الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مُطَيْر
(1)
نسب القبيلة:
قال القلقشندي (*): المطارنة بطن من صُبح من العدنانية وهي بطون وأصلها غَطَفَانية عدنانية. قال صاحب ذات الفروع في أنساب بني إسماعيل:
بَنَت غَطَفَان المجد وارتقت العُلا
…
ونبعتها في قيس غيلان أصلب
يرجع أصل فروع قبيلة مُطَيْر إلى قبيلة غَطَفَان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. ولذلك استحسن إعطاء القارئ نبذة موجزة عن تلك الفروع التي قبيلة مُطَيْر هي بقايا منهم وهم:
1 -
بنو عبد الله بن غطفان.
2 -
بنو أشجع بن ريث بن غطفان.
3 -
بنو أنمار بن بغيض بن ريث بن غطفان.
4 -
بنو ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان، وذبيان جذم كبير يجمع بطونًا منها:
(أ) بنو فزارة بن ذبيان.
(ب) بنو ثعلبة بن سعد بن ذبيان.
(جـ) بنو مُرَّة بن عوف بن سعد بن ذبيان.
وفي صدر الإسلام
(2)
تزعزعت غَطَفَان، فدخلت معظم بطونها في مُطَيْر، واختفت
(1)
نقلًا عن كتاب أصدق البراهين في معرفة حمران النواظر - تأليف الأستاذ عبد العزيز بن سعد المطيري، وهو من أهم المصنفات التي كتبت بدقة عن قبائل مُطير في الجزيرة العربية وخارجها، وقد صادق على هذا الكتاب معظم شيوخ مطير؛ هذا مما دفعنا للنقل عنه في موسوعة القبائل العربية "المجلد السادس" التي تعتبر مُجمَّعًا للبحوث التاريخية والميدانية في هذا العصر.
وإنه ليسعدني أن أبدأ هذا المجلد بالسرد عن هذه القبيلة الكريمة ذات التاريخ العريق والمجيد.
(*) هو أبو العباس أحمد الشهير بالقلقشندي نسبة إلى بلدة قلقشندة بالقليوبية من الديار المصرية وينتمي إلى بني بدر من قبيلة فزارة من قبائل غَطَفَان العدنانية.
(2)
قلت: الصحيح في نهاية القرن السابع الهجري - انظر تاريخ قبيلة عبس الغطفانية "في السرد عن بني رشيد من عبس" المجلد الرابع/ طبعة ثالثة 1421 هـ/ 2001 م وتأكيد رواة هذه القبيلة لزعزعة عبس وسائر غطفان في هذه الحقبة، كما ذكره بعض المؤرخين والرحَّالة.
أسماؤها، ما عدا بني عبد الله بن غطفان التي ظلت محافظة على كيانها القَبَلي وديارها إلى يومنا هذا، وهي اليوم الجذم الأول والأكثر في قبيلة مُطَيْر. وليس معنى هذا إنكار دخول فروع صغيرة من غير غطفان دخلت مع قبيلة مُطَيْر بطريقة الحلف وأصبحت معدودة من القبيلة، وهذا الوضع يكاد يكون عامًّا في القبائل العربية وليس خاصًّا بقبيلة مُطَيْر وحدها، بل من المعروف أن قبائل العرب لا تحالف إلا كل نزيه وشريف وعفيف.
ثانيًا: لقب القبيلة: لكل قبيلة صفة خاصة تلقَّب بها وتميِّزها عن غيرها من القبائل فمثلًا لقب قبيلة شمَّر (السناعيس)، وقبيلة عَنَزة (أولاد وائل) .. إلخ.
وصفة قبيلة مُطَيْر هي (حمران النواظر) وليست هذه التسمية حديثة العهد ولا من صنع رجال القبيلة، ولم أعثر على من أطلق هذه الصفة على هذه القبيلة العريقة إلا أنها اشتهرت على ألسنة الشعراء وأشادوا بها وأطلقوها. وسواء كانت من صنع رجالاتها أم من غيرهم من قبائل العرب فلا يشك باحث في اختصاص قبيلة مُطَيْر بتلك الصفة.
ومن ذلك قول الشاعر غنَّام بن راشد الشاطري:
إخوان جَوْزَى
(1)
يوم للخيل ميدان
…
مركاظهم هز القبائل والأتراك
وأهل الفعول الماضية يوم الأكوان
…
يردون حيضان المنايا والأدراك
جنحان حمران النواظر وشيخان
…
والطيب عطرك يالدويشي من أقصاك
وصلاة ربي عد همال الأمزان
…
وعداد ما هز الهواء شجرة الراك
ويقول الشيباني من عُتيبة:
مطير حمران النواظر مهابة
…
كم قالت وصلوا إلى منتهاها
وذلك من قصيدة طويلة موجهة للجدعي من مُطَيْر.
(1)
نخوة الدوشان، شيوخ القبيلة.
ومن غير الشعراء المؤلفون الذين كتبوا عن أنساب العرب وألقابهم قال: أحمد بن فهد العريفي (لقب قبيلة مُطَيْر هو حمران النواظر) وبين معناها حيث قال: (الناظر العين، جمعها نواظر، هذا اللقب عرفت به قبيلة مُطَيْر، وسموا بذلك لشجاعتهم وشدتهم في المعارك)
(1)
.
أولًا: موطن بني عبد الله بن غطفان قديمًا
لقد تحدث العلَّامة الشيخ/ حمد الجاسر في مجلة (العرب)
(2)
عن قبيلة بني عبد الله من حيث نسبهم وتاريخهم ومواطنهم في العهد الجاهلي وعند ظهور الإسلام.
حيث قال عن موطنهم، كانت تحل مع قومها الغَطَفَانيين، ولكن بلادها في نجد في الطرف الغربي من القصيم
(3)
.
وبعد أن عدد ما يُنسب إلى هذه القبيلة من المواضع قديمًا، قال في نفس المجلة
(4)
: ونكتفي بالقول بأن الباحث عندما يقارن بين هذه المواضع التي ذكرناها وبين مواضع القبيلة في العهد الحاضر، يتضح له أن القبيلة لا تزال في أمكنتها القديمة، مع انسياح إلى جهة الغرب حيث حلَّت مواضع كانت تعتبر من بلاد سُلَيْم، التي كانت تجاور غَطَفَان من الناحية الغربية الجنوبية. (انتهى).
أما موطن القبيلة حاليًّا: في منخفضات جبال السراوات (في حَجْر في نزلة (الحِصْن) المعروفة بالمازْنِية)
(5)
وما حولها، وفي (حرَّة بَني عَبد الله) وفي منطقة (المهد) و (المحوى) و (أبْلَى) و (العُرفْ) بعالية نجد، إلى الطرف الغربي من القصيم. وأغلب إقامة بني عبد الله من مطير قديمًا: بين قرية (حاذَة)
(6)
ومضيق (حنق) الواقع في الجانب الشرقي من مكة المكرمة على مسافة ليست ببعيدة.
(1)
الألقاب ج 2، ص 82.
(2)
الجزء الثالث - السنة السادسة 1391 هـ - رمضان من ص 161 - 172.
(3)
الجزء الثالث - السنة السادسة 1391 هـ - رمضان من ص 172.
(4)
المرجع السابق، ص 163.
(5)
مجلة العرب ج 11، 12، س 24، ص 809.
(6)
قرية جنوب المهد بـ 120 كيلو متر تقريبًا، في حد السهل من الحرَّة في ما يُسمى بحوى.
كما يطيب لها المقام أحيانًا في قرى (السَّوارقية)
(1)
و (صُفَيْنَة)
(2)
و (الصَّعَبِية)
(3)
وفي فيافي تسمى حزم الراجي و (النِّير)
(4)
، وتقطن على عدة موارد مائية منها (العمَق)
(5)
و (إرَن)
(6)
و (الجُعَيْر)
(7)
و (الحَشْورِية)
(8)
، أما باقي الفروع (عِلْوَى) و (بُرَيْه) ففي وسط نجد، وشرق نجد، وبالتحديد في المُسْتَوِي وجزء من طُوَيْق ومُجَزل، والبِطين والدَّهْنَاء والصُّمَّان والدبْدِبةِ.
وأهم مواردهم المائية قديمًا (القَاعِية)
(9)
و (الدَّجَاني)
(10)
و (وادي الحَفْر)
(11)
و (أم الجَمَاجِم)
(12)
و (قَرْيَة)
(13)
و (اللهابَة)
(14)
و (القَرْعاء)
(15)
و (الثَّامُرِية)
(16)
و (أم حَزْم)
(17)
و (اللصافَة)
(18)
. وفي هذا العهد الزاهر أصبحت هذه الموارد المائية قُرى مأهولة بالسكان.
(1)
قرية واقعة في حرَّة بني عبد الله.
(2)
قرية في حرَّة بني عبد الله.
(3)
قرية في منطقة أبلى.
(4)
جبل أسود كبير، واسع، فيه أودية وشعاب وفيه مسالك وثنايا، وفيه مياه كثيرة، واقع في عالية نجد غرب ثهلان، وله شهرة في أشعار العرب قديمها وحديثها، فيمر به السالك بين بلدة عفيف وبين الدوادمي.
(5)
قرية شرق من أبلى بجانب وادي العرج من شرق.
(6)
وادي في حرَّة بني عبد الله، أنشئت فيه هجرة باسمه، وفيه أيضًا عدة موارد أنشئت عليها مدة هجر منها الصلحانية والعين.
(7)
واد يفصل بين الحرَّة وأبلى فيه أكثر من مورد مائي.
(8)
مورد مائي قديم في منطقة العُرْف شرق من أبلى.
(9)
تقع في الجهة الغربية من الدَّهْنَاء، ويحدها من الغرب الأرطَاوِيَّة.
(10)
تجاور القاعية.
(11)
عدد الآبار (100) حسب قول الرواة.
(12)
ملاصقة للدهناء من الغرب، شمال الأرطاويَّة.
(13)
تقع جنوب غرب النعيرية، تابعة للمنطقة الشرقية.
(14)
تقع في الصمَّان.
(15)
تقع في الصمَّان.
(16)
غربي نفود السر.
(17)
تحيط فيها نفود السر للجنوب الغربي من الزلفي.
(18)
تقع في الصمَّان.
ومن الموارد أيضًا (الخَبَارِي)
(1)
و (الدُّحْوُل)
(2)
.
ومن عادات قبيلة مُطَيْر القديمة التنقل والترحال حيث الكلأ والمطر، فما أن يسمعوا بهطول الأمطار في ناحية من النواحي حتى يشدوا رحالهم إلى هناك، ويقيمون خيامهم إلى أن تأتيهم الأخبار بهطول الأمطار وتكاثر المراعي في مكان آخر
(3)
، غيرهم من قبائل العرب.
أما عن عاداتهم الأخرى ففي الواقع أن العرب في معظم عاداتهم وتقاليدهم يكاد يكون بينهم قاسم مشترك وخاصة البادية منهم.
وأكثر كيلهم من حبوب وتمر العارض والقصيم والإحساء.
وقال الشيخ محمد البسَّام التميمي النجدي (قبيلة مُطَيْر تنتشر في الحجاز ونجد والكويت، وهم ذو الفضل والخير والحامين نزيلهم والعاجزة الأقلام عن تفاصيلهم ذو الظعن والنزول ولشد الحلول - والسبق في الغايات واللحق بالرايات أسود المعترك وفود المدرك)
(4)
.
ثانيًا: نزولهم في بلاد نجد
في أوائل القرن الثاني عشر الهجري
(5)
، وبعد أن تولى الشيخ وطبان بن محمد الدويش الشياخة على قبيلة مُطَيْر، نزل بهم في بلاد نجد، وبعد الاستقرار توفي وخَلَفَهُ ابنه الشيخ فيصل بن وطبان بن محمد الدويش على شياخة القبيلة، ودامت فترة شياخته لوقت طويل، وفيها اتسعت رقعة مضارب القبيلة حتى شملت من غربي مهد الذهب (حرَّة بني عبد الله) إلى حدود دولة الكويت من الجهة الغربية في الشرق، وتوفي فيصل عام 1248 هـ
(6)
.
(1)
من أعلام الصمَّان المشهورة التي يضرب بها المثل في سعتها وكثرة مائها وطب نبتها، وأشهرها تسع خبراوات وهن:(الحَمَّة)، (أم الحصْبِيَّات)، و (مَعْقَلة) و (العَوْشزِيات)، و (صُفَيَّة)، و (هُجَرِيَّات)، و (مَغْطِيَّات) و (كحيليلة).
(2)
جمع دحْل وهو تجويف عميق في باطن الأرض، ذو سراديب وفخاخ ومستنقعات مياه، وشعب لها فوهات ضيقة لا تكاد ترى إلا من قريب، تستقبل مياه السيول وتختزنها لمدد طريلة، وهي كثيرة، من أهمها وأشهرها (الهُشَامي)، و (الهُدَسِي)، (أبو فروة) و (مَطَار)، و (فُتَاخ).
(3)
مرآة جزيرة العرب ج 2، ص 279، أيوب صبري باشا
(4)
الدرر والمفاخر في أخبار العرب الأواخر، ص 97 - 98.
(5)
تاريخ اليمامة، ج 3، ص 282، عبد الله بن محمد بن خميس.
(6)
عنوان المجد في تاريخ نجد، ص 58، ابن بشر.
وقد بيَّن بعض الشعراء الموطن الذي تسكنه هذه القبيلة العريقة، حاليًّا في شبه جزيرة العرب حيث قال الشاعر: محمد بن جازع المطيري قصيدة طويلة منها هذه الأبيات:
أديارنا تعرف وفيها نوالي
…
وقصيرنا هدف السيوف البواتير
منها الحجاز ونجد ذيك السهالي
…
والمستوى وطويق ذيك الشناظير
(1)
ولنا مجزل والبطن متوالي
…
ولنا النفود ودبدبتها مصافير
ومن التريبي لين حد الشمالي
…
غربًا من الجرعاء شمالًا محادير
يوم الحروب ويصبح القفر خالي
…
نزالته حِنَّا على الشر والخير
مشفن على الصمان يا هملالي
…
دونه مكسرت القناء والطوابير
حِنَّا عليه احرص من أم العيالي
…
وعلى حدوده كن حِنَّا نواطير
(2)
ومن عصر الشيخ وطبان بن محمد الدويش إلى قبل توحيد الملك عبد العزيز رحمه الله لهذه البلاد الطيبة، كانت الأحوال الأمنية في نجد وباقي أجزاء الجزيرة في اضطرابات مستمرة وحروب دامية بين القبائل.
ثالثًا: إجابة الدعوة
قال خير الدين الزركلي: (تعتبر قبيلة مُطَيْر أول من أجاب دعوة الملك عبد العزيز رحمه الله لإنشاء الهِجَر. فأنشأوا الأرْطَاوِيَّة عام 1330 هـ وتعتبر
(1)
رءوس الجبال.
(2)
حرَّاس ومراقبون.
أول ما بُني من الهِجَر - ثم الأرطاوي وأم حَزْم والثَّامْرِيَّة والجُعلَة والحُسْو ودَابَان والشِّفَلحِية وضرِيَّة والْعَمَارْ والفُروْثِى. وقَرْية العليا والسفلى واللَّصَافة ومُبَايض ومِسْكه والمُطَيْوِي ومُليْح ووَضَاحْ
(1)
.
ولقد شجعت حكومتنا السعودية الرشيدة جميع أبناء البادية على الاستقرار وترك حياة البداوة إلى حياة الحاضرة وسمحت لكل قبيلة بأن تقيم على مواردها المائية التي في مضاربها المراعي، والمساكن الدائمة وأعطت القروض طويلة الأجل، وساهمت في الزراعة ووفرت للقرى المستوصفات والمدارس والكهرباء وربطت القُرى بالمدن الرئيسية بواسطة شبكة طرق متكاملة، ومدن وقرى وهجر قبيلة مُطَيْر تزيد عن المئتين منتشرة في الحرَّة وفي أبلى والمحوى والعُرف بعالية نجد وفي بعض أطراف القصيم والمُسْتَوِي وطُوَيْق ومجَزلَّ والبطين والدَّهْناء والصَّمَّان والدبدبة، وقد ذُكرت جلها في المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية.
بلاد قبيلة مُطيْر حاليا
تتكون من شريط يمتد من منخفضات جبال السراوات (في حَجْر في نزلة الحِصْن المعروف بالمازْنِية) وما حولها، وفي مرتفعات القرا (حرَّة بني عَبد الله) وفي منطقة المهد وأبْلَى والمَحَوي والعرف بعالية نجد، وفي أطراف القصيم وفي المُسْتَوِي وجزء من طُوَيْق ومُجَزل، والبطين والنفود والدبْدبة والصُّمَّان إلى (ديار العوازم وحدود دولة الكويت من الجهة الغربية في الشرق)، (وديار العجمان وبني خالد وسُبيع وعُتيبة جنوبًا)، (وديار حرب وسُلَيْم غربًا)، (وديار الظفير وشمَّر وحرب شمالًا).
1 -
حجر: (وادي السائرة) قراه وسكانه
(2)
:
تنحدر فروع وادي حجر من (قرا) بني عبد الله الواقع بامتداد الحرَّة من الناحية الغربية، وأشهر تلك الفروع: وادي الصدارة، ووادي حَم ووادي الرَّبَّان - غير ربان الفُرَع - ووادي السَّيف - بفتح السين، ووادي الملحة، ويتجه الوادي شمالًا ثم ينحرف غربًا حتى يلتقى بوادي مَرَّ (وادي رابغ) وبعد الالتقاء يلتقي بوادي نَدَا.
(1)
انظر شبه الجزيرة في عهد الملك عد العزيز آل سعود.
(2)
مجلة العرب ج 1، 2 س 24 رجب وشعبان 1409 هـ، من ص 108 إلى ص 112 - ماجد بن طاهر المطيري.
ويقع حوض وادي حجر في أغوار تهامة بين وادي الأكحل وبين وادي قديد، غرب الطويق الحديث السريع وشرقًا عن مدينة رابغ بحوالي تسعين كيلو مترًا. ووادي حجر من أغنى الأودية في تهامة بالمياه والنخيل والزراعة، وفيه أكثر من مائة بئر قديمة وحديثة، وفيه عشر عيون، اندثر منها أربع، ويجري منها ست إلى هذا التاريخ، وهذا بيان أسماء تلك العيون:
1 -
عين الجُوية.
2 -
عين البيار (الآبار).
3 -
عين المازنية.
4 -
عين الخرماء.
5 -
عين خفيف السوق نسبة إلى سوق قديم كان عليها.
6 -
عين العمري.
7 -
عين الزبيري نسبة لصاحبها الزبير بن عزيز بن وائل من بني عزيز والذي يقول فيه القائل:
تلقى شموس الرحيمي
…
والزبيري مقدى الأظعان
8 -
عين يسير.
9 -
عين راين.
10 -
عين السليمية.
ويحتوي وادي حجر اليوم على (35) قرية وهي:
1 -
النبعة.
2 -
الجُوية.
3 -
البيار (الآبار) وبها عدة مرافق، وبها مقر رئيس قبيلة زبالة بن ذكوان.
4 -
المازنية وبها بعض المرافق ومقر الحاكم الإداري ومقر رئيس قبيلة بني يزيد من مُزينة.
5 -
جُليِّلَة.
6 -
الدَّف.
7 -
خيف السوق.
8 -
أبو فُلَيح.
9 -
الزُّويراء (تصغير زوراء).
10 -
العمري.
11 -
المَرْخة.
12 -
القُصارية وبها مقر رئيس قبيلة بني يسلم.
13 -
الزبيري.
14 -
يسير.
15 -
رَايِن (بالياء المثناة التحتية بعدها نون).
16 -
أم العظام.
17 -
الحشيفات.
18 -
القُويبلات.
19 -
السُّليمية.
20 -
عِنْبِبُ.
21 -
الحَرَاج.
22 -
مُغَيَسل.
23 -
المَجْرَمَة.
24 -
أبو لَصَفَة (من اللَّصَفَ نوع من النبات ينبتُ في أطوار الجبال).
25 -
عَصَلَةُ.
26 -
الشاروق.
27 -
الدَّوَّارَة.
28 -
مَدْسُوس.
29 -
العلب.
30 -
الحَلْقَة (بإسكان اللام)
31 -
الهَدَبة.
32 -
المحطة.
33 -
اللُّصَيْب.
34 -
يَنَاعِم.
35 -
الملقا، وهو التقاء وادي مرَّ بوادي حجر.
سكان وادي حجر في هذا العهد:
1 -
قبيلة بني يزيد بن عبد المازني وأصهارهم المراعشة من بني عمرو من حرب.
2 -
قبيلة بني يسلم من مُزينة وهم الآن معدودون من حرب.
3 -
قبيلة زُبَالة بن ذكوان، وهم من قبيلة حرب.
4 -
بعض من بني عبد الله من قبيلة مُطَيْر.
(أ) الصَّوَّاغة من القمشان من الشلالحة من بني عبد الله بن غطفان من قبيلة مُطَيْر.
(ب) العَزَايزات (التحوت) من بني عزيز، سُمُّوا بذلك لأن منازلهم تحت جبال السراوات بينما قبيلتهم الأم في مرتفعات الْقَرَا وفي منطقة المهد.
ويقول الأخ مزلب بن مسلم العزيزي المطيري في مجلة العرب
(1)
عن بني عزيز (التحوت) وهم المعروفون الآن باسم (بني عزيز بن وائل) في حجر في نزلة (الحصن) المعروف بـ (المازنية)، وفروع هذا القسم:
1 -
الشرمان ورئيسهم سالم بن حزام.
2 -
القرشان.
3 -
الملابدة.
4 -
الزبارا الذين منهم الزبير بن عزيز بن وائل.
5 -
الأقوفة.
(1)
محلة العرب ج 11، 12 ص 24 الجماديان سنة 1407 هـ ص 809 - 810.
أما باديتهم فتنتشر في الأودية المنحدرة من الحرَّة، وتعدُّ بلاد بني عزيز (التحوت) محور ارتكاز بين قبائل حرب وقبائل بني عبد الله من مُطَيْر، ويحدها من الشمال قبيلة بني يزيد من حرب، والعساسيف من ذوي عون من بني عبد الله من مُطَيْر، ومن الشرق الموايق والقعوان من الشلالحة من بني عبد الله من مُطَيْر، ومن الجنوب الهويملات من بني عبد الله من مُطَيْر، ومن الغرب قبيلة زبالة من حرب. (انتهى).
الآثار الموجودة في وادي حجر:
1 -
حصن المازنية، وهذا الحصن قصر كان مقامًا على قمة جبل صغير يشرف على عدة قرى ومنازل وتهدَّمت أطلاله وبقي منه ما يدل عليه إلى اليوم.
2 -
قلعة ابن جبرين شيخ ذوي عون من بني عبد الله من مُطَيْر، التي تقع على مرتفع من الحرَّة تشرف على منازل بني عبد الله كان ينزلها في فترة صرام النخيل من كل عام.
3 -
قلعة المراعشة المقامة على جبل في موضع يُسمى شعب المراعشة، وهاتان القلعتان قائمتان إلى هذا التاريخ.
هذا بالإضافة إلى أربعة حصون قامت ببنائها الدولة التركية في وادي حجر وهي حصن عُفير، وتغير اسمه فيما بعد باسم قلعة مُجَمَّلة، والحصن الثاني في قرية البيار. والثالث حصن الزبارة في قرية العمري اجترفه السيل فيما بعد. والرابع حصن أم العظام في قرية أم العظام ويعتقد أن بناء هذه الحصون في القرن العاشر الهجري على أثر حروب قامت بين أهل وادي حجر من مزينة وبين بني عزيز بن وائل ومعهم البعض من قبيلة بني عبد الله، ويقول الشاعر المزيني (الصحيح المُزْني) في تلك الحرب بحضرة قائد الحملة التركية بعد أن مُنُوا بالهزيمة هم ومن معهم من عساكر الترك:
يا مصطفى لا واحلالاه يا رجالنا
…
بعد ضللونا في البيوت الضلائل
جونا وجيناهم وحدونا على العضا
(1)
…
بدهم الفرنج وموشيت الفتائل
(1)
العضا: المكان الوعر.
لا عادت الجدعا
(1)
ولو عادوا أهلها
…
ولعل ما يطري عزيز بن وائل
فرد عليه شاعر آخر على لسان مصطفى بقوله:
هذي علوم ما يصيرن كلهن
…
وإن كان صارت يا علوم الهوايل
ثلاث غزيَّات
(2)
أنا اللي غذيتهن
…
لو كان صاير علم جنى
(3)
جفائل
2 -
حرَّة بني عَبد الله
(4)
(حرَّة بني سُليم قديمًا):
حرَّة بني سُلَيْم: جانبان الشمالي الشرقي يُدعى حرَّة بني عبد الله والجانب الجنوبي الغربي يُدعى حرَّة الروَّقة، وتُدعى حرَّة رهاط، ومن قرى بني عبد الله في حرتهم الحُمَنَة والمزرع والقرن والفارع. ومن قرى الروَّقة في الحرَّة: رهاط والمحاني والفريع ومدركة في أسفل وادي رهاط.
وأبرز معالم الحرَّة، (القَرا): منطقة شبه مستوية، وسط الحرَّة، على قمم جبال صخرية الشكل بعضها بركانية، حمراء اللون محترقة، على شكلين، شكل يميل إلى الهضاب من حيث الصلابة والشكل، والآخر محترق جدا خفيف الوزن فيه فجوات مما ييسر لأهلها أن ينحتوا في داخلها في الجبال مخازن ومستودعات لحفظ الدهن والحبوب والذخيرة.
ويساعد هذه المنطقة دون غيرها على الاستواء، سلسلة جبال السراوات التي تحفها من الجهة الغربية، بطول ما يقارب (80) كيلو مترا.
ويرتفع قرا بني عبد الله عن سطح البحر بـ (4000) متر تقريبًا، وما بعد سلسلة الجبال، أغوار تعتبر من تهامة، وليست في بلاد بني عبد الله.
(1)
الجدعا: إبل العزيزات احتجزها قائد الحملة التركية بعد أن وردت على عين خيف السوق عزيز بن وائل يقال أنه شيخ وفارس بني عزيز في ذلك الوقت.
(2)
الْغزيَّات: خيل سباق مخصصة لرد الخبر السريع أثناء سير المعارك.
(3)
جَنَى: جاءت إلي.
(4)
مجلة العرب، س 21 الربيعين 1407 هـ ص 648 إلى 659، ماجد بن طاهر المطيري، ومجلة العرب س 22 ج رمضان وشوال 1408 هـ من ص 381 إلى 383، عوض بن عويض بن لويحق المطيري.
أما في الجهة الشرقية من الحرَّة فهي شديدة الانحدار، وتجتمع سيول الجهة الشرقية كلها في السبخة التي تفيض بها حاذة والنَّجِيل وأرن والعقيق، وفي قاع السوارقية، ويفيض فيه عدة أودية منها بيضان وقُران والجصَّة وسُوارق والخَبْرَة (وادي الأبطن) والسائلة.
أما سيول الغرب فتنحدر في وادِيَيْنِ هما وادي حَجْر ويفيض في البحر الأحمر حول مدينة رابغ، والوادي الآخر هو وادي ستارة، ويفيض في البحر الأحمر بقرب قرية (ثُول).
ويبعد قَرَا بني عَبْد الله عن مكة المكرمة (180) كيلو وعن المدينة (160) كيلو، وهذه أسماء الأماكن من الجبال والأودية والموارد التي تحتويها حرَّة بني عبد الله:
أم غُثَيِّ (مصغرًا) - حلاة غرب الخط السريع في الحرَّة من الجهة الشمالية بقرب حدود حرَّة بني عبد الله مع حرَّة بني عَمْرٍو، من حرب.
العَصْلا: حلاة في أول حرَّة بني عبد الله من الشمال غرب الخط السريع، بقرب حلاة أم العمد.
الهَيْلَا: - حلاة محاذية لحلاة أم غُثَيِّ من الشرق، يفصل بينهما شعيب الجرنافة.
حَرْبة: حلاة داخلة في جبال السراوات من الجهة الشمالية غرب الخط السريع، ويقال: إن الأرض منها غربًا شديدة الوباء ومنها شرقًا ليست وبيئة، ويقول فيها العسمي الحربي، ناصحًا لولده:
أَنْصَحْك يَا ولدِي عمَّا يَرْفَعَ الشَّرَا
…
وما طَمَّنَتْ حَرْبَهْ وخَشْمِ زيَادْ
تقصِفْ شبابَ العُمْر قدَّامْ يَوْمِهْ
…
وتحط في الوَجْهَ النَّوِيرْ سَوَادْ
حلاة الشيخ: في نهاية حرَّة بني عبد الله من الجهة الشمالية، تنحدر سيولها شرقًا وغربًا شمال جبل مَنْوَر.
صُوَّةُ: حلاةُ تقع في شمالي جبل مَنْوَر، تنبت الطرفاء والحمض، ولا ينبت في سواها من تلك الجبال.
مَنْوَر - بفتحِ الميمِ وسكون النون وفتح الواو وآخره راء: جبل مشهور في أعلى ارتفاع في حَرَّةِ بني عَبد الله، وله لون غير ألوان الجبال الموجودة حوله فهو أبيض وما حوله أحمر، وله شهرة في التاريخ يُسمى به أحد حصون اليهود بالمدينة وله ذكر في كثير من الأشعار، يقول فيه يزيد بن أبي حارثة:
إِنِّي لَعَمْرُكَ لَا أُصَالِحُ طَيِّئًا
…
حَتَّى يَغُورَ مَكَانَ رُمْحٍ مَنْوَرُ
ورأس مَنْوَرَ يشبه حَلَمَةَ ثَدْي المرأة، وفيه شبه من رأس الرمح، ينحدر سيله إلى الشرق وإلى الغرب.
الزُّوْر: واحدها (زَار) والزُّور لها ذكر في الكتب القديمة بعضها مقترن بجبل مَنْوَر، والبعض منفرد، يقع زار في جنوب جبل مَنْوَر، فيما ارتفع من قرى بني عبد الله، ويقول الشاعر:
وبالزَّوْرِ الرقمتين لنا شجا
…
إذَا نَدِيَتْ قيعانُهُ ومَذَاهِبُه
بِلَادُ مَتَى تُشْرِفْ طَوِيْلَ جبَالِها
…
على طرف يجلبْ لكَ الشَّوقَ جالِبُهْ
تُذَكِّرُ عَهْدًا قد مَضَى لَيْسَ رَاجعًا
…
لَنَا أبَدًا أو يُرْجِعُ الدَّرَّ حَالِبُه
والزور أيضًا جبال صغار شمال غرب قرية صُفَيْنَة، جبال سود تطل على قيعان الدمثة، موضع من وادي بَيْضان. ويقول شاعر من حرب، وقد رَبَعُوا في جوار بني عبد الله وعَيَّدُوا على غدير (أبو صفراء).
نَنْزِلْ عَلَى الْحِدَّان بالزَّفَّارْ
…
ما نَاخِذَ الْمِنْزَال بِالفَضْلِيَّة
حدودنا مَنْوَر، وحَدِّك زَارْ
…
وادي اللَّصَاف حدُودنا القدْمِّية
ورد عليه أحد شعراء بني عبد الله بقوله:
حلفتْ ما تنزلِ بلَا مِنْيَارْ
…
حِجَّهْ عَلَى اللِّيْ قَبِلْنَا مَقْرِيَّهْ
ولا تبي تنزل بجيرة جار
…
بالسِّلم اللِّي قبلنا مَمْشِيَّهْ
الزُّبره بضم الزاي - آكام متجاورة جنوب جبال منور وزور يحدر سيلها شرقًا وغربًا.
بتَعَةُ - بالباء الموحدة والتاء المثناة الفوقية والعين المهملة والهاء: - حلاة تكثر بها المخازن المنحوتة وتقع في جنوب مَنْور، وتُرَى بالعين المجردة من الطريق السريع الممتد بين المدينتين الكريمتين.
الفُرع - بفتح الراء: فياض على مستوى تقع شمال مَنْوَر.
القراين - آكام حمر تقع شمال جبل مَنْور.
اللويبة: لابة حَرَّة وعرة جدا في نهاية حرَّة بني عبد الله من الجهة الشمالية تفصل بين حَرَّة بني عمرو وحرَّة بني عبد الله في الجهة الغربية من الحرَّة.
اللصاف: واد ينحدر من جبال مَنْوَر والزور من روافد وادي بَيْضان في وجه الْحَرَّة الشرقية بالنسبة لِقَرَا بني عبد الله.
البَعْصوص: درب يصل بين السُّوَارقيَّة وقُرَى حَجْرٍ، ورد له ذكر في شعر الأعراب في هذا العصر:
عَدَوْا بالنَّزلة اللِّي يَّمة البُطَّح وَرَا ذِيْبان
…
وزفُّوهم مَعَ البُعْصوصْ حَامِيَن لثَّقِيلِيْنا
يَسُوم: درب يسلكه من كان في شمال حَرَّة بني عبد الله إلى قُرَى حَجْرٍ، ورد ذكره في شعر أحدهم:
يا راكبَ اللَّي كنّ شبَّه عيُونهْ
…
يثِّور من عينه كما شعلةَ النار
عَطَوْا دَرْبَ الْعُوَيْدي
(1)
والتَقَيْنَاهُمْ مَعَ الحلْقَانْ
…
وصَبَّحْنَا (المحلل) وإنَّ مَا سُوقه يبَارِيْنَا
وخَذُوا عَيَّادْ مِنَّا والْتَقَطْنَا سَبْعَةَ الْهِمْعَانْ
…
كَمَا لَقْطَ الْجَلَبْ من سُوقِ بَنْدَرْ للسكاكينا
نَرَى لا تحسِبِنَّا بالشَّقَقْ
(2)
مَصْرُوف للعُرْبَانْ
…
تصَالَحْنَا الحُمَيِّمْ والشَّنَا تَبِي تعَادِينا
البقْعِيَّةُ: وادٍ في الوجه الغربي من الحرَّة يصب في وادي (حَمّ) أحد أودية حَجْرٍ ورد ذكر البِقْعِيَّة ونوار في شعر محاورة على إثر وقعة جرت فيها يقول مقبل الوطيباني:
الله الله يا نُوَار اللِّي وَرَا الْبِقْعِيَّةْ
…
سَيَّلُوه عيَال جدِّي سَيْل دم حَانِي
يوم جِيتُونا مَعَ الْغَرْبِي كَما الطَّرْقِيَّةْ
…
تَنْقُلُون الْبارَقَ اللِّي ما معِهْ رَحْمانِي
جبلة أم عرق: جبلان متناظران، يطلَّان على قُرى المزرع والقرن والحَمَنة، غرب الطريق السريع في سلسلة جبال السراوات.
الغِزْلان - واحدها غزال - جبال تقع غرب البِقْعِيَّة وغرب الطريق السربع من جبال السراوات ورد ذكرها في شعر إبراهيم الدملوكي السُّلَمي في محاورة بينه وبين عيد المخيفري بقوله:
يَاعِيْد خْذَ الْعوَيْدِي عاينِه ثم ازْقُفَ السِّمَّان
…
مَسَاك القابلهْ يَمَّهْ غَزَالَ الضِّلْعِ ما دُونِهْ
الهَيَلُ - بفتح الهاء والياء المثناة التحتية وآخره لام: جبل أسود في رأس القَرَا يقع جنوب حليات الزُّبْرة.
(1)
العويدي: طريق يخترق الحرَّة من المدينة إلى مكة ومنه يمر الآن الطريق السريع، وكان يسمى طريق الحاج القوي لتباعد مياهه.
(2)
الشقق: رئيس الهمعان من بني سُلَيْم.
اللبايد: آكام في رأس القَرَا منها (القَطْنَة ودُبَيَّان) التي وردت في شعر محاورة بين موسم بن عطيان العقيَّاني وجبرين بن غنام القعياني وهما في صحبة حراسهما الذين قاموا بخفر القاتل وجلبه إلى المدينة المنورة:
يَادِيْرتِي يَمَّ اللَّبَايِدْ وحِيضَانَ
…
واليَوم في دَارَ الأجَانِيْبَ أغَنِّي
في ديرةٍ مَا غير صحْرهْ وضِلْعان
…
وإِلَّا الحَدِيدَ اللِّي بِرِجْلي يِدِنِّ
فرد عليه جبرين بن غنَّام بقوله:
عَيَّنْت أخوَيْه عِنْدكُمْ يَا دْغَيْمَان
…
أَنْتَهْ وابِنْ عَمكَ فَرَّقْتُوه عَنيِّ
يَا عَنْكَ أنَا مَانِي لسَحْنِتِكْ طَرْبَانْ
…
لَكن فَرَّطْتَ المضَانِيْنَ عَنيَّ
فقال موسم بن عطيان:
أخُوك عِنْدِي يَومِ مَدَّاتَ الأيْمَانْ
…
حتَّى تُوَازِنِّي بعد زِدتَّ عَنيِّ
عانِهْ وَرَا القِطنَهْ عَلَى أيْسَرِ دْبَيَّانْ
…
عَانَ السِّبَاع السَّحْم فَوْقِهْ عَوَنِّ
الكَوْد: عقبة تنزل على قُرَى حَجْر من مزرع ابن شلَّاح ثم الدّمَان، ثم عقبة (أبو مراكب).
خشارمة (خشيرمة): عقبة يسلكها القادم من جنوب حرَّة بني عبد الله إلى قُرى حَجْرِ، قام بتمهيدها صقر بن شلَّاح وسويلم بن حظاظ الشلالحة حتى أصبحت هي الطريق الوحيد لقُرى حَجْرٍ وخاصة بعد افتتاح الخط السريع.
عفيراء - تصغير عفراء -: عقبة شمال عقبةُ خشارمة من الدروب المؤدية إلى حجر مع وادي (حَمَّ) لفتح الحاء وتشديد الميم.
الفُعرة: شعيب يصبُّ في وادي النَّيِّ - بالنون والياء - المنحدر شرقًا من الحرَّة.
أم عُنيْقٍ وأم رقبة: يسلكها القادم من قُرى بني سُلَيْم إلى قُرى حجر ويسمى طريق (الزاير).
المَهْدين - مثنى مهد -: جبلان في نهاية حرَّة بني عبد الله من الجنوب على الجانب الجنوبي من وادي المَكْروُسَاء، وشمال والدي العَيْن في غرب حرَّة بني عبد الله.
الْمَصْقرة: عبارة عن صخور بعضها على بعض تفرخ فيها الصقور وتقع شمال حلاة بتَبَعَة.
الحجرية: وادٍ يصب في أقصى حرَّة بني عبد الله من الشمال، كان هاجد بن ضَمْنه
(1)
يقوم بخفارة الحاج منها إلى الرشادة
(2)
في حدود حرَّة بني عبد الله من الجنوب.
وادي الجُفَيْر: يصب في الصَّعْبِيَّة غرب جبال أُبْلَى.
قلت: وادي الجعير يفصل بين (أُبلى) والحرَّة (حرَّة بني عبد الله) واقع غرب أبلى، وبتجه شمالًا، ويفيض في الخليج، ومنه في الشعبة.
وادي الأبْطن - وادي يصب في الخَبْرة (وادي الأبطن) يستعذب منه أهل السوارقية.
السوارقية: عدَّةُ قُرى تحيط بقاع السوارقية.
ويصب في قاع السوارقية عدةُ أودية منها:
الجصَّة وسُوارق وقُرَانُ، وبَيْضان والخيرة والسايلة.
بَيَضان: - وادٍ زراعي تصبُّ فيه عدة أودية منها: نُبَيْع والغُرَيِّفُ والرُّميِّدَةَ وشَاطا وصُبَير وهَباء.
(1)
هاجد بن ضمنه: أمير المهالكة من الصعبة من بني عبد الله من مُطير.
(2)
الرشادة: مورد وجبل قرب المحاني على طريق الحاج القديم (المنقى).
قاع الصيد: قاعُ يقع شرقي حلاة بَتْعَة سمى بذلك لنبات (الكماة) الزُّبَيدي فيه.
المايَيْن - مثنى ماء: مورد في الوجه الشرقي للحرَّة، يقع في وادي الرَّمَيَّدة، أحد روافد وادي بيضان.
الخُفَيق: مورد يقع في وادي الرميدة الذي يُسمى أعلاه وادي الخفيق، ووسطه وادي الحفيرة وأسفله وادي الرميدة، ويصب سيله في باحة بيضان باتجاه الشرق.
أبو خِرْجين: مورد يقع في وادي الأبطن شمال السوارقية.
الشَّرْع - وادٍ يصبُّ فيه أودية منها: الثَّيلَةُ، وشُواحِط ومَحْلَفُ، وتقع فيه هجرة لافي بن ملفي الدملوكي السُّلَمِي - عند اجتماع تلك الأودية عند ذرة.
الأصَاحِر - وادٍ يصبُّ في وادي الفُرَيع في آخر حرَّة بني عبد الله من الجنوب في شرقي الحرَّة.
الغَاشِيةِ - يصبُّ في وادي النَّيِّ - بفتح النون بعدها ياء مثناة تحتية - بشرقي الحرَّة.
الميراد: آبار ارتوازية حديثة قامت عليها هجرة: للشلالحة، وبعتبر الميراد من القرى التابعة لصقر بن شلاح، ويقع المِيراد في الوجه الغربي لحرَّة بني عبد الله وعلى الطريق السريع.
المزرع هو مزرع ابن شلاح: آبارٌ قامت عليها هجرة صقر بن شلاح (الشلالحة) يقع المزرع غرب الطريق السريع في وجه الحرَّة من غرب.
الحَمَنَة والقَرْن والبقعية: مناطق زراعية تابعة لابن شلاح، تقع في وجه الحرَّة الغربي وغرب الطريق السريع أيضًا.
الجِرْنَاقَة: هجرة للهِجَال قامتْ على الطريق السريع، تقع في الجهة الغربية.
الفرع: منطقة زراعية قامت عليها هجرة الشلالحة والهويملات يقع في نهاية حرَّة بني عبد الله من الجهة الجنوبية الغربية على الطريق السريع.
البرَّاقيَّةُ: آبارٌ قامت عليها هجرة عبيد الله بن عبَّاد بن شلاح (الشلالحة) تقع في حرَّة بني عبد الله في الوجه الشرقي غرب من أُرن.
أُرن: وادٍ زراعي قامت عليه عدة هجر أشهرها الصلحانية وهجرة صمدان بن غبيش الرحيمي من (الشلالحة) يقع في جنوب قرية صفينة. داخل (حرَّة) بني عبد الله.
الأصَاحِر: آبار قامت عليها هجرة شَلِيل بن عبَّاد الرُّوَيْس الرحيمي من (الشلالحة) يقع في الوجه الشرقي من الحرَّة.
العاشِية: آبار قامت عليها هجر فرج بن محمد الضبيطي من الشلالحة.
الفعرة: آبار إرتوازية قامت عليها هجرة للشباشرة والظوافرة من (الهويملات) تقع في وجه الحرَّة من الشرق غرب قرية صُفَيْنَة.
رويضة صُبَيْر: آبار قامت عليها هجرة صقر بن عوَّاض بن لويحق من الهجال (الصعبة) تقع غرب قرية صفينة.
العَظَم: آبار قامت عليها هجرة بَطي بن رجا الله الصحاري القميشي من (الشلالحة) في وادي الأصاحر، في الوجه الشرقي لحرَّة بني عبد الله.
العُقَد: تقع في وادي صبير، وهي آبار قديمة للهجال.
هَبَاء: آبار قامت عليها هجرة سُويْعد بن غالب الطَرسي الْعَزِيزي من (بني عبد الله من مطَيْر) في وادي بَيْضان، غرب قرية صُفَيْنَة.
العَلَمُ: جبل منفصل في الحرَّة بمحاذاة الحُوَا، بين قرية صُفينة وقرية أرن.
السائلة: وادٍ يصب في قاع السوارقية من الجهة الشرقية.
العُقَيلة: شعيب فيه عدة آبار، يصب في قاع السوارقية من جهة الشمال الشرقي.
أم - لَحْيَيْن - مثنَّى لَحْيٍ: آبار قامت عليها هجرة من العوارض من (واصل) تقع في شمال السوارقية.
المِذْخَرة: آبار قامت عليها هجرة من العزايزة من بني عبد الله من مُطَيْر تقع جنوب السوارقية.
السوارقية: قرية قديمة زراعية تحتوي على عدة هجر من قبائل مُطَيْر، ويختلط بهم من حرب والأشراف، وماء السوارقية تغلب عليه الملوحة والمرارة، ويستعذب أهلها من
وادي الأبطن المجاور لها من الجهة الشمالية ومن وادي (أبو خريص)، ويمتد تاريخ السوارقية إلى ما قبل الإسلام، حسب ذكرها في التواريخ.
قلت: تقع السوارقية على حد السهل من الحرَّة، وغرب مدينة المهد.
الخَبْرة: آبار قامت عليها هجرة عائض بن زيد المندهة (العزايزة) تقع في شمال السوارقية - وهي مفيض وادي الأبطن.
الأبْطَن والملْحَا والجصَّة العليا والسُّوسِيَّة: آبار قامت عليها هِجَرةٌ لبني عَزِيز من بني عبد الله من مطير وتعتبر تابعة للمندهة أمير بني عزيز.
الحُوَيْمضَة: آبار قامت عليها هجرة مشعان بن صعير العزيزي، تقع جنوب شرق السوارقية.
العُقلية: آبار قامت عليها هجرة: للعصيلات (الصعبة) تقع في شرق الصلحانية جنوب قرية صفينة.
قلت: تقع جنوب غرب بلدة صفينة.
صُفَيْنَة: قرية زراعية قديمة فيها حاضرة من العوارض والوسامي والعزايزة ومعهم من الروقة من عُتيبة، تقع في جنوب قرية السوارقية.
قلت: تقع صُفَيْنَة على حد السهل (المحوي) من الحرَّة وفي جنوب شرق قرية السوارقية.
3 -
أبْلى: قُراها وسُكَّانها
(1)
:
أُبلَى: سلسلة جبال سود تقع جنوب شرق المدينة المنورة، في الشمال الغربي شمال غرب من مدينة المهد، مهد الذهب (معدن بني سُلَيْم قديمًا) وتخللها أودية وسهول.
وتلك السلسلة يقدر طولها بنحو ثمانين كيلو تقريبًا وعرضها بنحو ستين كيلو، وهي من عالية نجد، ومن بلاد بني عبد الله من مُطير.
وقد ورد فيها أشعار كثيرة قال أحد الشعراء:
(1)
مجلة العرب س 22 ج الجمادين 1408 هـ من ص 827 إلى 832. مؤلف كتاب حمران النواظر.
وهَلْ تَركتْ أُبْلَى سَوَاد جِبَالِهَا
…
وهَلْ زالَ بعْدي عن قُنَيْنَتِه الحِجْرُ
(1)
ويقول الهجري
(2)
أُبْلَى بلد كبير، فيه الجبال والمياه والشعاب وهو عن يمينك من المعدن معدن بني سُلَيْم وأنت تريد العراق
(3)
.
حدودها: يجدها من الشمال وادي الشُّعبة
(4)
، ومن الشمال الغربي وادي الخليج
(5)
، ومن الغرب: قرية الصَّعْبية، ووادي الجُعَيْر، ومن الجنوب وادي السائلة
(6)
، ومن الشرق: وادي الشرق
(7)
.
وهذه أسماء الهجر والأماكن والمياه والأودية والجبال والآثار وأسماء بعض الأشجار والنباتات الدائمة الخضرة في منطقة أبلى:
1 -
الصَّعْبية: حد السهل (أبْلَى) من الحرَّة (حرَّة بني عبد الله) وتقع في الجهة الغربية، وقد تأسست فيها هجرة لقبيلة المهالكة من الصعبة، من بني عبد الله من مُطير، جماعة الشيخ خلف الأفشح، فيها مركز إمارة وهي تابعة إداريًّا لإمارة المدينة المنورة عن طريق مركز إمارة المهد.
2 -
المَزْرِع: قامت عليها هجرة الشيخ نائف بن دويلان السَّنَاح وبها مخطط سكني وزراعي، وتقع في الجهة الغربية.
3 -
سِهْلة المزرع: تقع شمال المزرع، وفيها آبار إرتوازية ماؤها عذب ومزارعها جميلة.
(1)
الحجر في هذا البيت يعني الحجرية التي هي شمال الصعيبة وهي وادٍ يصب في أقصى حرَّة بني عبد الله من الشمال.
(2)
كتاب أبو علي الهجري وأبحاثه في تحديد المواضع ص 180 من منشورات دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر - الرياض - بقلم علامة الجزيرة العربية الأستاذ حمد الجاسر.
(3)
كذا في المخطوطة وصواب العبرة: (وأنت تريد مكة من طريق حاج العراق) فأبلى على يسار من يريد العراق من المعدن بخلاف من يقصد مكة فهي على يمينه.
(4)
وادي الشعبة يتجه شمالًا غربًا، ويفيض في الخنق، ومنه للعاقول.
(5)
وادي الخليج يتجه شمالًا ويفيض في وادي الشعبة.
(6)
وادي السائلة ويقع جنوب جبل مهد الذهب ويتجه بسيله إلى الغرب حتى يصب في وادي الدمثة.
(7)
وادي العرج يتجه شمالًا ويفيض في وادي الشعبة. ويقع غرب قرية العمق.
4 -
الهَرَّارَة: تقع في شمال أُبلى يوجد فيها مزارع وآبار قديمة وحديثة، وفيها مخطط زراعي وسكني، وأميرها مبارك بن عامر المشرافي.
5 -
الجُرَيْسِيَّة: مورد للبادية يغع في الناحية الشرقية، قامت عليها هجرة ابن نيف الديحاني.
6 -
الجُمَيْمَاء: تقع في الناحية الشرقية، قامت عليها هجرة الذويب بن عبَّاد الديحاني.
7 -
الغَمَرْ: آبار قامت عليها هجرة شعوف بن عيد الحنتير، من الصعران من أولاد علي من برية من مُطير، ويقع في الناحية الشرقية الجنوبية، وشمال غرب المهد.
8 -
مَزْرَع اليُبَّس: يقع في الناحية الجنوبية بوادي حواس، ويصب جنوب الصعبية.
9 -
العُقَيْلَة: يقع في الناحية الجنوبية الشرقية لِلْيُبَّس، من الهويملات من بني عبد الله من مُطير.
10 -
الذبال: أرضٌ منبسطة وتتخللها أودية تفيض في قاع الخبرية.
11 -
الهَبْرَة: من أشهر سهول أُبْلَى مع سهلة المزرع والذَّبال، وبها مخطط زراعي للظوافرة من الهوَيملات، وهي مشتركة بين الظوافرة والمشاريف.
بعض المياه الشهيرة في أُبْلَى:
1 -
المشاش بوادي الجعير، للسنحان من المشاريف.
2 -
سَاعِدة بوادي حوس، لليبس من الهويملات.
3 -
المَعَدِن.
4 -
الهَرَّارة.
5 -
الغَمَرْ.
6 -
الجُمْيْمَاء.
7 -
المندسَّة: للمجالدة من الشُّطَّر، وتقع بوادي المزرع.
8 -
المديوسِية: للجعافرة من الهويملات، وتقع بوادي المزرع.
9 -
اليَحامْرِية: لِلصُّعران، أولاد علي من بُرَيْة، من مُطير، وتقع بوادي المزرع.
أهم الأودية:
1 -
وادي الجُعَيْر: يفصل بين أُبْلَى وحرَّة بني عبد الله، ويقع في الجهة الغربية، ويتجه شمالًا، وبفيض في الخليج، ومنه في الشعب، وهو للسنحان من المشاريف من الصعبة من بني عبد الله من مُطير، وفيه أكثر من 120 بئرًا وعدة مزارع، ومن أشهر الموارد المائية فيه قديمًا: المشاش.
2 -
أبُو دَوْمَةَ: يبتدئ من رقبة جبل أحامر شَرْقًا، أسفله الجُون، وعلوُّه أبو دومة، ويفيض في وادي الشعبة.
3 -
أبو بطحاء: يبتدئ من رأس وادي الغِرْنقْ، ويفيض في وادي الحجون.
4 -
الغرنقْ: يبتدئ من رأس وادي (أبو بطحاء) ويفيض في وادي حوس.
5 -
الغمر: يبتدئ من مزرع اليبس، بوادي حوس، وبفيض في وادي العرج.
6 -
حَوَس: يبتدئ من جبل خَطْمَة، ويفيض في قاع الخبرة.
7 -
وادي المزرع: يبتدئ من جبل أحامر، والفراشيح ويمر بالسهلة ويفيض في الخليج.
8 -
العِشْرقِيَّة: تبتدئ من ملحاء، ويفيض في الخليج.
9 -
العرج: يبتدئ من كُشْب وبفيض في وادي الشُّعبة.
10 -
وادي الهرارة: وتقع فيه الهرارة.
11 -
السليم: مجموعة أودية تفيض في العرج.
12 -
الغضَّان: مجموعة أودية.
13 -
وادي العمود: يبتدئ من جبال عُويشقة، ويفيض في الخبرة.
أهم الجبال: جبل ثَمْران، جبال حوَّينَات، أحامر، ضُرَّبون، نوبة، خَطمة، غَرْفَة، رمرم (يَرمْرَم)، رَحْرحان، حَزْرَة، المُوقْعَة، رايان، جبال المهد، ضبع، المِدْرَاء، هضبة الغرنق الحمراء، كتفية، صعيب، الشَّعَث، القنَانة، جبال ملحاء، الحرشا، أذات اللحاء، طوال قِنية، القَرْمِطِي، أنياب المصلوخة، صفراء سعيدة، أبو نطبة، قي، ضباعة، جبال الحصير.
أما أكثر الأشجار والنباتات الدائمة الخضرة فهي: السدر، والسلم، والسمر، والقتاد، والعوسج، والسيال، والسرح، والتنضب، والعرداء، والأراك، والقطف، والأذخر، والثمام، والخصاب، والعشر.
الآثار: في أُبْلَى بئر أثرية تنسب لبني هلال دفنوها عند رحيلهم، وذكر شاعرهم أوصافها، وعلامات للاهتداء إليها، وجاء في كتاب الأخ منديل الفهيد "من آدابنا الشعبية" ج 3 ص 50 - أن الشاعر الكويتي سالم بن تُويِّم الدوَّاي العازمي أفاده بأن الأبيات التي فيها صفة البئر تقع في الربع الخالي لم يهتد إليها حتى الآن ذلك أن جماعة الشاعر لما نزحوا عن البئر دفنوها، وأن القصيدة لعبد من عبيد ابن جامع شيخ العوازم قبل نزوحهم من نجد.
تعقيب: أولًا - ليس بصحيح أن الأبيات لعبد بن جامع شيخ العوازم كما ذكر الشاعر الكويتي سالم بن تويِّم الدوَّاي.
ثانيًا - البئر ليست في الربع الخالي كما ذكر، بل في عالية نجد في أُبْلَى شمال شرق مدينة المهد.
ثالثًا: جميع المعالم المذكورة في القصيدة معروفة بأسمائها حتى الآن في أبلى.
ولتأكيد ما ذكرت أورد رسالة بعثها أخي عبد العزيز بن راشد النمر المطيري إلى الشيخ عبد الله بن خميس، وأورد الأستاذ ابن خميس نصها وجوابه عليها في كتابه "من القائل؟ " ج 3 ص 353.
من الأخ عبد العزيز بن راشد النمر المطيري - المدينة المنورة - مهد الذهب - ثانوية الحكم بن هشام الصف الثالث علمي - وردتنا رسالة مطوَّلة تعلق على الأبيات الهلالية التي تصف بئرًا والتي تقول:
قليبٍ على الْبطْحَا، وتُلْجِي مَنْ الصَّفَا
…
غَذِىَّ المشارِبْ بَرْد ماه زلَالْ
إلَى رَوى مِنْهَا الْمرِوِيّ صمِيْلَهْ
…
حَوَّلْ عَلَى وَادِي (الْحجُون) وقالْ
قِبْلىَّ ضِرْبُونٍ وشَرْقي (غافل)
…
وعَن الْهضَابَ النَّايْفَات شمالْ
على مفيض الرِّيْع يمَّةَ الْوطَا
…
وَالْعَصْرُ مِنْ (خطْمَةْ) عَلَيها ظلال
جَمَّتْهَا تِرْوِي ثمانين أبَاعِر
…
وغَرَّافْهَا يِرْوِي الْبدَاه كمَالْ
وأنا لَو انِّى نَاجعٍ ثُم رَاجِعْ
…
لَاحُطّ عَلَى جَالَ القليْبْ خَيَالْ
أخْفَيْتها يَا عَمّ ما أغرَّكْ بها
…
من خَوْفُ رجَالٍ تذخرها لرجال
يقول الأخ عبد العزيز في رسالته: البئر أنا أعرف موقعها، وجميع من في منطقة المهد يعرفون موقعها، فهي تبعد عن المهد بحوالي 35 كيلو شمالًا شرقيًّا، وتبعد عن هجرة (الهرارة) التي أميرها مبارك بن عامر المشرافي حوالي 6 كيلوات جنوبها، وقد نقَّب أناس كثيرون عنها ولكن لم يجدوها أو بالأصح: لم يهتدوا إليها. والبئر اسمها (بئر دغفل) ووادي الحجون لا يزال معروفًا بهذا الاسم، وجبل غافل لا يزال معروفًا بهذا الاسم وكذلك ضربون وخطمة، التي هي ملاذ للوحوش، قال أحد الشعراء الصعران من مُطير:
يا زِيْنِ مِصْبَاحِ براسَ الطويلةْ
…
في رَاسْ خَطْنَهْ مَرْتَع للوحوش
وأجاب الشيخ عبد الله بن خميس: أما عن تحديد موقع البئر فهو صحيح، ويؤخذ من كلام الأخ عبد العزيز أنها ليست كما وصفنا في جنوب نجد جهة ضربون الذي يلي سيح الدّبُول، والدِّحِي، وما إليه، بل هي في العالية قرب المهد.
ثانيًا: وجدت هذه البئر أو لم توجد المهم أن جهتها تحددت.
4 -
المحْوي: قراهُ وسُكَّانُه:
المحوى: بكسر الواو - اسم مفعول، ولهذا فالتفسير غير صحيح، ولعله سمى بهذا لاحْتِواء الحِرار له، وأحاطتها به.
ويُطلق اسم (الْمَحْوِى) على المنطقة الواقعة بين ثلاث حِرَار، حَرَّة بَنِي عَبد الله في الغرب، وحرَّة كُشُبٍ في الشرق، وحرَّة الكُرَاع
(1)
المتفرعة من حرَّة كُشُبٍ في الشمال، وعِبْلَة رُكْبَة في الجنوب.
وتجتمع معظم السيول في عدة سباخ منها سبخة حَاذَة، وسبخة أم الغِيْرَان.
والْمَحْوى أرض واسعة، ذات منابت طيبة، ومراع جيدة للإبل، تكثر فيه أشجار السَّمُرِ والسَّلَم والقتاد، وتكاد تغطي جميع أجزائه، وهو من عالية نجد، ومن بلاد بني عبد الله من مُطير، تابع إداريا لإمارة المدينة المنورة عن طريق إمارة المهد.
أولًا: قُراه وسُكانُه:
1 -
(صُفَيْنَة) بلدة عامرة ذات مرافق حكومية، فيها مركز إمارة، ومستوصف صحي، ومكتب بريد، ومدرسة ابتدائية للبنين، ومدرسة ابتدائية للبنات وهي بلدة زراعية قديمة فيها حاضرة من الوسامى والعوارض من مُطير، تقع على حد السهل (المحوى) من الحرَّة (حرَّة بني عبد الله) وجنوب المهد بـ 55 كيلو، واقعة في الناحية الشمالية الغربية، شيخها حمود بن سعود الزير.
2 -
(حَاذَة) بلدة عامرة، ذات مرافق حكومية، فيها مركز إمارة، ومستوصف صحي، ومكتب بريد، ومدرسة ابتدائية للبنين، أول من اتخذها هجرة للعقالية هو الشيخ شديد بن أحمد بن سعد العقيلي أمير العقالية من مُطير آنذاك، أنشئت قبل 200 سنة
(2)
، وتقع جنوب صفينة على الطريق المؤدي للطائف، وهي على حد السهل من الحرَّة، آخر أملاك قبيلة مُطير من الجنوب، واقعة في الناحية الجنوبية الغربية.
3 -
(المُوَيَّهِية) بلدة عامرة، ذات مرافق حكومية، فيها مركز إمارة، ومستوصف صحي، ومدرسة للبنين، تقع جنوب حرَّة الكراع، وغرب حرَّة كشب، وجنوب شرق المهد
(1)
حرة الكراع متفرعة من رأس حرَّة كشب في الشمال، وتتجه نحو الغرب وتنتهى في سبخة غرب بلدة صفينة، وهي جنوب المهد.
(2)
حاذة: قال لي الشيخ غازي بن عطا الله بن بنش أمير صفينة وشيخ جماعته، أن أول من اتخذ حاذة هجرة هو جدنا الشيخ شديد بن أحمد بن سعد العقيلى، وهو الجد الخامس له فهو غازي بن عطا الله بن مشحن بن بنش بن فالح بن شديد بن أحمد بن سعد العقيلي، والعقالية الآن ثلاثة أفخاذ وهم ذوو سعد، وذوو محمد، وذوو حسين.
قلت حاذة: بلدة قديمة انظر كتاب "المناسك"، 334 - فهي معروفة منذ أول العهد الإسلامي.
بـ 60 کيلو، وشرق بلدة صفينة في الناحية الشمالية الشرقية، وسكانها العضيلات من الصعبة من بني عبد الله من مُطير.
4 -
(فيضة المُوَية) تقع غرب المويهية، قرية زراعية، فيها آبار إرتوازية، من أملاك العضيلات.
5 -
(الرِّقَابِيْة) هجرة فيها مدرسة ابتدائية للبنين، ومدرسة ابتدائية للبنات، تقع شمال غرب فيضة الموية، سكانها العضيلات.
6 -
(عُنْيِزة) هجرة تقع في جنوب وادي (السر) الذي يبدء من حرَّة كشب ويتجه غربًا ويصب في سبخة أم الغيران شرقًا، وهي جنوب غرب الرقابية، وسكانها العضيلات.
7 -
(الضِّبْعِيْة) هجرة، فيه مدرسة ابتدائية للبنين، شرق صفينة، وشمال غرب عنيزة سكانها العضيلات.
8 -
(أُم الغِيْرَان) جمع غاز، وهو الكهف في الجبل، هضبة تقع في عبلة بيضاء، واقعة جنوب غرب هجرة عنيزة، وجنوب شرق صفينة، تأسست بالقرب منها هجرة باسم الهضبة فيها مدرسة ابتدائية للبنين، وسكانها العقالية من الهويملات من بني عبد الله من مُطير.
ثانيًا: أهم الجبال والهضاب:
1 -
(السِّتار) جبل أحمر معروف بهذا الاسم قديمًا وحديثًا، يمر به حاج العراق القديم، جنوب شرق صفينة، وشرق هجرة أم الغيران، وهو في بلاد بني سُلَيْم قديمًا، واقع في الناحية الشرقية.
2 -
(شِعْر) جبل أسود، يقع شمالًا من هضبة أوفيعية، ويقال أو فاعية، وجنوب جبل الستار، وشرق بلدة حاذة بـ 25 كيلو، وشمال ركبة، وفي بلاد بني سليم قديمًا، واقع في الناحية الجنوبية الشرقية.
3 -
(هِدأن) جبل أسود، ليست حوله جبال، شمال شرق حاذة، وجنوب شرق هضبة أوفيعية، وشمل شرق أم الغيران بعشرة كيلوات، واقع في الناحية الشرقية.
4 -
(ذُخْر) جبل أسود، جنوب شرق صفينة، وجنوب هجرة الضبعية، واقع في الناحية الشمالية.
5 -
(أنْيَاب) جبل أسود، يقع شرق هدان.
6 -
(اليَعْقوب) جبل أسود، غرب هجرة أم الغيران.
7 -
(أُوفيعية) هضبة ويقال أُوفاعية، جنوب جبل ذخر، وشمال وادي السر.
8 -
(الصَّدَار) هضبة شرق غرب أوفيعية.
9 -
(أم الغِيْرَان) هضبة تقع في عبلة بيضاء، شرق جبل الليعقوب، تأسست بالقرب منها هجرة باسمها للعقالية من مُطير.
5 -
(العُرْف): قراه وسكانه
يقع بعالية نجد بين الحناكية والمهد، وهو كظهر الحصان تفيض شعبانه شمالًا في وادي (المخيط)
(1)
وجنوبًا في وادي (الشُّعبة)
(2)
وبدايته من الغرب من جبل (تَعَار)
(3)
ومن مجموعة جبال تسمى (أفْخَاذ)
(4)
مفردها فخذ، إلى (السَّلِيْلَة)
(5)
شرقًا.
والعُرْف بلاد واسعة، ذات مراع جيدة، فيه قُرى مأهولة بالسكان، ومياه بادية كثيرة، وبه سلسلة جبال متناثرة تتخللها أودية وشعاب.
ويسكن العُرْف بطون وأفخاذ من قبيلتي حَرْبٍ ومُطَيْر.
وهو تابع إداريًّا لإمارة المدينة المنورة عن طريق مركز أمارة المهد، ما عدا أم مُشْكَاعًا تابعة للحناكية، وحَزْرَة تابعة للصويدرة.
أولًا: قراه وسكانه:
1 -
(أُم المَخَايِيْل) وتقع غرب السليلة، وجنوب وادي المخيط، وسكانها الوطابين من الصعبة من بني عبد الله من مُطير.
2 -
(أم شْكَاعَا) وتقع على جانب وادي المخيط من الجنوب، وبها مدرسة ابتدائية للبنين، وسكانها المشاريف من الصعبة من بني عبد الله من مُطير.
(1)
وادي المخيط: يذهب سيله صوب المدينة المنورة.
(2)
وادي الشعبة: يبدأ سيله من ناحية الغَرَابَة وخَرْب، غرب الجَرِر، ثم يتجه غربًا شماليًّا ويلاقيه المخيط.
(3)
جبل تُعَار: شمال أُبْلَى وجنوب الحناكية، لونه أحمر، واقع في بلاد حرب.
(4)
أفْخَاذ: جبال متناثرة على مفيض وادي الشعبة، غرب العرف.
(5)
السَّليِّلَة: ماء قديم مر، آبار كثيرة يقع غربًا من شَابَة ورُوم وغرب صِخيبرة على بعد 30 كم في بلاد ميمون من بني عبد الله من مُطير، معروف بهذا الاسم قديمًا وحديثًا.
3 -
(حَزْرَة) وتقع على جانب وادي منية، وبها مستوصف، ومدرسة ابتدائية للبنين، ومدرسة للبنات، وسكانها من قبيلة حرب.
4 -
(الرَّكْنَة) وتقع على الطرف الشمالي من وادي الشعبة، وهي حديثة العهد، وسكانها المَشارِيف من مُطير.
5 -
(فَرْحَة الجديدة) وتقع في وسط العرف، في منتصف وادي فرحة، وسكانها اليَبْس من الهويملات من بني عَبد الله من مُطير.
6 -
(المُريْرَ) ويقع شمال جبل تعار، وسكانها بني جابر من بني عمرو من حرب.
ويبدو لي أنه هو الماء الذي ذكره ياقوت وقال إنه ماء من مياه بني سُلَيْم بنجد قال:
هذا المرير فاشربيه أو ذري
…
إن المرير قطعة من أخضر
7 -
(النَّعْيرِية) وتقع في وسط العرف، وهي ماء قديم، آبار كثيرة أُنشئت عليها هجرة للشطر من الصعبة من بني عبد الله من مطير.
ثانيًا - أهم الموارد المائية:
1 -
(الحَشْوَرِية) مورد قديم ومن أشهر الموارد في العرف، وورد ذكر الحشورية في قصيدة طويلة للشيخ جهز بن شرار أمر ميمون من بني عبد الله من مُطير ردا على قصيدة الشيخ مشعان البراق التي قالها عندما أراد الغزو على الدياحين من واصل من بُرَيْه من مطَيْر فقال جهز:
قدمك بني عثمان دفع السلاطين
…
وحروبهم ناوينهم بالقضية
وشنت خابر يوم راحو معيفين
…
يومنهم جوهم على الحشورية
2 -
(خُثَارِق) مورد قديم، واقع في واجهة العرف الشمالية بين أم المخاييل وأم العُوشَزْ.
3 -
(شَبَيْشِير) مورد من أملاك ميمون من بني عبد الله من مُطير، واقع في منتصف العرف من الجهة الشرقية.
4 -
(فَرْحَة القديمة) مورد قديم مهجور.
5 -
(القَرَارَة) مورد قديم، واقع في منتصف الجهة الغربية للعرف.
6 -
(القِنِيْنِي) مورد قديم، واقع في الجهة الغربية للعرف شرق من جبل تعار.
7 -
(لِقْطَان) مورد من أملاك ميمون من مُطير، واقع في منتصف العرف من الجهة الشرقية.
8 -
(مُبْغرَة) مورد قديم مهجور.
9 -
(مِنْيَة) مورد من أملاك الشمالين من قبيلة حرب، واقعة في وادي منية.
ثالثًا - أهم الجبال:
(الأبهاه)، (الجُمَيْمَى)، (رُوَيْث)، (الزِّيْنَات)، (الصَّخَرة)، (العَبْدلِية)، (العُبِيْد: مجموعة جبال متناثرة على الضفة الشمالية من وادى الشعبة)، (فَرَاح)، (القِنَة: مجموعة جبال)، (المُريرُ)، (المَضْبَعَة)، (المَنْصَى).
رابعًا - أهم الأودية:
1 -
وادي (العُوشَزْ) والذي يتفرع من جبال المضبعة وينحدر شمالًا مرورًا بقرية أم مشكاعا، ويفيض في وادي المخيط.
2 -
وادي (عرَيْفِطَان) والذي ينحدر من جبال المضبعة حتى يلتقي بوادي فرحة بالقرب من المرير، ويفيض في وادي المخيط.
3 -
وادي (فَرْحَة) والذي يتفرع من جبل رويث، مرورًا بمجموعة جبال القنة، ثم يفيض في وادي المخيط شمالًا.
4 -
وادي (مِنْيَة) يتفرع من جبل العبدلية مرورًا بمورد منية المسمى باسم الوادي وكذلك يمر بقرية حزره، ثم يفيض في وادي الشعبة غربًا.
خامسًا - أهم الأشجار الدائمة الخضرة في منطقة العُرفْ:
(الإِذْخِر)، (السَّلم)، (السّمَرَ)، (العُوشَزْ)، (القِتاد)، (الوَهَطَ).
(6)
ومن قرى وهجر قبيلة مُطَيْر التي جاء ذكرها في المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية هي كما يلي:
الموقع - المعجم
1 -
رْبَيْق - عالية نجد، لابن جنيدل
2 -
الأرطاوي - عالية نجد، لابن جنيدل
3 -
أم أُرْطَى - عالية نجد، لابن جنيدل
4 -
أُم الشَّطن - عالية نجد، لابن جنيدل
5 -
بَدَايع الرَّحَامِين - عالية نجد، لابن جنيدل
6 -
بَيْضَا نَثِيْل - عالية نجد، لابن جنيدل
7 -
ثَرْب - عالية نجد، لابن جنبدل
8 -
جَرَابْ - عالية نجد، لابن جنيدل
9 -
الحُسْو - عالية نجد، لابن جنيدل
10 -
الدَّمْثىِ - عالية نجد، لابن جنيدل
11 -
دَحْمُولَة - عالية نجد، لابن جنيدل
12 -
سَامُوْدَة - عالية نجد، لابن جنيدل
13 -
السّلَيْسِية - عالية نجد، لابن جنيدل
14 -
الصَّالحِية - عالية نجد، لابن جنيدل
15 -
صُخَيْبَرة - عالية نجد، لابن جنيدل
16 -
الضَّبعِية - عالية نجد، لابن جنيدل
17 -
ضَرَابِيْن - عالية نجد، لابن جنيدل
18 -
طَلَال - عالية نجد، لابن جنيدل
19 -
العَشَّاي - عالية نجد، لابن جنيدل
20 -
العَمَقْ - عالية نجد، لابن جنيدل
21 -
الفرْضُخيَّة - عالية نجد، لابن جنيدل
22 -
القَاعِيَّة - عالية نجد، لابن جنيدل
23 -
القَيَاسِر - عالية نجد، لابن جنيدل
الموقع - المعجم
24 -
المَحَامَة - عالية نجد، لابن جنيدل
25 -
المُشَاش - عالية نجد، لابن جنيدل
26 -
المُطَيْوي - عالية نجد، لابن جنيدل
27 -
الْمكَيْلي - عالية نجد، لابن جنيدل
28 -
المِنْدسَّة - عالية نجد، لابن جنيدل
29 -
نَجْخْ - عالية نجد، لابن جنيدل
1 -
بَوْضَى - معجم اليمامة، لابن خميس
2 -
الأرْطَاوِيَّة - معجم اليمامة، لابن خميس
3 -
الأمْغَر - معجم اليمامة، لابن خميس
4 -
مُلَيْح - معجم اليمامة، لابن خميس
5 -
البُتَيْرَي - معجم اليمامة، لابن خميس
6 -
حُوَيْمِضَة - معجم اليمامة، لابن خميس
7 -
خُنَيْفسَان - معجم اليمامة، لابن خميس
8 -
الشَّحْمَه - معجم اليمامة، لابن خميس
9 -
الفُرُوْثي - معجم اليمامة، لابن خميس
10 -
أُم الجَمَاجِم - معجم اليمامة، لابن خميس
11 -
القَاعِيَّة - معجم اليمامة، لابن خميس
12 -
مُبَايِض - معجم اليمامة، لابن خميس
1 -
أُم الخْشَبْ - بلاد القصيم، العبودي
2 -
أُم حَزْم - بلاد القصيم، العبودي
3 -
أم دَبَّاب - بلاد القصيم، العبودي
الموقع - المعجم
4 -
أم طلَيْحَة - بلاد القصيم، العبودي
5 -
أبُو عْشَر - بلاد القصيم، العبودي
6 -
بَداع اللهيب - بلاد القصيم، العبودي
7 -
بَدايْع الضبطان - بلاد القصيم، العبودي
8 -
بَدايْع رِيْمان - بلاد القصيم، العبودي
9 -
الثَّامْرِيّة - بلاد القصيم، العبودي
10 -
بَيْضَا نثِيْل - بلاد القصيم، العبودي
11 -
الجِرِثْمي - بلاد القصيم، العبودي
12 -
جِفْرة - بلاد القصيم، العبودي
13 -
حِسْوُ جميعان - بلاد القصيم، العبودي
14 -
الجُعلَة - بلاد القصيم، العبودي
15 -
خَضْرا - بلاد القصيم، العبودي
16 -
الرَّبْقِيَّة - بلاد القصيم، العبودي
17 -
ربَيْق - بلاد القصيم، العبودي
18 -
الرَّضمُ - بلاد القصيم، العبودي
19 -
الرَّضْمية - بلاد القصيم، العبودي
20 -
الرِّفَايع - بلاد القصيم، العبودي
21 -
الرَّكْنة - بلاد القصيم، العبودي
22 -
رَوْضَة الحُسْو - بلاد القصيم، العبودي
23 -
ريمان - بلاد القصيم، العبودي
24 -
زهْلُولَة - بلاد القصيم، العبودي
25 -
السلَيْسِيَّة - بلاد القصيم، العبودي
الموقع - المعجم
26 -
صَعَيْنِين - بلاد القصيم، العبودي
27 -
ضبيعة - بلاد القصيم، العبودي
30 -
الظَّاهرية - بلاد القصيم، العبودي
31 -
عَلْبا - بلاد القصيم، العبودي
32 -
العَمَارْ - بلاد القصيم، العبودي
33 -
مَشَاش لَيْم - بلاد القصيم، العبودي
34 -
المِنْدَسَّة - بلاد القصيم، العبودي
35 -
الْمَلْقَى - بلاد القصيم، العبودي
36 -
نَجْخْ - بلاد القصيم، العبودي
37 -
هِرْمُولة - بلاد القصيم، العبودي
1 -
أُم عَشَرْ - المنطقة الشرقية، حمد الجاسر
2 -
أم العَوَقِيْل - المنطقة الشرقية، حمد الجاسر
3 -
أُم الهُوشَات (مُشَلَّه) - المنطقة الشرقية، حمد الجاسر
4 -
جراره (الرَّفِيعَه) - المنطقة الشرقية، حمد الجاسر
5 -
أم قُلَيْب - المنطقة الشرقية، حمد الجاسر
6 -
الصُّدَاوِي - المنطقة الشرقية، حمد الجاسر
7 -
السُّوبَان - المنطقة الشرقية، حمد الجاسر
8 -
الحَيْرَاء - المنطقة الشرقية، حمد الجاسر
9 -
السُّورِيَّة - المنطقة الشرقية، حمد الجاسر
10 -
الشَّامِيَّة - المنطقة الشرقية، حمد الجاسر
11 -
مدينة الحفر - المنطقة الشرقية، حمد الجاسر
12 -
مدينة القيصومة - المنطقة الشرقية، حمد الجاسر
الموقع - المعجم
13 -
ذَبْحَة - المنطقة الشرقية، حمد الجاسر
14 -
اللصَافَة - المنطقة الشرقية، حمد الجاسر
15 -
الشِّيْحِيَّة - المنطقة الشرقية، حمد الجاسر
16 -
قَرْيَة - المنطقة الشرقية، حمد الجاسر
17 -
قرَيَّة - المنطقة الشرقية، حمد الجاسر
18 -
السُّعَيْرَه - المنطقة الشرقية، حمد الجاسر
19 -
اللهَابَة - المنطقة الشرقية، حمد الجاسر
20 -
العاذِرِيَّة - المنطقة الشرقية، حمد الجاسر
(7)
ومن قرى وهجر قبيلة مُطَيْر التي لم يرد لها ذكر في المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية هي كما يلي:
1 -
أُم سُدَرة:
هجرة لليبس من الهويملات من بني عبد الله من مُطَيْر، أسسها فيحان بن جبير، وجماعته واقعة على الخط المسفلت بين المجمعة والأرطاوية يمين الخط، وأنت ذاهب للأرطاوية.
2 -
أُم سُدَيْرة:
هجرة للجبلان من علوى من مُطَيْر، أسسها مشاري بن لامي وجماعته، تقع بالسوبان، بالمنطقة الشرقية.
3 -
أُم سُدَيْرة:
هجرة للجبرة من الموهة من علوى من مُطَيْر، أسسها نشمي بن جبر وجماعته تقع شمال الأرطاوية.
4 -
أم غُورْ:
هجرة للبراعصة من الموهة من علوى من مُطَيْر، أسسها جزَّاع بن عبد المحسن الحبل وجماعته، واقعة شمال شرق جراره (الرفيعة) في الصمَّان.
5 -
أُم وَثِيلَة:
بئر واحدةَ تعادل في غزارة مائها جملة آبار وتقع في نفود السر للجنوب الغربي من الزلفي أنشئت عليها هجرة للحمادين.
6 -
البَحَرَة:
هجرة للرحامين من الشلالحة من بني عبد الله من مُطَيْر، أسسها حميد بن عوض الله بن زهيميل وجماعته، وتقع في عالية نجد بالقرب من أم أرطى.
7 -
بَدَّرَا:
هجرة للموازين من ذوي سويعد من ذو عون من بني عبد الله من مُطَيْر، أسسها بندر بن صالح الميزاني، وتقع شمال من نجخ في عالية نجد.
8 -
البَدِيع:
عبارة عن آبار أُنشئت عليها هجرة حاكم مستور العضيلة، وتقع بعالية نجد.
9 -
بِطْحِي:
عبارة عن آبار قامت عليها هجرة سمير الجبيل، ويقع شمال من طلال بعالية نجد.
10 -
البُويِّبِيَات:
هجرة شقير بن مطلق الدويش، وتقع في الصمان للجنوب من جرارة (الرفيعة) في مكان منخفض، يحدها من الجنوب والشرق سلسلة مرتفعات حجرية.
11 -
الحُفَيْرِيَّة:
عبارة عن آبار تقع في عالية نجد جنوب مدينة المهد، أُنشئت عليها هجرة للعقصان من العضيلات من الصعبة من بني عبد الله من مُطَيْر.
12 -
الحَمَادَه:
هجرة للموازين من ذوي سويعد من ذوي عون من بني عبد الله من مُطَيْر، أسسها فيحان بن مطلق الميزاني وتقع في عالية نجد شرق نجخ.
13 -
الحَمَادَة:
هجره لذوي شطيط من ذوي أوصيمع من ذوي عون من بني عبد الله من مُطَيْر، أسسها غثيث بن شباب الشطيطي وجماعته وتقع غربي نجخ في عالية نجد.
14 -
حُنِيدرِ:
هجرة للرخمان من الموهة من علوى من مُطَيْر، أسسها مرزوق بن مسفر الرخيمي، ويقع شمال الأرطاوية.
15 -
خِبِيراء:
عبارة عن آبار مغطاة بالرمال وحفرها فيصل بن مرزوق بن شبلان عام 1946 م أُنشئت عليها هجرة ابن شبلان وجماعته اليحيا من الجبلان من علوى من مُطَيْر.
16 -
خَتْلان:
هجرة للشطر من الصعبة من بني عبد الله من مُطَيْر، ويقع بأسفل وادي فجيج في بقعة أرض تسمى الشعبة.
17 -
خَرْجاء:
هجرة للهراسين من العضيلات من الصعبة من بني عبد الله من مُطَيْر، وتقع بعالية نجد.
18 -
الدَّبِيَّة:
عبارة عن بئر إرتوازية قامت عليها هجرة محمد بن دبي، وتقع في السويان بالصمان.
19 -
الدْحَلَة:
وقد نشأت على ضفة واد صغير يحيط به الأشجار الصغيرة وهي حديثة بجوار (العبدلية) بينهما مسافة (2 كم) وتشترك معها في مدرسة ابتدائية للبنين وتبعد عن الخط العام (3 كم).
20 -
الذيْبيَّة:
هجرة للعُبيَّات من واصل من برية من مطَيْر، أسسها ندا بن فلاح بن عشوان، وتقع في وادي الباطن بالقرب من نهايته من الغرب.
21 -
رُمَيثه:
عبارة عن آبار أُنشئت عليها هجرة سعد بن زاهي وتقع في عالية نجد.
22 -
السُّحَيِمِي:
هجرة للرخمان من الموهة من علوى من مُطَيْر، أسسها محمد بن عويض الرخيمي، ويقع شمال الأرطاوية.
23 -
سُليما:
هجرة للجعافرة من الهويملات من بني عبد الله من مُطَيْر أسسها بدر أبو ركب الجعفري، وتقع شرقا من مهد الذهب بعالية نجد.
24 -
سَمْجَان:
عبارة عن آبار أُنشئت عليها هجرة ابن شمس الشلاحي ويقع غربي عريق الدسم بعالية نجد.
25 -
الشَيَّط:
عبارة عن بئر ارتوازية، تقع غرب قرية قامت عليها هجرة عبد العزيز بن بدر الوطبان الدويش.
26 -
الأطْلُوحَة:
هجرة للموازين من ذوي سويعد من ذوي عون من بني عبد الله من مُطَيْر، أسسها قالط بن فارع الميزاني، وتقع بين أبان الحَمَرْ ونَجْخ في عالية نجد.
27 -
العَبْدلِيَّة:
هجرة للهجال من الصعبة من بني عبد الله من مُطَيْر، أسسها عوض بن عويض بن لويحث، تقع في الجنوب الغربي من البدايع وتبعد عن الخط العام (5 كم).
28 -
العُثَيَّة:
عبارة عن آبار أنشئت عليها هجرة للدياحين وتقع شرقا من المهد.
29 -
عِشْيرَان:
هجرة للجشوش من الصعبة من بني عبد الله من مُطَيْر، أميرها علي بن سليم بن رجاح وجماعته، ويقع جنوب غربي العمار.
30 -
العُقْلَة:
عبارة عن آبار أنشئت عليها هجرة شوفان الرخيمي وتقع جنوب الأرطاوية.
31 -
العُقيلَة:
هجرة للعضلات من الصعبة من بني عبد الله من مُطَيْر، وتقع شرقا من الصلحانية بحرَّة بني عبد الله.
32 -
العَمَارَ:
هجره للصعران، تقع في ضلع طويق كري المجمعة على مسافة حوالي 30 كيلو، أسسها شجاع الربع.
33 -
عَوَّاضَه:
عبارة عن آبار أُنشئت عليها هجرة نايف بن عبد الهادي بن درويش، وتقع في عالية نجد.
34 -
الغُبْية:
عبارة عن آبار أُنشئت عليها هجرة متعب بن صعيقر الميزاني العوني، وتقع في عالية نجد شمال نجخ.
35 -
فُجَيج:
عبارة عن آبار أُنشئت عليها هجرة خلوي الشبيعان الوسمي، ويقع شرق من المهد.
36 -
الفَرِيدَة:
عبارة عن بئر ارتوازية قامت عليها هجرة عبد العزيز بن محمد الدويش، وتقع غربي اللهابة.
37 -
فُرَيضِيخ:
عبارة عن آبار أُنشئت عليها هجرة سمير الجبيل ويقع شمال من طلال بعالية نجد.
38 -
الفُوَيَّسة:
عبارة عن آبار أُنشئت عليها هجرة حنيف بن غريبان، وتقع شرقا من الهضب.
39 -
الفَيْضَة (فيضة الريشية):
عبارة عن آبار أُنشئت عليها هجرة على بن عوض بن مدلج وجماعته من ذوي ميزان من ذوي عون.
40 -
الفَيِّوان:
عبارة عن بئر ارتوازية، تقع في وادي الباطن غربي حفر الباطن، قامت عليها هجرة عوض بن سهبان وجماعته ذوي سعدون من الصعران.
41 -
القَبيْعية:
هجرة للدياحين، أسسها معيبد القبيع الديحاني وتقع جنوب البدايع بالقصيم.
42 -
القُوَز:
هجرة للدرابية من ميمون، ويقع شمال الحسو بعالية نجد.
43 -
المِتْياهة الجنوبية:
عبارة عن بئر ارتوازية قامت عليها هجرة ناصر بن محمد بن شرار وجماعته ميمون، وتقع في وادي فليج الجنوبي بالصمَّان.
44 -
مُشْرفة:
عبارة عن بئر ارتوازية قامت عليها هجرة معتق بن عبيد الرخيمي، وتقع شرق من السبلة.
45 -
مُشْلَح:
عبارة عن آبار أنشئت عليها هجرة شلية الرخيمي ويقع شمال الأرطاوية.
46 -
مُصدَّه:
عبارة عن آبار أُنشئت عليها هجرة عبد الله بن صاهد الجبيري، وتقع شمال الأرطاوية.
47 -
المَطَاوي:
هجرة للشطر من الصعبة، أسسها نايف بن بندر بن درويش، ويقع جنوب الأرطاوي في عالية نجد.
48 -
مُطْربه:
هجرة للدوشان شيوخ مُطَيْر، أسسها هزاع بن بندر الدويش، واقعة شمال اللهابة.
49 -
مَنَاخ:
عبارة عن بئر ارتوازية قامت عليها هجرة مسير بن شبلان وجماعته اليحيا من الجبلان من علوي من مُطَيْر، ويقع في الصمَّان.
50 -
المهد:
جبل يوجد فيه معدن ذهب وفضة وضُربت منه عملة الريال الفضة السعودي وكذلك الجنيه الذهب السعودي، ويسمى عند العامة بمهد الذهب منذ القدم، ويقع جبل المهد جنوب أُبْلَى بعالية نجد، أُنشئت على منجم المهد مدينة المهد الآن، والمهد مدينة عامرة بالسكان، ذات مرافق حكومية ونشاط تعليمي ومستقبل طيب، ومعظم قُرى وهجر حرَّة بني عبد الله وأُبْلَى والمَحَوِي والعُرْف وما حولها، تابعة إداريا لإمارة المهد.
51 -
المُويَة:
عبارة عن بئر ارتوازية، وتقع غرب من الزلفي وهي نقرة في وسط النفود تحيط بها الرمال السائبة.
52 -
النُّخَيل:
عبارة عن آبار أُنشئت عليها هجرة مناور بن عواض الرخيمي، ويقع شمال الأرطاوية.
53 -
النُغَيق:
عبارة عن آبار أُنشئت عليها هجرة معتق الرخيمي ويقع شمال الأرطاوية.
54 -
هَدْبَان:
هجرة للجعافرة من الهويملات من بني عبد الله من مُطَيْر، أسسها ابن فهم وتقع بعالية نجد.
55 -
وُثَيلان:
عبارة عن آبار قامت عليها هجرة فيحان الحوز وجماعته الجشوش من الصعبة ويقع جنوب غربي العمار.
بطون وأفخاذ وفصائل قبيلة مُطيْر
تنقسم قبيلة مُطَيْر إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
[1]
بَنو عَبدِ الله.
[2]
عِلْوَى.
[3]
بُرَيْه
قبيلة بني عبد الله
(1)
أصل القبيلة: غَطَفَان بن سعد بن قيس عيلان بن مُضَر بن نزار بن معد بن عدنان، من أشهر القبائل العدنانية في الجزيرة في العهد الجاهلي وعند ظهور الإسلام، وقد تفرعت فروعًا كثيرة منها فزارة، وعبس وذبيان وغيرها، غير أن تلك الفروع تفرقت وتسمَّت بأسماء أخرى فجُهِلتْ الأسماء القديمة
(2)
، وقد حافظت قبيلة بنو عبد الله على الاسم الذي اختاره لها الرسول صلى الله عليه وسلم وتمسكت به مع انضوائها في مُسمى قبائل مُطَيْر التي تنسب إلى قبائل متعددة.
منازلها: كانت غَطَفَان تحُلُّ رقعة واسعة من شمالي غرب الجزيرة تمتد شرقًا من القصيم، حتى تقارب الحِرار الواقعة شرق المدينة، وتتركز على ضفاف وادي الرُّمة، وفي حِرار خيبر وفدك وضرغد وما حولها من هذه الأماكن.
وكانت قبيلة بني عبد الله تَحُلُّ مع قومها الغطفانيين، ولكن بلادها كانت في نجد في الطرف الغربي من القصيم.
قال صاحب كتاب "بلاد العرب"
(3)
- وهو يتحدث عن القصيم: (وبه أيضًا لبني المرقِّع - وهم من بني عبد الله بن غَطَفَان - مِياه، منها ماء يقال لها الجَحْدرة، وماء يقال له الركَيَّات).
ونورد هنا بعض أسماء المواضع التي كانت تُعَدُّ من بلادهم على ما جاء في كتاب "بلاد العرب"
(4)
:
(1)
الجزء الثالث - السنة السادسة 1391 - رمضان من ص 161 إلى ص 172 حيث تحدث عنهم العلَّامة الشيخ حمد الجاسر من حيث نسبهم وتاريخهم وموطنهم في العهد الجاهلي وعند ظهور الإسلام.
(2)
قلت: مثل قبيلة عبس التي عُرفت باسم بني رشيد بعد نهاية القرن السابع للهجرة.
(3)
ص 342.
(4)
ص 317.
1 -
الأثَوارُ: رملة تُعرف الآن بنفود كُتيفة، لازقة بجبل كتيفة من الجنوب بينها وبين جبل الأيْم (لَيْم).
2 -
بئر بن بُرَيمة، وهم من عبد الله بن غَطَفَان، وقرب هذه البئر معدنُ ذهب يضاف إليه، فيقال: معدن البئر، وهو فوق مُبْهل.
3 -
الثلَبُوت: في أشهر روافد وادي الرُّمة وهو فوق مُبْهل.
4 -
الحجْدرَة: بقرب نفود الشُّقيقة، غربهُ.
5 -
الحاجِرُ: ويظهر من قصة أوردها صاحب "المناسك"
(1)
أن الحاجر كان من بلاد بني عبد الله بن غَطَفَان ونص ما ذكر: الحاجر كان اسمه المنيفة، وكان لغني من قيس عيلان، وإنما سمته غَطَفَان الحاجر في آخر الجاهلية، وقال في ذلك رجل من بني عبد الله بن غطفان يقال له سليل بن الحارث كانت له امرأة من بني سحيم من بني عبد الله، فكأنهم اتهموه أن يكون سبَّ أصهاره فاعتذر من ذلك فقال:
فمن يذكر بِلادَ بني سُحيم
…
بمقلية فلست بمن قلاها
هُمُ منعوا المنيفة من غنيٍ
…
وحاجرِهَا وهم أحموا حماها
والحاجر يُعرف الآن، ويقع في وادي الرُّمة وفيه آبار بُني حولها مساكن قليلة.
6 -
خَوُّ: من أشهر روافد وادي الرُّمة، ولا يزال معروفًا، وفيه ماءة تعرف الآن باسم الخوَّة.
7 -
الرُّكيَّات: بغرب نفود الشقيقة، لبني المرقَّع.
8 -
الصَّلْعاءُ: أرض بين النقرة والحاجر.
9 -
ذو العُشيرة: أسفل وادي خو، يفيض في وادي الرُّمة.
10 -
كتيفة: جبل لا يزال معروفًا، وقد ورد في شعر امرئ القيس وغيره.
11 -
مُبهل: واد من أكبر روافد وادي الرُّمة، يصب فيه شرق أبان الأحمر بمسافة تقرب من 30 كيلو، ويُعرف أسفله الآن باسم الداث.
(1)
ص 74/ 75.
12 -
المجيْمرِ: جبل لا يزال معروفًا، وقد ورد في شعر امرئ القيس.
13 -
المنيفة: اسم الحجر قديمًا - كما تقدم.
14 -
الوَتِدات: جبال.
ولا نطيل بذكر ما ينسب إلى هذه القبيلة من المواضع، ونكتفي بالقول أن الباحث عندما يقارن بين هذه المواضع التي ذكرناها وبين مواضع القبيلة في العهد الحاضر يتضح له أن القبيلة لا تزال في بعض أمكنتها القديمة، مع انسياح إلى جهة الغرب حيث حلت مواضع كانت تعتبر من بلاد بني سُلَيْم، التي كانت تجاور غَطَفَان من الناحية الغربية الجنوبية
(1)
.
من تاريخ القبيلة: تاريخ القبائل العربية لم ينل من عناية متقدمي المؤرخين القدر الكافي الذي يميِّز معالم كل قبيلة وأحوالها بصفة تفصيلية، وقد أُلِّف عن القبائل كتب كثيرة، وأشار الآمدي إلى كتاب بني عبد الله بن غطفان، وأنه اطلع عليه، غير أن الكتب المؤلفة عن القبائل لم تصل إلينا، ولعلَّ بعضها يختص بذكر الأشعار كما في كتاب "شعراء هُذَيْل" وهو من الكتب الباقية، ونجد في كتب الأدب والتاريخ أشياء كثيرة عن قبيلة غطفان، كما نجد عن فرعي عبس وذبيان شيئًا من ذلك بسبب الحرب الضروس التي دارت بين الفرعين، أما بنو عبد الله بن غطفان فإننا لا نجد سوى نُبذٍ موجزة نشير إلى أهمها:
1 -
يدل خبر أورده صاحب "الأغاني" على الصلة القوية التي بين بني عبد الله بن غطفان وبني فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان، وليس ذلك لصلتهم في النسب فحسب، بل لتجاورهم في المنازل أيضًا، فهم يحلُّون متجاورين على ضفاف وادي الرُّمة بقرب الحاجر الذي كانت فزارة تحله أيضًا. فقد ورد في خبر مقتل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه بعد أن طعنه أبو لؤلؤة قال: إن في الحاجر لَرَأيا. وكان عُيَيْنة بن حصن رئيس فزارة قد حذَّر عمر من كثرة الموالي
(1)
ومن المعروف أن معظم قبائل بني سُلَيْم قد نزحت من ديارها في آخر القرن الرابع الهجري إلى مصر ثم إلى بلاد المغرب بعد عام 442 هـ - أيام فتنة القرامطة -، وقد كان مع سُلَيْم في هذه الهجرة قبائل من غَطَفَان أشهرها فزارة وأشجع، علاوة على قبائل الهلالية من عامر بن صعصعة ومن اختلط معهم من قومهم هوازن مثل جُشم وعُقيل وسلول إلى جانب بعض بطون من قبائل قيس عيلان مثل فَهْم وعُدْوان.
في المدينة. وهذا خبر صاحب "الأغاني"
(1)
: أغار زيد الخيل الطائي على بني فزارة وبني عبد الله بن غَطَفَان، ورئيسهم يومئذ أبو ضَبُّ، ومع زيد بطنان من نبهان بنو نصر وبنو مالك فأصاب وغنم، وانتهى إلى العَلَم (وهو جبل لا يزال معروفًا) فاقتسموا النهاب فقال لهم زيد: اعطوني حق الرئاسة، فأعطاه بنو نصر وأبى بنو مالك، فغضب، وانحدر إلى بني نصر، فبينما بنو مالك يقتسمون غنيمتهم إذ غشيتهم فزارة وعبد الله بن غطفان وهم حلفاء فاستنقذوا ما بأيديهم، فلما رأى زيد ذلك شدَّ على القوم فقتل رئيسهم أبو ضب، وأخذ ما بأيديهم.
وبنو عبد الله هم أقرب قبائل غطفان إلى بلاد طيئ، لا يفصل بين القبيلتين سوى بلاد بني أسد.
2 -
وتشير كتب التاريخ إلى بعض المناوشات بين قبيلة بني كلاب من عامر بن صعصعة من هوازن وبين قبيلة بني عبد الله بن غطفان، فقد أورد صاحب "الأغاني" في خبر يوم جَبَلة
(2)
أن طفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب أغار على بني الثرماء من بني عبد الله بن غَطَفَان، فأخذ منهم ألف بعير.
3 -
وكان لبني عبد الله صلة مصاهرة بقبيلة كنانة، فقد ذكر المؤرخون أن المُرَقَّع وهو من كِنَانة أصاب دمًا فيهم فلحق بأخواله من غَطَفَان. قال في "المناسك"
(3)
نقلًا عن أحد بني المرقع: لسنا من بني عبد الله، هم أخوالنا، نحن من بني مالك بن كِنَانة، كان جدُّنا تزوج عَبديَّة غطفانية من أهل هذا الموضع [المجيمر] فأولدها جدنا المرقع، فأصابته علة بعد وفاة أبيه فكووه في جسده، فأزارته أمه بني عمه من بني مالك فلما رأوا آثار الكي في بدنه قالوا: ما هذه الرقاع التي في بدنك؟ فسمي المرقع، فأعادته إلى أخواله، ونحن ولده، فنحن قليل وبنو عبد الله كثير، فنكره أن ننسب إلى قومنا وهم بعيدون فنحن ننتسب إلى أخوالنا.
4 -
ولبني عبد الله بن غطفان صلة بطريق المصاهرة ببني عمرو بن عوف من الأوس، وكانت قبيلة غطفان قوية الصلة بالمدينة، ولهذا استقر بعض الغطفانيين فيها،
(1)
16/ 53 طبعة الساسي.
(2)
ج 10، ص 4 طبعة الساسي.
(3)
ص 610.
وحالفوا أهلها، من أولئك عُقبة بن وهب بن عبد الله بن غطفان، وهو الصحابي الجليل - وسيأتي ذكره - وهناك عدد من الصحابة من الأنصار أهل المدينة أمهاتهم من بني عبد الله بن غطفان، ومنهم عبد الله بن جبير من عمرو بن عوف، وأخوه خوات بن جبير وهو صاحب ذات النحيين، وأختهما حبتة بنت جبير ونسيبة بنت رافع بن المعلى
(1)
.
5 -
كما كان لهذه القبيلة صلة بقبيلة مُزَيْنة، قال صاحب "الأغاني"
(2)
: كان بنو عبد الله بن غطفان جيران مُزَيْنة. وهذا القول فيه ما فيه، فالمعروف أن بني عبد الله يسكنون في نجد كما تقدَّم، ومُزَيْنة في الحجاز، بقرب المدينة وبفصل بين القبيلتين منازل كثيرة من فروع غطفان ممن يسكن غرب بلاد بني عبد الله، ويورد صاحب "الأغاني"
(3)
خبرًا عن صلة آل أبى سُلْمى المزنيين الذين منهم الشاعر زهير بن أبي سُلْمى فيقول بأن أبا سُلْمى أقبل بمزينة مغيرًا على بني ذبيان بعد أن جرى بينه وبينهم خلاف حينما منعوه من غنيمته من قبيلة طيئ، وكان قبل ذلك مع بني ذبيان لخؤولته، فأقبل بمزينة حتى إذا أسهلت وخلفت بلادها، وبلغت أرض غطفان هربت منه راجعة وتركته وحده، فقال في ذلك:
من يشتري فرسًا لخير غَزْوُها
…
وأبت عشيرةُ ربَّها أن تُسْهِلا؟
يعني أن مُزَيْنة أبت أن تنزل السهل، ثم أقبل حين رأى ذلك من مزينة حتى دخل في أخواله بني مُرة، فلم يزل هو وولده في بني عبد الله بن غطفان إلى اليوم، ومنزلهم بالحاجر، وكانوا فيه في الجاهلية، ويضيف: وكان أبو سُلْمى تزوج من بني مُرَّة بن عوف بن سعد بن ذبيان، فولدت له زهيرا وأوسًا، وتزوج ابنه زهير الشاعر كبشة بنت عمار بن عدي بن سحيم من بني عبد الله بن غطفان فولدت له ابنه كعبًا الشاعر وغيره من أولاده
(4)
؛ ولهذا نجد كثيرًا من أخبار زهير وابنه كعب وأبنائهما وأحفادهما ذات صلة
(1)
"طبقات ابن سعد" ج 3، ص 475 وص 477، وج 5، ص 353، 393.
(2)
ج 9 ص 41.
(3)
ج 9، ص 41 و 148.
(4)
الأغاني ج 14، ص 145.
بقبيلة بني عبد الله بن غطفان، ونجد الشاعر مزرد بن ضِرار الغطفاني يقول في هجائه لكعب بن زهير:
وأنت امرؤٌ من أهل قُدْس وآرةٍ
…
أحلتك عبد الله أكناف مُهبل
(1)
ونجد من أخبار عُقبة بن كعب بن زهير أنه كان يشبب بامرأة من بني عبد الله بن غطفان اسمها ليلى، ولقبها سوداء، وكانت تنزل الغميم من بلادهم، وأن ابنه العوام بن عُقبة كلف بها، وكانت تهواه فخرج إلى مصر في ميرة فبلغه أنها مريضة فترك ميرته ورجع نحوها، وقال من قصيدة:
ونبئت سوداء الغميم مريضة
…
فأقبلت من مصر إليها أعودها
ثم عرف أنها في عافية فرجع لميرته فماتت فبلغه الخبر فقال:
سقى جدنا بين الغميم وزلفة
…
أحمُّ الذُرَى واهي العزالي مطيرها
(2)
ولقد خلَّد زهير بن أبي سُلْمى المُزني ذكر هذه القبيلة بالرائع الجيد من شعره.
وروى الإمام ابن جرير الطبريِّ بسنده إلى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبعض أصحابه يتذاكرون الشعر، فقال بعضهم فلان أشعر وقال بعضهم: بل فلان أشعر. قال: فأقبلت، فقال عمر: قد جاءكم أعلم الناس بها. فقال عمر: من أشعر الشعراء يا ابن عباس؟ قال: فقلت: زهير بن أبي سُلْمى. فقال عمر: هلمَّ من شعره ما تستدلُّ به على ما ذكرتَ. فقلت امتدح قومًا من بني عبد الله بن غطفان فقال:
لو كان يقعد فوق الشمس من كَرَم
…
قوم بأوَّلِهم، أو مجدهم قعدوا
(1)
"معجم ما استعجم" ص 1051.
(2)
"إصلاح ما غلط فيه النمري مما فسره من أبيات الحماسة" ص 67 نسخة دار الكتب المصرية المخطوطة رقم 80 أ د ب س.
قوم أبوهم سنانِّ حين تنسُبهمْ
…
طابوا، وطاب من الأولاد ما ولدوا
إنس ذا أمنوا، جنٌّ إذا فزعوا
…
مُرَزَّأونَ، بَهاليلِّ إذا حَشدوا
مُحَسَّدونَ على ما كان من نِعَمٍ
…
لا ينزعُ اللهُ منهم ما به حُسِدوا
فقال عمر: أحسنَ - والله - وما أعلم أحدًا أحق بهذا الشعر من هذا الحيِّ من بني هاشم، لفضل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابتهم منه
(1)
.
كذا ورد الخبر عن ابن عباس، والمعروف أن الأبيات في مدح هرم بن سنان المُري.
بنو عبد الله في الإسلام
لما انتشر الإسلام وفد بنو عبد الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم كغيرهم من قبائل العرب، فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم: من أنتم؟ قالوا: بنو عبد العُزَّى بن غطفان، قال:"أنتم بنو عبد الله"
(2)
. وقد قبلوا هذا الاسم فأصبحوا معروفين به من ذلك العهد، بينما بعض القبائل ما كانت تقبل أن تغير اسمها، فقد وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوم من بني أسد يعرفون ببني الزنية وهم بنو مالك بن ثعلبة بن دودان، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أنتم بنو الرشدة"
(3)
فقالوا: لا نكون مثل بني محوِّلة، يعنون بني عبد الله بن غطفان الذين تحوَّل اسمهم.
بعض مشاهير القبيلة: وقد برز منهم في العهد الإسلامي رجال من أشهرهم:
1 -
الصحابي الجليل عُقبة بن وهب بن كلدة بن الجعد بن هلال بن الحارث بن عمرو بن عدي بن جُشَم بن عوف بن بُهثة بن عبد الله بن غَطَفَان. حليف بني سالم من الأنصار. قال ابن إسحاق: كان أول من أسلم من الأنصار، ولحق برسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يزل بمكة حتى هاجر، فكان يقال له أنصاري مهاجري، وشهد بَدْرًا. هكذا ذكره ابن الكلبي إلا أنه قال: عُقبة بن كلدة بن وهب بن زهرة بن جُشَم، وأنه كان من
(1)
"تاريخ الرسل والملوك" القسم الأول - الطبعة الأوروبية.
(2)
"جمهرة النسب" لابن الكلبى مخطوطة - المتحف البريطاني ص 326.
(3)
"طبقات ابن سعد" ص 292.
السبعين يوم العقبة. وقال الواقدي: شهد بدرًا وأحدًا وما بعدهما وهو الذي نزع الحلقتين من وجنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعالجهما هو وأبو عبيدة
(1)
، وأكبَّ على النبي صلى الله عليه وسلم لينزع الشطيَّة من جبهته فسقطت ثنيتاه من أثر نزعها.
2 -
عبد الرحمن بن عُيينة بن جَوشن، من بني عبد الله من غطفان من التابعين من الطبقة الثالثة، ذكره خليفة ابن خياط
(2)
وابن سعد
(3)
وغيرهما.
3 -
ضرار بن عمرو أحد شيوخ المعتزلة، من أئمة الكلام، وكانت فيه ثلاث أعاجيب: كان معتزليا كوفيا، وكان عربيا شعوبيا، وزوج ابنته من علج أسلم، ومات له تسعون سنة
(4)
.
4 -
وذكر ابن حزم من مشاهيرهم في الأندلس: الطفيل بن العباس بن معاوية بن المضاء بن المهلَّب بن معاوية بن محمد بن الكوثر بن يزيد بن زَهْدَم بن الأدهم بن مالك بن عبد الله بن غطفان.
وعرف من هذه القبيلة من الشعراء:
5 -
الخضل بن سَلَمة أبو سهل من بني المرقَّع، شاعر ذكره الآمدي
(5)
، وأورد من شعره:
بل قد يرى الناسُ أني بين رابيةٍ
…
ونَبْعة ليس في عيد أنها أودُ
أرمي العد وأرى أني إذا زأرت
…
حولى المرقَّع لم يزأرْ لها أسَدُ
6 -
زواد بن الرَّقراق بن عبد الحارث بن زيد بن عمران بن يربوع بن سحيم بن قُطبة بن عوف بن بُهثة بن عبد الله بن غطفان، شاعر ذكره الآمدي
(6)
وأورد من شعره:
لقد طرقتْ بالغور ليلى وصُحبتي
…
هجودِّ وجَوْنُ اللبل قد مال مائلهْ
(1)
"الإصابة" - 5620 - و"جمهرة النسب" لابن الكلبي.
(2)
"الطبقات" 1/ 497.
(3)
"الطبقات" 7/ 228.
(4)
"جمهرة أنساب العرب" لابن جرم ص 249.
(5)
"المؤتلف" ص 161.
(6)
"المؤتلف" ص 168 و"الإكمال": 3/ 228.
على ساعةٍ ليستْ بساعةِ زائرٍ
…
ولا حين قول من دليل نُقاولُهْ
وما الودُّ إلا عند من هو أهله
…
ولا الشرُّ إلا عند من هو حامِلُهْ
وفي الدهر والتجريب للناس زاجرٌ
…
وفي الموت شغل للفتى هو شاغِلهْ
7 -
سالم بن دارة الشاعر - ودارة أمه من بني أسد وسميت دارة لجمالها شُبِّهتْ بدارة القمر، واسم أبيه مسافع بن شريح بن يربوع بن كعب بن عدي بن جُشَم بن عوف بن بُهثة بن عبد الله بن غطفان، وكان هجَّاءً، هجا ثابتا بن رافع الفزاري فقتله، وهو القائل:
لا تأمننَّ فزاريا خلوت به
…
على قلوصِك، واكتُبْها بأسيار
وفي ابن دارة يقول الكميت:
فلا تكثروا فيَّ الضجاج فإنه
…
محا السيف ما قال ابن دارة أجمعا
وسالم من الشعراء المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام.
وأتى سالم بن دارة، عدي بن حاتمِ الطائي فقال له
(1)
: قد مدحتك فقال: أمسك عليك حتى أنبئك مالي فتمدحني على حَسبِه، لي ألف ضائنة، وألفا درهم، وثلاثة أعبد، وفرسي هذا حبيس في سبيل الله، فقُلْ! فقال:
تحنُّ قلوصي في مَعَدِّ وإنما
…
تلاقى الربيع في ديار بني ثُعَلْ
وأبقى الليالي من عديِّ بن حاتم
…
حسامًا كلون الملح، سُلَّ من الخِلْ
(1)
"المؤتلف والمختلف" ص 167.
أبوك جواد، ما يشقُّ غبارُه
…
وأنت جواد ما تعذَّر بالعِلَلْ
فإن تتقُوا شرا فمثلكم اتقَى
…
وإن تفعلوا خيرًا فمثلكم فعلْ
فقال له: أمسكْ عليك، لا يبلغ مالي أكثر من هذا وشاطره ماله [أعطاه شطره].
وقال الآمدي: سالم وعبد الرحمن ابنا مسافع بن يربوع يقال لهما ابنا دارة، ويربوع هو دارة، سمى بذلك لجماله، شُبِّه بدارة القمر كذا وجدت في كتاب بني عبد الله بن غطفان، وقال أبو اليقظان: دارة أمهما امرأة من بني أسد، سميت بذلك لأنها جميلة، شُبِّهت بدارة القمر، وهو - إن شاء الله - الصحيح لأن سالمًا يقول:
أنا ابنُ دارة معروفًا بها نسبي
…
وهل بدارةَ - يا للنَّاس - من عار
8 -
شَمْعلةُ بن طَيسلة بن جبار بن ضمضم بن دبرة، شاعر ذكره الآمدي
(1)
وأورده من شعره: في قصيدة يمدح بها محمد ين الوليد بن عبد الملك:
وكل خليلٍ يُخْلِقُ النأى حُبَّهُ
…
وحُبُّكِ ما يزداد إلا تجَدُّدا
ومن لا يزَلَ يرمي به الدهر غربةً
…
وبُعْد فجاج الأرض أبْعَدَ أبْعَدَا
يُصِبْ نَشَبَا أو يَرْمِهَ الدهرُ بالتي
…
تُصِيبُ كرامَ الناس مَثنى وموحَدا
قال: وله أشعار حسان.
9 -
عبد الرحمن بن دارة: أخو سالم وكان شاعرًا إسلاميا وهو القائل يهجو أحد بني فقعس من أسد:
(1)
"المؤتلف" - ص 207 - و"الإكمال" 2/ 39 وفيه بدل وبرة (نويرة بن مالك).
يجوع الفقعسيُّ ولا يُصلي
…
ويسلح فوق قارعة الطريقِ
ثم لم يلبث أن مات فقال الأسديُّ:
قتل ابنَ دارة بالجزيرة سَبُّنَا
…
وزعمت أن سِبابَنا لا يَقتُلُ
وكان عبد الرحمن صديقًا للسمهري العكلي اللص، فأخذت بنو أسد العكلي وبعثت به إلى هشام بن إسماعيل المخزومي، فأمر بحبسه في (فيد) ثم بالمدينة، ثم قُتل، ومن ثم كان هجاء عبد الرحمن بن دارة لبني أسد، وله قصيدة جميلة أورد صاحب "الأغاني"
(1)
منها 31 بيتًا.
10 -
عبد الرحمن بن ربعي بن معبد ين دارة ويقال له عبد الرحمن الأصغار للتفريق بينه وبين عبد الرحمن بن دارة أخى سالم بن دارة. أورد الآمدي
(2)
من شعره:
وما بحْركُم بحرُ الكرام فتعرَفوا
…
كرامًا، ولا ألوانكم بهجانِ
ألم تر أن الفرقدين تحالفا
…
كما أسدِّ واللؤم محتلفان
11 -
الموج بن أبي سهم من عبد الله بن غطفان، أحد بني المرَقَّع، شاعر ذكره الآمدي
(3)
، وأورد قوله:
أوْصَى ابنُ دارة أمْس عند وفاته
…
في الناس أن الفقعسيَّ مُحَرّرُ
تفريع نسب القبيلة: قال ابن الكلبي في "جمهرة النسب": وولد عبد الله بن غطفان:
1 -
بُهثة. 2 - وعُذْرة. 3 - وغَنْم. 4 - وشباب. 5 - ومُنِّبه.
(1)
ج 20/ 51.
(2)
"المؤتلف" ص 167.
(3)
"المؤتلف" - ص 286.
وولد بهثة: عوفًا: فولد عوف قُطبة، وجُشَم وكلبًا وباعثًا.
فولد قطبة: خديجًا ومالكًا وهو المرقَّع رهط جحش بن نصيب بن جُذيمة بن المرقع، قتل مسعود بن مصاد الكلبي يوم عُرار، وكانت بنو عبس يومئذ وبنو عبد الله جميعًا، وفي ذلك يقول جحش حين نازعه الربيع بن زياد العبسي درع مسعود:
سائل رَبيعًا إذ يجر برجله
…
من الغلمة الداعون عوفًا ومازنا؟
رَقعْتْ عليه جَيبهُ بِمُرشِةٍ
…
يعالج معبوطًا من الجوف آينا
وولد جُشَم بن عوف: عدي ومالك وزهرة.
فولد مالك بن جُشَم: ضبَّ وثعلة، وحبيب.
وولد عديُّ بن جُشَم: كعب وعمرو.
وولد كعب بن عدي: حرام والأبَحَّ، وكثير ورويبة، وهو دارة القمر لجماله - ومنهم سالم بن دارة الشاعر.
وولد عُذرة بن عبد الله بن غطفان: قد.
وولد قد: خُداش، ويربوع، وسيَّار.
أما النويري فإنه يُفرِّع القبيلة على هذا النحو
(1)
:
وأما عبد الله بن غطفان فالعقب منه في:
1 -
بُهثة بن عبد الله.
2 -
وقطبة.
3 -
وعدي.
4 -
وعُذرة.
5 -
وكلب.
6 -
وباعث.
7 -
وشبابة.
8 -
وعوف.
9 -
وغنم.
10 -
ومنبه، عشرة أفخاذ
(2)
.
(1)
"جمهرة النسب" لابن الكلبي، ص 361، مخطوطة المتحف البريطاني.
(2)
"نهاية الأرب في فنون الأدب" للنويري ج 2، ص 324.
ومن فروع القبيلة:
1 -
بنو الثرماء، ذكرهم صاحب "الأغاني"
(1)
.
2 -
بنو الجليح: قال الآمدي: من بني عبد الله بن غطفان قال فيهم عُقبة بن كعب بن زهير بن أبي سُلْمى وكانوا ضربوه بالسيوف فقيل له المُضَرب:
شريتكم يا ابن الجليح كأنما
…
شريت فلم أغْبن بكم بَيع تاجر
في أبيات ذكرها
(2)
.
3 -
بنو جوشن، ذكرهم صاحب "الأغاني" وقال: وهم أهل بيت شؤم، وذكر أنه بسبب أحدهم قامت حرب داحس والغبراء، بين عبس وذبيان
(3)
من غَطَفَان.
4 -
سحيم، تقدم ذكرهم.
5 -
بنو المرقَّع، تقدم ذكرهم وأصلهم من كِنَانة بن خُزيمة.
هذه بعض فروع القبيلة قديمًا. (انتهى).
(1)
10/ 40.
(2)
"المؤتلف": 278.
(3)
16/ 24.
فروع بني عبد الله في العهد الحاضر
1 -
بنو عَبدِ الله
(1)
وينقسمون إلى ستة فروع رئيسية:
(أ) الصعبة.
(ب) ميمون.
(جـ) ذوي عون.
(د) الشلالحة.
(هـ) الهويملات.
(و) بني عزيز.
(أ) الصعبة وينقسمون إلى تسعة بطون هم:
(1)
المشاريف ومساكنهم وادي الجعير والهرارة والمزرع والهبرة بأُبْلَى بعالية نجد وأم مشكاعا والركنة بالعُرْف بعالية نجد وينقسمون إلى ثلاثة أفخاذ هم:
(أ) السنحان.
(ب) السحالين.
(جـ) اللوافية.
والأميران هما مبارك
(2)
بن عامر، ودويلان
(3)
بن مويس بن رزيق السناح.
(2)
الشطر ومساكنهم الأرطاوي والمطاوي في السر تابع لمدينة الرياض والعمق في عالية نجد.
وينقسمون إلى ستة أفخاذهم:
(أ) المجالدة.
(ب) العصاعصة.
(جـ) الرزنان.
(د) الدبادبة.
(هـ) الجبعان.
(و) العفصان.
الأمير ابن درويش.
(3)
الهجال ومساكنهم الخفيق والعقد وأبو خرجين والجرنافة في حرَّة بني عبد الله والعبدلية بالقصيم.
وينقسمون إلى ثلاثة أفخاذهم:
(أ) الحزمان.
(ب) السحمان (ذوي سحيم).
(جـ) ذوي غنائم.
الأمير ابن لويحق.
(1)
لقب بنو عَبد الله الحربة الفارية.
(2)
خال والدة المؤلف لكتاب أصدق البراهين في معرفة حمران النواظر.
(3)
جد المؤلف أيضًا من الأم.
(4)
المهالكة ومساكنهم الأرطاوي والدمثي في السر تابع لمدينة الرياض والصعبية في عالية نجد.
وينقسمون إلى ستة أفخاذ هم:
(أ) الضمون.
(ب) المضاحية.
(جـ) العصاصمة.
(د) السمران.
(هـ) الفشحان.
(و) النوبة.
الأمير ابن ضمنة.
(5)
العضيلات ومساكنهم ربيق والربقية والملقى والخومة الشمالية والجنوبية وخريمان وساموده وعلباء وأم طليحة والدحلة تابعة لمنطقة القصيم وغيرها طلال وبطحى بعالية نجد، وأرن في حرَّة بني عبد الله، والمويه والنازية والقويعية جنوب المهد.
وينقسمون إلى ستة بطون رئيسية هي:
(أ) آل سافر.
(ب) ذوي مرشد (العقصان).
(جـ) ذوي عبيد (العضبان).
(د) الجبلة.
(هـ) الشعورة.
(و) المواسمة.
(أ) آل سافر وعقبة هم:
1 -
الكلابين أبناء كليبان بن سافر بن غوين بن غانم بن سافر.
2 -
الذنبان من سفر بن غوين بن غانم بن سافر.
3 -
التيوس من سافر.
4 -
أبناء هشال: عاتق، ومساعد، وهادل.
والصفيان، والرماحين وأبناء عاتق بن هشال من سافر.
5 -
الفئران وآل معاضد وآل شديد أبناء خاتم بن العقيد بن سافر.
6 -
السحامين أبناء سعد بن سافر وهم من أمراء العضيلات.
7 -
المساعيد من سافر.
والذنبان والرويتعات والكلابين والرشفان يرجعون إلى غانم المُلقَّب (بالأتشم).
(ب) مرشد المُلقَّب بالعقص فسمى نسله بالعقصان وهم:
1 -
الصواوية وذوي حامد بطن من رويشد بن مرشد.
وذوي ماوي وذوي دميلج بطن في عويمر بن رويشد بن مرشد وهم الصواوية.
2 -
العيورة أبناء رشيد بن مرشد وهم قسمان:
الأول: آل سلوم.
الثاني: آل طويلع.
3 -
السيورة أبناء سبير ويرجع في مرشد (العقص).
(جـ) عبيد المُلقَّب بالعضب ولذا سمى عقبة بالعضبان وهم:
1 -
الهراسين أبناء هريسان بن عبيد.
2 -
العبادين أبناء عبدان بن عبيد، وهم الحرابين وذوي نجيم.
3 -
ذو رشيد بن عبيد وهم ذوي زيادة وذوي رشيد وذوي هديب منهم النعامين.
(د) الجبلة وينقسمون إلى ثلاثة أفخاذ وهم:
1 -
آل حبيني.
2 -
آل سويكت.
3 -
آل بنيان.
وأميرهم ابن عبد المجيد.
(هـ) الشعورة.
(و) المواسمة.
وإمارة العضيلات عند ابن مسعد وابن سحمان.
(6)
الجشوش ومساكنهم وثيلان وعشيران في السر تابع لمدينة الرياض وينقسمون إلى فخذين هما:
(أ) آل عصيم، وآل عصيم خمسة لحام:
1 -
آل عاصي.
2 -
آل نويبان.
3 -
آل نويب.
4 -
آل هدول.
5 -
آل لجيدان.
(ب) آل رشيد وبُكنَّى بـ (الحابوط): وآل رشيد (الحوابطة):
1 -
اللافي.
2 -
آل ملفي.
3 -
آل نعمان.
4 -
آل هدول.
والأميران هما الحوز، وابن رجاح.
(7)
الوطابين ومساكنهم أم المخاييل بعالية نجد وبالتحديد في منطقة العُرْف ولهم أيضًا مفيسل والملحة في أودية الحرَّة من الغرب.
وينقسمون إلى ستة أفخاذ هم:
(أ) الحصانية.
(ب) الشدايدة.
(جـ) الفوالح.
(د) الردافين.
(هـ) ذوي لفاي.
(و) الرضاوين.
الأمير مدَّخَّل بن مبيريك.
(8)
الصوابر
(1)
وأحدهم صابري، فخذ واحدة، وهم موالين للهجال دون بقية إخوانهم الصعبة، ولكن ليسوا من أفخاذ الهجال، كما يتوهم البعض وأغلبهم يسكنون المدينة المنورة.
(9)
المخافرة
(2)
وأحدهم مخيفري، فخذ واحدة، ومنهم أسرة الحمير، وكبيرهم مبروك الحمير في المدينة المنورة.
(ب) ميمون ومساكنهم الحسو وصخيبرة بعالية نجد والمتياهة الجنوبية في الدبدبة.
وينقسمون إلى بطنين هما:
(أ) الصردان.
(ب) غرابة.
(أ) الصردان، وينقسمون إلى سبعة أفخاذ هم:
1 -
الوهيطات - ابن شرار أمير ميمون كافة.
2 -
السكان - الجرع
3 -
العيابين - ابن قرناس
4 -
الشوايبة - الشوئب.
(1)
و
(2)
الصوابر والمخافرة أفخاذ مستقلة في الصعوب ولكن عددهم قليل جدا بالنسبة لبطون الصعبة ومساكنهم في حرَّة بني عبد الله وفي المدينة المنورة.
5 -
الهويان.
6 -
الرخال.
7 -
المحاميد.
(ب) غرابة وينقسمون إلى خمسة أفخاذ هم:
1 -
السمحات - الأمير ابن هميجان.
2 -
الرماثية - ابن سودان.
3 -
السلامية - السلماني.
4 -
الهدابين.
5 -
الجروة.
(جـ) ذوي عون ومساكنهم العمار في القصيم والمطيوي وجفرة ونجخ وثرب وفجيج والضبعية والرضمية وصعينين ومليح وموزر ومشارب أخرى كثيرة.
وينقسمون إلى بطنين هما:
(أ) ذوي سويعد.
(ب) ذوي أصيمع.
(أ) ذوي سويعد وبنقسمون إلى عشرة أفخاذ هم:
1 -
الجبارية - ابن جبرين كافة ذوي عون.
2 -
المحانية - ابن جبرين كافة ذوي عون.
3 -
البراكتة - ابن جبرين كافة ذوي عون.
4 -
القنانية - ابن جبرين كافة ذوي عون.
5 -
الحرصان - ابن جبرين كافة ذوي عون.
6 -
السلايمة - ابن جبرين كافة ذوي عون.
7 -
ذوي بدير - ابن حوكة.
8 -
الحلف - أبو قرنين.
9 -
الموازين - ابن مدلج.
10 -
العساسيف.
(ب) ذوي أوصيمع ينقسمون إلى أربعة أفخاذ هم:
1 -
السقايين - ابن صقيان راعي الشلفاء.
2 -
الكماهين - ابن سقيان راعي الشلفاء.
3 -
الهدابين - ابن هدباء.
4 -
ذوي شطيط - ابن مزنان.
(د) الشلالحة وبنقسمون إلى ثمانية بطون وهم:
1 -
القمشان ومساكنهم البراقية ومزرع بن شلاح والحمنة والبقعية والقرن في حرَّة بني عبد الله وينقسمون إلى ثمانية أفخاذ:
(أ) الشراهين.
(ب) القتوتة.
(جـ) الكفيان.
(د) المدانة.
(هـ) العمور.
(و) العطيفات.
(ز) الكلبة.
(حـ) الصواغة.
الأمير ابن شلاح.
2 -
الضبطان ومساكنهم القاعية وبدايع الضبطان في عالية نجد، وبنقسمون إلى خمسة أفخاذ هم:
(أ) المنافيخ.
(ب) الصلافيح.
(جـ) المصارية.
(د) المسيفرات.
(هـ) الراضي.
الأميران ابن حجيل، وابن سويد.
3 -
الرحامين ومساكنهم أم أرطأ والصلحانية وبدائع الرحامين والهميجة والصالحية ودحمولة والصميماء والبحرة في عالية نجد ما عدا الصلحانية في وادي أرن بحرَّة بني عبد الله.
وينقسمون إلى خمسة أفخاذ هم:
(أ) الرماحين.
(ب) الصيعان.
(جـ) المعاكمة.
(د) ذوي عقل.
(هـ) الحبالصة.
الأمير ابن زهيميل.
4 -
الموايق ومساكنهم المواريد في حرَّة بني عبد الله.
وينقسمون إلى ستة أفخاذ هم:
(أ) ذوي ظافر.
(ب) ذوي مطر.
(جـ) التواما
(د) ذوي حمد.
(هـ) القرون.
(و) ذوي حمدان.
الأمير الطحطوح.
5 -
القعوان ومساكنهم الفارع والعين والمايين في حرَّة بني عبد الله.
وبنقسمون إلى ثلاثة أفخاذ هم:
(أ) المباريك.
(ب) الزنافرة.
(ب) الزوابن.
الأميران ابن مرشود وابن خليفة.
6 -
الذهيبات - ومساكنهم في حرَّة بني عبد الله.
7 -
السمون - ومساكنهم في حرَّة بني عبد الله.
8 -
المعوز - ومساكنهم في حرَّة بني عبد الله.
(هـ) الهويملات وينقسمون إلى ثمانية بطون هم:
1 -
العقالية ومساكنهم حافة في رأس القرى وبعض أطراف القصيم وينقسمون إلى ثلاثة أفخاذ هم:
(أ) ذوي محمد.
(ب) ذوي سعد.
(جـ) ذوي حسين.
الأمير ابن بنش.
2 -
الجعافرة ومساكنهم هدبان بعالية نجد.
وبنقسمون إلى ستة أفخاذ هم:
(أ) الغنايم.
(ب) الصواوين.
(جـ) الرقاعية.
(د) الزيمة.
(هـ) التنابيك.
(و) المناديل.
الأمير ابن فهم.
3 -
الشباشرة ومساكنهم الفعرة بحرَّة بني عبد الله.
وينقسمون إلى خمسة أفخاذ هم:
(أ) الفوالح.
(ب) الصوالح.
(جـ) المساليل.
(د) الفقهان.
(هـ) الشحومة.
الأمير النكري.
4 -
الضوافرة ومساكنهم الهبرة في أبْلى شمال المهد والفعرة بحرَّة بني عبد الله. وينقسمون إلى خمسة أفخاذ هم:
(أ) الفوالة.
(ب) ذوي سعيد.
(جـ) الثوامر.
(د) ذوي بنيه.
(هـ) ذوي جريد.
الأمير ابن فتين.
5 -
الحمايين ومساكنهم في حرَّة بني عبد الله.
وينقسمون إلى فخذين هما:
(أ) الهبانكة.
(ب) الطفاشين.
الأمير الحمياني.
6 -
اليَبْس ومساكنهم المحامة والمزرع وغيرها في عالية نجد.
وينقسمون إلى خمسة أفخاذ هم:
(أ) العنوز.
(ب) الضفادعة.
(جـ) ذوي عواض.
(د) ذوي جابر.
(هـ) ذوي صالح.
الأميران ابن ضاوي، وابن جبير على الضفادعة.
7 -
الحنانيش ومساكنهم في حرَّة بني عبد الله.
وينقسمون إلى سبعة أفخاذ هم:
(أ) الوحادية.
(ب) القثاردة.
(جـ) الخريزات.
(د) الحرشان.
(هـ) ذوي حاتم.
(و) الجوامع.
(ز) الصلابية.
8 -
الربعان ومساكنهم في حرَّة بني عبد الله.
بنو عزيز ومن مواطنهم السويرقية وهباء والسرحية والأبطن في حرَّة بني عبد الله، وغضَّيرة وغَضيرة في عالية نجد ضواحي المهد.
وينقسمون إلى بطنين هما:
(أ) العريفات.
(ب) الشبيكات.
(أ) العريفان وينقسمون إلى ثلاثة عشر فخذا وهم:
1 -
المنادهة وهم المشخص - العطية - الهندي.
2 -
الطلاحبة وهم ذوي شداد - ذوي حصين - ذوي محصن.
3 -
الخرصة وهم البركات - البندان - السيورة.
4 -
الصعران وهم ذوي داخل - ذوي حماد - الوصاوصة.
5 -
الرقبان وهم ذوي زائد - ذوي نويف (التحوت)
(1)
.
6 -
الطرسة وهم ذوي مبطي - ذوي عيَّاد - ذوي مسعد - ذوي سعد.
7 -
الرغيات وهم ذوي مصري - ذوي فالح - التباريك.
8 -
الوصال وهم ذوي مثيب - ذوي صلال.
10 -
الرهايفة وهم الزبن - السالم.
(1)
نسبة إلى وقوع بلادهم تحت جال السراوات بينما قبيلتهم الأم في مرتفعات القرا وفي منطقة المهد، ومنازلهم في حجر في نزلة (الحصن) المعروف بالمازنية وفروعهم خمسة.
1 -
الشرمان.
2 -
القرشان.
3 -
الملابدة.
4 -
الزبارا الذين منهم الزير بن عزيز بن وائل.
5 -
الأقوفة.
11 -
الجراوين وهم الهذال - الحدبان.
12 -
الونسة وهم: البنانية - الخظران - الملاحين - الغباشين.
13 -
اللقاحين.
(ب) الشبيكات:
(أ) الحسلان:
1 -
ذوي داخل.
2 -
المعانزة.
3 -
القعسان.
4 -
ذوي رشدان.
5 -
الحتاحتة.
6 -
السواحلة.
7 -
ذوي مرزوق.
8 -
الفتانية.
(ب) الصواونة:
1 -
البحاولة.
2 -
البقمان.
3 -
العبادين وهم:
(أ) ذوي زاكي.
(ب) ذوي زهيميل.
(جـ) ذي مثيب.
4 -
العراينة وهم:
(أ) ذوي عطية.
(ب) الغرابين.
(جـ) السيوف.
5 -
النقزان وهم:
(أ) ذوي مسفر.
(ب) ذوي سفر.
6 -
الصوالحة.
وإمارة بني عزيز في بيت المندهة.
الفرع الثاني: علوى
قبيلة عِلَوَى
علوى أهل الردَّات
(1)
من أشهر بطون قبيلة مُطَيْر، حيث إن الدوشان شيوخ مُطَيْر من تلك البطن والفغمة أيضًا وابن لامي وابن زريبان وغيرهم من المشاهير فيهم، ولشهرتهم الفائقة تطرَّق لها بعض الشيوخ والشعراء البارزين في أشعارهم نذكر بعض من ذلك:
قال الشيخ راكان بن حثلين شيخ العجمان قصيدة منها الآتي:
لولا جواد الخيل أخذنا جفاله
…
مير إن علوى دونها ما يطيعون
خيالهم يركض علينا لحاله
…
يا ظفرهم يا علَّهم ما يثَنُون
وقال الشاعر المشهور عبد الله بن حمود بن سيل قصائد نذكرها منها بعض الأبيات:
يرعونها علوى هل الطايلاتي
…
ربعن إلى ركبوا على الخيل فرسان
مركاضهم تشبع به الحايماتي
…
الشاهد الله يوم زوغات الأذهان
(1)
أهل الردَّات: عند الانهزام لأنهم مهما انكسروا وتبعهم الخصم ردوا عليه وغلبوه ويقول الشاعر محسن الهزاني فيهم:
واليا لحقهم طالب الدين الحيق
…
ردوا عليه وزادوا الدين بديون
وله أيضًا:
سيروا وخلوهن مع الدوفوات
…
مسراحكم طرفه بأرض حمادي
وقبل المعاشي مقبلاتن على أبيات
…
ومال كما الحرَّة وقبن جيادي
علوى معاويد على الحرب وعصات
…
وساع النحايا سقم عين المعادي
وقال الشاعر الشهير أيضًا محسن الهزاني عدة قصائد نذكر منها بعض هذه الأبيات:
علوى مروية لغل بالمضاييق
…
إلى ساقو المسيوق ما عنه ينحون
قوم ليا نشف البلل نشفت الريق
…
واقفت سباياهم تراهم يردون
واليا لحقهم طالب الدين بلحيق
…
ردوا عليه وزادوا الدين بديون
الخيل في ميدانهم كالجواليق
…
هذال مقتول وهذاك مطعون
وله أيضًا:
قالوا تجوز عن الهوى قلت لا لا
…
ألا تجوز الشمس عن مطلع الشرق
وقالوا تتوب عن الهوى قلت لا لا
…
ألا تتوب رماح علوى عن الزرق
وينقسمون علوى إلى ثلاثة بطون وهم:
1 -
الموهة.
2 -
ذوي عون.
3 -
الجبلان.
1 -
الموهة ومساكنهم في الدهناء والصمان ومن بلادهم الأرطاوية والقاعية وأم الجماجم وجرارة (الرفيعة) والشيحية والعاذرة وقرية والصدوى والسوبان
والبويبيات والشيط واللهابة ومطربة والقرعا (الرديفة) وأم غور والشامية والفريدة ومشلة.
وينقسمون إلى تسعة أفخاذ وهم:
الفخذ - الأمير
1 -
الدوشان - الدويش كافة مُطَيْر
2 -
الخواطرة - الدويش كافة مُطَير
3 -
الجبرة - الدويش كافة مُطَير
4 -
الجداعين - الدويش كافة مُطَير
5 -
الجهطان - الدويش كافة مُطَير
6 -
الشباعين - الدويش كافة مُطَير
7 -
الصعانين - الخس
8 -
البراعصة - السور
9 -
الرحمان - ابن زريبان
2 -
ذوي عون
(1)
ومساكنهم في الصمان والدبدبة وهي قرية والسعيرة، وفي الأسياح بالقصيم الجعله.
(1)
ذوي عون علوى:
كتب الأخ شاهر بن محسن المطيري إلى الشيخ صعود بن هايف الفغم يسأله حيث قال شاهر:
هناك بطن في بني عبد الله من مُطَير يسمى ذوي عون، وبطن آخر في علوى من مُطَيْر يسمى ذوي عون والأخير تحت رئاستكم الآن فما هي الصلة الاسمية؟
وقد أجابه الشيخ على سؤاله، والسؤال والجواب في كتاب الأخ شاهر (رسائل من صخر) من ص 70 إلى ص 74.
وإليكم نص الرسالة والإجابة كما ورد في الكتاب المذكور.
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة الفاضل سعود بن هايف الفغم - المحترم
لقد حز في نفسي من أن أتقصى عن بعض الحقائق التاريخية الخاصة بقبيلة مطير عندها رغبت من أن أحصل على جملة بيانية قاضية لبعض التصورات حول اسم (عون) وما يدور حول هذه التسمية من (يتبع) =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (تابع)
ملابسات فقد توجهت لشخصكم الكريم بسؤالي اليتيم الآتي عن اسم عون راجيا أن تكون أجابتكم بالتوضيح شافية بعيدًا عن المجاملات والمبالغات الكلامية لما لها من فائدة تقتدي فيها الأجيال القادمة وكلي ثقة من أن سؤالي سوف يلقى منكم كل اهتمام وأن صراحتكم سوف تبقى لجيل بعد جيل كما أرجو أن لا تسيطر على مشاعرك المؤثرات الداخلية أو الخارجية وأن تكون إجابتكم من مركز الحكمة والعقل وسؤالي هو:
1 -
هناك بطن في باب عبد الله يسمى عون وبطن آخر في باب علوى يسمى عون أيضًا والأخير تحت رئاستكم الآن فما هي الصلة الاسمية؟
التوقيع
شاهر محسن فراج الاصقه
فقد وافاني مشكورًا بالإجابة التالية وضرب بعض الأمثلة لزيادة التوضيح وإجابته البيانية هي كما يلي:
إن صلتنا في ذوي عون اللذين من عبد الله هي صلة جدية وصلة مواقف متعارف عليها عبر العصور الني خلت ولكن منذ مائتان سنة أو أكثر تمثلت في جماعتنا (الصهبة، الملاعبة، المطيرات، والأمرة) كلمة علوى بالإضافة إلى كلمة عون ولكن أن روابط الصلة مع ذوي عون روابط كانت ولا تزال (1985 م) ثابتة وسوف تبقى ثابتة على مرور الأيام ولكن أود أن أعطي مزيدًا من الإيضاح حول بعض المواقف التي تحددها هذه الكلمة مثال على ذلك ..
إذا شخص من ذوي عون الذين من عبد الله تشاجر مع شخص من علوى واستغاث العوني في نخوة عون فإننا نمد يد العون له ضد العلوى فإذا استغاث العوني بكلمة عباد (عبد الله) لأنهم من عبد الله والعلوى استغاث بكلمة علوى فإننا نمد يد العون للعلوى وهذا ناتج حسب الأعراف لقبيلة مُطير وكلنا قبيلة واحدة لا نستظن أحدًا دون أحد للضدية.
إيضاح آخر:
إن علامات (الوسم) الكي التي توضع تحت من أعين الإبل متطابقة كانت ولا تزال (1985 م) بين ذوي عون سوى ذوي عون الذين من عبد الله أو جماعتنا أما بالنسبة للصهبة والملاعبة والمطيرات والآمرة فإنهم حلقة مبهمة (لا يدور من حولهم جدل) ضد القاصي والدانى فقد أضاف سعود بن هايف الفغم جملة بيانية ملخصة لزيادة التوضيح هي على النحو التالي:
بمعرفتي أنا سعود بن هايف الفغم أن كلمة عون تجمع الصهبة والملاعبة والمطيرات والأمرة بالإضافة إلى ذوي عون من بطن عبد الله ومنذ مائتان سنة أو أكثر انطبقت علينا كلمة علوى ولا تزال باقية حتى (1405 هـ - 1985 م) ولكن بالإضافة لكلمة علوى نحتفظ باسم عون.
التوقيع
أمير اللواء الثاني عشر بالحرس وطني السعودي
سعود بن هايف الفغم المطيري
وينقسم ذوي عون إلى أربعة بطون وهم:
الفخذ - الأمير
1 -
الصهبة - الفغم كافة ذوي عون علوى
2 -
المطيرات - الفغم كافة ذوي عون علوى
3 -
الأمرة - الفغم كافة ذوي عون علوى
4 -
الملاعبة وهم ذوي حماد والمحلف - ابن غنيمان
3 -
الجبلان ومساكنهم في الدبدبة والصمَّان وهي اللصافة وخبيراء والحيراء وأم سديرة ومناخ.
وينقسمون إلى خمسة أفخاذ وهم:
الفخذ - الأمير
1 -
القعيمات - ابن لامي كافة الجبلان
2 -
الأعنة - ابن لامي كافة الجبلان
3 -
العراقبة - ابن لامي كافة الجبلان
4 -
المقالدة - ابن رشدان
5 -
اليحيا - ابن شيلان
الفرع الثالث: برية
قبيلة بُرَية
برية أهل المعجزات في قبيلة مُطَيْر (بطولات نادرة)
(1)
.
1 -
قصة العوارض.
2 -
قصة العُبيَّات والهوامل.
3 -
قصة الصعران وأميرهم ابن بصيص.
وتطرق الشعراء لمدح برية في أشعارهم قال الشاعر محسن الرقعي:
حِنَّا برية باللقاء نشبع الذيب
…
في ساعةٍ تنسى العذارى حياها
في ساعةٍ وان فَرّعَنْ الرعابيب
…
نروي حرابِ والمعادي شكاها
الشلف نروي حدها للمغاليب
…
وجموعنا بالكون ما حدٍ قصاها
وقال الشيخ محمد بن حميد من عُتيبة قصيدة منها الآتي في واصل من مُطير:
جاكم مناجي شوق سحَّاب الأردان
…
يحدكم حد الفهد للعفاري
يا ولاد واصل يا طليقين الإيمان
…
شيبانكم واللِّي ركب من صغاري
وقال العريدي في الصعران:
ربعي الصعران ممشاهم جهارى
…
ذي فعايلهم على عاد وثمودي
(1)
انظر كتاب (قصائد شعبية) صفحات 34 - 60 - 93 مؤلفه عبد العزيز سعد المطيري.
أرخصوا بالروح والمقسوم جاري
…
والمدافع تشتعل مثل الرعودي
والمواتر كلها راحت دماري
…
يشهد المعهود والعالم شهودي
وجابو البوش العفر غصب جباري
…
لين طلبت بالادي بأمر السعودي
ولشاعرة من شمَّر لما سمعت بشجاعة حمود الحميداني شيخ الحمادين آنذاك، تمنت رؤيته ولما رأته أنشدت تحث قومها على الغزو معه فقالت هذه الأبيات:
الهجن خلو لهن حصه
…
يتلن حمود الحميداني
يا شوق غضروفة غضة
…
ما هرجت كل ديقاني
ولما رحل الحميداني وجماعته قالت تتشوق إليه:
يا حلو مفاطنكم با مطير
…
بس البلا يوم شدَّيتوا
يا مطير يا مشبعين الطير
…
في سهلة وأن تناخيتوا
وينقسمون برية إلى قسمين هما:
(1)
واصل.
(2)
أولاد علي.
(1)
ينقسم واصل إلى عشرة بطون كبيرة هي كما يلي:
1 -
العُبيَّات ومساكنهم في حفر الباطن والذيبية في شعيب (وادي) الباطن وأم قليب في الصمان بالقرب من نهايته من الغرب.
وينقسمون إلى فخذين:
(أ) الجغاوين.
(ب) العونة.
الأميران ابن ملحم، والشمل ابن عشوان.
2 -
البدنا
(1)
ومساكنهم في حفر الباطن.
وينقسمون إلى فخذين:
(أ) القريفات.
(ب) الهجارية.
الأمير القريفة.
3 -
الدياحين
(2)
وهي كبيرة البطون وقد تحضر منهم أسر كثيرة في القصيم والكويت، ولهم في عالية نجد الجريسية والجميماء في منطقة أُبْلَى شمال المهد والعثية شرق المهد 50 كم والقبيعية وتقع جنوب البدائع بالقصيم، ولهم موارد مائية كثيرة في وادي الحفر وأغلبهم يسكنون في حفر الباطن والقصيم بالسعودية ومنهم أيضًا بالكويت.
وينقسمون إلى سبعة أفخاذ وهم:
1 -
المشاهبة.
2 -
الكراكرة.
3 -
ذوي مبارك.
4 -
العناترة.
5 -
العكالا.
6 -
العزراء.
7 -
العقوط.
من أمرائهم المطرقة وأبو هليبة وابن نيف على الجريسية وابن كركير على الكراكرة.
4 -
الهوامل ومساكنهم في حفر الباطن ومبايض في مجزل.
(1)
وفي كتاب الخيل والإبل عند قبيلة مطير ذكر عبد العزيز السفاح أن أفخاذ البدنا هم الغنام والبشير.
(2)
يقول الشيخ مشاري بن عاتق المطرقة: تحالفت واصل مع الدياحين في أوائل القرن الثالث عشر الهجري في ضليع واصل (تصغير ضلع) الواقع شرق بلدتنا العثية بعشرين كيلو مترا على ضفاف وادي الركو، ولا يزال هذا الضلع معروفًا بهذا الاسم، وانحدروا مع واصل واستوطنوا في ضواحي القصيم وفي عام 1340 هـ نزلوا الحفر، ومن ذلك اليوم إلى يومنا هذا ونحن نعد من واصل.
وأقول: مما لا شك فيه أن الدياحين أصلًا من بني عبد الله بن غطفان، ولكن لم أعثر على سبب انتمائهم إلى واصل، غير ما ذكر أعلاه.
لذا أدرجناهم في واصل بإقرارهم شيوخهم المطارقة والهليبات وكذلك قبائل واصل يعدونهم منهم، ولم يذكرهم شيوخ بني عبد الله من مُطَيْر منهم بل اتفق مشايخ بني عبد الله من مُطَيْر بأن بني عبد الله ستة أقسام وهي:
1 -
الصعبة.
2 -
ميمون.
3 -
ذوي عون.
4 -
الشلالحة.
5 -
الهويملات.
6 -
بنو عزيز.
وينقسمون إلى فخذين:
(أ) الحمران. (ب) حزوا.
الأمير ابن دمخ.
5 -
المحالسة
(1)
ومساكنهم بوضى في مجزل، والشحمة شرق من المجمعة، وحفر الباطن.
وينقسمون إلى فخذين:
(أ) الهفتان.
(ب) الهروف.
الأمير ابن الهفتاء.
6 -
البرزان
(2)
ومساكنهم في حفر الباطن والقيصومة.
وينقسمون إلى فخذين:
(أ) المقبول.
(ب) المناع.
الأمير أبو حنا، والشمل أبو شويربات.
7 -
المريخات ومساكنهم في حفر الباطن وجراب.
وينقسمون إلى فخذين:
(أ) الحسن.
(ب) الفراوية.
الأمير المريخي.
8 -
الوساما
(3)
ومساكنهم في حفر الباطن.
والأمير ابن مهيلب.
9 -
العوارض
(4)
ومساكنهم في حفر الباطن.
الأمير ابن زويد العارضي.
10 -
العسفة
(5)
ومساكنهم في حفر الباطن.
الأمير ابن بلادان.
(1)
وذكر عبد العزيز السناح في كتاب الخيل والإبل عند مطير أفخاذ المحالسة الضبان والعضادين والوركان والهزاهزة والمداوسة ومن الفخذ الأخير الهروف والوثالين والعصايدة.
(2)
زاد السناح فخذ المهادية في البرزان.
(3)
وذكر السناح من أفخاذ الوساما: ذوي مقبل والحواضر والشباعين والجوابيس والزريبات والقهادية والزيرة والصعانين والمثاقبة.
(4)
ذكر السناح من أفخاذ العوارض العلي والمحمد والدعمي.
(5)
ذكر السناح من أفخاذ العفسة البشرى والمعارض والسبوت والرحايا والدخانين.
(2)
ينقسم أولاد علي إلى بطنين كبيرين هما:
(أ) الصعران.
(ب) الحمادين.
(أ) ينقسم الصعران إلى سبعة أفخاذ هم:
الفخذ - الأمير
1 -
البصايصة - ابن بصيص كافة الصعران
2 -
ذوي غنمي - ابن بصيص كافة الصعران
3 -
الشتيلات - ابن بصيص كافة الصعران
4 -
الشعالين - ابن بصيص كافة الصعران
5 -
العبادين - ابن بصيص كافة الصعران
6 -
الهذلان - ابن بصيص كافة الصعران
7 -
ذوي سعدون - المقهوي
ويقطنون الصعران في الفروثي والحمادا والمستوى وفي عالية نجد بأُبْلَى لهم الغمْر.
(ب) ينقسم الحمادين
(1)
إلى سبعة أفخاذ هم:
الفخذ - الأمير
1 -
المسعد - الحمداني كافة الحمادين
2 -
الثعلة - الحمداني كافة الحمادين
3 -
العلمة - الحمداني كافة الحمادين
4 -
الراشد - الحمداني كافة الحمادين
5 -
الجلايلة - الحمداني كافة الحمادين
6 -
العرائف - الحمداني كافة الحمادين
7 -
الوسون - الحمداني كافة الحمادين
ويقطنون الحمادين أم عشْر وأم دباب والثامرية وأم طلحة وفي عالية نجد بأبْلَى لهم الغمْر.
(1)
وفي كتاب الخيل والإبل عند قبيلة مطير لعبد العزيز بن سعد السناح أضاف للحمادين أفخاذ ذوي سعد والجحادلة والفحلان.
أما الصعران والحمادين أولاد علي من برية من مُطَيْر فهم إخوان الصعبة من بني عبد الله من مُطَيْر من الأم فقط وجميعهم وسَّامت الهلال
(1)
.
وهنا نورد بيتًا كشاهد بأن الحمادين ليسوا من أفخاذ الصعران كما يتوهم البعض.
يقول حنيف بن سعيدان من الصعران:
نِعْمٍ بربعي والحمادين عسكر
…
وجرمان في جمعة قسا ما يليني
وقد قابلت الشيخ هزَّاع بن مشاري بن بصيص أمير الصعران في منزله بمدينة حفر الباطن عام 1405 هـ وأخبرني بعدما سألته عن الحمادين هل هم من الصعران جماعته أم لا؟ فقال: إن الحمادين أخوة لنا من الأم والأب، وصادق على قول الشيخ هزاع بعض أعيان لصعران الذين كانوا موجودين في مجلسه.
وفي عام 1410 هـ مررت بمدينة الحفر مرة أخرى، وقابلت الشيخ قاسي بن محمد بن مليح الحميداني أمير الحمادين في منزله، وسألته عن جماعته الحمادين هل هم من الصعران أم بطن مستقل في برية من مُطَيْر؟ فقال مشكورًا: الحمادين والصعران أخوان من الأم والأب، ويُطلق عليهم جميعًا أولاد علي من برية من مُطَيْر، وذكر لي أفخاذ الحمادين وبلادهم، وقال: إن الحمادين والصعران أخوان الصعبة من بني عبد الله من مُطَيْر من الأم فقط، وجميعهم وسَّامت الهلال في قبيلة مُطَيْر.
(1)
وسم على الإبل، علامة توضع على الإبل للتعرف عليها وعلى أصحابها بطريقة الكي يشبه الهلال.
الدوشان شيوخ قبيلة مطير
(1)
يعتبر شيخ القبيلة أكبر سلطة بالقبيلة، وأسرة الدويش هم أهل الرئاسة في قبيلة (مُطَيْر) منذ أقدم العصور، وذلك لشجاعتهم وحسن تدبيرهم، وممن تولى الشيخة منهم:
1 -
الشيخ وطبان بن محمد الدويش:
هو أول من تولى الشيخة على قبيلة مُطَيْر، ونزل بهم في بلاد نجد في أوائل القرن الثاني عشر
(2)
الهجري وقال فيه الشاعر الأمير محسن الهزَّاني المعاصر له قصيدة طويلة منها هذه الأبيات:
خلوني أصحى من هوى سكر وأفيق
…
وأكتب سلامٍ يمة اللِّى تودون
أمنمقٍ بالزاج والعفص تنميق
…
ألب وأحلى من نباكل مكنون
للمنتحي خلف السبابا أبو عليق
…
يومن ذا مطروح مع ذاك مطعون
وطبان زين أعيادهن المشافيق
…
إلا .. وله نفس طموحه عن الدون
ريف القوايا بالسنين المحاحيق
…
وإن جوه أهل عيرات الانضا يحثون
مع ذا وهو معطى طوال السماحيق
…
ورث الندى ليس العطا منه ممنون
ويتضح لنا من هذه القصيدة أن وطبان يتحلى بالشجاعة والفروسية والكرم والعفة.
(1)
الدوشان من الموهة من علوى من مُطير.
(2)
تاريخ اليمامة ج 3 ص 282، عبد الله بن محمد بن خميس.
2 -
الشيخ فيصل بن وطبان بن محمد الدويش:
تولى الشيخة بعد وفاة والده ودامت فترة شياخته وقتًا طويلًا، وفيها اتسعت رقعة مضارب القبيلة حتى شملت من غربي مهد الذهب (حرَّة بني عبد الله من مُطَيْر) إلى حدود دولة الكويت من الجهة الغربية في الشرق، وتوفي فيصل (الأعور) عام 1248 هـ
(1)
في أرض تسمى (دكيكه) شرق الدهناء وغرب العوشزيات في الصمان، ولا تزال تحمل اسم فيصل، وكانت فترة زعامته مشحونة بالتوترات والحروب القَبَليَّة ومن أهم الحروب التي دارت في عهده هي معركة أبانات والرضيمة عام 1238 هـ
(2)
والسبية عام 1245 هـ
(3)
، والتي ترتبت على الأخير اتساع رقعة مضارب القبيلة، ومن صفاته الشجاعة والفروسية لجانب طموحاته الكبيرة وحكمته الفذة.
3 -
الشيخ محمد بن فيصل بن وطبان الدويش:
تولى الشيخة بعد وفاة والده عام 1248 هـ إلى 1262 هـ
(4)
وقع في عهده مناخ المربع
(5)
سنة 1249 هـ، وهذا المناخ جمع العربان، وتنافرت فيه القرابات كل له شأن، ومناخ العمار بين عَنَزة ومُطَيْر عام 1249 هـ وصارت الهزيمة على عَنَزة
(6)
.
4 -
الشيخ الحميدي بن فيصل بن وطبان الدويش:
تولى الشياخة بعد وفاة أخيه عام 1262 هـ إلى أن توفي في الدهناء عام 1274 هـ
(7)
ومن صفاته أنه كان سريع الانفعال وشديد الحقد ولا يعرف المجاملة، وكان يتمتع بجمال المنظر لجانب الشجاعة والفروسية، وعاش طيلة زعامته في جو ملتهب بالحروب القَبَلية، وفي عهده وقع الحرب الشديد بين قبائل مُطَيْر عام 1267 هـ
(8)
وانتهى في سنة 1275 هـ
(9)
.
(1)
تاريخ نجد ج 2 ص 58 ابن بشر.
(2)
تاريخ نجد ج 2 ص 17 ابن بشر.
(3)
تاريخ نجد ج 2 ص 27 ابن بشر.
(4)
تاريخ نجد ج 2 ص 147.
(5)
تاريخ نجد ج 2 ص 59، 60.
(6)
التفاصيل في تاريخ ابن بشر (2، 46).
(7)
تاريخ نجد ج 2 ص 21 ابن بشر، تاريخ ابن عيسى، ذيل به على كتاب عنوان المجد.
(8)
تاريخ بعض الحوادث والواقعة في نجد ص 171 - إبراهيم بن صالح بن عيسى.
(9)
تاريخ نجد ج 2 ص 25 ابن بشر، تاريخ ابن بشر، ذيل به على كتاب عنوان المجد.
5 -
الشيخ ماجد بن الحميدي بن فيصل الدويش:
تولى الشياخة بعد وفاة والده عام 1274 هـ، ومن صفاته أنه كان قليل الانفعال وشعاره التأني في جميع تصرفاته والاستشارة في قراراته، واتفق الرواة على أنه أهدى زعيم في أسرته الدوشان، وفي عهده جرى استعراض القوة بين قبيلتي مُطَيْر وعَنَزة في أقصى الشمال من الصمَّان في مكان منخفض تحيط به الجبال العالية ويُسمى هذا المكان (جو مناخ) وعلى الرغم من ذلك الحشد للقتال إلا أن الموقف لم يتفجر، حيث آثرت قبيلة عَنَزة العودة إلى ديارها دون أن يحدث أي نزال في ميدان القتال.
6 -
الشيخ سلطان بن الحميدي بن فيصل الدويش:
تولى الشيخة بعد وفاة أخيه ماجد، وتوفي عام 1327 هـ
(1)
بسبب تقدم سنه، فقد أجمع الرواة على أن الصفات التي كان يتمتع فيها سلطان متشابهة لحد كبير بتلك الصفات التي يتحلى بها شقيقه الأكبر ماجد، وكان سلطان يتبع نهج المساير بالنسبة للوضع الداخلي، وكان يحتفظ لنفسه بقدر كبير من الحكمة لجانب فروسيته الفذة، وفي عهده جرت معركتي وراط والعودة.
7 -
الشيخ فيصل بن سلطان بن الحميدي الدويش:
تولى الشيخة بعد وفاة والده عام 1327 هـ حتى عام 1349 هـ
(2)
وتوفي عام 1350 هـ
(3)
وكان فيصل من أبرز رجالات عصره وأحد حكمائها الأفذاذ وذاع صيته بين القبائل داخل وخارج الجزيرة العربية وفي عهده جرت عدة وقعات حربية، ومنها على سبيل المثال حمض عام 1337 هـ
(4)
والجهراء عام 1339 هـ
(5)
ويوم المستوى (رضيمة المستوى)
(6)
وفياض العجز.
وبرز اسم الدويش في معارك منها معركة (الجهراء) وحصار (حائل) وحصار
(1)
رسائل من صخر ص 36 شاهر محسن الاصقه المطيري.
(2)
السعوديون والحل الإسلامي 684 محمد جلال كشك.
(3)
السعوديون والحل الإسلامي 684 محمد جلال كشك.
(4)
شبه الجزيرة في عهد الملك عبد العزيز ج 1 ص 238 خير الدين الزركلي.
(5)
شبه الجزيرة في عهد الملك عبد العزيز ج 1 ص 239 خير الدين الزركلي.
(6)
تاريخ اليمامة ج 2 ص 263 عبد الله بن محمد بن خميس.
المدينة المنورة، وغزواته لعشائر من نجد، خرجت على الملك عبد العزيز ولجأت إلى أطراف العراق فقضى عليها الدويش، ورافق اسمه الرعب
(1)
. فكان فيصل الدويش رائدًا في حركة الإخوان، وزعيمها الأول بلا نزاع، وبطل الجزيرة الأسطوري خلال 15 سنة، وستظل ذكراه حية، ومرتبطة بقضية الحل الإسلامي، ما شاء الله، وما وعى التاريخ فهو المثل الكامل لقدرة تعاليم الإسلام على تغيير الانسان العربي، أو صنع البطل العقائدي، من الفردية البدوية
(2)
.
إن قراءة في تاريخ فيصل الدويش، الذي لم يكتب، بل ورغم كل التشويهات التي قيلت ضده، وافتريت على تاريخه، تقنعنا بأنه لا مبالغة في كل ما سمعناه عن التحول الأسطوري في الشخصيات في عصر النبوة
(3)
.
ولعل قصيدة ابن عثيمين تعطي صورة لانطباع الناس وقتها، ولما أطلقته حركة الإخوان من رعب في نفوس المعادين، وأثارته من قوة وعزة في نفوس السعوديين:
سلم على فيصل واذكر مآثره
…
وقل له هكذا فالتفعل النجب
سيف الامام الذي بالكف قائمه
…
ماضي المضارب ما في حده لعب
الساكنين بأرطاوية
(4)
نصحوا
…
للدين بالصدق ما في نصحهم خلب
كذلك إخوانهم لا تنس فضلهم
…
هم نصرة الحق صدقًا أينما ذهبوا
أعني بهم عصبة الإسلام من سكنوا
…
مبايضًا
(5)
ولحرب المارق انتدبوا
(1)
شبه الجزيرة في عهد الملك عبد العزيز ج 1 و 2 ص 465.
(2)
السعوديون والحل الإسلامي ص 595 محمد جلال كشك.
(3)
السعوديون والحل الإسلامي ص 595 محمد جلال كشك.
(4)
قاعدة بلاد مُطَيْر تبعد عن الرياض حوالي ثلاثمائة كيلو شمالية وترتبط بمنطقة المجمعة إداريًّا أنشئت للإخوان 1330 هـ.
(5)
من أملاك قبيلة مُطَبْر واقعة شمال (تمير) 10 كيلوات، أنشئت للإخوان عام 1334 هـ هجرة للهوامل من مُطَيْر.
هم أهل قرية
(1)
إخوان لهم قدم
…
في الصالحات التي ترجى بها القرب
(2)
ومن رجاله:
(1)
علي بن عشوان أمير العُبيَّات من مُطَيْر.
(2)
جاسر بن لامي أمير الجبلان من مُطَير.
(3)
فيصل بن شبلان أمير اليحيا من الجبلان من مُطَير.
(4)
علي بن شوبربات أمير البرزان من مُطَيْر.
(5)
صنيتان المريخي أمير المريخات من مُطَيْر.
(6)
سلطان بن مهيلب أمير الوساما من مُطَيْر.
(7)
وابن جربوع من أعلام الرياضين من مُطَيْر.
(8)
وابن حنايا من أعلام البرزان من مُطَيْر.
وغيرهم الكثير من رجالات قبيلة مُطَيْر.
8 -
الشيخ بندر بن فيصل بن سلطان الدويش:
تولى الشيخة بعد وفاة والده عام 1350 هـ وتوفي عام 397 هـ رحمه الله ومن صفاته الحكمة النادرة ورجاحة العقل، وفي عهده وحد الملك عبد العزيز آل سعود - طيب الله ثراه عام 1351 هـ شمل الجزيرة تحت راية التوحيد الخالدة.
9 -
الشيخ ماجد بن عبد العزيز بن فيصل الدويش:
تولى الشياخة بعد وفاة عمه بندر عام 1397 هـ ولا يزال حفظه الله حتى الآن 1421 هـ شيخ شمل قبائل مُطَيْر (علوى وبرية وبني عبد الله).
(1)
من أملاك قبيلة مُطَيْر أنشأوا فيه (هجرة) يقال أنها أول هجرة أنشئت في شبه الجزيرة العربية واقعة جنوب غرب (النعيرية) تابعة للمنطقة الشرقية.
(2)
المصدر السابق كشك ص 598.
10 -
الشيخ فيصل بن بندر بن فيصل الدويش:
نائب أمير قبائل مُطَيْر منذ وفاة والده عام 1397 هـ ولا يزال - حفظه الله - حتى الآن 1421 هـ الساعد الأيمن لابن عمه، وأمير بلدة الرفيعة.
ومن مشاهير الدوشان عماش الدويش قيل أنه لا يأخذ الحضري، ومطلق الجبعاء الدويش جليس الملك عبد العزيز رحمه الله، ومسلط الدويش المعروف بالاصقه وأبنائه فيصل وفهاد، ونائف بن شقير وبندر بن وطبان، وبدر بن محمد، ونائف بن مزيد، وحسين بن مطلق، وحسن بن عليق، ودعسان بن حطان الدويش، وجهجاه بن مسلط الدحَّام الدويش.
فصائل الدوشان
تنقسم فخذ الدوشان إلى اثنتى عشرة فصيلة هي كالآتي:
أولًا - أبناء فيصل بن وطبان بن محمد الدويش
(أ) الحميدي بن فيصل وعقبه سلطان جد الفيصل، ومحمد جد البدر، وماجد جد الماجد.
1 -
الفيصل أبناء فيصل بن سلطان بن الحميدي بن فيصل بن وطبان بن محمد الدويش.
2 -
البدر أبناء بدر بن محمد بن الحميدي بن فيصل بن وطبان بن محمد الدويش.
3 -
الماجد أبناء ماجد بن الحميدي بن فيصل بن وطبان بن محمد الدويش.
(ب) محمد بن فيصل وعقبه شقير جد الشقير، وعمر جد الوطبان، ومسلط جد الاصقه.
1 -
الشقير أبناء شقير بن محمد بن فيصل بن وطبان بن محمد الدويش.
2 -
الوطبان أبناء وطبان بن عمر بن محمد بن فيصل بن وطبان بن محمد الدويش.
3 -
الاصقه أبناء مسلط بن محمد بن فيصل بن وطبان بن محمد الدويش.
(جـ) عبد العزيز وعقبه آل شريان.
1 -
آل شريان جدهم عبد العزيز بن فيصل بن وطبان بن محمد الدويش.
(د) عبد الله وعقبه آل عماش.
1 -
آل عماش جدهم عبد الله بن فيصل بن وطبان بن محمد الدويش.
2 -
آل جبعاء يرجعون في حشر بن محمد الدويش.
3 -
آل مشل يرجعون في محمد الدويش.
4 -
المفوز وعقبه آل جارد.
5 -
الدغيم وعقبه آل حطاب ومنهم شاعر الدوشان (دعسان بن حطاب الدويش).
مال الدويش وعدد قطعانها وأنواعها
(1)
أود أن أعطي مزيدًا من الإيضاح حول أسماء رعايا الدويش من الإبل التي كان يختص بملكيتها زعيم القبيلة، حيث ظهرت في الآونة الأخيرة أخطاء في بعض الكتب حول تسمية حلال الدويش من الابل وكيفية الحصول عليها وذلك في ماضي الزمن، ورعايا الإبل التي كانت بحوزة فيصل بن وطبان الدويش زعيم قبيلة مُطَيْر هي سبع رعايا، وأسماؤها على النحو التالي:
1 -
الشرف:
وهي إبل لزعيم إحدى القبائل العربية وحصل عليها الدويش قبل معركتي الرضيمة عام 1818 م والسبية عام 1825 م، وبعد معركة أبانات عام 1810 م وهذه الإبل تتحلى باللون الأسود ويسمى هذا اللون بلغة البادية (مجاهيم) وهي أهم رعايا الدويش (وتمثل شعارًا مهمًّا عند القبيلة لدرجة أن أفراد القبيلة يحرصون على حمايتها وبهتمون بها أكثر من إبلهم التي تخصهم).
2 -
الحرشاء:
وهذه الإبل تتحلى باللون الأسود وغنمها الدويش في معركة السبِّية عام 1825 م.
3 -
العشوى:
وهي إحدى إبل الدويش السبع وتتحلى باللون الأسود ولم تتوافر لديَّ المعلومات التي توضح حصول الدويش عليها.
(1)
نقلًا من كتاب شاهر الاصقه (رسائل من صخر) من ص 195 إلى 199.
4 -
البلها:
وهي إحدى حلال الدويش السبع الإبل، وتتحلى باللون الأسود وليس عندي معلومات عن كيفية حصول الدويش عليها.
5 -
المغاتير:
وهي إحدى إبل الدويش وتتميز بذات اللون الشديد البياض، ويسمى هذا اللون بلغة البادية بالمغاتير وفي مفهوم البادية المغتر كاشف اللون أو ساطع اللون.
6 -
الودائع:
وهي إحدى إبل الدويش التي غنمها في معركة السبية عام 1825 م، ولونها أقل من البياض، ويسمى هذا اللون بلغة البادية أشقح أي يميل للبياض غير الشديد.
7 -
المعيد:
وهي إحدى إبل الدويش السبع وتتميز بذات اللون الأصفر، والأصفر بلغة البادية أقل من السواد، أي يشابه باللون البني وهي إبل نظرة من كبار السن حصل عليها الدويش من شخص له مكانة بارزة.
وبعد وفاة فيصل بن وطبان أخذ الإبل المسماة بالحرشاء، ابنه محمد بن فيصل الدويش وأخذ ابنه عبد العزيز بن فيصل الإبل المسماة بالمعيد.
أما باقي الرعايا من الإبل وعددهن خمس رعايا يملكها الحميد بن فيصل الذي تولى زعامة القبيلة بعد وفاة والده فيصل بن وطبان، فقد أضاف الحميدي بن فيصل إلى رعاياه الخمس إبل جلوي الرخل المسماة في (برقاء) وذلك لاختلاف ألوانها وبذلك أصبحت رعايا الحميدي من الإبل (6) ست رعايا.
وبعد وفاة الحميدي بن فيصل أخذ ابنه محمد بن الحميدي إبل الرخل المسماة (برقاء) أما باقي الرعايا الخمس فكانت بحوزة ماجد بن الحميدي الذي تولى زعامة القبيلة بعد وفاة والده الحميدي وبعد وفاة ماجد بن الحميدي وزعت إبل بيت العمود (بيت الزعامة) على النحو التالي:
1 -
الشرف:
أخذها سلطان بن الحميد الذي تولى زعامة قبيلة مُطَيْر بعد وفاة شقيقه ماجد بن الحميدي.
2 -
المغاتير:
أخذها مزيد بن ماجد الدويش بعد وفاة والده.
3 -
العشوى:
أخذها فيصل بن ماجد بعد وفاة والده.
4 -
الودائع:
أخذها محمد بن ماجد بعد وفاة والده.
5 -
البلهاء:
أخذها عبد الله بن ماجد بعد وفاة والده عِلمًا بأن أولاد ماجد بن الحميدي أربعة.
6 -
الحرشاء:
أما الحرشاء الذي ملكها محمد بن فيصل بن وطبان فقد ورثها من بعده ابنه مسلط الدويش (الاصقه) وبعد وفاة مسلط ورثها ابناه فهاد وفيصل.
7 -
المعيد:
أخذها عبد العزيز بن فيصل.
الأسر المتحضرة بقبيلة مُطيْر
1 -
الأشقر في الرياض من الجبلان من علوَى من مُطَيْر.
2 -
آل بتَّال في الرياض وضرما من ذوي عون من بني عبد الله من مُطَيْر.
3 -
البدَّاح أسر صغيرة كان لهم مُلك في (أم جصيصة) الواقعة بين الصباخ وخب العوشز بمدينة بريدة ويرجع نسبهم إلى البرزان من واصل من برية من مُطَيْر.
4 -
البريعصي في بريدة وهم منسوبون إلى البراعصة من الموهة من علوى من مُطَيْر.
5 -
آل جليل في ثرمدا وقصر البردان من الأعنة من الموهة من علوى من مُطَيْر.
6 -
الدعمى في قصيبا بمنطقة القصيم من العوارض من واصل من برية من مُطَيْر.
7 -
الدغيم في بريدة يرجعون إلى قبيلة مُطَيْر.
8 -
آل شعوان في الإحساء والرياض من الجبلان من علوى من مُطَيْر.
9 -
آل عبد القادر في الرياض من الجبلان من علوى من مُطَيْر.
10 -
الجلاليل أهل منفوحة ومنهم دهام بن دواس من العفسة من واصل من برية من مُطَيْر.
11 -
النفيسة الذين في القصيم من العفسة من واصل من برية من مُطَيْر.
12 -
آل عقل العميريني في عنيزة والرياض من الدياحين من واصل من برية من مُطَيْر.
13 -
العقلا من أهل عنيزة من الدياحين من واصل من برية من مُطَيْر.
14 -
العمارين واحدهم عميريني في القصيعة وعنيزة من العكالا من الدياحين من واصل من برية من مُطَيْر.
15 -
الفوزان في رغبة من العفسة من واصل من برية من مُطَيْر.
16 -
الفارس في عنيزة من الدياحين من واصل من برية من مُطَيْر.
17 -
الملحم من أهل عيون الجواء من العبيات من واصل من برية من مُطَيْر.
18 -
آل ملحم في الإحساء نزحوا من الجزعة قرب الرياض من فخذ الجغاوين من العُبيَّات من واصل من برية من مُطَيْر.
19 -
قبيلة العلي المعلى من علوى من مُطَيْر.
20 -
الصعانين في الرياض وبريدة من الموهة من علوى من مُطَيْر.
21 -
الهزاع في الزلفي من الملاعبة من ذوي عون علوى من مُطَيْر.
22 -
القعيد في القصب من الأعنة من الجبلان من علوى من مُطَيْر.
23 -
آل هلال أسرة هلال المطيري - في الكويت من العكالا من الدياحين من واصل من برية من مُطَيْر.
24 -
العزره في الزلفي من الدياحين من واصل من برية من مُطَيْر.
25 -
النفجان في الرس من الدياحين من واصل من برية من مُطَيْر.
26 -
آل شافي في الشمالية من الدياحين من واصل من برية من مُطَيْر.
27 -
المسباح في الكويت من المريخات من واصل من برية من مُطَيْر.
28 -
الشمالي في الكويت من المريخات من واصل من برية من مُطَيْر.
29 -
الميلم في الزلفي والكويت من الرخال من الصردان من ميمون من بني عبد الله مُطَيْر.
30 -
العجلان والعيد والجر والجبير في رغبة والبرة والمجمعة - والحجي في مرات من المطارفة من هُذَيْل القبيلة المعروفة - حلفاء ابن بصيص شيخ الصعران أولاد علي من برية من مُطَيْر. ومنهم الهذلان الذين في الخرج ومنهم محمد بن عيد قاضي "ثرمدا" في عهد الإمام عبد العزيز محمد بن سعود، ومنهم الشاعر الشهير عبد العزيز بن محمد بن عيد "العزى".
31 -
آل فرح في رابغ من القعوان من الشلالحة من عبد الله من مُطَيْر.
32 -
الفجحان في المذنب من الرخمان من الموهة من علوى من مُطَيْر.
33 -
البردة والبرادا أحدهم "بريدي" في بريدة من البراعصة من الموهة من علوى من مُطَيْر.
34 -
آل السمري في الرس من الدياحين من واصل من برية من مُطَيْر.
35 -
آل شويش وآل مطيري في الرياض.
36 -
الهليل والرافد والمسعود في الأسياح من مُطَيْر.
37 -
المويس في القصيم من العُبيَّات من واصل من برية من مُطَيْر.
38 -
العوضي والمعزى من قبيلة مُطَيْر في حنيظل والعويمر بالأسياح.
39 -
بنو منديل المريخي من المريخات من واصل من برية من مُطَيْر.
40 -
آل جويعد من مَطَيْر في الأسياح.
41 -
الرقيدان بحائل من السمران من المهالكة من الصعبة من بني عبد الله من مُطَيْر.
42 -
الغبون والزبرة والزراعات والشباعين والصعانين والقهادية في صفينة من الوساما من واصل من برية من مُطَيْر.
43 -
ذوي هديهد وذوي الراشد وذوي غازي والتومان والبنانية في طفنة والسوارقية من العوارض من واصل من برية من مُطَيْر.
44 -
العريف في الزلفي والكويت من البرزان من واصل من برية من مُطَيْر.
45 -
آل بويتل في الزلفي من البرزان من واصل من برية من مُطَيْر.
46 -
آل زيادة في الزلفي من البرزان من برية من مُطَيْر.
47 -
الشبيعان في جوى والمجمعة من الشظية من الهوامل من واصل من بربة من مُطَيْر.
48 -
الخليف في الرس وحفر الباطن من حزوا من الهوامل من واصل من برية من مُطَيْر.
49 -
الزايد في عنيزة من الشظية من الهوامل من واصل من برية من مُطَيْر.
50 -
السكيك في الرياض وجدة والطائف والشرقية، من السكان من ميمون من بني عبد الله من مُطَيْر.
51 -
آل المطيري
(1)
في الرياض أسرة معروفة في الدور الأول لدولة آل سعود، وقد ذكر ابن بشر طرفًا من تاريخهم وأخبارهم وأسماء بعض رجالهم فممن ذكرهم:
(1)
تاريخ اليمامة ج 4 ص 172.
بتَّال المطيري، بطي المطيري، حباب بن قحيصان المطيري، سعد بن مطلق المطيري، عبد الله بن بتَّال المطيري، مرزوق المطيري وابنه سعد، وكان مطلق المطيري هذا له شأن. في عهد تركي بن عبد الله آل سعود وقد قُتل في عُمان
(1)
.
52 -
الفراوي في رغبة من الفراوية من المريخات من واصل من برية من مُطَيْر.
53 -
الكريزي والمثال في المجمعة من الهوامل من واصل من برية من مُطَيْر.
54 -
المرواسي في قرية بالصمان وفي القريات من المريخات من واصل من برية من مُطَيْر.
55 -
الجميعة في مجمعة ومبائض من الهوامل من واصل من برية من مُطَيْر.
56 -
الحويلا في الحفر من ميمون من بني عبد الله من مُطَيْر.
57 -
الصعب والسليمان في الغاط من ميمون من بني عبد الله من مُطَيْر.
58 -
الشائع في المذنب من ميمون من بني عبد الله من مُطَيْر.
59 -
الحمد في الزلفي من مُطَيْر.
ومن قبيلة مُطَيْر نزح خلق كثير في العصور الماضية، فمنهم من حافظ على مسمى قبيلته ولم يدخل بطريقة الحلف مع قبائل أخرى وهم:
1 -
مُطَيْر
(2)
: من قبائل مصر تنسب إلى عرب الحجاز وتقيم في مناطق شمال سيناء والوجه البحري والجيزة والمنيا وأسيوط وغيرها.
2 -
المُطريون
(3)
: من عشائر منطقة البلقاء ومنازلهم المشقر وأم الكندم.
(1)
عنوان المجد في تاريخ نجد ج 1 ص 196.
(2)
تاريخ الفيوم للنابلسي ص 14 وتاريخ سيناء لنعوم شقير ص 734، 735، وانظر عنهم في موسوعة القبائل المجلد الأول، ط 1421 هـ/ 2001 م.
(3)
تاريخ شرق الأردن وقبائلها لبيك ص 365.
3 -
السُّكِيك
(1)
: في فلسطين من ميمون من بني عبد الله من مُطير، وكثيرًا منهم رجع إلى موطنه الأصلي بالمملكة العربية السعودية وهم في الرياض وجدة والطائف والمنطقة الشرقية.
من تاريخ قبيلة مُطير
ذكر الأستاذ فايز بن موسى البدراني الحربي في كتابه من أخبار القبائل في نجد ما نصه عن قبيلة مُطير: "مُطير من أشهر القبائل النجدية المعاصرة؛ بدأ ظهورها كقوة في نجد في القرن الحادي عشر الهجري، ثم بلغت أوج قوتها خلال القرن الثالث عشر الهجري، حيث توست ديارها على حساب قبائل نجد.
ومن أشهر أحداثهم التاريخية في نجد خلال القرن الحادي عشر الهجري:
في عام 1022 هـ مناخ (معركة) بين مُطير والفضول
(2)
في العرمة.
وفي عام 1035 هـ وقعة بين الشريف ومُطير في نفي.
وفي عام 1035 هـ أيضًا أخذت مُطير قوافل عنزة في رماح.
وفي عام 1047 هـ أخذت مُطير لقوافل عنزة أيضًا في العرمة.
وفي عام 1061 اشتركت مُطير في مناخ (معركة) بين عنزة والظفير
(3)
في أوثال.
وفي عام 1065 هـ اشتركت مُطير أيضًا في مناخ (معركة) بين عنزة والظفير في النبقية.
(1)
أخبرني عنهم سعادة اللواء عبد الله بن عثمان المطيري قائد قوات الأمن الخاصة بالمملكلة العربية السعودية.
(2)
الفضول قبيلة من بني لام من طيئ القحطانية.
(3)
الظفير هم إخوة الفضول وبني كثير من بني لام من طيئ (انظر عن الظفير في نهاية هذا المجلَّد).
ومن أشهر أحداثهم التاريخية في نجد خلال القرن الثاني عشر الهجري:
في عام 1121 هـ وقعة بين الشريف ومُطير في صلبتة.
وفي عام 1132 هـ وقعة بين مُطير وبني خالد في صلبتة.
وفي عام 1035 هـ أخذ مُطير لحاج الإحساء في صلبتة.
وفي عام 1181 هـ وقعة بين مُطير والقوات النجدية في الحنو.
وفي عام 1193 هـ وقعة بين مُطير والقوات النجدية في عروا.
وفي عام 1195 هـ وقعة بين عنزة ومُطير في كير.
وفي عام 1195 هـ أيضًا وقعة كير الشهيرة بين مُطير وعنزة في كير.
وفي عام 1196 هـ وقعة بين مُطير والقوات النجدية في المستجدة.
ومن أشهر أحداثهم التاريخية في نجد خلال القرن الثالث عشر الهجري.
في عام 1205 هـ وقعة بين الإمام سعود بن عبد العزيز وبين مُطير في العدوة.
وفي عام 1205 هـ وقعة بين الإمام سعود وبين مُطير في الجريسية.
وفي عام 1206 هـ وقعة بين القوات النجدية ومُطير في الحنابج.
وفي عام 1206 هـ وقعة بين الإمام سعود وبين مُطير وحرب في الشقرة.
وفي عام 1210 هـ وقعة بين الإمام سعود وبين مُطير وعُتيبة في الحرَّة.
وفي عام 1210 هـ أيضًا وقعة بين القوات النجدية ومن ضمنها مُطير وبين الشريف غالب في الجمانية.
وفي عام 1219 هـ وقعة بين مُطير والظفير في لينة.
وفي عام 1228 هـ وقعة بين القوات النجدية ومُطير في القصيم.
وفي عام 1238 هـ مناخ (معركة) بين (مُطير وأتباعهم وبين ابن عريعر من بني خالد وأتباعه في الرضيمة).
وفي عام 1240 هـ مناصرة فيصل بن وطبان الدويش لأهل الرياض في الرياض.
وفي عام 1245 وقعة السبية على بني خالد اشتركت مُطير فيها في السبية.
وفي عام 1247 هـ فزعة ابن بصيص وعربانه من مُطير لقبيلة عُتيبة في طلال.
وفي عام 1249 هـ مناخ بين مُطير وعنزة في المربع.
وفي عام 1249 هـ مناخ بين مُطير وعنزة في العمار.
وفي عام 1259 هـ مناصرة محمد بن فيصل الدويش للإمام فيصل في الشوكي.
وفي عام 1261 هـ وقعة بين عبد الله بن فيصل معه مُطير ضد قبيلة العجمان في الوفرة.
وفي عام 1263 هـ أخذ الدويش حاج القصيم في الداث.
وفي عام 1266 هـ وقعة بين الإمام فيصل وبين مُطير وعُتيبة في جراب.
وفي عام 1268 هـ وقعة بين القوات النجدية وبين مُطير في الفوارة.
وفي عام 1269 هـ وقعة بين الإمام فيصل بن تركي وبين مُطير في الوفرة.
وفي عام 1273 هـ أخذت ابن مهيلب حاج القصيم في الداث.
وفي عام 1277 هـ وقعة بين الإمام عبد الله بن فيصل وبين مُطير في المنسف.
وفي عام 1278 هـ وقعة بين الإمام عبد الله بن فيصل وبين الجبلان من مُطير في اللهابة.
وفي عام 1286 هـ وقعة بين الإمام عبد الرحمن بن فيصل وبين مُطير في الشوكي.
وفي عام 1286 وقعة بين الإمام عبد الله بن فيصل وبين الصُعران من مُطير.
ومن أشهر أحداثهم التاريخية في نجد خلال القرن الرابع عشر الهجري:
في عام 1300 هـ وقعة بين الإمام محمد بن سعود بن فيصل وبين ابن بصيص في الأثلة.
وفي عام 1309 هـ مناخ بين مُطير وعُتيبة في الحرملية.
وفي عام 1312 هـ وقعة بين ابن بصيص وعُتيبة في الجنيفاء.
وفي عام 1317 هـ وقعة بين ابن بصيص وعُتيبة في الحور.
وفي عام 1319 هـ وقعة بين الإمام عبد الرحمن بن فيصل وابنه عبد العزيز ومعه قبيلتا مُطير والعجمان وبين قبيلة قحطان في روضة سدير.
وفي عام 1324 هـ معركة فيصل بن سلطان الدويش على الرباعين في المستوى.
وفي عام 1324 هـ أيضًا مساعدة مُطير للملك عبد العزيز ضد عبد العزيز بن متعب الرشيد في روضة مهنَّا.
وفي عام 1325 هـ معركة الملك عبد العزيز على فيصل بن سلطان الدويش في المجمعة.
وفي عام 1330 هـ بناء أول هجرة للإخوان في الأرطاوية.
وفي عام 1331 هـ مناصرة مُطير للملك عبد العزيز في فتح الإحساء.
وفي عام 1333 هـ مناصرة مُطير للملك عبد العزيز ضد ابن رشيد في جراب.
وفي عام 1333 هـ أيضًا مناصرة مُطير للملك عبد العزيز ضد العجمان في كنزان.
وفي عام 1334 هـ استيطان فيصل بن سلطان الدويش وتزعمه لحركة الإخوان في نجد بالأرطاوية.
سُبَيع والسهول
(*)
نسب القبيلة:
سُبَيْع بن عامر- بضم السين - قبيلة نجدية
(1)
من عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام.
وسُبيع ما برحت باقية في منازل كانت لسلفها بني عامر وهي: رنية
(2)
، والخرمة بوادي تُرَبة
(3)
، ووادي المياه
(4)
، وبعض قرى بيشة
(5)
.
(*) نقلًا عن كتاب (نسب سُبيع والسهول) تأليف: عبد الله بن سعود آل خثلان السُّبيعي، وفهَّاد بن سعد بن هملان السهلي.
(1)
منازل سبيع برنية وما حولها تعد منطقة نجدية، قال البكري:(أعراض نجد: بيشة وتَرْج وتبالة والمراغة ورنية)"معجم ما استَعْجم"، وقال الهمداني:(أبيدة ما بين الحرَّة وناهية) وبها واد عظيم من أعظم أعراض نجد يسم تُرَبة) - "صفة جزيرة العرب" ص 383، والأعراض جمع عرض وهو الوادي المأهول ذو القرى والنخل والمزارع.
(2)
قال الكندي: رنية يسكنها بنو عُقَيل (بطن من بني عامر)، وعَدَّ من منازلهم: بيشة وتثليث ويبمبم والعقَيقَ. كلها لعُقَيل - (ما اتفق لفظه واختلف مسماه للحازمي في مجلة العرب ج 3، 4 س 29 ص 268)، وقال الهمداني:(بلد هلال الواديان رنية وأبيدة) - صفة جزيرة العرب ص 119، وأبيدة تسمى اليوم بيدة. وذكر عرَّام السُّلَمي أن رنية وبيشة وتثليث ويبمبم وعقيق تمرة كلها لعُقَيل (بطن من بني عامر بن صعصعة) انظر أسماء جبال تهامة وسكانها ص 421، تحقيق عبد السلام هارون، نوادر المخطوطات.
(3)
قال الأصمعي: تربة واد للضباب (من بني عامر بن صعصعة) طوله ثلاث ليال ويشاركهم فيه هلال، وعامر بن ربيعة (كلاهما من عامر بن صعصعة)، وفي المثل (عرف بطني بطن تربة) قاله عامر بن مالك العامري لما غاب عن قومه وعاد إلى تربة وهي أرضه التي ولد بها ألصق بطنه بأرضها فوجد راحة فقال ذلك (معجم البلدان لياقوت الحموي ج 2 ص 21).
(4)
قال ياقوت: وادي المياه من أكرم ماء نجد لبني نفيل بن عمرو بن كلاب (من بني عامر) - معجم البلدان ج 5، ص 240.
(5)
بيشة: يسكنها من سبيع: بعض المشاعبة وبعض المكاحلة والجهوم، وهؤلاء انتقلوا إليها من رنية وبيشة كانت قرى يسكنها بطون من عامر بن صعصعة وهم: بنو هلال، وبنو سُوآءة، وبنو عُقَيل، وبنو كلاب، كل هؤلاء من بني عامر ومعهم غيرهم (معجم البلدان ج 1)، ص 529.
قال سبيعي قديم العصر:
دار حددها سبيع بن عامر
…
حددها وخلاها لنسله ودايدِ
يحدنا: أبو سنون من صوب بيشة
…
والمروة البيضا حدود الوكايد
وتحدنا: الرحيا عن الشام نجنب
…
ونأخد بها شاته إلى جاك قايدِ
ويحدنا من صوب علوا خناثل
…
ومجامع الوديان صوب آل زايدِ
وقد انحدر إلى العارض بنو عمر وبنو محامر ومَلِيْح من سبيع، وهؤلاء يقال لهم سبيع الحدارية، لأنهم انحدروا من الوديان (وادي رنية والخرمة وما حولهما) وسكنوا الدهناء والصمان ورماحًا وما حولهما.
قال عجران بن شرفي السبيعي (من بني عمر أهل العارض):
دارٍ وليناها بضربٍ بالأسياف
…
يوم كلٍ حاميٍ ورث جده
وقال عبد الله بن شيحان الجبري السبيعي
(1)
:
الحفر ورماح خذناه بطعنا
…
من شيوخ
(2)
فعلهم كلٍ حكى به
أنشد الدوشان
(3)
والعجمان عنا
…
والدواسر وحددانا من شبابه
(4)
وقال عجران بن شرفي السبيعي، يذكر ديار سبيع الأصلية:
با ابن الإمام إنْ ديرتي من وراء تين
(5)
…
ولي لابة فيها تضد البوادي
من حد خشم العرق
(6)
للحزم ويمين
…
ومقضبين أطرافها بالحدادي
وأقدم تاريخ رأيته لسبيع عام 866 هـ حيث قال ابن بسام في (تحفة المشتاق) أنه في هذه السنة عزا زامل بن جبر ملك الإحساء والقطيف، ومعه جنود كثيرة، وتوجه إلى نجد وصبَّح آل مغيرة وسُبيع وتتابعت بعد ذلك أخبار سُبيع.
(1)
ولد عام 1337 هـ في الدهو.
(2)
يقصد آل عريعر الخالديين.
(3)
يقصد مطيرًا، وهي من إطلاق الجزء وإرادة الكل.
(4)
هم قبال عتيبة.
(5)
تين: جبل شرق الخرمة وشمال رنية.
(6)
العرق: عرق سبيع يقع شمال رنية يميل نحو الشرق.
أما السهول فإحدى قبائل نجد المشهورة، فهم بنو سهل بن أنس بن ربيعة بن كعب بن أبي بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وقد انحدر السهول من وديان رنية وما حولها إلى عرض شَمَام وبَقُوا فيه فترة من الزمن حيث سيطروا على مساحات كبيرة من هذه المنطقة المعروفة بعرض شمام، وفي حوالي القرن الثاني عشر الهجري انزاحت قبيلة السهول إلى العارض والمحمل وسدير، ونزح القبابنة من السهول إلى وادي برك والغيل، وبقي من السهول ناس استقروا في رويضة وما حولها والقويعية.
قال أحد شعراء قبيلة السهول يحدد بلاد قبيلته:
لنا ديرة مسماة محتمينها
…
من العرض للدهنا وجنوب نعايم
ديرة بني عمي دماثٍ على الحفا
…
شداد على الرمضا نهار السمايم
وقال ابن شرقة السهلي:
أهل ديرة العرض ما يرخصونها
…
وإن أرخص الوادي رجال آل زايد
ديرة سهولٍ تضد العوادي
…
بشلفٍ على شهب سراع الردايد
جنوبها صبحا وعروى تحدها
…
فالعرض ولنا العارض كلام وكايد
أقوله وأنا من لابةٍ تلطم العدا
…
لى جاء نهارٍ فيه مخطي وصايد
وأقدم تاريخ رأيته للسهول عام 902 هـ عندما أغار الدواسر على السهول وهم على الرويضة بالعرض، فردهم السهول ولم ينالوا شيئًا
(1)
، وتتابعت بعد ذلك أخبار السهول.
وقبيلة السهول تعدُّ من سُبَيع الموجودين في العارض قبيلة واحدة وينصر بعضهم بعضًا ولا يرضون أن يتدخل الأجنبي بينهما، قال بادي بن دبيان العامري السبيعي:
ترى أهل العارض قديم الزمانِ .. لى قيل منهم قيل: سبعان وسهول
عاداتهم يرخون حبل العنانِ
…
لى جا نهار فيه قاتل ومقتول
ومع أن السهول قبيلة ترجع في نسبها إلى سُبيع بن عامر، إلا أنها قبيلة مستقلة لها
(1)
تحفة المشتاق (مخطوط).
قوتها وكيانها الخاص الذي جعلها تستقل مع البقاء على صلة بسبيع بحكم النسب، والتاريخ دائمًا يذكر سُبيعًا والسهول متحدين معًا في المعارك
(1)
.
جاء في جريدة أم القرى في 20 يونيو 1930 م: (وتحيط بالرياض قبيلتان من قبائل العرب، وهما: قبيلتا السبعان والسهول، وهما من أشد القبائل النجدية في الحروب).
وعندما قام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدعوته السلفية بمساندة الإمام محمد بن سعود كانت سُبيع والسهول من أوائل قبائل العرب التي ساندت الدعوة، ووقفت بجانبها فكانوا كمجاهدين ومخلصين وظلوا كذلك إلى أن وحد الملك عبد العزيز هذه الجزيرة.
وجاء في كتاب شبه الجزيرة في عهد الملك عبد العزيز اقتباس من عشرين مقالة نشرت سنة 1349 هـ (1930 م) في أم القرى عنوانها: كيف قطعت نجد الطور الرهيب تحدث بها عن فرق الجند فقال: (ولم يكن في نجد ثكنات عسكرية، لأن بلاد نجد كلها - على تلك الطريقة - تؤلف ثكنة تضم الرجال جميعًا، وهم أقسام لكل قسم منهم طراز خاص، ويمكن حصر الأقسام (تقريبًا) بما يأتي:
1 -
أهل العارض، وهم اليوم سكان الرياض. وإن كان المقصود بادية العارض فهم قبائل أهمها: سُبيع والسهول.
2 -
أهل حواضر المدن
3 -
أهل الهِجَر.
4 -
البدو
(2)
.
(1)
قال الشيخ حمد الجاسر: (ولعل ما يقوي القرابة بين السهول وسبيع ما ذكره الهجري في كتابه "التعليقات والنوادر" قال: سألت السَّهْليَّ من أبي بكر بن كلاب عن فتاخ فقال: هو دحل بالصُلَيْب إلى جنب فُتَيْخ. انتهى، فقد عدَّ السَّهْليَّ من بني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، ومعروف أن أكثر بطون سبيع تنتسب إلى عامر بن صعصعة من هوازن، أما دحلا فتاخ وفتيخ فلا يزالان معروفين في الدهنا في شرقها وليس بالصُلَيْب، وقد تكون رمال الدهنا امتدت حتى غطت جانبًا من الصليب. . .) العرب ج 11، 12 س 28 ص 838.
أما النويري في نهاية الأرب فقد أكد نسب السهول لبني عامر بن صعصعة من هوازن عندما عدَّهم من قبائل هلال بن عامر من بطن (نهيك بن هلال).
(2)
شبه الجزيرة في عهد الملك عبد العزيز - خير الدين الزركلي ج 1 ص 178.
بنو عامر بن صعصعة
(1)
1 -
وهم بنو عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن مَعَدْ بن عدنان.
وبنو عامر بن صعصعة تفرع منها عدة فروع منها: بنو عُقيل، وبنو كلاب، وبنو جعدة، وبنو هلال
(2)
وبنو نمير، وبنو قشير وغيرهم.
2 -
واشتهرت قبائل قيس عيلان بأنها من أشد العرب بأسًا ونجدة.
قال جرير شاعر بني تميم:
ويعلم من يحارب أن قيسًا
…
صناديد لهم لججٌ غمارُ
وقال دغفل النسَّابة عندما سئل عن العرب: فاخر بكنانة، وكاثر بتميم، وحارب بقيس ففيها الفرسان والأنجاد.
قال جرير مخاطبًا الأخطل التغلبي:
حَمَلَتْ عليك حُماةُ قيس خيلها
…
شُعْثًا عوَابسَ تحملُ الأبطالا
ما زلت تحسب كل شيء بعدها
…
خيلًا تشد عليكمُ ورجالًا
قيسٌ وخندفُ إن عادت فِعالَهم
…
خيرٌ وأكرمُ من أبيك فعالًا
وقال معاوية بن أبي سفيان لدغفل النسَّابة
(3)
في حديث طويل بينهما: فأخبرني عن قيس، فقال: كانوا لا يفرحون إذا أُديلوا (نُصروا على أعدائهم)، ولا يجزعون إذا ابتلوا، ولا يبخلون إذا سئلوا، قال فأخبرني عن أشرافهم في الجاهلية؟
(1)
قال حميد الهلالي: قومي بنو عامر قوم أُشير بهم
…
فالأصل مجتمعٌ والفرع منشورُ
(2)
بنو هلال بن عامر: من أكثر البطون العامربة عددًا انتقل معظمهم إلى شمالي أفريقا.
(3)
دغفل النسابة من بني شيبان من بكر بن وائل.
قال: غطفان بن سعد، وعامر بن صعصعة، وسُلَيْم بن منصور.
فأما غطفان: فكانوا كراما سادة، وللخميس قادة، وعن البيض ذادة.
وأما بنو عامر: فكثير سادتهم، مخشية سطوتهم، ظاهرة نجدتهم.
وأما بنو سُليم: فكانوا يدركون الثأر، ويمنعون الجار ويعظمون النار (يكبرون نارهم، وهذا كناية عن الكرم).
وقال جرير التميمي يمدح قبائل قيس عيلان من مُضَر:
ألا إنما قيسٌ نجومٌ مضيئةٌ
…
يشق دجى الظلماء بالليل نُورها
تُعدُ لقيسٍ من قديم فعالهم
…
بيوتٌ أواسيها طوال وسورُها
فوارسُ قيس يمنعون حماهمُ
…
وفيهم جبال العز صعبٌ وعورها
وقيسٌ هم قيسُ الأعنة والقنا
…
وقيسٌ حماةُ الخيل تدمي نحورها
سليمٌ وذبيانٌ وعبسٌ وعامرٌ
…
حصونٌ إلى عزٍ طوال عمورها
ألم تَرَ قيسًا لا يرام لها حمىً
…
ويقضي بسلطان عليك أميرها
ملوكٌ وأخوالُ الملوك وفيهمُ
…
غيوث الحيا يحيي البلاد مطيرها
وجاء في أخبار الوافدات من النساء على معاوية: قدمت أمامة بنت يزيد بن الصعق على معاوية، فقال لها: حدثيني عن هذا الحي من مُضر.
فقالت: أما ناحية مُضر فهذان الحيان كنانة وأسد، وأما أظفاره التي يخدش بها فهذا الحي من قيس، فقال معاوية: ما تركتم لتميم؟
قالت: ذلك الكاهل المحمول عليها، والكرش المأكول فيها.
فقال لها: حدثيني عن قيس قَصْرَه.
قالت: جمجمة قيس غطفان، وأضراسها من سُلَيْم، وخيشومها عامر بن صعصعة.
وقال ابن ميادة يفتخر بقيس:
ولو أن قيسًا قيسَ عيلانَ أقسمتْ
…
على الشمس لم تطلع عليها حجابها
وجاء في العقد الفريد:
أن يزيد بن شيبان التميمي قال: سألني حاج: ممن أنت؟ فقلت: من مُضر، قال: فمن الفرسان أنت أمن من الأرحاء؟ فعلمت أنه أراد بالفرسان قيسًا وبالأرحاء خِندفًا، فقلت: بل من الأرحاء، قال: أنت امرؤ من خندف.
وسبب اختصاص قيس عيلان بأنهم الفرسان؛ لأنه خرج منهم فرسان مشهورون في الجاهلية كعامر بن الطفيل العامري، وملاعب الأسنة العامري
(1)
، ودريد بن الصمَّة الجُشمي، وعنترة بن شداد العبسي، والعباس بن مرداس السُّلمي الذي يقول:
أكر على الكتيبة لا أبالي
…
أَحَتْفي كان فيها أم سواها
وأربد الحتوف العامري، والحارث بن ظالم الذبياني وغيرهم من الفرسان المشهورين.
وكان بنو عامر بن صعصعة في الجاهلية قوما لقاحا لا يدينون للملوك، بل هم كثيرا ما يتعرضون للطائم النعمان ويغنمونها، وعرف العامريون بالأحامس لتشددهم في دينهم على مذهب قريش.
قال النابغة الجعدي:
(1)
ملاعب الأسنة: أبو براء عامر بن مالك العامري الذي يقول فيه أوس بن حجر التميمي:
ولاعب أطراف الأسنة عامرٌ
…
فراحَ له حظُ الكتيبةِ أجمعُ
وفي المثل: أفرس من ملاعب الأسنة.
وشاركنا قريشا في تقاها
…
وفي أنسابها شرك العنان
بما ولدت نساء بني قريش
…
وما ولدت نساء بني أبان
حيث إن ربيعة بن عامر بن صعصعة تزوج مجد بنت غالب بن فهر القُرَشيَّة وهي التي حمَّست بني عامر (جعلتهم حمسا) وفيها يقول لبيد:
سقى قومي بني مجد وأسقى
…
نميرا والقبائل من هلال
(1)
وبنو عامر من أكثر القبائل عددًا، قال أبو عمرو بن العلاء:(جاء الإسلام وأربعة أحياء قد غلبوا على الناس كثرة: شيبان بن ثعلبة من (بكر بن وائل)، وجُشَم بن بكر وعامر بن صعصعة من (هوازن بن منصور)، وحنظلة بن مالك من (تميم بن مر)، فلما جاء الإسلام خمد حيان وطما حيان، طما بنو شيبان وعامر، وخمد جُشَم وحنظلة
(2)
.
قال جرير:
والحيُّ قيسٌ بأعلى المجد منزلةً
…
فاستكرموا من فروع زندها واري
قومي فأصلهم أصلي وفرعُهُمُ
…
فرعي وعقدهم عقدي وإمراري
(3)
إني امرؤ مُضريٌّ في أرومتها
…
لن تستطيع مساماتي وأخطاري
جئني بمثل بني بدر لقومهم
…
أو مثل أسرة منظور بن سيار
(4)
أو عامر بن طفيل في مركبه
…
أو حارث يوم نادى القوم يا حار
(5)
أو مثل آل زهير والقنا قصدٌ
…
والخيلُ في رهجٍ منها إعصار
(6)
(1)
جمهرة النسب لابن الكلبي - تحقيق ناجي حسن ص 314.
(2)
الأنباه على قبائل الرواة لابن عبد البر.
(3)
يريد بعقد الحلف والإمرار: الإحكامُ.
(4)
بدر بن عمرو الفزاري ومنظور بن سيار من بني فزارة من قيس.
(5)
عامر بن الطفيل العامري والحارث بن ظالم الذبياني.
(6)
زهير بن جذيمة العبسي. وقصدٌ: منكسر، الواحد قصدة.
أو حاملٍ كَحُصَينٍ حين يحملُه
…
نهدُ المراكلِ يحمي عورةَ الجارِ
(1)
أو هاشمِ يوم قاد الخيل مُعْلِمَةً
…
في جحفلٍ كسواد الليل جرَّارِ
(2)
أفنى الملوك فاضحوا حوله جزرا
…
بصارم من سيوف الهند بتَّارِ
(3)
أو آل شمخ فلا تأتي بمثلهم
…
للمعتقين ولا طلاب أوتار
(4)
إنَّا لنبلوا سيوفا غير مُحدثة
…
في كل معتقد التاجين جَبَّارِ
(5)
وقال عتيبة بن الحارث اليربوعي التميمي لبسطام بن قيس الشيباني:
لأضعنك في أعز بيتين من مُضر، في بني عدي بن جندب (من تميم) أو في بني جعفر بن كلاب (من بني عامر).
وقال زهير بن أبي سُلم من مُزينة:
إذا ابتدرت قيس بن عيلان غاية
…
من المجد من يسبق إليها يُسْبَقِ
(6)
(1)
حصين بن ضمضم صاحب الحمالة الذي ذكره زهير بن أبي سُلمى:
لعمري لنعم الحي جر عليهم
…
بما لا يواتيهم حصين بن ضمضم
(2)
هاشم بن حرملة الذبياني، معلمة: قد أعلمت بعلامات تعرف بها، والجحفل: الجيش الكثير وشبهه بسواد الليل في كثرته، والجرار الذي يسير رويدًا من كثرته. وفي هاشم يقول القائل:
أحيا أباه هاشم بن حرملة
…
يوم الهباتين ويوم اليعمله
وهاشم وأخوه دريد قتلا معاوية بن عمرو أخا صخر والخنساء ثم قتله خفاف بن ندبة وقيل لصخر أهجه فقال:
تقول ألا تهجو فوارس هاشم
…
ومالي وأهداء الخنا ثم ماليا
(3)
الصارم: السيف القاطع، والبتار: القطاع، وأراد بقوله أفنى الملوك قول القائل في أرجوزته:
ترى الملوك حوله مغربله
…
يقتل ذا الذنب ومن لا ذنب له
وهذا البيتان يتصلان بالبيتين اللذين قد كتبا.
(4)
شمخ بن فزارة، المعتفي: الذي يطلب.
(5)
نبلوا: نخبر، غير محدثة: أي هي عتيقة، وعاقد التاج: الملك.
(6)
يقال قيس عيلان، وقيس بن عيلان، قال عُزيرة السلمي:
نعيم فتى قيس بن عيلان غدوة
…
وفارسها تنعونه لحبيب
أسماء جبال تهامة وسكانها لعرَّام بن الأصبغ السلمي.
من أيام بني عامر
(1)
يوم بطن عاقل
(*)
أغار خالدُ بن جعفر العامري على ذُبيان من غَطَفَان - رهط الحارث بن ظالم الذُبْيَاني - وهم في واد يقال له حراض، فقتل الرجال حتى أسْرف، والحارث بن ظالم يومئذ صغير؛ وزعموا أن ظالمًا أباه هلك في تلك الوقعة من جِراحٍ أصابته يومئذٍ.
فنشأ الحارث بن ظالم على بُغض خالد، وزاد ذلك قتل خالد زهير بن جُذيمة العبسي، فكسب خالد عداوة غَطَفَان
(1)
.
ثم مكث خالد بُرهة من دَهْره أتى بعدها النعمان
(2)
بن المنذر ملك الحيرة، فوجد عنده الحارث بن ظالم فأقبل النعمان يسأله؛ فحسدهُ خالد، ثم قال للنعمان: أبيت اللعن! هذا رجلٌ لي عنده يد عظيمة! قتلتُ زهير بن جُذيمة العبسي سيدَ غطفان فصار هذا بعد قتله سيدَها! فقال الحارث - غاضبًا: سَأَجْزِيك على يدك عندي.
ثم إن النعمان دعاهما بعد ذلك ومعهما بعض القوم، وقدم لهم تمرًا؛ فطفق خالدٌ يأكل ويُلقي نَوى ما يأكل من التمر بين يدي الحارث
(3)
، فلما فرغ القوم قال خالد: أبيت اللعن! انظر إلى ما بين يدي الحارث من النوى، فما ترك لنا تمرًا إلا أكله، فقال الحارث: أما أنا فأكلتُ التمر وألقيت النَّوى، وأما أنت يا خالد فأكلته بنواه! فغضب خالد - وكان لا يُنازع - وقال: أتنازعني يا حارث وقد قتلتُ حاضرتك
(4)
وتركتك
(*) بطن عاقل: موضع على طريق الحاج من البصرة.
(1)
كان زُهير بن جُذيمة من عبس، والحارث بن ظالم من ذبيان، وعبس وذبيان: حيان من غَطَفَان من قيس عيلان من مُضَر العدنانية.
(2)
في العقد الفريد: إن وفاة خالد ولقاءه بالحارث كان عند الأسود بن المنذر أخي النعمان، وفي ابن الأثير: كان لقاؤهما عند النعمان بن امرئ القيس.
(3)
عبارة ابن الأثير: وجعل الحارث يتناول التمر ليأكله فيقع من بين أصابعه من الغضب.
(4)
الحاضر والحاضرة: الحي العظيم، وهو يريد أهل حاضرتك.
يتيمًا في حجُور النساء؟ فقال الحارث؛ ذلك يوم لم أَشْهَده، وأنا مُغْنٍ اليوم بمكاني. فقال خالد: فهلا تشكر لي إذ قتلتُ زهير بن جُذيمة وجعلتُك سيِّدَ غَطَفَان؟ قال: بلى، سوف أشكرك على ذلك.
وكان مع خالد ابن أخيه عروة الرحَّال بن عُتبة بن جعفر الكلابي العامري، فقال عروة لعمه خالد: ما أردتَ بكلامك وقد عرفته فتاكًا! فقال خالد: وما تخوِّفني منه؟ فوالله لو رآني نائمًا ما أيقَظني
(1)
.
ثم إن الحارث بن ظالم ذهب إلى امرأة فشرب عندها، وقال لها أن تغني:
تعلمْ أبيت اللعن أنِّي فاتكٌ
…
من اليوم أو من بعده بابنِ جَعْفرِ
أخالد قد نَّبهْتَني غيرَ نائمٍ
…
فلا تأمنَنْ فَتْكِي مدى الدهر واحذر
أعيْرتَني أَنْ نلتَ مني فوارسًا
…
غَداةَ حُراض مثل جِنّانِ عَبْقَرِ
(2)
أصابهمُ الدهرُ الختُورُ بخَتْرِهِ
(3)
…
ومَنْ لا يَقي اللهُ الحَوادثَ يَعْثر
لعلك يومًا أن تنوء بضربةٍ
…
بكفِّ فتى من قومه غير جَيْدَر
(4)
يَعَضُ بها عُليا هوازن والمنى
…
لقاء أبي جَزْءٍ بأبيض مبْتَرِ
فبلغ خالد بن جعفر قوله فلم يَحْفلُ به. وكان عبد الله بن جعدة - وهو ابن أخت خالد - رجلَ قيس رأيًا، وبلغه قول الحارث؛ فأرسل ابنه إلى خالد، وقال له ائته وقل له: يا أبا جَزء؛ إن الحارث بن ظالم سفيه مَوْتور، فأخْفِ مبيتَك الليلة فإنه قد غَلبه الشَّراب، فإن أبيت فاجْعَلْ رجلًا يحرسك.
