذي أُعْدِم على يد قوات محمد علي باشا في
مصر، ثم سعيد بن مسلط اليزيدي من عام 1239 هـ حتى 1242 هـ، ثم ابن عمه علي بن مُجثل اليزيدي حتى عام 1249 هـ، ومن بعد علي بدأت إمارة آل عائض في عسير السراة.
بلغت قوة آل عائض أوجها أيام محمد بن عائض الذي ولي الإمارة بعد والده حيث وسع حكمه على سائر عسير السراة وقسم من الحجاز وغامد وزهران وقسم كبير من تهامتي عسير واليمن. وقد أثارت هذه القوة حفيظة الدولة العثمانية والتي أرسلت حملة كبيرة بقيادة رديف باشا وأحمد مختار باشا لتحاصره في أبها، وفي نفس الوقت وصل فرمان بالأمان من السلطان عبد العزيز إلى محمد بن عائض يؤمنه على أمواله وحصونه بالإضافة إلى بعض الامتيازات له ولبعض من عشيرته. وكانت النتيجة أن استسلم محمد بن عائض وأصبحت عسير منذ ذلك العهد تابعة للدولة العثمانية ويتبعها ستة أقضية هم: بني شهر أو النماص، غامد ومركزها رغدان، رجال ألمع ومركزها الشعبين، محايل ومركزها محائل، القنفذة، وصبيا وأبو عريش.
نقِمَ آل عائض على الدولة العثمانية وابتعدوا عنها إلى أن كانت ثورة السيد محمد علي الإدريسي عام 1329 هـ فعادوا إليها. وعينت حسن بن علي بن محمد ابن عائض معاوِنًا للمتصرف سليمان شقيق كمالي باشا. ظل حسن آل عائض على ولائه للدولة العثمانية طيلة الحرب العمومية وتعاون مع محيي الدين باشا متصرف عسير وقائد فرقتها في حرب الإدريسي، ثم استقل عن الدولة العثمانية عُقَيْب الحرب وشرع في إدارة البلاد إلى أن ضُمت نهائيًا إلى المملكة بقيادة الملك عبد العزيز حيث كانت الحملة بقيادة نجله الثاني سمو الأمير فيصل عام 1340 هـ الموافق 1922 م.
(5)
وذكر فؤاد حمزة عن آل عائض من مغيد التالي:
قال: آل عائض من عشيرة آل أبو سراح من فخذ آل يزيد من مغيد من قبائل عسير ومركزها بلدة (مدينة) أبها
(1)
وسط جبال السراة.
(1)
تعرف أبها باسم ناظر وهي مؤلفة من أربع قرى كبيرة واقعة في منبسط تحيط به جبال مرتفعة عليها أبراج تحمي البلد.
وإمارة آل عائض في عسير حديثة العهد ترجع إلى أيام حكومة آل سعود وفتحهم عسير. وكانت الإمارة قبل ذلك في رجال ألمع ووليها آيام فتح سعود الكبير للحجاز رجل اسمه عبد الوهاب بن عامر المكنى بأبي نقطة صاحب الوقائع المشهورة في الحجاز مع الشريف غالب وفي تهامة مع الشريف حمود أبو مسمار شريف أبو عريش
(1)
. وبعد موته
(2)
وليها ابن عمه طامي بن شعيب عام 1224 هـ الذي خانه حسن بن خالد أمير صبيا وسلمه إلى قوات محمد علي باشا فأرسلته إلى مصر وصلب فيها. ثم ولي إمارة عسير بعد ذلك علي بن مُجَثّل عام 1249
(3)
، ومن بعد علي هذا تبدأ إمارة آل عائض في عسير السراة.
أما كمية انتقال الإمارة من قبيلة رجال ألمع إلى قبيلة عسير فغير معلومة على وجه الصحة. وقد ذكر الريحاني أن عائض مؤسس العائلة كان من الرعاة فاستبسل في القتال ضد الجنود المصرية فقربه ابن مجثل إليه وأوصى به عند ابن سعود بعده فأثبته في الإمارة
(4)
.
بلغت قوة آل عائض أوجها أيام محمد بن عائض الذي ولي الإمارة بعد والده ووسع حكمه على سائر عسير السراة وقسم من الحجاز وغامد وزهران، وقسم كبير من تهامتي عسير واليمن. فرأت الدولة العثمانية التي كانت من أقوى الدول أيام السلطان عبد العزيز أن ترك الأمر على غاربه مضيع لهيبتها ومخرج لبلاد عسير واليمن من يدها فجهزت حملة كبيرة بقيادة رديف باشا وأحمد مختار باشا وسيرتها عام 1285
(5)
. وتوسط الشريف محمد بن عون بين الدولة وبين ابن عائض على أن يسلم العسيري بلاده وأن تحفظ له الدولة أمواله وخيوله وحصونه
(1)
انظر النبذة السابقة وابن بشر ص 132 - 134.
(2)
لم يمت موتًا طبيعيا ولكنه قتل سنة 1224 هـ كما ذكر ابن بشر في تاريخه.
(3)
ابن بشر م 2 ص 46، ولاية ابن مجثل كانت سنة 1243 هـ لا كما ذكر المؤلف، وابن بشر الذي أحال إليه المؤلف لم يقل أنه تولى سنة 1249 هـ وإنما ذكر أنه كان رئيس عسير وألمع وأنه سار إلى بندر المحا لاسترجاعه من الترك.
(4)
تاريخ نجد الحديث ص 269 ومما نلاحظه أن ابن مجثل لم يكن أميرًا على عسير أيام سعود الكبير فقد كان ولاة عسير الأشخاص الذين ذكرناهم: عبد الوهاب وابن عمه.
(5)
تاريخ اليمن ص 106.
وأن تعين له ولعائلته ولبعض الرؤساء مرتبات ومشاهرات. فوصل الفرمان بالأمان من السلطان عبد العزيز، بينما كانت الجيوش العثمانية بقيادة مختار باشا محاصرة أبها فاستسلم محمد إلى مختار باشا، وهذا أرسله إلى رديف باشا فلم يعبأ بالفرمان وأعدم ابن عائض وصارت عسير منذ ذلك اليوم تابعة للدولة العثمانية وجعلت متصرفية مركزها أبها. ويتبعها ستة أقضية وهي:
(1)
بني شهر أو النماص.
(2)
غامد ومركزها رغدان.
(3)
رجال ألمع ومركزها الشعبين.
(4)
محايل ومركزها محائل.
(5)
القنفذة.
(6)
صبيا وأبو عريش.
ونقم آل عائض على الدولة وابتعدوا عنها إلى أن كانت ثورة السيد محمد علي الإدريسي عام 1329 هـ فعادوا إليها. وعينت حسن بن علي بن محمد بن عائض معاونًا للمتصرف سليمان شقيق كمالي باشا.
وظل حسن على ولائه للدولة طيلة الحرب العمومية، وتعاون مع محيي الدين باشا متصرف عسير وقائد فرقتها لدفع عدوان الإدريسي. واستقل بعد جلاء الترك عقيب الحرب بالبلاد وشرع في إدارتها على شكل احفظ الناس وجعلهم يوسطون الملك عبد العزيز آل سعود في أمرهم. فرفض حسن الوساطة وكان من الملك عبد العزيز أن جهز عليه قوة بقيادة الأمير عبد العزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود عام 1338 هـ (1921 م) وحصلت بين الفريقين معركة في حجلة بين أبها وخميس مشيط انهزم آل عائض فيها وهربوا إلى تهامة فأسر الإدريسي حليف ابن سعود بعضهم واستسلم حسن ومحمد ابن عمه لابن جلوي فذهب بهما إلى الرياض.
ووصلهما الملك عبد العزيز بالجوائز وأعاد حسنًا ومحمدًا إلى أبها. ولكنهما عادا إلى سابق سيرتهما وحاصرا أمير ابن سعود في أبها واحتلاها. فلما رأى الملك عبد العزيز خيانتهما وما كان من غدرهما جهز حملة جديدة من أهل نجد بقيادة نجله الثاني سمو الأمير فيصل عام 1340 هـ (1922 م) فوصلت إلى عسير وحصلت عدة وقائع آخرها واقعة بين السرية التي أنفذها الشريف حسين بن علي من مكة لإمداد محمد بن عائض، فقضى على السرية كما قضى على حصون ابن عائض وقلاعه، واتبعت عسير السراة نهائيا بالمملكة النجدية واستيق حسن بن عائض إلى الرياض.
قبيلة رجال ألمع
(1)
ذكر الشرعبي رجال ألمع وقال التالي:
وهم أبناء: ألمع ويعودون في عدي بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرؤ القيس بن مازن بن الأزد.
وتنقسم إلى عشر قبائل أذكرها على ترتيب حروف المعجم:
- قبيلة البناء.
- قبيلة بني بكر (أهل صلب).
- قبيلة بني جونة.
- قبيلة بني زيد.
- قبيلة شديدة.
- قبيلة بني ظالم.
- قبيلة بني عبد شحب.
- قبيلة بني العيص (أهل العوص).
- قبيلة بني قطبة.
- قبيلة بني قيس.
أولا: قبيلة البِنَاء: وتنقسم هذه القبيلة إلى ستة بطون:
1 -
الحارث.
2 -
آل حجري.
3 -
المجابهة.
4 -
آل مظلم.
5 -
آل مقطوف.
6 -
المشوزة.
وتقع قراهم على ضفاف وادي حلي مما يلي جبل الفخر الشامخ الذرى ويحدهم من الشرق: آل عاصم، وبني غنم، ومن الغرب: إخوانهم قبيلة شديدة، وأهل الصدر، ومن الشمال: محائل، ومن الجنوب: إخوانهم بني ظالم، وأهل العوص.
ثانيًا: قبيلة بني بَكْر (أهل صلب): وتنقسم إلى عشرة بطون:
1 -
آل خودة.
2 -
آل روق.
3 -
آل السرو.
4 -
آل سعدان.
5 -
آل اشعبي.
6 -
آل شهدان.
7 -
آل عراف.
8 -
المَحْجَرة.
9 -
آل أم شروه.
10 -
معلين.
تقع قراهم منتشرة على جبل صلب من أعلاه وعلى ضفاف وادي كسان وروافده العليا.
يحدهم شمالا وغربًا: بنو جونة، وشرقًا: بنو زيد، وجنوبًا: بنو شعبة، وبنو زيد أيضًا.
ثالثًا: قبيلة بني جُوُنَة: وتنقسم إلى اثنى عشر بطنًا:
1 -
آل ثَوَاب.
