الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شمَّر
نسب القبيلة:
من قبائل طيئ القحطانية.
ما قاله المؤرخون عن شمَّر: نسبها وفروعها وديارها وتاريخها
(أ) ما قاله العزاوي العراقي
(1)
:
1 -
أصل شمَّر:
إن المدوَّنات عن هذه القبيلة قليلة جدًّا وهي قحطانية، ذكرها الحمداني فقال:"بنو شمَّر بطن من العرب مساكنهم جبلا طيئ أجأ وسلمى بجوار لام"، كذا نقل صاحب السبائك (السويدي) ولم ينسبهم إلى قبيلة، وهذا محمول إلى أنه لَمْ يتصل بهم ولم يتحقق ذلك من رجالهم، وآخر من ذكرهم القزويني قال: شمَّر بالتشديد والتخفيف، قبيلة من العرب ذات بطون تنسب إلى شمَّر ذي الجناح من قحطان منهم في نجد ومنهم في العراق ومنهم في الموصل إلى سنجار. والظاهر أنهم ينسبون إلى شمَّر يرعش بن أفريقس بن أبرهة ذي المنار أحد ملوك التبابعة من اليمن
…
وما ذكره من أنه الظاهر فليس بظاهر، والنسبة التي نسبها غير معروفة، كما أن التخفيف لا قائل به، ولكن القزويني راعي اللفظة في قواميس اللغة ومعانيها وليس لدينا من العرب من يتعلق بالتخفيف ويريد هذه القبيلة.
وقال الحيدري: "ومن أجل عشائر العراق شمَّر وهم عدة قبائل .. وتبلغ قبائل شمَّر مائة ألف نفس فأكثر وحمائلهم آل محمد من طيئ، وجميع قبائلهم تعود إلى قحطان .. " أ هـ.
(1)
انظر عشائر العراق للمحامي - عباس العزاوي.
وقال البسام:
"شمَّر من ذرية حاتم .. من سكان الجزيرة، وهم أكرم العشائر وأرفعهم عمادا، وأكرمهم أخوالا وأجدادا، وأصحهم في ذكر المكارم إسنادا، وأقدم في الحرب .. وشيخ هؤلاء يقال له (الجربا) وسقمانهم ألفان وفرسانهم ألف ومائتان .. " اه.
والمنقول المحفوظ عنهم أن شمَّر ليس جدًّا وإنما هو وصف لحقهم؛ وذلك أنهم آخر من خرج من اليمن وكانت قد ألحتهم السنون فهاجروا إلى أنحاء أجأ وسلمى فدفعوا بعض القبائل وأزاحوهم عن مواطنهم. فشمروا عن ساعد الجد وأوعز إليهم رؤساؤهم ب (شمَّروا)، ومن ثم دعوا با (شمَّر) واللغة تساعد على هذا التفسير قالوا:
وكانت قبائل طي وزبيد هناك فدفعوهم ومال هؤلاء إلى أنحاء العراق وسورية وغيرهما، والظاهر أن قبائل طيئ (سكان أجأ وسلمى) كان بينها خصام وخلاف فحالف قسم منها قبائل قحطانية جاءت من أنحاء اليمن فانتصر على عدوه؛ ومن ثم استقل في السلطة وصارت له الرياسة على قبائله والقبائل المتحالفة معه، والكل يرجعون إلى القحطانية فإن طيئا من قحطان أيضًا، فصار الكل يدعى باسم البطن (شمَّر) المنتصر على عدوه وقيل للجميع (شمَّر) تغليبا وإلا فلا تزال قبائل (عبدة) من شمَّر: تمتُّ إلى القحطانية رأسا، وقبائل (الأسلم) إلى طيئ، وكذا (قبائل زوبع).
هذا هو الذي نراه جمعا بين المحفوط والمنصوص المنقولة من طريق التاريخ .. وبسبب هذه الوقائع الوبيلة تمكنوا من إزاحة قبائل زبيد وقبائل طيئ الأخرى كما مر .. ورئيس قبائل زبيد آنئذ أو أميرهم يقال له (بهيج) ويعد في نظر القبائل الزبيدية جدًّا لها، والحال أنه كان رئيسًا، وإلى هذا أشار الشمّري مفتخرًا بهذه الوقعة والانتصار على القبائل الأخرى بقوله:
وكبلك
(1)
بهيج حدّروه السناعيس
…
من عنده ما تحلحل كناها
(2)
(1)
قبلك.
(2)
عكدة عقدة، وكناها قناها (قناتها).
يريد أن يهيجا المذكور كان قبلك وقد أصابته الضربة القوية منا فأنزلناه من أجأ وسلمى (جبلي طيئ) فلا نخشاك ولا نبالي بك وأنت أقلّ قدرة منه. ويراد بالسناعيس الذين يتنخون بالسنعوسية وهم قبائل مهمة من شمَّر ..
ويقولون بتكرار أن لفظ (شمَّر) ليس اسما لقبيلة باعتباره جدًّا لها وإنما هو ناشئ عن الإيعاز المذكور.
وأرى الذي أوقع في اللبس النقل المتقدم عن السويدي لأنه لَمْ ينسبها كما نقل عن الحمداني للسبب الذي ذكرته، والحال أنني نقلت في ما سبق في قبائل العراق القديمة عن نشوان الحميري ما نصه:
"بنو شمَّر بطن من طيئ" إلَّا أنه لَمْ يصلهم بالبطون المعروفة، ويفسر هذا ما جاء في تاج العروس:
"وشمَّر أيضًا اسم رجل، قال امرؤ القيس:
فهل أنا ماش بين شوط وحية
…
وهل أنا لاق حي قيس بن شمرا
قال الصاغاني: قال ابن الكلبي قيس بن شمَّر وأخوه زريق ابنا عم جُذَيْمة ابن زهير بن ثعلبة بن سلامان الطائي." ا هـ.
ومن هنا ظهر أنهم بطن مستقلة وعرف طريف اتصالهم، وهذا جاء مؤيدا للمحفوظ الذي اتفقت كلمة المؤرخين عليه من أنهم من طيئ، وتبين أنه اسم جد.
إن شمَّر من طين وبالاتفاق مع بعض القحطانية أزاحوا طيئا وزبيدا وحلوا محلهم .. واشتهرت تسميتهم بشمَّر وتغلبت على القحطانية، والكل الآن لا يفرق بينهم ويعدون من شمَّر، إلَّا أن القحطاني منهم معروف.
هذا مع العلم بأن التسمية بشمَّر كانت شائعة عند العرب فلم يبق مجال أن يقال أنه ناشئ عن الإيعاز فهم بطن من طيئ، وعرفت مكانتهم بين البطون المذكورة سابقًا.
2 -
بيت الرياسة (الجرباء - آل محمد)
كانت الرياسة ولا تزال في (آل الجرباء) وهم (آل محمد) من طيئ قطعا، ولم تفقد منهم الرياسة ولم تتحول إلى اليوم، أما إمارة ابن رشيد فإنها لَمْ تؤثر
على سلطتهم، وإنما كانت إمارة ابن رشيد صولة وسطوة واسعة، لَمْ ينالوها في سالف أيامهم وكانت وقتية ولأمد، وبانقراض آل الرشيد استمرت الرياسة في آل محمد ودامت فيهم، وسنوضح إمارة الرشيد في موطنها.
والجرباء نبز وصل إليهم من أمهم، والعرب لا يزالون يتنابزون بأمثال هذه يقال أنَّها أصابها (مرض جلدي) فتركها أهلها ورحلوا إلى موطن آخر ثم تعافت فلزمها هذا الاسم، ومن عادة البدو أن يتركوا المصاب بالجدري وما ماثله ويرحلوا عنه حتى يبرا أو يموت تخلصا من عدواه ويراقبونه من بعيد ويضعون له ما يحتاج من أكل وشرب، وقبيلة أمهم على ما هو معروف، محفوظة وهي من الفضول من طيئ (من بني لام).
ومن القبائل القديمة التي سميت باسم أمها خِنْدف، وبجيلة، وقبائل عديدة .. وهذه التسمية إما لغرابة في الاسم، أو لنبز كما تقدم، وستمر بنا أمثلتها الكثيرة، وقد اتخذ هذه التسميات بعض أعداء العرب وسيلة للطعن بالأنساب ومن لاحظ تكوّن الأفخاذ، فالعشائر، والعمائر، والقبائل، وحدوث النبز لأدنى علاقة وسبب .. قطع أن لا وجود للأمومة (الطوتمية) عند العرب .. ولا أثر لها في مدوّناتهم، وإذا كان هناك شيء قبل التاريخ لَمْ نشاهد بقاياه
…
وهذه التسمية قديمة ترجع إلى أميرهم الأول محمد الذي يدعون به فيقال (آل محمد)، والجرباء هذه أم سالم بن محمد المذكور وهو المحفوظ أيضًا ولم يقطعوا في صحة تاريخها لقدم العهد وهؤلاء لَمْ يصح ما كان يشيع عنهم بعض العربان أنهم من الشرفاء، أو من البرامكة، فعلقت في أذهان بعضهم، ونقل ذلك ابن خلدون في تاريخه وكذبه .. فهم من طيئ كما قال الحيدري:
"وحمائهم من آل محمد من طيئ" ا هـ.
ويؤيد هذا ما قاله صاحب مطالع السعود (عثمان بن سند):
وقد سمعته - (بنية) - ينتسب إلى طين القبيلة المعروفة .. " ا هـ
(1)
.
وقد ذكر صاحب (قلب جزيرة العرب)
(2)
أن الجرباء من قبيلة سنجارة
(1)
ص 158 من المطالع مخطوطتي.
(2)
لَمْ يكن متخلصا للقبائل إلَّا أنه أفرد لها بحثًا خاصا وفيه من الأغلاط ما سيوضح الكلام عليه في حينه، راجع ص 63 من قلب جزيرة العرب لفؤاد حمزة.
وفرّعها إلى (العامود) و (الجرباء) وبين أن من الجرباء آل حريز، والحسنة، والبريج، والمنقول عنهم أن سنجارة قبيلة زوبعية وترجع إلى الحريث من طيئ والجرباء من طيئ رأسا وأنها من بطونهم القديمة.
3 -
عمود نسبهم:
هم (آل محمد) كما تقدم، ومحمد رأس عمود نسبهم وأقدم من عرف من أجدادهم ممن لا يزال محفوظًا إلى الآن .. ونبدأ في تعريفهم من أحد أجدادهم مجرن بن محسن بن مشعل بن مانع بن سالم بن محمد، والملحوظ أنه قد ابتلعت بعض الأسماء نظرا لعدم القطع الذي علمته من كثيرين منهم فلم يتمكنوا من الحفظ التام.
وفرحان بن صفوق أولاده كثيرون وهم:
1 -
عبد العزيز.
2 -
شلال. وهؤلاء أولاد درة.
3 -
فيصل.
4 -
عبد المحسن.
5 -
هايس. أولاد السرحة.
6 -
ثويني.
7 -
العاصي.
8 -
مجول. أولاد جزعة.
9 -
جار الله.
10 -
مطلق. ويقال له ابن العيط من زوجته بنت نوير العيط.
11 -
الحميدي.
12 -
زيد.
13 -
أحمد. ويقال لهم الباشات (أولاد الجرجرية).
14 -
ميزر.
15 -
سلطان، وهذا ابن بهيمة بنت ابن جشعم ويقال له ابن الجشعمية.
من هؤلاء فيصل والحميدي وأحمد وزيد لا يزالون على قيد الحياة، وأن عبد العزيز ترك عجيل الياور وهو (أمير شمَّر) اليوم وشيخ مشايخهم.
وهؤلاء نقول فيهم ما تيسرت لنا معرفته:
1 -
محمد.
وهو الجد الأعلى الذي تسمت به فرقة الرؤساء فيقال لهم (آل محمد)، ويقال أنهم كانوا سبعة من الإخوة أحدهم (الصديد) وهو جد (الصديد)، وآخر هو جد البريج من الخرصة، والباقون ماتوا بلا عقب، ومن هذا يعلم أن (آل محمد) أو من يمتون إلى جد واحد هم هؤلاء.
2 -
سالم
وهذا هو المعنيّ بقول شاعرهم:
من دور سالم والشريف
…
محنَّا للجساسي ليان
حنَّا جما غش العراك
…
نلحك على طول الزمان
ومن هذا البيت يستدل البعض على أنَّهم من الشرفاء، والظاهر أنه يشير إلى وقعة جرت لسالم مع الشريف المعاصر له، لا باعتباره جدًّا لهم، وهذا القول للعاصي، يقصد أننا من زمن سالم لَمْ يلن مراسنا للقاسي الصعب المراس، وإنما نحن كحشرة العراق ويريدون بها (الأزريجي)
(1)
نصل إلى غرضنا على طول الزمن وبلا استعجال، هذه الحشرة تقتل الإبل على طول الزمن، يقول: إننا ننتصر على عدوِّنا ولو بعد حين فلا ينجو منا، وهذه حالتنا من زمن سالم، وقرن به الشريف للإشارة إلى وقعة كانت معروفة، والحق أن هذه الأناة والتؤدة أوضح صفة فيهم.
3 -
مانع.
4 -
مشعل.
(1)
الزريقي: ذبابة كبيرة تؤذي الإبل بعضّها.
وهذا يمتون إليه بالنسب الأقرب فيقال لهم آل مشعل، ونخوتهم الأخيرة نشأت من زمنه وهي (حرشة وأنا ابن مشعل) ويقول قائلهم:
مرد علي سرد من أولاد مزيد
…
حماة الدار ليا جاه البلا من ضديده
اليجمع الوكرين بيوكر واحد
…
العين توّه تهنَّت بي رجيده
تصافوا الصيداد هم وآل مشعل
…
وتبشرت النوق بأيام عيده
يقول شبان من أولاد مزيد علي خيل سرد يحمون ديارهم إذا جاءها البلاء من عدوهم، وهؤلاء يجمعون بينهم وبين أقاربهم فيخشى الأعداء سطوتهم وتهاب بطشهم وينامون في رقدة هنيئة من جراء اتفاق آل صديد وآل مشعل فتبشرت النوق بأيام عيدها.
وآل مشعل هم آل محمد والصيداد آل صديد وهم من آل محمد، أو كما قلت سابقًا من إخوة آل محمد رؤساء الصايح على اختلاف في ذلك ويجمعهم مزيد وهو جد أعلى.
5 -
محسن.
6 -
مجرن.
7 -
الجعيري.
8 -
الحميدي.
هو والد فارس الجربا، ويعرف ب (الأمسح) لأنه ولد وعينه مسحاء فلم يظهر لها أثر، ويعد من مشاهير شيوخ آل محمد، وقد ترك أولاده ذكرا ذائعا وهم مطلق وفارس ومن يليهم، وهم الصق بنا وحوادثهم قريبة منا ولا تزال ترددها التواريخ أو تتناقلها الألسن.
ومن أولاد الحميدي (عمرو) ومنه آل عمرو أخو فارس
…
ولا يزال فرعهم معروفًا.
9 -
مطلق:
يعرف ب (أخو جوزة) وهذا أراد مهادنة الإمام ابن سعود
(1)
ولكن ابنه مسلطا لَمْ يرضخ لمطالب الإمام من زكاة وقص الشعاف (شعر الرأس) وما ماثل، فشوق أباه على القيام في وجه ابن سعود فحاربه، وهذه مبادئ نزوحهم إلى أنحاء العراق ومن بواعث الميل إليه.
وكانت حكومة العراق أيام المماليك تحرق الإرم على الأمسير ابن سعود وترغب كثيرًا في جلب عشائره لجانبها لتكون أعرف بما عنده.
وقد حكي عثمان بن سند
(2)
حادثة له مع ابن سعود قال:
"وأغار في سنة 1212 هـ - 1798 م سعود بن عبد العزيز بن محمد السعود على بادية العراق وكان مطلق بن محمد
(3)
الجرباء نازلا في بادية العراق، فلما صبحهم سعود فر منهم من فر وثبت من ثبت، فممن ثبت وقاتل جيش سعود مطلق الجرباء فكرَّ على الفرسان مُرّة بعد أخرى، فكلما كرَّ على كتيبة هزمها فحاد عن مطاعنته الشجعان
…
فعثرت فرسه في شاة فسقط من ظهر فرسه فقتل.
وكان قتله عند سعود من أعظم الفتوح إلَّا أنه ودّ أسره دون قتله.
هذا، ومطلق من كرام العرب، عريق النجار، شريف النسب، من الشجعان والفرسان الذين لا يمتري بشجاعتهم إنسان، له مواقف يشهد له فيها السنان والقاضب ووقائع اعترف له بالبسالة فيها العدو والصاحب.
وأما كرمه فهو البحر حدِّث عنه ولا حرج، وأما أخلاقه فألطف من الشمول وأذكى من الخزامي في الأرج، وأما بيته فكعبة المحتاجين وركن الملتمسين .. :(إلى أن قال):
(1)
كان ولا يزال يسميه أهل نجد بالإمام، ووقائع هذه الأيام مبسوطة في تاريخ العراق بين احتلالين وهناكوسعنا البحث فيها عن تكون هذه الأسرة المالكة ونطاق نفوذها وعلاقاتها بوقائع العراق.
(2)
هذا المؤرخ يتحامل علي آل سعود ولا يهمنا إلَّا ما يوضح الوقائع العشائرية، فلا نشاركه في تحامله، ونقل النص أمانة، وأشرنا بهذا هنا ليعلم القارئ أن ابن سند كتب إرضاء لولاة بغداد والحكومة العثمانية وكانوا أعداء ابن سعود إذ ذاك.
(3)
إن محمدًا هو الحد الأعلى ولكن البدو يسمون بأشهر أجدادهم المعروفين وإلا فإن محمدًا لَمْ يكن جده القريب
…
وهذا اساس تكون الفخذ أو البيت كما مر.
يا بحر لا تفخر بمدك واقصر عن
…
أن تضارع حاتميا شمري
ما حل في كفيه مقسوم على
…
كل الأنام غنيهم والمعسر
ما ثم مأثرة سمت الأروى
…
رفوعها عنه لسان الأعصر
ففناؤه مأوى طريد خائف
…
وحباؤه مغن لضيف معسر
انتهى ما قاله صاحب المطالع.
وأصل هذه الوقعة أن الحكومة العثمانية كانت تلح بإزعاج لمحاربة ابن سعود والقضاء على غائلته، فقد كانت تعدها من أكبر الغوائل في نظرها
…
فجهزت ثويني شيخ المنتفق قبل هذه الوقعة بسنة (1211 هـ - 1797 م)، خصوصًا بعد أن استولى ابن سعود على الإحساء وفر من وجهه آل عريعر أمراء بني خالد بقبائلهم ملتجئين إلى العراق فاغتنم القوم هذه الفرصة
…
فلم ينجح بها ثويني وانتصر ابن سعود عليهم وقتل ثويني، فكان ذلك داعية الهجوم على العراق وذلك أنه في رمضان هذه السنة (1212 هـ - 1798 م) سار سعود ابن عبد العزيز آل سعود بجيشه وعشائره وأغار على أنَّحاء المنتفق (سوق الشيوخ) فصبح القرية المعروفة ب (أم العباس) وقتل منها كثيرين
…
وكان الشيخ حمود في البادية فلم يدركه وعاد إلى أطراف نجد، ثم عطف وأغار في سنته على تلك البادية وقصد جهة السماوة، وقد علم أن العربان الكثيرة مجتمعة في الأبيض الماء المعروف قرب السماوة فأغار عليها، وبين هذه شمَّر والظفير وآل بعيج والزقاريط وغيرهم
…
فكانت الوقعة التي قتل فيها مطلق الجرباء، والتفصيل في تاريخ العراق.
وله أيام منها يوم العدوة:
وهذا ماء معروف، وهو مزرع لشمَّر قرب بلد حائل وكان - كما قال الشيخ عثمان بن بشر - قد نهض سعود (سنة 1205 هـ - 1791 م) إلى قبائل مُطير وقبائل شمَّر واستنفر أهل نجد وقصدهم في تلك الناحية فوقع قتال شديد فانهزمت تلك القبائل وقتل منهم قتلى كثيرة وحصل قوم سعود على غنائم كثيرة.
ثم أعادوا الكرة على جموع سعود وكان مقدمهم مسلط بن مطلق الجرباء وكان قد نذر أن يجشم فرسه صيوان سعود فأراد أن يتم نذره فقتل
…
والتفصيل في عنوان المجد
(1)
.
وقال ابن سند:
"العدوة: لسعود بن عبد العزيز عليه (على مطلق)، وفي ذلك اليوم قتل ابنه مسلط وكان شجاعا .. طاعن ذلك اليوم حتى كف كل رعيل، وقرى كل ذابل وصقيل .. وأما مطلق فإنه في ذلك اليوم هزم الكتائب وأروى من دم الفرسان كل سنان قاضب:
قوم إذا حربوا فآساد الشرى
…
وإذا هم أعطوا فابحر جود
يا عين إن ماتوا فقد مات الندى
…
فعليهم حزنا بدمعك جودي
خاضوا الوغى بصوارم وشياظم
…
قب البطون نؤم جيش سعود
فتفرقت منه الكماة كأنهم
…
نقد
(2)
نوافر من زئير أسود
لاقاهم الأسد الضيارم مطلق
…
فتلقوا بشليل قعود
فلما ضاقت على سعود الأوهاد والنجود، تخلى عن ابن هذَّال فلم يكن لمطلق مجال فنكص على العقب .. ونجا هو وبنو عمه فأناخ رحاله في بادية العراق إلى أن أخضر عيشه وراق ..
(3)
ا هـ.
وهذه الوقعة تعين تاريخ نزوحهم إلى العراق (سنة 1205 هـ -1791 م) ثم سار مطلق من العراق إلى سورية وتوجه مع أحمد باشا الجزار إلى الحجِّ فرجع إلى العراق وبقي في بادية العراق وله السلطة الكبيرة والنفوذ العظيم، ولما قتل رثاه ابن سند في قصيدة طويلة
…
وإلى المترجم ينسب آل (مطلك)"مطلق".
(1)
عنوان المجد في تاريخ نجد ص 87 ج 1.
(2)
خرفان جمع نقد.
(3)
مطالع السعود ص 149.
ومنهم الآن سطام بن سميط بن سلطان بن فهد بن مطلق بن الحميدي.
10 -
مسلط
(1)
هو ابن مطلق ويلقب بالمحشوش أي الغضوب، وهو شجاع مشهور بالبسالة وتفوق على كثير من القبائل كقبيلة بني خالد وكان رئيسهم ابن حميد آل عريعر، وكان قد قال لابن حميد (ولد حمره حزك) أي أنهم يلتمسون الحسن والجمال دون عراقة النسب وطيب الأرومة، وكان قد أبرز لهم أمه وكانت بادية الأنياب مهولة المنظر فقال: إن أبي التمس مثل هذه التلد مثلي.
ومما يحكى عنه أن أمه كانت تخشى بطشه فتحذره، من ذلك أنه سألها يومًا أي أشجع، هو أو أبوه؟ فلم تجبه فلما الح عليها قالت له كل منكما شجاع وبعد الإلحاح الزائد ذكرت أن أباه أشجع فضربها ضربة كادت تطير بأم رأسها، وكان قد تحارب أبوه مطلق مع إحدى القبائل فقتل له ولدان لحملهما على بعير ومع هذا لَمْ يبال واتَّصل بأمهما في ذلك اليوم فولدت مسلطا هذا فصار من تلك العلقة وشاعت أخباره
…
وهو مشهور بالكرم، أجرى السمن سواقي وصار يأكله الضيوف مع التمر وقد شاهد كرمه الأعداء والأقارب، توفي قبل أبيه كما أشير إلى ذلك فيما مر.
ويحكى عنه أنه حينما قوى أمر ابن سعود وأمر بجز الشعاف وتأدية الزكاة امتنع أن يتكلم مع أحد وصار يراقب على رجم (تل) يبقى فيه طول النهار وقسما من الليل فحسبوا أنه عاشق أو مختل العقل فأرسل إليه أبوه أن يأتيه ويطيع أوامر ابن سعود فأبي وضرب عبد ابن سعود، فأدمي جبينه، وحينئذ غضب الأب وتناول سيفه وتقدم إليه قاصدا قتله فقال مسلط:
(1)
من الجرباء مسلط آخر قتل سنة 1200 م، أو 1103 هـ. العنوان المجد في تاريخ نجد ص 107".
نطيت راسي مشمخرات العراجيب
…
الرحم الطويل النايف المجلح الزي
ونيت ونه ما تهجع بها الذيب
…
وأوجس ضلوعي من ضميري تنز
اشجي لاخو جوزه
(1)
ستر الرعابيب
…
الحر عند دار المذلة
(2)
ينز
ليصار ماناتي سواة الجلاليب
(3)
…
وكلايع بإيماننا نبزي
(4)
يريد اعتليت عراقيب عالية وهناك ترى أنيني لا يهجع له ذئب ويكاد قلبي يلتهب لها .. أشكو لأبي صيانة عرضي، والحر لا يرضى بدار الذل والإهانة .. ولو منعنا من الغزو، فلا نستطيع أن تكون غنائمنا في تصرفنا .. فما حياتنا حينئذ وما عيشتنا .. !
وحينئذ أدرك الأب مرامي ولده فأجابه:
اصبر تصبر واجمع الخبث للطيب
…
وهذي حياة كل أبوها تلز
(5)
أخاف من كوم روسها جاليعابيب
…
وسيف على غير المفاصل يحز
يقول لابنه ناصحا له اصبر وتأن في الأمور، واجمع خبثك إلى طيبك، والحياة هذا شأنها، والسياسة ضرورية، وإنما أنا خائف من هؤلاء القوم فيها، وأخشى أن تحز سيوفهم غير المفاصل .. !!
والمغزي ظاهر، والنصح بيّن ولكن ابنه أبي أن يقيم في دار زعمها دار هوان له ولم يفكر بأبعد من هذا ..
فكانت هذه الوقعة على ما يحكى - منشأ الحروب فيما بينهم وبين ابن السعود ..
وقد قيل بعض الشعر في ابن السعود وفيه بعض التهجمات تجاه تبدل الحالة غير المألوفة مما حفظه قصاد شمَّر وكثير من أفرادهم ..
(1)
هو مطلق.
(2)
المملة.
(3)
الجواليب.
(4)
نطعن، نفرح، نتنومس بها.
(5)
تسايس في الحل، تبصر.
إلَّا أن هذه كانت أوقات نزاع وحرب وفي مثلها تظهر الخصومات في الشعر والكلام، فضلًا عن الأفعال وامتشاق السيف وهز الرماح .. ولكنها لا تلبث أن تزول، فلا تقلل من فضل آل السعود وخدماتهم الجلية لتوحيد القبائل العربية وجمع شمل البدو واتفاق الكلمة مما دعى إلى تمكنها في جزيرة العرب وإخلاصها العظيم في حماية العقيدة.
قتل مسلط سنة 1205 هـ - 1791 م كما ذكر أعلاه.
11 -
عمرو بن الحميدي
وإليه تنسب الفرقة المعروفة ب (آل عمرو) ولا تزال قائمة برأسها.
12 -
شلاش بن عمرو
وهذا معلوم عنه الكرم، ويقال له:(تل اللحم) إشارة إلى ما يقدمه إلى الضيوف، قتل قرب هور عقرقوف، في محل يقال له:(أبو ثوب) وقبره هناك.
13 -
فارس آل محمد
جاء هذا ومطلق وسائر أقاربهم وأهليهم إلى أرياف العراق، فرحبت الحكومة بهم، ووقائع شمَّر في العراق تبتدئ، في الحقيقة من فارس هذا، وفي زمنه استقرت قدم شمَّر ونال فارس شهرة فائقة، وكان النفوذ في بغداد لآل الشاوي، وقبيلة العبيد التزمت الحكومة فاعتزت بها ..
والمحفوظ عن بعضها أن إبراهيم بك
(1)
ابن عبد الجليل بك هو الذي جاء بفارس إلى العراق لمصلحة عداء ابن سعود، ولسحق العشائر وما ماثل، والصحيح ما قدمنا، وأن إبراهيم بك ينتسب إلى شمَّر من (الجعفر) الذين منهم آل الرشيد.
وبسبب هذا الرئيس أعني فارسًا خضدت شوكة قبيلة العبيد نوعا بل كادت تمحي لولا أن توالي نبوغ رجال مشاهير من آل شاوي يساعدون قبيلتهم العبيد في حين أن هؤلاء البدو لا ناصر لهم غير قوة ساعدهم وتمرّنهم على الحروب
(1)
وذرية إبراهيم بك هذا لَمْ تزل في الحلة ويقال لهم آل عبد الجليل ابن سلطان ويسمون الآن "آل محمد نوري باشا".
والذكاء الفطري في معرفة الوضع السياسي للحكومة فاستغلوا الحالة عن معرفة وخبرة فنالوا مكانتهم الممتازة لدى ولاة بغداد، وكانت الحكومة ترغب في إمالة قبيلة عظيمة مثل هذه إليها واستخدامها على العبيد والقبائل الأخرى وكانت تخشى بطشههم وترهب سطوتهم .. وهي أيضًا في حاجة لمعرفة ما يجري في جزيرة العرب، وهذا ما كانت تنويه في بادئ الأمر ثم التفتت إلى الأوضاع الأخرى في حينها .. أو أنَّها نظرت للأمرين معا.
وكل آمالها مصروفة إلى محو البعض بالبعض تأمينا لحاكميتها وتأييدًا لسلطتها وقهرها للأهلين؛ ولذا قامت بعد ذلك بوقائع تؤكد نواياها وتبين وضعها وسائر مطالبها وأغراضها نحو الأهلين
(1)
.
وأول ما رأته الحكومة من فارس الجرباء - عدا ما ذكر - هو ما حدث سنة 1213 هـ -1798 م رمن الوالي سليمان باشا الكبير فإنها أرادت الوقيعة بابن سعود فجمعت كل ما استطاعته من قوة عشائرية وعسكرية فكان فارس الجرباء بعشائره وكذا شيخ المنتفق بمن معه من قبائل ومحمد بك الشاوي وجماعات كثيرة جعلهم الوزير تحت قيادة علي باشا الكتخدا، إلَّا أن هذا لَمْ يكن عارفا بالأمور الحربية ولم يسمع نصائح في بر رجاله من رؤساء القبائل المتمرنين على حرب أمثال هذه خصوصا الجرباء، وفي هذه الوقعة لَمْ يسجل التاريخ سوى غارة على قبيلة سُبيع
(2)
فغنم منهم إبلا وشاء، وفي هذه الغارة كان فارس وابن أخيه بُنَيّة بن قُرينس غنموا ما غنموا وقتلوا من قتلوا من قبيلة سُبيع وعادوا ولكن الكلتخدا خذل في هذه الحرب وخسرت الحكومة خسائر فادحة لا تقدر، ولولا العشائر معه لدمّر شر تدمير، فانتهت بالصلح الظاهر والمغلوبية الحقيقية التامة
(3)
وقد أوضحت هذه في موطنها من تاريخ العراق.
(1)
راجع ما كتبته عن آل الشاوي في لغة العرب.
(2)
وتتفرع هذه القبيلة إلى فروع عديدة، وجاء عنها في كتاب درر المفاخر للبسام ما نصه:"طائفة طافت أخبارها، ورويت آثارها، ملكت مقاليد المجد، وأدركته بالهزل والجد، يحمدهم الطارق، ويحذرهم السارق، أعلوا نار الفضل وشادوه، وأنصفوا الضعيف على القوي حتى أسادوه، أخلاقهم حميدة، وآراؤهم سديدة .. "، ص 37، وفروعها مذكورة في قلب جزيرة العرب.
(3)
مطالع السعود ص 119.
وفي عام 1216 هـ - 1801 م أغارت سرايا من أهل نجد على العراق فأرسل الكتخدا علي باشا لمقاتلتهم محمد بك الشاوي وفارس الجرباء ومعهما عسكر الوزير فوجدوا القوم قد تحصنوا بالرواحل وشمروا عن ساق الحرب بالبنادق والمناصل فأحجم من أرسله الكتخدا ورأوا ذلك أحمد فرجعوا إلى شفائي (عين التمر) كارهين النزال فأنّبهم ابن سند في تاريخه بقوله:
رأوا البيض مصلتات فظنوا
…
أنَّها انؤر بليل تشب
فانثنوا يهرعون عنها فهلا
…
وردوها وبالشياظم خبوا
أنكوصا عن أن تراق نفوس
…
بسيوف على الرؤوس تصب
هذا، ولم يعلم ابن سند أن المخاطرة بلا أمل نصرة شطط وكأن الجيش منهوك القوى فصادف على حين غرة أناسا مستريحين وقد عقلوا إبلهم وصاروا ينتظرون الحرب بهدوء وراحة فكف الجيش عن قتالهم ومال إلى جانب للأسباب المذكورة ولأحوال حربية .. والظاهر أنهم أرادوا أن يسحبوا عدوهم بحيلة حربية فيعقبوا أثرهم فلم يحصل مطلوبهم ولم يفلحوا، فانقضت الوقعة بسلام.
ولم يقف فارس الجرباء وقومه عند هذا الحد بل ازداد نفوذهم بأنهم أزاحوا العبيد وغيرهم وتمكنوا في مواطنهم، جاءوا بين النهرين - الجزيرة - في بادئ الأمر بقصد أن يرودوا المواطن وبعد ذلك جاءهم فارس بقوم كثيرين فوقعت بعض الحروب المؤلمة.
ومما تتناقله الألسن أنه حين ورود فارس الجزيرة دعا رؤساء القبائل المجاورة وقدم لهم منسفا كبيرًا جدًّا (جفنة) فيه الطعام الكثير وفي أطرافه سكاكين مربوطة بأمراس لقطع اللحوم، فاستعظموا ما رأوا وحسبوا الحساب لما وراءه وكان بين المدعوين رؤساء العبيد والجبور، وأن رئيس قبائل الجبور أبي أن يأكل بحجة أنه صام لئلا يمنعه الملح والزاد من أن يوقع بهذا الرئيس أو يغدر به وشاور أصحابه فيما أضمر له في أن يقتلوه فيأمنوا شره قبل أن يتوارد إليه قومه ويعظم أمرهم، فلم يوافقه سائر الرؤساء لأنه نزيل ولأنه لَمْ يأت محاربا فاضطر إلى العدول عن رأيه.
ومن ثم تواردت شمَّر حتى عظم أمرها، واحتلت الجزيرة، فدفعت هذه القبائل إلى أنحاء مختلفة، فمالت قبيلة العبيد إلى الحويجة، وأزاحت البيات إلى أماكنهم الحالية، وهكذا جرى على الجبور فتفرقوا.
وفي هذه كان الإيعاز من الحكومة فأغرت على هذه القبيلة، وقد صور ابن سند مكانة فارس آنئذ فقال:
"كأنت لفارس وابن أخيه بنية أيام الوزير علي باشا أبهة عظيمة وصدارة" ا هـ
(1)
.
فتقلص ظن العبيد وكاد يمحى فعبروا إلى الحويجة، ولا يزالون بها إلى الآن وأن رؤساء القبيلتين يذكرون هذه الوقائع التي ولدتها السياسة واستغلت القدرة من أحد الجانبين للوقيعة بالآخر، وما ذلك إلَّا نكاية بال الشاوي.
ولكن الحكومة لَمْ تر من شمَّر النتائج التي كانت تأملها فرأتهم أصعب مراسا ولم يكونوا تابعين لكل أمر.
وكان وقيعة الوالي علي باشا بمحمد وعبد العزيز آل الشاوي حدثت في أوائل حكومته، كان قد ذهب بنفسه إلى سنجار، وبعد أن رحل غضب عليهما فخنقهما سنة 1218 هـ - 1803 م وحينئذ قدم فارس الجرباء وابن أخيه بنية المذكورين فمحا بيت الشاوي وناصر رؤساء (شمَّر)
(2)
.
ومن هؤلاء فرع لا يزال معروفًا ب (آل فارس)، ومنهم مجول بن محمد الفارس.
14 -
قُرينص
ويلفظ كرينص كما هو عادة تلفظ البدو والحضر، وقد ضبطه اين سند بضم القاف وفتح الراء فياء ساكنة فنون مكسورة فصاد ولم يذكر له من الوقائع شيئًا مهما.
(1)
المطالع ص 157 وعلي باشا هو المعروف بالكتخدا.
(2)
ص 132 من المطالع.
15 -
بنية
هذا هو ابن قرينص، ويقال له الأشمل؛ أي أنه يزاول أعماله وحروبه بيده اليسرى (شماله) ويقال لفرسه (الجنيدية) نوع من الخيل معروفة وضبطه ابن سند بضم الموحّدة وفتح النون وتشديد الياء ويليها هاء التأنيث، من فرسان العرب وكر مائهم كانت له كعمّه فارس أيام الوزير على باشا أبهة عظيمة وصدارة، أما كرمه فهو الغيث بل البحر الخضم، وأما منع الجار .. فهو منه في الذروة والنّاس إنما يحذون حذوه.
وأما النسب فهو من بيوتات العرب:
تنميه للشرف العالي بنو ثُعَل
(1)
…
أشد الشرى وسراة القادة الأول
النازلون من البيداء فوق ربا
…
والشائدون بيوت العز بالأسل
الناحر وجزر الأضياف نحرهم
…
أسد العرين بما سلوا من النصل
والمانعو الجار بالأسياف لامعة
…
بين الخميسين والعسالة الذبل
وبنية هذا عبر من الجزيرة لغربي الفرات عندما تولى وزارة بغداد سعيد باشا لما بين عمه فارس وآل العبيد من الضغائن لاسيما أميرهم قاسم بن محمد الشاوي، وقد كان سعيد باشا ولى زمام أموره لقاسم فلما بين فارس وقاسم المذكور لَمْ يستقر بنية في الجزيرة فتزل بعشيرته على خُزَاعَة في سنة 1231 هـ - 1816 م ليكتال، ومن ثم حدثت المعركة التالية وذلك أن شيخ الرولة من عَنَزة المعروف بالدريعي أرسل إلى حمود بن ثامر شيخ المنتفق فاستنفره فنفر بفرسان عشيرته لمساعدة الدريعي لما بينهما من الائتلاف، وكذلك خرج عسكر الوزير سعيد باشا وهم عُقيل وكبيرهم قاسم الشاوي فقامت الحرب على ساق وقائد شمَّر بنية وهذا ما كر على جناح أو قلب إلَّا هزمه حتى تحامته الفرسان فقدر الله عليه في بعض كراته أن أصابته رمية بندقية فخر من صهوة فرسه قتيلا
(2)
.
ثم قال صاحب المطالع أيضًا:
(1)
بنو ثُعَل من قبائل طيئ.
(2)
مطالع السعود ص 157، 58، وعمر رمضان في حوادث سنة 1231 هـ.
ولما لبنية من المكارم والشجاعة وارتفاع الصيت وللمودة بيني وبينه رثيته ارتجالا
(1)
.
وذكر قصيدة طويلة مطلعها:
قضى فلدمعي في الحدود سفوح
…
هزبر عليه المشرفي ينوح
أغر كريم النسبتين من الأولى
…
فخارهم كالنيرين يلوح
وجاء في عنوان المجد في تاريخ نجد أنه كان لحقه فارسان فلما أحس بهم أو أنهم دعوه للمبارزة جذب عنان جواده جذبة منكرة ليجرفه عليهم فرفعت الفُرس رأسها ويديها وسقطت على ظهرها إلى الأرض وهو فوقها فصار تحت السرج والفرس فوقه فأُدْرِك وقُتِل
(2)
، وكان عمه فارس معه في هذه الوقعة.
وأما أثر قتلته هذه فكان كبيرًا وله وقع في نفوسهم.
ومما قاله ابن عجاج في وقعة المنتفق هذه مقابل انتصارهم الأول على آل الشاوي يخاطب شيخ المنتفق ويذمه على افتخاره في قتله بنية، وكان هاربًا من آل محمد ونزيلا عند المنتفق، ينقلون أنه قال:
خذلت شيخ دوم يخذلك
…
وعطيت له حبل الشرك وثم كفيت
تسعين راس من قومك غدت لك
…
وشعاد يا خصّاي الدياج سويت
يرمي البدوي قبائل المنتفق في خصي الديكة وهذا ما يتهمهم به ويعده أمرا معيبا .. ويقول: خذلت شيخًا كان يخذلك دوما وقد قتل تسعين من قومك فماذا فعلت .. ؟!
وعلى كل حال كانت وقائعه مشهورة، ولكن نهضة آل الشاوي للمرة الثانية مما ضعفت من عزمه فتألب القوم عليه وحارب حتى قتل بمناصرة من الحكومة والمتفق وعنزة، وأن عمه كان ولا يزال حيا ومعه في هذه الوقعة.
وقد مضت مدة حتى استعادوا مكانتهم أيام داود باشا وبهم استعانت الحكومة وبغيرهم من العشائر على حرب المعجم في أيام الشيخ صفوق (صفوك)
(1)
مطالع السعود ص 159.
(2)
عنوان المجد ج 1 ص 159.
ابن فارس، وهذه المغلوبية التي أصابت بنية لَمْ تؤثر على قبائل شمَّر وإنما هي حرب مبارزة ولم تكن حربا حاسمة.
16 -
صفوق
(1)
وهذا أشهر من نار على علم، وقد لقبته الحكومة بلقب (سلطان البر) سنة 1249 هـ - 1835 م
(2)
، خلف بنية ابن عمه في مكانته ونال حظوة لدى الحكومة أيام داود باشا الوزير.
هذا، وتكاثرت المدونات في أيامه أو أن الذي وصلنا أكثر لقرب العهد، ويمتاز بالممارسة على الحروب أكثر ممن سبقه، وتدابيره في سوق الجيش مهمة، ولا ينكر لأمثال هؤلاء أن ينبغوا في أمر الحروب وقد ذاقوا حلوها ومرّها ونالوا منها الأمرّين واعتادوها، فالفطرة السليمة، وعيشة البادية، والرياسة، والتمرن الزائد في أمر الحروب، والذكاء المفرط، مما يعوض نوعا عن التجارب الفنية خصوصًا إذا كانت ترافقه رباطة جأش، وصبر على المكاره، وانتباه قد يحصل ببضع وقائع محفوظة مع الحالة العملية، فيعوض عن دراسات عديدة، وقضاياهم لا تحتاج إلى ما يحتاج إليه في الحروب المنظمة.
وإذا كان المرء مشبوعا بحب الحروب ومائلا إليها بكليته، وبيئته مساعدة للقيام بأمرها دائما، أو مراعاة ما يعوض عنها من مطاردة الصيد أيام السلم، فهناك حدث عن الشجاعة، وعن الخطط الحربية، والتدابير الصائبة ولا حرج، ولو دوّنت وقائعهم التي يقصونها، والوسائل التي يتخذونها لتنفيذ خططهم لهال الأمر أو لحصل الإذعان في الكفاءة لهم والمقدرة.
ومن المؤسف أن تصرف الهمم لأمثال هذه الأمور في غزو بعضهم البعض وكل واحد نراه ماهرا فيما زاوله، والخطر والصعوبة في أن ينال الواحد من الآخر حظه.
ومترجمنا هذا بعد في طليعة شجعان العرب وأكابر قوادهم ولو وجد له تربة صالحة وبيئة مناسبة لظهر أعظم.
(1)
ضبطه ابن سند بفتح الصاد وهو في الأصل الممتنع من الجبال، واللينة من القسي، والصخرة الملساء المرتفعة .. فسمي به، (ص 264 مطالع السعود).
(2)
عشائر سورية.
وقعته مع المعجم
وقد قال صاحب المطالع في حوادث سنة 1238 هـ - 1823 م عن وقعة المعجم التي حدثت سنة 1237 هـ - 1822 م:
"أخبرني ثقات عدة أن صفوفا غزا ابن الشاه وعبر ديالي بفوارس من عشيرته إلى أن كان من عسكر ابن الشاه بمرأى فركب فرسان العسكر لما رأوه وكرّوا عليه فاستطردهم حتى عبروا ديالي وبعدوا عنها فعطف هو ومن معه من عشيرته ومن الروم عليهم فأدبرت فرسان العجم وقفاهم فوارس شمَّر وقتلوا منهم من أدركوا وأتوا بخيلهم وسلبهم .. وأخبرني غير واحد أن هذه غير الأولى التي ذكرها المؤرخ التركي" ا هـ
(1)
.
والمحفوظ في هذه الوقعة أنَّها كانت بالاشتراك مع قبيلة العزة وأنهم أبلوا فيها البلاء العظيم فتكاتفوا على عدوهم وعولوا على أنفسهم ولا ناصر لهم من جيش الروم (الترك العثمانيين) وإذا كان معهم من عُقيل بعض أفراد فلا تعطف لهم أهمية.
وشمَّر هؤلاء في حروبهم يهارشون المقابل ويطمعونه في النصرة دون غلبة قطعية حتى يأتوا إلى مجال الطراد وموطن العطفة - كما عبر ابن سند - فيعودوا الكرة على عدوّهم؛ ولذا يسمون أهل (العادة) وهكذا فعل صفوق في ترتيب خطته ونجاحها وهم أكثر تعودا لها وأساسا من صغره يزاولها.
وتفصيل الوقعة في تاريخ العراق بين احتلالين.
وقد مدح ابن سند وقعته هذه مع المعجم ومؤازرته للوزير وبيّن أنه كان قائد الجيش ومعه العشائر حتى قال:
"ولما نصر صفوق هذا الوزير، أقطعه عانة وما يتبعها من القرى فنال منزلته عند الوزير فعادى أعداءه ووالى أولياءه.
وأما كرم صفوق فمما سارت به الأمثال وأقرت به الأمثال .. "ا هـ
(2)
(1)
ص 212.
(2)
المطالع ص 266.
ولصفوق هذا مع قبائل عَنَزة وقائع أشهرها:
1 -
يوم بصّالة، وهو يوم انتصر فيه شمَّر على عَنَزة سنة 1238 هـ - 1823 م.
2 -
في السنة التالية انتصرت عَنَزة عليهم وهي عام 1239 هـ - 1824 م.
وفي هذه الوقعة الأخيرة انكسرت شمَّر فشد الوزير عضد كبيرهم صفوق .. كذا قال ابن سند، ولا محل للتفصيل هنا.
وعلى كل حال أن كسرة شمَّر هذه المرة لَمْ تكن القاضية وإنما هي على عادة الحرب في قولهم: (الحرب سجال)؛ ولذا لَمْ تتركهم الحكومة وإنما أخذت بيدهم فاستعادوا مكانتهم الأولى فقاموا بمهماتها الحربية مع العشائر المناوئة.
وكان للحكومة من العشائر ما هم بمنزلة جيش متأهب للطوارئ وحاضر للكفاح والاستنفار.
وحوادث صفوق الأخرى من هذا النوع، ومنها ما يتعلق بالقبائل الشمرية ولكن حادثة سنة 1249 هـ - 1833 م تدل على أنه بقي على ولاء داود باشا الوزير وكره حكومة علي رضا باشا اللاز فلم يذعن له.
وذلك أن والي الموصل يحيى باشا كان أيضًا على رأي الشيخ صفوق الفارس وكانت بينهما مراسلات، حث صفوقا على القيام فناوأ الحكومة وتمكن من قطع الطريق بين بغداد والموصل وصار يتحول بين النهرين فجمع قوة كبرى وجاء إلى قرب قبر الإمام موسى الكاظم فحارب علي رضا باشا الوالي وجيش الحكومة وأمله كبير في أن ينكل بالقوة التي أمامه ويستولي على بغداد، فكان لهذا الحادث وقع عظيم في نفس الحكومة .. وفي نتيجة هذه الحرب اضطر الشيخ صفوق على الانسحاب وترك الأثقال
(2)
.
ولما اطلعت الحكومة على نوايا والي الموصل عزلته وعينت مكانه سعيد باشا الوالي السابق وكان في بغداد
(3)
.
(1)
المطالع ص 266.
(2)
التفصيل في تاريخ العراق.
(3)
تاريخ لطفي ج 4 ص 112.
إن الحكومة بعد وقعة صفوق هذه مع علي رضا باشا اللاز قد احتالت فقبضت عليه وأبعدته إلى الآستانة ومعه ابنه فرحان باشا وكان صغيرًا تعلم التركية خلال بقاء والده هناك، وكانت المدة التي قضاها ثلاث سنوات.
ومن غريب ما يحكى عنه أنه جاء إلى السلطان بتوسط الشريف عبد المطلب فدخل عليه وعندئذ صار ينظر يمينا وشمالًا، وهذا ما دعا أن يغضب عليه السلطان مُرّة أخرى ويطرده من عنده ولم يدر السبب، في حين أنه كان يأمل أن يكرمه، ذلك لما رآه السلطان منه من سوء الأدب، هكذا كان يظن السلطان فيه ولم يدر أنه بدوي، وأمثاله لا يعرفون مراسم التشريفات، والحكومة أساسا لا تعرف تقاليد العرب وعاداتها فلا يستغرب من السلطان أن يعتقد فيه ما اعتقد وهو بعيد عن البداوة، ولم يتعود التجول، ولا السياحات الوطنية على الأقل .. ولا بيده من كتب العشائر ما يبصره بأوضاعهم، وقد رأينا من الملك فيصل رحمه الله صبرًا عظيمًا من جفاء العشائر وخشونتها وهو يسمع جميع هوساتها، ويتلقاها بكل سعة صدر وارتياح؛ لأنه عارف بهم وبضروب طباعهم وأحوالهم.
ثم إنه توسط له الشريف مُرّة ثانية في الدخول فوافق السلطان، ولكنه حينما جاء إلى الصدر الأعظم صار يوصيه بمراعاة المراسم اللائقة وأن لا يرفع بصره ولا يلتفت إلى جهاته .. فقال لا أدخل، ولا فائدة لي من ذلك الدخول وحينئذ أرجح البقاء لأني سوف أذهب إلى قبائلي وأحدثهم أني رأيت السلطان وشاهدت بلاطه وما فيه من كذا وكذا .. ولو قلت لهم أني خرجت كما دخلت فلم أنظر شيئًا فحينئذ لا يصدقونني بل يكذبونني وقالوا لا نصدق أنك دخلت.
فأوصل خبر ذلك إلى السلطان فاستأنس بما قصه، وسمح له أن يدخل وأذن السلطان له بمشاهدته وأن يتفرج على الأماكن الأخرى والنظارات الوزارات وكل المباني البديعة، والقصور الفخمة والآثار
(1)
.
(1)
هذه الآثار والممتلكات والنفائس في قصر السلطان وفي غيره قد نشرت الآن للعموم وصار يراها كل أحد وفيها من العجائب والغرائب الشيء العظيم، شاهدتها سنة 1353 هـ - 1934 م في تمور وأيلول منها وقد خلت الديار من مالكيها السابقين فلا نرى إلَّا آثارهم.
عفا عنه السلطان، واختبر هو الوضع من جهة، ومن أخرى أن قبيلته معتادة الغزو والنهب، ولا يمكن تعيين أي السبيين قد دعا لقيامه على الحكومة مُرّة أخرى زمن الوالي نجيب باشا
(1)
.
ويقال في هذه المرة: لَمْ تعلن الحكومة مطاردته وإنما اتخذت طريق المسالمة والحيلة للقبض عليه وأرسلت إليه رؤساء القبائل المشهورين لتقريبه من الصلح والانقياد والطاعة، فجاءوا به كمطيع، مسالم لها ومنقاد، فلما وصل إلى هور عقرقوف وقارب بغداد سلَّ محمد بك سيفه عليه وضربه فقتله غدرا وعلى غفلة منه.
وجاء في تاريخ لطفي: محمود بك والصحيح محمد بك ابن محمد بك، مات أبوه وهو في بطن أمه فسمي باسمه، وأنه من آل سيد بطال المشهور عند الترك وبيد ابنه حسين فرمان ينطق بذلك فقد كان أولًا باشبوغ في أيام الهايتة، وأنه عين إلى العونية برتبة ميرالاي عند تأليف العساكر النظامية، وأن ختمه كان (بنده صمد السيد محمد)، توفي صوالي سنة 1306 هـ - 1889 م ودفن في الشيخ معروف، وأولاده أحمد توفي صغيرا، وعلي توفي بلا عقب، وحسين ولد سنة 1298 هـ - 1881 م تقريبًا ولا يزال حيا، ومنه علمت بعض الإيضاح عن والده بالوجه المذكور.
وكأن محمد بك شابا حين الوقيعة ومن ثم سمى ب (كنج أغا) لاكتسابه هذا المنصب شابا.
وكأن الشيخ صفوق قد قضى أكثر أيامه بالحروب فهو متمرن عليها، لا يستريح بدونها، وقصصه أشبه بقصص الأبطال القدماء وحروبهم، ومجالس شمَّر لا تخلو في وقت من ذكريات بسالته، والتغني بمآثره ومناقب شجاعته.
واليوم بيت الرئاسة العامة على شمَّر في (آل صفوق).
قيل: كان قتل صفوق على يد الأتراك بالوجه المذكور سنة 1840 - 1841 م كما جاء في كتاب عشائر سورية وفيه نظر؛ لأنَّ وقائعه مع علي رضا باشا بعد هذا التاريخ .. كما رأيت .. ومن أولاده: فرحان، وعبد الكريم، وعبد الرزَّاق وفارس (والد مشعل باشا).
(1)
مختصر عثمان بن سند - مخطوطة الآلوسي على الهامش.
وممن رثاه ردهان بن عنكهـ قال:
ونيت وأنا من غفيله
…
ونة عجوز وكفت بالمتاريس
لك، ولدها غادي مع حليله
…
وعكب الطرب بدلت بالهداريس
واويل كيل صفوك واطول ويله
…
ويل بموس بسرة الكلب تمويس
من غبت عنا يا ابن اخي سبيله
…
غاب السعد عن نزلنا والنواميس
وتجفل جفيل الصيد ونرتع رتيعه
…
وصرنا مثل فرج المواعز بلاتيس
أننت وأنا من غفيلة أنة عجوز وقفت بالمتاريس وقد وجدت ابنها قد ذهب وحليلته معه فأبدلوا الطرب بالهلاك، ويلي على قالة صفوق ويا طول ويلي عليه، فأجد سرة قلبي تتقطع تقطيعا حزنا عليه، وألما لمصابه .. ولما غبت عنا يا ابن أخي سبيلة ذهب السعد عن ديارنا والذكريات المشرفة، وصرنا نجفل جفلة الصيد وترتع رتيعه خائفين وجلين، ونحن كقطيع المعز لا رئيس لنا.
ولم نتمكن من إيراد جميع ما قيل فيه من المدح في حياته، فإن ذلك يحتاج إلى سعة زائدة وإلى طول إقامة في البادية، وقد كتبنا ما حضرنا من محفوظات البدو وغاية ما يقال فيه أنه خلد صيتا مقرونا بالكرم والشجاعة والعز، وأعاد للعرب مجد شجعانهم الأقدمين وطيب أخبارهم.
17 -
فرحان باشا
هذا ابن صفوق، وكانت وجاهته عند الحكومة رفيعة، ولم يقع له من الحوادث ما يكدر صفو الأمن ولا عرفت منه معارضة للحكومة، وأن الحكومة العثمانية أنعمت عليه برتبة باشا وكان قد ذهب مع أبيه صفوق مبعدا إلى الآستانة كما ذكر. والمعروف عند البدو أنه صاحب بخت (حظ)، ويدعو البدو دائما ببخته فيقال:(يا بخت فرحان).
وكانت مشيخته وعلاقته ببغداد، وله راتب منها وهو في خدمتها للأمور المدلهمة.
نعم إنه سالم الحكومة؛ ولذا راعت جانبه ورضيت عنه، وكان يساعد الحكومة إذا كان قريبًا منها أو أخوه عبد الكريم إذا كان الحادث قريبًا من ارفة.
وقد ترك فرحان باشا أولادا كثيرين وقد بيناهم عند ذكر سلسلة بيتهم.
18 -
عبد الكريم
وهذا ابن الشيخ صفوق، اشتهر اسمه ونال مكانة معروفة وكانت مشيخته في ارفة وله راتب، وهو أخو فرحان باشا، ويعرف (بالشيخ)، فالقبيلة تعرف هذا شيخها فسمي أولاده (بالشيوخ) وقد شنق سنة 1868 م بعد أن أحاق بالموصل خطرا .. وقد اتخذت الحكومة التدابير للوقيعة به بعين ما قامت به في حادث صفوق أو قريب منه.
وهذا ترك محمدًا، وعبد المحسن، وصفوقا ولهؤلاء أولاد.
ومما قيل في عبد الكريم:
عبد الكريم اليارجب يعبوبه
…
ليجن رجله عند الكفا عايبه
جده من امه من موارث حاتم
…
وابوه شيال الحمول والنوايبه
حامي الرمك معطي الرمك
…
له هدة تكثر بها الجنايبه
لو يكضب الياكوت ما عيابه
…
تلكي الندى بين الجحاجين رايبه
يقول: كأن عبد الكريم قد عيبت رجله حينما نراه راكبا جواده، وجده لأمه من ذرية حاتم وأبوه القائم بالأعباء الثقيلة، حامي الخيل، ومعطي الصواهل، وأن هدّته (صولته) تكثر فيها الجنائب (الغنائم)، ولو أمسك على الياقوت لما حرص عليه، وتجد الكرم معتاده.
ومما قاله فجمان الفراوي من قبيلة مُطير في عبد الكريم:
نبي ناخذ على الهجن سجه
…
من بين ابو بندر وبين الإمام
ونبي ناخذ على الهجن هجه
…
لديار سمحين الوجيه الأكرام
ترى الكرم ما به عجه ولجه
…
ولا أحد يغالطهم جنوب وشامي
مكابل الجربان فرض وحجه
…
هل السيوف اللِّي تكص العظام
قال: نريد نأخذ شوطا على الهجن (الإبل) بين أبي بندر وبين ابن سعود الإمام، ونبغي نمضي بهن غارة ملحاحة إلى ديار سمحي الوجوه الكرماء، اعلم
أن ملاقاة الجربان (آل محمد) فرض وحجة، وهم أصحاب السيوف التي تقطع العظم.
وأن ولده فارسًا عاش أيضًا مسالما للحكومة ومراعيا جانبها وهو شيخ شمَّر في أنحاء سورية، صاحب مقام رفيع هناك، وممن جمع صفات الرجولة والدهاء وحفظ الوقائع الماضية وعلاقة القبائل الأخرى بهم ولكنه دائما يود أن يظهر علو قبيلته على سائر القبائل.
19 -
فارس
هو ابن صفوق
(1)
ووالد مشعل باشا، كان قد جاء عالي بك والي طربزون السابق ومدير الديون العمومية بسياحة رسمية إلى بغداد دوّنها في كتابه المسمى (سياحت زورنالي)
(2)
المحرر باللغة التركية والمطبوع عام 1314 هـ - 1897 م كان قد كتبه كرحلة عن سنة 1300 هـ - 1883 م إلى سنة 1304 هـ - 1887 م مبينا ما رآه في طريقه من الآستانة إلى بغداد فالهند
(3)
، قال:
"قد ذهبت لمواجهة الشيخ فارس الجرباء - بعد مروره من ماردين - فاستقبلنا ابنه محمد (ومحمد هذا ليس ابنه وإنما هو ابن أخيه عبد الكريم) وأُدخلنا خيمته، وهي من شعر وطولها من 60 إلى 70 ذراعا وعرضها من 25 إلى 30 ولها عمد كثيرة وهي جسيمة جدًّا. (وقد وصف بيوتهم وطعامهم وقهوتهم
(4)
ومجلسهم ولكنه لَمْ يعرف العربية، أو أن المجلس كانت فيه الرسمية غالبة لَمْ يتحدث القوم في مطالب لينبه عليها إلَّا أنه قال): وفي مجلس الشيخ فارس نحو 60 من الرؤساء وقال: لَمْ يكن عند العرب هناك ما يدعو للتكريم والمراسم للقيام والقعود، فلا نشاهد قيامًا لديهم (والظاهر أن السياح المومأ إليه لَمْ يعلم أن الجالس معه لا يوجد أكبر منه ليقوم له، وطبعا تستولي الحشمة على
(1)
ورد في ص 133 أن فارس بن محمد سهوا، هو ابن صفوق.
(2)
وهذا من التواريخ المهمة كان قد قدمه تقريرا لحكومته عن سياحته وهو في الحقيقة من الآثار المهمة المعرفة العراق في هذه الأيام التي كتب عنها.
(3)
راجع ص 24.
(4)
قال: قدمت لي القهوة فصبوا فنجانا ثم آخر وهكذا فظننت أني سوف اضطر أن أشرب ما في الدلة فالتفت إلى الشيخ فارس فأمره أن قد اكتفى .. !! ولم يعلم أن العرب يصبون لضيفهم القهوة حتى يقول "كفي".
مجلسه خصوصًا أنهم رأوا غريبا عند شيخهم أو بالتعبير الصحيح أميرهم) وقال: كان بعضهم يتعاطى شرب النارجيلة، والأصوات بينهم تعلو ويتكلمون جميعهم معا فيكثر اللغط في معاشرتهم (لَمْ يعرف الحرية عند البدو ولا قدر سلطة الرؤساء وأنها محدودة إلَّا بحق) ثم تغذي ووصف المنسف المقدم له وأن الشيخ كان يدعو جماعات بعد أخرى للأكل إلى أن بقي منه القليل فدعا الصبيان، وهؤلاء دخلوا نفس المنسف وأكلوا فيه لأنَّ أيديهم لا تصله نظرا لعظمه، ولما رأى المنسف وعظمه وأنه مملوء أرزا ولحما أخذته الحيرة وصار ينظر في وجه صاحبه كأنه يشير إلى عظمته، وقال: إن الشيخ فارسًا كنا قد ألححنا عليه فأبى أن يأكل معنا وقال: هكذا اعتدنا حتى أنه مما دعا لحيرتهم أنه بقي واقفا طول جلوسهم للأكل وبقي في خدمتهم بنفسه شأن العرب مع الضيف العزيز، ولكن لما رأى الإصرار الواقع منه دعا من يأكل معه من الحاضرين نحو 7 أو 8 قال أكلوا معنا بالخمس!.
ثم يقول: وبعد أن ودعنا ومضينا راجعين من عنده لمسافة جاءنا ابنه (ابن أخيه) محمد وقدم لنا حصانا، وكنا قدمنا له بندقية .. ولما كنا أكرمناه البندقية قبلنا هديته هذه بشكر" ا هـ ملخصًا.
وهذا هو والد الشيخ مشعل باشا، ومن قول هذا السياح التركي وما رآه من إلحاح الشيخ فارس وتقديم الطعام له وإكرامه بفرس عربي ووصف مقامه تعرف مكانة سائر شيوخ شمَّر.
وللشيخ فارس هذا - عدا مشعل باشا - من الأولاد ملحم، ومسلط والحميدي.
20 -
فيصل بن فرحان باشا.
قد شاهدته مرارًا ولا يزال قويا بالرغم من أنه طاعن في السن، وهذا لَمْ أتمكن أن أعرف منه أكثر من حوادث الغزو، فإذا تجاوزت ذلك يقول لي اسأل عجيلا (الشيخ عجيل الياور ابن أخيه) وكانت حكاياته عن الغزو لاذة ومنعشة، وكان يقول شيخ الربيعيين في العراق (مبرد بن سوكي) عن فيصل أنه فوق ما يحدث، وأغرب ما سمعته منه قصة الخنزير الذي أراد أن يقتل أخاه عبد العزيز
(والد الشيخ عجيل) وكانا صغيرين فذهب لمعاونته وتخليصه ولكنه وقع معه في مأزق فلم يستطع الخلاص منه ولم يجرؤ أخوه أن يساعده .. وذلك أنه قبض على ذنبه من جانب فلم يستطع أن يفلته خوفا منه وصار يدور معه فلم يقدر على النجاة، ثم تمكن عبد العزيز من هذا الخنزير فضربه بطلقة بشتاوه (يقال لها عندنا فرد وهي من نوع بندقية البارود إلَّا أنه صغير كالمسدس ولا يحوي إلَّا طلقة واحدة في الأغلب، ويوضع في حزام المرء أو في بيت خاص كبيت المسدس بلا فرق).
أما غزواته وأخباره في حروبه فهذه كثيرة جدًّا، وأهم ما فيها ما ناله منها عناء وجروح وأسر أو هزيمة.
ولسان حاله ينشد:
فأبت إلى فهم ولم أك آيبا
…
وكم مثلها فارقتها وهي تصفر
ولا يسع المقام الإطالة في هذه، وإلا فإنها تشكل سمرا، وكل حكايات شجعان البدو من هذا القبيل ولا تخلو من غرابة ودقة.
وللشيخ المشار إليه أولاد ملأهم الذكاء والشجاعة والروح العالية منهم مشعان.
21 -
الحميدي
وهذا ابن فرحان باشا، كان قد درس في مدرسة العشائر في الآستانة، وهو اليوم يتجاوز الخمسين من عمره، مشهور بالصلاح، سلفي العقيدة، ملازم قراءة القرآن الكريم، وصحيح البخاري وكتب الحديث المعتبرة .. فهو من الأخبار الطيبين.
وفي سنة 1353 هـ - 1935 م صار نائبًا، وقد شاهدت له ابنا صغيرًا وقد حادثته وسألته عن الأمسح فكان يفسره لي فاستأنست لشرحه .. وفيه روح بدوية، ويؤمل فيه كل خير.
والحميدي ينهزم من ذكر عنعنات القبائل، وتقاليدهم لاعتقاده أنَّها مخالفة للشرع الشريف، ولا يحب الفخر بالأجداد، وكلما حاولت استطلاع رأيه في بعض الأمور كان جوابه مختصرًا وبقدر الحاجة.
22 -
زيد
شاهدته مرارًا، وله اختلاط وألفة مع العشائر المجاورة ومعرفة بأفرادهم وهو يحفظ بعض القصائد، وله خبرة نوعا بأحوال شمَّر.
23 -
أحمد
شاهدته، وكان اجتماعي به قليلًا جدًّا فلم أتمكن من محادثته؛ لأَزِنَ مقدرته وهو أشبه بأخيه زيد.
3 -
العاصي
من مشاهير أولاد فرحان، والمحفوظ عنه ما قاله في ابنه الهادي والد دهام المعروف اليوم:
يا صكرة ربيتها من عكب اخو شاهد
(1)
فساد
…
بوه الحميدي والدويش واعضيب خال امه وكاد
يقول: الصقر الذي ربيته بعد أخي شاهه (الهادي) فساد فلا يصلح؛ لعدم وجود مثيل للهادي يصطاد به .. وهو يمت إلى الحميدي، والدويش وأن عضيبا هو خال أمه بتأكيد ويريد أنه من جهة أبيه وأمه وأخواله وأخوال أبيه رئيس وابن رؤساء فهو عريق في الشرف.
25 -
عجيل الياور
هو اليوم شيخ مشايخ شمَّر في العراق، وأن عبد العزيز بن فرحان باشا وأكثر معلوماتي عن قبائل شمَّر اقتبستها منه رأسا أو بالواسطة ومن مبرد بن سوكي وبعض شيوخ شمَّر المشاهير ممن يعتمد عليهم، شاهدته امرءا منطيقا، عاقلًا، كاملا، حسن المعاشرة من كل وجه، وقد اتصلت به كثيرًا، فلم أعثر على ما يمل منه وإنما هناك لين الجانب، ودماثة الأخلاق، وحسن المنطق، وقوة البيان، وصدق اللهجة، وأن القلم ليعجز أن يذكر كافة مزاياه، ومجمل ما يسعني أن أقوله أنه جامع الصفات العرب النبيلة.
(1)
أخو شاهه هو الهادي.
ولا أنسى محادثاته عن القبائل وعن عرفها وتوجيهه لبعض الوقائع والأحكام البدوية مما لَمْ أجده عند غيره، ولا يعثر عليه لدى أكثر العوارف الذين شاهدتهم.
أولاد صفوق الآخرون
لَمْ نعثر على وقائع مهمة عن أولاده الآخرين، سوى أن عبد الرزَّاق وقعت له معركة مع الأتراك، وأما فرحان وفارس فقد كانت علائقهما مع الحكومة العثمانية حسنة جدًّا، وحصلا على رتبة (باشا)، وتمكنا مما ناله أجدادهما من السلطة والنفوذ على قبائلهم فغطت شهرتهما على الباقين من سائر رؤساء شمَّر، فلا نطيل القول بذكر تفرعاتهم.
4 -
الرياسة الحاضرة في شمَّر
كانت قبائل شمَّر تتجول في جزيرة العرب وما بين النهرين بلا معارض ولا منازع سوى ما يحدث من جراء اختلاف القبائل بعضها مع بعض أو مع الحكومة أحيانًا.
وبعد احتلال العراق من الجيش البريطاني (سنة 1917 م) وسورية من الجيش الفرنسي استقل كل فريق من شمَّر في جهته وعهدت الرياسة إلى عراقي في المملكة العراقية وإلى سوري في المملكة السورية.
وهذه الرياسة لَمْ يكن هذا سببها الوحيد وهناك رياسة من كل من آل محمد على ناحية أو قبيلة أو عدة قبائل، فالسلطة منقسمة بتكاثر آل محمد وتعددهم وفي زمن الحكومة العثمانية يعرف واحد منهم، وإذا كان غير صالح الإدارة القبائل، فالعشائر تميل إلى من تهواه من آل محمد ويبقى الرئيس واسطة التفاهم .. أما اليوم فكل واحد عرف رئيسًا في جهته.
إن رياسة شمَّر في العراق قررت إلى الشيخ عجيل الياور، فهو اليوم شيخ مشايخهم لا يزاحمه فيها مزاحم، وقد خلف دهاما آل الهادي الذي ذهب إلى سورية، والان هو في الحدود ويقود (شمَّر الحدود) كما سمتهم السلطة الفرنسية.
وإن مشعل باشا صار شيخًا على شمَّر الزور - كذا سمتهم حكومة سورية - وهم شمَّر الذين يسكنون دير الزور.
وهناك شمَّر آخرون يقودهم مثكل العجي - كذا في عشائر سورية - وتسميهم الحكومة الفرنسية (شمَّر دميرقبو).
وهنا يلاحظ أن الرقابة موجودة بين عجيل الياور وبين دهام الهادي ابن عمه ولكن لَمْ يقع بين هذين الرئيسين ما كانت تتوقعه السلطات الفرنسية من جراء العداء أو تتنبأ به من حدوث ما يثير كامن الحقد والضغينة وأنهم سوف يبقون أعداء طول حياتهم استنتاجا من حوادث الصلح الظاهرية التي وقعت خلال عام 1926 م في عانة وعام 1929 م في حسيجة
(1)
.
ولا يعدو هذا عن أمور حدسية يظن تحققها أوأن تتوتر شقة الخلاف بين أقسام قبيلة قوية يخشى بطشها وسلطانها فيما إذا اتفقت وتوحدت كلمتها نظرا لخصومة آنية وقعت بين قريبين لا تؤدي إلى أكثر من أن تكون عداء شخصيا فلا يدع مجالا لأنَّ تتقاتل شمَّر بعضها مع بعض.
وعلى كل - كما قلنا سابقًا ونقول - أن اختيار الرياسة في البدو إنما يكون لمواهب يرونها من أفراد بيت الرياسة.
5 -
فروع آل محمد الأخرى
إن الذين عددناهم كانت تنتقل إليهم الإمارة، وهناك من آل محمد غير هؤلاء وهم:
1 -
آل عمرو: وهؤلاء في سورية، وقد أشير إلى القول عنهم، وثلة منهم عند الأتراك.
قال البسام في (الدرر المفاخر): بعد أن ذكر شمَّر بالوجه المنقول عنه في صحيفة 128: "وشيخ هؤلاء المشهورين سلما وحربا، يقال له عمر الجرباء .. ". ا هـ
(2)
.
(1)
العشائر السورية.
(2)
انظر الدرر المفاخر في أخبار العرب الأواخر ص 52 - 2.
وقد سهوت عن ذكره فجاء تمام العبارة هنا كاملا فاقتضي التنبيه والظاهر من نطقهم عمرًا بفتح العين أنه عمرو لا عمر.
2 -
آل زيدان: منهم في سورية وفي العراق مع الحرصة ورئيسهم أسعد ابن سميري بن نجم بن مجرن بن زيدان.
ويقال لهؤلاء (الزيادين) أيضًا، ومن رؤسائهم أسعد المذكور وهو القائل القصيدة التي مطلعها:
عبعوب غطي مهرتي بيجلاله
…
واحلب لهادر من ذواد مغاتير
ومنها:
بصفوك آتيك بالويلات رمل الهلالي
…
رخم الجموع مغترّين المداوير
يصفوك عدنا للسيافه رجال
…
خيل وتتلي خيل كلها مشاهير
هنا ينعت الشاعر مهرته (فرسه) ويقول غطي يا عبعوب مهرتي بحلها، واحلب لها الحليب من أذواد مغاتير (وصف للإبل) .. ثم يهدد صفوقا بأنه سيأتيه بالويلات من رجال كعديد الرمل الهلالي وبفرسان تتلوها فرسان وترى جموعهم مغترين المداوير (ملثمين) .. وأننا يا صفوق عندنا رجال لمن عندك من السيافة
(1)
وخيولهم كلها مشهورة وتتلوها خيول وهكذا.
وبهذه الأبيات يعد نفسه كفؤا له وأنه قادر على أنَّ يقابل جموعه السيافة برجال مشاهير لا يبالون بهم.
3 -
آل فهد: منهم في سورية وفي العراق.
4 -
آل مشحن: وهؤلاء مع الخرصة.
5 -
آل صديد: وهم رؤساء قبائل الصائح، ويجتمعون مع شمَّر الجرباء (بياس) ولم يعرف طريق اتصاله اليوم.
6 -
آل فارس: وهم متفرعون من ابن فارس وهو محمد الفارس فسموا باسم جدهم خاصة دون سائر أولاده وهم في العراق.
(1)
السيافة بطن من بطونهم.
7 -
آل صفوق: مر البحث عنهم.
ومن الجرباء الوظيفي مشهور والآن لَمْ يبق من نسله سوى النساء .. والحشاش يسكن مع الخرصة وكذا ابن مشحن، وابن ضُمن وابن صلال .. والعتوية، ويعرفون بآل عبد الرَّحمن، ويعد من الجرباء العمود ومنهم في نجد وفي العراق، والصبحي في الحويجة، والخرصة في الجزيرة، والظاهر أن اتصالهم بعيد إلَّا أنهم يقطعون به، والبدوي أينما حل وحيثما سكن لا يضيع أصله.
ملحوظة
أوصاف القبائل البدوية تكاد تكون مشتركة، وهذه تصلح للكل، ومن نال مكانة هؤلاء أبرز عين القدرة، أو أظهر ما لا يخطر ببال .. وهي فيهم أجمع تقريبًا.
6 -
خلاصة القول في آل محمد
ما أقول فيهم إلَّا ما قال ابن عثيمير من التومان:
اليغالطهم جذوب مماري
…
تسري وتلكي على اثرهم رواميس
بطعون مثل شل العزالي
(1)
…
ورخص الطعام ليغداله
(2)
حراريس
يريد أن هؤلاء لا يغالطهم إلَّا كذوب، ممار، فقد تذهب، وتسري إلى أنحاء مختلفة فنجد علائم مجدهم وآثارها بارزة، وأخبارهم في الطعن كشل القرب ذائعة، مشهورة، ومثلها رخص الطعام للضيوف بتقديمه لهم، وأنه لا قيمة له عندهم في الوقت الذي يعتز به غيرهم ويحتفظ به فترى عليه الحراس.
وقال آخر في قصيدة يمدح بها فارس بن عبد الكريم:
وعيال المحمد مثل فروخ الذيابه
…
والا الجواهر غاليات بالاثمان
أي أن آل محمد في الشجاعة كالذئاب أو كالجواهر الثمينة قيمة.
(1)
القربة، أو راوية الماء المعروفة.
(2)
لياغداله، لو يغدو له، وهنا تختزل اللفظة ويحذف منها بعض الحروف وهذا يكاد يكون مطردا عندهم ومثله (اليارجب) لو يركب.
هذا، ويطول بنا إيراد كل ما مدحوا به، ويخرج بنا عن موضوعنا، ومهما أمكن حذفنا الكثير، واقتصرنا على القليل خشية أن يظن بنا ظان أننا اخترنا المدح والإطراء، أو التفضيل على الغير، ونحن بعيدون عن هذا ولا نرى فضلًا القبيلة على أخرى إلَّا بصالح الأعمال. وقبائل اليوم لا هم لهم إلَّا الافتخار بما ذكروا به .. وهذه قامت بأعمال مرغوبة عند العرب من شجاعة وكرم، ولم تجلب سبة، وإني أعد من الحيف أن أخفي محامدها الذائعة، أو أقلل من شأنها، والحق يقضي بأن لا أعدل عما وقع ولا أميل إلى الإجحاف أو كتمان ما هو واجب الذكر، فنوعت المراجع، ليعلم القارئ أنني راعيت الاختصار كثيرًا وهم فوق ما كتبت.
تقسيمات قبائل شمَّر وتفريعاتها
1 -
أصول قبائل شمَّر
تبين من نصوص تاريخية عديدة أن قبائل شمَّر قسم منهم يرجعون إلى طيئ وهم أصل (بطن شمَّر)، وآخرون إلى القبائل القحطانية، وهذه القبائل وإن كانت تتفق في النسبة الأصلية إلَّا أنَّها تبتعد من حيث النسبة القريبة، ومفاخرات العشائر الكثيرة وملاحظة القرب والبعد بينها إنما تستخدم لأغراضهم السياسية والحربية.
ويجمعها في وحدتها:
1 -
ضياغم: وهو مستفاد من قول باذراع من الضفير الذي ذكر القبائل التي تمت إلى أصل واحد:
ان سلت عنا يا سويطي كحاطين
حنا وعبده والهيازع بجدين
ضياغم والحذانا لفايج
يقول: إن قومه (قوم باذراع) وعبدة من شمَّر والهيازع كلهم من القحطانيين، وأن عبدة من الضياغم وهم يجتمعون بجدين مع شمَّر، وأما الآخرون الذين يحاذونهم (يريد خصومه من آل سويط) فهم ملفقون.
2 -
السناعيس: أصحاب هذه النخوة.
3 -
أهل الحيسة: يسمون بهذا الاسم لأنهم كرماء أجواد.
4 -
أولاد علي: بطن من الجعفر من عبدة.
وهذه القبائل الثلاثة هي المقصودة، قال عواد الوبيري من العفاريت
(1)
المتعب من آل الرشيد والد عبد العزيز الرشيد يذكره بمفاخر قومه وأن ينظر إليهم بعين العطف والرأفة حينما كان قد غضب عليهم لخلاف وقع فاسترضاه بهذه القصيدة التي يسلم بها رأسا:
(1)
العفاريت بطن من شمَّر على ما سيذكر.
الله يعينك يا موالف عطيه
…
وجيف أنت يا شيخ جسبت النواميس
ويا شيخ ترها عزوة الشمرية
…
ويا شيخ ترهم زوبع والسناعيس
وهل الحيسه أن جانها بالحميه
…
واولاد علي مخضبين المتاريس
ليضكهم مضنك خطاة الشكية
(1)
…
مسكنات الرماح المناسيس
وبيدك شامان مثل الحنيه
…
وحلو اصطفاكك بيوجيه الملابيس
وبهذه الأبيات عرف مجموع قبائل شمَّر وعددها جميعها وهم:
1 -
زوبع.
2 -
السناعيس.
3 -
أهل الحيسه.
4 -
أولاد علي.
والكلام على ما يدخل من القبائل ضمن كل واحدة من هذه القبائل الكبرى يأتي في محله.
هذا، ولا محل لتفصيل كل قسم من هذه الأقسام الأربعة الآن وكل ما نعلمه أن قبائل شمَّر متنوعة ومتفرقة جدًّا، ولا يكاد المرء يحيط بها لكثرتها، ولكنها ترجع إلى الأصول المذكورة أعلاه ولا تعرف قبائل الآن بتلك الأسماء الأربعة المارة، والذي يقطع به أنَّها ترجع إلى هذه الأقسام باعتبار (نخوتها) ويوم الحرب ومراعاة الصلة النسبية والقرابة القومية.
والقبائل المذكورة اختلطت فروعها بعضها ببعض، ولما كانت الصلة القبائلية لا تزال معروفة ومرعية لوجود دواعيها حافظوا عليها وفاخروا بها واستمروا على مراعاتها.
2 -
مجموعات من القبائل الشمَّرية
قبائل شمَّر قد تعتبر مجموعات كبرى بالنظر لأعظم وصف عرفت به من جراء حوادث الهجرة والنزوح من مكان إلى مكان أو الاحتفاظ بموطنها وذلك:
(1)
الوادي.
1 -
شمَّر الجبل
وهم الذين كانوا تحت إمارة آل الرشيد في حائل، وسموا بهذا الاسم لإقامتهم في الجبال المعروفة في نجد بأجأ وسلمى وإلا فإن القبائل البدوية متجولة فلا تستقر في موطن وفي نظرها كل جزيرة العرب ميدان لها ولا يصدها عن التجول إلَّا الحرب والغزو ممن لا طاقة لها به لقوته أو لبعده، وهذه القبائل لا تفترق عن قبائل شمَّر الأخرى إلَّا في المواطن التي هي مركز إمارتها وإلا فالأقسام الموجودة فيها من القبائل معروفة بعينها في غيرها وتنطوي على ما انطوت عليه، ولكن للتفريق فيما بينها وبين غيرها قيل لها شمَّر الجبل، أو قبائل ابن رشيد وهذه التسمية الأخيرة حادثة.
2 -
شمَّر الجرباء
وهؤلاء هم القبائل التي انضوت تحت لواء آل الجرباء وانفصلت قبل تكوَّن آل الرشيد وسائر شمَّر الجبل وإن لَمْ تنقطع الصلة النسبية، وكل هذه القبائل لا تفترق عن سابقتها وإنما تفيد انخزال قسم من تلك القبائل وتجد أسماء القبائل وبعض أفخاذها مشتركة في نجد وفي العراق على حد سواء، وهذا ما يدعنا نعتقد أن هؤلاء لا تنقطع هجرتهم بل يتوالي مجيئهم إلى هذه الأنحاء.
وقد سبق الكلام على أقسامهم في العراق وفي سورية وفي الجمهورية التركية.
3 -
شمَّر طوقة
وهؤلاء قبائل أو أفخاذ قبائل شمَّرية أصابتها جائحة، أو نالها ما تكره من أرضها أو رؤسائها، أو عزمت على الهجرة لأسباب أخرى.
وتنسب قبائلها الموجودة إلى قبائل شمَّر المعروفة ونرى كل عشيرة أو فرع من فروعهم ناجما من قبيلة شمرية لا تزال معروفة وكثيرون منهم يعدون سلسلة نسبهم ويصلون إلى جد يقولون هذا الذي جاء إلى العراق.
وكان نزوحهم إلى العراق في عهد المماليك ولم نجد لهم ذكرا قبله.
4 -
الصايح
وهؤلاء كشمَّر طوقة بلا فرق، فإنهم فرق مختلفة من قبائل شمَّر المعلومة اليوم، فلا يقال أنهم خارجون عن الأقسام الأصلية بوجه ولكن استقل هؤلاء بالتسمية المذكورة كما انفرد شمَّر طوقة بلقبهم ذلك.
وهؤلاء كانوا في العراق قبل أن تتكون حكومة المماليك من أيام الوزير حسن باشا وقبله.
وقد نعتهم البسَّام التميمي بقوله:
"وما أشبه آخر هؤلاء بأولهم وفي الحقيقة هم في السبق لاستدراك الجميل أفضلهم، كرام بأموالهم، أسود عند أشبالهم، يقتحمون الدواهي، ويجتنبون النواهي، ولم يخب لمؤملهم أمل، ولم يبطلوا لعاملهم عمل، وكلهم على هذه الطريقة منتعلين زحل، عددهم ألف سقمان وستمائة من الفرسان، وهم تبع أيوب بن تمر باشا" ا هـ.
وهؤلاء فوق ما وصف البسام .. وأفعالهم مشهورة في كافة حروبهم .. ولم يكونوا تبعًا لقبيلة الملية الذين يرأسهم تمر باشا وأمل ذلك كان في وقت.
وفي الحقيقة قبائل شمَّر عند الإطلاق يراد بهم مجموعة واحدة كما تقدم ولم يكن التقسيم بين شمَّر الجرباء وبين شمَّر الجبل إلَّا منذ أن نزحت قبائل الجرباء وتكونت بعدها رياسة آل الرشيد وإلا فالقبائل واحدة، والبحث عنها بصورة متفرقة يدعو لتكرار الموضوع والكلام عليه مرتين أو أكثر، كما أن الاتصال كان ولا يزال بين هذه القبائل ولم يستقل الواحد بانفصاله عن الآخر من كل وجه وإنما القرابة لا تزال معروفة والتعارف والتقارب دائم، لذا رأينا أن نتكلم على قبائل شمَّر الجرباء والجبل مُرّة واحدة ونشير إلى ما يدعو إلى من سكن الجبل في نجد ومن هو متوطن العراق، ونذكر بعض القبائل التي تفرعت من شمَّر كشمَّر طوقة إلَّا أنَّها فقدت بعض مزايا البدو ولا تزال معروفة بحيالها.
ولا يفوتنا أن قبائل شمَّر منها ما انفصل من أصله وسكن العراق مستقلا باسمه من زمن بعيد وكاد ينسي الأصل الذي درج منه والقبيلة التي تفرع منها
مثل المسعود وهذا سوف نتكلم عليه في مبحث خاص تحت عنوان (قبائل شمرية أخرى) يكون خاتمة القول عن تفرع قبائل شمَّر.
ومنها تظهر درجة انتشار هذه القبائل وتوغلها في العراق بصورة متوالية حتى كادت تحتله جميعه وتضع يدها على كافة مراعيه ووديانه، خصوصا بعد انقراض آل الرشيد، وما ذلك إلَّا لوجود الصلة بين قبائله وعدم نسيانها بتاتا، فلا نرى نفرًا ولا وحشة بين القبائل القديمة والحديثة.
وهذا التقرب وتلك الصلة كانت ولا تزال دواعيها كثيرة، والأوضاع السياسية، وسنوح الفرص، وما مائل من الأمور مما سهل أو عجل بالهجرة والاختلاط، وجامع ذلك الوحدة والتعاون بل التكلف والقربي.
ذلك ما دعا أن رجحنا الكلام عليها مجموعة لتتوضح الصلة بذكر أساسها وتفرعاتها، ولأنها لا تزال بدوية ولم تقطع مرحلة ما من مراحل التطور فبقيت علي حالتها الأولى التي كانت عليها قديمًا بوجه التقريب وهي التي تعبر عنها ب (قبائل شمَّر) وهذا أجمع للقول.
قبائل شمَّر الطائية
أ - القبائل الطائية والقبائل القحطانية
قبائل شمَّر سواء كانت طائية أو قحطانية في الأصل بدو رحَّالة، مالت جماعات منها إلى الأرياف واتخذت الزراعة مهنتها، ولكن لا يزال القسم الأكبر - موضوع بحثنا - على حالته الأولى .. ولكل قبيلة من قبائلها رئيس لا يتجاوز نفوذه نطاقها، ويحتفظ ببيت الرياسة، وله مكانته المحترمة وسلطته القاهرة، والرياسة العامة لآل محمد كما تقدم.
جاء هؤلاء العراق بصورة متأخرة، ومتوالية، وكانت حالتهم إيان ورودهم العراق على اتفاق مع فريق من القبائل وحرب مع آخر استفادة من الأوضاع والحالات الراهنة، وهكذا ما يقع بين الفروع من ألفه أو عداء، وكان قد تم نزوح قسم من القبائل أيام مجيء آل محمد، وقسم آخر كان قد سبقهم في سكنى العراق، وهكذا حتى كادت تتكامل جموعهم.
وكانت قد أثرت عليهم قبائل عَنَزة العدنانية كثيرًا، مالت هذه الأخيرة إلى أرياف العراق، وصادف مجيئها في هذا الزمن، وصارت في نزاع وقراع بينها وبين القبائل العراقية من جهة، وبينها وبين قبائل عَنَزة الكبرى التي ركنت إلى العراق وسورية من أخرى، فكان لهذا الوضع حكمه.
ب - القبائل الطائية
والقبائل الطائية من شمَّر ترجع في الأصل إلى قبيلة طيئ واتصالها بعيد جدًّا ومنها ما تمت رأسا إلى شمَّر ومنها إلى الطائية، وقد أوضحنا العلاقة فيما سبق ولكن كل قبيلة منها احتفظت باسمها، وانفصلت بهذه التسمية الخاصة عما تمت إليه، والمعروف أن الكثير من هذه الطوائف والفروع أو الأفخاذ الجديدة اشتهرت بأسماء جديدة إلَّا أن القسم الآخر حافظ على التسمية الأولى.
1 -
قبيلة الخرصة
هذه من قبائل شمَّر الشهيرة، وهي عضد آل محمد (أمراء شمَّر) ولا يفرقون هذه القبيلة من أنفسهم، ولا يتهاونون في شأنها، بل يناضلون عنها
كنضالهم عن أنفسهم، وهي أيضًا تستميت في سبيل نصرتهم، والمعروف أنهم يتصلون بها في جد واحد، والكل من قبيلة طيئ.
والخرصة قسم منها في سورية، ويرأسه الشيخ دهام الهادي من آل الجرباء ويسكنون الخابور، ونخوة القبيلة (سيافة).
والمحفوظ أنهم (بنو ياس) ونظرا لتقادم العهد لا تعرف مكانة ياس من عمود نسبهم ولا يعدون من الصايح وإنما هم من (عيال زوبع) ويقال لهم: (سود الروس).
ومما يدلُّ على تداخل القبائل أن الخرصة والصبحى والعامود يقال لهم ضنا زائدة؛ أي أنهم أولاد زائدة والحال أنهم متباعدون ولكنهم في عين الوقت متداخلون مما يشير إلى أنه قد حصل تداخل في الأفخاذ .. وتاريخ دخولهم يبتدئ بدخول آل الجرباء العراق.
وفرقهم
1 -
الغشم: ورئيسهم حاجم بن غشم ولد حصيني، والأدهم وأفخاذهم:
أ - الغشم: رئيسهم حاجم بن غشم.
ب - الصبحة: رئيسهم الفند.
ج - الملحان: رئيسهم ابن سُلَيْم.
2 -
الهضبة: رئيسهم بردان بن جليدان، وابن فلاج.
3 -
آل عليَّان: رئيسهم ابن دايس، وهؤلاء يتفرعون إلى:
أ - حثاربة: رئيسهم علي بن جناع.
ب - العصواد.
ج - آل سبية: رئيسهم حواس بن سبية.
د - آل دايس: فخذ الرؤساء.
هـ - آل عكاب: رئيسهم محمد عكاب.
و - الشحاذة: رئيسهم ابن شحاذة.
ز - المعزي: رئيسهم ابن معزي.
ج - الطرابله.
4 -
البريج: رئيسهم الكعيط، وهؤلاء وإن كانوا يعدون الآن من الخرصة إلَّا أنهم في الحقيقة من آل محمد، ويتصلون معهم بجد قريب، وفروعهم:
أ - البهيمان: رئيسهم بهيمان وابن غراب، وكل منهما صار يسمى فخذه باسمه واستقل به.
ب - الحصنة: رئيسهم الكعيط وابن سعدي العارفة المشهور، وهؤلاء منهم: الجداية ورئيسهم سلطان بن فلاح وغثيث بن جدعان، آل سويحان.
ج - السعدي.
د - الغوارب.
هـ - الماجد.
و - الولفه.
5 -
العامود: رئيسهم حسن بن عامود، وهو عارفة مشهورة ونخوتهم (عصلان) أو (أهل العصله) ويحكى عن سبب هذه النخوة أنه وقعت لهم حرب مع بعض أعدائهم وكان لامرأة ناقة (عصلاء) وهي التي لا ذنب لها فأكثر القوم النضال عنها لاستخلاصها من أيدي عدوهم وكانت صيحتهم عليها (عصله) فكرروها ومن ثم صارت لقبا لهم، منهم في العراق ومنهم في نجد والذين في نجد يرأسهم ابن فنيدي.
وهذه حالة مألوفة من قديم الزمان وأساسها التنابز بالالقاب وهكذا يكون منشأ الألقاب أو التسميات في غالب أهل البادية .. وقد يترك الاسم الأصلي ويتمسك بهذه الألقاب وحدها لكثرة ما تتردد على الألسن.
وأفخاذ هذه الفرقة:
أ - التجاغفة: رئيسهم جاجان بن مصيول.
ب - آل غضا: رئيسهم حسن بن محيسن.
ج - آل خلف: رئيسهم حسن بن عامود، وهو رئيس كل الفرقة وعارفتها خلفا عن سلف.
6 -
الصبحة: وهؤلاء لَمْ يكونوا من الخرصة كما هو المحفوظ والمنقول وإنما هم من الفضول من بني لام أو من طيئ، وكذا الغزي من الفضول .. ومنهم من بعدهم من الغشوم كما تقدم، والقربي ظاهرة سواء كانوا من طيئ رأسا أو بالواسطة والاختلاف كثير من جهة الحافظة واستمرارها فإنها لا تتمكن من ضبط الاتصال وهناك الاختلاف.
ومن عوارف الخرصة:
أ - متيوت بن صحن بن سعدي من البريج وهو عارفة العموم.
ب - مسلط من العامود، وقد توفي والآن حسن العامود .. ومن أقوالهم الشعرية مما يؤيد أن أصلهم من بني ياس:
السربة الحرشه عليها بني ياس
…
واستغلفوا بعكاب
(1)
راسك معه راس
أظن أن هذا البيت تغنوا به فحسبوه يخصهم أو أنه جد ليس بالبعيد وإلا فقبيلة (بني ياس) ذكر عنها صاحب (الدرر المفاخر) أنَّها نبع القواسم من قبائل عُمان وقال عنها:
"قبيلة قوية، ذات طعن وحمية، وهؤلاء شعارهم الركاب العُمانيات والضرب باليمانيات، الطعن بالردينيات، ولم يستعملوا ركوب الخيل، ولا يعرفون إلَّا مناجاة حريبهم في الليل، وعدد سقمانهم خمسة آلاف راكب أمضى في المهمات من حدود القواضب" ا هـ
(2)
.
(1)
عكاب وحيال الغواجي رؤساء ولد سليمان من الفدعان من عَنَزة.
(2)
انظر الدرر المفاخر لابن بسام ص 40 - 1.
وقد يجوز أن تكون التسمية متماثلة ولكن العلاقة في القربى لا وجود لها .. وأن جد الخرصة أو أحد رؤسائهم كان يقال له: "سيف" فتنخوا به وصاروا يقولون: "سيافة، كما أن أحد أجدادهم "ياس" واحتفظوا باسمه.
ملحوظة
[[1 - الخرصة
2 -
والثابت
3 -
والفداغة
4 -
والعامود
5 -
والصبحى
يقال لهم (غلبة) فهي تعمهم جميعًا، وما عدا الثابت يرجعون إلى زايدة فيقال لهم ضنا زائدة والخرصة والعامود والحريرة يقال لهم:(بني ياس) ومن ثم ترى درجة القربى ومكانة بعضها من البعض، وهي من مؤيدات ما قلناه أعلاه.]]
لذا قيل:
لو اهني من حطهم بس عامه
…
من حطهم ما بين تيمه والسياح
جسابة العيدان رش النعامه
…
غلبه وعنهم تكع الأسلاف تنزاح
2 -
قبيلة سنجارة
وهذه القبيلة تشترك وقبيلة زوبع وهما من نحار واحد، وكانت تسكن نجدا والآن قسم منها في نجد والقسم الآخر في العراق، جاءوا إليه بعد الاحتلال فرارا من الإخوان، ونخوتهم العامة (زوبع) والخاصة (جدعة) أو (خيال الجدعة ذريبي) ويقال: إن أصل تسميتهم هوأن جدهم الأول قد ربته أمة يقال لها: (سنجارة) فسموا باسمها للسبب المذكور في نخوة العامود والتنابز بالألقاب عادة جاهلية لا تزال آثارها معروفة، ورئيسهم متعب الأحدب وأصلهم زوبع من طيئ من فرقة الحريث ويتمون إلى محمد الحريث من طيئ هكذا يحفظون نسبهم، ولعلَّ طارقة دعت إلى اتفاقهم مع سائر شمَّر الطائية وكلهم يمتون إلى القحطانية.
وفرقها:
1 -
الثابت: وهذه فرقة كبيرة من سنجارة وتتفرع إلى:
(1)
آل زرعة: رئيسهم متعب الأحدب، وفروعها:
أ - آل عكبه ومنهم من يتلفظها بكعه: رئيسهم الأوضيح وظاهر الرويس:
1 -
الجودان.
2 -
الروسان.
3 -
الوضحان.
4 -
آل شرارة.
ب - آل جاسم:
1 -
الحدبان. رؤساؤهم رؤساء الثابت.
2 -
آل وسيد.
ج - الحذانا.
(2)
آل نجم: رئيسهم ابن محيثل.
أ - آل متينة: رئيسهم ابن وطني.
ب - آل دجاره: رئيسهم ابن جديان وابن عزام.
(3)
آل عمار: رئيسهم ابن محيثل.
أ - العجارشة: رئيسهم العجرش (مطلك).
ب - الذياب: رئيسهم ابن محيثل، وكان رئيس كل الثابت فترك.
(4)
آل تومان: وقد يعدون فرقة برأسها، ورئيسهم نواف بن بندر التمياط ومشل بن برغش التمياط ونخوتهم (المساعيد)؛ أي أن جدهم مسعود، وهناك فرقة تدعى المسعود سيأتي الكلام عليها.
أ - الأوضاح: رئيسهم نواف التمياط.
ب - الهدية: رئيسهم مطلك بن عايش.
ج - الربعة: رئيسهم سعد بن سطام الربع.
وغالب هؤلاء في الموصل
2 -
الفداغة: فرقة من سنجارة، ويعدون من زوبع، وأساسا الكل من زوبع ويعدون منهم أيضًا لما بينهم من اتصال قريب مع زوبع الموجودين، ونخوتهم (بليه فديغي) أو (خيال البلهه فديغي)، (كلايع زوبع)، ورئيسهم الأصلي هِجْر ابن وتيد، والآن قسم كبير منهم في أراضي اليوسفية ورئيسهم سهيل المهاوش ورعد المهاوش ويعدون من أقسام زوبع وسيجيء الكلام عليهم هناك، وأفخاذهم.
1 -
الزملات: رئيسهم غديف أبو الوأ (بالوأ)(الجيس)
2 -
الحمير
أ - آل غريب رئيسهم هِجْر بن وتيد
ب - المطعاي (المطعات) رئيسهم خليف اللكلك
ج - الرثعة رئيسهم حيزان
د - آل سيد رئيسهم سليمان بن جابر
3 -
الطيور رئيسهم ابن كدور
أ - آل كدور
ب - آل ثابت، أو الثوابت
4 -
آل سويد رئيسهم الحمزي، ويعد كل الفداغة من آل سويد، وفي الحقيقة أن آل سويد فرقة مهمة فيهم، ولكن الذين يأتون من نجد إلى سنجارة في العراق يقال لهم (آل كدور) ويتسمون بهذا الاسم، ويدخل صمنها (آل غريب) والمطعاي (والطيور) إلخ.
وجاء في قلب جزيرة العرب لفؤاد حمرة أن فروعهم
أ - الفضلي.
ب - الكريشة.
ج - الحرابدة.
5 -
الدغيّم: رئيسهم ابن عبد العزيز
وغالب الفداغة في قضاء المحمودية في نهر اليوسفية وقسم منهم مع سنجارة والآخر في نجد.
وفي قلب جزيرة العرب أن الفداغة:
أ - الرعجان.
ب - الزملات.
3 -
الغفيلة: رئيسهم غضبان بن رمال.
1 -
الرمال: رئيسهم غضبان بن رمال
2 -
الجرذان: رئيسهم العيبان المسايج (دمنان بن مزيريج).
أ - المياكك (آل مايج)
ب - الخيكان: رئيسهم ابن مزيريج وابن فروة.
3 -
آل كني: رئيسهم ابن مسطح.
4 -
المزيريب: ومن هؤلاء من هم مع الصائح.
وفي قلب جزيرة العرب سماهم (الحفيل) وليس بصواب وعدد من أفخاذهم ما يلي:
1 -
آل جارد. 2 - آل حاتم.
3 -
آل سليق. 4 - آل كلاب.
5 -
العمور. 6 - آل زبيد.
7 -
آل بو علي. 8 - آل رحام.
قال "ومنازلهم في شمالي نجد أجأ، وبيضا نثيل، وسلمى"
4 -
الزميل رئيسهم بايج بر ثنيان وزوبع من هؤلاء أو تصل معهم إلى جد واحد فهم أقرب إليهم من غيرهم وأفخاذهم
1 -
الشلكان 2 - النمصان.
3 -
الآبي سعد: (آل أبي سعد).
4 -
الشيحه.
5 -
الرخيص: رئيسهم عيادة بن رخيص.
6 -
الثنيان: رئيسهم بايج بن ثنيان.
7 -
السلمان: رئيسهم ابن سمير.
8 -
النبهان: رئيسهم جاسم بن رخيص.
9 -
العفاريت: منهم الضفير: منهم محمد الضفيري.
10 -
آل الضو: رئيسهم حسبان الضوي.
11 -
الخمسان: رئيسهم حواس بن خمسان.
12 -
اللواحق: رئيسهم اللاحقي.
13 -
الذرفان: رئيسهم الذرفي.
ومن هؤلاء من هم مع المصايح.
وفي قلب جزيرة العرب قسم الزميل إلى:
أ - آل سهيل: وهذه أفخاذهم:
1 -
آل سلمان. 2 - آل شيحا.
3 -
آلابى سعد. 4 - الضرفان.
5 -
النمسان. 6 - المغافل.
7 -
الربظان. 8 - السلقان.
ب - النبهان: وهذه فروعهم:
1 -
الشمروخ. 2 - الخمسان.
3 -
الوضنان. 4 - آل كويس.
5 -
آل ضو.
5 -
التومان: رئيسهم نواف بن بندر التمياط ومثل ابن برغش التمياط.
وهؤلاء يعدون من الصايح؛ لأنهم تابعوا الصديد حينما تنافر مع الجرباء وقد مر الكلام عليهم عند ذكر سنجارة.
اعتبر صاحب قلب جزيرة العرب التومان قبيلة قائمة برأسها من بين قبائل شمَّر وقال: مجموع قبائل شمَّر سنجارة والتومان وأسلم وعبدة ولم يعين الصلة بين هذه القبائل، والمحفوظ عنها ما ذكرت وهم في العراق، وعدد الحيدري في كتابه (عنوان المجد في تاريخ البصرة وبغداد ونجد) الفروع والقبائل جميعًا ولم يفرق بين الأصل والفرع، ومثله فعل الآلوسي.
3 -
قبيلة زوبع
قال الشاعر:
اليا لفونا زوبع من فوكك ضمر
…
كبّ يطيرن العجاج اليجادر
وهذه القبيلة تعد نفسها من سنجارة أو أنَّها وقبيلة سنجارة من جذم واحد والحقيقة أن بعض الفرق تحافظ على الاسم القديم وبقية أقسامها تسمى بأسماء جديدة وإن كان الفرع كبيرًا بالنسبة لمن حافظ على أصل التسمية وزوبع من هذا القبيل. والمحفوظ أن زوبع هو اسم جد بهذا الاسم ابن محمد الحريث، قبيلة معروفة من طيئ، وهو جد سنجارة أيضًا ويقول لي الطاعنون في السن أن زوبع من الزميل على أنَّ زوبع جميعها من الحريث كما تقدم .. وكانت نخوتهم (مَعْنِ). وهذا هو المنقول عن الشيخ ظاهر المحمود حكاه لي أحفاده .. ولا صحة لما أورده الشيخ علي الشرقي في مجلة الاعتدال من أنهم من ربيعَةَ العدنانية وتغلب البداوة على هذه القبيلة وإن كانت تقربت من المدن واتخذت الزراعة مهنة لها .. فلا تزال الروح البدوية غالبة عليها، ورئيسها الشيخ ضاري ابن ظاهر المحمود مات بعد قتلته للچمن، ووقعته معه مشهورة، والرئيس الآن خميس بن ضاري الظاهر المحمود.
قال صاحب (الدرر المفاخر):
"ومنهم زوبع المعروفين والكرام المألوفين، السالكين مسالك الحمد، والمالكين أزمة المجد، ذوي العفو عند المقدرة، والسخاء بلا معذرة .. " ا هـ ص 47.
وكانوا قبل هذا التاريخ ورد ذكرهم في وقائع العراق سنة 1169 هـ - 1756 م ورئيسهم آنئذ بكر الحمام، والآن فرقة من الحمام تعرف به
(1)
.
ولكل فرقة من فرق هذه القبيلة نخوة خاصة وإن كانت نخوتها العامة محفوظة أيضًا، وتشترك هذه مع سنجارة في كثير من أفخاذها، وقد سبقت سنجارة في مجيئها إلى العراق، والمحفوظ أنهم إنما جاءوا إلى هذه الأنحاء أيام حمام جد فرقة الرؤساء منهم.
والحريث من طيئ وهي منتشرة في الأنحاء العراقية، وسنتناول موضوعها عند الكلام على قبائل طيئ الحاضرة وزوبع هم المقصودون بقول أحد الدغير لعبد الله آل رشيد أمير شمَّر حينما رآه صادا عنهم وملتزما جانب قبائل مُطير وعتيبة:
يامير ترهم زوبع والسناعيس
…
وهل الحيسه أن جانها بالحمية
ويسكنون في أراضي أبي غريب وفي اليوسفية، وقسم منهم في البادية ولا يزال الباقون مع سنجارة ويعيشون في البداوة وسكنى الصحاري البعيدة.
وفرقهم الأساسية:
1 -
الحيوات. 2 - الجدادة.
3 -
الفداغة.
وهؤلاء يعدون (عيال زميل)، وهم أو رؤساؤهم في الأصل من الحريث جذم من طيئ، وهذا عندهم مقطوع به، ومنقول عن أجدادهم وعن ظاهر المحمود، وأنهم أيام محمود كأنت نخوتهم (معنا)، وأكدوا أكثر حينما ذهب ظاهر إليهم فارا، والتحق بالترك.
أ - الحيوات
وهؤلاء يتفرعون إلى فروع عديدة وهي: الحمام، والسعدان، والشيتي والكروشيين.
(1)
التفصيل في تاريخ العراق قسم حكومة المماليك.
1 -
الحمام: وهؤلاء يتشعبون من أولاد حمام وهم بكر وظاهر وعودة وعساف وتتألف منهم فروع الحمام، وهذه تفصيلاتهم:
1 -
الظاهر: ورئيسهم درع بن ظاهر بن محمود بن ظاهر بن حمام بن سليمان، وفروعهم:
1 -
المحمود. وهم الرؤساء. 2 - الحميدي.
3 -
الحامد. 4 - الجعدان.
5 -
الجنديل. 6 - المحمد.
7 -
الفارس. 8 - الحماد.
9 -
العواد.
وهؤلاء أولاد ظاهر بن حمام بن سليمان المذكور وصار كل واحد منهم رأس الفخذ الذي تولد منه وسمي باسمه، ونكتفي هنا ببيان فرع الرؤساء وهم أولاد ظاهر بن محمود بن ظاهر بن حمام.
2 -
العودة: ورئيسهم مطلك المحيميد، وفروعهم:
1 -
السعد. 2 - الكعيدي.
3 -
العساف: ورئيسهم حسين المخلف.
4 -
البكر: رئيسهم صالح بن عواد بن سُلَيْم بن بكر الحمام، ومن هذا الرئيس علمت الشيء الكثير عنهم، ومن الوقائع المدونة لبكر الحمام هذا الذي تسمى به الفخذ الوقعة المؤرخة سنة 1169 هـ - 1756 م وهي حادثة غزو إبل انتهبها من قرب الست زبيدة في بغداد.
وفروعهم:
1 -
السليم: والرئيس منهم.
2 -
الطرفة: رئيسهم عباس اليوسف.
3 -
الحماد: رئيسهم فرحان العباس.
ج - السعدان
وهؤلاء يتصلون والحمام بجد واحد؛ وذلك أن حمام هو ابن سليمان بن حماد وأن جد السعدان هو حمود أخو حماد المذكور وأن ولده سعدان رأس الفرع المتسمى باسمه الذي هو جد السعدان، ورؤساؤهم يوسف العرسان وشكر المحمود.
وفروعهم
1 -
الخضير. 2 - الخضر.
3 -
العابد. 4 - الفرهود.
5 -
اليونس. 6 - العبيد.
ويلحق بهم:
1 -
الزوينات: وهم من الجبور.
2 -
العناز: من عَنَزة من الفدعان.
3 -
الخوابرة: من أهل الخابور.
د - الشيتي
وهؤلاء رئيسهم محمد العيد ويتصلون والحمام في جد واحد.
وفروعهم:
1 -
الشيتي. 2 - الحليفات.
هـ - الكروشيين
رئيسهم فزع الشنيتر ونخوتهم (ضواري)، يرجعون إلى الحيوات، وهم أولاد راشد العبد الله، يسكنون في محيريجة، والربع الخالي، والسلطانيات وأم عزب، وهو يرمعلي، وكنيسه، والعكروشيات، والعجيلية، والزيدية، وغبينه وعكروكية، وهوير الباشه في أبي غريب، والسديرة، والشطافية، والسهيلية في الرضوانية
وفرقهم:
1 -
الزامل:
1 -
الرفوش، رئيسهم ويس الخضر.
2 -
الحطحوط، رئيسهم عثمان.
3 -
الشحل، رئيسهم خليف الزكم.
4 -
العزبة، رئيسهم فزع الشنيتر.
2 -
الفليج: رئيسهم ناصر العلي ومحسن الخليل.
1 -
الدندن، هم الرؤساء.
2 -
الطهماز، حسن بن شحاذة وحميد بن شحاذة.
3 -
اللوابدة، فليج المحمود.
4 -
الزوابعة، عبد العايد.
5 -
المنيصير، حسن المحسن، وشلال الحسين.
أ - الصناحي.
ب - الكرير.
ج - نفس المنيصير.
6 -
الكطوم، حسين العنيد.
7 -
اللافي، حسين السالم.
3 -
الشنادخة: رئيسهم عبطان واغوان أولاد حمود.
1 -
الدلي، رئيسهم علوان الحسين.
2 -
المصري، مغيض بن دنبوس.
3 -
العديد، فياض العديد.
4 -
نفس الشندوخ، عيطان واغوان.
4 -
الحناظلة: رئيسهم كاطع الموسى:
1 -
ولد سلمان. 2 - ولد كاطع.
3 -
ولد محمد الفرحان.
5 -
الخماس: رئيسهم طفش الكاظم، ويقال لهم البادوش وهم البواديش من الهداب:
1 -
البادوش. 2 - الدغش.
3 -
المحمد. 4 - الدهش.
6 -
الهداب: رئيسهم فضل الفهد:
1 -
الكطيمي. 2 - المحمد سعيد.
3 -
المحسن. 4 - الجساب.
2 -
قبائل وفروع أخرى (ملحقة بالحيوات)
وهناك قبائل وفروع كانوا قد سكنوا قبل ورود زوبع، أو جاءوا أيام سكناهم فصاروا يعدون منهم، وهم حلف لهم، أو اندغموا فيهم، وهؤلاء كثيرون نذكر أشهرهم:
أ - الغريباويون: ويقال لهم (الجلابيون) وهم (الكلابيون)، وهؤلاء يرجعون إلى (التويم) من الجلابيين، وبينهم من (المسعود) ويقال لهم:(السعد) أيضًا، والمعروف أنهم من الكلابيين، وفروعهم:
1 -
البو عيسى. 2 - البو راشد.
3 -
البو وليد. 4 - التويم.
5 -
البو ناجي
ب - الشورتان: وهم من الموالي ويسكنون في الهويرات من الكرمة وفروعهم:
1 -
البو فرج. 2 - البو ناصر.
ج - الصبيحات: وهؤلاء من الموالي أيضًا.
د - الحرصة: من الرمال وهم من غفيلة (سنجارة) وهم من قوم ابن رمال.
هـ - النمور: وهؤلاء من الجدادة، ومنهم من يعدهم من الجبور ويقال أنهم من النمر القبيلة القديمة المعروفة.
و - الهليل: وهم من المجمع.
ز - القراغول. وسيأتي الكلام عليهم في حينه.
ح - اللهيب: وهم من البوعطية من الجبور ويسكنون الهويرات في الكرمة بجوار الشورتان وفروعهم:
1 -
درافلة 2 - دوايخ.
ط - الخوالد: يقال أنهم من بني خالد.
ي - الفياض: من بني تميم.
ك - العبد الله: من العبد الله من عنزة.
ل - الهيتاويون: يسكنون أراضي النعيمية من الرضوانية وأراضي البداعي من أبي غريب، ونخوتهم (أخوة عوفة) رئيسهم شبل بن كاظم المسلط، ويحفظون أنهم يوجعون إلى العبد الله من زبيد، وأفخاذهم:
1 -
الخان، رئيسهم محيميد الخضير.
2 -
المسلط، هم الرؤساء.
3 -
الزايد، رئيسهم صعيجر بن مطرب.
4 -
العواد، رئيسهم سعود الغزال.
5 -
الحسين، رئيسهم حافظ الهجيج.
6 -
الحماد، رئيسهم عبد بن حسين.
7 -
السليمان، ومنهم جسام المحمد ولم يبق منهم إلا القليل.
8 -
العابر، رئيسهم محمود الحنش.
ويجاورهم الجميلة والفياض من بني تميم، والزرفات من البو سودة من ربيد، والشيتي والسعدان.
م - الجناعرة: وهؤلاء من الجنابيين، تبع الكروشيين.
1 -
العاشور. 2 - المجبل.
3 -
الخواف.
ن - التكارته: ويقال لهم الفلوجيون، وأصلهم من تكريت، رئيسهم يعقوب اليوسف:
1 -
السماعيل. 2 - المردي.
3 -
الخضير.
س - اللكاكدة: رئيسهم محسن العلي، ويرجعون سلالمة من المسعود،
ع - الفريجات: رئيسهم حسين الفياض، ويرجعون إلى البوهيارع من قبيلة العبيد.
ف - الشعار: وهؤلاء يرجعون في الأصل إلى الجبور، ونخوتهم (عيال العود) إلا أن اختلاطهم بزوبع قديم جدا ويعدون منهم فلا يفترقون عنهم، ويسكنون في أبي غريب من قنطرة رحيم إلى البيوضات.
وفرقهم:
1 -
السويلم، رئيسهم خليف السلطان.
1 -
السويلمات. 2 - الحاجم.
3 -
الخماس. 4 - الحميزة.
5 -
العكيدي. 6 - الخليفات.
ويلحق بهؤلاء (الحلاف) وهم من المنتفق.
2 -
الغضيان، رئيسهم جياد الدغش، وفروعهم:
1 -
الموسى. 2 - المهنا.
3 -
الجفال. 4 - العتيج، وهؤلاء من بني صخر.
5 -
الجلب علي. 6 - الرشيد.
ويتبعهم (الخلف)، وهؤلاء من البو هيازع من العبيد.
3 -
الجدادة، رئيسهم صلال المزعل، ونخوتهم (حميدي) أو (حميد) وينتسبون إلى حميد بن مكدود، ويسكنون اليوسفية، والدويليبي، والمعروف عنهم أنهم يرجعون إلى سنجارة، وأفخاذهم:
1 -
الزبار: رئيسهم نجم العبد الله وهم في الرضوانية، وهؤلاء يتفرعون إلى:
1 -
آل مغامس. 2 - الدخين.
2 -
البرغوث: فرقة الرؤساء رئيسهم صلال بن مزعل، ولحروعهم:
1 -
العيال. 2 - المحمد.
3 -
الخماس: رئيسهم عباس العابد ويسكنون اليوسفية ومكيطيمة، وبدايدهم:
1 -
الغليون.
2 -
الفياض.
3 -
الفدعوس.
4 -
العلى.
5 -
البلاسم.
4 -
الحميد: رئيسهبم صايل بن عبداي آل بصل، والآن عايد بن عداي هو الرئيس، وكانت القضوة فيهم ولا تزال، فهم عوارف، وفروعهم:
1 -
الظاهر.
2 -
الكاظم.
5 -
السهيل، رئيسهم حسين المدلول، وفروعهم:
1 -
العميرة.
2 -
الحسين.
3 -
الطرفة.
6 -
الجهيم: رئيسهم صبح بن هذال الساير:
أ - الحني.
ب - نفس الجهيم.
7 -
الكمزان: ومنهم من يعد الكمزان فخذا برأسه، رئيسهم راشد بن حنفوش.
8 -
العزم: رئيسهم نايف العانتي ومنه ومن غيره تحققت أحوالهم.
9 -
الربعية: رئيسهم الهزاع.
10 -
الذوالفة: رئيسههم دعيس بن ميلان.
11 -
الرموث.
12 -
الراضي: من الصايح.
13 -
البرطلية: رئيسههم عبد الدعفوس، وهم من عباده من عُقيل.
ومن العشائر النازلة معهم:
أ - العزة: رئيسهم مهاوش الجاسم.
ب - العفنة: من الجنابيين.
خ - الكوام.
د - الكراد: عشيرة بهذا الاسم.
4 -
الفداغة: رئيسهم عراك السعود ورعد المهاوش، وهؤلاء أصلهم من سنجارة، وقد مضى الكلام على فرقهم وهذا الجذم يعد الآن من قبيلة زوبع، وأسامى القربى بينهم موجودة، نخوتهم (عزيب)، والعامة (روبع)، يسكنون في أراضي اليوسفية، في أراضي أبي حصوة قرب القصر الأوسط.
أفخاذهم:
1 -
النابت: رئيسهم محمد السرحان، ويقال لهم النوايت أيضًا، وهؤلاء من الطيور من فداغة المذكورين في سنجارة.
2 -
الدغيم: رئيسهم عراك السعود وعبيد الشبيب.
3 -
النصار: رئيسهم مطر المهاوش.
4 -
الزيود: رئيسهم جميل المخلف.
5 -
الحرابة.
زوبع في طريق الزراعة
إن حياة هذه القبيلة في العراق كان في بادئ الأمر لا يختلف عن سائر قبائل البدو من اعتياد الغزو، ولا نلبث أن نرى تداخل أفخاذهم، واختلاط فروعهم التي من بيانها ويرجع سبب ذلك إلى ركونهم إلى الزراعة، ففي حالة بداوتهم، وسيطرتهم استخدموا فلاحين، ثم طالت العيشة، وذاقوا الراحة فامتزجوا وصاروا يعدون منهم بحيث عاد لا يفرق بسهولة بين زوبع الأصليين، وقطان الأراضي القدماء، أو الملتفين حول هذه القبيلة والملتحقين بها.
ألفت الزراعة حتى نسيت حياة الغزو، وسهل ذلك اختلاطهم بمن اتصل بهم ممن اعتاد الزراعة فمكنهم في أراضي خاصة، وكانوا يتجولون بين ماردين، وبغداد لا يصدهم صاد .. ومن ثم رغبوا عن حياة التنقل، وصاروا لا يودون مفارقة أماكنهم ولا يزالون محافظين على لغتهم البدوية والكثير من عاداتهم.
وفي هذه الايام حذت حذوهم قبائل بدوية أخرى، وهذه قبائل شمَّر الجرباء صارت تميل إلى الزراعة، وتراعي حياة الراحة والطمأنينة من جراء إهمال الغزو، أو تركله لمدة مما دعا أن يميلوا إلى الأرياف، وفي مقدمة هؤلاء شيخ شيوخ شمَّر عجيل الياور وأقاربه الأدنون.
ملحوظة
القبائل الطائية من شمَّر المذكورين يقال لهم: (القبائل الزوبعية)، والمعروف أنهم ينتمون إلى جد واحد، والقربى بينهم قوية.
4 -
قبائل الصائح
قال شاعرهم:
صوايح والخيل عزم
…
وليالكدنا مانشوف
عاداتنا رمي المخزم
…
لعيون كل غرو هنوف
وهذه القبائل لم يكن اسمها هذا هو الذي يجمعها، وإنما هي في الحقيقة تسمية حادثة أطلقت على مجموع من قبائل شمَّر كانت قد تابعت الصديد لما أن حارب الجرباء أو نارعها، فمن صار في جهة الصديد، أو تبعه وأجاب نداءه أطلق عليه الصائح، ومن مال إلى الجرباء وتابع رؤساءها عدّ من الجرباء.
وكانت بينهم الخصومات مشتعلة فلا يريدون أن يرضخوا لمطالب الجرباء وأساس الصديد منهم، ومما قيل في ذلك:
لو جيت أبو فرحان كله عبرنا
…
جزاعة ما ندعي العرض ينداس
ولو ترجب الروام كله باثرنا
…
لا بد لنا يصفوك من هزة الراس
وحنا على حرابة جدودك صبرنا
…
ما هي منك وجاي يا ذيب المزاس
كبل الجزيرة يوم نجد ديرنا
…
وامواتنا فيها تطارد علي فراس
يصفوك والله ما نخلي سكرنا
…
كود الجزيرة خالية ما بها أو ناس
ان جان المحزم شبر وحنا ذرعنا
…
رمي المدرع من كديم لنا ساس
ومن الأشعار المقولة في الحداء:
يطارش من عندنا
…
سلم على عم العبيد
من دور فارس صدكم
…
تبيد الدنيا ولا نبيد
ومن ذلك قولهم:
رمحه فتلنا عكالها
…
ودلو الدنيا يستدير
يطارش لا بو نواف
(1)
…
فنه علينا ما يصير
حنا على خطو الموام
…
نضرب على الدرب العسير
وبجمع هذه القبائل:
1 -
الأسلم.
2 -
الصبحي.
3 -
الزميل من سنجارة.
4 -
التومان من سنجارة.
والكلام عليها بالنظر لترتيب قبائلها.
1 -
قبيلة الأسلم
تعرف بـ (ضنا كدير) و (أهل الحيسة) نوّه عنهم الشاعر فيما سلف، المحفوظ أنهم لا يتصلون اتصالا قريبا، ولا يمتون إلى جد أدنى بل هم يجتمعون ب (كدير) المذكور وهو - كما يقولون - (عيال وهب)، والبعير، والجحيش، وانبيجان منهم ينتمون إلى خالد، وهم مشهورون بالكرم؛ ولهذا نعتوا بـ (أهل الحيسة)، ومنهم من يعد الأسلم وعبدة (عيال رضا)، ومن نخواتهم (ستر سلمى) أي أنهم حماته وعزه، وهو جبل معروف.
والأسلم ذكرها السويدي في حديقة الوزراء في حوادث سنة 1152 هـ - 1740 م وفي حادث (يوم السبيخة) سنة 1239 هـ - 1727 م جرت لهم حرب مع قبيلة عنزة كانوا قد غلبوا فيها وقتل من شجعانهم مطرب بن حمد الأسلمي، وكانوا في (يوم بصالة) قد انتصروا على عنزة سنة 1238 هـ - 1726 م والتفصيل
(1)
أبو نواف محمد العبد الكريم من رؤساء آل محمد، يقول: إن الناقة المسماة رمحه فد فتلنا عقالها، ويا أيها النذير خبر محمد العبد الكريم بأن الدنيا دلولها دائب في عمله ولكن "فنه" أوامره القاسية لا تمضي علينا، ونحن خطونا على ما هو المطلوب، نمضي على الطريق الصعب ولا نبالي.
في مطالع السعود، وأقدم ذكر لهم كان لغانم بن حسان أحد رؤسائهم ورد في قويم الفرج بعد الشدة للمولوي في حوادث سنة 1118 هـ - وكان في أوائل القرن الثاني عشر وتفصيل وقائعهم في (تاريخ سبعة وزراء)، وفي (تاريخ المماليك) من تواريخ العراق بين احتلالين.
وقد وصفهم البسام فقال:
"هم الطاعنون العدا، والواجدون الندى، ذوو الفهم الدقيق الذاكي، والحلم المنيع الزاكي، يقر لهم أضدادهم، وتشهد لهم جيادهم، بأنهم ساق الحرب، وكمأة الطعن والضرب أندى في الجود، وأعرف بمسالك الجود" اه
(1)
وهم كما وصف وفوق ذلك.
وفرقهم:
أ - انبيجان:
ورئيسها ذياب بن حسان، وإخوته سطام وفاضل أبناء جزاع بن مانع بن حمد بن خطاب بن دندن بن غانم بن حسان، وهذا الأخير (حسان) أصل اسم أسرتهم، ومنشأ الشهرة، وغانم هو الذي عرف في تاريخ العراق، وهو أول من ورد ذكره في وقائع الوزير حسن باشا فاتح همذان ومنه يعلم أنهم كانوا قد جاءوا العراق قبل هذا التاريخ.
وهذه الفرقة تتفرع كما يلي
1 -
اللحالحة
2 -
الهدر
3 -
الجبارس، أو الجبارية
4 -
اللهيب، أصلهم جبور ولحقوا بشمَّر من زمن بعيد وهم التالي
(1)
الدرر المفاخر في أخبار العرب الأواخر ص 39 - 1
- الزعتمان.
- المشهد.
- العمران.
- الدولزات.
- الشواذب.
- الدوايخ.
5 -
الجذلة.
6 -
السلمة.
ب - البعير
رئيسهم حواس بن ثامر بن مطني السراي، وكان عمه الرئيس مذرى السراي وقد توفي، وأفخاذهم.
1 -
السلمان.
2 -
الطريف.
3 -
الهمزان.
4 -
الزبيدات وأصلهم من زبيد.
ب - الجحيش
رئيسهم خلف بن دليان والشريطي، أصلهم من نجد جاءوا من زمن قديم، وهم غير الجحيش من زبيد وأفخاذهم:
1 -
الشوادحة.
2 -
الجنيفة، أصلهم من نجد.
3 -
نفس الجحيش، ومن هؤلاء العيادة ورئيسهم ابن عيادة وهو خلف الدليان.
د - الوهب
رئيسهم محمد بن ضاري بن طوالة، ومنهم من يعدهم من البعير.
ه - المنيع
رئيسهم محمد بن ضاري بن طوالة وهو رئيس الاأسلم في نجد، وفروعهم:
1 -
الجامل.
2 -
الغرير، رئيسهم عليّج.
3 -
الهيرار.
4 -
المناصير، رئيسهم ابن شكر.
5 -
المسعود، رئيسهم بنية المذعور، ومن هذه قسم كبير في أنحاء كربلاء ولهم الأكثرية هناك.
1 -
المذعور. 2 - الوجعان.
3 -
اللعنيصم. 4 - الزماي.
5 -
العديم. 6 - الفضالة.
6 -
الصلتة.
7 -
النفكان.
8 -
آل غشام.
9 -
الفايد: رئيسهم محمد الوجعان
10 -
الكتفه.
وعد في قلب جزيرة العرب منهم
1 -
الفرده 2 - آل شحيم
3 -
السكوت (الظاهر السكوك) 4 - الهيض
5 -
السليط
فمن هؤلاء الوهب والبعير والجحيش وانبيجان يرجعون إلى خالد، ولا يعرف من هو خالد فلم يتمكنوا من تعيينه، والطوالة من المنيع بل المنيع جميعهم
يقولون أنهم أشراف (من الشرفاء) وهكذا نجد دعوى المناصير عن شمَّر طوكه (طوقه).
ومن عوارف الصايح: راكان بن عكيد من
الصبحي
عارفة جميع الصايح، وقد يرجعون عند النزاع إلى عوارف عبدة، وهؤلاء سكناهم في العراق قديمة قبل الجرباء بكثر من مائة سنة وقد نقلنا حوادثهم في (تاريخ سبعة وزراء).
2 -
الصبحي
وهذه القبيلة نخوتها (صبحي) ويقولون: (صبحاي) ورئيسها جنعان بن صديد، وعارفتها المشهور خابور بن عجيل، ويلاحظ هنا أن النخوة تشتهر لكل قبيلة بصورة لكن في أيام الأمور المدلهمة، أو ما يسمى (باليوم الكبير) المعروف عند البدو (يوم قسمة الرضمة) نخوة تشمل الكل أي يتنخي بها العموم .. ومنهم من يعد الصبحي مع العمود والخرصة (ضنا زايدة) والتداخل في الفرق كبير وهذا هو منشأ الخلاف.
وفرقهم:
1 -
الحريرة:
رئيسهم بشير الزعيلي، ومن رؤسائهم السابقين ابن عجاج من الحريرة القائل في قتلة بنية من قبل المنتفق:
خذلت شيخا دوما يخذلك .. إلخ
وأفخاذ الحريرة:
أ - آل زعيل: ورئيسهم الزعيلي ويتفرعون إلى:
1 -
آل غانم. 2 - آل حسين.
3 -
آل سالم.
ب - آل صكر: رئيسهم مسلط بن شريعيب.
ج - الخليف.
د - الشريان.
هـ - الكويمة: رئيسهم صعصع بن عكيدي.
1 -
آل عكيدي. 2 - آل سميحة.
3 -
الخولان.
و - البدن.
ر - آل موعد:
1 -
آل عبيد. 2 - التوام.
3 -
آل مريبد. 4 - الغمالسة.
2 -
الصديد: وهؤلاء فرق عديدة وهم من الجرباء، وهذه أشهرها:
أ - الميامين:
1 -
السنيان. 2 - الوشاشة.
3 -
الفرحة. 4 - المناثره.
ب - الخماس: رئيسهم سيد الراوي:
1 -
الخاشوكه. 2 - آل مسلم.
3 -
آل هليل.
ب - الوحدان:
1 -
آل مشوخ. 2 - آل غوينم.
3 -
آل جرذي 40 - آل فلوان.
د - الشبيش وهم:
1 -
الهيشان. 2 - المثلوث.
3 -
الخماس.
هـ - الصيداد:
1 -
آل صالح. 2 - العبلان.
3 -
آل خويطر. 4 - الكطيفان.
5 -
الدبيان. 6 - الشواريج.
3 -
الزميل
وهذه القبيلة مرّ ذكرها.
4 -
التومان
من ذكرهم أيضًا وصاروا يعدون من الصائح لمتابعتهم الصديد وهم في الأصل من الثابت، ومن فروعهم:
أ - الأوضاح: وفرقهم:
1 -
المصارع. 2 - آل محجم.
3 -
آل رولان. 4 - آل وكيع.
5 -
الخلوف.
ب - الهدبة، وشعبهم:
1 -
آل فوار. 2 - التويلة.
3 -
آل كريفان. 4 - آل حزوي.
5 -
السعيد.
ب - النجبان وهم فروع:
1 -
آل فنيسان. 2 - المهصان.
3 -
آل حويمل.
د - الصدكه وفروعهم:
1 -
آل حميضان.2 - آل عويصي.
3 -
آل هزيمي.
هـ - الصخيل.
و - الربعة.
قبائل شمر القحطانية
أو السنعوسية
هذه القبائل مشهورة بنخوتها (سناعيس) وهي قبائل كثيرة، كلها من شمَّر القحطانية والقبائل المذكورة سابقا من خرصة وصايح وزوبع ترجع إلى طيئ، فشمَّر جمعت القبائل المتخالنة والمتفرقة؛ ولذا يقال: إنها لم تكن جدا؛ أي جدا جامعا يجمع الكل في الاتصال، وقد تبين أن شمَّر جد تنتمي إليه فرقة الرؤساء وسائر الفرق والطوائف الطائية، ويقال: إن أصل (سناعيس)(سنا العيس) أي سوقها بإلحاح وشدة، ونظرا لصفتهم هذه عرفوا بها.
وقال الأب الأستاذ أنستاس ماري الكرملي:
"أصلها (قناعيس) ومفردها قنعاس، وهو الرجل الشديد وأن القاف يبدل بالسين في بعض اللهجات مثل ساحة، و (قاحة)، وملس الأرض وملقها، وقبه وسبه بمعنى قطعة، ومر مسندلا ومقندلا أي مسترخيا في مشيته" اه
(1)
.
وهو الأشبه الأقرب للصحة، وقبائلهم عديدة وكلها يجمعها قبيلة عبدة.
قبيلة عبدة
من أشهر قبائل شمَّر وأكبرها ذكرا واتصالا بالقرابة مع عشائر العراق الكثيرة، منها في نجد ومنها في العراق ونخوتها (سناعيس) كما تقدم، وهم من قبيلة قحطان ويتفرعون إلى عدة فروع:
1 -
اليحيا
رئيسهم شيخ عكاب بن عجل وهو عارفة الكل ومسلط بن شريم
(2)
.
أ - الفضيل: رئيسهم شيخ عكاب وهو رئيس الكل:
1 -
آل سنان، رئيسهم ابن عجل.
(1)
جمهرة اللغات: مخطوط له.
(2)
جاء في قلب جزيرة العرب بلفظ "الجحيا" بدل "اليحي" وليس بصواب، لظنه أن كل ياء أصلها جيم في لغتهم.
2 -
المناصير، رئيسهم نايف بن داود أبو الميخ.
3 -
الحيساج، رئيسهم هايل بن صياف.
ب - المفضل: ورئيسهم برجس بن جبرين.
ب - الجنده: رئيسهم ابن دهام.
د - الجري: رئيسهم حمدان الفديد.
هـ - الشميلة: رئيسهم المشوي.
و - آل هامل: رئيسهم صيلح بن مثيجل.
ز - السليط.
2 -
الدغيرات
رئيسهم حواس بن هثمي وهؤلاء يعدون من اليحيى:
1 -
آل عليان: رئيسهم عسوك بن غاري.
2 -
الحسين: رئيسهم كريدي بن سعدى، ويعدون تبع اليحيى.
أ -آل حتمور، فلاح الدوح.
ب - الحضر.
ب - البدو.
3 -
الغيثه.
4 -
آل شريهه: رئيسهم التبيناوي.
5 -
التريبان: رئيسهم مطلك بن دليهان.
6 -
الغاري.
ملحوظة:
الدغيرات
من اليحيى وكلهم ينتسبون إلى جد واحد والباقون يعدون من الربيعية.
3 -
الربيعية
هؤلاء والغرير والحمدانيون يرجعون إلى أصل واحد كما هو المنقول عنهم وعن الغرير، منهم في نجد، ومنهم في العراق، وهؤلاء فرق عديدة.
أ - الجعفر:
رئيسهم عباس بن علي، وهم في نجد ومنهم في العراق متفرقون في مواطن عديدة وبصورة مبعثرة.
1 -
العلي: رئيسهم عباس بن علي: (وهو عارفة) والآن هايس العباس ومنهم (العدلان).
امارة آل علي:
وكانت إمارة جبل شمَّر شمال نجد فيهم قبل أن تتكون إمارة الرشيد، وعرف منهم محمد بن عبد المحسن بن علي في وقعة له سنة 1208 هـ - 1794 م ثم خلفه أخوه صالح، وهذا عزل سنة 1251 هـ - 1836 م وقتل في السنة المذكورة هو ومن معه من آل علي .. وحاول عيسى بن علي استعادة الإمارة إلا أنه لم يدم له الأمر، وقد توفي في آخر سنة 1256 هـ - 1841 م
(1)
.
2 -
آل خليل: منهم (إمارة الرشيد)، رئيسهم عويد بن سحيمان.
أمارة الرشيد:
وهذه خلفت إمارة آل علي في جبل شمَّر ولي إمارتها عبد الله بن علي ابن رشيد سنة 1215 هـ - 1836 م وهؤلاء إمارتهم عشائرية كسابقتها، وكانوا في طاعة آل السعود مرة، وجموح عليهم أخرى، وهم بين قوة وضعف، إلا أنهم اعتزوا بالحكومة العثمانية وحصلوا على أبهة ومكانة، وتوفي عبد الله في جمادى الأولى سنة 1263 هـ - 1847 م فخلفه ولده طلال، فتوفي في صفر سنة 1283 هـ، وقيل في ذى القعدة سنة 1284 هـ -11 آذار سنة 1868 م.
(1)
عنوان المجد في تاريخ نجد في سنين مختلفة - ابن بشر، وحاضر العالم الإسلامي، وقلب جزيرة العرب.
وخلف طلالا أخوه متعب، وهذا قتله ولدا أخيه بندر وبدر في 2 ربيع الثاني سنة 1285 (23 تموز سنة 1868 م) وقيل في 20 رمضان سنة 1285 (4 كانون الثاني سنة 1869).
وفي 20 رمضان سنة 1286 (1875 م) ثار محمد بن عبد الله الرشيد علي بندر ابن أخيه فقتله وألحق به إخوته وأبناء إخوته كافة، وانفرد بالإمارة، وامتد حكمه إلى أطراف العراق وإلى مشارف الشام وغلب على نجد كلها، وأدخل ابن سعود في طاعته، وكان صارما في حكومته، عدلا في إدارته.
مات في سنة 1315 هـ (كانون الأول سنة 1897 م) ولم يعقب ولدا، فخلفه ابن أخيه عبد العزيز بن متعب وكان سفاكا للدماء، سيئ الإدارة قتل في 14 صفر سنة 1324 (1906 م) فخلفه ولده متعب ولم يطل أمره أكثر من سنة فقتله سلطان بن حمود بن عبيد بن علي الرشيد في ذى القعدة سنة 1324 هـ (1907 م) وقيل في شعبان تلك السنة وصار أميرا مكانه ولم يطل أمره، وبعد أشهر قلائل طرد من الإمارة وقام مقامه أخوه سعود بن حمود، ثم ثار حمود بن سبهان على هذا وجاء بسعود بن عبد العزيز وكان قاصرا فلما بلغ الرشد أجلسه على كرسي الإمارة سنة 1326 هـ (1908 م) وبقى أميرا إلى الحرب العالمية الأولى، ثم قتله أحد أخواله سعود السبهان في ربيع عام 1332 هـ (1914 م) وضم ابن سعود حائل وتوابعها إلى ملكه واعتقل من بقى من آل الرشيد، وطوى بساطهم، نعم قام بعضهم ولكن لم تكن لهم من المكانة ما تستحق الذكر، وآخرهم محمد بن طلال
(1)
.
وهذا على يده انقرضت الأمارة تماما واستولى عليها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود في 28 صفر سنة 1341 (سنة 1922 م) فانتهى حكم آل الرشيد
(2)
.
وهذه الإمارات لا همّ لها سوى السلب والنهب، أو قل: إن المحاربات فيما بينها أشبه بحروب العصابات وكانت عديدة، وهي عشائرية في غالب
(1)
عنوان المجد، وحاضر العالم الإسلامي ج 4 ص 172.
(2)
قلب جزيرة العرب ص 249.
حياتها، ولم تر المملكة راحة حتى قيض الله للجزيرة الملك عبد العزيز آل سعود فانقذ الناس مما هم فيه من الخطر على المال والحياة.
ولنرجع إلى باقي فروع الجعفر:
3 -
الجشاعمة: رئيسهم آل عبيد.
4 -
آل أحيمر: رئيسهم عبد الله.
5 -
آل ربه.
6 -
العطون (آل عطا).
7 -
العبيدات.
وقبائل الجعفر منتشرة في العراق بصورة متفرقة في أنحائه .. وسنفصل الكلام عليهم عند ذكر (شمَّر طوقه).
ب - العفاريت:
رئيسهم تركي بن مبرد بن مناور بن سوكي، ولهم رؤساء آخرون:
1 -
المفاضلة: فرتة الرؤساء.
2 -
الكعود: رئيسهم حسين بن علي الحريز.
3 -
آل ساعد: رئيسهم عفين بن مجيحيم.
4 -
المجادعة: رئيسهم بصيلان بن رحيمان.
5 -
المطران: رئيسهم سيف المطيري.
6 -
السرحان: رئيسهم برغش الثوير.
7 -
المراوبة: رئيسهم سعيد المروب.
8 -
الصويان: رئيسهم نده بن نهيرُ والآن حلو بن نهير (أخوه)
9 -
الوبير: رئيسهم فهد الأوبير
10 -
الهرشان: رئيسهم هياس بن هياس.
ج الجدي:
رئيسهم ظاهر العفين.
1 -
آل غنيمان: رئيسهم ظاهر العفين.
2 -
المراحلة رئيسهم جزاع بن عنيزان.
3 -
آل خنيفس: رئيسهم كورز بن مشجي.
4 -
العكيدات: رئيسهم ابن محمود.
5 -
التومه: رئيسهم نهار بن شايع.
6 -
العنيزان: فرقة الرؤساء والعارفة منهم.
د - المردان:
رئيسهم نهار الحربي (من الأخوان)
1 -
البرك: محيميد بن برك.
2 -
آل تبلس: محمد الظاهر.
3 -
الحروب.
4 -
آل عطا.
5 -
السليم.
هـ - المحيسن: رئيسهم كنيفد الجربة، ويقال: إنهم من العفاريت.
1 -
آل شعيب.
و - الزكلاريط: رئيسم عراك بن سيف بن طلال بن مهنا بن مغامس، نخوتهم (السناعيس) أيضًا.
وقد جاء عنهم في الدرر المفاخر:
"الزقاريط بالقرب من سيدنا الحسين، وهؤلاء أظرق الفرسان مجاولة، وأمنعهم محاولة، وأكرم الحواضر والبوادي، وأنطق لسانا في اجتماع النادي، وأقدم في عزائمهم، وأصدم لمقاومتهم .. "اه
(1)
.
(1)
الدرر المفاخر ص 47 - 1.
1 -
النصر الله:
رئيسهم عراك المذكور، ويتفرعون كما يلي:
أ - المحمد:
ويتفرعون إلى:
1 -
آل يوسف، وأقسامهم:
1 -
آل مغامس.
1 -
آل مشعل. 2 - آل سلطان.
3 -
آل مهنا. 4 - آل مسربت.
5 -
آل محمد.
منهم الرؤساء عراك وسائر أقاربه وموازي بن حميدان بن حاجم بن سلطان المغامس، ويلحق بهم:
1 -
الرحبة من اليحيى.
2 -
المزازره أو المزار من الجنابين.
2 -
آل فاضل: رئيسهم بندر الفرحان:
1 -
آل بعكوب. 2 - آل نصار.
3 -
آل رميزان. هذال
1 -
آل بطين. 2 - آل حشيش.
4 -
آل فارس: شعلان بن حمور.
2 -
آل غراب:
1 -
آل مشاري.
2 -
آل صكر.
3 -
آل شمران.
3 -
آل ذياب.
4 -
آل جامل.
5 -
كنامه.
ج - آل طلاع:
رئيسهم صنخيل بن خميس، وهم ثاني فخذ من آل نصر الله:
1 -
آل محيسن.
2 -
آل سهيل.
3 -
آل غبو.
د - الشوردي:
ومنهم العوارف وهم فرقة، وهم فخذ ثالث من آل نصر الله:
1 -
آل ساير: الرؤساء (عوارف).
2 -
آل بطوش: الرؤساء (عوارف).
2 -
آال علي
ثاني فخد إخوة نصر الله وكلهم أولاد صبيح، رئيسهم عجيل بن تركي وسالم بن هويت بن علي، وهم عوارف الزكاريط أيضًا.
1 -
التركي: رئيسهم عجيل.
2 -
الحسين: رئيسهم سالم بن هويت ومنهم السميط.
3 -
آل حماد.
4 -
العتيج.
3 -
آل عكاب
رئيسهم ريدان بن كفش بن عواد، وهؤلاء ثالث فخذ من إخوة نصر الله:
1 -
الحنين.
2 -
آل خان: رئيسهم مشعان بن دبيسان.
3 -
الفوّاز.
4 -
أهل الحجلة
رئيسهم حمود المعافي، وهؤلاء رابع فخذ من إخوة نصر الله:
1 -
الجفيل:
1 -
العودة، فرقة الرؤساء.
2 -
آل معافي.
فخذ واحد يسمى العويد والمعلج.
2 -
العويد المعلج منهم الرميض.
3 -
الغضيان.
4 -
آل شدوخ.
5 -
آل زنوح: تبع من الشميلة من اليحيى.
6 -
آل جنهاب.
7 -
آل جيناب.
8 -
الزريف، محمد آل زريف، أصلهم جنابيون.
9 -
الرماة، لحق.
ثم هناك أفخاذ أخرى ملحقة بهم ولكنهم متصلون بهم ويعدون من فروعهم.
5 -
المغرة
رئيسهم علي بن هوير.
أ - المسيعيد:
1 -
الرميح: رئيسهم وارش.
2 -
آل زيرة: مصارع بن بدعي.
3 -
آل شتيوي.
4 -
آل وادي: عبيد الحطاب.
ب - المهايرة
1 -
آل شليت: جبر أبو كطينه.
2 -
آل ماضي: حمدان آل حبل.
3 -
آل نكيط: جداح.
4 -
الجياميز: سلمان الظاهر.
ج - الشريفات:
1 -
البطنين:
1 -
السعدون. 2 - آل سعد.
3 -
المساعدة. 4 - الجبران.
2 -
آل لهيمص:
1 -
العذية. 2 - الحمران.
3 -
آل غرداش. 4 - الخليفات.
5 -
العجاج. 6 - المعيجل.
7 -
المغاليث. 8 - المشعان.
9 -
الحنيان.
د - خسرج: رئيسهم مخيمر بن فهيد وشاهر بن دهش.
1 -
الرحاحلة.
2 -
الدولاب.
3 -
الصفيرات.
4 -
آل عفر.
5 -
آل خضر.
هـ - التمايم: محمد الشماص من (بني تميم).
1 -
الملالطة.
2 -
المويمن.
و - الحباب:
1 -
البكاط.
2 -
السرحان.
3 -
الزبيدات.
عوارف عبدة:
1 -
مسلط بن شريم من اليحيى من الفضيل.
2 -
جزاع بن عنيزان من الجدي عارفة الربيعية في نجد، وكذا أخوه زغير ابن عنيزان.
3 -
عباس ووادي ابنا علي من الجعفر، في جهة السماوة والديوانية. من آل علي.
4 -
ظاهر العفين ابن جدي رئيس آل جدي.
حالة عبدة اليوم:
الكثيرون من عبدة ركنوا إلى الزراعة نوعا ومالوا عن البداوة إلى الحياة الريفية وغن كانت لا تزال عاداتها مألوفة لهم ولا يريدون أن يتركوا منها شيئا، وللمحيط تأثيره الخاص، في نسيان الغزو والحروب ولا ينكره أثره على سجاياهم وأخلاقهم وروحيتهم .. !!
أوصاف شمَّر:
يصفهم قومهم والمجاورون بأوصاف عديدة أشهرها:
- الطنايا.
- زينو المحازم.
- طيار الشاف.
- ديون الحصن.
- عقبان ديم.
خلاصة تاريخية في قبائل شمَّر
عرفنا مما من أصل قبائل شمَّر، وتفرعاتها، والاندغام فيها بين الأفخاذ وبين المجاورين والسكان الأصليين، وهذا هو تاريخها الحقيقي، وبيان وضعها الواقعي، وهكذا يقال عن تاريخ تجولها وورودها العراق، ومثل هذا آدابها وعاداتها وسائر تقاليدها وأحوالها الأخرى، وفي ذلك تاريخ للقبيلة وهو سيرتها الناطقة.
وبتثبيت هذه الجهات نكون قد علمنا تطوراتها وتاريخها
…
وأما تدوين وقائعها التاريخية بالنظر للحكومة، أو للقبائل الأخرى فالقسم الأكبر منه يعود لتاريخ العراق ويطول بنا التعرض لهذه والتبسط فيها هنا، وبذكرها يحصل تكرار لمواضيع التاريخ.
ذلك ما دعا أن نترك هذا لتاريخ العراق والإشارة أحيانا إلى بعض الحوادث، وأن إهمالها، أو الإشارة إليها لا يعني إلا إرجاء البحث إلى التاريخ وأن الضرورة ماسة إلى بيان العلاقات العشائرية مجموعة ودرجة اتصالها بالشعب والحكومة معا.
وأعتقد أن هذا كاف لمعرفة تاريخ القبيلة .. وفي ضمن ذلك تدخل العادات والآداب والأحوال الروحية مما يجب أن يخص القبيلة أو القبائل التي تشترك في صفات واحدة أو متماثلة وسيجيء بحثه.
والملحوظ أن شمَّر جاءت وقائعها التاريخية في أوائل القرن الثاني عشر، فإن غانم بن حسان منهم، ورد ذكره في حوادث سنة 1118 هـ - 1707 م وحوادث الأسلم جاءت سنة 1152 هـ - 1740 م وزوبع عرفت وقائعها سنة
1169 هـ - 1756 م ورئيسهم كان بكر الحمام، والغرير كانوا معروفين في القرن الحادي عشر، وكل هؤلاء سبقوا شمَّر الجرباء، ومثلهم شمَّر طوقة.
جاء شمَّر آل محمد (الجرباء) على أثر سيطرة ابن سعود على الجزيرة العربية وكان ذلك في أوائل القرن الثالث عشر الهجري والخرصة معهم، وفي هذا التاريخ كان ورود الظفير، وعنزة .. وأن تحقق تيار الهجرة لبعض قبائلهم والفروع التي تمت إليهم حصل قبل هذا الزمن بكثير.
وهكذا تواتر سيل هذه القبائل فكان آخرهم ورودا قبيلة سنجارة وميل هذه إلى العراق حصل بتواريخ متوالية تبتدئ من أوائل القرن الثاني عشر للهجرة أو قبله، وكادوا يستكملون الهجرة والنزوح إلى هذه الأنحاء، ووجدوا من يرحب بمجيئهم ويرغب في تكامل جموعهم للتناصر بهم وللقرابة النسبية، كما أن آخرين عارضوا، وقاوموا حتى حصل الاستقرار، والرغبة مصروفة إلى أن ميل الأقسام الأخرى من هذه القبائل كان يجرى لأدنى فرجة يرونها في صفوف العشائر بركون جماعات منها إلى الزراعة أو إلى القرى والمدن فتخلوا البادية لهم دون منازع، أو بمقاومات قلت أو كثرت .. ولولا بعض الأحوال غير الاعتيادية لرغب البعض في المجيء إلى العراق لما تقدم، ولآمال أخرى غير هذه.
والأسباب الداعية للهجرة لا تقف عند المحل والغلاء الذي يحدث أحيانا، ولا العداء القبائلي، وإنما هناك تدافع على السلطات وإمارات القبائل، أو السيطرة على الجزيرة كما وقع لابن سعود، أوأن فروع القبائل مالت إلى أرياف العراق وأرادت أن تقوى وتعتز بأقاربها ومن لها علاقة نسبية وصلة بها فحسنت الأمر، وصارت ترحب بالنازحين أفرادا أو جماعات فلا تمضي مدة حتى يستكمل الفخذ عدده، أو القبيلة رجالها وهكذا.
وأمراء قبائل شمَّر كان من أسباب هجرتها أن رأي أمراؤها من آل سعود مالا يحبونه، وشاهدوا مالا يرضونه، أو بالتعبير الأصح لم تقو هذه القبائل على حب النظام المطلوب، وأرادت أن تكون سلطتها لنفسها دون أن تصير تابعة .. فمالت إلى العراق، ووجدت مناصرة من الحكومة من جراء عدائها لابن سعود آنئذ من جهة، ولكسر شوكة قبيلة عبدة من جهة أخرى.
والحاصل أن الهجرة الأولى دعت إليها حاجة المعيشة فمال ابن حسان بقومه وزوبع بجملتهم وشمَّر طوقة بمختلف جماعاتهم .. والثانية ضرورة مناصبة العداء لآل سعود والميل إلى الحكومة العثمانية وكانت أكبر عدو لهم بأمل أن يعتزوا بها وهكذا تخللت حوادث هجرة بين هاتين الهجرتين وما تلاهما .. ومن الجانب الآخر أن الحكومة رحبت بهم للأسباب المارة وغيرها.
ووقائعهم مدونة في تاريخ العراق، وغالبها غزو ونهب، ولم تساعد
بوقائعها الحكومة إلا في قضايا خاصة، أو حوادث ضرورية .. ولكن ميلهم للزراعة وأخذهم بنصيب منها كل هذا بأمل أن ينالوا حظهم من منافع البلاد وخيراتها من طريقها المشروع أو أن يتقربوا من الحضارة، ويتقدموا إليها خطوة.
ملحوظة
يتفرع من قبائل شمَّر قبائل كثيرة تفاوت تاريخ مجيئها إلى العراق فنالت أسماء جديدة كما تقدم أو عرفت باسم قبائلها الأولى وسكنت في هذه الديار ويتكون منها مجموعات تحتاج إلى مباحث طويلة، واسعة الأكناف تكاد تزيد على أصلها وتفوقه في الكثرة إلا أنهم لا يكادون يشبهون أصلهم اليوم فاكتسبوا عوائد جديدة اقتبسوها من محيطهم وبيئتهم ونالوا عرفا لم يعهدوه فيما سبق.
ولما كان أصلها وأصل (شمَّر البدو) واحدا رجحنا البحث عن المشهور منها تسلسلا لمعرفة أصل القبائل ووحدتها وعلاقاتها من حيث النسب والأرومة ولم نفردها بحيالها بل ذكرناها بعد الكلام على هذه القبائل.
شمّر طوقه
هؤلاء من شمَّر الأصليين، نزحوا إلى أنحاء العراق من مدة طويلة فإذا كان الصائح سموا بهذا الاسم فلسبب آخر سميت هذه بطوقة، ويقال - كما هو شائع - أنهم حينما عبروا دجلة إلى الجانب الأيسر في مواطنهم الآن كانت امرأة تنادي كلبتها وتدعوها بقولها (طوقه) وكررت ذلك مرات عديدة إلى أن أزعجت الناس هناك بكثرة صياحها؛ ومن ثم أطلق عليهم (شمَّر طوقه) فاتخذ نبزا لهذه القبيلة أو القبائل المتجمعة .. ولا يحفظون سببا آخر لتسميتهم بهذا.
وما جاء في دائرة المعارف للبستاني من أن (شمَّر طوقاه) منازلهم في أرض نجد وباديتها وشيخهم محمد الرشيد .. فغير صحيح قطعا، وإنما هم من سكان العراق في الجانب الشرقي من دجلة بين نهر ديالي والكوت، وأن هذا الوصف لحقهم عند عبورهم دجلة بالوجه المذكور
(1)
.
وأن شمَّر الجرباء يعترفون لهم، وأنهم انفصلوا عنهم ولكنهم تركوا البداوة فهم معيبون لديهم من هذه الناحية وعلى هذا يوجهون اللوم عليهم، أما نسابة شمَّر فإنها تحفظ لهم أنسابهم وتعترف بأنهم من قبائلها ومن طالع أفخاذ شمَّر وفرقهم الأصلية يقطغ بأنهم منهم، وكذا النخوات العامة مؤيدات، وما أورده الحيدري من أن (شمَّر الجرباء) ينكرون نسبهم فغير صحيح فإن الانفصال من الأصل كان قد تباعد وكاد ينسى، وهذا لا يخول الطعن بوجه .. ولكنهم تجمعوا من فرق مختلفة وأفخاذ متباعدة القربى كما سترى عند الكلام على كل فرع من فروعهم.
قال صاحب (الدرر المفاخر):
"ومنهم شمَّر الجانب الشرقي من دجلة .. كبيرهم حمد البردي، ومشكور الزوبن، وهؤلاء لم يجد اللوم عليهم مدخل، ولم يذكر في أحدهم قول أنه جبان أو بخيل، بخيلين إلا في النوال، وحيين إلا في النزال، سادتهم أحلامهم فأعلت أعلامهم، وتشابهت لياليهم بأيامهم، كلهم طالب فخرا، أو مدخره ذخرا" اهـ ص 48، وهؤلاء يرجعون في الأصل إلى:
1 -
غرير. 2 - صلته.
3 -
صدعان.
وهذه الأقسام في الحقيقة كلها من شمَّر، والكل يقيمون بين مصب نهر ديالي والكوت إلى قرب (شادي) المقاطعة المشهورة، وفي لواء ديالي منهم مقدار ليس بالقليل يرأسهم سعيد العدوان، وفي لواء الكوت الرياسة للشيخ حميد السيد الصفوك بن محمد بن بردي وينازعه جلوب الطرفه.
(1)
راجع مادة شمر من دائرة المعارف ج 10 ص 573.
1 -
الصلتة
ونخوتهم (صليتي) ورئيسهم حميد السيد المذكور، وهذه النخوة دليل على أنهم من شمَّر، وفرقهم:
أ - المجابلة: رئيسهم جلوب الطرفة بن صبر بن مالح بن جليب بن بشارة ابن جليب بن طرفة بن ربيع، من بيت مالح الكليب، وهم في الأصل من الأسلم ونخوتهم (يمغ) وكلهم يرجعون جتفه (كتفه) من الأسلم:
1 -
الحميان: رئيسهم على البطيخ.
وهؤلاء كان قد استعان بهم شاطي الخالد رئيس النفافشة على قبيلة الجعفر ركانوا أهل الرياسة على شطر كبير منهم فتمكن من إزاحتهم وتأمين البرياسة على قسم كلبير من شمَّر طوقة حتى خلصت الرياسة للنفافشة علىْ شمَّر طوقة، ورئيس الحميان آنئذ رايط بن دهلة بن أدريس بن غانم بن رديني (ويسمى الفخذ باسمه) بن تهام.
ورايط هذا ترك:
1 -
راشد ومن أولاده يوسف وعبد الله وجبارة، ولهذا الأخير ابن اسمه منشد.
2 -
ناهض وهذا خلفه من الأولاد:
1 -
عنكود، ولهذا ولد اسمه عبد عون.
2 -
دبشي، وله ابن اسمه دنبوس ترك ضمدا، وفجاجا، وعداي، وطوفان.
3 -
بطيخ، وله من الأولاد الشيخ علي وهو الرئيس وسلمان وحمد وسويلم وعقال وفهد وكامل وثامر.
4 -
عوده، وله من الأولاد منحي وحسين ومحمد.
وفروع الحميان:
1 -
الرديني، منهم الرؤساء.
2 -
الرواضي، هزاع العلي.
3 -
السلامة، رئيسهم ايدام المنصور.
4 -
الخليفة، حمزة النهير.
5 -
المساعد، رئيسهم حسن النايف.
3 -
البنوه: رئيسهم مزعل الحسين، ونخوتهم (حمده) وفروعهم:
1 -
الخضر، رئيسهم عجه المغير.
2 -
بيت مسعود، رئيسهم شغيدل الصالح، والآن ابنه عاصي.
3 -
بيت حسين الفاضل، رئيسهم مزعل الحسين.
4 -
بيت العجه (العيه)
(1)
، رئيسهم هندي العبيد.
5 -
بيت حنظل، رئيسهم جاسم الحسين.
4 -
الهذيل: رئيسهم عبد الحسن بن خلف المتيني، ونخوتهم (ناهيه) و (صليتى):
1 -
بيت مرعى، الرؤساء.
2 -
بيت حيدر.
3 -
السماح.
4 -
بيت عرنوس.
وللحق بهم
1 -
الخوالد.
2 -
النداوات، وهؤلاء لم يكونوا من شمَّر.
5 -
الدسوم: رئيسهم جبجاب المحمد.
6 -
الكتافه: فرقة الرؤساء أو الجتفه ومنهم الطرفة، ورئيسهم الشيخ جلوب
(1)
ينطقون بالجيم ياء، وهذا غاب في أكثر شمر
ب - الدلابحه: وهم من (المعاضيد) ونخوتهم (اجمرات) ويلفظ (ايمرات)، رئيسهم رغيف الداود:
1 -
الرويح: ومنهم الرؤساء.
2 -
الكويطع: رئيسهم عباس البريسم.
3 -
الوحيش: رئيسهم محمد الشديد.
4 -
الزبيدي: رئيسهم جاسم المحمد.
5 -
الهداب: خربوط الغضبان.
6 -
العراجله: وهؤلاء في الأصل من بني تميم، ويعدون من الدلابحة.
ج - داور
رئيسهم مطلك المحمد العبد العالي بن صبيج ونخوتهم (أولاد حسن) وصليتي وسناعيس يسكنون زوية الزرع وهمينية
(1)
في أنحاء العزيزية، وقسم في الجانب الغربي في أراضي الزبيدية في مقاطعة الرجيبية والطويل، والمشهور أنهم دغيرات من عبدة، ولا يزالون يحفظون أنسابهم ولا يلتفت إلى قول الآلوسي أنهم مجهولو النسب، فإنهم من الدغيرات من عبدة.
1 -
بيت زريف، رئيسهم سعيد الخميس ومهم بيت منصور في أراضي همينية.
2 -
بيت صينخ، رئيسهم محمد الحمدي.
3 -
بيت حمور، رئيسهم شيخ مطلك المحمد في زوية الزرع، فرقة الرؤساء وهؤلاء من بيت صينخ.
4 -
الدواورة، رئيسهم جعاطه الحنظل، متجولون.
5 -
بيت وادي. رئيسهم شنو الخلاف. في الرداد.
6 -
بيت خالد، رئيسهم حمد الحواس، في أراضي عتبة قرب العزيزية من جهة بغداد ويعدون فخذا واحدا مع بيت زريف.
(1)
همينية مقاطعة معروفة في العزيزية
7 -
بيت دبش، رئيسهم عويد اللبواك، في أراضي الرجيبية شعبة الزبيدية.
8 -
بيت خماس.
9 -
بيت طرفة.
هوْلاء في الجانب الشرقى من دجلة، ويجاورهم المجابلة، والدلابحة، والقراغول، والبنوه، والهذيل.
وأما الذين في الجانب الغربي فيجاورهم العاصم من الدليم، والجعفر (ورئيس الجعفر ورور أخو سالم)، والغوافلة من الدليم والبو عامر من زبيد والغبيشات من الدليم، والصباح من الدايم.
د - عتبة: رئيسهم صحق العاصي وعلي المشعل ونخوتهم (تشيابين)، والمشهور أنهم من ربيعة:
1 -
المعين: رئيسهم علي المشعل:
1 -
بيت سلطان. 2 - بيت دلي.
3 -
بيت خويلد. 4 - البو خريف.
5 -
بيت سحاب. 6 - بيت إسماعيل.
7 -
البو عليوي. 8 - الغنيمة.
2 -
المحاسنة: رئيسهم سالم المشعل.
هـ - الخوالد: رئيسهم مطلق الراشد والأن عليوي العبد الله نخوتهم (هبوس) أو (أولاد هباس) ويقال أنهم من بني خالد، ومنهم البو مطير والبو وحيد وبيت عباده والسلمات والسحاب والعبابسة يسكنون أراضي الدبوني والباقون في أراضي القطنية:
1 -
بيت وحيد: رئيسهم علوان الشايش.
2 -
بيت صليبي: رئيسهم صخى الحسون.
3 -
الغشام: رئيسهم كنيهر بن ظاهر (تبع).
4 -
البو مطير: رئيسهم محيسن الحسن.
5 -
بيت عباده: رئيسهم عليوي العبد الله.
6 -
السلمات: رئيسهم شلال الجويعد.
7 -
العبابسه: رئيسهم خضير الحسن.
8 -
البو محيسن: رئيسهم عباس العنفوص.
9 -
الرمح: رئيسهم محمد الرمح.
10 -
السحاب: رئيسهم لفتة الراشد.
و - القراغول: رئيسهم عيال بن حزام، ونخوتهم (باشه) أو (أولاد باش). وهم من القبائل الملحقة:
1 -
الحمد الله: رئيسهم هادي العبطان:
1 -
النعيمات. 2 - البو هلال.
3 -
الجعة.
2 -
البو عبدعون: رئيسهم زيدان الخلف وعيال الحزام:
1 -
الحبيب. 2 - الشبيب.
3 -
البوسهيل: رئيسهم مصطاف المحيسن:
1 -
بيت كاظم. 2 - بيت حسن.
3 -
بيت نوار. 4 - بيت نده.
4 -
البو كناص: رئيسهم صالح المهيدي:
1 -
البو سلامه. 2 - بيت خلاوي.
وللقراغول بحث خاص في عشائر العراق في قسم الريفيين.
ملحوظة
منهم من يعد الشجيرية أيضًا فرقة من القراغول.
والقراغول في الغراف منهم:
الجنعان، والسهيل، ونخوتهم في جهة الغراف (دعاج) ومنهم من يتنخى (باش)، وهناك هوسات معروفة، تنقل كنبز والظاهر أنها لا صحة لها:
كبل البسم الله يمد ايده
ربيتك حايج لهدومي
مكتوب اسم الله بمنكوكه
ز - المسعود: نخوتهم (الحصاة)، و (بسعد):
1 -
الهرير: رئيسهم صالح العبد علي.
2 -
الاخيدم: ومنهم المشلح، رئيسهم عمير بن مسلم.
3 -
الغربان: رئيسهم فربح اللطيف.
4 -
الشاكر: رئيسهم سلمان الشده.
5 -
الطويلع.
وهؤلاء من المسعود الذين في أنحاء كربلاء جاءوا مؤخرا، وسنفرد لهم الكلام، وهؤلاء الذين مع شمَر طوقه هم أهل بعير وتجول ومنهم أهل فلاحة.
2 -
الغرير:
لا نكاد نجد قبيلة لم تكن متداخلة مع أخرى بحيث يستحيل تمييزها لمن لم يخالط القبيلة ويستنطق الكثيرين، وهؤلاء قد اختلطوا بالصلتة واتصلوا بها اتصالا قويا ولا يفرقون من سائر شمَّر طوقه إلا بأوصاف خاصة من نخوات، أو حفظ أنساب وما ماثل، وهم من الربيعيين ويرجع أصلهم إليهم كما أني علمت أن الصلتة يرجعون أيضًا إلى الغرير ولكنهم استقلوا بوضعهم، ومن راجع قبائل شمَّر الأصلية يجد طريق الاتصال، ونخوتهم (غريري) ولم يكن رئيسهم مستقلا وإنما لكل طائفة منهم رئيس على حدة، وسيأتي الكلام على الغرير القبيلة المشهورة وهناك يعرف اتصالهما في الربيعيين، وهؤلاء الغرير مع الصلتة يتنخون في اليوم الكبير (سناعيس)، وفرقهم:
أ - المناصير:
رئيسهم كشمور العلي، وشوكان بن حمود ونخوتهم (أولاد منصور)، ويقال أنهم يرجعون إلى شرفاء مكلة والأكثر يعدونهم أنهم من المجابلة، وفي عُمان المناصير قبيلة مشهورة ولا يعرف فيما إذا كانت لها صلة بهؤلاء، أو أن الاسم وافق في اللفظ .. (راجع عنهم الدرر المفاخر للبسام ص 40 - 2).
1 -
الحمران: ومنهم كشمور، ويقال أن هؤلاء الحمران من الصلتة.
1 -
العساف، رئيسهم كشمور.
2 -
العويضه، رئيسهم تميم بن مغيتر.
3 -
المحيسن.
4 -
الغانم.
2 -
العياف: شوكان بن حمود.
3 -
الزوابعة: ناصر الحسين.
ب - كفيفان:
رئيسهم عبود النذير، وهذا هو عبود بن نذير بن عباس بن سيد بن فراس ابن محمد بن يوسف بن زعيري بن كفيفان، ويقال أن جدهم غليس وهو جد كفيفان كان في نجد ويتصلون بالنفافشة، ومن رؤسائهم حبيتر الخسباك ونخوتهم حشيش، وبعضهم يقول نخوتهم (دشر) و (صليتى):
1 -
الفراس: رثيسهم عبود النذير وهؤلاء يقتنون الجاموس.
2 -
العرب: رئيسهم ابن خسباك (أخوة جمله) بقوا على بداوتهم؛ ولذا يقال لهم العرب:
1 -
العوض، حيتر الخسباك.
2 -
البومطر، رئيسهم مطلك الحسين.
3 -
بيت سيف، كاظم السرحان.
4 -
البو خليف، كنان الفرحان بيت أبو خيوط.
ب - شويفي:
رئيسهم سلمان الضيدان ومخليف السيد، ونخوتهم (غرير) ويسكنون القطنية:
1 -
البو خزام: رئيسهم مخيلف السيد.
2 -
حرادتة (الحردان): مرزوك الساحل.
3 -
الحمود والسعد فرقة منهم: رئيسهم عباس الحمادي.
د - هيرار:
رئيسهم كاظم العباس، نخوتهم (كحيلي):
1 -
الرباع: رئيسهم كاظم العباس.
2 -
السجله (السيله): رئيسهم جبر المحمد.
3 -
المعن: رئيسهم ايدام الهربوت.
4 -
خريف: رئيسهم مكطوف الدنين.
هـ - نفافشه:
رئيسهم حميد بن سيد بن صفوك بن محمد البردي بن خالد بن محمد بن حمد بن خالد بن ناصر بن عبيد بن جراح بن دواس، وهذا الأخير يرجع إلى البعير من الأسلم، ولكنهم ترأسوا الغرير وصاروا يعدون منهم، وأن تداخل الأفخاذ في شمَّر طوقه كبير جدا وفيهم من كل أفخاذ شمَّر المعروفة تقريبا وعلى كل حال لا يعرفون أنفسهم الاغريرية، ونخوتهم (حردة غريري) وهم أصل الغرير:
1 -
البردي: حميد السيد وسعيد العدوان بن مروح بن شاطي بن خالد و (البردي) فخذ الرؤساء، وبردي هذا له أخ اسمه شاطي كانت له الرياسة وهو الذي انتصر على الجعفر وصار يرأس قسما من شمَّر، وما زالوا في تقوية حتى أزاحوا الجعفر، وانتزعوا الرياسة من أيديهم، وقد ترك شاطي (مروحا) وابنه عدوان، وسعيد بن عبدوان الآن في لواء ديالي وهو رئيس على قسم من شمَّر طوقه.
أما بردي فله:
1 -
حمد: ووقائعه أيام داود باشا معروفة، ولحمد هذا ابن اسمه سعود ترك ولدين أحدهما سلمان وله ابن اسمه داود، وثانيهما مهجهج وله ابن اسمه علي.
2 -
محمد: وهذا ترك صفوقا، وحسينا، أما صفوق فقد ترك (سيدا) وهذا له من الأولاد حميد (وهو الرئيس) ومحمود وحمدان وأحمد، وحميد السيد المذكور هو الرئيس العام، وأما حسين فله معيدي وزبيدي ونداوي.
3 -
جاعد: وهذا له ثلاثة أبناء أحدهم وشل وهذا ترك ابنا اسمه رشيد، ولرشيد هذا ولد اسمه محمود، وثاني أولاد جاعد شطب، ترك سعدونا، ولهذا ابن اسمه دوجل، والثالث من أولاد جاعد مشل وله ابن اسمه ظاهر.
ومن وقائعهم المحفوظة أن الحكومة العثمانية قتلت شاطي الخالد جد سعيد البدوان وراشد الرايط جد علي البطيخ، ومصارع جد جرك العنان شيخ الصدعان، وكان في هذه الأثناء جاعد البردي صغيرا وهو أخو حمد البردي المعروف في التاريخ، وهذا قد علم أن ما جرى كان بتحريك من عبد الحسن الكيطوف فسطا عليه فقتله، وعبد الحسن هذا كان من أقارب مشكور الزوين من الجعفر وتعين هذه الوقعة أن الحكومة كانت تتوصل إلى سحق بعضهم ببعض لتأمن غوائلهم ولكن الجعفر تقلصوا وزالت رياستهم العامة بصورة تدريجية، فلم يكن الآن لهم شأن كبير نظرا لقلة سلطتهم.
2 -
الزين: صلبي المطرب.
3 -
البو ناصر: عيد الوشل.
4 -
الحمود: تمن الخليف.
5 -
المرزد. منهم السباعي جليب العضيب.
6 -
العيد: رمح الطرفة (تبع).
ملحوظة
الباوية يعدون من شمَّر طوكة، وفي الأصل هم من ربيعة من قبيلة الشحمان كذا ذكر أهل هذه الطائفة والآن يعدون من النفافشة.
و - السكوك (الزكوك):
رئيسهم عبد الله بن حسوني المحمد، ونخوتهم (هموش):
1 -
المكحول: رئيسهم سعد الحسين.
2 -
الحتيت: رئيسهم سعيد الرويزي.
3 -
الفلاح: رئيسهم عبد الحسوني.
4 -
السواك: رئيسهم خلف الحسين.
ز - الجعافرة (الجعفر):
رئيسهم علي بن دنبوس بن جبارة بن مشكور بن روين ومشكور الزوين من النقل فيما يخصه عن عشائر شمَّر طوقة من كتاب (الدرر المفاخر) للبسام، ونخوتهم (سناعيس)، وهؤلاء من الجعفر من عبدة وهم منتشرون في لواء ديالي أيضًا ولكن بصورة قليلة وكانت الرياسة منهم في الهلال، ومواطنهم في نهر الهلالية شرقي الدرعية في أنحاء سلمان الفارسي -رضى الله عنه - ولم يبق من هؤلاء إلا علي الدنبوس ويقال لهم الهلال و (الزوبن)، والآن يسكنون في مهروت في نهر الرهبي غربي السكوك لما تولد بينهم وبين النفافشة من عداء بالوجه المذكور.
وهم بعض بيوت، محافظون على أنسابهم:
1 -
عوادل:
أ - البو عاشج.
ب - البو رمح.
2 -
الزوين.
3 -
العلي.
وهم أصل الجعفر، رئيسهم علي الدنبوس، وهؤلاء فقدوا رياسة شمَّر من أيام عبد المحسن الكيطوف من أقارب مشكور الزوين وصارت الرياسة للنفافشة قوم حمد البردي المعروف في تاريخ العراق، وفي الدرر المفاخر، وجاءت حادثة شيخ شمَّر مشكور الزوين في حوادث سنة 1233 هـ -1818 م.
4 -
المعيان: رئيسهم عبد النايف وفيهم الجعافرة وهم من الجعفر، ورئيسهم مهيدي الصالح، ويسكن المعيان في القطنية، وفي شويفي غربيها.
ح - المردان:
رئيسهم مغير البديوي وليس لهم أفخاذ كبيرة لقلتهم، ونخوتهم (مرادين) وسناعيس (أصلهم من عبدة):
1 -
بيت بستان. 2 - بيت خلف الجلو.
3 -
بيت حاجم. 4 - بيت غيمة.
5 -
البوهلة. 6 - الدويج، ويجاورهم الزكيطات والنفافشة.
ط - الشهيلات:
رئيسهم محمد العطروز، نخوتهم (إخوة هكشة) أصلهم عساجرة من ربيعة:
1 -
البو طعيمة.
2 -
عساجرة، ومنهم المهاوش وهم الرؤساء.
1 -
المهاوش. 2 - خماس.
ي - الباوية:
رئيسهم محمود المسلم، نخوتهم عمور، وأصلهم من ربيعة.
ك - الزكيطات: أصلهم جبور:
1 -
بيت صينخ. 2 - خشف.
3 -
بيت خضير.
ل - الوشيلات: في الزمر رئيسهم محمد العطروز.
3 -
الصدعان
هؤلاء يرجعون إلى منيع، رئيسهم مسرهد المناحي والآن ابنه محمود بن مسرهد بن مناحي بن حمد بن رحمه بن شاهي وفيهم المثل المعروف "ما من ورا الصدعان فود" ومنهم من يحفظه في غيرهم فيقولون:"مامن ورا الفدعان فود"، وهم من شمَّر ومعهم من قبيلة الوهب وهم الثوابت والطليحه وهم:
أ - أصل الصدعان: رئيسهم محمود بن مسرهد، ونخوتهم (أولاد حسن):
1 -
الفارس: فرقة الرؤساء:
1 -
الشاهين. 2 - بيت رحمه.
2 -
الهويمل: وهم من عبدة من اليحيى.
3 -
الجليب: رئيسهم هزاع الشلش
4 -
الشهاب: رئيسهم شاطي بن بريج.
ب - الثوابت: رئيسهم خلف الثويني، نخوتهم (أولاد وهب)، وهم من سنجارة.
ب - دعجة (وتلفظ دعية): رئيسهم جليب المحمد، نخوتهم أولاد حسن.
1 -
الشويخات، رئيسهم حسين الكاسر.
2 -
المطار، رئيسهم كاظم الردّام
3 -
الشديد، رئيسهم غلام الهايس
4 -
الصلخة، رئيسهم كاظم العامود
5 -
السالم، فرقة الرؤساء
6 -
الزور، رئيسهم هندال بن جوير
7 -
الشيخ راشد، رئيسهم شاهين الصكر
8 -
العميرة، رئيسهم هندال الجوير.
9 -
الرميح، رئيسهم حواس الحمود.
د - الطليحة: رئيسهم محل الذياب العلو وهم من وهب، ونخوتهم (أولاد وهب).
هـ - الدانية: وهؤلاء من عبدة، ونخوتهم (سناعيس)، ورئيسهم دعدوش ابن فرحان السالم ومنسي الحسين، ويقال لهم:(صبيان الإبريسم)، يسكنون أراضي الفتاح برقب عقروب الأفتاح من حدود القطنية، وأفخاذهم:
1 -
ربيعان، ومنهم الرؤساء.
2 -
الجويمل.
3 -
السحيب.
4 -
المطاردة.
5 -
الحالوبة.
6 -
الجورانية، وهؤلاء حلفهم.
ويعدون من الصدعان وفي الحقيقة هم من عبدة.
نظرة في شمَّر طوقة:
من هذه الفرق وتداخلها بعضها ببعض يظهر أن المكان والتوطن أثر كثيرًا فحصل الاختلاط الذي لَمْ يعد يحصل معه التمييز بين الفرق إلَّا بصعوبة بسبب الدوام على الألفة والجوار الطويل بحيث جعلهم بمثابة فرقة واحدة فأدى ذلك إلى أن تكون صحبتهم واحدة وإلا فهم كما رأيت من بدايد مختلفة، ومع هذا كله نرى الاختلاط في الغالب مبنيا على القرابة البعيدة، فإن غالب من اختلط مع الغرير يمت إليهم أو يرجع وإياهم إلى نجار واحد مثل الجعفر فإنهم لا يبعدون عنهم وكذا كل من يتنخي بالسنعوسية مما أبي إلى اتصالهم وتقاربهم في المنزل وفي الصيحة، فالدلابحة في الأصل غرير ومما يتمثلون به "راعي الشعبتين غريري" ولكنهم يعدون من الصلتة وهكذا يقال عن المناصير والتفكان.
عوارف شمَّر طوقة:
1 -
طرفة الصير بن جتفة من المجايلة وهو والد الشيخ جلوب، وقد توفي سنة 1353 هـ -1936 م.
2 -
أخو سالمه من الجعفر.
3 -
شاهين بن صكر من الدعجة.
4 -
شوكان بن حمود شيخ المناصير.
المسعود
من قبائل شمَّر، والآن لا يشبهون شمَّر في حياتهم المعيشية، ولا يأتلفون غالبًا معهم في آدابهم وعوائدهم وسائر أحوالهم وسكناهم، فهم من القبائل الريفية، ولم يكونوا بعيدي العهد في الانفصال ولكنهم مالوا إلى الأرياف وألفوها فصاروا من أهليها بلا فرق .. وغالبهم في كربلاء وفي المسيب، ولا يزال بعض أفخاذهم المعروفين بهذا الاسم مع شمَّر طوكهـ كما أشرنا إلى ذلك، ورئيسهم في الشامية عبد المحسن ابن الحاج سعود الحاج هتيمي، ومن رؤسائهم فواز، ونخوتهم (عليه) وفي الأيام المعضلة (بسعد) وهذه نخوة بني سعد، والظاهر أنهم مالوا إليهم واختلطوا بهم بحيث صاروا يعدون أنفسهم منهم، ويسكنون في أطراف نهر الحسينية في كربلاء وأفخاذهم متداخلة ومختلطة ببعضها ولا يظهرون بكيان مجتمع، وكتلة واحدة في الحقيقة وإنما هم متفرقون في البساتين والمزارع والمجموع منهم قليل جدًّا.
وهذه أشهر أفخاذهم
1 -
الغرير، رئيسهم نعمة بن فوّاز، وهذه فرقة الرؤساء.
2 -
الإمارة، رئيسهم علوان بن مزعل، وهؤلاء من الغرير أيضًا.
3 -
الغيلان، رئيسهم حوار الكعيد، من الغرير
4 -
الهنداس، رئيسهم مركب بن عمد، من الغرير.
5 -
الفرحان، رئيسهم عبد المحيسن ابن الحاج سعود من الغرير.
6 -
الكوام، رئيسهم علو بن مزعل بن علاوي الدربين وشعلان العيفان.
7 -
السحيف، رئيسهم محمد بن سلمان، وهؤلاء من الكوام أيضًا.
8 -
السمير، رئيسهم نايف العلي، من الكوام.
9 -
البو غانم، ويعدون معدانا وهم من الكرام.
10 -
العوّاد، رئيسهم سلمان بن ردام.
11 -
الهرير، رئيسهم دهش السلمان.
12 -
البومصري، وهؤلاء يعدون من المعادي، وأصلهم غرير أو ما يلحقون بهم.
13 -
العكابات، رئيسهم عمران المدهود وعبد العافص في المسيب.
14 -
الزميلات، رئيسهم نايف العلي الزميلي، في المسيب.
15 -
الموابر، رئيسم مغير بن فرحان الجسام، في المسيب.
16 -
الصعيبيين، رئيسهم عبد العزيز، في المسيب.
17 -
المناجعة، رئيسهم عسل بن ساحل.
18 -
المحازمة، رئيسهم علي بن فرحان الفياض الحمزة.