فلم يقبل خالد أن يُخفي مبيته، ولكنه نام وجعل رجلًا يحرسه، ونام عُروة وابن جعدة دونَ خالد
(5)
. ولما أظلم الليل أقبل الحارث حتى انتهى إلى ابن جعدة وعروة فتعداهما، ثم أتى قبة خالد فهتك شَرَجَهَا
(6)
، ومضى إلى خالدِ فأيقظَه فلما استيقظ قال
(1)
عبارة العقد الفريد: فلما خرج الحارث، قال الأسود لخالد: ما دعاك إلى أن نتحرش بهذا الكلب وأنت ضيفي؟ فقال له خالد: إنما هو عبد من عبيدي لو وجدني نائمًا ما أيقظني.
(2)
حراض: وادٍ لذبيان رهط الحارث، وعبقر: موضع كثير الجن، والجان من الجن جمعه جنان.
(3)
الختر: الغدر.
(4)
الجيدر: القصير.
(5)
في ابن الأثير: ثم خرج خالد وأخوه إلى قبتهما فشرجاها عليهما ونام خالد وعروة عند رأسه يحرسه.
(6)
الشرج: عرا الخباء والعيبة ونحو ذلك.
له: أتعرفني؟ قال: أنتَ الحارث؟ قال: خُذْ جَزاء يدك عندي، وضربه بسيفه فقتله، ثم خرج من القبة وركب راحلته وسار.
وانْتَبه عروة، فصاح: وآجوار الملك!
(1)
ثم ذهب إلى باب النعمان فدخل عليه وأخبره الخبر، فبثَّ الرجال في طَلب الحارث.
قال الحارث: فلما سمرتُ قليلًا خِفْتُ أن أكونَ لم أَقْتله، فعدتُ متنكِّرًا واختلطت بالناس، ودخلت عليه فضربته بالسيف حتى تيقَّنْتُ أَنَّه مقتول، وعدتُ فلحقتُ بقومي.
ولما رجع الحارث إلى قومه أبوا أن يجيروه، فغضب لذلك قيسُ بن زهير بن جذيمة العبسي، وهو الذي قتل خالدُ بن جعفر أباه، فأرسل إلى الحارث بهذه الأبيات:
جزاك الله خيرًا من خلل
…
شفى من ذي تُبُولته
(2)
الخليلا
أزحتَ بها جوىً ودخيلَ حزنٍ
…
تمخَّخ أعظمي زمنًا طويلا
كسوتَ الجعفري أُبَّي جَزْء
(3)
…
ولم تحفل به سَيْفًا صقيلا
أبأت به زهيرَ بني بغيض
(4)
…
وكنتَ لمثلها ولها حمولا
كشفتَ لها القناع وكنت مِمَّن
…
يجلِّي العار والأمر الجليلا
فأجابه الحارث بن ظالم:
أتانى عن قُيَيْسِ بني زهير
…
مقالةَ كاذب ذكر التُبولا
فلو كنتم كما قلتم لكنتم
…
لقاتل ثَأرِكم حِرْزًا أصيلا
ولكن قلتمُ: جاور سوانا
(5)
…
فقد جللتنا حدثًا جليلا
ولو كانوا هُمُ قتلوا أخاكم
…
لما طردوا الذي قتل القتيلا
(1)
وسمعت امرأة من بني عامر بقتل خالد، فشقت جيبها، فقال عبد الله بن جعدة الكلابي:
شقت عليك العامرية جيبها
…
أسفًا وما تبكي عليك ضلالا
يا حار لو نَبَّهْته لوجدته
…
لا طائشًا رعشًا ولا معزالا
المعزال: من لا رمح له.
واغرورقت عيناي لما أبصرت
…
بالجعفري وأسبلت إسبالا
فلنقتلن بخالد سرواتكم
…
ولنجعلن للظالمين نكالا
فإذا رأيتم عارضًا متلببًا
…
منا فإنا لا نحاول حالا
(2)
التبولة: جمع تبل وهو العداوة.
(3)
أبو جَزء: كنية خالد بن جعفر.
(4)
هو زهير بن جذيمة وينتهى نسبه إلى عبس بن بغيض بن ريث بن غَطَفَان.
(5)
وقد جاور فيما بعد بني تميم.
(2)
يوم رَحْرَحان
لما قَتل الحارثُ بن ظالم الذبياني خالدَ بن جعفر العامري غدرًا عند النعمان تشاءم به قومه بنو ذبيان، ولاموه، فكره أن يكون منهم عليه منَّة، فهرب ونَبَتْ به البلادُ. ثم لحق بتميم واستجار بهم فأجارُوه، وأبوا أن يُساموه أو يُخرجوه من عندهم، وعلم بهذا بنو عامر بن صعصعة فخرجُوا إليه، وفيهم كثيرٌ من وجوههم يَزعمهم الأَحْوص بن جعفر العامري أخو خالد بن جعفر؛ ولما صاروا بأدنى مياه بني دارم
(1)
رأوا امرأة منهم تجني الكَمْأَة
(2)
، ومعها جمل لها، فأخذها رجل منهم وسألها عن الخبر، فأخبرته بمكان الحارث بن ظالم عند حاجب
(3)
بن زُرَارة التميمي، ما وعده من نصرة ومنعته.
فلما كان الليل نام، فقامت المرأة إلى جملها فركِبَتْهُ، وسارت حتى صبَّحت بني دارم من تميم، وقصدت سيدهم حاجب
(4)
بن زرارة التميمي، فأخبرته الخبر، وقالت: أخذني أمسِ قومٌ لا يريدون غيرك ولا أعرفهم. قل: أخبريني، أي قوم هم؟ فلما وصفتهم لحاجب، قال: أولئك بنو عامر .. ثم أمرها حاجب فدخلت بيتها.
ودعا حاجبٌ الحارثَ بن ظالم فأخبره بخَبر القوم، وقال: يا ابن ظالمِ؛ هؤلاء بَنُو عامر قد أَتَوْك، فما أنت صانع؟ قال الحَارث: ذاك إليك؛ فإن شئْتَ أقمتُ فقاتلتُ القَوم، وإن شئتَ تنحَّيت، قال حاجب: تنحَّ عني غير مَلوم، فغضب الحارث من ذلك وقال:
لعمري لقد جاورتُ في حيِّ وائل
…
ومن وائلٍ جاورتُ في حيِّ تغلبِ
فأصبحتُ في حيِّ الأراقم
(5)
لم يَقُل
…
لي القوم يا حارث بن ظالم اذهب
(1)
دارم: حي من تميم.
(2)
الكمأة: نبات.
(3)
هو حاجب بن زرارة بن عدس بن عبد الله بن دارم.
(4)
رواية ابن الأثير أن هذا الحديث كان مع زرارة، وأسنده إلى حاجب صاحب الأغاني.
(5)
الأراقم: حي من تغلب.
وقد كان ظني إذ عَدَلْتُ إليكم
…
بني عُدُس
(1)
ظني بأصحاب يَثْربِ
غداةَ أتاهم تُبَّعٌ في جنوده
…
فلم يُسلموا المَرْأَين من حيِّ يَحْصِبِ
فإن تك في عُليا هَوازن شَوْكَةٌ
…
تُخَافُ ففيكُمْ حدُّ نابٍ ومِخْلبِ
وإن يُسْلِم المرء الزُّراري جَارَه
…
فأَعْجِبْ بها من حاجب ثم أعجبِ
فغضب حاجب فقال:
لعمرُ أبيك الخير يا حارث إنني
…
لأَمْنَعُ جارًا من كليب بن وائل
وقد علم الحيُّ المَعدِّيُّ أننا
…
على ذاك كنَّا في الخطوب الأوائلِ
وإنَّا إذا ما خاف جارٌ ظلامةً
…
لبسنا له ثوبي وفاءٍ ونائلِ
وإن تميمًا لم تحارب قبيلةً
…
من الناس إلا أُولِعَتْ بالكواهل
ولو حاربتنا عامرٌ يا ابن ظالمٍ
…
لعضَّتْ علينا عامرٌ بالأنَاملِ
ولَاسْتَيقَنَتْ عليا هوازن أننا
…
سنُوطِئها في دارها بالقبائلِ
ولكنني لا أَبْعَثُ الحرب ظالمًا
…
ولو هجتها لم أُلْفَ شحمةَ آكِلِ
فتنحى الحارث
(2)
عن بني تميم، ولحق بعروض اليمامة.
ثم أرسل حاجب إلى الرِّعاء يأمرهم بإحضار الإبل ففعلوا، وأمرهم فحملوا الأهل والأثقال وساروا نحو بلاد بني بغيض، ولبث هو مع بعض القوم ينتظر بني عامر بن صعصعة.
وأصبح بنو عامر- وقد علموا حَال المرأة وخبرها وهربها - فأُسْقِطَ في أيديهم، واجتمعوا يديرون الرأي قال بعضهم: كأني بالمرأة أتت قومها فأخبرتهم الخبر، فحذروا وأرسلوا أهليهم وأموالهم إلى بلاد بني بغيض، وباتوا معدين لكم في السلاح. فاركبوا في طلب نعمهم وأموالهم؛ فإنهم لا يشعرون حتى نُصِيب حاجتنا، وننصرف. وركبوا يطلبون ظُعن
(3)
بني تميم.
(1)
عدس: جد حاجب.
(2)
كذا في الأغاني، ورواة النقائض: أن الحارث قاتل مع بني تميم، ولكن لم يكن له بلاء يذكر.
(3)
الظعن: جمع ظعينة، وهو الهودج، سواءٌ فيه المرأة أم لا، والمراد هنا الإبل.
فلما أبطأ بنو عامر عن حاجب قال لقومه: إن القوم قد توجهوا إلى ظُعنكم وأموالكم، فسيروا إليهم؛ فساروا مجدِّين حتى التقوا برحْرَحان؛ فاقتتلوا قتالًا شديدًا، فانتصر بنو عامر، وأُسِرَ معبد بن زرارة، أسره عامر والطفيل ابنا مالك بن جعفر الكلابي العامري.
فوفد لقيط بن زرارة في فدائه
(1)
فقال لهما: لكما عندي مائتا بعير.
فقالا: يا أبا نهشل؛ أنت سيد الناس، وأخوك معبد سيد مُضَر، فلا نقبل فيه إلا دية ملك. فأبى أن يزيدهم، فقال لهم: إن أبانا أوصانا ألا نزيد أحدًا في ديته على مائتي بعير.
فقال معبد للقيط: لا تدعني يا لقيط، فوالله لئن تركتني لا تراني بعدها أبدًا.
فقال لقيط: صبرًا أبا القعقاع؛ فأين وصيَّة أبينا - لا تُؤاكلوا العرب أنفسكم، ولا تزيدوا بفدائكم على فداء رجل منكم فتذؤب
(2)
بكم ذؤبان العرب.
ورحل لقيط
(3)
عن بني عامر؛ ومنع بنو عامر معبدًا عن الماء وضاروه حتى مات هزالا
(4)
.
(1)
في فداء معبد أقوال كثيرة للرواة، والمثبت ههنا رواية العقد الفريد.
(2)
ذؤب: خبث وصار كالذئب.
(3)
وقد عُيِّر لقيط بتهاونه في افتداء أخيه. قال شريح بن الأحوص الكلابي العامري:
لقيطُ وأنت امرؤٌ ماجد
…
ولكنَّ حلمك لا يهتدي
ألما أمنتَ وساغ الشرا
…
بُ واحتل بيتك في ثهمد
وثهمد: اسم موضع في بلاد عبس وتسمى الآن الثمد وهي من مساكن بني رشيد (عبس) في الوقت الحاضر.
رفعت برجلك فوق الفرا
…
ش تهدي القصائد في معبدِ
وأسلمته عند جد القتال
…
وتبخل بالمال لا تفتدي
(4)
وفي بعض الروايات: إن معبدًا أبى أن يطعم شيئًا أو يشرب حتى مات هزيلًا.
(3)
يوم شِعْب جَبَلَة
لما نشبت العداوة بين عبس وذبيان من غَطَفَان في حرب داحس والغبراء، خرج بنو عبس من ديارهم، وعلى رأسهم الربيع بن زياد العَبْسي وأخوه عامر، وقيس بن زهير بن جُذيمة، وفيما هم سائرون قال لهم الربيع: أما والله لأرمينَ العرب بحَجَرها، اقصدوا بني عامر.
وساروا حتى نزلوا مضيقًا من وادي بني عامر، ونزلوا على ربيعة بن شكل الكعبي العامري - وكان العقد من بني عامر إلى بني كعب
(1)
بن ربيعة - فقال ربيعة بن شكل: يا بني عبس؛ شأنكم جليل، وذَحْلكم
(2)
الذي يُطلب منكم عظيم، وأنا والله أعلم أن هذه الحرب أعز حرب، ما حاربتها العرب قط، فامهلوني حنى أستطلع طِلع
(3)
قومي.
وخرج في قوم من بني كعب، حتى نزلوا على الأحوص بن جعفر الكلابي العامري، فذكروا له من أمر عبس، فقال الأحوص لربيعة بن شكل: أأظللتَهم ظِلَّك، وأطعمتَهم طَعَامَك؟ قال: نعم، قل: قد والله أجرتَ القوم!
ثم جاء الربيع بن زياد العبسي وقيس بن زهير العبسي إلى الأحوص - وكان رجلًا شيخًا - فتقدَّم إليه قيس وأخذ بمجامع ثوبه من وراء فقال: هذا مقام العائذ بك، قتلْتم أبي
(4)
فما أخذتُ له عقلًا
(5)
ولا قَتلتُ به أحدًا، وقد أتيتك لتُجيرنا. فقال الأحوص: نعم؛ أنا لك جارٌ مما أُجير منه نفسي.
وكان لقيط بن زرارة سيد بني تميم قد عزم على غزو بني عامر للأخذ بثأر أخيه مَعْبد
(6)
، وبينما هو يتجهز إذ أتاه الخبر بحلف بني عبس وبني عامر.
وكان لقيطٌ وجيهًا عند الملوك، فذهب إلى النعمان بن المنذر يستنجده، وأطمعه في
(1)
بنو كعب بطن في بني عامر ومنهم ربيعة بن شكل.
(2)
الذحل: الثأر.
(3)
أطلعته طلع أمري: أثثته سري.
(4)
قتله خالد بن جعفر العامري في يوم النفراوات.
(5)
العقل: الدية.
(6)
قتله بنو عامر بن صعصعة صبرًا يوم رحرحان.
الغنائم فأجابه؛ ثم ذهب إلى الجَون الكلبي ملك هَجر، فقال له: هل لك في قوم قد ملأوا الأرض نعمًا وشاءً، فترسل معي ابنيك، فما أصبنا من مال وسبي فلهما، وما أصبنا من دم فَلي؟ فأجابه الجون إلى ذلك، وجعل له موعدًا رأس الحول.
ثم أرسل إلى كل من كان بينه وبين عبس ثأر، يسأله الحول والتظاهر على غزو عبس وعامر؛ فاجتمع إليه بنو ذبيان لعداوتهم لبني عبس بسبب حرب داحس والغبراء، وبنو أسد لحِلْفٍ كان بينهم وبين بني ذبيان.
ولما كان على رأس الحول من يوم رَحْرَحَان انهلَّت الجيوش على لقيط: أرسل الجون جيشًا وعليه ابناه عمرو ومعاوية، وأرسل النعمان جيشًا وعليه أخوه لأمه حسَّان الكلبي، وأقبل الحليفان أسد وذبيان وعليهم حِصْن بن حُذيفة الفزاري، وأقبل شرحبيل بن أخضر في جمع من بني كِنْدة.
وسار بنو تميم في رؤسائهم: حاجب بن زرارة، ولقيط بن زرارة، وعمرو بن عمرو، والحارث بن شهاب؛ ومعهم أحلافهم، وتبعهم غُثَاء
(1)
من الناس يريدون الغنيمة، وتم لهم جمعٌ لم يكن في الجاهلية أكثر منه؛ فلم تشك العرب في هلاك بني عامر بن صعصعة.
ولما سمعت بنو عامر بمسيرهم اجتمعوا إلى الأحوص - وهو يومئذ شيخٌ كبير، قد وقع حاجباه على عينيه، وقد ترك الغزو، غير أنه يدبر أمر الناس، وكان مجربًا حازمًا ميمون النقيبة
(2)
؛ فأخبروه بالخبر، فقال لهم الأحوص: قد كبرتُ فما أستطيع أن أجيء بالحزم، وقد ذهب الرأي مني؛ ولكن إذا سمعت عرفت، فأجمعوا آراءكم، ثم بيتوا ليلتكم هذه، ثم اغْدوا عليَّ، فاعْرضوا عليَّ آراءكم.
ففعلوا، فلما أصبحوا غدوا عليه، فوضعت له عباءة بفنائه فجلس عليها، ورفع حاجبيه عن عينيه بعصابة، ثم قال: هاتوا ما عندكم، فقال قيس بن زهير العبسي: بات في كنانتي اليوم مائة رأي، فقال له الأحوص: يكفينا منها رأي واحد حازم صَليب مُصيب؛ هات فانثُر كنانتك. فجعل يعرض كلَّ رأي رآه حتى أنفد
(3)
. فقال له الأحوص: ما أرى أنه بات في كنانتك الليلة رأي واحد.
(1)
الغثاء: ما يجيء فوق السيل مما يحمله من الزبد وورق الشجر البالي، يريد أراذل الناس وسقطهم.
(2)
ميمون النقيبة: محمود المختبر.
(3)
يريد حتى انتهى، ويقال: أنفد القوم؛ إذا نفد زادهم أو مالهم.
وعرض الناس آراءهم حتى أنفدوا. فقال: ما أسمع شيئًا، وقد صرتم إليَّ؛ اجمعوا أثقالكم وضعفائكم. ففعلوا، ثم قال: حَمِّلوا ظُعنكم؛ فحملوها. ثم قال: انطلقوا حتى تعلوا في اليمن
(1)
؛ فإن أدْرَككم أحد كررتم عليه، وإن أعجزتموهم مضيتم. فسار الناس حتى أتوا وادي نُجَار
(2)
ضَحْوة.
ثم رُئي الناس يرجع بعضهم على بعض، فقال الأحوص: ما هذا؟ قيل: هذا عمرو بن عبد الله العامري، قدم في فتيان من بني عامر يَعْدُون بمن أجاز بهم، فقال الأحوص: قَدِّمُوني، فقدموه حتى وقف عليهم، فقال: ما هذا الذي تصنعون؟ فقال عمرو: أردت أن تفضحنا وتخرجنا هاربين من بلادنا، ونحن أعز العرب، وكثر عددًا وجلدًا وأحد شوكة! تريد أن تجعلنا موالي في العرب إذا خرجت بنا هاربين.
قال: فكيف أفعل وقد جاءنا ما لا طاقة لنا به! فما الرأي؟ قال: نرجع إلى شعب جَبَلَة، فنحرز النساء والضعفة والذراري والأموال في رأسه، ونكون في وسطه ففيه ثَمل
(3)
، فإن أقام من جاءك أسفل أقاموا على غير ماء، ولا مُقام لهم، وإن صعدوا عليك قاتلتهم من فوق رءوسهم بالحجارة، فكنت في حِرْز، وكانوا في غير حِرْز، وكنت على قتالهم أَقْوَى منهم على قتالك. قال: هذا والله الرأي، فأين كان هذا حين استشرتُ الناس؟ قال: إنما جاءني الآن، فقال الأحوص للناس: ارجعوا، فرجعوا. ودخلوا شعب جَبَلَة، وحصنوا النساء والذَّراري والأموال في رأس الجبل، ومنعوا الإبل عن الماء، واقتسموا الشَّعب بالقِدَاح والقُرَع بين القبائل في شظاياه
(4)
؛ ثم عمي عليهم الخبر، فصاروا لا يدرون ما قُرب أعدائهم من بُعدهم.
وأقبلت تميم وأَسَد وذبيان ولِفُّهم نحو جَبَلَة، فلقوا في طريقهم كَرِب بن صفوان السعدي (من تميم) - وكان شريفًا - فقالوا له: ما منعك أن تسير معنا في غزوتنا؟ فقال: أنا مشغول في طلب إبل لي، فقالوا: لا، بل تريد أن تُنذر بني عامر، ولا نتركك حتى تعطينا عَهْدًا وموثقًا ألا تفعل؛ فحلف لهم.
(1)
وردت في الأصل اليمين ولعله تحريف.
(2)
نجار: موضع في ديار بني تميم.
(3)
الثمل: الخصب والماء.
(4)
الشظايا: القطع من رءوس الجبال.
ثم خرج عنهم وهو مُغْضب، ومضى مُسرِعًا على فرس له عُرْي
(1)
، حتى إذا نظر إلى مجلس بني عامر نزل تحت شجرة حيث يرونه، فأرسلوا إليه يَدعونه، فقال: لست فاعلًا، ولكن إذا رحلت فائتوا منزلي فإن الخبر فيه.
فلما جاءوا منزله، إذا تراب في صُرَّة وشوك قد كسر رءوسه وفرَّق جهته، وإذا حنْظلة موضوعة، وإذا وَطْبٌ معلقٌ فيه لبن؛ فقال الأحوص: هذا رجل قد أُخِذت عليه المواثيق ألا يتكلم، وهو يخبركم أن القوم مثل التراب كثرة، وأن شوكتهم كليلة، وجاءتكم بنو حنظلة. انظروا ما في الوطب، فاصطبُّوه
(2)
، فإذا فيه لبن قارص
(3)
. فقال: القوم منكم على قدر حِلاب اللبن إلى أن يَحْزُر.
ثم دعا الأحوصُ قيس بن زهير العبسي، فقال له: ما ترى؟ فإنك تزعم له لم يعرض لك أمران إلا وجدتَ في أحدهما الفرج؟ فقال قيس: فإذ قد رجعتم إلى رأيي فأدخلوا نَعَمكم شِعْبَ جَبَلَة، ثم أظْمِئُوها هذه الأيام ولا تُوردوها الماء، حتى يجيء القوم فإن لقيطًا فيه طيش وسيقتحم الجبل، وحينئذ أخرجوا عليهم الإبل، وانخسوها بالسيوف والرماح، فتخرج مَذَاعير عِطَاشًا، فتشغلهم وتُفرِّق جَمعهم؛ واخرجوا أنتم في آثارها، واشْفُوا نفوسكم.
فقال الأحوص: نِعْم ما رأيت؛ وأخذوا برأيه.
وعاد كرب بن صفوان فلقي لقيطًا، فقال له: أَأَنْذَرْتَ القوم؟ فأعاد الحلف له أنه لم يكلم أحدًا منهم؛ فخلى سبيله، فقالت له ابنته دختنوس - وكان لقيط يصحبها في غزواته، ويرجع إلى رأيها: رُدني إلى أهلي، ولا تُعَرِّضْني لعبس وعامر فقد أنذرهم لا محالة؛ فاستحمقها، وساءه كلامها، وردَّها.
وفيما هم سائرون قابلهم غلام أَعْسر
(4)
؛ فتشاءمت به بنو أَسَد، وقال بعضهم لبعض: ارجعوا عنهم، فرجعوا، ولم يسر مع لقيط منهم إلا نفر يسير.
(1)
فرس عري: لا سَرْج عليه.
(2)
اصطبوه: أراقوه (منْ صَبَّ).
(3)
قارص: حامض.
(4)
الأعسر: الذي يعتمد على يده اليسرى.
ولما وصل بنو تميم وأحلافهم إلى شعب جَبَلَة حيث بنو عامر وعَبْس، قال الناس للقيط: ما ترى؟ فقال؟ أرى أن تَصعدوا إليهم؛ وأقبل لقيط وأصحابه مجترئين، فأسْندوا
(1)
إلى الجبل حتى ذرَّت الشمس، ثم أخذوا في الصعود. فقالت بنو عامر للأحوص: قد أتَوْك، فقال: دَعُوهم؛ حتى إذا أنْصفوا الجبل
(2)
وانتشروا فيه؛ قال الأحوص: حلوا عُقُل الإبل ثم اتبعوا آثارها، وليُتبع كل رجل منكم بعيره حجرين أو ثلاثة.
ففعلوا، ثم صاحوا بها فخرجت تُحطِّمُ كل شيء مرَّت به وخَبطت تميمًا ومن معها وانحطوا منهزمين في الجبل حتى السهل، ولما بلغوا السهل لم يكن لأحد همَّةٌ إلا أن يذهب على وجهه، وجعلت بنو عامر ومن معهم من عبس يقتلونهم، ويصرعونهم بالسيوف في آثارهم، وانهزموا شر هزيمة.
وجعل لقيط لا يمرُ به أحد من الجيش الا قال: أنت والله قتلتنا! جعل يقول:
يا قوم قد أحرقتموني باللوْم
…
ولم أُقاتل عامرًا قبل اليوم
فاليوم إذ قاتلتهمْ فلا لوْم
…
تقدموا وقدِّموني للقوْم
ثم ركب لقيط فرسه، وزجَّ بنفسه للعِرَاك، فطعنه شريح العامري، وارتثَّ وبه طعنات، وبقي يومًا ثم مات.
وأما حاجب بن زُرارة فقد ولى منهزمًا، فتبعه زَهْدَم وقيس ابنا حزن العبسيان، وجعلا يطردانه، ويقولان له: اسْتَأسِر - وقد قدرا عليه - فقال: من أنتما؟ فقالا: نحن الزَّهْدمان
(3)
، فقال: لا أَسْتَأسر اليوم لمولَيَيْن.
وبينما هم كذلك إذ أدركهم مالك ذو الرُّقيبة العامري. فقال لحاجب: استأسر، قال: أنا مالك ذو الرُّقيبة. فقال: أفعلُ لعمري، ما أدركتني حتى كِدتُ أن أكون عبدًا، وألقى إليه رمحه، واعتنقه زَهْدم فألقاه عن فرسه. فصاح حاجب: يا غَوثاه! وجعل زَهْدم يُراوغ قائم السيف، فنزل مالك واقتلع زهدما عن حاجب.
(1)
أسندوا: صعدوا في الجبل.
(2)
أنصفوا الجبل: وصلوا إلى نصفه.
(3)
الزهدمان: زهدم وقيس، كما في اللسان.
فمشى زَهْدم وأخوه حتى أتيا قيس بن زهير العبسي فقالا: أخذ مالك أسيرنا من أيدينا. فقال: ومَنْ أسيركما؟ قالا: حاجب بن زرارة.
فخرج قيس حتى وقف على بني عامر فقال: إن صاحبكم أخذ أسيرنا فقالوا: مَنْ صاحبنا؟ قال: مالك ذو الرُّقيبة أخذ حاجبًا من الزهدَمين ..
فجاءهم مالك فقال: لم آخذه منهما؛ ولكنه استأسر لي وتركهما؛ فلم يبرحوا حتى حكَّموا حاجبًا في ذلك - وهو في بيت ذي الرقيبة - فقالوا: منْ أَسَرَك يا حاجب؟ فقال: أما من ردني عن قَصدي ومنعني أن أنجو ورأى مني عَورة فتركها فالزهدمان
(1)
، وأما الذي استأسرتُ له فمالك؛ فحكموني في نفسي.
فقال له القوم: قد جعلنا إليك الحكم في نفسك، فقال: أما مالك فله ألفُ ناقة، وللزَّهْدَمين مائة.
وفي ذلك اليوم قالت دختنوس ترثي أباها لقيط بن زرارة:
بَكَرَ النَّعِيُّ بخير خِنْـ
…
ــدفَ كَهْلِها وشبابِها
(2)
وبخيرِها نسبًا إذا
…
عُدَّت إلى أنسابها
(3)
.
وأضَرِّها لعدوِّها
…
وأفكِّها لرقابها
(4)
وقريعها ونجيبها
…
في المطبقَاتِ ونابِها
(5)
ورئيسها عند الملـ
…
ــوك وزين يوم خِطابها
فَرْع عمود للعشيـ
…
ــرة رافعًا لنصَابها
(6)
(1)
الزهدمان: زهدم وقيس، كما في اللسان.
(2)
بكر: أتى باكرًا. وخندف: أم مدركة بن إلياس، إليها تنسب قبائل من مُضَر، ومنها تميم.
(3)
رواية ابن الأثير: وأتمها نسبًا إذا رجعت إلى أنسابها.
(4)
أي أنه يحرر رقاب قومه من الأسر.
(5)
القرع: السيد، وأصله الغالب في المقارعة. والمطبقات: الشدائد، والسنون المجدبة، وناب القوم: سيدهم.
(6)
الفرع: الابن. والعمود: السند.
فيعولُها ويحوطُها
…
ويذبُّ عن أحسابها
(1)
ويطأ مواطئ للعد
…
وَ وكان لا يمشي بها
(2)
فعل المدلّ من الأسو
…
د لحينِها وتَبَابها
(3)
كالكواكب الدُّرِّيِّ في الظَّـ
…
ــلماء لا يخفى بها
(4)
عبث الأغرّ به وكـ
…
ــلّ منيَّة لكِتابها
(5)
وقال جرير في هذا اليوم:
ويومَ الصفا كنتم عبيدًا لعامرٍ
…
وبالحَزْن أصبحتم عبيدَ اللهازم
ويوم الصفا: يوم جَبَلَة.
وقال المُعَقِّر البارقي
(6)
يمدح بني عامر:
معاويةُ بن الجون (ذبيانُ) حولَه
…
وحسانُ في جمع (الرِّبابِ) مكاثرُ
وقد زحفت (دودانُ)
(7)
تبغي لثأرها
…
وجاشت (تميمٌ) كالفحولِ تخاطرُ
وقد جمعوا جمعًا كأنَّ زُهاءه
…
جَرَادٌ هَفا في هَبْوة متطايرُ
أظن سراةُ القوم أن لن يُقَاتَلُوا
…
إذا دُعيت بالسفح (عبسٌ) و (عامرُ)
(1)
ذب عن الأمر: دافع عنه.
(2)
تريد أنه يتعقب آثار العدو في مسالك لم يتعود أن يجري فيها.
(3)
المدل: الواثق من نفسه. والحين: - بفتح الحاء - هو: الهلاك، والتباب: الفساد.
(4)
الدري: الشبيه بالدرة.
(5)
الأغر: السيد، تكنى به عن قاتل لقيط وهو شريح بن الأحوص، وكتابها: إبانها ووقتها، كما قال تعالى:{لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ} .
(6)
البارقي: منسوب إلى قبيلة بارق الأزدية القحطانية في عسير.
(7)
دودان: يعني بني أسد بن خُزيمة من مُضَر.
(4)
يوم السُّلَّان
(*)
كان بنو عامر بن صعصعة في الجاهلية قومًا حُمْسًا
(1)
لقَاحا
(2)
، فلما ملك النعمان بن المنذر كان يُجهِّز كل عام لَطِيمة
(3)
لتُباع بعكاظ، فتَعرَّض لها بنو عامر يومًا.
فغضب النعمان، فبعث إلى وبرة الكلبي، أخيه لأمه، وإلى صنَائعه
(4)
، ووضائعه
(5)
، وأرسل إلى بني ضبَّة بن أُدَّ وغيرهم من الرِّباب وتميم، فأجاب وأتاه ضرار بن عمرو الضبي في تسعة من بنيه كلُّهم فوارس، ومعه حُبيش بن دلف - وكان فارسًا شجاعًا - واجتمعوا في جيش عظيم.
وجهَّز النعمان معهم عيرًا، وأمرهم بتسييرها، وقال: إذا فرغتم من عُكاظ، وانسلَخَت الأشهر الحُرم
(6)
، فاقصدوا بني عامر؛ فإنهم قريبٌ بنواحي السُّلَّان. فخرجوا وكَتموا أمرهم، وقالوا: خرجنا لئلا يعرض أحدٌ للطيمة الملك. فلما فرغ الناس من عُكاظ علمت قريش بحالهم، فأرسل عبد إلله بن جدعان
(7)
رجلًا إلى بني عامر يُعلمهم الخبر، فسار إليهم وأخبرهم خبرهم، فحذروا وتهيئوا للحرب، وتحرَّزُوا ووضعوا العُيون، وجاءوا وعليهم عامر بن مالك ملاعب الأسنة الكلابي، وأقبل الجيش فالتقوا بالسَّلَّان، واقتتلوا قتالًا شديدًا.
وبينما هم يقتتلون إذ نظر يزيد بن عمرو العامري إلى وبرة الكلبي أخِي النعمان، فأعجبته هيئته، فحمل عليه وأَسره، فلم صار في أيدي بني عامرهم
(*) لبني عامر على النعمان بن المنذر، والسلان في الأصل بطون من الأرض غامضة ذات شجر، ثم سميت بها بعض المواطن.
(1)
الحمس: المتشددون في دينهم المتحمسون.
(2)
اللقاح: الذين لا يدينون للملوك.
(3)
اللطيمة: عير تحمل المسك.
(4)
الصنائع: جماعة كانوا ينتخبون كالحرس لا يبرحون باب الملك.
(5)
الوضائع: ألف رجل من الفُرس يستبدلون بمثلهم كل سنة.
(6)
الأشهر الحرم: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب.
(7)
عبد الله بن جدعان القرشي من بني تيِّم، كان من مشاهير الأجواد وهو ابن عم عائشة زوج الرسول صلى الله عليه وسلم وأخباره في الكرم كثيرة، مات في الجاهلية قبل البعثة.
الجيش بالهزيمة، فنهاهم ضرار بن عمرو الضبي، وقام بأمر الناس، فقاتل هو وبنوه قتالًا شديدًا.
فلما رآه أبو براء عامر بن مالك وما يصنع ببني عامر هو وبنوه حمل عليه - وكان أبو براء رجلًا شديد الساعد - فلما حمل على ضرار اقتتلا؛ فسقط ضرار إلى الأرض، وقاتل عليه بنوه حتى خلَّصوه وركب، وكان شيخًا، فلما ركب قال: من سَرَّهُ بنوه ساءته نَفْسُه.
ثم جعل أبو براء يُلِحُّ على ضرار طمعًا في فدائه، وجعل بنوه يَحمونه، فلما رأى ذلك أبو براء قال له: لتموتنَّ أو لأموتنَّ دونك، فأحِلني على رجل له فداء، فأومأ ضرار إلى حبيش بن دلف - وكان سيدًا - فحمل عليه أبو براء فأسَرَه.
وكان حبيش أسودًا نحيفًا دميمًا، فلما رآه كذلك ظنه عَبْدًا، وأن ضرارًا خدعه، فقال: إنا لله، أَلا في الشؤم وقَعْتُ! فلما سمعها حبيش منه خاف أن يَقْتُله، فقال: أيها الرجل، إن كنت تريد اللبن فقد أَصبته، وافْتدى نفسه بأربعمائة بعير، وهُزِم جيش النعمان.
ولما رجع الفل إليه أخبروه بأسر أخيه وبقيام ضرار بأمر الناس، وما جَرَى له مع أبي براء، وافتدى وبرة الكلبي نفسه بألف بعير وفرس من يزيد العامري فاستغنى يزيد، وكان قبله خفيف الحال.
(5)
يوم فيْف الريح
(*)
كانت بنو عامر بن صعصعة تطلُب بني الحارث بن كعب بأوتار كثيرة، فجمع لهم الحصين الحارثي - وكان يغزو بمن تَبِعَهُ من قبائل مَذْحج - وأقبل في بني الحارث، وجُعْفيِّ، وزُبَيد، وقبائل سعد العشيرة، ومراد، وصُداء، ونَهْد، واستعانوا بقبائل خَثْعم
(1)
؛ فخرجت معهم شَهْران وناهِس وأكْلُب وعليهم أنسُ الخثعمي، وأقبلوا يريدون بني عامر بن صعصعة وهم منتجعون مكانًا يقال له "فَيْفَ الرِّيح"، ومع مَذْحِج النساء والذَّراري، حتى لا يفرُّوا؛ إما ظفروا وإما ماتُوا جميعًا.
فاجتمعت بنو عامر كلها إلى عامر
(2)
بن الطفيل الكلابي، فقال لهم عامر - حين بلغه مجيء القوم: أَغيروا بنا عليهم، فإني أرجو أن نأخذ غنائمهم، ولا تَدَعوهم يدخلون عليكم داركم.
فتابعوه على ذلك، وقد جعلتْ مَذْحِجُ ولِفُّها
(3)
رُقَباء، فلما دَنتْ بنو عامر من القوم صاح رُقَباؤُهم: أتاكم الجيشُ؛ فلم يكن بأسرع من أنْ جاءتهم مَسَالحهُم
(4)
تَركض إليهم؛ فخرجوا إليهم؛ فقال أنس الخثعمي لقومه
(5)
: انصرفوا بنا، ودَعُوا هؤلاء، فإنهم إنما يَطلب بعضهم بعضًا، ولا أظن عامرًا تريدنا؛ فقال لهم الحصين الحارثي: افعلوا ما شئتم، فإنا والله ما نُرادُ دونكم، وما نحن لشر بلاءً عند القوم، فانصرفوا إن شئتم، فإنَّا نرجوا ألا نعجز عن بني عامرٍ، فرُبَّ يوم لنا ولهم قد غابت سُعُوده، وظهرت نحوسهُ.
فقالت خَثْعم لأنسٍ: إنَّا كنَّا وبنو الحارث على مياه واحدة وفي مراع واحدة، وهم لناس سِلْمٌ وهذا عدوٌّ لنا ولهم، أفتريد أن ننصرف عنهم! فوالله لَئِن سلموا
(*) فيف الريح: موضع بأعلى نجد.
(1)
بنو الحارث وسعد العشيرة وجعفي وزبيد في مَذْحِج، ومراد بطن في كهلان. وصداء ونهد بطنان في قُضاعة وخثعم بطن في كهلان، وأصلهم من أنمار بن نزار بن معد بن عدنان.
(2)
كان عامر بن الطفيل فارس قيس عيلان كلها، وكان شاعرًا جيد الشعر.
(3)
لف القوم: من كان فيهم من الحلفاء وغيرهم.
(4)
المسالح: جمع مسلحة، وهم القوم ذو السلاح.
(5)
أي قبائل خثعم.
وغنموا لنَتْدَمنَّ ألَّا نكونَ معهم، ولئن ظُفر بهم لتقُولنَّ العرب: خَذلتم جيرانكم! فأَجْمعوا على أن يُقاتلوا معهم.
والتقى القوم فاقتتلوا قتالًا شديدًا ثلاثة أيام يُغَادُونهم القتال بفَيْف الرِّيح
(1)
، وشهدت بنو نُمير يومئذ مع عامر، فسمُّوا حرَيجَة
(2)
الظَّعان؛ وذلك أن بني عامر جالوا جَولة إلى موضع يقال له العُرْقُوب، فالتفت عامر بن الطفيل فسأل عن بني نُمير، فوجدهم تخلَّفوا في قتال القوم، فرجع عامرٌ يصيح: يا صاحباه! يا نُميرَاه! ولا نُمير لي بعد اليوم، حتى أقْحم فرسه وسط القوم، فطُعن بومئذ بين ثُغْرَةِ نحره إلى سُرَّته عشرين طَعْنَةً.
وكان عامرُ بن الطفيل يتعهد الناسَ فيقول: يا فلان؛ ما رأيتُك فعلت شيئًا! فيقول الرجل الذي قد أبلى: انظر إلى سيفي وما فيه، وإلى رمحي وسناني. فأقبل مُسْهر الحارثي
(3)
في تلك الهيئة - لما رأى عامرًا يصنع بقومه الأفاعيل - فقال: يا أبا عليٍّ؛ انظر ما صنعتُ بالقوم، انظر إلى رمحي! حتى إذا أقبل عليه عامرٌ وجَأَه مسهرٌ بالرمح في وجنته، ففلق وجنته، وأصاب عينه، وخلى الرمح فيها، وضرب فرسه، فلحق بقومه.
وفي طعنة عامر يقول مسهر:
وَهَضْتُ بِخُرْص
(4)
الرمحِ مُقْلَةَ عامرٍ
…
فأضْحَى بخيصًا في الفوارس أعورا
وغادر فينا رُمْحَه وسِلاحه
…
وأدْبَرَ يدعوا في الهَوَالِك جَعْفَرا
ويقول عامر:
لَعَمْري، وما عمري عليَّ بهيْن
…
لقد شانَ حرَّ الوجه طَعْنَةُ مُسهرِ
فبئس الفتى إن كنت أعور عاقرًا
…
جَبَانًا وما أغْنِي لدي كل محْضر
وقد علموا أني أكرُّ عليهمُ
…
عشيَّة فَيْفِ الريح كَرَّ المدوَّر
فلو كان جمعٌ مثلنا لم نبالهم
…
ولكن أتتنا أسْرةٌ ذات مَفْخر
(1)
قال أبو عبيدة: كانت وقعة فيف الريح وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة.
(2)
أي اجتمعوا بقنيهم فصاروا بمنزلة الحرجة، وهي شجر مجتمع. وسموا ذلك اليوم حريجة الطعان.
(3)
كان مسهر فارسًا شريفًا، وكان قد جنى جناية في قومه، فلحق ببني عامر، فشهد معهم فيف الريح.
(4)
خرص الرمح: سنانه، وبخص عينه: أغارها.
أتونا بـ (بهراء) و (مَذْحِجَ)
(1)
كلِّها
…
و (أَكْلُبَ) طرَّا في لِباس السَّنَوَّرِ
(2)
وقال في هذا اليوم أبو دؤاد الرُّؤاسي العامري:
ونحن أهلُ بَضيع
(3)
يوم واجَهَنا
…
جيشُ (الحصين) طِلَاع الخائف الكَزم
(4)
ساقوا شُعُوبًا وعَنْسًا في ديارِهِمُ
…
ورَجْلَ
(5)
(خَثْعَمَ) من سَهْلٍ ومن عَلمِ
(6)
مَنَّاهمُ مُنيَةً كانت لهم كذِبًا
…
إن المُنى إنما يوجَدْن كالحُلُم
ولَّتْ رِجال (بني شَهْرَان) تَتْبَعُها
…
خضراءٌ يرمونَها بالنَّبْلِ عن شَمَم
ظلَّتْ (يُحَابِرُ) تُدْعَى وسْطَ أرْحُلِنا
…
والمسْتَمِيتُونَ من (حاءٍ) ومن (حَكَم)
(7)
حتى توَلّوا وقد كانت غنيمتهم
…
طعْنًا وضربًا عويضًا غير مُقْتَسَمِ
وقال عامر بن الطفيل
(8)
:
أتَوْنا بـ (شَهْرَان) العريضةِ كلِّها
…
و (أكْلُبِهَا) في مِثْل بكرِ بن وائلِ
فبتْنَا ومن يَنْزلْ به مثلُ ضيفنَا
…
يَبِتْ عن قِرَى أضيَافه غيرَ غَافِل
أعاذِلَ لو كان البَدَادُ
(9)
لقُوتِلوا
…
ولكنْ أَتَانا كلُّ جنٍّ وخَابِلِ
(10)
و (خَثْعَمُ) حَيٌّ يُعْدَلُون بـ (مَذْحِجٍ)
…
وهل نحنُ إلا مِثْل إحدى القبائل
وأسرع القتلُ في الفريقين جميعًا، فافترقوا، ولم يستقل بعضهم عن بعض بغنيمة، وكان الصبر والشرف لبني عامر بن صعصعة.
(1)
شهران وناهس وأكْلُب كان عليهم أنس بن مدرك الخثعمي، ورواية الديوان: فجاءوا شهران العريضة كلها.
(2)
السنور: يلبس في الحرب كالدروع، أو هو جملة السلاح.
(3)
بضيع: جبل.
(4)
الكزم كزم الرجل: هاب التقدم على الشيء.
(5)
رجل الرجل فهو راجل ورجل والرجل أيضًا اسم جمع عند سيبويه وجمع عند غيره.
(6)
العلم: الجبل.
(7)
يحابر: مراد، وحاء: بطن من حكم.
(8)
في رواية لبيد بن ربيعة.
(9)
يقال: جاءت الخيل بداد: متفرقة متبددة.
(10)
الخابل نوع من الجن.
بنو عامر بن صعصعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
كان بنو عامر بن صعصعة من القبائل التي عرض النبي صلى الله عليه وسلم نفسه عليها قبل أن يهاجر إلى المدينة المنورة.
فقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني عامر، فدعاهم إلى الله وعرض عليهم نفسه، فقال بجرة بن فراس العامري: والله لو أني أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب، ثم قال: أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك ثم أظهرك الله على من خالفك، أيكون لنا الأمر من بعدك؟، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء"، فقال له: أفتهدف نحورنا للعرب دونك
(1)
، فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا، لا حاجة لنا بأمرك.
ولما رجعت بنو عامر تحدثوا إلى شيخ لهم لم يواف معهم المواسم لكبر سنه، فلما قدموا عليهم سألهم عما كان في موسمهم، فقالوا: جاءنا فتى من قريش من بني عبد المطلب بن هاشم، يزعم أنه نبي، ويدعونا إلى أن نمنعه ونقوم معه، ونخرج به إلى بلادنا، فوضع الشيخ يديه على رأسه، ثم قال: يا بني عامر هل لها من تلافٍ
(2)
؟ هل لذناباها في مَطْلَب
(3)
؟ والذي نفسي بيده ما تقوَّلها إسماعيلي قط
(4)
، وإنها لحقٌّ فأين رأيكم كان عنكم؟
- ويقص عبد الله بن الشِّخِّير العامري رضي الله عنه قصة وفود بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: أنت
(1)
أي تجعل نحورنا هدفًا يرميه العرب.
(2)
أي هل يمكن تلافي ما فعلتموه.
(3)
هذا مثل يضرب للتندم على ما فات، وأصله من ذنابي الطائر إذا أفلت من الحبالة فأردت الإمساك به.
(4)
أي ما ادعى النبوة أحد من بني إسماعيل بن الخليل إبراهيم عليهما السلام قبل ذلك أبدا.
سيدنا، فقال: السيد الله تبارك وتعالى، فقلنا: وأفضلنا فضلا، وأعظمنا طَوْلا
(1)
، فقال: قولوا بقولكم أو بعض قولكم
(2)
، ولا يَسْتَجْرِيَنَّكُمْ الشيطان
(3)
. رواه أبو داود بسند حسن.
ومن وفود بني عامر بن صعصعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم:
1 -
"
وفد بني رؤاس
"
ذكر الواقدي وفد بني رُؤاس بن كلاب، قال: إن رجلا يقال له: عمرو بن مالك بن قيس، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم، ثم رجع إلى قومه فدعاهم إلى الله فقالوا: حتى نُصيب من بني عُقيل مثل ما أصابوا منا، فذكر مقتلةً كانت بينهم، وأن عمرو بن مالك هذا قتل رجلا من بني عُقيل، قال: فشددت يدي في غل وأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبلغه ما صنعت فقال: لئن أتاني لأضربن ما فوق الغل من يده، فلما جئت سلمت فلم يرد عليَّ السلام وأعرض عني فأتيته عن يمينه فأعرض عني، فأتيته عن يساره فأعرض عني، فأتيته من قبل وجهه، فقلت يا رسول الله، إن الرب عز وجل ليترضى فيرضى فارض عني رضي الله عنك، قال: قد رضيت.
2 -
"
وفد بني البكَّاء
"
وذكر الواقدي وفد بني البكَّاء وأنهم قدموا سنة تسع، وأنهم كانوا ثلاثين رجلا، فيهم معاوية بن ثور البكاء، وهو يومئذ ابن مائة سنة ومعه ابن له يقال له بشر فقال: يا رسول الله إني أتبرك بمسك
(4)
وقد كبرت وابني هذا بَرٌّ بي فامسح وجهه، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه وأعطاه أعنزا عفرا، وبرك عليهن، فكانوا لا يصيبهم بعد ذلك قحط ولا سنة، وقال محمد بن بشر بن معاوية في ذلك:
(1)
الفضل: الخير، الطول: الغنى والقدرة والعطاء.
(2)
كانوا قد مدحوه صلى الله عليه وسلم، فكره لهم المبالغة لأنها قد تؤدي إلى ما لا يحسن.
(3)
أي لا يجعلكم الشيطان جريا، والجري: الرسول الوكيل.
(4)
بمسك: أي بلمسك.
وأبي الذي مسح الرسول برأسه
…
ودعا له بالخير والبركات
أعطاه أحمد إذ أتاه أعنزا
…
عفرا نواحل لسن بالحيات
يملأن وفد الحي كل عشية
…
ويعود ذاك الملء بالغدوات
بُوركن من منح وبورك مانحا
…
وعليه مني ما حييت صلاتي
3 -
"
وفد بني عُقيْل
"
وذكر الواقدي وفد بني عُقيل بن كعب، وأنهم قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقطعهم العقيق، عقيق بني عُقيل
(1)
، وهي أرض فيها نخل وعيون، وكتب بذلك كتابا: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى محمد رسول الله ربيعا ومطرفا وأنسا، أعطاهم العقيق، ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، وسمعوا وأطاعوا، ولم يُعطهم حقا لمسلم، فكان الكتاب في يد مطرف.
قال: وقدم عليه أيضًا من عُقيل لقيط بن عامر بن المُنتفق وهو أبو رزين، فأعطاه ماء يقال له النظيم وبايعه على قومه.
4 -
"
وفد بني قُشَيْر
"
وذكر وفد بني قُشير بن كعب وذلك قبل حجة الوداع، وقبل غزوة حُنين، فذكر فيهم قُرة بن هُبيرة، أسلم فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكساه بردا، وأمره أن يلي صدقات قومه فقال قُرة حين رجع:
حباها رسول الله إذ نزلت به
…
وأمكنها من نائلٍ غير مُنفذ
فأضحت بروض الخضر وهي حثيثة
…
وقد أنجحت حاجاتها من محمد
عليها فتى لا يُردف الذم رحله
…
يُروِّي لأمر العاجز المتردد
(1)
وهو ما يُعرف الآن بوادي الدواسر.
5 -
"
وفد بني هلال
"
وذكر الواقدي وفد بني هلال بن عامر، وذكر فيهم عبد عوف بن أصرم، أسلم وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله، وفيهم قبيصة بن مخارق الذي له حديث في الصدقات وذكر في وفد بني هلال زياد بن عبد الله بن مالك، فلما دخل المدينة يمم منزل خالته ميمونة بنت الحارث، فدخل عليها، فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزله رآه فغضب ورجع، فقالت: يا رسول الله إنه ابن أختي فدخل ثم خرج إلى المسجد ومعه زياد فصلى الظهر، ثم أدنى زيادا فدعا له، ووضع يده على رأسه، ثم حدرها على طرف أنفه، فكانت بنو هلال تقول: ما زلنا نتعرف على البركة في وجه زياد، وقال الشاعر لعلي بن زباد بن عبد الله:
يا بن الذي مسح الرسول برأسه
…
ودعا له بالخير عند المسجد
أعني زيادًا لا أريد سواءه
…
من عابر أو متهم أو منجد
ما زال ذاك النور في عرنينه
…
حتى تبوأ بيته في ملحد
وجاء المدينة وفد من بني عامر فيه لبيد بن ربيعة العامري وجبار بن سلمي العامري، فانزلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم دار رملة بنت الحارث، وقالوا:(يا رسول الله إن الضحَّاك بن سفيان، سار فينا بكتاب الله وسنتك التي أمرته، وأنه دعانا إلى الله فاستجبنا لله ولرسوله وأنه أخذ الصدقات من أغنيائنا، فردها إلى فقرائنا).
قال ابن حجر:
"بنو عامر بن صعصعة: يجتمعون معه صلى الله عليه وسلم في مُضر بن نزار، مَرَّ أنه صلى الله عليه وسلم سئل عنهم فقال: "جمل أزهر يأكل أطراف الشجر"، وفي حديث حسن: أتينا النبي صلى الله عليه وسلم بالأبطح، وهو في قبة له حمراء فقال: "من أنتم؟ فقلنا: من بني عامر، فقال:
مرحبًا، وفي رواية: مرحبا بكم أنتم، وفي رواية: وأنا منكم"
(1)
انتهى قول ابن حجر.
قال الأحوص بن جعفر بن كلاب العامري:
1 -
إذا وقع الربيعُ بأرض قوم
…
- وإن عجوا - انتجعناه نزيفُ
(2)
2 -
معاقلنا التي نأوي إليها
…
عتاق الأعوجية والسيوف
(3)
3 -
نُجِيرُ ولا نجار وكل حي
…
لهم حلف وليس لنا حليف
(4)
(1)
مبلغ الأرب في فخر العرب، لابن حجر، تحقيق يسري عبد الغني عبد الله ط 1 ص 85.
(2)
وقع الربيع: حل الربيع، انتجعناه: طلبنا هذا الربيع في موضعه، نزيف: نتبختر مختالين.
(3)
المعقل: الملجأ والحصن، الأعوجية: خيل منسوبة إلى فحل كريم.
(4)
شعر بني عامر -. د. عبد الرحمن الوصيفي.
زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم من بني عامر
وقد صاهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بني عامر بن صعصعة فتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة نساء من بني عامر فمنهن:
1 -
أم المؤمنين زينب بنت خزيمة الهلالية العامرية، وسُميت أم المساكين لشدة عطفها عليهم.
2 -
أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث الهلالية العامرية.
3 -
هند بنت يزيد العامرية.
4 -
العالية بنت ظبيان العامرية.
5 -
عمرة بنت يزيد العامرية.
وتزوج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أم البنين بنت حزام الكلابية العامرية فولدت له: العباس وجعفر وعبد الله.
وتزوج سعيد بن العاص رضي الله عنه ابنة يحيى بن عمرو العامري.
وكان بنو عامر بن صعصعة أخوالًا لعدة رجال من زعماء قريش ووجهائهم فمثلا: عبد الله بن عباس (حبر الأمة) أمه لبابة الكبرى الهلالية العامرية، وخالد بن الوليد (سيف الله المسلول) أمه لبابة الصغرى الهلالية العامرية، وأبو سفيان زعيم قريش في الجاهلية أمه صفية بنت حَزْن الهلالية العامرية.
وعلاقة قريش ببني عامر بن صعصعة
(1)
قديمة، فبنو ربيعة بن عامر بن صعصعة أمهم مجد بنت غالب القرشية وقد ذكرنا هذا آنفًا.
(1)
من بني عامر أم سلمة بنت عبد الرحمن بن سهيل العامرية تزوجت ثلاثة من الخلفاء الوليد بن عبد الملك ثم سليمان بن عبد الملك ثم هشام بن عبد الملك ولم يتزوج من النساء ثلاثة من الخلفاء غيرها.
فائدة: قال الجوهري: أجازه بجائزة سنية أي بعطاء. ويقال: أصل الجوائز أن قطن بن عبد عوف من بني هلال بن عامر بن صعصعة ولي فارس لعبد الله بن عامر، فمر به الأحنف في جيشه غازيا إلى خُراسان، فوقف لهم على قنطرة فقال: أجيزُوهم، فجعل ينسب الرجل فيعطيه على قدر حسبه، قال الشاعر
(1)
:
فدىٍ للأكرمين بني هلال
على علَّاتهم، أهلي ومالي
هُمُ سنَّوا الجوائز في معد
فصارت سُنَّةً أخرى في الليالي
(1)
المرجع: لسان العرب مادة جوز.
الصحابة من بني عامر بن صعصعة
لقد كان من بني عامر بن صعصعة عدد من الصحابة رضوان الله عليهم، ونحن هنا نذكر الصحابي وإذا كان العلماء قد علَّقوا على صحبته نقلنا تعليقهم، وكان مرجعنا كتاب الإصابة في تمييز أسماء الصحابة لابن حجر، وأسد الغابة لابن الأثير، والتجريد للذهبي، وجمهرة النسب لابن الكلبي وجمهرة أنساب العرب لابن حزم الأندلسي وغيرهم، والصحابة الذين استطعنا حصرهم الآتي ذكرهم:
1 -
أُبي بن مالك القُشيري العامري
(1)
.
2 -
أشيم الضبابي العامري.
3 -
الأصم البكائي العامري
(2)
.
4 -
أصيد بن سلمة الكلابي العامري.
5 -
أنس بن قيس بن المنتفق العُقيلي العامري
(3)
.
6 -
أنس بن مالك القُشيري العامري.
7 -
أوس بن الأعور الكلابي العامري
(4)
.
8 -
أبو حاجب أوس الكلابي العامري
(5)
.
9 -
بشر بن قدامة الضبابي العامري
(6)
.
(1)
قال ابن حبان: له صحبة.
(2)
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع وفد بني البكاء، وقيل: إنه عبد الله بن كعب البكائي.
(3)
ذكر ابن سعد أنه قدم في وفد بني عُقيل فبايع وأسلم.
(4)
قيل: إنه ذو الجوشن الكلابي، والأشهر أن ذا الجوشن هو شرحبيل بن الأعور أخو أوس.
(5)
ذكر البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان أن أوس الكلابي يروي عن الضحَّاك بن سفيان الكلابي العامري وعنه ابنه حاجب.
(6)
شهد حجة الوداع.
10 -
بشر بن معاوية بن ثور العامري
(1)
.
11 -
بشر بن الهجنع البكائي العامري
(2)
.
12 -
ثروان بن فزارة العامري
(3)
.
13 -
ثور بن غرزة بن عبد الله بن سلمة القُشيري العامري (أبو العكير).
14 -
جابر بن سمرة بن جنادة بن جندب العامري
(4)
.
15 -
جبار بن سلمى العامري.
16 -
جراد بن المنتفق العُقيلي العامري
(5)
.
17 -
جُنَيْد بن عبد الرحمن بن عوف الكلابي العامري
(6)
.
18 -
الحارث بن شريح بن ذؤيب النُميري العامري
(7)
.
19 -
حرملة بن خالد بن هوذة بن خالد العامري
(8)
.
20 -
حرملة بن هوذة بن خالد العامري
(9)
.
21 -
حُصين بن المعلي بن ربيعة العُقيلي العامري
(10)
.
(1)
قال ابن حبان: له صحبة.
(2)
أورده ابن سعد في طبقة الوفود وهي الرابعة.
(3)
قال ابن حزم: وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال ابن حجر: له إدراك ولأبيه صحبة.
(4)
له ولوالده صحبة.
(5)
ذكر ابن الكلبي: أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وقال ابن حزم: له صحبة.
(6)
ذكر ابن الكلبي: أنه وفد هو وأخوه حميد وعمرو بن مالك على النبي صلى الله عليه وسلم.
(7)
قال البخاري: وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع وفد بني نُمير، وذكره ابن الكلبي في المؤلفة قلوبهم.
(8)
أخو العداء قال الأصمعي: أسلم العداء وأخوه حرملة وأبوهما وكانا سيدي قومهما؛ وذكرهما ابن الكلبي في المؤلفة قلوبهم.
(9)
قال ابن الكلبي: أنه هو وأخوه خالد وفدا على النبي صلى الله عليه وسلم.
(10)
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم.
22 -
أبو حرب بن خويلد بن عامر العُقيلي العامري
(1)
.
23 -
الحكم بن مسلم العُقيلي العامري
(2)
.
24 -
حكيم بن معاوية النُميري العامري
(3)
.
25 -
حميد بن ثور بن حزن الهلالي العامري
(4)
.
26 -
حميد بن عبد الرحمن بن عوف الكلابي العامري.
27 -
حيدة بن معاوية القُشيري العامري
(5)
.
28 -
خالد بن هوذة بن خالد العامري.
29 -
ربيعة بن عامر بن مالك الكلابي العامري
(6)
.
30 -
رقاد بن ربيعة العُقيلي العامري
(7)
.
31 -
زرارة بن جزء الكلابي العامري
(8)
.
32 -
أبو الزهراء القُشيري العامري
(9)
.
33 -
أبو زهير بن أسيد بن جعونة النُميري العامري.
34 -
زهير بن عمرو الهلالي العامري
(10)
.
(1)
قال ابن الكلبي: أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم.
(2)
قال أبو أحمد العسكري: له صحبة.
(3)
قال البارودي عن البخاري: في صحبته نظر، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: له صحبة.
(4)
قال المرزباني: أحد الشعراء، وقد وفد على النبي صلى الله عليه وسلم.
(5)
له ولأبيه معاوية صحبة.
(6)
أورده السكري في ديوان حسان بن ثابت.
(7)
قال ابن حبان: له صحبة.
(8)
له إدراك.
(9)
يقول ابن حجر: هو ممن أمرهم يزيد بن أبي سفيان في بعض فتوح الشام وكانوا لا يؤمرون إلا صحابيا.
(10)
روى عنه ابن عثمان النهدي، وقال البغوي: لا أعلم إلا حديث الإنذار، وقال ابن حجر: وقد أخرجه مسلم.
35 -
زياد بن عبد الله بن مالك الهلالي العامري
(1)
.
36 -
سمرة بن جنادة السُوائي العامري
(2)
.
37 -
سمعان بن خالد الكلابي العامري
(3)
.
38 -
سمعان بن عمرو العامري.
39 -
شرحبيل بن الأعور الكلابي العامري
(4)
.
40 -
شريح بن عامر الكلابي العامري
(5)
(ذو اللحية).
41 -
صخر بن قدامة العُقيلي العامري
(6)
.
42 -
الضحَّاك بن سفيان بن عوف الكلابي العامري
(7)
.
43 -
عامر بن صبرة بن عبد الله بن المنتفق العُقيلي العامري
(8)
44 -
عامر بن عمير النُميري العامري
(9)
.
45 -
عامر بن لقيط العامري
(10)
.
(1)
ذكر الرشاطي أنه قدم في وفد بني هلال، فدخل زياد منزل ميمونة أم المؤمنين فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فرآه عندها فغضب فقالت: يا رسول الله إنه ابن أختي، فدعاه فوضع يده على رأسه ثم حدرها على طرف أنفه، فكان بنو هلال بن عامر يقولون: ما زلنا نعرف البركة في وجه زياد.
(2)
والد جابر قال ابن حجر: له صحبة.
(3)
ذكره ابن مندة بإسناد قال الحافظ فيه من لا يعرف.
(4)
هو ذو الجوشن الضبابي، يقال له صحبة وذكره ابن حبان في الصحابة وقال: يقال له صحبة.
(5)
قال أبو عمر: له صحبة.
(6)
قال ابن مندة: مختلف في صحبته.
(7)
قال ابن حبان وابن السكن: له صحبة، وقال أبو عبيد: صحب النبي صلى الله عليه وسلم وعقد له لواء، وقال الواقدي: كان على صدقات قومه وبعثه النبي على سرية، وأخرج البغوي وابن قانع من طريقه أن الضحَّاك بن سفيان الكلابي العامري كان سيافا لرسول الله صلى الله عليه وسلم قائمًا على رأسه متوشحًا بسيفه.
(8)
ذكره ابن قانع وغيره في الصحابة.
(9)
ذكره الطبراني وغيره في الصحابة.
(10)
أورد له الطبراني من رواية يعلى بن الأشدق.
46 -
عامر بن مالك بن جعفر الكلابي العامري
(1)
(مُلاعب الأسنة).
47 -
عامر بن مالك القُشيري العامري
(2)
.
48 -
عبادة بن أوفى
(3)
بن حنظلة النُميري العامري (أبو الوليد).
49 -
عبد الرحمن بن عبيد النميري العامري
(4)
.
50 -
عبد الله بن أصرم بن عمرو بن شعيثة الهلالي العامري
(5)
.
51 -
عبد الله بن ثور بن معاوية البكائي العامري
(6)
.
52 -
عبد الله بن جراد بن المنتفق العُقيلي العامري
(7)
.
53 -
عبد الله بن ربيعة النُميري العامري
(8)
(أبو يزيد).
54 -
عبد الله بن الشخير بن عوف العامري
(9)
.
55 -
عبد الله بن عامر بن أنيس بن المنتفق العامري
(10)
.
56 -
عبد الله بن قدامة العُقيلي العامري
(11)
(أبو صخر).
57 -
عبد الله بن قُرَّة بن نهيك الهلالي العامري
(12)
.
(1)
ذكره البغوي، وخليفة، وابن البرقي، والعسكري، وابن قانع، والبارودي، وابن شاهين، وابن السكن في الصحابة، وقال الدارقطني: له صحبة، وقال ابن حجر: لم يثبت إسلامه.
(2)
قال ابن حبان والمستغفري: له صحبة.
(3)
وقيل ابن أبي أوفى، قال ابن مندة: اختلف في صحبته، وذكره في التابعين البخاري وابن أبي حاتم وأبو زرعة الدمشقي وأبو بكر بن عيسى وأبو الحسن بن سميع وابن حبان وغيرهم.
(4)
ذكره ابن أبي عاصم في الوحدان.
(5)
ذكره ابن شاهين فيمن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وغير اسمه من عبد عوف إلى عبد الله.
(6)
يقول ابن حجر أنه قرأ بخط مغلطاي في حاشية أسد الغابة أنه يقال له صحبة.
(7)
قال البخاري وابن حبان وابن ماكولا: له صحبة.
(8)
ذكره مطين في الوحدان وبقى بن مخلد وأبو نعيم.
(9)
قال ابن حزم: له صحبة ورواية وهو والد مطرف الفقيه المشهور.
(10)
وقيل عبد الله بن أنيس بحذف عامر.
(11)
ذكره البخاري ومسلم وابن حبان وغيرهم في الصحابة.
(12)
وقيل الهذلي بدل الهلالي، ولعل هذا تصحيف.
58 -
عبد الله بن كعب البكائي العامري
(1)
.
59 -
عبد الله بن ماعز بن مجالد البكائي العامري.
60 -
عبيد بن عمرو الكلابي العامري
(2)
.
61 -
عبيد الله بن معية السوائي العامري
(3)
.
62 -
العداء بن خالد بن هوذة بن خالد العامري
(4)
.
63 -
عكاف بن وداعة الهلالي العامري.
64 -
علقمة بن علاثة بن عوف العامري
(5)
.
65 -
علي بن فلان النُميري العامري
(6)
.
66 -
علي الهلالي العامري (أبو علي)
(7)
.
67 -
عمارة بن عامر بن المشنج القُشيري العامري
(8)
.
68 -
عمرو بن الخفاجي العُقيلي العامري
(9)
.
69 -
عمرو بن سفيان البكائي العامري
(10)
.
70 -
عمرو بن عبد الله الضبابي العامري
(11)
.
(1)
غيَّر الرسول اسمه من عبد عوف إلى عبد الله ويقال: انه هو الأصم البكائي.
(2)
قال البخاري: له صحبة، وقال أبو معمر العطيفي: عبيدة بن عمرو (بزيادة هاء في آخره).
(3)
ويقال عبد الله، قال ابن السكن: له صحبة ورواية وقال ابن مندة: له صحبة.
(4)
ذكره ابن الكلبي هو ووالده في المؤلفة، وقال ابن حزم: له صحبة.
(5)
قال ابن حجر: ثبت ذكره في الصحيح.
(6)
قال الدارقطني: له صحبة.
(7)
ذكره الطبراني.
(8)
ذكره زكرياء العلاني قال: صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(9)
قال ابن حجر: صحب الرسول.
(10)
سمى أبو نعيم أباه سفيان، وحكى ابن عساكر أن اسمه سيف وسماه غيره عبد الله والأكثر لم يسموه.
(11)
قال ابن عبد البر: له وفادة.
71 -
عمرو بن مالك بن قيس الرؤاسي الكلابي العامري
(1)
.
72 -
الفجيع بن عبد الله بن جندع العامري
(2)
.
73 -
قبيصة بن المخارق بن عبد الله الهلالي العامري
(3)
.
74 -
قبيصة بن مسعود النُميري العامري
(4)
.
75 -
قدامة بن عبد الله بن عمَّار الكلابي العامري
(5)
.
76 -
قرَّة بن دعموص بن ربيعة النُميري العامري
(6)
.
77 -
قُرَّة بن هبيرة بن عامر القُشيري العامري
(7)
.
78 -
قطن بن الحارث بن حزن الهلالي العامري
(8)
.
79 -
قيس بن عاصم بن أسيد بن جعونة النُميري العامري
(9)
.
80 -
قيس بن عبد الله الجعدي العامري
(10)
(النابغة الجعدي الشاعر).
81 -
قيس بن كلاب الكلابي العامري
(11)
.
(1)
قال ابن السكن: له صحبة ولأبيه صحبة.
(2)
قال البخاري، وابن السكن وابن حبان: له صحبة.
(3)
قال البخاري: له صحبة.
(4)
ذكره ابن الكلبي، وقال ابن حجر: له إدراك.
(5)
قال البخاري، وابن أبي حاتم: له صحبة.
(6)
قال البخاري وابن السكن: له صحبة.
(7)
قال البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان وابن السكن وابن مندة: له صحبة، وقال ابن الكلبي: وفد على الرسول صلى الله عليه وسلم فولَّاه صدقات قومه.
(8)
وهو أخو ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين.
(9)
قال ابن الكلبي: وفد على الرسول صلى الله عليه وسلم ومسح على وجهه ودعا له.
(10)
قال ابن الكلبي: له صحبة. وقد دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "لا فض الله فاك" فمكث حتى موته لم تسقط له ثنية.
(11)
ذكره ابن قانع وغيره في الصحابة، وقال أبو عمر: له صحبة.
82 -
كعب بن الخدارية الكلابي العامري
(1)
.
83 -
كهمس الهلالي العامري
(2)
.
84 -
لبيد بن ربيعة بن مالك الكلابي العامري
(3)
(من شعراء المعلقات السبع).
85 -
لقيط بن صبرة بن عبد الله بن المنتفق العامري.
86 -
لقيط بن عامر العامري
(4)
.
87 -
ماعز بن مجالد بن ثور البكائي العامري
(5)
.
88 -
مالك بن حيدة القُشيري العامري.
89 -
مالك بن عمرو القُشيري العامري
(6)
.
90 -
مالك بن قيس بن بجيد الرؤاسي الكلابي العامري
(7)
.
91 -
مالك الهلالي العامري
(8)
(والد عبد الله).
92 -
مجالد بن ثور بن معاوية البكائي العامري
(9)
.
(1)
قال حافظ ابن حجر: صحابي.
(2)
قال البخاري: له صحبة.
(3)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أصدق كلمة قالها الشعراء، قول لبيد بن ربيعة:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل
(4)
قيل: إنه هو لقيط بن صبرة جزم بذلك ابن حبان وابن السكن وعبد الغني بن سعيد، وقال ابن حجر: إنهما اثنان، وقال ابن حزم: له صحبة.
(5)
ذكر ابن الكلبي: أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وقال ابن حزم: له صحبة.
(6)
ويقال العقيلي ويقال الكلابي ويقال الأنصاري وقيل أبي بن مالك.
(7)
وفد هو وابنه عمرو بن مالك على النبي صلى الله عليه وسلم وأسلما.
(8)
ذكره الحارث ابن أبي أسامة في مسنده.
(9)
ذكره العسكري في الصحابة، وقال ابن حزم: له صحبة ورواية.
93 -
مُرَّة بن عمرو العُقيلي العامري
(1)
.
94 -
مطرف بن عبد الله بن عبد الأعلم بن ربيعة العُقيلي العامري
(2)
.
95 -
مطيع بن عامر بن عوف الكلابي العامري
(3)
.
96 -
معاوية بن ثور بن معاوية البكائي العامري.
97 -
معاوية بن حيدة بن معاوية القُشيري العامري
(4)
.
98 -
معاوية بن عبادة بن عُقيل العامري
(5)
.
99 -
مولة بن كنيف بن حمل بن خالد الكلابي العامري
(6)
.
100 -
نهيك بن عاصم بن مالك بن المنتفق العُقيلي العامري
(7)
.
101 -
النزال بن سبرة الهلالي العامري
(8)
.
102 -
النواس بن سمعان بن خالد الكلابي العامري
(9)
.
103 -
هوذة بن خالد العامري.
104 -
الهيثم بن الربيع النُميري العامري
(10)
(أبو حية).
(1)
ذكره الإسماعيلي.
(2)
ذكره ابن سعد والرشاطي في وفد بني عُقيل.
(3)
وهو العاصي بن عامر، ذكره ابن الكلبي والطبري والدارقطني فيمن له وفادة، وسماه الرسول صلى الله عليه وسلم مطيعًا.
(4)
قال ابن سعد: له وفادة وصحبة.
(5)
قال ابن حجر: له وفادة، ذكره في التجريد، وقال ابن حزم: وفد على الرسول صلى الله عليه وسلم وأسلم له وصحبة وهو جد كعب الأخيل بن الرحَّال وعبادة بن عُقيل قبيلة في جنوبي العراق.
(6)
قال ابن السكن: له صحبة، وذكره البغوي وغيره في الصحابة، وقال ابن حزم: له صحبة وكان يسمى (ذا اللسانين لفصاحته).
(7)
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم.
(8)
قال ابن حزم: له صحبة.
(9)
له صحبة ولأبيه صحبة.
(10)
ذكره الذهبي في التجريد، وقال ابن ناصر: له صحبة، ونفى ابن حجر ذلك.
105 -
وهب بن عبد الله بن مسلم السوائي العامري
(1)
(أبو جحيفة).
106 -
يزيد بن عامر بن الأسود بن حبيب السوائي العامري
(2)
(أبو حاجر).
107 -
يزيد بن عمرو النُميري العامري
(3)
.
(1)
قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في أواخر عمره وحفظ عنه، وقال ابن حزم: هو صاحب رسول الله.
(2)
قال أبو حاتم: له صحبة.
(3)
ويقال: يزيد بن المعتمر، ويقال: يزيد بن عتر.
الولاة من بني عامر بن صعصعة
تَوَّلى من بني عامر مجموعة من الولاة، ومن هؤلاء الولاة:
1 -
عبد الله بن يزيد بن الأصرم الهلالي العامري (ولي خُراسان)
(1)
.
2 -
نباتة بن حنظلة بن ربيعة الكلابي العامري (صاحب جرجان)
3 -
علقمة بن علاثة بن عوف الكلابي العامري (ولي حوران لعمر بن الخطاب رضي الله عنه.
4 -
زفر بن الحارث الكلابي العامري (القائم بالجزيرة
(2)
أيام مروان).
5 -
سعيد بن أسلم بن زرعة الكلابي العامري (ولي خراسان).
6 -
مسلم بن سعيد بن أسلم الكلابي العامري (ولي خراسان).
7 -
صالح بن مرداس الكلابي العامري (صاحب حلب) وهو مؤسس دولة بني مرداس في بلاد الشام.
8 -
الجنيد بن عبد الرحمن بن عوف الرؤاسي الكلابي العامري (ولي خراسان).
9 -
زرارة بن عُقبة بن سمير بن سلمة القُشيري العامري (ولي خراسان).
10 -
زياد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن هبيرة العامري (ولي خراسان).
11 -
سعيد بن عمرو الكعبي العامري (ولي خراسان والبصرة).
12 -
إبراهيم بن عاصم الخفاجي
(3)
العُقيلي العامري (ولي سجستان).
(1)
خُراسان إقليم شرق إيران من بلاد فارس.
(2)
الجزيرة هنا المقصود بها الأرض الواقعة بين دجلة والفرات ما بين العراق والشام.
(3)
ولبني خفاجة من عُقيل إمارة في غربي العراق أقاموها في عهد العباسيين وكذلك قبيلة بني عُقيل لها إمارات أخرى أقامتها في الإحساء شرق الجزيرة العربية وكذلك بالموصل في العراق في عهد العباسيين.
13 -
الحشرج بن الأشهب بن ورد الجعدي العامري (ولي قهستان).
14 -
عبد الله بن الحشرج بن الأشهب الجعدي العامري (ولي خراسان).
15 -
بَلْج بن بشر بن عِيَاض بن وحوح القُشيري العامري (ولي الأندلس).
16 -
إسحاق بن مسلم بن ربيعة العُقيلي العامري (ولي أرمينية).
17 -
عبد الملك بن مسلم بن ربيعة العُقيلي العامري (ولي أرمينية).
18 -
بكَّار بن مسلم بن ربيعة العُقيلي العامري (ولي أرمينية).
19 -
عبد العزيز بن مسلم بن ربيعة العُقيلي العامري (ولي الري).
20 -
عمرو بن زرارة القُشيري العامري (ولي نيسابور).
21 -
عبد الرحمن بن عبد الله بن هبيرة القُشيري العامري (ولي خراسان).
22 -
عمر بن هبيرة القُشيري العامري (ولي كسكر).
23 -
معقل بن عزرة القُشيري العامري (ولي هراة).
24 -
عاصم بن عبد الله بن يزيد الهلالي العامري (ولي خراسان).
25 -
قطن بن قبيصة بن مخارق الهلالي العامري (ولي سجستان).
26 -
المهاجر الكلابي العامري (ولي اليمامة)
(1)
.
27 -
عمرو بن معاوية العُقيلي العامري (ولي أرمينية وأذربيجان والأهواز).
28 -
عبد الله بن معاوية بن ربيعة العُقيلي العامري (ولي مرو والأهواز).
29 -
سليمان بن كندير بن سعيد القُشيري العامري (ولي نجران).
30 -
عمرو بن معاوية العُقيلي العامري (قائد الصوائف لبني أمية).
(1)
ولبني كلاب دويلة في اليمامة من بلاد نجد في عهد الدولة العباسية دامت سنين حتى قضى عليها ابن معمَّر من بني تميم.
بنو عامر بن صعصعة حاليًّا
بنو عامر بن صعصعة من هوازن اليوم هم: في نجد سُبيع والسهول، وكذلك جِعْدة وقُشَيْر في الأفلاج، وفي العراق: المنتفق وعبادة وخفاجة وهم من عُقيل، وفي عُمان والإمارات فروع أخرى من بني عامر.
وجاء في كتب حديثة أن بني كعب في الأهواز من سُبيع؛ وحدثني بعض كبار السن في الكويت أن بني كعب أصلهم من سُبيع
(1)
، قلت: كعب هو ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة وإنما نسب بنو كعب إلى سُبيع؛ بني عامر إذا أُطلقت في نجد ينصرف الذهن إلى سُبيع لبقائها في منازل سلفها بني عامر ومحافظتها على ذكر عامر بن صعصعة
(2)
.
ودخلت فروع عامرية مع الدواسر، وقحطان
(3)
، والبقوم، وصاروا معدودين من ضمن فروع هذه القبائل، كما أن هناك فروعًا سُبَيْعيَّة دخلت مع قبائل أخرى
(4)
.
(1)
اطلعت مؤخرًا على كتاب الكويت وجاراتها، تأليف ديكسون، قال فيه:(وأبلغني سمو الشيخ عبد الله السالم الصباح أن آل نصَّار - حكام بني كعب - عائلة عربية أصيلة تتصل بسبيع).
(2)
وقد رحل معظم بني هلال بن عامر بن صعصعة إلى مصر وبلدان المغرب العربي وظلت بقية قليلة منهم في بلادهم، (انظر عنهم في المجلد الثالث من الموسوعة).
(3)
ومن دخل مع قحطان من بني عامر: عبيدة أهل الريب، والشثور، وعائذ.
(4)
تحالفت فروع سُبيعية مع قبائل أخرى فمثلًا: القواودة من بني عامر من سُبيع انتقل جزء منهم من رنية إلى تربة وحالف البقوم، والعُبيَّات مع واصل مُطَيْر أصلهم من مشاعبة سُبيع، والعفسة مع واصل مطير قيل أن أصلهم من مكاحلة سُبيع، والكراوين مع بني خالد أصلهم من مشاعبة سُبيع، وآل الحمراء مع بني هاجر أصلهم من الصيافا من بني عامر من سُبيع، وسُبيع مع هُذَيْل، والمراشيد مع المناصير أصلهم من السهول، والبرزان مع واصل مُطير وأصلهم من برازات السهول، والوساما من واصل مُطير أصلهم من الصنادلة من سبيع والله أعلم.
فروع قبيلة سُبيع بن عامر
وتتفرع قبيلة سُبيع إلى عدة فروع هي:
أولًا: بنو عمر.
ثانيًا: بنو عامر.
ثالثًا: آل عمير.
رابعًا: الزكور.
أما بنو عمر، وبنو عامر، وآل عمير فمتقاربون في النسب فيما بينهم إلى درجة أنه يقال: إن عمر وعامرًا وعميرًا إخوة، قال ابن رِجْبَان المديري من بني عمر من سُبيع:
بني عمر قومي وأولاد عامر
…
كما المرْزم إلى هَكَّب نزيله
ويصبح ميبسٍ خضر النوامي
…
وشرَّاب اللبن طاوٍ صميله
شديدٍ محزمي بآل العميري
…
صُلب الجد ما هم بالبديله
أهل تسبيلةٍ عند المراحِ
…
إلى جا المال مختلطٍ عويله
وعندما انحدر بقية بني عامر من رنية إلى العارض ليلحقوا ببقية قومهم في العارض، ورث آل عمير مساكنهم في رنية، قال العميري:
حِنَّا هل الذِّرو يا غرَّام أبو راس
…
ديرة بني عامر والورث ليَّه
أثنى العلماء والنسابون القدامى على هذه القبيلة من ذلك:
ثناء النسابين على سُبيع:
1 -
قال الشيخ ابن بسَّام التميمي في - الدرر المفاخر في أخبار العرب الأواخر -: "ومنهم سُبيع: طائفة طافت أخبارها، ورويت آثارها، ملكت مقاليد المجد، وأدركته بالهزل والجد، يحمدهم الطاوق، وبحذرهم السارق، أعلوا منار الفضل وشادوه، وأنصفوا الضعيف من القوي حتى أبادوه، إليك أخلاقهم حميدة وآرائهم سديدة"
(1)
.
(1)
الدرر المفاخر في أخبار العرب الأواخر ص 95.
2 -
وقال العلَّامة الحيدري في - عنوان المجد -:
"ومن أعظم عشائر نجد: سُبيع، وهم أهل الكثرة والقوة والشجاعة"
(1)
.
3 -
وقال الشيخ الألوسي في - تاريخ نجد -:
"وهم من أهل النجدة والقوة، والعدة والعدد"
(2)
.
وكما أثنى القدماء على سُبيع، فكذلك أثنى المحدثون على سُبيع، ومن ذلك:
4 -
قال الشيخ حمد الحقيل في كنز الأنساب:
"وهم من أهل النجدة والنخوة، وتتألف هذه القبيلة من أرومة عدنانية، وهم بنو سُبيع بن عامر (بضم السين المهملة) من بني عامر بن صعصعة. . ."
(3)
.
5 -
وقال الشيخ عبد الله آل مفلح الجذالين (من بني لام من طيئ) في - تاريخ الأفلاج -: "قبائل سُبيع: وهي قبائل ذات نجدة، وشهامة"
(4)
.
6 -
وقال الشيخ عبد الله بن خميس في - تاريخ اليمامة -:
"سُبيع: هي قبيلة كبيرة وشهيرة من قبائل العارض، وفيهم فرسان وشجعان، وهم من أهل العارض، وفيهم شعراء، قال عنهم عمر رضا كحالة في معجم القبائل: سُبيع بن عامر قبيلة سعودية ينزل قسم منهم في - العالية - في الخرمة ورنية وما حولهما، وبقية القبيلة تضرب دائرة حول الرياض، ولها فروع في معظم أقاليم نجد ومدنه. . ."
(5)
.
7 -
وقال عاتق بن غيث البلادي الحربي: "وكرم سُبيع يضرب به المثل، فهم أهل المثلوثة التي قلَّ أن يجمعها مضيف في البادية لضيوفه: - اللبن، والتمر، واللحم - على التوالي"
(6)
.
(1)
عنوان المجد في أخبار العراق ونجد ص 55.
(2)
تاريخ نجد ص 93.
(3)
كنز الأنساب ومجمع الآداب ص 106/ 11.
(4)
تاريخ الأفلاج ص 151.
(5)
تاريخ اليمامة ج 4 ص 68.
(6)
الرحلة النجدية ص 99.
أولًا: بنو عُمَر
كانوا في الوديان، ثم نزحوا إلى العارض، ولا يزال لهم بقية في الغَرِيف والخرمة.
وبنو عمر قسمان:
(أ) الخضران وهم:
1 -
الجبور
.
2 -
الصملة.
3 -
العرينات.
4 -
النبطة.
(ب) الصعبة وهم:
1 -
الجمالين.
2 -
العزة.
3 -
آل علي.
4 -
المدارية.
1 -
الجبور:
فخذ من الخضران من بني عُمَر، أتوا من الوديان، وسكنوا الرمحية، والحريق والمزاحمية، وجُنَيْب.
وفروع الجبور هي: الضحيات، وآل قفيدان، وآل خثلان، وآل وهيطان.
أولًا: الضحيات: وهم:
(1)
آل جفيران ومنهم الشيخ بوكش بن جفيران، وآل سحمي، وآل أبو سليم، وآل خزيم.
2 -
آل كويخ وهم أبناء مرشد (آل شويشان وآل جلبان) وأبناء عون (آل شيحان وآل مجرور) وأبناء عياف (آل مساعد وآل حمود وآل ملحم وآل عيسى).
ثانيًا: آل قفيدان: وهم:
(1)
آل شُليَّة.
(2)
القياظ.
(3)
السياحين، وهم: آل ملفي، وآل جروان، وآل بصيص والقفادا.
ثالثًا: آل خثلان في الحريق: وهم:
(1)
آل زيد.
(2)
آل سلمان.
(3)
آل علي بن حمد.
(4)
آل رشيد.
ومن أسر الخثلان: آل عزام، وآل حنتوش، وآل فرحان في الحريق، وآل ربيش انتقلوا من الحريق إلى الإحساء.
ومن الجبور:
(1)
آل هويدي: في الحريق، من آل شويشان من الجبور من بني عمر.
(2)
آل ذيبان: في المزاحمية، قدموا من الحريق، من الجبور من بني عمر.
(3)
آل نجم: في المزاحمية، قدموا من الحريق، وهم أبناء محمد بن ناصر بن إبراهيم بن نجم الجبري السُبيعي.
2 -
الصملة:
والصملة فخذ من الخضران من بني عمر، وهم أكثر أفخاذ بني عمر عددًا، ويسكنون الخرمة، ورماحًا، وحفر العتش، ومن فروع الصملة:
أولًا: المجالبة، ومنهم: آل مجفل
(1)
من شيوخ الصملة في العارض، والدغمان، البوصة آل جازع وآل صنيدح.
ثانيًا: السهالين، ومنهم آل غضيان في رماح.
ثالثًا: آل غنيم، ومنهم آل جروة من شيوخ الصملة في الخرمة.
رابعًا: الشعالين، ومنهم آل دهيم والسمارات.
(1)
ومن آل مجفل: الفارس الشيخ مسلَّم بن مجفل وهو ممن شارك في فتح الرياض مع الملك عبد العزيز.
خامسًا: آل عايض، وهم آل خنيفس والشوامر وآل مسكر وآل بقشان والونادين بالخرمة.
سادسًا: الحشافين، وهم الغرابيط، والجريبات، والتليعات، والحرايصة، وآل قليشان، وآل شبوا، وآل مانع.
سابعًا: الممانحة، وهم آل مطرود وآل أفيجح.
ثامنًا: العيايشة في الخُرمة.
تاسعًا: الحزيمات في الخُرمة.
عاشرًا: آل ثمامان في الخُرمة، ومنهم العبانقة والصراديح والصدقات وآل عويمر.
حادي عشر: الرماثين في الخُرمة.
ومن الصملة آل صميل في الحريق، وقد انتقل بعضهم إلى الرياض والإحساء.
3 -
العُرينات:
وهم فخذ كبير من الخضران من بني عمر، قدموا من الوديان وسكنوا الصمَّان وحفر العتش، واستقر في شوية عدد كبير منهم، وقد انتشر معظم العُرينات في قرى نجد، وتنقسم بادية العرينات إلى ثلاثة فروع هي:
أولًا: آل جمعان، ومنهم: آل شوية، والجظاعا، وأيضًا آل عساف وهم الحرابا وآل صاهود.
ثانيًا: آل مدهون، وهم العفارزة ومنهم: الطنابا، وآل مغيب، والتواما، وآل جعوان، والصباحين ومنهم الحمازا، وآل منديل والعوازمة، ومن الصباحين في الحاير آل ناجم، والمداهين ومنهم العوام، وآل صويان، وآل زيد، والحجلاوي، وآل رحيمة، وآل عميد، ومن المداهين آل مهنا، وآل نعيم في الحاير.
ثالثًا: آل شريان، ومنهم القواما وآل ميزر وآل شايع.
ومن الأماكن التي يتواجد العرينات فيها بكثرة: العطار، والجنيفي ورغبة وسلطانة، والبكيرية في القصيم وغيرها من قرى نجد.
قال سعود بن عبد العزيز آل فليج العريني السبيعي:
ساعتين ثم تلفون البصيرة
…
ديرة السبعان مرفقة العوان
وقد برز من العرينات عدة علماء كالشيخ إسماعيل بن رميح والشيخ أحمد بن يحيى والشيخ حمد بن فارس.
ومن أسر العُرَيْنات ما يلي:
1 -
آل براك: في البكيرية، من العرينات من سُبيع، ومنهم الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البرَّاك (معاصر).
2 -
آل ثنيان: في الخبراء، والبدايع، جاءوا إليها من الضلفعة، وهم آل حجاج وآل ثويني أبناء محمد بن ثنيان العُريني السُبيعي.
3 -
آل ثويني: أبناء ثويني بن محمد بن ثنيان العُريني السُبيعي، في رياض الخبراء، وهم أبناء عم آل حجاج.
4 -
آل جبر: في الإحساء من العرينات من سُبيع.
5 -
آل جعيدان: في المصانع في الرياض انتقلوا من بلدة الجنيفي بسدير.
6 -
آل حطاب: في البكيرية، والهلالية، والبدايع، من آل عقل من العُرينات من قبيلة سُبيع.
7 -
آل حسين: في رغبة من العرينات من سُبيع.
8 -
آل حماد: في البكيرية، والهلالية، والبدايع، من آل عقل من العُرينات من قبيلة سُبيع.
9 -
آل حماد: في البكيرية، ثم الرياض، والباقي منهم: إبراهيم بن صالح بن محمد بن حماد بن صالح بن حماد العُريني وأولاده.
10 -
آل حماد (آل محمد): في رغبة، من ذرية الشيخ إسماعيل بن رميح.
11 -
آل حمد: في البرة من العُرينات من سُبيع.
12 -
آل حمد: في رغبة، من العُرينات من سُبيع.
13 -
آل حميدان: في الشيحية، ومنهم: آل حمود، وآل حميدي.
14 -
آل حوَّاس: في الشيحية، والقصيم، جاءوها من الضلفعة أول من سكنها منهم حواس العُريني السُبيعي.
15 -
آل خضير: في القرينة من العُرينات من سُبيع.
16 -
آل خضير: في البكيرية أبناء عم لآل سويلم الذين جاءوا إلى البكيرية من الضلفعة، وخضير هو ابن محمد بن عثمان العُريني السُبيعي، ومحمد بن عثمان هو أول من أنشأ البكيرية عام 1185 هـ.
17 -
آل دخيل: في عنيزة، والرس.
18 -
آل دخيل الله: في البكيرية، ومقدمهم كان من الضلفعة. ودخيل الله هو ابن محمد بن عثمان العُريني السُبيعي.
19 -
آل دليم: في ضرما من العُرينات من سُبيع.
20 -
الدوشان: وأحدهم الدويش، في الزلفي وعنيزة.
21 -
آل راشد: في العطار، أبناء عم آل سيف من العُرينات من سُبيع.
22 -
آل راشد اليحيا: في رغبة وهم من ذرية الشيخ أحمد بن يحيى بن محمد بن عبد اللطيف بن إسماعيل بن رميح العريني وهم غير آل راشد الحماد.
23 -
آل ربيعان: في الشيحية من العُرينات.
24 -
آل رُخَيْمي: في البكيرية والخبراء، من العُرينات من سُبيع، أبناء عم لآل عواد وآل عيد، فعيد، وعواد، ورخيمي إخوة قدموا من البكيرية، ومن آل رخيمي: آل طريم في البكيرية.
25 -
آل رفدان: في المزاحمية، من العُرينات من سُبيع.
26 -
آل رميح: في العطار، ورغبة، وبريدة، وعنيزة، وجلاجل من العُرينات.
27 -
آل رحمة: في العطار من العرينات من سبيع.
28 -
آل سعيد: في منفوحة بالرياض، ومنهم آل يوسف.
29 -
آل سلوم: في قرية الجنيفي في سدير من العُرينات.
30 -
آل السلمي: في عنيزة، من آل عويمر من العُرينات.
31 -
آل سليمان: في الجنيفي في سدير من العُرينات.
32 -
آل سويلم: في الدرعية والرياض والبكيرية والهلالية من العُرينات.
33 -
آل سيف: في العطار، أبناء عم آل راشد من العُرينات.
34 -
آل شمس: في الرياض، والمبرَّز في الإحساء من العُرينات.
35 -
آل الصالحي: في البكيرية من العُرينات.
36 -
آل صقير: في رياض الخبراء، والبدايع، والبكيرية، والهلالية، من العرانا أهل رياض الخبراء.
37 -
آل ضويحي: في الزلفي، من الدوشان من العُرينات.
38 -
آل طريم: في البكيرية، من آل رخيمي من العُرينات من سُبيع ومنهم الشيخ ناصر الطريم الأستاذ بكلية اللغة العربية.
39 -
آل عبدان: نزحوا من عنيزة، وبقيمون في مكة من العُرينات من سُبيع.
40 -
آل عبد الكريم: في الجنيفي في سدير من العُرينات.
41 -
آل عبد الكريم: قدموا من شقراء، وهم في الرياض، ومنهم: الكاتب الصحفي فهد بن راشد آل عبد الكريم العُريني السُبيعي.
42 -
آل عبد الله: في البرة من العُرينات من سُبيع.
43 -
آل العبداني: في البكيرية، من آل عقل من العُرينات.
44 -
العبيدي: في البكيرية، من العُرينات من سُبيع.
45 -
آل عثمان: في الجنيفي في سدير من العُرينات.
46 -
العرانا: واحدهم: العُريني في رغبة.
47 -
العرانا: واحدهم العُريني في الضلفعة ثم البكيرية والرياض والبدايع الوسطى من آل عقل من العُرينات.
48 -
العرانا: في البدايع العُليا، والخبراء، ورياض الخبراء، قدموا من سدير.
49 -
آل عقيل: في رياض الخبراء، فرع من العرانا من العُرينات من سُبيع، وهم غير آل عقيل بن صقيه في رياض الخبراء.
50 -
آل العطر: في البكيرية، من آل عقل.
51 -
آل عقل: في البكيرية، ومنهم: آل عطر وآل العبداني والعبيدي وآل عيد.
52 -
آل عمير: أمراء البكيرية، جاءوا من الضلفعة وهم: أبناء عمير بن خضير بن محمد عثمان العُريني السُبيعي، وخضير أبناءه ثلاثة: عمير، وإبراهيم، وصالح.
53 -
آل عواد: في البكيرية من العُرينات من سُبيع.
54 -
آل عياف: في البرة من العُرينات من قبيلة سُبيع.
55 -
آل عيد: في البكيرية، أبناء عم لآل عواد وآل رخيمي من العُرينات.
56 -
آل غانم: في البكيرية والهلالية والبدايع من آل عقل من العُرينات.
57 -
آل غصيبة: في رياض الخبراء، واحدهم: غصيبي، جدهم غَصِيْبة بن حماد العُريني السُبيعي، مقدمهم: من الضلفعة، ولغصيبة خ اسمه صالح بن حماد أبناءه آل حماد في الرياض.
58 -
آل فارس: في الدرعية، ونعام من ذرية الشيخ إسماعيل بن رميح العُريني.
59 -
آل فايز: في العطار، والجيفي من قرى سدير من العُرينات.
60 -
آل فليج: في رغبة، والرياض، والكويت، والجبيل، والجوي وهم: من ذرية الشيخ إسماعيل بن رميح العريني، وآل فليج أربعة فروع هي:
(أ) آل عبد المحسن.
(ب) آل عبد الله.
(جـ) آل حمد.
(د) آل عبد الوهاب.
61 -
القديري: في جلاجل، عُرينات من سُبيع، وهم غير القدير.
62 -
آل لحيدان: في البكيرية من العُرينات من سُبيع، ومنهم: الشيخ صالح بن لحيدان من هيئة كبار العلماء، وآل لحيدان أبناء عم لآل ثنيان في رياض الخبراء.
63 -
آل ماضي: في البكيرية، قدم جدهم ماضي بن ربيعان العُريني السُبيعي من الشيحية في أواخر القرن الثالث عشر الهجري.
64 -
آل مانع: في البكيرية من العُرينات من سُبيع
65 -
آل محسن: في البكيرية، أبناء عم للصالحي، وآل عمر في بريدة، وآل براك، من العُرينات من سُبيع.
66 -
آل محمد: في الجنيفي، من سدير من ذرية إسماعيل بن رميح السُبيعي.
67 -
آل مرزم: في الغاط، من العُرينات من بني عمر من سُبيع.
68 -
آل مطلق: في الإحساء من آل حماد، ذهب جدهم مطلق بن حماد العريني السبيعي من رغبة إلى الإحساء.
69 -
آل معجل: في الرغبة، من العُرينات من سُبيع.
70 -
آل محيميد: في البكيرية (آل حطاب) من آل عقل من العُرينات.
71 -
آل منصور: في رغبة، والرياض، من ذرية الشيخ إسماعيل بن رميح.
72 -
آل مقحم: في جلاجل، من العُرينات.
73 -
المقوشي: من أهل البكيرية، وهذه الأسرة كان يقال لها آل شايع والمقوشي لقب. وهم من آل عقل من العُرينات من سُبيع.
74 -
آل موسى: في رغبة، من العُرينات من سُبيع.
75 -
آل مهَوَّس: في رغبة، من العُرينات من سُبيع.
76 -
آل مهيزع: في العطار، وعنيزة، وحريملاء، والإحساء من العُرينات.
77 -
آل ناجم: في الجنيفي من العُرينات.
78 -
آل نُعيِّم: في نعام والرياض، من العرينات من سُبيع.
79 -
آل هديب: في العطار، من العُرينات من بني عمر من سُبيع.
80 -
آل هزَّاع: في البرة، والرياض، من ذرية الشيخ إسماعيل بن رميح.
81 -
آل يوسف: في منفوحة بالرياض من آل سعيد من العرينات.
4 -
النبطة:
وهم فخذ من الخضران من بني عمر، ويسكنون: رماحًا، وحفر العتش، وفروعهم أربعة:
أولًا: الصيافا، وهم:
أ - ذرية الشيخ فهيد بن مبارك الصييفي وهم آل شافي.
ب - آل مضافر.
جـ - آل مسعد في الحريق.
د - آل سعيد الصييفي، وهم آل فهيد وآل بدَّاح وآل كنعان.
ثانيًا: البياضين، وهم:
أ - الصقاقرة آل كلوب ومنهم آل روق وآل مسبل (المسابلة).
ب - آل رشود في الأفلاج.
ثالثًا: الطلاحين، وهم:
أ - آل بنيان، ومنهم آل مصقر.
ب - آل غرير.
جـ - آل صلبوخ.
د - العناينة.
رابعًا: العمور، وهم:
أ - آل فياض.
ب - الخليوي.
جـ - آل عيشان.
د - آل رويضان.
هـ - آل جحيل.
ومن أسر النبطة:
1 -
آل رشود: في الأفلاج، وهم:
أ - آل راشد، ومنهم آل منصور في سيح الأفلاج وآل عبد العزيز في ليلى.
ب - آل رشود بن رشود، ومنهم الشيخ سعود بن محمد بن عبد العزيز آل دخيل، وآل زيد.
جـ - آل سعيد، وهم آل فواز، وآل مساعد.
2 -
آل مسعد: في الحريق.
3 -
آل وَطْيان: في الحريق.
4 -
الهضيبات: في الحريق، وأحدهم هضيبي.
5 -
مليح
(1)
:
وهم من الروبة من الزكور، انحدروا من رنية، وسكنوا العارض، وهم من أقدم سُبيع في العارض، ولهم ارتباط أخوي بالخضران من بني عمر.
ومليح يسكنون المليحية ورماحًا وغَيَانة وعَنَك وغيرها، وفروع مليح ثلاثة:
أولًا: الجحشة، وهم: آل زيد في المليحية وعنك ومنهم الشيخ زيد بن ناصر المليحي أمير قبيلة مليح، وآل شريد في المليحية، وآل فطحي في العمارية وغبانة، والجرود في المليحية، وآل ثلاب في المليحية والقصيم، وآل دهيسان في العمارية، وآل نعيران في العيينة، وآل جرتام، وآل دربي، وآل شليل، وآل جزيز، وآل جبجوب في عتك.
(1)
نزح قسم كبير من مليح في المنطقة الشرقية وجاوروا بني خالد على أثر موقف الفارس شليل المليجي مع ابن عريعر الخالدي في حربه ضد الأتراك، حيث أنزل شليل بأحد قادة الأتراك، وجاء به إلى ابن عريعر حيا، فوهبه ابن عريعر نخلا في القطيف يقال له أبو رشيد، وفي هذا الموقف يقول شاعر ابن عريعر:
يا بو حميد الفعل فعل المليحي
…
اللي عزل بين الخوالد والأتراك
اللي فعل بالسيف فعل صحيح
…
في ساعة والخيل جولات وعراك
حول بشيخ الروم حي يصيح
…
ينخي ولا فكوه فرسان الأتراك
من روس غلبا متعبين النطيح
…
هذا ومثله دوم تصلح لشرواك
ثانيًا: الدوامين، وهم: آل مجيش في الرياض، وآل دعبق في المليحية وعنك والدرعية، وهم: آل لهيب وآل شامان وآل هاجد، وآل فالح في الدرعية، وآل مانع في الدرعية، وآل ضباح في عودة سدير، والهمالجة في عنك، وآل كحلان في عنك.
ثالثًا: آل فايز، وهم: آل خرفاش في المليحية، وآل محمد في المليحية، وهم آل دغيم وآل مهيني وآل مدعث وال إبراهيم، وآل معيلي، وآل مصارع، وآل غنام، وآل ولي، وآل منصور، وآل مشوط، وآل رويشد وكل السابقين في المليحبة، وآل ماضي، وآل سلطان في كيانة، وآل قريان، وآل ضلع في عنك، وآل هويدي في المليحية، وآل فايز في رعية، وآل معود في البرة، وآل بالودني في الدوادمي والبزة والإحساء.
6 -
الجمالين:
وهم فخذ من الصعبة من بني عمر، ومساكنهم في رماح والعيطلية والمزيرع. والجمالين ثمانية فروع هم:
أولًا: آل أبو ثنين، ومنهم: آل عساف، وآل مبارك، وآل ملفي، وآل ربان، وآل وهام، وآل فايز.
ثانيًا: آل خيوط.
ثالثًا: الغمضان، منهم: فالح الغميضي في رماح، وباقيهم آل حمود في ثادق.
رابعًا: آل مرخان، ومنهم عبد الله بن مهنا آل مرخان في الكويت.
خامسًا: الدرابا، واحدهم أبو دريب.
سادسًا: آل غنام.
سابعًا: آل محيسن.
ثامنًا: آل بليدان، وهم: آل سليم، والحبابيص، وابن راشد، وآل عون، وآل علي.
7 -
العزة:
وفخذ العزة من الصعبة من بني عمر ويسكنون الحاير ويُعرف بحاير سُبيع إحدى ضواحي الرياض، وتنقسم إلى خمسة فروع:
أولًا: الحراقيص، وهم آل سالم وآل سلمان.
ثانيًا: القراوين، وهم الظلافين وآل سالم وآل غبسا.
ثالثًا: الحبشَة، وهم آل عنزي والوطاوين.
رابعًا: آل يمْني، وهم آل ظافر وآل سحمان.
خامسًا: آل منيف، ومنهم آل برمان وآل فراج وآل ثويران.
ومن العزة:
1 -
آل خُزِّيم: في المزاحمية والدوادمي.
2 -
آل عتي: في الخرج (الدلم).
3 -
آل شايع: في المزاحمية.
4 -
آل بنيان: في الرياض.
5 -
آل منيف: في الرياض والكويت.
8 -
آل علي:
وهم فخذ من الصعبة من بني عمر، ويسكنون رماحًا والغريف، وآل علي أربعة أقسام هي:
أولًا: الجعدان، ومنهم آل شرفي في رماح والحفيرة، وآل حنيش.
ثانيًا: الحنابشة، ومنهم آل رز والتواما والنواهي والسرابا وآل عجل وآل دغام.
ثالثًا: الغضاريف، ومنهم آل منير وآل تركي، والرويبخ والحبل وآل محمد.
رابعًا: الزغب، ومنهم آل غصن في رماح والغريف والجزع في الغريف وآل عوضة في رماح والتشامين في رماح والغريف والذعافين في رماح والجداعين.
9 -
المدارية:
وهم فخذ من الصعبة من بني عمر من سبيع، والمدارية يسكنون الغريف قرب الخرمة، وقسم منهم يسكن الغيلانة قرب رماح.
والمدارية الذين في الغريف فروعهم ثلاثة هي:
أولًا: العبادين، ومنهم: آل محمد، والغماليس، وآل أبو شيبة، والشثانين، وآل سرحان، وآل مدغم، وآل قيقح.
ثانيًا: اللفايين، ومنهم: القعاسين، والصماهيد.
ثالثًا: الغثمة، ومنهم: آل سعيد، وآل مغيب، وآل حجيان في الغيلانة.
وأما المدارية الذين في الغيلانة، ففروعهم أربعة، هي:
أولًا: آل نافل، وهم: آل براك، وآل خميس، وآل عبيد، وآل صغير، والأخير في الزلفي.
ثانيًا: النوابين، وهم: آل حثلان، وآل سعدون.
ثالثًا: آل جميعان، وهم: المطاوعة، وآل صلال، وآل فالح، وآل عرهان، وآل شنار.
رابعًا: آل هديان وهم: آل شايع.
ومن المدارية: آل حركان في نعام.
ثانيًا: بنو عامر
وهم سبعة فروع، انتقلت من وادي المياه والقنصلية ورنية وما حولها وهم:
1 -
الضعفة
.
2 -
العيادين.
3 -
عجمان الرخم.
4 -
القواودة.
5 -
الصيافا.
6 -
بنو حميد.
7 -
القدعا.
1 -
الضعفة:
ومقدمهم من الوديان ويسكنون الصمَّان في الربيع ويقيظون في رماح وحفر العتش، وأقسامهم ثلاثة:
أولًا: النواجعة، ومنهم العمانية، ومنهم الشيخ فراج العماني، والبرسان (الخشمان) والمغترفة.
ثانيًا: النشافين، وهم آل زراق، والرمازين، والربشان.
ثالثًا: السيادين، ويسكنون العمانية وتبعد عن رماح قرابة 70 كم ويسكن بعضهم في الأحمدي بالكويت.
2 -
العيادين:
ويسكنون رماحًا، والعمانية وأقسامهم هي:
أولًا: الظهارين، وهم العذابية وآل حصين وآل قطيم.
ثانيًا: آل مفضل، وهم الدبالين وآل منيجل وآل مهنا.
ثالثًا: العويضات، ومنهم آل فاحس في الضبيعة وآل درعان وآل غصن العامري.
3 -
عجمان الرخم:
وهم بنو عجيم العامري السبيعي، وأصلهم من وادي المياه وقطنوا الدهناء ورماحا والصمان، ثم تحضروا في الضبيعة.
وأقسام عجمان الرخم أربعة هي:
أولًا: الدرابية.
ثانيًا: النفرة.
ثالثًا: الصخلان.
رابعًا: آل دهنا (أبناء دهين).
4 -
القواودة:
في رماح والغريف والخفجي وأقسامهم خمسة، هي:
أولًا: آل صالح، وهم آل ثلاب، وآل حباب.
ثانيًا: آل جالي، وهم الوداهية، وآل حدجان، وآل رزاح.
ثالثًا: الشوامين، وهم آل شامان، وآل صاهود.
رابعًا: آل هديان، وهم قريبون من الشوامين.
خامسًا: آل درعان، وهم آل هزاع، وآل نعيس، وآل حزمي.
ومن القواودة قسم انتقل من رنية ودخلوا مع البقوم بالحلف ومن القواودة آل ذواد في نعام وكان القواودة أمراء الحريق ونعام بنجد في عام 1040 هـ.
5 -
الصيافا:
واحدهم: صيفاني، وهم في رماح، وبرغاشة، والنعيرية، والخفجي، وفروعهم هي:
أولًا: الخضران، وهم الشبالين، واللغادين، وآل ناشي.
ثانيًا: الدحاوين، وهم آل ماجد، وآل صلف، وابن الحوافة.
ثالثًا: الركابين، ومنهم آل طلال.
رابعًا: النباعين، وهم آل عايد، والعضبان.
خامسًا: الذيابين، وهم البوصة وآل شريان. والفنادا.
سادسًا: الفقها.
سابعًا: آل مغير، ومنهم آل صقيهة.
6 -
بنو حميد:
ونخوتهم: أولاد الحميد، وقدموا من الوديان، ثم سكنوا الدهناء، ورماحًا ثم انتقلوا إلى الحزم بجوار الضبيعة، وبعضهم في الخرمة والغريف، وبنو حميد ثلاثة أقسام هي:
أولًا: الركاكضة، وهم: آل زبار، وآل مسعر، وآل شخبوط، وآل قمزة، وآل مانع بن ركاض في الإمارات العربية.
ثانيًا: الرقبان، وهم: آل خشمان، وآل دغش، وآل سطام، وآل عيد، والمجاربية.
ثالثًا: العونة، وهم: آل أبو سبيع، وآل سعد، وآل بديع، وآل فواز، وآل حمود.
7 -
القدعا:
ويسكنون في رماح والنعيرية والقدعا ثلاثة أقسام:
أولًا: القفلان، وهم: آل منير، والحواطين.
ثانيًا: آل عزاز، وهم: الشحانية، والطرابلة، وآل ظرفان، وآل حزام، وآل مطزان.
ثالثًا: آل زُرَيِّر، وهم: آل هديب، وآل قليل، وآل مالم، وآل قعيش، والسحمان.
ومن القداعا هؤلاء آل براك في المبرز بالإحساء.
ومن بني عامر:
1 -
السنانا: في عنيزة، واحدهم سناني، ومنهم الشيخ وليد بن صالح بن حمد بن علي بن محمد بن إبراهيم السناني العامري السُبيعي وكنيته أبو سبيع.
2 -
العوامر (العامري): في العمارية، من العيادين من بني عامر.
3 -
آل ذوَّاد: في نعام والحريق، من القواودة من بني عامر.
4 -
آل برَّاك: في المبرَّز بالإحساء، من القدعا من بني عامر.
ثالثًا: آل عمير
وهم أقرب سُبيع إلى بني عمر وبني عامر.
وآل عمير أربعة فروع هي:
1 -
الصنادلة:
وهم من آل عمير وواحدهم صندلي.
ومساكن الصنادلة في الأملح برنية والعويلة والسمرية والحدَّا والهضيب ووادي المياه والمخفيشة والمغرا والكور الأحمر ووجه حرَّة سُبيع الشرقي.
وفروع الصنادلة ستة وهي:
أولًا: القواسي.
ثانيًا: آل بنية.
ثالثًا: آل برود.
رابعًا: المخاضير.
خامسًا: الزورة.
سادسًا: الكلاهيس.
2 -
المشاعبة:
واحدهم: مشعبي، من آل عمير، من سُبيع.
ومساكنهم برنية وبيشة وخاصة في عطف الجبرة وحلبة والرقطاء وعقيلان، وفي الأملح برنية، وفروعهم خمسة:
أولًا: النوابت.
ثانيًا: آل مسيرة.
ثالثًا: آل مسفر.
رابعًا: الحجلة.
خامسًا: الجماعين.
سادسًا: آل محيميد والصعوب والزقاعين وآل منجل وآل عبيد السهول من المشاعبة.
3 -
المكاحلة:
واحدهم مكيحيلي، من آل عمير من سُبيع ويسكنون رنية في الأملح والغافة والكوير وفي جزء من وادي المياه وفي بيشة.
وهم قسمان:
أولًا: المقابلة.
ثانيًا: آل فضل.
ومن أسر المكاحلة:
(1)
آل فواز: في الحناكية، وتبوك من المقابلة.
(2)
آل ناصر: في العيون بالإحساء من الحواضرة من المقابلة.
4 -
المفالحة:
من آل عمير من سُبيع، واحدهم مفيلحي ويسكنون في رنية في الأملح والعُفيرية. والصادرة والهميج ومن فروعهم:
أولًا: الثوالبة.
ثانيًا: آل دغيم.
ثالثًا: الحمادين.
رابعًا: السلافين.
خامسًا: الهيايلة.
سادسًا: المعارفة.
سابعًا: الدهيرات.
ثامنًا: النغامشة.
تاسعًا: آل سفران.
عاشرًا: العجاوين.
حادي عشر: العششة.
الزكور
الزكور هم أكثر بطون سبيع عددًا، والقاعدة الأصل لسُبيع كلها هي منطقة رنية وما حولها، وكان فيها جميع الزكور مع سائر سُبيع.
(1)
بنو ثور
بنو ثور
هم بطن من الزكور من سُبَيْع، واحدهم: ثوري تتكون من فرعين أساسيين: آل جابر، النواهض.
أولًا - النواهض، وهم تسعة أقسام هي:
1 -
الهراضمة.
2 -
البعاجن.
3 -
الظروف.
4 -
الغُلَّب.
5 -
الحَوَزَة.
6 -
المناقيش.
7 -
الهبارين.
8 -
الوبارين (آل بتَّال).
9 -
الرغاوين.
ثانيًا - آل جابر، وهم تسعة أقسام هي:
1 -
الهلايمة.
2 -
المصابحة.
3 -
الغزايلة.
4 -
الصُّوَل.
5 -
الذواهل.
6 -
آل غائب.
7 -
الفقها.
8 -
العتايقة.
9 -
الرواضين.
أسر بني ثور:
(1)
آل إسماعيل: في أشيقر، وعنيزة، من بني ثور من سُبيع.
أبناء إسماعيل بن عقيل بن إبراهيم بن موسى بن حمد بن بكر بن عتيق بن جبر بن نبهان بن سرور بن زهري بن جراح الثور السُبيعي. ومنهم المطاوعة والسَّحاما.
ومنهم عدة شيوخ (انظر تراجمهم في فصل العلماء من هذا الكتاب).
(2)
آل الأشقر: في عنيزة، أبناء عم لآل سُلَيْم أمراء عنيزة، جدهم الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن زامل توفي 161 هـ من آل جراح من بني ثور من سُبيع.
(3)
آل بكر: في عنيزة، من آل جراح من بني ثور من سُبيع. هم أبناء بكر بن عتيق بن جبر بن نبهان بن سرور بن زهري بن جراح الثوري السُبعي ومنهم: آل إسماعيل وآل خليف.
(4)
آل البكري: في البكيرية، من بني ثور من سُبيع.
(5)
آل ثويني: في البكيرية، من بني ثور من سُبيع.
(6)
آل جار الله: في عنيزة ثم الزبير من المشاعيب من آل علي من آل زهري بن جراح الثوري السُبيعي.
(7)
آل جبرين: في عنيزة، من بني ثور من سُبيع.
(8)
آل جدعان: في جلاجل، من آل عيسى من بني ثور من سُبيع.
(9)
آل جراح: في عنيزة، من آل علي من بني زهري بن جراح الثوري من سُبيع ومنهم: الأمير دخيِّل بن رشيد بن محمد بن حسن بن معمر من آل جراح السُبيعي. (انظر ص 96 الجمهرة).
(10)
آل جربوع: في الرس، من بني ثور من سُبيع.
(11)
الجمالة (آل جَمَلَ): في عنيزة والغاط والمذنب من المشاعيب، من آل علي بن زهري بن جراح الثوري من سُبيع، منهم أمير عنيزة: محمد بن حسن بن حمد المعروف بالجمل قتل سنة 1236 هـ.
(12)
آل حجاج: في الهلالية، من آل أبي غنام من ذرية زهري بن جراح من بني ثور من سُبيع.
(13)
آل حميدان: في الهلالية، وهم أبناء حميدان بن حجاج من آل أبو غنام من ذرية زهري بن جراح الثوري السُبيعي، وحجاج هو الذي أنشأ الهلالية في القرن الحادي عشر وهم أمرائها.
(14)
آل ابن حمد: في الربيعية في القصيم، من بني ثور من سُبيع.
(15)
آل الجمعي: في عنيزة، من آل علي من ذرية زهري بن جراح الثوري أبناء عم لآل سليم من سُبيع، منهم عبد الله بن حمد الجمعي تولى إمارة عنيزة من قبل الأتراك (المصريين) بعد وقعة الدرعية في سنة 1236 هـ وقُتل عام 1238 هـ.
(16)
آل حُمَيْد: في عنيزة، من آل (أبو غنام) من آل جراح من بني ثور من قبيلة سُبيع.
(17)
الحناكا: (واحدهم حناكي): في الرس والقصيم من بني ثور، والحناكا هؤلاء يوجد في الرس نفسه أسرة تتشابه معهم في الاسم مع اختلاف في الأصل.
(18)
آل خُليف: في عنيزة من آل بكر من ذرية زهري بن جراح الثوري السُبيعي جد آل سليم أمراء عنيزة وغيرهم.
(19)
الدَّبة: في عنيزة، من آل علي من ذرية زهري بن جراح الثوري من سُبيع.
(20)
آل دخيل: في الرس وعنيزة، من بني ثور من سُبيع.
(21)
آل دُوَيس: في عنيزة، من ذرية زهري بن جراح من بني ثور من سُبيع أبناء عم لآل سلمي وآل كعيد.
(22)
آل ربيعة: في جلاجل، من بني ثور من سُبيع.
(23)
آل الرجيعي: من سكان الصباخ، وبريدة، مقدمهم من عنيزة، من بني ثور من قبيلة سُبيع.
(24)
آل رَشِيْد: في عنيزة، أبناء رشيد بن محمد رئيس عنيزة، وقد قُتل عام 1174 هـ هو وفراج رئيس آل جناح (انظر الجاسر ص 28).
(25)
آل روق: في عنيزة، أبناء عبد الله بن محمد بن عبد الله بن زامل الثوري السُبيعي، وزامل هذا جد آل سُلَيْم وآل زامل، من آل زامل من آل جراح من بني ثور من سُبيع.
(26)
آل زامل: في عنيزة، أبناء زامل بن عبد الله بن سُلَيْم من آل بكر من آل جراح من بني ثور من سُبيع. ومن آل زامل: سُلَيْم وهو سليمان بن يحيى بن علي بن عبد الله بن زامل، وسُلَيْم جد آل سُلَيْم أمراء عنيزة.
(27)
آل زهري: في عنيزة، أبناء زهري بن جراح الثوري السُبيعي ومنهم: آل بكر وآل زامل ومن هؤلاء آل سُلَيْم، وآل غنام وآل عويمر.
(28)
السباعا: واحدهم سبعي، في أشيقر من آل إسماعيل من بني ثور من قبيلة سُبيع.
(29)
السحاما: في أشيقر وعنيزة، واحدهم: سحيمي، من آل بكر من آل جراح من بني ثور من سُبيع. والسيحيم لقب لجدهم عثمان بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن إسماعيل بن عقيل بن إبراهيم بن موسى بن محمد بن بكر بن عتيق بن جبر بن نبهان بن سرور بن زهري بن جراح الثوري السُبيعي.
(30)
آل سعدون: في الرياض أهل منفوحة، من بني ثور من سُبيع.
(31)
آل سلطان: في الهلالية، من بني ثور من سُبيع.
(32)
آل سلمي: في عنيزة، من بني ثور من قبيلة سُبيع.
(33)
آل سُلَيْم: أمراء عنيزة، بضبم السين، من آل زامل من آل جراح من بني ثور من سُبيع. قال ابن عيسى:(سُلَيْم لقب سليمان بن يحيى بن علي بن عبد الله بن زامل).
(34)
آل أبا الشحم: من عنيزة من بني ثور من سُبيع.
(35)
الشختة: في عنيزة من المشاعيب من آل جراح من بني ثور من قبيلة سُبيع.
(36)
الشلالي: في عنيزة، ونزحوا منها إلى الدمام من بني ثور من سُبيع.
(37)
الشنافا: وأحدهم: شنيفي بضم الشين في ضرما والمجمعة والمزاحمية من بني ثور من سُبيع.
(38)
الصقعبي: في البدايع من آل سلطان أهل الهلالية من بني ثور من سُبيع.
(39)
آل طريف: في عنيزة والإحساء، من بني ثور من سُبيع، ومن آل طريف أسرة آل محيلاني بعنيزة.
(40)
الطوالة: في الغاط من المشاعيب في آل زهري بن جراح الثوري من سُبيع جاءوا مع أبناء عمهم من عنيزة وهم أبناء عم آل عثمان وآل علي العبد العزيز.
(41)
آل عُبَيِّد: في عنيزة من آل حُمَيْد. من آل أبي غنام من آل جراح من بني ثور من سُبيع.
(42)
آل عثمان: في عنيزة من ذرية الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن زامل من آل علي من ذرية زهري بن جراح الثوري السُبيعي.
(43)
آل عثمان: في الغاط أبناء عم الطولة من المشاعيب من آل زهري بن جراح الثوري من سُبيع.
(44)
العرانا: في البرة وأحدهم عريني وجدهم ثابت الثوري السُبيعي، والعرانا لقب لهم.
(45)
آل عبد الرازق: في الكويت، من بني ثور من سُبيع.
(46)
آل عطية: في عنيزة، وبعضهم انتقل إلى البدايع، وهم من ذرية زهري بن جراح من بني ثور من سُبيع.
(47)
آل علي (العبد العزيز): في الغاط، من المشاعيب من آل زهري من آل جراح من بني ثور من سُبيع.
(48)
آل علي (السليمان): في الغاط، من المشاعيب من آل زهري من آل جراح من بني ثور من سُبيع جاءوا من عنيزة.
(49)
آل عليوي: في الهلالية أبناء سعد بن حجاج الثوري السُبيعي من ذرية زهري بن جراح.
(50)
آل عمران: في المزاحمية، من بني ثور من سُبيع.
(51)
آل عيوني: في البكيرية، من آل بكر من بني ثور من سُبيع.
(52)
آل أبو غنام (آل غنام): في عنيزة وفي الهلالية، منهم: آل حُمَيْد، وآل يحيى، وآل رشيد، وآل عبيد، وآل حميدان أمراء الهلالية، من ذرية سرور بن زهري بن جراح من المشاعيب من بني ثور من سُبيع.
(53)
آل عيسى: في الغاط وجلاجل، ومنهم: آل منصور، وآل علي، والطوال -
واحدهم طويل - وآل ابن علي، وآل ربيعة، وآل جدعان، من آل حميدان من بني ثور من سُبيع، ومقدمهم من عنيزة.
(54)
آل عُميم: في الخبراء، من آل حميدان أهل الهلالية من آل أبي غنام من ذرية زهري بن جراح الثوري السُبيعي.
(55)
آل فضل: في عنيزة من آل جراح من بني ثور من سُبيع.
كانت عنيزة حللًا مفرقة فأنشأها عقيل بن إبراهيم بن موسى بن محمد بن بكر بن عتيق بن جبر بن نبهان بن سرور بن زهري بن جراح الثوري السُبيعي.
ثم اجتمع بعد ذلك أهل المليحة والخريزة والعقيلية وصارت إمارة الجميع لآل فضل من سُبيع وصارت الإمارة لفوزان بن حميدان بن حسن بن معمر بن فضل.
(56)
آل فضل: في روضة سدير، من آل جراح من بني ثور من سُبيع انتقلوا من عنيزة.
(57)
القضابا: واحدهم: قضيبي، في المجمعة، من بني ثور من سُبيع.
(58)
آل كعيد: أبناء عم لآل سلمي وآل دويس، وهم جميعًا من آل عويمر أحد فروع زهري بن جراح جد أهل عنيزة. من بني ثور من سُبيع.
(59)
آل ماضي: في عنيزة، من آل بكر من ذرية زهري بن جراح من بني ثور من سُبيع، ومنهم: آل قاعان.
(60)
المشاعيب (آل مشعاب): في عنيزة، ثم في حوطة سدير، والزبير، من المشاعيب من آل جراح من بني ثور من سُبيع.
(61)
المطاوعة: في عنيزة من آل إسماعيل من آل بكر من بني ثور من سُبيع.
(62)
آل منصور: في عنيزة ثم الغاط والمنطقة الشرقية والكويت، من آل زامل من آل جراح من بني ثور من سُبيع.
(63)
آل نحيط: في البرة وضرما، من بني ثور من سُبيع.
(64)
آل نجران: في البكيرية، من بني ثور من سُبيع.
(65)
آل نصَّار: في الزبير، من آل علي من ذرية زهري بن جراح من بني ثور من قبيلة سُبيع.
(66)
آل نصر الله: في حوطة سدير، من المشاعب من آل جراح من بني ثور من سُبيع.
(67)
آل ناصر: في الغاط، من آل عيسى من بني ثور من سُبيع.
(68)
آل ناصر: في الحريِّق، من بني ثور من سُبيع (أبناء عم لآل إسماعيل).
(69)
النغموش: في البدايع، من آل سلطان من بني ثور من سُبيع.
(70)
آل يحيى: في عنيزة، أبناء يحيى بن سلمان بن زامل السبيعي. من آل سُلَيْم من آل جراح من بني ثور من سُبيع.
(2)
القريشات
وهم من الزكور من سُبيع، واحدهم: قُريْشي ويسكنون الخرمة، وقليل منهم في رماح، والقريشات سبعة فروع هي:
أولًا: الغوانمة.
ثانيًا: الهوايجة.
ثالثًا: العنوز.
رابعًا: الصّبَحَة.
خامسًا: العترة.
سادسًا: الشهمة.
سابعًا: المقاربة.
(3)
الروبة
وهم من الزكور من سُبيع، واحدهم: رُويبي، ويسكنون: الجرثمية، والنغر والصدر برنية، وفروعهم ثلاثة هي:
أولًا: الخشمان.
ثانيًا: الفياحين.
ثالثًا: البِدَان.
(4)
السودة
واحدهم: سُوَيْدي، وهم من الزكور من سُبيع، ويسكنون الفرعة والعماير والعثيثي وفروعهم خمسة وهي:
أولًا: المشاهيب.
ثانيًا: آل عاتب.
ثالثًا: الفصلان.
رابعًا: الشموس.
خامسًا: المحاورة.
(5)
المراغين
وهم من الزكور من سُبيع، وأحدهم: مرغاني ويسكنون الروضة والسوق برنية. وهم خمسة فروع وهي:
أولًا: القطانين.
ثانيًا: آل غُرَابان.
ثالثًا: الصنادحة.
رابعًا: الجلمان.
خامسًا: الزلافية.
(6)
المجامعة
وهم من الزكور من سُبيع، واحدهم: مجمَّعي، ويقيمون في رنية وقراها الضرم والسلم وملهَّي وكويكب ومقابل الخنق والفرعة، وهم ستة فروع هي:
أولًا: المنيفات.
ثانيًا: الوثالين.
ثالثًا: الوركان.
رابعًا: الطوارشة.
خامسًا: المخاضير.
سادسًا: الشيابين.
(7)
آل محمد
وهم من الزكور من سُبيع، واحدهم: محمدي، ومقرهم الأملح والحجرة والحجف قرى برنية، وفروعهم هي:
أولًا: الضمانين.
ثانيًا: الربايع.
ثالثًا: آل عمير.
رابعًا: الزهاوين.
خامسًا: المهادية.
سادسًا: المطران.
سابعًا: المساورة.
ثامنًا: العبسة.
تاسعًا: آل عجين.
عاشرًا: الخواطرة.
الحادي عشر: آل شيحة.
الثاني عشر: آل فلاح.
(8)
الفراعنة
وهم من الزكور من سُبيع، واحدهم: فريعني، ومساكنهم في الروضة برنية، وهم خمسة فروع هي:
أولًا: الشمالين: واحدهم شملاني.
ثانيًا: الجهران: واحدهم جهري.
ثالثًا: الطلاحين: واحدهم طلحاني.
رابعًا: القنافذة: واحدهم قنيفذي.
خامسًا: الغضاوين: واحدهم غضياني.
(9)
الملوح
وهم من الزكور من سُبيع، وأحدهم مَلْحي ويسكنون الملْحَة (المخطط رقم 1، و 2) والسَّلَم برنية. وفروعهم عشرة وهي:
أولًا: الوهاطين.
ثانيًا: العضادين.
ثالثًا: النماشين.
رابعًا: الهجارسة.
خامسًا: النباعين.
سادسًا: آل زهير.
سابعًا: آل وهيطة.
ثامنًا: آل هَيْف.
تاسعًا: آل عُجَيَّان.
عاشرًا: آل إبراهيم.
(10)
الوزران
وهم من الركوز من سُبيع، واحدهم وزري، أماكنهم: العماير، والعطف برنية، وهم تسعة فروع:
أولًا: الحراملة.
ثانيًا: البياضين.
ثالثًا: الدواغرة.
رابعًا: الغوالبة.
خامسًا: المناغصة.
سادسًا: السواكتة.
سابعًا: الصعبة (الدجارين).
ثامنًا: الكرابيج.
تاسعًا: النُشَيْرات.
(11)
الشماسات
وهم من الزكور من سُبيع، واحدهم شماسي، يسكنون العماير برنية، وفروعهم:
أولًا: النعسة.
ثانيًا: الجوارية.
ثالثًا: البعاجين.
رابعًا: البعاضا.
خامسًا: البححة.
سادسًا: الكراشين.
سابعًا: الطهاميز.
ثامنًا: الظهران والبرازات والقبابنة والمحلف في السهول كلهم شماسات.
(12)
الجهوم
في رنية وبيشة، من الزكور من سُبيع، واحدهم: جَهْمي ومن فروعهم في رنية:
أولًا: التوم.
ثانيًا: العويدات.
ثالثًا: آل عمير.
رابعًا: الرماصين.
خامسًا: الغماصين.
فروع قبيلة السهول
وتنقسم قبيلة السهول إلى قسمين:
(أ) القسم الأول: (بنو شماس) وهم:
1 -
الظهران.
2 -
البرازات.
3 -
القبابنة.
4 -
المحلف
(1)
.
(ب) القسم الثاني (السُّرِّيَّة)
(2)
: (بنو مشعب) وهم:
5 -
آل محيميد.
6 -
الزقاعين.
7 -
آل منجل.
8 -
المحانية.
9 -
آل عبيد.
10 -
الصعوب.
قال عقاب بن مصقال السهلي:
لي زعزع الشايب بوقفات الأشناب
…
سهل يعز المعتزي لى اعتزا به
كم واحدٍ من فعلنا صار مرعاب
…
عقب الصعابة زان مشيه وآدابه
وقال علي بن طريخم العبيدي السهلي:
أحمد الله ما علي من الدنيا قليل
…
تسعة أسلاف
(3)
تجينا رد الوصاة
(1)
وهم معدودون الآن مع السَّرِّيَّة.
(2)
وهو لقب يطلق على هؤلاء.
(3)
الشاعر يفتخر بمساندة أفخاذ قبيلة السهول الأخرى لفخذيهما في مناسبتين مختلفتين.
وقال سعد بن مشعان الزقعاني السهلي:
سهول لى زعزعت شهرة عزاويها
…
يا سعد من هو تعزوى باسم عزوتها
نطَّاحة الخيل لو جتنا باهاليها
…
حمَّاية الدار ما توطي مهابتها
تسع القبايل
(1)
لفتنا قبل داعيها
…
أهل الحمية ونفخر بحميتها
وقال مخلد بن باني السهلي:
تذكر فعايلهم مع أجناب وأصحاب
…
آلاد سهل فعلهم يندرابه
كم واحدٍ من فعلهم عارضه شاب
…
يردون حوض الموت وقت اكترابه
ثناء المؤرخين على السهول
1 -
ويقول ابن بسَّام: "السهول الأنجبين، والكرام الأمجدين، السالكين طريق الكرم، والموجدين الإحسان بعد العدم، الساكنين الفلات، والمالكين المكرمات، سقمانهم ثلاثة آلاف وثمانمائة خيال"
(2)
.
2 -
ويقول عمر أبو زلام: "السهول: هم بادية العارض وهم مقيمون في أطراف الرياض والعارض وهم من أشد الأنصار لآل سعود"
(3)
.
3 -
ويقول خلف بن حديد عن السهول: "قبيلة عربية أصيلة شريفة النسب"
(4)
.
4 -
ويقول ديكسون عن قبيلة السهول: "إنها قبيلة من الأشراف تتصل بسُبيع"
(5)
.
5 -
ويقول الحيدري: "ومن أعظم عشائر نجد: السهول وهم في غاية القوة والشجاعة .. "
(6)
.
(1)
الشاعر يفتخر بمساندة أفخاذ قبيلة السهول الأخرى لفخذيهما في مناسبتين مختلفتين.
(2)
الدرر المفاخر في أخبار العرب الأواخر.
(3)
الجزيرة والمسار الحضاري.
(4)
أنساب قبائل العرب.
(5)
لا يعني بالأشراف هنا بني هاشم، وإنما "ديكسون" في كتابه (الكويت وجارتها) عندما يتحدث عن قبائل العرب الصريحة يدعوها باسم الشريفة لصراحة نسبها.
(6)
عنوان المجد.
6 -
ويقول عثمان بن سند: "قبيلة السهول: القبيلة المشهورة"
(1)
.
7 -
ويقول نعوم شقير: "وأشهر قبائل نجد: برية "مُطَيْر" في القصيم، وسُبَيْع والسهول في الرياض "العارض"، وبنو تَمِيم في الحوطة"
(2)
.
8 -
وذكر المؤرخ النجدي الذي عاش في العراق سليمان الدخيل في مقالة له في مجلة لغة العرب العراقية نشر عام 1913 م أن قبيلة السهول من القبائل المخلصة لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وذكر أن عدد حملة السلاح من السهول المجاهدين في صفوف هذه الدعوة يتراوح بين 5000 إلى 7000 فارس.
(1)
الظهران
واحدهم ظُهَيْري: وهم إحدى فروع قبيلة السهول، وبلادها العرض والعارض حيث تسكن حفنة الطيري ورويضة العرض، ويسكن بعضهم في الدرعية وملهم وحريملاء ورماح والرياض ومن بلادها السِّلْح ونُفَيْخ.
وفروع الظهران ثمانية فروع هي:
أولًا: آل معدل (الجربان).
ثانيًا: الدخنة.
ثالثًا: آل جفون.
رابعًا: آل زايد.
خامسًا: آل منيخر.
سادسًا: آل حمضة.
سابعًا: الفطامين.
ثامنًا: آل عُبُود.
(1)
مطالع السعود بأخبار الوالي داود.
(2)
تاريخ سيناء.
ومن الظهران:
1 -
آل نمشان: في الطائف من آل جفون.
2 -
آل رفعان: في الصفرة من الدخنة.
3 -
آل ضبعان: في حريملاء من الدخنة.
4 -
آل حماد: في الصفرة من آل حمضة.
5 -
آل ملحم: في الكويت من آل حمضة.
6 -
الفطيماني: في الرياض من الفطامين.
(2)
البرازات
واحدهم برازي: وهم إحدى فروع قبيلة السهول وأخوة الظهران وهم يسكنون حفر الباطن، كما أنه يوجد منهم من يسكن الرياض ورويضة العرض والمزاحمية والجبيلة والكويت.
وتتفرع البرازات إلى فرعين هما: آل رُشَيْد وآل راشد.
- آل رُشَيْد وهم خمسة فروع هي:
أولًا: اللحاوين.
ثانيًا: آل باني.
ثالثًا: السّبَعَات.
رابعًا: الهيوف.
خامسًا: آل بركين.
- آل راشد وهم خمسة فروع هي:
أولًا: العراقين.
ثانيًا: آل سويحل.
ثالثًا: الظبيان.
رابعًا: الحريبات.
خامسًا: آل بعيجان.
ومن البرازات:
1 -
آل غشم: في الدرعية.
2 -
الدهلاوي: في ثرمدا، من آل شامان.
3 -
آل ضويحي: في مراة، من الظبيان.
4 -
آل فراخ: في نعام.
5 -
آل سعد البرازي: في الجبيلة، من السَّبَعَات.
6 -
آل رويغ: في حوطة بني تميم.
7 -
آل فاضل: في المزاحمية.
8 -
آل نميَّان: في المزاحمية والرياض.
9 -
آل جريبة: في حريملاء والحريق.
10 -
آل غالي: في القويعية.
11 -
آل وُسَيْعَة: في رويضة العرض وهم:
(أ) آل غصين: ومنهم آل قاعان.
(ب) آل مانع.
(جـ) آل سوحان.
(3)
القبابنة
واحدهم قباني: وهم إحدى فروع قبيلة السهول والقبابنة كانوا في العِرْض، ثم انتقلوا إلى شمال الأفلاج وما حوله، عن طرق وادي (بِرْكِ) بقرب حَوْطَة بن تَمِيم، وقد
استقروا فيه فيما بعد، واستقروا في شمال الأفلاج وغَرْبِيَّةُ، والقبابنة يتفرعون إلى أحد عشر فرعًا هي:
أولًا: الشخاتلة.
ثانيًا: القوازين (المحاركة)
ثالثًا: السَّوَاقِيْن.
رابعًا: آل غُيِّظ.
خامسًا: الحوازمة.
سادسًا: آل جِلَال.
سابعًا: آل جُرَيْبة.
ثامنًا: آل زيد.
تاسعًا: آل فهيد.
عاشرًا: آل ذيب.
الحادي عشر: العناقيد.
ومن القبابنة:
1 -
آل ضويحي: في رويضة العرض.
2 -
القناعي: في القصب، أبناء محمد بن إبراهيم بن عبد الله القناعي القباني السهلي.
3 -
آل سُلَيِّم: في الرياض.
4 -
آل هاشل: في الدمام.
5 -
آل حسن: في الدمام.
6 -
آل عواد: في الشقيق بالإحساء.
(4)
المحْلف
واحدهم محلفي: وهم إحدى فروع قبيلة السهول ويسكنون الشعب والرويضة بالمحمل، والدبيجة وسدير وثادق، والرياض، والدرعية.
وفروع المحلف هي:
أولًا: آل هويمل.
ثانيًا: الرصعان.
ومن المحلف:
1 -
آل عوين: في الحوطة والخرج، من الرصعان من المحلف من السهول.
2 -
آل عجلان: في الرياض، من الرصعان من المحلف من السهول.
3 -
آل هويدي: في العمارية، من الشيابين من الرصعان من المحلف من السهول.
4 -
آل ونيَّان: في ثرمداء، من آل هويمل من المحلف من السهول.
5 -
آل ثامر: في المحمل، من المحلف من السهول.
(5)
آل محيميد
واحدهم محيميدي: وهم إحدى فروع قبيلة السهول وتسكن في أم رجوم (جلعودة) ومشاش المراطين والغزيز والفيحا وضرما والرياض والخاتلة.
وهي تتفرع إلى فرعين:
أولًا: آل شعف.
1 -
آل حمود.
2 -
آل مقيبل (المقابلة).
3 -
آل عجيم.
ثانيًا: المراطين
1 -
آل حويطان.
2 -
آل جبير.
3 -
الوتادين.
4 -
آل حمدان.
5 -
آل مهدي.
ومن آل محيميد:
1 -
آل جاهل: في عنيزة.
2 -
الروافع: في مشاش المراطين ونعام، من المراطين من آل محيميد.
3 -
الشيباني: في العمارية من آل حويطان.
4 -
آل فلاح: في العمارية من آل جبير.
5 -
السهلي: في الشماسية من المراقيع.
6 -
آل مرشد: في المراح من قرى الإحساء.
7 -
آل عامر: في رغبة.
8 -
آل مدلول: في رغبة من آل مقيبل.
(6)
الزقاعين
واحدهم زقعاني: وهم إحدى فروع قبيلة السهول وكان الزقاعين في العرض والعارض مع السهول الآخرين ثم سكنوا قريبًا المنطقة الشرقية، وكثيرًا من الزقاعين الآن يسكنون الكويت، ومنهم في الخفقي، والسعيَّرة، والنعيرية، والعيينة، وسدوس، وحريملاء.
أما فروع الزقاعين فهي:
أولًا: آل خنثل.
ثانيًا: آل ثنيان.
ثالثًا: آل خضير.
رابعًا: آل دمخ.
خامسًا: آل شلهوب.
سادسًا: الحماضين.
(7)
آل مِنْجل
واحدهم منجلي: وهم إحدى فروع قبيلة السهول وتسكن في العارض مع بقية السهول الآخرين وفي العتش ورويغب وأبو ركبة والرياض.
وهم عدة فروع:
أولًا: آل مفرج.
ثانيًا: آل عليَّان.
ثالثًا: الوعلة.
ومن آل منجل:
1 -
آل جلعود: في رغبة من آل رميح من آل عليان.
2 -
آل حمود: في القويعية، من آل عمار من آل عليان ومن آل حمود هؤلاء: آل صنداح منهم الرجل الكريم صنداح بن علي بن حمود المنجلي السهلي.
(8)
المحانية
واحدهم مُحَنَّى: وهم إحدى فروع السهول ويسكنون في رويغب والعتش وأم الأرشية والحقاقة والرياض.
وتتفرع إلى عدة فروع:
أولًا: آل فضل.
ثانيًا: آل فالح.
ثالثًا: آل حمود.
رابعًا: آل فليح.
خامسًا: آل عريفج.
ومن المحانية: آل حسين: في رويضة العرض، ويقال لهم آل حويشي.
(9)
آل عبيد
واحدهم عبيدي: وهم إحدى فروع قبيلة السهول ويسكنون في العارض، وسدير، والرياض، والكويت، وفروعها على النحو التالي:
أولًا: آل قطيَّان وهم:
1 -
آل سويلم.
2 -
آل هديان.
3 -
العلاقا.
ثانيًا: آل جربوع وهم:
1 -
آل جبار.
2 -
آل طميهير.
ومن آل عبيد:
آل قطيَّان في رغبة منهم: الشيخ عبد الله بن مساعد بن محمد آل قطيَّان العبيدي السهلي، ولد في رغبة عام 1343 هـ وأخذ عن علماء عصره، تولى القضاء في تمير، والقصب، وحريملاء.
(10)
الصعوب
واحدهم صَعْبِي: وهم من فروع قبيلة السهول ويسكنون رماحًا وأقسامهم ثلاثة:
أولًا: آل مدهش.
ثانيًا: آل مفرح.
ثالثًا: آل علي.
بعض أسر سُبيع والسهول
(1)
آل أبو عطية: في عنيزة من سُبيع.
(2)
آل أبو علي: في عنيزة من سُبيع.
(3)
آل أبو غنام: في الهلالية من سُبيع.
(4)
آل بزيع: في الرس من سُبيع.
(5)
آل بعيجان: في حوطة بني تميم ونعام من السهول.
(6)
آل ثابت: في حريملاء من سُبيع.
(7)
آل جدعي: في الرس من سُبيع.
(8)
آل جفال: في الرياض من سُبيع.
(9)
الجملاني: في ثرمداء من سُبيع.
(10)
آل خُزِّي: في الرس من سُبيع.
(11)
آل خطيب: في حوطة بني تميم من سُبيع.
(12)
آل خنيفر: في أشيقر من سُبيع.
(13)
الدرابا: في الهلالية من سُبيع.
(14)
آل دهام: في ثرمداء من المحلف من قبيلة السهول.
(15)
آل ربيعاني: في الشماسية من سُبيع أبناء عم لآل غنيمان في الشماسية وكان يقال لهم جميعًا الهوم من سُبيع.
(16)
آل ابن زامل: في عنيزة من سُبيع واشتهروا بألقابهم: الروق، الرومي، البشر، والطوَّاقي.
(17)
آل زيد: في الرياض من آل راشد من سُبيع.
(18)
آل سليمان: في عودة سدير من سُبيع.
(19)
السماطا: في حرمة والزبير والكويت، ومنهم حمد بن فوزان الذي قتل أمير الزبير عام 1234 هـ.
(20)
آل سويدان: أهل منفوحة القديمة، وهم أبناء عبد الله بن صالح بن سويدان السُبيعي.
(21)
آل ابن صالح: في عنيزة من سُبيع.
(22)
آل شديد: في الرياض من السهول.
(23)
الشوارخ (الشارخي): في عنزة من سُبيع.
(24)
الصباغا: في القصيم من سُبيع.
(25)
آل صقر: في ثرمداء والرياض من المحلف السهول.
(26)
آل عرفج: في ثرمداء من سُبيع.
(27)
آل عقلا: في الهلالية من سُبيع.
(28)
آل عكاس: في الإحساء من سُبيع وكانوا في عنيزة ونزحوا إلى الإحساء عام 956 هـ.
(29)
آل عليوي: في عنيزة والهلالية من سُبيع.
(30)
آل عمران: في أوشيقر من سُبيع.
(31)
آل عمير: في الإحساء من سُبيع.
(32)
آل عومي: في عنيزة من سُبيع.
(33)
آل غانم: في عنيزة من سُبيع.
(34)
آل فواز: في الرس من سُبيع.
(35)
آل فواز: في البرة والرياض من السمطة من سُبيع.
(36)
آل فواز: في عودة سدير من سُبيع.
(37)
آل معيبد: في عنيزة بنو عم للرميح من سُبيع.
(38)
آل مليح: في عنيزة من سُبيع، وسميت المليحة بهم.
(39)
آل منصور: في ثرمداء من السهول.
(40)
آل منصور: في جنوبية سدير من سُبيع.
(41)
آل ناجم: في سدير من سُبيع.
بلاد سُبيع والسهول في نجد (المملكة العربية السعودية) - حسب الحروف الهجائية
-
(أ)
1 -
الأخضر: فوق الحائر تحتها شعب البرود وفوقها شعب إعرابه، وذكرها الشاعر بقوله:
صاحبي في وادي الغرس نزالِ
…
بين لبدا والخضر والفريدية
وهي هجرة قديمة للعزة من بني عمر من سُبيع.
(ب)
2 -
البدع: قرب بلدة السلمية شمالًا عنها، تابعة لمنطقة الخرج، وهي من أوائل الهجر التي تأسست عند توطين البادية وكانت تخص الظهران ومعهم البرازات من قبيلة السهول.
وقد ذكر لواء أهل البدع بقيادة محمد بن معدل الظهيري أمير البدع في الرحلة الملكية المتجهة للحجاز عام 1343 هـ.
3 -
البرَّة: قرية قديمة بقرقري كانت ليحيى بن طالب الحنفي، ومن شعره فيها قوله:
خليلي عوجا بارك الله فيكما
…
على البرة العليا صدور الركائب
وجل أهلها من العرينات من بني عمر من سُبيع يخالطهم غيرهم من القبائل.
4 -
البِير: وأحد الآبار غير مهموز، أحد بلدان المحمل يقع بين ثادق وبين الصفرات في هضبة منبسطة واقعة بين وادي العتش الأعلى شمالًا وبين وادي حريملاء (الشعيب) جنوبًا وبين وادي ثادق (عبيثران) غربًا وبين الحضافة والملتهبة وما حولها شرقًا.
وكانت البير في السابق في عام 1015 هـ منهلًا للعرينات من سُبيع فأخذه منهم آل حنحن من قبيلة الدواسر وعمروه.
(ح)
5 -
الحاير: والحائر يقع في محناب هنالك من وادي حنيفة، يلتقي فيه ثلاثة أودية هي وادي حنيفة ووادي لحا ووادي البعيجاء، ويستقر الماء في حفانه وأباطحه ومنحنياته فيحير فيه لذلك سمي حائرًا.
وقد ذكره الأعشى بقوله:
شاقتك من قتلة أوطانها
…
بالشط فالوتر إلى الحاجر
فركن مهراس إلى مارد
…
فقاع منفوحة فالحائر
وأهل الحائر هم العزة من بني عمر من قبيلة سُبيع.
وجرت في الحائر عدة وقعات مشهورة منها وقعة البدع التي انتصرت فيها قبيلة سُبيع على الأتراك عام 1237 هـ (انظر عنوان المجد لابن بشر).
6 -
حراضة: من مياه جعدة من بني عامر وهي تقع في وادي حراضة وهو آخذ في جبل العارض حتى ينتهي بقمته، ومن الروافد التي تصب في وادي حراضة (وادي ثعيلبة) و (وادي الهدل) و (وادي مصيبعية) وشعب (سميرين) ويلتقي وادي حراضة بوادي الغيل عند مكان يسمى (خشيم فضل) بعد حوالي أربعة وثلاثين كيلومترًا بين الغيل وحراضة، وبهار أسوار وحصون وبروج أثرية ترجع إلى تاريخ جعدة، وأهل حراضة اليوم هم القبابنة من قبيلة السهول.
7 -
الحَرِيق: مدينة تقع جنوب الرياض، يسكنها كثير من أسر قبيلة سُبيع مع غيرهم من القبائل وكانت للقواودة من سُبيع حيث كانت واديًا تابعًا لنعام حتى عام 1040 هـ
(1)
.
8 -
الحزم: بالقرب من الضُبَيْعة تابعة لمدينة الخرج وهي لبني حميد من بني عامر من قبيلة سُبيع وأميرها ابن زبار.
9 -
حزْوى (العمانية): هجرة تقع في الصُمَّان وهي لبني عامر من قبيلة سُبيع وأميرها العماني.
(1)
انظر عنوان المجد لابن بشر، وتاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد لابن عيسى.
10 -
الحِسي: ويسمى (حسي دقلة) وهو واقع بين أسفل (وادي الصفرات) وبين طرف جبال منهل الخاتلة "هجرة الخاتلة" من غرب بميل إلى الجنوب والحسي هجرة للعُرينات من بني عمر من قبيلة سُبيع وأمراؤها آل شوية.
11 -
حر العتش "العتك قديمًا":
قال في المعجم: المكان الذي حفر كالخندق أو البئر، والبئر إذا وسعت وفق قدرها سميت حفيرًا وحفرًا وحفيرة.
والحفر: يقع في أسفل وادي الطيري قبل أن يدفع في روضة التنهاة وذكر الحفر في كتاب بلاد العرب فقال: ثم تجوز ذات الرئال حتى تنتهي إلى الحفر، حفر سعد، وهو ماء عذب خفيف بعيد القعر واسع الأعطان وهو في جرعاء سهلة لينة مواصلة الدهناء وفيه يقول الشاعر:
والله للنوم بجرعاء الحفر
…
أهون من عكم الجلود بالسحر
ويقول الهمداني ومن الدهناء: الوحيد نقا منقطع مشرف على حفري بني سعد ورمل وهبين عن يمين الحفر للعامد إلى الصُمَّان.
وحفر العتش يبعد عن الرياض شمالًا بميل نحو الشرق أكثر من مائة وستين كيلومترًا. والحفر الآن هجرة للخضران من بني عمر من قبيلة سُبيع وأمير الحفر الصييفي من النبطة من بني عمر.
12 -
الحنفة: واحدة الحفن وهي مستقر المياه من منعطفات الأودية أو مدافعها، وتضاف هذه الحفنة إلى وادي الطيري فيقال (حفنة الطيري) وهو واد منحدر من قمة العرمة مشرقًا بميل نحو الشمال وتتجمع روافده الكبيرة في (حفنة الطيري) وروافده هذه هي: المخيم وأبو الحسك ونفيخ وأم خضب والطافحة، ويمضي الطيري فيجتاز حفر العتش حتى يدفع في (روضة التنهاة) وهو أشهر الأودية التي تصب فيها.
ويقول ابن بليهد: (غدير الطيري ملزم ماء مكث به السيل ثلاثة أشهر وهو متصل بالحفنة، والحفنة تأخذ ما يقرب من سنة. . .، وهي تقع عن الرياض شمالًا بميل نحو الشرق وتبعد عنه مائة وخمسين كيلومترًا).
وهي هجرة للظهران من قبيلة السهول وأميرها ابن معدل.
13 -
الحُفَيِّرة: تصغير حُفَيْرة، بئر واحدة فوق منهل (حفر العتش) من وادي الطيري، تقع عن الحر (حفر العتش) شرقًا قريبة منه، وهي هجرة لقبيلة سُبيع وأميرها ابن شرفي من آل علي من بني عمر.
(خ)
14 -
الخاتلة: ماء من مياه العتش قريبة من حسي دقلة شرقه جبيلات وقفاف منقادة من الغرب للشرق، إلى الجنوب منها واد البسيتين وفي الشمال المتهلبة وغربها حسي دقلة وشرقها طرف الملتهبة الجنوبي وشعابها تنحدر من الغرب إلى الشرق، وهي هجرة لآل مقيبل من آل شعف من آل محيميد من قبيلة السهول.
15 -
خُرَيْصَة: بصيغة التصغير: قرية تقع في غربي العِرْض شمال جبل خُرْص وجنوب المغرة، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى خرص وهي تابعة لمدينة رويضة العرض ويسكنها بعض الظهران من قبيلة السهول ومعهم غيرهم.
16 -
الخرمَة: مدينة تقع في عالية نجد، وفيها كثير من الأمكنة الأثرية كالغريف والمسهر .. وغيرهما. والخرمة اليوم مدينة تحوي كثيرًا من الخدمات والمرافق الحكومية والأسواق التجارية. ويسكنها من سُبيع بنو ثور والقريشات وبنو عمر وبنو عامر ومعهم غيرهم، وأهل الخرمة من أشد المؤيدين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية، وقد انضمت الخرمة عام 1326 هـ إلى الإخوان وجند أهلها أنفسهم في سبيل توحيد البلاد، ويتبع الخُرمَة عدد من القرى والهجر:
جبار: تقع جنوب الخُرمَة بها بيوت ومدارس ومزارع.
أبو جميدة: تقع شمال الخُرمَة بها مزارع ومدارس.
الجحف: تقع جنوب الخُرمَة بها مزارع ومدارس.
الحجيف: تقع شمال شرق الخُرمة وهي قسمان: الحجيف الشمالي والحجيف الجنوبي، بها أسواق ومحطة بنزين.
الحرف: قرية زراعية صغيرة.
الحنو: تقع شمال شرق الخُرمَة بها مزارع ومدارس.
حوقان: بها مزارع.
الدبيلة: من ضواحي الخُرمَة.
الدغمية: بها مزارع.
السلمية: تقع شمال الخرمة.
ظَلِيم: بفتح الظاء، تقع شمال الخُرمَة.
غثاة: قرية زراعية صغيرة تقع شمال شرق الخُرمَة.
الغريف: تقع جنوب الخُرمَة. وبها مركز إمارة وشرطة وبريد ومستوصف ومدارس.
القرين: قرية زراعية صغيرة.
أبو مروة: تقع شمال شرق الخُرمَة، بها مركز للإمارة ومزارع، ومياه عذبة تزود مدينة ظلم بالماء.
المفيصل: قرية زراعية صغيرة.
الهجرة: قرية بناها خالد بن لؤي عام 1333 هـ.
الوطاة: قرية زراعية صغيرة.
(د)
17 -
الدُبَيْجَة: هجرة تقع شرق بلدة مراة على مسافة خمسة وثلاثين كيلومترًا وهي غرب جبل (عريض) - عريضة قديمًا - وهي هجرة للمحلف من قبيلة السهول وأميرها ابن الحميدي من المحلف من قبيلة السهول.
18 -
أم رجوم (جلعودة): وهي واقعة قرب الدهنا من الغرب هي هجرة لآل محيميد من قبيلة السهول، وأميرها ابن جلعود.
19 -
رَغْبة: إحدى يلدان المحمل تقع بين ثادق والبرة. وتقع بلدة رغبة شمال غربي مدينة الرياض على بعد مائة وعشرين كيلومرًا، في أرض منبسطة بين جبال طويق وخشومه الشهيرة في جهة الشرق وبين نفود رغبة ونفود الوشم (عريق البلدان)
بارزة ظاهرة ترى من بعد للقادم من الرياض أو المتجه إليها، ويحد رغبة جغرافيًّا عددًا من القرى والمدن.
فمن الشمال: الرويضة وثادق، ومن الجنوب: البرة والعويند، ومن الشرق: حريملاء ومن الغرب: القصب.
وأهل رغبة هم: العُرينات من قبيلة سُبيع، ومعهم أسر من هُذَيْل ومن قبائل شتى.
20 -
أبو رغبة: شعب ينحدر من قمة العرمة الشمالية ويسيل في روضة العتش وهو منهل ماؤه عذب وعليه الآن هجرة لبعض آل منجل من قبيلة السهول.
21 -
رُمَاح: بضم الراء وفتح الميم بعدها ألف فميم، ويقع شرقي العرمة وغربي الدهناء.
يقول جرير عند عبد الملك بن مروان:
أتصحو أم فؤادك غير صاح
…
عشية هم أهلك بالرواح
يذكرني فؤادي من هواه
…
ضعَائن يجتزعن على رُمَاحِ
وماؤه عد مكين رسين لا يغيظ جمه ولا يتكدر ماؤه عذب زلال وعمقه خمسة وثلاثون باعًا على مقام البير، وآباره خمسة هي الجبرية، والزيدي، والسيارية، وبطيحان، وكتلان.
ورماح الآن بلد عامر ذو عمران وأسواق ونشاط تجاري، وموقع رماح بين الدهناء وبين العرمة وهب لها مميزات كثيرة، منها طيبة المرِإتع وخصوبتها وملتقى الطرق وعذوبة الماء والجو الصحي وغيرها ورماح لقبيلة سُبَيْع.
22 -
الرُمْحِيَّة: منهل بقرب رماح غرب منه ويقول ابن بليهد عن الرمحية: منهل ماء في أعلى وادي رماح، والرمحية أبارها حوالي ستة آبار وعمقها خمسة عشر باعًا ماؤها عذب وتبعد عن رماح حوالي عشرين كيلومترًا.
وهي الآن بلد عامر للجبور من بني عمر من سُبيع وأمراؤها آل جفيران.
23 -
رَنْيَة: وهي الموطن الأول لسبيع وتعد القاعدة الأصلية لهم حيث إن جل السبيعيين يسكنونها وهم الزكور وآل عمير.
أما بنو عامر وبنو عمر فقد انتقلوا عن رَنْية. ورَنْية اليوم مدينة عامرة بها كافة الخدمات الحكومية.
ويتبع لها المناطق التالية:
الأبرق: تقع جنوب رَنْية وبها مزارع ومدارس.
الأملح: تقع غرب رَنْية بميل نحو الجنوب بها مركز للإمارة ومستشفى ومزارع ومدارس.
الجرثمية: تقع غرب رَنْية بميل نحو الجنوب وهي قرب الأملح.
الجريف: تقع غرب رَنْية بميل نحو الجنوب وبها مزارع.
الجمدة: تفع قرب الأملح بها مزارع وبيوت.
الحجرة: بها مدارس ومزارع.
الحجف: تقع جنوب غرب رَنْية بها مزارع.
حدا: بها مركز إمارة.
الحفاير: تقع شرق رَنْية بها مزارع ومدارس.
الخنق: بها مزارع ومنازل.
الروضة: تابعة لرَنْية.
السلم: تقع غرب رَنْية بها مزارع ومحلات تجارية.
الصدر: تقع غرب رَنْية بميل نحو الجنوب.
الظرم: تقع جنوب رَنْية.
العثيثي: يقع شرق رَنْية به مزارع ومدارس.
العفيرية: تقع جنوب غرب رَنْية بها مركز إمارة ومدارس ومستشفى.
الغافة: تقع جنوب رَنْية بميل نحو الغرب بها مركز إمارة ومستشفى ومحلات تجارية.
الفرعة: تقع شرق رَنْية بها مزارع ومدارس.
القاعية: تقع غرب رَنْية.
كويكب: بها مدارس ومحلات تجارية.
24 -
رويضة العِرْص: تصغير روضة وهي بلدة واقعة في شفا العرض في غري السرداح وهي جنوب عروا وغرب القوشية.
يقول الشاعر:
سبح القعود إلى مشى عقب منشار
…
عَرْوا يمينه والرويضة يساره
والرويضة بلدة قديمة، وذكرت في المعاجم باسم زعابة وجرت فيها وقعات وأحداث، وهي الآن بلد كبيرة تتبعها كثير من القرى والهجر وهي للظهران من قبيلة السهول معهم بعض من البرازات والقبابنة من قبيلة السهول وغيرهم وأمراؤها آل وهق من الظهران من قبيلة السهول.
25 -
رويضة السهول: كالتي قبلها بلد من بلدان المحمل واقعة بين ثادق ورغبة يشرف عليها من الجنوب أنف جبل يقال له الإصبع وشمالها جبل الغرابة المعروف.
ويطلق عليها أحيانًا (رويضة المحمل) تمييزًا لها عن غيرها، والرويضة من أوائل الهجر التي أسست عند بداية توطين البادية وهي للمحلف من قبيلة السهول وأميرها الحالي ابن مظهور من المحلف من السهول.
26 -
رُوَيْغب: تصغير راغب، تقع في أعلى شعب من شعاب وجه العرمة الغربي ينحدر من الظهر الذي يسيل منه وادي الطيري وروافده شرقًا وهذا يسيل مغربًا ثم يتجه نحو الشمال الغربي حتى يدفع في روضة نوره عند فوهة العتش الأسفل وتمده عدة روافد ويعارضه وادي سُلْح
(1)
قبل أن يفسخ الجبال وتعارضه أيضًا شعبة تأتي من ناحية الجنوب تسمى (دحلة مناخ) وكذلك يعانقه شعب اسمه (شعب ماضي) آباره عشرة وماؤه عذب وعمق آباره ثلاثة أبواع.
ورويغب من القرى التي أسست عند بداية توطين البادية وهي لآل منجل والمحانية من قبيلة السهول وأميرها الحالي: ابن فضل من المحانية.
(1)
ذكره ياقوت سلح والعامة تضيف فتقول السلح.
27 -
سِتَارَة: قرية من قرى الأفلاج تشترك مع قرية الغيل في وادٍ واحد، الغيل في أسفله والستارة في أعلاه وكلاهما داخل الجبال، وهي قديمًا تسمى (الصدارة)، وبصب في وادي ستارة فوق البلدة روافد كبيرة. وتبعد ستارة عن ليلى حوالي ستين كيلومتر نحو الشمال الغربي وهي للقبابنة من قبيلة السهول.
28 -
سُلْطَانة: بلدة حديثة تقع على طريق الرياض، صلبوخ تبعد عن الرياض حوالي خمسة وثلاثين كيلومتر في الاتجاه الشمالي الغربي وهي للعُرينات من بني عمر من سُبيع وأميرها من آل شوية.
(ش)
29 -
الشِعْب: وأحد الشعاب لكل ما ينطبق عليه هذا الاسم، وهو شعب بجبل العرمة الشمالي يسيل على البطين وآباره أحد عشر بئرًا وماؤه عذب وعمق آباره أربعة أبواع. والشعب هجرة للمحلف من قبيلة السهول وأميره ابن رديني المحلفي.
30 -
شَوْيَةَ: هجرة تقع في الدهناء تبعد عن رماح شمالًا قرابة التسعين كيلومتر، وهي للعُرينات من بني عمر من قبيلة سُبيع وأميرها ابن شويه.
(ص)
31 -
صُلْبُوخ: سميت بذلك؛ لأن أول من أعاد عمارتها رجل يقال له صلبوخ السُبيع من النبطة من بني عمر وكان واديها يسمى وترًا، وقد يقال وتر صلبوخ، يقول الحفصي:
يذودها عن زغزي بوتر
…
صفائح الهند وفتيان غُبَر
وذكرها الهمداني، فقال ووتر لبني غبر، وفي العصر الحديث يعرف بالاسمين معًا، إلا أن صلبوخ غلب على الاسم الأول، وصلبوخ تبعد عن الرياض خمسين كيلومتر شمالًا بميل نحو الغرب وواديه هو وادي (سدوس) و (حزى) و (غيانة) واد كبير، وتنحدر عليه شعاب كثيرة أهمها (وادي غيانة) وبه (شعب حرقان) و (الركزة) وروافد كثيرة أخرى، وأهلها من قبيلة سُبيع ومعهم من غيرهم، وأميرها الحالي بجران بن محمد بوخ من النبطة من بني عمر من سُبيع.
(ض)
32 -
الضُبَيْعَة: بلدة تقع في وادي الخرج وكانت قديمًا لبني قيس بن ثعلبة، وتعد الضبيعة من أوائل الهجر التي أسستها قبيلة سُبيع عند بداية توطين البادية. وأهل الضبيعة هم: عجمان الرخم من بني عامر من قبيلة سُبيع.
(ع)
33 -
العَطَّار: بلد قديم تقع في أسفل (وادي الفقي) ويسقي نخيله ويسقيه أيضًا شعيب آخر خاص به، وعلى جباله حصون وأبراج قديمة تحيط به. وأهل العطار هم العرينات من قبيلة سُبيع ومعهم غيرهم.
34 -
عُنَيْزَة: كانت عنيزة روضة ينتهي إليها سيل بعض الأودية الصغيرة، والمستفيض لدى علماء القصيم أن ابتداء عماراتها كان في القرن السادس أو السابع، يقول ابن ضُويَّان:(أول من سكن عنيزة واستوطنها بطن من بني خالد يسمون آل جناح نزلوا على بئر تسمى أم القطا هي الآن في العيادية وسميت المحلة باسم القبيلة وكان ذلك في حدود المائة السادسة من الهجرة وبعد عام سبعمائة من الهجرة سكن زهير السُبيعي العامري في موقع عنيزة وكثر جيرانه ولم تزل في زيادة إلى أن ملكت محلة (آل جناح) وصار اسم الجميع عنيزة على الاسم القديم.
وإمارة عنيزة بقيت إلى هذا الوقت في ذرية مؤسسها الأول زهري بن جراح من بني ثور من قبيلة سُبيع. وأمراء عنيزة المعروفون هم آل سُلَيْم من ذرية زهري بن جراح السبيعي، تقول ابنة زامل بن سليم تذكر بن عمومتها من سُبيع:
يا ونتي ونة الوجعان
…
ومخالطة عقب الونين صياح
أقصى بني عمي هل الوديان
…
وأدنى بني عمي قطين رماح
يا سبيع أنتم كسوة العريان
…
يا كسوتي لي من ثوبي باح
35 -
العَيْطَلِيَّة: تقع شمالًا بميل قليل نحو الغرب عن هجرة شوية وأهلها هم آل أبو اثنين من الجمالين من بني عمر من سُبيع.
(غ)
36 -
الغُزَيْز: منهل من مناهل قنيفذة "رمل الوركة" وهو من أشهر مناهل هذا الرمل وأقدمها وأوسعها ذكرًا ولهذا يسمى هذا الرمل بـ "رمل الغزيز" كما يسمى "بنفود قنيفذة" ويسمى قديمًا بـ (الوركة).
وقد تمنى الأحنف بن قيس عندما حضرته الوفاة شربة من ماء الغزيز رغم أنه بجانب نهر الفرات بالعراق. كما قال جرير:
إن قال صُحْبَتُك الرواح، فقل لهم:
…
حيوا الغزيز ومن به من حاضر
يهوى الخليط ولو أقمنا بعدهم
…
إن المقيم مكذب بالسائر
والغزيز هجرة لآل محيميد من قبيلة السهول وأميرها ابن جلعود.
37 -
الغيل: واد من أودية الأفلاج، كثير النخل كثير الحصون، كان لجِعْدة (من بني عامر)، وبأعلاه نفر من قُشَيْر (من بني عامر) وهو للقبابنة من السهول، ويسكن معهم غيرهم هو يبعد عن ليلى 35 كيلومتر تقريبًا.
38 -
الغَيْلانَة: منهل من مناهل العَرَمَة بأسفل وادي الثمامة الشرقي وتحث مصب وادي المساجدي وعدد آباره ستة، والغيلانة هجرة للمدارية من بني عمر من سُبيع، وأميرها ابن برَّاك المديري.
(ف)
39 -
الفَرشَة: هجرة تقع جنوبًا عن حوطة بني تميم على بعد 42 كيلومتر وهي للقبابنة من قبيلة السهول وأميرها ابن ماضي القباني السهلي.
40 -
الفيحاء: تقع بالقرب من الغزيز، هجرة: للمراقيع من آل شعف من آل محيميد من قبيلة السهول.
(ق)
41 -
القُوَيْعِيَّة: بلد قديم تقع في الناحية الشرقية من عرض شمام في أسفل وادي القويع منسوبة إليه وهو واد كبير يمر بها يسيل من أواسط جبال عرض ابني شمام والواقع غرب بلد القويعية وكما هو معروف فإن بلاد السهول كانت عرض
شمام
(1)
وبعد نزوح معظم السهول إلى العارض قدم بنو زيد من الوشم واشتروا القويعية من قبيلة السهول في اليوم الثاني من المحرَّم عام 1123 هـ، وبعد استقرار بني زيد في القويعية اشتروا أيضًا مواقع أخرى من قبيلة السهول منها شعيب الحرملية بتاريخ 1156 هـ وغيره من المواقع الأخرى.
(م)
42 -
المِثْعَب: (مثعب برك): هجرة تقع جنوبًا عن حوطة بني تميم على بعد 25 كيلو تقريبًا، وهي للقبابنة من قبيلة السهول وأميرها ابن شخيتل.
43 -
المُزَيْرع: هجرة تقع شرقًا من رماح على بعد عشرة كيلوات تقريبًا، في نهاية وادي الطوقي من العرمة، وأهلها الزمعان من آل أبو اثنين من الجمالين من سُبيع.
44 -
المشاش (مشاش المراطين): هجرة تقع غرب ثادق تحت جبيل المعيقل من الجنوب، وشمال شرق ظهر أعيوج، وهي من أوائل الهجر التي تأسست عند بداية توطين البادية، وهي الآن بلد عامر وأهلها المراطين من آل محيميد من قبيلة السهول وأمرها الآن ابن شعمل.
45 -
مَعْقُلَة: وتنطق: مَعَقْلا، قال الأزهري:(وبالدهناء خبراء يقال لها معقلة قد رأيتها وفيها حوايا كثيرة تمسك ماء السماء دهرًا، وإنما سميت معقلة لإمساكها الماء). وهي الآن هجرة في الصمَّان لبني عامر من قبيلة سُبيع، وهي في الصمَّان لا في الدهناء كما ذكر الأزهري والأصمعي وأبو زيد الأنصاري وغيرهم قال حمد الجاسر:(فهل كانت الدهناء قديمًا تتصل رمالها إلى هذا الموضع، ثم انحسرت بفعل الرياح، أم أن الخطأ وقع من واحد فسار عليه من أتى بعده)؟
46 -
المغْرَة: قرية عامرة تحف بها من الجنوب هضبة حمراء مرتفعة وهي واقعة في أيمن السرداح جنوب بلدة رويضة العرض على بعد عشرين كيلو تقريبًا تابعة لمدينة رويضة العرض، ويسكنها بعض الظهران من قبيلة السهول ومعهم غيرهم.
47 -
المُنَيْصِف: قرية قديمة في الأفلاج، كان يسكنها الرصعان من المحلف من قبيلة السهول.
(1)
عرض ابني شمام: كان من مساكن بني عامر بن صعصعة.
48 -
نَعَام: بلدة قديمة للقواودة من بني عامر من سُبيع وهي قرب الحريق الذي كان واديًا تابعًا لنعام حتى عام 1040 هـ
(1)
.
وكان وادي نعام قديمًا لبني عُقَيْل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
قال الأصمعي: (توفي عام 216 هـ): برْك ونعام: ماءان وهما لبني عُقَيْل، ما خلا عبادة، قال الشاعر:
ما يخفى عليَّ طريق بركٍ
…
وإن صَعَّدْتُ في وادي نعامٍ
(1)
جاء في تاريخ ابن عيسى: (وفي سنة أربعين وألف: استولى الهزازنة على نعام والحريق، أخذوه من القواودة من سُبيع).
أسماء المواضع بين الخرمة ورنية
(1)
كثيرًا ما أقف عند القراءات التاريخية التي تستهويني، وأعيش معها في لهفة المشتاق، لأني تواصلت بتضاريس بلادي، ورُحْت في رحلة أدبية بين الأطلال، والآثار، والمواضع .. لأرسم في جوانحي بوابة هذا العشق، الذي هو طموح بعيد المنال، يستطيب بطيوف الأمجاد، وعبق الذكرى وقصائد المبدعين.
فما أجمل الحديث عن الماضي: وعن روعة العصور الخوالي، وحسبي مما أطالع في مجلة "العرب" من دراسات ومتابعات تاريخية.
وقد كنت أهديت لشيخي وأستاذي الفاضل حمد الجاسر كتابًا من الشعر الشعبي وقوَّى عزيمتي بكلمة قصيرة قال فيها: (أتمنى أن تقوم بدراسة تتصل بتاريخ أمتنا وجغرافية بلادنا ولا سيما أن المنطقة التي أنتم فيها تحتوي أماكن أثرية وردت في الأشعار القديمة).
وأنا هنا أكتب عن بعض المواضع والأودية الواقعة بين الخرمة ورَنْية، حسب التسلسل المكاني وذلك في عدة حلقات.
أملي أن أكون موفقًا في تقديم ذلك.
* وَادِي سُبيع:
قال ياقوت: تصغير سَبُع .. قال غيلان بن ربيع اللصُّ:
أَلا هلْ إلَى حَوْمانةٍ ذَابِ عَرْفَج
…
وَوَادي سُبَيْع يَا عَلِيلُ سَبيل
ودَوِّيَّة قَفْرٍ، كأَنَّ بِهَا القَطَا
…
بِرِىٍّ لها فَوقَ الحِدَابِ يَجُولُ
ووادي سُبيع هو نهاية وادي تُربة الكبير، قال ياقوت:
(1)
ثلاث مقالات للأستاذ عبد الله بن سعد الحضبي السُبيعي نشرت في مجلة العرب ابتداءً من ج 3، 4 س 25/ 1410 هـ. وقد اتصل مؤلفا كتاب نسب سُبيع والسهول بالأستاذ عبد الله فأجرى عليها بعض التعديلات، والتنقيحات.
وللضباب
(1)
تُرَبَة وهو واد طوله ثلاث ليال، وبه النخل والزرع والفواكه والأشجار، يشاركهم فيه هلال وعامر بن ربيعة.
سُبيع من بني عامر بن صعصعة، وقال حمد الجاسر في تعليقه على شرحه لكتاب "بلاد العرب": وادي تربة من أشهر الأودية وفيه قرى وسكان كثيرون، وأعلاه يدعى أبيدة، وهو من أشهر أودية جزيرة العرب التي تخترق قسمًا من سراة الحجاز منحدرة صوب نجد، مارَّة بمدينة تُربة فالخرمة ثم يجتمع بالأودية التي تحول دون استمرارها في الصحراء رمال نفود سُبيع
(2)
.
وجاء في "صحيح الأخبار" تربة واد عظيم يأتي من الغرب منحدرًا إلى جهة الشرق ثم يمر تربَةَ المعروفة بهذا الاسم ثم يقسمها نصْفَيْن فما ترك منها على شماله فهو لبني محمد وما كان على يمينه فهو لوازع وهم بطن من البقوم، ثم يتجه إلى جهة الشرق فيمر الغريف، ثم يتجه إلى جهة الخرمة فيمرها حتى يصل إلى قريب عرق سُبيع، ولكن لفظة تربة التي تطل على هذا الوادي من أعلاه تنقطع إذا وصل الغريف
(3)
.
وقال: بأن وادي الخرمة في عالية نجد الجنوبية وسكانه سُبيع وبعض الأشراف وغيرهم.
وذكر فؤاد حمزة بأن قبيلة سُبيع تقيم في الوادي المعروف باسمها وادي تربة، وفي وادي رنية .. وفي أطراف حَرَّة سُبيع وعِرقُ سُبيع
(4)
.
ووادي تربة يسير حتى يصل الغريف فيسمى بعد ذلك وادي سبيع، ثم يمر بقرَى الخُرمة حتى يصل إلى الحُنْوِ
(5)
ثم يتجه شرقًا بعد أن كان شمالًا ويمر
(1)
الضباب: بطن من بني كلاب من بني عامر بن صعصعة من هوازن.
(2)
سراة غامد وزهران - حمد الجاسر ص 21.
(3)
صحيح الأخبار ج 5 ص 267.
(4)
فؤاد حمزة في بلاد عسير ص 28.
(5)
الحنو بحاء مهملة مكسورة ثم نون موحدة ساكنة وتنطق أحيانًا مضمومة ثم واو - قرية زراعية. وكان قديمًا منهل ماء ترده الأعراب يبعد عن الخرمة 25 كيلو في جهة الشمال الشرقي ووقعت به معركة في 9 ذى الحجة سنة 1336 هـ (أغسطس 1918 م) بين الشريف شاكر، ومعه بعض المقطة من عُتيبة برئاسة شليويح وبين ابن لُؤَيَّ ومن معه من سبيع بن عامر (انظر كتاب الخرمة - بلد النخيل).
قال الشاعر
حَلَّتْ سُلَيْمى بذات الجزع من عدَن
…
وحلَّ أهْلُك بطن منْ حَضَن =
بالشَّظْوِ
(1)
والحجَيف، حتى يغور في الفَرْشَة والخَضَرِ (الأخضر)
(2)
الملاصِق لعرق سُبيع
= وقال محمد بن بليهد في "ابتسامات الأيام" ص 204 يصف معركة تُرَبة التي حدثت بها في شعبان سنة 1337 هـ ويذكر بعض المواقع في الخرمة فيقول:
قُرَينُ وحَوْقَانٌ وحُنْو مُصَارعٍ
…
وجَبَّار لِلْبَاغِين لَيْسَ بِجَابِرِ
ومن أودية الحنو: أبو رمث .. والعلقاء .. وشعاب الحرملية والدحوة والمعيزيلة والصوان ووادي تربة، حيث يصل إلى الحنو يتجه شرقًا إلى عرق سُبيع والأخضر والقنصلية.
(1)
الشظو: ماء ومزارع في أسفل وادي الخرمة شرقًا شماليًّا يقع بعد الحنو، يقول سعد العضياني:
اللَّيْلَة القَلْب بأطرافه هَنَاديبْ
…
هِنْداب قَوْمٍ تَقَفَّوْا حَاكم عَادِي
سَارِيْن من ثَرْب وأيَمنهم وطَى الذِّيب
…
يَبُون جبَّار وإلَّا الشُّظْو مِيْرَادِ
* وثرب: واقع على الطريق من عفي إلى المدينة وهو وادٍ وقرية لقبيلة مُطَيْر.
* وطَى الذيب: أي مَرَّ جبل الذيب التي تقع هجرة ثرب شمالًا منه وعلى بعد خمسة كيلوات، قال عمرو بن بَرَّاقة الهمداني (انظر عالية نجد ص 565):
وهم يكَدُّون وأيُّ كدِّ
…
مِنْ دَارَةِ الذِّئْبِ بِمُجْرَهِدِّ
وقال عسكر المصعوك:
لَا بُدَّ مِنْ يَوْمٍ عَلَيْكم نَغِيره
…
يَشْبِكُ نَفَلهَا عَلَى أيْمن دَالغَهْ للذِّيبْ
* أما جبار فهو قرية زراعية تقع جنوب الخَرمة يربطها بالخَرمة طريق زراع مبلط بطول ثمانية كيلوات به مزارع وبيوت ومدارس وقعت به معركة في 17 رمضان سنة 1336 هـ (يونيو 1918 م). قائد الإخوان فيها ابن لؤي وقائد جند الشريف حمود بن زيد، ولكن جند الشريف يمتازون بسلاح المدافع والرشاشات، وقد انهزمت قوة الشريف وسَبَقَتْها معركة حوقان يوم 25 شعبان والتي انهزم الشريف فيها كذلك.
وبالقرب من هذه المعركة وقعت معركة الجوفاء غربًا من جبار في شعيب الجوفاء.
وقال أحد الشعراء العاميين:
يا رَاكب اللِّي مَا بَعَدْ غَّيِر المِسْمَار
…
جَديد عَلَى المطْلُوب والعَيْن مِسْترَّهْ
يُوَدِّيني اللِّي سَاكنٍ في وَطَن جبَّار
…
سَنَّ في ظِلَالَ الغَرْسْ ومْقَابل الحَرَّهْ
وجَبَّار نسبه إلى النخيل الطويلة الجبابير والجبار من النخل ما طال وفَات اليد يقال نخلة جبارة وناقة جبارة أي عظيمة سمنة قال أحيحة:
مُعْرَوْرِفٌ أَسْبَلَ جَبَّارهُ
…
أسْوَدُ كَالغَابَة مُغْدَوْدِقُ
وجبار بالقرب من القرين بينهما 15 كيلو مترا، مياهه وفيرة، ونخيله كثيرة.
يقول فهد بن عُنيزان:
عَسَى رَايْح الوَدّانُ سقِي وَطَنْ جبَّارْ
…
يُبَدَّيْه رَبِّي عَنْ جَميْعَات الأَوْطَانِ
(2)
الخَضَر (الأخْضَر): تنطقه العَامة غير مهموز ويحركون الخاء، منخفض من الأرض واسع ينتهي إليه سيل وادي تربة (سُبيع) ويستقر، ويكون نهْيًا غَزَيْرًا يرده البدو بمواشيهم، وتكون فيه أحساء تورد واقع في ناحية رمل عرق سُبيع من الغرب شمال شرق بلدة الخرمة - "عالية نجد" ص 102 - . وقد ذكره الهمداني باسمه وحدده صائبًا فقال: تقع في رملة عبد الله بن كلاب، ثم ترد الأخضَر، بأسفل وادي تربة.
ويعني برملة عبد الله بن كلاب رملة عرق سُبيع بن عامر. =
المعروف، وبجواره القُنْصُليَّة وآبار كُتَيْفان، ووادي الخشْبِي، وأورد فؤاد في كتابه قائلًا
(1)
: كان يجب أن يطلق اسم (وادي سُبيع) على وادي رنية لأنه ملك لسُبيع من منبعه في بلاد غامد إلى مصبه في رَغْوة على حين أن الوادي المعروف باسم وادي سُبيع هو القسم الأخير من امتداد وادي تربة بعد دخوله في حدود بلاد سُبيع.
وقال: وادي تربة أو وادي سُبيع هو أحد الأودية الستة الرئيسة، التي تتجمع فيها مياه الشِعْبان والسيول المتكونة من الأمطار التي تهطل على السفوح الشرقية لسلسلة جبال السراة
(2)
.
وطول الوادي من بدايته إلى نهايته حوالي 300 كيلو متر.
قال الهمداني: تربة ورَنِئَة وبيشة هذه الثلاثة أودية ضخام مسيرة كل منها عشرون يومًا أسافِلُها في نجد وأعاليها في السراة. ومن الأودية التي تصب فيه لَسْلَسَان
(3)
وكَرَا
(4)
= وقد ذكره ياقوت فقال: نِهيُّ ترَبَة وهو الأخضر، ومسيرته طولًا ثلاثة أيام وعرضه مسيرة يوم قال أبو زياد (من بني عامر): وفيه يقول القائل:
فَإنَّ الأخْضَر الهَمْجِيَّ رَهْنُ
…
بِمَا فَعَلَتْ نُفَاثَةُ والصَّمُوتُ
وفي الخضر آبار تسمى الهماج وهي لبني ثور من سُبيع بن عامر ..
قال الشاعر العمي:
يَا رَاعي الجمْسْ لي مِنَكْ نَوَيْتَ السَّفر
…
حَدَّرْ فَرْشَةَ الوَادِي وَمُرَّ الخَضَرْ
تَلْقَى بلَاد تَسُرَّ البَاديَهْ وَالحَضرْ
…
وتمَتَّعْ اللِّي بعَيْنَهْ شَافْ وِدْيَانَها
وقد وهم الأستاذ محمد بن بليهد في كتابه "صحيح الأخبار" ج 5 ص 254 قال: بأن أخضر تربة والذي أضافه ياقوت إلى تربة فلا يكون إلا الوادي الذي يشق عكاظًا نصفين يقال له الأخيضر. فأين الأُخَيضِر من الأخضر المعروف في أسفل وادي تربة.
(1)
فؤاد حمزة في بلاد عسير ص 58.
(2)
فؤاد حمزة في بلاد عسير ص 26، أما الأودية الرئيسة الستة فهي أودية تربة، ورنية، وبيشة وتثليث وحبونة ونجران.
(3)
لسلسان: وادٍ بالقرب من الغَرِيف شرقًا، يسيل من جبال الحرَّة والقوس، ولسلسان يوم لبني سُلَيْم على بني عامر، وهو أول أيامهم ويسمى أيضًا يوم الغيامة. ذكره الهجري وقال بأنه واد من وراء تربة.
(4)
كَرَا .. وادٍ كبير يأتي من جبال غامد بالقرب من العقيق، ويصب في وادي تربة، بين شعر .. وتربة، وقال الهجري: للضباب وادٍ يقال له كرا. وهو وادٍ رَغيب في عليا دار بني هلال، يفلق الحرَّة دونه منها أربعة أميال، ووراءه مثلها، وهو كثير النخل. =
والكرَاعَان
(1)
وضرا وصَنْهَاء والبَحَرة
(2)
. وعُمْق وعَرَنَة ومُهْوَر ومَثَان والسُّلَيْم والحَشْرَج ورَيْحَان، وحَثَاق ومَفْحَل، وقد أقيم على الوادي سدٌّ على بعد 25 كيلومترا من تربة بسعة تخزينية من الماء يزيد على 20 مليون متر مكعب
قال الشريف غالب بن منصور بن لؤي:
وَادِي فيه المزَراعْ والنَّخيلْ
…
وَاسِعْ الأطْرَاف مِدْهَال الجَهَامْ
وَادي مَنْ شَافْ جَالَهْ ما يروحْ
…
لَا عَجَاجْ ولا هَمَاجْ .. ولَا وَخَامْ
وقال ماجد بن ناصر بن جروة الصُمَيْلي السُبَعي في قصيدة عن الخرمة:
بَاطْرَاف وَادْيها حَدَايْقٍ غنَّىْ
…
ومزَارع يَطْرَبْ لَهَا من دَخَلهَا
خُضْرَةْ وبِرْسيم وحُلُوْ الفَاكِهَهْ
…
وأكْثَرْ مَنْ المَلْيُون حِسْبَة نَخَلْهَا
وقال الهلالي:
تَرَى اللِّي ذَبَحْني يَا هَلي يَنْزِل الوَادي
…
بْوَاديْ هَلَ الخرْمَهْ هَوَ البَالْ نَزَّال
= ومن كرا إلى تربة 15 ميلًا قال الشاعر:
حَرَّة نَجْدٍ لا سُقِيتِ المطَرَا
…
مِنَ الكرَاعن إلى وَادِي كَرَا
(انظر العرب 23/ 111).
ويوجد بين وادي كرا ووادي تربة موقع سكني قديم، على قمة المرتفع البركاني يسمى (شَنْقَل) ويقع على شمال الطريق المؤدي إلى وادي كرا، وهو قلعة حصينة تسمى (المُرَبَّعة) وتتناثر حوله المنازل الأثرية: وجاء في كتاب "صفة جزيرة العرب" للهمداني: أن كرا وَادٍ في الحرَّة عميق فيه نخل وماء، وهو من معاوض الحمير وقال الرادعي:
ثُمَّ عَلَى الرَّفْضَة تَأْتَمُّ كَرَا
…
ثُمَّ بِشريَانَة لَا حَيْثُ القِرَى
(1)
الكراعين، وأحدهما كراع قال الرَّداعي:
ثم الكُراعُ وَلهُنَّ رَيْدَهْ
…
يَنْسِلْنَ لِلْمَعْلَفِ مِنْ أَبِيدَهْ
والكراع الثاني من جانب الحرَّة وقال:
بمَارِن عَافٍ مِنَ الأَنْقَابِ
…
قُمَّ كَرَاع البَابِ أيُّ باب
(2)
البَحَرَةُ: وادٍ كبير يبدأ من جهة تربة واللبان، على جهة وادي تربة الغربية، وينتهي في الغريف بجوار جبل الزرب والذراعين والمروة المجاورة لقرية شعر، ويبعد عنهما شمالًا 14 كيلومترًا وسميت بهذا الاسم لأنها عريضة المجرى تشبه البحر إذا سالت، ولا تقطعها السيارات.
ووادي الحرية يمتد من حضن وبقربه وادي شطاط وربع الثَّنِيَّة والعوجاء.
وقال مناحي بن نمشان السُّبَيعي من المُلُوْح أهل رنية:
نَزَلْت وَادِي مِرْذِيَةْ عُوْصَ الَاطْلاب
…
وَادٍ سَقَاهْ مِنَ الثُّريَّا غَضِينِ
مَرْبَى العَوَاني .. قَوْم هَاجِدْ وشَبَّابْ
…
أهَلْ نِعمْ .. يَوْم الموَاقِفْ تَبِيْنِ
(1)
وقال سعود بن مزيد الثوري السُّبَيعي:
سَلَامي عَلَى الوادي عَدَدْ ما يَذْرِي الهوا
…
وعدادْ مَا تَطْلَعْ نُجُوم اللَّيْل
وعدَادِ مِنْ يَمْشي عَلَى الخَدْ .. مَاشي
…
وعْدَاد بنَّ بَهَّرُوه بهَيْل
إلى أن قال:
ومِنْ بَعْدَ ذَا يَا رَاكبٍ فَوْق عَجْلَه
…
حُرَّه عَريبَه مَا لَها مَثِيلْ
تَمْشِي مِنَ الوفره تعجَّل مَسِرَهَا
…
تَبْغِي (الوادي) وغَرْسَه الظَّليلْ
وقال عائض بن محمد العُتيبي:
أجْنبوا يم وادي سُبيع مِحْذِين المقلِّين يومْ الكَيْل فاضْ
…
من قَديم الزَّمَان اللِّي مضى دَايمْ لضيف الخَلَا حِصْنٍ حصين
وفي إشارة لوقعة تُربَة يقول ابن بليهد:
فَسَاروا لأرْضِ الوَادِيينْ وأصْبَحُوا
…
رُكَامًا عَلَيهم سَبْعُ ظَلْم تَبَخْترا
ويقول الشاعر: فرَّاج بن طَمَّاح الصندلي السُّبيعي:
عَسَى النَّوْلى جَا دِيرَتْك خَذْ عَليْها دَوْر
…
على فَرْعَة العِرْقينْ تمطر حَبَايلْها
تَسِيل الشِّعاب ويُرْجع (الوادي) الماثُور
…
عَسَى ديرَتكْ تِرْجعْ عَليْكم مَسَايلْها
* أُمَّ رَاكَهْ:
واحدة الراك (الأراك) الشجر المعروف، أوله راء مهملة مفتوحة بعدها ألف ثم كاف مفتوحة بعدها هاء -: وادٍ يبدأ من أعالي حزم الشقيق، ومفحل، وجبال القوس، ويصب في وادي سبيع بالقرب من الجسر الذي يمر من الوادي إلى رنية.
(1)
هاجد وشباب: أما هاجد فهو هاجد بن ماجد بن جروة من شجعان قبيلته شارك في العديد من المعارك مع مؤسس هذه الجزيرة، وشباب أخوه شيخ الصُّمَلة من بني عمر من سُبيع الأعلين حاليَّا. يسكن قرية الدغمية على طريق الخرمة ورَنْية.
وفى أعلى أُمَّ راكة شعاب كثيرة بعضها يصب في الوادي من جهة الحَرْف والدُّبَيْلَة والصُّفيَّة
(1)
.
تكثر به الحزون التي تشتهر بأشجارها الكبيرة كالسرح مثلًا كما في (أبو شُجَيْرَة) المطل على الدُّبَيْلة.
أما وسط أُمِّ راكة فتوجد فيه أشجار مختلفة من بينها راكة (أراكة) قديمة قد ماتت فروعها وتكاثفت الشجيرات حولها كالخَضْب (العوسج) والسلم وغيره، وسمي الوادي باسمها، وحين التقاء الواديين تكثر المزارع والنخيل والمنازل الحديثة ويسكن أم راكة الصُّمَلة (واحدهم صُمَّلي) من بني عمر سُبيع. وأُمِّ راكة أرضها حصباء رملية تتغيَّر إلى قاع رخْوٍ، وأودية وشعاب ومرتفعات عليها حجارة من قايا الحرَّة السوداء النحرة، فجعلتها شبيهة بأرض الحرَّة إلَّا أنها ليست منها، قال الشاعر:
عَسَى المطَرْ يسقي لنا .. أم رَاكَهْ
…
ليْن المزارع تَمَلَّا مِنْ جَوَابيها
* الشُّقَيْقُ:
بعد أن نَجْتاز أم راكة يكون على يميننا حَزْنٌ مستوِ ممتدٌ طوله 10 كيلوات وعرضه خمسة كيلوات بجوار العشاشة، يتصل بوادي (حَثَاق) يسمى الشُّقيْق. والشُّقيق هو ما انشق من الأرض بسبب السيول، خال من السكان. والبادية تسمى ما اتسع من الأرض واخترقته السيول والشعاب بالشقيق وتنطقها العامة على لغة نجد بقلب القاف بين القاف والزاي.
أما الجهة الشمالية فهي حَزْنٌ ممتد تكثر فيه الشجيرات والحَراج والشِّعاب يسمى المشقوق، وهو جزء من الشقيق تسيل منه أودية أم الحوار. والقيعة والسِّلَمِيَّة.
(1)
الصُّفَيَّةُ: قرية زراعة تقع على ضفة وادي سبيع من الجهة الشرقية بين قرية الدبيلة وقرية أم راكة، تربتها تميل إلى القاع الصلب، وفي وسطها بعض الأحجار الصلبة، وآبارها الزراعية في قيعانها صفى صلب، وكذلك كان الاسم .. وعمرت هذه القرية في التسعينات (1390 هـ) بها مزارع نخل وخضراوات، وآبارها في جهة الوادي.
وأم راكة وادٍ آخر غربًا من قرية نخيلان فيه آثار ومناجم.
* العَشَاشَةُ:
وبعد الشُقيق تصل إلى وادي العَشَاشة حيث يمتدُّ من أعلى الشُقيق من تجمَّع أودية صغيرة حتى حثاق بطول 13 كيلو تقريبًا، وأرضها رخوة ناعمة كَسَا سطحها بطحاءُ وحصباء تكثر فيها أشجار السرح والسلم مثل سرحة (أبو عويسجة) وبها ملزم ماءٍ يدوم أشهرًا بعد نزول الأمطار، ويُعدُّ منتزهًا لأهل المنطقة في أيام الأجازات.
وسميت بهذا الاسم لكثرة أعشاش الطيور في شجيراتها المتكاتفة، التي تكوِّنُ جِرَاحًا وتلاعًا، قال الشاعر:
حتَّى ايْش لَوْ سَالَ اللِّوى والعَشَاشة
…
ما هو بمدهالٍ لِهُوجْ العَرَاقيب
(1)
لأن هذا الوادي قريب من المنازل ولا تغره الإبل حيث إن رغبة الشاعر الغضا والأرض الرملية كالعِرْق مثلًا
(2)
.
أما اللوى فهو وادٍ يجاور الحرَّة من جهة الغرب، ويصبُّ في وادي حثاق. وقالت امرأة من العرب:
أَلَا قَاتَلَ الله اللِّوى مِن مَحَلةٍ
…
وقَاتَلَ دُنْيَانَا بهَا كيف ولَّتِ
أَلا ما لعينٍ لا تَرى قُلَلَ الحِمَى
…
ولا جَبَل الرَّيَّان إلا اسْتهلَتِ
والشاعرة هذه توافق الشاعر العامي في عتابه لوادي اللوى، أما الريان فهناك جبل بالقرب من اللوى باسم رايان لا يفصلهما سوى البرث وسوف يأتي الحديث عنه في مكانه.
* حَثَاق:
واد يبدأ من الحرَّة بجوار الأكدر والسليم، يمر مع الجُويف، حتى يصب في قرية صغيرة على وادي سُبيع الجنوبية تسمى باسمه، بها مزارع وبيوت، ويمر بحِشَّة من الجبيلات المتلاصقة، تكون واسعة أحيانًا ويتخللها أودية وطرق ومسالك، كما أنها أحيانًا متداخلة بالقرب من الحجيف، وهي سوداء يسارًا عن الطريق العام من الخرمة إلى
(1)
هوج العراقيب هي الإبل.
(2)
المقصود بنفود عرق سُبيع: رملة بني عبد الله بن كلاب من بني عامر بن صعصعة.
رنية وتبعد الحشة مسافة كيلوين حتى تصل إلى الوادي متجهة شمالًا في حزون وجبيلات وأودية تقابلها أودية السليم.
وحثاق يبعد عن الخرمة 11 كيلومترًا شرقًا شماليًّا، والحشة تتضاعف كلما اتجهنا شمالًا، وحثاق كانت مياهه بثورًا قبل عام 1394 هـ حيث حفرت فيه آبار وشرائع وأَحْسِية -جمع حسي - لكنها الآن وبعد أن قلَّت المياه اندثرت وجرفها السيل، قال الشاعر سعود بن سعد بن مَزَيد من بني ثور من سُبيع:
والْقيعَة معَ الفَرْشَهْ وجَلْسَه بمرْوَان
…
واسْفَل حَثَاقْ وكُلَّ مَنْ بهْ مُقيمينْ
دِرَةْ عِيَال العَوْد فَرِّيْسَ الأكْوَان
…
مُرْوِين حَدَّ العَوج سُقْمَ المعادين
آلاد الأجْرَب
(1)
بين حَضْرٍ وبُدْوَان
…
اللِّي مَعَ الخَلْفَات وأهل البَسَاتِين
وقال أحد شعراء البعاجين من بني ثور من سُبَيْع:
مغْباشهُم من حَرَّة القوْس ويسَار
…
والْعَصرْ في حِشَّة حَثَاق وظَلِيمِ
(2)
أما الأكد الذي مر بنا فهو غدير ماءٍ بجواره الأكيدر في أعلا وادي حثاق وملاصق لحرَّة الناصفة والقوس.
والأكدر هو الماء الذي يخالطه الطين فيتغيَّر لونه قال البحتري:
الشَّمْسُ مَاتِعَةٌ تَوَقَّد بِالضُّحَى
…
طَوْرًا ويُطْفِئُها العَجَاجُ الأَكْدر
وهما يمكثان أكثر من أربعة أشهر، بعد نزول الأمطار تحيط بهما الجبال من كل جهة وماؤهما بارد زلال ينطبق عليهما قول ابن المعتز:
(1)
أولاد الأجرب هم: بنو ثور من سُبيع ويعتزون بهذا الاسم.
(2)
ظَلِيم بفتح أوله وكسر ثانيه والكسر لهما أصح وهو ذكر النعام، ذكره ياقوت بأنه وادٍ بنجد عن نصر، وقال أبو داود الإيادي:
مِنْ دِيَارٍ كأنَّهنَّ رُسُومُ
…
لسُلَيْمَى برَامَة فَتَريمُ
أقْفَر الخُبُّ مِن مَنَازَلَ أسْما
…
ءَ فَجنبا مُقَلِّص فَظَليم
وبرام جبل بجوار تلك القرية أما ظليم فهو وادٍ بالقرب من الحنو فيه مزارع ومدارس بالقرب منهما أبرق يسمى (أبرق المدفع) وهذه التسمية حديثة كانت قوات الشريف شاكر متمركزة في هذا الجبل يوم وقعة الحنو في 9 ذي الحجة سنة 1336 هـ وقد ركز في هذا الأبرق أربعة مدافع وستة رشاشات - انظر كتاب "في بلاد عسير" ص 36 لفؤاد حمزة
ومن أوديته ظليمة وهو في جهة الوادي الجنوبية والشرقية.
غَدِيرٌ تُرَجْرجُ أمْوَاجَهُ
…
هَبُوبُ الرِّياح ومَرُّ الصِّبا
إذَا الشَّمْس مِنْ فَوقِه أَشْرَقَت
…
تَوَهَّمَتهُ جَوْشَنا مُذْهَبًا
(1)
وبالقرب من الأكدر خباري وغدران أمثال عذبة .. وعذبان وأبو المراغ وآبار صندود وهناك لثلثان والشديد وهما يمكثان شهورًا، ومياههما صافية.
* الجَعَدَةُ:
تتصل الجعدةُ بوادي حثاق من الجهة الشرقية، وسميت بهذا الاسم على الجَعْد نوع من العشب أصفر اللون.
والجعدة طولها 10 كيلوات تتميز تربتها بسواد لونها وأشجارها الكثيفة المتجعدة ولهذا كان الاسم، وقيل بأن هناك مجموعة من بني جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة استقروا بخيامهم فيها سنوات فسميت باسمهم.
وتكثر في الجعدة الضِّبَاب - جمع ضَبْ - وما أمتع منظرها وهي تتهادى إلى جحورها في خوف من أهل المنطقة الذين يفضلون أكلها، ولحم الضب لذيذ الطعم عند من تعوَّد أكله، يقول الهذلي أبو كبير:
أَكَلْتُ الضِّبَابَ وَمَا عِفْتُها
…
وإنّي اشْتَهيتُ قَدِيدَ الغَنَمْ
ومكْنُ الضِّبَابِ طَعامُ العَريبِ
…
وما تَشْتَهيهِ نُفُوسُ العَجمْ
وفي وسط الجعدة خبراء تسمى خبراء الجعدة، وبالقرب منها إلى الجنوب خبراء العير، في طرف الجويف من جهة الجعدة، والجويف هو المنطفة المحصورة بين البرثين، برث اللحم وبرث رايان.
أما البَرْث فهو شمال الحرَّة وإليه تنتهي.
تمتد من بعده الأرض ونطلق النظر إلى شجيرات الجعدة وبجوار الجويف بين البرثين.
والبرث يبعد عن الجعدة كيلوين وعن جسر حثاق من 8 - 10 كيلوات، قال الشاعر:
يَتْلُون زَمْلٍ يَبَي المِحْدَار
…
حَطَّ أبْرَقَ البَرْثِ مِنْ دونهِ
(1)
الجوشن: هو الدرع.
والأبرق هي الجبال المكسوة بالرَّمل، والبرث هو ارتفاعٌ لونه أبيض متصل بحجارة تحيط به الأراضي الهشَّة والسبخات، قال سعود بن مزيد السُّبيعي:
بَرْثَ اللَّحْمَ قَوْسِ سُبيع
…
يَزْمِي عَلَى البُعْد فالحرَّهْ
والبرث الآخر يسمى برث رايان، نسبة إلى جبل رايان
(1)
الذي يراه المسافر إلى رَنْيَةَ على يمينه معترضًا وبجواره جَبَلَا القوس وشثران
(2)
.
ويقع بالقرب من رايان خبراء كبيرة تسمى خبراء ابن تشيم نسبة إلى هذا الرجل، وخبراء أخرى كبيرة تسمى خبرا الرُّوَيبي، نسبة إلى سُبَيْعي من الرُّوَبَة - الزكور- أهل رنية، وهذه الخبراء يَمكث الماء فيها فترة طويلة وتحيط بها الأشجار الكبيرة والجبال العالية. وهي موازية لوادي المَشْقر، في جهته الجنوبية.
أما الجَعَدة فيسيل منها عدة أودية مثل (المَدْسِمْ) الذي يجاور وادي الجعدة ويوازي واد حثاق، على بعد 10 كيلوات قال أحد شعراء الخرمة:
سَالْ مَشْقَر شَعِيب النَّاصِفَهْ معْ حَثَاقْ
…
وَزَاهُم وَادي المَدْسِمْ مَعَ اللِّي وَرَاه
(3)
ثُم تَعَلَّى عَلَى مَفْحَلْ
(4)
وذِيكْ .. البِرَاقْ
…
زَانْ بَرْقُهْ مَعَ الغُبْشهْ وهَيّضِ سَنَاه
رَوَّح الوَسْم .. للحرَّة .. وضِلْعَانْ سَاق
(5)
…
زيْن مِرْباع خِلِّي وَسْط جَوَّ نَفَاه
(1)
جبل رايان داخل الحرَّة بينها وبين جبال العاقر بجواره بئر الجوهرية وآبار أخرى للصملة من بني عمر، وحوله آثار بيوت دائرية ومربعة من الأحجار، كما توجد آبار مطوية بالأحجار .. قال الهلالي:
الرَبْع يَلّى نَزَلتُوا يَمّ رَايَانْ
…
لَا والله اللِّي غَدَيْتُوا في حَصَى الحَرَّهْ
(2)
القوس وشثران من جبال الحرَّة، علمان بارزان سوف نتحدث عنهما في حديثنا عن حرَّة القوس والناصفة.
(3)
اللي وراه: يعني الذي وراءه وهو وادي المشقر وبينهما 13 كيلومترًا.
(4)
مفحل: واد كبير يسيل من الحرَّة، متجهًا غربًا، ويصب في وادي سُبيع بالقرب من قرية الحجف وقد ورد اسم مفحل في معجم ياقوت وقال إنه في نواحي المدينة (ج 5 ص 163).
وقرنه الشاعر عرعرة النميري العامري بحرَّة القوس التي يسيل منها حيث يقول:
بحرَّة القَوْسِ وَخَبْتي مَحْفَلٍ
…
بَيْنَ ذراه كالحريق المشعل
ومحفل تحريف مفحل بدليل أنه يبدأ من حرَّة القوس.
(5)
جبل ساق بين السُّدَيْرة وتُرَبَة، من السديرة مسافة ساعة وربع تقريبًا بالسيارة وهو من مساكن بني هلال ابن عامر بن صعصعة، وحذاؤه جبل فاس، وبجوارهما جبل عنَّ، أما ساق وفاس فيعرفان قديمًا باسم القفا وبس، وقد اندرس اسمهما وحل محله فاس وساق، وأهل تلك الأماكن من البقوم وبني الحارث يسمونهما بهذين الاسمين (انظر نظرات في الأدب والتاريخ والأنساب لعلي العبادي ص 116). =
وبين المدسم وحثاق وادي الرَّضم على بعد 5 كيلوات من حثاق، تكثر فيه الأحجار المختلفة الأحجام، وتسمى رضم، وبه مرتفعات، وتربته تتغير عن التربة الرملية الحمراء في حثاق.
وبعد المدسم تكثر على يمين الطريق وشماله الأشجار الكثيفة، والمرتفعات، والأرض هنا تختلف عن الشقيق، إذْ إن بها أودية وحِشَّة، وشعاب مختلفة، مثل العريجاء
(1)
على يسار المسافر إلى رَنْيَةَ يراها على شماله تُجاور الطريق من فرشة حشة حثاق بجوارها شعيب الشنبري نسبة إلى رجل من الشنابرة - الأشراف - لدغه ثعبان في هذا الشعيب فمات فيه فسمي باسمه.
ثم نصل إلى شعب حَسْنَا واد يتجه إلى الشرق ويفيض في المشقر، فيه أشجار كبيرة يُعَدُّ منتزهًا للمسافرين، وتبعد حسنا عن الخرمة 30 كيلومترًا وبجوار حسنا برقة ومرتفعات تسمى باسمها.
وتكون الأرض بعد حسنًا إلى اليمين حزونًا وقفافًا منبسطة ومتداخلة، كثيرة النَّبْت، ولتضاعيفها وتداخلها يلجأ إليها العرب عند الخوف حيث تتصل بالحرَّة عن طريق برث رايان، والضلع
(2)
وحرَّة الجوهرية، وخبرا الرويبي، التي تبعد 15 كيلومترًا من حسنا.
= قال الشاعر:
فَقَالُوا هلَالَيون جئْنَا من أرْضِنا
…
إلى حَاجَة جُبْنَا لَهَا اللَّيل مِدْرَعَا
وقَالُوا خَرَجْنَا من (القَفَا) وجَنوبه
…
وَعُنَّ فَهَمَّ القَلْبُ أَنْ يَتَصَدَّعَا
وقالت الشاعرة هيام بنت مبارك الشَدَّادِيَّة من الدماشقة وهي شاعرة مجيدة، كان لها أخ شجاع، معدود في فرسان عشيرته، وحدث أن وقعت معركة قتل فيها هذا الفارس فقالت تتوجد عليه:
هَيَّضْ عَليَّ يوم عدَبتْ في عنَّ
…
إنَّما بقَلْبي وقْف به عَشْرِ وَبْقَات
قَامَتْ هَوَاجِيْسَ الضَّمِرْ يَتَلَافنَّ
…
لي رَاحْ مَايَه زَارَاني عَشْر مَايَات
(انظر جريدة الرياض العدد 7273 في 7 شوال/ 1408 هـ).
كما أن هناك جبلًا آخر يحمل الاسم نفسه في الجواء معروف عند أهل نجد وهو منفرد من جبل الجواء.
"انظر صحيح الأخبار ج 1 ص 151" قال الحطيئة العبسي:
فَأتبَعْتهم عَيْنيَّ حَتَّى تَفَرَّقَتْ
…
مَعَ اللّيل عَنْ (سَاق) الفَريد الجَمَائِل
(1)
العُرَيجاء: ماء يقع شمالًا غربيًّا من مدينة رنية بمسافة 52 كيلومترًا وهو من مياه قبيلة سبيع.
(2)
الضلع: هو جبل رايان.
* بَرَام:
- بباء موحدة مفتوحة بعدها راء مهملة مفتوحة ثم ألف بعدها ميم -: جبل أسود مرتفع يقع في أسفل وادي الخرمة شمالًا شرقيًّا من مدينة الخرمة وشمالي جبل تِين في بلاد قبيلة سُبيع معروف بهذا الاسم
(1)
قديمًا بعد أن تترك حسنًا وتضاعيفها ترى عن شمالك على بعد 35 كيلومترًا جبلًا هرميًّا هو جبل برام.