2 -
آل جندب.
3 -
آل أم حسين.
4 -
أم سَرُو.
5 -
آل عبيد.
6 -
أم عَصَادَة.
7 -
آل العَلا.
8 -
آل مُسْكِتَه.
9 -
المَسْكَتَه.
10 -
المَشْبَلَة.
11 -
مَشْبلة.
12 -
آل اللّحْجَيْن.
وتنتشر قراهم بأعلى جبل القادية وجبل بني جونة وضفاف وادي كسان مما يليه، ووادي ريم.
ويحدهم من الشمال: بنو قيس وبنو ظالم وشحب، ومن الجنوب: بنو بكر سكان جبل صلب، ومن الغرب: شحب، ومن الشرق: بنو قيس.
رابعًا: قبيلة بني زيد: وتنقسم إلى ثمانية بطون:
1 -
آل أمْلَك (ملك).
2 -
آل أبي علي.
3 -
آل حيان.
4 -
آل أم رويعي.
5 -
العرافجة.
6 -
آل غانم.
7 -
المسلمة.
8 -
النجوع.
وتقع قرى هذه القبيلة على ضفاف وادي حسوة من شرقه، وعلى سفوح الجبل الواقع فيما بين وادي حسوة ووادي مربة.
ويحدهم من الشرق: بني مغيد، ومن الغرب: إخوانهم بني قيس، وبني قطية، وبني بكر، ومن الشمال: إخوانهم بني العيص، ومن الجنوب: إخوانهم بني شعبة.
خامسًا: قبيلة شَدِيْدَة: وتنقسم إلى ثمانية بطون:
1 -
العاجنة.
2 -
آل أم شره.
3 -
الصواقعة.
4 -
آل عجيم.
5 -
آل علي بن موسى.
6 -
المخلوطة.
7 -
آل مطواح.
8 -
النجدين.
وتقع قراهم منتشرة بأعلى جبل غمرة، وفي السهل الموازي للقحمة، وفي وادي ريم، ووادي عرموم.
يحدهم من الشرق: إخوانهم البناء، وبنو ظالم، ومن الغرب: القحمة، والشقيق، ومن الجنوب: الصنيدلي فوادي عتود، ومن الشمال: الصدرة، والبناء.
سادسًا: قبيلة بني ظَالِم: وتنقسم إلى أربعة بطون كبرى.
1 -
آل جعيدة.
2 -
آل أم سَلِي.
3 -
المدرَقة.
4 -
المقاصدة.
وهذه البطون تنقسم إلى اثنا عشر فخذًا كبيرًا، وتقع قراهم على ضفاف وادي حلي وروافده.
ويحدهم من الشرق: إخوانهم من بني قطبة وبني العيص، ومن الغرب: إخوانهم شحب، ومن الشمال: إخوانهم البناء، وبني قيس، ومن الجنوب: إخوانهم من بني قيس، وبني جونه وبني قطبة.
سابعًا: قبيلة بني عَبدَ شَحْب: وتنقسم إلى ستة بطون:
1 -
آل أم جَمّ.
2 -
آل رادة.
3 -
آل زياد.
4 -
الفقوة.
5 -
آل قفيل.
6 -
آل ماطر.
وتقع قراهم على جانبي وادي ريم وقمة جبل فقوة، الواقع إلى الشرق من وادي ريم.
ويحدهم من الشمال: إخوانهم بنو شديدة، والبناء، ومن الجنوب: إخوانهم بنو جونة، ومن الشرق: إخوانهم بنو ظالم وبنو جونة، ومن الغرب المخلوطة من إخوانهم بني شديدة.
ثامنًا: قبلة بني العِيْص: (أهل وادي العوص) واحدهم: عوصي، وتنقسم إلى سبعة بطون:
1 -
آل بريد.
2 -
الحاجب.
3 -
آل زائد.
4 -
آل غنمة.
5 -
آل مبيوع.
6 -
آل مشايع.
7 -
آل مصم.
وتقع قراهم على ضفاف وادي العُوص، ووادي شَصْعَة من روافد حلي.
يحدهم من الشرق: قبائل علكم، ومن الشمال: البناء، ومن الغرب: بنو ظالم، وبنو قطبة، ومن الجنوب: بنو قيس وبنو قطبة وعلكم.
تاسعًا: بنو قَطَبَة: وتنقسم إلى ثمانية بطون:
1 -
بنو ثقيب.
2 -
آل أبي عابد.
3 -
آل زيدان.
4 -
القَرَان.
5 -
آل لحمان.
6 -
آل النعامية.
7 -
آل زيدان.
8 -
مِحْجَان.
وتقع قراهم في أعالي روافد وادي حلي، ووادي الشعيبة.
يحدهم من الشرق: بنو قيس، وبنو زيد، ومن الغرب: بنو ظالم.
عاشرًا: بنو قيس بن مسعود: وتنقسم إلى أربعة عشر بطنًا:
1 -
آل أم زغلول.
2 -
آل سالم بن هازم.
3 -
آل سعيدي.
4 -
آل عاطف.
5 -
آل عبد المتعالي.
6 -
آل علي بن سويد.
7 -
آل غالب.
8 -
المجرعة.
9 -
مريع.
10 -
المسابلة.
11 -
آل مَصَمّ.
12 -
آل هازم.
13 -
آل يحيى.
14 -
آل يعلا.
وتقع قراهم منتشرة على جبل قيس، وعلى ضفاف وادي حسوة، وقد كتب عن قبائل رجال ألمع وبين أقسامهم وأفخاذهم وقراهم الشيخ/ هاشم النعمي، والأستاذ/ يحيى إبراهم الألمعي، والأستاذ/ أحمد إبراهيم مطاعن، وبينوا عدد قراهم وعاداتهم وأعرافهم القيمة وتقاليدهم الإسلامية.
أشهر أوديتهم:
- وادي حلي بن يعقوب وهو من أشهر أودية تهامة وتنحدر سيوله من أغوار وأصدار تهامة بني شهر حيث وادي بقرة، وشري، ومن بلاد بارق، ومن بلاد تهامة بالأسمر حيث وادي المخاضة وروافده، ومن تهامة بالأحمر حيث وادي فرشاط، ومن عقبة شعار وما جاورها، ويسيل عبر سهول تهامة الواسعة ليصب في البحر الأحمر.
- أودية: صارة، قضا، فو، سانب، شعصة، العوص، عمقة، صولة، الأحد.
- وادي رجال وكسان، وروافدهما، ووادي ميل قيس، صولة، رحب، محلية، عينين، رادة، الصليل، شوقب، ليان، الصيق، الحبيل، جزعة الثلوث، العاينة، العشير، الحمة.
- وادي ريم: وهو من أودية تهامة الكبرى وتنحدر سيوله من جبال رجال ألمع، وأصدار وأغوار جبال السروات، ويسيل عبر سهول تهامة ليصب في البحر الأحمر.
أشهر جبال ألمع:
- جبل فَخر، وجبل عَمَرة، والشرفة، والشَّقَة، والمرواح، والحجاب، وفَقْوَة، والمرار، والمنور، والمرتضى، وغرة بني جُونه، وجبل فعاع، وجبال ثاة بحسوة.
حدود بلاد رجال ألمع:
يحدهم من الشمال: إخوانهم بلاد بارق، وبعض قبائل تهامة عسير، ومن الجنوب: بلاد المخلاف السليماني (مقاطعة جازان)، ومن الشرق: إخوانهم في السراة من بني مغيد وعلكم وربيعة ورفيدة، ومن الغرب: البحر الأحمر وبني هلال.
(2)
ما ذكره علي بن أحمد عيسى عسيري في كتاب عسير عن رجال ألمع:
بنو ألمع، بفتح الهمزة وسكون اللام، بطن من الأزد من القحطانية، وهم بنو ألمع بن عمرو، من بني علي بن مزيقيا
(1)
، وكانت هجرة الأزد إلى بلاد رجال ألمع قد حصلت عقب انهيار سد مأرب الشهير، مما دفع الأزد إلى التفرق في بقاع الأرض، وكان منهم قسم استقر في ألمع وبارق ونواحيها وسمّوا أزد شنوءة
(2)
.
وتعد رجال ألمع حاليًا تابعة لقبيلة عسير فهي تكوّن نصف عسير من حيث المساحة ومن حيث السكان. وأرى أن اعتبار رجال ألمع جزءًا من عسير قد حدث في وقت متأخر، ويرجح أنه تم بعد قيام حلف بين قبائل عسير السراة وبين قبائل رجال ألمع، وهو نتيجة حتمية تقتضيها الظروف بخاصة أثناء حملات محمد علي باشا على عسير، ثم أثناء الحملات العثمانية المتوالية عليها. والذي يجعلني أرجح هذا الرأي الأسباب الآتية:
(1)
محمد أمين البغدادي السويدي، المصدر السابق، ص 66.
- أبي العباس، القلقشندي، المصدر السابق، ص 74، ص 66.
- أبي محمد علي بن أحمد بن حزم، جمهرة أنساب العرب، تحقيق عبد السلام هارون، دار المعارف، مصر 1382 هـ/ 1962 هـ/ 1962 م، ص 375.
(2)
أحمد حسين شرف الدين، دراسات في أنساب قبائل اليمن، ط 2، الرياض 1401 هـ، ص 44.
1 -
لأن عسير السواة تنتسب إلى عنز، فهي قبيلة عدنانية. بينما رجال ألمع ينتسبون إلى الأزد فهم قبيلة يمنية قحطانية.
2 -
كانت إشارات الهمداني
(1)
إلى عسير، تقتصر على قبيلة عنز التي تسكن حول أبها، وأشار إلى رجال ألمع على أنهم من المجاورين لعنز فقط. وهذا يؤكد أن التسمية التي جعلت رجال ألمع من عسير كانت تسمية متأخرة ولم تعتمد على النسب.
ويحد رجال ألمع من الجنوب درب بني شعبة، ومن الشمال آل موسى وبني ثوعة، ومن الشوق عسير السراة بقبائلها الأربع، ومن الغرب قبائل المنجحة وبني هلال وبحر ابن سكينة
(2)
.
وتقع منطقة رجال ألمع في سفوح الجبال الغربية لعسير السراة. وليست أرضها سهلية ولكنها جبلية تتخللها أودية خصبة التربة، وجبالها مكسوّة بالأشجار بمختلف أنواعها، وتنقسم إلى قسمين: ألمع الشام، وألمع اليمن. وترجع هذه التسمية إلى وجود جبل يفصل بين القسمين فألمع الشام تقع شمال هذا الجبل، بينما تقع ألمع اليمن إلى الجنوب منه
(3)
.