19 -
بني سعد، رئيسهم كاظم المحيسن الأحمر، وهؤلاء ليسوا منهم وإن كانوا على اتفاق، وكثرة المسعود في كربلاء وفي المسيب وهم أسلم ولكنهم تخالطهم أفخاذ أخرى من قبائل شمَّر الأخرى، كما يلاحظ من مقارنة الفروع بالأصل .. ويجاورهم أو يساكنهم بنو حسن، والجنابيون، واليسار، وبني سعد والنصاروة.
قبيلة الغرير
هذه القبيلة كانت مشهورة بوقائعها في أوائل القرن الثاني عشر الهجري أيام الوزير حسن باشا والي بغداد، وقد اشتهرت باسم (غرير وشهوان) وهي من قبائل شمَّر التي وردت العراق قبل غيرها .. وقد جاءت حوادثها سنة 1116 هـ - 1705 م في (تاريخ سبعة وزراء)؛ ونخوتها (سناعيس) وعمور، والمحفوظ أنَّها تتصل مع الربيعيين من شمَّر عبدة وأنهم وآل شهوان أخوة، ومن المعروف لديهم أنهم من الحمدانيين ويرجعون إليهم ولم يدعم هذا سند ما سوى المحفوظ المنقول، وفي الحيدري من أجل العشائر، من حِمْيَر وقبائلهم آل شهوان وآل بكر، ويسكنون في هذه الأيام في قضاء المحمودية وشيشبار ورؤساؤهم علي بن دليمي وعبود العبهول ويجاورهم الجبور وزوبع والجحيش والبومحيي من البوعامر، والجنابيون، وفرقهم:
أ - الخليفة، رئيسهم عبود الخليل:
1 -
الطلاع، رئيسهم ربيع العلي.
2 -
البو حمود، رئيسهم حسن العلي.
3 -
البو عبد الله، رئيسهم عبود الخليل.
4 -
البو جمعة، رئيسهم إبراهيم العلي.
ب - العمران، رئيسهم حرج الراشد:
1 -
البو دنانة، رئيسهم حرج الغاشم.
2 -
البو حربي، رئيسهم معافي بن بديوي.
3 -
البو حسين، محمد العنيزان.
ج - العبابدة، فرقة الرؤساء، رئيسهم عبود بن عيهول ومحمد الدليمي، ويقال أن هؤلاء من أولاد حمدان، وفروعهم:
1 -
البو منصور، رئيسهم الحاج عبود العبهول.
2 -
البو ناصر ويقال لهم العكل رئيسهم محمد بن دليمي.
3 -
البو غانم، رئيسهم إبراهيم السلمان.
4 -
الكنابرة، رئيسهم على السلطان.
5 -
البو عشيش، رئيسهم عباس العزيز.
1 -
نفس البو عشيش.
2 -
البو جوعي.
د - الغويثات: رئيسهم راشد العبد الله والآن ابنه صالح وهؤلاء من الطرشان من البر حسين.
هـ - الجواسمة: رئيسهم راشد العودة.
و - البو جناد: رئيسهم حسين العبد الله:
1 -
البو سيد، راشد الروط.
2 -
المراشدة، محمد الحسون.
3 -
البو حسين الراشد، فخذ الرؤساء.
ز - السعيدات: رئيسهم أحمد السعيد، وهم في الأصل من قبيلة السعيد من قبائل زبيد:
1 -
البو جمعة، رئيسهم أحمد السعيد المذكور.
2 -
الحميدات، رئيسهم عود الجواد.
3 -
البو شلش، رئيسهم حمد المرموص.
ح - السفافحة: رئيسهم عبد الله الجواد.
1 -
البو عبود، رئيسهم حران الحسين.
2 -
البو غلام، رئيسهم عبد الجواد.
ط - البو حسين:
1 -
البو حسن، رئيسهم عبد.
2 -
المظالمة، رئيسهم محان.
3 -
البو عيادة، رئيسهم شنيج العجة.
4 -
نفس البوحسين، رئيسهم عباس المكريدي.
ي - الشريفات: رئيسهم علوان الراشد:
وهؤلاء كلهم والبو حسين الذين في أنحاء الموصل، وكذا الذين في جهات كركوك غالب فروعهم مشتركة ولا يزالون في اتصال معهم، وكثيرا ما تجيء بعض البيوت من هناك فتنزل مع هؤلاء وفرقهم عند الغرير ممن جاء من أنحاء الموصل:
1 -
البو حسين، رئيسهم دحام بن محمد الظاهر وهو رئيس الكل، وأن غالب فرق الغرير ترجع إلى هؤلاء:
2 -
البو دوله.
3 -
البو اسماك.
4 -
البو حمدان.
5 -
البو صباح، في كركوك.
6 -
البو شرف، في أنحاء كركوك في القنطرة.
شاهدت شيخ العبابدة محمد الدليمي مرارًا فاقتبست منه هذه المعلومات ومن شيخهم الآخر الحاج عبود العبهول وقد تكررت المواجهات معهما بكثرة.
هذا، والشهوان في الزاب، وهم منهم والكل من الجعفر من عبدة كما هو محفوظهم أو يتصلون معهم بجد واحد.
وعلى كل حال أن هؤلاء عادوا عشائر ريفية، يتعاطون الزراعة ولم يبق لديهم من حالات البدو سوي نخوتهم فلا تزال محافظًا عليها.
ومن الغرير:
أ - الزابية: وهؤلاء في الهندية، ليس لهم رئيس عام، ويعدون من الفتلة بسبب اختلاطهم بهم ونخوتهم (عامر)، وقد أكد لي شيخ الغرير أنهم منهم، وهذه فروعهم:
1 -
الملحان.
2 -
البو كمر.
3 -
البو ضمانه.
4 -
الحمران.
5 -
البو مكصود.
وبعضهم في المشخاب مع آل علي، هذا ما علمته من هادي آل عباس من البو كمر، ومن شيخ الغرير.
ب - المعاضيد، يعدونهم منهم.
ج - العبابدة، وهؤلاء مع السعيد.
د - البوبنية، وهم مع بني حسن.
(انتهى ما قاله العزاوي).
ب - ما قاله الدكتور خاشع المعاضيدي عن قبيلة شمَّر طيئ - أصولها وفروعها وديارها
(1)
.
يرجع تكوين قبيلة شمَّر إلى ما قبل الإسلام بحوالي (230) عامًا، حيث كانوا بطنًا من طيئ بأرض اليمن، ثم هاجروا منها إلى منطقة نجد، ويعتقد أن هذه القبيلة نجبت من ظهر الملك قصي ابن الملك شمَّر ملك اليمن، وقد أخذ الملك قصي، اسم أبيه ولقبه، واشتهر باسم الملك "شمَّر برعش عودان" وكنية الملك شمَّر ونخوته "السناعيس"، ومعناها "الرمح والإبل" وهي كنية خاصة بهم لا يملكها غيرهم من العرب.
والملك شمَّر، هو ابن عبد الله بن جُذَيْمة بن زهير بن ثعلبة بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيئ، وكان يدين بدين الجاهلية قبل الإسلام، ثم أدرك الإسلام، وأسلم على يد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو وأولاده وجميع قومه، وقيل أنه بلغ من العمر ما يقرب من (278) عامًا، وقد وافاه الأجل في مدينة صنعاء من بلاد اليمن.
ويعتبر الملك شمَّر يرعش عودان، آخر ملوك الدولة الحميرية، وكان أول من نال لقب "ملك سبأ وريدان وحضرموت" وقد نسبت إليه فتوحات كثيرة خارج جزيرة العرب، حتى قيل - وهي مبالغة - أن نفوذه وصل إلى أسبانيا غربًا وبلاد التركستان شرقًا، وربما كان ذلك بسبب وجود علاقات تجارية أقامتها الدولة الحميرية في عهده مع هذه البلدان.
ونسب إلى الملك شمَّر يرعش عودان - الذي لقب أرعش أو يرعش، لارتعاش صار به - أنه خرج من بلاد اليمن نحو العراق، ثم توجه إلى المشرق باتجاه بلاد الصين، وأنه دخل مدينة الصفد، وخربها، فسميت "شمرقند" أي خربها الملك شمَّر، ثم أمر بعمارتها بعد ذلك، وعرب اسمها، فصارت "سمرقند" غير أن هذه الرواية بعيدة عن الحقيقة.
(1)
انظر كتاب من بعض أنساب العرب - أعالي الفرات - طبعة بغداد عام 1986 م.
أما موطن قبيلة شمَّر، فصار في نجد الشمالية، وأطلق اسم جبل شمَّر بصورة رئيسية على الجزء الجبلي من هذه الأرض؛ أي الإقليم الذي تشكل تلال: أجا وسلمي، معالمه الرئيسية وتقع مدينة حائل، عاصمة أمير شمَّر بين هاتين السلسلتين، ومن هنا أصبح استعمال كلمة جبل شمَّر مرادفا لاسم منطقة ابن الرشيد؛ أي جميع الأراضي التي تقع تحت سيطرة هذا الأمير في حينها، وهي المنطقة التي تشكل الآن إمارة حائل.
ثم أطلق على هذين الجبلين، اسم جبلي شمَّر؛ لأنَّ هذا الفريق من المهاجرين من طيئ، صار يطلق عليه اسم "قبيلة شمَّر" وشمَّر، مدينة لهما أيضًا باسم الجبل والوادي الموجود بينهما، والذي يسمى البطن.
أما مناخ جبل شمَّر، فهو مناخ صحي وطيب، يشتد البرد فيه في فصل الشتاء، وتكثر أشجار النخيل في سهوله، حتى أنَّها تنمو بين الصخور والتجاويف الموجودة في التلال وبينها، كما توجد أشجار الفواكه الكثيرة هناك.
أما سكان جبل شمَّر اليوم، فهم أصلًا من شمَّر، لكنهم يختلطون ببعض من تميم، وخاصة في الجهات القريبة من وادي الرَّمة والقصيم، وأهل شمَّر متقدمون بالتجارة والحرب، ويحبون شرب القهوة العربية، والمذهب السائد عندهم، هو المذهب السني، والقوانين المتوارثة عندهم هي تشريعات القرآن الكريم والتقاليد العربية الأصيلة، وهم يجيدون قول الشعر رجالًا ونساء، ويعتزون بلغتهم ويعتقدون أنَّها أنقى من لغة سكان ما بين النهرين وسورية ومصر والحجاز؛ لأنَّها أقرب إلى لغة القرآن الكريم.
وتعتبر شمَّر، من بين القبائل العربية شديدة البأس في الجزيرة العربية، ولا يبدو أنهم من جنس مختلط، والرجال عمومًا طوال، ويلبسون الزي العربي والعباءة العربية، ويمكن تمييزهم بسهولة من مظهرهم عن جيرانهم، وهم غاية في الكرم.
ثم إن قسما من شمَّر رحل من نجد إلى العراق بحدود سنة 969 هـ بقيادة الشيخ جيش الثاني وولده الشيخ جراح، واستوطنوا في منطقة الموصل، في المنطقة التي سميت:"جزيرة شمَّر" على نهر سُمي باسم الشيخ جراح، واستولوا على مناطق واسعة من الجزيرة الفراتية بين الموصل وسورية، وجعلوها ملكا لهم بقيادة الشيخ جراح، ومن الشيخ جراح تكونت قبيلة "الأسلم" الموجودة حاليًا في العراق حيث ترك (24) أربعة وعشرين ولدا هم:
الشيخ علي، حبيب، شوكان، مصطفى، عودان، عثمان، حمدان، حسان، فرحان، معضاد، خيال، نزال، أحمد، الأزهر، أمجد، جبل، برغش، كعود، طواله، طه، خمسًا، جرب، غسان، همام الذي منه قبيلة زوبع بطن من بطون شمَّر.
وفي سنة 1169 هـ رحل قسم من بني الجراح من منطقة الموصل إلى بغداد، بقيادة الشيخ حيدر ابن الشيخ مانع، كما هاجر آخرون إلى مدن أخرى متفرقة من العراق.
غير أن السلطات العثمانية اعتقلت الشيخ حيدر ابن الشيخ مانع، ومنحت ابنه الشيخ هويدي أراضي الوزيرية الحالية في بغداد، وكذلك الأراضي ما بين بستان كبة والدفافعة على نهر دجلة، وإلى الآن تسمى هذه المنطقة باسم "بستان هويدي"، وحرمت الحكومة العثمانية على الشيخ هويدي أن يسكن الجزيرة الفراتية، وإلى الشيخ هويدي ينتسب الشيخ شاكر ابن الشيخ محمود ابن الشيخ حسين ابن الشيخ بيجان، المشهورين "أعيال البيجان" رئيس قبيلة الأسلم من الجراح من الشيخ شمَّر.
كما هاجر قسم آخر من قبيلة شمَّر، من منطقة حائل بنجد، إلى العراق بحدود سنة 1170 هـ بقيادة الشيخ فارس الجربة الأكبر بعد أن ضعف نفوذهم هناك، وكان فارس الجربا قد اتفق مع السلطات العثمانية على ذلك في حينه،
فلما قدم إلى العراق، وقعت حروب ومعارك بينه وبين بعض من طيئ الذين كانوا يسكنون منطقة نصيبين، فاضطر الشيخ فارس الجربا، للتوجه إلى منطقة الخابور والاستقرار بها، حيث اجتمع إليه المهاجرون من شمَّر حتى كثر عددهم وصاروا قوة كبيرة، الأمر الذي استاء منه العبيد، وأرادوا إبعادهم عن المنطقة، كما سبق لهم أن أبعدوا الموالي من قبل وكانوا يتواجدون فيها، ولذلك فقد نشبت الخلافات وبدأت الحروب بين قبيلة شمَّر وبين العبيد، كانت الغلبة فيها إلى شمَّر، واضطرت عشيرة العبيد أن تنحاز إلى جزيرتها المسماة "حويجة العبيد"، ثم احتلت شمَّر الجربا، الجزيرة الفراتية والموصل، وما زالوا فيها، وكان عددهم قد بلغ نحوًا من مائة ألف نسمة، وهؤلاء غير الفريق من شمَّر الذي سكن سواد العراق، والذي أطلق عليه اسم "شمَّر طوكة"، وغير الفريق الذي بقي في نجد، والذي أطلق عليه اسم "شمَّر عبدة" الذي صار أمرهم هناك إلى ابن الرشيد، ثم صار النزاع سجالا بين آل الرشيد وبين آل سعود، واستمرت الحروب طويلًا، إلى أن قتل محمد الرشيد سنة 1338 هـ، فتم لآل سعود الاستيلاء على جميع نجد، وتولى أمرهم الإمام عبد العزيز بن عبد الرَّحمن آل سعود، وتسمى "بالسلطان" وصار يطلق عليها اسم "سلطنة نجد".
آل محمد الجربا:
آل محمد، أو عائلة الجربا، هم أمراء شمَّر. وهم من شمَّر طيئ، ولا صحة لما قيل غير ذلك، وكانت لهم الكلمة في جبلي شمَّر حتى سنة 1170 هـ حيث هاجر رئيسهم من حائل إلى العراق، واستقر في الجزيرة الفراتية، وهو الشيخ فارس الجربا الأكبر.
أما لقب "الجربا" فقد لحق بهم من أمهم، وقد جاء أول ذكر "للجرباء" أثناء الحديث الذي جرى بين الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور، وبين عبد الله ابن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما طلب
المنصور من عبد الله بن الحسن أن يقدم له ابنة محمد، وكان متخفيا، واعتذر عبد الله عن تلبية طلب الخليفة، فعيره المنصور بأمه، فقال له عبد الله: بأي الأمهات تعيرني؟ بفاطمة الزهراء، أم بخديجة الكبرى" أم بعائشة؟ فقال المنصور: بل بالجرباء بنت قسامة بن زهير من طيئ.
وكانت أم عبد الله بن الحسن، اسمها فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأمها، أم إسحق بنت طلحة بن عبيد الله، وأمها الجرباء بنت قسامة بن زهير من طين، وإنما سميت "الجرباء" بهذا الاسم؛ لحسنها وجمالها، فكانت لا تقف إلى جانبها امرأة إلَّا استقبح منظرها لجمال الجرباء وكانت النساء يتحاشين الوقوف إلى جانبها؛ لذلك فشبهت بالناقة الجرباء التي تتوخاها الإبل مخافة أن تعديها، وكانت ابنتها أم إسحق من أجمل نساء قريش، وكان الحسن بن الحسن، لما خطب إلى عمه الحسين إحدى ابنتيه، قال له عمه الحسين: قد اخترت لك ابنتي فاطمة، فهي أكثر شبها بأمي فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
وعلى هذا، فالجرباء طائية، وإن شمَّر طيئ هم أخوال فاطمة بنت الحسين ابن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبالتالي أخوال محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وآل محمد، هم أولاد سالم بن بركات بن محمد، وكان بركات قد رحل من الحجاز في القرن التاسع الهجري، لخلاف نشأ بينه وبين أعمامه، وسكن جبلي أجأ وسلمى، وخرجت معه عشيرة الخرصة، ثم تزوج بركات من ابنة أمير الفضول هناك، ثم عاد إلى الحجاز حيث توفي سنة 920 هـ، فعادت زوجته إلى أهلها الفضول، وكانت حبلى بابنها سالم، وكانت تحتفظ بخاتم بركات رئيس العشيرة.
ولد سالم عند أخواله الفضول، بعد وفاة والده بركات، ونشأ عندهم، وصار فارسًا بارعًا، وعاد إلى عشيرة أبيه شمَّر، وهي تسكن الجبلين: أجأ وسلم، وكان أهله يسكنون قرية جليجلة، فأخذ الرئاسة بعد أن سيطر على المنطقة وعظم أمره، وانضمت إليه كثير من العشائر التي شملها اسم "شمَّر".
وهذا الرأي، يتفق مع ما ذهب إليه العزاوي، من أن آل محمد الجرباء، هم من شمَّر طيئ دون شك، ولا صحة لما قيل بأنهم من آل البيت أو غيرهم، والظاهر أن هذا القول نتج من موقعة كانت بين سالم بن بركات بن محمد الجرباء، مع أحد الأشراف من المعاصرين له حول الرياسة والزعامة، ولحق اسم الشريف به وهو ليس أب أو جد له، ومما يؤكد ذلك ما جاء في الأبيات التالية على لسان العاصي:
من دور سالم والشريف
…
محنا للجاسي ليان
حنا جماغش العراق
…
نلحك على طول الزمان
أي أن آل محمد الجربا وشمَّر، لن يخضعوا لأحد، ولن يلن مراسهم رغم أن خصمهم من الأشراف.
ويفيد العزاوي أيضًا: أن آل محمد الجربا، كانوا سبعة إخوة، أحدهم: الصديد جد آل الصديد (الشيخ حواس كنعان الصديد، والشيخ عيادة كنعان الصديد)، والآخر: جد البريج من الخرصة، وأن الصديد هم: رؤساء قبائل الصايح، وأنهم يجتمعون مع آل محمد الجربا في جدهم ياس، ولا يعرف طريق اتصالهم اليوم، وقيل أنهم يجتمعون في جدهم مزيد.
أما نسب آل محمد الجربا فهو كما يلي:
الشيخ فرحان بن صفوك بن فارس الجربا بن الحميدي بن جعيري بن مجرن (مقرن) بن محسن بن مشعل بن مانع بن سالم بن بركات بن محمد، الذي تلقبوا به.
أما أولاد فرحان بن صفوك فهم خمسة عشر ولدا هم:
عبد العزيز، شلال، فيصل، عبد المحسن، هايس، ثويني، العاصي، مجول، جار الله، مطلق، الحميدي، زيد، أحمد، ميزر، سلطان.
ومن أولاد عبد العزيز، الشيخ عجيل الياور، أمير شمَّر وشيخ مشايخها، ومن بعده ابنه الشيخ أحمد العجيل الياور.
بطون قبيلة شمَّر:
اختلفت آراء المؤرخين والنسابة وتباينت في تقسيمات بطون وفروع قبيلة شمَّر، لكنهم يتفقون جميعًا، على أنَّ شمَّر من طي، وأنهم استوطنوا جبلي أجأ وسلمى بمنطقة حائل في نجد، بعد هجرتهم من اليمن، وصارت نجد موطنهم الأصلي.
وفيما يلي أهم الآراء في هذه التقسيمات.
الرأي الأول:
تتكون قبيلة شمَّر من البطون والفروع التالية:
1 -
سنجارة: وتضم: آل فالح، الفضيلات، آل زميل، الربعة والربعات الذين منهم آل باين والدعاجنة، السويد، الفداغة، آل رمان أهل تيماء الذين منهم التمياط، آل سليمان، آل شلفان، آل رميض ومنهم بني النبهان من أهل حائل، التومان، الهديا.
2 -
الأسلم: وتضم: المينع، آل طوالة، الوجاعة، آل مسعود، آل غيصم، الصلتة، المعاضيد، الغرير هم بقايا عديّ رهط حاتم الطائي، ويعتقد البعض أن الغرير هو أسلم، الخرصة، آل حدب، آل عامود، الحيدار، الجتفة، آل سكوت، آل جحيش، الهيض، آل سليط، الصبحي، الصايح، زوبع.
3 -
عبدة: وتضم آل الرشيد في حائل، آل علي، آل جعفر في حديثة عانة وتكريت وغيرها، آل حيا، الدغيرات، الجدي ومنهم عكاب بن عجل.
الرأي الثاني:
تتكون قبيلة شمَّر من البطون والفروع التالية:
1 -
سنجارة: وتضم آل زميل، آل صقيل، آل سويد، الفداغة، آل عامود وقيل أنهم من الجربا.
2 -
التومان: وتضم التمياط، آل ربع، آل هديا، آل زميل.
3 -
الأسلم: وتضم آل طوالة، المعاضيد، الحيدار، الجتفة، آل سكوت، آل جحيش، الوهية، الهيض، آل سليط.
4 -
عبدة: وتضم آل حيا، الدغيرات، آل الرشيد، آل جعفر.
الرأي الثالث:
تتكون قبيلة شمَّر من البطون والفروع التالية:
1 -
عبدة: وتضم الفضل ومنه ميخة وشريم، حامل، جعفر ومنه (عبيد، علي، عنون، حيمر، خليل، رزني)، وجنده ومنه (عركات، غزال، حمام) ومفضل ومنه (جبرين، قيس، مسعود، أبي ندي)، شميلة، سليت، يبار. كما تتفرع من عبدة قبيلتان هما: عبيدلي في منطقة شيكوة في إيران، والعبادلة في ساحل عُمان.
2 -
الأسلم: وتضم الجحيش ومنه (برران، عبادة، جتفه، محلف)، المعاضيد، المنيع ومنه (فايد، لينة، المناصير، مسعود، مشرف)، النفكان، طواله ومنه (عِرار، فردة، كامل)، الوهبة ومنه (بدر، دغيم، دهيل، فريان).
3 -
الدغيرات: وتضم عليَّان، عامود، عيشة، حمزة، حسين ومنه (عتفه، دوحة، مَعْد، قليدة)، خرصة، مسمار، سويد، تريبة.
4 -
سنجارة: وتضم الرمال، غصن، خنسان، كلاب، قبابج، مصطاح، غسان، نويشي، رميض، أبي سعد، صلوج، شلفان، شريمة، ثنيان، زميلة.
5 -
التومان: وتضم هدية ومنه (عايش، مغشة) ربعة وضاح.
وهناك جماعات هي في الأصل من شمَّر لكنها ارتبطت مع قبائل أخرى مثل: الصليلات الذين يعدون الآن من عَنَزة وغيرهم كثيرون.
الرأي الرابع:
تتكون قبيلة شمَّر من البطون والفروع التالية:
1 -
الخرصة: وعليهم ابن سعدي والكعيط، وابن غشم، وفوقهم الجربا.
2 -
عبدة: يرأسهم ابن علي، ثم الرشيد، وتضم آل حيا، الجدي، العفاريت، آل فضل، آل فضيل، آل جعفر، ومنهم آل علي وكانت لهم الرياسة، وآل خليل الذين منهم الرشيد وقد انتقلت إليهم الرياسة من آل علي، ومن آل جعفر:(العطو، العطر، آل حجر، الرزين).
3 -
زوبع: وعليهم خميس أنصاري بن محمود، وهم عدة فروع.
4 -
الأسلم: وتضم المنيع ومنه (آل كامل الذين منهم دويح بن وكيان) آل طوالة، الحوادلة، العرار، سعود (ورئيسهم ابن الغيصم)، صالح الرجعة وقد أدمجوا في القبائل الأخرى، الوهبة ومنه (آل جحيش، الجتفة، البعير، الجذلة)، الهمزات، المعاضيد، المناصير، الغرير، آل طوالة.
وهناك رأي أن الأسلم تضم الآتي:
المنيع، آل طوالة، المعاضيد، آل فابد، الغرير، الوجاعا، آل عامود، آل حدب، آل مسعود، آل ثابت، غصيم، الصلتة، آل سليط، الجتفة رؤساء الغرير، الوهبة، آل جحيش، المناصير، آل شهلوب، النفكان، الهيض، آل سكوت، الحيدار، آل شحيم، زوبع).
الرأي الخامس:
تتكون قبيلة شمَّر من البطون والفروع التالية:
أولًا - شمَّر الجربا:
نسبة إلى رؤسائهم آل محمد الجربا، والرئاسة للشيخ عجيل الياور، كانوا قد هاجروا من نجد في أواسط القرن السابع عشر الميلادي، إلى سورية، واستقروا بها بعد قتال قصير تغلبوا فيه على الموالي الذين كانوا أقوى القبائل العربية في بلاد الشام حينذاك، ودفعوهم شمالًا إلى حلب، وفي بداية القرن التاسع عشر اصطدمت شمَّر الجربا مع قبيلة عَنَزة، فاضطرت شمَّر على عبور نهر الفرات إلى المنطقة الشمالية من بلاد ما بين النهرين (الجزيرة الفراتية)، الأمر الذي أبعدهم عن أبناء قبيلتهم في نجد، ومنذ ذلك الوقت استقرت شمَّر الجربا بالعراق، والرئاسة فيهم لآل محمد الجربا.
أما القسم الذي بقي منهم في سورية، فسموا: شمَّر سورية، أو شمَّر الخرصة، أو شمَّر العاصي، نسبة إلى رئيسهم العاصي، في حين سميت سنجارة بالعمشات نسبة إلى رؤسائهم آل عمشة أيضًا، أما شمَّر نجد فقد احتفظوا باسم "السناعيس".
ورغم أن شمَّر الجربا استقرت في الجزيرة، إلَّا أن بعضهم عبر نهر دجلة إلى الشرق، واستقروا قرب الزاب الصغير، كما رحل قسم منهم إلى الجنوب حتى عكركوف، وغربًا إلى دير الزور، التي اعتبروها سوقًا خاصًّا بهم، كما اتجهوا شمالًا حتى نهر الخابور ونصيبين والموصل.
وصار العاصي الذي ترأس شمَّر سورية والعراق، من الأعداء التقليديين للدولة العثمانية فامتنع عن دفع الضرائب لوالي دير الزور في سورية ووالي الموصل في العراق، بل فرض الإتاوة على القوافل التجارية بنهر دجلة بين تكريت والموصل، وقطع أتباعه الطرق البرية والنهرية في كثير من الأحيان.
ولما استفحل أمر قبيلة شمَّر، جهز الوالي العثماني في بغداد ناظم باشا سنة 1911 م حملة ضدهم بقيادة رئيس أركان حربه حسن رضا بكر، الضابط المشهور حينذاك، فأوقع بقبيلة شمَّر واضطرهم إلى الاستسلام، واستعاد الإبل والمواشي والضرائب المستحقة عليهم إلى الدولة العثمانية.
غير أن الحكومة العثمانية، اضطرت إلى الاعتراف بحقوق قبيلة شمَّر الجربا وبنفوذها على منطقة الموصل والجزيرة، واعترفت بالعاصي أكبر أولاد الشيخ فرحان، رئيسًا للقبيلة، وأصبح مسؤولا أمامها، رغم أن القيادة الحقيقية بقيت بيد أخيه حاجم ابن الشيخ فرحان.
وعندما أعفي ناظم باشا عن ولاية بغداد، واستقال رئيس أركان حربه الضابط حسن رضا بكر، ألغيت الترتيبات التي كانت قد تمت بين السلطات العثمانية والعاصي، واعترف والي بغداد الجديد سنة 1912 م بالشيخ الحميدي الابن الأصغر للشيخ فرحان، والمنافس الدائم لأخيه العاصي، بالرئاسة على قبيلة شمَّر، الأمر الذي أوقع نار الفتنة بين الأخوين، وبالتالي بين القبيلة كلها.
وفي سنة 1914 م رحل الشيخ الحميدي مع عدد من الخيالة إلى الموصل قادمًا من بغداد، ومعه أمر الوالي الذي خوله جمع الضرائب من قبيلة شمَّر، لكن والي الموصل أرسل إليه بعض الدرك وتمكنوا من إلقاء القبض عليه وحمله إلى الموصل، وتولى الوالي من خلال بعض ضباطه وموظفيه مهمة جمع
الضرائب من شمَّر بدل الحميدي، لكن أوامر الباب العالي وصلت من القسطنطينية، بإطلاق سراح الحميدي، وفشلت جميع محاولات والي الموصل في إقناع الباب العالي بالإبقاء على الحميدي معتقلا بوصفه يشكل خطرًا كبيرًا على الدولة، وأصرت القسطنطينية على إطلاق سراحه، الأمر الذي اضطر والي الموصل إلى الاستقالة من منصبه، وظل الحميدي يتعاون مع الأتراك بصورة فعَّالة حتى اندلاع الحرب العالمية الأولى.
وكان العاصي قد اعتزل هذه الملابسات ولم يشترك فيها، في حين برزت شخصية الحميدي القوية على ما تقدم، كما برزت إلى جانبه شخصية ابن أخيه الشيخ عجيل بن عبد العزيز المعروف بالياور.
وتضم شمَّر الجربا البطون والفروع التالية:
1 -
عبدة: ومنها:
- العفاريت، وهم الفرع الرئيس، ورئيسهم مبرد بن سوكي.
- الدغيرات، ويرأسهم حواس بن كداس.
- آل حيا، ويرأسهم نهار أبو الميخ.
- الجدي، ويرأسهم مصوص بن سميط.
2 -
الخرصة: ومنها:
- العليان، ورؤساؤهم العصور، والجاسم.
- العامود، ويرأسهم حسن بن عامود.
- البويج، ويرأسهم جناع الكعيط، وهم الفرع الرئيس.
- الهضبة، ويرأسهم عبيد بن جدعان.
- جتادة، القسم، المتلوثة.
سنجارة: ومنها:
- آل ثابت، ويرأسهم سعد الحرب.
- الجودان، الوضاح، المانع.
- الفداغة، ويرأسهم هِجْر أبو وتيد.
ثانيًا - شمَّر الصايح:
تجتمع كثير من فروع قبيلة شمَّر في نجد والعراق والشام، باسم الصايح، والرئاسة العامة فيها لعائلة الصديد: الشيخ كنعان الميزر الصديد، وأولاده: الشيخ حواس الصديد وعيادة الصديد.
وتتكون شمَّر الصايح من البطون والفروع التالية:
1 -
الصبحي: ويرأسهم الشيخ كنعان الميزر الصديد، وتضم:
- الهيرار: ويرأسهم عصمان بن بودي الزعيلي.
- الخماس: ويرأسهم سيد بن دباس الراوي.
- الميامين: ويرأسهم ذياب المهباش.
- الشبيش: ويرأسهم كنعان الصدير وفهِرّان الصديد.
2 -
التومان: ويرأسهم ثويني بن شايع التمياط، ومسكنهم الجزيرة، غير أن قسمًا منهم ذهب إلى الشامية مع رئيسهم عبد الله الفالح السعدون.
3 -
الأسلم: ويرأسهم ذياب بن حسان الجزاع ومنهم:
- البعير: ويرأسهم قدري بن مذري السراي.
- الهيرار: ويرأسهم خزيم العبطان.
- الجحيش: ويرأسهم دليان بن عيادة.
- اللحالحة: ويرأسهم مزبان الجدعان.
- الصبيحات: ويرأسهم ذياب بن حسان الجزاع.
- أسلم الجراح: أولاد الشيخ جراح ابن الشيخ جيش الثاني وهم كثيرون ومنهم: آل العلي، حبيب، مصطفى، شوكان، عثمان، عودان، حسان، حمدان، فرحان، المعاضيد، نزال، خيال، أزهر، جبل، أمجد، برغش، كعود، طه، طوالة، خماس، جرب، غسان، همام الذي خرجت منه زوبع.
ثالثا - شمَّر طوكة:
وهم شمَّر الذين سكنوا الضفة اليسرى لنهر دجلة بين الإمام مهدي والمدائن واستقر قسم منهم في دير الزور، وقسم في بلدروز، ويمتدون أحيانًا إلى النهروان، وعندما احتل الإنكليز بغداد، رحل قسم منهم إلى بغداد وضواحيها.
والرئاسة في شمَّر طوكة في بيت بردي، وصار حميدي بن صفوك هو الشيخ المتنفذ في دجلة، وقد نافسه الشيخ طرفة الصبر على زعامة شمَّر طوكة، بينما صار الشيخ سعيد العلوان هو المتنفذ في منطقة بلدروز، كما أعلن المسرهد ابن مناحي شيخ الدعجة استقلاله عن زعامة شيخ شمَّر، واستقل في مقاطعة الشاوي بالعزيزية، وما عدا الفروع الموجودة في بلدروز، فإن أغلب شمَّر طوكة تسكن منطقة البغيلية.
وتضم شمَّر طوكة البطون والفروع التالية:
1 -
العطية، البنوة، سبطة، بيت بردي، البيضية، الباوية.
2 -
الدلابحة وهم من المعاضيد، الدعجة، الداور، الدلفية، الهذيل، الخوالد.
3 -
المناصير، المردان، النفافشة، القراغول، الرديني، الصدعان، السكوك.
4 -
القفيفان ومنهم (الجحيش، الشجيرية)، الشويفي في بلدروز.
5 -
الزكيط ويسكنون زويَّة الباشا ولا ودبك.
على أنَّ جميع هذه الآراء في تقسيمات بطون وفروع قبيلة شمَّر، على اختلافاتها وتداخلها، تجمع بما لا يقبل الشك على الأمور التالية:
1 -
أن قبيلة شمَّر، من طيئ، وأن موطنهم الأول اليمن، ثم صار موطنهم الأصلي أجأ وسلمى بنجد.
2 -
أن قبيلة الأسلم، هي أحد البطون الرئيسية في شمَّر طيئ.
3 -
أن المعاضيد، هم أحد فروع قبيلة الأسلم والرئاسة فيهم لعائلة آل فتنة، ومنهم الشيخ عيادة المطر الفتنة، رئيس عشيرة المعاضيد الحالي ووالد الدكتور خاشع المعاضيدي.
4 -
أن الدلابحة من المعاضيد، ويرأسهم رغيف بن داود، وهم عدة عوائل منهم:(الرويح، المجابلة، الكويطع، الوحيش، الزبيدي، الهواب، العراجلة)(انتهى ما قاله المعاضيدي).
ج - ما قاله الأستاذ عُقيل بن ضيف الله بن عمر القويعي عن طيئ وشمَّر
(1)
هجرة طيئ واستقرارها في منطقة حائل
تجمع معظم المراجع التاريخية التي عنيت بأنساب القبائل العربية بأن قبيلة طيئ إحدى كبريات القبائل القحطانية التي صار لها مكانة وقوة وانتشارًا بعد أن هاجرت من موطنها الأول في اليمن إلى شمال الجزيرة العربية اتخذت من منطقة حائل (الجبلين) مقرا لها وذلك بعد أن حققت السيادة على الجبلين أجأ وسلمى وانتزعتهما من سكانه السابقين آنفي الذكر فمن هو (طيئ) أبو القبيلة التي نسبت إليه وحملت اسمه إلى هذا العصر حيث لازال من يحمل اسم طيئ في نواحي الشام وأطراف العراق الشمالية
(2)
وينسبون إليها.
يقول صاحب الإكليل
(3)
: إن طيئا هو (جلهمة) حيث أورد سياق نسبه كالتالي: طيئ هو (جلهمة) بن أدد بن يعرب بن قحطان ابن هود عليه السلام. وقال صاحب الأغاني: ابن مالك بن زيد بن كهلان وهو أخي مالك (مذجح)
(4)
.
وقال المغيري في كتابه المنتخب في ذكر قبائل العرب أنه طيئ بن أدد بن زيد بن عريب بن يشجب بن عريب بن أدد بن زيد بن كهلان بن سبأ، وأم طيئ هي مدلة بنت ذي منشجان بن عريب بن الغوث بن زهير بن وائل بن الهميسع ابن حِمْيَر بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان
(5)
.
وقد ذكر مؤرخو الأنساب أن أدد والد (طيئ ومالك) هلك وأقامت أمهما عليهما ولم تتزوج - أي أنها - أذحجت عليهما ولذلك قيل عنها مذحجا ثم
(1)
نقلًا عن كتاب "أقوال ومسائل في أخبار منطقة حائل" الطبعة الأولى والثانية.
(2)
عمر رضا كحالة - معجم قبائل العرب ج 2 ص 688 - 689، وابن رسول في الطرفة ص 135.
(3)
الهمداني - الإكليل ج 10 ص 371/ 2، الأغاني 17/ 172.
(4)
د. وفاء السنديوني - تاريخ طيئ وأخبارها - ج 11، ص 19.
(5)
المصدر السابق.
حدث لبس
(1)
في نسبة ابنيها حيث أطلق عليهما أبناء مَذْحِج وكأنه اسما، فيما يري ابن الكلبي عندما أشار إلى أن طيئا أخو مالك بن أدد بن آذر بن زيد أمهما مَذْحِج وإليها جماع مَذْحِج، وقال بعض النسَّابين أن كل من انتسب إلى مالك ابن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ فهو مذحجي وقد أورد ابن عبد البر أن مذحجا أكمة كانت تلوذ بها أم طيئ ومالك، وذكر أبو عبيد أنَّها أرض بين نجران وبين أرض عامر
(2)
، وقد أوردها الفيروز آبادي في قاموس المحيط أنَّها (مَذْحِج) أكمة ولدت مالكًا وطيئا ابنيها عندها فسموا مذحجا
(3)
وبعد أن أوردنا بإيجاز لنسب طيئ سنعرج على ذكر هجرتها فمتي هاجرت؟ ولماذا هاجرت؟.
يرجح المؤرخون أن هجرة قبيلة طيئ تمت في القرن الثاني الميلادي، وقد هاجرت من موطنها الأصلي في اليمن بمنطقة الجوف إلى شمال الجزيرة العربية مارة بسميرا حتى استقرت في الجبلين بجوار قبيلة بني أسد وكان قائد تلك الهجرة هو أسامة بن لؤي بن الغوث بن طيئ.
وقد قيل أن أسباب هجرتها البحث عن المراعي والخصب وذلك بعد انهيار سد مأرب وشح العيش في أوديتهم وقيل غير ذلك ولا يستبعد أن يكون طيئ أبو القبيلة مواكبا للهجرة وإن كانت بقيادة أحد أسياد القبيلة أسامة آنف الذكر، إذ ذكرت بعض المصادر أن طيئا عمر ما يربو عن أربعمائة سنة والله أعلم.
وكانت الدكتورة وفاء السنديوني أبرز من بحث في أخبار القبيلة وتاريخها في العصر الحديث، حيث قَرأت وتدبَّرتْ جميع الكتب والمراجع ذات العلاقة
(1)
وقع اللبس والخلط بين الكلبي عندما قال طيئ أخو مَذْحِج وكذلك صاحب الأغاني عندما قال أورد طيئ بأنه جلهمة بن آذر بن مذحج.
(2)
تاريخ طيئ وأخبارها - د. وفاء السنديوني - ج 1 - ص 20.
(3)
الفيرور آبادي - القاموس المحيط - مؤسسة الرسالة ص 243 وابن حزم - جمهرة أنساب العرب ص 4850.
بسيرة وأخبار هذه القبيلة، واستكمالا للفائدة فإن إيراد بعض ما وثقته الدكتورة في هذه الدراسة سيضيف للبحث ثقة وسيتم إيراده ببعض من التصرف والإيجاز فقالت الدكتورة وفاء:(كانت طيئ تسكن الجوف من ارض اليمن في وادي يسمى ظريبا وهو كثير السباع ولم يكونوا من الكثرة، وقد قال طيئ عندما حملوه من مكانه باليمن إلى الجبلين)
(1)
.
أنا من الحي اليمانينا
…
إن كنت عن ذلك تسألينا
فقد ثوينا بظريب حينا
…
ثم تفرقنا مباغضينا
وعند رحيلهم من اليمن ارتجز قائد المسيرة أسامة بن لؤي مودعا واديهم ظريبا قائلًا:
اجعل ظريبا كحبيب ينسى
…
لكل قوم مصبح ومسي
ولم يكن ظريبا الوادي الوحيد لطيئ فقد ذكر الهمداني
(2)
أن لهم مساكن أخرى مثل الخنقة والشجة والصدارة، وهذه أودية ذكرها الهمداني وقال بأن همدان سكنت الأودية بعد هجرة طيئ ولم يكتف الهمداني بذكر مساكن طيئ في الأودية آنفة الذكر بل أشار إلى أن من منازلهم المدن ذات الحضارة الزاهية مؤكدا قوله لسكنهم بقصور براقش في اليمن وكسر قشائش في وسط حضرموت وقينان مستدلا بذلك بقول أبو سليمان الطائي
(3)
.
واقطن منَّا في قصورِ براقش
…
فمأود وادي الكسْر كسر قشاقش
إلى قينان كل أغلبَ رائش
…
بها لِيْلُ ليسوا لدّنُاةُ الفواحش
من هذا أدلل على أنَّها (طيئ) سكنت المدن والقصور ذات الحضارة بجانب الأودية ذات الخصب، ولا يعني ذلك أن سكناها للمدن تحقيق السيادة، فالقبائل العربية الكبيرة منذ أقدم العصور وإلى وقتنا الحاضر يكون لها شوكة ومنعة
(1)
تاريخ طيئ وأخباره - د. وفاء السنديوني - ص 33.
(2)
الهمداني - الإكليل - ص 141.
(3)
الهمداني صفة جزيرة العرب ص 175، ومعجم البلدان لياقوت مادة قشاقش.
ومكانه مرهوبة مادامت متواجدة في منطقتها ومتماسكة خلف زعامتها القَبَليَّة ومعظم الدول أقرت الوضع القَبَلي والسيادة القَبَليَّة لزعيم القبيلة وذلك الإقرار يتوقف على قوة وضعف الدولة صاحبة السيادة والسلطة، ولنا في وضع قبائل الجزيرة العربية أبلغ الأدلة قبل أن يوحدها الملك عبد العزيز رحمه الله ويبسطُ نفوذه عليها بالعدل والقوة والحكمة والبذل.
وبالعودة إلى طيئ وهجرتها تقول الدكتورة وفاء السنديوني
(1)
: (يبدو أن هجرة القبيلة لَمْ تتم دفعة واحدة فقد سبقت منها بطون للشام وللجبلين لتأنس الرشد والمكان ثم كانت الرحى الكبير في هجرة طيئ بقيادة أسامة وخلَّفت طيئ بطونا منها في اليمن بعد هجرتها وربما كانوا قلة فدخلوا في مراد وهم حسن وحسين وغيَّث وبدين يلتمسون القوة بهذه الدخالة، وربما كانوا على خلاف مع أبناء عمومتهم المهاجرين لقول طيئ: قد سأمنا الضيم بنو أبينا).
ولما كانت معظم الروايات التي تطرقت إلى الهجرة وأسبابها لَمْ تعط سيبا محددا وقطعيا فإن الأغلب يرجح أن زمان الهجرة بعد سيل العرم الذي ترك أثرًا على الرفاه والحياة في ربوع اليمن مما نتج عنه هجرات كثيرة لأبناء سبأ الأزد وطيئ وقد يكون هناك بعض المشاحنات والخلافات بين القبائل بالرغم من الرحم والقربى، فالخلافات تحدث بين القبائل في سنوات الجفاف والجدب، وهذا أمر معروف ومألوف وشواهده كثيرة في حروب القبائل وصراعها على المراعي وموارد المياه.
وقد أورد الكلبي وسواه من الرواة قصة أقرب منها للأسطورة حول هجرة بنو طيئ حيث قال: (لما تفرق بنو سبأ أيام سيل العرم ساروا إلى تهامة أو كانوا فيما بينها وبين اليمن ثم وقع بين طيئ وعمومته ملاحاة ففارقهم وسار نحو الحجاز بأهله وماله يتبع مواقع المطر، وكان له بعير يشرد في كل سنة عن إبله
(1)
تاريخ طيئ وأخباره - د. وفاء السنديوني - ص 35.
ويغيب ثلاثة أشهر ثم يعود وقد عبل وسمن وآثار الخضرة بادية في شدقيه، فقال لابنه عمرو: تفقد يا بني هذا البعير فإذا شرد فاتبع أثره حتى تنظر إلى أين ينتهي، فلما كان الربيّع وشرد البعير تبعه على ناقة فلم يزل يقفو أثره حتى صار إلى جبل (طيئ) فعاد وأخبر أباه وسار طيئ بإبله وولده حتى نزل الجبلين ورأي طيئ وبنوه بالجبلين الخصب والمراعي ورأو الأسود بن غفار الجدسي قاتل عمليق ملك طسم وجديس وقد لاذ بالجبلين فرارا من حسان بن تبّع فصارعوه على المكان وغلبوه وخلص لهم الجبلان).
هذه الرواية (الأسطورة) أوردها عدد من المؤلفين مثل ياقوت الحموي في مادة أجا، وأبو الفرج الأصفهاني في كتاب الأغاني وابن الأثير وكررها كل من تطرق لسيرة طيئ وهجرتها.
ومهما كان السبب والدافع فإن هجرتهم تمت واستقروا بالجبلين وغلبوا من كان فيها من القبائل التي سبقتهم في السكن كما أسلفنا، ووجدوا في شعاب وأودية وسهول وجبال المنطقة ما يشبه مواطنهم الأصلية في اليمن، كما أن هواءها ووفرة مائها ومراعيها عامل يشجع على البقاء والاستقرار.
وبما أنهم غلبوا من سواهم من السكان في الجبلين وما حولها فإن انتشارهم شمالًا وصل إلى تخوم الشام وغربًا حتى وادي الحجر وتيما وشرقا حتى حدود سواد العراق، ومن الجنوب منازل غَطَفَان وبني أسد في الجنوب الشرقي ولكن ذلك الانتشار خاضع لأسلوب القبائل التي تبحث عن مواطن الماء والكلأ فلم يكن تنقلهم رحيلا عن مكان استقرارهم في الجبلين فقد اتخذتها موطنًا أبديا لها وأقامت فيها المعالم التي وردت في كثير من أشعار القبيلة مما يدلُّ على استقرارهم في الجبلين من الجاهلية حتى هذا الوقت حيث قبيلة شمَّر التي هي إحدى بطون طيئ.
تعدد بطون القبيلة وانتشارها
ذكر النسابون أن ولْدَ طيئ هم فطرة والغوث والحارث
(1)
، وقد ذكرهم ابن رسول في طرفة الأصحاب أنهما بطنان جديلة والغوث، ومن هؤلاء الثلاثة تعددت البطون وتناسلت حتى أصبح كل بطن يشكل قبيلة من حيث العدد والتكاثر، وقد ذكرهم ابن سعيد بأنهم أمم كثيرة تملأ السهل والجبل من حجاز ونجد والعراق والشام وهم أصحاب الرياسة في العرب وقسموا إلى قبيلتين:
1 -
بنو جديلة نسبة لأمهم جديلة بنت سُبيع بن حِمْيَر الأصغر فعرفوا بها حيث تزوجت من سعد بن فطرة بن طيئ.
ومن بطون جديلة من طيئ: الثعالب وبنو تيم وبنو حبتر وبنو طريف وبنو ثمامة وبنو لام.
2 -
بنو الغوث ومنه البطون التالية: ثعل وبحتر وسنبس وجزم ونبهان وبولان، ومن هذه تفرعت العديد من البطون والعشائر التي أصبحت أما كثيرة انتشرت في تخوم الجزيرة العربية بما فيها سواد العراق والشام
(2)
، انتشرت بطون قبائل طيئ في الجبال والسهول فذكر أبو عبيدة أن أجأ لثعل وسائر بني الغوث وما انحدر منها من بطون وعشائر وسكنت جبل سُلمى بنو نبهان وبطونها، أما جديلة وبطونها فسكنت السهول فيما بين الجبلين ولا يعني استحالة سكن بطون جديلة في الجبال أو سكن بطون الغوث في السهول، فقد حدث تبادل سكني في حالات فردية بين البطون من القبيلتين الطائيتين.
وقد أحب الطائيون على مختلف بطونهم مساكنهم وذادوا عنها وفاخروا وافتخروا بها وتغنّوا بجمال هوائها وصفاء سمائها ووفرة مائها وطيب مراعيها منذ نزولهم بالجبلين وما حولها في أيام الجاهلية وحتى عصرنا الحاضر حيث يعتقد
(1)
جمهرة الأنساب ابن حزم ص 368، المنتخب للمغيري ص 77، تاريخ طيئ وأخبارها ج 2 خارطة النسب - د. وفاء السنديوني.
(2)
انظر خارطة نسب طيئ وبطونها وقبائلها في شعر طيئ وأخبارها في آخر الجزء الثاني للدكتورة وفاء السنديوني.
أغلب المؤرخين أن سكان الجبلين حاليًا هم اسلاف قبيلة طيئ ولاسيما قبيلة شمَّر المعروفة التي هي بطن من بطون طيئ كما سيرد ذكر ذلك.
هكذا في اللمحات السابقة أوردت هجرة طيئ وسكناها الجبلين وهو ما يعرف حاليًا بمنطقة حائل وذكرت أنَّها استقرت وتكاثرت حتى أصبحت قبائل عديدة، وبما أن السمة الغالبة للقبائل العربية في هجراتها هي البحث عن الخصب والماء والمراعي فإن هذا البحث والتنقل كثيرًا ما يكون سببًا للخلافات والحروب بين القبائل بل بين بطون القبيلة الواحدة، وتاريخ القبائل العربية مشحون بمثل تلك الحروب وأيامهم (أيام العرب) تجاوزت الحدود فكلها قتال وصراع ومعارك الأتفه الأسباب مثل داحس والغبراء والبسوس وغير ذلك، وقبيلة طيئ عاشت حروبًا طاحنة فيما بينها وبين القبائل المجاورة لها مثل قبيلة أسد وتميم وبني عامر وغَطَفان وغني وعبس وذبيان وعاملة، وقد ذكرت تلك الحروب كأيام في عرف القبائل مثل يوم ظهر الدهناء مع أسد ويوم النسَّار مع بني عامر ويوم الجفار مع بني عامر وتميم، ويوم أواره مع تميم ويوم حجر مع غني، ومن أشهر المعارك التي بين طيئ وعبس هي التي قتل فيها عنترة بن شداد وقيل أن قاتله هو جبار الطائي (ابن سُلمى)
(1)
، وقد استشهد جبار لذلك بقوله:
قتلت مجاشعا وقتلت عمرًا
…
وعنترة الفوارس قد قتلت
أما حروب طيئ فيما بينها فقد كثرت وطال مداها وهي معروفة باسم (حرب الفساد) وهي الحروب بين الغوث وجديلة، وحرب الفساد لَمْ تكن يومًا واحدًا من الحروب من أيام العرب بل هي فتن داخلية دامت قرابة مائة وثلاثين عامًا
(2)
حتى تدخلت قبائل أخرى للصلح وحقن الدماء حيث سعى الحارث بن جبلة الغساني للصلح بين بطون طيئ.
ولقد كانت تلك الحروب سببا قويا أدي لتشتت القبيلة وضعفها وهجرة البعض منها إلى جوار القبائل الأخرى كما حدث لجديلة التي دخلت في حلف مع قبيلة كلب القضاعية واستوطنت بلاد كلب وذلك على أثر هزيمتها في يوم اليحاميم.
(1)
تاريخ طيئ وأخبارها ج 1 د. وفاء السنديوني ص 73.
(2)
المسعودي التنبيه والأشراف.
والمتتبع لسيرة القبائل العربية التي انتشرت في تخوم الجزيرة العربية يجد التشابه بين عاداتهم وتقاليدهم، فقد ألفوا حياة التنقل والترحال وأصبحت الغارات من صفاتهم والغزوات من مفاخرهم والحروب الثأرية سمة لهم والشعر ذو الطابع الحماسي هو وسيلة إعلامهم وموضع تعاليهم وتفاخرهم؛ ولذلك فإن للشعر دورا في حفظ وتوثيق سيرهم قبل الإسلام وبعده.
كما دون الشعر ذكر رحلاتهم وتنقلاتهم بين الأصقاع الأخرى من الجزيرة العربية، وبالرغم من أنهم استقروا في أرض الجبلين إلَّا أن هناك بطونا ارتحلت إلى آفاق أخرى في العصر الجاهلي واتصلت بالدول القائمة في الجهات التي ارتحلت إليها سواء في الشام أو في العراق، ولقد كان لارتحالهم واختلاطهم بسكان تلك البلدان سببا في انتشار رسم الطائيين لدى الروم الذين جعل البعض منهم اسم الطائيين بديلا لاسم العرب أو مرادفا له، وكانت بطون جديلة ممن التحقت ببلاد الشام بعد حلفها مع كلب، كما ذكر ذلك ابن الأثير في الكامل، وقصد الشام في هجرات فردية أعداد من الطائيين واستقروا تحت حكم الغساسنة الذين كانت لهم علاقات طيبة مع قبيلة طيئ.
أما من ارتحل إلى العراق فقد ذكر أن أول موطن لهم في تلك النواحي هو في الحيرة حيث سبقهم إليها أقوام من الأزد ولخم وجذام وعاملة وقضاعة وتميم وسليم ومع وجود أقوام من القبائل العربية التي سبقت طيئا في استيطان الحيرة، إلَّا أن الطائيين اقتربوا من المناذرة وصار لهم حظوة عند كسرى طوال العصر الجاهلي إلى بزوغ فجر الإسلام، الذي يعتبر فجرا جديدا ليس للعرب وحدهم فحسب بل للإنسانية جمعاء.
شواهد وأدلة
من خلال ما سبق إيراده من حقيقة سكنى قبيلة طيئ في منطقة حائل وجبالها منذ القرن الثاني الميلادي وانتشارهم في ربوعها حتى شملوا السهل والجبال وأنهم خلق كثيرون كما ذكرت المراجع التاريخية، وهنا قد يسأل القارئ عن أي أثر من آثارهم أو شيء باق يدلُّ على جوانب مدنية أو حضارية تنبئ عنهم وتذكر بماضيهم، شأنهم شأن الأمم التي استوطنت البقاع وظلت آثارها تحدث عن ماضيها وما حققته من تطور وازدهار.
والجواب عن مثل هذا التساؤل قد يتفق مع ما يلي:
1 -
أن القبيلة ظلت محافظة على نمط حياتها القبلية التي تهتم بالرعي وتربية المواشي والأغنام والخيل وما هو في زمانهم مظهر من مظاهر القوة والغنى؛ لذلك استحوذ ذلك الأمر على كل جهدهم ونشاطهم وصار هاجسهم الأول هو الحفّاظ على أنعامهم والذود عنها والبحث عن مواطن الرعي لها.
2 -
قد يكون بقاؤهم في الجبال وبين أوديتها وقننها ورعانها وتلاعها سببًا في عدم اتصالهم بالدول ذات الحضارة في الشام والعراق وإن كان هناك أي اتصال فهو محدود وغير مؤثر وفعال، وهذا مجرد تصور واحتمال.
3 -
قد يكون هناك من الآثار والشواهد الحضارية التي تنبئ عنهم وعن ما وصلوا إليه ولكنها لا زالت مدفونة وبانتظار من يكتشف أسرارها ويسبر أغوارها وهذه مهمة العلماء ومن يهمهم الكشف عن ما في أرض العرب من الأسرار والآثار سيما وهي أرض الأمم التي تناسلت في هذه البقاع من بعد الطوفان، ومن يعلم فقد تكون جبال أجأ وسلمى وسواهما زاخرة بالآثار المطمورة تحت التراب.
4 -
ظلت القبيلة إلى صدر الإسلام مشغولة بحروبها ونزاعها مع القبائل ومع البطون الأخرى من نفس القبيلة، وهذا الأمر يجسد حقيقة تقول أن البناء الحضاري والتطور الفكري لا يحصل إلَّا بتوافر الأمن والسلطة القوية التي تكون لها الكلمة النافذة والهيبة الفاعلة على كل بطون القبيلة، وهذا لَمْ يحدث فقد ظلت الحروب بين بطون القبيلة ما يربو على القرن من الزمان كما ذكر الإخباريون عن حرب الفساد.
5 -
قد يكون ما أوردوه من أشعار تصب في قنوات الفخر والحماس والتفاخر ببطولاتهم وحروبهم وثاراتهم شواهد كافية على نمط حياتهم التي عاشوها، شأنهم بذلك شأن كل جماجم القبائل العربية التي هاجرت من اليمن، حيث لَمْ تورد المراجع قيام ممالك عربية ذات
حضارة سوى ما قام على تخوم الشام (الغساسنة) والعراق (المناذرة) واليمامة (كِنْدة) إضافة إلى مكانة مكة المكرمة بوجود البيت العتيق الذي له شأن عند العرب حتى قبل الإسلام.
6 -
لقد كان من أهم آثار القبيلة قبل الإسلام بعض الصفات الحميدة التي كان العرب يفتخرون بها مثل:
أ - الكرم، وقد أصبح الكرم جزءًا من اسم أحد قادتها حاتم بن عبد الله الطائي الذي صار كرمه مثلا يضرب حتى اليوم وتجاوز الوصف حتى أصبح أسطورة وقصة كرم حاتم معروفة.
ب - الوفاء بالوعد، وخير مثال على ذلك قصة حنظلة بن أبي عفر الطائي مع النعمان بن المنذر الذي أتاه في يوم شؤمه وكان من عادته أن يقتل من يصل إليه في يوم شؤمه وقد وقع حنظلة في هذا الموقف فحاول أن يعفيه النعمان من القتل عندما قال: أبيت اللعن والله أتيتك زائرا ولأهلي مائرا فلا، كن ميرثهم قتلي.
أجابه النعمان أن لا بد من ذلك، وعليه أن يسأل حاجته ليقضيها له النعمان قبل أن يقتل، فقال حنظلة تؤجلني سنة ارجع فيها لأهلي أرتب أمرهم ثم أصير إليك لتنفذ في حكمك، فسأله عمن يكفله فوقع نظره على شريك بن عمرو الشيباني من بين الجالسين في حضرة النعمان وقد عرفه الطائي عند ذلك قال حنظلة قصيدة منها:
يا شريك يا ابن عمرو
…
ما من الموت محاله
يا شريك يا ابن عمرو
…
يا أخا من لا أخا له
يا شريك يا ابن عمرو
…
أكفل المرء وآله
ريث أوصي وأودي
…
مال من أودِعتُ ماَلَه
عند ذلك وثب شريك نحو النعمان وقال له: أبيت اللعن يدي بيده ودمي بدمه إن لَمْ يعد إلى أجله، أطلق سراحه وذهب إلى أهله ولما حان الموعد انتظر النعمان عودة الطائي حتى كاد أن يتصرَّمَ اليوم الموعود ويقتل الكفيل شريك مكانه الذي قال في ذلك الموقف:
إذا كان صدر هذا اليوم ولّي
…
فإن غدا لناظره قريب
فلما قُدّمَ شريك للقتل فإذا بقادم ظهر في الأفق فإذا هو حنظلة وقد تحنَّط وتكفن، فتعجب النعمان من ذلك وسأله: ماذا حملك على العودة؟ فقال: وفائي بالوعد وديني يمنعني من الغدر فسأله عن دينه فقال: النصرانية. عند ذلك استحسن النعمان منه ذلك وأطلقهما وأبطل تلك العادة، وقيل أن هذه الحادثة كانت سببًا في اعتناق المنذر للنصرانية ومعه أهل الحيرة.
هذه نتف من تاريخ طيئ وأخبارها قبل الإسلام فماذا عنها بعد بزوغ فجر الإسلام وانتشار الدعوة الخالدة في ربوع الجزيرة بعد أن انطلقت من بطاح مكة ومن طيبة الطيبة بعد الهجرة المباركة.
طيئ عند ظهور الإسلام
من بطاح مكة المكرمة انطلقت دعوة الهدى، ليسري صداها مدويا في آفاق الأرض ويخترق أثرها وهُداها عقول مَنْ مَنَّ الله عليهم بنعمة الطاعة والإسلام من القبائل العربية، فقد بدأ المصطفى - صلوات الله وسلامه عليه - في إبلاغ الرسالة سرا في بادئ أمره ثم أمرَ بأن يصدع بالدعوة ويعلنها لقومه وللناس كافة فثارت ثائرة أهل الشرك والضلال ولاقى رسول الله صلى الله عليه وسلم صنوف الفتن والأذى من كفار قريش الذين كانت غايتهم إطفاء نور الله ويأبى الله إلَّا أن يتم نوره وينصر عبده ويخذل أعداءه.
فكانت الهجرة المباركة من مكة إلى يثرب فتحا ونصرًا للإسلام وبداية لقيام دولته التي قامت بقيادة الرسول الكريم - صلوات الله وسلامه عليه - وبمؤازرة المهاجرين والأنصار بعد توفيق الله سبحانه وتحقيق إرادته ومشيئته، وبعد أن اشتد ساعد الدعوة الإسلامية وطار ذكرها في شعب وسهول ووديان وجبال الجزيرة العربية اتخذت القبائل العربية في شتى مواطنها مواقف مختلفة منها، فكانت قريش القبيلة التي شرفها الله بأن يكون المصطفى من أصلابها من أشد المعارضين للدعوة ومحاربتها، وهكذا شأن كثير من القبائل المجاورة لمكة كثقيف حيث كانت معظم القبائل العربية وثنية تعبد الأصنام عدا قلة غير مؤثرة على دين النصرانية أو اليهودية، وإنما الأغلبية من العرب يعبدون الأصنام.
وقبيلة طيئ واحدة من القبائل العربية التي تنازعتها الأديان وغلبت عليها الوثنية والنصرانية، وذلك لما لهم من صلات بأقاربهم الذين استوطنوا الشام، وكذلك ممن كانوا في الحيرة بالعراق، فقد ذكر صاحب العروض المعطار (أن عامة أهل الحيرة نصارى فيهم من قبائل العرب على دين النصرانية من بني تميم ومن سُلَيْم وطيئ)
(1)
وغيرهم، وقد كان هناك رموز ذات مكانة في قومهم كانوا على دين النصرانية أمثال رافع بن أبي رافع الطائي الذي قال عن نفسه: (كنت امرأ نصرانيًّا وذلك قبل الإسلام
(2)
، وعدي بن حاتم الطائي كان نصرانيا وقد تحدث عن نفسه بعد إسلامه فقال:"كنت ملك طيئ آخذ منها المرباع وأنا نصراني فلما قدمت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم هربت إلى الشام من الإسلام وقلت أكون عند أهل ديني، أو قال: الحق بأهل ديني النصارى"
(3)
.
وقال عديّ بن حاتم: قدمت على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب
فقال لي: الق هذا الوثن عنك أراد به الصليب، من هذه الأمثلة يتضح أن للنصرانية مريدين كثيرين في قبيلة طيئ لاسيما من هاجر منهم إلى الشام والعراق، وهذا يؤيده بقية المحاريب التي تواتر ذكر وجودها في حائل إلى عهد ليس ببعيد وكان العامة يذكرونها على أنَّها مساجد باتجاه بيت المقدس وأبرزها المحراب الذي كان موجودا شرق السمراء الشمالية التي تقع شمال مدينة حائل قبل توسعها الحالي وهي الآن تقع في وسط أحياء حائل، حيث يحيط العمران بالسمراء من جميع جهاتها.
والوثنية عبادة كثير من الطائيين في الجبلين فهم يعبدون الأصنام وكان لهم صنمًا يَدَّعي الفلس خاص بهم دون سواهم إضافة إلى بعض الأصنام التي شارك، قبائل أخرى في عبادتها كباجرا وعائم، ومن الأصنام ما كان لها ثم غلبتها عليه القبائل كيغوث واليعبوب
(4)
.
وذكرت بعض المراجع أن لطيئ صنمًا يَدَّعى رُضا، واستدل أبو الفرج صاحب الأغاني في تردد أسماء (عبد رضا) في نسب الطائيين حيث ذكر منهم مرة بن عبد رضا وعامر بن جوين بن عبد رضا، وذكر كتاب التاريخ العربي
(1)
محمد عبد المنعم الحميري - الروض المعطار ص 207.
(2)
عن ابن هشام عن أبي إسحاق - السيرة 40/ 272.
(3)
ابن الأثير الكامل 2/ 285، ابن هشام السيرة 4/ 225 - 228.
(4)
تاريخ طيئ وأخبارها د السنديوني ص 85.
القديم أن (رضا) من أكثر أسماء الآلهة ورودًا، وأنه اسم للمشترى حسب التسمية العربية الشمالية له، وأنه من أصنام الشمال كتدليل على نسبه لطيئ.
وذكر د. جواد علي أن (ودَّ) الصنم الذي ورد ذكره في القرآن موجود في دومة الجندل وأنه يعبد من بعض قبائل تميم وطيئ والخزرج وهذيل ولخم
(1)
، كما تحدث عن (مناة) الصنم الآخر الذي ورد ذكره في القرآن {اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ
…
(20)} [النجم]، وأن انتشار اسم مناة بين القبائل دليل على عبادته عند القبائل كتميم وطيئ وكنانة، وأشار الدكتور جواد علي في مفصله إلى وجود من عبد الظواهر من طيئ كالنجوم والجبل
(2)
.
وهكذا نرى أن طيئا كسائر معظم القبائل العربية لَمْ تكن على دين واحد، فمنهم من اعتنق النصرانية، ومنهم من عبد الأصنام، ومنهم من عبد الظواهر.
دخول طيئ في الإسلام
من المعروف أن نور الإسلام بدأ يشع ساطعا في الآفاق بعد الهجرة النبوية المباركة وبعد غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم التي كانت أولاها غزوة بدر الشهيرة، ثم بعدها غزوة أحد والمعارك الإسلامية الأخرى إذ قويت شوكت الإسلام وأصبح مرهوب الجانب وكان للانتصارات التي حققها المسلمون بقيادة المصطفى صلى الله عليه وسلم في معاركه الأولى أثرها البالغ وردود فعلها الهامة لدى القبائل.
وطيئ إحدى القبائل التي تقطن الجبلين ولم تكن على مسافة بعيدة عن يثرب (مدينة الرسول) وعاصمة الدولة الإسلامية الحديثة، لَمْ يكن دخولها في الإسلام دفعة واحدة، وقد ذكر كتاب المصادر الإسلامية أن أول اتصال بين الإسلام وطيئ تم في السنة الخامسة من الهجرة عندما وجه الرسول صلى الله عليه وسلم سرية أبي عبيدة بن الجراح إلى أسد، وطيئ كما ذكر ابن حبيب
(3)
إلَّا أن المسعودي ذكر أنَّها في السنة السادسة للهجرة وقد وجهت إلى أجأ وسلمى.
وفي السنة التاسعة
(4)
للهجرة بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى طيئ وكان هدفهم صنم طيئ (الفلس) لهدمه،
(1)
د. جواد علي - المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 6/ 250، 256، 314.
(2)
المرجع نفسه.
(3)
ابن حبيب - المحبر 120، المسعودي التنبيه والأشراف ص 252.
(4)
المغاري للواقدي ج 3 ص 988.
وفعلا تم لعلي رضي الله عنه وسريته تحقيق هدفهم فهدموا الصنم وخربوه واستولوا على الممتلكات والأنعام والشاة وسبي النساء، وكان من بين السبايا أخت عديّ بن حاتم الطائي الذي هرب إلى الشام، أما ما كان من أمر السبايا فإن ابنة حاتم الطائي كانت من بينهن فلما مثلت أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت
(1)
: يا محمد هلك الوالد وغاب الرافد فإن رأيت أن تخلي عني ولا تشمت بي أحياء العرب، فإن أبي كان يفك العاني، ويحمي الذمار، ويفرج عن المكروب، ويطعم الطعام ويفشي السلام ولم يطلب إليه طالب حاجته فرده، أنا ابنة حاتم فقال صلى الله عليه وسلم: هذه خصال المؤمنين حقًّا لو كان أبوك مسلمًا لترحمنا عليه، خلوا عنها فإن أباها يحب مكارم الأخلاق والله يحب مكارم الأخلاق.
ومنذ أن هدم الصنم بدأ الوفود في طيئ تتجه إلى المدينة المنورة لإعلان إسلامها وكان فيما ذكره الإخباريون أن وفد طيئ
(2)
قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعددهم خمسة عشر رجلًا سيدهم زيد الخير وهو زيد بن مُهلْهَل من بني نبهان وفيهم وزر بن جابر بن سدوس بن أصمع النبهاني وقبيصة بن الأسود بن عامر من جرم من طيئ ومالك بن عبد الله بن خبيري من بني مَعْنِ وقعين بن حليف ابن جديلة ورجل من بني بولان، ولما دخلوا المدينة توجهوا إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليهم الإسلام وأسلموا، وقد أضاف إليهم ابن حجر
(3)
قيس بن كسفة الطريفي وقيس بن حليف الطريفي ومالك بن جبير الطريفي، وحدد الطبري وصول الوفد في السنة العاشرة للهجرة
(4)
، بينما حددها ابن الأثير والبغدادي في السنة التاسعة، وبعد ذلك توالت الوفود من طيئ على رسول الله صلى الله عليه وسلم تعتنق الإسلام وتجند أنفسها لخدمته فكان من بينهم عدد غير قليل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين لمعت أسماؤهم في نصرة الحق والذود عن العقيدة.
وما دمنا في سرد لمح عن إسلام طيئ فإن استكمال البحث يتطلب أن تعرف شيئًا عن عديّ بن حاتم الذي هرب إلى الشام عندما غزاهم علي بسريته وهو سيد آل حاتم من طيئ حينذاك.
(1)
أنساب العرب - سمير عبد الرازق، والمنتخب في ذكر قبائل العرب للمغيري ص 80.
(2)
ابن الكلبي وابن إسحاق.
(3)
الطبري تاريخ الرسل 3/ 154، ابن الأثير الكامل 2/ 299، البغدادي الخزانة 3/ 545.
(4)
نفس المصدر السابق.
هناك عدة روايات حول عودة عديّ بن حاتم الطائي ودخوله في الإسلام، إحدى هذه الروايات تقول أن أخته سفانة عندما أخلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبيلها وأكرمها عادت إلى مواطنها ثم سارت نحو الشام
(1)
فالتقت بأخيها وقالت له: القاطع الظالم احتملت بأهلك وولدك وتركت بنية والدك وعورته. فقال لها عديّ: ماذا ترين في أمر هذا الرجل؟ قالت: أرى والله أن تلحق به سريعًا فإن يكن الرجل نبيًّا فالسابق إليه له فضيلة، وإن يكن ملكًا فلن نذل في عز اليمن وأنت أنت.
عندها انطلق عديّ وتوجه للمدينة ودخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلَّم وأسلم.
وهناك رواية أخرى تنسب لعدي بن حاتم نفسه حيث قال
(2)
: مضى بي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا دخل بي إلى بيته تناول وسادة من أدم محشوة ليفًا فقدمها إلى فقال: اجلس على هذه، قال: قلت بل أنت فاجلس عليها، فقال: بل أنت، فجلست وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأرض، قال: قلت في نفسي والله ما هذا بأمر ملك، ثم قال: إيه يا عديّ يا ابن حاتم ألم تك ركوسيا؟ قال: قلت بلى وقال: أولم تكن تسير في قومك بالمرباع؟ قال: قلت بلِّي، قال: فإن ذلك لَمْ يكن يحل لك نجي دينك، قال: قلت: أجل والله، وقال: وعرفت أنه نبي مرسل يعلم ما يُجْهَل ثم قال: لعلك يا عديّ إنما يمنعك من الدخول في هذا الدين ما ترى من حاجتهم فوالله ليوشكن المال أن يفيض فيهم حتى لا يوجد من يأخذه، ولعلك إنما يمنعك من دخول فيه ما ترى من كثرة عدوهم وقلة عددهم فوالله ليوشكن أن تسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعيرها حتى تزور هذا البيت لا تخاف، ولعلك إنما يمنعك من دخول فيه أنك ترى الملك والسلطان في غيرهم وايم الله ليوشكن أن تسمع بالقصور البيض من أرض بابل قد فتحت، قال: فأسلمت. وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ورد في هذه الرواية، كما صدق عديّ بإسلامه حيث صار له دور في نصرة الدين وخدمة الإسلام وتحت راياته
(1)
الطبري د. السنديوني ص 95.
(2)
الطبري تاريخ الرسل - ابن عبد البر الاستيعاب مع الإصابة - البغدادي خزانة الأدب - ابن هشام السيرة 4/ 255 - ابن كثير البداية والنهاية.
في عهد رسول الله ثم الخلفاء الراشدين، ولم يكن إسلام طيئ دفعة واحدة بل كان في فترات، وقد خص رسول الله صلى الله عليه وسلم رموزًا من طيئ في خطابات دعوة وإقطاع.
وبعد أن دخلت قبيلة طيئ في الإسلام ساهمت في حمل راية الجهاد وأسهمت في الفتوحات تحت قيادة قادة الفتح والجهاد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في عهد الخلفاء الراشدين.
وعندما ارتدت بعض القبائل العربية بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم ظلت طيئ متمسكة بالدين مناصرة له واقفة في طليعة الجيوش التي أخمدت ردة تلك القبائل في بزاخة مع بني أسد وغير ذلك، وفي الفتوحات كان لهم سبق في جيش خالد ابن الوليد رضي الله عنه في العراق.
ويذكر ابن عبد البر بسنده أن طيئا ثبتت على دينها وافية لعقيدتها وكان عديّ بن حاتم أول من ورد المدينة بالصدقة على أبي بكر رضي الله عنه بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم في حين أنهب الآخرون ما لديهم من الصدقة عندما علموا بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستشهد البعض بقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما قال لوفد طيئ الذين وفدوا عليه راغبين في الخروج معه:"جزاكم الله خيرًا فقد أسلمتم طائعين وقاتلتم المرتدين ووفيتم بصدقات المسلمين"
(1)
ومواقف قبيلة طيئ في نصرة الإسلام والجهاد أكثر من أن تتسع له هذه النتف فقد أسهب في ذكرها الإخباريون وكتاب السيرة كابن هشام والطبري وابن حجر وابن الأثير والواقدي وغيرهم ممن دونوا تاريخ وتراث العرب قبل الإسلام وبعده.
شعر القبيلة
ولما كان الشعر من الأمور التي اهتمت العرب بها منذ أقدم العصور سواء كان ذلك في جاهليتهم أو حتى بعد أن شرفهم الله بالإسلام وجعلهم خير أمة أخرجت للناس، فإن قبيلة طيئ كسائر القبائل التي عاصرتها استخدمت الشعر
(1)
ابن عبد البر - الاستيعاب 3/ 1057 وما بعدها.
للمدح والفخر والحماسة ولتحديد المواطن والمواقع وللهجو والرثاء وغير ذلك من الأغراض التي استخدم فيها الشعر، وفي هذا البحث أورد نماذج من شعر الطائيين حسب أغراضه وذلك اقتناعا مني بأن هذا الجانب ذو أهمية في التدليل والتوثيق فأقول:
1 -
يقول طيئ أبو القبيلة مفاخرًا بنسبتهم إلى اليمن ومعللًا سبب هجرتهم:
إنا من الحي اليمانينا
…
إن كنت عن ذلك تسألينا
وقد ضربنا في البلاد حينا
…
ثمَّت أقْبَلنا مهاجرينا
إذ سامنا الضيم بنو أبينا
…
وقد وقعنا اليوم فيما شئنا
ريفا وماءً واسعا معينا
2 -
يفاخر النعمان بن بشير الأنصاري بالرموز التي تنتسب لليمن فقال:
ومنا ملوك النّاس فهد وتُبَّع
…
وعبد كلال والقروم القماقم
فمن ذا يعادلنا من النّاس معشر
…
كرام فذو القرنين منا وحاتم
3 -
عاش الشاعر الجاهلي الفجل امرؤُ القيس بن حجر فترة من الزمن مستجيرا بقبيلة طيئ وقد أورد أشعارا في مواقعها أو مدحا ببطن من بطونها على نحو ما يلي:
مدح بني تيم بن ثعلبة المعروفين بمصابيح الظُلَّام عندما نزل عندهم فقال:
أقرْ حَشا امرئُ القيس بن حجر
…
بَنُو تَيْمٍ مصابيح الظلام
ومدح امرؤ القيس بني ثُعَل من بطون عمرو بن الغوث:
أحللت رحلي في بني ثُعَل
…
أن الكريم للكريم محل
وقال في رماة بني ثُعَل:
رب رام من بني ثُعَل
…
مخرج كفيه من فتره
وقال امرؤ القيس محددا مكانين في أجأ هما شوط وحية مازالا معروفين حتى الآن.
فهل أنا ماش بين شوط وحية
…
وهل أنا لاق حيَّ قيس بن شمرا
وقال في موضع آخر يذكر فيها لَبُونَه محددا مسراحها ومبيتها وحماتها:
تُبيتُ لبوني في القريَّة أمنا
…
وأسحها غبا بأكناف حائل
بَنُو ثُعَل جيرانها وحماتها
…
وتمنع من رماة سَعْد ونابل
وفي موضع آخر يمدح بطنا من بطون طيئ هم بنو سعد الذين منهم سدوس فقال امرؤ القيس:
إذا ما كنت مفتخرًا ففاخر
…
ببيت مثل بيت بني سُدُوسا
ببيت تبصر الرؤساء فيه
…
قيامًا لا تنازع أو جلوسًا
ويمضي شعراء طعض في ذكر مواطنهم مصرحين في ادعائهم ملكية الجبلين فيقول أحدهم:
وبالجبلين لنا معقل
…
صعدنا إليه بسمر الصعاد
ملكناه في أوليات الزمان
…
من بعد نوح ومن قبل عاد
وبعد الإسلام واعتناقهم له وإسهامهم في نشره ونصرته أصبح شعرهم متاثرًا بعقيدتهم، وإليك أمثلة على ذلك حيث يقول بجير بن بجرة الطائي في معركة بزاخة:
فليت أبا بكر يرى من سيوفنا
…
وما نختلي من أذرع ورقاب
ألم تر أن الله يوم بزاخة
…
يصب على الكفار سوط عذاب
ونسب إلى زكريا بن يحيى الطائى أنه قال إن خالد بن الوليد يمدحنا على فعالنا ضد المرتدين فقال:
جزى الله عنا طيئا في ديارهم
…
بمعترك الأبطال خير جزاء
همُ أهل رايات السماحة والندى
…
إذا ما الصبا ألوت بكل خباء
هم ضربوا قيسا على الدين بعدما
…
أجابوا منادي ظُلْمةً وعماء
وها هو عروة بن زيد الخيل يقول بعدما أبلت طيئ يوم القادسية بلاء مشهودا في جيش الإسلام:
برزت لأهل القادسية معلما
…
وما كل من يغشى الكريهة يُعلمُ
ويوما بأكناف النخيلة قبلها
…
شهدت فلم أطرح أدمي وأكْلُم
وأقعصت منهم فارسًا بعد فارس
…
وما كل من يلقي الفوارس يسلمُ
ونراه أيضًا بعد معركة نهاوند الذي كان له شرف القيادة فيها يقول:
ألا طرقتْ رحلي وقد نام صُحبتي
…
بايوان سيرين المزخرف خلت
ولو شهدت يوميْ جولاء حربنا
…
ويوم نهاوند المهول استهَلَّت
إذ لرأت ضرب امرئ غير حامل
…
مجيد بطعن الرمح أروعُ مصلت
ولما دَعَوا أبا عروة بن مُهلْهَل
…
ضربت جموع الفُرس حتى تولَّت
وكانت قبيلة طيئ قد أنجبت عددًا من الشعراء الذين ظلت أشعارهم تردد عبر الأزمنة والعصور وتزخر بها كتب السير والأدب، وقد عكست أشعارهم جانبًا من جهادهم ومواقفهم، وهذا صفي الدين الحلبي الطائي يقول في قصيدة خالدة تقول أبياتها:
سل الرماح العوالي عن معالينا
…
واستشهد البيض هل خاب الرجا فينا
وسائل العرب والأتراك ما فعلت
…
في أرض قبر عبيد الله أيدينا
لقد مضينا فلم تضعف عزائمنا
…
عما نروم ولا خابت مساعينا
بيوم وقعه زوراء العراق وقد
…
دنا الأعادي بما كانوا يدينونا
بضمَّر ما ربطناها مسوَّمة
…
ألا لنغزو بها من بات يغزونا
وفتية إن نقُل القوا مسامعهم
…
لقلنا أو دعوناهُم أجَابُونا
قوم إذا خاصموا كانوا فراعنة
…
يومًا وأن حكموا كانوا موازينا
تدرعوا العقل جلبابا فإن حميت
…
نارُ الوغي خلْتَهُم فيها مجانينا
إن الزرازير لما قام قائمها
…
توهمت أنَّها صارت شواهينا
أخلوا المساجد من أشياخنا وبغوا
…
حتى حملنا فأخلينا الدواوينا
ثم انثينا وقد ظلّت صوارمنا
…
تسمو عجابا وتهتز القنالينا
وللدماء على أثوابنا علق
…
بنشره عن عبير المسك يغنينا
إنا لقوم أبتْ أخلاقنا
…
شرفا أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينا
بيض صنائعنا خضر مرابعنا
…
سود وقائعنا حمر مواضينا
لا يظهر العجز دون نيل مني
…
ولو رأينا المنايا في أمانينا
هذه القصيدة قالها في زمن اجتياح التتار للعراق، وقد نهضت طيئ لقتال التتار وحققوا عليهم نصرًا.
وقد أوحى تتبعي لسيرة هذه القبيلة في شتى المراجع التي قرأتها أقول فاضت قريحتي بهذه القصيدة التي حاولت فيها ربط القبيلة وبطونها وما تفرع عنها في منطقة حائل فقلت:
لا تسألوني لماذ القلب يعشقها
…
لا تسألوني لماذا القلب يهواها
لا تكثروا اللوم إن أحببتها أبدًا
…
فالنفس قد مُلِئتْ عشقًا لمرآها
تلك الجبال على ذاك الثرى علمًا
…
للجود للبذل رب الكون أرساها
شواهق شمخت بالمجد ناطقة
…
ترى لناظرها أخبار من جاها
تقص أخبار طيئ حين هجرتهم
…
بحثًا عن العيش من مائها ومرعاها
لما هوى السد ضاق العيش في يمن
…
نادي أسامةُ للترحال نبداها
من الجنوب تنادوا في جحافلهم
…
نحو الشمال وفي النقبين لقياها
أحفاد يعرب حطوا الرحل في جبل
…
نادي المنادي ظريبا ما فقدناها
لَمْ نفقد الجوف لَمْ نعدم مسايله
…
فهذه حائل فاضت شغاياها
تكاثروا ونموا في أرض هجرتهم
…
بين الشعاب التي قد طاب مرعاها
ما بين أجا وسلمى لهم همم
…
تذود بالسيف من بالشر يلقاها
والبذل كان لهم اسمًا يلازمهم
…
فحاتم الجود مقرون بذكراها
كانت مواقفهم بالحق صادقة
…
فاسأل بزاخة عن أخبار من تاها
تروي بطولات سيف الله قائدهم
…
وحوله فتية من طيئ منشاها
فيهم عديّ وزيد الخير تتبعهم
…
جحافل نذرت لله ممشاها
لبت نداء الهدى لله وقفتها
…
فنصرة الدين بانت من سجاياها
دارت على الأسدي بالسوء دائرة
…
وأخمدت ردة في النّاس أذكاها
وفي الفتوح لهم سبق ومفخرة
…
فرافع رفع الرايات أعلاها
مع خالد يرسم الآفاق يسلكها
…
نحو المدائن مثل الليث يغشاها
فتلك طيئ كم كانت مواكبة
…
ركب الجهاد لعز الدين مسعاها
قبيلة رسخت في الأرض تعمرها
…
إسهامها شاهد ينبي بجدواها
مآثر نطقت تروي مواقفها
…
تألقت في الورى في الكتب نقراها
تناسلت ونمت واشتد ساعدها
…
حتى غدت قوة والخصم يخشاها
لما خبا نجمها باتت مشتتة
…
بكل صقع بأرض الله تلقاها
ثم انبري بطنها للشمل يجمعه
…
فكان شمَّر يحيي اليوم ذكراها
مشى على دربها يحيي أرومتها
…
بعيد سيرتها لما تولاها
أعطاها اسمًا له صارت تنادي به
…
بشمر ربطت طيئ لأولاها
تتابعت بعده من نسله أمم
…
تحمي الذمار وتعلي الشأن والجاها
تحيي المكارم والمعروف تبذله
…
ونجدة الجار بعض من مزاياها
تعددوا أفرعا في كل شاهقة
…
وفي السهول مع الوديان سكناها
في كل وادٍ لهم دار يلوذ بها
…
من ضامه من شرور الدهر بلواها
أحفاد ضيغم أهل الخيل والوبر
…
جفانهم شرعت للضيف يلقاها
فمن أتي طامعا في حسن جيرتهم
…
يلقى المودة والإكرام والجاها
ومن أتى باغبا يملي مطامعه
…
نصيبه من سيوف الهند أمضاها
ظلوا على أرضها يحمون ساحتها
…
حتى استقرت لليث قد تولاها
شيخ له فضله في جمع أمتنا
…
كل الجزيرة بالقرآن أحياها
صقر الجزيرة لا تحصى فضائله
…
يكفيه فخرا حدود الله يرعاها
القبائل العربية بعد قيام دولة الإسلام
من المعروف أن الله سبحانه وتعالى اختص العرب وأكرمهم بأن جعل خاتم الأنبياء والمرسلين محمدًا صلى الله عليه وسلم منهم وأنزل آخر الرسالات والكتب السماوية (الفرقان) بلسانهم وجعل بيته الحرام وقبلة المسلمين في ديارهم، وبهذه فقد أعزهم الله بالإسلام، وبالإسلام قامت دولتهم عندما انطلقت الدعوة وسارت الجحافل من طيبة الطيبة من مدينة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى الأمم والآفاق تبلغ الرسالة وتخرج النّاس من الظلمات إلى النور، فهي ليست دعوة للعرب وحدهم بل كانت للناس كافة.
وبعد قيام دولة الإسلام في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ثم من بعده الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم ثم في عهد الدولتين الأموية والعباسية كانت كتائب الإسلام تجوب الأرض وتدعو إلى الإسلام وتنشر العدل والإخاء بين النّاس مرسخة مبادئ الحرية والمساواة على أساس من التقوى.
ولقد كانت القبائل العربية التي ظلت قرونا طويلة تسودها روح العصبية والتناحر والاقتتال أول من انضم إلى حظيرة الدين والانقياد للدعوة والطاعة الأولى الأمر متفانين بخدمة عقيدتهم لا يؤثرون عليها شيئًا مهما كان فقد هذبهم الإسلام وقضى على الكثير من عاداتهم وأفكارهم فكانوا بحق جنود الإسلام وحملة لوائه؛ لهذا نرى الرايات تعقد لخيار القوم من شتى القبائل سواء العدنانية منها أو القحطانية، فالإسلام آخي بين الجميع وأضعف التفاخر بالأنساب {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ
…
(12)} [الحجرات]، ولا يعني ذلك إلغاء دور خيار القوم وسادتهم عندما أسلموا وفقهوا فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا".
وقبيلة طيئ بعد أن دخلت في الإسلام انشغلت بالجهاد وتوسعت في الهجرة والرحيل إلى العراق والشام ومصر وفي كل ارض تؤمه قوات الإسلام وكتائبه حينذاك، ومنذ ذلك الوقت لَمْ يكن للقبيلة أثر كبير في موطنها في أرض الجبلين ولم تحظ باهتمام المؤرخين شأن معظم بقاع نجد، فلقد خطفت الأضواء واستحوذت على الاهتمام المدينة المنورة عاصمة الإسلام الأولى ثم الكوفة في عهد علي رضي الله عنه ثم دمشق فبغداد.
وكانت القبائل قد ألفت السكني حول حواضر الإسلام وانتشرت في ربوعها حيث مواطن الخصب والنماء والمياه، فها هي طيئ تتواجد وبكثرة هناك شأن معظم القبائل العربية وكانت تشكل تلك القبائل دعما للدولة فهي وإن كانت خاضعة طائعة لأوامر الخليفة ملبية أوامره، إلَّا أن العشيرة ظلت متماسكة تشكل وحدة بشرية قوية حتى تنصهر في بوتقة الحياة الحضرية فيضعف ولاءها اللقبيلة والعشيرة، وقد أفرد ابن خلدون وصفا لهذه الأمور في كتبه التي هي أساس علم الاجتماع ويرجع إليها حتى هذا العصر.
ويذكر المؤرخون
(1)
أن طيئا التي ناصرت الفتح في العراق مع خالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص والمثنى بن حارثة الشيباني وناصرت الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه في حوادث عام 36 هـ؛ إذ حاربت معه في صفين اختطت لها خطة في الكوفة بجانب القبائل اليمنية، وعاشت هناك، أما في الشام فكانت حمص ونواحيها مكانا لتواجدها، وساندت الأمويين الذين كانوا يعتمدون على القبائل اليمانية أكثر من اعتمادهم على القبائل القيسية حيث تمكنت طيئ وغسان وكلب من التغلب علي بني بكر وهَوَازِن وذبيان
(2)
، وفي أيام الخلافة الأموية حيث كانت تضم معظم بلاد العرب كان من السهل تنقل القبائل في بادية الشام والجزيرة العربية، وكان لحرية التنقل أثره في انتشار بطون القبائل في ربوع العراق والشام وفلسطين ومصر والمغرب العربي، الأمر الذي نتج عنه امتزاج القبائل فيما بينها، وضعفت العصبية القبلية لدى من استوطن المدن والقرى وبدأ يألف حياة الحاضرة حيث يتعاون الخضر معا على شئون حياتهم.
يقول المحامي فرحان أحمد سعيد
(3)
: وقد تفرقت طيئ في أنحاء العراق وبلاد الشام فكانت مراكز تجمعاتهم في عين التمر، والأنبار والكوفة والبصرة والموصل وحلب وحمص وضواحي دمشق والرملة وغيرها، وعموما فقد انتشرت في بادية بلاد العرب الشمالية؛ أي في المنطقة الممتدة التي تمثل مثلثا رأسه مدينة مسكنه وقاعدته مدينتي كاظمة (الكويت) في الشرق، والعقبة في المغرب وعلى
(1)
آل ربيعَةَ الطائيون - فرحان أحمد سعيد المحامي - ص 21.
(2)
نفس المرجع السابق.
(3)
نفس المرجع السابق.
امتداد ضلعه الوهمي الممتد من مسكنه إلى كاظمة تقع (عين التمر والحيرة والقادسية والسماوة وصفوان) وهذه تمثل بادية العراق وضلعه الثاني الممتد من مسكنه إلى العقبة يقع على جبل العرب (الدروز) وجبل الشراة وهو يمثل بادية الشام وفي امتداد قاعدته جنوبًا يقع وادي الباطن والقصيم وجبلي (طيئ وصحراء النفوذ الكبرى).
وتواجد هذه القبائل في تلك الأصقاع قائم على الرعي فهم يقيمون مضاربهم في الشتاء والربيع في البادية وأطرافها، وفي الصيف يتواجدون حول ضفاف الأنهار لتوفر بقايا المزروعات والهشيم من النباتات التي يستفيدون منها أعلافا لمواشيهم. ومن المعروف تاريخيا أنه نظرا لاتساع رقعة الدولة الإسلامية في عهد الخلافة العباسية ودخول الأمم غير العربية فيها كالفُرس وظهور التيارات الفكرية والدينية فإن الدولة انشغلت بمكافحة شتى السلبيات التي ظهرت كالدعوات والفرق الباطنية (قرامطة) واستئثار الأجناس غير العربية في السلطة والنفوذ، الأمر الذي جعل القبائل العربية في وضع غير مستقر حيث كانت تلتمس قيام أي إمارة عربية لتوآزرها وهذا ما ترجمه انضمام قبائل عُقيل وكلاب وطيئ ونُمير وكلب إلى إمارة الحمدانيين من بني تَغْلِب بن وائل التي قامت في الموصل وحلب ما بين 317 هـ حتى 394 هـ وقد وصفهم ابن خلدون بأنهم (كانوا رعايا البني حمدان يؤدون لهم الإتاوات وينفرون معهم في الحروب)
(1)
، وقد كان ضعف الدولة المركزية في بغداد وتسلط الطامعين من أصحاب العقائد كالقرامطة والفاطميين وأصحاب المطامع من ذوي الانتماءات العرقية الأخرى سببا في قيام بعض الإمارات العربية التي صار لها هيبة وسطوة ونفوذ كإمارة الحمدانيين آنفة الذكر وإمارة بني عُقيل الفراتية الذين بسطوا نفوذهم على الكوفة وتغلبوا على الموصل، وقبيلة طيئ تغلبت على مناطق ذات أهمية في بلاد الشام وأسسوا إمارة طيئ الأولى (إمارة آل جراح) في الرملة بأرض فلسطين تلك الإمارة التي ظلت
(1)
ابن خلدون - العبر ج 4 - ص 545.
ردحًا من الزمن تتقاذفها التيارات المتصارعة في المنطقة من قرامطة وفاطميين وسواهم، حيث كانت القبائل العربية في المنطقة عاملًا مؤثرًا لتحقيق تطلعات القوى في صراعها على السلطة.
وهكذا نرى أن القبائل العربية التي استوطنت الشام والعراق ظلت تسهم في الحياة السياسية وتبرز كقوى فاعلة مؤثرة وفقا لقوتها وارتباطها وولائها للسلطات الكبيرة ذات النفوذ القوي، ومن أمثلة ذلك آل ربيعَةَ الطائيين الذين لعبوا دورا هاما في ترجيح الصراع بين مصر والشام، وقد استمرت إمارتهم حتى دب فيها الوهن والضعف في أواخر القرن الحادي عشر الهجري.
وقيل أن نهاية إمارة آل ربيعَةَ الطائيين بعد المعركة التي حدثت بين (آل مرا) الطائيين وبين ربيد تلك الواقعة التي عرفت حينذاك في العراق بذبحة آل مرا حيث بيت الزبيديون قبيلة طيئ المرا وأعملت فيها السيف فقتل عدد كبير ومن نجا بعد تلك المعركة ترك دياره وتوجهوا إلى الخابور والجزيرة الفراتية وتشتتوا بصحراء الخالص ومنهم من استقر في الزاب، وقد لقب الباقون منهم ب (البيات) أحدهم بياتي، وقد ذكرهم العزاوي في تاريخ العراق ج 3 ص 368 بقوله:"إن البيات من طيئ ونخوتهم أخوة شاطرة وأن أصلهم من آل مرا، مالوا إلى العراق من وقعة آل مرا، ولهؤلاء تنسب الوقعة المعروفة (ذبحة آل مرا) وهم فرقة من طيئ"(انتهى كلام العزاوي).
هذا ما كان من أمر الطائيين الذين نزحوا من الجبلين إلى العراق والشام وفلسطين ومصر فماذا عن الذين ظلوا في موطنهم الجبلين ومنطقة حائل كلها؟
للإجابة على هذا السؤال يجدر بنا أن نذكر حقيقة هامة هي أن الفترة التي كان الصراع بها على أشده في أجزاء الدولة العباسية منذ منتصف القرن الثالث الهجري وما صاحب ذلك من ظهور الفرق الدينية وتدخل الوزراء وأصحاب المطاح في شئون الخلافة، وازدياد الفتن والانقسامات والقلاقل التي كانت تغذيها المطامع والتشيع وغير ذلك من الأمور التي استهدفت الخلافة وأصابتها بالضعف والوهن بحيث لَمْ يبق لها سوى الذكر فقط، أما النفوذ والصولة فهي لتلك القوى التي سادت في النواحي والأقاليم؛ ولهذا فقد شغل المؤرخون لتلك الأحداث ولم يكن للصحراء العربية نصيب من التدوين والأخبار بالقدر الذي
يروي ظمأ الباحث ويوفر له المادة التي تربط أحداث القبائل في أنحاء نجد للدرجة المقبولة التي تجيب على أسئلته؛ ولهذا فقد أصبحت الروايات والملاحم والأساطير من الأمور المألوفة في ذكر بعض أحداث نجد وصراعات القبائل فيها.
ووصولًا للإجابة على السؤال عن الطائيين في الجبلين أقول: إن بطون القبيلة ظلت في مواقعها في الجبلين في أجأ وسلمى وما حولهما من السهول وموارد المياه وقد قامت ونهضت بطون منها وأصبح لها شأن في نجد كلها حيث بدأت في التوسع نحو الجنوب الشرقي من نجد والجنوب الغربي من جنوب نجد حتى مشارف الحجار، ويذكر أحد الباحثين عن ذلك الزمن ما نصه
(1)
: وظهر على الساحة فروع أخرى لها مكانتها مثل قبيلة بني هلال بفروعها وبني خفاجة ابن عامر، هاتان القبيلتان العامريتان كان لهما دور بارز فيما بعد، حيث اتجهت الأولى مع أجزاء كبيرة من بني سُلَيْم وبني جُشَم ومن التف لفهما بعد اجتياز وسط نجد إلى مشارف العراق ثم اتجهوا غربًا إلى مصر وشمال السودان إلى أن استقر بهم المقام بالمغرب العربي في كل من ليبيا وتونس والجزائر والمغرب بعد أن تركوا لهم بقايا في الحجاز ونجد من مختلف فروعهم.
أما خفاجة من بني عُقيل فقد اتجه معظمهم إلى العراق حيث استقروا هناك.
وبعد رحيل بني هلال من نجد امتد جزء من قبيلة طيئ من أقاربهم وهم بنو المغيرة متجهين نحو الجنوب الشرقي من شمال نجد إلى وسطه واستقر بهم المقام في عالية نجد بوادي الشعراء وما حوله وكان لهم صولة وجولة وقاعدتهم الشعراء إلى أن نافستهم في ذلك فروع من قبيلة طيئ من أقاربهم جاءوا من نفس الاتجاه وهم الفضول وهم فضل ومغير وكثير وفروعهم واتجهوا إلى اليمامة في وسط نجد وكانت قاعدتهم العمارية وأبا الكباش على وادي حنيفة واستمر لهم الأمر حتى ظهر عليهم بنو عمهم بنو لام الطائيون الذين اتخذوا نفس الاتجاه وكان لهم الأمر بعد آل مغيرة في نجد وكان آخر بني لام أديْدُ بن عروج الذي
(1)
عبد الرَّحمن بن زيد السويداء ال 100 سنة الغامضة من تاريخ نجد ص 127، 128.
ترأس بني لام بعد عجل بن حنيتم، وهناك فروع من طيئ اتجهت إلى الجنوب الغربي من نجد على مشارف الحجاز وهم بنو خالد غُزَيّه الطائيين وهم أبناء سيف ومسعود وحارثة أبناء أبي بن غنم بن حارثة بن شوب بن مَعْنِ بن عتود بن حارثة بن لام الطائي، الذين استقروا هناك فترة من الزمن ثم اتجهوا شرقًا حتى استقر بهم المقام في وسط نجد بالقصيم لفترة من الزمن، حيث اتجه جزء منهم بعد ذلك وكونوا سلطة في الإحساء وامتد نفوذهم إلى أجزاء من شمال نجد وشرقها إلى حوالي منتصف القرن الثالث عشر الهجري. (انتهى السويداء).
وأقول: أما منطقة حائل فقد بقي فيها سكانها من بطون طيئ تعيش فيها على نمط حياة أسلافهم وكسائر القبائل المماثلة لهم متشبثة بالبقاء في جبالها وسهولها ترعى ماءها وتكابد القبائل الأخرى في الذود عنها، وبالرغم من عدم توافر المعلومات الدقيقة الموثقة عن معظم أجزاء نجد من نهاية القرن الرابع الهجري حتى القرن العاشر اللهم ما ورد من نتف ليست ذات قيمة تاريخية تفيد الباحث والمؤرخ بربط أحداث هذه المنطقة وما طرأ عليها من صراعات بين القبائل
(1)
، فإن أيسر ما أشار إليه الباحثون عن تلك النتف ما ذكره الهجري عن تواجد القبائل النجدية في مواطنها وذلك عندما قام بجولة في أنحاء نجد لجمع مادة كتابه لتحديد المواقع في أوائل القرن الرابع الهجري حسب ترجيح الشيخ حمد الجاسر، وكما ذكر الرحَّالة ابن جبير الذي مر بنجد في أواخر القرن السادس الهجري، 580 هـ، حيث سلك طريق حجاج العراق وأشار إلى تواجد القبائل، ويليه ابن بطوطة الذي قام برحلته في النصف الأول من القرن الثامن الهجري 732 هـ مخترقا قلب نجد مارا بمدينة حجر الرياض واصفا إياها بأنها مدينة حسنة ذات مياه وأشجار يسكنها طوائف من العرب أغلبهم من بني حنيفة وأميرهم طفيل بن غنم.
وقد ذكرت بعض المراجع التاريخية وأشارت إلى بعض الوقائع والأحداث التي توالت على قلب نجد (منطقة اليمامة) بدأ بخضوعها للأمويين في الخلافة الأموية، واستيلاء بني حنيفة بقيادة المهير بن سُلمى الحنفي عليها، ثم عودتها
(1)
عبد الرَّحمن بن زيد السويداء ال 100 سنة الغامضة من تاريخ نجد ص 241.
لسلطة الدولة العباسية بعد قيامها واستمرارها فترة من الزمن، وبعد أن دب الضعف في الدولة العباسية.
خضعت منطقة اليمامة للأخيضريين الذين جعلوا الخرج قاعدة لهم في حوالى الثلث الأخير من القرن الثالث الهجري ثم غلبهم عليها القرامطة الفرقة الباطنية المعروفة في التاريخ إلى أن خلصها العيونيون من القرامطة ثم انتزعها العقيليون (بني عصفور وبني جروان والجبرين) حتى منتصف القرن العاشر عندما استولى آل مغامس على الأحساء وحكموه إلى أن استولى عليها العثمانيون.
في تلك الأزمنة التي كانت قلب نجد تتجاذبها هذه القوى وفقا للمعلومات الشحيحة التي توافرت لدى الباحثين، يُستنتج في ضوئه أن شمال نجد قد تكون تعرضت لنفوذ تلك القوى لاسيما ومنطقة الجبلين ينسب إليها وفرة المياه والزراعة والنخيل في شعاب أجأ وسلمى وفي قراها، غير أنني مع عدم توافر المستند لا أجزم بالقطع في هذا الأمر وإنما أخضعه للاستنتاج، مع ترجيحي أن أهل الجبلين من بطون طيئ بني لام وعشائرها من فضول ومغيرة وبني شمَّر والبطون الأخرى التي ظلت في أوديتها وشعابها في أجأ وسلمى وما حولها من السهول مازالت من القوة والقدرة على البقاء والمقاومة بحيث لَمْ يرد ذكر في المراجع التي تيسر لي الإطلاع عليها في بحثي عن تاريخ تلك الأحقاب المهملة من الذكر عن منطقة الجبلين، وقد بذلت جهدا في البحث لعلي أجد خيطا يربطتي بمسيرة قبيلة طيئ حتى ورثتها قبيلة شمَّر التي هي بطن من بطون طعيّ، فلم أجد أمامي سوى الاستنتاج والترجيح في ضوء المقارنة ودعم الومضات الصغيرة فيما وجدته في إشارات بعض الأخباريين.
شمرّ البطن يحل محل طيئ القبيلة
لقد اتفق رأي معظم النسابين
(1)
أن شمَّر بطن من طيئ حلت محلها، فقد ذكر ياقوت الحموي (بنو شمَّر من بني زُهير من قراهم تورن)(قل يعني توارن) وهي قرية في أجأ أحد جبلي طيئ.
وقال القلقشندي في نهاية الأرب: (بنو شمَّر بطن من العرب سكنهم جبلا طيئ أجأ وسلمى بجوار لام).
وذكرهم صاحب تاج العروس أنهم بنو شمَّر بن عبد جُذَيْمة بطن من طيئ وفي الاشتقاق لابن دريد (بنو شمَّر من بني هذمة بن عتاب من طيئ).
وفي المنتخب للمغيري (ص 83) ومن بطون طيئ شمَّر وقد أورد رواية الكلبي حيث قال: شمَّر ورريق بطن من ثُعَل وهما أبناء عبد جُذَيْمة بن زهير بن سلامان بن ثُعَل بن عمرو بن الغوث بن طيئ).
وقد قال الدكتور الشويعر
(2)
: وفي العصور المتأخرة عندما تغلب الجذم الكبير لقبيلة طئ (وهو شمَّر) واستحوذ بالمنطقة وهاجرت الأفخاذ الأخرى إلى الشام والعراق وغيرهما تغيرت النسبة إلى جبلي شمَّر بدلا من جبلي طيئ.
مما تقدم يتضح بكل قناعة أن شمَّر بطن من بطون طيئ حلت محلها في المواقع والنفوذ واستاثرت بجبلي طيئ ومن بقي من بطون طيئ انصهر في بوتقة هذه القبيلة الكبيرة التي صار لها شأن في الجبلين بعد أن انحسر نفوذ من سبقها من بطون طيئ مثل بني لام وبطونها، وانتشارهم في قلب نجد وفي جهات أخرى، والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو:
متى ظهر نفوذ قبيلة شمَّر في الجبلين؟
إن الجواب على هذا السؤال قد أجهد فكر معظم الباحثين الذين اهتموا وبحثوا في تاريخ هذه المنطقة بغية الوصول إلى حقائق تزيل كل لبس أو تصويب ما ورد في بعض الروايات المتباينة وغير المنطقية كالمبنية على استتتاجات ليست في محلها، ولكن لندرة المراجع والغموض المريب الذي أحاط بتأريخ منطقة الجبلين
(1)
ياقوت الحموي، المعجم ج 1 ص 887، عمر رضا كحالة - معجم القبائل ص 610 حرف الشين، القلقشندي مخطوط نهاية الأرب الكلبي، القلقشندي - تاج العروس - ابن دريد - الاشتقاق - المغيري - المنتخب ص 83.
(2)
حائل مدينة وتاريخ - د. محمد سعد الشويعر ص 36.
منذ القرن الخامس الهجري حتى بداية القرن العاشر أثارت تساؤلات كثيرة من المهتمين
(1)
بتاريخ المنطقة، وعلى كل مهما ندرت المراجع والمعلومات. المحددة فإن هذا لا يلغي وجود النشاط الإنساني فوق أديم تلك المنطقة وبقاء سكانها من بطون طيئ والقبائل الأخرى التي كانت تقيم معهم أو حولهم في تلك الربوع، وأنهم في حياتهم شأنهم شأن بقية الأصقاع النجدية التي عاشت في قراها وفي مراعيها وصار هاجسها الوحيد البقاء والذود عن مواطنها، وقد وصف الدكتور العثيمين واقع منطقة نجد وأوضاعها قبل ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فقال
(2)
:
"كانت هذه المنطقة - يقصد منطقة نجد - مكونة من إمارات بلدان صغيرة الحجم كثيرة العدد، ومن قبائل رُحَّل مختلفة الأحجام والنفوذ، وكان الخلاف بين إمارة وإمارة والنزاع بين قبيلة وأخرى من الأمور المألوفة في حياة الطرفين الحضري والبدوي على حد سواء".
وأقول: إن هذا الوضع حال دون قيام كيان قوي كبير ذى سلطة مركرية، إذ إن قيام مثل ذلك الكيان لَمْ تتوافر له المقومات في ظل الظروف القائمة حيئذاك في تلك القرى والأفكار التي تسيطر على عقول القبائل، ناهيك عن الجهل والعامية التي تعم القبائل؛ لهذا فإن الكيان المركزي يحتاج إلى فكرة تجمع عقول الأغلبية وهذا ما حدث في قيام الدولة السعودية الأولى في منتصف القرن الثاني عشر الهجري عندما احتضنت دعوة الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب الإصلاحية وتعاهد مع الإمام محمد بن سعود على نشر الأفكار الإصلاحية، وقد لاقت فكرة توحيد أقاليم نجد مقاومة من المدن والقرى والقبائل النجدية ناهيك عن القوى الأخرى مما هو معروف تاريخيًا، والمقاومة التي أظهرتها القبائل والقرى تعكس الجانب السيكولوجي للسكان وعزوفهم عن قيام الكيانات المركزية الكبيرة ورغبتهم في بقاء السيطرة والنفوذ حتى لو كانت صغيرة وضعيفة.
(1)
انظر كتاب الألف سنة الغامضة من تاريخ نجد للأستاذ/ عبد الرَّحمن السويداء.
(2)
الدكتور عبد الله العثيمين - نشأت إمارة آل رشيد - ص 21.
وأعود إلى قبيلة شمَّر وظهورها فأقول:
لقد ثبت لدى المؤرخين أن شمَّر بطن من طيئ ترعرع على أرض الجبلين وانتشر في سهولها وجبالها، وقد ورثت شمَّر طيئا في السلطة والمكان حتى أنَّها أصبحت تمثل الثقل لدرجة أن معظم بطون طيئ الأخرى انصهرت في اسم القبيلة البديلة التي هي شمَّر ولا غضاضة في ذلك ما دامت الأرومة واحدة فكل البطون تعود لطيئ التي ينتهي نسبها إلى قحطان، وهذا شيء مألوف لدى القبائل حيث تنمو القبيلة ويشتد ساعدها ويرهب جانبها ويكثر عددها وتتعدد عمائر وبطونا وفخوذا وفصائل وعشائر ثم تنشأ بينهم الخلافات والصراعات حتى يستقر الأمر لأحدهم ويصبح الاسم له، ولهذا رأينا بني لام من طيئ تسود فترة من الزمن ثم قبلها بطن من بطونها الفضول والمغيرة والكثير عندما انداحت في نجد وتصارعت مع قبائل عَنَزة العدنانية التي ظهرت في نجد كقوة.
ومنذ ذلك الوقت بدأت الإشارة إلى وجود قبيلة شمَّر كقوة في الجبل وردت في بعض الحوادث التي دارت في القرن العاشر الهجري، حيث أوردها العصامي في سمط النجوم العوالي عندما ذكر أن شريف مكة غزا شمَّر عام 963 هـ، ومنذ ذلك التاريخ أصبح اسم شمَّر يرد عند ذكر الجبلين لدرجة أن المتأخرين أطلقوا اسم الجبلين على شمَّر فأصبح يقال له جبل شمَّر بدلا من جبل طيئ مع تأصل التسمية الأولى لدى المؤرخين الأوائل.
ويقول الباحث المسعودي أبو عبد الرَّحمن بن عُقيل الظاهري
(1)
: "وشمَّر بطن من طيئ ولكنها في العصور المتأخرة أصبحت مجمع البطون الطائية مع أخلاط أخرى دخلت معها بالحلف"، وهذا يتفق مع رواية الشيخ حمد الجاسر
(2)
، حيث قال:"شمَّر قبيلة صريحة النسب وهي من القبائل التي لَمْ تخل بلادها من بعض فروعها فقد حلَّتْ طيئ بلادَ الجبلين أجأ وسلمى وما بينها وما حولها وكانت شمَّر في الأصل فرعًا صغيرًا من طيئ فأصبح يجمع كثيرًا من الفروع من طيئ وغيرها".
(1)
آل الجرباء في التاريخ والأدب، أبو عبد الرَّحمن بن عُقيل الظاهري - ص 17.
(2)
جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد - حمد الجاسر ج 1 - ص 461.
مما تقدم يتضح إجماع الباحثين والنسابين أن شمَّر بطن من طيئ وأنها حلت محلها في الموقع والنفوذ، ووجود الأخلاط أمر وارد ومألوف، فقد يندر أن نجد قبيلة عربية لَمْ يدخل بها أخلاط وأحلاف فينصهرون مع القبيلة القوية ويحملون اسمها وينتسبون إليها يفخرون لفخرها ويجزعون لجزعها لا سيما عندما تكون ذات قوة ونفوذ.
ومما تقدم أستطيع أن أقول: إن ظهور شمَّر على مسرح الأحداث في منطقة الجبلين كقوة تتفاعل مع الأحداث كان مع مطلع القرن العاشر الهجري، حيث كانت القوة فيما سبق ذلك للبطون الأخرى من لام وبطونها المغيرة والفضول والكثير، كما ورد لقبيلة ربيد ذكر في الوجود والسلطة في الجبلين وسوف أشير لذلك.
قبيلة شمَّر وبطونها
منذ القرن العاشر الهجري أصبحت قبيلة شمَّر من القبائل الفاعلة في منطقة نحد ولا سيما في منطقة حائل، وصار يردد ذكرها وذكر بطونها فما تلك البطون المكونة لقبيلة شمَّر؟
من المتفق عليه لدى معظم النسَّابين أن قبيلة شمَّر تتكون من بطن عبدة وبطن زوبع "سنجارة" وبطن "الأسلم"، وقد أخطأ فؤاد حمزة عندما محمد التومان
(1)
بطنا رابعا لشمَّر، في حين برى نسابو زوبع أن التومان يعودون لفخذ الثابت من زوبع "سنجارة" وقبيلة شمَّر ببطونها المذكورة تخضع للقول السائد والحكم بصحة وجود الأخلاط والتداخل في البطون ونسبة بطن لعدة جهات أو لعشيرة أخرى، والخلط والتداخل وتشابه الأسماء موجود في جميع القبائل العربية المعروفة حاليًا ومنذ أقدم العصور وأقرب مثل على ذلك الجدل الدائر حول نسبة الجرباء لعبدة
(2)
. وفقا لما أورده أبو عبد الرَّحمن الظاهري في كتابه عن آل الجرباء، بينما معظم الرواة وكتاب النسب يرجعونهم إلى الخرصة من زوبع "سنجارة" وهذا هو الشائع عند معظم أفخاذ شمَّر نفسها.
(1)
قلب الجزيرة العربية - فزاد حمزة - ص 169 - 174.
(2)
الجرباء في التاريخ والأدب - أبو عبد الرَّحمن بن عُقيل الظاهري.
وللدكتور علي الشعيبي في كتابه (القشعم من كبريات القبائل العربية) وجهة نظر في بطون قبيلة شمَّر، حيث نسبهم إلى ضيغم بن قيس بن شمَّر ومن ذرية ضيغم بن قيس خرجت بطون شمَّر
(1)
وقد أسهب حتى وصل إلى آل ضيغم وخروجهم كقوة ترأست شمَّر في الجبلين.
والواقع أن ما أجهد الباحثين هو البحث عن شيء من الأدلة أو المعلومات المعرفة ارتباط البطون في القبيلة فهل هي فعلًا ببطونها الرئيسية تعود إلى بطن شمَّر بن عبد جُذَيْمة بن زهير بن ثعلبة بن سلامان بن ثُعَل بن عمرو بن الغوث ابن طيئ وبذلك تكون قبيلة شمَّر بكل بطونها من قبيلة طيئ أم أن بطن زوبع "سنجارة" وبطن الأسلم هما اللذان انحدرا من قبيلة طيئ، وأن بطن عبدة جاءت من عبيدة التي هي من جنب من مَذْحِج والتي كانت قد هاجرت من جنوب الجزيرة العربية كما في رواية هجرة الضياغم واستوطنت الجبلين وتحالفت مع الآخرين وصارت لها السيادة بعد أن طردت "الزبيديين" من الجبل في عهد زعيمهم بهيج واستأثرت بالرئاسة في شمَّر كلها؟؟
أم أن عبدة التي هي إحدى بطون شمَّر تنحدر من نسل عبدة بن امرئ القيس بن زيد بن عبد رضا بن جُذَيْمة بن حبيب بن قيس بن شمَّر بن عبد جُذَيْمة ابن زهير بن ثعلبة بن سلامان بن ثُعَل بن عمرو بن الغوث بن طيئ، وعبدة بن امرئ القيس ورد اسمه في سلسلة نسب طيئ
(2)
وبذلك تكون جميع بطون شمَّر تعود لطيئ؟؟ وقد يكون هذا الافتراض الأخير هو ما أخذ به، وذكره الشعيبي
(3)
عندما قال أن لقيس بن شمَّر ولدا اسمه ضغيم وأن لضغيم ابنا اسمه مقدم وآخر اسمه راشد وثالثا اسمه شهوان وأن من ذرية هؤلاء ظهرت عشيرة عبدة، وهو بهذا السياق يحاول ربط عبدة بطيئ مباشرة كبطن له، فإذا افترضنا أن ذلك هو الصحيح لنسب عبدة فإنهم بذلك يكونون من بطون طيئ، وهذا خلاف ما أورده
(1)
القشعم من كبريات القبائل العربية - د. علي شواخ الشعيبي ص 97 - 104.
(2)
وفاء السنديوني - شعر طيئ في الجاهلية والإسلام - ج 2 - خارطة النسب.
(3)
د. علي شواخ الشعيبي - القشعم من القبائل العربية - ص 98.
النسابون من نسبة عبدة إلى جنب التي ينتهى نسبها إلى مَذْحِج أخو "طيئ"، حيث سبق أن عرفنا أن طيئا هو "جلهمة" ومذحجا هو "مالك" وهما أخوان.
ومهما كانت افتراضات الباحثين ومحاولات النسَّابين فإن القطع بقول أي منهم يبقى احتمالا وأن ترجيح الاحتمال يتطلب أدنى نسبة من الشواهد والدلائل فإذا لَمْ تتوافر فسيظل الاحتمال واردا.
وقد يستدل بالآتي على أساس أنَّها شواهد ودلائل وهي:
1 -
استمرار الفرع في مساكن الأصل عبر الأزمنة، وهذا ما أخذ به بعض النسَّابين لترجيح نسب بعض القبائل المتأخرة للجذوم المتقدمة
(1)
.
2 -
ما توافر من أشعار القبائل فصيحة وعامية مع العلم بأن الأشعار قد تأتي أحيانًا لِتَنْسب قائدًا وقبيلة أو بطنا من قبيلة ولو كانت تلتقي معها بنسب بعيدًا كانتساب بعض القبائل المعاصرة إلى عدنان أو قحطان مع بعدها عنهما.
3 -
بعض الروايات المتواترة والملاحم الشعبية قد يكون فيها شيء يقوي ترجيح واستنتاج الباحث ويبقى ذلك الجهد وسيلة وفتحا للأجيال التي قد تصل فيما بعد إلى حقائق موثقة من خلال المزيد من البحث عن الوثائق في مكتبات العالم ومن خلال الاكتشاف والحفريات ودراسة الآثار فلا غرو، فنحن حتى الآن ونحن في بدايات القرن الحادي والعشرين نسمع اكتشافات جديدة لحضارات بالية كالبابلية والفرعونية والآشورية وغير ذلك من تراث وحضارات الأمم التي سادت وعلا ذكرها وشأنها ثم اضمحلت وبادت وفق مشيئة الله وإرادته حيث يداول الأيام بين النّاس.
وعليه وبعد، فإن إخضاع عشائر شمَّر للشواهد والدلائل تدعم نسبة بطني زوبع "سنجارة" والأسلم لطيئ هما أقرب انتسابا لبطون طيئ بدلالة السكن
(1)
حمد الجاسر - شمال غرب الجزيرة ص 227 - أخذ بذلك.
والموطن فها هي فخوذ الأسلم لا تزال في جبال سلمي وحولها وكذلك منطقة جبال رمان وشرقا في فيد والسهول، وأما زوبع "سنجارة" فهي تسكن في مساكن بطون من طيئ في غربي أجأ وفي الغوطة ورمال عالج وامتدادها شمالًا، أما عشيرة عبدة فهي التي كثر الجدل والخلط في أمرها وتضاربت الروايات في نسبتها الطيئ أم لجنب من قحطان؟ ومتى جاءت إلى منطقة الجبلين وكيف تمت لها الرئاسة على شمَّر التي هي بطن من طيئ ولها السبق في الاستيطان والسكن في المنطقة؟ وما مدى قوة شمَّر قبل انتساب عبدة لها؟ وإذا كانت عبدة انتسبت لشمَّر بالحلف كما هو في بعض الروايات فلماذا لَمْ تنسب القبيلة لها لاسيما بعد أن أصبحت لها الرئاسة على القبيلة؟
أسئلة ذات مغزي وفي الإجابة عليها إزالة اللبس والغموض وإبعاد للخلط والتكهن اللذين يلجأ إليها أي باحث في مثل هذا الشأن، وبهذا أدعوا من لديه علم أو إجابة على أي من هذه التساؤلات إيضاحها فزكاة العلم نشره.
وعودة إلى السؤال الخاص بمجيء عبدة إلى الجبلين أقول:
اهتم المؤرخون والباحثون في هجرات القبائل فدونوا الهجرات ذات الصفة الجماعية أو الهجرات التي ترتب عليها قيام إمارة أو كيان قبلي أو صراع بين عدة قبائل أو بطون منها، وأما الهجرات الفردية والمحدودة فلم يلموا بها ولم تستوعبها ملاحظات مَنْ دَوَّنَ واهتم بذكر موجات القبائل المهاجرة أو قد تكون أخفيت أو أهلكت في عصور الجهل ونزوح عشيرة عبدة من الجنوب "اليمن ومنطقة تثليث" إلى الشمال "منطقة حائل والجبلين" هي الأخرى تضاربت الأقوال والروايات حولها ولم يكن هناك ذكر مدون إلَّا ما وصف بهجرة الضياغم، وهذه الهجرة هي التي اعتبرها معظم المؤرخين هي هجرة قبيلة عبدة التي انضمت بالحلف مع بني شمَّر من طيئ الذين يمثلونهم بطن زوبع وبطن الأسلم، ومع أن هجرة الضياغم ورد ذكرها في عدة مواضع من مؤلفات الباحثين إلَّا أن تحديدها بشكل قاطع لا زال موضع جدل بين المؤرخين وما ورد عن كونه منتصف القرن التاسع (850 هـ) كما أشار إليه ابن حاتم وغيره خاضع للاحتمال أكثر منه
للحقيقة، وقد ذكر العثيمين في كتاب نشأة إمارة آل رشيد أن هجرتهم في القرن العاشر حسب رواية ينسبها للشيخ متعب الحمود السبهان
(1)
- يرحمه الله - وقد قال الدكتور العثيمين في سياق بحثه عن تحديد وقت الهجرة ما يلي
(2)
: "ليس هناك ما يرجح رواية من هذه الروايات على سواها ولا ما يدلُّ دلالة واضحة على طول الفترة التي قضتها العشيرة المهاجرة بين تحركها من جهات وادي تثليث وبين استقرارها في جبل شمَّر".
وقد تطرق عمر غرامة العمروي في كتابه "منطقة تثليث وما حولها من 650 هـ - 1414 هـ"
(3)
إلى الضياغم ونسبهم وهجرتهم إلى شمال الجزيرة في القرن السابع الهجري وذكر أنهم هاجروا إلى الشمال بعدما تعرضوا لسيل مدمر قضى على ما يملكون من أموال وخيول وإبل وغنم ولم يبق منهم إلَّا الناجي بنفسه بل قيل أن السيول جرفت النساء والذراري، ولما نزل بهم ما نزل من أمر الله سبحانه القوي المتعال فما كان من أمرهم إلَّا أن رحلوا نحو شمال الجزيرة ليسلموا من شماتة "كذا" القبائل المجاورة، ومن السطو عليهم بعد أن حل الضعف محل القوة، وقد أورد بيتًا من الشعر للتدليل على ذلك:
غدا بآل عبد الرب براق ليلة
…
يحت الحصى من عاليات النوايل
فذا مربط الدهما وذا مركز القنا
…
وذا ملعب الخفرات سمر الجدايل
ولم يذكر العمروي أي مرجع سوى طرفة الأصحاب التي لَمْ أجد بها ما يؤيد رواية نكبتهم بالسيل في موطنهم تثليث، وإنما هناك رواية أخرى حول غرقهم في وادي الرُّمة سيرد ذكرها لاحقا، وقد تكون الرواية التي أوردها العمروي خلطا للثانية أو العكس والحقيقة في علم الغيب مع عدم توافر الدليل القاطع، وليس أمامي سوى الاستنتاج والاحتمال والترجيح.
فإذا أخذنا بالقول أن عبدة وصلت إلى أرض الجبلين في حوالي منتصف القرن التاسع الهجري ممثلة بقادتها من الضياغم الذين تكررت سيرتهم واشتهرت
(1)
الدكتور عبد الله العثيمين - نشاة إمارة آل رشيد ط 2 ص 29.
(2)
نفس المصدر السابق.
(3)
عمر بن غرامة العمروي - منطقة تثليث وما حولها - ص 38 - 41.
حروبهم في العديد من المؤلفات
(1)
والروايات والأساطير الشعبية فإنه من المرجح أنهم نزلوا منطقة الجبلين في فترة غير مستقرة في المنطقة وهي التي يفترض فيها نزوح بني لام وبطونها من حائل وانتشارها في وسط نجد وتخوم الحجاز، وبنفس الوقت قد تكون بداية قيام بطن بني شمَّر في السلطة، حيث حالفتهم عبدة في بداية الأمر وقبلت انتسابها لقبيلة شمَّر لما لها من روابط النسب والقرابة، فعبدة كما رُوِي أنَّها من جنب مَذْحِج وطيئ أخو مَذْحِج "مالك".
وفي القرن العاشر الهجري أصبح لشمَّر اسم شائع بين قبائل نجد ونفوذ قوي في منطقة الجبلين، وازداد ذلك النفوذ بتماسك القبيلة حاضرة وبادية وانفردت بالسيادة في منطقة الجبلين حتى أصبحت ترهب القبائل الأخرى المجاورة لها، وتتكون قبيلة شمَّر من البطون الرئيسية الثلاثة:
الأول: بطن عبدة ويتفرع إلى الأفخاذ التالية:
(أ) اليحياء: ويضم الفصائل التالية:
1 -
المفضل: ومن كبارهم ابن جبرين.
2 -
الفضيل: ومن كبارهم ابن شريم والعجل وهم السنان.
3 -
الجندة: ومن كبارهم ابن جبهان.
4 -
الجري: من كبارهم الفديد.
5 -
الشميلة: من كبارهم ابن دويهم.
6 -
السليط: من كبارهم ابن عقلا.
7 -
الهامل: من كبارهم العرفان.
(ب) الجعفر: ويضم الفصائل الآتية:
1 -
العبيد: ومنهم الحميان - الجدوع - الذلاعيب - الشرهان - الغرير الصبعان - الدبل، وسلامة أخو عبيد، فمنه العدلان ومنهم الرشيدان.
(1)
تغريبة بني ملال وحروب الضياغم - دكتورة إليسون ليريك - مطابع الفرزدق، ومنطقة تثليث وما حولها عمر غرامة العمروي والعبودي والشعيبي وخيار ما يلتقط - ابن حاتم.
2 -
الرزنا: ومنهم الزقاقدة - والعليان - والمزايدة - واللحيدان.
3 -
آل خليل: ومنهم عشائر المحمد والسمير.
4 -
آل جاسر: ومنهم آل رشيد وآل جبر والقراطا والعقيلي والذويب.
5 -
آل علي: فخذ كبير منهم أقدم أمراء الجبل، حيث ظل في أسرة آل علي إلى أن انتقل إلى أسرة آل رشيد، ومن آل علي عشائر كبيرة وشيخهم بعيجان بن علي.
6 -
القشعم: ومنهم الغانم والسعيد والفتيح، ومن هؤلاء انحدرت عوائل الثويني والبياح الذين منهم العقلا والرواحلة والبشر.
7 -
آل ريّا: وريا هي والدة غالب بن خضير بن جعفر بن محمد بن شهوان، وقد غلب لقب ريّا على اسم غالب فعرف الفخذ باسم آل ريَّا، ومن غالب انحدرت الفصائل الآتية:
أ - الحيامرة ومنهم الشيبان والثنيان، وجدهم الأول محمل.
ب - العطون ومنهم المهوس والراشد وجدهم عواد.
ج - آل سعيد ومنهم:
1 -
الريشان موارثهم العبدة - المحيفر - والخزام.
2 -
الرزين موارثهم النعام والطير والفوزان والرشدان.
3 -
القُوعَة (الغالب) وهم أسر حضرية في حائل والدهم غالب بن سعيد بن غالب بن خضير ولقبوا (بالقويعي) نسبة لأمهم بنت ابن قويعان من التومان من سنجارة من شمَّر، وقد طغى اللقب (القويعي) على اسم غالب فعرفوا بذلك وهم عدة عوائل هي:
- آل راشد: وهم قسمان:
أ - آل سبهان الأسرة المعروفة والتي كان لها دور بارز في منطقة حائل ونجد إبان حكم آل رشيد، ولازالت هذه الأسرة من أكبر الأسر في حائل والرياض والحجاز.
ب - العساف ومنهم أبناء حمد وصالح العساف وعبد الله الدخيل المعروف بالجناخ والحبوس.
- آل عثمان: وهم عدة عوائل: العمر والبكر والشافع والفرس والرباح والدخيل والمطلق والسليمان.
- آل صالح: عدة عوائل وهم الفهد والفايز (العنين) والعبد المحسن والجار الله.
- آل عواد: وهي عائلة كبيرة تضم أسرا في حائل وقراها والنبهانية والرس وحفر الباطن منهم الجار الله والمقرن والهندي والعمران والفرهود والمسعد.
- آل مسيعيد: عدة عوائل منهم محمد وموسى وأبناء عبد العزيز المسيعيد وحسين.
- آل منصور: منهم أبناء فهد المنصور وصالح المنصور والطالب والبراهيم والصفوق.
- آل نصار: ومنهم السلطان والرقاد.
ج - الربيعية: ويضم الفصائل الآتية:
1 -
الزقاريط: وشيخهم عراك وابن طلاع.
2 -
العفاريت: وأقدم شيوخهم المجيحيم وكذلك الوبير وابن سوقي، ومن العفاريت الويبار وشيخهم آل هباس وآل نهير.
3 -
الجدي: وشيخهم حمود بن جدي.
4 -
المحيسن: ومنهم الضماد عوائل متحضرة في حائل.
5 -
المردان: ومنهم العطا.
د - الدغيرات: ويلقبون بأولاد علي، وشيخهم ابن سعيد وهم الفصائل الآتية:
1 -
العليان: ومنهم السعيد.
2 -
التريبان.
3 -
الحسين.
4 -
الغوانم.
5 -
الغيثة.
6 -
الهثمي.
7 -
الشريهة.
الثاني: بطن سنجارة.
وهو الاسم الذي حل محل اسم زوبع وفرض نفسه كبديل (لزوبع)، ويذكر نسابو هذا البطن أن زوبع هو الأول وهو ابن محمد بن الحارث شريف طيئ وهي فخذان هما:
- سنجارة.
- وزايدة.
ويضم الفخذان عددًا من الفصائل على النحو التالي:
أ - سنجارة: وفصائلها خمس وهي:
1 -
الثابت: وفيهم العشائر الآتية:
أ - التومان: وشيخهم التمياط ومن التومان الوضاح والربعة والصخيل والهدبة.
ب - العمار: فرع رئيسي من الثابت كبيرهم ابن محيثل.
ج - النجم: فرع رئيسي من الثابت كبيرهم ابن راضي.
د - الزرعتين: من الثابت وشيخهم الحدب والرويس.
2 -
الزميل: وشيخهم ابن ثنيان وهم تسع عشائر:
أ - الثنيان.
ب - الرمحان.
ج - الشيحة والضو.
د - الذرفان وآل أبي سعد.
هـ - النمصان.
و - الشلقان وشيخهم ابن عبكلي.
ر - النبهان ومنهم الخمسان والصلعان وشيخهم ابن رخيص.
ز - الشمروخ ومنهم ابن محمود شيخ زوبع العراق.
ط - السلمان وشيخهم ابن سمير وابن عردان.
3 -
الزامل: وهم عشيرتين رئيسيتين هما:
أ - السويد ومنهم الهرابدة والسند والطوعان والقلابي والخلوي والجعاري والعممة والقدور والحمزة والذنيبات.
ب - الفداغة ومنهم الغريب والمطاعات والسيد والرثعة والشمالات والموقد الذين انحدر منهم ابن رمان صاحب تيماء.
4 -
الغفيلة: أبناء علي بن محمد الحارث، وأكبر شيوخهم ابن رمال وابن بشير وهم:
أ - الرمال ومنهم آل خنشر والمسلم والصلوج والعمور والرخام والمحمد والعلي والخشرم والكوده.
ب - القني ورئيسهم ابن زويمل ومنهم الذياب والجسار والمسطح وآل أبي علي.
ج - البطين وشيخهم السابق وهم: الجردان والمزيريب والمعلكي والمختار ورئيسهم ابن دهيثم واللواحق.
د - الصقر ورئيسهم الأسمر بن صعيوان.
5 -
زوبع: فرع من زوبع احتفظ بالاسم وهم الحمام والرموث والنمور والكرادة والحرصة.
(ب) الفخذ الثاني من بطن سنجارة (زوبع) هو زايدة
وهو بطن رئيسي ويقسمون إلى ثلاث فصائل هي:
أ - الخرصة ومنهم العشائر التالية:
1 -
البريك وشيخهم القعيط ومنهم ابن سعدي من العوارفة المشهورين سابقًا.
2 -
الهضبة ومنهم الجربان الذين نزحوا إلى العراق بعد معركة العدوة عام 1205 هـ.
3 -
الغشم ورؤساؤهم البراك.
4 -
العليان ورؤساؤهم ابن دايس وابن سبيه.
ب - العمود: وهم ثلاث عشائر شيخهم ابن عمود وهم:
1 -
التجاغفة
2 -
الخلف.
3 -
الفضي.
ج - الصبحي: وشيخهم الصديد وأغبهم في العراق وهم العشائر التالية:
1 -
الميامين.
2 -
الحماسي.
3 -
الشواريق.
4 -
الحريرة، ومن رؤسائهم ابن شريعب وابن موعد.
(ج) الفخذ الثالث: بطن الأسلم
هو الثالث من بطون قبيلة شمَّر القحطانية، وهم أبناء عيسى وهم ثلاثة أفخاذ: المنيع والوهب والصلتة، ومن هؤلاء الثلاثة انحدرت الفصائل الآتية:
أ - المنيع الفخذ الأول ومنه انحدرت الفصائل التالية:
1 -
الطوالة: ومنهم الحوادلة (النعيس) والمدلول (الكتاب) والداني والكليب واللهيميد والعنيزان والشاكر والدرويش والرشيد والقورة والشبل والخضرة والرفيق والمغاصا والمهِرّان والخشيرم والقيفه والنَّعاجَا والجحران والجلاجلة والعواويم والعيادي والغضيان.
2 -
المسعود: ومنهم اللغيصم والقاسم والنافع والمنبَّه والفضالة والمشرَّف والمذَّعر والريْعان والجمعْ
3 -
الكامل: ومنهم الغشام والطريف والضبان والنباطاء والفرزان والسليم والمناكدة والجمهور (في منطقة الرياض).
4 -
الصالح: وقد اندمجت عوائلهم إلى فصائل في بطون الأسلم.
5 -
الفايد: ومنهم الوجاعا (الوجعان) والنفشة والورزة والجرطان والمطرَّف والعمير.
ب - الفخذ الثاني الوهب:
وهم أبناء وهب بن عيسى والوهب ثلاث عشائر هي المحمد والقدير والجذيل.
1 -
من المحمد انحدرت الفصائل الآتية: البدر والفريان والبرزة والدحيل وآل أبي دغيم والهبيرات والسكوت والعطاعطة.
2 -
ومن القدير الجحيش، ومنهم الفصائل الآتية: الطريف والوريك والشودح والزبلان والجنفاء والعيادة والشراطين والهياهية والمعيبي.
3 -
ومن جذيل انحدرت الهمزان ومنهم:
أ - الفنيخ ومنهم المبارك والبركان والخلف والزهو والمقبَّل والدباس.
ب - الجعيلان ومنهم: العبد الله والسعيَّد والسعدي والمساعد.
ج - الفخذ الثالث الصلتة:
وهم خمس فصائل تابعين للكتفاء وهم:
1 -
الغرير وينسبون لعدي بن حاتم ومنهم الجراح والمقبل وتسلسل منهم:
- الصفر ومنهم الكتفا والبحير والقداها والوقاد، ومن الوقاد الفندولة والظلاما والعميرة والسليود والهرشان.
- الشياشا ومنهم العواد والمطلق والدهش.
- النخيلان ومنهم القطبان والزوران والجبارات.
- الغريس ومنهم الزبن والعجاج والمعاويد والأذان.
- القفيل ومنهم الجردان والفالح والبليد.
- العويص ومنهم الغربان والعيد والرمثان والرحيان.
2 -
المناصير وهم:
أ - البكير ومنهم البشر والوقيت والشلهوب والسحلوب والصبري والغراقا.
ب - الملوح ومنهم القناص والشريان والبلعوس والقرين، ومن القناص الشبطان والبلد والبتنان والمكمي.
ومن الشريان: الشكر واللاحم والركاد.
3 -
المعاضيد ومنهم المشيط واللحصة وآل عرجا.
4 -
الهيرار ومنهم الدهمي والمعيلي والمفرج والهلال والسوادي.
5 -
النفقان ومنهم الغانم والغنيم والعركي والرقبان والخربوش والهبعة والمنصور والمطاوع والحسيان والشهيب والطبول والحامد والسويعد والدوشان.
هذه قبيلة شمَّر ببطونها الرئيسية الثلاثة
(عبدة - سنجارة "زوبع" - الأسلم) أوردتها بطونا وأفخاذا وعشائر بعد أن رجعت إلى عدد من الكتب التي أوردت نسبهم وكذلك بعض المشجرات، وقد ندر أن وجدت تطابقا فيما اطلعت عليه وقد قارنت ما توصلت إليه مع رواية بعض الثقات في توزيع القبيلة إلى بطون ثم إلى فخوذ وعشائر وما يتفرع دون ذلك فوجدت أن أقرب شيء إلى الصواب هو ما دونته مستندًا إلى:
1 -
بالنسبة لبطني سنجارة والأسلم إلى كتاب كنز الأنساب ومجمع الآداب للشيخ حمد إبراهيم الحقيل الذي استند فيما أورده إلى كل من الشيخ راكان بن أحمد التمياط والشيخ سعد بن طوالة
(1)
وكل منهما يمثل بطنا من البطنين المذكورين وقد أوضح الشيخ الحقيل نسبة المعلومات كما في هامش كتابه.
2 -
بالنسبة إلى توزيع بطن عبدة، فقد استندت إلى الرواية الشفهية للشيخ حمود بن جدي شيخ آل جدي بالنسبة إلى فخذ اليحيا والربيعَةَ والجعفر وذلك بالنسبة للفخوذ الثلاثة وما يتفرع منها من فصائل دون الخوض في العشائر والأسر وما ورد بعد ذلك فهو من نتاج بحثي.
وأما فخذ الدغيرات فقد أملاه الشيخ مطني بن رسام من العليان، أمام الشيخ حمود بن جدي، وعلى كل فقد حرصت على التدوين حرصًا مني على إزالة الحوض واللبس في ذكر هذه البطون والأفخاذ، وبنفس الوقت هي دعوة لمن لديه معلومات أدق من ذلك للأخذ بها تدقيقا وتصويبا في الطبعات التالية حيث بدون النشر والخطأ والتصويب ستكون مثل هذه الأمور عرضة للاندثار والتشويه.
ومن الأمور التي دفعتني لتدوين ذلك هو ما لمسته من إهمال النّاس لهذا الأمر، حيث يوجد من يبلغ من العمر ما يقارب الثمانين سنة ممن يدعون بعض المعرفة ومع ذلك لَمْ يستطيعوا أن يفرقوا بين بطن وفخذ وعشيرة حيث يدمجون ذلك أو يجعلون أسرة كبيرة هي الفخذ كله.
(1)
كنز الأنساب - حمد الحقيل، ص 168 و 183.
ومع قناعتي بأن هناك من سيعترضني على بعض ما أوردته ولكن بكل امتنان أدعوه لاطلاعي أو الكتابة لي بما لديه لأهتدي به فيما بعد وأعتمده في الطبعات اللاحقة وتعدد القبيلة مثار خلاف منذ عصور بعيدة، فخذ مثلا الوبير وهو يخاطب محمد بن رشيد بقوله:
الله يعينك يا موارث عطيه
…
كيف أنت يا شيخ كسبت النواميس
أوصيك أنا بالعزوة الشمريه
…
يا شيخ ترهم زوبع والسناعيس
وأهل اللحيسة كان هي بالحميه
…
وأولاد علي مخضبين المتاريس
هكذا حددهم الوبير بزوبع (سنجارة والسناعيس عبدة وأهل اللحيسة الأسلم وأولاد علي الدغيراث) وعودة إلى هجرة عبدة من الجنوب إلى منطقة الجبلين وفق ما ذكر الدكتور العثيمين بأن الشيخ متعب السبهان أفاده أنَّها في القرن العاشر نشأت إمارة آل رشيد.
أقول أن هناك رواية أنقلها عن الشيخ عبد الكريم بن محمد السالم السبهان
(1)
، حيث ذكر أن عبدة لَمْ يكن نزوحها من الجنوب إلى الشمال مُرّة واحدة وإنما كانت عدة مرات، فقد ذكر في روايته أن بعضًا من عبدة التي استقرت في الجبلين عادت مُرّة أخرى إلى الجنوب، وظلت هناك مدة من الزمن لَمْ يحدد طول تلك المدة ثم بعد ذلك عادوا مُرّة أخرى إلى الجبلين ووجدوا أن قبيلتهم "شمَّر" من الضعف بحيث إن بعض القبائل استولت على بعض مواطنهم وذكر بالتحديد زبيد ورئيسهم بهيج الذي كان يسيطر على شرقي جبل أجأ وأوديتها وقرية عقدة بالذات وأن العائدين من الجنوب غضبوا لما وصلت إليه قبيلتهم ولاموهم على عدم الذود عن مواطنهم، وقادوا الصراع ضد الزبيديين وانتهى ذلك الصراع بإجلاء بهيج وقومه بني زبيد من عقدة ومن الجبل وعند ذلك عادت السيادة الكاملة لشمَّر وصارت الرئاسة لعبدة من شمَّر.
(1)
الشيخ عبد الكريم بن محمد سالم السبهان، من مواليد عام 1338 هـ، أورد هذه الرواية نقلًا عن الأقدمين ممن كانوا يحفظون ويرددون أخبار وروايات القبائل.
وقصة بهيج وحربه مع شمَّر واردة في عدة من المراجع والأشعار والسير فقد نسب إلى بهيج قوله
(1)
:
يقول بهيج بن ذبيان مثايل
…
دمعه على الأملاك دون الشلايل
جلونا عن ديارنا العذبات شمَّر
…
قراح وبرد ماء يداوي الغلايل
ونحيته رقاب القود عنهم وغربن
…
وعين الزبيدات لنجد مايل
لا صار ما عدل معادله عديله
…
ما ينقعد بالدار والشيل مايل
ولا صار ما حق الفتى بذراعه
…
هبيت يا حكم يجي بالدخايل
صبار على الزهدة بسوء فعلهم
…
بالنسب ما يوجد لهم بالقبائل
لئام لو حججتهم كعبة الرضا
…
يجازونك عنها بالبايرات الفسائل
وأقول من هذه الأبيات أن صح نسبتها لبهيج - هناك مؤشرات توحي بقدم تواجد الزبيديين في عقدة وأجا مستدلا بقوله: "جلونا عن ديارنا العذبات شمَّر".
وكذلك في قوله: "هبيت يا حكم يجي بالدخايل"، فهو يعتبر أنه أجلي من دياره ويمقت السلطة والحكم عندما تكون "بالدخايل" أي بالدخول مع الآخرين، والزبيديون هم أبناء عم لعشيرة عبدة القحطانية، حيث إن زبيدا ينتهي نسبها إلى مَذْحِج "مالك" من قحطان.
وقد استشهد شعراء شمَّر ودللوا على نفوذهم وسلطتهم على جبل أجا حيث قال شاعرهم:
يا شارخ اركب فوق ناب النسانيس
…
حرّ هميم من نجايب نضاها
نوّخِ على عدوان وسيّر على نعيس
…
وقل الدار دار اللِّي بسيفه حماها
الدار لليتمان لو يزغل نعيس
…
ولو يغضب التومان واللي وراها
قبلك بهيج حدروه السناعيس
…
من عقدة اللِّي ما يزحزح قناها
ومهما تواترت الروايات وتكررت الأقاويل حول شمَّر وبطونها وأفخاذها وعشائرها ودور عبدة فيها فلم يجد الباحث ما يستند إليه مدونا حتى بداية القرن
(1)
تاريخ نجد في عصور العامية - أبو عبد الرَّحمن بن عُقيل الظاهري - ص 61.
الثاني عشر أي في حدود ما يربو على ثلاثمائة عام من تاريخ إعداد هذا البحث حيث بدأت أجد بعض الذكر الحكم الجبل وفعالياته ولا يعني هذا عدم وجود حكم أو فعاليات في الفترة التي لَمْ يدون لها ذكره"، وهذا الذكر يدعونا لبحث نشأة مدينة حائل كمدينة بديلة عن السويفلة التي ذكرتها في بداية هذا البحث.
نشأة مدينة حائل
(معقل شمَّر في المملكة العربية السعودية)
ذكر الإخباريون فيما ورد عن حائل أنَّها اسم لواد وأن هذا الوادي نشأ على ضفته الشرقية قرية عمرت في عصور الطائيين المتقدمة كما وردت في الأشعار ولاسيما في بيت امرئ القيس المشهور الذي سبق ذكره، وذكر الباحثون أن القرية كانت حصينة مستدلين بعرض أحد الطائيين على الحسن بن علي الاحتماء عندهم كما سبق الإشارة إليه في موضع سابق في هذا البحث.
ويعتقدون أن القرية استمرت منذ تلك الأزمنة وأنها صارت فيما بعد تعرف بالسويفلة وأن اسم حائل كمدينة لَمْ يعرف إلَّا في بداية القرن الثاني عشر الهجري (1)، يقول الشيخ حمد الجاسر وهو أكثر أبناء الجزيرة العربية اهتمامًا ودأبا وبحثا في مثل هذه المواضيع يقول:"لَمْ أر لبلدة حائل منذ القرن الحادي عشر فما قبله ذكرا فيما اطلعت عليه من أخبار هذه الجهات"، وقال في نفس السياق أن شريف مكة غزا "المنطقة" عام 963 هـ
(2)
، ولم يذكر المؤرخ حائلا وإنما ذكر شمَّر معتقدا أنَّها اسم موضع كما في سمط العوالي.
وورد اسم حائل في ما نسب للسيد عباس المكي الحسيني الموسوي الذي زار حائل في 6 محرم من عام 1131 هـ والذي أورد وصفا لحائل فقال: فأتينا على جبل شمَّر، والكل منا لذيل الانشراح قد شمَّر، وهناك قرية تسمى "حائل" ضرب الأنس بينها وبين الهموم بحائل، ذات نخيل وأشجار وعيون وآبار،
(أ) حمد الجاسر - المعجم الجغرافي - شمال المملكة - ج 1 ص 379 - 394 - (حرف الحاء) الدكتور/ الشويعر - حائل مدينة وتاريخ ص 32.
(2)
عند الشويعر عام 926 هـ - حائل مدينة وتاريخ والمرجع واحد فربما أنه خطأ مطبعي.
وطيور وأزهار، وبساتين واسعة الثمار وكأنها روضة من رياض الجنان، فيها من كل فاكهة زوجان، وأهلها عرب كرام، شمل كرمهم الخاص والعام، لَمْ تلق فيهم غير شجاع عظيم، وجواد كريم، وبها كل غادة أملُود، تفتك بلباتها الأسود، هيفاء رعبوبة رداح، محيَّاها يضيء كالمصباح، كاملة الحسن والأوصاف قد جمعت بين الجمال والعفاف
(1)
.
هذا النص كتب في الثلث الأول من القرن الثاني عشر (1131 هـ) وورد ذكر قرية حائل، وهذا يعني أن اسم حائل متواتر ومعروف قبل كتابة ذلك النص وأنه يذكر بديلا عن اسم القرية السويفلة، وهناك احتمال أن قرية حائل أقدم ذكرا من السويفلة ويدعم هذا الاحتمال استمرار ذكر السويفلة كموقع محدد حتى هذه الأيام، وقد تكون السويفلة جزءًا من قرية حائل فما هو معروف ومتواتر أن الوجود السكني في حائل "القرية" لَمْ يتجاوز ما هو معروف الآن بواسط وحزوي، وهما مزارع محمد السبهان والعتقيق والمسيعيد حاليًا، وذلك فيما بعد منتصف القرن الثاني عشر، وقد حددت هذا التاريخ مستدلا بقدم المباني في بعض الأحياء التي ظلت باقية إلى عهد قريب كما في حي لبدة حيث وجدت تواريخ في بعض الديوانيات مؤرخة بعام (1168 هـ) في بقايا منزل عثمان بن علي بن مسيعيد جد العثمان من القُوعَة وكذلك في ديوانية عبد العزيز الغضبان التي هي أساسا من أملاك العساف من القُوعَة وكان عليها تاريخ (1150 هـ)؛ إذ ترجع ملكية تلك المنطقة السالم العساف الراشد القويعي ومن نسله الباقين دخيل الجناخ وأبناؤه.
من هذا أستخلص ما يأتي:
1 -
أن حائل هي التي تواتر ذكرها في موقع السويفلة أو أن السويفلة حي من قرية حائل، حيث إن الشواهد والروايات كلها تجمع أن الوجود الحضري السكاني هو في ذلك الموقع أي على ضفتي وادي الأديرع فيما بين السمراوين ومكان تقارب السمراوين معروف باسم (الخنقة) وقد يعني الاختناق حيث تقيم في ذلك الموقع الضيق عدد من العوائل
(1)
نزهة الجليس - ج 1، ص 92 - ط 2.
من بطن عبدة وأكثرهم من فخذ الجعفر الذين صار لهم الأمر والنهي في حكم حائل ممثلا في آل علي وآل رشيد.
2 -
أن كثرة المقابر الدارسة في ذلك الموقع والتي تم تسويرها أخيرا دليل على تعاقب الأجيال في تلك البقعة عبر أزمنة طويلة قد تكون ممتدة من عهد الطائيين إلى هذا العصر، في حين أن حائل المدينة الحالية لَمْ تكن ذات شأن أو ذكر قبل خروج بعض العوائل من أماكنهم القديمة في السويفلة وما بين السمراوين واقتسامهم الأراضي التي تقع غرب وادي الأديرع وجوب السمراء الشمالية، وإحداثهم بها مساكن ومزارع.
3 -
من المعروف أن رئاسة الجبلين في عدة من شمَّر، وأن عبدة مكونة من عدة أفخاذ وعشائر وأن عددًا من تلك العشائر ألفت حياة البادية والترحال، في حين أن البعض منهم قد امتهن الفلاحة وحياة الاستقرار وآخرون جمعوا الاثنين معا؛ ولهذا كان للعوائل التي تحضرت واستقرت سبق في السلطة والإمارة، وقد تفاوتت قوة تلك السلطة فيما بين العوائل، الأمر الذي أبي إلى بعض التشاحن والخلافات بين الأقارب وأحيانا إلى حد الاقتتال، ولم يذكر أن هناك سلطة حضرية قوية خضعت لها كامل القبيلة في عهد سلطة الأسر، بل ذكرت بعض المراجع أن السلطة البدوية كانت ذات النفوذ الأقوى في الحروب والمغازي كما هو واقع الجربان الذين كان لهم صولة وجولة على بادية شمَّر في نهاية القرن الثاني عشر وقبل معركة العدوة مع قوات آل سعود في مطلع القرن الثالث عشر الهجري.
4 -
ذكر المسنون قصة تناقلوها عن آبائهم وأجدادهم وكرروها في مجالسهم عن اقتسام الأرض غرب الأديرع وجنوب السمراء الشمالية بين أبناء "سعيد" المعروف بابن ضيغم حسب رواياتهم وهو: سعيد ابن غالب ابن خضير بن جعفر بن محمد بن شهوان بن منصور بن ضيغم بن منيف بن جابر بن علي بن عبد الرب بن ربيع بن سليمان
ابن عبد الرَّحمن بن "روح" زوج عبيدة منها بدأت نسبة عبدة وأبناؤه الذين اقتسموا الأرض بموجب القرعة هم غالب وريشان ورزين اقتسموها بعد أن حددوها بثلاث جهات فكان نصيب ريشان مغيضة وغالب لبدة ورزين هو الأصغر لَمْ يقتنع بموقعه لأنه ضيق ومواز اللوادي؛ لذلك قال متمثلا:
نحوني على الجابوح والملح والصفا
…
سيفي قصير والسيوف طوال
وهذه الرواية قد تكون حقيقية لأنَّ الواقع يدعمها، فمنطقة حائل مغيضة أصبحت لريشان وأبنائه ومن جاء من أصلابهم كالعبدة والمحيفر ولبدة لغالب وأبنائه القُوعَة الذين هم المسيعيد والراشد والعثمان والصالح والعواد والمنصور والنصار، ولرزين وأبنائه الذين هم النعام والمطير والفوزان والرشدان والهماشا الجهة الشرقية ولازالت تلك العوائل تمتلك تلك البقاع إلَّا ما انتقل إلى الغير عن طريق البيع أو الميراث أو بالإقطاع للحلفاء أو الجيران من الأسر العريقة ذات المكانة الهامة التي استوطنت معهم وتنتمي لقبائل أخرى وأصبح لهم شأن في حي لبدة بعد أن صارت حائل مدينة لها أثرها وتأثيرها في منطقة نجد.
وفي الوقت الذي بدأت حائل في موقعها الجديد تتسع كانت الحياة في القرية القديمة تعج بالنشاط من خلال الأسر التي تقيم فيها والتي بدأت تكثر وتتناسل ويزداد عددها من يحيا وجعفر وربيعَةَ والعوائل الفتيح والضماد والعدلان والحميان والزفاقدة والعلي وغيرهم من الأسر التي تربطهم القربى وتتأثر تلك الروابط بتطلع كل عائلة إلى مكانة هامة ونفوذ قوي؛ لهذا كانت كل عائلة تشكل قوة إلَّا أن إمارة آل علي هي التي كان لها القبول عند الجميع مما جعلها تستمر وتعترف بها عشائر شمَّر دون خضوع تلك العشائر لها خضوعا مطلقًا، وقد أورد المؤرخون أسماء من تولى الإمارة من آل علي وفقا لما توصلوا إليه من استنتاج على النحو التالي:
فقد توصل الباحث أبو عبد الرَّحمن بن عُقيل الظاهري
(1)
إلى تسلسل أمراء الجبل من آل علي فقال: لقد حققت ترتيب ولايتهم على النحو التالي:
(1)
أبو عبد الرَّحمن بن عُقيل الظاهري - تاريخ نجد في عصور العامية ص 50.
1 -
عبد المحسن بن فايز بن محمد بن عيسى بن علي بن علي بن عطية، وهو أمير الجبل في عهد الإمام عبد العزيز بن محمد وقد دخل في طاعته عام 1201 هـ.
2 -
محمد بن عبد المحسن تولى عام 1201 هـ.
3 -
عيسى بن علي تولى عام 1234 هـ.
4 -
صالح بن عبد المحسن تولى عام 1249 هـ.
5 -
ابن رشيد عام 1250 هـ.
6 -
عيسى بن علي تولى مُرّة ثانية عام 1253 هـ.
وقال في نهاية ترتيبه: "أنه جاء بعد تحقيق وتدقيق ومناقشات"، وقد أشرت سلفا إلى خضوع العشائر الشمرية لإمارة العلي الحضرية لَمْ يكن مطلقًا بدليل أن التاريخ لَمْ يذكر أي نفوذ لإمارة العلي منذ عهد أقدم الأمراء (محمد بن علي الأول) وهو محمد بن عيسى بن علي بن علي بن عطية، والي عهد محمد ابن عبد المحسن الذي في عهده دخلت المنطقة تحت الحكم المسعودي عام 1201 هـ
(1)
على القبائل يمكن الاستشهاد به.
ومن الأدلة المثبتة عدم تدخل ابن علي وحاضرة الجبل عندما هاجمت الجيوش السعودية العشائر الشمرية في العدوة بقيادة مطلق الجرباء وابنه مسلط عام 1205 هـ وهي المعركة التي قتل فيها مسلط بن مطلق الجرباء وكانت بداية نزوح بعض من عشائر شمَّر إلى العراق بقيادة الجربان.
وللأستاذ الباحث سعد بن خلف العفنان إسهام في ذكر أمراء حائل على مدى أربعة قرون، فقد أورد في كتابه حائل وعبقرية المكان الطبعة الثانية (ص 221 - 226) تفصيلا عن الأمراء من أسرة آل علي الذين تعاقبوا السلطة فيها خلال فترة تجاوزت مائتين وخمسين سنة وكان ذلك التفصيل على النحو التالي
(2)
:
(1)
ابن عثيمين - نشأة إمارة آل رشيد - ط 2، ص 44.
(2)
حائل وعبقرية المكان - ط 2، ص 223.
1 -
علي (الكبير) بن عطية بن خضير من آل جعفر من عبدة من شمَّر.
2 -
علي الثاني ويبدو أنه من أحفاد علي الكبير.
3 -
عيسى بن علي.
4 -
محمد بن عيسى المشهور بالسمن العرابي.
5 -
فايز بن محمد بن عيسى.
6 -
عبد المحسن بن فايز.
7 -
محمد بن عبد المحسن.
8 -
عيسى بن عبد المحسن.
9 -
صالح بن عبد المحسن.
10 -
عيسى بن عبيد الله آل علي.
ويرجح الأستاذ العفنان أن علي الكبير قد عاش شطرا من القرن العاشر وأوائل القرن الحادي عشر.
ومن الثابت تاريخيا أن مسكن آل علي في السويفلة، ثم بنوا لهم قصرا في جهة مغيضة أطلق عليه اسم الوشيقي ولازال الموقع معروفًا بهذا الاسم.
وقد آل إلى العلي عن طريق أخوالهم الشهوان من الريشان حسب رواية بعض المسنين، حيث كانت منطقة مغيضة قسم ريشان بن سعيد بن غالب عندما اقتسم أبناء سعيد المنطقة (مغيضة وليدة وحي الرزين) كما سبق ذكره.
وفي حكم الأمير محمد بن عبد المحسن بدأ في بناء قصر برزان المشهور إلَّا أنه لَمْ يكمله بالوضع الذي عرف به قصر برزان بقلاعه وردهاته وأبوابه ومداخله بل تم إكماله في عصر آل رشيد ونال شهرته على يدهم
(1)
؛ إذ من المعروف أن حكم الجبل انتقل من أسرة آل علي إلى أسرة آل رشيد في عام 1250 هـ. ثم استعاده عيسى بن علي بمساعدة القوات المصرية لفترة قصيرة خلال
(1)
أشار هوبير أن عبد الله بن رشيد استولى على قصر مغيضة الذي كان لمحمد بن عبد المحسن، أما برزان الذي لَمْ يكتمل بناؤه فقد اشتراه من نساء آل علي بمبلغ ألف ريال انظر نشأة إمارة آل رشيد للدكتور العثيمين - ص 155.
عام 1253 هـ. إلى أن تم القضاء نهائيا على حكم أسرة آل علي بالاستيلاء الكامل على حكم الجبل من قبل عبد الله بن علي بن رشيد ومساعدة أخيه عبيد بن علي ابن رشيد.
ويعتبر حكم أسرة آل علي المنحدرة من الجعفر من عبدة من شمَّر أول حكم حضري في منطقة الجبلين واستمر عشرات السنين، وبالرغم من أن المراجع ولا حتى روايات الرواة لَمْ تسعفنا بتحديد دقيق لبدايته إلَّا أنه متواتر أن الحكم في هذه الأسرة منذ زمن يرجح أن يكون امتدادا لسلطة الجد الأكبر عطية بن علي الذي قد يكون زمنه في الثلث الأخير من القرن العاشر الهجري، أما بعد أن دخلت الجبلين في طاعة آل سعود في عهد الإمام عبد العزيز بن محمد عام 1201 هـ فإنها كانت ملتزمة بولائها مناصرة للدعوة السلفية التي قادتها الدولة السعودية الأولى وعملت على امتدادها في أرجاء الجزيرة العربية، ولقد كان الأمراء الجبل مواقف مساندة للدولة السعودية الأولى ومناصرة مخلصة للدعوة السلفية، وقد تجلى ذلك في مشاركتهم في العديد من الغزوات والحروب مع قوات الإمام حيث قاد أمير الجبل محمد بن عبد المحسن القوات لغزو الشرارات عام 1207 هـ في منطقة الجوف؛ وذلك لصالح الدولة السعودية الأولى واشترك في الحملة ضد ثويني زعيم المنتفق عام 1211 هـ. عندما زحف من العراق نحو الإحساء، واشترك بقواته مع قوات الدولة المرابطة في المدينة المنورة لمنع أمير حجاج الشام وتركيا عبد الله باشا العظم من مواصلة سيره إلى مكة وإجباره على العودة إلى دمشق
(1)
عام 1221 هـ، كما اشترك أمير الجبل وأهل الجبل مع الإمام سعود في غزوة لبلاد الشام عام 1225 هـ، ولقد لقي أمير الجبل وسكانه من القوات المصرية أصناف التعسف والإجراءات التأديبية الصارمة لقاء موقفهم المخلص للدولة والدعوة وكان شأنهم بذلك شأن بقية أقاليم الدولة في أنحاء نجد، ولكن لأهمية الجبل وقيادته فقد جعلت القوات المصرية من أهم أهدافها القضاء على قوته وقيادته المتمثلة بأميرها ذي المكانة البارزة بين قادة أقاليم نجد فدبر له قائد قوات إبراهيم بن محمد على المرسلة للجبل خطة غدر بها بالأمير محمد بن عبد المحسن واغتاله وقطع رأسه وهرب تحت جنح الظلام، وظل الأمير
(1)
ابن عثيمين - نشأة إمارة آل رشيد - ط 2 ص 50 - 53.
قتيلا في منزل الداحس إلى أن اكتشف الأمر وأخرج ودفن في مقبرة الزبارة وظل قبره معروفًا هناك إلى عهد قريب، واستمر ولاء أمراء الجبل من آل علي للدولة السعودية الثانية عندما أعادها الإمام تركي بن عبد الله إذ جددوا له البيعة عام 1243 هـ.
ونعود مُرّة أخرى إلى حائل المدينة لنعرف ما وصلت إليه في نهاية حكم آل علي من حيث العمران وانتشار المزارع والتجارة فأقول: ذكر الرواة أن حي مغيضة وحي لبدة أصبح لهما أهمية إذ كثرت بهما بساتين النخيل عندما أقبلت الأسر التي امتلكت تلك النواحي بزراعتها وإقامة المباني السكنية والقلاع والأسوار، وكان لبعض الأسر أسوار حصينة تحيط بمساكنهم ومزارعهم وإلى عهد قريب كانت بقايا تلك الأسوار باقية في أملاك العلي والمسيعيد والريشان والقوعة والنعام، كما أن بعض العوائل الأخرى خرجت من السويفلة واختطت لها مزارع وأقامت مساكن في قرية استحدثت وسميت الوسيطي وكان آل خليل من الذين استحدثوا مزارع هناك، فكان رشيد جد عبد الله بن علي بن رشيد مؤسس إمارة آل رشيد أحدهم.
أما أسواق البيع والشراء فقد ذكر الرواة أن في حي لبدة في مكان يعرف (بالمناخ) عددًا من الدكاكين ومحلات البيع والشراء، وقد سُمي بالمناخ لأنَّ قوافل التجارة تنيخ به وتنزل ما عليها من بضائع وتحملي من الدكاكين الميرة والملابس، والمناخ ظل باقيًا إلى عهد قريب حتى فتح شارع لبدة وثمنت الدولة البيوت حوله ودفع ثمن المكان الباقي المعروف بالمناخ لمن تعود ملكيته إليهم عبر السنين وهم العساف من القُوعَة حيث استلم قيمة التثمين ورثة عبد الله بن دخيل بن عبد الله العساف (المعروف بالجناخ) ولم يكن اتساع مدينة حائل حينذاك على حساب القديمة السويفلة بل كانت كل من الربيعية والسويفلة والخنفة وواسط تزخر بالسكان والعمار والمزارع، في حين نشأ في حائل أحياء جديدة كالعليا وما بينها وبين حي لبدة وهو المعروف باسم سرحة وفيه أملاك العواد وبيت عواد الذي أشار إليه عبد الله بن رشيد في بيته المعروف:
من باب خدام إلى باب عواد
…
ومن انتخي بالضيغميه تطليه
وسيأتي الحديث عن ذلك في فصل لاحق من هذا البحث، وكذلك من الأحياء التي بدأت تنمو حي برزان وحي الزبارة وذلك في نهاية فترة حكم أسرة آل علي التي انتهت عام 1253 هـ.
حائل عاصمة إمارة آل رشيد وحاضرة الجبل
حفل عدد من كتب المؤرخين والرحَّالة الأجانب في إيراد بعض من المعلومات عن إمارة آل رشيد ونشأتها وقوتها والأطوار التي مرت بها منذ قيامها عام 1253 هـ. حتى عام 1340 هـ وهو العام الذي استسلم فيه آخر أمير من آل رشيد للملك عبد العزيز آل سعود، وخلال هذه المدة التي قاربت التسعين سنة نمت مدينة حائل نموا مشهودا وصار لها شأن بين مدن نجد وحواضره، وذلك خلال فترة ولاية عبد الله بن رشيد المؤسس للإمارة وابنه طلال الذي ولي الحكم بعد وفاة أبيه، وقد عرفت تلك الفترة شيئًا من الاستقرار والانتعاش الاقتصادي، وقد بلغت ذروة النفوذ والاستقطاب في عهد الأمير محمد بن عبد الله آل رشيد، ومن المعروف أن إمارة آل رشيد ظلت في عهد كل من المؤسس وابنه طلال وبداية حكم محمد بن رشيد ملتزمة بالولاء والطاعة للدولة السعودية الثانية في عهد الإمام فيصل بن تركي ومن بعده أبنائه إلى أن دب الخلاف بين أبناء الإمام فيصل مما أعطى الذريعة وحفز محمد بن رشيد ببسط نفوذه على نجد كلها كما هو معروف تاريخيا، وفي فترة حكم محمد بن رشيد وجلاء آل سعود إلى الكويت أصبحت حائل العاصمة النشطة والفاعلة في نجد حتى عام 1319 هـ عندما استعاد الأمير عبد العزيز بن عبد الرَّحمن آل سعود الرياض وكان ذلك الفتح بداية لقيام الدولة السعودية الثالثة، التي أصبحت تحكم معظم شبه الجزيرة العربية وحملت اسم المملكة العربية السعودية، حيث كان موحدها وباني كيانها أول من نودي به ملكا من أسرة آل سعود حسب ما علمت.
ونظرة سريعة على توسع مدينة حائل في عهد إمارة آل رشيد من خلال ما دونه المؤرخون والرحَّالة، يعطي دلالة على ما كان لتلك المدينة من أهمية ومكانة فأقول:
إن النماء والازدهار لأي بلد لا يكون إلَّا في ظل الأمن ولا يتم الأمن إلَّا بمشيئه الله ثم بوجود سلطة قوية تحول دون العبث سواء من الداخل أو الخارج، والمتتبع لسيرة الأمير عبد الله بن علي بن رشيد منذ بدأ صراعه من أجل السلطة والمجد يرى فيه صورة القائد الطموح الذي يحمل نفسا أبية، فقد كان بداية
بواعث همته قيامه مع أترابه بمطاردة القبائل التي كانت تضيق الخناق على رعاة الجبل وتستأثر بمراعيها ثم تلا ذلك مغامراته وأسفاره وحروبه حتى حقق بغيته في إقامة إمارة تحمل اسم أسرته "آل رشيد"، ومن الثابت تاريخيا أنه ارتبط بالدولة السعودية الثانية وناصرها بكل إمكانيات إمارته ولاسيما في أيام محنتها وتسلط القوات المصرية عليها، وقد تمثلت تلك المناصرة بمواقف عديدة كالاشتراك في القضاء على مشاري بن عبد الرَّحمن الذي دبر اغتيال الإمام تركي واستولى على الحكم في الرياض - ثم الوقوف مع الإمام فيصل بن تركي في كل مراحل صراعه ضد التسلط المصري التركي كما حفلت بذلك شتى المراجع التاريخية
(1)
ورددها الرواة وأيدتها الأشعار العامية التي مازالت ترددها الألسن.
أما حائل المدينة فقد كانت حينذاك مدينة تعج بالحياة والنشاط ويقصدها النّاس من كل مدن وقرى نجد ومن مختلف القبائل للإقامة أو للعمل، وقد ذكر المسنون أن معظم الأسر التي استوطنتها حينذاك قدمت من مختلف مدن نجد ولا غرو في ذلك، فهذه سنة الحياة فالإنسان منذ الأزل ينتقل من أرض إلى أخرى بحثًا عن الأمن ولقمة العيش، والمملكة العربية السعودية منذ أن تم توحيدها على يد الملك عبد العزيز - يرحمه الله - كانت قبلة يتطلع إليها الكثير من طالبي العيش بأمن واستقرار وإلى هذا العهد الميمون وهي مثال حقيقي على ذلك.
ومن حيث اتساعها وعدد أسرها المتحضرة في آخر عهد الأمير عبد الله بن رشيد فإنه بلا شك عدد مقبول في ظل ظروف كظرف حائل حينذاك حيث توافر الأمن وبدأ أثر الرخاء يشجع البادية على التحضُّر كما يغري بعض الأسر على الاستيطان بحائل، أما من حيث العدد فقد كانت هناك روايتان لرحالين أجنبيين الأول هو والين الذي زارها في آخر عهد الأمير عبد الله بن رشيد وقال: إن عدد حاضرة منطقة جبل شمَّر كان ضعف بادينها، كما أشار إلى ازدياد عملية استقرار البادية، وقدر عدد الأسر بحوالي ثلاثة آلاف أسرة
(2)
مما يقارب عشرين ألف إنسان.
والرحَّالة الثاني هو جو رماني الذي زار حائل بعد والين بما يقارب عشرين سنة وقال خلاف الأول بتحديد نسبة الحاضرة للبادية؛ إذ قال: إن البادية أكثر من الحاضرة، وقد قدر الحاضرة بخمسة وستين ألف نسمة.
(1)
ابن عثيمين - نشأة إمارة آل رشيد، ابن عُقيل - تاريخ نجد في عصور العامية، ابن بشر - تاريخ نجد، موزل، والين، ابن بسام.
(2)
ابن عثيمين - نشاة إمارة آل رشيد - ط 2، ص 182.
وقال الدكتور العثيمين: (ومن المستبعد جدًّا أن يتضاعف عدد أولئك السكان أربع مرات خلال عشرين سنة) وقد بني هذا الرأي على أنَّ الفترة لا تختلف عن فترات القرن الثالث عشر الهجري وما شهدته من حروب وأمراض.
وأقول: إن التقدير الأول (والين) غير دقيق، فعدد البيوت لا يمثل عدد الأفراد، فالنّاس حينذاك يسكنون معا وقد بلغت بعض الأسر في حائل إلى عهد قريب إلى ما يقارب الخمسين شخصا وكلهم في بيت واحد، كما أن التقدير الثاني قد يكون هو الآخر غير دقيق؛ إذ لا أعتقد أن عدد السكان قد وصل إلى ذلك الرقم في فترة حكم طلال بن عبد الله آل رشيد، ومع هذا فإن الرقم الأول الذي حدده والين كاف لجعل المدن والقرى تعيش شيئًا من الاستقرار والتحضر والنمو الاجتماعي وكانت حائل مدينة تحتل مكانا بين كبريات المدن النجدية وازداد عدد سكانها ازديادا ملحوظا في فترة حكم طلال ومن بعده وتعددت فيها أوجه النشاط الإنساني ووسائل الكسب والعمل فكانت الزراعة من المهن التي يقبل عليها كل من يرغبها حيث ليس هناك من يستهجن هذه الحرفة؛ ولهذا فقد نشطت الزراعة لمن توفر لديه مقوماتها وأولها الأرض والقدرة على فلاحتها وبتوفير المتطلبات البشر والحيوانات اللازمة، وتحتل تربية الثروة الحيوانية جانبا هاما في حياة السكان، فالثروة الحيوانية كالخيل والإبل والضأن والماعز من أوجه الثروة التي عني بها سكان الجزيرة منذ القدم وإلى هذا العصر، والحرف الأخرى كالصناعة والتجارة والصياغة والبناء والخرازة، كل هذه من الحرف التي ازدهرت وأصبح لها شأن وذلك للحاجة إليها، فالمثل يقول (الحاجة أم الاختراع) ولندرة المنافسة حيث لَمْ يتسع أسلوب التبادل التجاري المعروف حاليًا بين الأقطار لبعد المسافات بين الأمصار والاعتماد على الحيوانات كوسائل النقل ولا يعني ذلك عدم وجود تبادل تجاري فهذا كان موجودا بين حائل والعراق والشام ومصر على هيئة قوافل كبيرة محروسة وهذا أمر مألوف من القدم، ولقد ذكر القرآن الكريم رحلتي الشتاء والصيف التي كانت تقوم بها قوافل قريش وتجار مكة واحدة لليمن والأخرى للشام والحجاز وإن كان أهمها التبادل مع العراق؛ إذ كان المصدر الأول للتزود في الحبوب والتمر (الصقعي) والأقمشة والمصنوعات النحاسية وغير ذلك من مستلزمات الحياة حينذاك.
من حكم جبل شمَّر
؟
أشرت في فصل سابق إلى من تولى السلطة في جبل شمَّر عبر الأزمنة ولم أحدد بعض الفترات التي لَمْ أجد لها سندا دقيقا يعول إليه في نسب السلطة
لجهة محددة بدقة وذلك خلال الفترة ما قبل القرن العاشر، وإنما الأمر الذي لا خلاف عليه أن عبدة من شمَّر آل إليها أمر السلطة في الجبلين منذ القرن العاشر وقد تفاوتت قوة وأسلوب تلك السلطة والمسئولية بين الحاضرة سكان القرية وبين البادية المتنقلين في البراري، ووفقا إلى ما توصل إليه الباحثون في ذكر من حكم الجبلين فإن الفائدة ستكون أشمل عندما أضع في هذا البحث تسلسل الحكم بين الأسرتين اللتين حكمتا جبل شمَّر من آل علي وآل رشيد إلى أن آل الأمر إلى آل سعود بعد توحيد الجزيرة العربية على يد موحدها الملك عبد العزيز آل سعود - يرحمه الله - فأقول: ذكرت المصادر من حكم من أسرة آل علي ونصّت على أنَّ:
1 -
محمد بن علي الكبير أول أمير صار له ذكر وفعل ومسئولية وهو محمد بن عيسى بن علي بن عطية من الجعفر من عبدة من شمَّر.
2 -
عبد المحسن بن فايز بن محمد بن عيسى بن علي (1201 هـ) في عهده دخلت منطقة جبل شمَّر في طاعة الإمام عبد العزيز بن محمد آل سعود.
3 -
محمد بن عبد المحسن من عام 1201 - 1234 هـ -.
4 -
عيسى بن علي عام 1234 هـ.
5 -
صالح بن عبد المحسن 1249 هـ.
6 -
عيسى بن علي مُرّة ثانية 1253 هـ.
7 -
عبد الله بن رشيد 1250 هـ الفترة الأولى.
8 -
عبد الله بن رشيد 1253 - 1263 هـ استعادها.
9 -
طلال بن عبد الله بن رشيد 1263 - 1283 هـ.
10 -
متعب بن عبد الله بن رشيد 1283 - 1285 هـ.
11 -
بندر بن طلال بن عبد الله 1285 - 1288 هـ.
12 -
محمد بن عبد الله بن رشيد 1288 - 1315 هـ.
13 -
عبد العزيز بن متعب بن رشيد 1315 - 1324 هـ.
14 -
متعب بن عبد العزيز بن متعب 1324 - 1324 هـ في نفس العام.
15 -
سلطان بن حمود بن عبيد الرشيد 1324 - 1326 هـ.
16 -
سعود بن عبد العزيز بن متعب الرشيد 1326 هـ - 1338 هـ.
17 -
عبد الله بن متعب بن عبد العزيز آل رشيد 1338 - 1339 هـ.
18 -
محمد بن طلال بن نايف آل رشيد 4 شهور من عام 1339 هـ وهو آخر أمراء آل رشيد.
19 -
الملك عبد العزيز بن عبد الرَّحمن آل سعود من أول عام 1340 هـ عند استسلام حائل وضمها إلى سلطنة نجد ثم إلى المملكة العربية السعودية الفتية بعد التوحيدفي طلاق الاسم الجديد عليها على كامل الأقاليم الموحّدة.
ومنذ دخول منطقة حائل في طاعة الدولة السعودية الثالثة التي وحدها وأسسها الملك عبد العزيز رحمه الله تتابع على إمارة حائل كل من:
1 -
الشيخ إبراهيم السالم السبهان منذ الاستسلام في شهر صفر عام 1340 - 1341 هـ.
2 -
سمو الأمير عبد العزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود 1341 هـ - 1391 هـ.
3 -
سمو الأمير فهد بن سعد بن عبد الرَّحمن بن فيصل آل سعود 1391 هـ - 1392 هـ.
4 -
سمو الأمير سعد بن فهد بن سعد بن عبد الرَّحمن آل سعود 1392 - 1396 هـ.
5 -
صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود وقد تولى إمارة حائل في عام 1400 هـ ويلاحظ أنه من نهاية فترة سمو الأمير سعد بن فهد بن سعد في عام 1396 هـ حتى بداية فترة صاحب السمو الملكي الأمير مقرن لَمْ يكن لا أميرًا معينا وكان الشيخ ناصر بن عبد الله بن الشيخ وكيلًا للإمارة ويمارس صلاحيات الأمير.
"انتهى ما ذكره عُقيل بن ضيف الله القويعي".
(د) ما قاله أحمد عبد الرضا كريم عن شمَّر
(1)
:
قبيلة طائية قديمة، وإحدى أهم بطون طيئ وأقواها صلابة وأكثرها منعة، وبقيت تحافظ على اسمها الشمّري بعد أن تحول من طيئ دون أن تلوذ بمسميات أخرى، أو تختفي عن أعدائها، ويقال إن شمَّر هو ابن عبدة بن جُذَيْمة بن ثعلبة بن سلامان بن ثُعَل بن عمرو بن طيئ.
ويختلف النسابون في نسب شمَّر اختلافات كثيرة، فقسم منهم يقول عنه إنهم من شمَّر بن برعش بن أفريقش بن أبرهة ذي المنار أحد ملوك التبابعة، وبعضهم جعله اسم جد من أجداد التبابعة، وبعضهم جعله وصفا أو نبزا نبزوا به حيث يقول: إن أحد رؤساء شمَّر صاح بهم: شمروا، فشمروا وارتحلوا عندما رأى أثر القحط والجوع فيهم، ومعظم الآراء لَمْ تبن علي حقائق تاريخية، وإنما أملاها عليهم من يَدَّعي معرفته بالأنساب، والمتشدق بها دون علم أو رابط يحقق أقواله
(2)
فشمَّر طائية وقبائل متحالفة معها.
تنقسم شمَّر وهي اتحاد قبائلي ضخم يضم بين دفاته كثيرًا من القبائل العدنانية والقحطانية إلى:
1 -
شمَّر سنجارة. 2 - شمَّر عبدة.
3 -
شمَّر أسلم. 4 - شمَّر الصايح.
5 -
شمَّر الخرصة.
وهذه الفروع معظمها تنتمي لثلاثة فروع رئيسية، وهي أسماء الأشخاص تسمت القبائل باسمهم وهم: شمَّر طوكة، وشمَّر جربا، وشمَّر عبدة.
وشمَّر عبدة هو ابن عبدة، وإخوته يقال لهم شمَّر عبدة لكي يختلفوا عن شمَّر بن هذمة بن عناب الطائي، وتظهر علاقتهم مع شمَّر أنه أخوهم الكبير،
(1)
انظر: الأنساب المنقطعة (دراسة موثقة) طبعة أولى عام 1999 م - مكتبة مدبولي - القاهرة.
(2)
انظر عشائر الشام ج 2 ص 267 أحمد وصفي زكريا - دار الفكر - بيروت، ومحمد عزة دروزة في العرب والعروبة.
وعبدة هو ابن امرئ القيس بن زيد بن عبد رضا بن جذيمة بن حبيب بن شمَّر بن عبدة بن جذيمة.
وشمَّر الجربا نسبة إلى زعماء شمَّر الفرع النجدي، وهم من آل الجربا
(1)
.