قال البكريُّ: بَرَام بفتح أوله على وزن فَعَال موضع في ديار بني عامر، قال عمرو بن معدي كرب:
يُسَّر بَيْنَ خَطم اللَّوذ عَمْرو
…
فَلَوْذِ القَارَتَينِ إلى بَرَام
فَصَفَح حَبَونَنٍ فَخَلِيفِ صُبْح
…
فَنَخْل إلى رَنين إلى بَشَام
(2)
وأسفل وادي الخرمة وادي السدري وآبار السديرية، وقال أبو براء العامري:
وفى أَسْرَى هَوازِنَ أدركتهم
…
فَوارسُ طيِّئ بلوى بَرَم
(3)
قال الشاعر سعد بن مارق بن دعيج الثوري السُّبيعي:
يا الله في نَوِّ لَيلٍ تَرْكِدِ رَفِّيَّهْ
…
يَاطَا بَرَام ومَخيلَه مَلُك الوادي
وقال الشاعر سعد بن مَزْيد من الظروف - بني ثور - وقد توفي سنة 383 هـ في قصيدة طويلة:
مَرْبَاهْ وادٍ بَيْن تين وبْرَامِ
…
مَا دَاجْ بالحرَّة مع سنَاف ثَلَّاب
(4)
وجبل برام يقع شمال وادي سُبَيْع - تربة - بقربه قرية الحجيف
(5)
وحوله شعاب الخثث، وأم البطحاء، وأم الرِّمث.
(1)
"معجم عالية نجد" ص 219.
(2)
اللوذ: ماء .. حبونن واد .. والخليف الطريق خلف الجبل.
(3)
رسم (برام).
(4)
سناف ثلاب من الجبيلات الصغيرة داخل الحرَّة، بالقرب من القوس وشثران، وثلاب سبيعي من القريشات
…
أما السناف فهو تكوين جبلي يكون له ظهر محدَّب.
(5)
الحُجَيْف: منطقة زراعية كثيرة ووفيرة المياه آبارها قصيرة المنزع، وقديمًا كانت أحساء تقطن عليها البادية، وكانت موردًا للإبل .. وإذا سألت أحدهم بقول: نحن قطين عل الحجيف، به مزارع كثيرة من النخل والأعلاف الخضراء، وبالقرب منه جبل برام ومركز (أبو مروة) وهو اثنان الحجي الشمالي .. والحجيف الجنوبي تقام فيه الجمعة، وبه أسواق ومحطة للبنزين، وكان قديمًا طريقًا بريًّا للسيارات القادمة من العارض إلى رنية والجنوب والعكس يسكنه بنو ثور من سبيع.
* المَشْقَر:
- بميم مفتوحة ثم شين معجمة ساكنة، ثم قاف مثناة مفتوحة ثم راء مهملة: وادٍ كبير، منبعه من جبال الحرَّة .. والجوهرية، ورايان، وله ثلاثة رءوس - شعاب - من منبعه تأتي من الشرق، وتلتقي بالوادي مقابل حَسْنَا ومرتفعاتها ثم تتجه جميعًا إلى الشمال ويبعد المَشْقَرُ عن الخرمة 41 كيلومترًا.
ويسير وادي المَشْقَر إلى جهة الشمال الشرقي متجهًا إلى الغَضَا ليلتقي مع بعض الأودية القادمة من الشرق كالسدري، ويصب في وادي الخرمة - الذي هو امتداد لوادي تربة، والمسمى في تلك الناحية وادي سبيع - بالقرب من الحجيف وطول الوادي من بدايته حتى نهايته 55 كيلومترًا تقريبًا.
* حُمُرَّة:
- بحاء مهملة مضمومة بعدها ميم مضمومة وراءٌ مشددة ثم هاء - قال ابن بليهد في "صحيح الأخبار"
(1)
: هذا الموضع حزون حُمْرٌ، قريب بلد الخرمة، يقال لها في هذا العهد حُمُرَّة. وهي بعد المشقر في جهته الشرقية .. وهو جبيلات حُمْر، تتصل حزونها بجبال العُقَّر ودونها دحلة المصابحة
(2)
.
قال الشاعر براك بن سحمان:
يَا حُلو خَبْطْ ارْقَابْها بالمشَاعيبْ
…
لي عَاوَرَتْ مِنْتَحّرَاتٍ حُمُرَّه
يا طُولْ ما نِزْكي عَليْها العَرَاقِيب
…
مَعَ الخَلَا .. مَرَّاتْ ماهِيْبّ مَرَّه
أسُوقها .. وآصَلْ بلادَ الأجَانِيْب
…
ومُتْحَمِّلٍ لِلْبَرّ! خَيْرِه وشَرَّهْ
وقد أوردها ياقوت باسم (حِمِر) بكسرتين وتشديد الراء بوزن حِبِرّ، وفِلِزِّ موضع بالبادية
(3)
. ويقول ناصر بن بندر ويلَقب (عور المقرن)
(4)
يخاطب صاحبه:
(1)
صحيح الأخبار ج 3 ص 68.
(2)
دحلة: من أسماء مجاري السيول وهي وادٍ رغيب تكثر فيه الأشجار كالثمام والرمث ومجراه أقصر من الوادي وأقل انحدارًا وجمعها دِحَال.
- والمصابحة فخذ من بني ثورٍ من سُبيع مكثوا في هذه الدحلة سنوات طويلة فسميت باسمهم .. وبالقرب من دحلة المصابحة: حُمُرَّة وجبيلاتها والمشقر .. وأوديته.
(3)
معجم البلدان ج 3 ص 338.
(4)
معجم عالية نجد ص 411.
فَي القَيْظْ مِقْيَاظِهْ طُوَارِفْ حُمُرَّهْ
…
وعَنْ خَشْمْ (هَكْرَان العَفَرْ)
(1)
مَا يُرُوحِ
ولْيَا حَدَرَ خَشْم (اليَنُوفي)
(2)
مَمَرَّة
…
ليَا قَام برَّاق الثريا يُلُوحِ
وقالت إحدى شواعر سبيع حينما تزوجت وذهبت مع زوجها إلى منطقة أخرى بعيدة عن الخرمة وصحرائها وطبيعتها الخلابة:
وُجودِىْ عَلَى شَوْف الغَضَى والعَدَامْ وتين
…
وجُودِي عَلَى شَوْف الغَرَامِيلْ وحُمرَّه
(3)
وبعد مسافة 48 كيلومترًا من الخرمة نكون قد وصلنا إلى جبال العاقر.
وبعد 46 كيلو نصل إلى وادي السِّدْرِي بعد اجتيازنا وادي الْمَشْقَرِ، حيث نرى إلى اليمين الأسيَّاف، وأمامنا جبال سود تسمى العاقر، وإلى اليسار مما يلي مطلع الشمس جبل أحمر سمى عُنيزة .. وراءه عن بعد جَبَلُ تِيْنٍ المعروف .. وهو معدود من معالم المنطقة.
* السِّدْرِيُّ:
واد يسيل من حرَّة الجوهرية وجبال الْمَشْقَرِ، والأسَيَّاف، ويمر جبال العاقر متجهًا من الغرب، وله روافد من الجنوب، مرورًا بعنيزة وكُحَيْل، مباطنًا لوادي الْمَشْقَرِ شرقًا منه، ويجاوره ويبعد عنه خمسة كيلوات. يحفه وادي السُّدرِي الذي تقع عليه آبار
(1)
هكران جبل أسود غير مرتفع، واقع على طريق حاج نجد القديم، شرقًا جنوبيًّا من قرية الموَيْه القديم شمال بلدة المحازة الموية الجديد يقول الشيخ نافع بن فَضْلية من قبيلة حرب:
كَرَيْمْ يَا بَرْق غَشَى ضِلْع هَكْرَان
…
كِنَّ الهنَادي سُلَّلَتْ في رْكُونهْ
مِتْحَدّرٍ بامْر الوليِ رَافِع الشّان
…
يَسْقي القصيم ومَا وَطَى مِنْ عُيُونه
يَسْقِ من الحَبْلا إلَى حَدَّ جُمْرَان
…
وواد الرُّمَهْ عَجزُوا هَله يَقْطعونَه
وقال محمد بن بليهِد:
يَوْمِ انْصَرَف كَنَّه عَلَى حَزْم هكْران
…
حُرَّ إلى فَوَّزْ له الرِّزْقْ مَضْمونْ
وقال عبد الله بن دويرج:
وعَلَى مُويْه هكْران تَجْفِلْ من الشَّجر
…
مُسَيّان قدم الشَّمْس تَاهَلْ مَغِيبَها
(2)
الينوفي: جبل أسود جنوبًا من عفيف عنها 46 كيلومترًا قال الشاعر بخيت العطاوي:
قَلْبي يُحب المرْدَمَهْ واليَنُوفي
…
أَحبَّها مِن حب حَيٍّ وَرَاها
(3)
هذه القصيدة على وزن القصيدة المعروفة والتي تقول صاحبتها:
وُجُودي على بَيْتَ الشَّعَرْ عُقْب بيت الطِّيْن
…
وُجُودي عَلى شَوْفَ المَغَاتِيرْ مُنَّثْرَه
السِّديْريَّة. وغربًا منه جُبَيْلاتُ حُمُرَّةَ، وبالقرب منه سناف المرخة، وينساح السِّدْرىُّ في فرشة من الأرض بالقرب من الغضا في وادي سُبَيْع. وهو يسير تاركًا المَشْقَرَ والهتيميات والمُعَيذرات إلى يساره، وبالقرب منه شعيبات (أبو غضا). . . وأبو غضا ثلاثة أودية تنساح في الفرشة.
قال أحد شعراء القُرَيشات من سُبيع يصف راحلته:
تسرح من السِّدْرِي قَبْلِ شَلْعَةَ النُّور
…
ولا تَمْسِي إِلَّا حول قِيْزَان بَرُّودْ
(1)
وقال ابن مزيد السُّبَيْعي:
وُدِّي بِعِرْقِ سُبَيْع والقلبْ شفْقَان
…
والخِرّ والسِّدْرِي وَشَوْفَتْكِ يَاتِيْن
(2)
أما السديرية: فهي آبار ومناهل لبني ثور من سُبيع، شمالًا عن جبل تِيْن، بينها وبينه خمسة كيلوات، وسميت بذلك؛ لأنها تقع على وادي السُّدَيْرِي المتفرع من وادي السِّدْرِي، وهي في أرض منخفضة طينية، عند التقاء وادي السُّدَيرِي بوادي الْخُرمَةِ،
(1)
بَرُّودُ - بفتح الباء وضم الراء مشددة بعدها واو فدال مهملة - مشاش يقع في خبة واقعة في وسط نفود عِرْق سُبَيْع شمالًا من جبل مخْيَط في بلاد سُبَيْع التابعة لإمارة الخرمة ("عالية نجد" 226) وقد ذكره سعد بن جندل في معجمه بالتثنية بردوان والأصح برود. وهو الآن بئر ماء للقريشات من سبيع طوله 10 - 15 مترًا ماؤه مُرّ، تشربه الأنعام يقع جنوبًا غربًا من الكدرة، والكدرة رملة في أسفلها ملزم ماء وبجواره عُبَيْلة تسمى باسمه، ويقع جبل أراض إلى الجنوب الشرقي منه بمسافة سبعة كيلوات وهو يبعد عن جبل مِخْيَط 15 كيلومترًا، وحول برود رملات لها مسميات مختلفة مثل قوز الصَّانِعْ ومُفَرَّقْ، وأقرب الموارد إليه الدويحي وكتيفان وهو يبعد عن جبل حَسَنٍ 45 كيلومترًا تقريبًا قال الشاعر:
يا نُوقْ لَوْمك عَلَى حَمْدَان
…
صَيَّفْ ورَبّعْ عَلى بَرودْ
أراض: كان يسمى قديمًا أورال (انظر "العرب" 23/ 819) وذكر أصحاب المعاجم أن أورال ثلاثة أجبل سود في جوف الرمل حذاؤهن ماءه قال عَبيْد بن الأبرص:
وَكَأَنَّ أَقْتَادي تَضَمَّنَ، نِسْعُها
…
مِنْ وَحْشِ أوْرَال هَبيطٌ مفْرَدُ
بَاتَتْ عَلَيْه لَيلَةٌ رَجَبيَّةُ
…
نَصبًا تَسُحُّ المَاءَ أوْ هِيَ أبْرَدُ
وأراض جبال سود بينها عروق رمل، عنها شمالًا مَمْلَحٌ مشهور وراءه الكَدْرَة وخَلّ النِّيص، ويقع أراض بين آبار بَرُّوْد وجبل مِخْيَط يبعد عن كل منهما ثمانية كيلوات بالقرب منه قوز الصناع وبينه وبين مِخْيَط جبل أسود متصل بجبال أخرى تسمى أم الصقور، وهو يبعد عن حسن 45 كيلومترًا في الشمال الشرقي في خُبَّةِ الشَّرِيفيَّة.
(2)
الخر .... وهو خر الخشبي يسيل من وادي سُبَيْع إلى الأخضر (الخضر) شرقًا منه ضُلّع البَهَمِ وظَلْما وبالقرب منه جبال ذُرَيْرات والأضفارة وتقع القنصلية عنه إلى الجنوب الشرقي.
حولها أشجار رمْث كثيرة، وغضًا وأشجار مختلفة، وشمالًا عنها آبار الشواوي
(1)
في وادي سُبيع، شرقًا شماليًّا منها آبار القُنْصُليَّةِ التي تبعد عنها أربعة كيلوات، وكل هذه الموارد لبني ثور من سُبَيْع، وتقترن السُدَيْرية بجبل تِيْنٍ المعروف.
قالت سُبيعية من بني ثور حينما تركت حياة البادية:
سكنت غثَاهْ يا منصورْ
…
والحالْ من عقبكم سَيَّه
نسيت الطَّرْشْ والمَظْهُورْ
…
ونسيت ضِلْعَ السُدَيْرِيَّهْ
وقال آخر:
سلام يا ضِلْعَ السُّديريهْ سلَامْ
…
يا ضلع حبِّك عليه الله وكيلْ
أرضك فقار وانْتَ لها مِثْلَ الشنَامْ
…
وبطانِكَ الْوادي عسى سيله يسيلْ
وبالقرب من السدري سرحة كبيرة تسمى سرحة خشمان
(2)
.
غثاة: أما غثاة فهي قرية زراعية، تقع شمالًا عن الخرمة على ضفَّة وادي سُبيع الغربي، يربطها بالخُرْمَة خط مبلط طوله 20 كيلومترًا يسكنها بنو ثور وآبار غثاة وفيرة المياه، عذبة، تربتها صالحَة وجيدة للزراعة، بينها وبين الخرمة عدة قرى مثل (أبو جميدة) والوطاة، والدغمية والحرف، ومن أوديته المحتفر وأبو طليح، وأبو وهيط والقوزيات، قال الشاعر سعد بن باتل بن هذلول:
يا الله في نَوَّ لَيْلٍ رَاكِدٍ وَبْلهْ
…
يسقِي جوانب شَعَفْ وغْثَاهْ يَاطَاهَا
عنيزة: وعُنَيْزَة جبل بالقرب من العاقر شرقًا من وادي السدري، لونه يميل إلى الحمرة، مستطيل، دونه حزون ومرتفعات جبلية، وأودية ترفد وادي السدري، كثير الأشجار والأعشاب البرية، قال الهجريُّ: عُنَيْزَةُ في غير موضع
(3)
انتهى. وللمتقدمين كلام كثير حول عُنَيْزة، إذ الاسم يطلق على عدة أمكنة كما قال الهجريُّ.
(1)
الشَّواوي منهل ماء معروف عذب، ترده الأعراب قديمًا في وسط وادي سُبَيْع بالقرب منه آبار الحنفاء وحنيفان والحجيف (انظر "العرب" 25/ 236) وكلها من موارد بني ثور من سُبَيْع.
(2)
خَشْمَان هو خَشْمَان بن شرع بن هُلَيَّمة السبيعي من كبار بني ثور ومن أهل الرأى والكرم والشجاعة كان مثالًا بأمانته وصدقه، وحسن أخلاقه وكرمه ووفائه، وكان فارسًا من ذوي المكانة في قبيلته، أخوه مُفَرِّح فارس مشهور، شارك في معركة تربة عام 1337 هـ، وفتوحات الحجاز مع مؤسس هذه الجزيرة ومن أبنائه الحميدي شيخ شمل بني ثور الآن، أما خَشَمَان فقد اتخذ من سرحته مكانًا ومقرًا لاستقبال الضيوف وإكرامهم.
(3)
أبحاث الهجري: 347.
وبين جبيلات غُرَّبِ وعنيزة مسيرة يوم للإبل، إذا لا يفصلهما سوى وادي سُبَيْع. وقال عمران بن مكنف الحرملي من عوف بن عامر (من بني عامر):
فَلَمَّا تلاحقنا بِنَعْفِ عُنَيْزَة
…
ضُحَيًّا وقرن الشمس رخص جديدها
(1)
وهذا البيت ورد من أبيات ورد فيها ذكر الخَلِّ والقوس
(2)
، وهي جبال قريبة من عُنيزة في بلاد سُبيع.
وقال الشاعر:
تراه لي مِنه تَعَدَّى اليعايم
(3)
…
وخلا عُنَيْزَهْ عن يساره مُسَيَّانْ
يعطي دروب كلِّ أبوها خرايْم
…
ناوِيه يَشْرَبْ من موارد كتيفان
(4)
كحيل: وكُحَيْلُ - بضم الكاف وفتح الحاء المهملة وسكون الياء المثناة ثم لام - جبيل أسود غير مرتفع، بجوار وادي السِّدْرِي، يبعد عن تِيْنٍ إلى الغرب 15 كيلومترًا، وعن الْمَشْقَرِ تسعة كيلوات بجواره زريبة صغيرة تسمى باسمه.
العاقر: جمعها عُقَّرُ .. وينطقها أبناء المنطقة بالإفراد والجمع، وهي تمتد من جبال حرَّة نواصيف (الناصفة) حتى تصل إلى نهايتها بالقرب من تين بينها وبينه 15 كيلو، وتمتد على طول الطريق إلى وادي الناصفة بطول 22 كيلومترًا، وتبعد عن وادي المَشْقَرِ ستة كيلوات، وسميت بذلك؛ لأنها تعقر الجبال أي تمنعها وتبدأ بعدها أرض سهلية منبسطة سوى بعض الجبال المنفردة مثل تين. وفي "معجم البلدان" - رسم الأغر -:
(1)
المصدر: 362.
(2)
الخل والقوس: جبال تقع في حرَّة بني هلال بن عامر بن صعصعة مما يلي الخرمة.
(3)
اليعايم جمع يعومة (انظر "العرب" 20/ 426) قال أحد شعراء سُبيع بن عامر:
يا طَيْر يَاللِّي في نَعُوُمَهْ تَثَنَّى
…
دوْكَ اللَّحم أَرْهوهْ رَبْعٍ مَنَاعِيرْ
(4)
كُتَيْفَان: بضم الكاف وفتح التاء المثناة وسكون الياء المثناة وآخره ألف بعدها نون: ماء مُرٌّ واقع في غربي نفود عرق سُبَيْ غربًا شماليًا من حَوْضَى، وهو للقُريشات من سُبَيْع (انظر "عالية نجد" ص 1112) وهو يبعد عن جبل حَسَن 18 كيلومترًا إلى الشمال الشرقي بالقرب من جبل مِخْيطَ ومنهل الدويح للقريشات كذلك بجوار خل الشريفية.
سَقْيًا لمرتبعٍ تَوَارَثَهُ البِلَى
…
بَيْنَ الأَغرِّ وبَيْنَ سُوْدِ العَاقِرِ
(1)
وقال أبو علي الهجري في أبحاثه - 382 - : ومن الدارات دارة العقر، وهي أقرن بين رَنِئَة وتُرَبَة، ولقد صدق الهجري في كلامه ونفى ذلك ابن جنيدل في كتابه "معجم عالية نجد" وقال أنها: لا تقع بين رنية وتُربة، ولكنها شمالًا منهما في بلاد بني أبي بكر بن كلاب، وهي تابعة لإمارة عفيف جنوبًا على بعد 40 كيلومترًا.
والصحيح أنها بين تربة ورنية شمالًا عنهما قليلًا في بلاد سُبيع في منطقة إمارة الخرمة، انظر "العرب" 21/ 553 - .
وقال الشاعر بخيت بن ماعز الْعَطَاوِيُّ:
في لبة العاقِرْ جَرَى لي تَفَاكِيْر
…
ما بين تِيْن وحَرَّة الجوهرية
والأودية في جهة العاقر الجنوبية يكون اتجاهها إلى الشرق بميل نحو الجنوب، ثم تتسع الأرض والأودية في تربة جيدة ذات نبات.
ويشاهد إلى اليمين آبار الناصفة في واد فيه طلح وسلم، وفيه شجر الحرمل، بينما تقل الجبال إلى اليسار، ويمتد النظر إلى جهة تين، فهو إلى الشمال تمامًا، وتبعد رنية من هنا 77 كيلومترًا، ثم نصل إلى وادي الناصفة وهو يبعد عن الْمَشْقَرِ 28 كيلومترًا، تسيل روافده من حرَّة الجوهرية ورايان وما جاورهما.
الجوهرية: والجوهرية منهل معروف منذ القدم، يقع في وسط حرَّة الجوهرية، بالقرب منه عدة جبال منفردة يقال لواحدها الأصفر نسبة إلى لونه.
وخَفَقُ الجوهرة المجاور للآبار هو مَلْزَمِ ماء، يمتد بمسافة كيلوين إلى أرض طينية مستوية، مخلوطة بحجارة سوداء، وقاع صلب يمكث فيه الماء أشهرًا.
قال عبد الله بن خميس حينما ذكر الحرَّة
(2)
: الحرَّة هي حرَّة بني هلال قديمًا، وحرَّة
(1)
الأَغَرُّ: شعاب تقع شمالًا غربًا من مدينة رنية تبعد عنها مسافة عشرة كيلوات وقد سمي نادي رَنية الرياضي باسم هذه الشِّعَاب.
وعن الأغر والغران (انظر "العرب" 4/ 573، 7/ 713).
(2)
"معجم جبال الجزيرة" - 1/ 92.
الجوهرية .. وحرَّة البقوم. انتهى، والجوهرية تبعد عن جبال العاقر 13 كيلومترًا بينهما شعاب القوبعيات وجبل الحمة
(1)
وخَبْرَاءُ أُمِّ سُلَيْمٍ، التي تبعد عن العاقر سبعة كيلوات بين جبال صفراء تجاورها الأودية والشعاب التي تنحدر إلى الناصفة وشعابها، تربتها رملية حمراء، بجوارها جبال وحزون ومرتفعات تنبت أرضها الأشجار المختلفة والمتنوعة، وتكثر فيها الطيور، كالحجل والشُّوَّلِ والحمام، وآبار الجوهرية للصُمَلَةِ من بني عُمر من سُبَيع.
واسم الجوهرية يطلق على بِئْرَيْنِ طول كل منهما عشرة أمتار، ماؤهما مُرٌّ مطويان بالحجارة، تسع الكبير منهما لستة أشخاص في أسفلها، وقد أكثر سكان تلك الجهة من حفر حوالي 150 بئرًا بجوار الخفق، وخاصة جهته الجنويية والغربية وكل هذه الآبار مطوية ووضع بجوارها خزانات مياه، وعلى حافتها آلات لسحب المياه تردها الإبل والحيوانات الأخرى، وتردها الأعراب من كل مكان. ومن الأودية القريبة منها: الرميثة من الجنوب الغربي، والرملية من الجنوب الشرقي، والسِّرُّ
(2)
من الجهة الجنوبية، ويحيط بالجوهرية جبال منها جبل نُعْمي في جهة الشرق، ويبعد عن الآبار خمسة كيلوات، بجواره رياض وأودية ودارات تحيط بها الأودية، ويقترن جبل نعمي دائمًا بجبل سَفِيرة المعروف، حيث يقول أحد الشعراء متهكِّمًا:
لولا الحيا جَوَّزْتْ نعْمِي سَفيرهْ
…
وأرسلت للمصلوخ يرعى غنمها
(3)
وقال آخر:
اشرب من اصْفَا وَعَوِّدْ به على نعْمِي
…
ارْع الكَدَاد وتَوَطَّ الضِّلعِ والحَرَّهْ
ويقع جبل سَفرة إلى الجنوب الشرقي من الجوهرة، كما يقع جبل رايان إلى الجنوب، ويبعد عن الآبار 15 كيلومترًا يسيل منه وادي السّرِّ إلى خفق الجوهرة.
(1)
الحَمَّةُ: جبل أسود بالقرب من الناصفة على يمين المسافر إلى رنية بمسافة كيلو مقابل جبال العاقر جنوبًا منها بجواره أودية وشعاب تصب في وادي الناصفة، وحوله جبال منفردة صفراء بينه وبين الجوهرية عشرة كيلوات. وقد ذكره فؤاد حمزة في كتابه "بلاد عسير" ص 45 وقال: ضلع بقرب عُنيزة والناصفة يبعد عن الأخيرة ثمانية كيلوات. والحَمَّةُ: هي الجبل الأسود مأخوذة من الحمم وهو السواد.
(2)
السَّرُّ: واد يسل من جبل رايان إلى الجوهرية ينبت أَشْجارًا مختلفة ونباتات يقال لبعضها (العنب) كما يسميه أهل البلاد.
(3)
المَصْلُوخُ: من جبال رَنية سوف يأتي الحديث عنه.
وبالقرب من الجوهرية خفق أم العجلة وخبراء الرويبي، وتبعد بئر وَبْدَا إلى الجنوب الغربي مسافة كيلوين تقريبًا تحيط بها القيعان والبرق والنفود والجبال الصفراء وعنها جنوبًا قاع محطوبا.
قال الشاعر:
فوق بير الجوهريهْ دَلَهْ
…
لاعته من سموم أرياحها
عزَّتِي له مِتّعبِيْنه هَلَهْ
…
يجذبَ الدَّلو كمِنْ مَيَّاحها
وحرَّة الجوهرية جزء من حَرَّة بني هلال، فهي تشكل الجهة الشمالية منها، تجاورها حرَّة الناصفة (نواصيف).
قال الشاعر حسين بن رزاح:
مع صلاة الصبح مع صُلْب اعْتَلَيْنَا
…
ما عَقَبْنا شَرْبَةٍ بالجوهريهْ
بشرِّ الغَالِين جِيْنَا بالخلايا
…
كلّ قَرْمٍ مخِلفينهْ عن نِوِيِّهْ
ويقول مدغم بن هاضل السُّبيعي في قصيدة أرسلها لعليان بن جروة السُّبيعي وهو على الجوهرية:
يا راكب من فوق ما يعْجِبَ الْعِيْن
…
ما فوقه إلا قِرْبِتِهْ مَعْ زهَابِه
يسرح من الصَّمَّان ويمسي الغُوَيْشِيْن
…
والقَابْلَهْ مَسْمَى ذْرَيِّعْ
(1)
هِبَابِهْ
وصُبْح أَرْبعٍ عَرِّضْ قُعُودِكْ عَلَى تِيْن
…
وتمسي لنا عِدٍّ عَذِيٍّ شَرَابِهْ
عِدٍّ عليه العِرْبْ دَامْ مَعَاطِينْ
(2)
…
الجَوْهريهْ مِثْل وبَلَ السحابَهْ
وبالقرب من الجوهرية عدة آبار مثل وَبْدَا وغُلْوَة، وقيعان مثل قاع محطوبا وبعض الجبال المنفردة والهرمية .. والخباري وملازم المياه وغيرها.
(1)
ذرَيِّعُ: اسم لجبلين صغيرين يقال لهما في الجاهلية ذراعان، بعد القاعية وجبال النِّيْر بقربهما أكمة سوداء فاحمة شمالهما يميل نحو الشرق تدعى حَمَّةُ ذرَيِّع، وبالقرب من ذُرَّع ماء يحاك حوله خرافة وهي أن بهذا الماء ثعابين ملازمة له، انظر "المجاز بين اليمامة والحجاز" - ص 115 - .
(2)
المعاطين: هي الإبل تشرب من الماء، ثم تعطن حول مورد الماء، يقال عطنت الإبل: شربت فرويت ثم بركت، وعطن الجمال: إراحتها بعد الشرب لتعود فتشرب.
غلوة: وغُلْوَةُ بئر مطوي بالأحجار، ماؤه عذب، وطوله عشرة أمتار تقريبًا، يقع في أعلى وادي الرُّميلة الذي يأتي من الجنوب، وتكثر فيه نباتات الحرمل والأشجار المتنوعة، وتبعد عن الجوهرية أحد عشر كيلو، تربتها حجرية صعبة المسلك، بجوارها آبار شَقْلَب، وحولهما جبال صفر ودارات من الأرض السهلة، وأودية تسيل إلى الرميلة.
ويرفد الوادي من أعلاه رِيْعَان (ريع غلوة وريع مقعد) تحيط بالوادي من الشرق آكام جبلية، وجبال مثل نعمي الذي يبعد عن الوادي أربعة كيلوات إلى الشرق، وغلوة من آبار الصمْلَةِ من بني عُمَر من سُبيع.
محطوبا: وقاع محطوبا: قاع مستدير الشكل، مرتفع وسطحه مستو، فيه عدة جبال لها أسماء مختلفة تسمى الأصفر، وفي جهته الغربية آكام من الجبال السود ذات الحجارة النخرة.
ومحطوبا بين آبار غلوة وجبل رايان
(1)
والطريق بين غلوة ومحطوبا صعب المسلك يعبر (شَقْب غُلْوة) الضيق بينهما دارات سهيلة، وزوايا الأرض سهلة محاطة بالجبل فيها أودية تغذي وادي الرُّميلة، ونبت محطوبا أخضر يقع شرقًا من رايان، والجبال هنا هلالية الشكل وهرمية، وتفيض أوديتها في شَقْب غُلْوة المتعرج، والطلح وغيرها.
ونعمي يقع شرقًا من القاع، وسفيره إلى الجنوب الشرقي.
قال الشاعر مُجَرِّي الركيبي يرثي زوجته عندما عاد وبلغوه بوفاتها في هذا القاع:
يَا بَكْرتِي تَزْهى حَسِيْنَ الدباديب
…
ما دَفَّعوها في المبايع والأسْوَاقْ
تِلْحِي ليا جا في الخباري تشاريب
…
ولها على قاع محْطُوْبَا تِفهَّاقْ
يا ليتها يوم نثَروْا فوقها الطِّيْب
…
وأسوَّد وجهٍ عقب ما هو ببَرَّاقْ
إني لها حاضِرْ واجِيْبَ الطَّوالِيبْ
…
واجْلِب لها من ليِّن الخدّ بِرْقَاقْ
أَعْوِلْ عَلَيْهَا مِثْلِ ما يعْوِلَ الذِّيْبْ
…
مَرْمِي، وَمَصْوبٍ على ثُوْمةَ السَّاقْ
رايان: أما جبل رايان فهو قريب من القاع إلى الغرب منه قال الشاعر:
دَمعي اللِّي سَيَّل الضِّلْع رَيَانْ
…
وانْبَت الْعِشْبِ بالْقِيْعَانِ يَرْعُونهْ
(1)
مجلة "العرب" - 25/ 235 - .
وهو جبل له رأس مائل كالراية، مستطيل يمتد من الشرق إلى الغرب، حوله جبال وحرة سوداء، في أعلى بعض الجبال أبراج تحيط بها مبان وأسوار من الأحجار السود، أما المباني فهي دائرية ومربعة الشكل، ينسبها السكان إلى بني هلال، وبعضها أقامها سكان المنطقة أوقات غارات اللصوص في عهد ما قبل تأسيس المملكة.
وتكثر الذئاب الآن في رايان وما حوله من جبال، واتخذت من كهوفه ملاجئ لها في النهار، تهاجم الناس ليلًا، وقد عمل لها سكان محطوبا ونعمي والذيبة والجوهرية أخيلة لطردها.
الناصفة: والناصفة حرَّة سوداء وواد كبير، له روافد كثيرة من جهة الحرَّة، ثم تجتمع في واد يسيل إلى الشمال مرورًا بجسر الناصفة، ثم يتجه إلى يَعَايِم في جهة الشرق، وتجتمع إليه أودية الجِزْعَة وحراضة والشعران والبترة عن مورد الشعران، انظر "العرب" 21/ 553، قال ابن خميس في "معجم جبال الجزيرة"
(1)
: حرَّة النواصف تقع في القسم الشمالي من حرَّة بني هلال القديمة، وتشرف على بلدة تُرَبة من الشرق، وتتصل بها من الجنوب حرَّة البقوم.
وقد وقع ابن خميس في خطإٍ واضح حيث إن حرَّة الناصفة تشرف على بلدة الخرمة من الشرق وليس تُرَبة. وقال أحد شعراء الخُرْمة:
سال مَشْقَر شعيب الناصفة مع حَثَاقْ
…
وزادهم وادي الْمَدْسَمْ مع اللِّي وراه
عن حثاق والمدسم انظر "العرب" 25/ 230.
وتكون الأرض إلى اليمن جبيلات صغيرة، وحرَّة سوداء، وحزون وحرج وأودية وفي خلفها جبال عالية مثل نعمي .. وسفيرة
(2)
(انظر "العرب" 7/ 713).
(1)
1/ 88.
(2)
سَفيرة هضبة عالية هرمية الشكل في الجنوب الشرقي من جبل رايان بالقرب منها عدة أودية يسيل بعضها إلى الشمال الشرقي، وإلى الشرق مثل الشعران وحراضة والجزعة والبتيرا وحولها آبار مثل إصْفَا وبقيع، وكلها آبار لقبيلة سُبيع، قال أحد شعراء الخرمة:
نَبْنِي مَنَازِلنَا مَعْ أَيْسَر سَفيرَهْ
…
وبيُوتْنَا ما تَخْتَفِي في الشِّعِيْبِ
ولى جَتْ حَرَايِبْ يِشْعلُونَ السَّعِيْرَهْ
…
نَلْطِمْ مْعَادِينَا وَعَيْنَ الحَرَيبِ
وعلى اليسار يشاهد جبل تين يبعد 20 كيلومترًا تقريبًا موازٍ لوادي الناصفة. وأبرق الهيج في وسط الحرَّة
(1)
.
وقال أحد شعراء بني ثور من سُبيع:
عسى داركم يا ذعارْ بالغيث والأمطار
…
على الناصفة وأرض المراخه وذيغان
(2)
وتذكر كتب الجغرافيا والخرائط الصادرة من وزارتي التخطيط .. والبلديات بأن حرَّة نواصيف تقع بين الخرمة ورنية قرب وادي الشعران والْمَشْقَر، وهي تنصف الطريق بين الخرمة ورنية إلى 70 كيلومترًا بالقرب من مشاش النويصفة وجبال العاقر وعنيزة وحِمِرَّة (بتشديد الراء وفتحها) وعن حمرة والمشقر (انظر "العرب" 25/ 232).
وقال شبيب المُطَيْري:
يَا زِيْن مَمْشًى بِالفِيَاضْ الأَطَانِيْفُ
…
وَقْتَ الرَّبيعُ اللِّى تَعَاقَبْ بَنَدْهَا
مِنْ دُون مَكَّهْ لَيْنْ حَرَّة نَوَاصِيفْ
…
أرْضٍ بْها الزُّمْلُوقْ يسمك عَمَدْهَا
يَفْرحْ بِهَا رَاعِ البكَارَ المَشَاعِيْفْ
…
قِدَّام لا يكْثِرْ بِهَا مَنْ وَرَدْهَا
وذكر فؤاد حمزة بأن حرَّة سُبيع على يمين المسافر من الخُرمة إلى رنية، وبهذا تكون حرَّة نواصيف وحرَّة الجوهرية جزءًا من حرَّة بني هلال قديمًا التي تعرف باسم حرَّة نجد، ويسكنها الآن سُبيع والبقوم من كَرَا حتى كراع الجزعة. وانظر "صفة جزيرة العرب" - 262.
ضَبُع: أوله ضاد معجمة مفتوحة ثم باء موحدة ثم عين بلفظ الضَّبُع من السباع: جبل واقع في مَرْت من الأرض، حوله جبال صغيرة، يبعد عن طريق الخُرمة إلى رَنْية عشرة كيلوات بينه وبين الطريق وادي الناصفة [انظر العرب 26/ 77] ويبعد عن الخرمة 85 كيلومترًا إلى الشرق.
والأرض بين ضبع والطريق حزون وأودية فيها نباتاتٌ من الثُّمام والْقَطَفِ، وإلى
(1)
قال الهجري - ص 388 - هما هجيان جبلان بأسفل رنئة، وقال في - ص 200 - جبلان بالحرَّة، حرَّة بني هلال، أسودان بسواء الحرَّة، - انظر "العرب" 23/ 695.
(2)
أرض المراخة وذيغان: أودية بعد وادي الناصفة بالقرب من يعومة ووادي الشعران، قال فؤاد حمزة في "بلاد عسير" بعد أرض المراخة تبدأ أرض تُعرف بأرض شعيب الجزعة بقرب رجمة من الصخور قائمة وسط السهل.
الشرق والغرب أرض منبسطة بها نباتات يسميها أهل المنطقة (خُنَازى)، وتسمى في شمال المملكة (السيكران).
وإذا جاوزنا جبل ضبع شاهدنا جنوبًا سنافين أحمرين بجوار وادي الناصفة، وراءهما جبال (يعومة) وأرض ضبع حمراء جبالها وسنفانها يقابلها من جهة طريق رنْيَة واد صغير يسمى وادي الْبُتَيْرَا يتجه إلى الشمال الشرقي من حرَّة تسمى باسْمِه، ويعارض وادي الناصفة والأرض في هذا الوادي وما حولها رمليَّة حمراء، شبيهة بتربة حثاق (العرب 25/ 227) ويرى على البعد يمينًا أُكيمات وحزون متطامنة وخباري مثل خبرا السجرا التي يغذيها واديان أحدهما يسيل إلى النويصفة.
وقد سمي ضبع بهذا الاسم لكثرة ما عليه من الحجارة التي كأنها منضدة تشبيها لها بالضبع وعُرْفِها، لأن للضبع عُرْفًا، وقد أورده ياقوت في معجمه وقال: هو اسم جبل، ويوجد العديد من الجبال بهذا الاسم
(1)
قال أعرابي:
خِليْلَيَّ ذُمَّا الْعَيْشَ إلَّا لَيالِيا
…
بِذِيْ ضَبُع سُقْيًا لَهُنَّ لَيَالَيا
وأرض ضبع مرتفعة قليلًا تكثر فيها أشجار الأشبهان (القتاد) بينه وبين جبل (تِيْن) أرض المعاشير، وهي أودية يكثر فيها النَّصيُّ والرِّمْثُ والثُّمَامُ، وأشجار أخرى ذكرها فؤاد حمزة وقال: أرض المعاشير بالقرب من تِيْن.
وقال في كتاب "بلاد عسير"
(2)
أرض شعيب الناصفة وبقريه ضلعان أبو سنون، وضبع واليعايم.
وقال شاعر من قحطان:
ومَشْهَاةْ قَلْبِي لى تَعَدّيْتْ ضَبْعْ وتين
…
وحَطَّيْت رَنْيَةْ، وَالْمَصَالِيخْ من دُوْني
(3)
(1)
ذكره ياقوت وقال عن نصر: جبل فارر بين النباج والفقرة، وذكر ابن بليهد أن هناك مواضع كثيرة باسم ضبع منها موضع قريب من حرَّة بني سُلَيْم والضبع أيضًا وادٍ قرب مكة.
(2)
فؤاد حمزة "في بلاد عسير" ص 54.
(3)
المصاليخ كأنه جمع مصلوخ: هضبتان حمروان كبيرتان واقعتان شمال غرب من بلدة رنية في بلاد قبيلة سُبيع التابعة لإمارة رنية غير بعيدة عنها [عالية نجد ص 1202] وذكرها فؤاد حمزة فقال سلسلة المسلوخ (بالسين) إلى الشمال الغربي من رنية وهي تبعد عن مدينة رنية 16 كيلومترا فيها غدير ماء يتخذه أهل المنطقة منتزهًا تحيط به سهلية مستوية وسميت بهذا الاسم؛ لأن جبالها ينسلخ بعضها من بعض، وتكون ملساء، بجوارها طريق الخرمة إلى رنية، وحينما يجاوره القادم إلى رنية يرى أمامه من بعيد منظرًا عجيبًا =
تَنَحَّرْت رَبْع دَايْم فَي اللقَاء ذَرْبينْ
…
(قَحَاطِينْ) لي صَاحْ المنادِى يُلَبُّونِ
وقال أبو حمزة العامري السُبيعي
(1)
:
أيْمَنْ ضبَيْعي في دَعَاثير الغَضَا
…
مَقْصَدْ مَغِيْبَ النَّجْمَةِ الجَوْزَاءِ
الوُصَيْم: جبل مرتفع يبعد عن ضبع شمالًا مسافة ثمانية كيلوات ونصف، وعن جبال الغراميل غربًا 15 كيلومترًا تنساح بقربه أودية المعاشير (مُعَشَّرْ) إلى جهة الغراميل، وأرضه رملية حمراء مستوية، تتجه نَحْو منخفض سِنْفَان المُنْخَلِي والرَّشِيدة والأرض إلى جهة الشمال تكثر بها الحراج والأودية، وتزين رقعتها شجيرات صغيرة ونباتات بريَّة، وتظهر معالم الأرض والجبال مثل جبال (حِسَّن) ومخْيَطْ
(2)
.
ويحسن أن نصف بعض المعالم بين وادي سُبَيْع وطريق الخرمة إلى رنية، وتشمل هذه المعالم جبال تِيْن، والغراميل، وحَسَنْ وما حولها.
تين: علمٌ لا تدخله الألف واللام على لفظ التين الشجر المعروف أوله تاء مثناة مكسورة، ثم ياء مثناة تحتية ساكنة ثم نون-: جبل كبير بارز، أسود، أرضه ذات نبت طيب وفلاة واسعة صالحة. وقال ابن جنيدل في كتابه "عالية نجد"
(3)
جبل أسود كبير يقع في أسفل وادي الخرمة، جنوبًا من ذُرَيْرَات، وغربًا شماليًّا من الغراميل، يلي مطلع الشمس من بلدة الخرمة في بلاد قبيلة سُبيع، وكان قديمًا في بلاد بني عامر (القبيلة الأم) وهو تابع لإمارة الخرمة.
وقال محمد بن عبد الله بن بليهد
(4)
: تين واقع جنوبي منهل القُنْصُليَّة الواقعة في أسفل وادي الخرمة، يبعد عنها مسافة نصف يوم، شرقي بلد الخرمة على مسافة يوم أو أكثر، معروف عند عامة أهل نجد بهذا الاسم.
= هو أقرب ما يكون إلى منظر بلدة عظيمة ذات قلاع وأبراج ومآذن ومساجد، وهو في الواقع مناظر الجبال والتلال التي تظهر في الأفق بأشكال بهيجة، ودونها مبان حديثة هي معالم مباني مدينة رنية الفيحاء. وعن جبال المنطقة مثل المصلوخ والورك والخثعمي والكور انظر [في بلاد عسير ص 46 - والعرب 4/ 573].
(1)
"من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية" منديل الفهيد 3: 30.
(2)
هناك جبل بهذا الاسم وأكثر منه ذكرًا هو جبل مِخْيَطْ، في وسط عرق سُبَيْع، مما يلي حل الشريفية، بينه وبين مناهل الدويحي للقريشات بُرْقَانْ الدُّوَيْحي - انظر العرب 26/ 79.
(3)
"عالية نجد" سعد بن جنيدل ص 258.
(4)
"صحيح الأخبار" لابن بليهد 2/ 49.
وقال حمد الجاسر
(1)
: جبل تين يقع شرق بلدة الخرمة بما يقارب 45 كيلومترًا بقرب منهل القنصلية في الشمال الشرقي منه على نحو 10 كيلوات غرب جبال حَوْضى، يفصل بينه وبينها نفود سُبيع (رمل بني عبد الله بن كلاب قديمًا) وهذا الجبل واقع بقرب خط الطول 40/ 42 ْوخط العرض 00/ 22 ْوقد وقعت بقربه معركة مشهورة سنة 1212 هـ بين أمير مكة الشريف غالب بن مساعد وبين قبائل قحطان والدواسر تُدعى وقعة القنصلية. [وانظر العرب 7/ 794].
والحقيقة أن تين يبعد عن الخرمة 65 كيلومترًا وعن القنصلية 20 كيلومترًا.
قال الشاعر
يَا تِينُ يا جَبَلَ الغَرَامِ ألَا تَرى
…
رَبْعًا لَهمْ سَمَرٌ بَسْفحِكَ جَاءُوْا
وقال أحد شعراء الخرمة:
يَا تِين يا قِمَّةً في الأفْقِ شَامِخَةً
…
قُصِّي عَلَيْنَا مِنَ الأَخْبَار أَحْلَاهَا
وقال الشريف راجح بن عون الشَّنْبَرِيُّ في وصف معركة القنصلية
(2)
:
الله لَا يَسْقِي نَهَارٍ وَرَى تِينْ
…
يَوْمٍ غَدَيْنَا يَا شُجَيِّعْ بِه أقْطَاع
جونا (الدَّوَاسِر) مع فريقَ القَحَاطيْنْ
…
كِلْنَا لَهُمْ بالمُدِّ، وأوفَوْا لنا الصَّاع
وقد تسلَّقت الجبل إلى قمته المرتفعة، فرأيت في أعلاه مكانًا دائريًا فيه رجوم وأحجار وضعت علي بعضها البعض، فيها فتحات تكشف المنطقة المحيطة به، وفي أطرافها آثار نار، ويُعَدُّ هذا المكان قديمًا قلعة حصينة .. أما أثر هذه النار فقيل لي أنها أوقدت أيام غارات القبائل على بعضها البعض.
وحينما اتجهت مع رفاقي إلى أحد أركانه برزت أمامنا الأعلام، وانداحت الأرض، وتعانقت الرؤى .. ورأينا منظرًا جميلًا، حيث الأودية والأرض السهلة والأفق الواسع، إذ يمور الغمام أمام نواظرنا وبين نهايته .. وأصبحت الشجيرات بيننا وبين الأرض وكأنها نباتات صغيرة.
(1)
"العرب" س 10 ص 157.
(2)
"تحفة المشتاق" لابن بسام أحداث عام 1212 هـ.
وعلى بُعد نرى جبال العاقر ونعمي (انظر "العرب" 25/ 230)، وسَفيرة إلى الجنوب الغربي، والغراميل وحِسن مما يلي مطلع الشمس ومناهل السُّدَيْريَّة والقُنْصلية وجبال ذُرَيْرات إلى الشمال الشَرقي
(1)
وعلى بعد في الشمال الغربي جبال الإظْفَارة
(2)
وغُرَّبْ وبرام [عن برام انظر "العرب" 25/ 230]. وفي أسفل الجبل ملازم مياه تسمى (الرَّدْهَاء) ويقع شرقًا منه جبل تُوَيْن - تصغير تِين. قال الشاعر:
نَوٌّ عَلَى مَثْنَاةْ نَجْدٍ ينَزِّلْ
…
مِثْلَ الْهضابْ المِزْن تَشْفَقَ له العَيْنْ
نَوٌّ من القِبْلَةْ برُوقُهْ تشَاعَلْ
…
تِبْرِقْ مقادِيْمهْ على تِيْن .. وتوَيْن
وتُوَيْنُ: جبيل صغير، يبعد عن تين ثمانية كيلوات إلى الشرق، بينهما جبل النُّصَيْلَةَ، قال الشاعر ابن مَزْيَدَ السُبيعي:
يَا تِيْنْ يَاللِّي عَنْكْ شَرْق النِّصِيلَهْ
…
وَحسِّنْ وَرَاهَا ومن جنوبَ الْغَرَامِيلْ
ما شِفْتْ لي يَاتِيْن ذِيْكَ القَبَيْلهْ
…
آلَادْ .. الأَجْرَب صُلْبْ جَدِّيْ مَشَاكِيْلْ
يَاتِيْن يَاراعيْ العُلُوْمَ الجَمِيلَهْ
…
يَامَا نَطَحْنَا دُوْنْ سَفْحِكْ رَجَاجِيلْ
والأرض بينه وبين جبال ضَبع والغراميل، أرض مستوية خضراء تسمى أرضٍ معاشير، نِسْبة إلى أودية معشر، المتجهة نحو الشرق تكثر فيها نباتات الرِّمْث والنَّصيّ ونباتات متنوعة بريَّة تُزَيِّنُ رقعة الأرض، كَلَوْحة فَنِّيَّة يملأ عبيرها أجواء المنطقة رائحة عطرية شذية .. وما أجمل منظر الإبل المنتشرة في مراعيها
…
والرعي وهو يتجوَّل على راحلته متابعًا خلفاته وعشائره، في لوحة غنية بكل المعطيات الفنية والصور الرائعة التي تشكل في مضامينها تلك الرحلة الغارقة في براءة الحياة وعفويتها.
(1)
ذُرَيْرَاتْ: واحدها ذُرَيْرَة مصغرة كأنه تصغير ذَرَّة، هضيبات بجوارها عدة آبار ومناهل شمال شرق جبل تين، غربًا من كتيفان تبعد عن تين 26 كيلومترًا.
قال عسكر النميري العامري:
إلى ذَاتَ أبواب فَحَزم ذُرَيْرة
…
فَبطن عِتَانٍ من رُبَا وحُزوْمِ
والآبار تبعد عن جبيلات ذريرة كيلوين فقط إلى الجنوب، وهي من آبار القريشات من سُبيع عنها في الغرب يميل نحو الجنوب آبار الشريفية بني ثور من سُبيع، وحول ذريرة أشجار مختلفة مثل العُشَر والرَّمْث والغضا.
(2)
الإظْفَارَة: جبل يبعد عن وادي سبيع 18 كيلومترًا إلى الشمال الغربي بينه وبين جبل برام عشرة كيلوات والإظفارة جنوبًا من جبال الشهبان، وأقرب القرى إليه قرية أحجيف، أرضه طيبة فيها الغضا والرمث والأعشاب البرية المنوعة.
وفي جبلي تين والغراميل مَثَلٌ معروف يتناقله كثيرٌ من أبناء المنطقة وهو (رجلٍ عَلَى الغُرْمُولَ وَرِجْلٍ على تِينْ) ويقال هذا المثل عندما تكثر مشاغل الشخص ومشاكله، وتتعدد همومه.
وقال الشاعر عجران بن شرفي
(1)
:
يابْن الإمام
(2)
إنْ دِيْرَتي مِنْ وَرَى تِيْن
…
وفيها بني عَمّ تِضِدَّ المعادي
من حَدْ خَشْم العِرْق، لِلْحَزْم وِيميْن
…
مُقَضِّبينْ اطْرَافَها .. بالحَدَادِي
وقال سعود بن نايف بن عون الرُّوَيْس الملقَّب بالعَمَى:
يَا تِيْنْ يَا تِيْنْ يَا مَالْ الْهَماليْل
…
دَلِيلَة اللِّي يَتُوهْ منْ الدّرُوْبِ
مقَادِي لخَشْم حِسِّنْ وَالْغَراميل
…
دِيْرَةْ سُبَيْع مُدَلِّهَةَ العُزُوبِ
يا حِبِّنَا لِكْ ليَاجِينَا مقَابْيل
…
ويَا بُغْضَنَا لك لِيَا رُحْنَا جُنُوبِ
وقال ثواب بن عيَّاش الصُّمَيْلي السُّبيعي:
أوَصَّفْكُم جِبْالٍ مَا تهازي
…
جَبَلْنَا تِين من يَقْدَرْ يهيْزه
وفَرْخْ الحُرّ مَا سَموهْ بَازِي
…
بِمقْنَاص الرّبيع اللِّي تحيزه
وقال الحميدي بن مزيد:
مادامْ خَشْمَ العَدَامْ مُنَاحِرٍ تِين
…
أنَا بحَبلِ الرَّجا في سَمْحْ الاقْبَالِ
(1)
عجران هو عجران بن ضيدان بن دُغَيِّم بن شَرَفي السُبيعي، رجل كريم، وشاعر فارس، من آل عليِّ من بني عمر، كفيف البصر، كان يعيش في نجد (العارض) وقتله عبد العزيز بن رشيد سنة 1319 هـ في موقعة الصريف. وهو الذي قال فيه الشاعر فهد بن مخشوش - شاعر الصملة - في ذكره لأهل [العَشْرِ المُرَدَّف].
السَّابَغَهْ منْهنْ لِعَجْرَان العَمَى
…
غَدَابْهَا عَوْدٍ هْرُوَجِهْ دَلَايِلْ
لا يَثْني الدَّلَّهْ، ولَا يَذْبَحْ المَعْز
…
ولا يَذْبَح إلَّا من خَرُوفٍ وَحَايِلْ
وقد جرت بينه وبين الفارس الكبير راكان بن حثلين شيخ العجمان عدة مُساجلات وقصائد. انظر كتاب "من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية" لمنديل الفهيد الجزء الثالث.
(2)
المقصود به الإمام عبد الله بن فيصل آل سعود.
الغَرَاميل: جَمْعُ غُرْمُولٍ:- وهي هِضاب حمر عالية، بالقرب من ضَبع بينهما 17 كيلومترًا. ذكرها ابن جنيدل في "عالية نجد" وقال
(1)
هضاب مذاريب حمر، لأنها مرتكز لها رءوس محددة تقع في حدِّ رمل عِرْق سُبَيْع من الغرب، صوب مطلع الشمس من جبل تين، في أسفل بلاد قبيلة سُبيع قال الشمَّاخ:
مُحَوِّيَيْنِ سَنَام عَنْ يَمِينِهمَا
…
وَبِالشِّمَالِ مِشَانٌ فالغَرَامِيْلُ
وقال فؤاد حمزة
(2)
أنه جبل مرتفع كالسنان بالقرب من ضبع وقال ياقوت:
هضابٌ حُمُرٌ وأورد بيت الشمَّاخ السابق.
قال كوير بن راشد الرُّوَيْبِي السُبيعي:
ليَّ دِيْرِةٍ ما بَيْن غَيٍّ وغُرَّبْ
(3)
…
بَيْن الغَرَامِيْلَ الطُّوَالْ وتِيْن
لَوْلَا السّنينَ الْجِهْمْ مَا بَانْ خَيَّر
…
وَلَا بَانْ عِدٍّ في العُدُودْ رسِيْن
وأرض الغراميل سهلة مستوية، حولها حزون، وبجوار الغراميل شجيرات صغيرة .. وجدائر مرتكزة، في أرض مستوية حمراء، كأنما وضعت باليد تزيد على اثنتي عشرة كومةً من الحجارة الكبيرة، وفي داخل بعضها غيران - جمع غار - وأرضها رملية مليئة بالضباب والجرابيع (اليرابيع).
(1)
"معجم عالية نجد" ص 1015 - [العرب: ولكنه قال: ذكر الشماخ الغراميل مقرونة بسنام ومشان وهما في حمى الربذة بعيدان عن الغراميل التي نتحدث عنها الواقعة في بلاد عبد الله بن كلاب].
(2)
"في بلاد عسير" ص 45.
(3)
غيٍّ: انظر "العرب" 20/ 428. وهي جبيلات سود واقعة في ناحية حزم الحمار الشمالي الشرقية شمال الخرمة، بالقرب منها جبيلات (غُرَّب)، تابع لإمارة الخرمة قال حيَّان بن جبلة المحاربي:
أَلَا إن جِيْرَان العَشِيَّةِ رَايحٌ
…
دَعَتْهُمْ دَوَاعٍ مِنْ هَوَى ومَنَادِحُ
فَسَارُوا لغَيْث فيه أَغْيٌ وغُرَّبُ
…
فَذُوْ بَقَرٍ فَشَّابَهٌ
…
فالذَّرائِحُ
انظر "عالية نجد" ص 1027.
وتسمى بني غي .. وهي سنفنا بني الحمرة والسواد، بين غُرَّب وعرق سُبيع تقع في جهة مطلع الشمس من غرَّب فهي جبيلات تقع في الناحية الشرقية من سمارة الحِمَار، بالقرب منها ضليعات الهراس، وقرن عفر، وأبا الغبيس وسمارة الظَّمْيَة، وهي شمال شرق مدينة الخرمة قال حمود أبو عليَّة:
حُطَّ القُريْن وغُرَّب يسَارْ
…
تَلْقَى مدَلَّهْةَ الحَزِيْن
وقال هُوَيْشِل:
قدْ عَقَّبَتْ ذِيْكَ الخُشُومْ الْمِنيْفَات
…
خَلتْ (حَصَنْ) وخشُومْ (غُرَّب) وَرَاهَا
وجبل الغرمول يُرَى من بُعْد كأنه علم مرتكز شمالًا منه جُبيلات بعضها كبير هي جُزء منه، بينهما عشرة كيلوات، وإلى الشرق في حقْفِ الرملَة ضِلْعُ كُتَيْفَةَ وأقواز رُمْحَيْن.
قالت الشاعرة:
يَا منِيْر أنا فَاطِريْ وَنْيَهْ
…
تَشْكِي الْحَفَا مِن سمارِيْهَا
مِسْرَاحَها اليوم من رنيه
…
وَالقُنْصُلِيَّة ممَاسِيْهَا
وجاء في مجلة "العرب" 23/ 698: من جبل حَسَن ترى الإبل التي تشرب على مورد القنصلية المعروفة وهي منه ناحية الشمال الغربية في الفرشة، في بطن الوادي غرب عرق سُبيع وشرق الحرَّة - والأصح - شمال شرق، وسُمِّيت بهذا الاسم لانتشار نباتات صغيرة تسمى القُنصل يشبه الثمام، والنَّصي يكثر في أرضها، والقنصلية عدة رُسُوْسٍ وآبار قديمة مطوية بالأحجار والأخشاب، وقد قامت حكومتنا الرشيدة بحفر ثلاثة آبار كبيرة يردها أبناء البادية بسياراتهم وإبلهم ومواشيهم. وبالقرب منها بقايا قصر مبني من الطين قال الشاعر عبد الله بن جرفان:
شِبْه وَضَحًا عَلَى أمّ قصِيرْ
…
حَايِلٍ للعَرَبْ مشْفَاهْ
ويقع بينها وبين جبال حسّن ضُلَيْع الْبَهَم.
واشتهرت القنصلية بموقعة سنة 1212 هـ بين جيوش الأمير عبد العزيز بن محمد ومن معه من سُبيع وقحطان والدواسر، بقيادة هادي بن قَرْمَلَة ورُبَيّع بن زيد، وبين أمير مكة الشريف غالب بن مساعد.
ووقفَ وخيَّمَ عليها الملك عبد العزيز في رمضان عام 1337 هـ بعد معركة تُرَبة، قادما من نجد بجيش عدده اثنا عشر ألف مقاتل، فلقي وهو في الطريق بين ماء القنصلية والخرمة من قص عليه خبر الانتصار في تُرَبة، واستمر حتى وصل الخرمة ثم تربة وقال قولته المعروفة:(كفى الباغي جزاء بغيه)
(1)
.
(1)
"ملحمة عيد الرياض" - بولس سلامة ص 386.
الذَّهابُ والكَوْرُ وما حولهما من المواضع برنية
(*)
جاء في "معجم البلدان"
(1)
قوله: الذهاب: بضم أوله وآخره باءٌ موحدة.
وقرأت بخط ابن نباتة السعدي الشاعر في شعر لبيد بن ربيعة العامري: الذَّهاب: بكسر أول والضم أكثر هو غائط من أرض بني الحارث بن كعب، أغار عليهم فيه عامر بن الطفيل - الكلابي العامري -، وعلى أحلافهم من اليمن. قال لبيد بن ربيعة - العامري -:
إني امْرُؤٌ مَنَعَتْ أرُومَةُ عامرٍ
…
ضَيْمي وقد حَنِقتْ عليَّ خُصومُ
منها حُوَيٌّ والذُّهاب وقَبْلَه
…
يوم بِبُرْقَةِ رحْرحَانَ كَرِيمُ
وقال عامر بن الطُّفيل العامري:
ونَعُدُّ أيامًا لنا ومآثرًا
…
قِدْمًا تَبِذُّ الْبَدوَ والأَمْصَارَا
منها حُوَيٌّ والذُّهابُ وبِالصَّفَا
…
يوم تَمَهَّدَ مَجْدُ ذاك فسارا
وقال النابغة الجعديُّ العامري
(2)
:
أتاهن أنَّ مياهَ الذُّهاب
…
فالأَوْقِ فَالْمِلْحِ فَالمِيْثَبِ
وقال أبو دُوَاد الرُّؤَاسيُّ العامري
(3)
:
لِمَنْ طَلَلٌ كَعُنْوَان الكتاب
…
بِبَطْنِ أُفَاقَ أو بَطْنِ الذُّهاب
وقال النابغة الجعديُّ أيضًا
(4)
:
فذُهاب الْكَوْرِ أَمْسَى أَهْلُهُ
…
كُلُّ مَوْشِيٍّ شواه ذِي رَمَلْ
دَارُ قَوْمِي قبلَ أنْ يُدْرِكَهُمْ
…
عَنَتْ الدَّهْرِ وعَيْشٌ ذُو خَبَلْ
(*)[انظر "العرب" س 17 ص 886/ 887].
العرب ج 11، 12 س 18 - 1404 هـ مقال للأستاذ فهيد بن عبد الله بن تركي السبيعي. وقد اتصل مؤلفا كتاب نسب سُبيع والسهول بالأستاذ فهيد في رنية، فأجرى على المقال بعض التنقيحات.
(1)
ياقوت الحموي رسم - (الذهاب) -.
(2)
"معجم ما استعجم للبكري" رسم (المثيب).
(3)
رسم (أفاق).
(4)
رسم (الكور).
وهنا نرى تكرار الذهاب ومواضعه كثيرًا في أشعار بني عامر بن صعصعة، ومنهم من نسبه إلى الْكَوْرِ كالجعدي وهي نسبة صحيحة، يثبتها الواقع الآن، وسنوضحه فيما بعد، وهذا الكَور هو ما دعاه الهمْدانيُّ كوَر عامِرِ تَيْمٍ، فهو ذكره وفرَّق بينه وبين الكوْرِ جبل رنية. قال أَوْس بن مُدْرِك
(1)
:
تَبَالَةُ، والعِرْضَانِ: تَرْجٌ وبِيْشةٌ
…
وقَوْمِي تَيْمُ اللَّاتِ، والاسْمُ: خَثْعَمُ
وقال النابغة الجعدي العامري
(2)
:
ونحنُ أزلنا مَذْحِجًا عن ديارها
…
فزالُوا وكانُوا أَهْلَ تَرْجٍ وعَثَّرا
ولعل هذه الأكوار جبل رَنية وكَوْر أُثَال والكَوْر هذا الذي نحن بصدده، هي التي عناها الجعديُّ حين قال:
جلبْنا مِنَ الأَكْوَارِ والسِّيِّ والْقَفَا
…
وَبِيْشَةَ جَيْشًا ذَا زَوَائِدَ جَحْفَلا
وقد قال ذلك الجعديُّ أيَّام تماسُك قومه بني عامر بن صعصعة، ونزولهم في أسافل أودية السراة الشرقية وما حولها وفي عالية نجد. وكما هو معروف لما هذه القبيلة من قوة وكثرة قبل تفرقها وهجرة بعضها أيام الفتوحات الإسلامية والهجرة الهلالية، قال حُمَيْد بن ثَوْرٍ الهلالي العامري
(3)
:
لَيَالي دنيانا علينا رَحيْبَةٌ
…
وإذْ عامرٌ في أَوَّلِ الدَّهْرِ عامِرُ
ولعلَّ العُجَيْرَ السَّلُوليَّ
(4)
وهو من سكان بيشة عنى كَوْرَ عامرِ تَيْمٍ حين خاطب بعض قومه وقد جنى جناية فلجأ إلى هذا الكَوْر قال:
أمِنْ أجْلِ شَاةٍ بِتُّما بقذالة
…
مَنَ الكَوْرِ تجتابان سُودَ الأَرَاقِم
وهذا الكَوْر يعرف اليوم - بكور آل عمير
(5)
، نسبة لسكانه هؤلاء من سُبيع بين
(1)
صفة جزيرة العرب تحقيق ابن بليهد ص 285.
(2)
البكري رسم (ترج) و (الكور).
(3)
ديوان حميد بن ثور.
(4)
"معجم البكري" رسم (الكور).
(5)
بُرَيْهة لقب لآل عمير، لذلك قد يقال: كور بريهة.
عامر أهل رَنْية، ويقع الكور من مدينة بيشة ناحية الشمال الغربي بحوالي 68 كيلومترًا تقريبًا، وهو على ضفة وادي رَنْيَة من الجنوب، حينما يكون وادي رَنْية في الموضع الواقع بين أبيدة وتَبَالة في الطرف الجنوبي الغربي من حَرَّة بني هلال بن عامر بن صعصعة، وهو مكون من سلاسل جبلية عظيمة، ويبدو منه جنوبًا حيث امتداده أكَمَةٌ حمراء عظيمة، يفصل بينها وبين الكَوْر رِيْعٌ يدعى ريع الثُّليماء، وتسمى الأكمة بالكُوير تصغير كَور. فيقال: الكَوُر والكُوير. وهو يقع من الكور جبل رنية ناحية الجنوب الغربي في موضعه المذكور من الوادي، ويبعد عن جبل رنية مسافة 175 كيلومترًا تقريبًا. وقد اشتبه الأمر على محمد بن عبد الله بن بليهد
(1)
حينما ذكر أنَّ الكور جبل رنية لقبائل من سُبيع يقال لهم بُرَيْهَة وفيه كانت حروبٌ بين سُبيع أهل رنية الزكور وبين بُرَيْهَة
(2)
، وقال: فيه نخيل يقال لها الأملح، ثم عاد وذكر ثانية أنَّ الكور جبل رَنية جبل تطل على رنية من الناحية الغربية الجنوبية، وفيه من يسميه جبل المجامعة من سُبيع.
ونقول: إن آل عمير هو ما ذكرناه سابقًا. وأنَّ الذي أكثر ذكره ابن بليهد وفيه قامت الحروب وفيه نخل الأملاح هو الكَوْر جبل رَنْيَة، والأملحُ يقع منه غربًا، وهو سلسلة جبلية عظيمة تمتد من الشمال إلى الجنوب 75 كيلومترًا وفي نهايته الشمالية الغربية يقع كور أثال، ويقابله غربًا جبل بُضَيْع، ونهايته الجنوبية تقابل نهاية نفود حُنجُران
(3)
، ومنقع الجاهلية في حقف الرملة مما يلي نهاية الجبل. والجاهلية بئر تقع في نهاية الكَوْر، مما يلي الرمل، وفي المنقع تنتهي سيول كل الأودية والشعاب الآتية:
(1)
"صفة جزيرة العرب" تحقيق ابن بليهد ص 211 - 404.
(2)
حروب سُبيع بن عامر في رنية التي حدثت بين بطونهم سواء بين الزكور وآل عمير أم بين الزكوريين. أم بين آل عمير أم بمساعدة أحدهم على الآخر هذه فعلًا حدثت بعض الحروب فكادت أن تقضي على بعض البطون، ولعل حب الانتقام كان وسيلتهم فكانت تلك الحروب على الرغم من شعورهم بوحدة نسبهم وانتمائهم إلى أصل واحد فاقتتلوا كما اقتتل فرعا بني عامر - بنو جعفر بن كلاب وبنو أبي بكر بن كلاب - بسبب ابن ضياء الأسدي "النقائض" ص 533، وكذلك بين بني جعفر بن كلاب والضباب بن كلاب - نفس المصدر - ص 937، وكحرب الفساد بين بطون طيئ - ابن الأثير 1/ 388 وكذلك حرب داحس والغبراء بين ابني بغيض عبس وذبيان، والبسوس بين ابني وائل تغلب وبكر.
(3)
انظر مجلة العرب س 7 ص 705.
حُوَىٌّ - (الحاوي) وخَدَّانُ:
وهذان الواديان يكتنفان سوادة آل عُمير الواقعة شرقي كَوْرهم، فالحاوي يأتي من تلقي شعابها المنحدرة جنوبًا، ثم يتجه شرقًا حتى يخلف معظمها شمالًا منه، ثم يحويها مسيله متجهًا شمالًا تمامًا، وقد أصبحت منه كلها غربًا حتى يلتقي بـ (خدَّان) وخدَّانُ ينحدر من شعاب السوادة المتجهة شمالًا، ويستقبلها ويذهب محاذيًا السوادة من الشمال حتى يلتقي بالحاوي عند (الحصاة) على الطريق العامة إلى بيشة من رَنْيَة فيصبحان واديا يذهب حتى يقطع العرقوب، ويصب في المنقع المذكور، كما أنَّ المنقع أيضًا يستقبل سيل وادي السُّليْل الذي يأتي من الغرب مستقبلًا هو أيضًا سيول وادي المياه، الذي ينحدر من كَوْر آل عمير جهة الشرق، فتلتقي هذه الأودية في المنقع ما بين نفود حُنْجُران ونهاية الكور، وإذا زادت سيول تلك الأودية على المنقع فإنها تذهب ما بين الرمال والجبل حتى تصب في نهايات (الْحُمَّان) وهي بُرْقَةْ تقع في حقف رملة حنجران من الشمال جنوبي مدينة رَنْية على بعد 15 كيلومترًا تشاهد من نفس المدينة.
ونقول: إن الذِّهاب كما هو معروف اليوم - بكسر أوله - هو منخفض من الأرض واسع، وفي أصله واد عظيم، يأخذ سيله الناس إذا سال في غِرَّة منهم. وسيله يأتي من الغرب، ويذهب شرقًا مسافات طويلة وعندما يقرب من جبال الجفر يأخذ اتجاهه نحو الجنوب، حتى يصب في مجرى وادي بيشة المعروف في الغرب من مورد (عُقيلان) الواقع في بطن وادي بيشة.
وفروع وادي الذهاب يأتي أهمها من جبال الكَوْر - كور آل عُمير - الواقعة على ضفة وادي رَنْية من جنوب، ومن غائط الذِّهاب جهة الشمال الغربي وله فروع أخرى تأتي من جبال تقابل جبال الكور من الجنوب والجنوب الغربي، مثل جبال الأسد وجبل صَدْعَه. فمن جبال الكور تأتي هذه الفروع (الدهثمي) و (النهملي) و (مذارية) و (شجعة) و (المطريَّة) وغير ذلك من الشعاب وفي كل ذلك مياه للبادية عاديَّةٌ وحديثة، ومن جبال الأسْد يأتي كل من وادي (الحِمَى) و (الرِّشَاة) ومن جبل صدعة يأتي وادي (قرواح)
(1)
و (النعجة) و (خارب) وغير ذلك من الشعاب.
(1)
قال الشاعر العامي:
قَبلكم وأنّا هَل الدِّيرة
…
يوم منزلكم ورا قرْوَاح
ثم تلتقي جميع الروافد المذكورة الآتية من الشمال الغربي والأخرى من الجنوب الغربي وتنحدر في غائط الذهاب وهي أصله الأول ومنابعه الدائمة.
والذِّهاب: يقطعه طريق المسافر من رنية إلى بيشة وهو إلى الأخير أقرب.
والحاوي: يقع من جهة الشمال غير بعيد، وكثيرًا ما يقرن اسميهما في ناحيتهما. وذلك لقربهما من بعضهما البعض وهما يقعان في منطقة من أفضل المناطق الرعوية وأكثرها شعابًا ورياضًا ومراعي، ويمتدُّ الذِّهاب نحو الشرق أكثر من 140 كيلومترًا حتى نهايته في بيشة، فهناك موضعان لهما ذكر في أشعار المتقدمين وأخبارهم وهما:(أُسن) و (الجفر) وكلاهما يقع في وسط الذهاب، فأسن يقع في بطن الذهاب، والجفر على الضفة الشمالية مما يلي رنية.
قال النابغة الجعدي العامري
(1)
:
بمغاميد فأعلى أُسُن
…
فخنانات فَأَوْقٍ فالجَبَلْ
وقال تميم ابن أُبَيّ مقبل العجلاني العامري
(2)
:
زادتْك دهماءُ وهْنًا بعدَما هجعتْ
…
عنكَ العُيون بِبَطْن القاعِ مِنْ أُسُنْ
(1)
معجم البكري رسم (حنانة).
ونوضح هنا ما قد يكون هو المقصود في شعر الجعدي.
1 -
مغاميد: تصحيف معاميد وتعرف العماميد - بالعين المهملة - وهي هضاب تقع جنوب غربي بلدة الجنينة على ضفة وادي بيشة من الجنوب.
2 -
أسن: ولعله أبو سنون جبل يقع في بطن الذهاب المعروف.
3 -
حنانان: وهي الحنينات وهن مجموعة بُرَق، في جوفها بئر عادية مطوية بالحجارة وهي اليوم للمجامعة من سُبَيْع بن عامر أهل رنية، وتقع مقابل نهاية نفود حنجران من الجنوب، وتبعد عن عرقوب التُّليَّة سبعة تقريبًا ناحية الجنوب الشرقي.
4 -
(أوق): قد يكون هو (وقط) - وهي حشَّة سوداء متداخلة على ضفة وادي بيشة من الغرب إلى الشرق من منعرج الذهاب، وبالغرب منها جنوبًا في بطن وادي بيشة مورد ماء يعرف باسم دويرج تمتلكه بعض قبائل بيشة.
5 -
الجبل: ولعله يقصد - الحبل - بالحاء وهي بالجمع الحبال - وهي مجموعة شعاب تنحدر من السوادة الواقعة شرقي منعرج الحاوي شمالًا، وتذهب سيولها متوازية جهة الشرق وبعضها قد يصب في مجرى وادي بيشة كالرَّاشدة وهى تقع في أخصب المواضع المعروفة جنوب رنية.
انظر كتاب "الأغاني" وقصة توبة بن الحُمَيِّر في الراشدة تلك.
(2)
معجم البكري رسم (أسن).
ولعلَّ أُسْنَ الوارد ذكره هنا هو ما يعرف اليوم باسم (أبو سنون) وهو جبل متوسط الحجم
(1)
، يقع في بطن الذَّهاب، يمتد من الغرب إلى الشرق فيه آكام حُمْرٌ تعلوه الرمال، وتحيطه في موضعه.
والمشاهد له على البعد يحسبه أَبْرَق، وشهرة هذا الجبل أكبر من وضعه فهو يتوسط المراعي الجيدة ويقال أيضًا: إنه الحَدُّ بين الأَكْلُبِيَّة
(2)
والسُّبَيْعِيَّة منذ القدم. وفيه أخبار تركناها للاختصار.
أما الموضع الثاني: فهو الجفاء أو الجفر كما يعرف اليوم.
قال السُّلَيْك بن السُّلَكَة
(3)
:
لِخَثْعم إنْ بقِيتُ وإنْ أَبَوْهُ
…
أُوَارٌ بينَ بِيْشَةَ أو جُفَارِ
وقال الشاعر العامي:
يا واردٍ جفْرَ الذّهابِ بْمُواشِيكْ
…
تَلْقَى جُمَام وافْرَة ما تمَاحي
العقلة اللِّي دَايْمَ الدَّوْم تشفِيكْ
…
وانْ كَثْروا الورَّاد ما من نزاحي
ونقول إن الجفر جبال حمر، متداخلة، لها رءوس كثيرة عالية وتقع على ضفج وادي الذهاب، ويقابلها من الشمال هضابُ السُّتْر، وفي قاع الجفر من الشمال بئر عادية قديمة، وجدتْ في السنوات الماضية وسميت المقيبلية، وهي كثيرة الماء عذبة، واسعة القعر، ولعلها ما يعرف قديمًا باسم (الخرماء). الوارد ذكرها في شعر أبي داود الرَّواسي العامري في وقعتهم بمَذْحِج أيَّام فَيْف الريح قال:
أَتَانَا أنَّ بِالخَرْمَاءِ منهم
…
سوامَهُمُ ودونَ الفَيْفِ شَاءُ
(4)
(1)
العرب: مفهوم شعر النابغة وشعر العجلاني أنَّ أُسُنَ ليس جَبَلًا، وأنه أرض (بطن القاع) و (أعلى أسن) والعامة كثيرًا ما يسمون الجبل ذا الثنايا البارزة (أبو سنون)، فمتالع في جنوب القصيم غرب رامة يعرف الآن باسم (أبو سنون).
(2)
ووجد في نسخة تالفة أن الحدَّ بين الأكلبية والسبيعية قديمًا كان هضبة الخلصة. وجبل (أبو سنون) المذكور وشعلان الراشدة وهذه المواضع هي بالترتيب من الغرب إلى الشرق على اتجاه واحد ما بين بيشة ورنية.
(3)
المصدر نفسه رسم (جبار) مع الاختلاف في الاسم هل هو (جفار) أو (جبار).
انظر مجلة العرب س 9 ص 155.
(4)
مفهوم قول الشاعر أن الخرماء أرض مرعى فيها سائمة الأنعام وليست بِئْرًا.
ويذكر الفيف: هناك موضع يتوسط المواضع التي ورد ذكرها أيَّام فيف الريح في أشعار بني عامر، ويعرف بحزم مرِيح، ولعله تحريف فيف الريح، والمواضع هي على الترتيب من الجنوب إلى الشمال: الذِّهاب، حُوَيّ، الفيف، العرقوب، كَوْرَى أُثالٍ، وبَضيع.
قال أبو عبيدة
(1)
: كانت وقعة فَيْف الريح وقد بُعث الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة قال: كانت بنو عامر بن صعصعة من هوازن
(2)
تطلب بني الحارث بن كعب من مَذْحِج بأوتَار كثيرة فجمع لهم الحصين
(3)
بن يزيد الحارثي، وكان يغزو بمن يتبعه من قبائل مَذْحِج، وأقبل في بني الحارث وجُعفيّ وزُبَيْد وقبائل سعد العَشيرة ومُراد وصُدَاء ونَهْد، واستعانوا بقبائل خَثْعم، فخرج شهرانُ وناهسُ وأكلب عليهم أنس بن مدرك
(4)
وأقبلوا يريدون بني عامر، وهم منتجعون (فيف الريح)
(5)
ومع مَذْحجٍ النساءُ والذراري، فاجتمعت بنو عامر كلها إلى عامر بن الطفيل الكلابي
(6)
ما عدا بنو هلال بن عامر لم يشهدها منهم أحد.
قال: فالتقى القوم فاقتتلوا قتالًا شديدًا ثلاثة أيام، يغادونهم القتال، وأسرع القتل في الفريقين جميعًا ولم يشتغل بعضهم عن بعض بغنيمة.
قال عامر بن الطفيل الكلابي العامري
(7)
:
والحيُّ من كعبٍ وجَرْم كُلَّها
…
بِالقَاع يوم يحثُّها الجَلْدُ
بِالْكَوْرِ ثَوى الحصينُ وقد رأى
…
عَبْدَ المَدَانِ خيولها تَعْدُو
الكور ههنا: كور أُثال - انظر معجم البكري -
وقال ذُو الجوشن أوْسُ بنُ الأعور الضبايي الكلابى العامري
(8)
: يرثي أخاه الصُّميل بن الأعور الضِّبابي وقد أُصيب في أُثال، قال:
(1)
انظر أيام الحرب ص 132 وما تشير إليه من مراجع.
(2)
بنو عامر بن صعصعة من هوازن من قيس عيلان ومنهم بطون كثيرة وكان عليهم عامر بن الطفيل الكلابي العامري.
(3)
هو ذو الغصة من الحارث بن كعب البكري رسم (فيف الريح).
(4)
أنس بن مدرك الخثعمي.
(5)
انظر "معجم البلدان" و"معجم ما استعجم" و"النقائض" و"العقد الفريد" و"نهاية الأرب" للنويري.
(6)
"أيام العرب" 135 بُضَيْع: جبل يقع غربي كَور أُثال وفيه مورد ماء قديم.
(7)
المصدر نفسه من معجم البكري رسم (فيف الرِّيح).
(8)
المصدر نفسه.
أمْسَى بِكَوْرِ أُثالٍ لا براحَ به
…
بعد اللِّقَاءِ وأَمْسى خائِفًا وَجِلَا
وقال أبو داود الرُّؤاسي العامري
(1)
:
وَنَحْنُ أهْلُ بُضَيع يوم واجهنا
…
جَيْشُ الحُصَيْنِ طِلاع الخائِف الْكَزِمِ
ساقوا شُعُوبًا وعنْسًا مِنْ ديارِهِمُ
…
ورجْل خثْعَمَ مِنْ سَهْلٍ وَمِنْ عَلَمِ
وقال أيضًا:
ظَلَّتْ يَحَابِرُ تدعَى وَسْطَ أرْحُلِنَا
…
والمستميتونَ مَنْ حَاءٍ ومن حَكَمِ
حتَّى تولوا وقد صارت غنيمتُهُم
…
طعنًا وضربًا عريضًا غيرَ مُقْتَسَمِ
وقال عامر بن الطفيل العامري
(2)
:
أتونا بِشَهْرانَ العريْضَة كُلِّها
…
وأَكلُبِهَا في مثل بَكْرِ بْنِ وائِلِ
وقال أيضًا:
وخثعم حَيٌّ يُعْدَلُونَ بِمَذْحِجٍ
…
وهلْ نَحْنُ إلا مِثْلَ إحْدَى الْقَبَائِلِ
يحابر: مراد، حَاءُ: بطن من حكم، كور أُثال وبُضيع: جبلان
هضب الأجشر والعرقوب
(3)
يُعَدَّان موضعًا واحدًا لقربهما من بعضهما البعض.
(1)
المصدر نفسه و"الكامل" لابن الأثير 1/ 387 وأيام العرب.
(2)
المصدر السابق.
(3)
العرقوب هنا هو حَبْلٌ من الرمال ممتد من الشرق إلى الغرب، وهو امتداد لنهاية نفود حنجران غربًا ويقف رأس العُرْقُوب عند جبل خَثْرم وهضابه، وهذا يقع على الطريق من رَنْية إلى بيشة وهذا العرقوب كثيرًا ما يخيف أصحاب السيارات لأنه يعوقها عن السير حيث تمسكها الرمال وتعرقل سيرها، ويضاف إلى اسم العرقوب التُّليَّة هضاب شمالي جبل خشرم، وسميت بذلك لوجود نبات يكثر حولها يعرف باسم التَّل، نبات عشبي صغير رطب تفضله الإبل على غيره.
وقد يكون هذا العرقوب من المواضع التي دارت فيها أيام فيف الريح بين بني عامر وبين مَذْحِج وأخلاطها ولا سيما أنه يتوسط المواضع التي دارت فيها المعارك فهو بنصفه مجرى حُوَيٍّ قبل أن ينتهي في المنقع، والهضب الذي يدعى اليوم باسم خشرم والوصيم والتليَّة وما حولها قد يكون هو هضب الأجشر الوارد في شعر لبيد في قوله:
يا بشرَ بشْرَ بني إياد أَيكُمْ
…
أَدَّى أُرَيْكةَ يومَ هَضْب الأجْشَر
وذلك أن جارية لبيد سوداء أخذها بنو الديان في ذلك، فلما علموا أنها للبيد أرسلوها، ولم يُدْرَ من أرسلها، وتدعى أُرَيْكَة.
ونقول: إن جميع المواضع التي ورد ذكرما في تلك الأشعار القديمة - ما زالت يعرفها أهل المنطقة من سُبَيْع حتَّى اليوم بتلك الأسماء نفسها.
حُوَيُّ: ويعرف بالحاوي، وهو واد تأتي فروعه من سوادة آل عُمَير، الواقعة شرقي كَوْرهم، ثم ينحدر شرقًا، محاذيا وادي الذِّهاب من الشمال، ثم ينعرج إلى جهة الشمال تمامًا عندما يقرب من هضاب تُسمَّى مَبْدا النعام، ويذهب شمالًا حتى يخلف كل الحُشُوش والآكام في منطقته، سالكًا فجًا واسعًا بين تلك المرتفعات، وبهذا يكون قد حَوَى معظم الحشوش والسوادة منه غربًا، وهو منها شرقًا، مستقبلًا كل شعابها وأوديتها النازلة منها جهة الشرق. وعند خروجه شمالًا يلتقي بوادٍ آخر يأتي من الغرب إلى الشرق يماثل الحاوي في شهرته، هو وادي خَدَّان، ثم يلتقيان قرب الحَصَاة المعروفة بحصاة خَدَّان، ثم يصبحان واديا واحدًا يذهب شرقًا، يفرغ في أرض دَمْثةٍ براح، تنبت الرِّمْثَ، وعندما يصل هذا الوادي إلى أَبْرِق الرمثة، فإنه ينعرج أيضًا جهة الشمال الشرقي، ويذهب حتى يقطع عرقوب التليَّة شرقي جبل خَشُرم وهضابه، ثم يذهب حتى ينهي سيله في منْقَع الجاهلية، في حُقف نهاية نُفود حُنْجُران من الشمال، وفيف الريح إذا كان هو الموضع المعروف اليوم بحزم مريح يقع من منعرج الوادي عند أبرق الرمثة، جنوبًا غير بعيد، وعرقوب التَّلِيَّة وهضاب خشرم منه شمالًا على القرب، وكل ذلك على الطريق العامة إلى بيشة، من رنية جنوبًا 58 كيلو مترًا تقريبًا.
من تاريخ سُبَيْع والسهول
(1)
- من عام 866 هـ حتى عام 1348 هـ
-
إن مشاركات سُبيع والسهول كثيرة ولم ندوِّن منها إلا ما ينص صراحة على ذكرهما، وبذلك فعند سردنا لأحداثهم ومعاركهم تجاوزنا عن مشارتكم ضمن مسميات "المسلمين" أو "الإخوان" أو غير ذلك من المسميات التي تضم قبائل عدة، واقتصرنا هنا على ما يذكر فيه اسم سُبيع أو السهول.
كما أننا لم نطل على القارئ بذكر التفاصيل والإسهاب في بعض المعارك بل اكتفينا بذكر الواقعة باختصار لا يذهب الفائدة.
1 -
في سنة 866 هـ: غزا زامل بن جبر ملك الإحساء والقطيف ومعه جنود كثيرة من الحاضرة والبادية، وتوجه إلى نجد وصبَّح آل مغيرة وسُبيع، وكان آل مغيرة قد أكثروا الغارات على بوادي الإحساء والقطيف.
2 -
في سنة 871 هـ: وقعة بين عَنَزة وبين آل كثير وسُبيع في أسفل سدير.
3 -
في سنة 880 هـ: وقعة بين الفضول وبين الدواسر في الخرج، ومع الفضول: آل مغيرة ومع الدواسر: سبيع.
4 -
في سنة 883 هـ: مناخ بين سُبيع وبين آل كثير على ضرما.
5 -
في سنة 889 هـ: أخذت سُبيع والدواسر قوافل عَنَزة في الدهناء.
6 -
في سنة 891 هـ: وقعة بين سُبيع وبين أهل العيينة.
7 -
في سنة 893 هـ: وقعة بين أجود بن زامل وجنوده وبين الدواسر وسُبيع على الحرملية.
8 -
في سنة 896 هـ: وقعة بين سُبيع وبين أهل العيينة.
9 -
في سنة 902 هـ: صبَّح الدواسر السهول على الرويضة، ووقع بينهم قتال
(1)
من عام 886 حتى عام 1150 هـ نقلًا عن تحفة المشتاق لابن بسَّام (مخطوط) ثم بعد ذلك تواريخ نجد.
شديد، قُتل فيه عدة رجال من الفريقين، ورجع الدواسر دون أن يستفيدوا شيئًا.
10 -
في سنة 905 هـ: وقعة بين سُبيع وبين أهل العيينة.
11 -
في سنة 905 هـ: أخذت سُبيع والسهول قوافل الفضول على الخرج.
12 -
في سنة 908 هـ: وقعة بين السهول وبين الفضول على الحيسية.
13 -
في سنة 911 هـ: وقعة بين سُبيع وبين أهل العيينة.
14 -
في سنة 921 هـ: مناخ بين الدواسر ومعهم سُبيع وبين عَنَزة على الحرملية.
15 -
في سنة 921 هـ: وقعة بين سُبيع وبين الدواسر على الحنو قرب القويعية.
16 -
في سنة 934 هـ: أخذ الدواسر وزعب وسُبيع قوافل عَنَزة على العرمة.
17 -
في سنة 938 هـ: واقعة بين عَنَزة وبين العزة من سُبيع على رماح.
18 -
في سنة 940 هـ: وقعة بين الفضول وآل مغيرة وسُبيع وبين الدواسر على أبى الجفان.
19 -
في سنة 953 هـ: أخذت هُتَيْم وزعب وسُبيع قوافل عَنَزة على اللصافة.
20 -
في سنة 959 هـ: وقعة بين عَنَزة وبين السهول على العويند.
21 -
في سنة 966 هـ: تناوخوا عَنَزة هم والظفير أيام الربيع في المستوي ومع عَنَزة فَدْغَم آل مسعود وراجح بن ناشي من شمَّر ومع الظفير بادي الفرم وهذال ابن مضيان من حرب وأقاموا في مناخهم نحو عشرة أيام يغادون القتال ويراوحونه طرادًا على الخيل، وبينما هم في مناخهم ذلك جاءوا سُبيع والسهول نجدة للظفير ونزلوا معهم، ثم مشى بعضهم على بعض واقتتلوا قتالًا شديدًا وصارت الهزيمة على عَنَزة وأتباعهم وغنم منهم الظفير ومن معهم غنائم كثيرة وقُتل من الفريقين عدة رجال، فمن مشاهير عَنَزة: فهد بن مجلاد وناصر الطيار.
ومن شمَّر: فدغم آل مسعود وحاضر بن مشهور وخلف بن عفان.
ومن الظفير: جمعان بن صويط وشخبوط بن حلاف.
ومن سُبيع: شارع بن جاسر الصييفي وفهد بن سرور الملِيحي.
ومن السهول: كريوين بن عمهوج شيخ الزقاعين.
22 -
في سنة 967 هـ: مناخ بين الدواسر وبين آل مغيرة في العرمة، ومع آل مغيرة آل كثير وسُبيع.
23 -
في سنة 969 هـ: وقعة بين عَنَزة وبين الظفير وسُبيع على حفر الباطن.
24 -
في سنة 980 هـ: تناوخوا الدواسر وآل مغيرة على الحرملية، ومع آل مغيرة آل كثير وسُبيع والسهول، ومع الدواسر آل مسعود من قحطان وأقاموا في مناخهم أكثر من عشرين يومًا يغادون القتال ويراوحونه طرادًا على الخيل ثم إنهم اقتتلوا قتالًا شديدًا وصارت الدائرة على الدواسر وأتباعهم وغنم منهم آل مغيرة وأتباعهم غنائم كثيرة وقتل من الفريقين عدة رجال.
فمن مشاهير الدواسر: مسعود بن صلال، وزبن بن رجا، وعايض بن عفنان ومن مشاهير آل مغيرة: جساس بن عمهوج.
25 -
وفي سنة 984 هـ: تناوخوا الظفير وعَنَزة في السر وأقاموا في مناخهم نحو خمسة عشر يومًا يغادون القتال ويراوحونه طرادًا على الخيل، ثم إن السهول ومعهم العزَّة ومليح من سُبيع جاءوا نجدة للظفير ونزلوا معهم ومشى بعضهم على بعض فاقتتلوا قتالًا شديدًا وصارت الدائرة على عَنَزة وغنم منهم الظفير ومن معهم غنائم كثيرة وقتل من الفريقين عدة رجال.
فمن مشاهير عَنَزة مرزوق بن وضحا (وضيحان) ونادر بن مزيد.
26 -
في سنة 985 هـ: وقعة بين الدواسر وبين سُبيع على العرمة.
27 -
في سنة 996 هـ: وقعة بين سُبيع وبين أهل العيينة.
28 -
في سنة 997 هـ: وقعة بين أهل العيينة ومعهم آل حسن من الدواسر وبين العزة من سُبيع.
29 -
وفي سنة 998 هـ: تناوخوا الدواسر وآل مغيرة في الخرج، ومع الدواسر بوادي جنب من قحطان، ومع آل مغيرة سُبيع والسهول وآل نبهان من آل كثير
وأقاموا في مناخهم أكثر من عشرين يومًا يغادون القتال ويراوحونه طرادًا على الخيل، ثم مشى بعضهم على بعض واقتتلوا قتالًا شديدًا، وصارت الدائرة على آل مغيرة وأتباعهم وقُتل من الجميع عدة رجال، فمن مشاهير آل مغيرة: شافي الخياري، ومساعد بن نبهان بن حصن.
30 -
وفي سنة 999 هـ: تناوخوا الدواسر هم وآل مغيرة في الخرج ومع الدواسر جنب من قحطان وآل روق من قحطان ومع آل مغيرة سُبيع والسهول وآل كثير وآل صلال من الفضول وزعب وأقاموا في مناخهم أكثر من شهر يغادون القتال ويراوحونه طرادًا على الخيل وأكلت الإبل أوبارها من طول المناخ ثم إنهم التقوا واقتتلوا قتالًا شديدًا وصارت الهزيمة على الدواسر وأتباعهم وغنم منهم آل مغيرة ومن معهم غنائم كثيرة وقُتل من الفريقين عدد كثير.
ومن قُتل من مشاهير الدواسر: خلف بن عصاي شيخ المساعرة ورميح بن فهيد شيخ الشكرة، وخليف بن هندي شيخ الغييثات.
ومن قحطان: مرزوق بن معيض وعيد بن سعيدان وراجح آل مسعود.
ومن آل مغيرة: راضي بن هزاع ومخلف بن سرور.
ومن سُبيع: جبر بن قاعد وعلي بن سحمان.
ومن السهول: مغضب بن بشر.
31 -
في سنة 1008 هـ: وقعة بين العزة من سُبيع وأهل العيينة.
32 -
وفي سنة 1030 هـ: حشدت قبائل قحطان وقبائل الدواسر وتناوخوا على الحرملية ومع قحطان آل كثير ومع الدواسر سُبيع والسهول وأقاموا في مناخهم نحو شهر يقع فيه مقاتلات ينتصف فيها بعضهم من بعض، ثم إنه مشى بعضهم على بعض واقتتلوا قتالًا شديدًا وصارت الدائرة على قحطان ومن معهم وغنم منهم الدواسر ومن معهم غنائم كثيرة وقتل عدة رجال من الفريقين.
ومن قتل من مشاهير قحطان: محمد بن مسعود وراجح بن مسفر شيخ آل الجمل.
ومن الدواسر: حسن بن مطارد ودغيم بن فراج.
33 -
وفي سنة 1068 هـ تناوخوا الدواسر وقحطان في الخرج ومع قحطان سُبيع والسهول ومع الدواسر آل كثير وأقاموا في مناخهم قريبًا من شهر يغادون القتال ويراوحونه طرادًا على الخيل وينتصف بعضهم من بعض، ثم أنهم مشى بعضهم على بعض واقتتلوا قتالًا شديدًا وصارت الهزيمة على الدواسر وأتباعهم وغنمت منهم قحطان ومن معهم غنائم كثيرة وقُتل عدة رجال من الفريقين.
فمن مشاهير الدواسر: طلب بن حراش وضيدان بن مسفر.
ومن آل كثيرة: زيد بن صلال وفلحان بن سند.
ومن قحطان: عويضة بن جاسر.
ومن سُبيع: علي بن وقيان ومناوخ بن فهيد وسعيد بن عمران.
34 -
وفي سنة 1073 هـ: تناوخوا سُبيع والسهول هم وآل مغيرة في الحيسية وقت الربيع وأقاموا في مناخهم نحو ثمانية أيام، ثم إن آل كثير جاءوا نجدة لآل مغيرة ونزلوا معهم ومشى بعضهم على بعض واقتتلوا قتالًا شديدًا وصارت الدائرة على سُبيع والسهول وغنم آل مغيرة وآل كثير غنائم كثيرة وقُتل عدة رجال من الفريقين وممن قتل:
من مشاهير سبيع: صنيدح بن علوش.
ومن السهول: راشد بن سحمان.
ومن آل مغيرة: مشلح بن ثروب وعكرش بن مثَّال.
35 -
وفي سنة 1075 هـ: حشدت قبائل قحطان وتناوخوا مع الفضول، ومع قحطان سُبيع والسهول، ومع الفضول زِعْب وهُتَيْم وآل كثير وذلك على الأنجل الماء المعروف في أرض الوشم وأقاموا في مناخهم ذلك نحو عشرين يومًا يغادون القتال ويراوحونه طرادًا على الخيل وينتصف بعضهم من بعض، ثم إنهم مشى بعضهم على بعض واقتتلوا قتالًا شديدًا وصارت الهزيمة على الفضول وأتباعهم وتركوا بعض أغنامهم وما ثقل من بيوتهم وأمتعتهم فغنمتها قحطان ومن معها وقتل من الجميع خلائق كثيرة.
36 -
في سنة 1089 هـ: وقعة بين السهول وبين أهل البير.
37 -
في سنة 1090: وقعة بين ابن عريعر رئيس بني خالد وبين السهول على رماح.
38 -
في سنة 1098 هـ: وقعة بين ابن معمَّر وبين سُبيع.
39 -
في سنة 1106 هـ: وقعة بين السهول وبين إحدى القبائل على عروا.
40 -
في سنة 1116 هـ: وقعة بين أهل حريملاء وبين سُبيع على سدوس.
41 -
في سنة 118 هـ: وقعة بين أهل حريملاء ومعهم ابن بجاد العايذي أمير بلد اليمامة من بلدان الخرج وبين سُبيع.
42 -
في سنة 1145 هـ: وقعة بين ابن سويط من الظفير وبين سُبيع.
43 -
في سنة 1150 هـ تناوخوا قحطان والدواسر على الأنجل الماء المعروف في أرض الوشم وأقاموا في مناخهم أكثر من عشرين يومًا يغادون القتال ويراوحونه طرادًا على الخيل، ثم إن آل كثير جاءوا ونزلوا مع قحطان وجاءوا سُبيع والسهول ونزلوا مع الدواسر ثم إنهم مشى بعضهم على بعض واقتتلوا قتالًا شديدًا وصارت الهزيمة على قحطان وآل كثير وتركوا بعض أغنامهم وأمتعتهم وغنمها الدواسر ومن معهم وقتل من الفريقين عدة رجال منهم: مجاهد بن شالح من شيوخ قحطان.
44 -
في سنتي 1177 - 1178 هـ: أوقع الإمام عبد العزيز بن محمد آل سعود بالعجمان بسبب أخذهم فريقًا من سُبيع مما دعا بالنجرانيين لغزوا نجد وحدوث معركة "الحاير المشهورة" بينهم وبين الإمام عبد العزيز.
45 -
في سنة 1183 هـ: وقعة بين بني خالد وبين سُبيع قرب ضرما.
46 -
في سنة 1194 هـ: وقعة بين سُبيع وبين الظفير على سفوان قرب البصرة.
47 -
في سنة 1197 هـ: وقعة بين زيد بن زامل صاحب بلد الدلم وبين سُبيع.
48 -
في سنة 1207 هـ: وقعة بين برَّاك بن عبد المحسن رئيس بني خالد وبين سُبيع على اللصافة.
49 -
في سنة 1208 هـ: وقعة بين عبد الله بن معيقل ومعه السهول ومُطَيْر والعجمان وبين عُتَيْبة.
50 -
في سنة 1208 هـ: وقعة بين ابن معيقل ومعه قحطان ومُطَيْر وبني حسين والدواسر والسهول وغيرهم وبين بني هاجر في الحزم الراقي.
51 -
في سنة 1210 هـ جمع الشريف غالب صاحب مكة جموعًا كثيرة وغزا نجدًا وأمر عليهم ناصر الشريف وبلغ الخبر عبد العزيز بن محمد بن سعود فأمر على قبائل عتيبة ومُطير والدواسر والسهول وسُبيع والعُجمان بأن ينزلوا على قحطان، فاجتمعوا قرب الجمانية
(1)
والتقت الجموع على ذلك الماء واقتتلوا قتالًا شديدًا وانهزم الشريف وجنوده وقتل من جنود الشريف نحو ثلاثمائة رجل
(2)
.
52 -
في سنة 1211 هـ: حشد ثويني بالمنتفق والظفير وبني خالد وأهل الزبير وغيرهم وقصد القطيف، وعلم الإمام عبد العزيز بن محمد آل سعود فأمر على الحاضرة وعلى البادية من مُطير وسُبيع والعُجمان والسهول وغيرهم لقتال ثويني.
53 -
في سنة 1212 هـ سار سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود وقصد الشمال وأغار على سوق الشيوخ ثم قصد جهة السماوة وأغار على عربان شمَّر ورئيسهم مطلق بن محمد الجربا الفارس المشهور ومعه عدة قبائل من الظفير وآل بعيج والزقاريط وغيرهم وحصل بينهم قتال شديد وطراد خيل فساعة ينهزمون وساعة يهزمونهم وقتل من جنود سعود برَّاك بن عبد المحسن رئيس بني خالد ومحمد آل علي رئيس المهاشير ثم حمل عليهم جند سعود وقتلوا عدة فرسان من شمَّر والظفير وكان مطلق الجربا على فرس سابق يارد خيل المسلمين فعثر جواده في نعجة فأدركه خزيم ابن لحيان رئيس السهول
(1)
ماء معروف عند جبل النير في عالية نجد.
(2)
عنوان المجد/ ابن بشر بتصرف.
وفارسهم فقتله فانهزمت كل القبائل وغنم المسلمون أكثر محلتهم وإبلهم وأغنامهم وكان قتله عند سعود من أعظم الفتوح
(1)
.
54 -
في سنة 1213 هـ: وقعة بين جمود بن ثامر بن سعدون وبين سُبيع.
55 -
في سنة 1216 هـ: مشاركة مسلط بن قطنان ومن مع سُبيع الأعلين مع عثمان المضايفي.
56 -
في سنة 1230 هـ: مناخ بين سُبيع وبين الظفير على العرمة.
57 -
في سنة 1234 هـ: وقعة بين إبراهيم باشا وبين سُبيع.
58 -
في سنة 1235 هـ: مشاركة سُبيع مع مشاري بن سعود في مهاجمة بلدان السلمية واليمامة والدلم.
59 -
في آخر رجب من سنة 1237 هـ ركب العسكر (الأتراك) الذين كانوا في المجمعة وتركوا منهم في القصر حُفَّاظًا فساروا غزاة على بعض من عرب السهول وأغاروا عليهم في مجزل قرب المجمعة فنهضوا عليهم السهول ووقع بينهم قتال شديد تمكن فيه السهول من قتل الترك إلا قليلًا منهم حيث تزبن شريدتهم المجمعة، ثم رحلوا عنها ومعهم الجمعي ولم ينالوا مقصودهم وقتل في تلك الوقعة موسى الكاشف وجميع رؤسائهم
(2)
.
60 -
في ذي الحجة من سنة 1237 هـ سار العساكر من الترك الذين في الرياض ومنفوحة مع إبراهيم الكاشف المذكور وسار معهم أمير الرياض ناصر بن حمد بن ناصر العائذي ومعه عدة رجال من أهل الرياض وأمير منفوحة موسى بن مزروع ومعه أناس من أهل منفوحة وقصدوا بوادي سُبيع وهم وراء الحاير المعروف بحاير سُبيع فشنوا عليهم الغارة ووقع بينهم قتال شديد فنصر الله سُبيعًا وانهزم الترك وأتباعهم هزيمة شنيعة وقتل غالبهم وكان القتلى
(1)
عنوان المجد لابن بشر.
(2)
المرجع السابق: هذه المعركة جرت بين المحلف من قبيلة السهول وبين الأتراك وانتصر فيها المحلف على الأتراك وفيهم يقول الشاعر بن مداح السهلي يمدح المحلف على انتصارهم على الترك:
وأهل المتارس في المواقف بينين
…
ذباحة للروم في وهايله
أكثر من ثلاثمائة بين فارس وراجل وقتل رئيس الترك إبراهيم كاشف وانهزم ناصر أمير الرياض على جواده ودخل في غار قبالة الحائر واختفى فيه ومعه رجل من سُبيع مجيره، ثم إن السُبيعي سار عنده بالفرس يسقيها من البلد فرآها رجال من سُبيع فعرفوها فعمدوا إلى غاره وقتلوه
(1)
.
61 -
في سنة 1238 هـ: معركة الرضيمة بين العُجمان وبين بني خالد وكان مع العُجمان السهول ومُطير والدواسر ومع بني خالد سُبيع وعَنَزة وبني حسين.
62 -
وفي سنة 1245 هـ: حدثت فيها وقعة السَّبيَّة المشهورة بين ابن عريعر وأتباعه من بني خالد ومعه أخلاط من البوادي وبين سُبيع ومعهم السهول والقرينية وهزم فيها ابن عريعر وأتباعه
(2)
.
63 -
في سنة 1247 هـ سار الإمام فيصل بن تركي آل سعود بأهل العارض وغيرهم وبوادي سُبيع والسهول والعُجمان وبني حسين وغيرهم وقصد سلطان بن ربيعان ومن معه من عُتيبة على طلال
(3)
فلما هجم عليهم انهزموا وصار جنود الإمام فيصل يجمعون الغنائم واستنجد العُتبان بابن بصيص ومن معه من مُطَيْر ففزع لهم وكروا على جنود الإمام فيصل وهم يجمعون الغنائم فهزموهم
(4)
.
64 -
في سنة 1255 هـ: وقعة بين السهول وبين أهل سدير.
65 -
في سنة 1258 هـ: وقعة بين المحلف من السهول وبين عُتيبة.
66 -
في سنة 1259 هـ: حاصر الإمام فيصل بن تركي الرياض ومعه سُبيع والسهول والعُجمان وغيرهم.
67 -
في سنة 1261 هـ: مشاركة سُبيع والسهول وغيرهم مع الإمام فيصل بن تركي لمهاجمة فلاح بن حثلين من العُجمان ومن معه؛ وذلك لاعتدائهم على الحجاج.
(1)
عنوان المجد/ ابن بشر بتصرف.
(2)
رواة سبيع كابن شيحان والعجواني وغيرهم. وفيها خلاف لما أورده ابن بشر.
(3)
ماء معروف في عالية نجد.
(4)
عنوان المجد/ ابن بشر.
68 -
في سنة 1265 هـ وقعة اليتيمة بين فيصل بن تركي ومعه سُبيع والسهول وغيرهم وبين أهل القصيم.
69 -
في سنة 1266 هـ سار الإمام فيصل بن تركي ومن معه من أهل العارض وسار معه عربان نجد من قحطان وسُبيع والسهول وغيرهم وقصد جهة الشمال وأغار على عربان عُتيبة وهم في أرض جراب الماء المعروف، فسبقه إليهم النذير فهربوا ونزلوا قبة (الماء المعروف) وعليه ابن بصيص وعربانه من برية ونزل عليهم الدويش. وسار إليهم الإمام فيصل فلما نزل قريبًا منهم، ركب إليه الدويش وبعض رؤسائهم وساقوا إليه الهدايا وطلبوا منه الصفح فسمح لهم
(1)
.
70 -
وفي السنة نفسها 1266 هـ: سار عبد الله بن فيصل بجنوده وسار معه من عربان نجد قحطان وسُبيع والسهول وغيرهم فينزل القويعية ثم ورد الشبكة ثم ورد ماء المصلوب
(2)
ثم قصد الحنابج ثم عدا بهم على مرزوق الهيضل وعربانه من عُتيبة فسبقه النذير إليهم فهربوا ونزلوا عند ابن ربيعان ونزل عبد الله قربهم ثم تركهم وعاد
(3)
.
71 -
في سنة 1276 هـ واجه الإمام فيصل العُجمان فأرسل الإمام قواتًا كبيرة بقيادة ابنه عبد الله بن فيصل، حيث نشبت على مسافة ثلاثين كيلو مترًا تقريبًا جنوبي مدينة الكويت معركة وكان مع عبد الله الفيصل أهل العارض ومحاربون من قبائل سُبيع والسهول وقحطان ومُطَير، فكانت معركة دموية انتهت بانتصار الإمام عبد الله
(4)
.
(1)
عنوان المجد/ ابن بشر بتصرف.
(2)
المصلوب ماء معروف في النير عالية نجد.
(3)
عنوان المجد لابن بشر.
(4)
تاريخ العربية السعودية، فاسلييف بتصرف يسير.
72 -
وفي سنة 1277 هـ جرت معركة الطبعة .. وفيها أمر الإمام فيصل بن تركي بمقاتلة العجمان بقيادة عبد الله بن فيصل ومعه عربان العارض من سُبيع والسهول فنزل على الحفنة ثم توجه إلى الوفرا وانضم إليه هناك غزو مُطير وبني هاجر ثم عدا على العُجمان ومعهم بعض المنتفق على الجهراء وحصل قتال شديد فصارت الهزيمة على العُجمان ومن معهم وقُتل منهم أناس كثيرون
(1)
.
73 -
في سنة 1281 هـ: وقعة بين سُبيع وبين الدواسر.
74 -
في سنة 1283 هـ جرت معركة المعتلى وذلك أن الإمام عبد الله بن فيصل جهز فيها جيشًا مكون من حاضرة نجد وباديتها من سُبيع والسهول وقليل من قحطان وعُتيبة وانتهت بانتصار الإمام عبد الله ومن معه
(2)
.
75 -
في سنة 1287 هـ جرت معركة جودة، حيث أمرَّ عبد الله الفيصل أخاه محمد ومعه أهل العارض وسُبيع والسهول
(3)
.
76 -
في سنة 1288 هـ خرج سعود بجيش من آل مُرَّة والعُجمان وسُبيع والسهول والدواسر إلى البرة
(4)
.
77 -
في سنة 1288 هـ: وقعة بين السهول وبين أهل شقراء.
78 -
في سنة 1290 هـ: جرت وقعة طلال بين سعود بن فيصل ومعه مُطَيْر والعُجمان وسُبيع والسهول والدواسر وبين مصلط بن ربيعان ومن معه من عُتيبة ولكن سبق سعود النذير إلى عُتيبة فتحصَّنوا واستعدوا للقتال واقتتلوا قتالًا شديدًا انهزم فيه جيش سعود.
79 -
في سنة 1294 هـ: أخذت سُبيع قوافل قحطان على العرمة.
80 -
في سنة 1304 هـ: مشاركة سُبيع وغيرهم مع محمد بن فيصل في غزو النفَّعة من عُتيبة.
(1)
تاريخ ملوك آل سعود/ لسعود بن هذلول بتصرف يسير.
(2)
المرجع السابق بتصرف.
(3)
المرجع السابق.
(4)
تاريخ نجد الحديث/ للريحاني.
81 -
في سنة 1318 هـ: معركة الصريف المشهورة بين مبارك الصباح ومعه عبد الرحمن الفيصل وسُبيع والسهول وغيرهم وبين عبد العزيز بن متعب بن رشيد ومن معه.
82 -
في سنة 1319 هـ اتجه الملك عبد العزيز نحو الإحساء وطلب المساعدة من العُجمان فانضم إليه قسم من العُجمان، وأثناء مرور عبد العزيز بمنازل عشائر آل مُرَّة وعشائر سُبيع وعشائر السهول انضم إليه قسم كبير من تلك العشائر فأغار بهم على قبيلة قحطان وقبيلة مُطَير فغنم من هاتين القبيلتين غنائم كثيرة
(1)
.
83 -
في سنة 1321 هـ حاصر ابن رشيد الشمَّري حاكم حائل الكويت، فاستنجد مبارك بعبد العزيز آل سعود، فهبَّ عبد العزيز مع عدة آلاف من رجاله لنجدة الكويتيين بقيادة جابر والنجديين بقيادة ابن سعود ومن معه من قبائل العُجمان وآل مُرَّة وسُبيع والسهول وبني هاجر وبني خالد والعوازم على مُطَير الذين كانوا موالين لآل رشيد، وقُتل في المعارك أحد زعماء مُطَير وهو عماش الدويش وابنه
(2)
.
84 -
في سنة 1321 هـ: وقعة بين ابن رشيد وبين السهول.
85 -
في سنة 1321 هـ: أرسل الملك عبد العزيز أحمد بن محمد السديري ومعه قبيلتي سُبيع والسهول فاستولى على سدير.
86 -
في سنة 1322 هـ جرت معركة عنيزة بين ابن سعود وابن رشيد ويورد الضعيفي نقلًا عن رواية عميش العبيد
(3)
حيث يقول ماجد بن حمود بن رشيد بتوزيع المناظر لحماية المدينة، كما أرسل إلى فهيد بن سبهان الشمَّري يوصيه بأخذ الحيطة وفي الصباح ابتدأ الهجوم على قوات ابن رشيد بقيادة أبو اثنين وابن لحيان من شيوخ قبيلتي سُبيع والسهول، وفي الوقت نفسه
(1)
الجزيرة والمسار الحضاري لعبد العزيز آل سعود، تأليف عمر أبو زلام ص 243.
(2)
تاريخ العربية السعودية.
(3)
هو أحد عبيد آل عبد الله بن رشيد ويقوم بمهمة مراسل بين إمارة حائل والمناطق التابعة للإمارة.
كانت قوات أخرى تهاجم قوة فهيد بن سبهان بتركيز أكثر وعلى رأس الهجوم آل سليم وقريبًا من الظهر تمكنت قوة فهيد من إيقاف الهجوم فتقدمت القوة السعودية الأخرى بقيادة ابن جلوي فقتل ابن سبهان وسلمت المدينة
(1)
.
87 -
في سنة 1324 هـ جرت معركة روضة مهنا بين عبد العزيز بن سعود وبين عبد العزيز بن رشيد وكان مع عبد العزيز أهل العارض وقحطان وسُبيع والسهول وغيرهم وانتصر فيها ابن سعود وقُتل فيها ابن رشيد.
88 -
في سنة 1325 هـ جرت وقعة الطرفية حيث ظهر سلطان بن حمود بن رشيد في القصيم وانضم إليه أهل بريدة بزعامة أبا الخيل، وكذلك قسم من مُطَير وعندما علم عبد العزيز بغارة سلطان جمع قوات من قحطان وعُتيبة وسُبيع والسهول وانضمت إليه قوات من العارض وخلال المعارك هُزم عبد العزيز مُطَير وزعيمها فيصل ونشبت المعركة الحاسمة عند الطرفية على بعد بضع عشرات من الكيلو مترات شمال عنيزة وانتصر فيها ابن سعود وانهزمت جيوش ابن رشيد
(2)
.
89 -
في سنة 1331 هـ تم فتح الإحساء حيث خرج عبد العزيز من الرياض ومعه جنود أهل العارض وسُبيع والسهول قاصدًا الإحساء فاحتلها وطرد الأتراك منها، واحتل جميع مدن المنطقة الشرقية
(3)
.
90 -
في سنة 1333 هـ جرت معركة جراب بين عبد العزيز بن سعود وبين ابن رشيد ومع عبد العزيز أهل العارض وسُبيع والسهول والعُجمان ومُطَيْر وغيرهم وانتهت هذه المعركة بخسارة كلا الطرفين وبدون نتيجة واضحة لتغلُّب أحدهما على الآخر
(4)
.
(1)
الجزيرة والمسار الحضاري بتصرف يسير.
(2)
تاريخ الحرية السعودية.
(3)
تاريخ ملوك آل سعود.
(4)
تاريخ العربية السعودية.
91 -
في سنة 1336 هـ: وقعة الحنو بين الشريف شاكر ومعه عُتيبة وبين ابن لؤي ومعه سُبيع الأعلين.
92 -
في سنة 1343 هـ معارك تربة والطائف مع الأشراف في الحجاز انتصر فيها الإخوان ودخلوا مكة، وقد شاركت سُبيع والسهول فيها حيث يذكر الريحاني أن سُبيع والسهول وصلوا إلى جدة للمشاركة في معركة الرغامة المشهورة، ثم حاصروا جدة واستمر الحصار سبعة أشهر تقريبًا وتمكن الإخوان من تحقيق النصر على الأشراف وطردهم من الحجاز واحتلال جدة.
93 -
وفي سنة 1343 هـ وجه عبد العزيز بن سعود السرايا من قبائل سُبيع والسهول ومُطَير وغيرها، إلى شمالي جدة وجنوبيها، فاحتلت الليث والقنفذة في الجنوب، وضبطت رابغًا وينبع النخل والعلا في الشمال
(1)
.
94 -
في سنة 1347 هـ: معركة السبلة الشهيرة بين الملك عبد العزيز ومعه سُبيع والسهول وغيرهم وبين الإخوان.
95 -
في سنة 1348 هـ: وقعة القاعية بين مُطَير وبين سُبيع والسهول.
(1)
شبه الجزيرة العربية في عهد الملك عبد العزيز - الزركلي.
علماء سُبيع
برز من سُبيع عدة علماء، ترجم لهم الشيخ عبد الله البسَّام في كتابه علماء نجد، وهاهم مرتبون أبجديا كالتالي:
1 -
إبراهيم بن محمد بن أحمد آل إسماعيل.
2 -
إبراهيم بن محمد بن عبد الله آل إسماعيل.
3 -
أحمد بن يحيى بن رميح العريني.
4 -
إسماعيل بن رميح العريني.
5 -
حمد بن راشد العريني.
6 -
حمد بن فارس آل فارس.
7 -
دخيل بن راشد آل جراح.
8 -
سالم بن ناصر الحناكي.
9 -
سليمان بن عبد العزيز السحيمي.
10 -
سليمان بن عبد الله آل زامل.
11 -
سليمان بن محمد آل شمس.
12 -
صالح بن حمد آل نصر الله.
13 -
صالح بن عبد الرحمن الدويش.
14 -
صالح بن محمد آل خليف.
15 -
عبد الرحمن بن أحمد آل إسماعيل.
16 -
عبد الرحمن بن عبد العزيز آل سُليم.
17 -
عبد الرحمن بن محمد السحيمي.
18 -
عبد العزيز بن زامل آل سُليم.
19 -
عبد العزيز بن عبد الله آل سويلم.
20 -
عبد العزيز بن عمر آل سويلم.
21 -
عبد العزيز بن عمر آل عكاس.
22 -
عبد العزيز بن محمد السناني.
23 -
عبد الله بن أحمد آل إسماعيل.
24 -
عبد الله بن عبد الرحمن آل إسماعيل.
25 -
عبد الله بن عبد اللطيف آل عمير.
26 -
عبد الله بن علي بن حميد.
27 -
عبد الله بن محمد بن أحمد آل إسماعيل.
28 -
عبد الله بن محمد بن أحمد الدويش.
29 -
عثمان بن عقيل السحيمي.
30 -
عثمان بن علي آل عيسى.
31 -
علي بن حمد العريني.
32 -
علي بن محمد بن حميد.
33 -
علي بن محمد السناني.
34 -
عيسى بن عبد الله آل عكاس.
35 -
محمد بن إبراهيم السناني.
36 -
محمد بن أحمد آل إسماعيل.
37 -
محمد بن سعيد آل عمير.
38 -
محمد بن سويلم العريني.
39 -
محمد بن عبد الرحمن آل إسماعيل.
40 -
محمد بن عبد العزيز المطوع.
41 -
محمد بن عبد الله بن حميد.
42 -
محمد بن علي آل زامل.
43 -
محمد بن ناصر الحناكي.
44 -
ناصر بن محمد الحناكي.
وهؤلاء علماء سُبيع، مرتبون حسب التاريخ، مع نبذة مختصرة عن كل عالم
(1)
:
1 -
إسماعيل بن رميح العريني:
هو الشيخ إسماعيل بن رميح بن جبر بن عبد الله بن عريض العريني من بني عمر من سُبيع، وكان يقال له قاضي القارة، ولد في العارض وقرأ على علماء نجد حتى صار عالمًا مشهورًا، صنف مجموعًا اشتهر باسم مجموع ابن رميح
(2)
، توفي عام 970 هـ.
(1)
آثرنا الاقتضاب، حيث إن تراجم هؤلاء العلماء مبسوطة في كتب التراجم ككتاب علماء نجد خلال ستة قرون وغيره، ولكن يكفيك من القلادة ما أحاط بالعنق.
(2)
طبع هذا المجموع باسم التحفة، ونقل عنه ابن منقور في كتابه (الفواكه العديدة في المسائل المفيدة).
2 -
سليمان بن محمد العريني:
هو الشيخ سليمان بن محمد بن شمس العريني السُبيعي، ولد في أوائل القرن العاشر الهجري تقريبًا في بلد الرياض وطلب العلم على علمائها حتى صار من كبار الفقهاء، توفي في أواخر القرن العاشر الهجري.
3 -
محمد بن أحمد آل إسماعيل:
هو الشيخ محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عقيل بن إبراهيم بن موسى الثوري السُبيعي. ولد في أشيقر، وقرأ على علمائها وعلى غيرهم، حتى صار من أبرز العلماء. يقول عنه ابن عيسى:"كان عالمًا متبحرًا في المذاهب، وله الرئاسة في العلم في نجد، وكان علماء نجد يرجعون إليه في المشكلات"، تولى قضاء أشيقر، ومن أشهر تلاميذه الشيخ أحمد البسَّام، والشيخ عبد الله بن ذهلان. توفي عام 1059 هـ حاجا.
4 -
عبد الرحمن بن أحمد آل إسماعيل:
هو الشيخ عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن عقيل من بني ثور من الزكور من سُبيع، ولد في أشيقر وأخذ عن علمائها، وكان عالمًا فقيهًا حسن الخط. توفي في أشيقر عام 1067 هـ.
5 -
عبد الله بن محمد آل إسماعيل:
هو الشيخ عبد الله بن محمد بن أحمد بن إسماعيل من بني ثور من الزكور من سُبيع، ولد في أشيقر وأخذ عن علمائها حتى صار فقيهًا، توفي في بداية القرن الثاني عشر الهجري.
6 -
إبراهيم بن محمد بن أحمد آل إسماعيل:
هو الشيخ إبراهيم بن محمد بن أحمد آل إسماعيل الثوري السُبيعي، ولد في أشيقر، وكان عالمًا فقيهًا، تولى القضاء في أشيقر، وفيها توفي عام 1108 هـ.
7 -
عبد الله بن عبد الرحمن آل إسماعيل:
هو الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل من بني ثور من الزكور من سُبيع، ولد في أشيقر وأخذ عن علمائها، وصف بأنه كان فقيهًا نبيهًا، مات مقتولا عام 1119 هـ.
8 -
محمد بن عبد الرحمن آل إسماعيل:
هو الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن إسماعيل الثوري السبُيعي، ولد في أشيقر، كان فقيهًا نابهًا. توفي في أشيقر عام 1135 هـ.
9 -
سليمان بن عبد الله آل زامل:
هو الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن زامل الثوري السُبيعي، ولد في عنيزة وأخذ عن علمائها حتى صار عالمًا معروفًا، تولى القضاء فيها، وهو من العلماء الذين راسلهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب، توفي عام 1161 هـ.
10 -
أحمد بن يحيى آل رميح:
هو الشيخ أحمد بن يحيى بن محمد بن عبد اللطيف بن إسماعيل بن رميح العريني السُبيعي، ولد في العطار وأخذ عن علماء سدير، تولى القضاء في رغبة، وهو من العلماء الذين راسلهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب، توفي عام 1163 هـ.
11 -
عبد الرحمن بن محمد السحيمي:
هو الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن عثمان السحيمي من آل إسماعيل من بني ثور من قبيلة سُبيع، ولد في أشيقر، وأخذ عن علمائها. تميز بحسن الخط حتى نعت بالخطاط، وقد خط كثيرًا من المصاحف، توفي في أواخر القرن الثامن عشر الهجري.
12 -
عثمان بن عقيل السحيمي:
هو الشيخ عثمان بن عقيل بن عثمان السحيمي من آل إسماعيل من بني ثور من الزكور من سُبيع، ولد في أشيقر وأخذ عن علمائها، عاصر الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتقبَّل دعوته، توفي عام 1182 هـ.
13 -
إبراهيم بن محمد بن عبد الله آل إسماعيل:
هو الشيخ إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن إسماعيل الثوري من سُبيع، ولد في أشيقر وأخذ عن علمائها، ثم تصدَّر للإفتاء والتدريس وعين قاضيا في بلد القرائن، توفي عام 1185 هـ.
14 -
محمد بن زامل:
هو الشيخ محمد بن علي بن زامل الثوري السُبيعي، ولد في عنيزة وأخذ عن علماء القصيم، وهو من العلماء الذين راسلهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب، تولى قضاء عنيزة، توفي عام 1190 هـ.
15 -
عبد الله بن أحمد بن محمد آل إسماعيل:
هو الشيخ عبد الله بن أحمد بن محمد من آل إسماعيل من بني ثور من قبيلة سُبيع، ولد في أشيقر وأخذ العلم عن علمائها وعن غيرهم، وصفه الشيخ ابن حميد في كتابه (السحب الوابلة) بأنه عالم عصره، وقد تولى قضاء عنيزة، توفي عام 1196 هـ.
16 -
حمد بن راشد العريني:
هو الشيخ حمد بن راشد العريني من قبيلة سُبيع، أخذ عن علماء الدرعية وعلى رأسهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب، عَيَّنَه الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود قاضيا في سدير، واستمر على ذلك حتى توفي في أوائل القرن الثالث عشر الهجري.
17 -
محمد بن سويلم:
هو الشيخ محمد بن سويلم، من العرينات من سُبيع، ولد في الدرعية، وأخذ عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وعلماء الدرعية، عينه الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود قاضيا في الدلم.
18 -
دخيل بن رشيد:
هو الشيخ دخيل بن رشيد بن محمد بن حسن من بني ثور من سُبيع، ولد في عنيزة وأخذ عن علمائها، وتولى إمارة عنيزة بعد مقتل أبيه وتنازل عنها بعد ذلك، توفي في أوائل القرن الثالث عشر الهجري تقريبا.
19 -
محمد بن عمير:
هو الشيخ محمد بن سعيد بن عبد الله بن محمد آل عمير السُبيعي، ولد في الإحساء، يقول ابن عبد القادر: إن مولده عام 1160 هـ، أخذ عن والده وتولى القضاء في الإحساء، كما أنه برز في نظم الشعر، وله منظومة في النحو.
20 -
عبد العزيز بن عبد الله آل سويلم:
هو الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن آل سويلم من العرينات من قبيلة سُبيع، ولد في الدرعية وأخذ عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأبنائه حتى أصبح فقيها، عيَّنه الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود قاضيا في بريدة، توفي عام 1244 هـ.
21 -
علي بن حمد العريني:
هو الشيخ علي بن حمد بن راشد العريني من بني عمر من سُبيع، ولد في الدرعية وأخذ عن علمائها، عيَّنه الإمام عبد الله بن سعود قاضيا في الخرج، قتله إبراهيم باشا في حرب الدرعية.
22 -
صالح بن حمد آل نصر الله:
هو الشيخ صالح بن حمد بن نصر الله بن فوزان بن نصر الله بن محمد بن عيسى بن صقر بن مشعاب من بني ثور من قبيلة سُبيع، ولد في حوطة سدير وأخذ عن علمائها وعلماء سدير حتى صار مشهورا، عيَّنه الإمام تركي بن عبد الله قاضيا في القطيف، ثم عاد إلى بلده مريضا، وتوفي فيها عام 1248 هـ.
23 -
محمد بن إبراهيم السناني:
هو الشيخ محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم السناني من بني عامر من قبيلة سُبيع، ولد في عنيزة وأخذ عن علمائها وعن غيرهم، تولى قضاء عنيزة، توفي عام 1269 هـ.
24 -
عثمان بن علي بن عيسى:
هو الشيخ عثمان بن علي بن عيسى من بني ثور من سُبيع، ولد في شقراء وأخذ عن علمائها، عينه الإمام فيصل قاضيًا في سدير، توفي عام 1285 هـ.
25 -
محمد بن عبد الله بن حميد:
هو الشيخ محمد بن عبد الله بن علي بن عثمان بن علي بن حميد بن غانم الثوري السُبيعي، ولد في عنيزة عام 1232 هـ وأخذ عن علمائها وغيرهم، درس في المسجد الحرام وعين إمامًا في المقام الحنبلي بالمسجد الحرام، من أهم مؤلفاته "السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة"، توفي عام 1295 هـ بالطائف.
26 -
علي بن محمد آل حميد:
هو الشيخ علي بن محمد بن عبد الله بن علي بن عثمان آل حميد الثوري السُبيعي، ولد عام 1255 هـ وتلقى العلم عن والده وعلماء نجد والحجاز، وأصبح إماما بالمقام الحنبلي بعد وفاة والده، توفي عام 1306 هـ.
27 -
عبد العزيز بن محمد السناني:
هو الشيخ عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم السناني العامري السُبيعي، ولد في عنيزة وأخذ عن علمائها وغيرهم، توفي في بغداد عام 1327 هـ.
28 -
حمد بن فارس آل فارس:
هو الشيخ حمد بن فارس بن محمد بن فارس بن عبد العزيز آل رميح العريني من سُبيع، ولد عام 1263 هـ، قرأ على والده وعلى غيره، برز في علم الفلك والنحو، بالإضافة إلى العلوم الدينية، من أشهر تلاميذه: الشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ عبد الله بن حسن وغيرهم كثير، توفي عام 1340 هـ.
29 -
علي بن محمد السناني:
هو الشيخ علي بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم السناني من بني عامر من قبيلة سُبيع، ولد في عنيزة عام 1266 هـ، وأخذ عن علمائها، عُرِضَ عليه القضاء فرفضه تورعا، عرف بتفسير الرؤيا. من أشهر تلاميذه: علَّامة القصيم الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي، توفي عام 1339 هـ.
30 -
عيسى بن عبد الله آل عكاس:
هو الشيخ عيسى بن عبد الله بن عيسى بن حسن بن عثمان بن عكاس
السُبيعي، ولد في الإحساء عام 1268 هـ، وتلقى العلم عن علمائها، عيَّنه الملك عبد العزيز قاضيًا في الإحساء، ومن أبرز تلاميذه: المؤرخ المشهور إبراهيم بن صالح بن عيسى، وكان شاعرا متميزا، توفي عام 1338 هـ.
31 -
عبد العزيز بن عمر آل سويلم:
هو الشيخ عبد العزيز بن عمر بن محمد بن عبد العزيز بن سويلم العريني السُبيعي، ولد في الدرعية وأخذ عن علمائها، تولى القضاء وتوفي عام 1350 هـ.
32 -
عبد العزيز بن زامل آل سليم:
هو الشيخ عبد العزيز بن زامل بن عبد الله بن سُلَيْم بن يحيى آل زامل الثوري من سُبيع، ولد في عنيزة عام 1283 هـ، وطلب العلم على علمائها، كان فقيهًا صالحًا حازمًا عاقلًا، وهو من بيت إمارة، توفي حاجا عام 1310 هـ.
33 -
صالح بن عبد الرحمن الدويش:
هو الشيخ صالح بن عبد الرحمن بن عبد الرزاق بن محمد الدويش العريني السُبيعي، ولد في الزلفي عام 1290 هـ، وأخذ عن علمائها وعن غيرهم، عين قاضيا في القنفذة فرفض ذلك، توفي عام 1352 هـ.
34 -
سالم الحناكي
(1)
:
هو الشيخ سالم بن ناصر بن مطلق الحناكي الثوري السُبيعي، ولد في الرس عام 1291 هـ، وأخذ عن علماء القصيم وغيرهم، عينه الملك عبد العزيز قاضيًا في الرس، ثم في دخنة، ثم في حريملاء ثم في الخرج، توفي عام 1379 هـ.
(1)
الحناكا هؤلاء يسكنون الرس من بني ثور من سُبيع، ويوجد في الرس أسرة بنفس الاسم ولكن مع اختلاف في الأصل.
35 -
عبد الله بن علي آل حميد:
هو الشيخ عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الله آل حميد من بني ثور من سُبيع، ولد في عنيزة عام 1292 هـ، وأخذ العلم عن علماء مكة وغيرهم، كان مفتيا للحنابلة بمكة وإماما ومُدرِّسا، وله مؤلفات عدة، توفي عام 1346 هـ بالطائف.
36 -
عبد الله بن عبد اللطيف آل عمير:
هو الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف بن عبد الله آل عمير من قبيلة سُبيع، ولد في الإحساء عام 1293 هـ، وأخذ عن علمائها، واشتغل بالتدريس على المذهب الشافعي، كما برز في علم النحو، وله منظومة في النحو، توفي عام 1377 هـ.
37 -
محمد بن ناصر الحناكي:
هو الشيخ محمد بن ناصر بن مطلق الحناكي من بني ثور من سُبيع، ولد في الرس عام 1293 هـ وقرأ على علمائها وعلى غيرهم، عين قاضيا في الرس، ثم في الشبيكية، ثم في الخاصرة، ثم في القويعية، توفي عام 1387 هـ.
38 -
سليمان بن عبد العزيز السحيمي:
هو الشيخ سليمان بن عبد العزيز بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرحمن السحيمي آل إسماعيل الثوري السُبيعي، ولد في عام 1296 هـ في عنيزة، وأخذ عن علمائها وعن غيرهم، عين قاضيًا في الوجه، ثم في القنفذة ثم مدرسا في المسجد الحرام، توفي عام 1357 هـ.
39 -
صالح بن محمد الخليف:
هو الشيخ صالح بن محمد بن خليف بن محمد بن خليف من بني ثور من
سُبيع، ولد في عنيزة عام 1303 هـ، وأخذ عن العلماء في بلده وخارجها، كان واسع الاطلاع في فنون عديدة، زاهدًا ورعًا، توفي عام 1390 هـ.
40 -
عبد العزيز بن عمر آل عكاس:
هو الشيخ عبد العزيز بن عمر بن عكاس السُبيعي، ولد في الإحساء عام 1304 هـ، وأخذ عن علماء الإحساء وعن غيرهم، عيَّنه الملك عبد العزيز قاضيا في الجبيل، ثم عين رئيسًا لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الإحساء، وإلى جانب العلم الشرعي برز الشيخ في نظم الشعر، توفي في الإحساء عام 1383 هـ.
41 -
عبد الرحمن بن عبد العزيز آل سُلَيْم:
هو الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز بن زامل بن سُلَيْم، من بني ثور من الزكور من سُبيع، ولد في عنيزة وأخذ عن علمائها، كما أنه برز في علم التاريخ، والنسب، والأدب، وتوفي عام 1402 هـ.
42 -
محمد بن عبد العزيز المطوَّع:
هو الشيخ محمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن علي آل إسماعيل، تُلقَّب أسرته بالمطوَّع من بني ثور من سُبيع، ولد في عنيزة عام 1319 هـ، وأخذ عن علمائها، حتى صار فقيهًا بارعًا في النحو، والعقائد، والعروض، وشاعرًا أيضًا. ومن أشهر تلاميذه: الشيخ محمد بن صالح آل عثيمين، والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسَّام وغيرهم، عُيِّن قاضيا في المجمعة، ثم في عنيزة، ثم في الخرج، توفي عام 1387 هـ.
43 -
ناصر بن محمد الحناكي:
هو الشيخ ناصر بن محمد بن ناصر بن مطلق الحناكي من بني ثور من الزكور من قبيلة سُبيع، ولد في الرس عام 1330 هـ، وقرأ على علماء بلده وعلى غيرهم، تولى القضاء في أماكن عدة، ثم اتجه للتدريس، توفي عام 1404 هـ.
44 -
عبد الله بن محمد الدويش:
هو الشيخ عبد الله بن محمد بن أحمد الدويش العريني من بني عمر من قبيلة سُبيع، ولد في الزلفي عام 1373 هـ، وأخذ عن علماء عصره، وقد برز الشيخ في الحديث وعلومه، له مؤلفات عديدة، توفي عام 1409 هـ.
من شعر سُبَيع والسهُول النبطي
قال تركي بن حميد المقاطي شيخ عُتيبة:
يا الله ياللِّي ماش حالٍ تكوده
…
رب لطيف الريح تصريف
أن ترحم اللِّي وحدوا به جنوده
…
أحد صلح وأحدٍ تحدَّر على السِّيف
حنَّا إلى كلٍ تمصلح بقوده
…
نصلح بقبٍ كنهن الشواحيف
طريحنا سحم الضواري تروده
…
إلى ركبنا لينات المحاريف
نزلت بهم القهب باوسط نفوده
…
وأصيح للغلبا
(1)
بروس المشاريف
أهل ديار موسقين حدوده
…
وأهل مهار يلعبن الغطاريف
من حدة البرقا لشقي نفوده
…
حامينها الغلبا بروس المراهيف
وأنشد سعد
(2)
من خالهم ويش فوده
…
اللِّي يصرف له من الحكي تصريف
ما جاب طهطام حصان يقوده
…
ولا مهرة تبرى لجيش المنكايف
إن خاف قرب جدهم من جدوده
…
وهم على عامر
(3)
عصاة مواليف
وقال خلف الشوي من بني الحارث يمدح السودة من سُبيع:
يا راكب من عندنا فوق موجف
…
يشدي لخفَّاق الجناح قعود
يشدي ظليم شاف له شوف ريبة
…
لي من عطا خل وراه نفود
حثه وتمسي من سبيع قبيلة
…
سبيع الغلبا
(4)
عراب الحدود
(1)
القهب: موضع شمال رنيه، الغلبا: هو سُبيع.
(2)
سعد بن قطنان السبيعي.
(3)
عامر بن صعصعة، قال أبو الروس القريني في حرب السبية عام 1245 هـ:
جتنا الحمايا من سُبيع بن عامر
…
ومقلدين بالشلايا عوصها
وقال ابن عبلان الجري من بني عمر:
حثَّنا بني عمر سلالة عامر
…
لي من تردي قالة حِنَّا لها
(4)
وقال الأستاذ عيد بن مدعج السُبيعي عن الغلباء لقب لقبيلة سُبيع:
اشتهرت بعض قبائل العرب ببعض الألقاب سواء من القبائل القديمة أم المعاصرة، ومن ألقاب =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= القبائل المعاصرة ما يلي: عُتيبة (الهيلاء) لكثرتها ومُطير (حمران النواظر) وحرب (حرابه الدول) حرب الروم، وقحطان تسمى (غلابة) وشهران تدعى (شهران العريضة) وقبيلة سُبيع تسمى (الغلباء) وقد ورد هذا اللقب في أشعار قديمة وحديثة، وفي مصادر مدونة وسوف نأتي على طرف من ذلك.
* اشتقاق اللقب ومعناه:
هذا اللقب مشتق من كلمة (غَلَب) ويعني أخذ الشيء عنوة وقهرًا، جاء في "القاموس المحيط": والغلباء الحديقة المتكاثفة، ومن الهضاب المشرفة العظيمة ومن القبائل العزيزة الممتنعة.
والسادة يوصفون بأنهم غُلب جمع أغلب وهو غليظ الرقبة طويلها، والأنثى غلباء، وجاء في وصف الإبل لكعب: غلباءُ وجناءُ عكلوم مذكرة.
وذكر ابن منظور أن بني الغلباء حي من العرب، ونقل ذلك عنه عمر رضا كحالة، وذكر ابن منظور أن تغلب تدعى الغلباء.
* حول هذا اللقب في كتب النسابين:
ذكر هذا اللقب كثير من النسابين عند ذكرهم لقبيلة سُبيع ومن هؤلاء الشيخ حمد الجاسر في كتابه "معجم قبائل المملكة العربية السعودية" قال في رسم الغلباء: غزوة لقبيلة سُبيع تشمل فروع القبيلة.
ولو قال: لقب بدل عزوة لكان ذلك أدق في التعريف، إذ مصطلح العزوة يختلف عن اللقب.
* الغلباء في الشعر العامي:
جاء هذا اللقب في شعر سبيع وفي شعر غيرهم ومن ذلك
1 -
قال ابن مخشوش الصميلي السُبيعي من بني عمر:
أعد فعايل لابتي لا عدمتُهم
…
وأفخر بهم لي حل قول القايل
أنا من (الغلبا) سُبيع آل عامر
…
أهل الشجاعة والفعول الجزايل
2 -
وقال خدعان السُبيعي من آل عمير:
لعيونُ شُؤل للغَضَا دهال
…
تبرى له (الغلبا) على الزلبات
الشول: الإبل، والزلبات: الخيل.
3 -
وقال شاعر مُطيري يدعى زنيفر بن نوبان العُبَيوي:
قلته وأنا (مع) سبيع) (الغلبا)
…
ظهور السواني للقصير صحاح
4 -
وقال شاعر العجمان الخصيص يوم الرضيمة عام 1238 هـ:
تسموا بنا الغلبا سبيع بن عامر
…
تسموا بنا لين الله أدنى ذهابها
5 -
وقال شاعر من سبيع:
تنحروا من مرأس غلبا قبيله
…
عوامر تسقي العدو المراير
6 -
وقال سلطان بن ربيش السُبيعي من بني عامر:
يوم جانا من الحاكم رسايل
…
يندب اللي من (الغلبا) رفيق
7 -
وقالت عُتيبة تذكر زوجها وقد جلا مع سُبيع إثر دم عليه:
شوقي مع الغلبا سبيع أسندُوا به
…
وأنا وَرَا (الصَّخَهْ) تنحرت (خنزير)
- الصخة وخنزير موضعان معروفان. =
هل ديرة عن العدا محتمينها
…
غريبها ينثني لها ويعود
حضرية بدوية مرثعنة
…
دار مساس ومهتنا ونفود
خنثل شماليها، وخطما جنوبها
…
والهضب ما يرفع عليك سنود
هل كرمة تلقى بها اكمل القِرى
…
عليها الله والعباد شهود
ياما اكرموا من جايع يلفيهم
…
لى شحشح الزمان والحسود
وياما اغنوا الفَقران إلى من جاهم
…
واعطوه من حم الذرى عرجود
تغشاهم البيضا وتثنى عليهم
…
عداد ما تذري هبوب النود
هل بندق تنقل على كل نضوة
…
وتصيد من جل الجوازي ضمود
لى ناض نواض الحيا رددوا لهن
…
من كل صعصاعٍ ما هوب ونود
يشيلن حني وزل من العجم
…
ومثومنات وسرهن قدود
ولى جا حسةٍ قربوًا حمرًا مولول
…
كبيرة ما بين البطانين سنود
ويا شيب عيني من سبيع إلى اوجهت
…
وان لفتوا للمقبلين خدود
كم من عقيد فارس في غيرهم
…
ولى ناطحهم في اللقاء شرود
إلى أوجفت أرجلهم وغابت ذهونهم
…
يشدون برق مقتفيها رعود
تكاسعت من غير ضلع كنها
…
تشيل من ذوب الحديد قيود
لى جيت ابي امدح ذا إلى الآخر يشوقني
…
وازريت والحق للشجاعة حدود
يتلون زيزوم السرايا محمد
…
غصب على اللي في المظال جحود
له حكرة تندى إلى شحشح الندى
…
تلقى عليها الربع الطروش قعود
وبن شداويِّ ونجره إلى عوي
…
يقوِّم اللِّي في المنام رقود
وصلاة ربي عد ما ذعذع الهوا
…
وعداد ما نبت النفل في العود
= * أخطاء وقع فيها بعضهم حول هذا اللقب:
من ذلك ما وقع فيه الأستاذ عاتق بن غيث البلادي حيث توهم أن الغلباء بطن من سُبيع ترجع فيه بعض الفخوذ، وأن الغلباء أخت عامر وعمر وعمير من سُبيع .. إلخ، وكما مر معنا فإن الغلباء لقب شامل للقبيلة كلها وليس نسبًا أو خاصًّا ببعض الفخوذ.
- وفي كتاب الشيخ حمد الجاسر "معجم قبائل المملكة" قوله: (الجهوم بطن من الزكور من الغلباء من سُبيع) وصحة العبارة: الجهوم من الزكور من سُبيع الغلباء.
وفي كتاب "الألقاب" للأستاذ أحمد العُريفي: ذكر لقب غلباء، وقال: لقب لقبيلة شمَّر لغلبهم على أعدائهم ولا أظنه خاصًا بهم فبعض القبائل تسمى به. ثم ذكر بعض الشواهد الشعرية.
وهذا الكلام صحيح ولكن الأشهر في العارض وفي نجد أن هذا اللقب يطلق على سُبيع ولكن هذا لا يمنع أن تشترك قبيلتان أو أكثر في لقب واحد، ولا سيما أن هذا اللقب مأخوذ من الغلبة وهي صفة تتصف بها قبائل العرب.
وقال الأمير فهد بن سعد بن عبد الرحمن آل سعود يمدح فهيد بن برَّاك المديري السُبيعي من بني عمر:
نعمين يا فهيد بن برَّاك
…
ياللِّي ثنى دون جزاع
المدح تستاهله يمناك
…
لو كنت ما تسمع الداعى
ترمي بروحك على الإدراك
…
ما زعزعك أكثر الإفزاعِ
يا ليتني حاضرٍ وإياك
…
يوم أشهب الملح ينزاعِ
لومك على اللِّي رقى مرقاك
…
وحول من الرِجم مرتاعي
وقال شيخ العُجمان الفارس راكان بن حثلين في معركة قمعة، وقد وقعت في فيضة أم معقلا بين العُجمان وسُبيع:
بني عمر جونا كما السيل دفَّار
…
وإنَّا لهم نشدي لخشم الزباره
يستاهلون الهيل والبن وبهار
…
وإنَّا السنام مشلخٍ في الفقاره
نردع شباهم دون حسكات الأوبار
…
بمطارقٍ نلحق بهن الثباره
قال دوَّاس بن رمضان الزِعبي عندما جاء واردًا على بئر سُبيع ووجد عنده عبيد بن صنهات الصميلي من بني عمر من سُبيع فأكرمه وسقاه:
يا فاطري ليلة قربنا رماح
…
يا واهج في الصدر لو عنه تدرين
عدٍ طويل ويُذكَر أنه يماحِ
…
عليه أجانيب وناس كثيرين
وأنا أحمد اللِّي حط دربي سماح
…
الذود يشرب والقبايل محيمين
وأنا اتقهوى والشحم له صماحِ
…
وأبعد عمس هلهن عسى عمره سنين
عبيد شوق اللِّي ثمانه وضاح
…
سعد الرفيق وسعد من جوه عانين
يا الله يا رازق خفوق الجناحِ
…
عسى ملَّاكة رماح عزيزين
غشاش البواطن والظواهر صحاحِ
…
مرٍ سلاطن ومرٍ شياطين
ويا زينهم لي من مشوا بالنصاحِ
…
وياشينهم لي صاروا ماهم براضين
أهل سربة لى من جذبها الصياحِ
…
تلحق بسبعان على الهوش ضارين
وسواة من قانص طيور الفلاحِ
…
يصيد لو كان القنانيص مخطين
وبني عمر ما مثلهم في النواحِ
…
سعد القصير وسقم طلابة الدين
وقال مزيد المُطَيْري
(1)
يمدح ابن صياح السُبيعي من بني عمر:
يا حيسفا يالقرم ذرب اليمين
…
اللِّي عسيرات المراجل حواها
ريف الضيوف اللِّي لفوا مقبلين
…
في ليلة يسوِي الذبيحة ذراها
في ليلة من بردها مخطرينِ
…
شمله تقالبَهم ويمطر سماها
هلا بهم من خاطر ما يشينِ
…
ومن حشمة الخطار عجل عشاها
صباب دهن السمنِ فوق السمينِ
…
كرامة للِّي تكرم لحاها
ريف القصير ومَدهل الغانمينِ
…
ويفرح به اللِّي حاجته ما قضاها
عد اليا منك وردته رسينِ
…
هداج تيما ما تغيضه دلاها
طيب ومن ناس بعد طيبينَ
…
سبعان ما والله يقرب حماها
غلبا سبيع اللِّي تروي السنينَ
…
فوق المهار اللِّي تساعل حذاها
يشهد لهم عود القنا والعريني
…
على ظهور الخيل في ملتقاها
غلبا اليا زر اللوا بالبطين
…
اليا صاح صيَّاح الطويلة لقاها
قاس الطراد مطوعينه بلينِ
…
هل سربةٍ يفرح بها من نخاها
كل العرب لفعو لهم خابرينِ
…
أفعالهم بالصحف كلٍ قراها
أفعالهم في ماضيات السنينِ
…
تعرف اليا ركب المحاله رشاها
هذا وسلم لي على الحاضرينِ
…
وعلى سبيع الله يطيب ثراها
(1)
وله قصيدة أخرى قال فيها بعد أن مدح صديقه ابن صياح العزيزي السُبيعي:
من لابة يوم اللقاء تهدي الارواح
…
فكاكة التالي الى اقفوا مدابح
غلبا سبيع مروية علط الأرماح
…
خيالهم بالخيل ياخذ مساريح
غلبا سبيع أهل المروة والامداح
…
أهل بيوت شيدوهن مداويح
ما دوروا في ما لهم زود الارباح
…
ما حاشت يديهم يقلط مفاطيح
بدرب الكرم والمرجلة ما هم شحاح
…
لو ركبت شهيب الليال الشلافيح
أقولها ماني بالأمثال مزاح
…
أعد فعل سبيع غلبا الزحازيح
والشاعر عبد الله بن ناصر بن شيحان الجبري من بني عمر يذكر في هذه القصيدة ديار قومه من سُبيع فيقول:
لي ديرةٍ مثل الهنوف الجميلة
…
كل يشوقه حسنها وجعودها
(1)
قلته وأنا من لابةٍ معروفة
…
نثارة الدم الحمر في ورودها
(2)
ديرة بني عمي سبيع الغلبا
…
أهل السموت وشيمة بفهودها
(3)
ديرة بني عمى سبيع الغلبا
…
ما ها قراح وراهي وقودها
ديرة بني عمي سبيع الغلبا
…
غابة عرين تحتميها أسودها
دارٍ لنا ما هي بدار لغيرنا
…
نحمي منابت عودها وعدودها
(4)
ربعي تعدي ضدها عن حدها
…
وأصبح عليه الميل مما شودها
كما اعثروا في وردهم من سابق
…
ضرب الركاب مبترين عضودها
كم اعثروا في وردهم من فارس
…
بالسيف ولا مشوك عبرودها
(5)
حِنَّا نتيه جارنا في دارنا
…
لا أحدٍ عقر شاته ولا أحدٍ يقودها
(6)
وَحِنَّا نبدي جارنا من كارنا
…
وهو ماضي الطلبه بدون شهودها
وقال فهد بن مخشوش الصميلي من بني عمر يذكر سلوم سُبيع:
عند الضحى شرفت في راس عيطا
…
رجم يهيض بادعين المثايل
واللِّي مهيضني سوالف بني عمر
…
أهل مهار تنثني في الدبايل
رعاية للخوف نزالة الخطر
…
كبار البيوت مشيدين الزوايل
ويقول ابن مخشوش قول موكد
…
قبلي وبعدي من يعد الفعايل
أعد فعايل لابتي لاعدمتهم
…
وأفخر بهم لى حل قول القايل
(1)
الهنوف الجميلة: المرأة الحسناء، جعودها: جمع جعد وهو الشعر.
(2)
لابة: أي جماعة أو قبيلة، ورودها: حينما ترد المعركة.
(3)
الغلباء: عزوة سبيع، السموت: جمع سمت وهو هيئة أهل الخير والوفاء.
(4)
عدودها: جمع عد .. وهي المناهل والآبار.
(5)
مشوك: البندقية، العبرود: الرصاص.
(6)
نتيه: المبالغة في الإكرام.
إنا من الغلبا سبيع آل عامر
(1)
…
أهل الشجاعة والفعول الجزايل
إنا نفلنا الناس بثمان سوالف
…
نفلنا بها سموى جميع القبايل
منهن ثلاث عامتنا كلنا
…
وخمس غدوا بهن كاسبين النفايل
الاوله منهن: نتتِّه جارنا
…
علي الكيف يرعى في نبات المسايل
والثانية منهن: نعرِّف جارنا
…
ولا نقطع العقلان يوم العقايل
والثالثة منهن: تسير مرتنا
…
لي ضاق مذهب خاربين الحمايل
والرابعة منهن: فهيد الصييفي
…
من فوق هجن يسهجن القوايل
ما ياخذ الرواي ولا يقطع النقذ
…
شرَّه على سحج كبار الشمايل
الخامسة منهن: لناجي الادغم
…
مروي السيوف مصقلات السلايل
ولى من عطى جزلة ما يمنها
…
ولا يعطي إلَّا من مهار أصايل
والسادسة منهن: لعجران الاعمى
…
تسموى بها عود هروجه دلايل
لا يثني الدلة ولا يذبح المعز
…
ولا يذبح إلَّا من خروف وحايل
والسابعة منهن: لابن قطنان بالسخى
…
عيد الركاب مدرهمات القوايل
لاكن تنيدي عبيده على العشا
…
تنيدي بدو شافوا الطرش عايل
والثامنة: عشر الركايب وأهلها
(2)
…
ما مثلهم جا في العصور الاوايل
جتهم سرايا يرعب القلب كثرها
…
يبغون ذبحتهم وكسب الرحايل
وعيَّا عليهم الله وثم بني عمر
…
برماحهم وسيوفهم والفتايل
قال محمد الطنباوي العريني من بني عمر يصف سبيعًا ويذكر مواقفهم:
ربعي هل الغلبا سيوف دواليق
…
عدوُّهم يمسي من الخوف حايم
وربعي مروية الغلب بالمزاريق
…
يوم المراجل بين بايع وسايم
عنَّا يفكون الحلاق المغاليق
…
وناكل بهم واللِّي على الريق صايم
(1)
ويتكرر عامر بن صعصعة في قصائد سبيع القديمة، قال مسعر بن ركاض العامري السبيعي:
ديرة بني عمي سبيع بن عامر
…
يشعي المعادي كل يوم مغيرها
وقال سعد بن جاسر:
حنَّا بني عمر سلاله عامر
…
ربع على الكايد ما هم بخفاف
وقال المهادي: لحا الله عجوز من سبيع بن عامر، وقال علي بن مطرف: جلينا ونصينا سبيع بن عامر.
(2)
أهل العشر ركائب: من سُبيع وهم ثمانية عشر سبيعيا معهم رجلان ليسا من سُبيع وكانوا بقيادة حمد بن جفيران الجبري وبجران بن خيوط الجملاني وكلاهما من بني عمر من سُبيع.
ولنا من السابق سلوم وطواريق
…
نثور بالملحة وندي الولايم
وقصيرنا كنه بروس الشواهيق
…
يمشي وينزل في وسيع الخرايم
والمدح اليا جا الفعل ما فيه تبريق
…
وكلٍ على حقه حصان الصرايم
وقال محمد الطنباوي العريني السُبيعي:
يا دارنا يوم الديار تحدد
…
يحدها العارض على النفود
ويحدنا من شمال: ديار علوى
…
هل سربة تركض على البارود
وإذا حدرنا فإذا آل معيض حددانا
…
أسود تاقف في نحور أسود
(1)
ويحدنا من جنوب: الاد زايد
…
كم واحد من ضربهم مفقود
(2)
حنَّا بني عمر من أولاد عامر
…
يوم إن ذا طارد وذا مطرود
لا أحد طمع فينا ولا حد هازنا
…
وحدودنا منها الرجال تحود
حامينها بالسيف مفتوق الشبا
…
صنع القلينز وحربةٍ في عود
وهذا سعد بن مجلد العريني من بني عمر وعبود بن دهش الصميلي من بني عمر كانوا مع مليح فترة من الزمن، وفي أحد الأيام رحلت مليح إلى حيث المرعى والمياه، فَتوَجدَ عليهم ابن مجلد فقام يخاطب صاحبه بهذه الأبيات:
لي ضاق صدري رحت أنا الصبح داوي
…
أشَّرف المرقاب وأزعج ونيني
واليوم يا عبُّود كني خلاوي
…
من يوم شدوا نجعنا مشملينِ
شدوا مليح محرقين القهاوي
…
يتلون ابن جرثام هيف السمينَ
أبو ثويني شوق عين النداوي
…
ريف الجويم ومنوة الهاشلين
شيَّال حمل اللِّي ثقيل وثاوي
…
ومن لاذ به عدَّه بحرز مكينِ
وبدلالهم ما يشربون الثناوي
…
ويتبعون الأوله طبختينِ
يا هل الركاب اللِّي عليهم غداوي
…
بالله عليكم وينكم ناهجين
مليح وين ديارهم بالتَّهاوي
…
اللِّي يبيهم، وينهم صايرين؟
احبهم حب العرب للرواوي
…
وش لونهم؟ يبسوا وهم معطشين
(1)
آل معيض: أراد بهم العجمان.
(2)
أولاد زايد: الدواسر.
ومع غيرهم كني غريب جلاوي
…
وان جيت معهم خاطري ما يشينِ
ذولا بني عمي وساع النحاوي
…
سبيع مروية الغلب والسنينِ
لى جاء نهار فيه شهر العزاوي
…
ربعٍ مروية الغلب والسنينِ
على مهار عرَّبت بالعلاوي
…
عرج لراعي التاليه ملحقينِ
اقفوا وانا قلبي عليهم شفاوي
…
أهل السخا اللِّي يذبحون السمينِ
لا قاصد شيء ولا لي دعاوي
…
مير إن قلبي للسبيعي يلينِ
كان سعود بن سعد بن مزيد السُبيعي - من بني ثور - جالسًا في مجلس فيه رجال من قبائل شتى وفي هذه الأثناء قام كُلُ يعد أفعال جماعته وقصصهم، فقال سعود لهم: كل واحد منكم يقول قصة بشاهدها، فأسكت الجميع بذكره قصة أهل العشر من سبيع وأبياتها، وقصة وأبيات سلوم سُبيع وعدة قصص أخرى، ثم أكملها بقوله:
أنا أحمد الله يومني من قبيله
…
مذكورةٍ بالطيب بين القبايل
سيل المعزة حادر مع مسيله
…
منهم عيال العود والعز طايل
سبيع بن عامر راعي الفضيله
…
جدي وأنا من سلسلته الفضايل
من صعصعة من قيس عيلان جيله
…
وعدنان جدَّه يوم عد السلايل
خلَّف رجال ينطحون الدبيله
…
عمر مَعَ عمير وعامر دلايل
ومعمَّر الأول نزيل الطويله
…
وعياله اللِّي يفعلون الجمايل
(1)
زكور يشيلون الحمول الثقيله
…
لي ثوَّر المثلوث حامي الدبايل
(2)
ومنَّا الأدغم والصييفي نفيله
…
وعجران منَّا كاسبين النفايل
(3)
وأهل الركايب كاسبين الجميله
…
ركابهم سلمت بضرب الفتايل
(4)
وجار المهادي ما قفه من حصيله
…
حصيلة الناموس واف الخصايل
(5)
(1)
الطويلة: من آبار قبيلة سُبيع قديما بجوار عرق سبيع.
(2)
زكور: هذا الاسم يطلق على بطن من سُبيع
(3)
الأدغم، والصييفى، وعجران بن شرفي لهم قصص في الكرم والشهامة.
(4)
أهل الركايب: المقصود بهم أهل العشر المردف.
(5)
جار المهادي: المقصود مفرح السبيعي "انظر من شيم العرب لفهد المارك".
هذاك ابن قطنان يندر مثيله
…
له سفرة تندا بقل الحصايل
(1)
ومثلوثة السبعان ما هي هزيله
…
كسْبٍ بالأيدي والقبايل تخايل
(2)
ولي الشرف في لابتي والقبيله
…
ولا هوَ بنقصٍ في عيال القبايل
وقال فليان بن ماضي السُبيعي من الزكور:
"لاد المجمع" تحتمي كل هيَّه
…
اللِّي عدى العدوان بالمعركة نار
أفعالهم في كل الأقطار حيَّه
…
ما مثلهم ينسى طويلين الاشبار
أفعالهم بانت ولا هي خفيَّه
…
انشد وتلقى يا فتى كل الاخبار
أخبارهم وصلت ديارِ قصيَّه
…
رجال تعز الضيف وتقدَّر الجار
"لاد المجمع" لابة صيرميَّه
…
أهل الفخر والجود والمجد والكار
سبيع هل الغلبا من الجاهليَّه
…
اللِّي يعاديهم شرب كاس الأمرار
اليا انتخو بالعزوة العامريَّه
…
كلٍ منهم ما يحسِّب للأخطار
(3)
كم حلة خلو ثقلها ثعيَّه
…
فيما مضى كم حصلوا عرب الابكار
وباقي القبائل ما بهم محقريَّه
…
واللِّي بعيد الدار واللِّي لنا جار
قال رشيد بن خثلان الجبري من بني عمر:
لو القليب لواحد بات مشتان
…
ولو هي من الضلع المسمى حدرها
صيّور ما نارد جباها بصبيان
…
الوِرد حامي والغنا في ظهرها
(1)
ابن قطنان: هو سعد بن قطنان السبيعى من أهل رنية يضرب به المثل في السخاء والكرم.
(2)
مثلوثة السبعان: سُبيع هم أهل المثلوثة وهي: التمر، واللحم، واللبن.
(3)
العزوة العامرية: هي عامر بن صعصعة، فقد كان من الأبيات القديمة التي كان بنو عمر يرددونها في المغازي:
حِنّا بني عمر سلالة عامر
…
مخ الحديد مكسر العظمان
وقال زينفر بن نوبان المطيري:
يا سبيع ياهل الفعل يا ولاد عامر
…
لي قيل: يم المال ثار صياح
وقال محمد الطنباوي:
حِنَّا بني عمر من أولاد عامر
…
يوم إن ذا طارد وذا مطرود
وقال سياف بن عياف:
حِنَّا بني عمر ـــــلالة عامر
…
حريبنا دايم نزيد غلايله
وصيّور ما يرجس بها الدلو ريان
…
ينسف على دف العجيما صدرها
نرخص لها من غالي المال ما كان
…
دراهم هانت على من خسرها
أنا من الغلبا هل الجوخ والشان
…
ومسكنت بدو ربوا في مدرها
أقولها وأنا رشيد بن خثلان
…
والله لو تخطي ويصفي بحرها
وكانت سُبيع تنتجع مكانًا فلما طال الليل عليهم أرادوا من عجران بن شرفي من بني عمر أن يسامرهم بقصة أو بقصيدة ولكنه رفض، فاحتالوا عليه فقالوا: من ههنا عزيز على عجران ولا يظن منه الكذب؟
فأمروا ابن فهيد أن يقول لعجران بأنه يرى برقًا في السماء، فتهيض عجران وأنشأ يقول:
حتى ايش يابن فهيد لو كان كشاف
…
بارق خريف يم دار مصده
عسى الحيا يسقي لنا وادي الغاف
…
ومن روضة التنهاة (لخريم) حده
(1)
عساه يا عيد النضا غب الانكاف
…
عساه يسقي المربع اللي نوده
حدَّر على الصمَّان للبرق رفراف
…
لي بكر الوسمي على مستعده
المربع اللِّي تدهله سمر الاشعاف
…
قدامها الصقار طيره يهده
ياما حلى العشب في القفر لي زاف
…
وجني الزبيدي في عذا كل خده
دارٍ لنا فيها مقيظ ومصياف
…
ومشتا ومرباع وكلٍ نضده
دارٍ وليناها بضرب بالاسياف
…
يوم كلٍ حامي ورث جده
منها العتيبي نرفعه فوق قطاف
…
والدوسري عنها جنوب نحده
وراكان عنها نقلعه يم الاسياف
…
والا المطيري عارف راس حده
(2)
لى جا نهارٍ فيه زوغات الاسلاف
…
ثم كل بد قام يظهر لبده
لى لابة ركبوا على كل مزغاف
…
وتحيزموا من فوقهن بالاعده
يا جاهلٍ في لابتي ما انت عرَّاف
…
حريبهم يمسي وكبده مضده
كم شيخ قومٍ لى نوى الله له اتلاف
…
من ضرب ربعي ياكل الرمل خده
(1)
وادي الغاف: يقصد به وادي حنيفه.
وجاء في معجم اليمامة أن روضة التنهاة تبعد عن الرياض نحو مئة وخمسين كيلو مترًا جهة الشمال الشرقي.
(2)
راكان هو ابن حثلين أمير العُجمان ويقصد بنقلعه أي نزيحه ونبعده، ويعني يم الأصياف، أي عند سيف البحر (الخليج).
وقال عبد الله بن حسين بن جريس في صديقه اللُّمَيع بن فراج بن عساف أبو اثنين الجملاني من بني عمر من سُبيع:
يا راكبًا ستٍ وست جميع
…
اثني عشر ما ضريًا بالتصاويع
التالية منهن تشادي الرقيعِ
…
والاوله تاخذ عليهن تناويع
قلب الخطا متولع في سبيعي
…
ويشوم من بد المخاليق لسبيع
قلبي تنحوا به فريق اللميعِ
…
اللِّي نهار الهوش ترمي المداريع
وقال محمد بن عبد الله بن سلمان آل خثلان من الجبور من سُبيع:
أنشد الغرس هو والدار عنا
…
من حماهن بخشم المارتين
حن هل الدار وأهل الحرب حِنَّا
…
قِرد منا ضديده حاربين
والخثالين والله ربعنا انَّا
…
دايم للمعزة كاسبين
لى بغى ضدنا زورة وطنا
…
قل: ترانا لحربه زاهبين
ومما قال سعد بن عويد بن ثواب المجمعي السبيعي:
حِنَّا سبيع من سلامة عامر
…
مثل الجبال اللِّي حصين حجابها
حِنَّا الي جا من العدا حسه
…
نرسي كما ترسي شوامخ هضابها
حِنَّا مجامعة إلى حل ذكرنا
…
هل حربةٍ ماهوب يبرى صوابها
ستر البني منسعات الذوايب
…
بسيوف هند في اللقا ينسطى بها
وحِنَّا هل الجذع المسمى بدارنا
…
في وجيهنا من لاذ به والتوى بها
قال عوض بن محمد الزقيحان الحربي من قبيلة حرب يمدح قبيلة السهول:
يا زيد
(1)
وين اللِّي لهم علم واذكار
…
شدوا وخلونا هل الجود والصيت
قبل الفجر شدوا وباحن الأسرار
…
وابديت ما كنيت بالصدر واخفيت
(1)
يسندها على زيد بن ناصر المليحي من سُبيع.
ودعتهم الله وأنا خافقي حار
…
أحر من جمر الغضا يوم قَفَّيت
وأصبحت مثل صاحب الغار والنار
…
راحوا وأنا من صافي الدمع هليت
شدوا وأنا دمعي على الخد عبار
…
وجاوبت أنا الورقا بصوتي وونيت
أبكي ذوي جَلال وافين الأشبار
…
أمحوا هل المعروف وعنهم تنحيت
ربع لهم في صفحة المجد تعبار
…
وأنا على فرقا هل المجد حنيت
وياما حاولت أنسى وعَيَّنَ الأفكار
…
وياما عذلت القلب ياناس وأزريت
كني غريق طاح في غب الأبحار
…
وهيضت ما في داخل القلب وأفضيت
شدوا هل المعروف من دارنا لدار
…
ياليتني مع جاري اليوم شديت
أنا مشيت ديار في كل الأقطار
…
مثل ذوي جَلَّال يازيد ما ريت
بيوتهم تلقى بها بن وكتار
…
عود القماري تاجده كل ما جيت
سهول من ساس الصخا منقع الكار
…
ما سبوا الجيران ولا عمري اوحيت
ولا حسبوا للمال بلوذات الأسعار
…
وأخص ابن مشعان
(1)
ريف المباحيت
سعد وقاه الله من شر الأشرار
…
نجره يصوت للمسايير تصويت
اللِّي بذل من ماله الحر مختار
…
جزل العطاء بمعونته لأهل الكويت
سعد فَعَل فعلٍ مع الناس ما صار
…
مكارمه عندي عليها تثابيت
وابن وهق غيث على الدار والجار
(2)
…
ابن علي بأفعاله البيض نبيت
رجل على صعبات الأيام صبار
…
مدهل نشاما حسب ما قيل وأوحيت
من دون عرف الناس تجيب الأخبار
…
وصلتني أخباره وأنا فيه غنيت
يالحاتمي علمك وصل كل الأقطار
…
عز الله أنك بالملايين مديت
أقولها يا لحاتمي سر وجهار
…
وأشهر ثناكم كل ما أصبح وأمسيت
ما كل من غاص البحر جاب محار
…
إلا أنت في كور الشهامة تعلَّيت
مالك شبيه كود هدَّاج فوَّار
…
هداج تيما لى وردته ترويت
مواقفك جزلات بالحيل وكبار
…
ما حصيتها عبر القلم لو تقصيت
(1)
سعد بن مشعان الزقعاني السهلي.
(2)
يقصد عبد الله علي بن وهق الظهيري السهلي أمير رويضه العرض.
جزل العطايا بالمواجيب خسَّار
…
ليت الرجال أبطال مثلك تجي ليت
يازيد ياللي تكرم الضيف والجار
…
ياللِّي بنيت البيت راحوا هل البيت
سهولٍ لى ركبوا على قحص الأمهار
…
في يوم يحصل به وعود وتناعيت
عاداتهم يثنون كان الدخن ثار
…
وحمي الوغي والبيض زجن زغاريت
يركون في كبد العدو سم مسمار
…
لطامة العايل خزام العناتيت
فكاكة الماسوق فكاكة العار
…
اليا ثنو خلف الضغن بالمماريت
وإن حولوا بالسيف قصَّاف الأعمار
…
جمع السهول بشتت الضد تشتيت
بايمانهم شلف تلظى لها أقدار
…
سلفٍ تفتت ثومة القلب تفتيت
اليا احمرَّت الهيجا وعج الرمك ثار
…
عاداتهم يسقون مرٍ وحلتيت
أهل فعول طوعت كل هدَّار
…
بذاك النهار اللِّي حصل فيه تصويت
مدلهين الخور في كل الأقفار
…
يرعن هيت ما صفقوهن شحاتيت
تاريخهم ينبيك من عصر سنجار
…
أشهر ثناهم بالكرم ما تدريت
هذا الذي من خاطري فايضه صار
…
وكتبت أنا من خاطري ما توريت
ولكم تحية عد هملول الأمطار
…
وعداد من يمشي على الأرض والميت
تمت صلاة الله على المصطفى البار
…
عداد من لبى ومن طاف بالبيت
قال شنار بن سداح المنجلي السهلي يصف قبيلة السهول ويفخر بها:
ربعي السهول اللِّي فعايلهم تبين
…
كم شيخ قوم قد كلوا قبايله
(1)
(1)
قبيلة السهول لها تاريخها المعروف وأفعالها المشهورة.
يقول ابن عبلان الجبري السبيعي:
والنعم باولاد السهول تعمِّد
…
يوم إن ضو الحرب شعب شعالها
يروون لدنات القنا بأيمانهم
…
وسيوف هند تعجب اللِّي شالها
وقال عوض بن محمد الحربي:
سهول لى ركبوا على قحص الأمهار
…
في يوم يحصل به وعود وتناعيت
وإن حولوا بالسيف قصاف الأعمار
…
جمع السهول يشتت الضد تشتيت
وقال سعيد بن عواد الذيابي العتيبي:
سهول في وقت السهالة يلبون
…
وياصعبهم لى كلَّحن الأشانيب =
عنيت ابن دواس من قد له سنين
…
ذبه مهنا جاب درعه شايله
ومع مطلق الجربا خيار الطيبين
…
زاله خزيم يوم ربي زايله
(1)
ومورخ عرهان عقب الأولين
…
راعى الأصايل والعلوم الطايلة
(2)
= وقال مبارك بن ناصر الدوسري:
دباحة لضيوفها قحم الحيل
…
سهول على درب المراجل مضراه
سهول على كسب النفايل قديمين
…
مع الصخا شجعان وقت المثاره
* البرازات: إحدى أفخاذ قبيلة السهول، منهم فرسان معروفون ولهم معارك مشهورة منها معركة مناخ الرضيمة التي وقعت عام 1238 هـ، فقال الخصيص العجمي يمدح البرازات:
رحنا وجينا بالسهول وجميعهم
…
برازات في الضيق تروي حرابها
قال ضيدان الدهلاوي البرازي السهلي:
لى طار ستر مشمرخات الذوايب
…
ثم طار عقل اللي خويه مخليه
أرواح ربعي عند العشاير جلايب
…
وعند الملاقي غالي الروح تهديه
وقال محمد أبو سيعة البرازي السهلي:
برازات ياما عالجوا من قبيلة
…
ولهم على هذا فعول قدايم
رجالهم يضوي على داير العدا
…
وحريبهم من لذه النوم قايم
وقال مجلاد الزهيري البرازي السهلي:
يا سعد منا فزعته لي عوي ذيب لذيب
…
نرد حوض المنايا ولا نهابها
* مهنا بن سويحل البرازي السهلي:
يعد من فرسان نجد المشهورين له قصص مشهورة منها قضاءه على دهام بن دواس صاحب الرياض سابقًا. ومنها أنه أغار قوم من قحطان على إبل البرازات، ولم يكن عندها سوى مهنا بن سويحل فلما علم قائدهم أن مهنا هو جنب الإبل أمر قومه بالرجوع عن إبل البرازات وقال:
يا فارقي مالي بطرش البرازات
…
ومالي بذيدان جنبها مهنا
خيالهم ياخذ على الخيل ساعات
…
ويضرب بحد السيف لين يتثني
(1)
خريم بن لحيان البرازي السهلي: من شيوخ البرازات ومن الفرسان الذين ذاع صيتهم، ومن قصصه ما ذكره ابن بشر وذلك عندما غزا الإمام سعود بن عبد العزيز جهات العراق وكان معه السهول وقائدهم خزيم بن الحيان (انظر: عنوان المجد). وخزيم من فرسان (يوم الرضيمة) المشهور، وابنه ضويحي بن خزيم بن لحيان البرازي السهلي من فرسان (معركة السبية).
(2)
عرهان بن باتل البرازي السهلي: يعد من أشجع فرسان العرب وأشهرهم، فكان إذا أغار على إبله يعتزي بعزوتته المشهورة:"خيال البلها عرهان - جعلنى الجدرى ما تقطعون الريع"، وعندما يسمع القوم هذه العزوة وهذا الحلف يعرفونه ويتركون الإبل.
ومن ذلك أن شوكة لابن رشيد غزت العارض (يروي ذلك أخ فرسان ابن رشيد المشاركين في الغزو) يقول كنا نسمع عن عرهان السهلي الفارس المشهور فأراد الله أن يكون هو أول من نهاجمه، فلما اعتزى بعزوته عرفناه فتركناه. كما أن عرهان هو صاحب الخصان الاصيل "عبيان" حصان مشهور سابق، كما اشتهرت أماكن في العارض باسمه، وذلك لشهرته مثل (أبرق عرهان) ذكره ابن خميس، وقد ذكر ابن بليهد حصان عرهان.
وحمود شيخ الشداد مسلسة القرين
…
يضرب جنَب شقح شعوها القايله
(1)
يا حضرة الظهران وين الطيبين
…
وين العيال اللِّي قفدها مايله
(2)
(1)
حمود بن جلعود المحيميدي السهلي: أحد شيوخ ال محيميد وفرسانهم المعروفين، وكما جاء في القصيدة ومنهم الفارس ابن دعسان المحيميدي السهلي قال يصف إحدى معاركهم التي انتصروا فيها:
لو الرسن في يدى بالكيف قاضبها
…
راحت مع اللي لحقنا ينفض الشريش
ما أزين عقب الصلف سوجه محاقبها
…
تفدي ذلولي منقضة العكاريش
إلى أن قال:
وإن لحقت الخيل للتالي نرد بها
…
نفك تالي الونايا والمداغيش
والسابق اللي يبي الناموس راكبها
…
اعتاض فيها الرسن والدناديش
حليتها في جنات الحزم معطبها
…
كله من الجيش معبده المناحيش
(2)
الظهران: إحدى أفخاد قبيلة السهول، ومنهم فرسان وشجان كثيرون، لذلك فالعدد القليل الذي يحضر منهم معركة من المعارك يؤدي دور كثير من الفرسان.
قال مجلاد الزهيرى البرازي السهلي:
مانديبي وارتحل فوق زاهية الخبيب
…
يبتلش لي من قضب حبلها ركابها
نصها الظهران سقم المعادي والحريب
…
لا طمين الشره ما ثمنوا لحسابها
ارفع البيشان لي أقبلت والصوت الصليب
…
حضرة الظهران تكفيك عن غيابها
* ماجد بن برجس بن معدل الظهيري السهلي: من الفرسان المعروفين الملقب بـ (جليدان) لجلاده للخيل، وفيه المثل المعروف:(طقيق الخيل من جليدان)، وصفه ابن رشيد بقوله:(فيه الفاري محاي الشعور) ويعنى بذلك شجاعته وإفناءه للأعداء. ومن معاركهم المشهورة، معركة الجنادرية، حيث كان الظهران وحدهم أمام سبعة بيارق مهاجمة، وانتصر الظهران. يقول دخيل الله بن فنتق الظهيري السهلي.
يوم جونا يام مثل التهامية
…
قاطعين ما نووا منع الإنصاف
إلى أن قال:
لابتي ظهران في الهوش درزيه
…
في الملاقا تودع العي عراف
ونعم يا جهالنا في العكيلية
…
كل مدغوش على الموت زهاف
ويلقب الظهران (بأهل المحاجي أو المتارس) لقوتهم في الحروب.
قال ناصر بن شعف المحيميدي السهلي:
ونعم يا الظهران سور لنا دون العدا
…
مثل سور قد حجا به علي الديرة دهام
مثل جال طويق ما للعداء معه معدا
…
من تبين له خشومه جفل مثل النعام
ومنهم الكريم المشهور مناحي بن معدل أحد شيوخ الظهران.
قال شامان بن مطلق الظهيري السهلي:
يتلون شيخ ماضيات فعوله
…
ما هوب من شيل الحمول صدود
يتلون راع الطايلات مناحي
…
شيال حمل العرو والمشدود
يتلونه الظهران كسابة الثنا
…
فحول الرجال وبالزحام أسود
ظهران يسقون العوادي من الكدر
…
ويحمون لي قيل البرامردود
ظهران عز الجار والضيف والخوي
…
ويفرح بهم اللي باللقا مضهود
كسَّابة الناموس في دنيا ودين
…
جهالهم تنطح شباة العايله
وآلاد علي مروية حد السنين
…
عز الضعيف اللِّي جذت رحايله
(1)
وسعود بن جلال ذباح السمين
…
ياسعد من ربعه مثل قبايله
(2)
وآلاد قبان مقحمين الاكاوين
…
على العدا يركون حامي ملايله
(3)
(1)
الزقاعين من أفخاد قبيلة السهول وعزوتهم (الاد علي) منهم فرسان وشيوخ مشهورون أمثال عثفر بن رويضان، وذعذاع بن رويضان وغيرهم، بقول فهد بن عبد الله الزقعاني السهلي:
يشهد لهم تاريخهم والمسلمين
…
عثفر وذعذاع أهل الفعول الجليلة
حشروا في الرجم خيل المعادين
…
على ظهر بنت السويسد الأصيلة
ومنهم شايع بن شداد الزقعاني السهلي أحد الفرسان الذين فتحوا الرياض مع الملك عبد العزيز وشارك في جميع مغازيه كغيره من أبناء قبيلة السهول الآخرين، ومات شايع بن شداد في تربة مريضًا، يرحمه الله، وبجانب فروسيته كان شاعرًا، قال يمدح جماعته:
يا طيب ربعي يوم اشوف القبايل
…
لى جاهم الطارش يداقل ذلوله
دوروا له من المواشي حايل
…
وإلا خروف مايلات كفوله
والعيش كنهم يأخذونه رمايل
…
ولكن ما يلقون إلا الصحن والزموله
(2)
سعود بن جلال الزفعاني السهلي: أحد أبرز كرماء العرب مدحه كثير من الشعراء وأثنوا على كرمه وشهامته.
قال محمد بن فهيد الدوسري من قصيدة طويلة:
ينطح مواجيب الرجاجيل ويبين
…
عند الشدايد يرخص الروح والمال
وقال علي بن بخيت يرثيه:
بلغت بوفاة سعود ذرب اليمين
…
سعود بن جلال عديم الاجناس
إلى أن قال:
حريبهم ما عاد نومه يزيني
…
أهل الفخر والجود ساس ومغراس
(3)
القبابنة: إحدى أفخاد قبيلة السهول منهم فرسان وكرماء معروفون، فمنهم الشيخ ناصر بن شخيتل القباني السهلي أحد الفرسان المشهورين ومنهم مشنان بن شخيتل القباني السهلي: من الفرسان والمعروفين، يروى أنه هاجمه خمسة فرسان فلما اقتربوا منه صوب كل منهم رمحه ورموها باتجاهه تواليا فكان مشنان يلقف الرمح بيده حتى تجمعت عنده رماحهم، فدهشوا فتركوه.
ومن قصصه أنه لحق ذات يوم بفارس ووضع الحبل من خلف رقبته وسحبه إلى الأرض من على حصانه، وكان أحد فرسان نجد المشهورين ثلاث مرات وكل مرة يعفوا عنه حتى إن هذا الفارس حلف بعدم الغزو على قوم مشنان، (وهذا من أخلاق العرب فكانوا يستأثرون بالرجل الطيب فلا يقتلونه إن تمكنوا منه).
ومنهم سلطان بن زيب القباني الكريم المشهور والملقب بـ (منادي بالعشاء) وابنه عبد الله بن سلطان بن ذيب القباني المشهور بالكرم أيضًا: قال ظاهر الدوسري يرثيه: =
وترا المحنى عند جرعات الحنين
…
يفتك شول زاهي شمايله
(1)
ولى صاح صياح وركبوهن بحين
…
تركب فضول فوق قب أصايله
وأهل المتارس في المواقف بينين
…
ذبَّاحة للروم في وهايله
(2)
وآلاد العبيدي بالمواكر معتلين
…
وأيضًا الصعبي بينات فعايله
(3)
وأنا هل المنزل اليا جو صايلين
…
تنزل دوانيق ترد الصايله
(4)
ربعي زمام الحرب للِّي معتدين
…
حريبهم يقضي على ملايله
= البارحة ساهر وكني على مله
…
والقلب تقبل هواجيسه وتقفي به
القصر يبغي صبي مثل عبد الله
…
إن نوخ الضيف تالي الليل يدري به
وتبكيه هجن من المطراش منتله
…
إن جات من صوب فج عاوي ذيبه
وتبكيه بيض على فرقاه مختله
…
إن دورت له بديل، وبن بي تحيبه؟
(1)
المحانية: من أفخاد قبيلة السهول منهم فرسان وكرماء معروفون، وأمراء المحانية: آل فضل اشتهروا بالشجاعة والفروسية.
قال محمد بن زليغيف السهلى يخاطب ابنه ويمدح جماعته:
تراك من ربع تسوس الخطر نوس
…
لي جتهم العرَّا تبين ظهرها
لي رددوا نشر الفراقين في الدوس
…
يجيك من يم المبنَّق خبرها
(2)
المحلف: إحدى أفخاد قبيلة السهول لهم معارك مشهورة ومعروفة فهم الذين قتلوا الترك عندما أغاروا عليهم قرب المجمعة عام 1237 هـ فقتلوا قوادهم وجميع فرسانهم وفي مقدمتهم قائد الحملة موسى كاشف وثمانين من القادة الآخرين. ويلقب المحلف (بأهل المتارس) لأنهم إذا أناخوا للحرب لا يبرحون مناخهم هذا إلا منتصرين. ومنهم أنه أغار عليهم قوم أكثر منهم عددًا فأناخوا لهم، فانتصروا عليهم قال شاعرهم داهم بن سرهيد المحلفي السهلي يمدح جماعته:
يا الله بالمطلوب يا مسوي العمل
…
يا ولي العرش ياللي عوايدك الجميل
ارحم اللي شاف الانكار قطع في همل
…
لا صديق مزبن ولا ضلع طويل
كود نحال المقاضيب والربع الجهل
…
موردت حوض المنايا لي هاد الذليل
وقال علي بن جوده المحلفي السهلي يمدح جماعته في إحدى الوقائع:
حنا سهول لي نكر كل شيطان
…
حريبنا يكهل بشيلان ثوبه
منهم محسن الكرك شيخ المحلف وفارس مشهور.
(3)
آل عبيد والصعوب: من أفخاد قبيلة السهول منهم فرسان معروفون وشعراء مجيدون.
(4)
آل منجل: إحدى أفخاد قبيلة السهول منهم شجعان وفرسان معروفون ولهم وقائع معروفة.
قال سعود السبيعى:
نعم بهم إلى جت هنادى تجرد
…
ولى من تلاقا الهوش عقب الحذافي
وقال ناصر بن جفيران المحلفي السهلي يمدحهم:
لاد العقيلي كنهم دولة أشراف
…
ولهم على حوض المنايا اندياعه
أهل بيوت ماتبنى بالاسداف
…
على طريق الضيف ترفع رباعه
كم خايع يرعون عشبه إلى زاف
…
لى ثار قب الحرب زروا شراعه
والدوانيق: هم آل ريحان أمراء آل منجل فرسان مشهورون.
جرت معركة بين آل منجل ومن معهم من السهول وبين إحدى القبائل وانتصر آل منجل في هذه المعركة وقال شاعرهم سعد بن ناصر الوعيلي المنجلي السهلي:
أشوف فوق الخفس مثل المعاصير
…
ومبايض جوه من الورد خالي
يا دارنا يا مال وبل الشخاتير
…
لي جاء من القبلة حقوق خيالِ
نرعاه لى جتنا حلول المخاضير
…
لي زاف نواره سواة الزوالِ
(. . .) جانا بالاجانيب (. . .)
…
وسبع القبايل يتبعونه جزالي
ساعة نطحناهم فراحوا مدابير
…
مع راس صبحا معتلقهم جفالِ
طاح الطريح وهملوه المعاثير
…
كبيرهم ماردها للتوالي
نفزع على قب سواة المقاصير
…
ونودع وجيج الدم مثل العزالي
نفزع لقطعان صفر ومغاتير
…
عقب الهجيج موقفات هجالِ
وياذيب ياللِّي بأسفل العتش وتمير
…
إنَّا رمينا لك من القوم غالي
قال عبيِّد بن زليغيف المحني السهلي في معركة حرت بين المحانية ومن معهم وبين إحدى القبائل المعادية حيث أغار هؤلاء القوم على إبل المحانية وأخذوها ولحقهم الطلب من المحانية واستنقذوا إبلهم وعادوا منتصرين إلى أهلهم، فقال عبيّد المحنَّى:
أميرنا مطلق
(1)
عسى النذل يفداه
…
يكسر عليهم مثل طير الهدادي
وقف وقال اللِّي بصدره مراواه
…
ينكس مادامه في وسيع الحمادِ
غرنا وحتى اللِّي تكفى كفيناه
…
في دقلنا يكسب فريغ الفوادِ
لين أنها قامت ترزم مخلاه
…
وردت على الحيران قطم التوادي
كله لعينا ملحا مداناه
…
على ملامحها وسوم حدادِ
(1)
مطلق بن فضل السهلي من أمراء المحانية فارس وشجاع معروف.
مناحي بن معدل السهلي
(1)
أحد شيوخ الظهران واشتهر بالكرم والشجاعة وكان شاعرًا مجيدًا، وإياه يعني أحد العزة من قبيلة سُبيع حينما خاطب نفسه بقوله:
اصبر كما يصبر مناحي على الضيف
…
وإلا كما يصبر رماح على الورد
ومن قصص كرمه أن عجران بن شرفي السُبيعي الشاعر المعروف حل ضيفًا عليه وكان معسرًا ومن سوء حظه أن إبله كانت واردة فما كان منه إلا أن ذبح ناقة عجران بن شرفي تكريمًا له، ولما قدم مناحي الوليمة لضيفه وضع عجران يده على السنام وأخذ يتلمسه
(2)
وكان ذكيًّا فشك أنها ناقته فقال لمناحي ذبحت ناقتي يا مناحي، فقال مناحي: هذه كرامة لك، وناقتك ستأتي مع الإبل القادمة.
وقد ذكر الشاعر عبيد بن عشان السهلي هذه القصة في إحدى قصائده التي يقول فيها:
ومناحي كنه على كيس بترون
…
وإلا على شط البحر باسمهان
والبيت يرفع كنه القيف يبنون
…
وحيل على صحن كبير الصياني
وعجران جاهم مع نكيف يخطرون
…
وذبح ذلوله كرَّمه جاه عانِ
وقال العوض في غيرها لين ترضون
…
فج العضود ومن مبار المثاني
ومن قصصه أنه تجاور مع سلمان بن سدران القريني وكان كلاهما كريمًا ويتسابقان في استقبال الضيوف لإكرامهم فكل واحد منهما يريد أن يسبق جاره ليكرم الضيف القادم، واستمرا على هذه الحال فترة إلا أنهما اجتمعا واتفقا أن يكون القادم من أسفل وادي حنية لمناحي والقادم من أعلاه لسلمان.
(1)
مناحي بن برجس بن هندي بن لافي بن معدل السهلي.
(2)
كان عجران كفيفا.
ويقال: إنه غزا مناحي بن معدل أمير الظهران وابن لحيان أمير البرازات على بعض القبائل المعادية وانتصروا عليها وبعد هذه المعارك أخذوا يتناشدون الأشعار فقال مناحي بن معدل:
كم واحد بات الخلا وامتنانا
…
وربي مجملنا ولو ما به أدباش
والله لولا القل يطمي شبانا
…
نزمي كما يزمي من العد جواش
شابت لحانا ما لحقنا هوانا
…
وعزي لمن نبتت لحاهم على ماش
مما قال شايع بن فراج السهلي يفتخر بجماعته المحلف من قبيلة السهول ويثني على شجاعتهم وكرمهم وكان أميرًا في الشمال:
ربعي ليا منه بلف كل بلَّاف
…
علي ما يرضون بالإنهزاعه
رصعان ظل لي عن البرد ولحاف
…
أهل المحاجي ضربهم بالوقاعه
رجالهم يركضن على الموت ولا خاف
…
لى طوحت شقر الجدايل اقناعه
أَلطُم بهم خشم المعادي ولا أخاف
…
وارتع بهم غصب بليا ارتاعه
وأعم ربعي مروية جرد الأسياف
…
زحول الرجال اللي تجيب القلاعه
ربعي سهولٍ بالمواجيب تنشاف
…
عدوهم ما يهتني بانجضاعه
ربعي تدسَّم شارب الضيف لضاف
…
يوم السنين الممحلة والمجاعه
كان القرقاح القحطاني يثني على القبابنة من السهول عند جماعته قحطان كثيرًا ويمدحهم ويذكر أفعالهم من كرم وشجاعة، مما جعل قومه يسألونه عما فعله به هؤلاء السهول، فعبَّر عما في صدره بهذه الأبيات:
ياهل الركاب اللِّي تقدون بسهيل
…
أنا دليلتكم لسوق المباعه
أنا دليلتكم على وادي الغيل
…
يُشرى جلبكم ما بعد زل ساعه
أنا لقيت البن ياهل المعاميل
…
البن جاله في العويرض زراعه
عند ابن قبان يهيله بلا كيل
…
والظاهر أنه ما يكيله بصاعه
جماعة ابن شخيتل وافي القيل
…
اللِّي يحطون المراجل طماعه
قلته وأنا ماني براعي مواكيل
…
مير أعجبوني بالكرم والشجاعه
قلته وأنا من روس ربع مشاكيل
…
صبيان قحطان للمعادي مراعه
قال مبارك بن ناصر بن حمير الدوسري يمدح السهول:
اللِّي مهيضني على بدعي القيل
…
مراجل من فعل ربع مسماه
مثل الجمال اللِّي تصابر على الشيل
…
سهولٍ لى من وقف العلم لاقصاه
فعلٍ مثل شمس الضحى تجلي الليل
…
ما أحدٍ فعل فعلٍ فعلتوه شفناه
بدا بها شباب ضو المعاميل
…
عدم العيال اللِّي وساع نهاياه
فعلك يابو مشعان هيف المواحيل
…
ما أحد بدا به من وزا به وسواه
ذباحة لضيوفها قحم الحيل
…
سهولٍ على درب المراجل مضراه
سهولٍ على كسب النفايل قديمين
…
مع الصخا شجعان وقت المثاراه
أفعالهم وصلت ديار المناهيل
…
اللِّي مشى بالطيب للناس يلقاه
ما ينطح القالات كود الرجاجيل
…
من صكته صكات الأيام تنصاه
لى ركبن سود الليالي المقابيل
…
ذرب الرجال يعد من فعل يمناه
فعلٍ فعلته ودك إن له دواوين
…
يكتب على اللوحات من مَرّ يقراه
الجنادرية
من المعارك المشهورة بين الظهران من السهول مع إحدى القبائل وانتهت بنصر كبير للظهران من السهول رغم كثرة أعدائهم، فقال شامان بن مطلق الظهيري السهلي:
يا نديبي وارتحل فوق حره
…
كن تصرام الشياهين تحطابها
تناصابكم زيزوم السرايا ماجد
(1)
…
مشبع طيور الجو مع ذيابها
أنا أحمد اللي حط فينا ناصر
(2)
…
مثل الجدي في النجوم يقدى بها
إن سلم سلطان
(3)
وسلمت سابقه
…
لا بدم من هية يحكى بها
لى جت جموع عن جموع تُحدى
…
أبو دميخان هو ذهابها
وهي أطول من ذلك، كما قال دخيل الله بن فنتق الظهيري السهلي:
يوم جونا يام مثل التهامية
…
قاطعين ما نووا منع الانصافِ
احتديناهم بصنع الفرنجية
…
لين راح (. . .) منه عيافِ
ونعم يا جهالنا في العكيلية
…
كل مدغوش على الموت زهافِ
لابتي ظهران في الهوش درزية
…
في الملاقا تودع العي عرافِ
ذيب برمة ناد ذيب المحلية
…
كيف يمحل وانت يا ذيب باريافِ
دوك خيل وجيش ورجال يامية
…
من مضاريب في الأكوان تنشافِ
بالعشا بشر سباع المياهية
…
وأبرق الجنحان ياكل ويستافِ
(1)
ماجد بن برجس بن معدل السهلي: أحد شيوخ الظهران وفرسانهم المشهورين.
(2)
ناصر بن صهدة السهلي: أحد فرسان الظهران، ومن ذوي الرأي والسداد.
(3)
سلطان بن دغش الظهيري: عقيد وفارس مشهور من شجعان الظهران.
قصة حدثت في عهد فيصل بن تركي آل سعود عقب انتقال السهول من العرض بزمن طويل حيث لم يبق منهم إلا أهل الرويضة، فجاء قوم يريدون غزو أهل الرويضة فجرت معركة بين القوم وأهل الرويضة انتهت بهزيمة القوم، فقال الشاعر عبيد الله بن محمد السهلي هذه القصيدة:
جونا (. . .) العصر مع كل مهياع
…
مثل الورود اللِّي حيام ضوامي
تنازلوا نزل تضايق به القاع
…
وردوا علينا كلنا بالسلامِ
البن يحمس عندنا طبخته صاع
…
وصحون بر سيحت بالودامِ
ومخرع الأشناق من غير قطاع
…
وعصوب كبش قطع منها الحزامِ
ولا عقبها الصبح غير التفراع
…
يبغون كسرة عزنا من شمامِ
وعيوا عليها صلب جدي بالأذراع
…
بمثومنات يكسرن العظامِ
عينت ابن عيبان حماي الاقطاع
…
وخلف مقعد المغترة والجهامِ
وشبع الحصيني هو ومحني الاضلاع
…
والذيب واللِّي ماكره بالعجامِ
كان الملك عبد العزيز رحمه الله على الطرفية فأرسل سبورًا على ابن رشيد فلم يستطع السبور أن يأتوا بشيء فأمر الملك عبد العزيز برجس ابن معدل السهلي أمير الظهران بهذه المهمة وذلك لمعرفته بجرأته وشجاعته، اختار برجس رجاله من جماعته وذهب حتى وصل إلى بلاد الجبلين
(1)
وعرف مكان ابن رشيد ومقاصده، رغم كل المصاعب وعاد وأخبر الملك عبد العزيز بخبر ابن رشيد فسرَّ الملك عبد العزيز.
وكان من ضمن هؤلاء الرجال الذين اختارهم برجس بن معدل الشاعر طاحوس بن معضد آل فريان الظهيري السهلي فقال بهذه المناسبة قصيدة نذكر منها هذه الأبيات:
(1)
وهما جبلا طيئ (أجا وسلمى) وسُميا في العصور المتأخرة باسم جبال شمَّر، بعد أن غلب اسم شمَّر على باقي قبائل طيئ في منطقه حائل شمال نجد، ومن المعروف أن معظم قبائل طيئ بما فيها شمَّر قد نزحت إلى بلاد العراق والشام في العهد العثماني.
ليت أبو تركي
(1)
على أكوار النجايب
…
ويتحلى فرجة ربعي وطوها
يوم كل خايف منها وهايب
…
عقبوا سلمى وعدوا من وراها
يتبعون برجس
(2)
مورد كل هايب
…
كم ردوم منه تكبي
(3)
من حفاها
الحفر
جرت معركة على حفر العتش بين سُبيع وإحدى القبائل وفزع الظهران والبرازات من السهول لسُبيع وتم النصر وهزموا القبيلة المعادية.
فقال سعود بن حمادة الظهيرى السهلي هذه القصيدة:
لا بتي آلاد الظهيري
(4)
هل الجمع الحمر
…
جمعهم زهاف لي ناطحة جمع الحفيف
جمعهم يقلط وجمع المعادين انكسر
…
رميهم في الضيق يشدا رعاد القنيف
ونعم بالخضران
(5)
واللِّي بعد معهم حضر
…
مع هداليق البرازات
(6)
مروية الرهيف
بنحمي الأملاك لعيون براق النحر
…
يوم دمع خرساها على خدها ذريف
ينحمي الأملاك بالسيف مجرود الظهر
…
كل وضحا زرفلت لمشربها تقيف
(1)
الملك عبد العزيز رحمه الله.
(2)
برجس بن ماجد بن معدل أحد شيوخ الظهران.
(3)
الكبوة: تعثر الحصان، والعوام يقصدون بالكبوة الضلع وليس التعثر.
(4)
آلاد الظهيري: عزوة الظهران من السهول.
(5)
الخضران إحدى فرعي بني عمر من سُبيع.
(6)
البرازات: إحدى فروع السهول وهم إخوة الظهران.
قال سعود السُبيعي يمدح آل منجل من السهول:
يا راكب ست من الهجن شرد
…
ست مواليف واهلهن ولاف
ركابهن لى أقبل على الجمع غرد
…
جمع من آلاد العقيلي
(1)
يشاف
نعم بهم لى جت هناد تجرد
…
ولى من تلاقا الهوش عقب الحذاف
سهول تضد اللِّي عليهم تمرد
…
طريحهم تذرى عليه السوافي
لى جاهم اللِّي عن حلاله مطرد
…
فكوه وأصبح في وسيع العوافي
عبد الله بن منيرة القحطاني جاور قبيلة السهول فمكث فترة القيظ عند القبابنة من السهول فحافظوا على راحة جارهم القحطاني أكثر من أنفسهم وعندما همَّ بالرحيل إلى مرابع عشيرته تحسر ألمًا لفراقهم فقال:
قعدت أنا والطير فوق العدامه
…
ويقطعك يا طير لعيني غرابيل
ياللِّي تدور العشاء والكرامه
…
حول على أم طليح في وادي الغيل
تبشر ببر والمفطح ايدامه
…
وبن يبهر للمناعير بالهيل
والله لو تأخذ ثمانين قامه
…
ماكنك إلا ما خذ عندهم ليل
أهل قصور للنشامى علامه
…
واللِّي يبيهم دربهم يمة سهيل
جرت معركة (يوم عيدة) بين آل محيميد ومن معهم من السعول وبين إحدى القبائل المعادية وانتصر فيها آل محيميد، فقال راشد بن ختلان المحيميدي السهلي يمدحهم:
يالله ياللِّي عالي في رفاعه
…
يا عالم وش ذا العرب بي يسون
أحد لبس له درع واحد سراعه
…
وأهل السبايا كنهم بي يعرضون
جانا من آلاد العقيلي مشاعه
…
وآلاد سلطان
(2)
على الهوش يرسون
وآلاد حمدان
(3)
ظفرهم وقاعه
…
لى غورت الأصوات عيوا يغورون
(1)
آلاد العقيلى: عزوة آل منجل من السهول.
(2)
آلاد سلطان: عزوة المحانية من السهول.
(3)
آلاد حمدان: عزوة محيميد من السهول.
جلال بن سعود الزقعاني السهلي كريم مشهور قال هذه الأبيات في جماعته الزقاعين من السهول يثني على كرمهم واحتفائهم بالضيوف:
الركايب روحوا من ريش قبعه
…
لا تداري في هجيج الموجفات
كود نلقى مثل سكران
(1)
وربعه
…
وسعد بن بالود
(2)
هيف المسمنات
لى كبا خطو الردي عن شين طبعه
…
كن في عينه من الطرقي قذاتي
يشبعون الجار والضيفان شبعه
…
ربعي اللِّي ينطحون الموجبات
قال شاعر بني تميم عبد الله بن صقيه التميمي يمدح قبيلة السهول:
سهول سو اللِّي يقرب حماها
…
مجزين مسطرر براسه زعانيف
كل يعرفها ويعرف وفاها
…
كبار البيوت اللي يكرِّم بها الضيف
يفرح بها الساري بمظلم دجاها
…
ما حسبوا بالقل كثير المصاريف
مثل العدود اللِّي طويل رشاها
…
ما همب حُسوٍ ينغرف بالمغاريف
عدود ما ينزح من الورد ماها
…
تنراد بالكنة وتنزاد بالصيف
للضيف بالشدات عجل قراها
…
وعند الملاقا يفرقون المواليف
مع القرى للضيف خلو نباها
…
يوم البخيل قراه كثر السواليف
قبيلة لى نازعوها خصماها
…
فرسان بظهور المهار المزاغيف
وبال من هو من هباله نواها
…
ستر العفايف ضامرات السراجيف
مدحي لهم ما قصدي أرجى عطاها
…
ما نيب من ينظم بيوته على الزيف
تستاهل الحشمة سواعد لحاها
…
تنشر لها البيضا بروس المشاريف
(1)
سكران السهلي: رجل كريم من الزقاعين.
(2)
سعد بن بالود السهلي من الزقاعين رجل كريم ومشهور.
بنو خالد
المخزومية القرشية
مقدمة:
كنت قد أوردت ما كتب الأستاذ عبد الكريم بن عبد الله المنيف الوهبي عن نسب قبيلة بني خالد في كتابه "بنو خالد وعلاقتهم بنجد" في المجلد الخامس طبعة 1997 م/ 1418 هـ من هذه الموسوعة، ولم أكن في ذلك الوقت قد اطلعت على غير ذلك البحث عن نسب تلك القبيلة.
وفي أوائل عام 1998 م اطلعت على كتاب: "الاختيارات الزبنية من تراجم ذرية خالد بن الوليد المخزومية" تأليف الدكتور عبد الله بن محمد الزبن الخالدي، فوجدته أيضًا عن نسب قبيلة بني خالد المذكورة، فكررت قراءته، فوجدت مؤلفه وهو في سبيل إثبات أن نسب تلك القبيلة ينحدر من ذرية سيدنا خالد بن الوليد المخزومي القُرشي رضي الله عنه قد سلك التسلسل في الترتيب لإثبات الدليل على صحة القول في النسب، حيث اتبع المؤلف الآتي:
أولًا: أثبت المؤلف وجود الذرية الخالدية بالترجمة لعدد كبير من أبناء، وسلائل أبناء، وأحفاد خالد بن الوليد في عدد من الأقطار في أزمنة مختلفة تحت عنوان "تراجم بعض ذرية خالد بن الوليد رضي الله عنه".
ثانيًا: اتبع المؤلف ما سبق بأن ذكر تحت عنوان "نسب ذرية خالد بن الوليد" أن نسب بني خالد الذين كان لهم شأن في الشام، والإحساء، ونجد، وبيشة ينتهي إلى سيف الله خالد بن الوليد رضي الله عنه، وأن نسب غالبية من
يُعرف من بطون وفروع تلك القبيلة ينتهي إلى أربعة من أبناء خالد بن الوليد وهم: سليمان، وعبد الرحمن، والمهاجر، ومحمد.
وكان المؤلف قد ترجم للأربعة المذكورين، كما أن جميع من ترجم لهم من غير هؤلاء الأربعة وانتهى في ذكر تسلسلهم النسبي إلى خالد بن الوليد ينتهون إلى هؤلاء الأربعة أيضًا.
وذكر المؤلف عددًا من أقوال النسَّابة، والمؤرخين بنسب بني خالد المعنيين في كتابه إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه، وإلى بني أخوته، وبني عمومته من بني مخزوم، وذكر ما يزيد على أربعين دليلًا على ذلك.
ثالثًا: بعد أن أثبت المؤلف وجود الذرية الخالدية على مر العصور، وأثبت أن بني خالد المعنيين في بحثه من تلك الذرية، أورد أقوال القائلين بانقطاع ذرية خالد بن الوليد تحت عنوان (القول بانقطاع عقب خالد بن الوليد رضي الله عنه، ثم رد على تلك الأقوال، وذكر بأن من المثبتين لتسلسل نسب العقب الخالدي رجال ثقات، ومثل لهم بذكره لرجال منهم: ابن حجر العسقلاني، والجلال السيوطي، وابن كثير، وابن الجوزي، والسمعاني، وابن فهد الهاشمي، والسبكي، وسراج الدين الرفاعي، وابن الفوطي، وعبد الغافر، وصلاح الدين الصفدي، واليونيني، والرافعي القزويني، والحموي، والأسنوي، والغزي، والسخاوي، والمحبي، والذهبي.
رابعًا: بعد ذكر المؤلف للقائلين بانقطاع عقب خالد بن الوليد، ورده عليهم ذكر بأن أسباب نسبة بني خالد المخزوميين لغير نسبهم هو وجود قبائل وعمائر، وبطون أخرى يقال لهم:"بنو خالد"، ومَثَّل لهم، وذكر بأن المشاركة في اسم "بني خالد" أوجدت اللبس عند بعض النسابين، والمؤرخين، وجعلتهم يخطئون في نسبة بني خالد المخزوميين إلى غير نسبهم الصحيح.
خامسًا: بعد أن حقق المؤلف نسبة بني خالد المخزوميين إلى خالد بن الوليد ذكر عددًا من بطونهم، وعاداتهم، وصفاتهم، وذكر - في الجملة - الجد الأعلى الذي ينتهي إليه كل بطن من تلك البطون ليتصل بخالد بن الوليد رضي الله عنه.
وبعد تكرار قراءتي لهذا الكتاب، والاطلاع على مصادره ومراجعه وجدتهُ كتابًا قد استند إلى مصادر غالبها لعلماء أجلاء جرى ذكر جلّهم في البند "ثالثًا" من هذه المقدمة، ووجدت وجهة نظر من قابلت من بني خالد تتفق مع ما جاء بهذا الكتاب عن نسب بني خالد، فلذلك، ولكوني أيضًا بعد تكراري لقراءة الكتاب كما أسلفت، واطلاعي على مصادره ومراجعه تبين لي صحة ما توصل إليه مؤلفه عن نسب تلك القبيلة، وأصبحت أتفق معه في ذلك. فلذا؛ ولأنني أنشد القول الصحيح في أي نسب وأذكره، وقد تبين لي بأن ما جاء في هذا الكتاب هو أصح ما كتب عن نسب القبيلة المذكورة؛ فقد استعنت الله تعالى وتوكلت عليه ثم أقدمت على إحلال ما جاء في هذا الكتاب محل ما أوردت في هذه الموسوعة عن نسب بني خالد مما كتب الأستاذ الفاضل عبد الكريم الوهبي التميمي لا للتقليل مما بذل الوهبي من جهد في ذلك البحث؛ ولكن لأنه بالدراسة والمقارنة تبيّن أن الأستاذ الوهبي أورد أقوالًا بنسبة بني خالد المعنيين بالبحث إلى من جَمعَهم اسم "بني خالد" وهم من قبائل، وعمائر، وبطون مختلفة بخلاف ما توصل إليه الدكتور عبد الله بن محمد الزبن الخالدي عند تحقيقه لنسب بني خالد المخزوميين القرشيين ومن ثم فإني أورد ما جاء في كتاب الدكتور عبد الله الزبن الخالدي فيما يلي:
تراجم بعض ذرية خالد بن الوليد رضي الله عنه
(*)
حرف الألف
1 -
إبراهيم شمس الدين أبي المجد بن محمد بن أبي بكر الحافظ رشيد الدين أحمد بن أبي المجد إبراهيم بن محمد المنيعي الخالدي، حفيد الحافظ رشيد الدين: أحمد بن أبي المجد إبراهيم بن محمد المنيعي الخالدي.
ووالد محيي الدين أبو المحامد الذي جاء نسبه في ترجمته بأنه: يحيى بن إبراهيم بن رشيد الدين أبي الفضائل محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن سيف الله خالد بن الوليد المخزومي.
كانت ولادة المترجم له ببلاد الترك سنة 621 هـ، وقد سمع وتفقه، ومات في صفر سنة 674 هـ بأصبهان، ثم نقل تابوته إلى تفتازان فدفن بجامعها الذي بناه جده لأمه
(1)
.
2 -
إبراهيم بن أيبك بن عبد الله الصفدي، جمال الدين، أبو إسحاق. من عائلة آل الخالدي الشهيرة التي منها الشيخ خليل جواد الخالدي الذي ينتهي نسبه إلى محمد بن خالد بن الوليد صاحب الترجمة بحرف الخاء من هذا المبحث.
المترجم له أخو الشيخ صلاح الدين خليل أيبك الصفدي، وكان الصلاح أسن منه.
ولد المترجم له سنة 700 هـ، ومات في دمشق في 4 جمادى الآخرة سنة 742 هـ
(2)
. وكانت أسرته من الأسر الخالدية التي انتقلت للأكراد، ولكنها عادت إلى صفد.
(*) النقل عن كتاب الاختيارات الزبنية من تراجم ذرية خالد بن الوليد المخزومية القُرشية من ص 35 إلى ص 348 تأليف الدكتور عبد الله محمد الزبن الخالدي من المملكة العربية السعودية.