وتنقسم رجال ألمع إلى عشر قبائل هي: قيس، وبنو ظالم، والبنا، وبنو جونه، وبنو بكر (أهل صلب)، وبنو عبد شحب، وشديدة، وبنو زيد، وبنو قطبة، وبنو عبد العوص
(4)
.
يشتغل سكان منطقة رجال ألمع في مهن مختلفة، أما مهنهم الرئيسية فهي: الزراعة والرعي والتجارة. فبالنسبة للزراعة فإن غالبية السكان يمارسونها، وهي تأتي في المقام الأول، ثم بعد ذلك يمارس السكان مهنتي التجارة أو الرعي وعلى العموم فقد تكون الزراعة ذات مردود جيد إذا هطلت الأمطار، ولكنها تتأثر إذا لم تهطل الأمطار. ويعوضون ذلك بقيامهم بنشاط تجاري اشتهروا به منذ القدم،
(1)
الحسن الهمداني، صفة جزيرة العرب، ص 256، 260.
(2)
فؤاد حمزة، المصدر السابق، ص 152.
(3)
يحيى إبراهيم الألمعي، رحلات في عسير، الجزء الأول، مطابع الأصفهاني، جدة (بدون ت) ص 68.
(4)
هاشم النعمي، المصدر السابق، ص 36 - 40.
حيث كانوا تجارًا مهمّين في المنطقة، فكانوا يستوردون البضائع من عدن ثم يقومون بتوزيعها في مناطق عسير الداخلية ومناطق شهران وقحطان
(1)
. كما تشتهر رجال ألمع بإنتاج العسل الجيّد، وهو ثلاثة أنواع: عسل الشوكة، وعسل المجرة، وعسل القيضة، وهو خفيف يميل إلى الصفرة
(2)
.
ويوجد في رجال ألمع قرى كثيرة، ولكل قبيلة حاضرة أو أكثر، وأهم حواضر رجال ألمع:
1 -
الشعبين: وهي عاصمة رجال ألمع الإدارية، وقد تأسست بعد أن دخل القائد العثماني عسير عام 1288 هـ/ 1871 م
(3)
. ومنذ ذلك التاريخ ظلت الشعبين تشكل مركزًا مهمَّا من مراكز العثمانيين، وكانت تتكون من ثلاثمائة منزل فى أيام الحرب العالمية الأولى.
2 -
رجال: وتقع على مسافة أربعين ميلًا من أبها، وهي مدينة مبنية من الحجر بها أكثر من ألف منزل معظمها مبني من طابقين أو ثلاثة طوابق، وهي من المراكز الهامة لتصدير السمن والجلود والصمغ واستيراد بضائع من الخارج وهي تقع في وادٍ زراعي صغير، وهي محاطة بالجبال التي يزرع فيها البن.
(3)
ما ذكره فؤاد حمزة في كتاب "بلاد عسير" قال:
نسب ألمع وأقسامها:
تقع بلاد ألمع إلى الغرب من بلاد قبيلة عسير، وتتاخمها في منقلب السراة الغربي التي يسميها أهلها "الطور"، وأهل البلاد يحسبون ألمع تهامة لعسير.
وقد غلبت على ألمع تسميتها برجال ألمع، مع أن "رجال" إحدى البلدتين الشهيرتين:"رجال" و"الشعبين" في هذه المنطقة كما سنذكره في موضعه. أما القبيلة نفسها فلم استطع التثبت من كونها قبيلة "ألمع" أو أنها قبيلة "آل مع" كما أرجّح، ثم حرفت فأصبحت "ألمع".
(1)
يحيى إبراهيم الألمعي، المرجع السابق، ص 68، 69.
(2)
يحيى إبراهيم الألمعي، نفسه ص 68.
(3)
هاشم النعمي، المصدر السابق، ص 11.
وتنسب قبيلة ألمع إلى "أزد شنوءة". ويعيّرهم جيرانهم بأنهم من بني قريظة نظرًا لتقلبهم وكثرة فسادهم وشرورهم. وينضوي تحت لواء القبيلة الأصلية الأزدية فرقتان هما: "أهل صلب" و"بنو زيد" وأصلهما من بكر مثل أهل الدرب، إلا أن هذا التمييز في الأصول فقط لا في العادات والمعاملات.
وتمتد ديرة ألمع على سفوح الطور الغربية مما يصاقب بلاد عسير من جنوبها إلى شمالها، والصلات بين البلدين كثيرة ومتينة. وألمع تابعة لعسير اسمًا في هذه الأيام، وقد كانت تابعة لها أيام سلطانها وغلبتها، وكانت أيام الحكومة العثمانية "قائممقامية" مرتبطة بمركز "المتصرفية" في أبها، وهي في وقتنا الحاضر قضاء تابع لإمارة أبها أيضًا.
يختلف أفراد ألمع عن مجاوريهم من عسير بعدة صفات، ويمكن حسبانهم من المخضرمين بين قبائل تهامة وقبائل عسير من حيث عاداتهم ولباسهم ومظهرهم.
أما من حيث قاماتهم فقد لاحظت أنه يغلب عليهم شكل القبائل اليمانية بقصر قاماتهم ونحافة أجسامهم وأشكال رؤوسهم ووجوههم؛ إلا أن فيهم ظاهرة غريبة جدًّا بادية في لون العيون، فإن كثيرين منهم ذوو عيون خضراء مائلة، إلى الزرقة. أما من ناحية الشكل الظاهر فإن ملابسهم لا تشبه ملابس أهل عسير لا في لونها ولا في تفصيلها، بل هي خضراء دكناء تكسبهم شكلا فذا في بابه، ولهجتهم قريبة من لهجة أهل عسير القاطنين سفوح الطور الغربية في قلبهم لبعض الحروف عن مخارجها وفي نطقهم للقاف والكاف بما يشبه نطلق الألمان واليونان للخاء أي بين الخاء والشين.
ويبلغ غزو ألمع 700 مجاهد، وقد ضوعف هذا العدد في الوقائع الأخيرة مع اليمن وكان في وسع القبيلة استبدال المجاهدين من وقت إلى آخر. وقد قدروا عدد سكانها بما لا يقل عن 30 - 40 ألف نسمة.
ويحيط بالقبيلة من جنوبيها بنو شعبة أهل الدرب في وادي عتود، ومن شماليها آل موسى وبنو ثوعة من قبائل بارق ومحائل، ومن شرقيها عسير بأقسامها الأربعة ومن غربيها قبائل المنجحة وبني هلال وقنا وبحر ابن سكينة.
وتقسم القبيلة إلى عشرة أقسام، غير أنها -حين الجهاد- تنضوي تحت سبعة ألوية، والواقع أن بعض الفروع الصغيرة أرادت أن تنفصل، لكنها داخلة ضمن الفروع الكبرى، وفيما يلي أسماء البطون مع أفخاذها:
أولا: بنو قطبة: مركزهم الشعبين، ولهم أربعة فروع:
1 -
آل موهوب.
2 -
فرع يسكن الشعبين.
3 -
فرع يسكن الشرفة.
4 -
فرع يسكن مجمان.
وينضوي هذا البطن فخذ مستقل يعرف بفخذ "أهل العوص".
ثانيًا: بنو ظالم: وأفخاذهم:
1 -
آل جعيدة.
2 -
آل السلمي.
3 -
آل حليما.
4 -
أهل قرية رجال.
5 -
آل ردقة.
6 -
المقاصدة.
7 -
أهل ذنب النقر.
8 -
مهمال.
9 -
آل جائز.
10 -
آل عمقة.
ويتبع "بني ظالم" بطن يسمى "البنعا"، وفيه عشائر كثيرة، أهمها:
1 -
الحارث.
2 -
آل هبة.
3 -
المشهورة.
4 -
آل سمعي.
5 -
آل رقصان.
6 -
الحلاوية.
ثالثًا: بنو شحب: وفيهم فخذان:
أ - بنو عبد، وهم:
1 -
آل المسحم.
2 -
آل زياد.
3 -
آل رادة.
4 -
آل قفيل.
5 -
آل قفوه.
ب - بني شديدة، وهم:
1 -
الغمور.
2 -
الصواقعة.
3 -
آل مفلح.
4 -
المخلوطة.
رابعًا: بنو قيس: وفيهم الأفخاذ الآتية:
1 -
آل المتعالي.
2 -
آل يعلى.
3 -
آل الجرعة.
4 -
أهل المرار.
5 -
آل الرصوب.
6 -
الصدر.
7 -
أهل شعفي.
خامسًا: بنو زيد ومنهم:
1 -
آل حيان.
2 -
آل الملك.
3 -
آل الرويعي.
4 -
آل الشحطة.
5 -
أهل دبلة.
6 -
آل النجعين.
سادسًا: بنو حبونة ومنهم:
أ - آل العلا.
ب - آل جندابو.
جـ - آل اللحجين، وهم أربعة عشائر هي:
1 -
آل الحسين.
2 -
آل عبيد.
3 -
آل المسبلة.
4 -
آل محلبة.
سابعًا: أهل صلب وفيهم:
1 -
آل عراف.
2 -
المحجرة.
3 -
معلين.
4 -
آل السِّروة.
5 -
آل الشعبي.
6 -
أهل السرو.
7 -
جحدة.
ويطلق أهل هذه البلاد اسم "بكر" على بني زيد وأهل صلب، كما يطلق اسم "بني تغلب" على بني شعبة، وربما كان هذا تشبيهًا ببكر وتغلب لا بسبب نسبة صحيحة بين القبيلتين.
ويقيم بين قبيلة ألمع فريق من السادة يعرفون بالسادة "الحفاظية"(واحدهم حفظي) هم بمقام الفقهاء والقضاة للقبيلة. وقد اطلعت على كراسين مخطوطين
من تأليف بعض قضاة الحفاظية اسم الأول: "الديوان المرضي" تأليف أحمد "الحفظي". واسم الآخر: "الظل الممدود، في سيرة ملوك آل سعود".
وكلاهما يبحث في تاريخ الحركة السلفية في نجد وبعثها على يد الإمام محمد بن سعود وشيخ الإسلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب في القرن الماضي، وتاريخ فتح عسير وتهامة وغير ذلك من الأحداث.