الحسنيين من القبائل العلوية التي ارتضت بعض القبائل الشمَّرية أن تنتمي إليهم ويقبلونهم قادة وزعماء لهم لمكانتهم المرموقة بينهم، وكذلك شمَّر طوقة (طوكة)، وليس كما يقال: إن الجرباء ناقة لشمَّر تبعها الشمريون، وطوقة (طوكة) اسم كلبة لأحد زعماء شمَّر تسمت بها قبيلته فهذا غير صحيح، ولا يقبله العقل والمنطق السليم (وطوكة هم آل طوكة).
وشمَّر الصايح هم آل الصديد اختلفوا مع قبائل شمَّر على الرئاسة القبلية
فابتعدوا هم وإخوتهم وأصبحوا يلقبون باسم الصايح ثم آل الصديد، أما شمَّر عبدة فإنهم لا تشملهم الشمرية؛ لأن القبائل تسمى باسم أكبر الأبناء، وهم من إخوة شمَّر بن عبدة، فعندما يدافعون عن شمَّر ولم يلتقوا بسلسلاتهم يقولون نحن لا نلتقى في شمَّر معكم وإنما نلتقي بعبدة أبوه، فهم إخوة شمَّر انتسبوا للأشهر ولحقتهم الشمرية شهرة، بينما هم من صميم النسب الشمري الطائي، وشمَّر اسم يتكرر في تسلسلات الشمريين، وباقي التسميات أنباز وألقاب، إما للمنطقة أو لقب يلقب به زعيم من زعمائهم، وكل القبائل الشمرية الآن تجمعات قبائلية لا يربطها نسب، وإنما يجمعها الاسم العام وتباعدت أصولهم وارتضوا بالواقع الذي وجدوه، وبقى الاسم القديم يخيم على تسمياتهم، أما شمَّر يرعش ابن ياسر بن ينعم، أو كما يقول ابن قتيبة في المعارف: ياسر النعم ابن عمرو ذي الأدغار، وأفريقيس بن قيس بن صيفي، فهم من التبابعة الذين في أنسابهم
(1)
آل محمد الجربا: هم من ذرية محمد بن بركات بن حسن بن عجلان بن رميثة بن محمد أبو نمي الأكبر ابن الحسن أبو سعد بن علي الأكبر ابن قتادة الأكبر ابن إدريس بن عبد الكريم بن عيسى بن الحسين بن سليمان بن علي بن عبد الله بن محمد المكني بأبي جعفر بن عبد الله الأكبر ابن محمد الثائر ابن موسى الثاني ابن عبد الله الصالح ابن موسى الجون ابن عبد الله المحض الكامل ابن الحسن المثنى ابن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب عليه السلام.
- انظر الدرر السنية في الأنساب الحسنية والحسينية ص 27 للشريف أحمد بن محمد البرادعي، طبع جدة 1968 م.
- انظر الطبري ج 7 ص 523، دار المعارف -مصر.
اختلاف وتخليط وتقديم وتأخير منذ القدم، ولا يصح لمن يكتب عنهم أخبار لاضطراب رواتبهم وتباعد المعهود وانقطاع الصلات والروابط في أنساب حمير كلها، ولا يصح الانتساب إلى حمير القديم أبدا.
وفي قبائل شمَّر تداخل كبير، وفيه من القبائل العربية من تعود لأصول عدنانية، فالجعافرة وآل الجربا والشجيرية وبعض جعافرة العلويين من العريضيين وغيرهم، ولا يمكن معرفة وفرز تلك القبائل عن شمر، فضاعت أصولهم الحقيقية وتباعدت أنسابهم وانقطعت، وكل من يستطيع الجزم بذلك لا يكون صادقا مهما بالغ بالبحث وعد من أدلة ووثائق.
والشمري معناه المتبختر أو من قولهم شمَّر في أمره إذا جدّ فيه، وشمَّر من بني حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط، قبيلة بكرية من أشد القبائل الصحراوية، وقد عاب المتوكل العجلي الشاعر سويد بن كاهل اليشكري حينما غير نسبه مرتين، فقال
(1)
:
عدس بغلة الجبار ما أنت من عجل
…
ولا أنت من قيس ولا أنت من ذهل
ولا أنت من أولاد شيبان إنهم
…
ذوو العز والآكال والعد البزل
ولا حنفيا شمريا متوجا
…
يبارى الرياح ذا غناء وذا فضل
ولست بتيمي عزيز مناخه
…
له سورة في المجد ثابتة الأصل
ولكن سويد يشكري مخلَّف
…
مكان آباء السوء عُلِّقَ بالرجل
ووصفه بالبغلة، وعدس كلمة يقال بها للبغال حين يراد زجرها، فجعله كالبغل ينتسب لخاله الحصان؛ لأن البغال من الحيوانات المتحيرة الخلق، فلا هي من الخيل ولا هي من الحمير، ونقل الطبري خبرا يقول فيه: الجرباء بنت قسامة ابن زهير، امرأة من طيئ، فقال الحزين الديلي لعبد الله بن الحسن الحسني ينعي عليه ولادة الجرباء:
لعلك بالجرباء أو بحكاكة
…
تفاخر أمالفضل وابنه مشرح
ولهذا نرى كثيرا من السادات الحسنية في شمَّر الطائية للعلاقة التي بينهما.
(1)
انظر المختلف والمؤتلف ص 179 للآمدي - دار الكتب العلمية - بيروت.
(هـ) ما قاله الباحث السعودي الشيخ محمد الخالد الشرعبي
(1)
عن شمَّر:
هي إحدى القبائل المتفرعة عن قبيلة طيئ، وهي قبيلة عظيمة من كهلان من القحطانية، وتنسب شمَّر إلى طيئ بن أدد بن يشجب بن عريب بن زيد من كهلان.
كانت منازل طيئ باليمن، فخرجت منها على إثر خروج الأزد منها، ونزلوا سميراء وفيد جوار بني أسد، ثم غلبوهم على أجأ وسلمى، وهما جبلان من بلادهم فاستقروا بهما، ثم ورثوا من بلاد أسد ما وراء الكرخ من أرض غفر، ثم ورثوا منازل تميم بأرض نجد، فيما بين البصرة والكوفة واليمامة وورثوا غطفان ببطن مما يلي الوادي، وبعبارة أخرى، لقد ملأوا السهل والجبل حجازا وشاما وعراقا
(2)
.
وذكر القلقشندي في قلائد الجُمان
(3)
أنهم أصحاب الرئاسة في العرب بالعراق والشام، ورئاستهم في بني ربيعة بن حازم من أحفاد سلسلة بني غنم من أحفاد قطرة بن طيئ، فقد ورثوا أرض غسان والشام، ومن أشهرهم آل عيسى ابن مهنا بن فضل بن ربيعة، وأثنى القلقشندي عليهم كثيرا.
يقول ابن الكلبي عن شمَّر:
شمَّر بطن من ثعل بن عمرو بن طيئ، وهي اليوم من كبريات القبائل العربية، وتعتبر عبدة من أكبر قبائل شمَّر الطائية حلفا، وهي من قبيلة جُنب المذحجية نسبا، فهم أبناء عم عبيدة من قحطان، قال شاعرهم:
إن سلت عنا ياالسويطي قحاطين
…
عواصم واللي حذانا لفايق
حنا وعبده والضياغم بجدين
…
لطامة يوم اللقا كل مايق
(1)
انظر كتاب بين عراقة الماضي وأصالة الحاضر -الجزء الثاني، والشرعبي ينتمي إلى قبيلة الشراعبة من عنزة.
(2)
معجم قبائل العرب -عمر رضا كحالة 2/ 689/ 191.
(3)
قلائد الجمان للقلقشندي ص 72 - 89.
ولدى البحث والتقصي في صحة نسب هذه القبيلة العريقة ولدى سؤال المعمرين من رجالها يكاد يكون هناك شبه إجماع على نسبها وإن وقع هناك اختلاف في الروايات، فإن الحقيقة المؤكدة هي صحة انتسابها إلى طيئ وهي إحدى فروعها الرئيسية والهامة هذا، وقد توصلت إلى عدة روايات في التسلسل النسبي لقبيلة شمَّر، ومن تلك الروايات أيضًا:
1 -
الزامل: ومن أقسامهم فداغة، ومن فداغة: السويد.
3 -
علي بن زوبع: منهم الفضيلة، ومن الفضيلة: الرمال وزعيمهم طلال ابن رمال في حائل.
3 -
ثابت بن زوبع: ومنه التومات وزعيمهم التمياط (ابن عمار).
1 -
النجم وزعيمهم ابن راضي.
- البقعة.
- الرويس.
2 -
العمار.
3 -
الزرعة.
- الوضحان ماهل الوضيح.
- الحذانة.
والزعامة في الثابت للحدب.
وهناك رواية أخرى هي:
أما المناهي في شمَّر فهم:
- من عبدة:
1 -
وادي بن علي بمنطقة الخويّر في حائل.
2 -
مسلط بن شريم في نجد: حائل ولينا ثم سورية.
3 -
ابن جدي.
4 -
النشمي بن طلاع في العراق.
5 -
أبو الميخ واسمه (مشخول).
- من زوبع:
1 -
ابن عمود.
2 -
ابن سعدي.
3 -
ابن اعجيل.
- من الأسلم:
1 -
ابن بقار في العراق.
وعلني -قارئي العزيز- أن أعثر على أحد هذه الأقوال وهي في حالة الصح حتى يطمئن قلبي "والله أعلم".
هذا، وتنسب شمَّر إلى جدها الأول شمَّر، وهو إما أن يكون اسما بحد ذاته، وإما يكون لقبا، فإذا كان اسما بحد ذاته فهذا شيء دارج في أسماء العرب الأعلام، فمن الغساسنة ورد اسم أبو شمَّر الغساني وهم في الأزد، وأما إذا كان لقبا فهذا ليس بمستغرب أيضًا فما أكثر الألقاب التي أطلقت عن بعض القبائل كالمصاليخ والرولة في عنزة مثلا.
وعلى أية حال فإن شمَّرا هذا ينتمي في أصوله إلى جديلة بن سعد بن قطرة بن طيئ بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن كهلان بن سبأ بن يشجب ابن يعرب بن قحطان، فهو من العرب العاربة.
خرجت شمَّر على ما يُروى من وادي تثليث على إثر خصام وقع بينها وبين بعض من بطون القبيلة الأم طيئ، أدَّت هذه الخصومة إلى انفراد شمَّر عن باقي بطون القبيلة بزعامة شمَّر رئيسها حينذاك والتي سميت القبيلة فيما بعد باسمه.
تموجت هذه القبيلة أماكن عدة في شمال اليمن حتى استقر بها المقام في نجران، وبقيت هناك قوية الشكيمة عزيزة الجانب حتى الغزو الحبشي إلى بلاد العرب وذلك في أواسط القرن السابع الهجري ولم تنج شمَّر من طغيان الأحباش والتي قاومته بشدة، حيث حاول الأحباش فرض سيطرتهم على الجزيرة العربية بعد احتلالهم لليمن، ورفضت شمَّر الانصياع لهم مما أدى إلى تضاعف الضغط الحبشي عليهم أكثر فأكثر، حتى أجبرت على الخروج من نجران واللحاق بقبيلتها الأم طيئ في جبلي أجأ وسلمى، وذلك بعد صدامات عنيفة مع الأحباش الغزاة، وقد ترجم لنا شاعر لهم هذه الأحداث بالأبيات:
يا دارنا بنجران حنا تركناك
…
عفناك لو انك حدا والدينا
ياما من دم المعادي سقيناك
…
واستوفى الدّيّان وحنا قضينا
وهذا يوضح أن نجران هي إحدى ديار شمَّر قديما، لكنها أخلتها نتيجة الظروف التي ذكرناها آنفا.
ارتحلت هذه القبيلة من نجران إلى جبلي أجأ وسلمى، وهما جبلان في نجد لا يزالان يحملان شموخ عروبة شمَّر.
ولا بد لنا أن نتعرف على تاريخ هذين الجبلين كما ورد في أمهات كتب التاريخ لنبين أهميتهما التاريخية والطبيعية.
أولا - جبل أجأ: على وزن فَعَل بالتحريك، مهموز مقصور والنسب إليه أجئي، وهو علم مرتجل لاسم رجل سمي الجبل باسمه، ويجوز أن يكون منقولا، ومعناه: الفرار، كما حكاه ابن الأعرابي: يقال أجأ الرجل إذا فرَّ، وقال الزمخشري: أجأ وسلمى، جبلان عن يسار سميراء، وقد رأيتهما، شاهقان ولم يقل عن يسار القاصد إلى مكة أو المنصرف عنها، وقال أبو عبيد السكوني: أجأ أحد جبلي طيئ، وهو غربي فيد وبينهما مسيرة ليلتين وفيه قرى كثيرة.
وذكر العلماء بأخبار العرب: أن أجأ سُمي باسم رجل وأن سلمى باسم امرأة .. وكان من خبرهما أن رجلا من العماليق يقال له: أجأ بن عبد الحي، عشق امرأة من قومه، يقال لها سلمى، وكانت لها حاضنة يقال لها العوجاء، وكانا يجتمعان في منزلها حتى نذر بهما أخوة سلمى وهم: الغُميم والمُضل وفَداك وفائد والحدثان وزوجها
(1)
، فخافت سلمى وهربت هي وأجأ والعوجاء، وتبعهم زوجها وإخوتها فلحقوا سلمى على الجبل المسمى (سلمى) فقتلوها هناك، فسمي الجبل باسمها، ولحقوا العوجاء على هضبة بين الجبلين فقتلوها هناك، فسمي المكان باسمها ولحقوا أجأ بالجبل المسمى بأجأ فقتلوه فيه، فسمي به وأنفوا أن يرجعوا إلى قومهم، فسار كل واحد إلى مكان أقام فيه فسمي ذلك المكان باسمه.
وأما سبب نزول طيئ الجبلين، دون غيرهم من العرب، فقد اختلف الرواة فيه.
قال ابن الكلبي: لما تفرق بنو سبأ أيام سيل العرِم سار جابر وحرملة ابنا أدد بن زيد بن الهميسع، وتبعهما ابن أخيهما طيئ واسمه "جُلهمة" فساروا نحو تهامة، وكانوا فيما بينهم وبين اليمن، ثم وقع بين طيئ وعمومته ملاحاة، ففارقهم نحو الحجاز بأهله وماله وتتبع مواقع المطر، فسمي طيئا لطيه المنازل، وقيل سمي طيئا لغير ذلك، وأوغل طيئ بأرض الحجاز وكان له بعير يشرد في كل سنة عن إبله، ويغيب ثلاثة أشهر ثم يعود إليه وقد عَبُل وسمن وآثار الخضرة بادية في شدقيه، فقال لابنه عمرو: تفقد يا بني هذا البعير فإذا شرد فاتبع أثره حتى تنظر إلى أين ينتهي، فلما كان أيام الربيع وشرد البعير تبعه عمرو على ناقة له، فلم يزل يقفو أثره حتى صار إلى جبل طيئ، فأقام هناك ونظر عمرو إلى بلاد واسعة كثيرة المياه والشجر والنخيل والريف.
فرجع إلى أبيه وأخبره بذلك فسار طيئ بإبله وولده حتى نزل الجبلين، فرآها أرضا لها شأن، ورأى فيها شيخا عظيما جسيما مديد القامة، على خلق
(1)
فتح الباري 8/ 102.
العاديين، ومعه امرأة على خلقه يقال لها سلمى وهي امرأته، وقد اقتسما الجبلين بينهما بنصفين، فأجأ في أحد النصفين وسلمى في الآخر، فسألهما طيئ عن أمرهما فقال الشيخ: نحن من بقايا صُحار، فنينا بهذين الجبلين عصرا بعد عصر، أفنانا كرّ الليل والنهار، فقال له طيئ: هل لك في مشاركتي إياك في هذا المكان، فأكون لك مؤنسا وخِلا؟ فقال الشيخ: إن لي في ذلك رأيا، فأقم فإن المكان واسع، والشجر يانع والماء طاهر والكلأ غامر، فأقام فيه طيئ بإبله وولده بالجبلين، فلم يلبث الشيخ والعجوز قليلا حتى هلكا، وخلص المكان لطيئ وولده به إلى هذه الغاية قالوا سألت العجوز طيئا ممن هو؟ فقال طيئ:
إنا من القوم اليمانينا
…
إن كنت عن ذاك تسألينا
وقد ضربنا في البِلاد حينا
…
ثُمت أقبلنا مهاجرينا
إذا سامنا الضيم بنو أبينا
…
فقد وقعنا اليومَ في شينا
ريفا وماءً واسعا معينا
وقال أبو محمد الأعرابي: بينما طيئ ذات يوم جالس مع ولده بالجبلين، إِذ أقبل رجل من بقايا جديس، ممتد القامة، عاري الجبلة، كاد يسد الأفق طولا ويفرعهم باعا، وإذا هو الأسود بن غفار بن الصبور الجديسي، وكان قد نجا من (حسان) تُبَّع اليمامة ولحق بالجبلين: فقال لطيئ: من أدخلكم بلادي وإرثي عن آبائي؟ اخرجوا عنها وإلا فعلتُ وفعلت، فقال طيئ: البلاد بلادنا وملكنا في أيدينا، وإنما ادعيتها حيث وجدتها خلاء، فقال الأسود. اضربوا بيننا وبينكم وقتا نقتتل فيه، فأيّنا غلب استحق البلد، فاتعدا الوقت، فقال طيئ لجندب بن خارجة ابن سعد بن قطرة بن طيئ -وأمه جديلة بنت سبيع بن عمرو بن حِمْير، وبها يعرفون، وهم جديلة طيئ، وكان طيئ لها مؤثرا- قال طيئ لجندب: قاتل عن مكرمتك، فقالت أمه: والله لتتركن بنيك وتعرضن ابني للقتل؟ فقال طيئ لعمرو ابن الغوث بن طيئ، فعليك يا عمرو الرجل فقاتله، فقال عمرو: لا أفعل، وأنشأ يقول -وهو أول من قال الشعر في طيئ بعد طيئ:
يا طيئ أخبرني ولست بكاذب
…
وأخوك صادقك الذي لا يكذبُ
أمن القضية أن إذا استغثتهمُ
…
وأمنتم فأنا البعيد الأجنبُ
وإذا الشدائد بالشدائد مرةً
…
أشجتْكمُ، فأنا الحبيب الأقربُ
عجبا لتلك قضيتي، وإقامتي
…
فيكم، على تلك القضية أعجبُ
ألكم معا طيبُ البلاد ورعيها
…
ولي الثماد ورعيهن المجدبُ
وإذا تكون كريهةُ أُدعَى لها
…
وإذا يُحاس الحيس يدعى جندبُ
هذا لعمركم الصَّغار بعينه
…
لا أمَّ لي، إن كان ذاك ولا أبُ
فقال طيئ، يا بني إنها أكرم دار في العرب، فقال عمرو: لن أفعل إلا على شرط أن لا يكون لبني جديلة في الجبلين نصيب، فقال له طيئ: لك شرطك فأقبل الأسود بن غفار الجديسي للميعاد ومعه قوس من حديد ونشاب من حديد، فقال عمرو: الصراع أحب إلي، فأكسر قوسك لأكسرها أيضًا، ونصطرع، وكانت لعمرو بن الغوث بن طيئ قوس موصولة بزرافين إذا شاء شدها وإذا شاء خلعها، فأهوى بها عمرو فانفتحت عن الزرافين واعترض الأسود بقوسه ونشابه فكسرها، فلما رأى عمرو ذلك أخذ قوسها فركبها وأوثرها وناداه: يا أسود استعن بقوسك فالرمي أحب إلي، فقال الأسود: خدعتني فقال عمرو: (الحربُ خدعة) فصارت مثلا، فرماه عمرو ففلق قلبه، وخلص الجبلان لطيئ، فنزلهما بنو الغوث ونزلت جديلة السهل منهما لذلك
(1)
.
إن مسيرة قبيلة شمَّر تمثل صورة الحياة في الجزيرة العربية في أجلى صورها فهي أساس الحياة الاجتماعية حينذاك، والانتساب إليها يتم عن طريق القرابة والزواج والولاء والحلف والعبيد والأرقاء، وكان لشمَّر قسط وافر من حياة التبدي، فهم يعيشون على ما تنتجه الماشية يأكلون لحومها، ويشربون ألبانها، ويلبسون صوفها، ويصنعون منها مساكنهم ويعتمدون في تغذية ماشيتهم على ما ينبت في البادية من عشب فيخرجون بها إلى مناطق الخصب بعد مواسم الغيث، ومن وسائل معيشتهم قديما الغارة والسلب، يغيرون على قبيلة معادية فيأخذون ماشيتهم ويقتلون رجالهم ويسبون نساءهم وأولادهم، ويكثر الاعتماد على هذه
(1)
انظر كتاب المفصّل لجواد علي 4/ 454.
الوسيلة الجاهلية في سنوات القحط والجدب، وأفراد قبيلة شمَّر متضامنون، ينصرون أخاهم ظالما أو مظلوما، وإذا جنى أحدهم جناية حملتها القبيلة، وإذا غنموا فاللرئيس الربع
(1)
ومثلهم الأعلى في الأخلاق المروءة والكرم والعفة والشجاعة، والمرأة عندهم تجهد وتنقب في الأعمال اليومية، فهي تحتطب وتحلب الماء وتحلب الماشية، وتنسج الملابس، وتخيط الثياب، لكنها لا تغني غناء الرجل ولا تسد مده في القتال والحروب.
خاضت شمَّر ضمن قبيلتها الأم طيئ معاركَ وحروبا طاحنة مع القبائل العربية المجاورة لها في أجأ وسلمى، ومنها ما حصل بين بطنين من أشهر بطون طيئ، ألا وهما جديلة والغوث فكان يوم (اليحاميم) وهوأحد أيام العرب المشهورة في الجاهلية، وكان الحارث بن جبلة الغساني قد أصلح بينهما، فلما هلك عادت إلى حدبها، فالتقت جديلة والغوث بموضع في حرب، فَقُتِلَ قائد بني جديلة وهو أسبع بن عمرو بن لأم، وأخذ رجل من سنبس أذنيه فحفف بهما نعليه، وفي تلك قال. أبو سروة السنبسي:
تخصف بالآذان منكم نعالنا
…
ونشرب كرها منكم في الجماجم
وعظمت ما صنعت الغوث على أوس بن حارثة بن لأم، وعزم على لقاء الحرب بنفسه وكان لم يشهد الحروب المتقدمة، هو ولا أحد من رؤساء طيئ كحاتم بن عبد الله وزيد الخيل وغيرهم من الرؤساء، فلما تجهز أوس للحرب وأخذ في جمع جديلة ولفّها قال:
أقيموا علينا القصد بآل طيئ
…
وإلا فإن العلم عند التَّحاسِب
فمن مثلنا يوما إذا الحربُ شمرت
…
ومن مثلنا يوما إذا لم نحاسب
وبلغ الغوث جمع أوس لها، وأوقدت النار على ذروة أجأ، وذلك أول يوم توقد عليه النار -فأقبلت قبائل الغوث كل قبيلة وعليها رئيسها، ومنهم زيد الخيل وحاتم الطائي، وأقبلت جديلة مجتمعة على أوس بن حارثة بن لأم، وحلف أوس ألا يرجع عن طيئ حتى ينزل معها جبليها أجأ وسلمى، وتُجبى له أهلها، وتزاحفوا فاقتتلوا قتالا شديدا.
(1)
معجم البلدان لياقوت الحموي 1/ 94 - 99.
قال عدي بن حاتم: آراني لواقف يوم اليحاميم والناس يقتتلون إذ نظرت إلى زيد الخيل قد أوخر ابنيه مكّنفا وحريثا في شعب لا منفذ له وهو يقول: أي بني، أبقيا على قومكما، فإن اليوم يوم التفاني، فإن يكن هؤلاء أعماما فهؤلاء أخوال، فقلت: فإنك قد كرهت قتال أخوالك، فاحمرت عيناه غضبا، وتطاول إليّ حتى نظرت إلى ما تحته من سرجه فخفته، فضربت فرسي، وتنحيت عنه، واشتغل بنظره إليَّ عن ابنيه، فخرجا كالصقرين ثم انهزمت جديلة عند ذلك، وقتل فيها قتل ذريع
(1)
.
ثم ما لبثت شمَّر مع قبيلتها طيئ أن مشت في موكب الإيمان لتأخذ دورها المجيد في تثبيت دولة الإسلام ونشر دعوته في الأرض، وتحطيم كل الطواغيت لأن الشرك كان هو دين العرب العام في الجاهلية، فهم يؤمنون بوجود الله الخالق لهذا الكون، ويشركون به في العبادة، فيعبدون آلهة أخرى، ويقدمون لها شعائر التعبد، ويتوجهون لها بالدعاء، ويجعلونها واسطة بينهم وبين الله قال تعالى:{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [لقمان: 25].
فهم قد أشركوا بالطاعة والاتباع وبالتقرب والزلفى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر: 3].
كما أشركوا بطلب الشفاعة: قال تعالى: {هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} [يونس: 18].
لقد كان في قبيلة طيئ تعدد في الأديان والآلهة؛ إذ نجد فيها عبادة الكواكب كما نجد فيها نصرانية تائهة، ووثنية شوهاء، والمتتبع للأخبار المتناثرة في كتب التاريخ والأدب عن قبيلة طيئ يجد أنها كانت تعبد الأصنام ومنها:
1 -
الفلس: لونه أسود كأنه تمثال إنسان، ومكانه وسط جبل (أجأ) وكانوا يعبدونه، ويهدون إليه، ولا يأتيه خائف إلا أمن عنده، ولا يطرد أحد طريده فيلجأ بها إليها إلا تركت له ولم تخفر حويته
(2)
وكان سدنته بنو بولان.
(1)
انظر كتاب عدى بن حاتم الطائي -محيى الدين مستور ص 27.
(2)
كتاب الأصنام لابن الكلبي - ص 59 - 63.
2 -
سُهيل: كان يرمز إلى النجم اللامع في السماء، وبعضهم يرى أنهم تعبدوا للنجم مباشرة.
3 -
رضي: يذكر ابن الكلبي أنه كان لبني ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة من تميم، فهدمه المستوغر، وهو: عمرو بن ربيعة بن كعب، هدمه في الإسلام وقال وهو يكسره:
ولقد شددتُ على رِضاء شدةً
…
فتركتها ثلا تُنازِعُ أسحَمَا
4 -
اليعبوب: وهم صنم لجديلة بن طيئ، وكان لهم صنم أخذته منهم قبيلة بني أسد، وقيل تركوه في ساحة القتال، وقد ورد ذكره في شعر لعبيد بن الأبرص:
فتبدلوا اليعبوب بعد إلههم
…
صنما فقرُّوا ياجديل وأعذبوا
5 -
ساجر: وكان صنما للأزد ومن جاورهم من طيئ وقضاعة.
أما عن انتشار النصرانية فيها فقد انتشرت فيهم فعلا بسبب قرب القبيلة من الحيرة والشام، واحتكاك أفرادها بالغساسنة والمناذرة في أسفارهم وتجارتهم، أو بفعل القساوسة والرهبان الذين كانوا يردون أسواق العرب ويعظون ويذكرون البعث والحساب والجنة والنار، وهذا لا يعني في رأينا بأن القبيلة كلها قد اعتنقت النصرانية، بل بقيت فيها الأصنام قائمة والوثنية موجودة حتى جاء الإسلام، وعمَّ بنوره وهداه الجزيرة العربية كلها.
وأن هذه الديانة كانت هشة وسطحية وهامشية في حياتهم، فهي لم تترك لها أي أثر في أدبهم وشعرهم ولا في عقليتهم وحروبهم، بالإضاقة إلى أنها لم تحرك فيهم أي جدل كلامي في طبيعة المسيح أو الاعتقاد بألوهيته كما أنها كانت مجهولة الشيعة أو المذهب.
ظهر نور الإسلام في مكة المكرمة، وأخذ يعم بضيائه قلوب المسلمين الأوائل، وأمضى الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر عاما من تحمل الأذى ومكابدة المشاق في عرض الإسلام على القبائل في المواسم، وكان قومه قريش حجر عثرة وقدوة كفر وعناد لجميع العرب، ثم جعل الله لرسوله وللمسلمين معه فرجا ومخرجا، فكانت الهجرة إلى المدينة المنورة بعد بيعة العقبة الثانية، وفي دار الهجرة أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يبني معالم الدولة المسلمة بعد أن أصبح للمسلمين أرض ووطن،
وتتابعت سنوات العهد المدني حبلى بالخير والعطاء، تضم أيامها وشهورها سرايا وغزوات، وفتوحات وانتصارات، حتى كانت السنة التاسعة للهجرة، وفيها خضعت الجزيرة كلها لحكم رسول الله ودانت أكثر قبائل العرب للإسلام.
ووفدت قبيلة طيئ في السنة التاسعة للهجرة، وكانوا خمسة عشر رجلا، وفيهم زيد الخيل بن مهلهل بن زيد بن منهب بن عبد الطائي، وكان زيد خطيبا شاعرا كريما فعقلوا رواحلهم بفناء المسجد، ودخلوا وجلسوا قريبا من النبي صلى الله عليه وسلم، حيث يسمعون صوته، فلما نظر عليه الصلاة والسلام إليهم قال: إني خير لكم من العزى ومن الجمل الأسود -وكان يعني صلى الله عليه وسلم صنمهم "الفلس" - الذي تعبدون من دون الله، ومما حازت مناع ولائها، من كل ضار غير نافع. فقال زيد الخيل وكان من أعظمهم خلقا وأحسنهم وجها وشعرا، وكان يركب الفرس العظيم الطيويل فتخبط رجلاه في الأرض، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرفه: الحمد لله الذي أئى بك من حزنك وسهلك، وسهل قلبك للإيمان ثم قبض على يده فقال: من أنت؟ فقال: أنا زيد الخيل بن مهلهل: إني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك عبد الله ورسوله. فقال له: بل أنت زيد الخير، ما أخبرت عن رجل قط شيئا إلا رأيته دون ما خبرت عنه غيرك فبايعه وحسن إسلامه وأسلم من كان معه من كبراء طيئ وحسن إسلامهم، وكتب النبي صلى الله عليه وسلم لكل واحد منهم كتابا على قومه، إلا وزر بن سدوس النبهاني، فقال: إني أرى رجلا يملك رقاب العرب، والله لا يملك رقبتي عربي أبدا، ثم لحق بالشام وتنصر وحلق رأسه.
وخرج زيد الخير من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا إلى قومه، بعد أن قطع له النبي صلى الله عليه وسلم فيدا (وهو موضع بشرقي سلمى أحد جبلي طيئ وأراضيه معه)، وكتب له بذلك.
فلما انتهى من بلد نجد إلى ماء من مياهه يقال له: "فردة" أصابته الحمى فمات بها، ولما أحس بالموت قال:
أمرتحلُ قومي المشارقَ غدوةً
…
وأتركُ في بيت بفردة مُنْجد
ألا ربَّ يوم لو مرضت لعادني
…
عوائدُ من لم يبر منهن يجْهدَ
ولما مات عهدت امرأته لجهلها وقلة عقلها إلى ما معه من الكتب فحرقتها بالنار!
ولزيد الخير ابنان: مكنف وحريث، أسلما وصحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهدا قتال أهل الردة مع خالد بن الوليد رضي الله عنه
(1)
- وأن اسم حريث هذا قد ورد تاريخيا كاسم من أسماء وأجداد شمَّر وفي شهر ربيع الآخر من السنة التاسعة للهجرة أرسل النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه - في سرية إلى ديار طيئ وأمره أن يهدم صنمهم الفلس فسار إليهم، وأغار عليهم، فغنم وسبى وكسر الصنم، وكان متقلدا سيفين يقال لأحدهما: مخذم وللآخر رسوب فأخذهما علي، وحملهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الحارث بن أبي شمَّر أهدى السيفين للصنم فعلقا عليه، وأسر بنتا لحاتم الطائي، وحملت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فأطلقهما
(2)
، وكان لهذه السرية الموفقة أثر بالغ في القضاء التام على وثنية طيئ، وفتح عقولهم وقلوبهم للإسلام، كما كانت سببا في هروب عدي بن حاتم إلى الشام، ثم قدومه إلى المدينة المنورة ودخوله في الإسلام، وبدأت طيئ منذ بداية السنة العاشرة للهجرة تعوض ما فاتها، وتخط في ذاكرة الزمن أمجادا إسلامية خالدة أجملها علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما قال لوفد من طيئ:
"جزاكم الله خيرا، فقد أسلمتم طائعين، وقاتلتم المرتدين، ووافيتم بصدقاتكم المسلمين".
وما ينطبق هنا على قبيلة طيئ فإنما ينطبق على (شمَّر) وهي جزء لا يتجزأ من طيئ، وسوف نرى في الصفحات القادمة بأن شمَّرا هي إحدى بطون طيئ التي استقر بها المقام معها في جبلي أجأ وسلمى، ثم تفرعت عنها بعد ذلك بزمن وأصبحت شمَّر المعروفة اليوم ببطونها: عبدة وزوبع وأسلم.
ولا نزال -قارئي العزيز - نبحث في أعلام ورؤساء قبيلة (طيئ) ونخص بالذكر حاتم بن عبد الله بن سعد وعدي بن حاتم وسفانة بنت حاتم لنرى إلى أي مدى تمتع هؤلاء بمكارم الأخلاق من كرم وشجاعة وشعر وفصاحة، ولنبدأ بحاتم بن عبد الله بن سعد والذي ضُرب به المثل في الجود والسخاء فنقول:
(1)
انظر شرح المواهب اللدنية للزرقاني 4/ 25، 26.
(2)
الكامل في التاريخ: لابن الأثير 2/ 194، 195.
"
حاتم الطائي
"
(1)
هو: حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج من طيئ، وأمه غنية بنت عفيف من طيئ أيضًا، ويكنى حاتم: أبا سفانة وأبا عدي، كني بذلك بابنته سفانة وهي أكبر ولده وبابنه عدي، وله من الأولاد أيضًا: عبد الله، وثلاثتهم من زوجة النوار وعقب حاتم من ولده عبد الله، أما عدي فليس له عقب من الذكور، وقيل أن حاتما تزوج ثانية من (ماوية بنت عفرز) من بنات ملوك اليمن، وكانت تحب الكرم والكرماء ولم تنجب له أولادا وكان حاتم جوادا، شاعرا جيد الشعر، وكان حيثما نزل عرف منزلة وكان ظفرا إذا قاتل غلب، وإذا غنم أنهب، وإذا سئل وهب، وإذا ضرب بالقداح سبق، وإذا أسر أطلق.
ومر في سفره على قبيلة عنزة وفيهم أسير، فاستغاث به الأسير ولم يحضره فكاكه فاشتراه منهم وأقام مكانه في القيد حتى أدى فداءه.
وقسم ماله بضع عشرة مرة.
قال أبو عبيدة: أجود العرب ثلاثة: كعب بن أمامة، وحاتم طيئ، وهرم ابن سنان صاحب زهير بن أبي سُلمى.
وكان لحاتم قدور عظام بفنائه لا تنزل عن الأثافي، وإذا أهل رجب نحر كل يوم وأطعم ولم يكن هذا الجود والسخاء غريبا عن نشأة حاتم، فقد ولد في أسرة كريمة تميزت فيها الأم بالكرم، فورث حاتم من أمه هذه الصفة، حتى كأنها امتزجت مع حليبها في خلايا جسده فأصبحت صفة طبيعية، وسجية خلقية له، ففي كتاب السيرة النبوية لابن كثير:
كانت غنية بنت عفيف بن عمرو بن امرئ القيس أم حاتم طيئ لا تمسك شيئا سخاء وجودا، وكان إخوتها يمنعونها فتأبى، وكانت امرأة موسرة، فحبسوها في البيت سنة يطعمونها قوتها لعلها تكف عما تصنع، ثم أخرجوها بعد سنة، وقد ظنوا أنها قد تركت ذلك الحق، فدفعوا إليها صرمة من مالها وقالوا:
(1)
الأعلام للزركلي 5/ 8.
استمتعي بها، فأتتها امرأة من هوازن وكانت تغشاها فسألتها، فقالت دونك هذه الصرمة، فقد والله مسني من الجوع ما آليت أن لا أمنع سائلا ثم أنشأت تقول:
لعمري لِقْدما عضني الجوعُ عضةً
…
فآليت ألا أمنعَ الدهرَ جائعا
فقولا لهذا اللائمي اليوم أعفني
…
وإن أنت لم تفعل فعضَّ الأصابعا
فماذا عساكُم أن تقولوا لأختكم
…
سوى عذلكم أو عذل من كان مانعا
وماذا ترون اليومَ إلا طبيعةً
…
فكيف بتركي يا ابن أمي الطبائعا؟
ونقتطف بعض الأخبار التي تشهد بكرم هذا الرجل، ونتعرف من خلالها على أسرة حاتم الطائي التي كانت تعاني أحيانا ألم الجوع والبؤس، فتصير مع راعيها على ذلك، حتى إذا ما دعي إلى البذل وتلبية نداء الواجب والحاجة والعوز نراه يهب مسرعا ليضحي في سبيل ذلك بكل ما يملك، ولنستمع إلى زوجته النوار تحدثنا عن بعض أخباره العجيبة في الكرم فتقول:
"كل أمره كان عجبا! أصابتنا سنَّة حصن كل شيء أي حصدت كل شيء، فاقشعرت لها الأرض، واغبرت لها السماء، وضنت المراضع على أولادها، وراحت الإبل حدباء ضامرة؛ أي أصبحت حدباء ضامرة ما تبض بقطرة، وحلقت المال وانا في ليلة صَنّبر (باردة) بعيدة ما بين الطرفين؛ إذا تضاغى الأصبية من الجوع؛ عبد الله وعدي وسفانة فوالله إن وجدنا شيئا نعللهم به، فقام إلى أحد الصبيان فحمله وقمت إلى الصبية فعللتها، فوالله إن سكتا إلا بعد هدأة من الليل، ثم عدنا إلى الصبي الآخر، فعللناه حتى سكت وما كاد، ثم افترشنا قطيفة لنا شامية ذات خمل فأضجعنا الصبيان عليها، ونمت أنا وهو في حجرة والصبيان بيننا، ثم أقبل علي يعللني لأنام، وعرفت ما يريد فتناومت، فقال: مالك أنمت؟ فسكت، فقال: ما أراها إلا قد نامت وما بي نوم، فلما ادلهمَّ الليل وتهورت النجوم، وهدأت الأصوات وسكنت الرجل؛ إذا جانب البيت قد رفع، فقال: من هنا؟ فولى، حتى إذا قد أسحرنا أو كدنا عاد فقال: من هذا؟ قالت: جارتك فلانة يا أبا عدي، ما وجدت على أحد معولا غيرك أتيتك من عند أصبية يتعاوون عواء الذئاب من الجوع قال: أعجليهم علي. قالت النوار:
فوثبت: فقلت: ماذا صنعت؟ أضطجع والله لقد تضاغى أصبيتك فما وجدت ما تعللهم، فكيف بهذه وبولدها؟ فقال: اسكتي، فو الله لأشبعنك إن شاء الله.
قالت: فأقبلت تحمل اثنين وتمشي جنبيها أربعة كأنها نعامة حولها رئالها. فقام إلى فرسه فوجأ بحربته في لبته، ثم قدح زنده وأورى ناره، ثم جاء بمديه فكشط عن جلده، ثم دفع المدية إلى المرأة ثم قال: دونك، ثم قال: ابعثي صبيانك فبعثهم، ثم قال: سوءة، أتأكلون شيئا دون أهل الصرم فجعل يطوف فيهم حتى هبوا وأقبلوا عليه، والتفع في ثوبه، ثم اضطجع ناحية ينظر إلينا والله ما ذاق مزعة، وإنه لأجوعهم إليه، فأصبحنا وما على الأرض منه إلا عظم أو حافر
(1)
.. وقالت امرأة حاتم لحاتم: يا أبا سفانة أشتهي أن آكل أنا وأنت طعاما وحدنا ليس عليه أحد، فأمرها فحولت خيمتها من الجماعة على فرسخ، وأمر بالطعام فهيئ، وهي مرخاة ستورها عليه وعليها، فلما قارب نضج الطعام كشف عن رأسه ثم قال:
فلا تطبخي قِدري وسترك دونها
…
عليّ إذن ما تطبخين حرامُ
ولكن بهذاكِ البقاع فأوقدي
…
بجزل إذا أوقدت لابضرام
قال ثم كشف الستور وقدم الطعام للناس فأكل وأكلوا، فقالت: ما أتممت لي ما قلت فأجابها: فإني لا تطاوعني نفسي، ونفسي أكرم علي من أن يثني على هذا، وقد سبق لي السخاء ثم أنشد يقول:
أمارس نفس البخل حتى أعزها
…
وأترك نفس الجود ما أستثيرها
ولا تشتكينِّي جارتي غيرَ أنها
…
إذا غاب عنها بعلها لا أزورها
سيبلغةا خيري ويرجع بعلُها
…
إليها، ولم تقصر عليها ستورها
قال أبو عبيدة: إنه لما بلغ حاتم طيئ قول المتلمس:
قليلُ المال تصلحه فيبقى
…
ولا يبقى الكثير على الفساد
وحفظُ المالِ خير من قناةٍ
…
وعسفٍ في البلاد بغير زاد
(1)
السيرة النبوية لابن كثير 1/ 109.
قال: ما له قطع الله لسانه حمل الناس على البخل؟
…
فهلا قال:
فلا الجود يفني المال قبل فنائه
…
ولا البخل في مال الشحيح يزيدُ
فلا تلتمس مالا بعيش مقترٍ
…
لكل غدٍ رزق، يعودُ، جديدُ
ألم تر أن المال غادٍ ورائح
…
وأن الذي يعطيك غيرُ بعيد
ومن عيون شعر حاتم الذي يظهر فيه فخره بكرمه وعفته وحماسه:
فأقسمتُ لا أمشي إلى سِرِ جارةٍ
…
يدَ الدهر ما دامَ الحمَامُ يغرد
ولا أشتري مالا بغدر علمتُه
…
ألّا كلُّ مالٍ خالط الغدر أنكر
إذا كان بعضُ المال ربًا لأهله
…
فإني بحمد الله مالي معبد
يفك به العاني، ويُؤكلُ طيبا
…
ويعطي إذا أمن البخيل المصرّد
إذا ما البخيل الليل أخمد ناره
…
أقول لمن يصلى بناريَ: اوقدوا
ويمضي الإخباريون في سّبع كرم حاتم، ويفجعهم الموت بوفاته، فيجمح بهم الخيال ويصنعون له أسطورة في السخاء حتى بعد موته، ومن يدري فلعل الطائيين، ومعهم عدي، أرادوا أن يبقى حاتم جوادا وهو راقد في قبره، فكانت هذه الحكاية العجيبة التالية.
وتذكر طيئ أن رجلا يعرف بأبي خيبري مر بقبر حاتم، فنزل به، وبات يناديه.
يا أبا عدي أقر ضيفك، فلما كان في السحر وثب أبو خيبري يصيح: وا راحلتاه فقال له أصحابه: ما شأنك؟ فقال: خرج والله حاتم بالسيف حتى عقر ناقتي وأنا أنظر إليه، فنظروا إلى راحلته فإذا هي لا تنبعث، فقالوا: قد -والله - قراك فنحروها وظلوا يأكلون من لحمها، ثم أردفوه وانطلقوا، فبينما هم كذلك في مسيرهم طلع عليهم عدي بن حاتم ومعه جمل أسود قد قرنه ببعيره، فقال: إن حاتم جاءني في المنام فذكر لي شتمك إياه، وأنه قراك وأصحابك راحلتك، وقد قال في ذلك أبياتا ورددها علي حتى حفظتها:
أبا خيبريّ وأنت امرؤ
…
حسودُ العشيرة لوَامُها
فماذا أردت إلى رقَة
…
بداويةُ صخيب هامُها
تبغَّى أذاها وأعمارها
…
وحولك عوفُ وأنعامها
وأمرني بدفع جمل مكانها إليك، فخذه، فأخذه
(1)
.
وقد مات حاتم في (عوارض) جبل في بلاد نجد سنة 46 قبل الهجرة وعاش ستين سنة
(2)
، وعوارض اليوم تسمى ثوران وهو المكان الذي عاش فيه حاتم ومات فيه، وهو مكان يبعد عن مدينة (حائل) حوالي خمسة وأربعين كيلو مترا، وقد هيئ لي أن أرور المكان برفقة أحد شباب قبيلة شمَّر. ولا أراني عندما وقفت على بقايا بيته وعلى قبره إلا أن أردد ما ردده الشاعر البرجمي عندما قال:
يعيش الندى ما عاش حاتم طيئ
…
فإن مات قامت للسخاء مآتمُ
ولكن ما ميزان كرم حاتم في الإسلام؟ فإذا كان هذا كرم حاتم، وكانت هذه أخلاقه فماذا تحدث عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى البيهقي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: يا سبحان الله ما أزهد كثيرا من الناس في الخير! عجبا لرجل يجيئه أخوه المسلم في حاجة فلا يرى نفسه للخير أهلا، فلو كان لا يرجو ثوابا، ولا يخشى عقابا لكان ينبغي له أن يسارع في مكارم الأخلاق، فإنها تدل على سبيل النجاة.
فقام إليه رجل وقال: فداك أبي وأمي يا أمير المؤمنين؟ أسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، وما هو خير منه، لما أتي بسبايا طيئ، وقفت جارية حمراء لعساء، زلفاء، عبطاء شماء الأنف، معتدلة القامة والهام، درماء الكعبين، خدلجة الساقين، لفاء الفخذين، خميصة الخصرين، ضامرة الكشحين، مصقولة المتنين قال: فلما رأيتها أعجبت بها، وقلت: لأطلبن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجعلها في فيئي، فلما تكلمت أنسيت جمالها لما رأيت من فصاحتها، فقالت: يا محمد إن رأيت أن تخلي عني ولا تشمت بي أحياء العرب، فقد
(1)
الشعر والشعراء لابن قتيبة 1/ 170.
(2)
الأعلام للزركلي 4/ 151.
مات الوالد وغاب الوافد، وإني ابنة سيد قومه، وإن أبي كان يحمي الذمار ويفك العاني، ويشبع الجائع ويكسو العاري، ويقري الضيف، ويطعم الطعام، ويفشي السلام، ولم يرد طالب حاجة قط، أنا ابنة حاتم طيئ.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا جارية هذه صفة المؤمنين حقا، لو كان أبوك مؤمنا لترحمنا عليه، خلوا عنها، فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق، والله تعالى يحب مكارم الأخلاق. ويزيد الحافظ ابن كثير هذا البيان وضوحا فيقول: وكانت لحاتم مآثر وأمور عجيبة، وأخبار مستغربة في كرمه يطول ذكرها، ولكن لم يكن يقصد بها وجه الله والدار الآخرة، وإنما كان قصده السمعة والذكر
(1)
.
وروي عن عمر رضي الله عنه قال ذكر حاتم عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ذاك أراد أمرا فأدركه".
وفي مسند الإمام أحمد رحمه الله عن عدي بن حاتم قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أبي كان يصل الرحم ويفعل ويفعل، فهل له في ذلك؟ يعني من أجر؟ قال: إن أباك طلب شيئا فأصابه.
وعلى أية حال فإن كرم حاتم قد خلَّده الله؛ لأن صفة الكرم هي من صفات الله سبحانه وتعالى ولا زال الكرم مقرونا بحاتم حتى يومنا هذا، فإذا أردت أن تثني على أحد الكرماء فلا بد أن تقول له: إنك حاتمي، إسنادا إلى صفة حاتم.
هذا، ويروى أن عديا بن حاتم عندما وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم معلنا إسلامه ووقف أمام الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله: إن أكرم الناس فينا وإن أشجع الناس فينا وإن أشعر الناس فينا. فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم بمن يا عدي قال: وأما أكرم الناس فأبي حاتم بن سعد، وأما أشجع الناس فهو عمرو بن معدى كرب، وأما أشعر الناس فهو امرؤ القيس.
فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم لا يا عدي: إن أكرم الناس محمد بن عبد الله، وإن أشجع الناس علي بن أبي طالب، وإن أشعر الناس تماضر بنت عمرو (الخنساء)
(1)
السيرة النبوية: لابن كثير 1/ 107.
فأراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبدل مثل الجاهلية بمثل إسلامية متمثلة في شخصه صلى الله عليه وسلم في الكرم وفي علي بالشجاعة.
أما ولده عدي فقد نشأ وترعرع في أحضان جبلي أجأ وسلمى الشامخين، تتعهده عناية أب كريم، وتحنو عليه أم عطوف رؤوم، فهو قد ولد في بيت عربي أصيل ترفرف عليه أعلام السيادة، ويدين له الناس بالاحترام والطاعة، لقد كان كأجمل ما يكون فتى وأنضر ما تكون طفولة، وكأنه يعرف أنه سيخلف أباه حاتما في الرئاسة والسيادة، كما عرف أن هذه الزعامة في طيئ لم ينلها أبوه بالوراثة والنسب، وإنما تبوأها بالسجايا الحميدة والأخلاق الكريمة، وكان أبوه قدوة له في الجود والعفة والفروسية.
بأبيه افتدى عدي بالكرم ومن يشابه أباه فما ظلم.
وحفظ عن أبيه وصايا، فعمل بها وتركها كلمات مشرقة مسطورة في صفحات التاريخ بعد أن خضعت لأحكام الإسلام واهتدت بهداه، ففي (مجمع الأمثال): قال حاتم لابنه: "إذا رأيت الشر يتركك فاتركه"
(1)
، وقد ضلع عدي بمهام جسام تتجاوز حدود قبيلة طيئ، وتترك آثارا وفتوحا فيما وراء جزيرة العرب، وما كان يعلم أن أخلاقه الكريمة ومعدنه الأصيل، ستجد في مبادئ الإسلام وواقع الحياة الإسلامية تربة صالحة، فتنمو وتزدهر وتثمر ويصبح عدي في طليعة المسلمين ومن خيارهم، مسلما نقيا، وكريما نبيلا، وسيدا مطاعا، وجنديا مخلصا في جهاد أعداء الله.
ثوران -منزل وقبر حاتم الطائي
في معجم البلدان: قرية في أجأ أحد جبلي طيئ لبني شمَّر من بني زهير .. وقال البحري: "ومن شعاب أجأ ثوران".
ومدخل الوادي ضيق بحيث لو وقف عنده عدد قليل من الرجال لمنعوا من يحاول الدخول، ثم إن الوصول إلى مدخل الجبل يمر بمنعطفات أسفل الوادي وهي على اتساعها تثير حمايتها، والوصول إلى قرية حاتم وقومه كان صعبا كما يفهم من قوله:(لقد جهل مداخل سبلات).
(1)
انظر عدي بن حاتم: محيي الدين مستو، ص 54.
لعلنا في نقطة البداية هذه عن قبيلة طيئ ومنها شمَّر نقف على مقصدنا من هذا كله ألا وهي قبيلة شمَّر التي انحدرت بأصولها من هذه المسيرة الخيرة الكريمة والتي كان من انتمائها إلى حاتم الطائي ما يجعل التاريخ يقف منها موقف الإعجاب والفخار، فشمَّر هي إحدى القبائل التي تنتمي في أصولها إلى ذلك الفرع الشامخ من قحطان.
ولعل ثعل بن عمرو بن طيئ والذي ينحدر منه حاتم الطائي هو نقطة الارتكاز بالنسبة لقبيلة (شمَّر) والتي تضم في تعدادها اليوم: "عبدة وزوبع وأسلم" وهي البطون الثلاثة التي تؤلف القبيلة الكييرة، والتي لعبت دورا رئيسيا هاما في مجمل الأحداث التي دارت على أرض الجزيرة العربية، وكان لها ولا يزال امتدادها الجغرافي البعيد، فهي وإن بحثنا عن هذا الامتداد نجده بدأ في بلاد اليمن في أرض تثليث وجبل سناعيس جنوبا وانتهى في بلاد الشمال في العراق وسوريا والأردن وحتى المغرب العربي .. إذن هي قبيلة لها من الحيوية وقوة الحركة ما جعلها تتبوأ مركزا متقدما في عداد القبائل المماثلة له كقبيلة عنزة مثلا.
وإن أكثر ما يشدني إلى انتمائهم إلى ثُعل بن طيئ هو ما تمثل به رجالاتها من كرم وجود وسخاء وشجاعة وفروسية، كلها معاني تمثلت في رجالات القبيلة الأم "طيئ" ومنها الكريم السخي صاحب الكف الندي حاتم بن عبد الله بن سعد الذي ضرب بجوده وسخائه المثل. فنحن سنعثر في مسيرتنا مع هؤلاء الرجال على من جاءت صورة كرمه وجوده وشجاعته مطابقة إلى تلك الصور التي طالعتنا بها أمهات كتب التاريخ التي أنصفت بمجملها كل المعاني الخيرة في مسيرة قبيلة شمَّر، وبما أن الشعر هو ديوان العرب كما قال الأقدمون، وإنه الأداة المعبرة عن إرادة وأفكار كل مجتمع فلا بد لنا، والحالة هذه من إن نعثر على ومضات تاريخية تنير لنا دربنا في البحث والتنقيب، فنجد مثلا في هذه اللوحة الشعرية على لسان شاعر من شعراء شمَّر يثبت حقيقة انتمائهم أولا إلى قحطان:
مناخنا العبده تسعين ليله
…
بالسيرة الليا حصاها جفادر
سنا عيس على الحرب صَمّلوا
…
واستبسلوا مثل الحرار النوادر
لما لفوهم زوبعٍ فوق ضُمّر
…
قُبِّ يلاوي صرعهن كل نادر
جونا على كل صهال وكل حمره
…
يطيرن راغان العجاج الأكادر
إن غَّرَبُوهن كالغروب الورد
…
وإن صدروهن كن فاح الصوادر
عفيه بني عمي عفيه لابتي
…
اركوا على كبدي حاميات المخاطر
يشير هنا الشاعر "إلى عبدة وإلى فتوة شمَّر سناعيس" وكذلك إلى زوبع، وكلها تمثل بطون القبيلة.
كما أن شاعرا آخر يشير أيضًا إلى قحطانيتهم في قوله:
إن سلت عنا يا السويطي قحاطين
…
عواصم واللي خذانا لفايق
حنا وعبده والضياغم بجدين
…
لطامة يوم اللقا كل مايق
يقول ابن الكلبي: شمَّر بطن من ثعل بن عمرو بن طيئ وهي اليوم من كبريات القبائل العربية، وعبدة من أكبر شمَّر الطائية حلفا، وهي من قبيلة جنب المذحجية نسبا، فهم أبناء عبيدة من قحطان. كما أن ابن سند الذي عايش مطلق الجربا قد أدلى بدلوه في حقيقة انتسابهم إلى ثعل بن عمرو بن طيئ، ولنستمع إليه في أبياته التي يرثي بها مطلقا ونقتطف منها هذه الأبيات:
هُمُ الأكارمُ فاسأل عنهمُ فهمُ
…
مَن يُسألون إذا ما اشتدت الإزمُ
لولاهم مازهى بدوُ ورابيةُ
…
ولا زهى أجأ والنَير والعَلَمُ
ولا ظعائنُ في البيداءِ عوَّدَها
…
طعنُ الفوارسي عنها صَيْرَمُ رَزمُ
إذا انتمى فإلى الأجواد من ثُعلِ
…
والباذلين إذا ما ضنّ غيرُهُمُ
ويتابع ابن سند ذكر مآثر آل الجربا وحقيقة انتمائهم إلى ثعل بن عمرو بن طيئ، منها هو يرثي بنيه الجرباء ابن أخ مطلق الذي قتل عام 1231 هـ فيقول فيه:
نمتُه للشرف العالي بنو ثُعلٍ
…
أُسْد الشرى وَسراة القَادَةِ الأُوَلِ
النازلون من البيداء فوقَ رُبَىً
…
والشائدون بيوتَ العزِّ بالأسَلِ
والمانعو الجارِ بالأسيافِ لامعةً
…
بين الخميسين والعسَّالةِ الذبلِ
ثم يقترب ابن سند من بيت القصيد عندما يوغل في انتساب شمَّر الجربا فينسبهم مباشرة إلى جدهم حاتم الطائي، وما كان لابن سند وهو العلَّامة والمؤرخ والشاعر أن يأتي بهذا القول من عنده لو لم يلتمس إلى ذلك سبيلا واضحا من المعرفة في أصولهم، ولنصغ إليه في رثاء بنيه الجربا.
قضي فَلدمعي في الخدود سفوحُ
…
هزبرُ عليه المشرفيّ ينوحُ
أغرُّ كريمُ النسبتين من الألى
…
فخارُهمُ كالنيِّريِن يَلوحُ
وأبيضُ منهم شَمريُّ بكيته
…
نَمَاه إلى الأصل الأصيل سَمُوحُ
وأروعُ أمَّا جدُّه فهو حاتمُ
…
وسعدُ وأمّا مده فسفوح
بُنية والقرم الذي لم يزل به
…
تخب لدماء الحروب مروحُ
إذن، أصبح من الواضح حقيقة انتساب قبيلة شمَّر "عبدة وزوبع وأسلم إلى ثعل بن عمرو بن طيئ .. وتذكر كتب التاريخ بأن طيئا بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن كهلان بن سبأ بن يعرب بن قحطان قد أنجب من الأبناء عمرو وقطرة ومالك والغوث ومن عمرو جاءت ثعل وسعد فمن ثعل وسعد، جاء حاتم، ومن ثم (شمَّر) المؤلفة من بطونها المذكورة، إلا أن بعض المؤرخين يذكرون عبيدة من مالك بن طيئ، ومن عبيدة جاء ضيغم بن معاوية الضيغمي، كما أن البعض ينسبون شمَّر إلى جديلة بن سعد بن قطرة بن طيئ، وعلى أية حال فكلهم ينتسبون إلى جدهم طيئ بن أدد، حيث يلتقون فيه على خلاف مشاربهم واتجاهاتهم .. ودعنا الآن -قارئي العزيز- بأن نتلمس طريقا في بحث كل بطن عن هذه البطون، ولنبدأ بعبدة:
قبيلة عبدة
هذه القبيلة ترجع في أصولها إلى عبيدة بن مالك بن قطرة بن طيئ بن أدد، هي من أقدم بطون شمَّر على اتفاق الآراء .. ومنها الضياغم التي يعود نسب آل الرشيد إليهم، وتتألف عبدة اليوم من بطون وأفخاذ عديدة، نذكرها على قول الرواة والمعمرين من أفراد هذه القبيلة العربية العريقة، فهي تتألف من:
1 -
الجعفر وهم: آل خليل، ومنهم "الرشيد" - آل حيمر - ريا - آل عبيد - آل جشعم - آل عطون - الرواحل - آل رزانة.
2 -
الربيعية، وهم: الزقاريط - العفاريت - المحيسن - المردان - الجدي.
3 -
اليحيا، وهم: الفضيل - المفضل - الجنده - الجري - السليط - الهامل - أبو الميخ - ابن جبرين.
4 -
الدغيرات، وهم: الحسين - العليان - الشريهة - الثريبان - الغيثة.
تسكن عبدة قديما آبار "لينه والخضراء ورورد والثعلبية والأجفر والبدع - وتمتد منازلها من أجأ إلى ما وراء لينه، ومن كبارهم الشيخ ابن سعيد في حائل وابن هباس.
ومن الجعافرة آل خليل حكام حائل سابقا وهم: آل علي وآل الرشيد، وجاء في كتاب الأزهار النادية من أدب البادية -للكاتب: محمد سعيد حسن كمال ص 15: ما قوله عن بطون عبدة:
تفرع عن عبدة البطون التالية: آل يحيا: وفيهم هذه العشائر: السنان والصميل والجنيده وآل مفضل، وفيهم الأفخاذ الآتية: آل مسعود - آل مونيع - الطلاع - الطرمان - آل فريهد - آل بريش - الصليت - الرباع - الحامل.
ومن آل يحيا أيضًا: الدغيرات، وفيهم هذه العشائر: الشريحات - آل علينان - الغياث - الزكاريت - الويبار - آل جدي - آل حسن
(1)
.
(1)
انظر: الأزهار النادية من أدب البادية - ج 3 - ص 5 - محمد سعيد حسن كمال.
إن نخوة عبدة هي سناعيس، ومن كبارهم: ابن شريم وابن عجل وابن رغيلان والأشرم، وتقطن عبدة مع قسم من أخواتها زوبع والأسلم مدينة ومنطقة حائل في المملكة العربية السعودية .. وحائل كما ذكرها البكري:"حائل موضع بجبلي طيئ" وهي مدينة قديمة تقع في سهل فسيح بين جبلي أجأ وسلمي، هواؤها عليل ومنظرها جذاب فهي بحق عروس الشمال، وهي بالإضافة إلى ذلك مدينة قديمة وردت في أسفار العرب قال أحدهم فيها:
لعمري على فَوْتٍ لأية نظرة
…
ونحن بأعلى حائل فالجراثم
نظرتُ ودوني من شمامّانَ صرةً
…
جواث كأثباج البغال الصرائم
ليدركَ طرفي أهلَ ودان إنني
…
بودّان ذو شجو حديث وقادم
بنجدٍ تروم الغورَ بالطَّرف هل ترى
…
به الغور مالاءمت من متلائم
ويقول امرؤ القيس الكندي في حائل ويشير إلى سكانها بنو ثعل بن طيئ:
أبت أجأ أن تُسلمَ اليوم جارَها
…
فمن شاء فلينهض لها من مقائل
تبيت لبوني بالقَرية أمّنا
…
وأسرحها غبَّا بأكناف حائل
بنو ثعل جيرانها وحُماتُها
…
وتمنعُ من رجَّال سعدٍ ونائل
والقرية بجبل طيئ معروفة ودخل بدوي العراق فاشتاق إلى بلاده فقال:
لعمري لنورُ الأقحوان بحائل
…
ونور الخزامى في آلاء وعرغج
أحبُّ إلينا يا حميدُ بنَ مالك
…
من الورد والخيري ودهن البنفسج
وأكل يرابيعٍ وضَبٍّ وأرنب
…
أحبُّ إلينا من سُماني وتدرج
ونص القلاصي الصهب وتدمى أنوفها
…
يجبنَ بنا ما بين قو ومنعج
أحبُّ إلينا من سفين بدجلةٍ
…
ودربٍ متى ما يظلم الليلُ يرتجِ
يكثر في حائل النخيل، كما يزرع فيها الأثل وأشجار البرتقال والفواكه والحدائق الغناء .. ولكن من هي القبائل التي سكنت حائل قديما؟ لقد سكنت حائل عدة قبائل كلها ترجع في أصولها إلى طيئ وهي:
سكن حائل في القديم: طيئ بن أدد، وتتفرع منها بطون عديدة منها:
بنو جديلة وهي أمهم وهم: جندب وحور يعرفون بأمهم، وبنو معان، وبنو جدعاء بن رومان، والثعالب، وبنو تميم الذين يقال لهم مصابيح الظلام، وبنو علوة، وبنو زنمة بن عمرو، وبنو لام بن عمرو، وبنو أشنع بن عمرو، وبنو قصاد وبنو قرواش، وثعل، وسلامان، وجرول، وبنو بحتر، وبنو عنيد، وبنو فرير، وبنو سلسلة، وبنو دغش، وبنو هذمة بن عناب، وبنو سمبس، وبنو شمجي، وبنو نبهان بن عمرو، وبنو نايل، وبنو المشر، وبنو الصامت، وبنو بولان، وبنو صيفي ومنهم بنو شمَّر نسبة إلى شمَّر بن عبد جذيمة بن ثعلبة بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيئ، بطن بن طيئ:
منهم: قيس بن شمَّر وهو الذي ذكره امرؤ القيس فقال:
"وهل أنا لاقٍ حييَّ قيس بن شمَّرا".
ونعود الآن إلى البحث في بطون عبدة ولا بأس أن نعرج على مشاهيرهم في الزعامة والشعر ومكارم الأخلاق.
- آل خليل وآل علي: هم حكام حائل قديما، وقد أعقب خليل: جاسرا وأعقب جاسر: رشيدا ومنه عليا وأعقب علي: عبيدا وعبد الله، وعبد الله هذا هو المؤسس الأول لإمارة آل رشيد.
وقد كانت حائل وما يتبعها من القرى والمدن يحكمها أبناء عم آل رشيد وهم: آل علي الذين دام حكمهم بحائل زمنا، وعلى هذا أنجب عيسى وينتسب إلى جده ضيغم من الجعفر، وعيسى الذي دام حكمه زمنا ليس بالقصير وكان على صلات حسنة بآل سعود، وقد أعقب ابنه محمدا الذي طال حكمه أيضًا ولم تتفق سياسته مع الأتراك، حتى احتالوا عليه لقتله، وفيه يقول الشاعر من قصيدة
(1)
:
يا حيف راس الشيخ تلعب به الروم
…
متقابلين بينهم يجزرونه
(1)
الأزهار النادية، محمد سعيد كمال - ص 17 - ج 3.
ومحمد هذا هو الذي بنى قصر برزان، وفي أيامه خرج عليه محمد الوطيفي الجربا من شمَّر فظفر به محمد وقتله وقال:
يقول ابن علي وابن علي محمد
…
كما البرج فوق البلاد الشهير
ضاع طيبي بل الوطيفي محمد
…
كما ضاع بالصبْخا بذار الشعير
حنا الذي جيناك يوم يحال دونك
…
يوم أنت بالجهرى يقال اقْصير
وبعد قتل محمد بن عيسى تولى أخوه صالح بن عيسى، ولم يكن على الدرجة التي كان عليها سلفه من الحزم والسياسة والرأي، وكان أخوه محمد بن عيسى قد عقد قران ابنته على ابن عمها: عبد الله بن علي بن رشيد ودخيل بها فلما تولى صالح الحكم منع بنت أخيه من مقابلة زوجها، وكانت منه حاملا وذلك لما قام به هو وأخوه عبيد العلي من التعدي على القبائل المجاورة التي يعتبرها الأمير صالح بن عيسى في حلفه أو ولائه، وساءت العلاقة وأدت إلى المقاطعة والإجلاء عن حائل فذهب عبيد العلي إلى البادية وذهب عبد الله إلى بغداد، وقال متوعدا لابن علي:
والله لو أني ورا جسر بغداد
…
لأصير لك مثل العمل عند راعيه
(1)
وذهبت أمهم إلى "جبّه" ومما يروون من قولها تعبيرا عن حزنها بفراق ابنيها:
يا نور عيني يامضنة فؤادي
…
جلوني بالقيظ الحمر عن بلادي
وعاد عبد الله العلي الرشيد إلى حائل ليلا واسترد زوجته "نورة بنت عيسى" وسار بها مع "خويه ابن رخيص" إلى ما وراء الجوف ثم وصلوا العراق. وقد تولى عبد الله بعد ذلك إمارة حائل وكان المؤسس الأول لها، وقد حصل الوئام والتصافي بين آل الرشيد وآل علي.
(1)
المصدر السابق نفسه.
من شعر عبد الله العلي الرشيد هذه القصيدة:
ياهيه ياللي لك مع الناس وداد
…
ما ترحمون الحال يالابتي ليه
ما ترحمون اللي غدا دمعه ابداد
…
طول الزمان وحرق الدمع خديه
من شوفتي للترف مزموم الانهاد
…
متمشلح يمشي على أقدام رجليه
الشوك ماله عن مواطئه رداد
…
أيضًا ولا سبت قوي يوقيه
الله يسوِّد وجهكم ياهل الواد .. سود السما اللي كل القبائل تراعيه
جبه سقاه من أول الوسم رعاد
…
ما حدّرت خشم أم سمنان تسقيه
مسيخ ابن فرحان عريب الاجداد
…
كل العساكر نكّسبه تتلي البيه
نكّس بهم محسن وعامر وزياد
…
والكل منهم ما شاف حية ودانيه
اللي لها للمنهزم زين ميعاد
…
من لاذ به كن الحرم لايذ فيه
عيسى يقول الحرب للمال نفاد
…
والمال لمن هبتّ نسانيس ذاريه
عيسى يقول الحرب مابه لنا اذواد
…
أنشد أن مسويتّي السيف قل ليه حانيه
لاعاد ما ناصل ونضرب بالاحداد
…
هييت ياسيف طوى الهم راعيه
اليا عاد مايروي حدوده من دم الاضداد
…
ودّيه يم العرفجيّه ترويه
وقد كان عبد الله بن رشيد من العقلاء والحكماء، تولى إمارة حائل وأظهر في إدارتها كفاءة ممتازة، توفي سنة 1245 هـ عن أولاد ثلاثة هم: طلال ومتعب ومحمد.
عبيد العلي الرشيد
فارس من أبطال الفرسان، وشاعر من فحول الشعراء، ذكي، قال عنه الريحاني
(1)
:
"لقد امتاز عن أخيه عبد الله العلي الرشيد: بغلوه في المذهب وخشونة الطبع، ونزعة شديدة إلى القتال، وكان بينه محط رجال النجديين في حائل، ومرجعهم الأعلى".
(1)
تاريخ نجد الحديث: أمين الريحاني ص 286 - ج 5.
طلال بن عبد الله العلي الرشيد
تولى الإمارة بعد وفاة أبيه عام 1265 هـ وكان طيب النفس كريما، لكنه نكب في عقله نكبة أدت إلى انتحاره عام 1283 هـ، مدحه الشعراء في حياته ورثوه في مماته:
طلال كلما بدر تظهر
…
بليل النصف كن ليله نهارِ
طلال كما نجم تحدّر
…
الياصك الصفا حطه كسارِ
طلال كما حضن قريصه
…
ما يبريه كوي ولا قراي قاريِ
سلام على شيخ الشيوخ
…
ريف الضعيف بأيام العساريِ
متعب بن عبد الله العلي الرشيد
حكم حائل مدة عامين، كان من الوسط في الناس عقلا وخلقا وسياسة. قتله ابنا أخيه طلال وانتزعا الإمارة منه بالسيف، حيث قتلاه سنة 1285 هـ وهما بندرا وبدرا.
بندر بن طلال بن عبد الله الرشيد
تولى الإمارة عام 1285 هـ ومكث فيها ثلاث سنين، وفق الإمام عبد الله ابن سعود بينه وبين عمه محمد العبد الله العلي الرشيد، حيث عاد عمه إلى حائل، وتولى إمارة الحاج العراقي ولكن عمه محمد العبد الله طمح بإمارة أكبر منها، فقام يحقق مطامعه فأقدم على قتل بندر بيده عام 1288 هـ وقد أمر بقتل أبناء طلال بن عبد الله الآخرين، فذبحوا في القصر كلهم، إلا بدرا فقد فرَّ إلى البادية وتعقبه العبيد فقتلوه.
محمد بن عبد الله العلي الرشيد
تولى الإمارة سنة 1288 هـ وكان جبارا مستبدا، لقد قتل خمسة أرواح من بيت أبيه، لكنه كان عادلا طموحا، وقد تحالف مع آل أبي الخيل من آل مهنا من أمراء بريدة حتى اكتسح نجدا. وقد ارتفعت حائل في عهده، وقد حاز من التقدم والسيادة في نجد ما جعله في أعلى مواضع الإعجاب والتقدير.
عبد العزيز بن متعب الرشيد
تولى الإمارة بعد عمه محمد، وكان شجاعا بطلا مقداما، شجاعته أقوى من رأيه، استولى على نجد كلها، وطمع بالاستيلاء على الكويت، مخالفا بذلك وصية عمه محمد بن عبد الله الرشيد، اصطدم مع الشيخ مبارك الصباح، وأدى الاصطدام هذا إلى ظهور الصدام الحقيقي مع سميه عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل بن سعود "الملك عبد العزيز" وكان الصدام في مواقع عديدة، منها: وقعة الصريف، وكانت من أعظم وقائع العرب الحديثة، انهزم فيها الشيخ مبارك ثم زحف ابن رشيد إلى بلاد نجد لضمها تحت لوائه وذلك عام 1318 هـ ثم حدثت وقعة ابن جراد التي انتصر فيها ابن سعود وقتل ابن جراد عام 1321 هـ وكذلك وقعة البكيرية بين ابن سعود وابن رشيد، وكانت مذبحة هائلة وفيها قتل ماجد بن حمود الرشيد وعبد العزيز بن جبر الرشيد، وفيها أصيب عبد العزيز ابن سعود بشظايا قنبلة في يده اليسرى، ووقع ابن رشيد عن فرسه وقعة آلمته ولم تقعده وذلك عام 1322 هـ.
ثم كانت وقعة الشنانة: في وادي الرقة، جنوب الرس، وكان مع ابن رشيد جنود من الأتراك مع مؤن وذخائر، ساعده بها والي بغداد بإيعاز من الدولة العثمانية، تهاجم الفريقان وتقارعا، وكانت الغلبة إذ ذاك لابن الرشيد، ولكن ابن سعود عندما رأى جناحه الأيمن متقهقرا هجم بجيشه هجمة الاستبسال وهدم بيوت الحرب، فاشتد الضرب والطعان فانهزمت عساكر الترك المحاربة مع ابن رشيد، ثم انهزم ابن رشيد وفر رجاله هاربين إلى الكهفة من قرى حائل، وغنم الجيش السعودي عن المؤن والذخائر، والأسلحة والفرش، والثياب والإبل رالغنم شيئا كثيرا أغنت هذا الجيش وجعلته يتطلع إلى المزيد، وذلك عام 1322 هـ.
ظلت الحرب قائمة بينه وبين ابن سعود مدة سبع سنوات، قتل في نهايتها ابن رشيد في معركة ليلية عاصفة، ثم تولى الإمارة بعده:
متعب بن عبد العزيز الرشيد
كان راغبا في السلم وتم الاتفاق بينه وبين عبد العزيز آل سعود على أن تكون حائل وملحقاتها وشمَّر لابن الرشيد، وباقي بلاد نجد بما فيه القصيم لابن
سعود، ثم أطلق الأمير متعب سراح من كانوا مأسورين في حائل، فجاءوا بريدة وأقاموا فيها، وبعد عشرة أشهر من إمارته، قتله وأخويه مشعلا ومحمدا أبناء حمود بن عبيد العلي الرشيد: فيصل وسلطان ومسعود وماجد، ولم ينج غير سعود أخيهم الصغير فرَّ به خالة "ابن سبهان" إلى المدينة خوفا من أن يقتله أبناء عبيد، وبهذا انتقلت الإمارة من آل عبد الله إلى آل عبيد، وذلك عام 1324 هـ إلى:
سلطان بن حمود
هو سلطان بن حمود بن عبيد العلي الرشيد، باشر حكمه بسياسة متقلبة أرسل إلى عبد العزيز بن سعود يطلب الصلح، وأرسل إلى أهل القصيم يخطب ودهم ويستنصرهم عليه، ووقعت في عهده وقعة الطرفية شمال بريدة وكان معه من القبائل شمَّر وحرب ومطير وكان مع ابن سعود عتيبة وقحطان وتقدم ابن سعود إلى عنيزة، يريد الهجوم على معسكر سلطان، ولكنه علم أنه خارج بريدة، فرحل إليه، وفي إحدى الغارات كبت فرس عبد العزيز آل سعود ووقع وقعة مشئومة، كسر فيها عظم كتفه الأيسر، وأغمى عليه، ثم دخل إلى الطرفية، ودعا قواده منبها لهم قائلا: "ابن الرشيد وأهل بريدة هاجمون عليكم هذه الليلة فتأهبوا وكونوا متيقظين، بثوا الحرس، وحصنوا القصر، تقدم ابن رشيد ورجاله ليباغتوا السعوديين واستيقظوا فتصادموا والمهاجمين وتضاربوا بكعاب البنادق، ثم السيوف، فسالت الدماء، وعلت الأصوات، ثم أطلقت البنادق، واستمر القتال حتى الفجر، وقد قُتِلَ في هذه الوقعة ثلاثون من السعوديين وثلاثمائة من الرشيديين .. ظل سلطان بن حمود بعد هذه الوقعة عدة أشهر؛ إذ قتله أخوه سعود وذلك عام 1326 هـ.
سعود بن حمود الرشيد
استلم الإمارة بعد قتله أخاه سلطان، فصالحه ابن سعود، وذلك ليتمكن ابن سعود من مقاومة الهزازنة والتي مكنته من هزيمتهم في الحوطة والحريق ثم انتقض هذا الصلح، ولكن لما بلغ ابن سبهان خبر قتل سلطان بن حمود خرج من المدينة هو وابن أخته وحاشيتهم قاصدين حائل سنة 1327 هـ فيدخلونها بجيش من العربان فيضرمون فيها النيران ثورة على سعود ثم يهاجمون القصر،
فيقبضون على سعود بن حمود بن عبيد ويقتلونه في الغرفة التي قتل فيها أخاه سلطان، فتصفق حائل استحسانا، وتقلد سعود بن عبد العزيز سيف الإمارة.
سعود بن عبد العزيز الرشيد
تولى إمارة حائل صغيرا، لهذا كانت جدته فاطمة السبهان وعبيد القصر الطامعين بالسيادة، هم أصحاب الأمر والنفوذ، وقد أدى ذلك التوازن بين الطرفين إلى دوام العرش له سنوات عدة، وبعد ذلك مات سعود غدرا، حيث خرج للنزهة، ومعه حاشيته وعبيدة يقنون بالخيل وكان الأمير يتبارى وعبد الله ابن طلال آل رشيد برمي الرصاص على الهدف ولم يكن معهما سوى واحد من العبيد، واخترقت رصاصة ابن طلال رأس الأمير، وكان العبد يحدق إلى الهدف معجبا برمي سيده، فلم ينتبه إلى ما حدث إلا عندما خر صريعا، ولكنه فتح فاه وعينيه، هوى هو أيضًا في الحال، ولم يعطه القاتل فرصة للفرار وللصياح؛ إذ جاءت الرصاصة الثانية تبعثر دماغه، رأى أحد العبيد الآخرين ما جرى، فصاح بإخوانه وهجموا على ابن طلال ثم جاءوا ومعهم عبد الله بن متعب بن عبد العزيز ابن أخ الأمير المقتول، وهذا عثرة في سبيل العرش وابن طلال لا يبغي إلا العرش عليه أن يزيل ابن متعب من طريقه، وقتل ابن طلال من أحد العبيد وتولى الإمارة بعده.
عبد الله بن متعب
تولى الإمارة وعمره لا يتجاوز العشرين عاما، كان يخاف أن يموت غدرا كما مات أسلافه ولا سيما عندما عرف بقدوم محمد بن طلال من الجوف، لذلك فقد فرَّ إلى ابن سعود في الرياض.
محمد بن طلال
استولى على الإمارة بعد فرار عبد الله بن متعب إلى ابن سعود بالرياض، وهو شاب شجاع مشتهر، باشر القتال في جملة من ترى حافل، كان أهلها موالين لابن سعود، فهدم القرى، وقتل أكثر رجالها صبرا، وحصلت بينه وبين الدويش عدة معارك قرب حائل، أهمها في ماء ياطب انهزم فيها الدويش، وفيها
التي أنشد العوني قصيدته المشهورة يستحث فيها شمَّرا، وقد فعلت هذه القصيدة ما لا تفعله السيوف حيث أثرت فيهم، وكانت سببا في التفافهم وثباتهم بعض الوقت.
وهذه قصيدة محمد العوني التي يرسلها إلى شمَّر على إثر موقعة ماء ياطب بين محمد بن طلال الرشيد وبين الدويش:
عزي لقلب كل ما طرف الليل
…
عليه صارنّ الدقايق جلايل
واعتاظ عن طيب الكرى بالتعاليل
…
بافكار واذكار وقول وقايل
والعين كن بُموقها يدرج الميل
…
عييت تطيق النوم من فور جايل
علي بني عمي اسنادي عن الميل
…
نطاحة الكايد أكبار الهوايل الحمايل
اقفوا كما مزن ثقيل المخاييل
…
من زاعج الغربي حدَرْ له شعاليل
شمر مقابيس المنايا هل الخيل
…
عصمان الاريا مقَحمن الدبايل
يادار؟ وين أهل المهار المشاويل
…
هل النزول اللي تعز النزايل
بكيتهم يوم ارتكى فوقي الشيل
…
وذكرتهم يوم اقبل الضد صايل
وصاح الصياح وطوحن الهلاهيل
…
وهلت ادموع معكرشات الجدايل
وقلت ابشرن ما دام بالعمر تمهيل
…
مادام مارزت علينا النضايل
لا تبكين الوحدة قِلْ الرجاجيل
…
مادام عين الله علينا تخايل
وظهرت أنا بايسم العصاة المشاكيل
…
لوهم قليل يدركون الجمايل
هم حاصلي لاكملنّا لمحاصيل
…
غوش الجبل خزنى غلامين حايل
باعوا عزيز العمر دون المضاليل
…
وحموا حماها مقدمين الفعايل
قالوا عليهم قلت يزجوا هل الخيل
…
وقهرتهم غصب ووردوا غلايل
واذينت هجنٍ يقربن المحاويل
…
هوج هجاهيج اهجاف نحايل
علاكم يطرب قلوب المراسيل
…
خفقات رفقات صلاب جلايل
قلايص عوص صعاصع شماليل
…
من سلسلة نسل السباق السلايل
الصبح مدن كنهن جولة الريل
…
رفيح علت من فوقها ارجال حايل
وصبح اربعٍ تلفي نزول كما الليل
…
شمر اليا عدت فروع القبايل
أدنى بالادنى خبروهم بتفصيل
…
لا تسفهون اصفارهم والجمايل
ولازم اليا شافوا اركابٍ مقابيل
…
تلزمهم النشدات عن سكن حايل
قولوا لهم يامقبلين على خيل
…
نجد واهلها يطلبون الاوايل
جو ناهل العارض جموع كما الليل
…
يبغون دار هابها كل عايل
وجرى لمنا يومٍ ياطب به الشيل
…
يطيح ما تشنى عليها لرحايل
واضفا على عكاش مثل الهماليل
…
ياطول ما حنا لهم بالاوايل
وين الطنايا؟ وين شرابة الهيل
…
وين الرجال اللي تشيل الثقايل
وين السيوف اللي نعدل بها الميل
…
وين الارماح اللي ترد كل عايل
وين النشاما والعصاة المفاليل
…
وجميع من ضربه تضيع الدلايل
نشرب بهم صافي القراح الشهاليل
…
وننزل بهم غصب على كل طايل
تذكرتهم يوم ارتدم فوقي الشيل
…
ونخيتهم يوم اقبل الضد صايل
غلبا ترى بلدانكم لبست النيل
…
تنخى الارجال المكرمين الاصايل
تنخى هل العادة كرام الأسابيل
…
يوم التعازي والدخن له صلايل
قلته وأنا معكم على العدل والميل
…
لعل ما نعتاظ عنكم بدايل
تمت وصلوا وبل المخاييل
…
على نبي الحق ما زال زايل
كما حصلت بين الدويش وبين محمد بن طلال عدة وقائع أخرى أهمها في النيصية والجثامية وأم جريف الواقعة بين قبه وجراب، إلى أن اشتد عليه الحصار في حائل من الإخوان، وبعد هذا التقهقر أرسل سلطان نجد إلى أهالي المدينة يقول: سلموا تسلموا، فجاء الجواب بالتسليم على شرط أن يؤمر عليهم ابن طلال، وأدى ذلك إلى تسليم حائل فانتقل عبد العزيز آل سعود من الجتامية، وحاصر حائل في موقعين، واحدة تقدمت إلى جبل أجأ، واتخذت فيه مركزا حصينا، ومركزا آخر يدعى عقدة غرب حائل، وقد تم الاستيلاء عليه في اليوم السابع، واستمر يزحف نحو حائل.
إن الأكثرية من سكان حائل قد نفر من طلال لقسوته؛ لذا فقد أرسلوا إلى سلطان نجد عبد العزيز آل سعود مؤيدين له لكنهم يرجون منه ألا يضرب المدينة لذلك عندما شعر ابن طلال بذلك كتب إلى المفوض السامي البريطاني يسأله التوسط بينه وبين ابن سعود لكن ابن سعود رفض ولم يقبل بذلك. مكث الحصار مدة ثلاثة أشهر، فكتب السلطان عبد العزيز إلى أصدقائه في حائل يقول: قد طال الحصار، وأقبل الشتاء فليعذرنا الأهالي إذا أنذرناهم:
"لهم ثلاثة آيام ليسلِّموا المدينة وعائلة الرشيد، وإلا فنحن إلى غرضنا مسرعون بالرصاص والنار" فجاء الجواب وفيه: إن الأهالي أعلنوا ولاءهم لابن سعود وأنهم يسلمون الحصون المحيطة بالمدينة إذا جاءتهم سرايا من الجيش، أرسل عبد العزيز ألفين من رجاله، ففتحت لهم الحصون المشرفة على حائل، ثم أمَّن الناس على أرواحهم وأموالهم، فخرجوا إليه أفواجا وهم يشكرون الله.
أما ابن طلال الذي شهد له بالبسالة والإقدام، عندما أدرك أن الأمر تفلت من يديه تحصن وحاشيته في القصر فأرسل السلطان عبد العزيز يؤمنه على حياته إذا هو استسلم ففعل، استمر هذا الحصار خمسة وخمسين يوما، وهكذا سقطت حائل بيد سلطان نجد عبد العزيز آل سعود في الرابع من محرم عام 1340 هـ الثاني من نوفمبر عام 1921 م فدخلها عبد العزيز وجيشه، فأمد أهلها بالمؤن والثياب والمال فأجزل للناس العطاء ووزع ألوفا من أكياس الرز؛ وذلك لأنه كان عالما بشدة حالهم لأنهم كانوا يرون شبح الموت والمجاعة أثناء الحصار. لقد حافظ عبد العزيز على كرامة أهل حائل فعين حاكما عليهم هو:"إبراهيم السبهان" نظرا لرجاحة عقله وثقة عبد العزيز به، وإبراهيم السبهان هو الذي مهد السبيل لتسليم الحصون، واتفق مع ابن سعود على ذلك، فأمره بعد ذلك على حائل، حتى استقرت الأحوال وبعدها أسندت الإمارة إلى الأمير عبد العزيز بن جلوي وبذلك انطوت سيرة آل علي وآل الرشيد وأصبحت (حائل) اليوم ضمن حاضرة المدن التي انضوت تحت راية الهدى والرشاد على يد ذلك الرجل الفذ عبد العزيز ابن عبد الرحمن الفيصل آل سعود رحمه الله هذا، وقد بلغ تعداد الأمراء من آل علي وآل الرشيد ثلاثة عشر أميرا بدءا من عبد الله بن علي بن رشيد المتوفى عام 1365 هـ/ 1848 م.
ونهاية بمحمد بن طلال بن نايف بن طلال في 29 صفر 1340 هـ/ 1921 م؛ أي مدة ثلاثة وسبعين عاما.
هذا ومن مناهي عبده بن شمَّر:
1 -
وادي بن علي بمنطقة الخوير في حائل.
2 -
مسلط بن شريم: في حايل ولينا.
3 -
ابن جدي، وهو من المناهي في العراق.
4 -
النشمي بن طلاع في العراق، وهو من المناهي.
5 -
مشخول أبو الميخ.
وقسم كبير من عبدة يقطن في العراق في الموصل وضواحي بغداد.
السبهان
هم بطن من الجعفر بن عبدة من قبيلة شمَّر، يقطنون منطقة حايل وبرز منهم زعماء وقادة ضمن ما كان لعبدة من صولات وجولات في تلك المناطق، ومن أبرز ما كان من رجالهم:
- زامل بن سالم السبهان، المتوفى عام 1332 هـ.
- إبراهيم بن سالم السبهان، المتوفى عام 1319 هـ.
ومنهم الآن عبد الكريم بن إبراهيم بن سالم بن علي بن سبهان وصالح ابن علي بن سالم بن علي بن سبهان وكلاهما يقطن حائل.
وللسبهان نخوة هي نخوة شمَّر.
أما وسم إبلهم فهو على الشكل التالي:
* * *
وتوضع على الرقبة اليمنى للإبل، وجدهم إبراهيم بن سالم بن سبهان هو الذي استلم إمارة حائل بعد أن عينه الملك عبد العزيز آل سعود أميرا عليها، وهو الذي حقن دماء أهل حائل بعد حصارها من قبل عبد العزيز في عهد ابن طلال الرشيد ووضعه الملك عبد العزيز لرجاحة عقله ورباطة جأشه.
زوبع
هو زوبع بن محمد الحارثي، يعود في نسبه إلى بطن (سنجارة) وهي جزء كبير من قبيلة شمَّر، ولزوبع شهرتها وسمعتها الطيبة، فهي قد أنجبت من بين ثناياها فرسانا وشعراء أفذاذا لعبوا دورا كبيرا في المسيرة الطويلة لتاريخ الجزيرة العربية فهي ذات الامتداد الجغرافي الذي بدأ من جنوب الجزيرة العربية وأوسطها في نجد والجبلين حتى العراق وسورية والمغرب العربي، وظلت زوبع غصنا في قببلة طيئ.
واشتهرت زوبع بنخوتها "خيال الخيل زوبعي" وهم لا يزالون محافظين على لهجتهم البدوية الصافية وهم مجموعون على تقاليدهم وعاداتهم، وعرفت زوبع (بالعفو عند المقدرة والسخاء بلا معذرة).
أقسام زوبع:
من الثابت أن زوبع قد تزوج امرأتين، الأولى منهما واسمها سنجارة وقد أنجبت من الأبناء "زامل - علي - ثابت" وهم من أم واحدة وينتسبون إليها وهم: أبناء سنجارة.
أما الأم الثانية لأبناء زوبع فتدعى زائدة، وقد أنجبت من الأبناء:
"ياس وعمود والهضبة والصبحي"
وما يطلق على سنجارة البطون التالية:
- فداغة وهي من الزامل.
- السويد وهي من الزامل أيضًا.
- الغفيلة وهي من علي ومنهم الرمال.
- التومان وزعماؤهم التمياط، وهي من الثابت وهي: النجم والبقعة والوضحان والحذانة.
أما العمود: فهم: الخلف والتجاغفة والفضي، ومن زعمائهم ابن هذيل وابن فنيدل.
أما الخرصة فهم: الغشم والبريك والفرايسة والحسنية والمرازيق، وسنتحدث بالتفصيل عن كل قسم من هذه الأقسام، وقبل ذلك لا بد من ذكر المناهي من زوبع وهم:
1 -
ابن عمود.
2 -
ابن سعدي.
3 -
ابن عجيل.
4 -
عجلان بن رمال.
أولا: الزامل
هو الابن الأكبر لزوبع من سنجارة: ونخوتهم أولاد صقر.
أما وسم إبلهم فهو على الشكل التالي: ثلاث مطارق توضع على الفخذ الأيمن للإبل.
وزامل هذا قد أنجب من الولد ثلاثة هم: صقر ودهام وحمير.
أما صقر فقد أنجب: ثابت ومنه بزيع وسلمان ونمر.
ونابت ومتينة وشميلة.
[ومن كبارهم: سعدون بن عباس بن علي القرشي][الفضيلي]
[الهربيد (فريح بن عساف)][الفضيلي]
[فريح الحمزي.][الفضيلي]
- حسن بن سعدون بن عباس السويدي.
- نابت بن صقر في سورية والعراق.
- حمدان بن شبيب من الشميلة في المملكة العربية السعودية.
- مريقب بن سويلم من العممة في المملكة العربية السعودية.
- مرزوق بن سكران أمير الفتخا في المملكة العربية السعودية.
- مطير بن رحيل من القلاباء في المملكة العربية السعودية.
- مشوح بن مطارد من الحطي في المملكة العربية السعودية.
ويطلق على أبناء زامل "السويد هو لقب بحد ذاته، وليس اسما وهو نسبة إلى الحصان الذي كان يركبه فسمي راعي السويد".
تديرت السويد قديما العراق وسورية .. أما اليوم فهم بالمملكة العربية السعودية في منطقة حائل وقراهم هي: "دليهان - الحطي - الفرحانية - الصنينة - الخبه - السعده - صدي - السعيدان - الغمياء - المحفر - الفتخة - المسلسل - التيّم.
ومن الجبال الواقعة في ديرتهم: حبران - المسمع - فردات - امتالع - ارخام - النفس - العليم - الإبرق - المرابيب - .. ومن الوديان: دليهان - قفيفة - صيحان والسويد هم أبناء صقر الذي منه:
- القلاباء والعممة والجعاري والخلوي والمسعود والهرايدة والخمرة والسند والذنيبات والطوعان.
أما القلاباء والعممة والجعاري والخلوي فيقال لهم القرشي: (سعدون بن عباس)، وأما المسعود والهرابدة والخمرة والسند والذنيبان والطوعان فيقال لهم: الفضلي (الهربيد والحمزي).
- يقدر عدد بيوتهم الآن حوالي خمسة آلاف بيت.
هذا، وقد برز من السويد شعراء فطاحل، يكاد شعر زوبع بأجمعها محصورا فيها ومنهم:
عدوان الهربيد وحسن الذنيب وهذلول الشويري بن طوعان وفريح الهربيد وطويرب العميم وراجي بن طوعان ومسلط بن حيلان بن خلوي/ عقيد.
ومن مشاهير السويد قديما: مبارك بن مهلهل الذنيب وهو من الذنبيات. امتدحه الشاعر راجي بن طوعان:
أبو جلوي نفله بالتماديح
…
وديع سمحان العشاير بالاطلاب
يسرون وهو يرمي لهم بالمصابيح
…
هريف ذيب عامد راس مرقاب
قرابي يوم الملاقة ذوابيح
…
ولا قضوا الهوشات بنزول للاقراب
أما الشاعر رشيد بن طوعان فيعد من الشعراء المعدودين في قبيلة السويد من شمَّر، وقد عاش تسعين عاما من عام 1200 هـ إلى 1290 هـ، كان له صديق اسمه ابن بشير وكان أميرا لموفق، وابن بشير رجل كريم ووفي لصديقه ابن طوعان، وكان أن قام رشيد بن طوعان بزيارة إلى صديقه ابن بشير، ولكن وللأسف وصل والناس مجتمعون على قبره وقد توفي، فوقف ابن طوعان على رأسه راثيا له بهذه الأبيات:
يا عل ما تعرض على النار شايب
…
عساه مايعرض على النار شيبه
مرحوم يانقال كل النوايب
…
ناقل نقيله واحد مادري به
ياما ثكلين يوم رخص الجلايب
…
بدين وتالي مالكم ما نجيبه
ولصديقه هذا ولد قال لرشيد بن طوعان: تفضل للمجلس وأنا صديق لك بدلا من والدي وكان للشاعر رشيد ولد اسمه سيف قال لوالده يا كبر مجلسهم فقال رشيد:
لا تعتبر يا سيف من شغل زيدان
…
ولا يهولك كثر الفصم عند بابه
هذي فعول رشيد بأيام حطبان
…
أنا أحمد اللي عقب ما مات جابه
وبيوتهم يشبع بها كل جيعان
…
وقبل العشا يلزم تحنا اركابه
ولرشيد بن طوعان قصائد عديدة، وكلها تمتاز بجزالة الألفاظ وعمق المعاني وغزارة التجربة، وهذه قصيدته التي يتوجد فيها على أمراء حائل في زمنه عبيد وعبد الله العلي الرشيد عندما رحلوا من حائل إلى الشمال، وتراه يخاطب ولده سيف:
يا سيف بالله لا تنادون برشيد
…
الله لا يبلى بيوم جرى لي
أمسى الضحى جتنا علوم تواكيد
…
شيخ الجبل من نقرة السمرة شالي
واودع مع الخل الشمالي براريد
…
وأخذ على جال الجزيزة ليالي
دار جفت ريف المراميل وعبيد
…
تعطي الخراب ويذهبون الارجالي
وش لي بكثر الملقحمة والقواويد
…
لاراح عبد الله وعقيل القبالي
العي كم يلعي رضيع على الديد
…
لابات مكروب عليه الزمالي
من قلط العبد الطفامة على السيد
…
يجلس بصلو الشمس عقب الظلالي
تبشروا بالباح يا أهل المعاويد
…
ومن ساق أمعيد ع يبتهل بالريالي
صبّور ماينزل غنيم على فعيد
…
ونشوف من ينحى العدو بالفعالي
وله هذه القصيدة في وقعة المحفر:
راكب من فوق حمرة ظهيره
…
ركابها من مركبه ما يحلّي
سلم على شيخ لنا بالجزيره
…
حمايهن بالكون دق وحلّي
قل جانا عقيد راكب له نجيره
…
ومن ركبته لاذوادنا مستحلي
جاه المعلم وعلمه بالسريره
…
وهاك المعلم مابحكيه يزلي
صبح عدوا بمريطبه والحفيره
…
ومرحوم ياشيخ بالاثماد خلي
صار الدخن من بيننا كالسعيره
…
وتخالط الطماع هو والمحني
خيالنا بالكون يرخي جريره
…
ودقوا دقه من يمين يشلي
ولحقوا هل البل شاربين دريره
…
كرام اللحا لو كان بالوقت قيلي
ولرشيد بن طوعان قصائد عديدة يفتخر ببعضها في قبيلة شمَّر، ومن سلالته في الوقت الحاضر أحد أحفاده وهو الشاعر عوده الطوعان الذي يقول في جماعته:
البارحة عيني تقل يظر به شيف
…
وفراشي غدا عقب الليانه كواليل
اشوف ربعي يجمعون الاطاريف
…
أظن ربعي هوجسوا بالمداحيل
برباع ربعي صنع الاشدف مهاديف
…
مقاظبه من قظب الايدي مناحيل
واذوادهم على المشائع مزاهيف
…
ترعى زهر نوار عشب السحاليل
اطلب من اللي وسر الصب بالليف
…
الواحد الهادي صدوق المخاييل
أنه يباشرهم بالأمطار والريف
…
ومن اشرع ما يركبون المحاميل
وكذلك من شعرائهم الحاليين عتيق بن خلف الطوعان، قال هذه الأبيات يحث فيها عياله على شب النار أمام المسايير من الرجال كما يحثهم فيها على احترام كبار السن:
قم يافهد قلط على النار طقمين
…
وزود شبوب النار قدم الجماعة
وان حجمت والحجر فيها بلونين
…
احمس بحماس يجي ربع صاعه
ودقة بنجر باعواه جاب الاقصين
…
طنيب جيعان تلجلج اضلاعه
وأن اجلسوا مثل الحرار الغلامين
…
صبه عليهم وأكبر الربع راعه
احشم كبار السن ترهم مقفين
…
العمر مرهون سواة الوداعه
عدوان الهربيد يذكر الشيخ حسين الذنيب
وهو شاعر وفارس ذاعت شهرته، وهو أحد الأربعين الذين ذكرهم الشاعر عدوان الهربيد عندما خاطب إسماعيل وسعيد عندما شتما الشعراء:
المجلس اللي به إسماعيل وسعيد
…
ينعاف لو أنه على الكبد غالي
إسماعيل ماسمته اسماة الأجاويد
…
وسعيد ماداجوا عليه الرجالي
ويعد لهم أربعين فارسا وشاعرا ومتهم حسين الذنيب الذي يقول فيه:
ومْصيّخ اللي كرمته كفه العيد
…
وحسين حماي الركاب التوالي
ومن قصائده يمدح هذلول الشويهري:
اركض بنا يابو غلول رصينا
…
نجعل اعمار طايلات اقصافي
واليا انتخا هذلول ثم انتخينا
…
لعيون ربع قرنوا بالاكتافي
أبو غلول شوق موضي الجينا
…
ضربه لهم نطح ماهو من اخلافي
ونفلت أنا سمران ربعي علينا
…
بخص النظر ومشذرات الشلافي
واركابنا مافوقهن الذهينا
…
عقيدنا ما يعطي الهجن زافي
ومن سلالته الشاعر فرتاج الذنيب الذي يفتخر بجماعته بهذه القصيدة:
اذوادهم من كل بد كسابه
…
ماجمعوهن من رتيع همايل
بدور أبو فريح وأبو ناجي كفيلهن
…
بصمع يشادي ضوهن المخايل
اذوادهم يدعن وريك وداغر
…
ويتاحون بالمسمى كبار القبايل
ومن أحفاد الشاعر عدوان الهربيد الشاعر رومي بن زيد الهربيد الذي يفتخر بجماعته فيقول:
اعلمهم يا زيد من دون تحديد
…
البادية مع ساكنين القرايا
لا عاش من يجحد جميل الاجاويد
…
عسى لهم عز وحصن وبقايا
وحلوقهم يازيد مابه معاضيد
…
من عقب زامل ما خلطهم نزايا
وافعولهم ما تحصى بالتعاديد
…
تنشف به الافلاح لو هي ملايا
طرق المعالي جاعلينه لهم سيد
…
ومن قول ابن عايش عليهم تهايا
ومن مشامير السويد هذلول الشويهري بن فرج القلاباء يمدحه رشيد بن طوعان:
والله ما يخلف لنا مثل هذلول
…
جياب دون الذود هي والجليله
واليا ركب ريمه على القوم هذلول
…
كم عزبة بالقيض يطوي صميله
ومن مشاهيرهم عبد الله بن سند السويدي الذي يمدحه راشد بن طوعان:
الصبح يبرى من وراء المال قنصان
…
بنادق دم الوضيحي انياله
البل دلهناه ابرغل وضمران
…
وداست ثليثوه وربعي دلالة
ترعى يربع ذربة الحرب شجعان
…
مثل الزمول اللي تعبه جماله
بشيخ سميين تصافوا بالايمان
…
مشوا طريق المرجلة والعدالة
والشيخان هما: عبد الله بن سند وعبد الله العميم.
ومن شعراء السويد الشاعر عزم بن حنيظل بن طوعان السويدي:
يا محلا ينساح بالك وشبيت
…
بدوٍ خلى عن حافرين الجحاره
زماننا تعاهدوا به هل البيت
…
جهادك لنفسك بالخلا عن عماره
وادعت من البيد اليامنك اوذيت
…
البيت ما يبنى بين عمل وخياره
الا اليا منك عن الحق عديت
…
أرخص بغالي الروح عند احتضاره
أما عن مكانة السويد لدى القبائل الأخرى، فقد كانت ذات مكانة مرموقة ولا بد لنا أن نذكر بعض ما قاله بعضهم فيهم:
هذا جدعان اللحاوي الشراري يمدح السويد بهذه القصيدة:
نازلين جو بغربي اهطاله
…
بشمال اخشيت بجذوع العوالي
والشواقي جاريات باحتماله
…
والجوادل كمها ادراج العلالي
تشادي الغدير ما يركب محاله
…
بالعراجي شيل ما تصل الحبالي
من هل القطعان من ريف زهاله
…
مثل حيور الغيد بهذيك السهالي
العشاير ما نفرقهن من حياله
…
نستدل بعرفهن حط الشمالي
بس ادبوب الخيل غدت به ظلاله
…
معها عليق هي ريف المثالي
عيال صقر أهل الفعايل والشكاله
…
كرهب البنور يظوي باشتعالي
نجورة البغداد زات باشتعاله
…
والارباع انشيدات كالجبالي
بس هيل زعفران تهادر ادلالة
…
والدخونه امولم هو والقتالي
من جايمهم عافي ينساح باله
…
امدلهن الجار بفعول وكمالي
لازم تفوت بفراش ودلالة
…
مرحبا حييت هو كيف الاحوالي
من بدى له لازم يفدع ابماله
…
للمداهل ترتكي مثل الجمالي
وأن دعا ماجيت زعجلك رساله
…
من عصيب العنان فقاره شتالي
واهني من سكنها جلاله
…
قيل طلوع سهيل بحرور وصوالي
وهذا الشاعر مقبل المخلص أبو حمود من الجعافرة من ولد سليمان يمدح السويد:
يا حمود سلم لي على النجع كله
…
عيال السويد أمدلهة وألف الجار
عسى مفايلهم بسحب تبله
…
تسقي ظواميهم وتبذر بالاخضار
سحابة على امقالع مهله
…
بذارها بس الزبيدي ونوار
تسقي ظواميهم وهي مستهله
…
بديار دسمين الشوارب هل الكار
وبيوتهم مثل الهضاب المهله
…
وبرباعهم تلقى بها بن واكثار
ياحمود يعزلون الولد عن أهل له
…
أهل الندى ياحمود بلوذات الاسعار
وسعت منهم باللقا فزعة له
…
عيال الصقور اللي على الكود صبار
اركابهم تشكي الحفى والمملكه
…
دبر غوار بهن من لح الاوثار
لا جن من العدوان مثل الاهله
…
ياحمود من العدوان يلفن بالاخبار
يا حمود يوم العرب مطلق له
…
كم ناقة كدوا بها سر واجهار
واليا تناخوا بين دجه وجله
…
قسم الخزايز عقب ما ثارت النار
يا حمود أنا مشافت منهم ممله
…
وكلامهم ما عاد يظهر على الجار
واللا أحد قربه على الكبد عله
…
مسويّ جماله لو يجدد لك الدار
وهذا الشاعر عبد العال الحربي يمدح السويد يخاطب أحد رجاله فريح:
يا فريح عيني جازية عن منامي
…
ودموعها من فوق الاوجان سايله
قالوا علامك قلت ما ادري علامي
…
هموم على قلبي اعراضي وطايله
ما صيدي الدنيا كفى الله شرها
…
صيور ما الدنيا عن البعد مايله
أجني ورزقي بحكمة اللي خلقنا
…
بحكمة ولي ما حصينا فضايله
رزق الحلا يكتب معالي جبينه
…
ولا دبر الباري على العبد نايله
يعلم دبيب النمل في ليلة الدجى
…
ويعلم خفي العبد عدل ومايله
اشوف براقٍ على هجعة العرب
…
عيني تراعيله وقلبي يخايله
على ادبار اللي لهم بي وناسة
…
لاجيتهم همومي عن القلب زايله
أولاد صقر هم منقع الجود والندى
…
وريف القصير الياثردن رحايله
قصيرهم دايم بعز ومعزه
…
وبراس عيطا عن سموم وقايله
تفرقوا يتلون هوى شمخ الذرى
…
ويدوون هتاش الخلا من مشايله
خمسة عشر عام وأنا بزود شيمه
…
ادناهم اللي طب يطني جمايله
يا الله تجمعهم على العز والبغا
…
ولا تفرح المبغض عليهم ابعايله
أوصف الاجواد واعد مابهم
…
وقبل المهادي ماضيات مثايله
الاجواد تصبر على اللين والقسا
…
وتصبر على كود الحمول ونقايله
والانذال مثل الرس لوزاد سيلها
…
لاكثرت اوروده تردت ثمايله
ولولاى قاف يقال هذا يدور
…
ويشحذ بحبله يوم ولف مثايله
لازورهم واشوفهم كل حين
…
يدله لهم قلبي وتبرى غلايله
وبعد، قارئي العزيز، فهؤلاء هم السويد أبناء صقر بمكارمهم وحفاوتهم بالضيف، ولعل القصائد التي قيلت فيهم تعطي لنا صورة واضحة عن فضائلهم التي ذاع صيتها في أرجاء الجزيرة العربية.
فداغة
وهي إحدى البطون الرئيسية من الزامل من سنجارة، وتنتشر في العراق وسورية والمملكة العربية السعودية.
ومن بطون فداغة الرئيسية:
- الغرير: في قرية صدى بالمملكة العربية السعودية، وكبيرهم عياد بن حمد الغريري.
- آل لبيد: في حائل وسورية والعراق، وكبيرهم عياد بن حمد.
- الهبور: في حائل وسورية والعراق، وكبيرهم عياد بن حمد.
- الرعجان: في حائل وسورية والعراق، وكبيرهم عياد بن حمد.
شمَّر الرمان في تيماء
هم بطن من فداغة من الزامل من زوبع بن محمد الحارثي، وتقطن فداغة في العراق بمشيخة "ابن قرطة" والرمان الذين يقطنون بلاد نجد هم بزعامة الشيخ المرحوم عبد الكريم بن علي بن رمان رحمه الله استقر في نجد منذ القدم، وكان لهم حكم تيماء حيث حكم فيها مدة (35) خمسة وثلاثين عاما، وكان رجلا عاقلا وشجاعا .. ابتنى له قصرا في مدينة تيماء، لا يزال محافظا على تماسكه حتى الآن، وهو عبارة عن بناء له سور مبني من الطين وسعف النخل وبجواره يوجد بئر (هداج) ذاك البئر الذي تغنى به الشعراء نظرا لعذوبة مياهه وغزارتها.
توفي الشيخ عبد الكريم الرمان عام 1370 هـ عن عمر يناهز الخامسة والستين من العمر مخلفا وراءه أبناءه: عبد العزيز وزيد وفيصل ونهار يقطنون جميعهم مدينة تيماء في المملكة العربية السعودية عدا الشيخ عبد العزيز الذي يقطن الرياض. وفي تيماء تتمثل فيهم الشهامة العربية من كرم وجود وسخاء وشجاعة، وزيادة على ذلك هو حيازتهم على احترام الآخرين لهم.
وقد ورد للرمان هؤلاء ذكر لهم ولمنازلهم في تيماء على لسان الشاعر مثقال بن رمان الفداغي الشمَّري حين قال:
يا قلب يا مقلوب ياما وياما
…
ياما تشوف من الخساير والأرباح
ياما تفارق غالي عقب لاما
…
ياما تشوف من الكدر بعد الأفراح
الله على قلبه غزال نظاما
…
ما هو الغزال اللي مع الصيد ينزاح
لو اهني من جابهم بس عاما
…
ومن حطهم ما بين تيما والاسياح
كساية العيدان ريش النعامه
…
غلبه وعنهم تلع الاسلاف تنزاح
شيوخهم قوم وتتليهم جهامه
…
من أولاد سيح مروية علط الارماح
يتلون فتخان اليدين الفهامه
…
اللي سبقوا كل القبايل بالامداح
وهنا يشير مثقال بن رمان إلى منازلهم فهي تيماء والأسياح، وهذه مواقع سكناهم حقا.
أولا: زُوبع بن محمد الحارثي في العراق وسورية:
أما زُوبع والتي تقطن سورية، فقد زرتهم هناك في منطقة الجزيرة السورية وهناك - اطلعت بنفسي على واقعهم الاجتماعي وواقع بعض من رجالهم البارزين في قبيلتهم فوجدتهم على درجة كبيرة من التعلق بأهداب قيمهم البدوية الصافية، فهم كرماء بلا حدود، شجعان الموقف والكلمة، قلوبهم صافية ونفوسهم سمحة.
إنهم ينقسمون إلى ثلاثة أفخاذ هي.
أولا - الرمُوث وهم:
1 -
التامر برئاسة محمد الدبيسان ويقطنون قرية التامرية.
2 -
المطرود برئاسة علي المطرود ويقطنون قرية خراب حسن.
3 -
الحمير برئاسة فارس المعيوف ويقطنون قرية البوثة.
4 -
الهراجات برئاسة عيد الحركان ويقطنون قرية عدنان.
ثانيا - آل جتادة وهم:
1 -
الربعية برئاسة حواس الربعية ويقطنون الرميلة.
2 -
الذوالفة برئاسة زعال البيدان ويقطنون شوفة.
3 -
الراشد برئاسة شداه الراشد ويقطنون شوفة.
4 -
أم الخشوف برئاسة دليان اللقيط ويقطنون قرية أم الخشوف.
5 -
البصيص برئاسة معيوف الحسيان ويقطنون قرية البصيصية.
ثالثا - النمور وهم:
1 -
اليوسف برئاسة ظاهر الشحل ويقطنون قرية قضاعة.
2 -
العجاجرة برئاسة عايد آل زابان ويقطنون قرية منجور.
3 -
السويحل برئاسة مزهي السويحل ويقطنون قرية منجور.
4 -
الكويدان برئاسة نايف السايل ويقطنون قرية قضاعة.
لزوبع كما لغيرها "وسم" وهو الإشارة التي توسم بها إبلهم حتى تميزها عن غيرها من إبل القبائل وهو المشط:
T
ولزوبع من شجاعتها ما خلدها وجعلها في منزلة مرموقة بين أقرانها من قبيلة شمَّر، لذلك لا نستغرب من شريف مكة ابن عون يمتدح شمَّر التي ناصرته في إحدى حروبه لما أبدت من ضروب الشجاعة والفروسية معه فهو يقول:
مناخنا لعبدة تسعين ليلة
…
بالسيرة الليا حصاها جفادر
لسناعيس على الحرب صملوا
…
واستبسلوا مثل الحرار النوادر
ليما لفوهم زوبع فوق ضمر
…
قبٍ يلاوي صرعهن كل نادر
أن غربّوهن كالغروب الورَّد
…
وإن صدورهن كن قاح الصوادر
لو ندنا هوش السناعيس قطر
…
تقطير وغلوب نشت عنه المغادر
عفيا دنوتي وعفيا قرايبي
…
اركوا على كبدي حاميات المخاطر
كما أن ذكر زُوبع ورد في قصيدة للشاعر "ساير السبهان" وهو شمَّري يقول:
يامل قلب من الغل طنيان
…
من سلج من ظاوي بالصديره
من ضيم بقعة يامر ويني شفا الزان
…
يوم ردي الحال تلعن امشيره
ياصفوق كمل للهداوي والابدان
…
تبقّشت ماغير زُوبع ذخيره
تبقشت ماغير طلقين الايمان
…
ضراير جدك يازبون المغيرة
غلبة تفاجي القوم بوجه الاظعان
…
براي معطي الشحت ذيب المغيرة
حيد الطراد اللي غدا الذبح عجلان
…
في يوم جرات السبايا عثيره
لقد برز من زُوبع رجالات عظام خلدهم التاريخ بمآثر وطنية خالدة، ومن الإنصاف أن أسجل مأثرة وطنية لأحد شيوخهم الذي قارع الإنكليز في العراق وكان علما بارزا من أعلام الحركة الوطنية ضد المستعمرين.
لدى مطالعتي لكتاب بعنوان: الشيخ ضاري قاتل الكولونيل "لجمن" في خان النقطة، تأليف: عبد الحميد العلوجي وعزيز جاسم الحجية.
وجدت في سيرة هذا البدوي الشجاع، البدوي الغيور على شرف قومه وشرفه ما يجعلني أن أسجل، فخورا بمآثره العوبية الصادقة، وسأنقل لك قارئي العزيز ما كتب عن الشيخ ضاري تخليدا لقبيلة زوبع العربية الأصيلة خاصة ولقبيلة شمَّر عامة.
ونطالع في الكتاب ما يلي: "اتفق النسابون على أن ضاري هو ابن ظاهر ابن محمود بن ظاهر بن حمام، ويعود بنسبه إلى محمد الحارثي الزوبعي من قبيلة شمَّر القحطانية، كان والد ضاري يحبه حبا جما، واستقدم له معلما من بغداد يعلمه القراءة والكتابة وكان لضاري أخ أصغر منه اسمه "درع" كما أن له إخوة آخرين أجمعوا على مشيخة ضاري عليهم وعلى زُوبع جميعها وهو في مقتبل عمره، حيث "ساد عشيرته أمردا"، ولد ضاري عام 1868 م وتزوج بسبعة من النساء فكان له منهن أبناؤه:
"خميس وسليمان وحميد وحماد وأحمد وحميدي وعبد الكريم وفرحان" وكان مولعا بأخبار العرب القدامى.
ادعى جواسيس الإنكليز في العواق في تقاريرهم السرية أن زُوبع كانت قبل الحرب ضعيفة التسلح، ولكنها استعدت وتكامل سلاحها خلال الحرب، وأدخلت في روع الإنكليز أنها لن تهدأ معهم وأنها تعكر صفوهم وأمنهم.
موقف ضاري من الغزو الأجنبي
عالج التقرير السري لدائرة الاستخبارات البريطانية الموقف العشائري في منطقة الدليم بعد احتلال بغداد، فأشار إلى أصدقاء الإنكليز من رؤساء بعض العشائر، وسكت عن الشيخ ضاري بلا علة، ويعتبر هذا السكوت في مصلحة ضاري وسمعته المعهودة لأنه عُرف بمناوأته الصريحة لقوات الاحتلال .. وتدل التقارير "والقول لمؤلفي كتاب ضاري" التي كانت في حوزة "لجمن" وهو القائد البريطاني الذي قتله ضاري: على أن الشيخ ضاري كان معروفا بنزعته العدائية للإنكليز في العهد العثماني، وفي زمن الاحتلال وأنه لم يتقرب إلى الحكام السياسيين في يوم من الأيام، ولم يتزلف إليهم، .. وهذا يفيد أن الإنكليز أنفسهم يعرفون أنه كان خصمهم العنيد، فقد ركب ذات يوم حصانه ومعه أخوه شلال وابنه سليمان إلى جسر قراره في جنوب بغداد، واجتمع بالقائد التركي نور الدين في خيمته الخاصة ليعدا خطة الهجوم على الإنكليز، وقد كلف شلال وسليمان بتموين المحاربين، واشترك ضاري في معارك عديدة ضد الإنكليز وأشرف على الأسرى من جنودهم بعد حصار الكُوت، وأسهم في معركة "اصطبلات" الطاحنة بين الأتراك والإنكليز ولاذ بالرمادي، حيث اتصل بالقائد التركي "أحمد بك أوراق" واتفقا على النزول بجانب الجزيرة وهناك تعاون مع الشيخ حردان على مناهضة جيوش الاحتلال، واتصل الإنكليز بعد ذلك بضاري وحردان للمفاوضة على الصلح ولم يؤد هذا الاتصال إلى نتيجة.
حزَّ في نفس "لجمن" وهو سيد البادية حينذاك وكان يسمى نفسه "لجيمان" أن ينطلق ضاري على هواه في سلوكه ضد الإنكليز ويناصبهم العداء ويقاوم تعسفهم وسطوتهم فأراد أن يكبح جماحه ويروضه على الطاعة، فطلب الاجتماع به عدة مرات ولكن ضاري كان يرفض ذلك، وبعد إلحاح من "لجمن" وافق ضاري على مقابلة "لجمن" في خان النقطة وكان يسمى خان ضاري لأنه هو الذي بناه ولكن الإنكليز سموه خان النقطة
…
جاء ضاري إلى الخان عام 1920 م وفي شهر آب منه، معه ولداه خميس وسليمان وأبناء أخيه مجباس: صعب وصليبي وجماعة من أقربائه بينهم دحام الفرحان وعشرون فارسا شجاعا من عشيرته حيث تقابل معه وطالبه "لجمن" بتسليم لفيف من المجرمين الذي ادعى أنهم يسلبون رجاله وأنهم لا يزالون على مقربة من مكانهم، وطلب إليه
ضاري أن يتعاونا على قبضهم إن كان حقيقة ما يظن ووضع تحت تصرف "لجمن" خمسة من رجاله، معهم ابن ضاري لإلقاء القبض على الجناة .. وأن هذا الموقف قد افتعله لجمن لتستقيم مكيدة تبرر الإيقاع بزوبع ورئيسها .. ومما يؤكد ذلك أن لجمن طلب من ضاري فوق ذلك أن يقوم بحراسة الطريق بين الرمادي وبغداد، وأن ضاريا قد اعتذر وأنه لا يتمكن من مقاومة العشائر التي أثرت فيهم ونازعتهم، وحينئذ قال له لجمن:(إن موقفك هذا يعتبر خيانة)، وبالإضافة إلى ذلك فقد اتهم ضاري بالسرقة أيضًا وألقى على عاتقه تبعة الإخلال بالأمن ونسب إليه وإلى عشيرته زوبع حادثة السلب وذلك بكلمات جارحة، وبوسعنا أن نجد بعد هذا العرض أن الشيخ ضاريا أيقن أن لجمن سيفتك به لا محالة، ولذلك ثارت حميته وغضب، فاستأذن منه ليعود بعد قليل ومعه ولده خميس ورجل آخر من رجاله فرماه ضاري بطلقة نارية فسقط على إثرها قتيلا. وبعدها استل سيفه وأجهز عليه .. لقد كان للشيخ ضاري - كما تحدث عنه ولده سليمان - يد حمراء في الثورة العراقية الكبرى، وكانت له مراسلات مع كربلاء والنجف وبغداد، وفي أحد الأيام جمع لجمن رؤساء القبائل في الرمادي وكان بينهم الشيخ ضاري وأقام لهم مأدبة عامرة وبعد الانتهاء من الطعام فاتحهم في الموقف الراهن، وقال أنه يود الوقوف على رأيهم باعتبارهم عشائر من أهل السنة، في الثوار الشيعة الذين يطالبون السلطات الإنكليزية بقيام حكومة مستقلة. واستغل الشيخ ضاري عندئذ الموقف فلم يفسح المجال لأحد من المجتمعين بالكلام، وإنما نهض قائما ليقول: لا تذكر يا لجمن كلمة "شيعة" فليس في ديننا سنة ولا شيعة .. بل هناك دين واحد وعرق واحد وكلمة واحدة وإجماع على تشكيل حكومة وطنية، فإذا لبيتم مطالب الثورة فإن الاستقرار والأمن يسودان العراق. وإنني في موقفي هذا أخاطبك بلسان المجتمعين
…
وهنا سكت "لجمن" وقال: أنتم عشائر، والأجدر بكم أن تكونوا مستقلين .. وعندئذ غضب "لجمن" على الشيخ ضاري حتى كانت النهاية، لقد قتل بطل الصحراء شيطان الصحراء، لقد حاول الإنكليز الانتقام من الشيخ ضاري وعشيرته زوبع وجهزت الحملة تلو الحملة للقضاء عليه والشيخ ضاري صامد مع أقاربه زُوبع حيث جمعهم مرة وخطب فيهم قائلا:
"إن هذا هوأمر الله، وتلك هي مشيئته وهو مقدر علينا محتوم، وإني أوصيكم أن تكونوا رجالا صابرين على البلوي وعلى ما يصيبكم، واتفقوا ولا تتفرقوا".
بقي الشيخ ضاري والذين معه خارج المدن والقصبات في عصمة شمال الجزيرة على الحدود المشتركة بين العراق وسورية، وهم يكابدون حياة التشرد زهاء سبع سنوات وتكاثر نسل زوبع في هذا المهجر، بالرغم من صعوبة الحياة وشظف العيش، وإن أبناء الشيخ سليمان بن ضاري وكردي ومحمد ومحمود، ولدوا هناك في مراتع نصيبين.
نهاية الشيخ ضاري بن محمود
لقد رصدت الحكومة الإنكليزية مبلغ عشرة آلاف روبية لمن يأتي بالشيخ ضاري حيا أو ميتا، فسولت نفس السائق الأرمني أن يكون هو رابح هذا المبلغ، فهو قد عرف ضاريا ولذلك أكثر من التردد على البادية للكيد له تمهيدا لإلقاء القبض عليه، وظل يشتغل في سيارته مدة طويلة في الأنحاء التي كان ضاري يختلف إليها .. وعرف ذات يوم أن ضاريا يريد السفر من الحسكة إلى مكان يعرف بأبي حامضة في الجزيرة السورية، وعرف أنه أحوج ما يكون إلى السيارة ومن هنا عزم على تدبير المكيدة، فأوعز إلى أحد أقاربه المترددين على تلك الجهات بانتظار سيارته التي ستحمل ضاري في موقع جرى الاتفاق عليه مع جواسيس من عملاء الإنكليز، وركب ضاري السيارة دون أن يرافقه أحد من أبناء عشيرته؛ لأنه كان مطمئنا على نفسه، وحسن الظن بهذا السائق الذي اعتاد ركوب سيارته في مناسبات كثيرة، وبذلك تمت المكيدة ووقع ضاري في الفخ الذي نصب له. حيث تم تسليمه إلى مخفر سنجار عام 1927 م، ثم أرسل بعد ذلك إلى الموصل ومنها إلى بغداد تحت الحراسة المشددة، وكان الشيخ ضاري في هذه الأثناء مريضا ولم تسمح السلطة القائمة في بغداد بمعالجته رغم شيخوخته وتدهور صحته.
وفي عام 1928 م وفي الثالث والعشرين من شهر كانون الثاني حوكم أمام محكمة الجزاء الكبرى وأصدرت عليه الحكم بالإعدام شنقا حتى الموت رغم
مطالبة الادعاء العام ببراءته. ثم استبدل بقرار الإعدام السجن المؤبد، وقد تطوع في الدفاع عنه بعض المحامين الوطنيين حينذاك.
ومات هذا الرجل العظيم فجر يوم الأول من شهر شباط سنة 1928 م.
وقد أنشد الشعراء جل قصائدهم في الشيخ ضاري وقتله للجمن:
أو لخبرك ما جرى بلجمن أو صار
من نوى يستعبد بعزمه الأحرار
عرب شيمتهم ابت تحمل العار
امعلمة تكود الخصيم كياده
وصدرت جريدة الاستقلال البغدادية صباح يوم الخميس في الثاني من شهر ضباط 1928 م مجللة بالسواد وهي تعلن:
مات ضاري المحمود.
بغداد في مأتم.
أخريات أيام الشيخ ضاري.
لتقول بعد ذلك:
الشيخ ضاري نار على علم، يحبه العراقيون حبا جما، ويقدسه المخلصون منهم تقديسا تخفق لذكراه القلوب، وتهفو لاسمه الأرواح؛ لأنه لم يكن كسائر الناس، وإنما الكل يعتقد فيه الإخلاص والشهامة والإباء العربي الصميم، ويرى شخصيته المحبوبة ثور الآمال الوطنية والأماني القومية، ويضني النفوس الحرة البريئة ولكن المقادير التي اعتادت أن تفت في عضد الرجال الأحرار شاءت أن يؤتى بهذا الشيخ الجليل مثقلا بالقيود والأصفاد، متهما بجراثم سياسية وقعت إبان الثورة العراقية عام 1920 - وهي المتعلقة بمقتل الكولونيل لجمن.
دفن الشيخ ضاري في مقبرة الشيخ داوود الطائي بين جموع مودعة من المتظاهرين وقد زرعت في قلوبهم الأسى والأسف على موت هذا الشهيد البطل.
ولما قضى في الله حبسا مقيدا
…
بأيدي أعداء الإله يُعَذَّبُ
هو الرجلُ المقْدامُ والبطلُ الذي
…
سَما هامَة الجوزاءِ في اللهِ يطلبُ
هو الشيخ ضَاريُّ الهُمام الذي به
…
علت آل قحطان الكرامِ المراتبُ
فناحت عليه الجِنُّ بالنُّوح والبُكا
…
وزُلزل عرش الله شرقُ ومغْربُ
ففاتحة الله الكريمُ لروحهِ
…
فأرَّخه: ضاريَ في الجِنان يقُلَبُ
يا ضربة حر لن ننساها
هز لندن ضاري وبكاها
فلتدفن لندن موتاها
يا ضاري يا باسل ياضاري.
فلينهدم الاستعمار الغاشم يا ضاري.
ولنغسل أرض الوطن من أدران الاستعمار.
ولنخلق من ضاري رمزا للثوار.
في كل مكان من وطني .. في المصنع والحقل وفي الدار.
ولنخلد ذكرى ثورتنا .. ولنخلد ذكرى الثوار الأحرار.
وبعدُ، قارئي العزيز .. هذا هو أحد أبطال البادية "ضاري المحمود" الزوبعي الشمَّري، ذلك الثائر الذي انطلق ممتطيا صهوة جواده، ممتشقا حسامه، مؤمنا بربه
…
مقاتلا في سبيل قيمه ومثله .. نعم هذا هو شأن أبطال البادية، أحرار مقاديم شم الأنوف من الطراز الأول، وإنني أردت من وقائع حياة ضاري لتكون شاهد عيان تاريخا حافلا لحياة العرب البدو الذين هم أصل العرب ومادة الإسلام، ومن منطلق تاريخي لحياة الأسر البدوية التي تسنمت قيادة قبائلها والتي كانت الرائدة في ميدان حياتها السياسية والاجتماعية، فإنني أفردت بحثا عن هؤلاء القادة والتي أنا في صدد البحث عنها في قبيلة شمَّر.
من آل محمد: مطلق الجربا وفارس الجربا ومسلط الجربا وعبد الكريم الجربا وحطاب بن سراح وغالب بن حطاب ودهام الهادي وعجيل الياور وغيرهم. يقول أحد شعراء زُوبع من جماعة الشيخ ضاري بن محمود:
سميت واستسميت بالحي الأمجد
…
إلِّي على العرش استوى رب العباد
رب كريم وصاحب الفضل والمد
…
خصاص بالأرزاق عميان الأدواد
محيي عظام باليات بالا أحد
…
وراس من طول الايام رقاد
وسيع باب يوم الأبواب تنسد
…
عظيم جود يوم ضيقات الأجواد
طراق بييان المخاليق يطرد
…
ولا من على بابه عن الفضل طراد
إن قلت ذا الوقت فاسد أنا أشهد
…
يفسد لياصار واحل الوقت فساد
عواصي ضلوا عن السلك الارشد
…
واستسلكوا سلك المعاصي والعناد
اليوم قلبك لا بالاصحاب يضمد
…
من حيث خابيته تجارب الأضماد
مكثر أصحابك يوم الأرزاق تنقد
…
وليا شرد رزقك ربعك مع الرزق شراد
اليوم تطعم واحد صار يجمد
…
يكفر تصحون للأفهن الزاد
الصقر صيد والصيد الأصلي ستصيد
…
الصاغ سقط والغشاش بالأصعاد
استسفل الصاعد والأسفل استصعد
…
رخص العزيز وارتفع سعر الأكساد
الصفر صرف والمصفى تكسد
…
وفي الكلديش وصرافت نسل أجياد
عش شوف أكثر النوب وازود
…
عمير فلا يسوى ولا عاد ميراد
وأنا تحت داري مثل صيد الأسد
…
إن لبد يجوي وإن ظهر خاف نيصاد
يالله يلي على المقسوم تحمد
…
يصار هي غصب على الموت تنعاد
القبائل الشمَّرية في العراق
وهي امتداد لقبيلة شمَّر في نجد، وتتابعت في هجراتها إلى العراق وسورية وهم:
سنجارة
وهذه القبيلة تشترك مع قبيلة زُوبع وهما من أصل واحد، يسكن منها في العراق وقسم في نجد ونخوتهم العامة "زوبع" ويقال: إن سبب تسميتهم هو أن جدهم الأول قد ربته أمة يقال لها:
"سنجارة" فسموا باسمها، وأصلهم زوبع من طيئ من فرقة "الحريث" وينتمون إلى "محمد الحريث" من طيئ، وهكذا يحفظون نسبهم.
أما فرقهم فهي:
1 -
الثابت: وهذه فرقة كبيرة من سنجارة، وتتفرع إلى:
أ - آل زرعة ومنها:
1 -
آل عكبه والحودان والروسان والوضحان وآل شرارة.
2 -
آل جاسم ومنها: الحديان وآل سيد.
3 -
آل نجم ومنهم: آل مثيثة وآل دجارة.
4 -
آل عمار: العجارشة والذياب.
5 -
آل تومان: الأوضاح والهدبة والربعة وغالب: وهؤلاء في الموصل.
2 -
الفداغة: فرقة من سنجارة، ويعدون من زوبع، والكل من زوبع ويعدون منهم، وأفخاذهم: الزملاث والحميِّر وآل غريب والمطلعات والرثعة وآل سيد والطيور وآل كدور وآل نابت والهرابدة وغالب الفداغة في قضاء المحمودية في نهر اليوسفية وفي أماكن أخرى
(1)
.
3 -
الغفيلة: ومنهم الرمال والجرذان والمباقق والحبكان وآل كنبي والمزيريب.
4 -
الزميلة: ومنهم الشلقان والنمصان وآل أبي سعيد والشيخة والرخيص والثنيان والسلمان والنبهان والعفاريت والضو والخمسان واللواحق والذرفان:
ولسنجارة نخوة عامة وهي "زُوبع" ونخوة خاصة وهي "جدعة" ورئيسهم في سورية بعد آل محمد "الجرباء" هو "الحدب" وهم من أعظم عشائر شمَّر، بعضهم في نجد وبعضهم في العراق والشام
(2)
.
(1)
عشائر العراق - ج 1 - ص 183 - 189.
(2)
عشائر الشام: وصفي زكريا - ج 2 - ص 621.
الزميل من زُوبع سنجارة
هم بطن من قبيلة زوبع الشمَّرية من سنجارة وهم إخوة إلى الزامل والثابت وعلي، يقطنون منطقة حائل ويتوزع البعض منهم في أنحاء متفرقة بالمملكة العربية السعودية. ولهم نخوة: أولاد الأزمل.
ولهم وسم: المحجان ويوضع على الفخذ الأيسر للإبل على شكل.
S
ويعودون في مشيختهم إلى الشيخ عبيد بن ثنيان يقطن أبا الرواث: بين عرعر والعويقيلية في المملكة العربية السعودية.
ومن كبارهم: الكاسب بن عبكلي، وخلف محرق النويش الثنيان.
ومن فرسانهم قديما:
- خلف بن مهنا بن نويش بن ثنيان.
- غريب الشلاقي.
أقسامهم:
أولا: من جدهم زميل: الدعيج - السالم - العامر - العبد الله.
- الدعيج أنجب: سالما ومسلما وسليمان: وهؤلاء هم الشلقان.
- السالم أنجب: فهيد والنمصان: وكبيرهم ابن لحيدان.
العامر أنجب: آل أبي سعيد.
- العبد الله أنجب: آل سهيل وهم: اودي والعمجي وسيف وشريهان.
1 -
أودي ومنه: مجبل ومفرق.
- مجبل ومنه دهيثم ومن دهيثم: ثنيان والسليمان.
- ومن ثنيان: آل كنعان والنويش والناصر والرشيد والجويان والدراوشة.
- ومن السليمان: رشيد ورشاد ومسعد وسعد.
- ومن مقرن: سعد وجعد.
- ومن سعد: الريضان وهم: آل حامد - آل طلاع ويعودون إلى ابن عردان.
- ومن جعد: الدراوسة.
2 -
اعجي أنجب: سرعوف ومقروص وسنعوس.
3 -
سيف أنجب: الشيخة وهم القرنه والحيحان والجحيش والتفهية والمزاهمة.
4 -
شريهان أنجب: الويش.
مواطنهم:
يقطنون منطقة (حائل) في قرى: الشعبية ووادي شوط والحزول وأجأ والنقرة. ووادي العاجزة.
ومن نبهان: الرخيص والشمروخ والضو.
ومن عجي: الويش والعجي والربضا.
علي بن زُوبع - الغفيلة - الرمال
هم أحد بطون زوبع، ويعودون في نسبهم إلى جدتهم "الغفيلة" من علي ابن زوبع من سنجارة "شمر".
مواقع سكناهم: جبه - قنا - أم القلبان - القاعد - الروض - العليم.
أهم الجبال الواقعة في ديرتهم: القاعد - أم سلمان - غوطه - العليم - السطيحة.
النخوة: أولاد الغفل.
الوسم: الباعج: علي الخاصرة اليسرى للإبل، وهو على الشكل التالي:
والغفيلة هي جدتهم، وهي امرأة من بني حارث شمَّرية من زوبع، وقد أنجبت الغفيلة من الأبناء:
عبد الله والبشير والجويعد والمرامشة واللواحق وانطويلة والفني والجرذان ومنهم عميرة الملقب برمال، وأخواله النعيم ومن مشاهير الرمال:
- طلال بن جارد بن زبن الرمال.
- عبد الله بن جحفل بن رمال.
- هتاش بن رمال.
- فهد القفيعي.
- شايع الأمسح: شاعر وفارس.
- محمد بن عبيكة/ قنا.
- فرحان بن فرحان (جبه).
ومن مشاهير الرمال الشاعر والفارس الأمسح
شايع الأمسح: هو شايع بن مرداس الرمالي الشمَّري الملقب بالأمسح، ولد في نهاية القرن العاشر الهجري، كان فارسا وشجاعا إلى حد الخيال، ومنها انتزاع خطيبته من عريسها ليلة زفافها، كما أنه كان كريما حتى الإتلاف وهو صاحب قصة أم لحم بين جبة وقنا، حيث نحر إبل ضيوفه الذين عقلوها بعيدا عن مضاربه وجاءوا إليه ليمتحنوه في كرمه إلا أن امرأته قد ارتابت بهم وأعلمت زوجها بأن هؤلاء أصحاب ركائب لأن ثيابهم قد تعطفت من الخلف فقام من توه وذهب إلى حيث مكان الركائب فنحرها جميعا ثم أطعمهم منها، وكان ذلك في موقع لأم لحم.
والأمسح شمَّري زوبعي متعصب إلى قومه:
ابكي على زوبع الياما ابعدت بهم
…
سنين المحل فيها عجاج وهبايب
وابكي على خيلان زوبع اليا وجهت
…
طرش العدو اليا خذوها نهايب
وابكي على شمر ولا أحد يلومني
…
كرام النفوس امولعين الجرايب
وابكي على غلبا ولو دست عايه
…
هل المكارم مخلصين النشايب
أما الاعتداد في نفسه:
دار بها ربعي ينابيع السخا
…
حموا جوانبها بكل رهيف
نطرد الاجناب مايا صلونها
…
عسى تسقيها مزون خريف
بايماننا زرد العثل عدلة القنا
…
من فوقها ريش النعام يفيض
وتصويره لنهايته:
أوصيك يابوم الخلا قل لعزوتي
…
إهرج لهم كل العلوم اوكاد
إن جيت أخوي وسايللي عن مصيبتي
…
تقوله إنه وسط الفيافي باد
وان مت يدفني على جال فهي
…
حين ومعاد للضنا فتزداد
ويردم على قبري عان من الحصى
…
يموت الغي وسمولهن اجداد
ومن مثله العليا:
ثلاث معاني ما يفعلهن خير
…
وأنا أحمد الله من هدومي نظايف
أولهن من يسري علي بنت عمه
…
وهو سترها الضافي ولو كان عايف
والثانية من هو يهد وينثني
…
لاحل ضرب مصقلات الرهايف
والثالثة من كان يعطي ويطري
…
لو شاف من المعطى أمور عنايف
شايع الأمسح فارس وشاعر:
قال ابن مرداس فتى الجود شايع
…
يشوم كما طير المراقب شام
اشوم عن السفلى وانزل بالعلا
…
وانا بالعلا سابق وأقدام
ولو من بغى العلى نزل بالعلا
…
تلقى بفروخ الدجاج انيام
ولو جانا علم من الشريف تركته
…
مالك علي يا ابن الشريف الزام
حنا قدايمنا نعيي بحقنا
…
وحنا للحمل الثقيل انعام
من دار يعرف من حسبنا نسبنا
…
حنا الهواشم ترثة الاكرام
جينا من الغوار وجبال مكة
…
ولنا بمأرب ذروة وسنام
وأنا من أهل الجبلين من روس شمر
…
عن الوادي عاصي ما عليه احكام
يابنت عمار يا اخت معمر
…
بابنت اجاويد ونسل اكرام
لا تلطمين البيت من يم جارنا
…
بيت بلا جار علي حرام
وحلفت مابقي حلال لوارث
…
ولا أصير من بين الصفتين اوسام
إلا مهره صفرة وعود بن القنا
…
كما سابح طب البحور وعام
ويا بنت أنا من خامة يذرعونها
…
حطوا علي ميزر والثام
وحطوا على قبري ثمان من الحصى
…
هم رحال وانا علي داري امقام
من قضاة الرمال:
طلال بن جارد في زين الرمال
مرّ قوم في النفوذ بعد الغزو فوجدوا أثرا لإحدى الفتيات المشهورات بالجمال، وهم يسمعون بها فنزل أحدهم وقبل الأثر بالأرض، فعلم أخوها بعد فترة من هذه الحادثة بما فعله ذلك الرجل فهدده بالقتل، وما كان من هذا الرجل إلا أن أزبن علي زعماء إحدى القبائل الذي قبل دخله، وأمره أن يبث أحد عوارف البدو بهذه الحادثة، وقاموا بزيارة عدة عوارف لم يستفيدوا منهم بشيء، إلا أن استقر بهم المقام لدى طلال بن رمال، وشرحوا له الموقف وأخبرهم بأنه سيعطي لهم القرار في الصباح عند شروق الشمس، وفي الصباح أمر الرجل الذي قبل أثر البنت وأمر أخ البنت أن يمتشق سيفه وأمر الجاني بأن يمد شفتيه حتى يظهر ظلهما على الأرض، وأمر صاحب السيف أن يضرب بسيفه ظل تلك الشفتين، فاعترض أخ البنت فقال له: إن الرجل قد قبل الأثر وأنت عليك أن تقطع الظل. وبهذا تم حل هذا الموضوع.
راضي بن فاران الرمالي
يا مزنةٍ غره بعيد ضحاحه
…
برق يغوض ومردم المزن غاطيه
علل خياله بخاطري بن شراحه
…
ودليت أحدد وين راحت مشاحبه
عسى على جبه تسيل ابطاحه
…
واليا تحدر شرقي النفذ تسقيه
به لابتي بالكون تدمي ارماحه
…
ياديرة عوص النضا بالرهاريه
غفيلات عربين النسب والرواحه
…
من هاشم دار النبوة امزكيه
هتاش بن رمال يقصد به أحد شعراء الرولة:
حني الياما يجي هتاش
…
كان المواريد مقضوبه
اليا بعد واحد منحاش
…
من الشام طبق على الجوبه (الجوف)
عدوان القحاز من الزميل سنجارة يمدح فهيد القفيعي بن رمال:
لو اهني يافهيد لواهينه
…
بمجاح يضحك مثل لعج الامطار
وأنا أشهد أن فهيد ماهو بحيه
…
للي بنى الشقة ولا اللي بنى الدار
وشلون لو تمسك شين يديه
…
مار أنه يلحى من زمانه بالأظفار
خلف أبو زويد الشمَّري يمدح فهيد القفيعي:
البارحة يافهيد رجلي وطت داب
…
بأرض الخلا يافهيد ومعلل ذيب
والجوع عندي يابني عندي أطناب
…
وهدمت بيته ياقلبل العذاريب
عبد الله بن جحفل بن رمال وقصته مع الركابي رفيع وقصة الكلب (هباس) عندما يقول بعد أن غزاه وعرفه الكلب هباس فأطلق سراح إبل الركابي من أجل وفاء الكلب:
أمس الضحى عدّيت في رأس نابي
…
كني خلاوي ماتقل حولي اوناس
ذكر عليه بقرب حلو الجنابي
…
قلبي بلوعه من اللواجيس جاس
أخذت ثمان سنين عند الركابي
…
أمشي عزيز بوسطهم عالي الراس
ومن بعدها طلبنا دارنا والحرابي
…
وصرنا ثرى عدوان عاقب الافراس
وغاروا علينا اركاب فوق الركابي
…
ومن شيمتي استرجع الذود هبَّاس
مشاهير الرمال الحاليين:
أولا: الشيخ طلال بن غضبان بن عيطر بن فضيل بن طلال بن جارد بن زين بن مبارك بن حيزان بن شايع بن مرداس الأمسح بن رمال.
رجل قد ناهز السبعين من عمره علي درجة كبيرة من النضج الفكري والاجتماعي، وهو أحد الركائز بين قبيلة شمَّر، وهو أمير القاعد من ديار شمَّر الواقعة شمال حائل.
له من الأبناء: ممدوح ومدلول وعلوش وغضبان وفهد وبندر، وغضبان بن عيطر الرمالي والد الشيخ طلال كان من أعلام القبيلة، وفيه أنشد الشعراء جل قصائدهم ونذكر منها:
1 -
قصيدة عياده الأديب بن مكيمل حيث يمدحه:
بديت بذكر اللي على الناس عالي
…
محيي الهشيم الباد من عقب الأياس
خلاف ذا ياراكبا فوق مالي
…
حرٍ هميم من شفا الهجن ممراس
يلفي لبيت الشيخ راعي الفعالي
…
يلفي لبيت يجمع العصر مجلاس
ياخو ذليّل يابعيد المدالي
…
يامُودع العيرات للصبر علاس
ياحايش الطولات يابن الرمالي
…
يامخلص القالات من عقب لولاس
يامهدي الطوعات عقب الجفالي
…
والهجن يشكن الحفا عقب مرواس
ويا قاهر الاجناب بزود الفعالي
…
وبا ما قطع عند الملازيم من راس
ويا حلْ ضرب القفش وزوح السيالي
…
تلقى خطاة الهيس لحصوب نساس
ومن عقبكم ياشيخ عزّي لحالي
…
عدّي ربيط شيوخ وان صار بحباس
وهذه قصيدة أخرى بالشيخ غضبان بن رمال للشاعر الشمَّري الجهيلي:
بديت بذكر الله على كلل مابدا
…
حيث ذكر الله بدا وابتدى به
تمنّيت اولف ماطرى من مثايلي
…
بالشيخ غضبان بعيد المغيبه
القوم لو أنه بعيد يدّوره
…
لو حال من دونه صحاصيح ريبه
على صيعر صيفات الابكارّ المرمّلة
…
لاساج منه مبطنه مع حقيبه
غضبان زيزوم المشاكيل كله
…
لابته لاروحت به شيب مستشيبه
ياما غدت سرد السبايا بسبّته
…
شب وشيبان على كور شيبه
كم عزبةٍ واخو دليّل يداوره
…
أنا أشهد أنه هو بداها وذيبه
غضبان شعر الفضيليات ينخاوينتخي
…
غضبان زيزوم العيال العطيبه
كبار المتون مدوحات الجفاشر
…
يطرد هفى ضيف الطعافى حليبه
واعزّتي للي هله لاحقينه
…
عجزوا ولا صال الطلب يرتهي به
يضرم اليا شاف الجنب مردفلّه
…
ويردى كما ترد الظوامي جليبه
كم سابقٍ باطرافهن يذبحونه
…
اللي كما الهملول شفّت سبيبه
يا أمير يازبن المخلى اليا جذا
…
عليك أبين حجّتي وادعّي به
ثانيا: الشيخ عبد الله بن غالب بن فلَّاج بن جديع بن عبد العزيز بن فرحان بن خميس بن فرج بن سعد بن شهاب بن محمد بن جعفر من المحمد بن عميرة أمير جبة من الرمال، رجل تقي ورع، ذو ذكاء ونباهة، يتمتع بعقل راجح وحسن تصرف واضح، له من العمر خمسة وستون، ويعتبر من رجالات شمَّر المعدودين.
له من الأبناء: نواف - ثلاج - ممدوح - غالب - خالد - عبد الهادي - فرحان - عبد العزيز - نايف - فهد - مجبل - جديع.
وجبة: هي آخر مدن حائل من ناحية الشمال، وهي تقع على الحد الشمالي لصحراء النفود، وهي مدينة تقع على سهل فسيح تحيط بها من جهة المغرب سلسلة جبال (أم سنمان) وهي التي ورد ذكرها في قصيدة عبيد بن رشيد عندما أزبن علي جبة.
ومن مشاهير الفلَّاج: الشيخ مصيخ بن فرحان الذي يذكر جبة في شعره حيث يقول:
دار يا اللّي من ورا غر الاطعاس
…
اللي عن الشيمه مراكز مبانيك
دار يادار المعزّة ونُوماس
…
كل تمنّ مسكن يبي بيك
أحميك أنا بالسيف قطاع الانفاس
…
عن واحد يدوّر سوى البلابيك
ابن رشيد الضيفي حاكم الناس
…
زبن جبْلكً وجاي تمّك وعانيك
وهذه إشارة واضحة إلى جبة.
ولمصيخ أيضًا هذه الأبيات:
مديت بيسراي قبل الغديري
…
واوردت بيمناي مثل المصلّي
اقرش كما يقرش خطاة الحجيري
…
لاصار مرحاله بعيد امولّي
هذا جزى اللي صايرلي نحيري
…
وأنا اطلبه حق العرب ما حصللي
ويروون أن هذا الشيخ قد توفي نتيجة عضة من ذئب فيه - غلث - وقد تصارع معه عندما هجم عليه بوحشية واستطاع أن يقضي عليه بيديه لكنه أصيب
بعضة قاتلة، عاش بعدها فترة ثم مات، وقبل أن يموت أنشد هذه القصيدة متوجدا:
كلّيت أنا ياخضير من مقعد الدار
…
من مقعدي بين الندف والركادي
من يومنا هذا اليا طيحت الامطار
…
وانتم تعدون الليالي اعدادي
عض غلث صار بانيابه اضرار
…
واودعت راسه يالسنافي توُادي
لاذيب هو مفلوت ضاعن الابصار
…
ياخضير من همّه يشيب الوادي
شفي مع الغلمان عجلين الاذخار
…
أهل السّتاتيات سُقم المعادي
ما خاف أنا يادار وان جاك خُطار
…
أخاف مايلقى الا سمايا رمْادي
يادار عن دارك ندوّر لنا دار
…
يادار خطاف الرشا فيك عادي
هذا، ومن مشاهير الفلَّاج الشيخ: مصيخ بن حضيري بن غالب بن فلاج.
ثالثا: الشيخ عيادة بن مذود بن عيادة بن مبارك بن محمد بن عبيكة بن علي بن عميرة بن رمال.
أمير قنا وتوابعها:
رجل في الستينيات من عمره، يتمتع بخصلة التواضع الجم والفهم العميق متزن الشخصية هادئ الطبع.
تقع قنا على بعد 75 كم شمال حائل وعن امتداد الطريق المؤدية إلى جبة وهي على امتداد سهل فسيح تكثر فيه أشجار النخيل والكرمه وفيها غزارة المياه وطيب الهواء.
والعبيكة هم أمراء قنا، وينتسبون إلى آل علي وهم فخذ من الرمال من سنجارة من شمَّر، وهم قد تحضروا منذ رمن ومشهورون بالكرم، ولهم سبعة خلول، والخلول هي أشبه بالطرق المعبدة في وقتنا الحاضر يسلكها الوافدون عليهم وقد ورد ذكر لهم في شعر فهد بن صلييخ عندما يقول فيهم:
عليه سبع خلول من دور شداد
…
وابن عبيكة بالسنين الردايا
وقد اشتهر من العبيكة الشيخ مبارك بن عبيكة الذي اشتهر بالكرم والسخاء حيث يقول من قصيدة له:
يابان ضو الصبح قلطت محماس
…
على هج جمرٍ تُوقّد سناها
وزينت أنا الحمسه على الكف بقياس
…
وكببتها بالنجر حين استواها
بنجر اليا حرك تقلْ ضرب نحاس
…
دبّ الليالي ما يبطل عواها
ولقمَّت بدلة مولع ماله اجناس
…
من حب صنعا عابي له عباها
وصّبه لمن حولك على الزير جلاَّس
…
هل السموت اللي بعيد مداها
واثنه لمرور على الخيل مدباس
…
تقفي عنه صم الرمك يانصاها
من فوق ما ناخذ على الخيل مرواس
…
باجذعت سهلات الأنفس حداها
يقول مبارك هرجه مابها باس
…
تطرب لها كرام اللحى من حلاها
وطول الجدار ونصرة الرجل نوماس
…
يا عاد ماللرجل داعي دعاها
خلّك على بابك تقل لون حراس
…
ياجو عليهن محترين عشاها
نحي بهم من تبل تجديع الالباس
…
ونقلط لهم ثمر الحلا من نماها
ونذبح لهم كبش يربى بالاطعاس
…
ونقلطه من حين غيبة مساها
هذاك سلمٍ جدودنا قبل من راس
…
واللي بعدنا كان ربي هداها
الثابت
ثابت بن زُوبع/ سنجارة
وهم: التومان: في رفحا بالمملكة العربية السعودية برئاسة الشيخ مشل التمياط وهو من شيوخ شمَّر المشهورين.
- النجم: برئاسة: ابن راضي.
- البقعة. - الوضحان.
- الحذانة.
وهذه الأفخاذ الأربعة الأخيرة هي بمشيخة: الحدب، ومشايخ الثابت هم:
- الحدب. - ابن عمار.
ضنا ياس من زُوبع
وهم ضنا زايده أمهم: ويشمل ياس وعلي والعمود والصبحي والخرصة.
وسنأتي على شيء من التفصيل ولنبدأ ب ياس.
يُروى "والله أعلم" بأن ياسا هذا ينتسب إلى دُوك أحد أبناء زُوبع وهو أخ لسراح والذي تنتمي أسرته الآن إلى ضنا المحمد (الجربا).
وقد ورد ذكر لـ ياس ضمن قصيدة تنسب إلى الشيخ العاصي الجربا يخاطب بها محمد العبد الله الرشيد حيث يقول:
يا أمير ما حنا عليكم بداتي
…
سَجَّه ولا حنّا على الزير جلاّس
ربعي على الطولات واصل شفاتي
…
يا أمير ترنْا من عيال بني ياس
كل يوم وحنا عليهن اعداتي
…
ياما خذينا من حنيات الاجناس
وقد اقترن اسم سراح أيضًا في آل محمد الجربا، وهذا شاعر من الصبحي يبين هذه العلاقة:
غُوج شريتوا حين حزات الاثنى
…
ولاني عليه بغالي (النسور) شحاح
أبغي اليا شان اللغى صرت الادنى
…
مع سريةٍ تعزى من أولاد سراح
لعين سحوب الردن اليا قال جدني
…
عند الطريح اللي على صابره طاح
كل هذه الدلائل تشير إلى أن سراحا هو من أبناء ياس، وهو يكاد يكون أحد أجداد "المحمد بن الجربا" بدليل قصيدة طايس بن عجيل عندما بلغه نبأ مقتل الشيخ "بنيه الجربا" وإليك القصيدة:
قصيدة طايس بن عجيل في الشيخ بنيه بن قرينيس الجربا عندما علم نبأ مقتله:
يابو طلاس اليوم هلَّن ادْمُوعي
…
والعقل مني يافتى الجود كْدراح
الكبد ما تاكل وانا متْ جُوعي
…
والقلب يسْرح مايجى غير مرْواح
عليك يا أبو عبطه عذَي الطبُوعي
…
عذبت بالماخذ على الخيل مسراح
لو سابقٍ ترجحْ لوجه الغزوُعي
…
تنزاحْ عنْه سُرد السّبايا اليا صاحْ
عليت يا حرز الوانيه والخمُوعي
…
ياويْ خيال من أولاد سَرَّاح
نشدْتها وانا تذراف ادْمُوعي
…
قلت الصّحيح وِّقالت الشمَّري راحّ
قلتها وانا منهم قليلً النفُوعي
…
بَسْ الحميّه واوجَعْن حكي كثاحْ
وا حسرتي متى اجتمع مع اربُوعي
…
ونمشي جميع قبل نَثَّال الارواحْ
فهو يشير صراحة إلى نسبه إلى سراح:
عليت ياحوز الوانيه والخمُوعي
…
ياويْ خيالٍ من أولاد سَرَّاح
وبإمكانك - قارئي العزيز - أن تطالع في متون هذا البحث عن أسرة السراح في الجوف "دومة الجندل" وما كان لها من القوة والتأثير على تلك المنطقة وكذلك الصراع الذي كان بينهم وبين ابن رشيد ثم نهاية حكمهم هناك.
ولنبدأ الآن بضنا ياس وهم: العمود: فنقول:
أولا: العمود
ويعودون في نسبهم إلى زوبع بن محمد الحارثي وهم من ياس بن دوك ابن زوبع وبذلك يكونون ضمن أبناء عمومتهم: الجربا والصديد والبريك والحريرة والعليان "الهضبة".
كان تَديُر العمود قديما ضمن تجوال قبيلتها الأم شمَّر من نجد إلى العراق وسورية لكن قيادتهم ظلت في بلاد نجد برئاسة "الفنيدل" والذي لا تزال المشيخة في عقبه حتى اليوم.
وللعمود نخوة هي: "إخوان سعدة".
وللعمود وسم وهو على الشكل التالي:
ويوضع على الرقبة اليمنى للإبل (الباس) يقطن العمود الآن في بلدة الشقيق جنوب حائل بحوالي سبعين كيلو مترا، وهي بلدة ممتدة على سهل فسيح تحيط بها ومن الجنوب جبال، أهمها جبلا "الصهو والعصام".
أقسامهم:
وهم الآن بمشيخة الشيخ: كايد بن سطام بن فهد بن شلاش بن بركة بن مبارك بن فنيدل.
ومن مشايخ العمود قديما:
- ابن مصيول من التجاغفة يروى عنه الفروسية والآن هم في العراق.
- مبارك بن فنيدل سمي "رومع الطاف" على اسمه ويقع شرق الشقيق 75 كم وسمي على أثر معركة مع الصديد من شمَّر.
ثانيا: شمَّر الصُبحي
هي إحدى قبائل شمَّر ونخوتها "صُبحي" ورئيسها جنعان بن صديد وبطونهم هي:
1 -
الحريرة: وتتألف من:
1 -
آل زعيل، ومنهم: آل غانم وآل حسين وآل سالم.
2 -
آل صكر: رئيسهم: مسلط بن شريعيب.
3 -
الخليف. 4 - الشربان.
5 -
الكويمة. 6 - البدن.
7 -
آل موعد: ومنهم آل عبيد والتوام وآل مريبد والغمالسة.
2 -
الصديد: ويتألفون من:
1 -
الميامين: ومنهم: السنيان والوشاشة والفرحة والمناثرة.
2 -
الخماس: ومنهم: الخاشوكه وآل مسلم وآل هليل.
3 -
الوحدان: ومنهم: آل مشوح وآل غوينم وآل جرذي وآل فلوان.
4 -
الشبيش: ومنهم الهبشان والمثلوثة والخماس.
5 -
الصيداد: آل صالح والعبلان وآل خويطر والكطيفان والدبيان والشواريج والزميل
(1)
.
3 -
التومان: وهم من الثابت من شمَّر، وفروعهم:
1 -
المصارع. 2 - آل مجحم.
(1)
انظر عشائر العراق للعزاوي ج 1، ص 210 - 213.
شمَّر الصّايح
الصايح هم مجموعة من بطون قبيلة شمَّر، وهذه التسمية جاءتهم نتيجة اتباعهم لشيخ الصديد لما تحارب مع شيخ الجربا، فمن صار في جهة الصديد أو من تبعه أطلق عليه الصائح، ومن تبع الجربا عُدَّ من الجربا وهم من:
- الأسلم والصبحي والزميل والتومان
(1)
.
عشيرة الجداية:
هي بطن من الهضبة من عشيرة البريج المعدودة الآن من قبيلة الخرصة من شمَّر الطائية
(2)
.
عشيرة الجدي:
بطن من عبدة من شمَّر الطائية تنقسم إلى الأفخاذ التالية:
آل غنيمان - المراحلة - آل خنيفس - العقيدات - التومة - العنيزان
(3)
.
عشيرة الجعفر:
وهم: العلي - آل خليل - الجساعمة - آل أحيمر - آل ريسة - العطون - آل العبيدات - منهم في نجد والآخرين في العراق.
عشيرة البوجياش:
ويرجعون إلى عبدة من شمَّر يسكنون العوجة قرب السماوة، رئيسهم: عجه آل دلي وهم: آل جريب وآل حويش وآل جعيب والشنايرة والحمامرة وآل زويد والبو جراد وغيرهم.
عشيرة البوحسان:
إحدى عشائر شمَّر في العراق ومساكنهم الرميثة وهم: آل خميس وآل عبد الحسين وآل جليل وآل اعبس وغيرهم.
وتقطن هذه العشيرة في: نهاية الديوانية وفي نهر العوجة وأراضي العلاوية والعباسية.
(1)
انظر عشائر العراق للعزاوي - ج 1 - ص 205 - 206.
(2)
انظر عشائر العراق للعزاوي - ج 1 - ص 808.
(3)
انظر البادية ص 101 - عبد الجبار الراوي.
آل الجربا
نسب الجربا "آل محمد
"
ولدى البحث والتقصي في صحة نسب هذه القبيلة العريقة ولدى سؤال المعمرين من رجالهم يكاد يكون هناك شبه إجماع على نسبها، وإن وقع هناك اختلاف في الروايات فإن الحقيقة المؤكدة هي صحة انتسابها إلى طيئ، وهي إحدى فروعها الرئيسية والهامة.
يقول ابن الكلبي: هم من شمَّر، بطن من ثعل بن عمرو بن طيئ.
يقول صاحب عشائر الشام: والجربا هم من الأسر التي تفتخر بلادنا بأمجادها، عندما رحلت إلى العراق وسورية، فكانت بناءً وطنيا في هذين القطرين وكونت أدبا نجديا هناك، ونشرت عادات وتقاليد البلد الذي رحلت منه.
وفي قلائد الجمان للقلقشندي:
إنهم من أمراء جبل شمَّر ومن قبيلة عريقة في هذا الموطن، ورئاستهم في بني ربيعة من أحفاد سلسلة ثعل من بني غنم من أحفاد قطرة بن طيئ، ولكنها في العصور المتأخرة أصبحت مجمع عدة بطون دخلت معها بالحلف إذن، ومن المرجح إذا لم نقل بالتأكيد فإن آل الجربا هم من أحفاد ثعل بن قطرة من طيئ، وقد توارد ذلك في كثير من الرويات والأشعار التي وردت بهم .. وإن هناك أقوالا بأنهم ينحدرون من سلالة الأشراف، ومن جدهم سالم الشريف مستندين على نص شعري واحد لم يتكرر الشعر من بعده:
من دور سالم والشريف
…
ما حنا للقاسي ليان
إن الشاعر يشير هنا إلى أحد الأدوار التاريخية التي مر بها الجربا؛ أي منذ زمن الشريف، ومن سالم جدهم فهم أحرار شم الأنوف، لم تنكسر قناتهم أمام أعتى الجبابرة، وهذا ليس دليلا بحد ذاته أن يكونوا من سلالة الشريف، وإذا سلمنا جدلا بأنهم من سلالة الأشراف فهذا نسب ولا شك مشرف، فالأشراف هم سلالة الأسباط من ولد علي رضي الله عنه وهم من الدوحة الهاشمية والتي منها رسول الله صلى الله عليه وسلم، نقول:
إذا كانوا فعلا من تلك الشجرة الوارفة الظلال، فهذا شرف لا يبلغه شرف وتكون في ذلك شريفة في أصلها شمَّرية في انتمائها، ففي عرف المؤرخين بأن هناك أصلا قديما وانتماء جديدا، فمثلا لو تتبعنا تاريخ أسرة الطيار لنجدها تنحدر من سلالة الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وهذا أصل، لكنها ما برحت والأيام تطوى إلا أن غدت في قبيلة عنزة، وهذا انتماء، وغيرها كثير .. لكن الجربا وقد أصبحت من رواسي شمَّر ونبغ منها قادة وكرماء وزعماء وأمراء ومشايخ وشعراء وحكماء شابهت في كثير من المواقع التاريخية ما شغله زعماء من قبيلة طيئ ومن ثعل حصرا، أمثال حاتم الطائي وولده عدي بن حاتم وزيد الخير وآخرين كثر ممن أنجبهم جبل أجأ وسلمى في بلاد نجد.
ولنا رأي يمكن أن نبديه إلى أولئك الذين يتمسكون بحقيقة انتمائهم إلى الأشراف ونحن بدورنا لا نتجاوز انتماءهم هذا ولكن لنا إيراد بعض ما يمكن أن نقف عليه من حقيقة هذا الانتماء فنقول:
أولا: لم نعثر من خلال تقصي أخبار الجربا بأن لهم تواجدا تاريخيا معينا يمكن أن نستند عليه في تثبيت حقائق هذا الانتماء، فلوأخذنا مكة المكرمة والمدينة المنورة وما حولهما فإننا سنجدهما معقل الأشراف منذ القدم وحتى اليوم، فالأشراف فيهما هم الأشراف الذين خرجوا والذين بقوا، فأسرة الطيار وهي من عداد الأشراف نراها قد خرج قسم منها من وادي فاطمة في المدينة المنورة إلى خارج المدينة وأصبح انتماؤها فيما بعد مع قبيلة عنزة، لكن بقي منها من ينتمي إليها حتى الآن موزعون في أنحاء متفرقة في المدينة المنورة والزلفى وغيرها وكذلك أسر الأشراف الأخرى في الأردن والمغرب وليبيا والسودان وعسير واليمن والعواق، حيث إن كلا منها قد عرف نسبه وانتماءه.
أما أسرة الجربا فلا يزال موقعها الجغرافي والاجتماعي ضمن نطاق قبيلة طيئ سواء في مقرها القديم في الجنوب أو في مقرها الجديد في جبل شمَّر الذي سمي فيما بعد باسم شمَّر.
كما أنني لم أعثر للجربا على مواقع وامتلاك واحات النخيل التي يذكرها لنا الأشراف في ملكيتهم لها في مكة والمدينة وما جاورهما.
ثانيا: لقد كانت سيادة رقعة الأرض في الحجاز ونجد وجبل شمَّر تحت إمرة ثلاث قوى رئيسية هي: الأشراف في الحجاز، وبنو خالد بزعامة ابن عريعر في نجد، وشمَّر بزعامة الجربا في جبل شمَّر (جبلي أجأ وسلمى).
- فلو كانت الجربا من الأشراف لاتحدت مع الرئاسة التقليدية لها في عاصمة الأشراف مكة والمدينة.
ثالثا: لقد اعتمد المؤرخون الذين جاءوا بعد ابن سند وابن بشر وهما اللذان أرخا لحقبة تاريخية تعود إلى مائتي سنة خلت، وهي الفترة التي حكم فيها مطلق الجربا في حوالي عام 1180 هـ في جبل شمَّر وإن القصائد التي رثاه فيها ابن سند تعتبر من القصائد ذات الصبغة الأدبية الرائعة، وفي كل منها يذكر ابن سند بأن مطلقا يعود في نسبه إلى جده ثُعل بن قطرة من أحفاد طيئ الجد الأقدم لشمَّر، ولو لم يكن ابن سند في الموقع الذي أهله إلى أن يؤرخ في قصيدته حقيقة الانتماء لما أقدم على ذكر نسب مطلق ومن تلاه من مشايخ الجربا أمثال: صفوق وبنية، هذه القصائد التي سنوردها في الصفحات المقبلة علَّها تلقي بعض الضوء على حقيقة ما يقال وذلك بعد أن نتحدث عن أهم الشخصيات التي قادت شمَّر من أسرة الجربا.
1 -
الشيخ مطلق الجربا:
تعريف: هو الشيخ مطلق بن الحميدي بن محسن بن مقرن بن مشعل بن محمد بن زيد بن جعيري بن صلال بن مشعل بن غنام (صوت شمَّر) بن مانع ابن شلاش بن سالم بن محمد الحارثي .. والحارثي هو على ما نرجح هو: حريث بن زيد الخير ابن عم حاتم بن سعد الطائي؛ لأن كتب التاريخ تذكر أنه لزيد الخير ولدان هما: مكنف وحريث وقد اشتركا إلى جانب الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه في حروب الردة.
ويذكر الرواة في التسلق مع شجرة نسب آل الجربا فيذكرون من أجدادهم: سراح وياس ودوك وزوبع، وكلهم أعلام صحيحة في مسيرة آل الجربا لكننا لا نستطيع تحديد أقدمية كل منهم تاريخيا. وهناك رأي آخر يقول بأن حريثا هو أب لزوبع الذي انضوت تحت اسمه عدة فروع من شمَّر التي يطلق عليها اسم سنجارة وهي: زامل وزميل وعلي والثابت - والله أعلم.
نعود إلى الشيخ مطلق الجربا، فقد كان رحمه الله حاكما عاما في جبل شمَّر حتى حدود تيماء غربا وإلى منطقة الخوي والزوي وهي من أراضي نجد وحتى الفصيم جنوبا بدليل ما قاله الشاعر الشمَّري دندل الفهيم في مدح الشيخ مطلق:
من الحويْ للزوَيْ لباب تيما للقصيم
…
كلها بالسيف أخو جُوزه حواه
وهذا دليل على قوة قبيلته شمَّر حينذاك، وكان يلقب بـ (أخو جُوزه) وأحيانا زقَّام لشدة هيبته وقوته، وقد حصل صدام على ما يروى بينه وبين الإمام محمد بن سعود لعدم ولائه للدعوة في بدايتها، وأدى هذا الصدام إلى مقتل ولده "مسلط" حيث أنجب من الأبناء: مسلط وسلطان وعبد العزيز. ظل مطلق حاكما وشيخا إلى أن وافته المنية قتلا وغيلة عندما كبت به فرسه فسقط عنها وناله سهم من أعدائه أرداه قتيلا عام 1226 هـ.
بعد أن عُمِّر وتقدم في السن بدليل قول أحد الشعراء فيه:
من ينطح العُود الكبير المجرَّبْ
…
لاصار هو مطلق وبالكف شامان
وشامان هو اسم سيف له، وهذه دلالة على مدى تقدعه في السن من الاحتفاظ بشجاعته وجوده وكرمه رحمه الله.
2 -
الشيخ فارس الجربا "راعي الإبل
":
وهو الأخ الأصغر للشيخ مطلق، وهو الذي خرج بقسم من شمَّر عن جبل شمَّر وخاصة - الخرصة - منهم وكان هذا عام 1230 هـ بعد خلافات محلية مع جزء من القبيلة في حائل، وكان على درجة كبيرة من الشجاعة والكرم والسخاء حتى لقب ب "راعي الإبل" فكان يهبها وينحرها وهذا ديدن كرماء الناس بداية بحاتم الطائي ونهاية مما تنجبه أسرة الجربا مستقبلا، وقد استطاع أن يوجد كيانا لقبيلة شمَّر في العراق ما لبث أن امتد إلى الجزيرة السورية العليا، وتد كان له غارات وصولات وغزوات مع القبائل المجاورة حتى استطاع أن يتنزع من بعضها سيادتها وأجبرها على دفع الإتاوة لشمَّر، لقد عمل كل ما وصعه لتعبيد الطريق أمام زعامة ولده الشيخ صفوق بن فارس الأخ الأكبر لأبناء الشيخ فارس وهم: هجر وظاهر وشلاش ومحمد.
3 -
الشيخ صفوق الجربا:
لقد أجمع الرواة بأنه كان أدهى عصره، فقد جمع بين الكرم والشجاعة والدهاء حتى خشيت الدولة العثمانية سطوته في العراق فحاولت التقرب منه وذلك بمنحه لقب (سلطان البر)، كان ذا رأي حازم يتخذه بعد أن يسمع من المقربين له من أفخاذ شمَّر، وهناك حادثة تثبت حقيقة ما نقول حيث يروى:
أن عبد الله الرشيد عندما سار خارجا من حائل بعد أن غضب عليه أبناء عمومته العلي حكام حائل، متجها إلى صفوق الجربا الذي كان يقطن منطقة "خشم بصَّاله" وهو في أثناء الطريق مر على ابن رخيص ثم على جبة ثم أكمل مسيره إلى حيث صفوق الجربا، وكان صفوق قد تلقى إنذارا من خصمه (ابن هديب) شيخ قبيلة السبعة حينذاك لغزوه، وكان بجوار صفوق ابن شريم وأبو الميخ، حيث حصل خلاف بين بعض من رجال صفوق ورجال ابن رشيد حيث انتقل ابن الرشيد إلى بيت ابن شريم، ثم ذهبا معا إلى بيت أبو الميخ وكلهم من عبدة، وكان من بين الحاضرين براك بن غشم، حيث خاطب الشيخ صفوق قائلا:
ياصفوق واحمر الدثامير ساجه
…
من ربعة ابن شريم راحوا لابو الميخ
ربعٍ لنا نقضي بهم كل حاجه
…
وشْ جاك تزعلهم وترضي الطبابيخ
حيث أخذ كلام ابن غشم مأخذ الجد .. كما أنه قد حدث غضب من الشيخ صفوق على بعض من أفخاذ شمَّر، وبدأ يفد عليه بعض الحكماء والشعراء من القبيلة ويسمع منهم عن رد فعل ذلك، وكان ممن وفد عليه:
- محمد بن جحيش من الهضبة.
- جعيثن الوليفي البريك.
- براك بن غشم.
فأنشد محمد بن جحيش قصيدة أمام صفوق:
يا شيخ يا اللي نافلٍ كل اهاليك
…
يانازل بيت الشفا بالبياحي
فروخ البواشق لاتنزل حواليك
…
تلقّطً العظمان حول المراحي
عليك باللي يلبس الدرع ياتيك
…
وقت اللّقا يروي عطُوش الرماحي
ربعي اليا ركبوا عليهن ضنا سيف
…
مركاضهم يشبه خفوق الجناحي
كم واحد يفزع عليهم ولاشيف
…
من فزعته مايندري وين راحي
إن كان تبغي للوصايا انا اوصيك
…
وان كان ماتبغى زعوج الرياحي
ثم تلاه جعيثن الوليفي حيث قال:
البارحة عيني سهيرة ولا نُود
…
كني بْلشة بقالة به اطلابه
أو تازن النفس المهبات بالعود
…
يميل به عُود يهب الهوى به
هبيّت ياجيل غشا وجهك العود
…
لاصار ماندري ولا يندرى به
ثم تلاهما براك بن غشم الذي أرضى به الشيخ صفوق حينما قال:
ياشيخ ربعك نايدينٍ بعادى
…
والحُر مايكسر جناحه بيمناه
ترى الرفاقة مثل قصرٍ سنادي
…
إن انهزع عسرٍ على الشيخ مبناه
وبقصيدة براك هذه يكون الشيخ صفوق قد لبى طلبه وارتضى عن جماعته.
رغم أن الأتراك العثمانيين قد أنعموا عليه بلقب سلطان البر إلا أن مشاعره العربية كانت تكرههم فلم تغره هذه الألقاب، بل ما لبث أن عمل على التخلص من حكمهم فتراسل سرا مع محمد علي باشا حاكم مصر للعثمانيين والذي كان بدوره ينزع للاستقلال عن الدولة العثمانية فاتفق الطرفان على أن يقوم محمد علي باشا بإمداد الشيخ صفوق الجربا بسفينة معبأة بالأسلحة وغادرت السفينة مصر إلا أنه قد تم اكتشافها أثناء رسوها في ميناء (عكا) حيث استولى مليها والي عكا أحمد باشا الجزار والي العثمانيين على تلك المدينة مما حدا بغضب السلطان الذي أوعز باعتقال الشيخ صفوق وإعدامه شنقا، وهذه دلالة على مدى
ما كان يتمتع به من تطلعات سياسية كبيرة ترفض الخضوع والخنوع كغيره من الذين تعاملوا مع العثمانيين.
هذه نبذة قصيرة عن حياة الشيخ صفوق الذي يعتبر الجذر الجديد لشجرة الجربا، فهو قد خلف من الأبناء العظام ما يقف التاريخ أمام شجاعتهم وكرمهم وجودهم وسخائهم وقفة الاحترام والتقدير وهم:
1 -
الشيخ عبد الكريم بن صفوق "أبو خوذة" ومن بعده أبناؤه:
عبد المحسن ومحمد ثم أحفادهم ميزر وعبد الكريمم ومشل وعجيل.
2 -
الشيخ فارس بن صفوق راعي الإبل، ومن بعده أبناؤه الحميدي ومسلط ومشل وملحم.
3 -
الشيخ فرحان باشا وأبناؤه:
[الدرة]
- العبد العزيز ومنه الشيخ عجيل الياور.
- الفيصل.
- الشلال.
[الجزعة]
- العاصي ومنه الهادي ثم دهام.
- الجار الله ومنه منيف ونايف ونواف.
- المجول ومنه عبيد.
[السرحة]
- مطلق وهايس وتويني وعبد المحسن وسلطان.
- الباشات.
- عبد الرحمن الدويش ومنه: البركات واليحيى والمدبغ والغربي.
- معجون ومنه: البرجس.
هذه الشجرة الوارفة الظلال قد أنجبت من ثمارها معظم قادة قبيلة الجربا، فلكل واحد منهم مأثرة عظيمة في مختلف مناحي الحياة.
وباعتبار أن القصيدة الشعرية هي سجل واف لأحداث العصر الذي قيلت فيه، فلا شك أننا نملك من النصوص الشعرية ما يثبت رأينا بأن الجربا هم أحفاد
ثعل بن عمرو بن طيئ، ونستدل بذلك على قصائد لابن سند وهو يشير إلى هذا النسب بصراحة حيث يقول في مراثي زعماء شمَّر من الجربا القصائد التي خلدت مآثرهم وإلى الأبد:
إن من أبرز ما ذكره لنا الرواة عن مشايخ الجربا هم:
- مطلق الجربا (زقام).
- فارس الجربا: (راعي الإبل).
- صفوق الجربا: 1835 م (سلطان البر).
- بنيه الجربا: 1231 هـ.
- عبد الكريم الجربا بن صفوق.
- دهام الهادي وولده الحميدي.
ولم نستطع الوقوف على سيرة هؤلاء العظماء - إلا من خلال القصيدة التي قيلت فيهم أما مدحا أو رثاء.
والآن لنعود إلى ابن سند لنتقصى ومن خلال قصائده التاريخية بعض ما يعرفنا على مكارم أخلاق مشايخ شمَّر.
أولا: قصيدة ابن سند في مدح ورثاء المرحوم الشيخ مطلق الجربا
(1)
زعيم قبيلة شمَّر القحطانية المتوفى عام 1226 هـ قتلا:
بكته العوالي والرقاق الصفائح
…
لدن غاب منه في الضريح الصفائح
بكى أجا مما شجاه وماسل
…
وضجت ضجيجا بالنواحي الصحاصح
لرزء امري صلت جراز صلنفحٍ
…
صبور إذا اشتدت عليه الفوادح
صفوح سموح مطلق الكف والندى
…
كأن يديه للهبات المفاتح
أشم عصامي من النفر الأولى
…
فخارهم كالشمس أبيض واضح
سيوف صناديد، عظام، أماثل
…
ثمال لمعثر غيوث مسامح
(1)
مطلق الجربا: ابن الحميدي الجربا، كان له شأن عظيم إبان الحكم العثماني، وقد بلغ من قوته شأوا عظيما حتى قدره الأتراك وفرض احترامه عليهم، وقد منح من قبيلته كل حب وتقدير، أنجب من الأبناء: عبد العزيز وسلطان ومسلط، وكان لهم دور كبير ضمن قيادة شمَّر وسنرى كيف أرسل الشريف حسين رسالة لهم يوصيهم بالطائفة الأرمينية من أجل سلامتها.
لأغزرهم مدا واشهرهم علي
…
واكبرهم قدرا أشح الطوائح
فأودع في بطن الثرى منه باسلٍ
…
عزيز لديه مشرفي وسابح
فما أغمض العينين يوما على قذى
…
ولارام إلا ماتروم الصفائح
فتىً كان خواضا لكل كتيبة
…
إذا لم يخض إلا الهزبر الصمادح
أتيح له سهم فأسكنه الثرى
…
منها كل قطر فيه ناع ونائح
فكادت به سلمى تُهد وأوحشت
…
مراشع في اكنافها ومسارح
أمطلق ماللبدو بعدك بهجة
…
منها هو من فرط الكآبة كالح
وها هو لاقطر يراد ولاخبا
…
يُشاد، ولا خال من الجود سافح
ولا يشيد من فوق الهضاب قبابه
…
ولا شم ارواح الندى منه رائح
لإن مت قال الجود: ها أنا ميت
…
بموت امرئ يبكيه غاد ورائح
فما اسرجت لولاك خيل لغارة
…
ولا عشق الاشعار لولاك مادح
ولاتبع الاظعان مثلك سيدا
…
نمته إلى العليا الكرام الجحاجح
وما سر عيش بعد فقدك واحدا
…
تأسفه لولا نداك الحوائج
فلا قلب إلا فيك مشتعل أسى
…
ولا طرف إلا فيه جار وسافح
نماك إلى الغر الاكارم طيئ
…
ضحوك المحيا هامر الكف مانح
غيور على الجارات لا متطلع
…
عليها ولا للسر منهن فاضح
فمنكم وفي أوصافكم يرتجى الندى ال
…
هميم ويستحلى الرثا والمدايح
إذا ما أجرتم بالسيوف مطردا
…
تجنبه مما تخاف الجوارح
وأصبح في ظل من الامن وارف
…
يراعيه سياف ورام ورامح
كأنكم للمثفين غمائم
…
تظل وهن الغاديات الروائح
فما زالت الاعراب ترجو لحوقكم
…
وما كرياح في النسيم المراوح
وأين من الهامات في الفضل أرجل
…
وأين من الأدلى الغيوم الدوائح
فلولاكم لم يطرب البدو والفلا
…
ولا طربت للغزو كمت قوارح
تسقى جدثا أصبحت فيه من الرضا
…
سحاب ملت مرجحن ودالح
ولا زال منكم من يؤم فناؤه
…
ويغشاه في الجلَى طريد وماح
فابن سند ينسب مطلقا إلى طيئ وهذا واضح في البيت الذي يقول فيه:
نماك إلى الغر الأكارم طيئ
…
ضحوك المحيا هامر الكف مانح
وهذه إشارة واضحة إلى ذلك النسب الآنف الذكر.
كما أنه يشير في قصيدة أخرى وهو يرثي بنيه الجربا ابن أخ الشيخ مطلق الجربا:
فهو ينميه إلى ثعل بن عمرو بن طيئ نمته للشرف العالي بنو ثعل .. أسد الشرى وسراة القادة الأولى:
وفي رثائه أيضًا يقول:
وأبيض منهم شمري بكيته
…
نماه إلى الأصل الأصيل سموح
واروع أماجده فهو حاتم
…
وسعد وأما مده فسفوح
قصيدة ابن سند في الشيخ بنيه الجربا ابن أخ الشيخ مطلق الجربا الذي قتل عام 231 هـ في معركة مع المنتفق "ناصر السعدون".