(1)
المشتبه في الرجال وأسمائهم وأنسابهم ج 1 ص 374، انظر: ترجمة ابنه: يحيى في: تاريخ علماء المستنصرية ج 2 ص 79.
(2)
الدليل الشافي على المنهل الصافي ج 1 ص 10، الوافي بالوفيات ج 5 ص 330، السلوك للمقريزي ج 2/ 3 ص 613، أعلام فلسطين ص 23، بلادنا فلسطين ج 6/ 2 ص 91.
3 -
إبراهيم بن حسن بن إبراهيم بن حمزة بن أبي بكر بن عمر الخالدي المخزومي، التلوي. - نسبة لقرية بظاهر أسعرد - ويعرف بالحصني مع كونه لم يسكنها فضلًا عن كونه منها.
كان جليلا، مبجلا في جماعة الحصنيين ونحوهم مع فضل وخير.
مات سنة 769 هـ بالقاهرة، وهو والد حسن الآتي
(1)
بحرف الحاء من هذا المبحث.
4 -
إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن خالد
(2)
بن نصر القيسراني. والده عبد الرحمن ضمن المترجم لهم بحرف العين.
ونسبه كاملًا هو: إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن خالد بن محمد بن نصر بن صغير بن داغر بن نصر بن داغر بن محمد بن خالد بن نصر بن داغر بن عبد الرحمن بن المهاجر بن خالد بن الوليد الخالدي المخزومي، كان موقع الدست
(3)
بدمشق والقاهرة، وله ترسل ونظم قليل.
كان كاتبًا، رئيسًا، بليغًا، حسن الشكل والملبس والهيئة والكتابة، ذا وجاهة وحرمة ونباهة، توفي في ربيع الأول سنة 753 هـ، وفيه يقول جمال الدين إبراهيم بن الشهاب محمود:
قل لرب العلا فتى القيسراني
…
حين تأتي منشئة المهراني
حل عقدي بالفضل منك فإني
…
عاطل من قلائد العقيان
(4)
5 -
إبراهيم بن عبد الرحمن بن علي القيسراني الخالدي القرشي، حفيد علي بن
(1)
الضوء اللامع ج 1 ص 42.
(2)
صحة الاسم في بقية المصادر: خالد بن محمد بن نصر.
(3)
كتاب الدست: هم الكتاب الذين يجلسون مع رئيسهم في دست السلطان أي في مجلسه، وهي تسمية فاطمية.
(4)
الدرر الكامنة ج 1 ص 39، أعلام فلسطين ج 1 ص 28، 29، صبح الأعشى ج 10 ص 59. 155، بلادنا فلسطين ج 7/ 2 ص 634، تذكرة النبيه ج 3 ص 168.
يحيى بن إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن خالد بن محمد بن نصر القيسراني المخزومي صاحب الترجمة بحرف العين من هذا المبحث.
ونسبه كاملًا هو: إبراهيم بن عبد الرحمن بن علي بن يحيى بن إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن خالد بن محمد بن نصر بن صغير بن داغر بن نصر بن داغر بن محمد بن خالد بن نصر بن داغر بن عبد الرحمن بن المهاجر بن خالد بن الوليد الخالدي المخزومي القرشي (شمس الدين).
أمين سر الملك الصالح، له ترسل ونظم، واطلع على كتب التاريخ والسير واستهواه هذا الفن، وقد ألف كتابين في التاريخ والسيَّر هما:
- الدر المصون في اصطفاء الأسر السيفي قوصون.
- النور اللائح والدر الصادح في اصطفاء السلطان الملك الصالح إسماعيل بن محمد بن قلاوون، تم طبعه في دار الإنشاء للصحافة والطباعة والنشر بطرابلس - لبنان سنة 1982 م دراسة وتحقيق الدكتور عبد السلام تدمري.
وقد توفي المترجم له سنة 753 هـ
(1)
.
6 -
إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن مصلح بن أبي بكر بن سعد الدين الديري الخالدي المقدسي الحنفي أبو إسحاق برهان الدين.
ونسبه كاملًا هو: إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن مصلح بن أبي بكر بن سعد الدين القاضي
(2)
ابن علي بن جعفر بن مصلح بن غانم بن أوفى بن سليمان بن جعفر بن محمد بن خالد بن الوليد رضي الله عنه.
(1)
معجم المؤلفين ج 1 ص 45، 46، أعلام فلسطين ص 39، معجم الشيوخ لأبي الحسين محمد بن أحمد الصيداوي ص 547، 548 ط الأولى، ترجمة المذكور في مقدمة تحقيق كتابه المذكور للدكتور: عبد السلام تدمري ص 11 فما بعد، ترجمة جده الأعلى: محمد بن نصر بن صغير بحرف الميم من هذا المبحث.
(2)
جاءت زيادة: ابن أبي بكر بن سعد الدين التي بين الشرطتين في سلسلة نسب أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن سعد الديري الخالدي. وحيث إنني أرجح صحة هذه الزيادة؛ لأنني لاحظت وأنا =
ولد في الثاني عشر من جمادى الآخرة سنة 810 هـ في القدس، وقدم مع أبيه إلى القاهرة، فحفظ القرآن، وحفظ المغني للخبازي، والمختار والمنظومة والتلخيص والحاجبية، وسمع على والده والشرف ابن الكويك وأجاز له، وتفقه وبرع وتفنن، ودرس بالمدرسة الفخرية، وناب عن والده في مشيخة المدرسة المؤيدية، وأول ما ولي من الوظائف؛ تدريس الفقه بمدرسة (سودان بن زاده) في سنة 836 هـ عوضًا عن البدر القدسي، ثم ناب في القضاء عن أخيه بتفويض من السلطان في سنة 844 هـ، وولي ونظر الاصطبلات السلطانية في سنة 847 هـ، ثم ولي سنة 850 هـ نظر الجوالي وهو ما يؤخذ من أهل الذمة في كل سنة، ثم استقر في نظر الجيوش، النظر في الإقطاعات، وحال أفراد الجيش، وتجنيد من يرى فيه المصلحة والكفاية والقدرة، وتوزيع الوحدات العسكرية على حسب مصلحة المسلمين، وولي نظر ديوان الإنشاء سنة 866 هـ، ثم ولي قضاء الحنفية سنة 870 هـ فباشر مباشرة حسنة، بعفة ونزاهة، وأكد على النواب بعدم الارتشاء، وحمدت سيرته، وسلك طريق الاحتشام، نثر ونظم، ومن نظمه:
= أتتبع التراجم كثرة سقط الأسماء في سلاسل الأنساب، فضلًا عن تعمد عدد كبير من النسابين، والمترجمين، والمؤرخين لإسقاط عدد من الأسماء في سلسلة نسب الرجل الواحد؛ لأنهم لا يرون حرجًا في ذلك؛ لأن الجد وإن علا يعتبر والدًا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة حُنين وهو راكب بغلته ويركض بها:
أنا النبي لا كذب
…
أنا ابن عبد المطلب
مع أن والده: عبد الله بن عبد المطلب، انظر شمائل الرسول ودلائل نبوته وفضائله وخصائصه لابن كثير ص 126 - 127 ط الثانية سنة 1407 هـ.
ومن نسبة الابن لجده نجد كعب بن جعيل نسب معاوية بن أبي سفيان لجده (حرب) في قوله:
فسيف الله أنزلها المنايا
…
وهدم حصونها وحوى قراها
وأنزلها معاوية بن حرب
…
وكانت أرضه أرضًا سواها
انظر: نسب قريش ص 325، العقد الثمين ج 5 ص 350، 351، ترجمة: عبد الرحمن بن خالد بن الوليد السابقة.
كما أن عددًا من المؤرخين عندما يذكرون اسم الملك عبد العزيز رحمه الله يقولون: عبد العزيز بن سعود، مع أن والده عبد الرحمن بن فيصل بن تركي أي أنه يوجد أكثر من جد بينه وبين (سعود)؛ لذا فإنني سوف أعتمد هذه الزيادة في نسب غالبية آل الديري.
هذا وأما القول بأن القاعدة أن لكل مائة سنة ثلاثة أجداد فقد تبين لي أنه غير دقيق، فقد يكون في القرن أكثر من ثلاثة أجداد، وقد يكون أقل على حسب وقت الإنجاب في صغر السن وفي كبره.
كريم إذا ما القوم شحوا تراكمت
…
عطاياه عن بشر يفوح بنشره
يجود بما يلقاه من كل نعمة
…
ويعطي جزيلا ثم يأتي بعذره
ومنه أيضًا:
تباشير الصباح لنا أباحت
…
دم العنقود في وقت الصبوح
وماء المزن صبّ لنا مزاجًا
…
فخذ بشراك من قول نصوح
إذا ما الغيم قطب كن بشوشًا
…
وهيئ من غبوقك للصبوح
مات ليلة الجمعة 9 محرم سنة 876 هـ وصلى عليه من الغد في مصلَّى المؤمني بحضرة السلطان، ودفن بالقرافة جوار الشيخ أبي الخير الأقطع، والبوصيري صاحب البردة، وأسف الناس عليه، وأثنوا على مباشراته
(1)
.
7 -
أحمد رشيد الدين بن شمس الدين أبي المجد إبراهيم بن محمد المنيعي الخالدي، الشبذي، الأبيوري، جاء في ترجمة حفيده: يحيى ابن حفيده إبراهيم بأنه: يحيى بن إبراهيم بن رشيد الدين أبي الفضائل محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن سيف الله خالد بن الوليد المخزومي.
سمع المترجم له عبد الجبار الخواري، وأبا المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي، وأجاز عامًا سنة 591 هـ
(2)
.
(1)
أعلام فلسطين ج 1 ص 69، 70، الضوء اللامع ج 1 ص 150، 151، التعليقات السنية بحاشية الفوائد البهية في تراجم الحنفية ص 80، الذيل على رفع الإصر للسخاوي ص 4، انظر: ترجمة الشيخ خليل جواد الخالدي في: معجم الشيوخ المسمى رياض الجنة أو المدهش المطرب ج 2 ص 27 ط الرباط سنة 1350 هـ العلماء العزاب الذين آثروا العلم على الزواج ص 229، 230 ط الرابعة سنة 1416 هـ - 1996 م، نظم العقيان في أعيان الأعيان للسيوطي ص 26.
(2)
المشتبه في أسماء الرجال وأنسابهم ج 1 ص 374، انظر: ترجمة: حفيده يحيى ابن حفيده إبراهيم في: تاريخ علماء المستنصرية ج 2 ص 79.
8 -
أحمد بن ذهلان بن عبد الله بن محمد بن ذهلان، النجدي، المقرني، المتصل النسب بالصحابي الجليل: خالد بن الوليد رضي الله عنه. الشيخ الفاضل، العالم، الفقيه، النخبة، العمدة، مفتي البلاد النجدية، والديار الإحسائية، أبو العباس شهاب الدين.
ولد في بلدة مقرن
(1)
في محلة الرياض منها، ونشأ في حجر والده، وتلا عليه القرآن العظيم، وأخذ عنه الفقه وغيره. وأخذ أيضًا عن عالم البلاد النجدية سحيم النجدي، وولي قضاء بلاد نجد وإفتاءها، وسار في ذلك سيرًا حسنًا، ولم يزل على طريقته المثلى حتى توفي، وكانت وفاته سنة 1169 هـ
(2)
.
وجد المترجم له: عبد الله بن محمد بن ذهلان من السحوب (السحبان) من بني خالد
(3)
له ترجمة بحرف العين بهذا المبحث. و (السحبان) من بني خالد ينسبون إلى جدهم المُلقَّب بالسحاب لجوده.
والسحاب هذا هو: خالد بن سليمان بن محمد بن جعفر بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد
(4)
.
9 -
أحمد سامح ابن الشيخ راغب الخالدي، أبو الوليد، من عائلة آل الخالدي التي ينحدر منها الشيخ خليل الخالدي المخزومي - صاحب الترجمة بحرف الخاء من هذا المبحث - التي ينتهي نسبها إلى محمد بن خالد بن الوليد رضي الله عنه الشهيرة بمن أنجبت من العلماء.
(1)
بلدة مقرن صارت حاليًا من أحياء مدينة الرياض، وتعرف بحي القرينين، ويحد هذا الحي من الشمال حي العجلية، ومن الجنوب حي الشميسي، ومن الشرق حي العطايف، ومن الغرب حي أم سليم.
(2)
النعت الأكمل لأصحاب الإمام أحمد بن حنبل ص 288، ومختصر طبقات الحنابلة للشطي ص 125.
(3)
عنوان المجد في تاريخ نجد ج 1 ص 97.
(4)
صحاح الأخبار ص 6.
والمترجم له أحد كبار المربين العرب في العصر الحديث. أعماله الخيرة وافرة وحافلة بالمآثر، ومنها مؤلفات في عدة كتب في التربية والتعليم، وعلم النفس إلخ.
وقد شاركته زوجته عنبرة بنت سليم بن سلام الخالدي، وابنه وليد أستاذ التاريخ في جامعة أكسفورد - في المآثر.
ولد المترجم له في يافا عام 1303 هـ، وتوفي عام 1370 هـ
(1)
.
وقد أتم المترجم له تعليمه العالي في لبنان فحصل على شهادة الصيدلة من الجامعة الأمريكية في بيروت سنة 1917 م. خدم في الجيش العثماني إلى آخر الحرب العالمية الأولى، وعاد بعدها إلى الجامعة فأحرز درجة (أستاذ في العلوم). بدأ حياته التعليمية مفتشًا للمعارف للوائي يافا وغزة سنة 1920 م، ثم أصبح في عام 1925 م مديرًا لدار المعلمين في القدس (الكلية العربية)، فمساعدًا لمدير المعارف بفلسطين.
ومن أبرز نشاطاته الاجتماعية تحقيقه لمشروع اليتيم العربي وتأسيسه معهدًا لرعاية الأيتام وتعليمهم في قرية دير عمرو قرب القدس، وأنشأ مزرعة في دير عمرو أصبحت مفخرة من مفاخر عرب فلسطين البنائية. كان رحمه الله مدافعًا صلبًا عن عروبة فلسطين وعن الإسلام، ومن ذلك مقاله (دفاع عن الإسلام) الذي نشرته مجلة الثقافة المصرية عدد أيار 1945 م ردا على تهجمات آسيا الوسطى الملكية في لندن.
بقي في فلسطين حتى اغتصبها الصهاينة عام 1948 م، فانتقل إلى لبنان فكرس حياته لمساعدة شعبه المشرد في تعليم أبنائه ورفعهم من الذل الذي أصابهم بابتعادهم عن بلادهم، وبقي مثابرًا مجاهدًا في هذا الميدان بكل إمكانياته المادية والروحية.
ترك المترجم له الكثير من المؤلفات، ومنها:
(1)
مصادر الدراسة الأدبية ج 2 ص 333، الأعلام للزركلي ج 1 ص 130، الروض البسام ص 17، أعلام فلسطين ص 180، رجال من فلسطين ص 60، 70، 75، بلادنا فلسطين ج 10/ 2 ص 227، 389، آثار فلسطين ص 171، معجم الأعلام ص 41، 237.
- أهل العلم والحِكَم في ريف فلسطين، طبع في الأردن.
- الحياة العقلية، وود. ورث، ترجمه إلى العربية وطبع في مصر.
- طرق التدريس المثلى، تأليف بجلي، ترجمه وشرحه وعلَّق عليه.
- رسالة اختبار الذكاء.
- رحلات في ديار الشام. يافا سنة 1946 م.
6 -
إدارة الصفوف. القدس سنة 1943 م.
- تحقيق كتاب: ترغيب أهل الإسلام في سكن الشام تأليف عز الدين السلمي، 1940 م.
- تحقيق كتاب مثير الغرام بفضائل القدس والشام تأليف: أحمد محمد القدسي، يافا 1945 م.
- أهل العلم بين مصر وفلسطين. طبع القدس 1948 م.
- المعاهد المصرية في القدس، 1946 م.
- العرب والحضارة الحديثة.
- الأردن في التاريخ الإسلامي (مخطوط).
- رجال الحكم والإدارة في فلسطين من عهد الخلفاء الراشدين إلى القرن الرابع عشر الهجري، طبع سنة 1948 م القدس.
- نظام التعليم في العهد العثماني. القدس.
- تاريخ المعاهد الإسلامية (مخطوط) تناول فيه تطور الثقافة عند المسلمين والعرب في سائر معاهدهم مما أنشأوه في الشرق والغرب.
- تاريخ بيت القدس (مخطوط).
- أنظمة التعليم، جزء أول القدس سنة 1933 م، جزء ثاني القدس سنة 1935 م
(1)
.
10 -
أحمد بن زين الدين بن إبراهيم بن صقر بن إبراهيم بن داغر بن رمضان بن راشد بن دهيم بن شمروخ آل صقر الإحسائي المطيرفي.
وصقر كبير وشيخ الطائفة المشهورة بالمهاشير من بني خالد، وبه يفتخرون.
وبنو خالد من تهامة
(2)
وهي تنتهي إلى قريش أشرف العرب نسبًا، وكانت تسكن جبل (مهشور) بالحجاز.
كان آباء المترجم له من (رمضان) فما فوق يسكنون البادية بنواحي الإحساء. وقد حصل خلاف بين (رمضان) ووالده مما جعل رمضان يترك أهله ويسكن في (المطيرفي) من قرى الإحساء ويصير اثني عشريا ويستمر أبناؤه على ذلك.
ولد المترجم له في (المطيرفي) في شهر رجب عام 1166 هـ ونشأ بها تحت رعاية والده زين الدين، ثم انتقل إلى العراق عام 1186 هـ وعاد منها إلى الإحساء، ويعد من الفلاسفة
(3)
.
11 -
أحمد بن عبد الرزاق بن حسان بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي.
من بيت الرياسة التامة، والحشمة الزائدة.
قال ابن السمعاني: كان فقيهًا، فاضلًا، مبرزًا. رحل إليه الفقهاء ودرسوا عليه، وبنى المدرسة الكبيرة ببلده مرو الروذ، وحدث عن جماعة. وكان قد تفقه على والده،
(1)
أعلام فلسطين ج 1 ص 180، 181.
(2)
بنو خالد الذين من تهامة هم الذين يسكنون جبل (مهشور).
(3)
أعلام هجر ج 1 ص 112 - 117.
وعلى الحسن بن عبد الرحمن النيهي. قدم بغداد بعدما حج. وحدث عن جده حسان وعن الفقيه أبي الحسن
…
توفي بعد العشر وخمسمائة ببلده، وقال التفليسي في (طبقاته): أنه خرج من نيسابور إلى وطنه فأدركته المنية فمات في الطريق، في شعبان سنة ثنتي عشر وخمسمائة
(1)
.
12 -
أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر بن محمد بن سليمان بن جعفر بن يحيى بن حسين بن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن يوسف بن علي بن صالح بن إبراهيم بن سليمان بن خالد بن الوليد المخزومي القرشي، شهاب الدين، ابن العلَّامة بدر الدين الدماميني الإسكندري المالكي.
ولد سنة 790 هـ، ومات في حدود سنة 860 هـ، وبحث على والده في الرسالة لأبي زيد، والألفية لابن مالك، وسمع على الجمال بن الخراط، وأجاز له جماعة في سنة 802 هـ وما بعدها، منهم الشيخ عبد الله بن خليل الجرستاني، وأبو بكر بن إبراهيم الفرائضي، وعبد الله بن محمد بن عبد الله المقدسي، وفاطمة بنت عبد الهادي، وأختها عائشة، ورقية بنت علي بن أبي بكر الصفدي، وزينب ابنة أبي بكر أحمد بن محمد بن جعوان، وأختها فاطمة. . . ونظر في الشعر فحفظ من ذلك جملة صالحة كان يذاكر بها، وربما نظم، ومنه مما قال: إن والده كتبه عنه في تذكرته:
وضرير قال إذا أظلمت
…
مقلتاه وسخت بالعبرات
طرفي البحر ودمعي درة
…
قلت لكن هو بحر الظلمات
(2)
(1)
طبقات الشافعية للأسنوي ج 2 ص 414، طبقات الشافعية الكبرى. للسبكي ج 6 ص 22، انظر: ترجمة والده في طبقات الشافعية للأسنوي ج 2 ص 413، وترجمة جده في طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ج 4 ص 299، الوافي بالوفيات ج 7 ص 58، الأنساب للسمعاني ج 5 ص 401 ط الأولى سنة 1408 هـ - 1988 م نشر: دار الجنان.
(2)
نظم العقيان في أعيان الأعيان ص 53، 54، الذيل على معجم الشيوخ ص 345، الضوء اللامع ج 2 ص 105، الكواكب السائرة ج 1 ص 238.
13 -
أحمد بن محمد بن أبي الفرج بن مزهر الشهاب، شيخ الشهاب بن رجب والد الحافظ بن رجب الحنبلي، ينتسب مخزوميا لخالد بن الوليد رضي الله عنه.
وقد قال في نظمه:
أنا في جنان الخلد أرجو أن أرى
…
يوم القيامة خالدًا مع خلد
توفي رحمه الله سنة 754 هـ
(1)
.
14 -
أحمد بن محمد بن يوسف الخالدي، الصفدي، الحنفي، المعروف بالخالدي نسبة إلى خالد بن الوليد - الصحابي الجليل رضي الله عنه.
الفقيه الأديب. كان إماما بارعا، فقيهًا مطلعا، وكان حسن المطارحة، كثير الفنون.
ولد بصفد، ونشأ بها، ثم ارتحل إلى القاهرة، وأخذ بها عن كثيرين، منهم محمد بن عبد الرحمن البهنسي، وأجازه في البخاري سنة 994 هـ، وعن أحمد بن محمد بن شعبان العمري، الذي أجاز له جميع مروياته ومؤلفاته التي منها (تشنيف المسمع)، كما أخذ عن علي بن حسن الشرنبلاني، ومحمد بن محيي الدين النحريري، وعلي بن محمد بن علي، وابن غانم الخزرجي، وأجازه هؤلاء وكثير غيرهم.
ورجع إلى صفد، ودرس، وأفتى وناب في القضاء، وألف، ومن مؤلفاته:
- شرح على ألفية ابن مالك.
- رحلة إلى بيت المقدس (نظمًا).
- كتاب في العروض.
- رحلة إلى الحج (نظمًا).
- تخميس همزية الأبوصيري وبرأته.
(1)
ذيل رفع الإصر ص 472، 473.
- تاريخ فخر الدين بن معن وابنه علي، طبع سنة 1936 م.
وكان قد صار من المقربين للأمير فخر الدين المعني الثاني، ورافقه في رحلته إلى إيطاليا، وأصبح من مستشاريه.
وهو من الفضل في ثنية لا يتعداها إلى غيرها أمنية، معشوق الشيم، فائض فيض الديم.
وآباؤه لهم ذكر بالجميل خالد، ومجد تناولوه ولدا بعد والد. وهو قد جمع ما فيهم من المناقب، وأربى في توقد ذكائه على النجوم الثواقب.
وله تآليف فائقة، وأشعار رائعة، فمما استحسن من شعره، قوله في تخميس الهمزية:
كنت نورا وكان ثَمَّ عماءٌ
…
ونبيا وليس طينا وماءُ
فإذا كان من علاك العلاءُ
…
كيف ترقى رقيك الأنبياءُ
توفي رحمه الله بصفد سنة 1034 هـ، ودفن بمصلَّى العيد
(1)
.
وكان قد ألف كتابًا نفيسًا في العروض، قال عنه البوريني: إنه كتاب نفيس، ووصفه قائلًا:
أروض نضير دبجته الأزاهر
…
وجاء به غيث من المزن ماطر
وصافحه كف النسيم بسحره
…
ففاح بها نشر من الطيب عاطر
من الخالديين الذين فخارهم
…
يقصر عنه في الورى من يفاخر
وضع كتابًا لا نظير لوضعه
…
بأسطره بحر الفضائل وافر
(2)
(1)
نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة ج 2 ص 272 - 273، خلاصة الأثر ج 1 ص 298، هدية العارفين ج 1 ص 151، الأعلام للزركلي ج 1 ص 236، معجم المؤلفين ج 2 ص 169، مدخل المؤلفين والأعلام العرب ج 1 ص 415، بلادنا فلسطين ج 6/ 2 ص 105، أعلام فلسطين ج 1 ص 175، 176.
(2)
انظر: أعلام فلسطين ج 1 ص 175.
15 -
أحمد بن محمود بن محمد بن عبد الله القيسراني، العلَّامة صدر الدين، حفيد: محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن خالد بن محمد بن نصر الخالدي المخزومي صاحب الترجمة بحرف الميم من هذا المبحث.
ونسبه كاملًا هو: أحمد بن محمود بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن خالد بن محمد بن نصر بن صغير بن داغر بن نصر بن داغر بن محمد بن خالد بن نصر بن داغر بن عبد الرحمن بن المهاجر بن خالد بن الوليد الخالدي المخزومي.
ولد سنة 777 هـ، ومات بالطاعون في 14 رجب سنة 833 هـ
(1)
.
16 -
أحمد بن نصر الله بن أبي بكر بن نصر بن صغير القيسراني، أبو العباس، حفيد أبي بكر بن نصر بن صغير أخو الأديب: محمد بن نصر بن صغير الذي جاء في ترجمته تسلسل نسبه إلى خالد بن الوليد المخزومي القرشي رضي الله عنه صاحب الترجمة في حرف الميم من هذا المبحث.
ونسب المترجم له كاملًا هو: أحمد بن نصر الله بن أبي بكر بن نصر بن صغير بن داغر بن نصر بن داغر بن محمد بن خالد بن نصر بن داغر بن عبد الرحمن بن المهاجر بن خالد بن الوليد رضي الله عنه الخالدي المخزومي.
ولد بدمشق في شوال سنة تسع وستين وخمسمائة من الهجرة. وسمع من أبي الحسين أحمد بن حمزة بن علي الموازيني، وروى عنه.
وسمع منه: محمد بن علي الحموي المعروف بابن الصابوني، الذي ترجم له في كتابه (تكملة إكمال الإكمال في الأنساب والأسماء والألقاب).
كان للمترجم له رحمه الله سمت حسن، وتوفي في يوم الأحد 12/ 10/ 650 هـ بدمشق.
(1)
بغية الوعاة ج 1 ص 390، انظر: ترجمة جده: محمد بن عبد الله سابقة الرشارة، ترجمة جده الأعلى: محمد بن نصر بن صغير بحرف الميم من هذا المبحث.
وقد ذكر المترجم أنه قد ذكر المتَرْجَم له في باب (الصوري) بالصاد المهملة المضمومة، جماعة من أهل صور وفاته
(1)
.
17 -
أحمد سامح الخالدي: خبير سياسي معاصر، كثيرًا ما يتصل به القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية بلندن، ويأخذ وجهة نظره في الأحداث المعاصرة، وخاصة أثناء حرب تحرير الكويت، وأثناء مفاوضات السلام بين العرب وإسرائيل، وتصفه تلك الإذاعة بأنه (الخبير الإستراتيجي العربي).
والدكتور: أحمد سامح المذكور من عائلة آل الخالدي بالقدس التي ينتهي نسبها إلى الصحابي الجليل: خالد بن الوليد
(2)
رضي الله عنه.
18 -
أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي. هو جد: "حسان" الذي يلتقي فيه نسب "آل خالد" صاحب الترجمة رقم (35) في هذا البحث، وهو: خالد بن سليمان بن محمد بن جعفر بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد
(3)
، ونسب "آل يحيى الشبذي" صاحب الترجمة رقم (150) في هذا البحث، وهو: يحيى بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن سيف الله خالد بن الوليد المخزومي الشبذي
(4)
.
(1)
تكملة إكمال الإكمال ص 242، انظر: ترجمة عمه لأبيه: محمد بن نصر بن صغير القيسراني في حرف الميم من هذا المبحث.
(2)
انظر: وثائق مقدسية تاريخية ص 144، الروض البسام ص 17.
(3)
انظر: صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطمية الأخيار ص 6، مرآة جزيرة العرب ج 2 ص 318، إمتاع السامر ص 222، ترجمة: خالد المذكورة رقم (35) من هذا البحث.
(4)
تاريخ المستنصرية ج 2 ص 79، 80، 124، المشتبه في الرجال وأسمائهم وأنسابهم ج 1 ص 374، تلخيص مجمع الآداب ص 427 - 428 رقم الترجمة (880)، ترجمة: يحيى المذكورة رقم (150) من هذا البحث.
19 -
إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن خالد القيسراني عماد الدين بن شرف الدين بن فتح الدين. وهو: حفيد حفيد أبي عبد الله محمد بن نصر بن صغير صاحب الترجمة بحرف الميم من هذا المبحث.
ونسب المترجم له كاملا هو: إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن خالد بن محمد بن نصر بن صغير بن داغر بن نصر بن داغر بن محمد بن خالد بن نصر بن داغر بن عبد الرحمن بن المهاجر بن خالد بن الوليد الخالدي المخزومي (ابن القيسراني).
ولد سنة 671 هـ، وكان منشئًا بليغًا، رئيسًا نزيهًا، وكان موقع الدست بمصر، ثم تولى كتابة سر حلب في سنة 714 هـ، ثم صرف إلى توقيع الدست بدمشق، وتقدم عند أميرها (تنسكز). ومات في ذي القعدة سنة 736 هـ. وكان ينظم نظمًا وسطًا.
تزوج بنت الصاحب تاج الدين، واتفق أن وقع بينهما، فجاءت إليه دايتها وقالت له: يا قاضي، ما تعرف من قدامك؟ ذي إلا بنت المقوقس! فقال لها: وأنا الآخر ابن خالد بن الوليد.
قال الذهبي: سمع من العز بن الصقل، والأبرقوهي، وحدث باليسير، وكان صادقًا، معظمًا، دينًا، متواضعًا، تام المروءة، وافر الجلالة، نزه النفس.
قال ابن حجر: وحدث أيضًا عن ابن دقيق العيد. وكان (تنكز) يعظمه ويقول له: ما في دمشق مصري إلا أنا وأنت. . . وكان كثير الحب للصالحين، وهو والد كاتب السر القاضي شهاب الدين.
وقد رثاه الصفدي في (الوافي بالوفيات) بقصيدة منها:
حملوه على الرقاب ولكن
…
بعدما أثقل الورى بالأيادي
من كرام راقت معاني علاهم
…
وتغنّى بمدحهم كل شاد
نسب باهر السنا خالدي
…
قد تساوت غاياته والمبادي
(1)
20 -
أمينة الخالدي: ذكرت عنها الكاتبة الصحفية الإنجليزية الرحالة (فرياستارك) عام 1942 م أنها آنسة مقدسية شهمة كريمة، أوصت بمبلغ مائة وخمسين ألف جنيه لإنشاء مستشفى، ومركز للأعمال الخيرية في القدس
(2)
.
وأمينة الخالدي هذه من عائلة آل الخالدي في القدس التي ينتهي نسبها إلى الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه
(3)
.
حرف الباء
21 -
بدر خان باشا من أسرة عزيزان (العزيزية) بكردستان التي تنحدر من سلالة الصحابي الشهير خالد بن الوليد رضي الله عنه.
وحكومة عزيزان الكردية التي تأسست في جزيرة ابن عمر بعد انقراض الحكومة الزنكية نسبة إلى عبد العزيز بن خالد رضي الله عنه.
وقد استمرت هذه الحكومة في الجزيرة لحين ظهور الحكومة البايندرية التي قضت عليها مؤقتًا، إذ ظهرت مرة أخرى بعد ذلك واستمرت بالجزيرة لحين خضوع كردستان للدولة العثمانية، ودخلت في عداد الإمارات الوطنية الكردية التي شملتها الحماية العثمانية.
وبدر خان باشا هذا هو آخر الأمراء من أسرة عزيزان ورأس الأسرة البدرخانية.
توفي في دمشق سنة 1286 هـ، ودفن بالصالحية، وله عدة أولاد
(4)
.
(1)
الدرر الكامنة ج 1 ص 404، الوافي بالوفيات ج 1 ص 129، وجيز الكلام ج 1 ص 67، البداية والنهاية ج 4 ص 176، تذكرة النبيه ج 2 ص 273، أعلام فلسطين ص 345، النجوم الزاهرة ج 9 ص 311، بلادنا فلسطين ج 7/ 2 ص 634، انظر: ترجمة كل من والده محمد بحرف الميم، وجده عبد الله بحرف العين، وجده لأبيه محمد بحرف الميم، وجده الأعلى خالد بن محمد بن نصر بحرف الخاء، وجده الأعلى محمد بن نصر بن صغير بحرف الميم من هذا المبحث.
(2)
بلادنا فلسطين ج 10/ 2 ص 286، 288.
(3)
انظر: الروض البسام ص 17.
(4)
خلاصة تاريخ الكرد، وكردستان من أقدم العصور التاريخية حتى الآن لمحمد أمين زكي ص 146 ط الثانية سنة 1961 م الذي ألف سنة 1931 م باللغة الكردية وترجم إلى العربية سنة 1936 م وطبع الطبعة الأولى بمصر سنة 1939 م، الروض البسام ص 17، 18.
حرف التاء
22 -
تاج الدين بن سعد بن محمد الديري الخالدي: ونسبه كاملًا هو: تاج الدين بن سعد بن محمد بن جمال الدين عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن مصلح بن أبي بكر بن سعد الدين القاضي بن علي بن جعفر بن مصلح بن غانم بن أوفى بن سليمان بن جعفر بن محمد بن خالد بن الوليد رضي الله عنه.
ولد في ربيع الأول سنة 796 هـ، انتفع بأبيه وجده، وانتهت إليه رياسة المذهب، وولي قضاء القدس سنة 851 هـ، ودرس بالمدرسة المعظمية، ونفذت كلمته، ثم تنزه عن القضاء وتوجه إلى القاهرة ففوضه والده مشيخة المؤيدية، فلما توفي والده نزل عن المؤيدية لعمه برهان الدين، واستوطن القدس، ومات بغزة سنة 891 هـ في شهر شعبان
(1)
.
حرف الثاء
23 -
ثابت الخالدي: هو ثابت بن نظيف الخالدي. والده المهندس: نظيف الخالدي، صاحب الترجمة الواردة بحرف النون من هذا المبحث.
كان ثابت الخالدي أحد مندوبي الأردن في هيئة الأمم المتحدة إلى سنين قريبة، ومن اللجنة المختارة من مثقفة العرب
(2)
.
حرف الجيم
24 -
جلال الدين الخالدي: جد محمد بن أحمد بن أبي الفتح بن جلال الدين الخالدي الكشي السمرقندي، المشهور بملّاشاه الذي ينتسب إلى سيف الله خالد بن الوليد المخزومي، وقدم إلى حلب سنة 945 هـ متوجهًا إلى مكة.
(1)
التعليقات السنية بحاشية الفوائد البهية في تراجم الحنفية ص 79، 80، انظر: ترجمة عمه: إبراهيم برهان الدين السابقة ومصادرها في حرف الألف من هذا المبحث.
(2)
رجال من فلسطين ص 270.
كان تيمور من جملة خدمه قبل السلطنة وقد كان جلال الدين هذا شيخًا يقتدى به
(1)
.
25 -
الجمانة بنت المهاجر بن خالد بن الوليد: من ربات الفصاحة والبلاغة، نظرت إلى عبد الله بن الزبير وهو يرقى المنبر يخطب في يوم جمعة فقالت حين رأته رقى المنبر: أيا نقار يا نقار
(2)
، أما والله لو كان فوقه نجيب من بني أمية أو صقر من بني مخزوم لقال المنبر: طيق
(3)
. فأنمي كلامها إلى عبد الله بن الزبير فبعث إليها فأتي بها، فقال لها: ما الذي بلغني عنك يا لكاع؟ قالت: الحق يا أمير المؤمنين. قال: فما حملك على ذلك؟ قالت: لا تعدم الحسناء ذاما، والساخط ليس براض، ومع ذلك فما عدوت فيما قلت لك أن نسبتك إلى التواضع والدين، وعدوك إلى الخيلاء والطمع، ولئن ذاقوا وبال أمرهم لتحمدن عاقبة شأنك، وليس من قال فكذب كمن حدث فصدق، وأنت بالتجاوز منك جدير، ونحن للعفو منك أهل، فاستر على الحرمة تستتم النعمة، فوالله ما يرفعك القول ولا يضعك، وإن قريشًا لتعلم أنك عابدها وشجاعها ولسانها، حاط الله دنياك، وعصم أخراك، وألهمك شكر مولاك
(4)
.
26 -
جميل الخالدي: كان قد اشترك مع السكاكيني هو وعلي جار الله وأفتيم مشبك في إنشاء المدرسة الدستورية بالقدس سنة 1909 م
(5)
.
(1)
انظر: در الحب في تاريخ أعيان حلب ج 2 ص 194، 195، 196، ترجمة ابنه محمد بحرف الميم من هذا المبحث.
(2)
النقر وهو بالفتح اضطراب اللسان، وبالكسر مراجعة في الكلام، والمراد أنها تعرِّض بعبد الله وأنه ليس بالخطيب الذرب اللسان.
(3)
طيق حكاية صوت الحجر، والمراد أنه ضعيف لا يملأ فراغ المنبر ولو كان غيره خطيبًا من بني أمية أو بني مخزوم لاهتز المنبر منه.
(4)
بلاغات النساء لأحمد بن أبي طاهر المعروف بابن طيفور ص 59. الطبعة الأولى سنة 1978 م ط: دار الحداثة للطباعة والنشر والتوزيع - لبنان - بيروت، أعلام النساء لعمر رضا كحالة ص 204 - 205 ط مؤسسة الرسالة - بيروت.
(5)
رجال من فلسطين ص 57، 63، 64، بلادنا فلسطين ج 3/ 2 ص 75.
وجميل الخالدي هذا من عائلة آل الخالدي بالقدس التي ينتهي نسبها إلى خالد بن الوليد
(1)
رضي الله عنه.
حرف الحاء
27 -
حسان بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي، المنيعي الرئيس، أبو علي. كان في شبابه يجمع بين الزهد والتجارة حتى ساد أهل زمانه، ثم ترك ذلك وأقبل على العبادة، والزهد، والبر، والصلة، والصدقة، وبناء المساجد، والرباطات، والقناطر، وبنى الجامع ببلده: مرو الروذ ويُعرف باسم الجامع المنيعي. وكان السلطان يجيء إليه. وكان ينصب القدور كل يوم ويطبخ، ويحضر أمنانا من الخبز يوميًا، ويجمع الفقراء ويفرقها عليهم، ويوصل عليهم صدقة السر بحيث لا يعلم أحد.
وكان رحمه الله يتعهد المنقطعين في الزوايا، ويتخذ كل سنة للشتاء الجباب والقمص والسراويل، فيكسو قريبًا من ألف فقير، ويجهز بنات الفقراء الأيتام، واستمر في فعل الخيرات والعبادة حتى توفي في ذي القعدة سنة 463 هـ
(2)
.
28 -
حسن بن إبراهيم بن حسين
(3)
بن إبراهيم بن حمزة بن أبي بكر بن عمر بن البدر الخالدي المخزومي التلوي. نسبة لتلو قرية بظاهر أسعرد. ولد بها في 17
(1)
انظر: الروض البسام ص 17.
(2)
الأنساب للسمعاني ج 5 ص 400 ط الأولى سنة 1408 هـ - 1988 م نشر: دار الجنان - بيروت، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ج 4 ص 299، الوافي بالوفيات للصفدي ج 11 ص 362، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ج 8 ص 270، البداية والنهاية في التاريخ ج 12 ص 103، الكامل في التاريخ ج 10 ص 69، العبر في خبر من غبر ج 3 ص 253، مرآة الجنان ج 3 ص 88، شذرات الذهب ج 5 ص 265، اللباب في تهذيب الأنساب ج 3 ص 265، 266، معجم البلدان للحموي ج 4 ص 673، سير أعلام النبلاء ج 18 ص 265، 266، معجم البلدان للحموي ج 4 ص 673، سير أعلام النبلاء ج 18 ص 265، كنز الأنساب ص 387، نزهة الفضلاء تهذيب سير أعلام النبلاء ج 3 ص 1287، تذكرة الحفاظ للذهبي ج 3 ص 1131.
(3)
اسم جده في ترجمة والده السابقة بحرف الألف (حسن).
ذي الحجة سنة 825 هـ وحفظ بها القرآن ثم تحول منها مع أبيه في تجريدة آمد سنة 836 هـ حتى دخل القاهرة فحفظ بها المنهاج. تعاطى النظم فأكثر منه وأتى بما يستحسن وأكثره قصائد. وكان يوسف بن تغري بردي ممن يطريه ويصفه بالفضل بدر الدين ويورد في تاريخه من نظمه. وقد ولَّاه الظاهر خشقدم نيابة دمياط، وكذا ناب في البلاد الشامية ثم سكن بعلبك. ومن نظمه:
إن يكن عز وصول ولقا
…
من حبيب ربنا صلى عليه
فلقد نلت المنى يا مقلتي
…
هذه آثاره إن لم تريه
وقوله في الخواجا سليمان تاجر المماليك:
أرى كل شيء يستحيل بضده
…
ولم أر شيئًا في زماني كما كانا
سليمان كم أردى العفاريت في بلى
…
وعفريت هذا الدهر أردى سليمانا
(1)
29 -
حسن ابن الشيخ راغب الخالدي، وأخوه أحمد سامح راغب الخالدي، وحسين فخري راغب الخالدي من أسرة آل الخالدي الشهيرة التي ينتهي نسبها إلى الصحابي الجليل خالد بن الوليد
(2)
رضي الله عنه.
30 -
حسين فخري بن راغب الخالدي - من عائلة آل الخالدي التي ينحدر منها الشيخ خليل الخالدي المخزومي صاحب الترجمة في حرف الخاء من هذا المبحث الذي ينتهي نسبه إلى محمد بن خالد بن الوليد.
والمترجم له سياسي، مناضل، طبيب، ولد في مدينة القدس عام 1312 هـ - 1894 م، تلقى دروسه الأولية والثانوية في القدس، ودرس الطب في الجامعة الأمريكية ببيروت لمدة عامين، ولم يتمكن من متابعة دراسته بسبب التحاقه بالجيش العثماني، ثم
(1)
الضوء اللامع ج 3 ص 91، انظر: ترجمة والده في الضوء اللامع ج 1 ص 42.
(2)
انظر: ترجمة والده (راغب) بحرف الراء من هذا المبحث، وترجمة أخويه: أحمد وحسين بحرفي الألف والحاء من هذا المبحث، آثار فلسطين ص 171، الروض البسام ص 17، ترجمة خليل جواد الخالدي بحرف الخاء من هذا المبحث.
تابع دراسة الطب في الجامعة اليسوعية وتخرج منها في سنة 1916 م، وحينما تخرج التحق بالجيش العثماني، فأرسل إلى جبهة القتال في قناة السويس وقد جرح ثلاث مرات في معارك غزة الدامية، وبعدها نقل طبيبًا شرعيًا لولاية حلب. . . وحينما دخل الملك فيصل إلى سوريا التحق حسين الخالدي بالجيش العربي كمساعد رئيس الأطباء. وحينما دخل الفرنسيون دمشق ذهب إلى القدس والتحق بإدارة الصحة العامة كمساعد رئيس الأطباء، ثم كرئيس أطباء، وكان الطبيب الشرعي لحكومة فلسطين.
وفي عام 1934 م انتخب رئيسًا لبلدية القدس. وفي عام 1935 م أسس (حزب الإصلاح). وبعد قيام الثورة الفلسطينية عام 1936 م اتفقت الأحزاب والحركات الوطنية على التكتل داخل جبهة أطلق عليها اسم (اللجنة العربية العليا) وتألفت قيادتها من رئيس وتسعة أعضاء كان المترجم له أحدهم.
وفي عام 1937 م اعتقل مع عدد من الزعماء الفلسطينيين وتم نفيهم إلى جزيرة (سيشل) وبقي بها حتى عام 1938 م.
وفي عام 1939 م شارك في مؤتمر المائدة المستديرة الذي عقد في لندن والذي صدر بنتيجته الكتاب الأبيض.
وبعد عودته إلى فلسطين تولى أمانة سر (الهيئة العربية العليا) ودعا إلى تأسيس (بيت المال العربي) لتمويل النشاط الوطني الفلسطيني. وحينما ارتكب اليهود (مجزرة دير ياسين) صباح 9 نيسان 1948 م وذبحوا (250) عربيًا أكثرهم من الأطفال والنساء، عقد الدكتور حسين الخالدي مؤتمرًا صحفيًا فضح فيه الجريمة الوحشية، ونشر على العالم تفاصيل المجزرة البشعة، وصحب وفد منظمة الصليب الأحمر الدولي إلى آبار القرية (دير ياسين) لانتشال جثث الأطفال والنساء فظهرت على الجثث مظاهر التعذيب والتقطيع والذبح.
وحينما وقعت النكبة في عام 1948 م تشبث الدكتور الخالدي بالأرض الفلسطينية ولم يبارح الوطن وتولى قيادة العمل الفلسطيني على خطوط القتال، وفي عام 1950 م عين (حارسًا للأماكن المقدسة) وفي سنة 1953 م عين وزيرًا للخارجية الأردنية في حكومة فوزي الملقي، وعين في مجلس الأعيان، وتولى وزارة الخارجية في حكومة سمير الرفاعي سنة 1955 م. كما تولى رئاسة الوزراء في 15/ 4/ 1957 م، وبعد تركه لهذا المنصب عاد إلى منزلة في أريحا وحزّ في نفسه أن تهاجم الدعاية الصهيونية الشعب العربي بأصالته وعضدته في كتاب (الخروج) لمؤلفه الكاتب الأمريكي الصهيوني (ليون أوريس) وأخرجته الصهيونية العلمية وقد غزا كثيرَا من دول العالم، فعكف الدكتور الخالدي عامًا ونيف يؤلف كتابًا بالإنجليزية يرد فيه على تخرصات الصهيونية ردا مدعما بالأرقام والوثائق، إلَّا أن كتابه لَمْ يطبع حتى الآن.
نشر مقالات كثيرة في عدد من المصحف كصحيفة (الجهاد) المقدسية وكان يوقع مقالاته بتوقيع (الشيخ).
يقول يعقوب العودات: (كان الدكتور حسين فخري الخالدي سياسيًا بارعًا بعيد النظر، عميق الفكر، حاد القلم، وكان ينظر إلى القضايا العالمية الهامة بمنظار السياسي الحكيم والخبير العليم، كان من كبار المجاهدين الفلسطينيين).
توفي المترجم له ليلة الرابع من رمضان سنة 1381 هـ، 8 شباط 1962 م في مستشفى السلط، ودفن في مدينة القدس
(1)
.
31 -
حسين بن سُلَيْم الخالدي: كان قد جهر بإعلان الدستور الذي أعلن في الإمبراطورية العثمانية عام 1908 م هو وراغب الخالدي، حيث كتم خبر هذا الدستور في القدس، ولم تر حكومتها إعلانه حتى جهر به المذكوران
(2)
.
(1)
أعلام فلسطين ج 2 ص 193 - 195، انظر: بلادنا فلسطين ج 10/ 2 ص 395؛ رجال من فلسطين ص 116، 175، آثار فلسطين ص 171، تاريخ فلسطين الحديث ص 248، 265، 299.
(2)
بلادنا فلسطين ج 10/ 2 ص 50.
وحسين الخالدي هذا من عائلة آل الخالدي الشهيرة بالقدس التي ينتهي نسبها إلى محمد بن خالد بن الوليد رضي الله عنه
(1)
.
32 -
حسين بن محمد بن موسى بن محمود بن محمد بن صالح الخالدي القدسي الحنفي، أبو عبد الله، الشيخ العالم الأديب، النجيب، المتفوق، الذكي، الكاتب.
ولد سنة إحدى وخمسين ومائة وألف، وقرأ القرآن العظيم، واشتغل بالأخذ والتحصيل، وجلَّ انتفاعه على الشيخ أبي النون يونس بن محمد الغزالي الخليلي نزيل بيت المقدس، وكان سريع الكتابة والإنشاء، يعرف بالأدب واللغة، حَسَنُ الخط، ونَظَم الشعر وبرع به، ومن نظمه تعجيز وتصدير قصيدة كعب بن زهير المشهورة اللامية والتوسلات الإلهية.
وله من التآليف: البشائر النبوية، وغاية الوصول في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وغير ذلك من النظم والنشر، وتعاني الشهادة والكتابة في مجلس القضاء بالقدس، وصار أحد العدول المنوه بهم والمشهورين بالمعرفة، وامتحن أيام نائب دمشق جواد الدين درويش بن عثمان الوزير، وسعي به أناس عنده، وأرادوا تكديره واعتقاله، ونسبوه إلى أفعال وأشياء قبيحة، فأرسل وجيء به من القدس إلى دمشق، وأمر بحبسه واعتقاله وتأديبه، فشفع فيه الشيخ محمد خليل بن علي المرادي وأخذه إلى داره، وبقي عنده أيامًا، وعاد إلى القدس مكرمًا مبجلًا وذلك سنة تسع وتسعين ومائة وألف، ولم تطل مدته ومات.
وكانت وفاته بالقدس في ختام شعبان سنة مائتين وألف. وقد أنشد الشيخ محمد خليل المرادي من لفظه قصيدة يمدحه فيها:
أخليل دين الله يا ابن عماده
…
ملجأ الأفاضل كهفها ببلاده
نسل الأماجد كابرًا من كابر
…
أقطاب غوث رحمة لعباده
(1)
انظر: الروض البسام ص 17، ترجمة: خليل جواد الخالدي بحرف الخاء من هذا المبحث.
مفتي دمشق وروح جسم حياتها
…
بدلًا وهادي عزها بسداده
وبهاؤه كبهاء ذي التاج الذي
…
ملك الوري مع حكمة في إمداده
بدر الجمال كيوسف في مصره
…
شمس الهدى إنسان عين مراده
رضوانها هذا وفرقد نجمها
…
مصباحها وطيبها بسهاده
فأبوك نعم الليث وهو عليهم
…
علامة إذ يقتدي برشاده
يم المكارم لا يمل من العطا
…
وكفاك أن تحذو بحفظ وداده
وأبوه جدك وهو بحر زاخر
…
فمحمد قطب الملا بجهاده
وكبيرهم في الأولياء مرادهم
…
وغياثهم متعبد برقاده
وإلى أبي السبطين تسمو نسبة
…
نسب له شرف لدي تعداده
قل حل بي ما قد سمعت من البلا
…
فبفضلكم حسنًا روي بفؤاده
وبعرفه مذ كان منك بسرعة
…
فبدا بياض عواقب بسواده
وعسى يكون كما المهيمن مخبرًا
…
في محكم التنزيل خير عباده
لله حمدي دائمًا من سعيكم
…
برجاك فينا يا خليل مراده
أنت المقدم مع حداثة سنكم
…
في عصرنا عدلًا على أسياده
وتقاصرت همم الأساتذة الأولى
…
عن منصب إذ جزت فوق جواده
لا سبيد بالشام مثلك يرتجي
…
عند المضيق وحق ذا وأجداده
فحسبتكم بالذل ظل مسربلا
…
بالخطب مخضوبًا لدي حساده
نظمت بدمع والدعاء ختامها
…
من مبتل بالنأي عن أولاده
وللمترجم له غير هذه القصيدة في سلك الدرر
(1)
.
والمترجم له من عائلة آل الخالدي بالقدس التي ينتهي نسبها إلى الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه
(2)
.
33 -
حيدر بن محمد بن حيدر أبو الفتح الفارسي الشيرازي الخالدي. من أهل شيراز شيخ حسن جل.
من ولد خالد بن الوليد رضي الله عنه.
سافر إلى الشام وسكن في آخر عمره مرو.
وتوفي بمرو في شهر شعبان سنة 540 هـ
(3)
.
حرف الخاء
34 -
خالد بن العماد إسماعيل بن محمد بن فتح الدين عبد الله بن محمد بن أحمد بن خالد بن محمد بن نصر الخالدي المخزومي الدمشقي الشهير بابن القيسراني، الصدر الأصيل شرف الدين.
ونسبه كاملًا هو: خالد بن إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن خالد بن محمد بن نصر بن صغير بن داغر بن نصر بن داغر بن محمد بن خالد بن نصر ابن داغر بن عبد الرَّحمن بن المهاجر بن خالد بن الوليد رضي الله عنه الخالدي المخزومي.
(1)
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر ج 2 ص 72 - 75، هدية العارفين ج 1 ص 328، معجم المؤلفين الكحالة ج 4 ص 60، أعلام فلسطين ج 2 ص 211، بلادنا فلسطين ج 3/ 2 ص 75، 123، ج 10/ 2 ص 131 - 132.
(2)
انظر: الروض البسام ص 17، ترجمة الشيخ خليل الخالدي بحرف الخاء من هذا المبحث.
(3)
اللباب في تهذيب الأنساب ج 1 ص 485، الأنساب للسمعاني ج 2 ص 312 الأولى سنة 1408 - 1988 م نشر: دار الجنان.
كان صاحب ديوان الإنشاء بدمشق. سمع من القاسم بن عساكر، وحفظ المنهاج في الفقه، ووقع بدار السعادة، وتولى وكالة بيت المال، وكان حسن الملتقي، محبًا لأهل الخير والدين.
توفي بدمشق في يوم السبت ثاني جمادى الآخرة سنة 759 هـ عن نيف وخمسين سنة، وصُلي عليه من يومه، ودفن بالقبيبات
(1)
.
35 -
خالد بن سليمان بن محمد بن جعفر بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد ابن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد رضي الله عنه.
يُلَّقب لجوده بالسحاب. وحفيدته: سعدية المخزومية بنت الأمير عبد الرَّحمن المخزومي صاحب نجد، والدة: الشريف محمد سراج الدين بن عبد الله الرفاعي المتوفى سنة 885 هـ.
ينتهي إليه نسب (آل خالد) و (السحبان) من بني خالد، حيث ينسب (آل خالد) لاسمه، وينسب (السحبان) للقبه
(2)
.
36 -
خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي.
شاعر قدم دمشق مجتازًا إلى حمص وعاد إلى المدينة، وكان والده عبد الرَّحمن بأرض الروم سنة 46 هـ ثم قدم حمص قافلا، فدسَّ إليه ابن أثال بعض المماليك فسقاه شربة مات منها بحمص، وكان ابن أثال أركونًا من أراكنة النصارى عظيمًا، فاعترض له
(1)
الدليل الشافي على المنهل الصافي ج 1 ص 283، إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء ج 5 ص 29، الوفيات لتقي الدين السلَّامي ج 2 ص 211، بلادنا فلسطين ج 7/ 2 ص 635، انظر: ترجمة جده الأعلى: محمد بن نصر بن صغير بحرف الميم من هذا المبحث.
(2)
انظر: صحاح الأخبار ص 6، عشائر العراق ج 4 ص 199، إمتاع السامر ص 16، 17، 160، 222، معجم المؤلفين لكحالة ج 10 ص 234.
خالد فضربه بالسيف فقتله، فدفع إلى معاوية فحبسه أيامًا وأغرمه ديته ولم يقتده منه، وخرج خالد إلى المدينة ثم رجع بعد، وقال حين ضربه:
أنا ابن سيف الله فاعرفوني
…
لَمْ يبق إلَّا حسبي وديني
وصارم أصابه يميني
(1)
وخالد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد هذا هو الذي ينتهي إليه نسب آل خالد الذين منهم آل حميد الذين منهم آل عريعر
(2)
.
37 -
خالد بن محمد بن نصر بن صغير المخزومي القرشي، أبو الوليد، موفق الدين القيسراني.
والده الأديب: محمد بن نصر بن صغير بن داغر بن نصر بن محمد بن خالد بن نصر بن داغر بن عبد الرَّحمن بن المهاجر بن خالد بن الوليد الخالدي المخزومي.
كان المترجم له وزيرًا لنور الدين محمود، ومن أعيان الكتاب المجيدين المتفننين، أصله من قيسارية الشام. ومولده بحلب بعد انتقال عائلته إليها.
ولما وجد نور الدين أن خطباء المساجد يبالغون في الدعاء له بعبارات رنانة تعودوا أن يتقربوا بها إلى السلطان، طلب من وزيره صاحب هذه الترجمة أن يوقف ذلك، وأن يكتب له صيغة دعاء بسيطة ليس فيها إلَّا ما يطابق لواقع حاله، وأفعاله. فكتب له صيغة هي:(اللهم أصلح عبدك الفقير إلى رحمتك، الخاضع لهيبتك، المعتصم بقوتك، المجاهد في سبيلك، المرابط لأعداء دينك: أبا القاسم محمود زنكي بن آق سنقر أمير المؤمنين) ا هـ. فأقره نور الدين على هذا النداء.
(1)
تهذيب تاريخ دمشق الكبير ج 5 ص، انظر: تاريخ الأمم والملوك ج 5 ص 227 - 228، تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 223.
(2)
تفصيل ذلك ومصادره عند الكلام عن (آل خالد).
مات المترجم له في أيام صلاح الدين الأيوبي سنة 588 هـ سنة 1192 م
(1)
.
38 -
خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي: أمه مريم بنت لجأ ابن عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة.
كان على مذهب أبيه المهاجر هاشمي النزعة. روي عن ابن عباس وعن أبي عمرة. وروى عنه الزهري، ومحمد بن أبي يحيى
(2)
.
كان شاعرًا. وقد قال في قتل الحسين بن علي مخاطبًا بني أمية:
أبني أمية هل علمتم أنني
…
أصبت ما بالطَّفِ من قبر
صبَّ الإله عليكم عُصَبا
…
أبناء جيش الفتح أو بدر
وقال أيضًا حين خالف ابن الزبير يزيد بن معاوية، ونصب له يزيد:
ألا ليتني إن أستحل محارمًا
…
بمكة قامت قبل ذاك قيامتي
وإن قتل العواد بالليل أصبحت
…
بنادي علي قبر من الهام هامتي
فإن يقتلوا بها وإن كنت محرمًا
…
وجدك اشدد فوق راسي عمامتي
بنو عصبة الله بالدين قوموا
…
عصا الدين بالإسلام حتى استقامت
وقال حين أجمع يزيد القتال مع ابن الزبير:
تقول ابنة العم: هل أنت مشئم
…
مع الركب أم أنت العشية معرق
(1)
البداية والنهاية ج 14 ص 31، عيون التواريخ ج 2 ص 461، الأعلام للزركلي ج 2 ص 298، تكملة إكمال الإكمال ص 244، زبدة الحلب من تاريخ حلب ج 3 ص 54، تلخيص مجمع الآداب ص 849 رقم الترجمة 1940، بلادنا فلسطين ج 7/ 2 ص 631، معجم الأعلام ص 237، انظر ترجمة والده: محمد بن نصر بن صغير في حرف الميم من هذا المبحث.
(2)
الجرح والتعديل للرازي ج 1/ 2 ص 351، موجز سيرة خالد بن الوليد للعرفي ص 107، شخصيات كتاب الأغاني ص 195، نسب قريش ص 327، العقد الثمين في تاريخ البلد الأمن ج 7 ص 293، خلاصة تهذيب الكمال في أسماء الرجال ص 103، التبيين في نسب القرشيين ص 309، سير أعلام النبلاء ج 4 ص 415، الطبقات للأسنوي ج 1 ص 245.
فقلت لها: مروان همي لقاؤه
…
بجيش عليه عارض متألق
يقودهم سمح السجية باسقٍ
…
يسر وأحيانًا يسوء فيحنق
أخو نجدات ما يزال مقاتلًا
…
عن الدين حتى جلده يتخرق
(1)
وعندما دخل خالد بن المهاجر الشعب مع بني هاشم اضطغن ذلك ابن الزبير عليه، فألقى عليه زق خمر وصب بعضه على رأسه، وشنع عليه أن وجده ثملا من الخمر فضربه الحد
(2)
.
روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال عن تزوج بنت عشر تسر الناظرين، وعن تزوج بنت عشرين لذة للعانقين، وبنت ثلاثين بسمن ويلين، وبنت أربعين ذات بنات وبنين، وابنة الخمسين عجوز في الغابرين
(3)
.
39 -
خالد بن المهاجر بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد: ذكره ابن حزم في (جمهرة أنساب العرب)
(4)
عند ذكره لبعض ذرية خالد بن الوليد رضي الله عنه.
وذكر أنه روى عنه الزهري. والصحيح أن الذي روى عنه الزهري هو: خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد صاحب الترجمة السابقة.
40 -
خديجة بنت موسى الخالدي: كانت السيدة خديجة الخالدي - رحمها الله - قد تبرعت بالمال الذي أنشأ به ابنها - المشهور - الشيخ: راغب الخالدي (المكتبة الخالدية) في حي السلسلة بالقدس، وكان ذلك عام 1900 م.
(1)
نسب قريش للزبيري ص 327، 328، تاريخ ابن عساكر ج ص 94.
(2)
شخصيات كتاب الأغاني ص 195.
قلت: لَمْ أتحقق من صحة الخبر؛ بل أرى عدم صحته.
(3)
تاريخ ابن عساكر ج 5 ص 94.
قلت: لَمْ أتحقق من صحة هذه الرواية؛ بل واري عدم صحتها.
(4)
جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 147، 148.
وتضم هذه المكتبة 1200 كتاب، باللغات العربية والإنجليزية، والفرنسية والتركية
(1)
.
وقد ذكر لي الأستاذ: فواز بن سعيد بن محمد بن مصطفى بن ناصر بن محمد الخالدي بأن هذه المكتبة من أكبر وأهم المكتبات في القدس، وأنها تضم كتبا ومخطوطات نادرة، وأنها محل اهتمام آل الخالدي بالرعاية والتطوير، والتزويد بما يجد من كتب في شتى العلوم والفنون بجميع اللغات.
41 -
خليل بن أيبك بن عبد الله الصفدي الخالدي، ويعرف أحيانًا بصلاح الدين الصفدي: صاحب الوافي بالوفيات، وواضع تاريخ الأمير فخر الدين المعني الكبير.
من عائلة آل الخالدي الشهيرة، التي منها الشيخ خليل جواد الخالدي صاحب الترجمة التالية، الذي ينتهي نسبه إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه.
ولع بتراجم الأعيان، وكانت تصانيفه كثيرة بلغت زهاء مائتي مصنف ذكر عددًا منها الزركلي، منها تصانيف ممتعة في الأدب، والتاريخ.
وتولى ديوان الإنشاء في صفد، ومصر، وحلب، ثم وكالة بيت المال في دمشق.
ولد بصفد بفلسطين عام 696 هـ وتوفي فيها سنة 764 هـ
(2)
.
42 -
خليل الخالدي، هو: أبو الوفاء خليل جواد بن بدر بن مصطفى بن خليل بن محمد بن خليل بن محمد صنع الله بن خليل بن القاضي شرف الدين بن عبد القادر بن
(1)
بلادنا فلسطين ج 10/ 2 ص 137، 331، وثائق مقدسية تاريخية 167.
(2)
مصادر الدراسة الأدبية ج 2 ص 333، الأعلام للزركلي ج 2 ص 315، 316، ج 3 ص 207، الذيل على العبر في خبر من غبر ج 1 ص 134، 135، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ج 10 ص 5 - 35، البداية والنهاية ج 14 ص 303، شذرات الذهب ج 6 ص 200 - 201، النجوم الزاهرة ج 11 ص 19 - 21، الدرر الكامنة ج 2 ص 114، 115، البدر الطالع ج 1 ص 243، 244، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ج 3 ص 89، 90، الدليل الثاني على المنهل الصافي ج 1 ص 290 - 291، هدية العارفين ج 1 ص 351 - 352، فهرس الفهارس ج 2 ص 114، 115، المؤرخون الدمشقيون ص 48، بلادنا فلسطين ج 6/ 2 ص 92.
طه بن صالح بن يحيى بن محمود نجم الدين أبي البركات الديري ابن زين الدين بن عبد القادر بن زين الدين عبد اللطيف بن شمس الدين ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الله جمال الدين بن عبد الوهاب بن سعد الدين بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن صالح بن جعفر بن مصلح بن غانم بن أوفي بن سليمان بن جعفر بن محمد ابن الصحابي الجليل الفاتح الشهير سيف الله المسلول ليث بني مخزوم خالد بن الوليد رضي الله عنه الخالدي المخزومي المقدسي، العالم، المطلع، الرحال.
من صفاته أنه ما حام حول رجال الحكومة، ولا تشوف لجوائزهم، وإكرامهم.
ولد في مدينة القدس في أواخر شهر رمضان عام 1282 هـ.
وقد دخل بلاد المغرب الأقصى، فوصل إلى مدينة فاس في سادس ذي القعدة من عام 1321 هـ وسافر منها لمكناسة الزيتون، ثم رجع فبقي إلى منتصف ربيع الأول عام 1322 هـ فانتقل إلى طنجة، ومنها إلى بلاد الأندلس، ثم عاد إلى طنجة، ومنها سافر على طريق طرابلس.
وبعد جولة طويلة في بلاد الشام، وتركيا، وصل الأستانة في 7/ 5/ 1323 هـ فأقام فيها إلى غرة ذي الحجة، وفيه تقلد القضاء بقالقاندس بلدة من قراها تزيد على مائة ألف نفس، وهي من بلاد الروم التركية، كثيرة الخيرات والمياه، وهو من أشهر علماء القدس وأعيانها.
قرأ بمصر بدار الخلافة على كثيرين، وأجازه شيخ الإسلام عبد الرَّحمن الشربيني المصري الشافعي، والشيخ محمد أسعد الإمام المقدسي الشافعي المتوفى سنة 1317 هـ وحكيم الإسلام وفيلسوفه جمال الدين الأفغاني المتوفى بالأستانة سنة 1314 هـ والشيخ محمد عاطف الرومي الإسلامبولي المتوفى سنة 1316 هـ والشيخ جعفر الكتاني بفارس، وغيرهم.
تعلم في القدس ومصر، وتخرج من مدرسة القضاء الشرعي في إسطنبول، وكان من فقهاء الحنفية المعروفين، وكان من صفاته الذاتية أنه كان طويلًا، سمحًا، كريمًا، متواضعًا لطيفًا، ميسور الحال ثريًا عفيفًا.
تولى القضاء في مدن كثيرة من بلدان الخلافة العثمانية، ثم اختير عضوًا في مجلس تدقيق المصاحف والمؤلفات في دار المشيخة الإسلامية في إسطنبول، ثم تولى أخيرًا رئاسة محكمة الاستئناف في القدس، واستعفى منها فأعفي، واختير عضوًا في المجمع العلمي العربي بدمشق.
وكان من أهل الحفظ العجيب، يحفظ (الكنز) في فقه الحنفية وغيره، ذو ملكة تامة، وإدراك قوي، وتضلع في علوم الأدب واللسان، مع الإنشاء البليغ.
دخل أكثر مكاتب الشرق، وأحاط علمًا بأسماء كتبها وبما فيها من النفائس والآثار والذخائر. لا يفتأ عن الأسفار من دار إلى دار، يطلب المزيد من المعرفة، ويصبر على مشاق الغربة ومتاعب الارتحال، وكان يستطيب ذلك ويَلَذُّه ويراه أفضل المتع الطيبة التي يستمتع بها.
وكان علمه بالمخطوطات وأماكنها عجبًا عجابًا ما يسأل - غالبًا - عن كتاب مخطوط نادر أو نفيس إلَّا وعنده منه خبر، وله بمكان نُسَخه علم ومعرفة، وله مذكرة في نحو خمسين جزءًا في ذكر ما وقف عليه من الكتب والمكتبات التي زارها، وقد جمع من المخطوطات ما يقرب من خمسة آلاف مخطوطة كلها من المخطوطات العربية القديمة.
ألف في الأدب كتابًا في ثلاثين كراسة، سماه الاختيارات الخالدية. ومن تآليفه كتاب في حدود أصول الفقه، ورسالة كبيرة في تحقيق وضع الحروف والأفعال، ورسالة في الجهة الجامعة، وله غير ذلك.
وكان على كبر سنة وتقدم شيخوخته في آخر حياته بمصر، يحمل الكتب في كمه أو تحت إبطه ولو ثقلت عليه، ابتهاجًا بها، وحرصًا عليها، واعتزازًا بشرفها وقيمتها العلمية، وكان صديقًا حميمًا للعلَّامة أحمد تيمور باشا رحمهما الله تعالى.
وكان إذا وقف عن المطالعة في كتاب لسبب اقتضى منه التوقف، أخرج ما في جيبه من ورقات أو نقود فوضعها في موضع التوقف علَّامة على وصوله إلى ذلك الموضع في الكتاب، فكان بعض كتبه صناديق لأوراقه ودراهمه قلت أو كثرت.
وقد توفي رحمه الله في القاهرة عقب مرض قصير يوم الأربعاء 10/ 9/ 1360 هـ، ودفن في اليوم التالي بإحدى ترب مقبرة باب النصر، ومع أنه حنفي المذهب فإنه يرى التعبد على مذهب الإمام مالك
(1)
.
43 -
خليل بن محمد صنع الله الخالدي: ونسبه كاملًا هو: خليل بن محمد صنع الله بن خليل بن القاضي شرف الدين بن عبد القادر بن طه بن صالح بن يحيى بن محمود نجم الدين أبي البركات الديري ابن زين الدين بن عبد القادر بن زين الدين عبد اللطيف بن شمس الدين ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الله بن جمال الدين عبد الوهاب بن سعد الدين بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن صالح بن علي ابن جعفر بن مصلح بن غانم بن أوفي بن سليمان بن جعفر بن محمد ابن الصحابي الجليل الفاتح الشهير سيف الله المسلول ليث بني مخزوم خالد بن الوليد رضي الله عنه الخالدي.
والده المعروف بالديري الحنفي، والخالدي المقدسي.
(1)
معجم الشيوخ المسمى: رياض الجَنَّة أو: المدهش المطرب ج 2 ص 27 فما بعد، الأعلام الشرقية ج 3 ص 31، 32، رجال من فلسطين ص 24، بلادنا فلسطين ج 10/ 2 ص 20، 35، 332، 377، معجم الأعلام ص 237، 245، معجم المؤلفين ج 4 ص 117، الأعلام للزركلي ج 2 ص 316، 317، العلماء العزاب ص 229، 230، 231، 232، 234، 235، 236 ط الرابعة سنة 1416 هـ -1996 م طبع ونشر دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان.
تولي خليل هذا بعد أبيه، وقام مقامه، وكان فاضلًا، سليمًا، فقيهًا. توفي سنة 1161 هـ. ومن أحفاده: خليل جواد الخالدي
(1)
.
حرف الذال
44 -
ذهلان بن عبد الله بن محمد بن ذهلان. والده الشيخ عبد الله بن محمد بن ذهلان، كان فقيهًا قاضيًا للرياض.
وابنه: أحمد: صاحب الترجمة السابقة بحرف الألف. يتصل نسبه بالصحابي الجليل: خالد بن الوليد رضي الله عنه فآل ذهلان من السحبان من بني خالد
(2)
. كما جاء في ترجمة والده عبد الله في حرف العين.
وقد سُمي السحبان بهذا الاسم؛ لأنه ينتهي نسبهم إلى جدهم المُلَّقب بالسحاب الجوده وهو: خالد بن سليمان بن محمد بن جعفر بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد
(3)
.
حرف الراء
45 -
راغب بن نعمان بن راغب الخالدي - والد أحمد سامح الخالدي صاحب الترجمة السابقة في حرف الألف من هذا المبحث. وله أبناء آخرون في مقدمة الرجال في العلم والفضل. وهو من عائلة آل الخالدي الشهيرة بمن أنجبت من أدباء، وعلماء، وفقهاء، ومربين، ومؤرخين.
والمترجم له هو مؤسس المكتبة الخالدية المشهورة في القدس، وهي المكتبة الوحيدة في فلسطين التي جمعت فيها حصة كبيرة من تراث الذهن العربي القديم.
(1)
سلك الدرر ج 2 ص 218، انظر: ترجمة حفيده: خليل جواد السابقة.
(2)
انظر: المدخل الفصل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل وتخريجات الأصحاب للدكتور بكر بن عبد الله أبوزيد ج 1 ص 551 ط الأولى سنة 1417 هـ.
(3)
انظر: ترجمة ابنه أحمد السابقة بحرف الألف، وترجمة والده/ عبد الله بحرف العين.
توفي المترجم له سنة 1952 م بعد أن اكتوى بمصاب ولده المربي الباني أحمد سامح. وكان المترجم له أول من أعلن الدستور بالقدس
(1)
.
46 -
روحي بيك الخالدي: كان السياسيون الأجانب ينظرون إليه باهتمام ويحذرون منه، فقد كتب الدكتور جاكو بسون يقول: إن النواب العرب ولا سيما روحي بيك الخالدي، كانوا يشنون حملة لسن تشريع جديد ضد الهجرة اليهودية إلى فسلطين.
وكتب ألبرت عنتيبي يقول: إنه منذ انتشرت نصوص خطابات روحي الخالدي وشكري العلسلي في الريف عمت بين الفلاحين المشاعر المناوئة لليهود
(2)
.
وروحي الخالدي هذا من عائلة آل الخالدي بالقدس التي ينتهي نسبها إلى خالد بن الوليد
(3)
رضي الله عنه.
47 -
راسم الخالدي: انتخب رئيسًا لمؤتمر الشباب الفلسطيني الذي عقد في أوائل سنة 1932 م في يافا، الذي صفوة ما عليه الإجماع عند عرب فلسطين، وهو أن البلاد العربية وحدة لا تتجزأ، وأن فلسطين قطعة من بلاد العرب، وأنه يجب إبطال وعد بلفور، وإنشاء حكومة نيابية.
وكان ممن زاروا دار الأيتام الإسلامية الصناعية في القدس، وخطب فيها
(4)
.
وراسم الخالدي هذا من عائلة آل الخالدي بالقدس التي ينتهي نسبها إلى خالد بن الوليد
(5)
.
(1)
مصادر الدراسة الأدبية ج 2 ص 333، رجال من فلسطين ص 71، 220، بلادنا فلسطين ج 10/ 2 ص 50، 137، 331، 399، آثار فلسطين ص 171، الروض البسام ص 17، انظر: ترجمة ابنه/ أحمد سامح الخالدي السابقة بحرف الألف بهذا المبحث، وترجمة الشيخ/ خليل الخالدي بحرف الحاء بهذا المبحث، وثائق مقدسية تاريخية ص 166، 167.
(2)
تاريخ فلسطين الحديث ص 51، 52، 382.
(3)
الروض البسام ص 17.
(4)
رجال من فلسطين ص 175، 339.
(5)
الروض البسام ص 17.
48 -
رشيد الخالدي: كان من كُتَّاب محكمة القدس الذين أعادهم العثمانيون بعد عودتهم لبيت المقدس عام 1256 هـ
(1)
. وهو من عائلة آل الخالدي بالقدس التي ينتهي نسبها إلى خالد بن الوليد
(2)
رضي الله عنه.
حرف السين
49 -
سعد بن شاكر بن سعيد بن سعد الله بن سعيد بن قاسم بن أحمد بن محمود ابن أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن جابر بن علي بن علي بن أحمد بن محمد بن علي بن عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن علي بن عبد الله ابن سالم بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن جبران بن علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن جابر بن سليمان ابن الصحابي الجليل خالد بن الوليد الشافعي الدمشقي، ولد سنة 1221 هـ. وتوفي في 14 جمادى الأولى سنة 1294 هـ. ودفن بجوار بلال بن رباح الحبشي رضي الله عنه. وهو والد الشيخ الفاضل مسلم الخالدي إمام جامع زيد بن ثابت في باب السريحة المتوفى سنة 1360 هـ
(3)
.
50 -
سعدية المخزومية: وهي سعدية بنت الأمير عبد الرَّحمن المخزومي - صاحب نجد - ابن خالد بن سليمان بن أبي المعالي بن محمد بن جعفر بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد سيف الله ورسوله ابن الوليد
(4)
. والدة الشريف الشيخ: محمد بن عبد الله بن محمد الرفاعي المولود سنة 793 هـ الموافق 1391 م المتوفى سنة 885 هـ الموافق 1480 هـ
(5)
.
(1)
بلادنا فلسطين ج 10/ 2 ص 357.
(2)
الروض البسام ص 17.
(3)
حلية البشر ج 2 ص 669، 673، أعيان دمشق ص 132، بلادنا فلسطين ج 7/ 2 ص 421، 422، انظر: بنو خالد وعلاقتهم بنجد ص 13.
(4)
صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطمية الأخيار ص 5، 6، انظر: الأعلام للزركلي ج 6 ص 238.
(5)
معجم المؤلفين لكحالة ج 10 ص 234 ط مطبعة دمشق سنة 1380 هـ - 1960 م.
51 -
سعد بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن مصلح بن أبي بكر بن سعد القاضي، سعد الدين، أبو السعادات، ابن القاضي شمس الدين، النابلسي الأصل، المقدسي، نزيل القاهرة، الحنفي، يعرف (بابن الديري) نسبة إلى مكان بمردي جبل نابلس أو الدير الذي بحارة المرداويين من بيت المقدس
(1)
.
ونسبه كاملًا هو: سعد بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن مصلح بن أبي بكر بن سعد القاضي ابن علي بن جعفر بن مصلح بن غانم بن أوفي بن سليمان بن جعفر بن محمد بن خالد بن الوليد رضي الله عنه.
ولد في يوم الثلاثاء الرابع عشر من رجب سنة 768 هـ بيت المقدس. وأخذ عن والده وغيره، وانتهت إليه رئاسة الحنفية في زمانه، وولي مشيخة الشيخونية بمصر، وقضاء الحنفية، وله تكملة شرح الهداية للسروجي، والكواكب النيرات في وصول أعمال الأحياء إلى الأموات، وغير ذلك.
مات سنة 868 هـ وأخذ عنه القاضي محمد بن محمد بن الشحنة.
وقد حفظ المترجم له القرآن، كما حفظ كثيرًا من الكتب في اثني عشر يومًا، وكان سريع الحفظ مفرط الذكاء، انتفع بأبيه، وبالكمال السريجي، وبحميد الدين، والعلاء بن النقيب، والشمس بن الخطيب الشافعي، وغيرهم، واجتمع بالشمس القونوي صاحب درر البحار، وبحافظ الدين البزازي صاحب الفتاوي، وأكثر من الرواية بالإجازة عن البرهان إبراهيم بن الزين عبد الرحيم بن جماعة، واشتهر بمعرفة الفقه حفظًا وتنزيلًا للوقائع، واستحضارًا للخلاف حتى كان والده يقدمه على نفسه في الفقه وغيره، وانتفع النّاس بدرسه وفتاواه، وحج مرارًا أولها سنة 801 هـ وباشر قضاء الحنفية سنة 842 هـ عوضًا عن العيني بمهابة وعفة، وكان إمامًا علَّامة، جبلًا في استحضار مذهبه، قوي
(1)
وقيل بأن الديري نسبة لقرية يقال لها: (الدير) بالقرب من مردي من بلاد نابلس، انظر: التعليقات السنية بهامش الفوائد البهية في تراجم الحنفية ص 79.
وقيل بأن الديري نسبة إلى (دير) قرية بدمشق، انظر الفوائد البهية في تراجم الحنفية ص 178.
الحفظ، سريع الإدراك، شديد الرغبة في المباحثة في العلم والمذاكرة به، ذا عناية تامة بالتفسير لاسيما معاني التنزيل، وبحفظ متون الأحاديث ما يفوق الوصف
…
وقد اشتهر ذكره، وبعد صيته حتى إن (شاه رخ بن تيمور) ملك الشرق سأل رسول الظاهر (جقمق) عنه في جماعة.
ومما عرف من مؤلفاته: شرح العقائد النسفية قد قرأه عليه الزين قاسم الحنفي، وفتوى في الحبس بالتهمة، وجزء آخر في أنه هل تنام الملائكة أو لا، وهل منع الشعر مخصوص بالنبي صلى الله عليه وسلم أو عام لجميع الأنبياء، وله منظومة طويلة سماها بالنعمانية فيها فوائد كثيرة بديعة. وله ترجمة وافية في (الذيل على رفع الإصر أو بغية العلماء والرواة)، وفي (الضوء اللامع)
(1)
.
52 -
سعيد بن خالد بن أبي عبد الله محمد بن نصر بن صغير أبو المكارم المخزومي، الخالدي، الحلبي الشهير بابن القيسراني، نجم الدين بن موفق الدين حفيد أبي عبد الله محمد بن نصر بن صغير.
ونسبه كاملًا هو: سعيد بن خالد بن محمد بن نصر بن صغير بن داغر بن نصر بن داغر بن محمد بن خالد بن نصر بن داغر بن عبد الرَّحمن بن المهاجر بن خالد بن الوليد المخزومي الخالدي.
ولد سنة 587 هـ بحلب، وحدث، وتوفي سنة 650 هـ
(2)
.
(1)
انظر: الفوائد البهية في تراجم الحنفية ص 78 - 80، الذيل على رفع الإصر ص 127 - 140، ترجمة أخيه الشيخ إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر الديري الخالدي ومصادرها في حرف الألف من هذا المبحث، البدر الطالع بمحاسن ما بعد القرن السابع ج 1 ص 264 وقد أثبته (سعيد)، رفع الإصر ص 245، معجم الشيوخ لابن فهد ص 115، 116.
(2)
الوافي بالوفيات ج 15 ص 217، الدليل الثاني على المنهل الصافي ج 1 ص 314، تكملة إكمال الإكمال ص 241، انظر: ترجمة والده (خالد) في حرف الخاء من هذا المبحث وترجمة جده محمد بن نصر بن صغير في حرف الميم من هذا المبحث.
53 -
سليمان بن خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي. يكي به والده خالد. وأمه كبشة بنت هوذة بن عمرو من ولد رزاح بن ربيعَةَ. وقيل بأن أمه أم أخيه عبد الله: أم تميم بنت الحارث بن جندب بن عوف بن الحارث بن خبيب بن مالك بن حطيط بن جشم بن قسي وهو ثَقِيف بن منبه.
كان فارسًا مقدامًا من الشجعان الصناديد، الذين لا يشق لهم غبار.
لما رأى منه الكفرة هو ومن معه البسالة نصبوا لهم كمينًا، وأحاط به كردوس نحو ألفي فارس فعقروا جواده من تحته، فصار يضرب فيهم بالسيف حتى قطعت يده اليمنى فتناول السيف بيده اليسرى وصار يضرب فيهم بها حتى قطعت فأحاطوا به من كل جانب، وطعنوه في صدره نحو عشرين طعنة حتى قل حيله وسقط على الأرض، ثم تنفس وقال:(الساعة نلقى الأحبة) ولما رآه عبد الله بن المقداد على ذلك المصرع صاح قائلًا: (لا حياة بعدك يا أبا محمد والملتقى في جنات عدن).
وقد نعاه عمار بن ياسر رضي الله عنه هو وعبد الله بن المقداد ومن مات معهما بقوله:
يا عين اذرفي الدمع منك الصبيب
…
ثم اندبي يا عين فقد الحبيب
وانعي لمقتول غدا في الفلا
…
مجندلًا وسط الفيافي غريب
وابكي سليمان ولا تغفلي
…
فأمره والله أمر عجيب
وتحذر الأعداء من بأسه
…
لو أنهم أعداد رمل الكئيب
فيا حمام الأبك نوحي إذًا
…
على فتى كان غصنًا رطيب
وأعلمي بما جرى خالدًا
…
لعله يبكي بدمع صبيب
وأخبري المقداد من بعده
…
بأن عبد الله أضحى سليب
بل واندبي الأخبار من بعدهم
…
وكل قرم للمعالي مصيب
لا يلتقي البطلوس خيرًا ولا
…
أجناده أبناء أهل الصليب
وكم كمنوا جيشًا لنا عامدًا
…
يوم الوغى من كل كلب مريب
وحق من أعطى لنا نصره
…
في كل وادٍ ثم فتحًا قريب
لنأخذن الثأر من جمعهم
…
جهرًا ونطفي من فؤاد لهيب
كما بعث زياد بن المغيرة تعزية لخالد بن الوليد في ابنه سليمان قال فيها:
يا خالد إن هذا الدهر فجعنا
…
في سيد كان يوم الحرب مقداما
مجندل الفُرس في الهيجا إذا اجتمعت
…
وللصناديد يوم الحرب خصَّامًا
لا يملك الضد من أبطالنا أملًا
…
إن حاز ساعده القصاص صمصاما
يا طول ما هزم الأعدا بصارمه
…
أنالهم منه تنكيسًا وإرغامًا
كأنه الليث وسط الغاب إذ وردت
…
له العدا وعلى الأشبال قد حامي
يا عين جودي بفيض الدمع منك دمًا
…
بل واندبي فارسًا قد صار ضرغامًا
والسيد الفرد عبد الله قد حكمت
…
به المنايا وحكم الله قد داما
نعم الفتى العلم المقداد خير فتى
…
قد كان في ملتقى الأعداء هجَّاما
كما رثاه والده خالد بن الوليد بقصيدة قال فيها:
جري مدمعي فوق المآجر منهمل
…
وحر فؤادي من جوى البين يشتعل
وهام فؤاد حين أخبرت نعيه
…
فليت بشير البين لا كان قد وصل
لقد ذوب الأحشا وأجرى مدامعي
…
صبيبًا وعن نار الفؤاد فلا تسل
سأبكي عليه كلما أقبل المسا
…
وما ابتسم الصبح المنير وما استهل
لقد ذوب الأحشا وأجرى مدامعي
…
صبيبًا وعن نار الفؤاد فلا تسل
(1)
(1)
هكذا جاء البيت مكررًا في مصدره.
وكان كريم العم والخال سيدًا
…
إذا قام سوق الحرب لا يعرف الوجل
أحاطت به خيل اللثام بأسرهم
…
وقد مكَّنوا منه المهند والأسل
وعيشك تلقاهم صراعًا على الثرى
…
عليهم يسوق الوحش والطير محتفل
فوا أسفا لو أنني كنت حاضرًا
…
بأبيض ماضي الحد في الحرب مكتمل
وحق الذي حجَّت قريش لبيته
…
وأرسل طه المصطفى غاية الأمل
لأقتل منهم في الوغى ألف سيد
…
إذا سلم الرَّحمن واتسع الأجل
وكان سقوط سليمان بن خالد بن الوليد رضي الله عنه. في المعركة في الجزء الأخير من حملة مصر.
وقد كتب عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم يعزون خالدًا في ابنه سليمان والمقداد في ابنه عبد الله
(1)
.
وقد أعقب سليمان بن خالد من الأولاد: محمد وبه يكني
(2)
. وإبراهيم، وقد انتشر عقبه في مصر، ومنهم آل الدماميني
(3)
، وسالم
(4)
، وعبد العزير
(5)
.
وقد انتشر أبناء سليمان بن خالد في الشام، ومصر، وأفغانستان، وشمال باكستان، ويعرفون هناك بالسليمانيين
(6)
.
(1)
نسب قريش ص 327، كتاب الطبقات للعصفري ص 245، التبيين في أنساب القرشيين ص 310، جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 147، فتوح الشام للواقدي ج 2 ص 261، 262، 263، 264، 266، 267.
(2)
فتوح الشام للواقدي ج 2 ص 262.
(3)
انظر: ترجمة الشيخ: أحمد بن محمد بن أبي بكر الدماميني في: نظم العقيان في أعيان الأعيان ص 53، 54، تراجم عدد من أفراد آل الدماميني ومصادرها في هذا المبحث من هذا الكتاب.
(4)
انظر: ترجمة الشيخ سعيد بن شاكر الخالدي في: حلية البشر ج 2 ص 669، ترجمة ابنه: مسلم في: علماء دمشق وأعيانها في القرن الثالث عشر ج 2 ص 727، 728.
(5)
انظر: خلاصة تاريخ الكرد وكردستان ج 1 ص 126.
(6)
انظر: المصادر السابقة، الروض البسام ص 8، 18، صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطمية الأخبار ص 5، 6.
54 -
سليمان بن مهنّا بن فضل بن محمد بن عبد الرَّحمن بن سيف الله خالد بن الوليد الخالدي المخزومي القرشي.
سبط أجل الأمراء الطائيين: فضل بن ربيعَةَ الطائي.
نزل والده (مهنّا) على جده لأمه - فضل الطائي - قافلًا من نجد مع طائفة من بني مخزوم، فأكرم مثواه، وأعزه، وزوجه ابنته (البيضاء) التي يلقبونها (الفاطر) فأنجبت سليمان هذا، وأخاه عيسى.
أخوهما من الأب: مصلت بن مهنّا بن فضل الخالدي الذي أمه من بني عم أبيه.
وقد انتهت إلى سليمان، وعيسى إمارة آل فضل؛ لأنَّ جدهما لأمهما: فضل الطائي لَمْ يكن له سوى (البيضاء) ولم يكن إذ ذاك في آل الفضل بن ربيعَةَ من يقوم مقامه ويشاكله في شأنه وعظم بيته، فتوسم النجدة، والغيرة، وعلى الجانب مهنّا بن فضل الخالدي وزوجه ابنته
(1)
.
55 -
سليمان بن موسى بن عبد الله المخزومي: هو الذي جاء بنو خالد من بيشة إلى أوضأخ بقيادته عام 642 هـ
(2)
.
وبقي بنو خالد المخزوميون - خالد الحجاز - في أوضاخ حتى أجلاهم عنها بنو لام، فتفرقوا في قرى سدير، والوشم، والعارض، والقصيم، والإحساء
(3)
.
حرف الشين
56 -
شاكر الخالدي: كان من كتاب محكمة القدس الذين أعادهم العثمانيون بعد عودتهم لبيت المقدس عام 1256 هـ
(4)
.
(1)
أخبار الخلفاء ص 138، 139، الروض البسام ص 9، 10.
(2)
تاريخ عسير لإبراهيم بن علي الحفظي تحقيق وتعليق محمد بن مسلط بن عيسى الوصال البشري ص 47.
(3)
إمتاع السامر ص 202.
(4)
بلادنا فلسطين ج 10/ 2 ص 357.
وهو من عائلة آل الخالدي بالقدس التي ينتهي نسبها إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه
(1)
.
57 -
شمس الدين بن محمد بن يوسف الخالدي الصفدي، والخالدي: نسبة إلى خالد بن الوليد - الصحابي الجليل رضي الله عنه.
أخو الشيخ أحمد بن محمد بن يوسف الخالدي الصفدي صاحب الترجمة السابقة بحرف الألف من هذا المبحث.
والشيخ شمس الدين الخالدي أكبر سنا من أخيه الشيخ أحمد الخالدي.
لما وصل شمس الدين وأخوه أحمد إلى مرتبة الرحلة سافرا إلى مصر لطلب العلم، وقرأ شمس الدين على مذهب الإمام محمد بن إدريس الشافعي، وقرأ أخوه أحمد على مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان، وبرع كل منهما في مذهبه. وقد أجاز محمد بن عبد الرَّحمن البهنسي أحمد الخالدي في البخاري سنة 994 هـ
(2)
.
58 -
شوكت الخالدي: عندما صدرت أول حولية لنظارة المعارف العمومية العثمانية عام 1916 م كان شوكت الخالدي من موظفي المتصرفية بالقدس المسؤولين عن المتحف
(3)
.
وشوكت الخالدي هذا من عائلة آل الخالدي بالقدس التي ينتهي نسبها إلى خالد بن الوليد
(4)
رضي الله عنه. .
(1)
الروض البسام ص 17، انظر: ترجمة خليل جواد في حرف الخاء من هذا المبحث.
(2)
أعلام فلسطين ج 1 ص 175، ترجمة أخيه أحمد الخالدي السابقة ومصادرها في حرف الألف من هذا المبحث.
(3)
بلادنا فلسطين ج 10/ 2 ص 134، 135، 138.
(4)
الروض البسام ص 17، انظر ترجمة الشيخ خليل الخالدي السابقة بحرف الخاء من هذا المبحث.
حرف الصاد
59 -
صائب بن سُلَيْم بن سلَّام الخالدي: أخو عنبرة بنت سُلَيْم بن سلَّام الخالدي
(1)
. من عائلة آل الخالدي التي ينحدر منها الشيخ خليل جواد الخالدي المخزومي - صاحب الترجمة السابقة التي ينتهي نسبها إلى محمد بن خالد بن الوليد.
وصائب سياسي مُحنَّك، وقد تعين في لبنان في المناصب التالية:
- وزيرًا للداخلية: في حكومة سعدي المنلا 21 جمادى الآخرة 1365 - 20 محرم 1366 هـ (22 أيار 1946 - 14 كانون أول 1946 م).
- رئيسا لمجلس الوزراء، ووزيرًا للداخلية، والدفاع الوطني: 16 شعبان 1372 - 6 ذي الحجة 1372 هـ. (30 نيسان - 16 آب 1953 م).
- وزير دولة في وزارة عبد الله اليافي الأولى: 7 شعبان 1375 - 29 شوال 1375 هـ (19 آذار 1956 - 8 حزيران 1956 م).
- وزير دولة في وزارة عبد الله اليافي الثانية: 29 شوال 1375 - 15 ربيع الثاني 1376 هـ (8 حزيران 1956 - 18 تشرين الثاني 1956 م).
وهو أحد زعماء المعارضة التي ألفت جبهة لتقف في وجه رئيس جمهورية لبنان كميل شعون، وكانت تضم: عبد الله اليافي، صائب سلَّام، رشيد كرامي، كمال جنبلاط.
- رئيسًا لمجلس الوزراء، ووزيرًا للداخلية: 8 صفر 1380 - 15 ذي الحجة 1380 هـ (1 آب 1960 - 30 أيار 1961 م).
(1)
تكملة أعلام النساء لمحمد خير رمضان يوسف ص 69 ط الأولى، انظر: ترجمة أخته عنبرة بحرف العين من هذا المبحث.
- رئيسًا لمجلس الوزراء، ووزيرًا للدفاع الوطني: 15 ذي الحجة 1380 - 22 جمادى الأولى 1381 هـ (30 أيار 1961 - 31 تشرين الأول 1961 م).
- رئيسًا لمجلس الوزراء، ووزيرًا للداخلية: 13 شعبان 1390 - 14 ربيع الثاني 1392 هـ (13 تشرين الأول 1970 - 27 أيار 1972 م).
- رئيسًا لمجلس الوزراء، ووزيرًا للداخلية: 14 ربيع الثاني 1392 - 23 ربيع الأول 1393 هـ (27 أيار 1972 - 25 نيسان 1973 م).
وقد رأس جمعية المقاصد الإسلامية. ويرأسها حاليًا ابنه: تمام صائب سُلَيْم سلَّام الخالدي نائب بيروت حاليًا أيضًا. ويقيم صائب في الوقت الحاضر أحيانًا في جنيف وأحيانًا في بيروت.
60 -
صلاح بن عبد الفتاح بن محمد الخالدي: من أسرة آل الخالدي في فلسطين التي ينتهي نسبها إلى: محمد بن خالد بن الوليد المخزومي رضي الله عنه التي سبقت ترجمة عدد من كبار رجالاتها.
ولد المترجم له في بلدة جنين بفلسطين في 1/ 12/ 1947 م وأكمل دراسته الابتدائية، والإعدادية، والثانوية، وشهادة البكالوريوس في الشريعة بجامعة الأزهر بمصر سنة 1970 م. وحصل على الماجستير، ودرجة الدكتوراه في التفسير من كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1405 هـ - 1984 م.
وقد وكلت إليه وزارة الأوقاف الأردنية الوعظ والإرشاد في الطفيلة، ثم مراقبة التوجيه الإسلامي في السلط، ثم التدريس في كلية العلوم الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، وهي كلية تمنح الدبلوم في الشريعة الإسلامية، وتخرج الأئمة، والوعاظ، والخطباء، ثم أسندت إليه عمادة تلك الكلية في آخر سنة 1991 م، ثم أحيل إلى التقاعد في صيف عام 1991 م، ثم صار يعمل أستاذًا مساعدًا في كلية الدعوة
وأصول الدين في الأردن، إضافة لعمله كمحاضر غير متفرغ في كلية الشريعة بالجامعة الأردنية، وكلية الشريعة في جامعة اليرموك، وكلية تأهيل المعلمين العالية.
كما أنه إمام وخطيب مسجد: عبد الرَّحمن بن عوف في صويلح حتى الآن. ويلقي محاضرات ودروس عديدة في المساجد، والمدارس، والنوادي، والكليات، والجامعات.
وله مقالات إسلامية في صحف ومجلات محلية وخارجية مثل: الأمة، والمجتمع، وفلسطين المسلمة. وفي صحف: اللواء، والرباط، والدستور في الداخل.
هذا، ولنشاطه الكبير فإن له من المؤلفات المطبوعة الكثير، وهي حسب ظهور طبعتها الأولى الآتي:
- سيد قطب الشهيد الحي - مكتبة الأقصى - عمان: 1981 م.
- نظرية التصوير الفني عند سيد قطب - دار الفرقان - عمان: 1983 م.
- أمريكا من الداخل بمنظار سيد قطب - دار المنارة - جدة: 1985 م.
- مدخل إلى (في ظلال القرآن) - دار المنارة - جدة: 1986 م.
- المنهج الحركي في ظلال القرآن - دار المنارة - جدة: 1986 م.
- في ظلال القرآن في الميزان - دار المنارة - جدة: 1986 م.
- مفاتيح للتعامل مع القرآن - مكتبة المنارة - جدة: 1986 م.
- في ظلال الإيمان - مكتبة المنار - الزرقاء: 1986 م.
- الشخصية اليهودية من خلال القرآن - دار القلم - بيروت: 1987 م.
- تصويبات في فهم بعض الآيات - دار القلم - بيروت: 1988 م.
- مع قصص السابقين في القرآن (1) - دار القلم - بيروت: 1988 م.
- مع قصص السابقين في القرآن (2) - دار القلم - بيروت: 1988 م.
- مع قصص السابقين في القرآن (3) - دار القلم - بيروت: 1989 م.
- البيان في إعجاز القرآن - دار عمار - عُمان: 1989 م.
- ثوابت للمسلم المعاصر - دار الإسراء - القاهرة: 1990 م.
- إسرائيليات معاصرة - دار عمار - عمان: 1990 م.
- سيد قطب من الميلاد للاستشهاد - دار القلم - بيروت: 1991 م.
- لطائف قرآنية - دار القلم - بيروت: 1991 م.
- تفسير الطبري: تقريب وتهذيب (1) - دار القلم - بيروت: في المطبعة.
- تفسير الطبري: تقريب وتهذيب (2) - دار القلم - بيروت: في المطبعة.
وتعتبر أسرة آل الخالدي الشيخ الدكتور صلاح من كبار رجالاتها في وقتنا الحاضر.
حرف الطاء
61 -
طاهر بن محمد بن جعفر بن نصر بن عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عبد المنان بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، الخوافندي، أبو الطيب، الشيخ الأديب المقرئ.
توطن بسمرقند في آخر عمره، وتوفي بها ظهر نصف صفر سنة إحدى وخمسمائة، ودفن بجاكرديزه قبالة مشهد السادات.
قال: أخبرني ابنه المقرئ محمد بن طاهر قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا الفقيه الخوافندي قال: أخبرنا منصور بن حكيم الإرشيارياني قال: حَدَّثَنَا جعفر بن نسطور رضي الله عنه قال: قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: (من مشى إلى خير حافيًا فكأنما مشى على أرض الجَنَّة، وتستغفر له الملائكة، وتسبح أعضاؤه، فإن حدث له في ذلك كان له أجر شهيد)
(1)
.
(1)
القند في ذكر علماء سمرقند ص 165 ط الأولى سنة 1417 هـ - 1991 م.
حرف العين
62 -
عبد الأحد بن محمد بن عبد الأحد بن عبد الرَّحمن بن عبد الخالق الزين ابن مكي بن يوسف بن محمد الشمس المخزومي الخالدي نسبًا، الحراني الأصل، الحلبي، الحنبلي.
ولد سنة بضع عشرة وسبعمائة، وعُمّر، وتوفي في كائنة حلب سنة 803 هـ.
وصنف كافية القارئ في فنون القارئ في القراءات. وكان قد حفظ المختار فرأى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال له: يا رسول الله: على أي مذهب أشتغل. فقال: على مذهب أحمد، وأشار لذلك ولده محمد - الآتية ترجمته - في أرجوزته التي نظم فيها العمدة لابن قدامة، فقال:
لما رآه والدي إذ نشا
…
في البعض من كراماته التي رأى
فيها رسول الله وهو يسأل
…
منه بأي مذهب يشتغل
قال اشتغل بمذهب ابن حنبل
…
أحمد فاخترناه عن أمر جلي
ولا أرى تأويل هذي القصه
…
إلَّا لحكمة بنا مختصه
فيهم أراها لنا النَّبِيّ
…
منهم وإلا كلهم مهدي
جزاهم الله جزيل الرحمه
…
عنا وكل علماء الأمة
(1)
63 -
عبد الجبار أبو عبد الله الجبلي الخالدي من أولاد خالد بن الوليد سيف الله.
كان يعرف بوخسوان، ويعرف ابنه بأمير، فبقي لهما لقبين، وسمى هذا (عبد الجبار) وذاك (عبد الله).
حفيد محمد بن عبد الله بن عبد الجبار الجيلي الخالدي شيخ من الأعزة، استمر
(1)
الضوء اللامع ج 4 ص 21، ج 7 ص 278.
سنين يزرع ويطعم الزائرين والسائلة من الفقر، وأقام بقزوين، وسمع من الحافظ المديني أحاديث سنة ثمانين وخمسمائة، وله ترجمة في هذا المبحث
(1)
.
64 -
عبد الحق مظهر الدين بن محيي الدين يحيى بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر الحافظ رشيد الدين أحمد بن أبي المجد إبراهيم بن محمد المنيعي الخالدي، مما جاء في ترجمة والده أنه: يحيى بن إبراهيم بن رشيد الدين أبي الفضائل محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع ابن خالد بن عبد الرَّحمن بن سيف الله خالد بن الوليد المخزومي.
والمترجم له سبط أمير المؤمنين: المعتصم بالله. وقد سمع من جماعة
(2)
.
65 -
عبد الرَّحمن بن خالد بن سليمان بن محمد بن جعفر بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد رضي الله عنه.
الأمير، صاحب نجد، ووالد سعدية المخزومية والدة الشريف محمد سراج الدين بن عبد الله الرفاعي المتوفى سنة 885 هـ
(3)
.
66 -
عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي: كان يكنى بأبي محمد. أمه ابنة أنس بن مدرك الخثعمي.
كان له صحبة، ورواية عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وذكره ابن حبان في الثقات.
(1)
انظر: ترجمة حفيده محمد في هذا المبحث التدوين في أخبار قزوين ج 1 ص 429.
(2)
المشتبه ج 1 ص 374، تلخيص مجمع الآداب ج 1 ص 606 رقم الترجمة 1288، انظر: ترجمة والده: يحيي وما ذكر عن المترجم له في تاريخ علماء المستنصرية ج 2 ص 79، وحاشية ص 178.
(3)
صحاح الأخبار ص 6، معجم المؤلفين لعمر كحالة ج 10 ص 234.
روى عنه خالد بن سَلَمَة، والزهري، وعمرو بن قيس الشامي، ويحيى بن أبي عمران الشيباني
(1)
كان شريفًا، جوادًا، ممدوحًا مطاعًا، وكان أموي النزعة، وهوأحد قادة معاوية بن أبي سفيان يوم صفين، وبعد ذلك عينه معاوية قائدًا للصائفة، وغزا الروم غير مرة. وكان محبوبًا لدى الشاميين حتى أنهم رشحوه لولاية العهد بعد معاوية رضي الله عنه لما عنده من آثار أبيه خالد بن الوليد، ولغنائه بأرض الروم وبأسه، فعزله معاوية ونصب مكانه سفيان بن عوف قائدًا على الصائفة
(2)
. وقد كان أحد الذين وزع عليهم والده خالد بن الوليد قيادة الكراديس في معركة اليرموك وعمره إذ ذاك ثمانية عشر عامًا
(3)
.
وكان له دور كبير في القبض على المنشقين على عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفي توبتهم وإعلان الطاعة حيث حبسهم ووبخهم وتوعدهم، وقيل بأنه لو كان كل المسلمين كعبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد في حزمه قبل أن تستفحل الفتنة ويفلت الزمام من أيدي العقلاء لما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه
(4)
.
كان كعب بن جعيل مداحًا لعبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد، وقيل بأن معاوية بن أبي سفيان قال لكعب بن جعيل بعد موت عبد الرَّحمن:(ليس للشاعر عهد! كان عبد الرَّحمن لك صديقًا، فلما مات نسيته!) فقال كعب: ما فعلت، ولقد قلت فيه بعد موته:
(1)
الثقات لابن حبان ج 5 ص 79، الجرح والتعديل للرازي ج 2/ 2 ص 229، كشف الأستار ص 63، كتاب الطبقات للعصفري ص 245، مشاهير علماء الأمصار للبستي ص 52، العقد الثمين ج 5 ص 348، نسب قريش للزبيري ص 324، 325، الطبقات للنيسابوري ج 1 ص 369، ج 2 ص 1201، تاريخ الصحابة ص 167، تلقيح فهوم أهل الأثر ص 147، الجوهرة في نسب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه العشرة ج 1 ص 76.
(2)
موجز سيرة خالد بن الوليد ص 107، شخصيات كتاب الأغاني ص 195، تاريخ الأمم والملوك ج 5 ص 227، جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 147، العبر في خبر من غبر ج 1 ص 38، التبيين في نسب القرشيين ص 309، تاريخ حيدر الشهابي ص 54، تاريخ خليفة بن خياط ص 180، 195، 207.
(3)
عبقرية خالد بن الوليد ص 52.
(4)
العواصم من القواصم ص 58 - 59، 118 - 119 - 121، 122، 166 دور الحجاز في الحياة السياسية العامة في القرنين الأول والثاني للهجرة ص 307 ط الثانية سنة 1977 م.
ألا تبكي وما ظلمت قريش
…
بأعوال البكاء على فتاها
فلو سئلت دمشق وبعلبك
…
وحمص من أباح لها حماها
فسيف الله أدخلها المنايا
…
وهدم حصنها وحوى قراها
وأنزلها معاوية بن حرب
…
وكانت أرضه أرضًا سواها
(1)
وقال فيه أيضًا:
إنني والذي أجار بفضل
…
يوسف الجب من بني يعقوب
والمصلين يوم خضب الهدايا
…
بدم من نحورهن صبيب
لأصيين كاشحيك من النا
…
س بوسم على الأنوف علوب
(2)
واجد في كل يوم ثواء
…
يونق الأذن من محليً قشيب
كيف أنسى أيام جئتك فردًا
…
مضمرًا سُبل راهب مرعوب
أخرق الجند والمدائن حتى
…
صِرْتُ في منزل القريب الحبيب
عند عبد الرَّحمن ذي الحسب العـ
…
دِّ
(3)
ومأوى الطريد المحروب
(4)
وقال فيه أيضًا:
أبوك الذي قاد الجيوش مغربًا
…
إلى الروم لما أعطت المخرج فارس
وكم من فتى نبهته بعد هجعةٍ
…
بقرع اللجام وهو أكتع ناعس
(1)
نسب قريش ص 325، تحفة الألباب شرح الأنساب ج 2 ص 202 - 203، التبيين في نسب القرشيين ص 310، الإصابة ج 3 ص 69.
(2)
علوب: مفعول من العلب، وهو أثر الضرب والوسم ونحوه.
(3)
الحسب العد بكسر العين: القديم. قال الحطيئة:
أتت آل شماس لأي وإنما
…
أتتهم بها الأحلام والحسب العد.
والمحروب: المسلوب ماله.
(4)
نسب قريش ص 325، العقد الثمين ج 5 ص 350، 351.
وما يستوي الصفان صف لخالد
…
وصف عليه من دمشق البرانس
ولم يبق تحت الحزم إلَّا أجنة
…
ولا من هواديهن إلَّا الكرادس
(1)
وقال فيه أيضًا:
إني ورب النصارى في كنائسها
…
والمسلمين إذا ما أجمعوا الجمعا
والقائم الليل بالإنجيل يدرسه
…
لله تسفح عيناه إذا ركعا
ومهرقٍ لدماء البدن عند منىً
…
لأَشكُرَنْ لابن سيف الله ما صنعا
لما تهبطت من غبراء مظلمة
…
سهلت منها بإذن الله مُطَّلَعا
فقد نزلت إليه مفردًا وَحدًا
…
كغرض النبل يرميني العداة مَعَا
(2)
أفضلت فضلًا عظيمًا لست ناسيه
…
كان له كل فضل بعده تبعًا
فرع أجاد هشام والوليد به
…
بمثل ذلك ضر الله أو نفعا
من مستسرِي قريش عند نسبتها
…
كالهبزري إذا واريته متَعًا
(3)
جفانه كحياض البيد مترعة
…
إذا رآها اليماني رق واختضعا
لأجزينكم سعيًا بسعيكُمْ
…
وهل يكلف ساع فوق ما وسعا
(4)
توفي المترجم له رحمه الله في سنة 46 هـ، وقيل سنة 49 هـ
(5)
. وقيل بأنه توفي بعد هذا التاريخ، ومبنى هذا القول ما جاء من أن معاوية رضي الله عنه عدّ حملة ثانية
(1)
الحزم: جمع حزام، وسكن الزاي للشعر. والكرادس: جمع كردوس، وهي الفقرة من فقر الكاهل، وكل عظم تام ضخم.
نسب قريش ص 326، تحفة الألباب شرح الأنساب ج 2 ص 302، العقد الثمين ج 5 ص 350.
(2)
الغرض: الهدف الذي ينصب فيرمي فيه.
(3)
الهبزري: الدينار الجديد. متع: من قولهم متع النهار والسراب؛ إذا ارتفع.
(4)
نسب قريش ص 326.
(5)
العبر في خبر من غبر ج 1 ص 38، تاريخ الصحابة ص 167.
تستهدف الاستيلاء على عاصمة البيزنطيين بقيادة عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد سنة 53 هـ - 673 م يؤازرها اسطول بحري، وذلك عندما أرادت الإمبراطورية البيزنطية إعادة تنظيمها، وتدعيم البنود أو الأقاليم البحرية.
وهذه الحملة بدأت حرب السنوات السبع التي ظلت حتى سنة 60 هـ إلَّا أن معاوية رضي الله عنه دخل في مفاوضات مع الدولة البيزنطية لشعوره بدنو أجله وحنكته ومعرفته بأن الخلافة والمحافظة عليها في آل بيته تحتم عليه وضع القوات تحت تصرف ابنه يزيد الذي شارك في الحملات على القسطنطينية وحاصرها حتى يتمكن - بالمفاوضات - من مواجهة المصاعب
(1)
.
والراجح أن وفاته كانت في سنة 46 هـ.
قال موفق الدين أبي محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي في (التبيين في أنساب القرشيين)
(2)
: (وكان لخالد من الولد ابنان: عبد الرَّحمن والمهاجر، كانا غلامين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عبد الرَّحمن مع معاوية، والمهاجر مع علي، ويقال: إن المهاجر قُتل يوم صفين، وترك ابنًا له اسمه خالد، وكان عبد الرَّحمن من فرسان قريش وجلتهم وفضلائهم، له هدي حسن، وفضل وكرم، فلما أراد معاوية رضي الله عنه البيعة ليزيد خطب النّاس فقال: لقد كبر سني؛ وقرب أجلي؛ وأردت أن أعقد لرجل يكون نظامًا لكم؛ فاختاروا لأنفسكم، فإنما أنا رجل منكم، فاجتمعوا وقالوا: رضينا عبد الرَّحمن بن خالد، فشق على معاوية، ثم إن عبد الرَّحمن مرض فسقاه طبيب يهودي يقال له ابن أثال شربة قتله بها، فعيَّر عروة بن الزبير خالد بن المهاجر بترك الطلب لثأره، فخرج خالد ونافع مولاه من المدينة حتى أتيا دمشق، فرصدا الطبيب ليلًا عند مسجد دمشق، وكان يَسِمُ
(3)
عند معاوية، فلما انتهى إليهما ومعه قوم
(1)
انظر: تاريخ الأمم والملوك ج 6 ص 147، تاريخ بلاد الشام ص 364، 398.
(2)
التبيين في أنساب القرشيين ص 309 - 310.، انظر: المغازي الأولى ص 12، موجز سيرة خالد ص 107.
(3)
يسم: أي يسهر ليلًا.
من حشم معاوية حملا عليهم، فانفرجوا عنه، وضرب خالد اليهودي فقتله، ثم انصرف إلى المدينة وقال:
قضى لابن سيف الله بالحق سيفه
…
وعدى من حمل الدخول رواحله
فإن كان حقًّا فهو حق أصابه
…
وإن كان ظنا فهو بالظن فاعله
سل ابن أثال هل ثأرت ابن خالد
…
وهذا ابن جرموز فهل أنت قاتله
يريد أن بني الزبير لَمْ ينتصر واحد منهم لأبيه فيقتل ابن جرموز الذي قتل الزبير بن العوام رضي الله عنه.
وذكر عدد من المؤرخين أن ابن أثال النصراني دس إلى عبد الرَّحمن بن خالد شربة مسمومة مع بعض مماليكهـ فشربها فمات بحمص
…
وعندما قدم خالد بن عبد الرَّحمن ابن خالد بن الوليد المدينة جلس يومًا إلى عروة بن الزبير، فسلم عليه، فقال له عروة: من أنت؟ قال: أنا خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد، فقال له عروة: ما فعل ابن أثال؛ فقام خالد من عنده، وشخص متوجهًا للشام ثم رصد لابن أثال وضربه بالسيف فقتله، فرفع إلى معاوية، فحبسه أيامًا وأغرمه ديته، ولم يقتده منه. ورجع خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد إلى المدينة ثم أتي إلى عروة فسلم عليه، فقال له عروة: ما فعل ابن أثال؟ فقال له خالد: قد كفيتك ابن أثال، ولكن ما فعل ابن جرموز؟ - وكان ابن جرموز قد قتل الزبير والد عروة - فسكت عروة. وقال خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد حين ضرب ابن أثال:
أنا ابن سيف الله فاعرفوني
…
لَمْ يبق إلَّا حسبي وديني
وصارم أصابه يميني
(1)
وقيل: بأن الذي عيَّر خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد هو ابن المنذر بن
(1)
تاريخ الأمم والملوك ج 5 ص 227 - 228، زيدة الحلب من تاريخ حلب ج 1 ص 42 - 43.
الزبير بن العوام، حيث قال له: تتكلم وابن أثال بحمص يأمر وينهي؟، فلما قتل خالدُ بن عبد الرَّحمن ابنَ أثال قال: أما أنا فقد قتلت ابن أثال، وهذا ابن جرموز التميمي قاتل الزبير آمن السرب
(1)
.
قلت: يمكن التوفيق بين قول من قال بأن الذي قتل ابن أثال: خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد، وبين قول من قال بأن الذي قتله هو خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد بأنه يمكن أنه قد اشترك الاثنان في قتله، وقال كل واحد منهما أبيات الشعر التي تفيد بقتله له، وأن اشتراكهما في اسم (خالد) وقول كل واحد منهما أبيات شعر تفيد بقتله ابن أثال جعل بعض المؤرخين يقول بأن القاتل: خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد، وجعل البعض الآخر يقول بأن القاتل هو: خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد. والله أعلم.
67 -
عبد الرَّحمن بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن خالد جمال الدين، ابن القيسراني - حفيد حفيد: خالد بن محمد بن نصر بن صغير ابن القيسراني.
ونسب المترجم له كاملًا هو: عبد الرَّحمن بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن خالد ابن محمد بن نصر بن صغير بن داغر بن نصر بن داغر بن محمد بن خالد بن نصر بن داغر بن عبد الرَّحمن بن المهاجر بن خالد بن الوليد الخالدي المخزومي القرشي.
ولد سنة نيف وخمسين وستمائة هجرية بحلب، ونقل إلى القاهرة فنشأ بها، وتعاني الجندية، وكان سمع من أبي طالب شرف الدين بن العجمي بحلب، وبمصر من الرضي بن البرهان، وحدث مع تعسره في الرواية.
كتب عنه البرزالي في معجمه، وقال: مات في شعبان سنة 720 هـ
(2)
.
(1)
انظر: تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 223.
(2)
الدرر الكامنة ج 2 ص 441، انظر: ترجمة كل من والده عبد الله بحرف العين من هذا المبحث. وترجمة جده محمد بحرف الميم، وترجمة جده الأعلى خالد بن محمد بن نصر ابن صغير بحرف الخاء، وترجمة جده الأعلى محمد بن نصر بن صغير بحرف الميم.
68 -
عبد الرَّحمن بن محمد بن ذهلان، من السحوب (السحبان) من بني خالد، أخو الشيخ عبد الله بن محمد بن ذهلان، يتصل نسبه بالصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه.
والسحوب فرع من بني خالد جرت تسميتهم السحوب (السحبان) لأنه ينتهي نسبهم إلى جدهم المُلقَّب بالسحاب لجوده.
وقد سبقت الإشارة إلى هذا في ترجمة الشيخ: أحمد بن ذهلان بن عبد الله بن محمد بن ذهلان في حرف الألف من هذا المبحث.
والسحاب المذكور هو خالد
(1)
بن سليمان بن محمد بن جعفر بن سعيد بن حسان ابن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد.
والمترجم له عالم، فقيه، مات هو وأخوه عبد الله في طاعون في يوم واحد في 9 من ذي الحجة سنة 1099 هـ
(2)
.
69 -
عبد الرَّحمن أمين الدين بن شمس الدين أبي عبد الله محمد بن جمال الدين عبد الله ابن سعد بن أبي بكر بن مصلح الديري الخالدي.
ونسبه كاملًا هو: عبد الرَّحمن أمين الدين بن شمس الدين أبي عبد الله محمد بن جمال الدين عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن مصلح بن أبي بكر بن سعد الدين القاضي ابن علي بن جعفر بن مصلح بن غانم بن أوفى بن سليمان بن جعفر بن محمد بن خالد ابن الوليد رضي الله عنه.
(1)
تكرار تسلسل نسب "خالد" هذا أو غيره دفع إليه وجود المقتضي وانتفاء المانع إذ تحصل به إفادة القارئ، وربط أجداد العوائل بآبائها الأوائل، ومعرفة الأحفاد للأجداد.
(2)
انظر: منهاج الطلب عن مشاهير قبائل العرب للقاضي ص 56، ط الأولى 1406 هـ. 1986 م، ترجمة أخيه عبد الله بحرف العين من هذا المبحث، ترجمة حفيد أخيه أحمد بن ذهلان بن عبد الله بن ذهلان السابقة بحرف الألف من هذا المبحث، صحاح الأخبار ص 6.
ولد قبل سنة 820 هـ وبحث في العلوم على أخيه سعد الدين والشيخ عبد السلام البغدادي، وغيرهما. وشارك في الفنون. ونظم ونثر وعرف بين الأدباء، وباشر القضاء عن أخيه سعد الدين الديري بالديار المصرية.
توفي رحمه الله في رابع ذي الحجة سنة 856 هـ
(1)
.
70 -
عبد الرَّحمن بن يوسف بن محمد علي بن عبد الرَّحمن بن عبد الله بن ملّا حسين الخالدي المخزومي، ينتهي نسبه إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه، وقد اشتهر بالخالدي.
الإمام القدوم، المتفنن بأنواع من فنون العلم، المتبحر في العلوم الشرعية، العلَّامة الجامع الصفات العلم النافع، والورع، والتقوى والإخلاص لرب العالمين، المعروف ب (سلطان العلماء)، وقد نال هذا اللقب عن جدارة واستحقاق.
قيل بأنه لا يوجد عالم في ديار أهل السنة من فارس إلَّا وهو تلميذه إما بواسطة وإما بلا واسطة.
أسس المترجم له المدرسة الرحمانية في (بستك) سنة 1310 هـ وتخرج منها علماء فحول في جميع العلوم، ثم نقل تلك المدرسة إلى (لنجة) سنة 1333 هـ وتخرج فيها مئات من أكابر العلماء.
ولد المترجم له في منطقة بستك عام 1293 هـ. ونهل العلم منذ أول صباه في قرية من قراها تسمى: (كوهج) هي مهد العلم والتعليم في تلك الديار، ثم رحل رحلة علمية تذكر برحلات السلف الصالح، فذهب إلى الهند، وكشمير، ومكة، والمدينة، والإحساء، ثم قصد مصر وارتوى مدة من علوم الأزهر حتى تضلع ورجع عالمًا جليلًا فعُيِّن مدرسًا
(1)
التعليقات السنية بهامش الفوائد البهية في تراجم الحنفية ص 79، نظم العقبان في أعيان الأعيان للسيوطي ص 126 ط المطبعة السورية الأمريكية في نيويورك - لصاحبها سلوم مكرزل، انظر: ترجمة أخويه: إبراهيم ومصادرها في حرف الألف من هذا المبحث، وسعد الدين ومصادرها بحرف السين من هذا المبحث.
في مدرسة بستك الشرعية، ونشر العلم على أحسن وجه، وفي عام 1326 هـ هوجمت (بستك) من قبل متعصبة المعجم، فهاجر إلى (لنجة) واتخذها مسكنًا له. وبنى مسجدًا قرب منزلة، وسهر على تعليم النّاس حسبة لوجه الله تعالى، ووعظ وأرشد، حتى انتفع به خلق كثير، وألَّف عدة كتب في العلوم الشرعية، واستمر على هذا الدأب حتى توفي بلنجة في الرابع من شهر محرم سنة 1360 هـ بعد أن قضى عمره في خدمة الإسلام والمسلمين. تغمده الله برحمته
(1)
.
71 -
عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الفتح بن جلال الدين الخالدي الكشي السمرقندي المشهور بملَّا شاه، ينتسب إلى سيف الله خالد بن الوليد المخزومي.
قدم حلب في سنة 945 هـ متوجهًا إلى مكة هو ووالده محمد - صاحب الترجمة بحرف الميم من هذا المبحث.
كان جده جلال الدين شيخًا يقتدى به، وتيمور من جملة خدمه قبل السلطنة.
مات والده محمد بنفس سنة 945 هـ وكتب على ضريحه رضي الدين محمد بن يوسف الحلبي بيتين هما:
مات الإمام الخالدي فساءنا
…
يوم النوى والحزن عاد مخلدا
وأصيب في العام الذي تاريخه
…
قد طاب مثواه الرحيب ووطد
(2)
72 -
عبد الرزَّاق بن حسان بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد المخزومي.
كان فقيها ورئيسًا محتشمًا، نشأ في حجر الرئاسة وتربى في الحشمة والثروة، تفقه
(1)
تاريخ لنجة لكاملة بنت عبد الله بن علي القاسمي ج 1 ص 283، 284، 330، 490، تاريخ لنجة لحسين بن علي الوحيدي العباسي ص 47.
(2)
انظر: در الحب في تاريخ أعيان حلب ج 2 ص 194، 190، 196، ترجمة والده محمد سابقة الإشارة في هذا المبحث.
على القاضي أبي علي الحسين بن محمد المروزي، وتخرج به، وعلق عنه المذهب، سمع بلده أباه وأستاذه، وأبا سهل الرحموني، بسرخس أبا منصور محمد بن عبد الملك المظفري، وبنيسابور أبا بكر أحمد بن الحسين البيهقي، وببسطام أبا الفضل محمد بن علي بن أحمد السهلكي، وبهمدان أبا طاهر أحمد بن عبد الرَّحمن الصائغ، وبغداد أبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور البزاز، وبالكوفة أبا الفرج محمد بن أحمد بن علان الشاهد، وبمكة أبا علي الحسن بن عبد الرَّحمن الشافعي، وجماعة كثيرة من هذه الطبقة.
سمع منه محمد بن منصور التميمي السمعاني الكثير، وروى لعبد الكريم بن محمد السمعاني عنه أبو شحمة السنجي بمرو، وعبد الرَّحمن التيمي بمرو الروذ، وأبو الفضل بن السراف ببنج ديه، وأبو الفتوح السره مرد بسرخس، وإسماعيل العصائدي بنيسابور، وأبو الفتوح الجنزي ببلخ، وعمر بن علي البجيري بنوقان، وأبو بكر بن الفضل المهرجاني باسفراين، والفضل بن يحيى القاضي بهراة، وجماعة كثيرة غير من ذكروا. وكان إمامًا بجامع والده بنيسابور، ودرس به، وحدث وأملي، وصار رئيس نيسابور.
كانت ولادته سنة 412 هـ وتوفي في ذي القعدة سنة 491 هـ بمرو الروذ
(1)
.
73 -
عبد العزيز بن أحمد بن ذهلان بن عبد الله بن محمد بن ذهلان: والده الشيخ الفاضل، العالم، الفقيه: أحمد بن ذهلان صاحب الترجمة السابقة بحرف الألف، يتصل نسبه بالصحابي الجليل: خالد بن الوليد رضي الله عنه وكان مفتيًا وقاضيًا للرياض
(2)
.
(1)
الأنساب للسمعاني ج 5 ص 400 - 401 ط الأولى سنة 1408 هـ - 1988 م نشر: دار الجنان، طبقات الشافعية للأسنوي ج ص 4، 414، انظر: كنز الأنساب ص 386.
(2)
انظر: المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل وتخريجات الأصحاب للدكتور: بكر أبو زيد ج 1 ص 551، 552، ترجمة: أحمد بن ذهلان السابقة.
وجده: عبد الله بن محمد بن ذهلان من السحوب (السحبان) من بني خالد
(1)
له ترجمة بحرف العين.
والسحبان من بني خالد ينسبون إلى جدهم المُلقَّب بالسحاب لجوده و (السحاب) هذا هو: خالد بن سليمان بن محمد بن جعفر بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد ابن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد
(2)
.
74 -
عبد العزيز بن سليمان بن خالد بن الوليد رضي الله عنه تنحدر منه أسرة عزيزان (العزيزية) التي بكردستان.
وحكومة عزيزان الكردية التي تأسست في جزيرة ابن عمر بعد انقراض الحكومة الزنكية نسبة إلى عبد العزيز بن سليمان بن خالد بن الوليد رضي الله عنه كما ورد في (شرفنامه).
وقد استمرت هذه الحكومة في الجزيرة لغاية ظهور الحكومة البايندرية التي قضت عليها مؤقتًا؛ إذ ظهرت مُرّة أخرى بعد ذلك واستمرت بالجزيرة لحين خضوع كردستان للدولة العثمانية، ودخلت في عداد الإمارات الوطنية الكردية التي شملتها الحماية العثمانية.
ومن هذه الأسرة الحاكمة بالجزيرة بدرخان باشا آخر الأمراء بها، ورأس الأسرة البدرخانية
(3)
.
74 -
عبد العزيز بن صالح العلجي: هو الشيخ عبد العزيز بن صالح بن عبد العزيز
(1)
عنوان المجد في تاريخ نجد ج 1 ص 97.
(2)
صحاح الأخبار ص 6.
(3)
خلاصة تاريخ الكرد وكردستان من أقدم العصور التاريخية حتى الآن لمحمد أمين زكي ج 1 ص 146 ط الثانية سنة 1961 م الذي ألف سنة 1931 م بالكردية وترجم للعربية سنة 1936 م وطبع الطبعة الأولى بمصر سنة 1939 م.
العلجي، وأصل نسبه من قريش، ونسبته لقريش من نسبة بني خالد المخزوميين لخالد بن الوليد المخزومي القرشي؛ لأنَّ العلجان من بني خالد (خالد الحجاز)
(1)
.
ولد بمدينة الإحساء، ولا يعرف تاريخ مولده تدقيقًا، وإنما يقول الثقات من تلاميذه إنه بين سنتي 85 - 1290 هـ.
وحفظ القرآن الكريم، وتعلم الكتابة والقراءة، ومبادئ العربية والفقه، وأراد أن يخوض غمرات الحياة، فاشتغل في التجارة بين الكويت والإحساء، وكان أول أمره يتجر برأس مال بسيط، أعطاه له بعض النّاس، على أن يعمل فيه بنصف الربح، ثم اتصل برجل فاضل يقال له الشيخ أحمد بن دلوك، فأعطاه مالًا ليعمل فيه والربح كله له، ولكن يبدوأن جده في التجارة كان عاثرًا، فلم يكن موفقًا.
وفي تلك الظروف العصيبة، رأى في منامه أنه على سيف البحر في دبي في وقت الجزر، وهو يلتمس نطاقًا على الساحل ليتوضأ، وقد كرب لضيق الوقت، ثم رأى كأنه في داره على البئر، وأمامه جاره واسمه: ابن خير الله أو ابن عطاء الله، فأول هذا في نفسه على أنَّ البئر هو كنز العلم، وأن ابن خير الله أو ابن عطاء الله، إنما هو عطاء من الله وخير، وتواترت عليه بعد ذلك المؤثرات من رؤي وخواطر؛ فاتجه إلى العلم بنفس مشوقة، وهمة فتية.
وقد تتلمذ على عدد من علماء الإحساء، أذكر منهم:
الشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف آل مبارك، المتوفى سنة 1351 هـ، وقرأ عليه فقه المالكية.
الشيخ علي بن عبد الرَّحمن بن عبد اللطيف آل مبارك، المتوفى سنة 1362 هـ.
(1)
انظر: سبائك الذهب ص 194، مجلة العرب ص من الجزء الثامن الصادر في صفر عام 1391 هـ شعراء هِجْر من القرن الثاني عشر إلى القرن الرابع عشر ص 383.
الشيخ عيسى بن عكاس، المتوفى سنة 1338، أو سنة 1339 هـ.
الشيخ عبد العزيز بن حمد آل مبارك، المتوفى سنة 1359 هـ.
أحمد عزة العمري.
الشيخ البشاري، وكان قاضيًا بالإحساء.
وبعد أن تفرغ للدراسة والطلب، رأى مسجدًا ليس عليه وقف اسمه مسجد آل بداح، وهو في الحزم بالرفعة، فأقام الصلاة فيه، وسعى له في بعض أوقاف، كان هو السبب في شرائها، وتعمير المسجد من خيراتها، واتخذه له مأوى طيلة النهار من الظهر إلى المغرب.
ويحكى عنه أنه كان يجيد حفظ القرآن، ومتن الخليل في فقه المالكية.
وقد تزوج زوجتين، وأنجب ولدًا وثلاث بنات، وسكن في أول عمره بالرفعة، وعندما نزلت أسرة آل مبارك الصالحية بعد تخطيطها كان في بعض أسفاره، فلما رجع التمس منزلا بجوال آل مبارك، وبالأخص شيخه الشيخ إبراهيم السالف الذكر، فلم يجده فكتب لشيخه:
هنيئًا لأرض الصالحية كلما
…
سمت منزلا بالفضل فازت بأرفعا
فبينا نجوم التم منها طوالع
…
تبوأها بدر المكارم مطلعا
فلا فضل إلا حلها حين حلها
…
فقل لمعاديها عثرت فلالعا
فيا سيدي إن فات حظي موضع
…
بقربك فاجعل لي بقلبك موضعا
فإني أنا الرق الذي إن بلوته
…
تجد شاهدًا منه على صدق ما ادعى
فلما وصلته هذه الأبيات، أمر بعض أبناء أخيه بالتحول عن منزلهم الذي بجواره، إيثارًا للشيخ العلجي وتكرمة له، وسكن بها إلى أن توفي.
ويحدثنا علماء الإحساء عنه فيقولون: كأن الشيخ العلجي صادق اللهجة، على قدم من التقوى والصدق، عظيم المراقبة، شديد المغيرة، صداعًا بالحق، لا تأخذه في الله لومة لائم.
وكان لا يأتي الأمراء ولا يدخل عليهم، وإنما يبعث لهم بالنصائح نظمًا ونثرًا، وقد يدخل على بعض الأمراء لمهم ديني، أو مصلحة عامة. وللشيخ مع السيد طالب مواقف، سنتحدث عنها في مكانها في شعره.
وكان الشيخ متجردًا عن الدنيا، مشتغلًا بالعلم والعمل، يصوم يومًا ويفطر يومًا من صغره، وكان يختم القرآن في قيامه بالليل كل جمعة، بينما كانت تشغله مجالس التدريس بالنهار في مسجده، وكان إذا ذهب لصلاة الفجر لا يرجع إلا بعد نصف النهار تقريبًا شتاءً وصيفًا، ويذهب لصلاة الظهر فلا يرجع إلا بعد المغرب في يوم فطره، وقبل المغرب للإفطار في يوم صومه، وكان يشغل ما بين الظهر والعصر بمراجعة محفوظاته، وبعد العصر إلى المغرب بالتعليم.
ولعل سائل يسأل: كيف يتسنى لمثل هذا الرجل المنصرف عن الدنيا، المكب على التعليم والعبادة، أن يجد من وسائل الحياة ما يعينه على أمره، والحقيقة أنه كان يعيش على صلات تأتيه من بعض أهل الفضل من دبي والكويت، وقد رأى هؤلاء أن العلم يستحق أن يكرم، وأن الفضل يجب أن يعترف به، فلم يبخلوا بما يكفل هذا السبيل.
وقد تتلمذ على الشيخ من آل مبارك:
الشيخ عبد العزيز بن عبد اللطيف.
الشيخ عبد الله بن عبد العزيز.
الشيخ محمد بن إبراهيم.
الشيخ مبارك ابن الشيخ عبد اللطيف.
الشيخ عبد الله بن الشيخ عبد اللطيف بن عبد الله.
الشيخ عبد الرحمن بن علي.
الشيخ محمد بن أحمد.
الشيخ عبد اللطيف بن عبد العزيز.
الشيخ أحمد ابن الشيخ عبد العزيز.
الشيخ يوسف الراشد.
ومن غير آل مبارك:
الشيخ محمد بن أبي بكر، وأخوه أحمد وعبد الرحمن الملَّا.
الشيخ محمد بن أحمد آل عبد اللطيف، قاضي المستعجلة بالإحساء.
الشيخ عبد اللطيف بن أحمد آل عبد اللطيف، قاضي الجبيل سابقًا.
الشيخ عبد الله الخطيب الجعفري.
وكثير من أهل الكوت؛ منهم:
الشيخ إبراهيم بن أحمد الجغيمان.
ومن الكويت:
القاضي الشيخ عطية.
الشيخ عبد الرحمن بن حسن، نزيل الإحساء سابقًا:
الشيخ عبد الله بن إبراهيم الأنصاري، وهو الآن بقطر (سنة 1379 هـ).
واشتغل الشيخ بالتأليف، ومؤلفاته هي:
- نظم كبير في الفقه (فقه الإمام مالك) جعله كالمقدمة للعاصمية المعروفة (بتحفة الحكام فيما يجري بن أيديهم من الأقضية والأحكام) لأبي بكر محمد بن محمد بن عاصم الأندلسي الغرناطي، وهذا النظم في العبادات فقط؛ لأن صاحب التحفة جعلها في أحكام القضاء والمعاملات، فأراد الشيخ العلجي أن يكون هذا النظم مقدمة لها، وقد جمع في هذا النظم زيدة ما في متن الخليل ومعتمد شروحه وحواشيه، مما عليه المعول في الفتوى، ويقع هذا النظم في أربعة آلاف بيت أو يزيد، وقد أتم تأليفه سنة 1350 هـ، وأول هذا النظم قوله:
تعريف أهل العلم للطهارة
…
قد عرفت بالصفة الحكمية
- نظم متن عزية الزنجاني في الصرف، سماه (مباسم الغواني في تقريب عزية الزنجاني)، وهو يحتوي على 450 بيتًا، وقد قلد جيدها بالغزل فجاءت لطيفة في بابها، وأولها قوله:
الحمد لله الحكيم المانح
…
مصرف السحاب واللواقح
صرفها بأحسن المقاصد
…
من أجل أن يمن بالفوائد
والناس بين شاكر وجاحد
…
وكلهم مفتقر للواحد
ثم الصلاة مع سلام دائم
…
لسيد تمت به المكارم
أبدي معان بجوامع الكلم
…
مختلفات وحلاها منتظم
رسوله إلى جميع الناس
…
وآله أهل الندى والباس
وصحبة ساداتنا الأبرار
…
هم المهاجرون والأنصار
وبعد لما كانت العزية
…
مفردة في فنها سنية
فهي إلى التصريف نعم الموصلة
…
مدنية لبعده مسهلة
وكانت الإخوان بالإحساء
…
بشأن حفظها ذوي اعتناء
نظمتها لأن حفظ الشعر
…
يفوق في الغالب حفظ النثر
ومن أبياتها الغزلية قوبه:
وافعلَّ كاحمرَّ احمرارًا خدها
…
من خجل حتى تبدي عقدها
وقال في الخاتمة:
هذي الذي وعدت أني أنظمه
…
في فن صرت واللبيب يغنمه
تم بعون ربنا اللطيف
…
على لسان عبده الضعيف
مَن مِن ذنوبه إليه يلتجي
…
عبد العزيز القرشي العلجي
سميته (مباسم الغواني)
…
مقربًا عزية الزنجاني
عن أربع من المئات ينجلي
…
وعشرة وأربعين كمل
ثم صلاة الله مع سلامه
…
ما لاح ضوء البرق في غمامه
على نبي للنبيين ختم
…
محمد سيد عرب وعجم
منور الكون بأنوار الهدى
…
وصاحب المقام في يوم الندا
وآله الكرام مع أصحابه
…
من مدحهم نتلوه في كتابه
وجاء في التوراة والإنجيل
…
تبجيلهم عن ربنا الجليل
وإذا تركنا الناحية العلمية، وأردنا أن نخوض في حياة الشيخ الشعرية، فسنلاحظ أن إنتاج الشاعر ينتج من جوه الذي عاش فيه، وبيئته التي تربى في أكنافها، وما كان للشيخ وهو العالم العابد المرشد الناصح، أن يسلك غير هذا السبيل في شعره، فقصائده التي مدح بها الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله، والأمير عبد الله بن جلوي، والشيخ عيسى بن علي آل خليفة، والسيد طالب، هذه القصائد كلها تدور حول المصلحة العامة،
فيها فخر بالنصر واعتراف بجهد المجاهدين، وعمل العاملين، وفيها استعطاف وتوجيه، استعطاف للمحتاجين، وتوجيه للحكام إلى مواطن الشر حتى يُستأصل.
وقصائده التي قالها يعظ قومه ويذكرهم، تنضح عن نفس طيبة خيرة، ويبدو أن الشيخ كان يقف موقف المدافع دائمًا؛ ولذلك فقد كان قاسيا في وصف العلوم التي وفدت على العالم الإسلامي من أوروبا، وقد كان لسوء العرض، وما عرف عن أوربا من خلاعة ومجون، أثر كبير في أن لا يطلع علماء المسلمين في ذلك الوقت على الحقائق اطلاعًا واسع الأطراف، يمكنهم من الحكم الواعي السليم.
ولم نعثر في الرثاء إلا على قصيدة واحدة، رثى بها الشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف آل مبارك.
وتوفي رحمه الله سنة 1361 هـ أو 1362 هـ.
قال الشيخ عبد العزيز العلجي، في دخول الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله مكة:
ليهن بني الإسلام فجر من الهدى
…
محا نوره ليل المكاره مذ بدا
ويهنيهم حفظ الثغور وطيبة
…
وأم القرى لا عانقتها يد الردى
(1)
بعزم إمام ثبت الله أمره
…
وأورثه حلمًا ورأيًا مسددا
وقلده المولى رعاية خلقه
…
فأعطاه علمًا كافيًا ما تقلدا
فكانت ملوك الأرض شاهدة له
…
بأن كان في فن السياسة أوحدا
إذا راعت الأعداء هيبة جنده
…
علاهم برأي كان أمضى وأجودا
(2)
يكاد لحسن الرأي يدرك يومه
…
بظن صدوق منتهى أمره غدا
(1)
طيبة: المدينة، أم القرى: مكة المكرمة.
(2)
راعه يروعه: أخافه.
حكيم بأطراف الأمور إذا التوت
…
يفك بحلم ما التوى وتعقدا
فأعداهم طاشت وحارت عقولهم
…
فكل جهات منه تهدي لها الردى
على أنه أحلى الملوك لطافة
…
وأحسنهم بشرًا وأجزلهم ندى
وأوصلهم رحمًا وأشرفهم سنا
…
وأوسعهم عفوًا وأقدرهم يدا
وأعظمهم عند الحفاظ حفيظة
…
وأكثرهم عند الإله تعبدا
وأنصرهم للشرع من غير مرية
…
وأقومهم سيرًا على سنن الهدى
وأعلاهم هما وقدرا وهيبة
…
وأقواهم دفعًا لقارعة العدا
مآثر عن آبائه الصيد نالها
…
وقد زاده الرحمن فضلًا وسؤددا
(1)
به حرس الله الجزيرة فاغتذت
…
أعز على الأعداء نيلًا وأبعدا
وكانت يد الإفرنج مدت لأهلها
…
من البغي كيدًا يشبه الليل أسودا
فأشرق كالبدر المنير بأفقه
…
فأصبح ليل البغي عنها مشردا
فقل لبني الإسلام يهنيكم به
…
مساعي إمام أثبتت فوقكم يدا
فأدوا له شكرًا وقوموا بنصره
…
بكل سبيل وارتضوه المقلدا
وقولوا له أنت المسَوَّد والذي
…
يكون له التقديم وصفًا مخلدا
وقولوا لعباد الصليب تقهقروا
…
وكفوا عن الإسلام كفا مؤبدا
فذي أمة رب البرية لم يزل
…
يقيم لها منها إمامًا مجددا
وليست خرافات التمدن بينكم
…
خدعتم بها الحمقى غبيا وأنكدا
(2)
(1)
الصيد: جمع أصيد، والأصيد: الأسد.
(2)
الأنكد: العسر القليل الخير.
ولكنها آيات حق بأمرها
…
نعيد عليكم بأس قتل مجددا
بأيدي كرام مخلصين لربهم
…
يبيعون دنياهم بأعلا وأبعدا
وأنتم علمتم ما لكم في مثالنا
…
مصابرة إذ يجعل الشرع مقصدا
وأنهي سلامًا للإمام مبتلا
…
ألذ من الشهد الصريح وأجودا
(1)
نهنيك شكرًا بل نهني نفوسنا
…
بحفظ بلاد الله مستنزل الهدى
وعالجتها عن حكمة وسياسة
…
فنحيت عنها داءها المتجسدا
فلا زلت تهدي كل يوم مؤثرا
…
ودولتك العظمى تزيد على المدى
فيا أيها الشهم الكريم تعطفًا
…
على أهل بيت الله شكرًا لمن هدى
كذلك سكان المدينة إنهم
…
لهم حرم يرعاه كل من اهتدى
تعهد بإحسان فقيرًا وعالمًا
…
فأكرم جدب الناس ما كان من ندى
وإنا لكم داعون بالغيب خفية
…
محبة دين لا لنحظى ونحسدا
ونهوى بأن الأرض تعطيك حكمها
…
وبجمع شمل المسلمين كما بدا
وإنك ذو عطف عليهم ورأفة
…
تربيهم بالبأس والعطف والندى
وتهجر غمض النوم والناس نوم
…
لتدفع عنهم وارد الخوف والردى
وتأبى لذيذًا من طعام ومشرب
…
لتضرب بالغارات في أوجه العدا
حبيبي هل أبقيت للناس مشغلًا
…
سوى دعوات قائمين وسُجَّدا
وإنك قد وليت فينا موفقًا
…
مهابًا جليلًا ذا وقار مسددا
فتىً عمَّ كلَّ الناس إنصافهُ بهم
…
فما أحد إلا عن البغي أخلدا
(2)
(1)
مبتلا: طهورًا.
(2)
أخلد عن البغي: ابتعد عنه.
فأدناهم أعلاهم عند حقه
…
وأعلاهم أدناهم إن تمردا
جرى جريك العالي بوافي سياسة
…
وحكمة ذي علم وهيبة أمجدا
ولم نك ندري قبله أن وقتنا
…
حوى مثل هذا السيد الشهم سيدا
وثم لنا شكوى من الوقت فارعها
…
تكن بدعاء المسلمين مؤيدا
خدائع أعداء تسمى تمدنًا
…
تبث على الإسلام شرًّا مفندا
مدارس قامت فتنة وخديعة
…
فتعليمها زور وتهذيبها ردى
فغروا بها الحمقى إلى أن تجاذبت
…
وعمت عمومًا لا يقاس له مدى
فنأمل بسط السيف حتى تزيلها
…
وتقطع منها أصلها المتمددا
وتحرق تأليفاتها فهي قد سرت
…
وتزجر عن تقويمها وتهددا
(1)
أنالكم النصرَ المبينَ إلهكُم
…
وألزمكم ما دمتم سبل الهدى
وقال الشيخ عبد العزيز، يمدح الأمير عبد الله بن جلوي آل سعود
(2)
:
زيادة مجد كل بوم لكم تجري
…
ونحن لكم نزداد شكرًا على شكر
أخا المجد عبد الله لا زال حافظًا
…
شريعة رب الناس بالنهي والأمر
تذبّ ببأس منك عنها مسورًا
…
حماها بنفي الخاطئين وبالأطر
(3)
فتى جلوي حبنا فيك صادق
…
لأنك في أفق الممالك كالبدر
(1)
التقويم: علم الجغرافيا.
(2)
هو الأمير عبد الله بن جلوي بن تركي آل سعود أمير الإحساء، تولى إمارتها سنة 1331 هـ، وقد كان نشيطا في أعماله قويا على المجرمين، وتوفي سنة 1354 هـ، ومن أشهر أولاده الأمير سعود بن عبد الله أمير المنطقة الشرقية وأكبر أولاده، وهو رجل باسل ذو همة عالية، يحب إنصاف المظلوم من الظالم، والأمير عبد المحسن بن عبد الله، كان أميرًا للإحساء، وهو رجل ذو أخلاق نبيلة، مخلص في عمله، مجد في طاعة الله (كان هذا سنة 1379 هـ).
(3)
تذب: تدفع، الأطر: منحنى القوس، وعطف الشيء.
فنسأل رب الناس طوال حياتكم
…
وتأييدكم بالعز والحفظ والنصر
سبقت ملوك الأرض حفظًا لبلدة
…
لها بك فخر باهر أيما فخر
شكرنا إمام المسلمين لأنه
…
أقامك فيها وهو عن فضلهم يدري
درى أنك الفرد الذي ليس مثله
…
مهاب جليلا في المهابة والقدر
قويمًا على حفظ الممالك قائمًا
…
مقام زياد في السياسة أو عمرو
(1)
وقال الشيخ عبد العزيز العلجي، وقد قدم الأمير عبد الله بن جلوي آل سعود من السفر، يحرضه على إقامة الحدود، ويهنئ الإحساء بقدومه:
دعوا سالفًا من ذكر ليلى ومن هند
…
وذكر أحاديث الرصافة والرند
(2)
ولكن تعالوا عطروا مجلس الهنا
…
بعود أب الإحساء أعني أبا الحمد
فتىً جلوي من نقرع باسمه
…
قلوب الأعادي مثل قارعة السد
فهيبته العظمى هدت كل ظالم
…
فداعي أذاه لا يعيد ولا يبدي
وأظهر عدلًا في الأنام كأنه
…
جبال أحاطت كل مستضعف الجهد
فتى همه نصر الشريعة والهدى
…
وحفظ حدود الله في القرب والبعد
وكانت حدود الله قبل مضاعة
…
كأن لم يكن لله في الشرع من حدٍّ
كأن كتاب الله لا يدرسونه
…
وما كان فيه من وعيد ومن وعد
فمذ قام عبد الله لله ناهضًا
…
بنهضة ضرغام عظيم من الأسد
(3)
(1)
يقصد زياد بن أبي سفيان، عمرو بن العاص.
(2)
الرصافة: كل منبت في سواد البلدة، وقد غلب على محلة ببغداد، الرند: نبات من شجر البادية طيب الرائحة يشبه الآس.
(3)
الضرغام: الشديد من الأسد.
أعاد حدود الله في أفق العلا
…
تضيء نجوم الأفق عنها وتستهدي
ومدت هناك الصالحون أكفهم
…
دعاء لهذا السيد الماجد الفرد
وول جنود الفسق عنا ضئيلة
…
أذل وأخزى في الأنام من القرد
إذا فاسق أغواه من نفسه الهوى
…
تغشاه خوف منه يثنيه للرشد
فيا ماجدًا مذ غاب عنا لطيفه
…
فهامت به الاحساء وجدًا على وجد
طلعت عليها طلعة الشمس للورى
…
فظلت تغني فيك بالشكر والحمد
على أن فرعًا منك فينا أقمته
…
فأعظم به من ماجد مشرق السعد
شأي شاؤك العالي بحسن سياسة
…
وعزم ملوكي وهيبة ذي مجد
(1)
سعود أدام الله طالع سعده
…
وصيره ما عاش يجري على رشد
ولا عجب إذ نال ما نال من علا
…
فقد كان يسعى في مساعيك للمجد
فيا ضيغمًا بل يا شهابًا إذا انجلى
…
. تنحت شياطين الضلال على كد
(2)
ألا إن للشيطان جندًا من الورى
…
فحافظ على التمزيق في ذلك الجند
وناصر دين الله يوليه ربه
…
فتوحًا ونصرًا جاء عن أصدق الوعد
وناصر دين الله يحيى مبشرًا
…
له العز في الدنيا وفي جنة الخلد
ونحن بحمد الله عندك لم نزل
…
نسر بعزم منك ماض ولا يكدي
(3)
ونشكر إحسان الإمام بفضله
…
فولى علينا سيدًا عالي الجدِّ
وقور على الشدات أمضى عزائمًا
…
إلى حلبات المجد من مرهف الحد
(1)
شأي شأوك: سبق إلى أمدك.
(2)
الكد: التعب والمشقة.
(3)
أكدي عزمه: رد ومنع بالبناء للمجهول.
وكم للإمام من أياد عظيمة
…
إذا قوبلت بالعد جلت عن العد
وأنتم بحمد الله بيت معظم
…
فضائلكم في المجد سابقة العهد
وأقوى ملوك الأرض في نصرة الهدى
…
وفي الأمر بالمعروف والحفظ للحد
وأعظمهم حلمًا وعفوًا وهمة
…
وأخلاق أملاك ألذ من الشهد
وقال أيضًا، يشكر الأمير عبد الله بن جلوي آل سعود، أمير الإحساء على تطهير البلاد، من ذوي البغي والفساد:
ثناء عظيم في علاك قليل
…
لأنك فرد ما لديك مثيل
أيا ملكًا أحيت معاليه سالفًا
…
من المجد حتى عاد وهو يقول
رجعث بعبد الله فيكم لأنه
…
قؤول لما قال الكرام فعول
فتى جلوي عابد الله ذا العلا
…
لذكراك شأن في الأنام جليل
معاليك أمثال النجوم سوابق
…
لها غرر مهما بدت وحجول
(1)
أجل رجال الصيد مجدا وعفة
…
وأصدقهم للقول حين يقول
وأقواهم صبرًا على كل حادث
…
وللشر عند النائبات حمول
فعدلك عدل قام في أوجه الورى
…
يخر له الجبار وهو ضئيل
لك المجلس العالي وقارًا وهيبة
…
تباعد عنه هجنة وفضول
رعى الله للأوصاف منك فإنها
…
ترد حسود الطرف وهو كليل
(2)
شكرناك إذ طهرت بلدتك التي
…
لها منك ظل بالأمان ظليل
نفيت ذوي الإلحاد منها فأفصحت
…
بشكرك منزول بها ونزيل
(1)
الغرة: بياض في جبهة الفرس، الحجول: جمع الحجل، وهو الخلخال.
(2)
كليل: متعب.
فلا زلت للدين الحنيفي ناصرًا
…
تقوم على أعدائه وتصول
لنا كل يوم من معاليك مطلع
…
يسير كسير الشمس وهو جليل
شكرنا إمام المسلمين فإنه
…
بصير إذا اختار الرجال دليل
أقامك حفظًا للبلاد وأهلها
…
فآمن منها خائف وسبيل
(1)
76 -
عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن خالد بن محمد بن نصر بن صغير القيسراني المخزومي، الحلبي الأصل، عز الدين بن شرف الدين ابن الصاحب فتح الدين أبي بكر بن الصاحب عز الدين أبي حامد الشافعي وهو حفيد حفيد: خالد بن محمد بن نصر بن صغير بن القيسراني، ونسبه كاملًا هو: عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن خالد بن محمد بن نصر بن صغير بن داكر بن نصر بن داغر بن محمد بن خالد بن نصر بن داغر بن عبد الرحمن بن المهاجر بن خالد ابن الوليد المخزومي الحلبي.
ولد في حدود سنة 670 هـ، وهو من بيت كبير الشاميين، وخدم في كتابة الإنشاء، كتب عنه البرزالي، وله سماع من ابن دقيق العيد وغيره، ولي تدريس المدرسة الفخربة بالقاهرة.
قال الكمال جعفر: كان لطيفًا، ظريفًا، كريمًا.
مات في 8 صفر سنة 709 هـ بعد وفاة والده بسنتين. وقيل لبيته الذي نشأ منه: (وكل مكان ينبت العز طيب).
كان ذا همة سابقة، ورتبة شائقة، وله نظم ونثر، فمن نظمه:
من طلب الأرزاق من عند من
…
يطعمه الله ويسقيه
يكون قد ضل سبيل الهدى
…
وحاد عن نيل أمانيه
لأن من يعجز عن نفسه
…
يعجز عن أرزاق راجيه
(1)
شعراء هجر من القرن الثاني عشر إلى القرن الرابع عشر ص 383 - 397.
وكتب له السراح الوراق:
مولاي عز الدين لي حاجة
…
أنت تراها فرصة المنتهز
شبعت ذلا فعسى مرة
…
تجعلني آخذ رزقي بعز
(1)
ومن نظمه ما كتبه للشيخ إبراهيم الرفاعي عند توجهه من مصر إلى العراق:
إن فرق الدهر ما بيني وبينكم
…
بالرغم مني فقلبي معكم سارى
وإن ترحلتم عني فذكركم
…
أنس وجل أحاديثي وأسماري
وما تذكرت أوقاتي بقربكم
…
إلا وحد طرفي مدمعي الجارى
وكتب القاضي بدر الدين ابن جماعة يهنئه بخطابة جامع دمشق:
يفوح نشر المسك من لفظك العذب
…
وأظهرت من نهج البلاغة ما يصبي
وشنفت أسماع الأنام بخطبة
…
فتحت بها الأرواح من ميت القلب
وقد عجب الراؤون من عود عنبر
…
بكامسه اذلم يكن ميت العشب
ولكنه من حيث لمست عوده
…
تفرق حتى صار من منول رطب
ومن نظمه أيضًا:
انظر إلي فإنني لك عاشق
…
وارفق فإنك من جفوني راشق
واحكم تجدني طوع كفك في الذي
…
تختاره وهواك إني صادق
واعلم بأنك إن هجرت فإنه
…
يصل الذي هو للمنية سابق
وإذا جرى العشاق في ميدانهم
…
لهواك كنت أنا المحب السابق
(1)
الدرر الكامنة ج 2 ص 492، 493، تذكرة النبيه ج 2 ص 25، بلادنا فلسطين ج 7/ 2 ص 633، انظر: ترجمة كل من: جده محمد بن محمد بن خالد في حرف الميم من هذا المبحث، وجده خالد بن محمد بن نصر بن صغير السابقة في حرف الخاء، وجده الأعلى محمد بن نصر بن صغير في حرف الميم.
وله أيضًا في صدر كتاب:
فلو أن لي وقتًا أبث صبابتي
…
وشوقي إلى رؤياك كنت أبثه
ولكن يضيق الطرس دون أن
…
أبث غرامًا في هواك ورثته
وله أيضًا في جواب كتاب:
جاء الكتاب ومن سواد مداده
…
مسك ومن قرطاسه الأنوار
فتشرف الوادي به وتعطرت
…
أرجاؤه وأنارت الأقطار
(1)
77 -
عبد العزيز -عز الدين أبو القاسم- بن أبي المحامد يحيى بن أبي المجد إبراهيم الخالدي الشبذي:
جاء نسب والده في ترجمته أنه: يحيى بن إبراهيم بن رشيد الدين أبي الفضائل محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن خالد بن عبد الرحمن ابن سيف الله خالد بن الوليد المخزومي الشبذي.
والمترجم له سبط المعتصم بالله أمير المؤمنين
…
الكريم الطرفين، الجامع بين الطارف والتليد: فضائل العباس بن عبد المطلب وخالد بن الوليد.
كانت والدته بنت الإمام المعتصم بالله، لما أخذت بغداد أنفذ بها السلطان (هولاكو) إلى أخيه (منكوقان) وخلصت بهمة جده، واتصل بوالده، وقدم مراغة في خدمة والده إلى حضرة خالة الأمير أبي المناقب المبارك ابن الإمام المعتصم بالله سنة 671 هـ وتوجهوا إلى مدينة السلام، وأقاموا بدار (سوسيان) وتوفيت والدته بها، وكان المترجم له شابا، سريا، كريم الأخلاق
(2)
.
(1)
درة الحجال في أسماء الرجال ج 3 ص 122 - 123 الطبعة الأولى.
(2)
تلخيص مجمع الآداب ج 1 ص 417 - 419 رقم الترجمة 594، المشتبه في الرجال وأسمائهم وأنسابهم ج 1 ص 374، تاريخ علماء المستنصرية ج 2 ص 79، 94، 124، انظر، ترجمة والده بحرف الياء من هذا المبحث.
78 -
عبد القادر بن زين الدين عبد اللطيف بن شمس الدين أبي عبد الله محمد ابن شيخ الإسلام شمس الدين الديري الخالدي.
ونسبه كاملًا هو: عبد القادر بن زين الدين عبد اللطيف بن شمس الدين محمد بن عبد الوهاب بن سعد الدين بن محمد بن عبد الله بن جمال الدين عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن مصلح بن أبي بكر بن سعد الدين القاضي ابن علي بن جعفر بن مصلح بن غانم بن أوفى بن سليمان بن جعفر بن محمد بن خالد بن الوليد رضي الله عنه كان خَيِّرًا متواضعًا، توفي خامس رمضان سنة 885 هـ
(1)
.
79 -
عبد الكريم بن محمد بن محمد بن خالد الخالدي المخزومي الحلبي، إمام الحنفية بالجامع الكبير بحلب، كان في ابتداء أمره وأرباب الأقاطيع وسكان القلعة الحلبية، ثم لما سيق أهل القلعة إلى القسطنطينية بالأمر السلطاني بعد أن هلك السلطان سليم بن عثمان كان صاحب الترجمة ممن سيق إليها منهم، ثم عاد بعد مدة إلى حلب وقد لبس مئزرًا وانسلخ عن طور أهل الدنيا، وأخذ له حجرة بالجامع الكبير لحلب فتوفي الشريف يحيى إمام الحنفية في سنة 938 هـ فأعطي وظيفة الإامامة المذكورة ثم صار ممن يقصده الناس من الأمراء وغيرهم. وتوفي في سنة 965 هـ بحلب عن أكثر من ثمانين سنة
(2)
.
80 -
عبد اللطيف زين الدين بن شمس الدين أبي عبد الله محمد ابن شيخ الإسلام شمس الدين الديري الخالدي.
ونسبه كاملًا هو: عبد اللطيف زين الدين بن شمس الدين أبي عبد الله محمد ابن شيخ الإسلام شمس الدين محمد بن جمال الدين عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن
(1)
انظر: التعليقات السنية بحاشية الفوائد البهية في تراجم الحنفية ص 79، 80، ترجمة والدع: عبد اللطيف ومصادرها بحرف العين من هذا المبحث.
(2)
الكواكب السائرة ج 2 ص 177.
مصلح بن أبي بكر بن سعد الدين القاضي ابن علي بن جعفر بن مصلح بن غانم بن أوفى بن سليمان بن جعفر بن محمد بن خالد بن الوليد رضي الله عنه.
كان من أعيان العدول، وباشر نيابة الحكم عن ابن عمه تاج الدين الديري. وتوفي سنة 870 هـ
(1)
.
81 -
عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن سليمان بن جعفر بن يحيى بن حسين الإسكندراني الدماميني بهاء الدين -وجد جد جده حسين هو حسين بن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن يوسف بن علي بن صالح بن إبراهيم بن سليمان بن خالد بن الوليد المخزومي.
ولد المترجم له سنة 705 هـ وسمع من الجلال بن عبد السلام، وتفرد بالرواية عنه، وسمع من محمد بن سليمان المراكشي من أول الرابع إلى آخر السابع من الثقفيات، وتفرد بالرواية عنه أيضًا، وكان فاضلًا، دينًا، له نظم ومعرفة، وحدث بالموطأ عن أبي الحسين بن محمد بن الحسين عبد السلام بن عتيق. ومات في شهر ربيع الآخر سنة 794 هـ
(2)
.
82 -
عبد الله بن خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي، أمه وأم أخويه عبد الرحمن بن خالد، والمهاجر بن خالد: بنت أنس بن مدرك الخثعمي.
وقد قتل في العراق
(3)
.
(1)
انظر: التعليقات السنية بحاشية الفوائد البهية في تراجم الحنفية ص 79، 80، ترجمة عمة: برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الله ومصادرها السابقة بحرف الألف من هذا المبحث.
(2)
الدرر الكامنة ج 3 ص 23، انظر: ترجمة محمد بن أبي بكر بن عمر المعروف بابن الدماميني في الضوء اللامع ج 7 ص 185، وانظر: تسلسل نسب حسين في ترجمته السابقة بحرف الحاء من هذا المبحث.
(3)
كتاب نسب قريش ص 327، كتاب الطبقات للعصفري ص 245، جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 147، تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التاريخ والسير ص 147، التبيين في أنساب القرشيين ص 310.
وقال في الإصابة: (ذكر الزبير بن بكار أنه استشهد مع أبيه في وقعة اليرموك، ومقتضى ذلك أن تكون له صحبة
…
)
(1)
.
83 -
عبد الله بن خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي.
وهو عبد الله الأصغر.
أمه أم تميم بن الحارث بن جندب بن عوف بن الحارث بن خبيب بن مالك بن حطيط بن جشم بن قيس، وهو ثقيف بن منبه
(2)
.
84 -
عبد الله بن عبد الجبار أبو عبد الله الجيلي الخالدي من أولاد خالد بن الوليد سيف الله. وكان يعرف بأمير، ويعرف أبوه بوخسوان، فبقي لهما لقبان، وسمى هذا (عبد الله) وذاك (عبد الجبار).
ولده محمد شيخ من الأعزة المتورعين المحتاطين، وأقام بقزوين وسمع الحافظ أبا موسى المديني أحاديث سنة ثمانين وخمسمائة، وله ترجمة في هذا المبحث
(3)
.
85 -
عبد الله بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي.
كان فارسًا، شجاعًا، مقدامًا، ولَّاه عبد الله بن الزبير على اليمن بعد عزله الضحَّاك ابن فيروز الديلمي عن ولاية اليمن، ثم عزله بعبد الله بن المطلب بن أبي وداعة السهمي.
وهو ممن استعملهم بنو أمية -أيضًا على اليمن
(4)
.
(1)
الإصابة في تمييز الصحابة ج 2 ص 302 ط الأولى.
(2)
تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التاريخ والسير ص 147، نسب قريش للمصعب الزبيري ص 327، التبيين في نسب القرشيين ص 310.
(3)
انظر: ترجمة ابنه محمد في هذا المبحث، التدويس في أخبار قزوين ج 1 ص 429 طبعة سنة 1408 هـ - 1987 م نشر دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان.
(4)
طبقات فقهاء اليمن ص 51، 52، تاريخ ثغر عدن ص 99، 116، ط الثانية سنة 1411 هـ نشر: مكتبة مدبولي - القاهرة، تاريخ اليمن المسمى: فرجة الهموم والحزن في حوادث وتاريخ اليمن ص 157 ط الثانية سنة 1402 هـ اليمن عبر التاريخ ص 177، تاريخ اليمن شماله وجنوبه ص 140 ط سنة 1968 م، انظر: السلوك في طبقات العلماء والملوك لبهاء الدين الجندي. مخطوطة كلوبريلي بالأستانة ق 54 رقم 1107، قرة العيون في أخبار اليمن الميمون لابن الديبع الشيباني. مخطوطة بدار الكتب المصرية رقم 224 تاريخ.
86 -
عبد الله بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن مصلح أخو شمس الدين محمد ابن عبد الله بن سعد الديري الخالدي المقدسي.
ونسبه كاملًا هو: عبد الله بن جمال الدين عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن مصلح ابن أبي بكر بن سعد الدين القاضي ابن علي بن جعفر بن مصلح بن غانم بن أوفى بن سليمان بن جعفر بن محمد بن خالد بن الوليد رضي الله عنه.
أخو الشيخ: محمد بن جمال الدين عبد الله بن سعد الديري الخالدي.
كان فاضلًا، عالمًا، توفي سنة 810 هـ
(1)
.
87 -
عبد الله بن محمد بن أحمد بن خالد بن محمد بن نصر بن صغير
(2)
أبو محمد فتح الدين القرشي المخزومي ابن القيسراني. حفيد حفيد محمد بن نصر بن صغير.
ونسبه كاملًا هو: عبد الله بن محمد بن أحمد بن خالد بن محمد بن نصر بن صغير ابن داغر بن نصر بن داغر بن محمد بن خالد بن نصر بن داغر بن عبد الرحمن بن المهاجر بن خالد بن الوليد، أبو محمد فتح الدين القرشي المخزومي ابن القيسراني.
ولد بدمشق سنة 623 هـ وتوفي بالقاهرة سنة 703 هـ.
كان شيخًا جليلًا، أديبًا شاعرًا، مجودًا، من بيت رئاسة ووزارة، سمع الكثير من ابن الجميزي، ويوسف السامري، ويوسف بن خليل، وأبي القاسم بن رواحة، وغيرهم. وحدث واشتغل وتعانى بالأدب، وكتب الخط الحسن، وعمل كتابًا في الصحابة، وخرج بأحاديثه عنهم بأسانيده. وكان حسن المذاكرة.
(1)
انظر: التعليقات السنية بحاشية الفوائد البهية في تراجم الحنفية ص 80، ترجمة ابن أخيه الشيخ: إبراهيم ابن محمد بن عبد الله بن سعد الديري الخالدي ومصادرها السابقة بحرف الألف من هذا المبحث.
(2)
أورد بعض المترجمين اسم (صغير): (صقر) وصحة الاسم: (صغير).
روى عنه الحافظ الدمياطي: ومن بعده. وكان قد تولى الوزارة في الشام في أيام السعيد بن الظاهر سنة 677 هـ، وكان أحد مفاوضي الهدنة التي تمت بين الظاهر بيبرس والفرنج عام 670 هـ. وبسط يده في بلاد الشام، وكان القضاة يركبون في خدمته. ومن نظمه:
بوجه معذبي آيات حسن
…
فقل ما شئت فيه ولا تحاشي
ونسخة حسنة قرئت وصحت
…
وها خط الكمال على الحواشي
وكان جده خالد وزيرًا لنور الدين الشهيد
(1)
.
88 -
عبد الله بن محمد بن ذهلان، النجدي، من السحوب (السحبان) من بني خالد، يتصل نسبه بالصحايي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه حفيده أحمد الذي وردت ترجمته بحرف الألف من هذا المبحث -والسحوب (السحبان) فرع من بني خالد جرت تسميتهم بهذا الاسم؛ لأنه ينتهي نسبهم إلى جدهم المُلقَّب بالسحاب لجوده وهو خالد بن سليمان بن محمد بن جعفر بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله ابن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد.
للمترجم له في الفقه معرفة ودراية، أخذه عن عدة مشائخ من أجلهم الشيخ محمد ابن إسماعيل، وأحمد بن ناصر، ومحمد بن ناصر المشرفي وغيرهم.
وأخذ عنه عدة علماء منهم الشيخ أحمد المنقور صاحب مجموع الفقه، حيث رحل
(1)
الدرر الكامنة ج 2 ص 389، البداية والنهاية ج 14 ص 31، ذيل مرآة الزمان ج 3 ص 297، ج 4 ص 113، الأعلام للزركلي ج 4 ص 125، معجم المؤلفين ج 6 ص 108، النجوم الزاهرة ج 8 ص 312، كشف الظنون 1739، شذرات الذهب ج 6 ص 9، الوافي بالوفيات ج 17 ص 588، إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء ج 4 ص 495، أعلام العرب في العلوم والفنون ج 2 ص 116 - 117، بلادنا فلسطين ج 7/ 2 ص 633، معجم الأعلام ص 455، 619، الوفيات للسلامي ج 1 ص 415 ط الأولى.
إليه خمس مرات للقراءة، وأخذ عنه أيضًا محمد بن ربيعة العوسجي المعروف في بلد (ثادق) وغيرهما. توفى المترجم له رحمه الله سنة 1099 هـ
(1)
.
89 -
عبد الله بن محمد بن أبي محمد عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن سليمان بن جعفر بن يحيى بن حسين بن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن يوسف بن علي بن صالح ابن إبراهيم بن سليمان بن خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة، جمال الدين بن معين الدين أبي عبد الله بن بهاء الدين أبي محمد بن الدماميني المخزومي الإسكندري قاضيها، المالكي.
ولد سنة 780 هـ بالإسكندرية، وتوفي بها يوم الأحد ثاني عشر ذي القعدة سنة 845 هـ.
يلتقي المترجم له مع: أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر الدماميني صاحب الترجمة السابقة بحرف الألف من هذا المبحث في جدهما الأعلى: (أبو بكر) وهو: أبو بكر بن محمد بن سليمان بن جعفر بن يحيى بن حسين بن محمد بن أحمد ابن أبي بكر بن يوسف بن علي بن صالح بن إبراهيم بن سليمان بن خالد بن الوليد رضي الله عنه
(2)
.
90 -
عبد الله جمال الدين أبو العز ابن شيخ الإسلام شمس الدين أبي عبد الله محمد بن شمس الدين أبي عبد الله محمد الديري الخالدي.
(1)
عنوان المجد في تاريخ نجد ج 1 ص 97، صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطمية الأخيار ص 6، ترجمة حفيد المترجم له/ أحمد، في النعت الأكمل لأصحاب الإمام أحمد بن حنبل ص 288، مختصر طبقات الحنابلة للشطي ص 125.
(2)
انظر: ترجمة المترجم له في حرف العين في الجزء الثاني من كتاب (عنوان الزمان) للشيخ إبراهيم البقاعي. مخطوط في دار الكتب المصرية رقم 1001 قسم التاريخ، طبقات العلماء المسمى (عنوان العنوان) للشيخ: إبراهيم البقاعي ق 157، 158. مخطوط بمكتبة أفندي، وقد ضمت للهيئة العامة للكتاب التي اسمها سابقًا: دار الكتب المصرية رقم 1474 (تاريخ)، انظر: ترجمة أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر الدماميني ومصادرها في حرف الألف من هذا المبحث.
ونسبه كاملًا هو: عبد الله جمال الدين أبو العز ابن شيخ الإسلام شمس الدين أبي عبد الله محمد بن شمس الدين أبي عبد الله محمد بن جمال الدين عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن مصلح بن أبي بكر بن سعد الدين القاضي ابن علي بن جعفر بن مصلح بن غانم بن أوفى بن سليمان بن جعفر بن محمد بن خالد بن الوليد رضي الله عنه.
ولد سنة 805 هـ وتولى قضاء القدس والرملة سنة 867 هـ، ثم أضيف إليه قضاء بلد الخليل. وتوفى بالقدس في ربيع الأول سنة 878 هـ
(1)
.
91 -
عبد الوهاب بن عبد الرزاق بن حسان بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي المنيعي أبو محمد القاضي.
قدم نيسابور مع جده الرئيس أبي علي، وأبيه الإمام عبد الرزاق في ابتداء بناء الجامع بنيسابور، وهو من بيت الحشمة والرئاسة والثروة والنعمة، واختلف إلى زين الإسلام وسمع منه بعض التصانيف وأخذ منه الأصول، وكان أبو نصر يعيد عليه الدروس ويرشده، وكان يخطب يوم الجمعة نيابة عن أبيه، وتوفي قبل أبيه.
سمع من فاطمة بنت الدقاق، ومن أبي حامد الأزهري بقراءة الحسن السمرقندي
(2)
.
92 -
عبد الواحد بن عبد الرحمن بن يوسف بن محمد بن علي بن عبد الرحمن ابن عبد الله بن ملَّا حسين الخالدي المخزومي.
أحد أبناء (سلطان العلماء) فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن يوسف الخالدي صاحب
(1)
التعليقات السنية بحاشية الفوائد البهية في تراجم الحنفية ص 79، 80، انظر: ترجمة عمه: برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم ومصادرها السابقة بحرف الألف من هذا المبحث.
(2)
انظر: المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور ص 356، ترجمة والده: عبد الرزاق السابقة، وترجمة جده حسان السابقة.
الترجمة السابقة بحرف العين من هذا المبحث الذي ينتهي نسبه إلى الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه وهو من أهل الفضل وخير الخلف لخير سلف.
ذكر حسين العباسي أنه موظف بوزارة الكهرباء بدولة الكويت
(1)
.
93 -
عتيق بن محمد بن سليمان تاج الدين المخزومي القوصي المعروف بابن الدماميني.
و (محمد) والد (عتيق) هذا هو الجد الثالث لعبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن سليمان الدماميني صاحب الترجمة السابقة بحرف العين من هذا المبحث. وهو الجد الرابع لأحمد بن محمد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر بن محمد بن سليمان الدماميني صاحب الترجمة السابقة بحرف الألف من هذا المبحث. ونسب (محمد) والد (عتيق) هو: محمد بن سليمان بن جعفر بن يحيى بن حسين بن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن يوسف بن علي بن صالح بن إبراهيم بن سليمان بن خالد بن الوليد المخزومي القرشي.
سمع - المترجم له - الحديث، واشتغل بالفقه بقوص، وحفظ التنبيه، واستوطن الإسكندرية، وانتهت إليه رئاستها.
كان ذكيا، كثير العطاء، وله مشاركة في التاريخ والأدب، وبنى مدرسة بالرحابيين بالثغر، ووقف أوقافًا كثيرة، توفي بالقاهرة سنة 731 هـ
(2)
.
94 -
عطاء بن أحمد بن الصادق الخالدي الكاساني. من أولاد خالد بن الوليد رضي الله عنه، الإمام أبو الجود. أقام بسمرقند مدة مديدة، ثم رجع إلى كاسان واستشهد بها.
(1)
انظر: ترجمة والده السابقة، تاريخ لنجة لحسين العباسي ص 51.
(2)
الدرر الكامنة ج 3 ص 48، الدليل الشافي على المنهل الصافي ج 1 ص 437، الطالع السعيد ص 359، 360، انظر ترجمة كل من: عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن سليمان الدماميني بحرف العين من هذا المبحث، وأحمد بن محمد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر بن محمد بن سليمان الدماميني السابقة بحرف الألف من هذا المبحث.
قال: أخبرنا هو فقال: أخبرنا الشيخ أبو حفص عمر بن نصوح بن مسلم الأخسيكثي قال: أخبرنا طاهر بن الحسين المطوعي قال: أخبرنا الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل البخاري قال: أخبرنا مكحول بن الفضل النسفي قال: أخبرنا داود ابن الحسين قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن ليث بن سعيد بن سنان عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(سيكون بين يدي الساعة فتن يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويصبح كافرًا، ويمسي مؤمنًا يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا)
(1)
.
95 -
عقيل بن عبد الرحمن بن يوسف بن محمد علي بن عبد الرحمن بن عبد الله ابن ملَّا حسين الخالدي المخزومي.
أحد أبناء الشيخ عبد الرحمن بن يوسف الخالدي صاحب الترجمة السابقة بحرف العين من هذا المبحث الذي ينتهي نسبه إلى الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه.
وهو من أهل الفضل، وخير الخلف لخير سلف.
توفي في دبي، وله أولاد
(2)
.
96 -
علي بن خليل بن محمد صنع الله ابن خليل بن عبد القادر بن طه بن صالح ابن يحيى بن محمود بن زين الدين بن عبد القادر بن عبد اللطيف بن محمد بن عبد الله ابن عبد الوهاب بن سعد الدين بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن صالح بن جعفر بن مصلح بن غانم بن أوفى بن سليمان بن جعفر بن محمد بن خالد بن الوليد المخزومي الخالدي.
والده: خليل بن محمد صنع الله هو الجد الرابع للشيخ خليل جواد صاحب الترجمة السابقة بحرف الخاء من هذا المبحث. وعلي هذا: جد لعدد من آل الخالدي
(1)
القند في ذكر علماء سمرقند ص 443.
(2)
انظر: ترجمة والده السابقة: تاريخ لنجة لحسين العباسي ص 51.
بالقدس، ومن ذريته علماء منهم الشيخ: يوسف ضياء باشا الخالدي المترجم له بهذا المبحث
(1)
.
97 -
علي بن يحيى بن إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن خالد بن محمد بن نصر القيسراني المخزومي.
ونسبه كاملًا هو: علي بن يحيى بن إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن خالد بن محمد بن نصر بن صغير بن داغر بن نصر بن داغر بن محمد بن خالد بن نصر بن داغر بن عبد الرحمن بن المهاجر بن خالد بن الوليد المخزومي القيسراني.
اشتغل بالأدب، وحفظ المقامات والملحق، ودخل ديوان الإنشاء. وكان عاقلًا وقورًا.
مات رحمه الله في شهر شعبان سنة 753 هـ بعد موت أبيه بشهر واحد
(2)
.
98 -
عمر بن محمد بن سليمان القاضي نجم الدين الدماميني الإسكندري و (محمد) والد (عمر) هذا هو: الجد الثالث لعبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي بكر ابن محمد بن سليمان الدماميني، صاحب الترجمة السابقة بحرف العين من هذا المبحث، وهو الجد الرابع لأحمد بن محمد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر بن محمد بن سليمان الدماميني، صاحب الترجمة السابقة بحرف الألف من هذا المبحث. ونسب (محمد) والد (عمر) هو: محمد بن سليمان بن جعفر بن يحيى بن حسين بن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن يوسف بن علي بن صالح بن إبراهيم بن سليمان بن خالد بن الوليد المخزومي القرشي.
(1)
انظر: معجم الشيوخ المسمى: رياض الجنة أو: المدهش المطرب ج 2 ص 27، العلماء العزاب ص 229 فما بعد، بلادنا فلسطين ج 10/ 2 ص 357، ترجمة: خليل مراد السابقة.
(2)
الدرر الكامنة ج 3 ص 211، 212، انظر: ترجمة والده في حرف الياء من هذا المبحث، وترجمة كل من: جده الأعلى: محمد بن محمد بن خالد في حرف الميم، وجده: خالد بن محمد بن نصر بن صغير في حرف الخاء، وترجمة جده الأعلى: محمد بن نصر بن صغير في حرف الميم.
سمع -المترجم له - الحديث، وحدث بالإسكندرية عن أبي الفتح محمد بن الدشناوي، ويوسف بن أحمد بن محمد الإسكندري، وأحمد بن محمد الصواف.
كان من التجار الكرام، وكان رئيسًا، وله مكارم. نزل عنده أبو الفتح المذكور فأكرمه، وحصل له منه مال كثير، وملابس، فكتب على بابه عند ارتحاله ببيتين هما:
نزلت بدار بدر فإن بدرًا
…
أدام الله رفقته وجاهه
فأذب موردي وأطاب نزلي
…
وأهدى له رياسته وجاهه
توفي بالإسكندرية في رمضان سنة 707 هـ
(1)
.
99 -
عمر بن محمد صنع الله الخالدي بن المحقق العلَّامة الشيخ: محمد صنع الله الكبير بن خليل ابن القاضي شرف الدين الديري الخالدي.
ونسبه كاملا هو: عمر بن محمد صنع الله بن محمد بن صنع الله بن خليل ابن القاضي شرف الدين بن عبد القادر بن طه بن صالح بن يحيى بن محمود نجم الدين أبي البركات بن زين الدين بن عبد القادر بن زين الدين عبد اللطيف بن شمس الدين شيخ الإسلام محمد بن عبد الله بن جمال الدين عبد الوهاب بن سعد الدين بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن صالح بن علي بن جعفر بن مصلح بن غانم بن أوفى بن سليمان بن جعفر بن محمد ابن الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه.
وعمر هذا هو الابن الثالث للشيخ محمد صنع الله ابن الشيخ محمد صنع الله، واحد أبناء عمومة الشيخ خليل جواد الخالدي
(2)
.
(1)
الطالع السعيد الجامع أسماء نجباء الصعيد ص 456، الدليل الثاني على المنهل الصافي ج 1 ص 504، الدرر الكامنة ج 3 ص 263، انظر: ترجمة كل من: عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن سليمان الدماميني بحرف العين، وأحمد بن محمد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر بن محمد بن سليمان الدماميني السابقة بحرف الألف من هذا المبحث.
(2)
انظر: ترجمة والده في أعلام الفكر الإسلامي الحديث ص 214 - 217، ترجمة جده في: سلك الدرر ج 2 ص 217، 218، ترجمة ابن عمه خليل جواد الخالدي ومصادرها بحرف الخاء من هذا المبحث.
100 -
عنبرة بنت سليم بن سلام الخالدي: شاركت زوجها الأستاذ: أحمد سامح ابن الشيخ راغب الخالدي وابنها منه: وليد أستاذ التاريخ في جامعة أكسفورد.
اشتهرت بأعمالها الخيرة الحافلة بالمآثر، ومنها مؤلفات عدة في التربية والتعليم، وعلم النفس.
هي أخت رئيس الوزراء اللبناني صائب سليم بن سلام الخالدي.
ومن عائلة آل الخالدي التي ينحدر منها الشيخ: خليل جواد الخالدي المخزومي - صاحب الترجمة السابقة - التي ينتهي نسبها إلى محمد بن خالد بن الوليد رضي الله عنه الشهيرة بمن أنجبت من العلماء.
وقد توفيت عام 1406 هـ الموافق 1986 م
(1)
.
101 -
عيسى بن مهنا بن فضل بن محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي القرشي.
أمه البيضاء بنت أجل الأمراء الطائيين شيوخ ربيعة: فضل الطائي.
نزل والده (مهنا) على جده لأمه -فضل الطائي- قافلًا من نجد مع طائفة من بني مخزوم، فأكرم مثواه، وأعزه، ولم يكن لفضل أمير ربيعة سوى بنت اسمها البيضاء ويلقبونها (الفاطر) وكان قد أسن، ولم يكن إذ ذاك بآل الفضل بن ربيعة من يقوم مقامه، ويشاكله شأنه وعظم بيته، فتوسم النجدة، والغيرة، وعلو الجانب بمهنا بن فضل الخالدي فزوجه ابنته البيضاء، فأعقبت منه -المترجم له- عيسى وأخاه سليمان صاحب الترجمة السابقة بحرف السين من هذا المبحث. وقد انتهت إليهما إمارة آل الفضل.
(1)
انظر: ترجمة زوجها: أحمد سامح بن راغب الخالدي السابقة بحرف الألف بهذا البحث ومصادرها، وترجمة الشيخ: خليل جواد الخالدي السابقة بحرف الخاء من هذا المبحث ومصادرها، الروض البسام ص 17، مصادر الدراسة الأدبية ج 2 ص 333، تكملة أعلام النساء لمحمد خير رمضان يوسف ص 69 ط الأولى سنة 1416 هـ -1996 م.
وأخوهما من الأب: مصلت بن مهنا الخالدي الذي أمه من بني عم أبيه
(1)
.
حرف الميم
102 -
محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن خالد
(2)
بن نصر، القاضي شمس الدين المعروف بابن القيسراني.
ونسبه كاملًا هو: محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن أحمد ابن خالد بن محمد بن نصر بن صغير بن داغر بن نصر بن داغر بن محمد بن خالد بن نصر بن داغر بن عبد الرحمن بن المهاجر بن خالد بن الوليد رضي الله عنه القاضي شمس الدين، المعروف بابن القيسراني.
موقع الدست، وصاحب مدرسة (القيسرانية بسويقة) في القاهرة.
وقد وقف هذه المدرسة في شهر ربيع الأول من عام 751 هـ، وتوفي بعد ذلك بسنة، ودفن في مدرسته.
وكان معدودًا من الرؤساء الأماثل
(3)
.
103 -
محمد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر بن محمد بن سليمان بن جعفر بن يحيى بن حسين بن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن يوسف بن علي بن صالح بن إبراهيم، القرشي، المخزومي، الإمام العلَّامة المالكي، الإسكندري ثم الكجراتي، المعروف بابن الدماميني، النحوي، الأديب، البارع المتفنن.
وجده الأعلى إبراهيم هذا هو: إبراهيم بن سليمان بن خالد بن الوليد المخزومي. وهو والد: أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عمر
…
صاحب الترجمة السابقة بحرف
(1)
أخبار الخلفاء ص 138، 139، الروض البسام ص 9، 10، انظر: ترجمة أخيه سليمان السابقة بحرف السين من هذا المبحث.
(2)
صحة الاسم: خالد بن محمد بن نصر.
(3)
النجوم الزاهرة ج 10 ص 252، بلادنا فلسطين ج 7/ 2/ 634، انظر: ترجمة جده الأعلى: محمد بن نصر بن صغير.
الألف من هذا المبحث. وهو سبط: ناصر بن المنير مؤلف (المقتضى) و (الانتصاف) و (الكشاف).
ولد بالإسكندرية سنة 763 هـ، وسمع من البهاء الدماميني قريبه، وعبد الوهاب القروي، وآخرين. وكذا بالقاهرة ومكة. وناب بالإسكندرية عن ابن التنسي في الحكم، وقدم معه القاهرة، وناب بها أيضًا، بل تصدر بالأزهر لإقراء النحو. ودخل دمشق مع ابن عمه سنة 800 هـ ثم رجع إلى بلده وتولى خطابة جامعها، وعين لقضاء المالكية بمصر، واستمر مقيمًا إلى سنة 819 هـ فحج وسافر لبلاد اليمن في دولة الناصر فأكرمه، ودرس بجامع (زبيد) نحو سنة فلم تطب له (زبيد) فركب البحر إلى الهند، فأقبل عليه أهلها كثيرًا وعظموه.
وكان قد اجتمع به في اليمن الشيخ: محمد بن نور الدين الموزعي. كما اجتمع به الفقيه: إسماعيل المقري واتفق له معه أشياء في الأحاجي حتى شهد الدماميني بفضله، وعدم وجود مثله، ومن شعر الدماميني:
رعى الله مصرًا إننا في ظلالها
…
نروح ونغدو سالمين من الجهد
ونشرب ماء النيل منها براحة
…
وأهل زبيد يشربون من الكد
وله أيضًا:
نساء زبيد من بين البرايا
…
بأنواع القطيب مغذَّياتُ
فقل لي كيف يبدي الوجه يومًا
…
بشاشته وهن مقطباتُ
وقد مات رحمه الله في الهند في شهر شعبان سنة 827 هـ، وقد دفن بمدينة (كلبركه) من بلاد (الدكن)
(1)
.
(1)
نزهة الخواطر ج 3 ص 132، الضوء اللامع ج 7 ص 184 - 187، البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع ج 2 ص 150، الدليل الشافي على المنهل الصافي ج 2 ص 583، درة الحجال في غرة أسماء الرجال ج 2 ص 286 ط الأولى، بغبة الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ج 1 ص 66، 67، معجم الشيوخ لابن =
104 -
محمد بن أبي بكر بن محمد بن سليمان المخزومي المالكي المعروف بابن الدماميني. وجد أبيه سليمان هو سليمان بن جعفر بن يحيى بن حسين بن مجمد بن أحمد بن أبي بكر بن يوسف بن علي بن صالح بن إبراهيم بن سليمان بن خالد بن الوليد المخزومي.
سمع المترجم له من الجلال بن عبد السلام وغيره، وحدث، وسمع منه العراقي بالإسكندربة. ومات سنة 760 هـ
(1)
.
105 -
محمد بن أحمد الخالدي الشبذي، رشيد الدين أبو الفضائل، صاحب المشيخة التي رواها ولده شمس الدين أبو المجد إبراهيم بن محمد بن أبي بكر أحمد بن أبي المجد إبراهيم بن محمد المنيعي الخالدي.
حفيده محيى الدين أبو المحامد الذي مما جاء في ترجمته أنه: يحيى بن رشيد الدين أبو الفضائل محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن سيف الله خالد بن الوليد المخزومي
(2)
.
106 -
محمد بن أحمد بن خالد بن محمد بن نصر بن صغير، معين الدين أبو بكر ابن القيسراني.
ونسبه كاملًا هو: محمد بن أحمد بن خالد بن محمد بن نصر بن صغير بن داغر
= فهد ص 94، 193، 203، 365، 386، 391، 405، إنباء الغمر بأبناء العمر ج 3 ص 361 - 362، توشيح الديباج وحلية الابتهاج ص 175 ط الأولى، تاريخ ثغر عدن ص 206 ط الثانية انظر: ترجمة ابنه أحمد السابقة في حرف الألف من هذا المبحث، شجرة النور الزكية ص 240.
(1)
الدرر الكامنة ج 5 ص 146، انظر: الضوء اللامع ج 7 ص 185، وترجمة أخيه/ عبد الله بالدرر الكامنة أيضًا ج 3 ص 23، انظر تسلسل نسب سليمان بن جعفر في حرف السين من هذا المبحث، وترجمة محمد ابن أبي بكر بن عمر المعروف بابن الدماميني في حرف الميم من هذا المبحث.
(2)
انظر: تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب ص 136، 137، وانظر: ترجمة ابنه إبراهيم السابقة بحرف الألف من هذا المبحث، وترجمة حفيده يحيى بحرف الياء من هذا المبحث.
ابن نصر بن داغر بن محمد بن خالد بن نصر بن داغر بن عبد الرحمن بن المهاجر بن خالد بن الوليد رضي الله عنه معين الدين أبو بكر بن القيسراني.
روى عن أبي محمد بن علوان الأسدي، وغيره. وروى عنه الدمياطي. وقد توفي بدمشق سنة 656 هـ
(1)
.
107 -
محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد.
انتقلت إليه مقاليد الأمور في نجد بعد أن كانت في أسرة من قبيلة بني مخزوم ينتهي نسبها إلى أبناء عمومة خالد بن الوليد رضي الله عنه حتى نهاية القرن الثاني
(2)
.
ومحمد هذا ينحدر من سلالته حسان بن سعيد، صاحب الترجمة السابقة في حرف الحاء، وغيره ممن ترجم لهم بهذا المبحث.
ومن أحفاده أيضًا الأمير: عبد الرحمن المخزومي (صاحب نجد) ووالده خالد المُلقَّب لجوده بالسحاب ابن أبي المعالي سليمان بن محمد المعروف بابن الرئيس ابن الحاج جعفر أبي علي الرئيس المنيعي ابن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله ابن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد
(3)
.
ومن أبناء عمومته: مهنا بن فضل بن محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد الذي قفل من (نجد) مع طائفة من بني مخزوم، ونزل ضيفًا على أمير (طيئ) فضل الطائي، وزوجه ابنته البيضاء المُلقَّبة بالفاطر
(4)
.
(1)
الوافي بالوفيات ج 2 ص 120، انظر: ترجمة جده الأعلى: محمد بن نصر بن صغير في هذا المبحث.
(2)
مرآة جزيرة العرب ج 2 ص 318.
(3)
مرآة جزيرة العرب ج 2 ص 318، صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطمية الأخيار ص 6، ترجمة: عبد الرحمن المخزومي -صاحب نجد- بحرف العين من هذا المبحث.
(4)
أخبار الخلفاء لابن الساعي ص 138، 139، الروض البسام ص 10، 17، 18.
108 -
محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الفتح بن جلال الدين الخالدي، الكشي، السمرقندي، المشهور بملَّا شاه سيد عاشق، ينتسب إلى سيف الله خالد بن الوليد المخزومي. قدم حلب في سنة 945 هـ متوجهًا إلى مكة هو وولده عبد الرحيم، وكان اشتغاله إذ ذاك بمطالعة شرح الفصوص للملَّا جامي، وبكتابة حاشية على شرح الجامي للكافية. كان شيخًا معمرًا نحيف البدن، محققًا، مدققًا، متواضعًا، سخيًا، ذا حسب ونسب. قرأ على أكابر العلماء مثل ملَّا عبد الغفور اللاري أجل تلامذة عبد الرحمن الجامي، ورافق عصامًا البخاري، وملَّا حنفي السمرقندي شارح (آداب البحث) للقاضي عضد في القراءة على المسعودي. وكان جده جلال الدين المذكور شيخًا يقتدى به، وتيمور من جملة خدمه قبل السلطنة. مات بنفس سنة 945 هـ وكتب على ضريحه رضي الدين محمد بن يوسف الحلبي بيتين هما:
مات الإمام الخالدي فساءنا
…
يوم النوى والحزن عاد مخلدا
وأصيب في العام الذي تاريخه
…
قد طاب مثواه الرحيب ووطدا
(1)
109 -
محمد صنع الله المعروف بالديري الحنفي والخالدي المقدسي، ونسبه كاملًا هو: محمد صنع الله بن خليل ابن القاضي شرف الدين بن عبد القادر بن طه بن صالح بان يحيى بن محمود نجم الدين أبي البركات الديري بن زين الدين بن عبد القادر بن زين الدين عبد اللطيف بن شمس الدين ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الله بن جمال الدين عبد الوهاب بن سعد الدين بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن صالح بن علي ابن جعفر بن مصلح بن غانم بن أوفى بن سليمان بن جعفر بن محمد ابن الصحابي الجليل الفاتح الشهير سيف الله ليث بني مخزوم خالد بن الوليد رضي الله عنه، الخالدي المخزومي المقدسي.
كان أحد الأفاضل الأنجاب والنبهاء المتوقدة الألباب، طلب العلم وارتوى من
(1)
در الحب في تاريخ أعيان حلب ج 2 ص 194، 195، 196.
مناهله، وجد واجتهد، وتولى رئاسة الكتابة في محكمة القدس، كما سبق لآبائه ذلك مع الخط الحسن والنفس النفيسة، وأصلهم من الدير قرية من قرى نابلس.
كان للمترجم له تقييد في المسائل، فقيهًا، كريمًا، سخيًا، حليمًا.
ووقف في القدس وقفًا، وعين منه مبرات للفقراء، وخبزًا وطعامًا، وقراءات، وعمر سبيل ماء.
كانت وفاته في سنة 1139 هـ ودفن بتربة باب الرحمة، وترك أولادًا منهم الشيخ: خليل
(1)
.
110 -
محمد بن سعيد بن زيد الخالدي المخزومي القرشي: كان أميرًا على بيشة، وعندما احتلها (حميضة) و (رميثة) ابنا أبي نمي بعد هروبهما من مكة إليها عند عودة أبي الغوث إلى مكة قتلا أمير بيشة المذكور في بلدة المراغة فوق الثنية التي كان قد أعاد بناءها بنو خالد قبل استقرارهم في وادي (ترج) في حوران، والمسمى
(2)
.
111 -
محمد بن طاهر بن محمد بن جعفر بن نصر بن عثمان بن سعيد بن عبد الله ابن عبد المنان بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
توطن والده بسمرقند في آخر عمره وتوفي بها ظهر نصف صفر سنة 501 هـ.
أخبر المترجم له عن والده فقال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا الفقيه الخواقندي قال: أخبرنا منصور بن حكيم الإرشيارياني قال: حدثنا جعفر بن نسطور رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من مشى إلى خير حافيًا فكأنما مشى على أرض الجنة، وتستغفر له الملائكة، وتسبح أعضاؤه، فإن حدث له في ذلك كان له أجر شهيد)
(3)
.
(1)
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر ج 2 ص 217، 218، انظر: ترجمة حفيده الشيخ: خليل جواد السابقة بحرف الخاء.
(2)
إمتاع السامر ص 16، 17.
(3)
القند في ذكر علماء سمرقند ص 165، انظر ترجمة والده السابقة في حرف الطاء.
112 -
محمد بن طاهر الخالدي: كان من كتاب محكمة القدس الذين أعادهم العثمانيون بعد عودتهم لبيت المقدس عام 1256 هـ
(1)
. وهو من عائلة آل الخالدي بالقدس التي ينتهي نسبها إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه
(2)
.
113 -
محمد بن عبد الأحد بن محمد بن عبد الأحد بن عبد الرحمن بن عبد الخالق بن مكي بن يوسف بن محمد الشمس أبو الفضائل ابن القاضي الزين أبي المحاسن المخزومي الخالدي نسبًا، العلوي سبطًا، الحراني الأصل، الحلبي ثم المصري، الحنبلي، ويعرف باسم أبيه وبابن الشريفة. ولد فيما قيل ليلة الجمعة: 6 شوال سنة 792 هـ بحلب، ونشأ بها فقرأ القرآن، وتفقه بأبيه فبحث عليه نصف المقنع، ثم أكمله إلا قليلًا في القاهرة على الشمس الشافعي. وكذا أخذ ألفية ابن عبد المعطي بحثًا عن أبيه وكثيرًا من ألفية ابن مالك عن يحيى العجيسي. وبحث في أصول الدين على الشمس ابن الشماع الحلبي وفصل. ونظم الشعر وكتب في توقيع الدست بحلب والقاهرة، ونظم العمدة لابن قدامة في أرجوزة. ومات بصفد وهو كاتب سرها في شعبان سنة 841 هـ
(3)
.
113 -
محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي القرشي: هو الذي يكنى به والده: عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي القرشي.
وينتهي إليه نسب الزمول من بني خالد الذين منهم شيوخ بني خالد في الشام.
ومنهم الصبيحات (آل صبيح)
(4)
114 -
محمد حسن بن عبد الرحمن بن يوسف بن محمد علي بن عبد الرحمن ابن عبد الله بن ملَّا حسين الخالدي المخزومي.
(1)
بلادنا فلسطين ج 10/ 2 ص 357.
(2)
انظر: الروض البسام ص 17، ترجمة الشيخ خليل الخالدي بحرف الخاء من هذا المبحث.
(3)
الضوء اللامع ج 7 ص 278، إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء ج 5 ص 211.
(4)
الطبقات للعصفري ص 245، عشائر الشام ج 2 ص 447، مرآة جزيرة العرب ج 2 ص 318، 319.
أحد أبناء (سلطان العلماء) الشيخ عبد الرحمن بن يوسف الخالدي، صاحب الترجمة السابقة بحرف العين الذي ينتهي نسبه إلى الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه وهو من أهل الفضل وخير خلف لخير سلف.
ذكر حسين العباسي أنه ما زال في لنجة
(1)
.
115 -
محمد شريف بن عبد الرحمن بن يوسف بن محمد علي بن عبد الرحمن ابن عبد الله بن ملَّا حسين الخالدي المخزومي.
والده: الشيخ عبد الرحمن الدي ينتهي نسبه إلى الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه، صاحب الترجمة السابقة بحرف العين من هذا المبحث.
كان محمد شريف هذا من أهل الفضل، ومن تجار دبي. وقد توفي وله أولاد
(2)
.
116 -
محمد علي بن عبد الرحمن بن يوسف بن محمد علي بن عبد الرحمن بن عبد الله بن ملَّا حسين الخالدي المخزومي.
والده: الشيخ عبد الرحمن صاحب الترجمة السابقة بحرف العين من هذا المبحث، الذي ينتهي نسبه إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه.
ولد المترجم له في لنجة سنة 1342 هـ، وكان عالمًا جليلًا، خلف والده في السير في درب المفاخر، وامتد إليه لقب (سلطان العلماء) على لسان الناس كأبيه، وكان قد تعلم الفقه والحديث والتفسير والنحو على يد أبيه الشيخ عبد الرحمن، ثم رحل إلى الهند، ومصر، وأماكن أخرى طالبًا للعلم حتى صار متضلعًا، كامل الأستاذية، وقام بالتدريس بعد وفاة والده، فكان خير خلف لخير سلف، وشيّد المدرسة ببناء جديد، ووسعها ثانية حتى بلغت مائة حجرة من حجر النوم، ومطبخ، وغير ذلك، ورتب للطلاب جرايات،
(1)
انظر: ترجمة والده السابقة، تاريخ لنجة لحسين العباسي ص 51.
(2)
انظر: ترجمة والده السابقة، تاريخ لنجة لحسين العباسي ص 51.
ونظم الأمور على أحسن ما يكون، وبذل جهده في التدريس حتى غدت مدرسته ذات امتياز، وذكر في آفاق إيران، وبلغ من يقصدها مائة من طلاب العلم، وما زال حيا راعيًا للعلم الشرعي، وله تآليف جمة، ويعيش حاليًا في دبي مهاجرًا بسبب بعض الظروف الطارئة، يرعى المدرسة عن بعد، ويعتزم تطويرها، وجعلها محورًا للنشاط الخيري والعلمي، ومجلسه الذي في دبي شعاع علم لا ينقطع
(1)
.
117 -
محمد بن عبد العزيز بن محمد القيسراني، تقي الدين.
ونسبه كاملًا هو: محمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد ابن خالد بن محمد بن نصر بن صغير بن داغر بن نصر بن داغر بن محمد بن خالد بن نصر بن داغر بن عبد الرحمن بن المهاجر بن خالد بن الوليد رضي الله عنه المخزومي.
سمع من الأبرقوهي السيرة النبوية. قال ابن حجر
(2)
: نقلت ذلك من خط محمد ابن يحيى بن سعد من رجال الحديث بحلب سنة 748 هـ.
118 -
محمد بن جمال الدين عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن مصلح الديري الخالدي، شمس الدين المقدسي.
ونسبه كاملًا هو: محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن مصلح بن أبي بكر بن سعد الدين القاضي ابن علي بن جعفر بن مصلح بن غانم بن أوفى بن سليمان بن جعفر ابن محمد بن خالد بن الوليد رضي الله عنه.
مولده في حدود سنة 750 هـ واستوطن بيت المقدس، واشتغل واجتهد، ومهر في العلوم، وصار من أعيان العلماء، ولما مات ناصر الدين بن العديم جيء به على البريد
(1)
انظر: ترجمة والده سابقة الإشارة، تاريخ لنجة لكاملة القاسمي ج 1 ص 330، تاريخ لنجة لحسين بن علي العباسي ص 47، 48.
(2)
الدرر الكامنة ج 4 ص 136، انظر: ترجمة والده السابقة بحرف العين من هذا المبحث.
من القدس وولي قضاء الديار المصرية سنة 819 هـ، فعظم أمره، ونفذت كلمته، ثم صرف عن القضاء باختياره واعتذر بكر سنة. وقد ذكره السيوطي في حسن المحاضرة.
أخذ عنه ابنه: سعد الدين الديري. قال (الجامع): ذكره الحافظ ابن حجر في المجمع المؤسس
(1)
وقال: إنه اشتغل بالعلم وواظب فمهر في الفنون، وناظر العلماء، وكتب الخط الحسن، وكان أبوه تاجرًا واشتغل هو بنفسه
…
ودخل القاهرة مرارًا واشتهرت فضائله، وولي القضاء بالقاهرة في جمادى الأولى سنة 819 هـ
(2)
، ثم المشيخة بالمؤيدية سنة 822 هـ. وسافر في رجب سنة 827 هـ إلى بيت المقدس فمات في تاسع ذي الحجة من تلك السنة في القدس
(3)
.
وقد ذكر بعض أصحاب التراجم في ترجمته (العبسي) ظنا أنه من (عبس) لوجود (المخزومي) في عبس؛ في حين أنه من مخزوم من كعب بن لؤي
(4)
القرشيين؛ لأن خالد بن الوليد رضي الله عنه منهم.
و (الديري) نسبة إلى (الدير) وهي قرية بمردا من جبل نابلس
(5)
.
119 -
محمد بن عبد الله بن عبد الجبار، أبو عبد الله الجيلي الخالدي، من أولاد خالد بن الوليد سيف الله. يعرف أبوه بأمير.
شيخ من الأعزة المتورعين المحتاطين، سافر كثيرا على سبيل الزيارة والاعتبار كما يفعل السالكون. له كلام في علوم المعرفة. أقام بقزوين مدة في الجامع في الصف المقدم،
(1)
المجمع المؤسس والمعجم المفهرس مخطوط بدار الكتب المصرية.
(2)
جاء في المصدر أنه ولي القضاء بالقاهرة سنة 829 هـ ولكن الصحة أنه سنة 819 هـ كما جاء في حاشية كتاب (العلماء العزاب) لعبد الفتاح أبو غدة ص 230.
(3)
الفوائد البهية في تراجم الحنفية مع التعليقات السنية على الفوائد البهية ص 78، 79، 179، انظر: ترجمة ابنه إبراهيم ومصادرها في حرف الألف من هذا المبحث، وترجمة ابنه سعد الدين سعد الديري ومصادرها في حرف السين من هذا المبحث.
(4)
لب اللباب في تحرير الأنساب للسيوطي ج 2 ص 244 ط الأولى سنة 1411 هـ - 1991 م - دار الكتب العلمية -بيروت.
(5)
تاج العروس ج 3 ص 331، العلماء العزاب ص 229 حاشية (2).
ثم انتقل إلى (اشترين) من قرى (قزوين) وبقي هناك سنين يزرع، ويطعم من ريعه الزائرين، والسائلين من الفقراء، وغيرهم، ويرتفق به الخلق الكثير.
ثم عاد إلى (قزوين) وسمع الحافظ أبا موسى المديني أحاديث سنة 580 هـ، وسمع بفزوين زاد العابدين الكاشغري، عن عبد الله بن إسماعيل الجرجاني بروايته، عن أبي غانم أحمد بن عمرويه العمروي، عن هبة الله الزاذاني، عن أبي الحسام الطبري، عن المصنف
(1)
.
120 -
محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن خالد بن محمد بن نصر المخزومي، الحلبي الأصل، المعروف بابن القيسراني، شرف الدين ابن الصاحب فتح الدين المخزومي.
ونسبه كاملًا هو: محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن خالد بن محمد بن نصر ابن صغير بن داغر بن نصر بن داغر بن محمد بن خالد بن نصر بن داغر بن عبد الرحمن ابن المهاجر بن خالد بن الوليد رضي الله عنه الخالدي المخزومي.
ولد بحلب سنة 648 هـ، وسمع من ابن عبد الدائم، وإبراهيم بن خليل، والفقيه البونيني، وغيرهم. وتعانى الكتابة، وولي كتاب السر بحلب، وكان كثير التلاوة، حسن النظم والنثر.
قال الذهبي: كان رئيسًا دينًا، متواضعًا، كيسًا، كثير المحاسن.
مات في رمضان سنة 707 هـ.
وذكر الصفدي عن ابن سيد الناس أن ابن القيسراني توجه مع السلطان في وقعة (غازان) أو غيرها. قال: ورأيته في المنام كأنه منصرف عن الوقعة وقد انصرف فأخبرني بالفتح فنظمت بيتين فاستيقظت وأنا أحفظ الأول منهما وهو:
(1)
التدوين في أخبار قزوين ج 1 ص 429، 430.
الحمد لله جاء النصر والظفر
…
واستبشر النيران الشمس والقمر
وكتب إليه بذلك، فكتب لي جوابًا فيه:
له مآرب بالرشد في يقظاته
…
وفي النوم يهديه لخير الطرائق
فإن قام لم يدأب لغير فضيلة
…
وإن نام لم يحلم بغير الحقائق
(1)
وللمترجم له من كتاب في وفاء النيل: (وأقبلت زيادته فعلم أن شبيبته العام في إقبال ولجت لجته في علو، فتلا مشاهدها، وترى الجبال، وعم بحسن روائه وأروائه فحاجا، وسقاها على ظمأ ماء ثجاجًا، وزار العذب الفرات على الملح الأجاج أمواجًا، وروى بلادًا لو جاءها ماء عذب غيره لذهب ولم ينقع منها صاديا، وأنشد لسان حاله، ومن ورد البحر استقل السواقيا، وكسا البلاد حلة جمة المحاسن، وماثلها بالجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن، وأحيى الأرض بعد موتها بزيارته التي حصلت، وقتل المحل بأمواجه المحمرة، فقيل حمرتها من دماء من قلت، ولما أقدم على البلاد وتجسر، وجرى على رأسه من شاهق فتكسر، تسلسل ماؤه المطلق في المسالك، ومر به النسيم فاعتل لذلك، فلهذا أصبحت الآمال عليه عاكفة، والغصون في حضرته واقفة، والوهاد متقلدة منه أبهى من العقد في النحر، وكلما جرى حديثه وكيف جرى، يقال حدث بما شئت عن البحر)
(2)
.
121 -
محمد بن عبد الملك الخالدي.
عربي من ذرية الصحابي خالد بن الوليد المخزومي، مجود وفقيه، واحد القراء المشهورين في عصره، قرأ الكتب الدراسية على والده، وأخذ عنه القراءة والتجويد
(1)
الدرر الكامنة ج 4 ص 100، 101، ج 3 ص 481، إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء ج 4 ص 498، الوافي بالوفيات ج 3 ص 370، بلادنا فلسطين ج 7/ 2 ص 633، انظر: ترجمة جده الأعلى: محمد بن نصر بن صغير.
(2)
تذكرة النبيه ج 1 ص 281.
واجتهد فيها، ثم تلقى الذكر عنه واستفاض، ثم صرف عمره في الدرس والإفادة. وكان يتصف بالعفاف والقناعة باليسير، ولم يمد يده لأحد من الملوك والأمراء.
مات في رابع عشر من رجب سنة أربع وثمانين وتسعمائة ببلدة (اكَرة)
(1)
.