قرى ألمع وأوديتها:
بلاد ألمع مجموعة جبال ووديان، وأهم الوديان التي تقوم حولها القرى الهامة أربعة هي:
أولا: وادي حَلِي: ويمرّ في بلاد ثلاثة بطون من ألمع، فعلوّه لبني قطبة، ووسطه لبني ظالم، وأسفله للبَنَا، وهو يطلع من الطور أي السراة، ويصب في البحر الأحمر عند قرية مخشوش المسماة حَلي بن يعقوب، وتقع عليه القرى الآتية:
1 -
العوص.
2 -
المشايع.
3 -
آل مبيوع.
4 -
الأصم.
5 -
غنمة.
6 -
الجزعة.
7 -
مندر العوص.
8 -
ضاحية أول قرى بني ظالم.
9 -
الجبيل.
10 -
تعابة.
11 -
الظهرة.
12 -
الفقي.
13 -
الحارث وهي أول قرى البنا.
14 -
أهل تنومة.
15 -
أهل سمعي.
16 -
رتعان.
17 -
ردام.
وينتهي العمران عند ردام إلى مسافة مرحلتين للمطية حتى يصب الوادي في البحر عند حلي بن يعقوب. ويصب في هذا الوادي أودية كثيرة أهمها وادي
الشعبين الذي يدفع في مندر العوص، ووادي عمقة لبني ظالم يصب في وادي حلي بقرب ثفعي، وتقوم عليه ثلاث قرى: عمقة، والرديف، والحريزة.
ثانيًا: وادي كسان: علوّه لبني ظالم ووسطه لقيس وأسفله لبني جونة ومنتهاه لأهل صلب. ينبع من جبل قوة، وتقوم عليه القرى الآتية:
1 -
رجال قرية مشهورة.
2 -
البيح.
3 -
البتيلة لقيس.
4 -
القفا لبني جونة.
5 -
رحبى.
6 -
العطفة.
7 -
الضيق.
8 -
محْلِيَة.
9 -
الدير لأهل صلب.
10 -
الحبيب.
11 -
شط ميكة.
وبعد شط ميكة يجري الوادي في القفر إلى أن يدفع في البحر بقرب القَحْمَة.
ثالثًا: وادي ريم: لشحب ويطلع من جبل شحب ويصب في كسان عند حدود أهل صلب، ويتفق الواديان ويصبان معًا في القحمة، وتقع على الواد القرى الآتية:
1 -
الصدارة.
2 -
شوحطة.
3 -
عكنة.
4 -
الباخة.
5 -
ضلاع.
6 -
ذو المصون.
7 -
الأثل.
رابعًا: وادي حسوة: وهو لقيس وبني يزيد، ويطلع من الطور بقرب العوص، ويصب في درب بني شعبة، أي في ملتقى وادي ضلح بوادي عتود، وفيه من القرى:
1 -
الصدر.
2 -
الذروة.
3 -
الرصوب.
4 -
الحبلة.
5 -
الفنيان.
6 -
هيصعة.
7 -
النجود.
8 -
المرايفة.
وأما القرى الجبلية فكثيرة؛ نذكر منها فيما يلي ما كان لكل بطن من بطون القبيلة على حدتها:
أ - قرى بني ظالم:
1 -
قوة.
2 -
المرواح.
3 -
المدرقة.
4 -
الضحى.
5 -
الشراف.
6 -
أم لوان.
7 -
القاربة.
ب - قرى بني قطبة:
1 -
الشرفة.
2 -
محجان.
3 -
عُرْ.
4 -
شوكان.
5 -
سالع.
جـ - قرى قيس:
1 -
المرار.
2 -
مويركة.
3 -
القلة.
4 -
العرة.
5 -
الحورة.
د - قرى جونة:
1 -
العصادة.
2 -
القارية.
3 -
وطن آل جندب.
4 -
المشبلة.
5 -
المسكتة.
6 -
أهل الشرف.
هـ - قرى أهل صلب:
1 -
المحجرة.
2 -
معلين.
3 -
أهل السِّروة.
4 -
الشعبي.
5 -
آل عراف.
6 -
الكرى.
7 -
أهل السرو.
و - قرى شِحْب:
1 -
المجم.
2 -
آل زياد.
3 -
آل قفيل.
4 -
آل فقوة.
5 -
آل رادة.
ز- قرى شديدة:
(1)
غمرة، وليس لها في الجبال قرى غيرها.
أما بنو زيد فليس لهم في الجبال قرى مطلقا.
وقد أخبرني زيد بن غرارة من كبار ألمع أن قوانين القبيلة تقضي بجعلها قسمين:
1 -
ألمع الشام: وتتألف من بني ظالم، وشحب، والبنا، وبني قطبة.
2 -
ألمع اليمن: وتتألف من قيس، وجونة، وصلب، وبني زيد.
(4)
وذكر البلادي في كتاب بين مكة واليمن عن رجال ألمع:
قبائل ولد أسلم من ألمع:
قال: في كتابي (بين مكة وحضرموت) تحدثت عن قبائل عسير، وعن رجال ألمع. إلا أن راويتنا (عن ألمع) أسقط قبائل وجدتها في هذه الرحله، وذلك أن أهل هذه الديار تركوا علم الأنساب، ولم يعد كثير من منهم يفرق بين القرية والقبيلة، بالإضافة إلى أن بطونًا عديدة من كنانة أنضمت إلى ألمع وعسير وغيرهما، فنجد بعض أهل المعرفة يسقطون بعضها لعلهم أنها داخلة في هذه القبائل. وكانت لكنانة -كما تقدم- صولة ومجد في تهامة، فلما ضعفت التجأت كل قبيلة إلى من يجاورها من القبائل القوية، كما فعلت قبائل منجحة ومخلوطة وشديدة وغيرها.
غير أن ولد أسلم ثابت نسبها في الأزد فهم بنو أسلم بن أحجن بن مالك ابن كعب بن الحارث بن عبد اللَّه بن مالك بن نصر بن الأزد، كما هو مستفيض في كتب النسب، وتنتسب اليوم إلى قيس ألمع، وتنضم الجميع إلى عسير في الصيحة.
ديار ولد أسلم:
تمتد شمالا إلى قنا وبحر ابن سُكَينة، إلى ديار قبائل منجحة في الشمال الغربي، وتصل غربا إلى البحر بين الشقيق ووادي حمضة، وجنوبًا شرقيًا قبائل هَلَّتين، وجنوبًا قبائل مخلوطة.
فروعها:
تنقسم ولد أسلم إلى ثلاثة فروع رئيسية:
1 -
أهل الماخَرَيْن، ومن فروعها:
أ - آل رائق.
ب - آل يزيد.
جـ - الدعاجنة.
د - آل المعافَى.
2 -
آل وديعة، ومن فروعها:
أ - آل شِعْلَة.
ب - آل ناشب.
جـ - آل المجدوع.
د - آل غيث.
3 -
الثُّلُث، ومنهم:
أ - آل عَيْلة.
ب - آل بريد.
جـ - قُرَيْش.
د - آل عافية.
قبيلة هلتين:
قبيلة تجاور ولد أسلم من الشرق، وتتحد معها في النسب، وكانتا قبيلة واحدة تسمى (أسلم وهَلَّتين) وشيخهما واحد وبيرقهما واحد، ثم عُيّن لهلّتين شيخ فاستقلت، وأهم فروعها:
1 -
آل مَصْمَاد.
2 -
المَغْبَرة.
3 -
آل سعد، وفيها من الفروع: آل فروان، والشهارية.
وشيخ القبيلة اليوم: مفرح بن محمد، وشهرته (ابن العجماء) وبيرق أسلم وهلتين واحد وهو بيرق قيس من ألمع، وألمع على 8 بيارق تذكر فيما بعد.
قبيلة المخلوطة:
هذه القبيلة -فيما يبدو- من بقايا كنانة، ثم انضمت إلى ألمع في بني شديدة، وتقع ديارهم إلى الجنوب من ديار هلتين بين أعالي وادي نهب ووادي ريم، ثم تنحدر إلى البحر، وساحلها شمال الشقيق بيسير، وآخر قراهم على الساحل، (قرية الحريضة) على طرف حرة بني كنانة بعد أن يفترق طريق العرضية عن طريق الساحل، يجاورون في هذا الساحل الضيق كل من ولد أسلم وهَلَّتين.
وأهم فرعين لمخلوطة، هما:
1 -
الدعاجنة: ولها فروع وقرى، لم نتمكن من زيارتها.
2 -
العالي: وهذه أيضًا ذات قرى وفروع، ولمن نتمكن من زيارتها.
بيارق ألمع:
كانت قبيلة عسير في عهود ماضية لها سلطانه وصولة في هذه الديار، وكونت إمارات متتابعة، آخرها إمارة آل عايض.
ونظرًا لقوتها وسلطانها وجاهها فقد انضوت إليها قبائل من تهامة، بعضها من الأزد ويعضها من كنانة، ومن أهم القبائل التي انضمت إلى عسير قبيلة (أَلْمع) الأزدية؛ ولذا فإذا قالوا لك (عسير تهامة) فهم يغنون في الدرجة الأولى ألمع أو رجال ألمع كما تسمى اليوم.
قال شيخ ولد أسلم: عسير تهامة على تسعة بيارق، فلما عددها فإذا ثمانية منها لألمع، وهي:
1 -
بيرق بني ظالم: وهم من أَلمع، وسكناهم جنوب شرقي محايل
(1)
.
2 -
بيرق بني قطبة: وقطبة وظالم فرعان من قبيلة تدعى (الرُّفَقَة).
(1)
انظر كتابي (بين مكة وحضرموت) ص 38.
3 -
بيرق قيس بن مسعود، ويتبعه ولد أسلم وهلتين، وهؤلاء (قيس)، كانوا رؤساء ألمع قاطبة.
4 -
بيرق بني جُونة بن مسعود: إخوة قيس المتقدمة، وديار القبيلتين بين نواشغ حلي ونواشغ عتود قرب السراة.
5 -
بيرق بني زيد: وهم فرع من بكر.
6 -
بيرق قبيلة بني عَبْد: وديارهم من نواشغ عتود الشمالية.
7 -
بيرق قبيلة صَلَب: غربي حسوة ومياه ديارهم في عتود، وبعضها في ريم.
8 -
بيرق شَدِيدة: ومنهم مخلوطة.
9 -
والبيرق التاسع ليس لألمع إنما لآل موسى أهل محايل، وسيأتي ذكرهم.
أما قبائل عسير تهامة فلهم بيارق أخرى منها: بيرق منجحة، وبيرق آل خُتَارش، وبيرق أهل قنا، بيرق كان يضم: آل مسهر وبني هلال أهل البرك وآل ختارش
(1)
. بيرق آل الريش، وبيرق آل مَشْول، وغيرها. والبيرق: العَلَم الذي تحمله القبيلة في الحرب.