تنمية للشرف العالي بنو ثعل
…
أسد الشرى وسراة القادة الأول
النازلون من البيداء فوق ربى
…
والشائدون بيوت العز بالأسل
الناحرون جزر الأضياف نحرهم
…
أسد العرين، بما سلوا من النصل
والمانعوا الجار بالأسياف لامعة
…
بين الخميسين والعسالة الذبل
أما قصيدة الرثاء في بنيه الجربا فهي:
قضى فلدمعي في الخدود سفوح
…
هزبر عليه المشرفي ينوح
أغر كريم النسبتين من الأولى
…
فخارهم كالنيرين يلوح
على مثلهم يبكي غريب تطوحت
…
به نوب مسودة وبروح
وسار بموماة من الزاد مقفر
…
هداه إليهم أنور وسروح
وتبكيهم الحرب العوان وفادح
…
أقب كشرحان الفلاة سبوح
كأنهم للفضل في الناس أعين
…
وللمجد قلب والمكارم روح
هم الموقدون النار في البدو للقرى
…
وللنجم في ليل الشتاء جنوح
وأبيض منهم شمري بكيته
…
نماه إلى الأصل الأصيل سموح
واروع أماجده فهو حاتم
…
وسعد وأما مده فسفوح
كأن الندى الطبيعي قارن روحه
…
لدن قر في الفلك المكرم نوح
فياجودهم إن تبكيهم تبك سادة
…
بنشرهم برد الفخار يفوح
وتبك الألى كانت بذوب نجيعهم
…
تداوي قروح أعضلت وجروح
فوارس وصالين بالخطو بيضهم
…
وللأسد من ملع السيوف دنوح
بكيت وواصلت البكاء صميدعا
…
به كنت أرباب الشقاق أكوح
بنيّة والقرم الذي لم يزل به
…
تخب لدأماء الحروب مروح
مكرُّ دماءَ الدراعين كأنها
…
غبوق له في كرة وصبوح
فقدت به البدر الذي غاض مذ قضى
…
يُحور لها من راحتيه سفوح
فنحت وأسرابُ الدموع كأنها
…
سحاب، ومفجوع الكرام ينوح
وما أنا بالقاضي له بعض وده
…
وأن دمت - ما ناح الحمام - أنوح
أرأيت أبلغ من هذه الصورة الجلية والمكارم السنية التي تمتع بها زعماء الجربا مطلق وبنيه وكذلك صفوق الجربا، لقد أعطاهم ابن سند حقيقة أصولهم وانتمائهم فهم في قبيلة طيئ حصرا وبطنا، والذي أصبح فيما بعد قبيلة ضاربة لها أمجادها وبطولاتها وكرمها ونبل محتدها، ونتابع مع ابن سند الذي عاصر مطلقا وبنيه وصفوقا مع هؤلاء الرجال الذي وقف على مناهل كرمهم وشجاعتهم فشرب حتى ارتوى من ظمئه وأتحفنا بهذه القصائد الغر والتي تهزنا طربا ونشوة لأن:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
…
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وكان للشيخ صفوق الجربا نصيب كبير في شعر ابن سند، وهذه القصيدة لابن سند في مدح شمر ورواسيها من الجربا (صفوق)
(1)
الذي قتل عام 1840 م.
(1)
صفوق الجربا: هو الابن الأكبر للشيخ فارس الجربا، وكان شجاعا وفارسا وحكيما، بلغ من قوته أن أطلق عليه الأتراك لقب "سلطان البر" إلا أن سطوته قد حسبوا لها حسابا كبيرا، فتآمروا عليه وقتلوه في أحداث لا مجال لذكرها عام 1835 م. وفي عقبه تركزت مشيخة شمَّر في: عبد الكريم وفارس وفرحان وعبد الرزاق وعبد الرحمن ومعجون.
هم الأكارم فاسأل عنهمُ فهمُ
…
من يسألون إذا ما اشتدت الإزمُ
من حل ساحتهم ضيفا رأى بهم
…
أسدا إذا صدموا سحْبا إذا كرموا
ما ضام جارهم دهر ولا خذلوا
…
مولى، ولا وخموا طبعا ولا وجموا
ما شام نار قرى سارٍ فيمّمتها
…
إلا ورافُعها حتى تُشامُ همُ
لو رام ضيفهم أرواحهم سمحوا
…
فليتق الله في الارواح ضيفهم
ما ساد سائدهم إلا بمصْلته
…
خضابُها علق ممن بغى ودم
وحقهم ما أضاءت نارُ عاديةٍ
…
إلّا وموقدها أسيافهم بهم
ما فاخر العرب الافاق ناشئهم
…
بكل فضل به فاقت كهولهم
مولوعون بما آباؤهم ألفوا
…
قبل الفطام الندى يهوى وليدهم
كأنهم لقرى الاضياف قد خلقوا
…
وللطعان لأسد الغاب تصطدم
مُخدمون ولكن في مجالسهم
…
لكل ضيف بتعجيل القرَى خدم
لولاهم مازهى بدوّ ورابية
…
وزهى أجا والنّيرُ والعلم
ولا ظعائنُ في البيداء عودها
…
طعنَ الفوارسي عنها صيرم رزم
إذا انتمى فإلى الاجواد من ثعل
…
والباذلين إذا ماضن غيرهم
والحاملين من الخطي أطوله
…
كلي يعلم الأسد أن الرامحين هم
والنازلين بنجد كل رابية
…
عنها تقاصرت الحزانُ والألم
لم يركبوا العير في بدو ولا حضر
…
لكن شياظمَ، منها الكمث والدَّهم
شم أباة فما أدوا إلى ملك
…
إتاوةً أو عرا جاراتهم ظُلم
لا يشتكي جارهم منهم سوى كرم
…
لو بث في الأرض لم يوجد بها لؤم
هم ينحرون من الكوح البهارز ما
…
لو كان في إرم مامسها قرم
لو كان في الناس منهم واحدا وعدوا
…
من الكريم؟ لأوما نحوه الكرم
لم أدر مطلقهم أندى واكرم أمْ
…
أبوه أُم فارس أم ذا ضفوقهم
لكن سألت الندى عنهم فقال: ألآ
…
كل كريم وأسخاهُم أخبرهم
يكاد من كرم الأخلاق يبذل ما
…
في الارض وهو يرى أن الندى وجم
أعطى صبيا ففاق الجود من هرم
…
وهل يضارع شبا نائلا هْرم
سل من فواضله أعداءه فهم
…
من عد ما أثبتوا من نزرها سئموا
يا شمريا رأينا من مواهبه
…
ما ليس يحصره طرسُ ولا قلم
إني مدحت لسمعي عنك ما قصرت
…
عن أن تجاريه في سحّه الديم
سيرتُ فيك بأفكاري قوافي لا
…
تنفك تضرب أمثالا فتنسجم
ولم أرد بمديحي فيك جائزةً
…
وإن يكن ثريت من سيبك الأمم
لكنني رجل أهوى الكرام ومن
…
كانوا لخير وزير في الورى خدموا
إذا كنت أفرغت وسعا في نصيحته
…
وكنت قاضية لما بغى العجم
حاربتهم مخلصا في حب منتصر
…
لولاه داود قلت المرء معتصم
نصرته ببني عم ضراغمة
…
باعوا على كل خطار نفوسهم
فخرا صفوق لأن ناصرته منتصرا
…
به الأوائل في أيامه ختموا
يكرر ابن سند انتماء الجربا إلى ثعل بن طيئ في البيت الذي يمدح به صفوق:
إذا انتمى فإلى الأجواد من ثعل
…
والباذلين إذا ما ضنّ غيرهم
والباذلين بنجد كل رابية
…
عنها تقاصرت الحزان والأكم
هذا ما أتحفنا به ابن سند من أخبار وأفعال مشايخ شمَّر من الجربا (آل محمد):
- مطلق وبنيه وصفوق - هؤلاء هم الذين عاصرهم ابن سند .. والقصيدة الشعرية هي نص تاريخى بحد ذاته، فقد بين لنا حقيقة انتمائهم إلى شمَّر:
ياشمريا رأينا من مواهبه
…
ما ليس يحصره طرسُ ولا قَلَمُ
لم أدْرِ مُطلقهم اندى واكرم أمْ
…
ابُوهُ أُم فارسُ أُم ذا صفوقهم
نعم .. ونحن لا ندري من أكرم ومن أندى: أهو مطلق أم أبوه الحميدي أم أخوه فارس أم صفوق .. لقد وضعنا ابن سند أمام عظماء هذه القبيلة حتى جعلنا مشدوهين أمام هذه العظمة فلم نعد نفرق بين أحد منهم لما لهم من الشهرة العالية ومن صفات الكرم والجود والسخاء، ونقف لنردد أبيات قالها أحد الشعراء حينما قال منها:
الابن ينشا على ما كان والده
…
إن الأصول عليها ينبت الشجر
فأنت أينما بحثت في فضائلهم سواء كانوا في الماضي أو الحاضر فإنك ستجد حتما بأن السيرة والنمط هو النمط، فالكرم والجود والسخاء والشجاعة متأصلة فيهم حتى اليوم، فلا تجدن منهم إليوم إلا كريما وسخيا وشجاعا.
وسأترك لك قارئي العزيز أن تقف على سيرتهم من خلال قصائد ابن سند فيهم! ..
قصيدة بصري الوضيحي في الشيخ صفوق الجربا:
من قلقلة شديت كور النجيبي
…
ملت من الزرقا مداحل تفنها
ليا هزتها باالمحجان راحت حظيبي
…
تقطع قراريس الرْسن من عَدبْها
ورقيت راس النايق المستنيبي
…
بايمن عرود ومنبجا هاك عنها
طالعت باالخابور شوفٍ قريبي
…
بعفرا ولو من محاري قمنها
تريهْ باالمرفوع طرشن عزيبي
…
غربي تليل الغّيل مدخل اتقنها
باالله طلبتك لا تخيب نصيبي
…
شولٍ ومشوالٍ يباري صفنها
ومشمرن مهي خطاة الهليبي
…
سوده المصامع يسأل الشيخ عنها
عليقة حنطه وسوره حليبي
…
وكابون حدر السرج ظاقي بدنها
أنا أذكر الله يوم تجدف خبيبي
…
تغزيز ربدة صّردت من عدمها
مع سرية بجداة حسن اللويبي
…
عصلى عمودي ماحلى من لحنها
اليا صاح صياح الخيف ربيي
…
غز اللوى بي راس عيطى رعنها
من مبهلن لثري لم الحليجي
…
غربي هبات الطير ينمون عنها
ركبوا عليهن زوبع كاالذهيبي
…
وكل يخم عنانها مع وسنها
تحدروا يشدون محص الجليصي
…
وكل يقول السابقة من طعنها
وبراشمن يمشمرات السبيبي
…
لجة عصافير القرايهْ لحنها
حبيب شقران الذرى مايطيبي
…
عليه خفراتن تشلج أو جنها
يقولن الخفرات واشق جيبي
…
كل تقول من عرسته مالعنها
طالعت بيت الشيخ خبر الحريبي
…
صفوك ثقيل الروز حامي وطنها
شيخ على كل المشايخ تعيبي
…
لو ينعدل الشيوخ نجد وزنها
البيت يبنى والدخن تقل سيبي
…
سيب العراق ليا تطاتب دخنها
يجدع يحوشة من كثير الغصيبي
…
ياما شبع من جايع في صحنها
ياناشدن عني تراني بطيبي
…
عدي بوسط ربوعنا وخير منها
عند السمون المدلهين الغريبي
…
أهل رباع يسأل الضيف عنها
بَصْري الوضيحي في صفوق الجربا
يادار يادار سكنا بك العام
…
يامسْقيي فموجي شعيبك مطر ديم
عن مزنةٍ ترعد تْقل حس دمَّام
…
سَحَّاب نهَّاب البوارج من الغيم
من حَدْ سيله العالي الجال هدَّام
…
تروى بها الرحال هي والمقاويم
حيثك مقر للمجاهير واهْجام
…
سُحم الظُّهور مذورات المجاديم
يشرك بخيره بالدهر كل معتام
…
ياقاه عن سبر العْداة المحاريم
دار لاهلنا يوم خفَّات الأقدام
…
يوم البخت مِسْتجعد والهطل نيم
خلَوّه زينين المحازم لابُو خام
…
واستجنبوا شروط الجوازي من الريم
وقفُّوا طوال الزرق عُجلين اوهْمام
…
كهْلات بيضات الدروع المصانيم
للزّمل قهار وللشيل عكَّام
…
شفاتها قراس العمد عقُب تظْليم
يامحلا عقب العَشا صوت غنَّام
…
ترجح بها القطعان هُنف الخراطيم
يتلُون شيخ وباقي الناس خُدَّام
…
يتلْون أخو رِفْعه مْربي اليانِم
أسد هِش بديسة الزول ضرغام
…
مخالبهَ شلْفٍ تقص الزراديم
صفوق اللي للطوابير هدام
…
نيحّف ظهور الهجن لوهن مراديم
لولاه تاه وما عرف شغل الاروام
…
مصباحهم طوي عجل المهازيم
ومن قصائد بصري الوضيحي وهو من الوضحان من سنجارة زوبع:
ابغى اتمنّى كان هي بالتماني
…
صفرة صهاة اللون قُبّه صنيعي
تسمع صريك حنْوكها بالعناني
…
ظريس هرشٍ هادييٍ لهْ قطيعي
إبغى اليا لحق الطلب له غواني
…
والخيل معها مجولٍ والدريعي
ثم اضربوا لعيون صاف الثماني
…
من المعرقة ياتيك للقاع ريعي
قدّم ربعٍ مثل زمل الصخاني
…
اللي يخلُّون المخالف يطيعي
أنا بلايا لابسين القطاني
…
حمر العيون وميثميّن الرضيعي
من فوق قُبٍّ مكرمات شماني
…
يشْدن شياهين تخطف امريعي
ومن الشعراء الذين مدحوا الشيخ مطلق الجربا. الشاعر دندل الفهيم حيث يقول فيه:
قال دندل الفهيم ابيات قيل
…
والغرايب من كل من داره لقاه
قال قيل مثل هيضات الجراد
…
والجراد اليا رتحل يثلي ارحاه
خلاف ذا ياراكب قوده هميم
…
طاب لك زين الوفوق من الاله
روض تشدا زفازيف الظليم
…
طالع الزول من المغلى عداه
ياعسى مفضليتك درب الرشاد
…
كان حطيت الرديف في حراه
ربضه ياراكبه لقيت خير
…
طاب كل زين الوفوق من الاله
القوايل واصفر لا ترخ
…
فوق كور عتاف حلو اسراه
لاحدث من قفار لاتنيخ
…
اليا ما تجي العيط ثرى هو منتهاه
ابي اصوت مبتدى بحسي واقول
…
يابن مانع ياحجب منه لضاه
ياخراب الزاد في جرد السنين
…
يوم ولد الهيس ما يحصل عشاه
يانقى العرض عن درب الدنوس
…
يا معطي النوق السلاطم يافناه
مايستهيلك إلا هداج يزود
…
كل مازاد وردو زاد ماه
شاري له مهرة قبه سبوق
…
من سلايل نجد بأموال شراه
ساق به ست وعشرة وناقتين
…
والعبية مهفية هي وماتلاه
ساقهن بمشمرة قبه قحموم
…
مثل حيد الزمل مزبور قفاه
شاريه الياتا رعجه القتام
…
وطق تالي الزمل والصيامح صداه
كطرت ياللبس ولجمة الاعنان
…
ثم أخو جوزه لايحترم واعتلاه
ماحلا الشقره حد زين الاعيال
…
يفرح الناقض وشافه قفاه
السبايا يالوطا سرع اقتام
…
والعذارى دلعن ذهل حياه
صاحبن الخفرات بالصوت الرفيع
…
قالن ستر اظعونا واعج غطاه
لفى اخو جوزه مثل فهد الزراج
…
دارع بالصيد غر ماوراه
سال وبلى من قطى الخيل دم
…
من يمين العيط لاشلت يداه
صار زلزال على المجفي شديد
…
مثل يوم الحشر شاب من احتظاه
كني اسمع يا اسلام الله واشوق
…
جلد خيل الضد يوم العيط جاه
مثل جلد المزن غضبان الرعود
…
جاد من الغربي عاصوف حداه
من الحوى للزوي لباب تيما للقصيم
…
كلها بالسيف أخو جوزه حواه
البايا بالوكا سرع الاقتال
…
والصبايا دلهو ذهن الحياة
ذي تخرم وذي الخمر وذي تنير
…
يوم جاه العيط بالشلفا حيراه
وشفت جدع الروس من فوق المتون
…
يشبه البيكار وما يجدى قفاه
معه شمر لابتي يتلون شيخ
…
يرمون للضبعة العرجا عشاه
وهذا الشاعر: علي السريحان يحكم بين عبطه ابنة بنية الجربا وسلمى بنت مطلق الجربا:
الحكم:
يخاطب سلمى:
يابنت مفارق بين الاثنين كذاب
…
هذي تعاتب به صفوف القبايل
ابوك رخو الكف من كل ماجاب
…
هاتف شليل البيت وافي المضايل
واليا بدى لو بادي راح كساب
…
الصبح تبرى له اخبار الاصايل
أما الخصيم امبطل كل الأسباب
…
خطه على كل المخاليق طايل
اليا اخطت نجوم الوسم أو لوسم ماصاب
…
وصفى السما والكيل مامن صمايل
اليا دوحوا بالنزل شينين الأسباب
…
وتحايدت عنهم اعيال الحمايل
للمي به الدبدوب والطوق قصاب
…
قداع فوق الزاد بشطوط حايل
واليا جن اجموع من ورا الحزم ضباب
…
يذبح بحد السيف ماجاه عايل
سوالفه ياحلوهن عند الاجناب
…
الحيد شيال الحمول الثقايل
ثم يخاطب عبطه ذاكرا أبيها:
لو تسألين القوم هم ويا الاصحاب
…
فلا عدلوا حقك ولا جاك مايل
قصيدة الهقاز وهو حسيني شمَّري من الدغيرات يمدح عبد العزيز بن مطلق الجربا:
يا راكب من فوق ملحة علاكْم
…
في الميارق شايب راس غاربه
سِرْها لعبد العزيز ابن مِطَلق
…
يدْعيك نارة تالي الليل عاربه
قِلَ الله يعينك ياعيون زهير
…
كيف أنت يادسم الشّوارب شُواربه
ذباحة للكُوم لاشَلْهب الدهر
…
لابدَّلت وبل الثريا بعقاربه
هذولاك اللي تشتهي النفس قُربهم
…
وبعض الملا ماصديق عينك يجاربه
لاصار عند الزمل شَاير ومشْور
…
وتندى سمحين الوجيه المذاربه
اليا انتخوا بقاطرِ خابرينها
…
تجي السبايا قبل الافعال هادبه
"في رثاء بنيه الجربا"
(1)
يا سابقي ياليت ما كان جيتي
…
ياليت عمرك غادي مع بنيه
يا سابقي على ثلاث ارتكيتي
…
والرابكة تتلاك مثل السديه
ياما حديثهين وياما احدثيني
…
وياما تنيثي عند راعي الرديه
ياما على ذود المعادي عديني
…
وياما خذيتي من حلال وشفيه
ومما قيل في الشيخ بنيه الجربا
قصيدة طايس بن محجيل في رثاء الشيخ بنيه الجربا
يابو طلاس اليوم هلّن ادموعي
…
والعقل مني يافتى الجود كدراح
الكبد ما تأكل وأنا مت جوعي
…
والقليب يسرح مابجي غير مرواح
عليك يا أبو عبطا عذي الظوعي
…
عذيت يا الماخذ على الخيل مسراح
لو سابق ترجح لوجه الغزوعي
…
تنزاح عنه سرد السبايا اليا صاح
عليت ياحرز الوانية والخموعي
…
ياوي خيال من أولاد سراح
نشدتها وأنا تذارف ادموعي
…
قلت الصحيح وقالت المشمري راح
قلتها وأنا منهم قليل النفوعي
…
بسْ الحميْه واوجعن حكي مياح
واحسرتي متى اجتمع مع اربوعي
…
ونمثسي جميع قبل نثال الارواح
أما ما قيل في مدح الشيخ فارس صفوق الجربا، فحسبنا قصيدة خضير الصعيليك الذي امتدحه بقصيدة قلما يجود الشعراء بمثلها وهي في رأيي تمثل شيخة القصيدة في شمر.
قصيدة خضير الصعيليك يمدح بها الشيخ فارس الجربا
(2)
:
(1)
عبطة بنت بنيّه الجربا أو لدهام الوليفي.
(2)
فارس بن صفوق الجربا "راعي الإبل" لكرمه وسخائه وهو ابن الشيخ صفوق الجربا، ومن أبنائه: الحميدي ومسلط ومشل وملحم.
ياشيخ أنا جيتك على الفطر الشيب
…
جزانا عن دار المحبين دباب
دبا علي ودب مني بتقريب
…
قل المواشي ياذرا كل من هاب
من دارنا جينا لدارك تغاريب
…
ديُحوم نجم لاتغير ولاغاب
متخيرك يامنقع الجود والطيب
…
لَاخيب الله للاجاويد طلاب
سلام من قلب محب بلاريب
…
له يستغاب الشاب ويشب من شاب
يا الجوهر الناريز ياامعطر الطيب
…
ياالصعل يا الصهال ياحصان الاطلاب
با الزير يا الزحّار يا النمر يا الذيب
…
يا الليث يا الليوث يا الشبل يا الداب
يا الضارى الخرغام عطب المضاريب
…
يا الفوز يامفراص ضده والاجناب
يا النادر الهيلع عقاب المراقيب
…
يانافل جيله بعيدين واقراب
نطاح طابور العساكير الياهيب
…
ستر العذارى لاغشى الزمل ضبضاب
عيبك اليا ثار الدخن كفّه الشيب
…
بالسيف لرقاب المناعير قصاب
وعيبك اليامن قالوا الناس بك عيب
…
للسمن فوق مفطح الحيل صباب
وذبح لفنم والكوم حرش العراقيب
…
واعطا المهار وبذل مال بلا حساب
وبك شارة كب الفراد المحانيب
…
وبذل الطعام وللتنافيل كساب
ونمرا بشجره للعدا والاجانيب
…
تفجا بها غرات ضدك بالاسباب
وعن عَقب ذا بالعون مابك عذاريب
…
أحلا من السكر على كبد شراب
جيناك فوق الهجن شيب المحاقيب
…
لمشاهدك ياشوق وضاح الانياب
الحر يضرب بالكفوف المعاطيب
…
والتبع قناصه من الصيد ماجاب
وأنت الذي تافي بكل المواجيب
…
كنك هديب الشام بالحمل عتاب
نثني لبوصلفيق مابه تكاذيب
…
شيخ السخا معطي طويلات الارقاب
ياما عطيت الي يجونك طلاليب
…
كم واحد جالك من الوقت منصاب
وفرّجت همّه في كبار المواهيب
…
من عليم يزمي كما يزمي الزاب
عز الله انك طيب وتفعل الطيب
…
والطيب يجنا منك يازاكي الانساب
ولا هو كثير يامهدي الاصاعيب
…
افعالكم يعده اللي بالاصلاب
أما عن الشيخ عبد الكريم الجربا بن صفوق فحدث ولا حرج إنه: أبُو خُوذة، فقد كان سخيا جوادا إلى حد الإفراط، حتى سُمي بأبي خوذة أي يعطي ما تقع عليه عين سائله فيقول له: خوذة.
وهذا فجمان الفراوي من المريخات "مطير" في مدح الشيخ عبد الكريم الجربا يعد تردده بين أبي بندر طلال بن عبد الله بن رشيد وبين الإمام عبد الله الفيصل آل سعود.
أخذ لي من بين الاثنين سجه
…
ما بين أبو بندر وولد الامامي
من عقبهم نأخذ على الهجن هجه
…
لديار سمحين الوجيه الكرامي
لمشاهد الجربان فرض وحجه
…
من يد بناة الشعر والخيامي
أما الكرم مافيه صجة ولجه
…
ما أحد امناحيهم جنوب وشامي
منصاي هو ملفاي بوم أتوجه
…
عبد الكريم الليث غابة مرامي
كم من واحد جامن بعيد يسجه
…
ببي يشوفك يابعيد العلامي
وكم مرة خلا على الضد عجه
…
بنمرًا يجره مثل وسط الكلامي
تلقى بقلب اللي يعاديه رجه
…
من خوفته يحرم عليه المنامي
وشلف توسّع بالاباهر مفجه
…
وحدب الظهور اللي تقص العظامي
على امهار يرعب القلب عجه
…
فرسان يكدون العدو بالزحامي
آخر كلامي لبو خُوذه أموجه
…
شط الفرات اليا حدتك المظامي
يا الله ياوالي الاقدار نجه
…
حيثه كريم ومن موارث أكرامي
إنه يشير بصراحة إلى لقبه "أبو خوذة".
قصيدة الشيخ عبد الكريم الجربا في فرسه عندما طلبها (البيه) مفوض الدولة العثمانية آنذاك:
أرسلت لي يابيه خط يروع
…
تطلب عذاب ملاويات الفروع
أبغي اليا ماحضن الجموع
…
أنّي عليها مع جموع الطنايا
يابيه ماهي قنبر بالصحوني
…
أهذي كحيله مثل عنز البدون
أبغي الياجو لابتي ينتخوني
…
في ساعة حامت طوير المنايا
البيع والله مانبيع الكحيله
…
الا ولانضحي بها ربع ليله
أبي الياما سندوا مع طويلة
…
أثني عليها عند تالي الردايا
ماهمني البيه ولا هم شريف
…
حنا منزاحة العدا والحفايا
بالغضب مانعطي عدال الرغيف
…
وعند الرضا حنا اكبار العطايا
وهذه لردهان بالشيخ عبد الكريم الجربا:
يا راكبين موميات السفايف
…
حمر وهن من حدر يكسن تقل خام
متيهات عقب ماهن عسايف
…
وعن عظام الريع عام بأثر عام
بيدن كلام من دماغي طرايف
…
من رأس عود صايبه غشن والهام
يلفن كلام من دماغي طرايف
…
رياعل عزه دايم رب الايام
ياشيخ يا اللي للمخرم خلايف
…
ياشبه زملوق التريبا اليا زام
يالولب الحكام وافي الكلايف
…
لولا عليك من المثاليم مثلام
اضعيت راسك يم راعي غرايف
…
لاقعاد عزك براسه ولا قام
حطاط غل بالقلوب النظايف
…
عجل على نقل المثاليب ميلام
الزمل غرب منكم اليوم خايف
…
وش علمكم يامدلهة كل مرزام
ثلاث جموع عايزات الوصايف
…
فننحّر دار جدعان وادهام
أمكن نراها ماتفيد الحسايف
…
شيء يغوث اليوم عدّه من العام
قصيدة ردهان أبو عنقا الشمَّري يمدح الشيخ عبد الرحمن بن صفوق الجربا عندما كساه فروته وهو لا يعرفه لأنه وجده في ليلة شاتية.
البارحة ما هي من البارحاتِ
…
من نافح ينفح ورا البيت ويزير
تصبح به الخلفات والمسمناتِ
…
كنك تحسْ ظهورها بالمناشير
تصبح خواوير النظا جاثياتِ
…
قامك تصب خشوم عوج الحواوير
ولولا أبو مدبغ كان هذا مماتِ
…
في ليلة مايلقى لي خفافير
عطية ماهي من البيناتِ
…
فروة وكنه سابق لي مفاتير
أبوه مثله يعطي المسمياتِ
…
قب الحوافر ناسعات المسامير
أما الشيخ دهام الهادي شيخ قبيلة شمَّر في الجزيرة العربية السورية، فهو من مشايخ الجربا الباررين وله مساهمات وطنية كبيرة بالإضافة إلى كرمه وشجاعته.
قصيدة غريب اللاقي على الشيخ دهام الهادي الجربا:
حزت طلوع الشمس مع هيفة الناس
…
لما بين لك رجم عيار
والياهور فعلك الغيرب بالادماس
…
يدعيك بيت دهام يزمي كما طار
بيت الشيوخ اللي عريب لنا ساس
…
اللي على شدات الأيام ضيار
ياجيتههم يابت تهول من الناس
…
ذولا مساير وذولاك خطار
مع منسف ماقلطه كل عواس
…
وبدلال ماعيب كفهن عن سنا النار
ياجوهر النار يزيا يا غاية الماس
…
فرخ القروم على اللي على كف صقار
نبي ننصحك ياموب الجدا ولساس
…
نصيحة تلقاه وأن درن الأفكار
تذخر هل الجدعا للكزات الافراس
…
في يوم به المشفي يدوريك الغار
للبيت بناي وللين حماس
…
تعبى لدسمين الشوارب هل الكار
بادي بك ياالولي رب اليقين
…
داخل ياحماك عن ضعف الايمان
داخل تحماك حدرك تايبين
…
عارف كل الخطا مع البيان
راكب من عندنا حمره هجين
…
فوقها اللي مايحل من الديان
وزرفولي خطكم يا الكاتبين
…
والرسالة ودها لابن دهمان
للحميدي غاية للطيبين
…
ياخفيف النفس لاتنزل طحان
قصيدة عبيد الشريعيب من الحريرة من الصايح من شمَّر على الشيخ عجيل الياور عندما أنشد عقيل هذا البيت طالبا من ابن شريعيب أن يكمل عليه قصيدة وعصمان قهوجي عجيل الياور.
هنيت قلبٍ دالهن مثل عصمان
…
بين الدلال مقابل له نشيلة
فرد عبيد الشريعيب أنا وإني صاحب تالي وقال:
هلا هلابك ياقهوجي الأجاوبد
…
نغليك يا عصمان من كيس ملفاك
وأبدي بذكر الله على كل ماريد
…
أدخل عليه يجنبن درب الأشراك
ياشيخ عندي شوفتك كنها العيد
…
حمانا وذرانا عن هذولا وهذولاك
ليا شفت زولك جاعد مثل أبا زيد
…
كل يجنب شلتك مايتمثناك
أول طلوعك شينه عينك على الصيد
…
وقطعت سرح سلوك من فعل يمناك
وودعت بكون سلوك قود ومراويد
…
والرابح اللي ياطير شلوى يترجاك
ولنت برأي المبغضة والمفاسيد
…
شورك برأسك ما تحذاوه من ذاك
وأنا أحمد الله ما يهرجك مناجيد
…
شيخ الجزيرة مثل طولك وحلياك
ربن حفلك مايقصف على اعبيد
…
الرب اللي طمن عمامك ومحلاك
وأن كان أنت شيخ وخلفتن للأجاويد
…
هلك يجرونك على قوله نهاك
ومن قصيدة الشاعر فهد بن صليبيخ على الشيخ عجيل الياور نقتطف هذه الأبيات:
قوّالذي تدراه قومٍ بعيدين
…
كيف أنت ياعله خطاه العنيدي
عجيل مفتاح الدول والسلاطين
…
مفراص ماسٍ بقص الحديدي
عسى عجوزٍ جابتك من هل الدين
…
في جنة الفردوس يوم الوعيدي
شبهت من بيع سباع معادين
…
بالزير وإلا خالد بن الوليدي
مقابل الجربان يخزي الشياطين
…
ومن شافهم يصبح بعمر جديدي
هم الشيوخ اللي علينا قديمين
…
قبل السعود وقبل حكم الرشيدي
قصيدة غريب الشلاجي على دهام الهادي:
قم يا الخطيب واكتب كلام بقرطاس
…
للشيخ قواد الجموع النقالي
عن قولهم جونا أهل نجد غلاس
…
أمر من الله تم غدر الليالي
يامن ذيحنا دون نجد من الناس
…
ياما هفى به من ارجالي وحلالي
من دونها دسنا على كل ممن داس
…
لحقت علينا بالحيل نجد تالي
حزم هل العوجا على الحرب جلاس
…
عقب الكدر شربوا القراح الزلالي
وين الشريف اللي تراكعله الناس
…
يذكر ببارس غروب الشمالي
دهام يا مماي ولدات الإفراس
…
عريب جد وعم أب وخالي
غريب على دهام الهادي:
غريب يابرق شلع عقب الأدماس
…
من بعد يوظى بارقه مثل الأفنار
خلته وأنا بمفرع العود ياقياس
…
لمن من البيضا قطى غشم سنجار
ولهو ظيهان عقب ما نامت الناس
…
موح شعيب الذرو هو مثل الأنهار
ويا عل به من كل الأثمار تحتاس
…
يا ديار مشعين العدو كاس الأمرار
على منازل زيد هو أبو حواش
…
ترى بهم قطعان الخطر حتى الأوبار
خلاف ذا ياراكب فوق عرماس
…
فيما تجوظ من عياها بالأشجار
يارسل وقم الخمس منقو الامحاص
…
الصبح تلقى له مع الشطي معيار
حزت طلوع الشمس مع هيفة الناس
…
لما بين لك رجمٍ عيار
واليا هور متلك الغيرب بالأدماس
…
يدعيك بيت دهام يزمي كما طار
بيت اشيوخ اللي عريب لنا ساس
…
اللي على شعرات الأيام صبار
ياجيتهم يابت تهول من الناس
…
ذولا مساير وذولاك خطار
مع منسف ماقلطه كل عواس
…
ودلال عيب كفهن عن سنا النار
ياجوهر النار يزيا غاية الماس
…
فرخ القروح اللي على كف صقار
بغى ننصح ياموب الجد والساس
…
نصيحة تلقاه وان درت الأفكار
تذخر هل الجدعا للكزات الأفراس
…
في ويم به المشفي يدور بك الفار
للبيت بناي وللبن حماس
…
تعبى الدسمين الشوارب هل الكار
قصيدة عويد القرقشي - شمَّرى.
يمدح الحميدي بن دهام الهادي الجربا وهو المعتمد الآن في مشيخة شمَّر في سورية - شيخ هادئ - مثقف - محبوب من قبيلته.
هديتي رسالتي لابن الفخر
…
لحميدي ابن دهام من حمايله
يا أمير يابن أمير يامنقع السطر
…
يا أمير يا ابن أمير دنياك مايله
دنياك مثل البنت تدعاك للسهر
…
نوب تخايلك ونُوبه تخايله
لادُوبحت تعطيك شره والغثر
…
يكفيك شر اليا نهدم حيل مايله
طوابة للعمر باليوم والشهر
…
وخوانَّه ياخوي قشير شمايله
وحَيْذُورك الكذبات حلاله الظهر
…
حكاية الوجهين هذي مقايله
قالوالي يامسكين ما تعانق البشر
…
وخلك مع التيار تربح صمايله
وانتم على الشدات اقوى من الصخر
…
واغنى من الهادي شرب من زلايله
ولا أريد أنا بالسيف والدم الحمر
…
ولا أريد أفعال مدبرات رحايله
وتركت بالمعروف وحط بنا الدهر
…
وكلٍ امعلّق بعشير ورذابله
وشَى لفاني يخلف ويعمي البصر
…
وحب كثير قلوبكم به غلايله
ابن الزغردي قاعدٍ بالمختصر
…
واخانة الدنيا ثُوري هوايله
أحد شعراء شمَّر يمدح الشيخ الحميدي بن دهام الهادي الجربا:
بادي بك يا الولي رب اليقين
…
داخل ياحماك عن ضعف الإيمان
ذا فل لحماك حدرك تايبين
…
عارف كل الخطا مع البيان
راكب من عندنا حمرة هجين
…
فوقها اللي مايحل من الديان
وزرفولي خطكم يا الكاتبين
…
والرسالة ودها لابن دهمان
للحميدي غاية للطيبين
…
ياخفيف للنفس لاتنزل طمان
يالحميدي لاتطيع المغرضيين
…
يا زعيم الوقت ياصعب الزمان
لاتبك ويلا به نايقين
…
من قديم ماهم للقاسي ليان
النقيلي بينكم يا ذاهبين
…
واهقوه أنو خطكم والخط شان
والمعزة برجال صالحين
…
والمراجل ماهي حكي باللسان
3 -
الهَضْبة أو الخرصة
وفي رواية أن الخرصة هي لقب وليست اسما بحد ذاته ويتألفون من ثلاثة أقسام هي:
الهضبة - والعليان - والبريك
وفي رواية أن جدهم جميعا يدعى سيف من أحفاد زوبع، وأن سيفا قد أنجب من الأبناء: عليا وعليان ومعلا وخميس.
فمن علي: آل الواصل.
ومن عليان: العليان.
ومن المعلا: الهضبة - والجربا.
ومن خميس: البريك، ومنه: الأحصنة وهم: السعدي والقعيط والدعالجة والمحامضة والمرازيق والسليم. وفي رواية ثانية فإن الخرصة هي جزء من الهضبة ويتألفون من:
الغشم والبريك والفرايسة وآل حسينة والمرازيق.
على أية حال تلك أمة بعضها من بعض.
ولنبدأ بدراسة أقسام الخرصة:
الخرصة وهي لقب وليست اسما بحد ذاته وهم ضنا نبهان، ويروى أنهم من غنام، وفي غنام يلتقون مع أبناء عمومتهم آل محمد "الجربا".
1 -
الهضبة هم في العراق وسورية.
2 -
علي بن سيف.
الواصل في سورية/ هايل السليم.
3 -
عليان بن سيف ويقال لهم الفرايسة في حائل ويقال لهم العليان وهم:
- ابن دايس في سورية.
- ابن سبيه (العليانية) في سورية.
- ابن طريبيل (الطرابلة) في سورية.
- الجناع (قرية حميد) في سورية من الحثاربة.
- العقاب (قرية العقابية) في سورية.
- الحثاربة (قرية العقابية في صورية ومنهم الشاعر الكبير ماجد الحثربي).
4 -
معلا بن سيف وقد أعقب: سوح وسويحان ومنه الهضبة:
1 -
ابن عثمان: قرية المشحنية في سورية.
2 -
ابن جليدان: قرية البوثة في سورية.
3 -
ابن ركاد: قرية الركادية في سورية.
4 -
ابن خدعان: قرية خربة البئر العثمانية في سورية.
5 -
الخميس: الخميسية في سورية.
6 -
الفلَّاج: قرية سورية - القامشلي.
7 -
الصديد: وهم شيوخ الصايح في العراق وفي سورية قرية الصديدية.
8 -
الغُشم: يقطنون أم الفطام في سورية وهم برئاسة ابن غشم، ومنهم الشاعر الكبير الشاب: فاضل غشم والذي أعطاه الله من مواهبه الشعرية ما جعله من أوائل الشعراء في قبيلته شمَّر.
"
القعيط" من شمَّر الخرصة
هم من الخرصة من شمَّر، وجدهم الأساسي هو: ابن سعدي من فخذ البريك ومنهم ابن سعدي من مناهي شمَّر في سورية والعراق، ومساكنهم قديما في نجد بمنطقة (الأضيق) غرب حائل ونخوتهم (خميس) ولهم وسم على إبلهم ويسمى المحجان ويوسم على الرقبة بالنسبة للإبل على الفخذ وعلى الكوع.
اتجهوا إلى (الشمال وسورية) عن طريق العراق ضمن تجوال قبيلة شمَّر، ويعودون في نسبهم إلى جدهم جميل بن سعدي.
والقعيط يقطنون الجزيرة السورية في قرى (الدردارة - ميسلون - القرية) ويبلغ تعدادهم حوالي خمسين بيتا وزعامتهم الآن ممثلة في الشيخ شبل بن محمد ابن جناع بن نصار بن هايس بن عيادة بن جميل بن سعدي، وهو رجل قد تجاوز السبعين من عمره مهيب الطلعة وقور المجالسة كريم المعشر، دمث الخلق واسع الاطلاع، أما ابنه الأكبر حسين فهو لا يقل شأنا عن أبيه فهو رجل عاقل ومطلع، تركن إليه معظم أبناء شمَّر فيلقون به الرجل الذي يقف إلى - جانبهم ملتزما بقضاياهم باذلا من جهده وماله كل شيء ممكن.
مرثية جدوع السعدي في أخيه الشيخ منيس بن سعدي:
الكبد باتت يا محمد عليله
…
واقلبي اللي بين عذال ومشير
الباوحة ياخوي واطول ليلَه
…
كنّي سكنت بوادي من زمهرير
من واهج بالصدر مثل المليله
…
ضيعت اناليلي بهم وتحاسير
واعيني اللي مايبطل هميله
…
يكن صبي العين يضرب مسامير
الله من نار تزايد شعيله
…
ياتكل ينفخ بالضماير لهب كير
كني خلوج بلشت بي عويله
…
غدا ولدها بازدحا المظاهير
ودلت تعب النزل مثل الهبيله
…
افخت ولدها مع نجوع معابير
وعزي لمن مثلي مضيع خليله
…
لو اشقيقي طاح في طيه البئر
اخوي شيال الحمول الثقيله
…
اللي يشيل مثقلات القناطير
شيال حمل اللي عجز لايشيله
…
ياثقل شيله وابعدن المسافير
حمله ثقيل حيل ماينجوي له
…
عليت يابليهان ريف الخطاطير
له ربعةً دوم النشامى تجي له
…
تأتي مشاكيل لبيته مسايير
حلايل قالات بفتل وحيله
…
ياثقلت القاله وصارت مشاوير
ريف القصاير يوم نوش مكيله
…
ريف لربعه بالسنين المعاسير
قصيرته ياغاب عنها حليله
…
مانهض طرفه يم بيته بتجير
أمر عليه الحق واعجل رحيله
…
مرحوم يابو خالد زبون المخاسير
بكن عليه منقضات الجديله
…
وبكوا على فقده رجال مشاهير
قلته وأنا ماكنت راغب لقيله
…
أجبرتها وصخرت أنا القاف تصخير
وقلته باللي درب الردى مايجي له
…
ما قلتها خدعه ولا هي بتزوير
يا الله يامحيي الغياض المحيله
…
ويا عايده عكب المحل بالنواوير
يا الله طلبتك يامنجي دخيله
…
تلطف لنامن عند لطفك بتدبير
يا الله أنا طالبك بكل الوسيله
…
تغفر لمنيس وتجعله من أهل الخير
تمت وصلوا عد ما سال سيله
…
على نبي الحق راعي التباشير
صلوا على المختار راع الفضيله
…
اللي مقامه عند ربه بتقدير
وهذه قصيدة التوبة لبصري الوضيحي عندما كُفَّ بصره فدعا الله أن يعيد إليه نظره:
يا الله طلبتك طلبة لي امثابه
…
بجاه الرسول أتمها والبخت زين
بجاه الرسول بجاه من ادُعى به
…
وبجاه حجاج على البيت عانين
تجْلى بياض اصبي عيني ومابه
…
والصبح الشوف امطلعات الشياهين
عقب العمى ننظر منازل حبابه
…
بصاف نجح الشوف لوهم بعيدين
ونعمين من شيخ الشيوخ أخو تبله
…
حيد المحامل للثقيلات شايله
متعب أبو سطام سداد غيبه
…
يالو زمان اليوم عدل ومايله
معهم وصايا شايب شاخ قبلهم
…
بترحيبة للضيف وحتى انزايله
وجاراتهم يقول مثل أمهاتهم
…
تنام جارتهم ولا حد يسايلله
كبار العطايا ملحقين الونايا
…
يوم اللوازم حاميين تواليه
وصلوا على سيد البرايا محمد
…
اللي عرفنَا ربنَا من رسايله
قصيدة غزلية للصاحب الشمَّري:
رقيت رجم نابي يا ارش العين
…
قام يحظن بالمفارز اضلوعي
اقفت جهاثمهم وحنا مريضين
…
تنحر القبله سلفهم يزوعي
اقفا عشيري مابوجهه نعاشين
…
غرة عن الوجنة عليها اردوعي
انكر من الكركلي اليا شاف زولين
…
وتخطر كما المخشف بقلب خشوعي
النهد بيض اللي ربت بين جالين
…
ما وردت المشرع تريد الصنوعي
والطول يشبوب النخل بالبساتين
…
وكا الخيزران الين نبات الطلوعي
ومريت أخم ادبارهم وإسأله وين
…
يادار مشا شفتي عذي الطبوعي
قضبت درب طيعن صار دربين
…
واعطيت حق الدرب صافي ادموعي
اتلي جهامتهم ولا نلت أناشين
…
وقربت له قربٍ بُعد حب كُوعي
هذا قرادة حظ بي يا الفلامين
…
ويا عزتي للي يدُور النجوعي
من مشاهير شعراء قبيلة شمَّر
الشاعر الصاحب الشمَّري "أبو ضحوي
"
ذلك الشاعر الموهوب الذي طالما تغنى بأمجاد ومفاخر قبيلته شمَّر، وهذه واحدة من قصائده التي يقول فيها مفتخرا:
لاحضرنا عركة شبكنا
…
ولا شبكنا باطل عذاله
أميرنا بالكون شمر حرها
…
لاشاف نار الحرب هو يثنى له
ومن هازنا ما عادنا بالمره
…
ولا عال حنا حضرة العياله
والشر لاقرب نورث شره
…
واللي تسعانا بالهدى نسعى له
يادارنا شبهك من البل خلفه
…
فات الدرير وثم شخب اعلاله
أسأل تواريخ علينا تذكر
…
يا ماذبحنا بالاديار ابطاله
ياما شربنا من الاسنين المُرَه
…
ياما رقينا بالسهل مع جاله
ياما استقينا من البرود وحره
…
لاخفت القومان حَنا أثقاله
يا عايش بالذل موتك سنَه
…
الموت عن بعض الحياة اشوى له
وهذه قصيدة الصاحب الشمَّري يمتدح مشايخ الجربا:
بديت بالله باسط الأرض والسما
…
عضيد من كلع وقلت محايله
أصبحت أنا مثل الغريب المحير
…
غذا براس الطوف والسيل شابله
لاسايل عني ولاحد مسايله
…
ايا زمان اليوم ما أكثر رزايله
ومن عقب أهلها ماتجيب راس مالها
…
مقبولة قبلي وأنا اليوم قايله
وجدي على دهام العواصي ومثله
…
وأحمد ولد عجيل للطيب نايله
ماعازتن دنياي بأيام وفتهم
…
ولا أدري بكثير المال ولا أدري بقلايله
عوايد الجربان ياشلهب الدهر
…
صحونهم تملى والاسعار غاليه
والله ما أنساهم وأنا على قايد الحيا
…
إلا رضيع الديد ينسى مشايله
سبحان من غيّر وهو ماتغَير
…
الأرواح والأرزاق ربك واليه
السرّاح في الجوف "دُومة الجندل
"
وهم أخذ البطون المتفرعة عن آل محمد "الجربا" رواسي قبيلة شمَّر القحطانية ويعودون في نسبهم إلى "سراح بن دوك بن زوبع بن حريث بن معن ابن طيئ ويقال: إن محمد الجربا قد عزوا قبائل الجوف، وهناك تزوح "الجربا" ابنة أمير الفضول المتفرعة عن قبيلة طيئ من بني ربيعة والتي كانت تقطن تاريخيا في منطقة الجوف، ولربما خرجت هذه الأسرة من حائل على إثر خروج آل الجربا على رمن الشيخ فارس بن الحميدي بن محسن بن مقرن بن محمد الجربا، الذي قاد نزوح قبيلته بعد أخيه مطلق الجربا، قاد قسما من هذه القبيلة إلى العراق وسورية.
أما أسرة السراح فقد توجهت إلى منطقة الجوف واستقرت هناك حيث امتلكت الأراضي وسادت على سكان تلك المنطقة، نظرا لمكانتهم الاجتماعية وأصالتهم العريقة، ومما يدل على انتمائهم إلى آل المحمد "الجربا" هو ما ذكره لنا أحد شعراء شمَّر عندما علم بموت الشيخ بنيه بن قرينيس الذي قتل عام 1231 هـ، وهو الشاعر طايس بن عجيل عندما قال:
سألتها وأنا تذْرافٍ ادْمُوعي
…
قلت الصحيح وقالت الشمري راح
إلى أن يقول:
على أبو عبطا عذي الطبوعي
…
أوي خيال من أولاد سراح
قلتها وانا منهم قليل النفوعي
…
بس الحْميّة واوجع حكي لباح
واحسرتي متى اجتمع مع اربوعي
…
ونمشي جميع قبل نثال الارواح
إذن كل الدلائل تشير بأنهم من آل محمد "الجربا" واعتقادي أنهم من سلالة قرينيس بن محسن بن مقرن بن محمد الجربا.
- وهذا شاعر شمَّري آخر ثبت هذه الحقيقة:
غوج شريقوا حين ضرات الانثى
…
ولا نا عليه بغالي السُّوم شَحَّاح
ابغي اليا شاق اللغى اصرت الادنى
…
مع سربة تعزى من أولاد سراح
لعين سحُوب الردن اليا قال جدني
…
عند الطريح اللى على صابره طاح
ظلت هذه الأسرة هانئة مطمئنة في دومة الجندل تملك المزارع والحصون ولها من شهرتها وقوتها وكرمها وسخائها ما جعلها تتبوأ مركز القيادة في الجوف كله، إلى أن بدأ ظهور آل الرشيد وآل العلي على مسرح الأحداث في منطقة حائل، وكان عبد الله العلي الرشيد وأخوه عبيد العلي الرشيد اللذان استلما حكم حائل، ثم أرادا التوسع والهيمنة على القبائل التي حولها مستغلة قوتها والتفاف بعض القبائل حولها .. وكان عبيد يتطلع إلى الجوف طمعا بإلحاقه إلى أمارتهم وطمعا في السيطرة على القبائل البدوية التي ترد الجوف وأخذ منها الأهوال "الزكاة" لدعم إمارتهم وقوتها، ومن ثم اعتبار الجوف نقطة انطلاق لهم نحو منطقة الشمال حيث ابن شعلان في القريات ووادي السرحان؛ لذا كان من المؤكد أن يقوم عبيد الرشيد بغزو الجوف الأدنى أولا وهي "سكاكا" أو الجوبة وقام بذلك فعلا واصطدم مع أهالي سكاكا في موقع اسمه "اللقائط" بالقرب من سكاكا ولم يوفق بغزوه هذا وردوه على أعقابه حينذاك ونراه يقض علينا بمرارة عن هذه الغزوة الفاشلة فلنستمع إليه:
من العَنا جينا نحارب هَلِ الجُوف
…
ذبَّاحة الطيب نهار الزحامي
ملبوسْنَا جُوخ وملبوسهم صُوف
…
وردوا علينا مثل ورد الظوامي
اللي نكس معنا على الهجن مشنوق
…
واللي وقع بالطعس تسعين رامي
لقد كان السراح يراقبون الموقف عن كثب، ونراهم قد شمتوا بفشل عميد العلي وجيشه، وقد لاموا أهل سكاكا على عدم قضائهم عن عبيد قضاء تاما، ولو كانوا هم المعنيون بذلك لأذاقوا عبيدا مر الهوان .. لقد أوصل أعوان عبيد الرشيد هذا الكلام إليه منقولا عن سراح وخليف ابني حطاب زعيم السراح، وكذلك غالب بن سراح الذي كان شديد العداء لعبيد بن الرشيد، ولما علم عبيد هذا الموقف من السراح غضب وقام بإرسال هذه القصيدة لهم مهددا ومتوعدا:
يا الله يا اللي للجزيلات وهَّاب
…
تعطي ولا جزل العَطا منك ممنُون
يا غافر الزّلات يا رب الارباب
…
يا ناصرا موسى على قوم فرعون
تفتح لنا من باب نصرك لنا باب
…
واصحاب بعدر وان فتحته يحضُرون
آمين ياقاضي الحوايج والانواب
…
ياوامر ما مرك على الكاف والنُون
يا راكب اللي لامشى يُوثب اوثاب
…
لاشفت زوله يختفق تقل مجنُون
عقب أربع يلفي عزيزين الاقراب
…
اللي على الديره قديمٍ يحامُون
قل لولاك ماكَزّيت خطٍ ونجَّاب
…
لا بد مانمشي وناصل على الهُون
إن كان تشكي لي خليفٍ وحطَّاب
…
فالله خير بعهود ناسٍ يبوقُون
وان كان تنخانى على اعُوج الاطناب
…
فلا ترى سيفي على الضد مسنُون
حنا لذولا مجهدين بالاطلاب
…
نثنا مراسيل من الهند يلفُون
إن سهَّلْ الباري وجينًا بالاطواب
…
السعر ما ينقص على اللي تعرفُون
آتيك بجموعٍ يعايون الآداب
…
وياويل من باشناق نزله يحلُّون
ضياغمٍ ترخص حلاله والأرقاب
…
ودون الرفيق بما لهم مايدارون
اللي رمى برصاص نرميه باطواب
…
عقب الهدير أن ساعف الله ترغوُن
هذه القصيدة قالها عبيد الرشيد ردا على رسالة وصلت إليه من دومة الجندل تستنهضه على حرب خليف وحطاب بن سراح هناك.
وصلت قصيدة عبيد إلى السراح فجاوبه حطاب بن سراح على قصيدته بهذه القصيدة:
إن جِتنا يا عبيد نفتح لك الباب
…
حنا نقيف وفن ربعك يخشُّون
الجُوف تلقى به خليفٍ وحَطَّاب
…
ماهم فريف حْرُوب عنكم يهجُّون
والله لو جمّعت جندك والاطواب
…
ذي ديرة السراح دوُنه يعييُّون
اللي دفس بربُوعكم جر الأسباب
…
اللي له الدفَّات ياعبيد تكسُون
ياعبيد ماقصدك زكاةٍ ونُوَّاب
…
كلام فاضي مار عبيد تكمُون
ياعبيد يوم أنك رفيق لحطَّاب
…
والدبس عند حسين
(1)
يغرف بما عون
ولما وصل جواب حطاب إلى عبيد سارع إلى تجهيز حملة قوية بمدافع تجرها الجمال متوجها إلى حيث السراح في دومة الجندل، وقال هذه الأبيات مشيرا إلى خط مسيره ووجهته:
عن قفار لحايل نشرنا
…
معتلين ظهور النجايب
مع مضيق الشعيب انحدرنا
…
يقل سيلٍ تّحده هبايب
كم صبي لعمره قصرنا
…
مسْكنه ما بين عُوج النصايب
عند خَذْمه مباني خبرنا
…
طايبٍ واللَّا على غير طايب
وخذمه هذه موقع شرق دومة الجندل، حيث عسكر فيها عبيد وحاصر دومة الجندل مدة ستة شهور متوالية ولم يستطع دخولها نظرا لمنعتها واستعداد أهلها للدفاع عنها، وكان للشيخ حطاب ولد اسمه "غالب" وغالبُ هذه كان على درجة عالية من الشجاعة والفهم وقوة الشكيمة وحسن التدبير وكان يكره عبيدا كرها شديدا، فقام بصنع مدفع من الخشب وقام بحشوه بالبارود والملح وبدأ بضرب معسكر عبيد بعدة ضربات وكان لوقعه أثر كبير في دب الهلع والخوف في نفوس عسكره، عندئذ أمر عبيد مستشاريه للاجتماع والتداول في أمر هذا الوقع وطلب منهم المشورة، مبينا لهم بأن السراح متحالفون مع دولة
(1)
حين هذا: هو أحد الرجال المخلصين لعبيد الرشيد والذي يقول فيه عبد الله الرشيد قصيدته عندما التزم حسين بإيصال نسائهم عند خروجهم من حائل إلى جُبّة:
طش النَعُول لمغزل العين يا حسين
…
واقطع له من ردن ثوبك ليسانه
جنَب حشات القاع واتبع به اللين
…
واقصر اخطاك شوين وامشي امشيانه
يا حسين والله مالها سبت رجلين
…
يا شين شيّب بالضمير اهكعسانه
لو لنطاله يا حسين ترْ ما بها شين
…
ترى الخوي يا حسين مثل الأمانه
يا حسين ما يشتكي غير الرديين
…
وال ترى الطيب فضي ابطانه
أجنبية، وأن هذه المدافع هي مدافع دولة فما الرأي؟ أشاروا عليه بأن المدة التي قضيناها هي مدة طويلة وأن أهل دومة الجندل لديهم من المؤن ما يكفيهم، أما نحن فنأكل من لحم إبلنا التي ينقص عددها يوما بعد يوم؛ إذن لا بد من اللجوء إلى طريقة نضمن فيها سلامتنا .. عندئذ لجأ عبيد إلى الحيلة وأرسل مرسالا من قبله إلى خطاب يطلب منه مواجهته والاتفاق معه على التفاوض الذي يتضمن عهدا من الله أن لا تكون فيه خيانة ولا نقض، ولقد لبى حطاب هذه الدعوة بناء على نية عبيد وتقابلا حيث قال له عبيد: "إِننا لا نريد الجوف طمعا ولا مصلحة لنا فيه إلا أن نريد زكاة بادية الشمال عن طريق الجوف، وأنتم منا ونحن منكم؛ لذا فمن الواجب أن نقيم فييما بيننا حلفا:
- أنتم حكام الجوف في الشمال.
- ئحن حكام حائل في الجنوب.
- ونحن نمدكم بالرجال والمال
(1)
.
- وافق حطاب على ما قدمه إليه عبيد ورعاه إلى طعام الغداء في قصره، وعندما علم غالب ابنه بالأمر استشاط غضبا، وقال معاتبا أباه مبينا له سوء ما اتفق عليه مع عبيد وأن عبيدا ما جاء ليفاوض بل جاء متحديا ومقاتلا إلا أن أباه قد رفض كلام ابنه وبين له بأن عبيدا قد أعطاه عهدا بالله ورسوله على ما اتفقا عليه، وأن عبيدا قارم إلى القصر حسب الدعوة الموجهة إليه.
وما أن وصل عبيد ورجاله إلى أمام القصر حتى صعد غالب ومعه بندقيته إلى "السقيفة" وهي الطابق العلوي للقصر بقصد قتل عبيد، فعلم أبوه بذلك برقام بمنعه من تنفيذ ما نوى عليه، خوفا من العار والخيانة بحق الضيف عندئذ قرر غالب عدم المشاركة في استقبال عبيد، فلما دخل عبيد ورجاله ردهات القصر وجدوا الطعام وقد أعد لهم من قبل حطاب، وقبل الشروع به سأل عبيد حطابا عن ولده غالب مستغربا عدم حضوره، وأنه يريد التعرف علمه لما علم من سيرته الحميدة وشجاعته النادرة ولا بد من التزامه بالعهد الذي تم اتفاقنا عليه وأنه إذا لم
(1)
هذه رواية ترددت على لسان أكثر من ثلاثة معمرين في الجوف عام 1412 هـ.
يحضر فلن نتناول الطعام وسنعتبر كأن شيئا لم يكن بيننا، عندئذ دخل حطاب على غالب وأحضره على كُرهٍ منه، فلما دخل حطاب وولده غالب أمر عبيد رجاله بإلقاء القبض عليهما ووَضع الحديد بأرجلهم وأيديهم ونفذ فيهم ما كان خططه ضدهم من حيلة ناجحة، كما أمر رجاله بقطع أشجار النخيل وقضى القصر، وحمل الأب وابنه في محمل واحد على حجل وكذلك تم حمل النساء والأطفال على محامل أخرى، وهناك في حائل زُجَّا في السجن سموية، وقد أشرف عبيد بنفسه على دخولهما السجن ويقال: إنه شتم حطابا مما أثار حفيظة غالب ذلك الشاب الجريء الذي لا يهاب الموت فرد على عبيد ردا قاسيا وشتمه شتما لاذعا حين قال:
عن شتمتك حطاب ملعون أبوك أنت
…
ملعون ابوك وخيرة العمر فاني
ألفين لعنة يامن بالعهد خنت
…
ياالضبع الاسود ياغراب السواني
فقال له عبيد: إنني أعرف يا غالب بأنك زاهد في حياتك، وتريد أن تموت لكنني لن أقتلك وسأدعك تموت في سجنك هذا قهرا.
وفي السجن قام غالب بلوم أبيه مبينا له صحة موقفه مع عبيد وخاطبه بهذه الأبيات:
ياونتي ونّة مْعِيد ضعيفه
…
على اديارٍ خابرينه ورانا
من قبل مَاحنّا ذراها وريفه
…
اليوم صارت تحت وطْية اعدانا
اشوُف ثمر الكَسَب عندي طريفه
…
من قبل ما نأكل امْذَنَب احْلانا
وانا اشْهد أن عبيد جانا بْحيفه
…
وانا اشْهد أنّه سُلطة من سمانا
ولو البكا ينفع بكينا المنيفه
…
الغَرسْة اللي فرَّعُوا به اعدانا
ماطعت شوُري يوم انا بالسّقيفه
…
أنت تقول اهْنا وأنا اقول هَانا
واليُوم يا حطَّاب مابه حَسِيفه
…
هذا جزى ما تستحمه لحانا
لم ييأس غالب من الوضع الذي هو فيه بل ظل يراوده الأمل في أن يقوم بعمل ما في سبيل خروجه من السجن هو وأبوه، فبدأ على الفور بتنفيذ خطة هروب محكمة من السجن وذلك عن طريق بعض العظام التي كانت تأتيه عن طريق الطعام وهي عظام ضلع إبل، ثم بدأ بنقب حائط السجن المصنوع من الطوب والتراب بعد أن يرشه بالماء لتبليله وتليينه ثم بدأ يحاول تحرير رجليه من
القيد الخشبي عن طريق حزه بالعظام الصلبة، وقد استطاع أن يفتح ثغرة في الحائط وطلب من والده أن يصحبه في الخروج من السجن، لكن حطابا قد رفض ذلك نظرا لكبر سنه ومرضه الذي يمنعه من تنفيذ ذلك وطلب من غالب أن يخرج داعيا له بالتوفيق، وغادر غالب السجن بعد أن ودع أباه، غادر مسرعا وفي قلبه وتفكيره أمل في أن يعيد مجد آبائه من جديد، فوصل الجوف واجتمع مع بعض أعوانه فأجيب بأن الناس قد خافت وتفرقت وليس له فيها طيب مقام وعليه أن يغادر الجوف وإلا سيتم الفتك به عن طريق المنصوب - الوالي - الذي عينه عبيد حاكما على دومة الجندل بعد مغادرته لها .. احتار غالب في أمره وأخيرا قرر مغادرة الجوف إلى البلقاء حيث قبيلة العدوان الذي تريطه مع الرشيد روابط صداقة وثقة متبادلتين عله يجد عند العدوان حلا لمشكلته ويصل غالب إلى مربع العدوان ودخل بيت الشيخ وقد حان وقت العشاء فأقبلت الناس على الطعام دون أن يأبه به أحد وبعد انتهائهم فطنوا إلى هذا الضيف الذي لم يتقدم معهم على الطعام فدعوه ليأكل وعندما مد يده لم يجد ما يقتات به إلا بعض المرق البارد، وعندما خلا إلى نفسه أنشد هذه القصيدة وكانت ابنة الشيخ تسمع ما ينشد:
يامَحلا والشمس بيدي شعقْها
…
من حدَّر الزرقا ليا نقْرة الجُوف
نسقي بها غيدٍ ظليلٍ ورقْها
…
أن قلطن ماها للمسايير وضُيوف
أطيب من البلقا وبارد مرقْها
…
مْقَلّطة للضيف كِرْعان وكْتُوف
كم حايلٍ للضيف نجاع شنقْها
…
يقلط حثث ماهو على الزاد مردُوف
أبلغت ابنة الشيخ شيخ العدوان والدها بقصة ذلك الشاب وأنه ليس رجلا عاديا ولديه قصة لا بد وأن تكون ذات أهمية خاصة، وأنه من أهل الجوف ومن عائلة كريمة فأراد الشيخ التحقق من قصيدته وأمره، وأبلغه بأنه سيظل عنده حتى يتحقق من صحة ما قال فإن ثبت عدم صدقة فسينال جزاؤه الصارم، وإن ثبت خلاف ذلك فسينفذ له عندئذ كل مطاليبه، فقام الشيخ من توه وأرسل بعضا من رجاله على ركائب خاصة وأفهمهم مهمتهم وأنها إلى الجوف (دومة الجندل) والتحقق من غالب وقومه هناك ثم العودة وإبلاغه صحة الموقف، ولما تجهز
الركبان استعدادا للمغادرة طلب منهم غالب أن يتمهلوا حتى يزودهم بقصيدة إلى أهله فأنشد:
يامْوفّقين خير يا أهل الركايب
…
عسى السَّعد بنحُورهن يوم تلفْون
ريّظُوا وخذولي حلي الغرايب
…
غد انكم عند القرايب تَحلُّون
اليالفيتوا حول ذلك النصايب
…
حذرا لايدين الركايب تعقلُون
قل اخْسوا خسيتوا يا كبار العصايب
…
هو ليه يااكرام اللحا تستهنُون
حتى صليب لهم شيوخ وطنايب
…
وارْداهم اللي بالملازم يعييّون
لوُمي علي أهل الدلال التعايب
…
وابن صليع ولابته ما ينامون
ومع النقيب ادعوا طريق الركايب
…
غدان انكم عند ابن جارد تلفون
تلفون ناصر مثل حر الجذايب
…
ماكر ولا عمر المواكر يبورُون
وتلقون فنجان من البن رايب
…
زود على اللي بالمناسف يحطُّون
يا حيف أخو عينه يقولون شايب
…
لو اهني من حط شيبة عاالعفُون
قل حنا لكم بالجوف مثل الرقايب
…
نسهّر عيون الضد وانتم تنامُون
وحنّا لكم سيفٍ عطيب الضرايب
…
ياطيبنا من طيبكم كان تدروُن
وحنّا لكم بيتٍ وسيع الطنايب
…
ياقيكم من البرد لاهَبْ كانون
والزين منكم باطل الهرج عايب
…
وتراكم مثل ماقالت حميده تقولون
ثم سارت ركايب ابن عبدوان إلى الجوف ووصلت إلى هناك لتقف على حقيقة ما ذكره غالب، لقد وجدوا في الجوف الكرم والسخاء، وسألوا عن غالب وأسرته فإذا هم من غُر القبائل وأصفاها، ثم عادوا بعد أن أمضوا هناك مدة خمسة أيام، عادوا ليخبروا شيخهم بأن غالبا إنما هو أمير وابن أمير، وأن له من الأفعال ما تُحمد ومن السيرة ما تذكر، عندئذ قدره ابن عدوان وطلب من غالب أن يطلب بما جاء له؟ فذكر له غالب قصته مع ابن رشيد وكيف أن والده حطابا لا زال قيد السجن عنده ورجاه أن يتوسط له لدى ابن رشيد لما تربطه معه علاقات ودية وثقة متبادلة، فبادر ابن عبدوان لتلبية هذا الطلب وغادر على الفور مع مجموعة من رجاله، حيث ابن رشيد في حائل واصطحب معه غالبا، فلما وصلوا إلى ابن رشيد أكرمهم وقدم لهم الطعام وعلى عادة أهل البادية فإن الذي يأتي إليهم بطلب يرفض أن يتناول الطعام حتى يلبي المعرّب طلبه، وهكذا فعل
ابن عبدوان، رفض أن يتناول طعام ابن رشيد حتى يتعهد بتلبية طلبه، فوافق ابن
رشيد، فحدثه بموضوع غالب وموضوع عدوته إلى الجوف
(1)
، وأن غالبا أصبح
في وجه ابن عبدوان فوافق عبيد على عودته وعودة ذراريه معه على أن لا يطالب بأي حق له في دومة الجندل وإنما يلتزم بيته، وهذا شرط أكد عليه ابن رشيد ووافق ابن عبدوان وغالب عليه، عندئذ كتب ابن رشيد إلى عامله ويسمى "المنصوب" على استقبال غالب وأهله، وتم ذلك وأقام لابن عبدوان حفل تكريم ثم ودعه ابن عبدوان بعد أن قام بواجبه تجاه غالب، وعاش غالب في ديرته والحسرة تلف قلبه على والده والأيام الخوالي التي كان يعيشها في ديرته .. إلا أن عبيدا أتى له أن يهنأ له بال، وغالب هناك في الجوف ينغص عليه مطامعه، فلم يترك غالبا وشأنه بل ما لبث يحيك له المؤامرة تلو الأخرى للتخلص منه نهائيا، وحصل ما كان متوقعا؛ إذ أوعز إلى المنصوب أن يكلف بعضا من رجاله لتعسيف النخل وطلب منهم أن يأمروا غالبا بالعمل معهم على التعسيف وإن لم يرض بذلك عليهم أن يجبروه غصبا، فلما قدموا عليه وطلبوا منه ذلك استشاط غضبا واستل سيفه ليقتلهم جميعا وكانت هذه بداية الشرارة الثانية، والتي ستكون نهايتها هي نهاية غالب على يد ابن الرشيد، لقد عرف غالب المصير الذي ينتظره منذ ومن بعيد فخرج من الجوف قاصدا الشيخ فيصل الشعلان الذي كان في القريات حاكما عليها ومستقلا فيها، فأزبن غالب عليه فاستقبله ابن شعلان وأكرمه غاية الإكرام إلا أن غالبا الشاعر والذي عجمته الأيام ما لبث أن أنشد هذه القصيدة والألم يعتصر قلبه متوجدا ومتأسفا على الحالة التي وصل إليها:
يا الله يا اللّي فُوقنا معتلينا
…
حِنّا ومنْ يرجي ثُوابك احْذانا
حنا بليّا فزعتك ماسُوينا
…
وَحنا بليَّا فزعتك من عنانا
من قبل ما نادى الخلايق ودينا
…
واليوم لو يأتي سفيه ودانا
من بعد ماحنا بعزٍ هضينا
…
تفتَّحت بيبانها لقبلانا
ياالبيض عدَّن ملا تمكن علينا
…
عدِّنْ ملا تمكن وخُوذن لحانا
حطَّن خلَاخيل الذهب بيدينا
…
وَتقلّدن بسيُوفنا يانِسانا
لاصار من زمل المحامل نشينا
…
حنا علينا حسردهم وش بلانا
دابان
(2)
ماهو باطل باليمينا
…
دابان لاصخر فاقله مايدانا
والماء مايفديه كثر الدفينا
…
والحق مايصفي بليّا مشنانا
(1)
لقد علم ابن عبدوان وغالب بأن حطابا والد غالب قد توفي في سجن ابن رشيد قبل وصولهما إليه.
(2)
دابان: هو اسم لسيف غالب بن حطاب بن سراح.
إلا أن أحد أعوان آل الرشيد قد رد على قصيدة غالب عندما وصلت إليه فقال:
يا أبو طُواري يُوم دُورك صبْرنا
…
وشنْ مزْعلك من دُورنا يُوم جانا
ياما لعوراتك وزُلمك سترْنا
…
عَييَّت عن الشّيمه سُواعد الحانا
فرد عليه الغالب بهذه الأبيات:
لايغركم جَدَّة عبيد لثمرْنا
…
بالبُوق واللَّا بالنّقا ماوَلانا
حنا بامان الله عليه انحدرْنا
…
كل العرب سمْعتْ عْهُود عطانا
وحنا اليا ثار الدفق وانتشرنا
…
رويت مَراهيف النمش باقَبْلانا
إن سعّف الباري وركب جَهْرنا
…
بالقنَّبْ المصّيص نملى ادْلانا
ياما بِوسْط المناطر نظرْنا
…
وسْطَ المناطر ماترفرف اشْوانا
ولكن؟ .. هل أمن غالب من مكائد ابن رشيد رغم أنه في ديرة ابن شعلان العنزي والذي كان مناوئا لأطماع عبيد في الجوف لأن عبيدا أصبح يمثل الطرف الثالث في الاتجاهات الجوفية: فقسم من أهل الجوف كان مع العثمانيين، وقسم آخر كان من فيصل الشعلان، أما القسم الجديد الاتجاه فهو مع آل الرشيد، أما العثمانيون فلم يكن تدخلهم بالشكل المباشر وإنما كانوا ينتظرون من ستكون له الجولة المربحة ثم ينقضوا على الطرف الرابح ليقضوا عليه ضمانا لسمعة دولتهم في تلك البلاد.
نعم! .. لم يسلم غالب من كيد ابن رشيد الذي أرسل له سرا أحد الرجال الذي أظهر لغالب كل حب وتقدير وظل يلازمه فترة طويلة كأحد الرجال المخلصين له، لكن نية الغدر كانت مبيتة عنده، فأقدم على قتله غيله، وبذلك انطوت صفحة ذلك البطل الشجاع الذي كان وحيدا في ساحة أطبقت عليه إِحكامها من كل الجهات، فكان الفارس الذي خرج منها منتصرا بإرادته القوية وبإيمانه الصلب وبموقفه الذي لم يعرف التردد والتراجع.
بموت غالب انتهى نفوذ السراح في الجوف، وخلدوا من بعده إلى حياة الاستقراو والهدوء، بعد أن دانت البلاد والعباد إلى حكم الله وشرعه على يد
الدولة السعودية المباركة والتي عمَّ بفضلها العدل والطمأنينة والأمن، والسرَّاح لا يزالون موجودين في دومة الجندل ويملكون المزارع والبيوت، ومنهم الآن "مناحي السراح" .. وزال حكم الرشيد والباقي وجه الله.
لنا كلمة أخيرة نقولها، بأن الفرقة بين الأهل تبقى هي ناقوس الخطر الذي يأذن بالنهاية المحتمة، فنحن نرى من سياق قصائد غالب بأنها كانت ممزوجة بهذه الآلام التي سببتها تفرقة السراح مما حدا بأعدائهم بأن يتغلبوا عليهم بكل سهولة ولو أنهم فعلا كانوا مجتمعين على قيادة غالب بن حطاب لما تمكن عبيد العلي الرشيد من التغلب عليهم، لقد انقسم السرَّاح إلى ثلاث فرق متنافرة كما يلي:
1 -
الحطاب وكانوا مع فيصل الشعلان.
2 -
الحبوب، وعلى رأسهم غافل الحبوب وكان مع العثمانيين الأتراك.
3 -
السلمان، وعلى رأسهم محارب السلمان وكانوا مع عبيد الرشيد.
فماذا عشاه أن يفعل غالب بهؤلاء، لقد اجترع كاس المرارة ولا أخالني إلا أن أقول له كما قال الشاعر:
لاتلُم كفّي إذا السيف نبا
…
صَحَّ مني العزم والدهر أبي
رحمك الله يا غالب، فقد كنت مثالا للفتى الذي يحب أرضه وأهله .. ولكن "تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن".
الخرصة في العراق
وهي من قبائل شمَّر الشهيرة وهي طائية الأصل وهم أقرب ما يكون إلى شمَّر الجربا وتاريخ دخولهم إلى العراق هو تاريخ آل الجربا إلى هناك وعلى زمن الشيخ فارس الجربا، أما أقسامها فهي:
1 -
الغشم وهم برئاسة حاجم بن غشم ولد حصيني، ويتفرعون إلى:
الغشم - الصبحة: رئيسهم الفذ - الملحان: رئيسهم ابن سليم.
2 -
الهضبة: رئيسهم بردان بن جليدان، وابن فلاج.
3 -
آل عليان: رئيسهم ابن دايس، ويتفرعون إلى:
- حثاربة رئيسهم علي بن جناع.
- العصوار.
- آل سبية، رئيسهم: حواس بن سبية.
- آل دايس: وهم الرؤساء.
- آل عكاب. - الشحاذة.
- المعزي. - الطر ابلة.
4 -
البريج: أو البريك: رئيسهم القعيط وهؤلاء وإن كانوا يعدون الآن من الخرصة إلا أنهم في الحقيقة من آل محمد - الجربا - ويتصلون معهم بجد قريب وفروعهم:
أ - البهيمان.
ب - الحصنة: رئيسهم القعيط وابن سعدي (العارفة المشهور)
خ - الجداية.
د - آل السويحان.
- السعدي: وفرقهم الغوارب - الماجد - الولغة.
- العامود: وفرقهم: التجغافة - آل غضا - آل خلف.
أما زعامة الخرصة في العراق فهم الياور.
أما زعامة الخرصة في سوريا فهم الهادي (أو العواصي).
عشيرة الذياب، وهم من آل عمار من الثابت من سنجارة من شمَّر الطائية.
شمَّر طوقة
وهي جزء كبير من قبيلة شمَّر تقطن لواء الكُوت في العراق، جاء ذكرهم في كتاب القبائل العراقية، تأليف يونس الشيخ إبراهيم السامرائي حيث قال
(1)
.. (ورؤساؤهم الأوائل هم الجعفر، وبعد القضاء على هذه العائلة أخذت الرياسة
(1)
انظر القبائل العراقية للسامراني - ج 1 - ص 344.
تتناوب بين بيت بطيخ وبيت حميد السيد، والأن المتقدم من بيت بطيخ، فهو حاتم بن علي البطيخ، والمتقدم من بردي هو حامد بن حميد السيد بن صفوق ابن حمد البردي المشهور في التاريخ ورسميا فإن حامدا هو الرئيس على شمَّر طوقة).
أما شمَّر الذين يقطنون بلدروز، فرئيسهم صعيد العدوان، وقد توفي وخلفه ولداه:
عبد الكريم ومحسن وابن أخيه هادي بن خميس العدوان، وهذه العشيرة الكبيرة تسكن محافظة الموصل وتلول الباج وغيرها، أما الذين في بلدروز فيسكنون أراضي سعدة ومقاطعة الشمسية والتي تسمى ب (شمَّر طوقة)؟
إن شمَّر طوقه هذه ليست من شمَّر نجد ولا من شمَّر الجربا في الجزيرة السورية لكنها تعتبر من قبيلة شمَّر الأم.
هذا، ومن أفخاذ شمَّر طوقة في قضاء مندلي:
- التفافشة: رئيسهم عبد الكريم وسعيد العدوان وهادي سلمان.
- الشهيلات: رئيسهم جلال عواد العطر ومحمد العطروز.
ومن العشائر التي تنسب إلى شمَّر في العراق:
1 -
الوعلي ورؤساؤهم: الطعمة في ناحية السعدية وفي ناحية خان بني سعد.
2 -
الرباح ورؤساؤهم: العاشور وهم: البوشينو البو خليفة، والبو عاشور، والكويخات.
3 -
الزريرات ورؤساؤهم: العزيز وهم في المسيب في الجيلاوية.
4 -
الحمامدة وهم في كربلاء، ومنهم في خان بني سعد، وهم بنو سعد والبو حسين والبو مهنا
(1)
والغواشي.
وفي مقاطعة الناصرية من المسيب نخوتهم - سناعيس - وفروعهم:
1 -
الجروانة: رئيسهم: هاتف العباس الكاظم العوفي.
(1)
المصدر السابق نفسه.
2 -
الجدي: رئيسهم: راشد الخربيط.
3 -
العبودي: رئيسهم: عمران بن حسين العلي النمل.
وعنهم الجعفر والعوادل والبو شديد والشهيلات، والسكوك والبو نصيف وهم من العلي.
قبيلة الأسلم
أهل الحيسا
قال شاعرهم فرج بن خربوش:
أهل الحيسا قبل ياعبيد يطنون
…
السلم والمعروف ما يقطعونه
ويا منهم طنيو طلع كل مكنون
…
ذيب المضّيح لازم يشبعونه
سلمى اليامنو تخالط به اللون
…
سلمى كما بنت تمشط اقرونه
سلمى حميناها على دور فرعون
…
لقطة اغليص اليا قظبنا اركونه
الأسلم
وهي إحدى فروع قبيلة شمَّر والتي تتمتع بسمعتها الطيبة وسيرتها الحميدة بين قبائل شمَّر، وبرز منها فرسان وشجعان وكرماء وشجعان، وللأسلم حاضرة وبادية، امتد تحوالها الجغرافي من بلاد نجد وجبل سلمى إلى العراق. وبرز منها الفارس ضاري بن طوالة وسالم بن مشل الطوالة ونعيس بن طوالة وغيرهم كثر، وللأسلم نخوتهم وهي (ستر سلمى): وسلمى جبل قد تحدثنا عنه سابقا. وتتركز مشيخة الأسلم في الطوالة.
وقد أنجب أسلم من الأبناء اثنين هما:
1 -
منيع: ويقال لهم المنيع: الذي أنجب بدوره: الطوالة والمسعود والفايد والكامل الصالح.
2 -
وهب: ويقال لهم الوهب الذي أنجب بدوره: الجحيش والوهب والجذلة.
الطوالة
وهم أبناء منيع وينقسمون إلى قسمين:
- الخليفة ومنهم: الدرويش والرشيد والداني والرفيق والخضرة والججة.
- الفردة ومنهم: الشاكر وآل كليب والفيزان والسالم.
ومن الأسلم قبائل: الفرير والمناصير والهيرار والنفقان والمعاضير.
ديوان ابن مشرف .. ابن بشر .. وبران بن مشرف الكتفة.
هؤلاء يسمون قبيلة الصلتة من الأسلم برئاسة وبران بن مشرف الكتفه.
هذا، ومن مشاهير الطوالة من الأسلم الشيخ سالم بن مثل الطوالة، وقد كانت له شهرته وسمعته الطيبة بين عموم قبيلة شمر.
وهذا الشاعر محشم بن حشم الجهيلي الشمَّري يمتدحه بهذه القصيدة:
قصيدة محشم بن حشم الجهيلي الشمَّري يمدح بها الشيخ سالم بن مشل ابن طوالة:
بادي باسم الولي منبت خضاره
…
عسالم بالبينه والخافياتي
راكب من عندنا زبن الغماره
…
الحنايا والتواير زاهياتي
من جبل حايل مش معو الرسالة
…
وانزعج مع خطوط امبيناتي
ومر سلمى ديرة يطرب مجاله
…
ديرة اللي يدركون الطايلاتي
يوم لفوا يدركو سيول ارتكاله
…
حلو جلد يضرب خطو النزاتي
السعيرة هي وياشري اجباله
…
والضحى يطوف لارض جفلاتي
طب القسيم واعطوه الإشارة
…
وشاحو اللي ناجع سبع ادرجاتي
يضرب بوسط المقيّر في نهاره
…
خطر ياصل مع وصول الطايراتي
من الجهيني مرسله لابن الطواله
…
يبي سالم شوق عمهوج البناتي
واحد وسبعين يعجبك اجتواله
…
والمراتب والغيار امضبطاتي
وطب ديرة حاكم ماضي فعاله
…
هو ملكنا فيصل هرج ثياتي
وانحدر يبي الحسا يمشي لحاله
…
مركبين له ثمان مساعداتي
وقبل باصل للحسا لغوا يساره
…
تلغي المسطور ستر الخايفاتي
تلغي اللي مايهاب عن الحسافه
…
سالم اللي ينثني للكايداتي
قول سلام ياخو حصة في قراره
…
يا الأمير الصيرمي ريف اليداتي
ياسميح البال يانادر حراره
…
يارفيع بالدروج العالياتي
أسأل التاريخ عن فعل الطواله
…
كون ظفره والعلوم السابقاتي
شيخنا عدوان فكاك الجهامه
…
فوق شقر الخيل جُفل وارداتي
وفدعوا بالوضح صبيان الطواله
…
وقال قظن يا البنات الزاهياتي
وبوم حرب الجوف ضاري وش حرى له
…
نسي ابوتايه على السوده وفاتي
يا رفيع النفس ياحب كل قاله
…
يانفاذ المال ياسطام العداتي
لكن داري منحياتن عن ادياره
…
بيننا حالت رهاريها الوطاتي
ثم قولي وأنت تكفيك الإشارة
…
ليتني عندك قريب ياشفاتي
تشير القصيدة بصراحة إلى الطوالة وزعمائها.
ومن شعراء الأسلم عواد بن خلف بن دليمان بن كليب بن طوالة من المنيع الذي أشتهر بالغزل والمديح، ونورد له قصيدتين غزليتين لنرى إلى أي مدى استطاع الشعراء الشباب في قبيلة شمَّر على متابعة مسيرة أجدادهم كبصري الوضيحي والصاحب الشمَّري وغيرهم.
ومن قصائد عواد هذه القصيدة الغزلية:
الصدفة التي جابتك دون ميعاد
…
ليته تكرر قبل ما أموت مره
يا ساعة ماداج بها كل حساد
…
راحت على الحساد فوت ومغره
لولا الرجا في وقفة اليون تنعاد
…
لاقول ياحساد والاحباب حره
وش تحسدوني والهوى جرح واشهاد
…
بلوى وخيره مايجي ريع شره
وأن صح لي شوف عقب خوف واجهاد
…
ودقيقة مابها عليكم مضره
هذا وشوفه بالسنة يوم مازاد
…
شلون نوفي كل ما اروح مره
أما قصيدته الثانية:
وش مزعل الناس في يوم جيتك
…
وش دخله للشماته بينك وبيني
ياكبر غيظ الخواطر يوم مريتك
…
أكبر في اللي سمعت وشفت في عيني
لو في يدي شي ما احبك ولا جيتك
…
مشاعري يا بعد حيي تمشيني
والله ما اخترت حب فيه خَصْبتَكْ
…
لكن حبك وجدته عايش فيني
ما هو سبب ميزة من شانها اغليتك
…
اشوف انا كل شيء فيك يغليني
واليا كتبتك على شعري وغنيتك
…
لاجايبك لي ولا يحكم وديني
وكل العوازل زعلهم ليش حبيتك
…
لي الشرف يوم تزعلهم وترضيني
وله هذين البيتين يفخر بقبيلة شمَّر:
أقوله وربعي شانهم بالحرب شان
…
أنا لابتي شمر تقابس مشاهيبه
على عهدنا الأول ولا فيه واحد خان
…
نصون العهود وبصحة الصدق غفي به
قصيدة ابن معتيق من الشملان يمدح الملك عبد العزيز آل سعود وبعض رواسي قبيلتي عنزة وشمَّر:
لو أنت تخشى سطوة الحكم تنكيل
…
ما أسقطت واجب مرهبين القبائل
شيخ العرب ماحده الجدي السهيل
…
عبد العزيز اللي مضى بالفعايل
الصارم المهدي على دين جبريل
…
الحاكم المأمون وافي الخصايل
شمس النهار ووضعه البدر بالليل
…
بحيله وحيلاته ورانا يحايل
ستر العذارى لابسات الخلاخيل
…
هات الخواصر حاويات الجدايل
جر وطلعه من ورا الشط والنيل
…
يغوص موجات البحر مايسايل
نجد حموها ماعلهم مداخيل
…
بسيوف نقدي الي عن الدرب عايل
سوالف الويلان ياطير ابابيل
…
خله لها ما أنت شريك لوايل
ترعى بها الزرفات عصب بتذليل
…
مشعان وابن بكر ماهي همايل
كان أنت من حرب قليل المحاصيل
…
اضرب عفور واقصد أولاد وايل
تنحر اليديان خزامة الفيل
…
عاداتهم كسب الثنا والجمايل
لهم على حمر الطوافي مواكيل
…
زمول تدنى للحمول الثقايل
والقهوجي تلقاه عند المعاميل
…
ماكبة ماحط فوقه وكايل
ذباحة للكوم والكنس الحيل
…
لاركبن جرد السنين الهايل
الجار ما يركب يدور المكاييل
…
يعطون من غرس الطيايب نحايل
واللا العواجيه اليا جاع الشبل
…
وحمى الطراد وفرعن الحلايل
لهم على جمع المعادي تحاويل
…
وجدودهم حامين بيضا نثايل
حكام تاكل ماتدور المواكيل
…
وتذكر عطاياهم سمان جلايل
واللا امحددة الجمل بالمصاويل
…
دهامشة اللي عليكم جهايل
يتلون ابن مجلاد شرق ومشاهيل
…
ويحلفون اللي بقلبه دغايل
واللامصوت بالعشا بالمراخيل
…
ابن مهيد اليا قحطن المسايل
واللا انحر الشعلان اقصر ولا تطيل
…
أنت تغرب كان تبغى الزمايل
حكام بالنقرة وشيخان لرويل
…
حامين شقح كمشت بالشمايل
عليا رويلي جاهله يحسبه ويل
…
ذهلت من الماء بالقلوب الهبالل
مدح شمَّر:
أخذ شبابك مالك أو عزرائيل
…
خليت شمَّر كاسيين النفايل
ياما أدركوا بعصورهم من تنافيل
…
نعمك بشمَّر مابهم قول قايل
حربيهم لاقيل شدوا مقابيل
…
عده على جمر الفضا والملايل
شيخ قبيلة الأسلم ابن حسان، وهو يعتبر شيخ العموم في الجزيرة في العراق، وذياب الحسان رحمه الله وبعد مطشر ذياب وإبراهيم الحسان، وحاليا حماد بن إبراهيم الحسان.
ومن شيوخ الأسلم: ابن بقار - الذي هو حمود البقار وهو شيخ البعير، الطريف، وابن سرابي أيضًا من شيوخ البعير الذي هو حواس تامر مطين السرابي، وحاليا زيد مطني السرابي، والبعير تلم السرابي والسلمان والسلمان هم: القدران، ومنهم خشم القديري أحد الفريس والعلو، ومنهم عتتر نهير محمد العلو والبرابدة وهو البربند أحد شعراء الأسلم منهم هليس بردي البربند، كانت له قصائد في بعض المواقف، والصفاقا ومنهم هلال الصفوقي، والبعير إذا دخلنا بالتقسيمات كثير خوفا أن نخطئ ببعض الكلام - وهم سكنهم في الجزيرة بالعراق والحويمة منطقة العيث تبعد عن مدينة تكريت 40 كيلو إلى الشرق، ويحدها جبل حمرين، وعندئذ أيضًا الأسلم في الحويجة والجزيرة النبيجان والجذلة واللحالحة والسلمة والشواريج، ومن شيوخ الأسلم ابن عيادة اللي هو خلف عيادة شيخ الجحيش.
- ابن حسان، في منطقة العيث والحويجة وقرية الحسان.
- ابن سراي في منطقة العيث وقرية السويدة.
- ابن بقار في بين الموصل وقضاء الحضر في العراق والجزيرة وقرية حمود البقار.
- ابن عيداه في الجزيرة.
- الصديد وحواس الصديد شيخ الصايح في الجزيرة.
الحقوق العشائرية لدى قبيلة شمَّر
أولا: حق الوجه: الوجه متساوي لدى أفراد القبيلة والقبيلة هي المسؤولة عن تحصيل حق الوجه في حال عجز الشخص عن تحصيله.
أما عن قطع الوجه فإن صاحبه يستطيع أن يحصل حقه إما من الحلال أو من النياق، أما عند ملاقاة من قطع الوجه فكل شيء هاف إذا ما قطعت يديه لا تجزي عليه وكذلك رجله عدا الرقبة فلا يجوز قتله؛ لأنه في هذه الحالة ستنطبق عليها القاتل والوجه يشمل الجار والرجل.
ثانيا: حق الجار: معزز مكرم له حقوق وليست عليه واجبات، أما إذا تم للأجنبي الاعتداء عليه، فعندئذ يمكن أن يعمم عليه موضوع قطع الوجه.
ثالثا: حق المرأة: القتل على المعتدى على المرأة ويقتل ويذبح الاثنان بذلك ولا يطالب بالدية أبدا.
الصيحة: يذبح الرجل.
الإرث: تعطى المرأة من المال ثلاث حضاين من الإبل إذا مات عنها والدها، وهذا حق لها وتأخذ بعيرا أيضًا في حال عدم وجود إخوة، وإذا وجد إخوة فلها بعيران إذا طالبت هي بذلك، أما حق الأخت فهذا واجب على تأدية حقها من قبل أهلها، ولو كانت متزوجة.
أما الزوجة إذا مات عنها روجها والمال ورث، فتأخذ ثلاث زهاميل من الإبل، أما إذا كان لها ولد فكان له ويتم الانتقاء من قبلها.
(انتهى ما قاله الشرعبي).
و - ما قاله أحمد وصفي زكريا عن شمَّر في محافظة الجزيرة بسوريا
(1)
شمَّر قبيلة عظيمة تلي قبيلة عنزة بكثرة الجموع، ووفرة الفروع، ومنعة الجانب، وتمتار بما لشيوخها وسرواتها آل الجربا (آل محمد) من الأصول الراسخة، والأمجاد الباذخة، وذيوع الصيت بالبطولة، واتساع الملك والثروة، ولاسيما بالمواقف الوطنية المحمودة، مما سوف نذكره في الصفحات التالية.
وأبناء هذه القبيلة يوصفون بكلمات زينو المحازم، وعيون الحصن، وعقبان ديم، وسودان الروس، وهم يقدروا، ب 15000 بيت، ثلثاهم في العراق، وثلثهم في الشام، مازالوا على بداوتهم الصرحاء في الغالب، يعيشون على تربية الإبل والغنم ويضربون في براري الجزيرة الفراتية، وينجعون طلبا للكلأ نجعة بعيدة تمتد من الشمال إلى الجنوب من قرب القامشلي إلى أراضي أبي غريب غربي بغداد، ومن الشرق إلى المغرب من جوار تل أعفر إلى ما بين الخابور والبليخ داخل البلاد الشامية والعراقية، ومن ثم كان بعض شمَّر من تبعة الحكومة العراقية (لواء الموصل) وبعضها من تبعة الحكومة الشامية (السورية - محافظة الجزيرة)، والحدود الموضوعة بين القطرين الشقيقين العراق والشام حدود وهمية، تجتازها عشائر شمَّر في القطرين، بكل حرية ويتصل بعضها ببعض، ويشتركون في السراء والضراء.
وتختلف شمَّر عن عنزة بأنها قحطانية وعنزة عدنانية، وأنها ليست كعنزة من أرومة واحدة، بل هي مجموعة عشائر متنوعة ومتفرقة وكثيرة، يعضها يمت في أرومته إلى قبيلة طيئ القديمة التي هي من قحطان، ويعد هذا البعض أصل شمَّر، وبعضها يمت إلى قبائل قحطانية أخرى بعيدة؛ أي أنها تتفق جميعا في الانتساب إلى نجار واحد هو القحطانية وإن بعدت فروعها، ومساكنهم الأصلية في نجد جبلا طيئ (أجأ وسلمى)، ثم اشتهروا باسم شمَّر كما اشتهر جبلا طيئ المذكوران باسمهم، بعد أن أزاحوا طيئا وزبيدا منه، وحلوا محلهم فصار اسمه جبل شمَّر. قال حافظ وهبة في كتابه (جزيرة العرب في القرن العشرين): إن
(1)
انظر عشائر الشام - أحمد وصفي زكريا، تقديم المحامي أحمد غسان سبانو، ص 612 وما بعدها، الناشر - دار الفكر المعاصر - بيروت، دار الفكر - دمشق.
اسم جبل شمَّر يطلق على السهل الواسع الممتد بين جبلي أجأ وسلمى الذي تسكنه قبائل شمَّر المشتغلة بالزراعة، وفي شعاب هذا الجبل ينابيع غزيرة وأراضين خصبة ونخيل كثير، والعاصمة حايل، ومن قراه فيد وقفار وعقدة وتيماء. وقال عباس العزاوي في كتابه (عشائر العراق):"إن شمَّر ليس جدا وإنما هو وصف لحقهم؛ وذلك أنهم من خرج من القحطانيين من اليمن، وكانت قد ألحفتهم السنون، فهاجروا إلى أنحاء جبلي أجأ وسلمى، فوجدوا فيها قبائل طيئ وزبيد فدفعوهم، فمال هؤلاء إلى أنحاء العراق والشام وغيرها، والظاهر أن هذه القبائل كان بينها خصام وخلاف، فحالف قسم منها القبائل القحطانية القادمة من أنحاء اليمن، فانتصر على عدوه، ومن ثم تولى السلطة والرئاسة على قبائله والقبائل المتحالفة معه، والكل يرجعون إلى القحطانية، فإن طيئا من قحطان أيضًا، فصار الكل يدعى باسم البطن (شمَّر) المنتصر على عدوه، وقيل للجميع (شمَّر) تقليدا، وإلا فلا تزال قبائل عبدة من شمَّر تمت إلى القحطانية رأسا، وقبائل الأسلم تمت إلى طيئ، وكذا قبائل زوبع" اه.
وعشائر شمَّر المتفرقة في الأواصل والمنابت قد اجتمعت من بعد، وكونت مجموعة أحلاف قوية، ثم نزح قسم كبير منها إلى العراق والشام، وبقي قسم في نجد على ما سنذكره، لكن العشائر الباقية في نجد، والعشائر التي نزحت إلى الجزيرة الفراتية، وإن كانت قد انفصلت جغرافيا، إلا أن بطونها وأفخاذها هناك وهنا واحدة، وصلة الرحم بينهما محكمة، فترى أحيانا جماعات من شمَّر الجزيرة تذهب إلى نجد، لقضاء فصل من فصول السنة طلبا للمرعى، وترى جماعات ممن تخلفوا في نجد تنزح وتلتحق بأنسابها في الجزيرة، وهكذا دون انقطاع تام بين الأصول والفروع، مما يجدد ويقوي أواصر القربى.
تاريخ شمَّر: إن هجرة عشائر شمَّر من أوطانها في نجد إلى ديار العراق والشام كانت متقطعة ومتتالية، كهجرة عشائر عنزة، وقد حدثت مرتين، الأولى قبل عنزة، والثانية مع عنزة، أو في نفس الوقت تقريبا، جاء السابقون منهم في الهجرة الأولى على ما يظن في أوائل القرن الحادي عشر، في عهد ولاة العراق المماليك، وذلك بسبب المحل وضنك العيش في جبل شمَّر المذكور؛ أي لأسباب اقتصادية، فذهب بعض هؤلاء وقتئذ إلى العراق، لتفوقه في الخصب والري على
الشام، وصار فيه بعد حين طويل من العشائر المتحضرة الريفية، فمن هذا القسم الصايح وزوبع وسنبس وغيرهم ممن يدعون هناك (شمَّر طوقة)، وقد تتابع زحف هذه العشائر إلى شمالي العراق في أوقات مختلفة، وكان كل فريق منهم يرد لأدنى فرجة يراها في صفوف العشائر التي مالت إلى الزراعة والحياة الريفية فتخلو له البادية، وقصده بهذا الورود أن يتقوى ويعتز بأقاربه، فلا تمضي مدة حتى يستكمل الفخذ عدده والعشيرة رجالها وهكذا. ويذكر السائح الدانمركي نيبوهر أنه صادف جموعا من شمَّر في حدود سنة (1179 هـ - 1765 م) في أنحاء هيت والكبيسة، وأنه كان أكثرهم من فرق أسلم والزكاريط (عبدة).
ويروي المقدم مولر الفرنسي عن شمَّر حكاية هجرتهم هذه، أنهم لما ألحت عليهم أعوام المحل وضنك العيش، وفدوا إلى بادية الشام، فشرعوا بمهاجمة تدمر، فنهبوها وخربوها، ثم أرادوا النفوذ إلى براري حمص وحماة التي جذبتهم بنضرتها، فصدتهم عشيرة الموالي التي قدمنا بحثها مرارا، وقد كان أمراؤها وضعوا وسط الحماد في موقع اسمه الحوة عمودا دعوه عمود الحمى، منعوا اجتيازه على العشائر النجدية وغيرها، وقد دام الصراع بين شمَّر والموالي وأحلافهم من العمور والحديديين زمنا طويلا، وكان سجالا وبفترات ومهادنات كانت تختل بسرعة، وفي وليمة كان رؤساء شمَّر ضيوفا فيها على أمير الموالي، غدر الموالي وذبحوا عددا من الرؤساء المذكورين، لا يزال شعراء شمَّر يذكرون مراثيهم، وقد ثأرت شمَّر لهذا الغدر ولم تتركه، على أنه لما أعيتها الحيلة رجعت ونزلت في ضفاف الفرات اليمنى (الشامية) من أرض العراق، كما قال السائح نيبوهر، وكانت تصل غربا إلى أنحاء الدير وجبل البشرى، وجبل العمور، ولكن بعد مدة وفدت طلائع عنزة (الأحسنة) في القرن الثاني عشر، ولحقتها الفدعان، فاتفقت عنزة مع الموالي، وهاجمتا عدوتيهما شمَّر حول آبار الكديم وأبي فياض، وأبعدتها من براري الشامية، فاضطرت شمَّر إلى الرجوع إلى نجد موطنها الأصلي، وحاولت في رجوعها هذا أن تحتفظ بحريتها ومنعتها، لكنها اصطدمت باستفحال الحركة الوهابية وانبساط الدولة السعودية، فقد كان الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود وقتئذ (1179 - 1218 هـ) استولى على القصيم والجوف، وبلغ في غزواته وغاراته العراق شمالا، وعُمان جنوبا، وعسير غربا، وقهر العشائر الثائرة كبني خالد ومطير وعتيبة وغيرها، وضغط على البدو
للدخول في طاعته، وقبول الدعوة السلفية، وأمرهم بجز الشعاف (شعر الرأس)، وتأدية الزكاة له وما ماثل، فلم ترضخ شمَّر وقامت تناوئه، واستعان بها وقتئذ شريف مكة وأمير الحجاز غالب بن مساعد في حروبه ضد الوهابيين سنة 1205 هـ، وكان هذا الشريف قد شكي للدولة استفحال الحركة الوهابية، وبين لها خطرها على الجزيرة العربية، كما شكى أسلافه مرارا، فلم تعر الدولة أذنا لدبيب الهرم فيها، فلما يئس منها جهز هو فرقة عسكرية، واستنجد بعشائر شمَّر وحرب، فأقبلوا إليه بجموعهم، فأضافهم إلى جنده، وأرسلهم لمقاتلة الوهابيين، فتوغلوا وتواقعوا معهم في مواقع مختلفة، وفازوا في بادئ الأمر، ثم رجعوا دون نتيجة حاسمة، وقد أدى هذا الرجوع لتشدد عزائم الوهابيين، في السيطرة على أطراف الجزيرة العربية، ولما رأت شمَّر التي خاصمت الوهابيين وعاركتهم ما أصابوه من رجحان؛ أيقنت أنه لم يبق لها مقام، فرحلت إلى سهول العراق نهائيا، فجاءت في تلك السنة (1205 هـ) وعلى رأسها آل محمد (الجربا) ومعها كل فرق الخرصة وسنجارة وبعض فرق العبدة، يقود الجميع مطلق ابن الحميدي بن جعيري بن مجرن (مقرن) آل الجربا. ووصلت إلى أنحاء الوديان داخل الحدود العراقية الحالية، ولما جاء سعود بن عبد العزيز آل سعود يوالي غاراته على أطراف العراق، اشتركت شمَّر مع عشائر العراق في حربه ودفعه، فقتل مطلق المذكور في إحدى المعارك (سنة 1212 هـ) وخلفه أخوه فارس الجربا. ووصلت بعد حين بقية عشائر عنزة كالفدعان والأسبعة والعمارات من شمالي الحجاز كما قدمنا، ولنفس السبب الذي خرجت به شمَّر، وهو المحل وضنك العيش في بلادها، وشدة آل سعود التي أحاطت بهم وقتئذ، نفذت هذه العشائر إلى براري حمص وحماة وحلب ودير الزور، وصارت تصل في نجعتها إلي وادي عامج ووادي حوران، وتزاحم شمَّرا على المراعي والمناهل، ورأت شمَّر قلتها إزاء خصومها الكثر، فاضطرت إلى أن تعبر الفرات وتنساح في سهول الجزيرة الفراتية، وتستولي عليها تدريجيا من نصيبين حتى قرب بغداد، وقد زاحمت وقتئذ وأزاحت العشائر القديمة المستقرة في تلك الأنحاء، كطيئ والعبيد والبيات وجيس وغيرها، وصار أكثر هؤلاء يدفع لها الخوة، ويعزف عن البداوة، ويمتد في الحويجة بين جبل حمرين والدجلة، ويحرث ويزرع، ولم يتملص من دفع الخوة ويبقى في مكانه إلا قبيلة طيئ، لكرم محتدها ولقرابتها القديمة من شمَّر، وقد اكتفت بتزويج بعض بناتها إلى رؤساء شمَّر.
ومما تتناقله الألسن: أن فارس الجربا المذكور لما رأى أن سبل العودة إلى نجد مع عشيرته شمَّر قد سدت، وأن موقفه صار مهددا بالخطر، لمتابعة السعوديين الهجمات على أطراف العراق، وكان قد تحقق من أن الجزيرة العربية الفراتية أكثر أمانا له ولعشيرته، عبر الفرات من موقع هيت في أوائل سنة 1216 هـ مع خمسين بيتا من عشيرته الخرصة، وكانت السيطرة الكاملة في الجزيرة لقبيلتي العبيد وطيئ، واستقراره فيها كان متوقفا على محاسنة هاتين القبيلتين. فلم يغفل عن هذا، فأسرع إلى جوار العبيد أولا ملتجئا إلى حماية شيخها حمد الظاهر، فتلقاه هذا بالترحاب، وكانت العادة المتبعة لدى العشائر البدوية تقضي على العشيرة أو الفرقة النازلة مجددا أن تقيم هي أولا وليمة عامة تدعى إليها العشيرة القاطنة الأولى، لتكون هذه الوليمة مقدمة للتعارف والتآلف بينهما، فأقام فارس الجربا وليمة عامة دعى إليها شيخ العبيد وشيخ طيئ وشيخ الجبور وغيرهم، وقدم لهم منسفا كبيرا جدا فيه ناقة مطبوخة كما هي. وفي أطراف المنسف سكاكين مربوطة بالسلاسل لقطع اللحم، فاستعظم المدعوون ما رأوه واسترابوا وقالوا لبعضهم أن حالة هذا الرجل تدل على جلالة قدره، ولا بد أن تكون عشائر كثيرة وراءه، وستلحقه إلى الجزيرة إن عاجلا أو آجلا، فالرأي الصواب إن نقضي على هذه الشرذمة قبل أن تزداد بما يرد إليها ويستفحل أمرها، وفي رواية أن الذي أشار بهذا الرأي كان شيخ العبيد أحد المدعوين للوليمة، فلم يرق ذلك إلى البقية وقالوا: إن هذا الرجل جاءنا نزيلا، ولم يأت محاربا، فحدث بعد ما خشي منه صاحب المشورة.
لأن فارس الجربا بعد أن استقر في الجزيرة شرع يوالي الرسل والرسائل إلى عشائره النازلة في أنحاء الشامية المختلفة، ويدعوها إلى اللحاق به، وزيادة لها في الإغراء والتشويق كان يحشو حدج الإبل والركائب الذاهبة إليها من كلأ الجزيرة وأعشابها المتنوعة، الصالحة لرعي جميع أجناس المواشي، فهرعت إليه عشائر شمَّر من كل صوب وحدب، ولم يطلع عام 1217 هـ حتى كانت حوله بكاملها، سيما وأن السعوديين كانوا يتابعون هجماتهم على أطراف العراق، ويوالوا طروقهم مضارب الأعراب المخيمين هناك لاستحصال الزكاة، مما عجل
في عبور تلك العشائر، وامتلاء الجزيرة بموجة نجدية بدوية كبيرة، وكان أول فعل لفارس أن هاجم العبيد، وفتك بها فتكة فظيعة، وأكرهها على مغادرة الجزيرة، والانتقال إلى الحويجة شرقي الدجلة، وألحق بها بعد عشائر أخرى كالبيات والجحيش، ولم يسلم من ضغطه إلا قبيلة طيئ التي صاهرته وأمنت جانبه.
وقد أدت تلك الهجرة إلى انقسام شمَّر إلى قسمين متباينين جغرافيا وسياسيا، القسم الأول: شمَّر الجبل لإقامتهم في الجبلين المعروفين في نجد باسم أجأ وسلمى، وهم عشائر رحالة، وإن كان لأكثرهم مزارع ومغارس، وهذه العشائر ظلت في نجد، والتفت حول الأمراء من آل رشيد أصحاب مدينة حائل، وآل الرشيد كانوا يسيطرون - وخاصة في عهد الأمير محمد بن عبد الله الرشيد (1288 - 1315 هـ) على سائر البلاد النجدية، من وادي السرحان إلى وادي الدواسر، ومن تيماء وخيبر إلى قرب الخليج العربي، وكثيرا ما كانت سلطة محمد الرشيد. تمتد إلى تدمر وجبال حوران، وهذا الأمير هو الذي زارته الرحالة والمستشرقة الإنكليزية اللادي بلانت المشهورة، المغرمة بالبلاد العربية عامة، والخيول الأصيلة العربية خاصة، وقد قدمنا ذكرها والكتاب الذي ألفته عن رحلتها إلى حائل سنة 1297 هـ في فصل مكتبة البدو (ج 1 ص 15)، وكان الأمير محمد الرشيد صديق السلطان العثماني عبد الحميد، كما كان أقاربه آل الرشيد حلفاء الترك وأنصارهم، حتى نهاية الحرب العظمى الأولى، ولكنهم بعد وفاة الأمير محمد المذكور قضوا أيامهم في التنازع والتناحر، ودامت إمارتهم إلى سنة 1340 هـ التي ضم الملك عبد العزيز آل سعود فيها بلادهم وطوى بساطهم.
القسم الثاني: شمَّر الجربا، وهم أفراد العشائر الأربع التي تقدم ذكرها، الخرصة وسنجارة والعبدة وأسلم الذين خرجوا من ديارهم في نجد، وهاجروا إلى العراق والشام، بقيادة الرؤساء آل محمد (الجربا)، وتاريخ هؤلاء بعد هذه الهجرة سحابة القرن الثالث عشر سلسلة متصلة الحلقات من الغزوات والغارات على عنزة أعدائهم القدماء، ثم على العشائر الريفية التي أجلوها عن منارلها، أو أقضوا مضاجعها، واضطروها إلى العزوف عن البداوة والاتجاه نحو الفلاحة، ثم
على السعوديين الذين كانوا يفدون الحين بعد الحين إلى العراق، ثم على جند الدولة العثمانية وموظفيها، ثم على قرى الكرد والتركمان وغيرها.
إلا أنهم لم يبرزوا إلى الساحة كقوة سياسية إلا في سنة 1237 هـ، حينما استعانت الدولة بهم، وبغيرهم من العشائر على حرب العجم، في أيام الشيخ صفوق بن فارس الملقب بالمحزَّم؛ لأنه ما رفع من وسطه حزام الحرب أبدا، وقد أبلوا وقتئذ أحسن بلاء وردوا العجم، وكان صفوق هذا بطلا مغوارا، قيل أنه حارب الموالي في براري حلب وحماة، كما حارب عنزة مرارا، وقد لقبوه وقتئذ بسلطان البر، وهو لما رأى تغير الولاة في بغداد، ولم يحصل على الجعل الذي كان موعودا به، لقاء بلائه في حرب العجم، انقلب على الدولة وناوشها القتال، وهي إذ رأت عجزها عن دفعه، استعانت بعنزة (الروالة)، فزحفت هذه، تريد الفتك بشمَّر عدوتها القديمة، وجرت معركتان كبيرتان، كان النصر في الأولى لشمَّر، وفي الثانية لعنزة (1238 و 1239 هـ)، واندفعت عنزة على أثر هذا النصر تفحش وتنهب، وتحاصر بغداد،، ولما هال والي بغداد تفاقم الخطب، استجاش عشائر العراق الريفية، فتوقفت هذه في رد عنزة، ومن ذلك الحين حتى سنة 1287 هـ اشترك صفوق في كل الفتن التي أزعجت العراق، إلى أن قتله الترك في سنة 1256 هـ.
وأعقب صفوق عدة أولاد: منهم عبد الكريم، صلب في سنة 1285 هـ، بعد أن نهب الموصل، وعبد الرزاق قتل في إحدى المعارك ضد جند الدولة، وبقى فرحان وفارس، وهذان كانا عاقلين، عاشا مع الدولة بسلام، ونالا رتبة الباشوية، وتقاسما النفوذ على شمَّر، فارس في الشمال يقود شمَّر التابعين لمتصرفي دير الزور، وفرحان في الجنوب يقود شمَّر التابعين لولاة بغداد، لكن الرئاسة العليا كانت لفرحان، ففي زمنه ظلت شمَّر مجتمعة الكلمة موفورة الكرامة، غير أنه أعقب أولادًا عديدين من نساء مختلفات، ينتسبن إلى عشائر مختلفة، فكثر بنوه وأحفاده، وتقاسموا بعد موته نفوذ العشيرة ومناطق الخوة فيما بينهم، فاشتد النزاع وذهبت الريح، وأصبحت الرئاسة بيد أبنائه مجول والعاصي تارة، والحميدي تارة أخرى، وأكثر شيوخ فرق شمَّر هم أولاد فرحان باشا وأحفاده، الذين يتكنون بإحدى نسائه، كآل جزعة الشمَّرية، وآل درة الطائية، وآل سرحة الزوبعية، وآل أرطية المحمدية، وآل جرجرية الكردية،
وغيرهم. أما الشيوخ العمشات فهم أبناء صفوق المحزم من زوجته عمشة الطائية، وهم عبد الكريم وفرحان وفارس وعبد الرزاق ومحمد.
وخلال الحرب العظمى الأولى، كانت شمَّر تعادي الإنكليز وتوالي الدولة العثمانية، وبعد تلك الحرب اشتد نزاع رؤساء شمَّر بعضهم على بعض، واستمر مدة عشر سنوات (1337 - 1347 هـ) وزاد في الطين بلة انقسام منازلهم بين دولتي انتداب متجاورتين إنجلترا وفرنسا، ولعبت السياسة أدوارها، وبعد الاحتلال سكن العاصي بن فرحان المنطقة الشمالية، وأظهر أنه لا يتدخل في شؤون العراق، فاستلم المشيخة على شمَّر العراق حفيده دهام الهادي مستمدا من نفوذ جده المذكور، غير أن ابن عمه الشيخ عجيل الياور نازعه عليها، فمالت السلطة الإنكليزية والحكومة العراقية إلى الشيخ عجيل، لما توسمتا فيه من النباهة والنفوذ، وأصبح شيخا على عشائر شمَّر التي تقطن العراق، أما المشيخة على عشائر شمَّر التي تقطن المنطقة الشامية (السورية)، فقد ظلت في يد مشعل الفارس مدة مديدة، وكان ينازعه عليها دهام الهادى، إلى أن استقر الأمر في سنة 1347 هـ على الوجه الأتي:
ظل شمَّر العراق داخل الحدود العراقية في البراري الممتدة غربي الموصل وبغداد، وهذا الفرع هو الذي كان مرتبطا في عهد الدولة العثمانية بولاة بغداد، وتابعا إلى فرحان باشا المتقدم ذكره، وقد استلم رئاسته بعد الاحتلال الشيخ عجيل (عقيل) بن عبد العزيز بن فرحان من آل درة الطائية، الملقب بالياور؛ لأنه حين ولد صدف وجود ياور (مرافق) والي الموصل في منزلة أبيه، وكان رحمه الله طويلا جسيما، وسيما أنيقا، وكان أعظم رؤساء البادية العراقية في الملك والثراء، ورجاحة الفكر، والاهتمام بالقضايا العامة، وأكثرهم اتصالا مع الملك فيصل بولاة الأمور في داخل العراق، وبعظماء الشرق والغرب في خارج العراق، وأوفرهم نوالا لاحترامهم، دعاه الإنكليز في سنة 1353 هـ إلى لندن لحضور حفلة تتويج الملك جورج السادس، في جملة من دعوا من ملوك الأرض وكبرائها، فزار مدن أوربا وزادت معرفته، وبعد رجوعه عكف على الزراعة الحديثة في أملاكه الشاسعة، قرب محطة تل كوشك على سكة حديد الموصل،
وجلب سواحب وأدوات زراعية فنية، وهو ما إن تقدم فيها خطوات، وشرع يجني بعض الثمرات، وأوشك أن يكون في هذا المضمار خير مثال لغيره من رؤساء العشائر، وكبار الملاك، حتى فاجأته المنية سنة 1359 هـ، فخلفه في مشيخة مشايخ شمَّر العراق ابنه صفوق المتعلم في جامعة بيروت الأمريكية.
أما فروع شمَّر التي أصبحت داخل الحدود الشامية (السورية) في محافظة الجزيرة فهي: أولا (شمَّر الزور أو شمَّر العمشات)، وهو الفرع الذي كان يديره قديما فارس باشا أخو فرحان باشا، وكان هذا مرتبطا بمتصرفي دير الزور، مما دعا لتسميته بشمَّر الزور، ثانيا (شمَّر الحدود أو شمَّر دهام) المنفصل عن شمَّر العراق القديم، الذي كان يسوده فرحان باشا، وأغلب عشائر الفرع الأول من سنجارة، وأغلب عشائر الفرع الثاني من الخرصة، كما سيأتي شرحه.
أقسام شمَّر - قلنا أن عشائر شمَّر تنقسم إلى قسمين:
1 -
شمَّر الجبل أو شمَّر ابن الرشيد، وهم الذين ظلوا في بلادهم الأصلية في نجد، وصاروا من رعايا الملك عبد العزيز بن سعود، بعد أن كانوا قبلا تحت إمارة آل الرشيد الذين طويت صحيفتهم في سنة 1341 هـ.
2 -
شمَّر الجربا، هؤلاء هم العشائر التي انضوت إلى لواء آل الجربا، وجاءت إلى الجزيرة نازحة من نجد، وهي أربع عشائر غير متساوية العدد والمكانة والأرومة والحالة، تدعى الخرصة وسنجارة والعبدة وأسلم، وهم لا يفترقون عن عشائر شمَّر الجبل المتبقين في نجد؛ إذ نجد بعض أفخاذهم مشترك في نجد، وفي العراق وفي الشام، مما يدل على هجرتهم إلى هذه الأنحاء وتوزعهم فيها كما سنذكره.
وهذه العشائر هي كما قدمنا من حيث الأصل، إما (طائية) ترجع إلى قبيلة طيئ التاريخية من عهد بعيد جدا، كالخرصة وسنجارة وأسلم بما فيهم آل الجربا، ولوأن الصلة مفقودة بين هذه العشائر، وبين قبيلة طيئ المعروفة في زماننا إلا قليلا من المصاهرة التي حدثت من عهد قريب، وإما هي (قحطانية) غير طائية كالعبدة ومن إليها.
وتفريع هذه العشائر وأسماء بطونها وأفخاذها اختلفت فيه الأقوال وتضاربت وحيرت الباحثين، وجعلتهم يأخذون بالظن والترجيح، ويقبلون بوجود ثغرات وشوارد كما قال بذلك المستشرق الفرنسي مونتاني، الذي ظل مدة سنتين بين ظهراني شمَّر، ويستعين بعشرات المحققين، ومع ذلك فقد اعترف أخيرا بأنه لم يبلغ الغاية من الصحة والدقة، بحكم أن العشائر الشمَّرية متنقلة ومقسومة إلى شطرين في نجد والجزيرة، ومتباعد بعضها عن بعض، وفروعها تتأرجح بين الزيادة تارة والنقص أخرى، وقد ألف المستشرق المذكور كتابا قيما عن شمَّر وتاريخها، وحكاياتها وقصائدها الغرامية والحربية اسمه (قصص شعرية بدوية ملتقطة عند شمَّر الجزيرة)، نشره معهد الدراسات الشرقية الفرنسي في دمشق عام 1939 م.
لهذا فنحن سنأخذ أهم الأسماء التي جاءت في كتاب المستشرق المذكور، وفي كتاب (عشائر العراق) لعباس العزاوي ونقول:
سنجارة
" قبيلة شمَّرية كبيرة، طائية الأصل، ومن فريق الحريث من طيئ خاصة، وهذا على رغم فقدان الصلة بين العشائر الشمَّرية الطائية، وبين قبيلة طيئ المعروفة في زماننا، إلا قليلا من المصاهرة التي لم تحل دون هذا البعاد العريق في تقدمه، وقبيلة سنجارة هي قريبة قبيلة زوبع التي في العراق، حتى أن نخوتها العامة (زوبع)، ونخوتها الخاصة (جدعة)، واسم سنجارة جاءهم فيما زعموه من جدهم الأعلى، الذي ربته جارية اسمها سنجارة، فسموا بذلك، ورئيسهم بعد آل محمد هو (الأحدب)، وهم من أعظم عشائر شمَّر، بعضهم في نجد، وبعضهم في العراق والشام (سورية)، وهم عندنا حصة آل عمشة من الرؤساء، وفي هذه العشيرة فرقتان كبيرتان هما الثابت والفداغة، وهناك فرقة ثالثة هي (العامود) منهم من يلحقها بسنجارة، ومنهم من يلحقها بالخرصة.
أما الثابت ففيها من البطون (آل زرعة) في مشيخة صعب بن متعب الأحدب، وأفخاذهم آل عكبة في مشيخة ظاهر الرويس، وفنودهم الوضحان والشرارة والجودان والروسان، ثم (آل جاسم) وفنودهم الحدبان وآل وسيد، ثم
(الحذانا) وأفخاذهم آل نجم في مشيخة ابن محيثل، وفنودهم المثيتة والدجارة. ثم (آل عمار) في مشيخة ابن محيثل أيضًا، وفنودهم العجارشة والدياب.
أما الفداغة التي رئيسها هجر بن وتيد، ففيها من البطون الزملات والحميِّر والطيور، فمن أفخاذهم الزملات، الحبسا واللوبان، ومن الحميِّر الغريب رهط ابن أبي وتيد رئيس الفداغة كلها والمطعات والرثعة وآل سيد وآل سويد والغفيلة، ومن الطيور النابت والكذور والبواريد، ويعد من شيوخهم الكبار محمد بن أبي وتيد وخليف اللكلك، ويذكر المسيو مونتاني المستشرق الفرنسي عن الفداغة هذه، أنهم بعدوا عن البداوة، ومالوا إلى الحضارة بحكم اشتغالهم بالزراعة، واتصالهم برؤساء الأكراد ووجهاء النصارى، وقد قلَّت نجعتهم حتى كادت لا تمتاز عن نجعة الأكراد، ووقعت فرقتهم في تشتت وخذلان، بحكم كثرة زواج أبناء هذه الفرق ببنات العشائر الريفية، وفي الفداغة أناس ما برحوا على اتصالهم مع أقاربهم الذين في حويجة العراق، شرقي الدجلة الباقين على بداوتهم، وأناس قد انصرفوا بالمرة لحياة الحضارة، وكادت صلتهم تنقطع مع نجد، ولم يعد يأتيهم أناس من البادية يذكرونهم بأخبارهم وأساطيرهم الغابرة، وهم وإن كانوا يحفظون أسماء أبطالهم السالفين، لكنهم يجهلون قصصهم، حتى أن لهجتهم قد تبدلت. وصارت تماثل لهجة الشوايا باللفظ وكثرة المفردات، وأكثر فرق هذه العشيرة تحضرا واستقرارا هم القاطنون في الحويجة وقرب بغداد، ولم يبق مثلا عند الصايح وزوبع إلا بضعة طوائف من الرعاة، أما أكثر الفرق فقد تحضر واستقر، وصار يتكلم لغة الفلاحين، اه.
ويؤيد هذا القول ما جاء في كتاب (عشائر العراق) أن الفداغة فرقة من سنجارة ويعدون من زوبع، وأساسا الكل من زوبع لما بينهم من اتصال قريب، ففداغة العراق يسكنون في أراضي اليوسفية، أما بقية زوبع فيسكنون أراضي أبي غريب غربي بغداد، على أن قسما منهم لا يزال في البادية مع سنجارة، ويعيش في البداوة، اه. ويذكر من رؤساء الفداغة في الجزيرة مطيران الزعيتر والوضيحان.
أما العامود ففيها من البطون الغضا والتجاغفة والخلف، وهذه الفرقة أقل من غيرها عددا، ويقال أن لها أقرباء كثيرين في نجد، وقد اشتهر فيها الشيخ حسن العامود بأنه من أشهر العوارف.
الخرصة
قبيلة شمَّرية كبيرة طائية الأصل، وهم أقرب قبائل شمَّر إلى آل الجربا، وأشدهم تعلقا بهم، وتعضيدا لهم، ونخوتهم (سيافة)، قسم منهم الآن في العراق مع الشيخ صفوق بن عجيل الياور، وقسم في بلاد الشام (سورية) مع الشيخ دهام الهادي، وفرقهم الغشم والهضبة والبريخ والبهمان والصبحة والعليان والحصنة، وهناك من يجعل فرقة العامود التي ذكرناها في بحث سنجارة من جملة الخرصة، وتتفرع هذه الفرق إلى بطون وأفخاذ كثيرة في بحث نقتصر منها على ما يلي: ففي الغشم بطون الصبحة والملحان، وفي العليان العكاب والمعزي والسبية والحثاربة والدايس والشحاذة والطرابلة، وفي البريج البهيمان والولفة والماجد والسعدي والحصنة، ومن شيوخ الخرصة يذكر حاجم بن غشم في الغشم، ويردان بن جليدان في الهضبة، وابن دايس في العليان، والقعيط في البريج وابن سعدي في الحصنة، والفند في الصيحة، ومن عوارفهم ابن سعدي وابن هديد، ويعد آل دايس في العليان من أعرق البيوت في الخرصة، ومقامه يأتي بين الرؤساء بعد آل محمد، ويليه القعيط في البريج.
العبدة
قبيلة شمَّرية قحطانية الأصل، نخوتها (سناعيس) وهي التي كانت سائدة في نجد قبل مائتي سنة، ويكفي أن يذكر أن آل علي وآل الرشيد حكام نجد السابقين كانوا منها، ولا يزال لها هناك منازل وأملاك مهمة. وقد نزح قسم كبير منها إلى جزيرة من عهد قريب، هربا من آل سعود بعد فتحهم (حائل) وطيهم بساط آل الرشيد، فزادوا بذلك عدد العبدة وهي تنقسم إلى جذمين أو صنجين: اليحيا والربيعية، ففي الجزيرة من (صنج اليحيا) فرقة الفضيل التي رئيسها عقاب ابن عجل، وهو رئيس العبدة كلها، وعارفة الجميع، وفي هذه الفرقة أفخاذ المياخة والشرمان والشريب والعجل والحيساج، وفرقة المفضل التي رئيسها دايس
ابن جبول، وفيها أفخاذ الجبول والمنيس وبني سعد وبني ندا والعيراب والزبدة والمساعيد، وأخيرا فرقة الشميلة، وفي الجزيرة من (صنج الربيعية) فرق الهامل والجدي والدغيرات (وهي في نجد أكثر منها في الجزيرة) والعفاريت والزكاريط والمراد والمحيسن، ومن شيوخ العبدة ابن عجل وابن سنجي أحد شيوخ العفاريت، يملكان وحدهما أرضين في قضاء تل أعفر غربي الموصل، ومن عوارفهم مسلط بن شريم من اليحيا، وجزاع بن عنيزان من الجدي.
أما في نجد فللعبدة أملاك ومزارع كثيرة، يستغلونها بأيدي فلاحين حضر من جبل أجأ، ومنهم هناك من صنج اليحيا فرق المفضل والفضيل والعزي والغزال، ومن صنج الربيعية فرق الجعفر (الذي منها آل علي حكام جبل شمَّر قديما قبل آل رشيد المعدودين من الجعفر أيضًا) والجندة والدغيرات والحسين، ومنهم فرقة الجيطة، تتبدى في النفوذ غالبا.
الأسلم
قبيلة شمَّرية طائية، هي أقل عددا من غيرها، ولا يزال لها بساتين نخيل في جبل سلمى، وإليها ينتسب بهيج وسنبس، اللذان كانا من رؤساء شمَّر الكبار في زمن بعيد. وقد جاءت منها بضع فرق إلى الجزيرة الفراتية من عهد قريب، وفرقها: أنبيجان في مشيخة دياب بن حسان رئيس الأسلم كلها، ومن فروع هذه الفرقة اللحالحة والهدر والجباريت والحذلة واللهيب الذين أصلهم من الجبور، والتحقوا بشمَّر من زمن بعيد، والبعير في مشيخة حواس السراي والجحيش، وهم غير الجحيش من زبيد، في مشيخة خلف بن دليان، والواهب في مشيخة محمد بن ضاري بن طوالة رئيس الأسلم في نجد، وأخيرا المسعود.
هذا، والأسلم ومعها عشائر الصبحي والزميل والتومان تسمى (عشائر الصايح أو الصوايح)؛ لأنهم تصايحوا حينما انضووا إلى لواء الصديد في نزاعه مع الجربا، وكان الصديد من الصبحي إحدى عشائر الصايح أيضًا، على رغم أنهم في الأصل من الجربا، ثم تنازعوا وافترقوا عنهم، ومن فرق الصديد الميامين والخماس الوحدان والشبيش.
التومان
قبيلة شمَّرية صغيرة مستقلة، اشتقت من سنجارة، ومن فرقة الثابت، وغالبهم في أنحاء الموصل، وبطونهم الهدبة، وفيه أفخاذ السهيل والربعة والعودة والجمازة، والمجرن وفيه أفخاذ الطويلة واليعيش والسيد.
قدمنا في حديثنا عن تاريخ شمَّر أن فروع هذه القبيلة التي ظلت داخل البلاد الشامية، واستقرت في محافظة الجزيرة تنقسم إلى (شمَّر الزور وشمَّر الحدود) حسب التعبير الذي وضعه الفرنسيون في أول احتلالهم، بالنسبة لما وجدوا عليه هذه الفروع وقتئذ، وإذا كان هذان القسمان هما اللذان يتعلقان بموضوع كتابنا نقول:
شمَّر الزور
هؤلاء من قبيلة سنجارة التي تقدم ذكرها وتفريعها، ويسمون أيضًا شمَّر العمشات، بحكم أنهم حصة آل عمشة الطائية، المنحدرين من عبد الكريم، أو من فارس ولدي عمشة إحدى زوجات جدهم صفوق الفارس المعروف بالمحزَّم، وهم القسم الذي كان يسوده قديما فارس باشا الصفوق، وكان هذا مرتبطا في عهد الترك بمتصرف لواء دير الزور؛ لأن هذا اللواء كان واسعا جدا يضم محافظتي الفرات والجزيرة الحاليتين، وهؤلاء يمكن أن يقدر عدد بيوتهم نحو 2000، وفيهم من الفرق الكبيرة: العامود والفداغة والثابت التي تقدم وصف كل منها، وهم بعد وفاة فارس باشا الصفوق تبعوا ابنه مشعل باشا الفارس مدة من الزمن، ثم صاروا في رئاسة الشيخ ميزر العبد الكريم الصفوق أحد ممثلي شمَّر في المجلس النيابي السوري، وقد خلف ميزر أباه عبد المحسن بعد وفاته في سنة 1353 هـ، وورث منه ثروة طائلة، وكان في عنفوان الشباب والنشاط، وعنده اطلاع واسع على الشؤون العامة، وروح مرحة وطلاقة لسان، وصوته يرتفع آنا فآنا في مذكرات المجلس النيابي، ويملك ثلاث قرى، وأراضين واسعة في قضاء القامشلي.
أما مشعل باشا فهو من معمري آل الجربا، ومن رواسيهم الأجلاء المنظورين، وهو قد برز منذ أن أعان الترك والألمان خلال الحرب العالمية الأولى في حراسة سكة حديد حلب - الموصل بصفته ضابطا عثمانيا برتبة عقيد عسكري فخري، ولما انتهت تلك الحرب، وانسحبت جنود الترك من ضفاف الفرات شمالا نحو ماردين وأورفة، حفظ رجعتهم من تعدي شذاذ العشائر وظل على اتصاله ووفائه لهم، ولما بلغ الإنكليز مدينة دير الزور وبدأت حركات عشائر الفرات لحربهم وإخراجهم، اشترك في هذه الحركات، وأبلى في الوقائع التي جرت في دير الزور وأبي كمال، وخاصة في حركات شمالي العراق في بلدة تل أعفر، حينما هاجم هو وابن عمه عجيل الياور وبعض رجال شمَّر مصفحات الإنكليز وعطلوها وقتلوا رجالها، كل ذلك في سنة 1339 هـ.
وبعد أن سقطت بلاد الشام بيد الفرنسيين اتصل مشعل باشا بهم، وزار الجنرال غورو في بيروت، في جملة الوفود التي كانت تساق إلى زيارته، لكنه رفض تكليف الجنرال المذكور بتجهيز حملة من عشائره، مع الفرنسيين لحرب الترك في أورفة، وما إليها، فأغضب بزيارته هذه الترك الذين حسبوه انقلب عليهم، كما أغضب الفرنسيين الذين حسبوه ضدهم، ونكب بهذين الظنين الخاطئين؛ إذ هاجمه الترك بقوة كبيرة، ونهبوا بيته في غراسة وأحرقوه، كما سلط الفرنسيون عليه بعض أنصارهم، فباغتوه في جنوبي جبل عبد العزيز وقصفوه برشاشاتهم، لكنه دافع في الهجومين ونجا.
وفي سنة 1346 هـ صار نائبا عن شمَّر كلها في المجلس التمثيلي في دمشق، وانضوى يومئذ إلى الكتلة الوطنية، ثم اختلف مع الفرنسيين في الحسيجة لنزعته الوطنية، ومن جراء جباية الضرائب المفروضة عليه، فلقي من ذلك عنتا واضطهادا لم يتحمله إباؤه، فنزح إلى العراق، وبقى فيه زمنا إلى أن تمت له أسباب العودة إلى منازله فعاد، ولما تقدم في السن، واستلم ابن عمه الشيخ ميزر رئاسة سنجارة اختار الإقامة في دمشق غالبا، وكان فيها يقضي شيخوخة صالحة يحدث زواره بأحاديث طويلة موزونة، عما قاساه في حياته المديدة من شؤون وشجون كثيرة، وبأخبار البادية وتاريخ عشائرها، وهو في هذا الباب الحجة التي لا تبارى.
شمَّر الحدود
هؤلاء من عشيرة الخرصة التي تقدم ذكرها وتفريعها، ويسمون أيضًا شمَّر العواصي بالنسبة إلى آل العاصي بن فرحان، وشمَّر دهام بالنسبة إلى الشيخ دهام الهادي العاصي، الذي هو رئيس الخرصة دون منازع، وكانوا قبلا يسمون شمَّر العراق كما قدمنا، وهم القسم الذي كان يسوده قديما فرحان باشا الصفوق، وكان هذا مرتبطا في عهد الترك بولاة بغداد، وبعد فرحان باشا خلفه ابنه العاصي، وهذا لما شاخ ومرض اضطر إلى المكوث في دمير قبو في الأراضي التي خصصها له الترك، وكانت رئاسته وقتئذ اسمية، أما الرئاسة الفعلية فكانت في يد حفيده دهام بن الهادي، الذي اعترف به بعض العراقيين والإنكليز باسم (شيخ مشايخ شمَّر)، لكن دهام لم يسالم الإنكليز في بدء الاحتلال، بل نازعهم وعاركهم مرارا، فقصفته طائراتهم في سنة (1340 هـ - 1922 م) واضطرته إلى الالتجاء للأراضي الشامية (السورية) مع قسم من شمَّر التي ظلت وفية له، وأكثرها من الخرصة وأسند الإنكليز والحكومة العراقية رئاسة شمَّر في العراق إلى ابن عمه عجيل الياور على ما قدمنا، فتتألف من جراء ذلك جمع جديد من شمَّر ضمن بلاد الشام سماه الفرنسيون (شمَّر الحدود) لقربه من الحدود، وظل الشيخ دهام نافرًا من ابن عمه عجيل الياور لقيامه مكانه في العراق، إلى أن تم الصلح بينهما في مؤتمر عانة في سنة 1344 هـ، ومؤتمر القامشلية في سنة 1349 هـ، وتم استقرار الشيخ دهام في جنوبي شرقي قضاء القامشلية من رجلة القصروق إلى المسعوديات قرب محطة تل كوشك.
والشيخ دهام من كبار رؤساء العشائر ونبهائهم النافذين، واحد نائبي شمَّر في البرلمان السوري، وفي الحرب العالمية الثانية تذكر الإنكليز ثوراته السابقة عليهم في بدء احتلالهم العراق، فنفوه مع غيره إلى جزيرة قمران وسط البحر الأحمر، وظل فيها قرابة سنتين إلى أن عفي عنه وأعيد.
وأسماء قرى شمَّر الخرصة التابعة إلى مخفر درك جل آغا هي: جل آغا ودمير قبو وقنيطرة وكفرونة وكريفات وتل مشحن وأبو حجر وتل الهادي
والدردارة والعرجة وتل حداد وغيرها، وأسماء المنازل التي يحلون فيها هي المسعودي وسويدية وتل الشيخ وعوينة وتل رميلان وتل علو، وقد كتب لي أن أبيت ليلة من شهر تشرين الثاني 1943 م عند الشيخ باشا المتعب العاصي، وكان مخيما في تل رميلان المذكور شمالي محطة تل كوشك، وأن أصادف ليلتئذ في مضربه الكبير عددا من التجار الحمويين والحمصيين، يتسوقون غنما بوساطة الشيخ باشا المذكور، ورأيت مثله في التوسط لتجارة الغنم ابن عمه هذال الفهد العاصي، هذا، ومشتى الشيخ دهام في تل علو الذي فيها إحدى محطات سكة حديد بغداد، ومصيفه في حموكر، وله أراضي في السبع سكور جنوبي الحسجة، شارك عليها بعض الدمشقيين، وأراضي أخرى في دمير قبو، هذا غير أراضيه الشاسعة المترامية في شرقي تل العطشان وجنوبه حتى الحدود العراقية.
هذا، وعشائر شمَّر كلها لا تزال من خلص البدو في حلها وترحالها كل أيام السنة، لكن البداوة أكثر ما هي باقية عند الخرصة، أما سنجارة وخاصة الفداغة المنفردة لنفسها فقد تأثرت -كما قلنا- بمخالفة العشائر المتحضرة من أعراب وأكراد، وبمصاهرتها حتى أن لهجتها مالت نحو لهجة الأعراب الشوايا، ومما يبشر بميل شمَّر نحو التحضر شغف الشيوخ باستملاك القرى والمزارع، في سهول الجزيرة الخصبة واستغلالها، وبازدياد قطعان الغنم لديهم، وباشتغال بعضهم بتجارة هذه القطعان، مما سوف يؤدي إلى اقتداء أتباعهم بهم وتحضرهم تدريجيا - والناس على دين ملوكهم.
وشمَّر اسم مرعب في البراري الجزيرية والشامية والعراقية؛ لأن جميع أفرادها مسلحون، ولا يقتصر الشيوخ في الحدود السورية على البنادق الألمانية والإنكليزية والفرنسية، وإنما يملكون الرشاشات وبنادق تومي وكثير من العتاد أيضًا، ويضع الشيوخ في سياراتهم رشاشات من الأمام ومن الخلف، كأنهم ذاهبون إلى إحدى جبهات الحرب.
مكانة آل محمد (آل الجربا) - إن شيوخ شمَّر (آل محمد) لا يقرون بما ذكرناه من التقسيم الذي وضعته السياسة، ولا يعترفون بوجود أي حاجز، أوأي فرق بين شمَّر كلها، ويقولون: إن أي شيخ منهم في العراق تنفذ كلمته على أي جمع من شمَّر الشام (سورية)، وأي منهم في الشام (سورية) يستطيع أن يرأس أي فريق في العراق، والواقع يؤيد قولهم هذا؛ لأن الحدود بين شمَّر القطرين الشقيقين المارة بتل صفوق والممتدة مئات الكيلو مترات حتى تل كوشك هي وهمية، يجتازها الشمَّريون من هنا إلى هناك بلا حذر، فالاتصال دائم، والألفة بين الأفراد والنجدة حين الفزع الأكبر موفورتان.
هذا، ولكل عشيرة رئيس لا يتجاوز نفوذه نطاقها، وله مكانته وسلطته، لكن الرئاسة العامة على شمَّر لآل محمد (آل الجربا)، وهؤلاء هم في الأصل من طيئ القدماء وذوو الرئاسة العليا على شمَّر، منذ أقدم العهود قبل آل الرشيد وآل علي الذين كانت رئاساتهم مؤقتة، وإذا جد الجد واحتدمت المشاكل الكبرى، فإن شيوخ شمَّر من غير الرؤساء لا يحكمون إلا على فروعهم القريبة، ولا يمثلون إلا أبناء عمومتهم؛ أي أن مرد البت في كل أمر خطير هو إلى (آل محمد) وحدهم، ومما يحكى عن نفوذ هذه الأسرة على أتباعها أنه من الشدة بحيث
(1)
لا يجرؤ أي شمَّرى كان مهما سمت منزلته، أن يجير منهم أحدا من الناس، أو من أفراد العشائر الغريبة عنهم، وإذا حل ضيفا على أحدهم في بيته، أو إذا التجأ إلى حمايته، يقول له الشمَّري: أنا أجيرك وأحميك من عشيرتي، ومن أفراد شمَّر الآخرين كافة، حسب مقدرتي، إلا من الشيوخ (آل الجربا) فإني لا أحسن أن أجيرك منهم، فإنهم إن أخذوا أموالك أو ذبحوك، ولو في بيتي فلا أتمكن من حمايتك والذود عنك، وهم بذلك بعكس طبائع عربان عنزة، فإن الصغير منهم يجير من الكبير، والوضيع من الرفيع، على الحق وحسب العادات، والقوانين العشائرية الموروثة لهم، والمتبعة فيما بينهم، وإذا
(1)
جريدة صوت الفرات، العدد 39 السنة 1، مقال (معلومات عن تاريخ وأحوال شمَّر) بقلم: جلال علي التكريتي.
التجأ إلى بيت العنزي فرضا قاتل أخيه، أو أحد أفراد أسرته، دون أن يكون للقاتل معرفة بمنزلته من القتيل، فإن صاحب البيت يجيره ويحميه، إلى أن يوصله إلى مأمنه، ولا يرضى أن يهان في منزلة، ويقول أفراد عشائر شمَّر للناس بموقع المدح والإطراء عن شيوخهم الجربان أنهم يذبحون على الفراش، ومعنى هذا أنهم باستطاعتهم أن يقتلوا -ولا تبعة عليهم- من شاءوا داخل بيوتهم وعلى فراشهم، كائنا من كان من الناس التي لم تكن من شمَّر، حتى ولو كان ضيفا عليهم إلخ.
وقد سألت الشيخ دهام الهادي عن رأيه في هذين القولين المستغربين فصدق الأول منهما، ونفى وجود الثاني، وعلل الأول بأن عدم إجارة الشمَّري للغريب من شيوخه آل الجربا ناشئ عن شدة نفوذ هؤلاء الشيوخ، ووفرة حرمتهم، لدى كل شمَّرى، بحيث صار شأنهم تجاه أفراد عشائرهم، شأن الحكومات في الحواضر والمدن تجاه الأهلين الذين ليس لهم أن يجيروا أحدا مطلوبا من قبل الحكومات المكلفة وحدها بحفظ الأمن ورؤية المصالح العامة، كل ذلك لعلو كعب آل الجربا وسؤددهم المتحدر، كابرا عن كابر، بحكم أنهم كانوا فيما مضى هم حكام جبل شمَّر قبل آل علي وقبل آل الرشيد من شمَّر، وبالطبع قبل آل السعود العنزيين، وأن مرد هذا العلو إلى كونهم من طبقة أسمى، بخلاف الأسر المترأسة في عنزة وغيرها من العشائر، فإنها في الأصل من العشيرة نفسها، ولا مزية فائقة لها على غيرها، حتى لا يجير أحدهم لاجئ منها، ا هـ.
هذا، والعرف عند آل محمد الجربا تجعل أي واحد منهم شيخا على أي فريق من شمَّر، إلا أن المتّبع لديهم منذ نصف قرن، هو أن مشيخة الخرصة في آل فرحان باشا الصفوق، وخاصة في فرع العاصي (العواصي)، وهم أبناء العاصي بن فرحان الحاضرين، ومشيخة سنجارة في الشيوخ أبناء عبد الكريم الصفوق، أو أبناء أخيه فارس الصفوق المعروفين بآل عمشة الطائية (العمشات).
شجرة نسب آل محمد (آل الجربا)
جدهم الأعلى هو ابن محسن بن مشعل بن مانع بن سالم بن (محمد) رأس عمود النسب الطائي الأصل، فمن (مجرن) جاء الجعيري، ومنه الحميدي
ومنه مطلق وقرينص وعمرو وفارس، ومن (فارس الحميدي) جاء محمد وصفوق (المحزم)، ومن صفوق جاء عبد الرزاق وفارس وعبد الكريم وفرحان، فمن (عبد الكريم الصفوق) عبد المحسن وصفوق ومحمد، ومن (عبد الرزاق الصفوق) طلال وعلي ومن (فارس الصفوق) الحميدي وملحم ومسلط ومشعل، ومن (محمد العبد الكريم) مطلق ونواف وعبد الكريم ومشعل وعبد الرزاق، ومن (عبد المحسن العبد الكريم) ميزر وحواش، ومن (صفوق العبد الكريم) محمد.
أما فرحان الصفوق (فرحان باشا)، فقد قدمنا أنه تزوج عدة نساء من عشائر مختلفة جاء منهن أولاد وأحفاد كثيرون، فمن (الجرجرية الكردية) جاء الباشات، وهم زيد وميزر وبدر وأحمد والحميدي، وعن (جزعة الشمَّرية) جاء الجزعات، وهم مجول وجار الله والعاصي، فمن (مجول) جاء الحميدي ومنه فرحان ومحمد وحماد وعلي وراكان ودهام وعبيد ورديني. ومن رديني هذا طاووس وفانوس ودبوس، ومن عبيد درهو وأحمد، ومن (جار الله) جاء جدعان وتركي وفارس ونواف ونايف. ومن فارس الجار الله دياب وميزر ومحمد وسويلم، ومن (العاصي) جاء العواصي وهم شبيب وعيادة ومدلول وبنيان وصايل وزيد والهادي ومتعب وفهد وجاعد وحاجم، فمن عيادة رزوق، ومن مدلول علي وميزر، ومن صايل نوري، ومن الهادي صعب وفزع ودهام (الشيخ الحالي) وصفوق، ومن متعب باشا، ومن فهد منيف وهذال ومن جاعد حواش وشويش ومن حاجم هرير وهيجل، ومن (درة الطائية) جاء آل درة، وهم فيصل وعبد العزيز وشلال فمن فيصل وضحان وتركي وسعود ومسلط ومتعب وصفوق وآلماني ونوري ومشعان ونايف، ومن شلال جاء جزع وميزر ومتعب ومشعل وعلي ودهام وبنيان وحميد ومتني، ومن عبد العزيز جاء عجيل (الياور) وحاروش وراكان ومحمد وسالم، ومن (سرحة الزويعية) جاء آل سرحة، وهم عبد المحسن وثويني وهايش، فمن عبد المحسن زويد وصعب وزيد وسالم وعماش، ومن هايش جدي وجري وعليان، قلنا أن فارس باشا الصفوق أعقب
الحميدي وملحم ومسلط ومشعل، فمن مسلط حاجم ومشعل، ومن مشعل الفارس (مشعل باشا) نوري ونايف وتركي، هذا، ويسمى فرحان وفارس وعبد الكريم أبناء صفوق المحزم آل عمشة (العمشات) لتحدرهم من عمشة بنت شيخ طيئ، أما (مطلق الحميدي) فقد جاء منه مسلط وفهد ومن فهد سلطان ومنه سميط ومنه كردي ومنه سطام وهيكل ومشعل، وأما (عمرو الحميدي) فقد جاء منه شلاش، وأما (قرينص الحميدي) فقد جاء منه بنية.
هذا ما اقتبسناه من كتاب المسيو مونتاني الذي قضى سنتين بين شمَّر يجمع أخبارها وأنسابها، فإن كان ثمة زيادة أو نقصان فالعهدة عليه، والعصمة لله.
منازل شمَّر - منازل شمَّر في محافظة الجزيرة، فشمَّر الزور (سنجارة) في المغرب في ضفتي الخابور والجغجغ، داخل قضائي الحسيجة والقامشلية، وشمَّر دهام (الخرصة) في الشرق قرب الحدود العراقية، وجنوبي قضاء ديريك، وهم يبقون مجتمعين في هذه المناطق، على هيئة فرق صغيرة منفردة، ويعملون في تربية الماشية، ومنهم من يعمل في الحرث والزرع في أراضي الشيوخ، وشمَّر الزور (سنجارة) يبيعون نواتجهم في أسواق القامشلية والحسيجة وعامودة، وربما بلغوا رأس العين، أما شمَّر الخرصة فأكثر ما يغشون أسواق دميرقبو وقبور البيض.
أما في الشتاء فنجعتهم كبيرة في براري الجزيرة، فهي تقع من الشمال إلى الجنوب، فشمَّر الزور ينجعون المنطقة الواقعة بين جبلي سنجار وعبد العزيز في الشمال، ونهر الفرات حتى رواة في الجنوب، داخل الحدود العراقية.
أما شمَّر الخرصة فإنهم ينجعون ممالح البوارة، ويتوغلون في داخل الحدود العراقية أيضًا، ويصلون إلى رواة، بينما يكون رئيسهم الشيخ دهام مقيما في مضاربه داخل الحدود الشامية (السورية)، وكذلك يفعل الشيخ ميزر، شأن رؤساء العشائر كلهم، الذين آثروا البقاء وعدم اللحاق في الحل والترحال، والمناهل التي يردونها في الصيف، هي يسار الخابور عين ابن حرشان والبحرة والخاتونية والشلالة وكسيحة ووادي عجيج والروضة وأبو حامضة وغيرها، وفي يمين الخابور المغلوجة وسوسة والغرة في شمالي جبل عبد العزيز، وأم مدفع والبيضاء
والرويضات والجرعية والجزاعية قرب البليخ، الذي يبلغونه ويحتكون فيه بعنزة، وتحدث حينئذ مشاكل بين الرعاة على المراعي والمناهل.
حوادث شمَّر الأخيرة وخلافاتها مع جيرانها:
1 -
الخلاف بين شمَّر والفدعان: بعد أن توفي العاصي جد دهام في سنة (1343 هـ -1925 م) نقض دهام الصلح الذي كان بين شمَّر والفدعان من عنزة، وجهز غزوا كبيرا من جميع شمَّر (الخرصة وسنجارة)، وهاجم الفدعان، فتداخلت السلطة الفرنسية، وأوقفت القتال، وفرضت الصلح على الفريقين في مؤتمر دير الزور سنة (1344 هـ - 1926 م)، لكن الفتنة نشبت مرة أخرى في سنة (1347 هـ -1929 م) في أنحاء جبل عبد العزيز بسبب المراعي، فتدخلت القوى والطيارات الفرنسية، وانتهى الصلح في المؤتمر الثاني الذي عقد في دير الزور أيضًا، وساد الوئام من ذلك الحين.
2 -
الخلاف بين شمَّر وعشيرة ميران الكردية: في ربيع سنة (1350 هـ - 1932 م) قتل قضاء أحد إخوان الشيخ دهام الهادي في صدام حدث بين فرسان من شمَّر الخرصة، وآخرين من أكراد الميران، يقودهم نايف بك ابن مصطفى باشا المستو، ولم تنجح الوساطات في تأدية الدية، إلى حكم نايف بك بالسجن ثمانية أشهر قضاها وخرج، وظلت الحزازت مستمرة بحكم أن المقتول رئيس ووجيه، لا يغسل دمه إلا بالدم، بمقتضى العرف العشائري، على أن أهل الخير كانوا يأملون تسوية هذا الأمر بالحسنى، اعتمادا على الروح الطيبة في الفريقين.
3 -
الخلاف بين شمَّر والعقيدات: في صيف سنة 1360 هـ قتل العقيدات صفوق الفيصل ابن عم صفوق بن عجيل (الياور) شيخ شمَّر العراق، في غزوة كان يقودها على العقيدات داخل الحدود الشامية (السورية) التي تخطاها، فحدثت فتن ومعارك كثيرة من جراء هذا القتل، واتسع الخرق، وثأر شمَّر الجزيرة من العقيدات لابن عمهم المقتول، وسلبوا لهم غنما وفيرا، جله لتجار دير الزور، وعقد مؤتمر للصلح في الموصل، قرر المحكمون فيه (قاعدة الحفر والدفن)، لكن هذا الصلح لم يرق للعقيدات، فجددوا غاراتهم على شمَّر العراق؛ ذلك لأن ثلاثة من شيوخ العقيدات، وهم فارس الصياح من الدميم،
ومشرف الدندل من الحسون، وتركي النجرس من الثلث، لم يرضوا بالشيخ جدعان الهفل أكبر مشايخ العقيدات، الذي لم تستشر السلطات سواه في المفاوضات عن جميع العقيدات، فأعيد المؤتمر في دير الزور (1361 هـ - شباط 1942 م) وعقد الصلح نهائيا، ووقعه كل شيوخ العقيدات، كما وقعه الشيخ صفوق الياور، وأعيد الغنم المنهوب إلى أصحابه، لكن هذا الصلح أيضًا لم يدم للأسف، فتكررت غارات العبدة من شمَّر على العقيدات، مرتين خلال سنة 1945 م، ولم ينته الأمر كما يجب بين الطرفين.
4 -
الخلاف بين شمَّر والبقارة: كان خالد الحمى الطلاع رئيس فرقة البومعيش من بقارة الزور، نزح عن عشيرته لحوادث دم وغيرها، ولجأ إلى الشيخ ميزر عبد المحسن رئيس شمَّر الزور، وأقام على الحدود العراقية السورية مدة سنتين (1934 - 1936)، ولما أجازت الحكومة إلى الشيخ ميزر بوضع اليد على خمس قرى في ناحية الدرباسية ذات مساحات عظيمة، نقل خالد الحمى مع فرقته إلى هذه القرى، وحملهم على استثمارها بالشراكة مناصفة، فظل خالد المذكور فيها حتى سنة 1937 م التي اشتدت فيها حركات الفرنسيين ضد الحكم الوطني، وانحاز بعض ذوي الضمائر الرخيصة إليهم، ومنهم خالد المذكور (فيما رووه)، وأراد الفرنسيون وقتئذ أن ينتقموا من الشيخ ميزر لموقفه الوطني، بعد أن كانوا يظنونه معهم، فحملوا خالدا على عصيان ميزر، واغتصاب القرى، وطرد جماعة ميزر منها.
وشرع ميزر بالمراجعة والادعاء وسعى كثيرا إلى حل المعضلة بالحسنى، فلم يوفق خلال سني 1938 م -1943 م التي كانت الكلمة فيها للفرنسيين، وظل خالد الحمى مغتصبا القرى والحاصلات، وتصادف أن أحد الأكراد من الكيكية، وهو الحاج درويش موسى رئيس إحدى فرق الكيكية باع قرية تل بيدر إلى خالد الحمى المذكور، فلم يرق هذا البيع إلى عشيرته، لكرههم مجاورة البقارة، وأرادوا منعه، ثم كان خلاف قديم بين الشرابيين والبقارة، ومن هنا اتحدت شمَّر وميزر والكيكية والشرابيين ومعهم حرب، باعتبار أن الخلف لشمَّر، وهاجموا البقارة، فأنجدت بقارة الزور إخواتها بقارة الجبل، ومعهم البوحمدان الذين أصلهم من البقارة، واشتبك هذان المعسكران في معارك ظفر البقارة في الأولى عنها، ثم دالت عليهم في التالية، وفي الأولى بلغوا بيت الشيخ ميزر في قرية
سهكي (ثلاثة تلال) واقتحموه ونهبوه، وهو عمل معيب عند العشائر؛ لأن الرئيس الغالب إذا دخل بيت الرئيس المغلوب يجب عليه أن يحتله، ويصونه من النهب، وإذ كان البقارة عملوا خلاف ذلك، ثارت ثائرة شمَّر كلها، وأنجدوا ميزرا، وتفاقم الخطب وسالت الدماء، ووقع من الفريقين فيما قيل مئات القتلى من الرجال، خلاف الأطفال والنساء التي لا تذكر، وخربت مئات القرى، ونهبت عروض لا تحصى، وقيل أنه كان لبعض الموظفين يد سيئة في هذا الأمر، وطال الخلاف، وعقدت عدة مؤتمرات للصلح بحضور محافظي الجزيرة والفرات وغيرهم في أول سنة 1946 م، لم تثمر عن نتيجة، إلى أن أثمرت في المؤتمر الأخير الذي عقد في نيسان تلك السنة، وكان فيه السيد نوري إيبش ومجحم آل مهيد وراكان آل غبين، وتم الصلح على قاعدة (الحفر والدفن) بعد أن حدد عدد القتلى بثمانين من جماعة شمَّر، ومثلهم من البقارة، وعدد القرى التي خربت ب 135، وهكذا انتهت هذه الفتنة الشعواء.
5 -
الخلاف بين شمَّر والبومتيويت: حدثت في شهر آب 1946 فتنة شعواء أخرى، كالتي سبقت، ضمن الحدود بين شمَّر العراق تناصرهم شمَّر الجزيرة من جهة، وبين عشيرتي الأبومتيويت والجحيش الموصلية تناصرها يزيدية سنجار من جهة أخرى، وسببها هو خلاف على أرض للشيخ عجيل (الياور) أقطعها للأبي متيويت والجحيش على أن يستغلوها، وتكون مناصفة بينه وبينهم، فأدوا ما عليهم في السنتين الأوليين، ثم أمسكوا في الثالثة، وقالوا لن ندفع، فرفع أبناء عجيل الأمر إلى الحكومة العراقية مرارا، لكنه ظل بدون حل، إلى أن تجدد النزاع في آب سنة 1946 م، وتفاقم حين مجيء أبناء عجيل لطلب حصصهم من الغلال. ورفض أخصامهم التسليم، فوقعت أعنف معركة بدوية في زمننا سالت فيها الدماء، واحترقت بيادر، وخربت القرى الواقعة حول مكان النزاع، وسقط مئات من القتلى والجرحى من الفريقين، وقد هرع معظم شيوخ شمَّر من الحدود الشامية إلى المعركة، تأييدا لشمَّر العراق في حركتها، ووقفت الجزيرة بعربها وكردها إلى جانبهم، وأقبلت القوات العراقية والسورية، وتوسط العقلاء وهدأوا الحالة، وانعقد الرجاء بأن تبادر الحكومة العراقية لحل الخلاف، وإعطاء كل ذي حق حقه.
6 -
الخلاف بين شمَّر وعشيرة الملي الكردية: حدثت معارك عديدة في الربع الأول من القرن الرابع عشر الهجري بين شمَّر وعشائر الملي الكردية، التي وصفناها في بحثها الخاص، كانت خلالها شمَّر متنازعة بعضها مع بعض، مما أدى إلى الفشل وذهاب الريح، وإلى فوز إبراهيم باشا رئيس عشائر الملي المذكورة على شمَّر فوزا كبيرا، ذكر ذلك محمد علي بك ابن خليل بك آل إبراهيم باشا، وسألت الشيخ دهام عنه، فأقره، وبين أسبابه، وهو التنازع المذكور، إلا أن هذا الخصام القديم تبدل بعد إلى صلح ووئام، وحصلت مصاهرة بين الفريقين بزواج الشيخ ميزر عبد المحسن رئيس شمَّر الزور (سنجارة) بابنة خليل بك المشار إليه.
وأضاف أيضًا وصفي زكريا لمحة عن قبيلة طيئ القحطانية في سوريا بمحافظة الجزيرة التي حافظت حتى الوقت الحاضر على اسم طيئ قائلا:
قبيلة ريفية كبيرة، تعد القبيلة العربية الثانية في محافظة الجزيرة من حيث المكانة والنفوذ، وبعد الصيت وعراقة النسب، ومكانتها تأتي بعد شمَّر، ورؤساء طيئ يكادون يعادلون رؤساء شمَّر في كرم النبعة ووفور الحرمة، وهم يتزاوجون ويتصاهرون فيما بينهم، دلالة على التعادل.
وطيئ الحاضرة هي في الغالب منحدرة من قبيلة طيئ القحطانية القديمة التي تقدم الكلام عنها مرارا في بحث التاريخ، وفي بحث قبيلتي شمَّر والموالي، وهم لا يزالون محتفظين باسم طيئ الأصلي، وقد خرج أسلافهم من جبلي أجأ وسلمى، المعروفين قديما باسم جبلي طيئ، والآن باسم جبلي شمَّر، بعد أن استولت عليهما شمَّر، وأزاحت طيئا منهما، وكان من طيئ الأصلية هذه أمم كثيرة، ملأوا السهل والجبل، حجازا وشاما وعراقا، كما قال ابن خلدون: وقد تفرعوا إلى فروع كثيرة.
لكن المستشرق المسيو مونتاني الفرنسي الذي تقدم ذكره يقول في كتابه (قصص شعرية ملتقطة من شمَّر الجزيرة) أن طيئا الحاضرين ليسوا قدماء من زمن
بعيد في الجزيرة، ولا يمتون إلى من تحدث عنهم ابن خلدون إلا بعلاقة النسب، بل إن هؤلاء كانوا في القرن (12 هـ - 18 م) لا يزالون في نجد في جبلهم المسمى باسمهم، ضمن حلف عشائري مؤلف من طيئ وبهيج وسنبس، وهناك بيت شعر قاله رجل من شمَّر، يخاطب به أحد رؤساء طيئ:
قبلك بهيج حدروه السناعيس
…
من عقدة ما يتحلحل قناها
يريد أن بهيجا رئيس قبائل زبيد وأميرهم وقتئذ كان قبلك، وقد أصابته الضربة القوية منا، فأنزلناه من (عقدة) أي من أجأ وسلمى (جبلي طيئ) فلا نخشاك، ولا نبالي بك، وأنت أقل قدرة منه، ويقصد بالسناعيس الذين ينتخون بالسنعوسية وهم قبائل مهمة من شمَّر.
ويظهر أن مجيء شمَّر من اليمن إلى نجد، ومزاحمتها الحلف العشائري المذكور، أدت إلى هجرة هذا الحلف نحو العراق والجزيرة، فبلغت طيئ أنحاء الجزيرة، وبلغت سنبس وبهيج أنحاء كركوك في العراق، حيث تجد بقاياهما حتى الآن، والدليل على حداثة هذه الهجرة أن فرقة الأسلم الشمَّرية التي تمت إلى طيئ وإلى حاتم الطائي لا تزال تملك بساتين نخيل في جبل سلمى، وطيئ الجزيرة الحاليين يدعون أنه لا يزال لهم أملاك في نجد، وإن لم يكن لديهم ما يؤيد ذلك. ولما قتل الترك صفوقا رئيس شمَّر في حدود سنة (1843 م - 1256 هـ) قامت أرملته عمشة المشهورة بنت شيخ طيئ، وحملت أولادها ولجأت بهم إلى أخوالهم الطائيين الباقين في نجد، ولقت لديهم ترحابا.
ومهما يكن تاريخ هذه الهجرة، فإن عشيرة طيئ الحالية وخاصة بطونها الأصلية الأربعة سنبس وبنو اليسر (اليسار) والفرير والحريث، ومعها أحلاف عديدون مختلفو المنابت، جاءت إلى الجزيرة وفرضت سيطرتها على العشائر القديمة المستقرة فيها من قبل، ثم انبسطت من حدود دير الزور على الفرات إلى سفوح جبال الأناضول، وجبت الإتاوات (الخوة) من الأعراب والأكراد القديمين، وكانت في تلك الحقبة ذات سطوة وحركة كبيرين، من الغارات والمعارك، على نحو ما كان للعبدة والخرصة من شمَّر خلال القرن الماضي، وكانت طيئ كما
كانت شمَّر التي خلفتها منقسمة إلى جذمين كبيرين، ينفث الترك بينهما الشحناء دوما إضعافا لهما.
وقد اصطدمت طيئ بأمراء الموالي منذ القرن الثاني عشر وقبله، وبعث مرة أحد هؤلاء الأمراء أربعين فارسا لخطف فتاة من طيئ اسمها حمرة الموت، وكانت طيئ ضعفت من توالي عراكها مع حضر الجزيرة، فلم تستطع مقارعة الموالي ورد طغيانهم، إلا بمعونة عشيرة العبيد الزبيدية الأصل التي كانت في أنحاء الخابور، وعند طيئ (قصائد وحكايات - سوالف) عن وقائعها، ووقائع العبيد مع الموالي.
وعاركت طيئ عشيرة قيس (جيس) المعروفة بشدة مراسها وشرورها، حتى صار يضرب المثل بعدائهما الذي كان ضرامة لا يخبو، فيقال (مثل قيس وطيئ).
وقد أضعفت هذه الغارات والمعارك طيئا، بحيث إنها حينما وفدت شمَّر في أوائل القرن الثالث عشر الهجري، وعبرت إلى الجزيرة بقيادة فارس الجربا، دحرت طيئا إلى منازلها الحالية حول نصيبين، كما دحرتها من قبل من جبلي أجأ وسلمى في نجد، وبدلت اسم هذين الجبلين من طيئ إلى شمَّر، على أن شمَّرا فرع من طيئ، فيكون الفرع زاحم الأصل، وتتبعه من مكان إلى مكان.
ولا يزال رؤساء طيئ معدودين من كبار رؤساء القبائل في عراقة النسب، لهذا لما تخطت شمَّر إلى الجزيرة، وفرضت الخوة على عشائرها القديمة أبت طيئ أن تؤدي الخوة أنفة، واكتفت بتزويج إحدى بناتها، وهي عمشة ابنة شيخ طيئ حسين العبد الله إلى صفوق بن فارس الجربا شيخ شمَّر، وجاء بعد من عمشة هذه فرع كبير من آل الجربا دعي بالعمشات، وصار شيوخ شمَّر حتى الآن إذا خاطبوا أحدا من شيوخ طيئ ينادونه: يا خالي.
وقد سعى الترك منذ القرن الماضي لتحضير قبيلة طيئ، وحضوهم على الاستقرار، ومن ثم قلّت إبلهم، وزادت شياههم، وصغرت نجعتهم في الجملة، وانصرف أكثر فرقهم للزراعة، وللاختلاط بالأسر المتحضرة الغريبة، بينما بعضهم لا يزال محتفظا ببداوته الصرحاء، وأنفته عن الزراعة، تمسكا بالتقاليد اليدوية الأصيلة.
وقبيلة طيئ الموجودة في الجزيرة مؤلفة من فرق مختلفة المنابت، فبعضها أمثال العساف والحريث وسنبس وبني فرير واليسار من الطائيين الأقحاح، أما البقية فإنها ليست بالنسب من طيئ، وإنما هم حلفاء، أو مستجيرون، أو أعوان رؤساء طيئ، وقد غلبتهم التسمية، وتقادم الزمن عليهم، فأصبحوا من طيئ، وهم من عشائر يعثر على أصولها أو فروعها في مناطق أخرى، كالراشد وحرب وبني سبعة، فإن أصول هؤلاء موجودون في شبه الجزيرة العربية، وكالجوالة الموجودة في الجزيرة الفراتية، وثمة فرقة من حرب في منطقة عرادة إلى الشمال الشرقي من رأس العين، ويوجد قسم من الغنامة والمعامرة بين الجبور، وقسم من البقارة بين طيئ وهكذا.
ومنازل طيئ حول القامشلية جنوبا وشرقا، وحدهم الشمالي الحدود التركية، أو سكة حديد بغداد، والجنوبي نهر الرد أحد روافد الجغجغ، وحدهم الغربي الجغجغ نفسه، وحدهم الشرقي سيل ماء اسمه رجلة القصروق، يبدأ من تل عطيشان، ويفصل بينهم وبين شمَّر، أما أماكن نجعتهم فهي محصورة بين سكة الحديد المذكورة وجبل سنجارة، وقد يبعدون إلى أراضي البريجة وعقلة أبو حامضة، وهي عقلة ماء في داخل الحدود السورية، في جنوبي الجبل المذكور، وعندهم قطعان كثيرة من الغنم والإبل، وأرضون واسعة خصبة، صالحة لزراعة الحبوب، ولاسيما الرز في وادي الجغجغ، وعندهم ولاسيما في الحريث مرابط خيل عتاق، أخصها المليحيات وكحيلة العجوز وكحيلة ابن مزهر، هذا وتزايد في عهدنا عناية طيئ بالزراعة والتحضر يوما بعد يوم، وامتدادها بإحياء برارى الجزيرة الموات نحو الجنوب والشرق من قضاء القامشلي، مع العناية بتربية المواشي، والحل والترحال لأجلها، ومن هنا كانت أحوالهم الاقتصادية أحسن من غيرهم، وصار رؤساؤهم في الدور الفخمة في القامشلي، يعيشون في رفه وحضارة، وإن كانوا مقصرين في ترشيح ممثل عنهم في المجلس النيابي.
ولهذه القبيلة صلة وثقى بجيرانهم الأكراد، وكثير منهم يتعلم اللغة الكردية بالمعاشرة، وأكثر العشاثر الكردية التي حول طيئ تخضع عرفا لرئاسة طيئ، وتطبق منهاجا، وتندمج في حلفها، كما يفعل ذلك الكرد الذين قرب قبيلة شمَّر، والمتعلقين بها.
أما نفوس طيئ مع لواحقها فيقدر ب 5000 بيت، وهذه القلة من جراء ما كان لشيوخها في الماضي من سياسة البطش والتنفير، مما أوجب انفضاض الناس عنهم ولم يزدد عدد العشيرة بالمخالفات والمساكنة، كما يجري في بقية العشائر القوية من أمثال طيئ.
فرقهم: تتألف فرق طيئ من طيئ الأصليين ومن لواحق طيئ، فطيئ الأصليون هم العساف والحريث وسنبس واليسار وبني فرير، ولا يزال من هذه الفرق أناس متخلفون في العراق وتركيا، حتى أنه لا يوجد في بلاد الشام (محافظة الجزيرة) من سنبس وبني فرير إلا أفراد قلائل، ومن اليسار إلا فخذ صغير، أما (آل عساف) نحو 200 بيت، وهم أجل فرق طيئ قدرا وأعرقها نسبا، وفيهم الرئاسة على طيئ كلها، يتوارثونها أبناء هذه الفرقة كابرا عن كابر، وفي آل عساف فخذان؛ الفهد والحسن، وهم في مشيخة بيت (العبد الرحمن)، وعبد الرحمن هذا هو ابن حسن بن حسين بن عبد الله، أما عساف الكبير فبعيد بحيث لا تعرف السلسلة الممتدة إليه، ولعله من ذراري إياس بن قبيصة الطائي الذي حكم الحيرة عاملا لكسرى في فترة من فترات التاريخ، وعد في صف الملوك، وقد أعقب عبد الرحمن الحسن ثمانية أولاد: علي وسليمان وعبد الرزاق ومحمد وطلال ومطلق وعبد المحسن ونايف، وقد أعقب كل من هؤلاء ما عدا عبد الرزاق ومطلق عدة أولاد، فأصبح بيت العبد الرحمن كبير العدد والنفوذ وإن بدأ يفقد نفوذه منذ زمن، ولم يعد ينجب عظماء، كما كان من قبل، أما (آل حريث) فهم مثل آل عساف في عراقة النسب ووفور القدر، وأفخاذهم المازن والمهاني والمقطف والنهاب، وهم في مشيخة حسين بن محمد المقطف وإبراهيم ابن محمد النهاب، ويذكر من وجهاء طيئ علي السلطان، وهو شيخ فرقة اليسار.
أما لواحق طيئ فهم من حيث المكانة الحلاجمة، فالراشد فالجوالة فحرب فبني سبعة فالأبي عاصي فالغنامة فالمعامرة فبقارة طيئ (الحلاجمة) وإن كانوا قليلي العدد (نحو 30 بيتا) لكنهم ممتازون بدرايتهم وفروسيتهم وظهور العوارف منهم، ويليهم (الراشد) وهذه فرقة كبيرة جليلة القدر في طيئ 350 بيتا، ذات
أربعة أفخاذ أشهرها البري والغثيث. ورئيس الراشد عبد الرزاق الحسو، والراشد يقطنون قرى الحصويات والعمري والدلاوية والصافية وتل سطيح، و (الجوالة) فرقة كبيرة مشهورة بسمنها الفاخر (نحو 500 بيت)، ذات فخذين الأبي شريف والبسابسة، ورئيس الأول سلومي الحميد. ورئيس الثاني محمد الدندح، ويذكر عن الأول أنه كالملاك، وذو معشر لطيف، و (بني سبعة) فرقة كبيرة نحو 300 بيت ذات خمسة فنود، رؤساؤها محمد سليمان الغنام، وعبد العزيز الأسعد الضاهر، و (الغنامة) 250 بيتا، وهؤلاء منصرفون للزراعة والتجارة، ورؤساؤهم شيوخ دين ينتمون إلى الشيخ عبد القادر الكيلاني، أميرهم سليمان اليوسف وباهي الحسين، و (المعامرة) 100 بيت، رئيسهم أحمد العازل، و (زيد) 100 بيت، رئيسهم محمد الفارس، و (الأبو عاصي) 80 بيت، رئيسهم عشير السمير، أما (حرب) فيأتي ذكرهم بعد، وكل هذه الفرق تشتي في قراها في بيوت الطين والحجر، فإذا جاء الربيع خرجت إلى البراري والأراضي التي لا تزال مواتا، الممتدة قرب الحدود العراقية جنوبي نهر الرد، وسكنت بيوت الشعر، وأربعت مواشيها الكثيرة حتى موسم الحصاد، ثم رجعت.
أما المشيخة الكبرى في طيئ فقد كانت حتى سنة (1346 هـ) في يد الشيخ محمد العبد الرحمن آل عساف، إلى أن نقمت عليه القبيلة لتهاونه في إدارتها، فشيخت أخاه نايفا، فحقد عليه محمد وتآمر عليه مع الترك، واغتاله في سجن نصيبين، ثم نزح إلى الحدود التركية مع بعض الفرق، أما بقية القبيلة فقد ظلت داخل الحدود الشامية (السورية) ونادت بمشيخة إخوانه طلال ثم عبد الرزاق ثم مطلق. وقد بقي كل من هؤلاء مدة إلى أن توفي مطلق، فعادت القبيلة وشيخت محمد العبد الرحمن، فظل قائما بها إلى أن كبر ابن أخيه عبد الرزاق ابن نايف، فطلبت العشيرة إعادة المشيخة إليه، فصدر قرار وزارة الداخلية في تشرين الأول سنة 1945 م بتنحية الشيخ محمد ونصب الشيخ عبد الرزاق، وهو الآن شاب في العقد الثالث، وذو ذكاء ونباهة، وصاحب أملاك واسعة وقرى عديدة في جنوبي القامشلي، ومسكنه في قريتي الشيخ عجيل، على بعد عشرة كيلو مترات عن
القامشلي، وأملاكه في قرى الشيخ عجيل وجوخة وجرمز وعمركان وخرنوبية والقرى الأربعة الأولى على نهر الجغجغ، وعنده ساحب آلي وهو يعني بزراعته.
ويذكر عن الشيخ عبد الرزاق الحسو رئيس فرقة الراشد أنه في مقدمة الشيوخ مقدرة ونباهة وأناقة في المعيشة، وفي قرى الضيفان في مسكنه في القامشلية، التي يعد من وجهائها، (انتهى ما ذكره وصفي زكريا).
المغاليث من فروع شمَّر في الإحساء
المغاليث
(1)
في الإحساء (المملكة العربية السعودية) من عبدة من شمَّر القحطانية، وهم أصلا من حائل انتقل جدهم حمود المغلوث إلى هجر (الإحساء حاليا) واستقر فيها عام 1150 هـ، وهم الآن في السياسب المشهورة في ولائها لآل سعود ملوك وأمراء المملكة العربية السعودية.
وقال الأديب الدكتور عبد الله الأحمد المغلوث صاحب أحسائية المغلوث الثقافية وصاحب مجلس أسرة المغلوث في المبرز (الإحساء): المغاليث من عبدة من شمَّر، منهم: الشاعر حمد بن عبد اللطيف المغلوث، من مواليد المبرز بالأحساء، وهو من أسرة معروفة ومشهورة في المنطقة ولها مكانتها الاجتماعية والعلمية والأدبية، وإن أسرة المغاليث منتشرة بأعدادها الكثيرة في المنطقة الشرقية والأحساء ونجد وحائل والكويت، ومازال أبناء عمومتهم في حائل على اتصال معهم.
ويعتبر الشاعر حمد المغلوث من أشهر شعراء النبط في منطقة الخليج، عاش رحمه الله متنقلا بين الإحساء والكويت ولكنه استقر في آخر حياته في الكويت، حيث إن بعض أفراد أسرته يقطنون بها ومنهم إخوته عبد العزيز وصالح وداود.
توفي الشاعر رحمه الله في الكويت عام 1337 هـ، وله من الذرية "فهد" ومن ذرية فهد: حمد، ومحمد ابنا فهد بن حمد بن عبد اللطيف المغلوث.
أما بالنسبة إلى أخيه عبد العزيز الملقب بالمرجف، فهو من الأصدقاء المقربين للشيخ مبارك الصباح رحمه الله وأما داود بن عبد اللطيف المغلوث
(1)
قلت: المغاليث وواحدهم المغلوث.
فقد استشهد في معركة الصريف، وكان مع الشيخ مبارك الصباح، وتربط الشاعر المغلوث علاقات صداقة مع الشيخ مبارك الكبير حاكم الكويت آنذاك، وكذلك مع الشيخ علي الخليفة وغيرهم، ومن قصائده: مرثيته في الشيخ مبارك الصباح، وكذلك قصيدته في الملك عبد العزيز آل سعود، وتهنئته له في فتح الرياض، وكذلك قصيدته المشهورة (باح العزا) والتي يسند فيها على الشيخ علي الخليفة الصباح.
كان شعر الشاعر حمد بن عبد اللطيف المغلوث صادقا ومعبرا للحياة الاجتماعية السائدة آنذاك في المنطقة، حيث تطرق لأغراض الشعر جميعها من المديح والوصف والرثاء والحكمة، وله مساجلات شعرية مع شعراء بارزين في زمنه أمثال الشاعر حمود الناصر البدر، والشاعر والأديب والمؤرخ خالد الفرج الدوسري، ومحمد بن مسلم، وسليم العبد الحي، والسيد هاشم الرفاعي.
ومن وجهاء المغاليث: أحمد بن داود الأحمد المغلوث، عميد أسرة المغاليث والمتوفى سنة 1400 هـ، وكان رحمه الله من التجار البارزين ومن أعيان المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.
2 -
وفي مجلة الواحة
(1)
ذكر الأستاذ الباحث السعودي سعود الزيتون الخالدي نبذة عن المغاليث تحت عنوان (المغاليث أسرة الشعراء في الإحساء) حيث قال: المغاليث من عبدة من شمَّر تلك الأسرة العريقة التي أنجبت شعراء عرفوا بمنطقة هجر ونسبوا إليها، وقد كانت بداية وجودهم في المنطقة في زمن جدهم (حمد المغلوث) الذي أول من عرف بهجر من المغاليث واستقر فيها، وقد أنجب وكثرت ذريته ومنه تكونت بيوتات المغاليث المعروفة ضمن سكان هجر وأهاليها اليوم، والمؤكد عن أفراد الأسرة أن حمد المغلوث جد أسرة المغاليث الكريمة انخزل من عشيرته المعروفة باسم المغاليث والمعدودة ضمن فروع قبيلة شمَّر الكبرى بسبب ظروف تعرض لها حمد المذكور دفعت به وانفصل عن عشيرته وجاء إلى هجر (الإحساء) وأقام بها.
وعن هذه الأسرة الكريمة (المغاليث) فقد تميزت بشعرائها البارزين.
وعن نسب المغاليث، فقد عرفنا أنهم منتشرون في مختلف بلدان هجر وبعض بلاد الخليج وهم يعودون بجذورهم إلى قبيلة شمَّر، وقد تطرق لذكرها
(1)
مجلة الواحة تعني بشئون التراث والثقافة في الخليج العربي انظر العدد 10، 11 الربع الثاني والثالث 1418 هـ / 1997 م.
العزاوي العراقي حيث قال: المغاليث من عبدة من شمَّر القحطانية وتعد منها، وكذلك ذكرهم الشيخ حمد الجاسر في بعض مؤلفاته، وصاحب التحفة الذهبية، ومؤلف معجم قبائل العرب رضا كحالة وعبد الكريم الحقيل ذكرهم من مشاهير الجزيرة العربية
(1)
، وإبراهيم الخالد ذكرهم في كتابه العزاوي والألقاب في الجزيرة العربية
(2)
، وذكرهم أيضًا الشيخ محمد العثمان القاضي
(3)
، وأيضا صاحب كتاب مطلع البدر ابن جواد الرمضان، وصاحب كتاب أروع الأخبار في قبائل شمَّر الأخيار للمؤلف الوليد صالح الشمَّري، وصاحب كتاب الملحق المفيد في تراجم أعلام الخليج أبو بكر الشمري، وصاحب كتاب أركان الخليج، وكذلك كتاب أمجاد وتاريخ.
وقد تأكد مما كتب أن المغاليث الموجودين في هجر اليوم يمثلون جزءا من فرع المغاليث الذين ذكرهم العزاوي وغيره في قبيلة شمَّر.
كما يدعم القول عن نسب المغاليث أيضًا ما جاء به راشد بن جعيثن في أحد مقالاته وذكر فيها نسب أحد شعرائهم وعدهم من شمَّر كما ورد في كتاب الشاعرية والعذوبة
(4)
وما جاء به عبد الرحمن بن زيد السويداء في كتابه درر الشعر الشعبي، وما جاء به صاحب كتاب حديث الصحراء ناصر السبيعي، لإبراهيم الخالدي.
وعن بداية استقرار المغاليث في هجر (الإحساء) قال سعود الزيتون:
مع بداية النصف الثاني من القرن الثاني عشر بدأ نجم ابن سعود بالبزوغ وتغيرت الموازين السياسية في منطقة نجد، عندما أعلن أمير الدرعية محمد بن سعود مؤازرته للشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي في نشر جهوده السلفية التي عارضها في بدايتها الكثير من أمراء بلدان نجد، مع أنها لم تأت بجديد في الدين الإسلامي ولم تكن خارجة عن مبادئه، واشتدت الصراعات وقامت الحروب في نجد وغير نجد بين مؤيد ومعارض عندما تحالف عريعر بن دجين وعشائر بني خالد مع عدد كبير من مناطق نجد ومكن بحلفه هذا هروب بعض القبائل النجدية إلى هجر، وكذلك بعض الأسر المقيمة في بلدان نجد التي تحالف
(1)
من مشاهير الجزيرة العربية -الجزء الأول - الطبعة الثانية الرياض 1419 هـ - حمد الحقيل.