122 -
محمد بن عبد الواحد بن عبد الجليل بن علي القاضي زكي الدين أبو بكر المخزومي اللبني الشافعي ولي قضاء بانياس، وبصرى، وبعلبك. وله فضائل مشاركات. حكى أنه من ذرية خالد بن الوليد رضي الله عنه وله نظم. وتوفي سنة 658 هـ
(2)
.
123 -
محمد بن عمر بن محمد بن العباس بن علي، الأديب، أبو الفضل الخالدي المخزومى القرشي الاشتيخني
(3)
السفدي السمرقندي.
كان أديبًا، نحويا، بارعًا، صالحًا، خيِّرًا، سريع الدمعة، كتب بنفسه أمالي سمرقند ولد سنة 493 هـ ونوفي سنة 560 هـ أو ما دونها
(4)
.
124 -
محمد بن محمد بن خالد بن محمد بن نصر بن صغير بن داغر، عز الدبن، أبو حامد المخزومي الحلبي القيسراني.
وهو ابن حفيد الأديب: محمد بن نصر بن صغير بن داغر بن نصر بن داغر بن محمد بن خالد بن نصر بن داغر بن عبد الرحمن بن المهاجر بن خالد بن الوليد، المخزومي، الخالدي، الحلبي، المُلقَّب شرفي الدين، أبو المعالي، عدة الدين، المعروف بابن القيسراني.
والمترجم له كاتب مشهور، وينعت بالعز، مولده بحلب في 21/ 4/ 591 هـ.
(1)
علماء العرب في شبه القارة الهندية ليونس الشيخ إبراهيم السامرائي ص 361 مطبعة الخلود - بغداد.
(2)
الوافي بالوفيات ج 4 ص 64.
(3)
اشتيخن من قرى صغد سمرقند، انظر: معجم البلدان.
(4)
الوافي بالوفيات ج 4 ص 246، الجواهر المضيئة في طبقات الحنفية ج 3 ص 291.
كان مبجَّلًا، سليم الصدر، دمث الأخلاق، حسن الظن. سمع من أبي حفص بن طبرزد، وحدث عنه، وتقدم عند ملك دمشق: الناصر يوسف بن الملك العزيز صاحب حلب، ووزر له بدمشق. سأله الإمام جمال الدين أبو حامد محمد بن الصابوني عن مولده فأخبره بأنه كان في 21/ 1/ 591 هـ بحلب.
توفي في دمشق في 29 رمضان سنة 656 هـ، ودفن بجبل قاسيون
(1)
.
125 -
محمد صنع الله الخالدي ابن المحقق العلَّامة الشيخ محمد صنع الله الكبير ابن خليل بن القاضي شرف الدين الديري الخالدي.
ونسبه كاملًا هو: محمد صنع الله بن محمد صنع الله بن خليل ابن القاضي شرف الدين بن عبد القادر بن طه بن صالح بن يحيى ابن قاضي القضاة محمود نجم الدين أبي البركات الديري ابن زين الدين بن عبد القادر بن زين الدين عبد اللطيف بن شمس الدين ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الله بن جمال الدين عبد الوهاب بن سعد الدين ابن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن صالح بن علي بن جعفر بن مصلح بن غانم بن أوفى بن سليمان بن جعفر بن محمد ابن الصحابي الجليل الفاتح الشهير سيف الله المسلول ليث بني مخزوم خالد بن الوليد رضي الله عنه الخالدي -وهو عم محمد ابن خليل الذي هو جد جد خليل جواد.
ولد المترجم له سنة 140 اهـ بعد وفاة أبيه فلذلك سمي باسم أبيه.
كان رحمه الله عالمًا، عاملًا، زاهدًا، تقيًا، بارعًا في العلوم، خصوصًا الفقه والعربية. أخذ وتلقى عن صفوة من أعلام الأزهريين، وأجازه كثير من أجلاء المصنفين:
(1)
الوافي بالوفيات ج 1 ص 141، تكملة إكمال الإكمال ص 241، 242، انظر: ترجمة جده: خالد بحرف الخاء من هذا المبحث، وترجمة جده: محمد بن نصر بن صغير بحرف الميم بهذا المبحث، تراجم القرنين - السادس والسابع - المعروف بالذيل على الروضتين ص 201.
قرأ على العلَّامة الشيخ: أحمد الجوهري الخالدي الأزهري
…
حج سنة 1178 هـ. وتوفي سنة 1205 هـ، ودفن بتربة (مأمن الله) خارج القدس، وترك ثلاثة من الذكور هم: محمد، وموسى، وعمر. وأكبرهم محمد
(1)
.
والمترجم له أحد عمومة الشيخ: خليل جواد صاحب الترجمة السابقة بحرف الخاء في هذا المبحث
(2)
.
126 -
محمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بكر القاضي شرف الدين بن المعين بن البهاء بن التاج بن المعين المخزومي الدماميني المالكي، ابن حفيد أبي بكر سابق الذكر، وأبو بكر هذا هوأبو بكر بن محمد بن سليمان بن جعفر بن يحيى بن حسين بن محمد ابن أحمد بن أبي بكر بن يوسف بن علي بن صالح بن إبراهيم بن سليمان بن خالد بن الوليد المخزومي.
كان المترجم له قاضي الإسكندرية ووكيل بيت المال، وناظر الجيوش والخاص بمصر. توفي بها في 27 محرم سنة 803 هـ
(3)
.
127 -
محمد شيخ الإسلام شمس الدين أبو عبد الله بن شمس الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الله الديري الخالدي الحنفي.
ونسبه كاملًا هو: محمد شيخ الإسلام شمس الدين أبو عبد الله بن شمس الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن مصلح بن أبي بكر بن سعد القاضي ابن علي بن جعفر بن مصلح بن غانم بن أوفى بن سليمان بن جعفر بن محمد ابن خالد بن الوليد رضي الله عنه الديري الخالدي الحنفي.
(1)
أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث ص 214 - 217، انظر: ترجمة والده/ محمد صنع الله في سلك الدرر ج 2 ص 217، 218.
(2)
انظر: ترجمة الشيخ: خليل جواد السابقة بحرف الخاء من هذا المبحث.
(3)
الدليل الشافي على المنهل الصافي ج 2 ص 680، الضوء اللامع ج 9 ص 63، النجوم الزاهرة ج 13 ص 23، 24، انظر: تسلسل نسب أبي بكر في ترجمة ابنه/ عبد الله السابقة بحرف العين من هذا المبحث وتكملة نسبه في ترجمته بحرف الألف من هذا المبحث.
ولد في القدس سنة 770 هـ، وبرع، ودرس، وأفتى.
توفي في ثالث عشر جمادى الآخرة سنة 849 هـ
(1)
.
128 -
محمد بن محمد صنع الله الخالدي ابن المحقق العلَّامة الشيخ محمد صنع الله الكبير بن خليل ابن القاضي شرف الدين الديري الخالدي.
ونسبه كاملًا هو: محمد بن محمد صنع الله بن محمد صنع الله بن خليل ابن القاضي شرف الدين بن عبد القادر بن طه بن صالح بن يحيى بن محمود نجم الدين أبي البركات الديري ابن زين الدين بن عبد القادر بن زين الدين عبد اللطيف بن شمس الدين شيخ الإسلام محمد بن عبد الله بن جمال الدين عبد الوهاب بن سعد الدين بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن صالح بن علي بن جعفر بن مصلح بن غانم ابن أوفى بن سليمان بن جعفر بن محمد بن الصحابي الجليل الفاتح الشهير سيف الله المسلول ليث بني مخزوم خالد بن الوليد رضي الله عنه.
ولد سنة 1174 هـ -وهو أكبر إخوانه سنا- وقد تبحر في العلم، وأجازه والده، ومحدث الشام الشيخ: محمد بن عبد الرحمن الكزبري. وتوفي سنة 1205 هـ
(2)
.
129 -
محمد بن نصر بن صغير بن داغر بن نصر بن داغر بن محمد بن خالد بن نصر بن داغر بن عبد الرحمن بن المهاجر بن خالد بن الوليد المخزومي الخالدي، الحلبي، المُلقَّب شرف الدين، أبو المعالي، عدة الدين، المعروف بابن القيسراني.
شاعر مجيد، وأديب متفنن، وكان وابن المنير الطرابلسي شاعرا الشام. له ديوان شعر - خ - صغير.
(1)
التعليقات السنية بحاشية الفوائد البهية في تراجم الحنفية ص 79، انظر: ترجمة والده السابقة ومصادرها، ترجمة أخيه: إبراهيم السابقة ومصادرها بحرف الألف من هذا المبحث.
(2)
انظر: ترجمة والده في أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث ص 214 - 217، وفي حرف الميم من هذا المبحث، ترجمة جده في سلك الدرر ج 2 ص 217، 218.
أصله من حلب، ومولده بعكا، وقد تولى في دمشق إدارة الساعات التي على باب الجامع الأموي، ثم تولى في حلب خزانة الكتب.
والقيسراني نسبة إلى (قيسارية) في ساحل سورية، نزل بها فنسب إليها، وانتقل عنها بعد استيلاء الإفرنج على بلاد الشام.
ولد سنة 478 هـ، وتوفي بدمشق ليلة الأربعاء 21 شعبان سنة 548 هـ، ودفن بمقبرة باب الفراديس بدمشق
(1)
.
ومن شعره قصيدة في مدخ تاج الملوك بوري مجير الدين، صاحب دمشق، أنشده إياها عند كسرة الفرنج على دمشق في أواخر سنة 523 هـ يقول فيها:
وقفت في الجيش والأعلام خافقة
…
بالنصر كل قناة فوقها علم
يحوطك الله صونًا عن عيونهم
…
والله يعصمهم من بالله يعتصم
إلى أن يقول:
والنصر دانٍ وخيل الله مقبلة
…
ترجو الشهادة في الهيجا وتغتنم
صاب الغمام عليهم والسهام معًا
…
فما دروا أيها الهطالة الديم
(2)
130 -
محمد روحي بيك الخالدي.
ونسبه كاملًا هو: محمد روحي بن محمد بن ياسين بن محمد بن علي بن خليل ابن محمد صنع الله بن خليل ابن القاضي شرف الدين بن عبد القادر بن طه بن صالح
(1)
ذيل مرآة الزمان 3/ 441، 442، معجم الأدباء 7/ 112، شذرات الذهب 4/ 150، وفيات الأعيان 4/ 458، الكامل في التاريخ 11/ 114، مرآة الزمان وعبرة اليقظان 3/ 287، خريدة القصر وجريدة العصر 1/ 96 - 160، تكملة أكمال الإكمال ص 241، الأنساب للسمعاني ص 468، عيون التواريخ 12/ 456، 461، البداية والنهاية 12/ 226، إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 4/ 224، الوافي بالوفيات 5/ 112، تاريخ ابن القلانسي ص 322، التحبير في المعجم الكبير 2/ 242 - 244، زبدة الحلب من تاريخ حلب 2/ 293، 299، معجم البلدان 2/ 653، النجوم الزاهرة 5/ 302، بلادنا فلسطين 7/ 2/ 197، 730، معجم الأعلام 618، 804.
(2)
بلادنا فلسطين ج 2/ 1 ص 630.
ابن يحيى بن محمود نجم الدين أبي البركات الديري ابن زين الدين بن عبد القادر بن زين الدين عبد اللطيف بن شمس الدين ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الله بن جمال الدين عبد الوهاب بن سعد الدين بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن صالح ابن علي بن جعفر بن مصلح بن غانم بن أوفى بن سليمان بن جعفر بن محمد ابن الصحابي الجليل الفاتح الشهير سيف الله المسلول ليث بني مخزوم خالد بن الوليد رضي الله عنه الخالدي المخزومي.
من عائلة آل الخالدي الشهيرة بمن أنجبت من أدباء، وعلماء، وفقهاء، ومربين، ومؤرخين. منهم في القرن السابع صلاح الدين أيبك الصفدي الخالدي، صاحب الوافي بالوفيات، ومنهم الشيخ راغب الخالدي مؤسس المكتبة الخالدية المشهورة في القدس -صاحب الترجمة السابقة بحرف الراء من هذا المبحث - ومنهم الشيخ خليل جواد الخالدي -صاحب الترجمة السابقة بحرف الخاء من هذا المبحث.
والمترجم له من رجال السياسة، وقد ولد بالقدس سنة 1281 هـ وتوفي سنة 1331 هـ. له تصانيف منها (العالم الإسلامي) نشر منها قسمًا كبيرا في جريدة المؤيد المصرية، و (علم الأدب عند الإفرنج والعرب. ط) و (أسباب الانقلاب العثماني وتركيا الفتاة. ط) و (رحلة إلى الأندلس، ط) و (المسألة الشرقية. ط) و (علم الألسنة - خ) و (تاريخ الصهيونية - خ) وكلاهما في المكتبة الخالدية بالقدس، و (الكيمياء عند العرب. ط)
(1)
.
(1)
مصادر الدراسة الأدبية ج 2 ص 333، الأعلام الشرقية ج 2 ص 935، الأعلام للزركلي ج 3 ص 24، 25، معجم الأعلام ص 237، 275، رجال من فلسطين ص 71، 203، 263، 265 - 270، بلادنا فلسطين ج 10/ 2 ص 51، 143، 363، 369، معجم أسماء العرب ج 1 ص 497، الموسوعة العربية الميسرة ص 749، انظر: ترجمة عمه لأبيه: يوسف ضياء الدين محمد بن علي بن خليل بن محمد صنع الله الديري الخالدي بحرف الياء من هذا المبحث، وترجمة: حفيد محمد صنع الله الشيخ: خليل جواد بن بدر ابن مصطفى بن خليل بن محمد صنع الله الخالدي السابقة بحرف الخاء، وترجمة جده الأعلى: محمد صنع الله بن خليل الديري الخالدي بحرف الميم من هذا المبحث.
131 -
محمد الخالدي.
قاضي بلدة أرضروم. كان ممن أعادهم العثمانيون بعد عودتهم لبيت المقدس
(1)
.
والحاج محمد هذا من عائلة آل الخالدي بالقدس التي ينتهي نسبها إلى الصحابي الجليل خالد بن الوليد المخزومي القرشي
(2)
.
132 -
محمود بن حسان بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي، المنيعي، أبو القاسم، رئيس الرؤساء بنيسابور، ابن الحاجي أبي علي، كبير محتشم، من بيت الرئاسة والنعمة والثروة والمروءة والجاه العريض عند السلطان والرعية، تصرف في الأعمال الجليلة له، وزاحم الصدور الكبار بحشمة أبيه واستظهاره بالنعمة والتمكن والقدرة، تقلد الرئاسة في أيام السلطان ألب أرسلان دخل البلد فأجرى الأمور على مجاريها.
توفي بمرو الروذ شهور سنة 471 هـ.
سمع من أبيه، ومن مشايخ مرو الروذ، وسمع بنيسابور من السيد أبي الحسن محمد ابن محمد بن زيد البغدادي
(3)
.
133 -
محمود عزيز الخالدي.
كان من المدعويين إلى الاجتماع الذي عقد في المنتدى الذي أسس عام 1918 م، والذي حث فيه إسعاف النشاشيبي إلى جمع المال بالتبرعات، ودعا إلى إيجاد حالة من الاضطراب المتواصل ضد اليهود كوسيلة لمحاربة الهجرة اليهودية.
وكان محمود عزيز الخالدي ينتمي لعدة جمعيات سرية تعمل على اغتيال بعض زعماء اليهود
(4)
.
(1)
بلادنا فلسطين ج 10/ 2 ص 357، 358.
(2)
انظر: الروض البسام ص 17.
(3)
انظر: المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور ص 448، ترجمة والده: حسان السابقة بحرف الحاء.
(4)
تاريخ فلسطين الحديث ص 119.
ومحمود الخالدي هذا من عائلة آل الخالدي بالقدس التي ينتهي نسبها إلى خالد بن الوليد
(1)
رضي الله عنه.
134 -
مسافر بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي الخالدي، المعافري، الشافعي، جمال الدين، أبو الفضائل.
ولد سنة 673 هـ، وقيل سنة 674 هـ.
سمع من الرشيد بن أبي القاسم (صحيح البخاري) وغيره، ومن العفيف الدواليبي (المسند) وغيره، ومن الخطيب عز الدين الفاروثي والعفيف ابن مزروع وابن حصين - بفتح الحاء، سمع عليه (صحيح البخاري) و (الموطأ) ومن غيرهم.
سمع منه ابن رجب وذكره في (مشيخته) وقال فيه: (الشيخ الجليل المحترم الكبير القدر المحدث).
وذكلر له الإمام تاج الدين عبد الباقي الواني -الذي مات قبله- ترجمة في جملة تراجم نقلها (البرزالي) من خطه فقال فيه: (روح العراق، وعنده سياسة وصدارة، وله فضائل في فنون منها الخط المنسوب).
توفي في بغداد في شوال سنة 744 هـ
(2)
.
135 -
مسلم بن سعيد بن شاكر بن سعيد بن سعد الله بن سعيد بن قاسم بن أحمد ابن محمود بن أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن جابر ابن علي بن علي بن أحمد بن محمد بن علي بن عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن علي ابن عبد الله بن سالم بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن جبران
(1)
الروض البسام ص 17.
(2)
الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ج 5 ص 115، تاريخ علماء المستنصرية ج 1 ص 258، 381، ج 2 ص 89، تلخيص مجمع الآداب ج 5 ص 220 رقم الترجمة (447)، تاريخ ابن قاضي شهبة ج 2 ص 403، انظر: التعليق الوارد في كتاب (بنو خالد وعلاقتهم بنجد) ص 103 ط الأولى.
ابن علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن جابر بن سالم بن سليمان ابن الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه.
كان إمامًا لجامع زيد بن ثابت في باب السريجة.
وقد توفي سنة 1360 هـ
(1)
.
136 -
مصلت بن مهنا بن فضل بن محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد الخالدي المخزومي القرشي.
الابن الأكبر لمهنا بن فضل الخالدي. والدته من بني عم أبيه من بني مخزوم. وله أخوان هما: سليمان، وعيسى، وأمهما: البيضاء بنت فضل بن ربيعة الطائي، أجل الأمراء الطائيين
(2)
.
وإلى مصلت بن مهنا بن فضل الخالدي ينتهي نسب عدد كبير من بني خالد
(3)
.
137 -
مصطفى حامد بن موسى بن محمد صنع الله بن خليل القاضي شرف الدين.
ونسبه كاملًا هو: مصطفى حامد بن موسى بن محمد صنع الله بن خليل القاضي شرف الدين بن عبد القادر بن طه بن صالح بن يحيى بن محمود نجم الدين أبي البركات الديري ابن زين الدين بن عبد القادر بن زين الدين عبد اللطيف بن شمس الدين ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الله بن جمال الدين عبد الوهاب بن سعد الدين بن محمد ابن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن صالح بن علي بن جعفر بن مصلح بن غانم بن أوفى بن سليمان ابن جعفر بن محمد ابن الصحابي الجليل الفاتح الشهير سيف الله ليث بني مخزوم خالد بن الوليد رضي الله عنه.
(1)
انظر: علماء دمشق وأعيانها في القرن الثالث عشر الهجري ج 2 ص 727، 728، ترجمة والده في حلية البشر ج 2 ص 669، أعيان دمشق ص 133 - 134.
(2)
أخبار الحلفاء ص 138، 139، الروض البسام ص 9، 10.
(3)
الروض البسام ص 9، 10.
كان شهمًا، فاضلًا، ذا ديانة، ورياسة، عظيم القدر، تقيا. تلقى الفرائض من سليمان أفندي بن أحمد البوزقيري. وتلقى طرفًا من الأمهات والشفاء، والأربعين النووية، وكتاب الشمائل للترمذي عن العالم المحدث: يوسف بن بدر الدين المدني.
وقد أجازه محمد الأمير. كما أجازه جماعة منهم يوسف بدر الدين المذكور، ومحدث الشام الشيخ: حامد بن أحمد العطار، ووالده موسى الخالدي.
وكان المترجم له معروفًا بفضله وعلو قدره، وجاهه، وعراقة مجده، ولا عجب فهو من أهل بيت جميعهم علماء ذوو دين وتقوى. كانت ولادته قبل سنة 1202 هـ وكان قاضيَا بالقدس. وتوفي رحمه الله سنة 1260 هـ ودفن بباب الأسباط قرب الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عنه
(1)
.
138 -
مصطفى الخالدي.
من عائلة آل الخالدي المشهورة التي سبقت الترجمة لعدد من رجالاتها وينتهي نسبها إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه من القدس، ومن رجال القانون والقضاء في محكمة الاستئناف، ومحكمة العدل العليا.
كان وافر الآداب، كريم الخلق، ترى فيه أمانة القاضي، ووداعة الصديق.
تقاعد في خلال الحرب العالمية الثانية، واختير رئيسًا لمجلس بلدية القدس بعد أن نفي رئيسها السابق الدكتور: حسين فخري الخالدي إلى سيشل في أواخر سنة 1937 م
(2)
.
139 -
موسى بيك كامل حلب، المشهور بابن أسعنديار الخالدي؛ لأنه من ذرية خالد ابن الوليد رضي الله عنه.
(1)
أعلام الفكر الإسلامي ص 234، 235، انظر: ترجمة جده محمد صنع الله المعروف بالخالدي المقدسي السابقة، وترجمة حفيده الشيخ: خليل جواد السابقة بحرف الخاء.
(2)
رجال من فلسطين ص 184، 185، بلادنا فلسطين ج 10/ 2 ص 143، 203، ج 3/ 2 ص 75، 505، انظر: الروض البسام ص 17، مصادر الدراسة الأدبية ج 2 ص 333.
كان يتواضع لأهل العلم، ويتحاشى أصحابه عن كثير من المظالم. عزل عن حلب، ثم حج بعد مدة، ثم مر بها، ثم غزا الكرج بالاتحاد السوفييتي، فقتلوه سنة 949 هـ
(1)
.
140 -
موسى شفيق الخالدي.
كان من أعيان المسلمين في القدس الذين قدموا عرائض احتجاج إلى الحاكم طالبين منه التخلي عن مسألة محاولة (ويزمان) إقناع المسلمين ببيع ممر حائط المبكى بمبلغ ثمانين ألف جنيه التي بدأت في أيار من عام 1918 م
(2)
.
وموسى الخالدي هذا من عائلة آل الخالدي بالقدس التي ينتهي نسبها إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه
(3)
.
141 -
موسى الخالدي -الابن الثاني للعلَّامة الشيخ صنع الله الخالدي.
ونسبه كاملًا هو: موسى بن محمد صنع الله بن خليل ابن القاضي شرف الدين بن عبد القادر بن طه بن صالح بن يحيى بن محمود نجم الدين أبي البركات الديري ابن زين الدين بن عبد القادر بن زين الدين عبد اللطيف بن شمس الدين ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الله بن جمال الدين عبد الوهاب بن سعد الدين بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن صالح بن علي بن جعفر بن مصلح بن غانم بن أوفى بن سليمان ابن جعفر بن محمد ابن الصحابي الجليل الفاتح الشهير سيف الله المسلول ليث بني مخزوم خالد بن الوليد رضي الله عنه الخالدي.
كان محققًا، ومصنفًا دقيقًا، تقلد المناصب العالية كقضاء القدس والمدينة النبوية، وتدرج فيها حتى ارتقى إلى الوزارة العلمية وهي: قضاء عسكر أناضولي في عهد
(1)
درر الحب في تاريخ أعيان حلب ج 2 ص 500.
(2)
بلادنا فلسطين ج 10/ 2 ص 235.
(3)
الروض البسام ص 17.
السلطان محمود الثاني، وكان يجله ويعتمد عليه حتى لقد أرسله للفصل في حادثة مهمة وقعت بالقرب من أنطاكية سنة 1247 هـ.
وهو جد يوسف ضياء (باشا) الخالدي لأمه. وقد ذكر في تاريخ الوقائع العثمانية الرسمي.
ولد ليلة الثلاثاء بعد المغرب من الليلة الموفية لعشرين من ربيع الأول سنة 1181 هـ.
وأخذ العلم عن كثير من العلماء الأعلام، منهم الشيخ البديري المقدسي، وأجازه والده بجميع مروياته ومسموعاته، وكان ذا عقل راجح، وله رسائل تدل على طول باعه، وله في القدس وقف على أولاده وذريته. ولم يخلف من الذكور سوى ولده مصطفى رحمه الله.
وقد توفي المترجم له رحمه الله في أنطاكية مسمومًا سنة 1247 هـ
(1)
.
142 -
موسى بن محمد صنع الله الخالدي ابن المحقق العلَّامة الشيخ محمد صنع الله الكبير بن خليل ابن القاضي شرف الدين الديري الخالدي.
ونسبه كاملًا هو: موسى بن محمد صنع الله بن محمد صنع الله بن خليل ابن القاضي شرف الدين بن عبد القادر بن طه بن صالح بن يحيى بن محمود نجم الدين أبي البركات الديري ابن زين الدين بن عبد القادر بن زين الدين عبد اللطيف بن شمس الدين شيخ الإسلام محمد بن عبد الله بن جمال الدين عبد الوهاب بن سعد الدين بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن صالح بن علي بن جعفر بن مصلح بن غانم ابن أوفى بن سليمان بن جعفر بن محمد بن خالد بن الوليد رضي الله عنه.
(1)
أعلام الفكر الإسلامي ص 224، 225، انظر: ترجمة والده السابقة، وكذا ترجمة: خليل جواد السابقة بحرف الخاء.
وموسى هذا هو الابن الثاني للشيخ محمد صنع الله ابن الشيخ محمد صنع الله، واحد أبناء عمومة الشيخ: خليل جواد الخالدي
(1)
.
143 -
المهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي، أمه بنت أنس بن مدرك الخثعمي.
هاشمي المشرب، وكان قائدًا في جيش أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ضد قادة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه يوم صفين. وكان قد شهد مع علي رضي الله عنه موقعة الجمل. وقد استشهد في معركة صفين
(2)
.
144 -
المهاجر بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد رضي الله عنه.
ذكره ابن حزم في (جمهرة أنساب العرب)
(3)
عند ذكره لبعض ذرية خالد بن الوليد رضي الله عنه وذكر أنه روى الزهري عن ابنه خالد، والصحيح أن الذي روى عنه الزهري هو ابن عمه خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد، صاحب الترجمة السابقة بحرف الخاء من هذا المبحث.
145 -
مهنا بن فضل بن محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد الخالدي المخزومي القرشي.
نزل على فضل بن ربيعة الطائي قافلًا من نجد مع طائفة من بني مخزوم، فأكرم مثواه وأعزه، وتوسم فيه النجدة، وعلو الجانب، فزوجه ابنته البيضاء التي تُلقَّب بالفاطر، فأعقب منها ولدان، هما: سليمان، وعيسى.
(1)
انظر: ترجمة والده في: أعلام الفكر الإسلامي ص 214 - 217، وترجمة جده في: سلك الدرر ج 2 ص 217، 218، ترجمة خليل جواد الخالدي في حرف الخاء من هذا المبحث.
(2)
كتاب نسب قريش ص 327، جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 147، تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التاريخ والسير ص 147، الجوهرة في نسب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه العشرة ج 1 ص 76، موجز سيرة خالد بن الوليد لسعيد العرفي ص 107، الطبقات للعصفري ص 245، شخصيات كتاب الأغاني ص 195، سيف الله خالد بن الوليد لمصطفى طلاس ص 447، سيف الله خالد بن الوليد للجنرال أ. أكرم ص 523، التبيين في نسب القرشيين ص 309، العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين ج 7 ص 293.
(3)
جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 147.
وكان له زوجة أخرى من بني عمه أعقب منها ابنه مصلت
(1)
.
حرف النون
146 -
نصر بن محمد بن نصر بن صغير القيسراني.
والده: محمد بن نصر بن صغير بن داغر بن نصر بن داغر بن محمد بن خالد بن نصر بن داغر بن عبد الرحمن بن المهاجر بن خالد بن الوليد الخالدي المخزومي القرشي.
كان نصر بن محمد هذا أديبًا شاعرًا. وقد توفي سنة 625 هـ
(2)
.
147 -
نظيف الخالدي: مهندس بارز. كان أحد مهندسي سكة حديد الحجاز من دمشق إلى المدينة المنورة في العقد الأول من القرن العشرين. وقد توفي خلال الحرب العالمية الأولى. ومن يزور عمان -عاصمة الأردن اليوم- يرى جبلًا امتد إليه العمران الحديث، وكاد يغطيه بالمباني الحديثة، اسم هذا الجبل (جبل النظيف)، وقد أطلق اسم (النظيف) على هذا الجبل؛ لأن المهندس نظيف الخالدي لما كان يعمل في إنشاء سكة الحديد في تلك المنطقة كان يقيم في ذلك الجبل.
وقد كان وقتها ذلك الجبل خاليًا من العمران. ومن مميزاته الجميلة أنه من الجبال المشرفة على (عمان) قرب محطة سكة الحديد
(3)
.
حرف الواو
148 -
وليد بن أحمد سامح الخالدي: كان هو وأخوته نعم الخلفاء لوالدهم رحمه الله وكان وليد أستاذ مادة التاريخ بجامعة أكسفورد
(4)
.
(1)
أخبار الخلفاء ص 138، 139، الروض البسام ص 9، 10، انظر: ترجمة ابنه: مصلت السابقة.
(2)
إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء ج 4 ص 354، زبدة الحلب ج 3 ص 54، انظر: ترجمة والده: محمد ابن نصر بن صغير السابقة بحرف الميم من هذا المبحث.
(3)
رجال من فلسطين ص 270.
(4)
انظر: ترجمة والده أحمد سامح الخالدي السابقة بحرف الألف من هذا المبحث، ومصادرها، تاريخ فلسطين الحديث ص 382.
وقال لي ابن عمه الأستاذ/ فواز بن سعيد بن محمد بن مصطفى بن ناصر بن محمد الخالدي بأن وليد بن أحمد سامح الخالدي هو الذي أنشا مركز الدراسات الفلسطينية في بيروت، وأنه استمر مديرًا لذلك المركز حتى عام 1982 م.
وهو عن عائلة آل الخالدي في القدس التي ينتهي نسبها إلى خالد بن الوليد
(1)
، رضي الله عنه.
149 -
الوليد بن خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي
(2)
: هو أحد أولاد خالد بن الوليد الذين كثروا حتى بلغوا نحو أربعين رجلًا
(3)
.
حرف الياء
150 -
يحيى محيى الدين أبي المحامد بن إبراهيم شمس الدين أبي المجد بن محمد ابن أحمد الخالدي المخزومي الشبذي، نزيل بغداد، المحدث، الصدر العالم، خازن الكتب بالمستنصرية، وهو يحيى بن إبراهيم بن رشيد الدين أبي الفضائل محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن سيف الله خالد بن الوليد المخزومي الشبذي، من البيت المعروف بالعلم والفضل.
ولد ببلاد الترك، ونشأ في خدمة والده، وجده.
سمع من والده، وجده، وجماعة من مشايخ تركستان وما وراء النهر.
توفي ليلة الجمعة 7 رجب سنة 682 هـ
(4)
.
(1)
انظر: الروض البسام ص 17، ترجمة الشيخ: خليل الخالدي بحرف الخاء من هذا المبحث.
(2)
تحفة الألباب شرح الأنساب ج 2 ص 202.
(3)
جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 147، المعارف لابن قتيبة ص 267.
(4)
تاريخ المستنصرية ج 2 ص 79، 80، 124، المشتبه في الرجال وأسمائهم وأنسابهم ج 1 ص 374، تلخيص مجمع الآداب ص 427 - 428 رقم الترجمة:(880).
151 -
يحيى بن إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن خالد بن محمد بن نصر القيسراني المخزومي شهاب الدين.
ونسبه كاملًا هو: يحيى بن إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن خالد بن محمد بن نصر بن صغير بن داغر بن نصر بن داغر بن محمد بن خالد بن نصر ابن داغر بن عبد الرحمن بن المهاجر بن خالد بن الوليد رضي الله عنه المخزومي
(1)
.
وقد سمع المترجم له من جده، ومن عمه: عبد العزيز بن محمد بن عبد الله القيسراني
(2)
.
كان كثير التجمل في ملبوسه وهيئته كلها حتى كان ابن فضل الله يقول: المولى شهاب الدين جمال الدين. وكان يكتب قلم الرقاع قويًّا إلى الغاية، ثم باشر توقيع الدست بعد أبيه سنة 736 هـ ثم ولي كتابة السر بعناية، ثم انتقل إلى القاهرة فكتب الإنشاء، ثم عاد إلى توقيع الدست بدمشق. قال الصفدي: صحبته أكثر من عشرين سنة وما رأيت منه سوءًا قط، وكان يتودد للصالحين، ويكثر الصوم والعبادة، ويصبر على الأذى، ولا يعامل صديقه وعدوه إلا بالخير وطلاقة الوجه، وكان مرض بعلة الاستسقاء وطال به الأمر إلى أن مات في يوم الأحد 21 رجب سنة 753 هـ، وصلى عليه بالجامع الأموي بعد العصر
(3)
.
152 -
يحيى بن خالد بن محمد بن نصر بن صغير المخزومي القرشي، المنعوت بالشهاب، ويكنى بأبي جعفر، حفيد الأديب: محمد بن نصر بن صغير صاحب الترجمة السابقة بحرف الميم من هذا المبحث.
ونسنبه كاملًا هو: يحيى بن خالد بن محمد بن نصر بن صغير بن داغر بن نصر بن
(1)
تذكرة النبيه ج 3 ص 170، انظر: ترجمة جده الأعلى: محمد بن نصر بن صغير السابقة بحرف الميم من هذا المبحث.
(2)
الوفيات لتقي الدين السلامي ج 2 ص 150، 151.
(3)
الدرر الكامنة ج 5 ص 189.
داغر بن محمد بن خالد بن نصر بن داغر بن عبد الرحمن بن المهاجر بن خالد بن الوليد المخزومي القرشي.
كان من الرؤساء المشهورين، والكبراء المعروفين بمدينة حلب، تقدم عند ملكها الظاهر، وكان له من الحظ الوافر. سمع من أبي حفص ابن طبرزد عند قدومه حلب وحدث عنه. رآه الإمام جمال الدين أبو حامد محمد (ابن الصابوني) في دمشق وسأله عن مولده فذكر له أنه في سلخ شهر رمضان سنة 587 هـ بحلب
(1)
.
153 -
ياسين الخالدي: كان من رؤساء بلدية القدس الذين بلغ عددهم من عام 1863 م حتى عام 1913 م ستة عشر رئيسًا. وكان من مستقبلي الإمبراطور (غليوم) عام 1898 م عند رحلته التي زار فيها القدس، حيث استقبل ياسين الخالدي الإمبراطور وهو في طريقه إلى المضارب بخطاب هنأه فيه بسلامة الوصول بالنيابة عن أهل البلد، فشكره جلالته على الحفاوة التي قوبل بها
(2)
.
وياسين الخالدي هذا من عائلة آل الخالدي بالقدس التي ينتهي نسبها إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه
(3)
.
154 -
يسن الخالدي: ابن أخي الشيخ روحي الخالدي صاحب الترجمة السابقة بحرف الراء من هذا المبحث.
كان يسن الخالدي أحد كُتَّاب محكمة القدس الذين أعادهم العثمانيون بعد عودتهم لبيت المقدس عام 1256 هـ -1840 م
(4)
.
(1)
تكملة إكمال الإكمال ص 241، ترجمة والده:(خالد) السابقة بحرف الحاء من هذا المبحث، وترجمة جده:(محمد) السابقة بحرف الميم من هذا المبحث، وترجمة أخيه:(سعيد) في الوافي بالوفيات ج 15 ص 217، وفي حرف السين من هذا المبحث.
(2)
بلادنا فلسطين ج 10/ 2 ص 89، 92، 201.
(3)
انظر: الروض البسام ص 17، ترجمة الشيخ: خليل الخالدي السابقة بحرف الخاء من هذا المبحث.
(4)
بلادنا فلسطين ج 10/ 2 ص 357، رجال من فلسطين ص 71، 203، 265 - 270.
155 -
يوسف ضياء باشا الخالدي: هو يوسف ضياء الدين باشا ابن الحاج محمد علي الخالدي.
ونسبه كاملًا هو: يوسف ضياء الدين بن محمد بن علي بن خليل بن محمد صنع الله بن خليل بن شرف الدين بن عبد القادر بن طه بن صالح بن يحيى بن محمود ابن زين الدين بن عبد القادر بن عبد اللطيف بن محمد بن عبد الله بن جمال الدين بن عبد الوهاب بن سعد بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن صالح بن علي بن جعفر بن مصلح بن غانم بن أوفى بن سليمان بن جعفر بن محمد بن خالد بن الوليد المخزومي القرشي. يلتقي مع خليل جواد في جدهما الأعلى: خليل بن محمد صنع الله ابن خليل الخالدي، قاضي ولاية أرض روم في الدولة العثمانية. وهو قريب روحي الخالدي.
ولد المترجم له سنة 1255 هـ في مدينة القدس، ونشأ بها، وتلقى علومه في إحدى المدارس الإنجليزية، ثم في فرنسا، وتولى عدة مناصب كتابية وإدارية منها: قائم مقام (موطكي) في الشمال الغربي من (بتليس) مركز الولاية، وكان من زعماء المعارضة في القرن التاسع عشر، فلم يسكت عن مخالفة السلطان والحكومة لمواد الدستور بداعي أن تبديل مواده يجب أن يتم عن طريق المجلس. كان أول من أدرك أن اليهود يهدفون إلى إقامة دولة يهودية في فلسطين، وحذر الدولة العثمانية من ذلك. وبعث برسالة بهذا الصدد إلى حاخام فرنسا (زادوك كان). وكان كلما تولى عملًا في بلاد أعجمية حذق لغتها، فتعلم اليونانية، والكردية، وألف فيها كتاب (التحفة الحميدية، في اللغة الكردية). وعين أستاذًا للغة العربية وآدابها في جامعة فيينا، وجمع أشعار لبيد في ديوان طبعه في فيينا سنة 1880 م.
كان من المشتغلين بالعلم، المحبين لنشره بالمحاضرات والمقالات، وأقام في الأستانة سوقًا أدبية سماها:(عكاظ) آزره فيها بعض معاصريه من الأدباء، واختير نائبًا عن القدس في مجلس المبعوثين في الأستانة.
توفي سنة 1324 هـ - 1906 م بالقدس
(1)
.
156 -
يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف بن محمد بن علي بن عبد الرحمن بن عبد الله بن ملَّا حسين الخالدي المخزومي.
والده الشيخ الجليل عبد الرحمن الذي ينتهي نسبه إلى الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه وصاحب الترجمة السابقة بحرف العين من هذا المبحث.
ويقيم يوسف هذا بطهران. وهو من أهل الفضل، ومن خير خلف لخير سلف
(2)
.
157 -
يونس شرف الدين بن زين الدين عبد اللطيف بن شمس الدين أبي عبد الله محمد ابن شيخ الإسلام شمس الدين محمد بن جمال الدين عبد الله الديري الخالدي.
ونسبه كاملًا هو: يونس شرف الدين بن زين الدين عبد اللطيف بن شمس الدين أبي عبد الله محمد ابن شيخ الإسلام شمس الدين محمد بن جمال الدين عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن مصلح بن أبي بكر بن سعد الدين القاضي ابن علي بن جعفر بن مصلح بن غانم بن أوفى بن سليمان بن جعفر بن محمد بن خالد بن الوليد رضي الله عنه.
كان من الفضلاء، وكان موجودًا في حدود سنة 860 هـ. وتوفي قبل والده
(3)
.
(1)
الأعلام الشرقية ج 4 ص 160، بلادنا فلسطين ج 10/ 2 ص 48، 201، 358، 359، 362، رجال من فلسطين ص 71، 263، 265، الموسوعة العربية الميسرة ص 749، معجم الأعلام ص 966، انظر: ترجمة كل من محمد صنع الله بن خليل، وحفيده: خليل جواد السابقتين.
(2)
انظر: ترجمة والده السابقة، تاريخ لنجة لحسين العباسي ص 51.
(3)
انظر: التعليقات السنية بحاشية الفوائد البهية في تراجم الحنفية ص 80، ترجمة والده عبد اللطيف ومصادرها بحرف العين من هذا المبحث، ترجمة عمه لوالده برهان الدين إبراهيم بن محمد الديري الخالدي السابقة بحرف الألف من هذا المبحث.
نسب ذرية خالد بن الوليد
ينتهي نسب بني خالد الذين كان لهم شأن ونفوذ في الشام، والإحساء، ونجد، وبيشة إلى الصحابي الجليل: سيف الإسلام خالد بن الوليد المخزومي القرشي رضي الله عنه.
وقد أعقب خالد بن الوليد نحو أربعين رجلًا. وينتهي نسب غالبية من أعرف من بني خالد إلى أبنائه: سليمان، وعبد الرحمن، والمهاجر، ومحمد، الذين سبقت الترجمة لعدد من ذريتهم.
ويعرف بنو خالد: ببني خالد، وبآل خالد، وبالخوالد، وبالخلّد، ويقتصر بعض الشعراء والمؤلفين عند ذكرهم لبني خالد على اسم (خالد) فقط كقول يزيد بن عبد الرحمن بن غانم الأموي عند ذكره لبني خالد الذين كانوا في جيش سدير الدوسري عند استيلائه على منطقة وادي (الفقي) التي سميت (منطقة سدير):
وفي (خالد) قد هب يستقبل الوغى
…
سدير يضم السيف والسيف باتر
وكقول جعيثن اليزيدي في قصيدته التي يرثي فيها أجود بن زامل الجبري الخالدي، ويفتخر فيها بمكانة جماعته عند قبيلتي بني لام، وبني خالد اللتين كانت لهما السيادة في زمنه:
ونجد رعى ربعي زاهي فلاتها
…
بالرغم من سادات (لام) و (خالد)
وفي هذا المبحث المختصر أورد ما ذكر بعض النسابين، والمؤرخين، والشعراء من أن قبيلة بني خالد التي انتشر الكثير من فروعها، وأفرادها في الشام، ونجد، والإحساء، وبيشة، والعراق، والأردن، وفلسطين، ومصر، وأفغانستان، وقزوين، وغيرها من البلاد بادية وحاضرة ينتهي نسبها إلى الصحابي الجليل سيف الله خالد بن الوليد المخزومي القرشي، وإلى بني إخوته، وبني عمومته من بني مخزوم، وكذلك أورد بعض الأدلة الأخرى وذلك فيما يلي:
الأول -ذكر ابن الساعي في كتابه: (أخبار الخلفاء)
(1)
- الذي انتهى من تأليفه سنة 666 هـ - بني خالد عند كلامه عن عربان الشام فقال: (وأما القسم الثاني منهم آل الفضل بن عيسى بن مانع بن محمد الأشقر بن سليمان بن سيف بن فضل بن عيسى بن عبد الكريم بن مصلت بن مهنا بن فضل بن محمد بن عبد الرحمن بن سيف الله خالد ابن الوليد رضي الله عنه. ومهنا بن فضل بن محمد بن عبد الرحمن بن خالد، مات عن ثلاثة أولاد: سليمان وعيسى ومصلت، فسليمان وعيسى أمهما طائية، وهي البيضاء بنت فضل أجل الأمراء الطائيين آل فضل بن ربيعة أمراء طيئ الذين سبق ذكرهم، وفضل بن ربيعة جد آل مهنا المخزوميين لأم، وآل عيسى أمراء ربيعة وطيئ وهم بنو عيسى بن مهنا ابن مانع بن حديثة بن عقبة بن فضل، وفضل هذا ينتهي إلى فضل بن ربيعة نزل عليه مهنا بن فضل بن محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد رضي الله عنه قافلًا من نجد مع طائفة من بني مخزوم فأكرم مثواه، وأعزه، ولم يكن لفضل أمير ربيعة سوى بنت اسمها البيضاء، ويلقبونها الفاطر، وكان قد أسن، ولم يكن إذ ذاك بآل فضل بن ربيعة من يقوم مقامه، ويشاكله في شأنه، وعظم بيته، فتوسم النجدة، والغيرة، وعلو الجانب بمهنا بن فضل الخالدي فزوجه ابنته البيضاء، فأعقب من البيضاء بنت الأمير فضل الطائي الربيعي سليمان وعيسى، وإليهما انتهت إدارة آل الفضل).
واستطرد ابن الساعي إلى أن ذكر ولاية الحاكم بأمر الله أبو العباس أحمد بن أبي علي الحسن القبي ابن علي بن أبي بكر بن الخليفة المسترشد بالله بن المستظهر بالله، وقال بأنه: (كان قد اختفى وقت أخذ بغداد ونجا، ثم خرج منها وفي صحبته جماعة فقصد حسين بن فلاح أمير بني خفاجة فأقام عنده مدة ثم توصل مع العرب إلى دمشق وأقام عند الأمير عيسى بن مهنا الخالدي المخزومي الذي سبق ذكر بيته أمير بني مخزوم وطيئ،
(1)
أخبار الخلفاء ص 138 - 139 طبعة 1309 هـ الطبعة الأولى بالمطبعة الأميرية ببولاق، وقد عنون هذا الكتاب خطأ بـ: مختصر أخبار الخلفاء، وصحة الاسم واضحة من مقدمة الكتاب.
ورئيس الأحلاف من عرب الشام، وكانت إقامته عنده مدة طويلة، وزوجه بأخته زبيدة، وأعقب منها أولادًا أبقاهم ببادية الشام مع أخوالهم، وهم الآن أمراء الحيار)
(1)
.
الثاني -جاء في كتاب (صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطمية الأخيار)
(2)
عند ذكر بعض القرشيين العدنانيين ذكر الوليد بن المغيرة، وأن من ذريته خالد سيف الله، وأمير بني مخزوم، وقرم العرب، وقاتل مسيلمة، ومستأصل أهل الردة، وأن من عقب خالد محمد، وعبد الرحمن، وسليمان، وأن لكل منهم ذرية، وقال:(وأما ما رواه العلَّامة ابن الأثير الموصلي في تاريخه من انقراض عقبه، وأن النسابين أجمعوا على ذلك فهفوة مؤرخ لا يعبأ بها، بلى إن إجماع النسابين على أن لا عقب له في المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وهذه الكلمة أوهمت ابن الأثير رحمه الله وقال بانقراض الذرية الخالدية بلا تؤدة. ومثله ما حكاه العدواني رحمه الله ولا ريب لدى عامة المحققين من النسابين كابن السمعاني وعبد الغافر، وغيرهما في أن عقب خالد منتشر في الشام، ونجد، والعراق، ومنهم بمرو الروذ، وبلاد الأفغان، وهم ألوف مؤلفة، وصفوف مصففة، وعصائب وافرة، بادية وحاضرة) اه. وذكر تسلسل نسب والدته بأنها: سعدية المخزومية بنت الأمير: عبد الرحمن المخزومي -صاحب نجد- ابن خالد المُلقَّب لجوده بالسحاب بن سليمان أبي المعالي بن محمد المعروف بابن الرئيس ابن الحاج جعفر أبي علي الرئيس المنيعي بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله ابن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد سيف الله الذي قال فيه أبو بكر الصديق رضي الله عنه: عجزت النساء أن يلدن مثل خالد رضي الله عنه.
الثالث -أن (آل خالد) في وادي ترج ببيشة الذين انحدر منهم (آل حميد) الذين منهم (آل عريعر) ينسبون إلى جدهم (خالد) المُلقَّب لجوده ب (السحاب) ويعرف بعض
(1)
أخبار الخلفاء ص 141.
(2)
انظر: صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطمية الأخيار للشريف/ عبد الله بن محمد سراج الدين الرفاعي نسبا، المخزومي سبطا ص 5، 6 ط مطبعة أفندي.
من انحدر منهم ب (السحبان) نسبة للقب جدهم: (السحاب). ونسب جدهم (خالد) كاملا هو: خالد المُلقَّب لجوده بالسحاب ابن سليمان أبي المعالي بن محمد المعروف بابن الرئيس ابن الحاج جعفر أبي علي الرئيس المنيعي بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد ابن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد رضي الله عنه
(1)
.
الرابع - ذكر صاحب الروض البسام
(2)
بأن من أشهر بطون قريش التي انتقلت إلى ديار الشام جماعات أكثرهم عددًا بنو مخزوم، وأنه يقال لهم الآن: بنو خالد، على أن الأمير سيف الله خالد بن الوليد المخزومي رضي الله عنه منهم، وقد وصل سلفهم إلى ديار الشام معه، وبقيت ذريته المباركة فيهم، وأنه انتشر منهم العدد الكثير، وقال بأنه قال بعض المؤرخين ومنهم ابن الأثير رحمه الله أن ذرية سيدنا خالد رضي الله عنه قد انقرضت، وهذا خلاف المشهور المتواتر، فإن الإمام السبكي، وعبد الغافر، والسمعاني، والبقاعي، وخلائق نصوا في طبقاتهم، وتواريخهم على وجود الذرية الخالدية، وترجموا كثيرًا من أكابر رجالها، وذكر ما قال شيخ الإسلام السراج في صحاحه من أن ما رواه ابن الأثير الموصلي في تاريخه من انقراض عقب خالد بن الوليد، وأن النسابين أجمعوا على ذلك هفوة مؤرخ لا يعبأ بها، وأن إجماع النسابين على أن لا عقب لخالد في المدينة المنورة، وأن هذه الكلمة أوهمت ابن الأثير وقال بانقراض الذرية الخالدية بلا تؤدة. ومثله ما حكاه العدواني رحمه الله وأنه لا ريب لدى عامة المحققين من النسابين، كابن السمعاني، وعبد الغافر وغيرهما في أن عقب خالد بن الوليد منتشر في الشام، ونجد، والعراق، ومنهم بمرو الروذ، وبلاد الأفغان، وهم ألوف مؤلفة، وصفوف مصففة، وعصائب وافرة، بادية وحاضرة. وأضاف بأن الأكابر
(1)
انظر: صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطمية الأخيار للشريف محمد سراج الدين بن عبد الله الرفاعي المتوفى سنة 885 هـ ط مطبعة محمد أفندي مصطفى سنة 1300 هـ، مرآة جزيرة العرب ج 2 ص 318، عشائر العراق للعزاوي ج 4 ص 199، إمتاع السامر ص 15، 16، 17، 160، 222.
(2)
الروض البسام ص 8 - 10.
من المحدثين والفقهاء الذين سبق ذكر بعضهم قالوا بانتشار العقب الخالدي وهذا الذي صح وتواتر، ورواه قبائل العرب، وهم الحفظة لأنسابهم بلا دفاع، وأن أمراء قبيلة بني خالد بديار الشام من ذرية خالد بن الوليد، وأن هؤلاء الأمراء عائلة جليلة ولي أباؤهم من قبل الملوك السالفين إمارة عرب الشام، وأنهم أعظم قبائل الشام شأنًا، وأشهرهم صيتًا، وأقواهم مالًا وعددًا، ولكنها تغيرت الآن أحوالهم، وضعفت قواهم، وقل مالهم، فسبحان الذي لا يتغيّر ولا يزول وتتحير بصنعه العقول.
وقال: ومع ذلك فهم الآن شيوخ قبيلتهم، وإمارة عشيرتهم، وقد انقسمت عشيرتهم فرقًا منها: فرقة مع آل القاضي بديار دمشق، وبقيت فرق العشيرة بديار حماة وهم عدة بطون منهم: الصيالة، والزمول، والبنوة، والشقرة، وغيرهم، والرئاسة فيهم إلى أمراء بني خالد وشيوخها آل عبد القادر، وهم ينتهون إلى ناصر بن عاصي بن مهنا بن سليمان بن مهنا بن محمد بن فارس بن عبد الكريم بن عيسى بن مهنا بن مدلج بن الفضل بن سليمان بن مدلج بن موسى بن حسام الدين المهنا بن عيسى بن مانع بن محمد الأشقر بن سليمان بن سيف بن فضل بن عيسى بن عبد الكريم بن مصلت بن مهنا بن فضل بن محمد بن عبد الرحمن بن سيف الله خالد بن الوليد رضي الله عنه.
وذكر بأن فضل بن محمد بن عبد الرحمن بن خالد -بن الوليد- مات عن ثلاثة أولاد: سليمان، وعيسى، ومصلت. فسليمان، وعيسى أمهما طائية، وهي البيضاء بنت فضل أجل الأمراء الطائيين شيوخ ربيعة. ومصلت أمه مخزومية من بني عم أبيه، فإلى سليمان وعيسى ينتهي نسب آل الملحم، ويعرفون أيضًا بآل مهنا وبآل عيسى، وهم شيوخ الحسنة وأمراؤها من أشهر قبائل ديار الشام، وهم أمراء بادية الشام ورؤساؤها خلفًا بعد سلف. وأما الحسنة فهي قبيلة من آل فضل بن ربيعة، وهم من طيئ بن فضل بن ربيعة جد آل مهنا لأم، وينتهي نسبهم إلى خالد لأب. وذكر قول العدواني بأن آل عيسى أمراء ربيعة من طيئ وهم بنو عيسى بن مهنا بن مانع بن حديثة بن عقبة بن فضل، كما ذكر بأنه قد نزل على فضل بن ربيعة: مهنا بن فضل بن محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن
الوليد رضي الله عنه قافلًا من نجد مع طائفة من بني مخزوم فأكرم مثواه، وأعزه، ولم يكن لفضل أمير ربيعة سوى بنت اسمها (البيضاء)، ويلقبونها (الفاطر)، وكان قد أسن، ولم يكن له إذ ذاك بآل الفضل ابن ربيعة من يقوم مقامه، ويشاكله في شأنه، وعظم بيته، فتوسم النجدة، والغيرة، وعلو الجانب بمهنا بن فضل الخالدي فزوجه ابنته (البيضاء). وكان لمهنا زوجة أخرى من بني عمه، له منها ولد اسمه (مصلت) -سبق ذكره - فأعقب من البيضاء بنت الأمير فضل الطائي الربيعي: سليمان، وعيسى، وإليهما انتهت إدارة آل فضل.
الخامس -وقال أيضًا صاحب الروض البسام
(1)
بأن إمارة ديار نجد، ورياسة قبائلها كانت منحصرة في الأمراء من بني خالد رضي الله عنه من عهد أحفاده الكرام بطنًا بعد بطن، وأنهم انحازوا إلى الإحساء، وأن بقاياهم إلى الآن بها، وأنه يقال لأسلافهم: آل منيع، وآل عريعر.
وذكر بأن آل عريعر أبناء عم لأمراء بني خالد بالشام، وأنه إلى مصلت بن مهنا بن فضل الخالدي ينتهي نسب أمراء بني خالد وشيوخهم آل عبد القادر بن ناصر العاصي الذي سبق ذكر نسبه، ويقال لهم آل الفاضل أيضًا، وذكر أن إمارة طوائف عرب الشام تدور بين أمراء ربيعة، وبين بني عمهم آل الفضل بن مصلت بن مهنا أمراء بني خالد، وأنه قد ذكر الشيخ ابن الوردي، وأبو الفدا صاحب حماة في تاريخهما، والحافظ ابن حجر في مشيخته ودرره جماعة من أعاظمهم منهم حسام الدين المهنا ابن عيسى وهو من أجداد أمراء بني خالد وشيوخها.
وبعد ذكره أن إمارة عرب الشام كانت تدور بين آل الفضل الذين هم أجداد آل الناصر العاصي شيوخ بني خالد وبين بني عمهم آل مهنا أمراء ربيعة قال: ومن الموازنة التاريخية يعلم أن أمراء ربيعة آل مهنا كانوا أكثر مكنة في الإمارة من الفخذ الآخر أعني
(1)
انظر: الروض البسام ص 10، 11، 15، 16، 17، 18.
آل الفضل -وقال- أقول هذا على أنه هو الواقع وإن كان آل الفضل شيوخ بني خالد أخوالنا فإن بني عمهم آل مهنا كانوا أشد أركانًا، وأكثر فرسانًا، وأعظم حظا، وأزيد قوة، ومع ذلك فهي أعني الإمارة دائرة بين العائلتين، ومن عادات القبائل أن كبارهم هم الكبار فيهم على كل حال ولو عاندهم الحظ بضعف الحال، وقلة المال، وعاداهم لا لسبب الأدعياء الأنذال، على أن مجدهم الأثيل، وفضلهم القديم لا يكفر.
إن حطهم زمن فأخْلَقَ شأنهم
…
لا عيب إذ على الشؤون عتيقها
نعم العصابة كيف دار زمانها
…
فإلى المعالي سيرها وطريقها
وقال: وهم في بطون قريش فراقد أفق مد أطلسه بأكف المروءة والشهامة والبشر
والكرامة، وهم الذين يقول قائلهم فيمن عاداهم وانتقص علاهم:
عادوا مروءتنا فضلل سعيهم
…
ولكل بيت مروءة أعداء
لسنا إذا ذكر الفعال كمعشر
…
أذرى بفعل أبيهم الأبناء
وقال الشيخ أبو الهدى الصيادي
(1)
رحمه الله:
(وإن آخر مشاهير بني الملحم آل مهنا ممن أدركنا هو فارس بن مزيد آل مهنا أمير الحسنة وشيخها، وينتهي نسبه من طريق أبيه إلى عيسى بن مهنا بن فضل بن محمد بن عبد الرحمن بن خالد سيف الله المخزومي رضي الله عنه ومن طريق أم جدهم الأعلى عيسى بن مهنا إلى الأمير فضل بن ربيعة أمير طيئ وربيعة، ورأس أحلاف عرب الشام. وآخر مشاهير آل الناصر العاصي هو عبد الرزاق، والعشائر بالبادية يسمونه زراق بن محمد بني دندن بن عبد القادر بن ناصر بن عاصي الذي سبق ذكر نسبه إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه ويجمع النسبين مهنا بن فضل بن محمد بن عبد الرحمن بن خالد رضي الله عنه ومن هذا يعلم أن افتراق رجال النسبين كان قرب المائتين من
(1)
الروض البسام ص 16 - 18.
الهجرة، هم الآن منذ ألف ومائة سنة مفترقون، بل أظنهم ببعضهم وكيفية اتصال كل من الفرقتين بالأخرى هم جاهلون، وإنهم كما افترقت سلسلة نسبهم فكذلك تفرقوا، فآل الملحم من بني مهنا في آل حسنة من ربيعة، وآل الناصر من بني مهنا في بني خالد مع قبيلتهم بني مخزوم. قد سبق أن المؤرخين ذكروا جماعة من أعاظم هذا البيت، ونبهوا على شأنهم منهم: سليمان بن مهنا بن عيسى، ومهنا ومحمد ابنا عيسى، وأحمد وفياض ابنا مهنا، وفضل بن عيسى، وهو الذي ملك البصرة من قبل ملك العراق، نص على ذلك أبو الفدا في تاريخه، ومنهم الأمير سيف الدين غدا ابن هبة الله ابن مهنا الذي رحل من ديار الشام إلى السلطان غياث الدين تغلق ملك الهند والسند وجميع تلك الأقطار، واتصل به وعظم السلطان المشار إليه شأنه، وزوجه بأخته، وقربه، وأحسن إليه كل الإحسان. وقد ذكر القصة الفاضل ابن بطوطة في رحلته، وفصل كيفيتها فتراجع. ومنهم محمد بن أبي بكر بن علي وهو الذي صار أمير عرب الشام سنة تسع عشرة وسبعمائة مكان مهنا بن مانع، والأمير سليمان بن مهنا، والأمير عيسى بن فضل، وفياض بن مهنا، والأمير سيف بن فضل بن عيسى، وهو الذي ولي أمر العرب بعد أحمد بن مهنا؛ ولذلك كثر أحمد الفتن وأخاف السبل، ومشيرًا إلى هذه الواقعة يقول ابن الوردي بعد نقل القصة في تاريخه:
نريد لأهل مصر كل خير
…
وقصدهم لنا حتف وحيف
وهل يسمو لأهل الشام رمح
…
إذا استولى على العربان سيف
ومن الذرية الخالدية جماعة في القدس الشريف يعرفون بآل الخالدي منهم شيخ الإسلام الشمس الذي سبقت ترجمته، وقد تسلسل فيهم الأفاضل والعلماء والأماثل.
ومن بني خالد بديار الشام، وحلب، في القرى والبادية ألوف، ومنهم بجزيرة الشرف بديار الأكراد بيت معروف وفي رجاله من القديم إمارة الجزيرة، وإليه ينتهي التقي دفين صالحية دمشق بدرخان باشا رحمه الله المتوفى سنة 1286 هـ وله عدة
أولاد، ولبيته شأن بديارهم، وأسلافه عريقون بالمجد، ومنهم بأنطاكية آل بركات. وبالجملة فبنو خالد قوم كرام الأرومة، نجباء الجرثومة، وإنهم أكثر قبائل الديار الشامية عددًا، وأعلاهم بعد الهاشميين مجدا وسندا. بارك الله بهم. أقول وجدهم خالد أبو سليمان، البطل الكرار، سيف الله، وسيف رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذا سمَّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم) اه.
السادس -أن تسلسل عدد كبير من أفخاذ، وعشائر بني خالد إلى جدهم خالد بن الوليد رضي الله عنه فوق أنه معلوم عند ذوي الدراية بالأنساب منهم فقد جاء واضحًا في عدد من كلتب الأنساب، فعلى سبيل المثال: فخذ آل زبن (الزبن) -من بني خالد - من الصبيحات (آل صبيح)
(1)
. والصبيحات من الزمول
(2)
.
والزمول من آل ناصر بن عاصي بن مهنا بن سليمان بن مهنا بن محمد بن فارس ابن عبد الكريم بن عيسى بن مهنا بن مدلج بن الفضل بن سليمان بن مدلج بن موسى ابن حسام الدين المهنا
(3)
بن عيسى بن مانع بن محمد الأشقر بن سليمان بن سيف بن فضل بن عيسى بن عبد الكريم بن مصلت بن مهنا بن فضل بن محمد بن عبد الرحمن ابن سيف الله خالد بن الوليد رضي الله عنه
(4)
.
السابع -مما جاء في كتاب: مرآة جزيرة العرب
(5)
أنه يبلغ عدد أفراد قبيلة بني خالد عشرة آلاف نسمة، وأنه يعيش منهم سبعة -آلاف- في المنطقة الغربية من جبالها التي تنسب إلى الزبير بن العوام رضي الله عنه كما أنهم يتجولون حول مدينة الإحساء.
وذكر أنها تنقسم قبيلة بني خالد إلى قسمين:
(1)
معجم قبائل العرب لحمد الجاسر -القسم الأول ص 304 الطبعة الأولى سنة 1401 هـ، معجم قبائل العرب لكحالة ج 2 ص 463.
(2)
عشائر الشام لأحمد وصفي زكريا ج 2 ص 447، معجم قبائل العرب لكحالة ج 2 ص 479.
(3)
الروض البسام في أشهر البطون القرشية في الشام ص 9.
(4)
أخبار الخلفاء لابن الساعي المؤلف سنة 666 هـ الطبعة الأولى سنة 1309 هـ. الروض البسام ص 9.
(5)
مرآة جزيرة العرب ج 2 ص 317، 318، 319.
أحدهما: ينتهي إلى الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه أما القسم الثاني: فينتهي إلى إخوته وأبناء عمومته. وكلاهما من جماعة بني مخزوم، كما أن بني مخزوم من البطون الكرام لقبيلة قريش.
فخالد بن الوليد رضي الله عنه هو ابن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب. ومن هنا تصل شجرة نسبه الكريم إلى الشجرة النبوية المطهرة.
وقد كان زمام إدارة منطقة نجد وإمارتها حتى نهاية القرن الثاني محصورة في أسرة من قبيلة بني مخزوم ينتهي نسبها إلى أبناء عمومة خالد بن الوليد ثم انتقلت الأمور إلى محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منبع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد. وذكر المؤلف في كلامه عن بني خالد بن الوليد أن من هذه السلالة الخالدية من اشتهروا بين القبائل بآل (عريعر).
وذكر أن آل عريعر هم أبناء عمومة أمراء بني خالد الذين كانوا يتنقلون فيما بين بلدة حماة وبادية الشام، حيث إن أمراء بني خالد الذين توطنوا في بلدة حماة وبادية الشام كان يطلق عليهم آل عبد القادر. وذكر أن عبد القادر هذا هو: عبد القادر بن ناصر ابن العاصي بن مهنا بن سليمان بن مهنا بن محمد بن فارس بن عبد الكريم بن مهنا بن فضل بن محمد بن عبد الرحمن. وهكذا تلتقي سلالتهم مع سلالة آل عريعر، حيث إن خالد بن الوليد رضي الله عنه والد عبد الرحمن.
وقد انقسمت عائلة ناصر أيضًا إلى قسمين:
أحدهما: هو بطن مراد بن جابر بن ناصر. وقد كانت كريمة ابن جابر هي (زيانة الخالدية) زوجة سيد حسين برهان الدين الصيادي الرفاعي.
وقد انحصرت إمارة عشائر الشام في أسرة مراد بن جابر سالف الذكر.
أما القسم الثاني: ففد كانت إمارته، وسيادته للأمير عبد القادر أخي جابر من قبائل بني خالد.
واليوم فإن رياسة جماعات قبائل بني خالد محصورة في أبناء، وأخلاف، وأحفاد الأمير عبد القادر هذا. فمن ابنه دندن إلى محمد بن دندن إلى الحاج درويش إلى عبد الرزاق رحمه الله، الذي يعد من أحفاد الأمير عبد القادر.
الثامن -أن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن ابن خالد بن الوليد سابق الذكر في الدليل السابق من أحفاده الأمير: عبد الرحمن المخزومي (صاحب نجد) ابن خال المُلقَّب لجوده بالسحاب ابن سليمان أبي المعالي بن محمد المعروف بابن الرئيس ابن الحاج جعفر أبي علي الرئيس المنيعي بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد
(1)
.
ومن أبناء عمومته: مهنا بن فضل بن محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد الذي قفل من نجد -إلى الشام - مع طائفة من بني مخزوم، ونزل ضيفًا على أمير طيئ فضل بن ربيعة الطائي، وتزوج ابنته البيضاء المُلقَّبة بالفاطر
(2)
.
التاسع -مما جاء في كتاب: تحفة الأسماع والأبصار بما في السيرة المتوكلية من غرائب الأخبار
(3)
، عن بني خالد المخزوميين: ما نصه: (وما سألتم عنه المخزوميين القرشيين قصد تحقيق نبذة في هذه الورقة فإنه لم يحضرني عنه الرقم عبرها وحدث أن صُدِفتُ ساعة الرقم عن الكتابة. ثم قال: قضية المخزوميين من قريش من روايته الموعود
(1)
مرآة جزيرة العرب ج 2 ص 318، صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطمية الأخيار ص 6.
(2)
أخبار الخلفاء لابن الساعي المعنون خطأ بمختصر أخبار الخلفاء ويوضح صحة اسمه ما جاء في مقدمته من النصر على أنه (أخبار الخلفاء) المؤلف سنة 666 هـ ص 138، 139، الروض البسام ص 10، 17، 18 - طبعة 1892 م.
(3)
تحفة الأسماع والأبصار بما في السيرة المتوكلية من غرائب الأخبار ق 341 - 343 مخطوطة بمكتبة الجامع الكبير الغربية بصنعاء رقم 73 - تاريخ صنعاء، انظر: ص 547 من نفس المصدر.
بها، قال في كتابه: نعم أنعم الله عليكم، ذكرتم أن سيدي عز الإسلام محمد بن مطهر حكى عني شيئًا رويته عن الأفق الشرقي
(1)
، وأن فيه طائفة واسعة من قريش قد سمعني أصفهم، والأمر كما وصف لكم سيدي محمد. أول ما سمعت ذكرهم بصعدة عند وصول الشيخ: يحيى الحسائي بكتب الباشا والي الحسا إلى الإمام المؤيد بالله رضوان الله عليه، فإن الشيخ يحيى تعوق بصعدة عند رجوعة أيامًا، وسبب ذلك أنه بلغه أن آل خالد خرجوا نحو ألف فارس غزاة إلى أطراف نجران فخاف منهم، وذكر أنه لم يزل مرتسمًا بباله ذلك الخبر حتى اجتمع مع أعيان الفقهاء في رمضان عند الأمير ياسين بن الحسن في داره بصعدة للإفطار، وأخذ الأمير يحدث الفقهاء عن أحوال آل خالد المذكورين فوصف كل عجيب. وذكر أنه طن بباله حديث الأمير ولم ينفك عن خاطره حديث رواه الأمير عن صاحب له وأنه ذكر بأن اسم ذلك الرجل مضمون. وأن مضمون هذا من أعيان أهل الدواسر، ومحله يجمع ثمانين فارسًا. وقال: قال الأمير: فقلت له: أخبرني يا فلان -أي مضمون- بغريب، فقال: إن أعجب ما اتفق معنا أنا كنا مقيمين في فلاة نضرب بخيلنا نتبع الكلأ، وكنا لا نظن غريبًا يطمع في سرحنا إلا بوجه الشرق من المرعى، فكنا ذات يوم نطوف على المرعى وعندي ثمانية من الفرسان وإذا قد أشرف علينا رجل على فرس ساقاها ساقا نعامة، وأيطلاها أيطلا ظبي متنحلة، ليس عليها شيء من اللحم. قال: فتبعناه فلم نر إلا عثيره، وكأنه يطير بين السماء والأرض، ثم رجعنا والتقينا فكأنه لم يرم عنا بل هو أدنى إلينا من الظل، فعطفنا الخيل فرأينا عثير الفرس وهو يسبق الطرف. قال: فقلت لأصحابي: هذا عين قوم، اذهب يا فلان قل للسكان يركبون والمال يجمع، ونحن نتبع هذا الفارس إلى غايته. قال: فتبعناه فأشرفنا على نحو خمسمائة فارس كأنهم الليل الدامس. قال: فقلت في نفسي: هذه العين لهذه القوم. قال: فلم نكن إلا ريثما أدركونا، وأسرعوا إلينا، فتلقيناهم وتكاثرت جماعتنا، ودارت
(1)
الأفق الشرقي: الجهة الشرقية من الجزيرة العربية، وتعرف حاليا في المملكلة العربية السعودية باسم: المنطقة الشرقية.
الطعن، فكان أشدهم لنا نكاية ذلك الرجل الذي أشرف علينا أولًا. وقال لي أصحابي: اكفنا شر هذا الرجل ونحن نكفيك شر هؤلاء وإن كثروا. قال: وأنا أرمي بالحربة رميًا لا أكاد أخطئ الرمية، فانفردت له فأدراك ذلك مني فتثاقل لي، وعض من لجام فرسه حتى قربتُ وأرسلت الحربة فأممت شاكلة الفرس، فأرخى يده إلى هنالك وقبض تحت السنان، فلم تصل الحربة إلى الفرس ثم هز الحربة وقال شعرًا:
مولع بطراد الخيل من قبل الوعد
…
فارس آل خالد أسعد
قال: والتفت إلى عمي وهو رئيسنا وقد علم ذلك بشاهد الحال فرماه بالحربة حتى فلق صدره وقال: هذا فعل الرجال. قال: فَسُقِطَ في يدي وعلمت أنه أسعد المشهور فارس آل خالد، فقلت: اجعلني في حَسبَك. فقال: وهبت لك نفسك يا مضمون، أنت ومالك مضمون، فانقلبت إلى المحل وأخرجت ثلث المال وقلت: هو مالي، وأعطيناه ومن معه الثلثين، ودار ذكرهم بأكثر من هذا ثم لم يزل ذكرهم يتجدد عندي ونسبهم وأنهم من بني مخزوم، وأن خالد المذكور خالد بن الوليد حتى كان في بعض السنين أنا مقيم بهجر الكردم ولي هناك خلان فبلغني وصول رجل حسن الشارة، جميل الأبهة، معه أثقال وأمتعة، فتشوقت إليه ولن أتعرض له بذكر، فأعوزه تحصيل الجمال، فقيل له: لو أرسلت إلى فلان ليوجه من يعينك، فأرسل إلي بورقة لطيفة بقلم حسن وعبارة أعذب من الماء الزلال ووصف فيها حاجته إلى المعاونة، وأنه بعيد الثقة، متحمل الهدية من حيدر نبق بالقاف المثناة بنقطتين من فوق، ومحمد باشا أهل الإحساء، فأجبته ولم أحقق اسمه بل سميته باسم غاب عني غفلة مني، وفعلت ما يتوجب وعزمته للضيافة، فكتب إلي رقعة أخرى على عنوانها:
وما الكتب إلا للضيوف وحقها
…
بأن تلقى بالقبول وأن تقرى
كأنه وهم أني ما تأملت كتابه، ثم اجتمعنا فرأيت سيدًا حسنًا عذب الناشئة، غزير الحفظ للأبيات، محسن في الشعر غاية الإحسان، واسمه: عبد القادر ابن نعمة الله من
بني حسن أهل مكة، فدارت بيننا كؤوس المذكرات، والمجارات الأدبية حسب الحال، فوصف لي عجائب منها: شهرة نسب هؤلاء المخزوميين، وعلو صيتهم، وأن من خصائصهم ألا يرأسوا إلا رأسا واحدا، فهم لا يغلبون لاجتماع كلمتهم، وكثرة عددهم، فإن خيلهم على ما وصف هو والأمير ياسين قد فات من بالي نحو ثمانية آلاف، وحديث المخبرين متوافق. قالوا: إن سلطان الروم وغيره من السلاطين يهادونهم بعطية لشيخهم. وقال: وقال السيد عبد القادر: هل سمعت بالشيخ اللاحجي اليماني الذي خرج من اليمن سايحًا؟. فقلت: نعم. قال -أي عبد القادر ابن نعمة الله الحسني- وفد إلينا إلى الإحساء ثم دخل عند المخزومي، فكان يزيد في إكرامه لما هو عليه من السداد، وقال: فقال اللاحجي يوما -لشيخ المخزوميين- يا فلان: أعطني جملًا أركب عليه الآن إلى مكة، فقال له المخزومي: هذه متالف، ومضامي، ومعامي على غير ذي الخبرة، أخاف أن تتلف. فقال: أي اللاحجي -أعطني الجمل وعداك اللوم، فأعطاه، وزوده، ثم ترحل ولبث الجمل نحو ثلاثة أيام وجاء وحده، وليس عليه راكب، والله أعلم ما كان آخر اللاحجي.
قال المؤلف: قلت: وهذا اللاحجي اسمه الفقيه: أحمد بن عبد الرحمن بن محمد اللاحجي، من بيت علم وفضل، والدته ابنة الإمام الزاهد: نجم الدين يوسف بن علي الحماطي
…
).
هذا، وكان المؤلف قد التقى بالشيخ: عبد القادر ابن نعمة الله الحسني مرتين إحداهما سنة 1054 هـ والثانية سنة 1059 هـ.
العاشر -جاء في كتاب: (الرحلة الحجازية)
(1)
عند ذكر القبائل العربية ذكر قبيلة بني خالد بن الوليد رضي الله عنه وأن مساكنهم غرب الحسا وأن عددهم عشرة آلاف.
(1)
الرحلة الحجازية للبتنوني ص 54 الطبعة الثانية سنة 1329 هـ.
الحادي عشر -جاء في ترجمة: أحمد بن زين الدين بن إبراهيم بن صقر بن إبراهيم بن داغر بن رمضان بن راشد بن دهيم بن شمروخ آل صقر القرشي الإحسائي المطيرفي المولود سنة 1166 هـ في المطيرفي من قرى الإحساء بأن (صقر) كبير وشيخ الطائفة المشهورة بالمهاشير من بني خالد، وأنهم يفتخرون به، وإليه ينتسبون. وأنه كان آباء المترجم له (رمضان) فما فوقه يسكنون البادية بنواحي الإحساء، وأن بني خالد من تهامة، وأنهم ينتهون إلى قريثس أشرف العرب نسبًا، وأن بني خالد كانت تسكن جبل (مهشور) بالحجاز
(1)
.
قلت: وكانوا يعرفون بخالد الحجاز.
الثاني عشر -مما جاء في كتاب (عشائر العراق)
(2)
ما نصه: (بنو خالد من بني مخزوم العدنانية، وانتشر الكثير منهم في العراق، ونجد، والشام، وبلاد أخرى بادية وحاضرة. وفي ابن الأثير أن ذرية خالد المخزومي رضي الله عنه قد انقرضت، ولكن السبكي، وعبد الغافر، والسمعاني، والبقاعي نصوا في طبقاتهم، وتواريخهم على وجود الذرية الخالدية، وترجموا كثيرًا من أكابر رجالها، وما رواه ابن الأثير من انقراض عقبه إنما كان في المدينة المنورة، وليس على وجه الإطلاق.
الثالث عشر -ألف ابن الحنبلي الشيخ رضي الدين محمد بن إبراهيم بن يوسف الحلبي المولود سنة 908 هـ المتوفى سنة 971 هـ رحمه الله رسالة أسماها (إخبار المستفيد بأخبار خالد بن الوليد) ذكر فيها عددًا من بني خالد بن الوليد رضي الله عنه
(3)
.
الرابع عشر -مما جاء في كتاب (الأحواز قبائلها وأسرها)
(4)
عند ذكر بعض
(1)
أعلام هجر ج 1 ص 112 - 117 ط مؤسسة البلاغ للطباعة والنشر والتوزيع -بيروت - لبنان.
(2)
عشائر العراق للمحامي/ عباس العزاوي ج 4 ص 198 طبعة سنة 1375 هـ -1956 م نشر: شركة التجارة والطباعة المحدودة -الكوخ- بغداد.
(3)
در الحبب في تاريخ أعيان حلب ج 2 ص 195.
(4)
الأحواز قبائلها وأسرها لعلي نعمة الحلو ج 4 ص 71 - 72 الطبعة الأولى سنة 1390 هـ -1970 م مطبعة الغرى الحديثة -النجف.
أفخاذ القبائل بمنطقة الأحواز ما نصه: (بنو خالد من قبيلة بني خالد العربية ذات الشأن، الواسعة الانتشار في الوطن العربي. ويرجعون بنسبهم إلى خالد بن الوليد. كانت منازلهم على ساحل الخليج العربي، ثم استوطنت جنوبي الأحواز بما فيها الخلفية التي كانت مقرها الأول الرئيس، ومنه مدت سيطرتها على من جاورها، وحكمت المنطقة بلا منازع حتى تولى الشيخ سلمان ابن سلطان إمارة كعب العربية في الفلاحية فخضعت له).
الخامس عشر -مما جاء في التعليق على كتاب (تاريخ عسير)
(1)
عند الكلام عمن جاءوا إلى أوضاخ بنجد ما نصه: (ثم جاء إليها بنو خالد بقيادة سليمان بن موسى بن عبد الله المخزومي عام 642 هـ قادمين من بيشة بمن اشترك معه من قوة).
السادس عشر -مما جاء في كتاب (مسيرة إلى قبائل الأحواز)
(2)
ما نصه: (بنو خالد بطن من بني مخزوم القرشية العدنانية. قال العزاوي: إن آل عريعر من السحبان، والسحبان رؤساء بني خالد وكانوا يملكون الكويت قبل آل صباح. وقال العدواني: إن بني خالد من أحلاف الفضل من طيئ ثم قال: إن الفضل انقرضوا وخلفوهم أولاد البنت، وآخرون قالوا: إن بني خالد هم ملكوا الإحساء
…
).
السابع عشر -مما جاء في التعليق على مذكرات سليمان باشا عن منطقة عسير في كتاب (عسير في مذكرات الكمالي)
(3)
أنه (عندما ضم آل يزيد إليهم إمارة آل يعقوب والتي كان مقرها (حلي) في نهاية القرن العاشر، وإحراق جيشهم لحلي، نقلوا مقر الإمارة إلى (محايل) وعين الأمير عايض بن أحمد بن سالم اليزيدي على (محايل)
(1)
تاريخ عسير -رؤية تاريخية خلال خمسة قرون في رسالة الشيخ/ إبراهيم بن علي بن زين العابدين الحفظي تحقيق وتعليق/ محمد بن مسلط بن عيسى الوصال البشري ص 47 الطبعة الخامسة سنة 1413 هـ، انظر: إمتاع السامر ص 202.
(2)
مسيرة إلى قبائل الأحواز لجابر المانع ألفه في البصرة سنة 1971 م ط مطبعة حداد ص 74، انظر: عشائر العراق ج 4 ص 199.
(3)
عسير في مذكرات سليمان الكمالي ص 197 ط: المطبعة الحديثة -القاهرة.
سليمان
(1)
بن علي بن موسى الخالدي المخزومي بعد أن نقله من بيشة، بدأت تزدهر إذ تنتقل البضائع من جدة إلى القنفذة إلى محايل عن طريق وادي تيه، فعقبة شعار ثم تسير إلى أبها).
الثامن عشر -مما قال محمود حسن فالح مهيدات عند ذكره لبني خالد في كتابه (عشائر شمال الأردن)
(2)
ما نصه: (بنو خالد: ينحدر هؤلاء من البطل الإسلامي خالد ابن الوليد المخزومي القرشي، وهم عرب حمص).
التاسع عشر -إن صاحب كتاب (بنو خالد في العراق والوطن العربي)
(3)
بعد أن ذكر أن بني خالد من ذرية خالد بن الوليد رضي الله عنه وأنهم ينتشرون في بلاد الله الواسعة، ومنها: الشام، والعراق، ونجد، والحجاز، قال:(وهم من العشائر المشهورة، وتتناقل نسبها المعروف المتواتر).
العشرون -ومما جاء في كتاب: (القبائل والعشائر العربية في خوزستان)
(4)
عند ذكر بني خالد ضمن القبائل العربية في منطقة خوزستان ما نصه: (تعد قبيلة بني خالد جزء من قبيلة بني خالد الكبيرة، وهي منتشرة في كافة أنحاء العالم العربي وخاصة العراق والبحرين، ويصل نسب بني خالد إلى خالد بن الوليد القائد العربي الكبير).
الحادي والعشرون -أنه قد أثبت تناقل بني خالد لنسبهم المعروف المتواتر عدد من النسابين، والمؤرخين، ومنهم المحامي عباس العزاوي في كتابه (عشائر العراق)
(5)
(1)
يلاحظ أن أسرة سليمان هذا من عشيرة "الحراملة" التي تقيم في وادي "ترج" في "بيشة" من بني خالد المخزوميين القرشيين، وشيخ هذه العشيرة حاليا: دخيل بن سعيد الخالدي نسبا الحارثي حلفا.
(2)
عشائر شمال الأردن للمؤلف المذكور ص 231 ط الأولى سنة 1410 هـ -1990 م.
(3)
انظر: ص 9 من الكتاب المذكور لمؤلفه: زهير بن صادق بن رضا بن محمد بن علي الخالدي. طبعة بغداد سنة 1988 م.
(4)
القبائل والعشائر العربية في خوزستان ليوسف عزيزي بني طرف -ترجمة جابر أحمد - الطبعة العربية الأولى سنة 1996 م -دار الكنوز الأدبية - بيروت. ص. ب 7226.
(5)
عشائر العراق ج 4 ص 198.
والمحامي فرحان أحمد سعيد في كتابه عن آل ربيعة الطائيين
(1)
؛ إذ قالا: (قال العدواني: بنو خالد من أحلاف آل فضل، وعشائرهم مشهورة، وتتناقل نسبها المعروف المتواتر، وكان لهم أعظم شأن في الشام خاصة، وتغيرت بهم الأحوال بين قوة وضعف) اه.
قلت: ومن أمثلة تناقل بني خالد لنسبهم المعروف المتواتر، بل وما هو ثابت في الكتب أيضًا ما صبق ذكره من أن (الزبن) من الصبيحات (الصبيح)
(2)
. وأن الصبيحات من الزمول
(3)
، وأن الزمول من آل ناصر بن عاصي بن مهنا بن سليمان بن مهنا بن محمد بن فارس بن عبد الكريم بن عيسى بن مهنا بن مدلج بن الفضل بن سليمان بن مدلج بن موسى بن مهنا بن عيسى بن مانع
(4)
بن محمد الأشقر بن سليمان بن سيف بن فضل بن عيسى بن عبد الكريم بن مصلت بن مهنا بن فضل بن محمد بن عبد الرحمن ابن سيف الله خالد بن الوليد المخزومي
(5)
.
الثاني والعشرون -أن أبوة خالد بن الوليد رضي الله عنه لبني خالد المخزوميين ثابتة بتوارث الأصاغر لها عن الأكابر في القبيلة وبطونها، وفصائلها، وبيوتها، وتداول خلفهم لها عن سلفهم.
وقد أشار إلى هذا أحد أفراد قبيلة بني خالد المعمرين -الذي تجاوز عمره التسعين عامًا وهو مطلق بن حماد الرحيل من الظهيرات من الصبيح من الزمول من آل ناصر بن عاصي بن مهنا الذي ينتهي نسبه إلى محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد -في
(1)
آل ربيعة الطائيون ص 77.
(2)
معجم قبائل العرب لعمر كحالة ج 2 ص 463 ط الخامسة، معجم قبائل المملكة العربية السعودية للشيخ/ حمد الجاسر -القسم الأول ص 304 ط الأولى.
(3)
معجم قبائل العرب لكحالة ج 2 ص 479، عشائر الشام ج 2 ص 447.
(4)
الروض البسام ص 9.
(5)
أخبار الخلفاء لابن الساعي ص 138، الروض البسام ص 9.
مجلة الشرق ص 32، 33 عدد 646 الصادر في يوم السبت 3 - 9 صفر عام 1413 هـ
(1)
.
الثالث والعشرون -أن شيخ الشافعية بالشام: محمد سعيد العرفي أورد في كتاب (موجز سيرة خالد بن الوليد)
(2)
بحثًا علميا تحت عنوان (السلالة) توصل فيه إلى عدم صحة القول بإرث أيوب بن سلمة لدار خالد بن الوليد بالمدينة وإلى ثبوت بطلان دعوى انقراض ذرية خالد بن الوليد، واستمر في التدليل إلى أن ذكر بأن المنتسبين إلى خالد بن الوليد ألوف مؤلفة في أقطار متعددة، ولا يعقل تواطؤ هؤلاء كلهم على الانتماء إلى شخص لا وجود لذريته؛ لأنهم يزيدون على مقدار التواتر الذي يرجح ولو كان نفيًا لا تقام عليه بينة، والتواتر من الأسباب الموجبة للعلم.
الرابع والعشرون -جاء في كتاب (آل ربيعة الطائيون)
(3)
للمحامي: فرحان أحمد سعيد عن قبيلة بني خالد ما نصه: (بنو خالد من بني مخزوم، من العدنانية، انشر الكثير منهم في العراق، ونجد، والحجاز، وبلاد أخرى بادية وحاضرة، وفي ابن الأثير أن ذرية خالد بن الوليد المخزومي قد انقرضت، ولكن السبكي، وعبد الغافر، والسمعاني، والبقاعي نصوا في طبقاتهم، وتواريخهم على وجود الذرية الخالدية، وما رواه ابن الأثير من انقراض عقبه إنما كان في المدينة المنورة، وليس على وجه الإطلاق) اه.
الخامس والعشرون -جاء في كتاب (خلاصة الكرد وكردستان) -ج 1 ص 146 - الطبعة الثانية - الذي ألفه العلَّامة محمد أمين زكي سنة 1931 م باللغة الكردية، وترجمه: محمد علي عوني إلى اللغة العربية سنة 1936 م، وطبع الطبعة الأولى بمصر
(1)
انظر: المجلة المذكورة، وما جاء في الدليل الحادي والعشرين السابق في هذا المبحث الذي ذكر فيه تسلسل فخذ آل زبن من آل صبيح إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه.
(2)
انظر: (موجز سيرة خالد بن الوليد) ص 107 - 110.
(3)
آل ربيعة الطائيون ص 77 طبع ونشر: الدار العربية للموسوعات بيروت -لبنان - الطبعة الأولى سنة 1983 م.
عام 1939 م والثانية عام 1961 م: أن أسرة (عزيزيان)
(1)
التي تنحدر من سلالة الصحابي الشهير خالد بن الوليد، ونسبت إلى -ابن ابنه- عبد العزيز بن سليمان بن خالد بن الوليد أسست بعد انقراض الحكومة الزنكية حكومة في جزيرة (ابن عمر)
(2)
وأنها دامت هذه الحكومة في الجزيرة لحين ظهور الحكومة الباندرية التي قضت عليها مؤقتًا؛ إذ ظهرت مرة أخرى بعد ذلك، واستمرت بالجزيرة لحين خضوع كردستان للدولة العثمانية، ودخلت في عداد الإمارات الوطنية الكردية التي شملتها الحماية العثمانية.
السادس والعشرون -أن شيوخ بني خالد في الشام (آل عبد القادر) أعقاب (الناصر) استمروا يأخذون هم وأفراد عشيرتهم ما قدر بأنه نصيبهم من الأوقاف على جامع خالد بن الوليد رضي الله عنه وأبنائه بحمص باعتبارهم من أبنائه.
وقد أشار إلى شيء من هذا أحمد وصفي زكريا في كتابه (عشائر الشام)
(3)
.
السابع والعشرون -مما جاء في (إمتاع السامر)
(4)
أن بني خالد المخزوميين -خالد الحجاز- كانوا في بيشة، ثم تمركز بعضهم بأوضاخ بعالية نجد عام 642، وبقوا فيها حتى أجلاهم عنها بنو لام، فتفرقوا في قرى سدير، والوشم، والعارض، والقصيم، والإحساء.
كما جاء أن من بني خالد -خالد بيشة- آل حميد الذين منهم آل عريعر الذين -سبق أن - حكموا شرق الجزيرة
(5)
.
وهذا يتفق مع ما سبق ذكره في هذا المبحث مما جاء في كتاب (تاريخ عسير) عن
(1)
(عزيزان) إضافة الألف والنون لاسم (عزيز) على القاعدة الفارسية للجمع: انظر: (القبائل العربية وسلائلها في بلادنا فلسطين) ص 129 حاشية 38 لمصطفى مراد الدباغ.
(2)
تسمى هذه الجزيرة أحيانًا: "جزيرة الشرف"، انظر الروض البسام ص 18.
(3)
عشائر الشام ج 2 ص 449.
(4)
إمتاع السامر بتكملة متعة الناظر ص 202.
(5)
المصدر السابق ص 222.
تمركز بني خالد في أوضاخ عام 642 هـ عند قدومهم من بيشة بقيادة: سليمان بن موسى ابن عبد الله المخزومي
(1)
.
الثامن والعشرون -ومما جاء في كتاب (إمتاع السامر)
(2)
أنها دخلت بني عُقَيْل وادي الدواسر (العقيق) عام 780 هـ أيام عبد الوهاب بن غانم بن صقر، وكانت بقيادة سعد بن مبارك العصفوري العامري، وذلك من أجل السيطرة على جنوبي نجد، وإلحاقها بدولة بني جروان العامريين بالحلف في الإحساء
…
وأنه انضم إلى سعد المذكور قبائل متعددة أهمها بنو خالد المخزومية، الذين منهم بنو جبر أمراء نجد، والإحساء فبما بعد.
كما جاء أن بني جبر: بيت الإمارة وهم من بني خالد دخلوا في آل عامر، من بني عُقَيْل، وأنه امتد سلطانهم على نجد فيما بعد على يد أجود بن زامل، وتحالفوا مع بني لام ضد من سواهم من قبائل الجنوب، وكثرت غاراتهم على بيشة، ورنية، وتربة، ووادي الدواسر، والأفلاج، وكثرت فيها المعارك بينهم وبين عسير، وهذا ما جعل القبائل القحطانية تتحالف ضدهم
(3)
.
التاسع والعشرون -ومما جاء في كتاب (إمتاع السامر)
(4)
أن حسان بن سليمان ابن موسى الأموي قد غزا (هجر) عام 645 هـ بقوة من عسير، وقحطان ويام عندما استنجد به الفضل بن محمد بن الفضل العيوني لاستعادة سلطانه على البحرين، وأنه أبقى عند الفضل العيوني حامية من بينها بعض عشائر قحطان، ويام، وجماعة من بيشة من بني خالد من بني مخزوم، ولا تزال بقيتهم في بيشة، وأنه قد تفرغ منهم بنو جبر، وأنها قد آلت فيما بعد سيادة الإحساء.
(1)
انظر ذلك، انظر: تاريخ عسير ص 47.
(2)
إمتاع السامر بتكملة الناظر ص 15، 131.
(3)
المصدر السابق ص 206.
(4)
إمتاع السامر بتكملة الناظر ص 160.
الثلاثون -مما قال رميزان بن غشام-آل مزروع- التميمي
(1)
في آل بلاع الذين هم من الصيخان من الجبور من بني خالد -خالد الحجاز- وفي برَّاك بن عريعر وهو من آل حميد الذين هم من آل خالد من بني خالد -قال: في معرض مخاطبته لأخيه رشيد بن غشام-آل مزروع- التميمي:
أولاد بلاع ذؤابة خالد
…
ابن الوليد أزكى سلام زارها
قتلوا بني قيس وطيئ فأذعنت
…
أتراكها أو رومها وأمصارها
بذلوا بها مهج النفوس فأدركوا
…
لذاتها ممزوجة بإمرارها
وفي مثل جلد النمر تتلى ميمر
…
وعجاجة يغشى السما بغبارها
ابراي مانعنا حما لباتها
(2)
…
إن جللوا جرد الجياد اشهارها
برَّاك بن عريعر أمضا خالد
…
مولا مفاخرها سنا منوارها
برَّاك أبرك من نشا في جيله
…
للأقربين وللعدا ذعارها
الحادي والثلاثون -وقال رميزان بن غشام
(3)
في قصيدة أخرى:
أولاد بلاع ذؤابة خالد
…
بيت الندى منها وملجا الهاربا
الثاني والثلاثون -مما قال الشيخ محمد بن إبراهيم بن محمد آل خليفة ضمن قصيدة له طويلة في آل بوعينين من آل (كتب) من آل صبيح من بني خالد عام 1327 هـ، وذكر بها بعض كبارهم وبعضهم من (آل خاطر)، وأن أباهم خالد بن الوليد رضي الله عنه الأبيات التالية:
(1)
الدر الممتاز من الشعر النبطي والألغاز ج 1 ص 16 ط الأولى، خيار ما يلتقط من الشعر النبط ج 1 ص 113.
(2)
حما لباتها: لعل الصحة: حمى لاباتها؛ لأن اللابة الجماعة في العرف إذ ذاك.
(3)
خيار ما يلتقط من الشعر النبط ج 1 ص 116.
غنائم العزم تحكي صدقها الأمم
…
وقد رأيت الذي قد كان ينزعمو
إلى (الجبيل) وقد حطوا رواحلهم
…
بجانب القصر أضحي ضاحكًا لهمو
شجعان قوم أباهم خالدًا ورثوا
…
ابن الوليد وهم في سيره انتظموا
(عينين) كسر العدا والحزم عادتهم
…
ينفض جزمًا وعند الخطب إن هجموا
تبكي عليهم ديار طالما اشتهرت
…
بهم وعادت من الأحزان تنهدموا
(خواطرون) رجال في ملازمهم
…
لا بعض كم كان قوال وما علموا
ليث الرجال وفحل الرأي والدهم
…
وسائق بعصاة النصر عيسهم
محمد في أمور الحزم يزهمهم
…
ولست أنس عقيد القوم عيدهم
هذا، وكان سبب هذه القصيدة عودة عدد من آل بوعينين ومنهم آل خاطر من قطر والبحرين إلى الجبيل في رمضان عام 1327 هـ.
الثالث والثلاثون - وما قال الشاعر عويضة بن جديد الكدادي الهاجري في شوال عام 1327 هـ من قصيدة له طويلة في بعض كبار آل بوعينين من آل كتب من آل صبيح من بني خالد، وهم الشيخ عبد الله بن علي آل الخاطر البوعينين وأخوانه عيسى، ومحمد أبياتًا ذكر فيها أنهم من بني خالد بن الوليد، ومنها الأبيات التالية:
قال الكدادي ناظمات دلايل
…
قيفان مبداهم على ميز وأفكار
ومن قبلهم سيف الجبيل بغلايل
…
ورجع له المولى بوسمي ونوار
مقدار ساعة قربوا بالمثايل
…
في ديرة يفرح بها الضيف والجار
يلفي محمد شوق ظافي الجدايل
…
مفراص غلقات اللوالب والاعسار
وعيسي عضيده في دروب الشياكل
…
سعد لخوه بنائب الجود والكار
وأبو مبارك ريف لأهل الهزايل
…
عبد الله الممدوح بالفعل واذكار
هذا وهم من طيبين القبائل
…
(خوالد) من غير شك ولا انكار
(ابن الوليد) رسومهم بالاوايل
…
سيف الله المسلول للكفر بتار
الرابع والثلاثون - قال سعد بن راشد القاطع الحيا الصبيحي الخالدي في قصيدة له:
منازل بني عمي هل الطيب والندي
…
بني خالد اللِّي ما شكى الضيم جارها
خوالد يا سعد منهم رفاقته
…
إلى طار من حمر النواظر شرارها
خوالد وخالد قايد الجيش للنبي
…
كم معركة في سلة الحرب دارها
اللِّي قادها تسع وتسعين معركة
…
طوع كبار الكفر وأيتم صغارها
مخزومي ورثوا عياله فعوله
…
بمسجل التاريخ تقرا اخبارها
الخامس والثلاثون - وما قال أيضًا في قصيدة له أخرى:
يا بني خالد كعام المعادي
…
يا مطوعة العدو العنيد
يا مروية السيوف الحدادي
…
يا سلالة خالد بن الوليد
يا حرار بارعات الهدادي
…
في عطيبات المضارب تصيد
(1)
السادس والثلاثون - قال الشاعر ناصر بن زغم الخالدي:
الجنوبي باغي حربنا
…
يا سلايل خالد بن الوليد
(2)
السابع والثلاثون - وقال أحد شعراء بني خالد:
(1)
حصلت على القصيدتين اللتين منهما هذه الأبيات من الشيخ عبد الله فزاع المجدل الخالدي.
(2)
مجلة الشرق ص 33 عدد 146 الصادر في 3 - 9 صفر عام 1413 هـ الموافق 1 - 7 أغسطس 1992 م السنة الثالثة عشرة.
جدنا هو قائد الجيش في حل الزحام
…
مع رسول الله يخوض المعارك كل يوم
(1)
الثامن والثلاثون - وقال أحد الشعراء:
هم سلايل لخالد زين المعاني
…
مع رسول الله فعله يذكرونه
بسيفه المذكور سيفه حيمراني
…
يا كثر ما قص راس من متونه
(2)
التاسع والثلاثون - وقال الشاعر: عايض بن مسفر بن غرم الخالدي أحد شعراء آل خالد في وادي ترج في بيشة في رد له على أبيات للشاعر مزهي بن زاهي الفزعي من تبالة أبياتًا ذكر فيها أنهم من نسل خالد بن الوليد رضي الله عنه ومن هذه الأبيات:
سلام يا باب حديد
…
وارد على مشكله جديد
ويريد قلبي ما يريد
…
وأبني على قصرك كماه
حِنَّا نسل خالد بن الوليد
…
عزران لزام الوريد
سيفه شبا قص الحديد
…
ويطرد الكافر وراه
(3)
الأربعون - وقال الشاعر: محمد بن خلف الخالدي:
يا أولاد خالد يا مصانيم الأدراع
…
خالد فتح شام الشمال ويمنها
سيف الله المسلول في الحرب قطاع
…
تسعة سيوف في الحناجر دفنها
(4)
درى النَّبِيّ عن حالهم دون مذياع
…
رفع الستار وشاف ما غاب منها
(5)
(1)
المصدر السابق ص 33.
(2)
المصدر السابق ص 33.
(3)
زودني بهذه الأبيات الأستاذ صالح بن ضاوي المريري الخالدي المخزومي مدير المدرسة الابتدائية والمتوسطة بمهر في وادي ترج بيشة.
(4)
يقصد من تسعة السيوف تسعة الأسياف التي انقطعت في يد خالد من شدة ضربه بها في غزوة (مؤتة).
(5)
درى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أي علم بما صار في تلك الغزوة وأخبر أصحابه به وهو في المدينة عندما رفع له الستار ورأى ما يدور في المعركة.
الحادي والأربعون - ما جاء في ترجمة الشيخ: أحمد بن ذهلان بن عبد الله بن ذهلان النجدي، المولود في بلدة مقرن - التي هي الآن حي من أحياء الرياض يعرف بالقرينين - المتوفى سنة 1169 هـ: أن نسبه يتصل بالصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه
(1)
.
وجد الشيخ أحمد بن ذهلان هو الشيخ: عبد الله بن محمد بن ذهلان من السحوب (السحبان) من بني خالد
(2)
.
والسحبان من بني خالد ينسبون إلى جدهم المُلقَّب بالسحاب لجوده، وهو: خالد ابن سليمان بن محمد بن جعفر بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد سيف الله
(3)
.
الثاني والأربعون - جاء في نسب الشيخ: عبد العزيز بن صالح بن عبد العزيز العلجي - الذي عاش في الإحساء، وتوفي عام 1362 هـ - بأن أصل نسبه من قريش
(4)
. وقد أكد ذلك رحمه الله في أرجوزته بقوله:
مَنْ مِنْ ذنوبه إليه يلتجي
…
عبد العزيز القرشي العلجي
(5)
ونسبته لقريش من نسبة بني خالد إلى خالد بن الوليد المخزومي القرشي؛ لأنَّ العلجان من بني خالد (خالد الحجاز)
(6)
- من (السحبان) الوارد ذكرهم في ترجمة الشيخ أحمد بن ذهلان بن عبد الله بن محمد بن ذهلان السابقة في حرف الألف من المبحث الأول، وفي الدليل الحادي والأربعين السابق لهذا الدليل بهذا المبحث.
(1)
النعت الأكمل لأصحاب الإمام أحمد بن حنبل ص 288، مختصر طبقات الحنابلة للشطي ص 125.
(2)
عنوان المجد في تاريخ نجد ج 1 ص 97.
(3)
صحاح الأخبار ص 6.
(4)
شعراء هِجْر لعبد الفتاح الحلو ص 383.
(5)
المصدر السابق ص 387.
(6)
انظر: سبائك الذهب ص 194، (العرب) ص 781 من الجزء الثامن الصادر في صفر عام 1391 هـ.
الثالث والأربعون - فوق كل ما سبق من أدلة، فقد ذكرت في المبحث الأول من الفصل الثاني ما يزيد على مائة وخمسين علمًا من ذرية خالد بن الوليد رضي الله عنه منهم ما يزيد على مائة وعشرين علمًا بتسلسل نسبهم إلى خالد بن الوليد تسلسلًا صريحًا، وكل واحد منهم يعتبر دليلًا.
الرابع والأربعون - أن نفي وجود العقب مجرد عدم علم به فقط، وليس علمًا بعدم وجوده، ومن القواعد الشرعية أن المثبت مقدم على النافي، وبهذه الأدلة أصبح قول القائلين بانقطاع عقب خالد بن الوليد رضي الله عنه من الظن البيِّن خطؤه فحسب.
وقد ذكرت هذا في تعقيبي على ما جاء عن نسب بني خالد في كتاب: "بنو خالد وعلاقتهم بنجد" للأخ الفاضل: عبد الكريم المنيف البسام آل محمد الوهبي التميمي من ص 101 - إلى ص 106 من ذلك الكتاب، وقد قدم - جزاه الله خيرًا. لذلك التعليق في ص 100 من ذات الكتاب.
أسباب اختلاف بعض النسَّابين في نسب بني خالد
إن حصول نسبة بني خالد المخزوميين من قبل بعض النسَّابين إلى غير نسبهم الصحيح يعود لثلاثة أسباب هي:
الأول: قول بعض النسَّابين بانقطاع ذرية الصحابي الجليل سيف الله خالد بن الوليد المخزومي القرشي العدناني الذي جاءت نسبة بني خالد المخزوميين الذين ينحدرون منه إليه.
الثاني: وجود قبائل، وعمائر، وبطون لبعض القبائل الأخرى يقال لهم:(بنو خالد). وصار هذا من أسباب نسبة بني خالد المخزوميين القرشيين لغير نسبهم الصحيح - على ما سيأتي بيانه.
الثالث: القول بأنه لو فرض بأن بني خالد الذين ينتسبون إلى خالد بن الوليد من ذريته لما بلغوا هذا العدد الكبير، حيث يقدرون بمئات الألوف. وهذا القول الذي يحاج به نوادر من العاميين فحسب.
ونفصل هذه الأقوال، ونرد عليها بالترتيب وذلك في المباحث التالية:
القول بانقطاع عقب خالد بن الوليد رضي الله عنه
إن أول من قال بهذا هو المصعب بن عبد الله بن المصعب الزبيري، المولود سنة 156 هـ المتوفى سنة 236 هـ.
حيث قال بانقراض ولد خالد بن الوليد، وأنه لَمْ يبق منهم أحد، وأنه ورث دارهم بالمدينة أيوب بن سَلَمَة
(1)
.
وكان من استعمل رواياته في الأنساب ابن أخيه الزبير بن أبي بكار المُسمّى بكار ابن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، الذي ألف كتابًا في الأنساب بعنوان كتاب عمه (نسب قريش وأخبارهم)
(2)
.
ونقل هذا القول عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي
(3)
معتمدًا على ما نسب للمصعب الزبيري، وما جاء عن ابن حزم، وكان ابن حزم قد أخذ كثيرًا مما نسب للمصعب الزبيري، وقال عند كلامه عن أولاد خالد بن الوليد ما نصه:(فولد خالد بن الوليد: المهاجر، وعبد الرَّحمن، ولي الجزيرة، وشهد صفين مع معاوية، وعبد الله قتل بالعراق: أمهم بنت أنس بن مالك بن مدرك النخعي. وسليمان وبه كان يُكنَّى. فولد عبد الرَّحمن بن خالد المهاجر، وولد المهاجر خالد. روى عنه الزهري. وكثر ولد خالد بن الوليد حتى بلغوا نحو أربعين رجلًا كلهم بالشام، ثم انقرضوا كلهم في طاعون وقع، فلم يبق منهم عقب)
(4)
.
وجاء بعد هؤلاء آخرون مثل الحمداني، الذي نقل عنه القلقشندي
(5)
هذا القول، وادعى الإجماع من النسَّابين عليه. ولكنه قال في الرواية الأخرى عنه: (وخالد عرب
(1)
كتاب نسب قريش ص 328.
(2)
المصدر السابق ص 6.
(3)
التبيين في أنساب القرشيين ص 310، 312.
(4)
جمهرة أنساب العرب ص 147 - 148.
(5)
نهاية الأرب ص 226، 227.
حمص، وخالد من عرب الحجاز يدعون أنهم من عقبه -ثم قال الحمداني:- ولعلهم من سواهم من بني مخزوم، فهم أكثر قريش بقية، وأشرفهم جاهلية)
(1)
ا هـ. وهذه العبارة يفهم منها تردده في هذه المسألة بقوله: (لعلهم).
واستمر عدد من النسَّابين، والمؤرخين غير المحققين في نقل ذلك مثل ابن الأثير الموصلي
(2)
وابن فضل الله العمري
(3)
، ولم يقتصر الأمر على القول بانقراض ذرية خالد ابن الوليد، بل إن محمود شكري الألوسي
(4)
قد تجاوز القول بانقراض ذرية خالد بن الوليد إلى القول بأن خالد بن الوليد لَمْ يعقب ولدًا، وزعم إجماع النسَّابين والمؤرخين على ذلك.
وقبل الرد على هذه الأقوال فإنها تجدر الإشارة إلى أنه يوجد بين آل الزبير بن العوام رضي الله عنه وبين آل خالد بن الوليد ضغائن، وإحن، ومن أسبابها:
1 -
شعور آل الزبير بالإهانة من آل خالد بسبب لمز خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد ابن الوليد لعروة بن الزبير بعد ثأر آل خالد في عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد بقتل ابن أثال الذي دس السم لعبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد ومات بسببه بعد تعبير عروة لخالد ابن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد بقوله: ما فعل ابن أثال؟ حيث سافر خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد إلى الشام على أثر ذلك وقتل ابن أثال ثم عاد من الشام إلى المدينة وجلس بجانب عروة، وعندما سأله عروة مكررًا عليه سؤاله السابق، أجابه خالد بقوله: كفيتك ابن أثال، ولكن ما حال ابن جرموز - يقصد أن ابن جرموز قد قتل الزبير بن العوام والد عروة ولم يأخذ آل الزبير الثأر فيه
(5)
.
(1)
قلائد الجمان ص 245.
(2)
اللباب ج 3 ص 143.
(3)
مسالك الأبصار ص 143.
(4)
المسك الأذخر ص 248.
(5)
تاريخ الأمم والملوك ج 5 ص 227، البداية والنهاية ج 8 ص 31.
ب - أن الجمانة بنت المهاجر بن خالد بن الوليد نظرت إلى: عبد الله بن الزبير وهو يرقى المنبر يخطب في يوم جمعة فقالت حين رأته رقى المنبر: أيا نقار، يا نقار
(1)
، أما والله لو كان فوقه نجيب من بني أمية، أو صقر من بني مخزوم، لقال المنبر: طيق طيق
(2)
. فأني كلامها إلى عبد الله بن الزبير فبعث إليها فأتي بها، فقال لها: ما الذي بلغني عنك يا لكاع؟ قالت: الحق يا أمير المؤمنين. قال: فما حملك على ذلك؟ قالت: لا تعدم الحسناء ذاما، والساخط ليس براض، ومع ذلك فما عدوت فيما قلت لك أن نسبتك إلى التواضع والدين، وعدوك إلى الخيلاء والطمع، ولئن ذاقوا وبال أمرهم لتحمدن عاقبة شأنك، وليس من قال فكذب كمن حدث فصدق، وأنت بالتجاوز منك جدير، ونحن للعفو منك أهل، فاستر على الحرمة تستتم النعمة، فوالله ما يرفعك القول ولا يضعك، وإن قريشًا لتعلم أنك عابدها وشجاعها ولسانها، حاط الله دنياك، وعصم أخراك، وألهمك شكر مولاك
(3)
.
والشاهد من هذا أن الجمانة صرحت لابن الزبير بعداوة قومها له في قولها بأنها نسبت عدوه إلى الخيلاء، وذكرها للسخط وهو من العداوة.
ج - أن خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد لما دخل مع بني هاشم الشعب اضطغن ذلك ابن الزبير عليه فالقى عليه زق خمر وصب بعضه على رأسه، وشنع عليه أن وجده ثم من الخمرة فضربه الحد
(4)
.
د - أن آل خالد بن المهاجر على مذهب أبيهم المهاجر بن خالد بن الوليد في محبة
(1)
النقر وهو بالفتح اضطراب اللسان، وبالكسر مراجعة في الكلام، والمراد أنَّها تعرض بعبد الله وأنه ليس بالخطيب الذرب اللسان.
(2)
طبق حكاية صوت الحجر، والمراد أنه ضعيف لا يملأ فراغ المنبر ولو كان غيره خطيبا من بني أمية أو بني مخزوم لاهتز المنبر منه.
(3)
أعلام النساء لعمر رضا كحالة ج 1 ص 170.
(4)
شخصيات الأغاني ص 195، جمهرة النسب لابن الكلبي، تحقيق الدكتور ناجي حسن ص 88 ط الأولى. قلت: لَمْ أتحقق من صحة هذا القول.
آل هاشم، ومن ثم فإنهم يبغضون عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير - الذي هو والد المصعب الزبيري - لتحامله على آل البيت، ولكونه من شرار النّاس
(1)
.
مما تقدم يتضح وجود الأسباب التي أفضت إلى العداوة بين آل خالد بن الوليد وبين آل الزبير بن العوام بصفة عامة، وبين آل خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد وبين آل الزبير بصفة خاصة. والعداوة تورث، والعدو لا تقبل شهادته على عدوه فضلًا عن خبره عنه. إضافة إلى أن كتاب (نسب قريش) المنسوب للمصعب الزبيري، هو رواية عاشت في الأندلس، قيل بأنه رواها ابن أبي خيثمة عن مصعب
(2)
. هذا، ومن تتبع القول بانقراض العقب الخالدي، والقول بإجماع النسَّابين والمؤرخين على ذلك، ظهر أن ابن فضل العمري قد أخذه عن الحمداني وهو بدر الدين أبو المحاسن يوسف بن أبي المعالي ابن زماخ المعروف بابن سيف الدولة الحمداني، وأن ابن فضل الله العمري قد استقى معلوماته عن القبائل، والبطون، ومناطق انتشارها من المهمندار المعاصر لأواخر الدولة الأيوبية وأوائل الدولة المملوكية وهو (الحمداني) المذكور، وأنه اعتمد أيضًا على الحمداني كل من: القلقشندي، والمقريزي في معلوماتها عن القبائل وأنسابها، وأن القلقشندي ينقل أيضًا عن العمري الذي ينقل عن الحمداني
(3)
. وأن العمري ليس بنسابة، ولا بمؤرخ، وإنما هو من المشتغلين في علم الجغرافيا
(4)
. أما القلقشندي، والمقريزي فإنهما من المؤرخين والنقلة للأنساب لا من المحققين فيها.
وتبعًا لهذا فإن من أسباب كثرة أخطاء النسَّابين، والمؤرخين اعتمادهم على أقوال السابقين لهم دون أن يحققوها، فمثلًا نجد القلقشندي يقول:(بنو منقر)
(5)
بكسر الميم،
(1)
الفهرست لابن النديم ص 160، مقدمة كتاب نسب قريش ص 6.
(2)
مقدمة كتاب (نسب قريش) ص 5، موارد الخطيب البغدادي ص 207.
(3)
مسالك الأبصار ص 17، قلائد الجمان ص 145، نهاية الأرب ص 226، 227.
(4)
أعلام الجغرافيين العرب ص 548 - 549.
(5)
بنو منقر ما زال يوجد عائلات منهم بهذا الاسم في المنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية، ومنهم أيضًا: أسرة آل منقور أسرة كريمة مشهورة في مدينة حوطة سدير التي تقع على شفير وادي الفقي بنجد ومنها الشيخ: أحمد المنقور.
وفتح القاف - بطن من تميم من القحطانية، وهم بنو منقر بن عبيد بن مقاعس - في حين أننا نجده يذكر نسب بني تميم وأنهم من عدنان
(1)
، ولم يذكر والدهم.
كما نجده ينسب بني خالد (خالد الحجاز) إلى غزية، من طيئ، من قحطان في كتابه (نهاية الأرب)
(2)
ثم يعود وينسبهم مع بني خالد عرب حمص في بني مخزوم القرشيين العدنانيين في كتابه: (قلائد الجمان)
(3)
. وقد وجدت مثل هذا كثير عنده وعند غيره، وهذه النقول غير المحققة هي السبب في كثرة أخطاء المؤلفين. وهذا ما جعل عددًا منهم يتناقلون قول المصعب الزبيري بانقراض ولد خالد بن الوليد ويتسللون على هذا الخطأ.
أما ابن حزم رحمه الله فإنه بعدما ذكر أنه ولد لعبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد: المهاجر - قال: وولد للمهاجر خالد - وذكر بأن خالدًا هذا أي: خالد بن المهاجر بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد - روى عنه الزهري
(4)
. بينما هذا القول غير صحيح، فإن الزهري لَمْ يرو عن خالد بن المهاجر بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد، بل روي عن ابن عمه وهو: خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد
(5)
.
ومن هذا يتضح أن ابن حزم رحمه الله لَمْ يستطع أن يفرق بين أبناء خالد بن الوليد. ومن هذه حاله في هذه الحالة لا يعتمد على أقواله، ومن ثم فإن قوله بانقطاع ذرية خالد لَمْ يزد عن نقله لقول غيره دون بحث أو تحقيق.
أما ابن الأثير فقد ذكر نسب: حسان بن سعيد في كتابه: (اللباب في تهذيب الأنساب)
(6)
فقال: (والرئيس أبو علي حسان بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد
(1)
نهابة الأرب ص 177، 380.
(2)
نهابة الأرب ص 226.
(3)
قلائد الجمان ص 145.
(4)
جمهرة أنساب العرب ص 147.
(5)
الجرح والتعديل ج (1) قسم (2) ص 351 ترجمة (1585).
(6)
الباب في تهذيب الأنساب ج 3 ص 265، 266.
ابن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد المخزومي المنيعي نسبة إلى جده - إلى آخر ما جاء في ترجمته له من ذكر لمناقبه - ثم قال: قلت: لَمْ يعقب عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد. وقال: وذكر الزبير بن بكار أن ولد خالد بن الوليد انقرضوا وورثهم أيوب بن سَلَمَة بن عبد الله بن الوليد بن المغيرة المخزومي.
ويرد على هذه الأقوال، وما في معناها بردود مختصرة هي:
1 -
أنه بوجود المثبتين للعقب الخالدي في عدد من الأمصار والأعصار تبين أن القول بانقطاع العقب الخالدي، وبإجماع النسَّابين على ذلك غير صحيح.
2 -
أن من المثبتين لتسلسل نسب العقب الخالدي رجال ثقات لو لَمْ يثبته إلَّا اثنان منهم لحصل اليقين بإثباتهما، ومن المثبتين على سبيل المثال: الإمام الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني، والحافظ جلال الدين عبد الرَّحمن بن أبي بكر السيوطي، والحافظ عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي، والعلَّامة عبد الرَّحمن بن علي بن محمد بن علي بن الجوزي الحنبلي، والنسابة عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني والإمام الحافظ عمر بن محمد بن فهد الهاشمي، وتاج الدين عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي، والعلَّامة علي بن أنجب المعروف بابن الساعي المتوفى سنة 674 هـ وشيخ الإسلام سراج الدين عبد الله بن محمد الرفاعي، وكمال الدين أبو الفضل عبد الرزَّاق بن تاج الدين أحمد المعروف بابن الفوطي الشيباني الحنبلي، والحافظ العالم الشيخ عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر، والعلَّامة المؤلف المشهور صلاح الدين خليل بن عبد الله الصفدي، والشيخ قطب الدين موسى بن محمد اليونيني المتوفى سنة 726 هـ والمؤرخ الكبير عبد الكريم بن محمد الرافعي القزويني، والشيخ الإمام جمال الدين محمد بن علي الحموي المعروف ب (ابن الصابوني)، وجمال الدين عبد الرحيم بن الحسن الأسنوي، والشيخ عبد الحفيظ الفاسي، والمؤرخ النسَّابة محمد كمال الدين الغزي، والمؤرخ الناقد الحافظ شمس الدين أبو الخير محمد بن
عبد الرَّحمن السخاوي، والعلَّامة الشيخ محمد جميل بن عمر الشطِّي، والعالم الفاضل محمد بن فضل الله المحبي، والإمام العلَّامة شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، والمؤرخ اليماني مطهر بن محمد الجرموزي، والعماد محمد بن حامد الأصفهاني، وابن الحنبلي رضي الدين محمد بن إبراهيم بن يوسف الحلبي، والشيخ محمد أبو الهدى الصيادي الرفاعي، والشيخ إبراهيم البقاعي، والشيخ عبد الرزَّاق البيطار، والأستاذ الدكتور ناجي معروف عميد كلية الآداب بجامعة بغداد، والأستاذ راغب بن محمود بن هشام الطباخ الحلبي، والمحققة منيرة بنت ناجي سالم، والمؤرخ أيوب صبري باشا، والشيخ زكي محمد مجاهد، والأستاذ محمد عمر حمادة. وغير هؤلاء كثير، وقد ذكرت في المبحث الأول من الفصل الثاني من هذا الكتاب ما يزيد على مائة وخمسين عامًا من ذرية خالد بن الوليد رضي الله عنه.
ومما سبق يتضح أن دعوى الإجماع بانقطاع العقب الخالدي مجرد قول تناقله غير المحققين من المؤلفين فحسب.
3 -
أن من القواعد العامة في الشريعة الإسلامية أنه إذا وجد نفي وإثبات يقدم الإثبات على النفي.
4 -
أن دعوى انقراض العقب الخالدي مجرد عدم علم بوجود العقب فقط وليس علمًا بعدمه، فالذين أثبتوا العقب أثبتوا ما يعلمون، والذين قالوا بنفي العقب أفادوا بعدم علمهم به، ولا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، قال الله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ
…
(9)} [الزمر: 9].
5 -
أن حجة القائلين بالقطاع العقب الخالدي الوحيدة هي ما نسب للمصعب الزبيري بأنه قال بانقراض عقب خالد بن الوليد، وأنه ورث داره بالمدينة أيوب بن سَلَمَة.
وهذه الحجة ثبت بطلانها بما سبق ذكره، وما روي من أنه لما عزل عمر بن الخطاب خالد بن الوليد لَمْ يزل مرابطًا بحمص حتى مرض فدخل عليه أبو الدرداء عائدًا، فقال:
إن خيلي، وسلاحي على ما جعلته في سبيل الله عز وجل، وداري بالمدينة صدقة، وكنت أشهدت عمر بن الخطاب ونعم العون هو على الإسلام، وقد جعلت وصيتي وإنفاذ عهدي إلى عمر، فقدم بالوصية على عمر فقبلها، وترحَّم عليه
(1)
.
فإنه يتضح أن خالد بن الوليد قد أوصى بأن تكون داره بالمدينة صدقة؛ أي أنَّها ليست ضمن تركته التي خلف لأولاده بعد وفاته، ومن ثم فإن الاستدلال بإرث الدار قد انهار.
6 -
إن ممن قالوا بانقراض عقب خالد بن الوليد من ناقض نفسه بنفسه مثل ابن الأثير، حيث قال:(قلت: ولم يعقب عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد)
(2)
، ثم تراجع وأثبت العقب لعبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد، حيث ذكر خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد في تاريخه:(الكامل)
(3)
عند ذكره لقصة قتل ابن أثال لعبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد، وثار خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد لأبيه من ابن أثال بقتله له.
وقد أثبت عدد من النسَّابين والمؤرخين خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد، كما ثبت تسلسل ذريته
(4)
.
وكون ابن الأثير مُرّة يقول بانقطاع ذرية خالد وينسب ذلك للزبير بن بكار، ومرة يقول بأن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد لَمْ يعقب ثم يعود ويثبت العقب له دليل على تراجعه عن نفيه.
(1)
صفوة الصفوة لابن الجوزي ج 1 ص 654 ط الرابعة، انظر: تاريخ الأمم والملوك ج 5 ص 130 ط الأولى، تاريخ الخميس ج 2 ص 247.
(2)
اللباب ج 3 ص 266.
(3)
الكامل في التاريخ ج 3 ص 309 الثانية - سنة 1415 هـ - 1995 م - دار الكتب العلمية - بيروت.
(4)
تاريخ الأمم والملوك ج 5 ص 227، البداية والنهاية ج 8 ص 31، ج 12 ص 103، المنتظم ج 8 ص 270، صحاح الأخبار ص 5، 6، الدرر الكامنة ج 5 ص 115، مرآة جزيرة العرب ج 2 ص 318.
وكان قد عقب علي ابن الأثير وغيره عدد من النسَّابين، فمثلًا عند ترجمة صاحب كتاب (حلية البشر)
(1)
لخزام بن علي الخالدي قال ما نصه: (وقد نص صاحب قاموس العاشقين على أنه هو وأصوله من ذرية خالد سيف الله بن الوليد المخزومي القرشي الصحابي الجليل الأمير الشهير، دفين حمص، فاتح بلاد الشام وصاحب الفتوحات الشهيرة التي لا تحصى في الإسلام) رضي الله عنه وقال: (نعم قال ابن الأثير بانقراض ذرية سيدنا خالد في كتابه (أسد الغابة) ونقض كلامه في تاريخه: (الكامل) في غير موضع، وخالف كلامه في (أسد الغابة) جماعة من فحول أعلام العلماء منهم العلَّامة النسَّابة الإمام السمعاني، والشيخ عبد الغافر في تاريخهما، والإمام السبكي في طبقات الشافعية، والبقاعي في تاريخه، وشيخ الإسلام المخزومي في (صحاح الأخبار)، وغيرهم رحمهم الله وأثبتوا كلهم الذرية الخالدية، وترجموا جماعة من رجالها) ا هـ.
وقد جاء في كل من كتاب (عشائر العراق)
(2)
وكتاب (الروض البسام في أشهر البطون القرشية في الشام)
(3)
وكتاب (صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطمية الأخيار)
(4)
: بأنه قال بعض المؤرخين ومنهم ابن الأثير رحمه الله أن ذرية خالد بن الوليد رضي الله عنه قد انقرضت وهذا خلاف المشهور المتواتر فإن الإمام السبكي، وعبد الغافر، والسمعاني، والبقاعي، وخلائق نصوا في طبقاتهم، وتواريخهم على وجود الذرية الخالدية، وترجموا كثيرًا من أكابر رجالها. أما ما رواه ابن الأثير الموصلي في تاريخه من انقراض عقب خالد، وأن النسَّابين أجمعوا على ذلك فهفوة مؤرخ لا يعبأ بها، بل إن إجماع النسَّابين على أنَّ لا عقب له في المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وهذه الكلمة أوهمت ابن الأثير رحمه الله وقال بانقراض الذرية الخالدية بلا تؤدة. ومثله ما حكاه العدواني رحمه الله ولا ريب لدى عامة المحققين من
(1)
حلية البشر ص 589.
(2)
عشائر العراق ج 4 ص 198.
(3)
الروض البسام ص 8 فما بعد.
(4)
صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطمية الأخيار ص 5، 6.
النسَّابين في أن عقب خالد بن الوليد منتشر في الشام، ونجد، والعراق، ومنهم بمرو الروذ، وبلاد الأفغان، وهم الوف مؤلفة، وصفوف مصففة، وعصائب وافرة، بادية وحاضرة.
7 -
أن القائلين بانقراض العقب الخالدي، قالوا بأن أولاد خالد كثروا وبلغوا نحوأربعين رجلًا، وأنهم بادوا بالطاعون
(1)
.
وهذا القول مردود بالآتي:
1 -
أن الطاعون الذي قالوا بموت أولاد خالد فيه هو طاعون عمواس الذي وقع في أواخر سنة 17 هـ وقيل سنة 18 هـ
(2)
.
ب - أنه لَمْ يمت المهاجر بن خالد بن الوليد إلَّا في معركة صفين سنة 37 هـ
(3)
.
ج - أنه لَمْ يمت عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد إلَّا سنة 46 هـ مسمومًا من قبل ابن أثال طبيب معاوية بن أبي سفيان
(4)
رضي الله عنه.
د - أن خالد بن الوليد رضي الله عنه لَمْ يمت إلَّا في سنة 21 هـ
(5)
؛ أي أنه عاش بعد طاعون عمواس هو وعدد من أبنائه منهم عبد الرَّحمن، والمهاجر، ومحمد.
هـ - أنه جاء في كتاب (الجوهرة في نسب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه العشرة)
(6)
أن خالد ابن الوليد توفي سنة 21 هـ وأنه كان له بالشام من الولد عدد كثير باد أكثرهم بالطاعون.
وقوله باد أكثرهم بالطاعون يفيد عدم موت الجميع بالطاعون وهذا خلاف الرواية
(1)
جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 148 ط الأولى.
(2)
سيف الله خالد بن الوليد للجنرال أ. أكرم ص 522 ط السادسة، سيف الله خالد بن الوليد للعماد: مصطفى طلاس ص 446، انظر: الطبري ج 5 ص 34 ط الأولى، كتاب المحبر لمحمد بن حبيب ص 14.
(3)
التبيين في أنساب القرشيين ص 309 ط الأولى، تاريخ خليفة بن خياط ص 191.
(4)
التبيين في أنساب القرشيين ص 309 ط الأولى، الطبري ج 1 ص 143 ط الأولى.
(5)
الطبري ج 5 ص 130 ط الأولى، الجوهرة في نسب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه العشرة ج 1 ص 76 ط الأولى.
(6)
انظر: ج 1 ص 76 من الكتاب المذكور.
المنسوبة للمصعب الزبيري وما جاء عن ابن حزم في جمهرة أنساب العرب سابقتي الذكر منهم أنهم بادوا جميعًا بالطاعون.
و- جاء في كتابي (سيف الله خالد بن الوليد) لكل من الجنرال أ. أكرم
(1)
والعماد الركن مصطفى طلاس
(2)
عند الكلام عما حصل بخالد بن الوليد سنة 18 هـ من المصائب أنه تعقب الموت أولاده واحدًا وراء الآخر؛ إذ دهمهم الطاعون فأمات منهم نحوأربعين في سنة الطاعون، وأنه قد بدأ وباء الطاعون في عمواس، إحدى قرى فلسطين في شهر محرم عام 18 هـ. قلت: وهذا يتفق مع ما جاء في كتاب (الجوهرة في نسب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابة العشرة) سابق الذكر، من أن الطاعون المذكور لَمْ يمت فيه جميع أبناء خالد، كما أن المتتبع لأخبار أولاد خالد، وأحفادهم في كتب التاريخ، والسير والمغازي، والأنساب، والتراجم، والأدب يستبين ذلك، ومنهم من تمت الترجمة لهم - كما سبقت الإشارة في المبحث الأول من الفصل الثاني من هذا الكتاب. وهذه الأدلة تدحض ما يعارضها.
وخلاصة ما سبق فإنه من واقع ما تم ذكره من ذرية الصحابي الجليل خالد بن الوليد المخزومي القرشي في المبحث الأول من الفصل الثاني من هذا الكتاب، وتسلسل نسب عدد كبير إليه، وما تم إيراده من أدلة على نسب بني خالد في المنطقة الشرقية، ونجد، ووادي ترج ببيشة من المملكة العربية السعودية، والشام، والعراق، وفلسطين، وغيرها إلى خالد بن الوليد في المبحث الثاني من ذلك الفصل، وما تم ذكره في المبحث الأول من الفصل الثالث من هذا الكتاب من الأئمة، والنسابين، والمؤرخين، والمحققين الذين أثبتوا وجود العقب الخالدي وذلك عند الرد على القائلين بانقطاع عقب خالد بن الوليد رضي الله عنه. وعن الصحابة أجمعين.
(1)
انظر: سيف الله خالد بن الوليد ص 522 للمؤلف المذكور ط الأولى.
(2)
انظر: سيف الله خالد بن الوليد ص 446 للمؤلف المذكور.
أسباب نسبة بني خالد المخزوميين لغير نسبهم
إن من أسباب حصول الخطأ من بعض النسَّابين في نسبة بني خالد المخزوميين لغير نسبهم الصحيح وجود قبائل، وعمائر، وبطون من قبائل أخرى يقال لهم: بنو خالد أيضًا، مثل:
1 -
بنو خالد، بطن من قحطان
(1)
.
2 -
بنو خالد، بطن من عامر بن صعصعة من هَوَازِن العدنانية، وهم بنو خالد بن جعفر بن كلاب بن ربيعَةَ بن عامر بن صعصعة
(2)
.
3 -
بنو خالد، بطن من غزية من طين القحطانية
(3)
.
4 -
بنو خالد، بطن من الطلوح من هُذيل اليمن ينقسم إلى فخذي آل راشد، وآل عطاف
(4)
.
5 -
بنو خالد بطن من بني شيبان من بكر بن وائل. قال فيهم رجل من بكر بن وائل:
هلم إلى حكام بكر بن وائل
…
ولا تك مثل الجاهل المتردد
بني خالد من آل شيبان في الذرى
…
أو الصيد من أبناء عمرو بن مرثد
أو اليشكريين الكريم فعالهم
…
بني مورث الأضياف من آل أسود
(5)
6 -
بنو خالد من قيس بن عَيْلان من العدنانية
(6)
.
(1)
نهاية الأرب ص 226.
(2)
المصدر السابق ص 226.
(3)
المصدر السابق ص 226.
(4)
معجم قبائل العرب ج 1 ص 327.
(5)
المحبر ص 242.
(6)
معجم قبائل العرب ج 1 ص 327.
7 -
بنو خالد بطن من بني مالك من قحطان يسكنون منطقة جيزان من المملكة العربية السعودية.
وبسبب وجود هذه القبائل، والعمائر، والبطون التي تحول بعضها إلى عمائر، وكونها تشارك بني خالد المخزوميين في اسم:(بني خالد) جعل غير العارفين بنسب بني خالد المخزوميين، وغير المحققين يخوضون في نسبهم وينسبونهم إلى غير نسبهم الصحيح.
وقد ساعد على القول بأن بني خالد من بني عامر بن صعصعة كون بني عامر يسكنون الإحسا - قبل انتقالهم إلى العراق ودخولهم في أحلاف المنتفق - انتقال جماعة من بني خالد المخزوميين القرشيين من بيشة إلى الإحساء في عام 645 هـ ضمن قوة من عسير، وقحطان، ويام بقيادة حسان بن سليمان بن موسى اليزيدي الأموي لاستعادة سيادة الأمير الفضل بن محمد بن الفضل العيوني سلطانه على البحرين لانتزاع بني عامر سلطانه على تلك البلاد، حيث استنجد الأمير الفضل بالأمير حسان واستعاد له سلطانه، وأبقى حسان حامية في الإحساء لحماية الفضل، ومن بين هذه الحامية بعض عشائر قحطان، ويام، وجماعة من بيشة من بني خالد من بني مخزوم ما زالت بقيتهم في وادي ترج في بيشة
(1)
.
وقد تفرع من بني خالد هؤلاء بنو جبر الذين آلت إليهم سيادة نجد والإحساء فيما بعد على يد أجود بن زامل
(2)
.
وقد دخل بنو جبر من بني خالد - بالحلف. في آل عامر من بني عُقيل
(3)
.
وبسبب دخول بني جبر من بني خالد - في الإحساء - في آل عامر من بني عُقيل
(1)
إمتاع السامر ص 17، 160، 202، 206.
(2)
المصدر السابق ص 15، 160.
(3)
المصدر السابق ص 206.
حصل التوهم بأن بني خالد من بني عامر بن صعصعة وذلك من بعض النسَّابين وخاصة الذين اعتمدوا على بيت الشعر الذي قاله الشاعر أحمد بن علي بن حسين بن مشرف.
فقد قال في معرض قصيدة له البيت التالي:
ولا تنس جمع الخالدي فإنهم
…
قبائل شتى من عُقَيْل وعامر
(1)
وهذا القول من ذلك الشاعر لا يعوَّل عليه في مسألة النسب؛ لأنه فضلًا عن كونه معارض بأدلة وبراهين، فإن ذلك الشاعر ليس بنسابة، ولم يورد هذا البيت في مجال ذكر لأنساب قبائل المنطقة أو غيرهم، وإنما ذكر اسم بني خالد فاضطرته القافية إلى قول ما قال في الشطر الثاني من البيت، وذلك على غرار قول الخليفة العباسي:(أيها القاضي بقم. قد عزلناك فقم) عندما اضطرته الحاجة إلى السجع إلى إيراد الشطر الأخير، أوأن دخول بني جبر المذكورين في بني عامر جعلهُ يظن أن بني خالد من بني عامر.
(1)
ديوان ابن مشرف ص 69.
مدى إمكانية كون جميع من ينتسبون إلى خالد بن الوليد من سلالته
يردد بعض النّاس القول بأنهم يعلمون نسبة بني خالد إلى خالد بن الوليد لتواتر ذلك عند بني خالد، وتناقل الخلف ذلك عن السلف، ولكنهم يضيفون بأن بني خالد الذين ينسبون إلى خالد بن الوليد في جميع أنحاء العالم في الوقت الحاضر يقدرون بمئات الألوف بل يزيدون، فهل يعقل أن يصل عدد أبناء رجل واحد هذا الكم خلال أربعة عشر قرنًا وعقدًا ونصف العقد من الزمن تقريبًا؟
قلت: من المعلوم أن فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنجبت من علي بن أبي طالب رضي الله عنه الحسن والحسين رضي الله عنهما وأنه يقدر من ينسبون في وقتنا الحاضر للحسن والحسين بما يزيد على المليوني نسمة. فإذا عرفنا ذلك ونحن نعرف أن أربعة من أولاد خالد بن الوليد رضي الله عنه قد انتشر عقبهم في عدد كبير من الأقطار، وهم: سليمان، وعبد الرَّحمن، والمهاجر، ومحمد. كما أن من نعرف - حتى الآن - من بني خالد في الجملة ينحدرون من هؤلاء الأربعة، وأن بني خالد في وقتنا الحاضر يقدر عددهم في جميع الأقطار بنصف مليون نسمة، ويقدر نصف هذا العدد في سوريا، والعراق، والأردن، ولبنان، وفلسطين، ومصر، وبلاد المغرب العربي، والنصف الآخر في كل من: المملكة العربية السعودية، والكويت، وعُمان، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وقطر، والبحرين، وتركيا، وإيران، وباكستان، وأفغانستان وما كان يعرف بدول الاتحاد السوفيتي سابقًا، وإندونيسيا. فإنه إذا كان أبناء الحسن والحسين يقدرون بما يزيد على المليونين فإن تقدير بني خالد الذين ينحدرون من أبناء خالد الأربعة بخمسمائة ألف نسمة قليل جدًّا.
وتجدر الإشارة إلى أن بني خالد من المشهورين بكثرة الإنجاب.
كما أن الوليد بن المغيرة - والد خالد - أبو عشرة، وأخو عشرة، وعم لعشرة، وجد العشرة
(1)
.
وكذلك خالد بن الوليد رضي الله عنه بلغ أولاده نحو أربعين
(2)
.
وقد جاء في العروض البسَّام
(3)
عن بني خالد أنهم: أكثر قبائل الديار الشامية عددًا.
(1)
تحفة الألباب شرح الأنساب ج 2 ص 190.
(2)
جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 148.
(3)
الروض البسام ص 18.
بعض بطون وأفخاذ وفصائل وعشائر ذرية خالد بن الوليد
لذرية خالد بن الوليد رضي الله عنه بطون وأفخاذ وفصائل وعشائر كبيرة وكثيرة يصعب حصرها لكثرتها، وتوزعها في المملكة العربية السعودية وغيرها من البلاد العربية، وعدد من بلاد العالم وخاصة إيران، وأفغانستان، وباكستان، وتركيا، وإندونيسيا، وبلاد ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي سابقًا، ومن ثم نكتفي بذكر بعضها وذلك فيما يلي:
آل حميد:
بطن كبير من بطون ذرية خالد بن الوليد رضي الله عنه وهو من أشهر بطون ذرية خالد في المملكة العربية السعودية، والعراق، وعربستان.
وينحدر هذا البطن من آل خالد
(1)
.
ويقيم بعض آل خالد حاليًا في (وادي ترج) في بيشة، والبعض الآخر جنوب الطائف مع بلحارث في (ميسان) وما حولها، وقد دخلوا في حلف مع بلحارث في حين أنهم من ذرية خالد بن الوليد المخزومية، ويعرفون حاليًا بالخلَّد، وبعضهم مع الشلاوي.
وخالد الذي ينتهي إليه آل خالد كما سبقت الإشارة هو: خالد المُلقَّب لجوده بالسحاب ابن سليمان أبي المعالي بن محمد بن جعفر بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد سيف الله - الذي قال فيه أبو بكر الصديق رضي الله عنه عجزت النساء أن يلدن مثل خالد
(2)
.
(1)
إمتاع السامر ص 222.
(2)
صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطمية الأخيار ص 6.
واسم (حميد) شهرة لعدد من بطون القبائل، وفيما يلي أمثلة لمن اشتهروا بهذا الاسم وهم من غير آل حميد آل خالد آل منيع بن خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد:
آل حميد: بطن من غزية، منازلهم مع قومهم غزية
(1)
.
آل حميد: بطن من جُهَيْنة
(2)
.
آل حميد: فخذ من آل صالح من الطلوح من جميل من هُذيل
(3)
.
الحميد: بطن من الجدادة من قبيلة الشعار التي تلتحق بزوبع من شَمَّر
(4)
.
آل حميد: في عنيزة من آل بو غنام من آل جراح من بني ثور
(5)
.
آل حميد: في الرس من آل أبي الحصين من العُجمان من يام
(6)
.
وفي قول آخر أن آل أبي الحصين أشراف حسنيين ودخلوا في العُجمان
(7)
.
آل حميد: في بريدة، منهم الفلاح - من الفِلاحَة - من شَمَّر
(8)
.
آل حميد: في سميرا وقفار، من العلي، من الجلعود (الجلاعيد)، من السويلمات من الدهامشة من عَنَزة
(9)
.
آل حميد: في مرات من شَمَّر.
(1)
سبائك الذهب ص 188.
(2)
قلب جزيرة العرب ص 146، معجم قبائل العرب ج 1 ص 304، معجم قبائل الحجاز ج 1 ص 113.
(3)
معجم قبائل العرب ج 1 ص 303، معجم قبائل المملكة العربية السعودية ج 1 ص 181، معجم قبائل الحجاز ج 1 ص 113.
(4)
معجم قبائل العرب ج 1 ص 113.
(5)
جمهرة أنساب الأسر المتحضرة بنجد ص 185، قلب جزيرة العرب ص 163.
(6)
جمهرة أنساب الأسر المتحضرة بنجد ص 171 ط الأولى.
(7)
عسير في مذكرات الكمالي ص 30، 31.
(8)
جمهرة أنساب الأسر المتحضرة بنجد ص 171.
(9)
المصدر السابق.
آل حميد: من السراونة من هُذيل.
آل حميد: بطن من هُذيل من المحاميد.
آل حميد: بطن من المعالية من عمرين في جهات الليث
(1)
.
الحميد: بطن من قبيلة بني هاجر
(2)
.
الحميد: بطن من برقا من قبيلة عُتيبة، وفيهم مشيخة برقا. وأعرف منهم: جهجاه بن نايف بن حميد، كان يرأس قسم ترخيص الأسلحة بإمارة منطقة الرياض، ثم عين أميرًا في (عروي) وهو من الرجال الأفاضل.
آل حميد: من الدواسر.
ويلاحظ أنه بسبب التشابه في أسماء البطون والأفخاذ تحصل الأخطاء عند كثير من النسَّابين والمؤرخين.
وآل حميد محل هذا البحث سلالة حميد آل خالد الخالدي المخزومي، وهو ابن أخت مقرن بن أجود بن زامل الجبري. وهو - أي حميد - الذي قاوم البرتغاليين في عهد خالة مقرن سنة 928 هـ حينما كان خالة في الحجّ، وحكم أحفاده - آل حميد. شرق الجزيرة
(3)
.
ومن آل حميد: آل عريعر: من آل حميد، من آل خالد
(4)
من بيشة
(5)
.
(1)
معجم قبائل المملكة العربية السعودية ج 1 ص 881، معجم قبائل الحجاز ج 1 ص 113.
(2)
إمتاع السامر ص 57.
(3)
إمتاع السامر ص 222، الوثيقة عدد 3 س 2 ص 96، 97، البحرين عبر التاريخ ج 2 ص 155، 117.
(4)
سبق ذكر (خالد) هذا الذي ينتهي إليه نسب (آل خالد) و (السحبان) عند ترجمة الشيخ أحمد بن ذهلان بن عبد الله بن ذهلان في حرف الألف في المبحث الأول من الفصل الثاني، كما جرت الترجمة له في حرف الخاء من ذلك المبحث.
(5)
إمتاع السامر ص 222.
وآل خالد من بني خالد المخزوميين (خالد الحجاز)
(1)
.
وقد صرح عدد من النسَّابين، والمؤرخين أن العريعر أمراء بني خالد، وحكام شرق الجزيرة سابقًا من سلالة: محمد
(2)
بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد رضي الله عنه وأنهم أبناء عمومة أمراء بني خالد الذين كانوا يتنقلون فيما بين بلدة حماة وبادية الشام؛ إذ إن أمراء بني خالد الذين توطنوا في بلدة حماة وبادية الشام كان يطلق عليهم آل عبد القادر. وآل عبد القادر هؤلاء ينتهون إلى ناصر بن العاصي بن مهنّا بن سليمان بن مهنّا بن محمد بن فارس بن عبد الكريم بن
(3)
مهنّا بن فضل بن محمد بن عبد الرَّحمن
(4)
- أي أن آل عريعر من سلالة خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد، وآل عبد القادر من سلالة محمد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد
(5)
.
ومن المقيمين في الرياض من آل عريعر في الوقت الحاضر أبناء نايف بن حمادة بن عبد الله بن حمادة بن مشاري بن حسين بن ماجد بن عريعر بن سعدون الغريري الحميدي الخالدي وهم: محمد، والدكتور عبد العزيز متخصص في علم الاقتصاد، وقد عمل في عدة وظائف، وحاليًا أحد أعضاء مجلس الشوري، وفهد، والرائد المتقاعد عبد الله، وبراك، والعقيد المتقاعد بندر، وخالد الذي وكل إليه أخوته من يقصدهم من بني خالد. ومن أبناء محمد بن سرداح آل عريعر: ماجد وغالبية إقامته في المنطقة الشرقية،
(1)
المصدر السابق ص 202، شعراء هِجْر ص 7.
(2)
محمد بن أحمد هذا: حفيد حفيد حفيده (خالد) المُلقَّب ب (السحاب) لجوده، الذي ينتهي إليه نسب (آل خالد) و (السحبان) وهم من خالد (الحجاز) الذين هم سلالة خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد.
(3)
وجود همزة قبل (بن) وهي ليست من أول السطر يفيد أن التالي اسم (جد) وليس اسم (أب).
(4)
ابن خالد بن الوليد.
(5)
مرآة جزيرة العرب ج 2 ص 318، الروض البسام في أشهر البطون القرشية في الشام ص 10 - 11، انظر: عشائر العراق ج 4 ص 198، 199، مسيرة إلى قبائل الأحواز ص 74.
ونهار، ويقيم في الرياض، وهما محمد بن بدر العريعر، وزمام بن محمد العريعر من وجهاء، وأعيان بني خالد.
وغالبية آل عريعر في الوقت الحاضر في بلدان وبراري عربستان بإيران، وفي العراق، وقد دخل عدد كبير منهم في حلف مع المنتفق، كما دخل بعضهم في شَمَّر.
آل هزَّاع:
من آل غرير من آل حميد من آل خالد الخالدي المخزومي.
آل راشد:
في شقراء، والقراين، من آل غرير، من آل حميد، من آل خالد الخالدي المخزومي.
منهم الشيخ: سعد بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم الراشد.
ومنهم الشيخ: محمد بن عبد العزيز الراشد مدير عام مكتب سماحة ومفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
ومنهم الشيخ: محمد الراشد أمين عام مجلس القضاء الأعلى.
آل شباط:
في الإحساء، وغيرها من مدن المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية.
من آل غرير من آل حميد من آل خالد الخالدي المخزومي.
فيهم أدباء، ومنهم في وقتنا الحاضر الأديب والكاتب المشهور: عبد الله بن أحمد بن
عبد الله الشباط.
آل فاضل:
في شقراء، وثرمدا، والرياض، والخفجي وغيرها.
منهم علماء، وأدباء، ورجال أعمال منهم: أصحاب معرض السيارات بالرياض الشيخ عبد الرَّحمن الفاضل وإخوانه.
من آل غرير من آل حميد من آل خالد الخالدي المخزومي.
السباعا:
واحدهم سُبيعي، في شقراء والقراين بالوشم، وجلاجل والمجمعة بسدير، من آل فاضل من آل غرير من آل خالد الخالدي المخزومي.
وسبب تسميتهم السباعا هو أن أحد أجدادهم استطاع بشجاعته استعادة مواشيهم التي أخذها الأعداء بعد جهاد مرير كان على مرأى من جماعة من قبيلة سُبيع فقالت امرأة من سُبيع ممن شاهدوا هجومه وقدرته على إلحاق الهزيمة بالأعداء: هذا الفارس سُبيعي؛ لأنَّ العرب يحبون الشجعان. فصار يقال له السُبيعي، واشتهر بهذا اللقب واشتهر به أبناؤه وأحفاده من بعده.
وفي هذه العشيرة علماء، وأدباء، ورجال أعمال، ومنهم مساعد رئيس المحكمة الشرعية بالمجمعة حاليًا فضيلة الشيخ محمد بن عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز الفاضل السُبيعي لقبا الخالدي نسبًا.
ومنهم عبد الرَّحمن السُبيعي، المشهور بالذكاء وسرعة البديهة، وهوأحد الرجال الذين كان يعتمد عليهم الملك عبد العزيز رحمه الله بعد الله.
آل راشد آل حميد:
متمسكين في اسمهم براشد وحميد، من آل حميد، من آل خالد الخالدي المخزومي. وهم أسرة كبيرة هم وأبناء عمومتهم آل مبارك في بريدة، والرياض، وغيرهما، ومنهم رجال أعمال، وأصحاب مزارع تنتج الكمأة في موسمها على الري
بالرشاشات المحورية، ويبدو أنهم عملوا مصافي للماء من الأملاح قبل ري الأرض حتى يشبه المطر في عزوبته وتنبت منه الكمأة بإذن الله.
العمار:
من آل حميد.
غالبيتهم في القران المجاورة لشقراء بالوشم. ومنهم مدير التعليم بمحافظة شقراء حاليًا الشيخ عبد الرَّحمن العمار.
آل خويطر:
في عنيزة ينحدرون من علي آل حميد المُلقَّب ب (خويطر) هم والمطرودي، والنعيم، والجابر، والعبيكي، والونين.
وآل حميد من آل خالد سابق الذكر - المُلقَّب بالسحاب لجوده - ابن سليمان بن محمد بن جعفر بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع ابن خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد - سيف الله - المخزومي. وقد روى لي أكثر من واحد من آل خويطر أنه قد جاء على آل حميد المُلقَّب (خويطر) من المنطقة الشرقية إلى نجد على أثر قتله ابن عم له خطأ، وزرع أرضًا في العيينة، فأتى إليه أحد موالي ابن معمر ليأخذ منه علفًا لمواشي مولاه، فاعتذر بأنه ليس لديه إلَّا قليل أخذه من جاره ليعلف به مواشيه، إلَّا أن المولى أصر على أخذ ما عنده من علف بالقوة، فقتله وهرب إلى القصيم، وفي الطريق حل ضيفًا على قطين من البادية، ولصغر جسمه وصفوه بالخويطر، فأعجبه ذلك حتى لا يهتدي إليه ابن معمر، فتسمَّى به، وصار يعرف بالخويطر.
ومن آخويطر معالي الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الحويِّطر، ولد في عنيزة عام 1344 هـ وعندما سجل ميلاده في - الأحوال المدنية عام 1347 هـ لَمْ يقتنع بذلك وسعي في تعديله فعدل إلى عام 1344 هـ لأنَّ التاريخ الأول يخالف الواقع، وقد درس جزء
من دراسته الابتدائية في عنيزة، وأكملها والثانوية في مكة المكرمة، وواصل دراسته فحصل على الليسانس من دار العلوم بجامعة القاهرة عام 1371 هـ وحصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة لندن عام 1380 هـ.
عين بعد حصوله على درجة الدكتوراه في نفس عام 1380 هـ أمينًا عامًا لجامعة الملك سعود بالرياض، ثم عين وكيلًا لتلك الجامعة عام 1381 هـ حتى عام 1391 هـ وقد درس تاريخ المملكة العربية السعودية لطلاب كلية الآداب أثناء عمله في الجامعة ثم عين في عام 1391 هـ رئيسًا لديوان المراقبة العامة لمدة عامين، ثم عين وزيرًا للصحة، ثم عين وزيرًا للمعارف، وكلف بوزارة التعليم العالي لحين تعيين معالي الدكتور خالد العنقري وزيرًا لها، ثم وزيرًا للدولة.
ومن صفات الدكتور عبد العزيز الخويطر أنه أديب لبيب، حسن الخلق، سخي الطبع، حسن المنطق، ظريف النكتة، لطيف المعاشرة، مخلص لحكومته. -وفقها الله- وخصَّص بعد المغرب من مساء الخميس والجمعة لاستقبال الأقارب والأصدقاء في بيته، ومن يحضر مجلسه لا يخرج بدون فائدة علمية، أو ثقافية، أو تاريخية، وكثيرًا ما يتكلم عن الملك عبد العزيز رحمه الله. وعن تاريخه، وحكمته، ومآثره، وأمجاده.
وقد ألف معاليه عن جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله كتابًا قيمًا عنوانه (يومٌ ومَلِك)، طبع في أول عام 1418 هـ في مائة واثنتين وتسعين صفحة.
ونضيف لمناقب الدكتور عبد العزيز أنه صاحب خط جميل، وقلم سيال سيما في علم التاريخ والتراث، ومن ثم فقد نشر عام 1390 هـ كتاب الشيخ أحمد المنقور في التاريخ. وألف عام 1390 هـ كتاب (عثمان بن بشر). وألف عام 1395 هـ كتيب (في طريق البحث). وطبع في عام 1396 هـ كتابه عن الملك (الظاهر بيبرس) باللغة العربية وحقق عام 1396 هـ كتاب (العروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر) ونشره. وحقق كتاب:(حسن المناقب السرية، المتفرعة من السيرة الظاهرية) لشافع بن علي، ونشره عام 1396 هـ. وألف عام 1409 هـ كتاب (مقارنة بين ماضينا وحاضرنا) الجزء الأول، وفي
عام 1410 هـ صدر الجزء الثاني، وفي عام 1411 هـ صدر الجزء الثالث، وفي عام 1412 هـ صدر الجزء الرابع، وفي عام 1414 هـ صدر الجزء الخامس
…
إلخ. وألف أيضًا عام 1414 هـ كتاب (إطلالة على التراث) صدر منه ثلاثة أجزاء في نفس العام، وما زال قلمه يسيل لتأليف كتب من هذا القبيل، نسأل الله لنا وله التوفيق في الدارين إنه سميع مجيب.
ومنهم العالم الجليل والأديب البارع الأستاذ: صالح بن عبد الله بن سعد الحميد السعد الخويطر. من آل خويطر بعنيزة، ولد المترجم له في عنيزة سنة 1360 هـ وتوفي والده: عبد الله سنة 1363 هـ فتبربى على أيدي أخواله: آل سلوم وهم من الوهبة من بني تميم.
حفظ القرآن، وانتظم في المدارس الحكومية إلى أن تخرج من كلية الشريعة بالرياض عام 1386 هـ.
تولى وظائف عديدة منها: إدارة المعهد العلمي بمكة، ثم محقق شرعي بالحرس الوطني.
وكان يتمتع بالنباهة، والذكاء المفرط. وقد استنابه في الإمامة والخطابة، وصلاة التراويح عدد من الأئمة في عنيزة، والحجاز.
كان متدينًا، ويصل رحمه. وكان قد أصيب بجلطة أفقدته الوعي، توفي على أثرها مأسوفا عليه في 28/ 4/ 1400 هـ
(1)
.
المطاريد (آل مطرود):
في عنيزة والعوشزية
(2)
الذين سبق ذكر أنهم من آل خويطر من آل حميد من آل خالد الخالدي المخزومي.
(1)
روضة الناظرين ج 1 ص 193، 194.
(2)
جمهرة أنساب الأسر المتحضرة - القسم الثاني ص 829.
منهم الشيخ عبد الله بن محمد بن منصور بن محمد المطرودي الخالدي، ولد سنة 1311 هـ، وتوفي سنة 1361 هـ.
وكان آل مطرود يقيمون في عنيزة فصار بين جدهم وبين أمير عنيزة ابن سُلَيْم مغاضبة فانتقل إلى العوشزية فأنشأها، وجعل فيها قصورًا وبساتين فصارت قرية
(1)
.
النعيم (آل نعيم):
في عنيزة وغيرها الذين سبق القول بأنهم من الخويطر من آل حميد من آل خالد الخالدي المخزومي.
منهم علماء، وأدباء، ومثقفون. ومنهم معالي الأستاذ عبد الله بن علي النعيم، تولي مناصب هامة منها: أمين جامعة الملك سعود، وكان قبل ذلك مديرًا للتعليم بمنطقة الرياض، وقبل ذلك مديرًا لمعهد المعلمين بالرياض. وبعد أمانة الجامعة صار مديرًا الشركة الغاز ثم أمينًا لمدينة الرياض إلى أن طلب الإحالة على التقاعد. وهو رجل سريع البديهة، صريح في تعامله، مخلص لحكومته، وجاد في عمله، ويعتبر من الإداريين الناجحين.
هذا، وكان الأخ الفاضل محمد بن ناصر الهزاع الخالدي قد كتب بحثًا عن أسر بني خالد يشكر عليه؛ لأنه بلا شك قد بذل فيه جهدا كبيرًا، وقد نشر ذلك البحث في مجلة العرب، وقد صحح عددًا من الأخطاء التي حصلت في أنساب بعض الأسر في ذلك البحث، ولا شك أن البشر معرضون للخطأ ولا سيما في مثل ذلك البحث الكبير، ونأمل أن يصحح البقية من المنسوبين لآل حميد، وغيرهم.
آل صبيح (الصبيحات):
في الجزيرة العربية والشام وغيرها، من الزمول (آل زامل) والزمول من آل ناصر،
(1)
المصدر السابق ص 829.
وناصر هذا هو: ناصر بن عاصي بن مهنّا بن سليمان بن مهنّا بن محمد بن فارس بن عبد الكريم بن عيسى بن مهنّا بن مدلج بن الفضل بن سليمان بن مدلج بن موسى بن مهنّا بن عيسى بن مانع بن محمد الأشقر بن سليمان بن سيف بن فضل بن عيسى بن عبد الكريم بن مصلت بن مهنّا بن فضل بن محمد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد المخزومي
(1)
.
ومحمد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد هذا هو الذي يُكنَّى به والده عبد الرَّحمن
(2)
. ويلتقي نسب الزمول الذين منهم آل صبيح والناصر - آل عبد القادر - مع آل حميد الذين منهم آل عريعر في عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد، حيث إن الزمول وفروعهم من سلالة: محمد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد، وآل حميد من سلالة: خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد
(3)
.
وآل صبيح من بني خالد المخزوميين في المملكة العربية السعودية فرعان، وهم: أبناء غوينم (غانم) الصبيح، وهم: الزبن، والهدهود. وأبناء سعمران الصبيح، وهم البقية من آل صبيح.
ونخوة آل صبيح: (خيَّال العليا صبَّاحي). وفروعهم في المملكة العربية السعودية هي:
أولًا: آل زين (الزين):
من سلالة زبن بن غوينم (غانم) آل صبيح من الزمول (آل زامل) من بني خالد. وهم عدة فروع تفصيلهم فيما يلي:
(1)
عشائر الشام ج 2 ص 447، مرآة جزيرة العرب ص 713، الروض البسام ص 9، انظر: أخبار الخلفاء الابن الساعي ص 138، معجم قبائل العرب لكحالة ج 2 ص 479.
(2)
كتاب الطبقات للعصفري ص 245.
(3)
مرآة جزيرة العرب ج 2 ص 318، الروض البسام ص 9، 10، 11، انظر: عشائر الشام ج 2 ص 445، 447، 448، 449، أخبار الخلفاء لابن الساعي ص 138 ط سنة 1309 هـ وقد عنون هذا الكتاب خطأ ب (مختصر أخبار الخلفاء) ولكن اسمه الصحيح (أخبار الخلفاء) كما هو واضح من مقدمته، وخاتمته.
1 -
الزبن في الداهنة
، وجلاجل، والجريفة، والكويت، والرياض، وقطر. ووسم الزبن قضاب السيف، وقد جعلوه شعارًا لهم؛ لأنَّ والدهم - سيف الله - خالد بن الوليد المخزومي قد انقطع في يده في غزوة مؤتة تسعة أسياف. وقد أشار إلى هذا الأخ الفاضل محمد بن ناصر الهزاع الخالدي في بحثه عن فروع وأسر بني خالد. ومن آل زبن أهل الداهنة وجلاجل مؤلف كتاب (الاختيارات الزبنية من تراجم ذرية خالد بن الوليد المخزومية) أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سليمان بن عبد الله بن عبد العزيز ابن محمد آل زبن بن غوينم الصبيح الزمول آل ناصر بن عاصي بن مهنّا بن سليمان بن مهنّا بن محمد بن فارس بن عبد الكريم بن عيسى بن مهنّا بن مدلج بن الفضل بن سليمان بن مدلج بن موسى بن مهنّا بن عيسى بن مانع بن محمد الأشقر ابن سليمان بن سيف بن فضل بن عيسى بن عبد الكريم بن مصلت بن مهنّا بن فضل بن محمد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد المخزومي
(1)
.
وأمه: منيرة بنت عبد العزيز بن ناصر بن عبد الله آل جوفان العجمي اليامي القحطاني.
ولد في الداهنة
(2)
سنة 1362 هـ ودرس المرحلة الابتدائية في جلاجل وتخرج منها عام 1378 هـ وأكمل دراسته المتوسطة، والثانوية بالرياض، وحصل على الليسانس من كلية الشريعة بالرياض - التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتابع دراسته العليا فحصل على الماجستير في الفقه المقارن من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر سنة 1397 هـ وحصل على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى في الفقه المقارن من ذات الكلية سنة 1402 هـ.
(1)
انظر: معجم قبائل المملكة العربية السعودية للشيخ حمد الجاسر القسم الأول ص 304 ط الأولى، معجم قبائل العرب لكحالة ج ص 463، عشائر الشام ج 2 ص 447، الروض البسام ص 9، أخبار الخلفاء لابن الساعي ص 138.
(2)
كانت الداهنة تابعة لمدينة جلاجل، ثم صارت من بلدان منطقة الوشم.
وقد هنأه الشاعر: محمد السيد الشريف - الخطاط برئاسة تعليم البنات بمناسبة حصوله على الماجستير في القصيدة التالية:
لك يا عبد الله أندي ما بشعري من ورود
تهنئات صغتها عقدًا من الشعر نضيد
سكب الخط بها الحسن فأغرت كل جيد
وحباها من يد الله إخاءٌ لا يبيد
هو في الله، ولله، وبالله وطيد
يا أخي يا صادق العزم، كم اجتزت نجود
وقطعت الشوط لَمْ تضعف، ولم تعرف رقود
رحلة العلم مضاءٌ وتحد وصمود
هكذا كنت فتاها الصلب لَمْ ترهب رعود
فحصدت اليوم غرسًا صدقت فيه الجهود
حقق الله لك المسعى وأعطاك المزيد
أنت أهل للعلا والمجد تحنو وتجود
نبتة من دوحة (الزبن) الماجد تسمو وتزيد
هادئ الطبع تقي ونقي. . وودود
قد عرفنا من تواضعك الجم تقاليد الجدود
ولمسنا من خلال سجاياك وفاءً بالعهود
فإذا لاح بشعري اليوم إيقاع جديد
ومعانٍ تأسر السامع أو تغري المعبد
إنها بعض سجاياك تراءت في القصيد
وقد تدرَّج المترجم له في الوظائف الحكومية، ويشغل حاليًا (نائب مساعد) بديوان الظالم في الرياض بالمملكة العربية السعودية بدرجة (قاضي تمييز).
كان أول محاولة له للنظم حثه على طلب العلم في قوله:
يا ناشدًا وقفًا يدوم على المدى
…
يا قدوة الأبناء والأحفاد
أوصيك بالعلم الذي إن رمته
…
أصبحت معدودًا من الآحاد
فالفرق بين مُعَلَّمٍ ومُعَلمٍ
…
كالفرق بين الغور والأنجاد
العلم أصل للمعادن كلها
…
وذووه فوق منازل العبَّاد
إن أمة بالعلم خاضت وارتوت
…
منه فقد حازت على الأمجاد
ومما قال عند وفاة معالي وزير التعليم العالي الشيخ حسن بن عبد الله آل الشيخ عام 1407 هـ:
وزير العلم قد جئت أعزي
…
بفقدك آل شيخ من فؤادي
جلال الرزء يعلو كل قول
…
لمن واري الترابُ من العباد
صروح العلم تنعي من رعاها
…
منارًا للتقدم والرشاد
ونور العلم غطى كل شبر
…
بجهد في النجود والوهاد
(1)
وصار العلم ماءً سلسبيلًا
…
من مكرمات الفهد ذي الأمجاد
(2)
ظلام الجهل قد ولي سريعًا
…
وساد العلم في أقصى البوادي
(1)
كان رحمه الله وزيرًا للمعارف تقبل التعليم العالي.
(2)
كان الملك فهد - وفقه الله - أول وزير للمعارف في المملكة العربية السعودية.
سقطت شهيد مجهود كبير
…
سموت به على هام الأعادِ
حباك الله في الخلد مقامًا
…
جنات عدن في دار المعاد
وله مؤلفات في:
1 -
الغنيمة والفيء.
2 -
السرقة وحد السارق في الشريعة الإسلامية.
3 -
الشهادات وأحكامها في الفقه الإسلامي.
4 -
أهمية التعاون بين الدعاة والمدعوين.
ومما قال قصيدة ردَّ فيها على قصيدة لأحد الشعراء في عصرنا الحاضر، منها:
باسم الرحيم قد بدأت أكتب
…
نظمًا نضيدًا لست منه المعجب
العجب قد يؤدي بأهله في الردي
…
ليس الكمال في رداء يسحب
لك يا أبا يارا نظمت مقالة
…
والقول في الإخوان لا يستغرب
فإذا نظرت مقام فخر زانكم
…
في نظم شعر صرت منه تلجب
أسفت أن يكون هذا منكمو
…
ما زاد ينقص والرياض تجدب
ومنها:
يا صاحب القول العجيب تواضعًا
…
فالعجب قد يوديك ما لا ترغب
في العالم السفلي قبلك شاعر
…
باهي فأصبح في الحضيض يرتب
ومنها:
باب التعالي كم يذوق أهله
…
مر الحياة دونما من يحدب
فإذا أردت أن تسير سالمًا
…
فانظر بعين للبعيد تثقب
الشعر ليس بوقف نوم مطلقًا
…
كلا وليس بشعر رأس بخلب
ما كل عود يصطلي بناره
…
ومض الهشيم في الضحى لا يقرب
لو كان أحمد شاهدًا لك لانبري
…
فيما تعارض وبان المضرب
لا تطمعن أخا المودة عزة
…
نور الغزالة
(1)
ما أضاء سيغرب
دنيا خؤون لا تدوم لأهلها
…
وكل مسجد طال فيها يعزب
إن نملة في ذات يوم ريشت
…
كان الزوال حليفها بل أقرب
لا تنظرن إلى الصحافة عندما
…
صارت رداءك وهي غيرك تشجب
أطرتك من جراء فعل رمته
…
لك فيه سهم لست منه تسلب
أما البواقي فهي فعل ذي الحجا
…
حثا وتوجيهًا وأمرًا يكتب
وليس يعني هذا أنك مغفل
…
مما فعلتم من أمور تخطب
ولكن التخويل نعم المتكى
…
منه ظفرتم وهو حظ يكتب
ومنها:
إن كنت تزعم أن عمرًا قد بدا
…
لك واشيًا في جمع ألف يحسب
وأن هذا منهمو إفك جرى
…
في وقت قد خلوت مما يثلب
فاعلم بأن الظن ليس بحجة
…
لمن يريد الحق أو قد يعتب
ولا يغنيك سوء الظن يومًا
…
شيئًا من الحق الذي له ترغب
أما إذا كان الوشاة حقيقة
…
قد جاوزوا العشرين أو ما يقرب
فاعلم هدك الله ليسوا بالوشاة
…
وإنما جمع بقول ترعب
(1)
الغزالة: الشمس.
لأنَّ ما قالوا بدا متواترًا
…
وهو طريق في الشريعة يحسب
أما إذا كانوا عدولًا في الورى
…
كفى اثنان بتا ليس ينسب
لَمْ يعرف التاريخ في طياته
…
أبدًا بأن مؤاخذًا قد يغلب
أبو يزيد
(1)
سَنَّ دربًا ثابتًا
…
مسا وإرخاء إذا هو يجذب
لَمْ يعرف التاريخ في أحقابه
…
إن النجوم على الشموس نعنب
صلاتنا على النَّبِيّ المصطفى
…
ما طاف بالبيت العتيق المذنب
وللمترجم له له من الأبناء:
الابن محمد، وبه يُكنَّى، وقد واصل دراسته حتى حصل على الشهادة الجامعية من قسم السُنَّة من كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
والابن سليمان: ولديه دبلوم بعد الثانوية العامة من معهد الإدارة العامة.
والابن خالد: متسبب.
والابن أحمد: وقد درس القرآن الكريم، والتجويد، وحفظ القرآن، ودرس التوحيد، والفقه، والحديث، والفرائض على عدد من كبار المشايخ منهم:
الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان، والشيخ الدكتور: عبد الله بن عبد الرَّحمن الجبرين، والشيخ عبد الله بن عبد العزيز العقيل، والشيخ الدكتور: صالح ابن غانم السدلان، والشيخ الدكتور: عبد العزيز بن إبراهيم القاسم، والشيخ: عبد الله بن ناصر البراك، والشيخ: عبد الله بن محمد المنيف، والشيخ: عبد الله بن عبد الرَّحمن التويجري، والشيخ سعد بن عبد الرَّحمن القاسم العاصمي القحطاني.
(1)
أبو يزيد هو: معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه حيث قال: لو أن بيني وبين النّاس شعرة ما انقطعت؛ إذا جذوبها أرخيتها، وإذا أرخوها جذبتها.
وقد تولى أحمد تدريس القرآن الكريم في حلقة جامع الملك عبد العزيز بحي العليا بالرياض.
وممن درس القرآن عليه في الحلقة وحفظه: محمد بن نبيه بن نوفل، وأحمد بن سليمان بن محمد الهاجري.
والأبناء: زبن، وعبد العزيز، وعبد السلام، وسلطان، وفارس، ما زالوا صغارًا يدرسون. والابن إبراهيم أصغرهم.
ومن آل الزبن والد المترجم له الشيخ محمد بن عبد الله بن سليمان بن عبد الله بن عبد العزيز بن محمد الزبن الصبيحي الخالدي المخزومي.
أمه نورة بنت عبد المحسن بن إبراهيم الطويل المشرف المعضادي التميمي.
ولد في الداهنة في حدود عام 1300 هـ. وقد تولى إمامة مسجد حاضرة الداهنة بعد وفاة أخيه: عبد الرَّحمن عام 1368 هـ إمام ذلك المسجد السابق، واستمر في إمامته حتى انتقل إلى الرياض في عام 1383 هـ.
كان رحمه الله طويل المقامة، قمحي اللون، جهوري الصوت، قوي البنية، حسن الشكل، كثير التواضع والحياء، يصل رحمه، ويحث على صلة الأرحام، وصاحب زهد وورع ودين ونفس رضيّة طيبة، كثير التهجد والتلاوة، ويتلذذ بقضاء حوائج النّاس، وكان كريمًا يفرح بالضيوف، ويكرمهم ويكرم رواحلهم، ويقول الدكتور عبد الله بن محمد الزبن: ولكون الداهنة تقع في ملتقى الطرق بين الوشم وسدير فإنني لا أعرف إبان وجودنا فيها أننا بتنا ليلة ليس لدينا ضيوف أو ضيف.
وممن تتلمذ عليه في قراءة القرآن كل من: محمد بن عثمان بن عبد الرَّحمن القصيّر آل محمد آل وهيب التميمي، وأخوه: عبد الله، وعبد العزيز بن ناصر بن عبد العزيز العبد الوهاب آل مشرف آل معضاد التميمي، وابنه فارس، وعثمان بن عبد الله بن عثمان القصيّر آل محمد آل وهيب التميمي، وناصر بن عبد العزيز بن ناصر بن عبد الله الجوفان
العجمي اليامي القحطاني، وعبد الكريم بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز العيسى آل عطية آل زيد القضاعي.
وكان رحمه الله حكيمًا، ومما استفدت منه قوله: إذا أردت شراء السلعة فانظر إليها ثم انصرف عنها ثم أعد النظر إليها مرة أخرى، فإن كانت عند نظرك لها في المرة الثانية أحسن منها عند نظرتك الأولى فهي طيبة وأقدم على شرائها دون تردد، وإن كانت مساوية للنظرة الأولى فأنت بالخيار، وإن كانت أقل منها في النظرة الأولى فهي لا تصلح. وقوله: إذا جلست مع الرجل وتحدث فلا تحكم عليه في الجلسة الأولى، فإذا جلست معه مرة ثانية فإن كان كلامه أفضل في نظرك من كلامه في الجلسة الأولى فهو أفضل عقلًا مما تتصور وإن كان عكس ذلك فهو أقل.
وكان رحمه الله ملما بأنساب أهل الوشم وسدير، فضلًا عن إلمامه بنسب بني خالد، وبعض القبائل، وما زلت أذكر الموضع الذي جرى الحديث معه فيه بأننا من سلالة خالد بن الوليد، وعمري إذ ذاك في حدود أربعة عشر عامًا.
وأضاف الدكتور عبد الله عن والده: وذكر لي رحمه الله أنهم كانوا زارعين في مزرعتهم في الداهنة المعروفة باسم (نخل الزبن) في حدود عام 1345 هـ، وأنه عندما قرب زرعهم من النضوج نضب ماء البئر، وأصبح الزرع مهددًا بالهلاك، وفيما هم في حيرة من أمرهم صعد نخلة بعد صلاة الظهر مباشرة ليؤبرها بعد اجتذاذ شوكها، وبعدما اعتلاها نظر إلى الزرع تحته، وعن يمينه وعن شماله فإذا هو قد بدأه الاصفرار من الظمأ. قال: (فأحسست بألم شديد، حيث سيتحول زرعنا إلى هشيم لا يزيد عن علف للمواشي. قال: فرفعت يدي إلى السماء متضرعًا إلى الله، وأثنيت عليه بما هو أهله، وطلبته أن يفرج كربنا بالغيث، وكانت السماء صحوًا، زرقاء فوقنا وفي الآفاق التي حولنا فدمعت عيناي، وبعد أن فرغت من الدعاء نظرت في السماء بعد أن صار عندي إحساس بأن ربي سيستجيب لي، فإذا بي أرى ما يشبه الهلال الضعيف من الجهة
الشمالية الغربية أمام حاجبي الأيمن فلم أستبعد أن ذلك ظلال دمعة عيني، فعصرت عيني لإخراج الدمع منها ثم نظرت فإذا الذي رأيت قطعة غيم صغيرة للغاية. قال: فأيقنت بالفرج من الله ثم بدأت في اجتذاذ الشوك من عسبان النخلة وأنا ألهج بدعاء ربي وأثني عليه، وصرت أنظر إلى قطعة الغيم بين لحظة وأخرى فإذا بها تكبر بسرعة حتى صارت مزنة بيضاء، ثم بنية اللون، ثم أصبحت سوداء، وما أن انتصفت في اجتذاذ الشوك الذي تعثرت في اجتذاذه لكثرة تركي له لنظر الغيمة حتى سمعت صوت الرعد فيها. واستمريت في اجتذاذ الشوك، وبدأت في تأبير النخلة، ولم أنته من تأبير ما فلق من حملها والنزول منها إلا والمطر يسبقني بنزوله. قال: فجاءت السحابة على رؤوسنا وأمطرت قليلًا ثم اتجهت إلى فروع مسيل نخلنا وهو (شعيب القموص) فأمطرت عليه ما يقرب من ثلث الساعة فسال نخلنا وانفرج كربنا. قال: وإنني أعتبر ذلك يا ابني من آلاء الله التي لا تعد ولا تحصى، فهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء عنه) اه.
وأخباره رحمه الله التي تستحق العناية والتدوين كثيرة لا يتسع المجال لذكرها.
وكانت وفاته رحمه الله في بيته في حي العجلية بالرياض بعد مغرب يوم الأربعاء لبلة الخميس (17/ 18) / 5/ 1387 هـ الموافق (23/ 24) أغسطس عام 1967 م. وصُلِّي عليه بعد العشاء من تلك الليلة بمسجد فضيلة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عمر النشوان المشرف المعضادي التميمي من تلك الليلة، ودفن في القسم الشمالي الغربي من مقبرة العود بالرياض، وكان من بين مشيعي جثمانه الشيخ عبد العزيز النشوان -رحمهما الله. وعاش له من الأبناء بعد وفاته:
1 -
الدكتور عبد الله، صاحب الترجمة السابقة، ومؤلف كتاب الاختيارات الزبنية.
2 -
فضيلة الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن سليمان بن عبد الله بن عبد العزيز بن محمد الزبن الصبيحي الخالدي المخزومي.
ولد في الداهنة سنة 1365 هـ وواصل دراسته حتى حصل على درجة الماجستير في الفقه المقارن من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر عام 1397 هـ.
وتدرج في الوظائف بالديوان العام للخدمة المدنية فعمل ملحقًا للتوظيف بسوريا، ثم ملحقًا للتوظيف بالقاهرة، ثم مديرًا عاما للشؤون الإدارية والمالية بديوان المظالم في الرياض بالمملكة العربية السعودية، ولا زال على رأس العمل.
وبتمتع الشيخ عبد العزيز بالفطنة وسرعة البديهة، وبحسن الخلق، وبمحبة فعل الخير للغير، وبصلة الرحم لكافة الأقارب، ولم يترك له الكرم مجالًا للتفكير في جمع المال، وبتمثل قول الشاعر:
وغنى النفس هو الكفاف فإن أبت
…
فجميع ما في الأرض ما يكفيها
ومن مؤلفاته كتاب قيّم في (الرهن في الشريعة الإسلامية).
وهو من العاملين المخلصين لحكومتهم ووطنهم.
وله من الأبناء محمد وبه يُكنَّى، وأنس، وعبد الله، وعمر، وعبد الرحمن، وإبراهيم.
3 -
إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن سليمان بن عبد الله بن عبد العزيز بن محمد الزبن الصبيحي الخالدي المخزومي.
ولد في الداهنة عام 1374 هـ وواصل دراسته وحصل على الليسانس من كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. وعلى دبلوم الأنظمة من معهد الإدارة العامة. وعلى الماجستير في القانون من أمريكا.
وتدرج في الوظائف الحكومية، ويعمل حاليًا مستشارا قانونيا في وزارة الدفاع والطيران، وهو مسدد الآراء، كتوم للأسرار، ويؤثر الأقارب على نفسه.
وله ولد اسمه: محمد، وبه يُكنَّى.
4 -
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن سليمان بن عبد الله بن عبد العزيز بن محمد الزبن الصبيحي الخالدي المخزومي.
ولد في الداهنة سنة 1375 هـ. وواصل دراسته حتى حصل على الليسانس في التاريخ والحضارة من كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
وتدرج في الوظائف الحكومية، وعمل بالتدريس في كلية الملك عبد العزيز الحربية ثم في مدارس الحرس الملكي، وحاليًا يعمل وكيلًا في متوسطة الأبناء بالرياض، ومكلف لإدارة مدارس منسوبي القوات المسلحة بمطار الملك خالد الدولي وهو من الواصلين للرحم المخلصين للأصدقاء.
وله مؤلفات في التاريخ منها: (ذو الرياستين - الفضل بن سهل) وزير المأمون والحكم الثاني - المستنصر بالله).
وله من الأبناء: محمد وبه يُكنَّى، وعبد العزيز.
ومنهم: جد المترجم لهم والذي تقدم ذكرهم وهو: عبد الله بن سليمان بن عبد الله ابن عبد العزيز بن محمد الزبن الصبيحي الخالدي المخزومي.
أمه: هيلة بنت عبد الله بن تويم بن وضاخ الهاجري الجنبي القحطاني.
كان رحمه الله حسب وصف والد المترجم لهم: فارع الطول، قوي البنية، قمحي اللون، جهوري الصوت، شجاعًا مقدامًا.
يقول الدكتور عبد الله محمد الزبن: ومما ذكر لي والدي عن أبيه: أنه ذكر له أنه أرسل من قبل أبيه سليمان إلى شقراء لشراء بعض الحاجات، وبعد أن اشترى الحاجات سرى في آخر الليل لئلا يتعرض للحنشل
(1)
قاصدًا الداهنة، وذلك في حدود عام 1298 هـ، وبينما هو يسير في مخرج النفوذ الذي يفصل بين شقراء والحمادة بعد طلوع
(1)
الحنثل: يقصد بهم الصعاليك الذين يعيشون على السطو والسلب والنهب.
الفجر وأدائه لصلاته فوجئ بحاجاته تخطف من يده من قبل شخصين معهما أحد عشر شخصا آخرين، حيث كانوا مختبئين بجانبي الطريق خلف شجر الأرطى حتى تجاوزهم ثم لحقوا به وخطفوا حاجاته. قال: فنظرت ووقفت أفكر ماذا أفعل! فقال أحد الحنشل لجماعته: خذوا شوم
(1)
الطامة هذاه واضربوه بها وخلوه يضرب الطاروق. وقال والدي: وكان والدي رحمه الله جسيمًا وقويا لدرجة أنه يرفع الجمل متوسط الحجم من الأرض بيد واحدة إذا عقل الجمل في يديه ورجليه. قال: وقال والدي: فاستعنت بالله ثم تناولت الرجل الذي أشار على جماعته بضربي فضربته بالشوم فسقط على الأرض وصرت ألاحقهم واحدًا تلو الآخر وكل شخص لا أزيد له عن ضربة يهوى منها على الأرض قال: فسقط منهم سبعة وصار البقية يصيحون كل واحد منهم ينادي صاحبه، ويستغيث بهم. قال: وتفرقوا فاستصعبت ملاحقتهم فقلت لهم: اسمعوا: والله ما لكم من تفرقكم خيرة، وإن كان ما امتثلتوا ما أقول لكم قضيت على ربعكم الطايحين. قال فقالوا: ويش تقول: قال فقلت: أقول الكلام الذي سمعتوا ولكن امشوا كلكم قدامي إلى الحرّيِق. قال فامتثلوا، وقام من حصل ضربهم وهم منهكون فساروا جميعًا أمامي يحملون حاجاتي اثنان منهم حتى أدخلتهم على أمير الحريق بالوشم بعد أن ناولوني حاجاتي فقال لي أمير الحريق: ويش ها الفود يا ابن زبن فقلت له خذ من روسهم. قال: فقصّوا عليه القصّة فسر منها هو ومن تجمع عنده من جماعته، وقدم للحنشل القهوة والتمر، وقال: يكفيهم ما جاهم يا ابن زبن، وخلَّى سبيلهم. قال والدي: وبسبب هذه الحادثة تزوج والدي والدتي بنت ابن عم أمير الحريق: نورة بنت عبد المحسن بن إبراهيم الطويل.
وذكر لي والدي بأنه في حدود عام 1316 هـ كان والده عبد الله في الحريق بالوشم في زيارة لأصهاره (الطوال) من آل مشرف من المعاضيد من بني تميم، وفوجئوا قبيل
(1)
الثوم: نوع من العصي الغليظة.
الظهر بالرقيبة
(1)
في المرقب
(2)
ينادي يقول: (جاكم القوم)
(3)
ويكرر ذلك بأعلى صوت، قال: فتجمع أهل البلد وهم يحملون العصي والبنادق من نوع (مقمع) و (دقسا) و (صمعا - وتسمى أم نصف - عصملي) فاستبانوا الأمر بنزول جماعة من البادية من جنوبى (المقْرِح)
(4)
مع شعيب الحريق يحوشون معهم قطعانًا من الإبل، والغنم، والماعز، والبقر، والحمير، حصلوا عليها من رعاة وشواوي أسفل سدير، ومرّوا على غنم أهل الحريق في الشعيب وأخذوها أيضًا. قال: فاتفق أهل (الحريق) على أن لا يستعملوا البنادق قبل بدء (القوم) بها حقنا للدماء، قال: ثم اتجهوا لملاقاتهم. قال: ومعهم والدي عبد الله وبدأ الضرب بين الفريقين بالعصي والمشاعيب
(5)
، والعجر
(6)
. فلما طال العراك، نظر أمير الحريق لوالدي عبد الله وقال له: عبد الله يا أبا العوايد، هذا وقت النفع، قال: فقال والدي له: احفظوا ظهري من الرجال لا يشلخون رأسي، قال: فصار خلفه خمسة أو ستة من أهل الحريق فلاحظ أن في (القوم) رجلين جسماهما صغار وأفعالهما كبار، فاتجه إلى أحدهما فقبض على يديه الاثنتين وضمهما في إبطه الأيمن، وكان في يد هذا الرجل اليمنى مشعاب مُحْكِمُه على يده بسير، وفي يده اليسرى البندقية. ثم اتجه للآخر وطلب من اثنين ممن يحمون ظهره أن يمسكوا ذلك الرجل وأن يضعوا يديه في إبطه الأيسر فقاما بذلك، وكان مع ذلك الرجل مثل ما مع صاحبه. قال: فاتجه بهما إلى البلد والخمسة أو الستة الرجال يدافعون عنه حتى دخلوا بهما مع باب البلد، وجعلوهم في مجلس الأمير رهائن. . قال: وفور إدخالهم للرجلين توقف الضرب من الجانبين، وحط (القوم) رحالهم جنوب المقبرة، وجرت المفاوضات بين الجانبين، وانتهت بإعادة
(1)
الرقيبة: هو الرجل الذي يقوم بمراقبة ما حول البلد خشية الأعداء.
(2)
المرقب: مبنى مرتفع يشبه البرج يبنى في مكان مرتفع وتتم المراقبة منه.
(3)
يقصد بالقوم إذ ذاك: الغرباء الذين منهم خطر.
(4)
المقرح: سهل أرض بأعلى جبل (طريق) يمتد من فروع شعيب (الحريق) جنوبًا حتى فروع مسايل المجمعة، وظلما شمالا.
(5)
المشاعيب: جمع مشعاب وهو نوع من العصي معقوفة الرأس.
(6)
العجر: جمع عجراء، وهي أيضًا نوع من العصي رأسها غليظ مبروم.
جميع ما أخذ (القوم) من المواشي من رعاة وشواوي أسفل سدير، وغنم أهل الحريق إلا ما جرت عليه السكين قبل وصولهم إلى الحريق فإنهم يسامحون عنه، وتم ذلك.
وله رحمه الله أخبار مماثلة لهذه الأخبار تدل على شجاعته، وصفاته الجسمية التي عرفت من والدي أنها تشبه صفات خالد بن الوليد رضي الله عنه. وكذلك جرأته في المواقف الكثيرة التي تعرض لها، كما أنه شاعر شعبي متمكن.
كانت وفاته رحمه الله بعيد انفضاض معركة السبلة عام 1347 هـ.
ومن آل الزبن: محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز بن محمد الزبن الصبيحي الخالدي المخزومي.
ولد في الداهنة في حدود عام 1310 هـ وكان يتصف بالكرم والشهامة، وهو قمحي اللون، وليس بالطويل ولا بالقصير، وليس بالرقيق ولا بالغليظ. يحب سماع الحكم من أهلها، وبتحدث بها وبطبقها.
ومن أخباره أنه عندما تأخر الغيث في حدود عام. 1365 هـ اتفق مع جماعة من بادية الداهنة للذهاب إلى (الملحا)
(1)
لحش شيء من هشيم شجر يعرف باسم (الصبط) لمواشيهم، وهم: شارع بن فراج العريدي، وصنيتان بن صاطي العريدي، ونافع أبو ثلاثين الجميلي، وعندما مر عليهم أفادوه بأن البرد قد اشتد، وأنه به غيم وقد ينزل مطر ويشتد البرد أيضًا، وأنهم لذلك عدلوا عن رأيهم وقرروا عدم الذهاب معه، فتوكل على الله ثم اتجه نحو (الملحا) قال: وكنت بعد العصر، وبعد صلاة العشاء وصلت النفوة، وبدأ المطر في النزول وأحسست بالبرد فخفت أن تبتل جميع الأشجار ولا أستطيع أن أشب نارًا تخفف البرد عني فأنخت جملي وجمعت حطبًا كثيرًا ومنه شجر دقيق لكي أولع الحطب منه، وأدخلته تحت شجرة (إرطا) ثم ولعت النار وتدفيت وحفرت زربًا تحت شجرة كبيرة ووضعت فيه من الملة ودخلت فيه بعد أن قيدت جملي. وما إن دخل عيني
(1)
الملحا: موضع شمال أشيقر جهة المستوي.
النوم حتى أحسست بشيء يرفعني من تحتي فظننت أنه وسواس ولم آبه به ولكنه استمر يرفعني من حين لآخر فعرفت أنه ليس بوسواس فقمت وشبيت النار ونظرت فإذا به حية ضخمة جدا قد خرج على رأسها وما يزيد من البوع منها فتناولت الفاس (الفاروع) وصرت أضربها به مع رأسها ورقبتها حتى قتلتها وسحبتها بعيدًا عن زربي ووضعت عليه زيادة ملة ثم رقدت فيه. وبعد أن دخل عيني النوم إذا به يحصل لي مثل ما حصل لي أولًا فظننت أول الأمر أنه وسواس ولكن تأكد لي مماثلته للأول فخرجت من الزرب وولعت النار فإذا به حية كأنها الحية الأولى فقتلتها على غرار قتلي الأولى ثم وضعت زيادة ملة في الزرب ورقدت، وما إن دخل النوم في عيني حتى سمعت ذئبًا يعوي فقمت وأحضرت جملي وأنخته عندي جاعلًا قفاه يليني لئلا يمسره الذئب، وبعد أن استقريت وكدت أنام إذا به يعوي ذئب عن يميني وذئب آخر عن يساري وثالث صوته بعيد فخفت أن يساعد بعضها بعضًا وتباغتني وتعقر جملي فخرجت من الزرب وركبت جملي متجهًا للملحا ووصلتها في منتصف الضحى وبت بها ليلة وقفلت لأهلي في الليلة الثالثة ووصلتهم اليوم الرابع.
وقد توفي رحمه الله في الرياض في شهر ذي القعدة عام 1384 هـ، وله من الأبناء: عبد الله، وعبد الرحمن، وخالد، وعلي: وقد توفي عبد الرحمن في حياة والده. أما عبد الله وخالد وعلي فيسكنون حاليًا في ظهرة البديعة بالرياض، وجميعهم من رجال الأعمال الموفقين ولله الحمد، ومن الصالحين البارين بوالديهم وذويهم.
ومن آل الزبن: عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن الزبن الصبيحي الخالدي المخزومي.
ولد في الداهنة في حدود عام 1290 هـ؛ ويُلقَّب ب (الدويش) ومشهور بهذا اللقب عند عامة أهل بلدتي الداهنة، والجريفة، بسبب حادثة خلاصتها أنه في إحدى السنوات صار الشيخ: وطبان الدويش - أحد كبار شيوخ مُطير - يمشي على بلدان الوشم وسدير
يأخذ منهم ما يعرف ب (الأخاوة)، ومر على عبد العزيز المذكور وهو في الداهنة في مزرعته المعروفة بنخل عبد الله، فأدخله هو وركبه الدين معه فيها، وجذ له عذوق نخلة مشهورة اسمها (حلوة الجابية) ووضعها لهم على ثلاث (سُفَر) وثلاثة (حُصُر) وعدد من العسبان، فباشروا في الأكل، والتفت إليه الأمير الدويش وقال: يا عبد العزيز حط هذا المحماس في الخرج أخاوة، وكان قد اشترى المحماس من المجمعة وفيه سلسلة صفراء كانت سبب إعجابه به وشرائه له، فشق عليه ذلك، وضاقت عليه الحيل أمام شيخ من كبار شيوخ مُطير وركبه المشهورين بالشجاعة في القبائل، وحس بأن في أخذ محماسه الذي يحمس فيه قهوة ضيوفه ضيم وقهر كبير، فدخل القصر، ولبس حزام الرصاص، ووضع الرصاصة في بندقية عنده يسمونها (الصمعا) ويسمونها أحيانًا (أم نصف)، وأطل على الدويش وجماعته مع شرفة السطح وقال اسمع بالدويش: اليوم أن الدويش ما هو أنت، وكونك تأخذ محماسي الذي أحمس فيه قهوة ضيوفي عار علي عند الناس، وموتي أفضل من ذلك العار، وحلف بالطلاق أنك إن لم تمش أنت وجماعتك غير حاملين معكم شيء من عندي سأقضي عليك وعلى من أقدر عليه من جماعتك وإن كنت أعرف إن في هذا نهاية حياتي. فقال بعض رفاق الدويش: هيه هيه بالأمير: ترى الحضري أغلى ما عنده أنثاه، وإلى طلق ما فيه وراه شيء أكبر من الطلاق، وأشاروا على أميرهم بالنهوض من مجلسهم وكان في ظلال مجموعة من النخيل المتقاربة في صدر المزرعة فنهضوا جميعًا دون أن يأخذوا (المحماس) أو غيره، وبعد هذه الحادثة صار أهل الداهنة، والجريفة، ومن حولهم يُلقِّبون عبد العزيز المذكور ب (الدويش). هذا وبعد أن تولى الملك عبد العزيز استتب الأمن ولله الحمد.
وللمترجم له عبد العزيز المذكور أخبار مثيرة كثيرة لا يتسع المجال لذكرها.
وكانت وفاته في المجمعة عام 1393 هـ.
ومنهم: محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز بن محمد الزبن الصبيحي الخالدي المخزومي.
ولد في جلاجل في حدود عام 1325 هـ، وكان طويل القامة، قمحي اللون، وافر العقل، يؤثر على نفسه، من أهل الشهامة والمروءة والكرم، يصل رحمه، ويعفو عن من يظلمه، محبوب عند جميع آل زبن وأصهارهم، وأهل جلاجل بصفة خاصة وعند من يعرفونه بصفة عامة.
توفي رحمه الله في جلاجل في حدود عام 1367 هـ، وسار جميع أهل البلد في جنازته، وحزن عليه كل من يعرفه.
وله من الأبناء:
1 -
المهندس: إبراهيم، وكان يعمل في تلفاز الرياض.
2 -
الأستاذ: عبد الرحمن، ويعمل مترجمًا في الحرس الوطني.
ويتصف الاثنان: إبراهيم، وعبد الرحمن بصفات أبيهم النبيلة التي منها الكرم، وصلة الرحم، والشهامة، والمروءة.
ومنهم: عبد المحسن بن سعود بن فهد بن سعود بن عبد الرحمن بن محمد الزبن الصبيحي الخالدي المخزومي.
ولد في الكويت عام في 1918 م، وتدرَّج في الوظائف الحكومية الكويتية، وكان آخر وظيفة له: رئيس لجنة المناقصات المركزية بمجلس الوزراء. وهو من أعيان الزبن في دولة الكويت، ومن الدين يواصلون الأقارب، ويصلون الرحم هو وأخوه فيصل الذي توفي رحمه الله في 23 شوال 14418 هـ.
ومنهم: معالي الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز بن يوسف بن عبد الرحمن بن محمد الزبن الصبيحي الخالدي المخزومي.
ولد في الكويت في عام 1948 م. وتقلَّد عدة مناصب حكومية. ويشغل حاليًّا منصب: رئيس ديوان الخدمة المدنية بالكويت.
ومعاليه من الكفاءات العلمية والعملية التي يعتمد عليها بعد الله. وهو من أعيان "الزبن" بدولة الكويت، ومن الذين يصلون الأقارب.
ومنهم: أحمد بن فيصل بن سعود بن فهد بن سعود بن عبد الرحمن بن محمد الزبن الصبيحي الخالدي المخزومي.
تقلَّد عدة وظائف في دولة الكويت. ويشغل حاليا وظيفة: مدير عام مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية.
كان من ضمن المسؤولين الكويتيين الذين طلبت القيادة العراقية القبض عليهم وقت استيلائها على الكويت، حيث عمم أمر القبض عليه برقم 1125 في 3/ 10/ 1990 م
(1)
.
ومنهم: أحمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن يوسف بن عبد الرحمن بن محمد الزبن الصبيحي الخالدي المخزومي.
تقلد عدة وظائف بدولة الكويت، ويشغل حاليًا وظيفة: نائب مدير عام مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية.
ومنهم: براك بن عبد المحسن بن سعود بن فهد بن سعود بن عبد الرحمن بن محمد الزبن الصبيحي الخالدي المخزومي.
ويشغل حاليا وظيفة: مهندس طيران بمؤسسة الخطوط الجوية الكويتية.
ومنهم: حمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن يوسف بن عبد الرحمن بن محمد الزبن الصبيحي الخالدي المخزومي.
تقلد عدة وظائف في حكومة دولة الكويت، ويشغل حاليًا وظيفة: مدير الشؤون الإدارية بمؤسسة التأمينات الاجتماعية.
(1)
انظر: غلاف وصفحة 12 من مجلة (المجلة) العدد (586) الصادرة من لندن في 1 - 7 مايو 1991 م الموافق 16 - 22 شوال 1411 هـ.
ومنهم: علي بن عيد الله بن عبد العزيز بن يوسف بن عبد الرحمن بن محمد الزبن الصبيحي الخالدي المخزومي.
يشغل حاليًّا وظيفة: مدير شؤون الكمبيوتر بوزارة المواصلات بدولة الكويت.
ومنهم: يوسف بن عبد الله بن عبد العزيز بن يوسف بن عبد الرحمن بن محمد الزبن الصبيحي الخالدي المخزومي.
ويشغل حاليًّا وظيفة: خبير هندسي بإدارة الخبراء في وزارة العدل بدولة الكويت.
وفي الجملة فإن من أهم ما يتصف به "آل زبن" التواد، والتواصل، والتراحم.
2 -
الشعلان:
من الزبن، من آل صبيح، من الزمول من بني خالد.
يقيمون في عنك وغيرها من مدن وقرى المنطقة الشرقية وفي بر القطيف والجبيل وما حولهما.
وشيخ شمل الزبن الذي عاصر الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود رحمه الله هو: مسلط بن فهاد الشعلان الزبن الصبيحي الخالدي المخزومي.
وقد خلف من الأبناء: شنار، وطلال، وعساف، وعلي، ونهار، ولاحم، وشعلان، وعبد الله.
وبعد وفاته صارت مشيخة شمل آل زبن في ابنه عساف أمده الله بالصحة وبارك في عمره.
وقد شارك مسلط وجماعته "الزبن" في جيوش الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل في توحيد المملكة العربية السعودية في غزوات منها: فتح مكة، والقرعة (الدبدبة) ونجران.
وتجدر الإشارة إلى أن مسلط رحمه الله كان يتصف بالحدة والشدة، والاعتماد على نفسه في غالب أمره.
وكان يخاطبه الملك عبد العزيز هو وقران العجران بصفته شيخ شمل الزبن ومن يتبعهم، وبصفة قران: شيخ شمل المخازيم ومن يتبعهم، ولا يقتصر الملك عبد العزيز رحمه الله عند الكتابة لهما على مخاطبة أحدهما دون الآخر لتساوي مكانتهما، ولكنه يذكر اسم قران الأول مراعاة للسن.
أما ابنه الشيخ: عساف بن مسلط فإنه يتصف بسعة البال، وبالصبر والحلم والأناة في غالب أموره، وكل من عساف ووالده محبوبين عند كافة آل زبن وفروعهم حاضرة وبادية.
3 -
الشعلان من الزبن من آل صبيح، من الزمول من بني خالد
.
في القصب، والمشاش، وثرمداء، وشقراء، والرياض، وهم أبناء عمومة الشعلان أهل عنك، وفيهم علماء، وأدباء.
ومنهم: الشيخ: عثمان بن إبراهيم بن عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان الشعلان الزبن الصبيحي الخالدي المخزومي.
كان رحمه الله متمكنًا في العلوم الشرعية، وله مساهمات في إذاعة القرآن الكريم.
وابنه الدكتور: إبراهيم بن عثمان بن إبراهيم الشعلان، متخصص في العلوم الشرعية، وكان آخر وظيفة شغلها: مدير عام تعليم البنات بغرب الرياض.
ومنهم: الشيخ: عبد الله بن إبراهيم بن عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان الشعلان الزبن الصبيحي الخالدي المخزومي. بارك الله في عمره.
أديب، مولع بحفظ الشعر بنوعيه الفصيح والعامي، ماهر في تصليح الساعات، وإذا رأيته وسمعت كلامه وجزالة ألفاظه بالرغم من انشغاله بتصليح الساعات فذكرت الشيخ ناصر الدين الألباني المشهور بتصليح الساعات، وهو مسموع الكلمة عند كافة الأسرة.
ومنهم: عبد الرحمن ومحمد ابنا عبد العزيز بن علي بن عبد الرحمن بن عثمان بن شعلان الزبن الصبيحي الخالدي المخزومي.
من رجال الأعمال المشهورين، وبالخير من المذكورين، فلا يترددان في قضاء حاجة أي فرد يقصدهم من أبناء عشيرتهم.
وقد توفي عبد الرحمن رحمه الله في 14/ 12 / 1415 هـ، وسار أبناؤه على طريقته.
ومنهم: الشيخ عثمان بن سليمان بن عثمان بن حمد بن عثمان بن شعلان الزبن الصبيحي الخالدي المخزومي.
عمل في القضاء في حائل، وعنيزة، وحاليًا قاض في العيينة، من أهل العلم، والفضل، والورع، والتقوى.
ومنهم عبد الرحمن بن عثمان بن محمد بن شعلان الزبن الصبيحي الخالدي المعروف ب (جراش).
رجل مشهور بالشجاعة، وأخبار شجاعته تثير العجب. وعندما تولى الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل رحمه الله استدعاه ووكل إليه إدارة السجن وشؤون السجناء في الرياض (المصمك). وتوفي وهو يقوم بهذا العمل.
ومنهم: الشيخ الدكتور: حمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عثمان بن حمد بن عثمان بن شعلان الشعلان الزبن الصبيحي الخالدي المخزومي.
فقيه، وأديب، وبحاثة، ويتصف بالحلم والأناة، والمروءة، ودماثة الأخلاق.
كان موضوع رسالته في الدكتوراه التي حصل عليها من المعهد العالي للقضاء بالرياض عام 1404 هـ: (الأحكام التي تختلف فيها المرأة عن الرجل) وقد حصل على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى، وله كتاب قيم عنوانه:(القتل العمد العدوان). ولد المترجم له في المشاش قرية قرب القصب بالوشم سنة 1362 هـ وتولى أعمالًا إدارية واستشارية، حيث شغل رئيس قسم المستشارين في رئاسة تعليم البنات ثم التحق بالسلك القضائي بديوان المظالم عام 1408 هـ، ولا يزال على رأس العمل في القضاء التجاري.
وله من الأبناء الشيخ: عبد القادر الملازم القضائي بديوان المظالم، ويحضر الماجستير في المعهد العالي للقضاء، ويحفظ كتاب الله تعالى، وكان إمامًا في مسجد الملك عبد العزيز بالعليا بالرياض، وحاليًا إمام في جامع الشيخ سعيد بن عبد الله السيد في حي غرناطة الغربية بالرياض. وخالد يدرس بكلية العلوم بجامعة الملك سعود. وهشام يدرس بكلية الشريعة بجامعة الإمام، وله معرفة بالأنساب بالرغم من صغر سنة.
ومنهم: الدكتور: عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن إبراهيم بن محمد الشعلان الزبن الصبيحي الخالدي المخزومي.
عضو في هيئة التدريس بجامعة الملك سعود - كلية الهندسة - قسم الهندسة الكهربائية، وأخوه عبد العزيز، من أهل الكرم والفضل، ومن ذلك أنه إذا رزق مالا أو غيره كان للأقارب منه نصيب.
ومنهم: محمد بن عبد الله بن عثمان بن محمد، المعروف ب (الشعلاني)، وقد سمي الحي الذي غرب الشفا بحي الشعلان بسبب تملكه لأراضي ذلك الحي. وهو من رجال الأعمال، ومن المشهورين بفعل الخيرات، والصدقات، ووضع البرادات في المساجد،
وقد سلك أبناؤه: عبد الله وإخوانه طريقته بعد وفاته حيث توفي رحمه الله في الرياض يوم الأربعاء 9/ 6/ 1411 هـ.
ومنهم: الشيخ: محمد بن إبراهيم بن محمد بن عثمان بن عبد العزيز بن عثمان بن شعلان، القاضي بمحكمة المزاحمية، المقرئ الشهير، حافظ كتاب الله، وإمام وخطيب (جامع الشعلان) بظهرة البديعة بالرياض.
4 -
المشعل:
من الشعلان من الزبن من الصبيح من الزمول من بني خالد.
في حريملاء، والرياض، وغيرهما. منهم علماء، وأدباء، ووجهاء، وأعيان.
منهم: إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن محمد بن مشعل عميد أسرة المشعل. ولد في حريملاء عام 1319 هـ، وتعلم الكتابة والقراءة، ودرس القرآن الكريم، ومبادئ في الفقه، والعقيدة في سن مبكر، والتحق بجنود الملك عبد العزيز رحمه الله في القصيم، وأقام هناك حتى انتهت مأموريته ثم عاد إلى حريملاء، وصار يدير شؤون مزرعته. وفي الأربعينيات اهتمَّ مع تسعة أشخاص معه بكل ما يعود على البلد بالخير ويدفع عنه الضر، وشاطرهم آخرون في ذلك.
كان المترجم رحمه الله يتصف بالرفق والأناة، وقول الحق؛ ولذا يستعين به القضاة في فضّ المنازعات، وإصلاح ذات البين سيما إذا كان النزاع بين الأقارب.
وفي عام 1361 هـ أصدر الملك عبد العزيز رحمه الله أمرًا بتعيينه عضوًا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحريملاء.
ثم صار مأذون الأنكحة بالمحكمة إلى أن أحيل على التقاعد.
توفي رحمه الله في 12/ 2/ 1403 هـ في حريملاء، وصلى عليه بجامعها، ودفن بها.
ومنهم: عبد الرحمن بن سليمان بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن محمد بن مشعل.
ولد في العقد الأول من القرن الرابع عشر الهجري، وتعلم القراءة والكتابة، وقرأ القرآن الكريم في سن مبكر.
وفي عام 1362 هـ عينه الملك عبد العزيز رحمه الله أميرًا على حريملاء، فاعتذر، ولكن الملك رحمه الله لم يقبل عذره، فبقي في ذلك العمل عامًا ثم قدم استقالته فقبلت، وأصدر جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله أمرًا بتعيينه مشرفًا على مزارعه بالخرج، ثم تعين بهيئة النظر بمحكمة الخرج إلى أن أحيل على التقاعد. وكانت وفاته رحمه الله في عام 1393 هـ. وقد خلف أبناءً هم: سليمان الذي عمل مندوبًا لتعليم البنات في الخرج عدة سنوات، ثم استقال وصار حاليًا من رجال الأعمال وهو من كرام الأسرة. وعبد العزيز الذي عمل معه في المندوبية حتى توفي رحمه الله. وإبراهيم الذي حصل على الدكتوراه في الصيدلة، وتدرَّج في الوظائف، ويعمل حاليًا وكيلًا لجامعة الملك سعود بالرياض. ومحمد الذي حصل أيضًا على درجة الدكتوراه في الصيدلة ويعمل حاليًا عميدًا لكلية الصيدلة بجامعة الملك سعود ومشعل، ويعمل مهندسًا في وزارة الداخلية.
ومنهم: الشيخ: عبد الرحمن بن عبد العزيز بن إبراهيم بن محمد المشعل.
مدير المعهد العلمي بحريملاء سابقًا. كريم النفس، وافر العقل، لا يتكلم إلا عند الحاجة.
ومنهم: ابنه الشيخ الدكتور: عبد العزيز، وكيل المعهد العالي للقضاء حاليًا، يصل الرحم، ولا يتردد عن إجابة الدعوة إذا دعاه من يتصل به بنسب أو سبب حتى وإن كان مشغولًا فإنه يفضل إجابة الدعوة على أعماله، وهو عالم جليل، أكثر الله من أمثاله.
ومنهم: ابنه الثاني: الدكتور: خالد بن عبد الرحمن عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
ومنهم: الشيخ: عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد المشعل، وأخوه: محمد اللذان أعدا مشجر أسرة المشعل بعد أن أمدهما الدكتور عبد الله محمد الزبن مؤلف كتاب (الاختيارات الزبنية) بسلسلة النسب التي بعد (الزبن)، وهما من أعيان أسرة المشعل، ومن كرامها.
ومنهم: الشيخ: سفيان بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد المشعل، ويعمل قاضيًا في المحكمة الكبرى في أبها، وأخواه الشيخ: النعمان، والشيخ: غالب، ويعملان في الملازمة القضائية بالمحكمة الكبرى بالرياض.
ومنهم الأستاذ: عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن سليمان المشعل مدير عام مكتب رئيس تعليم البنات سابقًا، والوكيل المساعد لشؤون التعليم بالرئاسة حاليًا، وأخوه: عبد. الله المتوفى رحمه الله يوم الجمعة 15/ 2/ 1418 هـ، وناصر، ويقيم في حريملاء حاليًا، وجميع الثلاثة من أهل المروءة، والشهامة، والوفاء.
ومنهم: الدكتور: مشعل بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سليمان المشعل، أخصائي في جراحة القلب، ويعمل حاليًا استشاري قلب في مجلس الشورى.
ومنهم: الدكتور: سليمان بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن سليمان المشعل، ويعمل طبيبًا.
ومنهم: الشيخ: حمد بن إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الله بن حمد المشعل، وابنه الشيخ الدكتور: عبد العزيز الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. وابنه الثاني الشيخ: خالد القاضي بدولة الإمارات العربية المتحدة، جميعهم من الكرام الأفاضل في الأسرة.
5 -
البقران:
من الزبن، من آل صبيح، من الزمول، من بني خالد.
يقيمون حاليًا في: عنك، وأم الساهك.
6 -
الرغوان:
من الزبن، من آل صبيح، من الزمول، من بني خالد.
يقيمون حاليًا في عنك بمنطقة القطيف.
7 -
المياس:
من الزبن، من آل صبيح، من الزمول، من بني خالد.
كانوا يقيمون في منطقة القطيف، وقد انقرضوا. وانتقل بعد - ذلك مواليهم إلى
الكويت.
8 -
الوذين:
من الزبن، من آل صبيح، من الزمول، من بني خالد.
كانوا يقيمون في منطقة القطيف، وقد انقرضوا.
9 -
آل صالح:
من الشعلان، من الزبن، من آل صبيح، من الزمول، من بني خالد.
في القصب.