(5)
ما ذكره هاشم بن سعيد النعمي في تاريخ عسير عن رجال ألمع:
قال عن ثورة رجال ألمع
(2)
:
يطلق اسم رجال ألمع على القبائل الآتية: قبيلة قيس، بني زيد، بني بكر: سكان الجبل المشهور باسم صلب، بني قطبة، بني عبد شحب، بني شديدة، بني عبد العوص، البناء. وتمثل هذه القبائل في مجموعها نصف عسير، وتحتل في حدودها الطبيعية مسافة ما بين درب بني شعبة جنوبا حتى تخوم محائل شمالا، ومن الغرب ما بين سواحل القحمة حتى قمم جبال سراة عسير، ويقدر طول
(1)
وهذا يؤخذ منه أن آل مسهر وآل ختارش كانتا كنانيتين متحدتين مع بني هلال، ثم جاء عهد الأمن والاستقرار فاستغنى كل عن حلفائه بحماية الدولة له.
(2)
أخبار ثورة رجال ألمع ضد الأمير محمد بن عائض في أوائل عام 1282 هـ تأليف عبد الخالق الحفظي، نسخة مخطوطة توجد بمكتبة المؤلف.
المسافة حوالي مائة كيلو متر تقريبا وعرضها مثل ذلك، وقد أتينا على تفاصيل أوديتها، وذكر جبالها، ونوع محاصيلها، وتعداد سكانها في القسم الخاص بذلك من كتابنا هذا، فمن أراد الاطلاع عليه فليراجعه.
وفي شعبان 1258 هـ ونتيجة لانحراف الأمير محمد بن عائض عن سيرة والده عائض بن مرعي
(1)
ثار رجال ألمع ثورة عارمة على طاعته، ولم يبق على ولائه منهم سوى أهل العوص ونفر قليل من الآخرين. وكانت الثورة برئاسة كل من السيد علي بن حسن، وشيخ قيس إبراهيم بن عبد الوهاب بن عبد المتعال، فشيخ بني جونة محمد بن مشاري.
وقد انضم إلى الثوار معظم قبائل تهامة عسير، كولد أسلم والمنجحة وقبائل قنا والبحر ومن جاورهم من أهل تلك الجهات، ولد اتخذ الثوار من الحصن المسمّى حصن مشاري القائم على ضفاف وادي كسان نقطة انطلاق للثوار، ثم أخذ الثائرون يلقون القصائد الشعبية إثارة للشعور، فمن ذلك قول منشدهم في عرضة شعبية
(2)
:
عسير نسمع للملك حد الرضا
…
وإذا غوى هبنا يذري بالبطاح
عندما وصل الخبر إلى الأمير محمد بن عائض خاف على كيانه، فأسرع في إرسال وفد من أعيان دولته برئاسة أخيه سعد بن عائض لمناظرة الثوار، واتصل الوفد بالشيخ أحمد بن عبد الخالق الحفظي، ويبدو وكأنه غير راض بعصيان الثائرين، وجرت المناظرة بحضور الشيخ، وكذلك حضرهم العلامة أحمد بن هادي بن عمر، ولكن دون طائل، إذ كانت النتيجة فشل الوفد في مهمته، فعاد أدراجه من حيث أتى، وتأزم الموقف، وانقطعت المواصلات ما بين سراة عسير ورجال ألمع، وأحاط الثوار بالمضائق والمنعرجات وقمم الجبال.
وفي شهر رمضان جمع الأمير محمد بن عائض الشوكة من عسير السراة وقحطان وشهران ورجال الحجر، وتقدم إلى رجال ألمع على رأس جيش كثيف،
(1)
الدر الثمين، تأليف الحسن بن أحمد بن عاكش (مخطوط) يوجد في مكتبة المؤلف.
(2)
أخبار ثورة رجال ألمع السالف الذكر.
وعندما تجمعت قوته على سطح باحة ربيعة بعث من قبله رجالا برئاسة لاحق بن أحمد الزيداني للتوسط في المصالحة، واجتمع لاحق الزيداني ورفاقه برؤس الثورة في الظهرة من أسفل وادي العوص. وكان يحيط بزعماء الثورة ما يقرب من مائتي مقاتل شاكي السلاح، وحاول رسل الصلح أن يصلوا إلى حل سلمي، فلم يتفق ذلك، بل فشلت مساعيهم بعد أن دفعوا خمسة آلاف ريال لرؤوس الثوار ترضية، ورجع لاحق الزيداني ورفاقه إلى الأمير يحملون خيبة الأمل، فاستشاط غيظًا لذلك، وزحف إلى مواقع الثوار من جهتين:
الأولى: عن طريق عقبة الصماء.
والثانية: عن طريق عقبة "فو".
وكان يقود الجيش بنفسه. وعندما وصل الظهرة اشتبكت طليعة رجاله ببعض الثوار، وهم أربعمائة مقاتل، فوقع قتال بينهم، انتهى بانهزام الثوار، فاحتل محمد ابن عائض الظهرة وما حولها من تلك القرى، واتخذ من الظهرة مركزا لقواته.
أما القسم الذي نزل من عقبة "فو" فقد تمكن من احتلال قرى حلي وإحراقها والتنكيل بأهلها، كما تقدم رجال قحطان على حصن شيخ بني ظالم ابن امسلمي الملقّب بأبي علائم فأحرقوه، وما زالت أطلاله ماثلة حتى الآن.
واستسلم أغلب قبائل رجال ألمع كبني ظالم، وبني قطبة، والبناء، وشحب، واعتصم الثوار بقمة جبل قوة وما حوله من تلك الجبال، فتقدم إليهم رجال محمد ابن عائض، واشتبكوا معهم في قتال عنيف، فكانت النتيجة هزيمة الثوار واعتصامهم بحصن مشاري، فتعقبهم الجيش بقيادة سعد بن عائض، ونازلوهم في الحصن وما حوله من الجبال، ولكن تصدى لهم الثوار، فأسقطوا منهم عددا غير قليل، فتحامى المهاجمون من الاقتراب من الحصن، وأخذوا يقصفون الحصن بالمدافع حتى بلغ ما رموه به ستين قذيفة، ولكن دون طائل؛ إذ الحصن من القوة بمكان، وتحمس المهاجمون للوضع الراهن، وأحاطوا بالحصن من الجهات الأربع. وكان أشدهم تحمسًا قحطان الذين سقط منهم خمسة عشر قتيلا في المعركة، وثلاثة أشخاص من بني شهر، ومثلهم من عسير، وانتهت المعركة بالاستيلاء على
الحصن والقبض على رؤوس الثورة وتدمير معقلهم ورجوع الثائرين إلى الطاعة
(1)
.
قبائل قنا وبحر ابن سكينة
(1)
قال الشرعبي عن قبائل قنا والبحر:
قنا والبحر: وهم ستة بطون:
1 -
ولد أسْلَم.
2 -
بنو جُنْدُب.
3 -
بنود حوثرة.
4 -
آل حَتَارِش.
5 -
بنو سَكِيْنة.
6 -
المَعْيُوف.
تقع قرى هذه القبيلة على ضفاف وادي قنا، وبحر بن سكينة.
يحدهم من الغرب: المنجحة، ومن الجنوب: رجال ألمع، ومن الشمال: قبائل محائل:
(2)
ما ذكره النعمي في تاريخ عسير عن قبائل قنا والبحر:
قال قبائل قنا والبحر هم من خليطي العرب، ومساكنها على ضفاف وادي قنا المار ذكره، ومنها قسم يسكن جهة بحر ابن سكينة
(2)
، ويحدها من الشمال آل مسهر ومحائل، ومن الجنوب المخلوطة من رجال ألمع والمنجحة، ومن الغرب المنجحة والختارش، وفيما يلي نذكر أهم عمائرها:
1 -
ولد أسلم.
2 -
آل ختارش.
3 -
بنو حوثرة.
4 -
بنو جندب.
5 -
المعيوف.
6 -
بنو سكينة.
(1)
أخبار ثورة رجال ألمع السالف الذكر.
(2)
قنا: وادٍ عريق ذكره ياقوت الحموي في مؤلفه معجم البلدان (ج 4، ص 399، 400) وأورد بعض الأبيات الشعرية التي قيلت في وادي قنا، ومنها.
أروني قنا انظر إليه فإني
…
أحب قنا إني رأيت به هندا
وتنطوي هذه القبائل على عدة أفخاذ يمكن حصرها فيما يلي:
1 -
آل لتين.
2 -
آل ثوبان.
3 -
الرفود.
4 -
آل ناشب.
5 -
آل الدعاجنة.
6 -
آل نحيلة.
7 -
آل يزيد.
8 -
آل قريش.
9 -
آل معافا.
10 -
آل مجدوع.
11 -
آل غبشة.
12 -
آل المرضي.
13 -
آل البعيرة.
14 -
آل جحيش.
15 -
آل بالعة.
16 -
المعيوف.
17 -
آل الجربان.
18 -
النعامية.
19 -
المعشور.
20 -
أهل الحدمة.
ويقدر عدد أفراد هذه القبائل بحوالي خمسين ألف نسمة ويشغل منصب المشيخة فيهم عدة مشايخ نذكر منهم الشيخ إبراهيم بن علي كشاف، والشيخ ابن امعربي، والشيخ هادي أبو عطرة، والشيخ ابن معدي، والشيخ ابن عردة.
(3)
ما ذكره علي أحمد عيسى عسيري عن قبائل قنا والبحر:
قال: تقع هذه القبائل على ضفاف وادي قنا ويسكن قسم منها جهة بحر ابن سكينة يحدها من الشمال قبائل محائل، ومن الجنوب رجال ألمع ومن الغرب المنجحة وآل ختارش.
وأهم قبائل قنا والبحر؛ ولد أسلم وآل ختارش وبنو حوثرة وبنو جندب والمعيوف وبنو سكينة. وكانت قبائل قنا والبحر تختلف من ناحية حسب النظام وعدم قطع الطرق من جهة إلى أخرى، فبعض تلك القبائل كانت تلتزم النظام والقانون ويعتمدون على النشاط الاقتصادي مثل الزراعة وجمع الملح، وهناك قسم من تلك القبائل فوضويون وفي عداوة مستمرة مع جيرانهم، ويحبون الحرب ويعيشون على قطع الطرقات لدرجة أنه لا يتمكن من اجتياز أراضيهم إلا القوافل المسلحة، وأشهر تلك القبائل آل ختارش.