(2)
مجلة المختلف الكويتية عدد 130 مايو 2002 م.
(3)
وثيقة مؤرخة - عنيزة - مكتبة الصالحية - القاضي، 10/ 10/ 1421 هـ.
(4)
جريدة الجزيرة -الرياض - السعودية.
أمراؤها مع شيوخ بني خالد ضد الدولة السعودية الناشئة أيضًا إلى الهجرة عن مواطنها الأصلية في نجد والخروج باتجاه هجر؛ ومن ثم الاستقرار فيها وذلك بسبب ما يتوافر بها من أسباب العيش التي طالما جذبت أنظار عدد كبير من أسر نجد وقبائلها وليس من الغريب أن يقال أن جد المغاليث (حمد الأول) وصل إلى المنطقة (هجر) في هذه الفترة ويرجح أنه وصل ضمن جموع عشيرة الفدعان التي يقال أنها تحولت وانضمت إلى جموع بني خالد، وأعتقد أن جد المغاليث المذكور استقر في هجر في العقد الثاني عشر من القرن الثاني عشر الهجري إذا كانت سلسلة النسب التي ذكرها صاحب كتاب الشاعرية والعذوبة للشاعر حمد بن عبد اللطيف المغلوث صحيحة لم يسقط فيها أي اسم من السلسلة.
وما أن وصل حمد حمود المغلوث الجد الأول لمغاليث هجر المنطقة حتى استقر في المحلة المعروفة باسم (السياسب) والتي ذكرها صاحب تاريخ هجر وقال عنها: تقع في الجهة الغربية من مدينة المبرّز.
وكانت السياسب كما تؤكد الروايات مأهولة بالسكان من فرع بني خالد ومن يضاف إليهم عندما استقر فيها حمد بن حمود المغلوث الأول والذي أعقب في المنطقة بعدما استوطن فيها وكثرت ذريته وانتشرت في ربوع هجر، ومع مرور الزمن تكونت عنها فصائل المغاليث التالية وهي: المرجف، والأحمد، والعبد الله، والعلي، واليوسف، ومن فصائل المغاليث الهجرية برز رجال عرفوا بهجر مع من فيها من أهل هجر الآخرين ومن لهم مكانتهم الاجتماعية التي تميزهم عن غيرهم من سواد الناس من أهلها، فقد عرف منهم الوجهاء، والأدباء وكذلك الشعراء، وكان من رجال هذه الأسرة العريقة: حمد بن حمود المغلوث وهو الجد الأول للأسرة الذي قطن الأحساء قبل نهاية القرن الثاني عشر للهجرة وسكن السياسب، وكان يقرض الشعر وقد حفظ له الرواة بعضا منها وتنسب إليه قصيدة مطلعها:
جابتني الأقدار لبلاد عليها الدهر مال
…
تميت فيها مجهول القدر والقبيله
أبوي من شمَّر أهل المراجل والأفعال
…
اللي حريبهم ما يهتني بزاده ونومه وليله
والقصيدة أبياتها تصل إلى عشرة إلا أن بعضها مختل الوزن، ولعل هذا حدث بسبب تناقل الرواة.
- حمد بن عبد اللطيف بن علي بن حمد بن ناصر بن حمد بن حمود المغلوث: ذكر، الحاتم في كتابه (خير ما يلتقط من الشعر النبطي) وعده من شعراء هجر البارزين وقال: امتاز شعره بخفة الوزن ومتانة المعنى وحلاوة القافية وهو في الغزل أقوى منه في غيره بل لا تخلو قصيدة من قصائده الكثيرة من المغازلة والتشبب لأنه لا يقول إلا بما يجيش به خاطره وما يلتهب به فؤاده، وتوفي عام 1327 هـ، بينما يقول أحد أحفاده من يقول أن وفاته حدثت في سنة 1337 هـ.
كما أن للشاعر كثيرا من القصائد المتناثرة بين دواوين الشعر النبطي، وقد اجتهد فهد بن حمد بن أحمد المغلوث وجمع قصائده في كتاب أسماه "الشاعرية والعذوبة" وأضاف بعض الشيء عن هذا الشاعر مع ما قام به سابقا مؤلف ديوانه الشاعر الأديب عبد الله بن عبد العزيز الدويش وأخرجا مجموعة من قصائد الشاعر حمد المغلوث والتي يرجح أن بعضا منها لا يزال مفقودا رغم كل ما بذله مؤلف ديوانه وصاحب كتاب (الشاعرية والعذوبة) من جهده، بالإضافة إلى الدراسة التي خصصها المهندس خالد بن أحمد المغلوث لحياة الشاعر وجمع في أحد فصولها كل ما حصل عليه الشاعر من قصائد وخرجت للنور مؤخرا لتضاف لمكتبة المهتمين بمثل هذا التراث بعدما جمعها المؤلف بكتاب أسماه حمد المغلوث شاعر الخليج النبطي.
وأعتقد أن قصائد حمد المغلوث التي قالها في حياته أكثر مما أن يحصل عليها كل مؤلف كتب فيه، فقد جاء لبعض من قصائده ذكر في مخطوطة البحث عن أعراب نجد وما يتعلق بهم المنسوبة لسليمان صالح الدخيل والموجودة في مكتبة المتحف العراقي تحت رقم 1926 نقلا عما ذكرته إحدى المجلات الشهرية، ولعل الموجود فيها من قصائد شاعرنا هذا من نوادره التي لم يدرجها من كتبوا فيها وتطرقنا لذكرهم سابقا ضمن ما نسبوه إليه من قصائد جاءت ضمن صفحات مؤلفاتهم التي خصصوها إليه.
- عبد العزيز بن عبد اللطيف المغلوث: من أفراد أسرة المغاليث ووجهائها وتربطه صداقة قوية مع الشيخ مبارك الصباح وهو أخ الشاعر حمد المغلوث، وقد
انتقل إلى جوار ربه حسب ما ينقل عن أسرته سنة 1338 هـ، وله من الأولاد سعود وعبد اللطيف.
- عبد اللطيف بن عبد العزيز بن عبد اللطيف المغلوث: واحد من أسرة المغاليث، له قصائد شعرية في العرضة والحماس، توفي سنة 1405 هـ، ويقال أنه في حياته رحمه الله كان وجها اجتماعيا بارزا، وله من الأولاد عبد العزيز وعبد الرحمن ومحمد وحمد.
- أحمد بن صالح المغلوث: من رجال المغاليث المعروفين في عصره، توفي سنة 1337 هـ تقريبا، وقد اشترك مع رجال الملك عبد العزيز طيب الله ثراه في معركة "كنزان" وله من الأولاد داود، وعبد اللطيف، ومحمد، وعبد الله، وينسب لهم بيت الأحمد.
- داود بن صالح المغلوث: يقال عما ينقل عن ذويه أنه من الرجال المقربين للشيخ مبارك آل صباح وممن شاركوا معه في معركة "الصريف" واستشهد المترجم له رحمه الله فيها سنة 1318 هـ.
- عبد اللطيف بن أحمد بن صالح المغلوث: ينقل عن المغاليث القول أن للمترجم له اهتمامات أدبية وتراثية وأنه شاعر نبطي، ومن قصائده المشهورة القصيدة التي قالها عندما حل وباء الكوليرا في الإحساء والتي جاء منها ما يلي:
البارحة عيوني من الدمع ما وقفت
…
وأنا اتقلب بين هم ووقادى
بكيت لين عيوني من الدمع انشفت
…
وقلت آه وويلاه ووجعت فوادي
أبكي على هجر بلادي (بالكليرا) ابتلت
…
وعزلت من البلدان عزاه لبلادي
والقصيدة أطول مما ذكرنا، وقد قالها الشاعر سنة 1391 هـ، وقد انتقل إلى جوار ربه سنة 1408 هـ، وله مجموعة من الأبناء منهم سعد وأحمد وعادل وبدر وخالد، وقد جاء لبعضهم ذرية.
- العميد عبد الله بن حمد بن عبد الله المغلوث: يعتبر اليوم وجها اجتماعيا بارزا، وقد تقلد في السابق عدة مناصب عسكرية منها مديرا لشرطة
الإحساء ثم لشرطة القطيف والقصيم وكذلك لشرطة حائل، واليوم متقاعد ويقيم في مدينة الدمام.
- صالح بن عبد اللطيف المغلوث: ولد وعاش جل حياته في الكويت وكان تاجرا مشهورا هناك، ويعتبر من النواخذة في زمن الغوص وانتقل إلى جوار ربه رحمه الله سنة 1342 هـ تقريبا.
- أحمد بن عبد الله بن أحمد المغلوث: من مواليد مدينة المبرز سنة 1370 هـ، فنان تشكيلي وكاتب صحفي، حاصل على بكالوريوس تاريخ، شارك في عدة معارض محلية ووطنية ودولية، ولا يزال يرفل بالعطاء ونشاطاته مستمرة.
- أحمد بن داود بن أحمد بن صالح بن عبد اللطيف المغلوث: من الرعيل الأول الذين ساهموا في الحياة الاقتصادية والعمرانية في هجر، وقد انتقل إلى جوار ربه رحمه الله سنة 1400 هـ، فقد كان له في حياته مشاركات في الحياة الاجتماعية، واشتهر بشخصية عرف عنها الجود والكرم وفعل الخير والمشاركة في الأعمال التطوعية لخدمة بلاده، كما كان عضوا في أول مجلس بلدي في منطقة هجر ومحبا لولاة الأمر من آل سعود، وكان يسارع دائما بدعواه لتكريم من يزور المنطقة منهم، كما أنه على علاقة طيبة مع آل جلوي في المنطقة؛ إذ يعتبر أحمد بن داود رحمه الله من وجهاء هجر، وكان المؤسس لنادي الفتح السعودي وأول رئيس له.
- خالد بن أحمد بن داود المغلوث: من رجال الأعمال في منطقة هجر وحاصل على بكالوريوس هندسة مدنية وماجستير في التخطيط الحضري والإقليمي، وعضو مجلس إدارة الغرفة التجارية في الإحساء، وله اهتمامات أدبية وهو مؤلف كتاب "حمد المغلوث" شاعر الخليج النبطي. وديوان مهنا أبوعنقا الخالدي، وكذلك كتاب عين نجم بالأحساء، وكتاب دور الملك عبد العزيز، وكتاب التنمية العمرانية، وخالد المغلوث هو عضو اتحاد المؤرخين العرب كما أن للمذكور اهتمامات خاصة في إحياء التراث المعماري والتخطيط الإسلامي. والمهندس خالد له من الأولاد أحمد.
- الدكتور عبد الله بن أحمد بن داود المغلوث: من مواليد المبرَّز عام 1380 هـ وحاصل على الماجستير في العلوم الأمنية، وحصل على شهادة الدكتوراه في الآونة الأخيرة، وهو من رجال الإحساء البارزين في الحياة الاجتماعية والأدبية
والاقتصادية من خلال المشاركة الملموسة؛ إذ هو صاحب أحسائية المغلوث الثقافية التي تعني بالثقافة وتكريم العلماء والأدباء والتي نشرت عنها صحف محلية، بأنها عملت على تكريم بعض علماء وأدباء هجر وذكرت منهم الشيخ يوسف المبارك والشيخ عبد الرحمن الملا، وبمناسبة تكريم أحسائية المغلوث للشيخ المبارك، وتم تكريم نادي الفتح الرياضي كذلك لكونه أحد المؤسسات الاجتماعية عام 1417 هـ.
كذلك تم تكريم الشيخ أبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري المؤرخ السعودي المعروف وذلك عام 1420 هـ، وقد جادت قريحة أحد شعراء هجر فقال:
يا آل مغلوث هجر زانها قمر
…
لنا أضاءت لياليه ليالينا
يا آل مغلوث نال السبق فتيتكم
…
بمنبر العلم قد طابت أمانينا
فإن تكريمكم للعلم يسعدنا
…
وبداكم بعميد القوم يرضينا
شيخ وقور بعلم الشرع مطلع
…
هو الأديب بنهر العلم يسقينا
هو المؤرخ فالسؤال تسأله
…
عن المعالم من آثار ماضينا
بحر من العلم لا تنضب موارده
…
للقاصدين إذا جفت سواقينا
بيض أياديه في الخيرات سابقة
…
إن ناب خطب وحل الكرب يؤوينا
شهم كريم له باب مشرعة
…
للجود كف له تعطى فتغنينا
فللحساء وأهل العلم مفخرة
…
تعانق السحق إجلالا ينادينا
أعني بذا سيدي شيخ الجميع له
…
صوت من الحق للأخلاق يهدينا
يا يوسف الخير إن قصرت معذرة
…
ما قلت إلا لبعض الأمر تبيينا
يا رب تبقيه نبراسا يضيء لنا
…
مسائلا غمضت عنا فيفتينا
ثم الصلاة على الهادي معلمنا
…
خير اليرية بالتشريع ينجينا
وله من الأولاد أحمد ومقرن.
- عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله المغلوث: أحد أفراد أسرة المغاليث ومدير الأحوال المدنية بمنطفة الإحساء من مواليد عام 1358 هـ، ويعتبر من الوجوه الاجتماعية وله نشاطات في منطقة الإحساء.
- الدكتور فهد بن حمد بن أحمد المغلوث: من مواليد الإحساء سنة 1378 هـ، أستاذ في جامعة الملك سعود - قسم الدراسات الاجتماعية، له
اهتمامات ومشاركات أدبية وثقافية، قام بتأليف كتاب "الشاعرية والعذوبة" الذي يعتبر ديوانا للشاعر حمد المغلوث، كما ألف كتابا آخر عن الأمثال الشعبية في منطقة الإحساء، واهتماماته الأدبية لا تزال مستمرة من خلال ما يطرحه في صحفنا المحلية بين الحين والآخر.
كما وأن في أسرة المغاليث أعلاما آخرين لهم دورهم في الحياة الاجتماعية والثقافية ولهم مكانتهم في مجتمع هجر وغيره حسب إقامتهم.
2 -
وفي كتاب (رجال في الذاكرة)
(1)
ذكر الأستاذ عبد الله زايد الطويان عن المغاليث التالي قائلا:
المغاليث أسرة عربية عريقة في الإحساء وقاعدتهم "المبرز" يعودون في نسبهم إلى قبيلة شمَّر من عبدة.
هاجر جدهم حمد بن حمود المغلوث من حائل إلى بلاد هجر "الإحساء" واستقر بالسياسب في منتصف القرن الثاني عشر الهجري، وكانت هذه المحلة في ذلك الوقت من أهم مناطق الأحساء، سميت السياسب على أحد فروع بني خالد الذين أسسوها.
واستقر المغلوث بالسياسب وتزوج وأنجب إلا أنه كثيرا ما يتوجد على دياره القديمة ومراتع صباه، وقد بين في قصيدة له طويلة، يوضح فيها أيضًا أسباب مجيئه إلى الأحساء وبعض ظروفه ومع أن بعضها مختل الوزن من تناقل الرواة لها، إلا أنها تعبر عما جاش بخاطره يقول:
جابتني الأقدار في بلاد عليّ فيها الدهر مال
…
وتميت في مجهول القدر والقبيله
لالي بالحسا عم ولا لي بها خال
…
واللي يفارق عزوته عزتي له
(1)
انظر رجال في الذاكرة عبد الله زايد الطويان - سيرة ذاتية لبعض رجال نجد المحاصرين - الجزء الثاني - طبعة أولى، دار الطباعة للأوفست الرياض 1419 هـ، ص 58 - 64.
أبوي من شمَّر أهل المراجل والأفعال
…
اللي حريبهم ما يهتني بزاده ونومه وليله
أبوي ارتحل منهم فوق ما تطرب البال
…
عمليه ما فوقها كود مزهبه مع صميله
اجنب عليها يقطع البيداء والأرمال
…
ونوخ على السياسب أهل الكرم والأفعال الجميله
وتنامت أسرته وكثرت ذريته حتى انتشرت في معظم بلاد هجر وهم عدة فصائل مثل آل مرجف، وآل أحمد، وآل عبد الله، وآل علي، وآل يوسف.
برز منهم العديد من رجال الوطن الذي أثروا في الحياة الاجتماعية، وصارت لهم بصمات خير على منطقتهم، ومن المعاصرين من المغاليث صاحب هذه السيرة: أحمد بن داود بن أحمد المغلوث رحمه الله من رجالات الأحساء ونبلائها، وممن عمل جادا لتعميرها وازدهارها بماله وجهده وجاهه فقد كان شعلة مضيئة لبلده، شارك مع الرعيل الأول في الحياة الاقتصادية والعمرانية بالمنطقة الشرقية عامة، والأحساء خاصة.
والمغلوث من الوجوه الاجتماعية النشطة التي ساهمت في العمل الاجتماعي والأعمال الخيرية الأخرى، وكان عضوا في المجلس البلدى المنتخب بالأحساء، وهو أحد مؤسسي الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية مع حمد القصيبي رحمه الله وكذلك مع العطاس والمعجل، وشارك في تأسيس عدة شركات هامة مثل شركة مياه الأحساء، وله يد طولى في إنشاء مساكن لموظفي أرامكو في الأحساء، وكان رحمه الله من المهتمين المحبين للعلم والتعليم وسعى لافتتاح مدرسة بالمبرز وقدم قصره الخاص كمدرسة بإيجار رمزي، وبحكم وضعه الاجتماعي طالب شركة أرامكو بفتح معهد للتدريب المهني بالأحساء لأبناء المنطقة وكذلك فتح مستشفى لخدمة أبناء الأحساء وموظفي الشركة منهم، وقدم لأرامكو تلك المقار بأجور رمزية جدا لتشجيعها على العمل، وقام بتشييد جامع بالمبرز وسماه جامع داود المغلوث، إضافة إلى مساجد أخرى بمسميات مختلفة لأفراد عائلته، سواء كانوا إخوانه أو إخوته.
والمغلوث شهم كريم كان مجلسه عامرا سائر الأيام والأعياد والمناسبات يضم الأدباء والوجهاء، ولا يخلو من الفقراء والمساكين وأصحاب الحاجات ولا تمر مناسبة وطنية إلا وهو متواجد فيها، وله صداقات مع ولاة الأمر في الأحساء والمنطقة الشرقية، أمثال الأمير سعود بن عبد الله بن جلوي، وعبد المحسن بن جلوي، ومحمد الفهد الجلوي رحمهم الله جميعا- وكانوا يجلونه ويقبلون جاهه بما هو خير للبلد وأهله.
وفي يوم 27 من محرم 1400 هـ انتقل هذا العلم عميد أسرة المغاليث وشيخهم أحمد بن داود إلى رحمة ربه، وقد نعته ديار هجر بأكملها ولا زال الناس يلهجون له بالدعاء، فقد خدم كبيرهم وعطف على فقيرهم وشاركهم كافة أمورهم.
ونختم السرد عن أسرة المغلوث الشمَّرية بهذه القصيدة الخالدة المسماة "عسالي يا هل العوص النجاب"
(1)
للشاعر حمد المغلوث رحمه الله.
فالشاعر حمد العبد اللطيف المغلوث الشمَّري وهو بالكويت يهنئ الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود -غفر الله له - لفتحه الرياض في صبيحة اليوم الخامس من شهر شوال لعام 1319 هـ.
ويمدحه على انتصاره ويشيد بشجاعته واسترجاعه لملك آبائه وأجداده ويبارك له هذا العمل البطولي والانتصار الخالد هذا، وقد رحبت به الرياض ترحيبا هائلا -بل تنفست الصعداء وزال الكبت عنها - حقا، إن هذا العمل المظفر لهو حدث عظيم وثورة عارمة موفقة قادها ونفذها الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله الذي استقر بعد تلك الملحمة الخالدة الأمن والأمان في البلاد وعاش الناس في حياة مستقرة وإشراقة فجر الحضارة.
(1)
هذه القصيدة وردت في كتاب شاعر الخليج النبطي حمد العبد اللطيف المغلوث -دراسة عن حياته وشعره- جمع وتحقيق ودراسة وتحليل المهندس/ خالد أحمد داود الأحمد المغلوث طبعة 1418 هـ/ 1997 م - انظر ص 195، وقد جاءت هذه القصيدة أيضًا في العديد من الكتب والمجلات السعودية.
عسالي يا هل العوص النجاب
…
تعوجون النضالي بالرقاب
قدر ما يكتب الكتاب خطي
…
وينظم ما زهالي من جواب
فأنا هاذاي ما المعنى قضيت
…
قضى نظمي ولكّيت الكتاب
فلا بأس أن نويتوا بالمسير
…
على هجن يسبقن السراب
ضرايب جيش ابن مكتوم كوم
…
على كيم نضا قواد ادراب
وسيعات المرادف والنحور
…
وهن أبكار في سن الشباب
يبوقون الريادي بالخبيب
…
كما بالجمع تزريف الجذاب
على بعد المماشي والمساري
…
وحث السير والمسرى صلاب
مراديم وهن مثل الحنايا
…
من القفا عوجات الجذاب
خفيفات انزعاج واندلاج
…
وهن طوعٍ سريعات انجذاب
لكن ارقابهن حدب الجريد
…
وكن أعيونهن شعل التهاب
اسمان والبطون مضمّرات
…
مشاعيف الوبر شقر اللهاب
مرابعهن فياض في عُمان
…
سقاهن وبل مرتكم السحاب
عليهن المبارك والخروج
…
كما الخارات فيهن اعتجاب
عليهن ذربين اليدين الظافرين
…
عليهن ما يهابون المهاب
عسا لهم السعادة والقبول
…
مع التوفيق عن قول يعاب
يمدّن من الدار المسماه الكويت
…
بلاد العز وبلاد الذراب
بلاد الشيخ بوجابر مبارك
…
سنام المجد فكّاك النشاب
يمدن عقب ما فات المقيل
…
وظل الشمس بادي بانهداب
وتالي يومهم والليل كله
…
وهن ملط خفيفات الزهاب
ومضحاهم من الباطن قريب
…
وممساهم شمال من جراب
وثالث يوم ملفاهم الشيوخ
…
لكن بيوتهن رووس الهضاب
منازلهم شمال من بريدة
…
خلاف الكون يوم الكيف طاب
سلاطين العرب حكام نجد
…
هم المقرن مهديّن الصعاب
(1)
عمود الدين والشرع الشريف
…
هل التوحيد منفين الخيماب
هل العوجا
(2)
تطوع كل عاصي
…
بمصقول الهنادي وبالحراب
عليهم من ضميري ألف وألف
…
سلام واحتفاء وارتحاب
(1)
المقرن: هو جد آل سعود من بني حنيفة من بكر بن وائل.
(2)
أهل العوجا: هي نخوة آل سعود حكام الجزيرة العربية.
واخصّوا لي أبو تركي المسمّا
…
شجاع من شجاع ما يهاب
نشا من عبد الرحمن شيخ
…
إمام عادل زاك الجناب
أبو تركي إلى حل المثار
…
بيوم فيه ذهن القلب غاب
وثار العج بوجيه الجموع
…
هيوجن عجّها مثل الضباب
وجاء للخيل مركاض عظيم
…
ثقيل الروز بيّديه ارتهاب
فهو مركاضه الفتح القريب
…
ونصر الدين من والي الحساب
أبو تركي مجازي العايلين
…
عن الراحات من حلو الشراب
(1)
ملوك من ملوك من ملوك
…
جزيلين المّد عطبين الصواب
فهو منهم نشأ للمسلمين
…
كما سور حصين مستهاب
وهو مفراصها الماس الشّطير
…
وهو لعداه دقّاق النياب
وهو فكّاك عقدات المشاكل
…
إلي قرب البريم من الحقاب
وهو زيزومها إلى وادي حنيف
…
هل العوجا منفين الخياب
فهم للحرب لبسوا ثوب خام
…
وهو لبسه درع للحراب
حكم نجد وهي له من قديم
…
وهو حجيرها بلّيا احتجاب
وخلاها تغطرف بالدلال
…
عقب ما هي تواعد بالخراب
ولا قصر حرب حرب شديد
…
حرب لين اسوّد الرأس شاب
ولكن الدبور من الفجور
…
صميم ما يفيد ابها الجواب
ولا حصل من التوفيق يوم
…
سوى الحسرات والمرّ المذاب
وجر الترك من شط الفرات
…
سكارى دبوبهم جرّ الرباب
علي نجد وقصده في وطنها
…
يبي هدم المنازل بالهياب
ويدعيها رسوم خاربات
…
ويلعي في جوانبها الغراب
ولكن الليالي كل حين
…
على المسوي سريعات القلاب
تحوم به المنايا واحذفت به
…
بيوم فيه ممحيّ الخطاب
وهو بأول ندب خُلّي طريح
…
تعشاه الضواري والذياب
فني وأفناه ربي والعساكر
…
فنوا من دون حرب واغتصاب
غدوا في نجد سبايا سابيين
…
يجدون المعيشة والثياب
وهذي من توافيق الكريم
…
أمور ما يقال ابها اعتجاب
(1)
حلو الشراب: هو الملك عبد العزيز آل سعود.
قال هذه القصيدة الشاعر المرحوم حمد العبد اللطيف آل مغلوث وهو في الكويت وقد زاره في منزلة أصدقاء له من قبيلة العجمان وكان يحدثهم عن قبيلته وماذا يعني اسم أسرته عندما سألوه فقال:
قالوا وش أنت قلت من سكانة الحسا
…
النبق مغلوث وشمّر لي قبيله
أصلّي وأصوم واتبع سنة النبي
…
واللي يبي شري ينال الفشيله
دمّي مغلوث بسم داب الخلا
…
لا شافن كليل الكيد يضيع دليله
الزّة على الساس لين يبرد خاطري
…
واملي صميله من حقران الذليله
لمحة عن الفضالة من فروع شمّر في الخليج
النسب:
1 -
الفضالة: هو فضالة بن مسعود بن منيع بن عيسى (الأسلم) بن شمَّر ابن عبد بن جذيمة بن زهير بن ثعلبة بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيئ بن أدد بن زيد بن يشجب بن عُريب بن زيد بن كهلان ابن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، "العرب العاربة".
2 -
الأسلم: نسبة إلى موطنهم جبل (سلمى) أحد جبال شمَّر وهم أبناء عيسى (منيع - وهب).
هجرة الفضالة من جبل شمَّر أبي بلاد الخليج
الفضالة كفرع من المسعود هاجروا من جبل سلمى موطنهم الأصلي إلى الكويت في القرن السابع عشر ثم هاجر البعض منهم إلى قطر والبحرين وأخذوا يتنقلون بين الدول الثلاث. كما هاجر جزء من الفضالة إلى العراق واستقر آخرون في مدينة حائل بالسعودية.
الاستقرار والمواطنة:
1 -
الكويت: قديما: منطقة شرق بمدينة الكويت القديمة والمحاطة بالسور وهي مرتبطة بتاريخهم في الكويت (تقسم مدينة الكويت قديما إلى شرق وقبله والمرقاب).
(1)
هو أيضًا المقصود الملك عبد العزيز.
حاليا: بعد النهضة وبناء الكويت الحديثة توزعت عائلة الفضالة إلى مختلف المناطق الجديدة بمدينة الكويت مثل (كيفان والقادسية. . إلخ).
2 -
البحرين: قديما: مدينة المحرق (المنطقة الواقعة بالقرب من مسجد البوكواره حاليا وقد اندثرت أغلب معالمها الحضارية). الحد (تعتبر عائلة الفضالة من أقدم العائلات سكنا في مدينة الحد، فهي موجودة منذ أكثر من مائتي سنة وهو ما تثبته الوثائق التي نحتفظ بها)، الأحسي (المنطقة الواقعة شمال غرب مصنع المنيون البحرين ويسمى موقعهم دور الفضالة).
حاليا: مدينة المحرق - البسيتين - الحد - عراد - الرفاع الشرقي - قرية جو - (منذ ثمانين عاما).
3 -
قطر: قديما: قرية المفير (المفجر) قرية الفضالة وموطنهم الأصلي ومرتبط بتاريخهم في دولة قطر، ثم انتقلوا إلى مدينة الشمال بسبب التخطيط العمراني الجديد الذي جمع القرى الشمالية في قطر في مدينة واحدة سميت مدينة الشمال، كما تعتبر مدينة الخور الموطن الثاني لعائلة الفضالة حيث يسكنها جزء منهم منذ زمن بعيد وحتى الآن بجوار العائلات الأخرى، أما الموطن الثالث للفضالة هي قرية الرويس في أقصى شمال قطر حيث يسكنها الفضالة منذ زمن بعيد وحتى الآن بجوار عائلة السادة.
حاليا: مدينة الشمال - مدينة الخور - قرية الرويس - وبعض مناطق مدينة الدوحة العاصمة.
بعض الأشر المتحضرة من شمَّر في المملكة العربية السعودية
- آل باتع: من شمَّر في حائل.
- البازعي: من شمَّر في الربيعية في القصيم.
- آل بديوي: في بريدة في الشماسية والرّبيعية في القصيم، من سنجارة.
- البريكان: من أهل الربيعية في القصيم، أسرة متفرعة من أسرة النويصر، من الأسلم، من شمَّر
(1)
.
(1)
جمهرة أنساب الأُسر المتحضرة في نجد لحمد الجاسر - ص 42.
- البصالا: في البكيرية، وأحدهم بصيَلي، من شمَّر
(1)
.
- البُصير: في بريدة، وكانوا قبل ذلك في خبّ البُصْر، أحد خبوب بريدة الغربية؛ ولذلك سموا بهذا الاسم، وهم من عبدة، من شمَّر
(2)
.
- البهَدَل: في الشماسية، من شمَّر.
- البهَيْجي: في الشقة وفي اللُّسيب، في القصيم، وكانوا قبلها في عقدة بمنطقة حائل، من عبدة، مِن شمَّر
(3)
، قال أحمد وصفي زكريا
(4)
: بهيج وسنبس كانا من رؤساء شمَّر الكبار في زمن بعيد، وهم من الأسلم العشيرة الطائية التي لا يزال لها بساتين نخيل في جبل سلمى.
البوْدَل: في الرس، من الأسلم، وهم أبناء عم الخليوي والفريحي واليهق
(5)
.
- الجامل: من المنيع، من الأسلم
(6)
.
- الجبر: من أهل بريدة، وكانوا في حائل إلى أوائل القرن الثالث عشر الهجري، ومنهم: الرُضَيان في بريدة.
- آل جِبْرين: في شقراء والغاط، من الأسلم من شمَّر، وهُم أبناء عم المعيقَل
(7)
.
- الجديعي: في وهطان وخُضيرا، في القصيم، من شمَّر.
- الجُربوع: في بويدة، وكانوا قبلها في الشّمَاس، من شمَّر.
- الجمهور: وهم من الأسلم، في قبيلة القرينية، ومنهم: الفهد - السدران - السعد.
(1)
جمهرة أنساب الأُسر المتحضرة في نجد لحمد الجاسر - ص 47.
(2)
جمهرة أنساب الأُسر المتحضرة في نجد لحمد الجاسر - ص 48.
(3)
جمهرة أنساب الأُسر المتحضرة في نجد لحمد الجاسر - ص 57.
(4)
عشائر الشام لأحمد وصفي زكريا - ص 624.
(5)
جمهرة أنساب الأُسر المتحضرة في نجد لحمد الجاسر - ص 56.
(6)
معجم قبائل المملكة العربية السعودية لحمد الجاسر - ص 68.
(7)
جمهرة أنساب الأُسر المتحضرة في نجد لحمد الجاسر - ص 91.
- الجُنيفا: من أهل عنيزة.
- الحبيب: في بريدة، من عبدة، وهناك الحبيب من القشعم.
- الحبيب: في الشماسية، من شمَّر.
- الحرداني: في القصيم، من شمَّر.
- آل حسين: في بريدة، من عبدة.
- الحُفيْل: ومنهم
(1)
: آل حازِم - آل زُبيْر.
- الحْمَادَا: في المجمعة، من شمَّر.
- آل حمدان: في الزُّلفي، من شمَّر.
- الحُميْد: في بريدة، من شمَّر، ومنهم: الفَلَّاح نسبةً إلى الفِلَاحة، وهم آل حُميد.
- آل حُميد: في مراة، من شمَّر.
- الحُنيني: في بريدة، وكانوا في الزلفي، من عبدة. وهناك الحنيني أهل ضرية، وهم من الحنانية من المراوحة من قبيلة حرب.
- الخليوي: في الرّس، من الأسلم، وهم أبناء عم اليَهق والبودل والفريحي
(2)
.
- الدُّبيب: من أهل الغاف في الجواء في القصيم، من آل ابن ناصر، من شمَّر.
- الدُّغيشم: في بريدة، وكانوا قبلها في قصيبا، من شمَّر.
- الدُّواخا: في الزلفي، واحدهم دوخي، من شمَّر.
- الزَّنَادا: في الزلفي وعنيزة، واحدهم زُنيدي، من شمَّر
(3)
.
- آل سحيم: من الأسلم
(4)
.
(1)
معجم قبائل المملكة العربية السعودية لحمد الجاسر - ص 266، 118.
(2)
جمهرة أنساب الأُسر المتحضرة في نجد لحمد الجاسر - ص 56.
(3)
جمهرة أنساب الأُسر المتحضرة في نجد لحمد الجاسر - ص 378.
(4)
معجم قبائل المملكة العربية السعودية لحمد الجاسر - ص 14.
- السُّواجي: في عنيزة، والطُّرْفيَّة، والشماسِيَّة، من شمَّر
(1)
.
- السوادين: في عنيزة، من شمَّر
(2)
.
- السُّويِّل: من أهل بريدة، من شمَّر، جاؤوا إلى بريدة في منتصف القرن الثالث عشر الهجري، واشتروا نخلا في العكيرشيَّة، ثُم تركوه ونزلوا بريدة
(3)
.
- الصّدر: في هجرة المشيطية في حايل، من سنجارة
(4)
.
- الصدعان: من شمَّر، ومنهم
(5)
: الثوابت - الدعجة - الشهاب - الصدعان - الطليحة - الفارس - الكليب - الهويمل، ومن الدعجة: الزور، ومن الصدعان: الدلفية، ومن الدلفية من الصدعان: أل جويمل - السُّحَيْب.
- آل ضاحي: في حائل وقراها، وعنيزة، والرياض، والكويت، من السعود من الأسلم من شمَّر، منهم صالح بن ضاحي بن عبد الله بن ضاحي بن محمد بن ضاحي بن محمد
(6)
.
- الطّليحي: من أهل المذنب في القصيم، من شمَّر، وكانوا قبل ذلك في حائل.
- الظُّفران: في الزّلفي، واحدهم ظفيري، أُسرة من شمَّر
(7)
.
- آل عامر: في أُشيقر، وفي القصب، من الأسلم من شمَّر، قال الشيخ صالح بن عثمان القاضي: آل عامر عن بني هاجر
(8)
.
- العامر: في الزلفي، من شمَّر، ومنهم: الزيد من العامر، والسنعوسي نسبة إلى العِزْوَة سناعيس
(9)
من العامر، والفهيد من العامر.
(1)
جمهرة أنساب الأُسر المتحضرة في نجد لحمد الجاسر - ص 378.
(2)
جمهرة أنساب الأُسر المتحضرة في نجد لحمد الجاسر - ص 378.
(3)
جمهرة أنساب الأُسر المتحضرة في نجد لحمد الجاسر - ص 382.
(4)
معجم قبائل المملكة العربية السعودية لحمد الجاسر - ص 380.
(5)
معجم قبائل المملكة العربية السعودية لحمد الجاسر - ص 98، 380.
(6)
جمهرة أنساب الأُسر المتحضرة في نجد لحمد الجاسر - ص 453.
(7)
جمهرة أنساب الأُسر المتحضرة في نجد لحمد الجاسر - ص 475.
(8)
جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد لحمد الجاسر - ص 485.
(9)
معجم قبائل المملكة العربية السعودية لحمد الجاسر - ص 317.
- العبودي: من أهل الشِّيحية في القصيم، من شمَّر
(1)
.
- العُدماء: في الزلفي والكويت، واحدهم عديم، من الأسلم، ومنهم: آل بحر من العدماء
(2)
.
- العُديان: في أشيقر، من الأسلم، وهُم أبناء عم المعيقل والفارس والجبرين
(3)
.
- العقل: من أهل الشماسية، جاءوا إليها من جهة حائل، من عبدة من شمَّر
(4)
.
- العقيل: في الزلفي، من الحميدي، من شمَّر، ومنهم: الفوزان من العقيل.
- العمَّار: في القُوارة، من آل ذويب، من المسعود، من الأسلم
(5)
.
- العيادا: في عنيزة، واحدهم عُبيْدي، من شمَّر
(6)
.
- الغانم: في عنيزة، من شمَّر.
- الغذّامي: في عنيزة، من شمَّر
(7)
.
- الغرفاني: في عنيزة، من شمَّر.
- آل فارس: من الأسلم، وهم أبناء عم آل جبرين، والعديان، وآل معيقل،
- الفُرَدَة: من الأسلم من شمَّر
(8)
.
- الفريحي: في الرس، من الأسلم، وهم أبناء عم الخليوي واليهق والبودل
(9)
.
(1)
جمهرة أنساب الأُسر المتحضرة في نجد لحمد الجاسر - ص 508.
(2)
جمهرة أنساب الأُسر المتحضرة في نجد لحمد الجاسر - ص 524.
(3)
جمهرة أنساب الأُسر المتحضرة في نجد لحمد الجاسر - ص 91.
(4)
جمهرة أنساب الأُسر المتحضرة في نجد لحمد الجاسر - ص 555.
(5)
معجم أسر القصيم، جمهرة أنساب الأُسر المتحضرة في نجد لحمد الجاسر - ص 573.
(6)
جمهرة أنساب الأُسر المتحضرة في نجد لحمد الجاسر - ص 378.
(7)
جمهرة أنساب الأُسر المتحضرة في نجد لحمد الجاسر - ص 378.
(8)
معجم قبائل المملكة العربية السعودية لحمد الجاسر - ص 14، 546.
(9)
جمهرة أنساب الأُسر المتحضرة في نجد لحمد الجاسر - ص 56.
- الفلّاج: في بريدة، من عبدة من شمَّر.
- آل قُدير: واحدهم القديري، في العطار، من شمَّر.
- القسُومي: في بريدة، من عبدة من شمَّر.
- آل مُعيقل: في القراين بالمملكة العربية السعودية
(1)
، من الأسلم، ومن مشاهيرهم: محمد بن معيقل، وكان من القادة المشهورين في الدولة السعودية الأولى، ما بين سنة 1205 - 1224 هـ، على ما جاء في تاريخ ابن بِشْر وعلى ما نقله الأستاذ حمد الجاسر الشبْلي، والشيخ عبد الكريم بن معيقل، من مشايخ ابن بِشر المؤرخ، أبي أن يتولى القضاء، وولِّيَ الإمارة للإمام سعود بن عبد العزيز سنة 1228 هـ، وهو من تلاميذ الشيخ عبد العزيز الحصين، وعبد الله بن محمد بن معيقل، الذي تولى الإمارة لعبد الله بن سعود، وعبد العزيز بن عبد الكريم بن معيقل، الذي استشهد في وقعة الدرعية، ومن آل معيقل: آل عُبيدي في القراين، ويقال العبدي.
- المغافلة: وهُم في قبيلة القرينية التميمية (راجع القرينية)، ومنهم: التيهة - الروسة - العجلان - القيعان - المهنا.
- المنصور: في الكويت، من الأسلم، منهم الدكتور عبد العزيز بن محمد المنصور وكيل وزارة الإعلام لشؤون الإذاعة في الكويت، وأخوه عبد الله بن محمد المنصور مدير دار ذات السلاسل للنشر والتوزيع.
- آل ابن ناصر: في الجواء والقرعاء وبريدة وضراس والشقهّ وعيون الجواء والقوارة، من شمَّر.
- النبيجان: من الأسلم، ومنهم: الجبارية - الهُدَد
(2)
.
- الهزاع: في عنيزة، من شمَّر
(3)
.
- اليهق: من أهل الرس، وانتقلوا منه إلى البدائع وعنيزة والخبراء، من الأسلم، وهم أبناء عم الخليوي والفريحي والبودل
(4)
.
(1)
جمهرة أنساب الأُسر المتحضرة في نجد لحمد الجاسر - ص 785.
(2)
معجم قبائل المملكة العربية السعودية لحمد الجاسر - ص 69، 778.
(3)
جمهرة أنساب الأُسر المتحضرة في نجد لحمد الجاسر - ص 378.
(4)
جمهرة أنساب الأُسر المتحضرة في نجد لحمد الجاسر - ص 56، 913.
وذكر حمد الحقيل في كنز الأنساب عدة أسر متحضرة في نجد بالمملكة العربية السعودية نذكر منها التالي:
1 -
آل سيف وآل مزيد: في المجمعة، وقد تولى جدهم عثمان رئاسة المجمعة، وله يقول حميدان الشويعر:"الفيحا ديرة عثمان"، وعثمان هذا هو ابن حمد بن علي بن سيف بن عبد الله الشمَّري، ويوجد مسجد إبراهيم في المجمعة وهو إبراهيم بن سيف بن عبد الله الشمَّري، ومن هذه الأسرة الشيخ إبراهيم بن عبد الله بن سيف مؤلف كتاب العذب الفائض؛ شرح فيه الفرائض وقد توفي في المدينة المنورة عام 1189 هـ رحمه الله.
وآل مزيد هم من آل ميبار من عبدة من شمَّر.
2 -
آل محرج: في المجمعة.
3 -
الحمادي: في المجمعة.
4 -
آل جبر: في المجمعة.
5 -
آل مفيز: في المجمعة.
6 -
آل مجحد: في المجمعة، ومنهم آل غانم المجحد في جلاجل أهلهم من المجمعة.
7 -
آل فائز: في المجمعة.
8 -
آل سيف: في المجمعة.
9 -
آل قدير: في العطار.
10 -
آل جربوع: في القصيم.
11 -
آل بديوي: في القصيم.
12 -
البصالا: في القصيم.
13 -
الخليوي: في القصيم.
14 -
الصباحا: في القصب.
15 -
السر: في القصب.
16 -
آل عامر: في القصب.
17 -
آل مسفر: في بريدة.
18 -
آل جميل: في الزلفي.
19 -
آل قشعم: في الزلفي.
20 -
آل فائز: في الزلفي.
21 -
آل نصار: في الزلفي.
22 -
آل حمدان: في الزلفي.
23 -
الزنادي: في الزلفي.
24 -
الكليب: في الزلفي وهم من آل رميح من عبدة.
25 -
آل الذويخ: في الزلفي وجدهم عبيد بن ذويخ بن علويط من الحريرات من شمَّر.
26 -
آل معيجل: في الزلفي من عبدة من شمَّر.
27 -
آل هويمل: في مرات.
28 -
آل داغر: في الغاط.
29 -
آل حميد: في مرات.
30 -
آل زمان: في تيماء، وهم من الفداغة من شمَّر، وكان لهم إمارة تيماء ردحا من الزمن.
31 -
آل غذامي: في عنيزة.
32 -
آل بديوي: في الشماسية والربيعية، وهم سنجارة.
33 -
آل رخيص: من مشاهير شمَّر بالعراق.
34 -
آل بادي: من التومان من آل حشيفة في عنزة على ما ذكره بعض كبارهم.
35 -
آل مديفر: في بريدة.
36 -
آل روق: في بريدة.
37 -
آل منيف: في بريدة وهم من أسلم.
38 -
آل باقع: في حائل.
39 -
الجريفاني: في القصيم.
40 -
آل فريح وآل بهذل: من سنجارة في القصيم.
41 -
الحرداني: في القصيم.
42 -
آل غنام تومان: في الربيعية.
43 -
العقل: في الشماسية.
44 -
آل يوسف: في الشماسية.
45 -
الوابل: في القصيم.
46 -
الصروخ: في القصيم.
47 -
العواجا: في القصيم.
48 -
الرشود: في القصيم.
49 -
السواجي: في القصيم.
50 -
آل معيقل: أهل القرائن في الوشم، وهم عن الدغيرات من شمَّر منهم أمراء وكبراء في عصر السعوديين سابقا، والمعيقل وآل جبرين وآل عدنان وآل فارس، الجميع أبناء عم الغفيلات ومنهم الغفيلي المشهور في بطين ضرما سابقا قريني شمَّري الأصل.
51 -
آل هميزان: في حائل.
52 -
آل عبيدي: في عنزة.
53 -
العيادا والبوازع: في القصيم.
54 -
آل مطلق: في بريدة.
55 -
آل غنام: في بريدة.
56 -
العدما والبحر: في الزلفي والكويت من الأسلم.
57 -
آل دريهم: في ثادق.
58 -
المختار والأحمد والبراهيم: من عبدة.
59 -
الفرهود: في سكاكا والمنطقة الشرقية.
60 -
آل سلمان: في سكاكا في حي السلمان.
وذكر القويعي أسرا متحضرة في مدينة حائل من شمَّر بالمملكة العربية السعودية هي:
1 -
الباقع: وهم حمد العزور وأبناؤه من عبدة من شمَّر في حي العليا.
2 -
البايح: وهم عدة عوائل من عبدة من شمَّر في حي السويفلة.
3 -
البقيصي: من عبدة من شمَّر وهم في حي الخنقة السويفلة.
4 -
الثامر: من العلي من شمَّر في حي السويفلة.
5 -
آل جبر: من الخلي من شمَّر في حي لبدة.
6 -
الجدعا: من شمَّر في حى الزبارة.
7 -
الجدوعي: من شمَّر في حي السويفلة.
8 -
الربوع: من شمَّر في حي الجديدة.
9 -
الجريفاني: عدة عوائل من شمَّر في حي العليا/ سرحة.
10 -
الجناح: من العساف من القوعة من شمَّر في حي لبدة.
11 -
الجلوي: عدة عوائل من العلي من الجعفر من شمَّر في حي برزان.
12 -
الحزاب: من العليان من شمَّر في حي لبدة.
13 -
الحميان: عدة عوائل من شمَّر في السويفلة.
14 -
الحوري: علي السعدون من شمَّر في حي مغيضة.
15 -
الخزام: عدة عوائل من عبدة من شمَّر في حي مغيضة.
16 -
الخشان: عبد الله الخشان من شمَّر في حي لبدة.
17 -
الداحس: عدة عوائل من عبدة من شمَّر في حي الزبارة.
18 -
الدبل: عائلة من عبدة من شمَّر في حي مغيضة.
19 -
الدخيل: دخيل وسلامة من القوعة من شمَّر في حي لبده.
20 -
الدويرة: عدة عوائل من عبدة من شمَّر في حي السويفلة.
21 -
الذويب: خلف الذويب من عبدة من شمَّر في حي الزبارة.
22 -
الذلاعيب: من عبدة من شمَّر في حي مغيضة.
23 -
الرخيص: عدة عوائل من سنجارة من شمَّر في حي مغيضة.
24 -
الرشدان: عدة عوائل من عبدة من شمَّر في حي الزبارة وحي النعام.
25 -
الرشيدان: عدة عوائل من عبدة من شمَّر شرق مغيضة.
26 -
الرقاد: إبراهيم وأبناؤه من القوعة من عبدة من شمَّر في حي الزبارة.
27 -
الرقيبا: من الأسلم من شمَّر في حي ليدة.
28 -
الركاد: من الأسلم من شمَّر في حي الجراد.
29 -
الرمان: من عبدة من شمَّر في حي السويفلة.
30 -
الزقدي: عدة عوائل من عبدة من شمَّر في السويفلة والخنقة.
31 -
الزويمل: عدة عوائل من سنجارة من شمَّر في حي العليا - الزويمل.
32 -
الزهير: فراج وأبناؤه من شمَّر في حي الزبارة.
33 -
السامي: عدة عوائل من عبدة من شمَّر شمال حي الجراد.
34 -
السبهان: عدة عوائل من القوعة من عبدة من شمَّر في حي العليا وحي برزان.
35 -
السرور: عدة عوائل من شمَّر في حي البزيعي.
36 -
السمين: من الصالح من القوعة في شمَّر في حي الزبارة.
37 -
السليمان: من العثمان من القوعة من شمَّر في حي لبدة.
38 -
السوادي: عدة عوائل من الأسلم من شمَّر في حي الزبارة.
39 -
الشافع: عبيدة الناصر والعثمان من القوعة من شمَّر في حي لبدة.
40 -
الشريهسي: عدة عوائل من شمَّر في حي الزبارة.
41 -
الشعيفان: من شمَّر في حي البزيعي.
42 -
الشفاقة: من الغزي من شمَّر حي الزبارة.
43 -
الشلوة: عدة عوائل من شمَّر في حي الخنقة والسويفلة.
44 -
الشمَّران: عائلة فريح من شمَّر في حي الزبارة.
45 -
الصالح: عدة عوائل من القوعة من شمَّر في حي البزيعي والزبارة ولبدة.
46 -
الصفوق: من المنصور من القوعة من شمَّر في حي سرحه.
47 -
الصملي: من شمَّر في حي السويفلة.
48 -
الضبعان: عدة عوائل من عبدة من شمَّر في حي السويفلة.
49 -
الضماد: عدة عوائل من عبدة من شمَّر في حي السويفلة.
50 -
الضيف الله: من العثمان من القوعة من شمَّر في حي لبدة.
51 -
الطالب: من المنصور من الوقعة من شمَّر في حي المسيعيد شمال مغيضة.
52 -
الطرجم: عدة عوائل من الأسلم من شمَّر في حي عفنان.
53 -
الطلال: جار الله وإخوانه وأبناؤه من عبدة من شمَّر في حي زبارة.
54 -
العبدة: عدة عوائل من الريشان من عبدة من شمَّر في حي مغيضة.
55 -
العثمان: عدة عوائل من القوعة من شمَّرِ في حي لبدة.
56 -
العدلان: عدة عوائل من عبدة من شمَّر في حي السويفلة والخنقة والزبارة.
57 -
العساف: من القوعة من عبدة من شمَّر في حي لبدة.
58 -
العساف: من سنجارة من شمَّر منهم الزيدان والعصفور في حي الزبارة وحي البزيعي.
59 -
العصفور: عوائل من سنجارة من شمَّر في حي البزيعي.
60 -
العفر: شايع وأبناؤه من شمَّر في حي مغيضة.
61 -
العقاب: زيد وأبناؤه من شمَّر في حي الزبارة.
62 -
العقلا: عدة عوائل من القشعم من عبدة من شمَّر في حي السويفلة.
63 -
العقيلي: عوائل من الخليل من الجعفرِ من شمَّر في حي مغيضة.
64 -
العلي: عدة عوائل من الجعفر من شمَّر في حي مغيضة والسويفلة.
65 -
العلي: من العثمان من القوعة من شمَّر في حي لبدة.
66 -
العنين: من الصالح من القوعة من شمَّر في حي الزبارة.
67 -
العواد: من الرشدان من النعام من شمَّر في حي النعام.
68 -
العودة: البقعاوي من شمَّر في حي الزبارة.
69 -
العيسى: من آل علي من الجعفر من شمَّر في حي مغيضة.
70 -
العيناز: من اليحيا من عبدة من شمَّر في حي السويفلة.
71 -
الفارس: من العثمان من القوعة من شمَّر في حي لبدة.
72 -
الفالح: محمد وأبناؤه من السليط من شمَّر في حي العليا.
73 -
الفداع: عوائل سرهيد من شمَّر في حي مغيضة.
74 -
الفراغ: من الأسلم من شمَّر في حي البزيعي.
75 -
الفرهود: من العواد من القوعة من شمَّر في حي الزبارة.
76 -
الفلاج: من النعام من الرزين من شمَّر في حي النعام.
77 -
الفوزان: فايز وأبناؤه من النعام من شمَّر في حي الزبارة.
78 -
الفهيد: من العثمان من القوعة من شمَّر في حي لبدة.
79 -
الفهيدي: من سنجارة من شمَّر حي البزيعي.
80 -
القريطي: عدة عوائل من الخليل من عبدة من شمَّر في حي عفنان.
81 -
الكعيك: عدة عوائل من شمَّر في حي مغيضة.
82 -
المايز: علي وأبناؤه من الأسلم من شمَّر في حي سرحه.
83 -
المجحد: من شمَّر في حي العليا.
84 -
المحيفر: من الريشان من عبدة من شمَّر في حي مغيضة.
85 -
المرخان: عائلة من شمَّر في حي النعام.
86 -
المسيعيد: عدة عوائل من القوعة من شمَّر في حي المسيعيد شمال مفيضة.
87 -
المشاري: من العدلان من شمَّر في حي السويفلة.
88 -
المطير: عدة عوائل من النعام من عبدة من شمَّر في حي النعام.
89 -
المطلق: عدة عوائل من شمَّر في حي السويفلة ومغيضة.
90 -
المطلق: من العثمان من القوعة من شمَّر في حي لبدة.
91 -
المقرن: عائلة من العواد من القوعة من شمَّر في حي سرحة.
92 -
الممدوح: ابن علي من آل علي من شمَّر في حي مغيضة.
93 -
المنصور: فهد وأبناؤه من القوعة من شمَّر في حي الزبارة.
94 -
المونيع: من المفضل من عبدة من شمَّر في حي السويفلة.
95 -
المهنا: من آل علي من شمَّر في حي السويفلة.
96 -
النعام: عدة عوائل من الرزين من عبدة من شمَّر في حي النعام.
97 -
الهديرس: من الأسلم من شمَّر في حي الزبارة.
98 -
الهمشي: عوائل من النعام من عبدة من شمَّر في حي لبدة.
99 -
الهندي: من القوعة من عبدة من شمَّر في حي سرحة.
فصل عن بعض أشعار قبائل شمَّر
هذه قصيدة للشاعر على الجنفاوي الشمَّري، يلفت فيها النظر للتفكر في مخلوقات الله
(1)
:
بديت باسم اللي سمك سبع الأطباق
…
عالم خفاء ما يكتم المودماني
اللى خلق ليلن عن الفجر ينساق
…
كل يقدر له محل أو مكاني
إلى راح هذا ذاك مقبل بالآفاق
…
يجرن على طول الدهر بالزماني
لا قاصر هذا ولا ذاك سباق
…
إلى أقفا النهار يقرب الليل داني
واللي خلق خلق على أصناف وارناق
…
الى شفت لك صنف الى ذاك ثاني
هذا يسير وينقله القدم والساق
…
وهذا على الأربع وذاك ازحفاني
أشكال وأصناف وامثاله ارزاق
…
الله كفلهم بالمعاش اكفلاني
أشداق رزقه كل يوم من أشداق
…
وأشداق رزقه تدركه بسعياني
هذا على زين المعاوش والأشناق
…
وهذا متاح وبالوزاء سلوعاني
والرزق عند اللي للأرزاق خلَّاق
…
مضمون رزقك يا بن آدم ضماني
اللي كتب لك لو تونيت ما يذاق
…
أن كان ما جيته فهو جاك عاني
ما يقطعه بالحسد ماكر وفساق
…
ولا يدركونه بالحيل الذهاني
بيد الكريم اللي للأصباح فلاق
…
وعساه يا قاسم بخير واحساني
ماصك دونه باب ففل ومغلاق
…
ولا حط ناطور وراه ايحداني
يا الله ابرزق يا والي الأرزاق
…
يا واحد مالك شركي وثاني
الى صار انا معيز ومحتق ومفتاق
…
وأنت الكريم الرزاق أبا الحساني
(1)
انظر وصايا العلماء والملوك في حسن سير الملوك - طبعة أولى 1405 هـ - عبد العزيز محمد الأحيدب.
لاني بسباق ولا نيب منعاق
…
عن ما كتب بالخفاء والبياني
ولاني بلقاق ولا نيب عقاق
…
راضي بقسمت ربي اللي عطاني
ومن عقب هذا البال والفكر مشتاق
…
لنظم القوافي من حلي المعاني
إلى بغيت آخذ مع القاف طوارق
…
القاه ما جود بطارف الساني
آخذ منه ما كان جائز وما لاق
…
ارمي اهزا له وآخذ اسماني
ثم أنظمه وأنا على الزين شفاق
…
نظم الخرز برقاب نجل العياني
أوصيك ياللي للنبا الزين فراق
…
اسمع كلامي يا عريب المجاني
عليك ياللي للنواميس عشاق
…
هميلع من مطلقين اليماني
لو كان حمله مثل ما قيل ما يطاق
…
يصبر على الشدة وسيع البطاني
أطيب ما يجلب ويشراء بالأسواق
…
ولا ينكسب الهيلمه والتصاني
وحذراك عن رفقة هذور وملاق
…
مع الخيانة بالقفاء مسر داني
لا تأمنه لو يعطيك ميثاق
…
ما ينعرف له مذب قلباني
ولأجل مكتوب بخطه بالأعناق
…
الرب حي وكل مخلوق فاني
ما يقتلك لوجاك تسعين تيفاق
…
الا اليا صار أجلك بالأسباب داني
تبقى لموعد يومك اللي بالأراق
…
لا سابقه ساعة ولا أنت امتواني
فيالله وأنا طالبك في حسن تيفاق
…
ترحم حوال اللي هزيل اواني
أسألك اليا من التفت الساق بالساق
…
في ماقف ما بيننا ترجماني
والناس من بين الصراطين مراق
…
وكل اكتابه بين عينيه باني
والنفس معها شاهدين وسواق
…
فيارب عن لفح الجحيم اتحماني
هذا يمره بالعجل لمح خفاق
…
هذا كما الرجلى وذاك احبياني
وهذا على حفرة زمهرير خفاق
…
وهذاك مامون بخضر الجناني
وأسألك تامرا لوالديني بالاعتاق
…
من النار حيثك ربي المستعاني
والمسلمين اللي على الحق شفاق
…
أسألك لا تجعل لهم به مكاني
واللى يصلون الفرايض والاشراق
…
ومن حج بيت الله وصام ارمضاني
وأداء الزكاة وقام عدل ولا باق
…
تكتب لهم منها براءة وأماني
تمت وصلى الله على حسن الأخلاق
…
نبينا سيد جميع الكياني
قال محمد عبد الله
(1)
الرشيد
(2)
في وقعة يا طب:
عزيل قلب كلما قرب الليل
…
عليه صارن الدقايق جلايل
(3)
اعتاض عن طيب الكرى بالتعاليل
…
بافكار واذكار وقول وقايل
(4)
والعين كّن أبموقها يدرج الميل
…
عيت تطيق النوم من فور جايل
(5)
علي بني عمي سنادي عن الميل
…
نطاحة الكايد كبار الوهايل
(6)
اقفوا كما مزن ثقيل المخابيل
…
من زاعج الغربي حدر له شعايل
(7)
شمر مقابيس المنايا هل الخيل
…
عصم الروايا مقحمين الدبايل
(8)
يا دار وين أهل المهار المشَاويل
…
أهل النزول اللي تعز النزايل
(9)
بكيتهم يوم ارتكم فوقي الشيل
…
وذكرتهم يوم اقبل الضد صايل
(10)
وصاح الصياح وطوَحنِّ الهلاهيل
…
وهلت دموع امعكرشات الجدايل
(11)
وقلت ابشرن ما دام بالعمر تمهيل
…
ما دام ما رزت عليَّ النصايل
(12)
لا تبكن الوحده وقل الرجاجيل
…
ما دام عين الله علينا تخايل
(13)
(1)
انظر كتاب الشعر عند البدر لشفيق الكمالي - بغداد 1964.
(2)
هو أحد أمراء آل الرشيد في حائل وقل أن تجد واحدا من هذه العائلة إلا وله شعر يردده البدو، وشعر أفراد هذه العائلة كله في الفخر أو الحماسة والاعتداد بالنفس، عاش في أواخر القرن الماضي وبداية القرن الحالي، وآل الرشيد من الجعافرة وهم فخذ من عشيرة الدغيرات من عبدة إحدى البطون الكبرى التي تتألف منها قبيلة شمَّر. وينتسب الرشيد إلى عرار بن شهوان آل ضيغم، وقد حكموا حايل حوالي مائة وخمسين عاما وقد آل إليهم هذا الحكم بعد أبناء عمهم آل ابن علي، وقد انتهت إمارة آل الرشيد على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، وآخر من حكم من آل الرشيد هو عبد العزيز الرشيد.
وهذه القصيدة نسبها صاحب ديوان النبط إلى العوني وقال: إن العوني قالها على لسان ابن الرشيد، في حين أن كل من قرأها لي من البدو الذين التقيت بهم نسبها إلى ابن الرشيد.
(3)
يا من يعزى قلبا كلما قرب الليل طالت أوقاته.
(4)
اسهر اتفكر واميز بين قيل وقال.
(5)
والعين كأنها تضرب بميل الدواء عجزت تطيق النوم عن فوران قلبي.
(6)
سنادي: سندي الذين يدفعون المكروه عني بطعنات كبار بالأعداء.
(7)
راحوا كما يروح السحاب تشتعل بروقه.
(8)
شمَّر ولعة الحرب ورجالها، آراؤهم وجيوشهم مقدمة.
(9)
يسأل الديرة عن أهل الخيل أهل البيوت الكبار مكرمين الضيف.
(10)
ذكرتهم يوم ثقل على الحمل ويوم جاءني أعدائي وقد كانوا يدافعون معي صولة الصائلين.
(11)
وصاح صياح الهجوم وزغردت النساء وبكت زينات البنات على الرجال الذين يمنعون العدو عنهن.
(12)
قمت أبشرهن ما دام راسي باقيا وما دمت لم أدفن ولم تنصب على قبري الحجارة.
(13)
لا تبكين قلة الرجال فنحن بعون الله نحميكن.
وظهرت أنا باسم العصاه المشاكيل
…
لو هم قليل يدركون الجمايل
(1)
هم حاصلي لاكملن المحاصيل
…
غوش الجبل خزني غلامين حايل
(2)
باعوا عزيز العمر دون المظاليل
…
وحموا حماها مقدمين الفعايل
(3)
قالوا عليهم قلت زجي هل الخيل
…
وقهرتهم غصب وردوا غلايل
(4)
وادنت هجن يقربن المحاويل
…
هوج هجاهيج هجاف نحايل
(5)
عَلاكم تطرب اقلوب المراسيل
…
خفقات رفَقات صلاب جلايل
(6)
قلايص عوص صعاصع شمَاليل
…
من سلسلة نسل السباق السلايل
(7)
الصبح مدن كنهن جولة الريل
…
عوص علت من فوقها ارجال حايل
(8)
وصبح اربع تلقى نزول كما الليل
…
شمر إلى عدت فروع القبايل
أدنى بالادنى خبروهم بتفصيل
…
لا تسفهون اصغارهم والحمايل
(9)
ولازم الى شافوا اركاب مقاييل
…
تلزمهم النشدات عن سكن حايل
(10)
قولوا لهم يا معتلين على حِيل
…
نجد وهلها يطلبون الاوايل
(11)
جونا هل العارض بقوم كما السَيل
…
يبغون دار هابها كل عايل
(12)
وجرى لنا يوم بياطب به الشيل
…
يطيح ما تثنى عليه الرحايل
(13)
وضفا على عكاش مثل الهماليل .. ورَدوا عليهم كاملين الخصايل
(14)
وان كان هم قفوا بستة مخاليل
…
يا طول ما حنا لهم بالاوايل
(15)
(1)
طلعت بما عندي من الفرسان وهم رغم قلتهم يحصلون الجميل.
(2)
هم رأسى مالي على حايل خزنتي وقت الحاجة.
(3)
باعوا نفوسهم دون نسائهم وحموها كما هي عادتهم.
(4)
قالوا عليهم: أي أهجموا عليهم؛ قلت زجي هل الخيل؛ أي اصيروا أيها الفرسان،
(5)
قربت لهم ابلا حمرا نحيلات من كثر السرى.
(6)
تخفق مثل الطيور رفيقات صبورات من كرايم الإبل.
(7)
قلايص ناشفة لحومها، عوص: قويات: صعاصع يرفلن بمشيهن، شمايل: كرايم، من أصل معروف.
(8)
انطلقن صباحا مثل القطار، فرقهن أولاد شمَّر.
(9)
خبروهم وفصلوا لهم عما وقع كبيرهم قبل صغيرهم.
(10)
وهم من عادتهم إذا جاءهم رسول اجتمعوا لطلب الأخبار.
(11)
قولوا لهم نجد تطلب النجدة، حيل: جمال سمينات لم تحمل.
(12)
أي يريدون دخول حائل التي بها كل عائل: أي معتد.
(13)
جرى بيننا وبينهم حرب طاحنة. وياطب: اسم محل بالقصيم حصلت فيه المعركة.
(14)
وطلع الغبار على جبل عكاش قرب حائل مثل المطر ورد عليهم أهل حايل ومنعوهم.
(15)
يعترف بأنهم أخذوا بعض الحلال من الإبل، ولا بد أننا ندرك الثأر.
وين الطنايا؟ وين شرابة الهيل؟
…
وين الحيود اللي تشيل الثقايل؟
(1)
وين السيوف اللي تعدل عن الميل؟
…
وين الرماح اللي نحت كل عايل؟
(2)
وين النشامى والعصاة المغاليل؟
…
وجميع من ضربه نضيع الدلايل؟
(3)
شرابهم صافي القراح الشهاليل
…
ومنزالهم غصب على كل طايل
(4)
غلبا! تري بلدانكم لبست النيل
…
تنخى الرجال امكرمات الأصايل
(5)
تنخى هل العاده كرام الأسابيل
…
يوم التغازي والدخن له صلايل
(6)
قلته وانا معكم على العدل والميل
…
لعل ما نعتاض عنكم بدايل
تمت وصلوا عد وبل المخابيل
…
على نبي الحق ما زال زايل
رظا بن طارف الشمَّري
(7)
وهو يجاوب صديق أرسل له رسالة يشتكي من بعد الأهل ومن بعد محبوبته وكان هذا الصديق اسمه رظا مثل اسم الشاعر المذكور يقول:
حي الكلام الي لعاني بالاوراق
…
من واحد بيني وبينه صداقه
ترحيبة القاع المحيلة ابراق
…
في نو مزن رب إلا إله ساقه
وخلاف ذا يا راكب فوق مسباق
…
يسبق معاصير الهوا باصتفاقه
اسرع من اللي لاول الجول لحاق
…
اصله رفيع وناجبه من عماقه
يلفي لمن هيض غرامي والاشواق
…
اللي شكا بعد الاهل والرفاقه
وفاراق غروا للمعاليق سراق
…
شرب الكدر عقب الطرب من فراقه
ولا الوم في طرد الهوا كل عشاق
…
لو صار به عقب التفرق حماقه
وعزي لمن عينه بها الدمع دفاق
…
حيثه على ما يجرح الروح اواقه
ومن كنت العبرة بها خاطره ظاق
…
لا زادت العلة تزايد حراقه
(1)
وين الطنايا هذا الاسم مخصوص لشمَّر والطنا الزعل: وين شرابة القهوة وين الجبال اللي تشيل ثقيل المسئوليات بقلوبها.
(2)
أين السيوف التي تجعل المايل عدلا وأين الرماح التي تبعد كل معتد عن بلادنا.
(3)
النشامي: كل شجاع فدائي يجود بنفسه وجموع تضيع قلوب الأعداء بفعلها.
(4)
الذين يشربون إذا وردوا رغما عن الأعداء وينزلون في الأعالي، والشهاليل: الماء البارد.
(5)
غلبا اسم من أسماء شمَّر لغلبتهم على عدوهم كما يقول الشاعر، ترا بلادهم لبست النيل؛ أي السواد إذا لم تحموها بخيل وجيش.
(6)
تنخا: تحث. الأسابيل: الشوارب. الدخن: البارود. صلايل: صوت.
(7)
انظر كتاب ديوان شعر من الجزيرة العربية ج 1 - تأليف محمد الهاجري.
بحر الهوا موجه علي كل الاشناق
…
ارواح لارواح بوسطه تساقه
وخطوا الولد بالغوص مفلس ومنعاق
…
واحد كسب غير الغزيزة لحاقه
ياما دلهنا مع طويلات الاعناق
…
وياما نعوق من هنوف عشاقه
يوم الهوالي على الكيف ينساق
…
والعشق له عند المخاليق فاقه
متونس ما نحسب الوقت بواق
…
وعزي لمن وقته ضحك له وباقه
ويوم أن كل وادع الدار بفراق
…
وكل ترك عقب البداوة نياقه
تركت من شقره على المتن دلاق
…
وانكفت مالي بالمغازي علاقه
لو همت درب يمنع الرجل مسباق
…
والطير ما يشهر إلى شد ساقه
صارت مشاكلنا على جمع الارزاق
…
من خوف عازات تحدن لعاقه
والهوش من دون المعقل والاطلاق
…
وإلا الهمل صعب علينا مساقه
واطلب من الرب الولي حسن الاوفاق
…
يجعل لنا بيت ذريا رواقه
قبل الفراق ولفت الساق بالساق
…
ولو نرت ما يفيد الحذر والحذاقه
دنياك لو تعطي عهود وميثاق
…
لوهي كما الخلفه سريع فواقه
لابدها من ساعة تحرق احراق
…
ياسرع ما عقب السكون اصتفاقه
مخباطها لمصمّك العظم سراق
…
يمضيك لو درعك تضبك حلاقه
ومكينته تبرم تقل موس حلاق
…
ياما على المكتل ضروسه تلاقه
والناس رزقها ياسمي بيد خلاق
…
ومن وحّد المولى نجا من غراقه
ولو تاعدك غمز الليالي بخناق
…
جودة صميل القيض شقت عراقه
مضر السنة واصبر مع الصبر لحاق
…
عساك تدرك حاجتك في غلاقه
قال هذه القصيدة الشاعر رظا بن طارف الشمَّري عندما أراد من بعض جماعته سلف قرض حسنه فأوعده هذا الشخص ولكنه لم يف بوعده فقال هذه القصيدة يلومه على عدم الوفاء بما وعده به ويوصفه بالسراب الذي يغر كثيرا من الناس.
قال الذي راس الطويلة وشع له
…
النايف اللي من طويل الهظابي
باح الكنين ولع القلب شعله
…
وعديت ما كنيت وابديت مابي
والنفس من صبر على الكود زعله
…
والراس من كثر الهواجيس شابي
اهوم درب شوفتي ترتفع له
…
مصورك ما هي تنوشه ركابي
دنيا كفا الله شرها ننخدع له
…
الطيب سندا والمرجل تعابي
من جاه بالقوة لزوم يقع له
…
عقب التبين ناضعه للترابي
ياما وياما خسرت من جمع له
…
تبرم دواليب الشقا بانقلابي
ان اقبلت كلٍ براسه خضع له
…
تضحك لعشاق الهواء بالعذابي
وان دبرت داسة رفيقه بنعله
…
تسقيه كدرٍ عقب حلو الشرابي
دنياك من زلت عنه ما رجع له
…
تقفته بمذلقات الحرابي
لا صار ما طبعك على الدرب طع له
…
اصبرو قل يالله عليك الثوابي
ملزوم تدبير الولي نمتنع له
…
منزل على صدر الرسول الكتابي
واحذر طريق إبليس لا تتبع له
…
واتعب على العليا بعصر الشبابي
ماكل هُرْج نسمعه نستمع له
…
ولا كل من يسأل يعرف الجوابي
ولا كل من يفعل يوفق بفعله
…
ولا كل من وصي على الطيب طابي
ولا كل من ينخا رفيق فزع له
…
كم وارد غره لميع السرابي
بعض البروق توهم اللي نجع له
…
ترعد ونوه ما يبل الترابي
ومن غاف قربك جنبه لا تهزع له
…
لا تتبع المقفي تقع بالمثابي
اللاش ما يفيدك بلياه جعله
…
عسى جنابه للفنا والخرابي
خسران يبشر بالفلس من ربع له
…
مثل الغشيم اللي قنص بالغرابي
لاطلّعه وقت الهدد ما طلع له
…
يتلى الطمان ومن تلا الهون خابي
ولا تفيد خلان الرخا من وقع له
…
كلٍ إلى شاف الخسارة يهابي
احذرك لا تمشي مع اللاش دع له
…
ولا ترافق الخاين ردي الجنابي
لون قرش عندكم ينقطع له
…
تلقي وريده يا فتي الجود حابي
عليك باللي يرفع الراس فعله
…
رخص بماله بالليالي الصعابي
اللي مراقيب العلا يندفع له
…
على عوايد مدرك الطيب رابي
وجماعته عند القبائل زرع له
…
ومن حشمته تحشم وجيه غيابي
وقال رظا بن طارف الشمَّري:
البارحة ماغملج الجفن بنعوس
…
وعيني قزت من نومها وتغميضه
واسكت وبيه يافتى الجود محسوس
…
ومن شاف حالي قال حالك مريضه
وهيضت قيل بالصناديق محبوس
…
ولومي على اللي لامني بتهييضه
يديرها دالوب الافكار كردوس
…
يشدي جراد طار عقب تحويضه
انا الدي من ظيم الأيام متعوس
…
يضيق لو صدري مع العلم فيضه
أن همت درب يعترض دونه طعوس
…
ومراد بالي ما توصلت اريضه
دنيا تصارع من تحداه ببقوس
…
وتسقيه من مر الليالي عضيضه
ياما وياما بيدت كل سايوس
…
ما ينعرف كرخانّها من نقيضه
أيام تزهي لك لياليك بلبوس
…
مثل الهنوف اللي زهت بتغضيضه
ونوب تلحك لحت العود بالموس
…
وتبرى اللحم لو كان حالك غليظه
ودنياك لو ضده مفاليك بالعوس
…
والمشرع الصافي تبين خويضه
احذرك لا تجلد على قاع وعجوس
…
تر مقعد بالدار ما هي فريضة
اتل الهواء العامر أبي هب نسنوس
…
وخلك إلى فاض الهواءَ مع مفيضه
عشب الربيع إلى ظهر فيه عرنوس
…
عمره وصل والبدو قرب مقيضه
وان حلت لا تورد ظواميك لرسوس
…
خله تولي لا يغرك خضيضه
ان جيت له وارد تاديك بيبوس
…
انص العدودان كان دلوك غضيضه
وهم العلا لو عضك الوقت بضروس
…
تدرك مرام النفس لو عقب غيضه
المرجله بينه تقل ضو فانوس
…
من شام له لوبه خساير تعيضه
ومن لا يحصل باول العمر ناموس
…
مكاسبه بس الفلس والغميضه
واللاش لاش ولو ملك فلح وفلوس
…
لا قاضي حاجه ولا فيه عيضه
ما يفيد لوز وله مثل زول جاموس
…
جسمه كبير ولبت العقل بيضه
والي امتحنته يافتى الجود بدروس
…
تلقا حقايق فايله بتخفيضه
عليك باللي للخفيات سايوس
…
وان جالسك لاسرار قلبك حفيضه
وقت الرخا شرح وباضيق دبوس
…
ضرغام غابات يوحش جضيضه
يذري إلى هبت هبوب بها كوس
…
لا شفت غبران الوجيه البغيضه
ذا قول من قلبه من الوقت ملموس
…
وسوالف الدنيا طوال عريضه
مير يا الله يا معطي العطايا بلاقوس
…
يا خيّرٍ تحيي العظام الرضيضه
نجعل علم من ضد الإسلام منكوس
…
وترد عدوان الشريعة بغيضه
عسى شرايدهم ورا دولة الروس
…
ورا البحور السود يذكر فضيضه
قال هذه القصيدة رظا بن طارف الشمَّري عندما ضاعت نياقه وراح يبحث عنها وبعد مدة رجع وحصل أهله راحلين من مكانهم الذي كان يخبرهم فيه فرجع مرة أخرى يدور للنياق وبعد مدة طويلة حصلهن فقال هذه القصيد:
ناقتي ما من صلاح عقب غير
…
ولا سامحك لو كان حالك هزيله
من يوم بقتي يا عذاب المداوير
…
بوقة عميل بايق في عميله
يوم الشتاء وانتن ضعاف مقاصير
…
اشري علفكن كليل عندي وشيله
ويوم انكس الواهس وكلٍ رجا خير
…
وجينا العرب والذود زين صميله
راحن وخلني على مجنب البئر
…
وتعرضت ناس كثير سويله
ودليت ادور بين ورد ومصادير
…
وخمسة عشر يوما وأنا في مليله
مع التعب كثرت علينا المخاسير
…
وجيتك بطرق البشت يم الحليله
ولقيت مرح تصتفق به معاصير
…
لا عود الله جيتي يوم اجيله
ولقيت لدغيليب ملفا المسايير
…
الشيخ شيال الحمول الثقيله
قلت العرب قال اقرشو مع محادير
…
هلك نهار اليوم قفا رحيله
شدو ومدو والزمايل حناتير
…
ما حط فوق ظهورها ترتكي له
وراحو وخلونا عسى فالهم خير
…
واعزتي للي تذكر خليله
اقفو على الخط الجنوبي دعاثير
…
من فوق فرت يسرق القاع ويله
مير يا فاطري ذبي خشوم المصاقير
…
ترا الفرج من دون اهلنا طويلة
والى عقبتي روسهن شفتي النير
…
ثم يتبين لك موارد عسيله
فوتي بحار وذارفات الجثامير
…
وخلي طريقك مع جنويي مسيله
وانصي بيوت كاالهضاب المزابير
…
يفرح بهن ضيف ذلوله هزيله
أن جيت تعبان على حومة الطير
…
تلقى دلال يقعد الراس هيله
كوم تعاقب للنشاما المباهير
…
في كلف قرم قال للنفيله
من لابتن ما حسبو للمخاسير
…
ياما فضل في بيوتهم من فضيله
قصيرهم يدله بذيك الدواوير
…
ودخيلهم يا من إلى جا نزيله
ربعي هل الباس الشديد المناعير
…
أهل الصخا من صلب جد وقبيله
يحيون قالات لا بازيد والزير
…
عيال ما نصبر على كل عيله
الشاعر خلف أبو زويد الشمَّري (عن الخوي) رفيق السفر
(1)
:
احشم خويك عن دروب الرزاله
…
ترى الخوي عند الأجاويد له حال
والمرجلة بالك ترخي حباله
…
ولك ثقيل ولا ترحم لمن عال
إن كان ما تدعا على كل قاله
…
تراك من حشية هدوم بلا أزوال
إن كان دلوك ما تميحه شماله
…
ترى الرجال يطوحونه على الحال
رفيقك الداني إذا شفت حاله
…
أحمل عليك من المعاليق ما شال
لعل رجل مشيته دوب حاله
…
عسى تدور زوجته فيه الابدال
الحمرة تدرك معوشة عياله
…
وإلا الرجل يبغي منه بعض الأحوال
وله أيضًا في الإبل:
يا الله يا عالم خفيات الأسرار
…
حليم ما تخفي عليك الجحاده
تفرج لقلب درب الأيام محتار
…
إلي قلت هودجاه هم وزاده
قلب غدا لمذلق الشوك محضار
…
سدر بساتينه وطلح بلاده
عن عقب ذايا راكب فوق مزعار
…
ما فوقه إلا مزهية مع شداده
حمرا سنا عينه تشادي شنانار
…
تقلب كما المشهاب عقب السواده
عين العديم إلى سمع صيحة الجار
…
عني وله عند الملازيم عاده
تلقى فهد وتبلغه كل الاخبار
…
العلم كله داخل في فؤاده
إن ساعفت دنياك فالحبل جرار
…
النفس تنسا طواري مراده
يا من قلوب حيل كن بها أعشار
…
غيب وإلا أدري ويش حزة ولاده
تلقح رجال عن رجال بالاشرار
…
وكل بحد السيف يأخد سداده
والصبر ما به للفتى كسرة عبار
…
لين له الدنيا تبين مقاده
إن كان ضيف ومخطي له على جار
…
عز الله أنك ناجي من سواده
(1)
انظر كتاب العقيلات - تأليف إبراهيم المسلم - طبعة الرياض.
كان الشاعر عبد الله اللويحان قد سكن مدينة بريدة وله علاقات ودية مع العقيلات يحضر في مجالسهم، كثير التردد على مصر يقصد مجالس العقيلات في المطرية، وأرض النعام، وقد قال شعرا عن مصر وسفراته، في عام 1367 هـ / 1948 م كان موجودا في مصر وقد طلب إليه العقيلات إلقاء قصيدته في رحلة الملك عبد العزيز إلى مصر في عام 1365 هـ / 1946 م، يقول:
إلا يا مرحبا بالي لفانا من بعيد الدار
…
على يخت مع الغبة مواريده مصاديره
على يخت مع الغبة يعوم بلجة الإبحار
…
توجه من سواحل مصر فوقه طيب السيره
دخل عبد العزيز بمصر زاد النور بالأنوار
…
ثمان أيام وأربع والفرح تضرب مزاميره
لعل مواجهة فاروق تبقى بينهم تذكار
…
تدوم مضمونه بعناية الخالق وتدبيره
نبي نثني على فاروق قدام العباد جهار
…
سبب ثنوا ملكنا أدام في عزه وتفخيره
ملكنا عزنا هومز بن اللاجي وعز الجار
…
بحزم وعزم لين الدرب تسمح له مضاهيره
يدير الناس بأفكاره وهو بالفكر ما يندار
…
بناله قصر مجد تأصل الجوزا مقاصيره
صلاة الله على المختار ما يمطر من الأمطار
…
على سيد الجميع إللي ظهر هديه وتفسيره
الشاعر مجيدع الريوض الشمَّري
(1)
(سنجارة)
غزاء مجيدع ومعه خواله الشلقان من شمَّر غزا على الأعداء، إلا أنه أصيب بكسر في ساقه وكانت المسافة الواقعة بينهم وبين أهلهم ليس من السهل طويها وطلب من خواله أن يتركوه في الصحراء وينقذوا أنفسهم لأنه اعتقد بأن يومه قد اقترب من نهايته ولكن خواله انتقدوه على تلك الاعتقاد وجمعوا مجموعة من الأخشاب على شكل نعش وبدوا يتبادلون حمله حتى وصلوا أهلهم بد شهر وقصد هذه الأبيات الآتية:
البارحه عن لذت النوم سهار
…
بايسر صرغ لاجاءه وبل الشخاتير
في سهلتن مازانبه نبت الاشجار
…
ولا قيلبه غرز العشاير مخاضير
ولا عمر قالوبه هكا النجع دوار
…
ولا شيفبه سود المباني مقاطير
عسى إلى جاء من أول الوسم مبدار
…
بخطي جنابه ما تجيه القواطير
(1)
انظر كتاب كنز من الماضي - تأليف شاهر محسن اللاصقة - طبعة 1401 هـ / 1981 م.
حنا ربيع وشورنا بس مشوار
…
والسيف ما يقطع بليا شوابير
ومشيك ضعيفن هو سبب جعف الاوثار
…
إلى صار ما بطرافهم شور مشير
الى صار مانت لزايم الجمع قهار
…
تعزل كمينه عن شذا القوم وتغير
والى صار ما من طيب الاشوار تختار
…
هوشن بقلن ما يجيبه مقاهير
والقل ما يدي حسيبن الى ثار
…
والكثر تاكلبه قصار المناقير
حنا ثمان وكسبنا جل وبكار
…
حمرن وصفرن وفاصلاته مغاتير
جبناه ليلة رابعن حث الاوبار
…
شقحن كما الحيطان برص المياخير
ولحقوا هللبل فوق عدلات الازوار
…
قبن تفاهق روسها كالخنازير
قبلن بغونا طفحتن قبل الافكار
…
إلى ما جبرناهم على المنع تجبير
حين التقينا إلى الدعيجات حضار
…
تطابقوا بخشوم هدف المناظير
كم واحدن من ضربهم طاح ماثار
…
لجن عليه مخوتمات الدواوير
وشمننا واقفوا مع الدو عبار
…
وحصلهن من صافي الملح تثبير
والعنك يا حضن ربض عقب ماثار
…
فزيتله بالليل واصبح معيثير
من عقب ماني للمناعير حبار
…
اليوم يا مشكاي للرجل مادير
قلت ارشدوا حقي من الآخرة صار
…
أنحروا أهلكم يا حماة المضاهير
قالوا علومك ما لها عندنا كار
…
هي نينك والا تقوله مصاخير
أركب على الامتان عدك على حصار
…
أركب علينا واكفاك العواثير
ركبت فوق اثنين واثنين حضار
…
وغدو لي أجوازن تقل حطحطة ظير
من يوم يوحوني من الشيل حضار
…
دلوا يهجرون الخطى لي بتقصير
متكيفن عدي على كور غبار
…
متمركين من فوق امتون المناعير
حفاين بالقبض وجهيل وصغار
…
وشلون لو عقيلهم لي حواضير
وبدقت لدم وجيههم كيف ما غار
…
تقل بداتن للمصنع مسايير
مع سهلة العوجاء مطابيق وديار
…
تبت حيل مهاوزات البواكير
ما يقطعه كود النضى تقل شنار
…
سباعن تخطف فوق مثل الشنانير
خوالي اللي ما بهم صنع شبشار
…
زمل التخوت مسهلات الحدادير
ومعهم هديب الشام نقال الاقطار
…
زودن على حمله يشيل القناطير
واعرف الى جاد أول العش ما بار
…
لازم من التالي يجيله نوادير
وأنا أحمد اللي زينه عقب ما صار
…
وضبه من الجمه على عالي البير
الشاعر عدوان الهربيد الشمَّري
قام عدوان بتربية ابن أخيه منذ الصغر حتى بلغ سن الرشد لعله يرد الجميل إلا أن جريس خيب أمل عمه فيه، وذلك عندما رحل جريس عن عمه فقال الشايب هذه الأبيات:
يا جريس أخذنا أمك على شان تاليك
…
لاجابني زينه ولاهي عشاقه
كم مرتن يا جريس أشيلك باياديك
…
وأعلقك يا جريس مثل العلاقه
وياما على مصلوح نفسي أبديك
…
وانكس كما تنكس على البو ناقه
واللي نبت بلحاء ربوعك نبت فيك
…
مار أن نبت اللحاء بافتراقه
وياما بعدلات المناظر نعشيك
…
وزودن على الحقه نحط اللحاقه
واليوم يا جريس غلضن علابيك
…
خلطت مع شين المذاهب نزاقه
يا جريس ماني بالاداني واقاصيك
…
إلى حال دوني محزمن من دقاقه
إلى صار بالدنيا صديقك يخليك
…
ما حدر عوج النصايب صداقه
الشاعر خلف أبو زويد الشمَّري ينصح ابنه:
دخيل خذ من والدك لك مسألة
…
مسالتن ما يفهمه كل رجال
احذر خويك عن دروب الرزاله
…
ترى الخوي عند الاجاويد له حال
ورفيقك الداني الى شفت حاله
…
أحمل عليك من المعاليق ما شال
والحمره تدرك معوشة عياله
…
والا الرجل ييغى منه بعض الاحوال
لعل رجلن شوفته دوب حاله
…
جعله دور عشقته فيه الابدال
من صار دلوه ما يميحه شماله
…
ترى الرجال يشطرونه على الجال
والمرجله بالك ترخي حباله
…
وبالك تعيل ولا تريخم لمن عال
والرجل بالواجب لسانه عقاله
…
إلى قال قولن تم لو حالبه حال
والبل معلومن بالايدي عقاله
…
والخيل تزلج بالشبيلي والاقفال
شريتاك من عوص الانضى زماله
…
حمرن تورد بك إلى سرب اللال
تمرس كما تمرس خطاة المحاله
…
في ديرتن عمال عن طبها ذال
خله مع الديان تمشي لحاله
…
الى صار مانت لمست الخشم حمال
والى صار ما تحسب إلى صار قاله
…
تراك من عدة هدو من بها أزوال
وله أيضًا بالتمني
أنا هوى بالي خطات السجله
…
هاذي هوى بالي وهاذي مرادي
حمرن ومذنب عينها تقل غله
…
غلة سبيلن طار منه السمادي
طولن بعرضن بابترامن بجله
…
أيضًا ونابن غاربه للشدادي
الى قطبوا سود القرب بالاجله
…
مع درب شيخن ضارين للمعادي
تشدي تخنطل جادلن جاءه خله
…
عقب البطى جاءها من البعد بادي
الى غاب عنها كاثره واسمهله
…
الى كن له رب المقادير قادي
الى قيلن عوص النضى بالاظله
…
القايله تسمع قرينه يدادي
في سهلتن بالقيض يبحل مدله
…
فيها ردي الخال ما هو جوادي
بنو هاجر
نسب القبيلة:
من شريف من الضياغم من عبيدة من جنب من مذحج من كهلان من قحطان.
من كتاب "بني هاجر خلّان الأشّدة" للباحث السعودي سعود بن محمد آل حلبان الهاجري
(1)
نفصل في المجلد السابع من موسوعة القبائل العربية عن هذه القبيلة كالتالي:
قال الباحث السعودي سعود بن محمد الهاجري عن ارتباط قبيلة بني هاجر بالقبائل القحطانية وذكر بطونها الرئيسية وأفخاذها كالتالي:
يعد علم الأنساب عند العرب من أصعب العلوم وأدقها؛ إذ ينحصر عند بعض النسابين القلائل الذين يورثون هذا العلم لأبنائهم، وأحفادهم من بعدهم؛ ولذلك فإن علم الأنساب يعتبر من العلوم الخاصة التي يحتكر أسرارها ومحتوياتها عدد قليل من الأشخاص المتمرسين فيه، كما أنه من العلوم المحفوظة في صدور النسابين في الغالب، ولم تتح فرصة الكتابة فيه إلا للقليل من الباحثين المعروفين على مستوى العالم العربي.
لذلك فلم يكن أمامنا إلا الاستعانة بكبار السن ممن لهم خبرة بالأنساب إضافة إلى المراجع المعروفة في هذا المجال، حتى لا نقع فيما قد يقع فيه البعض من النقل الحرفي عن بعض المصادر المجهولة أو الاستعانة بالأقوال المرسلة التي
(1)
هو المهندس/ سعود بن محمد آل حلبان الهاجري، من المملكة العربية السعودية خريج كلية سبارتن لعلوم الطيران - تخصص هندسة الإلكترونيات طائرات وله اهتمام بدراسة تاريخ الجزيرة العربية، وله غير كتاب بنو هاجر عدة كتب أدبية أخرى تثري المكتبة العربية، وقد سمح لنا مشكورا بالنقل من كتابه "بنو هاجر خلّان الأشّدة" في المجلد السابع من موسوعة القبائل العربية أي مساحة نراها ضرورية حرصا منه على نشر تراث قبيلته على مستوى العالم العربي والإسلامي.
يكثر فيها الخلط واللغو وضعف الاعتماد على المعايير الصحيحة في تحديد الأنساب.
ولا بد لنا قبل أن نبدأ هذا الفصل أن نحدد أولا أهم المصادر التي تنشأ عنها القبائل والعشائر في مجتمعنا العربي، من خلال الأحداث التاريخية التي حفظتها المراجع والمصادر التي تناولت شؤون القبائل في جزيرة العرب.
فالقبائل لا تنشأ فقط من خلال التناسل كما قد يعتقد البعض، وإنما قد تنشأ نتيجة لتحالفات تفرضها ظروف معينة، مثل الكوارث الطبيعية، والحروب، والصراعات، ورغبة العشائر الصغيرة في التخلص من سيطرة القبائل القوية، وقد يكون هناك رباط قربى بين العشائر المتحالفة وقد تكون بعيدة عن بعضها البعض من جهة النسب، ومع مرور الزمن يتحول الحلف الذي قام في مواجهة ظروف معينة، إلى رابطة قولة تماثل النسب وتعلو عليها في بعض الأحيان والأحلاف القبلية من المظاهر المعروفة في حياة البادية العربية، وهو ما أدى في بعض الأحيان إلى تحولها إلى قبائل كبرى يعود أصلها الأساسي إلى هذا الحلف.
وقد آثرنا أن نحدد مصادر نشوء القبائل من حيث التناسل أو التحالف، نظرا لأن قبيلة بني هاجر يعود أصلها الأساسي إلى تحالف قبلي قديم هو حلف جنب، والثابت في نسب بني هاجر أنه يعود إلى الضياغم من شريف من عبيدة في حلف جنب أبناء يزيد بن حرب بن علة بن جلد بن مالك بن أدد. ومالك ابن أدد هو مذحج بن كهلان. وهنا سوف نسهب في سرد كل من حلف جنب وعبيدة وشريف ومن ثم الضياغم.
وعلى هذا الأساس فإن قبيلة بني هاجر تنتسب إلى الضياغم الذين ينتسبون إلى شريف المنتسب إلى عبيدة من حلف جنب
(1)
من أبناء يزيد بن حرب الذي ينتهي نسبه إلى مالك بن أدد.
ولتوضيح طبيعة نسب بني هاجر نبدأ بتوضيح ذلك من الأقدم فالأحدث طبقا لما يلي:
(1)
جنب بمعنى جانب، والمقصود بها أن بعض أبناء يزيد بن حرب اتخذو جانبا من أخيهم صداء وحالفوا بني، عمومتهم ضد أخيهم، وسمي الحلف بذلك حلف جنب.
قبيله جنب
(1)
:
تكونت قبيلة جنب من حلف قام بين ستة من أبناء يزيد بن حرب السبعة وهم:
1 -
صداء.
2 -
منبه.
3 -
الحارث.
4 -
الغلي.
5 -
سنحان.
6 -
هفان.
7 -
شمَّران.
وقد تحالفوا جميعا مع بني عمهم سعد العشيرة ابن مذحج في مواجهة أخيهم صداء، وبالتالي فإن أصل هذا الحلف يعود إلى بطن من بطون مذحج الثلاثة وهي
(2)
:
1 -
بطن جلد بن مذحج الذي يعود إليه الأبناء السبعة الذين دخل ستة منهم في الحلف.
2 -
بطن مراد بن مذحج.
3 -
بطن سعد العشيرة ابن مذحج.
وبطن جلد وهو الذي حدث فيه الانقسام بين الإخوة أبناء يزيد بن حرب ابن علة شقيق سعد العشيرة، حيث انضم ستة من أبناء يزيد بن حرب بن علة إلى أبناء عمهم سعد العشيرة في مواجهة شقيقهم وتكونت بذلك قبيلة جنب لهذا التحالف القبلي الذي لم يخل أيضًا من صلة القربى، حيث كان أبناء يزيد ابن حرب أبناء عمومة لحلفائهم أبناء سعد العشيرة المذحجي، فأصبحوا يعرفون بجنب بن سعد العشيرة المذحجي.
(1)
أبو عمر يوسف بن عبد الله، قبائل الرواة، ص 120، أحمد حين شرف الدين، دراسات في أنساب قبائل اليمن، ص 67، أحمد بن محمد الأشعري القرطبي، التحريف في الأنساب والتنويه لذوي الأحساب ص 198، ابن حزم الأندلسي، جمهرة أنساب العرب، ص 413 - 476.
(2)
عبد الرحمن المغيرى، المنتخب في ذكر أنساب العزب، ص 301.
وقد انتهت رئاسة هذا الحلف إلى معاوية بن الحارث بن منبه بن يزيد بن حرب بن علة بن جلد بن مالك بن أدد الذي كان له الملك في جنب، ثم تزوج بنت المهلهل بن ربيعة التغلبي واسمها عبيدة وذلك في نجران
(1)
.
قبيلة عبيدة:
تكون حلف عبيدة من أبناء عبيدة؛ إذ إنها تزوجت معاوية بن الحارث عندما قدم والدها المهلهل بن ربيعة إلى ديار جنب بعد الحروب التي جرت بين قبيلة تغلب وبكر مدة من الزمن، بسبب مقتل أخيه كليب، فأنجبت عبيدة من معاوية عددا من الأبناء أصبحوا فخوذا فيما بعد وهم: آل عائد، آل شداد، بنو قيس، آل السفر، آل الصلت، ويطلق عليهم الأبطن وعرفوا كذلك "ب" الحارث
(2)
.
وبعد معاوية هذا تزوجت عبيدة من روح بن مدرك بن عبد الحميد بن مدرك بن مذحج وأعقبت منه: آل منيف وآل راشد الضياغم وعرفوا بآل عبد الرب، فتحالف أبناء عبيدة من زوجيها معاوية وروح تحت حلف سمى باسم أمهم عبيدة، حيث انقسمت قبيلة عبيدة في عصرنا هذا إلى ثلاثة أقسام هي
(3)
:
1 -
قبائل ولد الحارث: ومنهم بنو شداد، بنو قيس، بنو طلق، الوهابة.
2 -
قبائل آل الصقر: ومنهم آل إسماعيل، آل سليمان، آل عائذ.
3 -
قبائل جنب: شريف، وبنو بشر.
وهناك بعض الباحثين الذين يقسمون قبائل قحطان كما يلي:
1 -
الجحادر: آل جمل وآل محمد.
2 -
عبيدة: ومنهم آل علي، آل سليمان، آل معمر، المساردة، بنو هاجر، الفهر، الحرقان وآل مهدي، آل زهير، آل جرو.
(1)
أحمد حسين شرف الدين، المرجع السابق، ص 120.
(2)
أبو عمر يوسف بن عبد الله، قبائل الرواة، ص 120، عمر بن غرامة العمروي، منطقة تثليث وما حولها، ص 37، عمر بن رسول، طرفة الأصحاب في معرفة أنساب الأشراف، ص 120.
(3)
محمد النهاري، العرين بلاد قحطان، ص 82.
وإذا اعتمدنا هذه التقسيمات الحديثة لقبيلتي عبيدة وجنب، نجد أن هذا التقسيم يخالف تقسيمات النسابة الأوائل؛ لأنه يجعل حلف جنب متفرعا من عبيدة، مع أن الثابت هو العكس وأن حلف عبيدة قد تفرع عن حلف جنب، وهو ما نرجحه باعتباره الرواية الأقدم تاريخيا والأكثر قبولا من الناحية المنطقية، وذكر عمر بن غرامة العمروي في كتابه (قبائل إقليم عسير)
(1)
أن سبب تسمية قبائل مذحج بقحطان هو أن الخليفة عمر بن عبد العزيز رحمه الله أمر بتعيين عبد الله الأزدي أميرا على عسير، وعندما تولى الإمارة وجد قبائل مذحج والقبائل المتحالفة معهم في حالة فرقة وشتات، وأراد الأمير عبد الله أن يوحدهم وأن يجمع شتاتهم ليكونوا يدا واحدة، فأمر بأمرائهم وأعيانهم ثم عرض عليهم الوحدة تحت اسم قبائل قحطان جد العرب، وهذا الاسم الذي عرفت به منذ عام 125 هـ حتى يومنا هذا.
- قلت: إن اسم قحطان أطلق حديثا بعد أن نزحت فخوذ من جنب وعبيدة إلى نجد، ولو كان هذا الاسم قد أطلق قديما كما ذكر العمروي لذكرته المصادر القديمة.
قبيلة شريف:
شريف قبيلة قديمة من جنب بن سعد العشيرة، وذكرها عدد من المؤرخين منهم الهمداني، الذي عاش في القرن الرابع الهجري في كتابه (صفة جزيرة العرب)
(2)
ولكن في عصور متأخرة دخل معهم فخوذ من قبائل مختلفة بالحلف فصاروا إلى خمسة بطون هي
(3)
:
1 -
بنو زيد.
2 -
آل عبد القادر.
3 -
بنيوس.
4 -
آل سريع.
5 -
بنو هاجر.
(1)
عمر بن غرامة العمروي، قبائل إقليم عسير، ص 197.
(2)
الهمداني، صفة جزيرة العرب، تحقيق محمد الأكوع، ص 253.
(3)
عمر بن غرام العمروي، قبائل إقليم عسير، ص 220.
وقد ذهب مانع بن دليم بن مهدي الملاطي الشريفي في تعليقه على نسب قبيلة شريف في مقال بمجلة العرب بأن شريف هو: شريف بن عبد الله بن منصور بن جنب بن سعد، وله من الأبناء ثلاثة هم:
1 -
واس.
2 -
هاجر.
3 -
يوس.
كما قسم بني واس إلى قسمين هما:
1 -
بنو زيد.
2 -
عبد القادر.
وبنو زيد ينقسمون إلى:
1 -
عبد الملك، ومنهم آل ملاط والهرامسة والشرمان.
2 -
آل عبيد، ومنهم آل الحمراء.
3 -
السلاميين، ومنهم آل داوود وآل سفران.
4 -
آل عبد القادر، ومنهم السعافلة.
وينقسم بنو هاجر إلى قسمين:
1 -
آل محمد.
2 -
المخضبة.
وينقسم بنو يوس إلى:
1 -
بني يوس.
2 -
آل سريع.
ورغم وجود اختلاف في التقسيم بين المؤرخين فيما يتعلق ببطون شريف الذي تنتسب إليه بنو هاجر، حيث يوردها البعض على أنها ثلاثة بطون فقط، فيما يوردها البعض على أنها خمسة بطون، إلا أن هناك اتفاقا على أن بني هاجر هي إحدى هذه البطون.
- فبنو زيد: قبيلة من عبيدة جنب أبناء زيد بن عبد الله بن منصور العبيدى.
- آل عبد القادر: فمن بني واس من أكلب، وأكلب من ربيعة وهي عدنانية دخلت في قبيلة خثعم، وخثعم هو ولد أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث، ومن بطون خثعم شهران وناهس وأكلب.
- بنو هاجر: وهم من عبيدة جنب أبناء هاجر بن محمد بن شهوان بن منصور العبيدي.
كما ذكر عبد الله بن سفر في (كتابه أخبار عسير)
(1)
، ما يلي بشأن قبيلة بني هاجر:"ناحية قحطان ومركزها الجنوب وتتبعه القبائل الآتية: شريف وسنحان وقبائل همدان وعبيدة ومنهم آل الصقر وآل معمر وآل سليمان وبنو طلق وبنو هاجر".
كما ذكر هاشم النعمي في كتابه (تاريخ عسير)
(2)
، "بنو هاجر في شريف وذلك للحلف" ثم عدهم في عبيدة حيث قال:(ويرأس هذه القبيلة عدة رؤساء ولها فروع في نجد فمنهم بنو هاجر"، كما ذكر البركاتي في كتاب (الرحلة اليمانية)
(3)
: "أن محمدا بن دليم بن شايع شيخ قبيلة شريف من عبيدة" وفي تعليق لفراج بن شافي بن جلعد من وادي جاش في مجلة العرب عن عبيدة وصلتها بنزار قال: "ومعروف ما بين قبيلة المساردة وبني هاجر وقبيلة الفهر من تقارب وترابط في نجد بحكم الانتماء إلى القبيلة الأم عبيدة".
وقال الشاعر فلاح القرقاح في ديوانه ما نصه
(4)
: "وحيث إن بني هاجر وابن ريفة يجمعهم نسب ضيغم وجنب" وكما هو معروف فإن الشاعر فراج بن ريفة من قبيلة الفهر من عبيدة.
- آل سريع: وهم من بني مغيد أبناء سريع بن الحارث بن عامر الأزدي وقد جاء ذكرهم في مجلة العرب (1414 هـ - تعليق على آل حصوصة).
(1)
عبد الله بن سفر، أخبار عسير، ص 14.
(2)
هاشم النعمي، تاريخ عسير، ص 44.
(3)
البركاني، الرحلة اليمانية، ص 93.
(4)
فلاح بن فراج القرقاح، ديوان القرقاح 1421 هـ، ص 71.
- بنيوس: وهم من بني شداد من عبيدة جنب أبناء شداد بن دعاس بن معاوية بن عمرو بن معاوية بن الحارث، وهم أول من سكن بلاد شريف من بطون شريف وهم البطن المعروف في عبيدة، ما ذكره أكده النعمي في كتابه (عسير في مذكرات سليمان الكمالي)
(1)
، حيث أشار إلى أن:"شريف بن جنب بن سعد العشيرة من ولد روح هذا هو روح بن مدرك بن عبد الحميد الذي تزوج عبيدة بنت المهلهل".
وهناك من يستدل من قصيدة الشيخ شافي بن شبعان المرسلة إلى الشيخ محمد بن هادي بن قرملة يطلب مساندته وضد تحالف يام علي بني هاجر بأنهم من جنب وليسوا من عبيدة، والواقع أن هذا الاستدلال غير صحيح، ويخالف المنطق لأن الشيخ محمد بن هادي وهو شيخ فخذ الجحادر وهم من قبيلة سنحان أبناء جحدر بن عبد الله بن سنحان وسنحان من قبائل جنب؛ ولذلك ذكر الشيخ شافي جنبل في عرض قصيدته، فبنو هاجر من عبيدة وتجتمع بالجحادر في حلف جنب. والبيت هو:
صبيان قحطان غشاهم ملامه
…
ولها على صبيان جنب تلملام
وخلاصة، هذا الفصل أن قبيلة شريف من عبيدة ما عدا من دخل فيهم بالحلف.
الضياغم:
ومنهم بنو هاجر، ويعتبر روح بن مدرك بن عبد الحميد الجنبي هو الجد الأعلى للضياغم، على أن هناك اختلافا حول هذا، فمنهم من ذكر أنهم أبناء معاوية بن الحارث، ومنهم من قال: إنهم أبناء معاوية بن عمرو بن معاوية بن الحارث، وغير ذلك من الأقوال والله أعلم.
وقد أنجب روح بن مدرك عددا من الأبناء منهم ضيغم الذي انحدر منه الضياغم وانتسبوا إليه.
(1)
هاشم النعمي، عسير في مذكرات سليمان الكمالي، ص 287.
ذكر ابن رسول في كتابه "طرفة الأصحاب في معرفة الأنساب"
(1)
أن ضيغم له من الأبناء ثمانية هم: منيف، شكر، عيسى، علي، منصور، وسنان، وعامر، والحارث. وإن لمنصور أربعة وهم طريف، عبد الله، شهوان، وعلي، ولكل منهم ذرية. ومنهم من سكن أبراد وهو واد مشهور من ناحية مأرب باليمن
(2)
، وقد ذكر مؤيد العظم في كتابه "رحلة في بلاد العرب السعيدة" أن من بطون عبيدة أبراد آل راشد بن منيف وهم آل جلال وآل حتيك وآل شيوان وآل حفري وآل فجيج وآل كامل ويرأس هذا القسم الشيخ علي بن معيلي وذلك عام 1926 م
(3)
.
ويوجد من قبيلة بني هاجر مع بني عمومتهم آل راشد بن منيف الضياغم بمنطقة مأرب بالجوف، وهم في عداد آل حتيك، حيث ذكر أحد رواة عبيدة بمأرب وقال: إن آل حتيك ينقسمون إلى آل عقيل ويرأسهم آل جرادة، وهم من عقيل بن عامر، وكذلك ينقسمون إلى بني هاجر ويرأسهم آل ضمين وهم من أشراف الجوف.
ومما يؤكد ما قاله العظم بيت الشعر الذي قاله ابن رشد:
حنا عبيدة ما عبيدة غيرنا
…
إلا عبيدة جنب والا ابراد
كما ذكر المغيري أن معاوية بن الحارث تزوج عبيدة بنت المهلهل فولدت له "ضيغم". "ومنه جاءت قبيلة عبدة وكانت لهم الرئاسة على قبائل شمَّر"
(4)
، وقد كانت الرئاسة للضياغم أبناء روح على قبائل قحطان فتوارثوا هذه الرئاسة حتى وقتنا هذا، أما قبائل شريف ومنهم بنو هاجر فهم ينتسبون إلى جنب بن سعد العشيرة المذحجي، وذلك بعد الحلف بين أبناء يزيد وأبناء عمهم سعد العشيرة، وأبناء سعد العشيرة هم: سنحان، والحكم، وأوس الله، وزيد الله، وغيرهم من الأبناء.
(1)
عمر بن رسول، طرفة الأصحاب في معرفة أنساب الأشراف، ص 120.
(2)
القاضي محمد بن أحمد الحجري، بلدان اليمن وقبائلها، ج 1 ص 53.
(3)
رحلة في بلاد العرب السعيدة ص 69.
(4)
عبد الرحمن المغيري، المنتخب في ذكر أنساب العرب، ص 259.
وذكر الدكتور علي شواخ أن (بني هاجر من الضياغم)
(1)
، كما ورد في كتاب (من آدابنا الشعبية) ذكر قصة ابن حلَّاف شيخ السعيد من قبيلة الظفير وذكر خلافه مع شيخ الظفير بن صويط وأورد له قصيدة منها هذه الأبيات
(2)
:
إن سألت عنا بالصويطي قحاطين
…
عواصم ما قيل فينا لفايق
حنا وعبده والهيازع بجدين
…
لطامة عن حقنا كل مايق
وهذان البيتان يدلان على أنَّ عشيرة السعيد من آل عاصم الجحادر تعتبر أنَّها تنتمي مع عبدة من شمَّر والهيازع من بني هاجر الذين دخلوا في قبيلة عَنَزة، إلى جدين كما ذكر ذلك ابن حلَّاف شيخ عشيرة السعيد من الظفير.
وقد ذهب محمود شاكر في كتابه (شبه جزيرة العرب) قريبًا من هذا الرأي حيث ذكر ما يلي: "ثم انتقلت عبدة إلى حائل عن طريق وادي الدواسر والأفلاج بعد صدام مع تلك القبائل ثم انضمت مع أبناء عمومتها الذين سبقوها في الاستقرار في حائل وهم بنو لام من طيئ وألف بعضهم مع بعض مجموعة عبدة وكانت الرئاسة فيهم لآل جعفر ثم انتقلت إلى آل شهوان الذي انحدر منه آل خليل وتفرع من آل خليل آل علي وآل رشيد وآل جبر وآل سبهان وآل عبيد
(3)
.
ويبدو أن محمود شاكر يؤيد انتقال عبدة من الجنوب، حيث ذكر أنَّها انتقلت إلى حائل عن طريق وادي الدواسر والأفلاج، وهو نفس الطريق الذي سلكته بنو هاجر في هجرتها إلى نجد، كما أنه نسب عبدة من شمَّر إلى طيئ، الأمر الذي يتفق مع ما ذكره صاحب المنتخب أن مالك بن أدد هو مَذْحِج أخو طيئ بن أدد بن زيد بن يشجب بن يعرب، وطيئ هو جد حاتم الطائي الذي نتسب إليه قبائل شمَّر.
وفي رواية أخرى
(4)
: أن شهوان وعبد الله وعليا وطريفا ابناء منصور العبيدي أعقبوا قبائل، فمن (شهوان) آل خليل بن منصور ومن عقب (عبد الله)
(1)
علي شواخ، القشعم، ص 99.
(2)
من آدابنا الشعبية، منديل الفهيد، ص 239.
(3)
محمود شاكر، شبه جزيرة العرب، ص 100.
(4)
من كراسة للسيد عبد الله بن سالم آل زايد الهاجري.
يزيد وبكر ومن بكر الكساسبة والمظافرة ومن عقب (علي) آل محمد ومن عقب (طريف) المناصير، وهذه الصلة يؤكدها تقرير وضعته شركة الزيت العربية الأمريكية ونشرته مجلة العرب بعنوان:(المناطق الشرقية من مقاطعة الإحساء) مؤرخ في 2 من ربيع الآخر سنة 1369 هـ الموافق 31 يناير سنة 1950 م، تحدث عن صلة القرابة بين المناصير وبني هاجر بما نصه:(كان منصور الذي هو أحد حلقات سلسلة النسب بين قحطان وهاجر، وهو الجد الذي ينحدر منه بنو هاجر والمناصير الذين يعرفون جميعًا بأبناء منصور وكان بنو هاجر والمناصير دائما أعوانا في الحرب حلفاء يطلقون صيحة الحرب ذاتها)
(1)
.
وبشكل عام، فإن الشعر النبطي يؤكد في مجمله صلة بني هاجر بالضياغم ومن أمثلة ذلك قول شاعر بني هاجر عمير بن راشد آل عفيشة الهاجري، حيث قال في قصيدة له:
حنا الذي يضرب بنا الوصف يا سعيد
…
كلا يبي منا معانز بديده
حنا وعبد الله ولد علي وعبيد
…
غرامة دون الحدود البعيده
وعبيد مروي صارمة في الأطاريد
…
والنّاس لأفعاله شهود ومعيده
ومحمد اللِّي لبس تاج المقاليد
…
سور الجبل حاميه عمن يريده
حنا وهم عصبة بعد وتأكيد
…
ضياغم من روس جنب وعبيدة
هواجر يوثق بنا في المعاهيد
…
قحطان أبونا حافظين رصيده
وكذلك هذه الأبيات من قصيدة للشاعر فلاح عايد الشمَّري توضح القرابة بين بني هاجر وبين عبدة من شمَّر:
لابة فرسان يوم الطرادي
…
هواجر بالكون تكره ضديده
هذا ذكر يا بن مذكر لأصول الجدادي
…
حنا وياكم بنسب من عبيدة
حنا بني ضيغم كلام وكادي
…
وعبده بني ضيغم وهاجر حفيده
وحنا وياكم من سنين بعادي
…
أصحاب وحباب ونصح وعقيده
(1)
ص 823.
وهناك أيضًا أبيات للشاعر عمير بن راشد الهاجري توضح نسب قبيلة بني هاجر:
يا غتير بالقبائل وتاريخ العرب
…
جدنا اللِّي سبع آلا فيا شكوا حرايبه
من بني ضيغم عبيدة عربين النسب
…
من بني هاجر وقحطان حن ضرايبه
وأبيات للشيخ خالد بن سعود آل حلبان منها:
أما عبيدة فهم ملبوسي الضافي
…
والجحدري مل سيف في يد قضابه
وهذه أبيات من قصيدة للشاعر سعيد بن شايع الهاجري:
حنا بني هاجر وضيغم جدنا
…
حنا وعبده نسل ضيغم الأولى
حنا عبيدة ما نضيع بدنا
…
من راس قحطان العريب العبدلي
إن الأبيات السابقة توضح بجلاء أن الشعر يؤكد طبيعة الاعتقاد السائد بين بني هاجر وبين قبيلة عبدة، وهو انتماء القبيلتين إلى أصل واحد، كما أن بني هاجر في قصائدهم يذكرون أجدادهم مثل منصور بن ضيغم وكذلك سلطان العبيدي
(1)
، ومن هذه القصائد نختار هذه الأبيات.
قال الشاعر سالم الصويتي الهاجري من الشباعين، ومن قصيدة له يذكر جده منصور بن ضيغم:
قلته وانا من غلمة الاد منصور
…
حريبنا دب الدهر في ملاله
وقال الشاعر محمد بن بادي الهاجري:
أولاد منصور أهل الطور وعروق
…
لطامت خشم الحفيف الموالي
وقال الشاعر الكبير عمير بن راشد آل عفيشة الهاجري:
بني هاجر عبيدة نسل ضيغم
…
ابن يعرب ابنا بأسا ونعاره
ومن قحطان ابن هود نسبنا
…
لنا التاريخ مثبوت قراره
(1)
هو من أبناء روح بن مدرك ومنه انحدر آل الصقر وآل عائذ والضياغم.
وقال الشاعر عمير بن راشد آل عفيشة:
لابتي هواجر عزيزا شرفنا
…
ضياغم طيب النبا نكتسي به
كُلّ ايلا قر الفرار يعرفنا
…
هواجر مخرجنا يندري به
بأقصى المشارق إلى تهامة طرفنا
…
والجد قحطان الذي نستمي به
قال الشاعر راشد آل عفيشة:
من نسل سلطان العبيدي ويعرب
…
ما حن لوصال القبايل نبوقها
وهذا البيت الأخير واضح الدلالة على صدق العلاقة؛ لأنه من العار في تلك الفترة أن ينسب المرء نفسه أو قبيلته إلى قبيلة أخرى ما لَمْ يكن هذا النسب معروفًا عند القبائل.
ومن ذكر سلطان الشاعر عامر السمين الذي عاش في القرن العاشر الهجري، حيث يقول
(1)
:
يقول ابن سلطان فتى عامر
…
والاقوال من الاجواد ما يستشيرها
وفي قصيدة أخرى له يفتخر بنسبه حيث يقول:
وفي عبد الحميد محل بيتي
…
رفعي بناه عال غير هافي
وكذلك هذه الأبيات من قصيدة له يقول فيها:
أنا من ذوي عبد الحميد بن مدرك
…
هل الضرب بالهامات والنسب العالي
تخير جدي خال أبي ثم افا أبي
…
من الذروة العليا تخير أبي خالي
يتضح لنا من سياق هذه الأبيات أن عامر السمين من الضياغم أحفاد عبد الحميد بن مدرك الجنبي، ومن المشاهير من أبنائه سلطان العبيدي حيث ابتدأ الشاعر قصيدته وقال: يقول ابن سلطان فتى عامر، فالشعراء دائما يذكرون الأب المشهور من أجداده، وقد يكون سلطان هذا الذي ذكره الشاعر عامر السمين هو جده سلطان العبيدي من أحفاد عبد الحميد بن مدرك.
(1)
شهوان بن منصور العبيدي، عامر السمين، أحمد العريفي ص 63.
وجدير بالإشارة أن نشوان الحميري الذي عاش في القرن السادس الهجري ذكر في كتابه
(1)
"شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم" وقال: "بنو هاجر بطن من جنب من مَذْحِج" وهذا لا ينفي ما يذكره بنو هاجر من أنهم من الضياغم من عبيدة حيث إنهم بطن في حلف جنب.
وهناك بعض الآراء الأخرى المتفرقة في نسب بني هاجر، وهذه الآراء واضحة الضعف، ومع ذلك نوردها هنا من باب الأمانة التاريخية، ومن ذلك على سبيل المثال ما ذكره عاتق البلادي في كتابه (بين مكة وحضرموت) حيث ذكر:"ومن قحطان قبيلة كبيرة هي بنو هاجر"
(2)
.
وقد أورد أحد الباحثين هاجر بن كعب بن بجالة الضبي كجد جاهلي من نسله علقمة بن موهوب من فرسان بني ضبَّة وكانت لبني هاجر إبل سوداء تشبه الحجارة السوداء، مستدلًا بما قاله الفرزدق:
أنخنا إليها من حظيظ عنيزة
…
ثلاثًا كذود الهاجري الرواسي
وأضاف: أن هذا نص لا يستطيع باحث أن يجتازه دون وضعه في الاعتبار ولكن يقابله واقع العرب في التسامي، والواقع أن الكاتب قد أخذ هذا القول في نسب هاجر بن بجالة الضبي من كتاب (جمهرة النسب) للكلبي
(3)
، وكذلك من كتاب (جمهرة أنساب العرب) لابن حزم
(4)
، بيد أن هذه الأقوال تعتبر ضعيفة ولا تعبر عن الواقع، وما يؤكد ذلك ما ورد في كتاب (الاشتقاق) لأبي دريد
(5)
، وكذلك كتاب (معجم ما استعجم) للأندلسية
(6)
، و (تاريخ ابن لعبون)
(7)
، حيث ورد أن الأخيرة قبيلة جاهلية تميمية عدنانية باسم بني هاجر وهي من بني ضبَّة وكانت تعيش في نجد والأحساء وقد ذكرها المُهلْهَل بن ربيعَةَ في قصيدة له
(1)
ص 108.
(2)
ص 73.
(3)
ابن الكلبي، جمهرة النسب، ص 95.
(4)
ابن حزم الأندلسي، جمهرة أنساب العرب، ص 204.
(5)
أبو دريد، الاشتقاق، ص 100، ص 193 م.
(6)
ابن حزم الأندلسي، معجم ما استعجم، ص 193 م.
(7)
ابن لعبون، تاريخ ابن لعبون، ص 99.
تسمى الداهية، وهي إحدى القصائد السبع المعروفة بالمنتقبات، قالها بعد يوم واردات وقيل يوم القصيبات .. منها هذه الأبيات في ذكر بني هاجر
(1)
.
إذ أقبلت حِمْيَر في جمعها
…
ومَذْحِج كالعارض المستحيق
فقلد الأمر بنو هاجر
…
منهم رئيسًا كالحسام العتيق
مضطلعا بالأمر يسمو له
…
في يوم لا يستاغ حلق بريق
وذكر صاحب البلدان في كتابه قول الشاعر الجاهلي عوف بن الجزع في حواء ما ببطن السر قرب الشريف بين اليمامة وضرية.
نقود الجياد بأرسانها
…
يضعن بوادي الرشاء المهارا
نشق الآحزة سلافنا
…
كما شقق الهاجري الديارا
شربن بحواء من ناجر
…
وسرن ثلاثًا فأين الجفارا
وكانت لبني
(2)
ضبَّة إمارة في الإحساء حتى انتزعها آل حميد منهم. وبنو هاجر من بني ضبَّة العدنانية ليس لها صلة بني هاجر القحطانية بل هو تشابه الأسماء وارد في أسماء القبائل العربية وواقع معروف لديهم في أسماء القبائل العربية.
ملاحظة: ذكرت فيما جاء في كل من قصائد المُهلْهَل بن ربيعَةَ والفرزدق وعوف بن الجزع وكذلك ما ذكره الباحث عاتق البلادي عن بني هاجر بن ضبَّة من بني عبد مناة بن طابخة بن إلياس بن مُضَر بن نزار من العدنانية وكانت ديارهم مجاورة لبني تميم بالدهناء إلى الأستاذ عبد العزيز بن إبراهيم الأحيدب الباحث في أنساب قبائل العصر الجاهلي فعلق مشكورًا وقال: قد يكون أن رجالًا من بني هاجر بني ضبَّة رافقوا المُهلْهَل بن ربيعَةَ عندما لجأ إلى جنب بنواحي اليمن وهناك دخلوا معهم وهذا احتمال وارد وهنا علقت على ما قاله السيد عبد العزيز ذاكرا له واقع القبائل العربية في التسامي.
(1)
جمهرة أشعار العرب في الجاهلية والإسلام، أبو زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي ص 460. ديوان مُهلْهَل بن ربيعَةَ، طلال حرب ص 54.
(2)
بنو خالد العبد الكريم المنيف ص 460.
وذكر صاحب المنتخب وقال: "إن بني هاجر من نسل حفص بن هاجر الشاعر من بني حبيشة من خُزَاعَة وخزاعة من الأزد"
(1)
.
والواضح أن المغيري لَمْ يستند إلى مصادر تاريخية محددة أو موثقة لإثبات صحة مقولته، بل إن مقولته هذه تتعارض مع ما ذكره في مواضع أخرى من كتابه، حيث يعود لينسب بني هاجر بطن شريف من جنب حيث يقول:"ومن بطون جنب شريف ومن شريف بني هاجر". .
ويتجه أبو عبد الرَّحمن بن عُقيل الظاهري في كتابه: (ديوان الشعر العامي بلهجة أهل نجد) اتجاها آخر حيث يعلق على حلف جنب بقوله: "لا ريب أن المراد بحلف جنب ولا يستبعد أن تكون دخلت فيهم قبائل أخرى بالأحلاف ويصدق لو صح أن بني هاجر من الأزده"، وبذلك يكون أبو عبد الرَّحمن قد اطلع على ما ذكره المغيري وشكك في مقولة صاحب المنتخب من أن بني هاجر من الأزد، حينما قال أبو عبد الرَّحمن:"ويصدق لو صح أن بني هاجر من الأزد"، وذلك عندما وجد أن المغيري كان دليله ضعيفًا
(2)
.
وهناك من رواة الهيازع
(3)
من قال: إن بعضًا من فخوذ الهيازع هو تجمع مكون من عدد من الأسر التي تنتمي إلى أشراف الجوف، والجوف يقع في جنوب نجران وتحديدا في شمالي غرب مأرب باليمن، ولهم مصاهرات مع آل مُرّة، فكانت قبائل عدة من جنوب نجد تربع في نواحي الجوف ومأرب، ومن الهيازع من ينتسب إلى آل جودة نسبة إلى جدتهم جودة بنت الشريف أحمد المحبوبي، وهم أشراف حمزات نسبة إلى الإمام المنصور بالله ابن حمزة بن سليمان بن حمزة بن أبي هاشم بن الحسن بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم ابن الحسن بن علي بن أبي طالب المتوفي في سنة 614 هـ
(4)
، ودخل معهم عدد من بيوت أشراف الجوف منهم آل القديمي منهم الشاعر راجح القديمي الهاجري
(1)
عبد الرَّحمن المغيري، المنتخب في ذكر أنساب العرب، ص 305.
(2)
أبو عبد الرَّحمن الظاهري، ديوان الشعر العامي بلغه أهل نجد، ص 88.
(3)
أحمد بن عثمان القاضي، منهاج الطلب عن مشاهير قبائل العرب، ص 15، بلدان اليمن وقبائلها، ص 199 - القاضي محمد الحجري.
(4)
القاضي حسين بن أحمد العرشي، بلوغ المرام في شرح مسك الختام في من تولى حكم اليمن من ملك وإمام، ص 37.
الذي عاش في أوائل القرن الثاني عشر وهو من أبناء الشريف حسن بن يوسف ولقب بالقديمي لتقدمه علي بني عمه في الخروج من العراق إلى اليمن، وآل شيبان وهم من ذرية الأمير علي بن يحيى بن المطهر ابن الإمام المتوكل، ومنهم الفارس سحمي القصاب وآل شويع، وهم من ذرية الأمير الشريف محمد الشويع بن حسين، ومنهم الفارس ماضي بن شويع واللقامين، وهم أبناء لقمان ابن أحمد الحسني، أما الباقين من الهيازع فهم من آل ضمين، ومنهم آل ذعفة وعرفوا باسم أمهم ذعفة ووالدهم الشريف محمد بن ضمين وكانت لآل عميرة الكبارة علي بني هاجر وذلك لمكانتهم الرفيعة في القبيلة
(1)
.
وهذه المقولة وإن كانت صحيحة في الواقع، إلَّا أنَّها لا تتعارض مع ما ذكرناه سابقًا من نسب بني هاجر؛ لأنَّ وجود جانب من القبيلة لا يتصل بها بنسب الدم، وإنما بالدخول إليها من القبائل الأخرى واستقراره فيها مع توالي الأزمان، هو أمر شائع في معظم القبائل.
والواقع أن شعراء الهيازع من آل عميرة يعتزون بمكانتهم الماضية وقد سطروا القصائد في ذلك ومن هذه القصائد:
فقولها وأنا من لابة
…
هيازع للعصاه كعامها
لاشفت سربتهم ترج عرفتهم
…
دولة حكم والعرب خدامها
ترثت ضمين وسطهم مثل الفحل
…
فد الركابا لين طاح مسامها
إضافة إلى ذلك فإن البحوث التي تناولت تاريخ منطقة عسير مثل بحث الدكتور محمد آل زلفة، وعمر بن غرامة العمروي، والدكتور عبد الله القحطاني، والنعمي، والحفظي، وابن سفر وغيرهم، قد خلت من أي إشارة إلى أن بني هاجر ترجع في أصولها إلى الأزد. ولم يُعرف أن شيوخ قبائل قحطان قالوا: إن بني هاجر من الأزد، بل إن الباحثين والشيوخ ذكروا أن بني هاجر ترجع في أصولها إلى حلف شريف.
(1)
راجع فصل القصص والأخبار في شرح كبارة آل عميرة.
وبشكل عام فقد تمكنت من خلال مناقشاتي ومقابلات الشخصية مع عدد من بني هاجر القاطنين في وادي يعوض بمدينة الحرجة ببلاد شريف عند زيارتي الهم إلى أن بني هاجر هم من الضياغم من عبيدة من جنب وهذا هو ما نرجحه.
واستشهد في هذا المجال ببيتين لراشد بن عفيشة آل شوان الهاجري في نسب قبيلة هاجر:
هواجر من راس جنبًا وقحطان
…
نلحق شبوب الحرب شهبا وسله
بشريه من حربهم شاعفة جان
…
وضياغم ما خلقو الاعنا له
وعلى هذا الأساس فإن الادعاءات السابقة بشأن نسب بني هاجر قد خلت من البراهين والأدلة التاريخية التي تؤيدها أو تدعمها، كما أنَّها تتعارض مع التسلسل التاريخي للأنساب والحوادث المعروفة في منطقة عسير، أما الثابت في نسب بني هاجر أنَّها قبيلة قحطانية من الضياغم من شريف من عبيدة في حلف جنب بن سعد العشيرة المذحجي.
علاقة بني هاجر ببني خالد:
ذكر عمر كحالة في (معجم قبائل العرب) أن الأمير عبد الله بن عبد الرَّحمن وهو أحد الباحثين العارفين بأنساب القبائل العربية في شبه الجزيرة العربية أن قبيلة بني خالد تنقسم إلى عدة بطون وكل بطن ينتسب إلى قبيلة ما، فمنهم آل حميد وفيهم الرئاسة ومنهم آل عريعر والقرشة. والثبوت ينتسبون إلى بني هاجر، وأما العمور فينتسبون إلى الدواسر، وأما الجبور فهم آل مقدام وبنو نهد وبشوتات والعماير والصبيح
(1)
مثل ما قال ابن مشرف:
فلا تنس جمع الخالدي فإنهم
…
قبائل شتي من عُقيل بن عامر
ولم يذكر الأمير عبد الله المهاشير هذا في تعريفه؛ لأنه معروف أنهم من بني هاجر، أما الشراك فهم من بني تميم دخلوا في بني خالد.
وقد ذكر عبد الكريم في كتابه (بنو خالد وعلاقتهم بنجد) أن بني خالد فرعان، فرع قحطاني ويرجع إليه آل حميد ومن يتبعهم، والفرع الثاني الفرع الخالدي العدناني
(2)
.
(1)
عمر كحالة، معجم قبائل العرب، ص 327.
(2)
عبد الكريم المنيف بني خالد وعلاقتهم بنجد، ص 74.
وفي (نهاية الأرب) ذكر هذين الفرعين "القحطاني والعدناني" لبني خالد. أما فؤاد حمزة في كتابه (في بلاد عسير) فذكر أن بني خالد وبني هاجر يجتمعون في قحطان
(1)
.
أما المغيري في (المنتخب) فقد قال: إن الشاعر محمد بن عبد الله العثيمين قال قصيدة يمدح فيها الملك عبد العزيز ويوصيه بابنه سعود منها
(2)
.
واشدد عرى الدين والدنيا
…
في عنصر السادة الغر الميامين
فرع الأئمة والأذواد من يمن
…
أهل القباب المطاعيم المطاعين
وشرح صاحب (المنتخب) القصيدة وقال: إن الأئمة يعني بها الشاعر آباءه واجداده من آل سعود، أما الأذواد وأهل القباب ملوك قحطان والواضح أن الشاعر ما كان ليوصي الملك عبد العزيز بابنه ويذكر أن أخواله من قحطان، إلَّا أن هذا هو المتعارف عليه عند الملك عبد العزيز وقبائل شبه الجزيرة العربية.
أما نسب المهاشير إلى بني خالد فهذا يدحضه كافة العارفين بنسب المهاشير وكذلك المهاشير أنفسهم، حيث يرجع نسبهم الحقيقي إلى فخذ الهيازع آل سالم ابن عميرة من بني هاجر وهذا هو المتعارف عليه، وقد دخل معهم عدد من عشائر من بني خالد ومن قبائل أخرى مثل عَنَزة وشمَّر وسُبيع وغيرها، وذلك في القرن الثالث عشر. وحتى لو نفي بعض ممن دخلوا مع المهاشير نسبهم إلى بني هاجر، فإن المهاشير يؤكدون أن المهاشير من آل عميرة بني هاجر.
وقد أورد حمد الجاسر في معجمه (قبائل المملكة العربية السعودية) نسب المهاشير في آل عميرة، ثم إلى بني هاجر وعلق على هذا بقوله:"والمعروف أن المهاشير من بني خالد ولعلَّ تقارب الدار سبب تداخل النسب"
(3)
.
والمعروف أن المهاشير موجودون في منطقة الإحساء منذ القرن العاشر الهجري وهم مسيطرون عليها، أما باقي فخوذ بني هاجر الأخرى فقد نزحت
(1)
فؤاد حمزة، في بلاد عسير، ص 141.
(2)
ص 294.
(3)
حمد الجاسر، أنساب الأسر المتحضرة في نجد، ص 187.
إلى الإحساء في القرن الثالث عشر بل يصح ما علَّق عليه الشيخ حمد لو أن بني هاجر دخلت في المهاشير أو بعبارة أخرى أصح لو دخلت في بني خالد وكذلك يصح قوله: لو أن فخوذا من قبائل المنطقة مثل العُجمان وآل مُرّة والمناصير وغيرهم دخلت في بني خالد. ثم ذكر في نفس المعجم أن المخاضيب وهو القسم الثاني من بني هاجر نزحوا تحت رئاسة الشيخ شافي بن سفر بن شبعان إلى الإحساء وعلق عليه الشيخ حمد عندما ذكرهم في بني هاجر. وقال: المعروف أن المخاضيب من بني خالد
(1)
. والواقع أن الشيخ حمدا لَمْ يستند في مقولته على أي مستند يدعم به ما ذكر، بل قال: والمعروف دون أن يحدد مصدرا لمقولته.
أما المنفي في كتابه (بنو خالد) فقد ذكر أن المهاشير من بني خالد وليس من بني هاجر، واستند على أنَّ المهاشير موجودون في الإحساء منذ القرن العاشر وبنو هاجر استوطنوا المنطقة في القرن الثالث عشر
(2)
.
والواقع أن هذا الاستناد ضعيف؛ لأنَّ هناك قبائل عربية نزحت منها فخوذ من الجنوب إلى الشمال، ومن المغرب إلى الشرق وفي عصور متأخرة نزح إليها باقي فخوذ القبيلة ومثال ذلك قبيلة طيئ، وبنو لام، وسُبيع، وقحطان، وعتيبة وشمر، والظفير، ومطير، وحرب، والأمثلة كثيرة في نزوح البطون والفخوذ وكذلك القبائل العربية وليس هذا بديل يستشهد به، فالمهاشير والكدادات واللقامين من بني هاجر نزحوا إلى الشمال عن طريق وادي الدواسر والأفلاج، وفي طريقهم استوطن بعض الفخوذ وادي الدواسر، ومن هذه الفخوذ اللقامين الذين سيطروا عليه ثم تحضر كثير منهم، وكذلك أبناء عمومتهم آل داوود الذين لهم آثار باقية إلى يومنا هذا في الأحمر بالأفلاج، وكان ذلك في القرن التاسع الهجري، وأما البقية أكملت النزوح بعد مدة من الزمن إلى الإحساء ومنهم المهاشير ويرافقهم عشيرة آل حميد من اللقامين في نزوحهم إلى الإحساء وهناك وجدوا قبيلة بني خالد يسيطرون على هذه المنطقة، وبعد مدة دخلوا معهم، وبما أن آل حميد متحضرون فقد كانوا يتطلعون إلى حكم المنطقة وبمساعدة المهاشير قاموا بطرد والى الإحساء العثماني عمر باشا وذلك في عام 1760 م / 1080 هـ، وكان براك ابن عريعر أول من حكم، وآخر من حكم من آل حميد بزيغ بن عريعر عام
(1)
حمد الجاسر، قبائل المملكة العربية السعودية، ص 662.
(2)
راجع المنفي، بنو خالد، ص 86.
1293 هـ الذي عين من قبل ناصر باشا السعدون شيخ المنتفق وعزل من قبله في عام 1293 هـ.
فلوأن ابن منيف رجع إلى أحد العارفين بأنساب هذا الفخذ ويكون منهم السمع ما أردت أن أوضحه، فإن التحليل العلمي لا يصح على علم الأنساب بل ما هو متعارف عليه عند أبناء القبائل العربية.
وقد أشار الأستاذ سعود الخالدي
(1)
في مطالعة نسب بني خالد وبداية استقرارهم بالقطيف عن أن آل خالد أحد فروع المهاشير الرئيسية، ومن المهاشير بطون من أشهرها آل حميد الذين منهم آل عريعر، وآل مسلَّم حكام قطر سابقًا وأسر كثيرة.
وهذا بيت من قصيدة لراكان بن حثلين قالها للشيخ سحيم بن حسن آل ثنيان الفوزان من شيوخ المهاشير:
ان طعتني يا سحيم ترك عميره
…
لك منزل بين الخالد وعجمان
وهذا بيت من قصيدة قالتها والدة آل ثنيان شيوخ المهاشير بعد هية عشيران التي قادها ابن صباح ضد بني هاجر.
عمري على شوفت حزام ومناع
…
وأقطع جدًّا جابنا في عميره
وعندما ذكرنا الأمير عبد الله بن عبد الرَّحمن في تعريفه السابق بقبيلة بني خالد، فالسبب هو كثرة اجتماعات الأمير عبد الله بكثير من رجال المهاشير وآل حميد وبني خالد، وذلك للقرابة التي تربطه بهذه القبيلة، فالمهاشير هم أخواله ومعروف عنه أنه واحد من المهتمين بعلم الأنساب وخاصة أنساب قبائل الجزيرة العربية، وقد برع في هذا العلم وأصبح مرجعا لكثير من الباحثين في المملكة العربية السعودية وخارجها.
(1)
الخالدي سعود فهد، بنو خالد، قرون من الاستقرار في منطقة القطيف، الواحة، العدد الثالث، رجب 1416 هـ لبنان ص 126.
تداخل بطون القبائل:
إن تداخل بطون وفخوذ القبائل العربية مع بعضها البعض أمر شائع ومعروف منذ العصر الجاهلي ولا زال حتى وقت قريب ويعرف بكلمة (نزايع) عند أبناء القبائل، وهذه الكلمة تطلق على كل من ترك قبيلته ودخل في قبيلة أخرى؛ أيا كان السبب في ترك القبيلة والالتحاق بقبيلة أخرى، فقد يكون الدافع إلى ذلك التحالف ضد قبيلة، أو المصاهرة مع القبائل الأخرى، أو الثأر أو المنازعات بين بطون القبيلة المختلفة، أو النزوح الطوعي من منطقة القبيلة إلى منطقة خاصة بقبيلة أخرى والاندماج فيها، ولا تخلو أي قبيلة في الجزيرة العربية من هذا التداخل فتجد هذا الفخذ من قبيلة آل مُرّة وهذا من سُبيع وذاك من قحطان، وقد تكون مشيخة هذه القبيلة من هؤلاء في سنين متأخرة، بعد أن تضعف هذه القبيلة ويصبح العنصر الداخل فيها من قبائل أخرى أكثر من أفرادها، ولكن عندما تنتسب هذه البطون والفخوذ فإنها تنتسب إلى قبيلتها الأم. وبعد هذا التعريف عن تداخل القبائل العربية بعضها البعض نذكر نزايع قبيلة بني هاجر في قبائل أخرى في الجزيرة العربية ولن نخوض في نزايع قبائل في قبيلة بني هاجر.
نزايع بني هاجر:
- بعض من المخضبة: دخل مع آل نهيان شيوخ أبي ظبي من البوفلاح من بني ياس ويقال: إن آل نهيان من الهيازع بني هاجر، حيث ذكر رواتهم بأنهم ينادون الهيازع ببني عمهم.
- المليقمي دخل في قبيلة المناصير.
- آل غصن من آل ذعفة، دخل في قبيلة سُبيع، (وهذا الفخذ رجع إلى بني هاجر مُرّة أخرى في القرن الرابع عشر).
- آل مسعر من الحسنة من المظافرة، دخلوا في قبيلة سُبيع، وقد سكن معهم جدهم مبارك وله من الأبناء والأحفاد، وسكنوا قديمًا حائر سُبيع ثم بلدة رماح ومن آبارهم في البجة والجريدي وأخوالهم آل بليدان من الجمالين.
- بطن المهاشير من آل ذعفة الهيازع دخل في قبيلة بني خالد.
- عشيرة آل حميد من اللقامين الهيازع دخل في قبيلة بني خالد.
- فخذ المحانية من آل سلطان المخضبة دخلوا في قبيلة السهول.
- آل نابت من الكلبة آل محمد دخل مع قبيلة آل مُرّة.
- آل حمود من الهيازع دخلوا في السلقا الحبلان من قبيلة عَنَزة، حيث ذكر ذلك العزاوي في كتابه (عشائر العراق)
(1)
، (وقد تحققت من الشيخ محروت الهذَّال، حيث قال بأن هؤلاء منا ولا هم من غيرنا ولما قلت له: إن أصلهم قحطانيون كما يقال قال: أنا أسمع هذا والظاهر أنهم قحطانيون، ولكن سكناهم معنا وقدم اختلاطهم بنا لا يخرجهم منا بوجه. وعندنا قليلون) وعندما كانت عَنَزة في نجد وحصل النزاع بين عَنَزة ومطير، وما تلاه من حروب بينهم، كان هناك ثمانون فارسًا من الهيازع بجانب جديع بن هذَّال في معاركه، وكانوا ملاصقين له ويعتمد عليهم كثيرًا وعزوة الهيازع (خيال الردة هيزعي) ومن مرابط خيلهم الدهم.
- آل مشيلح من الموافقة آل جدي دخلوا مع الغضاوين من سُبيع في رنية.
- بعض من القروف من آل محمد دخلوا مع البقوم
- بعض من الكلية من آل محمد دخلوا مع البقوم.
- بعض من السمارات: من الموافقة آل جدي دخلوا مع الروقة من قبيلة عُتيبة وهم المعروفون بالسميري في قبيلة عُتيبة.
- قيل: إن الكواكبة من الكلبة آل محمد دخلوا مع الرولة من عَنَزة.
وتسميتهم بالكواكبة لها قصة يرويها رواة بني هاجر وهي أنه عندما ذهب شايع من الكلبة وجاور الرولة غزا معهم مُرّة فكسب إبلا كثيرة فطلب منه الرولة القسمة معهم فرفض فلجأ إلى جاره الذي هب لنجدته فقال له قومه: نحن أقرب لك منه، فكيف تقف معه فقال لهم بل هو أقرب لي فقالوا له محمد جدك
(1)
عشائر العراق، عباس العزاوي جدًّا ص 270.
الذي تلتقي معه فقال كويكيب وأشار بأصبعه إلى الضلع الذي حل ضيفا عنده، ومن ذلك الوقت أصبح وذريته يعرفون بالكواكبة. وهم يتفرعون إلى الوكلان، والختام، المقيبل، الخمسي، المديعم، الوهيب.
ومن المؤسف أن هذا النوع من التداخل يصعب فهمه على الإنسان العادي، خاصة مع رفض البعض للمناقشة واعتبار الأنساب من المقدسات أو المحرمات التي لا يجوز مسها أو مناقشتها، إضافة إلى أن العديد من الباحثين الذين تناولوا شؤون القبائل وأنسابها ليست لهم صلة بهذه القبائل، واعتمدوا في كتاباتهم على التخمين والظن والروايات المتناقضة التي تتناقلها أفواه العامة دون الاعتماد على النسَّابين المعروفين من أبناء القبائل أو البطون أو الفخوذ التي دخلت في قبائل أخرى، كما يندر أن يوجد الراوي الذي لديه الإمام الكامل بأنساب جميع القبائل العربية وبطونها وفخوذها، ومن النادر أن تجد نسابة يستطيع أن ينسب جميع بطون وفخوذ أبناء قبيلة واحدة، فما بالك بأنساب جميع قبائل الجزيرة العربية.
فروع بني هاجر:
تنقسم قبيلة بني هاجر إلى فرعين رئيسيين هما:
1 -
المخضبة. - آل محمد.
الفرع الأول من قبيلة بني هاجر "المخضبة
"
تنقسم المخضبة إلى خمسة بطون رئيسية هي (المزاحمة، وآل شهوان، والمظافرة، وآل أزيد)، وتنقسم هذه البطون إلى عدد من الأفخاذ التي نبينها في التقسيم التالي:
المزاحمة: وهم: الملامقة، والركابين وهم "آل طريخم" ومنهم: آل حويدر، آل النجدي، آل بفطيس، آل فهيد، آل صالح، آل بو ظهيره، ومنهم:"آل مغيثة، آل جلية، آل زوير، الحركان، الجذعان، "آل منيف"، ومنهم آل أبو خشيم، آل محزوم، آل سحيم، ومن آل أبو خشيم المسفر، وآل سفر، وآل رشيد، ومن آل محزوم، آل بو خشبة، آل نشيرة، ومن آل سحيم آل دعقان وآل
مسكون ومن مشاهير آل منيف: الدكتور مبارك بن كليفيخ سفير دولة قطر في الباكستان وحمد بن كليفيخ عميد في القوات المسلحة القطرية، والكاتب الدكتور خالد بن كيلفيخ وهؤلاء هم سلالة عقيد آل منيف أبو خشبة.
الشباعين ومنهم آل شافي، وآل نمر، وآل تواه ومنهم آل عبدان، وآل ضاوي، وآل أبو دلح، وآل فهيد ومنهم آل شري، وآل حبران، وآل كوير، وآل مشعل، وآل دوغان، ومن آل شري الحباية، وآل مهدي، وآل شحيمان.
- آل حبران وهم آل دلهم، وآل الشبيه، وآل مضاريس.
- آل كوير ومنهم راشد بن عفيجين.
آل مشعل وهم راشد بن مشعل، ومحمد بن مشعل، وعلي بن مشعل، وغصاب بن علي بن خرشد، ومبارك بن غصاب.
- آل دوغان ومنهم آل نويمي، وآل مسلم وهم في نجران.
- آل سلطان ومنهم آل رشدان، وآل طرجم، وآل عزم، والشراهين ومنهم آل أبو عدوة وآل معمم، آل مرسان ومنهم آل السهدي، وآل زومان، وآل شافي.
- آل السهدي ومنهم آل منصور وهم آل بجاش وكبيرهم حمد بن بجاش ومنهم آل حمود.
- آل رومان ومنهم آل سحمي، وآل فهيد، وآل محسن.
- آل شافي ومنهم شافي بن سعد.
ومن مشاهيرهم الدكتور عبد الله بن راشد بن شافي وزير التجارة سابقًا وعضو مجلس الأمة في دولة الكويت، والدكتور مبارك بن راشد، والشاعر فيصل بن راشد والشاعر مبارك بن شافي.
آل شهوان: ومنها أفخاذ: آل راشد، والقمزة، وآل نايفة، والدبسة، والجرارحة، والزخانين، وآل جبران، والعرابيد، والخيارين.
- آل راشد وهم: آل مانع، وآل حسن، وآل عجب، ومن آل مانع: آل عفيشة، وآل ابن هادي، وآل جميلان، وآل تيمة، وآل شويل.
- الجرارحة وهم: آل العوامي، آل الحساوي، والعيزه.
- آل جبران وهم: آل ثريا، وآل زابن.
- الدبسة وهم: آل ترحيب، وآل شائق.
- الخيارين: ومنهم آل كميت، وآل غانم بن سيف، وآل المطوع، وآل شرعان، ومن مشاهيرهم علي بن سعيد الخيارين الذي تقلد منصب وزير الصحة وكذلك وزيرًا للشئون البلدية كما عمل في السلك العسكري برتبة عقيد وقائد قوات المدرعات القطرية التي شاركت في تحرير مدينة الخفجي مع القوات السعودية إبان الاحتلال الغاشم لقوات النظام العراقي لدولة الكويت.
المظافرة: ومنها أفخاذ: آل مثيب، والمفاقيع، والحسنة، وآل غريب، وآل دهمان، وآل ردعان ببيشة.
آل أزيد: وهم آل ثنيان ومنهم آل فصلاء والوثون، آل دلباح، البردة: ومن مشاهيرهم محمد بن طليحان رحمه الله معرف بني هاجر سابقًا في قطر، وآل جعيري في منطقة الأحساء، والحراملة: ومنهم آل هين وآل فائز، والحدبان ومنهم: آل جعفر، وآل ضفر، وآل إبراهيم، وآل منيف، والمشعان ومنهم مختار ضاحية صباح السالم بالكويت ناصر مشعان الهاجري، آل الطراق ومنهم آل هادي وآل بطي، وآل دويحان وهم بالكويت، وآل طعان، وآل مفرج، والعبد الله المشهورون بالطراق في بلدة الجنينة بمحافظة بيشة.
المفاقيع: من المظافرة ويسكنون في هجرة المفاقيع (الحيسية) بالقرب من بلدة العيينة، والرياض، وينقسمون إلى: آل مانع، وهم: آل نمر، وآل ظافر.
- آل مناحي، وهم: آل درمان، وآل فايز، وآل مساعد.
- آل محسن، وهم: آل ناصر، وآل مسعود
- آل مهدي، وهم: آل عويضة.
ومن آل نمر آل مانع الشيخ سعود بن نمر بن ناصر بن محسن بن ملهي المفقاعي، من كبار المظافرة، وكان من جلساء الأمير محمد بن عبد الرَّحمن آل سعود - يرحمه الله - الخاصين. شارك مع الملك عبد العزيز - يرحمه الله - في
العديد من المغازي والمعارك منها موقعة السبلة، ومغزى خالد، وكذلك مغزي الدبدبة، وقعة مني، وعرف عنه الكرم والنخوة، وهو والد للجميع ومنزله مقصد الشيوخ وكبار بني هاجر عند قدومهم إلى الرياض، حيث يجدون الترحاب وكرم الضيافة.
الفرع الثاني من قبيلة بني هاجر آل محمد
ينقسم آل محمد إلى فرعين رئيسيين هما:
1 -
آل علي
2 -
آل حمد.
1 -
فروع آل علي:
ينقسم آل علي إلى ثلاثة بطون رئيسية هي.
1 -
آل عميرة.
ب - آل راشد.
ج - آل عضية.
آل عميرة ينقسمون إلى:
1 -
عمر بن عميرة.
2 -
سالم بن عميرة.
أما فرع عمر بن عميرة، فمنه القطون الذين انقرضوا ومن بقي منهم دخل مع آل مسيفرة.
سالم بن عميرة: وينقسمون إلى:
أ - الهيازع.
ب - آل جدي.
أما الهيازع فينقسمون إلى:
- آل ضمين. - آل شبنان. - اللقامين.
- آل مسيفرة. - الهودان - آل ذعفة.
- التهمة. - اللهامين.
أما آل ضمين فمنهم آل هادي الذين ينقسمون إلى آل خميس، وآل ربح، وآل جرشب، وآل جساس.
وآل شبنان ومنهم آل عليَّان وقد انقطع هذا الفخذ.
أما اللقامين جدهم لقمان بن جمهور وقد انقرضوا ومن بقي دخل مع بني خالد.
آل مسيفرة فمنهم آل شيبان وآل رميح، أما شيبان فمنهم: آل مهيلان وآل عيد والعبدان، أما آل رميح فمنهم: آل هميلة وآل غنام ومنهم: آل مخضار وآل شويش.
أما آل زهير وهم الفخذ الثاني من المسيفرة، فمنهم آل فهم وآل صليهم وآل وثيان وآل حمود الساكنين في ثادق والخرمة.
آل هويد (الهودان) ينقسمون إلى:
- آل عصفور ومنهم آل حركان وآل شايع وآل مثعاي وآل مطيرة.
- آل عون ومنهم آل سعيد وآل فراطيش وآل بجن.
- آل كسار ومنهم آل قبيضي.
آل ذعفة وينقسمون إلى:
- شمَّروخ.
- محمد.
أما شمَّروخ فهو جد المهاشير الذين ينقسمون إلى:
- الفوزان ومنهم آل كليب وآل ثنيان وآل ناصر وآل عبيكة وآل علي وآل مجلي والوصلا.
وأما محمد فمنه:
- آل كلثوم ومنهم آل ناصر سلالة متعب بن فالح.
- آل عزيز ومنهم الدعجة وآل حربي سلالة الشيخ بداح بن علي وآل بطي وآل سعيد وآل شينان، وآل بطي منهم آل باني وآل ناصر وآل سعد، والدعجة منهم: آل حلبان وآل هادي وآل غصن.
- آل حلبان ومنهم آل عبد الله وآل محمد، ومن آل عبد الله آل عجب ومن آل محمد آل فهد وآل سعود.
- آل خشيدل ومنهم آل رداد وآل ناشي وآل نايف وآل ناصر.
- آل شيبان ومنهم آل سعد وآل جريبع.
- ومن آل سعد آل دغيمان وآل ناجم وآل ناصر.
- ومن آل جربع آل دهيم.
اللهامين: وقد انقرضوا، ومنهم من بقي في أسيلة، ومنهم من دخل مع المخضبة، وآل عضية، وآل جدي.
التهمة: ومنهم آل مدهون.
آل جدي وينقسمون إلى
- زيدان.
- لاحق.
آل زيدان ينقسمون إلى: المصابحة وآل وضاخ والصوالين ومنهم الضبعة، آل فهيد، العيرة، آل حيدر.
آل لاحق ينقسمون إلى: الموافقة ومنهم آل طينان وآل عجين وآل جبهان والسمارات.
الفرع الثاني من آل محمد:
آل راشد: ومنه:
- الفلحة.
- الكلبة.
الفالحة وينقسمون إلى:
- المصالحة ومنهم آل بتال وآل منقاش وآل نميان وآل سبعان وآل فويضل.
- النجدة ومنهم آل شرعا والشرايين وآل بقرا.
- آل شرعا منهم آل تركي وآل مطوع وآل قريط.
- آل بقرا منهم آل عبيدان وآل غصن ومنهم آل رميص وآل خزعان.
آل كليب وينقسمون إلى:
- راشد ومنه:
- آل جابر: ومنهم آل محمد.
- الشلاعين: ومنهم آل صعب وآل لبدان.
- ومن آل صعب آل سميرة وآل مطبوخ.
- ومن آل لبدان آل سعد.
- آل سمل: ومنهم آل فهد وآل فهيد وآل شويع.
- آل غنام ومنهم آل سريع وآل قشنون. ومنهم من دخل مع قبيلة البقوم.
- آل طلحة ومنهم آل عمران وآل بعيل.
- آل عمران ومنهم آل جبر وآل مفرج - آل بعيل ومنهم آل حرمان وآل فالح وآل درعان وآل حميدان.
- آل حرمان منهم آل مضف في دولة الكويت.
- آل فالح منهم آل حزمي في بيشة.
- آل درعان منهم آل حضرم وآل مرزوق.
آل عضية ينقسمون إلى:
- الشعامل.
- آل بنينة.
الشعامل ينقسمون إلى:
- آل علي بن منصور وهم: آل جميل، آل حسن، السماحين.
- آل رثوان وهم: آل سعيد، آل محجة.
- آل عضية.
- آل طايع.
آل بنينة وينقسمون إلى:
آل مسرور وآل زايد
المسارير ينقسمون إلى:
- الهوادفة ومنهم آل مسعود وآل راكان.
- آل محمد بن سالم ومنهم آل غانم والشيبان وآل هادي.
آل زايد ينقسمون إلى: آل عامر بن فهيد و
آل حمد
.
- آل عامر بن فهيد منهم آل ضاوي وآل عامر.
- آل ضاوي ومنهم آل حسنان وآل مجحود.
- آل عامر ومنهم آل عبيد وآل عُقيل وآل حملاء.
- آل عُقيل منهم: آل حسين وآل فلاح وآل خالد.
- آل حسين منهم: آل فهد وآل بعيج وآل فالح الفندي وآل طعيس.
- آل فهد ومنهم: آل حنتوش وآل ناصر وآل حمد.
- آل بيعيج منهم: آل صلبوخ.
- آل حمد منهم آل مسيحل وآل ذروة وآل مانع وآل درعان.
- آل ذروة منهم آل سعيد ومنهم آل محمد وآل هادي وآل فارس.
- آل مانع منهم آل وطبان وآل درعة وآل علي.
- آل درعان منهم آل قشعم وآل عويج ومنهم آل رشيد.
2 -
آل حمد
ينقسمون إلى: آل شنيف وآل قريف.
آل شنيف ينقسمون إلى: آل ضريان والكدادات.
- آل ضريان: آل هادي وآل برجس.
- الكدادات: آل حامد وآل جريدي وآل فرحان وآل أرشيد.
منهم آل مقبل وآل حسن والمواجدة وآل حامد منهم آل محسن وآل سعيد وآل منصور وآل سالم.
آل قريف (القروف) ينقسمون إلى: آل سنيدي وآل جاش والجعائنة.
- آل سنيدي: منهم آل عايض آل دغمة وآل جليد.
- آل جاش: منهم آل الحميدي وآل مضحي وآل سعران وآل قناص وآل عجيان.
- آل جعانة منهم آل هاجر وآل مريسن.
علاقة بني هاجر ببني يزيد
بنو يزيد إحدى قبائل شريف المتكونة من بني هاجر وآل سريع وآل عبد القادر. وأساس قبيلة شريف يقوم علي بني يزيد وبني هاجر ودخل معهم آل سريع وآل عبد القادر وينيوس بالحلف. ويلتقي بنو يزيد وبنو هاجر في جد واحد هو منصور العبيدي بن ضيغم بن منيف بن ضيغم.
يزيد بن عبد الله بن منصور العبيدي
آل داود - آل هرمس - الشرمان - آل الحمراء - الشعافيل
عندما نزح بنو هاجر من الجنوب إلى تثليث وبيشة ثم العارض فالأحساء نزح بعض من بني يزيد معهم ودخلوا مع أبناء عمومتهم بنو هاجر منذ القرن التاسع الهجري، يجمعهم انتماؤهم إلى جد واحد هو منصور العبيدي، وبقاء عدة فخوذ منهم في الجنوب منهم آل ملاط شيوخ شمل قحطان ووادعة الجنوب وسوف نذكر بطون وفخوذ بني يزيد الذين دخلوا مع بني هاجر ومنهم:
آل داوود ينقسمون إلى:
الرمازين ومنهم وازع زيد:
- آل كماة. - الحفانين. - آل برغش.
- آل وعلان. - آل دعلوج. - آل منصور.
- آل سرحان. - آل سليمان. - آل حشان.
- آل مضيان. - آل مشوش. - آل هذلي.
وعندما صدر جدهم الأعلى داوود وأولاده استقر مع أبناء عمومته قبيلة بني هاجر في المثيب، وكان يملك بعض الأغنام القليلة وأراد أن يستبدلها بناقة واحدة فرفضت ذلك زوجته وأولاده ولكنه أصر على ذلك فقال هذه الأبيات يمدح ناقته:
يقول ابن داود من له بكره
…
عثوا السنام ومن خيار النوق
شريتها ما همني بغبانه
…
يوم المره تعذل والمعقود
عيت علينا سبعة بعوالنا
…
مع قاطع الوادي ومع المردود
ترى لونها يا جاهلين لونها
…
كنها الشعير المارح المصروم
فتكاثرت الإبل بعد ذلك وأصبح آل داوود بادية، وذلك في حوالي القرن التاسع وقام ابن داوود بحفر محمد الحنثرية في المثيب.
وهذه القصيدة قالها الشيخ هيف بن سيف بن رميزان الداوود عندما قام العثمانيون وإبان سيطرتهم على بيشة بطلب الجزية من آل داوود فرفضوا ذلك، فأراد الترك دفن عدَّهم الحنثرية فقال الشيخ هذه القصيدة يستنجد بقبائل قحطان:
تكفون يا قحطان جات المحاماه
…
في عدنا اللِّي بين عوج المراقيب
ياكم ذبحنا على جال العد من شاه
…
وحصون بر لالفونا الأجانب
حنا كما السرحان لهاض بعواه
…
تصبح طيور البر عنده مراقيب
فدارت المعركة بين قحطان والترك وقضت قحطان عليهم.
وهذه القصيدة للشاعر مناحي بن هيف بن رمزان قالها عندما غزاهم قوم وردوا آل داوود إبلهم فقال الشاعر مناحي:
جانا العقال مردود هرجه
…
هرج خذلان وكل جرابها
جنا النذير وعاش رأى أميرنا
…
وقال حنا هل العليا وحنا اولبها
صفقنا وجيه الخيل والجيش والضعن
…
ماحنا هتمان تلاحي رباباها
نحرنا اللِّي من قديم قد رافقوا
…
أعميريه يشكي المعادي صوابها
ربعي ليا حلقوا في بريره
…
مثل الجمال اللِّي تصارف انيابها
اقولها وانا أحمد الله من قبيله
…
كم غرسة عرجا قطعنا شرابها
ترى لابتي في الهوش سيف قاطع
…
ومعشية سحم الضرايا ذيابها
ترعابنا العرى ويكبر نيها
…
وذيدانا في الحرب ماحد هقابها
ومعنزين جالنا على الله
…
والشلف معنا ودرعات حرابها
واللي مكذبني فينشد منا
…
عند أم حيشه عقلوا في ركابها
تسارحوا من صبح لين جاهم العشيّ
…
كل دفق من وزنته ما أهتنابها
وذيدانا سلمت وهي عادة لنا
…
نمنع صخاف الشول جرد رقابها
وتمت وباقيها صلاة على النَّبِيّ
…
اعداد ما خط القلم في كتابها
الهرامسة
(1)
:
الهرامسة هم جماعة الشيخ عاطف الهرمس، من شيوخ قحطان في القرن السابع الهجري، وهم ينقسمون إلى:
- آل ناصر وهم: آل إبراهيم، آل عبد الله، ومن آل عبد الله: آل أحمد وآل إبراهيم.
- آل طلحان.
- آل عامر وهم: آل عبيد.
- آل تني وهم: آل منيف وآل عبد الله، ومن آل عبد الله: آل محمد وآل ظافر.
- آل وفدان .. انقرضوا.
ومن مشاهيرهم محمد بن عبد الله آل ناصر عضو مجلس الشورى ورئيس الأوقاف السنية في دولة البحرين.
(1)
رواية شفهية لإبراهيم بن محمد الهرمسي الهاجري.
الشرمان:
ويقسمهم مطلق مسفر الشرمي إلى الفروع الآتية:
- آل دريميح ومنهم عروان بن دريميح الشرمي مؤسس الشرمية.
- آل ولمان. - آل مضحي.
- آل الرثيع. - آل بيشان.
- آل شداد.
ويعرف آل بيشان اليوم بال وثيلان، ويرجع الشرمان إلى شريم بن علي بن عبد الملك بن يزيد بن عبد الله بن منصور العبيدي.
آل الحمراء:
ويقسمهم فهم بن سالم الشرمي إلى:
- آل بعيث ومنهم الشيخ عبد الله بن خالد بن بعيث.
- آل غنيم. - آل شعيل.
- آل عمار. - آل ماعز.
- آل حسين. - الجعاملة.
- المسافرة. - المضاحكة وهم أبناء علي بن علي.
الشعافيل:
وينقسمون إلى:
- آل شايع. - آل سرحان. - آل وعلة.
- آل مهدي. - آل سعود - آل ماطر، وقد انقرضوا.
- آل مرضي.
ومن آل ماطرة شيخ الشعافيل ابن حرمل الذي قال فيه الشاعر:
مرحوم يا شيخ الشعافيل مرحوم
…
لينه قعد فوق الركايب شوي
أفخاذ بني هاجر في الجنوب:
وهم ينقسمون طبقا لرواية فطيس بن علي آل مزهر إلى كل من:
- آل مؤنس. - الهفلان.
- آل عامر. - آل مزهر.
- آل حليس. - آل مطرف.
- آل فطيس. - آل أعدال.
- آل درهم. - آل مسعود.
- آل سلطان. - آل نازح.
- آل عزيز. - النجايب.
أسر تحضرت من بني هاجر:
آل فريان: في مدينة الرياض من المصابحة آل جدي آل عميرة.
وقد ذكرهم ابن بشر في كتابه "عنوان المجد في تاريخ نجد" وفي حوادث 1186 هـ، وعددهم من سكان الرياض، ومنهم علماء كثيرون ونخص بالذكر الشيخ عبد الرَّحمن الفريان داعية الخير والرشد، وفي مدينة الرياض شارع مشهور ويحمل اسم هذه الأسرة الكريمة
(1)
.
آل حمود: في ثادق من آل مسيفرة الهيازع، وهو ما ذكره ج. ج لوريمر في كتابه (دليل الخليج) أنه يوجد 20 بيتًا لبني هاجر في سنة 1905 م - 1323 هـ
(2)
، وأول من نزل ثادق جدهم حمود بن زهير منذ ثلاثمائة سنة، وعرف أبناؤه وأحفاده بال حمود ومنهم يعقوب بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله آل حمود، الذي شغل منصب مدير مالية العقير في عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرَّحمن آل سعود، ومنهم عبد الله بن محمد آل حمود الذي كان وزيرًا من وزراء الشيخ مبارك الصباح، ويوجد في مدينة الكويت شارع يحمل اسمه، ومنهم إبراهيم بن ناصر بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله، وهو من تجار الكويت وله أوقافٍ
(1)
ابن بشر، عنوان المجد في تاريخ نجد، ص 59.
(2)
ج. ج. لوريمر، دليل الخليج، الجزء الأول، ص 221.
ومشاريع خيرية في عدد من الدول الإسلامية، ومنهم كذلك فهد بن عبد الله بن حمود الهاجري الذي أمر من قبل الإمام سعود بن فيصل بن تركي على مدينة ثادق. ومنهم إسحاق بن إبراهيم، ولد في ثادق ثم سكن الكويت وانتقل بعد أن كبر في العمر إلى المدينة المنورة، ومن أعلامهم الدكتور يوسف يعقوب الهاجري الذي شغل منصب وزير الصحة في المملكة العربية السعودية، وذلك في عام 1382 هـ في الوزارة التي شكلها رئيس مجلس الوزراء في ذلك الوقت الأمير فيصل بن عبد العزيز رحمه الله
(1)
- ويوجد من آل حمود في مدينة الخرمة ومنهم محمد بن يعقوب الهاجري ومنهم حمود بن عبد العزيز الهاجري الساكن مدينة الرياض، ومن أملاك آل حمود في ثادق الركية في السابق والعميرية وفيد المنيع وخيطانية. وفي عصرنا هذا منهم من يسكن الرياض وثادق.
آل مخضوب: في مدينة الخرج من المخضبة ومنهم الشيخ حسين المخضوب الهاجري العالم الجليل الواعظ الشهير، ولد رحمه الله في حوالي عام 1235 هـ في الرياض في منفوحة، ونشأ نشأة حسنة فقرأ القرآن وحفظه عن ظهر قلب، وقرأ مبادئ العلوم، ولازم العلماء المشهورين في الرياض آنذاك ومنهم الشيخ عبد الرَّحمن بن حسن آل الشيخ وابنه الشيخ عبد اللطيف وقاضي الرياض عبد الرَّحمن الشيخ عبد الرَّحمن بن محمدوان، فأدرك العلوم وصار أهلا للقضاء ومال إلى الوعظ والإرشاد، وجلس لطلبة العلم فأخذوا ينهلون من علمه، ومن أبرز تلاميذه زيد بن عيسى الزير وعبد الله بن عيسى الزير ومحمد بن الشيخ عبد العزيز الصيرامي وعبد الله بن عتيق آل مسلم، وكذلك كاتبه، وغيرهم، وكان الشيخ عبد الله الهاجري آية في الورع والزهد، عزيز النفس، ولَّاه الإمام فيصل بن تركي رحمه الله قضاء الرياض سنة 1275 هـ. حتى سنة 1290 هـ حيث عزم على مغادرة منفوحة والتوجه إلى الإحساء لطلب الرزق فتوجه إلى الإمام فيصل بن تركي ليستأذنه وكان الإمام فيصل في الدلم وعندما قدم إليه طلب أهالي الدلم الشيخ عبد الله ليكون قاضيًا عندهم فأمره الإمام فيصل بالجلوس في الدلم قاضيًا للخرج وما حولها، وإماما وخطيبا في جامعها، وللشيخ عدد من الرسائل الكثيرة، وديوان في الخطب واظب على الخطابة به
(1)
ابن هذلول، ملوك آل سعود، ص 12.
خطباء نجد فترة من الزمن، واستمر في قضاء الدلم ونواحي الخرج حتى عام 1315 هـ، حيث أقعده المرض وكف بصره فعين مكانه الشيخ عبد العزيز بن صالح الصيرامي، ومن مؤلفاته (الحكمة المبالغة في خطب المشهور والسنة) و (نظم الأسماء الحسني)(البرهان في تحريم الدخان)(نظم الآجرومية)، وقد توفي الشيخ عبد الله الهاجري رحمه الله في الدلم شهر جمادى الأولى سنة 1317 هـ
(1)
.
آل سويكت: في السلمية من المهاشير الهيازع آل عميرة.
آل سويت: في المنطقة الشرقية من آل أزيد، وفي مدينة الخبر شارع مشهور يحمل اسم هذه العائلة الكريمة، ومنهم رجل الأعمال مبارك السويكت.
آل الطراق: في مدينة الدمام، ومن مشاهيرهم الشيخ بطي بن عبد الهادي الطراق رحمه الله من كبار آل أزيد سكن في منطقة دارين، ويعتبر من كبار تجار اللؤلؤ في دارين، صاحب ثروة كبيرة واشتهر بالكرم والشجاعة.
ومن أملاكهـ نخل الجواسي وصياح في جزيرة دارين، وكانت له مكانة عند الملك عبد العزيز بن عبد الرَّحمن آل سعود رحمه الله وتربطه علاقة خاصة مع سمو الأمير سعود بن جلوي رحمه الله.
ثم انتقل إلى البحرين التي تشكل المركز الرئيسي في تجارة اللؤلؤ في منطقة الخليج العربي حتى غدا من أكبر تجار البحرين في هذه التجارة.
وتمتع بمكانة عالية وسمعة طيبة في البحرين مما أكسبه منزلة لدى آل خليفة حاكم البحرين في ذلك الوقت، وكان منزلة مأوى ومقصدا لشيوخ بني هاجر وكبارهم.
وعندما أتاه الخبر بقرب وقوع معركة كنزان كان هناك عدد من أفراد قبيلته بني هاجر في البحرين يعملون لديه في تجارة اللؤلؤ وقام بتسليحهم بعد أن اشترى مجموعة من البنادق من التاجر البحريني فخرو وكان ثمن البندقية 12 روبية، ونقل أفراد قبيلته بسفنه الخاصة إلى ميناء العقير للمشاركة في المعركة، وقد شارك بطي الطراق وأخيه سالم في معركة كنزان حيث أصيب سالم في تلك
(1)
عبد الله بن خميس، تاريخ اليمامة، الجزء الخامس، ص 147 - ، علماء وقضاة الدلم عبد العزيز البراك ص 27.
المعركة ونقل إلى البحرين للعلاج، وتوفي هناك من إصابته. ومن أبنائه راشد وسعد وقد توفي راشد، أما سعد بن بطي الطراق يعد من كبار رجال الأعمال في المنطقة الشرقية ولهما أبناء وأحفاد.
الهواجر: في بلدة حُريملاء من الهيازع، وقد سكنوا مدينة حُريملاء منذ ثلاثمائة عام، ومن مشاهيرهم إبراهيم بن محمد الهاجري، وعرف بالشجاعة والكرم وله مزارع نخيل، موجودة إلى وقتنا هذا وتعرف باسم الهاجري، وقد بنى مسجدا على نفقته وصار أثرًا من آثار مدينة حُريملاء، وتوجد صورة له في دليل هاتف مدينة حُريملاء، وكذلك عبد العزيز بن إبراهيم بن عبد الله الهاجري، وعبد الرَّحمن بن عبد العزيز بن عبد الله الهاجري، والشيخ سليمان ابن عبد الرَّحمن الهاجري وهو من أعيان مدينة حُريملاء، ومحمد بن عبد الرَّحمن الهاجري عرف عنه التقى والصلاح وهو صاحب علم ودين، ولهم أبناء وأحفاد يعملون في الدوائر الحكومية، ومنهم إبراهيم بن إبراهيم الهاجري وعدد بيوتهم 54 بيتًا. وقد ذكر لوريمر في كتابه أنه يوجد 25 بيتًا لبني هاجر وذلك في 1323 هـ
(1)
.
السمارات: في اليمامة والدلم وهم من الموافقة آل جدي آل عميرة، وقد انتقل منهم ستة رجال من اليمامة والدلم إلى أماكن متفرقة من نجد، منهم زيد ابن سعد بن زيد بن سعد السماري إلى حوطة بني تميم وأقام بالحلوة مع تركي آل سعود، وانتقل عبد العزيز السماري إلى صباح بالرياض، وإبراهيم السماري سكن الدرعية، وأما الثلاثة الباقون فقد استقروا مع الروقة من قبيلة عُتيبة، وعرف عقبهم بالسميري والسماري، ولهم إمارة خاصة بهم وهجرة باسمهم، ومن مشاهيرهم أبناء عبد الله السماري فقد شغلوا مناصب بالدولة، منهم عبد العزيز بن عبد الله قام بإمارة القهر بفيفا ثم تثليث وشغل ابنه سعود بن عبد العزيز بن عبد الله السماري إمارة قرية، وأما محمد بن عبد الله السماري قام بإمارة الرقعي على الحدود السعودية الكويتية، وأما ابنه خالد بن محمد السماري شغل إمارة السفانية شغل منهم سعود بن عبد الله السماري إمارة الثقبة، وأما أحمد بن عبد الله فقد شغل إمارة الخفجي ثم ابقيق وقد توفي أبناء عبد الله
(1)
ج. ج. لوريمر، دليل الخليج، الجزء الأول، ص ص 215.
السماري جميعهم ولم يبق غير أبنائهم، ومنهم عبد العزيز بن عثمان السماري من السمارات والذي شغل منصب إمارة الحائط في حائل، ومنهم الدكتور فهد السماري ويشغل منصب وكيل وزارة التعليم العالي وكذلك يقوم بإدارة دارة الملك عبد العزيز
(1)
، ومنهم الكاتب الصحفي المعروف عبد الرَّحمن السماري.
آل منيف: في رميقة من آل منيف من المزاحمة.
وبلدة زميقة وهي قرية من قرى الخرج جنوب مدينة الدلم تبعد حوالي خمسة كيلو مترات، أرضها سهلية زراعية خصبة، مياهها متوافرة وهي قرية قديمة جدًّا وفيها آثار وأطلال. كما ذكرت في العديد من الكتب التي تحدثت عن تاريخ نجد.
يقول عبد العزيز بن عبد الله الرويس في قصيدة له:
فلا زميقة تنسى أو يطيب لنا
…
عيش بلا دلم تحظى بأكبادي
سكانها أنتم للعين مقلتيها
…
وهم صحابي في حلي وأسفاري
آل منيف في نعجان: وهم أبناء محمد المنيف من آل المنيف المزاحمة.
آل منيف في الرياض: وهم أبناء صالح بن منيف، سكن الرياض سنة 1309 هـ واشترى سليمان وعبد الله أبناء صالح بن منيف نخلا يسمى الغريب ثم سكنوا وعرف فيما بعد بحلة آل منيف بعد أن تحول هذا النخل إلى مساكن.
آل داوود: في الأحمر بالأفلاج وحوطة بني تميم من بني هاجر، وقد سكنوها منذ القرن التاسع الهجري ولهم قصور قديمة من القرن العاشر وآثارها باقية إلى يومنا هذا.
آل مقرن: ويسكنون في بلدة الدلم من آل داوود بني هاجر.
آل فرحان: ويسكنون بلدة الدلم من آل داوود بني هاجر.
آل شغرود: يسكنون في بلدة الدلم من آل داوود بني هاجر.
(1)
رواية سعد بن زيد السماري.
آل هويشل: يسكنون بلدة الدلم من آل داوود بني هاجر.
آل رشيد: يسكنون بلدة زميقة من آل منيف المزاحمة المخضبة.
آل منصور: يسكنون في مدينة حائل من آل داود بني هاجر.
آل فواز: يسكنون في بلدة نعجان من بني هاجر.
آل عثمان: يسكنون مدينة الرياض من المصابحة آل جدي آل عميرة ومن أعلامهم عبد الله بن عثمان شغل منصب رئيس الديوان الخاص للملك عبد العزيز للشؤون الداخلية في الحجاز والأحساء وعسير وذلك في عام 1347 هـ
(1)
.
آل تويم: يسكنون في بلدة الجرفية في الوشم، وهم من المصابحة آل جدي.
آل سيف: في حياح من المصابحة آل جدي، لهم نخل معروف وهو قديم مزدهر يقع في غرب صياح. ومن مشاهيرهم الشاعر المعروف عبود بن سيف ينبض شعره رقة وعاطفة وصدق دلالة، وله هذا البيت المتداول:
الرابح اللِّي ماله ذلول ولا شاه
…
ولا عيال بالدهر يمحنونه
آل رشيد: يسكنون مدينة الرياض من آل منيف المزاحمة.
آل حديد: منهم آل فواز في حلة البيضا باللدام في وادي الدواسر من الفلحة.
آل وسام: في الطائف من الفلحة.
آل خلف: في الأفلاج من الكدادات.
المفاقيع: في رحبة الهدار من المظافرة.
آل المضف: ويسكنون في دولة الكويت من الكلبة، ومنهم سالم المضف الذي شغل منصب الوزارة في حكومة الشيخ جابر الأحمد، وكذلك بدر المضف الذي شغل منصب عضو في مجلس الأمة، وإبراهيم المضف الذي شغل منصب محافظ منطقة الفروانية، وخالد المضف الذي شغل منصب عضو في مجلس
(1)
كنت مع عبد العزيز، ص 393.
الأمة، وشغل كذلك منصب وزير الشؤون الاجتماعية في عام 1976 م، وكذلك مُهلْهَل بن محمد بن جاسم المضف الذي شغل منصب سفير في وزارة الخارجية الكويتية
(1)
.
آل حامد: في مدينة عفيف من الكدادات، وهم أبناء مشاري الهاجري ومنهم رجل الأعمال سلطان بن مشاري الهاجري.
آل عسكر: في الدمام من آل عضية، ومنهم رجل الأعمال مبارك بن عائض العسكر ويشغل كذلك منصب عضو في مجلس المنطقة الشرقية.
اللهامين: في أسيلة في الأفلاج من اللهامين الهيازع، ومنهم آل شايع وآل زهير، ومنهم سعود بن شايع وكان رجلًا سخيا كريما، وقد توفي في محرم 1361 هـ
(2)
.
آل مبهل: وهم من آل حثيث من آل سعيد، ويسكنون في (ليلى) بالأفلاج، منهم سعود بن محمد بن سعود بن مهبل وكان رجلًا تقيا ورعا.
آل عُقيل: في سويدان بالأفلاج، وهم من المهاشير من آل ذعفة الهيازع.
شيوخ شمل عشائر قبيلة بني هاجر من آل شافي
الشيخ الحالي الشيخ ناصر بن حمود آل شافي
شيخ آل محمد: علي بن ماضي بن طعزة.
شيخ فخذ آل جدي: علي بن فالح بن رده.
شيخ فخذ الكدادات: جمعان بن السودة، وعبد الهادي بن جديد.
شيخ فخذ القروف: فلاح بن عبد الرَّحمن بن ملفي، وابن هندي.
شيخ فخذ الهيازع: خالد بن محمد بن سعود آل حلبان.
شيخ فخذ آل شهوان: ناصر بن خليل آل خليل.
شيخ فخذ المهاشير: ابن ثنيان، وابن كليب.
(1)
أحمد المزيني، أنساب الأسر والقبائل في الكويت، ص 44.
(2)
عبد الله بن عبد العزيز الجذالين، تاريخ الأفلاج، ص 170.
شيخ فخذ الفلحة: ابن بتال، وابن زامل.
شيخ فخذ الكلبة: ابن غنام من آل سريع.
شيخ فخذ آل أزيد: ابن فصلا.
أما كبار بدايد بني هاجر
سعد بن طينان - الموافقة.
مناحي بن ظافر - المفاقيع.
ابن محزوم - آل وضاخ.
ابن فهم - آل مسيفرة.
ابن غانم - الخيارين.
ابن مطرب وابن وسام - المسارير.
ابن بجاش - المرسان.
ابن مزهر - وادي يعوض.
نزوح بني هاجر
تمهيد:
من المعروف أن منطقة جنوب الجزيرة العربية خاصة بلاد اليمن وعسير كانت دائما للهجرات الكثيفة، بمعنى أنَّها مناطق طاردة للسكان، ولا عجب إذا علمنا أن هذه الهجرة من مناطق جنوب الجزيرة مثل اليمن وعسير والسروات وغيرها كانت أهم مصادر الهجرة السكانية الكثيفة إلى العديد من مناطق العالم العربي، من العراق إلى المغرب، وأغلب البلدان العربية ينتمي سكانها إلى قبائل جنوب الجزيرة وغربيها وغيرها من مناطق الجنوب التي شكلت الهجرة الكثيفة منها أحد أهم عناصر التكوين السكاني لوسط وشمال الجزيرة وسواحل الخليج.
والهجرة من جنوب الجزيرة إلى ساحل الخليج ووسط الجزيرة وشمالها تمثل نوعا من التحرك السكاني النمطي المتكرر منذ العصر الجاهلي وحتى الآن، ولها أسبابها المعروفة التي يمكن اختصارها فيما يلي:
1 -
غلبت الطبيعة الجبلية على المنطقة مما يؤدي إلى صعوبة التنقل بين مناطقها المختلفة، ويجعل السكان شبه محاصرين في أماكن تواجدهم.
2 -
تزايد السكان بشكل مضطرد وبنسب عالية تفوق الأوضاع الطبيعية مما يجعل مناطق سكنهم تضيق بهم.
3 -
صغر المساحات الصالحة للزراعة بما يمكن أن يكفي حاجة السكان، إضافة إلى مرور فترات جفاف بالمنطقة تؤدي إلى مجاعات تدفع القاطنين بها إلى الهجرة الجماعية.
4 -
الصراعات القبلية التي قد تنتج عن الأسباب السابقة، أو نتيجة للعلاقات العشائرية التي تتسم بالحدة والعنف، مما يؤدي إلى هجرة بعض القبائل طلبا للسلامة والنجاة من تلك الصراعات.