10 -
آل إبراهيم:
في جريملاء، من آل صالح، من بني خالد، وقد عدَّهم الأخ الفاضل: محمد بن ناصر الهزاع الخالدي من (آل حميد) في مجلة العرب السعودية. وبعد سؤال الدكتور عبد الله محمد الزبن: إبراهيم بن عبد الله البراهيم هل سبق أن أفاد بأنهم من (آل حميد) فأفاد بأنه لم يحصل ذلك منه.
وحيث إن آل صالح الذين منهم البراهيم قد جاءوا من القصب، حسب سماع الدكتور عبد الله محمد هذا الشيء من أشخاص ثقات منهم الشيخ: عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد المشعل، وحيث إنه لا يوجد في القصب من يسمون بآل صالح من بني خالد سوى آل صالح الذين يلتقون مع أبناء شعلان بن محمد في جدهم (شعلان) والد (محمد) هم (وشعلان) القراين، وحيث إن الدليل هو الذي يلزم من العلم به العلم بشيء آخر، فإن الراجح عندي والحال هذه أن آل صالح الذين منهم آل إبراهيم بن الشعلان من الزبن من الصبيح من الزمول من آل ناصر بن عاصي بن مهنا بن محمد بن فارس بن عبد الكريم بن عيسى بن محمد بن مدلج بن الفضل بن سليمان بن مدلج بن موسى بن مهنا بن عيسى بن مانع بن محمد الأشقر بن سليمان بن سيف بن فضل بن عيسى بن عبد الكريم بن مصلت بن مهنا بن فضل بن محمد بن عبد الرحمن ابن خالد بن الوليد رضي الله عنه
(1)
.
ومن آل إبراهيم فضيلة الأستاذ الدكتور: إبراهيم بن عبد الله البراهيم عميد المعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
ومنهم: معالي الشيخ: صالح بن عبد الله البراهيم نائب رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء. ومنهم الأستاذ: محمد بن عبد الله البراهيم أحد كبار موظفي إدارة التعليم بالرياض.
ثانيا: الصباحا واحدهم صبيحي:
في القراين، والسر، والقصيم، وغيرها من بني خالد. ويذكر: إبراهيم بن منصور ابن ناصر الصبيحي، وابن أخيه الدكتور: إبراهيم بن محمد بن منصور بن ناصر
(1)
انظر: معجم قبائل المملكة العربية السعودية للشيخ حمد الجاسر - القسم الأول ص 304، معجم قبائل العرب لكحالة ج 2 ص 463، عشائر الشام ج 2 ص 447، الروض البسام ص 9، أخبار الخلفاء لابن الساعي ص 138.
الصبيحي أن نسبهم يتصل بصبيح الزمولي الخالدي مباشرة أي بدون واسطة، بينما فيه رواية مشهورة ممن رواها لي: إبراهيم بن محمد الصبيحي وتتضمن أن ابن شعلان الذي في القراين لما حضرته الوفاة وليس له سوى بنات أوصى الحاضرين بما معناه أن آل صبيح في القراين والسر أبناء عمومته، وأنهم أقرب له نسبًا من بني عمه الشعلان أهل القصب، وأنهم أي الصباحا هم الذين يعصبونه. كما أن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عثمان بن حمد بن عثمان بن شعلان الشعلان المتوفى رحمه الله في 17/ 9/ 1418 هـ قد ذكر قصة عن ابن شعلان راعي القراين وانتهى في كلامه إلى أنهم أي شعلان القصب ينتهون في شعلان بن محمد بن شعلان، وأن شعلان القراين لا يلتقون معهم إلا في شعلان الثاني هم وآل صالح.
وحيث إن آل صبيح من بني خالد المخزوميين في المملكة العربية السعودية فرعان، وهما:
1 -
أبناء غوينم (غانم) الصبيح، وهم: الزبن، والهدهود.
2 -
أبناء سعمران الصبيح، وهم البقية من آل صبيح.
وحيث إن ذكر من تحضره الوفاة من يرثه في مثل هذه الحالة من الأدلة على النسب، وإنه لا يعرف من آل صبيح من بني خالد في المنطقة الشرقية التي جاء منها مَنْ في نجد من آل صبيح سوى من ينحدر من الفرعين المذكورين، فإن الراجح عندي أن آل صبيح في القراين، والسر يلتقون مع الشعلان أهل القصب في (شعلان) الأعلى.
ومن الصباحا:
إبراهيم بن منصور بن ناصر المذكور. شاعر شعبي، وقد فهمت منه أنه لا يحب كثرة قرض الشعر بالرغم من قدرته عليه خشية الزلل؛ لأن الشاعر قد لا يملك نفسه فيقول غير الحقيقة لا قدر الله.
ومنهم ابن أخيه الدكتور: إبراهيم بن محمد بن منصور المذكور أستاذ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وله عدة مؤلفات، منها كتاب عن صلاة التراويح، وهو كتاب مفيد جدا.
ومنهم عبد الكريم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الكريم بن إبراهيم الصبيحي رئيس مركز عين الصوينع، وقد تقاعد وحل مكانه ابنه منصور بعد أن أيدى أخوه: محمد بن عبد الكريم عدم ركبته في رئاسة المركز؛ لارتباطه بعمل في الرياض.
ومنهم فضيلة الشيخ: عبد الله بن ناصر بن منصور بن ناهر الصبيحي رئيس المحكمة المستعجلة في الدمام، ومن صفاته: العلم، والحلم.
ومنهم الشيخ: صالح بن عبد الله بن محمد بن ناصر الصبيحي أحد الدعاة بالخارج التابعين لوزارة الشؤون الإسلامية بالمملكة العربية السعودية.
ومنهم الأستاذ: محمد بن عبد الكريم بن عبد الله الصبيحي. رئيس بلدية جلاجل، ثم بلدية تمير. ويتصف بالكرم، والشهامة، وطيب الأخلاق، وصلة الرحم.
وفي الجملة فإن الصباحا عشيرة كريمة، وأهل كرم وشهامة، ونبل ويتوادون ويتواصلون.
ثالثا: الهدهود (آل هدهود):
وهم أبناء هدهود بن غوينم الصبيح، من الزمول، من بني خالد، يجمعهم هم والزبن غوينم آل صبيح، وهم:
المسعود العزام، ومنهم: الوشح.
والدهلوس.
والقنيص، ومنهم الغنيم.
الدغيم.
الطريف، ويقال إنهم من العزام.
آل غباش.
السليم.
آل جهيران.
ومن الهدهود آل مريشد، ويلحق بهم:
الشراركة، ومنهم الشدود.
وشيوخ آل هدهود منهم، ويقيم أغلبهم في عنك، وصفوى، والجبيل، والدمام.
ومن شيوخهم: سعد القنيص، ومطلق العزام، وحمد العزام، وشيخ آل مريشد: حمود بن مفرح المريشد.
رابعًا: آل شدى (الشدود):
من الشراركة من الهدهود آل غوينم آل صبيح.
ويقيمون في الدلم بالخرج، وحريملاء، والرياض.
وفيهم علماء وأدباء ورجال أعمال مشهورين. ومن علمائهم:
فضيلة الشيخ: محمد بن عبد العزيز الشدي له مساهمات في الدعوة إلى الله تعالى، وأخوه: عبد الله، من أفاضل الرجال، وأكارمهم.
وفضيلة الشيخ: سعد بن علي الشدي القاضي بالمحكمة الكبرى بالرياض.
وفضيلة الشيخ: عادل بن علي الشدي عالم جليل، ومقرئ جيد، وله صوت مستعذب. وقد عمل إمامًا وخطيبًا في جامع الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود رحمه الله في المخطط الأول بالعليا بالرياض.
ووالد الشيخ: عادل، وعمة: محمد من أدباء آل الشدي.
خامسًا: المخازيم (آل مخزوم)
(1)
:
ويعرفون عند العوام ب (آل مخاصم) في عنك.
من آل سعمران من آل صبيح من الزمول من بني خالد، وهم:
العجران: وفيهم مشيخة الفخذ. وهم غير العجران من الدواسر
(2)
.
والمرضي.
والمنيِّخ.
والمضحي.
والدلاها.
والدعيفس.
والحزول، ومنهم الجراوي، واحدهم جريوي، في حوطة سدير، ومنفوحة، والكويت.
وشيخ المخازيم الذي عاصر صاحب كتاب (دليل الخليج) هو محمد بن عجران. والذي عاصر الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود رحمه الله هو: قران العجران، كان يخاطبه الملك عبد العزيز هو ومسلط بن فهاد بن شلان الزبن بصفة عجران شيخ شمل المخازيم ومن يتبعهم، وبصفة: مسلط بن شعلان شيخ شمل الزبن ومن يتبعهم. وبعد وفاة قران صارت مشيخة المخازيم في ابنه فهد بن قران العجران. وبعد وفاة فهد بن قران آلت المشيخة إلى عجران بن حمد بن فراج العجران، وهو
(1)
معجم قبائل العرب ج 3 ص 1056، قلب جزيرة العرب ص 155.
(2)
كنز الأنساب ص 169.
كسابقيه من الرجال الذين يتصفون بالكرم والشهامة. وقد توفى رحمه الله في أوائل عام 1418 هـ. كما توفي ابنه: فيصل بعد وفاته بشهرين تقريبًا، وصارت مشيخة المخازيم في ابنه فهد، جعله الله خير خلف لخير سلف. هذا، وقد شارك قران العجران وجماعته في توحيد المملكة في غزوات منها: فتح مكة، والقرعة (الدبدبة)، ونجران.
سادسًا: الحيا (الحيه):
من آل سعمران من آل صبيح، وكانوا يُعدُّون من الظهيرات، وصاروا فخذًا مستقلا. ومنهم:
العوران.
الحميدة.
العبيد.
القناهشة.
سابعًا: الشهيرات:
من السعمران، من آل صبيح.
ويقيم أغلبهم في عنك؛ ومنهم:
العيشان، ومنهم:
الزيتون (آل زيتون)، وفيهم:
مشيخة الظهيرات، والصغير، والنشناش.
ومن الظهيرات:
الرحيل، والغدير، والمغامس.
ومن المحرز من الظهيرات الشيخ: خليفة بن أحمد بن خليفة بن محمد الظهراني الصبيحي الخالدي، من أهل العلم والمعرفة، والفضل والوفاء. يقيم في البحرين.
ثامنًا: الكتب، ويقال أحيانا (قتب) بدل (كتب):
من السعمران من آل صبيح من بني خالد.
ويقيم أغلبهم في عنك بواحة القطيف بالمنطقة الشرقية.
ومنهم: الثواب (آل ثواب).
والدواس (آل دواس).
وآل شحيت (الشحيت).
وآل حصين (الحصين).
والشطي.
ويقيم عدد كبير من الكتب في سلطنة عُمان، ودولة الإمارات العربية المتحدة ومن فروعهم الفرارية، والحضاونة، والمعالية قرب البريمي، والمساعيد قرب الشارقة ودبي، والمضاقرة في الغريف وجبل الغابيه، والمغاربة في أفلاج بني قَتَبْ في الظاهرة، والشبانات
(1)
.
تاسعًا: آل بوعينين:
من آل كتب وصاروا فخذًا مستقلا، من السعمران، من آل صبيح.
يقيمون في الجبيل، وقطر، والبحرين، وغيرها. وقد ذكر صاحب كتاب (دليل الخليج) أن المقيمين من آل بوعينين في قطر يملكون 400 منزل في الوكرة في زمنه.
(1)
انظر: دليل الخليج القسم الجغرافي ج 5 ص 1904، 1905.
أما في البحرين فإن المقيمين منهم يملكون 75 منزلًا في عسكر. ويملكون 20 منزلًا في المحرق في ذلك الوقت. وذكر أن مذهبهم - مذهب بني خالد في منطقة الإحساء والقطيف - المذهب المالكي، وأنهم يعتمدون في مصدر رزقهم على صيد اللؤلؤ وتجارته، وليس بينهم مزارعون، وأن جزءًا منهم يعيش في خيام خلال فصل الشتاء.
ويقال: إن آل بوعينين هم الذين أسسوا حي الدوحة في أوائل القرن التاسع عشر ولكنهم أخرجوا منها عام 1828 م إلى الرويس وفويرط وفي النهاية أقاموا في الوكرة
(1)
.
ومن آل بوعينين آل خاطر.
عاشرًا: الحميدات المخزومي واحدهم حميدى:
من السعمران من آل صبيح.
ويقيمون في قطر، والبحرين.
وقد ذكر صاحب كتاب (دليل الخليج) أن لديهم في وقته 50 منزلًا بقرى الوسيل في قطر. كما يعيش قسم منهم في قرية الظعاين. وهم سُنيُّون من أتباع المذهب المالكي، ويعيشون على صيد اللؤلؤ والأسماك، ويضربون خيامهم في فصل الشتاء في أراضي قطر الداخلية، حيث ترعى قطعان أغنامهم
(2)
.
حادى عشر: الثبوت (الثبوتات):
من السعمران من آل صبيح من بني خالد، ومنهم:
أ - الماجد (آل ماجد) من الثبوت من السعمران من آل صبيح من بني خالد.
(1)
دليل الخليج ج 1 ص 66 القسم الجغرافي.
(2)
دليل الخليج ج 2 ص 795 القسم الجغرافي.
كانت فرقتهم
(1)
وعصاهم هم والزبن واحدة عند الشدائد إلى عهد قريب.
ويقيم آل ماجد في البره بالعارض، وأشيقر بالوشم، وجلاجل بسدير، والرياض، وعنك.
ومنهم الشيخ: ماجد بن عبد العزيز بن ماجد بن سليمان بن عبد الله بن إبراهيم بن علي بن فضل ماجد بن عبد الله الماجد. والمهندس: سعد بن ماجد الماجد. والأستاذ صالح بن عبد الله الماجد.
ب - الشامان:
في عنك، من الثبوت من السعمران من آل صبيح من بني خالد.
ج - الطرافا:
في الرياض من الثبوت من السعمران من آل صبيح من بني خالد.
د - الحنتوش (آل حنتوش):
في عنك، من الثبوت من السعمران من آل صبيح من بني خالد.
وقد عدهم: محمد بن ناصر الهزاع من المخازيم (المخاصم).
هـ - العلاليق:
في عنك، من الثبوت من السعمران من آل صبيح من بني خالد.
ثاني عشر: الصبيحات (آل صبيح):
في شرقي الأردن، هم والجبور، والنهود.
(1)
الفرقة بفتح الفاء وسكون الراء وفتح القاف: يقصد بها عند العشائر: المبلغ أو المبالغ التي تستحق على العشيرة للغير نتيجة جناية من قبل أحد أفراد العشيرة، حيث توزع مطالبها على أفراد العشيرة وتجمع وتدفع للمحكوم له بها أو المصطلح معه عليها.
من بني خالد الذين كانوا يقيمون شمالي خمس بسوريا ونزحوا شطر الجولان، حيث كانت منازل عرب الفضل، ولم يرق للفضل أن يقيم بينهم عنصر غريب مما جعل بعض بني خالد الذين منهم الأفخاذ المذكورة يتجولون ويقررون النزول في شمال شرقي الأردن. وصاروا يرحلون إلى الشرق حتى الخط الحديدي الحجازي، حيث يملكون عددًا كبيرًا من الإبل، وينزل معظمهم عادة حول الرمثا، ويملك زعيمهم (حوشا) الواقعة بجوار الرمثا).
ويتألف آل صبيح بالأردن من العشائر الآتية:
العطنة.
النمنام.
المسيعيد.
العظمة.
البطمة.
الصليحيين.
الفروان.
العثمان
(1)
.
السحبان:
بطن من خالد الحجاز، ينتهون إلى جدهم المُلقَّب بالسحاب لجوده وهو خالد بن سليمان بخن محمد بن جعفر بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد رضي الله عنه
(2)
.
(1)
تاريخ شرقي الأردن ص 299، 300، معجم قبائل العرب ج 2 ص 632.
(2)
صحاح الأخبار ص 6.
وأما القول بأن السحبان من آل عريعر
(1)
، فليس بصحيح، بل إن آل عريعر من آل حميد، وآل حميد من آل خالد، وخالد هو والد السحبان وآل خالد؛ لما سبق من أن بعض ذريته صار يقال بهم: آل خالد، والبعض الآخر يقال لهم: السحبان؛ لأن اسمه خالد، ويلقب بالسحاب لجوده.
وقد ذكر ذلك صحيحًا جابر المانع في كتابه (مسيرة إلى قبائل الأحواز) وهو أن آل عريعر من السحبان
(2)
. والغالب أن صحة اللفظ الوارد في ص 199 من كتاب عشائر العراق هو: "السحبان: منهم: العريعر" وليس "السحبان من العريعر".
ومن السحبان:
السحبان في الإحساء، قيل: إنهم من عشيرة آل عريعر، والصحيح أن جدهم وجد آل عريعر واحد وهو خالد المذكور المُلقب بالسحاب، فصار قسم من سلالته يعرفون بآل خالد، وقسم يعرفون بالسحبان.
آل سحبان:
في المقدام في الإحساء من بني خالد.
آل بدين:
من آل سحبان في العيون بالإحساء من بني خالد.
آل دايل:
في قرية المقدام بالإحساء من آل سحبان من بني خالد.
آل سحوب:
في عنيزة من السحبان من بني خالد.
(1)
عشائر العراق ج 4 ص 199.
(2)
مسيرة إلى قبائل الأحواز ص 74.
الذهلان:
في الرياض من السحبان.
من بني خالد: منهم الشيخ: أحمد بن ذهلان بن عبد الله بن محمد بن ذهلان الخالدي النجدي المقرني المتصل النسب بالصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه. كان الشيخ أحمد فاضل عالم فقيه مفتي البلاد النجدية والديار الإحسائية
(1)
، وقد سبقت ترجمته ضمن الذرية الخالدية.
آل بوعياش (البوعياش):
في المبرَّز بالإحساء من السحبان من بني خالد.
آل بويت
(2)
:
في الإحساء من السحبان من بني خالد
(3)
.
آل جلال (الجلال):
في قرية، والنعيرية من السحبان من بني خالد.
آل جمال:
في الإحساء من السحبان من بني خالد.
آل جهبل (الجهبل):
في قرية، والنعيرية من السحبان من بني خالد.
آل جويد (الجويد):
في الإحساء والبحرين من السحبان من بني خالد.
(1)
مختصر طبقات الحنابلة - مختصر ذيل الغزى ص 125، روضة الناظرين عن مآثر علماء نجد للقاضي ج 1 ص 64، النعت الأكمل. لأصحاب الإمام أحمد بن حنبل.
(2)
سبائك الذهب.
(3)
العرب ج 9، 10 ص 26 ص 680.
آل حجر (الحجر):
في قرية من السحبان من بني خالد.
آل خويرات:
في الإحساء من السحبان من بني خالد
(1)
.
آل مقدام:
بطن من قبيلة بني خالد وقد عدهم الشيخ حمد الجاسر من الجبور
(2)
.
والصحيح أنهم من السحبان. وذكر عنهم صاحب كتاب: "دليل الخليج"
(3)
أن عدد المقاتلين منهم في زمنه 300 وأن معظمهم من البدو الرحل، وأن شيخهم في زمنه: مرزوق بن عامر آل فياض.
آل مقدام:
في قطر وعددهم في وقتنا الحاضر كبير.
آل فياض: في قطر:
من المقدام، من السحبان من بني خالد.
آل حيدر (الحيدري):
من المقدام، من السحبان من بني خالد ويقيمون في: ثادق، والبير، والحصون، وحوطة سدير، والغاط، والزبير، ومنهم:
المعجل في ثادق.
آل سلامة في ثادق.
(1)
العرب ج 9، 10 س 26 ص 687.
(2)
جمهرة أنساب الأسر المتحضرة القسم الثاني - حرف الميم.
(3)
دليل الخليج ج 3 القسم الجغرافي ص 1255.
آل صالح في ثادق، منهم: عبد الله بن صالح الحيدري.
ومن آل حيدر في حوطة سدير الشيخ: محمد بن إبراهيم الحيدر كان يعمل كاتب عدل وتقاعد.
آل ذيب:
من الحيدر، من المقدام من السحبان من بني خالد.
في الصفرة، وحريملاء. ومنهم:
آل دحيم في حريملاء والرياض.
آل مهنا في الصفرة:
من آل ذيب.
من المقدام، من السحبان.
من بني خالد.
آل رشيد:
في حريملاء، وثادق، من السحبان من بني خالد.
السياسب:
من المقدام، من السحبان.
من بني خالد.
ويقيم أغلبهم في الإحساء.
الجبور في الجزيرة العربية:
تفرع الجبور في الجزيرة العربية من خالد بني مخزوم الذين قدموا من بيشة
(1)
ويعرفون بآل خالد
(2)
.
وخالد هذا الذي ينتهي نسبهم إليه، سبق ذكره عند ذكر نسب "آل حميد" و"السحبان" وهو: خالد الملقب بالسحاب لجوده ابن سليمان بن محمد بن جعفر بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد
(3)
.
وفيما يلي ذكر بعض فروع الجبور في الجزيرة العربية، ومنهم:
العماير في منطقة القطيف وما حولها من الجبور الذين تفرعوا من بني خالد.
فهم من بني جبر من بني خالد المخزوميين الذين دخلوا في آل عامر من بني عُقَيْل وامتد سلظانهم على نجد
(4)
.
وتسميتهم العماير
(5)
بسبب دخولهم في آل عامر المذكورين. وقد عدَّهم سعود بن فهد الزيتون من سلالة المهاجرين خالد بن الوليد.
ويتفرع العماير إلى الفروع الآتية:
1 -
الحسن: في منطقة القطيف وما حولها.
شيخهم الذي عاصر الملك عبد العزيز فارس بن محمد الحسن الخالدي من رجال بني خالد المشهورين بالشجاعة والكرم.
(1)
إمتاع السامر ص 160، 202، تاريخ عسير لإبراهيم الحفظي ص 47.
(2)
إمتاع السامر ص 222.
(3)
صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطمية الأخيار ص 6.
(4)
إمتاع السامر ص 15، 160، 206.
(5)
هم: العماير، والعمور، وصاروا في بني خالد قسمين، قسم يعرفون بالعماير، وقسم يعرفون بالعمور.
وقد شارك الشيخ فارس الحسن الخالدي وجماعته في جيوش الملك عبد العزيز رحمه الله في توحيد المملكة في عدة غزوات منها: فتح مكة، والقرعة (الدبدبة)، وفتح نجران).
وقد آلت مشيخة الحسن لابنه الشيخ: خالد بعد وفاته، ويعتبر إخوان خالد وهم: فلاح، وحمد، وصقر من وجهاء الحسن.
ومن الحسن:
آل ذراع.
والزمام.
والشاوي.
والعلي.
2 -
المجدل:
فرع كبير من العماير في منطقة القطيف، والجبيل وما حولهما وخاصة جزيرة "جنة" حيث كانت لهم الزعامة فيها وقتا من الزمن وأميرهم فيها حمد بن مجدل، وقد خلف حسين وسليمان ابنا حمد المجدل، وآل مجدل فيهم رجال لهم شهرة مثل عبد الله ابن فزاع المجدل الشاعر الشعبي المشهور. وقد زودني ببعض القصائد لشعراء من بني خالد ذكروا فيها أن بني خالد من سلالة خالد بن الوليد، وأكد الشيخ: عبد الله بن فزاع المجدل أنهم من ذرية خالد بن الوليد يتوارث هذا النسب الأبناء عن الآباء منهم.
كان آل مجدل يعرفون "بالشاهين"، وقد تبدلت هذه الشهرة إلى "المجدل" بتبدل أميرهم، فقد كان شيخهم "شاهين" ثم "مجدل" ثم "حمد" ثم "مانع" ثم "درباس" ثم "مجدل"، ومجدل هذا هو سبب تغير شهرتهم إلى المجدل. وبعد وفاة مجدل تلاه في مشيخة جماعته ابنه حمد وقد جهز حمد أسطولا بحريا يقارب سبعين سفينة عسكرية
برجالها، ويمارس هذا الأسطول حمايتهم من سواحل العقير إلى العدان، وقد تصادم أسطوله مع الأسطول البريطاني، وكان من أسباب عزوف البريطانيين عن تلك المنطقة، وقد انضم حمد المجدل ورجاله وأسطوله للإمام فيصل بن تركي آل سعود - يرحمهم الله جميعًا.
3 -
الخالد:
من العماير من بني خالد.
كان شيخهم حماده بن عبد الله العقل، وبعد وفاته صارت مشيختهم في عبد العزيز
ابن حربي العقل، والخالد فرع مشهور في العماير.
ومن الخالد:
آل ضاحي.
الخزور، ومن مشاهيرهم عبد الله بن عبد المحسن الخزر الخالدي.
الشاهين.
الهجول.
المروت "آل مروت".
آل غنوي.
آل صاهود.
آل جويعد.
وقد شارك حربي بن عقل وجماعته في جيوش الملك عبد العزيز في توحيد المملكة في غزوات منها: فتح مكة، والقرعة "الدبدبة" وبعد موت حربي شارك شيخ آل خالد بعده علي بن عقل، وقد شارك هو وجماعته في فتح نجران.
العمور:
من الجبور من بني خالد
(1)
.
ومشيختهم في آل منديل.
وقد التقيت بليل المنديل، عند نهار المنديل في المستشفى التخصصي بالرياض، وجرى الحديث في الأنساب عامة، وعندما جرى الكلام عن المنديل وما لهم من مآثر، ومواقف مشهورة، قال ليل بعد الكلام عن بعض مواقف أهله النبي ترفع الرأس: بأنهم من تغلب من وايل.
قلت: وآل منديل معروفين في بني خالد بالشجاعة والكرم.
آل جناح:
في عنيزة بالقصيم، وفي القويعية، وقد تفرع منهم عدة فروع منهم
التركي: في عنيزة وغيرها.
من آل جناح من الجبور من بني خالد.
منهم علماء وأدباء.
منهم: الدكتور منصور بن إبراهيم التركي مدير جامعة الملك سعود سابقًا.
ومنهم: فضيلة قاضي التمييز بمحكمة التمييز بالرياض والمنطقة الشرقية الشيخ: علي التركي.
آل قصير:
في الأسياح، وحنيطل بالقصيم.
من آل جناح، من الجبور من بني خالد.
(1)
معجم قبائل المملكة العربية السعودية للشيخ حمد الجاسر - القسم الثاني ص 557.
منهم: تركي المقرن القصير، وعبد الرحمن القصير من رجال الأعمال، ورئيس مركز حنيطل عبد الله بن محمد بن مبارك القصير، والشيخ خلف بن فهيد بن حمد القصير، وسليمان المقرن القصير.
المنيف:
من قصيباء، أبناء عم لآل مهنا في قصيباء، حيث إن جدهم الأول هلال وله أربعة أولاد وهم:
حبيل، ويقال بأنها انقطعت ذريته، قلت: لعلَّ السليمان في قصيبا من ذريته.
وسليمان، وذريته آل كوير.
وعواد، وذريته المنيف، والمهنا.
ومن آل منيف الدكتور إبراهيم المنيف متخصص في علم الإدارة وماهر فيه، وله عدة مؤلفات في ذلك. وقد عمل في شركة أرامكو السعودية، ثم في التدريس بمعهد الإدارة العامة، ثم مديرصا لصندوق التنمية العقاري، وحاليًا يعمل في القطاع الخاص. وقد قدم المنيف من عنيزة إلى قصيباء، وهم من آل جناح من الجبور. وأبناء عمهم الجار الله.
قلت: الراجح عندي أنهم من الدعوم من الجبور من بني خالد.
الحميدان: في عنيزة وغيرها.
من التركي.
من الجبور.
من بني خالد، فيهم علماء وأدباء، ومنهم الشيخ: عبد الله الحميدان التركي مساعد كتابة عدل الرياض الأولى.
ومنهم:
الشيخ: حميدان بن تركي بن حميدان بن تركي الخالدي، وهو جد آل تركي أهل عنيزة ومن يتفرع منهم، من آل جناح، من الجبور، من بني خالد - خالد الحجاز المخزوميين القرشيين.
ولد في عنيزة سنة 1130 هـ، ونشأ بها، ورباه والده تربية حسنة.
شرع في طلب العلم بهمة عالية بعد أن حفظ القرآن الكريم، وجوده، فلازم الشيخ: عبد الله بن أحمد بن عضيب في كل جلساته وتخرج عليه، ثم سافر إلى مكة المكرمة فقرأ على علماء المسجد الحرام، ثم زار المدينة المنورة عام - 1196 هـ فطاب له المقام بها والسكنى فيها، ولازم علماءها وأخذ الإجازة عنهم في علم الحديث، وقد ترجم له الشيخ: محمد بن حميد في: السحب الوابلة، وأثنى عليه ثناء حسنا.
كان المترجم له حسن الخط، وعنده مكتبة فيها مخطوطات أثرية آلت إليه من مشائخه، ومن أخيه: منصور التركي. وله أرجوزة في الفقه، وأجوبة غزيرة، ومباحث سديدة.
وقد جلس لطلبة العلم، ومن أبرز تلاميذه النابهين ابنه الشيخ: محمد بن حميدان، وعبد الله بن أحمد بن إسماعيل، وعثمان بن صالح بن شبل.
توفي بالمدينة المنورة سنة 1203 هـ ودفن بالبقيع، وتوفي ابنه محمد المذكور سنة 1222 هـ
(1)
.
المحيميد: من الجناح من الجبور من بني خالد.
في البصر وغيرها، وهم عشيرة كبيرة، منهم علماء ووجهاء وأعيان.
منهم: فضيلة الشيخ: صالح بن عبد الرحمن المحيميد رئيس المحكمة الكبرى بالمدينة المنورة.
(1)
انظر. روضة الناظرين، ج 1 ص 102.
ومنهم الشيخ: ناصر بن إبراهيم المحيميد القاضي بالمحكمة الكبرى بالرياض.
ومنهم الشيخ سليمان بن محمد المحيميد المولود في بريدة في عام 1364 هـ المتوفي في 4/ 2/ 1413 هـ، أحد القضاة في ديوان المظالم. ومنهم اللواء المتقاعد: إبراهيم بن سعد المحيميد.
وقد تفرع من المحيميد فروع.
منهم: الشعابا (الشعيبي).
ومنهم: العودة.
الجفالي: في عنيزة، والرياض من آل جناح من الجبور من بني خالد.
البريكان: في عنيزة - أبناء عم الجفالي - من آل جناح من الجبور من بني خالد.
الطعيمي في عنيزة، من الجناح، من الجبور، من بني خالد.
الصيخان: في الرس، وعنيزة، وغيرهما من آل جناح من الجبور من بني خالد. وهم عشيرة كبيرة منهم علماء ووجهاه وأعيان.
منهم الأستاذ: محسن بن محمد الصيخان.
ومنهم البلاغ: في الرس، الذين قال فيهم رميزان بن غشام آل مزروع التميمي:
أولاد بلاع ذوابة خالد
…
ابن الوليد أزكى سلام زارها
ومنهم: آل هندي (ابن هندي) في الرس، وغيره منهم الأستاذ: سليمان بن محمد آل هندي.
ومنهم: العندس في الرس وغيره منهم وجهاء، وعلماء، ومنهم الشيخ الدكتور: فهد بن علي العندس الأستاذ بكلية الملك فيصل الجوية،
الربدي: في بريدة، وغيرها، من آل جناح من الجبور من بني خالد.
الخلف: في عنيزة، من الجناح من الجبور من بني خالد.
الجضعي: في القويعية، وقد كانوا يسمون ب (السعدان) من آل جناح، من الجبور، من بني خالد.
العمر: في المريديسية، وبريدة، من آل جناح من الجبور، من بني خالد. منهم الأستاذ: موسى العمر، مدير الإدارة القانونية بوزارة الداخلية.
الفهيد: في نعجان بالخرج: عدهم الأخ: محمد بن ناصر الهزاع الخالدي من الشبلة، وعندما التقيت بالأستاذ عبد الله الفهيد مساعد مدير مكتب الاستقدام فهمت منه أنهم من الجبور من آل خالد الخالدي المخزومي.
آل دعيج:
في قرية الجشة بالإحساء من الجبور من بني خالد
(1)
.
آل فارس:
في الإحساء من الجبور من بني خالد
(2)
.
آل مسلم:
في قرية الجشة بالإحساء.
من الجبور - وقيل أنهم من آل عريعر.
من بني خالد
(3)
.
وقد كانت الرئاسة في الإحساء في آل مسلم قبل آل عريعر
(4)
.
(1)
تحفة المستفيد ص 40
(2)
تحفة المستفيد ص 42
(3)
تحفة المستفيد ص 40، جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد ص 818.
(4)
تحفة المستفيد ص 24
آل سعدون: (السعدون):
في الإحساء وعنيزة.
من الجبور.
من بني خالد.
آل بداح:
في الهفوف بالإحساء.
من الجبور.
من بني خالد.
آل زياد (الزياد):
في المزاحمية، والرياض.
من الجبور.
من بني خالد.
منهم: زيد الزياد من رجال الأعمال. وكذلك عبد العزيز الزياد وأخوانه: محمد وعبد الله من رجال الأعمال: وأخوهم ناصر شاعر وأديب.
آل غنيم:
من الجبور.
من بني خالد.
في النعاثل في الإحساء. وعميدهم الذي عاصر: محمد بن عبد الله آل عبد القادر صاحب كتاب: (تحفة المستفيد)
(1)
هو: سليمان بن محمد بلغنيم، حيث يقال لهم
(1)
تحفة المستفيد ص 34.
آل غنيم وبلغنيم، وكانوا قد وفدوا إلى الإحساء من الرياض. ويوجد عدد منهم الآن في الرياض، وفي المزاحمية ويعرفون بآل غنيم.
ومنهم الدكتور فهد بلغنيم محافظ مؤسسة تحلية المياه، والمهندس إبراهيم بلغنيم أمين مدينة الدمام، وهما من المواطنين المخلصين لحكومتهم، ووطنهم.
آل ودي:
من الجبور.
من بني خالد.
في الإحساء.
العثمان:
في الدرعية من الجبور من بني خالد، منهم الأستاذ سعد بن عبد العزيز العثمان، وكيل إمارة المنطقة الشرقية، كنت وإياه زملاء في الدراسة في المعهد، وفي الثانوي.
العرافا:
في القويعية، ومزعل، وغيرهما:
عشيرة كبيرة من الجبور من بني خالد، وفيهم علماء وأدباء، ورجال أعمال. ومشهورون بالشهامة، والمروءة، والكرم. وهم أخوال معالي الشيخ ناصر بن عبد العزيز الشثري المسشار بالديوان الملكي. والأستاذ عبد الله بن محمد بن عبد الله البلهيد وكيل إمارة منطقة الرياض.
الجماز:
في ملهم، من الجبور من بني خالد، ولعل أقرب من لهم العرافا، ومنهم الشيخ: حسن بن عبد الله الجماز، وأخواه. محمد وعبد الله.
الشرهان:
في الرياض.
من الجبور.
من بني خالد.
آل شريش:
في الهفوف وثرمدا سابقًا.
من الجبور.
من بني خالد
(1)
.
الجبور في سوريا والأردن وفلسطين:
يلاحظ أن الجبور في سوريا والأردن وفلسطين من بني خالد فرع من بني خالد الذين ينتهي نسبهم إلى محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد؛ أي أنهم ليسوا من جبور بني خالد الذين في الجزيرة العربية، حيث إن جبور الجزيرة العربية من "خالد الحجاز" وخالد الحجاز ينتهي نسبهم إلى خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد. وأذكر بعض الجبور في سوريا، والأردن، وفلسطين وبعض من تفرع منهم وذلك فيما يلي:
الجبور:
في بادية شرقي الأردن، ومنهم:
القضاة (آل القاضي) وكانوا في سوريا وانتقلوا إلى الأردن. وكان من شيوخهم: سعود القاضي، وبعد وفاته آلت مشيخة آل القاضي ومن يتبعهم إلى ابنه نواف بن سعود القاضي. ومن هؤلاء الجبور. بالإضافة للقضاة العشائر الآتية:
(1)
العرب عدد 11، 12 ص 26 ص 797.
الناصر، والدعاس، والضحيم، والسالم، والسليم، والسعيد، والجديان.
الطرشان: وهم ثلاث فرق: الورود، والحمود، وإخوان حبيبة.
النبيط وهم أربع فرق:
الهديب، والإسماعيل، والخالد، والرحايمة
(1)
.
الجبور:
بطن من بني خالد بسوريا، يعدون 18 خيمة بدوية
(2)
.
ومن هذا البطن فخذ آل حريف
(3)
.
الحريف: فخذ من الجبور بسوريا
(4)
.
الجمور: فخذ من بني خالد بالعراق وهم من الجبور ويسكنون في قضاه كفرس في الزور عند (شيخ بابا) بين جبل جبسة وكلاماس، ويساكنهم قسم من الترك، والجاف، والكود
(5)
.
قلت: ولا أستبعد أن الجمهور هؤلاء من جبور "زبيد" الذين شيخهم عبد العزيز
المسلط لا جبور بني خالد.
الدعم (الدعوم):
بطن من خالد الحجاز المخزومي
(6)
وهم غير (الدعوم) الذين هم بطن من جديلة من أسد بن ربيعة
(7)
.
(1)
تاريخ شرق الأردن ص 299 - 300، معجم فبائل العرب لكحالة ج 1 ص 27، 163 - 164، 326 - 327، الروض البسام ص 9.
(2)
معجم قبائل العرب ج 1 ص 164.
(3)
المصدر السابق ج 4 ص 104.
(4)
المصدر السابق ج 4 ص 104
(5)
المصدر السابق ج 4 ص 75، انظر عشائر العراق ج 4 ص 199.
(6)
سبائك الذهب ص 194، انظر إقناع السامر ص 202.
(7)
سبائك الذهب ص 222
وقد عد الشيخ حمد الجاسر في كتابه: "جمهرة أنساب الأسر المتحضرة"
(1)
الدعم من فروع الجبور من بني خالد.
وينتهي نسب الدعوم الذين هم من الجبور في خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد
(2)
.
ومن أهم فروع الدعوم:
آل سيار (السيايرة) في القصب، وضرما، والقويعية وغيرها.
وكانوا في السابق بالإحساء في قرية (السياري). والسيايرة مشهورون بشجاعتهم، وأخبارهم معروفة عند العامة.
وفيهم علماء وأدباء منهم: الشيخ محمد بن عبد الله السياري، تولى القضاء في بلدان كثيرة آخرها في "ظلم" وقد توفي رحمه الله وهو على رأس العمل.
ومنهم العقد المتقاعد: ناصر بن محمد بن ناصر السياري الدعمي الجبري الخالدي المخزومي. من أهل الصدق والوفاء، واسع البال، نقي السريرة، لا يُمَل مجلسه.
ومنهم: أخوه الشيخ عبد الله بن محمد بن ناصر السياري صاحب مروءة ووفاء، وقد جبل على محبة فعل الخير من الصدقات والتبرع بالمكيفات والبرادات للمساجد، وغير ذلك من أعمال البر، وإخوانهما: عبد العزيز، وابراهيم، وسلطان، وسعد، أهل كرم وشهامة، ويساهمون في وجوه البر، حيث خصص الإخوة الستة بئرا في مزرعتهم في الحمادة بمنطقة الوشم المعروفة بـ (السياري) يعبئ منها البادية وغيرهم سياراتهم -الوايتات- لسقيا أغنامهم وإبلهم، وأهليهم، وثوّبوا أجرها لوالدهم. وعندما لاحظوا كثرة المحتاجين لهذه السقيا جهة طريق أشيقر الداهنة نقلوا البئر إلى هناك في الجهة الشمالية من مزرعتهم وبنوا بجواره مسجدا، وأناروه بالطاقة الشمسية.
(1)
المصدر المذكور ص 103.
(2)
انظر: نسب الجبور سابق الذكر.
ومنهم: فضيلة الشيخ إبراهيم بن ناصر السياري، متخرج من المعهد العالي للقضاء التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وعين قاضيا في بلدة "البدع" بمنطقة تبوك وحاليا قاض بمحكمة القطيف.
ومن فروع السيايرة:
المحارب: في المجمعة، ومنهم الأستاذ بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن صعود الإسلامية: محمد بن سيار المحارب السياري، من أهل الفضل والوفاء.
الحفير: في أشيقر، والمجمعة، والغاط: ومنهم عبد الرحمن الحفير الدعمي الجبري السياري الخالدي المتوفى يوم الجمعة 14/ 1/ 1417 هـ في الدمام وأحضر إلى أشيقر ودفن فيها.
آل خالد: في ثادق.
الفلاح: في عشيرة.
الشويعر: في شقراء، من سلالة الشاعر الشعبي المشهور: حميدان الشويعر، ومنهم فرع في منطقة حائل.
آل بليهد:
في الوشم، والقصيم.
من السبايرة (آل سيار).
من الدعوم.
من الجبور.
من بني خالد
ومن آل بليهد آل سالم في القراين، وشقراء، والقصب، وأشيفر بالوشم.
وفي آل بليهد علماء، وأدباء، ومؤرخون. ومن أبرزهم العلَّامة الشيخ عبد الله بن سليمان بن بلِّيهد المولود سنة 1284 هـ المتوفي في الطائف في 15 رجب 1359 هـ كان رئيسًا للقضاة في مكة، وأجداده، وأعمامه كلهم علماء. والعلَّامة الشيخ حمد بن سليمان بن سعود بن سالم بن محمد بن بليهد من آل سيار (السيايرة) من الدعوم من الجبور من بني خالد المخزوميين
(1)
.
ولد في بلدة القرعا بالقصيم في بيت علم، وشرف، ودين، سنة 1291 هـ. ونشأ نشأة حسنة بتربية أبوية كريمة، وقرأ القرآن، وحفظه عن ظهر قلب، ثم شرع في طلب العلم بجد ومثابرة على العلماء الأجلاء في القصيم الذين منهم فضيلة الشيخ: عبد الله ابن سليمان البليهد. وأصبح المترجم له من العلماء الأجلاء واتصف بالزهد والورع.
ولما نقل أخوه الشيخ عبد الله من البكيرية إلى حائل في سنة 1341 هـ خلفه على قضائها بتعيين من الملك عبد العزيز رحمه الله وبطلب من الأهالي فسدد في أقضيته فكان عادلا فيها يصدع بكلمة الحق لا يخاف في الله لومة لائم.
كان محبا للمساكين، وداعية خير ورشد وصلاح، ومن قوام الليل، وصوام النهار.
وكان فقيها محدثا، وله اليد الطولى في علم العربية، وعنده محفوظات لبعض
دواوين الشعراء يستشهد بها في كل مناسبة.
وكان من الشجعان البواسل أبلى بلاء حسنًا في سنة 1347 هـ بالسبلة.
كان مربوع القامة، قليل اللحم، كثيف اللحية، أبيض اللون محبوبا عند معظم أهالي البكيرية.
توفي رحمه الله سنة 1360 هـ في البكيرية، وخلف أولادا منهم: الشيخ سليمان العضو في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكة المكرمة.
(1)
روضة الناظرين ج 1 ص 94، إقناع السامر ص 15.
ومن آل بليهد:
الشاعر البارع المؤرخ الكبير محمد العبد الله البليهد، المولود سنة 1327 هـ المتوفى سنة 1377 هـ في بيروت بلبنان.
والد كل من: عبد الله وعمر، وعبد العزيز البليهد.
وبعمل عبد الله وكيلا لإمارة منطقة الرياض تحت إدارة أميرين كريمين، مشهورين بالإخلاص في العمل، وبالحزم وقوة العزم، وباللين الذي لا يخلو من شدة أحيانًا، وفقها لمقتضى الحاجة وهما:
صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود أمير منطقة الرياض، وصاحب السمو الملكي الأمير سطَّام بن عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود نائب أمير منطقة الرياض وفقهما الله.
ومن مشاهيرآل بليهد في وقتنا الحاضر، فضيلة الشيخ حمد بن محمد بن سليمان البليهد المولود في بريدة عام 1365 هـ، القاضي في ديوان المظالم بالرياض. وفضيلة الشيخ: إبراهيم بن عبد العزيز بن حمد البليهد القاضي بديوان المظالم بالرياض، المولود في بريدة في عام 1358 هـ.
ومن فروع الدعوم.
الدعمي:
من الدعوم من بني خالد.
في بريدة
(1)
.
آل طويان من آل جناح من الجبور من بني خالد.
(1)
جمهرة أناب الأسر المتحضرة ص 260
آل إبراهيم:
من الطويان من الدعوم من الجبور من بني خالد.
آل إسماعيل:
من الدعوم من الجبور من بني خالد.
في الغاط، وبريدة، وهم بنو عمومة النصار.
آل ثويني في بريدة:
من الدعوم، من. الجبور، من بني خالد.
آل جمعة: في القصب، والرياض:
من الدعوم، من الجبور، من بني خالد.
الجماعا (آل جميعي):
من الدعوم من الجبور من بني خالد.
في القويعية، ومنهم:
آل شافي، والسواعرة، وآل جمعان.
آل حامد: ومنهم الشاهين.
من الدعوم من الجبور من بني خالد.
يقيمون في ثرمداء بالوشم، والرياض. ومنهم عبد الكريم بن عبد الله الحامد مدير مكتب معالي نائب رئيس ديوان المظالم، وقد توفي رحمه الله في عام 1418 هـ.
وقد عدهم الأخ الفاضل محمد بن ناصر الهزاع الخالدي في آل حميد
(1)
.
(1)
العرب 9، 10 ص 26 ص 683.
آل حامد (الحامد):
من الطويان من آل جناح من الجبور من بني خالد.
ويقيمون في بريدة، والقصيعة والصباخ بالقصيم.
آل حمد (الحمد):
من آل سيار (السيايرة) من الدعوم من الجبور.
ويقيمون في الزلفي، وقد انتقل بعضهم إلى الأرطاوية.
آل حمران (آل حمران).
من الدعوم من الجبور من بني خالد.
ويقيمون في الزلفي، والرياض.
آل خريف (الخريف).
فرع من الطويان.
من الدعوم من الجبور من بني خالد.
في بريدة وكانوا قبل ذلك في عنيزة.
آل رزق، ويطلق بعضهم على أنفسهم "الرزوق".
عدهم محمد الهزَّاع
(1)
من الدعوم من بني خالد وهم يقيمون في حرمة بسدير وفي الغاط.
وفي الحريق، والرياض منهم: التاجر المشهور في زمنه أحمد بن رزق.
آل ثقبة في القصب:
من الدعوم من الجبور من بني خالد.
(1)
العرب ج 11، 12 س 26 ص 790.
ويقال بأن أول من سكن بلدة الثقبة المجاورة للخبر بالمنطقة الشرقية منهم.
آل تميم: في الحصون سابقًا، وفي الرياض حاليا.
من الدعوم من الجبور من بني خالد.
آل شبيب في القصب:
من الدعوم من الجبور من بني خالد.
وقد عدهم محمد بن ناصر الهزاع الخالدي من آل حميد.
الغنام بالقصب:
من الدعوم من الجبور من بني خالد.
وقد عدهم محمد بن ناصر الهزاع الخالدي من آل حميد. وقد التقيت بمحمد بن عبد الله الغنام، مؤذن المسجد الجنوبى في ظهرة البديعة بالرياض فأكد لي صحة معلوماتي بأنهم من الدعوم، من الجبور، من آل خالد المخزومي.
آل كنعان في القصب:
من الدعوم من الجبور من بني خالد.
وقد عدهم محمد بن ناصر الهزاع الخالدي من آل حميد.
الجمعة في القصب:
من الدعوم من الجبور من بني خالد.
وغالبية بني خالد في القصب من الدعم، وقد قال حميدان الشويعر:
يا نديبي ترحل عن ديار الدعم
…
فوق منجوبة كنها الجودرة
الروضان (آل روضان) في حائل والرياض عدهم محمد الهزَّاع
(1)
من الدعوم من بني خالد.
السليمان (آل سليمان):
من أهل قصيبا. وكانوا يسمون الحبيل.
من الدعوم من بني خالد
(2)
.
آل شوشان:
في عنيزة.
من الدعوم من بني خالد
(3)
.
وقيل أنهم من الشعلان.
العوشن:
من الدعوم من الجبور من بني خالد، استوطنوا شقراء، وتفرق عدد منهم إلى كل من: القويعية، والدوادمي، والحريق، والخرج، والرياض، وجدة وغيرها.
ومن أبرزآل عوشن: الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد العوشن الذي ولد بشقراء سنة 1298 هـ وتعلم على الشيخ علي بن عيسى والشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ، ونال قدرًا من العلم أصبح على أثره محل ثقة وتقدير كافة أهل منطقة الوشم وكاتب العدل المفضل عندهم، حيث يكتب مبايعاتهم وتعاملاتهم وعقودهم ابتغاء الثواب من الله فحسب. وكان يتعاطى التجارة ووفق فيها، توفي في شقراء سنة 1373 هـ تغمده الله برحمته، وقد خلف أربعة أولاد هم:
(1)
العرب 11، 12 س 26 ص 791.
(2)
جمهرة أنساب الأسر المتحضرة ص 410.
(3)
العرب عدد 11، 12 س 26 ص 797.
محمد المُلقَّب بضيف الله، وكان يتعاطى التجارة بالدوادمي.
وعبد العزيز الملقب بشليويح وعاش يتعاطى التجارة في الدوادمي.
وإبراهيم وكان يتعاطى التجارة ثم أسندت إليه إمارة صامطة بجيزان في عهد أمير جيزان: محمد بن أحمد السديري، ثم استقال من إمارة صامطة وتفرغ لأعماله التجارية، وقد عرف بحبه لفعل الخير وكرم الضيافة.
وعبد الله الذي انتقل إلى جيزان وعمل مع فضيلة الشيخ علي البيز حتى سنة 1368 هـ، حيث ترك العمل الوظيفي وتعاطى التجارة في جيزان ثم في الرياض، وتوفي سنة 1380 هـ تغمده الله برحمته.
وتتفرع عشيرة عوشن آل عوشن إلى خمسة فروع هي:
1 -
آل عوشن بشقراء والقراين:
وينحدر هذا الفرع من جدهم محمد بن محمود بن إبراهيم آل عوشن، ويجتمع مع آل عوشن في القويعية في جدهم محمود، ويدعون آل إبراهيم تمييزا لهم عن الفروع الأخرى من آل عوشن.
2 -
آل عوشن في القويعية:
وينحدرون - من: عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن يحيى بن محمود.
3 -
آل حويس:
وينحدرون من جدهم محمد الذي يلقب بحويس وهو: محمد بن حمد بن محمد ابن عبد الله بن عوشن، ويلتقون بآل عوشن الذين في الحريق في جدهم عبد الله، ومع آل جديعان في محمد.
4 -
آل عوشن بالحريق:
ينحدرون من جدهم: ناصر بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عوشن، ويلتقون مع آل حويس في عبد الله، ومع آل جديعان في محمد، وقد انتقلت ذريتهم إلى الخرج.
5 -
آل جديعان:
وينحدرون من جدهم سعود بن ناصر بن جديعان بن محمد بن عوشن، ويلتقون بآل حويس في عبد الله، وقد عاشوا في القويعية، وانتقل بعضهم إلى الرياض.
ومن العوشن أهل القويعية: سعود بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن محمد ابن إبراهيم بن يحيى بن محمود بن إبراهيم بن عوشن وأخوه سعد من رجال الأعمال الذين وفقوا في التجارة، ولهم مساهمات في فعل الخير.
النصار (آل نصار):
يقال لهم: النصار الدعمي، تمييزا لهم عن النصار الآخرين، والدعمي واحد الدعوم، بطن معروف من قبيلة بني خالد
(1)
.
والنصار فيهم مثقفون منهم: علي بن عبد العزيز النصار الذي يعمل في رئاسة تعليم البنات، وقد علمت منه أنهم وآل إسماعيل الذين في الغاط وبريدة أبناء عمومة.
وبقية النصار في بريدة والرياض.
الحواس، واحدهم حواسي: في عنيزة من الجبور من آل خالد الخالدي المخزومي منهم. الدكتور عبد الله الحواسي مدير مستشفى الرياض المركزي.
الربيعان في الكويت:
من الدعوم من الجبور من بني خالد، أصحاب مكتبة كبيرة ودار نشر.
(1)
جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد ص 907.
النهود:
بطن من قبيلة بني خالد، ومنهم:
الحسين، والرملة، والركبة، والصريعين، والقرعان، والسليمي، وهذه العشائر من هذا الفخذ تقيم في شمال شرقي الأردن
(1)
.
آل جودل (الجودل):
في الثقبة من النهود من بني خالد، والموجودون في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية من النهود يتبعون الحسن من العماير، ولم أتوصل إلى من يتصل نسبهم به من بني خالد.
آل زريق (الزريق):
في إحدى قرى الإحساء من النهود من بني خالد.
الرشود:
في عنك من النهود من بني خالد.
آل سوادي (السوادي):
في الكلابية من النهود من بني خالد.
آل سعال: في الخرج: من النهود من بني خالد.
الجهمة واحدهم جهمي.
في الكلابية من النهود من بني خالد.
الشبلة:
بطن من قبيلة بني خالد، والراجح عندي أنهم من السحبان الذين ينتهي نسبهم في
(1)
تاريخ شرقي الأردن ص 299، 300، معجم قبائل العرب ج 3 ص 1194.
"خالد" المُلقَّب بالسحاب لجوده سابق الذكر الذي ينتهي نسبه في: خالد بن عبد الرحمن ابن خالد بن الوليد
(1)
، وترتبط الشبلة مع الحسن من العماير مصاهرة، ومنهم:
آل جار الله (الجار الله):
من الشبلة من بني خالد.
في اليمامة بالخرج.
آل حمد (الحمد):
من الشبلة من بني خالد.
في الخرخ والدلم.
الزنقاحي (آل زنقاح):
من الشبلة من بني خالد. في الخفجي، والكويت، ومنهم: سعود بن عيد الزنقاحي، وعايد بن سعود الزنقاحي.
الفجري:
من الشبلة من بني خالد.
منهم: محمد بن عبد الله الفجري، وأخوه خالد الفجري.
آل سليمان (السليمان):
من الشبلة من بني خالد.
في اليمامة، ونعجان بالخرج، منهم فضيلة الشيخ: سليمان بن عبد العزيز السليمان رئيس محكمة التمييز بالمنطقة الوسطى والشرقية حاليا ويتصف فضيلته بالحلم، والأناة، والورع، وهو عالم جليل .. وآباؤه لهم ذكر بالجميل خالد، وكرم توارثوه ولدا بعد والد.
(1)
انظر: تسلسل نسب "السحبان".
وقد تولى الإمارة في نعجان من آل سليمان: عبد العزيز بن سليمان بن عبد العزيز ابن سليمان الشبلي الخالدي. وزيد بن عبد الله آل سليمان الشبلي الخالدي، وعبد الله بن عبد العزيز آل سليمان الشبلي الخالدي وقصر هذا الأخير لا زالت آثاره موجودة في بلدة نعجان. وقد حل ضيفًا عنده جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل رحمه الله في ذلك القصر عندما مر راجعا في جيشه من الدلم إلى الرياض.
وقد ضم ذلك القصر إلى إدارة الآثار التابعة لوزارة المعارف بمناسبة جلوس الملك عبد العزيز فيه حين حلوله ضيفا على أمير نعجان من قبل جلالته: عبد الله بن عبد العزيز آل سليمان المذكور حينذاك.
المهاشير:
ذكر بعض النسابين أن المهاشير ليسوا من بني خالد، وقالوا بأنهم من بني هاجر، ويؤكد عدد من بني خالد ومن المهاشير على أنهم من بني خالد، ولم أعثر على أي حجة للقائلين بأنهم من بني هاجر بل على قول فقط لم يبن علي دليل ولا على تعليل، أما القائلون بأنهم من بني خالد فتتلخص حجتهم في الآتي:
1 -
أن المهاشير قدموا مع بني خالد من بيشة.
2 -
أنه لا يوجد أحد من بني هاجر في بيشة وقت قدوم بني خالد والمهاشير منها.
3 -
أن بني هاجر وقت قدوم بني خالد، والمهاشير كانوا يقيمون مع بعض القبائل القحطانية في وادي "طريب" ووفودهم للمنطقة قريب.
4 -
جاء في ترجمة: أحمد بن زين الدين بن إبراهيم بن صقر بن إبراهيم بن داغر ابن رمضان بن راشد بن دهيم بن شمروخ آل صقر القرشي الإحسائي المولود سنة 1166 هـ بأن صقر كبير وشيخ الطائفة المشهورة بالمهاشير من بني خالد، وأنهم يفتخرون به، وإليه ينتسبون، وأنه كان آباؤه (رمضان) فما فوقه يسكنون
البادية بنواحي الإحساء، وأن بني خالد من تهامة، وأنهم ينتهون إلى قريش أشرت العرب نسبا، وأن بني خالد كانت تسكن جبل "مهشور" بالحجاز
(1)
.
قلت: وكانوا يعدون في خالد الحجاز.
هذا، وأعتذر لمن لم يرد ذكرهم من بطون، وأفخاذ، وعشائر، وبيوت بني خالد؛ لأن الهدف من هذا الكتاب هو ترجمة بعض الذرية الخالدية، وما زاد على التراجم فهو من قبيل زيادة الفائدة بالقدر المستطاع، والله المستعان، وهو حسبي ونعم الوكيل.
(1)
أعلام هجر ج 1 ص 112 - 117 ط مؤسسة البلاغ للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان.
بعض الذرية الخالدية التي دخلت في عشائر أخرى
من عادات العرب مراعاة الجار، والنزيل، ويعدون المولى منهم أي كأحدهم لا أن يعتبر نسبه منهم، ويقولون:"مولى القوم منهم" أي أن له حكمهم في التعامل، ويعبرون عنه بقولهم مثلا: فلان بن فلان الخالدي مولاهم، وفلان بن فلان المخزومى مولاهم.
ولا تعتبر العرب منزلة الحليف في القبيلة منزلة من يتصل نسبه بها من حيث النظرة إليه فيما بينها، فمثلا إذا وجد حليف وحصل بينه وبين أحد أفراد القبيلة سوء تفاهم فإن العطف عليه ليس في مستوى العطف على متصل النسب بالقبيلة من قبل جبل أفرادها، وهذا ما لاحظته عيانا في صباي عندما حصل مشكلة بين حليف لقبيلة وبين أحد أفرادها بالرغم من أن هذه القبيلة لا تقر أن يتعدى أحد من خارجها على هذا الحليف ومن ذلك الوقت وهذه الحادثة لأولئك الجيران تدور بخلدي حتى توصلت إلى قناعة خلاصتها أن الحلف يشبه اللحام، وأنه قد ينفصم في يوم من الأيام، ويعود الحليف أو الحلفاء إلى قبيلتهم الأصلية، ومن ثم فإن الأولى بالحليف أن يصرح بنسبه الحقيقي؛ لأن الشرع يقتضي ذلك منه؛ إذ إن بعض الناس وخاصة العامة إذا تحالف مع قبيلة اعتبر نسبها نسبا له، بأن يدَّعي أبوة جدها الأعلى له، مثال ذلك: من يتحالف مع أي بطن، أو فخذ، أو عشيرة من بنى خالد، أو غيرهم من القبائل الأخرى، ويدَّعي أنه من ذلك البطن، أو من ذلك الفخذ، أو من تلك العشيرة، فينتسب خالديا أو شمَّريا، أو غير ذلك. وثمة انتساب غير الحلف كأن يكون -مثلا- من الجبور أو غيرهم من بطون، أو أفخاذ، أو عشائر بني خالد الأخرى، ويدَّعي أنه من آل حميد، أو غيرهم من بطون، أو أفخاذ، أو عشائر بني خالد الأخرى.
أو يكون ممن لا يعرف نسبه فينتسب لإحدى القبائل، أو لأحد بطونها، أو أفخاذها، أو عشائرها. أو يكون ممن يعرف أن آباءه الأوائل كانوا موالي لإحدى القبائل كبني خالد مثلًا، أو الأزد، أو عُتيبة، فينتسب خالديا أو أزديا أو عُتيبيا، إلا أن يقول: الخالدي
مولاهم، أو الأزدي مولاهم، أو العُتيبي مولاهم، فإن ذلك مُحرَّم شرعًا، فقد قال الله تعالى: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ
…
(5)} [الأحزاب]. وقد أوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم من ينتسب إلى غير أبيه أو ينتمي إلى غير مواليه ملعون. ولكن الحلف صار عرفًا عند العرب بسبب الحاجة إلى النصرة، حيث يحتمي الضعيف بالقوي، أو يكوّن الفريقان قوة مشتركة، ويخلو ذلك من الغضاضة عند تصريح كل فريق بنسبه، فضلًا عن أن التصريح بالنسب واجب شرعًا، وأن الناس مؤتمنون على أنسابهم -أي لا يعتبر منهم إلا من يقرُّون بصحة انتسابه إليهم. وفي الجملة فإن الأحلاف من أنواع التحزب، والتكتل التي تتعارض مع الشرع؛ لأن هذه الأمة -أمه الإسلام- أمة واحدة، ربها واحد، ودينها واحد، ونبيها محمد صلى الله عليه وسلم واحد، قال الله تعالى:{إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92)} [الأنبياء].
ولكون بعض البطون، وبعض الفروع، وبعض العشائر من بني خالد تحالفوا مع قبائل أخرى؛ ولصعوبة حصر من دخل منهم في قبائل أخرى، فإنني أذكر أهم هذه البطون فحسب في المطلبين التاليين:
آل محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد الذين حالفوا الفضول
كثيرا ما يردد بعض النسابين، وبعض المؤرخين عبارة:"بنو خالد أحلاف آل فضل" وعدم معرفتهم لسبب ذلك الحلف جعلهم يظنون عدة ظنون، منها أن هذا الحلف عادي كغيره من الأحلاف التي تتم في القبائل، وظن بعضهم أن بني خالد من آل فضل، وغير ذلك من التخمينات التي تعوزها الحجة، وينقصها الدليل وسلامة التعليل، في حين أن حقيقة الأمر وواقعه أن سبب ذلك الحلف هو زواج مهنا بن فضل بن محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد رضي الله عنه المخزومي القرشي لبنت أمير آل فضل ابن ربيعة الطائي، حيث ذكر ذلك أقدم من عثرت له على الكلام عن حلف بني خالد مع آل فضل من آل ربيعة من طعئ وهو العلَّامة علي بن أنجب المعروف بابن الساعي في كتابه "أخبار الخلفاء"
(1)
الذي انتهى من تأليفه سنة 666 هـ وذلك عند كلامه عن القسم الثاني من "عربان الشام" وهم آل فضل الذين ينتهي نسبهم في مصلت بن مهنا بن فضل ابن محمد بن عبد الرحمن بن -سيف الله - خالد بن الوليد رضي الله عنه، وهذا نصه: (وأما القسم الثاني فهم آل الفضل بن عيسى بن مانع بن محمد الأشقر بن سليمان بن سيف بن فضل ابن عيسى بن عبد الكريم بن مصلت بن مهنا بن فضل بن محمد بن عبد الرحمن بن -سيف الله - خالد بن الوليد رضي الله عنه. ومهنا بن فضل بن محمد ابن عبد الرحمن بن خالد مات عن ثلاثة أولاد: سليمان، وعيسى، ومصلت. فسليمان وعيسى أمهما طائية وهي البيضاء بنت فضل أجل الأمراء الطائيين آل فضل بن ربيعة أمراء طيئ الذين سبق ذكرهم. وفضل بن ربيعة جد آل مهنا المخزوميين لأم - إلى أن قال: وفضل هذا ينتهي إلى فضل بن ربيعة نزل عليه مهنا بن فضل بن محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد رضي الله عنه قافلا من نجد مع طائفة من بني مخزوم، فأكرم مثواه، وأعزه ولم يكن لفضل أمير ربيعة سوى بنت اسمها البيضاء ويلقبونه "الفاطر" وكان قد أسن، ولم يكن إذ ذاك بآل الفضل بن ربيعة من يقوم مقامه ويشاكله في شأنه وعظم بيته، فتوسم النجدة، والغيرة، وعلو الجانب بمهنا بن فضل الخالدي
(1)
انظر الكتاب المذكور ص 138 فما بعد، طبع سنة 1309 هـ.
فزوجه ابنته البيضاء، وكان لمهنا الخالدي المذكور زوجة من بني عمه وله منها ولد اسمه مصلت، فأعقب من البيضاء بنت الأمير فضل الطائي الربيعي سليمان، وعيسى، وإليهما انتهت إدارة آل فضل). اهـ.
وقال ابن الساعي
(1)
عند ذكره للحاكم بأمر الله الذي بويع بحلب وهو أبو العباس أحمد بن أبي علي الحسن بن علي بن أبي بكر بن الخليفة المسترشد بالله ابن المستظهر بالله -قال - ما نصه: (كان قد اختفى وقت أخذ بغداد ونجا ثم خرج منها وفي صحبته جماعة فقصد حسين بن فلاح أمير بني خفاجة فأقام عنده ثم توصل مع العرب إلى دمشق وأقام عند الأمير عيسى بن مهنا المخزومي الخالدي الذي سبق ذكر بيته أمير بني مخزوم وطيئ، ورئيس الأحلاف من عرب الشام، وكانت إقامته عنده طويلة، وزوجه بأخته زبيدة وأعقب منها أولادًا أبقاهم ببادية الشام مع أخوالهم، وهم الآن أمراء الحيار، وقد كان مهنا كاتب الملك الظاهر بيبرس فيه فطلبه فقدم القاهرة ومعه ولده وجماعة، فأكرمه الملك الظاهر وبايعوه بالخلافة، وامتدت أيامه بعز، وشرف عظيم وحرمة وأمر مطاع، والله يفعل ما يريد) انتهى.
وقال الشيخ محمد أبو الهدى الرفاعي
(2)
بعد ذكره للسلالة الخالدية التي تنتهي إلى مصلت بن مهنا بن فضل بن محمد بن عبد الرحمن بن -سيف الله- خالد بن الوليد رضي الله عنه: (أقول: ومهنا بن فضل بن محمد بن عبد الرحمن بن خالد مات عن ثلاثة أولاد: سليمان، وعيسى، ومصلت. فسليمان وعيسى أمهما طائية وهي البيضاء بنت فضل أجل الأمراء الطائيين شيوخ ربيعة. ومصلت أمه مخزومية من بني عم أبيه، فإلى سليمان وعيسى ينتهي نسب آل الملحم ويعرفون أيضًا بآل مهنا، وبآل عيسى -إلى أن قال- وفضل بن ربيعة جد آل مهنا لأم، وينتهي نسبهم إلى سيدنا خالد لأب. قال العدواني: آل عيسى أمراء ربيعة من طيئ وهم بنو عيسى بن مهنا بن مانع بن حديثة بن عقبة بن فضل، وفضل هذا ينتهي إلى فضل بن ربيعة نزل عليه مهنا بن فضل بن محمد
(1)
أخبار الخلفاء لابن الساعي ص 141.
(2)
الروض البسام ص 9، 10، 11، 15.
ابن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد رضي الله عنه قافلا من نجد مع طائفة من بني مخزوم فأكرم مثواه، وأعزه، ولم يكن لفضل أمير ربيعة سوى بنت اسمها البيضاء ويلقبونها الفاطر، وكان قد أسن ولم يكن إذ ذاك بآل الفضل بن ربيعة من يقوم مقامه ويشاكله في شأنه وعظم بيته، فتوسم النجدة، والغيرة، وعلو الجانب بمهنا بن فضل الخالدي فزوجه ابنته البيضاء وكان لمهنا الخالدي المذكور زوجة أخرى من بني عمه، وله منها ولد اسمه مصلت سبق ذكره، فأعقب من البيضاء بنت الأمير فضل الطائي الربيعي سليمان، وعيسى وإليهما انتهت إمارة آل فضل -إلى أن قال- وإلى مصلت بن مهنا بن فضل الخالدي ينتهي نسب أمراء بني خالد وشيوخهم آل عبد القادر بن ناصر العاصي الذي سبق ذكر نسبه، ويقال لهم: آل الفضل أيضًا. وكانت إمارة طوائف عرب الشام تدور بين آل عيسى أمراء ربيعة، وبين بني عمهم آل الفضل بن مصلت بن مهنا أمراء بني خالد -وإلى أن قالت- قلت: وقد سبق أن إمارة عرب الشام كانت تدور بين آل الفضل الذين هم أجداد آل الناصر العاصي شيوخ بني خالد وبين بني عمهم آل مهنا أمراء ربيعة، ومن الموازنة التاريخية يعلم أن أمراء ربيعة آل مهنا كانوا أكثر مكنة في الإمارة من الفخذ الآخر أعني آل الفضل، أقول هذا على أنه هو الواقع وإن كان آل الفضل شيوخ بني خالد أخوالنا فإن بني عمهم آل مهنا كانوا أشد أركانا، وأكثر فرسانا، وأعظم حظا، وأزيد قوة، ومع ذلك فهي أعني الإمارة دائرة بين العائلتين، ومن عادات القبائل أن كبارهم هم الكبار فيهم على كل حال ولو عاندهم الحظ بضعف الحال، وقلة المال، وعاداهم لسبب الأدعياء الأنذال، على أن مجدهم الأثيل لا ينكر، وفضلهم القديم لا يكفر
…
إلخ).
وقد نسب جابر المانع
(1)
إلى العدواني القول بانقراض الفضل، وأنه خلفهم حلفاؤهم من بني خالد وهم أحفادهم لبنتهم.
(1)
مسيرة إلى الأحواز ص 74 بصرة - عشار - ط مطبعة حداد.
بعض آل خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد الذين حالفوا قبائل أخرى
حالف عدد من بني خالد الذين ينتهي نسبهم في خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد قبائل أخرى، وفيما يلي بعضهم:
1 -
آل خالد في بيشة:
آل خالد في بيشة من سلالة خالد بن سليمان بن محمد بن جعفر بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد. وهم بقية آل خالد الذين نزح منهم آل حميد، والسحبان وغيرهم إلى الإحساء والقطيف وغيرهما.
ويقيم آل خالد المذكورون حاليا في منطقة بيشة على ضفاف وادي ترج المشهور، ويطلق عليهم حاليا قبائل آل خالد، وقد حالفوا قبائل "بلحارث" ومع هذا فما زال "آل خالد" يحتفظون باسمهم، ويعرفون تسلسلهم النسبي. وهم من أشهر القبائل في الكرم، والشجاعة، والغيرة على المحارم، وسرعة البديهة، وإغاثة الملهوف، وحماية الجار والخوي والصاحب، وأصحاب المثلوثة، ومن مواطنهم وادي "المسمى"
(1)
ووادي "حوران"، وأخذوا بالاستيطان في بقية المنطقة حتى أصبح باسمهم وبلادهم المعروفة بالعذار، وهذه البلاد تمتد إلى جبل مذروب شرقا بالقرب من الحرف وتنتهي إلى أقصى بلاد الحدب، والعجب غربًا، ويحدها ضفاف وادي ترج من ملتقى حوران جنوبا إلى الباقرة على ضفاف هذا الوادي، ويحدها شمالا وادي تبالة المشهور، وأصبح الحد الآن خط الأسفلت المؤدي من بيشة إلى سبت العلايا ويقدر آل خالد في منطقة بيشة في الوقت الحاضر بما يقارب خمسة آلاف نسمة، ومنهم حاضرة وبادية كبيرة.
وآل خالد المخزوميين القرشيين في بيشة ينقسمون إلى ثلاثة فروع رئيسية، وهي:
(1)
وقد سمى بعض بني خالد الذي سكنوا جنوب شقراء أحد الأودية بوادي "المسمى".
أحدها: آل مرير، وآل فاضل، وشيخ هذا البطن هو شيخ شمل بلحارث الشيخ عبد الله بن عاتق المريري، وبعد وفاته صار ابنه الشيخ: عميَّر هو شيخ شمل بلحارث.
الثاني: عشائر الأذار وهم:
1 -
الشملة، ويمثلهم النائب: عبد الله بن ناصر بن حنش الخالدي الحارثي.
2 -
عشيرة البطلان: ويمثلهم النائب علي بن عبد الله بن سعيد الخالدي والحارثي.
3 -
عشيرة الخرمة: ويمثلهم النائب سعيد بن سليم الخالدي والحارثي.
4 -
عثسيرة آل ربيع: ويمثلهم النائب عبد الله بن علي.
الثالث: عشائر آل نعمان، وهم:
1 -
عشيرة آل مهدية، ويمثلهم النائب خلوفة بن عايض الخالدي الحارثي.
2 -
عشيرة الحراملة، ويمثلهم النائب دخيل سعد الخالدي الحارثي، ومن بعده سليم ابن حبيب الخالدي.
3 -
عشيرة الحرشة، وكان يمثلهم النائب فهاد بن زامل الخالدي الحارثي.
وآل خالد هؤلاء -خالد بيشة- من سلالة خالد بن سليمان بن محمد بن جعفر ابن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد رضي الله عنه المخزومي
(1)
.
وفي إحدى المناسبات الكبيرة فإن الشاعر المشهور عبد الله بن مساعد المهداني الخالدي المخزومي قال وهو يفتخر بحلفائهم، وبقبيلته الأصلية على نمط شعر العرضة في المنطقة الجنوبية الآتي:
(1)
إمتاع السامر ص 222، صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطمية الأخيار ص 6.
ودي أراجع التاريخ وأقرأ كتاب الترجمة
يا بخت من عطاه الله يقرا فصيح وترجماني
لغوة الهند واليابان والروس ترجمنا بها
لابتي صلب حارث ما لهم وشرحي ووشر ميت
صلب خشرم هل الجادات من نسل حارث بن ربيعة
وآل خالد لهم تاريخهم من على طول السنين
أصلنا من بني مخزوم من نسل خالد بن الوليد
يا بخت من عطا الله نسل الوليد بن المغيرة
كان سيف الله المسلول أبونا وحِنَّا أبناء له
وكان قد سألني الشريف عبيد بن صالح السعدون عما أعرف من ماضي بني خالد على سبيل الإجمال، وعن أهم مساكنهم وصفاتهم ونحن في مجلس الدكتور حمد بن عبد الله الشعلان الزبن الصبيحي الخالدي بحضور فضيلة الشيخ خالد بن سعد العقيلي إمام وخطيب مسجد أم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز وذلك عندما قلت، بأن كل شخص أدري بقبيلته فألقيت عليه الأبيات التالية:
بنو خالد سادوا البوادي والحضر
…
بحمص ونجد والبياض إلى هجر
ومنهم بترج والمراغة نخبة
…
نالوا وكَوْدا ذروة المجد في الأسر
كرام من الأقوام فيهم شجاعة
…
تراث لجد لا يروعه خطر
فما خالد إلى حسام مصلت
…
من الله في وجه الطغاة من البشر
2 -
العوارض:
العوارض فرع من السيايرة (آل سيار) من الدعم من الجبور.
والجبور من بني خالد "خالد الحجاز" المخزوميين
(1)
.
وخالد الحجاز الزبن -منهم آل عريعر- ينتهي نسبهم إلى خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد
(2)
رضي الله عنه.
والعوارض مشهورون بشجاعتهم النادرة.
قلت: وشجاعتهم لا تستغرب فإن جدهم خالد بن الوليد رضي الله عنه بارز يوم الولجة رجلا من أهل فارس يعدل بألف رجل فقتل، فلما فرغ اتكأ عليه، ودعا بغذائه
(3)
.
وقد دخل العوارض بالحلف في أحد البطون الكبيرة في قبيلة مُطير بما فيهم آل "الدعمي" العوارض في قصيبا بالقصيم، حيث حالفوا "برية"، وقد ذكر الشاعر المشهور منديل بن محمد الفهيد شيئا من أخبار العوارض وشعرهم في الصفحات 177 - 179 بالجزء الأول من كتابه "قصص وأشعار" المطبوع سنة 1404 هـ وذلك تحت عنوان "من شعر العوارض وأخبارهم" وفيما يلي نص ذلك:
(هم ثلاثة من العوارض ينتمون إلى بني خالد، ولكنهم بالحلف صاروا من المطران من برية، فالمحالفة جمعتهم وفي إحدى غزواتهم فوجئوا وهم شرقي الدهناء بأعلام
(1)
إمتاع السامر ص 160، 202.
(2)
مرآة جزيرة العرب ج 2 ص 318.
(3)
تاريخ الأمم والملوك للطبري ج 4 ص 171 ط الأولى سنة 1407 هـ.
عبد العزيز بن رشيد تضرب منهم، فتشاوروا وأجمعوا على الدفاع، لعلمهم أن ابن رشيد سيقتلهم، فقرنوا جيشهم وتركوا من ليس معه سلاح يطرد الإبل وهم يدافعون خلفه، ولا يطلقون النار إلا عن قرب فصارت كل رصاصة منهم تصيب، وابتدأت الغارة بينهم وبين رجال ابن رشيد على دفعات نظرًا لقلتهم، واحتقار رجال ابن رشيد لهم، ولذا فازوا، ثم لحقهم ابن رشيد بالمنقية، واحتموا بالفعل منه من الضحى إلى المغرب، وكانت معركة دامية انتصروا فيها، وبتلك المناسبة قال أكل واحد منهم قصيدة، فأولهم غنيم الحريبي العارضي قال:
يوم نط الرقيبة راس مشذوبه
…
قال هجوا وجانا الجبش زرفالي
قال أنا شفت شوف لا بليتوا به
…
شوف ريبة ومنه العقل يهتال
لحقت الخيل بالتومان، مركوبه
…
وانتووا جشينا مرخين الحبال
انتووا جيشنا والغوش عيوا به
…
احتموا جيشهم ماضين الأفعال
كل ما قلت عنا هودوا نوبه
…
الحقوا سربة تسعين خيال
وحولوا لابتي في كل مسلوبه
…
واقفت الخيل معها الدم شلال
من صلاة الضحى يا قابل التوبه
…
لين غابت وحنا هوش وقتال
يوم لحق الأمير ولحقت الشوبه
…
لا قرايا ولا مزين جالي
خليت سابقه بالحزم مصيوبه
…
راح مرجل وعوضناه الحبال
يحسب أنا نعود عند مندوبه
…
يوم يرسل علينا خيله ارسال
ما درى انا هرجنا اللي هرجتوا به
…
مارثة جدنا
(1)
فكاكة التالي
هجننا ما ركبها كل زاروبه
…
كود قرم عريب الجد والخالي
(1)
لعله يقصد جدهم: خالد بن الوليد؛ لأن الشجاعة من الصفات التي تورث.
من لعين بكت ما هيب مصيوبه
…
من نهار رخص ما كان به غالي
من عمار بسوق الموت مجلوبه
…
ما حسبنا على الدنيا لنا تالي
الكرم ساعة لاحل ماجوبه
…
والمعاسر لها حزات ورجال
والثاني ضيدان العارضي وهو أمير الركب إذ ذاك قال:
يا الله يا معطي جزيل الحساني
…
يا دافع سو البلاوي إلى جن
يا مظهر من سو ذاك المكان
…
يوم ان خيل جموع شمر تتالن
نعم بربعي مطلقين اليماني
…
يوم الشفا يباس ما تلحق السن
لا ريعوا يشدون زمل الصخاني
…
يرمون للي جايعات عشاهن
قلت امنعوا قالوا لنا ماش اماني
…
قلنا عليهم والعمار ارخصوهن
تجاولن عنّا بنات الحصاني
…
من ضرب صلفات المخابيط جالن
والثالث سعد بن حويل العارضي قال مسندا شعره إلى بداح أو هزاع:
لقوة جتنا تشيب قلوب المرضعين
…
الجنايز جدع والشمس غطاها صباب
البلاوي يابو هزاع تبلا كل حين
…
مير هذي لو بلت غيرنا يمديه شاب
ما يبطل يا أبو هزاع هوش الذاهبين
…
لين شافوا كثرة الموت فيهم والصواب
يوم لحقونا نخينا العيال المستحين
…
وارخصوا لارواحهم دون زرفات الركاب
ما ركبنا فوقهن كود حنا محتسين
…
فكة الخايف إذا صار في قلبه رعاب
قال ردوا قلت والله ما حنا مرجعين
…
دوننا قطم المخابيط عجلات الصواب
وما دمنا تطرقنا لقصة هؤلاء الثلاثة فلا بأس من إيراد قصة أحدهم وهو ضيدان العارضي التي يثني فيها على آل بصيص المشهورين بالشجاعة والزعامة والكرم؛ وذلك
أنه كانوا يسكنون أعالي نجد وعندما احتاج له رفاقهم (برية) أثناء انشقاق حصل بين (مطير علوي) و (برية البصايصة) أعانوا أقرب من لهم وهم برية وسكنوا معهم في ديارهم السفلى، ولما اصطلحوا عاد البصايصة إلى مكانهم السابق وها هو ضيدان يتذكرهم عند الحاجة، فيقول:
هات الدلال وهات من ما الثميله
…
نبي نسوي تالي الليل فنجال
عد سمج لو كثر رعيه وكيله
…
ولا عاد ما قطان ماه ابن هذال
يا عدوين اللي خطاهم طويلة
…
ادني منازلهم ورا ساق بشمال
قبيلة يا ويها من قبيله
…
رجالهم يفرق على كل رجال
أفعالهم تعرف نهار الدبيله
…
خيالهم يسوى ثمانين خيال
لا غاب شيال الحمول الثقيله
…
ما عقبهم يا كود من يعمس البال
رمح بلا حربة سليم قتيله
…
يا برية ما يصبر على الغين رجال
3 -
ثمة بعض فروع قبيلة بني خالد دخلوا في قبائل أخرى، ويصعب حصرهم ونذكر منهم على سبيل المثال:
أ - آل حميد: دخل عدد كبير منهم في المنتفق، وبعضهم انتقل إلى عربستان في إيران.
ب - آل عريعر: فرع من آل حميد، وقد دخل عدد منهم في المنتفق أيضًا، وبعضهم انتقل وهو على أصله إلى إيران مع آل حميد.
ج - الخوالد: بطن من بني خالد وحالفوا زوبع من شمَّر.
د - الطرافا من آل صبيح من بني خالد وقد تحالفوا مع قبيلة القرينات، ولكنهم أخيرا رجعوا إلى قبيلتهم الأم بعد أن زال الأثر الموجب للحلف. وهذه عادة عند كثير
من العرب لصيانة نسبها لئلا ينساه الأصاغر وينسبون لغير نسب أهلهم الصحيح، وهو ما يجب شرعا. وهم من سلالة محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد.
هـ - العواد: فرع أصلهم من بني خالد في سورية، وتحالفوا مع قبيلة الموالي المقيمة بمحافظة حلب وهم من بني محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد.
و - المنيع وهم غالبية السْلَمْ من شمر حاليا أصلهم من بني خالد وهم أبناء عمومة لآل حميد الذين منهم آل عريعر، ويتسلسل نسبهم إلى منيع بن خالد بن عبد الرحمن ابن خالد بن الوليد، ومنيع الذين ينتسبون إليه ليس منيع بن خالد هذا، بل هو من أحفاده. ولكنهم حالفوا شمَّر فصاروا يعدون منها حاليا.
ز - الخويلد من بني خالد يعدون ضمن آل حميد -الذين ينتهي نسبهم في خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد - ودخلوا معهم في لواء المنتفق، ومنهم الأستاذ عبد العال بن مقباس العادل، مدير عام التعلم برئاسة تعليم البنات، وقد تقاعد، وهو رجل نبيه، وصريح، ونزيه، من الشرفاء، وأهل الصدق والوفاء.
صفات وعادات الذرية الخالدية
ليس لبني خالد صفات، أو عادات غير موجودة في غيرهم من العرب، وإنما الصفات والعادات تزيد وتنقص، وتتحسن وتسوء في القبيلة، وفروعها لعوامل منها اختلاطها بغيرها من القبائل، ومجاورتهم، ومصاهرتهم، والتعامل معهم.
وذكري لصفات وعادات بني خالد ليس على سبيل الفخر، بل هو ذكر لواقع قاله ويعرفه الآخرون.
وصفات وعادات بني خالد في الجملة صفات وعادات أسلافهم من بني مخزوم، وفيما يلي ذكر لبعض هذه الصفات والعادات:
قال صاحب الروض البسام في كلامه عن بني خالد: (وهم في بطون قريش فراق أفق مد أطلسه بأكف المروءة، والشهامة، والبشر والكوامة. وهم الذين يقول قائلهم فيمن عاداهم وانتقص علاهم:
لسنا إذا ذكر الفعال كمعشر
…
أذري بفعل أبيهم الأبناء
(1)
وقال: (وبالجملة فبنو خالد قوم كرام الأرومة نجباء الجرثومة، وإنهم أكثر قبائل الديار الشامية عددا، وأعلاهم بعد الهاشمن مجدا وسندا)
(2)
.
قلت: ومثل هذا القول قول كعب
(3)
رضي الله عنه.
ورثوا الكرامة كابرا عن كابر
…
إن الكرام هم بنو الأخيار
ومن صفات بني خالد: التواد، والتراحم، وزيارة بعضهم البعض وإن طالت
(1)
الروض البسام ص 15 - 16.
(2)
الروض البسام ص 16
(3)
نفحة العنبر في حياة إمام العصر لمحمد بن يوسف بن محمد بن زكريا البنوري -نشر المجمع العلمي بكراتشي - باكستان سنة الطبع 1389 ه
المسافات بين الدول، وقد جاء في "جامع أنساب العرب"
(1)
ما نصه: (ولبني خالد مع بعضهم البعض في الدولة العربية صلات طيبة، وحميمة، ويتزاورون، ويتقاربون).
وقال في "لمع الشهاب"
(2)
: (وأما بنو خالد، فهم قوم كرام، أهل شيمة ومجد، وصيانة عرض، وحكامهم منهم، وهي طائفة تسمى آل حميد، وهم ولاة أراضين كثيرة معروفة، مما يلي نجدا إلى القبلة حتى تمضي شرقا إلى البحر، وشمالا إلى الجهرة، وجنوبا إلى أرض الصير من عُمان).
وقد قال المؤرخ المستشرق: ج. ج لوريمر
(3)
عن بني خالد: (وبنو خالد مهذبون، ويعاملون الغرباء بطريقة لائقة، ويتبعون المذهب المالكي
(4)
ومشاركة المرأة -عندهم - في الحياة الاجتماعية محدودة للغاية. وخيامهم أكثر اتساعا من خيام البدو الآخرين، وهم أكثر وسامة من البدو الآخرين، وحسنوا الهندام، ويرتدون العباءات
(5)
في العادة، وأحيانًا يتلثمون) انتهى.
وقال أحمد وصفي زكريا
(6)
عن قبيلة بني خالد: (وهي لعراقة نسبها، وسعة أماكن
نجعتها، واتحادها مع بعض عنزة -ضنا عبيد الأسبعة- وقت الحرب لم تتفق الكلمة على عدها من عشائر القسم الثاني "الرعية" بل من القسم الأول، ويقدرون أن باستطاعتها أن تحشد للحرب أربعة آلاف خيال
…
إلخ).
وقد قال الشيخ محمد البسام التميمي عند ذكره صفات بعض فروع قبيلة بني خالد:
(1)
جامع أنساب قبائل العرب ص 61.
(2)
لمع الشهاب ص 66 طبع دارة الملك عبد العزيز، تحقيق وتعليق الشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن عبد الله آل الشيخ.
(3)
دليل الخليج ج 3 ص 1252 القسم الجغرافي.
(4)
هذا في السابق أما حاليا فالغالبية من بني خالد يتبعون المذهب الحنبلي في المملكة العربية السعودية، أما في الشام فمنهم من ترك المذهب المالكي واتبع المذهب الشافعي ومنهم من اتبع المذهب الحنفي ومنهم من هو على المذهب المالكي، ومشيخة المالكية في مصر كانت لآل الدماميني من آل خالد بن الوليد.
(5)
العباءات: تعرف في الوقت الحاضر بالبشوت والمشالح.
(6)
عشائر الشام ج 2 ص 448.
فمنهم: العماير، الذين إليهم المجد صاير، والمثل بهم ساير، إنهم جرثومة المجد وأكرم الناس خالا وجد، وأيمنهم في الهبات وركون المكرمات، وأقدم للقراع وأكرم في الطباع، وأما عددهم أربعة آلاف سقماني وسبعماية فارس غير واني.
ومنهم المهاشير المعروفون والكمات الموصوفون، ذي الوفاء بالعهود والإنجاز للوعود والصبر لأهوال اصطلاء الحرب السجال، والكرم الباهر والجود الوافر عددهم ألف رجل وفرسانا خمسماية مناضل.
ومنهم الصبيح، الأماجد، العاضين على المكارم بالنواجذ، ذي الحمية الذابة، والشيم الشابة، أولو العزم والنجدة، والحزم والمجدة، يجيبون السؤال، والداعي حي على القتال، نيرانهم تشهد لهم بالكرم، وحيرانهم في أمنع حرم، جريين الجنان، حيين اللسان، المحامد ألطف بهم والهيجاء أعرف بهم. أما عددهم فألف وخمسماية، وفرسانهم ثلاثماية، معدودة المحماية.
ومنهم العمور، في الهبات الغمور، والطعن المشهور، البحر الزاخر في الحرب، وفخر المفاخر لهم عند الطعن والضرب أقرب للجميل من عين إلى جفن وأبعد عن اللوم من مصر إلى عدن، تحل لهم المكرمات وهم أهلها ويفعلون الطيبات ويحمدون أنفسهم على فعلها، أما عددهم سقمانا فألفين وفرسانا مائتين.
ومنهم الجبور ذي البيت المعمور والفخر المذكور، ذي الجمع الثقيل والعدد القليل، والمتقدمون بآبائهم المقتبس النور من بهائهم، عمدة الضايم له الدهر والمتبعي العسر باليسر، أظرف من ركب الخيل، وأشرف من غشيه الليل، هباتهم متزايدة، فأيهم معن بن زائدة، وكماتهم كالأسود يوم النزال، وعلاماتهم أشهر من بروق الخيال، أما عدد سقمانهم ألفين، وأما فرسانهم مائيين. انتهى.
وما ذكر الشيخ محمد البسام التميمي النجدي في كتابه: "الدرر المفاخر في أخبار العرب الأواخر"
(1)
الذي انتهى من تأليفه سنة 1246 هـ الموافق 1818 م عن شجاعة
(1)
الدرر المفاخر ص 113 - 119.
بني خالد وكذلك ما ذكره غيره عن شجاعتهم
(1)
فإن الشجاعة من الصفات الطيبة التي تورث، وقد ورث أبناء قبيلة بني خالد هذه الصفقة من والدهم الأعلى "خالد بن الوليد" الذي سماه النبي صلى الله عليه وسلم "سيف الله"، وأجمع المسلمون من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا على مثاليته في الشجاعة والإقدام، ولهذه القبيلة وغيرها من القبائل في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة في ذلك، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشجع الناس، وأصبر الناس، وأجلدهم، ما فر قط من مصاف ولو تولى عنه أصحابه.
قال بعض أصحابه: كنا إذا اشتد الحرب وحمي الناس، نتقي برسول الله صلى الله عليه وسلم.
ففي يوم حُنين ولى الناس كلهم، وكانوا يومئذ اثني عشر ألفا، وثبت هو في نحو مائة من الصحابة، وهو راكب يومئذ بغلته وهو يركض بها نحو العدو، وهو ينوه باسمه ويعلن بذلك قائلا:"أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب" حتى جعل العباس وعلي وأبو سفيان يتعلقون في تلك البغلة ليبطئوا سيرها خوفا عليه من أن يصل أحد من الأعداء إليه، ولا زال كذلك حتى نصره الله وأيده في مقامه ذلك وما تراجع الناس إلا والأشلاء مجندلة بين يديه صلى الله عليه وسلم
(2)
.
وبالرغم من اتصاف بني خالد بالشجاعة فإنهم أيضًا يتصفون بالهدوء والسلم، وإطاعة أوامر الحكومة
(3)
.
قلت: وإطاعة أوامر إلحكومة ضرب من ضروب الولاء، والإخلاص: وليس هذا بغريب علي بني خالد فإن الصفات تورث، وقد ورث أبناء هذه القبيلة هذه الصفة من
(1)
عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد لإبراهيم الحيدري ص 205 ط مطبعة دار البصري - بغداد، تاريخ العراق لعثمان بن سندر ص 151 ط المطبعة السلفية سنة 1371 هـ القاهرة.
(2)
شمائل الرسول ودلائل نبوته وفضائله وخصائصه للإمام أبي الفداء إسماعيل بن كثير شرح وتحقيق الدكتور مصطفى عبد الواجد ص 126 - 127 ط الثانية سنة 1407 هـ -1987 م طبع ونشر دار الرائد العربي - بيروت - لبنان.
(3)
عشائر الشام ج 2 ص 448، معجم قبائل العرب لعمر كحالة ج 1 ص 326، جامع أنساب قبائل العرب لسلطان السرحاني ص 60.
جدهم الأعلى "خالد بن الوليد المخزومي" فإنه رضي الله عنه عندما عزله أمير المؤمنين الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن قيادة الجيش بالشام، وولى أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه استمر خالد يقاتل بين يدي أبي عبيدة إلى أن تم لهما الفتح عام 14 هـ
(1)
. فلم يلق السلاح ويعود إلى بيته بعد أن تم عزله بالرغم من عدم رضاه من عزل عمر له عن قيادة الجيش، بل إنه تحول من قائد إلى جندي فيه، واستمر يقاتل حتى تم النصر للمسلمين، وهذا ضرب من ضروب الإخلاص للدولة وللإسلام والمسلمين.
هذا، وأضيف القول أنني ولله الحمد لا أعرف خالديا واحدا غير مخلص لحكومته.
وأما صفة الحياء التي ذكر الشيخ محمد البسام
(2)
اتصاف بني خالد بها في قوله: (جريين الحنان، حيين اللسان) فإن غالبية بني خالد يتصفون بها، ومن يتعامل معهم، أو يعيش بينهم في مناطق سكناهم يعرف ذلك؛ ولذا فإنهم إذا لاحظوا على شخص شدة حيائه قالوا:"فيه حياء بني خالد".
قلت: وهذه الصفة المقرونة عند بني خالد مع صفة عزة النفس أيضًا من الصفات الحميدة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الحياء والإيمان قرنا جميعا فإذا رفع أحدهما رفع الآخر"
(3)
.
والحياء ذروة سنام الأخلاق الإسلامية يسري في الأفعال فيجعلها نماء وبركة، وقرة عين للبشر
(4)
.
وصفة الحياء من صفات النبي صلى الله عليه وسلم. قال البخاري: حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن
(1)
كتاب الوفيات لابن منقذ القسطنطيني ص 49.
(2)
الدرر المفاخر ص 117.
(3)
أخرجه الحاكم ج 1 ص 22، وأبو نعيم في الحلية ج 4 ص 297 من حديث ابن عمر، قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، انظر. الأخلاق النبوية المعطرة في الآيات القرآنية المطهرة لسليم بن عبيد الهلالي - الطبعة الأولى ص 18.
(4)
الأخلاق النبوية المعطرة ص 19
شعبة، عن قتادة، عن عبد الله بن أبي عتبة عن أبي سعيد قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في خدرها
(1)
.
وأما صفة الكرم التي هي من صفات بني خالد، وممن ذكر اتصافهم بها "صاحب لمع الشهاب"
(2)
والشيخ محمد البسام التميمي
(3)
وإبراهيم الحيدري
(4)
فإنها أيضًا من الصفات الحميدة في القبائل العربية.
وأورد مثالا لهذه الصفة بذكر كرم أحد أفراد قبيلة بني خالد، وهو شيخ بني خالد في سورية الباشا عبد الكريم بن عبد الرزاق (زراق) بن محمد بن دندن بن عبد القادر ابن ناصر آل ناصر الزمول آل ناصر بن عاصي بن مهنا بن سليمان بن مهنا بن محمد بن فارس بن عبد الكريم بن عيسى بن مهنا بن مدلج بن الفضل بن سليمان بن مدلج بن موسى بن مهنا
(5)
بن عيسى بن مانع بن محمد الأشقر بن سليمان بن سيف بن فضل بن عيسى بن عبد الكريم بن مصلت بن مهنا بن محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد رضي الله عنه
(6)
- فقد ذكر أحمد وصفي زكريا
(7)
بعض صفات هذا الشيخ وابنه محمد، فقال ما نصه: (وكان هذا الباشا ذا خصال حميدة من الكرم والوفاء، والحلم عند المقدرة، والمكانة عند الحكام، وقد بلغ في كرمه وجوده حدا حاتميا، حدثني السيد عبد القادر فهيم مدير ناحية عقيربات سابقا أن هذا الباشا في سني الحرب العامة السابقة ظل ينفق على الجياع والمعوزين من عشيرته، حتى لم يبق لديه شيء من الأثاث، والمتاع،
(1)
شمائل الرسول ودلائل نبوته وفضائله وخصائصه للإمام أبي الفداء إسماعيل بن كثير ص 75، صحيح البخاري ج 3 ص 132 ط الأميرية: حدثنا عمر بن حفص، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، قال: حدثني شقيق، عن مسروق، قال: كنا جلوس مع عبد الله بن عمرو يحدثنا إذ قال
…
الخ.
(2)
لمع الشهاب ص 66.
(3)
الدرر المفاخر ص 113 - 119.
(4)
عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد ص 205.
(5)
الروض البسام ص 9.
(6)
أخبار الخلفاء ص 138، الروض البسام ص 9.
(7)
عشائر الشام لأحمد وصفي زكريا ج 2 ص 448، 449.
سوى بندقيته ودلة قهوته وفروته التي جعلها غطاءه ووطاءه، وجاءه بعد سائل فلم يجد ما يعطيه سوى البندقية، فقال له: خذها يا هذا وبعها وأنفق ثمنها، ثم احتفظ هو بالدلة وحدها؛ لأنه كان لا يستغني عنها في قِرى ضيوفه، ولا زال على هذا النحو حتى لقي ربه، وقيل عن ابنه الشيخ الحالي أنه يقتفي أثر والده في الجود، وحسن الخلق والتقى وحب الوطن، وهو بذلك ممدوح السيرة كثيرا) انتهى.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان، حتى ينسلخ، فيأتيه جبريل فيعرض عليه القرآن، فإذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة
(1)
.
ومن عادات بني خالد عدم تزويج بناتهم للأجانب، وقد أورد الأستاذ علي نعمة الحلو
(2)
قصة من قصصهم في تشددهم بعدم تزويج الأجانب، وفيما يلي نصها: (انتقل بنو خالد إلى الأحواز من الكويت، حيث كانت الإمارة لهم هناك قبل قدوم آل صباح لها سنة 1128 هـ - 1715 م وعندما سمعوا عن خصوبة الأرض في الأحواز، ونقاوة الهواء، وعذوبة الماء، وعزموا على النزوح إليها، وفعلا تحركوا إلى الأحواز عن طريق العراق فمنعهم أمير الضفة الشرقية لشط العرب من العبور، وكان من أمراء بني كعب الذين حكموا هذه المنطقة من سنة 1102 هـ - 1690 م شريطة أن يزوجوه إحدى بناتهم. ولكن تقاليد بني خالد لا تسمح لهم في تزويج بناتهم للأجانب، ثم إن رأيهم اجتمع على الموافقة على زواج أمير كعب على شرط ألا يدخل عليها إلا بعد ثلاثة أيام من زواجه مدعين أنها من عاداتهم العشائرية.
(1)
رواه البخاري في كتاب بدء الوحي، باب (5) حديث رقم (6) 1/ 30 ولفظه. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة في رمضان، فيدارسه القرآن، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الربح المرسلة، انظر الشمائل النبوية والخصائل المصطفوية للترمذي ص 431 حديث رقم (355) تحقيق فؤاد أحمد زمرلي الطبعة الأولى سنة 1417 هـ - 1996 م.
(2)
الأحواز قبائلها وأسرها ج 4 ص 72 - 73 ط الأولى سنة 1390 هـ.
فاستجاب أمير كعب لذلك وأجاز لهم العبور على المنيوحي - كوت شنوف.
ولقد لجأ بنو خالد إلى خدعة تتلخص في أنهم نصبوا خيمة أقاموا فيها الزينات ووضعوا بداخلها وصيفة عجوزة ورحلوا عنها.
وفي اليوم الرابع دخل الأمير الكعبي الخيمة فوجد تلك الوصيفة السوداء، فذاع خبر الحادث بين العشائر المجاورة، فضربت مثلا فقال العرب:"مكعبة بني خالد") انتهى.
ومن عادات بني خالد التي عد علي نعمة الحلو
(1)
بعد ذكر هذه الحادثة:
1 -
عدم تزويج بناتهم للأجانب ولا يشيعون الزواج إلا بعد ثلاثة أيام، ولا تقام ولائم الأعراس إلا بعد ثلاثة أيام من العرس.
2 -
لا يستعملون الحناء.
3 -
عدم حلق لحاهم.
4 -
يأنفون من بيع الخضر، والبقول، والألبان
…
إلخ.
5 -
يعتزون ببيوت الشعر.
ومن صفات بني خالد: الشهامة، ونصرة المظلوم.
ومن مواقفهم في ذلك قصة ذكرها جابر المانع
(2)
عند كلامه عن آل حميد من بني خالد حيث قال: (كان جدهم الأعلى الأمير براك بن عريعر آل حميد قد استخلص الإحساء من الأتراك سنة 1081 هـ -1669 م)، وقد مد نفوذه إلى ضواحي كاظمة، وقد بنى قلعة في الموقع الحالي لمدينة الكويت، وكانت موطنهم بين البصرة والحجاز، وقد نزحوا إلى إقليم الأحواز في عهد الشيخ فارس بن داود وذلك بين سنة 1207 هـ -
(1)
الأحواز: أسرها وقبائلها ج 4 ص 74 فما بعد.
(2)
مسيرة إلى الأحواز ص 66 - 68.
1220 هـ، وقد ذكر لي أحد رؤساء الحميد وهو شيخ كبير طاعن في السن كان يقيم في قرية الخليفة في الزوير من توابع ملا ثاني ويدعى حميد بن كعيد أنهم جاءوا إلى الأحواز بعد وقعة بينهم وبين بني تميم كان النصر فيها حليف تميم فأجلت الحميد إلى الأراضي المعروفة اليوم بمنطقة ملَّا ثاني. وملاّ ثاني هذا هو رئيس عام الحميد، وجد بيت الرئاسة الحالي، ولهم نخوة خاصة هي (شمة) وشمة هذه امرأة فقيرة كانت من أهالي كاظمة فتزوجت رجلًا من قبيلة تُدعى الخرامزة وكانت منازل هؤلاء في أعالي الجراحي، وكانت الحميد من جناة الإبل ويكارون بها إلى نواحي الإقليم ومدنه، وصدفة كان عبور القافلة بالقرب من الدار التي كانت تقيم فيها تلك المرأة، وكانت تطرد من الدار بين ساعة وأخرى. وكان إخوة زوجها كثيرًا ما يؤذونها، ولما لم يكن حام لها في تلك الديار لم يكن لها كذلك أي قدر ومنزلة عند كبار القبيلة وصغارها إلى جانب زوجها المتعنت. وكانت المسكينة تذهب إلى الخارج باكية حزينة تشكوأمرها وحظها الرديء ثم تعود إلى دارها تجر أذيال الخيبة. وكانت أهالي القرى المجاورة تردد ظلم هؤلاء لهذه المسكينة. وكان رئيس قافلة الحميد قد سمع من قبل قصتها، وقبل وصول القافلة في ذلك اليوم كان عابر سبيل قد روى قصة هذه المرأة لقائد القافلة الشهم مما أثار عواطفه نحوها، لذلك وعند وصول القافلة كانت المسكينة جالسة على قارعة الطريق فترجل منها القائد أولا ثم لحق به خمسة من أبناء عمومته فسلموا عليها، وقالوا لها: أنت شمه قالت: نعم. وروت لهم ما يجري لها. قالوا لهاة اذهبي إلى باب دارك، وقفي هناك في الغد ولما نأتي تبصري فينا ثم اصرخي ونادي إخوتي، وهذا هو المطلوب منك. وفعلا صار الغد وفعلت شمه مثل ما أرادوا. وفزع أهل القرية ليروا إخوة شمه وقد شاهدوهم فرسانًا أقوياء عليهم آثار العز، ثم هرع لاستقبالهم رئيس القرية، ولكن إخوة شمه رفضوا الدعوة وأصروا على العودة نظرا لما لاقوه في أختهم، وبذلك علا شأن شمه يين قبيلة زوجها بعد ذلك الذل كله. أما الحميد فقد عرفوا بإخوة شمه، ومن أقوالهم في هذا الموضوع ما يلي:
قوموا يا عمامي كلكم بهمه
…
المندوبين كلكم وبين أخو شمه
هَلا بريس العشيرة الكل حمل زمه
…
وللتضلع دوم بداريها ا هـ
وهذه الشهامة في بني خالد قد ذكرها صاحب (لمع الشهاب)
(1)
في قوله: (أما بنو خالد، فهم قوم كرام، أهل شيمة ومجد).
ومن عادات بني خالد السير مع الضيف من خروجه من بيوتهم إلى أن يركب راحلته ويسير عليها.
أما نساء بني خالد فهن حفيدات المخزوميات اللاتي يقول عنهن العرب: "المخزوميات" رياحين العرب
(2)
.
ولعدد منهن عقول وافرة، وآراء صائبة، وتدبير حسن، ومن نماذجهن في ذلك: فاطمة بنت الوليد بن المغيرة المخزومي أخت خالد بن الوليد. أسلمت يوم الفتح، وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم وهي زوج ابن عمها الحرث بن هشام بن المغيرة المخزومي. وقد ولدت للحرث بن هشام عبد الرحمن وأم حكيم. وقد خرجت مع زوجها الحرث إلى الشام. وقد استشارها أخوها خالد في بعض أموره وذلك لوفرة عقلها، وحسن تدبيرها، ولما مات عنها زوجها الحرث عادت إلى المدينة. وروي لها عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث رواها عنها بعض الصحابة
(3)
.
(انتهى نقل نصوص كتاب الاختيارات الزبنية من تراجم ذرية خالد ابن الوليد المخزومية للدكتور عبد الله محمد الزبن الخالدي).
(1)
لمع الشهاب ص 66.
(2)
عبقرية خالد لعباس العقاد ص 159.
(3)
الدر المنثور في طبقات الخدور للأديبة: زينب بنت يوسف فواز العاملي - الطبعة الثانية.
العُجمَان
نسب العجمان
(1)
:
العجمان ينتسبون إلى مذكر بن يام بن يصبأ بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن حبران بن نوف بن همدان بن زيد بن مالك بن أوسلة بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
الجد الأعلى: يام يتفرع منه:
* قبائل مذكر.
* قبائل مواجد.
* قبائل جشم.
* وقبائل مذكر تتفرع إلى:
* قبائل آل فاطمة.
* قبائل أبا العز.
* قبائل آل هشام.
* قبائل العجمان.
ومن قبائل العجمان آل حثلين، ونسب آل حثلين كما يلي:
أولاد مرزوق، آل حدجة، آل نشوان، آل مساوي، آل علي بن مساوي، آل معيض، آل راشد، آل ناجعة، آل حمد، آل حثلين
(2)
.
(1)
عن كتاب راكان بن حثلين -إعداد يحيى محمد الربيعان- طبع في دولة الكويت عام 1995 م.
(2)
شجرة قبائل يام والمقاومة - تصميم وتنفيذ مهدي بن مسفر بن مانع آل مطلق اليامي، وقد استقيت هذا المرجع من الدكتور مرسل فالح العجمي.
وعُرف العجمان بشدة البأس والشجاعة، وهم أيضًا ذو عصبية يندر مثلها في القبائل
(1)
.
وتصل قبيلة العجمان صلات قربى "بآل مُرَّة"، وهم يتزاوجون مع بني يام، وأعلى شيوخهم مقامًا هم "الهذلان" ويقول السيد هـ. ر. ب. ديكسون
(2)
.
أخبرني الشيخ أحمد الجابر الصباح رحمه الله في سنة 1932 م أن العجمان يتكلمون أصفى لغة عربية بين قبائل الجزيرة العربية، وربما كان كلامهم ولفظهم شبيهان بما كان يتكلمه عرب الجزيرة قبل الإسلام، وقال: ان العجمان يستعملون معاييرًا وألفاظا تختلف تمامًا عن تلك التي تستعملها القبائل في أماكن أخرى، واشتهرت لهجة العجمان بالفصاحة وتميزت عن لهجة الحضر والبدو المقيمين في الكويت، فقد اشتملت لهجتهم علي خصائص صوتية كانت شائعة في اللهجات العربية القديمة، ثم أخذت في الانقراض، وللمزيد في التعرف على لهجة العجمان، يمكن الرجوع إلى كتاب "لهجة العجمان في الكويت دراسة لغوية" للسيدة شريفة المعتوق، الطبعة الأولى 1986 م - قطر.
أصل تسميَة العُجمان
هناك آراء كثيرة اختلفت على أصل تسمية العجمان، منها ما ذكرته مؤلفة كتاب "لهجة العجمان في الكويت" بأنها أجرت مقابلة مباشرة مع العلامة السعودي الشيخ حمد الجاسر فذكر لها:
من عادة الحرب أنه يغربوا في الأسماء، وأن يستعملوا أسماء كانت تطلق على بعض القبائل أو بعض الأمم البعيدة عنهم؛ لانبهارهم بهم وبقوتهم، من شجاعة وصلابة بأس فيتسمَّون بهم، أمثال تركي، ورومي، وهذه طريقة متبعة منذ القدم، حتى في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، فعجمي السعدون من مشاهير العرب. ورأي آخر يقول:
إن سبب التسمية شراسة هذه القبيلة.
(1)
تاريخ الكويت السياسي ج 1 - حسين خلف الشيخ خزعل - ص 121.
(2)
الكويت وجاراتها - هـ. ر. ب. ديكسون ص 73.
أما الرأي الثالث فيقول:
لُقِّبوا بالعجمان نسبة إلى أحد أجدادهم الذي كان في لسانه عجمة "لثغة"، وقد أطلق عليه اسم عجيم فنسبوا إليه، وواحدهم عجمي، والجمع عجمان. وهذا الرأي هو الأصوب، وعليه موافقة أبناء القبيلة أنفسهم، ويؤكد لنا صحة هذا الرأي أيضًا، حسين الشيخ خزعل في كتابه "تاريخ الكويت السياسي" فيقول:
لُقِّبوا بالعجمان نسبة إلى أحد أجداهم الذي كان لا يجيد الكلام، وقد أطلق عليه اسم "عجمي" فنسبوا إليه.
والعجمان ينتمون إلى المذهب السني، ولهم شهرة عظيمة بالكرم والصدق، وهم من الأشراف، وكانوا أصحاب نفوذ في المنطقة الشرقية "الإحساء"، ويرأس العجمان ابن حثلين، وهو بيت نبيل وأصيل.
قال أبو عبد الرحمن الظاهري: المتفق عليه أن العجمان من ذرية مذكر بن يام
(1)
، وأن نسب العجمان إلى يام واقع مؤكد ومعروف بين كل القبائل، كما سيمر ذكر ذلك في شعر راكان وخصومه.
وأن راكان بن حثلين انتسب إلى الجد الأدنى عندما قال:
قال المعيظي بالضحى يبدع القاف
…
في دار سمحين الوجيه الكرام
إن مؤرخي نجد نصَّوا في كتاباتهم على ذلك، وأكدوا صلة القربى، بنجدة قبيلة يام لهم من نجران ست 1178 هـ
(2)
، فأصبحت نجران ملاذًا للعجمان في كثير من محنهم، فهذا عبلان العجمي - معاصر راكان - يبعث ابنه سعدًا يستنجد بيام من نجران في معاركهم فيقول في قصيدة طويلة نذكر هنا مطلعها:
لا ياسعد دنوا معاويد ضْمَّر
…
عيرات من حدب الظهور النجايب
ويقال للعجمان: أولاد مرزوق بن علي المُلقَّب "بعجيم" لآفة في لسانه، ومن ذريته مسعود بن علي بن مرزوق بن هشام: آل ضاعن، وآل مِصَّرَا، وآل شامر.
(1)
،
(2)
الحجمان وزعيمهم راكان بن حثلين -. أبو عبد الرحمن بن عقل الظاهري ص 11 - 18 الرياض.
أما آل حثلين فهم من آل ناجعة من آل معيض بن علي بن مساوي كما تقدم. وكثيرًا ما تستخدم كلمة آل مرزوق، والمرازيق مرادفة لكلمة العجمان، ويؤكد هذا الاستخدام إشارة بعض شعراء العجمان إلى المرازيق، بمعنى العجمان، كما جاء في بيت نغيمش بن هادي الشولاني العجمي، حيث قال:
وربعي مرازيق دواكل عايل
…
هرج صحيح واشح وكاد
وأيضا ما قاله: جريس بن جلبان العجمي:
زهمت أولاد مرزوق بصوت ولبَّوا لي بني عم عصاة
وكذلك: ليل المتلقم من مشايخ العجمان:
مهبول ياللِّي للمرازيق حَرَّاب
…
في الموقف الكايد على الموت
وقال: هادي المسيحير:
قال ابن مرزوق الذي له حصان
…
من خيل نجد طيبات عموقة
وقال: راكان بن حثلين:
ربعي عنى مرزوق بالعسر واللبن
…
لطَّامة لِلِّي عليهم يَزُومُ
وقال: فلاح بن راكان:
يوم أقبلت مثل القنوف المهلة
…
لا زعزعوا مرزوق ياتنه رياع
وقال عبلان:
في ضف مردين الحفيف المرازيق
…
كم من حفيف قد مشوا في دماره
وقال علي الحفيف:
أولاد مرزوق هَل المدح والثنا
…
يصالون ضو الحرب يوم التهابها
لمحة تاريخية عن العُجمَان ونسبهم وبطونهم وفرسانهم وهجرَهم
ذكر الشيخ أبو عبد الرحمن الظاهري عن العجمان قائلًا
(1)
:
قال شيخي حمد الجاسر عن قبيلة العُجمان:
واحدهم عَجمي، قبيلة كانت بلادها قديمًا جنوب الجزيرة، في منطقة نجران، وهي من قبيلة يام التي لا تزال مستقرة هناك، على أشهر الأقوال
(2)
.
وانتقالها من بلادها القديمة إلى وسط الجزيرة وشرقها في آخر القرن الثاني عشر الهجري، وكانت قبل ذلك تقوم بغارات في وسط الجزيرة، من أقدم ما عُرف منها وقعة قذلة -الموضع الواقع في العرض - سنة 1177 هـ، حيث قُتل من العجمان نحو خمسين رجلًا، وأسر نحو مئتين وثلاثين، وبسببها سار أهل نجران لغزو الرياض، فحدثت وقعة الحاير المعروفة سنة 1178 هـ.
أما استيطانهم فقد أوضح ابن عيسى زمنه، فقال في ذكر حوادث سنة 1276 هـ.
وفي هذه السنة، أظهرت بادية العجمان العصيان والمحاربة للمسلمين، وهم من همدان من قحطان ينتسبون إلى مذكر بن يام بن أصبا
(3)
بن دافع بن مالك بن جشم بن خيران بن نوف بن همدان، كما هو معروف في كتب الأنساب، وكانت مساكنهم فيما مضى عند قبائلهم في نجران، ثم ساروا إلى نجد، ولم يكن لهم ذلك الوقت قوة يمتنعون بها، فكانوا يحالفون العربان، وينزلون معهم، ولما كان في أيام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود -رحمه الله تعالى- صار رؤساؤهم يحضرون عنده. ويتملقون عنده بالكلام، وكانت لهم ألسن حداد، فبذل فيهم
(1)
انظر كتاب العجمان وزعيمهم راكان بن حثلين - الطبعة الثانية 1996 م،
(2)
وفي جبال اليمن الجنوبية قبيلة تدعى العجمان، نسبها صاحب "طرفة الأصحاب" إلى مَذْحِج القبيلة التي تعرف الآن باسم (قحطان) التي تحل البلاد المعروفة بها شرقي بلاد عسير، حمد الجاسر.
(3)
الأرجح ضبطها بالألف المقصورة هكذا (أصبى) لأن الاشتقاق من الصبى، انظر "الاشتقاق" لابن دريد 423 هـ. ابن عقيل. (ولكن قواعد الإملاء وضحت وسيلة لصيانة اللسان عن الخطأ في النطق، فهي وسيلة لا غاية، ومن العلماء المتقدمين من يرى كتابة الكلمة كما تنطق - حمد).
الإحسان. وجمعهم على رئيسهم فلاح بن حثلين، وبذل فيهم العطاء، وأنزلهم ديرة بني خالد، فصار لهم بعد ذلك شوكة عظيمة، وعظم أمرهم، ولما تولي الإمام فيصل -رحمه الله تعالى - عاملهم بالإحسان، انتهى.
إذن فاستقرارهم في شرق الجزيرة كان في عهد الإمام تركي (بين سنتي 1235 و 1248)
(1)
وقد استقروا شمال الإحساء وغربه، ولهم تاريخ طويل محزن، حتى أنعم الله على هذه البلاد بنعمة الأمن والاستقرار منذ عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله فعاشوا في بلادهم مع إخوانهم متآخين متحابين، ولهم هجر كثيرة ذكرت في "المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية" قسم "المنطقة الشرقية" من أشهرها: الصرار، وحنيذ، وعريعرة وغيرها، ولكن ذكرها ليس من شرط هذا الكتاب، لكونها حديثة العمران، حين استقر بها العجمان.
والأسر المتحضرة من قبيلة العجمان قليلة، بل قد تكون أسرة واحدة في مدينة الرس في القصيم.
وتحضر هذه الأسرة قبل صلة قبيلة العجمان بهذه البلاد بزمن طويل.
فقد ذكر الشيخ إبراهيم بن ضويان رحمه الله وهو من أهل الرس - أن محمدًا المُلقَّب أبا الحصين من قبيلة العجمان اشترى الرس من آل صقية بعد أن أحيوه وعمروه في منتصف القرن العاشر، فاشتراه في حدود سنة 970 هـ وانتقل إليه بأولاده من عنيزة وعمروه، ويُعرفون بآل حصنان.
ومنهم الشيخ قرناس بن عبد الرحمن بن قرناس بن حمد بن علي بن محمد من آل حصنان.
ومنهم آل عساف أبواء الرس يجتمعون مع آل قرناس في محمد وآل رشيد -بفتح الراء - ومنهم علماء يجتمعون مع الشيخ قرناس في علي بن محمد.
(1)
سيأتي ترجيح أن ذلك بين سنتي 1245 - 1248 هـ أبو عبد الرحمن.
وهناك في الرس أُسَر كثيرة ينتمون إلى أبي الحصين ثم إلى آل محفوظ ثم إلى العجمان
(1)
.
وقول الجمهور الراجح أن العجمان من ذرية:
يام بن أصبا بن دافع بن مالك بن جشم بن خيران بن نوف بن همدان من ذرية زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب.
وعند ابن حزم:
يام بن أصبا بن دافع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان.
ويُقال للعجمان: أولاد مرزوق.
وفي منتخب ابن مغيرة ما ملخصه:
العجمان أولاد مرزوق بن علي -الملقَّب بعجيم لآفة في لسان- ابن هشام. من ذريته: معيظ بن علي بن مساوي بن نشوان بن مرزوق.
(1)
جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد 2/ 571 - 573 وعن العجمان ويام انظر المصادر التالية:
"الإيناس" للوزير المغربي ص 277، و"جمهرة أنساب العرب" لابن حزم ص 394 و 475، وأحال محققه إلى المقتضب لياقوت 226 مصورة دار الكتب المصرية.
و"الإكليل" 10/ 68 - 74.
و"نهاية الأرب" للقلقشندي ص 406 و "المنتخب" للمغيري ص 220، 221، و"تاريخ نجد" للألوسي ص 92، وتتمة ابن سحمان ص 135، والبادية للراوي ص 103، ومعجم قبائل العرب لكحالة 2/ 758 - 759 و 3/ 1259 - 1260 ومن مصادره "قلب جزيرة العرب" لفؤاد حمزة، و"جزيرة العرب" لحافظ وهبة، والرحلة اليمانية للبركاني، وتاريخ نجد للريحاني، وتاريخ سينا لنعوم شقير، وملوك العرب للريحاني، وتاريخ ابن خلدون، وصفة جزيرة العرب للهمداني، والأنساب للسمعاني، وتاج العروس للزبيدي.
وتحفة المستفيد في تاريخ الإحساء 1/ 213، وزهر الأدب للحقيل ص 68 - 70، وقد استوفى أسرهم المتحضرة في نجد ص 130، قال أبو عبد الرحمن: وينتسب إلى العجمان آل نافع أهل شقراء كما سمعت من عميدهم الشيخ يوسف ومن عدد من الناس، (المعروف أن آل نافع هؤلاء ينسبون إلى تميم في قصة حدثني بها الشاعر الأخ عبد الله بن صقيه حمد).
وكنز الأنساب للحقيل ص 117 - 120، وص 183، 184، وعلماء نجد لابن بسام 2/ 375 و 454، 3/ 764، و 825، 926، وروضة الناظرين للقاضي 1/ 179، 2/ 152 و 318، ومعجم قبائل المملكة لحمد الجاسر 2/ 513 و 895 - ومجلة العرب س 2 ص 954 - 958 وس 7 ص 678، 679، ودليل الخليج 1/ 74 - 77.
يتفرع عنه آل نابجعة وآل سفران من آل راشد بن معيظ.
وآل صالح بن معيظ، وآل لزيز بن معيظ، وآل حمد بن ربيعة بن معيظ، وآل سلبة بن معيظ.
ومن أولاد علي بن مساوي آل حبيش.
ومن أولاد مساوي بن نشوان آل سليمان.
ومن أولاد نشوان بن مرزوق آل هتلان وآل محفوظ.
ومن ذرية مسعود بن مرزوق بن علي بن هشام: آل ضاعن، وآل مصرع،
وآل شامر.
وعلى هذا فآل حثلين من آل ناجعة من آل معيظ بن علي.
ويؤكد أن آل مرزوق بمرادف العجمان ما ورد في الشعر العامي من استعمال المرازيق بمعنى العجمان.
قال نغيمش بن هادي الشولاني العجمي - وهو من المتأخرين:
وربعي مرازيق دوا كل عايل
…
هرج صحيح واضح وكاد
وقال جريس بن جلبان العجمي:
زهمت أولاد مرزوق بصوت
…
ولبوا لي بني عنم عصاة
وقال ليل المتلقم من مشايخ العجمان:
مهبول يا اللِّي للمرازيق حراب
…
في الموقف الكايد على الموت جسرين
وقال هادي المسيحير:
قال ابن مرزوق الذي له حصان
…
من خيل نجد طيبات عموقه
وقال راكان:
ربعي ضني مرزوق بالعسر واللين
…
لطامة للِّي عليهم يزوم
وقال فلاح بن راكان:
يوم أقبلت مثل القنوف المهلة
…
لا زعزعوا مرزوق ياتنه رياع
وقال عبلان:
في ضف مردين الحفيف المرازيق
…
كم من حفيف قد مشوا في دماره
وقال:
ابن مرزوق هل المدح والثنا
…
يصالون ضو الحرب يوم التهابها
وقال:
قال ابن مرزوق الذي بات ساهر
…
على النار يلحق ما جذا من وقودها
وسياق المغيري يدل على أن العُجمان من مُرَّة بن يام.
قال أبو عبد الرحمن: المتفق عليه أنهم من ذرية مذكر بن يام
(1)
.
قال سام بن حوشان العجمي من آل سليمان:
ولعل جد حط مذكر ضنينه
…
تكتب له الجنة مع الأبرار
قال أبو عبد الرحمن: ومن هجس بخاطره أن العُجمان من بقايا عبد القيس فقد أبعد النجعة لعدة أمور:
أولها: أن نزول العجمان في بلاد عبد القيس طارئ جدًّا في عهد الإمام تركي بن عبد الله.
وثانيها: أن في الأسر المتحضرة أفرادًا من قدماء علماء نجد سجلوا نسبتهم إلى العجمان من يام بالتواتر.
وثالثها: أن نسبة العجمان إلى يام مستفيضة بين القبائل كما سيمر في شعر راكان وخصومه.
بل إن راكان انتسب إلى الجد الأدنى عندما قال:
قال المعيظي بالضحى يبدع القاف
…
في دار سمحين الوجيه الكرام
ورابعها: أن مؤرخي نجد نصَّوا على ذلك وصحت وشيجة القربى بنجدة قبيلة يام لهم من نجران سنة 1178 هـ.
(1)
تحفة المستفيد 2/ 158 عن تاريخ ابن عيسى و "تذكرة أولي النهى" 2/ 187، وهذا هو المستفيض.
وأصبحت نجران ملاذ العجمان في كثير من محنهم، فهذا عبلان العجمي -معاصر راكان - يبعث ابنه سعدا يستنجد بيام من نجران في حروبهم فيقول:
لا يا سعد دنوا معاويد ضمر
…
عيرات من حدب الظهور النجايب
سود المدامع من عمان منتبة
…
ما وقفت في كل سوق جلايب
كنها مع الفرجة ليَّا روَّحَت بكم
…
سفن مع الغبة قفتها هبايب
وإلا كما ريم مع الجو هرب
…
قد حققت شوف العرب بالحبايب
من فوقها اللِّي ما يهيبون فرجة
…
فهود الزراج وبايقين الزرايب
مصاقيل جم معاويد غربة
…
مناعير لاشبت الضوى لهايب
نص الركايب غلمة زايدية
…
يا نعم من تلفي عليه الركايب
هشين بشين على العسر والقسا
…
وفرسان لاشبت ضوي الحرايب
ومن كان مضيوم فزَبن بجالهم
…
حتى تقطع منه كل الطلايب
وأيضًا الركايب نصها صلب جدنا
…
وسلم على الشبان مع كل شايب
يامية يشكى الملايل حريبهم
…
إلا وسم سيوفهم له سبايب
إن سايلوا عَنَّا فنطلب حضورهم
…
لعزيمة يدعى لها كل غايب
على مزاغيف ومطارق القنا
…
ومن فوق زلبات مناها الهذايب
ويا ما غدا في دقلنا من شمرة
…
منها عشا طير ومنها جنايب
ويا ما غدا في دقلنا من مجرب
…
زيزوم سلقان يخسر القرايب
وجموعنا لا دبرت لزم تنثني
…
مثل السباع اللِّي عشاها نهايب
هواشم نسل الشريف المعرب
…
ما حن بهافين المناسب ضرايب
وأمراء يام في نجران المكارمة يُقال إنهم أشراف، ولهذا وصفهم عبلان بالهواشم، ومثله سالم بن حوشان قال يفخر بأهل نجران:
مقدم بني هاشم هل المدح والثنا
…
نسل شريف مطوعين الاشرار
(1)
وخامسها: أن شيخنا حمد الجاسر نقل عن ابن رسول في (طرفة الأصحاب) قبيل القرن الثامن وجود قبيلة تُدعى العجمان تُنسب إلى مَذحِج.
قال أبو عبد الرحمن: الراجح أن هذه نسبة حلف قديمة، فقد ذكر الإمام ابن حزم حلفا بين يام وجنب التي شملت بعض مَذحِج
(2)
.
أما مساكن العجمان فإنني في مجاهل الجزيرة أحير من ضب، ولولا معجم الجزيرة لأضربت صفحًا عن المواضع ولهذا فسأستأنس بالأجزاء الثلاثة التي أصدرها الشيخ حمد الجاسر عن المنطقة الشرقية، وسيظل تمام بحثي عن مواطن العجمان مرهونًا بانتهاء المعجم.
فمن مواطنهم على العموم الدهناء والضمان والجوف وشمال الإحساء والعقير، وقد نقل الزركلي عن مذكرات خالد الفرج أنهم استبدوا بالأحساء
(3)
.
وقد فهم شيخنا حمد الجاسر من قول ابن هادي:
يا ذا البَهَم بالعون تباري الجهامة
…
حتى تجي من بين صفوى والأوجام
أنه يهدد العجمان بدفعهم نحو البحر
(4)
.
قال أبو عبد الرحمن: يكون هذا الفهم صحيحًا لوأن المراد بهم العجمان، ولكن المراد بهم قحطان، والمعنى أنه سيرعى بلادهم فتكون قحطان بين صفوى والأوجام.
(1)
ديوان ابن فردوس ص 265، 266، وبمثل هذا توهم بعض العجمان أنهم من الأشراف، وقد حكى صاحب "دليل الخليج" انتساب بعض العجمان إلى الأشراف (ولكن المكارمة من حِمير، ثم من قحطان، على ما هو معروف لدى مؤرخي اليمن - ح). ولكن هناك قول أنهم من الأشراف ذكره صاحب "لمع الشهاب"، فهم متمسكون بهذا القول، وإن كان ضعيفا. ابن عقيل.
(2)
انظر جمهرة أنساب العرب ص 414.
(3)
شبه الجزيرة 1/ 302 و"تحفة المستفيد" 1/ 214 و"تذكرة أولي النهى" 2/ 221.
(4)
"المنطقة الشرقية" 1/ 186.
ومن المراعي التي يرتادونها الحد الشمالي للجافورة
(1)
ويمنعهم عن بقيتها بنو مُرّة.
ولعلَّ الماءة المعروفة بعقلة راكان منسوبة إلى راكان بن حثلين.
وفي صحراء الجافورة هلكت فرس راكان ورثاها بقصيدته التي مطلعها:
البدو يا خالد نووا بالمحال
…
وإنا ثمر قلبي قعد بالجوافير
ومناهل الطف الواقعة غرب وادي المياه (الستار قديمًا).
وحنيذ قرية في منطقة وادي المياه يسكنها الآن العُجمان.
وقرية الصرَّار وهي هجرة لهم الآن لآل حثلين.
والصلب الذي تغني به راكان أطال الكلام عنه شيخنا حمد، وذكر ميزته بكثرة الآكام والتلاع والرياض والدحال والخباري والمناهل.
وهكذا أطال عن الصمَّان، وقال:
ويضرب العرب خيامهم في الصمَّان، ومعظمهم تقريبًا من قبيلة مُطَيْر والعُجمان نحو الجنوب، وأحيانًا يكونون متجاورين، وقد يزور المنطقة قبائل بني خالد وقحطان وسُبيع.
وذكر قرية الصمَّان هجرة لآل صالح من العُجمان بمنطقة نطاع.
وعريعرة هجرة منصور بن جمعة العجمي.
ومن مياه العُجمان دليماء جنوب قرية حنيذ
(2)
، ومن هجرهم أم ربيعَةَ
(3)
.
وغنوا هجرة آل سليمان شرق الصرار
(4)
.
أميرهم ابن عصيدان شيخ آل جابر بن سليمان.
(1)
المصدر السابق 1/ 356 - 363.
(2)
"المنطقة الشرقية" 2/ 697 و"تحفة المستفيد" 1/ 216.
(3)
"المنطقة الشرقية" 11/ 170.
(4)
"المنطقة الشرقية" 3/ 1270.
قال قويفل من الهتلان:
يا ضيف يا جيعان خلك وغنوا
…
لانزلوا فيها سهوم المنايل
ومن موارد العُجمان رضا
(1)
.
وللشيخ سليمان بن سحمان في تتمته لتاريخ الآلوسي تفصيلات أكثر، ولعلي أتفرغ لاستقصاء مساكنهم في وقت لاحق.
وفي تحقيقي لشعر راكان ربما اضطررت إلى تحديد أدق من خلال أجزاء المعجم الجغرافي.
وفي تعميمات كتب الأنساب يذكرون أن العُجمان نزلوا في نقرة بني خالد، وأن حدود بلادهم من الطف إلى العقير حتى الصمَّان، ويتوغلون في الشتاء حتى الزلفي والقصيم والخرج.
أما في نجد قبل استقرارهم في النقرة فقد تحضر منهم أسر في الرس، وفي الصوح نخيلات لآل جوفان من الهتلال من العُجمان، وفي ماءة السعودية ثلاثة آبار لآل وبير من العُجمان:
وفي شمال أفقرى بينها وبين أكمة صغيرة تسمى ضليع العُجمان قيل عن سبب هذه التسمية أنهم ألجئوا إلى هذا الجبيل في إحدى غزواتهم وحيل بينهم وبين اللياذ بجبلة.
استفدت كل ذلك من "معجم اليمامة" و "المجاز" لابن خميس و "عالية نجد" لابن جنيدل.
وشدة بأس العُجمان مع قلتهم ظاهرة أشاد بها الدارسون والمؤرخون.
قال الأستاذ فهد المارك رحمه الله عن مبارك الصباح وأتباعه في وقعة الطرفية عام 1318 هـ: وابن حثلين، وابن منيخر، ومعهما رجال قبيلتهما العُجمان الذين وإن كانوا من أقلّ قبائل نجد عددًا، إلَّا أنهم من أشد القبائل بأسًا، وأسرعهم نجدة، وأوفرهم بطولة، وأكثرهم حمية وتكاتفًا فيما بينهم.
(1)
"المنطقة الشرقية" 2/ 755.
قال المارك: قلت للأمير سلمان بن عبد العزيز: لو أن عدد قبيلة العُجمان كعدد بعض القبائل لأصبحت السيادة لهم على قبائل الجزيرة بكاملها نظرًا لتكاتفهم فيما بينهم بشجاعتهم، فقال: إن قلتهم هذه هي التي دفعتهم إلى ما تراه من شجاعتهم وتكاتفهم، فأعجبت بجواب سلمان الذي دائما أسمع منه جوابًا منطقيًّا ومقنعًا، فما هذا الشبل إلَّا من ذاك الأسد!
(1)
.
وقد قدر الراوي بيوتهم ب 3200 بيتًا، ولا أعلم مدى صحة مثل هذه التقديرات.
وجاء في كتاب (لمع الشهاب) الذي فرغ مؤلفه منه في 1233 هـ أن العُجمان منذ مائة سنة حلوا نجد يمشون في أي موضع شاءوا منها لقوتهم وشجاعتهم، وأن عددهم خمسة آلاف رجل
(2)
.
إذن حلولهم في نجد قبل وقعة نذلة بأربعين سنة ونيفًا تقريبًا إذا صح قول صاحب (لمع الشهاب).
وقال محمد آل عبد القادر: كانت مساكنهم نجران، وفي نجران بقايا منهم حتى الآن، ورحلوا إلى جهات الإحساء في آخر القرن الثاني عشر، والدليل على ذلك إنا لَمْ نجد ذكرا في الوقائع الدائرة بين بني خالد وعرب الجزيرة
(3)
.
قال أبو عبد الرَّحمن: نص ابن عيسى على أنَّ الإمام تركي أسكنهم الشرقية.
وعهد تركي آخر النصف الأول من القرن الثالث عشر؛ أي فيما بين سنتي 1235 هـ و 1248 هـ.
فلعل الإمام تركي أنزلهم بعد تعلقهم بهذه المنطقة مغالبة.
قال الشيخ حمد الجاسر: ومن القبائل التي لا تزال تتمسك بالمميزات القَبَلية القديمة، من سكان هذه البلاد آل مُرَّة والعُجمان، وعند ضعف قبيلة بني خالد
(1)
"من شيم الملك عبد العزيز" 1/ 229.
(2)
"لمع الشهاب" ص 65.
(3)
"تحفة المستفيد" 2/ 213.
انساح إلى هذه البلاد، من جنوب الجزيرة بطنان من قبيلة يام من همدان من قحطان، هما آل مُرّة والعُجمان، فأراحوا سكانها من البادية، إلَّا من رضخ
(1)
لسيطرتهم وانتشروا فيها، فحلت قبيلة العُجمان في وسطها في أريافها ونزلت قبيلة آل مُرّة ناحيتها الجنوبية في أطراف الرمال وفيما بين الإحساء وشبه جزيرة قطر
(2)
.
وفي عبارة ابن عيسى عن العُجمان قوله: (وكانت لهم ألسنة حداد) وقد بني على هذه العبارة من جاء بعده الدارسين.
قال محمد آل عبد القادر: ويمتازون بفصاحة اللسان وحلاوة المنطق، وسرعة الجواب، والحمية والعصبية، والفروسية والشجاعة، ويبدلون كاف الخطاب شينًا
(3)
.
قال أبو عبد الرَّحمن: هذه لهجة أهل اليمن هذا اليوم في البادية بالذات
(4)
.
وقال الأستاذ سعود بن غانم
(5)
بن جمران عن جماعته العُجمان:
هم أبناء مرزوق بن علي المُلقَّب بـ (عجيم) بسبب لثغة (عجمة)
(6)
في لسانه، وقد غَلَب لقب عجيم على اسم علي هذا وجمعهم (عجمان) وواحدهم (عجمي) وهم بطن من يام من همدان من قحطان بن هود عليه السلام، ونسبهم هو: علي (عجيم) بن هشام من ولد الغز بن مذكر بن يام بن أصبا بن دافع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بين حبران بن نوف بن همدان بن زيد بن مالك بن أوسلة بن ربيعَةَ بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود عليه السلام.
(1)
لَمْ تستعمل رضخ بمعنى انقاد، وإنما وردت بمعنى القسمة والكسر، واستعمالها بمعنى انقاد من أخطاء الكتاب الشائعة، ابن عُقيل.
(2)
"المنطقة الشرقية" 1/ 58.
(3)
"تحفة المستفيد" 1/ 213، 214.
(4)
وهي لهجة قدية تعرف بالكشكشة - ح.
(5)
من الباحثين المشهورين في دولة الكويت وله عدة كتب صادرة من تأليفه أو تحقيقه.
(6)
لم أجد هذه الإشارة عند غير ابن متغيرة، ابن عُقيل.
كانت مساكنهم مع أبناء عمومتهم يام في نجران ثم زحفوا إلى نجد في حدود عام 1130 هـ هم وإخوانهم آل مُرَّة بن جشم بن يام، ثم اشتعلت الحرب بينهم وبين الأميرين محمد وماجد آل عريعر في معركة الرضيمة عام 1238 هـ وهزموها وبسطوا يدهم على الإحساء منذ ذلك التاريخ.
أما أبناء شقيقه وبير بن علي - عجيم - بن هشام بن الغز بن مذكور بن يام فعددهم قليل جدًّا قيل لا يتجاوز عشرين رجلًا، وقد تخلفوا في العارض إلى هذا اليوم، أما (وعيل) بن هشام شقيق عجيم فقد تكاثر نسله وتخلفوا في نجران وجنوب العارض إلى هذا اليوم (ويسمون) آل وعيل، وشقيقهم الثالث (غصن) ابن هشام ذريته في جبل الريث غرب مدينة أبها كما حدثني بعض النّاس، والعُجمان حنبليون على مذهب الإمام أحمد بن حنبل طيَّب الله ثراه.
وذكرهم صاحب لمع الشهاب في ص 65 طبعة بيروت تحقيق الدكتور أحمد مصطفى أبو حاكمة المؤلف عام 1233 هـ بقوله:
وأما العُجمان، فهم في الأصل من طوايف اليمن، ولكنهم منذ مائة سنة أحلوا نجدا يمشون في أي مواضع شاءوا منها، لقوتهم وشجاعتهم، خمسة آلاف رجل، وهم يرجعون نسبًا من يام بداة نجران، ويرجع أصلًا، إلى قحطان أيضًا. (انتهى).
ووصفهم المؤرخ أمين الريحاني في كتابه تاريخ نجد بأنهم ألمان العرب.
وقال عنهم النسَّابة الأستاذ سمير عبد الرزَّاق القطب في كتابه أنساب العرب ص 235: العُجمان، إنهم قوم ذوو بأس وشدة، وفيهم من الشِّيمَ الفاضلة والمزايا الحسنة ما يجعلك تعي على أنَّهم صفوة ممتازة وأناس بررة، وأعراب أصيلو الأصول، وطاهرو المنبت، مصلحون عاملون الخير والإنسانية، وصفاتهم تدل عليهم من محاسنهم وسيرتهم في هذه الحياة، وهم بعاداتهم دوما يسعون للعمل المجدي الذي ينفعهم في دنياهم وآخرتهم، واعين مجدين لراحة البال والضمير، فيهم طيبة واستقامة. وذوو نفوس رضية، يؤهلون بالضيف، ويكرمون كل عابر
سبيل إن قصدهم والتجأ إليهم. وهو بأفعالهم وتصرفاتهم، وما يصدر عنهم محبب إلى النفس، والنفس منجذبة إليه؛ لأنه يصدر عن إخلاص في نضارة وعن كرم في طهارة، وهم ربيع أمتهم وقوتها العاملة وأصلها الصادق، يصبرون على المكاره ويثبتون للخطوب.
وهم قبيلة من أشد العرب بأسًا وأقواها في الحرب مراسًا.
ومن العُجمان المتحضرين في نجد: آل عساف أمراء مقاطعة الرس منذ القديم، منهم الشيخ حسين بن عساف أمير الرس في الوقت الحاضر، ووكل الإمارة منصور بن عساف، وهم أهل كرم ونبل ونجدة، ومن أسرهم المتحضرة أيضًا: آل عذل، وآل رشيد، وآل قرناس: منهم الشيخ فرناس بن عبد الرَّحمن المتوفي في الرس سنة 1262 هـ وآل رميح، وآل عفيسان، وآل العواجي: منهم معالي الدكتور إبراهيم العواجي وكيل وزارة الداخلية السعودية، ومنهم أيضًا أسرة الدهلاوي كانت لهم إمارة الرس في السابق، ومنهم الغفالا في الرس، وآل شارخ في الرس، وجميع عجمان الرس يقال لهم آل أبا الحصين، وهم من سلالة محمد بن علي بن حاجة العجمي.
ومن العُجمان المتحضرين في نجد: آل علي، وعساف العواجي في بلدة عفيف وآل جوفان في الوسيلة من الوشم وآل غدير في حُريملاء، وهم من مذكر من يام. ومن العُجمان أيضًا الفوية في وادي هرجاب في جنوب بيشة لهم رئاسة في تلك المنطقة.
وقد ذكر الأستاذ أحمد بن سليمان عددًا من أسر العُجمان المتحضرين في مدينة الرياض، وذلك في مقال له نشر بمجلة العرب السعودية عدد/ 3 و 4/ للسنة 15 تموز وآب 1980 ص 195، فقال: إن من أسر العُجمان المتحضرين في مدينة الرياض: آل حاضر، وآل عبيد، وآل غدير، وآل لوبية، وقال: إن أصل هذه الأسر من العُجمان من يام.
ملاحظة:
من آل الغز بن مذكور هؤلاء، ملوك اليمن (صنعاء) في القرنين الخامس والسادس الهجريين أول من تولي المُلك منهم سنة 470 هـ عمران بن الفضل المذكري اليامي وأولاده، ثم حكم الملك حاتم بن الغشيم المغلسي المذكري اليامي سنة 492 هـ وآخر ملوكهم الملك علي بن حاتم بن أحمد بن عمران بن الفضل المذكري اليامي كان ملكًا حتى عام 600 هـ، وقد استمر ملكهم في اليمن مائة وثلاثين سنة في نفس الفترة التي كان أبناء عمهم آل زريع من آل الذيب أبناء جشم ابن يام يملكون من عدن إلى ظفار (لاحظ تاريخ اليمن العمارة اليمني، وكتاب هذه هي اليمن لعبد الله الثور) المحقّق.
وبطون العُجمان هم: (آل ضاعن) بن مسعود بن مرزوق بن علي - عجيم - ابن هشام بن الغزبن مذكر بن يام.
ومن الأمراء الدامر، بيت كريم نبيل، عميدهم الشيخ عبد الله بن فهد الدامر ومقر إمارته جودة وهو صاحب نخوة وشهامة وكرم، وهو خال أنجال جلالة الملك خالد المعظم رحمه الله.
ومنهم أيضًا الأمراء آل جمعة بيت مجد وكرم وعميدهم الشيخ مانع بن جمعة رحمه الله وكان من أقرب خاصة الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله طيلة حياته، وكان مخلصًا وفيا لجلالته، وله أبناء نجباء منهم الشيخ منصور ابن مانع وقراهم عريعرة ومتالع.
وبطن: (آل مصَّرا) بن مسعود بن مرزوق بن علي (عجيم) بن هشام، منهم الشاعر المشهور عبلان بن سعد العجمي، توفي في أواخر القرن الثالث عشر الهجري، ومنهم الفارس الشاعر فهيد الخفيف ومنهم العقيد الشيخ محمد بن سالم بن وذين ومقره الوتان، ومنهم الفارس بصيص الغاوي.
وبطن (آل شامر) بن مسعود بن مرزوق بن علي (عجيم) بن هشام منهم الشيخ الفارس علي بن سريعة، ومنهم الشيخ محمد الفريني ومنهم الشاعر سيف بن غزيل.
وبطن (آل سليمان) بن مساوا بن نشوان بن حدجة بن مرزوق بن علي - عجيم - بن هشام بن الغز بن مذكر بن يام.
ولهم من القرى في وادي العُجمان (الستار سابقًا) غنوا ومشاحين.
وقد برز في هذا البطن العديد من الفرسان المغاوير والعقداء والرؤساء وهم أخوال البطل الشهير راكان بن حثلين، زعيم يام، ولهذا البطن ميزة فاخرة لا يشاركهم فيها أحد وهي إجارة المستجير ذي الجرم العظيم الذي لا يستطيع أحد إجارته لعظم جرمه
(1)
. ولكنه حين يستجيرهم يجد الملجأ الأمين والحماية الشاملة ويدافعون عنه بأرواحهم ودمائهم حتى ولو أدى الأمر إلى فنائهم عن بكرة أبيهم، ولذلك يسمونهم العُجمان (مزبنة المجرم) منهم الأمير الفارس عليَّان بن حشة أعظم عقداء يام في عصره والأمير الفارس هجير بن حشة والأمير الفارس شلاش ابن حجرف وزير الشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت السابق وساعده الأيمن وهو الذي ساعد مبارك في انقلابه ضد أخويه محمد وجراح سنة 1896 م الموافق 1313 هـ وظل شلاش ملازمًا للشيخ مبارك منذ ذلك الحين وكان سيفًا قاطعًا بيده إلى أن تل في معركة الصريف في 4 شوال 1319 هـ الموافق 1910 هـ.
ومنهم أيضًا الأمير الفارس هيف بن حسن بن حجرف أمير بادية الكويت جوَّاد كريم توفي سنة 1964 م وقد بلغ التسعين من عمره.
وبطن: (آل ناجعة) بن راشد بن معيض بن علي بن كدارة بن مساوا بن نشوان بن حدجة بن مرزوق بن علي - عجيم - بن هشام. منهم فارس العرب الذائع الصيت الشيخ راكان بن فلاح بن حثلين، رغيم يام، وأمه دليل آل فهيد من بطن آل سليمان سجنته الدولة العثمانية سنة 1300 هـ وأطلق سراحه سنة 1301 هـ ومدة سجنه سنة وشهِران، وكان سبب إطلاقه عمل بطولي خارق نصر به الدولة العثمانية في حربها مع روسيا وقصته مشهورة وقد توفي سنة 1316 هـ
(2)
. ودفن في جبل أبو غنيمة في الإحساء، وقبره مشهور مزور.
(1)
ليست هذه خصلة خير فقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من آوى محدثا. ابن عُقيل.
(2)
ليس هناك بصحيح بل مات قبل عام 315 هـ وهو تاريخ وفاة محمد بن رشيد كما مر في مرئية ابن خليفة له. ابن عُقيل.
ومنهم الزعيم المعروف ضيدان بن حثلين استشهد سنة 1929 م، والشيخ اليوم ولده راكان بن ضيدان ذو نخوة ونجدة.
وبطن (آل سفران) بن راشد بن معيض: منهم الفارس الشيخ خميس بن بطي بن منصور بن منيخر وتوفي سنة 1919 م، ودُفن في الرافعية غربي مدينة الزبير والموجود اليوم ولده الشيخ عجمي بن خميس بن منيخر وزير جلالة الملك خالد بن عبد العزيز ذو كرم ونجدة.
وبطن (آل هادي) بن معيض: منهم الفارس الشيخ نهار بن ليل وقريتهم الزغين في وادي العُجمان غرب الإحساء، ومنهم الأستاذ خالد المسعود الفهيد وزير التربية في الكويت من عام 64/ 67 وهو قطب نيابي بارز.
وبطن: (آل لزيز) بن معيض.
وبطن: (آل ريمة) بن معيض: منهم الأمير غليفص بن عكشان، من كبار قواد الملك عبد العزيز آل سعود ومن أبطاله المعدودين توفي سنة 1954 م.
وبطن: (آل سلبة) بن معيض، منهم الفارس الشاعر هادي المسيحير.
وبطن: (آل صالح) بن معيض منهم الفارس مناحي بن مجلاد والفارس جرير بن ثويني.
وبطن (آل محفوظ) بن حدجة بن مرزوق بن علي - عجيم - بن هشام، منهم الشيخ حمد بن مكراد.
وبطن: (آل حويطر) بن حدجة بن مرزوق بن علي - عجيم - بن هشام.
وبطن (آل حبيش) بن علي بن كدادة بن مساوا بن نشوان بن حدجة بن مرزوق بن علي - عجيم - بن هشام.
كانت فيهم الزعامة والشيخة في القديم، منهم الأمراء الفرسان فهيد بن مسعود، وحزام بن عامر العُجماني (العجمي)، وجرمان راعي النحيا، والشاعر الفارس الذائع الصيت الشيخ جريس بن جلبان اليماني، وجابر بن مانع وبداح بن
فهيد الحبيش، وكان من خاصة وأبطال الإمام فيصل بن تركي آل سعود، ظل ملازمًا له وقاتل معه في معركة الدلم ضد قوات خورشيد باشا المصري حيث قُتل فيها، وهو الذي قاد الهجوم الناجح ضد مشاري بن عبد الرَّحمن في قصر الرياض عند اغتصاب الأخير المُلك
(1)
.
ومنهم الفارس المغوار الشيخ محمد بن جابر بن مانع الطويل وولده الفارس منصور الطويل، ومنهم الفارس سالم بن رميحين أحد فرسان الملك عبد العزيز بن عبد الرَّحمن آل سعود المعدودين.
وبطن (آل مفلح) وأفخاذهم: آل حِمْيَر وآل غدير وآل ناشره والشواولة، وآل شحيمان، منهم العقيد المشهور الشيخ محمد بن دبلان، وهو أول من ناصر الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله عند قيامه بثورته الظافرة سنة 1901 م حيث غزا مع جلالته بألف وخمس مائة هجان وست مائة وخمسين فارسًا من العُجمان علي عُتيبة - وقحطان ومُطَير والدواسر الموالين في ذلك الحين لابن رشيد، تلك الغزوات الكبيرة المشهورة التي مهدت الطريق إلى فتح الرياض، وقد شرحها الشاعر النجدي المعروف محمد العوني في إحدى قصائده، وقد توفي الشيخ محمد سنة 1942 م الموجود اليوم ولده الشيخ بداح بن دبلان ذو نبل وشهامة.
وبطن: آل حيان.
ونصف قبيلة العُجمان اليوم في المملكة العربية السعودية في الوادي الذي يحمل اسمهم غرب الإحساء وكان قديمًا يسمى الستار، ولهم فيه قرى مأهولة عديدة نذكر منها: الصَّرار وحنيذ وجودة وعريعرة ومتالع وأم ربيعَةَ ونطاع وغنوا ومشاحين والزغين والصحاف ومليجة والنعيرية والكهفة وأم سديرة والقليب والعوينة ورزكان والونان، وهذه القرى تمتد من جودة جنوبًا إلى النعيرية شمالًا وفيها عيون جارية والكثير من أشجار النخيل، وتنوي الحكومة العربية إقامة مشروع زراعي ضخم فيها.
(1)
هو من أبطال الهجوم البارزين، أما قائد الهجوم فهو عبد الله بن رشيد بن عُقيل.
أما النصف الثاني لهذه القبيلة فيقيم في الكويت وبصفة خاصة في الجهراء والأحمدي والفحيحيل وأبو حليفة والمنقف والصباحية والرقة وخيطان
(1)
. وكان لهذه القبيلة ثمانية مقاعد نيابية ثامنها المجلس البلدي
(2)
.
وقال ابن جمران عن الأمير سعود بن عبد العزيز آل رشيد.
الأمير سعود بن عبد العزيز آل رشيد الذي حكم من عام 1908 إلى 1919 م، وكان شابًا موفقًا حالفه الحظ في غزواته ومعاركه، وقد حدثني عنه والدي الكريم غانم بن جمران فوصفه بالشجاعة والإقدام والبسالة الحقة، وقد أظهر ضروبًا منها في معركة الجوف وسكاكا سنة 1919 م ضد ابن شعلان وكان والدي مشتركًا في الحرب مع الأمير سعود حيث كان وافدًا عليه، هو والفارس المشهور ناصر بن سركان العجمي وماجد بن فايز العجمي، فالتقوا بالأمير سعود على مكان يسمى (الحزول) شرق شمال حائل، فأعلمهم أنه ذاهب إلى غزو سكاكا والجوف لاسترجاعها من ابن شعلان، وكان مع الأمير سعود ثلاث مائة ذلول مركوبة ومعه ثمانون فارسًا وبيارقه ثلاثة فقط، جميعهم حضر حائل وعبيدة المدعوين ب (السودان) فانضم والدي وابن سرحان وابن فايز إلى الأمير سعود بعد أن استثار نخوتهم وطلب نجدتهم ومساعدتهم وساروا معه إلى سكاكا، وقد دامت الحرب بين ابن رشيد وابن شعلان قرابة ثلاثة شهور. وكان مع ابن شعلان قبائل الرَّولة وعودة أبو تايه وعشائر الحويِّطات والسردية والسرحان وعشائر الشمال والشرارات إلَّا أن الأمير سعود استطاع بقوته القليلة العدد هذه أن يستعيد الجوف وسكاكا، وقد أبدى هؤلاء الرجال الثلاثة من العُجمان ألوانًا وضروبًا من الشجاعة والفداء في تلك الحرب مما جعلهم موضع إعجاب وإكبار الأمير سعود ورجاله.
وقد أهدى الأمير سعود فرسًا أصيلًا للفارس ناصر بن سرحان، فقام هذا
(1)
سمعت في حديث إذاعي للأمير عبد الله بن صباح أن المكان نسبة إلى شريطي من برقاء من عُتيبة اسمه خيطان.
(2)
الدرر المفاخر ص 61 - 67 (حاشية) وانظر ص 110 حاشية.
الفارس المغوار بأدوار بطولية مجيدة كانت مضرب الأمثال، أما والدي وماجد بن فايز فكانا يتقدمان صفوف المقاتلين في كل معركة من معارك تلك الحرب الطويلة وكان عمر والدي في ذاك الحين تسعة عشر عامًا. وحدثني والدي: أنه في أثناء إحدى المعارك الطاحنة خيم صمت الموت بين الفريقين في قتال رهيب. وعندما رأى الفارس ناصر بن سرحان العجمي أن قواتنا لَمْ تحتل مواقع الخصم وتطرده منها، عندما رأى ذلك، وفي لحظات احترقت فيها الأرض والأشجار بنيران البنادق والأسلحة المختلفة بيننا وبينهم، وإذ بناصر بن سرحان يشن هجومًا صاعقًا بمفرده على فرسه، فيمر بيننا كالسهم صائحًا بأعلى صوته ينادينا للزحف على الخصم وقد حفظه الله من الرصاص الذي انهمر عليه كالمطر حتى وصل إلى صخرة كبيرة كانت تقع في الموسطة بيننا وبينهم، فأخذ يطلق النار عليهم، ويلتفت نحونا و (ينخانا) بقوله:(أهل حائل .. أهل حائل) وكنت أنا وصديقي عبد الكريم الزيد المُلقَّب (كريم) كنت أنا وإياه نقاتل في المقدمة، وعندما رأينا ما فعل الفارس ناصر، وعندما سمعناه ينخانا ويستنهض نخوتنا في تلك اللحظة قمت أنا وعبد الكريم بهجوم مشترك على قوات الخصم وانطلقنا باتجاههم ركضًا. وكان لا يفصل بيننا وبينهم شيء، لا أشجار ولا حجر ولا شيء، وقد أمطرنا الخصم بنيران بنادقه وأسلحته المختلفة، ومررنا بالفارس العظيم ناصر وهو ينخانا ويثني علينا فتركناه على شمالنا وانحدرنا على قوات ابن شعلان فوجدنا أخاديد صغيرة من فعل السيول (بحيرات) فتترسنا بها واشتعلت النيران بيننا وبينهم وقد مكثنا في القتال على هذه الصورة، بينما ظل الفارس ناصر يستنهض بقية قواتنا ويدعوها للزحف واللحاق بنا وقد لبى نداءه المدعو صحن ابن قنيطر الشمَّري ثم تتابع زحف رفاقنا على قوات الخصم ولحقوا بنا جميعًا يتقدمهم الفارس ناصر بن سرحان فشددنا على قوات الخصم وطردناه من مواقعها وسيطرنا على مواقعهم، وقد كان انتصار ذلك اليوم عظيمًا وكان سبب ذلك الانتصار بطولة وشجاعة ناصر بن سرحان العجمي الذي كان هو نجم معاركنا طيلة تلك الحرب الطويلة على مدى ثلاثة أشهر.
كما ذكر والدي أن الأمير سعود كان يقود تلك المعارك ويشترك فيها اشتراكًا فعليا ويبدي ألوانًا من البسالة والشجاعة ولكن كبار عبيدة كانوا يمنعونه بالقوة خوفًا على حياته وكان يغافلهم في بعض المعارك فيمتطي صهوة جواده ويقوم بالهجوم، غير أن أولئك العبيد كثيرًا ما يحلقون به على خيولهم فيرمونه أرضًا ويردونه بالقوة خوفًا عليه وفي بعض الأحيان كان يغشى عليه عندما يفعلون معه ذلك، وقد استشهد الأمير سعود على يد ابن عمه عبد الله بن طلال بن نايف بن طلال بن عبد الله العلي الرشيد سنة 1919 م؛ أي بعد انتصار الجوف واستعادته مع سكاكا بشهر
(1)
.
وعدَّ ابن بسَّام التميمي من عرب تهامة بني واهب وذكر أن كبيرهم الفوية وذكر ابن جمران أن الفوية من العُجمان
(2)
.
وقال ابن بشر:
لما أخذ إبراهيم باشا بلد الدرعية هرب تركي منها ليلًا وقصد آل شامر من العُجمان وأقام عندهم وتزوج بنت غيدان بن جازع بن علي فولدت له ابنه جلويا
(3)
.
وقال ابن زامل:
هِجَر العُجمان:
هجرة الصرَّار: أميرها حزام بن حثلين.
هجرة الكهفة: أميرها فهاد بن حثلين.
هجرة الونان: أميرها سالم بن وذين.
هجرة حنيذ: أميرها منصور بن شافي.
هجرة نحا: أميرها محمد بن حصه.
(1)
الدرر المفاخر ص 102، 103 (حاشية).
(2)
الدرر المفاخر ص 47.
(3)
تاريخ ابن بشر 2/ 68.
هجرة الزغبين: أميرها خالد المتلقم.
هجرة عريعرة: أميرها مانع بن جمعة.
هجرة العيينة: أميرها نايف بن حثلين.
هجرة غنوة: أميرها محمد بن عصيدان.
هجرة القرادي: أميرها خالد بن حثلين.
هجرة الصحاف: أميرها فهد بن بجاش.
هجرة أم ربيعَةَ: أميرها ملهي بن قضعان.
هجرة البرة: أميرها مطلق بن زنيفر.
هجرة قطنانة: أميرها محمد بن طبية
(1)
.
وقال سالدانا
(2)
:
وقوع ققال بين العُجمان وأحلافهم من ناحية وقبائل بني مُرّة والمناصير من الناحية الأخرى 1884 م.
وفي سبتمبر 1884 م وصلت معلومات عن وقوع مصادمة لها بعض الخطورة بين جماعة من قبيلة العُجمان والعشائر المتحالفين معها من جهة وبين جماعة من بني مُرّة والمناصير ومن يؤازرونهم من الناحية الأخرى، وقد أسفر الصدام عن هزيمة دامية لقوات العُجمان. وكان أهل قطر يتخوفون من هجوم العُجمان عليهم، لكن هؤلاء اتجهوا بجموعهم إلى عين ماء تُدعى البونيان تقع بين قطر وعُمان، وهناك جرى الصدام بينهم وبين بني مُرّة المناصير و كانت قوة العُجمان تبلغ ألفي رجل قيل إن ثمانمائة منهم قتلوا، وقد أحدثت نتيجة هذا القتال وما واكبه من
(1)
أصدق البنود ص 275.
(2)
الشئون القطرية ص 124.
تحركات عدوانية قَبَلية قلقًا شديدًا للشيخ قاسم الذي كان سيتعرَّض لأذى شديد من جراء تردد الغواصين في قطر عن الخروج لعملهم تحسبًا من الأحوال المضطربة في المنطقة
(1)
.
وقال ج. ج. لوريمر - عن العُجمان:
قبيلة عربية هامة في شرق الجزيرة العربية ومفردها عجمي.
وتلفظ عند البدو عيمي للفرد وعيمان للجمع.
التوزيع:
يقع المقر الرئيسي للقبيلة في سنجق الحسا، حيث تعتبر مناطق الطف والنصف الجنوبي من حبل، والجوف والبياض حتى جنوب ميناء العقير كأجزاء من أراضي عجمان. ويقطن العُجمان أيضًا الأجزاء الشمالية من جافورة، كما يوجدون عادة في خرمة وخاصة عند زرنوقة مقرهم الشتوي وفي بعض أجزاء صمان.
وفي فصل الشتاء يزور بعضهم قطر أحيانًا، وقليل من أفخاذ العرجة والشمير يضربون خيامهم في المخرج جنوب نجد.
تلك هي الحدود الطبيعية للقبيلة، إلَّا أنهم عندما يكونون على وفاق مع بني خالد كما هو الحال الآن فإنهم يتجولون في جميع أنحاء المنطقة حتى مدينة الكويت في الشمال، وقد استقر بعض من العُجمان في مدينة الكويت، كما استقر قليل منهم في قرى وادي المياه. (انتهى).
(1)
الشئون الخارجية، أكتوبر 1884، الأرقام 448 - 452.
ملخص ما ذكره الأستاذ يحيى محمد الربيعان
(1)
عن العُجمان
مساكن العُجمان في المنطقة الشرقية
كان العُجمان في الماضي يسكنون نجران، ثم ارتحلوا إلى المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، حيث استقروا في نهاية المطاف في "وادي المياه" ويسمى أيضًا "وادي العُجمان"، وقد كان هذا الوادي مقرا لعدد من القبائل خلال العصور السابقة، وكان من ديار بني خالد في القرون الثلاثة الماضية، ثم توغلت فيه القبائل الأخرى، فكانت آل مُرَّة والعُجمان في جنوبه وأطرافه، وتقاسمت بنو خالد والعوازم مواضعه الشمالية.
وأبوز مناطق سكن العُجمان في هذا الوادي هي:
* هجرة أولاد آل حثلين. * عريعرة.
* مليحة. * أم ربيعَةَ.
* الزغين. * الصرار.
* الكهفة. * جودة.
* الونان. * الصحاف.
* العيينة. * القليب.
* حَنِيذُ. *مغطى.
* شعبه.* دليما.
* مقالع. * غنوا.
* العقير.
وذكرت الدكتورة مُوضي بنت منصور بن عبد العزيز آل سعود من أشهر هِجَر العُجمان التالية
(2)
:
(1)
كتاب راكان بن حثلين فارس وشاعر وشيخ قبيلة العُجمان، طبعة 1995 م - دولة الكويت.
(2)
الهِجَر ونتائجها في عصر الملك عبد العزيز طبعة أولى 1993 م/ ص 129.
الصرَّار - الكهفة - الونان - حُنَيْن - الزغين - عريعرة - العيينة - عنوة - القرادي - الصحاف - أم ربيعَةَ - البوة - قطنانة. (انتهى).
ويسكن العُجمان أيضًا في خريقة، وخاصة زرنوقة مقرهم الشتوي حيث تكثر في هذه الأماكن المراعي وتتوافر المياه في مواسم الأمطار والربيع، وفي بعض أجزاء من "الصمَّان"
(1)
.
ومساكن العُجمان كما ذكرنا آنفًا في الدهناء، والصمَّان، والجوف، وشمال الإحساء والعقير، ومن المراعي التي يرتادونها، الحد الشمالي للجافورة.
ولعلَّ الماء المعروفة "بعقلة راكان" منسوبة إلى راكان بن فلاح بن حثلين، وفي صحراء الجافورة هلكت فرس راكان ورثاها بقصيدته التي مطلعها:
البدو يا خالد نووا بالمحال
…
وأنا ثمر قلبي قعد بالجوافير
والصرَّار هي هجرة آل حثلين، ويضرب العرب خيامهم في الصمَّان ومعظمهم تقريبًا من قبيلة مُطَيْر، والعُجْمَان نحو الجنوب وأحيانًا يكونون متجاورين، وقد يزور المنطقة قبائل بني خَالِدْ وقَحْطَان وسُبَيع.
(1)
الموسوعة الجغرافية لشرقي البلاد العربية السعودية ج 2 ت: عبد الرَّحمن بن عبد الكريم العبيد ص 338، 339.
العُجمان وعلاقاتهم مع الشيخ صَبَاح الثاني ابن جابر الصباح
في أيام حكم الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود، تجددت العلاقات الودية بين الإمام تركي وشيوخ العُجمان، كان زعيمهم في تلك الفترة هو الشيخ فلاح بن حثلين والد راكان، وقد أحسن الإمام تركي معاملتهم وأنزلهم في ديار بني خالد، وصارت لهم هيبة ومكانة كبيرة بين باقي القبائل في المنطقة الشرقية لشبه الجزيرة العربية، وعندما تولى الأمير فيصل بن تركي الحكم، عاملهم أيضًا كما كان يعاملهم أبيه، ويذكر البعض أنه في عام 1261 هـ الموافق عام 1845 م، اعتدى العُجمان بقيادة شيخهم فلاح بن حثلين على بعض قوافل الحجاج، مما جعل الإمام فيصل بن تركي يغضب لهذا الفعل، فأخذ يتتبع الشيخ فلاح بن حثلين حتى ظفر به في عام 1262 هـ الموافق عام 1845 م، فقتله.
وأصبح حزام بن حثلين بعده شيخ قبيلة العُجمان، ثم خلفة ابن أخيه راكان ابن فلاح بن حثلين زعيمًا للقبيلة، وذلك في عام 1276 هـ الموافق 1859 م.
وفي عام 1276 هـ الموافق 1859 م، أغار الشيخ راكان بن فلاح بن حثلين على إبل الإمام فيصل بن تركي، وأخذ بعضها، ثم رحل من ديار بني خالد ومن معه من العُجمان إلى جهة الشمال باتجاه الكويت، ونزلوا في منطقه "الصبيحية"، وفي أواخر شهر شعبان عام 1276 هـ الموافق عام 1859 م، أمر الإمام فيصل ابنه الأمير عبد الله، بأن يتعقب الشيخ راكان بن فلاح بن حثلين لقتاله، وتفاصيل المعارك التي دارت بين العُجمان والأمير عبد الله بن فيصل، كلها مذكورة في فصل خاص بها في هذا الكتاب، وهي معارك الوفرة، وملح، والطبعة، وغيرها
(1)
.
وعلى إثر هزيمة العُجمان في معركة الطبعة مع الأمير عبد الله بن فيصل، لجأت بعض قطاعات العُجمان إلى مدينة الكويت، محتمين بشيخها صباح الثاني، وكان ذلك في 17 رمضان عام 1276 هـ الموافق عام 1859 م، ولكن
(1)
تاريخ الكويت السياسي ج 1 مصدر سابق، ص 124.
الأمير عبد الله بن فيصل ومن معه من فرسانه مكثوا في الجهراء عدة أيام، وخلال هذه الفترة بعث الأمير عبد الله بن فيصل أحد معاونيه لمدينة الكويت لمقابلة الشيخ صباح الثاني، ليرجوه بإخراج العُجمان من البلد ورفع حمايته عنهم، غير أن مبعوث الأمير عبد الله لَمْ يحسن التعبير في أداء مهمته، واستخدام عبارة قاسية، استفزت الشيخ صباح الثاني، فأوعز الشيخ صباح الثاني إلى المبعوث بالعودة إلى الأمير عبد الله ليخبره، بأن إخراج العُجمان من الكويت بعد التجائهم إليها وطلبهم الحماية منه أمر لا سبيل إليه بتاتًا.
وعندما عاد مبعوث الأمير عبد الله بن فيصل وشرح له ما حدث، أسف الأمير عبد الله لذلك أسفا شديدًا، ووجه أقسى اللوم والعتب إلى مبعوثه، وأرسل مبعوثًا آخر ليعتذر للشيخ صباح، وشرح بأنه لَمْ يكن يقصد إهانته، فقبل العذر وتبادلًا رسل الصداقة والسلام
(1)
.
الشيخ عبد الله الثاني ابن صَبَاح
من 1283 إلى عَام 1309 هـ
من 1896 إلى عَام 1891 م
ولد الشيخ عبد الله الثاني في العام الذي توفي فيه جده الشيخ عبد الله الأول عام 1229 هـ الموافق عام 1814 م، وتولى إمارة الكويت بعد وفاة أبيه الشيخ صباح الثاني عام 1283 هـ الموافق عام 1866 م.
استضافت الكويت في عهد الشيخ عبد الله بن صباح، الضيف الكبير الإمام عبد الرَّحمن بن فيصل في الكويت، وذلك عام 1309 هـ الموافق عام 1891 م، فرحب به الشيخ عبد الله الصباح أجمل ترحيب، وأقامه في الكويت مكرَّمًا معززًا هو ومن معه
(2)
.
(1)
تاريخ الكويت. عبد العزيز الرشيد. ط 1978 م ص 132. مكتبة الحياة. بيروت.
(2)
تاريخ الكويت السياسي، ج 1 - حسين خلف الشيخ خزعل، ص 132.
إجلاء قبيلة العُجمان من الكويت
بعد عودة الكولونيل هملتن من الرياض إلى الكويت، أصدرت الحكومة البريطانية أمرًا بنقله، وبتعيين الكابتن لاخ معتمدًا سياسيًا بدلًا عنه في الكويت، فأعاد الكابتن لاخ طرح موضوع إجلاء قبيلة العُجمان من الكويت، واستدعى الكابتن لاخ شيوخ العُجمان، وطلب منهم الجلاء عن الكويت، بعد أن عقد معهم اتفاقية خاصة باسم حكومة بريطانيا.
نص المعاهدة التي عقللها حكومة بريطانيا العظمى مع شيُوخ العُجمَان
أبرمت هذه المعاهدة بين حكومة بريطانيا العظمى وشيوخ العُجمان، وتنص المعاهدة على قبول الشيخ سلطان بن حثلين والشيخ ضيدان بن حثلين، أن يخضعا قبائل العُجمان وإقناعهم بالخضوع تحت حماية بريطانيا لمدة سنة واحدة، تنتهي مع نهاية الحرب، وبموجب الشروط الواردة في نص هذه الاتفاقية، وهي
(1)
:
1 -
ضيدان بن حثلين وسلطان بن حثلين
(2)
وجميع رؤساء العُجمان المقيمين في أراضي الكويت أن يمهروا
(3)
التعهد عن قبائل العُجمان.
2 -
أما قبائل العُجمان فقد طلب منهم أن ينقلوا منزلهم إلى الأراضي التي بها جنود بريطانيا ساكنين أو حاكمين، وهم سينزلون في المكان الذي تعينه لهم الحكومة البريطانية.
3 -
إن العُجمان لا يعودون مُرّة ثانية الأراضي الكويت أو يتسوقون منها، وعليهم أن يحسبوها خارج حدودهم ولا يدخلوها ألا بترخيص من ضابط بريطانيا.
4 -
بعد توقيع هذه المعاهدة، رحلت على الفور قبائل العُجمان وانتقلوا إلى أطراف الزبير بانتظار أوامر تحدد لهم من طرف المقيم البريطاني
(4)
.
(1)
تاريخ الكويت السياسي، ج 4 - حسين خلف الشيخ خزعل، ص 206 - 277.
(2)
سلطان بن حثلين: هو جد الشيخ سلطان بن سلمان بن سلطان بن فلاح بن راكان شيخ قبيلة العُجمان حاليًا بالكويت.
(3)
يمهروا: يوقعوا على الاتفاق، أو يبصموا عليه.
(4)
من طرف المقيم السياسي من حيث - أو يقال أيضًا: أنا من طرف فلان.
5 -
للشيوخ صيدان بن حثلين وسلطان بن حثلين ورؤساء قبائل العُجمان الآخرون يمهرون، ومن بعد ما يمهرون، الحكومة تقدم لهم مقدار الحماية، وتعين راتبًا مثلما تعمل مع ابن صويط
(1)
وقبيلة الظفير، ومن المعلوم أن هذا المنع على قبيلة العُجمان لا يخص بعض ناس من العُجمان كالفداوية والغواصون والذين يحصلون معيشتهم من الكويت، المنع مطلق على شيوخ القبائل الكبار وتابعيهم من العشيرة، ولأجل البيان قد انعقدت هذه المعاهدة حتى لا يخفى.
وبعد عقد هذه الاتفاقية، رحلت قبائل العُجمان إلى أطراف الزبير، حيث مكثوا هناك مدة سنة واحدة.
كابتن لاخ، الذي أصدرت الحكومة البريطانية أمرا بتعيينه معتمدًا سياسيًا بالكويت، وذلك في 20 جمادي أول 1336 هـ الموافق 4 مارس 1918 م، فأعاد الكابتن لاخ، بحث موضوع إجلاء قبيلة العُجمان من الكويت، ووجه دعوة المشيوخ العُجمان للتباحث معهم في هذا الشأن، فحضر الاجتماع، الشيخ ضيدان ابن حثلين والشيخ سلطان بن حثلين، وعدد من شيوخ العُجمان المقيمون في الكويت، وفي هذا الاجتماع ثم توقيع اتفاقية، تعهد فيها شيوخ العُجمان بالرحيل عن الكويت وذلك وفقا لنصوص الاتفاقية، المذكورة سالفًا.
(1)
ابن صويط هو شيخ شمل قبيلة الظفير.
أشهر شعراء العُجمان
الشاعر الشيخ جرمان العجمي
يعتبر جرمان العجمي من كبار شعراء، وفرسان وشجعان وشيوخ قبيلة العُجمان، وعندما كبر في السن وكُفَّ بصره، أرسل له أحد أصدقائه ويسمى "عبيان" هدية، وكانت عبارة عن قهوة وهيل، فاعتذر المرسال وسأل صاحب الهدية، وقال بأنه لا يعرف الشيخ جرمان، فقال له عبيان:
إذا وصلت الحي اسأل عن الشايب الأعمى.
ولما وصل حامل الهدية إلى الشيخ جرمان، وعلم منه أنه صديقه لَمْ يصفه بميزة غير العمى والشيخوخة، ونسي صفاته البطولية، رمى بالهدية في النار، وقال هذه الأبيات:
يا راكب من عندنا عيد هيه
…
حايل ثلاث سنين واليوم حايل
ملفاك عبيان حمي دقلة الفلا
…
لا قلدوا لباتهن الشلايل
ظفر إلى غطا السبايا كراره
…
ثم صار دم الحيل مثل الوشايل
قليل هدات الضحى وسط مجلس
…
لا قطع الفزاع ثوب المفايل
صديق عبيان دفع لي هدية
…
ولا وصف جرمان وفي الخصايل
أشوف دنيانا علينا تغيرت
…
عذرا تدور في بعلها البدايل
عشنا بها يوم تلينا زمامها
…
ويوم تلتنا واسعفت للمخايل
ياما غلبناهم نهار بركضة
…
تلقى قطيع الحصن فيها همايل
يا سعود أبا أوصيلك مني وصية
…
والأجواد ما ننسى وصاة الأوايل
أوصيك مني بأربع خل غيرها
…
فيها على عبيان تأخذ نفايل
أوصيك لا تصلح وربعك تحارب
…
ولا تتبع الهونا تحوش الفشايل
والثالثة بالضيف في ليلة الدجا
…
لاخلوا الضيفان بعض الهزايل
والرابعة بالأجنبي لاوزي بكم
…
لو قام عامين فلا بد شايل
ومن طق كلب الجار قد حسن باله
…
وبكوة غرير الجار تمحي الجمايل
(1)
(1)
العُجمان وزعيمهم راكان بن حثلين، أبو عبد الرحمن بن عُقيل الظاهري ص 108، 109.
هادي المسيحير
هادي المسيحير من آل معيض، وهو من فرسان العُجمان، وشعرائهم
(1)
.
ليل المتلقم
ليل المتلقم من مشايخهم، وفرسانهم، وشعرائهم.
ومن شعر ليل المتلقم قوله:
سُمي نصاف السدي يابو فرج
…
حبة خذا مني حتيني وماج
لي صاحب برجي وأنا مثله أرجي
…
الله لا يقطع رجا كل راجي
أبو قرون كنها ذيل مرج
…
أو ذيل شقرا غطس في العجاج
وأبو نهيد مثل بيض الحبرج
…
وإلا الزبيدي في دهاكيل ثاج
الشاعر صالح بن خدعان العجمي
هذه القصيدة للشاعر صالح العجمي يمدح فيها فدغوش بن شوية السُبيعي من شيوخ سُبيع، بمناسبة الجيرة والأخوة، ويطلب منه في هذه القصيدة المساعدة على خطبة امرأة له، وقد حاول الشيخ فدغوش أن يحقق طلب أو "نخوة" صالح، وهي عادة عند العرب في ذلك الوقت
(2)
.
فقال صالح:
يا راكب حُرّ إلى ما تنحَّى
…
خَطّرٍ على الكور المؤسَّر يروح
(3)
زين الترايب والنحر والملحا
…
يشدي فريد ذيَّروه السَّرُوح
أول نهارك مشي من غير لحا
…
وتالي نهارك خل نضَّوك يروح
(4)
(1)
المعجمان وزعيمهم راكان، مصدر سابق، ص 110، 111.
(2)
العُجمان وزعيمهم راكان بن حثلين، أبو عبد الرَّحمن بن عُقيل ص 110.
(3)
حر: جمل أصيل.
إلى ما تنحى: إذا استغرق في السير.
الكور: رحل الجمل، وهو للجمل أو الناقة مثل السرج للحصان.
(4)
من غير لحا: بدون إلحاح.
ولا شبيت العرق والظهر محا
…
لازم تشوف البيت وإلَّا الشُبُوخ
شبوح من هم يبعدون المنّحى
…
لا قام بَراقِ الوسامي يلُوح
(1)
لا صاح صيَّاح وهي بالمضحى
…
تسابقوهن كاسبين المدوح
تكافخت بطبولها كل سحا
…
قحص المهار و كل غرج ندوح
(2)
كم واحد في وردهم له مدحًا
…
ترعا بهم خطو الفتاة الطموح
(3)
هِمْ إندب الممدوح لين يتوحَّى
…
فدغوش زين الجاذية والرجوح
أشكي عليه اللِّي جديله تنحَّى
…
على الردايف غادي له سبوح
أعوي عوا ذيب عوى عقب نحَّى
…
عن الشواوي طروته البنوح
(4)
الفارس والشاعر محمد الطويل
محمد الطويل هو فارس مشهور من آل حبيش، ومن عاداته أن يقود جواده في كل معركة قبل جماعته؛ لأنه يتحمس كثيرًا للقتال، وربما يفقد شعوره عندما تتقابل الجموع، وإذا لَمْ يسيطروا على جواده فإنه يرمي بجواده في المعركة، عندما يتقابل الفريقان، ويضرب بهم ضربًا مروَّعًا
(5)
.
عندما طعن بالسن كان له ولد شجاع وفارس ماهر، وفي يوم من الأيام حدث ققال بين العُجمان وبني هاجر، وأثناء المعارك قدم بنو هاجر فنجانًا من القهوة العربية وقالوا:
- هذا فنجان محمد الطويل فمن يشربه؟
(1)
شبوح: أناس.
الوسامي: الوسمي وهو أول المطر في الشتاء الباكر
(2)
الغوج: الحصان.
(3)
الطموح: هي المرأة التي تبغض زوجها، أو يطغيها جمالها على الرجال فتأبى الزواج.
(4)
الشواوي: جمع شاوي، وهو من يرعى الماشية.
(5)
العُجمان وزعيمهم راكان مصدر سابق ص 112.
فتبرع بشربه فارس من عَنَزة كان مع صفوف بني هاجر، يسمى ضرباح، واشترط على ابن شافي أن يزوجه ابنته إذا تَغْلِب على الخصم، فقال له ابن شافي
(1)
:
- إذا رميت الطويل فإن ابنتي تكون زوجة لك أمام جميع الحاضرين.
وفي الصباح تقابل الفريقان، وبرز ضرباح يسأل عن محمد الطويل، وفي هذه الأثناء تقدم ولد الطويل إلى أبيه، وقال له:
- دعني يا أبي أقابله، فأنت أصبحت الآن كبير السن، وأنا أخشى عليك من القدر.
فقال محمد الطويل مخاطبًا ابنه:
- إن هذا الرجل لن يقابله أحد غيري.
فتلقاه محمد الطويل وطعنه في صدره بالرمح وألقاه قتيلا، وبعد ذلك رأي أحد فرسان بني هاجر ضرباح وهو قتيل ومرمي على الأرض، فقال:
زَوِّجْ ضرباحٍ ياشافي
(2)
.
ثم أخذ محمد الطويل وهو يمتطي جواده بكل شموخ، فقال هذه الأبيات
(3)
:
يامن لقى لي شارب الفنجال
…
شراب فنجال الطويل
كأنك شجاع فانطح الخيال
…
وافعل ليا هاب الذليل
وأنا على مثل الغزال
…
ترفع بسمك الراس والشليل
عيب على اللِّي ما وفي لا قال
…
وضرباح ما هو لي عديل
(1)
في تقاليد الفروسية، تعد هذه إشارة للتحدي وطلب المبارزة، فعندما يقال أن "فلان" شرب فنجان "فلان" يعرف الجميع أن الأول قد تحدى الثاني وطلبه للمبارزة.
(2)
واصبح مثلا - على الأقل عند العُجمان - يُضرب لمن يطلب أمرًا ويعجز عن تحقيقه.
(3)
العُجمان وزعيمهم راكان ص 112 - مصدر سابق.
راكان بن فلاح بن مانع بن حثلين شاعر وفارس وشيخ العُجمان فترة زعامة الشيخ راكان بن فلاح بن حثلين لقبيلة العُجمان
ولد الشيخ راكان في عام 1230 هـ الموافق 1814 م
(1)
، عندما قُتل الشيخ فلاح بن حثلين "والد راكان" عام 1262 هـ الموافق عام 1845 م، خلفه أخوه الشيخ حزام بن حثلين "عم راكان بن فلاح بن حثلين"، وفي عام 1276 هـ الموافق عام 1859 م، وبعد أن أمضى الشيخ حزام بن حثلين حوالي خمسة عشر عامًا، زعيمًا لقبيلة العُجمان، تنازل عن زعامته لابن أخيه الشيخ راكان بن فلاح بن حثلين بسبب كبر سنة.
وبذلك يكون عمر الشيخ راكان بن فلاح بن حثلين حينما تولى زعامة قبيلته، ستة وأربعين عامًا، وقد توفي عام 1310 هـ الموافق 2892 م
(2)
، عن عمر يناهز حوالي ثمانين عامًا، وبذلك تكون فترة زعامته لقبيلته هي خمسة وثلاثون عامًا
(3)
.
وبعد وفاة والده أصبح راكان بن فلاح بن حثلين، الساعد الأيمن لعمه حزام ابن حثلين، وكان يفتخر بعمه دائما، وقال فيه هذه الأبيات
(4)
:
تسعين رمح كسرن في العدامة
…
عشرين منهن بين راكان وحرام
ونقرأ قصيدة أخرى لراكان يتذكر فيها "معركة ملح" وفي نفس الوقت يمدح فيها والده فلاح فيقول:
يا أبوي يا زين العياد المشافين
…
لا رفعوا لقطيهن السلاح
(1)
خيار ما يلتقط من الشعر النبط، عبد الله الحاتم ج 2، ط 2، 1968، ص 196، المطبعة العمومية، دمشق.
(2)
تقويم القرون المقابلة التواريخ الهجرية والميلادية. صالح محمد العجيري. ط 1967 م.
(3)
لقد استنتجنا التواريخ المذكورة أعلاه من عدة مصادر، ثم استخلصنا منها ما يفيد عن تاريخ مولد الشيخ راكان بن فلاح بن حثلين بشكل تقريبي، حيث ذكر أبو عبد الرَّحمن في كتابه وهو مصدر سابق، ص 41، 140، 142، أن مناخ الرضيمة كان عام 1238 هـ الموافق 1822 م، حيث كان راكان صغيرًا ولعله لَمْ يبلغ الحُلم، بمعنى أن عمره آنذاك كان حوالي ثماني سنوات، أما فترة زعامته فقد امتدت من عام 1276 هـ إلى عام 1310 هـ.
(4)
العُجمان وزعيمهم راكان بن حثلي أبو عبد الرحمن الظاهري ص 116، 117.
راعي دلال كنهن الغرانيق
…
فيها العويدي وأشقر البن فاح
يا زين هجن قديت بالمساويق
…
تلقى لها قدم المنارة مراح
والخيل عنده علقت بالمشانيق
…
ما يذبح إلَّا من سمان اللقاح
وهناك رأي آخر يقول:
إن هذه القصيدة قالها راكان وهو شاب، وكان ذلك بمناسبة هرب والده فلاح بن حثلين من الإمام فيصل بن تركي آل سعود، عندما اعترض طريق إحدى قوافل الحجاج، وقد أجبر فيصل العُجمان على الخروج من ديرة بني خالد، "الإحساء".
بعض أحداث قبيلة العُجمان في عهد راكان بن حثلين
إذا استثنينا أحداث مناخ الرضيمة عام 1238 هـ الموافق 1822 م التي أدركها راكان وهو صغير السن، حيث كان عمره حوالي 8 سنوات فإن الفترة الممتدة من عام 1245 هـ حتى 1248 هـ لم يحدث للعجمان أي خلاف يستحق الذكر بينهم وبين آل سعود، بل كانوا مع جيش الإمام تركي في معركة السبية ضد بني خالد عام 1245 هـ الموافق 1829 م، ولعلَّ الإمام تركي أسكن العُجمان في "النقرة"
(1)
وهي إحدى قرى الإحساء خلال هذه الفترة.
وخلال تلك الفترة الممتدة من عام 1248 هـ حتى 1261 هـ لَمْ تحدث أي مشاكل للعجمان، ففي سنة 1250 هـ الموافق 1834 م كان بدَّاح رئيس آل حبيش مع الإمام فيصل في محاصرة قصر مشاري عام 1259 هـ الموافق 1843 م
(2)
.
وفي عام 1258 هـ الموافق 1842 م كان فلاح بن حثلين مع ابن عفيصان في إشكال مع أهل القطيف، وفي عام 1259 هـ الموافق 1843 م قام وفد من شيوخ العُجمان بزيارة للإمام فيصل وهو بحريملا وبايعوه على الطاعة والتعاون.
(1)
النقرة: هي "وادي العُجمان" ويسميها البعض أيضًا "وادي المياه"، وتمتد حوالي 220 كم في منطقة الإحساء من الشمال حتى الجنوب، حيث يسكنها عدة هِجَر جميعهم من قبيلة العُجمان، ويحدها من الجنوب عريرة وجودة شمال النعيرية".
(2)
العُجمان وزعيمهم راكان - ص 140 - مصدر سابق.
ولكن اعتداءات العجمان على القوافل نشطت مرة أخرى، خلال الفترة الممتدة من عام 1261 هـ حتى 1262 هـ حيث قام فلاح بن حثلين بالتصدي لقوافل الحجاج، وهذا السلوك أثار غضب الإمام فيصل مما جعله يُقدم على قتل فلاح بن حثلين، وطرد العجمان من ديرة بني خالد "الإحساء" ويذكر لنا حمود بن عبيد الرشيد، بأنه بعد مقتل فلاح أصبح ابنه راكان بن فلاح بن حثلين شيخًا للعجمان، وقام بمراسلة الإمام فيصل وقدم له الهدايا، ثم حضر لمقابلته وبايعه
(1)
.
ولكن الأحداث الدائرة آنذاك تفيد بأن راكان لم يتزعم قبيلة العجمان بعد مقتل والده فلاح، وإنما كان حزام بن حثلي عم راكان هو شيخ القبيلة بعد مقتل شقيقه فلاح.
وهناك رأي آخر يفيد بأنه في عام 1264 هـ الموافق 1847 م وفد عدد من رؤساء العجمان برئاسة محمد الطويل وأجروا مقابلة مع الإمام فيصل، ودفعوا له الزكلاة وعفا عنه؛ لأنهم غزوا بعض قوافل الحجاج.
ويقال أيضًا إن الشيخ حزام بن حثلين عم راكان تنازل عن سلطاته كشيخ لقبيلة العجمان، لابن أخيه راكان، وذلك بعد أن كبر في السن وكان ذلك في حدود عام 1276 هـ الموافق 1859 م.
وقال أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري:
وفيما بين - عامي " 1267 هـ -1276 هـ"، نرجح أن راكان قال في الرد على جمل بن لبدة أمام الإمام فيصل.
إنه يكذب يافيصل
…
ما هو لكم مطواع
نتافة لحية مرشد
…
والشيخ الآخر ضاع
ويلاحظ أن الفترة الممتدة بين 1267 هـ حتى 1276 ليست عامين وإنما هي حوالي تسعة أعوام.
(1)
الحجمان وزعيهم راكان ص 140 مصدر سابق.
والحقيقة أنه خلال هذه الفترة وقعت أحداث كثيرة لراكان، منها ما جرى مع بني هاجر ومُطير وقحطان، حيث نقرأ لراكان مساجلته مع ابن هادي (شيخ فحطان عامة) التي قال فيها:
كزيت لك نور السلف والجهامة
…
باغيك ذخر في مقاديم الأيام
فلقد كانت سيطرة محمد بن هادي على براري نجد كبيرة قبل أن يزحزحه تركي بن حميد
(1)
.
وكان راكان يفخر بمنصور الطويل، الفارس المشهور الدي قُتل عام 1288 هـ الموافق 1871 م وقال فيه:
معنا الطويل اللِّي تجيكم علَّامه
…
مثل العديم اللِّي عدى الجول صرَّام
وقال راكان:
الترك قبلك زارنا به زعامه
…
قد عافنا واختار عنَّا هل الشام
مع بدايات عام 1276 هـ الموافق 1859 م، بدأت تسوء علاقته بعبد الله ابن الإمام فيصل، ابتداء باستهداء الحمراء "خيول العجمان".
وفي عام 1276 هـ الموافق 1859 م أغار العجمان على مواش خاصة للإمام فيصل، وأخذوها ثم رحلوا ونزلوا قرب الكويت، فأمر الإمام فيصل ابنه -عبد الله لاستعادة ما سلبوه، وفي موقع آخر من هذا الكتاب سوف نعود لذكر ما فعله عبد الله ابن الإمام فيصل عندما أدرك العجمان في منطقة الوفرة، ثم في الصبيحية وملح، وسنأتي على ذكر تفاصيل هذه المعارك في باب "معارك العجمان".
ويبدو أن الشيخ راكان بن فلاح بن حثلين كان يتمتع بقدرة عظيمة على نظم الشعر الارتجالي، وأشعاره عموما فيها من القوة والجمال والعمق وبلاغة التعبير مما يجعل لها أبلغ التأثير في النفوس.
وعندما لجأ راكان إلى البحرين، بعد معركة الطبعة، قال هذه القصيدة يمدح فيها الأمير عبد الله الفيصل، والتي يقول في مطلعها:
(1)
العجمان وزعيمهم راكان - ص 142 - مصدر سابق، وابن حميد شيخ شمل عُتيبة.
انحى من العرق الحمر ياذلولي
…
طريق والعارض تحوز وراها
وبعد معركة الطبعة نشب خلاف بين العجمان وبني هاجر، فاستنجد شيخ بني هاجر شافي بن شعبان، بالشيخ محمد بن هادي، متعللًا بحلف "جنب" الذي يجمع بين بني هاجر وقحطان
(1)
.
وقد استجاب الشيخ محمد بن هادي، لنجدة شافي، فأرسل هذه القصيدة يتوعد وبهدد فيها العجمان أو المطران:
حِنَّا شوي وحاميتنا القرامة
…
قطاعة تنطح ولو كملوا يام
وعندما سمع راكان هذه القصيدة، رد عليها بقصيدة طويلة ورائعة، هذا مطلعها.
ياراكب حر تذرب سنامه
…
عليه ني راكب نيه العام
وعندما سمع محمد بن هادي قصيدة راكان، رد عليه بقصيدة أخرى يقول مطلعها:
لابد من يوم يطير كتامه
…
إما على المطران إلا على يام
ونقرأ رواية ابن فردوس التي تقول:
حدث بين العجمان وبين حكومة جلالة الملك عبد الله بن فيصل آل سعود، سوء تفاهم، وأدى ذلك إلى معارك طاحنة بين الطرفين، ثم أرسل ابن حثلين برسالة يطلب فيها من أمير البحرين أحمد بن خليفة، بأن يسمح لهم بالعودة إلى ديارهم التي تقع ما بين الإحساء والكويت، واستجاب أمير البحرين إلى رغبتهم فأمر لهم بتجهيز السفن التي تحملهم ومواشيهم ليعبروا البحر.
وبعد ذلك تقدم الشيخ راكان إلى أمير البحرين بالشكر والامتنان على حسن الرعاية التي لقيها العجمان وهم في ديار البحرين، وقرر راكان أن يرسل إلى الملك
(1)
العجمان وزعمهم راكان ص 143 - 147 مصدر سابق.
عبد الله بن فيصل آل سعود رسالة يستأذنه بها بالعودة، وقال راكان لرفاقه الذين لجأوا معه إلى البحرين:
- مَنْ منكم يستطيع أْن يحمل رسالتي إلى جلالة الملك عبد الله بن فيصل آل سعود؟
فأخذ القوم يترددون، فتقدم إليه أحدهم يسمى، علي بن سهيله، وقال:
- أنا الذي أحمل رسالتك متحملًا ما يحدث لي من جلالة الملك، من أجل خدمتك وطاعتك يا أبو فلاح.
واستلم ابن سهيلة الرسالة، وانطلق بها إلى قصر الملك عبد الله بن فيصل آل سعود بنجد، فلما دخل ابن سهيلة ورآه الملك عبد الله، وعرفه، غضب عضبًا شديدًا، وأخذ يردد اسم قبيلته، ويذكر الحاضرين في مجلسه آنذاك، ما حدث بينه وبينهم من معارك، فقال له ابن سهيلة:
- إننى أحمل إلى جلالتك رسالة.
فقال له:
- أعطني الرسالة، ولما أخذها منه أعطاها على الفور إلى كاتب القصر، وقرأها أمام الملك ومن في حضرته، وكانت الرسالة تتضمن قصيدة نظمها الشيخ راكان، قال في مطلعها:
قال المعيضي بالضحى يباع القاف
…
في دار سمحين الوجيه الكرام
فعندما سمع الملك عبد الله بن فيصل هذه الأبيات قال:
- اسمع يا ابن سهيله، عندما تعود إلى راكان سلم عليه وقل له:
- نحن نرحب بقدومهم تجاه ديرتهم، والذي فات مات، ونحن إخوان وعلى الحق أعوان
(1)
.
(1)
العجمان وزعيمهم راكان ص 149 - مصدر سابق.
وقال الضيغ راكان وهو هي البحرين، وكان يعاني شوقًا لدياره وبطولاته ومعاركه التي توقفت.
يا أبو هلا طير الهوى خبث البال
…
الطير نَزْرر والحباري قليله
وقال أيضًا:
لا من ذكرت رموس عصر لنا زال
…
وشوف الفياض وفقد عز القبيله
ويعبر راكان عن أشواقه لبني قومه وأبناء قبيلته، ولمراعيهم، ويفخر بمواقفهم، وهو في البحرين، فقال هذه القصيدة التي عبَّر فيها أجمل تعبير عن مشاعره تجاه أهله وقبيلته:
ومن عقب ذا ياما حلا شرب فنجال
…
في مجلس ما فيه نفس ثقيله
هذا ولد عمٍ وهذا ولد خال
…
وهذا رفيق ما لقينا بديله
معارك قبيلة العجمان
معركة العجمان مع سليمان بن عبد الرزاق الزهير 1262 هـ - 1845 م
يروي السيد، يوسف حمد البسام، في مولفه "الزبير قبل خمسين عامًا، مع نبذة تاريخية عن نجد والكويت" الصادر في الكويت عام 1391 هـ الموافق عام 1971 م، ويروي تفاصيل هذه المعركة ويصفها بأنها من أهم المعارك التي وقعت في الزبير، في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي، قائلًا:
بعد هجوم قبيلة العجمان على البصرة، في عام 1262 هـ الموافق عام 1845 م، أصبح لهم هيبة، وأصبح الناس يخشونهم، وكثرة غاراتهم على البصرة والزبير، ولما علم متصرف البصرة "منيب باشا" بهذه الحوادث، استدعى إليه الشيخ سليمان بن عبد الرزاق الزهير، حاكم الزبير، وتشاور معه في شأن صد هذه الغارات، وأعطاه أموالًا كثيرة، فقام سليمان الزهير فورًا وجمع الجنود والفرسان، وحشد عددًا كبيرًا من أهل الزبير ومن بينهم فريق من الرماة المشهورين في الزبير، ووزع عليهم جميعًا أموالًا كثيرة، لرفع معنوياتهم وتشجيعهم على القتال.
أما العجمان وحلفاؤهم قبائل المنتفق، فقد اتفقوا فيما بينهم على أن يتوجهوا تجاه البصرة، ويأخذوا مواقعهم بالقرب منها حتى يحين موسم صرام النخل للتمر وبعد ذلك يشنون غارات على جنوب البصرة ليأخذوا ما يمكن أخذه من التمور وغيرها.
وعندما حل موسم الصرام توجه العجمان إلى مناطق النخيل وأخذوا يقطفون التمور ولكن باغتهم سليمان الزهير بجنوده من جهة الزبير، وقام والي البصرة ومعه سرية من الجنود والتحموا في معركة كبيرة، شغلت أذهان أهل البصرة والزبير، وانسحب العجمان من مناطق النخيل ولاحقهم جنود سليمان الزهير وجنود والي البصرة ودارت بينهم معارك ضارية في المواقف المكشوفة، ولما
أدركت قبائل المنتفق والعجمان بأن الهزيمة ستكون من نصيبهم لاذوا بالفرار
(1)
.
المنتفق:
لواء (سنجق) تابع لولاية البصرة، وقد اشتق اسمه من قبائل المنتفق التي تقطنه، والتي يختلف في سبب تسميتها بذلك الاسم، ففي حين يقول البعض: إنه تحريف لكلمة "المتفق" التي أطلقت على تلك القبائل إثر اتفاقها على تكوين حلف فيما بينها، بينما يقول البعض الأخر أنه نسبة للـ "المنتفق بن عامر بن عُقَيل" الذي هو الجد الأعلى لأكثرهما، فأطلق اسمه عليها وعلى من انضم لها قرابة، أو حلفا، من باب إطلاق الجزء على الكل وهو الأصح.
وعلي لفظ تلك الكملة هناك خمس لغات هي:
"المتفق" بالقاف و"المنتفك" بالكاف و "المنتفج" بالجيم و"المنتفك" بالكاف الفارسية، و "المنتفج" بالجيم الفارسية، وأولاهما أفصحها.
ويبدو أن استقرار تلك القبائل كان في جنوب العراق، وتاريخ الأحداث لهذه القبائل يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتاريخ "آل سعدون"
(2)
.
معركة مَلح 1276 هـ -1859 م
يقال: إن قبيلة العجمان أظهرت تمردًا على الإمام فيصل بن تركي آل سعود، ثم ارتحلوا إلى الكويت ونزلوا بمنطقة الصبيحية، وهذه المنطقة تكثر فيها آبار المياه العذبة، وهي تبعد عن مدينة الكويت حوالي 60 كم، فأمر الإمام فيصل ابنه الأمير عبد الله أن يتجهز لغزوهم فاعد لهم الفرسان، وخرج من الرياض في آخر شهر شعبان عام 1276 هـ الموافق 1859 م، ومعه جماعة من أهل الرياض، والخرج، والحوطة، والوشم، وسدير، والمحمل، ومعه أيضًا ائتلاف من قبائل سُبيع، والسهول، ومُطير، وقحطان، وتوجهوا جميعهم إلى الكويت، فوجدوا العجمان
(1)
الزير في خمسين عاما يوسف حمد البسام - ط 1971 - الكويت ص 98.
(2)
الأوضاع القبلية في البصرة د خالد حمود السعدون ط 1، 1988 ص 17، شركة الربيعان للنشر - الكويت.
متفرقي، منهم من كان مقيمًا في منطقة الصبيحية، وبعضهم بمنطقة الوفرة، وآخرون بمنطقة مَلَح، وتبعد منطقة مَلَح عن مدينة الكويت حوالي 25 كم، أما المسافة بين الصبيحية وملح فهي حوالي 15 كم.
وكانت الغارة الليلية الأولى على العجمان الذين يقيمون في منطقة الوفرة، وبعد أن انتصر الأمير عبد الله عليهم، توجه هو ومن معه إلى منطقة الصبيحية، وانتصر عليهم أيضًا، ثم توجه إلى منطقة مَلَح، وكان راكان بن فلاح بن حثلين نازلًا فيها، فجمع بقايا العجمان وأخذ كافة الاستعدادات لمواجهة فرسان الأمير عبد الله، ودارت معركلة طويلة وضارية بين الفريقين، وكان النصر في هذه المعركة أيضًا للأمير عبد الله.
وكانت خسائر العجمان تقدر بنحو سبعمائة قتيل، وكانت أهم أسباب الهزيمة تعود إلى قلة عدد فرسان العجمان بالنسبة لعدد فرسان الأمير عبد الله، بالإضافة إلى ذلك لم يكن لدى العجمان الوقت الكاف للاستعداد والقتال الذي اعتمد على عنصر المباغتة، فضلًا عن تشتت العجمان في عدة مناطق متفرقة، وبالإضافة إلى كل هذه الاعتبارات فإن توقيت المعركة كان في اليوم السابع من شهر رمضان عام 1276 هـ الموافق 1859 م.
معركة الطبعة 1277 هـ -1860 م
في سنة 1277 هـ - الموافق 1860 م، تحالفت قبيلة العجمان مع قبائل "المنتفق" وهي تجمُّع قَبَلي في جنوب العراق، على نهب القوافل في طرق نجد والإحساء، وعلى أثر ذلك روعوا أهل البصرة والزبير والكويت، فأمر الإمام فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود بن عبد الله بالاستعداد لقتالهم.
وجمع عبد الله رعاياه من الحاضرة والبادية، وخرج في شهر شعبان عام 1277 هـ الموافق 1860 م، قاصدًا قبيلة العجمان وهم في منطقة الجهراء التي تبعد عن مدينة الكويت حوالي 25 كم، والتقى الفريقان في مكان قريب من البحر يسمى "خويسات" ودارت المعركة بينهما، واضطر العجمان للتراجع تجاه البحر،
نظرًا لضغط فريق عبد الله الفيصل عليهم، مما جعل دريق العجمان يتراجعون حتى نشبت أرجل جيادهم في الطين والرمل، مما أعاق حركة فرسان العجمان، ولما رأى راكان بن فلاح بن حثلين شيخ القبيلة أن هزيمتهم أصبحت حتمية، بسبب حصارهم في موقع خطير، حيث أصبح البحر خلفهم والعدو أمامهم، هنا صرخ راكان في جماعته بهذه الأبيات، وهو على ظهر فرسه.
ياسابقي ما من مطير
…
جمعين والثالث بحر
والله لا بوج لها الطريق
…
لعيون براق النحر
واخترق صفوف المقاتلين بمهارة واقتدار، ونجا هو ومن تبعه، وكانت خسائر العجمان من القتلى كثيرة في هذه المعركة؛ ولذلك سميت بمعركة "الطبعة"، وبعد الانتصار الذي حققه الأمير عبد الله بن فيصل على العجمان، قام وهو في مكان المعركة بتقسيم الغنائم
(1)
.
أما العجمان فمن سلم منهم فقد رحل إلى نجران، وأما راكان بن حثلين فقد رحل إلى البحرين، وبقى لاجئًا عند آل خليفة، ومن آخباره هناك، أن أحد مشايخ الخليج طلب حصان الفارس حمد العوامي الهاجري؛ وكان مشهورًا بالجري السريع، فاعتذر وقال قصيدته بهذه المناسبة، ذكر فيها انتصاره على راكان في إحدى المعارك، وكان راكان حاضرًا فصدق له.
قال حمد العوامي الهاجري
ثم أنشدوا راكان يوم التقاني
…
يوم التقينا واقفت الخيل عرجود
واستمرت إقامة راكان في البحرين حوالي ست سنوات، من عام 1277 هـ الموافق 1860 م وحتى عام 1283 هـ الموافق 1866 م، ثم عاد إلى الإحساء بعد اعتذاره لعبد الله الفيصل الذي سمح له بالعودة.
(1)
تحفة المستفيد - محمد بن عبد الله الإحسائي، ص 160
معركة المعتلي
(1)
1283 هـ -1866 م
في أيام الإمام عبد الله بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود.
وبعد وفاة الإمام فيصل بن تركي، استمر التعاون بين الإمام عبد الله وإخوانه حوالي سنة واحدة، ففي سنة 1283 هـ الموافق 1866 م، خرج الأمير سعود بن فيصل من الرياض، وهو الابن الثالث للإمام فيصل، منشقا على أخيه الإمام عبد الله، وتوجه إلى محمد بن عايض، رئيس منطقة عسير، وأقام عنده مدة، وحكى له ما في نفسه، وطلب منه النجدة على محاربة أخيه.
وعندما علم الإمام عبد الله بهذه المؤامرة، كتب فورًا إلى محمد بن عايض وأوضح له قائلًا:
- إن خروج أخيه من الرياض لا مبرر له، وكل قصده شق الصف وتفتيت جهود المسلمين.
وفي نفس الوقت كتب لأخيه سعود رسالة، طلب منه إنهاء تلك المؤامرة التي انكشفت كل أبعادها، والعودة إلى الرياض فورًا، وسوف يعطيه كل ما يطلب من المخصصات، ولكن الأمير سعود لم يستجب لنداء أخيه الإمام عبد الله، بينما استجاب محمد بن عايض لطلب الإمام عبد الله، فعدل عن مساعدة الأمير سعود ومناصرته على أخيه.
وبعد إذن خرج الأمير سعود من عسير وتوجه إلى نجران قاصدًا شيخها، وبعد أن أقام عنده المدة المتعارف عليها عند أهل البادية، طلب منه النصرة، فلم يجبه إلى طلبه، ولكن لما سمع رؤساء العجمان، ما حدث بين الأخوين الإمام عبد الله بن فيصل والأمير سعود بن فيصل، وكان في نفوسهم الغيظ الكامن على الإمام عبد الله بن فيصل، بسبب الضربات التي أنزلها بهم في معركة ملح والطبعة؛ أيدوا الأمير سعود ووعدوه النصرة على أخيه، كما حصل على تأييد
(1)
بعض المراجع تسمى المكان الذي وقعت فيه هنه المعركة "المعتلا".
ومساندة فعلية من قبيلة آل مُرَّة، ومبارك بن روية أمير بلاد السليل، من وادي الدواسر، وتراجع رئيس نجران عن موقفه الأول، وأمده باثنين من أولاده وفصيلة من جيشه.
وعندما تأكد الإمام عبد الله، من عزم أخيه سعود، أمر أخاه محمد بن فيصل، وهوأصغر سنًّا من عبد الله وأكبر سنًّا من سعود، أمره بأن يتجهز ويسير بمن معه لقتال سعود، وصده عن مهاجمة نجد، والتقى الجمعان بالمكان المسمى "المعتلى"، وبدأ بينهم القتال، وطال حتى انتصر الأمير محمد ومن معه، وكانت خسائر جماعة الأمير سعود في الأرواح كبيرة، حيث قُتل أولاد رئيس نجران علي ابن سريعة، وجُرح الأمير سعود عدة جراحات، فهرب مع بقية حنوده إلى الإحساء، وأقام عند آل مُرَّة، إلى أن شفيت جراحه، ثم هاجر إلى عُمان وأقام هناك
(1)
.
وفي عام 1284 هـ الموافق 1867 م أرسل الإمام عبد الله عمه الأمير عبد الله بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود، ومعه سرية من أهل الرياض، والوشم، وسدير، لطرد العجمان من الإحساء، فتوجه الأمير عبد الله بن تركي إلى الإحساء، وكان حاكمها آنذاك هو الأمير محمد بن السديري، فقبض على من وجد فيها من العجمان، وأودعهم السجون، وحرق بيوتهم، وفي هذه السنة عزل الإمام عبد الله، والأمير محمد بن أحمد السديري عن إمارة الأحساء، وعيَّن مكانه ناصر بن جبر الخالدي.
أما راكان فمن المحتمل أنه هاجر؛ لأنه بعد معركة المعتلي أرسل قصيدة للشيخ محمد بن خليفة آل خليفة، ويذكر فيها انتصار الإمام عبد الله الفيصل، ومطلعها
(2)
:
ما قال عبد الله بدا ذيك الأرواس
…
بين الدلم وخشوم قصر البجادي
حول الضبيعة من ورا ذيك الأطعاس
…
بين الخشوم النايفة والحماد
(1)
تحفة المستفيد - مرجع سابق. ص 150، 151.
(2)
العجمان وزعيمهم راكان - أبو عبد الرحمن الظاهري - ص 151.