أهم مدنهم (البرك) وتكون من حوالي مائة وخمسين منزلًا من الحجر وقليل من بيوت القش، ويحيط بها سور شبه مهدم، وتتوفر فيها المياه بكميات كبيرة، وهي ميناء محمي من الرياح، وتعتبر من المواني الهامة للصادرات والواردات للجزء الداخلي من جنوب عسير، كما كانت المركز الرئيسي لتحركات الجيوش بالمنطقة أثناء الحرب العالمية الأولى، وكانت البرك أثناء حملة الشريف على عسير من أهم المواني التابعة للإدريسي، وكانت مصدرًا رئيسيًا للسلاح الأوربي الذي كان يرد من مصوع وجيبوتي وعدن باسم الإدريسي، وكان شيخ القبائل المقيمة حول البرك آنذاك الشيخ علي بن عبده وهو مقيم بالبرك وكان من أشد أعداء شريف مكة، ومن أخلص المخلصين للإدريسي، ولذلك توجهت البواخر العثمانية للبرك وضربتها حتى خربتها وهرب شيخها علي بن عبده إلى الإدريسي.
(4)
وقال فؤاد حمزة في قلب جزيرة العرب عن بحر ابن سكينة:
ديار هذه القبيلة بأطراف الطريق بين محائل والبرك على بعد بضعة أميال من محائل إلى الجنوب الغربي حتى تصل إلى مسافة بضعة عشر ميلًا من البرك ويوجد في شماليها آل موسى وفي شرقها بنو ثوعة ورجال ألمع وفي جنوبيها رجال ألمع أيضًا وفي غربيها بنو هلال.
ويدّعي أفراد هذه القبيلة أنهم أقارب رجال ألمع.
(5)
ما ذكر البلادي في كتاب بين مكة واليمن عن قبائل قنا:
قال: قنا وهي بلدة مشهورة والتي تذكر دائمًا باسم قنا والبحر وتسكن حول هذه البلدة قبائل يقال لها قبائل قنا، وكانوا وقت الحرب ينضوون تحت بيرق واحد ثم ينضمون إلى بيارق عسير ويتبعون المتحمي خاصة، ومن هذه البطون: بنو حوشرة، بنو زيد، أهل الحقو (وهو غير حقو جازان)، أهل الرفود.
(6)
وذكر حمد الحقيل في كنز الأنساب:
أن قبائل قنا والبحر يقدر عددها بحوالي خمسين ألفا ونسبهم إلى القحطانية ومعهم بطون عدنانية.
قبائل محايل في عسير
أولا بحوث جامعة لقبائل محائل (محايل)
(1)
ما ذكره علي أحمد عيسى العسيري في كتاب عسير عن قبائل محايل بمنطقة عسير جنوب غرب المملكة العربية السعودية:
تقع منطقة هذه القبائل على وادي تيه وما جاورها من ضاحية جوزان والحماطة ويقع قسم منها على الساحل الجنوبي من حلي بن يعقوب. ويحدها من الشمال آل دريب ووادي يبه، ومن الغرب آل ختارش وساحل البحر الأحمر ومن الشرق بني ثوعة والريش. ومن الجنوب رجال ألمع وقنا والبحر
(1)
.
وتسمى مجموعة القبائل القاطنة حول محائل بآل موسى، وتحوى عدة قبائل أهمها: بنو يزيد، والجرمان، وآل فاهمة، وبنو دارس، وبنو ذئب، والنعب، وآل عيسى، وآل عمير، والصوالحة، وربيعة الطحاحين، وربيعة المقاطرة، وآل خليفة، وآل قايد، وآل عامر، والزعبة، وآل مسعود
(2)
.
وآل موسى خليط من العرب الخلص ومن مجموعات ذات أصول أفريقية ولا يوجد تزاوج بين المجموعتين على الرغم من أن المجموعات الأفريقية قد تساوت مع العرب من ناحية القيم الاجتماعية والشجاعة. وآل موسى قبيلة غنية إذ
(1)
هاشم النعمي ص 52.
(2)
عبد اللَّه مسفر، أخبار عسير ص 13.
تملك ثروة كبيرة من المواشي، ومنطقتهم بالرغم من أنها لا تقارن بالمنطقة الجبلية من ناحية الخصوبة إلا أنها تنتج محاصيل وفيرة
(1)
.
وأهم مدن آل موسى (محائل) وتقع على مسافة أربعة وستين ميلا إلى الشمال الغربي من أبها وهي في سهل خصيب ينتج كافة المحاصيل الزراعية، وبيوت محائل من طابق واحد في غالبيتها، كما يوجد فيها بعض العشش والأكواخ
(2)
.
وأهمية محائل في موقعها فهي تقع في منتصف الطريق الواصل بين أبها عاصمة عسير والقنفدة، ولذلك كان الأتراك يحرصون على بقاء محائل تحت سيطرتهم لكي يؤمنوا الاتصال بين أبها وبين القنفدة الميناء الرئيسي لعسير
(3)
.
وتعتبر ربيعة الطحاحين من أهم قبائل محائل ويسيطرون على طريق محائل القنفدة، ومنطقتهم جبلية تغطيها الغابات، وتملك ربيعة الطحاحين ثروة كبيرة من الإبل والماعز والأبقار، جميعهم يعيشون حياة بدوية، يمقتون ويحتقرون أي نشاط غيره. وكانوا في تحالف مع ربيعة مقاطرة وآل دريب وكان لهم ثأر قديم مع حميضة وآل موسى.
وهناك ربيعة المقاطرة، وهى قبيلة بدوية منعزلة تنتشر في الجبال حول محائل وكانت هذه القبيلة في عداء دائم مع كل من في المنطقة باستثناء ربيعة الطحاحين جيرانهم الأقربين، ويخترق طريق بارق - القنفذة أراضيهم لمسافة عشرين ميلا، وقد كانت عصاباتهم تهاجم القوافل العابرة في هذه المنطقة، ولهذه القبيلة سوق أسبوعي اسمه سوق (الجمعة)، ويبلغ عدد من يحضره نحو عشرين ألف نسمة
(4)
.
(1)
Cornwallis.Sirahan،OP،Cit.p 54
(2)
محمد عمر رفيع المصدر السابق ص 100 - 102.
(3)
مذكرات سليمان باشا - مجلة العرب السعودية الحلقة 3 - ج 5، ج 11 جمادى الأول 1391 هـ.
(4)
الشريف البركاتي - الرحلة اليمانية ص 50.
(2)
وذكر الشرعبي عن قبائل محائل التالي:
قال قبائل محائل (آل موسى) تنقسم إلى ستة عشر بطنًا هي: الجرمان - آل خليفة - بنو دارس - بنو ذئب - الصوالحة - ربيعة الطحاحين - ربيعة المقاطرة - الزعبة - آل عامر - آل عمير - آل عيسى - آل فاهمة - آل قائد - آل مسعود - النعب - بنو زيد.
نقع قراهم على ضفاف وادي تيه، وعلى ضواحي جوزان والحماطة، وعلى الساحل الجنوبي من حلي بن يعقوب، ويحدهم من الشمال آل دريب ومن الغرب ختارش من قبيلة قنا والبحر، ومن الشرق بني ثوعة والريش، ومن الجنوب رجال ألمع وقنا والبحر.
(3)
وذكر البلادي في كتاب بين مكة واليمن التالي عن قبائل محائل بإقليم عسير:
محائل مدينة عامرة، تقع على أحد روافد حلي تسمى وادي تيّة، وهو وادي يأتي من السراة كثير المزارع والقرى، وتخرج من رأسه عقبتان إلى السراة، إحداهما تسمى عقبة تيّة، والأخرى عقبة شعار، وكان العمل جاريا في عقبة شعار لفتحها للسيارات وتدريجها وتزفيتها، وقد أحدثت فيها أنفاقًا عظيمة يؤدي بعضها إلى بعض حتى تطلع وراء شعوب السراة، وبهذا صارت مريحة واقتصرت فيها المسافة على أقل من النصف.
وتقع المدينة بطرف هذا الوادي من الشمال، وتبعد عن البحر (120) كيلا على الطريق الذي أتيت عليه، ولا شك أن المسافة الرأسية بينها وبين البحر أقرب بكثير، وأقرب ساحل على سمتها ساحل حلي، وواديهما واحد. وبيوت محايل من طبقتين وثلاث، وفيها إمارة تتبع أبها. وعندما دخلت المدينة سقطت في الخط على رجل يسوق جبيا مصندقًا فوقف بأدب وأشار لي بالمرور، وعندما تجاوزته رأيت شرطيا فوقفت وسألته عن مكان الإمارة، فقال:(الأمير هذا اللي أنت سقطت عليه!).
فتابعته وحاولت اللحاق به فضاع في وسط الزحام.
وفي المدينة إدارة تعليم تتبعها مدارس ثانوية ومتوسطة وابتدائية عديدة، ومندوبية لتعليم البنات، وشرطة ومرور ومحكمة شرعية، وفرع للضمان الاجتماعي، وجميع مرافق الدولة، وفرع للبنك الأهلي.
ويشرف على المدينة -ويكاد البنيان يحيط به- جبل عليه قلعة كانت -لا شك- لحماية المدينة.
ثم سألت عن شيخ قبائل آل موسى، وهي غير آل موسى بن علي، فالأولى ترجع في داعية عسير، والأخيرة بارقية - وبارق كانت تضم إلى عسير بالداعية رغم أنها أزدية.
آل موسى:
قال الشيخ: ترجع في داعية عسير، ولها بيرق مستقل، وتقع ديارها من شرقي محايل شرقًا إلى قرب البحر غربًا، وقد مررنا ببعض فروعها بين كياد وعمق في وادي شفقة، وهي فروع كنانية انضمت إلى جمهرة عسير المتعددة الأصول، وكانت قبائل السراة تحاول كل قبيلة أن يكون لها ساحل على البحر بالامتلاك أو بضم أهله إليها، وساحل آل موسى بين حلي وعميق، ولهم هناك وادي شفقة ووادي الجويف (بين كياد وشفقة).
فروع آل موسى:
تنقسم آل موسى إلى الفروع التالية:
1 -
الصوالحة: وهم سكان الساحل، في الشفقة والجُويّف، ومن فروعهم:
أ - الدواحشة، ونائبهم: أحمد بن يحيى (أبو حميد).
ب - آل يحيى: وشيخهم: زائد بن حسن (ابن زائد).
جـ - آل عجاجة.