5 -
وجود ميل فطري وطباعي لأبناء القبائل العربية للهجرة والترحال وهوأمر شائع في البادية العربية بشكل عام، وهو ما يطلق عليه (النزوح) وهو عادة أو تقليد بدوي عشائري لا يزال قائمًا في بعض المناطق وبين بعض القبائل حتى اليوم.
وغالبا ما تتخذ هجرات القبائل من الجنوب إلى الوسط والشمال نمطا أساسيا، حيث تؤدي مجمل العوامل السابق ذكرها إلى اندلاع الصراعات بين القبائل والعشائر، بل بين البطون والأفخاذ داخل القبيلة الواحدة، ويتركز الصراع حول مواطن الكلأ (الرعي) ومصادر المياه التي لا تكفي حاجة جميع القاطنين في المنطقة، مما يوجب على فئة منهم الرحيل عنها، حتى لايؤدي الصراع إلى هلاك الجميع، كما أن الهجرة من المنطقة لا تحدث بصورة تامة بل على مراحل متدرجة، فقد تنزح القبيلة مثلا إلى منطقة تثليث أولًا وتستقر فيها بعض الوقت، ثم تنزح بعد ذلك إلى بيشة ثم تنتقل منها إلى نجد حيث الأراضي المنبسطة والاتصال الطبيعي مع مناطق الوفرة في المراعي والأراضي الزراعية في الوسط والشمال وسواحل الخليج أيضًا، حيث يوفر البحر الفرص للعمل في الصيد والتجارة وغير ذلك من المهن التي لا يمكن ممارستها في المناطق الجبلية.
نزوح بني هاجر إلى نجد والخليج:
وما ذكرناه سابقًا ينطبق على هجرة بني هاجر التي بدأ نزوحها منذ القرن التاسع الهجري، من منطقة وادي المحجر ووادي المراث إلى وادي يعوض والمسافة بينهما حوالي 10 كم، ثم إلى رهوة بني هاجر التي عرفت بهذا الاسم في القرن الحادي عشر وإلى يومنا هذا، بعد أن أصبحت نقطة انطلاق بني هاجر للنزوح إلى نجد والخليج، وتقع هذه المنطقة في عالية تثليث بالقرب من الصبيخة حيث تسكن فخوذ عبيدة.
أما منطقة النزوح التالية لبني هاجر فهي بيشة، ومنها يتم النزوح إلى نجد أو غيرها من المناطق، وقد اختلطت فخوذ بني هاجر بالقبائل الأخرى وجاورتها، فقد جاورت قبائل البقوم وسُبيع، كما استقر بعض الفخوذ النازحة في الأفلاج ووادي الدواسر.
ومن أول النازحين من فخوذ بني هاجر اللقامين من الهيازع الذين استقروا في وادي الدواسر، ثم تبعهم آل داوود من بني زيد الذين استقروا في الأفلاج وفي القرن التاسع الهجري وفي أوائل القرن العاشر نزح من منطقة بيشة الكدادات والمهاشير من آل ذعفة إلى الوادي ثم أكمل المهاشير نزوحهم يتبعهم عدد من العشائر من فخوذ بني هاجر، ومن هؤلاء عشيرة آل حميد من اللقامين وبعض من الكدادات وآل جدي وغيرهم، وفي أواخر القرن الحادي عشر نزحت عدة فخوذ من الحرجة واستقروا في بيشة مرورا بتثليث، وفي خلال هذه المدة انسابت عدة عشائر إلى نجد.
وفي منتصف القرن الثالث عشر نزحت عدة فخوذ من نجد تحت زعامة الأمير شافي بن سفر بن شعبان في عام 1245 هـ، وبقيت عدة فخوذ من بني هاجر في وادي بعوض ووادي راحة إلى يومنا هذا ويقيمون في مدينة الحرجة وضواحيها منهم آل فطيس والهفلان وآل عامر وآل مؤنس والنجايب آل أعدال وآل مسعود وفي بيشة بعض من المظافرة المخضبة وعدة فخوذ من آل محمد منهم القروف والكلبة والهودان والدعجة آل بداح ومنهم آل غصن وآل هادي.
ويحتفظ كبار السن من بني هاجر بمعرفة الأسباب الأساسية لنزوح القبيلة، ومن أهم ما روي لي منهم في هذا الصدد أن نزاعا قد جرى بين فخذ من بني هاجر وفخذ من آل عبد القادر وهم أصحاب حلف، وأدى هذا النزاع إلى القتال، وقد تدخل شيوخ قحطان لحل هذا النزاع وتوصلوا إلى حل وافقت عليه جميع الأطراف، وهذا الحل يكمن في أن يقوم رجل من آل عبد القادر بركوب جواده وحمل رمحه معه، وبعد أن يسير بفرسه في أملاك بني هاجر مدة يوم كامل، بعدها يقوم الخيال برمي رمحه وفي المكان الذي يقع فيه الرمح تضم هذه الأملاك وهي لبني هاجر إلى أملاك آل عبد القادر دية للذين وقعوا أثناء هذا النزاع، ولقد وقع هذا الرمح في بئر لبني هاجر وتعرف باسم (بئر الوصية) وهذه البئر موجودة إلى يومنا هذا، حيث يستخدم بنو هاجر الجزء الذي لهم بعد أن قسم والجزء الثاني يستخدمه آل عبد القادر، ونتيجة لذلك فقد ضم آل عبد القادر إلى أملاكهم جزءًا من أخصب وأغنى الأراضي؛ لأنَّ بني هاجر كانوا معروفين بالثراء، وهو ما ذكره الباحث علي آل حصوصة في تعليق له في مجلة العرب حيث قال: إنه وقد يستغرب البعض من هذه القصة اليوم، ويعتبرها من نسيج الخيال أو أقرب إلى الأسطورة منها إلى الحقيقة، ولكن العارفين بعادات القبائل وأحوالها وطرق حلها للخلافات يمكنه أن يدرك أن مثل هذا الحل الذي توصل إليه شيوخ قحطان يعتبر حلا طبيعيا وعادلا بين القبائل وبعضها البعض.
وعندما نزحت فخوذ بني هاجر من راحة قال شاعر من بني هاجر:
شدينا وخلينك يا ديرة الوفاء
…
وشدينا وخلينا قصورا براحه
وقال شاعر من بني شعيب من عبيدة وحلفا وهم أبناء شعيب بن عامر بن عبد الله بن مالك بن نصر الأزدي قصيدة منها هذه الأبيات:
شدو بني هاجر وخلو بلادهم
…
وقالوا بني هاجر غدو في كحالها
فرد عليه شاعر من بني هاجر قائلًا:
العين حذب ذمنا وسط مجلس
…
قول بني هاجر غدو في كحالهنا
الميت دعوى هاجر البدو في القرى
…
تصالي شعيب اللِّي كثير أرجالها
أقوله وأنا من لابةٍ هاجريه
…
سدا قطيب لي في احتيالها
مساكن بني هاجر في الجزيرة العربية
سكن بنو هاجر بلاد شريف، حيث تقع قراهم في وادي المحجر ووادي المراث وعلى ضفاف وادي يعوض وبأسفل وادي راحة، كما سكنوا رهوة بني هاجر في عالية تثليث وطريب وتقع على وادي جاش والجعيفرة وجربة حمد بن منصور. وفي الرحلة اليمانية ذكر الشريف البركاتي ما يلي بشأن مساكن بني هاجر:"أما تثليث فيتبعها قبائل ناهس في يعرا والخضراء والحباب والجحادر وبني هاجر في طريب وعرين وعين قحطان، وقد نزح بنو هاجر إلى نجد وكانوا في حلف مع يام أيام الدولة الرسولية"
(1)
.
وقال شاعر من قحطان في مساكن بني هاجر:
وتلك طريب منزل عز أهله
…
جحادر صيد مع أباة بني هاجر
كما قال شاعر من بني هاجر:
ألا يا بني هاجر نسيتوا بلادكم
…
غديتوا في أطراف البلاد أحلال
تثليث مرباكم وهو فيد جدكم
…
قريب الحفاير عاد ماه زلال
رهوة بني هاجر مضحى ركابكم
…
كم وسيق وطيها بنعال
القبائل العربية من قحطان في تثليث:
إن الحديث عن بني هاجر وتتبع تاريخها وعاداتها وتقاليدها لا يمكن أن يتم بمعزل عن الإلمام ببعض المعلومات عن القبائل العربية التي عاشت في المنطقة التي نشأت فيها بنو هاجر، ومنها نزحت وفيها تكونت عاداتها وترسخت تقاليدها، وخاضت معاركها وبزغ فرسانها واشتهر شيوخها وذاعت شهرة شعرائها، فقد كان لبني هاجر علاقاتهم الدائمة بهذه القبائل كما هو الحال بالنسبة للبلاد العربية، فقد دخلت بنو هاجر مع هذه القبائل في علاقات مختلفة، من التجارة والمصاهرة والمبادلات والصراعات والمنازعات والمساجلات الشعرية التي لا تزال
(1)
الرحلة اليمانية ص 134.
محفوظة في حدور كبار السن والشباب، ومنها قصائد تعد جزءًا من ثقافة القبائل وتقاليدها ومصادرها فخرها.
وإذا كانت منطقة تثليث هي منشأ بني هاجر، فلا بد لنا والحال هذه أن نرصد أهم القبائل العربية في هذه المنطقة وعلاقاتها ببني هاجر.
تثليث:
بفتح أوله وسكون ثانية فلام مكسورة وياء ساكنة وآخره ثاء مثلثة، تقع في الجنوب الغربي من شبه الجزيرة العربية، وهي أكبر محافظات منطقة عسير في وقتنا الحاضر، حيث تمثل 30 % من مساحة المنطقة، وتقع في الجهة الشرقية من إمارة منطقة عسير بين خطي الْعِرْض (30 - 19) وخطي الطول (43 - 41) يتوسط مساحتها وادي تثليث الشهير الذي يمتد من جنوبها إلى شمالها الشرقي، والذي يعتبر من أكبر وديان شبه الجزيرة العربية .. حيث يبلغ طوله حوالي 450 كيلو مترًا يبدأ من بلاد سنحان وشريف من الجبل المعروف بشيبة، وينتهي بالختمية بالقرب من وادي الدواسر، وقيل: إن اسم تثليث منسوب لاسم واديه (وادي تثليث) وقيل: إنه نتيجة لوقوعها على ملتقى ثلاثة طرق (نجران - نجد - الحجاز).
وقد ورد ذكر اسم تثليث في الكثير من الكتب القديمة، منها كتاب (معجم البلدان) - لياقوت الحموي وكتاب (صفة جزيرة العرب للهمداني، وكان الهمداني أدق من وصفها حيث قال: (تثليث وادٍ بنجد وهو على يومين من جرش من شرقيها إلى الجنوب، وعلى ثلاث مراحل ونصف من نجران إلى ناحية الشمال، وتثليث لبني زبيد، وهم فيها إلى اليوم، وبها كان مسكن معدي بن يكرب الزبيدي) وتثليث قديمًا وحديثا تسكنه قبائل قحطان البعيدة والقريبة، هو المقر الأول لقبائل قحطان عندما ترحل من حواضرها في جنوب غرب شبه الجزيرة العربية .. وتتجه إلى نجد حيث يعتبر بداية منطقة نجد من ناحية الجنوب، ويسمى أهل وسط نجد من يسكن تثليث (أهل الجنوب)؛ أي جنوب نجد، وقد سكن منطقة تثليث في العصر الجاهلي قبيلة مَذْحِج ومنهم زبيد رهط الفارس
مَعْد يكرب الزبيدي، وكان له نخل فيها وفي عصور متأخرة سكنها الجحادر وولد الحارث أبناء عبيدة وبنو هاجر.
ولقد ورد ذكر تثليث في العديد من الأشعار العربية منها:
قول عمر بن معدي كرب:
أعباس لو كانت شاير جيادنا
…
بتثليث ماناحيت بعدي الأحامسا
ولكنها قيدت بصعدة مرة
…
فأصبحن ماشين إلَّا تكاوسا
وقول كعب بن زهير:
ولا ألفينكم تعكفون تقيه
…
بتثليث أنتم جندها وقطينها
وقول الحارث بن عوف:
وتثليث مَذْحِج جدت لنا
…
النّاس كما جدت العضاه القدوم
وقول ابن مقبل:
كأنهن الظباء الأدم أسكنها
…
ظال بتثليث أو ظال بدارينها
وقد نمت وتطورت منطقة تثليث في عهد الدولة السعودية الثالثة، ونالت نصيبها من مشاريع التنمية، وتعتبر في الوقت الحاضر أكبر حواضر قبائل قحطان على الإطلاق، حيث تبلغ مساحتها 4000 كم 2، وتمثل 30 % من مساحة منطقة عسير وأحد أكبر محافظات المنطقة ويقطنها حوالي (80) ألف نسمة، ويتبعها عشرة مراكز كبيرة هي (الصبيخة - العين - الأمواه - الحمضة - القيرة - جاش - ابرق نعام - مريغان - الزرق - الحمضة - القيرة - حبية).
وتمتد من محافظة خميس مشيط وظهِرّان الجنوب جنوبًا إلى رنية شمالًا، ووادي الدواسر ومنطقة نجران شرقًا، ومحافظة بيشة غربًا، وتأتي بعد محافظة بيشة في منطقة عسير من حيث إنتاج التمور حيث يوجد بها (5.000) نخلة.
أما القبائل التي تسكن تثليث في عصرنا هذا فهي:
1 -
الجحادر
(1)
:
آل الجمل وهم سبعة أقسام:
1 -
آل مسعود: وهم فرعان (آل محمد - آل حسين).
أ - آل محمد
…
فرعان (آل مرزق - آل مملوك).
آل مرزوق ثلاثة بطون (آل عايض - آل جاهل - آل ثالبة) أكبر هذه البطون (آل عايض) وهم خمسة فخوذ (آل عبود، آل مخشوس، آل أبو ضلوع، آل جاهل بن عايض، آل مسفر).
ومن هذا الفرع (آل ثالبة، يسكنون في نجد).
آل مملوك .. ثلاثة بطون (آل ناجع - آل حسن - آل مسفر) من هذه البطون آل مسهرة، وأل فهدة من آل حسن يسكنون في نجد).
ب - آل حسين أربع أسر (آل مريط - آل زقبان - آل فنيس - آل دحيم). هذا الفرع جميع أسره تسكن في (لجعة) بنجد.
2 -
آل شبوة: وهم أربعة أفرع:
(آل حمد - آل أبو قذي - آل قير - آل قيام)
3 -
آل سويدان: وهم ثلاثة أفرع (آل حسن - آل صبرة - آل عيزرة)
4 -
آل عليان (في نجد).
5 -
آل مريتع (في نجد).
6 -
آل عياف (في نجد)
7 -
العجارشة (في نجد)
(1)
رواية عقاب بن عبود.
آل سليمان وهم قسمان:
أ - آل محمد وهم ستة أقسام:
1 -
المشاعلة: وهم فرعان: آل عوض الزناعرة (في نجد).
2 -
آل عاطف: وهم أفرع وبطون كثيرة، ويسكن تثليث منهم (آل شريم - آل فرسان وباقي قبيلة آل عاطف في نجد.
3 -
آل سعد: وهم أفرع وبطون كثيرة .. ويسكن تثليث منهم (آل فاضل - آل خوير - آل شايب) وباقي قبيلة آل سعد (في نجد).
4 -
السحمة (في نجد).
5 -
الخنافر (في نجد).
6 -
آل روق (في نجد).
ب - آل عاصم (في نجد) وهم: آل سعيد، آل رزق.
2 -
الحباب
(1)
:
وهم أبناء حباب بن عبد الله بن سنحان بن سعد العشيرة ابن مذحج وينقسمون إلى قسمين كبيرين هما آل مسلم بن حباب، وآل هويج بن حباب ومنهم تفرعت قبائل عديدة، القسم الأول هم آل مسلَّم منهم.
أولًا: الرشدة ومنهم آل برمان، وآل معيض، وآل غاري، وآل غايب، وآل جليل، وآل عطيف، وآل سلمان بن عبيد، وآل ملهي.
ثانيا: آل الشريف الرشدة ومنهم: آل محلف، وآل ملفي، وآل دوكر، وآل عايض بن مهدي، وآل معيض، وآل ظبية.
ثالثا: آل علي بن سعد الرشدة، ومنهم آل بشير، آل مداوي، وآل محسن، وآل شايع، وأل هيف، وآل مسفر.
رابعًا " آل فاضل الرشدة ولم نعرف تفصيلات عنهم
(1)
رواية سعيد بن علي آل برمان الحبابي.
ب - آل جميل بن مسلَّم بن حباب منهم:
- الزهرة: ومنهم آل جميح، وآل ناصر، وآل حسناء، وآل ملحان، وآل عمران، وآل عبير.
- آل العبد ومنهم: آل فايع، وآل برقع، وآل عمشاء، وآل هادي بن دوكر، وآل لحاف، وآل رميح، وآل حفنان.
- آل حميدان ومنهم: آل هايض، وآل عايض بن حزام، وآل جبران، وآل مانع، وآل محمد بن علي، وآل مقرح، وآل جرعود، وآل جوخان، وآل برقع، هؤلاء آل مسلم بن الحباب، أما القسم الثاني من قبيلة الحباب فهم الهوجة أبناء هويج بن حباب.
أولًا: آل محمد بن هويج: ومنهم آل زربة وهم آل شنان، وآل حثيث، وآل مالك، وآل محمد بن شامر الملقبون بال الكرمة، وآل سالم بن معيض، والصنجان، وآل كحلا، والعواسجة.
ثانيًا: آل غراب بن هويج بن حباب، ومنهم آل حنيش، وآل عاطف، وآل محمد بن علي.
ثالثًا: آل عمر بن هويج بن الحباب: ومنهم الفحوس، والمراقصة، وآل نملان.
رابعًا: آل سعيد بن هويج بن الحباب: ومنهم آل مقرح، وآل مفتاح، وآل مكاذب، ومن الهوجة أيضًا آل الجابر، وآل الحمري، وآل البقعاء، وآل عيفة، وآل الهويج.
هذه النبذة عن بطون قبيلة الحباب، أما الأفخاذ فلم يتم تفريعها.
بلاد الحباب:
وبلاد هذه القبيلة في جنوب الجزيرة العربية منذ القرن الثاني الهجري حتى يومنا هذا، وأعني بذلك الجزء الجنوبي الغربي من المملكة العربية السعودية في عالية تثليث التابعة لإقليم عسير، وهذا الموطن الأصلي لتلك القبيلة وهناك قبائل من الحباب نزحت في زمن الفتوحات الإسلامية إلى المغرب والعراق وصعيد
مصر واليمن واستقروا بها ولا يزال البعض منهم يحتفظ بالنسب واللقب في تلك البلدان إلى عصرنا الحاضر، ومن بلاد الحباب:
1 -
الأمواه: التي تقع في وادي تثليث وتبعد عن مدينة تثليث القائمة حاليا حوالي 80 كيلو جنوبا وسكانها من جميع قبائل الحباب، وقد سميت الأمواه على اسم بئر قديم وصارت في الوقت الحاضر مدينة كبيرة تشتمل على عدد من المرافق الحكومية المتعددة، ويقام بها سوق يوم الأربعاء من كل أسبوع وهذا السوق قال فيه أحد الشعراء أبياتا من قصيدة موجهة إلى أحد شيوخ قبائل الحباب وكان ذلك قبل عشرات السنين، أما الشاعر فهو: ذيب بن عايض العبيدي حيث قال:
يا راكب جمسٍ خفيف زهابه
…
يكفخ كما يكفخ جناح العقابي
سواقه من أبها عصيرٍ مشابه
…
والتها لأمواه سوق الحبابي
والأمواه هي قاعدة بلاد الحباب منذ عدة قرون من الزمان.
2 -
اللجام: واد من أودية تثليث فيه هجرة لآل حميدان الحباب وهي تبعد عن الأمواه شمالا حوالي 25 كيلو.
3 -
هجرة آل حسناء: والتي تقع في وادي تثليث.
4 -
ثجر: يوجد به عد ماء قديم وهو المقصود في قصيدة قيس بن الملوح.
خليلي إن حانت وفاتي فارفعا
…
بي النعش حتى تدفناني على شجر
5 -
ملحة الحباب: واد يتجه من الجنوب إلى الشمال متوسط الحجم تقترب منه الجبال الشامخة ذات القمم والارتفاعات العالية وفيه هجر قديمة منذ قرن ونصف من الزمن فأكثره وفيه مزارع وآبار غنية بالمياه الجوفية وهو يبعد عن الأمواه جنوبا 60 كيلو تقريبًا.
6 -
وادي إحجان: فيه بعض من الهجرة، ومن روافده البلس وبنو جهيفة.
7 -
وادي مرمى الحباب: فيه عدد من المهاجر ومن روافده وسط والفليج، وقفيلة، والسريحة، والشباك، والعطيفة، والحيفة، وغيرها.
8 -
الخنقة: من الأودية الرئيسية في بلاد الحباب ينحدر من جبال السروات وفي هذا الوادي عدد من الهِجَر والقرى المتفرقة، ونذكر فيما يلي بعضًا منها:
أولًا: المجزعة، والمصبخ، والشط، والغبيب، وحرشفة، والرهوة، والبيتراء، ونمران، والرونة، وغيرها، ومن روافده الشرقية وادي مرمى الحباب المشار إليه سابقًا وبنو حاجة، ونعاض، ونحوت آل برمان، والبطحة، والأجفر. ومن روافده الغربية الحصاة، ولطيف ودهور، ومهذل، وثواه، والغبيب، وبني حرشفة، والرسبة، وأبو عروق. جميع سكان وادي الخنقة من قبائل آل جبران الرشدة الحباب لا خلط لهم في هذا الوادي، والخنقة قد ذكرها الهمداني في كتابه (صفة جزيرة العرب).
9 -
النغصاء: بها عدد من الهِجَر.
10 -
وادي الفرع: فيه عدد من الهِجَر لآل شنَّان الحباب.
11 -
وادي حمران: فيه عدد من القرى وسكانه من قبائل الرشدة الحباب ومن روافده: بنو تود، والقمع، والهجيج، وبغبغ، وفارية، وغفيل.
12 -
وادي الخوايس: ينحدر من صبر العشة، ومن روافده حواري، ومنقلة، والزاحمة، ونملان، ومبهل، والضروة، وغيرها وهو وادٍ كبير خصب التربة وفيه مزارع وهجر وسكانه من قبائل آل الشريف الرشدة الحباب، وهذا الوادي يتجه من الشرق إلى المغرب ثم يمر سيله بوادي القصب، ومن روافده البياض، ومحمضين.
13 -
الحمرة: سميت بهذا الاسم، حيث إن الجبال المحيطة بها لونها أحمر ومن أوديتها المنشر، ولوزة، وعقق، والحنكة ويثال، وثله، والمختلف، والصعيد، والعذار، وملامح، ورشاد، والحمرة هي المقصود في أبيات من قصيدة الشاعر: سعيد بن علي آل برمان الحبابي الآتية:
عسى الله يسقي بالحيا كل ديرة
…
فهو خالق الدنيا ويدري بحالها
سقى ديرة فيها ربعي ولابتي
…
رجال الحباب مذْرية من عنالها
حبابيّةٍ من رأس قحطان جدّها
…
عريب نسبها من عمام وخوالها
قبيلة من طبعها الجود والظفر
…
تحمي مقاطنها وتمنع حلالها
مسلّمي وهويجي محتمينها
…
كم طامع عدّوه ماقرب جالها
هم سترها عن كل طامع ومعندي
…
ولا يعز الديرة إلَّا رجالها
سقى دارهم من بارق ينبت الثرى
…
من مزنةٍ ترعد ويمطر خيالها
نصوبه رزان ويعجب اللِّي يخيَّله
…
ينشي على الحمرة وينحي شمالها
ويسقي الحوايس والعذار برفيّه
…
سيل يعمّ سهولها وجبالها
وأشار الشاعر هنا إلى الخوايس والعذار، وموقعهما شمال شرق الحمرة.
14 -
وادي راحة: مشترك المقطن بين الحباب وآل عمر بن سنحان وغيرهم من قبائل قحطان الأخرى.
حدودهم:
يحدهم من الجنوب قبيلة وادعة، ومن الشرق قبيلة يام، ومن المغرب قبائل عبيدة وبني بشر وشريف وآل عمر سنحان، ومن الشمال الجحادر في وادي تثليث، أما آل سعيد من الهوجة الحباب في تهامة وهم آل مقرح وآل مفتاح وآل مكاذب، ومن بلادهم وادي قاعة فيه هِجْر، ومن روافده (اللج والصوج وشعير والمتوه)، وادي الغايل فيه هِجْر منها (العفارة والرحبة والعينة) وادي طريان فيه هِجْر منها (قرظة والجوء الأسود) وسكان هذه المواضيع ابن سعيد في تهامة، فمنها (الغول وشيبة والدافعة ومرحض) وغيرها. أما منطقة آل مكاذب ابن سعيد في تهامة أيضًا منها (المسناء وروي والجوة) وغيرها.
وهناك العديد من الحباب في مناطق أخرى غير الجنوب، فمنهم في صبحاء بنجد والعارض بالأفلاج والخرج والرياض، ومنهم في دولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة وقد استوطنوا هذه المناطق منذ القدم.
وقبيلة الحباب من القبائل المعاصرة التي مضى لها مشاركات وصولات وجولات مما جعلها تتصف بالشجاعة والكرم والحماس والحمية كغيرها من القبائل الأخرى، ونورد منها هنا بعض المقتطفات الشعرية، ومما قاله الشعراء في مدح الحباب حيث قال أحد شعرائهم القدامى من قصيدة طويلة وهو الشاعر: مبارك بن عبد الله بن شرثان الحبابي:
ربعي حباب إلى كل نسب جدّه
…
قوم تكدّر على الحرّاب الأيامي
يوم الجهل واختلاف السبر والردّه
…
والدرب مسموح بين الشرق والشامي
يوم التذاكر خروجٍ حشوها عدّه
…
نمشي وطوق الكلام الها نهرامي
وقال ابن شرثان الحبابي أيضًا هذا المقطع من قصيدة أخرى، حيث كان من الشعراء المعاصرين الذين تتميز قصائدهم بالحكمة ودقة الوصف وجزالة اللفظ يرحمه الله تعالى يقول من قصيدة طويلة ولها قصة:
ثم انثنينا وعقّلنا ركابينا
…
والعيب من هج والّا قضب مردودي
خُبرة حباب كفينا دون غايبنا
…
قطاعة ما نعد النقص والزودي
ناطق الخطر كن ماشيٍ بصابينا
…
من خوفة يلحق الرّجال منقودي
وفي مجلب الروح ما نغلي جلايبنا
…
وما كتب للعبد في الألواح مرصودي
فرض علينا تحدي من يعاتبنا
…
ومن لا يدوس الخطر ما يكسب القودي
ترعي وسيمة عربنا من سبايبنا
…
يرتاب لي شافها الطَّمَاع ويحودي
ونركب على أكوار طوعات تجول أبنا
…
جول القطى يوم شاف العد مارودي
تجتال والقالة العليا مواربنا
…
وابليس ملعون والحسَّاد ملّدودي
حنا حباب وعبد الله مناسبنا
…
وقحطان أبونا المسمّى مورثه هودي
من عصر الأجداد وإنا ضد حاربنا
…
الله خلقنا منية كل مقرودي
وقال أحد شعراء قحطان أهل نجد قصيدة نذكر منها هذين البيتين حيث يتمنى مرافقتهم وخوتهم مما جعله يمتدحهم في قصيدته:
شفّي معاء ربعٍ جنوب مسمَّاه
…
يا سعيد منهم لابته والعشيرة
جمع الحباب اللِّي نهار الملاقاه
…
بسلالها تنطح وجيه المغيرة
وقال سعيد بن علي الحبابي هذين البيتين من قصيدة طويلة انظرها كاملة ي ديوان ابن برمان ص 125:
حباب ما فيهم عذاريب وأنكار
…
صُلب اقحطان وسعد منهم عضاده
فوق القبائل مانقول إن لنا أطوار
…
على العرب ما ندّعي بالزيادة
وقال أيضًا قصيدة أخرى منها هذه الأبيات:
رافق صناديد يجلّون همّك
…
في ساعة تنضر بعينك بوارها
أقوله وربعي حبابٍ هل الوفاء
…
جرار قُطّع من نوادر حرارها
أهل المعرفة والشجاعة والكرم
…
بالجود والطولات تُعرف خبارها
والساس من قحطان في الأصل والنسب
…
ما هي بنسبة تائهٍ إستعارها
قبيلة إلى وقّف الخصم ضدَّها
…
قامت عليه وقوم الله أنتصارها
صمالةٍ ياسعد منهم ربعه
…
لآثار في يوم الملاقا غبارها
ما يجعلون أعذارهم قبل فعلَّهم
…
ما هم مثل ناس تقدّم عذارها
وسلو منا يا ناشد عن سلومنا
…
بين العرب بالعز تم أشتهارها
منها حقوق الضيف والجار والخوي
…
وقوم ترد الشأن نّمن جوارها
ومنها إلى جا المعتدي ضد خالنا
…
لو كان من لادنين نأخذ بثارها
وأن شباب شايبنا ثنينا وقاره
…
صاب الله قوم ما تقدّر كبارها
هذا عن العادات شرح موجز
…
وآلا صعب عدّها وإنحصارها
وباقي القبائل ما نهضم حقوقها
…
ما فيه نار إلَّا ويقدح شرارها
واليوم ساد إبلادنا الأمن والرخا
…
في ظل أسود كلمة الله شعارها
الله ينصرهم ويهزم عدوهم
…
حكومة بالعدل ثبّت قرارها
سعودية تأمر بحكم الشريعة
…
عسي تدوم بعزها وازدهارها
وقال فيهم الشاعر مانع بن عايض آل الخوير السعدي من الجحادر هذين البيتين من قصيدة:
راكب ست من الجيش ما فيها هزل
…
لامشت كنها لادامي يزيد إجفالها
نصّها ربع هل الجود من عصر الجهل
…
الحباب اللِّي على العزّ كسب أفعالها
وقال الشاعر محمد بن سالم بن جروان العلياني القحطاني عندما كان في دولة الكويت عام 1376 هـ فأرسل قصيدة طويلة يستنجد فيها بقبائل قحطان ومنها هذين البيتين:
ثم يمموا برقابها مجنباتي
…
يم الحباب متعبين المعاميل
أهل الفخر وأفعالهم ماضياتي
…
ويعدّلون الضد بالسيف تعديل
وأيضًا قال في قصيدة طويلة أخرى يمتدح فيها قبائل قحطان جميعًا ويبين فيها بعض المواقع والسير القديمة حيث قال في الحباب:
أحباب لي رد البراء حربيه
…
سيف صقيل ساطي بتَّار
هم درعنا من يمَّة الياميه
…
ضلعان شمخ راسية لاجدار
وقال الشاعر عايض بن فهيد آل بنهار عبيدة في إحدى المناسبات القديمة:
جونا الحباب بجية مشهورة
…
سيل عمووم من مزون خيالها
عاداتهم لي جامد أوسة الضحى
…
تأهب على كبد العدو غربالها
وقال أحد شعراء قبيلة يام في قديم الزمن.
البل خذوها كاسبين النفايل
…
راحوا بها جحادر وحباب
يا ليت منهم حاضر في دقلهم
…
ماعاد يرجع سابر المرقاب
وقال الشاعر ذيب بن عايض بن غيدة العبيدة هذه الأبيات من قصيدة يبين فيها أصل ونسب وأسماء قبائل قحطان الرئيسية المعروفة ماضيا وحاضرا:
أصل العرب قحطان وأثبت كلامي
…
كل الرجال شهود والله شهيدي
صف الجحادر والحباب وعبيدة
…
تاريخ لوباد الحجر ما يبدي
وسنحان وشريف وقبائل رفيده
…
أهل الكرم في وقتك بيع العبيدي
من الدواسر إلى تهامة حدودهم
…
حالوا عليها يوم ضرب الثميدي
انظر كتاب العرين بلاد قحطان ص 81.
ومما قيل في مدح وتمجيد قبائل الحباب أبيات من قصيدة طويلة للشاعر المعروف راشد بن حسن بن الذيب العجمي وهو مسندها إلى الشاعر حامد بن علي بن مايقة الحبابي، انظر ديوان الشاعر نفسه المسمى ديوان الحبابي ص 103.
من اللابه اللِّي ضدها ما يظيمها
…
من الضد ترمي للطيور نسير
فرسان فوق الخيل عبَّاد في الدجى
…
لهم محيي العود اليبس نصير
ربع يعدي فعلها من حدودهم
…
بمشوك يشظي العظام ضرير
لطامة العايل على واضح النقا
…
لاثار بين الجبهتين ذخير
يعطيكم التاريخ منهاج فعلهم
…
وعلى غيرهم كسب الجميل عسير
يرجيهم اللاجي ويخشاهم الذي
…
على القوم دايم بالجموع يغير
أحباب للصاحب وسقم لضدَّهم
…
ورحاهم على الراس الكبير تدير
وقال الشاعر محمد بن راشد المهنا النعيمي، انظر ديوان الحبابي صفحة 111 من قصيدة أطول من ذلك المقطع فيها حكم وأمثال جيدة:
حبابية شرهين في حومة الوغا
…
إلى ثارت الهيجا وشبوا وقودها
ياما شعوا من هجمة شمخ الذرا
…
جلال مثانيها كبار ديودها
فواعيس قوم ندهم ما يضدهم
…
إلى جردوا سلاتها من غمودها
1 -
هجمة شمخ الذرا يقصد الإبل عندما كانوا يفيدونها أيام السلب والنهب، أما اليوم والحمد لله استتب الأمن والاستقرار في ظل حكومتنا الرشيدة أعزها الله ونصرها.
وقال الشاعر جروان بن محمد آل عاطف:
أولاد برمان الرجال المناعير
…
عند القائل من قديم لهم كار
من الحباب اللِّي تهز الطوبير
…
هم درعنا الظافي وحد على الدار
انظر ديوان ابن برمان قصائد نبطية مختارة ص 160 وأيضًا قول الشاعر سهيل بن معيض العتيبي: انظر ديوان ابن برمان ص 171.
وألا أنت تكرم يا زبون الملاهيد
…
هجن من الممشى حفايا أيداها
حيث أنت من ربع لهم ذكر توحيد
…
من الحباب اللِّي يذري ذراها
وقال أحد شعراء قبيلة وادعة في قديم الزمن هذين البيتين من قصيدة أطول من ذلك حيث يقول فيها:
يا ويش إلَّا تحمي الحباب إبلاها
…
لاعاد محدارٍ ولابه مسندي
ربع على حبل الوريد نعايدوا
…
على طريق الزاد والماء لاسودي
وقد أطلق على الحباب لقب (حجاب الشرق) حيث لقبهم بهذا اللقب مرعي بن محمد حاكم عسير في عام 1165 هـ؛ وذلك لأنهم قحطان الشرق بمنطقة عسير، وقد قال أحد الشعراء قصيدة نبطية بمناسبة هذه التسمية نورد منها هذا المقطع:
بدينا باسم علَّام الخفيّه
…
عظيم الشان يعلم كل حالي
ألا يا الله ياجزل العطيّه
…
طلبنا منك يا عز الجلالي
تغفر ذنوب عبدك والخطيّه
…
وثبتنا إلى حان السؤالي
سلامي عبد همّال الرفيّه
…
عليكم يامنا عبر الرجالي
على أهل الطيب ورجال الحميّه
…
عيال رشيد ذربين الفعالي
عيال رشيد حاميين الونيّه
…
ونعم كل ما دار المجالي
لهم عادات وسلوم قويّه
…
وهو طبع الحباب أول وتالي
على الحدان كم قاموا بهيّه
…
(حجاب الشرق) في ماضي الليالي
حباب يرفعون المعنويّه
…
مواقفهم من الماضي جزالي
قروم في اللقاء وبوادريّه
…
ولاهم ينقلون إلَّا الغوالي
إلى جاهم من المشرق غزيّه
…
غدوا دون العشاير بالسلالي
وأنا أقولها حق عليّه
…
لزوم أمدح كريمين السبالي
لهم وسط الضماير مقدريّه
…
صحيح القدر من غالي لغالي
سئل صاحب السمو الشيخ/ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة قبل عقدين من الزمن في إحدى الجلسات عن قبيلة الحباب فقال: والنعم بقبيلة الحباب، الرجل منهم يساوي عشرة من الرجال ثم عدد مزاياهم مثل الشجاعة، والكرم، والوفاء إلى آخره.
فقال الشاعر سعيد بن علي آل برمان هذه القصيدة:
باسم الله الوالي بديع السماوات
…
نبدي بذكره قبل بدع التماثيل
سبحان من نزل كتابه والآيات
…
على رسوله نزّل النور تنزيل
أرجيّه وأسأله يغفر الخطيات
…
وأعوذ به من النار والظلم والويل
طالبك يا عالم جميع الخفيات
…
يا هازم قوم أبرهه صاحب الفيل
أستهدفوا بيتك بهدم وعدوات
…
وأرسلت تدمير لهم طير أبابيل
تحفظ لنا شيخ يحل الصعيبات
…
يحل صعبات المشاكل وحلحيل
زايد كسب فعل النواميس بالذات
…
تبنا له البضاء بروس الغراميل
فيه الشجاعة والكرم والمروات
…
يا جعل يفدونه قلال المحاصيل
زعيم قوم ينطحون المهمات
…
يوم القنا والرمح والجيش والخيل
قام وجمع شعبه بعد كانوا أشتات
…
سجل له التاريخ في المجد تسجيل
زايد نقدم له سلام وتحيات
…
لأبو خليفه عد وبل المجد المخاييل
عد السحاب اللِّي مزونه غزيرات
…
من بارق هلّت نصوبه هماليل
واللي مهيظني على نظم الأبيات
…
قول على المعنى ولاهوب تضليل
قول الفلاحي لو كتمنا الشهادات
…
الموت قافينا وجيل وراء جيل
قال الحباب أهل الوفاء والجمالات
…
لطّامة العايل وذباحة الحيّل
قال الحباب لهم على الجود عادات
…
والرجل منهم ند عشرة رجاجيل
شهادة من رأس رئيس الإمارات
…
عن ربعي اللِّي يكسبون التنافيل
ربعي لهم تشهد عصور قديمات
…
الماضية والحاضرة والمقابيل
ويشهد لهم وقت مضى فيه صولات
…
يردون حوض الموت ربع مشاكيل
ربعي إليَّ جات المواقف والأزمات
…
يرسون إلى اختلف الردى بارد الحيل
قوم على درب الخطر والمتاهات
…
أسفارهم من غير رفق دواليل
على الركايب يقطعون المسافات
…
دليلهم بظهورها الجدي وسهيل
صمالة يمشون في كل الأوقات
…
شرق وغرب ومجنبين ومشاميل
ماهي عليهم صعبة للتجاهات
…
حتى ولو غاب القمر وأظلم الليل
عندي على قولي براهين وإثبات
…
وما قلتها قصدي خداع ودهاويل
إختامها بازكي سلام وصلوات
…
على نبينا وضح العدل والميل
يقول شاعرهم في أبيات من قصيدة طويلة انظرها كاملة في ديوان ابن برمان قصائد نبطية مختارة ص 127 حيث قال:
ربعي هل الطولات والنّاس خُبَّار
…
الجود دايم لال برمان عاده
ربعي قروم ما يهابون الأخطار
…
عند اللقا يا سعد منهم سناده
حرابنا نضرب فؤاده بمسمار
…
ما عاد يسلم عقب ضربت فؤاده
نمن ردي الشان والضيف والجار
…
وأيضًا الخوي يامن ويا وصل مراده
ولا نشير إلَّا بذريات الأشوار
…
عُراف وشيوخ وللحق قاده
كُلّ لنا بالطيب يذكر لنا أذكار
…
يشهد لنا ربي وتشهد عباده
صبينا في العسر إلى جوّه خطَّار
…
تعبد معاميله ومركا شداده
ومفطحات الحيل مع بن وبهار
…
بدلال رسلان يقند قناده
والعود نغلي فيه من سوق عطَّار
…
طيب النشامى منتقين عواده
ما نحسب الدنيا فقارا وتجار
…
يوم البخيل يخاف نقص اقتصاده
وافين مع حكامنا سر وجهار
…
والنعم بآل سعود مابه جحاده
وقال شاعرهم أيضًا وهي من نوع العرضة:
ربعي مخلصة الخصيم من الخصيم
…
كم خلصوا دعوى خصيم وخصماه
بخبرك ياللي في بني عمّي غشيم
…
هم آل برمان مطوعة العصاه
عاداتنا كسب الجمايل من قديم
…
ناطي الخطر والخصم ما ندرى خطاه
وقال فيهم أحد الشعراء الجحادر هذه الأبيات القديمة التي مازالت تتردد على لسان الكثير من النّاس وهو يبين موقفهم وصفاتهم الحميدة بين قبائلهم يقول فيها:
سندوا تكفون بوجيه الركابي
…
للرجال اللِّي معرفتم طبيعه
نوخوا عند آل برمان الطيابي
…
للقبائل عندهم سلم وشريعه
مقطع الحق ابن برمان الحبابي
…
شيخته ما هي بتقليد وبديعه
قال حامد بن علي بن مايقة الحبابي هذه القصيدة في النصيحة عام 1963 م:
بديت الكلام وللكلام أبواب
…
إذا صك باب ما تغلق باب
وأنا أختار في الأمثال لعلّ خيرتي
…
إذا وفقت يأتي الكلام صواب
صواب يجبن منطقة كلمة الخطأ
…
إذا سمع ما قالوا كلام كذاب
كلام على درب القدا يحرز الرضا
…
وكلام على غير الصواب يعاب
إرى الشعر ميزاته على قد وازنه
…
ولا صار باب ما وراه جواب
وانا مقصدي بيبان الأفكار لإنها
…
مخازن حروف وللحروف أعراب
أفكار تدور ودور الأفكار يقتضي
…
فهيم يصرفها فصيح اخطاب
الأفكار غبات على من يغوضها
…
ولابه طريق ما عليه مطاب
لقيت الرجال أصناف يا جاهل بهم
…
كثيرة وللصنف الكثير حساب
الأنساب ما ترفع من النّاس هافي
…
أرى النذل نذل لو وراه أنساب
يقولون ذا حدّه على الجود خالة
…
فكم واحد خالة كريم وخاب
مقاسيم بين النّاس في الطيب والرداء
…
عطايا من الخالق وحكم كتاب
ويقولون ذا حدّه على المجد ماله
…
فكم واحد ماله كثير وساب
فلا المال مال مثل ما قيل قبلنا
…
إذا ما نفع يوم الدروب صعاب
جفا الله عين ما تراعي لغيرها
…
عساها خراب ويقتفيه خراب
فلا ينتصر رجل بليَّا جماعته
…
ولا يفترس سبع بليَّا ناب
تهيضت واللي هاضني في مثايلي
…
تصاريف ما تدعي الصغير شباب
أمور تودينا على غير ودّنا
…
علينا عذاب والختام ذهاب
تزخرف لنا الدنيا عمار وتنتهي
…
والأعمال تبقا والأعمار سراب
مقادير من والي القدر خالق البشر
…
ولا صار عوق ما وراه أسباب
أقوله وأنا من لابة تنطح العدا
…
قحاطين ساس والفروع حباب
كرام لمكرمهم عناد لضدّهم
…
صناديد في حلق الخصيم حراب
إذا رد فينا الشان ماديس شاننا
…
غدينا عليه م الخصيم حجاب
نعنوي عوانينا ضعاف لجارنا
…
وعلى الضدّ لو طال الزمان عذاب
ولاحن نخون بغافل وامن بنا
…
عسى الله يجازي الخاينين تراب
ولا نشتكي من ضدّنا لو يضدّنا
…
جزاله نضدّه والذليل يهاب
قال حامد بن علي بن مايقة الحبابي هذه القصيدة في النصيحة عام 1977 م:
بديت القاف وأعدَّل مقاسه
…
على ترتيب تفكير التماسه
أحاول قدر تفكير الضمير
…
بصير القاف ما فيه إنتاكسه
أهزّه بعد قزّه لا يطيح
…
صحيح القول ما يقبل طفاسه
ولا أخالط قصيره بالطويل
…
وأعزل الغزل من باب الحماسه
وأشوف الدوس عذروب النشيد
…
عزيز النفس ما يقبل مداسه
وأحب المدح في روس الرجال
…
ولا أدخل نشيدي بالسياسه
ولا أمدح واحد ماهو مديح
…
على سبة يقدم لي لهاسه
عزيز النفس من ناس عزاز
…
عن الدنعات تبعدنا النحاسه
يعذر بنا الزعل فينا سريع
…
ولا نصبر على ضيم وتعاسه
وأنا أحب النشيد اللِّي يفيد
…
تماثيل بها عرف وبهاسه
أعبّر عن ضميري بالنشيد
…
نشيد ماخذتيه بالدراسه
تعلمته بتفكير الفؤاد
…
خذاه العقل من تفكير راسه
غرايز بالنفوس لها رسوس
…
معانيها لبانيها حراسه
لقيت القول ميزان العقول
…
على مقدار نطق الرجل واسه
ولا تغتر في لبس الهدوم
…
كثير النّاس مايسوا لباسه
ولا تنقد وهو ينقد عليك
…
ذكي العقل يأخذ من احساسه
ولا تقصد بخيلٍ في جميل
…
ولا تشره على راعي الهياسه
ولا تظلم ترا الظلم مخطور
…
على المقهور پرث به شراسه
مع الأيام يرث الإِنتقام
…
ولا ينضام من يلقا خلاصه
إرى الصابر على الظلم الشديد
…
كما اللِّي بالع شوك الهراسه
تحصّل لذة في نصر يوم
…
على الجبَّار لا وطّا عطاسه
تواصيف الرجال لها مجال
…
كثير وكل عود من غراسه
ولو بعض الغرايس ما تطيب
…
معادن فضة فيها نحاسه
ولكن راعي الساس العريب
…
لزوم إنه يعرّق فيه ساسه
عفا الله عن خطايا الأولين
…
هل الشيمات عدوان البلاسه
معدّين الرذيل من النزيل
…
بعيدين النفوس من الدناسه
مخلصة الخصيم من الخصيم
…
صناديد الرجال أهل الرياسه
موطين العنيد اللِّي يزيد
…
ولو زاد العناد وقوّ باسه
معنوين العواني بالسلوم
…
حماة الملتجين من العساسه
محاظين القصير من القصور
…
يعزون النمور من البساسه
وقبيلة الحباب من قد ذكرها كثير من كتاب التاريخ والأدباء في معظم المصادر والمقالات والمخطوطات والوثائق القديمة كمخطوطة التميمي الموجودة في المتحف البريطاني بلندن ذكر فيها قبيلة الحباب القحطانية وعدد فيهم أهل الخيل والراجلة وقال إنهم من أشجع قبائل العرب وهم معروفون بدلالة الطرق وورد المياه والمخطوطة تحت رقم: 7358 في عام 1825 م.
وقبيلة الحباب عريقة وهي ذات فروع متعددة منهم الحاضرة والبادية وهم في مناطق متعددة من دول مجلس التعاون الخليجي.
عبيدة
(1)
:
وهم أبناء معاوية بن عمر بن الحارث وأبناء روح بن مدرك، وأمهم عبيدة المُهلْهَل بن ربيعَةَ بن تَغْلِب، ومن يسكن تثليث منهم:
1 -
آل زيدان:
وهم أبناء زيدان بن شعيب بن علي بن طلق بن الحارث بن عبيدة، وينقسمون إلى:
- آل ميراد. - آل نمرة.
2 -
آل زهير:
وهم أبناء زهير بن طلق بن الحارث بن عبيدة وينقسمون إلى:
- آل عبد الله. - آل الغوازي.
- آل قنينة. - آل محمد.
(1)
منطقة تثليث، العمروي ص 54.
3 -
آل علي:
وهم أبناء علي بن طلق بن الحارث بن عبيدة، وينقسمون إلى:
- آل جعيد - آل حميدان.
- آل سهلة. - آل شويل.
- آل مشتح. - آل منعة.
- آل نسيم. - آل هباش.
4 -
الفهر:
وهم أبناء مفلح بن عياش بن شداد بن الحارث بن معاوية بن عمر، وينقسمون إلى:
- آل عامر، ومنهم آل خميس وآل دشنة وآل راجح وآل سالم وآل العجي وآل مصاليم.
- الفهر، ومنهم آل حارث وآل غانم وآل غنيمة وآل قويفل وآل مليسان وآل نطعان.
5 -
المسادرة:
وهم أبناء مسرد بن وهاب بن الحارث بن عبيدة، وينقسمون إلى:
- الحنفان، ومنهم آل شائع وآل ناصر وآل سيف وآل لبدان وآل شنان وآل فواز وآل كنخر.
- الصقعات، ومنهم آل هرسان وآل الزواحمة وآل دليم وآل الربابضة وآل أبو كراع وآل حنشل وآل الوعلة.
- آل مبارك، ومنهم آل التماتمة وآل عرهب وآل واقف وآل عياد.
- المراشدة، ومنهم آل شظفان وآل زنيفر وآل دمخان وآل مسرع وآل وذين وآل مفلح وآل خشمان.
- آل الشوافة، ومنهم آل هادي وآل عرير وآل عريج.
6 -
آل مهدي:
وهم أبناء مهدي بن الحارث بن مدركة بن الحارث بن عبيدة، وينقسمون إلى آل خميس وآل مقطر وآل هجار وآل هلال وآل وبر.
7 -
آل الصقر:
وهم أبناء سليمان بن صقر بن روح بن مدركة عبيدة، وينقسمون إلى:
- آل أبو نهار - الجرابيع
- آل الجرو - آل جلدة
- آل جمان - آل قريش
- آل الحقبان - آل عضية
- آل جبيل - آل الخربة
- آل شلغم - آل العبس
8 -
آل معمر:
وهم أبناء معمر بن الحارث بن عبيدة، وينقسمون إلى:
- آل طراد - آل شريفة
- آل ملفي - آل فهير
ومنازل جميع فخوذ قبيلة قحطان التي تسكن منطقة تثليث هي الصبيخة وطريب ووادي جاش العرين.
بعض القصائد المشهورة لقبيلة قحطان
هناك العديد من القصائد المعروفة والمشهورة بين قبائل تثليث والتي قيلت في مناسبات أو مواقف معينة، فاشتهرت بسبب ما أحدثته من تأثير لدى أبناء القبائل، الذين رأوا فيها تعبيرا صادقا عن أحوالهم ومشاعرهم، وفيما يلي نرصد بعض هذه القصائد.
ومن شعرائهم من قال:
حنا إلى صاح النذير
…
ما نكتفي بمروبعات
نركي على حد الشطير
…
ورث الجدود الماضبات
ومنهم من قال:
من دون سمحات الوجيه
…
بنات ظبيان القديم
نعطي المعادي اللِّي يبيه
…
شلف تخالف بالصميم
وقال الشيخ ناصر بن عمر بن قرملة في موقعة دخنة
(1)
:
يوم على دخنة نهار تهيا
…
يوم قصى الشجعان والمستحين
اردها لعيون بجدا وهيا
…
وام الحوار اللِّي تجر الحنيني
إيماننا ترخي من الموت سيا
…
وايسارنا ترخي أرباط الجريني
ويقول الشيخ ناصر بن عمر في يوم موقعة الأميلاح:
الرابح اللِّي ما حضر بالأميلاح
…
ولا سمع لجة خلجهم بالمراحي
تهن يازمل أريش العين وارتاح
…
واحنا لزلبات السبايا نناحي
يوم الفشق غلق وطاحن الأرماح
…
رديت للهندي شريدة اسلاحي
إلى قوله:
إن اقبلت فمناطحة شلف وأرماح
…
وإن أدبرت فمغيزل العين صاحي
قال ناصر بن عمر بن قرملة في تثليث:
يسقي المفازة من صدوق المخاييل
…
مع جر تثليث تقافا سحابه
حيث مرب للعنوز المغازيل
…
جرد المها ماحسن تهيضع رقابه
شربت أنا به شربة تالي الليل
…
مثل النهال اللِّي شروبه انهابه
أبيات قالها الأمير عشق بن شفلوت عندما غزاهم قوم وكان عدد خيلهم (46) وكان النصر حليف ابن شفلوت وربعه وقد أصابوا (38) خيالا ما بين قتيل وجريح وأسير، فقال على طرق الحدي:
(1)
ذكرها الرحَّالة الأروبي تشلز داوتي في كتابه رحلة إلى الصحراء العربية، وكان الكاتب موجودا عند وقوعها في بلدة عنيزة، وقد روى له أحداثها رجل من أهالي عنيزة وبالغ في وصفها ص 374.
الخيل ست وأربعين
…
ماراح منها إلَّا ثمان
العيون جرعات الحنين
…
نطعن بحدات السنان
علم بها راعي البطين
…
اللِّي تحضرا من زمان
وقال عشق بن زيد في حداء آخر:
صفراء جنايبها كما الغربان
…
معقبه عقب الخليف أثنين
لما رفعت الصوت القحطاني
…
ياويل منهم يطلبونه دين
قصيدة الفارس فراج بن ريفة القرقاح منها:
قال بن ريفه بدا في المرقب العالي
…
وأعلا المراقيب تومي به هبايبها
عليك يأمر قلب جيته وأنا سالي
…
هيض على القلب ديران شطيت ابها
هيض علي شدوق الثفن لاسالي
…
وعطفت طريب ليا زافت عجايبها
كم مره قد نزلنا عشبه المالي
…
ببيوتنا لاوزا المجرم يلوذ بها
ربعي عبيد لياجا هوش وقتال
…
هل هيه في الضحى تشع كسايبها
ويا راكب ميمونة في مشيها رمالي
…
ما يشتحن منهل العيرات راكبها
ملفاك من يلبسون الجوخ والشالي
…
ربعي ودرعي وضد اللِّي يحاربها
ملفاك شيخ القبيلة حامي التالي
…
عند ابن شفلوت يالمنجوب قربها
قله على طالت المدة ونا جالي
…
عشر سنوات مضت بحساب مقطبها
إلى أن يقول:
لي بندق ما صنعها الصانع التالي
…
من دقة "الحارث" تجلا مقاضبها
الله يرحمك يا عود شراها لي
…
من واحد جابها للسوق جالبها
أقف بها بين ربيعي وأمنع التالي
…
لا خاف ولد الردي ما احتال يزهبها
وليالقونا من المقناص زعالي
…
أحد مدح بندقه وحد يعذ ربها
بشرتهم بالعشا من عقب مقيالي
…
القايده مع مرد الكوع ضاريها
يالله أنا طالبك حمرا هواء بالي
…
لا روح اليش طفاح جنايبها
لاروح الجيش حاديها أشهب اللالي
…
لاهي تورد وسيع صدر راكبها
اللِّي على عيزها واللي بالأحبالي
…
واللي على المردفه واللي يغاربها
لاورحت مع سباريت الخلا الخالي
…
كن الذياب تنهشن من ترايبها
مرثية في الشيخ ذيب بن جعفر بن عبود قالها راشد بن معدية من الخنافر من قحطان في سنة 1321 هـ تقريبًا:
شدو من الماء في هوي شمخ النيب
…
وخلو على العد المسمى بضاعة
ياذيب أنا بوصيك لا تاكل الذيب
…
كم ليلة عشاك حل المجاعة
كم ليله عشاك حرش العراقيب
…
وكم شيخ قوم كزته لك ذراعة
شف عائض ومعيض جولك معازيب
…
ونا بشيرك بالعشا والشباعة
(1)
وخوانهم مثل الحرار مراقيب
…
كم هجمة بأمانيهم جت طماعه
وعرار خيال البكار الخنازيب
…
لأقل هوش مسدرين الجماعة
(2)
وأولاد مسعود رماة ومعاطيب
…
ياويل من يعطونه الوجه ساعة
خياله الشرفا رجال المواجيب
…
لاجاء نهار الهوش يوم القطاعة
مرعين سمحات البكار الجنازيب
…
يازين شوف ابيوتهم في رفاعة
برماحهم بنحون عنا الأجانب
…
والشيخهم يمشون سمع وطاعة
قصيدة مريط من آل حسين آل مسعود، عندما كان مع الدوشان شيوخ مُطير "جلاوي" وكان مخفيا نفسه .. وسألته بنته في يوم من الأيام وقالت له: إلى أي قبيلة تنتمي؟ فقال قصيدة طويلة منها:
أبوك يامنيه صبي مجرب
…
لانتاش مسلول طوال فتايله
أبوك راعي كرمه خجعبيه
…
لاعاد ولد اللاش ما نشر زمايله
من أولاد مسعود حمى واد الفضل
…
يامن بنا الي راتع في مسايله
كبر المعاني بيننا ماتشتنا
…
هذا نداريبه وهذا نحايله
جمع من الشنا وريب على العدا
…
وجرف الوعر خطر على اللِّي يهايله
أحدية قالها فيحان بن فيحان بن باحص من شيوخ سُبيع عندما كان يماري شيوخ قحطان ويريد الغزو عليهم:
شربت لي غوج من العتبان
…
وظن في روحي بظن الجود
ودي أطارد خيل ابن سفران
…
ولا أحارب خيل ابن عبود
(3)
(1)
عائض ومعيض هم إخوة للشيخ ذيب بن عبود.
(2)
عرر هو عِرار بن منيس بن عبود.
(3)
ابن سفران شيخ الخنافر من الجحادر وابن عبود شيخ آل مسعود.
قال الشاعر جريوي بن سويلم في رثاء الشيخ محمد بن بخيتان المشاعلة الذي استشهد في حرب اليمن.
يا محمد ترى قدني عطيب
…
اسحف الريح من كون وراه
بكرتين تلاحت بالنحيب
…
واخلفن الساجدين عن الصلاة
محرق البن قبره في طريب
…
يكرم الضيف ويثمن خطاه
شيخنا اللِّي مضاريبه نهيب
…
معطب الكوم ذباح العداه
وما قاله الشيخ محمد بن بخيتان المشاعلة:
يا نديبي على حر مغير
…
ما ترقع بسمراته عياب
إلى تنهض خطير انه يطير
…
مثل هيق تشوف له ضباب
يجهم الليل من محجر عسير
…
والعشاء قاطع ساق الغراب
ليلة أو ليلتين يا شطير
…
تاصل الشيخ فكاك الرقاب
قل يابوتر كي الموقف خطير
…
السنايف هوت جوف الصواب
ننطح الموت من دون الأمير
…
ونتناخي على روس الحراب
دون ما شرع الله يالبصير
…
ما نساوم ولا والله نهاب
قال للأخوان جند الله تسير
…
وارفع البيرق الأخضر يجاب
وفي كتاب (الدرر المفاخر في أخبار العرب الأواخر) ذكر البسام وقال عن قبيلة قحطان: "والمذكورون بوفاء العهد مشهورون وإكرام النازل عندهم سنة لا البخل عنها يصدهم"
(1)
.
ميثب بني هاجر:
سكن بنو هاجر العرين ووادي جاش، وهو ينحدر من وادي جوف من السراة ومنهل حبية غرب وادي تثليث وشمال وادي الثفن ومنهل الكهيف ويقع في شمال تثليث ومنها نزحوا إلى بيشة وسكنوا الهيازع في الميثب ويقع في شمال عربي بيشة على بعد حوالي 60 كم.
(1)
الدرر المفاخر محمد البسام تحقيق د/ رمرية محمد الأطرقجي ص 63.
وحدود الميثب من الشرق تثليث ومن المغرب بيشة ومن الجنوب بلاد شهران ومن الشمال بلاد سبيع.
والقبائل العربية التي تحد ميثب بني هاجر، هي من الجنوب قبيلة شهران ومن المغرب قبائل المحلف قبيلة أكلب وقبيلة معاوية، ومن الجنوب الشرقي قبيلة يام، ومن الشمال الشرقي قبيلة الدواسر، ومن الشمال الغربي قبيلة سُبيع، وسوف نذكر هذه القبائل بالتفصيل.
الميثب في قصائد بني هاجر:
الميثب هو منطقة الرعي الخاص ببني هاجر، ويمثل بالنسبة للقبيلة أهمية قصوى، فهو مصدر رزقها الذي تعتمد عليه في استمرارية حياتها، لذلك نجده في الأشعار الخاصة بهم كما يعتبر من أهم الأغراض الشعرية في الشعر النبطي في الجزيرة العربية، وقد اهتم شعراء بني هاجر بالميثب، وذكروا أماكن كثيرة منه في قصائدهم، منها هذه القصيدة للشاعر خلف بن سعيد من الهيازع، عندما كان بنو هاجر يحمون بيشة وكانوا يأخذون الحذفة والسبع ركايب، وهي العرافة من أهل بيشة وكان آخر من حصل عليها من شيوخ بني هاجر الشيخ زيد بن حلبان
(1)
وبعد هية الدعجة ونزوح معظم الهيازع قال الشاعر من قبيلة بيتين.
فرد عليه الشاعر خلف بن سعيد الهيازع بهذه الأبيات:
دايل عطايكم عليكم ردادي
…
عطيتا تكثر عليك التدانيف
ياكون ماحد امعقاء للعنادي
…
وبياضت الميثب إلى من اكتست ريف
الهاجري مولود في ليل حادي
…
كل العرب يشكون منه التجانيف
له عيشنا ملويه بالشدادي
…
على الرمك وملاويات المواجيف
والهاجري مثل سرحان يأتيك عادي
…
وتصبح شحوم الضأن عنده تجافيف
وماحد الصديات لحجف النجادي
…
مدهال غزوان يجونك مناكيف
العنادي: جبل يقع في أعلى وادي الرميلة ويحده من الشرق جبل السيدان ومن الجنوب جبل جنيح.
(1)
رواية الشيخ خالد بن سعود آل حلبان والشيخ ناصر بن ماجد الظافرة رحمه الله.
وهذه القصيدة للكفيف شايع من الهيازع يوصي ابنه بعد مماته أن يدفن في غار امعقاء بوادي الميثب يقول فيها:
وإن مت حطوني بغار من أمعقاء
…
شمال من الهضبه ثراه جديد
عساك تسلم لي يا ولدة الهدى
…
أنت وفاطري لي معيد
معبد على قطع الخرائم والخلاء
…
معيد ولا هي للبلاد معيد
قال الشاعر الفارس ماضي بن شويع من الهيازع بني هاجر هذه الأبيات:
خلوني أرعى في طوارف مسرة
…
واطرد مهاها قبل يأتي الموت
في دار أبوي اللِّي حن مجره
…
يمنع به التالي لامن غور الصوت
وهذا الشاعر ابن جذنان من آل ذعفة الهيازع بني هاجر فقد ابنه في وادي مسرة فقال:
يالله لا تسقي جوانب مسره
…
حيث إن قعد لي في مسره بضايع
سمحان ياذيب الخلا لا تمره
…
لا تأكله يا ذيب لو كنت جايع
خيالنا وإن جا علينا مضره
…
وفريضنا وان جوا يبون الشرايع
مسرة وهو وادي يتجه من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي في وسط الميثب وبه بئر ماء تسمى ببئر مسرة.
قال الشاعر ابن سدَّاح آل دعمة الهيازع بعد أن نزح هو وجماعته
قال ابن سدَّاح بدء عدوة الطاش
…
ويخيل بدوا فوق ضبع يحلوان
أصواتهم في تالي الليل غباش
…
على عقيلان مع النجد يردون
يردون عدا بأزرق الجم جهاش
…
سقايته من موقفه مايملون
ياليتني معهم ول كان ما لقاش
…
إلَّا إفرنجي من الملح مشحون
أمنع بها ربعا لاثرب الاش
…
واخلي الزلبات تمشي على الهون
ضبع: جبل يقع في الجهة الشمالية الشرقية من خشم الذيب ويحده من الشرق الحمان وكتمان ومن الشمال البلاد ومن الجنوب هضبة يعري
النجد: يحده من الشمال الشوذريات والاسم، ومن الجنوب خشم الذيب وهو طريق ومبراد لأهل الإبل، حيث يؤدي إلى مواقع المياه في الجنينة وعقيلان وندوان من جهة المغرب أما من جهة الشرق إلى المهمل.
عقلان: مورد ماء في أقصى شرق الميثب وهو من عدود آل ذعفة الهيازع بني هاجر إلى وقتنا هذا. قال الشيخ الفارس راكان بن دعيج بن بداح بن علي آل ذعفة:
يا فاطري باللي حنينك يشيب اعواه
…
على جال عقلان عساه يجيه انصوب
عسي مدهالهم النو اليا زان من منشاه
…
تهشم عليه النو وبل بلا هبوب
الرسينية: بئر ماء في الميثب لبني هاجر.
الجاهلية: بين بيشة ورنية سكن بها آل فهيد من المخضبة.
الخاطبية: للأمير شافي بن سفر بن شعبان أمير بني هاجر ويقع في شمال شرق الميثب بحوالي 20 كم.
المدا: في أسفل الخلجان سكن بها ابن بلعان من المصابحة آل جدي.
خشم الذيب: جبل كبير أسود اللون ممتد من الجنوب إلى الشمال طرفه الشمالي يطل على وادي بيشة عند موضع مورد عقيلان وعلى بعد 5 كم من قرية الجنينة وطرفه الجنوبي يطل على أرض الميثب. قال الفارس ماضي بن شويع من آل ضمين الهيازع قصيدة منها هذا البيت في ذكر جبل خشم الذيب:
مادام خشم الذيب مسري ومصباح
…
تعرس بن الشينه و كل عشقها
جبل كلاب: ويقع في تثليث سكن بالقرب منه الكلبة آل محمد.
النحايا: بئر ماء في أسفل تثليث سكن للقروف آل محمد وينتخي بها القروف مع البقوم (بخيال النحيا الحميدي).
الرجع: يقع في منهل الكهيف للشيخ زيد بن حلبان في شمال تثليث.
عقرات: وهي مجموعة من الهضاب تقع في وادي مسرة وفي غربيها تقع آبار مطربة على بعد 1 كم تقريبًا.
أبرق الدعجة: يقع في الميثب وأطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى الشيخ دعيج بن بداح آل ذعفة الهيازع، ويحده من الشمال جبل لبانة، ومن الشرق بنو درعان ومن المغرب جبل امباك، ومن الجنوب جبل السيدان، ويقع في وادي الرميلة.
الراشدة والخريما: في بيشة سكنها آل ضمين وآل مسيفرة من الهيازع. قال الفارس الشاعر ماضي بن شويع الهاجري من آل ضمين:
كريم يا برق على الراشدة لاح
…
يسقي الخريما لين غبى عبلها
ديرة بني هاجر مروين الأرماح
…
غب الطراد منكسين عسلها
الراشدة: وادٍ ويطلق عليه اليوم الرواشد.
الخريما: أكمة كبيرة منعزلة من كتمان وأطلق عليها قديمًا الأخرمين.
أبرق آل ضمين: سكن حوله آل ضمين الهيازع يقع في الميثب.
جبل النظيم: ويقع به ثمد يمتلئ بالماء في موسم الأمطار.
هضبة لبانة: تقع شرق جبل أمباك وعلى مسافة 2 كم.
ياكون من حد امعقا للعنادي
…
وبياضت الميثب إلى من اكتست ريف
الجنينة: وهي قرية تقع شمال شرق وادي بيشة، وقد كانت من المراعي الشهيرة وذكرها الهيازع بني هاجر في أشعارهم ومنها أبيات هملان ابن شارع الهويدي الهاجري من الهيازع جاء فيها:
حمام ياللي لج بالصوت كله
…
في العطف من حول أبرق أم الهجولي
والأخرى تلاحيها بصوت وضله
…
عند الجنينه في مرب النزولي
فيها فنزلنا بخيل وسله
…
وأبل مجاهيم طوال الذيولي
جبل امباك: يقع جنوب جبل خشم الذيب بحوالي 2 كم، ويحده من الشرق هضبة لبانة، ومن المغرب وادي الرميلة، ومن الشمال جبل الصيم وجبل لعيل.
عد المقيبلية: يقع في شعيب جبل الحفر من الجهة الشمالية من وادي الميثب وهو من عدود آل حلبان الهيازع وجرت بالقرب منه هية عرفت بهية المقيبلية بين الهيازع بني هاجر وقبيلة أخرى.
ندوان: ويعرف الآن بـ"نيدوان" ويقع في الجنينة في أسفل وادي بيشة وهو أرض زراعية كانت في السابق موقع ماء ترد عليه الإبل.
قال الشاعر هملان بن شارع الهويدي من الهيازع في ذكر ندوان.
جعل الحيا ينحي على ندوان
…
حيثه مرب الخور والخلفات
عد عقيلان: يقع في وادي بيشة شمالي الجنينة بحوالي 10 كم وهو سابقًا (عد) أي بئر ماء ترد عليه في السابق الإبل وفي الوقت الحاضر يوجد عليه ضخمة ماء وتشرب منه البادية والحاضرة.
قال شاعر من الهيازع بني هاجر بعد معركة جرت.
جينابها من ديرة السرق للنقاء
…
على عقيلان نداحم عطينها
ويحدها من الشرق جبل السيدان ومن المغرب جبل جنيح والملحة.
قال الشاعر منيس بن سعد الهيازع في ذكر أم حيشة:
يا عويشة ماورقي رس أبو حيشة
…
رسم الخلاء مدهل للذيب سرحان
أو هو بعد مدهل للطير أبو ريشة
…
عليه ورق الحمام يجر الألحان
قام الأستاذ سعود محمد الهاجري بجولة في ميثب بني هاجر للتعرف عليه على الطبيعة، وتفقد المواقع التي يحتويها وتسجيل أهم ما يشمله من آثار ومعالم، وقد شاركه في هذه الجولة كل من مقدم طيار خالد بن محمد بن سعود آل حلبان، وماجد بن ناصر المظافرة، وفهد بن ناصر المظافرة وفارس بن ناصر المظافرة، ومحمد بن ردعان المظافرة.
مساكن أفخاذ بني هاجر:
لقد تعددت مساكن بني هاجر نتيجة لهجراتهم المستمرة من موطنهم الأصلي إلى معظم بلدان الجزيرة العربية، وذلك للعوامل والظروف التي تحيط بهم، ومن أهم مساكن أفخاذ بني هاجر المعروفة سكن آل ضمين في تربة واللقامين في وادي الدواسر، وقد سيطروا عليه مدة من الزمن في القرن التاسع.
أما المهاشير ففي الأحساء والكدادات في الوادي وقد اتخذوا الأحساء منطقة رعي، وتعد منطقة ليلى إحدى المناطق التي سكنوا بها، أما اللهامين فقد سكنوا أسيلة ومنهم آل شايع وآل زهير وآل مبهل، أما ليلى فسكنها آل حثين وسويدان سكنها آل عُقيل، والأحمر سكنها آل داوود ولهم قصور فيها وآثارهم باقية حتى اليوم وقد تواجدوا في هذه المنطقة قبل نزوح القحطاني من الدواسر إليها من الجنوب.
وأما آل حلبان الهيازع فقد نزح أبناء الشيخ زيد بن حلبان وهم خمسة: عبد الله، ومحمد، وخالد، وفالح، ومشرف في أواخر عهد الإمام عبد الله بن فيصل بن تركي إلى الحريق وصاهر عبد الله بن دليبح ومحمد بن زيد الهزازنة، وبعد أن فتح الملك عبد العزيز الرياض سكن بها فهد بن زيد وعجب بن عبد الله بن زيد وسعود بن محمد بن زيد، وقد انضموا تحت لواء الملك عبد العزيز آل سعود في جميع معارك التوحيد من فتح الإحساء إلى حرب اليمن، وجميعهم كانوا من رجال الملك عبد العزيز المقربين وأمراء على عدد من مراكز الحكومة. وفي قطر يوجد الخيارين وآل شهوان وآل فهيد وكذلك يوجد معهم آل الحمراء من بني هاجر بعد أن نزحو إليها ويسكنون في مدينة الريان التي أسسها الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني وسكن بها هو وأولاده.
وفي الكويت يسكن بها آل طينان، ومن كبارهم عبد الله بن طينان وحمود ابن طينان وآل زوير وآل المضف وآل حمود ومنهم آل يعقوب وآل إسحاق، وهم من مدينة ثادق وكانوا يسكنون قبل ثادق الخرمة وحضن في الجنوب، التي كانوا يرابطون بها في الفترة التي كان علي بن مجثل فيها أميرًا لعسير قبل عام
1278 هـ. وكذلك آل حربي منهم سعد بن حربي وعلي بن حربي ومبارك بن حربي.
وفي مدينة العين بدولة الإمارات العربية يسكن آل حمود من الحسنة من المظافرة من المخضبة.
وتواجد في منطقة عياش بسلطنة عُمان أسر من بني هاجر، وقد انتقلوا إليها منذ حوالي بداية القرن الثاني عشر الهجري بعد أن نشب خلاف بينهم وبين أبناء عمومتهم بمنطقة الأحساء وعرفوا بأهل الحمر". حيث إنهم توجهوا إلى عُمان على هجن وبعد سكناهم في عياش انتقلوا إلى منطقة "الجناة" وأقاموا المزارع والحصون. ويقال إنهم أول القبائل التي استوطنت مدينة "صور" على ساحل الخليج العربي. أما في عصرنا هذا فهم يسكنون منطقتي البر والجناة، والبعض منهم منتشرون على ساحل الخليج العربي بعُمان.
وقال الشاعر يوسف بن سعيد الهاجري أبياتا منها:
يا سيدي رخص لي وانا ماهياني الصبر
…
خليني اهز علي بن هلال ووابيه
نحن صيتنا من بر أبوظبي إلى الولية مشتهر
…
معنا المصلبخ شلنا ظرابيه
مركب صفر في الرفصه انكسر
…
غربًا بديه وله اخبار خايبه
وعزوة أهل الجناة بني هاجر مخضوبي، وينقسمون إلى: آل سعد، وآل سعيد، وآل مبارك وكبيرهم هو الشيخ ناصر بن محمد الهاجري ويبلغ من العمر 85 سنة
(1)
، ومن مشاهيرهم السيد محمد بن سالم الهاجري، وهم سنيو المذهب.
كما يتواجد عدد من الأسر من بني هاجر على ساحل الباطنة.
وفي مدينة عفيف يسكن أبناء مشاري الهاجري وله قصة ذكرها ابن بليهد في كتابه (صحيح الأخبار).
وآل عمر وآل فهيد من آل ضرمان وهم من الكدادات وآل سيف من آل حامد وبالقرب من الرويضة يسكن الشرمان من بني زيد من بني هاجر.
(1)
وذلك سنة 1432 هـ.
وفي مدينة الدوادمي يسكن بها آل درمان من آل جدي.
وفي رماح يسكن الحسنة من المظافرة.
والخرج يسكن بها السمارات وآل داوود وآل رشيد وآل سويكت وآل
شغرود وآل فرحان وآل فوزان وآل مقرن.
وفي مدينة الرياض يسكن آل فريان وآل عثمان.
وفي رحبة الهدار يسكن آل فواز.
وفي حريملاء يسكن بها الهواجر من الهيازع.
وفي دولة البحرين يسكن عدد من الأسر من بني هاجر من الهرامسة ومنهم آل ناصر.
وفي قرية الدحو بمدينة بيشة يسكن آل حزمي من الكلية، وفي الرقيطاء ببيشة يسكن آل زايد وكذلك آل ردعان منهم ناصر بن ماجد وهو من كبار بني هاجر في تلك المنطقة والكدادات وكل غصن وآل مسمار في شريفة.
وفي منطقة دشتستان وهي تجاور شبه جزيرة بوشهر على بعد 28 ميلًا شمال شرق مدينة بوشهر، وعلى الساحل الإيراني يوجد عدد من بني هاجر وقد جاءوا إليها من منطقة هنديان
(1)
. ففي قرية شاه عربي يوجد 30 بيتًا لبني هاجر ويعملون في الزراعة وخاصة القمح والشعير، وكذلك النخيل ويتواجد منهم في قرية حسين آكي 20 بيتًا وهذه القرية تبعد عن عاصمة المنطقة جاه كتوه 6 أميال. وفي قرية عيس وند 3 بيتًا لبني هاجر وكذلك في قرية سرمل يوجد لهم 40 بيتًا وهم سنيو المذهب ويتكلمون الفارسية والعربية
(2)
.
كما يتواجد بنو هاجر في منطقة حيات داوود، وتقع في أقصى شمال الخليج وعاصمتها ريك وهي في عربستان إذ يسكنون في قرية "جزيرة" وهم نحو
(1)
منطقة هنديان تقع في أقصى الطرف الشرقي لعربستان الجنوبية، لورمير ص 319.
(2)
ج ج لوريمر ج 1 ص 488 - 491، 495.
15 بيتًا
(1)
، وفي قرية الفوارس التي تقع غربي قرية حروباش بمسافة 2 كم وشرقي قرية العجاير بمسافة 2 كم يوجد 60 منزلًا سكانها عرب سنيون شافعية ومالكية وحنابلة ويتكلمون العربية منهم آل أبو حميد من بني هاجر
(2)
.
تشابه اسم بني هاجر مع بعض الأسماء:
وفي منطقة الأحساء توجد أسر تحمل اسم الهاجري، وكانت في السابق تعرف باسم الهجري أو الهجراوي، نسبة إلى هِجْر الاسم القديم للأحساء ولكنهم استبدلوه في الآوانة الأخيرة بالهاجري واختلط هذا الأمر على أبناء قبائل المنطقة وعلى بعض الكتاب، جيد أن الواقع يؤكد أن لا علاقة بينهم وبين قبيلة بني هاجر
(3)
.
وفي ديوان دريد بن الصِّمَّة تحقيق الدكتور عمر عبد الرسول ذكر هذا البيت:
وربت غارة أوضعت فيها
…
كسح الهاجري جريم تمر
وهجر بلد معروف بالبحرين والنسب إلى هِجْر هجري على القياس وهاجري على غير قياس.
(1)
المصدر نفسه ص 881.
(2)
صهوة الفارس في تاريخ عرب فارس ص 535.
(3)
تحفة المستفيد ص 302.
تاريخ بني هاجر
تمهيد:
يتكون تاريخ أغلب قبائل الجزيرة العربية من عنصرين أساسين يشكلان مضمون هذا التاريخ، وهما الهجرات والوقعات، وبدون هذين العنصرين من الصعب أن نتحدث عن تاريخ حقيقي لأية قبيلة من القبائل؛ لأنَّ التاريخ في هذه الحالة لن يصبح تاريخا بل جمودا وسكونا، فحركة التاريخ بالنسبة للقبائل تنبع من هذين العنصرين؛ لأنهما العنصران اللذان كانا يمدان أية قبيلة بالقدرة على الحياة؛ لأنَّ الحياة لا يمكن أن تستمر إلَّا في ظل القوت والأمن، والقبائل تهاجر دائما بحثًا عن هذا وذاك.
إن المتعمق في دراسة حركة السكان في شبه الجزيرة العربية وخاصة القبائل يجد أنَّها كانت تنتج عن أحد عاملين رئيسين؛ أحدهما هو الجفاف الذي تقل معه الأقوات وتضيق الأرزاق عن الوفاء بحاجة السكان، فيضطر النّاس إلى الهجرة إلى أماكن أخرى يمكن أن يتوفر فيها القوت الضروري لحياتهم، وخاصة أن الهجرة بالنسبة لهم أسهل وأيسر من البقاء وتحمل هذه الظروف، فأبناء البادية إذا أرادوا الهجرة ما عليهم إلَّا أن يحزموا أمتعتهم القليلة ويمتطوا دوابهم ويغادروا أرضهم إلى أرض يأملون أن يكون بها ما يكفي لحياتهم ومعيشتهم. أما العامل الثاني الذي يحرك السكان ويدفعهم إلى الانتقال والهجرة، فهو فقدان الأمن، وبمعنى آخر الحروب والصراعات التي قد تنتج أيضًا عن قلة الزاد وضيق الرزق، فتلجا بعض القبائل إلى الاستيلاء على مراعي ومواطن القبائل الأخرى التي لَمْ يضربها الجفاف ولم ينزل بها القحط فتكون النهاية أيضًا رحيل المهزوم وبقاء المنتصر.
أما فيما عدا هذين العنصريں فإن تاريخ قبائل شبه الجزيرة العربية يخلو مما يسمى بالتطور الاجتماعي أو الاقتصادي الذي يمكن دراسته، وخاصة في القرون الماضية، وهي القرون التي سبقت قيام الدولة السعودية التي غيرت وجه الجزيرة العربية، وأعادت تشكيل فكرها وعقيدتها بما يتفق مع الشرع الحنيف، أما قبل ذلك فمن الصعب الاستدلال على مثل ذلك التطور أو التغيير الذي يستدعي
التاريخ له وخاصة مع ضعف المصادر وانقطاع الروايات عن تلك الفترات وأخبارها، أما الروايات المحفوظة والمصادر القائمة فهي تلك التي تتحدث عن الهجرات وعن الوقعات، وإذا كنا قد تحدثنا عن هجرات بني هاجر ونزوحها، فإننا نتحدث عن أهم أيام بني هاجر ووقعاتها التي تشكل علاقاتها بالقبائل الأخرى.
علاقات بني هاجر بالقبائل الأخرى:
أهم ما يميز العلاقات القبلية هو الأيام أو الوقعات، التي تعتبر أهم معالم علاقات القبائل بعضها ببعض في القرون الماضية، فعلاقات القبائل في تلك القرون الغابرة لَمْ تكن من خلال المصاهرة أو التجارة بقدر ما كانت من خلال الوقعات أو "الهيات"، وكل قبيلة تعرف تاريخها وتدونه من خلال هذه الوقعات، وقد كان للدولة السعودية - أيدها الله - فضل القضاء على هذه الظواهر، ولكنها تظل في النهاية جزءًا من تاريخ القبائل أو الجزء الأكثر ظهورًا وبروزًا من تاريخها، ونحن إذ نذكر بعضًا من هذا التاريخ إنما نذكره في إطار الاعتبار والتمثل ولإدراك حقيقة الأمن الذي نعيش فيه ونحيا في ظله، كما أن هذا التاريخ يظل مرجعا للباحثين في العلاقات القبلية وشئون القبائل بشكل عام؛ لأنه يظل المصدر الأساسي للاستدلال على كل ما يتعلق بالقبائل من نسب وهجرات ومعلومات مختلفة، ففي داخل هذه الوقعات تكمن المعلومات الأخرى عن أنساب القبائل وزعاماتها ورجالها وشعرائها وفرسانها ونخوتها، وأماكن إقامتها وانتقالها من مكان إلى آخر، وسوف نعتمد في رصد أيام بني هاجر على سرد الأحداث متسلسلة من حيث تاريخ وقوعها بادئين بأيام بني هاجر في الجنوب قبل نزوحهم إلى الأحساء ثم وادي الدواسر والعارض والبحرين وقطر وساحل عُمان ثم الكويت كما نشير إلى بعض المفردات التي قد ترد في بعض القصائد وتصعب على البعض؛ لأنَّ المعارك تعرف عند العرب بالأيام وفي العصور المتأخرة عرفت بالهيات ومفردها هية وكذلك بالكون والمناخ وغيرها من المسميات.
أيام بني هاجر في الجنوب:
هناك العديد من الأيام لبني هاجر في الجنوب نرصد أهمها فيما يلي:
موقعة الضيرين
(1)
:
وقعت أحداث هذه المعركة في أوائل القرن الثاني عشر الهجري في مكان يسمى بالضيرين في جنوب المملكة إلى الشمال من مدينتي رنية والخرمة وتقع في عروق سُبيع
(2)
، ويذكر أنَّها وقعت في مكان بهذا الاسم ويقع جنوب حصاة قحطان، وأحداثها جرت بين بني هاجر وقبيلة أخرى، عرفت هذه الهية بهية المقصر، وذلك عندما قامت تلك القبيلة بغزو الهيازع للاستيلاء على إبلهم ولكنهم ردوها وبعدها بأيام طلبوا الصلح وأجاب الهيازع طلبهم فاحتفلوا بهذا الصلح وذبحوا الخراف لذلك، ولكن هذا الصلح لَمْ يدم طويلًا حيث قاموا بالاستعداد لغزو الهيازع مُرّة أخرى - وعرفت الهية السابقة بهية عقيلان - ووقعت هية الضيرين بعدها، فقد جمعوا فرسانهم وانضم إليهم عدد من الرجال بعد أن وعدوهم بإبل الهيازع وانتهت المعركة.
وقد سجل شعراء بني هاجر هذه المعركة ومن هذه القصائد قصيدة للشاعر رشيد بن حسن الكدادي والمعروف براعي المقصر وخالة الفارس جمعان بن حميص آل ضمين وكان قد أصيب في رجله قال:
مثل النهار اللِّي جريس
(3)
زارنا
…
يبغي مصاغير وجلَّ عشارا
ولقيناه عند البل وشاف مليحنا
…
وعطينا المسير عنوة المسيارا
وعاف الطمع منا وقفي هارب
…
والصقر عقب العقب صار حبارا
وضاقت به الأرض الوسيعة منا
…
ومن القدر ما فكته الاحذارا
يا نوم عيني لبة ردوا به
…
وحطوا له من القياد هجارا
أخذ عندنا قيمة أسبوعين بالعدد
…
وهو تحت جيرتنا من الأضرار
منعناه وأكرمناه في حق سلمنا
…
وذا سلمنا من ماضي الا دوارا
وعقبه طلب الصلح فينا خديعة
…
وأثره يبي يجمع علينا انصارا
فلا ساعده ربي بدرب مشي به
…
وجعلنا يديه الطايلات قصارا
(1)
شعراء من الجزيرة العربية محمد الهاجري.
(2)
سعد عبدة، الأسماء الجغرافية ص 305.
(3)
بنو هاجر أخواله، ووالدته من آل سُلَيْم آل وضاخ آل جدي وهي التي أنذرت الهيازع.
جانا النذير الفجر من صليحنا
…
يقول واصلكم يدور ثارا
وعطيناه مثل اللِّي حصل يوم غزوته
…
فعل يخبره مايقول إنكارًا
هذا لاعنى هجمة قدمت لنا
…
وحنا لها جينا ذري وجدارا
يقول راعيها نبيها تقى لكم
…
عساه من شر الصدوف مجارا
وحنا فديناها بغالي عمارنا
…
وسقنا انفس ما ثمنت باسعارا
هذا لاعني كل سودا مدللة
…
سودا منيف للشحم معطارا
وهذا لاعني هجمة مسميه
…
في صفنا ترعى خفى واجهارا
يازين بنت وزرها يوم أوقفت
…
كنه زباد في يدي العطارا
ياما جدعنا عندها من فارس
…
لما غشى قحص المهار غبارا
راعي الجميل نرد له مفعوله
…
ونجازي الأشرار بالأشرارا
جانا ابن جلبان يدوف جموعه
…
وانطحوه ربعي وافية لشبارا
نفلت أنا من ربعنا ثلاثة
…
قد غشيهم ذاك النهار اسكار
منهم جمعان ضرب مكلويهم
(1)
…
حدهم يمين والجموع يسارا
قامت تنسفهم مذارع سابقه
…
مثل الشمع يومي به المعصارا
لو أن حن ياذا العرب في سنة
…
كنا نمسي رمحه الدفارا
يا ما دفر به من صبي مارق
…
قد له على راس العقيد أقدارا
له ركضة لاجا اللقاء ينحكى بها
…
وله طبة بنته بها تختارا
وكذلك ذكر هذه المعركة الشاعر راجح القديمي الهاجري قال:
قال القديمي والذي يدنا له
…
من الزلبات حانية العناني
أبديها ولا ابدي عليها
…
إلَّا لضيف في عسر الزماني
ولا أني باوليها قن
…
ولا نيب اوليها الهداني
ما اوليها ألا مضنون عيني منيف
…
يعطيها القطار وهو ضماني
رحنا من ورى البل سابرين
…
حول الضيرين في ذاك المكاني
وافينا غلمة منهم جريس
…
وجينا رادينه يوم حاني
وجعلنا لهم شحم الضان عمد
…
وبر كن سمنه زعفراني
(1)
هو الفارس جمعان بن حميص المُلقَّب بخيال الفجايا الهيازع.
وحلبنا لهم در العرابا
…
وفرشناهم زوالينا الزياني
وشدينا وهو مقدم ضعنا
…
ونزلنا علي بيسته بياني
ساقوا الفاطر الزرقاء علينا
…
فإن عاداتهم ذبح السماني
وسقنا الفاطر الصفراء عليهم
…
وعقرها ناصر ذرب البناني
راس جزورهم في البيت في
…
وداخن ض وناله عنفواني
فآل حبيش خانوا عروة الله
…
وباقوا من عهود الله الأماني
ألا الغائبين فلا أظلمهم
…
وجلبان
(1)
نقي الْعِرْض باني
جونا بالشرافا والذلوق
…
ويقولون النخل قد هو ضماني
فسمينا وسقنا البل عليهم
…
وناروا يوم جاتهم السواني
والبل وسطها نمرا قضوع
…
ديد الناب ما يحيي المكاني
فقم يا نديبي فوق حر
…
عجبك في مخبه ألاستناني
يلفي في السند منها فريق
…
طوال الزرق منتزح وداني
علمهم رعينا البل هواها
…
من الحصاة إلى مبدا ذقاني
ورعينا المردمه
(2)
ثم أنثنينا
…
على الصافي عشبه يوم زاني
لين غدت حيرانها مثل اللقايا
…
وعلى خلفاتها مثل المباني
وهذه قصيدة قديمة للفارس الشيخ جريس بن جلبان آل حبيش وهو من شيوخ قبيلة يام قديمًا، قالها عندما كبر في السن في أوائل القرن الثاني عشر
(3)
.
يقول جريس ابن جلبان وما باع
…
عصر الطرب بعته ولا عاد جاني
بعتة بكور اسجله تخضع اخضاع
…
تسري الى نامت عيون الهداني
وان صفرت تجعل حنكها على القاع
…
من السج والسوهاج والحيل واني
وان جاو هل هجن من البعيد ضلاع
…
اقوم عجلا فارح مرحباني
ثم انحمر اللِّي على الحيل بياع
…
من شبته ضاري ببيع السماني
مال الحليله زارق فيه الأطماع
…
نوهات شوفه دايم مربحاني
امي تبات بالليل نور ومرباع
…
وامه تبات بجوعها والهواني
(1)
جلبان هو والد الفارس جريس وهو الذي أرسل زوجته إلى بني هاجر لتنذرهم بهجوم آل حَبَش.
(2)
المردمة تقع في جنوب عفيف بحوالي 30 كم.
(3)
ديوان ابن صبحان ص 422.
اقطع لها القادم مع سبعة اضلاع
…
ثم احتسي من هو قريب وداني
وقصير بيتي غالبًا لين ينزاع
…
وادعيه للكرامه واجي لا دعاني
وانا معه بيمين وذراع والباع
…
واللي شقاه من المشاحي شقاني
ولاني في حرمة قصيري بطماع
…
لا غاب واليها عليها ألف اماني
وقصيرتي ما اكثرت فيها التلماع
…
لو انها ازين من غزال البياني
يوم تين
(1)
:
حدثت هذه المعركة في منتصف القرن الثالث عشر الهجري وذلك عندما أراد اشراف مكة إخضاع قبيلة قحطان وتشتيت قواها لعدة أسباب منها مناصرة قبيلة قحطان للدولة السعودية الأولى والثانية، وقوة هذه القبيلة وسيطرتها على نجد مدة من الزمن، فكانت هي الدرع الواقي للدولة السعودية من هجمات جيوش الأشراف من الحجاز وكانت قحطان. ونقصد بهذا فخذا منها وهو فخذ الجحادر بزعامة آل قرملة - وهذا الفخذ كان مسيطرا على نجد في ذلك الوقت وليست جميع فخوذ قحطان. وقعت المعركة عندما جمع الأشراف عددًا من القبائل وأغاروا على عشيرة من الجحادر واستولوا على إبلهم بالقرب من جبل تين، فجمع الشيخ محمد بن هادي آل قرملة قوة من الجحادر وسند بهم إلى الجنوب حيث وقعت المعركة، وقد نظم شعراء قحطان قصائد منها هذه القصيدة لمجري بن ذيبان آل روق قالها قبل وقوع مناخ تين عندما جرت عدة مناوشات بين قحطان وقبائل الأشراف.
ياراكب من عندنا فوق زفزوف
…
يشدي ظليم فالخلا مقرع له
ينصي الشريف اللِّي على النّاس له نوف
…
والطيب لمن ضاع هم هل له
تطري ابن ضاري له العصب ملفوف
…
وراس السنام مقلطه حشمة له
دزوه ربعي بعرينات وسوف
…
والشيخ جعلنا الله قدرة له
أنا من آل محمد غدة الجوف
…
سعد القريب وللمعادين عله
(1)
تين جبل يقع في شرق بلدة الخرمة في عروق سُبيع بالقرب من منهل القنصلية وفي كتاب (تربة بين الماضي والحاضر) مهدي بن عائض البقمي ذكر أن تين يقع بالقرب من جبل حضن، انظر معركة تين في كتاب الدليل والبرهان في أنساب قبائل قحطان ص 4، علي بن شداد آل ناصر الحبابي.
وبسبب كثرة القبائل الموالية للأشراف وغيرها من القبائل لَمْ يستطع الجحادر إلحاق الهزيمة بالأشراف فأرسلوا في طلب بني هاجر فقدموا إليهم، وفي أول يوم من مناخ تين طلب الأمير شافي من ابن هادي أن يكون أول يوم في المناخ لبني هاجر، وقد أجابهم ابن هادي وبدا الطراد فهزم بنو هاجر الأشراف في أول يوم من المناخ. ودارت معارك ومناوشات بين قحطان والأشراف وبني هاجر مع قحطان حتى استطاعت قحطان وبنو هاجر إنزال الهزيمة بجيوش الأشراف، وغنموا غنائم كثيرة، وهنا تجب الإشارة إلى أن بني هاجر لَمْ تبخس حقوق الآخرين الذين شاركوا مع قحطان هذه الموقعة ومنهم على سبيل المثال الدواسر وغيرهم، وبالرجوع إلى الدولة السعودية الأولى والثانية نجد أن تلك القبائل تشارك في الحروب تحت قيادة ابن قرملة الذي كان منصبه قائد جيوش الدولة السعودية، وقد ذكر هذه المعركة الشاعر طويل الرمح الهاجري حينما قال:
صالو وداجت بأقصى نجد خيلهم
…
يوم على تين تعزا كسايبه
لا كن جثايا الخيل من غب كونا
…
هشيم نخل خاوي في زرايبه
ساق الشريف
(1)
الغرس من دون قومه
…
من عقب زومه شتت الله شعايبه
هذا لعنا اللِّي لفتنا ركابه
…
يرفع بصوت ودمعة العين رايبه
ينخا بني هاجر وينخا قبابله
…
ومن ضيم عدوانه قريب حضايبه
وبعد هزيمة الأشراف قال شاعر منهم هذه الأبيات:
يا الله لا تسقي نهار على تين
…
يوم خذينا يا بديع به اقطاع
يوم التقينا حن وخيل القحاطين
…
كلنا لهم بالمد واوفوا لنا الصاع
جونا الهواجر مثل ورد محيمين
…
ياما وطوا منا على صحصح القاع
الصفر مثل مغلثات الشياهين
…
والشقر من ضرب المزاريج خراع
حطيت رجلي في حسين التوامين
…
وعرضتها من بينهم مثل فراع
كله لاعنى لابسات السباهين
…
اللِّي يحطن الخواتم بالاصباع
والأشراف لانوا عقب ما كان قاسين
…
والشق ما يرفاه خمسة عشر باع
يا شيب عيني ليلة الغزو ملفين
…
لو نجمع العشرين عشاهم الصاع
(1)
وهذا الغرس يطلق عليه اسم سهم الدرع وهو نخل للشريف.
وهذه قصيدة للشاعر محمد بن جبرين من أمراء القويعية
(1)
، يبين فيها أن القصيدة التي قالها أحد خدام الشريف في يوم تين وبعد هزيمتهم، نسبها بعض الرواة إلى بعض القبائل فقال الشاعر بن جبرين:"خواطر سانحات وردود واضحات على من يعزون معركة تين لغير بني هاجر وهذه المعركة معروفة ومشهورة ويتناقلها الرواة خلفا عن سلف ومن العيب والعضل أن ينسب الشيء لغير أهله"، وله فيها قصيدة تبدأ باستهلال دافعه رحيل القصير، فيقول فيها:
الجو عقب أهله غدابه عسامي
…
معاد لي مقعاد بعد المناعير
يتلون زينات عساها الوسامي
…
ترعى نباته جلها والمصاغير
حليبها يجلي صدا كل ظامي
…
ومن قدمه يكفيه كل المعاذير
وجبة سريعة للضيوف الحشامي
…
عادة هل العادات لاجا مسايير
تحلب على مر الليالي وعامي
…
يفرح بها الطرقي وراعي المداوير
من بعد ذا بالعون حيل جسامي
…
وهذي فعول الطيبين المشاهير
هذاك راضي والرضي له علامي
…
مشهور فعله فوق روس العثامير
هذاك بن ربعه وهذا كلامي
…
ومن قال صادق ما يخاف المحاذير
عف عفيف من رجال كرامي
…
ما فيه يوم سمعت منه الهواذير
كدادي شبحه بعيد المرامي
…
يفرح ليا جاه المسير من عصير
الضيف دايم عندهم له مقامي
…
ما فيه يوم يحسبون المخاسير
خلف رجال مخولين بعمامي
…
ما كر حرارًا فوق روس المجادير
هواجر لاثار عج الزحامي
…
يروون حد العود من غير تقصير
تاريخهم مشهود شرق وشامي
…
يوم السريا في عقب كل شرير
يوم على تين اكفهر بظلامي
…
معارك يشبع بها الذيب والطير
قفا الشريف بحسرته ما يلامي
…
مهزوم مسكور الجناحين
كالطير عبد الشريف يشوف والجو حامي
…
لا شك صور القوم تصوير
أيضًا ثنا رجله صليب العظامي
…
ويشهد شهادة حق ما فيه تزوير
أصبح جزاه مشوكك بالحزامي
…
حتى ان شعره ما يجي له تعابير
يبغون كتم السر والسر زامي
…
والله ما يخفيه هرج المعاثير
(1)
رواية فلاح بن ملفي.
وقول بلا توكيد يصبح هلامي
…
ماله مكان بين حمر النواظير
يا ليت شافي ناهض بالحسامي
…
اللِّي على راسه تغير المغاوير
يكتب لنا التاريخ ذرب الكلامي
…
حتى يكون الرد ما فيه تقصير
ومسيرة بني هاجر عداها الملامي
…
سيرة ملاحم بين حمر الطوابير
وازكى تحيه يا عرب والسلَّامي
…
على محمد مظهر الدين تنوير
موقعة عقرات
(1)
:
جرت أحداث هذا اليوم في أوائل القرن الرابع عشر الهجري بالقرب من هضاب عقرات وتقع في وادي الميثب بني هاجر، وكانت فخوذ آل عميرة بني هاجر قد نزحت من الميثب ولم يبق منهم غير الهيازع، وكانوا ينزلون بالقرب من هضاب عقرات وشيخهم وفارسهم زيد بن حلبان وفي كل يوم يقوم أحد أفراد الهيازع بسبر الأعداء من أعلى هضاب عقرات.
وفي يوم من الأيام رأى سبار غبارا كثيفا في السماء من على البعد وكان الوقت قبل غروب الشمس بقليل فنزل السبار، لإخبار قومه وتحذيرهم فأخذوا يعدون أنفسهم لملاقاة الغزاة، الذين وصلوا إلى هضاب عقرات بالقرب من مكان نزول الهيازع واستدلوا على ذلك بسماع أصوات الحوار، وأناخوا في ذلك المكان استعدادا للهجوم صباحًا، وتلك هي عادات قبائل شبه الجزيرة العربية إذ كانت تغزو صباحًا إذ يصيح رجال الجيش وهم يستعدون للغزو:"صباح .. صباح". أما الهيازع فقد قاموا بهدم بيوت الشعر على أبنائهم ونسائهم وذلك قبل طلوع الفجر استعدادا للقاء ومع مطلع الفجر ركبوا خيولهم وإبلهم وهم يطلقون صيحاتهم وشيخهم زيد يعتزي خيال البلهاء وأنا ابن دعيج وكان غزو تلك القبيلة كثير العدد والعدة؛ لأنَّها أرادت إخراجهم من الميثب ولكن فرسان بني هاجر عقرت كثيرًا من خيلهم وإبلهم في تلك الهية حتى أنه بعد مرور شهور من هذا اليوم كانت آثار ندى جيف الخيل والإبل تملأ أرض المعركة.
أيام بني هاجر في نجد:
لبني هاجر العديد من الأيام في نجد منها ما كان لهم ومنها ما كان عليهم، ومن أهم أيام بني هاجر في نجد موقعة الليلة، وموقعة اللدام، وموقعة الحزم الراقي، وموقعة آل ضمين والجمانية والعمائر والجديدة.
(1)
رواية عبد الله بن عجب آل حلبان.
موقعة الليلة
(1)
:
مرت أحداث هذه الموقعة في سنة 1204 هـ/ 1798 م وذكرها ابن غنام في كتابه
(2)
(تاريخ نجد) إذ قال عنها: إن ربيعا غزا وجماعته يريدون بعض الأعراب منهم: بنو هاجر فلما أشرف عليهم، وأراد أن يغير عليهم انسحب كثير ممن كان معه منهم جماهر وابن حويل وجماعتهم من الدواسر وآخرون، ولم يثبت معه سوى ابن قرملة وأحمد ابن نجان فتكاثر أعراب البادية على من معه، ووضح ابن غنام أن سبب هزيمة جيش ابن ربيع هو انسحاب أغلب جيشه.
موقعة اللدام
(3)
:
وقعت في سنة 1205 هـ/ 1790 م وذكرها ابن غنام في كتابه، وقال عنها أن سعودا أرسل نغيمشا ومعه قوة إلى أهل الوادي وهم جماهر وحويل يريد حربهم، وكان حويل وجماهر قد مالوا إلى معسكر الشريف وعندما علم الشريف عن قوة نغيمش أرسل إلى أهل الوادي بعض القبائل ويقودهم الشريف شاكر وكان أكبر تلك القبائل بنو هاجر، فسار نغيمش حتى لحق بربيع بن زيد ومبارك بن هادي وساروا جميعا حتى التقوا بجنود الشريف في مكان يسمى اللدام فنشب القتال بينهم وقتل من معسكر الشريف رجال منهم آل شري أربعة وقتل من جنود بن سعود ثلاثة وذكر ابن غنام أن آل شري من بني هاجر
(4)
.
ونظرا لأن آل شري هم شيوخ المساردة من عبيدة. ويستدل من هذا أن عددا من قبائل قحطان كانت مشتركة مع الشريف شاكر في هذه الموقعة. فقد ذكر ابن غنام أن أكبر تلك الأقوام هي بنو هاجر مع العلم أن اسم الشيخ محمد ابن شبعان لم يذكر إطلاقا في تلك الموقعة أو من مشاهيرها، ومع هذا فإن قبيلة بني هاجر لم تشترك في هذه المعركة بل قبائل تتبع شيخها محمد بن شبعان. وهذا بيت من قصيدة للشاعر هادي الشاعر الجحدري القحطاني وقيل إنها للشيخ محمد بن هادي ابن قرملة مرسلة إلى الشيخ شافي بن سفر بن شبعان يستدل
(1)
يقع في منطقة الخرج.
(2)
ابن غنام ص 371.
(3)
يقع اللدام في منطقة الخرج؛ صحيح الأخبار ص 22.
(4)
ابن غنام ص 177.
منها أن شيوخ بني هاجر كانوا في الماضي هم شيوخ قبائل قحطان الذين انحدروا معهم من تثليث إلى نجد
يامن يعلم شافي أن نجد ممطور
…
بوادى الرشا ما يأخذ الا امليله
قله يخلي منزل له على الضور
…
ويبغى غدير الغرس يوم امتلاله
يا عمنا عم العرب عم صنقور
…
شيخ قحطان والجحادر اعواله
موقعة الحزم الراقي:
لم يذكر ابن غنام المكان الذي دارت فيه هذه المعركة حيث ذكر (أنه في حوادث سنة 1208 هـ/ 1739 م غزا هادي بن قرملة رئيس قحطان ومعه محمد ابن معيقل وأهل الوشم ومطير وأعراب كثيرون، على قبائل البقوم وبني هاجر واشتد بين الطرفين القتال حيث انتصر جيش ابن سعود وقتلوا ناصر بن شري رئيس بني هاجر وعدة رجال آخرين وغنموا منهم غنائم كثيرة منها ثلاثة آلاف من الإبل).
كما ذكر ابن بشر هذه الحادثة وحدد موقع المعركة فقال: سار محمد بن معيقل بأهل الوشم وسدير ونهض معه كثير من بوادي قحطان ومطير وبني حسن وجملة من الدواسر والسهول وغيرهم فسار محمد المذكور إلى عالية نجد فأغاروا على بوادي بني هاجر ورئيسها يومئذ ناصر بن شري وهم في الحزم الراقي بين الذنايب
(1)
، والثعل
(2)
فوقع بينهم القتال وقتل رئيسهم ناصر المذكور، بيد أن ابن بشر قد سار على عادته هنا في وصف رؤساء الأفخاذ أو العشائر بأنهم رؤساء القبائل الأم التي ينتمون إليها، وقد تكرر هذا الأمر في روايته لهذه الواقعة حين ذكر أن ناصر بن شري كأمير ورئيس لبني هاجر القبيلة بينما هو شيخ المساردة من عبيدة، أما شيخ قبيلة بني هاجر فهو الشيخ سالم بن محمد بن شبعان.
موقعة آل ضمين:
وفي سنة 1210 هـ ذكر ابن غنام هذه الحادثة ولم يذكر اسم المكان الذي جرت فيه أحداثها وقال عنها: إن قاعد بن ربيع بن زيد أمير وادي الدواسر سار
(1)
صحيح الأخبار ج 2 ص 77.
(2)
صحيح الأخبار ج 3 ص 131
بجمع من قومه يريد غزو قبائل جنوب نجد وهم في الغالب من معسكر الشريف فأغار ابن ربيع على آل ضمين وهم أعراب من بني هاجر وغنموا منهم إبلا وخيلا. ومما قاله شاعر كان في جيش ابن سعود في تلك الغارات على ميثب بني هاجر منها هذه الأبيات:
خيالة التوحيد خلوني أضيع
…
واقفوا مع الميثب لهلهم وقاري
من ضرب عودٍ يوم يرخى المصاريع
…
ويضفهم ضف الصقر للحباري
يركب على قبٍ عيال مداريع
…
قده على طرد المعادين ضاري
شوف عيني يوم ذبوا مع الريع
…
صفة درمهم مثل صف العجاري
موقعة الجمانية
(1)
:
جرت أحداثها في سنة 1210 هـ/ 1795 م في مكان يسمى الجمانية وهو بعالية نجد، وذلك بسبب الحادثة السابقة، وقال ابن غنام: إن الشريف غالب بن مساعد جمع جموعا كثيرة من حاضرته وباديته من كل قرية وبلد، واستعمل عليهم الشريف ناصر بن يحيى وساروا لمحاربة قبائل ابن سعود، فلما علم بذلك عبد العزيز بن محمد بن سعود أرسل إلى جميع بوادي نجد يخبرهم بما عزم عليه الشريف ويأمرهم بأن ينزلوا بأهلهم "وإظعانهم"على ابن هادي بن قرملة كبير قحطان وأمر ربيع بن زيد أمير الدواسر والوادي أن يخرج بجيش من قومه وينزل على هادي، فلم تمض غير أيام حتى اجتمعت تلك الجموع على ماء الجمانية بعالية نجد ثم أقبل الشريف ناصر بجيوشه ومعه المدافع ونزل على الجمانية وكان ذلك في آخر شعبان، فلما بدت غرة رمضان التحم الفريقان واشتد بينهم القتال يومين فهزم الله جيش الشريف وأخذوا مدافعهم وخيامهم ومائتي ألف من الغنم وثلاثين ألفا من الإبل وقتل من الطرفين عدد من الرجال، وكان عبد العزيز قد أرسل محمد بن معيقل في جيش مددا لابن قرملة فلم يأتهم إلا بعد أن هزم جيش الشريف بيومين فتوجه في إثر أعراب الشريف فأدرك بني هاجر وهم على ماء القنصلية قرب بلدة تربة فأغار عليهم.
(1)
تقع غرب مدينة عفيف بحوالي 28 كم، تاريخ الجزيرة العربية حسين خزعل ص 365 ص 367، العسكرية السعودية في مواجهة الدولة العثمانية السيد أحمد مرسي عباس ص 19.
ذكر ابن بشر هذه الحادثة وقدم تفاصيل أكثر عن القبائل التي اشتركت مع عبد العزيز بن محمد بن سعود فقال: "فلما بلغ الخبر عبد العزيز بن محمد بن سعود أمر على محمد بن ربيعان ومن معه من عربان عتيبة وفيصل الدويش ومن يتبعه من مطير وأمر أيضًا على بوادي السهول وسبيع والعجمان وغيرهم من بوادي نجد وأمر جميع هؤلاء العربان بأن ينزلوا على هادي بن قرملة رئيس قحطان وجميع عربانه ثم أمر عبد العزيز على ربيع بن زيد الدوسري أمير أهل وادي الدواسر أن يسير بالدواسر الحاضرة والبادية وينزلوا على هادي المذكور
(1)
.
موقعة العمائر
(2)
:
وقعت في سنة 1211 هـ/1796 م وقد ذكرها ابن غنام وقال: إن محمد بن معيقل مع جيش من أهل الأحساء
(3)
والمهاشير وأهل نجد يريدون جزيرة العماير فلما اجتازوا الصحراء وبدت لهم الجزيرة خاضوا البحر ولم يغز ابن سعود قبل هذه الغزوة في البحر، وخاضت معهم بعض الخيل فلما وصلوا ساحل الجزيرة أغاروا على أهلها فقتلوا منهم عدة رجال وأخذ السعوديون ما بها من الأموال واستولوا على ستة من الخيل ونحوأريعين من الإماء وحازوا كثيرا من الخيام والسلاح والأمتعة والمال.
موقعة الجديدة
(4)
:
وقعت في ذي القعدة سنة 1226 هـ / 1810 م وتعرف بالخيف وكذلك وادي الصفراء، وقد شارك بنو هاجر ضد الحملات التي قام بها محمد علي على الجزيرة العربية وذلك عام 1226 هـ - 1230 هـ / 1810 م -1814 م ضمن قوات الإمام عبد الله بن سعود للدفاع عن المدينة ضد قوات طوسون وذلك في موقعة الجديدة مع أهل بيشة وقحطان، وكان على رأس هذه القوات هادي بن قرملة وعثمان بن عبد الرحمن المضايفي من قبيلة عدوان اللذان استبسلا فيها وهزمت
(1)
ليس كل فخوذ بني هاجر بل أدرك فخذا من بني هاجر.
(2)
ابن غنام 197.
(3)
المهاشير من قبيلة بني هاجر.
(4)
تاريخ اليمامة بن خميس ص 314، ص 319، الدولة السعودية الأولى عبد الرحيم عبد الرحمن ص 311، العسكرية السعودية في مواجهة الدولة العثمانية أحمد عباس ص 58.
قوات طوسون وقتل منهم أربعة آلاف رجل واستولت قوات عبد الله بن سعود على كثير من الأموال والسلاح وقتل من جيش الإمام عبد الله ستمائة رجل منهم هادي بن قرملة شيخ قحطان ومانع بن كدم شيخ آل قريش من قبيلة آل صقر من عبيدة قحطان وراشد بن شبعان شيخ بني هاجر والفارس مانع أبو حير العجمي
(1)
.
وقد ذكر ابن بشر من قتل في هذه المعركة فقال
(2)
راشد بن شبعان أخا محمد بن سالم وهوأمير بني هاجر.
غير أن الواقع أن راشد هذا هو راشد بن سالم بن محمد بن شبعان الذي تزعم قبيلة بني هاجر بعد وفاة والده الشيخ سالم بن محمد في حوالي 1210 هـ أما وفاة الشيخ راشد كما أوضح المصدر سنة 1226 هـ، ومن ذلك يتضح أنه تزعم قبيلة بني هاجر لمدة 16 سنة، وقد انضمت قبيلة بني هاجر إلى معسكر عبد الله بن سعود وصاروا من ضمن جيوشه في وقت زعامة الشيخ راشد بن سالم بن محمد بن شبعان.
أيام بني هاجر في البحرين:
لبني هاجر العديد من الأيام في البحرين منها وقعة الناصفة وسوق الخميس وأم سوية وقصر البدع ورأس تنورة والضلع ودقة البحرين. وقعة الناصفة
(3)
:
وقعت هذه الحادثة في سنة 1258 هـ/ 1824 م وذلك بعد أن دب النزاع بين الشيخ عبد الله بن أحمد (الفاتح) حاكم البحرين وبين حفيد أخيه الشيخ محمد بن خليفة بن سلمان بن أحمد على الحكم، وكان الشيخ محمد قد استعد للأمر فتمكن من حصر الحكم في جزيرة المحرق، فجهز الشيخ عبد الله جيشين أرسل أحدهما المؤلَّف من بني هاجر إلى ابني أخيه الشيخ محمد وحمود ابني سلمان بن أحمد الساكنين في الرفاع ليقوداه إلى قتال ابن أخيهما وقاد عبد الله الجيش الثاني بنفسه متوجها نحو سوق الخميس، فلما بلغ الشيخ محمد بن
(1)
منطقة تثليث العمروي ص 66.
(2)
عنوان المجد ابن بشر ج 1 ص 158.
(3)
التحف النبهانية ص 107، تاريخ البحرين السياسي د/ فائق طهبوب ص 213.
خليفة الخبر كون جيشا وتلاقيا في موضع يسمى الناصفة في جزيرة سند فكانت الدائرة على الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفة
(1)
.
وقعة سوق الخميس
(2)
:
وقعت بعد الناصفة سنة 1258 هـ وبعد هزيمة الشيخ عبد الله اجتمع بجيش ابني أخيه محمد وحمود المؤلف من بني هاجر وعادوا الكرَّة وهاجموا جيش الشيخ محمد بن خليفة حيث تلاقيا في سوق الخميس وجرت معركة حامية الوطيس شديدة كانت نتيجتها هزيمة الشيخ محمد بن خليفة الذي توجه إلى نجد لطلب النجدة من أمير الرياض عبد الله بن ثنيان.
وقعة أم سوية
(3)
:
جرت أحداثها سنة 1264 هـ/ 1874 م، وتعرف كذلك بخراب الدوحة الأولى وذلك في وقت حكم الشيخ محمد بن خليفة بعد أن انتزع الحكم من الشيخ عبد الله بمساعدة أسطول الدولة العظمى في ذلك الوقت بريطانيا في موقعة الحنينية في عام 1258 هـ/ 1834 م، اشترك بنو هاجر إلى جانب الشيخ عبد الله فيها، وبعد أن توطد الحكم للشيخ محمد بن خليفة وخضعت لسطوته أغلب القبائل ومنها قبيلة النعيم وآل بن علي والجلاهمة، أظهر عيسى بن طريف شيخ قبيلة آل بن علي رغبته في ولاية قطر فأسند إليه الشيخ محمد ولاية قطر عرفانا بما أداه من خدمات له خلال صراعه مع الشيخ عبد الله، ولكنه عندما توجه إلى هناك أظهر العداء للشيخ محمد وجمع القبائل للحرب وأرسل إلى أبناء الشيخ عبد الله المقيمين في قلعة الدمام يستقدمهم إليه لإتمام مخططه فقدم إليه الشيخ مبارك بن عبد الله يقود جيشا من بني هاجر، فبادر عيسى ومبارك بالزحف على الشيخ محمد بجيش مؤلف من آل بن علي والمناصير وبني هاجر، التقى الفريقان على ماء يسمى أم سوية في قطر يوم 9 ذي الحجة عام 1246 هـ
(1)
ج. ج لوريمر ج 3 ت ص 1236 ص 1240، الخليج العثماني فردرك ص 37.
(2)
التحفة النبهانية ص 108، تاريخ البحرين السياسي ص 213 الدولة السعودية الثانية حصة السعدي ص 175.
(3)
التحفة النبهانية ص 114، تاريخ البحرين السياسي ص 229، نشوء قطر د/ عبد العزيز المنصور، د/ فتوح الخنرش ص 42.
وانتهت المعركة بمقتل عيسى بن طريف شيخ قبيلة آل بن علي وهزيمة مبارك بن عبد الله
(1)
.
وقعة قصر البدع
(2)
:
جرت أحداثها بعد موقعة أم سوية بثلاث سنوات وذلك في سنة 1267 هـ/ 1850 م بعد أن استنجد الشيخ مبارك بإمام نجد فيصل بن تركي آل سعود فجمع الإمام فيصل قواته في الرمحية ثم انتقل إلى جلوين بين القطيف والأحساء وهناك وصلته مساعدات من قبائل بني هاجر وآل مرة والعجمان واتجهت جميع القوات بقيادة عبد الله بن فيصل إلى قطر فنزلت بلدة سلوى ثم جاءوا الصريف في الزاوية الجنوبية من قطر وحاصرت الحملة قصر البدع الذي تتواجد فيه قوات الشيخ محمد وأخيه علي وبعد ذلك جرى الهجوم على القصر وأجبرت قوات عبد الله قوات آل خليفة على الفرار إلى البحرين مخلفة وراءها عددا من السفن التي استخدمها الشيخ مبارك بن عبد الله للهجوم على البحرين بعد أن جهزه عبد الله بن فيصل.
وقعة رأس تنورة
(3)
:
وتعرف بموقعة مسيمير أيضًا. وجرت أحداثها بعد موقعة قصر البدع وذلك في سنة 1267 هـ بعد أن جهز عبد الله بن فيصل الشيخ مبارك بن عبد الله بن أحمد آل خليفة للهجوم على البحرين، اتجه الشيخ مبارك يقود جيشا من بني هاجر والجلاهمة في طريقه للبحرين لمقابلة جيش الشيخ محمد آل خليفة وبالقرب من رأس تنورة حيث جرت أحداث المعركة التي أسفرت عن مقتل الشيخ مبارك وبشر بن رحمة الجلاهمة والفارس ناصر بن مريط الهاجري
(4)
.
(1)
التطور السياسي د/ عمر العمري ص 162.
(2)
تاريخ الدولة السعودية الثانية د/ أبو عليه ص 166، الدولة السعودية الثانية حصة أحمد السعدي ص 182.
(3)
تاريخ البحرين السياسي ص 249، الدولة السعودية الثانية حصة السعدي ص 182، نشوء قطر، د/ عبد العزيز المنصور ص 43.
(4)
الشيخ محمد هو حفيد شقيق الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفة الذي انتزع الحكم عنه بعد موقعة الحنينية وذلك في عام 1834 م.
وقعة الضلع
(1)
:
وقعت هذه الحادثة في سنة 1286 هـ/ 1869 م وذلك بعد أن دب النزاع بين الشيخ محمد وأخيه علي بن خليفة على الحكم وأسفر هذا النزاع عن حكم البحرين للشيخ علي بن خليفة فطلب الشيخ محمد المساعدة من أبناء الشيخ عبد الله المتواجدين في قلعة الدمام فجهز أبناء عبد الله جيشا من بني هاجر يقوده الشيخ ماضي بن طعزة في دارين وتوجهوا بعد ذلك نحو البحرين وعندما نزلوا من السفن إلى البر التقى الجيشان ودارت معركة شديدة أسفرت عن مقتل الشيخ علي بن خليفة وابنه إبراهيم وانهزم جيشه وأصيب عيسى بن علي وأنقذه رجل من آل مرة، حيث نقله إلى قطر في الليل بقارب وكانت هذه الحادثة في 21 جمادى الآخرة سنة 1286 هـ.
وقعة دقة البحرين
(2)
:
وقعت سنة 1286 هـ/ 1869 م بعد موقعة الضلع وهزيمة جيش علي ومقتله وابنه ودخول الشيخ محمد وأبناء الشيخ عبد الله بمساعدة بني هاجر حيث صار الحكم في البحرين مرة أخرى للشيخ محمد ولكن أبناء الشيخ عبد الله قاموا بسجن الشيخ محمد وانتزعوا الحكم منه وتولى الحكم الشيخ محمد بن عبد الله في البحرين وتفرق أبناء الشيخ محمد بن خليفة في قطر ونجد، وبعد ثلاثة أشهر من حكم محمد بن عبد الله تدخل البريطانيون في البحرين وسعوا لإخراج أبناء الشيخ عبد الله من حكم البحرين بكل الوسائل حتى العسكرية وتم ذلك حين حاصر المعتمد البريطاني في أبي شهر "بيلي" البحرين بواسطة البوارج البريطانية الموجودة في الخليج العربي التي أخذت بتوجيه مدافعها على قصر الحكم في المنامة وقتلت عددا من رجال الشيخ محمد بن عبد الله المتواجدين في القصر وكذلك من جيشه، فتسلل أبناء الشيخ عبد الله وبنو هاجر إلى الدمام فأخرج المقيم البريطاني بيلي الشيخ محمد بن خليفة من سجنه ونفاه إلى عدن ومنها توجه إلى مكة حتى توفي بها.
(1)
ج. ج لوريمر ج ت ص 286 ص 1353.
(2)
تاريخ البحرين السياسي ص 286 ص 300.
ثم قام بيلي واستدعى الشيخ عيسى بن علي بن خليفة من قطر وعينه حاكما للبحرين عام 1286 هـ/ 1869 م.
وبدأ من هذا العام الانتداب البريطاني على البحرين بعقد عدة اتفاقيات مع حاكم البحرين حتى تم الاستقلال، وقد دخلت بريطانيا ضد أبناء الشيخ عبد الله لأنهم عارضوا السيطرة البريطانية على البحرين ودخلوا في معاهدات مع الدولة العثمانية وذلك لأسباب دينية بسبب قوة علاقتهم بإمام نجد
(1)
.
أما من فسر مساعدة بني هاجر أبناء الشيخ عبد الله قديما بأنها من قبيل أعمال القرصنة فإن وصف القراصنة من الأوصاف التي أطلقها المغرب على المشيخات والقبائل القاطنة على سواحل الخليج بشكل عام، وبالتالي فليس من المناسب استعارته ونعت أي قبيلة من القبائل العربية به، وخاصة أن الغرب قد أطلق كلمة القراصنة على القبائل العربية التي قاومت تدخله في الشئون الداخلية لشبه جزيرة العرب ومحاولات الإنجليز المستمرة للسيطرة عليها
(2)
.
أيام بني هاجر في ساحل الإمارات
(3)
:
استعان شيوخ أبي ظبي بقبيلة بني هاجر كثيرا، خاصة في الحالات التي كانت علاقاتهم بشيوخ الساحل الآخرين تصل إلى درجة التأزم بينهم، ومن أمثلة ذلك ما حدث في عام 1875 هـ / 1292 م حينما اشتد النزاع بين بني ياس وبني نعيم وبني قتب فاستنجد شيخ أبي ظبي ببني هاجر والمناصير القاطنين في خور العديد فشن 200 فارس منهم على مدينة ضنك التي يسكن بها بنو نعيم في الظاهرة محدثين دمارا لها، أما بنو قتب فحين وجدوا أنفسهم في خطر من قبل بني هاجر والمناصير والمتحالفين مع شيخ أبي ظبي تقدموا يطلبون الحماية من شيخ دبي، وفي سنة 1324 هـ / 1906 م حدث نزاع بين أبي ظبي وأم القوين فاستعان شيخ أبي ظبي ببني هاجر والمناصير لحسم هذا النزاع. فأغاروا على أم القوين عدة مرات، كان النصر حليفهم حتى تدخلت الحكومة البريطانية لحل هذا
(1)
تاريخ الأحساء السياسي د/ محمد عرابي نخلة ص 92.
(2)
أصول الخيل العربية الحديثة الجاسر ص 259.
(3)
التطور السياسي للبحرين د/ عمر العمري ص 121، ص 228، ص 291 ج. ج لوريمر ج 2 تخ ص 168.
النزاع عندما تدخل العقيد كوكس وتم الصلح بين شيخ أبي ظبي وشيخ أم القوين على سطح السفينة البريطانية "لورنس" وبحضور العقيد كوكس
(1)
.
أيام بني هاجر في قطر
(2)
:
كتب "روث" في 29 جمادى الآخرة 1305 هـ/ فبراير 1887 م خطابا أرفق به مذكرة أن شيخ البحرين يذكر فيها أن الشيخ ناصر بن مبارك وأتباعه من بني هاجر سيستقرون في الزيارة في الجزء الشمالي الغربي من ساحل قطر في مواجهة البحرين وأن العثمانيين يساندون هذا المخطط بشكل مباشر مما سيدخل البحرين في دائرة الخطر، وقد وصلت موافقة لناصر بن مبارك من والي البصرة على السكن في الزبارة، وفي شوال 1304 هـ أرسل المقيم البريطاني لحكومة الهند خطابا ذكر فيه أن انسحاب الشيح قاسم من البدع قد تسبب في اضطرابات في المنطقة والمناطق المجاورة وأن بني هاجر قد أغاروا على سوق البدع وعانى تجار الفُرس من جراء ذلك وعندما اشتد الصراع بين الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان شيخ أبي ظبي والشيخ قاسم آل ثاني قام ابن الشيخ زايد بغارة على البدع انتهت بمقتل أحد أبناء الشيخ قاسم والملقب (بالجوعان) وذلك في يوم 18 رمضان 1305 هـ وقامت قبيلة بني هاجر بمساندته للأخذ بثأر ابنه، وعندما علم الشيخ زايد بما يعده الشيخ قاسم من السير إليه أرسل المبعوثين إلى القبائل الموالية له من الظواهر والبوشمس وبني قتب والعوامر والدروع وكذلك إلى شيخي دبي وأم القوين وطلب من الجميع أن يلتقي بهم في أبي ظبي لكي تتوحد قواتهم مع قواته لملاقاة الشيخ قاسم والتقى الجيشان في منطقة جوى انتصر فيها قاسم وعرفت هذه المعركة باسم معركة خنورة وكذلك قبيلة النعيم على خطه تقضي بالتعبئة السريعة في حالة وصول الشيخ زايد بجيش يصل إلى 1500 رجل، كذلك قام الشيخ قاسم بإرسال مبارك بن نايفة الهاجري إلى حاكم حائل الأمير محمد بن رشيد ومعه 16 ناقة هدية منه يطلب من ابن رشيد المساندة. رد الأمير محمد بن رشيد على الشيخ قاسم بخبر وصول مبعوثه الفارس مبارك
(1)
ج. ج لوريمر ج 2 تخ ص 1142 تاريخ ساحل عمان السياسي زهد يسمور ص 176، ص 177.
(2)
أمراء وغزاة د/ عبد العزيز عبد الغني، الشئون القطرية من عام 1837 م إلى عام 1940 م. ج. ج لوريمر ج 3 تخ ص 1243 ص 1246، تاريخ ساحل عمان زهدي سمور ص 121 - 142 ص 24، التطور السياسي في قطر د/ عبد العزيز المنصور.
ابن نايفة الهاجري والهدية وكذلك عن استعداده لمساندته ضد شيخ أبي ظبي. كما كتب محمد بن رشيد خطابا موجها إلى الفارس ناصر بن خليل الهاجري شيخ آل شهوان بني هاجر في الرابع من ذي الحجة 1305 هـ الموافق 11 أغسطس 1888 م جاء فيه: "من محمد بن رشيد إلى ناصر بن خليل سلام عليكم ورحمة الله. وبعد ذلك من طرف قاسم اليوم صار حالنا وحاله وصار بينه وبين زايد الجرا فيه فالمستهب صداقتنا يساعد قاسم على عدوه ويفزع له وحنا بدورنا متوجهين لتلك الديارات وكل يجازا على قدر فعله اللي يفعل زين ويساعد قاسم فهو صديق واللي ما يفزع مع قاسم فلا هو صديق"
(1)
.
تحرك الشيخ زايد من أبي ظبي بجيش يبلغ 5000 مقاتل و 200 فارس ولما بلغ زايد سبخة على حدود قطر واجهت الجيش ظروف قاهرة تمثلت في شح الماء وكان لزاما عليه أن يحفر الآبار، فعقد زايد هناك مجلس حرب مع شيوخ القبائل الموالية له وتقرر فيه عدم السير إلى قطر وخاصة إن الشيخ قاسما كان يعسكر قرب البدع، بالإضافة إلى أنه لا يوجد في ذلك الوقت من العام كلأ كاف للحملة في نواحي قطر، ورأى المجلس الاكتفاء بمهاجمة القبائل الموالية لقاسم والتي اشتركت معه في الحملة السابقة، واتجه الشيخ زايد إلى قارة بالقرب من الأحساء، ونهبت القبائل الموالية له كل شيء وبلغت غنائمهم 2000 من الإبل وعندما علم بنو هاجر بذلك قرر الشيخ سالم بن شافي ملاحقة جيش زايد واسترداد إبلهم وبلغ عددهم 350 هجانا و 310 فرسان فتعقبوهم إلى أن وجدوهم متجهين نحو أبي ظبي وهاجم بنو هاجر على مؤخرة جيش زايد وبدأت معركة استبسل فيها فرسان بني هاجر، ولكن هذه المعركة أسفرت عن مقتل عدة رجال من قوات الشيخ زايد وبني هاجر وعرفت هذه المعركة بمعركة قارة نسبة إلى المكان الذي وقعت به، وذلك في عام 1889 م، اكتفى زايد بهذا القدر وتراجع إلى دياره، وحين بلغ الشيخ قاسم خبر هذه المعركة ومقتل عدد من بني هاجر فجهز 1500 مقاتل من بني هاجر والنعيم والمناصير وخرج من البدع يقتفى أثر زايد للأخذ بثأر من قُتل في هذه المعركة لكن جيش الشيخ رايد وصل إلى أبي ظبي. وبعد مدة من معركة القارة أغار بنو هاجر بقيادة أحمد بن ثاني على شمال البريمي في عام 1889 م.
(1)
أمراء وغزاة ص 105.
مساندة بني هاجر للشيخ قاسم
(1)
:
تلتزم قبيلة بني هاجر عندما تعاهد أو تتحالف مع قبيلة أو شيخ بعهودها ومواثيقها، وتفي بها حتى لو أدى ذلك إلى قتل آخر رجل من رجالها، ولم يذكر في تاريخها أنها تعاهدت مع أحد فخانت أو غدرت، وعندما يشتد القتال لا تنسحب مخلفة حليفها يواجه أعداءه وحده بل تقف معه حتى نهاية المعركة ولو تكاثر عليها الأعداء؛ ولذلك اختارها الشيخ عبد الله آل خليفة وسانده بنو هاجر وكذلك أبناؤه من بعده ووفت بعهودها معه، ومن ثم استعان الشيخ قاسم ببني هاجر لمعرفته بهم وحفظهم للمواثيق وطلب منهم المساندة في إقامة حكمه في قطر، وقد أوفوا بعهودهم للشيخ قاسم وقامت الإمارة وكان الدور الأساسي في هذا يرجع إلى بني هاجر ممثلا في الشيخ الفارس ناصر بن خليل، وقد بدأ هذا التعاون بين قاسم وناصر وذلك عندما رأى قاسم أن والده محمد بن ثاني يدفع مبالغ كبيرة إلى حاكم البحرين فرضت على أهالي قطر، وكان والده من كبار التجار في قطر ويتحمل القسط الأكبر من هذه المبالغ بموجب اتفاق تم في 12 سبتمبر 1868 م الموافق جمادى الآخرة 1285 هـ بين أهالي قطر وحاكم البحرين علي آل خليفة وبحضور المقيم البريطاني (روث).
وكان والد قاسم محمد بن ثاني ليس حاكما على قطر بل يتبع شيخ البحرين ويعمل تاجرا في اللؤلؤ مع جماعته المعاضيد وهم من قبيلة تميم ويبلغ عددهم في قطر عشرة أفراد يشتغلون بتجارة اللؤلؤ. وبعد أن شب قاسم رفض هذا الاتفاق، الذي تم ورفض أن يدفع المبالغ التي نص عليها هذا الاتفاق وذلك بعد أن وجد المساندة من الشيخ الفارس ناصر بن خليل وجميع قبيلة بني هاجر، وبدأ قاسم يحكم قطر ولكن بدون اعتراف من الدول المسيطرة على الخليج العربي وشيوخ ساحل عُمان فضبط الأمن بها واستتب له الأمر وأصبح ينظر إلى السلطة ولكن عدم اعتراف الدولة العثمانية والبريطانية وشيوخ ساحل عُمان صعّب من هذه المهمة فاجتمع مع الشيخ ناصر بن خليل وكذلك بكبار رجال القبائل الموالية له وتحدث عن كيفية شد اهتمام القوى العظمى في المنطقة وإظهار أهمية قطر على ساحل الخليج العربي. فأشار أحد رجال بني هاجر ويدعى جابر
(1)
ج. ج لوريمر ج 3 تخ ص 1260 - 1264 تاريخ ساحل عمان - زهدي سمور ص 121.
ابن شرعان الهاجري أن يقوم قاسم بحشد قوة بحرية تقطع الطريق على السفن المحملة بالبضائع وتستولي عليها، وبدأ قاسم ومن معه بشن الغارات على السفن في الخليج العربي وكانت تعود ملكيتها إلى البحرين وأبي ظبي وبريطانيا ومع ازدياد هذه الغارات في الخليج بدأت بريطانيا وكذلك تركيا بالاتصال بقاسم بن محمد بن ثاني.
وفي جمادى الأولى 1288 هـ/ 18 يوليو 1871 م أبرق "بيلي" المقيم البريطاني في بو شهر بأن قاسما تعهد برفع العلم العثماني على الدوحة وعين من قبلهم في منصب قائم مقام ولكن هذه العلاقة لم تستمر بين قاسم والدولة العثمانية
(1)
. ففي 12 رجب 1280 هـ/ فبراير 1891 م وردت أخبار من وكيل البحرين البريطاني بوقوع انشقاق بين قاسم والسلطات العثمانية، وذلك عندما اعترض قاسم على إقامة مركز جمارك في البدع وعندما أصر العثمانيون على إقامة هذا المركز قدم قاسم استقالته كقائم مقام قطر، ولم تقبل السلطات العثمانية استقالته ولكن مع إصرار قاسم على الاستقالة عينوا بدلا منه قاسم بن عبد الوهاب الفيحاني من قبيلة سبيع من فخذ الفياحين ولد في بلدة الفويرط في شمال قطر، وهو من الشخصيات المعروفة ومن كبار تجار اللؤلؤ في قطر، وكان من فرسانه المشاهير عندما حكم قطر محمد بن أرشيد آل زايد الهاجري وله ذرية في الكويت، ولكن مخططهم هذا بتعيين قاسم الفيحاني قائم مقام قطر لم ينجح وقرروا أن يرسلوا 1000 جندي عثماني إلى البدع للتعامل مع قاسم بن ثاني وضبط شؤون المنطقة وذلك في شعبان 1290 هـ/ مارس 1873 م
(2)
.
معركة الشقب
(3)
:
قام والي البصرة بزيارة البدع في شعبان 1310 هـ/ فبراير 1893 م ولم يستقبله قاسم، وحين أرسل الوالي لقاسم يستقدمه باذلا له الأمان أرسل له أخاه أحمد لتسوية الأمر ولم يقبل الوالي بل أصر على حضور قاسم بنفسه، ورفض قاسم الأمر وأرسل إليه أحمد أخاه مرة أخرى في جمع من أعيان قطر، وعلى
(1)
ج. ج لوريمر ج 3 تخ ص 1256، الحياة الإدارية في سنجق الأحساء العثماني د / حمد العيدروس ص 79.
(2)
الشئون القطرية ص 195 الحياة الإدارية في سنجق الأحساء العيدروس ص 80.
(3)
الخليج العثماني فردرك انسكويي ص 58 ص 144 .. ج. ج لوريمر ج 3 ت ص 1248 - 1251.
هذا قام الوالي باعتقال أحمد وكذلك عبد الله بن علي بن عطية وقام الوالي محمد حافظ وأرسل 150 جنديا وذلك في رمضان 1310 هـ لتعقب قاسم، فما كان من قاسم إلا أن أرسل الرسل إلى فخوذ بني هاجر في قطر والأحساء يطلب منهم المساندة ونظم ذلك في قصيدة له مع مبعوثه الخاص الفارس الشيخ مبارك بن محمد بن نايفة آل شهوان الهاجري، وهذه القصيدة تبين الروابط التي تجمع بين بني هاجر والشيخ قاسم وهذه أبيات القصيدة كاملة:
أرى الجفن يجفو النوم ما يألف الكريم
(1)
…
إذا هم في بعض الهمم والمطالب
قم يا نديبى وأرتحل عيد هيه
…
عمانية من ساس هجن نجايب
عليها قطع الفرج ما يهابها
…
ليل في الظلما إذا النجم غايب
فأنا لي على البوادي قدايم
…
إذا نابهم سنة الفلا والحرايب
أبذل لهم نفسي ومالي وعصبتي
…
وحصن لهم في موجبات العوايب
فأركب ومربها المخاضيب
(2)
ساعة
…
ولا تكثر المهروج في غير صايب
سبعة عشر عام وأنا قايم بهم
…
وأنا لهم درع حصين القطايب
حاربت فيهم الأقربين وحضهم
…
مع ذا وعجز القلم بالكتايب
فأن رحبوا بك فأطرح الرحل عندهم
…
وطرش إلى الباقين منك النبايب
فأن هابوا فأخلط السير بالسري
…
إلى البشر وأجعلهم مناخ الركايب
ثم قل لهم ربعي تراخى أحزامهم
…
لا شغاميم القروم العطايب
رقوا مرتقى العليا مع من رقى بها
…
حرار الدم بأنيابها والمخالب
فلا خير فيمن يتبع الهون والردى
…
ورقه سؤال بين معطي وطالب
يلوموننى العزَّال في مطلب العلا
…
يقولون يسلك بك دروب صعايب
توى فيه تلف المال والجند والسلع
…
وجرايم سلاطين تدور السبايب
فلولا ركوب الصعب في كل شدة
…
وصبر على شداتها والكرايب
مالذ في الدنيا لذيذ ومطعم
…
ولا لذلي فيها لذيد المشارب
فكم لذة لذت لنا غب كوننا
…
نهار على الباغين عجه سكايب
ملكنا بها ديرانهم مع ديارنا
…
يوم دعا قصر الربيحيه خرايب
(1)
ديوان الشيخ قاسم ص 61، نشوء فطر د/ عبد العزيز المنصور ص 85، 59.
(2)
المخضبة القسم الثاني من بني هاجر.
ولينا وعفينا وجدنا بعتقهم
…
وجدنا لهم بأموالهم والربايب
وكم سبه سبت عليهم مذله
…
نسبا السبايا والنشاما جلايب
فالاقتل يصفي كدرهم ذا وغشهم
…
وأسبابهم تازي عليهم عقايب
من الله ذي العرش الذي يعلم الخفاء
…
خبير بنا علام ما كان غايب
فأوصيك مني يا فتى يا ابن جاسم
…
فلا تكن نها يا فتى الجود غايب
تمسك بتقوى الله وأخلص له العمل
…
بعلم على حق صواب وصايب
ترى من أطاع الله طاعت له الملا
…
وذلت له أرقاب الملوك الصعايب
فأنا أقول ذا وأرجو من الله عفوه
…
ولا قول فيها مخطيات وصايب
فقدم بنو هاجر من كل صوب لمساندة الشيخ قاسم ضد الوالى العثماني مع قبيلة النعيم فتجمعوا حوله، وهجهموا على الجند العثماني وقتلوا بعضا منهم ولما علم الوالي بما حدث أرسل قوة كبيرة لمهاجمة الشيخ قاسم ووقعت الشقب واستبسل فيها فرسان بني هاجر والنعيم وأسفرت المعركة عن هزيمة الجيش العثماني وقتل منهم 500 جندي وأسر كثيرون منهم، ومن هؤلاء من هو برتبة قائد وقتل من بني هاجر الفارس سعيد بن سيف الهاجري وأصيب فيها الفارس سيف الهاجري ومن النعيم الفارس زعل النعيمي. وقد اضطر الوالي بعد أن مني بالخسارة بعد هذه المعركة أن يعقد هدنة تلاها اتفاق لتسوية الخلاف، وقد تم تبادل الأسرى. وهنا أود أن أذكر شيئا من خصال الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني رحمه الله. فقد كان ورعا يخاف الله محافظا على دينه غيورا عليه. رجل إذا عاهد أوفى بعهده محبا للخير شجاعا كريما وشاعرا بليغا، وكان بنو هاجر له جندا مخلصين وذلك لخصال الشيخ قاسم الحميدة.
وهذه ترجمة للشيخ قاسم من كتاب (تذكرة أولي النهى والعرفان بأيام الله الواحد الديان) لفضيلة الشيخ إبراهيم بن عبيد آل عبد المحسن. قال ابن عبيد في خصال الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني: هو الأمير الجليل قاسم بن محمد بن ثاني شيخ قطر الورع الزاهد التقي الفصيح البليغ الحنبلي، كان جوادا مبذالا عالما بالعلوم الدينية والفقهية، ولد رحمه الله سنة 1216 هـ وعاش مائة وخمس عشرة سنة، تزوج على مدى حياته تسعين امرأة وبعدد من الجواري وكثر له النسل الإنساني، فكان له من الأولاد والأحفاد وأبناء الأحفاد ذكورا وإناثا ما لا يصدق
من كثرتهم، فقد قيل إن الذين يركبون معه إذا ركب ستون فارسا في موكبه كلهم من صلبه وكان كثير العتق للعبيد وقد رثاه لما مات الشعراء وأثنوا عليه منهم الشيخ حسين بن علي بن نفيسة، فقال مرثية في شمس الفضائل ومنتهى الأماني الشيخ قاسم بن محمد بن ثاني مؤيد الدين وحتف المعتدين شيخ قطر المتوفي في اليوم العاشر من شهر شعبان سنة 1331 هـ".
وبعد انتهاء معركة الشقب قال شاعر بني هاجر راشد بن عفيشة الهاجري قصيدة يصف هذه المعركة
(1)
:
لوا نجد سلطان الجزيرة وغيرها
…
عبد الحميد اللي له الرب هادي
على الحق منصوب وللحق ناصب
…
يمجد على إسلامه وفيه السدادي
خانوه باشاته على غير مادرى
…
أضدادي على الإسلام والشرك زادي
كزوالنا مسقوفي نيته بنا
…
كفت به وكافينا ولى العبادي
جانا وطق المدن والبر والبحر
…
نوى ذهاب المدن هي والبوادي
فطلبنا الصداقة قال مادون شيخكم
…
وحتم وقال انه يجينا يقادي
نمر خطر سوه على من يقارشه
…
شنيع إلى أومى والصويد حدادي
اقومر بالشقاوة والشقاوة بروسنا
…
مالك شويرن يا هبيل الفوادي
تربط مقاودنا وتهلك صغارنا
…
وندرى غضب غيرك صحيح وكادي
فسرى بثلث الليل واعتد واعتدى
…
وهو يحسب انه كلما هد صادي
نطحناه بالشبان والخيل والقنا
…
وبافعالنا اللي كل يوم جدادي
حدينا بني عثمان في حفرة البلى
…
كره بضرب مصقلات الهنادي
لاعن بني كنهن شرد المها
…
عن الروم حازن في عروض المبادي
لعبنا بهم يوم اتلينا ظهورهم
…
خطمنا على طابورهم والفنادي
اجلال العتاري ما منعهم هديرهم
…
كما هدير الزمل في وقت الهدادي
لكن جماهي روسهم غب كوننا
…
كما حنظل الصمان بأرض حشادي
وراح المويلي ينسع الغوج بالعصى
…
وخفوا عقيل مثل عمد الجرادي
لاعن هل التوحيد والصدق والتقى
…
راحت علي اللي يعملون الفسادي
هل الخمر والزمر والكيف والزنى
…
وما حرم الله يعملونه عنادي
(1)
شعراء وفرسان من الصحراء لمحمد الهاجري.
فمن مات منهم في جهنم وفي سقر
…
ومن مات منا ميت في الجهادي
والحمد للمولى على عز شيخنا
…
قاسم صليب الرأس نمر الهدادي
أبو فهد نور الوطن مردى العدى
…
حامي حمى الوندات سقم المعادي
وختمت جوابي بالصلاة على النبي
…
محمد المبعوث للناس هادي
معركة الزبارة الأخيرة
(1)
:
وقعت هذه المعركة في عهد الشيخ عبد الله بن قاسم آل ثاني في شهر يوليو 1937 م/ الموافق 22 ربيع الثاني 1356 هـ، وكان عدد قواته 3700، وسببها أن النعيم قامت بالاستيلاء على قصر الشقب فخرج عليهم الشيخ عبد الله ومعه بنو هاجر فهم جنوده وجنود أبيه من قبل الأوفياء. وقد قال شاعر من النعيم قصيدة منها هذه الأبيات
(2)
:
حربنا في الزبارة ثار باروده
…
محتسين حرايب كل معضادي
ماخبر طرد جداني لجدوده
…
يوم جمع لنا لمت بني بادي
فرد عليه شاعر من بني هاجر هو طالب بن سالمين الهاجري بقصيدة منها:
حن بني هاجر هل المدح والرأي الرفيع
…
لاستقام الحرب ماحن بنسعى بالصلاح
وأن مشخنا واحد راح مجنون صديع
…
يستخف ويرهق اللي يشيله بالصياح
خيلنا حوض المنايا يزورنه جميع
…
إن غدا في معتقلهن نعده مستباح
ولا حتضينا الهوش نرى شبا حد الوريع
…
شبع السرحان والطير خفاق الجناح
وبدأت المعركة بحصار بني هاجر للقصر وأطلقوا عليه الرصاص من كل جهة حتى تهدم بعضا من جوانبه وعندما رأى رجال النعيم شدة الحصار انسحبوا في الليل مخلفين قتلاهم خلفهم واستولى بنو هاجر على القصر، وكان على رأس بني هاجر الفارس محمد بن حصين الهاجري ومن قبيلة النعيم أخو حمد ابن محمد آل جبر شيخ النعيم وأحمد بن عيسى من أهل البحرين وناصر الحجي.
(1)
التطور السياسي لقطر د/ عبد العزيز المنصور ص 134.
(2)
شعراء من الجزيرة العربية محمد الهاجري.
وبعد هذه المعركة أرسل شيخ النعيم يطلب العفو من الشيخ عبد الله وأعلن أنه وقبيلته من رعايا دولة قطر فصفح عنهم.
أيام بني هاجر في الكويت:
وقعة هدية
(1)
:
وقعت في سنة 1328 هـ / 1910 م، عندما تأزمت العلاقات بين الشيخ مبارك الصباح أمير الكويت وسعدون المنصور شيخ المنتفق جنوب العراق وفي ذلك الوقت كان عبد العزيز بن عبد الرحمن موجودا في صحراء الصمان ومعه 400 رجل، وقد عرض المساعدة على مبارك وتجمع الجيش في الجهرة والمكون من فصائل قوية، من القبائل مثل قحطان ومطير وبني خالد والعجمان وسبيع وبني هاجر وآل مرة والعوارم وعريب دار من أبناء الكويت والقائد العام للجيش عبد العزيز بن عبد الرحمن وتحرك الجيش في صفر 1328 هـ/ مارس 1910 م، أما سعدون فاستعد للنزال والتقيا في جريبيعات الطوال بين الرخيمية والوقبا في ربيع أول 1328 هـ وسيطر على المعركة جيش مبارك وابن سعود ولكن سعدون هجم على القوة الكويتية المكونة من العوارم وعريب دار وكانت قوة ابن سعدون لا يستهان بها، فتراجعوا وعندما هجم سعدون على الخيالة في المقدمة تراجعوا إلى الخلف من شدة الهجوم ولم يصمد في هذه المعركة غير جيش ابن سعود المكون من عدة قبائل من آل مرة وبني هاجر وبني خالد وقحطان والعجمان وسبيع وبذلوا كل جهد بعددهم الصغير في مقابل 5000 مقاتل هو عدد جيش شيخ المنتفق، ولكنهم تراجعوا تحت ضغط جيش ابن سعدون بدون خسائر، ولقد قيل عن هذه المعركة من الذين شاركوا فيها بأن عبد العزيز بن عبد الرحمن لو لم يكن حاضرا هذه المعركة لدمر جيش الشيخ مبارك. ولم تكن الخسائر في هذه المعركة كثيرة في الأرواح ولكنها كانت في الأموال، ولذلك سميت هذه المعركة بمعركة هدية لأن ابن سعدون غنم غنائم كثيرة اعتبرت مثل الهدية.
(1)
تاريخ الكويت يعقوب الرشيد ص 185، من تاريخ الكويت سيف مرزوق الشملان ص 150.
معركة الطبعة
(1)
:
وقعت في سنة 1277 هـ / 1860 م عندما اتفق العجمان والمنتفق والقبائل الموالية لها من العراق على حرب الإمام فيصل بن تركي آل سعود حيث قاموا بشن عدد من الهجمات على قوافل نجد والأحساء وكذلك البصرة والكويت، وعندما علم الإمام بذلك جهز جيشا تحت قيادة ابنه عبد الله يتكون من قبائل نجد والأحساء من قحطان وسبيع وسهول ومطير وبني هاجر وبني خالد، وخرج هذا الجيش في شعبان 1277 هـ/ فبراير 1860 م وقصد العجمان وهم في الجهراء وهجم جيشه عليهم ودارت المعركة وتراجع العجمان إلى ساحل البحر وحاصرهم فيه حتى أغرق عددا منهم ونجا شيخهم راكان بن حثلين وغنم عبد الله مغانم كثيرة من الإبل والخيل، وتفرقت قبيلة العجمان بعد هذه المعركة فمنهم من ذهب إلى نجران ومنهم من لجأ إلى قبائل أخرى، أما الشيخ راكان فتوجه إلى البحرين عند شيخها محمد بن خليفة وقد سطر هذه المعركة الشيخ أحمد بن مشرف من أهل الأحساء في قصيدة منها هذه الأبيات:
فأقبل من نجد بخيل سوابق
…
ترى الأكم منها سجدا للحوافرِ
فوافق بالجهرا جموعًا توافرت
…
من البدو أمثال البحار الزواخرَ
سبُيعًا وجيشًا من مطير عرمرمًا
…
ومن آل قحطان جموع الهواجرِ
ولا تنس جمع الخالدي ففيهم
…
قبائل شتى من عُقيل بن عامرِ
(1)
تحفة المستفيد، تاريخ الكويت ص 129، من هنا بدأت الكويت عبد الله الحاتم ص 231.
تاريخ بني هاجر في منطقة الأحساء
مقدمة:
سبق أن أوردنا في الفصول السابقة ما تواتر إلينا من معلومات حول الهجرات المتعددة لبني هاجر، والتي يتضح من خلالها أن بني هاجر نزحو إلى أغلب مناطق الجزيرة العربية واستوطنوا فيها، ومع ذلك فإن نزوح بني هاجر إلى منطقة الأحساء قد تميز بالكثافة الشديدة والاستيطان المستقر، حتى أن وجودهم في هذه المنطقة أصبح منقطع الصلة بنزوحهم إليها؛ فقد عاشوا واستقروا فيها كموطن أصيل لهم، الأمر الذي جعل أبرز مراحلهم التاريخية ومعالم حياتهم وتطورها يرتبط بهذه المنطقة؛ لذا فإذا كنا قد أفردنا فصلا لتاريخهم بشكل عام، فإن هذا الفصل لا يمكنه أن يستوعب تاريخ هذه القبيلة في منطقة الأحساء؛ لأن وجودهم في الأحساء يتميز ويختلف عن وجودهم في المناطق الأخرى من حيث:
1 -
أن أمراء بني هاجر آل شافي استقروا في الأحساء وبذلك فقد استقر فيها صلب القبيلة وعمودها الفقري.
2 -
ظهر في منطقة الأحساء أعظم فرسانها وشعرائها.
3 -
كانت بنو هاجر من أكثر القبائل التي دافعت عن الأحساء ضد أي غزو خارجي كما حدث في دفاعها عنه ضد الغزو المصري بقيادة خورشيد باشا بجانب وقوفها ضد الوجود العثماني فيها.
4 -
حافظت القبيلة على ولائها التام لسلطة الدولة السعودية في منطقة الأحساء حتى في الفترات التاريخية التي تعرضت فيها الدولة السعودية لبعض الضعف في القرن الماضي، فقد ظل بنو هاجر على ولائهم لهذه الدولة وكانوا أول من نصر الملك عبد العزيز حين أراد فتح الأحساء وظلوا إلى جواره حين بدت ملامح الغدر تبين من بعض القبائل الأخرى.
5 -
كانت أهم وقعات وأيام بني هاجر في منطقة الأحساء.
كل الأسباب تجعل من الأفضل إفراد فصل خاص لتاريخ بني هاجر في الأحساء، بيد أن الإلمام بتاريخ هذه القبيلة في الأحساء لا بد أن يتضمن جملة من
العناصر التي تجعل الإلمام بهذا التاريخ وافيا، وفي مقدمة هذه العناصر، التعرف على القبائل العربية القاطنة في منطقة الأحساء، وخصائصها وتقاليدها، ثم التعرف على الكيفية التي أقام بها بنو هاجر في الأحساء، ثم رصد أهم معالم تاريخهم في منطقة الأحساء، ومن أهم معالم ذلك التاريخ ما يلي:
- دورهم في التصدي لحملة خورشيد باشا.
- دورهم في الوقوف إلى جانب الملك عبد العزيز.
- أيامهم في الأحساء.
- هجر بني هاجر التي أنشأها الملك عبد العزيز.
القبائل العربية القاطنة في الأحساء:
يقطن بمنطقة الأحساء العديد من القبائل العربية التي استوطنت هناك، بسبب ما يتوافر بها من موارد للمياه وأراض خصبة ومزارع واسعة ونخيل مثمر ومراع شاسعة، بما يجعلها منطقة مثالية لحياة أبناء القبائل القائمة على الرعي والزراعة، ولما كانت المراعي تعتبر من أهم أسباب التوتر والنزاع بين القبائل، فإننا سنرصد فيما يلي أهم قبائل منطقة الأحساء، لكننا قبل ذلك نرصد أهمية منطقة الأحساء للقبائل العربية.
أهمية منطقة الأحساء للقبائل العربية:
الأحساء
(1)
: وهي كلمة تعني الماء الذي تنشفه الأرض من الرمل فإذا صار إلى صلابه أمسكته فتحفر العرب عنه الرمل فتستخرجه.
والأحساء هي منطقة كثيرة الرمال تقع على الساحل الغربي من الخليج العربي وتمتد من الكويت حتى قطر وصحراء الجافورة، ومن الجهة الغربية تحدها الصمان وتكثر فيها النباتات وخاصة في السهل الساحلي مثل نبات الحمض وهو من النباتات الرئيسية للرعي، وفي بعض المناطق ينمو الثمام والتندة والعندب والعوسج ويساعد في نمو هذه النباتات مع قلة الأمطار ارتفاع الرطوبة، وينمو كذلك العرفج والأثل والرمث وفي صحراء الصمان ينمو العرفج بكثرة.
(1)
ياقوت الحموي ص 280.
أما من حيث المياه في المنطقة فإنها تحتوي على الكثير منها وتكثر بها العيون وهي مياه قليلة الملوحة صالحة للشرب ويوجد بها أودية من أهمها وادي المياه الممتد من الكنهري بين ميناء الجبيل والمعقلا على حافة الدهناء الشرقية شمالا حتى خط التابلين. وكذلك وادي الملح الموازي شرقا لحقول زيت الغوار
(1)
.
أما سكان المنطقة فيبلغ عددهم 100000 من القرويين و 150000 من أبناء القبائل العربية.
الصمان
(2)
: هي أرض صلبة واسعة تتاخم صحراء الدهناء من شرقيها وفيها رياض وخباري واسعة وهي خير المراعي إذا خصبت.
استيطان بني هاجر في الأحساء
لا تخرج أسباب نزوح بني هاجر إلى منطقة الأحساء عن الأسباب المعروفة للنزوح التي ذكرناها فيما سبق، وقد كان نزوحهم بحثا عن المراعي التي بدأت تجف في مناطق إقامتهم، فآثروا النزوح إلى منطقة الأحساء لما يعرفونه عنها من خصوبة الأرض ووفرة المياه ووفرة المراعي، وقد يرى البعض أن النزوح من الموطن الأصلي إلى موطن آخر للبحث عن المراعي أمر غير متصور في الوقت الحالي، لكنه كان أمرا طبيعيا في العصور القديمة، لذلك فإننا نوضح للقارئ الكريم نبذة موجزة عن أهمية المراعي بالنسبة للقبائل العربية قبل أن نتحدث عن ظروف إقامة بني هاجر في الأحساء.
أهمية المراعي للقبائل العربية:
تقوم القبائل العربية بالبحث عن المراعي الصالحة للرعي في فصل الربيع وعندما تجدها تستأذن القبيلة الموجودة بها، وبعد انتهاء فصل الربيع تعود من حيث أتت، فإذ قررت البقاء في هذا المكان فإن نزاعا سوف يبدأ بينهم وذلك من أجل بقاء أفراد هذه القبيلة وماشيتها.
وغالبا ما تتجه هذه القبائل في بحثها عن المراعي من جهة الجنوب إلى جهة الشمال ويقال لهذا النوع من التنقل (المحيل) وقبل أن تنتقل القبيلة يقوم
(1)
جغرافية شبه الجزيرة العربية د. محمود أبو العلا ص 124.
(2)
بلاد العرب. الأصفهاني ص 275، الصمان. سعد الشبانات ص 17.
شيخها بإرسال الكشافة ويعرفون (بالعساسة) في كل اتجاه وعندما يجدون المكان المناسب يجتمع رؤساؤها لتحديد موعد الرحيل، أما إذا كان هذا المكان يخص قبيلة معينة فإن المتعارف عليه بين أبناء القبائل العربية هو أن يقوم شيخ القبيلة وكبار رجالاتها بحمل هدية مثل الخيل والإبل إلى شيخ تلك القبيلة ويطلبون منه السماح لهم بالنزول في أراضيه حتى انتهاء الربيع. وعندما يوافق على طلبهم عليهم اتباع إرشادات هذا الشيخ إذا حدد لهم مكانا معينا من تلك المراعي، وبعد انتهاء المدة تعود القبيلة إلى أراضيها ويكون بالعادة من الشمال إلى الجنوب ويعرف هذا النوع من الرحيل (بالقطين) وغالبا ما يحدث في شهور الصيف، وتنزل القبائل العربية في هذا الوقت من السنة بجوار آبار المياه العائدة لها أو بقرب القرى لتتزود بالماء، وهنا يقايضون أبناء هذه القرى بما يحتاجونه للتغلب على العيش في الصحراء. والقبائل العربية تطلق على الوقت الذي تمضيه في الرحلة وخاصة بالإبل (الشدة) ويقولون إنه أخذ منا قطع المسافة بين أرض الكلأ وأراضي القبيلة ب 50 شدة أي تعني 50 يوما. وتطلق القبائل العربية. على الأراضي الخضبة في فصل الربيع وبعد هطول الأمطار وإذا اكتست الأرض خضرة (بالريف).
تاريخ استيطان بني هاجر في الأحساء:
لقد استوطن بنو هاجر الأحساء في القرن العاشر الهجري عندما قدم إليها المهاشير من آل ذعفة بني هاجر، واستخدمت بعضا من فخوذ بني هاجر أراضي الأحساء لرعي ماشيتها منهم الكدادات منطلقين من وادي الدواسر، وبعد انتهاء الرببع تعود إلى الوادي. أما القبيلة بكل فخوذها فلم يذكر مؤرخو نجد متى نزحت إلى الأحساء. فابن ربيعة لم يذكر عنها في كتابه وكذلك القاضي، أما حسين بن غنام فقد ذكر في حوادث 1204 هـ، 1208 هـ، 1210 هـ، ولم يذكر الأماكن التي حصلت بها هذه الحوادث إلا في عام 1205 هـ، 1208 هـ، 1210 هـ، أما ما ذكره في حوادث 1205 هـ فهو موضع اللدام ويقع في وادي الدواسر وفي حوادث 1208 هـ غزو ابن معيقل لبني هاجر وهم في عالية نجد في الحزام الراقي بين الذنايب والثعل وفي حوادث 1210 هـ، فقد ذكر ابن غنام موقع القنصلية وهو بالقرب من بلدة تربة وهو المكان الذي غزا فيه ربيع بن زيد
شيخ الداوسر فخذ آل ضمين من الهيازع بني هاجر، وهم في تلك الناحية. أما ابن بشر فذكر في كتابه (أسرة آل فريان) وهم من آل جدي بني هاجر ذكرهم في حوادث 1168 هـ، وعددهم من سكان الرياض وفي حوادث 1258 هـ، ذكر ابن بشر أن بني هاجر كانوا ضمن جيش فهد بن عبد الله العفيصان. وفي حوادث 1267 هـ ذكر ابن بشر أن الشيخ شافي بن سفر بن شبعان قدم على الإمام فيصل ابن تركي آل سعود من الأحساء. وذكرت مصادر أخرى أن الأمير شافي بن شبعان كان له دور في المحادثات التي جرت بين الشيخ عبد الله آل خليفة وخورشيد باشا في ما بين عام 1254 هـ عام 1255 هـ.
ويتبين مما كتبه مؤرخو نجد أن تواجد قبيلة بني هاجر في الأحساء كان منذ القرن العاشر واكتمل البطون والفخوذ في منتصف القرن الثالث عشر من نجد تحت زعامة الشيخ شافي بن سفر بن شبعان.
إقامة بني هاجر في الأحساء:
عندما نزحت بنو هاجر من منطقة نجد إلى الأحساء لم يكن يوجد عشب للرعي وذلك بسبب الجفاف الذي عم نجد، فرحلت إلى الشمال طلبا للمراعي الخصبة وذلك بعد أن أرسلت العساسة (الكشافة) للبحث عن أرض صالحة للرعي في كل اتجاه في الجزيرة العربية وقد تستغرق رحلة الكشافة أسابيع وعندما وجد أحد هؤلاء العساسة الأرض وحدد موقعها ومن القبائل التي تقيم فيها رجع إلى الشيخ شافي بن سفر بن شبعان وأخبره أن هذه الأرض هي منطقة الأحساء والقبائل القاطنة هي بنو خالد وآل مرة والعجمان فاجتمع الشيخ شافي مع رؤساء بني هاجر وقرروا الرحيل إلى الأحساء. وقد وضحت سابقا أهمية الأحساء من حيث النباتات والمياه. وبعد حوالي 90 شدة -أي 90 يوما - وصلوا إلى الصمان.
وقال الشاعر طويل الرمح الهاجري في ذلك:
تسعين شدة ما بها ذكر قامه
…
ومن قل ميرة ميرته من حلايبه
ومكثوا مدة وبعدها نزلت في الحبل الموجود في جوف بني هاجر فقال طويل الرمح:
تلاهمت في مكرشة الحبل عرفة
…
ترعى بها قفرة وترعى صلا يبه
ولم تستأذن بنو هاجر قبائل المنطقة فبنو خالد ترتبط بالنسب ببعض فخوذها فقد ذكر طويل الرمح ذلك لنا حين قال:
غصب على العجمان هم وآل مرة
…
ومطير عقب الخليلين تايبه
وذلك بعد أن درسوا الأخطار التي يمكن أن تعصف بالقبيلة وأنهم سوف يواجهون قبائل عدد أفرادها كثير فقبيلة آل مرة عددها 35000 والعجمان 45000 ومطير عددها كثير وبنو هاجر عدد أفرادها برجالها ونسائها وأطفالها لا يتعدون 10000 ولكنهم تمثلوا بالمثل القائل (قطع الخشوم ولا قطع الرسوم) أو (قطع الأرقاب ولا قطع الأرزاق) وبدأ النزاع يدب بين قبائل المنطقة وبني هاجر لمدة طويلة في محاولة لإخراج بني هاجر من منطقة الأحساء وشنوا الغارات عليها حتى إنهم استعانوا بالقبائل الأخرى التي ترتبط معها بالنسب. ونتج عن ذلك أن اتحدت آل مرة مع العجمان ضد بني هاجر وبحثت بنو هاجر بدورها عن حليف لها ضد قبائل يام فوجدت قبيلة المناصير فتحالفت معها ولا ترتبط معها بنسب فبنو هاجر من مذحج والمناصير من الأزد وكلهم يرجعون إلى قبيلة قحطان، ولكن عندما علمت المناصير أن العجمان وآل مرة اجتمعت للقضاء على بني هاجر دبت في عروقها النخوة العربية فساندت بني هاجر في نزاعها. وقبل أن تتم هذه المساندة من قبل المناصير قرر الشيخ شافي بن سفر بن شبعان الاستعانة بقبيلة قحطان وفي نجد على هذا التحالف فأرسلوا إلى شيخها محمد ابن هادي بن قرملة وإلى ابن شفلوت شيخ عبيدة قحطان بقصيدة يطلعه فيها بعزم العجمان وآل مرة القضاء علي بني هاجر. فأرسل الشيخ محمد بن هادي قصيدة إلى الشيخ شافي يخبره فيها أن قبيلة قحطان سوف ترحل إلى منطقة الأحساء لمساندة بني هاجر في هذا النزاع، والقصيدة التي أرسلها الشيخ شافي إلى الشيخ محمد بن هادي يوضح أن يام قد اجتمعت علي بني هاجر وأن عددهم قليل وكانوا ندا للعجمان ولكن انضم لهم آل مرة ليس لبني هاجر طاقة لرد هذا الحلف وأنهم بحاجة إلى مساندة قبيلة قحطان وإذا لم تستجب قحطان
لندائهم فإنهم سوف يحاولون بكل قوة لرد تحالف يام، وبعد ذلك بدأ يذكر الشيخ محمد بن هادي والشيخ ابن شفلوت بالقرابة التي تربط بني هاجر والجحادر من قحطان وأنهم يجتمعون في قبيلة جنب.
وقال الشاعر دغش بن سالم الكدادي على لسان الشيخ شافي بن سفر بن شبعان
(1)
:
يا ركب حمرا غشها سحامه
…
ترعى الزهر لين الشحم فوقها زام
ملفاك ابن هادي مقدي الجهامه
…
راعي البويضة اللي على الحرب عزام
حن درعه الضافي وقوه حزامه
…
وعدوه القاسي ندوسه بالأقدام
وعده لبن شفلوت راعي الشهامه
…
شيخ الشيوخ متيه كل مرزام
صبيان قحطان عليكم ملامه
…
ولها على صبيان جنب تلملام
حنا كما مايح ثمانين قامه
…
جوفا وفي جيلانها تسعة أهيام
ما يظهر المايح من أقصى مقامه
…
الا جواذيبا وربعا وخدام
وان كان جذابه وني عظامه
…
يقعد بغله في قليبه ولاقام
حنا شوى وشايلتنا القرامه
…
قطاعه نذبح ولو كملوا يام
وارمحنا وسط المدينة علامه
…
مع الصحابة قاتلوا ذيك الأيام
أما قصيدة الشيخ محمد بن هادي بن قرملة وهي معروفة ومنها هذه الأبيات قال:
يا سابقي تستاهلين السلامة
…
الله يجيرك من بلا سو الايام
لا بد من يوم يثور أكتامه
…
اما على المطران والا على يام
ياذا البهم والله ان تبادي الجهامه
…
لما تجي من بين صقوى والاوجام
لي لابة حدرتها من تهامه
…
وسلاحها صنع الفرنجي والاروام
ورد الشيخ راكان بن حثلين على قصيدة الشيخ محمد بن هادي بالقصيدة التالية:
يا راكب حر تذرّب سنامه
…
عليه ني راكب من العام
ماصك لحيه في ليالي فطامه
…
وعظمه قوى لبن كل مرزام
إلى ورد عد يطير حمامه
…
جا للصريمة من لحيه تفصام
(1)
رواية حمد بن حمود طويل الرمح
تلفي لابن هادي كبير العمامه
…
شيخ ورمحه مع هل الخيل مرسام
مر يواعدنا بحرب وقوامه
…
ومر يجينا منه هرج وتسلام
حي الكلام وحي من هو كلامه
…
اللي لفانا منه هرج التوهام
وش الجزا يا شوق زاهي الوشامه
…
بالسابق اللي ماعرفنا لها أوقام
كزيت لك نور السلف والجهامه
…
باغيه ذخر في مقابيل الايام
وغديت أنا وياك مثل النعامه
…
جاها بلاها من ثقيلات الاقدام
ان كان تبغي سابقك والسلامة
…
فلا تحول بالجحادر على يام
يحرم عليك النوط تطلق بلامه
…
مادام عنده واحد من ضنى يام
معنا الطويل اللي تجيكم علامه
(1)
…
نطاح شوبات الفرنجي والاروام
الترك قبلك زارنا به زعامه
…
قد عافنا واختار عنا هل الشام
إن كان تطري حدرك بالجهامه
…
حنا لكم في مقطع الصلب قدام
ذي ديره الحاكم كبير العمامه
…
اللي نحى عنها طوابير والاروام
قدامك شيخ رفيع مقامه
…
الخيل قرح وابيض الخد قدام
ومن رادها غيره ضربنا رثامه
…
عود يبدل هفوته بالتندام
يالله عسى الفردوس ملقى عظامه
…
اللي بعث دين النبي دين الإسلام
مثل الدويش اللي يقدي الجهامه
…
عقرت جواده فوق رجله والاقدام
وان كان حدر لابته من تهامه
…
حنا لهم في مقطع الصلب قدام
اقبل وحنا لك نسوي كرامه
…
شلف على شهب سريعات الا ولام
تسعين رمح كسرت في عدامه
…
عشرين منهن بين راكان وحزام
كم ثار عند ركبنا من كتامه
…
ياما هلك من ضدنا من سبب يام
كم حريب دارج الدم دامه
…
يشبع بها السرحان والطير لاحام
حنا كما سيل تنحى غمامه
…
هامل بردها بالفرنجي والاروام
سيله يقزي مانحا من عدامه
…
ورعودها منها المدن له تقصام
كم سيف هندي فضخنا لجامه
…
بإيماننا كنه مقابيس الاظلام
نروي من ارقاب السكارى حيامه
…
في هية يشبع بها كل حوام
نطعن لعين اللي عريض سنامه
…
شقح مفاليها مباكير الاوسام
(1)
يقصد أن معهم فارس العجمان منصور الطويل وهو من شيوخ آل حبيش قتل في معركة البرة عام 1288 هـ التي جرت بين سعود بن فيصل ومعه آل مرة والعجمان والدواسر وسبيع والسهول وأخيه عبد الله بن فيصل ومعه الجحادر من قحطان.
إن كان ودك عندنا لك كرامه
…
وتدري بضيفتنا لك الشرق والشام
اقبل علينا حي سوق المسامه
…
وعاداتنا نغلي جلب كل سوام
حريبنا تصبح بكبده ندامه
…
وبراية الله نجعله حذو الاقدام
نرجي مهاشيلك تعدى تهامه
…
لاساقك الله والقدم ناحر يام
وصلاه ربي عد منشما غمامه
…
على نبي خصه الله بالاكرام
فرد الشاعر والفارس الكبير فراج بن ريفة القرقاح من الفهر عبيدة على الشيخ راكان بهذه القصيدة التي قام بعض الرواة وأدخلوا أبياتا منها في قصيدة الشيخ محمد بن هادي وقصيدة الشيخ راكان بن حثلين ونسبوها لهم وأسقطوا الباقي وهي لشاعرنا الكبير فراج بن ريفة
(1)
:
يا ركب حر يلاوي خطامه
…
هيف قطاع الريادي بالوجام
كنه ظليم يوم حقق انهزامه
…
قام له عند اسمر الريش سهام
يلفي بنا شيخ كبير العمامه
…
واختص لي بالهرج راكان وحزام
والضاعني اللي ابتدا في كلامه
…
يجعل يمينه في مكانه الاقام
يكفونك آل معيض ياذا الهلامه
…
وخيالة آل حبيش لجات الزحام
فإن كان تطري رثونا والجهامه
…
فنحمد الله ما كفرنا بالانعام
ون كان تطري منزلي فتهامه
…
مانيب جار ولانيب غرام
ون كان تطري لبسنا والجرامه
…
نلبس فرنجي سريعات الولام
عبيدي تأتي القبايل علامه
…
اصل وفصل يالردي ماكر الهام
ارما حنا عند المدينة علامه
…
مركزة قبل غرود وهشام
والشريف العبدلي ابو عمامه
…
اللي يقلط فالسرايه والاروام
في دقل ربعي هو وبوه وعمامه
…
خلي عشا للذيب والطير لا حام
حنا كما سيل يطم العدامه
…
حول على طاش البحر له تلطام
سيله يغزي ما نحا من علامه
…
ورعودها منه المداين تفصام
باهيه ياللي تسو الكرامة
…
عجل ابها ترى حنا مواجيب وحيام
كم شيخ قومه مطلقين حزامه
…
من عقب لبس الجوخ قدوله الخام
(1)
من كراسة لعبد الله بن سالم بن زايد الهاجري.
نروى رقاب النشامى هيامه
…
في هية يشبع بها الطير لحام
والله لولا الحاكم اللي يبنى خيامه
…
اللي قهر ربعي بخط ولزام
أن كان يمدينا كلينا الكرامه
…
أحد كلا منها واحد بعد حام
تر حدنا من ثرمدا لتهامه
…
واسفلنا اللي كدر الما على يام
وعندما رأى الإمام فيصل بن تركي أن الخلاف بين بني هاجر والعجمان وآل مرة قد وصل إلى أن قبيلة قحطان وقبيلة يام سوف تشارك في هذا الصراع تدخّل لحل الخلاف القائم بالطرق السلمية أولا وإن لم يحلّ هذا الخلاف فسوف يمنعه بالقوة حتى لا تدمر هذه القبائل نفسها، فتم الصلح بين بني هاجر وتجمع يام ووصلت هذه الأخبار إلى قبيلة قحطان وقبيلة يام في نجران عن هذا الصلح وباركته.
وعلمت أن هناك من هو أقوى منها ألا وهو الإمام فيصل بن تركي إمام الجزيرة العربية. وبدأت بنو هاجر بالحفاظ على أراضيها الجديدة من السيف إلى جوف بنو هاجر المحاذي لوادي المياه وهو سكن العجمان.
قال الشاعر راشد بن عفيشة الهاجري:
بروس أرماحنا نرعي ونرغي
…
وحد الخوف ننزل في أقفاره
مدينا وشدينا وشدنا
…
مبانينا على روس الزباره
إن ما ذكرته سابقا يبين للقارئ الكريم كيف كانت تنشب الخلافات بين القبائل العربية وكيف كانت تعالج، وأن هذه الخلافات تحدث أيضًا بين أبناء القبيلة الواحدة، وكانت في الغالب حول المراعي وآبار المياه، والواقع أن هذه الخلافات والصراعات سببها الأساسي هو الصراع من أجل البقاء في ظل ندرة موارد العيش وقلة الزاد بسبب الظروف الطبيعية والمناخية في هذه الصحراء الجرداء المترامية الأطراف، ولم تكن حبا في سفك الدماء أو حقدا وكراهية بينهم، بل إن الاحترام وتقدير الشجاعة النخوة كانت هي السائدة برغم الحروب الناتجة عن قسوة الظروف، وتبين الأشعار ذلك، فعلى سبيل المثال عندما رثى الشيخ شالح ابن هدلان من شيوخ قبيلة قحطان الشيخ محمد بن هندي شيخ قبيلة عتيبة بقصيدة، وكذلك عندما قام الشيخ راكان بن حثلين وصدق قول
الفارس حمد العوامي الهاجري في مقولته بشجاعته عندما التقيا في معركة وعقر فرس راكان فيها إمام شيخ البحرين محمد بن خليفة. وغيرها من الأمثلة الكثيرة في ذلك.
ومن نعمة الله سبحانه وتعالى على هذه القبائل أن هذه الصراعات حول المراعي والمياه انحسرت واندثرت عندما وحد هذه الجزيرة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -يرحمه الله- بعد أن عمل على إقامة الهجرة لأبناء البادية وحفر الآبار فيها ووطنهم بها وقام -يرحمه الله- كذلك بحفر الآبار في الصحاري للقبائل التي لم تستطب العيش في الهجر، وعين رجالا على هذه الآبار لفض المنازعات بينهم وعمل على حفظ الأمن في كل مكان من هذه الجزيرة المترامية الأطراف وذلك بتطبيقه الشريعة الإسلامية.
وقام يرحمه الله بكل الإمكانيات المتاحة في ذلك الوقت للنهوض بهذه الأمة ومواكبة النهضة الحديثة من تعليم وصحة وإدخال المخترعات الحديثة، ناقلا هذه الأمة من عصر التشرذم والتخلف والخوف إلى عصر الوحدة والتعاون والمحبة فجزاه الله خيرا بكل ما قام به من أجل هذه الوطن.
هجر بني هاجر
كانت بنو هاجر من أوائل القبائل التي استجابت لدعوة الملك عبد العزيز للانضمام إلى الهجر والمساهمة في بنائها، وكانت بذلك من القبائل التي استجابت لدعوة الحق والالتزام بالشرع الحنيف، وقد أثبتت بذلك أصالة معدنها ونبل أصلها؛ لأنه وبمجرد أن توافرت لها العوامل التي تجنبها اللجوء إلى عادات الغزو والقتال والصراع، نحت هذه العادات جانبا واستجابت للدعوة العظيمة للملك عبد العزيز ببناء الهجر، ومن هذه الهجر التي بناها الملك عبد العزيز لبني هاجر خرجت جموع بني هاجر تنصر الملك عبد العزيز وتؤيده في معارك التوحيد، وقد استمر استيطان بني هاجر في الهجر فكان منها القديم ومنها الجديد، وفيما يلي نبذة عن هجر بني هاجر القديمة والجديدة.
هجر بني هاجر القديمة
(1)
:
من أهم هجر بني هاجر القديمة ما يلي:
هجرة يكرب: أميرها شافي بن سالم آل شافي ومن رؤسائها مذكر بن شافي وحمود بن شافي، وفي وقتنا هذا الأمير ناصر بن شافي بن سالم آل شافي.
هجرة فودة: أميرها محمد بن طعزة ومن رؤسائها شايع بن السودة، وفي وقتنا هذا الشيخ علي بن ماضي بن محمد بن طعزة.
هجرة صلاصل: أميرها علي بن عايد ومن رؤسائها حمد بن عايد، وفي وقتنا هذا الشيخ فالح بن علي بن عايد.
هجرة عين دار: أميرها محمد بن ناصر بن خليفة ومن رؤسائها عبد الله ابن محمد بن خليفة ومحمد بن مبارك بن خليفة، وفي وقتنا هذا الشيخ حمد ابن عبد الله آل خليفة.
هجر بني هاجر الجديدة:
ومن أهمها ما يلي:
هجرة الراجحة: تقع غرب مدينة بقيق، ويسكن بها الأمير ناصر بن حمود ابن شافي آل شافى أمير شمل قبيلة بني هاجر.
هجرة دسمان: هجر آل جدي للشيخ علي بن فالح بن ذيب بن رده.
هجرة عين دار الجديدة: الشيخ عبد الله بن خالد بن بعيث وهي هجرة آل الحمراء بني هاجر.
هجرة الكدادية الغربية: من هجر الكدادات، وأميرها الشيخ جمعان بن السودة.
هجرة خور الذيابة: من هجر المسارير، راشد بن خالد بن علوش.
هجرة الحفاير: من هجر القروف، فلاح بن ملفي.
(1)
د. موضى بنت منصور بن عبد العزيز، الهجر ونتائجها في عصر الملك عبد العزيز، ص 121.
- هجرة خور تعيب: راشد بن فرهود الملامقة.
- هجرة قصيباء: وسام بن سلطان بن وسام.
- هجرة الزغين: ابن دلهم آل فهيد.
- هجرة الفالحية: ناشي بن فالح.
- هجرة مطربة: علي بن ماجد.
- هجرة الدغيمية: الأمير محمد بن سالم آل شافي.
- هجرة عصيفيرات: الشعامل.
- هجرة الجوية: الكدادات.
- هجرة العالية: جبار بن محمد آل حملاء.
- هجرة قرحش: خالد بن سعيد آل زايد.
- هجر الثمامة: ناصر بن مبارك بن حويدر.
- هجرة دميغ: حمد بن حمود طويل الرمح.
- هجرة أبو كولة: سعيد بن حجاب آل بو خشيم آل منيف.
- هجرة شارع: وسام بن سعد آل وسام.
- هجرة الواضحة: راشد بن سعد بن عويج.
- هجرة شهيسل: بداح بن محمد آل عديمة.
- هجرة مرسان: راشد بن ناصر آل بجاش.
- هجرة الرافعية: حمد بن بجاش آل بجاش.
- هجرة النصيبية: شافي بن سعد آل مرسان.
- هجرة أبو طينة: ابن زومان آل مرسان.
- هجرة الفردانية: هادي بن فصلاء.
هجر بني هاجر في نجد:
وفي نجد توجد هجر لبني هاجر وأبناء عمومتهم بنو زيد منها:
هجرة الشرمية: وتقع في وادي "أبا لجرفان" شرق بلدة رويضة العرض وهي تابعة لإمارة القويعية أسسها عروان بن دريميح الشرمي عام 1319 هـ
(1)
.