ثم تشكى له قائلًا:
ياشيخ عيلات
(1)
الدهر تقلب
…
يا ماجرى في الكون من عصر عاد
ثم ذكر راكان أبياتًا من الشعر قال في مطلعها، وهو يبين بها مناصرته للأمير سعود في معركة المعتلي:
يوم الجدا فاللِّي جدانا من الناس
…
عدالة الميزان بن البوادي
ثم يعود إلى تأكيد انتصار الأمير عبد الله فيقول:
وما رازنا إلا نور قصر ابن دواس
…
اللَّي جنوده مثل وصف الجراد
ثم يعلن عن عزمه على مغادرة البلاد:
ودار جفت ربع عمايمهم الطاس
…
لا حل بأطراف الجهامة منادي
والله لو أعطى بها مال عباس
…
وفراشي الديباح والشكر زادي
من عقب مجفاها حمى ذن الأفراس
…
من عقب ذولا ما بها لي قعادِ
ويقول أبو عبد الرحمن:
من الأرجح أن يكون بقاء راكان في الإحساء عام 1287 هـ الموافق 1970 م. بينما انضم عدد من العجمان إلى الأمير سعود، ويزعم البعض أنه رحل إلى البحرين، بينما البعض الأخر يزعم أنه رحل إلى عُمان، وذلك بتدبير من رؤساء العجمان الذين بقوا في الإحساء، معلنين الطاعة للإمام عبد الله الفيصل، وأقسموا لأميره ناصر بن جبر أنهم سوف يحاربون الأمير سعود.
معركة الوجَاح 1287 هـ - 1870 م
في عام 1287 هـ الموافق 1870 م، وتعرف هذه السنة عند أهل الإحساء بسنة سعود؛ وذلك لأن الأمير سعود بن فيصل خرج من عُمان وتوجه إلى البحرين، ونزل ضيفًا على آل خليفة حكام البحرين، وطلب منهم النجدة والمساعدة على حرب أخيه الإمام عبد الله بن فيصل، ثم توجه إلى قطر وبرفقته ابن عمه محمد بن عبد الله بن ثنيان.
(1)
عيلات: اعتداءات، وهنا يقصد بها تقلبات الدهر.
وبعد أن استعدوا لمواجهة فرسان أخيه الإمام عبد الله التي أرسلها بقيادة مساعد الظفيري، التقى الفريقان في مكان يسمى "الوجاح" في البر الواقع بين الهفوف والقرى الشرقية بالإحساء، وفي هذا المكان جرت بينهم معركة شديدة، قُتل فيها محمد بن ثنيان وعدد من رجال الأمير سعود، ولما شعر الأمير سعود بأن النصر لن يكون حليفه، رجع إلى البحرين، وكتب إلى رؤساء قبيلة العجمان، فاستجاب إليه عدد كبير منهم، وذلك بتشجيع من رؤساء القبيلة، وفي نفس الوقت أعطوا ناصر بن جبر، وفهد بن دغيثر، وعدًا بالوقوف مع فرسان الإمام عبد الله بن فيصل ضد أخيه الأمير سعود بن فيصل.
قدم خليفة أحمد بن الغتم، وعدد من أهل البحرين، ولما وصلوا إلى منطقة العقير، انضم اليهم العجمان وآل مُرَّة، فتوجهوا جميعا إلى أهل الجفر
(1)
في الإحساء، ودخلوا قريتهم عنوة واستولوا عليها، ثم استولوا على قرية الطارف، واستسلم أميرها أحمد بن محمد بن حبيل، ثم توجهوا إلى منطقة الهفوف، فأسرع حزام بن حثلين وابن أخيه راكان بن فلاح بن حثلين إلى أمير الإحساء ناصر بن جبر وأمير السرية فهد بن دغيثر، وأخبروهما أن الأمير سعود متوجهًا إليهم، ولا بد من الخروج إلى قتاله قبل أن يدخل إلى البلاد عنوة، وقد تظاهر الاثنان بالولاء للأمير ناصر بن جبر، بينما كانا في الحقيقة يريدان أخذ ثأر معركتي مَلَح والطبعة، ولما استجاب الأمير ناصر لمشورتهما، خرج على رأس فرسانه لمواجهة هجوم الأمير سعود، فلما التحم الجيشان تحيز راكان وحزام إلى فرسان الأمير سعود بن فيصل ضد فرسان الإمام عبد الله بن فيصل الذي كان بقيادة أمير الإحساء ناصر بن جبر، حتى انتصر فرسان الأمير سعود وانهزم ناصر بن جبر، وكانت خسائرهم بالأرواح كثيرة، ومن بينهم الفارس محمد بن عبد العزيز بن ملحم وإخوانه عبد الله وسليمان.
(1)
الجفر. يفتح الجيم، هي قرية صغيرة وبها آبار مياه تمتاز بالعذوبة والبرودة، تقع شرق قرية الفضول، وتعدُّ من أكبر قرى الهفوف.
وفي شهر رجب 1287 هـ الموافق 1879 م عاد الأمير سعود بن فيصل من البحرين متوجهًا إلى الإحساء ومعه من آل مُرَّة والعجمان، ثم زحف الأمير سعود ابن فيصل إلى مدينة الهفوف وحاصرها أربعين يومًا، بينما استسلم أهل المبرَّز بدون قتال، وصالحوا الأمير سعود، وعيَّن عليهم حزام بن حثلين، وقد حقق العجمان في هذه المعركة انتصارًا كبيرًا، استعادوا معه قوتهم وهيبتهم واستردوا ثأرهم وسيادتهم على مناطق عديدة في الإحساء، وفي خضم انتصاراتهم ونشوتهم بالنصر تجاوزوا في تعاملاتهم كل شيء، حتى أوامر الأمير سعود بن فيصل
(1)
، وقال راكان بن حثلين بمناسبة هذه الانتصارات على الإمام عبد الله بن فيصل هذه الأبيات:
يا يام ياسقيم الحريب
…
ردوا لعبد الله قضاء
من كان له حق مصيب
…
يوم أسعفت يأخذ وفاء
معركة جودة 1287 هـ -1870 م
لما علم الإمام عبد الله بن فيصل بالهزائم التي لحقت بفرسانه، وبالتجاوزات التي تمارسها قبيلة العجمان في منطقة الإحساء، أعلن حالة الاستنفار بين الفرسان في منطقة الرياض كلها، وأمر أخاه محمد بن فيصل بقيادة هذه الحملة، ومنازلة أخيه الأمير سعود بن فيصل وإخراجه من الإحساء، فخرج الأمير محمد من الرياض ومعه المجاهدون من أهل الرياض وغيرهم، ومعهم أيضًا عسَّاف أبو اثنين بمن تبعه من قبيلة سُبيع، وتوجهوا إلى الإحساء، وعندما علم الأمير سعود بن فيصل بذلك، رفع الحصار عن الهفوف وتوجه ومعه العجمان وآل مُرَّة، وأحمد بن الغتم، وعدد كبير من أهل المبرَّز وأهل الطرف، وعسكروا في موقع إستراتيجي يسمى" جودة"، وهو عبارة عن منطقة آبار عذبة، وتقع جوده في وادي المياه (وادي العجمان) بالقرب من الدهناء من جهة الشرق - وتبعد عن الرياض حوالي 250 كم، وعن الإحساء حوالي 160 كم، وهي أيضًا تقع على طريق القوافل
(1)
تحفة المستفيد - مصدر سابق. ص 168، 169.
النازلة من الرياض والصاعدة إليها وكان من المقرر أن يمر عليها الأمير محمد بن فيصل ولكن الأمير سعود ومن معه نزلوا في منطقة الماء قبل وصول الأمير محمد إليها، الذي وصل في اليوم السابع والعشرين من رمضان عام 1287 هـ - الموافق 1870 م، والتحم الفريقان، ولما اشتد القتال بينهما، اقترب راكان بن حثلين من عساف أبو اثنين، وهو من فرسان الأمير محمد، فنزل راكان عن فرسه، وقال له:
- ياعم، اركب هذه الفرس ألين لك.
وكان يهدف من وراء ذلك إرضاء عسَّاف حتى ينسحب هو وجماعته من المعركة، وفهم عسَّاف ماذا كان يقصد راكان، فأشار لجماعته بالانسحاب من المعركة ولبوا الأمر، وانهزموا فرسان الأمير محمد على أثر هذا الانسحاب المفاجئ.
- وقتل من فرسان الأمير محمد أربعمائة رجل، من أبرزهم:
1 -
الفارس: عبد الله بن بتَّال المُطَيري.
2 -
الفارس: مجاهد بن محمد، أمير الزلفي.
3 -
الفارس: إبراهيم بن سويد، أمير جلاجل.
4 -
الفارس: عبد الله بن مشاري بن ماضي.
5 -
الفارس: عبد الله بن علي آل عبد الرحمن، أمير ضرمى.
وأسر الأمير محمد بن فيصل قائد الحملة، فأمر الأمير سعود بن فيصل بتقييده وإرساله إلى سجن القطيف، ومن مكان المعركة كتب الأمير سعود إلى أهل الهفوف، يأمرهم بالتسليم، والمبايعة، فساروا إليه وبايعوه، فرجل من "جودة" إلى الإحساء واستولى عليها، وأخذ من أهلها أموالًا كثيرة، وفرَّقها على العجمان والفرسان الذين كانوا معه
(1)
.
عندما علم الإمام عبد الله بن فيصل بهذه الهزائم التي مني بها فرسانه بقيادة أخيه محمد، جمع كل ماله في الرياض من مال وذخيرة وعتاد، ورحل بها من
(1)
تحفة المستفيد - مصدر سابق. ص 169
الرياض متوجهًا إلى حايل، مقر إمارة محمد بن عبد الله بن علي الرشيد، وكان معه الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بابطين، وسارا معًا حتى وصلا "البعيثة"، ونزلا في مكان الماء المسمى العروق، وأرسل الشيخ عبد العزيز البابطين إلى والي بغداد طالبًا منه المساعدة على حرب أخيه، ليستعيد ملكه المسلوب، فوعده الوالي خيرًا، وآنذاك كانت الدولة العثمانية طامعة في احتلال الإحساء وما جاورها، فانتهزت هذه الفرصة وقامت باحتلال الإحساء منذ عام 1288 هـ الموافق 1871 م حتى عام 1331 هـ الموافق 1912 م.
معركة الجزعة 1287 هـ -1870 م
في شهر شوال عام 1287 هـ الموافق 1870 م، قام محمد بن هادي بن قرملة شيخ قبيلة قحطان، بزيارة للأمير سعود بن فيصل في الإحساء، ولم يجسن الأمير وفادته؛ لأن العجمان لا يودونه، فعاد وغادر مجلس الأمير سعود وتوجه فورًا إلى أخيه الإمام عبد الله، وكان نازلًا في مكان ماء يسمى العروق
(1)
، وتحالفا معًا على محاربة الأمير سعود بن فيصل، فرجع الإمام عبد الله إلى الرياض، ومعه محمد ابن هادي ودخلا الرياض في آخر شهر ذي القعدة 1287 هـ الموافق 1870 م.
وفي شهر محرم عام 1288 هـ الموافق 1871 م، خرج الأمير سعود بن فيصل من الإحساء، بعد أن عيَّن فرحان بن خير الله أميرًا عليها أثناء غيابه، وتوجه إلى الرياض، وفي طريقه لمقابلة الإمام عبد الله التقى بسرية تابعه له، يقودها حطاب بن مقبل العطيفة، معسكرًا في مكان يسمى "الجزعة"، ودار بينهم قتال شديد، قتل فيه قائد السرية حطاب بن مقبل العطيفة، وابنه عويد بن حطاب، وابن عمه فلاح بن صقر، وغنم الأمير سعود كل ما معهم من سلاح وعتاد، وعندما اقترب الأمير سعود من الرياض، خرج منها الإمام عبد الله ومعه محمد بن هادي، وتوجه الاثنان إلى قبائل قحطان، بينما دخل الأمير سعود الرياض بدون قتال، وكتب إلى رؤسائها بالقدوم إليه للبيعة، ففعلوا ما طلب منهم
(2)
.
(1)
العروق - جمع عرق.
(2)
تحفة المستفيد. مصدر سابق ص 170
معركة البرة 1288 هـ -1871 م
في ربيع الأول عام 1288 هـ الموافق 1871 م، خرج من الرياض الأمير سعود بن فيصل ومعه قبائل قحطان، والعجمان، وآل مرة، وسُبيع، والسهول، والدواسر، وأهل الرياض، والخرج، والحوطة، قاصدين غزو الإمام عبد الله الفيصل، الذي كان معسكرًا في إحدى قرى نجد وتسمى "البرة"، وفيها التقي الجمعان يوم 7 جمادى الأولى عام 1288 هـ - الموافق 1871 م، ودارت بينهما معركة حامية انهزم فيها فرسان الإمام عبد الله، وقُتل منهم عدد كبير، ومن أبرز الذين قتلوا من فرسان الإمام عبد الله هو الفارس عبد العزيز بن محمد بن ناهض، ومن فرسان الأمير سعود فارس العجمان المشهور منصور الطويل
(1)
.
وقد شارك راكان بن فلاح بن حثلين في هذه المعركة، وافتخر بها.
معركة الخويراء 1288 هـ -1871 م
في آخر شهر جمادى الآخرة عام 1288 هـ الموافق 1871 م، خرج الأمير سعود بن فيصل من قرية" الدلم"، ونزل ضيفًا على قبيلة العجمان، وتشاور مع شيوخها وبعض وجهاء القبائل الأخرى التي لها تحالفات مع العجمان، واتفق معهم على مهاجمة الإحساء، وبدأ بمهاجمة القرى التي ظهرت في طريقهم، وعندما علم بهم قائد الجيش التركي خرج لهم ومعه الإمام عبد الله بن فيصل بكل ما لديهم من تجهيزات عسكرية ومدافع وغيرها، وانهزم فريق الأمير سعود بن فيصل، وقُتل منهم بعض الرجال
(2)
.
(1)
العجمان وزعيمهم راكان أبو عبد الرحمن الظاهري. ص 153، 154
(2)
تحفة المستفيد - مصدر سابق ص 172
معركة حصار الإحسَاء 1291 هـ -1874 م
في شهر رمضان عام 1291 هـ - الموافق 1874 م، رجع الإمام عبد الرحمن ابن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود، من بغداد إلى الإحساء، ومعه فهد بن صنيتان، وعندما وصلا إلى الإحساء انضم إليهما عدد كبير من العجمان وآل مُرَّة، وقد طلب الإمام عبد الرحمن من هل الإحساء مناصرته على طرد جنود الأتراك من الإحساء، واستجاب عدد كبير جدًّا من أهالي الإحساء للإمام، وقد وضع خطة للهجوم، اعتمدت على ضرب حصار شديد على الحاميات العسكرية التوكية وهم في حصونهم، واستمر الحصار من شهر رمضان حتى شهر ذي القعدة عام 1291 هـ - الموافق 1874 م، مما جعل والي الإحساء يرسل نداءً إلى متصرف بغداد طالبًا منه النجدة.
معركة الحزم والوزية 1324 هـ -1906 م
في البداية لا بد أن نستعرض سير الأحداث التي اندلعت قبل نشوب معركة "الحزم والوزية"، وأهمها تلك الأحداث التي وقعت بين عساكر طالب باشا النقيب وقبيلة آل مُرَّة والهواجر، وهي معركة صغيرة سميت معركة "قهدية"، وهو اسم لمكان يقع بين الإحساء والعقير يطلق عليه اسم "قهدية".
ففي عام 1320 هـ - الموافق 1902 م، طلب شيوخ قبيلة آل مُرَّة، وشيوخ قبيلة الهواجر زيادة مرتباتهم من المتصرف العثماني في الإحساء، فلم يلب طلبهم، فتمردوا عليه، وقرروا التعرض للقوافل وانتهابها، وبالفعل بدأت تحرشاتهم بالقوافل التي يقوم على حراستها عساكر الترك، وقتلوا عدم كبيرًا من أفرادها، ولم تسلم منهم القوافل ركم وجود حراسة رسمية من جنود الحاكم العثماني في الإحساء، وتمادوا في غاراتهم حتى أصبح الرحَّالة يخشون السفر في طرق القوافل التي تمر بمنطقة الإحساء، ومن جراء ذلك تأثرت هيبة الدولة العثمانية الممثلة بمتصرف الإحساء وقواته المسلحة.
ولما علم بذلك والي بغداد العثماني، عزل على الفور موسى كاظم متصوف الإحساء، وعيَّن بدلًا منه السيد طالب باشا النقيب ومعه قوة عسكرية إضافية.
وعندما وصل النقيب بقواته إلى الإحساء، توجه على الفور بما معه من عسكر ومدافع قاصدًا آل مُرَّة الذين يقيمون في منطقة ماء تسمى "الزرنوقة"، فأخذ طالب النقيب بعض مواشيهم وعاد بها إلى منطقة الإحساء ليشاهدها الناس، فتطمئن قلوبهم، وتسير قوافلهم كعادتها، وبعد مرور أربع سنوات قضاها السيد طالب باشا النقيب حاكمًا للإحساء، عُزل، وعين بدلًا منه المتصرف العثماني محمد نجيب أبو سهيلة، عام 1325 هـ الموافق 1907 م
(1)
.
وفي أيام حكم أبو سهيلة، وقعته معركة الحزم والوزية، حيث كان كثير من العجمان وأحلافهم ينزلون في أيام الصيف الحارة بالإحساء عندما يحين وقت صرام النخل
(2)
، فيشترون حاجتهم ثم يخرجون إلى البادية، وكانوا ينزلون في منطقتي" الحزم" وهي قريبة من منطقة المبَّرز، و" الرقيقة" وهي بقرب منطقة الهفوف.
وأهل البادية في تلك الأيام كانوا يتحاربون لأتفه الأسباب، وكلنا نذكر أسباب اشتعال حرب "داحس والغبراء" بين قبائل غطفان من عبس وذبيان التي زعموا أنها طالت أربعين عامًا، والسبب ناقة، والمعركة التي نحن بصددها وقعت بسبب رجلين أو ثلاثة، احتاجوا إلى قليل من البلح فقطفوا من النخيل، وربما كان ذلك بسبب الجوع، ولكن أصحاب النخيل أطلقوا عليهم النار فردوا عليهم بالمثل، فنشبت بينهم معركة استخدمت فيها البنادق من الطرفين، ووقعت هذه المعركة بين أهل منطقتي المبرَّز والحزم، ثم اتسعت المعركة حينما هب أهل المبزَّر والهفوف لجماعتهم أصحاب النخيل، وهب أهل الحزم والرقيقة لجماعتهم العجمان، واستمرت المعركة بينهم يومًا كاملا، وبعد ذلك تغلَّب أهل المبرَّز والهفوف على
(1)
تحفة المستفيد، مصدر سابق، ص 189، 190.
(2)
الصرام: القطع صرم العذق عن النخلة بمعنى قطع العذق. ويقال هذا وقت الصرام، ونخل صريم.
أهل الحزم والرقيقة، وهاجموا منازلهم وأحرقوها، وكانت خسائر الفريقين كبيرة حيث سقط عدد كبير من القتلى والجرحى من الجانبين.
كل هذا كان بسبب كمية بسيطة من التمر، ولم يكتف أهل الإحساء بهذه المعركة بل صعَّدوا الموقف وأعلنوا محاربة العجمان وإخراجهم من الإحساء، واستمرت المعارك بينهم من شهر جمادى الآخرة حتى شهر رمضان عام 1324 هـ الموافق 1906 م، وعندما علم العجمان بنوايا أهل الإحساء، استنفروا جميع العجمان الذين في منطقة الإحساء والذين خارجها فجاءوا جميعًا إلى الإحساء لأخذ حقهم بالقوة.
أما أهل المبرَّز فإنهم عندما سمعوا وشاهدوا عناد العجمان وزيادة قوتهم، طلبوا من المتصرف محمد نجيب أبو سهيلة أن يدعم موقفهم بحملة عسكرية مزودة بالمدافع ليصدوا هجمات العجمان الذين أتوا من البادية لمناصرة أهل الحزم والرقيقة، فتجمع أهل الإحساء ومعهم عساكر النظام العثماني، ثم توجهوا إلى منطقة الحزم والرقيقة والوزية، وكان ذلك في شهر رمضان عام 1324 هـ الموافق 1906 م، مستهدفين العجمان، وفي ذلك المكان المسمى "الحزم والوزية" حيث نشبت معارك البنادق والسيوف والمدافع، حتى أتى الليل، وعندما أصبح القصف عشوائيًّا، وارتبك الفرسان وأصبح أحدهم لا يرى الآخر بسبب الظلام الدامس، مما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى من أهل الإحساء والعجمان، فضلًا عن العدد الكبير من قتلى عساكر الدولة العثمانية.
وتم إحراق عدد كبير من النخيل وإتلاف جزء كبير من الأراضي الزراعية من جراء القتال الذي جرى عليها، كما أدى إلى تشريد أبناء القرى الصغيرة التي تأثرت بالمعارك الدائرة حولها، كقرية الحليلة، والشقيق، والكلابية
(1)
.
والشيء الجميل في البوادي، أن عداوتهم لبعض لا تدوم فترة طويلة، فهم بمجرد ما ينتهون من معاربههم وتضع الحرب أوزارها يتم الصلح فيما بينهم بسهولة ويسر" وعفا الله عما سلف"، تمامًا كما كانت تبدأ معاركهم لأتفه الأسباب.
(1)
الكلابية: نسبة إلى بني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وتقع قرية الكلابية شرق مدينة المبرَّز.
ومن هذا المنطلق نلاحظ أنه بعد ذلك بأيام قليلة جدا تم الصلح بين العجمان وأهل الإحساء، الذين كانوا بالأمس القريب يتقاتلون على تمر.
معركة كنزان 1333 هـ- 1915 م
عشيرة صغيرة كانت تقيم في إحدى بوادي الكويت، وقد تعرضت هذه العشيرة لغارة خاطفة، قام بها العجمان، ثم فروا عائدين إلى منازلهم في المنطقة الشرقية، وقد حدث هذا في عهد الشيخ مبارك الصباح، وبعد أن علم الشيخ مبارك الصباح بالحادث كتب إلى جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل طالبًا منه تأديب العجمان، ورد ما أخذوه بالقوة من عشيرة خليط
(1)
، وفي تلك الأيام كان الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل، يعاني من جراح أصابته في المعركة السابقة.
وفي هذه المناسبة قال الشاعر الكويتي، خالف محمد الفرج:
فأتاه مبارك بن صباح
…
ملقيًّا في الحراب باقي القداح
بينما ابن السعود دامي الجراح
…
يابني العجمان جاءوا مراحي
ثم نالوا من ماله المستباح
…
الغياث الغياث فاسمع صياحي
ولم ير الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بدا من غزوهم، فخرج بجيشه مستهدفًا العجمان في الإحساء، فوصلها في شهر رجب عام 1333 هـ - الموافق 1915 م، وكان العجمان مقيمين في مكان يسمى "كنزان" وهو منطقة مياه تمتاز بالعذوبة، كما أنها قريبة من قرية "الكلابية" في شرق الإحساء، وقبل المعركة تبادلوا الرسل وتباحثوا في إمكانية استرداد ما أخذوه من عشيرة خليط، ولكن شيوخ العجمان لم يوافقوا على هذا المطلب.
(1)
بحثنا كثيرًا عن أصل عشيرة خليط، فلم نجد قبيلة أو عشيرة بهذا الاسم سواء في الماضي أو الحاضر، ولكن ربما تكون خليط من القبائل، ظهرت في فترة من الفترات ثم تفتت أو ذابت أو اندمجت في الكيانات القبلية الكبيرة، والمجتمعات الحضرية.
وفي منتصف شهر شعبان، استعد الفريقان للمعركة، فلما اقتربت ساعة الصفر، أخرج العجمان نساءهم وأطفالهم من البيوت وأبعدوهم عنها، وكمن الرجال المقاتلون وراء المتاريس، وصبت الغارة نيرانها على البيوت الفارغة، أما العجمان فقد قاموا بعملية التفاف وهاجموا من الخلف، فارتبك الجيش، ولم يتعرف على من معه ومن ضده، مما جعله يقتل بعضه البعض، فوقعت الهزيمة بالجيش، حيث جرح الملك عبد العزيز وقتل أخوه سعد بن عبد الرحمن، فضلًا عن وقوع خسائر كبيرة بالأرواح تجاوزت الثلاثمائة رجل من أهل الإحساء، من بينهم عدد كبير من أهل نجد، ورجع الملك عبد العزيز إلى الإحساء، بينما انتشر العجمان بين النخيل والقرى، وأعاد جلالة الملك عبد العزيز تجميع وإعداد وتدعيم جيشه، وأرسل إلى والده الإمام عبد الرحمن بن فيصل، يستمد منه الدعم، وفي آخر شهر رمضان عام 1333 هـ الموافق 1915 م، وصلت إلى الإحساء الإمدادات بقيادة الأمير محمد بن عبد الرحمن الفيصل، قادمة من الرياض.
واستؤنفت المعارك بين الفريقين على أشدها، إلى منتصف شهر ذي القعدة عام 1333 هـ الموافق 1915 م، ثم حرك جلالة الملك عبد العزيز جيوشه إلى جبل القارة، ونصب مدافعه على قمة الجبل، وأخذ يرمي معسكر العجمان في جبل "البريجارميا"، فأصابهم بخسائر كبيرة بالأرواح، فرحلوا هاربين إلى الكويت، ولما وضعت الحرب أوزارها، واطمأن أهالي الإحساء، عاد جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل إلي الرياض منتصرًا، أما العجمان فإنهم ذهبوا إلى الكويت واستقروا هناك مدة طويلة، ثم عادوا وطلبوا من الملك عبد العزيز العفو والأمان، فأمنهم ورجعوا إلى ديارهم في المنطقة الشرقية.
وفي هذه المناسبة، قال الشاعر خالد محمد الفرج هذه الأبيات
(1)
:
قم تعرف معي إلى العجمان
…
هم قبيل ينمي إلى قحطان
رحل يقطنون في نجران
…
ثم جاءوا الإحساء من زمان
فأناخوا بعسفهم بجران
…
شبهوهم في العرب بالألمان
(1)
تحفة المستفيد، مصدر سابق. ص 313.
بعض قصائد راكان بن فلاح بن حثلين
هذه القصيدة قالها الشيخ راكان بن فلاح بن حثلين وهو في المنفى، أو ربما قالها وهو في السجن، وحمزة كما ذكرنا سابقًا ربما بكون زميلًا تركيا للشيخ راكان، أو يكون من المجاهدين معه في حروب البلقان، قال راكان:
أخيل ياحمزة سنا نوض بارق
…
يفرى من الظلما حناديس سودها
(1)
على ديرتي رفرف لها مرهش النشا
…
وتقفاه من دهم السحايب حشودها
(2)
فبالله يا المطلوب ياقايد الرجا
…
ياعالم نفسي رداها وجودها
إنك توفقها على الحق والهدى
…
مادام خضرا ما بعد هاف عودها
(3)
وابدل لها عسر الليالي بيسرها
…
وجل المشاكل فل عنها عقودها
وابرج لعين لا أقبل الليل كنها
…
رمدا وذارفها تغشى خدودها
(4)
وكبد من أسقام الليالي مريضة
…
عليها من جمر اللهايب وقودها
(5)
تقطعت الأرماس عند ولا بقي
…
إلا ودود دايم في وجودها
(6)
حبيبي ومقصودي لعبده إلى عطى
…
وهايب فضله ما تقيس مدودها
فياحظ من ذعدع على خشمه الهوى
…
وتنشى من أوراق الخزاما فنودها
(7)
وتيمم الصمَّان إلى نشف الشرى
…
من الطف وإلا حادر من نفودها
معا وجه سلفان إلى لاح بارق
…
نحت له ولو هو نازح من حدودها
(8)
يامية هم مشعل الحرب إلى دنا
…
حريب ورفت للملاقي بنودها
(9)
(1)
أخيل: انظر إليَّ.
(2)
مرهش النشا: البرق.
(3)
ما بعد هاف عودها؛ أي مازالت حية، لم تمت.
(4)
وابرج لعين - أفرج - زرفها: دموعها.
(5)
أسقام اليالي. مصائب الزمان.
(6)
الأرماس. الأخبار.
(7)
تنشي: شم - زعزع: هب - فنودها: رائحتها.
(8)
سلفان: جمع سلف، وهو الظعن المرتحل من مكان إلى مكان - نحت له: اتجهت في طلبه "البرق".
(9)
يامية: من بني يام.
حريبنا نسقيه كاس من الصدا
…
والحبة الزرقا لكبده برودها
وإن زارنا سبع يدور لغرة
…
كفوفه دروع من فجايا صيودها
(1)
عبينا لزوراته قراها إلى أقبلت
…
وخطرنا على زيرومها اللي يقودها
(2)
وعقب الطمع ترجع سراياه كنها
…
غيا جملة صفت عليها فهودها
(3)
وتغشى قطي الخيل دم لكنه
…
تزيعج دلا أولاد عطاشي ورودها
وإن ثقل اللِّي في اللقا يروي القنا
…
اللِّي لونيات السبايا سنودها
(4)
زعجناه بأقارب المطارق ورادته
…
عرجا دوام للجراير ترودها
(5)
فإن جر حربى علينا جريرة
…
صبرنا عليه ايلين نقوى ردودها
فلا قوينا الرد نجزيه مزنة
…
حمرا تزلزل في رهقها رعودها
(6)
رعدها القهر ومصبب الدرة وبلها
…
وحدب مقابيس البلا في حدودها
(7)
بمذلقات الهند والشلف كنها
…
السن سلاقي متعبتها طرودها
(8)
كما مزنة نشت على الجوف وأسبلت
…
عثا سيلها يملأ الحفن من نفودها
والأخرى على جوده غثاها لكنه
…
صرايم زرع في ليالي حصودها
وراهن يوم يقصر الظن دونه
…
حظوظ من الله وافقتها سعودها
غزو على البرة تذلهب بنا الرشا
…
وتقطعت عنا ملفق جرودها
وخشوم طويق فوقنا كن وصفها
…
صقيل السيوف اللي تجدد جرودها
(1)
فجايا: فجوات، أو مفاجآت - بمعنى جائنا بغرض الحرب - سبع: كتابه عن العدو الخطر - يدور لغر: يتحين الفرص.
(2)
عبينا: أعدنا - لزوراته: هجماته - قراه: القرى في الأصل إكرام الضيف، وهنا يقصد الشاعر أنهم يصدون العدوان، حتى يصلون إلى قائد هذه الحملة فيقتلوه، كما يوضح المعنى من عجز البيت.
(3)
غياجملة: كأنها قطيع من البقر أو الغزلان - صفت عيها أحاطت بها - فهودها: جمع فهد حيوان مفترس.
(4)
ونيات: بطيئات - السبايا - الخيلَ - سنودها: عونها.
(5)
رادتة: قصدته - رعجناه: طعناه - أرقاب المطارق: السيوف - رادته: عادته.
(6)
فلا قوينا نجزيه مزنة: فإذا قدرنا على الرد عليه - الرهق: الخوف.
(7)
القهر: البارود - مصيب الدرج: الرصاص - الحدب: السيوف.
(8)
ألسن سلاقي: السلاق جمع سلوقي، وهو كلب الصيد - ألسن: جمع لسان.
تولفت بدوان نجد وحضرها
…
بإعدامنا قامت تجدد عهودها
(1)
تولفت علينا الذيب والفهد والنمر
…
سباع عليها ولفتها أسودها
جميعهم لنا ليث على الدرب جابهم
…
فلا عاد نقوى لو بغينا ردودها
كفانا بهم رب له الحمد والثنا
…
علينا مدوده ليس تحصى عدودها
لك الحمد يامعبود والشكر والثنا
…
وجيه على البيدا نساوي سجودها
(2)
ومر يكفَّونى مذاريب ربعي
…
وأتاجر بنفسي واتنومس بزودها
(3)
إلا إلى شفنا عليهم هزيعه
…
من دونهم حمر المنايا نذودها
عسى جواد ما تعرج يصيبها
…
شبا مطرق يقطع ملاقى عضودها
وأنا ذخيرتهم اليا دبَّرت بهم
…
شعث النواصي والنشامى شهودها
(4)
وملفي مسايير إلى جوا عينوا
…
قريشية يعبا معا الهيل عودها
(5)
مع منسف وحايل إليا أقبلوا
…
لا علقت ما يحتملها عمودها
والا ردُوم من ورا الحجز نيها
…
تداوي بها الربع النشامي كبودها
وننشر عليها السمن زود وتعمد
…
لشوارب تروي القنا في هدودها
(6)
وإلى لفانا مجرم ضده النيا
…
كنا بعيطا نابيات حيودها
إلى ضد حمله في متونة وزارنا
…
نسفناه عنه إيلين تبرا لهودها
وبالجاه نرخص غالي المال دونه
…
ووراه سيوف مرهفات حدودها
نلقط للعُقَّال بالعقل مثلها
…
ونعيا لعيلات المقرد قرودها
ومن دور العليا نجازيه بالرضا
…
ومن دور القصيا نلقيه كودها
(1)
تولفت: اجتمعت.
(2)
نساوي سجودها: بعضهم كتبها "نواسي".
(3)
أتاجر بنفسي. أتاجر بعمري - أتنوس: أحس بالفخر والعسادة.
(4)
وأنا ذخير لهم: أنا ذخرهم وعونهم في لحظة الهزيمة، عندما يفرون من المعركة - شعث النواصي: الخيل - شهودها: الحاثم في كتاب - خيار ما يلتقط - كتبها "سنودها".
(5)
ملفى: المكان الذي يلفي "يصل" إليه الضيوف - قريشية: قهوة - يعبأ: يجهز ويضاف ويعد.
(6)
ننثر عليها السمن: نصب عليها السمن - الشوارب: من أجل شوارب رجال شجعان.
لينه يبدل زجرة الهدر بالرغا
…
وقومه تكثر لطمها في خدودها
هذي عوايدنا لها ذي ومثلها
…
ونفس الفتى لابدها من لحودها
ولا هيب فعل من يدينا بديعه
…
سوالف رجال خلفتها جدودها
وصلوا على خير البرايا محمد
…
ما لعلع القمرى وما هب نودها
(1)
يقال: إن هذه القصيدة أرسلها الشيخ راكان بن فلاح بن حثلين إلى الشيخ محمد بن خليفة الخليفة في البحرين:
ما قال عبد الله ارتقى ذيك الأرواس
…
بين الدلم وخشوم قصر البجادي
(2)
حول الضبيعة من ورا ذيك الأطعاس
…
بين الخشوم النايفة والحماد
(3)
والبارحة ما أغضت العين بنعاس
…
إلا على خدي مطرها حشاد
(4)
وقلبي كما بن يحرق بمحماس
…
عليه صالي لاهب النار زاد
فيا الله ياقايد من النود نسناس
…
يامعتني بأرزاق كل العباد
(5)
(1)
البعير: يهدر في لحظة الغضب، ويرغ في لحظة الاستسلام.
مراجع القصيدة:
* العجمان وزعيمهم راكان. مصدر سابق ص 204 - 215 (عدد الأبيات "52").
* روضة الشعر. مصدر سابق ج 1 ص 70 - 72 (عدد الأبيات "51").
* خيار ما يلتقط من الشعر النبط ج 2 ص 199، 200 (عدد الأبيات "29").
* ديوان ابن فردوس - فرجع سابق - ص 164 - 166 (عدد الأبيات "38").
* من الأدب الشعبي - مصدر سابق - ص 51، 52 (عدد الأبيات "28").
(2)
في كتاب التحفة الرشيدية ورد النص بهذا الشكل (ما قال راكان على ذيك الأطعاس). وفي كتاب ابن فردوس ورد النص بشكل مختلف يقول (أقوال المعاني بقرطاس). أوردها أبو عبد الرحمن (ذيك الأرواس). مستندًا على ما جاء في معجم اليمامة 1/ 136، 137.
- الدلم: منطقة من ضواحي الخرج، تبعد عن مدينة الرياض جنوبًا حوالي 90 كم.
(3)
حول الضبيعة من ورا: جاء في التحفة الرشيدية: الضبيعا، الأرماس - أما ابن فردوس:(الضبيعية ورا) وهذا في رأينا هو الأرجح، نسبة إلى مكان الكويت يسمى الضبيعية - الخشوم: المرتفعات الجبلية - الحماد: الأرض المستوية.
(4)
أغضت العين في التحفة الرشيدية (قضت) - في ديوان ابن فردوس (إلا وعلى) حشاد: كثير.
(5)
النود - الرياح التي تجعل الغصن ينود أو يتمايل كتمايل الرأس من النحاس - نسناس: نسيم الريح.
اللي إلى ناموا خليين الأوناس
…
قمنا ونطلبك الهدى والرشاد
(1)
إنك تبوح ألهم عقب التعوماس
…
وتفتح لنا من باب عرشك منادي
(2)
وخلاف ذا ياراكب فوق نسا
…
مقدم شداده نابه للشداد
(3)
رباع قطاع الفيافي بالأمراس
…
يطوى بذرعانه بعيد الريادي
(4)
يشدي ظليم رايعه صوت رجاس
…
مثلوث دافوه الرماة العوادي
(5)
بدل رلى جيت الجزيرة على الراس
…
بقطاع موجات خفيف السناد
(6)
زر الشراع وهب له ضد الأكواس
…
بيهوم للنجم اليماني قصاد
(7)
ملفاك دار اللي لها الرب حراس
…
ديرة مروين السيوف الهنادي
ملفاك شيخ من شيوخ على ساس
…
أبو خليفة سقم عين المعادي
حُرَّسنا عينه كما نور مقباس
…
أشقر كبيدي عريض الثنادي
(8)
شبر لبانه لا يرق الريش نكَّاس
…
يفرح به القناص حل الهدَادَ
(9)
سور البلد صعب على روس الأنجاس
…
وحظه بأخوه مساعده في السداد
سعد الرفيق اللي به الحبل محتاس
…
مشاهده يَجْلًا هموم الفواد
ياشيخ عيلات الدهر تقلب الراس
…
ياما جرى في الكون من عصر عاد
أفكر وبرق في معانيك بقياس
…
عسى لسلطانك من الرب هادي
(10)
(1)
اللي إلى: الذي إذا.
(2)
التعوماس: الحيرة.
(3)
نابه: حبه للشدائد - خلاف ذا: أي بعد هذا التشكي.
(4)
بالأمراس: الاستمرار.
(5)
رجاس: يعبء البندقية بالرصاص - مثلوث: العيار الناري يتكون من ثلاثة أشياء كالبارود، والرصاص والخلان.
(6)
المقصود هنا: السفينة.
(7)
رز: رفع الشراع.
(8)
حرسنا: كلمتان مختلفتان - سنا عينه: بريق عينه - الحر: طير الصقر - كبيدي: نوع من أنواع الصقور.
(9)
حل الهداد: وقت قنص الحباري.
(10)
برق: أمعن النظر.
مَنْ اللي ضفى حكمه على ذيك الأجناس
…
وسخر بساط الريح له بالركاد
صارت حكاياهم تواريخ وارماس
…
وشي سوى المولى مداه النفاد
(1)
يوم الجدا فاللي جدانا من الناس
…
عدالة الميزان بين البوادي
زدنا وعدينا ورا الحق بقياس
…
وعشنا بحد السيف في كل وادي
وكم واحد نرميه والعج غطاس
…
والآخر اللي فوق كبده جداد
ياطول ما صدنا على عوج الأطراس
…
وصيور من صاد النشامى يصاد
(2)
وما رازنا إلا نور قصر ابن دواس
…
اللي جنوده مثل وصف الجراد
ودار جفت ربع عمايمهم الطاس
…
لا حل بأطراف الجهامة منادي
والله لو أعطى بها مال عباس
…
فراشي الديباج والشكر زادي
(3)
من عقب مجفاها حمى دون الأفراس
…
من عقب ذولا ما بها لي قعاد
وصلاح ربي عبد ماهب نسناس
…
على شفيع الخلق يوم التنادي
(4)
قال الشيخ راكان بن فلاح بن حثلين هذه القصيدة، وأرسلها إلى الأمير عبد الله بن فيصل بن تركي آل سعود، وذلك عندما أمره آل خليفة بمغادرة البحرين، وتسمى هذه القصيدة في البحرين (الشيخة) اعتزازًا فيها:
قال المعيضي بالضحى يبدع القاف
…
في دار سمحين الوجيه الكرام
(5)
(1)
مداه: نهايته: كل شيء سوى الله عز وجل نهايته الفناء.
(2)
صيور: لا بد أن.
(3)
عباس: ربما يكون من أمراء المماليك أو من الأتراك الذين جاءوا للإحساء - الشكر: السكر.
(4)
البيت: زيادة من ابن فردوس.
* العجمان وزعيمهم راكان - مصدر سابق ص 215 - 221 - "عدد الأبيات 31".
* التحفة الرشيدية في الأشعار النبطية - مسعود بن سند بن سيحان - ج 2 طبعة 1969 م - الكويت ص 114، 115، "عدد الأبيات 28".
* ديوان ابن فردوس. مصدر سابق ص 177، 178 "عدد الأبيات 30".
* روضة الشعر - سليمان بن حمد آل خليفة ج 1 الطبعة 3 - ص 76، 77 "عدد الأبيات 29".
(5)
المعيضي: من فخذ آل معيض من العجمان.
يبدع القاف: ينشئ الشعر - سمحين الوجيه الرجال الكرام، أهل البشاشة.
عسى لهم بآيات من حج وإطاف
…
عز لحاضرهم وللحي دام
ياراكب من عندنا فوق هياف
…
بتيل ساج ومقتفيه الولام
فلا دعم صدره على بعض الأسياف
…
ولم ثلاثًا يشتهن الولام
(1)
بواسطن يشدن الأدمي بالأوصاف
…
وإن زرفلن يشده لجول النعام
(2)
يمشن ثلاث عقب الاوما والاصلاف
…
والرابعة يلفن لولد الإمام
(3)
سلم على ربع كما وصف الاشراف
…
واختص أبو تركي برد السلام
سلام أحلا من لبن كل مشعاف
…
واحن وأنوج من عنابير شامي
ولفَّتّهَا ياشيخ من كل الأطراف
…
نمرا كما وصف الجراد التهامي
والله لولا جمعك اللي له أرداف
…
دولة هل العوجا سواة النظام
ليني لا عد لهم على كل مزقاف
…
علم يردونه جديد وعام
أبمطارق فيها غلب كل هياف
…
وحدب الظهور اللي تقص العظام
والكل ينعكس عايف عقب ما شاف
…
غضب ودورات السبايا دوام
(4)
عاداتنا لا ما التقت دلق الأشناف
…
ثم رودعوا سرد الرمك بالاولام
في ماقف خطر على الروح باتلاف
…
في روشن غنى بركنه حمام
ودموع عيني فوق الاوجان ذراف
…
وفي الرجل طبلين حلقهن أحكام
ننسف على الطوعات زينات الأطراف
…
ما بين مصري وما بين شامي
ودروع منعات ثقيلات لصاف
…
متحزمين فوقهن بالحزام
ولا أقبلت حومة زرفهن كما القاف
…
ثم حل ستر معورجات الوشام
(5)
عاداتنا عند المظاهير تنشاف
…
ونركض مراكيض ترمي الكهام
(6)
(1)
ولم ثلاثا: تجهيز ثلاث هجن.
(2)
يشدن: يشبهن.
(3)
يلفن: يصلن الهجن.
(4)
ينكس: يعود - عايف: كاره.
(5)
معورجات الوشام: يقصد النساء.
(6)
المظاهير: الابل فوقها النساء.
ونحري برمي الشيخ وان جن زِلَّاف
…
نرميه بين الخيل مثل المقام
ما هي بهرجة شاعر يبدع القاف
…
طوَّل لسانه فعل ولد الإمام
حِنَّا ترانا علته بين الانجاف
…
نَقّرِي عيونه عن لذيذ المنام
وقلبه لو هو نازح يرجف ارجاف
…
ونصبَّحه لا انباح نور الظلام
والله أن ننزل بين بوشه والاسلاف
…
ونودعه يترك حِلّته والجهَام
ويجنب الخفرات زيفات الأوصاف
…
بيض الترايب زاهيات الزمام
كنه خريش بدل العقل باهفاف
…
وأسباب ما خفه فَعول قدام
(1)
ليتك لنا ياشيخ بالعين تشتاف
…
يوم اقبلت دولات صبيان يام
معهم افرنجي لحسه تقصاف
…
مثل الرعد في مدلهم الغمام
حنَّا ذرا الديرة عن البرد ولحاف
…
ومن زارها زرناه قدنا شمام
يا شيخ ما أرسلنا نبي منك محذاف
…
قوم تبني من ورانا الخيام
بين الظفيري والمطيري وعسَّاف
…
ننزل ولو جان النذر والزحام
ويروح في زمله كثير التجعاف
…
ولا خير في هرج بليا تمام
حنا كما حر تعالى بمشراف
…
صيده من الجل الحباري الجسام
جاه أسمر في صايده سم الاتلاف
…
طقه وحط سبوق ريشه هدام
وجاءت لمعلول جداه التلهاف
…
فعلك جعل للي مْغِل كلام
وصلاة ربي عبد من حج واطاف
…
على النبي ما حج بيت الحرام
(1)
خريش - مجنون.
مراجع القصدة:
* روضة الشعر - مصدر سابق - ص 73، 75 "عدد الأبيات 31".
* خيار ما يلتقط - مصدر سابق - ص 196، 197 "عدد الأبيات 37".
* ديوان ابن فردوس - مصدر سابق - ص 172، 174 "عدد الأبيات 36".
* العجمان وزعيمهم راكان - مصدر سابق - ص 225، 260 - "عدد الأبيات 37".
* الفنون الشعبية في الجزيرة العربية - محمد بن أحمد السميري - 1972 - دمشق - ص 79، 99 - " عدد الأبيات".
* الأدب الشعبي في جزيرة العرب ص 281.
وهذه القصيدة قالها الشيخ راكان بن فلاح بن حثلين وهو في المنفى:
لا واهني ياطير من هو معك حام
…
والا أنت تنفل لي حمايض علومي
(1)
إن كان لا من حمت وجهك على الشام
…
بايسر مغيب سهيل تبغى تحوم
باكتب معك مكتوب سر ولا الام
…
ملفاه ربع كل أبوهم قروم
سلم على ربع تنشد بالاعلام
…
لا واهني من شافهم رُبع يوم
ومن سايلك مني فانا من بني يام
…
من لابة بالضيق تقضي اللزوم
ريعي ورا الصمان وأنا بالاورام
…
من دونهم يزمي بعيد الرجوم
ومن دونهم حوران ضلع بعد زام
…
دار أهلها ما تعرف السلوم
(2)
حال البحر من دونهم له تليطام
…
ومن دونهم مايات موج تعوم
من عقب ما سيفي على الضد حطام
…
اليوم سيفي واضعه كنه شرم
صارت سوالفنا معي مثل الاحلام
…
. مالي جدا يكون عد النجوم
(3)
لا من ذكرت رموس عصر لنا دام .. قمت اتململ والخلايق نيوم
يالله ياللي طالبه ما يضام
…
تفرج لشخص لاجي عند قوم
الله من عين لها سبعة أعوام
…
تسهر وتبكي من كثير الهموم
الحال باد وباقي جسم وعظام
…
كنه مريضى واقع ومحموم
وقعت انا في ديرة ما بها اسلام
…
والبن الاشقر ما يدار معدوم
سجين سجن ولاجي عند ظلام
…
ودوني بحور وبالحديد محزوم
والجفن يسهر تالي الليل ما نام
…
ومن جملة الكيفات صرت محموم
(1)
حمايض علومي: أخباري الخاصة.
(2)
حوران: منطقة مشهورة في جنوب سوريا الشام.
(3)
مالي جدا يكون. ليس حيلة إلَّا.
وعزي لمن مثلي عليه الدهر هام
…
مقصور رجل ولا جزع ما يشوم
(1)
وصلاة ربي عبد من يلبس إحرام
…
وإعداد ما تذرى ذواري سموم
على نبي خصه الله بالإكرام
…
على جميع الخلق صار محشوم
قال الشيخ راكان بن فلاح بن حثلين هذه القصيدة، ردًّا على محمد بن هادي شيخ قحطان.
ياركب حُرِّ تِذرَّب سنامه
…
عليه ني راكب نيه العام
(2)
ما صِكْ لحيه في ليالي فطامه
…
وعظمه قوي من لبن كل مرزام
(3)
إلى ورَد عدِّ يطير حَمَامه
…
جا للصريمة من لحية تقصام
تلفى لابن هادي كبير العمامه
…
شيخ ورمحه مع هل الخيل مرسام
(4)
مَرَّ يواعدنا بحرب وقوامه
…
ومر يجينا منه هرج وتسلَّام
حي الكلام وحي من هو كلامه
…
اللي لفانا منه هرج التوهام
وش الجزا ياشوق زاهي الوشامه
…
بالسابق اللي ما عرفنا لها أوقام
(5)
كزيت لها نور السلف والجهامه
…
باغيه ذخر في مقابيل الأيام
(6)
وغديت أنا وياك مثل النعامه
…
جاها بلاها من ثقيلات الأقدام
(1)
ما يشوم: لا يغادر مكانه.
مراجع القصيدة:
* ديوان ابن فردوس - مصدر سابق - ص 163، 164 " عدد الأبيات 20".
* خيار ما يلتقط - مصدر سابق - ص 1/ 119 "عدد الأبيات 15".
* العجمان وزعيمهم راكان - مصدر سابق - ص 261، 262 "عدد الأبيات 20".
(2)
الني: هو شحم السنامه.
(3)
صحك لحيه: لم يحل بينه وبين الرضاعة في وقت الفطام.
(4)
مرسام: في رواية أخرى "مسلام".
(5)
السابق: الفرس - أوقام: أمثال.
(6)
كزيت - هنا بمعنى أهديت.
إن كان تبغي سابقك والسلامة
…
خلوا ظعاينكم مع العتش خرام
يُحرم عليك النوط تطلق بلامه
…
مادام عنده واحد من ضنى يام
(1)
معنا الطويل اللي تحبيكم علامه
…
مثل العديم اللي على الجوال صرام
(2)
الترك قبلك زارنا به زعامه
…
قد عافنا واختار عنا هل الشام
إن كان تطرى حدرتك بالجهامه
…
لما توصل بك لهذيك الأرجام
(3)
ذي ديرة الحاكم كبير العمامه
…
اللي نحى عنها طوابير الأورام
قدامكم شيخ رفيع مقامه
…
الخيل قرح وأبيض الخد قدام
(4)
وإن رادها غيره ضربنا رثامه
…
عود يبدل هفوته بالتندام
يا الله عيى الفردوس ملقى عظامه
…
اللي بعث دين النبي دين الإسلام
مثل الدويش اللي يقدى الجهامه
…
عقرت جواده فوق رجله والاقدام
وإن كان حدر لابته من
…
حِنَّا لهم في مقطع الصلب قدام
أقبل وحِنَّا لك نسي كرامه
…
شَلف على شهب سريعات الاولام
(5)
تسعين رمح كسرن في العدامه
…
عشرين منهن بين راكان وحزام
كم ثار عند ركابنا من كتامه
…
ياما هلك من ضدنا من سبب يام
كم من حريب دارج الدم دامه
…
يشبع بها السرحان والطير لاحام
حنَّا كما سيل تنحي غمامه
…
هامل بردها بالفرنجي والأروام
سيله يقزي مانحا من عدامه
…
وروعودها منها المدن له تقصام
(1)
النوط: هو وعاء من سعف النخيل كانت تحفظ فيه التمور قديمًا - تطلب بلامه: تفتحه - مادام عنده هنا بمعنى مادام بالقرب. ومعنى البيت أنه يستحيل أن تصلك إلى منطقة الإحساء "حيث يقيم العجمان" إلا بعد أن تقضي على جميع سلالة يام!
(2)
العديم الصقر الذي لا مثيل له - الجول: هو جول الحباري.
(3)
إن كان تطري إذ كنت تذكر - حدرتك مجيئك من نجد إلى المنطقة الشرقية
(4)
أبيض الخد: الأرض البيضاء الفسيحة - قدام أمام. وهذا كله تحدي وتحذير - الخيل قرح مستعده.
(5)
شلف: رماح.
كم سيف هندي فضخنا لجامه
…
بإيماننا كنه مقابيس الإظلام
نزوي من أرقاب السكارى حيامه
…
في هية يشبع بها كل حوَّام
نطعن لعين اللي عريض سنامه
…
شقح مفاليها مباكير الاوسام
إن كان ودك عندنا لك كرامه
…
وتدري بضيفتنا لك الشرق والشام
أقبل علينا حي سوق المسامه
…
وعاداتنا نغلي جلب كل سوام
حريبنا تصبح بكيده ندامه
…
وبراية الله نجعله حذر الإقدام
نرجى مهاشيلك تعدي تعامه
…
لا ساقك الله والقدم ناحر يام
(1)
وصلاة ربي عندما أنشئ غمامه
…
على نبي خصه الله بالإكرام
قال الشيخ راكان بن فلاح بن حثلين هذه القصيدة وهو في المنفى، يخاطب زميلا له يسمى حمزة، ربما يكون من الدولة العثمانية، وذلك أثناء الحروب الإسلامية مع المغرب:
حمزة مشينا من ديار المحبين
…
الله يرجعنا عليهم سلوم
مشوا بنا العسكر لدار السلاطين
…
في مركب جزاوه ترك وروم
عشرين ليل يمة الغرب مقفين
…
ما حن نشوف إلا السما والنجوم
والنوم يامشكاي ما لاج في العين
…
والقلب ياحمزة تزايد هموم
من الخداعة واحتيال الملاعين
…
هيهات لو أني عرفت العلوم
هيا اركبوا من عندنا فوق ثنتين
…
وخلوا نجايبكم مع الدو تومي
(2)
لا زوعن بالوصف مثل القطاتين
…
تبغي الشراب ولا يعنها السموم
(3)
(1)
ناحر يام. قاصد يام.
مراجع القصيدة:
* ديوان ابن فردوس مصدر سابق ص 80، 81 "عدد الأبيات 16".
* العجمان وزعيمهم راكان - مصدر سابق - ص 263، 267 "عدد الأبيات 34".
(2)
الدو الصحراء.
(3)
زَّوعن: طارت.
اليا أصبحن كنهن جريد البساتين
…
نحال من كثر الحفا والرثوم
(1)
تلفي على ربع عساهم عزيزين
…
أهل الشجاعة والكرم والعزوم
ربعي ضنا مرزوق بالعسر واللين
…
لطَّامة للي عليهم يزوم
عجمان لا رد البرا للمعادين
…
حريبهم من همهم ما ينوم
يوم الخيانة ليت هم لي قريبين
…
من فوق زلبات تبوج الحزوم
وليا تعلَّوا فوق مثل الشياهين
…
مركاظهم يشبع وحوش تحوم
نوب سلاطين ونوب شياطين
…
وكم شيخ قوم توهم ما يقوم
يا الله ياقابل سؤال المصلين
…
يا اللي له التقدير في كل يوم
إنك تثبتنا على الحق والدين
…
وإنك تروف بحالنا يارحوم
وعسى مقابيل الليالي لنا زين
…
من عقب ما هن نوسن العلوم
وصَلُّوا على اللي وضح الزين
…
وشيَّد منار الدين واعلى الرسوم
وقال الشيخ راكان بن فلاح بن حثلين:
فلاح دوك النو نقَّض ربابه
…
يازين برقه شارق في رفاياه
(2)
جعله على الصلب الحمر واللهابه
…
وعلى جويات الهمل ناثر ماه
نوه على الصقري ينثر سحابه
…
وانحت مقاديمه على الطف واسقاه
والحبل سيَّل صحصحه مع رغابه
…
حيثه لطوعات المعاشير مشهاه
ديرة بني عمي زمام الحرابه
…
كما شيخ قوم خربوا زين مبناه
ياسعد من هم له صديق ولابه
…
يوم اعلنوا بالحرب عقب المساداه
(1)
نحال - نحيله.
مراجع القصيدة:
* ديوان ابن فردوس مصدر سابق ص 159.
* العجمان وزعيمهم راكان مصدر سابق ص 268، 269.
(2)
النو: السحاب. ربابه: ماءه.
أعوي كما يعوي جويع الذيابه
…
بَيَّن عمود الصبح والكلب ينحاه
ما أدرى بلاه الجوع ما علق نابه
…
والا رفيقه راح منه ولا جاه
ياحشر من عقبك يفك الطلابه
…
لا جات من عين طروقه مخلاه
ياطول ماسيفي وديع ذبابه
…
أدب به العايل ولا أدري قفياه
(1)
واليوم كَلُّ ولا بقي إلَّا نصابه
…
تعززوا لي ياملا عقب فرقاه
(2)
من عقبهم صندوق قلبي خرابه
…
لعب دواليب الهبايب بمجراه
عجمان يوم الحرب شب التهابه
…
جلابة للروح والرب ياقاه
كم من حفيف قد مشوا في ذهابه
…
تؤخذ مواشيه ولابه مراواه
حريبهم يسعون له في عذابه
…
عقب الطمع تصبح عيونه مداواه
يبكي على ماله وفقد القرابة
…
وفي المعركة يصبح يحسِّب جثاياه
(3)
(1)
أدُب به: أصرب - سيفي دريع: أن سيفي كان حادًّا قاطعًا أضرب به المعتدي ولا أهاب - ذباب السيف: حد السيف - دريع: تمتلئ بالدم، تقول قابلني وكفه دريع من الدم؛ أي ملطخه بالدم - ولا أدري قفياه: ولا يهمني إذا حاول أن يأخذ الثأر لشدة قوتي ومنعتي.
(2)
تعززوا: اطلبوا لي عزاء.
(3)
جثاياه: جثث قتلاه.
مراجع القصيدة:
* ديوان ابن فردوس - مصدر سابق ص 176، 177.
* العجمان وزعيمهم راكان - مصدر سابق ص 288، 289.
هُتَيمْ
أصل قبيلة هُتيْم:
- النصوص التاريخية التي تؤكد نسبها في بني كلاب من عامر بن صعصعة من هوازن:
1 -
جاء في معجم الشعراء للمرزباني، وهو عبد الله بن محمد بن عمران المرزباني، المتوفى سنة 384 هـ؛ كما جاء معه المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء وكناهم وألقابهم وأنسابهم، وبعض شعرهم للآمدي، المتوفى سنة 376 هـ
(1)
-
إن هُتَيْم من بني عوف من عمرو بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مُضر ابن نزار بن معد بن عبدنان - من ذرية نبي الله إسماعيل ابن الخليل إبراهيم عليهما السلام.
قال: وكان شاعر وفارس بني ضبَّة العدنانية (الحنتف بن السجف)
(2)
؛ هو الذي قتل ابني هُتيم
(3)
من بني كلاب العامريين من هوازن.
وقال الحنتف الضبِّي في ذلك شعرًا:
فرَّقت بين ابني هُتيم بطعنةٍ
…
لها عاند كسو السليبي إزار
وجُدتُ بنفسٍ لايُجاد بمثلها
…
وقد كان نبحُ النابحات هِرار
حِفاظًا وذبًا عن حريمي ونُصرة
…
ولم أتحمل في المواطن عار
(1)
معجم الشعراء ص 107.
(2)
هو الحنتف بن السجف بن بشير بن الأدهم بن صفوان بن صباح بن عبد بن الحارث بن طريف بن عمرو ابن عامر بن ربيعة بن كعب بن ثعلبة بن سعد بن ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مُضر بن نزار بن معد ابن عبدنان.
(3)
ابنا هُتَيْم هما طارق وزياد؛ قُتلا في يوم داوة مأسل بين بني ضبَّة وبين بني كلاب، وهُزمت بني كلاب وسائر من آزرها من عامر بن صعصعة في ذلك اليوم المشهور من حروب الجاهلية، بعد قتلهما.
انظر الإكمال 2/ 323 وانظر المنتبه 4/ 1456، وقد ذكر العسقلاني أنهما طارق وعامر: أي جعل عامر بدلًا من زياد.
قلت: وبذلك يتضح لنا أن هُتيما جد جاهلي وابناه (أجداد) ولدوا وماتوا في الجاهلية قبيل الإسلام بفترة وجيزة، ومن ثم ترك الأبناء ذرية وأولادًا تناسلوا وتكاثروا في عهد الإسلام. وأصبح لهم حي من بني كلاب معروف باسم (هُتيم) صاروا في شكل قبيلة في عهد الدولة العباسية.
2 -
وجاء في كتاب النقائض:
قال الفرزدق شاعر بني تميم العدنانية - في صدر الإسلام - وهو يفتخر ويؤيد أبناء عمومته من بني ضبَّة، قال يذكر وقعة دارة مأسل في الجاهلية:
ونحن قتلنا ابني هُتَيْم وأدركت
…
بجيرًا بنا ركض الذكور الصلادم
3 -
وقال شارح النقائض
(1)
عن هُتَيْم:
واينا هُتيم من عمرو بن كلاب، قتلهما بنو ضبَّة يوم دارة مأسل، وهو يوم أخذوا إبل النعمان، قال: ويقول في ذلك ذو الرَّمَة:
نجائب من ضرب العصافير ضَرْبُها
…
أخذنا أباها بوم دارة مأسل
وقال في ذلك اليوم عمرو بن لجئ شعرًا يؤكد فيه أن ابني هُتَيْم من رؤساء قومهم:
لا تهجُ ضبَّة يا جرير فإنهم
…
قتلوا من الرؤساء ما لم تقتل
قتلوا شتيرًا يوم غول وابنه
…
وابني هُتيم يوم دارة مأسل
4 -
ذكر الشيخ حمد الجاسر - علَّامة الجزيرة - في مجلة العرب
(2)
، ما نصه عن هُتيم: "نجد أبو علي الهجري
(3)
يذكر ممن نقل عنهم من أعراب الجزيرة في القرن الثالث وأول الرابع الهجريين، يذكر الهُتيمي وينسبه إلى بني عمرو بن كلاب، وبنو كلاب هؤلاء كانوا أقوى قبيلة تسيطر على وسط نجد، ولكننا الآن لا نجد أحدًا ينتسب إلى هذه القبيلة، فقد تفرَّقت فروعها واختلطت في قبائل عرفت بأسماء حديثة". (انتهى).
5 -
وذكر ابن حجر العسقلاني في القرن السادس للهجرة، أن عامر وطارق ابنا الهُتيم ابن عوف من عمرو بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، قتلهما الحنتف بن السجف الضبِّي
(4)
.
(1)
انظر النقائض ج 1 - ص 388.
(2)
مجلة العرب ج 9 س 3 ص 861.
(3)
انظر أبو علي الهجري ص 59، وانظر تفصيلات أخرى عن بني كلاب في المجلَّد الخامس 2001 م/ 1421 هـ من موسوعة القبائل العربية "قبيلة العوازم" الكلابية من هوازن - الناشر دار الفكر العربي بالقاهرة.
(4)
انظر كتاب تبصير المنتبه بتحرير المشتبه لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني ص 1456 قسم 4 - المدوَّن عام 773 هـ / 852 هـ.
6 -
وقال ابن ماكولا العِجلي: ابنا الهُتَيْم من بني عوف من عمرو بن كلاب من عامر ابن صعصعة
(1)
.
7 -
وجاء في نهاية الأرب للنويري عن بني عوف من بني كلاب
(2)
.
عوف بن عمرو يُعرف بأبي عوف بن عمرو بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن.
وذكر الآمدي: أن هُتيم من بني عوف بن عمرو بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
وفي جمهرة أنساب العرب لابن حزم الأندلسي: أن بني عوف بن معاوية بن بكر ابن هوازن، وبنوه يُسمَون (الوقعة)، دخلوا في بني عمرو بن كلاب من عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن.
وقال في الحاشية: الوقعة يالتحريك، كما في الاشتقاق ص 177، والقاموس (وقع)
(3)
.
وأنشد في المعارف ص 29:
يا أخت دحوة بل يا أخت أخوتهم
…
من عامر أومن سَلُول أو من الوقعة
قلت: وجاء في عدة مراجع من كتب الأنساب: أن بني عوف سُموا بالوقعة لوقوعهم مع بني عمرو بن كلاب من عامر بن صعصعة.
وسواء أكان بنو هُتيم من بني عوف من صُلب عمرو بن كلاب أم من صُلبِ معاوبة بن بكر - مباشرة -، فهم في النهاية من هوازن بن منصور من قيس عيلان - لا خلاف على ذلك.
8 -
وذكر الزمخشري يروي في كتابه الجبال والمياه
(4)
لشاعر هُتيمي هذا البيت:
أما قد عدا عن ركبه ولد رافع
…
وعن نملي والبرتين منيف
(1)
انظر الإكمال لابن ماكولا 2 - 323.
(2)
انظر نهاية الأرب للنويري ج 2 ص 339
(3)
انظر العقد الثمين 3 - 355
(4)
انظر الأمكنة والجبال والمياه ص 213 للزمخشري
ونجد مؤرخي المدينة المنورة عندما يحددون جبل ثور ينفلون عن رجل من هُتيم تحديده، ويصفون هُتيمَا بمعرفتهم بالمواقع.
9 -
وذكر صاحب إمتاع السامر
(1)
نبذة عن هُتَيم قائلًا:
هُتيْم قبيلة عربية عدنانية تنتمي إلى هُتيم بن عُقيل
(2)
من عمرو بن كلاب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة، وكانت هذه القبيلة تقيم في الخرمة وما بين رنية وبيشة، وفي دخول القرامطة بلدة بيشة عام 420 هـ انضمت إلى جيش القرامطة، وكان الدليل للجيش القرمطي نحو بلاد قحطان وشهران من بني هُتيم هؤلاء، وقد توجه الجيش إلى بلاد عسير، فالتقى بهم أميرها في بلدة مهرة فهزمهم، وأمر باسر بني هُتيم؛ إذ قبض على أكثر من ألفي رجل فجرَّدهم من سلاحهم ولباسهم وخيلهم، وألبسهم ملابس سوداء تشهيرًا بهم
(3)
، وألزمهم بعدم ركوب الخيل والإبل وأبدلهم عنها بالحمير، وأوكل بهم بني الخلا بن هاجر بن شريف بن جنب بن سعد العشيرة من قحطان. (انتهى النص).
(1)
إمتاع السامر هو [مخطوطة سعودية قديمة]، ورغم اعتراض بعض الباحثين في المملكة العربية السعودية لما ورد من بعض الأخطاء في هذا المخطوط، فقد تركوا الإسناد عن هذا المخطوط، إلا أننا بعد فحص الكثير من نصوصه وجدنا فيها أخبارا صحيحة وهامة ومفيدة؛ ولذا فقد نقلنا هنا الخبر عن هُتيم لصحة دورهم مع القرامطة.
(2)
ذكر هنا أن هُتيم بني عُقيل، والصحيح أنه ابن عوف من عمرو بن كلاب، كما تقدم.
(3)
وهو ما يُعرف "بالتَّحْميم" ولا يُحكم به إلا لمن أتى بأمر عظيم أو فساد كبير في الأرض.
التحليل التاريخي عن بني هتيم واشتراكهم مع القرامطة في غزو عسير
قلت: بتحليل ما ورد في نص إمتاع السامر، نجد أن صاحبه قد أضاف شيئًا هاما ومفيدًا عن عرب هُتيم، ألا وهو استمرارهم في مؤازرة القرامطة حتى آخر عهدهم، خلاف غيرهم من فروع بني كلاب وسائر بني عامر بن صعصعة؛ الذين أداروا ظهرهم مبكرًا للقرامطة، وقد انتقلوا إلى الديار المصرية في كنف الخلافة الفاطمية قبل نهاية القرن الرابع للهجرة، وعلى رأسهم بني هلال بن عامر، وبعض بني عُقيل بن كعب ومن اجتمع إليهم من جُشَم وعليا هَوَازِن، وغالب أبناء عمومتهم من قبائل بني سُلَيْم، وغيرهم من غَطَفَان أو فَهْم وعُدْوان من قيس عيلان.
وقول صاحب إمتاع السامر أن هُتيمًا كانوا في مقدمة الجيوش القرمطية، انطلاقًا من الخرمة وما صاقبها من البلاد، وذلك عند توجها إلى منطقة عسير عام 420 هـ، يؤكد أن هذا البطن الكلابي من عربان بني عامر بقي في ديارهم القديمة المعروفة منذ الجاهلية
(1)
، كما يوضح أن هُتيمًا حتى هذا الوقت كانت لهم صولة وشوكة في الجزيرة العربية.
وتجدر الإشارة إلى عدد الأسرى وكونهم ألفين من الجيش القرمطي، وهل جميعهم من بني هُتيم، أم من عموم جيش القرامطة؟
فإذا كانوا جميعًا من هُتيم، فلا بد أن يكون بنو هُتيم في هذا الوقت قبيلة كثيرة العدد؛ كيف لا؟ وعدد المأسورين منها في تلك الوقعة ألفين رجل من حملة السلاح. أما إذا كان الأسرى من عموم جيش القرامطة - وهو الأرجح - فلماذا أطلق عليهم أمير عسير من قِبَل الخلافة العباسية - حينئذ - وذكرهم بهُتيم وبينهم عساكر وفرسان لا يمتُّون إلى بني هُتيم الكلابيين بصلة نسب؟!
(1)
وذكر صاحب إمتاع السامر مساكن وديار هُتيم ما بين رنية وبيشة وخاصة في الخرمة، هذا قول صحيح لأن ديار بني عامر بن صعصعة من هوازن هي نفس هذه المناطق، وهي لازالت من ديار قبائل بني عامر من هوازن بن منصور.
كما ذكر لي رواة ثقات من بادية هذه الديار السعودية، أن عرب هُتيْم ما زال لهم آثار في جنوب شرق الدفينة، متمثلة في أبيار الهتيمِيات، وهى خمسة آبار مشهورة، وذكر لي أيضًا أن بعض بني هُتيم تفرقوا في هذه المناطق وسكنوا حول بيشة، وبعضهم نزح إلى الجنوب في عسير ومنطقة المخلاف السليماني أو قرب حدود اليمن، وقسم آخر انطلق إلى سوريا في بلاد الشام يعرفون للآن باسم (هتيم).
وأقول غير جازم أن أمير عسير عام 420 هـ وهو محمد بن عبد الله بن سعيد بن هشام - وصف عموم جيوش القرامطة بعد تلك الوقعة ب (هُتيم) تنكيلًا ببني هُتيم الكلابيين؛ الذين قادوا جيش ابن قرمط باتجاه عسير في عام 420 هـ، وهكذا كان.
ومنذ ذلك العهد، أصبحت كلمة هُتيم مرادفة لكلمة قرامطة، وسواء قيل قرمطي أو قيل هُتيمي - وقتئذ - فالمعنى صار واحدًا عند العوام.
وكما هو معروف أن نفور العرب من القرامطة راجع إلى سفكهم لدماء المسلمين في الحرم عدة مرات، وقيامهم بسرقة الحجر الأسود من جوف الكعبة، ونقله إلى دولتهم في بلاد هجر والإحساء
(1)
، وقد جعلوا لهم كعبة مُصطنعة في هذه الديار بشرق الجزيرة العربية لمدة اثنين وعشرين عامًا، وصار المسلمون من حجاج بيت الله الحرام - كل هذه المدة - يطوفون بالكعبة دون وجود الحجر الأسود في جوفها!.
وهذا الحدث يُعدُّ في عهد الخلافة العباسية أكبر فتنة للمسلمين، ومن ثم دليل على تمزُّق كيان الأمة العربية - حينئذ - بعد أن عجز الخليفة العباسي في بغداد عن حماية أقدس مقدسات المسلمين من هؤلاء الرافضة الذين عبثوا بها.
وقد بذل بجكم نائب بغداد خمسين ألف دينار للقرامطة كي يردوا الحجر الأسود إلى قراره في الكعبة المشرَّفة، فأبوا، وظل الحجر في بلاد الإحساء طيلة هذه المدة، حتى أعادوه بلا مقابل عام 339 هـ إلى مكة المكرمة، وقالوا: أخذناه بأمر الله ونعيده بأمر الله!
(2)
.
ويظهر لنا ارتباط قبيلة هُتيم بهؤلاء القرامطة حتى قرب نهايتهم واندحارهم في الجزيرة العربية بعد غزو عسير بعقود قليلة، وقد كان وجود هُتيم على الساحة جنبًا إلى جنب مع ابن قرمط في غزو إقليم عسير حتى نهاية العقد الثاني من القرن الخامس الهجري، وهذا على العكس من بقية فروع بني كلاب - أخوة هُتيم - ومن سائر بني عامر من هوازن، أو من بني سُلَيْم، فنرى أن هذه القبائل القيسية كانت لا تؤيد مذهب الرافضة، بل كانت تحارب إلى جانب القرامطة لمجرد النكاية بالعباسيين في بغداد،
(1)
هذه البلاد من شرق الجزيرة العربية كان يُطلق عليها بلاد البحرين، وأما في العصور المتأخرة فأصبح اسم البحرين يُطلق على جزيرة صغيرة في الخليج العربي وهي دولة البحرين بالوقت الحاضر.
(2)
انظر في كتاب دولة الإسلام لشمس الدين الذهبي 673 - 748 هـ - طبع في دولة قطر.
والذين أحاطوا أنفسهم بجنود وبطانة كبيرة من العجم، سواء من التُرك أم الفُرس، وما فتئوا في إرسال تجريدات وحملات يقودها أتراك أشهرهم بغا الكبير، يحاصرون ويفتكون بهذه القبائل القيسية المتمردة ضد سياستهم القاسية مع قبائل العرب، وحرمان البلاد الحجازية والنجدية من الرعاية والعناية، وكان هؤلاء الخلفاء في بغداد يبررون حملاتهم ويحتجُّون بأن هذه القبائل البدوية تقطع طرق التجارة والمواصلات، وتهاجم الحجاج وتنهب المدينة النبوية .. إلخ، متناسين الأسباب والدوافع التي دفعت هؤلاء لهذا السلوك، وهي الفاقة والفقر والحرمان التي تتجرعه في ظل الخلافة العباسية، التي كانت تملك كنوز الشرق والغرب، وقد كان الخلفاء والأمراء والوزراء من بني العباس وبطانتهم من العجم في النعيم المقيم في بلاد الرافدين وغيرها من الأمصار الإسلامية.
وهكذا نهج العباسيون مع قبائل قيس عيلان، وفي المقابل كان نهج مضاد يتميز بالعنف والكراهية والمقت - لأن الضغط يولد الانفجار - وفي النهاية بعد العداء المستحكم بين السلطة والرعية، وبعد الويل والثبور طُردت أغلب قبائل قيس من شبه الجزيرة العربية، وأقول ذلك لأنها غادرت بلادها مُرغمة مقهورة، وقد استُقطبت من قبل خلافة أخرى في إفريقيا هي الخلافة الفاطمية، والتي لم ترتح هيَّ الأخرى لهذه القبائل، فدُبرت لهم حيلة على يد وزير المستنصر الفاطمي المُسمى اليازوري، لإرسالهم لمقاتلة ملوك البربر من صنهاجة وزناتة، الذين انشقوا عن الفاطميين في القاهرة ورفعوا راية العباسيين في بغداد، وهكذا كان في عام 442 هـ وقد اقتحموا بجحافلهم بلاد المغرب وكسروا ملوك البربر، وتغلَّبوا على ضواحي إفريقيا، وانتهى بهم المطاف إلى أن يتوطنوا تلك البلاد، وينجوا بأنفسهم من خسف الخلافتين العباسية والفاطمية، وكليهما لم يستمرا طويلًا، فكانت نهاية الأولى مُفزعة وقاسية على يد التتار (المغول) عام 656 هـ، ولا يخفى على أحد الفظائع التي اُرتكبت ضد آل العباس ورعيتهم وتدمير مُلكهم. أما الخلافة الفاطمية فكانت هي الأخرى قد بدأت في الانحطاط بعد نزول هذه القبائل لمصر بفترة وجيزة، ثم انقرضت عام 567 هـ وتولى بعدها بنو أيوب "الأكراد" وتملكوا البلاد، فكانت بداية أليمة لخروج الحُكم والسلطان من العرب على المسلمين، وقد سلمتهما امرأة من بقاياهم في آخر عهدهم بمصر وهيَّ (شجر الدر) إلى المماليك، وذلك في عام 652 هـ فأصبح هؤلاء الرقيق من الشراكسة والتركمان سادة وحكام على أمة العرب والإسلام!
ولا يخفى على أحد تاريخ هؤلاء المماليك المشهورين بالغدر وسفك الدماء مع
الشعوب العربية، وخاصة مع قبائل العرب في مصر والشام على مدى ثلاثة قرون قاتمة بالظلم حالكة بالبطش والقهر. وقد انتهى حكم هؤلاء الطغاة باحتلال الأتراك العثمانيين الغاشم للبلاد العربية عام 923 هـ ذلك الاستعمار الطويل الذي جثم على صدر الأمة قرابة أربعة قرون، وسعى جاهدًا في طمس تاريخ ومجد العرب، وحوَّلهم إلى جثة هامدة لا حول لهم ولا قوة، وفي نهاية الأمر وجدهم الاستعمار الأوروبي الصليبي البغيض لقمة سائغة، فزحف بجيوشه الجرارة ووسائطه القتالية المتقدمة وأسلحته العصرية الفتَّاكة، وقد سفك دماءهم ونهب خيراتهم بلا شفقة أو رحمة، وظل هذا الاستعمار مُتسلطًا على مقدرات الأمة سنوات طويلة، وتقاعس الأتراك الذين يدينون بالإسلام - والإسلام بريء من أفعالهم وخزاياهم - عن مناصرة العرب، وتركوهم في ساحة الجهاد وحدهم، بإمكانياتهم المحدودة وأسلحتهم المتواضعة، حتى نالوا استقلالهم وحريتهم وعزتهم، بدماء عدة ملايين من الشهداء الأبرار. وخذل الله هؤلاء الأتراك وانتهت إمبراطوريتهم العثمانية الشاسعة، وسقطت خلافتهم على المسلمين إلى الأبد - فلكل ظالم نهاية -.
وما هدفت هنا أيها القارئ العربي العزيز من إبراز هذه اللمحة المبسَّطة، إلا لتبيان فداحة كارثة تاريخ أمتنا المجيدة، وأفول نجم العرب مئات من السنين، والسبب الأول كان من البداية كامنًا في سياسة البطش والعنف من آل العباس بقبائل الجزيرة العربية
(1)
- العمود الفقري للأمة كلها - وعلى رأسها قبائل قيس عيلان المُضَرية، التي سعت الخلافة العباسية في بغداد إلى إضعافها وحصارها وتشتيتها في الأمصار الإسلامية.
وما قبيلة هُتيم التي مثِّل بها، وقد لحقتها المهانة والتشهير من أمير عسير، إلا الجزء اليسير من هذا الظلم وذلك القمع الذي لحق بهذه القبائل العزيزة، التي كان على كاهلها مع بقية قبائل الجزيرة العربية فتح البلاد شرقًا حتى حدود الصين، وغربًا حتى حدود فرنسا من بلاد الإفرنج، وهزيمة أكبر إمبراطوريتين في التاريخ هما إمبراطوريتي الفُرس والروم.
(1)
وسياسة البطش لم يسلم منها بنو هاشم أنفسهم، ومن لا خير له في أهله لا خير له في الناس، وقد ذكر أبو فرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين أن خلفاء بني العباس قتلوا 76 رجلًا من سلالة السبطين (الحسن والحسين) وبعضهم مات بطريقة بشعة بأمر هؤلاء الخلفاء، في حين أن بني أمية لم يقتلوا من سلالة السبطين مع الإمام الحسين وضمنهم بني جعفر وعَقِيل سوى 23 رجلًا في كربلاء.
ونعود إلى هذا الحي من قيس عيلان وهو هُتَيم الذي ناله ما ناله من الخسف وقد انفصم مبكرًا عن قبيلة بني كلاب
(1)
العامرية الهوازنية، تلك القبيلة التي كانت هولًا من الأهوال، وتذكر لنا المصادر التاريخية أنها من أفرس قبائل العرب، وأنجبت الكثير من صناديد الفرسان وخبراء الحرب في بني عامر، منذ عهد الجاهلية وحتى صدر الإسلام، وبلغ بها من العز والسؤدد أن ملكت بلاد اليمامة بوسط نجد، وأقامت دولة هناك، وأنشأت أيضًا دولة أخرى في بلاد حلب بسوريا من بلاد الشام - في عهد الدولة العباسية -.
وتاريخ كلاب وعموم قبائل بنو عامر بن صعصعة حافل ومجيد - لو عددناه - من مُلك بنو عُقَيْل في الإحساء - بلاد البحرين قديمًا - ومُلك خفاجة في العراق وكذلك المنتفتي، إلى تاريخ عرب الهلالية ومن تبعهم من بني عامر أو هوازن، لا يتسع المقام هنا لتعداده والتفصيل عنه؛ لأن الغرض هو إلقاء الضوء على بني هُتيم، وما جرى لهم من أحداث جسيمة، تختلف في مأساويتها عن مأساة قبائل قيس؛ والتي أصابها الشتات والشقاء في مهدها بجزيرة العرب، وانتقل بعضها إلى أطراف العراق والشام، وأغلبها نزح إلي الديار المصرية إلى شمال إفريقيا - بلاد المغرب العربي - كما تقدم.
وإن ما حدث لعرب هُتيم من قبَل حاكم عسير، ومن ثم جعلهم كبش الفداء، حيث مَثَل بهم أشنع تمثيل لم يسبقه إلَيه أحد من أمراء أو حكام الحرب والمسلمين، فقد خُيِّل إليه إنه قد شفى الغليل في صدر الخليفة العباسي القابع في بغداد، والذي كان موغرًا على بقية قبائل قيس التي لم تنزح عن خلافته، ولم تحذو حذو من نزح إلى مصر في سلطة الخلافة الفاطمية المنافسة له
(2)
، وأصبح ما فعله هذا الأمير الظالم عِبرة لجميع
(1)
وقد روى أن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال لأخيه عَقِيل وكان نسابة: انظر إلى امرأة قد ولدتها الفحولة عن العرب لأتزوجها، فقال له: تزوج أم البنين بنت حزام الكلابية، فإنه ليس في العرب أشجع عن آبائها، فتزوجها علي وعقب منها أربعة هم العباس وجعفر وعثمان وعبد الله قتلوا جميعًا مع الحسين رضي الله عنه في كربلاء.
وانظر عن بني كلاب في الجمهرة لابن حزم، ونهاية الأرب للقلقشندي، وفي عشائر الشام لوصفي زكريا. وانظر عن هذه القبيلة في المجلد الخامس ط 2001 م من موسوعة القبائل العربية - قبيلة العوازم الكلابية عن هوازن - ولصاحب الموسوعة أيضًا قصة من التراث "بطولات الأميرة ذات الهمَّة الكلابية"، والناشر دار الفكر لعربي - القاهرة، وتطلب من دار الكتاب الحديث بدولة الكويت.
(2)
وكانت أيضًا هناك خلافة أخرى منافسة للخلافة العباسية في الأندلس وهي خلافة بقية الأمويين، وقد أسسها عبد الرحمن الداخل المُلقَّب بصقر قريش.
من تُسوِّل له نفسه من بقية هذه القبائل القيسية المتمردة، التي جُبلت على الغزو والنهب والسلب وشَنَّ الغارات وزرع الفوضى وإثارة القلاقل في شبه الجزيرة العربية، إلى جانب ما لعبته من دور هام في مؤازرة القرامطة الذين أنشأوا دولة في شرق الجزيرة خارج سلطان الخلافة العباسية
(1)
، وقد كانت هذه القبائل الساعد القوي لهؤلاء الرافضة، الذين دأبوا في تمزيق كيان الدولة العباسية، ونشر الرعب والفزع في ربوع البلاد العربية، قرابة قرن ونصف قرن من الزمان.
وذاع الأمر في بلاد العرب عن هُتيم الكلابيين من بني عامر، وارتبط في وقتئذ في ذهن الجميع - خطأ - أن هُتيم هم القرامطة أهل الفساد في الأرض، وهم سُرَّاق الحجر الأسود من الكعبة المُشرَّفة، وهم قادة وأدلة وسيوف ابن قرمط المسلولة على رقاب العباد، وإلَّا لماذا حكم عليهم أمير عسير بكل قسوة بهذا الحكم الغريب والعجيب والخطير، من لبس الملابس السوداء وعدم ركوب الإبل والخيول واستبدالها بركوب الحمير حينًا من الدهر؟
وقد كان أثر هذا الحكم الجائر مريرًا على بني هُتيم، وأقول: جائر وشاذ وزره على هذا الأمير يوم القيامة؛ لأنه حطَّ من شأن عرب عدنانيين أقحاح - من ذرية نبي الله إسماعيل عليه السلام. وعن فعال هُتيم مع القرامطة في غزو عسير أو غيرها، فهم لم يفعلوا شيئًا أعظم عند الله ممن فعله قبلهم من العرب المسلمين، ومن عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقد تنبأ - أي ادعى النبوة - بعض الأشخاص كمُسَيلمة الحنفي في اليمامة والأسود العنسي في اليمن وطُليْحة الأسدي وسجاح التميمية في نجد، وقد تبعهم بعض القبائل والبطون العدنانية أو القحطانية فلم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بمقاطعة هذه القبائل أو التشنيع عليها، ولما انتقل عليه الصلاة والسلام إلى جوار ربه بقي هؤلاء واستفحل أمرهم بعد أن ارتدت معظم قبائل العرب عن الإسلام، وقد قاتلهم الصدِّيق رضي الله عنه بكل جسارة وصدق إيمان، وقال قولته المشهورة:"والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لقاتلتهم عليه حتى يؤدونه بعد وفاته". وانطلقت جيوش المسلمين يقودهم سيف الله المسلول - خالد بن الوليد - وانقضوا على المرتدين وهزموهم
(1)
بعد قيام أمر القرامطة ونجاحهم في تكوين دولتهم قد شجَّع معظم الأقاليم في الانفصال عن العباسيين مثل ابن بويه في فارس وابن طباطبا من الأشراف في اليمن وسيف الدولة الحمداني التغلبي ومن بعده ابن مرداس الكلابي في حلب وابن طولون ومن بعده الإأخشيد في مصر، حتى جاءت الدولة الفاطمية واستولت على مصر والشام قادمة من بلاد المغرب.
شر هزيمة، وقُضي على هذه الفتن العظيمة
…
وهنا لم يُشنِّع الخليفة أبو بكر رضي الله عنه بأي قبيلة أو عشيرة من هؤلاء المرتدين، رغم هذا الذنب العظيم الذي اُقترف من قبل هذه القبائل من حيث دخولها في مرحلة الكفر بدين الإسلام، وقد عفا عنها الصدِّيق بعد أن عادت لحظيرة الإيمان، حتى ذاك المتنبي طليحة الأسدي الذي نجا من الموت في عهده، وقد عاد إلى الفاروق عمر رضي الله عنه تائبًا، فلم ينله غير التأنيب
(1)
في قتل الصحابي الجليل عكاشة بن محصن رضي الله عنه أثناء حروب الرِّدة على قبيلتي أسد وغَطَفَان.
ثم تأتي الفتن على العرب المسلمين مرة أخرى كقطع الليل في مقتل الخليفة عثمان ابن عفان رضي الله عنه من قبل المتآمرين بقيادة قبيلة بني تُجيب الكندية في مصر .. وهنا أيضًا بعد ثبوت هذه الجريمة الشنعاء على هذه القبيلة القحطانية، ورغم ذلك لم يُشنَّع بها مثل هُتيم؟ والذنب أفظع في قتل خليفة المسلمين الراشد عثمان ذي النورين، وما أدراك ما عثمان الذي تستحي منه الملائكة، واحد العشرة المُبَشَّرين بالجنة.
ثم كم وكم من الأحداث الجسام بين قبائل العرب في عهد الإسلام، وما وقع من فتن عظيمة بين الإمام علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه، ومن معه من قبائل العرب وهو إذ ذاك خليفة للمسلمين، وبين معاوية بن أبي سفيان المعارض له المدَّعي بحقه في الخلافة وريثًا لعثمان بن عفان الأموي ومناديًا بثأره.
وقد نشب أولًا القتال بين الإمام علي وبين قوات طلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وسرعان ما هُزمت من الإمام علي، وقد قُتل طلحة من جراء هذا القتال. أما المعارك بين الإمام علي وبين معاوية فكانت سِجال نظرًا لجيوش الشام التي كانت تحت إمرة معاوية وقتئذ، وقد انتهت الفتن بانتهاء هَذه الأحداث الرهيبة بمقتل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في العراق من قبل الخوارج، وقد نجا معاوية وعمرو بن العاص من القتل .. وهنا أيضًا لم يُشنَّع بهذه الفئة من العرب مثل ما صار لهُتيم، رغم الجُرم العظيم والرهيب من قتل خليفة المسلمين الراشد وصهر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وابن عمه الذي نام في فراشه ليلة الهجرة مُعرِّضًا نفسه للخطر الداهم الذي يتربَّص بالنبي من كفار قريش .. علي الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم. "أنا مدينة العلم وعلي بن أبي طالب بابها" وقيل أيضًا فيه: لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار (سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم).
(1)
قال له عمر رضي الله عنه: أقتلت الرجل الصالح عكاشة بن محصن؟
وعكاشة بن محصن من بني أسد أيضًا وكان حليفًا لقريش.
ثم يأتي العصر الأموي وما جرى فيه من مذابح عظيمة وسفك دماء غزيرة للمسلمين في بيت الله الحرام، ورمي الكعبة بالمنجنيق والنيران، وقتل عبد الله بن الزبير ابن العوام .... إلخ من الجرائم التي يندى لها الجبين من قبل العرب المسلمين، من هتك أعراض مئات الفتيات الأبكار في المدينة النبوية من قبل عساكر الأمويين، إلى قتل آلاف البشر من أمة العرب المسلمين على يد سفاحيهم في الحجاز والعراق مثل الحجاج الثقفي، وكانت أعظم جرائم الأمويين هي قتل الإمام الحسين رضي الله عنه مع ستين من آل البيت (من بني عبد المطلب)، وخدش حياء نساء بيت النبوة وإهانتهن على أيدي بعض الأفراد من عدة قبائل، قد انجرفوا وراء اليزيد بن معاوية كي يُثبِّتوه في الخلافة، وقد نجحوا والثمن هو سفك دماء آل البيت على رأسهم سيد الشهداء الإمام الحسين رضي الله عنه في كربلاء بأرض العراق .. وهنا لم يُشنِّع العرب بأي شخص أو عشيرة أو قبيلة شاركت في هذه المأساة المروِّعة المخزية والرهيبة والتي غضب لها عرش الرحمن. حقًّا وصدقًا فقد كان هؤلاء أولى بالتشنيع والمقاطعة من المجتمع العربي والإسلامي، وأين لفعال بني هُتيم وغزوهم لعسير من جريمة هؤلاء الطغاة الذين أسقطوا الشفاعة عن أنفسهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحشر، وكيف أن تكون لهم شفاعة من نبيهم أو رحمة من مولاهم عز وجل، وقد آذوا نبيهم في أهل بيته وذريته الطاهرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وبعد سرد هذا المختصر من أحداث العرب في عهد الإسلام، وما كان فيها من فتن
وآثام قبل عهد القرامطة أو بالتحديد قبل ما وقع لهُتيم، أكرر ثانية وأقول: إذن بكل
تأكيد نعم فهذا الحكم الجائر على هذه القبيلة الهوازنية العريقة، وأصلها من خيرة مُضَر،
ومن أعظم قبائل العدنانية لا ريب في ذلك، ورغم شرف نسب عرب هُتيم وحسبهم بين العرب، إلا أن حُكم أمير عسير المذكور قد سبب لهم الازدراء من عموم قبائل العرب، فضَعُف حالهم وتفرقوا في الجزيرة العربية وخارجها، واختلطوا ببعض القبائل أو دخل بعضهم فيها وحسبوا منها بمرور الزمن. وأهم نتائج هذه الوقعة المؤلمة والظالمة علي بني هُتيم، أن امتنعت قبائل العرب عن مصاهرة هذا الحي، وقد فُرضت عليهم مقاطعة قاسية لا يرضاها الله سبحانه وتعالى على أي مسلم يقول: لا إله إلا الله، ولم يأمر بها المصطفى صلى الله عليه وسلم كما يتوهَّم البعض؛ لأن بني هُتيم هؤلاء في زمن النبي كانوا مجرد عشيرة صغيرة من عمرو بن كلاب من بني عامر بن صعصعة (هوازن)، ولم يُذكر في التاريخ النبوي لابن هشام المعافري اليماني أو لابن إسحاق شيئًا يمس بني هُتيم من
قريب أو من بعيد، وحتى بعض بطون العرب التي دعا عليها النبي صلى الله عليه وسلم أو حاربها، لم تكن هُتيم منها إطلاقًا، وهذه البطون من قبائل العرب عندما دخلت في الإسلام عفا عنها صلى الله عليه وسلم بل قرَّبها إليه.
وهنا لنا وقفة من موضوع المقاطعة مع هُتيم من قبائل العرب - أي امتناع هذه القبائل من مصاهرة بني هُتيم، سواء أخذ نسائهم أم تزويج رجالهم. فنقول: إن هذه المقاطعة الفريدة على عرب ومسلمين (؟!)، تشبه مقاطعة بني هاشم من قبيلة قريش وتحريضها لقبائل العرب في الجزيرة على ذلك بصفة عامة، وقد نفذوا هذه المقاطعة عدة سنوات بعهد مكتوب في صحيفة علَّقوها في جوف الكعبة، وكانت تنص على عدم مصاهرة هذا الحي - بنو هاشم - لا يُنكحونهم ولا يَنكحون منهم، إلى جانب عدم المتاجرة سواء بالبيع أم بالشراء مع أفراد هذا البطن من قريش، وأراد الله سبحانه وتعالى أن يظهر كرامته لنبيِّه محمد بن عبد الله الهاشمي صلى الله عليه وسلم، فأوحى إليه أن الله تعالى قد سلَّط الأرضة على الصحيفة، فأكلتها وأكلت كل ما فيها من قطيعة للرحم والقربي والظلم والجور علي بني هاشم والمسلمين، ولم يبق في الصحيفة سالمًا إلا (باسمك اللهم)، فلما تبيَّن الأمر لعقلاء قريش أخرجوا الصحيفة قهرًا عن أبي جهل وحزبه، وأنهوا تلك المقاطعة الظالمة، وسار المعاندون والمشركون بعد أن زادهم ذلك شرًّا وغيظًا إلى طريق آخر للكيد للرسول صلى الله عليه وسلم والسعي إلى قتله - كما هو معروف - ويأبى الله إلا أن يظهر دينه وينصر نبيه، ويُبطل كيد الغادرين.
ولو نظرنا إلى هذه المقاطعة القاطعية علي بني هاشم - رهط النبي المختار صلى الله عليه وسلم لوجدنا أنها أقوى من مقاطعة بني هُتيم؛ لأنها علي بني هاشم لا تتضمن عدم المصاهرة معهم فحسب، ولكنها تتضمن عدم المتاجرة والتي لو استمرت لكانت ستؤدي ببني هاشم إلى الموت جوعًا.
وهنا فهذه المقاطعة علي بني هاشم والتي قررتها قبيلة قريش عليهم ليست بسبب وضاعة في الأصل، كلا فبنو هاشم من أشرف وأوسط قريش نسبًا، كما أنها أيضًا ليست بسبب سوء الخصال أو فعل القبيح، كلا - وحاشا لله - أن يوصم الهاشميون بذلك، وقد شرَّفهم المولى عز وجل واختارهم سبحانه من خيرة بني عدنان ومن قُرعة بني إسماعيل (من قريش) ليخرج المصطفى الهادي الأمين منهم ويُنسب إليهم.
إذن فهذه المقاطعة إنما هي قائمة على أسباب تمس الدين والعقيدة التي أُرسل النبي صلى الله عليه وسلم لتغييرها لأنها باطلة، ورغم هذا اعتبر كفار ومشركو قريش - وفتئذ - أن المساس بهذه العفيدة مصيبة كبرى وكارثة عظمى، وفعلوا من أجل التمسك بها الأفاعيل، وسلكوا كل درب كي يقضوا على دين الحق الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بين هذه الدروب التي سلكوها هي تلك القاطعة الظالمة مع بني هاشم. وكذلك أيضًا فمقاطعة القبائل العربية لقبيلة هُتيم من حيث عدم مصاهرتها - رغم عدم مشروعية هذه المقاطعة - فهي لأسباب دينية في الأصل، وذلك بسبب انجراف هذه القبيلة مع القرامطة حتى بعد تفرُّق معظم قبائل قيس عيلان عنهم في العقد الثامن من القرن الرابع للهجرة. والقرامطة أرادوا العبث بقبلة الإسلام وتجرأوا عليها؛ بأن انتزعوا الحجر الأسود من جوف الكعبة عنوة وقهرًا، وقد كانوا بذلك الجُرم العظيم في رأي جماعة المسلمين في جميع الأمصار، كفار متزندقين، منذ أن ظهروا بالفساد في بلاد الإحساء عام 286 هـ
(1)
، وحتى انتهى أمرهم وقطع الله دابرهم من جزيرة العرب
(2)
.
(1)
انظر تاريخ الطبري ج 5 ص 630، وقال الطبري: كان ظهور أمر القرامطة في بلاد البحرين -يعني الإحساء- على يد أبي سعيد الجنابي، فانضم إليه عدد من قبائل العرب من بني سُلَيم وبني هلال وغيرهم، وذكر ابن خلدون قبائل أخرى من هوازن وخاصة من عامر بن صعصعة مثل كلاب وعُقيل.
(2)
والظاهر أن انتهاه أمر القرامطة قد كان تدريجيا، ويرجح في العقد السابع من القرن الخامس الهجري بعد غزو عسير بنصف قرن. وكان أول من هزم جيوشهم في الشام العزيز بالله الفاطمي، ثم توالت عليهم الهزائم في عقر دارهم من الأصفر في بلاد البحرين، وكان ذلك ما بين عامي 365 هـ و 387 هـ.
وفي الكامل في التاريخ لابن الأثير ج 9 ص 58، 59 أن الأصفر قد تمكن من القرامطة في بلاد البحرين (الإحساء والقطيف) في عهد العزيز الفاطمي الذي حكم مصر من سنة 365 هـ إلى سنة 386 هـ.
قلت: وقول ابن الأثير هنا لا يعني أن القرامطة قد انتهوا تمامًا بل يعني أنهم هُزموا لأول مرة في عقر دارهم، بعد أن هُزموا في بلاد الشام على يد العزيز بالله، الذي نقل أشياعهم من سُليم وهلال إلى مصر في أواخر القرن الرابع للهجرة.
وفي كتاب علي بن مقرب العيوني (ص 45) أكد الدكتور علي بن عبد العزيز الخضيري أن أمر القرامطة لم ينته حتى حلول عام 467 هـ في منطقة القطيف بشرق الجزيرة العربية، وكانت لهم قوة ظلت تهدد حكم العيونيين من عبد القيس لهذه المنطقة، وأوضح أن العيونيين قضوا على بقايا القرامطة بمساعدة الإمدادات التي أتتهم من الحجاز عام 467 هـ.
ومن نصوصه أن قال الخضيري: "إلى المهاجر خالد بن خالد بن الوليد ينتسب العمائر أحد فخوذ بني خالد الرئيسي في منطقة القطيف، فقد وفدوا على منطقة القطيف عام 467 هـ ضمن الدعم الذي أرسل للعيونيين - ضد القرامطة - من الحجاز، وما أن وصلوا حتى انتشروا في المنطقة ورعوا في باديتها وتسلموا من العيونيين أمر خفارتها. (انتهى).=
وألفت النظر هنا إلى نقطة هامة، وهي أن أهم شيء حينذاك قد ثبَّت هذه المقاطعة على قبيلة هُتيم أو نبذها في أوساط المجتمع القبائلي، هو وقوعهم في مأزق التمثيل والتشنيع فترة من الزمن، من لبس ملابس سوداء وركوب الحمير بدلًا من الإبل والخيول، فأصبحت هذه العقوبة العجيبة والفريدة حُجَّة عليهم من الناس في وقتها، واستمرت عبر الأجيال العربية متناقلة على علَّاتها، بل وقد صارت مع الوقت وبمضي الزمن هذه الكلمة أو هذا الاسم (هُتيم) يرمز إلى سُبَّة في الأصل ووضاعة في النسب. وهذا خطأ فادح وظلم كبير على هذا الحي من العرب، وخاصة على تلك الأجيال التي تناسلت من ذرية هُتيم بن عوف ولا ذنب لهم ولا جُرم، فإنما هي أُمة قد خَلَت، وكما أخبرنا دستورنا السماوي (القرآن الكريم):"أنه لا تزر وازوة وزر أخرى"؛ إذن فما ذنب الأجيال المؤمنة من بني هُتيم فيما اقترفه أجدادهم منذ ألف عام؟
= كما ذكر الباحث السعودي المعاصر أبو عبد الرحمن الظاهري في كتاب أنساب الأسر الحاكمة في الإحساء (ص 173) بقاء حكم القرامطة في بلاد البحرين والقطيف حتى عام 467 هـ قائلًا تحت عنوان "علاقة بني عامر بالعيونيين": قال الدكتور الحميدان: (لقد تلا الأحداث التي أشرنا إليها سابقًا والتي هي مؤشر على ضعف وتداعي قوة القرامطة قام عبد الله بن علي العيوني الذي ينتمي إلى عبد القيس بمحاولته الناجحة في إنهاء حكم القرامطة من بلاد البحرين مستعينًا بسلطان السلاجقة أبي الفتح ملك شاه الذي أرسل له قوة كبيرة بقيادة أرتق بك، فتم له انتزاع القطيف أولًا من ابن عياش عام 467 هـ / 1077 م وأقام حكومة فيها تدين بالتبعية للخلافة العباسية في بغداد. (انتهى قول الدكتور الحميدان)، وأضاف الظاهري نقلًا عن التحفة النبهانية 96 - 98، وتحفة المستفيد 1/ 98 - 100: ومما هو جدير بالملاحظة أن بني عامر وقفوا إلى جانب القرامطة في محنتهم هذه فقاتلوا جنود العباسيين، كما قاتلوا جنود عبد الله بن علي العيوني، وقام سلطة العيوني الجديدة في بلاد البحرين لم تمنع بني عامر من محاولة فرض نفوذهم عليهم ومطالبتهم بأن يدفعوا لهم العوائد والجرايات مثلما كان يدفع لهم القرامطة مقابل الحماية أو الخفارة للقوافل التجارية. (انتهى).
وفي تاريخ ابن لعبون أيضًا ذكر بقاء حكم القرامطة حتى عام 470 هـ في بلاد البحرين (الإحساء والقطيف) إذ قال. "ولم يزل ملكهم - أي القرامطة - حتى قام لحربهم عبد الله بن علي بن محمد بن إبراهيم العيوني العبقيسي جد الأمراء العيونيين، فقام بأربعمائة رجل على القرامطة ومن معهم من الأزد واليمن وعامر بن صعصعة خفرة البحرين والقطيف فحاربهم سبع سنين حتى انتزع المُلك منهم ومن اليمن وعامر، واستأصل عامرًا وغنم أموالهم وذراريهم ولم ينج في رجالهم إلا رئيسهم أحمد بن مسعر وأبو فراس بن الشباش، وبعد ذلك من على الحريم والذراري وسيِّرهم إلى عُمان، وكان القرامطة يومئذ في ثمانين أميرًا، وكان ذكور خيل بني عامر ومن معهم من قيس عيلان تبلغ ألفًا وإناثها أكثر.
وأضاف: وكان مُلك عبد الله بن علي للإحساء عام 740 هـ. (انتهى).
قلت: وهذه السنة هي التي قطع الله فيها دابر القرامطة وقد انتهى أمرهم، ولا يعني ذلك انتهاء نفوذ بني عامر بن صعصعة في شرق الجزيرة العربية الذين أصجوا سادة البادية بعد عام 483 هـ كما أكده المؤرخون مثل ابن الأثير والشريف الإدريسي وابن خلدون، وهي القبائل التي لم تنزح مع بني هلال وهوازن إلى مصر وبلاد المغرب.
وهل أن بني هُتيم هم فقط الذين ساعدوا القرامطة في سرقة الحجر الأسود من جوف الكعبة، وقتل الحجاج في الحرم، ونشر الفتن والحروب وسفك الدماء بين المسلمين حينئذ؟ كلا، فقد ساعد القرامطة في ذلك قبائل عدة من قيس عيلان، أو غيرهم من القحطانية وخاصة في اليمن وعُمان، ولكن سوء الحظ، أو قَدَرهم أن جعلهم حاكم عسير عِبرة دون سواهم من القبائل وقتئذ، فأصبح اسمهم مبغوضًا عند العرب من جراء ما فُعلَ بهم.
وقد جاء في شعر ابن مقرب العبقيسي المتوفى عام 629 هـ، وهو دليل على ما صار إليه حال عرب هتيم، لفترة ليست بالطويلة، من الضعف والاستكانة؛ يقول ابن مقرب:
فإن هُتيمًا لو حوت مال طيئ
…
هُتيم فلا يغررك طيف خيال
سترجع فيما عودت لحميرها
…
وتحريق أشنان وخصف نعال
قلت: ويعني ابن مقرب هنا في شعره بهذين البيتين: أن هُتيمًا بعد ضعفهم - قرابة قرنين من الزمان - قد دبَّت فيهم القوة، وهو يستكثر عليهم ذلك بقوله: فلا يغررك طيف خيال؛ أي هذا الأمر وهم وسراب يحسبه الظمآن ماء، ثم يُبشِّر لهم بالعودة إلى ما كانوا عليه مرة أخرى، بركوب الحمير وخصف النعال
(1)
ليُنقَّذ فيهم حُكم أمير عسير الغابر، والذي قصم ظهرهم عام 420 هـ، بعد أن عربدوا مع القرامطة وسفكوا دماء العرب والمسلمين في طول الجزيرة العربية وعرضها، وحاولوا النَيْل من قبلة المسلمين في البيت الحرام.
ويُعلِّق الباحث السعودي المعاصر الشيخ أبو عبد الرحمن الظاهري عدى قول ابن مقرب السالف قائلًا
(2)
:
إن هُتيمًا كانت قبل عهد ابن مقرب لا تستنكف عن الحرف والأعمال التي تترفع عنها القبائل العريقة، ولعلَّها من أهم الأسباب التي وضعت هُتيم في أعين العرب الآخرين، فقد كان العرب يُعيِّرون سكان اليمن - رغم أنهم عرب قحطانيون أقحاح - بأنهم بين ناسج بُرد ودابغ جلد. (انتهى).
(1)
ذم هذا الأمر في الشرع والدين حرام، فقد جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يخصف نعله ويحلب شاته ويركب الأتان - أي الحمار -، وقد أُهدي للنبي صلى الله عليه وسلم من المقوقس صاحب مصر - حمارًا - يُسمى يعفورا، وكان من جملة هداياه للنبي - انظر الخطط للمقريزي ص 154.
(2)
انظر مسائل من تاريخ الجزيرة العربية - أبو عبد الرحمن الظاهري - طبعة ثالثة.
قلت: ومن سياق هذا القول يتضح لنا أن نظرة العرب لهُتيم منذ ذلك العهد القرمطي بعد ضعفهم، ليس بسبب وضاعة أصولهم أو جهل أنسابهم، وهذا لا شك أنه مثبوت ومعروف في التواريخ القديمة، وبعضه أشعار مشهورة لفحول الشعراء، وقد أبرزنا بعض هذه النصوص سالفًا، والأرجح أن بني هُتيم قد احترفوا بعض الحرف التي لا تفعلها قبائل العدنانية، وهذه كانت فترة ضعف مروا بها قرابة قرنين، أما القبائل التي لم تتعرض لصفعة قوية من الحكام ولم يُشنَّع بها مثل ما فُعل بهُتيم، فقد ظلت عزيزة مُهابة في شبه الجزيرة العربية، حتى بعد أن شاخت وهرمت.
وأقولها كلمة صدق وحق، فمن جهة أصالة عرب هُتيم فهم أكثر صراحة في نسبهم من بعض قبائل العرب الآن، والتي نرى بعض أفراد هذه القبائل يزهو ويفتخر بأصله لقبيلة كذا أو كذا، ولو دققنا البحث لوجدنا هذه القبائل مُذبذبة بين قحطان أو عدنان، أو أنها غير مؤكدة الانتماء لكلاهما!
(1)
.
وقد ضيَّع كثير من العرب أصولهم وأنسابهم لأسباب عدة من بينها الحُمق، - والحُمق داء ما له دواء - واعتبروا أي قبيلة لمجهل أصولها هي من هُتيم، وهذا خطأ جسيم. ونرى بعض الفبائل العربية تسخر من بعض القبائل العربية الأخرى وتُطلق عليها هُتيم أو هُتمان، جهلًا منها بمعنى هذه الكلمة، والتي هي في الحقيقة اسم عربي عادي، من قبيلة عدنانية مشهورة، وقد كان هُتيم أبًا لفارسين وبطلين سجلهما الشعر العربي في المعارك الشهيرة في التاريخ الجاهلي كما تقدم.
وعرب هُتيم هم في الحقيقة أكرم محتدًّا وأطيب أعراقًا وأصرح نسبًا، فقد خسئ ورب الكعبة من زعم أن هُتيما ما عندهم أصل، فهذا كله جهل ووهم باطل لا أساس له من الصحة.
ولا ندري كيف ومتى جُعلت كلمة (هُتيم) سُبَّة للأصل - وهم من أحسن العرب أصلًا -؟!
وهُتيم هو جدُّ هذه القبيلة، كانا ابناه فارسين مغوارين، يقودان بني كلاب وسائر
(1)
ولا أريد هنا ذكر الأمثلة عن العديد من القبائل والبطون، فإن هدفي ليس الطعن بالأنساب، وإنما تأكيد الأنساب وبيان المجهول، وإظهار الحق للناس، إن شاء الله، وأرجو أن يكتبها لي مولاي عز وجل في موازين حسناتي يوم الجزاء.
بني عامر بن صعصعة كلها في الحرب والطعان ضد القبائل، حتى قتلتهما بنو ضبَّة في يوم دارة مأسل، وقد هُزمت كلاب بعد قتلهما.
وإن ما قرن هُتيم أو غيرها من القبائل، بعدم الأصل أو وضاعة النسب، فليتبوأنَّ مقعده من النار، وهذه الفرية اختلقها ودسَّها بالباطل الشيطان للحكام في عهد الدولة العباسية، وأصبح اسم هُتيم فيما بعد سلاحًا في أيدي الحُكَّام، فيما بعد دولة بني العباس من مماليك وشراكسة وأتراك لا يمتون للعروبة في شيء، وهكذا كانت بالباطل هذه الكلمة سُبَّة للأصل، شائعة عند قبائل العرب في شبه الجزيرة العربية وخارجها، يطعنون بها في أحسابهم، ويغمزون بعضهم البعض في أنسابهم، كما أصبح يضرب بعضهم رقاب بعض، وقد عادوا للجاهلية الأولى، وبدعوا الضلالات، وروجوا الإشاعات.
وقال نبينا الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم: "كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار". صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونعوذ بالله من الجحيم.
وكل ما حدث ويحدث بين العرب من طعن في الأنساب بدون حق، ومن إراقة الدماء ونهب الأموال، قد فكك أوصال الأمة، وآل بها إلى الضعف والهوان بين الأمم والشعوب، وأصبحنا لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وكما أخبرنا رسولنا الهادي الأمين، عن أمتنا في آخر الزمان بعد تركها الحبل المتين من التمسك بالشرع والدين؛ قال صلى الله عليه وسلم:"ستصبحون غثاءً كغثاء السيل، قالوا: عن قلة يا رسول الله، قال: لا، بل عن كثرة حينئذ" صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام.
كيف لا؟ ونحن نقر ونؤمن بأشياء ما أنزل الله بها من سلطان وأنزل علينا قرآنًا وأعطانا آيات كريمة تُحذِّرنا. حيث قال تعالى: {لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ}
(1)
.
(2)
.
وقال تعالى أيضًا: {وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا}
(3)
صدق الله العظيم.
وقال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "المسلم أخو المسلم، ماله ودمه وعرضه حرام عليه".
(1)
آية 11 من سورة الحجرات.
(2)
آية 11 من سورة الحجرات.
(3)
آية 12 من سورة الحجرات.
مقدمات العلامة حمد الجاسر في دحض إجماع العوام
(1)
ذكر الشيخ حمد الجاسر علَّامة الجزيرة العربية مقدمات ثلاث في قبيلة باهلة المفترى عليها، تلك القبيلة التي تعرضت ظُلمًا إلى الذم والطعن منذ الجاهلية؛ أي قبل قبيلة هُتيم والتي طُعنت بعد عام 420 هـ - في عهد الدولة العباسية.
قال الجاسر - جزاه الله خيرًا - مدافعًا عن الحق وعن قبيلة عربية عدنانية أصيلة، هي قبيلة ياهلة القيسية، والئي وقعت فريسة لدعاوي باطلة، تطعنها في عاداتها وأصولها، لأسباب واهية ليس لها أساس من الصحة؛ لأن الصالح والطالح وارد في كل قبيلة، بل في كل أسرة. ومقدمات الجاسر في هذا الشأن تنطبق على باهلة أو هُتيم، أو غيرهما من القبائل العربية، التي تعرَضت للطعن قديمًا أو حديثًا، وهي كالتالي:
1 -
إن الحق لا يدور دائمًا في جانب كثرة الخلق، فقد قال الله جل وعلا {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا}
(2)
قال تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}
(3)
.
وحكى عن خليله إبراهيم عليه السلام أنه قال في حق الأصنام:
{رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ}
(4)
.
وما الاقتداء بالكثرة في البحث عن تمييز الأمور، ومحاولة إدراك حقائق الأشياء سوى تعطيل لأعظم ما أنعم الله به على الإنسان، وهو عقله الذي به يتضح الحق من الباطل، ويُميز النافع من الضار، وما تعطيل العقل سوى إهدار لكرامة الإنسان الذي فضَّله على سائر الحيوان {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَو يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ}
(5)
.
وأسوأ وصمة يوصم بها المرء أن يدعى (إمعة)؛ أي مع الناس يتيعهم حيثما اتجهوا وفي الأثر: (اغد عالمًا أو متعلمًا، ولا تكن إمعة)
(6)
(1)
من كتاب باهلة القبيلة المُفترى عليها انظر المقدمة ص 27
(2)
الآية 122 من سورة النساء.
(3)
الآية 116 من سورة الأنعام
(4)
الآية 36 من سورة إبراهيم
(5)
الآية 44 من سورة الفرقان.
(6)
انظر لسان العرب - رسم إمع.
2 -
إن صفات المدح والذم الخُلُقية صفات طارئة على المرء تحدث بفعله هو، أو بما تهيئه له الطبيعة التي أوجده الله عليها، من قوة أو ضعف، قدرة أو عجز، فهي صفات مكتسبة بالنسبة له، وليست ملازمة له، أو طبيعة فيه، ومن هنا فإن إضافتها إليه تنوقف على اتصافه بها متى ثبت ذلك، وعلى هذا يتضح أن من الخطأ وصف امرئ - بل هي جماعة لا ينحصر عددها - أي صفة من الصفات مدحًا أو قدحًا بدون ثبوت الاتصاف بها.
3 -
أليس من أظلم الظلم أن تصم مجموعة من البشر لا يحصون كثرة، طيلة عشرة قرون من الزمن
(1)
بوصمة من وصمات السوء كالخسة أو الحقارة
(2)
بدون تثبت أو اطمئنان عن يقين باتصافهم كلهم بها، فضلًا عن عدم ثبوت اتصاف واحد منهم بتلك الوصمة. وقال تعالى يُحذِّرنا:
(3)
.
صدق الله العظيم. (انتهى).
وفي ص 17 قال حمد الجاسر في مقدمته عن كتاب باهلة القبيلة المُفترى عليها تحت عنوان: ماذا عن اختصاص قبيلة باهلة بهذا المؤلَف (الكتاب).
قلت: وقبل ذكر كلام الجاسر، أقول هنا: إن هذه السطور التي كتبها العلَّامة الفاضل، تصلح لأن تكون ناقوسًا يدق ليوقظ الأذهان لأبناء القبائل العربية، أن يكفُّوا عن طعن بعضهم البعض، سواء في أنسابهم أم أفعالهم، ولا أقصد هنا بالذات قبيلة باهلة أو قبيلة هُتيم فقط، ولكن هناك قبائل عديدة تتعرض للطعن والظلم غيرهما في العصور المتأخرة.
حقا، هذا جُرم عظيم [في أمة لا إله إلا الله محمد رسول الله]، أمة كرَّمها المولى عز وجل وقال عنها تعالى:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110].
فيجب أن نقلع عن هذا الظلم، ونرفع من بيننا الغبن، قبل أن نقف بين يدي عزيز
(1)
الأصل في قول الجاسر (ستة عشر قرنًا)؛ لأنه يقصد قبيلة باهلة القيسية العدنانية التي تُطعن منذ الجاهية، وبدلنا المدة هنا إلى عشرة قرون؛ لأن المقصود هنا التطبيق على قبيلة هُتيم الكلابية الهوازنية - من قيس علان أيضًا - والتي طعنت بعد عام 420 هـ، كما تقدم - أي في صدر الإسلام.
(2)
هنا النية موجهة إلى سبِّ الأصل وتحقير النسب.
(3)
الآية 6 من سورة الحجرات.
جبار حرَّم على نفسه الظلم، حيث قال ما معناه في حديث قدسي، قال تعالى:"وعزتي وجلالي لقد حرَّمتُ الظلم على نفسي، لأسألن الحجر لما خدش الحجر"!
فيا ويلتاه من غضب الله .. كيف بنا نحن وإلى أين نذهب بأعمالنا؟ والقوي المتين سيجمع الأولين والآخرين من الثَقَلين (الإنس والجن)، حتى الحيوانات والحشرات والنبات والجماد، ليقضي فيهم بالعدل ثم يقول لهم سبحانه: كونوا ترابًا، ليبقى الإنس والجان أمام الملك الديَّان، فإما إلى جنة رضوان في النعيم المقيم، وإما إلى الجحيم، نعوذ بالله وسائر المؤمنين منها - إن شاء الله تعالى - ونستشفع برسولنا الأمين محمد صلى الله عليه وسلم.
ونعود إلى الجاسر حيث قال:
كانت الأدواء - ولازالت - تنخر في كيان الأمة حتى كادت تُمزِّق أقوى وشائج القربى بين فروعها، وتسبب التباعد بين تلك الفروع، بإيجاد مختلف وسائل التنفير بينها، واختلاق الصفات التي تُحدث التنافر والكراهية، حتى أوشكت أن تفصل قبائل كانت من الشهرة والبروز معدودة في القمة، ومشهودًا لها كغيرها من القبائل الأخرى - بسمات المجد والشرف، والتحلي بجليل الخلال، فتبعدها عن منبتها الأصيل في عنصر تلك الأمة الكريمة، بما تُلصق بها من أوصاف سيئة، وبما تنعتها به من نعوت السوء والفساد، ظلمًا وعدوانًا - في أول الأمر - ثم تقليدًا أعمى وسيرًا على طريقة {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ}
(1)
فكان نصيب تلك القبيلة من ذلك - يقصد باهلة وبالطبع مثلها هُتيم - وأضاف: لعلَّ من أهم ما ينبغي أن يتوخاه الباحث في أي علم من العلوم إدراك حقائق وأهمها: الغاية من ذلك العلم، وعلى أي أساس من أسس المعرفة قام، وما هو أثره في حياة الجتمع؟
والنظرة الصحيحة إلى علم النسب توضح أن الغاية منه البحث عن الروابط القوية بين الشعوب والأسر، وذوي القرابة، لينشأ التعارف الموجب للتواصل والتقارب اللذين بهما تقوم حياة المجتمع على أسس قوية من المحبة والأخوة كما في الآية الكريمة:
{وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}
(2)
.
(1)
آية 23 من سورة الزخرف.
(2)
الآية 13 من سورة الحجرات.
وفي الأثر: "تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم"، فالتواصل هو أسمى الغايات من معرفة الأنساب، ومتى انتفت تلك الغاية السامية التي أساسها التعارف والتآخي، زالت الفائدة من ذلك العلم، بل أصبح الاشتغال به من الأمور التي قد تصرف عما هو خير منه، هذا إذا لم يصبح الاهتمام به ضارًا، وذلك عندما يُتخذ وسيلة للتباهي وللتفاخر، بتفضيل شعب على آخر، أو قبيلة على غيرها؛ إذ التفاضل الصحيح ما كان قائمًا إلَّا على الأعمال النافعة كما في الحديث النبوي:"إن الله قد أذهب عنكم عُبية الجاهلية وفخرها بالآباء، إنما هو مؤمن تقي أو فاجر شقي، أنتم بنو آدم، وآدم من تراب، ليدَّعنَّ رجال فخرهم بأقوام، إنما هم فحم من فحم جهنم، وليكونن أهون على الله من الجُعلان التي تدفع بأنفها النتن"
(1)
.
ذلك أن أصل بني الإنسان عربهم وعجمهم واحد، ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالعمل الصالح وتقوى الله عز وجل.
ومن هنا يتضح أن مجرد الانتساب لأية قبيلة أو شعب، مهما بلغت تلك القبيلة أو ذلك الشعب من سمو المنزلة، لا يجدي شيئًا.
وأمر آخر فعلم النسب من العلوم التي تتوارثها الأجيال، وليس من العلوم القائمة على أسس عقلية تُدرك بالتعمق في البحث، بحيث يتبين صحيحها من زيفها، ولا شك أن ما تتناقله الشعوب من موروث تراثها ليس قائمًا على حقائق علمية ثابتة، فكل نقل عُرضة لحدوث الخطأ فيه، وكل خبر يحتمل الصدق أو الكذب لذاته، ولا يمكن الجزم بصحته ما لم تكن هناك قرائن تُوجب ذلك الجزم، مما هو ثابت بوحي من الله سبحانه وتعالى، أو مما صحت نسبته إلى أحد أنبيائه عليهم الصلاة والسلام.
ولقد كان - ولا يزال - من أهم ما اتجه إليه حينما أتحدث عن الأنساب، البحث عن الوسائل التي تقوي ما بين القبائل العربية من روابط، ومحاولة إثبات أمر لا يختلف فيه من عُني بالبحث في علم الأنساب، وهو أن جميع سكان هذه الجزيرة العربية تقوم
(1)
أورده السيوطي في جمع الجوامع، ونسب روايته إلى الإمام أحمد وأبى داوود والبهقي، والعُبية - بضم العين وكسرها وتشديد الباء الموحدة مكسورة بعدها مثناه تحتية مشددة مفتوحة هي النخوة والفخر والكبر.
أنسابهم على درجة من الصحة والصراحة، تُعدُّ هي الأساس عند البحث في نسب أية قبيلة؛ إذ هذه البلاد هي مهد العرب منذ أن عُرف لها تاريخ، ولو فُرض أن قبيلة في هذه الجزيرة أصبحت مجهولة النسب الآن، فليس معنى هذا أنها ليست عربية ذات أصل صحيح، فالقاعدة ثبوت ذلك الأصل، وأن ما طرأ هو الجهل به، والجهل لا يصح أن يُتخذ أساسًا لإثبات الحقائق، بل ينبغي إزالة غشاوة ذلك الجهل ليتضح نسب تلك القبيلة المجهولة. (انتهى قول الجاسر).
بعض نصوص المؤرخين عن هُتَيْم واشتراكهم في الوقائع العربية بين القبائل
ذكر عدة مؤرخين في بلاد نجد بالمملكة العربية السعودية" هُتيم" وذلك بعد عام 900 هـ منهم ابن بسَّام التميمي والعصامي والفاخري وابن بشر.
(1)
ما قاله ابن بسَّام في تحفة المشتاق:
- في عام 900 هـ غزا أجود بن زامل من الإحساء بجنود كثيرة من الحاضرة والبادية، وصبَّح بوادي زعب وهُتيم على ثاج
(1)
، وغنم منهم شيئًا كثيرًا، وقتل عدة رجال من الفريقين، ثم توجه إلى نجد، وصبح الدواسر على الرويضة وأخذهم وقتل منهم عدة رجال.
- وفي عام 953 هـ أخذوا هُتيم وزعب وسُبيع قوافل عَنَزة على اللصافة
(2)
، وكانوا "أي عنزة" قد اكتالوا من البصرة.
- وفي عام 1005 هـ مناخ الكهَفة بين عَنَزة والظفير، حيث تناوخوا عَنَزة والظفير على الكَهَفة، واستمر ذلك المناخ أكثر من عشرة أيام، وكان مع الظفير بنو حسين، ومع عَنَزة صقر بن منَّاع وأتباعه من هُتيم، وصارت الدائرة على الظفير وأتباعهم بعد قتال شديد، وغنم عَنَزة ومن معهم أغنام الظفير وما ثقل من بيوتهم وأمتعتهم. (انتهى).
والكَهَفة موضع بين القصيم وجبل طيئ، وهي الآن بلدة عامرة تقع على يسار طريق القصيم - حائل المتجه إلى مدينة حائل.
(2)
وما قاله العصامي في تاريخه:
- في 1080 هـ وقعة الشريف حمود بن عبد الله بن حسن مع الظفير، وكان قبلها عدة وقعات، وقعة مع عَنَزة، ووقعة مع بني حسين، ووقعة هُتيم، ووقعة مُطير وغيرهم. (اشْهى).
(1)
ثاج: موضع به ماء عرف به يقع في شرق المملكة العربية السعودية بمنطقة الإحساء.
(2)
اللصافة: موضع في شمال شرق المملكة وهي مورد ماء قديم - عن المعجم الجغرافي للبلاد السعودية - حمد الجاسر.
(3)
وقال الفاخري في تاريخه:
- عام 115 هـ اشتد الغلاء وذهبوا هُتيم - أي هلكوا - وبعض أعراب الحجاز. وقحط هذه السنة هو امتداد لقحط السنة ما قبلها والتي قال عنها الفاخري: هي أول سمدان القحط والغلاء الذي سَمَد - أي هلك - فيه أهل الحجاز وكثير من العربان. (انتهى).
(4)
وفي عنوان المجد في تاريخ نجد قال ابن بشر التالي:
- في عام 1218 هـ ( .. وكان ما يُحمل إلى الدرعية في زمنه
(1)
وزمن ابنه سعود من الأموال والزكوات والأخماس وغير ذلك من السلاح والخيل العتاق والإبل من غير ما يُفرَّق على أهل النواحي والبلدان، وضعفاؤهم وضعفاء البوادي لا يحصيه العد، وأخبرني أحمد بن محمد المدلجي - رحمه الله تعالى - قال: كنت كاتبًا لعمال علوى من مُطير مرة في زمن عبد العزيز فكان ما حصل منهم من الزكاة في سنة واحدة إحدى عشر ألف ريال، وقال: وكان عمال برية من مُطير رئيسهم عبد الرحمن بن مشاري بن سعود، فكان ما جبى منهم اثني عشر ألف ريال، ومن هُتيم سبعة آلاف ريال، فكانت زكاة مُطير ومن تبعهم في تلك السنة ثلاثين ألف ريال، وكان عنزة أهل الشام وبوادي خيبر، وبوادي الحويطات المعروفات، ومن في نجد من عَنَزة يبعث إليهم عوامل كثيرة ويأتون منهم بأموال كثيرة عظيمة.
- وفي عام 1243 هـ وفيها سار الإمام تركي بن عبد الله آل سعود رحمه الله بالمسلمين من الروج والعارض والفرع وسدير وغيرهم وقصد ناحية الوشم، وأغار على عربان من هُتيم وغيرهم مع رئيسهم ابن مرِّوح، هم وفي الفروع المعروفة فنازلهم وحصل بيتهم مناوشة قتال، قُتل منهم عدة رجال، وأخذ المسلمون كثيرًا من أغنامهم وأثاثهم، وقُتل من المسلمين رجلين من أهل سدير، ثم رحل ونزل بلد القراين وكان عربان الدواسر في تلك الأرض، فنازلهم وأراد أخذهم، فطلبوا منه العفو، فعفا عنهم
(1)
المقصود هنا الإمام عبد العزيز بن محمد آل سعود رحمه الله.
وأخذ منهم زكاة لهذه السنة وزكاة العام الفائتة، وأخذ منهم النكال على كل إبل ناقة، ثم قفل راجعًا إلى وطنه، وأذن لأهل النواحي بالقفول، وفي هذه السنة أيضًا غزا من الرياض وأغار على آل حسن من الدواسر وهم في أرض الخرج فأخذهم، وأغار على عرب من قحطان عند الخرج.
تفرُّق وتشتت بنو هُتيْم في الجزيرة العربية وخارجها
بعد السرد التاريخي الذي تقدم في إثبات عراقة وصراحة نسب عرب هُتيم إلى العدنانية من بني كلاب من عامر بن صعصعة من هوازن من قيس عيلان من مضر، يجدر بنا أن نؤكد أن هذه القبيلة الكلابية بعد أن ضعفت وتعرضت للجور والحيف من حاكم وأمير عسير - من أمراء الدولة العباسية - عام 420 هـ، تفرقت من بلادها الأصلية في الخرمة ونواحي رنية وما صاقبها من البلاد إلى بعض جهات عسير واليمن والشام ومصر، وبعض فروعها دخل يحتمي بقبائل قوية في الجزيرة العربية وحسب منها بمرور الزمن.
وقد ادعى بعض الكُتَّاب والنسابين في العصور المتأخرة أن بعض قبائل من قيس عيلان المُضَرية أو قبائل من كلب القُضَاعية أو غيرها من القحطانية أنها من بني هُتيم بن عوف - خطأ -.
ووهم من ظن ذلك في بعض القبائل المعروفة المنشأ؛ لأن الظن لا يغني من الحق شيئًا، وإن الله حق لا يستحيي من الحق.
حقا، فقد ضعفت بنو كلب في ديارها بعد هجرة الغالبية العظمى منها إلى بلاد الأناضول وصقلية ومصر وبلاد المغرب العربي، وذلك بسبب العداء المستحكم بينها وبين العباسيين؛ لأن هذه القبيلة العتيدة كانت الساعد الأول في قوة الأمويين أعدائهم، مما أدى بهذه القبيلة أن تكون عرضة للنفور والازدراء بعد ذمها ووصفها بالشذوذ والخيانة من قبل الخلفاء العباسيين، مما كان له أكبر الأثر على طوائف المجتمع القبائلي، بعد أن دُس في الأذهان بالباطل عن هذه القبيلة العريقة؛ الإشاعات المغرضة التي تتهمها بسوء الفعال تارة وتطعن في أصولها تارة أخرى، وقد نتج عن ذلك كله أن ضُربت على بقايا كلب مقاطعة جائرة واعتُبرت من هُتيم ظُلمًا.
وشتَّان بين هُتيم بن عوف الكلابي العدناني، وبين الشراري الكلبي القُضاعي! وقبيلة الشرارات من بني كلب هي قبيلة عريقة وكريمة، وهي جزء عزيز من أمتنا العربية المجيدة.
وقد ظلت بقايا قليلة من أعراب كلب في ديارها المعروفة في بلاد الجوف ووادي السرحان بمشارف الشام بأقصى شمال الجزيرة العربية - المملكة العربية السعودية - ولم تندثر، ورجح المحققون أن اسم كلب قد تغير إلى الشرارات بعد أن نزحت الكثرة الكاثرة من هذه القبيلة الضخمة في عهد الخلفاء العباسيين على مراحل زمنية، وقد استمر إلى نهاية القرن السابع الهجري.
كما يؤكد محققو ونسابو الشرارات أن هذا الاسم مأخوذ من شرار بن سلمان بن هلال بن مكلب، وكان أحد أجدادهم ومن الرجالات البارزين في كلب بن وبرة.
ولنا هنا وقفة لنؤكد تشتت بني هُتيم بن عوف من بني كلاب وتفرقهم في بلاد العرب ودخول البعض منهم في قبائل عدنانية وقحطانية مشهورة، ودحض دعوى هؤلاء النسابين والمؤرخين الذين ذكروا في مصنفاتهم بإسناد ركيك وخاطئ من النقل عن بعض العوام الجهلاء من أعراب الجزيرة العربية وغيرها من الحاقدين على بعض قبائل قيس عيلان ومثلها كلب لما جرى معها من حروب وضغائن قديمة معروفة في التواريخ يطول سردها.
وللأسف لم يؤكد مؤرخ حتى الآن الحقيقة عن نسب هُتيم الحقيقي لبني كلاب كما تقدم من وجود نصوص صريحة وقديمة تؤكد ذلك النسب الدي لا ريب فيه، وأقول، إن هذا دليل واضح على خطأ جسيم وقع فيه هؤلاء المؤرخين والنسابين؛ لادعائهم على قبائل عديدة بأنها من هُتيم بدون تمحيص ولا تدقيق، وهذا قد أوجد خلطًا في الأنساب وظلمًا في الأحساب العريقة المعروفة.
كما يدل أيضًا على تناقض وجهل مطبق من بعض هؤلاء الكُتَّاب واستخفافهم بعقول الناس فترة طويلة دات عدة قرون من الزمان.
وأقول هنا بصرف النظر عن النصوص العديدة التي أبرزناها سالفًا لايضاح نسب بني هُتيم بعيدًا عن قبائل قيسية معروفة أو بعيدًا عن قبائل من كلب مشهورة، أتساءل
بالحجة والمنطق وأقول كيف بهذه القبيلة (هُتيم) التي ضعفت ومُزِّقت شر ممزق وشُنِّع بفرسانها، وحكم عليهم حكمًا صارمًا زمنًا من الدهر بعدم ركوب الابل والخيول، وقد تعرضت للمقاطعة الجائرة - كما تقدم - كيف لها وهي بهذا العجز وهذا الخوَّر؛ أن تتمكن من ديار العديد من القبائل العدنانية، ثم لا تكتفي بدلك فتضم ديار كلب القُضاعية المعروفة في شمال الجزيرة العربية؟!
الأمر الثاني وهو الأهم والذي يدعو للتعجُّب هو أن بلا بني هُتيم - حسب ما أوضحنا - كانت ما بين رنية وبيشة ومركزهم في الخرمة، وهي ديار عامرية هوازنية منذ الجاهلية، فكان الأجدر والأفضل بأبناء هُتيم هؤلاء أن يتشبثوا بديار أجدادهم وبلاد قومهم والتي نبتوا فيها؛ لا أن يقتحموا ديار قبائل عدنانية مشهورة بضراوتها ثم يأخذون هذه الديار المنيعة ويستولون عليها عنوة واقتدارًا، ويقارعون القبائل الطامعة فيها ثم يتقدمون بكل ثبات ورباطة جأش إلى مشارف الشام ووادي السرحان وبلاد الجوف ليكتسحوا ديار كلب ويضمونها هكذا بسلام لتصبح ديارًا جديدة للهُتمان!؟
كلا يا أمة العرب فبنو هُتيم هؤلاء لم يحفظوا مركزهم المعنوي بعد الضربة القاسمة التي تعرضوا لها عام 420 هـ، فضلًا عن حفظ ديار كانت لهم مع قومهم من بني كلاب وسائر بني عامر وهوازن - وهي بلادهم المذكورة - فكيف بهم إذن أن يسيطروا على بلاد عدة قبائل وفي أماكن مختلفة في آن واحد، ثم نراهم يحتفظون بهذه البلاد أو تلك الديار حتى الوقت الحاضر دون منازع أو معارض؟! ثم أتساءل مرة أخرى أهل الألباب والعقول؛ هل أن قبائل العرب في شبه الجزيرة العربية ستكون هذه الفعال من بني هُتيم على مرأى ومسمع منها وتقف هكذا متفرجة مكتوفة الأيدي؟
كلا، فلن يتركوا بالطبع هذه القبيلة الممزقة المنبوذة (هُتيم) تصول وتجول في طول الجزيرة العربية وعرضها على هواها وحسب مزاجها، ثم تملك ديارًا غير ديارها المعروفة وتنهل من آبار ليس لها وترعى الكلأ في بلاد غير بلادها بكل أمان واطمئنان.
كلا وألف كلا يا من أرختم عن أنساب القبائل وقلبتم الأمور بالزور والبهتان وجعلتم العديد من القبائل العدنانية المعروفة من الهُتمان، ثم ألحقتموهم بقايا كلب من قُضاعة بالظلم والعدوان، فيا عجبًا أن جمعتم قُضاعة في قيس عيلان!؟
فعلى رسلكم أيها المؤرخون والنسَّابون، أقولها صريحة ولا أخشى في الحق لومة لائم، ولا أبتغي غير رضا الله، فهُتيم من بني كلاب
(1)
، هكذا خلقهم رب الأنام وسيبقون هكذا على من الزمان، هذا ما قدَّره الرحمن، جفت الصحف ورُفعت الأقلام.
قال ابن سيده ونقله ابن منظور يؤكد تشتت عرب هُتيم في البلاد والأمصار؛ أي لم يبق لهم في بلادهم قرار، قال:"إن الهُتيم كسائر حثالة الأعراب يتنقلون في كل صقع وينتجعون كل ربع، وقد نزل قوم منهم ديار مصر وتنقلوا فيها". (انتهى).
وقال الحافظ يشير إلى فقرهم شأن قبائل البدو في الجزيرة العربية وخارجها قال: "هُتيم عرب مساكين يستجدون ركب الشام"
(2)
.
(1)
هنا نوضح أن هناك قبائل من كلاب غير هُتيم فليست هُتيم كل بني كلاب، فهناك قبائل عديدة تنسب لكلاب أهمها العوازم، وقد وضحنا عنها في المجلد الخامس من الموسوعة. (انظر طبعة 2001 م/ 1421 هـ).
(2)
انظر المشتبه والمشتبه في الرجال وأسمائهم وأنسابهم - والحافظ توفي عام 748 هـ.
بعض نصوص المؤرخين الحديثين تدلل على تداخل هتيم في بعض القبائل العربية
1 -
جاء في مجلة العرب السعودية للشيخ العلَّامة حمد الجاسر
(1)
: اسم بشير بن أبيرق الهُتيمي الظَفَري.
قلت: هنا ندلل أن بعض هُتيم الكلابيين من العدنانية دخلوا مع بني ظَفَر من الأوس (الأنصار) في المدينة النبوية، وكما هو معروف أن الأوس والخزرج من الأزد القحطانين.
2 -
كما جاء أيضًا في مجلة العرب السعودية لحمد الجاسر
(2)
قال: "ونجد النسابين يذكرون بني هُتيم من فروع بني ظَفَر من الأوس سكان المدينة المنورة"(انتهى).
3 -
ذُكر في جريدة الجزيرة السعودية
(3)
: أن الهُتيمي في قبيلة الدواسر.
قلت: ويحتمل هنا أن بعض هُتيم انضموا لهذه القبيلة القحطانية، التي بها بعض الفررع العدنانية أيضًا كما هو معروف.
4 -
وذكر أحمد لطفي السيد في كتاب قبائل العرب في مصر
(4)
أن هُتيم قبيلة عربية منتشرة فروعها في الشرقية والغربية من الديار المصرية.
5 -
وذُكر في فهرست المواقع والأمكنة في مصر
(5)
أسماء قرى مصرية عديدة في بلاد الصعيد والوجه البحري تُسمى (نخع هُتيم، وكوم هُتيم) .. إلخ.
6 -
وجاء في معجم قبائل العرب القديمة والحديثة لرضا كحالة
(6)
قائلًا: أن هُتيم من الصَلَب، وأحال ذلك نقلًا عن العزاوي في عشائر العراق، ونقلًا عن فؤاد حمزة في قلب جزيرة العرب.
(1)
انظر مجلة العرب ج 7 س 2 محرم 1388 هـ ص 614.
(2)
انظر مجلة العرب س 2 ربيع أول 1389 هـ ص 861.
(3)
عدد 6099 من جريدة الجزيرة بتاريخ 7/ 11/ 1409 هـ.
(4)
انظر كتاب التعليقات والجعافرة (قبائل العرب في مصر) طبعة 1934 م - القاهرة.
(5)
انظر فهرست المواقع والأمكنة ص 351 وص 364 - بدار الكاب المصرية بالقاهرة.
(6)
انظر ج 3 ص 1209.
قلت: هنا خطأ جسيم، وجهل من صاحب عشائر العراق وصاحب قلب جزيرة العرب، في الخلط بين بني هُتيم - القبيلة العدنانية الصريحة - وبين الصَلَب، ولم يجد بالطبع صاحب المعجم بُدًّا من ذكر نصيهما في معجمه، ولم يُنقِّب في مراجع قديمة أصح وأصدق، ولو فعل لوجد الحقيقة عن أصل هُتيم مشرقة كالشمس ولعرف الفارق بن هُتيم والصَلَب.
وهذا تجني على عرب هُتيم من هؤلاء النسابين الحديثين الذين ساعدوا في طمس أصولهم العدنانية، وجعلهم من الصَلَب أو النَّور، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
7 -
وذكر نعوم شقير في تاريخ سيناء
(1)
: أن قبائل هُتيم من مُطيْر، كما ذكر أن أشهر فروعهم التالي ذكرها:
(1)
الدواغرة: وهم من فروع مُطير في شمال سيناء، مساكنهم منطقة بئر العبد وبعض القرى المحيطة في الزقبة قرب الساحل.
قلت: وعن مُطير في مصر فيُعرفون (ببني عطا)، ومنهم فخوذ عديدة في الوجه البحري ولهم فروع كثيرة في بلاد الصعيد وخاصة في الجيزة والمنيا وأسيوط
(2)
.
أما عن مُطير في المملكة العربية السعودية، فهي قبائل عزيزة وقوية من بني عبد الله
ابن غطفان من قيس عيلان من العدنانية، وغيرها من الفروع القحطانية، ولم تُذكر
من قبائل هُتيم في الجزيرة العربية في يوم من الأيام، وذكر نعوم شقير حسب رواية العوام أن مُطير من الهُتيم، يدل على أن جميع النصوص الحديثة عن هُتيم هي خاطئة برمتها، وقد تناولت قبائل عديدة خطأ في الجزيرة وخارجها، والدليل هو التناقض بين النسابين، ففي مكان تذكر قبائل من هُتيم وفي أماكن أخرى تذكر نوعية أخرى من هُتيم، كما رأينا في الديار المصرية قد ذكر المؤرخون واشتهر عند العؤام قبائل من هُمَيم، خلاف ما ذكر نسابو الجزيرة العربية الحديثون، أو ما عُرف لدى العوام هنالك في العصور الأخيرة.
(1)
انظر في تاريخ سيناء ص 124 طبعة دير سانت كاترين بطور سيناء.
(2)
انظر عن بني عطا "مُطير" من قبائل مصر في المجلد الأول طبعة ثالثة عام 2001 م / 1421 هـ من موسوعة القبائل العربية.
(ب) وذكر أيضًا شقير أن (الملالحة) من قبائل هُتيم، وأن هذه القبيلة في سيناء تسكن العجرة، مجاورة قبيلتي الترابين والسواركة.
قلت: ومن الملالحة قسم في فلسطين والأردن، والصحيح عن أصل الملالحة (بنو عامر) من دوس من عدوان من قيس عيلان من العدنانية، لإجماع الباحثين على أنهم من نسل الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه.
ومن المعروف أن دوس هؤلاء قد دخلوا قديمًا في قبائل زهران بن كعب من الأزد القحطانية في منطقة عسير (جنوب المملكة العربية السعودية).
(ج) كما ذكر شقير أن (العُرينات) من قبائل هُتيم، وأن هذه القبيلة في وسط سيناء تسكن جبل الحلال مع عشيرة البنيات من قبيلة التياها، وأضاف أن منهم جماعة قرب شاطئ البحر المتوسط (شمال سيناء) يصيدون السمك.
قلت: والصحيح أن العُرينات في سيناء قسم من عُرينات قبيلة سُبيع في نجد بالمملكة العربية السعودية، ومن المعروف أن سُبيع من بني عامر بن صعصعة من هوازن من قيس عيلان من مُضر العدنانية.
والظاهر أن العُرينات نزحوا من الجزيرة العربية إلى الشام ثم إلى سيناء وجاوروا التياها؛ بعد معرفتهم أنه يجمعهم وإياهم أصل واحد هو عامر بن صعصعة؛ لأن التياها من بني هلال بن عامر بن صعصعة من هوازن
(1)
.
8 -
وفي كتاب وصف مصر لأميديه جوبير ترجمة زهير الشايب
(2)
أن عرب هُتيم في البلقاء وضواحي شفا الغور والسلط والزرقاء، ويجاورون قبيلة عدوان القيسية في شرق الأردن.
قلت: ومن هؤلاء قسم بسوريا ويطلق على أحدهم هتيمي.
9 -
ذكر الباحث السعودي عاتق بن غيث البلادي الحربي
(3)
: أن الحوازم والفقيهات تعدُّ من قبائل هُتيم في نواحي الكويت؟
(1)
انظر عن التياها في المجلد الأول من موسوعة القبائل العربية.
(2)
انظر ص 34 من الكتاب المترجم من الفرنسية إلى العربية.
(3)
انظر رحلات في بلاد العرب ص 112 الطبعة الأولى دار مكة للنشر - بالمملكة العربية السعودية - عاتق بن غيث البلادي.
قلت: وعن الفقيهات فالصحيح أن مساكنهم في بلاد عسير ونواحي بيشة بجنوب غرب المملكة العربية السعودية مما سمعت من بعض الرواة من سكان الجنوب، ولم أجد من مؤرخي المملكة ذكرهم من هُتيم غير البلادي.
10 -
وقال مصطفى مراد الدبَّاغ
(1)
: وفي فلسطين شتيت من القبائل المتحيِّرة من هُتيم، يعودون بأصلهم إلى الملالحة من عرب سيناء.
قلت: وقد تقدم ذكر نسب الملالحة.
ونقتصر على هذه النصوص؛ لأن أغلبها ركيك متناقض في توصيلنا لحقيقة فروع هُتيم الصحيحة، وهم أبناء هُتيم من بني عوف من عمرو بن كلاب كما تقدم.
وقد دأب المحكم العثماني البغيض على زرع أسماء جديدة ليُهدِّد بها القبائل المتمردة، ويُحقِّر الجنس العربي، ويُدمِّر القومية العربية، وظلَّ هذا الاستعمار يهدد بهذه الوسيلة، ويستخدم هذه الأسماء كسلاح فتَّاك، ليحُّط من قيمتها، ويلوِّث سمعتا في بعض البقاع، وهي فلسفة سياسية استعمارية - وقتئذ - لزرع الفُرقة والبغضاء والتمزُّق بين القبائل العربية، وتقطيع أوصال الأمة العربية المجيدة.
وقد نجح هؤلاء الأتراك في حكم العرب بهذه الطريقة الخبيثة أكثر من أربعمائة عام ونيف.
(1)
انظر القبائل العربية وسلائلها في فلسطين ص 167.
القصيدة النونية
[صرخة هُتَيْم]
(*)
آه عليك يا هُتَيْم ابن عوف ثم آه
…
طعنوك بلا رحمة وما أنزل اللهُ به من سلطان
طعنوك فصار اسمك مبغوضًا في الورى
…
بالباطل جنو عليك القُساة بالزور والبُهتان
جعلوا اسمك سُبَّة في الأصل واهمين
…
لكل امرئ أرادوا سَبَّهُ أشاروا عليه بالبنان
فهل عرفوا أن السبَّ مُحرَّمٌ في الشرع
…
ذاك ديننا الحنيف ومن قبله في كل الأديان
حَذَّرنا رب العرش منه تحذيرًا
…
وأوضح لنا آيات بالصدق في القرآن
وعلى لسان الهادي الأمين نهانا عنه
…
فما بعد ذلك للعباد من دليل وبرهان
فيا أمة العرب عودوا لرشدكم
…
وارفعوا الطعن والغُبن بينكم فبدونه يكمُل الإيمان
أفيقوا من الجهل لئلا تصبحون غثاء سيل
…
ويصدُق فيكم كلام نبيكم في آخر الزمان
ألا من مُبلِّغ الأقوام عني بصرخةٍ
…
تُرعد وتُجلجل منها البدو والحضران
(*) هذه القصيدة استيحاء وإلهام من الله لصاحب الموسوعة وقد نسجها ونظمها على لسان هُتيم في العالم الآخر. ولم نلتزم فيها بالوزن حسب بحور الشعر المعروفة لكون القصد منها التعبير عن ظلم وقع على قبيلة عربية ذات حسب ونسب وقد طُعنت بالباطل كباهلة وغيرها.
أنا هُتَيمْ سيد من سادات قومي
…
فبئس من أنكر ذاك عني من العربان
أقولها من عالم البرزخ ونفسي مغبونة
…
يسمع أنَّاتي وزفراتي كل حي غير الثَقَلان
كيف لكم يا بني جلدتي أن ترموني
…
وتجحدون أصلي ونسبي في بني عدنان؟
سمحتم لأنفسكم بمقالة سوء عني
…
لا يرضى بها كريم ولا يقبلها في الوجود إنسان
فهلَّا نظرتم في تواريخ العرب عن نسبي
…
فعرفتم أني كلابي عامري من صماصيم قيس عيلان
يخبركم الهجري والعسقلاني عني
…
وابن ماكولا والآمدي والمرزباني
واسألوا شعراء العرب عن ابني هُتَيْم
…
يخبركما الحنتف الضبِّي وابن لُجئ بأفصح لسان
ابنا هُتَيْم يا لهفتاه سقطا في يوم دارة مأسل
…
فولَّت بعدها كلاب وبني عامر وانتابها الخُسران
فخري بفارسين عرفهما الأبطال في ساحة الوغى .... وعرفهما في جزيرة العرب كل قاصٍ ودان
طارق وزياد ذاع صيتهما ودام ذكرهما
…
بفعالٍ وضرب حسامٍ تشيب له الولدان
شعر الفرزدق التميمي وضح عنهما
…
براهين وحقائق تُقرأ على كل ديوان
هذه تواريخ مسطورة يامن ظلمتموني
…
وأكلتم لحمي وأصبح الظلام على قلوبكم ران
فما ذنب أبنائي يُلْمزون ويُغمزون عبثًا
…
باسمي، وفي نسبهم يُطعنون وقد آمنوا بالرحمن؟
فهل نسيتم أن الظلم ظُلُمات بعد الممات
…
وأن المثقال ذرة مسئول عنها كل إنسيٍ وجان؟
استحلفكم بالجليل والكتاب والتنزيل أن تكفُّوا
…
وإن أبيتم فستكونون في الآخرة حطبًا للنيران
بنو هُتَيْم أقحاح جار عليهم حاكم غاشم
…
ويخسئ مَن لأصلهم وفصلهم جحدان
يا ويلتاه لمن عرف الحق وحاد عنه
…
في يوم الحشر على السراط وعند الميزان
سيعرف حينئذ السخرية من مسلم هو إثمًا
…
من أعظم الكبائر عند رب الأكوان
هذا كلامي منظوم لأهل الفهوم
…
وهذا قولي لكل لبيب، بيان
وألوم الجاهلين على خلط الأنساب في هُتَيم
…
وجعلهم قبائل عزيزة منه، غرضهم الحُقران
وما نشأ إلا من أحقاد وحزازات في الأكباد
…
من سالف العصور فوقعوا في المحظور وصار عندهم النكران
ومن نشروا البدع والضلالات بيننا ملاعين
…
ولا عتب على السفاهة ومن كان الضمير عنده عدمان
ماذا أقول؟ شيء يندى له الجبين
…
أن نعدد الضلالات، ونعوذ بالله من الشيطان
عن قبائل من قيس وكلب هتَّموها
…
بالباطل بعد أن عجزوا عن إبادتها في ساحة الميدان
فكيف يا أهل العقول أن تنشروا قبائل هُتَيم
…
لتجتاح بلاد نجد ثم تمضي حتى وادي السرحان
وهل هُتيم بعد أن نبذتموهم وأضعفتموهم
…
سيصير لهم شوكة وصولة في كل مكان؟
كلَّا فهذا هراء واستخفاف بالعقول
…
وادعاء غير مسئول من نفوس قد أصابها الطغيان
فيا من تقوَّلتم الأقاويل ويا من سرتم على نهجهم
…
بالباطل، آن لكم أن تعرفوا الحق فالوقت قد حان
على رِسلكم فالشرارات ليسوا من هُتَيم
…
فلا تخلطوا قُضاعة في قيس عيلان
فالشرارات من بني كلب إخوة لنا رجال
…
أجاويد في فعالهم معروفين وعلى الهجن ركبان
هجنهم كلبية وديارهم كلبية في السرحان والجوف
…
من عهد قديم لم يبرحوا تلك الأوطان
ديارهم وإبلهم حموها من كل معتد آثم
…
وردوا عنها الأعادي بالرمح والسنان
حقًّا آل كلب من قُضَاعة نبْعَتُهُّم
…
تراهم في الوغى قلوبهم أشد من الصوَّان
آل شرار ليوث إذا كان يوم اللقاء
…
شرارات كلب دواهي وفرسان حامين الاظعان
ظلوا بنخوتهم آل مكلب في ديارهم العزيزة
…
من عهد بني أمية نقد شادوا من الفخر والمجد بنيان
فهم حماة ديار كلب ورمز صلابتها
…
وهم لديارها حِصنٌّ حصن ولواديها ما زالوا سكَّان
شرارات كلب الأماجد حياهم الله لا نبخسهم حقهم
…
ولا ينكر فعالهم غير كل حاقد أو جبان
عرف جلادهم من القدم قيس ووائل
…
وعرفتهم طيئ مثل أسود الشرى في الحرب والطعان
طول زمانهم قد خاضوا ملاحمًا وبطولات
…
فوق صهوات صافنات جياد، صقور وعقبان
كلمة حق أقولها عن سلائل كلب
…
فلا هم من هُتَيم ولا حُكم عليهم يومًا بركوب الأتان
هذا كلام صدق سطرته ليكون للأمة نورًا
…
وللحق ساطعًا كالشمس في كل آن
ومن لا يعتبر بنظمي هذا ولا يعقله
…
فهو لا ريب جاحد ومعاند خالي الوجدان
فلا هُتَيم ابن عوف وضيع النسب حتى نبرئ منه
…
كل كلبي أو قيسي أو قبائل المطران
(1)
ولكن الحق أحق أن يُتَّبع
…
فلا حيرة بعد اليوم ولا ظلم ولا هوان
(1)
والمقصود هنا مطير في مصر.
ويحكم فهُتيم إنسي لا سُبَّه
…
فاستيقظوا من غفوتكم فكل شيء أمامكم قد بان
وكفاكم طعن قبائل من كيان أمتكم
…
لتصنعوا للعروب قوة وتكونوا للمجد عنوان
وعسى من تطعنوهم أو تلمزوهم خيرًا منكم
…
ولعلَّ من آيتموهم عند الله أحسن شان
فيا أيها العرب اعتصموا بحبل من الله جميعًا
…
وكونوا على من خاصمكم وعاداكم أعوان
وقولوا لباغي الخير مرحبًا وأحسنوا لأنفسكم
…
فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان
(1)
(1)
شطر هذا البيت مأخوذ من كلام الله تعالى في سورة الرحمن آية 60، وأحمد الله أن خُتمت هذه القصيدة بمسكِ الختام المقتبس من قول رب العالمين - وخير الأعمال في خواتيمها - والله نسأل العفو والمغفرة يوم العرض عليه. (المؤلف).
طرائف للتنبيه العقول
بعد القصيدة النونية (صرخة هُتيم)، أختم سردي في هذا البحث الهام عن هذه القبيلة بهذه القصة الطريفة، علَّها تكون تنبيهًا آخر للعرب جميعًا، بأن جميع قبائل وبطون العرب من بني عدنان وبني قحطان من قديم الزمان، كانت هدفًا للطعن فيها وعُرضة للسب سواء في أنسابها أم أفعالها أم عاداتها، كما تؤكد أيضًا أن لكل قبيلة مثالب ومساوئ، ولكل قوم إحسان وإساءة.
كما توضح لنا هذه القصة أن الطعن في حد ذاته هو داء عُضال عندنا نحن العرب منذ الجاهلية الأولى، وسيبقى هذا الداء اللعين بيننا للأسف إلى أن تقوم الساعة وتنتهي الحياة على وجه الأرض، كما أخبرنا نبينا الصادق الأمين قائلًا صلى الله عليه وسلم:"ثلاثة أمور من الجاهلية تبقى في أمتي إلى يوم القيامة هي الطعن في الأنساب، والنياحة على الميت، والاستسقاء بالنجوم". وعن هذه القصة الآتي ذكرها، توضح أيضًا لكل لبيب عاقل أن الإيذاء سهل ميسور، وتوجيه الطعن لأي قبيلة ووصمها بما ليس فيها ليس صعبًا، حتى لو كان هذا الطعن شعرًا منظومًا.
حقا كيف يصعُب عند أهل الفصاحة وأصحاب لغة الضاد، وقد سُموا عربًا لسرعة إعرابهم عن حاجتهم بفصاحة لسان وحسن بيان، ونعوذ بالله من ألسنتنا، وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم حينما قال:"وهل يُكبُّ الناس على وجوههم في النار يوم القيامة إلا حصائد ألسنتهم". فحذاري أيها العرب ثم حذاري من إيذاء إخوانكم العرب المسلمين الموحدين لله، وحتى غير العرب من أي جنس ما إن نطقوا كلمة لا إله إلا الله، وإن تجنبتم ذلك ربحتم البيع ونجوتم بن عذاب الملك الجبار يوم الحساب وعند الميزان، وما أدراك ما الميزان، إنه ميزان الحَكَم العدل الخبير الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
وهذه القصة الطريفة أذكرها لمجرد العبرة والاعتبار، فهذه الشاعرة بطلة القصة من بني عامر بن صعصعة من هوازن، وهنا نقول إن من هوازن نساء قادرات على طعن القبائل، ومن العجيب أن يكون هُتيم بن عوف من هوازن، وقد صار هذا الحي الهوازني كما رأيتم مضرب الأمثال الطعن ولم تنفعه هوازن برجالها ونسائها، وكما يقولون: فلا يسلم الشرف الرفيع من الأذى، وما قدَّره الله وما شاء فعل بعباده.
فهذه الشاعرة العامرية ما إن سمعت رجلًا يؤذي قومها (بني عامر) ببيت واحد من الشِّعر وهو نازل بوسط مضارب الحي، فأسرعت إليه وسألته من أي القبائل فلما أجابها هجته في قبيلته التي ذكر، فصار ينكر نفسه لها ويدَّعي نفسه في أخرى، وكلما ذكر قبيلة، هجتها وطعنتها، وظلت تُكيِّل له الأذى والطعن بشعر منظوم حتى ضجَّ منها وضجر ونسب نفسه للشيطان الرجيم، فلعنتهُ في النهاية ولقنته درسًا قاسيًا ومريرًا أن لا يطعن أي قبيلة من العرب مدى حياته.
وهنا بعد أن نطالع هذه الشِّعر المحبوك من هذه المرأة العامرية الفصيحة، فقد يُخيَّل لنا أن ما تدَّعيه بوصم القبائل صدق وحق وهو في الواقع ضلال وتهويل ومحض افتراء.
فتدبَّر أيها القارئ العزيز، وقل لي بالله عليك، لو صدَّقنا ما ورد في أشعار المرأة المذكورة، واتخذنا قولها نصًّا وأساسًا في الطعن والسخرية من بعضنا البعض، وما دامت مُسجَّلة بالتواريخ القديمة وقد نشرَتْها كتب حديثة مشهورة
(1)
، فهل نكون على صواب أم مخطئين؟ والإجابة نكون بالطبع على خطأ لو صدَّقنا ذلك، أولًا لأن ذلك الشِّعر الوارد في هذه القصة ما هو إلا من الطرائف والنوادر العربية في صدر الإسلام والتي انتشرت في عهد العباسيين.
ثانيًا لأنه إذا أُخذ ذلك مأخذ الجد فهو مُحرَّم شرعًا، حتى لو فرضنا أن بعضه صحيحًا، فواجبنا نحن العرب أن نستر على بعضنا البعض حتى يسترنا مولانا عز وجل، وكما قال نبينا صلى الله عليه وسلم:"من ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة" - وهنا قول النبي مُعمَّم على كل مسلم - إذن فالعربي أولى من باقي المسلمين في الحرص على أن نصون كرامته ونستر عليه، فنحن العرب قدوة للمسلمين فإذا ضعُف العرب ضعف الإسلام. ثالثًا لو تلقفنا مثل هذه الأمور وطعنَّا بها بعضنا البعض في أفعالنا وأنسابنا، فلا خير فينا أبدًا، وإنْ شاء الله فينا الخير كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عنَّا:"الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة"، كيف لا؛ وربُّ العزة جل جلاله قد قالها في كتابه الكريم عن أمتنا نحن العرب من بين سائر الأمم والشعوب لإعلاء كلمة التوحيد في كوكب الأرض. فهل
(1)
مثل كتاب كنز الأنساب للشيخ حمد الحقيل الوائلي - انظر ص 363 طبعة رقم 11 سنة 1408 هـ الرياض.
بعد هذا التكريم الإلهي من الخالق لنا نحن العرب نفعل الكبائر ولا نترفَّع عنها أو نجتنبها، ونُحقِّر بعضنا البعض ونطعن بعضنا بالباطل؟
كلا والله، فبئس ما تُسوِّل به أنفسنا أن نفعله، وإن أي قبيلة أو عشيرة عدنانية كانت أو قحطانية تُؤذَى أو تُطعَن أو تُنبذ من أمتنا لهي من أعظم الكبائر عند الله، ولو أصررنا على ذلك لا قدَّر الله، فلا نكون قُساة القلوب فحسب ولكن ناقصي الإيمان والعياذ بالله، وقال نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم يحث المؤمنين على التواد والتراحم لأنهم جزء لا يتجزأ من بعضهم البعض، قال:"المؤمنون إخوة كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحُمى". نعم أيها الغافلون عن كلام الله وكلام نبيكم الكريم، فالقبائل العربية في مجموعها كبيرها وصغيرها، قويِّها وضعيفها، غنيِّها وفقيرها تُشكِّل جسدًا واحدًا للأمة العربية المجيدة.
ولكن يا للحسرة والندامة، فكم من قبيلة عربية تألمت وطُعنت وحوصرت ونُبذت ظلمًا وعدوانًا بكل قسوة وكان قلوبنا كالحجارة - وإن من الحجارة لما يشقق فيخرج منه الماء - فلم نحرك ساكنًا والحال هو الحال، رغم تقدم العلوم والنهضة في هذه العصر، وقد سرنا نحن العرب مسار أهل الجاهلية الأولى، وضاع الحق بيننا، وكأن تعاليم الخالق الصارمة لا تعنينا في قرآنه {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [الحشر: 21] وكان أقوال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم لا تهمُّنا؟!
فيا أيها المتعصبون للباطل، إن علينا لهذه القبائل المطعونة المنبوذة ظُلمًا حقوقًا عديدة غير أخوة الإسلام، هيَّ حق الجيرة والموطن الواحد والأصل الواحد في العروبة، وأتساءل لهؤلاء المتعصبين المتعجرفين الطغاة المتعالين على عباد الله، من ذوي القلوب المريضة البعيدة عن الله، عن هذه العناصر أو تلك القبائل التي تتعالون عليها من أين جاءت؟ وهل سقطت من السماء أم نبعت من باطن الأرض؟
كلا فلم تسقط من السماء ولم تخرج من الأرض، وإنما وُلدت وتناسلت من صُلب عدنان أو قحطان أجداد العرب كلهم، هذا والله ما يؤكده العلماء والنسابون والمؤرخون. ألا نعتبر؟ ألا نستحي من الله؟ الذي خلقنا من نفس واحدة، ومن ماء مهين، وأخبرنا في كتابه العزيز أن الجميع من آدم وآدم من تراب، حقا فمصير كل نفسٍ بشرية إلى التراب، بعد أن تكون طعامًا للسوس والديدان.
لقد خلقنا الله سبحانه شعوبًا وقبائل لنتعارف ونتآلف لا أن نتنافر ويطعن بعضنا بعضًا.
وبعد أن عُرف الحق وزال الستار وبان المجهول عن أنساب بعض القبائل المطعونة ظُلمًا، آن لنا أن نزيل الغشاوة عن الأبصار ونمحو الخطأ والجهل من العقول، فالحق أبلج والباطل لجلج.
وكلمة هتيم ليست سُبَّة ولا تحقير، وإنما هيَّ اسم إنسان من خيرة بني عدنان، ولا تعني طعن بالأصل أو شرف النسب، ولا تعني صَلَبي أو نوري أو جنس حقير عند العرب.
قوموا من سُباتكم، ودعوا عنكم الأباطيل، واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، تفوزوا بالدارين.
ولو أبيتم وتمسكتم بالباطل لامتلأت قلوبكم بُغضًا وكراهية، ولأصبحتم غثاءً كغثاء السيل، ولدهمتكم الأمم الكافرة التي لا تعرف ربا ولا دينًا - وعند ذلك لا قدَّر الله - سيكون الجميع في الحضيض، الطاعن والمطعون، الظالم والمظلوم، هذا عقاب الحياة الدنيا لقوم تركوا تعاليم خالقهم، ولم يقبلوا نصح الناصحين.
أما في الآخرة فلن يفلت كائن حي في يوم تشخص فيه الأبصار للواحد القهار.
وهذه القصة الطريفة، أكرر فالغرض من سردها هو أن نقول للقبائل المتعالية يمكن أن يُسقط الله القادر شأن أي منها لتتجرع مرارة الظلم وتشرب من نفس الكأس الذي سقته لغيرها، إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة، وهيَّ أطول زمانًا وأقسى عذابًا.
وإليكم القصة:
قال المسعودي في مروج الذهب: عن الهيثم بن عدي الطائي، عن يزيد الرقاشي، قال: كان السفاح العباسي يعجبه مسامرة الرجال، وإني سمرت عنده ذات ليلة، فقال: يا يزيد أخبرني بأظرف ما سمعته من الأحاديث، فقلت: يا أمير المؤمنين وإن كان في بني هاشم، قال ذلك أعجب إليَّ، فقلت: يا أمير المؤمنين نزل رجل من تنوخ بحي من بني عامر بن صعصعة فجعل لا يحطُّ شيئًا من متاعه إلا تمثَّل بهذا البيت من الشعر:
لعمرُك ما تبلى سرائر عامر
…
من اللؤم ما دامت عليها جلودها
فخرجت إليه جارية من الحي فحادثته وآنسته وسألته حتى أنس بها، ثم قالت ممن أنت مُتِّعت بك؟ قال. رجل من عَنَزة.
قالت: أتعرف الذي يقول:
ما كنت أخشى وإن كان الزمان لنا
…
زمان سوء بأن تغتالني عَنَزة
فلست من وائل إن كنت ذا حذر
…
ممن يظل كما قد ضلت الحرزة
قال: لا والله لست منهم، قالت: ممن أنت، قال: من تميم، فقالت: أتعرف الذي يقول:
تميم بطرق اللؤم أهدى من القطا
…
ولو سلكت سبُل المكارم ضلَّت
ولو أن برغوثًّا على ظهر قملة
…
رأته تميم يوم زحمْت لولَّت
ذبحنا فسمَيْنا فتم ذبيحنا
…
وما ذبحت يومًا تميم وسمَّت
أرى الليل يجلوه النهار ولا أرى
…
عظام المخازي عن تميم تجلَّت
فقال: لا واللّه ما أنا منهم، قالت: فمن أنت، قال: رجل من عجل، قالت: أتعرف الذي يقول:
أرى الناس يعطون الجزيل وإنما
…
عطاء بني عِجل ثلاث وأربع
إذا مات عجلي بأرض فإنما
…
يُشق له منها ذراع وأصبع
قال: لا والله ما أنا من عِجل، بل رجل من بني يشكر، قالت: أتعرف الذي يقول:
إذا يشكري مس ثوبك ثوبه
…
فلا تَذكرنَّ الله حتى تطهرا
قال: لا والله ما أنا من يشكر، بل من بني عبد القيس، قالت أتعرف الذي يقول:
رأيت عبد القيس لاقت ذلًا
…
إذا أصابوا بصلًا وخلا
باتوا يسلون النساء سلًا .... سل النبيط القصب المبتلا
قال: والله ما أنا من عبد القيس بل من باهلة، قالت: أتعرف الذي يقول:
إذا ازدحم الرجال على المعالي
…
تنحَّى الباهلي عن الزحام
فلو كان الخليفة باهليا
…
لقصَّر عن مساواة الكرام
وعرض الباهلي وإن توقى
…
عقية مثل منديل الطعام
قال: لا والله ما أنا من ناهلة بل رجل من فزارة، قالت أتعرف الذي يقول:
لا تأمنن فزاريا حلوت به
…
على قلوصك وأكتبها بأسيار
قال: لا والله ما أنا من فزارة بل رجل من ثقيف، قالت أتعرف الذي يقول:
أضل الناسبون أبا ثقيف
…
فما لهم أب إلا الضلال
خنازير الحشوش فقتِّلوها
…
فإن دماءهم لكم حلال
قال: لا والله ما أنا من ثقيف بل رجل من ثعلبة بن قيس، قالت أتعرف الذي يقول:
وثعلبة بن قيس شر قوم
…
وألأمهم وأغدرهم بجار
قال: لا والله ما أنا من ثعلبة بل رجل من غني، قالت أتعرف الذي يقول:
إذا غنوية ولدت غلامًا
…
فبشِّرها بخياط مجيد
قال: لا والله ما أنا من غني بل رجل من بني مُرَّة، قالت أتعرف الذي يقول:
إذا مُرَّية خضبت يداها
…
فزوجها ولا تأمن زناها
قال: لا والله ما أنا من بني مرة بل رجل من بني ضبَّة، قالت أتعرف الذي يقول:
لقد زرقت عيناك بابن مكعبر
…
كما كل ضبِّي من اللؤم أزرق
قال: لا والله ما أنا من بني ضبَّة بل رجل من بُجيلة، قالت أتعرف الذي يقول:
فما تدرى بُجيلة حين تُدعى
…
أقحطان أبوها أم نزار
قال: والله ما أنا من بُجيلة بل مر الأزد، قالت أتعرف الذي يقول:
أذا أزدية ولدت غلامًا
…
فبِّشرها بملاحٍ مجيد
قال: لا والله ما أنا من الأزد بل من خزاعة، قالت أتعرف الذي يقول:
إذا افتخرت خُزاعة في قديم
…
وجدنا فخرها شرب الخمور
وباعت كعبة الرحمن جهرًا
…
بزقٍ بئس مفتخر الفخور
قال: لا والله ما أنا من خُزاعة بل رجل من سُلَيم، قالت أتعرف الذي يقول:
فمال سُلَيْم شتت الله أمرها
…
تيك بأيديها وتعبي أيورها
قال: لا والله ما أنا مر سُلَيْم بل رجل من لقيط. قالت أتعرف الذي يقول:
لعمرك ما البحار ولا الفيافي
…
بأوسع من فقاح بني لقيط
لقيط شر من ركب المطايا
…
وأنذل من يدب على البسيط
قال: لا والله ما أنا من لقيط بل رجل من كِنْدة، قال أتعرف الذي يقول:
إذا افتخر الكِنْدي
…
ذو اللجسة والطرة
فالسبخ، وبالخف
…
وبالسدل، وبالحفرة
فدع كِندة للنسج
…
فأعلى فخرها عرة
قال: لا والله ما أنا من كِنْدة، بل رجل من خثعم، قالت أتعرف الذي يقول:
وخثعم لو صفرت بها صفيرا
…
لطارت في البلاد مع الجراد
قال: لا والله ما أنا من خثعم، بل رجل من طيئ، قالت أتعرف الذي يقول:
وما طيئ إلا نبيط تجمَّعت
…
فقالت طيانًا مرة فاستمرت
ولو أن حر قوصًا يمد جناحه
…
على جبلي طيئ إذًا لاستظلت
قال: لا والله ما أنا منهم، ولكني رجل من مُزينة، قالت أتعرف الذي يقول:
وهل مُزينة إلا من قبيلة
…
لا يُرتجى كرم فيها ولا دين
قال: لا والله لست منهم، إنما أنا رجل من النخع، قالت أتعرف الذي يقول:
إذا النخع اللئام عدوا جميعًا
…
تأذى الناس من وفر الزحام
وما نسبوا إلى مجيد كريم
…
وما هم في الصميم من الكرام
قال: لا والله لست منهم، بل رجل من أود، قالت: أتعرف الذي يقول:
إذا نزلت بأود في ديار همو
…
فاعلم بأنك منهم لست بالناجي
لا تركنن إلى كهلِ ولا حدث
…
فليس في القوم إلا كل عفاج
قال: لا والله ما أنا من أود، بل رجل من لَخْم، قالت أتعرف القائل:
إذا ما انتمى قوم لفخر قديمهم
…
تباعد فخر القوم من لخم أجمعا
قال: لا والله ما أنا من لخم، بل رجل من جُذام. قالت أما سمعت القائل:
إدا كأس المدام أدير يومًا
…
لمكرمة تنحى عن جُذام
قال: لا والله ما أنا من جُذام، قالت ممن أنت؟ ويلك أما تستحي؟ أكثرت عليَّ من الكذب. قال: أنا رجل من تنوخ وهو الحق، قالت أتعرف القائل:
إذا تنوخ قطعت منهلًا
…
في طلب الغارات والثأر
أبت بخِزيٍ من إله العلي
…
وشهرة في الأهل والجار
قال. لا لست من تنوخ، قالت: ممن أنت ثكلتك أمك، قال: بل أنا رجل من حِمْيَر، قالت أتعرف الذي يقول:
نبئت حِمْيَر تهجوني فقلت لهم
…
ما كنت أحسبهم كانوا ولا خلقوا
لأن حِمْيَر قوم لا نصاب لهم
…
كالعود في القاع لا ماء ولا ورق
قال: لا والله ما أنا من حِمْيَر، بل رجل من يحابر، قالت أتعرف الذي يقول:
ولو صر صرار بأرض يحابر
…
لماتوا وأضحوا في التراب رميما
قال: لا والله ما أنا من يحابر، بل رجل من قُشير، قالت أتعرف القائل:
بني قُشير قتلت سيدكم
…
فاليوم لا فدية لكم ولا قود
قال: لا والله ما أنا من قشير، بل من بني أمية، قالت: أتعرف القائل:
وَهَي من أميَّة بنيانها
…
فهان على الله فقدانها
وكانت أمية فيما مضى
…
جريء على الله سلطانها
فلا آل حرب أطاعوا الرسول
…
ولم يتق الله مروانها
قال: لا والله ما أنا منهم، بل من بني هاشم، قالت: أتعرف الذي يقول:
بني هاشم عودوا إلى نخلاتكم
…
فقد صار هذا التمر صاعًا بدرهم
فإن قلتموا رهط النبي محمد
…
فإن النصارى رهط عيسى ابن مريم
قال: لا والله ما أنا منهم، بل من بني همدان، قالت: أتعرف الذي يقول:
إذا همدان دارت يوم حرب
…
رحاها فوق هامات الرجال
رأيتموهم يحثون المطايا
…
سراعًا هاربين من القتال
قال: لا والله ما أنا منهم، بل رجل من قُضاعة، قالت أتعرف الذي يقول:
لا يفخرنَّ قُضَاعي بأسرته
…
فليس من يمن محضًا ولا مُضَر
مذبذبين فلا قحطان والدهم
…
ولا عدنان، فخلوهم إلى سقر
قال: لا والله ما أنا منهم، بل من شيبان، قالت أتعرف القائل:
شيبان قوم لهم عديد
…
فكلهم مقرف لئيم
ما فيهمو ماجد حسيب
…
ولا نجيب ولا كريم
قال: لا والله لست منهم، بل أنا رجل من بني نُمير، قالت: أتعرف الذي يقول:
فغض الطرف أنك من نمير
…
فلا كعبًا بلغت ولا كلابا
قال: لا والله ما أنا منهم، بل من تَغْلِب، قالت: أتعرف الذي يقول:
عبدوا الصليب وكذبوا محمد
…
وبجبرائيل وكذبوا ميكالا
قال: لا والله ما أنا منهم، بل أنا من مُجاشع، قالت أتعرف الذي يقول:
تبكي المغيبة من بنات مجاشع
…
ولها إذا غلمت نهيق حمار
قال: لا والله ما أنا منهم، بل رجل من كلب، قالت أتعرف الذي يقول:
فلا تقربن كلبًا ولا باب دارها
…
فما يطمع الساري يرى ضوء نارها
قال: لا والله لست منهم، بل رجل من تيِّم، قالت: أتعرف القائل:
تيمية مثل أنف الفيل مقبلها
…
تهدى الرحى بينان غير مخذوم
قال: لا والله لست منهم، بل رجل من جَرْم، قالت أتعرف القائل:
تمنيني سويق الكرم جَرْم
…
وما جَرْم وما ذاك السويق
فلمَّا أنزل التحريم فيها
…
إذا الجَرْمي منها لا يفيق
قال: لا والله لست من جَرْم وإنما أنا من الموالي، قالت: أتعرف القائل:
ألا من أراد الفحش واللؤم والخنا
…
فعند الموالي الجيد والطرفان
قال: أخطأت نسبي ورب الكعبة، أنا من الخوز، قالت: أتعرف القائل:
لا بارك الله ربي فيكم أبدًا
…
يا معشر الخوز أن الخوز في النار
قال: لا والله ما أنا من الخوز، بل من أولاد حام، قالت: أتعرف القائل:
فلا تنكحن أولاد حام فإنها
…
مشاوية وخلق الله حاشا بن أكوع
قال: لا والله لست منهم، بل أنا مر أولاد الشيطان الرجيم، قالت:
فلعنك الله ولعن أباك الشيطان معك، أتعرف الذي يقول:
ألا يا عباد الله هذا عدوكم
…
وهذا عدو الله إبليس فاقتلوا
فقال لها: هذا مقام العائذ بك، قالت: قم فارحل خاسئًا مذمومًا، وإذا نزلت بقومٍ فلا تنشد فيهم شعرًا حتى تعرف مَنْ هم، ولا تتعرض للمباحث عن مساوئ الناس، فلكل قوم إحسان وإساءة، إلا رسول رب العالمين، ومن اختار الله على عباده وعصمه من خلقه، وأنت كما قال جرير للفرزدق:
وكنت إذا حللت بدار قوم
…
رحلت بخزية وتركت عارًا
فقال لها: والله لا أنشدت بيت شعر أبدًا
فقال السفاح ليزيد الرقاشي: لئن كنت عملت هذا الخبر من عندك ونظمت فيمن ذكرت من القبائل والبطون هذه الأشعار، فلقد أحسنت وأنت سيد الكاذبين، وإن كان الخبر صدقًا وكنت فيما ذكرته مُحقا، فإن هذه الجارية العامرية لمن أحضر الناس جوابًا وأبصرهم بمثالب الناس. (انتهى).
الظفير
نسب قبيلة الظفير
(1)
:
قبيلة الظفير قبيلة عريقة ومهمة في الجزيرة العربية امتلأت كتب التاريخ والأدب الشعبي من ذكرها وذكر نفوذها في الجزيرة العربية واعتنى بها المؤرخون وبنسبها، فالمشهور أن قبيلة الظفير من بني لام من قبائل طيئ القحطانية لأدلة كثيرة:
1 -
الحمداني وهو من المؤرخين المتقدمين ذكر أنها من بني لام.
2 -
محمد أمين البغدادي الشهير بالسويدي قال في كتابه "سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب" ما نصه [بنو ظفير هؤلاء بطن من بني لام من عرب الحجاز، قال الحمداني: ومنازل بني ظفير هؤلاء الظعن مقابل المدينة النبوية على ساكنها سيدنا محمد أفضل الصلاة والسلام]
(2)
.
3 -
شهاب الدين أبي العباش أحمد بن يحيى بن فضل الله العمري وهو ممن عاش في القرن الثامن قال: [شمَّر ولام من عرب الحجاز وديارهم جبلا طيئ؛ أجأ وسلمى، وظفير من بني لام ومنزلهم الظعن قبالة المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام]
(3)
.
4 -
أبو العباس أحمد بن علي الفزاري القلقشندي المتوفى عام 821 هـ قال في كتابه [نهاية الأرب في معرفة قبائل العرب] ما نصه: ظفير من بني لام.
5 -
عبد الرحمن بن حمد بن زيد المغيري في كتابه [الكتاب المنتخب في ذكر قبائل العرب] قال في ص 108 [ومن بطون بني لام آل ظفير ويقال: إن آل ظفير من المغيرة، ومن بطونهم الصمدة وآل عسكر الذين منهم عسكر الخرج].
(1)
عن كتاب تنوير المسير عن تاريخ الظفير -تأليف عبد الله بن علي بن محمد بن علي بن حمد بن عسكر الظفيري، طبعة أولى 1414 هـ/ 1994 م.
(2)
ص 255، طبعة دار الكتب العلمية ببيروت.
(3)
ص 153، المركز الإسلامي للبحوث ببيروت.
6 -
علَّامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر حيث قال في كتابه [جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد] قال في الجزء الثاني من الكتاب المذكور ص 476 معلقًا على كلام الشيخ عبد الله البسام [ومع إيجاز ما ذكر إلا أنه أوضح أمرين هامين بالنسبة لهذه القبيلة أولهما: صلة نسبها ببني لام وهؤلاء من طيئ باتفاق النسابين، والأمر الثاني: بلادها وهو الظغن وهو أطراف الحِرار الشرقية الموالدة لبلاد بني لام الذين كانت بلادهم تقع غرب الجبلين في غواطة بني لام والظغن يقع غرب هذه الغوطة، يفصل بينه وبين المدينة الحِرار حَرَّة فدك [الحايط] وحَرَّة خيبر، وتلك البلاد قبالة المدينة وبقربها].
7 -
إن المؤرخين مثل ابن عباد وابن ربيعة والفاخري وابن بسام في [تحفة المشتاق] ذكروا في تاريخهم معارك لقبيلة بني لام في القرن التاسع والعاشر والحادي عشر الهجري ذكروها في عالية نجد كنفود البتراء ونفي وغير ذلك، وفي نفس الوقت ذكروا معارك لقبيلة الظفير في هذه الأماكن وفي الوقت نفسه، فلو لم يكن نسبًا قويا بين الظفير وبين بطون بني لام مثل الفضول، والمغيرة، وآل كثير - لو لم يكن هذا النسب لما اجتمعت هذه القبائل في وقت واحد ومكان واحد.
8 -
وجود نسب عريق بين الظفير منذ أن كانت في نجد وبين فروع بني لام الأخرى كما هو المسموع من رواة الظفير، حيث إن الشيخ سلطان بن صويط وهو ممن عاش في القرن الحادي عشر الهجري أخواله الفضول، وكذلك الشيخ فيصل بن شهيل ابن صويط أخواله الفضول، وفي هذا قصة معروفة عند الظفير يرددونها في مجالسهم كثيرًا وكذلك شيخ قبيلة الظفير السابق عجمي بن شهيل بن صويط رحمه الله أخواله الفضول، والفضول من بني لام. كذلك الشيخ سفاح بن حواج ابن حلاف شيخ فخذ السعيد الحالي أخواله العونة من بني كثير، وآل كثير من بني لام، بل إن كثيرًا من مشاهير الظفير أخوالهم الفضول، زيادة على ذلك فإن جموعًا كثيرة من الفضول صاحبت الظفير.
9 -
نجدة قبيلة طيئ لدهش بن حلاف وذلك حينما تحارب مع صفوف الجربا في معركة [بريبر] وهذا ما سأذكره في معارك فخذ السعيد مفصلًا، ومعروف أن بني لام من قبيلة طيئ.
أما من قال بأن الظفير قبائل تضافرت، فهذا نقل عن أفخاذ قليلة حالفت الظفير مؤخرًا.
وما أحسن ما قاله فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسَّام في كتابه [علماء نجد خلال ستة قرون] والشيخ عبد الله البسام عضوًا في هيئة كبار العلماء قال كلامًا مفيدًا نصه [الذي يترجح عندي أن أصلهم من بني لام، والتحق بهم بالحلف بطون وأفخاذ وأفراد من قبائل شتى، فهذه عادة القبائل، القليل أو الضعيف يقوي نفسه باللحاق بقبيلة أقوى أو أكثر منه].
قلت
(1)
: ويؤيد هذا القول. قول عامة الظفير أنهم أتوا من الحجاز.
فإذا قيل من هو لامٌ هذا:
فنقول: إن لام هذا كما ذكر المؤرخون هو [لام بن عمرو بن طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعاء بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طيئ القبيلة الشهيرة - ابن أدد بن زيد بن يشجب بن زيد بن عريب بن زيد بن يشجب ابن يعرب بن قحطان]
(2)
وقبيلة بني لام أكثر النسابون والمؤرخون في الثناء عليها ويكفيها فخرًا أن منها: زيد الخيل الذي سماه الرسول صلى الله عليه وسلم (زيد الخير) كما أن منها الرجل الشجاع الكريم: أوس بن حارثة الذي قال فيه الشاعر:
إلى أوس بن حارثة بن لام
…
ليقضي حاجتي ولقد قضاها
فما وطئ الثرى مثل ابن سلمى
…
وما لبس النعال ولا احتذاها
(1)
القول للمؤلف.
(2)
المقتضب من كتاب "جمهرة النسب" لياقوت الحموي تحقيق الدكتور ناجي حسن.
مواطن قبيلة الظفير القديمة
إن قبيلة الظفير قبيلة متآلفة فيما بينها وهي سريعة الوصول إلى الأرض التي تريدها كما هو الواضح من لقبها (الشعطان) من لهجة العامة في النار إذا انتشرت في الخرقة بسرعة قالوا: شعطت، فكذلك قبيلة الظفير تشعط في العدو وتصل إليه بسرعة، كما أن لديها ميزة تنفرد بها في الغزو من بين القبائل العربية، وهذه الميزة هي: أن قبيلة الظفير إذا أرادت أن تغزو على قبيلة أخرى غزت بالرجال والنساء والأطفال حتى أن الرجل يتشجع أكثر فإما أن يغزو ويحمي محارمه ويفدي بروحه وإما أن يجلس مع المؤخرة وهذا عيبًا لا يغتفر، ولذلك سميت قبيلة الظفير (أهل السبيب المتدلي والظعن موليِّ) كما سمي شيخهم وهو سلطان بن صويط (غزاي بأمه) فلهذه الأسباب تنتشر قبيلة الظفير في الأرض التي تريد أن تغزوها، كذلك فهم بدو صِرفًا فحيث ما ذكر لهم الكلأ ذهبوا إليه وهم مع ذلك شديدو الأنفة، يأنفون الظلم ولا يعرفون المجاملة ولا المداراة ولا يقبلون أي إنسان يريد تغيير عاداتهم التي تطبَّعوها، فهاهم يدافعون عن عادة شيوخهم آل صويط، حيث إن آل صويط يقولون أنهم من الأشراف فلا يزوجون بناتهم لغير آل صويط، فإذا أتى أي شخص يريد كسر هذه العادة فإنهم يأنفون منه فإن قدروا على محاربته حاربوه وإلَّا رحلوا عن بلاده التي هو فيها، وهذا هو الذي جعلهم لا يثبتون في بلد معيَّن حتى جاء صقر الجزيرة العربية الملك عبد العزيز وذلك بفضل الله، فأمَّن السبل وجمع القلوب فرجعوا إلى بلادهم الأولى واستقروا فيها وذلك حوالي عام 1345 هـ حينما أتى بهم أميرهم عجمي بن صويط رحمه الله.
فمن مواطنهم:
1 -
ما بين القصيم وحائل مقابلين للمدينة المنورة وهذا في القرن السابع الهجري يقول ابن فضل الله العمري: (شمَّر ولام من عرب الحجاز، وديارهم جبلا طيئ، أجا وسلمى، وظفير من بنى لام ومنزلهم الظعن قبالة المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام).
2 -
من بلادهم (نفي) في عالية نجد
ونفي أحد المناهل القديمة وهو الآن بلدة عامرة تقع إلى الشمال من الدوادمي ببعد 90 كم، وهو الآن من بلاد الروَّقة من عُتَيْبة لآل ربيعان.
قال ابن بسام في تحفة المشتاق في سنة 853 هـ تناوخ عَنَزة والظفير على (نفي) وأقاموا في مناخهم نحو عشرين يومًا يغادون القتال ويراوحونه طرادًا على الخيل وكان رئيس عَنَزة حينئذٍ جاسر الطيَّار
(1)
ورئيس الظفير مانع بن صويط وكان ابن صويط قد أرسل إلى سالم بن مضيان
(2)
من شيوخ حرب يطلب منه النصرة، فأقبل سالم بمن معه من بوادي حرب ونزلوا على الظفير، ثم إنهم مشى بعضهم على بعض وحصل بينهم قتال شديد قتل فيه عدة رجال من الفريقين وصارت الهزيمة على عَنَزة وانهزموا ولم يتركوا منها إلا القليل وتركوا محلهم وأغنامهم، ومن مشاهير القتلى في هذه الوقعة من عَنَزة جاسر الطيَّار ولاحم بن حصن ومن الظفير حمود بن سالم وجمعان بن دوخي ومن حرب خلف بن سالم بن مضيان.
وقد ذكر ابن ربيعة العوسجي في تاريخه سنة 1121 هـ مناخ سعدون
(3)
وآل ظفير في وضاخ ونفي ص 84 ولكن الشيخ محمد بن عباد في تاريخه ذكر أن هذا في عام 1122 هـ.
3 -
ومن بلادهم (الضلفعة)
والضلفعة - تقع في الشمال الغربي من بريدة على بعد 38 كم، يقول ابن بسام في (تحفة المشتاق):
في سنة 854 هـ تناوخوا عَنَزة والظفير على الضلفعة واجتمعت قبائل عَنَزة ورؤساؤها حينئذ مصلط بن وضحان
(4)
، وفهد بن جاسر الطيَّار
(5)
، وضيغم بن
(1)
الطيار من شيوخ ولد علي من عَنَزة.
(2)
ابن مضيان من شيوخ فخذ الظواهر من حرب.
(3)
سعدون هو سعدون بنِ غرير آل حميد ملك الإحساء والقطيف.
(4)
من شيوخ الصقور من عَنَزة.
(5)
من شيوخ ولد علي من عَنَزة.
شعلان
(1)
، وصنيتان بن بكر
(2)
، ورؤساء الظفير مانع بن صويط، ونايف أبا ذراع
(3)
ومع الظفير من قبيلة حرب: سالم بن مضيان، وضاحي آل فرم
(4)
وأقاموا في مناخهم أربع وثلاتين يومًا، حتى أكلت الإبل أوبارها من الجوع من طول المناخ، وكانوا في مناخهم ذلك يغادون القتال ويراوحونه طرادًا على الخيل، ثم إنهم مشي بعضهم على بعض واقتتلوا قتالًا شديدًا وصارت الهزيمة على الظفير واستولوا عَنَزة على محلهم وأغنامهم وأخذوا كثيرًا من إبلهم وقتل من الفريقين خلق كثير، ومن مشاهير القتلى من عَنَزة ضيغم بن شعلان، ونايف بن وضيحان، وقُتل من الظفير مانع بن صويط وماجد بن كنعان
(5)
، ودوخي بن حمود، ومن حرب سالم ابن مضيان، وشافي بن رومي، وخلف بن جاسر، وسرور بن فاضل وما زالت الضلفعة منذ ذلك العام وهي تحت سيطرة الظفير ومن بلادهم حتى عام 1088 هـ حينما وقع بينهم وبين الشريف محمد الحارث مناخ عليها
(6)
ولكنهم بعد هذه الحادثة اصطلحوا مع الشريف الحارث بعد أن أخذ عليهم العقال
(7)
وحذَّرهم من جبل سلمى.
4 -
من بلادهم (النبقية)
(8)
فلقد ذكر ابن بسَّام في (تحفة المشتاق):
في سنة 855 هـ صادفوا الظفير فزو لعَنَزة بالقرب من النبقية فقتلوهم عن آخرهم وهم نحو ثلاثين رجلًا، كما ذكر ابن بسَّام أيضًا في عام 1065 هـ وقعة للظفير في
(1)
من شيىوخ الروَّلة من غَنَزة.
(2)
ابن بكر من شيوخ السويلمان من الدهامشة من عَنَزة.
(3)
شيخ كافة الصمدة من ظفير.
(4)
الفرم بن شيوخ بني علي من حرب.
(5)
ماجد بن كنعان من فخذ الذرعان.
(6)
ذكر هنا ابن عيسى في تاريخه المسمى (تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد) وابن ربيعة في تاريخه ص 70.
(7)
هذه الزيادة من تاريخ الشيح محمد بن عباد، ولكنه ذكر أن هذه الحادثة في سنة 1087 هـ - وكذلك ذكرها ابن بشر في سوابقه.
(8)
النبقية بلدة في شمال القصيم.
هذا المكان حيث قال: (في هذه السنة حشدت قبائل عَنَزة وتناخوا هم والظفير على (النبقية) ومع الظفير مُطَيْر وآل غزي من الفضول، وأقاموا في مناخهم نحو عشرة أيام ينادون القتال. ويوراوحونه طرادًا على الخيل، ثم إنهم مشي بعضهم على بعض، واقتتلوا قتالًا شديدًا وصارت الهزيمة على الظفير ومن معهم، وغنم منهم عَنَزة غنائم كثيرة وقُتل عدة رجال من الفريقين، وممن قُتل من مشاهير الظفير حجاب بن نافل بن صويط، وشديِّد آل حلاف
(1)
، وفيحان بن شافي آل غزي من الفضول، ومن مُطير دخيل الله بن بخيت البرازي، ومن عَنَزة سمير بن فراج
(2)
، ومخلف بن مطارد).
5 -
ومن بلاد الظفير أيضًا (وضاخ)
(3)
فلقد ذكر ابن بسام في (تحفة المشتاق) قائلًا: في سنة 860 هـ تناوخوا عَنَزة والظفير على (وضاخ) ورؤساء عَنَزة إذ ذاك مصلط بن وضيحان، وملحم بن ضيغم بن شعلان، وصنيتان بن بكر ورئيس الظفير حينئذ صقر بن راشد بن صويط، ومع الظفير (بنو حسن) وأقاموا في مناخهم ذلك تسعة أيام كل يوم ينادون القتال وبراوحونه طرادًا على الخيل، وكان ابن صويط قد أرسل إلى بوادي حرب يستنجدهم فأتى إليه عبد الله بن سالم بن مضيان ومناحي الفرم ومن تبعهما من بوادي حرب، فلما علم بذلك عَنَزة خافوا من الهزيمة فقدموا إبلهم وأغنامهم مع الرعاة من أول الليل، فلما أصبحوا مشي بعضهم على بعض واقتتلوا، فصارت الهزيمة على عَنَزة، وتركوا ما ثقل من بيوتهم وأمتعتهم فغنمها الظفير وأتباعهم.
6 -
ومن بلادهم (السر)
(4)
وهو بلادهم الأصلية في وسط نجد وجرت لهم فيه وقعات كثيرة مع قبائل عديدة،
(1)
من شيوخ السعيد من الظفير.
(2)
الصحيح والله أعلم أنه فراج بن سمير -المؤلف-.
(3)
وضاخ يقع جنوبًا من الأثلة شرقًا من نفي مطلع شمس.
(4)
السر - سمي بهذا الاسم لأنه هو سِرُّ نجد يعني وسطه وهو يشتمل الآن على بلاد كثيرة منها -عسيلة- ساجر -البرود- الفيصْة- القرنة.
وتربعوا عليه ثلاثة قرون منذ منتصف القرن التاسع الهجري حتى منتصف القرن الثاني عشر الهجري فإذا ابتعدوا عنه قليلًا رجعوا إليه حتى ارتحلوا من نجد -وهو لقبيلة الظفير في ذلك الوقت مثل القاعدة الحربية الكبرى التي تنطلق منها القوات وتتموَّن منها- فمن وقعاتهم في هذا المكان ما ذكره ابن بسام في (تحفة المشتاق) في سنة 861 هـ حيث قال: (حشدت قبائل عَنَزة، ومعهم فويح بن طامي بن مزرع رئيس البوادي آل كثير، وتناخوا هم والظفير ومن معهم من حرب في أرض (السر) وأقاموا في مناخهم نحو عشرين يومًا وصارت الدائرة على الظفير وأتباعهم، وغنموا منهم عَنَزة وأتباعهم من الإبل والأغنام والبيوت والأمتعة والأثاث شيئًا كثيرًا، وقُتل من القريقين عدد كثير، وممن قُتل من مشاهير عَنَزة صنيتان بن بكر، ونايف الديدب، وحصن آل قاعد، ومن الظفير وأتباعهم: خلف ابن مانع بن صويط، وصالح بن كنعان ورجاء بن جاسر، ومن حرب مناحي آل فرم، وسرحان بن مضيان ونقابن مسمول، وراجح بن حضرم.
(ب) قال ابن بسام في (تحفة المشتاق):
في سنة 925 هـ تناوخوا الظفير وعَنَزة على (السر) وأقاموا في مناخهم نحو عشرة أيام يغادون القتال ويراوحونه طرادًا على الخيل ثم وقع بينهم قتال شديد قتل فيه عدة رجال من الفريقين وصارت الدائرة على الظفير.
(ج) وقال ابن بسام في (تحفة المشتاق):
في سنة 959 هـ صادف عَنَزة غزو للظفير في أرض السر فأخذوهم وقتلوهم عن آخرهم وعددهم نحو خمسة عشر.
(د) وقال ابن بسام في (تحفة المشتاق):
في سنة 984 هـ تناوخ الظفير وعَنَزة في السر وأقاموا في مناخهم نحو خمسة عشر يومًا يغادون القتال ويراوحونه طرادًا على الخيل، ثم إن السهول ومعهم الأعزة ومليح من سُبيع جاءوا نجدة للظفير ونزلوا معهم ومشي بعضهم على بعض فاقتتلوا قتالًا شديدًا وصارت الدائرة على عنزة وغنم منهم الظفير ومن معهم غنائم
كثيرة وقُتل من الفريقين عدة رجال، فمن مشاهير عَنَزة مرزوق بن وضيحان ونادر ابن مزيد.
(هـ) وقال ابن بسام في (تحفة المشتاق):
في سنة 1031 هـ تناوخ عَنَزة والظفير في أرض السر وأقاموا في مناخهم ذلك نحو عشرين يومًا يغادون القتال ويراوحونه طرادًا على الخيل ثم إنهم مشي بعضهم على بعض وحصل بينهم قتال شديد وصارت الهزيمة على الظفير وتركوا أكثر أغنامهم وما ثقل من بيوتهم وأمتعتهم فغنمها عَنَزة، وقتل من الفريقين عدة رجال وممن قُتل من مشاهير الظفير فدغم بن صويط ومجزي بن مرشد
(1)
وفهَّاد بن ضويحي
(2)
، ومن مشاهير عَنَزة سطام بن مجلاد
(3)
، وشاهر بن وضيحان، وغانم ابن مرضي، وعويد بن هزاع بن بكر، وغنيمان الطواد.
(و) وقال ابن بسام في (تحفة المشتاق):
في سنة 1093 هـ تناوخ عَنَزة والظفير في أرض السر وأقاموا في مناخهم عشرين يومًا واقتتلوا قتالًا شديدًا وصارت الهزيمة على الظفير.
(ز) وقال ابن بسام في (تحفة المشتاق):
في سنة 1112 هـ صبح سعدون بن محمد بن غرير آل حميد الظفير والفضول وهم في البتراء بالقرب من نفود السر؛ إلا أن ابن بشر ذكر أن سعدون ومعه الفضول وأهل الحجاز صبحوا الظفير في نفود السر، ج 2 ص 351.
(ح) ذكر ابن بشر في (عنوان المجد) ج 2 ص 351 في سنة 1112 هـ وقعة (السليع والبتراء) الموضع المعروف عند نفود السر، وذلك أن الحارث وأهل الحجاز وابن حميد صبحوا الظفير فيها.
(1)
مجزي بن مرشد من شيوخ بني حسين.
(2)
فهاد بن ضويحي من آل صويط.
(3)
سطام بن مجلاد من أمراء فخذ الدهامشة من عَنَزة.
(ط) وقال ابن بسام في (تحفة المشتاق):
في سنة 1152 هـ تناوخ عَنَزة والظفير في أرض السر وأقاموا في مناخهم عشرين يومًا ينتصف بعضهم من بعض ثم صارت الهزيمة على الظفير.
7 -
ومن بلادهم (المستوي) وهو ما بين منطقة الوشم وجنوبي القصيم:
قال ابن بسام في (تحفة المشتاق):
(أ) في سنة 875 هـ تناوخوا عَنَزة والظفير في (المستوي) وذلك أيام الربيع وأقاموا في مناخهم سبعة أيام ينادون القتال ويراوحونه طرادًا على الخيل، ثم إنهم تلاقوا مع بعضهم البعض واقتتلوا قتالًا شديدًا وصارت الدائرة على الظفير وقُتل من الفريقين عدة رجال.
(ب) ذكر ابن بسام في (تحفة المشتاق):
في سنة 996 هـ تناوخ عَنَزة هم والظفير أيام الربيع في (المستوي) ومع عَنَزة فدغم آل مسعود، وراجح بن ناشي من شمَّر، ومع الظفير بادي الفرم وهُذال بن مضيان من حرب، وأقاموا في مناخهم نحو عشرة أيام ينادون القتال ويراوحونه طرادًا على الخيل وبينما هم في مناخهم ذلك، جاءوا سُبيع والسهول نجدة للظفير ونزلوا معهم ثم إنهم مشي بعضهم على بعض واقتتلوا قتالًا شديدًا وصارت الهزيمة على عَنَزة وأتباعهم وغنم منهم الظفير ومن معهم غنائم كثيرة وقتل في الفريقين عدة رجال فمن مشاهير عَنَزة فهد بن مجلاد وناصر الطيَّار، ومن شمَّر فدغم آل مسعود وحاضر بن مشهور، وخلف بن عفَّان ومن الظفير جمعان بن صويط، وشخبوط بن حلَّاف ومن سُبيع شارع بن جاسر الصييفي
(1)
، وفهد بن سرور المليحي
(2)
، ومن السهول كريوين بن عمهوج شيخ الزقاعين.
(ج) وقال ابن بسام في (تحفة المشتاق):
في سنة 1108 هـ تناوخ الفضول والظفير أيام الربيع في (المستوي) وأقاموا في
(1)
الصييفي من شيوخ النبطة من بني عمر من سبيع.
(2)
المليحي من شيوخ بني مليح من سبيع.
مناخهم عدة أيام يغادون القتال ثم أنهم التقوا واقتتلوا قتالًا شديدًا صارت الدائرة على الفضول.
8 -
ومن بلادهم (وادي الرشا) وهو من الأودية التي تصب في بعض بلاد القصيم وتقع عن القصيم غربًا جنوبًا، فلقد ذكر ابن بسام في (تحفة المشتاق) قائلًا في سنة 901 هـ أغاروا عَنَزة على الظفير أيام الربيع وهم بـ (وادي الرشاء) وأخذوا لهم إبلًا كثيرة، ففزَّع عليهم الظفير ولحقوهم واقتتلوا قتالًا شديدًا واستنقذوا إبلهم وقتل عدة رجال من الفريقين منهم راشد بن ضيغم بن شعلان من شيوخ عَنَزة. أقول
(1)
وهذا الوادي من قديم هو لمن حلَّ به واستوطنه بالقوة فلقد قال أحد شعراء عُتَيْبة:
وادي الرشا ما هو لأحد من قديم
…
ياكود من ساق الجمل ثم احتماه
9 -
ومن بلادهم (الشبكة) وهو من المياه المورودة في عالية نجد بالقرب من النير، يقول ابن بسام في (تحفة المشتاق) في سنة 933 هـ تناوخ عَنَزة والظفير على (الشبكة) ومع الظفير سالم الفرم وراجح بن مضبان وأقاموا في مناخهم عدة أيام يغادون القتال ويراوحونه طرادًا على الخيل ثم إنهم مشي بعضهم على بعض واقتتلوا قتالًا شديدًا وصارت الدائرة على الظفير وأتباعهم، وغنم منهم عَنَزة غنائم كثيرة وقُتل من الفريقين عدة رجال، منهم من مشاهير الظفير عقاب بن فهاد بن صويط، وزهمول بن حلاف، ومن مشاهير عَنَزة حاضر بن مجلاد، وراجح الديدب.
10 -
ومن بلادهم أيضًا (الكهفة) وهي قرية تقع بين القصيم وحائل آهلة بالسكان، فلقد ذكر ابن بسَّام في (تحفة المشتاق) سنة 1005 هـ تناوخ عَنَزة والظفير على الكهفة ومع عَنَزة صقر بن مناع وأتباعه من هُتَيْم ومع الظفير بنو حسين وأقاموا في مناخهم ذلك أكثر من عشرة أيام يغادون القتال ويراوحون طرادًا على الخيل ثم إنهم مشي بعضهم على بعض واقتتلوا قتالًا شديدًا وصارت الدائرة على الظفير ومن معهم وتركوا أغنامهم وما ثقل من بيوتهم وأمتعتهم فغنمها عَنَزة ومن معهم وقُتل من الفريقين عدة رجال.
(1)
هذا الكلام للمؤلف.
11 -
ومن بلادهم (الجريفة) وهي الآن قرية تقع إلى الشمال الشرقي من بلد (شقراء) في منطقة الوشم، يقول ابن بسام في (تحفة المشتاق) في سنة 1071 هـ صادف عَنَزة غزو للظفير في الحمادة بالقرب من (الجريفة) فأخذوهم وقتلوهم عن آخرهم.
12 -
ومن بلادهم (الرس) وهي مدينة كبيرة في شمالي القصيم تبعد عن بريدة حوالي 90 كم، فلقد ذكر ابن بسام في (تحفة المشتاق) في سنة 895 هـ قائلًا:
في هذه السنة تناوخوا عَنَزة والظفير على (الرس) وأقاموا في مناخهم نحو عشرين يومًا، يغادون القتال ويراوحونه طرادًا على الخيل ثم إنهم مشي بعضهم إلى بعض، واقتتلوا قتالًا شديدًا، وصارت الدائرة على الظفير، وتركوا محلهم وأغنامهم، وقُتل عدة رجال من الفريقين منهم (نقا ابن صويط).
13 -
ومن بلادهم القديمة أيضًا (الحيد) وهو موضع في عالية نجد يقع إلى الجنوب الغربي من بلدة نفي -يقول ابن بسام في (تحفة المشتاق) في سنة 956 هـ تناوخوا عَنَزة هم والظفير على (الحيد) ومع الظفير سالم الفرم ومن تبعه من بوادي حرب، وأقاموا في مناخهم عدة أيام، ثم اقتتلوا قتالًا شديدًا، وصارت الهزيمة على عنزة وقُتل من مشاهيرهم فهاد بن بكر وضويحي الطيار، ومن مشاهير الظفير صقر بن راجح، ومن حرب سالم الفرم وخلف بن بادي).
14 -
ومن بلادهم (وثال) يقع على بعد 40 كم عن بريده شمال غربي قال ابن بسام في (تحفة المشتاق) في سنة 1061 هـ: في هذه السنة تناوخوا عَنَزة والظفير على (وثال) وأقاموا في مناخهم عدة أيام وذلك في أيام الربيع، وبينما هم في مناخهم ذلك جاءوا مُطَيْر نجدة للظفير، ونزلوا معهم ثم إنهم مشى بعضهم على بعض واقتتلوا قتالًا شديدًا وصارت الهزيمة على عَنَزة، وتركوا أغنامهم وما ثقل من بيوتهم وأمتعتهم، فغنمها الظفير هم ومُطَيْر وقُتل عدة رجال من الفريقين، وممن قُتل من مشاهيرة عَنَزة، مزيد الديدب، وخليف بن مجلاد، وشاهر بن محاول، ومن مشاهير الظفير سالم بن عفنان
(1)
، وفويلح بن حلاف، ومن مُطير سمران بن حاضر العبيوي
(2)
.
(1)
سالم بن عفنان من الصويط شيوخ الظفير.
(2)
سمران بن حاضر من العبيات من مُطَيْر.
15 -
ومن بلادهم أيضًا (دقله) وهي بلاد قريبة من حريملاء وقد ذكر ذلك أكثر المؤرخين وإن كانوا يسمونها (دلقه) ولكن الصواب أنها دقلة لوجود معارك للظفير قبل هذه المعركة وبعدها قريبة منها.
فلقد ذكر ابن ربيعة في ص - 71 - في سنة 1092 هـ وقعة دقله وذبحة آل ظفير لعَنَزة - وزاد عليه ابن عيسى حينما قال: قُتل من عَنَزة خلق كثير منهم لاحم بن خشرم النبهاني وحصن بن جمعان، وكذا قال ابن بسام في (تحفة المشتاق) وكذلك ذكرها ابن بشر وذكرها الفاخري في تاريخه.
16 -
ومن بلادهم أيضًا (الأكيثال) موضع في الناحية الجنوبية من العرض جنوبي نجد بالقرب من هضبة صبحا المعروفة قديمًا بيذبل غربًا جنوبًا عن بلدة القويعية، فلقد ذكر ابن بشر في سوابقه في سابقة 1081 هـ كانت وقعة الأكيثال بين الظفير والفضول وكذا تابعه ابن عيسى على هذا القول ولم يزد عليه.
17 -
ومن بلادهم (أشيقر) وهي الآن مدينة صغيرة تقع إلى الشمال من شقراء عاصمة الوشم تبعد عن الرياض حوالي 200 كم فلقد ذكر ابن بسام في (تحفة المشتاق) في سنة 1104 هـ تناوخ الظفير والغزي من الفضول على أشيقر وصارت الدائرة على الغزي وقُتل من الفريقين عدة رجال - وزاد عليه الشيخ حمد بن يوسف في تاريخه أن هذا معروف بحصار ابن جاسر.