د - العطارية، وشيخ آل عجاجة والعطارية: محمد عبده.
2 -
بنو ذيب (الذيبة): وهم فرع صغير في الساحل، ولهم وادي وغا:
صدر وادي الجُويّف. ونائبهم: أحمد بن علي بن صالح.
والصوالحة والذيبة يظهر أنهم بقايا كنانة، انضمت إلى آل موسى عندما قويت قبائل عسير، وصار لها سلطان يجتذب القبائل إليها.
3 -
الطحاحين: ويقال أنهم أهل محايل القدماء وكانوا يمتهنون عمل طحن الحبوب على الرحى، ثم تكاثروا فخرجوا حول المدينة، فضموا بعض بطون كنانة وأحلاف أخر تحت اسم آل موسى.
ومن فروع الطحاحين:
أ - الماسدة: ويسكنون المليحة: شعبة تصب في وغا.
ب - المشْعَبة: ويسكنون وادي حبط وقنا من روافد حلي.
جـ - البُطحة: ويسكنون أعلى وادي حلي جنوب محايل.
د - آل يُوحة: ويسكنون جبل مَرس ووادي غرغرة من روافد حلي من أعلاه.
هـ - آل سعيد: ويسكنون أسفل وادي بَقْرة.
و - آل طالع: جيران آل سعيد في بَقْرة.
ز- المعايصة: يسكنون وادي زعيان: أحد روافد حلي من الجنوب.
حـ - آل حسنة: يسكنون جبل جِيْدة على الطرف الجنوبي من حلي.
ط - آل فيَّة: يسكنون الروحاء.
ي - آل مَوْهبة: يجاورون قبيلة بارق على فروع حلي.
ك - آل خُلَيْف: يسكنون وادي المعمل، الذي يصب في حلي.
هذه الفروع البدوية، أما أهل القرى، فمنهم:
1 -
آل دارس: يسكنون المَعْصبية وتّيَّة، والحقو.
2 -
آل النصب: يسكنون قرية النصب.
3 -
آل فهْمة: يسكنون جوزان: واد يصب في الرَّيش، والرَّيْش يصب في حلي.
4 -
آل المَعَشَ: ويسكنون قرية المَعَشَّ.
5 -
آل محصن: ويسكنون الحصن والبرود.
6 -
آل عيسى: ويسكنون تيَّة في حلي.
7 -
الجَحْف: ويسكنون الجحف: وادٍ يصب في حلي.
8 -
آل عقيل.
9 -
آل عامر.
10 -
الزُّعَبة.
11 -
آل قائد.
ويسكن في محايل أهل بيت يقال لهم: الفلاقية، واحدهم فلقي يقال: إنهم سادة حسينيون جاءوا من بحر ابن سكينة، ولهم تجارة ووجاهة في محايل.
آل دُرَيْب:
قبيلة صغيرة تقع ديارها إلى الشمال من محايل وإلى غرب الريش، وتنضم إلى عسير تهامة، وهي رأس لا تنضم إلى قبيلة أخرى غير عسير.
وتحدد ديارهم بوادي الحضين شرما حيث قبيلة الريش، إلى مساكن الطحاحين من آل موسى غربًا، وشمالا إلى وادي بَقْرة، وجنوبًا إلى باشان؛ شمال محايل بسبعة أميال.
ويمر طريق العرضية وسط ديارهم، وكل مياه أرضهم في حلي، وهم في باحة متسعة من وسط روافد حلي، ولهم زراعة وقرى.
وينقسمون إلى الفروع التالية:
1 -
المصبَّح، ومن فروعهم:
أ - فليتة: سادة حسينيون من من سادة فليتة بمكة (كذا قيل).
ب - آل منامس.
جـ - المكابثة.
د - المفصمة.
هـ - المغاربة.
و - آل العتيبي.
2 -
أهل العيْن (قرية)، وينقسمون إلى:
أ - آل حسن.
ب - آل هيزع.
جـ - آل عوض.
د - الغُوّلّة.
3 -
ترْقُش، ويقال: أهل ترقش، منهم:
أ - آل جابر.
ب - آل منامس: قسم من منامس المتقدم.
وترقش هذه قرية كبيرة، بها متوسطة بنين وابتدائي، ومدرسة بنات ابتدائية، ومستوصف.
ويخالط آل دُرَيب بطنان من بني شهر، هما: المعربة، والمحشكة.
قبائل الريش:
تقع ديارهم إلى الشمال الشرقي من مدينة محايل، ويشرف عليهم من الشرق (جبل هادا) جبل أبيض منيف تراه من على الطريق، وهو لقبائل بلأسمر، ويحدهم غربًا آل دُريب، وجنوبًا آل موسى، وجنوبًا شرقيا آل مَشْول.
ومن قراهم: قرن الماء، والحضن، والكدس، وحقو شِعْبين وكلها في أودية تصب في حلي، ومن فروعهم:
1 -
الشَّعْثَاء: اسم القرية والقبيلة: وبها شيخ الشمل، الشيخ: أحمد بن محمد (ابن الزين) شيخ شمل الريش.
2 -
الكدس: واحدهما كُدْسي، ولهم قرية بهذا الاسم.
3 -
السادة: ولهم قرية باسمهم.
4 -
المشاييخ: ولهم قرية باسمهم.
5 -
العُشْر: ولهم قرية باسمهم.
6 -
آل مشمول: يسكنون عدة قرى.
وقبائل الريش تتبع داعية عسير، وتتبع محايل إداريًا.
آل مشول:
قبيلة من عسير تهامة، تقع ديارها شرق محايل رأي العين، بينها وبين الطور، ويشرف عليها من الغرب والجنوب (جبل عَرْمز) العالي، ويفصل بينها وبين آل موسى، وبين بني ثوعة، فآل موسى غربه، وآل مَشْول شرقه، وبنو ثُوعَة جنوبه الشرقي.
ولم تصل الرحلة إلى ديارهم.
ولهم بلدة كبيرة، فيها مستوصف ومدرسة بنين ومدرسة بنات، وشبكة مياه للشرب، كبقية القرى الكبيرة.
ويتبعون محايل إداريًا.
بنو ثوعة:
من قبائل عسير الصغيرة مثل آل مَشْول، تقع ديارها جنوب شرقي محايل، وشرق خميس البحر (بحر ابن سكينة)، وتقرب من قنا من الشمال الشرقي، وتتصل شرقًا ببلاد بالأحمر، وشمالا آل مشول من عسير.
ولها قرى عديدة وزراعة جلها عثرية، وتتبع محايل إداريًا.
ومن فروعها:
1 -
آل قُيَيْعل.
2 -
آل غَنيَّة.
3 -
آل فُضَيْلة.
وفي ص 308 من كتاب بين مكة واليمن ذكر البلادي عن قبائل غرب محائل التالي تحت عنوان (قبائل غربي محايل إلى بحر ابن سُكينة):
1 -
آل ختارش: وكانت هي وآل مُسْهر وبنو هلال في بيرق (راية) واحدة، ثم افترقت.
2 -
آل مُسْهر: تجاور آل ختارش (من بني هلال) حول بحر ابن سكينة وحكمها كحكم آل ختارش.
3 -
المنجحة: فروع عديدة منها على طريق خيم - ومحايل.
(4)
ما ذكره فؤاد حمزة في كتاب "في بلاد عسير" عن قبائل محائل:
قال: قضاء محائل من توابع إقليم (إمارة) عسير، وهو على طريق المسافر من أبها إلى القتفدة وفيه من القبائل خمس هي:
أ - قبيلة الرَّيش: ولها من القرى:
(1)
أم شعتار.
(2)
شعبين.
(3)
معشى أم حُضو.
(4)
الحماطة.
(5)
قرن الماء.
(6)
أم كدس.
(7)
أم حضن.
ب - قبيلة آل مِشُوِل: ويحسبها بعضهم من الرَّيْش، وفضلنا إفرادها بالبحث، ولها من القرى:
(1)
حصن أمّ خيالة.
(2)
أم ظاهر.
(3)
المائخ.
جـ - قبيلة آل الدريب: وقراها:
(1)
شرقش.
(2)
مصبح.
(3)
الراحة.
(4)
العين أو أمعين.
د - قبيلة آل موسى: وقراها:
(1)
بلدة محائل.
(2)
المعثني.
(3)
أم نصب.
(4)
أم جريان.
(5)
آل عمر.
(6)
آل عيسى.
(7)
مقهب.
(8)
الثبجة.
(9)
أم صحف.
(10)
محصن.
هـ - قبيلة بني ثُوعة: وقراها:
(1)
أم بطح.
(2)
آل غنية.
(3)
آل مشيدة.
(4)
الشط أو أمشط.
(5)
قرين.
(6)
أهل البلدة.
(7)
حشن بن شاطبة.
(8)
أهل سامة.
(9)
أهل العيدة أو أمعيدة.
(10)
آل قبيس.
(5)
وذكر إبراهيم جار اللَّه بن دخنة الشريفي عن قبائل محائل في عسير:
قال: قبائل محائل هي: بنو ثوعة، وآل الدريب، والريش، وآل مسمر (مُسْهِر)، وآل مشول، وآل موسى.
وبلدة محائل حديثة العهد وتعود إلى أيام الوالي العثماني محمد رديف باشا عام 1288 هـ، والذي أقام فيها عدة قلاع، وتقع محائل على ضفاف وادي تيه الذي يرفد وادي حلي بن يعقوب.
ثانيا: بحوث أخرى عن قبائل محائل "كل قبيلة على حدة
"
قبيلة آل موسى
(1)
ذكرها فؤاد حمزة في قلب جزيرة العرب فقال:
هذه القبيلة تملك قرية محائل وأكثرها متحضر ما عدا فخذين هما: أم جريان، وبنو يزيد، ويحدها من شمالها آل الدريب والريش، ومن الشرق الريش وبنو ثواب، ومن الجنوب ثواب وبحر ابن سكينة، ومن الغرب بنو هلال. وللقبيلة فندتان انفصلتا منها وهما: بنو شعيب أو (ضَغْب) والصوالحة ومن بطونها: أم شحاري وآل عقيل وعامر وشعر وضبع وشريفة والقرون وحمالا.
(2)
وذكر الشيخ حمد الجاسر في معجم قبائل المملكة العربية السعودية آل موسى فقال:
آل موسى من عشائر تهامة عسير، ولها فرعان:
الصوالحة، وبنو شعيب (ضغب).