هجرة السالمية: تقع على الخط السريع "الرياض، مكة" مقابل مزارع الخالدية وهي هجرة فهم بن سالم بن دريميح الشرمي.
هجرة الحيسية: تقع على وادي بوضة بالقرب من بلدة العيينة شمال غرب مدينة الرياض ويسكن بها المفاقيع من المظافرة تركي بن ظافر بن مناحي.
عدود بني هاجر:
أهم عدود بني هاجر طبقا لرواية حمد بن حمود طويل الرمح ما يلي:
الأطولة: تقع في وسط الجبل وتبعد 40 كم شمال جوف بني هاجر.
الأمغر: ويقع في شمال عد الأطولة بمسافة 40 كم.
ردحة: وتبعد من الأمغر مسافة 30 كم شمالا شرق.
ضبيب: ويقع جنوب شرق ردحة بمسافة 10 كم.
الجهيمي: ويقع جنوب ضبيب بمسافة 6 كم.
الهبية: وتقع جنوب الجهيمي بمسافة 15 كم.
المليحة: وتقع جنوب الهبية بمسافة 30 كم.
الجافية: تقع شرق الجهيمي.
خريشيف: وتقع شمال شرق الجافية بمسافة 20 كم.
جو العبد: ويقع جنوب خريشيف بمسافة 20 كم.
الفردانية: وتقع غرب ضلع جنيح بمسافة 70 كم على الطريق الدمام السريع.
(1)
سعد بن عبد الله بن جنيدل، عالية نجد، ص 748
الطوال: عد حفرة المهاشير في القرن الحادي عشر الهجري ومن بعده أصبح للظفير ومن ثم لقبيلة مطير ويقع شمال حفر الباطن.
الدرويشية: لآل ثنيان المهاشير ويقع في صفوي.
الشعيفانية: للمهاشير ويقع في بيشة ..
هذا وفي فصل مساكن بني هاجر ذكرنا عددا من عدود بني هاجر في المثيب ببيشة منها على سبيل المثال عقيلان والمقيبلية والشوك والملحة وملح والخاطبية ومسرة ومطربة وغيرها من العدود.
أيام بني هاجر في الأحساء
الأيام التي جرت بين بني هاجر وجاراتها لم تجر بين جميع فخوذ بني هاجر وغيرها من القبائل، بل كانت تقع في الغالب بين فخذين أو أكثر، كل منهما من أجل الحصول على الإبل، وعندما أذكر بني هاجر فليس المقصود أن تكون كل قبيلة قد شاركت فيها. وبنو هاجر لم تجتمع غير مرتين بكل فخوذها؛ مرة عندما قامت العجمان وآل مرة بمحاولة إخراج بني هاجر من منطقة الأحساء عند نزوحها، والثانية في معركة كنزان الشهيرة مع الملك عبد العزيز، وهي آخر معركة خاضتها بنو هاجر القبيلة.
قلت: إن طريقة القتال بين القبائل في تلك الأيام كانت تجري بينهم بأن يتقابل الطرفان في مواجهة بعضهم البعض، فيخرج من كل جهة فارس للتبارز وعندما يصيب أحدهما الآخر ويقع على الأرض فإنه يطلب (المنع) فإذا لم يقبل به الفارس المنتصر فله الحق في قتله، وذلك يجري أمام قومه ولا يحق لهم التدخل بين هذين الفارسين ولا يطلقون النار على الفارس المنتصر فإذا قتل أحدهما يخرج له فارس آخر وآخر حتى إذا لم يبق فارس منهم للمبارزة ومن ثم يبدأ تلاحم الطرفين حتى ينهزم واحد منهما، وعادة يبدأ القتال في الصباح الباكر وقد يمتد إلى المساء وفي بعضها قد يمتد إلى أيام، وهم من الصباح إلى المساء في قتال، أما عن طريقة شرب فنجان الفارس فتتم قبل المعركة بينهم وذلك في مجلس شيخ القبيلة فيحمل أحد أفرادها فنجان القهوة، وهو يقول لفرسان قبيلته من يشرب فنجان الفارس فلان الفلاني، وهذا الفارس له صولات وجولات وقتل عددا من فرسان قبائل كانوا مشهورين بالشجاعة. فيقوم واحد من الفرسان
إلى الشيخ ويأخذ منه فنجان القهوة ويقول له أنا أشرب فنجان الفارس فلاني الفلان، وعندما يتقابلون في أرض المعركة فمن الطبيعي أن يخرج فارس هؤلاء القوم المشهور فيخرج له الذي شرب فنجانه، وبعد ذلك تبدأ المبارزة. وكانت القبائل تستخدم الرماح والشلف وكذلك السيف ثم البنادق عندما ظهرت في الجزيرة العربية فاستخدموا منها أم فتيل، وأم صمع، وأم تاج، ثم أم خمس، وتطلق خمس رصاصات، فعندما استخدمها العرب كانوا يقولون إذا كان عددهم يصل إلى أربعة، نحن عشرون رجلا، فبذلك يشجعون أنفمهم؛ أي أن كل واحد من هؤلاء الأربعة يستطيع أن يطلق خممس رصاصات فكل رصاصة بقوة رجل، وبذلك يصبح عددهم عشرين رجلا. وهناك طريقة القتال للمقاتلين الراجلة، فإنهم يكمنون في متاريس تعرف بالمحاجي فيطلقون من ورائها الرصاص على أعدائهم. والفرسان في ذلك الوقت لا يركبون خيولهم عندما يغزون بل يركبون الإبل حتى يصلوا إلى أرض المعركة فينزلوا من على الإبل ويركبوا على ظهور خيولهم، وذلك حتى لا تتعب خيولهم من السير في الصحراء وخلال مسيرهم إلى أرض المعركة يرافقهم عدد من الرجال يعرفون باسم الزماميل وواحدهم زمال، وهو الذي يعتني بخيل الفرس من مشرب ومأكل، فهو يمشي على رجليه ممسكا برسن الفرس حتى وصولهم إلى أرض المعركة، وليس لكل فارس زمال يتبعه بل كبارهم، أما غالبية الفرسان فهم يربطون الفرس بالهجن التي يركبونها حتى يصلوا الموقع، وفي أرض المعركة يقوم الفرسان بامتطاء صهوات خيولهم بدون سروج وذلك ليسهل عليهم المراوغة ويستخدم الفرسان الدروع والخوذة ويسمونها (الطاسة) وغالبا ما يحصلون عليها من الحكام فالقليل منهم كان يستخدمها.
موقعة بنيان
(1)
:
وقعت هذه المعركة في عام 1305 هـ/ 1885 م في مكان يعرف ببنيان وهو عِد ماء مشهور، ويقع في جنوب غرب إمباك وشمالي الوسيع جنوب الأحساء، ودارت بين بني هاجر وقبيلة أخرى، وعندما اشتد النزاع بينهم والتقى الجمعان في بنيان انتصرت بنو هاجر في هذه المعركة. وقد سجل شعراء بني هاجر هذه
(1)
محمد الهاجري، شعراء وفرسان من الصحراء.
المعركة بقصائد، منها هذه القصيدة للشاعر راشد بن عفيشة الهاجري يقول فيها:
شمالي ابنيان من الما ايلا الغضى
…
قنوف تلاقت والهنادي بروقها
رعدها القهر والوبل درجٍ محبب
…
وشخاتيلها لدن القنا من عروقها
وحفها دويّ الخيل في دكدك الوطى
…
وأصوات حمران النواظر حقوقها
غثيرها البارود والعج إلى سكب
…
ازريت اميّز حمرها من شفوقها
ساقوا لنا كلّ ابلجٍ
(1)
ينطح القنا
…
ربعٍ تخلّى في الوهايل طروقها
وسقنا لهم كل نمر مجرب
…
درع صوايدها وحمر شدوقها
قصاصيب ملْك الموت يامر ونمتثل
…
بآفاقت الانفس يوم جانا يسوقها
وإلى هافت اوراق الجنايز من السما
…
حنا سببها يوم ربّي يعوقها
بشرية يا سعد منهم رفاقته
…
هل البل لا منها تبرّت رفوقها
من جايبيها عَرّضوه اشهب اللظى
…
برماحٍ تشايز ضربها في مروقها
وآلاد منصورٍ اهل المدح والثنا
…
اللي نهار الضيق توفي حقوقها
ومخاضيب اجهل من جهل كل جاهل
…
واشر اهل بقعى ومن حلّ فوقها
اهل سربة تحدى على الموت لا اقبلت
…
وان دبّرت لاهي تعفّت عنوقها
بايماننا اللي يمتني الذيب وقعها
…
على الرد تمنع حردها من طفوقها
والا لعينا كل غرّ مترهفه
…
اللي تهل الدمع من حجر موقها
والا لعينا فطّر شَمّخ الذرى
…
اللي يعدى للمناره غبوقها
هبا اللاش لا اسعفت ذى ومثلها
…
رسوم المراجل لا عرّضت ما يذوقها
لها من يقوم بها لا ثقل حملها
…
بني هديب اللي تعلّق علوقها
سلالة سلطان العبيدي ويعرب
(2)
…
ما حن لاصول القبايل نبوقها
وصلّوا على خير البرايا محمد
…
اعداد ما غنّى الولع في عذوقها
موقعة العضبا
(3)
:
وقعت هذه المعركة في مكان يعرف بالعضبا جنوب الأحساء وهذه "الهية" جرت بين آل شهوان من بني هاجر وفخذ ينتمي لقبيلة أخرى ودارت المعركة
(1)
السيد الكريم الشجاع.
(2)
سلطان العبيدي من زبناء روح بن مدرك.
(3)
محمد الهاجري، شعراء وفرسان من الصحراء.
وأسفرت عن انسحاب هذا الفخذ وغنم بنو هاجر فيها، وكان شيخهم في هذه المعركة لم يشارك فيها فلما سمع ما حل بقومه أرسل قصيدة إلى كبار قومه موضحا لهم بأنه يتمنى لو كان حاضرا هذه المعركة وبحضوره لكانت قبيلته قد انتصرت علي بني هاجر وهذه أبيات القصيدة:
العذر يا العضبا ترا البعد خوان
…
سترش بعيدا غياب من محله
من طاوع الدامر وشور ابن فاران
…
اقفا وخلى حلته في المذله
يستأهلون أخوانا عقر الضان
…
من كان منهم مفلس جاب حله
ربعا مخاضيب على العسر كرمان
…
وبشرية للحرب ما هي تمله
وهو يطلب العذر لأنه كان بعيدا وعندما وقعت المعركة ومدح الشاعر بني هاجر بأنهم كرماء ولا يملون الحرب وهذا لشجاعتهم، وعندما سمع الشاعر راشد ابن عفيشة الهاجري قصيدة شيخهم رد عليه بقصيدة منها هذه الأبيات:
يا راكب من فوق سلكات لقران
…
عوجا كما القيسان كنهن لاهله
فج المرافق عقر حثفات لثفان
…
ياما شن من راس ريدا مزله
مثل القطا لا واعدوهن بمعطان
…
وان حركوهن جن بالجرى كله
من البحث تنشر مع وقت الأذان
…
والعصر في أم حويض دربك تدله
والصبح ضربهن على بدو راكان
…
ويلا لفيته يا نديبي فقله
لو نسفهه في هرجته قال حقران
…
الا نولم ردها حشمة له
قل ويش عذرك من فلاح وكمعان
…
وعرج وخيل الجوف عقرت عما له
وقل له ترى العضبا تقفت بنيان
…
ومنين ما راح علة جات عله
هواجر من راس جنب وقحطان
…
نلحق شبوب الحرب شهبا وسله
وبشرية من حربهم شاعفه جان
…
وضياغم ما خلقوا إلا عنا له
من وقعنا اللي يمتني الذيب سرحان
…
كم راس شيخا من متونه نشله
ايلا تلاقينا والارياق يبسان
…
لا كحلت لنياب خطر محله
ساروا علينا عقب ما بان فجران
…
العين شافت والفنى قرب حله
بمصقلات شغل صناع نجران
…
نروي المغلب والوديدي نعله
كله لعنى الغر سحاب الأردان
…
أبو دليقا فوق متنه يهله
ازبن
(1)
عكف باشه يردد لك الشان
…
والغلب طوع وباقي الهرج خله
(1)
يقصد به عاكف باشا متصرف الأحساء من 1308 هـ - 1310 هـ.
موقعة الرياحية
(1)
:
حدثت هذه المعركة في مكان يعرف بالرياحية وهو ضلع بالقرب من ضلع جنيح الموجود على طريق الرياض الدمام السريع، وقبل مخرج بقيق بحوالي 50 كم، عندما أرادت إحدى القبائل المرور في أراضي أحد فخوذ بني هاجر فحاولوا منعهم، فنشبت هذه المعركة التي أخذت فيها الخيول تتطارد والرجال تتصارع وأسفرت عن هزيمة هذا الفخذ من بني هاجر وبدأ شعراؤهم بتسجيل هذه المعركة بقصائد منها هذه القصيدة التي قالها شاعر تلك القبيلة:
يا الله يا عالم سراير النيه
…
يا مدبر الحال من حال إلى حالي
أمسيت وكبدي على المرضاف مقليه
…
واصبحت قلبي مريف خالي البالي
من على ربع تبيع الروح بالهيه
…
ونعم بربعي وهم ماضين الافعالي
يوم على شافي عند الرياحيه
…
يصبح به العود صبي مترف سالي
امطوع قاري ويحرك السيه
(2)
…
ويحدنا للمضامي واشهب اللالي
غدا لنا مثل ديان المعسريه
…
لاحد باع الجلايب وارخص الغالي
سرنا عليهم بسقم الحرب ياميه
…
لا عاد نسمع ولا بنطيع عذالي
سرنا عليهم بصبيان العواجيه
…
جمع رزين ومنه الدم شلالي
هل سربه تخلف العشاق من غيه
…
تقدع شبا الاوله وتنجي التالي
ميه وتسعين في وجه العكيليه
…
واللي ومرنا عليهم قادر والي
كن الجنايز خشب بير نسع طيه
…
يؤخذ من الجم ويحذف به على الجالي
موقعة فودة:
جرت هذه المعركة بعد معركة الرياحية بعامين والتقى الطرفان في فودة ويقع على بعد 3 كم شرق جبل غريمل بجوف بني هاجر، ودارت المعركة وبدأ الفرسان في التطاعن والرجال تتقاتل، واستمرت من الصبح حتى غروب الشمس، وعند ذلك بدأ النصر لبني هاجر في هذه المعركة وانسحب الآخرون من أرض المعركة وغنم بنو هاجر غنائم كثيرة، وقد سجل شعراؤها هذه المعركة بقصائد منها هذه القصيدة التي قالها الشاعر دغش بن سالم بن حامد الهاجري من الكدادات قال:
(1)
محمد الهاجرى، شعراء وفرسان من الصحراء.
(2)
يعني بها الأمير شافي بن سفر الذي عرف عنه تدينه وحفظه للقرآن وقيامه الليل للعبادة، محمد الهاجري، شعراء وفرسان من الصحراء.
خذيت عامين وأنا أكن عبرة
…
والثالثة منها عضامي نحايف
ذكرت الغضا ماني بخاطي دلوبج
…
كما الثور الانبط همته بالعلايف
يوم على فودة جرى من رفاقتي
…
واحمدت أنا ربي وسيع الكنايف
أنا أحمد اللي جابهم ثم رمى بهم
…
ثم اتليناهم بحد الرهايف
إلى أن قال:
قولوا لبجاد يخبر هل الغضا
…
والله عليم بالدمي الخفايف
جبنا ضحاياهم عليهم قريب
…
من البعد ما نرضى لهم بالشفايف
خمسة وتسعين قضى في هل الغضا
…
مع مثلهم راحوا لقومي طرايف
تفرشوا منهم ومنهم تلحفوا
…
وتوسدوا منهم ومنهم سنايف
ياما غدا في دقلنا من سنافي
…
عليه يبكن البني العفايف
ياما شكى لوعتنا من معادي
…
من همنا ما يمرح الليل خايف
مثل أبن جمعه يوم جانا يبي الطمع
…
عود ويبرى له دمي وكايف
من وقع ربع في اللقا تحرز الواجب
…
حريبهم يشكي الونى والحسايف
على سالم زيزوم حمر أيا أقبلت
…
بهواجر تتعب جميع الطوايف
أيلا قربوا جمع لجمع وقابلوا
…
وهابوه مكرمة المهار العسايف
دفعها بكفه واقتصر في حبالها
…
وضرب مكلوي الجمع ما هوب خايف
إلى أن قال:
ربع على أهل الجوف شفنا مليحهم
…
على الخيل ورد والبكار العسايف
عطونا على الفاقه نهار قضى لنا
…
وعليهم بياض الوجه في كل نايف
موقعة مريقب:
وقعت في مكان يسمى مريقب ويقع على بعد 3 كم جنوب آبار شطر في البياض، وسببها أن فخذا من قبيلة قام بغارة على مراعي بني هاجر وساق عددا من الإبل، فهب بنو هاجر خلفهم ووجدوهم في مريقب معهم فرسانهم ورجالهم، ومع بني هاجر عدد من الفرسان مصممون على عدم الرجوع حتى
يسترجعوا إبلهم وبدأت المعركة بينهم بتطراد الخيل ومن ثم تصادم الرجال وانتهت باسترداد بني هاجر إبلهم، وسجل شعراء بني هاجر هذا الحدث بقصائد منها هذه القصيدة للفارس حرفاش بن ناشي من الكدادات يمدح قومه وما فعلوه في هذه المعركة وكذلك يمدح تلك القبيلة مقدرا شجاعتهم فيها .. قال:
أقول ذكر الله وصلوا على النبي
…
قبل الهروج وكلل طاري جابها
ابا عد فعل الله وفعل رفاقتي
…
لاجات هيات يضيع حسابها
هياتنا لاجت علي حفيفنا
…
كم حلة هياتنا خرابها
حنا بني هاجر عذاب للعدا
…
من عصر الأنبياء واصحابها
حنا قصاصيب النفوس إلى دنت
…
لاجات تحدا والولي جلابها
كم جادل منهم طويل ويلها
…
تبكي من الحرة تطر ثيابها
تبكي على كل ابلج في دقلنا
…
غدا وعقبه شوفنا عذابها
لاجيت بأعدد فعول رفاقتي
…
بيلدني طول الزمان حسابها
باعد ما واجهت معهم ذا السنة
…
فإن لولات أسج وإلا انسابها
باعد فوق مريقب مخيله
…
هلت وجاء رزق الطيور سحابها
هلت ومصبوب الرصاص لها برد
…
وعج السبايا والملاح ربابها
على ابن جمعه يوم زار بجردته
…
وهية يبطا وهي يحكا بها
جانا بقوم شوفهم يقطع الظهر
…
من يوم قبورا لنا يحيا بها
(1)
جانا بشذرتهم وسلت حربهم
…
عقيد قوم في اللقا يدعا بها
عجمان ظفران رزال في الوطن
…
كبار الجم، إلى خضب قرابها
جانا بكل مجرب في جرته
…
يبغي ابلنا مشفن على حلابها
خيله ترمل والكمي بيارقه
…
على البيوت مقدي صلابها
من قو قومه يوم هو مرهي بهم
…
اقبل على البل في الضحى ما هابها
واقفا يسوق البل ماهوب يهجها
…
مشفى على الغراد والملفا بها
حكل بحكلا ما أسلمه من شرنا
…
سياتنا جاته بحذف اسبابها
من يوم شاف الخيل لحقت بالشهر
…
عاف العشاير عقب عذق وجابها
جنب زماميله وغضرف بالكمي
…
يبغي السلامة من عسال حرابها
(1)
قبورا هية جرت بين بني هاجر والعجمان وانتصر فيها بنو هاجر.
والشر جاته تدفعه بنحورها
…
خيل الهواجر متعبت حرابها
هل سربة منها الفرج لما قبلت
…
ترد المنايا يوم كل هابها
أهل مهار كل ماثار الدخن
…
لا هي على التالي تعوج رقابها
يوم على العجمان جاء سعده لنا
…
عصرية ربي عطانا اشبابها
جيش تجمع والقلايع خايره
…
وكم من جواد حولوا ركابها
منهم خذينا الزود وعيال الطلق
…
واللي عريب جدها يشبا بها
من عندنا حقوبها هزيمه
…
إلى الجوف مالتموا وهم ذهابها
منهم كلت سحم السباع وغببت
…
واهدت على الويوان باقي زهابها
كله لعنا الخلج لا ترابعت
…
في اسناعنا قامت تعوج رقابها
وآلا لاعنى الضيف في عسر الغلا
…
غبق توالي الليل در أحبابها
وآلا لاعنى كل عذرا وقفت
…
شافت عدايلها الكمي قفا بها
يا ليتها معنا تخايل طردهم
…
حتى تبرد صدرها مما بها
شافت هداليق العيال تعطفوا
…
كل ابلج خده يدوس ترأبها
وصولا على ذكر النبي واستاردوا
…
أخير من سوالف يحكا بها
موقعة الريع:
جرت هذه الهية بين بني هاجر وقبائل من الأحساء، وفي ليلة المعركة صُبَّ فنجان المرضف وشربه عيد بن عجب بن ذيعان، ثم صب بعد ذلك فنجان الفارس المشهور محمد الطويل فشربه كذلك عيد بن عجب فنهره والده على ما فعل وقال له: كيف تشرب الفنجان وفرسان بني هاجر موجودون وكان يتواجد الفارس المشهور حمد العوامي، وفي اليوم التالي جرت معركة الريع فبرز الفارس عيد للمرضف وأصابه وبعد ذلك برز الطويل لعيد بن عجب فصوبه الفارس محمد الطويل وبعد مقتله برز الفارس حمد العوامي للفارس محمد الطويل وكان كلاهما يلبس الدرع والطاسة ودارت المبارزة بين الاثنين فصوب الفارس حمد العوامي إلى محمد الطويل ضربة في وجهه فأصابته إصابة بالغة مما أدى إلى انسحاب قبائل يام من أرض المعركة فقال الفارس حمد العوامي هذه الأبيات في ذلك اليوم:
يا ليتني يوم التقن الشنيفين
…
أني على اللي خاطري بيتمنا
لو أن أهل خيلي الشورى مطيعين
…
أن كان غوجه ما أسلمه من طعنا
أو سومنا بخشومهم بالعرانين
(1)
…
في الريع يوم أقفو هل الخيل منا
كله لعنا لا بسات السباهين
…
واللي بعيد ويرقب العلم منا
أمدح نهار الكون ربعن شهاوين
…
ربعن علي راس المصوب تثنا
موقعة المناعية:
وهذه المعركة جرت بين فخذ من قبيلة مشهورة وآل شهوان من بني هاجر، عندما قام هؤلاء بالهجوم على إبل لبني هاجر، وهي في مراعيها، وعندما علم بنو هاجر بذلك قام فرسانها باللحاق بهم ووجدوهم يسوقون الإبل في مكان يقال له "المناعية"، وكان معهم فارس صغير السن هو ابن الفارس الشيخ ناصر ابن خليل لا يتعدى الرابعة عشرة من عمره، وعدد بني هاجر أحد عشر رجلا وبدأ القتال واستبسل بنو هاجر لاسترجاع إبلهم ولكن عدد الآخرين كان كثيرا.
موقعة جنيح
(2)
:
وقعت هذه المعركة بعد معركة المناعية بوقت قصير وذلك عندما علم الفارس ناصر بمقتل ابنه خليل، فصمم على الأخذ بثأر ابنه من الفخذ الذي كان السبب في قتله وبدأ بالاستعداد لهذا اللقاء، فأرسل إلى فخوذ بني هاجر في كل مكان وتجمع لديه عدد كثير منهم، وانطلق يقودهم يريد قتالهم وعندما علموا بخروجه استعدوا له، وفي مكان يسمى بجنيح تقابل الفريقان ودارت معركة شرسة، وقد سجل شعراء بني هاجر هذا الحدث بقصائد منها قصيدة للفارس حرفاش بن ناشي الكداداي قال:
(1)
العرينين هو جزء من الطاسة الخوذة يغطي الأنف.
(2)
جنيح ضلع بالقرب منه حزم يقطع طريق الرياض الدمام السريع بالقرب من جوف بني هاجر قبل مخرج أبقيق بحوالي 50 كم.
شمالي الشناين قبلة من جنيح
…
جاء هية غبي السماء من كتامها
رعدها دوي الخي لوسويلها الدمي
…
وبردها رصاص والقريزي غيامها
مخيلة هلت من الشرق وأمطرت
…
وصلت بعيدين المنازل علا مها
في جو فزران من الظهر للعشي
…
مخيلة هلت وثور كتامها
جيناهم بنمرا مع الجو تدهر
…
يقدع شباها أبو خليل زمامها
ومبارك بن جريو مسواط عجها
…
لاعسمت الاريا وبثق بكامها
أولاد منصور هل المدح والثنا
…
ربع مصا قلت الحرايب غرامها
غب النكوفة كن حن سيرة الحول
…
نشعا مظاهير تباري جهامها
لاكن عشاوي لابتي غب كونها
…
فرادها بشهودها وقتسامها
جيناهم مع الصبر مع العصر نعتلج
…
مثل السباع بهوشها وضطرامها
سؤ البلا دفناه لعيال فاضل
…
على النضا والخيل عجل ولامها
منهم خذينا كل سودا مدللة .... حضن الشماله زاهي في سنامها
متيهات ما بعد زيع نشرها
…
صيام وحنا اللي جرحنا صيامها
نغض من الأيمن والايسر نجنبه
…
نبغي نقلطها لغالي حشامها
وفرج لهم ربي ولا انوا قطيعه
…
غبي السفر والشمس غبا علامها
لو كان حن يوم السفر متلينهم
…
كان النفوس الطايلة جا عدامها
ذي هية الله يكافي شرها
…
فهي من قديم قد كلانا عرامها
كم من هنوف قد تجدد حزنها
…
ورملا تنقلنا دعاها واثامها
وقال الفاوس حرفاش بن ناشي:
ذيب باللي جويبع وبارقك لايح
…
جاتك أرزاق ناسن ماهقيت أبها
لا ضوى الليل جاء باطرافهم صايح
…
كل عين بكت فرقا حبايبها
قبلتن من نفود جنيح رايح
…
ملعب الخيل يوم الموت يدبها
كم صبين قعد في وردنا طايح
…
والجنايز تحذف في مقاصبها
كله لعينك يا للي عنبرك فايح
…
هيت العصر مكنا ضرايبها
موقعة بر الدمام:
جرت هذه المعركة في مكان قريب من الدمام بين قبيلة مشهورة وبني هاجر، وأسبابها أن هذه القبيلة غزت بني هاجر وأخذت إبلهم وكان فرسان بني هاجر في غزو على قبيلة أخرى، فعندما رجعوا أخبرتهم النساء ما حدث فاستعدوا من ساعتها لاسترداد إبلهم وفي طريقهم قابلوا فخذا من القبيلة ومعهم إبلهم يسوقونها فاستولى فرسان بني هاجر عليها وساقوها إلى ديارهم، فتجمع فرسان تلك القبيلة من كل مكان وساروا خلف بني هاجر لاسترداد إبلهم وعندما وجدوهم دارت معركة لا يسمع فيها إلا دوي الرصاص وصهيل الخيل، وقال شاعر قصيدة سجل ما حدث لهم في هذه المعركة وبعد ذلك أخذ يرثي جواده الذي قتل .. قال شاعرهم:
يا الله يا اللي لا إله غيره
…
يا اللي علينا مرقب ويراعي
انك تساعدنا على عدوانا
…
يا اللي اللي لطلبة من دعى سماعي
حنا حلقنا القوم با ثر ابلنا
…
اللي خذوها حزة الأفراعي
قلنا لهم يا قوم هذا حلا لنا
…
وعيوا على حم الذرى الطماعي
تسعين نطاب الفتيله دونها
…
وحن تسعة ما غيرنا فزاعي
وأنا أحمد الله يوم أنا من لابه
…
كم شيخ قوم وسدوه القاعي
أولاد مرزوق هل المدح والثنا
…
فهود الزراج وللفرج بتاعي
من لابة في الضيق ينشاف فعلها
…
يام هل الناموس والاسناعي
وكله لا عنى كل ملحا حايل
…
غرايس ما هن بشرط الراعي
علط الرقاب من الكتوف موارق
…
مثل الدقل لا علقوه شراعي
وألا لا عنى اللي يحب اخبارنا
…
لا جا وهم الطرشان با لاسراعي
ابكي جوادي يوم أخذت اعنانها
…
عقرت وأنا مرخي لها المصراعي
شربت انهال وانثنيت أعلها
…
وقفتها في موقف البياعي
ماني بمن يطعن وهو متشطر
…
ما ينفع البل بارد المفزاعي
ادخل على الله ما نذم أخوانا
…
كل ابلج يوم اللقا صعصاعي
حسبي على اللي قد سعى في حربهم
…
وهم كان يبغون السعة والقاعي
محرسين هجنهم دمامهم
…
ولك يوم غارة وفزاعي
وعقب صبي ما يسوي مثلنا
…
ودك يلبس برقع وقناعي
وآلا لرب البيت يقطف شبابه
…
حتى الحرم عنده تجر الناعي
هذا وصلوا يا جماعة كلكم
…
على نبي لامته شفاعي
الشاعر هنا يصف المعركة وأنهم حاولوا بالطرق السلمية أن يسترجعوا إبلهم ولكن بني هاجر رفضوا، وأن تلك القبيلة كان عدد فرسانها تسعة وبنو هاجر تسعين وبعد ذلك أخذ يمدح قبيلته ثم رثى جواده ومدح قبيلة بني هاجر.
وعندما سمع الشاعر الفارس محمد بن زايد آل حصين آل عضية قصيدة شاعرهم، أراد أن يكشف ما دار في هذه المعركة ويفند قوله بقصيدة، وفي تلك الأيام كان الشاعر هو الجهاز الإعلامي الوحيد بين أبناء القبائل العربية والشاعر محمد لا يريد أن يصمت وقال قصيدة يذكر فيها وجهة نظر بني هاجر:
بديت باسم اللي عزيز شانه
…
وهو المصير اللي له المرجا عي
وقمت أتمثل يوم زان لي المثل
…
وعلى المعاني بان لي مهيا عي
وبا عد نزل الله وشوفة عيني
…
وباراعي اللي للعباد يراعي
وما نيب مثل اللي كذب في قيله
…
والكذب ما يرفع قصير الباعي
والصدق برهان ويبطل غيره
…
وفجوجها للغانمين وساعي
غرنا على إبل القوم في مفلاها
…
وقدنا عنيق المال لين انزاعي
واقفوا عليها لابة شريه
…
والذيب ما يرقد إلى من جاعي
حالوا على إبل القوم كل مجرب
…
وللخيل نطاح وللبل شاعي
هواجر من عصر نوح الأول
…
حريبهم من فعلهم يرتاعي
ولحق الخفيف له بمقدم سربه
…
له نيه فينا وظنه ضاعي
واقفا وخلى سابقه مجضوعه
…
وابن جنيح يطحس في القاعي
وعافوا لقانا يوم شافوا وقعنا
…
وفهيد ينشد شايبه ما ياعي
ويقول يا يابه عساك عرفتني
…
وربعه على رأسه تجر الناعي
هذا لا عنى جادل مسلوبه
…
سلبت وخلوها بغير قناعي
قامت تنادي الغايبين من أهلها
…
كل ابلج في الضيق ذكره شاعي
يا ليتها معنا تشوف بعينها
…
يوم الفشق من بينا ينزاعي
وهنا يقول الشاعر إنه لا يقول إلا الحقيقة، وأنه لا يكذب نعم غزونا القوم وأخذنا إبلهم ولحقوا بنا وفي هذه المعركة فقد الشاعر جواده.
موقعة عشيران:
وقعت هذه المعركة في مكان يقال له عشيران وهو (عد) ماء ويقع في جنوب جوف بني هاجر شرق من الأحساء، وسبب هذه المعركة أن الفارس دهيم من آل ذعفة الهيازع قام ومعه جماعته من آل ذعفة بالهجوم على قبائل الكويت وغنموا عددا كبيرا من ماشيتهم، فتوعد مبارك بن صباح آل ذعفة بني هاجر بالحرب ولكنهم لم يكترثوا لذلك، فتدخل شيوخ بني هاجر لتهدئة الوضع وحاولوا مع الفارس دهيم بن فالح أن يعيد كل ما غنم من القبائل التابعة لابن صباح ولكنه رفض أي صلح مع ابن صباح، وعندها جمع مبارك ابن صباح جيشه المكون من عدة قبائل وعريب دار، وتوجه إلى الأحساء فعندما علم الفارس دهيم بخروج ابن صباح، شد من مكانه وعندما علم المهاشير بني هاجر بذلك شدوا معه، ويقودهم آل كليب وآل ثنيان شيوخ المهاشير آل ذعفة وتوجهوا إلى (عد) عشيران وكان عددهم قليلا بالنسبة لجيش ابن صباح متقابلا فيه، وقتل الكثيرون من الجانبين، منهم عدد من آل ثنيان شيوخ المهاشير، أما الفارس دهيم فقد سلم في هذه المعركة وانتهت بانتصار بني هاجر، وفي نهاية معركة جنيح قال الفارس سفر بن حويدر الهاجري قصيدة يذكر ما فعله قومه في عشيران وهم قلة، في مقابل جيش ابن صباح والقبائل التي حضرت معه، وأخذ يذكر فرسان بني هاجر الذين أصيبوا في معركة عشيران ويتمنى لوأنهم حضروا هية جنيح التي جرت بين بني هاجر وقبيلة أخرى ليروا فعل قومهم في هذه المعركة:
فقال الفارس سفر:
هية عشيران على دورها جات
…
قبلي حزم جنيح في الزباير
عيال يا للي قام والخيل عجلات
…
أبو حزام حرز تال العشاير
ياليت مناع حضر ذيك لصوات
…
ويشوف له خيل بأهلها عقاير
لا يا سعد سلم على فاضل
…
دونك ثيابه ما كلتها السعاير
موقعة الخرايق:
وقعت في مكان يعرف بالخرايق وهو (عد) ماء يقع شرق جوف بني هاجر، وذلك عندما قدم مبارك الصباح بجيش عرمرم مكون من قبائل مختلفة، منهم سبيع والعجمان ومطير وعريب دار، وعسكر في مكان يعرف الآن بزباير ابن صباح الواقعة بجانب ميزان الشاحنات على طريق الدمام السريع، بعد مخرج بقيق بحوالي 20 كم للذاهب إلى الدمام فيكون الميزان إلى اليسار وتظهر الزباير من خلفه، وبعد أن عسكر تلك الليلة فيه، وفي الصباح الباكر ركب الفرسان الخيل للهجوم علي بني هاجر في الجوف وقد خلفوا في الزباير المؤن ورجالا لحراستها. أما بنو هاجر فجاءهم النذير فتركوا مكان إقامتهم وتوجهوا إلى الخرايق في جنوب شرق الجوف قبل وصول جيش ابن صباح إلى الجوف فعندما وصل جيش ابن صباح إلى جوف بني هاجر وجدوا آثار النار وهي مطفية من مدة طويلة فعرفوا أن بني هاجر قد رحلوا من مكانهم من مدة فتتبعوا آثار رواحلهم وخيولهم، أما ما فعله بنو هاجر فقد أخذوا نساءهم وأطفالهم بعيدا عن جيش ابن صباح ورجعوا في محاولة منهم للالتفاف على ابن صباح فوجدوه وجيشه على (عد) الخرايق مخيما (وفي هذا المكان توجد إلى الآن آثار مرابط خيل جيش ابن صباح). وفي الصباح بدأت المعركة واستمرت حتى الغروب ووقعت بين الطرفين خسائر في الأرواح. وانتهت هذه المعركة بانتصار بني هاجر على جيش ابن صباح. وخلال هذه المعركة برز الشيخ والفارس ماضي ابن طعزة للفارس ابن صفرة وهو من عقداء ابن صباح وأصابه وأخذ فرسه قلاعه وكذلك برز سويد بن مطرب المسارير لفارس آخر و "أصابه" وأخذ ابن مطرب حصانه كروشان قلاعة مقال الفارس سويد بن مطرب المسارير من آل عضية قصيدة بعد فترة يذكر فيها بعض الهيات التي حضرها منها الخرايق قال سويد بن مطرب:
يا حسين ويش اللي يدريك يا حسين
…
تدعي بداح با لروي والشهامه
لومي على ربعي هل الكيف يا حسين
…
اللي عليهم لو نسوني ملامه
يبغوني للشين والزين يا حسين
…
ليا جاء نهار مثل جوب النعامه
(1)
والا الخرايق يوم جانا ابن حثلين
…
وابن صباح بيرقه له علامه
رديتها عند المظاهير يا حسين
…
وحولت بين .... كبير العمامه
أنت اجنبي نازح الدار يا حسين
…
بعيد دار مالك إلا الكرامه
موقعة الحجرة:
وهذه الهية جرت بين بني هاجر وقبيلة أخرى في مكان يقال له الحجرة ويقع على بعد 100 كم شمال القطيف على طريق الكويت وتوجد بهذه المنطقة كثير من أشجار المرخ. وسبب هذه الهية أن هذه القبيلة، ضربت موعدا مع أخرى ليصبحوا بني هاجر، ولكن القبيلة لم تحضر إلى هذا الموعد في الوقت الذي حدد له بل جاءوا متأخرين فصبح هؤلاء لوحدهم بني هاجر وهم في الحجرة، فدارت معركة بينهم وانتصر بنو هاجر في آخرها يقودهم في ذلك اليوم الشيخ شافي بن سفر بن شبعان، فلامت القبيلة المشتركة الأخرى التي كان يجب حضورها المعركة على تأخرها وجرت بينهم مراسلات بالقصائد وبعضهم يعتب على الآخر وهذه قصيدة لشاعرهم يسجل نوعا مما جرى.
يا نديبي فوق زفزافي
…
بالريافل نقدع السله
حربنا بالخيل ينعافي
…
وأنت ياطيثاب طربله
عفتني واخترت ابن شافي
…
راعي الحجره صحيب له
يحرقك في مرخ الأسيافي
…
مثل ذيخ زينو دله
فرد عليه الشاعر الآخر:
نحمد الله مابه أخلافي
…
جاء كلام من هل الجله
شاعر بالقول زهافي
…
ما يعرف الزين ويدله
يوم يلمزني بابن شافي
…
ابن شافي جعله أفدا له
(1)
جوب النعامة هية تعرف كذلك بأم حويض وقعت بين بني هاجر وآل مرة.
ابن شافي موقفه وافي
…
ويم صادقته صليح له
ولا بتي تاخد وتستافي
…
مثل (يوم بعيج) تفطن له
(1)
يوم لك طارده ولقافي
…
لين عفت البيت والحله
ما وقفت تهوش وتكافي
…
من لقانا صار بك خله
سمعت هرجك واثرك مفافي
…
رحت حقك عايفه كله
يوم حن زرناك باكتافي
…
وفعلنا فيكم على حله
حن لكبدك سم لتلافي
…
وافتهم يا خارب الحله
موقعة الجافية:
وقعت في مكان يقال له الجافية وهو (عد) بئر ماء لبني هاجر في جو سمين
بالحبل شرق وادي المياه بين بني هاجر وقبيلة أخرى، ويقود بني هاجر الشيخ
شافي بن سفر بن شبعان وكان بنو هاجر في غزو آخر، وبينما هم في غزوهم
أقبل فرسان تلك القبيلة، وهاجموا بيوت بني هاجر، وعندما رجع فرسان بني
هاجر إلى بيوتهم وجدوا أن هؤلاء قد ساقوا "الحلال" فهبوا في أثرهم فعندما
وجدوهم وقعت المعركة وانتصر بنو هاجر فيها، فقال الشاعر حضرم بن أرشيد من الكلبة:
انشا علينا عصر مخيله
…
منها الحشاد ومكسر الحزم سايلي
رعودها الفرنجي وبروقها النمش
…
وسيلها حمر الدمي الوشايلي
غدو نجايرنا ومنهم غدينا
…
عشرين شيخ والفرس والزلايلي
لحنت الخلج تبغي عيالها
…
لحنها الخفرات سمر الجدايلي
موقعة أم حويض:
جرت هذه الهية بين بني هاجر وقبيلة أخرى في مكان يقال له أم حويض وهو (عد) ماء شرق الأحساء، وتعرف كذلك بجوب النعامة وانتصر بنو هاجر فيها، وقد ذكر لنا الفارس الشاعر فريج الفلحة الهاجري هذه الهية بقصيدة، وكان أحد الفرسان الذين شاركوا فيها، قال فريج:
(1)
بعيج يوم من أيام العرب الحديثة جرى بين آل مرة والعجمان، وقد سمي باسم المكان الذي دارت فيه أحداثه وهو يقع بالقرب من سلوى.
ضبعة أم حويض حطيلك ذخاير
…
شين تعشينه وشين تذخرينه
يوم ثار الملح والبارود ثاير
…
شوف عيني لابتي متسابقينه
كثر ولج لابتي جيشن عقاير
…
والنشاما كل منهم وسد يمينه
ننطح البارود لعينا العشاير
…
أو لعينا جيشنا اللي متعبينه
أحمد الله سالمين من الخساير
…
سالمين والعدو مخسرينه
عقب ماهم كان يعطون البشاير
…
دبروا سوق العياره زابنينه
موقعة المبرنس:
دارت هذه الهية بين بني هاجر وجموع لقبائل مختلفة، وكانوا 52 جمعا وبنو هاجر 3 جموع، تقابلوا في مكان يقال له المبرنس عام 1333 هـ ويقع في شمال الحبل وتزعم بني هاجر في ذلك اليوم الفارس مبارك بن نايفة آل شهوان وجرت هذه الهية بعد معركة كنزان الشهيرة. حيث قال فيها الشاعر حرفاش بن ناشي ردا على شاعر منهم:
إن كان يطري البرنس فاخذت الحله
…
الكثر يغلب الشجاع ودبرة الوالي
منا خذوا كل عود صايبه عله
…
خذنا قضاهم سريع كل عيالي
تر أول الجمع عرضناه سيف الله
…
الين خذينا اعيال سوقهم غالي
ما مر على التامتين وشاف فعل الله
…
نسوانهم تداوج ما لها والي
موقعة ويسة:
وقد جرت بعد هية المبرنس إذ أرادت بنو هاجر الأخذ بثأر هية المبرنس عام 1334 هـ فصبحتهم وهم على مكان يقال له ويسة، وتعرف كذلك هذه الهية بالتامتين
(1)
؛ لأنها دارت أولا في ويسة ثم التامتين ودارت المعركة بينهما وحسب عرفهم في ذلك الوقت (أن بني هاجر ردوا عليهم القضاء في كون ويسة)، وهذه الهية هي آخر هية جرت في منطقة الأحساء بين بني هاجر وقبائل أخرى بعد أن وحد هذه الجزيرة عبد العزيز آل سعود - طيب الله ثراه - فقصد الفارس الشاعر حرفاش بن ناشئ بقصيدة بعد نهاية هية ويسة فقال:
قم انديبي على اللي مابها خله
…
قطاعه للريادي وأشهب اللي
ولا بتنصا حد كون ابن جار الله
…
ثم انشده عقب ويسه وشهو قالي
كن الزنايج عصير بأيسر الحله
…
مثل الخشب ناضده بالسوق حمالي
عقب الحرايب مطوع ملهم شله
…
فرح با لأسلام يبغي الصلح من تالي
(1)
التامتين ضلعان في الأحساء.
موقعة القبورا:
جرت هذه الهية في مكان يقال له قبورا وهو ضلع ويقع في الحبل في شمال جوف بني هاجر، وبعد هذه المعركة سمي المكان بالقرب من هذا الضلع (بزباير الطراد) وكانت بين بني هاجر وقبيلة أخرى بقيادة شيخهم ومما قيل فيها:
جانا بقوم شوفهم يقطع الظهر
…
من يوم قبورا لنا يحكابها
موقعة العقير
(1)
:
غزا الفارس ابن جلوى وأخوه ومعهم قبائل كثيرة علي بني هاجر قبل أن يفتح الملك عبد العزيز الأحساء وطرد الأتراك منها وبنو هاجر بالقرب من العقير يقودهم محمد بن ماضي بن طعزة ودارت معركة شديدة خسر الجانبان كثيرا من فرسانهم.
موقعة خريقة العشير:
وهذه المعركة عرفت باسم مكان يقال له خريفة العشير، ويقع في شمال غرب سلوى على الحدود السعودية القطرية وذلك عندما غزت قبيلة بقيادة بعض فرسانها على إبل لبني هاجر في هذا المكان ولم يجدوا عندها غير الرعاة وذلك بسبب أن بني هاجر بقيادة الشيخ سالم بن شافي في غزو. فساق هؤلاء الإبل إلى ديارهم وفي خلال رحلتهم علم الشيخ ماضي بن طعزة بالأمر فحشد جموع بني هاجر ليقطع الطريق عليهم ووقفوا على نفوذ في مقابلتهم يصلون صلاة الميت وهم على صهوات خيولهم، فعندما رأى أولئك ذلك الحشد حاولوا الهجوم فتقابل الجمع وانتهت هذه المعركة بأن استرجع بنو هاجر إبلهم منهم وتركوا (زماميلهم)
(2)
خلفهم. وما قاله الشاعر ناصر بن بجاد:
(1)
العقير ميناء في الأحساء.
(2)
الزماميل هم من يعتنون بالخيل؛ لأن فرسان العرب عند الغزو لا يركبون الخيل في المسير إليه، بل يمتطون ظهور الإبل ويتركون الخيل للزماميل يقودونها خلف الفرسان، حتى يصلوا إلى ساحة المعركة وعند ذلك ينزل الفارس من على ظهر الإبل ويركب فرسه، وهذه العادة موجودة عند العرب من العصر الجاهلي وحتى منتصف القرن الرابع عشر الهجري.
سل ابن جمعه ومنا سالكم عاني
…
ربع تعد الحقايق ما تخفيها
من وقعنا يوم صلينا المسياني
…
صلاة غايب على أرواح بنهديها
خلو طمعهم وهم ماهم بذلاني
…
لا شك الأرواح ما تزرع ونرجيها
ما هيب قت يحش وينبت الثاني
…
نفوس واللي خلقها يعتني فيها
خلو زماميلهم والليل مداني
…
وحنا منعنا ابلنا واللي قعد فيها
هية العياشيه:
جرت هذه الهية عندما غزا فخذ من قبيلة معروفة بني هاجر وساقوا الإبل من مرعاها، فأتى النذير بني هاجر من الرعاة أن قوما ساقوا الإبل وأخذوا أغنام آل صبيح وإبل بداح بن جديد وإبل خالد بن نهار آل فضلي من آل مسيفرة، وقد كان كبير بني هاجر في هذه المعركة باني بن بطي آل ذعفة، الذي التفت إلى جماعته وقال (يأهل البنادق اللي تصيد الضبا البل البل) وكان أصحاب البنادق تسعة والذين هم على ظهور الخيل، فما كان منهم إلا أن أعطوا بنادقهم الراجلة وأهل الإبل وأخذوا بدلا منها الرماح والسيوف فلحق بنو هاجر القوم، منهم تسعة فرسان من آل ذعفة والكدادات ومن آل مسيفرة حزام بن فهاد (راعي الركيب) من آل فهاد ودارت معركة عند الإبل أبلى فيها الفارس خالد بن نهار في زيارة طامي بن كليب من شيوخ المهاشير بني هاجر ولم يعلم بأن إبله قد أخذت إلا بعد أن أتاه من يبشره وهو يقول أبشر بالبل، فقال من فكها فأخبروه بما جرى فقال الفارس خالد بن فهاد (راعي الجهامة) هذه الأبيات:
يا فاطري ياللي مع اللولاتي
…
راعيك ما ضج الركايب وأهلها
ياليتني يوم احتضوك الرماتي
…
تزهى على المصواع لا حر كملها
جروح قلبي عقب ذا بارياتي
…
يوم ابن ..... عطاهم كفلها
يوم انثنى يخبر الصايباتي
…
قال العوض في هنكم هي وهلها
فناصر ياشوق زبن البهاتي
(1)
…
له حربة في الكون يثعل وشلها
وبو هديب مال طول الحياتي
(2)
…
الا تعب ضربته ما عدلها
طريحه اللي بالملاقاه ماتي
…
يبغي لقومه يوم غزو جملها
واخو وسيم اللي وميا بالعباتي
(3)
…
وقلايعه هجنن يجول باهلها
(1)
ناصر بن باني من آل ذعفة.
(2)
أبو هديب اليتيم من آل ذعفة.
(3)
أخو وسيم هو حزام بن فارس من المهاشير.
وكان من حضر هذه الهية الفارس فلاح بن ناجي من الموافقة فقال هذه الأبيات:
ميه وتسعين لقوا كل شغموم
…
وحنا احدى عشر يوم جا العد نافي
جان وجيناهم وجاء بين سوم
…
بضرب الهناديا والسيوف الرهافي
قد شيخهم مقفي ضربته بسيوم
…
يا سر قلبي يوم راحوا مقافي
لعيون سو من وراء الجيش ملحوم
…
تغل زول الرجال قدهم عيافي
ناصر يا شوق نقال الزوم
…
خطم علي وأنا حسبنه خلافي
عادت هل الشرفا على ركت الروم
(1)
…
لا غاورت لصوات فالأختلافي
هيات أخرى لبني هاجر:
وفيما يلي بعض الهيات والموقعات والأيام التي خاضها بنو هاجر وإن كان لا يتوفر لدينا القصائد أو تفاصيل الأحداث الخاصة بها، ومن هذه الهيات ما يلي:
- هية الكمام.
- هية علات أبا القعدان.
- هية المجلى.
- هية الدمام.
- هية أبي لحمام.
- هية الأصفر.
- هية المجصة.
- هية القارة.
- هية الشقيق.
- هية درب السلطان.
- هية منيصة.
- هية شضف.
- هية الفردق.
- هية ثاج.
- هية سيهات.
- هية الضر.
- هية الركبة.
- هية وادي الضبان.
- هية الأبرق.
- هية القمعة.
(1)
أهل الشرفا هم آل ذعفة الهيازع، وإبل آل ذعفة الشرفا كانت قديمة عندهم حتى أتى ميثب بني هاجر سيل عظيم فرق الكثيرون من الهيازع فيه، مما أدى إلى ضياع الكثير من إبلهم والتي نجت من السيل وجدها الدواسر وبيت مدة عندهم حتى انتقلت إلى الدوشان شيوخ مطير.
- هية غرور.
- هية جو العزيبة.
- هية الداحي.
- هية حزام.
- محية النعيرية.
- هية الشبعان.
- هية جو العسم.
- هية الحيش.
- هية أبو عرقيلة.
- هية الحجرف.
شعراء من بني هاجر مدحوا قبائل أخرى
هناك روابط تجمع قبائل منطقة الأحساء ومن هذه الروابط صلة القرابة التي نتجت بسبب المصاهرة وكذلك الجوار الذي قارب بينهم وحد من خلافاتهم إلى أقل درجة، ففي الغالب هناك مودة قائمة فتجد الزيارات بينهم ومساعدتهم بعضهم لبعض في أوقات الشدة، وهي أكثر من النزاعات التي كانت تحدث بينهم، فتجدهم في تواصل دائم، سجل شعراؤهم هذا في قصائدهم فمنهم من مدح هذه القبيلة وتلك، وسجلوا عددا من خصالهم منها الكرم والشجاعة والنجدة وغيرها من الخصال الكريمة التي تتميز بها هذه القبائل فهذا الشاعر عمير ابن راشد العفيشة الهاجري يقول مادحا العجمان:
أهل الدار ما فيها ضديد يحدهم
…
سوى بالصداقة والمودة يام
هم اللي أيلا جات المنا صاة كفونا
…
وحن كفوهم الي جاء نهار زحام
أهل اللف من جد بعد جد قبلنا
…
وعاشوا وحن عشنا على آلا سلام
أخوان بخوتنا على واضح النقاء
…
عساهم وحن نبطي عيال كمام
ويقصد بأهل الحلف ما كان قائما بين قحطان ويام في القرن السابع الهجري ويطلق عليه حلف المعضد ضد قبائل اليمن.
وهذا الشاعر الفارس حرفاش بن ناشي الهاجري يمدح العجمان ببيت من قصيدة له قال:
عجمان ظفران رزال في الوطن
…
كبار الجموع إلى خضب قرابها
وهذا الشاعر ناصر أبو ضروس الهاجري يمدح آل ضروان من قبيلة العجمان:
ياليت ربي يوم جرى لذودي
…
أن آل ضروان لهم علقة فيه
أهل بيوت شيدت في النفوذي
…
ومهارهم حوض المنايا تصاليه
وألا جنب كبير موسعين الحدودي
…
فبيوتهم الفغر الشمالي تواليه
وأهل بيوت كنها القور سودي
…
ودلالةم لاجا المسير تقهويه
وهذا الشاعر ناصر بن سعود الهاجري يمدح العجمان بقوله:
عجمان تعرف عند اصاحيب واجناب
…
ومن حضر منهم في اللقا يقضي النوب
كم واحد من ضربهم خاب ما طاب
…
عليه غاليه شلع مقدم الثوب
تاريخهم تشهد له اسهول وهضاب
…
بسلالها ولا إلى ركب الطوب
وهذه الشاعرة جدعة الهاجرية تمدح آل عذبة من قبيلة آل مرة:
الذود يا عامر ترزم على الدار
…
يبي مرحا للعذبة ايسارا
لاجاهم المجرم فينزل ويختار
…
عند ابن حنذاب منجي الثبارا
لاجاء نهارا فيه كبس البلا ثار
…
رمحه دريعن والقلايع تبارا
عذبيتن للحلف ياتون اجهار
…
حريبهم نسقبه كاس المرارا
قصيرهم يدعا على الكبش واحوار
…
على السنام امقلطين بالفقارا
وقال الشاعر ناصر بن بتال هذه القصيدة في مدح الشيخ نايف بن محسن الفرم من شيوخ قبيلة حرب عندما تعطلت سيارة الشاعر ناصر في مكان قريب من ديرة الفرم وجاء ناصر الهاجري إليه وقام له بكل ما يلزم من التكريم وإصلاح السيارة.
حنا بدار اللي يسند له الشور
…
نايف إلى مس الحقب والبطاني
نايف اليامن قلت به وافي اشبور
…
بالفعل تعرف يا سهيل اليماني
اللي بعلم الخير يذكر ومشهور
…
لا ركبت العدة ظهور السواني
ما شيختك بائيام واسبوع وشهور
…
شيختك ساس من قديم الزماني
اعدود ما يمضي بها القيض وتغور
…
ولاوردها الوارد وصدر ضماني
ارض عذيه نبتها ورد وزهور
…
واكثر ثمرها المسك والزعفراني
ياخوان حسنا مابك شك وقصور
…
انتم حمول الخيل حرز المكاني
لاقام طابور يشاري لطابور
…
يشهد لكم تاريخكم ما خفاني
يرز ببت الحرب والبندق أثور
…
والبيت يبني ما يبي علم ثاني
بيت قديم طول الايام منصور
…
في ضلكم يا طيبين المعاني
يبني بضل مطوعت كل مصطور
…
وانتم حماته في القسى واللياني
يوم الحرايب والمغازي لها دور
…
تروون حد مرهفات السناني
وافعالكم تعرف كما يعرف النور
…
تعرف وشفناها عيان بياني
ويشهد لكم بالفعل يغياب وحضور
…
وانتم هل المعروف واهل الحساني
والحمد لله ما تكلمت في زور
…
والزور جعله ما يقوله اللساني
وقال الشاعر حمد المطبوخ من الكلبة هذه القصيدة في مدح الشيخ راكان خالد آل حثلين شيخ العجمان:
يا هل الوانيت اللي مشيتوا مسيان
…
تريضوا بالله جملة ثواني
خلوني ابدي ماطر الي وماباني
…
من هاجس في وسط صدري حداني
وردو سلام: قاصد فيه راكان
…
راكان بن خالد عريب الجاني
جتنا علومه من بعيدات الاوطان
…
وحقه بياض الوجه عند العواني
شيخ يباشرهم ولا خاطره شان
…
في مجلس منصى لقاصي وداني
في مجلس منصى لبدو وشيخان
…
فيه الدلال وسطها الزعفراني
ومن عقبها افطاح حيل وخرفان
…
مقلطات في كبار الصواني
وطيبة مورث من خوال وجدان
…
متعبينه طايلين اليماني
أبوه خالد مشبع كل جيعان
…
وجده محمد قاطع صيرماني
وسميه اللي راجح بكل ميزان
…
أبو فلاح مكمل المعاني
تشهد له الاتراك في كل ميدان
…
ومن نجد تشهد له لساحل عماني
والخال ماضي لاذكرنا كحيلان
…
تشهد له الا جناب عقب قحطاني
ركن من اركان القبيلة بليهان
…
مواقف تبقى ولو كان فاني
واليوم يا راكان ياذرب الايمان
…
علم الحيا والطيب للناس باني
وهذي حقيقه ماتبي زود برهان
…
مشاعر ترجمتها من لساني
وصلوا على المختار من نسل عدنان
…
اعداد من صلى وصام رمضاني
فرسان بني هاجر
الفروسية من أهم ما يميز القبائل العربية، فبقدر عدد الفرسان والشعراء، بقدر ما تفخر القبيلة برجالها، وكثيرا ما يجمع الفارس بين الفروسية والشعر، والفروسية في عرف القبائل الحربية لا تعتمد فقط على قوة الجسم أو القدرة على استعمال السلاح، ولكن الفروسية لها صفات متعددة لا بد أن تتوافر لصحابها لكي يطلق عليه لقب الفارس، ولقب الفارس لا يمنح من زعيم القبيلة أو يورث عن الآباء والأجداد، ولكنه يكتسب من خلال الصفات التي يتسم بها الشخص من الشجاعة والمروءة والنبل والاستبسال في الدفاع عن القبيلة واحترام النساء وعدم هيبة الموت والرغبة في الاستشهاد، تلك الصفات التي تجعل من صاحبها فارسا. فإذا تقدم الفارس الصفوف وقاد المعارك فإنه يصبح عقيدا.
وقد كان لبني هاجر كما للقبائل الأخرى فرسانها على مر العصور، وقد جمع أغلبهم الفروسية والشعر، وفي الصفحات التالية عرض لأشهر فرسان بني هاجر.
الفارس سعد بن نجيبة
(1)
:
عاش في وادي المحجر "بلاد شريف" سكن بني هاجر الأول ويعد من شيوخ قبيلة قحطان في القرن الثامن الهجري على وقت إمارة الأمير غانم بن صقر بن حسان لأبها، وكان قائدا لجيوش قحطان واشترك معه شريف مكة لعسير لصد هجوم أبي الغيث ولعب دورا مهما في التصدي لهجوم بني رسول حكام اليمن على عسير، وكان على رأس قبيلة قحطان في تدمير قلعة بني رسول المسماة القاهرة والواقعة في الحرجة ببلاد شريف ويصحبه أخوه الفارس مقود بن نجيبة في حروبه.
(1)
أمتاع السامر.
الفارس فايع بن مداوي
(1)
:
عاش في القرن التاسع الهجري في وادي يعوض في قرية آل حليس، وشكن بها آل حليس قال قصيدة في أحد حروبه مع إحدى القبائل وكانوا كثرا .. قال فايع:
فايع يهيض القاف والصدر غنى
…
ومعه قرين على القوافي يزيدي
يحلي حليب العرب هو خير فنى
…
ويبري سقيم معاد إلى الوريدي
سد ابن جمهور هل خيل مثنى
…
ما درعت للركض في يوم عيدي
ألا بيوما حايم الموت دنى
…
قد الصبايا جالعات شريدي
بيني وبين شعيب حرب مثنى
…
وبيني وبين شعيب دولة سعيدي
ربعي على طرف المحاجي نبنى
…
وعلى الطرف ما حن نداري العبيدي
لا يا شريف هو ني منكم أمني مجنى
…
فيعيدوا أفزعوا ما ني منكم بعيدي
فلا وطنكم جازعا عن وطنا
…
واحنا قبايلكم فراص الحديدي
لا يا شريف الفسل فيشد منا
…
ينزع حلاله من حلا لنا بعيدي
مثل ابن سراع لحاف مثنى
…
لشناف من مبدأه تغدي شريدي
تر فزعتة من قبل فزعة وطنا
…
مثل الحصان مليما بالحديدي
وقد حكيت عن شجاعة الفارس فايع كثير من الأساطير، منها أنه عندما يكون في معركة فإنه يصطحب معه جنا لتساعده على خصومه وكان في حروبه دائما يهزم خصومه. وهذه الحكايات وهي كثيرة يتناقلها الناس حتى وقتنا هذا في الحروب، وعندما توفي فايع وكان يوم وفائه في يوم عيد .. رثاه والده بقصيدة منها:
ياليلة العيد ياشوم مغبراء
…
ياليلة العيد ما عاد وبل الصيف يأتيه
من يوم راح نماي راعي الوجه لزهراء
…
ضلت جبال القعم بالحزن تبكيه
والله لولا يقولون المعراء
…
بالصدر ماعد لي مسكن فيه
أهل البقعاء حكاء بها في كل مسمرار
…
ركل خالي على جيره ينقيه
خليتني وانك تعذرار
…
عطبت يمين تعوقه من مناويه
ياقبر تحت النظاره كم تصورار
…
بالصبح والعصر وأنا شابحا فيه
(1)
رواية فطيس بن مزهر الهاجري.
الفارس مقود بن نجيبة
(1)
:
من النجايب عاش في القرن الثامن الهجري وقد سكن وادي المحجر ومن أحفاده آل جار الله الموجودون في وادي يعوض، والفارس مقود له قصائد كثيرة منها هذا البيت:
مرا تراني في ثياب جدايد
…
ومر تراني في طمارير شريه
وكذلك قال عندما أصاب تسعة في معركة:
قال الفتى مقود بن نجيبه
…
ما يكسب ألا الجود وسيوف مرهفاتي
وقد خذيت في سيرتي سبعة
…
واثنين في حرفتي ولتفاتي
وقال:
فقال الفتى مقود بن نجيبه
…
ما يعجب الفتى كون النصيبه
لزت الحنايا لحنس القنايا
…
وبث المواوير يازين حافيا
ترى قد راس رمحي خخيبه
…
وقد الصبايا خلافي صياحيا
وقال:
فقال الصبي مقود بن نجيبه
…
ياكم عذينا بروم عجيبا
فلي مرقبا بين نوحنا وبصري
…
ولي مرقبا بين حدين دافيا
وقال:
فيا آل جمل لا تمنون حربي
…
ما دامت البل ترعى الفلايا
وما دام أخطاركم كل يوم
…
على كل ثلب شدو الوعيا
فقمنت مبداي حول الرشادة
…
لما الشمس صوب العشيا
الفارس ناصر بن خميس (راعي الربيعا)
(2)
:
من آل ضمين الهيازع عاش في حوالي القرن الحادي عشر الهجري قال هذه القصيدة بعد معركة وقعت في حرض وتقع في شمال الحديدة باليمن:
(1)
رواية المصدر السابق.
(2)
رواية محمد بن منيس آل ذعفة.
قال بن جمهور ومن يدناله
…
حمرا مثاعات الحديد مناها
ابرها وام العيال تبرها
…
يا زين عندي غيها وعياها
ابغي إلى جاء نهار دويسه
…
هذي اقبلت وهذي عطت قفاها
ألا وليتك يوم حرض حاضر
…
يوم الجموع تعج من صلاها
ضربت حقان براس مزرج
…
وخليت سرجه لين طاح وراها
وضربت مثنات السويد بمطرق
…
ومن جريها الأول قصرت اخطاها
عقرت ذي وقلعت ذا في وردنا
…
واهل الديون مشافيق لقضاها
وانا الرفيق الهزل عندي جيد
…
لا بدله من فاقتين يلقاها
وانا لاجر الرفيق جريره
…
انا مكلاها وأنا منصاها
وقال كذلك الفارس ناصر بن خميس:
قال ابن جمهور ومن يدناله
…
قبا عريض المنكبين ظهير
اصيل يشوق العين شبرا ظهرها
…
لجنوبه من تحت الدروع زفير
غير على الله شكاوى عود مولعبها
…
ربيد تيت تحنى العنان حذير
يفرج بها المصلاح مارضع حواره
…
وباقي لبنها من اسقاه خوير
هي مالهم يم العوافي ومالن
…
لقام عسانان للعجاج يثير
قرولي علوى بتسعين كاينه
…
ولولا المندا كان الحديث كثير
الشيخ الفارس بداح بن علي
(1)
:
من آل ذعفة وشيخ الهيازع، عاش في ميثب بني هاجر في نهاية القرن الثاني عشر، وعاصر شيخ شمل بني هاجر محمد بن شبعان، وقد قاد بنفسه كثيرا من الهيات التي وقعت بالمنطقة، حيث كانوا يصلون في غزوهم مناطق بعيدة حتى إنهم وصلوا إلى عالية نجد، وكان يشاركه في الغزو شقيقه صهدان بن علي، ومن هذه الهيات هية المقيبلية، ومن أحفاده آل حلبان وآل حربي وآل هادي.
(1)
رواية خالد بن سعود آل حلبان آل ذعفة الهيازع، صعد بن منيس آل ذعفة، سعد بن حربي آل بداح آل ذعفة الهيازع، ناصر بن مدهون الهيازع، محمد بن هميلان المسيفرة الهيازع.
الفارس سحمي بن سعد (القصاب)
(1)
:
من آل شيبان آل مسيفرة عاش في القرن الثالث عشر الهجري ولقب سحمي بالقصاب لشجاعته، توفي سحمي في حوالي منتصف القرن الثالث عشر، وهو شاعر فحل تناقلت الرواة قصائد كثيرة له تدل على مكانته في القبيلة، وتوهم بعض الباحثين من هذه القصائد أنه شيخ قبيلة بني هاجر، ولكنه من كبار الهيازع وفارس من فرسانهم المشهورين. الفارس سحمي له هذه القصيدة، قالها عندما أرسل له أحد شعراء القبائل قصيدة عندما سمع أن الهيازع بني هاجر يحمون الميثب وذلك في القرن الثالث عشر الهجري ويعرف بمرب اللقاح قال الشاعر الفارس سحمي:
أنا عذاب الخيل أبو مناحي
…
زبن الحصان اليا قسى سير علباه
حطيت في رمحي ثلاث ملاحي
…
ريش الضليم اللي على الدوحو صدناه
(2)
والشاعر اللي سابقه ما تناحي
…
تقصر من اذناب المواحيل يمناه
هذاك عرض للعرب مستباحي
…
وتفهق عن الفنجال والزاد يمناه
فلا بد من ليل به البرق لاحي
…
بين الثنادي والحوم ناثر ماه
(3)
ترا وعدنا في مرب اللقاحي
…
بكره إلى من السهم زاف مرماه
وإن كان يطريلي مرب اللقاحي
…
غصب على خشم المعادي رعيناه
ترعاه ربعي بالغلب والرماحي
…
سربة هيازع بالمزاريج ترعاه
وعندما نزحت الهيازع وفخوذ بني هاجر من بيشة إلى نجد بسبب قلة الأمطار، وفي نجد دب النزاع بينه وبين جماعته فرحل عنهم وكان رجلا طاعنا في السن، ترافقه ابنته فسكن في منطقة تسمى الحدباء
(4)
شرق القويعية، وتسكن هذه المنطقة آل عاصم من قحطان وبالتحديد في مكان يعرف برقيبة، وحدث نزاع بينه وبينهم وخلال هذا النزاع أصاب عددا منهم ومن ثم عادوا إليه مرة أخرى يصحبهم هذه المرة فارس مشهور بينهم فبدأ القتال بينهم وبين سحمي، وبعد عراك قام الفارس معه حبل فرماه عليه وأنزله من على فرسه وبعد أن وقع على
(1)
رواية محمد بن سعد بن منيس وناصر بن مدهون الهيازع.
(2)
الدحو مكان بالقرب من الميثب وهو الآن قرية.
(3)
الثنادي يقع في الميثب.
(4)
أرض مستوية تقع غرب من نفود السر وبها قارة سوفة وقال شاعر الضياغم:
وليلين في الحدباء الكسيف
…
شلنه وورانا في المراح سواد
الأرض اجتمعوا عليه وبعد ذلك رحلت ابنته إلى حيث يسكن الهيازع بعد نزوحهم من الميثب وهم يربعون في مكان يقال له بعيثران ويقع في شرق القويعية واستنجدت بهم وقدموا معها يقودهم الفارس صهدان بن علي الهيازع وكان كبيرا في السن وبعد أن وصلوا إلى جبال الفويلق في الحدباء صبحوهم ودارت معركة شديدة أصاب الهيازع عددا منهم وبعد هذه المعركة قال الشاعر شايع بن سعد من الهيازع بني هاجر قصيدة منها:
كله لعنا ما بين الأنجل وسوفه
(1)
…
الغايب إللي ما حضر معتكلها
وكله لعنا سحمي في تلوفه
…
كل إصبع منه خذينا بدلها
معاد عقب اللي خذينا حسوفه
…
رايتهم العليا كسرنا دقلها
وبعد أن علم بنو هاجر بما حصل للفارس سحمي والهيازع قدموا جميعهم من محل إقامتة في نجد لأن بني هاجر كانت في تلك الناحية في ذلك الوقت، ودارت عدة معارك بين بني هاجر وآل عاصم وجميع فخوذ الجحادر وكان النزاع مستمرا لمدة من الزمن حتى تم الصلح على يد الأمير شافي بن سالم آل شافي والشيخ فيصل بن حشر، وذلك بعد معركة كنزان بالأحساء بمباركة الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله وقد ذكر شعراؤهم ما حدث في ذلك الوقت، ومنها قصيدة للفارس أرشيد بن مفرح بن درعان من آل زايد آل عضية حيث قال قصيدة منها هذا البيت يذكر فيه الحدباء في نجد وهو المكان الذي جري فيه النزاع:
من دفة البراق رمحي انعله
…
والخيل فالحدبا بهلها مقافي
هذه قصة أخرى وبطلها سحمي. فبينما كان سحمي جالسا في مجلسه وحوله آل مسيفرة الهيازع بني هاجر أذ أقبل عليهم رجل كان قد بني بيته بجوار بني هاجر، وكان بيته صغيرا، فقال الفارس سحمي عسى أن يكون هذا صانعا يساعد ثوني في حذيان خيلنا فقال واحد من بني هاجر لا يا سحمي، هذا المأخوذ، فقال سحمي: ويش المأخوذ فقالت جماعته له: هذا رجل وهو يؤخذ دائما فإذا أخذ القوم أبله استرفد (استعطى) فأعطوه من كان بجوارهم فتؤخذ ثانية، وهكذا وإذا لحق الطلب لاسترجاع إبله من القوم عقرت خيلهم وذبحت
(1)
الأنجل وسوفه جبال في الفويلق في جنوب القويعية.
فرسانهم وعندها قال سحمي يا الله لا تبره بخير يا الله، وعندما جلس هذا الضيف رحب به سحمي وأكرمه فقال المأخوذ لسحمي يا طويل العمر كلما نزلت على قوم أخذت إبلي فأشار على بعض القوم وقالوا إن أردت ألا تنهب إبلك فجاور الفارس سحمي القصاب فوالله لن تؤخذ إبلك واليوم يا طويل العمر جئت مجاورا لك، عندها التفت سحمي على من حضر عنده من آل مسيفرة وقال آل هيازع يا عيال، أبوي لا تروح إبل قصيركم إذا جاء الصياح دعوا إبلكم، افزعوا له وفي خلال إقامته معهم إذ بالصائح يصيح فركب فرسان الهيازع خيلهم واسترجعوا إبل جارهم من القوم أولا فقال الفارس سحمي القصاب هذه الأبيات:
أمس وحن في فيت البيت وقعود
…
أو حيت فاذني طنين الصياحي
ساعة لحقنا لحقت الخيل يبود
…
من سربة زيزمها أبو مناحي
لحقتهم بالرمح والسيف مجرود
…
وذود العتيبي عقب هجه ضواحي
وهناك مدد من الدلائل التي تؤيد أن سحمي بن سعد بن شيبان بن حمد آل مسيفرة الملقب (بالقصاب) قد عاش في القرن الثالث عشر ومن هذه الدلائل أن سحميا عاصر سيف بن بلعان، وكذلك حادثة الفويلق التي أدت إلى مقتله ومعاصرته للشيخ خالد بن حشر شيخ آل عاصم الذي عاش في القرن الثالث الهجري ووجود صك صادر من قاضي بيشة منذ زمن أنه شهد رجل كبير في السن إمام القاضي بأن والده قد رأى سحميا يثني على ثمد أمعقاء ويقع في ميثب بني هاجر.
الفارس صهدان بن علي
(1)
:
من أبرز فرسان الهيازع من آل ذعفة عاش في القرن الثالث عشر الهجري، وهو شقيق بداح بن علي شيخ الهيازع فهو لم يكن شاعرا ليخلد لنا الهيات التي قادها، وهذه القصيدة قالها الفارس الشيخ خالد بن حشر عندما دارت هية بينهم وأسبابها وفاة الفارس سحمي القصاب وتقابل مع الفارس صهدان وكان صهدان طاعنا في السن فقال ابن حشر:
(1)
رواية ابن منيس وخالد بن سعود آل حلبان آل ذعفه الهيازع.
البارحة كني على الجمر مجضوع
…
أبكي خفي وامش بيدي دموعي
لاهمني عسرا ولا همني جوع
…
ما همني ياكون فرقا ربوعي
علمي بهم يوم أول الجيش مقروع
…
بوحيه ربع ما تعرف المنوعي
جانا حصانا هو وراعيه مصروع
…
خيال حرد ما هو للركايب طموعي
(1)
لعيون من قرنه على المتن منسوع
…
عود بغيضه ما يريد الرجوعي
الفارس جمعان بن حميص (خيال الفجايا):
من آل ضمين الهيازع بني هاجر ووالده حميص بن جمهور عاش في الميثب في القرن الثاني عشر، خاض جمعان معارك كثيرة مع قبائل تلك المنطقة ومدحه عدد من شعراء بني هاجر منهم الشاعر أرشيد الهاجري من الكدادات منها هذه الأبيات قالها في يوم المقصر:
نفلت أنا من ربعنا ثلاثة
…
اللي غشاهم ذاك النهار اسكار
منهم جمعان ضرب مكلويهم
…
يحدهم يمين والجموع يسار
قامت تنسفهم مذارع سابقه
…
مثل الشمع يومي به المعصار
قال الشاعر ابن عون الفهري العبيدي قصيدة عندما تنارعت فخوذ بني هاجر مما أدى إلى نزوح عدد من فخوذها، وأخذ الشاعر يمدح الفارس جمعان ابن حميص:
هاض بين عون ماهاض الرويا
…
مثل الافزع جاذبها المغيرة
هاضني لابة ............ كلهم رايح بتبع قصيره
............ غدا شرق تنايا ................ مصيره
............... تاهوا في القرايا
…
كل منهم رايح يتبع شويره
ليتهم يوم ولدوا في البزايا
…
كلهم مات ليلة جاء بشيره
كون جمعان خيال الفجايا
…
يحتضن الزرق في يوم الكسيره
راس رمحه غدا منهم شغايا ....................................
(1)
يقصد الفارس صهدان بن علي.
الفارس الشيخ/ زيد بن حلبان (راعي الأبرق)
(1)
:
هو الشيخ زيد حلبان بن راكان آل ذعفة، شيخ الهيازع، وآخر شيوخ بني هاجر في الميثب، عاش في نهاية القرن الثالث عشر الهجري، واشتهر بشجاعته وهيمنته وسيطرته على المنطقة التي عاش فيها. حاميا لأراضيها ومواردها (عقلان والمقيبلية وملح) من الطامعين وكان يأخذ الحذفة والسبع الركايب المعروفة بالعرافة من معظم القاطنين بالمنطقة. قتل في هية أبرق الدعجة، والتي تعد من أشرس الهيات في ذلك الوقت لكثرة عدد الأعداء، وما زالت قبورهم الموجودة حول جبل الأشيقر شاهدا على ضراوة هذه الهية وبمقتله ضعفت سيطرة بني هاجر على الميثب، مما تسبب في نزوح كثير ممن تبقى من فخوذ بني هاجر، أما أبناء الشيخ زيد بن حلبان فنزحوا إلى نجد، أما آل هادي فبقوا في الميثب.
ومما قاله الشيخ زيد بن حلبان في حياته هذه الأبيات:
ألا ياحمام الورق بالله غردي
…
جري بصوتك في علو اليتايمي
(2)
ثمانية فكوا ثمانين هجمه
…
وهي من وراء تسعين غلمًا غلايمي
الفارس رجاء الشمالي (القصاب):
من آل ضمين الهيازع، عاش في وادي الميثب بمنطقة بيشة في القرن الثاني عشر، ولقب بالقصاب لشجاعته وكثرة قتلاه في المعارك التي كان يخوضها، وعرف بهذا اللقب عدد من فرسان بني هاجر منهم سحمي القصاب وكذلك حمود القصاب من المخضبة، الذي عاش في منطقة الأحساء بعد رجاء بحوالي مائة وستين سنة، ومن الرواة من أكد أن قصيدة خلان أشدتنا قائلها الفارس رجاء الشمالي وهي تتكون من اثنين وعشرين بيتا ولم أحصل إلا على هذه الأبيات .. قال الفارس رجاء الشمالي:
حنا بني هاجر خلان أشدتنا
…
ما حن بخلان منقوشات الألعاسي
نلبس ثياب جداد في مغوبتنا
…
ونلفي بها من ديار القوم دراسي
إلى وردنا تشوق العين وردتنا
…
وإلى صدرنا عطينا بالقفا القاسي
الضيف نعطيه اغلى ما بسدتنا
…
والجار ينزل على الأمتان والراسي
(1)
رواية ناصر بن فهم آل مسيفرة، ناصر بن ماجد المظافرة، خالد بن سعود آل حلبان.
(2)
ضلعان متجاوران في وسط الميثب.
الفارس ربيع بن دهيم:
من آل ذعفة الهيازع ومن كبارهم عاش في القرن العاشر، قال هذه القصيدة عندما حدر بنو عمه المهاشير آل ذعفة إلى الأحساء فقال:
مابه رفيق نتقي في حده
…
كود الهنيدي وازرق الدخان
لي لابة صوب القطيف أو خده
…
خلو منازلهم على الجدان
الفارس دهيم بن فالح (أخو نفلا):
من آل ذعفة الهيازع عاش في منطقة الأحساء في القرن الرابع الهجري كان شجاعا مقداما قاد كثيرا من المغازي والهيات منها عشيران ويعتبر من أشهر عقداء بني هاجر، وغالبا ما كان هو وجماعته آل ذعفة يجاورون بني عمومتهم المهاشير آل ذعفة، حتى أن غزواتهم واحدة، قال الفارس فالح بن دهيم هذه الأبيات ولم يعرف الشطر الأول من البيت الأول:
..................................... أنا أخوك يا نفلا طري الفعايلي
كم واحدا يبى فعلي ولا احرزه
…
ويدق فينا قصير المهايلي
عقرت لي تسع فوقها تسعة
…
حما قلى وكبودهم غلايلي
قال الفارس فالح في ابنه دهيم:
أرجو أن دهيم بالعصيلا يخبي
…
يلفف لصيد طارف ما يحاديه
ولا دعيته ليهو لي يلبي
…
ما هوب خطوى ثورا منتفخة علابيه
وهذه قصة جرت للفارس دهيم بن فالح، عندما كان في غزو على إحدى القبائل، فساق إبلهم فلحقوا به ولم يستطيعوا إدراكه وابتعد كثيرا عنهم، ولكن صاحب الإبل استمر في بحثه عن إبله، لعله يسترجعها منهم. فمر الفارس دهيم وجماعته على آل مرة وتعدوهم بدون أن يطمعوا في كسبه. ولكن صاحب الإبل كان ولا يزال في أثرهم فعندما مر على آل مرة نخاهم بالغييثات فاعتقدوا أنه من غييثات آل مرة فهبوا معه في إثر دهيم ومنهم رجل يقال له ابن حديد، وهو خال الفارس هادي الهويكع من المسارير بني هاجر، وراوي هذه القصة فقد نصح
خالة ابن حديد ألا يعترض طريق الفارس دهيم خوفا على حياة خالة إلا أن خالة، رفض النصيحة وقال بل سنأتي لك بالحي منهم، ويقول هادي وفي أثناء حديثي مع خالي كنت قد وجدت ناقة ضميا وباركة من كسب دهيم فقمت إليها وذبحتها، وبعد ذلك رجع عدد من آل مرة بعد أن عرفوا أن صاحب هذه الإبل من غييثات الدواسر، إلا أن البعض منهم أراد أن يلحق بالفارس دهيم طمعا في كسبه ومنهم خال هادي الهويكع، وبعد يومين لم يعد من آل مرة إلا فارس واحد فقط، وعندما سئل عن بقية ربعه قال لم يسلم منهم أحد إلا أنا، عندها قال الهويكع وكبت ذلولي باحثا عن خالي في موقع المعركة والتي وقعت في مكان يقال له (العراص) شرقي الأحساء فوجدت جثث القتلى من الطرفين فهذه جثث أخوالي وهذه جثة عويضة بن محمد بن دهيم بينما أصيب بها دهيم بن فالح وسالم بن خالد بن شرهان، ولكن لم أجد خالي ابن حديد وظللت أبحث عنه فوجدت آثار حمار يقوده رجل ودماء على أثر الحمار فتتبعت الآثار حتى دخلت (الطرف) بعد صلاة الظهر، والطرف قرية في طرف الأحساء فسألت عن صاحب الحمار فدلوني عليه، فسألته إن كان يحمل معه مصابا فقال نعم وهو عند الحكيم وأدخلني عليه فإذا بخالي مصابا وقد بترت يده وهو مغمى عليه، فأخذته وعدت به إلى أهله إلا أنه توفى بعد أيام، أما الفارس دهيم بن فالح فقد تعافى من إصابته ولهذه القصة قصيدة وللأسف لم نحصل عليها.
الفارس ناصر بن هميلة (راعي السرجا):
من آل مسيفرة الهيازع عاش في منطقة الأحساء في القرن الثالث عشر الهجري ثم في أبي ظبي قال الفارس ناصر راعي السرجا:
فترت جنوبي من ملاوى الشدادي
…
من كثر مانكثر عليه التملمال
والله لولا البن هو والقنادي
…
واعمادي نشريه من عند دلال
ياعيني انها ما يجيها الرقادي
…
وان جات تخضع جات بدمع همال
من شوفتي شي على غير قادي
…
الأجواد راحوا مابقى كون الأنذال
قد ذا الثعل متشرف فالمبادي
…
والنمر كنه مابعد جاله افعال
من عقب ماصيده جخاخ الجرادي
…
واليوم لاجات المفازيع خيال
وقال راعي السرجا الفارس ناصر:
أنا وحيد وحارب سبعة أسلاف
…
وحمدي لرب يعطي الحق وافي
عقرت صفرا من مراكيب لشراف
…
تبعد من الزرقه إلى قيل قافي
وقال ناصر:
مع السلامة ياهل العز للجار
…
يازين صكاتكم علينا دواوير
ربعي لعنفص شويش ومخضار
…
قد حن نودعكم على الهجن بنسير
والفارس ناصر صار له الكثير من الأحداث، منها هذه القصة التي جرت له عندما عاش في عُمان، وكان في ضيافة إحدى القبائل وكانت هذه القبيلة تخوض حربا مع قبيلة أخرى، وكان معهم فارس أسود، وهو من عبيدهم ويسمى ابن ياسين مشهور بين القبائل بالشجاعة والفروسية ولم يبرز له فارس إلا وقتله ولا يتجرأ أحد على شرب فنجانه فالكل يهابه فبينما كان الفارس في مجلس مضيفيه وكانوا قد أعدوا العدة لقتال تلك القبيلة، وفي الصباح قام شيخ القبيلة وصب فنجان الفارس ابن ياسين ودار على فرسان قومه فإذا وصل إلى ناصر قرب الفنجان من فمه ليستفزه، ولم يتحمل ناصر ذلك الاستفزاز وتناول ذلك الفنجان وبعد ذلك قال لهم عرفوني عليه فقالوا سوف تعرفه فهو سيكون أول من يبرز منهم، وعرف منهم أن ابن ياسين يركب حصانا وهو يركب فرسا والفرس عندما تسمع صهيل الحصان تقف فقام الفارس ناصر ووضع في أذني فرسه القطن والودك حتى لا تقف عندما تسمع صهيل الحصان، وكان سلاح ناصر السيف والشلفاة وابن ياسين سلاحه الكلوب ويسحب بسلسلة ويحمل درعا فيه حلقات من الحديد وعندما تقابلا في الصباح برز الفارس ابن ياسين وبرز له الفارس ناصر بن هميلة وبدأ طراد الخيل وكلاهما يحاول إصابة الثاني، وبينما هم على تلك الحالة إذ هوى ناصر بشلفاة على ابن ياسين فاخترقت ظهره واعتز ناصر بنفسه وقال:(خيال السرجا ناصر) وفي نفس الوقت قام الفارس ابن ياسين ورمى بالكلوب فأصاب ناصرا في جانبه فقال له ابن ياسين انهض يا راعي السرجا فنهض ناصر وعندها لمز الفارس ابن ياسين حصانه فشق الكلوب جنبه الأيسر فهوى الفارس ناصر بن هميلة صريعا ولم يمض من الوقت برهة حتى
سقط الفارس ابن ياسين من على حصانه بعد أن نزف الدم منه من أثر إصابة شلفاة ابن هميلة.
وعندما علم ابن الفارس ناصر نهار بما حدث لوالده رثاه بهذه الأبيات مخاطبا فيها أخاه منيف فقال نهار في رثاء والده الفارس ناصر بن هميلة راعي السرجا:
يا منيف أنا ونيت من ضيقة البال
…
من واهج بالصدر حرقت ملاله
لا وأبو لي ما بعد حس لي بال
…
يا صرم قلبي يوم يطرى مجاله
ابوي حامي الجاذيه فالتيجيوال
…
لا شافه الطابور حقق جفاله
يا طول ما راعي الخطا فيه ما احتال
…
واليوم راح وراعي الحق جاله
ما دام راسي ما بعد صكه الجال
…
فنا لهم عد تقارع انهاله
بقديمين حده وريع وقتال
…
ومجوف لوميا على الراس شاله
لعيون من نهده كما وصف فنجال
…
لا جانا العايل لطمنا اسبال
الفارس سالم بن أرشيد:
والفارس سالم من آل زايد آل عضية. فارس من فرسان بني هاجر شارك في العديد من الهيات التي جرت بين بني هاجر وقبائل أخرى وبعد إحدى تلك الهيات قال الشاعر سند بن جعلود آل جدي يمتدح ما قام به الفارس سالم فقال الشاعر سند:
سالم ابن أرشيد ياللي حريب للردى
…
بين نوره لنا وجعله منا مايغيب
منوة الهشال لجو من عقب الجفا
…
فالوازم حاضر وفالمراجل ما يغيب
من بني عمي هل الفعل لرد البر
…
ون عوى ذيب لذيب يفرون الحريب
الفارس سعيد بن عامر
(1)
:
من آل مسيفرة الهيازع ومن فرسانهم، عاش فارسنا في الجنوب في منطقة بيشة في أواخر القرن الثاني عشر وعاصر الأمير محمد بن شبعان والشيخ بداح ابن علي في بيشة. قال الشاعر من بني هاجر قصيدة يمدح فيها الفارس سعيد
(1)
رواية ناصر بن فهم.
بعد نهاية معركة، وسببها أن راكبا من بني هاجر وردوا على (عد) بئر ماء لإحدى القبائل فمنعوهم من الشرب إلا أن يدفعوا ثمن هذه الشربة وهي ما يطلق عليها أبناء القبائل (التاردة) أو (العراف) وهي عبارة عن (بكرة) وهي من الإبل يكون عمرها من ثلاث سنوات إلى أربع، وعندها وافقوا على ذلك وشربوا وبعد ما سقوا وصدروا، أغاروا على إبل هذه القبيلة وأخذوها ودارت معركة عندما حاولوا منع بني هاجر من أخذ إبلهم، ولكن كان عددهم قليلا ولم يستطيعوا ذلك، واتجه بنو هاجر بها إلى بيشة وكان سعيد بن عامر هو فارسها ويتزعمهم الأمير محمد بن شبعان شيخ بني هاجر والقصيدة منها:
جينا بها من ديرة السرق للنقا
…
على عقيلان تداحم عطينها
ديرة مداليه من أولاد تغلب
…
تلاع الهوايا ماترفق طعينها
مبدينا بالرفق فيها موده
…
وكل يمين غيرنا قاصرينها
يا نعم ياشلفا سعيد بن عامر
…
لا كل عذراء نشدة من جنينها
الأمير شافي بن سالم آل شافي:
من الشباعين أمير شمل قبيلة بني هاجر شجاع مقدام، وفي مقدمة قومه في حروبهم مع القبائل الأخرى في المنطقة، ووقف بكل شجاعة مع عبد العزيز آل سعود في معركة كنزان الشهيرة التي كان الملك عبد العزيز يواجه فيها مؤامرة مدعومة من دول وعلى رأسها الدول العظمى في ذلك الوقت الدولة العثمانية. وقد تم النصر لعبد العزيز بعد أن وقفت قبيلة بني هاجر وعلى رأسها شيخها الأمير شافي بن سالم آل شافي مدة سبعة أشهر متتالية، لم يتوقف فيها القتال وفي معركة محيرس والوزية أصيب إصابة بالغة في رجله في أثناء هذه المعركة، وقد عولج من هذه الإصابة في البحرين بعد أحداثها، والأمير شافي له مواقف مشرفة مع آل سعود ومن قبله آباؤه الذين كانوا جنودا لهم وخاضوا معهم كثيرا من المعارك التي جرت في ذلك الوقت في سبيل توحيد هذه الجزيرة الغالية علينا جميعا. ومثال ذلك عندما شاركت كتائب بني هاجر قوات الحملة ضد اليمن عام 1934، سارت معهم جماعات من جنب وآل شريف، تحت لواء الأمير شافي
ابن سالم آل شافي زعيم بني هاجر الكبير، وشعراء بني هاجر مدحوا شيخهم الأمير شافي بن سالم بقصائد كثيرة منها هذه الأبيات للشاعر ناصر بن سعود:
شافي اليا عدت شيوخ مشاهير
…
اسمه يسجل ما عليه أخلافي
مقدم بني هاجر على الشر والخير
…
وزيزومهم لا صار موج وعصافي
وقول الشيخ خالد بن سعود آل حلبان:
ربعي بني هاجر وأميرنا شافي
…
وأن جيت في نجد فهل الرين لي لابه
وقول آخر:
يتلون أخوا شفيا حمى كل مرهوق
…
حامي المهار من العياد العجالي
الشيخ محمد بن ماضى بن طعزة
(1)
:
من آل عضية من شيوخ بني هاجر عاش في الأحساء بجوف بني هاجر شجاع فارس وفي مقدمة آل محمد بني هاجر في معركة كنزان والمحيرس والوزية وكذلك معاركها مع قبائل المنطقة، وقد مدحه شعراء بني هاجر منهم الشاعرة جدعة بنت فهيد بقصيدة بعد نهاية معركة قالت جدعة:
ما شفت حربة ماضي يا مهنا
…
بين الكتوف وطيرت بالفؤادي
ونعم والله يوم حرجم ظعنا
…
يوم العذارى للنشامى تنادي
هواجر كل شكا الضيم منا
…
شوين ونكلنا جميع البوادي
حتى البحر يمشي بالإرفاق منا
…
وياما فضينا من خزاين بلادي
يام نبي منهم ويبون منا
…
وراعي الفواء يبغي حقوقه وكادي
دام الجبال الراسية ما مشنا
…
ما بينا حنا ويام من سدادي
إلى أن قالت:
خيال هلا لمن زرفلنا
…
خيال سهج مقرعات التوادي
(1)
رواية الشيخ علي بن ماضي بن طفرة.
الفارس الشيخ عريعر بن دجين
(1)
:
أحد زعماء بني خالد حكم الفترة ما بين (1166 - 1188 هـ) فتراه يفاخر بأنه لا يلبس من الثياب إلا الدرع ولا ينام إلا والسيف ضجيعه فهو الشقاء لكل معتد وكيف لا وهو صاحب الهدلاء "اسم فرسه" وهو بعد كل هذا يستدرك فيقول: ولو أن مدح النفس معيب وفيه سفه إلا أنني لم أقل إلا الحق والشعر قد يفرح القلب بعض الوقت إلا أن الذي يشفي الغليل هي الأفعال وخوض المعامع.
ضجيعي من الهندي مصقول صارم
…
لما ناش من جثل العظام رماه
وثوبي من البولاد درع وطاسه
…
يبين لعين الناظرين سناه
انا راعي الهدلا شقا كل عايل
…
ولو صار مدح الروح فيه سفاه
فما الشعر إلا يفرح القلب ساعة
…
والأفعال تبري للعليل مشاه
الأمير سعود بن سالم آل شافي:
من أمراء بني هاجر ومن فرسانها شارك في كثير من المعارك وكان آخرها معركة كنزان الشهيرة ومدحه شعراء بني هاجر بقصائد منها هذه الأبيات:
وشافي وأخوه سعود في حومة الوغى
…
بصفه على شحف العياد الطلايع
تناخوا وردوا ردة فرجت لهم
…
وحطوا لهم في الضيق طرق وسايع
الأمير مذكر بن سالم آل شافي:
من أمراء بني هاجر ومن فرسانها شارك في كثير من المعارك التي كانت تحدث في الماضي بين قبائل منطقة الأحساء، وكان آخرها معركة كنزان ومحيرس بجانب الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن وقد مدحه كثير من الشعراء منهم الفارس الشاعر محمد بن مهوس آل روق القحطاني عندما كان بصحبة بني هاجر في إحدى معاركهم وأخذ الفارس محمد آل روق يمدح الأمير مذكر بن سالم آل شافي وفرسانا آخرين من بني هاجر منهم الفارس ابن عظيمان الهاجري من فخذ آل أزيد وابن طامي الهاجري والفارس سعيد المطوع من الخيارين وكذلك الفارس شلويح بن حوتان الهاجري فقال:
(1)
شاعر بني خالد مهنا أبو عنقاء، لخالد المغلوث.
ونعم يا مذكر والمدح له كله
…
والمدح الاخر تبدا به عظيماني
وابن طامي الغالي الروح ما شله
…
حرز العشاير إلى منثار دخاني
وابن المطوع يشوق العين فعل له
…
ينجي اللي هزيل حيلها واني
ومن كان يا الربع يبغى صافي الدله
…
يردها في اللقى مثل بن حوتاني
الفارس الشيخ ذيب بن ردة:
من آل جدي آل سالم بن عميرة، عرف بابن ردة وهو لقب لوالده عبد الرحمن بن المنداع بن مرزوق بن حيدر، وذلك لشجاعة عبد الرحمن ولكثرة رده على القوم، وذيب بن ردة من شيوخ آل محمد البارزين شجاع كريم وحكيم عاش في أواخر القرن الرابع عشر الهجري وشارك في الكثير من الهيات التي كانت تجري في ذلك الوقت بين أبناء القبائل العربية يقود جموع آل جدي فيها وكذلك شارك في حرب الأحساء بكنزان والمحيرس والوزية وفي بداية هذه المعركة كان الشيخ ذيب بن ردة وجماعته آل جدي على عد يقال له (الهبية) ويقع في الحبل شمالي جوف بني هاجر، فأرسل له شيخ العجمان يطلب منه أن ينضم إليه أو يقف في موقف حيادي فرد الشيخ ذيب عليه:"إنني وجماعتي سوف نرحل إلى قطر ولن نشارك مع أي الفريقين" وتوجه آل جدي وانضموا إلى جموع بني هاجر في صف عبد العزيز آل سعود. وتحت زعامة الأمير شافي بن سالم آل شافي والشيخ ذيب مدحه كثير من الشعراء منهم شاعر من قبيلة العجمان وكان جارا لابن جبهان من الموافقة آل جدي عندما أخدت إبله وردها الشيخ ذيب له فقال هذه القصيدة:
ياويش حنا نبي نركب حلول المضاهير
…
لاحالوا البدوان صوب البروقي
ياذيب ياحامي عقاب المضاهير
…
لعلقوا بقطيهن العروقي
اشكي على آل جدي ربوعا مناعير
…
ربعن علي عوج الطلايب صفوقي
وهذا بيت قاله الشاعر الفارس عبلان العجمي عندما نزل بجواره رجل ويدعى ذيب، فذهب عبلان لزيارته معتقدا أنه الشيخ ذيب بن ردة، وعندما وصل
إلى بيت هذا الرجل قال له أين الشيخ ذيب فقال الرجل أنا ذيب فقال عبلان:
ياذيب من سماك ذيب فغاوي
…
الذيب بن رده ولا أنت على ماش
الفارس عبيدان المنداع:
فارس شجاع ومن فرسان آل جدي آل عميرة، سكن في الأحساء وأبي ظبي وعاش في القرن الثالث عشر، وكان مقربا من الشيخ زايد الأول. وعندما كان متواجدا في أبي ظبي شارك في معركة بين شيخ أبي ظبي وشيخ دبي، وفي بداية المعركة برز الفارس عبيدان للمبارزة وطلب من فرسان شيوخ دبي البروز له، فخرج فارس وبدأ طراد الخيل فأصابه الفارس عبيدان برمحه وسقط هذا الفارس من على فرسه، وعندها نزل الفارس عبيدان من على فرسه لأنه خطر له أنه قد رأى هذا الفارس من قبل، فأقبل عليه فعرفه حق المعرفة فهو ابن عمه، فطلب منه المنداع أن يُبرئه من دمه فبرأه فقبله على جبهته والجميع ينظر إليه فأسلم الروح وعندما رجع إلى الشيخ زايد أراد أن يستوضح منه ما رأى فذكر له المنداع أن هذا الفارس ابن عمه من بني هاجر من الفلحة فتعجب الشيخ زايد من ذلك وقال له كيف يبرز منهم فارس من بني هاجر ويبرز منا كذلك واحد وعندها تمثل الفارس بهذه الأبيات:
الله لا يسقى نهار الخبيصي
(1)
…
يوما على جرد السبايا حضرناه
ركضت مركاض ومر به بليسي
…
والعذر منه يوم حن ما عرفناه
حطيت رأس الغوج لي منتريسي
…
الله دفع بأجله وحنا طرحناه
وعندما كان الفارس المنداع شابا وكان مع والده مرزوق بن حيدر وقومه آل عميرة؛ إذ بقوم يريدون إبلهم فردهم المنداع وجماعته عنها وكان والده بعيدا في إثر ناقة بعدت عن الإبل، فلما رأى والده ما فعله ابنه قال هذه القصيدة:
(1)
اسم المكان الذي وقعت به هذه المعركة ويقع في مدينة دبي وفي هذا الموقع يقع فندق يحمل اسم هذا المكان ويعرف بفندق الخبيصي.
ألهتني الشرفا وقلبي معنى
…
اللي لبنها في الصفا شخاتير
ابمدح المنداع مدحها مثنى
…
اللي طعونه في الاعادي مطاير
ليته حضرنا يوم حرجم ضعنا
…
أهل سربه منا عليهم مشاهير
تسعين اللي ذبح منهم ومنا
…
مثل الحشب يرجد على رصة البئر
أولاد جمهور حما كل دنى
…
طمارة عند الرفيق العثابير
وأما آل ذعفه هم زبون المجنى
…
أهل سربة لاعسمت الأريا وقلت الأشاوير
الفارس سحمي بن ربح (راعي السبلا):
من آل ضمين الهيازع، وقد سمي الأبرق في الميثب والمعروف بأبرق آل ضمين نسبة إليه، وقد نزح مع جماعته من نجد إلى الأحساء في القرن الثالث عشر الهجري وعندما كان في ضيافة الشيخ زايد الأول شيخ أبي ظبي جاءه خبر الرياحية وهي الهية التي جرت بين بني هاجر وقبيلة .. ، ولم ينم تلك الليلة وكان بجانبه الفارس طامي المتفلصي من آل ضمين، وكان صغيرا في السن ونائما وسحمي بن ربح هو خالة فقال هذه الأبيات:
هني طامي يوم وافق له النوم
…
وانا عيوني حاربن المنامي
يا راكب من عندنا حيلن كوم
…
حيلن وزيد نيهن الطعامي
تبراء لهن كما السبع منهوم
…
طويلة السمحاق قبن تمامي
بفزع لربعي دام زاهم ومزهوم
…
ومن غاب منهم مغتشية الملامي
لا وابن عمن وراء ديرة الروم
…
وأنا بدار مكثرين السلامي
يا زين طرد الخيل مع كل شغموم
…
هواجر عند القبايل أحشامي
يا زين عوادن قد السيف مثلوم
…
وشلفن تروى والشلافي أحيامي
وفي الصباح ذهب إلى الشيخ زايد وأخبره أنه يريد أن يذهب إلى قومه في الأحساء، فأعطاه الشيخ زايد فرسا ودرعا ومؤونة، وغادر أبي ظبي متوجها إلى بني عمه وفرح بمجيئه الأمير سالم بن شافي شيخ بني هاجر، وكذلك فرسان بني هاجر، منهم الفارس حمد العوامي وشارك الفارس سحمي بن ربح عمه في هية العضبا، وبعد هذه المعركة طلب منه الأمير سالم بن شافي أن يمكث معهم فلبي طلبه وعندها استأذنهم ليحضر عائلته من أبي ظبي فسمحوا له، وفي الطريق أصابته حمى وتوفي بسببها ودفن بالقرب من سلوى.
وعندما زبن علي الشيخ زايد الأول شيخ أبي ظبي قال سحمي قصيدة لم يعرف منها غير هذا البيت:
ياونتي ونة طريح ورى القوم
…
حي وهو عسر عليه المقامي
الفارس الشيخ علي بن كليب
(1)
:
من الفوزان المهاشير آل ذعفة الهيازع، ومن شيوخهم كان فارسا شجاعا كريما تتحدث بكرمه الركبان عاش في الأحساء، خاض كثيرا من المعارك ضد الترك عند احتلالهم لها، مدحه كثير من الشعراء ومن أشهرهم الشاعر حويد العاصمي من قحطان حيث قال في الشيخ علي بن كليب:
يا راسي اللي عورتني شكياه
…
من الشمس يبغي كيفتن في الظلالي
ان كان تبغي كيفك اللي تمناه
…
تبغي الشحم ومبهرات الدلالي
انشد من ابن كليب عين وتلقاه
…
بيته إلى جيت الجماعة موالي
لاعدوا المبراد عدوه بملاح
…
ما قاله ها يدي يلحقه تالي
الهيل هو والبن يغلون مشراه
…
والزعفران اللي من الهند غالي
ليته ولد عمي وانا من دناياه
…
لاهرفت رجلي وقربت جبالي
الفارس حمد العوامي
(2)
:
فارس من فرسان بني هاجر المشهورين من الجرارحة آل شهوان تقابل مع الشيخ راكان بن حثلين في معركة بين بني هاجر والعجمان وبعد أن بدأ طراد الخيل، برز الفارس حمد لراكان بن حثلين وعقر فرسه وأصابه وذلك بسبب قوة وسرعة حصان الفارس حمد العوامي، فهو من نسل كروش المعروفة بأنها مربط من مرابط بني هاجر، منذ أن كانوا في الجنوب وهذا الحصان هدية من الشيخ محمد آل الخليفة للفارس حمد العوامي عندما كان هذا الحصان رضيعا فرباه الفارس حمد على حليب الإبل كما هي عادة أهل البادية، واشتهر حصانه في شرق الجزيرة العربية. وفي سنة 1277 هـ
(3)
حدثت معركة الطبعة بين العجمان والمنتفق من جهة والإمام فيصل بن تركي من جهة وتمكن جيش فيصل بن تركي
(1)
رواية فلاح بن عبد الرحمن بن ملفي.
(2)
رواية الشيخ فيصل بن شبعان ومحمد بن راشد بن جذنان.
(3)
راكان بن حثلين الربيعان ص 146.
من هزيمتهم فنزح بعضهم إلى نجران، أما الشيخ راكان بن حثلين فقد رحل إلى البحرين ومكث عند آل خليفة، وعندما كان في البحرين وكانوا في مجلسه يتحدثون عن الخيول العربية الأصيلة ذكر راكان للشيخ محمد بن خليفة عن قوة وسرعة حصان الفارس حمد العوامي (دعمان) فأرسل الشيخ محمد بن خليفة إلى حمد يطلب منه شراء حصانه ليشبي به أفراسا في اصطبله وأرسل مع خطابه بعض النقود ثمنا له، فأرسل الفارس حمد قصيدة إلى الشيخ محمد منها:
يا الله يا اللي لا طلبته عطاني
…
ياغافر الزلات يا خير معبود
تفرج لمنهو كاسب المعاني
…
ذرب الفعايل مايجي درب منقود
ياطارشي هيا إلى من طراني
…
رز الشراع وحين ماهبت النود
من العقير تسير والفجر باني
…
وأحذر على صدره من الفشت وحيود
ملفاك محمد سور ذيك المباني
…
ياسعد من جاله من البعد مظهود
براحته غنى بها المطرباني
…
ولا حد بعد من مجلسه رد مطرود
يا ما عطى من كاظمات العناني
…
يعطي لصايل ويلبس الجوخ ما هود
يعطي ولا يرجي وراها أثماني
…
ياما عطى من غالي الخيل والقود
يا شيخ منك طارش قد لفاني
…
أخذ الجواب الذرب يا ترثت الجود
يا شيخ لا تطري الثمن في حصاني
…
والله لو تعطي ورا الألف بالزود
غوجي حسين الدل شقص الأذاني
…
حلفت ما يهدا على حاكم قود
أبغي إلى رد البرا من أخواني
…
لينه كما العفري مع مقدم الذود
يبرى لخلفات قمعها أمتاني
…
وشلفا تلظى حاشي جبها العود
وابغي إلى وقف رهيف الثماني
…
ينخى على عوج الحنايا هل الزود
رديت أنا غوجي عليهم بياني
…
والحقت أنا أهل قصر الخيل بشهود
مع بني عم تشيل الوحاني
…
هواجر تقدم على الطيب وتزود
ثم أنشدوا راكان يوم التقاني
…
والخيل من لفح المزاريح يبود
وهنا ذكر الفارس حمد بأنه لا يريد أن يبيع حصانه وأنه بحاجة لهذا الحصان لرد أعداء قبيلته ثم ذكر فخره واعتزازه بقبيلته وفي نهاية قصيدته طلب من الشيخ محمد أن يسأل الشيخ والفارس راكان عندما التقى به في المعركة. وسأل الشيخ محمد بن خليفة الشيخ والفارس راكان عن هذه المعركة وما حصل
فيها فذكر الشيخ راكان له عندما عقر فرسه وأصابه الفارس حمد العوامي وصدق قوله وهذه من شيم العرب.
ومن فرسان تميم فارس كان يملك فرسا يقال لها سكاب فطلبها منه رئيس قوم .. فقال قصيدة منها هذه الأبيات:
أبيت اللعن إن سكاب علق
…
نفيس لا تعار ولا تباع
مغذاة مكرمة علينا
…
يجاع لها العيال ولا تجاع
وهذه القصيدة تبين مدى تعلق العرب بالخيل حتى أن هذا الفارس يقدم فرسه على أبنائه بالطعام والشراب.
والواقع ما ذكر من أن الفارس حمد أسر الشيخ الفارس راكان لمدة ثلاثة أيام، فهذا لم يحدث ولم يذكره رواة بني هاجر. وكل ما ذكروه أنه أعطى المنع وأخلى سبيله بعد أن أكرمه بنو هاجر.
وللفارس حمد العوامي قصيدة أرسلها إلى الأمير شافي بن سفر بن شبعان شيخ بني هاجر، وهو في نجد وكان بنو هاجر في نجدة قبيلة قحطان التي أسفرت عن معركة تين، وفي خلال مغيب بني هاجر غزاهم العجمان عليهم ليستردوا إبلهم التي كان بنو هاجر قد أخذوها منهم بعد معركة حدثت بينهم وتعرف هذه الإبل بالهدلاء ولكن لم يستطيعوا وبقيت عند بني هاجر وأصبحت من ذلك الرقت عزوة للأمير شافي بن شبعان.
يا ركب وجنى من الهجن خيره
…
مافوقها الا شدادها والروايا
ركابها اللي مايتيه المسيره
…
وأدل من رباب بيض الحضايا
تشدى القايد جمله مستديره
…
لا حققت بالعين زول التقايا
أمن البحث تنشر احلول السفيره
…
والعصر في هجر حسين القرايا
ملفاك اخو شفيا حمى كل ديره
…
ياعيد أهل هجن لفوا بالحجايا
سعد لربعه في الليالي العسيره
…
يادامح زلاتهم والخطايا
وسيفه نهار الهوش حارب جفيره
…
ومن وقع سيفه يحشمون اللجايا
قل له لفان من اللاحفة مغيره
…
وهج الهجيج وفرعن الصبايا
ساعة قنا محتسين الذخيره
…
وردن بنا حوض المنايا السبايا
رديت غوجى دورتن لستيره
…
من للحساد والوجوه الدنايا
وخذيت العويمر شوق ضافي الجديله
…
عليه يام كلبوهم طنايا
شيخنا يقدم قبل فعله نذيره
…
ضارى بخزاز لبكار الخلايا
كله عنا الهدلا السهاف النضيره
…
اللي علشانها فقلنا الجنايا
الفارس ماضي بن شويع:
من آل شويع آل ضمين الهيازع عاش في الميثب بمنطقة بيشة في القرن الثالث عشر، وخالة الفارس سحمي من آل مسيفرة وله هذه القصيدة التي تتكون من ستين بيتا، ولم أحصل إلا على هذه الأبيات قالها ماضي عندما توفى خالة الفارس سحمي القصاب، وذكر أحد المعمرين من بني هاجر أن هذه القصيدة هي للشيخ راكان بن دعيج بن بداح، ولكن الرواة ذكروا أنها لماضي وعندما رأى أن بعضا من بني عمه آل هيازع قد تفرقوا ونزحوا تاركين الميثب قال الفارس ماضي:
يا سابقى حوليه والعزاء باح
…
وأشوف خلان تشايز رفقها
أسعى لها بالبر مانيب مزاح
…
در الصعود اللي شحمها فثقها
وأقطع مسامير زبرها كما الداح
…
وأربع بكف ثويني لا طرقها
أبغي إلى ماجن مع الحزم جماح
…
لاهي على الصابور توطي شنقها
كن ذيلها شختور صيف إلى لاح
…
على القطاه تنثره من زهقها
تلحق بمدغوش يدور للامداح
…
خطرا بضربه من يد مازرقها
جده وأبوه متعبينه بالامداح
…
من فسل هيازع توإِلى لحقها
كله لعنا قوله عقب من راح
…
ما زيد تفك البل من اللي وسقها
فكم ذود مصلاح شيعناه بصياح
…
وغبوقة الماء عقب دافي شلقها
كريم يا برق على الراشدة لاح
…
يسقى الخريما لين غبى شنقها
ديرة بني هاجر مروين الأرماح
…
هل فرسه من يوم ربي خلقها
ما دام خشم الذيب يطرأ بمصباح
…
تعرس بنا الشينه وكل عشقها
أحب الفارس ماضي فتاة وبعد أن تزوجت خالة القصاب وصارت كلما رأت ماضيا تتحاشا مقابلته، وقد كانت فيما سبق ترحب به فقال الفارس ماضي:
يا عيني ياللي كن في حجرها شب
…
والجفن كنه يرتكز فيه عودي
على وليف كل ما اقبلت رحب
…
واليوم يتقي مني بالعمودي
غدابها اللي كل ما زرفل طب
…
لحل عند الجيش مثل الرعودي
ما هوب مثيور على الكور ينشب
…
فكاك عسرات امور تكودي
وقد ذكر أحد الباحثين أن الفارس ماضيا قد قتل خالة الفارس سحمي القصاب وذلك يخالف ما ذكره الرواة من أن الفارس سحمي القصاب قد توفي في معركة وهذا ما اجتمع عليه الرواة واستندوا بأبيات من قصيدة قيلت بعد تلك المعركة.
الفارس أرشيد بن مفرح:
هو أرشيد بن مفرح بن درعان آل زايد من آل عضية عاش في نجد في القرن الثالث عشر وهو فارس من فرسان بني هاجر وشاعر من شعرائهم .. قال هذه القصيدة خلال الصراع بين بني هاجر وآل عاصم الذي نشأ بسبب سحمي القصاب قال الفارس أرشيد:
ماني من نقل المزرج عنله
…
هو مادرى عدله لزوم وقافي
من دفة البراق رمحي انعله
…
والخيل فالحدبا بهلها مقافي
(1)
لاهيب لاشطف ولا مستجله
…
ومن عقبها ماذاق برد العوافي
الفارس حرفاش بن ناشي:
من الكدادات عاش في الأحساء في القرن الرابع عشر مع قبيلته بني هاجر وسطر معظم معاركها، وكان آخرها معركة كنزان. ويعد من الشعراء البارزين في بني هاجر وله قصائد كثيرة معظمها في (هيات) شارك فيها وهذه العرضة له عندما شارك في هية (مريقب) قال الفارس حرفاش:
(1)
الحدبا مكان يقع جنوب مدينة القويعية بنجد.
با مخيلن هل وبله وبرقه يشتعل
…
وبله المصبوب حاديه مشخول الملاح
في علات مريقب ثار له عجت نقل
…
لين حمى السوق بنفوس صبيان الفلاح
يوم جاء لرفح يبي غز خلفاتن هجل
…
غازين يبغي خراجه مراديم اللقاح
فا لتقينا عندها ساعتن تقصف الأجل
…
با لهنادي والمخابيط وحدود الرماح
يم لحقوا لا بتي عند طرعات الفحل
…
هملوها عطفن عقب مرهوج الصياح
لا بتي عند العشاير يروون العسل
…
في هددهم يشبع الطير خفاق الجناح
لا بتي سيل حقوق يضيق به الفحل
…
لا ضرب ديرة لجانيب يجعلها براح
هيتن فيها القلايع مخلاتن همل
…
من صلاة العصر والليل لين أفضى صباح
وله قصائد سوف نذكرها تحت باب شعراء بني هاجر.
الفارس الشيخ ناصر بن خليل (راعي البويضا):
شيخ آل شهوان عاش في الأحساء وقطر في القرن الثالث عشر، فارس شجاع شارك في معظم معارك بني هاجر، وكان الساعد الأيمن للشيخ قاسم بن ثاني في تكوين إمارة آل ثاني في قطر. مدحه كثير من الشعراء؛ منهم الفارس حويد العاصمي القحطاني عندما اشترك مع بني هاجر في معركة بينهم وبين فخذ من قبيلة بالقرب من ضلعان يعرفان بالخليلين
(1)
، يقودهم ذلك اليوم الشيخ شافي بن سفر بن شبعان شيخ بني هاجر قال حويد العاصمي:
يا الله اللي تستجيب لطلبتي
…
طلبة مصلي ساجد لشراق
أغفر ذنوبي لا وزيت بحفره
…
في يوم حر والمكان ضياق
من النعيرية نوينا بروحه
…
البل تدرج والجموع تساق
وردنا على علوا سلالة ناهس
…
ثم استوى كدر العجاج أطباق
ساقوا مزينهم وسقنا عليهم
…
كل أبلج في الهوش ما ينساق
وسود إيلا سارت سار معها ملك
…
وجمع يسمى وأسمه الدلاق
زادوا بعسم وزادنا الله بناصر
…
سهيل اليماني لا بدا شعاق
يضرب بشلفا لين درا مطيرها
…
مثل المزادة عزلها دفاق
أول ندبها ............... تهايق لها طير الفريس وتلق
(1)
ضلعان يقال لهما نقير والنقيرة بالقرب من النعيرية.
وثناها ....... زادنا الله بناصر
…
منه على حوض المنايا واق
يا عوني اللي يوم واجه حفيفنا
…
تماري به اللي ما لها عشاق
يا صابين البن صبوا لناصر
…
صبوا له الفنجال قبل يذاق
يركب على صفرا نظير نايفه
…
ويحلب لها عند العتيم فواق
تطعن لعنا هجمة شمخ الذرا
…
تحدر وتسند ما تشيل أرفاق
إرفاقها كل أبلج فوق سابق
…
جذرا الفخذ من فوق جرو الساق
وتامن سمح الكعوب ثمانية
…
يامن به الطياح والملحوق
وحنا بني هاجر عريب جدنا
…
في الكتب لمن فلت الأوراق
وفي باب الأحداث في قطر تجد أعمال هذا الفارس في مناصرة الشيخ قاسم آل ثاني.
قصيدة في الشيخ الفارس ناصر بن خليل آل خليل آل شهوان:
بادي باس الوالي وابدع القاف الجزيل
…
وافتخر بافعال ربعي وشوني شونها
من بني هاجر والمدح والعقل الجميل
…
ومن هل الطولات ولي نعرف فنونها
ومن هل ابنيان يالي نسيته يا هبيل
…
يوم جانا الشره بعد ستوق احضونها
التقايناهم وراحت شرايدهم جفيل
…
والجنايز عدها والله ما يحصونها
التقاهم صلب جدي بمفتوق الصقيل
…
مع مناصير احياخن البلاء يردونها
صبرنا في حزه الضيق في المبدى الطويل
…
والخناجر من دميّ العداء يرونها
جمعهم مع جمعنا والعقيد ابن خليل
…
نصار زيزومها لأمطرت أمزونها
يحكمها لين هلت هماليل المخيل
…
سيلها الدم الحمر والمعارك كونها
ومن بني هاجر هل المدح ما فينا بخيل
…
بالمجاعة يتمنون بالضيوف الصحونها
نكرم الخطار في العسر ونجري الذليل
…
فعلنا غنة يالي تجر الحونها
وهذا حداء للفارس الشيخ ناصر بن خليل في فرسه من مربط الحمدانية:
لي سابق زينه هاذيب
…
راحت وانا ما اسخيتها
لي شالفا ما تحي الصويب
…
على الحريب دربتها
الفارس هاجس بن حشان:
من آل سعيد من الشعامل آل عضية، عاش في القرن الرابع عشر الهجري، وكان له دور كبير في كثير من الهيات منها دقة البحرين، وعندما قامت بنو هاجر بمساعدة الشيخ محمد بن خليفة والشيخ ناصر بن مبارك ضد الشيخ علي الخليفة ودور بني هاجر في البحرين، وفي أثناء المعركة أصاب الفارس هاجس الشيخ علي، أما ابنه عيسى فقد أصيب باثنتي عشرة طعنة فأنقذه رجل من آل مرة ويدعى ابن شيرة فسبح به حتى استقلوا قاربا فعداه إلى منطقة الزبارة، وكان من شارك مع الشيخ علي قبيلة النعيم التي دافعت عنه ولكن كان هجوم بني هاجر مباغتا، ولم يمهلهم الوقت الكافي للاستعداد لهذه المعركة، وكان يقود النعيم الفارس الشيخ جبر الملقب بالأقشر فقد كان عنيدا شجاعا وأخذ يقاتل وحده بشجاعة خارقة فكل من رماه بشلفاة أمسكها ثم أصاب بها من رماها وبينما كانوا على تلك الحالة إذ أقبل الفارس هاجس فلما رأى جبرا حيا اعتزى وقال (جيال العوجا هاجس عادة ذا حي) فقال:
يا جبر ما تذكر خليل
…
والله أن تزوره بالممات
ثم هوى عليه بشلفاة فأصابه.
قال ومما قيل في الفارس هاجس قول شاعر من بني هاجر يترمل بعد معركة قال:
خيل نشبت فالطبعه
…
وابن شافي ينحاها
خيل ما نجت هاجس
…
جعل الطعن فكلاها
وفي رواية أخرى ذكرت أن هذه الأبيات قيلت في الفارس الشيخ ناصر بن خليل بعد معركة لامرأة من قبيلة مطير بعد مقتل زوجها:
خيل نشبت بالطبعة
…
وابن خليل ينحاها
خيل ما نجت مزيد
…
جعل الطعن فكلاها
لاسمعت عزوه ناصر
…
تساجرت بغلاها
الفارس بجاد بن علي بن ملفي
(1)
:
من كبار القروف عاش في منطقة الأحساء وبالتحديد في الحفاير بالقرب من القطيف، شارك مع قبيلته بني هاجر في معارك كثيرة منها فتح الأحساء مع الملك عبد العزيز في عام 1313 هـ وآخرها معركة كنزان التي استشهد فيها مع من استشهد من فرسان بني هاجر في عام 1333 هـ وقد مدحه شعراء، منهم الشاعر حويدي القحطاني من فخذ آل عاصم:
حويدي يبدع حسين التماثيل
…
شيخ القروف اللي كمل بالمعاني
جعل الحفاير مزنة تزعج السيل
…
هاد هواها برقها عقرباني
يسقي مضاميها وذيك الدها كيل
…
من القطيف إلى الحساء إلى اسهباني
دار القروف مكثرين التساهيل
…
وأميرهم بجاد راعي الحصاني
ياللي تسوى البن لافاح بالهيل
…
زود على هيله عطه زعفراني
وصبه لابن ملفي عساه التماهيل
…
بجاد مروي شذرة الهنواني
اللي محله مدهل للمشاكيل
…
ونجره لو اني بعيد دعاني
ولا قال ياهل البيت دارو على الكل
…
وليشين خاطره بالمكاني
بمناسف فوقها غصب الحيل
…
مثل الزباير فوق ذيك الصياني
والياغدى البارود مثل المخاييل
…
وعلى الطريح يلاوحن العناني
لا هو بسيفه يضرب الراس ويشيل
…
لا جاء نهار فيه قل الحساني
لا قيل عند نحورهن ياهل الخيل
…
يحول اللي فارس من زماني
من روس فرسان ثقال حلاحيل
…
هواجر يروون حد السناني
كرمان لاجات السنين المماحيل
…
وريف على جيرانهم والعواني
عدوهم وقت السفر كأنه في ليل
…
وصديقهم ينزل بروس البياني
وعلى النبي صليت ياسمع القيل
…
شفيع من صلى وصام رمضاني
وهذه قصيدة للفارس بجاد بن ملفي قالها قبل معركة كنزان عندما أرسل له الشيخ محمد بن ماضي يطلب حضوره إلى الأحساء من الحفاير بالقرب من القطيف للمشاركة مع الملك عبد العزيز في كنزان فقال الفارس بجاد وهو يتهيأ للرحيل:
(1)
رواية فلاح بن ملفي.
من الحفاير صلاة الصبح بالسله
…
نقاع الجمع شبان وشيبانا
جمعنا دلقته للموت طبع له
…
لعنا اللي رفع صوته ينخانا
سعد من حن نهار الضيق ربع له
…
حن بني هاجر والصلب قحطانا
وهذه قصيدة في رثاء الفارس بجاد بن علي بن ملفي قالها عبد الرحمن ابن ملفي بعد استشهاد الفارس بجاد في معركة المحيرس وجرت خلال حرب الأحساء.
البارحة عيني من النوم مقزاه
…
انا اشهد اني داري وش علامي
تبكي على اللي في المحيرس دفناه
…
اميرنا اللي نفتخر به دوامي
لاجات صكات الليالي ذكرناه
…
ونذكره لارد البرا والزحامي
من دون ابوتركي بسوقه جلبناه
…
ورخصت عمارا عندنا ما تسامي
كم واحد منهم بثاره خديناه
…
لا شك ما يبرد على الكبد حامي
بيوتنا وسط المبرز مبناه
…
والجو من عج الرمك له عسامي
ما دام ابوثركي يبينا تبعناه
…
باهل الموت متيهين الجهامي
وشوبا على ضرب المعادي مضراه
…
وحدب الظهور اللي تقص العظامي
هواجر نعرف نهار الملاقاه
…
لا جاء نهار فيه شد الحزامي
من راح منا ذا السنة ما حسبناه
…
ونرجي من المولى بنصر دوام
الفارس سحمي ابن الكبيرة:
من آل هويد الهيازع عاش هذا الفارس في الميثب في القرن الثالث عشر وهو من فرسان بني هاجر وشعرائها المشهورين، شارك في جميع هيات بني هاجر في الجنوب، له قصائد كثيرة منها هذه القصيدة، قالها سحمي مخاطبا الفارس الشاعر سحمي القصاب وكانوا يسكنون الميثب وحدث بين آل عميرة نزاع حول مراعي الميثب مما أدى إلى نزوحهم ومنهم آل جدي .. والقضاء على عدد من فخوذها منهم اللقامين واللهامين حتى قل عددهم ومنهم من دخل مع آل عضية والمخبة ومنهم من سكن القرى وتحضر .. ونعود لقصيدة سحمي ابن الكبيرة حيث يقول:
يا الله يا علام نفسي وما بها
…
تغفر لها لاجا نهار مقامها
في الحفره اللي كاتب الها
…
الحفره اللي طايل مقامها
قال الهويدي يوم هيض مثايله
…
ما هب عمس في بنا ليامها
حلو النشاد الدر من عريبه
…
ترعى المرابخ يوم زان قصامها
ولا يشادي حمل خاطي جازي
…
حل الصفاري يوم زان طعامها
خله فيا راكب من عندنا عيدهيه
…
يعجبك في فج الخلا روجامها
تنصا بنا زبن المجنى سحمي
…
بمزروج يفضا صليب عظامها
ألا يا سمي بهدي عليك نصيحه
…
حيثك من اللي دايم يستامها
خلايكم أيانا يكثر همكم
…
وخلاينا إياكم زود ملامها
لا تحسبون الدائرة علينا
…
لا بد يجيكم ليلة بغيامها
عليك يا للي قاعد وتخيل
…
تغديبك الجرفات في زلامها
فقولها وأنا من لابة
…
هيازع للعصاه كعامها
لا شفت سربتهم تروج عرفتهم
…
دولة نظام والعرب خدامها
ترثت ضمين وسطهم مثل الفحل
…
فد الركابا لين طاح مسامها
نضرس بنياب واقتفاه بهدره
…
معاد قست الشايلات عظامها
وفي رواية أخرى قيل إن هذه الأبيات للفارس سحمي بن مهيان الهويدي:
أقول ذا وأنا من لابة
…
ترثة هيازع للعداة إعدامها
أهل سربة لما قبلت لكنها
…
ملوك حكم والعرب خدامها
عاداتهم لاجسا نهار دويسه
…
هد القلايع في يدا لزامها
لاهم بعودان الكلوح قواصر
…
خطر تكلثم في نحر لزامها
عودان من القن تجيك من اليمن
…
عودان قن يزين أمامها
تدهم كما سيل اليا نهار انتحا
…
سحاب ينهل من العضات أجسامها
خطر على اللي واقف ونجايله
…
تغديبه الجرفان حين انحطامها
ترثة أضمين وسطهم مثل الفحل
…
فد الركابا لين طاح مسامها
لضرس بناب واقتفاها بهدره
…
كود عليها الشايلات عظامها
وصحيبي صحيب الدايهين بديح
…
كم سابق بالرمح بت احزامها
صحيبي صحيب الضيف فايام القسى
…
والعايلين هو بعد كزامها
ناخذ عليهم ساعة ولوفهم
…
كما تلوف الضو خوم اثمامها
والله انحد العفون محدهم
…
صوب الهماج وصوب دار وخامها
لين يوقف الدر من ذيدانهم
…
وحتى العصيد ما يحق ودامها
تلفينا زبن المجني سحمي
…
بمشوك يفضي صليب اعظامها
خلاّ كم ايا نا يجعل ملامه
…
وخلانا اياكم يكثر ملامها
لا تحسب الدايره علينا
…
لا بد ما يجيلكم ليلة بغيامها
فرد الفارس المنداع من آل جدي بهذه القصيدة:
لومي على اللي حاضر من ربعنا
…
ما جازت العدوان في كلامها
اجماله الذي واعدنا بها
…
يثلع دبرها من دفوع وسامها
نجعل عليها الشد لو هو مايل
…
ما لتفت منها لطمنا ارسانها
الفارس سالم بن جذعان
(1)
:
من آل ذعفة الهيازع، عاش في القرن الثالث عشر الهجري في ميثب بني هاجر ومن الفرسان المشهورين، وعندما كان شابا يافعا حدثت له قصة وهي أن الفارس سالما يملك فرسا كحيلة عربية أصيلة واسمها (البريصاء) وكان يغذيها على حليب الإبل ويدربها على الكر والفر وكان يعلق عليها كثيرا من الآمال في الدفاع عن ميثب بني هاجر من الأعداء الطامعين فيه. ولكن كان يحد من طموحه زوجة أبيه التي كانت تكن له الكراهية وتود فراقه، وفي ذات يوم قالت للأب إن ابنك قد تغير علينا فأجابها الأب وماذا تظنين سبب هذا التغير فقالت الزوجة أعتقد أن ابنك يرغب بالزواج أو أنه يريد فراقك، وفي يوم من الأيام جلس الأب ينتظر قدوم ابنه الذي كان في حراسة إبل أبيه ممتطيا فرسه الكحيلة وعندما عاد استقبله والده بالأبيات التالية مختبرا بها ابنه ولمعرفة ما في نفسه فقال ابن جذعان:
ما مرحبا بالدود واللي سرح فيه
…
لا بد من عذرًا نبطحه في ظهرها
(1)
رواية محمد بن سعد بن منيس.
فأجابه ابنه الفارس سالم بهذه الأبيات:
يابوي أغلى منه الذود نتبع شهاويه
…
في قفرة مثل الزوالي زهرها
يا سعد منه مثلي البريصا تباريه
…
مسرورة من شافها ما حقرها
تاطى على صوب وصوب تداريه
…
وتعطي مذلوق العريني نحرها
يا بوي خطويا الولد حرمته ما تشافيه
…
طويلة الحنجور ربي قهرها
تمسي وتصبح وهي تناحية
…
ويصبح عند الفرقان باقي خبرها
لا جاها ميرها دغبرت فيه
…
واستشهبت غبريا القرى من دهرها
فمجرب يأخذ من الحق قاديه
…
ونشاف جحران الخباره طمرها
الفارس الشيخ حمود آل ثنيان:
من شيوخ المهاشير آل ذعفة الهيازع عاش في منطقة الأحساء في القرن الرابع عشر الهجري، شارك في الكثير من الهيات وهو من الفرسان المشهورين في بني هاجر. وقد حدث للفارس حمود الكثير من القصص، منها هذه القصة التي تدل على فروسيته وشجاعته وإقدامه حتى إن كثيرا من نساء البادية قد ولعن به ولم يرينه بل سمعن عنه كفارس لا يشق له غبار، حتى إن هناك امرأة قد نذرت بعيرها لمن يريها الفارس حمود آل ثنيان، وبالفعل سنحت لها الفرصة لرؤيته عندما كان في غزو معه فارسان من جماعته المهاشير فالتقوا بغزو من آل مرة فتحصن حمود وربعه بأرض منخفضة ولم يستطع أحد من اقتحامها إلا أن واحدا منهم استطاع الاقتراب من حمود بعد أن نفد منه الرصاص، عندها نزل هذا الرجل عليه ولكن الفارس حمود تمكن من وضع خنجره على عنقه وقال له امنعني وإلا قتلتك فقال الرجل منعتك وبعدها خرج حمود والرجل وعندما رأوا حمودا قال واحد منهم والله إنه (شيفة) كأنه حمود بن ثنيان عندها قال حمود لهم أنا حمود وأنا أخو شاهة، وكان هؤلاء القوم قد تعاهدوا فيها بينهم بأن لا يمنعوا الفارس حمودا، بل على كل من تمكن منه أن يقتله وبعد أن صرح لهم من هو اعتزى بعضهم وقرروا قتله فقال لهم الرجل الذي منعهم من قتله سوف أقتله فقال قومه كيف تمنعه وهو من تعاهدنا على عدم منعه، فقال الرجل لهم لم أمنعه أنا ولكن الذي منعه ذراعه وتلك الحفرة وعندما ذهبوا به إلى قومهم رأته
إحدى النساء فعرفت من هو فذهبت تبشر تلك المرأة التي نذرت بعيرها لمن يريها الفارس حمودا وعندما قدمت ورأت الفارس حمودا حزنت على بعيرها إذ كان منظره ليس كفعله بل كان رث الثياب ذا شعر كثيف ولحية كثيفة فقالت المرأة (واذلولي ياللي راح) عندها قال الفارس حمود هذه الأبيات:
يا بنت شق اللبس ما هوب عيره
…
أكثر حسين اللبس فوق النجاجير
وانا لبوسي فوق صفرا ظهيره
…
لصار عج الخيل مثل المعاصير
وهذه القصة حدثت للفارس حمود آل ثنيان عندما كان بنو هاجر على جال (عد) بئر الطولة فأغار عليهم العجمان، وكان القوم كثيرين وساقوا الحلال فهب الفرسان خلفهم وطال نهار الحرب واشتدت وحمي وطيسها ولم يسترجعوا الإبل إلا بعد غياب الشمس حيث أخذ الفرسان يتوافقون مع الإبل إلا الفارس حمود لم يعد والليل أقبل ودب القلق في بني هاجر خوفا من أن يكون قد قتل، وبدأ يعلو صياح بعض النسوة، وفي هذه اللحظة سمعوا صوت حوافر فرسه وكان على ظهرها حمود قادما يترمل بهذه الأبيات:
من هو يبي قولة هلا
…
لقبل على المجلس يسير
يطمر على سو البلا
…
ولا يجي رمحه قصير
حدثت هية بين بني هاجر وآل مرة وبعد المبارزة تقابلت الجموع وتطارد الفرسان فلحق الفارس حمود آل ثنيان بأحد فرسانهم فعقر فرسه وبعد نهايتها قال الفارس حمود:
طير الهوا يكفخ على فراج
…
لعيون جل عشارها
لعيون وضحا سريها دفلاج
…
خلوج عقب حوارها
ولعيون نبت جلدها براج
…
طموح من حجارها
وقال شاعر من آل جدي في هذه الهية:
لعيون كنزوع ذبحنا .....
…
تمارينا في كل راس طويل
حرمناه مباري هجمة شمخ الذرى
…
لبنها لسفرين الوجيه سبيل
وحرمناه ركوب صفرا شمره
…
نحرها لمذلوق العريني دهير
وحرمناه مراقد كل بيضا عفيفه
…
ملبوسها كز مع حرير
الفارس محمد بن زايد:
من آل محجة
(1)
الشعامل من آل عضية ووالده الفارس زايد بن محمد الذي كانت له صولات وجولات مع الدول العظمى في ذلك الوقت: الدولة العثمانية والدولة البريطانية، عاش في القرن الرابع عشر الهجري كان من كبار تجار منطقة الأحساء ويملك كثيرا من السفن التي كان يتاجر بها مع الهند ودول ساحل الخليج العربي، وله قلعة بناها في الظهران ويوجد بها مدفع من نوع سرهيد، ولكن الدولة البريطانية ناصبته العداء فدمرتها ومعظم سفنه وكانت راسية فثار عليهم بمساعدة العثمانيين فجند عددا من أبناء قبيلته وشن الغارات على السفن البريطانية في عرض الخليج العربي، ثم قامت الدولة العثمانية بمهاجمة قلعته بعد أن استفحل أمره، وقرر الخروج عليهم فقتلت ابنته في هذا الهجوم، فثار عليهم وشن الغارات على الكثير من السفن التركية وكان من أهدافه أن يوقع بين الدولتين وحدث ذلك عدة مرات، وكان الفارس زايد بن محمد ممن حضر موقعة دقة البحرين ومدحته شاعرة من بني هاجر قالت هذه الأبيات عندما رد محمد بن زايد الإبل من قوم غزاة فقالت:
ياهل السبايا مغتشيكم ملامه
…
يكون من سوى سوات ابن زايد
يانعم يا فكاكة اهل الجهامه
…
لولاه ما يبقى من الحي شرايد
الفارس سعد بن ثفنان:
من آل هويد الهيازع عاش في منطقة الأحساء ويقطن مع أخواله الكدادات (الجعشان) و (آل فالح) ومعهم المهاشير في منطقة (السودة) بالقرب من النعيرية وخلال مكوثه مع أخواله وربعه المهاشير، وكان الفارس سعد يملك كثيرا من الإبل وتعرف بالخويرة وكان من بينها ناقة اسمها سعد بقعاضيب، وكانت من أطيب الإبل وعندما كانت تسرح الإبل كان الفارس سعد الهويدي يوصي الراعي إذا رأى قوما يريدون إبلهم بأن يركب الذلول ويخبرهم بذلك لأن الإبل كانت ترعى بالقرب منهم فليس من داع أن يرافقها فارس منهم وفي يوم من الأيام أغار بعض القوم علي بني هاجر وساقوا الإبل فنفذ الواعي وصية سعد، فركب الذلول حتى وصلهم وهو يصيح القوم ساقوا الإبل فهب بنو هاجر على الخيل
(1)
ذكر الأستاذ عبد الله بن سالم آل زايد من آل عضية بأن آل محجة هم من فخد اللهامين آل هيازع.
بعد أن صاح فيهم الفارس سعد وكان صوته جهوريا وعندما قرب من فرسه جفلت من صوته وهربت وصار يلحقها ولم يستطع الإمساك بها، وقد كان المهاشير والمسارير والفلحة على عد ويعرف بالسافي وليسوا ببعيدين من الكدادات أخوال الفارس سعد فرأوا الراعي وهو يصيح: القوم القوم، فاعتقدوا أنه رأى جهامة من بعيد فظن أنهم قوم غازون ولكن عندما رأوا الفارس سعد يصيح وهو يتبع فرسه الهاربة وكذلك فرسان الكدادات فزعين ركبوا خيولهم للحاق بهم وكان أول من لحق القوم الفارس عيد بن هادي الملقب بالطعان واستطاع أن يرد ناقتين وبعد أن لحق بهم بنو هاجر لم يشتبكوا معهم من الخلف بل ساروا مجاورين لهم فكمنوا لهم في منخفض من الأرض وأمروا اثنين منهم يملكون بنادق بأن يقبع كل واحد منهم في طرف ويطلق الرصاص على القوم ليشتت جمعهم بالمفاجاة، وعندما قدم القوم يسوقون الإبل بدأ الرماة بالرمي فكانت مفأجاة لهم، وصار كل منهم يبحث عن جهة يتقي بها الرصاص، فهجم عليهم بنو هاجر وهم على تلك الحالة فدارت معركة شديدة بينهم بالسيوف والرماح والشلف، وقتل من بني هاجر الفارس نعير بن جديد، وعلم أخوه بداح بمقتله أثناء المعركة فلم يبحث عنه بل استمر في القتال وفي نهاية المعركة استطاع بنو هاجر استرداد الإبل ومنعوا منهم من منع فأكرموهم وأخلوا سبيلهم، وهي من عادات القبائل العربية، وقد أبلى فرسان المهاشير والذين كانت تسمع أصواتهم وهم يعتزون (بخيال الجدعاء) في أثناء المعركة وكذلك الكدادات أخوال الفارس سعد والمسارير حيث ذكر الشاعر فارسين منهم (الفارس أبو منيف خويران من آل راكان) و (الفارس جاسر بن عجيم) من آل سويدان و (الفارس أبو علي ناصر بن علي من آل راكان) وذلك في عرض قصيدته وعندما رجع بنو هاجر من المعركة وجدوا الفارس سعدا يتألم لعدم استطاعته الاشتراك معهم في استرداد الإبل فطلب منهم مساعدته بالبحث عن فرسه فلبوا طلبه، وعندما وجدها أراد الفارس سعد أن يقتلها ولكنهم منعوه فأنشده هذه الأبيات:
خيل تعدى نفعها عن قعا ضيب
…
يا خيب سدي يوم شأن الزماني
يا ليتها يوم شكمت بالمكاليب
…
أنى عليها مرخيي العناني
لزم علي أن أصل الموت ماهيب
…
أما غدي ولا تعود ثواني
يا نفدي اللي عندها لاحم الذيب
…
قد هو على دش الكمي مرجعاني
أبو منيف زبن تالي المراكيب
…
خيال حمرا تشعف المطرباني
وعند العشاير جاسرا حقه الطيب
…
ضرب برمحه لين غطى الأ ذاني
وناصر شرق البني الرعابيب
…
يستاهل أذناب الهرافي السماني
خيالة الجدعاء وهم منسب الطيب
…
وظفران لاركبوا بنات الحصاني
قطاعة الفرجه على الفطر الشيب
…
لاناسو علم القوم ما عاد باني
وخوالي اللي كلوبهم ملاهيب
…
يردون حوض الموت لا منه شأني
حمرا الكدادي حط فيها تصاويب
…
تسعة أرماح كلها من مكاني
ضرب جواده في كثير التسابيب
…
بين أعلقه مثل أرشيات السواني
يستاهلون الربع در الحنازيب
…
ورخم الفقار اللي قمعهن أمتاني
عند لهم بن وزين التراحيب
…
وحيلا تقلط في العسر والفهاني
وخيلا تغيب نفعها عن قعاضيب
…
تعطي شبان امفتاقات السناني
الفارس سويد بن مطرب
(1)
:
من كبار آل عضية ومن البارزين فيهم عاش منطقة الأحساء في القرن الرابع عشر، ويعد من فرسان بني هاجر المشهورين ومن قبله والده محمد بن مطرب وساري بن مطرب، وقد شارك في كثير من الهيات التي كانت تقع في زمنه. وهذه القصيدة قالها الفارس سويد ولها قصة حدثت عندما طعن الفارس سويد بن مطرب في السن، وفي أحد الأيام كان يمشي محاذيا لابنه بداح حول بيوت جماعته فمر من أمام خيمة رجل يقال له حسين وهو جار لهم ومن قبيلة أخرى وكان يعد قهوته، فدعا هذا الرجل بداح بن سويد للقهوة فأحس الفارس سويد ببعض الإهانة فكيف يقوم حسين ويدعو ابنه للقهوة ولم يدعه لها وهو الفارس المغوار فذهب إلى خيمته وبدأ يعمل قهوته. فعرف جارهم حسين أنه قد أغضب الفارس "سويد" بتصرفه هذا، فذهب إلى خيمته وقبل رأسه وقال له إنه لم يره لأنه كان في محاذاة ابنه بداح فقبل سويد منه هذا العذر، فقال الفارس
(1)
عده صاحب دليل الخليج العربي والتحفة الذهبية في أنساب العرب، الطبعة الثانية شيخ المسارير، الدليل ج 2 ص 786، الذهبية ص 414.
سويد بن مطرب قصيدة في حضور جارهم حسين وهي طويلة ويعدد فيها الهيات التي اشترك فيها، ولكن لم نحصل منها إلا على هذه الأبيات قال الفارس سويد:
ياحسين ويش اللي يدريك ياحسين
…
تدعي بداح بالروي والشهامه
لومي على ربعي هل الكيف ياحسين
…
اللي عليهم لو نسوني ملامه
يبغوني للشين والزين ياحسين
…
ليا جاء نهار مثل جوب النعامه
ولا الخرايق يوم جانا ابن حثلين
…
وابن صباح بيرقه له علامه
رديتها عند المظاهير ياحسين
…
وحولت بين ....... كبير العمامه
أنت اجنبي نازح الدار ياحسين
…
بعيد دار مالك الا الكرامه
وقال الفرس سويد في يوم جوب النعامة هذه الأبيات:
يابداح لو أن الوضى مثل مافات
…
كان العرب لافاشن ماحزنو له
على جواد تلحق الخيل الأفوات
…
هني منهو شاف تبرا ذلوله
وقفتها في موقف فيه الأموات
…
في موقف ولد الردي ماينو له
وقال سويد عندما غدر به جيرانه بعد أن شد منهم فهجموا على إبله فقال:
عدو بنا جيرانا ما درينا
…
وزاعوا جهامتنا ولحقت باهلها
وتلافتت الها حقوق علينا
…
ووقد حصانا يوم يزجر قحلها
ساعة لحقناهم فردوا علينا
…
بغت تميل وقد ربي عدلها
أوماحنا ما عودت فيدينا
…
وعيب على اللي ما يدور بدلها
وخلال رد سويد بن مطرب القوم عن الحلال قال الشاعر فدغوش:
ياللي تهرجون الفساير
…
لا بد من هرج الضيامي
حال الكمى دون العشاير
…
والصدق جساء والكذب راحي
الفارس سعد بن وسام:
من المسارير ومن كبار آل عضية وعقيد من عقداء بني هاجر البارزين اشتهر بغزواته الطويلة والتي تصل إلى أشهر كان شجاعا حكيما وكريما له دور بارز في
معركة كنزان مدحه الكثير من الشعراء منهم الشاعر عسكر بن بلال من آل عضية وهنا يستشهد الشاعر بفروسية الفارس سعد قال عسكر:
سعد نواس العدا في ظهور النضا
…
ياما شكى حريبنا من فعايله
لطام شرهين بشرهين لمنه عدا
…
ويأتي بقطعان كبار شمايله
له بندق شنيع ضربها في العدا
…
كم فرقت حليل من حلايله
أول ندبها
…
و ...... مثله
…
في هية جنيح والعيون تخايله
آل .. وابن
…
كل منهم وسد يمينه
…
الكل منهم حط على قبره نثايله
الفارس عبد الله طاير الشوف:
هو عبد الله بن محمد بن سعيد بن ذروة آل رايد آل عضية، لقب بطاير الشوف لحدة بصره وإصابته للهدف بدقة، وقد عرف عنه سرعة بديهته وشجاعته وفروسيته، وهو من أبرز فرسان بني هاجر ولكنه لم يكن شاعرا ليخلد لنا بطولاته وكان عندما يدخل المعركة يعتزي بعزوته المشهورة (خيال الحرشا طاير الشوف عبد الله ولا لي سمي) شارك في الكثير من المغازي والمعارك ومنها معركة كنزان التي أدى فيها دورا مهما وبارزا ولقد استشهد مع الأمير سعد بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود وكان برفقته. وعندما توفي الفارس عبد الله افتقدته القبيلة وكانت وفاته مؤثرة رحمه الله مما أثار قريحة شعراء بني هاجر .. منهم هذا الشاعر الذي ينتخي ويثير حماس بني هاجر ويذكرهم بالفارس عبد الله طاير الشوف فقال الشاعر:
يا بني هاجر ومحمد لما
…
طاير الشوف يبغي من يثاريبه
والله ما يبري الهاجوس والهما
…
كون يوم جميع الناس تدريبه
كون يوم يكثر سايل الدما
…
ذا طريح وذا ينقل بأصاويبه
الفارس علي بن عايد:
من الشعامل آل عضية وعقيد من عقدائهم البارزين، ومن كبارهم، وهذا شاعر من العجمان يمدح الفارس علي بن عايد بقصيدة، وهذه القصيدة لها قصة وهي أن أبا جحوم الضاعني العجمي كان موجودا في قطر برفقة الشعامل وجار
لفالح بن مدهش الهاجري من الشعامل وفي أحد الأيام كان هناك سباق للخيل أمام الشيخ قاسم آل ثاني وأخيه الشيخ أحمد آل ثاني وكان لابن جحوم العجمي خيل أصيلة، وفي ذلك اليوم كان يركبها جاره فالح بن مدهش الهاجري، وقد أعجب بها الشيخ أحمد آل ثاني، وبعد نهاية السباق طلب الشيخ أحمد من أبي جحوم العجمي فرسه، فرفض، وعندها أخذها عنوة منه ولكن فالح بن مدهش غضب من ذلك وبدأ يعمل على استرداد فرس جاره العجمي وقام الفارس علي ابن عايد وبندر بن قاعد السماحين وقطعا على نفسيهما عهدا لجارهم أن يردا فرسه مهما كانت النتائج حتى لو قضي عليهم كلهم بسببها وبقى آل علي بن منصور مدة شهرين وبعدها أحضر الشيخ أحمد فرس أبي جحوم العجمي معه وبعد استلام الفرس أرسلها علي بن عايد وبندر السماحين إلى أبي جحوم العجمي وتوجها إلى الجوف، وعندها قال أبو جحوم العجمي الأبيات التالية يمدح فيها آل علي بن منصور، ومنهم علي بن عايد:
يا نفد اللي جاب زين المقادي
…
طويلة السيقان قبا تباريه
ياوالله اللي قال هرج وكادي
…
ويا والله اللي قيل هرج وفوافيه
أولاد علي مقحمين الطرادي
…
كم شيخ قوم في المعاره تخليه
يتلون من هو ناشي بالسدادي
…
عليا عسى حن السعادة يماشيه
الفارس سيف بن بلعان (راعي الحصان):
من المصابحة آل جدى من كبار آل عميرة، عاش في القرن الثالث عشر في ميثب بني هاجر وفي أواخر عمره عاش في منطقة الأحساء ثم رجع إلى ميثب بيشة .. قال هذه القصيدة مخاطبا الفارس سحميا القصاب عندما نزح معظم آل عميرة من نجد إلى الأحساء وانقطعت أخبارهم فتوجه إلى الأحساء بحثا عنهم فقال راعي الحصان:
قد ذيك لا أربع والحسا بيناتي
…
واما خشيم الذيب ما عاد شفناه
الخور راحت للزريقي فلاتي
…
والعزب كمل درها ما لقيناه
يا بو مناحي ديارنا خالياتي
…
بين السبيعي والعتيبي معاشاه
يا لله لا تقصر بتالي حياتي
…
لين أحضر يوم على الربع كدراه
وأصوات ربعي فاللقاء بيناتي
…
وفي دقل ربعي يشبع الذيب وجراه
وقال راعي الحصان في غوجة (حصانه):
ياغوج ما دورت فيك الفلوسي
…
ابغيك لرد البريا من الأجانيب
شبري لمقوعة لاصرار النسنوسي
…
طويلة الحجبان هزعا عراقيب
عراف عيين وفينا انجوسي
…
ومن لاتذري من لصاحيب ما هيب
كانت لابن بلعان (عد) بئر ماء يقع في مش المداوي شمال غرب بيشة حفرها والبئر في ذلك الوقت لا تحفر إلا بشق الأنفس؛ لذا كانت ثمينة عندهم ولا يفرطون فيها أبدا إلا أن سيف بن بلعان قرر أن يحدر خلف بني عمه آل جدي الموجودين في الأحساء، ولكنه بعد زمن عاد إلى جنوب نجد فوجد قبيلة قد أخذتها فطلبها منهم على أساس أنه الذي حفرها فرفضوا طلبه فقرر أن يسوق إبلهم فوجد في المراعي إبل ابن جويرية من الذكور وساقها إلى الأحساء وعندما علم ابن جويرية ما حدث للإبل قال هذه الأبيات:
يا سيف عان قلبانكم لاتشدون
…
اللي حلفتوا ما نجوب جباها
جاها من القبله فريق يهلون
…
سقم الحريب ونزلوا جال ماها
وعندما سمع الفارس سيف بن بلعان بقصيدة ابن جويرية أرسل له هذه الأبيات:
يا راكب من عندنا فوق مأمون
…
مر الجنينه وحذروا من وباها
وعليك بين جويريه يوم تلفون
…
لجواد ما يأتي خبيث نباها
كم بكرة ولها المصاليح يرعون
…
وهذي مغاتيرك توسم نماها
وكم طيب منهم تحت الأرض مدفون
…
تستر بجثجات الخلبج حشاها
بالغلب يابن جويويه ما تقرون
…
وفعالنا من جاء ضديد شكاها
الفارس فهاد بن سعد:
من آل شيبان آل مسيفرة الهيازع، ومق فرسانهم وهو شقيق الفارس سحمي القصاب عاش في القرن الثالث عشر في ميثب بني هاجر قال هذه القصيدة مخاطبا أخاه سحميا، بعد أن ترك الهيازع، وذهابه هذا له قصة جرت عندما كان سحمي وجماعته آل مسيفرة يتهيأون للغزو أوكل لأخيه فهاد أن يحل
محله وأن يرد أي غزاة يريدون إبلهم وعندما كان الشيخ سحمي غائبا غزت قبيلة مجاورة بني هاجر وردوهم آل مسيفرة، وفي خلال هذه المعركة منع فهاد كبيرهم وفرسه الأصيلة، فلما جاء سحمي وعرف بأمر الدواسر وكذلك الفرس فقال سحمي: الله اللي جابها تأخذ إبلنا ولا تلحق وإذا بغينا أهلها ما لحقناهم، فقال فهاد: يا سحمي، ردها تراها في وجهي ووجهك ورفض سحمي إرجاعها وتدخل شيوخ بني هاجر وكذلك شيوخ قحطان في هذا النزاع بين سحمي وفهاد وفرس الدوسري ولكن سحميا رفض أي صلح في أمر هذه الفرس، وفي يوم من الأيام جاءت زوجة سحمي إلى فهاد وقالت: يا فهاد، لا تذبح أخاك بسبب ذلك، الفرس لك يا فهاد، سبعة أيام ومن ثم أخيه تجيء خيمة سحمي ويكون خيرا وفي اليوم السابع سهر سحمي وجماعتهم الهيازع، وبعد أن انفض المجلس ذهب سحمي إلى خيمته ونام فغافلته زوجته وأخذت مفاتيح حديد الخيل وأعطته لفهاد فذهب إلى الفرس وفك الحديد من أرجلها وركبها متجها إلى وادي الدواسر فأعطاها كبيرهم وعلم بما جرى بينه وبين أخيه سحمي فطلب منه أن يمكث معهم ومكث فهاد مدة من الزمن وفي يوم من الأيام جاء إلى خيمته رجل منهم وحادثه بعد أن رأى أن فهادا متضايق ويتمنى لوأنه مع جماعته فطلب منه هذا الرجل ألا يهتم وأن الأمور سوف تتحسن فقال هذه الأبيات:
نكيتني ياللي تنوس المعادي
…
من كلمة جتني على غير تسديد
مجنبا درب السفاهة عمادي
…
اصون عمري من دروب المناقيد
يا راكب من فوق فج العضادي
…
بين المواقع وام عرف اللهاويد
تمسي الجنينه يامضنت فؤادي
…
وتلفا علوم البدو فيها تواكيد
ممساك سحمي يازبون العيادي
…
لاجات تسنى مثل حبل المعاويد
ثره يجليني على غير قادي
…
ولا يستمع علوم الرخوم الوداويد
الفارس محمد بن مطرب:
من آل هادي المسارير آل عضية وعقيد من عقداء بني هاجر المشهورين شارك في كثير من الهيات والغزوات ومدح العقيد محمد كثيرا من شعراء بني هاجر منهم ابن مريحة من آل مريم آل جدي حيث قال:
ياراكب حرا عليه الرحل زين
…
راعيه لاطال الصلف مايمله
لمن لفيت من المسارير بيتين
…
فرفع بيضا لمت البد كله
لبو سويد شوق مريوشة العين
…
عيد الركاب اللي تشادي للهله
لاجاهم المجرم فهم له قويين
…
ويزبنون اللي يقزا من محله
بمخيرات ضربها في الحشاء شين
…
مع الظهر ما تضربه مستجله
وانا أحمد الله تونومي غدا زين
…
وابريت من كبدي صدا كل عله
الفارس حنقوش بن لقرع:
من آل عقيل آل زايد آل عضية، وكان فارسا اشتهر بالشجاعة والفروسية والكرم، شارك في كثير من الهيات وقد مدحه كثير من شعراء بني هاجر منهم الفارس الشاعر عايض بن حملاء بعد أن توفي الفارس حنتوش ويمدح كذلك شقيقه الأصغر الفارس ناصر بن لقرع قال ابن حملاء:
ياليت حنتوش خذاله سنيني
…
خيالنا لا من نبح كل نابوح
مرحوم يامروي شذات العريني
…
لاجا نهار فيه ذابح ومذبوح
حول
…
منوة الهاشليني
…
خيالهن لامن حدوهن على الصوح
ونعم بناصر قلتها شوف عيني
…
حول ....... وخلَّاه مطروح
الفارس راجح بن عصفور:
من آل جدي آل عميرة ومن كبار آل وضاخ عاش في الكويت، وكان كثير الغزو مع الشيخ مبارك بن صباح وهو صاحب مربط خيل عربية أصيلة كان له جواد يسمى الكديش، وفي ذات مرة كان راجح في غزو مع الشيخ مبارك ضد قبيلة المنتفق، وكان معهم فارس اسمه جليل فكان كل من خرج له من جيش مبارك بن صباح قتله فبرز له الفارس راجح وبدأ الطراد حتى أن جليلا لم يستطع أن يطرح راجحا من على فرسه وكان لجليل فرس أسبق من فرس راجح وحاول راجح أن يصيب جليلا وأطلق عليه ولكن لم يصبه وبعد ذلك تعب جليل من الطراد ورجع إلى قومه، وقد انتصر جيش ابن صباح في تلك المعركة وغنم مغانم كثيرة فقال راجح بعد تلك المعركة هذه القصيدة:
ياشيخ فعلك في عدوك يشوقي
…
الله يعزك يامجازى معاديه
أمطر علي بصوه خيال حقوقي
…
تمطر رعوده وأشقر الدم كاسيه
لحقت جليل فوق شقر سبوقي
…
من جل سلفات العشاير معديه
ورديت ذود للمنوق يشوقي
…
قبل ألحقه قد طرد الخيل راعيه
وعندي من الويلان ربع شهودي
…
ثلاث مرات وأنا أرميه وأخطيه
لوأن جوادي للمقفى لحوقي
…
حياة رب البيت ما أرجع وأخليه
الفارس مبارك بن محمد بن نايفة:
من كبار آل شهوان عاش في الأحساء وقطر وكان الشيخ قاسم بن ثاني يثق به ويقربه إليه، وهو فارس شجاع خاض كثيرا من المعارك منها معركة الشقب بين العثمعانيين والشيخ قاسم، وخاض حروبا ضد شيوخ الساحل ومعارك مع قبيلته بني هاجر. وقد أرسله قاسم إلى أمير حائل الأمير محمد بن رشيد لطلب المساندة منه في نزاعه مع شيوخ ساحل الإمارات المتصالحة. وفي باب الأحداث في قطر تجد مزيدا من أعمال هذا الفارس، وقد مدحه كثير من شعراء بني هاجر منهم الشاعر الفارس راشد بن شيرة من آل منيف حيث قال:
ياركب اللي ربعت عند قصوان
…
عملية لقطع الفرج بيمناها
تسرح من القرى مع وقت الأذان
…
ومرت على سلوى تبول ضحاها
تنصا مخاضيب على العسر كرمان
…
هيف السمين اللي ارتفع مشتراها
ترى الذيابه لاعوت شأنها شأن
…
ومن كان له رفيق عوا من عواها
وتنصا مبارك شوق سحاب الأردان
…
زبن الحدور اللي جزت في غلاها
ويابو فهد يا شيخنا طير حوران
…
وعبد الله اللي للمراجل حباها
أخبر تجاريب على يام وعمان
…
والضبعة العرجا مكثر عشاها
حن لعدوانك مراجيم شيطان
…
واطوع لكم من العسيف لعصاها
الفارس ناصر بن فهم:
من آل زهير آل مسيفرة شاعر فارس، ويعد من كبارهم عاش في القرن الثالث عشر وكان يجاور قبيلة الفهر في عبيدة ويتزعمهم الشيخ زيد بن شفلوت، وشارك معهم في بعض الهيات قال قصيدة بعد نهاية معركة منها:
شيخ من القبله تزعزع ليا قيد
…
متزعزع يبغون سهج العشارى
من آل غنام جعلنا لها عيد
…
كله لعنا مشعفات البكارى
بلعون بمدح في هل الخيل وزيد
…
تستاهلونه يا لعيال السكارى
آلا أثنين واحد من بني .....
…
و ...... شاف الكزز واستخارى
الفارس حمد بن لقرع:
من آل عقيل آل زايد آل عضية من فرسان بني هاجر ومن المشهور عنه أنه رام متمكن فلم يذكر أنه رمى وأخطأ، واشتهر كذلك بالصيد، وبعد وفاته رثاه الفارس الشاعر عائض بن حملاء آل زايد بالأبيات التالية:
يا حمد شدوا وخلوك الجماعة
…
سعد ربعك ياحمد نيك تأتي
اشهد في قاعة الطرفاء بضاعه
…
زين صوته عند تالي الجاذياتي
الفارس فريج بن عبيد بن رميص:
من الفلحة، عاش في منطقة الأحساء وعرف باسم فريج الفلحة وشارك قبيلته في جميع حروبها وهو شاعر من شعراء بني هاجر المشهورين .. قال قصيدة بعد نهاية معركة (هية أم حويض):
ضبعة أم حويض حطيلك ذخاير
…
شن تعشينه وشين تدخرينه
يوم ثار البخش والبارود ثاير
…
شوف عيني لا بتي متسابقينه
كثر ولج لابتي جيشٍ عقاير
…
والنشاما كلهم وسد يمينه
ننطح البارود لعينا العشاير
…
أو لعينا جيشنا إلي متعبينه
أحمد الله سالمين من الخساير
…
سالمين والعد مخسرينه
عقب ما هم كان يعطون البشاير
…
دبروا سوق العياره زابنينه
وبعد أن تكونت الهجر ونزلت بنو هاجر فيها قال الفارس فريج قصيدة منها:
ياهجن هجي ماحنا بزراعه
…
ولا بها الهجرة ساكنين فيها
هجي بنا دام في سوج النفس ساعه
…
والنفس تدبيرها في حكم واليها
وإن صيبنا لابة في الحرب بتاعه
…
هل بيوت رفيعات مبانيها
هواجر يكرمون الضيف بسراعه
…
وإن صبحوا حله كثرة نواعيها
المنتزح نوصله ونغث مرباعه
…
ما يبعد الدار منا كون أساميها
غايات قلبي وعندي كنه اطماعه
…
شوف التماثيل صبحية مساريها
الفارس طامي المتفلصي (طامي الخيل):
عرف الفارس طامي المتفلصي بطامي الخيل وذلك بسبب كثرة قلايعه من الخيل، وكثيرا يغزو القوم ولا يأخذ إلا الخيل، وطامي الخيل من آل ضمين الهيازع، حدث ذات مرة إن غزا طامي عندما ذكر له أن هناك خيلا أصيلة يملكها رجل من قبيلة زعب، مجاور آل مرة في بعيج بالقرب من سلوى وأخذها طامي إلى ديار قومه، وعلم الزعبي بعد مدة أن من أخذ فرسه هو طامي فذهب إلى بني هاجر بالجوف عسى أن يساعدوه في استرجاع فرسه من الفارس طامي الخيل، فرحبوا به وقدموا له الضيافة فذكر قصة فرسه لهم فركب كبار المسارير وتوجهوا إلى قطر حيث يسكن طامي الخيل وعندما وصلوا هناك رحب بهم طامي ودعاهم إلى بيته ليقدم لهم واجب الضيافة فرفضوا ذلك إلا بعد أن يلبي لهم ما أتوا من أجله، فسألهم ما طلبكم فقالوا فرس الزعبي فقال لهم جاتكم بعد ذلك دخلوا في ضيافته فأراد الزعبي أن يسلم (المواهيل)
(1)
إلى طامي الخيل فرفض ذلك تقديرا لأبناء عمه بني هاجر وعندما رجع الزعبي إلى قبيلته طلب من الشاعر دواس بن رمضان الزعبي أن يقول قصيدة ردا للجميل الذي فعله المسارير بنو هاجر فقال الشاعر دواس:
(1)
مواهيل الخيل هي عرف بين أبناء البادية أنه إذا استرجعت ما أخذ منك من خيل أن تدفع مبلغا من المال وقدره أربعون ريالا فرنسيا وذلك تعويض ما صرف عليها، ويعرفها أبناه القبائل ويقولون (المواهيل هي مخاسر الخيل).
ياراكبا حرا دله بالمخاضير
…
عليه من ني الوسامي حويلي
تسعين ليل من حساب المعاشير
…
لين استوى زين المعذر جليلي
مادارت الرفلاء عليه البواصير
…
من صنع ليلى زينوا له رحيلي
ملفاه بيضان الوجيه المسارير
…
يستاهلون اللي ذراهم ظليلي
ياجعل يفداهم ردي المثاوير
…
ثاروا وجابوا كل قبا أصيلي
جن يتبارن ماعليهن مخاسير
…
ماكن شد أرسانهن كل حيلي
عندي لهم بيضا بروس العثامير
…
سجوا بها ياراكبين الرحيلي
من باب مكة لعطوس الجوافير
…
عندي لهم بيضا بروس الطويلي
الفارس عايض بن حملاء:
من آل زايد آل عضية فارس وشاعر من مشاهير بني هاجر له صولات وجولات في هيات كثيرة لبني هاجر وبعد نهاية المعركة قال الفارس عايض:
كان اولا المرجله في كرامه
…
فا نا من الي يركبون اركاب
ضربت شيخ القوم إلى هو طايح
…
من بندقي ما سرته لطباب
اشهودي الظفران منا ومنهم
…
يوم ابن ...... من يميني غاب
الفارس فهد بن جرشب:
من الجمهور الهيازع ويعد من كبار فرسان وشعراء بني هاجر، شارك في جميع الهيات التي خاضتها بنو هاجر وكان آخرها معركة كنزان ومحيرس (مخلصة) والمبرنس وويسة، وله قصائد كثيرة معظمها في تسجيل وقائع بني هاجر مع قبائل أخرى، وبعد نهاية معركة كنزان ومحيرس قال قصائد سوف نذكر هنا بعض الأبيات، والقصائد كاملة توجد تحت معركة كنزان:
قال الفارس فهد:
بديت با سم اللي كفانا كل شر
…
كل الملا ترقد وعينه ما تنام
إلى أن قال:
دونه بني هاجر مصاليت الخطر
…
حريبهم ما أرتاح قلبه بالمنام
إلى أن قال:
من وراء أبو تركي رمينا با لغتر
…
يوم استعان بنا على ضبيان يام
الفارس تركي القريطي
(1)
:
من الفلحة ومن عقداء بني هاجر المشهورين، عاش في القرن الرابع عشر وشارك في كثير من الهيات وكذلك معركة كنزان والوزية ومحيرس في سنة 1333 هـ، ومما قاله:
يبون يضدونا بالكثر وحنا ضدهم
…
بحد النجاري لاركبنا ظهورها
هواجر تخطي ولا تقبل الخطا
…
شوفي ونعطي كل عين غرورها
وقد جرت على الفارس تركي قصة وهي أنه ذهب إلى الأحساء لبيع حلال له لشراء مؤونة له ولأولاده، فباع الماشية بمبلغ وقدره ستين ريالا وعندما دخل السوق شاهد بندقية وتعرف بأم تأجين فسأل صاحبها عن ثمنها فقال له إنها بستين ريالا فلو اشتراها لما بقى معه من النقود ما يشتري به ما يحتاجه من المواد التموينية، فذهب إلى تاجر يعرفه فقال له أنا لك أو للذيب، فقال له التاجر إلا لي، وقال التاجر خذ ما تحتاجه من المحل فذهب بعد ذلك واشترى البندقية، وذهب إلى أهله فلما وصل إليهم وشاهدوا أم تاجين وما اشتراه لهم أخذوا يعاتبونه على ذلك لأن ما أتى به من المؤونة لا يكفيهم ولوأنه لم يشتر تلك البندقية لكفاهم ثمنها كل ما يحتاجونه فقال هذه الأبيات لأهله:
أنا شريت وشريتي مالها بار
…
وانا شريت وشريتي زينتا لي
أبغي الا جا تالي الليل حوراب
…
ولا مع فجران وقت المصلي
لافرعن البيض والزمل مرتاب
…
اطمر بها عند العقاب المتلي
ومانيب منغرب وجاب له مشعاب
…
وعلى الثنايا صامل مابذلي
ولانيب خبل بين الأجواد هذار
…
مثل البغل في كل روض يفلي
(1)
رواية ناصر بن سالم بن بتال.
الفارس عجب بن ذيغان:
من آل شهوان المخضبة، سكن بين الأحساء وقطر، وله صولات مع قبائل المنطقة ومدحه الشعراء لشجاعته، عاش في القرن الثالث عشر وابنه عيد بن عجب بن ذيغان الفارس المشهور الذي شارك في هية الريع بين بني هاجر والعجمان، شرب الفارس عيد وعمره لا يتجاوز الثامنة عشرة فنجان فارس العجمان المشهور محمد الطويل وبعد أن انفض المجلس لم ينم تلك الليلة بل أخذ يعد فرسه لملاقاة الطويل وارتجز بهذه الأبيات:
صفري محناة الشليل
…
ما خجها كثر الهوايا
على ملاقاة الطويل
…
للتقن حمر المنايا
وعندما التقى الجمعان برز الفارس عيد وبرز له عدد من فرسانهم، وكل واحد منهم يقول للفارس الطويل أنا كاف، فأصابهم جميعهم عندها برز الطويل والتقيا، وبدأ طراد الخيل فلما تقابلا وكل منهم يمتطي فرسه أصاب الفارس عجب الفارس محمدا الطويل وبعد أن رمى كل ما يحمل من الشلف التف عليه الطويل، وصوب شلفاة إلى الفارس عجب وأصابته. وقد ذكر ابن فردوس في ديوانه وادعى أن من شرب فنجان الطويل رجل ويدعى ضرباح وهذه من بدعه، ونقل أحد الباحثين عن ابن فردوس في كتابه بدون التأكد من صحة ذلك وكذلك نقل منه كلمة (لجايا)، ويعرف ابن فردوس أن كلمة لجايا تطلق على كل من ترك قبيلته ودخل في قببلة أخرى وأصبح منتسبا لهذه القبيلة ويخوض المعارك معها، وهذه الكلمة تختلف عن الجيرة وهي منتشرة بين أبناء القبائل فتجد رجلا من قبيلة قحطان مجاورا لقبيلة عتيبة أو فخذ من فخوذها وكذلك تجد دوسريا يجاور القحطان وكذلك عجميا يجاور لبني هاجر وهاجريا يجاور العجمان، وهذا ليس بلجوء بل جيرة، فهي مؤقتة وبعدها يعود إلى قومه في نهاية موسم الربيع. فاللاجئ لا يخوض حروبا ضد من لجأ إليهم وقبيلة بني هاجر خاضت كثيرا من الهيات.
وهذه أبيات قالتها والدة عجب بن ذيغان وهي من قبيلة العجمان عندما طلقها والد عجب إلى قومها وبرفقتها طفلها عجب وقد أخفت عليه من يكون
ومن أي قبيلة هو ومن أبوه وعندما أصبح شابا ألح على والدته بأن تخبره من يكون وبعد أن أجبرها على معرفة من أبوه ومن أي قبيلة:
ألا ياعجب ياترثة الطيبيني
…
بين الهواجر والمشاكيل من يام
أمنتك الله ممن الخايفيني
…
اللي خلق سود الليالي والأيام
الفارس دريميح بن محمد الشرمي
(1)
:
من الشرمان بن يزيد بني هاجر، عاش هذا الفارس في منطقة الدوادمي في القرن الرابع عشر، وكان له دور بارز في الدفاع عن قبيلة الشرمان من هجوم قبائل تلك المنطقة على أراضيها وأملاكها. وفي يوم جاء النذر إلى الشرمان أن هناك قوما يريدون غزوهم فأوقد نارا فوق الهضبة ليجتمع قومه من كل مكان لصد هذا الغزو. وعندها أخذت فرسه (العوراء) تصول وتجول وكثر صهيلها بسبب تلك النار فتمثل بهذه الأبيات:
يا سابقي حرم عليك النوم
…
والصبح مركابك على الدخان
وإن جاء نهار فيه بيع وسوم
…
نرهب لحم الحرق بالجنحان
إلى أن قال:
لعيون من يجعل ثلاث رقوم
…
والعلم يذكر عند ابن مشعان
(2)
الفارس ناصر بن لقرع:
من آل عقيل آل زايد آل عضية ومن فرسان بني هاجر المشهورين خاض الكثير من الهيات، وذات يوم تقابل جمع من بني هاجر وآل مرة وكان الفارس ناصر وأخوه الفارس المعروف حنتوش ضمن من حضروا مع بني هاجر هذا اللقاء، وعندما شد عليهم آل مرة الخناق أخذ بنو هاجر ينتخون بالفارس حنتوش وبعد نهاية هذا اللقاء قال الفارس ناصر يترمل بهذين البيتين وهو يعتزي بأخيه حنتوش عندما رأى بني هاجر لا تذكر إلا اسمه طالبة فزعته وكذلك يذكر فيها أنه هو الذي أصاب كبيرهم:
(1)
رواية فهم بن سالم الشرمي.
(2)
ابن مشعان هو الشيخ سلطان أبو العلا شيخ العصمة من عتيبة.
وقفت له وأنا أخو حنتوش
…
في حزة تجهل بها العقال
ميافنا يذكر نهار الهوش
…
ومن بندقي ....... فيه زال
الفارس وثيلان بن فهد الشرمي:
من الشرمان بني زيد بني هاجر، عاش في القرن الرابع عشر في منطقة نجد. غزا مع آل عاصم على قبائل بين الحجاز وبيشة وكان هو دليلهم إلى تلك القبائل، وقد اشترط عليهم ببعض ما يغنمون من إبل وتسمى (قلايع) وكان من آل عاصم شاعرهم سالم الشليخي وهو من قوم ابن عضيب وبينما هم يستريحون إذ رأى الشاعر جبال الهضب فتمثل بهذه الأبيات:
حالت جبال جريد من دون خلي
…
والفيخ والطراد وجبال سقمان
من دونهم شقف المواطي تفلي
(1)
…
الدار غرب والدليل وثيلان
فأغاروا على القوم بعدما وصلوهم وأخذوا إبلهم وأخذ وثيلان قلايعه التي اشترطها عليهم.
الفارس جبر بن فهد:
من القروف بني هاجر، عاش في منطقة الأحساء في القرن الثالث عشر وشارك في كثير من الغزوات التي كانت تجري في تلك الأيام وكان كريما جوادا ويملك عددا من مرابط الخيل الأصيلة، وهذه قصيدة له قال الفارس جبر بن فهد:
أقول اشوف راسي دايخ ما تقهويت
…
يا راسي اللي عقب العماس داير
يازين شب الضوء في مقدم البيت
…
قلاط محماس يصالي السعاير
انا لربعي محمل ما تصابيت
…
يرسي إلى هبت عليه الزفاير
مثل بن سوده يوم حدوه في البيت
…
ما قد تشره من دنياه ثاير
حطيت حمله فوق كتفي وشليت
…
وعويت به ونا صبي الخساير
الفارس بداح بن سويكت
(2)
:
الملقب بالوثن أحد عقداء فرسان آل أزيد بني هاجر المشهورين، وتوضح القصيدة التالية وهي لأحد رجال قبيلة العجمان من جيران بني هاجر السابقين
(1)
شقف المواطي يعني بها طيور النعام.
(2)
رواية هادي بن ناصر بن فصلا آل زيد.
كيفية تبقيه خبر انتصار آل أزيد في إحدى المعارك بعد انتقاله إلى قبيلته، حيث عقيد آل أزيد بداح الوثن ومعه عدد من الفرسان الذين توضح أسماءهم القصيدة:
آل أزيد خذو لمداح
…
ذكرهم يافهد جاني
مضحى والعقيد بداح
…
نجو الجيش لأحاني
هاضني فعل ابن دلباح
…
وسالم ذيب لقراني
وذهيلان يجيهم طياح
…
دايخ الراس سكراني
الفارس راشد بن مانع آل مانع:
وراشد بن مانع هو من كبار آل شهوان ومن عقدائهم القدماء وفارس من فرسانهم الأشداء وهو أخو شيبان بن مانع الذي يضرب به المثل في الكرم وقد سمي عليه ضلع في المنطقة الشرقية باسمه إلى هذا اليوم ويسمى ضلع شيبان لأنه كان يشب النار فيه. أما هذه القصيدة قد قالها راشد بن مانع في إخوانه وأولاد عمه وهم كالأتي:
خليل بن هزاع آل خليل وحمد العوامي وابن ذيغان آل عجب عندما دخلوا قطر ونزلوا أم الجراثيم وكان هو في جبال القارة وشاف البرق فقال هذه القصيدة وأرسلها لهم:
ياركب من فوق سلكات لقران
…
حراير قطع الفرج من مناها
تنصى لنا في الجراثيم فرقان
…
ربعٍ تسرع للهشا لا عشاها
تنصى خليل شوق سحاب لردان
…
يا عيدًا هل هجن يرتع حفاها
ثم خص أبو راشد وذا كل مسمان
…
لا تيهة في القفر تتبع هواها
واطرح جوادك توبية بن ذيغان
…
زبن الحدور اللي هفت في رياها
ظفر وعاده للملابيس طعان
…
كم سابق رمحه سبيها ورها
قله لفانا من الحبل طرشان
…
ولحقت جويات الهمل منتهاها
البرق لاح من وراء البرق فرسان
…
ولبل شكت من قاعانا ذا جفاها
للبل على أهلها حقوق ومدان
…
تبعد محانيها وتسبر وراها
اخير عندي من مقابل هل الخان
…
دناي شقرا ربي اسوا حلاها
ياما لا جامع الصبح بيشان
…
وقيل الدبش زوع من اقصى فلاها
قمنا من المجلس على شكص الأذان
…
أصايل ما دغلت من رباها
تحلق بشغموم وسروال تومان
…
وشلفى تشرب جبها في عصاها
الفارس الشيخ خليل بن هزاع آل خليل:
الملقب بالخرم من آل شهوان وأميرهم قال فيه الفارس حمد العوامي قصيدته المشهورة:
خليل ما غيره يُسامي
…
اللي بحد السيف وطا الاصاعيب
كم هجمه قادها من مضامي
…
وكم درهما له باسلم فطرٍ شيب
في وجيه يام كلهم بالتمامي
…
...................................
وقال فيه الفارس تيس وارم من القمزة من آل شهوان عندما قام الشيخ الفارس خليل بن هزاع آل خليل بقتل ثلاثة من قبيلة طلبا في ثأر الشيخ ابن شبعان فقال تيس وارم هذه الأبيات:
يزين ثراها في شقيق الرمالي
…
خدها تهجر السيل تبوا الحيران
جابها اللي نافل العيالي
…
في المرجله ما هو غضب وحمسان
فرسان آخرون من بني هاجر:
ومن بني هاجر فرسان وعقداء
(1)
كثيرون وذكرنا العقداء هنا فرسانا، ولكن هناك كثيرا من العقداء في بني هاجر، فهناك العقيد الشيخ فيصل بن شبعان الملقب (بالمرقع) ولقب بهذا اللقب لبعد مغازيه فكان يغزو بالأشهر حتى حضرموت جنوبا والحجاز غربا فكان يرقع حذاءه، وعلى هذا الأساس لقب بالمرقع، وهناك زمام العلي من المهاشير، والعقيد فهيد بن حمد بن دوغمان آل حباية الملقب بالحافر، وحمد بن محمد بن دوغمان آل حباية، وعلي بن حمد بن محمد بن دوغمان آل حماية، ومريط بن حمد بن محمد بن دوغمان آل حباية،
(1)
العقيد هو القائد الذي يتزعم عددا من الرجال في المغازي.
وطاحوس بن حمد بن محمد بن دوغمان آل حباية، وحمد عوجان آل حباية، وابن دريميح آل حباية، والمشلوق أخو حمد بن محمد آل حباية، وراشد بن عفيجين من آل كويرا، وابن روميان أخو راشد بن عفيجين، وهؤلاء العقداء من آل فهيد، وحميد بن سعيد بن قزعاء من الملامقة، وناصر بن حسين بن شبعان الملقب بالصويتي من الشباعين، وعلي بن ظافر راعي الشرفا من آل منيف، ومبارك بن نايفة من آل شهوان، وعجران بن ردعة من آل زايد، وفهيد بن ردعة المعروف بالمقطع من آل زيد، وفلاح بن ردعة من آل زايد، ودهيم بن فالح، وفالح بن دهيم من آل ذعفة، وسعد بن وسام من المسارير، ومحمد بن مطرب من المسارير، وعلي بن عايد. ومن آل شهوان عقداء منهم خليل بن هزاع آل خليل، وراشد بن مانع بن سعيد آل مانع ذيغان آل عجب، وناصر بن خليل آل خليل، وحمد العوامي عجب بن ذيغان آل عجب، ومبارك بن محمد آل نايفة، وحمد بن شيبان راشد بن محمد العفيشة، ومحمد بن عقدان. ومن الشروط الواجبة في العقيد أن يكون شجاعا وكريما ذا مكر ودهاء وكذلك أمينا بحيث يقسم الكسب بين رجاله بالتساوي. والعقيد عندما يتهيأ للغزو فإن عددا من الرجال يصحبونه ويكون عددهم ما بين أربعة إلى عشرين رجلا ولا يشترط أن يكونوا من نفس القبيلة أو الفخذ فهم يطمعون في الكسب لا غير، وهذا الكسب يكون في الغالب الإبل وهي في المراعي وهناك من هؤلاء العقداء من (يتعيقد) في هيات تجري مع قبائل أخرى، والفرسان والعقداء كثيرون ولا نريد أن نسهب في ذكرهم جميعا والأحداث التي شاركوا بها والقصائد التي ذكرت بطولاتهم فيها، وسوف نذكر بعضا من فرسان بني هاجر والعقداء بالاسم والفخذ وهؤلاء الفرسان ليسوا في فترة معينة بل إنهم عبر مئات السنين ومنذ أن كانوا في الجنوب حتى استوطنوا منطقة الأحساء، والأسماء التالية تبين بعض أهم فرسان بني هاجر (اسم الفخذ ثم اسم الفارس):
- المظافرة: ظافر المفقاعي.