18 -
ومن بلادهم التي سكنها بعض أفخاذهم منطقة الخرج ومواردها فمنها:
(أ) الثليماء وهي مورد ماء معروف أصبح الآن في طرف مدينة الخرج بدليل قصيدة الشاعر الشهير راشد الخلاوي وهو ممن عاش في القرن الحادي عشر قال قصيدة لامية منها:
فلا جيت في (جو الثليماء) بنزله
…
وقد لمَّ جالَ الما رجال القبائل
وتجمعوا لك من (ظفير) وغيرهم
…
(ولام) ومعهم من (عقيل) حمائل
والمقصود بالثليماء هي الموجودة بطرف مدينة الخرج، بدليل وجود فخد من أكبر أفخاذ الظفير سابقًا وهو فخذ آل عسكر بهذه المنطقة إلى الوقت الحاضر.
(ب) ساقي الخرج وهو الساقي الممتد من عين الضلع والعين المخيسة حتى ينساب في صحراء السهباء فلقد وقعت فيه معركة شهيرة عام 1140 هـ، فلقد ذكر ابن بسَّام في (تحفة المشتاق) في عام 1140 هـ سار الشريف محسن بن عبد الله بن حسين بن عبد الله بن حسين بن أبي نمي ومعه عَنَزة وعدوان وغيرهم وقصد الظفير وهم على (ساقي الخرج) وتناوخوا شهرًا كاملًا فاستنجد الشريف محسن بعلي بن محمد بن غرير آل حميد الخالدي ملك الإحساء والقطيف، فخرج من الإحساء ومعه جنود عظيمة من الحاضرة والبادية واجتمع مع الشريف محسن ومن معه وحصل بينهم وبين الظفير وقعة عظيمة وصارت الهزيمة على الظفير، وقد ذكر هذه الوقعة ابن بشر في تاريخه ج 2 ص 370 إلا أنه قال (وقع الحرب بينهم في هذا الموضع وبين صقر بن حلاف رئيس السعيد من آل ظفير وأتباعه ومعهم حمود بن صالح وابن أخيه كنعان بن محمد بن صالح، ومزيد بن حماد بن صالح وابن خشي ومعهم بنو حسين أشرافهم وعربانهم) ثم قال في آخر سرد وقائع هذه المعركة (وانهزم لآل ظفير سبعون فرسًا وركائب وإبل) وكذلك ذكرها الفاخري في تاريخه، وقد ذكرها ابن ربيعة في تاريخه في ص 90، ولكن الشيخ محمد بن عياد في تاريخه ذكر أن (ابن فارس راعي منفوحة أخذ سبعين فرسًا التي هربت) ومن معركة الساقي التي ذكرناها سالفًا يتبين للقارئ الكريم عظم قبيلة الظفير وقوتها حيث إنها واجهت حاكمين قويين هما الشريف حاكم الحجاز وابن حميد حاكم الإحساء والقطيف ومن معهما من القبائل العظيمة كقبيلة عَنَزة وغيرها وكما قيل (الكثرة تغلب الشجاعة).
(19)
ومن بلادهم (سدير)
فلقد ذكر ابن بسام في (تحفة المشتاق).
(أ) سنة 985 هـ أخذوا عَنَزة قوافل الظفير في سدير.
(ب) ومن بلادهم (السبله) روضة تقع بين بلد الزلفي والدهناء، حيث ذكر ابن بشر في عام 1166 هـ وقعة السبلة بين بني خالد والظفير - وذكرها قبله الفاخري.
(ب) ذكر الشيخ محمد بن عبَّاد في تاريخه في عام 1139 هـ موقعة بين ابن حلاف وبين عَنَزة في جلاجل، وجلاجل أحد بلدان سدير غربًا جنوبًا من المجمعة حوالي 20 كم كما قد ذكرها الفاخري في كتابه.
(د) ذكر الفاخري في تاريخه قائلًا:
سنة 1112 هـ حصار ابن صويط لآل غزي من الفضول على سدير ثالثه.
(هـ) وذكر الفاخري في تاريخه أيضًا قائلا:
سنة 1169 هـ أخذوا الظفير البجيدي
(1)
على التويم - والتويم هذا يقع جنوبًا عن جلاجل حوالي عشرة كم.
(و) ولقد ذكر ابن غنام من بلادهم في سدير (جراب) وجراب منهل معروف حتى الآن، يقع إلى الشمال الشرقي من القصيم والى الشمال من سدير، فلقد ذكر ابن غنام في صفر سنة 1178 هـ غزا عبد العزيز بن محمد ومن معه ومعه دواس بن دهام وقومه، فأغاروا على فريق من (الظفير) يسمون (مديهيم)، أما الفاخري فيقول: (حماد المديهيم
(2)
ومن معه من السعيد).
ثم قال ابن غنام: فلما عاينهم المسلمون
(3)
وجدوهم فرقتين كثيرتي العدد لا يطاق حربهم، إلى آخر ما قاله.
(ز) ولقد ذكر المؤرخون من بلاد الظفير في سدير (مبايض) قلت:
وهو معروف بهذا الاسم إلى اليوم وموقعه شرقي وادي سدير في جبل مجزل شمالي العرمة وشمالًا من تمير حوالي 10 كم وقد أقيمت عليه الآن قرية للهوامل من مُطَيْر وبرأسهم نايف بن كدموس الحمر.
قال ابن بشر في تاريخه ج 1 ص 145:
سنة 1195 هـ اجتمع قبائل الظفير وغيرهم مع محسن بن حلاف رئيس السعيد
(1)
أظن أنها (البجايدة) فخذ من عَنَزة.
(2)
الصواب أنه ابن دهمان.
(3)
هذه الكلمة شطحة ابن غنام وكذلك أكثر منها ابن بشر يرحمهما الله، وإلا فإن الناس مسلمون وإن تهاونوا في بعض الواجبات.
وقبيلته ودهام أبا ذراع وقبيلته من الصمدة وغيرهم والجميع سبعة آلاف ونزلوا على مبايض الماء المعروف قرب سدير، فسار سعود إليهم بالجنود المنصورة من الحاضرة والبادية، فلما أشرف عليهم سعود استكثرهم فرجع إلى أرض بلد تمير، واستنفر أهل سدير ركبانًا ومشاة، فنفروا إليه مسرعين، فنازل تلك العربان على مائهم وتقاتلوا قتالًا شديدًا. وقد ذكر من المقتولين من الظفير: دهام أبا ذراع، وثواب بن حلاف وغيرهم.
20 -
ومن بلاد الظفير ومحالهم القديمة بلاد العارض ومنها:
(أ) وادي (وتر) وهو ما يعرف الآن بالبطحاء في مدينة الرياض فلقد ذكر ابن ربيعة في تاريخه ص 80 قائلًا:
سنة 1111 هـ وتر على الظفير، ولكن الشيخ محمد بن عباد ذكر في تاريخه أن هذه الوقعة عام 1112 هـ وأنها بين الحارث وابن صويط.
(ب) ذكر الشيخ محمد بن عباد في تاريخه قائلًا:
سنة 1141 هـ طلع الطيَّار بكل عَنَزة وحجر آل ظفير في العارض وأخذ بينهم كسب وذبحوا الظفير عليهم رجال، وقد تابعه ابن بشر والفاخري.
(ج) رغبه وهي بلدة في المحمل تبعد عن الرياض شمالًا حوالي 100 كم ذكر الشيخ محمد بن عباد في تاريخه:
سنة 1165 هـ نهبت فيها (رغبة) نهبها ابن صويط - كما ذكر ابن بشر في تاريخه ج 1 ص 84 ما نصه:
سنة 1173 هـ سار عبد العزيز بن محمد بجميع رعاياه، وصبح آل عسكر من الظفير على الثرمانية وهي ماء معروف قرب بلد رغبه وأخذ كثيرًا من أثاثهم، وغنم منهم إبلًا كثيرة، وقُتل من الأعراب عشرة رجال. ذكر ابن غنام (رئيسهم فوزان الدبيجه)
(1)
.
(1)
فوزان الدبيجة هو فوزان بن زيدان شيخ فخذ آل عسكر من الظفير خاصة وشيخ عشيرة المحلف عامة في وقته.
(د)(غيانه) بلدة صغيرة بين حريملاء وسدوس، ذكر ابن غنام ما نصه:
في سنة 1185 هـ سار سعود بن عبد العزيز غازيًا وقصد منيخ فلما وصل بلد حريملاء، ذكر له غزو لآل ضويحي رؤساء آل ظفير في (غيانة) الموضع المعروف بين حريملاء وبلد سدوس، فكرَّ راجعًا عليهم فالتقوا وحصل عليهم قتال قتل عبد العزيز منهم عدة رجال منهم: وهق بن فياض.
(هـ) العيينة
(1)
وهي بلدة معروفة وشهيرة قال الشيخ محمد بن عباد في سنة 1108 هـ نزل العيينة قافلة الظفير.
الجبيلة - بلدة تقع شرقًا من العيينة وقد جرت فيها معركة بين الصحابة رضي الله عنهم وبين مسيلمة الكذاب وجنده ذكر ابن ربيعة وابن غنام وابن بشر والفاخري ما نصه (سنة 1113 هـ مات سلامه بن مرشد بن صويط وقبر بالجبيلة).
21 -
ومن بلاد الظفير (شمالي منطقة القصيم)
(أ)(قبه): وهي بلدة تقع إلى الشمال الشرقي من بريدة وتبعد عنها أكثر من 50 كم وتتبع إداريًّا إمارة منطقة حائل.
ذكر ابن بسام وابن الفاخري وابن بشر في تواريخهم ما نصه:
في سنة 1143 هـ تنازل شهيل بن صويط وعربانه آل ظفير وعربان عَنَزة وتقاتلوا على قبه وأخذوها.
(ب) التنومة من بلدان القصيم الشمالية:
ذكر المؤرخون ومنهم ابن بشر والفاخري وابن عيسى وابن بسَّام وغيرهم:
سنة 1100 هـ أخذ الظفير والفضول الحاج العراقي عند التنومة.
22 -
ومن بلادهم غربي القصيم فيما بينه وبين المدينة وذلك كالتالي:
(أ) الفوارة وهي تبعد في بريدة غربًا 138 كم وهي الآن لبني سالم من حرب:
قال ابن بسَّام في (تحفة المشتاق):
(1)
الظفير بادية العيينة في ذلك الوقت وإلا فأهلها آل معمر من العناقر من بني تميم.
سنة 1167 هـ تناوخ عَنَزة هم والظفير على (الفوارة) وأقاموا في مناخهم عدة أيام ثم إنهم اقتتلوا قتالًا شديدًا فممن قُتل من الظفير معارك بن حلَّاف وثويني بن حصن، ومن عَنَزة زيد بن ثلَّاب وهجَّاج بن ثابت وفالح بن مزيد وكنعان بن وهق.
(ب) الحناكية وهي بلدة تقع بين القصيم والمدينة المنورة، فلقد ذكر منديل بن محمد آل فهيد في كتابه (قصص وأشعار) ج 1 أن آل هذَّال عند رحيلهم من نجد حصلت بينهم وبين الظفير وقعة عند الحناكية وذلك أوائل حكم آل سعود.
23 -
ومن بلاد الظفير ووقعاتهم حينما أرادوا الرحيل من نجد (رماح).
قال ابن بسام في (تحفة المشتاق):
سنة 1157 هـ أخذ الظفير قوافل عَنَزة على رماح وقُتل منهم عدة رجال.
ديار الظفير الحالية
مرَّ بالقارئ الكريم في القسم الثاني ما لقبيلة الظفير من صولة وجولة في نجد حتى أنها لا تخلو بلدة أو مدينة أو مورد مشهور الا ولقبيلة الظفير فيها معركة أو أثر، خلا جنوبي نجد وهو ما وراء الخرج وها أنذا في هذا القسم ألمح بإيجاز عن ديار الظفير الحالية والتي استوطنتها في نهاية القرن الثاني عشر الهجري إلى الآن:
1 -
من الباطن (فليج) شرقًا -إلى البطن غربًا- ومن الجاري شمالًا إلى الذاري جنوبًا أي من الشط إلى النفود، هذه هي المتعارف عليها بين القبائل الشمالية فمتى أخذ أحد أو قتل أحد في هذا الموقع فالمسئول عنه الظفير وقد عرف أقصى حدهم (بخشم الظفيري) فمن معاركهم التي جرت عليهم فيه هذه البلاد ومن مواقعهم ما يلي.
(أ) حفر الباطن (وهو الآن مدينة كبيرة تقع في حدود المملكة الشمالية الشرقية وتبعد عن الرياض 490 كم).
قال ابن بسام في (تحفة المشتاق) في سنة 969 هـ قلَّت الأمطار في نجد وأجدبت
الأرض وغلت الأسعار وانحدرت قوافل عَنَزة واكتالوا من البصرة فلما خرجوا منها ووصلوا إلى (حفر الباطن) وجدوا على الماء غزو للظفير وسُبيع فوقع بينهم قتال شديد قتل فيه عدة رجال من الفريقين منهم عقيد غزو الظفير دوخي بن عفنان، ومن مشاهير عَنَزة فاضل بن حجر، وسلمت القافلة ولم يؤخد من جميع القوافل شيئًا إلا قليلًا.
(ب) ذكر ابن بشر ج 1 ص 287 - في سنة 1220 هـ بعث سعود سرية جيش بقيادة منصور بن ثامر وغصاب العُتيبي يترصدون لركبان العراق، فسار الجيش المذكور وصادفوا غزوًا لأهل الجزيرة، رئيسهم دوخي بن حلاف السعيدي الظفيري، وراشد بن فهد بن صويط، ومناع الضويحي رؤساء الظفير وأكثر هذا الغزو منهم ومن رؤسائهم وهم في الموضع المعروف (بفليج في الباطن قرب الحفر) فاستأصلوا جميع الغزو قتلًا.
2 -
الحجرة وهي الأرض المحايدة بين العراق والسعودية قال ابن بشر ج 1 ص 210 سار سعود بالجنود المنصورة والخيل العتاق المشهورة من نواحي نجد وعربانها وقصد جهة الشمال فأغار على عربان كثيرة مجتمعة من آل ظفير وغيرهم وهم (بالحجرة) الأرض المعروفة، فهزمهم وقتل منهم رجالًا كثيرين وأخذ منهم ألف وخمسمائة بعير وذلك في شعبان ثم قفل راجعًا، إلا أن ابن غنَّام في تاريخه قال: (فأغار على القواسم
(1)
، وهم عرب من آل ظفير وكبيرهم ابن عفيصان).
وقد قال الشاعر سلطان بن مريبض وهو من وجهاء الروسان من عُتيبة يصف جملًا حُرًّا:
ومربَّع يم (الحجرة) ما يلطم
…
أما مع ابن صويط
(2)
ولَّا ابن (لامي)
(3)
وقال ابن بشر ج 2 ص 357 سنة 1121 هـ وقعة جرت بين سعدون بن غرير والظفير في الحجرة.
(1)
القواسم من الصمدة من الظفير، ويأتي الكلام عليهم في بابه.
(2)
ابن صويط شيخ الظفير.
(3)
ابن لامي: شيخ الجبلان من مُطَيْر.
3 -
(سفوان) قال الفاخري في تاريخه:
سنة 1194 هـ أغارت سُبيع على أباعرة الظفير على سفوان.
4 -
(الأبيِّض) ماء معروف قرب السماوة، يقول ابن بشر ج 1 ص 240 في سنة 1212 هـ وفي رمضان في هذه السنة سار سعود رحمة المعبود بالجنود المنصورة والخيل العتاق المشهورة من جميع نواحي نجد وعربانها وقصد الشمال إلى أن قال: ثم سار وقصد جهة السماوة فأتاه عيونه وأخبروه بعربان كثيرة مجتمعين في (الأبيِّض) الماء المعروف قرب السماوه فوجَّه الرايات إليهم ونازلهم على مائهم ذلك وكانت تلك العربان كثيرة من عربان شمَّر ورئيسهم مطلق بن محمد الجربا الفارس المشهور ومعه عدة من قبائل الظفير وعربان آل بعيج والزقاريط وغيرهم، فدخل عليهم سعود في وادي الأبيِّض المذكور ونازلهم فحصل بينهم قتال شديد وطراد خيل.
5 -
(جنوبي سوق الشيوخ)
ذكر الفاخري في تاريخه قائلًا:
سنة 1282 هـ أخذ عبد الله الفيصل الظفير جهة واجهة سوق الشيوخ.
6 -
وذكر الفاخري في تاريخه:
سنة 1224 هـ وقعة (الجزيرة) بين الظفير وشمَّر وأخذوهم الظفير وبعد ذلك كاتبوا سعودًا وظهروا إلى نجد.
ولا نريد التوسع في ذكر المعارك التي جرت على الظفير في بلادهم الأخيرة ولكن نختم هذا القسم بما قاله المؤرخون في الوقت الحاضر منهم.
(أ) خالد محمود السعدون في كتابه (العلاقات بين نجد والكويت) فلقد قال في ص 78 (إن أخبار فتح الملك عبد العزيز للرياض بلغت ابن رشيد حين كان في أطراف (ديرة الظفير) على مسافة خمسة أيام من الكويت)، في ص 80، ذكر السعدون تعليقًا عن قبيلة الظفير قائلا: (تقع ديارهم في صحراء الحجرة التي تحتل المساحة الممتدة بين تخوم نهر الفرات في المنطقة الجنوبية من العراق وصحراء
الدهناء على مشارف نجد وكانت ترتبط بعلاقات قوية مع مشايخ المنتفق تراوحت بين الولاء والخضوع حينًا، والتحالف حينًا آخر، والعداء في بعض الأحيان).
في ص 137 قال عن غزوة (حومان) لنتتبع الآن مراحل تلك الغزوة حسبما أوردتها الوثائق البريطانية، تبدأ تلك الوثائق بالحديث عن تحركات ابن سعود خلال الأسبوع الثاني من شهر مارس 1911 م ربيع الأول 1329 هـ وترجَّح أنه سينضم إلى قوة كويتية بقيادة سلطان بن حمود الصباح، ولا تلبث أن تشير إلى أن ذلك تم فعلًا في الأسبوع الثالث من نفس الشهر، وتفترض أن يكون هدف الحملة سعدونًا أو قبيلة الظفير حيث كان الجميع مقيمين قرب (الحفر).
ملاحظة مهمة:
يتبادر إلى ذهن القارئ المطَّلع الذي قرأ تاريخ قبيلة الظفير سؤالًا: ما هو الطريق الذي سلكته قبيلة الظفير حينما أرادت الرحيل من نجد؟ وما هو الجواب عمن ذكر أنهم رحلوا عن طريق العلا لشرقي الأردن للعراق عن طريق الجوف؟
الجواب هو: أن قبيلة الظفير حينما أرادت الرحيل من نجد سلكت طريق الدهناء إلى (لينه) ثم نزلوا مشرقين إلى الحفر، بدليل أنه جرت عليهم وقعة في لينه وذلك عام 1219 هـ.
يقول ابن بشر في تاريخه ج 1 ص 282 ما نصه:
في ذي القعدة سنة 1219 هـ سار سعود
(1)
بالجيوش العرمرمية الكثيرة والخيل الجياد الشهيرة من جميع نواحي نجد والجنوب وعُمان والإحساء وغير ذلك من البادي والحاضر قاصدًا الشمال وكان قد حدث من عربان الظفير حوادث من تضييع بعض فرائض الدين وإيواء المحدثين وتوهيلهم وإضافتهم. إلى أن قال: (وكان قبل ذلك قد حدث بين الظفير ومُطَيْر بعض القتال، فقتل من مُطَيْر رجل من رؤسائهم الدوشان وقتل من الظفير مصلط بن الشايوش بن عفنان، فأرسل إليهم سعود وهو في الدرعية فأصلح
(1)
المقصود به الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود.
بينهم وكف بعضهم عن بعض وتوعد من اعتدى منهم على الآخر، فلما سار سعود في هذه الغزوة اجتاز ببوادي الظفير وهم في (الدهناء على جهة لينه الماء المعروف) فأمرهم أن ينفروا معه غزاة، فنفر منهم شرذمة رئيسهم الشايوش بن عفنان فاستغل سعود غزوهم فانتهر الشايوش وغضب عليه فقال: إنهم عصوني وهم يريدون المسير لقتال مُطَيْر، وكان سعود قد شرب من لينه، وحال منها ويريد العراق، فحرف الجيوش إليهم، وشن عليهم الغارات وأمر فيهم بالقتل والنهب، وقتل من عامة الظفير قتلى كثيرة من كل قبيلة وأخذ جميع أموالهم من الإبل والغنم والسلاح والخيل والحلل والأمتاع والأزواد، ثم رحل سعود بجميع أموالهم ونزل إلى بلد الزلفي فأقام عليها يقسم الغنائم وكان مع الظفير إبلًا كثيرة وأغنامًا لأهل سدير وغيرهم).
قلت: وهذه الوقعة هي التي قال فيها نومان الحسيني قصيدته المشهورة:
يا سابقي ليلة قربنا (للينه)
…
يا واهج بالصدر لو عنه تدرين
إلى آخر قصيدته:
وكل المعارك التي ذكرها جميع المؤرخين للظفير بعد هذه المعركة في بلاد الظفير الحالية (الحفر - الحجرة - الحدود الشمالية الشرقية للبلاد السعودية).
أما الإجابة عمن ذكر أنهم رحلوا عن طريق العلا الشرقي الأردن للعراق عن طريق الجوف فنقول:
1 -
إن هذا مستند إلى معركة جرت لهم مع بني صخر بالعلا عام 1050 هـ كما ذكر ذلك (فردريك ج بيك) في كتابه (تاريخ شرقي الأردن وقبائلها) وكذلك ذكره الدكتور (علي شواخ الشعيبي) في كتابه (القشعم من كبريات القبائل العربية) حيث قالا: (عندما شرع بنو صخر بالزحف من الحجاز شمالًا اصطدموا وعرب الظفير الذين كانوا نازلين في الجزء الجنوبي من شرقي الأردن فأسفرت النتيجة عن انكسار الظفير وهربهم شمالًا، فتبعهم بنو صخر إلى أن لحقوا بهم في جهات الأزرق حيث اقتتل الطرفان قتالًا عنيفًا كانت نتيجته انكسار الظفير، وقتل شيخ
مشايخهم سلطان الصويط في موقع يقال له (شجرات المحيلان بجوار الأزرق من الجهة الغربية) ودفن هناك وقبره لا يزال باقيًا حتى يومنا هذا، ويوجد بالقرب من هذا الموقع غدير ماء يقال له غدير السلطان سمي بهذا الاسم نسبة إلى زعيم الظفير بعد أن قُتل فيه إلا أن فردريك ج بيك زاد قائلًا:(وقد تخلف من قبيلة الظفير في شرقي الأردن أخوان أحدهما جد قبيلة عدوان البلقاوية).
أقول
(1)
: إن هذه المعركة وقعت في إحدى رحلاتهم إلى تلك الأمكنة لطلب الكلأ لإبلهم وأغنامهم ثم رجعوا بعد ذلك إلى نجد حيث وقعت لهم بعد ذلك وقعات في قلب نجد كما أسلفنا في القسم الثاني في ذكر بلاد الظفير القديمة.
ملاحظة ثانية مهمة:
هل بقيت قبيلة الظفير في أماكنها الحالية على مذهب أهل السنة والجماعة أم غير ذلك.
فأقول بفخر واعتزاز بل -ولله الحمد والمنة- بقيت على مذهب السلف الصالح في العقيدة، والتزمت مذهب الإمام مالك فقهًا يقول العلَّامة إبراهيم فصيح بن الحيدري البغدادي في كتابه (عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد) في الباب الرابع الذي عقده في بيان العشائر المشهورة في العراق (ومن أعظم عشائر العراق الظفير وهم قبائل كثيرة يبلغون ثلاثين ألف نفس فأكثر، ومنهم بنو حسين من الأشراف ومنزلهم في منازل المنتفق بين نجد والبصرة) إلى أن قال: (وجميع ما ذكرناه من العشائر المذكورة فهم من أهل السنة والجماعة وأكثرهم على مذهب الإمام الشافعي، إلا عَنَزة وشمَّر والظفير فهم على مذهب الإمام مالك).
ولقد بقيت قبيلة الظفير بادية (تشدَّ وتنزل) حتى أقام الملك عبد العزيز رحمه الله الهجر والمواطن لكل قبيلة من البادية فأتى أمير قبيلة الظفير عجمي بن شهيل بن صويط بقبيلة الظفير في عام 1341 هـ واستوطن (حفر الباطن) ثم أعطاه الملك عبد العزيز هجرة شمال الحفر وأمر رجلًا من القضيم يقال له (الصفيري) بحفر آبار
(1)
القول لمؤلف كتاب تنوير المسير عن تاريخ الظفير.
ارتوازية لسقيا قبيلة الظفير، وبما أن آل صويط عرفوا منذ قديم التاريخ بالتفاني في احترام الجار وإكرام من أحسن إليهم سمى شيخ الظفير هذه الهجرة باسم ذلك الرجل (الصفيري) وأصبحت منذ ذلك الوقت مركزًا رئيسيًّا لقبيلة الظفير، وقدوم ابن صويط على الملك عبد العزيز أرَّخه عبد الرحمن الناصر في كتابه (عنوان السعد والمجد فيما استظرف من أخبار الحجاز ونجد) مخطوط حيث قال: في عام 1341 هـ قدم ابن صويط رئيس الظفير بطلب الأمان والمبايعة على دين الله ورسوله فأجابه الإمام إلى ذلك، وأرسل معه عبد الرحمن بن معمَّر لاسترجاع المأخوذات وفرض الزكاة، وكان ابن صويط قد جدَّ في إنفاذ ما التزم به من الأداء).
ومن أماكنهم ومواردهم أخيرًا:
سنام الضلع شمال الكويت، الثنادي، بصيَّة، البنيَّة، العضامي، تقيَّد، صيدا
(1)
، كلاوه، الشبرم، الرخيمية، دو دان، القصير، اللعاعة، الخنقة، الجليدة، صفنان، المسنَّاه، الرديفة، باكور، الردايف، العاشورية، نصاب خشم الظفيري، هدانيه، فليج، الوقبا، ثخاديد، أبو غار، دافرة إلى غير ذلك مما سيمر بالقارئ الكريم في بابه.
كما أنهم قد وزعت عليهم الحكومة السعودية مخططات كثيرة في حفر الباطن، فأعطت الأمير عجمي بن شهيل بن صويط وأكثر أفخاذ الظفير معه مخططات، وأعطت الشيخ سفاح بن حلاف وقبيلته السعيد مخططًا، كما أعطت الشيخ عبد الله بن نحيطر العصلب وقبيلته العريف مخططًا.
(1)
صيدا هي التي قالت فيها إحدى بنات آل حلاف.
شفي بربع رَوَّحوا
…
حطوا قصر صيدا يمين
القبيلة ودورها في الجزيرة العربية
إن لقبيلة الظفير منذ أن كانت في نجد دورًا سياسيًّا بارزًا في التاريخ وذلك من خلال النقاط التالية:
1 -
ثناء المؤرخون عليها:
قال الشيخ محمد البسام التميمي النجدي المتوفى عام 1246 هـ في كتابه (الدرر المفاخر في أخبار العرب الأواخر) في الفصل الثاني في قبائل نجد ما نصه (ومنهم الظفير المشهورون والكماة المذكورون، ذي التقلب كتقلب الفلك، والتنقل من ملك إلى ملك يحمون نزيلهم ويُضفون جميلهم، حمدهم ساير، وفخرهم شاهر، وفضايلهم لا تحصى، ومحامدهم لا تستقصى، عدد سقمانهم
(1)
سبعة آلاف وفرسانهم ألفين بل أضعاف).
كما قال الشيخ العلَّامة حمد الجاسر: (ولقبيلة الظفير إبان قوتها منذ القرن الثامن إلى القرن الثاني عشر الهجري معارك وحروب في بلاد نجد، مع قبائل أخرى، لا يتسع المجال لتفصيلها ولم تستطع تلك القبائل إخضاعها حتى قامت دولة آل سعود الأولى فاخضعتها، حتى ألجأتها بعد إضعافها إلى التمزق ومغادرة الجزيرة إلى نواحي العراق)
(2)
إلى غير ذلك من أقوال المؤرخين التي يستنبط منها قوة الظفير السياسية والاقتصادية.
فها هم المؤرخون مهتمون بدقة بمتابعة الظفير أينما حلَّت وارتحلت وذلك جليًّا واضحًا كما ذكرنا في القسم الثاني والثالث ورأينا التسجيل الدقيق من جميع المؤرخين لغزواتهم وأسماء شيوخهم وأين صيَّفوا وأشتوا وكذلك متى توفوا وأين، فهذا ابن ربيعة يذكر مقتل شيخ من أهم مشايخهم وهو (المعلوم) شيخ قبيلة المعاليم من الصمدة فيقول في عام 1097 هـ (قتلة المعلوم) ثم يبينون موت أكبر مشايخهم وهو سلامة بن مرشد بن صويط وذلك في عام 1113 هـ ودفنه بالجبيلة، ولم يقف اهتمام المؤرخين بقبيلة الظفير وشيوخها عند هذا الحد، بل ها هم يتابعون تحركات ابن الشيخ السابق وهو شهيل بن
(1)
سقمان: المشاة.
(2)
جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد - القسم الثاني.
سلامة بن صويط في مصيفه للاحتياط منه، فلقد ذكر الفاخري قائلًا: سنة 1131 هـ قاض (أمضى فترة القيظ) ابن صويط في خبرا
(1)
(السبلة)
(2)
ثم تابعه بعد خمس سنوات فقال: سنة 1136 هـ قاض ابن صويط بين الشام والعراق.
فالمتتبع لدور قبيلة الظفير في الجزيرة العربية يجد ذلك في نقاط مهمة.
2 -
دورها سياسيا، ودورها اقتصاديا قبل الدعوة السلفية
، ليس من شك أن قبيلة
هذه صفتها أن لا يكون لها دور سياسي، كيف لا وهي من أعظم القبائل في وقتها ومن
أشهرها فهذا (مالك بن سنان بن مريد الذي عيَّنه صلاح الدين الأيوبي بعد انتصار
المسلمين على الصليبيين أميرًا على مدينة أوضاخ - وبعد وفاة صلاح الدين الأيوبي
وضعف الدولة الأيوبية من بعده استقل مالك بأوضاخ وما جاورها وعندما أراد التوسع
قاومه العيونيون في عهد الأمير محمد بن أبي الحسين، ودعمت بنو لام العيونين، ولم
يتوان مالك في شن الغارات على بطون بني لام كآل الظفير، ووصل في تنقله إلى
القطيف وقوي أمره، وبدأ الضعف يدبُّ في الدولة العيونية فتمكن من التغلب على
القطيف عام 612)
(3)
ثم هذه قبيلة الظفير إذا رأت حاكمًا ضعف شأنه وقلَّ ما في يده
لجأت لحاكم جديد تنخرط في سلك عسكريته، فما أفل نجم العيونيين حتى دخلت في حلف مع (آل مرا) وذلك في بداية القرن الثامن الهجري حيث قال ابن فضل الله العمري
(4)
حينما تكلم عن أعراب آل مرا (ويأتيهم من عرب البريَّة آل ظفير) وتلك قبيلة الظفير تحوز على احترام الحكام وذلك بدفع رواتب وأعطيات جزيلة لشيوخها، فمتى قطع هذا الحاكم أو نائبه تلك الرواتب والأعطيات قاموا بعملية انتقامية حتى تردَّ لهم أعطياتهم، ذكر العصامي
(5)
في أحداث عام 963 هـ (أنه من عادة أمراء المدينة السابقين يسلمون لبني عمهم من السادات بني الحسين ولعربان عَنَزة وظفير ونحوهم
(1)
المنقور 2، الفاخري 3، ابن ربيعة إلى غير ذلك فقد أجمع كل المؤرخين في كتبهم على سنة موته ومكان دفنه وهذا دليل على شهرة هذا الشيخ.
(2)
روضه تقع إلى الشرق من بلد الزلفي وتبعد عنه 20 كم.
(3)
إمتاع السامر - وفي هذه القصة دليل قوي على أن أصل الظفير من بني لام.
(4)
مسالك الأبصار لابن فضل الله العمري.
(5)
سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي عبد الملك بن حسين الحصامي المكي جزء 4.
مواجب ومرتبات من الأموال الجزيلة والحبوب والأقمشة الجليلة فمنعهم من ذلك الأمير مانع الحسيني أمير المدينة المنورة استخفافًا بهم وعدم مبالاة، فجمع كل من الطوائف المذكورة جماعته وحضر معهم) إلى أن قال:(وأما طائفة العربان فمقدمهم الشيخ المعروف (بأبي ذراع) وغيره من أكابرهم ثم ذكر أنهم أحاطوا بركب الحاج المدني، فكان موقفًا شنيعًا ومنظرًا قبيحًا وقع فيه قتل وسلب وطعن وضرب، ثم انفصلوا بعد أن التزم لهم القاضي وشيخ الحرم المذكوران بحصول مواجبهم وعاداتهم) وبعد هذه المعركة (واجهوا حربًا ضروسًا قام بها الشريف حسن بن أبي نمي عام 964 هـ
(1)
- تنكيلًا بهم لما فعلوه في موسم الحج الماضي) وبعد هذه المعركة أصبحت قبيلة الظفير معادية للأشراف وعاشت صراعًا قويًّا معهم، مما أدَّى بالشريف الحارث أن يعدَّ عدَّته ويجمع قبيلته الأقربين آل عبد الله الأشراف ويصول بهم على الظفير في سنة 1077 هـ، كما ذكر ذلك الفاخري وابن بشر قائلًا:(حصل وقعة بين الظفير وبين آل عبد الله الأشراف وقتلوهم الظفير) لكن ابن بشر
(2)
حدَّد ذلك في سنة 1079 هـ، وما اكتفت قبيلة الظفير بصمودها في وجه الأشراف فحسب بل دخلت في مواجهات عنيفة مع حكام بني خالد (حكام الإحساء والقطيف) فلم يلبث برَّاك بن غرير الخالدي بعد أن استقرت له الأمور في الإحساء حتى هاجم قبيلة الظفير في أسافل نجد الشرقية في سدوس كما ذكر ذلك الفاخري وابن ربيعة في عام 1081 هـ وتبعهما ابن بشر قال:(في سنة 1081 هـ ظهر برَّاك بن غرير بن عثمان بن مسعود بن ربيعة آل حميد صاحب الإحساء وطرد الظفير) فلم تجد الظفير بدًّا من الالتفاف إلى المغرب قليلًا ثم تنحرف عن مواقع الخطر فتنزل ب (الأكيثال) وهو موضع في الناحية الجنوبية من العرض قريبًا من مدينة (القويعية) فتصطدم بقبيلة الفضول حليفة آل حميد (حكام الإحساء) وذلك في سنة 1081 هـ
(3)
، ثم لاحقت الظفير قبيلة الفضول في (الملتهبة بالقرب من سدير واصطدمت معها) فلم يجد برَّاك بن غرير آل حميد بُدًّا من الغزو بجيش يقوده هو بنفسه على قبيلة الظفير حتى تمكن من أسر شيخها (سلامة بن مرشد بن ضويط) حتى حقَّق له سلامة مطالبه فأفلته،
(1)
الجزيري في الدرر الفوائد المنظمة في طريق مكة المعظمة.
(2)
عنوان المجد ج 2 ص 329.
(3)
ابن بشر والفاخري والمنقور وابن ربيعة وابن عباد.
ثم ها هو الشريف محمد الحارث لشيء في نفسه من الغزوة التي غزاها على الظفير مع بني عمه آل عبد الله الأشراف وخسر فيها، يجد الفرصة مواتية لشن هجوم قوي على قبيلة الظفير عام 1087 هـ وهم مقيمين على (الضلفعة) بلدة تقع إلى الشمال الغربي من بريدة
(1)
على بعد 38 كم، (كانت محصلة الهجوم لصالح الأشراف، مما أدى إلى قبول الظفير بالصلح فأخذ الحارث عليهم العقال إضافة إلى مغادرتهم لجبل سلمى الذي يبدو أنهم لجأوا إليه إثر هزيمتهم وهناك من يفسر ذلك بموافقة الظفير على دفع الجزية السنوية للأشراف في مكة)
(2)
وفي هذه السنين المتأخرة من القرن الحادي عشر الهجري أصبحت قبيلة الظفير بين فكي كمَّاشة بين بني خالد وحلفائها من جهة، وبين الأشراف وحلفائهم من جهة أخرى، لكنها على قلتها بالنسبة لهؤلاء الحكام وجيوشهم أثبتت قوتها وذلك. حينما اصطدمت مع قبيلة عَنَزة في دلقه أو هي بالأصح دقله عام 1092 هـ وقد قتلت الظفير من عَنَزة قتلى كثيرين جدًّا
(3)
وذلك لسبق العداء بين الظفير وعَنَزة ولأن عَنَزة الساعد الأيمن لآل حميد حكام الإحساء، ثم تدعم الظفير هذه القوة باعتدائهم على سرية جيش لثنيان بن برَّاك بن غرير وأخذهم لما في أيديهم من الزاد
(4)
وذلك عام 1096 هـ ولكي تأمن قبيلة الظفير جانبًا من أعدائها، فقد عقدت صلحًا مع الشريف أحمد بن زيد وذلك عام 1096 هـ وقيل عام 1093 هـ يقول العصامي دخل شيخ آل ظفير سلامة بن مرشد بن صويط مكة في أمان الله ثم أمان مولانا الشريف أحمد ابن زيد خاصة والأشراف جميعهم عامة وألقى السلم ودخل تحت الطاعة، فأمر له الشريف أحمد بمضارب نصبت بالمحصب وأقام قريبًا من شهرين، فذكر مولانا الشريف للأشراف أن ابن صويط جاءكم بأهله وحلمته وقد دخل عليّ، فإن عفوتم فأنتم محل العفو، فها هو قد استسلم، فأجابوه بالسماح وكتبوا خطوطهم بالسماح عن ابن صويط عن جنايته)
(5)
ثم تتفق قبيلة الظفير والفضول في شمالي القصيم عند (التنومه) ولما
(1)
ابن عباد والمنقور قالا أنها في سنة 1087 هـ والباقون قالوا 1088 هـ.
(2)
بنو خالد وعلاقتهم بنجد الوهبي.
(3)
ابن ربيعة والفاخري والعباد وكثيرون.
(4)
ابن ربيعة ص 73.
(5)
سمط النجوم الحوالي جزء 4.
أصابهم من الجوع وقلة الكلأ يتعرضان للحاج العراقي
(1)
عام من 1100 هـ ويأخذانه، ولكن هذا الحلف مع الفضول لم يدم طويلًا فهذا ابن صويط يحصر ابن غزي شيخ الفضول في أشيقر عام 1103 هـ ثم يحصر ابن صويط بن جاسر من زعماء الفضول مرة ثانية في أشيقر عام 1104 هـ كما ذكره الفاخري ثم تقع حربًا شعواء بين الظفير والفضول عند أبرق الوشم وذلك عام 1108 هـ وتكون الدائرة على الفضول، ثم تنزل قافلة من الظفير بالعيينة في هذه السنة
(2)
أيضًا، ولما أن الظفير قد تعرضوا للحاج العراقي عام 1100 هـ وهو قاصدًا بيت الله الحرام الذي هو تحت خدمة الأشراف، عدَّ الشريف أن هذا اعتداءً صارخًا على هيبته فقام الشريف عبد العزيز بن هزَّاع
(3)
بربط سلامة بن صويط، ثم يغزو الشريف الحارث على قبيلة الظفير وهي على وتر
(4)
، وذلك عام 1112 هـ ولكي يأخذ سعدون بن غرير ثأر قبيلة الفضول حليفته من الظفير وأهل الحجاز ويصبح الظفير في البتراء عند نفود السر، ولكن ابن صويط حله آل سعدون بالبترا
(5)
، وفي بداية عام 1113 هـ يموت أكبر زعماء الظفير على الإطلاق
(6)
(سلامة ابن مرشد بن صويط ويدفن بالجبيلة) ولشهرته الذائعة الصيت لم نجد أحدًا من المؤرخين اختلف في وفاته، ثم يخلفه ابنه سعدون الذي سار مسار والده في التعامل مع الأشراف وآل حميد، مما جعل الشريف الحارث وأهل الحجاز وآل حميد يغزون على قبيلة الظفير وهم بن السلع والبتراء في نفود السر ولكن الظفير على قلة منهم وكثرة من أعدائهم يهزمون الشريف الحارث
(7)
ومن معه، وفي سنة 1114 هـ تجري بين سعدون بن محمد آل غرير الخالدي وبين سعدون بن صويط شيخ الظفير معركة تنتهي بمطاردة ابن غرير وجنوده لجموع الظفير حتى أوصلتها الغوطة (غوطة بني لام) غربي جبل أجا في
(1)
ابن ربيعة والفاخري وابن غنام وابن بشر وكل المؤرخين ذكروا ذلك في كتبهم.
(2)
ابن عباد.
(3)
ابن ربيعة وابن عباد والفاخري.
(4)
يذكر ابن عباد ذلك عام 1112 هـ أما ابن ربيعة وغيره ذكروها عام 1111 هـ ووتر هو (وادي البطحاء الذي يشق وسط مدينة الرياض).
(5)
ابن بشر ج 2 ص 351 وابن عباد.
(6)
ابن ربيعة والمنقور والفاخري وابن عباد وغيرهم.
(7)
الفاخري.
منطقة حائل
(1)
، بيد أن الظفير سلكت الدهناء متجهة إلى الجنوب حتى إذا حاذت منطقة سدير دخلت للرعي والسقيا فتصطدم مع عَنَزة الساعد الأيمن لبني خالد في نجد وذلك في سنة 1118 هـ فتبعدها عَنَزة عن سدير، ثم تلاحقها في موقع يقال له (الخضار) عند الدهناء وتقع بين القبيلتين معركة شرسة أيضًا، ويأتي الشريف عبد العزيز بن هزَّاع بقوة ليثبت أن له قوة نافذة في نجد فيغزو على الظفير في هذه السنة أيضًا، فتهزمه قبيلة الظفير، ولأن سعدون بن صويط لا يزال يذكر ذلك الموقف الذي اتخذه الشريف عبد العزيز فن والده سلامة حينما ربطه عام 1108 هـ، فيفعل ابن صويط موقفًا مضادًا حيث أخذ خيمة الشريف عبد العزيز
(2)
، وعندما فعل ابن صويط فعله هذا، اتضح للأمراء وشيوخ القبائل قوته وقبيلته، فنجد الشيخ الشاعر بداح العنقري التميمي يستعين بالقسم الأكبر من الظفير وهم (الصمدة) عام 1119 هـ على قتال أهل (أثيثيه) ويهزمهم
(3)
، ولا يزال سعدون بن محمد آل غرير على موقفه المتعنت من الظفير حيث هجم عليهم سنة 1121 هـ في موقعة تسمى (الساقة) عند الحجرة
(4)
، ثم في سنة 1122 هـ يهجم على الظفير في وضاخ ونفي
(5)
، ولكنهما رجعا على قوتهما حيث قال ابن منقور (ثم كل منهما أقفى على حميته) - ولا زالت قبيلة الظفير
(6)
على قوتها حيث أخذت في عام 1123 هـ قبيلة عدوان، بعد هذا كونت قبيلة الظفير حلفًا مع شيخ جلاجل المسمى (خلف) وأهل الحجاز، مما اضطر سعدون آل غرير إلى تفتيت هذا الحلف، حينما جمع قوته وغزا على هذا الحلف عام 1127 هـ وكان من نتائج هذه الغزوة مقتل شيخ قبيلة الظفير سعدون بن سلامة بن صويط وخلف شيخ جلاجل
(7)
، ثم يخلف سعدون بن صويط في مشيخة الظفير شيخًا ليس بأقل أهمية من الأول وهو أخوه (شهيل بن صويط) الذي قاتل ومعه الظفير عَنَزة سنة 1131 هـ
(8)
، وفي السنة التي تليها 1132 هـ
(1)
ابن ربيعة وابن عباد.
(2)
ابن بشر ج 2 ص 355.
(3)
ابن بشر ج 2 ص 356.
(4)
ابن بشر ج 2 ص 357 والمنقور.
(5)
ابن ربيعة وابن عباد والفاخري.
(6)
ابن ربيعة ص 84.
(7)
ابن ربيعة ص 85، والفاخري.
(8)
ابن ربيعة ص 86.
يمضي فترة القيظ في (خبراء السبلة)
(1)
، ثم في سنة 1136 هـ يمضي شهيل بن صويط فترة القيظ بين العراق والشام
(2)
، ثم في سنة 1139 هـ يستعين دجيني بن سعدون بن محمد بابن صويط هذا، والمتفق على ابن عمه علي بن محمد ويحجره في الإحساء
(3)
، وبعد هذه الموقعة نقم علي بن محمد آل غرير حاكم الإحساء الشرعي على الظفير، وبدأ يتحيَّن الفرص لأخذ الثأر منهم لمساعدتهم لابن عمه عليه، حتى إذا جاء عام 1140 هـ وجد الفرصة مواتية لأخذ الثأر، وذلك بعد أن استعان به الشريف محسن يقول الفاخري في سنة 1140 هـ أقبل محسن الشريف ومعه عَنَزة وعدوان وأهل الحجاز وغيرهم وابن حلاف والذي معه من آل سعيد وآل ظفير ونوخوا على (ساقي الخرج) وأقاموا عليه شهرًا متناوخين وظهر عليهم علي المحمد من الحسا بعسكر كثير وأخذوهم وانهزم لآل ظفير سبعون فرسًا وركاب ودبش وهذه وقعة الساقي المشهورة على صقر بن حلاف ومن معه، ولكن ابن ربيعة يقول في نفس العام:(أخذه الشريف ابن حبشي وابن حلاف على الخرج واستفزع بعلي المحمد عليهم)
(4)
ويزيد ابن عباد قائلًا: (وثار من الظفير سبعين فرس وركاب ودبش وأخذهم ابن فارس راعي منقوحه محمد)
(5)
فيتبين للقارئ الكريم قوة الظفير في ذلك الوقت وكيف واجهوا أميرين وجنودهما ومن معهما من القبائل، بعد ذلك نرى استعانة رئيس جلاجل بالظفير على رئيس التويم، وذلك حينما طرد رئيس التويم ابن عمه عبد الله بن محمد بن فوزان بن زامل، ولجأ الأخير إلى رئيس جلاجل، مما اضطر رئيس جلاجل بالاستعانة بالظفير على أهل التويم لأخذ الثأر لمن لاذ به، يقول ابن بشر ج 2 ص 372: (سنة 1142 هـ سار رئيس جلاجل محمد بن عبد الله ابن إبراهيم وأهل بلده ومعهم شهيل بن صويط رئيس عربان الظفير ومن تبعه من عربانه وأغار على بلد التويم فنهبوه، وكان معهم عبد الله بن محمد بن فوزان بن زامل، كان قد جلا من التويم فتزبَّن رئيس جلاجل المذكور والذي أجلاه ابن عمه مفيز بن حسين بن مفيز بن زامل، فجرى على البلد ما جرى وهربت المربوعة وهم أربعة أمراء في بلد
(1)
الفاخري وابن ربيعة ص 86 - والسبلة روضة تقع إلى الشرق من الزلفي حوالي 20 كم.
(2)
الفاخري، ابن ربيعة ص 88.
(3)
ابن ربيعة ص 90.
(4)
ابن ربيعة ص 90.
(5)
محمد بن عباد مخطوط مصور.
التويم كل منهم يدَّعي الرئاسة لنفسه) وفي السنة بعدها يأخذ ابن صويط عَنَزة على (قبه)
(1)
، وفي سنة 1144 هـ يأخذ شهيل بن صويط السبعان ثم يناوخ عَنَزة ويُقتل في هذه المعركة
(2)
، ثم يأتي بعده في المشيخة ابنه فيصلا، الذي سجَّل له التاريخ بعض الوقفات المشكورة مع الدعوة السلفية، فنجده أول مشيخته يناصر آل جناح ومن معهم لاسترداد عنيزة وذلك عام 1155 هـ، يقول ابن بشر:(سنة 1155 هـ أخذ الشيخة والدريبي رئيس بريده وآل جناح والظفير بلدة عنيزة)
(3)
وبعد هذه المعركة أتى أحد آل أبو عليان حكام بريده السابقين وطلب من فيصل بن صويط المساعدة على استرداد حكمه في بريدة فأعانه ابن صويط بجيش من الظفير مع ما اجتمع معه من أمراء بلدة الشماس (آل شماس) مع أمراء عنيزة، وحصروا الدريبي في بلدة بريدة وذلك عام 1156 هـ ونهبوا جنوب بريده)
(4)
وفي وقت فيصل بن صويط هذا بدأت الظفير تزحف إلى الشمال وما قاله المؤرخون كابن بشر وغيره أن الظفير في عام 1156 هـ ارتحلوا من نجد وأقاموا في العراق، فغير صحيح لأنه ورد معارك عديدة للظفير في نجد بعد هذا التاريخ، إلا أنهم ذهبوا للاكتيال من البصرة للمسغبة التي مستهم في نجد، وبعد هذه السنة بدأ الضعف يدبُّ في حكم آل حميد من بني خالد وضعفت سيطرتهم على نجد.
3 -
الطفير والدعوة الإصلاحية في نجد:
إننا نقصد بالدعوة الإصلاحية هي الدعوة السلفية التي قادها الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى- في الجزيرة العربية بعد أن فشا في الناس الجهل وقلة العلم، فلما نشر الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوته وكتب لها القبول بدأت تطارده أمراء القرى وشيوخ القبائل لأنه بدعوته حرمهم من الضرائب الفاحشة ومنعهم من الظلم الوخيم، خرج من حريملاء ورحل إلى العيينة ونزل عند أميرها عثمان بن معمَّر فأيده ابن معمَّر على دعوته، ولكن ابن معمَّر كان معتمدًا على الخراج الذي يأتيه من
(1)
ابن ربيعة والفاخري وابن بشر ج 2 ص 373 - قبه بلدة تقع إلى الشمال الشر في من بريدة وتبعد عنها أكثر من 50 كم وتتبع إداريا منطقة حائل.
(2)
ابن ربيعة، الفاخري، ابن بشر ج 2 ص 374.
(3)
ج 2 ص 375.
(4)
تحفة المشتاق، تاريخ عنيزة لمحمد بن عبد الله السلمان.
الإحساء التي يحكمها سليمان بن محمد آل حميد، فلما علم بذلك ابن حميد أرسل كتابًا إلى ابن معمَّر يأمره بقتل الشيخ أو إخراجه من بلده (العيينة) وإلا فسيضطر إلى قطع الخراج عنه، مما حدا بابن معمَّر أن يرسل سرية مكونة من الظفير لحماية الشيخ حتى يصل إلى البلاد التي يريدها، فطلب الشيخ إيصاله إلى بلدة الدرعية التي يحكمها الإمام (محمد بن سعود) فكان لقبيلة الظفير الفخر الأشم في حمايتها للشيخ محمد، وكان على رأس هذه السرية الفارس الهُمام الفريد -الذي هو من أشهر فرسان فخذ آل عسكر من الظفير- ولا زالت أحد فروع فخذ آل عسكر الموجودون الآن يتسمَّون بهذا الاسم فيفال لهم (الفردان) وكان مع الفريد من الخيالة الفارس المشهور (طواله الحمر) الذي هو من فخذ (العلجانات) أبناء العم الأقربين لآل عسكر والحمران، هم شيوخ فخذ العلجانات من الظفير، بل هم شيوخ الظفير قبل آل صويط على حسب أقوال رواة قبيلة الظفير، ولنقرأ هذه القصة واضحة كما ذكرها ابن بشر حيث قال:(سنة 1158 هـ هو أن سليمان بن محمد رئيس الإحساء وبني خالد قيل له: أن في بلد العيينة عالمًا فعل كذا وكذا وقال كذا وكذا -يريدون بالعالم الإمام محمد بن عبد الوهاب- فأرسل سليمان إلى عثمان كتابًا يتهدده فيه أن لم يقتل الشيخ أو يخرجه من بلده وأنه أن لم يفعل ذلك قطع خراجه عنه في الإحساء، فلما وصل إلى عثمان هذا الكتاب استعظمه فأرسل إلى الشيخ وذكر له ذلك، فوعظه الشيخ بأن هذا دين الله ورسوله ولا بُد لمن يقوم به من الامتحان فاستحيا عثمان وأعرض عنه ثم أعاد عليه جلساء السوء بالتخويف فأرسل إلى الشيخ ثانيًا وقال: أن سليمان أمر بقتلك ولا نقدر إغضابه ولا مخالفة أمره لأنه لا طاقة لنا بحربه، وليس من الشيم أن نؤذيك في بلدنا مع علمك وقرابتك فشأنك ونفسك، وخلِّ لنا بلادنا، فأمر على فارس عنده يقال له (الفريد الظفيري وخيالة معه منهم طواله الحمراني)
(1)
وقال لهم: اركبوا مع هذا الرجل إلى ما يريد نقال الشيخ أريد الدرعية فسار الشيخ ومعه الفارسان حتى وصل الدرعية) ثم يبعد ابن بشر الشبهة التي أُلحقت بابن معمر وفرسانه من أنهم أرادوا قتل الشيخ وذلك بقوله: (واعلم رحمك الله أني قد ذكرت في المبيضة الأولى أشياء نقلت لي عن عثمان بن معمر وفرسانه أنه أمرهم بقتل
(1)
الصواب: الحمر.
الشيخ في الطريق وغير ذلك ثم تحقق عندي أنه ليس من لها أصلًا بالكلية فطرحتها من هذه المبيضة) وكان قبل رحيل الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى الدرعية وأميرها ومحافظة سريّة الظفير عليه، نجد أن هناك صلة قوية بين الظفير وبين الإمام محمد بن سعود، حيث إن امرأة الإمام محمد بن سعود وهي مشهورة بالعقل الراجح والمعرفة والدين بنتًا لأبي وطبان من آل كثير وآل كثير فخذ من قبيلة الظفير التي تمتُ بأصولها إلى بني لام، ولا زال فخذ آل كثير موجودًا مع الظفير إلى الآن، ونتبيّن هذا القول من كلام ابن بشر إذ قال:(أن امرأة الإمام محمد بن سعود ذات عقل ودين ومعرفة وأنه لمَّا دخل عليها محمد بن سعود أخبرته بمكان الشيخ وقالت له: إن هذا لرجل ساقه الله إليك وهو غنيمة فاغتنم ما خصك الله به فقبل قولها) يقول الشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ محقق تاريخ ابن بشر: (أن امرأة محمد بن سعود هي (موضي بنت أبو وطيان من آل كثير من بني لام)
(1)
وبعد هذا الوقت أصبحت الظفير تحفُّ ببلاد العارض كالرياض ومنفوحة والمصانع والحاير، ولما كان دهام بن دواس أضمر العداوة لأهل منفوحة استعان (بالصمده من الظفير) عليهم وذلك عام 1159 هـ يقول ابن عيسى (سنة 1159 هـ سطا دهام بن دواس في منفوحة ومعه الصمد من الظفير وحصل بينه وبين أهل منفوحة قتال، قتل فيه عدة رجال من الفريقين ورجع إلى الرياض)
(2)
ولما للعلاقة الحميمة بين عثمان ابن معمَّر وبين فيصل بن شهيل بن صويط وقبيلته الظفير من أثر قوي نرى ابن معمر حينما ذاق ذرعًا بالعيينة وخاف من أهلها نراه يرسل إلى ابن صويط يطلب النصرة، لكن أهل العيينة قطعوا عليه خُطته وقتلوه
(3)
، وبعد هذا بعامين في عام 1165 هـ (اجتمع أهل سدير وأهل منيخ
(4)
والزلفي وأهل الوشم والظفير رئيسهم فيصل بن شهيل بن صويط ونازلوا بلد (رغبه) المعروفة فخان منهم ناس وأدخلوهم ونهبوا البلد وجميع ما فيها
(5)
) وفي هذا العام أيضًا (اجتمع أهل الوشم وسدير وأهل الجنوب وآل ظفير
(1)
ابن بشر ج 1 ص 41.
(2)
ابن عيسى تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد.
(3)
ابن بشر ج 1 ص 60.
(4)
منيخ اسم يطلق سابقًا على المجمعة وحرمه.
(5)
ابن بشر ج 1 ص 65.
وجلوية ضرما، واتجهوا إلى ضرما وحصروا أهلها أيامًا ونصبوا السلالم على سورها وصعد منهم السور نحو الثلاثين رجلًا قتلوا جميعًا، ثم قتل آخرون غيرهم يزيدون على العشرين وغالب القتلى من أهل الحريق)
(1)
ولمّا كان الظفير قد حموا الشيخ محمد بن عبد الوهاب من العيينة حنى أوصلوه الدرعية، حزَّ ذلك في نفس آل حميد حكام الإحساء وبني خالد وهم يريدون قتل الشيخ فجمع ابن حميد قوته وخرج بها لقتال الظفير وذلك عام 1166 هـ والتقى بالظفير في (السبلة) ووقعت معركة عنيفة ينهزم في إثرها الظفير
(2)
، (ولما هزم الإمام عبد العزيز بن محمد أهل سدير ومنيخ والوشم وقتل منهم رجالًا عام 1170 هـ، هرب المنهزمون إلى القراين وبعدها علموا أن ابن صويط قريبًا منهم فهربوا إليه في الليل
(3)
) وفي هذه السنة أيضًا يغزو محمد بن عبد الله أمير بلدة ضرمى يريد الوشم هو وجنده، فيصطدم (بالصمدة من الظفير) ويحصل بينهم وبينه قتال ويأسرون الصمدة من جماعته نفرًا، افتدوا أنفسهم بعد ذلك من الأسر
(4)
، وبعد هذه المعركة في عام 1173 هـ يغزو عبد العزيز بن محمد ومن معه على (آل عسكر من الظفير وكانوا على الثرمانية ماء معروف قرب بلد رغبة - فاشتد بينهم القتال، حتى قتل رئيسهم فوزان من رءوس آل عسكر، فانهزموا وقتل منهم عبد العزيز عشرة رجال وغنم منهم أموالًا كثيرة)
(5)
وحينما وقعت وقعة الحاير المشهورة عام 1178 هـ بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب والإمام محمد بن سعود من جهة، وبين الحسين ابن هبة الله المكرمي صاحب نجران وزعيم قبائل يام القوية من جهة أخرى وهزمت فيها الدرعية حيث قتل من جنودها عدد كثير وأسر منهم عددًا كثيرًا أيضًا، ويتفاوت مؤرخو نجد في إحصاء القتلى والأسرى في تلك الأثناء (تسعى الدرعية للصلح من النجراني وتطلب وساطة فيصل بن صويط زعيم الظفير، وحين تطرق صاحب اللمع لهذا الصلح
(1)
ابن غنام ج 1.
(2)
ابن بشر ج 1 ص 67، ابن غنام.
(3)
ابن بشر ج 1 ص 74.
(4)
ابن غنام ج 1.
(5)
ابن غنام - وفوزان هذا هو ابن زيدان شيخ فخذ آل عسكر في الماضي خاصة، والمحلف عامة وهو الملقَّب ب (الدبيجه).
ذكر تلهف الدرعية له لدرجة مناشدة النجراني (العفو والسماح) ومع انفراده بهذه الرواية إلا أنه يوضح موقف الدرعية الحرج عسكريًّا مما اضطرها إلى السعي لتحييد النجراني وإبعاده عن دائرة صراعها مع خصومها الآخرين وعلى رأسهم عريعر الذي وصلت أنباء حملته إليها وما استتبع ذلك من إعلان معظم البلدان النجدية الانضمام إليه. انتهت وساطة ابن صويط في مجملها إلى ما يلي:
(أ) تطلق الدرعية أسرى معركة حدبا قذله من العجمان وتدفع بعض الالتزامات المالية.
(ب) في المقابل يطلق النجراني أسرى معركة الحاير من أتباع الدعوة وينهي حالة الحرب بينهما)
(1)
ثم تقع في عام 1184 هـ معركة بين (المحمرة) فرع من فروع فخذ الذرعان من الصمدة وبين الإمام عبد العزيز بن محمد معركة قُتل فيها رجال وسُلبت أموال
(2)
، وبعدها بعام واحد تقع معركة بين الإمام عبد العزيز وبين آل ضويحي من الصويط شيوخ الظفير في غيانة الموضع المعروف بين حريملاء وبلد سدوس يقتل فيها من كلا الطرفين رجال
(3)
، وفي سنة 1189 هـ يموت فيصل بن شهيل بن سلامة بن مرشد بن صويط، وقد عرف بالوفاء للجار كما سأتطرق ذلك لاحقًا في مآثر قبيلة الظفير، ثم يتولى مشيخة الظفير ابنه عقيل وهو مشهور أيضًا بالكرم والوفاء للجار وهو الذي قال فيه مهيد بن بريك الأسعدي:
عقيل الندى وابن الندى ماكر الندى
…
بأن الندى من يوم بان عقيل
عقيل الذي ما جابن البيض
(4)
مثله
…
ولا ظنتي مثله يكون مثيل
عقيل سيفه تقل برَّاق مزنه
…
كم شال به جمهات من يعيل
عقيل تلم الخيل من خوف فعله
…
كما يلم الماء وادي المسيل
وسأبين قصة هذه الأبيات وتكملتها حينما أتكلم عن مشاهير الظفير وبعد ما تولى عقيل بن فيصل مشيخة الظفير نجد جديع بن هذَّال يستعين به على قتال مُطَيْر،
(1)
بنو خالد وعلاقاتهم بنجد عبد الكريم الوهبي ص 271، 272
(2)
ابن بشر ج 1 ص 115 وابن غنام.
(3)
ابن بشر ج 1 ص 116 وابن غنام.
(4)
يعني النساء.
يقول ابن بشر (سنة 1195 هـ أن سعدون بن غرير وجديع بن هذال رئيس آل حبلان من عَنَزة بعدما هزمتهم مُطير والدهامشة بقيادة مجلاد بن فواز استنجد جديع بن هذَّال جميع قبائل الظفير وآل حبلان وغيرهم من قبائل عَنَزة وصال بهم على قبائل مُطير)
(1)
ثم في هذه السنة أيضًا يجتمع السعيد وشيخهم محسن بن حلاف وجميع أفخاذ الصمدة وشيخهم دهام أبا ذراع والجميع سبعة آلاف وينزلون على مبايض في طرف جبل مجزل شمالًا من بلدة تمير حوالي 10 كم ويخرج عليهم الإمام سعود بن عبد العزيز ومعه أهل سدير ويلتقوا ويتقاتلوا قتالًا شديدًا ويقتل منهم دهام أبا ذراع وثواب بن حلاف وغيرهم ويأخذ منهم من الأغنام سبعة عشر ألف والإبل خمسة آلاف والخيل خمسة عشر فرسًا)
(2)
وفي سنة 1196 هـ يستعين سعدون بن عريعر بقبائل على قتال أهل بريدة ومن بين القبائل قبيلة الظفير
(3)
، ثم نرى الظفير تدخل في جيش للإمام سعود وذلك حينما غزا قحطان في جنوبي نجد يقول ابن غنام:(سنة 1200 غزا سعود بالمسلمين ومعه بنو خالد وآل ظفير، وساروا جميعًا يريدون أرض الجنوب ومن بها من قحطان فهزم القحطانيين)
(4)
واستمرت الظفير في ولائها للإمام سعود وذلك بدخولها في جيشه حتى إذا جاء عام 1204 هـ غزوا مع الإمام سعود حينما غزا بني خالد ورئيسهم عبد المحسن بن سرداح وهم نازلون عند كريميل الجبل المعروف عند الإحساء)
(5)
ثم لما نوى الإمام سعود بن عبد العزيز الغزو شرقي الجزيرة العربية أمر على الظفير بالمسير معه وذلك عام 1207 هـ فلما جاءت الظفير لم نجد الإمام سعود بل وجدته قد سار في غزوته، فانتهزت الظفير ومعها أناس من الحجاز الفرصة وصبحت بني خالد ومحالهم وجرى بينهم قتاله فنهبوا المحال وأخذوا كثيرًا من الإبل)
(6)
، وبعد ذلك خالفت الظفير أمر الإمام وزحفت إلى الشمال قليلًا، مما اضطّر الإمام سعود بن عبد العزيز أن يغزو على القواسم - وهم عرب من آل ظفير وكبيرهم ابن عفيصان عام
(1)
ابن بشر ج 1 ص 145.
(2)
ابن بشر ج 1 ص 145 وابن غنام.
(3)
ابن بشر ج 1 ص 147.
(4)
ابن غنام.
(5)
ابن بشر ج 1 ص 170.
(6)
ابن غنام.
1209 هـ وكانوا مجتمعين في أرض (الحجرة) فلما باغتهم لم يستطيعوا الثبات إلا قليلًا وأخذ الإمام سعود من إبلهم نحو 1500 بعير
(1)
، وها هي قبيلة الظفير مغرمة بحياة البادية فلم تستقر في مكان بل كلما ذكر لها أرضًا خصبة للرعي ذهبت إليها ونزلت ضيفةً على حاكم تلك البلاد، فهذا ثويني لما استقر في المنتفق عام 1211 هـ أراد أن يغزو القطيف استعان بقبائل عدة منهم الظفير)
(2)
ثم اجتمعت بعض قبائل شمَّر ورئيسهم مطلق بن محمد الجربا وعربان آل بعيج والزقاريط وغيرهم في الأبيض الماء المعروف قرب السماوة وذلك عام 1212 هـ فأتاهم الإمام سعود بجيوش عظيمة ونازلهم، وحصل بينهم قتال شديد وطراد خيل ورجع كل منهم لم يهزم الآخر
(3)
، وبعد ذلك بعام واحد نجد الظفير تدخل في جيش سليمان باشا العراق المتوجه لحرب الإحساء
(4)
، ولكنهم في مكانهم ذلك يؤدون زكاة أموالهم للإمام عبد العزيز بن محمد يقول ابن بشر سنة 1218 هـ:(ويأتي غير ذلك من زكاة بوادي شمَّر وبوادي الظفير قريب ما يأتي من عَنَزة)
(5)
وفي آخر عامهم هذا عام 1218 هـ تدخل الظفير في جيش الإمام سعود المتوجهة للشمال، ولكن الإمام سعود لما وصل القرية المعروفة بالتنومة عند القصيم، عيَّد فيها عيد النحر ونحر ضحاياه بها ثم أرخص لغزوان عربان الشمال من الظفير وذكر لهم أنه يريد الرجوع)
(6)
وكانت قبيلة الظفير قد غزت على أهل سدير وأخذت إبلهم وأغنامهم وذهبت بها إلى الشمال وذلك وقت مشيخة الشيخ الشايوش ابن عفنان ثم قاتلوا مُطير وقتلوا أحد شيوخ مُطير من الدوشان فخرج عليهم الإمام سعود عام 1210 هـ والظفير على الدهناء في جهة (لينه) وحصل بينه وبينهم قتال شديد
(7)
، وفي عام 1220 هـ نزلت الظفير على (فليج في الباطن قرب الحفر) وعلى رأسها راشد بن فهد آل صويط ودوخي بن حلاف السعيدي ومناع الضويحي، فيخرج
(1)
ابن غنام - ابن بشر ج 1 ص 210.
(2)
ابن بشر ج 1 ص 225.
(3)
ابن بشر ج 1 ص 240.
(4)
ابن بشر ج 1 ص 251.
(5)
ابن بشر ج 1 ص 274.
(6)
ابن بشر ج 1 ص 279.
(7)
ابن بشر ج 1 ص 282.
عليه الإمام سعود سرية من سراياه يقودها منصور بن ثامر وغصَّاب العتيبي وتقع بينهم معركة في فليج
(1)
، ثم حصلت بين الظفير ويرأسهم الشايوش بن عفنان وبين شمَّر في عام 1224 هـ معركة عنيفة انتصرت الظفير فيها على شمَّر وأخذت كثيرًا من أموالها وكاتبت الظفير الإمام سعود وظهرت بها إلى نجد
(2)
، ولمَّا أرخص الله الأسعار في نجد وكثرت الأمطار وفاضت الآبار وأنبتت الأرض ظهرت أعراب الظفير على نجد واكتالوا من سدير على عشرة أصواع
(3)
بالريال، ولمَّا نزل الإمام تركي بن عبد الله الرمحية الماء المعروف في العرمة وذلك عام 1247 هـ أقام فيها أربعين يومًا أتته الظفير وأهدت عليه كثيرًا من الخيل والركاب
(4)
، ثم أتى بعد الإمام تركي ابنه الإمام فيصل بن تركي فتستمرُّ الظفير في الولاء له حيث إنه لما فرغ من أمر الدمام عام 1254 هـ قفل راجعًا ونزل الإحساء وأقام فيه أربعون يومًا وفد عليه ابن صويط
(5)
، وأهداه كثيرًا من الخيل، واستمرت سلالة هذه الخيول إلى وقت نهاية الدولة السعودية الثانية تقول (الليدي آن بلنت) حينما تكلمت في رحلتها إلى الجزيرة العربية عن خيول الإمام فيصل:(بينما أمدته بنو خالد، والظفير، وشمَّر، وحتى عَنَزة بعينات في مناسبات ولا يزال عبد الله خليفته يحتفظ بقليل منها)
(6)
ثم قالت عن خيل نجد وندرتها (ومُطير وبنو خالد والظفير وشمَّر هي الآن القبائل المنتجة الرئيسية للخيل في نجد)
(7)
واستمرت الظفير في ولائها لآل سعود في الدولة السعودية الثانية، حتى إذا جاء عام 1282 هـ تقع بينهم وبين الإكمام عبد الله الفيصل معركة جهة واجهة سوق الشيوخ
(8)
، ويبقون هناك ستة أعوام، حتى إذا جاء عام 1288 هـ جاءت الظفير مع محمد بن عبد الله بن رشيد إلى حائل
(9)
، مما مضى يتبين لنا دور الظفير مع الدعوة الإصلاحية ودولة آل سعود الأولى والثانية كما
(1)
ابن بشر ج 1 ص 287.
(2)
الفاخري وابن بشر ج 1 ص 301.
(3)
ابن بشر ج 2 ص 600.
(4)
ابن بشر ج 2 ص 85.
(5)
ابن بشر ج 2 ص 229.
(6)
رحلة إلى بلاد نجد للمؤلفة الليدي آن بلنت.
(7)
رحلة إلى بلاد نجد للمؤلفة الليدي آن بلنت.
(8)
الفاخري.
(9)
قلب جزيرة العرب لفؤاد حمزة ص 344.
يتضح لنا بأن الظفير لم تسكن العراق مثل القبائل الأخرى التي ملكت فيه أملاكًا أو بنت بلادًا وإنما رحلت للبادية وتتبع للكلأ.
4 -
الطفير ودورهم مع الملك عبد العزيز آل سعود:
ما أن سمعت قبيلة الظفير بالملك عبد العزيز رحمه الله حتى كانت من أول المؤيدين له وذلك حينما شارك ماجد بن تركي بن مرعيد مع الكوكبة الستين، الذين فتحوا الرياض مع الملك عبد العزيز وذلك عام 1319 هـ وماجد المذكور هو من فخذ الذرعان من الصمدة من قبيلة الظفير ولكنه حالف الجمالين من بني عمر من سُبيع، ولقد بات المؤرخون يخوضون في نسبه حتى تنبَّه لذلك الأستاذ عبد الله بن سعد الرويشد وذلك في مقالة في مجلة الدارة بعنوان (الملحمة الأسطورية لفتح الرياض والأيطال الستون بقيادة الملك عبد العزيز) العدد الرابع عام 1409 هـ، ومنذ فتح الرياض والظفير أنصار للملك عبد العزيز، فهذا أحد مشاهير الظفير وهو (على الضويحي بن صويط)
(1)
من أنصار عبد العزيز يقول أمين الريحاني: (عندما استأنف الاثنان (ابن سعود وابن رشيد) القتال جاء نجاب من الشيخ مبارك يحمل إلى ابن سعود كلمة وجيزة قاسية كتبت على قصاصة من الورق وفيها أنه سيعلن الحرب عليه إذا كان لا يعيد منهوبات ابن الرشيد، والمنهوبات هذه غنمها من بعض قبائل العراق رجل من الظفير اسمه علي الضويحي وقد كان من أنصار ابن سعود)
(2)
وحينما خالف بعض القبائل العهد الذي أبرموه مع الملك عبد العزيز لم تنو الظفير مخالفة العهد يقول الريحاني: (إن مبارك الصباح حرَّض عبد العزيز بن سعود على قتال ابن سعدون وابن صويط، وبما أنّ حمود بن صويط كان أميل إلى الائتلافيين منه إلى خصومهم فقد كتب إليه يخبره أن ابن سعود زاحف عليه ويحذره منه، علم بهذا الخبر عبد العزيز آسفًا متجملًا وعلم كذلك أن القصد منه أن يسترضي مبارك بن صويط ويستعين به على ابن سعدون
(1)
علي الضولحي من الفرسان المشهورين من الظفير في وقته وقد نخته كلاوه أحد مواقع الظفير حينما نزل بهذا فيصل الدويش على لسان أحد الشعراء:
فيصل نزل بي واستراح
…
يا من يخبر بي علي
وحمود هو طير الفلاح
…
لزام يا تالي هلي
(2)
نجد وملحقاته وسيرة عبد العزيز بن عبد الرحمن، أمين الريحاني ص 152.
الاتحادي المبدأ، ولكن ابن صويط لم يشأ أن يعادي ابن سعود فأرسل إليه يطلب العفو فعفا عنه)
(1)
فأوغر ذلك صدر ابن سعدون فبدأ يترصد لقوافل الظفير فنجده في عام 1334 هـ يأخذ ابن ضويحي ومن معه من عربان الظفير بالقرب من سوق الشيوخ
(2)
، ثم يردُّ الكرة الشيخ حمود بن صويط ويغير على أهل الموصل عام 1340 هـ ويأخذ منهم خمسة وثلاثين ألف
(3)
ليرة، ولما قام الإخوان على عهد الملك عبد العزيز وأشاعوا الخوف في الأرض وقد اتجهوا إلى العراق وقبل أن يصلوا إليه تواجهوا مع قبيلة الظفير عند عين حمود بن صويط، وكان يقود هذا الغزو ويرأسه من الإخوان ولد هزاع بن شقير الدوي ولكن الظفير كانوا منتذرين بهم وحصل بينهم قتال شديد قتل فيه أكثر الغزو، ومنهم ولد هزاع بن مشل
(4)
، وهذه الغزوة تعرف عند الظفير ب (القصير) وكانت عام 1342 هـ، ولقد رحل ابن صويط بعدها إلى الملك عبد العزيز في الرياض وبايعه على أن ترد المنهوبات التي أخذها الظفير من أهالي نجد، يقول الريحاني:(تكررت الإغارات من العشائر بعضها على البعض الآخر، وكان عربان المنتفق الظفير يسطون وخصوصًا على عشائر نجد، فكتب السلطان عبد العزيز إلى حكومة العراق يسترعي نظرها للأمر ويطلب أن يردع الأشقياء وترد المنهوبات التي نهبت من عشائره، أما هذه المنهوبات فكان أكثرها عند الظفير، وشيخها نافر من تلك الحكومة الجديدة بل خارج عليها فلم تملك قيادة ولا كان لها في عربانه الأمر المطاع، قال (السير برسي كوكس)
(5)
في تقريره إلى الحكومة البريطانية: (لم تكن العلاقات حسنة بين حكومة العراق وشيخ الظفير حمود بن صويط، وقد أمسكت عنه المشاهرات لأنه لم يردع عشائره عن الغزو والاعتداء، ومن سوء الحظ أن الملك فيصل عيَّن في هذا الوقت يوسف بك السعدون قائدًا لفرقة الهجانة على الحدود، وبينه وبين ابن صويط عداء قديم، فأهاج ذلك خاطر شيخ الظفير الذي رحل إلى الرياض، وقد كتبتُ إلى
(1)
أمين الريحاني (نجد وملحقاته وسيرة عبد العزيز) ص 198.
(2)
ابن بسام في كتابه (تحفة المشتاق).
(3)
ابن بسام (تحفة المشتاق).
(4)
تحفة المشتاق لابن بسام.
(5)
المندوب السامي لبريطانيا في العراق.
ابن سعدون أسأله ألا يستقبله لأن حكومة العراق غير راضية عنه) ثم قال الريحاني: (ولأسباب أخرى قد رحب السلطان عبد العزيز بشيخ الظفير ابن صويط عندما جاءه مستغفرًا، وأعطاه الأمان على شرط أن تردَّ عربانه ما نهبت من أهل نجد وألا يشمل العفو غيرهم من المذنبين ثم أجزل له العطاء وأرسل معه أحد رجاله عبد الرحمن بن معمَّر للتأمين ولجمع الزكاة من الظفير المستسلمين، وكان ابن صويط قد بدأ ينفِّذ في عربانه أوامر ابن سعود)
(1)
وظلت الظفير على أتم الولاء للملك عبد العزيز رحمه الله حتى إذا جاء عام 1348 هـ نجدها تنخرط في جيش ابن مساعد لقتال الدويش يقول ابن ناصر:
(في عام 1348 هـ كان عبد العزيز بن مساعد بن جلوي قد سار من الجبل ومعه قريبًا من ثلاثمائة رجل وأمر على الغزو في الشعيبة أن يسيروا إلى الأسياح ثم سار وقصد عقبه المعروفة وأقام عليها قريبًا من شهرين ولما بلغه مسير الدويش سار وقد أم رضمه وأقام عليها أيامًا وأرسل إلى الوارد التي بالحراير دونها فلمَّا لم يقف لهم على خبر أمر على عبد المحسن الفرم وعلى ابن صويط وابن طوالة أن يسيروا بمن معهم وينزلون البشوك ثم سار الأمير ونزل لينه فبنى خيامه فيها فلمَّا ارتفع النهار إذا بالدويش بمن معه قد قدموا إلى أم رضمه فتصادم الفريقان وصارت الهزيمة على الدويش)
(2)
وبعد أن استقر الحكم للملك عبد العزيز وأمر على إنشاء الهجر أتت الظفير بقيادة شيخها عجمي بن شهيل بن صويط وبنت لها هجرة في شمالي حفر الباطن حوالي 20 كم وسمَّتها ب (الصفيري) وفاءً لذلك الرجل الذي أمره الملك عبد العزيز بحفر الآبار عند هذه الهجرة، (وبعد أن رأى الملك عبد العزيز استقرار الظفير في هذه الهجر أرسل إليهم إمامًا ومرشدًا في عام 1350 هـ وهو الأستاذ محمد بن عبد الرحمن الباهلي أمير الدرعية حاليًا)
(3)
وهكذا استمرت الظفير في الهجرة إلى البلاد حتى إذا قُسِّمت مخطَّطات على القبائل في مدينة حفر الباطن كان لقبيلة الظفير النصيب الأوفر من هذه المخططات.
(1)
أمين الريحاني في كتابه (نجد وملحقاته وسيرة عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود) ص 305.
(2)
عنوان السعد والمجد فيما استظرف من أخبار الحجاز ونجد، مخطوط لعبد الرحمن بن ناصر.
(3)
باهلة القبيلة المُفترى عليها - حمد الجاسر.
فروع قبيلة الظفير
إن قبيلة الظفير كغيرها بن القبائل لها فروع، فص تنقسم إلى جذمين كبيرين وكل جذم ينقسم إلى أفخاذ، ف
البطن الأول:
1) البطون وتنقسم إلى أفخاذ:
1 -
الصويط. 2 - الطلوح. 3 - الرسمه.
4 -
السعيده. 5 - بني حسين. 6 - آل كثير.
2) أما البطن الثاني فهم:
1 -
الذرعان. 2 - المعاليم. 3 - الجواسم.
4 -
العريف. 5 - العسكر. 6 - العلجانات.
7 -
المعادين. وسأتكلم بما يتيسر لي على كل من هذه الأفخاذ.
1 -
البطن الأول:
(أ) الصويط:
وفيهم الإمارة (شيخة كافة الظفير) وقد اشتهروا بالسياسة في الأمور والحنكة وحسن الجوار حتى بلغوا إلى درجة المبالغة في التضحية من أجل الجار ونخوتهم (خيَّال القروا صويطي) وينقسمون إلى السلطان - العفنان - الضويحي - آل مانع - الشويش.
ويلتحق بهم أيضًا الجريشان - الزوارع - الفروق - الجليدان، وآل صويط كما يقول كبار السن فيهم ورواتهم أنهم من السادة الجاسرية ولذلك فإنهم قد مشوا على عادة وهي أن ابنتهم لا تخرج في الزواج عنهم، ولقد جرى العُرف بين قبيلة الظفير أن الفصل في الحلال لابن صويط يعني في مشاكل الحلال من الإبل والغنم يرجع فيها لرأي ابن صويط، ولقد اشتهر منهم أناس كثيرون منهم:
1) مانع بن صويط وقُتل عام 854 هـ في معركة في نفي
(1)
.
(1)
تحفة المشتاق لابن بسام.
2) صقر بن راشد بن صويط قاد معركة للظفير في وضاح عام 860 هـ
(1)
.
3) خلف بن مانع بن صويط قُتل عام 861 هـ في معركة للظفير على (السر)
(2)
.
4) نقابن صويط قُتل عام 895 هـ في معركة للظفير على الرس
(3)
.
5) عقاب بن فهاد بن صويط قُتل في معركة للظفير على (الشبكة) عام 933 هـ
(4)
.
6) جمعان بن صويط قُتل عام 966 هـ في معركة في (المستوى)
(5)
.
7) دوخي بن عفنان قُتل عام 969 هـ في معركة على حفر الباطن
(6)
.
8) مناحي بن صويط قُتل عام 985 هـ في معركة في سدير
(7)
.
9) فدغم بن صويط، وفهَّاد بن ضويحي قتلا عام 1031 هـ في معركة في أرض السر
(8)
.
10) سالم بن عفنان قُتل عام 1061 هـ في معركة في (وثال)
(9)
.
11) حجاب بن نافل بن صويط قُتل عام 1065 هـ في معركة
(10)
على (النبقيَّة).
12) سلطان بن صويط قُتل عام 1050 هـ في معركة مع بني صخر
(11)
.
13) الشيخ الكبير سلامة بن مرشد بن صويط، وهو من أشهر شيوخ الظفير في نجد وكان له صولات وجولات مع الأشراف وحكام بني خالد توفي عام 1113 هـ ودفن بالجبيلة
(12)
.
14) سعدون بن سلامة بن مرشد بن صويط قُتل عام 1127 هـ في معركة بين الظفير وبين سعدون بن محمد آل غرير حاكم الإحساء
(13)
.
15) شهيل بن سلامة بن مرشد بن صويط قُتل عام 1144 هـ
(14)
.
(1)
تحفة المشتاق لابن بسام.
(2)
تحفة المشتاق لابن بسام.
(3)
،
(4)
،
(5)
،
(6)
،
(7)
،
(8)
،
(9)
،
(10)
،
(11)
تحفة المشتاق، لابن بسام، 9 القشعم من كبريات القبائل العربية تأليف الدكتور علي شواخ الشعيبي.
(12)
ابن بشر وابن غنام والفاخري وابن عبَّاد.
(13)
ابن ربيعة ص 85.
(14)
الفاخري وابن ربيعة.
16) فيصل بن شهيل بن سلامة بن صويط وهو الذي سجل له التاريخ وقفات مشكورة مع الدعوة السلفية مات عام 1189 هـ
(1)
وهو الذي مدحه بريك الأسعدي راعي بقعا بقصيدة قال فيها:
تسعين ليلة جيرة الشيخ فيصل
…
مثل يوم عند أحب حبيب
وسأتكلم عن هذه القصة في مآثر قبيلة الظفير في القسم السادس.
17) ابنه عقيل بن فيصل بن صويط وهو الذي مدحه فهيد بن بريك الأسعدي بقصيدة قال فيها:
عقيل الندى وابن الندى ماكر الندى
…
بأن الندى من يوم بان عقيل
18) الشايوش بن عفنان
(2)
واستمرت مشيخته إلى عام 1244 هـ.
19) راشد بن فهد بن عبد الله آل صويط، ومناع الضويحي
(3)
.
20) دغيم بن صويط وهو الذي أجاز ماجد الجثربي في قصة معروفة.
21) تأليف بن صويط.
22) حمود بن تأليف بن صويط توفي عام 1345 هـ وهو شيخ وشاعر وسياسي داهية وسأورد قصيدة من قصائده مع شعراء الظفير.
23) عجمي بن شهيل بن صويط -رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته- والذي توفي في 8/ 5/ 1409 هـ وله منة كبرى على الظفير لا ينكرها ولا يتجاهلها إلا حاقد، فلو لم يكن من منته على الظفير إلا أن سكن بهم في مدينة حفر الباطن وطلب لهم مخططات سكنية لكفاه فخرًا، ولكنه فوق ذلك يدافع عنهم في حياته وهو بمثابة الأب لهم حتى توفي، وخلفه ابنه الأمير فيصل وقد جلست معه فوجدت فيه الرجل الحازم والكريم الحليم فنسأل الله له التوفيق، ولقد رثى الأمير عجمي بن صويط كثيرًا من الشعراء من الظفير وغيرهم ولكن أعجبني قصيدة للشاعر الشاب
(1)
محمد بن عمر الفاخري.
(2)
ابن بشر ج 1 ص 279.
(3)
ابن بشر ج 1 ص 282.
مطلق زياد العريفي الظفيري، ولقد صدرت هذه القصيدة في مجلة اليقظة الكويتية وقد علقها الأمير فيصل بن عجمي في مجلسه وهي كالتالي:
قال الذي في نادر القاف يزداد
…
بغيت أعبِّر عن خفايا مرادي
رتبت قافي عن حكي كل نقاد
…
لو دار ما يلقا عليه انتقادي
البارحة ما هملج الجفن برقاد
…
والعين مني ما اهتنت بالرقادي
بأسباب علم حط بالقلب وقَّاد
…
وكن الضمير بوسط حامي الوقادي
قالوا توفي شيخنا رمز الأمجاد
…
وكثر التمني ما يجيب الفوادي
مرحوم يا اللي بالصبيعات سدَّاد
…
ويا عز من حدَّه من الوقت حادي
عجمي السويط اللي للأمجاد معتاد
…
شيخ على زود المناعير زادي
فك السجين اللي للاعدام ينقاد
…
وخلَّاه ينعم بالسنين الجدادي
زبن الدخيل اللي تقفاه طرَّاد
…
تشهد له شيوخ العرب والبوادي
وكم واحد من عقب الانكاف ما عاد
…
أيام دور مقولمات التوادي
يشهد له اللي حاضر دور الأجداد
…
ويشهد له التاريخ سقم المعادي
وكم واحدٍ جاله على العلم نشَّاد
…
بدَّاه أبو فيصل على كل بادي
أفعال أبو فيصل بلا عد واعداد
…
ما تنحصي لو تنبغا بالعدادي
راعي العلوم الخالده نسل الأجواد
…
سويطات لا طال المدى والطرادي
زادوا على بعض العرب عدة أمجاد
…
شيء صحيح موكّدٍ باعتمادي
الأوله: ذبحت ولدهم بلا مراد
…
بأسباب جار البيت بني وكادي
وعقوب يومنه تنخا ولا عاد
…
بأسباب صيحة جارةٍ له تنادي
زهَّاد وصفه بالرجاجيل زهَّاد
…
وآخر حياته ضربته للشدادي
والحثربي فكوه والجمع هدَّاد
…
سويطات يومنَّه يناد المنادي
هذي ثلاثة من كثيرات الأعداد
…
شي وكاد ولا يبي له اشهادي
وعقاب هو ومسير الخيل ورَّاد
…
يردون حوض الموت ضد المعادي
وابن ضويحي للمعادين ردَّاد
…
على أخو وضحا بيوم العنادي
والكل منهم في طريق العلا زاد
…
أفعالهم ما هي علوم جدادِ
مرحوم يا اللي بسيرة الطايله جاد
…
جاد الأمير اللي بالأمجاد جادي
بإذن الذي له جملة الناس سجَّاد
…
عساه في جنة نعيم يزادي
خلَّف لنا فيصل بالأمجاد سدَّاد
…
حرٍ ينومس في نهار الهدادي
وشهيل ذيب الصعيبات يزداد
…
يبين لا زاد الطنا والنكادي
تمَّ الكلام وقال فيه ابن زيَّاد
…
بينت ما كنَّه خفوف الفوادي
وصلاة ربي عد بارق ورعَّاد
…
على نبي وضح الحق هادي
رحم الله الشيخ عجمي فلقد عملًا جليلًا للظفير سيجد جزاءه عند الله، وممن اشتهر من آل صويط مانع بن صويط وهو الذي مدحته الدقيس الصلبيَّة بقصيدة قالت فيها:
مانع إذا ركب الجواد الظهيره
…
ما له مثيل يعلم الله سوى (الزير)
زير (العراق) اللي ربى بالجزيره
…
شيخ كبير ووافي بالتشابير
يطعن لعيني فاطر له ظهيره
…
غبوقة الخطَّار برصا المواخير
شرَّاب الما، كان غثبر حفيره
…
مناكبه تنحى الظوامي عن البئر
خيَّال شقح ما يردَّد نشيره
…
وإن جن على روس النوازي دغاثير
ليا سمعت الصايح تقاود مريره
…
تجعل على البيت المطرّف معاصير
وزبن الحصان اللَّي قطانه كبيره
…
تغا وزنِّه مبعدات المغاوير
(1)
(1)
شاعرات من البادية، عبد الله بن ردَّاس ص 163.
ومن مشاهير آل صويط جعيلان بن ناليف بن صويط وهو الذي مدحه حمد بن وازع من الجبلان من مُطَيْر حيث قال
(1)
:
تَلْفون بيت للقبايل عمود
…
أبو غنيم اللي عليه التماديح
جعيلان بن نايف عريب الجدود
…
كل المشاور غير شوره مدابيح
أشقر خفيف الريش ما هو حرود
…
من ماكر تظهر تبوعه ذوابيح
إلى آخره
وسأورد هذه القصيدة وقصتها في مآثر الظفير في القسم السادس ومن مشاهير آل صويط علي بن ضويحي وهو الذي ذكره أمين الريحاني في كتابه (نجد وملحقاته، وسيرة عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ص 152) حيث قال عن المنهوبات التي نهبت من ابن رشيد (والمنهوبات هذه غنمها من بعض قبائل العراق رجل من الظفير اسمه: علي الضويحي وقد كان من أنصار ابن سعود) وهو الذي عناه أحد شعراء الظفير حينما نزل فيصل الدويش في كلاوة فقال أبياتًا على لسانها تنخا أبطال الظفير:
فيصل نزل بي واستراح
…
يا من يخبِّر بي علي
وحمود هو طير الفلاح
…
لزَّام يا تالي هلي
ومن مشاهير الصويط حمدان الأعمى، وقد اشتهر بالحكمة والرويَّة والحنكة وهو من قدامى آل صويط ولم أجد في التاريخ أو من رواة الظفير من يحدِّد زمانه بالدِّقة إلا أنهم يضربون المثل به في القِدَمْ حيث يقولون (من وقت حمدان الأعمى) ولذلك فإن محمد بن دهمان السعيدي الظفيري حينما تأسَّف على تفرق الظفير واختلافهم وأن هذا لم يحدث من قديم قال:
يا ربع هذي سلطة من سمانا
…
من دور حمدان العمي ما خبرناه
ومن مشاهير الصويط صنيتان بن نايف بن صويط وهو الذي فعل فعلًا لم يسبق إليه من القبائل حيث قتل ابنه ضاري بعدما قتل جاره ابن منديل الخالدي وأصبحت
(1)
ديوان الشعر العامي بلهجة أهل نجد الجزء الثالث ص 50/ 51، أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري.
فعلته هذه مفخرة كبيرة لجميع الظفير وسأتكلم عنها بالتفصيل في مآثر الظفير وصنيتان هذا هو الذي عناه شاعر الظفير سند الحشَّار حيث قال في قصيدته المسمَّاه مرضيه:
اليا جلستوا وامتلا البيت ديوان
…
وحضروا وقلطن الدلال المحابيس
وليا شربت مهيل تقل سيلان
…
حمس النجاض بحاميات المحاميس
احك الجواب وشرِّفوا به (صنيتان)
…
بحضور ديوان الشيوخ الجواليس
ومن مشاهير الصويط أيضًا مناع بن صويط وشهيل بن صويط وهما اللذان عناهما الشاعر سند الحشار بقوله:
سلم على منَّاع، وشهيل، وحمود
…
شيوخ لهم عند المظاهير عاده
وبجملة القول فإن هذا غيض من فيض من مشاهير آل صويط ولا يذكر آل صويط بين القبائل إلَّا ويذكرون بالمبالغة في الجيرة فإنهم يبذلون الغالي والنفيس لإرضاء الجار وهم مع ذلك قليلي الكلام في المجالس كثيري الحياء، ولقد اشتهروا بسياسة الأمور فلقد جلست مع الشيخ سلطان بن جهجاه بن حميد شيخ كافة قبائل عُتيبة في ليلة 20/ 12/ 1412 هـ في مجلس أخيه تأليف رحمه الله فأتى الكلام على شيوخ القبائل فقال الشيخ سلطان (آل صويط من أسيس شيوخ قبائل الجزيرة العربية) وأتى لذلك بقصة، ولقد بقى من آل صويط في نجد فخذًا يقال لهم: الحشحوش في عفيف والرس ويكتبون الصويطي، كما أن من آل صويط على ما ذكر المؤرخون نمر بن عدوان شيخ البلقا في وقته فلقد ذكر بيك باشا في كتابه تاريخ شرق الأردن وقبائلها عن عشيرة عدوان الأردنية نقلًا عن كبار تلك العشيرة أن أصلهم من عائلة ابن صويط شيخ الظفير وأتى لذلك بقصَّة)
(1)
.
وقد عرفوا آل صويط ببيوتهم المميَّزة حيث إن بيت آل صويط في أعلاه خرقة بيضاء، وممن يتبع لآل صويط (آل شريعان) ومنهم الأستاذ أحمد بن نصَّار الشريعان عضو مجلس الأمة الكويتي وقد سمعت من الظفير ثناءً عاطرًا عليه.
(1)
الدرر المفاخر في أخبار العرب الأواخر لمحمد البسام تحقيق سعود الجمران ص 100.
(ب) الطلوح:
الطلوح اسم جمع ومفردها طلحة، ومن نسب إليه يقال له طلحي وهؤلاء يذكر رواة الظفير أنهم إخوة للصويط ويأتون لذلك بقصة مفادها (أن أبناء عزيِّز الشريف ثلاثة هم صويط وطلحة وزغيب كانوا في مجلس فيصل الحمر شيخ الظفير سابقًا وكان في وقته ذلك مغاضبًا لجماعته ومتفرقين عنه، فقال من يجلس على الشداد هل أنت يا زغيب قال لا، قال هل أنت يا طلحة قال: لا. فقال: فيصل الحمر كلمته المشهورة (زغيب وطلحة ما من فلحه خذها يا صويط) فبهذه الرواية يقول الطلوح أنهم أبناء عم لآل صويط وهم ينقسمون إلى:
آل عويمر، والخضير، والخشم وفيهم مشيخة الطلوح ووسم الطلوح المغزل على الرقبة، وقد اشتهر من فرسانهم منذر بن خضير، وبدان الخشم، محمد الكوح، كما أن لهم شعراء مشهورون منهم محمد الكوح، وكذلك غازي صفوق الطلحي الظفيري.
(ج) الرسمه:
ومفردها المنسوب إليها رسيمي ونخوتهم (عيال العود) حيث إن أحد كبار الضويحي من الصويط حينما ألَّمت به مُلمّه كان عقيمًا فبدأ ينتخي فلم يكن حوله إلا الرسمة فقالوا حنَّا عيال العود وساعدوه فذهبت نخوة لهم، وهم ينقسمون إلى: السوالم العجيَّان -آل كَلَّاب- آل حيلين ومن شعرائهم مرضي الرسيمي، وهم بلا شك من أطايب العرب وأجاودهم.
(د) السعيد:
وهؤلاء من أكبر أفخاذ البطون ومشيختهم في ابن حلاف وأصولهم ترجع إلى آل عاصم من قحطان بالأدلة الصحيحة التالية:
1 -
نسابة قحطان يذكرون ذلك.
2 -
شيخ آل عاصم من قحطان (ابن حشر) يؤيد ذلك.
3 -
شيخ آل حلاف القدامى حينما تلاحى مع ابن صويط قال:
إن سلت عنايا الصويطي قحاطين
…
عواصم واللي حذانا خلايق
حِنَّا وعبده والضياغم بجدين
…
لطَّامة يوم اللقا كل مايق
وروي مرة أخرى: حِنَّا وعبده والهيازع بجدين إلى آخره.
4 -
شيخ الجحادر من قحطان حينما تأسف على نزوح ابن حلاف وجماعته وذهابهم إلى الظفير قال:
شدوا متَيهّة الدبش ترث حلّاف
…
عواصم تركض مراكيض رومي
اعتضت فيهم نازلين بالأسلاف
…
هجَّاجة لا جا النذر والزحومي
وهذا يبيِّن أن أصلهم من آل عاصم من قحطان، كما يرد على بعض الحاقدين على ابن حلاف والقائلين بأن مشيخة السعيد في رجل يقال له الدليِّك، وإلى ابن اللحيس يرد الفصل في حقوق الوجيه والدماء عند الظفير، كما أن لابن حلَّاف
(1)
ميزة اشتهر بها من بين القبائل لم يسبق إليها وهي أنه إذا انكسرت الظفير بني ابن حلَّاف بيته فرجعت عليه الظفير وغزت مرَّة أخرى ولذلك يقول أحد شعراء الظفير:
له منزل ما ينزله كل سلَّاف
…
لي ثار عج الخيل باتلي المظاهير
كما قال أحد شعراء الظفير مخاطبًا بنت ابن حلَّاف:
يا بنت من ينزل ورا
…
لي درهمت حمرا الظفير
وينقسم السعيد إلى قسمين كبيرين
(2)
:
1 -
الخضور ومنهم:
(أ) آل حلاف وهم الشيوخ ووسمهم حلقتين على الفخذ الأيمن للبعير وبينهن مطرق.
(ب) آل مرعي ويرأسهم ابن سيجان ووسمهم البرثن على الرقبة.
(ج) الفحامين.
(د) المجادعة.
(هـ) المحافيظ.
(1)
من معلومات الشيخ سفاح بن حلاف.
(2)
من معلومات الشيخ سفاح بن حلاف.
2 -
العين ومنهم:
(أ) العوامرة ووسمهم الخطام على الخشم وبعضهم الهجار، ومن هؤلاء الشاعر الشهير قيعي الشليمي، كما منهم مطلق بن محمد الشليمي عضو المجلس الوطني الكويتي وهو من الرجال أهل الشهامة والكرم.
(ب) الجهيم ووسمهم الحيَّة على الرقبة، ومن موارد السعيد تقيِّد والجليدة والعامرية، الدليمية، وكابدة بن السعيد والصويط.
(ج) العجالين ويرأسهم اللحيس.
ونخوة السعيد (أنا خضيري) يقول شاعرهم محمد بن دهمان:
حِنَّا الخضور مطوعة قاسي الرأس
…
نصبر إلين النفس تلحق هواها
والسعيد مع الظفير منذ القرن التاسع ومن مشاهيرهم:
1 -
زهمول ابن حلَّاف قُتل عام 933 هـ.
2 -
شخبوط ابن حلَّاف قُتل عام 966 هـ
(1)
.
3 -
فويلح بن حلَّاف قُتل عام 1061 هـ
(2)
.
4 -
شديِّد بن حلَّاف قُتل عام 1065 هـ وكل هؤلاء الأربعة قتلوا في حرب للظفير مع عَنَزة.
5 -
صقر بن حلَّاف وهو الذي قاد معركة للظفير على ساقي الخرج مع الشريف محسن رئيس مكة وأتباعه من أعراب الحجاز وعربان عَنَزة وعدوان وغيرهم وهذه المعركة عام 1140 هـ
(3)
.
6 -
محسن بن حلَّاف قتل في معركة للسعيد والصمدة مع الإمام سعود بن عبد العزيز ابن محمد عام 1195 هـ
(4)
.
(1)
ابن بسام في تحفة المشتاق.
(2)
ابن بسام في تحفة المشتاق.
(3)
ابن بشر في عنوان المجد ج 2 ص 370.
(4)
ابن بشر ج 1 ص 145.
7 -
ثواب بن حلَّاف قتل في المعركة السابقة أيضًا
(1)
.
8 -
معاركة بن حلَّاف قتل عام 1167 هـ في معركة للظفير مع عَنَزة
(2)
.
9 -
دوخي بن حلَّاف قتل عام 1220 هـ في مصادمة مع سرية للإمام سعود بن عبد العزيز
(3)
في فليج في الباطن قرب الحفر.
10 -
نمر بن حلَّاف وهو الذي مدحه مقحم الصقري العنزي:
يا نمر بن حلَّاف وأنت المورى
…
يا مميز القالات صبي وشايب
(4)
وهو الذي مدحه ونيان العواي من البرزان من مطير:
تلفي نمر هو فقدم الربع زحزيح
…
وخص الخضور اللي خطاهم بعادي
يا نمر حِنَّا في جوادك مشاويح
…
ادخل على الله ما نحب السوادي
قال هذه الفصيدة حينما أرسل إليهم نمر بن حلَّاف يطلب رد فرسه إليه وقد ردوها إليها مع القصيدة الآنفة الذكر، كما يجدر الإشارة إلى أن نمر المذكور كان شاعرًا مفوَّهًا.
11 -
دهش بن حلاف وهو الذي قاد نجدة للسعيد والمحلف من الظفير حينما استنجد بهم صفوق الجربا وبعد ذلك تحاربوا مع الجربا في معركة سميت (بريبر) سأوردها قريبًا، وقد مدحه الشاعر ابن نيف من السعيد بقوله:
ونعم بابن حلَّاف دان دوبحن به
…
وإن تحيزم فوق الدرع بشال
شل شحل يرعب الخيل حسَّه
…
هذا ومع الجمال أفعال
12 -
الشيخ سفاح بن حوَّاج بن حلَّاف شيخ السعيد حاليًا وهو من الذين أعطاهم الله فصاحة في اللسان وقوةَ في الحجة وهو من الرواة المشهورين للقصص والحكم يستأنس الجليس بمجالسته وله مجلسًا لا يُملُّ أطال الله في عمره ورزقه الصحة
(1)
ابن بشر ج 1 ص 145.
(2)
ابن بسام في تحفة المشتاق.
(3)
ابن بشر ج 1 ص 287.
(4)
ديوان الشعر العامي بلهجة أهل نجد ج 3 ص 47.
والعافية وهو الذي مدحه الشاعر شايم باجي الجدعي الظفيري حينما سمع بإشاعة عن موت الشيخ سفاح وتبين أنها ليست بحقيقة قال الشاعر:
يعل من فوَّه على موت سفاح
…
يجيه علم ما توقع احسابه
علم يخلي الدمع من حاجره فاح
…
اتصو به سمر الليالي بنابه
أميرنا نفداه جزلان الأرواح
…
عساه يأكل ما بقى من شبابه
أبو دهش لأثقل الحمل نطَّاح
…
مثل البليهي كرّم الله جنابه
هو حرزنا لا صار به حرب وامزاح
…
سبع السباع اللي يحد الذيابه
امقصرن عنَّا طويلات الأشباح
…
صميدع ما يعطي العي جابه
مفراص ماص للواليب مفتاح
…
كم حق مضهودن غدى به وجابه
يا ويلنا من عاد عقبه ليا راح
…
من غير تقصير بحق القرابة
ومن مشاهير السعيد أيضًا حماد بن المديهيم وهو الذي قاد معركة لبعض السعيد عام 1178 هـ مع سرية للإمام عبد العزيز بن محمد
(1)
.
وأما وقعات السعيد الخاصة بهم فمنها الوقعة المذكورة آنفًا وهي (بريبر) في بداية الثلاثينات من القرن الثالث عشر الهجري، وقعت هذه الوقعة مع صفوف الجربا وقبائله وسببها هو أن صفوفَ الجربا تحارب مع ناس من أهل الجزيرة، وكان بالقرب منه دهش ابن حلَّاف مع بعض الظفير فاستنجد به صفوق، فهبَّ دهش بن حلاف لنجدته وذلك بثلاثة جموع من السعيد والمحلف (العريف - العسكر - العلجانات) ومن السعيد ألف ومائة خيال، ومعه
(2)
حويدر أبا ذراع ومعه أيضًا مانع بن صويط راعي سحيما دخيل العق، وهزموا أعداد الجربا وبعد ذلك سيَّر دهش على صفوق وقال: ماذا أجازيك به يا ابن حلاف، قال: ما يحتاج مجازاة، فقال الجربا: سأجازيك على هذه النصرة بأنك ما دمت في الجزيرة تراك عميل تآكل ولا يوكل لك شيء بمعنى (أنك تأخذ من الناس
(1)
ابن بشر ج 1 ص 92.
(2)
بعض رواة الظفير يناقض الشيخ سفاح في روايته ويقول ليس معه حويدر أبا ذراع ولا مانع بن صويط، ولولا الأمانة العلمية لما ذكرت هذا (المؤلف).
وإذا أخذوا منك شيئًا يردُّ إليك) وسار ابن حلَّاف على هذه الطريقة، وبعد ذلك غزا دهش بآل ظفير وأخذ أناسًا أصحابًا للجربا، فنخى المخوذين الجربا وقالوا له: كيف يأخذنا ابن حلاف وديرته بالشرق ونحن أصحابك، فثار على ابن حلَّاف يطلب منه أن يؤدي ما نهبه، فقال ابن حلَّاف: لا أؤدي ما أخذت أنت الذي كافأتني ولم أطلب أنا المكافأة، فقال الجربا: إذًا بيننا وبينك الحرب فقال ابن حلَّاف نحن مستعدون، عندها شدَّ ابن حلَّاف ومن معه من الظفير إلى الخلف وتركوا الجزيرة، فلحق بهم الجربا ومن معه من جنوده، ويوم لحقوه (ببريبر) نزل ابن حلَّاف وبنى البيت وحفر الخنادق، وبدأت الحرب واستمرت تسعين ليلة والإبل معقَّلة والمطاردة بين الفريقين حامية الوطيس، حتى إنه انكسرت رجل أحد أتباع ابن حلَّاف ثم انجبرت ودخل الحرب مع قومه مرةً أخرى، وبعد هذا أتت قبيلة طيئ سرية خيل فأنجدت الظفير وبدأوا يحاربون
(1)
معهم وبعد ثلاثة أشهر، ناشد كبير طيئ: ابن حلَّاف وقال هل أنت تحارب من أجل الإبل وإلا ما نسجه المغزل فقال ابن حلَّاف: أحارب من أجل الإبل فقال كبير طيئ: انظروا إلى إبلكم هل هي تثور أم لا؟ فلفت نظر ابن حلَّاف فأمر على نياقه يطلقونها المسمَّاه (شرهات) فبدأ الظفير يطلقون من حلالهم فوجدوا نصف الإبل قد وهنت، فشال الظفير على إبلهم التي لم توهن وتركوا ما وهن للجربا وقومه فقال ابن نيف من شعراء السعيد مصوِّرًا هذه الحرب وكان من الذين أصيبوا أثناء الحرب وشفوا ثم حاربوا مرةً أخرى مع قومهم:
راكب اللي مع العصر روَّجن
…
فج النور وجرمات حيال
الأوكن الزهايد وسوطهن
…
لي بكَّرن يرمن مسير ليال
يا صفوق باعونا غلامين شمَّر
…
بيعة حصان عياه شمال
(2)
صافوا معاديهم على قد حاجته
…
يفرح الاجاعهم خيال
حِنَّا ثلاث جموع غرب
(3)
بدارهم
…
غرب ومن دون الصديق جبال
وهشنا ليما الكرد بادن بطنبهن
…
ولا يبتني بيت بدون حبال
(1)
هذا دليل على أن هناك قرأبة وثيقة بين طيئ والظفير؛ إذ إن معظم الظفير من بني لام من طيئ وكذلك السعيد من قحطان وطيئ من قحطان.
(2)
غير أصيل.
(3)
أغراب على الديره.
وكل ما يجونا بحفله
(1)
…
نطوي لهم بالمنتريس
(2)
عيال
وكل ما يجونا بحفله
…
نحدهم كما تحد السنود رمال
ونعم بلابة طيئ أهل الصدق والنقا
…
أهل سرية بالطراد ثقال
ونعم بابن حلَّاف وإن دوبحن به
…
وإن تحيزم فوق أسرع بشال
شل شحل يرعب الخيل حسه
…
هذا ومع الجمال فعال
(3)
إلى غير ذلك من المعارك، وأما ما أثر عن السعيد من إكرام الجار فمنه أن: أحد أفراد الصقور من عَنَزة نزح إلى الظفير جارًا عند ناصر بن نعيِّر بن بيران السعيدي وعندما وردوا على مائهم المسمى (الجليدة) وجدوها مدفونة وكانت كل قليب تكفى رعيَّة واحدة، والرعيَّة ما بين أربعين ناقة إلى ستين فتنضب ثم بعد ذلك بيوم تجم، وكان لناصر بن نعير إبل غير ابل جاره الصقري ولا تكفي القليب إلا إبل أحدهما، فركب ابن نعيِّر فرسه مستقبلًا إبله كي يردها عن الماء لترد ابل جاره، فاستقبله جاره الصقري على حصانه يريد الراد إبل الظفيري ولكن الظفيري أصرَّ بأنه لا بد أن ترد إبل الصقري لأنها ظمآنة فوردت إبل الصقري وقال الظفيري مفتخرًا:
الأجنبي لي بدَّل الدار بديار
…
ينحر شخانيب العرب والليان
عاداتنا رد الظوامي عن الجار
…
لي كرَّبوا لمحوصهن والسواني
عيفان يبغى مسعر مثل ما صار
…
الصبح سفَّار وبالعصر تاني
قصيرنا كنَّه على راس سنجار
…
عن الخفا يمشي بدرب البيان
وبعد وقت اصطلح الصقري مع جماعته الصقور، ولما عاد إليهم سألوه جوار السعيد لأنهم قد سمعوا أن الظفيري لم يورد إبل جاره الصقري فلمَّا علموا بأن ما أشيع لا أساس له من الصحة قال الصقري يمدح نمر بن حلَّاف شيخ السعيد ويعتذر مما سلف:
(1)
الحفلة: الجمع.
(2)
المنَتريس: الخنادق.
(3)
من رواية الشيخ سفاح بن حلَّاف.
يا نمر ابن حلَّاف وأنت المورَّى
…
يا مميز القالات صبي وشايب
كلام عود عن عياله تبرِّي
…
ماله بقالات على غير صايب
وازري يغطي واحد قد تعرا
…
ولا أنت تكرم يا عزيز القرايب
حِنَّا كمارس القلص ما يجرا
…
ضحضاح ما يسقي ثلاث الركايب
وانته كما هدَّاج عد مجرا
…
يزمي اليا كثرت عليه الحرايب
(1)
إلى غير ذلك من القصص التي تشهد على محافظة السعيد على الجوار.
ومما ينسب إلى السعيد من الأسر في نجد:
1 -
آل فالح وآل دخيل في حرمة من سدير وهم من العجالين.
2 -
آل جعد أهل عشيرة من سدير.
3 -
آل جريان وآل منيع في القصب من الوشم.
4 -
آل سيف أهل أشيقر، آل بديوي ويقول بعض البديوي أنهم من العريف.
5 -
الصباعي والمزعل أهل عنيزة من القصيم والصباعي من المزعل الا أن أحدهم كان لديه إصبعًا سادسة في رجله فسمي الصبيعي، ومنهم الصبيعي رجل الأعمال المعروف صاحب المفروشات المنتشرة في أنحاء المملكة.
6 -
المقحم أهل القصب والمشاش من الوشم وهم الذين ورد ذكرهم في تاريخ ابن عيسى حيث قال (في سنة 1294 هـ استقبل آل بسام من أهل وشيقر بدية ولد ابن مقحم المقتول في وقعة الجميعية، وآل مقحم من آل علي من السعيد من الظفير)
(2)
ومما يجدر التنبيه عليه هو أن هذه الأسر المتقدمة بدأت أخيرًا تنتسب في كتاباتها إلى آل عاصم من الجحادر من قحطان، والخلف سهل، فالسعيد من الظفير يرجعون إلى آل عاصم من قحطان.
(1)
ديوان الشعر العامي بلهجة أهل نجد ج 3 س 46، 47 مع تأكد من الرواية من رواة الظفير.
(2)
تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد - للشيخ إبراهيم بن عيسى.
(هـ) بنو حسين:
هؤلاء هم الفخذ الخامس من أفخاذ البطون من الظفير وهم ينتسبون إلى بني حسين الأشراف كما يقول بذلك نسَّابوهم وكلامهم هذا حق على حقيقته حيث قد ذكر ذلك ابن فضل الله العمري في كتابه وهو ممن عاش في القرن الثامن الهجري حيث ذكر القبائل التي تدخل في إمرة آل مرا ثم قال (وبنو حسين الشرفاء)
(1)
وقال الشيخ محمد البسام في كتابه وهو ممن عاش إلى نهاية نصف القرن الثالث عشر، حينما ذكر قبائل نجد في عهده قال: (ومنهم المعروفون بنو حسين، وهم مشهورون من ذرية سيدنا الحسين -رضي الله تعالى عنه - وهؤلاء أكرم الناس أخلاقًا، وأوسعهم أرزاقا، وأطيبهم على الإطلاق، نفوسهم أبيَّة وهباتهم حاتمية، ذو طعن وضرب، وتفريج للكرب ومنازلة الخطب، طريحهم لا يرجى، وجريحهم لا ينجى، يجرى لهم الجارون ويحمدهم السارون سقمانهم
(2)
ثلاثة آلاف رامي وفوارسهم سبعمائة محامي)
(3)
. كما قال حمد الجاسر حينما تكلم عن بني حسين: (وليس من المستبعد أن بني حسين هم القبيلة التي كان منها الأمراء الحسينيون الذين تولوا إمارة المدينة منذ القرن الثالث الهجري إلى بعد القرن الحادي عشر)
(4)
ولقد قال المغيري حينما عدد بطون قريش: (البطن الرابع ذوو حسين، منهم بنو حسين الذين مع الظفير فيما بين نجد والعراق وكبيرهم ابن مرشد وهم فخوذ ومن آل مرشد آل مهنا في مرات ومنهم آل عفتان وابن خلف)
(5)
.
وبنو حسين في هذا الوقت كبيرهم ابن مرشد وهم ينقسمون إلى الزباري ومنهم الجعيب، والعمور، والودمة، واليحيى، والحذيفات، ومنهم ابن مرشد شيخ عموم بني حسين ونخوة بني حسين العوجان، وفي بعض الأحيان راعي المعطا حسيني، والمعطا نخلة بالمدينة كانت لأحد شيوخهم، ومن أقسام بني حسين الصغيرة الشبول وهم من بني علي من حرب حالفوا بني حسين، ولبني حسين يوم أن كانوا في نجد وقعات منها:
(1)
مسالك الأبصار في ممالك الأمصار لابن فضل الله العمري.
(2)
الدرر المفاخر في أخبار العرب الأواخر لمحمد بن بسام ص 94.
(3)
السقماني: الماشي للحرب بدون خيل.
(4)
جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد ص 138 الجزء الأول.
(5)
المنتخب في ذكر قبائل العرب لعبد الرحمن بن حمد المغيري ص 153.
1 -
عام 896 هـ وقعة لهم مع عَنَزة على الطاش
(1)
.
2 -
عام 1100 هـ وقعة لهم مع زِعْب وعدوان على (الخليف)
(2)
.
3 -
عام 1103 هـ حينما حجر ابن جاسر في أشيقر وأظهروه
(3)
.
4 -
عام 1112 هـ أخذ بنو حسين الشريف عبد العزيز
(4)
.
5 -
1140 هـ دخل ابن خشي ومن معه من بني حسين مع صقر ابن حلَّاف في حربه ضد محسن الشريف رئيس مكة وأتباعه وذلك على ساقي الخرج
(5)
.
6 -
عام 1246 هـ سار الإمام تركي رحمه الله بجميع رعاياه فقصد الشمال ووافق فهيد الصييفي رئيس النبطة من سُبيع وأتباعه وبني حسين وأخلاط معهم من غيرهم وهم نازلون بين حفر الباطن والوقبا الماءان المعروفان فصحبهم بجنوده
(6)
.
7 -
دخولهم في جيش الإمام فيصل بن تركي عام 1246 هـ حينما غزا على أعراب مجتمعة على طلال الماء المعروف في عالية نجد
(7)
.
8 -
وقعة الشبول فخذ من أفخاذ بني حسين وبين أهل بلد التويم عام 1063 هـ قتل من أهل التويم عدد كثير
(8)
، ومن مشاهير بني حسين.
(أ) مجزي بن مرشد قُتل في وقعة للظفير مع عَنَزة عام 1031 هـ
(9)
.
(ب) مطلق بن نخيلان وهو الذي وفد مع بعض بني حسين على ماجد بن عريعر عام 1245 هـ وهو نازل بجنوده على الخفيسة الخبرا المعروفة بين الدهناء والصمَّان.
(1)
ابن بسام في تحفة المشتاق.
(2)
ابن ربيعة ص 76 والخليف أحد الأودية التي تصب في الفرعة إحدى بلدان الوشم.
(3)
ابن ربيعة ص 77.
(4)
ابن بشر ج 2 ص 351.
(5)
ابن بشر ج 2 ص 370.
(6)
ابن بشر ج 2 من عنوان المجد.
(7)
ابن بشر ص 79، ج 2.
(8)
ابن بشر ج 2 ص 326.
(9)
ابن بسام في تحفة المشتاق.
(ب) الفارس الشاعر ذائع الصيت نومان الحسيني وهو ممن عاش في القرن الثاني عشر ونخوته مشهورة بين العرب (خيال الرقبا نومان) وله قصص في الشجاعة والكرم كانت بضرب الأمثال بين القبائل في وقته حتى أن عدوان الهربيد شيخ السويد من شمَّر حينما بيَّن في قصيدة طويلة الشعراء الفرسان عدَّ منهم نومان الحسيني قائلًا:
ومغير بن غازي (ونومان) يا سعيد
…
وجارد ملظي للشهيل الجلالي
(1)
وله قصائد مشهورة جدا سأبينها مع قصصها في القسم الخاص بشعراء القبيلة.
هذا، وإن لبني حسين لهجة خاصة تميِّزهم عن بقية الظفير كما أن لهم قصص شهيرة في حفظ الجوار وذلك من قصة ابن مرشد مع عبيد بن هدلان الزعبي وذلك كالآتي:
(أغار عبيد بن هدلان الزعبي زعيم قومه علي بني حسين وغزا معه أجنبي ظفيري جعلته أمه وديعة عند ابن هدلان فلما انتهت المعركة فُقد الولد بعد غروب الشمس وكانت الهزيمة على عبيد وجماعته، فقال: لا أترك خوينا، فقالوا: كيف ترجع لعدوك عقب هذه الإصابات والهزيمة؟ فقال سأخاطر بنفسي فاجتمعوا عليه وحجزوه عن المغامرة إلا أنه سرق نفسه آخر الليل وألفى على أعدائه بني حسين متنكرًا كأنه ضيف ووجدهم يحلبون إبلهم فدخل بينهم وشرب من اللبن لأن الشرب والأكل ورد السلام يؤمن المستجير ووجد الغلام مكتَّفًا على ظهر بعير فلما بدأوا ينزلون طرد البعير الذي كتف عليه رفيقه ليهرب به إلى بيت أصحابه فلحقه رجل من بني حسين بصربه فتناول ابن هدلان سكينًا وقتل الحسيني ثم لجأ إلى صاحب البيت وهو ابن (مرشد) شيخ بني حسين، وكان هذا أمرًا صعبًا على صاحب البيت؛ لأن اللاجئ إليه عدوه وقاتل ابن عمه وقد أكل من طعامه واستجار به إلا أن العوارف (قضاة البدو) حكموا بقتل ابن هدلان وأنه لا حقَّ له في الجوار، فما كان من ابن مرشد صاحب البيت إلا أن أثر على قومه وطلبهم حق المجوره بأن تمنح ثلاثة الأيام المهربات وزيادة يوم فزوَّده هو ورفيقه الأسير وهربهما وجعلهما في جواره وكفالته مدة ثلاث الليالي المهربات حتى نجَّاهم الله، فقال
(1)
من القائل للأستاذ عبد الله بن خميس ج 1.
ابن هدلان الزعبي بهذه المناسبة يصف الواقعة ويثني على ابن مرشد شيخ بني حسين:
يقول ابن هدلان ولاني بواحد
…
يباهي بروحه والزمان وطاه
كم سابق فكيت منها حديدها
…
وكم مشعل يوضي عليَّ سناه
حوِّلت منهم ما درى بي رديفي
…
حيل عليهن تضفي العباه
يا ويش عذري لا لفينا من أمه
…
تشق جيب بايح عزاه
من طاوع الأنذال ما أدب العدا
…
ولا ساد رجل ما يتم ارياه
حذفت روحي يوم شفته مكتف
…
اسير حسير في يدين عداه
كني نفيج بينهم أدركوني
…
الطير يهوي والسلق تنحاه
ولحقني منهم صبرمي وحيفه
…
وحيف فرخ شايف عشاه
رديت له بحويرتي وريعه
…
بين الثنادي حوِّلت بشواه
وزبنت بيت ما يقوَّد زبينه
…
بيت الندا من لاذ به حماه
بيت (ابن مرشد) يوم جوني قهرهم
…
قهرة قطيع وارد مظماه
مثل البليهي يوم توحي قصيفه
…
سيفه شقير ورافع يمناه
صبور على عسر الليالي ومرَّها
…
راسه صعب وأقسى من الصفاه
أربع ليال موجلات عطانا
…
علم بداه الفارس المدلاه
ركبنا على جيش من الهجن حايل
…
لا خايلت فزَّت تقول قطاه
لين التفت وشفت زول تبين
…
كما الخرب لي شاف العقاب قضاه
من ذلتي طلابتي يلحقونني
…
يبون ثار طالبين قضاه
(1)
إلى غير ذلك من القصص التي تشهد بمحافظة بني حسين على الجوار، ومن أسر بني حسين في نجد أسرًا كثيرة جدًّا، فكل الذين في نجد من الأسر التي تنسب إلى الأشراف فهم من بني حسين، آل نوفل في الفيضة في السر وآل حسين في المفيجر
(1)
قصة مشهورة ذكرها منديل الفهيد في قصصه ونقلها عنه أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري في كتابه ديوان الشعر العامي بلهجة أهل نجد ج 3.
والحريق، وآل حامد في سبح الأفلاج، وآل محمود في الرياض وقطر إلى غير ذلك من الأسر، أما شعراؤهم فمن أشهرهم ومان الحسيني المذكور آنفًا، ونويديس الحسيني وصلبوخ بن وادي ومن شيوخهم في هذا الوقت عبد الله بن خلف المرشد، ومحمد الجعيب.
(و) آل كثير:
وهؤلاء هم الفخذ السادس من أفخاذ البطون ولهم علاقة قوية مع شيوخ الظفير حيث إن أكثر شيوخ الظفير أخوالهم آل كثير وهذا ما يؤيد علاقة الظفير القوية بالقبيلة الأم (بني لام) بل إنّ لبني كثير هؤلاء فخرًا أشما، حيث إن امرأة الإمام محمد بن سعود رحمه الله التي آزرته وحثَّته على مناصرة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله والتي وصفها المؤرخون بالعقل والدين والمعرفة هي موضي بنت أبي وطبان من آل كثير من بني لام
(1)
ولقد كان لبني كثير في أول وقتهم معارك شهيرة في نجد:
(أ) سنة 871 هـ أغارت عَنَزة على آل كثير وسُبيع في أسفل سدير وأخذت لهم إبلًا كثيرة ففزعوا عليهم ولحقوهم وحصل بينهم قتال شديد واستنقذوا إبلهم
(2)
.
(ب) سنة 779 هـ أخذ آل كثير والعوازم وزعب قافلة كبيرة لأهل نجد على اللصافة
(3)
وهي خارجة من البصرة وفيها من الأموال شيء كثير.
(ب) سنة 883 هـ تناوخ سُبيع وآل كثير على ضرما
(4)
وصارت الدائرة على آل كثير
(5)
.
(د) سنة 885 هـ أخذ آل كثير قافلة لعَنَزة في الوشم
(6)
.
(1)
تعليقًا للشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ على عنوان المجد طبعة دارة الملك عبد العزيز ج 1 ص 41.
(2)
تحفة المشتاق لابن بسام.
(3)
اللصافة من بلاد مُطَيْر في الصمَّان حاليًا.
(4)
ضرما: مدينه صغيره تقع غربي الرياض حوالي 80 كم.
(5)
تحفة المشتاق لابن بسام.
(6)
تحفة المشتاق لابن بسام.
(هـ) سنة 891 هـ أغارت سُبيع على أهل العيينة وأخذوا أغنامهم فاستنجد أهل العيينة بآل كثير وصبحوهم على العمَّارية وحصل بينهم قتال شديد وصارت الهزيمة على سُبيع
(1)
.
(و) سنة 901 هـ أغار آل كثير على أهل حرمة وأخذوا أغنامهم وراحوا معهم برعاة الغنم خوفًا من سرعة الطلب وكان هناك حطَّاب رآهم حين أخذوا الغنم فأخبر أهل البلد، وكان في البلد غزو من عَنَزة فاستنجد بهم أهل حرمة وفزعوا هم والغزو فلحقوا أغنامهم واستنقذوها وأخذ عَنَزة غالب جيش آل كثير وقتلوا منهم أربعة رجال
(2)
.
(ز) سنة 919 هـ صبَّح عَنَزة آل نبهان من آل كثير في حاير المجمعة وأخذوهم وقتل من الفريقين عدة رجال
(3)
.
(ح) سنة 937 هـ أغار آل نبهان من آل كثير على أهل العيينة وأخذوا أغنامهم ففزَّع عليهم أهل العيينة ولحقوهم في (الحبسية)
(4)
وحصل بينهم رمي بالبنادق من بعيد فقتل ثنيان بن جاسر شيخ آل نبهان
(5)
.
(ط) سنة 939 هـ أخذ آل مغيرة وآل كثير قافلة لأهل الخرج خارجة من الإحساء بالقرب من الخرج وفيها من الأموال والأمتعة شيء كثير
(6)
.
(ي) سنة 950 هـ صبح أهل العيينة آل نبهان من آل كثير على (عقربا)
(7)
وأخذوهم وكانوا قد أكثروا الغارات عليهم
(8)
.
(1)
تحفة المشتاق لابن بسام.
(2)
تحفة المشتاق لابن بسام.
(3)
تحفة المشتاق لابن بسام.
(4)
الحيسية إحدى الشعاب التي تنحدر من جبال طريق قريبًا من بلدة سدوس.
(5)
تحفة المشتاق.
(6)
تحفة المشتاق.
(7)
عقربا: هي بلدة تقع بالقرب من بلدة الجبيلة باليمامة وهي التي وقع الحرب فيها بين الصحابة رضي الله عنهم وبين جنود مسيلمة الكذاب.
(8)
تحفة المشتاق.
(ك) سنة 967 هـ تناوخ الدواسر وآل مغيرة وآل كثير في العرمة أيام الربيع ومع آل مغيرة وآل كثير سُبيع وأقاموا في مناخهم نحو خمسة عشر يومًا يراوحون القتال ويغادونه طرادًا على الخيل، ثم إنهم مشى بعضهم على بعض وحصل بينهم قتال شديد وصارت الهزيمة على الدواسر وغنم منهم آل مغيرة وأتباعهم غنائم كثيرة وقتل من الفريقين عدة رجال
(1)
، إلى غير ذلك من المعارك التي تؤيد قوة هذا الفخذ سابقًا والذي لم يبق منه إلا بيوتًا قليلة مع الظفير الآن.
البطن الثاني من أقسام قبيلة الظفير (الصمدة):
هذا هو القسم الثاني والكبير من أقسام قبيلة الظفير، وهذا القسم مشيخة الكافة فيه لآل (أبا ذراع - آل غاف) وهو شوكة الظفير، والنسبة إليه (صميدي) ولقد كان لهذا القسم معارك خاصة به دون باقي قبيلة الظفير نرى ذلك من الآتي:
(أ) ذكر الشريف العصامي في كتابه سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي ما نصه:
في يوم الثلاثاء الحادي عشر من شعبان من سنة 1080 هـ ورد خبر وقعة مولانا السيد حمود مع ظفير القبيلة المعروفة بنجد، وسبب وقعة ظفير أنه انضم إلى جهامة مولانا السيد حمود قبيلة من ظفير يقال لهم (الصمدة) ثم انضم إليه شيخهم الأكبر مع جماعته الأدنين وعصبته الأقوين وكان محبًّا للسيد حمود بمنزلة العين للإنسان والإنسان للعين وهو ذو شهامة وصرامة، يعرف بابن مرشد سلامة، فوقع من جماعته جُرم اقتضى أن يؤاخذوا بما هو المعتاد للنموي
(2)
علهم في مثله وهو أخذ الشعثاء والنعامة وهي (خيار أوائل الأباعر وخيار تواليها) فلم يرضوا بذلك وقالوا هو جور وحيف وليس عندنا دون ذلك إلا حد السيف، فأشار سلامة المذكور إلى مولانا السيد حمود وقال له: اربطني ولست في ذلك بملام فوالله لتأخذن ما تريد على التمام، فقال: كلا والله لا أربطنك ونخوة آبائي الكرام، فذهب سلامه إلى قومه وقد تهيأوا للقتال والنضال، وتهيأ كذلك مولانا السيد حمود ومن معه من بني عمِّه ومن الصمدة وعدوان، فانخزلت الطائفة من الصمدة وولت ناجيه)
(3)
.
(1)
تحفة المشتاق.
(2)
النموي نسبة للضريبة التي يأخذها الشريف أبي نمي.
(3)
سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي لعبد الملك بن حسين العصامي المكي ج 4.
(ب) يستعين بهم العنقري في حربه ضد أهل أثيثية يقول ابن بسام
(1)
: (سنة 1119 هـ
سار بداح بن بشر بن ناصر بن إبراهيم بن خنيفر العنقري أمير بلد ثرمداء ومعه الصمدة من الظفير وتوجهوا لحرب أهل أثيثية فخرجوا أهلها وحصل بينهم قتال قتل فيه من أهل أثيثية خلق كثير).
(ج) استعانة دهام بن دواس بهم على أهل منفوحة
(2)
يقول ابن عيسى: (سنة 1159 هـ سطا دهام بن دواس في منفوحة ومعه الصمدة من الظفير وحصل بينه وبين أهل منفوحة قتال قتل فيه عدة رجال من الفريقين ورجع إلى الرياض)
(3)
.
(د) تصادمهم مع أمير ضرمى، يقول ابن غنام
(4)
في تاريخه: (سنة 1170 هـ غزا المسلمون
(5)
ناحية الوشم وأميرهم محمد بن عبد الله أمير بلدة (ضرما) فصادفوا في طريقهم جنودًا كثيرين (للصمدة من الظفير) فانهزم محمد بن عبد الله وأسر من جماعته نفرًا افتدوا أنفسهم بعد ذلك من الأسر).
(هـ) وقعة مبايض المشهورة وذلك حينما اجتمعوا على دهام أبا ذراع واشترك معهم محسن بن حلَّاف وقبيلته السعيد والجميع سبعة آلاف فخرج عليهم الإمام سعود ابن عبد العزيز بن محمد بجنوده وحصل بينه وبينهم قتال شديد قُتل فيه من الفريقين رجال عديدين منهم دهَّام أبا ذراع وثواب بن حلَّاف وأخذ منهم سعود من الأغنام سبعة عشر ألفا، ومن الإبل خمسة آلاف ومن الخيل خمسة عشر فرسًا). ابن بشر ج 1 ص 145.
إلى غير ذلك من المعارك التي تدلُّ على قدَم الصمدة في الظفير وكثرتهم وقد باتت الصمدة على هذه الحالة بأقسامها السبعة الذَرعان - المعاليم - الجواسم - العريف - العسكر - العلجانات - المعادين حتى إذا جاء خلاف بين ابن صويط وأبا ذراع، وذلك بعد أن طلب ابن صويط فرسًا شهيرة لأحد أفراد العريف، فأبى ذلك الرجل واستجار
(1)
تحفة المشتاق - ثرمداء وأثيثية بلدتان متجاورتان في أعلى الوشم في وسط نجد.
(2)
منفوحة: بلدة قديمة وهي بلاد الشاعر المشهور الأعشى وقد أصبحت الآن حيا من أحياء مدينة الرياض.
(3)
تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد للشيخ إبراهيم صالح بن عيسى وكذا ذكرها الفاخري.
(4)
تاريخ ابن غنام ج 1.
(5)
هذه العبارة من شطحات المؤرخ وإلا فإن المسلمين واحد ولو قصروا في الواجبات.
بابن زيدان شيخ فخ العسكر فكونوا العريف والعسكر والعلجانات حلفًا سمُّوه (المحَلَف) وكادت أن تقوم حربًا بين أفخاذ الظفير ولكنهم اصطلحوا قبل ذلك فأصبحت الصمدة أخيرًا هم - الذرعان - المعاليم - الجواسم - المعادين إلا إذا أتت حربًا خارجية فإنهم يلتفون على بعضهم وتشملهم الصمدة وإليك الكلام مفصَّلًا عن أفخاذ الصمدة:
(أ) الذرعان والنسبة إليهم (ذراعي) ونخوتم (راعي الحردا عريمي) والحردا ناقة أخذت من الذرعان عند العرمة يوم أن كانوا في نجد وهي لجارتهم فتحاموها حتى ردُّوها وأصبحت هي نخوتهم منذ ذلك الوقت وهم ينقسمون إلى:
1] الغاف
(1)
وهم الشيوخ في الذرعان خاصة وفي الصمدة عامة، كما أنه مشى العرف بين الظفير أن الفصل في قضايا المقلِّدات (الخيل والنساء) لأبا ذراع، كما مشى العرف أيضًا أن إعطاء الذبيحة يوم كان في الوقت الماضي لا تعطى الذبيحة إلا لمن يستحق من المشايخ الكبار مشى العرف بين الظفير أن إعطاء الذبيحة
(2)
لثلاثة - ابن صويط - وأبا ذراع - والمعلوم شيخ المعاليم - ولقد عرف آل غاف بميزات كثيرة منها حفظ الجوار وعدم إخفاء الطريفة عن الجار مهما كانت الحالة وهم أهل إنفة وشيمة بل إن آل غاف (آل أبا ذراع) يقودون الظفير ويتقدمون بهم إلى حرب أعداء الظفير، بل إن من عظم شأنهم كان أمراء المدينة المنورة في القرن العاشر الهجري يعطونهم مرتبات وعطايا جزيلة فإذا منعوا هذه المرتبات أوقد آل أبي ذراع مع الظفير حربًا شعواء حتى تُردُّ إليهم مرتباتهم، نجد ذلك واضحًا فيما ذكره العصامي حيث ذكر في أحداث عام 963 هـ أنه (من عادة أمراء المدينة السابقين يسلمون لبني عمهم من السادات بني الحسين ولعربان عَنَزة وظفير ونجوهم مواجب ومرتبات من الأموال الجزيلة والحبوب والأقمشة الجليلة فمنعهم من ذلك الأمير مانع الحسيني أمير المدينة المنورة استخفافًا بهم وعدم مبالاة، فجمع كل من الطوائف المذكورة جماعته وحضر معهم، حتى قال: وأما طائفة العربان
(1)
يذكر آل غاف أنهم من الأشراف.
(2)
الذبيحة: كانت القبائل لا تسمح لأحد أن يجاوز أراضيها إلا بعد أن يقدم ذبيحة للشيوخ الكبار في القبيلة، وكذا عادة الظفير، وقد قيل أن الذبيحة أيضًا لا تذبح إلا لأحد هؤلاء الثلاثة.
فمقدمهم الشيخ المعروف بأبي ذراع وغيره من أكابرهم) إلى أن قال: (ثم إنهم أحاطوا بركب الحاج المدني فكان موقفًا شنيعًا ومنظرًا قبيحًا وقع فيه قتل وسلب وطعن وضرب، حتى قال (ثم انفصلوا بعد أن التزم لهم القاضي وشيخ الحرم المذكوران بحصول مواجبهم وعاداتهم
(1)
بل أن الظفير عند ملاقاة الأعداء ينتخون بأولاد حسن) نسبة إلى حسن أبا ذراع، وسبب تسميتهم بهذا الاسم؛ لأن جدَّهم حسن وُلد في كلتا ذراعيه طولًا مفرطًا.
ومن أقسام الذرعا:
(ب) الوسَّامة: ووسمهم الغزل على الرقبة وراء الأذن وكبيرهم ابن نيف.
(ج) الروابع وشيخهم ابن نازل، ومن أقسامهم السويلم وشيخهم البريكي ووسمهم الهجار والمطارق على الفخذ ومطرق على الكلوه، ومن هؤلاء الفارس الشهير سلطان بن سويلم المقتول عام 1121 هـ، يقول الشيخ محمد بن عبَّاد (في سنة 1131 هـ قتلوا أهل رغبة سلطان بن سويلم من عرب أبا ذراع)
(2)
ومن أقسام الذرعان كبيرهم الرويتع ووسمهم المطارق على مقص الرقبة والخشم مطرقين، ومن أقسام الذرعان أيضًا:
(د) المحمرة كبيرهم ابن ضهاج، وهؤلاء مشهورون بالكثرة سابقًا حتى أنهم قد جرت عليهم وقعة خاصة وذلك مع الإمام عبد العزيز بن محمد حيث قد ذكر ابن غنام في عام 1184 هـ أن عبد العزيز بن محمد غزا بجنوده يريد آل ظفير فأغار على (المحمرة فقاتلهم هناك وقتل منهم رجالًا وأخذ منهم إبلًا)
(3)
، بل هم الذين عناهم الشاعر الشيخ مشعان بن هذال في قصيدته المسماة الشيخة:
أبا ذراع أضحى مقيم على الدار
…
وقطع الطرش المحمره والمسامير
(1)
العصامي: سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي الجزء الرابع.
(2)
محمد بن عباد المتوفي 1179 هـ مخطوط.
(3)
من معلومات بالفاكس أرسل بها اليَّ الشيخ معجون بن الحميدي أبا ذراع شيخ الصمدة عامة وقد ذكر ذلك ابن بشر في تاريخه ج 1 ص 115.
ومن موارد الذرعان - القصير - تقيِّد - الرخيمية - دوران يشاركون فيه المسامير - الشبرم، ومن مشاهير الذرعان ما يلى:
1 -
تأليف أبا ذراع وهو الذي رأس الظفير بالاشتراك مع مانع بن صويط في حربهم مع عَنَزة على الضلفعة عام 854 هـ
(1)
.
2 -
ماجد بن كنعان قُتل في هذه الحرب عام 854 هـ
(2)
.
3 -
سلطان بن سويلم من السويلم قُتل عام 1131 هـ
(3)
.
4 -
دهَّام أبا ذراع قاد الصمدة في حرب مبايض عام 1195 هـ
(4)
.
5 -
جازع أبا ذراع وهو من الدهاة الشعراء عاش حوالي عام 1250 هـ.
6 -
مجزع أبا ذراع عاش حوالي عام 1270 هـ.
7 -
ظاهر أبا ذراع أخو سلمى.
8 -
لزام بن ظاهر أبا ذراع وهو من أكبر دهاة الظفير وحكمائهم وهو شاعر منطيق فمن حداثة قوله:
عاشت يمينك يا ولد
…
شوايعك جتنا بعيد
هذه مراكيض الولد
…
ما يضرب إلا بالوريد
كما من حداءه على الخيل قوله:
أبو عجاجه وش بلاك
…
صارت براسك رابعه
أكوان ستة مطبقات
…
وبعد عليك السابعة
وهو الذي عناه الشاعر الذي جعل شعرًا على لسان (كلاوه حينما نزلها فيصل الدويش فأخذت تتنخى بزعماء الظفير، قالت:
فيصل نزلني واستراح
…
يا من يخبرني علي
وحمود هو طير الفلاح
…
لزام يا تالي هلي
(1)
من معلومات للشيخ حوري أبا ذراع، الضلفعة تقع إلى الشمال الغربي من بريده 28 كم.
(2)
ابن بسام في تحفة المشتاق.
(3)
محمد بن عباد مخطوط.
(4)
ابن بشر ج 1 ص 145.
10 -
معجون بن الحميدي أبا ذراع وهو شيخ الصمده حاليًا ويسكن دولة الكويت كما أن من شعراء الذرعا:
بدري العيزار، وحسين بن ناشي أبا ذراع، وجاذع أبا ذراع، كما أن من الذرعان - ماجد بن تركي بن مرعيد الذي حالف الجمالين من بني عمر من سُبيع، ودخل مع الملك عبد العزيز من ضمن الستين الذين فتحوا الرياض مع الملك عبد العزيز.
القسم الثاني من البطن الثاني (المعاليم):
ومفردها (معلومي) ونخوتهم (هل الريشا) أو في بعض الأحيان (عيال المزايدة) وهم ينقسمون إلى 1 - النوابت. 2 - الجابر ومنهم البريكي الذي هو شيخ للمعاليم الآن بعد وفاة شيخهم المعلوم وانقطاع نسله (*) 3 - الجببة. 4 - الصرمان وأكثرهم موجود في دولة الكويت حاليًا، وقد كان شيخهم (المعلوم من الذين يشار إليهم بالبنان في الظفير حتى توفي رحمه الله ولشهرته فقد أرَّخ المورخون وفاته، فلقد ذكر الفاخري ذلك وقال سنة 1097 هـ قتله المعلوم
(1)
، كما ذكر ذلك ابن ربيعة في تاريخه وقال سنة 1097 هـ قتله المعلوم، ولقد اشتهر منهم أناس كثيرون منهم الفارس المقدام حسين بن قار المعلومي، فلقد ذكر ابن بشر في تاريخه
(2)
(سنة 1180 هـ وهو أن الإمام عبد العزيز بن محمد لما رجع من غزوة الصحن التي بثرمداء صادف في طريقه غزو ابن دوَّاس فقتل منهم عدة رجال منهم: حسين بن قار المعلومي) ولا زال فخذ المعاليم فخذًا مهمًّا من أفخاذ الصمدة من الظفير مشتهرًا بالشجاعة والفروسية، ولقد اشتهر من شعرائهم في الوقت الحاضر سعود الطرقي، ولقد قرأت وسمعت له قصائد كثيرة أعجبتني قوتها وجزالة ألفاظها وسأذكر قصيدة له مع شعراء الظفير، كما كان من المشهورين من المعاليم في الوقت الحاضر بلادي معزِّي عويد الظفيري رحمه الله الذي حضرت مجلسه كثيرًا في الجهراء بدولة الكويت ورأيته مكتظًا بالضيوف ما بين شاعر وراوية ورأيته محبوبًا عند جماعته، ولقد توفي رحمه الله في أوائل عام 1412 هـ رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
(*) الصحيح أنه لم ينقطع نسله وذلك برواية المعاليم وله بقايا حتى الآن.
(1)
الأخبار النجدية لمحمد بن عمر الفاخري تحقيق الدكتور عبد الله الشبل.
(2)
ابن بشر عنوان المجد في تاريخ نجد ج 1 ص 101 - طبعة دارة الملك عبد العزيز.
القسم الثالث من البطن الثاني (القواسم):
وينطقونها الظفير الجواسم، ومفردها والنسبة إليها (قاسمي) ونخوتهم (إخوان صبحا عيال طمَّاح) وقد اختلف ما هي صبحا التي ينتخي بها القواسم، فقول يقول أنها قارة صبحا الموجودة قريبًا من مدينة (القويعية) وقول يقول أنها ناقة طلبها الشريف فرفض ذلك القواسم وانتخوا بها ولكنني أميل إلى أنها هي جبل صبحا المعروف قديمًا بيذبل بدليل معركة للظفير وقعت حول هذا الجبل، وشيوخ القواسم هم (العفيصان)
(1)
والقواسم من أكبر أفخاذ الظفير عامة والصمدة خاصة وهم من أهل النخوة والنجدة وخاصة في الدفاع عن البيوت، ولقد جرت لهم وقعات في نجد منها ما ذكره محمد بن عمر الفاخري في تاريخه حيث قال (في سنة 1130 هـ أخذ ابن صويط ابن غبين
(2)
وابن عفيصان الصمدة).
ولقد ذكر هذه المعركة أيضًا المؤرخ ابن ربيعة إلا أنه جعل ابن عفيصان قبل ابن غبين، كما أن من معاركهم القديمة ما ذكره ابن غنام في تاريخه عام 1209 هـ حيث قال (في هذه السنة سار سعود بن عبد العزيز بالمسلمين
(3)
يريد غز أعراب الشمال، فأغار على القواسم - وهم عرب من آل ظفير وكبيرهم ابن عفيصان وكانوا مجتمعين في أرض (الحجرة) فلما باغتهم لم يستطيعوا الثبات إلا قليلًا ثم ولَّوا منهزمين، وأخذ المسلمون أغنامهم وإبلهم نحو 1500 بعير) ولقد عرف القواسم بالثبات عند اللقاء وذلك يظهر جليًّا في معركة تعرف عند الظفير ب (القصير) حينما غزا ابن شقير الدويش على الظفير في وقت مشيخة حمود بن صويط عام 1342 هـ ولم يكن متواجدًا إلا الصويط والقواسم ومن معهم من الظفير، فأبلى القواسم بلاءً حسنًا، حتى قتل أكثر غزو الإخوان وقد حدَّد ذلك ب 330 رجلًا إن صحت الرواية وهم ينقسمون إلى أقسام منها:
(أ) العفيصان وهم الشيوخ ووسمهم حلاق ثلاث والمطرق وراهن على الفخذ.
(ب) الخشيبة ووسمهم قروم على الخشم وقرم تحت الأذن ومنهم: صقر راعي ربدا
(1)
هؤلاء غير آل عفيصان الأسرة الشهيرة التي منها أمراء بلدة السلمية بالخرج.
(2)
ابن غبين من مشايخ الفدعان من عَنَزة.
(3)
هذه شطحة من شطحات المؤرخ وإلا فإن المسلمين سواسية وإن اختلفوا في بعض الفروع أو تركوا واجبًا جهلًا منهم.
الفارس الشهير وهو كما يقول القواسم هو الذي انتخى بصبحا فصارت نخوة للقواسم.
(ج) الثاري ووسمهم محجان على الفخذ ومخناق على الرقبة وشاهد تحت العين وشلقه من يمين.
(د) الرِّشيد.
(هـ) الخميِّس.
(و) الكريِّع.
(ز) الطَّحيِّنة.
(ع) المسامير وهم قسم كبير ويرأسهم ابن شعفان وهم فخذ قديم في القواسم حيث قال مشعان بن هذَّال في قصيدته المسماة (الشيخة):
أبا ذراع أضحى مقيم على الدار
…
وقطع الطرش المحمرة والمسامير
ومن الناس من يجعل المعادين فخذًا من القواسم نظرًا لارتباطهم أخيرًا بالقواسم، ولكني جعلتهم فخذًا مستقلًّا سأتكلم عنه في حينه، ومن مشاهير القواسم:
1 -
هجاد بن عفيصان.
2 -
شبرم بن عفيصان.
3 -
ركاد بن عفيصان.
4 -
تأليف بن شبرم بن عفيصان وهو شيخ القواسم حاليًا، وقد عرف بالكرم وسعة الجاه فكم من سجين قد يئس منه أهله فأطلقه بجاهه، وكم من متحمِّل لدم أطلقه بجاهه.
5 -
ومن فرسانهم محمد عكلو، وصقر الخشيبي راعي ربدا.
6 -
من مشاهير القواسم من المسامير سلمان الخيف الذي عُدّ بين الظفير عن أربعين فارسًا بل إن من المسامير خاصة أربعين فارسًا.
7 -
ومن مشاهير القواسم في الرواية ومعرفة التاريخ وأنساب القبائل وأعرافها (عواد الفكر).
8 -
كما أن من مشاهير القواسم في الرواية ومعرفة البلدان والأنساب ومن كرمائهم (صيَّاح بن رغوان) وهو من الثاري إلى غير ذلك من مشاهيرهم.
أما شعراء القواسم فمنهم بل من أشهر شعراء الظفير سند الحشار ومن شعرائهم فارس أبا جريد، وشارع دبوس أبا جريد، وحريبي مزلوه، وعذيفان بن مجدل، وفالح عابر جدعان، وخلف الجيش، كما أن من شعرائهم الشاعر شباط بن عبد الرحمن بن مسمار الظفيري وهو من كبار شعراء الظفير في الوقت الحالي بل إني أعتبره هو شاعر قبيلة الظفير في هذا الوقت، وقد جلست معه جلسات كثيرة في زيارته للمملكة العربية السعودية وفي بيته في الجهراء بدولة الكويت فوجدت فيه صدق النيَّة وصفاء القلب، ووجدت فيه صفات الشاعر الحق فلا يمدح إلا من يستحق ولا يذمُّ من يبغض، كما أنه لا يستجدي بالشعر أحدًا.
كما أن من شعراء القواسم ومشاهيرهم من أهل الكويت القدامى الشاعر ناصر فهيد الفراج الظفيري الذي ولد في الكويت سنة 1320 هـ/ 1900 م وتوفي 1398 هـ / 1978 م، ولقد اشترك في معارك كثيرة في دولة الكويت وهو الذي مدحه الشاعر
(1)
تويم الدوَّاي العازمي بقصيدة منها:
أنا اللي من جيت ناصر تقهويت
…
من دلة ماهوب يثني سريبه
اللي يهليبي إلى أقبلت واقفيت
…
عساه عند الله قوي نصيبه
ولقد بقي من القواسم في نجد أسرة كبيرة في القصيم هم آل عمرو يسكنون عنيزة ومنهم آل سلطان في البكيرية وآل منصور في رياض الخبراء والبكيرية، وآل مزيد في عنيزة وبريدة
(2)
، وآل عامر في عنيزة، ولقد اشتهر منهم رجال كثيرون منهم الشيخ عبد الله بن علي بن عمرو الذي قُتل سنة 1324 هـ له وفد ولد هذا العالم في الخبراء عام
(1)
الذكريات الخالدة/ شباط الظفيري.
(2)
علماء نجد خلال ستة قرون للشيخ عبد الله بن بسام.
1287 هـ ونشأ نشأة حسنة وقرأ القرآن وحفظه تجويدًا ثم حفظه عن ظهر قلب وشرع في طلب العلم فرحل إلى القصيم وقرأ على علمائها وأقام زمنًا في بريدة وتفقه على علمائها وسافر إلى الشام وسكن حلب وأخذ عن علمائها ثم عاد إلى نجد، وفي سنة 1322 هـ جاور في مكة ولازم المسجد الحرام إلى أن قُتل عام 1324 هـ عفا الله عنه)
(1)
.
كما أن من مشاهير آل عمرو الفريق أول محمد بن عبد الله العمرو رئيس السلك العسكري في الحرب الوطني السعودي، ومن مشاهيرهم أيضًا الشيخ سليمان بن عبد الله العمرو رئيس محاكم مكة المكرمة إلى غير هؤلاء، فإن أسرة آل عمرو أسرة كبيرة في القصيم لو أردت أن أتوسع في تاريخها ومشاهيرها لاحتاج ذلك إلى مجلد.
(1)
روضة الناظرين عن مآثر علماء نجد وحوادث السنين لمحمد بن عثمان القاضي.
القسم الرابع من البطن الثاني (العريف)
وهم يكونون مع فخذ العسكر والعلجانات قسمًا من الظفير يسمى (المحلف) والعريف النسبة إليهم (عريفي) ونخوتهم أولاد علي، نسبة إلى جدهم علي بن محمد ووسمهم الباب هكذا على الفخذ من يمين، ومشيختهم سابقًا في ابن عاشور، وكان آخر آل عاشور مشيخة جطلي وكان نسله بنتان، فأبوا آل عاشور أن يزوجوهما فهربتا البنتان، فأحدهما ذهبت إلى آل أبو ثنين من شيوخ بني عمر من سُبيع وتزوجت منهم، والثانية ذهبت إلى آل بكر من شيوخ السويلمات من الدهامشة من عنزة وتزوجت منهم، وهكذا انقطع نسل آل عاشور وانتهت مشيختهم، فأخذ المشيخة العصلب من ذلك الوقت وأصبح شيخًا للعريف، وقد عرف العريف من قديم بلين الجانب وطيب العشرة وصفاء القلب، كما أن ضعيفهم لا يُهضم في لفقر أو حاجة، فإذا لمَّت به ضائقة مالية، اجتمع العريف وتبرعوا له حتى يقيمون ضعفه، ولا زالت هذه عادتهم وهذا دأبهم، كما عرفوا من بين القبائل أنهم إذا أخذت إبلهم أنهم يستردونها حتى ولو أدى ذلك إلى موت أكثرهم كما يتضح ذلك من سالفة - الشفايا - الرميلة - التي سنذكرها في حينها، وهم ينقسمون إلى قسمين كبيرين:
1 -
الهلال ومنهم ابن عاشور شيخ العريف السابق وينقسمون إلى:
(أ) آل رفغ.
(ب) النويصر.
(ج) العصالبة وفيهم الشيخة إلى الآن والشيخ حاليًا للعريف هو عبد الله بن نحيطر العصلب.
2 -
الطراد وينقسمون إلى.
(أ) العجل.
(ب) الشعلان ووسمهم ثلاث مطارق على الرقبة من يمين.
(ج) القعيس.
وهؤلاء مشيختهم في آل درعه.
ومن أشهر موارد العريف (نصاب) مركز حدود من مراكز المملكة الشمالية، ومن وقعات العريف المشهورة ما تسمى بوقعة (الرميلة) وذلك حينما غزاهم ابن هذَّال شيخ عَنَزة بتسعمائة وتسعة وتسعين فارسًا وأعان الله العريف عليه وهزموه حيث قتلوا كثيرًا من عنزة الغازين ومنهم سبعة عقداء منهم ابن هذَّال المذكور، وسميت هذه الغزوة عند الظفير بذبحة العقداء، فقال فيها الشاعر زعَّال بن راعج القطينان العريفي قصيدة يصوِّر فيها المعركة وما جرى فيها:
قمت أصبِّح للرميله مع قطينه
…
واجهل
(1)
اللِّي ينزلون الخوف دومي
لا بتي ريف الطيوح اللِّي سمينه
…
لين تأتي مرتعه روس الخرومي
من يجيها بالمكنزي
(2)
حامسينه
…
مشبعين الذيب وطيور تحومي
كم دلال ونجرهن ما أحلى دنينه
…
صفقوهن يوم سمعوا بالعلومي
وكم عقيد من شبابه قاطعينه
…
من مضارب ربعنا دوك مخدومي
وكم هنوف فاختت شوفة خدينه
…
دوك تطرخ شوشته حامي السمومي
ولمَّا سمع بذلك أخيه الشاعر سعد بن راعج القطينان فكأنه تقال هذه القصيدة في وصف المعركة فقال:
فر قلبي فر لولاب المكينه
…
ارتكي شغَّالها وقط الهدومي
قمت أصبِّح للرميله مع قطينه
…
قمت أصبِّح وأجهل الجذعان وأومي
جتنا قوم مثل مزغول الشنينه
…
عزَّلت صابورها مثل الغيومي
ركبوا الجذعان وصفَّقُوه بحينه
…
مشبعين الضبعة العرجا لزومي
كم عجوز فاختت شوفة جنينه
…
تنشد الذلَّان وقامت لك تلومي
وكم غلام عفيته والله يمينه
…
أودع الويوان تآكل بالرشومي
أودعه ختلان توطاه بيدينه
…
العوض في سابقه حمرا ردومي
(1)
أجهل: بمعنى أنخي على لهجة الظفير.
(2)
المكنزي: البنادق.
ثم بعد ذلك طرب زعَّال بن راعج وقال سأقول قصيدة أحسن من ذلك ثم قال:
بادي المعتلي هرجٍ ثبات
…
وانتحمّد ربنا جزل العطيَّه
شيب عيني ما كثر اليوم الرماة
…
والمكنزي يشتغل مع كل فيَّه
جانا ابن هذَّال بجموع غزاة
…
حال دون البل واهلها في كميَّه
اذكر الله وإن تناخو (بعلوان)
(1)
…
يوم لحقوا سطرة صفِّ سويَّه
ما يردون السُّلَمي كود الغواة
…
كم عجوز قاطعينه من صبيَّه
مطلفح حبلنز وقبقب بالعباة
…
ما حلا زوله على راس الشويَّه
والقصيدة أطول من هذا، وهذه المعركة وقعت عام 1344 هـ
(2)
.
ومن معارك العريف التي برزوا فيها (ليلة جرجب) وهي معركة دارت بين الظفير ومعهم الطائيون والقيسيون والأزيديون.
حيث كان نصيب العريف في الأزيديين (عبادة الشيطان) فنصر الله العريف على عبادة الشيطان وهزموهم هزيمة نكراء حيث قد جرت المعركة عند جبل (سنجار) وهو الجبل الذي يقع في الحدود العراقية السورية، وبقيت عظام الأزيديين الذين قتلوا في تلك المعركة عدة سنوات شاهدًا لمن يراها
(3)
.
ومن معارك العريف التي بروزا فيها وانتصروا غزوة (الشقايا) وذلك حينما اعتدى الجبلان والهوامل من قبيلة مُطير على إبل العريف، فلحقوهم العريف وحصلت بين الفريقين معركة شرسة قتل فيها من العريف عددًا من الرجال، ولكن مُطّيْر رجعوا كما أتوا بعد أن قُتل من فرسانهم عددًا كثيرًا وبعد أن استرد العريف إبلهم منهم، فرجعت مُطَير معترفةً بالهزيمة وقال شاعرهم قصيدة يحذّر فيها قومه من مُطَيْر بأن لا يحاولوا مُرّة اخرى الاعتداء على إبل العريف فقال:
(1)
بعلوان: نخوة العريف أولاد علي.
(2)
مجلة لغة العرب العراقية ج 4 ص 176.
(3)
من رواية الراوية عنتر الفكر القاسي الظفيري.
هجننا هجِّن بنا صوب الشقايا
…
عقب مطراد العريف الذاهبين
واحدٍ من ربعنا زار المنايا
…
واقتضى له محسن ذرب اليمين
محسن يا شوق برَّاق الثنايا
…
يوم طاحت فاطري بردن يديني
في نهار حام به طير المنايا
…
يوم جونا من يسار ومن يمين
ويوم ملُّونا مثل ملّ الشوايا
…
وذبحونا وأذهبونا الذاهبين
من توجّه يمُّهم ماله عنايا
…
ناقة منهم عساها ما تجيني
لا تجون البل ترا عنده بلايا
…
الحذر ثم الحذر يا السامعين
وهكذا هي صفة الكرام الاعتراف بالحق ولو على أنفسهم ثم ها هي العريف تحافظ على الجوار وتنافح من أجله يدلُّ على ذلك استماتتهم حينما أُخذت إبل جارهم (الغنيمي) حتى استردوها أكثر من مُرّة.
وإنا لنرى مدح من جاورهم من القبائل جليا واضحًا، فمن ذلك ما قاله أحد أفراد قبيلة الدهامشة من عَنَزة وهو (الجعيب) حينما رأى ما يسره منهم:
با راكب اللِّي قافل عقب الأطلاب
…
ركّاب كوره عارفين وقاره
يمَّ (العريف) مدلَّهة جار الأقراب .... سطام العدو بالليل ولَّا نهاره
أقول قول ماضين يم الأجانب
…
ماني شروث
(1)
لسان ولا هي قماره
أمَّا (المهيود)
(2)
من وراهم بمرقاب
…
بعلهّم قت غزير خضاره
الله يبيِّض وجههم والردي خاب
…
تجرة ربح ما صار منهم خساره
أبو (ثريا)
(3)
يوم نجم الردي غاب
…
عوق العديم اللِّي بعينه نماره
أبو كميِّخ
(4)
يوم دافي الحشا شاب
…
أبو كميِّخ شب ناري بداره
إلى غير ذلك من القصص التي تدل على محبة العريف لمن جاورهم ولين جانبهم له، كما هو الموجود عند جميع الظفير.
(1)
شروث لسان: قبيح.
(2)
المهيود أسرة من أسر الهلال من العريف.
(3)
أبو ثريا: محسن بن مهيود.
(4)
أبو كميح: حسين بن مهيود.
ولقد اشتهر من العريف أناس كثيرون منهم:
1 -
صالح العصلب من فرسانهم الأقدمون.
2 -
تميز العصلب من الشيوخ والفرسان.
3 -
نحيطر العصلب.
4 -
راكان بن بادي.
5 -
كريدي بن رجا.
ومن كرماء العريف: (رخيص العصلب).
أما شيخ العريف حاليًا فهو عبد الله بن نحيطر العصلب.
كما أن من شعراء العريف القدامي دعيبيل بن بادي الذي قال قصيدة حينما تفرّق العريف فبعضهم رحل إلى الجزيرة وبعضهم بقي في بادية الظفير وذلك بعد خلافات بينهم فقال دعبيل هذه القصيدة التي اعتبرها من قصائد الحكمة:
متى يجينا الوبل يدرج غديره
…
غدي يجي حي لنا يم سنجار
هذي سوات اللِّي شيوخه كبيره
…
يصبر على غين الليالي والامرار
هذي حياة يا الجعدبي
(1)
مريره
…
يا عاد ما ناخذوا ورا الحق مشوار
وجدي عليهم وجد بيضا غريره
…
جمد عليها خامد الريح بحيار
إن كان ماجونا عبرنا الجزيرة
…
والكل منا يرتكي له على جار
ومن شعراء العريف أيضًا سعيد بن راعج بن قطينان وزعَّال بن راعج بن قطينان وقدمنا قصيدتيهما سابقًا، ومن شعراء العريف هندي بن مطيوي حيث سمعت منه قصيدة في مدح الشيخ عجمي بن صويط رحمه الله ومن شعراء العريف جابر بن مسيط الجعدبي، ومن شعراء العريف الأخ الشاب مطلق زريع الزيَّاد والذي قال قصيدة شهيرة في رثاء الأمير عجمي بن صويط، ومن الأسر التي تنتمي للعريف أسرة الطريفي في القصيم وهي بلاشك أسرة كريمة منجبة والله أعلم.
(1)
الجعدبي من رجال العريف المشهورين كان في ذلك الوقت عقيدًا في بعض قومه.
القسم الخامس من البطن الثاني (العسكر)
وهؤلاء أبناء عواد بن ندي (بن عسكر بن عُقبة من بني لام) ولقد قال المغيري في كتابه (ومن بطون بني لام آل ظفير، ويقال إن آل ظفير من المغيرة، ومن بطونهم الصمدة، وآل عسكر الذين منهم عسكر الخرج)
(1)
ولقد قال ابن الشيخ في تحقيقه لعنوان المجد ج 1 ص 462 (وآل عسكر أهل الخرج من بني لام) يوم أن كانت قبيلة الظفير في نجد كان هؤلاء موجودون في الخرج وذلك منذ القرن العاشر الهجري، وكان منزلهم فيما بين بلدة الضبيعة وبلدة نعجان في الخرج ولهم فيها موارد وعدود، حتى إذا جاء عام 1140 هـ وقعت لهم موقعة على ساقي الخرج يقول ابن بشر
(2)
: (في أول سنة أربعين ومائة وألف وقعة الساقي المشهورة في بلد الخرج، وذلك أن محسن الشريف رئيس مكة وأتباعه من أعراب الحجاز ومعهم عربان عَنَزة وعدوان وغيرهم، وقع الحرب بينهم في هذا الموضع وبين صقر بن حلَّاف رئيس السعيد من آل ظفير وأتباعه، ومعهم حمود بن صالح وابن أخيه كنعان بن محمد بن صالح ومزيد بن حماد بن صالح، وابن خشي ومعهم بنو حسين أشرافهم وعربانهم وأعراب العوازم وغيرهم فحصل قتال بين هؤلاء الجموع وأقاموا على الساقي شهرًا متنازلين، فظهر عليهم على المحمد بن غرير بعسكر كثير فأخذهم وانهزم لآل ظفير سبعون فرسًا وركائب وإبل فاعترضهم محمد بن فارس رئيس بلد منفوحه فأخذهم)
(3)
وكان فخذ آل عسر من المقاتلين مع صقر بن حلَّاف، فبعد هذه المعركة انقسم آل عسكر قسمين - قسم استقر في الخرج وكان بعضهم قد أنشأوا لهم مزارع حول الضبيعة وهؤلاء هم أبناء جبران بن عسكر ثم بعد عدة سنوات غزا عليهم الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود وذلك عام 1189 هـ يقول ابن بشر (ثم دخلت السنة التاسعة والثمانون بعد المائة والألف وفيها غزا عبد العزيز على ناحية الخرج فأغار على أهل الضبيعة القرية المعروفة في الخرج، وأخذ عليهم السارحة وكمن لهم فخرج عليهم أهل البلد وناوشهم القتال فخرج عليهم الكمين، فولوا إلى بلادهم
(1)
الكتاب المنتخب في ذكر قبائل العرب لعبد الرَّحمن بن حمد بن زيد المغيري.
(2)
عنوان المجد في تاريخ نجد للشيخ عثمان بن بشر تحقيق وتعليق عبد الرَّحمن آل الشيخ.
(3)
عنوان المجد في تاريخ نجد للشيخ عثمان بن بشر تحقيق عبد الرَّحمن آل الشيخ طبعة دارة الملك عبد العزيز ج 2، ص 370، 371.
منهزمين واحتصروا فيها، وقتل من أهلها اثنا عشر رجلًا، وقطع عليهم بعض النخيل من بلدهم وقتل من المسلمين ثمانية رجال، منهم فهد بن سليمان)
(1)
فبعد هذه المعركة اتجهوا إلى جنوب الخرج فسكن منهم أناس بلدة نعجان، والقسم الكبير سكن قرية العذار من بلد الدلم عاصمة الخرج في ذلك الوقت وقد أصبحت آل عسكر الآن من أكبر الأسر في منطقة الخرج إذ يتجاوز عدد بيوتهم مائة وأربعين بيتً، وقد رحل منهم أناس إلى بلاد الفرع - حوطة بني تميم - الحلوة عام 1250 هـ - ولازالوا هناك وهم حوالي خمسة عشر بيتًا، أما القسم الثاني من آل عسكر وهم أبناء عمران بن عسكر فرحلوا بعد وقعة ساقي الخرج عام 1140 هـ مع الظفير وكان يرأسهم فوزان بن زيدان المُلقَّب (الدبيجة) وكانت مواردهم قبل رحيل الظفير من نجد هي عالية بلاد المحمل إلى حدود بلاد سدوس والعيينة حتى إذا جاء عام 1158 هـ كان لفخذ آل عسكر هذا الشرف الأشم والفخر الكريم وذلك بأن كان أحد فرسانه وهو (الفُريد) من الحرس المحافظين على الإمام محمد بن عبد الوهاب حينما اتجه من العيينة إلى الدرعية. يقول ابن بشر عن عثمان بن معمَّر (فأمر على فارس عنده يقال له الفريد الظفيري وخيَّاله معه منهم طوالة الحمر وقال لهم اركبوا مع هذا الرجل إلى ما يريد فقال الشيخ: أريد الدرعية فسار الشيخ ومعه الفارسان حتى وصل الدرعية)
(2)
.
ولازال فخذ آل عسكر (عسكر بن عمران) هذا يرد موارد بلاد المحمل ويتربع عليها إلى عام 1173 هـ ففي هذا العام شنَّ الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود غارة عليهم وهم على الثرمانية مورد ماء قرب رغبة وقُتل منهم عشرة رجال منهم الشيخ فوزان بن زيدان يقول ابن بشر ج 1 ص 84 (سنة 1173 هـ سار عبد العزيز بن محمد بجميع رعاياه، وصبَّح آل عسكر من الظفير على الثرمانية وهي ماء معروف قرب بلد رغبه، وأخذ كثيرًا من أثاثهم، وغنم منهم إبلًا كثيرة وقتل من الأعراب عشرة رجال)
(3)
زاد ابن
(1)
عنوان المجد في تاريخ نجد لابن بشر تحقيق ابن الشيخ ج 1، ص 124 - وقد سبقه إلى ذكر هذه المعركة ابن غنام.
(2)
عنوان المجد في تاريخ نجد تحقيق ابن الشيخ - والفريد على وزن عويد وقد أصبح فخذًا من آل عسكر الظفير بنسب إليه فيقال لهم الفردان.
(3)
ابن بشر تحقيق ابن الشيخ.
غنام في تاريخه (رئيسهم فوزان الدبيجة) وقد ترأس فيهم بعد فوزان ابنه محمد الذي رحل بآل عسكر من نجد مصاحبًا لقبيلة الظفير حتى استقروا في الشمال الشرقي من المملكة على حدود العراق، وكان محمد بن زيدان هذا رجلًا فارسًا وداهية، وكان آل عسكر في وقته بشهادة جميع أفخاذ الظفير وشيوخ الظفير أكثر أفخاذ الظفير عددًا وقوة وكانوا يعرفون عند الظفير (المصاليخ) حيث كان إذا جاء الغزو ركبوا الخيول متصلخين ليس عليهم إلَّا السراويل فقط والدروع، ولقد أخبرني
(1)
الشيخ معجون أبا ذراع شيخ كافة الصمدة والشيخ سفاح بن حلَّاف شيخ السعيد والشيخ عبد الله العصلب شيخ العريف ناقلين عن آبائهم وأجدادهم بأنهم أدركوا آل عسكر كثيري العدد حتى إذا نزلوا مع وادٍ لا يشاركهم فيه أحد من كثرتهم) حتى أنهكتهم الحروب فقلُّوا وفي وقت محمد ابن زيدان عمِلَ حلفًا مع أبناء عمه - العريف العلجانات - ضد ابن صويط الذي طلب منهم في ذلك الوقت فرسًا كانت ثمينة عند صاحبها فلجأ إلى ابن زيدان الذي بدوره كوَّن هذا الحلف فأصبحت هذه الأفخاذ (العسكر - العريف - العلجانات) تسمي الحلف بقى آل عسكر في الشمال على قوتهم، وكان لدى أحد فرسانهم وهو (الفريد) فرسًا أصيلًا تسمى (متعبه) يتمناها كثير من شيوخ القبائل خاصةً (ابن عمود) من شيوخ قبيلة شمَّر، وفي ليلة من الليالي ويوم أن كانت القبائل يغزو بعضها على بعض غزا قحيصان أحد مشاهير آل عسكر ومعه ركب ليس بكثير على مضارب الشيخ ابن عمود يريدون الغنائم فلم يحالفهم الحظ، فأسر قحيصان عقيد الغزو عند ابن عمود فطالب أصحابه من ابن عمود فكَّه فرفض وقال إلَّا أن تأتوا بفرس الفريد المشهورة (متعبه) فبلغ ذلك ابن صويط، فعزم على شن الغارة على ابن عمود وجماعته حتى يطلقوا ذلك الفارس الشهير قحيصان، وفي ليلة الغزو قال ابن عمود لقحيصان تمنى، قال هل تعطيني عهدًا أنك لا تقتلني قال: نعم قال قحيصان: أتمنى والعبد يُعطي أمنيته أن لا تطلع الشمس حتى تسمع بتدويه (عبدان)
(2)
عند الإبل قال ابن عمود: إذ أغم رأسك وأركبك على فرسي الفلانة وانهزم يعني أهرب بك قال: قحيصان إذن يأتي المحمدان -
(1)
الكلام لمؤلف كتاب تنوير المسير عن تاريخ الظفير.
(2)
عبدان علامة للظفير يجتمعون عندها عند إرادة الغزو وعبدان هذا بعيرًا كان شهيرًا عندهم.
محمد القحيصان ومحمد الجعدبي
(1)
- ليس لهما همٌّ في الغنائم فيسألان عنك يا ابن عمود فيقول لهما المبغض لك من شمَّر، انظر إليه هذا طريقه فيلحقان بك فإذا وصلا بالقرب منك تعانقا وهما على أفراسهما كل منهما يطلب من الآخر أن يترك العدوة عليك له، فيتنازل أحدهما للآخر فيضربك واحد منهما برمح فتخرَّ صريعًا فيطلقني منك ويرجع بي إلى أهلي فقال له ابن عمود غاضبًا: اسكت، وفعلًا تحصل الغزوة صباحًا ويحصل ما تمني قحيصان نقطة - نقطة، يُقتل ابن عمود ويُطلق قحيصان وسبحان المصرف)
(2)
وبعد هذه القصة بسنين يأفل نجم آل زيدان وينقطعون فيشيخ في آل عسكر نسل قحيصان المذكور - وفي بداية القرن الثالث عشر الهجري تأتي معاهدة (فيضة الأديان) بين شمَّر وعنزة والظفير ويلجأ ماجد الحثربي إلى بويت آل صويط في قصة مشهورة سأوردها عند كلامي في الفصل الخاص بمآثر قبيلة الظفير ويجبره آل صوبط وتقوم حرب بين عَنَزة وشمر من جهة والظفير من جهة أخرى من أجل استرداد ماجد الحثربي وتبدأ أفخاذ الظفير تستعرض أمام بيت الشيخ دغيم بن صويط وكل فخذ ينتخي بنخوته المعروف بها، وأخت ابن سويط الشيخ تنظر حتى إذا جاء آل عسكر وقالوا نخوتهم (راعي الروسا مليكي) قالت: هؤلاء هم عسكر البويت يعني المدافعون عنه، فذهب ذلك لقبا لآل عسكر بعد دفاعهم فيقال عسكر البويت. ونخوة آل عسكر أهل الشمال وأهل الخرج (راعي الروسا مليكي) والروسا فرس كبيرة الرأس - وعلى أن آل عسكر أهل الشمال ارتحلوا من الخرج إلَّا أنهم على صلة قوية بأبناء عمهم آل عسكر أهل الخرج ولازال بينهم تواصل حتى جاء عام 1365 هـ فأتى الشيخ منوِّخ بن خشمان بن قحيصان كبير آل عسكر أهل الشمال وابنه الشيخ حصني وضافوا على العم عبد العزيز بن علي بن حمد العسكر رحمه الله عميد أسرة آل عسكر أهل الخرج واستمروا أربعين يومًا، ثم أتي الشيخ حصني بن منوخ عام 1385 هـ وضاف على الجد محمد بن علي بن حمد العسكر عميد أسرة آل عسكر في الخرج ومن أعيان مدينة الدلم وينقسم آل عسكر أهل الشمال إلى:
(1)
الجعدبي من رجال العريف المشهورون.
(2)
هذه رواية جميع الظفير أفرادًا وشيوخًا إلَّا أنهم اختلفوا في المحمدان مل هما محمد الفريد ومحمد القحيصان أم محمد الجعدبي ومحمد القحيصان.
1 -
آل نصَّار ومنهم ابن زيدان شيخ آل عسكر سابقًا، ومنهم الفردان نسل الفارس الشهري - الفريد - ووسمهم العمود كذا (T).
2 -
آل عيد وهم من أكثر أفخاذ آل عسكر سابقًا قيل إن منهم خمسين فارسًا ومن هؤلاء حاليًا آل سُمير ووسم هؤلاء العرقات على الرقبة والهلال على الخد.
3 -
الحطيبات ومنهم القحيصان وهؤلاء وسمهم مطرقين على الرقبة ومطرقين على الخشم، واشتهر من هؤلاء منوِّخ بن قحيصان الذي خاض معركة استرداد الإحساء مع الملك عبد العزيز ومنهم الرجل صاحب الكرم، والرواية وصاحب الدهاء والفطنة الشيخ حصني بن منوِّخ بن قحيصان.
4 -
آل وادي ومنهم آل سحيم.
5 -
آل عليَّان.
آل عسكر أهل الخرج
يتبيَّن مما سبق أن عسكر بن عواد بن ندي الذي هو من فروع بني عُقبة خلَّف اثنين أحدهما - عمران جد آل عسكر أهل الشمال، والآخر جبران جد آل عسكر أهل الخرج وقد قلنا فيما سبق أنه بعد غزوة الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود عليهم عام 1189 هـ اتجهوا من بين الضبيعة ونعجان، فقسم استقرَّ في نعجان وقسم في بلدة العذار وسمي حيِّهم الساكنين فيه إلى الآن (حلة آل عسكر).
وقد أصبح آل عسكر أهل الخرج من الموالين المخلصين لدولة آل سعود الأولى والثانية والثالثة (الحالية) وهم ينقسمون إلى:
(1)
آل راشد. (ب) آل عبد الله.
(ج) آل حمد جدهم عسكر بن حسين ثم يلتقي بهم آل صالح الذين هم أبناء صالح بن حسين فيكون الأفخاذ الأربعة المتقدمة أبناء حسين بن محمد بن عبد الله بن عسكر بن جبران.
والأفخاذ الباقية هم آل سعد
(1)
، وآل علي، وآل عيد، ووسم آل عسكر أهل الخرج عامة مخلب الحباري ومن أشهر آل عسكر أهل الخرج ما يلي:
(1)
راشد بن عسكر بن حسين آل عسكر المتوفى عام 1275 هـ تقريبًا وهو صاحب قصر الوسيطي المشهور في الدلم ولا تزال أطلاله باقية إلى اليوم كان المترجم له معاصرًا للإمام فيصل بن تركي، وهو من الرجال الذين دارت المعركة عليهم مع الإمام فيصل بن تركي ضد القوات التركية على أرض الدلم، حتى استولى الأتراك على الإمام فيصل، فقال الباشا قائد القوات التركية بتوقيف المترجم له حتى هدم أغلب قلاع قصره وقلع نخله ثم أطلقه وذهب بالإمام فيصل إلى استنبول بتركيا وسجن، وقد كان المترجم له من أعيان مدينة الدلم ومن أهل الحل والعقد فيها مشهورا بالكر، فلما توفي رثاه أحد شعراء الدلم بقصيدة نبطيَّة لَمْ أعثر منها إلَّا على ما يلي:
هيضني الجوع بنشيده
…
وأنا قبل طرب بالي
رقيت راس البريه
…
ثم نسفته ورا الجالي
اركب يا نديبي حره
…
راعيها يرسلها إرسالي
مدري توطا أو ما توطا
…
مدري طير أو ريبال
تلغي (راشد بن عسكر)
…
راعي صحون ويَّا دلالي
كم هبَّة ريح يفعلها
…
وليا جيته وسَّع بالي
هو العدَّ
(2)
اللِّي ما ينضح
…
لي جا الورَّد بحلالي
تبكيه البيض المصيونه
…
وتبكيه عيال ورجالي
(ب) محمد بن حمد بن عسكر المُلقَّب (المسكلب)
وهذا من المعاصرين لخلافات أولاد الإمام فيصل بن تركي وكان من الموالين المخلصين للإمام عبد الله الفيصل، فسجنه الإمام سعود بن فيصل فقال أبياتًا يتوجد ويتذكر أبناء عمه الظفير ويذكر بعض موارد (الصمدة) منها:
(1)
منهم آل سعد أهل الغاط الذين يلقبون عند أهل الغاط سابقًا (الجنوبي).
(2)
العد المورد للماء.
يا الله يا ناقض المبهم
…
ترحم طيِّب النيَّه
أنا في سجني المظلم
…
في الديار الجنوبيَّه
ربعي هل (الشبرم)
…
(وتقيَّد)(والرخيميَّه)
فلما أطلقه رجع إلى بلده (الدلم) وكان من الجند المدافعين عن سور الدلم في معركة للأمير سعود بن فيصل على أمير الدلم محمد بن فيصل بن تركي حتى قُتل في هذه المعركة عام 1290 هـ.
(ج) علي بن حمد بن عسكر ولد هذا عام 1228 هـ - وهو أشهر من نار على علم، مشهورًا بالكرم والحماس للوطن والدفاع عنه، وكان أكبر أعيان الدلم في وقته، وهو من أوائل من بايع الملك عبد العزيز رحمه الله حينما خرج من الكويت وذلك برسالة أرسلها المترجم له للملك عبد العزيز، فلما علم بذلك (سالم السبهان) عامل عبد العزيز بن رشيد على الرياض سجنه وعذبه تعذيبًا شديدًا لكي يحمله على نقض بيعة الملك عبد العزيز فرفض، فلما أتى جماعة المترجم له وبقيّة أهل الدلم في الاستشفاع له من سالم السبهان بإطلاقه طلب عليه طلبات صعبة حتى أخرجه من السجن، وقصة سجنه وتعذيبه مشهورة عند أهل الدلم بل لقد كتب له الإمام عبد الرَّحمن بن فيصل حينما علم بذلك رسالة يطمئنه فيها ويشكر له فعله ويعده خيرًا وذلك عام 1322 هـ. يقول فيها (من عبد الرَّحمن بن فيصل إلى جناب الأخ الأفخم علي بن حمد آل عسكر - سلمه الله تعالى - سلام عليكم ورحمة الله وبركاته: وموجب الخط إبلاغ السلام والسؤال عن - الأحوال بحمد الله على ما تحب من كل وجه مخصوص، من طرف نصحك ومحبتك وما جرا عليك فهذا كان عندنا معلوم، بارك الله فيك ولا نعدكم إلَّا منا في كل حال، مخصوص أنتم يا حموله، ومن طرف الأرض فتعرف أنه استساغ الأمر عليها بالفايت و .. قصور واجد أشغلونا النّاس عندها وتالي سديناها لباب وإن شاء الله نكتب لك مقابليها عند قابض الزكاة، إنَّا لا ننكر ما أنت وصف غيرك هذا ما لزم بلغ السلام العيال ومن لدينا يسلمون) الختم 2/ 1332 هـ وستجد أخي القارئ الكريم صورة من هذه الوثيقة في نهاية هذا الفصل ثم كتب بعد ذلك الملك عبد العزيز رسالة
للمترجم له عام 1347 هـ هذا نصها: (من عبد العزيز بن عبد الرَّحمن آل فيصل إلى قابض زكاة الخرج بعده: من قبل قاعدة علي بن حمد بن عسكر الجارية له من تمر وعيش إن شاء الله تسلمون له التمر بالتمام ولا عاد يقصر من بروته شيء إلَّا أن كان عموم أهل البراوي مقصورين يكون معلوم) 30/ 2/ 1347 هـ، وقد كان المترجم له هو الذي قاد غزو أهل الدلم تبع الملك عبد العزيز، حينما غزا عبد العزيز ابن رشيد على الدلم يقول أحد شعراء الدلم وهو محمد أبا الحسن مادحًا المترجم له:
ليمن تصافينا فحِنَّا هل الكار
…
عثامنه
(1)
في الكون ما حلا طعنَّا
لي صار بالحامي
(2)
مثل صالي النار
…
بأن الشجاع اللِّي له العلم منَّا
علي بن عسكر مشعل الحرب لي ثار
…
سقم الحريب اللِّي حياه تبنَّا
وقد توفي المترجم له مأسوفًا على فقده عام 1348 هـ عن عمر يناهز مائة وعشرين عامًا.
(د) حمد بن علي بن حمد بن عسكر عين في عام 1349 هـ و 1350 هـ رئيسًا للحامية المرابطة في قلعة (أعيرف) في حائل وقام بمهماته خير قيام وفي عام 1351 هـ عين أميرًا لسرية من أهل الدلم المشتركة مع القوات السعودية التي يقودها الأمير عبد العزيز بن مساعد بن جلوي المتجهة إلى تهامة لإخماد ثورة الأدارسة، وفي عام 1379 هـ عين رئيسًا لهيئة النظر بالدلم بناءً على طلب أهالي الدلم واستمر حتى وفاته عام 1394 هـ.
(هـ) حسين بن أحمد بن عسكر، كان شهمًا مقدامًا كريمًا، كرمًا تضرب به الأمثال في مدينة الدلم، وكان داهية صاحب رأي وحكمة، بل كان هو قائد معارك الدلم ضد التحرشات من القبائل المحيطة، وقد مدحه الشاعر راشد بن حركان بقصيدة حربية منها:
(1)
عثامنه: نخوة أهل الدلم إذا أتى الغزو نسبة لعثمان جد آل عثمان حكام الدلم سابقًا.
(2)
الحامي: سور الدلم المحيط بها.
يا راكب حر معنَّي
…
ربَّاع منبوز
(1)
السنام
انقل سلَّام لي مثنَّي
…
لأبو أحمد عقله تمام
لولاه يا ضيعة وطنَّا
…
من البدو وعيال الحرام
شلعان
(2)
يا اللِّي ممتحنَّا
…
داسوه ربعي في العدام
فوق الكدن
(3)
والطير غنَّى
…
ما زين هداة الغشام
أنشد هل الظيرين
(4)
عنَّا
…
وسُبيع مع صبيان يام
وقد توفي عام 1364 هـ رحمه الله رحمة واسعة.
(و) ناصر بن عبد الله بن عسكر كان - يرحمه الله - أمير غزو الدلم في معركة البكيرية عام 1322 هـ وكان شجاعًا مقدامًا، فقد حدث في هذه المعركة أن صوَّب حامل الراية فقام هذا المترجم له بحمل الراية وصاحبها، الأمر الذي استحق عليه الشكر والتقدير، ونتيجة لهذا العمل صار (بيرق) أهل الدلم بعد ذلك في كل مناسبة لناصر المذكور، وأولاده من بعده حتى يومنا هذا.
(ز) عبد العزيز بن ناصر عبد الله بن عسكر وهو ابن المترجم له السابق، انتقل إلى عسير في عهد الملك عبد العزيز وكان أميرًا لمراكز كثيرة في عسير كان آخرها إمارة مركز الفطيحة في تهامة عسير حتى توفي عام 1406 هـ ولازالت أسرته هناك.
(ح) حمد بن زيد بن عسكر قُتل في معركة أم رضمه عام 1438 هـ.
(ط) إبراهيم بن زيد بن عسكر قتل في معركة أم رخمة عام 1348 هـ وهو من سرايا الأمير عبد العزيز بن مساعد، واستقرت أسرته بعد وفاته في مدينة حائل حتى الآن وكذلك معهم أبناء عمهم ناصر بن زيد استقروا في حائل.
(1)
منبوز: مرتفع.
(2)
شلعان أحد رجال قبيلة الدواسر المشهورين.
(3)
الكدن: هضبة الكدن تقع جنوبي شرقي الدلم.
(4)
الظيرين: الرياض وما حولها.
(ي) الجد محمد بن علي بن حمد بن عسكر:
ولد رحمه الله في حلة آل عسكر بالعذار بالدلم عام 1318 هـ، وقد تربى في كنف والده (علي) المترجم له في فقرة (ج) وعاصر وقت حرب ابن رشيد للدلم، وبعد وفاة والده رحمه الله أصبح المترجم له من أهل الحل والعقد في الدلم، وقد اشتهر رحمه الله بالحلم والحكمة والفصل بين المتخاصمين مرضيًّا بينهم، وفي عام 1358 هـ في شهر شوال عين رحمه الله أميرًا علي بني شهر وبني عمرو (النماص) حاليًا وقد قام بالمسئولية خير قيام وأشرف على حفر بعض الآبار الموارد البادية والقرى هناك، ولازالت هناك بئرًا في بلاد بني عمرو منسبوة له رحمه الله تسمى بئر ابن عسكر، وقد انتهت إمارته على النماص في 29/ 12/ 1359 هـ وستجد أخي القارئ الكريم صورًا من الوثائق الخاصة بمخاطباته وقت إمارته للنماص في نهاية هذا الفصل، وبعد رجوعه عيَّنه الملك عبد العزيز عام 1362 هـ رئيسًا لعمال الزكاة المتوجهين للإحساء، ثم عيَّنه الملك عبد العزيز في 16/ 10 / 1363 هـ مشرقًا عامًا على المشروع الزراعي الكبير التابع للدولة في خفس دغرة الواقع في الجنوب الشرقي عن مدينة الدلم حوالي 25 كم، وقد أشرف رحمه الله علي بناء القرية الموجودة أطلالها إلى اليوم تحت جبل الدام جوار عين خفس ثم قدم استقالته في 25/ 7/ 1364 هـ فعيِّن رئيسًا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بلده (العذار بالدلم) من 1/ 4/ 1374 هـ حتى وفاته، وهو مع ذلك عميدًا لأسرة آل عسكر ومن أعيان الدلم، وكانت وفاته رحمه الله في يوم 5/ 4/ 1403 هـ عن عمر يناهز خمسة وثمانين عامًا.
(ك) عبد العزيز بن علي بن عسكر رحمه الله أخ المترجم له السابق الأكبر، ولد عام 1313 هـ وكان مشهورًا بالحكمة وحصافة الرأي والحلم حتى إذا جاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز أطال الله في عمره، قاضيًا بالخرج جعل المترجم له مرجعًا في أعراف البلد، توفي المترجم له رحمه الله عام 1385 هـ عن عمر يناهز اثنتين وسبعين سنة.
أما من اشتهر من طلاب العلم من فخذ آل عسكر أهل الخرج فهم:
1 -
أحمد بن محمد بن عسكر
وهذا هو قاضي الخرج في وقته شافعي المذهب، عاش في بداية القرن الثاني عشر الهجري، وقد وجدت له وثائق عديدة مع أهالي الدلم اطلع عليها سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز وقت قضائه في الدلم، كما اطلع عليها معالي الشيخ راشد بن خنين وهذا نص إحداها عند نهاية الوثيقة (كتبه وصح عنده خادم الشرع الشريف الأنور الفقير إلى الله سبحانه أحمد بن محمد بن عسكر الشافعي عفا الله عنهما بمنه وكرمه وذلك يوم الخميس اليوم الثاني والعشرون من شهر ربيع الآخر 1137 هـ) وستجد أيها القارئ الكريم صورة من هذه الوثيقة في نهاية هذا الفصل ولو أنَّها لقدمها لا تخرج إلَّا بالمكير.
2 -
الشيخ علي بن عبد العزيز بن عبد الرَّحمن العسكر
ولد رحمه الله عام 1367 هـ وقد تربى في أحضان والديه درس الابتدائية والمتوسط والثانوي بمدينة الدلم، ثم أكمل دراسته الجامعية حتى تخرج منها حوالي عام 1396 هـ وعُيِّن قاضيًا في محكمة القطيف، فحضَّر الماجستير في الفقه ثم نقل رئيسًا لمحاكم القويعية حتى توفي رحمه الله عام 1405 هـ في حادث شنيع على طريق المزاحمية مع بعض أسرته ولما يتمتع به رحمه الله من طيب المعشر ولين الجانب فقد كان لفقده أثر عليّ فرثيته بمرثية منها هذه الأبيات:
نعم الفقيد لنا من العلم ارتوي
…
عند المشاكل مقصد الخصمان
حلم يذوب له الالدُّ مضاضةَ
…
ما للوشاة عليه من سلطان
ورجاحة العقل السليم تزينه
…
والعدل عند الشيخ بالميزان
فجع الجميع لموته في بلدتي
…
بل كل من عرف الفقيد يعاني
إلى آخره.
3 -
الشيخ سعد بن عبد العزيز العسكر اخ المترجم له السابق فقد عُيِّن قاضيًا في محكمة الطائف ثم أصبح الآن قاضيًا في محكمة الخرج.
4 -
الدكتور عبد العزيز بن إبراهيم العسكر وهو الآن أستاذ مساعد في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وله ملفات في العقيدة.
5 -
الدكتور هلال بن محمد العسكر وهو الآن محاضر في معهد الإدارة العامة بالرياض.
6 -
الشيخ راشد بن عيد العسكر كان قاضيًا في محكمة وادي الدواسر ثم أصبح الآن قاضيًا في محكمة الحلوة بحوطة بني تميم وهو من آل عسكر الموجودين في الحوطة.
7 -
الشيخ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم العسكر هو الآن قاضٍ في محكمة الأفلاج.
8 -
الشيخ سعود بن عبد الله بن علي العسكر هو الآن قاض في محكمة القطيف حاليًا.
9 -
عبد العزيز بن حسين بن عسكر من تلامذة الشيخ عبد العزيز بن باز وقد أصبح إمامًا وخطيبًا لجامع العذار وقتًا طويلًا، ومرجعًا للفتوى فيها.
أما من اشتهر من الشعراء في هذه الأسرة فهو الأستاذ عبد العزيز بن محمد العسكر الذي أثنى عليه الدكتور محمد بن سعد الدبل ثناءً عاطرًا وخاصة في شعر الغزل فصيحة وعامية، وكذلك من الشباب الأخ عبد الله بن محمد العسكر فقد انتهج الشعر الملتزم الإسلامي وذلك باللغة الفصحي، ولا شك فإن آل عسكر أهل الخرج انتهجوا العلم مسلكًا في هذه الحياة حيث بلغ المعلمون منهم في هذا العام 1413 هـ. خمسة وخمسين معلمًا ولله الحمد.
وعميد أسرة آل عسكر في الوقت الحالى:
عبد العزيز بن عبد الرَّحمن بن علي العسكر، ولد حوالي عام 1323 هـ ونشأ في أحضان جده علي بن حمد بن عسكر المترجم له في فقرة (ج) حيث إن والد المترجم له قد توفي، وقد اشترك في بعض السرايا التي اشتركت في المعارك على عهد الملك عبد العزيز رحمه الله وهو لين الجانب، متواضع ورع، يحب الإصلاح بين النّاس، وقد أصبح عميدًا لآل عسكر منذ عام 1403 هـ وفقه الله وأطال في عمره.
القسم السادس من البطن الثاني (العلجانات):
ومفردها والنسبة إليها (علجاني) وعزوتهم "هل الروسا على الخيل وبدون الخيل أولاد علي" ووسمهم المحجان على الرقبة وهم ينقسمون إلى أقسام:
(1)
الحمران ومنهم فيصل الحمر الذي هو شيخ الظفير
(1)
قبل ابن صويط على حسب رواية أكثر الظفير وهو شيخ العلجانات ومنهم طوالة الحمر الذي سار مع الإمام محمد بن عبد الوهاب من العينة إلى الإمام محمد بن سعود أمير الدرعية وهو في سريَّة يرأسها الفريد الظفيري كما قال ذلك ابن بشر في تاريخه (فأمر يعني ابن معمَّر على فارس عنده يقال له الفريد الظفيري وخيَّالة معه منهم طوالة الحمراني وقال لهم اركبوا مع هذا الرجل إلى ما يريد فقال الشيخ: أريد الدرعية فسار الشيخ ومعه الفارسان حتى وصل الدرعية) ابن بشر ج 1، ص 40 سنة 1158 هـ.
ومنهم زامل الحمر مزبِّن (حامي) شيخ الجراد ولذلك قصة هي أن زامل الحمر كان عقيدًا في غزوة من غزوات الظفير فلما أتوا إلى ذلك المكان وإذا فيه جراد كثير فنزلوا وملأوا مراحلهم من ذلك الجراد، ومضوا في طريقهم فلما انتصفوا في الطريق طار ذكر الجراد ووقع على رأس زامل الحمر فقال أحد الركب مخاطبًا زامل الحمر مازحًا: يا زامل أتدري ما على رأسك فقال: ما هو؟ فقال: هذا ذكر الجراد يستجير بك فقال: أهو صحيح قال: نعم فقال زامل للركب: انزلوا فلما نزلوا أمر بإلقاء الجراد في الأرض فقال له الركب: لماذا يا زامل فقال: ألا أجير من استجار بي فلما رفضوا شدَّد عليهم حتى القوة فذهبت فيه مثلا (مزبِّن الجراد).
ومنهم (علي الحمر)
(2)
صاحب النخوة والحميَّة وهو صاحب القصة الشهيرة بين الظفير وهي كالتالي (غزا قوم من قبيلة الظفير يريدون أخذ إبل قبيلة أخرى مجاورة يوم أن كان السلب والنهب سمة ذلك العصر، وكان عقيدهم على الحمر
(1)
هناك خلاف بين الظفير هل الأقدم في الشيخة في عموم الظفير هو الحمر ويؤتون لذلك بقصة ذكرناها سابقًا، أم أبا ذراع بدليل أن الظفير ينتخون عمومًا بأولاد حسن يعني حسن أبا ذراع.
(2)
بعض رواة الظفير يجعلون القصة الأولى لعلي الحمر ويجعلون القصة التي سأوردها، في علي الحمر الزامل الحمر ولم أجد من يؤكد أحد الروايتين، إلَّا أنَّها بلا شك بين الظفير لأحد الحمران.
فلما أقبلوا على صاحب ذلك البيت ليلًا وكان الوقت شتاءً والجوُّ ممطرًا، أخذوا ما كان متطرفًا من إبله وكانوا وقت أخذهم للإبل يسمعون صياح زوجة صاحب البيت وهي تتولَّد وتنخي زوجها أن يحلب لها من الناقة حيث إنَّ المرأة إذا ولدت جاعت، فيقوم الزوج اللئيم ويحلب الناقة ويشرب هو ثم يقول للزوجة لَمْ أجد حليبًا فتقول الزوجة اذهب إلى الناقة الفلانية التي أعطاها لي أبي فستجد بإذن الله فيها لبنًا، فيذهب ذلك الزوج اللئيم لهذه الناقة فيحلبها ويشرب الحليب ويترك الزوجة فلما سمع ذلك علي الحمر رقَّ لها وقال لأصحابه: اذهبوا بالإبل التي أخذناها إلى مرابع قومنا ولكني أشرط عليكم هذه الناقة التي عليها (دبدوب)
(1)
أن تكون من نصيبي وسأجلس أنا لأخلص هذه الزوجة من بلواها، وكان معه في مزادته تمرًا من تمر البصرة، فلما رأت المرأة جلافة زوجها وعدم مبالاته قالت: هل لديّ من الأجواد أحدًا، فذهب إليها علي الحمر وتسلَّل من تحت البيت وأعطاها كسرة كبيرة من التمر ثم ذهب، فأكلت المرأة حتى شبعت، أمَّا علي الحمر فمشي في هذا الليل المظلم والبرد القاسي، فلمَّا أدركه التعب وأهلكه البرد، دخل ذلك البيت القريب منه، ونام، وكان في المكان الذي نام فيه ابنة صاحب البيت ولكن علي الحمر من شدة التعب ولفح البرد لَمْ يعلم عنها كما أنه لا يعلم من هو صاحب هذا البيت ولكنَّ الله كتب بحكمته وإرادته أن هذا البيت الأخير هو بيت شيخ هذه القبيلة ووالد زوجة صاحب البيت الأول، فلما جاء الصبح أتي ولد شيخ القبيلة ليوقظ أخته فوجد هذا الرجل نائمًا معها فعزم على قتلهما ولكنَّ قال سأتريَّث حتى أستشير أخي الأكبر، فاستدعى أخاه الأكبر فغضب الأخ الأكبر غضبًا شديدًا وقال سأخبر والدي بالأمر، فأتى الوالد فلما رأي المنظر استدعى الأم ليريها المنظر، فدهشت الأم ولكنها قالت مخاطبة زوجها: والله إني لَمْ أخنك في وعرضك ولم أوطأ أحدًا فراشك، والله إن ابنتي مثلي، والدليل لو أنَّها عالمة أو أن صاحبها الذي نام حولها عنده نيَّة شر لما نام حتى الآن طلوع الشمس، ولكن لعله
(1)
الدبدوب: ما يوضع على رقبة الناقة تجميلًا لها ولا يضع إلَّا على الناقة الأصيلة كما قال الشاعر سلطان الأدغم من سُبيع (شقح البكار اللِّي زهن الدباديب).
رجلًا يريد أن يحتمي ببيتك من العدو فأطلب منك التريُّث، فتريَّث حتى يرى الخبر الصحيح، أما المرأة الأولى فإنها لما أكلت التمر أعطت زوجها الباقي فأكل ما بقي من التمر وجمع نواه في خرقة ثم ربطها، فلمَّا أتى الصبح وارتفعت الشمس، اجتمع رجال القبيلة في مجلس شيخهم صاحب البيت الثاني، وإذا ذلك الرجل صاحب البيت الأول وزوج المرأة التي ولدت؛ إذا هو جاء مسرعًا حتى إذا دخل المجلس جلس بين يدي صاحب البيت شيخ القبيلة ووالد زوجته وقال صائحًا: انظر يا فلان ما هذا وألقي الخرقة التي فيها نوى التمر وقال: هل هذا التمر في بلادنا هذه، إن هذا التمر وجدته عند بنتك زوجتي وهذا دليل على أنَّ ابنتك خانتني، فلج المجلس وارتفعت الأصوات، فنهض علي الحمر فزعًا واستمع إلى كلام ذلك الزوج فدخل على المجلس مسرعًا وسلَّم عليهم، فكبر ذلك على شيخ القبيلة وتغيَّر وجهه ووقع بين مصيبتين الأولى: قصة اتهام ابنته الأولى من زوجها والثانية حول دخول هذا الرجل عليه من وسط البيت وهو أجنبي ولكن الفرج مع الشدّة، فإذا علي الحمر بعد أن سلم على المجلس رفع يده قائلًا: أيها الجالسون من يعطيني حماية وأنا أقول الصدق، فقال شيخ القبيلة صاحب البيت: أنا أعطيك الحماية فقال علي الحمر: كل كلام هذا الرجل في زوجته كذبًا، ثم قصَّ عليهم القصة بأكملها ثم قال: والدليل على كلامي اسألوا هذا الرجل عن إبله هل هي مكتمله أم أخذ منها عدد كذا، فقالوا: هذا هو الرأي، وذهب الزوج ليري إبله فوجد إن إبله ناقصة، فأتي مسرعًا وبدأ يصوِّت لأقاربه وينخاهم علي ردِّ إبله وأسر علي الحمر، فانتهره شيخ القبيلة أب زوجته وشكر لعلي الحمر صنعه، وحلف على رجال القبيلة بألا يغادر أحد منهم المجلس، فقال سائلًا علي الحمر من أنت؟ فقال علي الحمر: أنا علي الحمر من فخذ العلجانات من الصمدة من قبيلة الظفير فقال شيخ القبيلة: يا علي ماذا تريد جزاءك مني؟ قال علي: هل تعطيني ما أطلب قال شيخ القبيلة: نعم. قال علي الحمر: أريد ابنتك التي نمت حولها زوجة لي على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. قال: هي لك، وأخذها ورجع إلى أهله غانمًا ظافرًا، وقد قيل أنَّ تلك القبيلة التي منها الزوجة هي قبيلة عَنَزة.
الفخذ الثاني من العلجانات (السلمان) ومنهم الرجل الكريم سلمان بن قويبر الذي اشتهر بالكرم والجود من بين الظفير.
(ج) الطلاحين ومفردها طليحان ومنهم الرجل لين الجانب الحليم طلق الوجه كثير البشاشة الذي لا يخلو مجلسه دائما من ضيف (دغيِّم بن عُقيل بن طليحان).
(د) الهقشان.
(هـ) آل عرمان.
(و) الطلي.
(ز) العرابا ومفردها عريبي ومنهم الشاعر الشهير (مبارك العريبي العلجاني).
القسم السابع من البطن الثاني (المعادين):
ومفرج هذا الفخذ والنسبة إليه (معداني) وهم من آل مغيرة من بني لام، وقد كانوا في الوقت السابق من أكثر أفخاذ الظفير عددًا (فلما قلُّوا انضموا أول الأمر إلى الذرعان ثم أصبحوا في الوقت المتأخر يمشون مع الجواسم ولكنهم فخذًا متحدًا، وشيخهم هو (ابن شوردي) ونخوتهم هي راعي العشواء معيدي، ووسمهم مطرق على الفخذ وردعتين هكذا (: /) وهم ينقسمون إلى آل حمدان، وآل دليعان، وآل رشيد، وآل بذيلان، إلى هنا ينتهي الكلام عن أفخاذ قبيلة الظفير، وهناك أسر تنتمي إلى الظفير كأسرة آل الظفيري أهل الدرعية وهم في الوقت الحالي أربعة بيوت، وهناك عشرة بيوت يسكنون في حي السعيدان في شرق الجوف ينتمون للظفير)
(1)
والله أعلم.
(1)
بلاد الجوف تأليف سعد بن عبد الله بن جنيدل.
المراجع
القرآن الكريم
أصدق البراهين في معرفة حمر النواظر
…
عبد العزيز بن سعد المُطيري
نسب سُبيع والسهول
…
عبد الله بن سعود آل خثلان السُبيعي
الاختبارات الزبنية من تراجم ذرية خالد بن الوليد
…
دكتور عبد الله محمد الزبن المخزومية
العُجمان وزعيمهم راكان بن حثلين
…
أبو عبد الرَّحمن الظاهري
راكان بن حثلين
…
يحيى محمد الربيعان
تنوير المسير عن تاريخ الظفير
…
عبد الله بن علي آل عسكر الظفيري
مجلة العرب السعودية
…
حمد الجاسر
التعليقات والنوادر للهجري
…
تحقيق حمد الجاسر
باهلة القبيلة المُفترى عليها
…
حمد الجاسر
جمهرة أنساب الأسر المتحضرة
…
حمد الجاسر
المعجم الجغرافي للمنطقة الشرقية
…
حمد الجاسر
الدرر الفرائد المنظمة للجزيري
…
تحقيق حمد الجاسر
مسائل من تاريخ الجزيرة
…
أبو عبد الرَّحمن الظاهري
الأسر الحاكمة في الإحساء
…
أبو عبد الرَّحمن الظاهري
الرحلة النجدية
…
عاتق البلادي
رحلات في بلاد العرب
…
عاتق البلادي
زهرة الأدب
…
حمد الحقيل
كنز الأنساب ومجمع الآداب
…
حمد الحقيل
الهِجَر ونتائجها في عصر الملك عبد العزيز
…
د. موضي بنت منصور
صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار
…
ابن بليهد
عنوان المجد في تاريخ نجد
…
ابن بشر
تاريخ الأفلاج
…
عبد الله بن مفلح الجذلان
تحفة المشتاق
…
ابن بسَّام
تاريخ العصامي عن نجد
…
العصامي
تاريخ الفاخري عن نجد
…
الفاخري
تاريخ اليمامة
…
عبد الله بن خميس
معجم جبال الجزيرة العربية
…
عبد الله بن خميس
من آدابنا الشعبية
…
منديل الفهيد
قلب جزيرة العرب
…
فؤاد حمزة
بلاد عسير
…
فؤاد حمزة
عالية نجد
…
سعد بن جنيدل
بلوغ القرى بذيل إتحاف الورى
…
ابن فهد
تاريخ ابن لعبون
…
ابن لبون
سِمط النجوم العوالي
…
العصامي
تحفة المستفيد
…
ابن عبد القادر
شبه الجزيرة العربية في عهد الملك عبد العزيز
…
الزركلي
الأعلام
…
الزركلي
الدرر المفاخر في أخبار العرب الأواخر
…
ابن بسَّام
مرآة جزيرة العرب
…
أيوب صبري باشا
السعوديون والحل الإسلامي
…
محمد جلال كشك.
العقد الفريد
…
ابن عبد ربه
تاريخ نجد
…
الألوسي
عنوان المجد في أخبار العراق ونجد
…
الحيدري
الجزيرة والمسار الحضاري
…
عمر أبو زلام
الضوء اللامع
…
السخاوي
إسعاف الأعيان
…
السيابي
التاريخ السياسي لإمارة الجبور
…
الحميدان
إمارة العصفوريين
…
الحميدان
دليل الخليج الجغرافي
…
لوريمر
صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطمية الأخيار
…
عبد الله المخزومي
أنساب الأسر والقبائل بالكويت
…
د. أحمد المزيني
تاريخ الكويت السياسي
…
حسين خزعل
الكويت وجاراتها
…
ديكسون
الموسوعة الجغرافية لشرقي البلاد السعودية
…
عبد الرحمن العبيد
تاريخ الكويت
…
عبد العزيز الرشيد
خير ما يلتقط من الشعر النبط
…
عبد الله الحاتم
معجم الشعراء
…
المرزباني
تبصير المنتبه بتحرير المشتبه
…
العسقلاني
الأمكنة والمياه
…
الزمخشري
دولة الإسلام
…
شمس الدين الذهبي
الكامل في التاريخ
…
ابن الأثير
عشائر الشام
…
وصفي زكريا
ساحل الذهب الأسود
…
محمد المسيلم
معجم قبائل العرب
…
رضا كحالة
نهاية الأرب
…
القلقشندي
جمهرة أنساب العرب
…
ابن حزم
علي بن مقرب العيوني
…
د. علي عبد العزيز الخضيري
قبائل العرب في مصر
…
أحمد لطفي السيد
وصف مصر المترجم
…
أميديه جوبير
القبائل العربية وسلائلها في فلسطين
…
مراد الدَّباغ
الطبقات
…
ابن سعد
معجم ما استعجم
…
البكري
جمهرة النسب
…
ابن الكلبي
الإكمال
…
ابن ماكولا
المنتبه والمشتبه في الرجال وأسمائهم وأنسابهم
…
الحافظ
المؤتلف والمختلف
…
الآمدي
إمتاع السامر
…
شعيب الدوسري
نهاية الأرب
…
النويري
تاريخ الفيوم
…
النابلسي
تاريخ سيناء
…
نعوم شقير
تاريخ شرق الأردن
…
فردريك بيك
معجم البلدان
…
ياقوت الحموي
صفة جزيرة العرب للهمداني
…
تحقيق محمد الأكوع
أيام العرب
…
أبو عبيدة
تاريخ نجد الحديث
…
الريحاني
تاريخ ملوك آل سعود
…
سعد بن هذلول
تاريخ الأمم والملوك
…
الطبري
سبائك الذهب
…
السويدي
أنساب قبائل العرب
…
المغيري
قلائد الجمان
…
القلقشندي
مسالك الأبصار
…
ابن فضل الله العمري
تاريخ العبر
…
ابن خلدون
عشائر العراق
…
العزاوي
قطر حاضرها وماضيها
…
الدباغ
الخطط
…
المقريزي