ومن بطونها: امشحاري (الشحاري) - آل عقيل - آل عامر - آل شعر - آل ضبع - آل شريفة - القرون - الحمالي - امجريان (الجريان) - بنو يزيد - وبطون أخرى كثيرة في تهامة وقاعدتهم محائل على وادي تيَّة وما حوله إلى ساحل حلي جنوبًا على البحر الأحمر.
(3)
وذكر النعمي
(1)
في تاريخ عسير عن آل موسى التالي:
قال: تقع منازل هذه القبيلة على وادي تيَّه، وما جاورها من ضاحية جوزان والحماطة، ويقع قسم منها على الساحل الجنوبي من حلي بن يعقوب، وحاضرتها محائل، ويحدها من الشمال آل ختارش وساحل البحر الأحمر، ومن الشرق بنو ثوعة وبنو الرائش، ومن الجنوب رجال ألمع وقنا والبحر، وتنطوي على عدة أفخاذ من أهمها ما يلي:
(1)
قام النعمي بعدة جولات على مواقع هذه القبيلة لمعرفة صحة ما كتب منها باعتبار أن أغلب أفرادها بادية ولها امتداد إلى ساحل البحر الأحمر.
1 -
بنو يزيد.
2 -
الجربان.
3 -
آل فاهمة.
4 -
بنو دارس.
5 -
بنو ذئب.
6 -
النصب.
7 -
آل عيسى.
8 -
آل عمير.
9 -
الصوالحة.
10 -
ربيعة الطحاحين.
11 -
ربيعة المقاطرة.
12 -
آل خليف.
13 -
آل قائد.
14 -
آل عامر.
15 -
آل عقيل.
16 -
الزعبة.
17 -
آل مسعود.
ويقدر عدد أفراد هذه القبيلة بحوالي خمسين ألف نسمة، ويشغل منصب مشيختها حاليا الشيخ محيي الدين بن سليمان بن مخلد. و"مخلد" هذا لقب لكل شيخ يرتقي منصب مشيخة آل موسى من هذه الأسرة، والمشيخة فيهم بالتعاقب، وتحته عدة مشايخ أقل منزلة منه. وأغلب أفراد هذه القبيلة من العدنانية كما أخبرني بعض مشايخهم
(1)
.
(4)
ما ذكره النعمي عن ربيعة المقاطرة من آل موسى:
قال: يطلق اسم المقاطرة على قبيلة عرفت بربيعة، مساكنها على ضفاف وادي يبَّة المشهور من أودية القنفذة، وأفرادها بدو رُحل، إلا أن مجالاتهم لا تتجاوز ما بين وادي يبَّة ووادي حلي، وهي وزميلتها قبيلة ربيعة الطحاحين تنحدر من قبيلة حرب المشهورة ذات البطون العديدة في الحجاز ونجد، كما أخبرني بذلك بعض مشايخهم.
وفي عام 1257 هـ كانت قد تمردت على الأمن، فجرَّد لها أمير عسير حملة تأديبية قضت على فسادها، فأعادتها إلى رشدها.
(1)
لا يمنع أن هناك قبائل من آل موسى تنتمي إلى القحطانية.
قبيلة الريش
(1)
ذكر الشرعبي عن قبيلة الريش في محائل التالي:
قال: قبيلة الريش وتنقسم إلى تسعة بطون صغيرة هي: آل دريب - آل السادة - آل الشعثاء - العين - آل الكدسي - المشائخ - آل مشول - آل معشر - آل المصبح.
وتقع قراهم على ضفاف وادي الريش وروافده، يحدهم من الشمال بلاد بارق (الأزد)، ومن الجنوب آل موسى وبني ثوعة، ومن الشرق تهامة بالأسمر وبالأحمر من قبائل الحجر من الأزد، ومن الغرب آل موسى.
وهذه القبيلة عدنانية وبها عشائر قحطانية.
(2)
وذكر النعمي في تاريخ عسير التالي عن قبيلة الريش:
قال: تقع منازل هذه القبيلة على ضفاف وادي الريش وما ينجرّ إليه من روافد، ويحدها من الشمال بارق والشهارية، وفي الجنوب آل موسى وبنو ثوعة، ومن الشرق بالأحمر وبالأسمر، ومن الغرب آل موسى، وتنطوي على أفخاذ عديدة نذكر منها ما يلي:
1 -
السادة.
2 -
المشائخ.
3 -
الشعثاء.
4 -
آل مشول.
5 -
آل امعشور.
6 -
الكدسي.
7 -
آل دريب.
8 -
آل المصبح.
9 -
أهل العين.
ويقدر عدد أفراد هذه القبيلة حوالي خمسة عشر ألف نسمة، ويشغل منصب مشيختها مشايخ عديدون منهم: الشيخ محمد بن الزين
(1)
، والشيخ حسن بن حمزة.
(1)
توفي محمد بن الزين وخلفه ابنه في منصب المشيخة.
(3)
وذكر علي أحمد عيسى عسيري في كتاب عسير التالي عن قبيلة الريش:
تقع منازل هذه القبيلة على ضفاف وادي الريش وروافده. ويحدها من الشمال بارق والشهارية، ومن الجنوب آل موسى. وتنقسم إلى أفخاذ أهمها: السادة، والمشائخ، والشعثا، وآل مشول، وآل معشر، والكدسي، وآل دريب، وآل المصبح، والعين. منطقتهم خصبة، ويملكون ثروة كبيرة من المواشي، وقد اشتهروا بالكرم، ويمكن للمسافر التنقل في أرضهم بأمان تام، ومهاراتهم الحربية محدودة، وصح ذلك عند مهاجمة شريف مكة لأراضيهم عام 1329 هـ.
قبيلة بني ثوعة
(1)
ذكرها فؤاد حمزة في قلب حزيرة العرب قال:
قبيلة يمانية تقع جنوب محائل على مسافة قريبة منها، ويقيم إلى الشمال منها آل موسى والريش، وإلى الشرق منها بالأحمر وإلى الجنوب آل مُحيَّا والحارث من قبيلة ربيعة ورفيدة، وإلى الغرب قبيلة بحر ابن سكينة. وهي على قسمين: بدوي ومتحضر.
وأهم فروعها آل غنية وآل قبيص وآل فضيلة.
(2)
وذكر الشريفي:
أن آل غنية في جازان في أعلى وادي ضرر ويقال لها امغنية وأضاف أن بلاد بني ثوعة في نهاية جنوبي محائل.
قبيلة آل مسهر
(1)
ذكرها النعمي في تاريخ عسير:
قال: قبيلة آل مسهر
(1)
، تقع منازل هذه القبيلة على ضفاف وادي مجزوعة ووادي ذرا من مآتي ذهبان البرك، وتنتجع جبال السر ودوفع توابع محائل، وهي قبيلة بدوية بكل معاني البداوة، وتنطوي على الأفخاذ التالية:
(1)
الصحيح مُسْهِر كما ذكرها البلادي.
1 -
آل امريف.
2 -
البشابشة.
3 -
آل سالم.
4 -
المشغلة.
(2)
وذكر الشيخ حمد الجاسر في معجم المملكة العربية السعودية التالي عن آل مسهر:
في ص 676 ذكرها آل مسمر (الصحيح مسهر).
وأضاف: من عشائر تهامة في أسافل ذهبان والبرك بقرب محائل.
(3)
وذكر الحقيل في كنز الأنساب عن آل مسهر التالي:
قال: تقع منازل هذه القبيلة على ضفاف وادي مجزوعة ووادي ذري من واديي ذهبان والبرك، وتنتجع جبال السر ودوفع نوابع محائل، وهي قبيلة بدوية وتنضوي على عدة أفخاذ ويقدر تعدادها بحوالي عشرة آلاف نسمة.
قبيلة المنجحة
(1)
(1)
قال النعمي في تاريخ عسير:
تقع منازل هذه القبيلة على ضفاف وادي عسلان وقدران من أغوار قنا والبحر، ومنها قسم كبير في محائل وقنا والبحر، وتنضوي على عدة أفخاذ فيما يلي نذكر أهمها:
1 -
آل امعوض.
2 -
آل امخريص.
3 -
آل سعيد.
4 -
المقحزة.
5 -
آل امحمضي.
6 -
المعيوف.
7 -
المقبعة.
8 -
الرؤس.
ويقدر عدد أفراد هذه القبيلة بحوالي أربعين ألف نسمة، قسم منها تابع للقحمة في بلاد جازان.
(1)
ذكرنا هذه القبيلة في المجلد العاشر في كنانة حسب ما رأى البلادي. وذكرتها أيضًا في قبائل جازان لأن قسمًا كبيرًا منها في القحمة. وأذكرها هنا في قبائل محايل من بلاد عسير لأن قسمًا كبيرًا أيضًا يوجد في هذه الديار العسيرية بالمملكة العربية السعودية.
المراجع
أصول الخيل والعربية. . . حمد الجاسر
باهلة القبيلة المُفترى عليها. . . حمد الجاسر
جمرة الأسر المتحضرة. . . حمد الجاسر
معجم قبائل المملكة العربية السعودية. . . حمد الجاسر
التعليقات والنوادر. . . أبو علي الهجري
قبائل الحَجْر. . . الشرعبي
عسير. . . أحمد عيسى العسيري
المنتخب. . . المغيري
بلاد عسير. . . فؤاد حمزة
تاريخ عسير في الماضي والحاضر. . . هاشم النعمي
قبائل الحَجْر. . . عمر غرامة العمروي
جمهرة أنساب العرب. . . ابن حزم الأندلسي
معجم قبائل العرب. . . رضا كحالة
الدرر المفاخر. . . ابن بسام
الإفادات. . . التويجري
الجذالين في الأفلاج. . . عبد العزيز آل مفلح الجذالين
الموسوعة الذهبية. . . الشريفي
كنز الأنساب. . . حمد الحقيل
منهاج الطلب. . . محمد عثمان القاضي
أخبار القبائل فى نجد. . . فايز البدراني
نهاية الأرب. . . القلقشندي
غامد وزهران. . . الحسيل
العقيلات. . . إبراهيم المسيلم
مسائل من تاريخ الجزيرة. . . ابن عقيل الظاهري
عقيلات الجبل. . . عبد الرحمن السويداء
قبائل الطائف. . . الشريف محمد بن منصور
أنساب الأسر المتحضرة. . . د. عبد العزيز المزيني
تاريخ شرق الأردن. . . ج. فردريك بيك
معجم قبائل الحجاز. . . عاتق البلادي
الرحلة النجدية. . . عاتق البلادي
بين مكة وحضرموت. . . عاتق البلادي
بين مكة واليمن. . . عاتق البلادي