- المهاشير: الشيخ حزام الثنيان.
- محمد بن سريع: محمد بن سريع.
- آل ذعفة: فهد بن محمد آل حلبان.
- المسارير: محمد بن علوش.
- المهاشير: فدغوش بن زيد آل ناصر.
- آل جدي: فلاخ بن عجين.
- المخضبة: شلويح بن حوتان.
- الخيارين: سعيد المطوع.
- آل ذعفة: سعود بن محمد آل حلبان.
- المهاشير: حمد بن عبيكة.
- آل جدي: هادي بن زوير.
- آل جدي: ابن خضير.
- الهيازع: بن رزيق.
- المسارير: مترك بن عديمة.
- المهاشير: فالح بن مثلب.
- الخيارين: مبارك بن سعيد الكميت.
- آل شهوان: حمد بن شيبان.
- آل فهيد: زيد الدويه.
- آل شهوان: راشد بن مانع بن شيبان.
- المخضبة: عيفان آل عجب.
- المسارير: بداح القريني.
- الحمراء: منصور بن شعيل.
- القروف: هندي بن محمد (الجذنان).
- آل جدي: فالح بن رده.
- آل سلطان: ابن رشدان.
- آل زايد: فلاح بن عقيل.
- آل زايد: فهيد بن ردعة (راعي الروسا).
- آل زايد: رجاء بن قشعم.
- القروف: هندي بن محمد بن هندي (البكيان).
- الكدادات: راشد الرزاح.
- الخيارين: سيف الهاجري.
- الخيارين: هادي الهليط.
- المهاشير: محمد بن مجلي.
- آل أزيد: مضحي بن بداح الوثن.
- آل أزيد: خالد بن سيف آل دلباح.
- آل زايد: محسن الحصان.
- المهاشير: سلمان الناصر.
- آل أزيد: هادي بن إبراهيم الحدبان.
- آل أزيد: ناشي بن دلباح.
- آل أزيد: جابر بن منيف بن معتق.
- آل أزيد: عظيمان بن حفاظ.
- أل أزيد: صومان بن طامي الحدبان.
- آل زايد: عيد بن عقيل المعروف بالفندي.
- آل أزيد: مسفر البريدي البردة (أبو الروس).
- آل أزيد: حمد آل حريملي (أبو الكلاب).
- آل أزيد: بطي الطراق.
- آل زايد: مبارك بن عجران.
- آل جدي: عايض أبو كبدين.
- آل جدي: عبد الله البلعان.
- آل جدي: شلون بن تويم.
- آل تواه: مبارك أبو قلبين.
- آلداود: شجاع بن نبحة.
- الفلحة: بتال بن عمر.
- آل جدي: مسفر بن محزوم.
- آل ازيد: طعيس بن حسين.
- آل ازيد: سالم بن جعفر الحدبان.
- آل ازيد: سعد بن معتق.
- آل ازيد: بريكان آل طرق.
- آل ازيد: ذهيلان الطرق.
- آل ازيد: عبد الله بن بداح الوثن.
- الكدادات: مرعي بن شايع بن شبيب.
- الكدادات: سعيد بن فهيدان.
- الكدادات: فهاد بن الروقيه.
- آل فهيد: راشد بن دوغان.
- آل فهيد: سالم بن سالم النويمي.
- آل فهيد: دلهم أبو شقرة.
- آل فهيد: دلهم عوير.
- آل فهيد: ناصر بن دعقان.
- آل منيف: مرزوق بن سعد أبو خشيم.
- آل منيف: عبد الرحمن بن مسفر.
- آل منيف: خالد بن طامي أبو خشبه.
- آل منيف: راشد بن نشيرة.
- آل منيف: خالد بن سويد.
- الركابين: حويدر بن طريخم.
- الركابين: صفر بن حويدر.
- الركابين: رجاء النجدي.
- آل شهوان: مانع بن سعيد آل مانع.
- آل شهوان: حمد بن راشد العفيشة.
- آل شهوان: علي بن حمد العوامي.
- آل شهوان: مشوط بن خليل آل خليل.
عزوة بني هاجر
خيال الرحمن ابن منصور
إخوان نجلاء
(1)
:
هي عزوة بني هاجر وسببها أن امرأة من المسارير اسمها نجلاء وزوجها سعود بن بريكان من القروف وهم من آل محمد بني هاجر كانا متجهين إلى بلدة العوامية وتقع شمال مدينة القطيف على مطية للتسوق، فقتلهما أهل تلك البلدة ثأرا لنزاع سابق بينهم وبني هاجر، فرجعت المطية إلى بني هاجر، وفيها آثار دم فعرفوا أنهما قد قتلا في هذه القرية ومن عادات القبائل العربية أنهم لا يقتلون النساء والأطفال في حروبهم ويقتل من يقوم بهذا العمل ويعتبرون النساء
(1)
رواية ابن دغش القروف.
والأطفال من أعراضهم؛ ولذلك ثاروا وتجمعوا من كل حدب وصوب فقال كبيرهم إذا هجمنا عليهم فعزوتنا إخوان نجلاء ودخل هذه القرية ثلاثة من بني هاجر وأخذوا يطلقون النار في وسطها وخرجوا مسرعين إلى خارجها حيث قومهم في انتظار رجال القرية، وعندما سمع أهلها صوت الرصاص تجمعوا وكان عددهم 100 رجل كل يحمل سلاحه وخرجوا من القرية في أثر من أطلق النار وهناك أحاطهم بنو هاجر وهم يصيحون بأعلى صوتهم إخوان نجلاء .. إخوان نجلاء، ودارت معركة ثم توجهوا إلى القرية وخربوها ومزارعها وآبارها حتى تساوت بالأرض ثم رجع بنو هاجر إلى ديارهم بعد أن تقاصوا لنجلاء.
وتال الشاعر محمد بن فواز الدوسري:
ياسلامي على اللي جتني اعلومه
…
ربعنا اللي كفونا في ضحى الهيه
الهواجر هل العادات يالبومه
…
كم حفيف سقوه المر والسيه
كم صبي كلته النار بهدومه
…
لين كثروا النواعي في عرب حية
نخوة فخوذ بني هاجر:
الشباعين: خيال الهدلاء والهدلاء لإبل الأمير شافي بن سفر بن شبعان أمير قبيلة بني هاجر.
آل زايد: خيال الحرشاء ابن زايد.
وغزوة آل زايد الحرشاء لها قصة، وهي أن رجلا من الدواسر جار لآل زايد ويشد وينزل معهم، وكانت إبله من أشهر الإبل عند القبائل وتعرف بالحرشاء، وفي يوم أغار قوم عليه وأخذوا إبل الدوسري وأخذ يصيح في آل زايد فركبوا خيولهم في أثر القوم، وقالوا اليوم عزوتنا الحرشاء واللي ما يعتزي بالحرشاء لا يذهب معنا فاعتزوا من ذلك اليوم بالحرشاء وردوا إبل جارهم الدوسري.
آل كميت: الشرفاء.
آل غانم المسارير: خيال الكحلاء ابن مسرور.
آل راكان المسارير: خيال العشواء ابن مسرور.
آل جمهور: خيال السبلاء ابن جمهور.
آل ذعفة: خيال الشرفاء ابن ذاعف.
آل حلبان: خيال البلهاء ابن حلبان.
المهاشير: خيال الجدعاء ابن شمروخ.
المفاقيع: أولاد ملهى:
أولاد ملهي تكرم الضيف والجار
…
ووجيهم دون المراجل جلوبة
آل تواه: عزوتهم كالآتي آل ثلاب خيال السرجا خوان منيرة. آل أبو دلباح والعبران خيال العشوى. آل أبو قلبين خيال البويضاء. آل الخير خيال الصفراء. آل مزيد خيال المعطى. النومان وآل ضويبي خيال العرجاء.
الفلحة: ابن فالح.
آل داود بني زيد: عزوتهم خيال البل ابن جبران.
آل شهوان: شهوان يا عيال ابوي، أما بدايد آل شهوان فعزوة آل خليل خيال البويضا وأنا أخو نوره، أما آل العوامي فعزوتهم خيال الرقبا، وعزوة آل عفيشة خيال البلهاء.
المظافرة: أولاد ابن مظفر.
شعراء مدحوا بني هاجر
الفارس الشيخ راكان بن حثلين:
الشيخ راكان بن حثلين زعيم العجمان وشيخهم المعروف، والذي كان له دور كبير في العديد من الأحداث التي مرت بالجزيرة العربية، ورغم أن العلاقة بين بني هاجر والعجمان غلبت عليها المنازعة واختلاف التحالفات، إلا أن ذلك لم يمنع زعيم العجمان من مدح بني هاجر لما لمسه فيهم من صفات عربية أصيلة، والمدح لبني هاجر موجه للفارس الشاعر فهد بن جرشب من الهيازع، حيث قال:
يا راكب الي تو ما شق نابه
…
اسبق من أللي با لملاويح يدعون
ملفاك ابن جرشب مجري المهابه
(1)
…
من روس ربع في الملاقاة يثنون
هواجر من يوم عصر الصحابة
…
كرمان ظفران على الحرب يزكون
الفارس الشاعر الشيخ ليل المتلقم:
هذه قصيدة للفارس الشيخ ليل المتلقم من قبيلة العجمان، قالها يمدح بني هاجر. وقد جاءت هذه القصيدة بعد ضربة قوية وجهها الإمام عبد الله بن فيصل آل سعود إلى العجمان، وتفرق معظم فخوذهم إلى قبائل عدة، ومنهم من لجأ إلى بني هاجر عند الشيخ راشد بن عويضة بن شبعان فوقف بشجاعة مع الفخذ الذي التجأ إليه، وكبيرهم هيف بن حجرف من آل سليمان آل ضروان، حيث قدمت بنو هاجر بعض الخيل إلى الإمام ليعفو عن العجمان لكن الإمام سجن الشيخ راشد بن شبعان عدة أشهر ثم أطلقه، وأعاده إلى قومه، مع تخلي الإمام عن المطالبة بابن حجرف، فقال الفارس ليل المتلقم هذه القصيدة مدحا في الشيخ راشد بن شبعان
(2)
:
(1)
هو الفارس الشاعر فهد بن جرشب الهاجري من الهيازع.
(2)
راشد بن عويضة بن راشد بن سالم بن محمد بن شبعان وهو من شيوخ بني هاجر عاش في زمن الشيخ شافي بن سفر بن شبعان وهذا غير الذي قتل في معركة الجديدة بين جيوش الإمام فيصل بن تركي ومحمد علي بالقرب من المدينة في عام 1226 هـ، فهذا جده الأمير راشد بن عالم بن محمد بن شبعان أمير بني هاجر وهو شقيق الشيخ محمد بن سالم بن محمد بن شبعان حوالي 1240 هـ تقلد الإمارة شافي بن سفر بن شبعان لأنه الأكفأ والأكبر سنا في آل شبعان، وسمى ابنه البكر سالما على جده سالم ابن محمد بن شبعان.
وين اللي وزابك من الناس عساف
…
جيرانكم ياذهبين الحمايل
الشيخ فراج خذا معه جملة أفراس
…
وأقفوا وعساف بعينه يخايل
وأما ابن شبعان لبس ثوب فوماس
…
من دون جيرانه ساق خيل أصايل
هواجر من طيب ساس على ساس
…
على القبايل يكسبون النفايل
ظفران لامن درعوهم بلا لباس
…
وكرمان لامن قل وبل المخايل
عندي لهم بيضا على روس الأطعاس
…
من باب هجر إلى قفار وحايل
عيا عليهم قوة الباس والراس
…
وعيا عليهم مرهفات السلايل
وعندما شارك الهيازع سبيع في هية بينهم وبين الدواسر قال الشاعر سبيع يمدح الهيازع:
يا شيب عيني يوم يطرون جمهور
…
طعانت عند أبكار الولايف
هل سربة لادبرت كنها عود
…
والموت في ردتها والنكايف
وقال الشاعر محمد بن صبحان العجمي من قصيدة مرسلة إلى صديقه ناصر بن سعود الهاجري البيتين في مدح بني هاجر:
وأنت الذي من لابة علمها طاب
…
هواجر تأخذ وراء الحق مطلوب
كسابة الناموس في كل مرقاب
…
ولهم سنام المجد والطيب مكسوب
ناصر بن مشعان الهاجري من الرجال الشهود لهم بمواقفه مع جماعته وكل من يقدم عليه في حاجة، قال الشاعر فهد الخالدي هذه القصيدة يمدح فيها ناصر المشعان:
سلام يارجل عزيز جنابك
…
يالطيب اللي من تنصاه ماخاب
كيف أنت ياللي مابعد صك بابك
…
ياكاسب الناموس يا فاتح الباب
يايسعد والله من لجا واعتزابك
…
حيثك مقر الطيب للجود كساب
أنت الذي بالطيب يحسب حسابك
…
وأنت الذي لاهبو الطيب ماهاب
ياناصر المشعان فعلك رقابك
…
يا كاسب العليا على راس مرقاب
كل الصفات الطيبة تلقابك
…
ومن لابة بالفعل يؤخذ لها حساب
هواجر لاجيت قالوا هلابك
…
عوق الخصيم إلى وصل حزم كلاب
والطيب ياناصر علا واعتلابك
…
الله يجيرك من صواديف الأسباب
ودمت وسلمت وعاش من كان جابك
…
حيثك ورثت الطيب من كل من طاب
الشاعر محمد بن مبخوت آل الحسناء السليمانى العجمي:
قال هذه القصيدة يمدح فيها صاحب المكارم والمحب للخير الأمير ناصر بن حمود بن سالم آل شافي أمير قبيلة بني هاجر
(1)
:
راكب اللي راعي الشوحات تله
…
لا انحدر مع سهلة ثور غباره
غاية المطلوب شكله مع مضله
…
يسبق الصاروخ في سرعة مغاره
سايقة قطع الفيافي مسهم له
…
واللتقن فيه النعارة والجساره
صوب بن شافي ترى كل يدله
…
وعلمه الطيب تناوشني اخباره
ناصر بن حمود شيخ في محله
…
وشافي جدة وكفوا للامارة
يوم اخو شفيا يصبح كل حله
…
ان هجد بالليل والا في نهاره
من مخاضيب تروي كل سله
…
يوم كلا في اللقاء يسند امهاره
اشهد انه جازلي فعله ودله
…
صيرمي مجذوبه من راس قاره
والخوي والجار ديم ما يمله
…
ومن عطاد يمناه ما خاف الخساره
والعشا يا اللي تبيه وموجب له
…
من اجلال الضان والابل من فقاره
منفد المال من دقه وجله
…
والكرم رايعه ما يبغي اتجاره
مجلسه يعجبك بدلالة وزله
…
وصنعت الرسلان زادو به بهاره
اطلقوا سلمان يوم الرب دله
…
وابن صالح قبلهم ضاعت افكاره
وراية البيضاء علية وكسوة له
…
وانشروها له على ضلع ومناره
لا رباء الوسمي وجار جع وعله
…
واستوى الزملوق في زمة خضاره
لا بنى فيه المخومس عادة له
…
من تبين من بعيد شاف ناره
دايم يفرح بمن جا ناصي له
…
من بعيد الدار والا حول داره
اكتبوا له وانشرو له في المجله
…
من كسب راس العولى فنه وكاره
ابن شافي مقدم القوم المهله
…
هم بني هاجر حزامه وافتخاره
فايزين بالفخر والطيب كله
…
كاسبينه بالشجاعة والجباره
والصلاة اعداد مشاف الا هله
…
رسول الله طريق الحق ساره
(1)
القديم والجديد في الشعر والقصيد "ديوان ابن صبحان" ص 72.
الشاعر محسن بن ناصر بن فأرة المري:
وهذه أبيات من قصيدة للشاعر محسن يمدح عبد الهادي بن محمد بن مإرك بن نايفة من آل شهوان المعروف عنه النخوة والكرم.
أهل الشجاعة والرجال الحلاحيل
…
وأهل الشرف وأهل العقول الرزينه
ذباحة الحيران مع قرح الحيل
…
ما يذبحون إلا الردوم السمينه
طيب البشر من عند ربي تنازيل
…
والطيب من جدانهم وارثينه
هواجر من متعبين المعاميل
…
والمجد من عصر الجهل كاسبينه
صلفين لاركبوا على قرح الخيل
…
أهل القنا وأهل الدروع المتينه
كم فارس خلوه يزعج من الويل
…
من ضربهم في الحال فارق جنينه
في ساعة ظلما كما داجي الليل
…
لمن غدى حس الفشق له رطينه
ندر حرار ويبعدون المناويل
…
كل أبلج في الهوش ينطح قرينه
مثل الجمال أن قربوا منها الشيل
…
والكل منهم ما تعين وزينه
الشاعر مفالح بن ناشئ القحطاني:
وله هذه القصيدة يمدح فيها الأمير ناصر بن مذكر آل شافي من أمراء بني هاجر بقصيدة منها:
أول كلامي قلت صلوا على النبي
…
صلاة وسلام عد ما يذعذع السافي
بدينا بمن في حكمه البر والبحر
…
كريم على المحل نشا ديمه الظافي
إلى أن قال:
فلا من ذكرنا فعلهم عند غيرنا
…
تهون علينا الأمر لاعد الأنصافي
حيث أنهم لاعد للناس فعلهم
…
قالوا فعايلهم كبيرات واتشافي
وان عدو الشيخان بين القبايل
…
فالعد الاقصى وافيا لآل شافي
عدا على فعل وكادا مقاله
…
ما هو بهرجت مجلس لافه السافي
في موقف الحكام فهم هل الوفاء
…
مذكر واخوه سعود مع شيخنا شافي
وقبل تجي الحكام واتوطي العرب
…
ففعولهم قد كدرت مشربا صافي
كم هية من وقعهم ينحكا بها
…
لهم راية البيضاء على كل مشرافي
كم مجرم من ضيم حمله زبنهم
…
واعفي من اللي ضايمه صار متعافي
مثل مبارك بن دويش يوم التجا بهم
…
دركا ومخطورا من الضيم متلافي
وعيوا عليه ابقوباس وهمه
…
بمصقلات الهند ورعات وارهافي
وقبله ابنيان يوكد اعلومهم
…
والا الحجرف يوم عجات الاسلافي
جلي منهم الضيم الذي كان ضادهم
…
وارهو على درب السلامة والانكافي
تعافوا وعفيو عقب ما ضيق امرهم
…
في ضف كل امجرب شره واسنافي
الله يدوم بعزهم دايم لنا
…
ظل لنا من واهج القيض والحافي
هواجر قد بان للناس فعلهم
…
زبان المجرم وترحيب با لافي
هواجر عبيدة جنب قحطان جدهم
…
ابن هود ثابت عند من كان عرافي
تمت وصلى الله وسلم على النبي
…
مدد مايهب الكوس مع رؤوس الاشعافي
الشاعر مقبل بن دخيل العضيانى العتيبي:
قال هذه القصيدة مادحا الشيخ خالد بن سعود بن محمد بن زيد آل حلبان يرحمه الله:
يا مرحبا يا لهاجري واف الاشبار
…
شيخا على درب المراجل مساره
شيخا نرحب به وفي رفقة احرار
…
والكل منهم يحتمل للخساره
يا مرحبا عداد هتاف الأمطار
…
ترحيبتين مني ما هي مستعاره
إلى أن قال:
يعطي الخوي شيمه وقيمه ومقدار
…
ومن طيب ساسه يوم يرفع وقاره
حرا على صيد خطير ليا طار
…
وللطيب في وجهه علامات اشاره
من روس ربعا في اللقا كارهم كار
…
هواجر تأخذ على الخيل غاره
ربعا لبا وردو على حوض الأخطار
…
فيهم على طرح المجوخ جباره
رجالهم يعرف ليا صار ما صار
…
وعدوها تسقيه كاس المراره
أكرم عباد الله في الضيف والجار
…
وخويهم يؤخذ بعين اعتباره
قبيلة تعرف مثل ضلع سنجار
…
تاريخهم في نجد عالى شعاره
اذكر فعول الطيب ما ني بهذار
…
و الهرج يكفي زبدته عن كثاره
صلاة ربي عد من في الحرم سار
…
على نبي تابعين أثاره
الشيخ محمد بن مهدي القحطاني:
والشاعر محمد يمدح في هذه القصيدة الشيخ راضي بن محزوم آل وضاخ آل جدي عندما سمع عن كرم وشهامة الشيخ راضي والشاعر يقول إن الشعر شعور ولا يقال إلا في أوفياء الرجال فقال:
يا الله يا باسط جميع الأراضي
…
يا الله غفرانك ونرجيك الاصلاح
كريم يابرق تشعشح وناضي
…
بخشوم سحب فيه برق الحياء لاح
في مدلهم حن والسيل فاضي
…
وسالت سيوله من على كل لحلاح
ودنت هماليله برفق ورياضي
…
متركد ما رافقه عج ورياح
رن الرعد والبرق زاد المناضي
…
وأسبل وهمل والتعج كن به رماح
وأسقا طعوش الدار هي والرياضي
…
دار الرجال أهل الكرم والتمداح
دار الشرف بعروقها والفياضي
…
في ديرة منها المعادن نزاح
دار بها قوم تملى الحياضي
…
هواجر زادت على درب الأمداح
نوادر أحرار ولاهي تغاضي
…
حرابها يشرب قراطيع وذحاح
يوم الحروب الطاحنة وقت ماضي
…
يوم النهب والسلب ليل وصباح
كل الهواجر يكتسيهم بياضي
…
دون العوض والأرض حالت بالأرواح
من بعدها جاء للتماثيل حاضي
…
مادام منصاها يبشر بالأرباح
سلام للي للمدائح محاضي
…
له في سنام المجد ممساء ومصباح
مني سلام يبلغ الشيخ راضي
…
بن مسفر اللي يلبس وسام ووشاح
الشاعر ناصر بن عواض بن حوكه المطيري:
وفي قصيدة للشاعر ناصر يمدح الشيخ راضي بن محزوم صاحب الكرم والنخوة ومن محبي الخير، وله مواقف يشكر عليها أبو ناصر مع كل من قدم عليه من جماعته وغيرهم. قال الشاعر ناصر في مدح الشيخ راضي:
سلام يا حرا على رأس موقاب
…
سلام أحلى من لبن شمخ النيب
سلام مني طيب بحسن الأطياب
…
من العود ازرق طيبوه النواجيب
أهديته للقرم الوفي ذيب الاذياب
…
اللي يحوش الطيب وهو منبع الطيب
ياحي من يمشي على الطيب ماغاب
…
يمشي على درب الوفا والمواجيب
نعما بابن محزوم حلال الانشاب
…
يحلها لاعقدوها النواشيب
عزام جزاما على فعل الاصعاب
…
لا خرعوا أهل الردى بسراديب
هذا أبو ناصر عز من جاه منصاب
…
عز الدخيل اللي حدته اللواهيب
راعي الكرم واجود لاعدة اشناب
…
دايم على ضيفه يبد التراحيب
راعي دلال بلمنارات نصاب
…
وصنيتا يرما بها الكبش لاجيب
في مجلس يزهاه كثر الترحاب
…
مدهال طلقين اليمان المعاطيب
نعما براضي عند الادنى والاجناب
…
أبو ناصر عريب الجد عطب المضاريب
من ساس هواجر لا وقف حزم كلاب
…
يثنون دون الجيش بحدب المساليب
وسيوفهم تسطي على حمر الارقاب
…
وعدوهم من ضربهم شقق الجيب
حماية التالي عريبين الانساب
…
وعند الخوي يروون حد المصاليب
سجلهم التاريخ صفحات وكتاب
…
صفحة مجيدة سجلوها هل الطيب
قلت الصحيح ولا نطقنا بلكذاب
…
ولا ني من اللي ينشرون الأكاذيب
الشاعر محمد بن عبيد بن منيخر العجمي:
هذه أبيات من قصيدة قالها الشاعر محمد العجمي مادحا محمد بن زايد الخيارين من دولة قطر، وأبو زيد له أياد بيضاء مع جماعته؛ فهو يتحلى بالكرم والنخوة.
يا الله يا علام غيب الليالي
…
أنت الذي ترحم اركو عن مصلين
يا الله طلبتك أول ثم تالي
…
انك تعين اللي على الطيب ظارين
ربعن علي الطولات دايم اتوالي
…
لاقيل منهم قلت ذولا الخيارين
يوم الحرايب ياخذون الحلالي
…
كم واحد عشوه سحم السراحين
لا صاح صياحن على راس عالي
…
لحقوا على قبا سوات الشياهين
من دون صفرن ربعت بالمفالي
…
يردون حوض الموت ورد المحيمين
الكل منهم في الخطر ما يبالي
…
كرمان شجعان على الحرب جسرين
اشهد شهادة حق والرب عالي
…
قولي صحيح ولا يجي فيه تخمين
جنا بهم يشرا بالاثمان غالي
…
افعالهم عنها أكثر الخلق دارين
الشاعر حمدان بن فايز العتيبي:
قال هذه القصيدة مادحا المهندس/ فلاح بن فهد بن محه طاير الشوف عندما قدم أحد أبناء قبيلة عتيبة من السعودية إلى الكويت وأقام حفل زفاف ابنه في الساحة التي أمام بيت فلاح الهاجري ولم يكن بينهم سابق معرفة وقام فلاح بالواجب تجاه جيرانه فعندما شاهد الشاعر حمدان بما قام به فلاح ومواقفه الطيبة معهم مدحه بهذه القصيدة وذكر فيها مآثر قبيلة بني هاجر:
سر يا نديبي ووصل الخط فلاح
…
فلاح ابن فهد عريب الجدودي
راع الفعول الطيبه يوم الأفراح
…
غير الأناره جا يسوق القعودي
وشرع لنا الديوان من جاه يرتاح
…
عن بارح الجوزا علينا برودي
وللضيف ما للباب قفل ومفتاح
…
مفتوح دايم للنشاما الوفودي
له في الكرم والجود مسرى ومسراح
…
ابن الرجال اللي سواة الفهودي
هواجر يشرون بالمدح الأرواح
…
رجالهم في الطيب دايم يزودي
والطيب بحر متعب كل سباح
…
الا على الطيب ترى ما يكودي
هواجر ولهم مع الطيب مشواح
…
يراقون راس الطايله بالصعودي
هواجر يوم الزمان الذي راح
…
محد تعدى دارهم والحدودي
يوم السيوف الحدب والشلف ورماح
…
حريبهم ما يهتني بالرقودي
وان ركبوا اللي كنهن صيد قراح
…
يرفع علمهم فوق راس العمودي
هم فزعة للي زابن عط بصياح
…
وان قال يا ربعي خذوا القوم ذودي
لحقوا و ردوا ذوده اللي بها القاح
…
خلوه با لنوق الغوالي يعودي
وكم واحد في المعركة قد مهم طاح
…
ناحن عليه امنسعات الجعودي
وعليه يكسر حايم النسر بجناح
…
زاد وقع لمحجلات العضودي
يساهلون الطيب ماني بمزاح
…
والله على ما قلت خير الشهودي
عزاز النفوس لجارهم ستر وسناح
…
ومن لا يعز الجار ما فيه فودي
والجار لو انه كما الكلب نباح
…
يحشم ولا ترما عليه الحيودي
نبينا وصى على الجار بالحاح
…
وكل قرا عن قصته واليهودي
وصلوا على اللي دلنا درب الا صلاح
…
عد المساجد والعباد السجودي
شاعر من قبيلة قحطان:
قال هذه القصيدة يمدح كلا من الفارس سالم بن دريميح الشرمي والفارس فهم بن ثاني آل مسيفرة الهاجري وذلك عند هجوم إحدى القبائل على قبيلة الخنافر حيث أخذوا إبلهم، فقام فرسان الخنافر في أثرهم وكان معهم الفارسان سالم وفهم، وقد استطاع فرسان الخنافر اللحاق بهم وردوا إبلهم بعد أن أصابوا عددا من رجال تلك القبيلة الغازية فتمثل شاعر من الخنافر بهذه الأبيات:
يومك يالعوراء على مثل سلوم
(1)
…
راعي حصان ما يداري عواره
ولا فهم ياما نثر دم القوم
…
يا الله لاتخلي من الشيخ داره
ولا باقي فزعة الذود مذيوم
…
ما يستهلون اللي ذعرها بهاره
الا الخنافر قد تعداهم اللوم
…
وبطعونهم قد فرحوا ساره
(2)
الشاعر عجب بن بدر بن خضير العطاوي من عتيبة:
قال هذه القصيدة في الشيخ خالد بن سعود بن محمد بن زيد آل حلبان يرحمه الله:
سلام يارمز الوفاء مصدر الجود
…
يا خالد اللي كل طيبنا سعابه
أخباركم با لطيب شاهد ومشهود
…
كلا ذكر طيبك وكلا حكابه
ولا ترقا العليا على غير مبتهود
…
يا من بذل جهده بقوله هلا به
هداج تيماء عد للبدو مورود
…
وبيتك مثل هداج ما صك بابه
وقرب الكرم وأهل الكرم زود ويزود
…
غيثا يغيث إلى أنتثر من سحابه
خوتك اللي غايه ومطلب مقصود
…
سعود و بو سعود نبا جنابه
صلاة ربي عد ما ذعذع النود
…
على رسول الله و كل اصحابه
(1)
العوراء فرس سالم بن دويميح الشرمي.
(2)
سارة من قبيلة الخنافر وقد أخذ الغزاة إبلها.
الشاعر ابن جهيرم السحمة:
من قبيلة السحمة قحطان، قال هذه القصيدة مادحا قبيلة عبيدة جنب وشيخهم ابن شفلوت، وكان معهم الفارس ناصر بن فهم آل زهير والفارس الشيخ هيف بن رميزان آل داوود والفارس الشاعر أبو نكيفين. وذلك عندما مر على آثار منازل عبيدة جنب بعد رحيلهم فقال:
ياجر قلبه من وراء عوج الأضلاع
…
من قامت والبدو شدوا شمالي
واللي سببهم مفرع شين الأطباع
…
خشم الحمول اللي تشم النثالي
يتلون أخوا رثعاء حمي قاصر البدع
(1)
…
لجالها في صحصح اجتوالي
ذباح فيحان على صحصح القاع
…
ثم انثنا عقبه خذا ام العيالي
غير ياللي تعدون الفناجيل جزاع
…
أبو حزام عد قبل العيالي
له حربه تفضاء صلابات الأذراع
…
لاكبد راع الدرع مثل النثالي
كم سربه من عزوته راحة انواع
…
قده مضريهم بنجف الموالي
وشقر الخضاري بينهم مثل فراع
(2)
…
معتاض راعيها يكون الحبالي
وهيف زبون الهجن مع كل مهياع
(3)
…
زيزوم عيرات حدا زواها الحيالي
وداه أبو نكيفين منا كل من جاع
(4)
…
لا لكزت الأسعار والزاد غالي
عنده عبيل العرب فيه شراع
…
وصحون برفوقها حيال ثقالي
رفق مع جال وصفق مع جال
…
وصعصع لا شاف الخطاء ما يمالي
الشاعر نايف مبارك العتيبي:
وفي هذه القصيدة يمدح الشاعر نايف الشيخ خالد بن سعود بن محمد بن زيد آل حلبان يرحمه الله:
ياراكب اللي مايحط الستاير
…
جيب من اليابان والنوع فكسار
من سرعته تسمع وحيف التواير
…
ما تسمع إلا حس ويله مع القار
ليا مشا ياطا السهل والوعاير
…
ينافس اللي عايروها بالامتار
(1)
أخو رثعاء هو ابن شفلوت شيخ قبيلة عبيدة.
(2)
شقار اسم فرص والخضاري اسم فارس من قيبلة الدواسر.
(3)
الشيخ الفارس هيف الرميزان شيخ ال داود.
(4)
فارس وشاعر من النطعان من الفهر وأخواله المظافرة من بني هاجر.
يلفي على خالد زبن الخساير
…
الهاجري من روس وافين الاشبار
يالهاجري جايك من البعد زاير
…
جيتك على ضو السوالف والاذكار
وحنا على الطيب نسوق البشاير
…
والا الردي لاهنت ماولع النار
اللي مطلب يصعب على كل باير
…
الا على اللي يرغب الطيب والكار
وأنته من اللي يحتمون العشاير
…
ليا غرهد الصايح وعج الملح ثار
الاد هاجر معطبين الكساير
…
وتاريخهم معروف من خلقت الدار
إلى أن قال:
عساك فا لدنيا بعز و سراير
…
وفالآخرة جعلك من الحور تختار
الشاعر محمد بن طالب:
وسبب هذه القصيدة هو أنه بعد أن جاء خاله (وهو خال والدته) محمد ابن عبد الله (ابن دليبح) الهاجري من مواليد مدينة الحريق يرحمه الله يشكو إليه ما حل بهذا الزمان وذلك قبل ما يقارب ثلث قرن، ولأن للخال مكانة عظيمة رد عليه شاعرنا وهو شاعر معروف وله شهرة واسعة في مجال الشعر بهذه الأبيات
(1)
:
شكواك ياليث الوغى منقع الجود
…
عندي لها بين السراجيف منزال
خذيتها وقمت اضرب الهون بالكود
…
وعطيتها من صافي الفكر مكيال
كان انت تشكي من عواكيس ونكود
…
وتلوم حظك فسمع القول يا خال
خل الزمان يكلب أنيابه السود
…
يا كل ورب البيت للضيق حلال
دنياك بيفنى بها كل ما جود
…
ومن مات ما يدفن معه ربع مثقال
لا تشتحن دنياك صايد ومصيود
…
كم خير فيها رمت به على الجال
ان ازعلتك ألبس لها درع داود
…
وأصمد ولا تخشى سواليف الأنذال
وخلك مع ربعك على الهون والكود
…
و ارفع مقام النفس في كل الأحوال
والراس لابده مرده على الدود
…
و المجد يبقى لك على راس ما طال
هذا وانا منها جريح و مضهود
…
و ابديت لك ما دار بالفكر و البال
تم الجواب وحبة الخشم لك زود
…
منتب علي رخيص يا ماض الأفعال
(1)
مجلة اليمامة عدد 1430 السبت 28 جمادى الآخرة 1417 هـ.
و صلاة ربي عد ما ذعذع النود
…
على شفيع الخلق في يوم الأهوال
بيوم به الكافر عن الخير مطرود
…
و كتايب التوحيد في ركن و ظلال
الشاعر محمد بن جروان القحطاني:
والشاعر محمد بن سالم بن جروان من آل عليان يرحمه الله شاعر معروف، ومن الشعراء الذين تبوأوا مكانة عالية في الشعر وله قصائد كثيرة في الحماسة والمدح، ومن قصائده هذه القصيدة التي قالها عندما كان في دولة الكويت ومر عليه وقت عصيب فيها فقال هذه القصيدة ينتخي فيها قحطان وقبائل أخرى
(1)
:
ياراكب اللي يرهج الجو جسها
…
ويهز سطح الأرض قو اشتغالها
إلى أن قال:
تمشي وتلقى لي مقادم قبايلي
…
وخص قحطان باسمهم لاسوالها
يلزمك من بين الحصاتين تنزل
…
جنوبي الدنيا والاخرى شمالها
ارفع بصوتك وانخ فيه القبايل
…
تاتيك قوم تخلفك باجتهالها
لامن لفوا من كل في وجانب
…
مثل الاسود الزايره باحتمالها
نب العيال الطيبين بذكرهم
…
خص الشيوخ وعم باقي رجالها
انخ الجحادر واثنيهم بالنخوه
…
ازهم قبايلنا وصح في جالها
تاتيك جبعان المحازم كنهم
…
سيل تحدر من فروع جبالها
تشبع بوردتهم سباع جايعه
…
تشبع وترجع بالعشا لعيالها
وانخ الحباب حزامنا لاثارت العدا
…
ربع نهار الضيق تشاف افعالها
ان جا لدخان الذخاير شويه
…
ترهم جلايبها وترهم جمالها
وازهم عبيدة كلهم وشيوخهم
…
دروعنا اللي نلتجي بظلالها
هم ربعنا اللي يرهب الحف جمعهم
…
وان ثارت الهيجا مشوا بظلالها
وانخوا بني هاجر مقابيس البلا
…
ترهم يجون لمثل ذي وامثالها
لامن نخاهم واحد من ضده
…
ما تطاوع الشاير ولا عذالها
تعجبك وردت إلى جا اللازم
…
لامن زبر جمع العدو واقبالها
(1)
منتقى الأخبار من القصص والأشعار، خالد بن محمد بن ضرمان القحطاني ص 157.
شاعر من قبيلة قحطان:
هذا الشاعر شارك في حرب اليمن عام 1352 هـ التي انتهت بالاستيلاء على مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر وبلاد سحار ودخول القوات السعودية إليها، وخلال هذه الحرب حصلت عدة غزوات منها غزوة نقعة التي كان على رأسها الأمير محمد بن سعود الكبير، وقد روى هذه القصة في مجلسه يرحمه الله. وكان من ضمن القوات السعودية قبيلة بني هاجر ومن ضمنهم الشيخ فهد بن محمد آل حلبان وأخوه الفارس الشيخ سعود بن محمد آل حلبان وعندما رأى هذا الشاعر شجاعة الفارس فهد وأخيه سعود في هذه الغزوة قال هذه القصيدة، ومنها:
كم عجه ثورت والهاجري فيها
…
فعله عديم وهو قد جاله أفعالي
ترى الظفر عادة له ما يخليها
…
والمدح لسعود رجليا وخيالي
نهار نقعه تزبنا محاجيها
(1)
…
وسعود دش الخطر وفكه الوالي
فالبيت الأول ونصف البيت الثاني قالها مادحا الفارس فهد بن محمد، أما النصف الأخير من البيت الثاني والبيت الثالث فقالها مادحا الفارس سعود بن محمد، ونقعة قلعة في الطريق إلى الحديدة، وكان الفارس سعود أول من دخل إلى هذه القلعية عندما تسلق سورها وقام بقتل العديد من الجند الذين كانوا يقومون بإطلاق الرصاص من أبراجها على القوات السعودية، ثم قام بفتح أبوابها ودخلت إليها القوات السعودية، وتم الاستيلاء عليها وأسر الباقي من الجند.
وقد ذكر الشاعر ذلك عندما قال:
نهار نقعه تزبنا محاجيها
…
وسعود دش الخطر وفكه الوالي
أما فهد بن محمد بن زيد آل حلبان فقد اشترك في فتح الأحساء وذلك في اليوم الخامس من جمادى الأولى عام 1321 هـ وعندما وصل عبد العزيز إلى الكوت وهو مقر الحامية التركية في مدينة الهفوف قسم رجاله الذين معه وكانوا جميعا أخلاطا من أبناء القبائل الذين سكنوا الرياض وغيرها من القرى القريبة منها وكذلك من أهل الدرعية وقرى الباطن وضرمة وغيرها من قرى العارض
(1)
المحاجي هو الساتر الذي يقي المقاتل في المعركة.
فمنهم من قبائل: سبيع والسهول والدواسر وقحطان وبني هاجر وبني خالد وكان فهد بن محمد يسكن الباطن وله مزرعة بالقرب من وادي لبن وهو وجماعته من بني هاجر، وكان فهد قد اختاره الملك عبد العزيز تسلق سور الكوت مع من اختارهم لهذه المهمة، وكان عددهم تسعة لا غير منهم عبد الله بن نفيسة من أهل ضرمى والملقب (بعمعوم) وكذلك الزحاف آل روق من قبيلة قحطان، وهو الوحيد الذي قتل من هؤلاء التسعة الذين تسلوا السور ورموا الجبال من أعلى السور إلى باقي قوات عبد العزيز الذين تسلقوه بدورهم، وبذلك تم فتح الكوت وطود الحامية التركية البالغ عددها 1500 جندي من الأحساء رحم الله هؤلاء الأبطال.
وفي بعض المصادر قيل إن الذين تسلقوا السور عددهم عشرون وغيره ولكن ما أكده الشيخ فهد بن محمد آل حلبان قبل وفاته أنهم كانوا تسعة لا غير. ومن ضمن المشاركين في فتح الأحساء عبد الهادي بن قشة الهاجري من الأحساء وغيره من أبناء المنطقة.
الشيخ مرجع بن محمد بن فاران اليامي:
والشاعر مرجع من الزبادين من شيوخ يام قال هذه القصيدة عندما قابله معد كتاب بني هاجر على طريق الدمام السريع وهو في طريقه إلى المنطقة الشرقية لإجراء بعض الأمور المتعلقة بالبحث عن تاريخ بني هاجر وفي خلال مقابلته له وبعد أن عرفه بنفسه قال أنت من بني هاجر اللي يقول شاعرهم:
حنا بني هاجر خلان اشدتنا
…
ماحن بخلان منقوشات الألعاسي
قال له: نعم. فقال: ونعم بهم، وهذه القصيدة مشهورة لبني هاجر عندنا في الجنوب وقبيلة يام تعرفها وكذلك الصيعر ودهم. وبعد مدة من هذه المقابلة أرسل له الشيخ مرجع هذه القصيدة وهي على قافية قصيدة حنا بني هاجر خلان أشدتنا. قال الشيخ مرجع في مدح سعود بن محمد بن سعود آل حلبان صاحب كتاب بني هاجر:
سلام مني للأخ سعود
…
اعداد حبر بقرطاسي
الجود ياتي من الماجود
…
أسعود ياطيب الساسي
ناس سهارى وناس رقود
…
ونومي صراحة تعوماسي
أبو محمد نسول أفهود
…
من لابة ترفع الراسي
هواجر ينطحون الكود
…
اهل سياسة وفراسي
معي على ماذكرت شهود
…
فعولٍ جديدة ودراسي
مدحت مدحٍ بدون حدود
…
من الفعل يتذكر الناسي
يوم الطمع والسنين السود
…
والجوع والخوف والباسي
الصدفة اللي بدون وعود
…
تبري لواهيب هوجاسي
صادفت راع الكرم والجود
…
سعود كنه جبل راسي
عساه بإذن الولي في زود
…
عادة سعود التنوماسي
هي كل أبوها تجيك جهود
…
وبعض الرجاجيل حساسي
سعود من المرجلة منشود
…
ياشوق منقوش الألعاسي
ماكل حد يبلغ المقصود
…
الا قليل من الناسي
حد يشتري كاش وحد اقصود
…
الوقت يا سعود منحاسي
لا بد من يومها الماعود
…
والموت قطاع لنفاسي
صدقا المشاكيل فيها فود
…
والنذال تحرى بلفلاسي
الشاعر محمد عبد العزيز العتيبي:
وله هذه القصيدة التي يمدح فيها (أبو محمد) الشيخ خالد بن محمد آل حلبان حيث يقول فيها:
الله من قلب تدالاه الاحساس
…
ما تنعرف ورداتها من صدرها
يكفخ كما طير على كف هباس
…
ونفسي من الهاجوس جاها قشرها
وعيني تهل اعبارها هجعة الناس
…
وشكواي للخلاق محصي بشرها
واسند على اللي للمناعير مترواس
…
أبو محمد يوم غيبت قهرها
من لابة تثني على قب الافراس
…
ويرون مذلوق القنا من حمرها
توارثوا فعل الشكالة على ساس
…
يوم بعض الناس قشر سطرها
هواجر عاداتهم شرب الكاس
…
دون الضعن والبوش عسر صطرها
كبار الرباع ومحرقة كل محماس
…
قوم على العدوان دايم خطرها
ماهم بمدخور الثعالب والابساس
…
اللي على النمات عجل ظفرها
وصلاة ربي عد جبر بقرطاس
…
على النبي عداد مخضر شجرها
الشاعر محمد بن صبحان:
قال هذه القصيدة في مدح الشيخ عبد الله بن خالد بن بعيث آل الحمراء وعبد الله بن بعيث من الرجال الشهود لهم بالطيبة ومحبة الجميع له ومن الرجال الأوفياء في أمور الدين والدنيا وكل الخصال الكريمة:
ياهل الوانيت ياللي جاهزيني
…
يالنشامى اللي بعيدات اخطاها
شيكوه إلى وطيتو بتروميني
…
والتواير ضبطوا ساعة هواها
وأبو ناصر سايقه والدرب زيني
…
يقطع الفرجة وياصل ماوراها
أربع الساعات وأنتم واصلينى
…
ديرة جعل الحيا يسقي ثراها
ديرة ابن بعيث ياللي عارفيني
…
ديرة من طيبها يعرف نباها
سلمو لي واسلمو ياسالميني
…
والرسالة وصلوها منتهاها
سلمو مكتوبنا ذرب اليميني
…
مع سلام عدما امطر من سماها
بلغوه أبو فهد والحاضريني
…
ومن جلس في جلسه واللي قراها
اشهد انه طيب هيف السميني
…
وافيا بالطيب في كل أمعناها
طيب ومن ساس ربع طيبين
…
وكل ادروب العز عبد الله رقاها
كاسب الزود في دنيا وديني
…
والمراجل رازها ثم احتواها
ريف هشال الخلافي كل حيني
…
لالفو في ساعة ترقل اللحاها
باردين وتاعبين وموجبيني
…
شوف وجه الشيخ يغني من اقراها
مع تراحيب وجه ما يشيني
…
من جلال الضان يسرع في عشاها
ومجلس مدهال كل الغانميني
…
الرجال اللي نزيهات احكاها
يدهلونه من قريب ونازحيني
…
لالفو بيت الشرف يبعد عناها
جعل يسلم من صواديف السنيني
…
دايم للابتة وجه وجاها
لابه لاقيل وين المستحيني
…
وارتفع عج الرمك في ملتقاها
ثابتين في المواقف معتليني
…
أهل العادات مروين قناها
مكرمين الضيف في عسر وليني
…
سلمكم يالهاجري عز اقصراها
ختمها صلوا على النور المبيني
…
الرسول الهاشمي الامين طاها
عد ماخط القلم ميم وسيني
…
أو ماسعى واطاف والكعبة نصاها
الشاعر محمد بن جابر الغيثاني المري:
وهذه أبيات يمتدح فيها الشاعر بني هاجر وهي من قصيدة موجهة إلى هادي بن ناصر آل فصلا:
هواجر تعرف إلى حول الحيف
…
من جاء يدمرهم نوى الله دماره
يوم القبايل للقاء تنقل السيف
…
كم شيخ قوم ذوقوه المراره
جاوه على قب المهار المصاليف
…
عقب الطمع دور حياته ادواره
كرمان شجعان على ضدهم هيف
…
ونجالهم ولا عزو له بداره
يوم القبايل تحتسب للملاقيف
…
كم غازي منهم شكى من عواره
حماية البل محتمين المشاعيف
…
من كل طماع يدور اختياره
جعل الخيال الي تكاشف مع الصيف
…
يسقي وطن هادي وتخض ادياره
الشاعر مبخوت بن علي بن فطور المري:
وهذه أبيات من قصيدة موجهة إلى هادي بن فصلا يمتدح فيها الشاعر بني هاجر:
هواجر لضحكت الهجن والخيل
…
أفعالهم تعرف نهار الزحامي
ترعا بهم عز الظهور المهازيل
…
أو في ظلهم يبني عليها السنامي
ولا تحل إلا على كف حلحيل
…
سيف على الساقات حده يحامي
وسلم عدد ماغرد البلابيل
…
على الغصون المهغات النوامي
الشاعر محمد بن ظافر بن دشن القحطاني:
قال هذه القصيدة في الشيخ ناصر بن خليل بن منصور بن خليل آل شهوان:
ببتدي باسم البديع البر الوكيل
…
العلي العالي المتعال عز وجل شان
العزيز المقتدر خلَّاق جيل بعد جيل
…
خالقن الكون والكائن بكلمة كن فكان
أحمده وأثني عليه الحمد والشكر الجزيل
…
لا إله إلا هو المعبود لأنسان وجان
الجليل اللي جعل ناصر على ملة خليل
…
سار سيره وانتهج نهجه عيان في بيان
عاضنا الله في خليل المرجلة شبل الخليل
…
في عرين الليث حل الشبل في نفس المكان
عاضنا الله في السلف خير الخلف نعم البديل
…
مقدم الظفران زيزوم القروم الصيرمان
عاصنا الله في كبير الكار كساب الجميل
…
في مقامة قام لطام العداء سر وعلان
عاضنا الله في العصامي مقرئ السيف الصقيل
…
العديم الضاري الضري الضرغام صمام الأمان
عاضنا فرز الوغى سقم العداء زبن الدخيل
…
مروي المفتوق مسموم الشباء حد السنان
عاضنا الحر النداوي راعي البدع الطويل
…
وافي الاشبار كساب الثناء هيف السمان
عاضنا الرحمن رب العرش في الشيخ الجليل
…
ابن منصور خليل جعل روحه للجنان
في محله حل حلال المحال المستحيل
…
ناصرا زبن المجنا شوق مجلي الثمان
ناصرا شبل الأسود الضارية نجم الأثيل
…
ناصرا بينه وبين المرجلة عهدا وأمان
سيف هند بارع الحدين ما مثله مثيل
…
في سماء المجد الرفيع الضيغمي كالنور بان
الشجاعة والبراعة والرفاعة له دليل
…
والوفاء والجود والأقدام للنادر حصان
علمه وافي الخصائل قبل ساعات الرحيل
…
دربه درب الفعايل يوم شاف الوقت حان
للمسالم فيه عدل وللمعادي فيه ميل
…
منتب الجدين ناصر فاز قبل الامتحان
شال محمود السجايا كايد الحمل الثقيل
…
من غذاء الحر القطامي يا ملاء كسب الرهان
جدد أمجاد الضياغم جعل يفداه الذليل
…
فرخ حر من حرار مأكرة رأس قحطان
فيه من زبن الونيه بوه خيال الأصيل
…
وفيه من سالف اجدوده سلاطين الزمان
من خليل ومن عمير ومن عرار ومن عقيل
…
وفيه من فارس عبيدة فارس نجل شهوان
في محله حل حلال المحال المستحيل
…
ناصرا زبن المجنا شوق مجلي الثمان
الشاعر سعيد بن علي آل برمان:
هذه القصيدة قالها الشاعر سعيد بن علي بن كردم آل برمان الحبابي المعروف بابن برمان وهو على قدر كبير من الأخلاق الفاضلة والمعرفة والثقافة والأدب صدر له ديوان (شعراء من الحباب نظم وجواب) عام 1409 هـ (ديوان ابن برمان) عام 1416 هـ وهو المؤرخ والشاعر والكاتب لقبيلته الحباب منذ سنوات طويلة وله في ذلك مقالات عديدة ومفيدة نشرت في الصحف والمجالات المحلية والخليجية يقول في هذه الأبيات الاجتماعية التي امتدح فيها قبائل قحطان الحالية جميعا:
يا الله طلبناك يا علام الأحوالي
…
يا واحد نرتجي جوده ومداته
يا اللي على كل مافي الكون متعالي
…
يا خالق العبد يا عالم بنيّاته
عسى الله يغفر إلى جا موقف سوالي
…
نطلب من الرب غفرانه ومرضاته
قال الحبابي بدع زينات الأمثالي
…
ما ينتقدها خبير الشعر وأبياته
منقيةٍ كلها عذبات وجزالي
…
من شاعر عارف ميزان كلماته
أقولها عقب ما ميزت الأجيالي
…
والجيل الأول على سلمه وشيماته
متميزٍ جيلهم عن جيلنا التالي
…
جيلٍ مضى طيّب والطيب في ذاته
البارحة ساهرٍ ما قلبي بسالي
…
سبّة هجوسي قزاء نومي وغفواته
أقولها يوم شفت الوقت ميالي
…
على النشامى وانا عانيت قسواته
بعض العرب شايفة في وقتنا الحالي
…
يخادع الناس بكذابه وحيلاته
لا عاش من قام يمشي بالتحيالي
…
ما يدري أن الزمان عجل بدوراته
ما عاد ينظر يكون لصاحب المالي
…
يعطى ويحشم على حشمة ريالاته
حتى ولو كان هو من الناس الأنذالي
…
يمدّحونه بعد كثرت رصيداته
وأما السنافي عريب الجد والخالي
…
لو قل ماله ينقص في مقاماته
والمدح يستاهله حلاّل فتّالي
…
اللي على الطيب بينّةٍ إشاراته
وأفعالنا تنعرف من بين الأفعالي
…
نتعب على الطيب في شتى مجالاته
ربعي حبابٍ إلى جاء حرب وقتالي
…
يا سعد منهم بني عمّه وفزعاته
يوم العرب حربها برماح وسلالي
…
تاج الفخر والظفر نحمل وساماته
وفروع قحطان دايم علمها عالي
…
كلٍ على منهج جدوده وعاداته
منّا الجحادر رجال المدح ويقالي
…
تاريخهم بالوفاء نقراء رواياته
رجّالهم في الخطر شاجع وصمّالي
…
الكل منهم يفاخر في بطولاته
وعبيدة أهل الظفر والجود الأبطالي
…
كلِ على فعلهم سجّل شهاداته
متجملينٍ على وقت التجمالي
…
والقرم نذكر بني عمّه جمالاته
وشريف ربعٍ لهم قدر ومنزالي
…
منزالهم بيّن والطيب سيماته
منهم بني هاجر اللي تّمن الجالي
…
يا من ويرتاح قلبه عقب لوعاته
خلَّان زين الأشده باشهب اللالي
…
الرجل منهم تشوق العين وقفاته
خيالهم مايجيبه كل خيالي
…
تصعب على الفارس الشاجع ملاقاته
وسنحان قوم خبرهم يشرح البالي
…
يعمون عين المعادي عند هدّاته
كل أبلجٍ يكسب الناموس ومثالي
…
يصبر ولو كان جار الوقت وأزماته
وما بني بشر تقهر كل عيّالي
…
عدوهم يخلفون ضنون هقواته
ورفيده اللي كرام وترخص الغالي
…
وقت القسى ضيفهم يلقى كراماته
هذا وصلّوا عدد ما هلّ همّالي
…
على النبي جعل ما نحرم شفاعاته
خيل وإبل بني هاجر
مرابط الخيل العربية الأصيلة عند بني هاجر
(1)
:
لقد عنيت قبيلة بني هاجر بالخيول العربية الأصيلة منذ أن كانوا في جنوب نجد بمنطقة بيشة وتحديدا في ميثب بني هاجر
(2)
وكانوا يربعون في الجوف وحرض باليمن وشبام وشبوة بحضرموت
(3)
والمسافة بين الجوف وشبوة حوالي يومين بالراحلة، وكذلك كانوا يربعون في نجد حتى أجأ وسلمى، وقبل نزوحهم من جنوب نجد إلى الأحساء كانت في مرابطهم أولى الكحيلات وأعزها في نجد، منها كحيلة ابن جرشان وابن جرشان من شيوخ قبيلة البقوم، واسم هذه الفرس الحنيف وابنتها الزاهية والجلانية. وقد ذكر ابن جرشان وهو صاحب هذا المربط أن أصل هذ الفرس لبني هاجر وأنها درجت عليه من بني هاجر أن شبيب بن شلوان من بني هاجر قص عليه أن كحيلة ابن جرشان درجت إليه من شلوان وهي مربط للمصاحبة من آل جدي من آل عميرة بني هاجر وهي قديمة عندهم وشلوان هذا هو شلوان بن فهيد بن مبارك بن قهيس بن سالم بن عميرة بني
(1)
أصول الخيل العربية الحديثة ص 541 ص 522 ص 234، مخطوطة عباس باشا جودث فوربس ج 3 ص 942، ص 52، ص 252، ص 362، 572، 533، 714، 835.
(2)
المقابلات التي جرت مع شيوخ وأمراء القبائل حدثت في عهد الإمام فيصل بن تركي عندما أرسل عباس ابن طوسون بن محمد علي باشا عددا من الباحثين في أصول الحيل العربية وللمزيد والاطلاع الرجوع إلى كتاب أصول الخيل العربية الحديثة تأليف العلامة الشيخ حمد الجاسر.
(3)
مشرق اليمن السعيد ص 82 محمد عبد الرحمن البصراوي.
هاجر. وقد اشترى محسن بن درجان العبد من قبيلة العجمان فرسا اسمها الدغيم من ابن جرشان فأتت بفرس خضراء أبوها ربشان المعيضي من خيل العجمان قتلت في حرب العجمان مع أهل عُمان تحت سرحان العبد.
وسأل سلطان بن سويط وسلطان بن ربيعان عن أصل الزاهية فقال الزاهية اسم وإنما هي كحيلة عجوز وأصل شياعتها لابن جرشان من البقوم ورسنها قديم وهي أولى الكحيلات.
الحنيف: هي أولى الكحيلات ومربط من أشهر الخيول العربية الأصيلة وهي من خيول فخذ المصاحبة من آل جدي بني هاجر وهم في جنوب نجد.
كروش: اسم لأصل من أصول الخيل العربية هي من أعز الخيل عند العرب، ولا يزال لها بقية، وهي من مرابط قبيلة بني هاجر. وسميت كروش نسبة إلى كروش المخضوبي من المخضبة بني هاجر، وخيل آل كروش كانت عند بني هاجر عزيزات.
قال دغيم الغندور وهو صاحب مربط كروش الغندور وعرفت باسمه: إن كروش هي فرس المخضوبي من بني هاجر من قحطان، وسميت كروش لأن اسم أم صاحبها تدعى كروش وابنها ينسب إليها، فيقال ابن كروش فسموا الفرس فرس ابن كروش، وقال ذلك في مجلس في تربة بحضور سلطان بن مشرف وجار الله بن عبد الكريم أمير تربة وعبد الله بن بساط في كبار البقوم. ومنها جاءت عدة مرابط؛ منها كروش الحمراء وكروش الشقراء وكروش غندور، وهذه قصيدة لعبيد بن رشيد حين طلب أحد الولاة العثمانيين شراء فرسه وهي من بنات كروش قال عبيد:
يابيه أنا لكروش ما اعطي ولا أبيع
…
قبلك طلبها فيصل وابن هادي
حمدانية أبي ظهير
(1)
: وهي من خيل آل أبي ظهير من المزاحمة المخضبة بني هاجر، وقد سئل الإمام فيصل بن تركي آل سعود عن الفرس الشقراء الحمدانية هل هي سمرية، فقال ما هي سمرية ولا نظلم بختنا إنما هي من خيل أبو ظهير من بني هاجر من قحطان.
(1)
عباس باشا - جودث فوريس ج 3 ص 714.
خيل ابن سعدة
(1)
: وهي فرس الفارس حمود القصاب من المخضبة بني هاجر ودرجت إلى ابن سعدة من قبيلة العجمان.
صقلاوية بزيغ بن عريعر
(2)
: وهي فرس الفارس ثاقب العلي من المهاشير آل ذعفة بني هاجر.
كحيلة العمودة: وهي فرس ابن رميان من المخضبة من بني هاجر وهي قديمة عند بني هاجر.
الجلابية: ومن رسنها مهرة صفراء أبوها كحيلان بن فجري من بني خالد وهي من خيول الأمير شافي بن سفر بن شبعان شيخ بني هاجر.
دهيم النجيب
(3)
: فهي من الدهم المؤكدة من دهم شهوان الضغيمي، وذكر شيوخ العجمان منهم حزام بن حثلين وحزام الصييفي ومحمد بن سالم ومحمد الغاوي وكذلك راشد بن ذنبوح، أن دهيم النجيب من دهماء شهوان من قحطان ودرجت من شهوان إلى ابن سويعد من قبيلة حرب ومنه إلى ابن فرسان من آل عضية من بني هاجر فماتت الفرس الأم فصارت ابنتها الفلوة تتبع حمارة سوداء وترضعها فسميت الدهيم، ثم اشتراها ابن غريزان من آل عاصم من قحطان من زوجة ابن فرسان بعد وفاته فتناسلت عنده، فأعطى فرسا منها لابن عليوي من العجمان وانتقلت منه إلى محجم الضبيعي من البراعصة من قبيلة مطير، فاشترى منه النجيب من بني حسين من قبيلة الظفير فرسا أتت بفلوة كثر نسلها، فعرفت باسم دهيم النجيب، فاشترى عبد الله بن خليفة فرسا من النجيب فأنسلت عنده وانتشر منهم وانقطع رسنها عند النجيب وقد درج من مبارك الخليفة فرس حمراء وفي وجهها نجمة إلى الشيخ شافي بن شبعان شيخ بني هاجر وأعطى مبارك بن عبد الله الخليفة راشد بن عويضة ابن عم شافي مهرة أما فرس شافي بن شبعان فقد نجلت مهرة حمراء أبوها دهيمان كنيهر بن كحيلان بن فجري من بني خالد وهي عند مشوط بن عويضة بن شبعان.
(1)
عباس باشا - جودث فوريس ج 3 ص 252.
(2)
نفس المصدر ص 533.
(3)
مخطوطة عباس باشا - جودث فوريس ج 3 ص 572.
كحيلان ابن عمر
(1)
: وهي كحيلة عجوز ومربط ابن عمر من بني هاجر وكان آل خليفة يشبهون أفراسهم بكحيلان ابن عمر كما ذكر ذلك محمد وعلي آل خليفة لمبعوثي عباس باشا.
ربداء الخشيبي: وهي من مرابط أشراف مكة وحدث كون بينهم وبين الظفير فرمى منيخر الخشيبي أحد الأشراف عن الربداء، وهي كحيلة عجوز ثم انتقلت إلى الفدعان من عنزة ومنهم إلى ماجد بن عريعر شيخ الأحساء وانتقلت إلى قبيلة شمر ومن ثم إلى الدويش من مطير باعها إلى الشيخ محمد بن خليفة شيخ البحرين فأخذها بنو هاجر عرب شافي بن شبعان يوم دقة البحرين، وحين سئل محمد بن سالم شيخ آل حبيش من العجمان عن الربداء الصفراء التي قطعت يدها قال أخذتها لقحة فأتت بفرس صفراء ثم بحصان أبوه جازيان من خيل آل خليفة وهو الآن عند دويحس من بني هاجر.
الزهية: من كحيلة عجوز فرس حمراء بنت صقلاوي حصان ابن سلبة من آل معيض درجت إلى علي بن مليص من بني هاجر.
الحجلاء: فرس صفراء من كحيلة خنفر من مرابط العجمان درجت لابن حويلة من آل محفوظ من الجوف ويقع جنوب غرب نجران ومنه درج إلى ابن معدي ومن قبيلة السهول ودرجت منه إلى الشيخ مبارك بن عبد الله بن خليفة ومنه إلى عبد الهادي بن حميد من بني هاجر وصار عنده ثلاثة من الخيل في مربطه.
الوذناء الخرسانية: عن مرابط قبيلة الفضول وهي كحيلة عجوز، وقد درج من نسلها فرس حمراء إلى هاجري قالعها من عبياني المطيري عندما شارك العجمان في هية مع مطير، وقد أتت عنده بحصان أشقر اعه إلى تجار الأحساء.
الهدباء الزرقاء: والهدب من مرابط قبيلة الفضول ومن ثم درجت إلى الظفير، والهدباء الزرقاء درجت إلى الفارس زمام العلي من المهاشير ومن ثم باعها إلى ناصر بن بديع عن قبيلة مطير.
سعيدة: أبوها كجيلان المحيسيني، أتت بفرس صفراء أبوها دهيمان كنهر درجت إلى الفارس ناصر بن خليل آل شهوان بني هاجر.
(1)
نفس المصدر ج 3 ص 942 - ص 152 وهذا غير ابن عمر من قبيلة قحطان.
الشقراء: أبوها الأشقر الجلابي خيل الفارس حمود القصاب من المخضبة بني هاجر.
دعمان: حصان حمد العوامي آل شهوان من رسن كحيلة عجوز، وهذا الحصان هو الذي طلبه الشيخ محمد بن خليفة شيخ البحرين.
العصيلاء: فرس فالح بن دهيم آل ذعفة.
المصنة: مربط خيل آل عقيل آل زايد وهي من نسل كروش.
الكحيلة: فرس عجران بن فهاد آل ردعة من آل زايد وهي من كحيلة عجوز.
كروش: فرس ابن الأقرع من آل زايد من كحيلة كروش.
الصفراء: وهي كحيلة فرس حمود بن ثنيان من شيوخ المهاشير آل ذعفة.
الجازيان: حصان ابن دويحس الهاجري وهو كحيلان.
البريصاء: كحيلة وهي فرس سالم بن جذنان آل ذعفة.
ختلة: فرس الشيخ زيد بن حلبان وهي كحيلة.
الصفري: فرس صجب بن ذيغان آل شهوان كحيلة عجوز.
أم الريعان: فرس فهد بن عجلان من المظافرة وهي من رسن كحيلة عجوز.
الهدلاء: فرس عريعر بن دجين وهي كحيلة.
عيدة: فرس سالم بن بتال الفلحة وهي كحيلة كروش.
ظبيان: حصان محمد بن رشيد آل زايد وهو من رسن كحيلة كروش.
العوراء: فرس سالم بن دريميح الشرمي من رسن كروش.
الجريباء: فرس راجح بن عصفور وهي من رسن الوذن كحيلة عجوز.
الكديش: وهو حصان راجح بن عصفور وهو من رسن كروش.
نبذة عن مخطوطة عباس باشا
استُقيت هذه النبذة من كتاب مخطوطة عباس باشا للكاتبة جودث فوربس، وهي من محبي الخيل العربية الأصيلة وتملك وزوجها أسطبلا للخيول العربية في جنوب تركيا على الحدود السورية وقد ألفت عدة كتب عن الخيول العربية منها هذه المخطوطة وكتاب (الخيول العربية الأصيلة) الذي نشر في عام 1976 م، أما كتابها (عباس باشا) فهو يتكون من أربعة أجزاء ويقع في 742 صفحة، يتحدث الجزء الأول عن محمد على باشا وكيف وصل إلى سدة الحكم في مصر، عندما قضى على حكم المماليك وحروبه في الجزيرة العربية وغيرها من الأقاليم العربية ومرابط الخيول العربية في اسطبلات محمد علي وخيول إبراهيم باشا وكذلك عباس باشا.
أما الجزء الثاني فقد ذكرت فيها المؤلفة الخمس وهي: الكحيلات، والصقلاويات، والعبيات، والحمدانيات، والهدب وذكرت وما ذكره الباحثون والمربون عنها ومنهم جان بوركهارت وليرد وجورماني، وأن بلنت وغيرهم، وذكرت مرابط الخيل عند الأشراف والإمام فيصل بن تركي ومرابط الخيل عند آل رشيد ثم تحدثت عن أوصاف الخيل وكذلك عن حياة القبائل العربية كيفية استخدامها للخيول العربية.
أما الجزء الثالث فقد خصص لترجمة مخطوطة عباس باشا وذكرت المؤلفة في مقدمته أسماء الرجال الذين بعث بهم عباس باشا للجزيرة العربية في عام 1267 هـ للبحث عن أصول الخيل العربية، ومن هؤلاء الأمير مصطفى بيك والأمير رستم بيك. محمد سالم وبهجت أفندي. بهجت آغا كتب المخطوطة علي الدرويش وهو من مماليك مصر وكاتب لمحمد علي واسمه علي كمال الدين الشماشرجي بيك، ثم ذكرت دهم شهوان وغيرها من الخيول.
أما الجزء الرابع فتحدثت عن المخطوطة وكيف سمعت المؤلفة بها وذلك عندما قرأت مذكرات الليدي آن بلينت وكيف أن الليدي وصف هذه المخطوطة بأنها في كتابين وذلك في عام 1878 م، وكذلك ما ذكره الأمير محمد علي توفيق من المخطوطة في كتابه (تناسل الخيول العربية) الذي نشره في عام 1935 م، ثم تحدثت عن كيفية حصولها على هذه المخطوطة وذكرت أنه عندما استقرت في القاهرة سكنت في حي المعادي وبالمصادفة تعرفت على عائلة مصرية في نفس السكن، اتضح أنها من سلالة عباس باشا، وذكرت لهم إن كان سمعوا
بهذه المخطوطة فذكروا لها أنهم لم يسمعوا عنها شيئا ولكن في كل مرة تقابلهم تسألهم عنها، وفي يوم ذكر أحمد شريف وابنته جسلين أنه يحتفظ بكتاب قديم ورثه عن جده علي باشا شريف، فأحضره لجودث فوربس واتضح لها أن هذا الكتاب هو مخطوطة عباس باشا فقامت جودث فوربس بمساعدة وترجمة جسلين أحمد شريف بإخراج هذا الكتاب وأسموه (مخطوطة عباس باشا) ونشر في عام 1993 م.
يقول الفارس الشيخ عضيب بن حشر العاصمي:
ياسابقي حبة مقيم على ساس
…
امولع في حبك القلب توليع
حلفت لو ساموك بفلوس
(1)
عباس
…
اني شفيع فيك لا أصخى ولا بيع
ولا دخل قلبي من البيع هوجاس
…
وان زودوا لي بالثمن قلت ما أطيع
يا ما حلالا شلت الذيل والراس
…
مثل المهاة اللي تهاب المنابيع
ريمية شمت من الريح نسناس
…
حلت على زوال المبندق مع الريع
وإلا كما شيهانة تبغى الأفراس
…
جول هوا تبغيه قدم التواقيع
باغي اليا جانا من القفر عساس
…
وسمية فيها الزبيدي مصاليع
وانا عليها قدم الأسلاف نطاس
…
لا جات جزات الفزع والزعازيع
لاصوت الصياح بادي الأرواس
…
يفرح بي الذود المطوف اليا زيغ
سمات الإبل عند بني هاجر
وسم الإبل هو العلامة التي توضع في مكان معين من جسم البعير أو الناقة، وقد درجت القبائل العربية على وضع الوسم على الإبل لكي تميزها باعتبارها مملوكة لهذه القبيلة، أو هذا الفخذ دون غيره، وذلك حتى تعرف القبائل والفخوذ الأخرى أن هذه الإبل مملوكة لغيرها فلا تستولي عليها، أو تتحمل عواقب هذا الاستيلاء إذا أقدمت عليه.
وقد نشأت فكرة وسم الإبل نتيجة لاشتراك المراعي وتقاربها، فكان هذا الوسم وسيلة لتمييز الإبل عن بعضها البعض، ووسيلة لإظهار ملكيتها، ويعد
(1)
عباس باشا صاحب مرابط الخيل العربية ومن هذه القصيدة يستدل منها أن عباس باشا كان مشهورا عنه شراء الخيل العربية من القبائل في الجزيرة العربية، بأي ثمن
استيلاء إحدى القبائل أو أحد الفخوذ على إبل تحمل وسما يختلف عن وسمها يعتبر هذا أمرا خطيرا وإهانة بالغة للقبيلة التي تملك الإبل، كما أن الوسم من ناحية أخرى يمثل وسيلة للحفاظ على الإبل وإظهار النخوة وحسن الجوار، فقد يحدث أثناء الحروب والمعارك أن تهرب الإبل في الصحراء، فتتلقاها إحدى القبائل الأخرى وتحافظ عليها حتى تسلمها لقبيلتها الأصلية، وبشكل عام فإن وسم الإبل هو دليل أساسي على ملكية القبيلة أو الفخذ للإبل، وفيما يلي جدول يبين وسم إبل بني هاجر.
نموذج الرسم
…
مسماه
…
موقع الرسم
…
اسم الفخذ
] الباب
…
على الرقبة من اليمين
…
الكدادات
TI مطرق
…
المطرق على الرقبة من
…
آل حيدر
…
ومغزل
…
اليمين والمغزل على شحمة الأذن اليمنى
…
آل جدي
• I
…
مطرق
…
المطرق على الرقبة من
…
العيرة آل جدي
...... ورقمة
…
اليمين والرقمة على الأذن اليمنى
• I
…
مطرق
…
على يمين الرقبة
…
آل مريم آل جدي
...... ورقمة
........ باب
…
على الرقبة اليسار
…
الضبعة آل جدي
II• رقمة
…
الرقمة على الرقبة
…
آل وضاح
…
ومطرقان
…
والمطرقان على الخد الأيمن
…
آل جدي
نموذج الرسم
…
مسماه
…
موقع الوسم
…
اسم الفخذ
[شكل] مطرق
…
على الفخذ الأيمن
…
آل شافي
........ ومبيعج
[شكل] المشعاب ورقمة
…
على الخاذع من اليمين المصابحة آل جدي
[شكل] عمود ورقمة
…
على المخذع من اليسار
…
آل هذال آل جدي
[شكل] مشط
…
على الرقبة من اليمين
…
الموافقة آل جدي
[شكل] باكورة
…
الباكورة على الرقبة من اليمين والحلقة على الخد الأيمن
…
آل سعيد الشعامل
........ وحلقة
…
[شكل] دامع ورقمة
…
الدامع تحت العين اليمين والرقمة على شحمة الأذن
…
آل طايع الشعامل
[شكل] رقمة ومطرق
…
الرقمة على الفخذ الأيسر
…
آل جميل الشعامل
[شكل] باكورة وحلقة
…
على يمين الرقبة
…
آل غانم المسارير
........ وتحتها مطرق
نموذج الرسم
…
مسماه
…
موقع الوسم
…
اسم الفخذ
[شكل] مغزل .... على يسار الرقبة
…
آل راكان المسارير
[شكل] كلوب ومطرق
…
الكلوب على الخد الأيمن والمطرق على مضرب الخناقة من اليمين
…
آل زايد آل عضية
[شكل] حلقة ومطرق
…
على يسار الرقبة
…
الفلحة
.............. ورقمة
…
الفلحة
[شكل] ثلاث رقمات
…
على يمين الرقبة
…
الكلبة
[شكل] الدلو
…
على يمين الرقبة
…
آل ذغفة الهيازع
[شكل] باب وسطه رقمة
…
على يمين الرقبة
…
آل مسيفرة الهيازع
......... وخلفه مطرق
[شكل] مطرقان ورقمة
…
على يمين الرقبة
…
آل الحمراء
............................................. بني زيد
[شكل] مشط
…
على الفخذ الأيمن
…
الجعاملة الحمراء
[شكل] مغزل ورقمة
…
على يسار الرقبة
…
الشراهين المزاحمة
نموذج الرسم
…
مسماه
…
موقع الوسم
…
اسم الفخذ
[شكل] رقمة ومطرقان
…
المطرق على يمين الرقبة
…
آل مرسان
......................... والرقمة على شحمة الأذن اليمنى
…
المزاحمة
[شكل] حلقة ورقمة
…
الحلقة على الرجل
…
آل منيف المزاحمة
........................ اليسرى والرقمة على يسار الرقبة
[شكل] مطرق ورقمتان
…
على يسار الرقبة
…
آل تواه المزاحمة
[شكل] مطرق وثلاث
…
المطرق والرقمتان على
…
آل فهيد المزاحمة
...... رقمات ............ يسار الرقبة، ورقمة على شحمة الأذن اليمنى
[شكل] حلقتان ورقمة
…
الحلقتان على يمين
…
الخيارين
الرقبة، والرقمة على شحمة الأذن اليمنى ........................... آل شهوان
[شكل] مطرق ورقمة
…
على يمين الرقبة
…
آل غريب
آل غريب المظافرة .......................... المظافرة
[شكل] مطرق ورقمة
…
على يسار الرقبة
…
آل مشبب المظافرة
[شكل] هلال
…
على يسار الرقبة
…
آل سلطان
..................................... المزاحمة
نموذج الرسم
…
مسماه
…
موقع الوسم
…
اسم الفخذ
[شكل] مطرقان ورقمة
…
المطرقان على الخد
…
آل أبو ظهير
الأيمن
…
المزاحمة
[شكل] حية
…
على يمين الرقبة
…
آل شهوان
المخضبة
[شكل] دلو ورقمة
…
على الرقبة من اليسار
…
الشرمان بني زيد
[شكل] هلال ورقمة
…
على الرقبة من اليمين
…
آل داود بني زيد
هلال ومطرقان
…
على الرقبة من اليمين
…
آل ضمين الهيازع
[شكل] قلادة وخاذع
…
على الخد الأيمن تحت
…
الهوادن اليهازع
ورقمة
…
الأذن
[شكل] هلال
…
على الخد الأيسر
…
آل ردعان
المظافرة
[شكل] مطرقان
…
على اليد اليمنى
…
المهاشير آل ذعفة
[شكل] مطرق ورقمة
…
تحت الأذن
…
القروف
[شكل] مشعاب ورقمة
…
على الرقبة من اليمين
…
المسارير آل عضية
نموذج الرسم
…
مسماه
…
موقع الوسم
…
اسم الفخذ
[شكل] هلال ومطرق
…
على الرقبة من اليسار
…
المفاقيع المظافرة
وكلوب
[شكل] ثلاثة مطارق
…
على الفخذ من اليمين
…
آل مثيب المظافرة
[شكل] باب منكوس
…
على الرقبة من يسار
…
آل أزيد
[شكل] الدلو والمطرق
…
على الرقبة من اليمين
…
آل حلبان الهيازع
[شكل] الريشة
…
على الرقبة من اليسار
…
آل الطراق
آل أزيد
[شكل] مغزل ومطرق
…
على الفخذ الأيمن
…
الركابين
مسميات الإبل لدي بني هاجر
الشباعين: الهدلاء إبل الشيخ شافي بن سفر بن شبعان أمير شمل بن هاجر.
آل ذعفة: الشرفاء.
المهاشير: الجدعاء.
آل زايد: الحرشاء.
آل خليل آل شهوان: البويضاء.
آل حلبان الهيازع: البلهاء.
آل جمهور: السبلاء.
المسارير آل راكان: العشواء.
المسارير آل غانم: الكحلاء.
آل تواه: السرجاء. العشواء. البويضاء. الصفراء. المعطاء. العرجاء.
آل جدي: العشراء.
آل حيدر: الشرفاء إبل ابن مكتوم.
آل هذال: النعامة إبل جمل بن هذال.
الكلبة: الشعثاء إبل آل سريع.
الفلحة: الشرفاء.
الشعامل: الشعثاء.
القروف: العشواء.
الكدادات: العرفاء.
آل نايفة: الحرشاء إبل مبارك بن نايفة.
الخيارين: الشعواء.
المظافرة: الشعثاء.
آل عجلان آل ميثب: القروى.
آل شنان: الريشاء.
الهودان: العرفاء.
الكدادات: الجريد.
أنواع الإبل:
1 -
العمانية.
2 -
الشرارية.
3 -
الصعيرية.
4 -
القطرية.
5 -
المهرية.
6 -
المرية.
7 -
الدوسرية.
8 -
الساحلية نسبة إلى الساحل الغربي من المملكة العربية السعودية.
9 -
السودانية.
10 -
الباكستانية.
ألوان الإبل:
1 -
المجاهيم وهي سوداء اللون، اسم مشتق من جهام الليل وتعرف كذلك بالملحاء.
2 -
المغاتير وهي بيضاء اللون وتعرف كذلك بالوضحاء والعفراء.
3 -
الحمراء.
4 -
الشبهاء.
5 -
الزرقاء.
6 -
الدخناء.
7 -
الشقحاء.
8 -
الغبشاء.
9 -
الشعلاء.
10 -
الغبراء.
أسماء أعضاء الإبل:
1 -
السنام: قبة الظهر.
2 -
الصلب: الظهر.
3 -
الغارب: الكتف.
4 -
العضد: مافوق الركبة.
5 -
عرنون: قصبة الأنف.
6 -
منحر: أسفل العنق.
أعمار الإبل:
1 -
حوار: المولود.
2 -
مفرود: عمره سنتان.
3 -
حقه: ثلاث سنوات.
4 -
لقية: الناقة عمرها أربع سنوات.
5 -
جذع: أربع سنوات.
6 -
ثنية.
7 -
رباع.
8 -
سديس.
9 -
بكر.
صغار الإبل: الدق.
كبار الإبل: الجل وكذلك الحرش.
والكثير من الإبل: القراش والطرش.
ورود الإبل على الماء:
1 -
إذا صدرت الإبل من الماء وقت العصر تعتبر تلك الليلة (صدير) من الماء.
2 -
إذا أصبحت تسمى (مغبة).
3 -
اليوم الثاني (رباعها).
4 -
اليوم الثالث (رباعها).
5 -
اليوم الرابع (خمسها).
6 -
اليوم الخامس (سادسها).
مراكب الإبل:
1 -
الشداد.
2 -
المسامة.
3 -
الكتب.
4 -
الحداجة.
5 -
الحوية.
6 -
الغبيط.
7 -
المحقبة وهي المزودة.
وهذه قصيدة للشيخ جعفر بن جمل بن شري من شيوخ المساردة عبيدة
قحطان، الذي ذكر فيها وصفا دقيقا للإبل وأنواعها وكذلك فوائدها:
اغناي فالبل من زيادة وقرها
…
ما همني من قال مكثر خسارها
أحبها ورومها وأعتنيبها
…
وتبع مشاهيها واطرب أبكارها
منها كسبت المعرفة والدلالة
…
وشيوخ القبائل رافقونا اخيارها
البل تنومسنا وحنا هل البل
…
و سامة الدامع أطوال شبارها
وكل القبائل في اللقا تعتزيبها
…
ومن دونها بلعون ترخص عمارها
ننسى هموم فالبلد تجلب الكدر
…
تجعل على النفس العذبه كدارها
شذابة العرقوب حكاية القفا
…
اللي على لدنين يكبر مثارها
البل تراها السود لو قال من حكاء
…
من زينها قامت تعإلى أسعارها
لا دبرت كنها من الليل قطعة
…
فجح مواخرها كبار عمارها
وان أقبلت لازينها في وجيهها
…
كنها زراف أشهب الملح ذراها
كبار من المثناه علط رقابها
…
وعيونها جمر تقادح شرارها
كن الأذاني فوق هامات روسها
…
حربة خفير قايد الجيش زارها
عريضة صفائح سيق هزع القفا
…
اسناد من الغارب وساع أزوارها
الوجه زين والخراطيم ضافية
…
واليا شبرت الجنب عشر شبارها
أعراض مناكبها كبار خفافها
…
طوال الشمايل قصرت عن فقارها
تخنظل مع الريضان ما هي بعجله
…
تسحب قوايمها كبار آثارها
لا جات خاطي فيضه مطلحبة
…
يريض العساس جدة خضارها
تشتت فيها وراضت وشامست
…
وفي منقع الريضان نسية حوارها
فكو لها المقهور والفي مايل
…
ترزمت له واثنت من سمارها
واليا دغر فيها وهو مشفي لها
…
من عجل عطفتها تقطع أصرارها
لا شافت الحلاب قامت تفاهق
…
ما وصخت ثوبه بكثرة اجفارها
حليبها يملي أطياس يشلها
…
الديد هش واللبن فيه ضارها
يهيض العشاق جرة حنينها
…
لا طوحت به من نشانيش زورها
مثناة ليل والمخاليق هاجعة
…
تنزه المسكين ولا حي أعبارها
مكثر مزايا البل على من يعدها
…
مكثر حسانيها ومشوى مضارها
عجزت أعدد ما عرفت من وصوفها
…
من شح ما عندي نويت اختصارها
يا هيه يالشراي ودك تبدوى
…
لا تشري إلا السود فنها أخيارها
الوضح فيها شايتين تحبها
…
لا صيح فيها الراعي تقالب أقطارها
وان ريعت ودك بعينك تشوفها
…
لا متقابس فا لدعامة عفارها
والحمر ما يحتاج نشرح وصوفها
…
كن الزوالي نقشت من حمارها
والغبر لا يشهبك كثرة حليبها
…
ما راح منها جعلهما الله ودارها
البل هل البل عارفين دلولها
…
ومقسمين وقتها واقتدارها
لا هب صال القيض للعد جاور
…
بنو بيوت في مقاطع زبارها
تشرب على ربع وخمس وسادس
…
وحيضانها بالوسر قطب أوسارها
لا بان نجم سهيل هدو فحولها
…
الين يزكي فالصفاري عشارها
وان لاح براق الوسامي مشوله
…
تلقى المواتر من يمين ويسارها
تسرح مع الجمة تواجف أكبارها
…
وتطرح لها لكياس تالي نهارها
مسراحها للفرق عشرين شدة
…
يا جعلها للذيب مكثر أخوارها
تبغي أفياض نبتها تو ما أستوى
…
فياض الدبادب خاليات قفارها
فيه الخزامي والنفل وأم سالم
…
متعانق نوارها مع أصفارها
لا سجت المرباع تسعين ليلة
…
قامت تناوه با غيات ديارها
جذبها بروق الصيف وستجنبو بها
…
أصغارها قامت تسابق أكبارها
يا مخبل اللي في نحرها يذودها
…
ما تلتفت لو كان يقعد أحوارها
يا على لاشبو الضوء توها
…
يجذب سناها ما قعد من صغارها
في شقة جاهل من الصيف قدمي
…
وجاها الخريف وزاد فيها خضارها
تسمع دنين النجر من بعد ساعة
…
ودلال رسلان تطافح أبهارها
تهاوو يبون الكيف من شدة العمس
…
من شطة المسراح بأول نهارها
هاذي طراة البل وهاذي سلومها
…
ياللي تبيها لا تحكم أجدارها
ذمامها نجس ولا هوب طاهر
…
تقصر يمينه عن حلاوي درارها
ما هيب له يا جعله الله فدالها
…
وافدى المنهو توها شب نارها
تكفون يا لظفران لا ترخصونها
…
ارخاصها تكفون كسر اعتبارها
عضو عليها بالنواجذ وحافظوا
…
لعل رب البيت يكسر عسارها
وصلوا على المختار يا سامعينها
…
شفيع لأمة يوم ينشر قرارها
خثعم
ما ذكره الباحث السعودي الأستاذ محمد بن جرمان العوجي الأكلبي في تاريخ بني خثعم
(1)
.
معنى خثعم في اللغة:
قال صاحب اللسان في مادة (خثعم):
خثعم: اسم جبل، فمن نزله فهم خثعميون.
وخثعم: اسم لقبيلة أيضًا، وهو خثعم بن أنمار من اليمن. وقيل: خثعم اسم جمل، سمي به خثعم.
والخثعمة: تلطخ الجسد بالدم، وقيل: به سميت هذه القبيلة؛ لأنهم نحروا بعيرا فتلطخوا بدمه وتحالفوا. والخثعمة: أن يدخل الرجلان إذا تعاقدا كل واحد منهما إصبعا في منخر الجزور المنحور، يتعاقدان على هذه الحالة، قال قطرب: الخثعمة: التلطخ بالدم، يقال: خثعموه فتركوه؛ أي رملوه بدمه، وتخثعم القوم بالدم: تلطخوا به، وقيل الخثعمة أن يجتمع الناس فيذبحوا ويأكلوا ثم يجمعوا الدم ثم يخلطوا فيه الزعفران والطيب، ثم يغمسوا أيديهم ويتعاقدوا أن لا يتخاذلوا".
وقال ابن دريد في الجمهرة
(2)
: "وخثعم: هو اسم تنسب إليه قبيلة، واختلفوا في خثعم فقال قوم: اسم بعير، والخثعمة: تلطخ الجسد بالدم، وإنما سميت القبيلة بذلك؛ لأنهم نحروا بعيرا فتلطخوا بدمه وتحالفوا".
(1)
عن كتاب تاريخ بني خثعم وبلادهم في الماضي والحاضر، طبعة أولى 1418 هـ 1997 م، وقد سمح لنا مؤلف الكتاب مشكورا بالنقل من مؤلفه في المجلد السابع من موسوعة القبائل العربية.
(2)
ج 12، ص 166.
سبب التسمية:
للعلماء في سبب تسمية خثعم بهذا الاسم أقوال مختلفة، سنعرضها بالتفصيل.
قال ابن الكلبي: "إنما سُمي خثعم خثعما بجمل له يقال له خثعم فقيل: يحمل إلى خثعم، وينزل إلى خثعم. ويقال أن أفتل بن أنمار لما تحالف ولده على سائر أخواتهم ونحروا بعيرا، ثم تخثعموا بدمه؛ أي تلطخوا به في لغتهم"
(1)
.
وقال ابن دريد في الاشتقاق
(2)
: خثعم فيما ذكر ابن الكلبي أنهم نحروا جزورا عليه بالدم أي تطلوا به.
وقال أبو عبيدة
(3)
: "خثعم: اسم جمل نحروه وغسلوا أيديهم في دمه، حيث تحالفوا، فسموا خثعم".
وقال أبو مسلمة موهوب بن رشيد الكلابي: تحالفت سعد الريث وهم الفزر وتيم رهط ابن الدمينة وحاتم بن عفرس بن بجيلة بن أنمار بن نزار وبنو الفزر وبنو قحافة ابنا عفرس بن أنمار بن نزار، وغمست أيديها في الدم ثم وضعتها على يد جمل يقال له الخثعم فتحالفت فسميت هذه القبيلة خثعم.
وقال السهيلي
(4)
: "أما خثعم: فاسم جبل سمي به بنو عفرس بن حلف ابن أفتل بن أنمار لأنهم نزلوا عنده.
وقيل: إنهم تخثعموا بالدم عند حلف عقدوه بينهم؛ أي تلطخوا، وقيل: بل خثعم ثلاثة: (شهران، ناهس، وأكلب").
وقال البكري
(5)
: "أما خثعم: اسم جبل بالسراة، فمن نزله فهو خثعمي، قاله الخليل والزبير بن بكار".
(1)
نسب معد واليمن الكبير ص 343.
(2)
ص 520.
(3)
معجم ما استعجم، ج 2، ص 489.
(4)
الروض الأنف، ج 1، ص 54.
(5)
معجم ما استعجم، ج 2، ص 489.
وقال النووي في تهذيب الأسماء واللغات
(1)
: قيل خثعم: جبل سميت به لنزولها إياه وتعاقدها عليه. وقيل غير ذلك.
وقال الزبير بن بكار وغيره: تحالفت أفتل بن أنمار وجماعة معه على جبل يقال له خثعم فسموا خثعم
(2)
.
وقال الهمداني
(3)
: وخثعم نبز واسمه أفتل. وأضاف محقق الكتاب على كلمة نبز: لأنه اسم جمل كانوا يدعونه "خثعم" فسمي "أفتل" به في قصة تناقلتها الأجيال.
مما تقدم يتضح للقارئ أن للعلماء في هذه المسألة ثلاثة أقوال:
القول الأول: يرى أن هذا الاسم أطلق على أبناء أفتل بسبب جمل لهم اسمه خثعم.
القول الثاني: يرى أن هذا الاسم سببه حلف عقدوه وعلى أساسه نحروا جزورا وغسلوا أيديهم في دمه وتلطخوا به.
القول الثالث: يرى أن هذا الاسم أطلق علي بني أفتل بعد نزولهم وتحالفهم عند جبل اسمه خثعم.
والحقيقة أن كل هذه الأقوال يمكن وقوعها وتصديقها، والجزم بأحدها ونفي الآخر لا يستند إلى دليل قوي، لكن القول الثاني أقرب إلى المدلول اللغوي وللواقع الذي تعيشه القبائل الخثعمية هذه الأيام، فرابطة الحلف أقوى عندها من رابطة النسب.
الخلاف في نسب خثعم
خثعم بن أنمار قبيلة عريقة النسب، كثيرة الفروع والمنازل، وقد اختلف النسَّابون في إلحاقها بأحد جذمي العرب.
(1)
ج 2، ص 280.
(2)
ابن عبد البر القرطبي "الإنباه على قبائل الرواة" ص 105.
(3)
"الإكليل"، تحقيق محب الدين الخطيب، ج 10، ص 28 .......
قال البكري نقلا عن ابن الكلبي: "كان جابر بن جشم بن معد، ومصر وربيعة، وأياد، وأنمار بنو نزار بن معد بن عبدنان، بمنازلهم من تهامة وما يليها من ظواهر نجد، فأقاموا بها ما شاء الله أن يقيموا، ثم أجلت بجيلة وخثعم ابنا أنمار ابن نزار من منازلها، وحلت بنو مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بلادهم"
(1)
.
وبهذا فأنمار الذي نسب إليه خثعم أخ لمضر وربيعة، وإياد.
ويبين لنا ابن الكلبي سبب رحيله من بلاد إخوانه وانتسابه إلى اليمن فيقول: "فقأ أنمار بن نزار بن معد بن عبدنان عين أخيه مضر بن نزار، ثم هرب، فصار حيث تعلم؛ أي انتسب في اليمن"
(2)
، "ثم نزلت خثعم ما بين بيشة وتربة، وما صاقب تلك البلاد وما والاها، وانتشروا فيها إلى أن أظهر الله دين الإسلام وأهله، فتيامنت بجيلة وخثعم، وانتسبوا فيها إلى أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ، وقالوا: نحن أولاد قحطان، ولسنا إلى معد بن عبدنان"
(3)
.
وقال ابن إسحاق: "أنمار بن نزار: أبو خثعم وبجيلة، قال جرير بن عبد الله البجلي وكان سيد بجيلة"، وهو الذي يقول له القائل:
لولا جرير هلكت بجيلة
…
نعم الفتى وبئست القبيلة
وهو ينافر الفرافصة الكلبي إلى الأقرع بن حابس التميمي:
ياأقرع بن حابس ياأقرع
…
إنك إن يصرع أخوك تصرع
وقال:
ابني نزار انصرا أخاكما
…
إن أبي وجدته أباكما
لن يغلب اليوم أخ والاكما
وقد تيامنت فلحقت باليمن
(4)
.
(1)
معجم ما استعجم، ج 1، ص 58،
(2)
المصدر نفسه، ج 1، ص 58.
(3)
المصدر نفسه، ج 1، ص 63.
(4)
ابن هشام "السيرة" تحقيق عمر عبد السلام، ج 1، ص 91.
وقال ابن هشام: "قالت اليمن: وبجيلة: أنمار بن إراش بن لحيان بن عمرو ابن الغوث بن نبت بن مالك، بن زيد، بن كهلان، بن سبأ، ويقال: إراش بن عمرو بن لحيان بن الغوث، ودار بجيلة يمانية"
(1)
.
وقال القلقشندي: "بنو أنمار بن نزار حي من معد بن عبدنان، قال في العبر، ولما تكاثر بنو إسماعيل وصارت رئاسة الحرم لمضر مضى أنمار إلى اليمن فأقام بالسروات وتناسل بنوه فقعهدوا باليمانية، وذكر ابن الكلبي أن أنمار هذا لا عقب له إلا ما يقال في بجيلة وخثعم تنكر هذا وتقول: إنما تزوج إراش بن عمرو بسلامة بنت أنمار هذا فولدت له أنمار بن إراش.
ويخالف هذا القول أبو عبيدة: فيقول: أنمار بن إراش بن عمرو ولد خثعم وأمه هند بنت مالك بن العاص بن الشاهد بن علي"
(2)
.
قال الجوهري
(3)
: "أنمار ولد له بجيلة وخثعم فصاروا إلى اليمن بدليل أن جرير بن عبد الله البجلي
(4)
رضي الله عنه نافر رجلا من اليمن إلى الأقرع بن حابس التميمي حكيم العرب فقال:
يا أقرع بن حابس يا أقرع
…
إنك إن يصرع أخوك تصرع
فجعله أخا له وهو معدي".
قال النويري: "أما أنمار بن نزار فإنها انقلبت في اليمن قال: كذا روينا عن شيوخنا في النسب، ومن قال: إنها انقلبت في اليمن يقول فيه: إن خثعما وبجيلة ابنا أنمار بن نزار وإنما لحقتا باليمن وانتسبتا عن جهل منهما إلى أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن زيد بن كهلان بن سبأ"
(5)
.
وقال الأشعري: "فأما أنمار وإياد ابنا نزار فنسبهما غير معروف؛ وذلك أن أنمار بن نزار انتسب إلى اليمن؛ وذلك أنه كان له ابنان وبنت اسمها سلامة،
(1)
المصدر نفسه، ص 91.
(2)
نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب، ص 88.
(3)
الصحاح، ج 2، ص 280.
(4)
جرير بن عبد الله بن جابر بن مالك، صحابي جليل بحثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صنم ذى الخلصة فهدمه. وقد عاصر الأقرع بن حابس التميمي، انظر ترجمته في الإصابة لابن حجر ج 1، ص 33.
(5)
نهاية الأرب، ج 2، ص 238.
فتزوجها إراش بن عمرو بن الغوث بن زيد بن كهلان فولدت له ولدا فسمته باسم أبيها أنمار بن نزار، فولد بجيلة وخثعم، وقيل: إن بجيلة وخثعم من أهل اليمن، وإنما نقلوا اسمهم إلى ربيعة بن نزار أنهم حاربوا نهد بن زيد، فتحالف عليهم نهد وجنب وسنحان وزبيد، فأضروا بهم، فانتسب خثعم إلى نزار، فقالوا: نحن بنو أكلب بن ربيعة بن نزار، وكانوا ينسبون إلى أكلب بن ربيعة بن عفرس بن حلف ابن أفتل - وهو خثعم - وقالت شهران: ونحن بنو أنمار بن نزار، فنصرتهم عنز وعدوان ومن والاهم من قبائل نزار"
(1)
.
وأورد الجاسر في كتابه (في سراه غامد وزهران)
(2)
، نقلا عن كتاب "تاريخ العرب" أن مؤرخي اليمن القدماء يقولون: إن ثعلبة بن مازن بن الأزد جرد أحمس ابن عوف بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن زيد بن مالك بن كهلان، إلى الطود، وهو البلاد التي يقال لها:"السراة" وهي فيما بين الطائف وجرش، مرده إليها في قومه بنى أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث وفيمن ضمهم إليه من سائر حمير وكهلان.
فسألت أبا علي الهجري عمن خرج مع أحمس بن أنمار من قومه فقال:
خرج معه بنو بجيلة بن أنمار، وبنو أفتل بن أنمار، وهو من بني عوف فسألته عن أفتل فقال: منهم شهران وكود، وناهس والأوس وأواس، فسألته عن أحمس فقال: من ولد منبه بن معاوية بن أسلم بن أحمس بن عوف بن أنمار، وهذه القبائل تعرف بخثعم وبجيلة: وأنشدني للعملس القحافي - وقحافة بطن من شهران
(3)
:
نحن الذين ورثنا الطود عن إرم
…
أيام أحمس وافاه بأنمار
أيام حِمْيَر تعلو نار عزتها
…
ما أوقد الناس في الآفاق من نار
أيام كَهلان قومي ضابطين لهم
…
ماضمت الأرض من بدو وأمصار
تجبى إليهم إتاوات البلاد ولا
…
يعصيهم من مقيم لا ولا سار
فتلك آثار آبائي بمأرب لا
…
يفوتها اليوم من رسم وآثار
(1)
"اللباب في معرفة الأنساب" مخطوط، نقلا عن مجلة العرب، ص 23، ح 11. 12 (1409 هـ)، وانظر أيضًا، الأشعري "التعريف في الأنساب والتنويه لذوي الأحساب"، ص 158.
(2)
ص 446.
(3)
وانظر هذه الأبيات في كتاب "التعليقات والنوادر" تحقيق حمد الجاسر، ج 2، ص 771.
وقالت طائفة من أهل العلم بالنسب: "إن خثعم وبجيلة هما ابنا أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث بن النبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ، وإن خثعم هو أفتل بن أنمار بن إراش بن عمرو بن انغوث، أخي الأزد بن الغوص، وبجيلة هو: عبقر بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث؛ وذلك أن أنمار بن إراش ولد عبقر، والغوث وصهيبة، أمهم بجيلة بنت صعب بن سعد العشيرة، فنسبوا إليها، وعرفوا بها وولد أيضًا أنمار خثعم، واسمه أفتل، أمه هند بنت الغافق.
هذا كله قول ابن الكلبي، وتابعه جماعة، واحتج من قال بهذا القول بما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث فروة بن مسيك، وهذا نصه: قلت يا رسول الله أأقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل منهم وأقاتل أهل سبأ قال: نعم - قلت يا رسول الله أخبرني عن سبأ ما هو؟ أجبل أم واد، وفي حديث ابن أبي شيبة أرجل هو أم امرأة أم أرض؟، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بأرض ولا امرأة ولكنه رجل ولد عشرة من العرب، تيامن منهم ستة، وتشاءم أربعة، فأما الذين تشاءموا: فلخم، وجذام، وغسان، وعاملة، وأما الذين تيامنوا فالأزد، وكندة، وحمير، والأشعرون، ومذحج، وأنمار التي فيها بجيلة، وخثعم، وفي حديث ابن أبي شيبة، فقال رجل يا رسول الله: أي أنمار؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم التي فيها بجيلة وخثعم. قال أبو عمر: هذا أولى ما قيل به في ذلك، والله أعلم. واحتج أيضًا من قال بهذا القول بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يطلع عليكم رجل من خير ذي يمن عليه مسحة ملك، فطلع جرير بن عبد الله البجلي"
(1)
.
ورغم هذا الخلاف بين علماء النسب، فإننا نجدهم عندما تصدوا لتدوين أنساب لمقبائل القحطانية والعدنانية، دونوا نسب خثعم ضمن القبائل القحطانية مما يؤكد قحطانيتها، وسأذكر للقارئ الكريم بعضا من ذلك.
قال ابن الكلبي
(2)
: "وهؤلاء بنو عمرو بن الغوث بن نبت بمن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وولد مالك بن زيد:
(1)
ابن عبد البر القرطبي "الإنباه على قبائل الرواه" ص 103.
(2)
نسب معد واليمن الكبير، ص 324.
الغوث فولد الغوث: عمرا، والأزد، وقدارا ومقطعا، فولد عمرو بن الغوث: إراش، فولد إراش بن عمرو: أنمارا. فولد أنمار بن إراش: أقيل وهو خثعم".
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام
(1)
: "ولد أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث، أخي الأزد بن الغوث: خثعم، واسمه أفتل بن أنمار".
وقال الهمداني
(2)
: "أولد مالك بن زيد بن كهلان نبتا والخيار، فأولد نبت الغوث، فأولد الغوث: الأزد وعمرو، وقدار، ومقطعا، فولد عمرو بن الغوث إراشة، فأولد إراشة أنمار فأولد أنمار بجيلة وخثعم".
وقال ابن حزم
(3)
: "وهؤلاء بنو عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد ابن كهلان، فولد عمرو بن الغوث: إراش فولد إراش أنمار، وقيل أن أنمار هذا، هو أنمار بن نزار، والله أعلم، فولد أنمار: أقيل، وفي الناس من يقول أفتل وهو خثعم".
وقال ابن سعيد الأندلسي
(4)
: "ومن قبائل كهلان على ما فيها من الاختلاف أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان، ولأنمار فرعان مشهوران: خثعم بن أنمار، وبجيلة بن أنمار.
وقال القلقشندي
(5)
: "بنو خثعم بطن من أنمار بن إراش من القحطانية"
قال ابن جرمان الأكلبي: وبناءً على ما تقدم فإني أرجح قول القائلين بقحطانية هذه القبيلة.
تفريغ نسب خثعم
سبق أن أوردنا الخلاف في نسب علماء هذه القبيلة بين علماء النسب، إلا أن هذا الخلاف لا يؤثر في صراحة نسبها، وعراقة حسبها، فهي من أشهر القبائل العربية، وذات أصالة ومجد، وعندما تصدى علماء النسب القدامى لتسجيل
(1)
كتاب النسب، ص 301، تحقيق مريم محمد.
(2)
"الإكليل" ج 10، ص 29.
(3)
الجمهرة، ص 387.
(4)
نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب، ج 1، ص 360.
(5)
نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب، ص 227.
أنساب العرب، أخذت نصيبها مما دونوه، ولعل أشهرهم محمد بن السائب الكلبي، وابنه هشام الذي ورث علم أبيه وأضاف إليه الشيء الكثير، وقد تطرق ابن الكلبي لنسب هذه القبيلة في كتابه "نسب معد واليمن الكبير" وهذا ما ذكر:
ولد أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان، وولد أفتل - وهو خثعم بن أنمار - حلفا، أمه عاتكة بنت ربيعة بن نزار.
فولد حلف بن خثعم: عفرسا، فولد عفرس بن حلف: ناهسا، وشهران إليهما العدد والشرف من خثعم، وكرزا، بطن، وناهسا والخنيني، أمهم، نعم بنت قيس بن عيلان بن مضر، وربيعة، ونويهشا، وخسيفا أمهم: صخرة بنت أحمس ابن الغوث.
فولد ناهس بن عفرس:
1 -
الخنيني: وهو حام، بطن، أمه: عيشة بنت نذير بن قسر.
2 -
أجرم: وهو معاوية، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"أنتم بنو رشد".
3 -
وأوس مناة: وهو الحنيك، بطن، أمهم: صخرة بنت أحمس، خلف عليها بعد أبيها.
فولد حام بن ناهس: عفة، وغالبا فولد غالب بن حام: الأوس، وكنانة، ونصرا وولد كرز
(1)
بن عفرس: رزحة، وخيثما.
منهم: حزبن بن عبد الله بن عمرو بن خيثم الشاعر.
ومنهم: سويد بن عمرو بن أبي المطاع، قتل مع الحسين بن علي رضي الله عنه.
وولد شهران بن عفرس: الفزع، بطن، وواهبا، بطن، وعمرا ومحميه بطن.
فولد واهب بن شهران: نسرا والأسد، والأسود وهو أبامة، فتحالفا على نسر.
(1)
كرز: صوابه كود.
فولد نسر بن واهب: مالكا، وملكان، وزيدا.
فولد مالك بن نسر: سعد، وهو أجمع؛ لأنه جمع الأحلاف، وخسيفا.
فولد سعد بن مالك: عامرا، فولد عامر بن سعد: ربيعة، ومعاوية، ونصرا، ومنبها.
فولد ربيعة بن عامر: عامرا، ومالكا، وجذيمة.
فولد عامر بن ربيعة: قحافة إليه البيت والعدد، والمخبل، وعبد منبه. فولد قحافة بن عامر بن ربيعة: مالكا، ونضلة، ووحشيا، وحبيبا، وحنظلة، ومعاوية، وعبد الله، وصعبا، والحارث، ودرجا.
منهم: عميس بن معد بن الحارث بن تيم بن كعب بن مالك بن قحافة.
فولد عميس بن معد: عونا قتل يوم الحرة، مع أهل المدينة، وهو ابن مائة سنة.
وأسماء تزوجها جعفر بن أبي طالب، فولدت له عبد الله، ومحمدا، وعونا ثم خلف عليها أبو بكر الصديق رضي الله عنه فولدت له: محمدا ثم خلف عليها علي بن أبي طالب رضي الله عنه فولدت له يحيى وعونا.
وسلمى بنت عميس: تزوجها حمزة بن عبد المطلب، فولدت له جارية، ثم تزوجها شداد بن الهاد الليثي، فولدت له عبد الله، وعبد الرحمن.
ومنهم: شمس بن عبد الله بن النعمان بن تيم، كان شريفا، وقد شهد مع معاوية مشاهده.
ومالك بن عبد الله بن سنان بن سرح بن وهب بن الأقيصر بن مالك بن قحافة، ولي الصوائف لمعاوية وغيره مدة أربعين سنة، وكسر على قبره أربعون لواء، وولي الصوائف زمن معاوية، ويزيد وعبد الملك.
ومنهم: النعمان ذو الأنف بن عبد الله بن جابر بن وهب بن الأقيصر، الذي قاد خيل خثعم إلى النبي صلى الله عليه وسلم. ووثن، وهو أبو ليلى بن محمية بن وثن بن حدرجان بن الأقيصر، وكان شريفا، قتله علي بن أبي طالب يوم الطائف كافرا.
وعثعثة بن بشر بن زحر بن كعب بن مالك بن نضلة بن قحافة وقد رأس، وعتيب بن وحشي بن نضلة وقد رأس.
وولد ربيعة بن عفرس: أكلب، ويقال أكلب بن ربيعة بن نزار.
فولد أكلب: مبشرا، والحارث وهو أبو جليحة بطن، والريث، وعمرا والهزر.
فولد مبشر بن أكلب: تيم الله، بطن، وثعلبة وهو الهزر، بطن.
منهم: أنس بن مدركة بن عمرو بن سعد بن عوف بن العتيك بن حارثة بن عامر بن تيم الله وهو أبو سيفان الشاعر وقد رأس.
وحمران بن مالك بن عبد الملك بن ثعلبة بن مازن بن خيثم بن حارثة بن عامر الشاعر.
ومن بني جليحة: عبد الشارق بن قمير بن عامر بن رابية بن مالك بن واهب بن جليخة وقد رأس، وبشر بن ربيعة بن عمرو بن مثارة بن عمير بن عامر الذي يقول يوم القادسية:
أنخت بباب القادسية ناقتي
…
وسعد بن وقاص عليّ أمير
وإليه تنسب جبانة الكوفة.
ونفيل بن حبيب بن عبد الله بن جزى بن عامر بن مالك بن واهب بن جليحة دليل الحبشة على الكعبة.
وولد الفزع بِن شهران: غنما، وحربا.
منهم: مالك الحجاج بن حارثة، كان فارسا زمن الحجاج.
ومنهم: أبو رويحة وهو سكن بن ربيعة بن الحارث بن مالك بن صعب بن مالك بن جشم بن أنس الله بن صعب بن الفزع. وفد على النبي صلى الله عليه وسلم. فآخى بينه وبين بلال حين عقد الألوية.
ومنهم: أبو نسعة: وهو عبد الله بن أياس بن الحارث بن مالك بن صعب، وقد رأس بالشام.
ومنهم: كعب بن خزيم بن الأقنع بن الديل بن ربيعة بن واهب بن مالك بن أوس اللات بن جشم بن مالك بن الفزع الشاعر.
وولد عمرو بن شهران: حارثة ومحاربا ولسعدا وبكرا ووهبا.
ومنهم: الزبير بن خزيمة، بعثه الحجاج على إصبهان ومعه أعشى همدان، فترك عمله ومال إلى الخوارج، فهزم بموقع يقال له الثوير.
ومنهم: كريم بن عفيف بن عبد الله بن كعب بن غزية بن مالك بن دعدعان بن محارب، قتل مع حجر بن عبدي بمرج عذراء. انتهى ما ذكر ابن الكلبي.
وأورده ابن حزم الأندلسي المتوفى سنة 456 هـ في كتابه "جمهرة النسب" فقال: "ولد خثعم: حلف بن خثعم "بالحاء غير المنقوطة مضمومة" وفي الناس من يقول حلف "بالحاء مفتوحة غير منقوطة، ولام مكسورة" فولد حلف: عفرس: فولد عفرس ناهسا، ومهران إليهما العدد والشرف من خثعم، وكرز بن خثعم، بطن في بني ناهس، والخنيني بطن، فولد ناهس:
حاما، بطن، وأجرم بطن يسمى بنوه بني مغوية وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم:"أنتم بنو رشد"، وأوس مناة بن ناهس، وهو الحنيك، بطن.
وولد شهران بن عفرس: وهبا، ومرا، ومحمية، والفزع بطن.
وأكلب بن ربيعة بن نزار، دخلوا في بني خثعم فقالوا: أكلب بن ربيعة بن عفرس، منهم كان سيد خثعم أنس بن مدرك بن عمرو بن سعد بن عوف بن العتيك بن حارثة بن عمرو بن تيم الله بن مبشر بن أكلب بن ربيعة، وبشر بن ربيعة شهد القادسية وكان شريفا، ومنهم نفيل بن حبيب بن عبد الله بن جزى بن عامر بن مالك بن وهب بن جليحة، وهو الحارث بن ربيعة بن أكلب بن ربيعة دليل الحبشة إلى الكعبة، ومن ولده بالأندلس، بالبيرة آل العطيف بن شعيب بن عطيف بن معاذ بن يزيد بن الحر بن حبيب بن سفيان بن الغفر بن نفيل بن حبيب، ومن خثعم كان عثمان بن أبي نسعة بن إياس بن الحارث بن مالك بن.
جشم بن أوس الله بن مصعب بن غنم بن القريح بن شهران بن عفرس بن حلف ابن أقيل وهو خثعم".
وقد جمع أستاذنا الجاسر "نسب خثعم" معتمدا على كتب الأنساب القديمة، ولأن فيما جمع بعض الإضافة على ما أوردنا، فيحسن إيراد ما جمع على النحو التالي
(1)
:
ولد حلف بن خثعم: عفرس. فولد عفرس بن حلف:
1 -
ناهسا وشهران، إليهما العدد والشرف من خثعم.
3 -
وكودا - بطن في ناهس.
4 -
والخنينا: أمهم نعم بنت قيس بن عيلان بن مضر.
5 -
وربيعة.
6 -
ونويها.
7 -
وخشيفا: أمهم صخرة بنت أحمس بن الغوث.
فولد ناهس بن عفرس:
1 -
الخنينا: وهو حام، بطن أمه عيشة بنت نذير بن قسر.
2 -
وأجرم: وهو مغويه، وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"أنتم بنو رشد".
3 -
وأوس مناة: وهو الحنيك - بطن - أمهم صخرة بنت أحمس خلف عليها بعد أبيه.
فولد حام بن ناهس:
1 -
عنة.
2 -
غالبا.
فولد عنة بن حام:
1 -
الأوس.
2 -
وكنانة.
3 -
ونصرا.
(1)
في سراة غامد وزهران، ص 447 - 457.
وولد غالب بن حام:
1 -
ثعلبة.
2 -
وكعبا.
3 -
وعوفا.
4 -
ومازنا.
5 -
ورشدا.
وولد رشد بن ناهس:
1 -
نسيرا ويقال نسرا.
2 -
وجذيمة.
وولد أوس مناة وهو "الحنيك":
1 -
غضاضة.
2 -
وعبدا (وهو سوادة).
وولد كود بن عفرس:
1 -
زرجة (وهم الزرجات).
2 -
وخيثما.
فولد خيثم:
1 -
عمرا
2 -
وزيدا.
3 -
وعبيدة.
وولد شهران بن عفرس:
1 -
الفزع بطن.
2 -
ووهب الله بطن.
3 -
وعمرو بطن.
4 -
ومحمية بطن.
فولد وهب الله بن شهران:
1 -
نسرا.
2 -
والأسد "وهو إياس فحضن إياسا حبشي اسمه أجرب فغلب عليه فسمي أجرب".
3 -
والأسود فتحالفا على نسر.
فولد نسر بن واهب:
1 -
مالكا.
2 -
وملكان.
3 -
وزيدا.
فولد مالك بن نسر:
1 -
سعدا.
2 -
(وسمي) وهو أجميع لأنه جمع الأحلاف.
3 -
وخشيفا.
فولد سعد بن مالك: عامر بن سعد.
وولد عامر بن سعد:
1 -
ربيعة.
2 -
معاوية.
3 -
ونصرا.
4 -
ومنبها.
فولد ربيعة بن عامر:
1 -
عامرا.
2 -
مالكا.
3 -
جذيمة.
فولد عامر بن ربيعة:
1 -
قحافة، إليه البيت والعدد.
2 -
المخبل.
3 -
وعبد منبه.
فولد قحافة بن عامر بن ربيعة:
1 -
مالكا.
2 -
ونفيلة.
3 -
ونضلة.
4 -
ووحشيا.
5 -
وحبيبا.
6 -
وحنظلة.
7 -
ومعاوية.
8 -
وعبد الله.
9 -
والحارث.
10 -
وصعبا.
فولد مالك:
1 -
الأقيصر.
2 -
وكعبا.
3 -
وكعيبا وأمه عرفجة بها يعرفون.
وولد الأقيصر:
1 -
عبد شمس.
2 -
ووهبا.
3 -
وجدرجان.
4 -
وجاهمة.
فولد عبد شمس:
1 -
النعمان.
2 -
وعبد الله.
فولد النعمان: الحارث.
فولد الحارث: حميريا.
فولد وهب بن الأقيصر:
1 -
جابر.
2 -
وعمرا.
3 -
وأوسا.
فولد عمرو: سنانا.
وولد جابر بن وهب:
1 -
نعمان.
2 -
وعبد الله.
فولد نعمان: السرح.
فولد السرح:
1 -
كعبا.
2 -
وعبد الله.
3 -
والنعمان.
وولد حدرجان: وثنا.
وولد وثن: محمية.
فولد محمية:
1 -
النعمان.
2 -
وأبا ليلى وهو وثن.
وولد كعب بن مالك بن قحافة:
1 -
الحادث.
2 -
وجشم.
3 -
ومعاوية.
4 -
وتيما.
فولد تيم:
1 -
الحارث.
2 -
ونعمان.
فولد الحارث معدا.
وولد النعمان:
1 -
جنادة.
2 -
وعبد الله.
وولد معد: عميسا.
وولد كعب بن مالك بن قحافة:
1 -
مالكا وهو المشر.
2 -
وعبد الله.
3 -
والمخرم.
وولد نضلة بن قحافة:
1 -
مالكا.
2 -
وعبد الله.
3 -
وثعلبة.
وولد وحش بن قحافة:
1 -
مالكا.
2 -
وكعبا.
وولد حنظلة بن قحافة:
1 -
حنبتة.
2 -
وكلبا.
وولد عبد الله بن قحافة:
1 -
كثيرا.
2 -
مالكا.
وولد الصعب بن قحافة: الحارث.
وولد المخبل بن عامر بن ربيعة:
1 -
عامرا.
2 -
والأجدع.
3 -
وصحبا.
4 -
ومنبها.
5 -
وعامرا الأصغر.
6 -
وعويمرا.
7 -
وربيعة.
وولد عبد عمه:
1 -
الحارث.
2 -
عامرا.
وولد جذيمة بن ربيعة:
1 -
عفرا.
2 -
وسخطا.
3 -
وخليدا.
وولد مالك بن ربيعة:
1 -
ربيعة.
2 -
ويتيما.
3 -
والشعر.
وولد منبه بن عامر: سلمة.
وولد نصر بن عامر: عامرا فولد عامر:
1 -
الحارث.
2 -
زمعة.
وولد زيد بن مالك بن نسر وهم الأحلاف: ملكان فولد ملكان:
1 -
نصرا.
2 -
ولقمان.
وولد الأسود:
1 -
الأسد، وهو إياس - الذي يقال له أجرب.
2 -
وأوسا.
فولد أوس:
1 -
كنانة.
2 -
وصعيبا.
3 -
ونسرا.
4 -
ومازنا.
5 -
ومعاوية.
وولد الأسد بن وهب الله - وهو أبامة:
1 -
طرفا.
2 -
وجندلة.
وولد محمية بن شهران:
1 -
مصبوحا.
2 -
ومعاذا.
3 -
ومالكا.
وولد الفزع بن شهران:
1 -
غنم.
2 -
وحربا.
3 -
ومالكا.
فولد غنم:
1 -
قطيعة.
2 -
ومالكا.
فولد قطيعة:
1 -
أودا.
2 -
ورمالا - وهو أنس الله.
3 -
وأوسان - وهم المصعبان من خثعم.
4 -
ومالكا.
وولد مالك بن غنم:
1 -
واهبا.
2 -
وجشم.
ولد عمرو بن شهران:
1 -
حارثا.
2 -
محاربا.
3 -
وسعدا.
4 -
وبكرا.
5 -
ووهبا.
فولد محارب بن عمرو: دعدعان.
وولد حذافر:
1 -
نصرا.
2 -
ومسابا.
وولد ربيعة بن عفرس: أكلب - ويقال: أكلب بن ربيعة بن نزار، فولد أكلب:
1 -
مبشرا.
2 -
الحارث وهو جليحة - بطن.
3 -
والريث.
4 -
وعمرو.
5 -
والهزر.
فولد مبشر بن أكلب:
1 -
تيم الله - بطن.
2 -
وثعلبة وهم الهزر - بطن.
3 -
ومعن.
وولد جليحة بن أكلب:
1 -
واهبا.
2 -
وشهران.
3 -
وعليا.
4 -
وكنانة.
فولد واهب:
1 -
مالكا.
2 -
وشعابا.
3 -
والحارث.
فولد الحارث بن واهب:
1 -
عبد مناة.
2 -
وعبد الله.
3 -
وعمرا وهو جريحة.
4 -
وعاديه.
وولد الريث بن أكلب:
1 -
نضلة.
2 -
وربيعة.
3 -
وكعبا.
4 -
وأوسا.
5 -
وثوبان.
6 -
وأسدا.
فولد أسد: مالكا.
"جليحة - بطن - وهو الحارث بن أكلب - وأخواه الريث - وهو عمرو - ومبشر، ولما ولدت أمهم وهي وبرة من جرهم - عمرا جاء بعد الريث فسمي الريث وأسماه عمرا، ثم ولدت غلاما فقال: قد بشرت الغلمان فأسماه مبشرا، ثم ولدت غلاما ثالثا فقال قد حلجت بالغلمان فأسماه جليحة".
فولد مبشر:
1 -
تيم الله.
2 -
وثعلبة.
3 -
ومعن بن مبشر.
فولد تيم الله بن مبشر:
1 -
عامرا.
2 -
وجذيمة.
فولد عامر:
1 -
سعدا.
2 -
وعقبة "وهم العقيبات".
3 -
وعبادا.
4 -
ورياحا.
فولد سعد:
1 -
حارثة.
2 -
والعتيك.
3 -
وربيعة.
4 -
وجشم، وأمهم الجرداء بها يعرفون.
فولد العتيك:
1 -
عامرا.
2 -
والحارث.
3 -
وعوفا.
منهم آل السري بن الذيال بن عمرو بن زحر بن الحهارث بن معاوية بن مالك ابن عوف بن العتيك، وهم بالموصل.
وجشم بن حارثة بن سعد بن عامر بن تيم الله البطن بن مبشر بن أكلب، أمه الجرداء بها يعرفون، وهي ابنة والبة بن الحارث من بني أسد.
الأعيار: وهم ثعلبة وعبد الله ابنا مازن بن جشم بن حارثة بن سعد بن عامر، فأما حليف بن مازن فهم من جرهم ومنهم حي عظيم في بني عقيل ينتمون إلى خثعم ومنهم القنازع بنو قنزعة بن عبد الله بن عوف بن مازن بن جشم بن حارثة بن سعد.
وولد جذيمة بن تيم الله بن مبشر:
1 -
غنما.
2 -
وسعد الله، ومنهم:
الأقياس: وهم قيس بن حبيل بن سعد بن غنم بن جذيمة بن تيم الله، والأكبر الشاعر بن البراء بن لهبان بن سعد بن غنم بن جذيمة.
تلك الفروع التي تحدث عنها علماء الأنساب قديما، وسأحاول ربط الفروع الحديثة بالأصول القديمة عند ذكر فروع بني خثعم في العصر الحديث.
فروع بني خثعم في العصر الحديث
المطلع على أصول قبيلة خثعم في كتب الأنساب القديمة يجد أن فروعها لا تخرج عن أكلب وشهران وناهس، وأن ما سطرته كتب التاريخ، لا يُعنى به إلا هذه الفروع، وما ينطوي تحت اسم بني خثعم في هذا الوقت من الفروع الأخرى لا يخرج عن كونه وليد هذه الفروع أو من أحلافها التي انضمت بجانبها لأي سبب من الأسباب.
والدارس لتاريخ هذه القبيلة في الماضي يعجب من واقعها اليوم، فالفروع الخثعمية التي حملت هذا الاسم أحقابا من السنين وسطرت تحته أيامها.
ومشاهيرها، ترفضه اليوم وتتخلى عنه، وتكتفي بإيراد اسمها فقط دون الانتماء إلى الأصل الخثعمي، وقد ساعدها على ذلك كثرة فروعها ؤقوة سيطرتها، فهذه الفروع أعنى -
أكلب
، وشهران - قد اكتفت بنسبها، واتخذت لها كيانا خاصا ونست اسم خثعم مع غابر الأزمان، ولم يحتفظ به سوى قبيلة خثعم التي تسكن في سراة الحجاز، وتقع بلادها بين بلاد شمران، وبلاد غامد.
والذي جعلني أضع هذه القبائل تحت فروع بني خثعم في العصر الحديث رغم تخليها اليوم عن اسم خثعم واكتفائها بأسمائها أنها كانت تتجمع قبل عصور الاستقرار - باستثناء قبيلة شهران
(1)
- تحت داعية بني خثعم؛ إذا اشتعلت نيران الحرب، وكان الاعتداء من خارج هذه الفروع.
وقد نهجت هذا التقسيم؛ لأنه السائد في العصر الحديث ولا يخالف ما في كتب الأنساب القديمة.
وإليك هذه الفروع حسب الترتيب الهجائي:
1 -
أكلب
هذه القبيلة عريقة النسب كريمة الحسب تشتهر بالكرم والشجاعة، يطلق عليهم مسميات عديدة منها أكلب السفرين، وأكلب أهل الردات؛ وذلك لأنهم أثناء الحروب والغارات يردون على من فر عنه قومه وتركوه وحيدا فينقذونه، وينثنون على أهل الخيول الرديئة التي لم تستطع اللحاق بأسبق الخيل، فيلحقونها بالقوم ويمنعونها.
وقد أفردت لها كتابا خاصا يبين مشاهيرها وبلادها، وسأتناولها في هذا الباب من جانبين:
الأول: نسبها وعلاقتها بخثعم.
والثاني: فروعها في العصر الحديث.
(1)
لم نتوسع في ذكر فروع شهران في العصر الحديث نظرا لظهور دراسات حديثة تتحدث عن شهران بصورة مستقلة مثل كتاب "قبيلة شهران بين الماضي والحاضر "لعبد الكريم آل طالع، فمن أراد التوسع فليراجع شهران الآتي ذكرها في هذا المجلد نقلا عن هذا الكتاب.
أولا: نسبها وعلاقتها بخثعم:
انقسم علماء النسب في نسب قبيلة أكلب فريقين، فمنهم من ألحقها بربيعة ابن عفرس بن أفتل وهو خثعم، وعدها قبيلة قحطانية، وفريق ألحقها بربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، ومن هذا الفريق إمام النسب هشام بن الكلبي قال:"ولد ربيعة بن نزار بن معد، أسدا، وضبيعة، وعمرا وأكلب دخل في خثعم وهم رهط أنس بن مدرك"
(1)
.
وقال أبو عبيد بن سلام
(2)
: "ولد ربيعة بن نزار أسدا وضبيعة وعمرا، وأكلب دخلوا في خثعم، وهو رهط أنس بن مالك"
(3)
.
وقال ابن حزم: "أكلب بن ربيعة بن نزار دخلوا في بني خثعم، فقالوا: أكلب بن ربيعة بن عفرس منهم سيد خثعم أنس بن مدرك"
(4)
.
وقال القلقشندي: وهو يعدد فروع "بني ربيعة" كان له من الولد أسد، وضبيعة، وعمرو وأكلب دخلوا في خثعم
(5)
.
وأورد البكري في مقدمة كتابه (معجم ما أستُعجم) نقلا عن ابن الكلبي ما نصه: "تيامنت قبائل من ربيعة إلى بلاد اليمن فحالفت أهله وبقوا على أنسابهم، منهم كلب بن ربيعة بن نزار، نزلت ناحية تثليث من اليمن ومن والاها فجاورت خثعم وحالفوهم وصاروا يدا واحدة على من سواهم"
(6)
.
وقال رجل من خثعم ثم من شهران ينفي أكلب بن ربيعة:
ما أكلب منا ولا نحن منهم
…
وما خثعم يوم الفخار وأكلب
قبيلة سوء من ربيعة أصلها
…
وليس لها عم لدينا ولا أب
(1)
جمهرة النسب للكلبي ص 483، تحقيق ناجي حسن.
(2)
كتاب النسب، ص 346.
(3)
الصواب مدرك.
(4)
جمهرة النسب، ص 390.
(5)
نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب، ص 242.
(6)
ص 82.
فأجابه الأكلبي:
إني من القوم الذين نسبتني
…
إليهم كريم الجد والعم والأب
فلو كنت ذا علم بهم مانفيتني
…
إليهم ترى أني بذلك أثلب
فإلا يكن عمّايِ حلفا وناهسا
…
فإني امرؤ عماي بكر وتغلب
أبونا الذي لم تركب الخيل قبله
…
ولم يدر امرؤ قبله كيف يركب
(1)
وأقول: إن صحت رواية هذه الأبيات فهي من الأدلة القاطعة على انتساب أكلب إلى ربيعة بن نزار، ولازالت أكلب فهم إلى اليوم ينتسبون إلى ربيعة بن نزار، ويفتخرون بها، ويعدون علاقتهم بخثعم علاقة حلف وجوار ومن انتسابهم إلى ربيعة العدنانية زاد افتخارهم حتى وصل إلى قبيلة تغلب العدنانية، وأصبحوا ينتسبون إليها ويقولون نحن بنو تغلب قديما وحديثا.
ولو سألت أحد أبناء هذه القبيلة أكلب إلى من ينتسبون؟ لقال: إلى تغلب وهي عزوة لهم أيام المعارك والحروب فلو حصل على أحدهم حادث ما فإنه يقول: "يا بني تغلب يا عيال أبوي" وكل من يسمع هذا النداء من قبيلة أكلب لا بد أن يجيب. ومن هذا الكلام نفهم أن تغلبا عند هذه القبيلة نسب فهم في زعمهم ينتسبون إلى تغلب العدنانية ويفتخرون بذلك افتخارا شديدا، وفيما يلي أستعرض بعض النصوص الشعرية التي تبين لنا علاقة أكلب ب "تغلب".
قال أحد الشعراء القدماء:
فإلا يكن عمّاي حلفا وناهسا
…
فإني امرؤ عمّاي بكر وتغلب
أبونا الذي لم تركب الخيل قبله
…
ولم يدر امرؤ قبله كيف يركب
وقال أحد شعرائهم الشعبيين وهو الشاعر الأمير مناحي بن عاتق العواجي:
يا بو محمد صك بالبرقية
…
كان الخوان أشفوا على المنكافي
حنا بني تغلب هل المنقية
…
يا لظفر لا ترضى لنا بخلافي
بدو وحضر والثقل شاوية
…
منّا ليا جانا النذير خفافي
(1)
البكري "معجم ما استعجم" ج 1، ص 83.
قال هذا مخاطبا أحد أمراء منطقة بيشة في ذلك العهد وهو غازٍ بقبيلته في تهامة مع جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز - يرحمه الله.
وقال الشاعر علي الهزري الأكلبي:
حنا بني تغلب حما هدب الأغراس
…
حريبنا نجعل فؤاده رعيبِ
يا ما ركبنا من على هجن وأفراس
…
وياما لطمنا من عيون الحريبِ
كذلك عرفها بهذا الاسم شعراء القبائل المجاورة وأشادوا بمجدها وبطولتها.
قال سالم الشهراني أحد شعراء قبيلة شهران قبل توحيد البلاد:
أكلب ليا ذميتها عيت الملا
…
شيخان نجد والذي في شروقها
بني تغلب كم تيهوا من طلابه
…
إلا طلايبنا خذينا حقوقها
وقال أحد شعراء بني هاجر عندما نزلوا بيشة بعد أن استأذنوا من قبيلة أكلب وسمحت لهم بذلك:
جينا بها من ديرة الشرق للنقا
…
على عقيلان تداحى عطينها
ديرة مدالية من أولاد تغلب
…
أهل رمايا مايعافى طعينها
مبدينا بالرفق فيها محبة
…
وإلا أيادي غيرنا قاصرينها
هذا، وظل افتخار قبيلة أكلب بتغلب يتزايد يوما بعد يوم حتى وصل الأمر بهم إلى أن يفتخروا بوائل وكليب وينتسبوا إليها فهذا أحد شعرائهم يقول:
حن بني تغلب من نسل وائل
…
من قديم وشب الحرب منا
لانقلنا السلايل في الدبائل
…
نمن اللّي عراجينه تحنا
وهذا أحد شعراء القبائل المجاورة يشكي على أحد فرسان أكلب فيدعوها بوائل:
ممساك لي ربع من أولاد وائل
…
ربع على الحربي كثير قشرها
وأختص أبو جاسر طري الفعائل
…
هيف الجموع اللّي يفضي زمرها
وقال ابن عنقاء الأكلبي مفاخرا أحد الشعراء لأمر يطول شرحه ويبين له حدود بلاد أكلب في ذلك الزمان:
حنا بني تغلب من نسل وائل الأولِ
…
حدنا من عقيلان لاسعد البلس
وقال الشاعر محسن المدافع الأكلبي يصف إحدى الغارات التي حدثت بين قبيلته وقبيلة بني سلول قبل عهد الاستقرار:
قرينا لصايح يصيح ويفتري
…
ويقول أنا كبدي من الزاد صايمه
فقعدنا عقب العلم عشرين ليلة
…
نصب للمصبوب الفرنجي طعايمه
وشدينا وبنينا بيوت كنها
…
هماليل سحب يوم هبت نسايمه
يبننها الخفرات شرقي مارق
…
بعبدان من سدر ملحا دعايمه
وجيناب جذعان وخيل وبنادق
…
وجمع كليبي كبار عزايمه
وقلنا افترح يامصيح وابشر بالفرج
…
وبشر بنا من كان ذا الحرب ظايمه
فأجابه الشاعر فروان السلولي بقصيدة منها هذه الأبيات:
يقول فروان بعين مريضه
…
مقايرة نوم العرب ما تلايمه
خله ولا ياراكب عيد هيه
…
أو عيدهي دارب في خدايمه
يسرح من (الحجف الهلالي) مغبش
…
وتر ملحة السراح بأول جهايمه
يعطي مع ذيخشا بأول الضحى
…
ويلقى فريق نازلين عدايمه
يلقى فريق (من كليب بن تغلب)
…
ما يذبحون إلا من الجلب عايمه
تخظط للضيفان ماهيب جزية
…
وقصيرهم منها كبار ضغايمه
ثم خص لي ولد المدافع محسن
…
شيخ ترى كسب الثنا من وهايمه
مما تقدم ندرك أن صلة القرابة بين القبيلتين تحولت مع مرور الأيام إلى درجة الانتساب، أوأن هناك جزءا من قبيلة تغلب دخل في قبيلة أكلب وهو سبب هذا الانتساب.
ومما تقدم فإنني أقول: إن قبيلة أكلب عدنانية النسب، قحطانية المنازل والأيام وأن علاقتها بخثعم علاقة حلف وجوار، وأن ارتباطها بقبائل خثعم لا يزال
قويا لم يتغير من العهد الجاهلي إلى اليوم، مما جعلها في عداد القبائل القحطانية حربا وسلما.
فروع أكلب في العصر الحديث
تنقسم قبائل أكلب إلى فرعين كبيرين هما:
أولا: بنو عامر وينسبون إلى عامر بن تيم اللات بن مبشر بن أكلب وهم:
1 -
العطاوين وأفخاذهم:
أ - آل عطيان - وفيهم مشيخة قبائل أكلب، ويتولى المشيخة في الوقت الحاضر الشيخ/ عبد الله بن عطيان، ومن مشاهيرهم قديما الشيخ/ محمد بن عطيان، والشيخ/ مظف بن عطيان، كان لهما دور بارز في عهد الأتراك.
ب - الجبارين.
ج - الشبلة.
د - الحويان.
2 -
المزايذة وأفخاذهم:
أ - المدافعة ومنهم الشعالين، القنازعة، السهول، آل سريحان.
ب - آل غنيم.
ج - الجماعين.
د - الخشاشرة.
هـ - القنانصة.
و - العصادين - ونائبهم سعيد بن مسفر أبو زوايد.
3 -
الجنبة وأفخاذهم:
أ - الزهارين.
ب - المقاطعة.
ج - السعدات.
د - آل أجنابين.
هـ - الغثامين.
و - الغراسين.
ز - القمزة - ونائبهم سحمان بن محمد.
4 -
الجبرة وأفخاذهم:
أ - آل بشر - ونائبهم عبد الله بن راجح.
ب - آل جعثن - ونائبهم هذال بن محمد بن هذال.
ج - آل بو خريص - ونائبهم علي بن فايز أبو خريص.
5 -
آل بالشنين وأفخاذهم:
أ - آل عمرو.
ب - آل عمر.
ج - آل بخيتان.
د - آل ركبان.
هـ - آل خليفة - ونائبهم محمد بن دغش بن محرك.
6 -
آل منيع وأفخاذهم:
أ - المخارطة وهم العواسف والفوارين والفقاعسة والسحاحية والدلامين وآل بريم وآل سليم والنعارين.
ب - آل بومعين وهم الوطابين والحشايا والعصافرة والشمامخة.
ج - الزوابرة وهم آل رفيع والمغاضبة وآل شاهر وآل عوينان والسيايرة. ونائبهم عبد الله بن عاسف.
7 -
الأعامشة وأفخاذهم: المساتير وآل عبد الله والعزارين والصقور.
8 -
الحصنة وأفخاذهم: السراحين والعصم.
ثانيا: قبائل المحلف:
وسوف أقتصر على إيراد القبائل الموجودة حاليا بهذا الاسم من قبائل أكلب، أما القبائل التي اندرجت تحته في غابر الأزمان ثم انفصلت عنه فليس لها في هذا الحديث نصيب.
1 -
قبيلة بني سعد
، وشيخهم هو الشيخ هيف بن جطلي العواجي، وأفخاذهم هم:
أ - العواجين وفيهم أمارة قبيلة بني سعد وينتسبون إلى قبيلة "عنزة الشهيرة من ولد سليمان" وقد نزحوا قديما إلى بيشة وأصبحوا من أكلب، ومن مشاهيرهم وشيوخهم قديما: الشيخ علي بن محمد
العواجي ولا يعرف متى وفاته إلا أنها قبل قرنين ونصف تقريبا، وقد دفن في جبل الناصفة، فأصبح هذا المكان يعرف ب "ناصفة العواجي" قال موصيا أحد أبنائه بحفظ الإبل:
أوصيك يا جمعان مني وصية
…
وصية يا جمعان وأنت الوصي بها
أوصيك في البل لا تباسى بضمها
…
ولا تقطع العاني الذي يعتني بها
ذا قول عود مامشى في شبابه
…
درب الردى والمخطية ما يجي بها
ومنهم الشيخ عاتق بن مسفر العواجي أخذ المشيخة بعد والده وكان شجاعا وشاعرا. قال مخاطبا ماضي بن قاعد شيخ المكاحلة من سُبيع بقصيدة طويلة نقتطف منها هذه الأبيات:
ياراكب من فوق ناب الحصيره
…
ولد أرك يقطع سماح الريادي
يسرح ويمسي ماضي خو منيره
…
زبن الحصان ليا جذا في السنادي
ياما ذبح من كل قوم ظهيره
…
والبن عرضها حسين القنادي
فيا بكرتي حني براس الجديره
…
عليك بالشايل طويل المبادي
منساك حد الحج يطرأ مسيره
…
ومادام كان لرنية مقادي
وفيه يقول الشاعر جاسر بن عبيد السعدي:
سر يانديبي من على عيدهيه
…
عملية من سر جيش حراير
تنص العواجي شيخنا وابن شيخنا
…
شيخ على شيخ دليل البصاير
ترى شيخنا يبني على العز والنقا
…
ومن عامله بالطيب ماراح باير
ترى شيخنا مقدم ثمانين سربه
…
حضر وبدو لابسين شهاير
ترعى بهم ذيدانهم كل قفره
…
من خشم صبحا لا خشوم الصواير
والهضبة الغراء ليا زاف عشبها
…
منزل بني عمي بجل الفطاير
من عطف بيشة يوم بكر بشدته
…
يانعم ياشيخ يسوق الجزاير
كن البيارق يوم صفت ونشرت
…
طابور ترك جابه الحكم ساير
وقد توفي هذا الشيخ بعد عام 1337 هـ، فقد شارك مع قوات الملك عبد العزيز في معركة تربة.
ومن مشاهيرهم الشيخ: مناحي بن عاتق العواجي أخذ المشيخة بعد وفاة والده وكان من الشيوخ البارزين، كان مع سمو الأمير فيصل بن عبد العزيز رحمه الله في تهامة وعسير، قال مخاطبا عبد الله بن محمد بن معمر:
يابو محمد صك بالبرقية
…
كانوا الخوان اشفوا على المنكافي
حنا بني تغلب هل المنقية
…
يالظفر لا ترضى لنا بخلافي
بدو وحضر والثقل شاوية
…
منا ليا جاءنا النذير خفافي
والشيخ: جطلي بن عاتق العواجي أخذ المشيخة بعد وفاة أخيه وكان من الشيوخ البارزين في منطقة بيشة.
ب - الذوبة.
ج - العنقان.
د - الوركان.
هـ - الجذمان.
و - المصالمة.
ز - السلسلة، ونائبهم: محمد بن مسفر بن غالب.
ح - النهدة.
ط - المنافير، وفيهم مشيخة أهل الجنينة.
ي - الرغاوين.
ل - آل عبيد.
2 -
قبيلة النشاوي
، وأفخاذهم:
أ - آل مشري ومنهم آل غصن الذين فيهم رئاسة القبيلة.
ب - آل عقال.
ج - آل بقية - ونائبهم: علي بن سعيد آل غصن.
3 -
قبيلة بني هزر وهم الهزر بن مبشر بن أكلب
، وأفخاذهم:
أ - الصريان.
ب - البقران.
ج - اللوامية.
د - الصهبة.
هـ - الجراذية.
و - الشياحين.
ز - الصلمان.
ح - النواجي - ونائبهم سيف بن سياف الصاري.
4 -
قبيلة آل سمرة
، وأفخاذهم:
أ - آل فهد.
ب - آل ملفي.
ونائبهم: عبد الله بن مسفر.
5 -
قبيلة الجياهين، وأفخاذهم:
أ - آل خزام.
ب - آل حماد. ونائبهم شافي بن طامي.
وقبائل المحلف التي أوردناها باستثناء قبيلة بني هزر كلها تنسب إلى الحارث ابن أكلب، كما أن كل فخذ من فخوذ القبائل السابقة ينقسم إلى فصائل عديدة ولد إلمام بها لكني تركتها خوفا من الإطالة والإسهاب. ومن الفروع التي نزحت من أكلب: آل عفالق، والدماسين، والروسة.
2 -
بلعريان
هذه القبيلة من سكان تهامة. ذكرها مؤلف كتاب عسير فقال: "قبيلة غير معروفة كثيرا، من عشائر تهامة، منازلهم وادي حلي في تهامة، يحدهم شمالا غامد، وشرقا بلقرن تهامة، وجنوبا بنو شهر وغربا زبيد. وقد تميزوا بالشجاعة الفائقة وكانوا في حالة ثأر مع جيرانهم، ويعيشون في مستوى من الفقر لا مثيل له في كل منطقة عسير، وتنحدر قبيلة بلعريان من أصل سوداني، أقامت في الإقليم واختلطت بالسكان، وامتلكت الأراضي وأصبح لها ديار خاصة بها"
(1)
.
وأقول: إن القول بأن هذه القبيلة من أصل سوداني لا يستند إلى دليل قوي. وقد يكون مبنيا على المشاهدة، فإن بعض عائلات هذه القبيلة يميل إلى اللون الأسود بسبب حرارة البلاد وطبيعتها، والذي أراه أن هذه القبيلة أحد فروع خثعم الشهيرة ولعلها تنسب إلى النذير العريان، وهو زنير بن عمرو الخثعمي أحد مشاهير خثعم في الجاهلية، ومن خبره أنه كان ناكحا امرأة من بني زبيد فأرادت زبيد أن تغزو خثعم فحرسه أربعة نفر منهم وطرحوا عليه ثوبا فصادف غرة فحاصرهم بعد أن رمي بثيابه وكان من أجود الناس شدا، وذهب إلى قومه وأخبرهم وقال:
أنا المندر العريان ينبذ ثوبه
…
لك الصدق لم ينبذ لك الثوب كاذب
(1)
علي أحمد عسيرى، ص 77.
ومما يؤيد هذا أنني التقيت بشيوخ هذه القبيلة وكبارهم فسألتهم عن سبب تسميتهم بهذا الاسم فقالوا: نحفظ كابر عن كابر، سبب هذه التسمية أنه كان بيننا وبين بعض القبائل خلاف وحرب فاتفقنا أن نغزوهم ليلا، وخوفا من أن يقتل بعضنا بعضا في الظلام، تجردنا من ثيابنا وسرنا عراة.
وأقول: قد تكون هذه القصة واحدة، ولكن رواة الأخبار هم الذين نقصوا فيها وزادوا مع مرور الزمن. أضف إلى هذه أن قبيلة بلعريان تعتزي وقت الحرب "بتغلب" وتغلب عزوة لقبائل أكلب فقد يكون لها صلة قوية بقبائل أكلب وتأييدا لهذه العزوة قامت قبيلة بلعريان ببناء قصر كبير وأطلقت عليه اسم "تغلب". وقد زرت موقعه ووقفت على آثاره، فوجدته مبنيا من الحجارة بناء متقنا يدل على مهارة من بناه، ولا زال إلى اليوم سليما باستثناء وسطه وركنه الجنوبي، ويقع في قرية المبناء، مقر شيخ هذه القبيلة.
ومما تقدم ندرك أن قبيلة بلعريان من أصل خثعمي ولا زالت إلى اليوم، وهي تعد من قبائل خثعم حربا وسلما. وتنقسم هذه القبيلة في وقتنا الحاضر إلى الأفخاذ الآتية:
1 -
العسابلة: وفيهم مشيخة هذه القبيلة، ومنهم الشيخ علي بن جاري العسبلي شيخ القبيلة في هذا الوقت.
وفهمت من هذه العائلة أن أصلهم ليس من قبيلة بلعريان وأنهم نازحون من بلدة النماص
(1)
، فقد نزل جدهم فراج العسبلي من بلدة النماص وكان بدويا يرعى غنمه في بلادهم فأعجبهم بشجاعته وخلقه، فزوجوه إحدى بناتهم ومع مرور الأيام قويت صلتهم به فولوه مشيختهم وأعطوه قرية المبناء ملكا له ولأسرته.
2 -
الصوافية.
3 -
آل مجداع.
4 -
الهنفلة.
5 -
آل محمود.
(1)
مقابلة شفهية مع الشيخ علي بن جاري، شيخ قبيلة بلعريان والأخ سعيد بن خضران العرياني بتاريخ 6/ 12/ 1414 هـ.
6 -
آل محدب.
7 -
آل بارع.
8 -
آل صالح.
9 -
آل مضرس.
3 -
خثعم.
خثعم
قبيلة عريقة النسب تسكن في سراة الحجاز، يمر الطريق المؤدي إلى أبها والطائف ببلادها.
وخثعم نسبة إلى خثعم بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث. وقد انحصر اسم خثعم في العصر الحديث على هذه القبيلة دون الفروع الأخرى، وإذا استعرضنا فروع هذه القبيلة لنربطها بفروع خثعم المدونة في كتب الأنساب القديمة لا نجد بين فروعها الحديثة من يحمل أي اسم من فروع خثعم القديمة باستثناء بنو "ثعلب" فلعلهم ينتسبون إلى الفرع الخثعمي القديم: بنو ثعلبة بن مبشر. أضف إلى هذا أن من فروعها اليوم: آل قراد - فلعلهم ينتسبون إلى عبد الله بن قراد الخثعمي، وهو أحد رجالات خثعم وشجعانها في القديم. ويكفي هذه القبيلة فخرا واعتزازا أنها احتفظت باسمها القديم ولم تنسه كما نسيته الفروع الخثعمية الأخرى. وتنقسم هذه القبيلة إلى الأفخاذ الآتية
(1)
:
1 -
بنو ميمون: وشيخهم دخيل بن غرم الله.
2 -
آل ثعلب: ونائبهم مسفر بن إبراهيم بن منديل.
3 -
آل قراد.
4 -
آل عيسى.
5 -
آل بو صالح.
6 -
النعم.
7 -
آل زايدة.
8 -
الوهاطنين "خثعم السيل" - وشيخ هذه القبيلة هو الشيخ سعيد بن سفير بن عيدان.
(1)
مقابلة شفهية مع الشيخ/ سعيد بن سفير بن عيدان بتاريخ 6/ 12/ 1414 هـ.
4 -
شمران:
قال حمد الحقيل عن شمران ما يلي: "عدهم صاحب عشائر العراق من عبيدة من قحطان، وقال في تاج العروس: بنو شمَّر بن عبد الله بن جذيمة من طيئ. وعدهم ابن دريد في الاشتقاق من طيئ ورفعهم إلى كهلان"
(1)
.
والصحيح أنهم ينتسبون إلى شمران بن يزيد بن حرب بن عله بن جلد بن مذحج بن أدد.
قال ابن حزم: "ولد يزيد بن حرب بن علة: صداء بطن ضخم، ومنبه والحارث والغلي وسنحان وهفان وشمران، تحالف هؤلاء الستة على ولد أخيهم صداء فسموا (جنب) "
(2)
.
وقد خرجت هذه القبيلة من هذا الحلف ودخلت في حلف آخر مع قبائل خثعم، فقد حالفتهم من زمن بعيد، ولا أدري ما هي أسباب هذا الحلف، ولكن قد يكون منها التجاور في المنازل والديار، وقد تنبه إلى هذا الجاسر فقال:"كثيرا ما سبب التجاور في المنازل اختلاطا في الأنساب، ومن أمثلة ذلك قبيلة شمران التي ينسبها المتقدمون من علماء النسب إلى صداء من مذحج، وصداء بنوه منبه والحارث والغلي وهفان وشمران وسنحان، وبلاد هؤلاء قديما ما يعرف بسراة عبيدة الآن، وجل قبائل مذحج - ومنهم جنب يطلق عليهم الآن قحطان".
ويظهر أن قبيلة شمران انتقلت من بلادها الأولى وانفصلت عن قومها في عهد مبكر، فالهمداني حين تحدث عن سكان السراة من الأزد عد منها الحجر ابن الهنو، ولحجا، وغامد، ودوسا، وشكرا، وبارق السوداء، وحاء، وعلي بن عثمان، والنمر، وحوالة، وثمالة، وسلامان، والبقوم، وشمران. وفي كتاب الإكليل عد شمران من خولان بن عمرو بن قضاعة فقال: أولد خولان بن عمرو غير من ذكرنا من عبس بن خولان، وجابر بن خولان، وشمران بن خولان،
(1)
كنز الأنساب، ص 21.
(2)
الجمهرة، ص 412.
وحرض بن خولان، ويظهر أن مجاورة شمران قبيلة خثعم كانت من أسباب اندماج القبيلتين واختلاطهما في النسب"
(1)
.
أضف إلى هذا أن من الأسباب التي أدت إلى انتساب قبيلة شمران إلى بني خثعم كثرة الفروع الخثعمية التي دخلت في شمران وصارت من فروعها في العصر الحديث، ومنها على سبيل الذكر:
قبيلة الفزع: فهي اليوم أحد فروع قبيلة شمران، وهم الفزع بن شهران بن عفرس بن خثعم، وغير هؤلاء الكثير من الفروع الخثعمية التي اندمجت في قبيلة شمران عن طريق الحلف والتجاور والمصاهرة والاختلاط.
ويقسم مؤلف كتاب "عسير" قبيلة شمران إلى قسمين كبيرين:
أولا - شمران الشام:
ومنهم المستقرون ويقدرون بألفي نسمة، وفي منطقتهم الكثير من الجداول الجارية وتزرع بها كميات وفيرة من البن، أما البدو فينتقلون داخل منطقة شمران في فصل الشتاء ويتجهون إلى وادي بيشة في الصيف لموسم جمع التمور، يملكون أعدادا كبيرة من الأغنام والماعز، وقليلا من الإبل.
ثانيا - شمران اليمن:
ويقدر عددهم بألفي نسمة أيضًا، وجميعهم مستقرون وينتقل منهم فروع في فصل الصيف فقط، وكل فروع شمران تتوحد في حالة الحرب، ويشتهرون بالكرم والشجاعة
(2)
.
ويمكن تقسيم هذه القبيلة إلى أدق من هذا التقسيم ملي النحو الأتي:
أولا: شمران تهامة:
ويسكنون سبت الروحا بوادي جفن بالعرضية الجنوبية، ومن أفخاذهم:
1 -
آل مطاع.
2 -
آل عبد الله.
3 -
رابعه.
(1)
خثعم وبلادها، مجلة العرب، ص 23، ج 11، 12 "1409 هـ".
(2)
أحمد علي عسيري، ص 75، 76.
وشيخهم سعد بن حوفان الشمراني، ومقره سبت الروحا ومشيخته قديمة لهذا القسهم من شمران وكان جده عوض بن حوفان من البارزين في تلك البلاد ومن مسموعي الكلمة لدى أفراد القبيلة. وشمران تهامة كلهم متحضرون وأهم الأعمال التي يمارسونها الزراعة والتجارة
(1)
.
ثانيا: شمران باشوت:
وهم قسمان:
1 -
قرن بن ساهر: وشيخهم في الوقت الحاضر عبد العزيز بن عبد الله ابن عبد الخالق آل ساهر الشمراني.
2 -
آل عامر: وشيخهم علي بن شايع الشمراني ويتبعه آل قيس وهم في تهامة.
ثالثا: أهل شقيق:
ومن أفخاذهم:
1 -
آل ثابت.
2 -
آل مسلم.
3 -
آل محسون.
4 -
آل جبران.
وشبيخهم منصور بن علي بن مضحي آل شائع الشمراني، وقد أخذ المشيخة عام 1369 هـ.
رابعا: الحارثية:
ويسكنون في وادي أدمة المعروف حاليا بالبشائر، ومن أفخاذهم:
1 -
آل سويد.
2 -
العساسيف.
3 -
العبادلة.
وشيخهم محمد بن عائض بن مرزن، ونوابهم سعيد بن عبد الله ومسفر بن سعيد.
خامسا: الفزع:
وهم من بني خثعم ويسكنون في تبالة التابعة لبيشة وينقسمون إلى الفروع الآتية:
(1)
مقابلة شفهية مع الشيخ عبد الله بن سعد الشمراني بتاريخ 7/ 12/ 1414 هـ، وقد أخذنا منه هذه المعلومات.
1 -
المصعبين.
2 -
البطنين.
3 -
بنو خناس.
ومن مشاهير قبيلة الفزع الشيخ سليمان بن سحمان وهو العالم الجليل - واللسان المدافع عن الدعوة السلفية سليمان بن سحمان بن مصلح بن حمدان بن مسفر بن محمد بن مالك بن عامر الفزعي - قال يرحمه الله عن نسبه:
سليمان سحمان، وسحمان مصلح
…
ومصلح حمدان، وحمدان مسفر
أولئك أجدادي سلالة عامر
…
إلى خثعم يعزى وبالخير يذكر
ولد هذا العالم بقرية تبالة من أعمال بيشة، وقيل في قرية السقا من أعمال أبها وذلك سنة 1266 هـ، وتربى على يد أبيه تربية حسنة، فنشأ في بيت علم وشرف ودين، فقرأ القرآن الكريم وحفظه، وكان أبوه سحمان عالما، ومن حملة القرآن الكريم فصار يدارسه، وفي سنة 1280 هـ نزح أبوه سحمان من عسير إلى نجد، ومعه ابنه سليمان وعائلته فوصلوا إلى مدينة الرياض وحل ضيفا مع ولديه سليمان ومحمد، على الإمام فيصل بن تركي آل سعود فقام بهم قياما تاما وأكرمهم وأجلهم وجعل لهم جعلا يكفيهم وأوصى بهم الشيخ عبد الرحمن بن حسن، وابنه عبد اللطيف آل الشيخ، وأخذ سليمان يقرأ عليهما ولازمهما في جميع جلساتهما وكان خطاطا جميل الخط مع سرعة ومهارة فصار يكتب للشيخ عبد اللطيف جميع رسائله وردوده فانتفع بذلك جدا، وفي سنة 1284 هـ انتقل مع والده إلى بلدة العمار بالأفلاج بنجد فقرأ على علمائها ولازم الشيخ حمد بن عتيق في جلساته سبع عشرة سنة وكان شيخه معجبا بفرط ذكائه ونبله، واستمر ملازما للشيخ حمد حتى توفي سنة 1301 هـ، وعندها رجع إلى الرياض فلازم علماء الرياض في جلساتهم، وفي آخر عمره رشح للقضاء مرارا فامتنع ولما تولى الملك عبد العزيز على الرياض سنة 1919 م قربه وصار من أخص مستشاريه وكان جليسا صالحا، فظل مع الملك يكتب له رسائله، وفي سنة 1331 هـ افتقد بصره فبعثه الملك إلى البحرين من أجل المعالجة فتعالج هناك فلم يستفد من علاجه شيئا فعاد إلى نجد وتجرد للنفع مواصلا نشاطه العلمي تدريسا وإفتاءً وإرشادا وتأليفا. وقد
بلغت مؤلفاته أربعين مؤلفا ما بين مطبوع ومخطوط ومعظمها في الردود لنصرة الإسلام، وكانت وفاته في العاشر من شهر صفر سنة 1349 هـ
(1)
، عن عمر يناهز الأربعة والثمانين عاما.
5 -
عليان
ينطوي تحت هذا الاسم قبائل عديدة، متفرقة البلاد والمنازل، فمنهم من ينزل في سراة الحجاز، ومنهم من ينزل في تهامة، والباحث لا يجد تفسيرا لكلمة عليان أهو نسب قديم أم حلف اتحدث تحته هذه القبائل؟، وقد سألت شيوخ القبائل الذين التقيت بهم عن معنى هذه الكلمة، فلم أجد تفسيرا واضحا لهذه الكلمة، كما استعرضت فروع بني خثعم في كتب الأنساب القديمة، فلم أجد منها من يحمل هذا الاسم، والذي أرى كلمة "عليان" حلف قديم اتحدت تحته هذه القبائل أثناء الحروب والقتال، ومع مرور الأيام رقى إلى درجة النسب، فأصبحوا ينتسبون إليه، وجميع فروع عليان في العصر الحديث، ينتسبون إلى بني خثعم، ويناصرون الفروع الخثعمية الأخرى؛ إذا احتاجت إليهم، ويعدون أنفسهم منهم حربا وسلما.
وإذا حاولنا ربط فروع عليان الحديثة بفروع بني خثعم القديمة، لم نجد هناك تشابها في أسماء الفروع باستثناء قبيلة بني واس فإنها فرع خثعمي مشهور ولا يزال يحمل اسمه من العصر القديم إلى اليوم. قال الهمداني:"قطع بين بلد الحجر وبين بلد شكر بطنان من خثعم يقال لهما ألوس والفزع فقطعتاه إلى تهامة"
(2)
.
أضف إلى هذا أنه يوجد من أبناء خثعم قديما من يُدعى بكثير، فلعل قبيلة بني كثير ينتسبون إليه وهو: كثير بن عبد الله بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر ابن سعد بن مالك بن نسر بن واهب بن شهران بن عفرس ابن حلف وهو خثعم.
وقد تكون هذه القبائل تغيرت أسماؤها وأصبحت تحمل أسماء غيرها بحكم ذوبان فروعها في بعض والتصاق بعض القبائل المجاورة بها، وإذا نظرنا إلى واقع
(1)
محمد عثمان "روضة الناظرين عن مآثر علماء نجد وحوادث السنين" ج 1، ص 135.
(2)
صفة جزيرة العرب، ص 262.
قبائل عليان اليوم وبلادها فإنها من أكبر فروع بني خثعم، ويمكن تقسيمها حسب منازلها إلى قسمين: قسم بالحجاز وقسم بتهامة. كما تتفرع هذه الأقسام إلى ستة فروع كبيرة على النحو الآتي:
أولا: آل السقيفة: وهم يسكنون مدبنة باشوت بالحجاز، وينقسمون إلى ستة أفخاذ رئيسية، وتنقسم هذه الأفخاذ إلى فصائل كثيرة، وشيخهم هو الشيخ سحمان بن محمد بن حابش العلياني
(1)
.
ثانيا: آل الملك: وهم يسكنون مدينة باشوت وينقسمون إلى:
1 -
آل سليمان "بتهامة" وآل حبيل، وشيخهم محمد بن تركي.
2 -
آل عمَّارن وآل سعاد، وشيخهم علي بن عبد الرحمن بن سالم.
ثالثا: آل يزيد: قبيلة تسكن في أدمة والمسماة حاليا بالبشائر، ومرجعهم بلدة آل قادم مقر شيخ شمل آل يزيد: الشيخ حنش بن منصور بن سعد بن قادم العلياني، وتنقسم قبيلة آل يزيد إلى الفصائل الآتية:
1 -
آل غرسان.
2 -
آل ثالب.
3 -
آل عاسف.
4 -
آل مفطر.
5 -
آل صالح.
6 -
آل ناصر.
7 -
آل فرحة.
8 -
آل عثمان.
9 -
آل حويضر.
10 -
آل ثريا.
11 -
آل يماني.
12 -
آل ضيف الله.
13 -
آل محمد.
14 -
آل سويعد.
15 -
آل ساحب.
16 -
آل ظافر.
17 -
آل سويلم.
18 -
آل مبارك.
19 -
آل خرشان.
20 -
آل حشرة.
(1)
مقابلة شفهية مع الشيخ سحمان بن محمد العلياني تاريخ 5/ 12/ 1414 هـ.
21 -
البحيري.
22 -
آل عبيد.
23 -
آل صافي.
24 -
آل سهل.
25 -
آل محزوم.
26 -
آل تهامي.
27 -
آل سرحان.
28 -
آل ظويفر.
29 -
آل مانع.
30 -
آل خضران.
31 -
آل فارس.
32 -
آل حمود.
33 -
آل حريش.
34 -
آل هدية.
35 -
آل خلف.
36 -
آل مزهر.
37 -
المضاحية.
38 -
آل صايد.
39 -
آل غنمية.
40 -
آل سابر.
41 -
آل حزمي.
وكان لهذه القبيلة دور بارز في عهد الأتراك، وشيخها في ذلك الوقت هو الشيخ منصور بن محمد بن غرسان كان أحد الشيوخ المشهورين في منطقة الحجاز وقد كلفته الدولة العثمانية بجمع الزكاة من قبائل عليان ومن خالطهم من شمران. ويتضح ذلك من الوثيقة الموجهة إلى قبائل عليان من نوري عثمان مدير مالية قضاء غامد في ذلك الوقت، وهذا نصها
(1)
:
"الحمد لله إلى من يراه من عليان آل يزيد وآل غرابية والملك وأهل السقيفة وبني واس.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.
(1)
هذه الوثيقة بدون تاريخ وتشير إلى تكليف الشيخ منصور بن محمد بجمع الزكاة من عليان وحفظها في بيته. والشيخ: منصور ليس شيخا لفروع عليان كما ورد في الوثيقة، فمشيخته على آل يزيد فقط، فبنو واس شيخهم ظافر لسيود، وآل السقيفة شيخهم: سحمان بن حابش، والملك شيخهم: محمد بن تركي.
هذا شيخكم منصور بن محمد اسمعوا له وأطيعوا والزكاة بنظره خرصها وجمعها في بيته فأنتم لا يحصل منكم مخالفة أو عصيان حتى نجي في بلادكم ثم كل قول من الرأس إن شاء الله والسلام".
الختم
نوريي عثمان
وأيضا من هذه الوثيقة الموجهة من سعيد بن عائض قائم مقام بلاد غامد في ذلك الوقت إلى كافة آل يزيد، وهذا نصها:
"الحمد لله إلى كافة آل يزيد سلمهم الله
السلام عليكم ورحمهَ الله وبركاته، وبعد هذا شيخكم منصور جانا وهو صادر إليكم فأنتم اسمعوا له وأطيعوا في ما يأمركم به من أوامر الدولة العلية ومن خالفه أدبناه، فالحذر من المخالفة ولا بد يجيكم في طرفنا خراص فأنتم استقيموا معهم بوجه الحق، ووفاء حقوق بيت المال يكون معلومكم. شعبان 309"
(1)
.
وكان في سياسة الدولة العثمانية أن تأخذ العهود والأيمان على شيوخ البلاد التي تحتلها من أجل أن تضمن ولاءهم وعدم خيانتهم، ويتضح هذا من الخطاب الموجه إلى الشيخ منصور بن محمد من قائم مقام قضاء غامد وزهران وأكلب وشمران، يطلب منه الحضور للمعاهدة لأن جميع شيوخ هذه البلاد عاهدوا بالسمع والطاعة، وهذا نص الخطاب
(2)
:
"إلى الشيخ منصور بن محمد سلمه الله وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إننا بحمد الله قد وصلنا إلى قضا غامد وحضروا إلينا جميع الشيخان وعاهدونا بالسمع والطاعة فيما يرضي الله ورسوله
(1)
هذه الوثيقة مؤرخة في شعبان عام 1309 هـ، ونوضح الأسلوب الذي كانت تتبعه الدولة العثمانية في أخذ الزكاة من الناس.
(2)
هذه الوثيقة مؤرخة في شهر محرم ولكن لم تذكر السنة التي كتبت فيها، وتشير إلى معاهدة جميع شيوخ المنطقة للدولة العثمانية، باسثناء الشيخ منصور بن محمد فإنه لم يحضر، ويلزمه الحضور والمعاهدة.
وقصدنا نكتب مضبط إلى جناب الدولة بأن كافة القضا المذكور قد واجهونا وعاهدونا فبناء على هذا يلزم تحضروا إلينا لأجل المعاهدة فإن المضبطة واقفة حتى تصلوا ونكتبكم فيها فأنت خذ معك من تحاسن من كبار قبيلتك واحضر هذا ما لزم عرفناكم والسلام" محرم ..
الختم قائمقام قضا
غامد وزهران
وأكلب وشمران
ويظهر لي أن الشيخ منصور بن محمد حفظ الود والولاء بعد هذه المعاهدة وقام بما أسند إليه من عمل، ثم كتب كتابا لمتصرف عسير يطلب زيارته، ليأخذ ماله من حقوق الزكاة، فأجابه متصرف عسير بأنه سوف يأتي إلى بلاده.
وهذا نص خطاب متصرف عسير الموجه إلى الشيخ منصور بن محمد.
"إلى الشيخ منصور بن محمد، وصلنا كتابك وما ذكرت صار "معلومنا
(1)
" ومنه بعيد ما يصير فهم الكلام - إن شاء الله - متى صار نصيب وجينا إلى بلادكم بالعسكر نشوف بعضنا البعض ونأخذ الذي لنا بوجه الحق من دون زيادة ولا نقصان هذا والسلام".
5 ذي القعدة سنة 1290 هـ
…
متصرف
-
…
الختم
…
وقومندان لواء
عسير
ونكتفي بهذه المعلومات عن هذه القبيلة.
رابعا بنو واس: هذا الفرع الخثعمي المشهور لا يزال يحتفظ باسمه إلى اليوم، قال الهمداني
(2)
: "قطع بين بلد الحجر وبين بلد شكر بطنان من خثعم يقال لهم ألوس والفزع فقطعتاه إلى تهامة"، وتقطن هذه القبيلة في وادي شعواص بالحجاز
(1)
معلوما.
(2)
صفة جريرة العرب، ص 122.
شيخها في هذا الوقت هو الشيخ ظافر بن غازي. وتنقسم إلى ثلاثة أفخاذ رئيسية هي:
أ - عضية: وينقسمون إلى الفصائل الآتية:
1 -
الذهيبات. 2 - آل هياه.
3 -
الأحاضرة. 4 - آل خندوق.
ب - الضمود: وينقسمون إلى:
1 -
آل حنيش. 2 - آل هامل.
ج - آل عثوي: ويتفرعون إلى:
1 -
آل يحيي. 2 - آل مجدول.
ومن مشاهير هذه القبيلة في الماضي بخان بن ذهيب جد فخذ الذهيبات، وسعيد بن دهيش، وسعيد بن هلال من آل خندوق، وظافر بن سالم لسيود، وشلوان بن ظافر، وكان أمير بني واس في عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرَّحمن، وغيرهم الكثير.
خامسًا - بنو كثير: هؤلاء هم من سكان تهامة ويراجعون إداريا العرضية الجنوبية التابعة للقنفذة يمر ببلادهم وادي جفن، وهم من أشهر القبائل الخثعمية القاطنة بتهامة - ولعلهم ينتسبون إلى كثير بن عبد الله بن قحافة بن عامر بن ربيعَةَ أحد رجال خَثْعم في الجاهلية، وينقسمون في العصر الحديث إلى الفصائل الآتية:
1 -
آل جدعان. 2 - آل حبشان. 3 - آل شهوان.
4 -
آل شدنة. 5 - آل صنقور. 6 - آل مشول.
7 -
آل جمعان. 8 - آل مرعه. 9 - آل هازع.
10 -
آل حنيش. 11 - آل عساف. 12 - آل إبراهيم.
13 -
آل حسن. 14 - آل عدوان. 15 - آل عيسى.
16 -
آل مبارك. 17 - آل ابن تركيه. 18 - آل سعيا.
19 -
آل مسمار. 20 - آل محفوظة. 21 - آل بعسوس.
22 -
آل عبد المطلب. 23 - آل مداوس. 24 - آل موسى.
25 -
آل عبد الواحد. 26 - آل صحفان. 27 - آل غرامة.
28 -
آل حيَّان. 29 - آل بوشمال. 30 - آل محمد.
31 -
آل مديس. 32 - آل عطية. 33 - آل سُلَيْم.
34 -
آل خلف. 35 - آل بهيكل. 36 - آل فاضل.
37 -
آل مشني. 38 - آل شاقي. 39 - آل مطر.
40 -
آل لملم. 41 - آل عزيز. 42 - آل عبد الله.
ويتولى مشيخة بني كثير في الوقت الحاضر الشيخ/ محمد بن أحمد بن مثيب الكثيري المُلقَّب ابن ردفان، من مواليد 1353 هـ ويسكن في قرية الأصادعة وقد تولى رئاسة بني كثير سنة 1392 هـ، وهو جدير بمشيخة هذه القبيلة، فقد وجدنا فيه من الكرم وحسن الخلق، وحسن الاسنقبال ما نعجز عن وصفه، ومكثنا في ضيافته ليلة ويوم، وزودنا بكثير من المعلومات والوثائق التاريخية التي كانت عند سلفه الشيخ فيصل بن عساف الكثيري - والتي كانت مشيخة القبيلة عنده وعند أسرته "آل عساف"، وهم من الأسر البارزة في منطقة تهامة حسب الوثائق التاريخية التي عثرنا عليها.
وقد اتضح لنا أن بلاد بني كثير غنية بالوثائق التاريخية وأن هناك بعض الأسر قد التزمت بحفظ هذه الوثائق، ومن هذه الأسر أسرة آل عساف وأسرة آل ابن تركية، فقد كانت كئر المكاتبات وعقود الاتفاق قبل عهود الاستقرار لا تبرم وتكتب في بلاد بني كثير إلَّا على أيدي أسرة ابن تركية، فقد كانوا بيت علم ويوجد في حوزتهم كثير من الوثائق التاريخية التي تفيد الباحث في دراسة بلادهم وقد أخذت بعضها وفاتني الكثير منها.
سادسًا - بنو المنتشر: والنسبة إليهم منتشري، وهم أحد الفروع الخثعمية ويشتهرون بالكرم والشجاعة، ويسكنون في تهامة وعددهم كثير جدا، ويعدون
أكبر قبيلة في العرضية الجنوبية والشمالية، وأكثرهم لازال بادية إلى اليوم
(1)
. ورغم أن بلادهم لها ذكر في التاريخ إلَّا أنني لَمْ أجد لهم ذكرا في المصادر القديمة التي اطلعت عليها، حيث يوجد في بلادهم "سوق حباشة" وهو من أسواق العرب في الجاهلية، وقد باع فيه النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أموال خديجة، ولم أهتد إلى تحديد مكانه، ولكن حسب علمي أنه لا يخرج عن حدود بلادهم.
ويتفرع بنو المنتشر إلى الأفخاذ الآتية:
1 -
آل يعلا. 2 - آل محمود. 3 - المكالفة.
4 -
آل سالم. 5 - آل عياش. 6 - آل صميد.
7 -
آل وضاح. 8 - آل تمام. 9 - آل حسان.
10 -
الأصم. 11 - آل منطور. 12 - آل معاضة.
13 -
آل مفتاح. 14 - آل دربين. 15 - آل ضيف الله.
وشيخ القبيلة كلها هو الشيخ/ محمد بن علي بن ضيف الله، ويسكن في قرية المعقص.
6 -
العوامر
هذه القبيلة هي أحد الفروع الخثعمية في العصر الحديث، والنسبة إليهم عامري، وتسكن في تهامة، ولعلها تنسب إلى عامر بن تيم الله بن مبشر، فهي اليوم في عداد بني خَثْعم حربا وسلما، وقد استقلت بكيانها وبلادها، وتتفرع هذه القبيلة في العصر الحديث إلى الأفخاذ الآتية:
1 -
آل حذيفة: ومنهم المقري المشهور علي بن عبد الرَّحمن الحذيفي.
2 -
آل سعدان. 3 - آل عطاء. 4 - آل جناح.
5 -
آل حزام. 6 - آل غليلة. 7 - آل قريد.
8 -
آل حجاج. 9 - آل حبة. ونائبهم: أحمد بن علي الحبي.
(1)
مقابلة شفهية مع الشيخ محمد بن علي بن ضيف الله المنتشري، شيخ بني المنتشر بتاريخ 7/ 12/ 1414 هـ.
ويرتبطون إداريا بالعرضية الشمالية التابعة لمنطقة القنفذة، وشيخهم هو الشيخ / الحسن بن عبد الرَّحمن.
7 -
قبائل المحلف
وهي مجموعة من القبائل المتحالفة والتي جمعتهم روابط الدم والجوار فكونت حلفا قويا صمد على مرور الأيام والسنين، ويرجع نسب أكثرهم إلى شهِرّان بن عفرس بن حلف بن خَثْعم؛ ولذلك أطلق عليهم بعض المؤرخين محلف شهران
(1)
.
وتعد هذه القبائل من أقدم الفروع الخثعمية التي استوطنت وادي بيشة، ومن أهم قراهم وأقدمها قرية الحيفة، فقد ذكر المؤرخون أنَّها قديمة وأن فيها مسجدا قدما يعود تاريخه إلى القرن الثاني الهجري
(2)
، وإليهم تنسب "قلعة المحلف" هدمها حسن باشا سنة 1232 هـ بعد أن حاصرها محاصرة شديدة
(3)
، وقد برز من هذه القبائل رجال كثيرون في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين، منهم على سبيل الذكر:
- محمد بن سعد مهدي: كان أمير بيشة من قبل الأمير صقر بن حسان، وقد قُتل عام 653 هـ
(4)
.
- محمد بن ساعد آل مهدي: كان أميرًا على بيشة عام 1197 هـ
(5)
.
- الشيخ منيس: وهو شيخ قبيلة بني جهم كان له دور بارز في تحريض اهالي بيشة على الأتراك.
- الشيخ علي بن محمد: سجنه الأتراك وعذبوه، من أجل إخلاصه لوطنه، ومن مشاهيرهم أيضًا مسفر بن نمشان، وقد ورد اسمه محرفا في إحدى الوثائق التركية إلى مُضَر بن غشيان، ومنهم محمد بن عون بن
(1)
البلادي "بين مكة وحضرموت"، ص 20، وفؤاد حمزة "في بلاد عسير"، ص 59.
(2)
عمر بن غرامة قبائل إقليم عسير في الجاهلية، ج 1، ص 276.
(3)
تاميزيه "رحلة في بلاد العرب" ترجمة: محمد عبد الله آل زلفة، ص 177.
(4)
الدوسري "إمتاع السامر"، ص 312.
(5)
محمود شاكر "عسير"، ص 150.
مهدي، والشيخ محمد بن حسين بن لزهر المشهور بحرقه وهو شيخ شمل معاوية، وكذلك عمه الشيخ عبد الله بن سلطان، ومنهم: مشوط ابن ناصر الغثيم، صاحب قصة الوجه المشهورة" فعندما رحل محمد بن عائض حاكم عسير عن بيشة، جعل قصره المعروف بقصر القاع في قرية الحيفة في وجه هذا الرجل ثقة به.
وتنقسم قبائل المحلف في وقتنا الحاضر إلى الفروع الآتية:
أولًا: معاوية
نسبها: معاوية قبيلة قحطانية النسب يرجع نسبها إلى خَثْعم، وقد اختلف المؤرخون الذين تطرقوا لنسب خَثْعم في إلحاقها بأحد فروع خَثْعم، فمنهم من نسبها إلى قبيلة شهِرّان إحدى فروع خَثْعم، ومنهم من نسبها إلى خَثْعم مباشرة وعدها فرعًا من فروع خَثْعم.
وأرى أن هذه القبيلة تنسب إلى معاوية بن عامر بن سعد بن مالك بن نسر ابن شهِرّان
(1)
، وقد انفصلت عن شهِرّان منذ زمن قديم، واستقلت باسمها وكيانها كبقية الفروع الخثعمية الأخرى، ونظرا لما يسود الجزيرة العربية من خلافات قبلية ونزعات فردية، على أبسط الأمور، كانت هذه القبيلة تدخل مع بعض الفروع الخثعمية في تحالف وتختلف معها أحيانًا حسب الظروف والأوضاع المحيطة، لكنها ارتطبت مؤخرا مع قبيلة أكلب في حلف متين ظل قويا ومتماسكا حتى وحد الملك عبد العزيز رحمه الله هذه البلاد، وجمع شتات القبائل ووحد صفوفها.
وتنقسم هذه القبيلة في العصر الحاضر إلى الأقسام الآتية:
1 -
الشعثة: ومنهم عائلة بلزهر شيوخ شمل معاوية والمشيخة في وقتنا الحاضر لدى الشيخ جلوي بن حسين بن لزهر.
2 -
الضلالعة: ونائبهم محمد بن شبنان.
3 -
النمران: ونائبهم محمد بن مسفر.
(1)
ابن الكلبي "نسب مَعْد واليمن الكبير" ج 1، ص 357.
4 -
الجروان. 5 - الغثماء. 6 - الزحمان.
7 -
الشلان. 8 - آل بالحسن. 9 - الغربات.
ثانيًا: قبيلة بني جهم
هذه القبيلة ليست من فروع خَثْعم وإنما دخلت فيها عن طريق الحلف والجوار، فتحالفت مع بني عامر ومعاوية وبقية قبائل المحلف، وهم ينتسبون حسب قولهم
(1)
إلى جهم بن نهد بن زيد، ونهد من قُضَاعة وهو: نهد بن زيد بن ليث بن أسلم بن الحاف بن قُضَاعة، ومنهم بطن يسمى الجهوم مع سُبيع في رنية، فلعلهم قبيلة عامرية، فقد ذكر النويري أن بني جهم من كليب بن ربيعَةَ بن عامر ابن صعصعة
(2)
، وتنحصر مشيختهم في عائلة المقيطيف، وهذه العائلة تتولى مشيخة بني جهم من زمن بعيد، ومن مشاهيرهم الشيخ ناصر بن فايز المقيطيف، وكان من المخلصين للملك عبد العزيز بن عبد الرَّحمن رحمه الله وقد أرسل له الملك عبد العزيز عثمان بن سليمان، وعبد الرَّحمن بن داود عام 1336 هـ ليعلما أهل بيشة أحكام الدين وشرائعه فأيدهم هذا الشيخ وسهل مهمتهم
(3)
، والشيخ محمد بن فايز المقيطيف
(4)
، وينقسمون إلى الأفخاذ الآتية:
أ - الدخنة. ب - الشرافين. ج - الرماضين.
د - القرامين. هـ - الغماضين. و - العماقين.
ز - الجلادين. ح - آل مقيطيف. ط - آل مرو.
وشيخهم في الوقت الحاضر هو: ناصر بن منيس المقيطيف.
(1)
مقابلة شخصية مع ناصر بن منيس، شيخ بني جهم بتاريخ 27/ 10 / 1415 هـ.
(2)
نهاية الأرب، ج 2، ص 338.
(3)
رسالة خطية من الملك عبد العزيز بن عبد الرَّحمن إلى الشيخ ناصر بن فايز المقيطيف بتاريخ 5 شوال 1336 هـ.
(4)
رسالة خطية من الملك عبد العزيز بن عبد الرَّحمن إلى الشيخ محمد بن فايز المقيطيف بتاريخ 23 رمضان 1358 هـ.
ثالثا: قبيلة بني عامر
وينقسمون إلى:
أ - المراصعة. ب - المزاين. ج - المليحات.
رابعا: قبيلة آل مهدي
وكانت من أكبر قبائل المحلف وأقواها، ومشيخة هذه القبيلة تنحصر منذ زمن طويل في عائلة عون بن مقدم بن مهدي، وشيخهم في الوقت الحاضر هو:
عون بن محمد بن عون.
خامسا: أهل الحيفة
وينقسمون إلى فخذين هما:
أ - آل جدران وفيهم مشيخة أهل الحيفة. ب - الدعارمة.
سادسا: أهل النغيلة
وينقسمون إلى:
أ - الفراحين: ومنهم أسرة آل النزاري، وفيهم مشيخة النغيلة، ونائبهم في الوقت الحاضر عبد الله بن محمد النزاري.
ب - آل منشرة. ج - الشعاشعة. د - آل زويبع.
نسك خَثْعم وعبادتهم وطريقة حجهم
انقسمت القبائل العربية قبل الإسلام من حيث النسك إلى ثلاثة أقسام: الخمس، والحلة، والطلس.
وسأستعرض هذه الأقسام الثلاثة لأعرف مع أيهم كانت قبيلة خَثْعم:
أولًا: الحمس: وهم المتشددون في دينهم وهم قريش ومن أنكحوه، وكنانة، وخزاعة، والأوس والخزرج، وجشم، وبنو ربيعَةَ بن عامر، وأزد شنوءة، وجذام وعمرو، واللات، وثقيف، وغَطَفان، والغوص، وعدوان، وعلاف، وقضاعة
(1)
.
(1)
الأزرقي "أخبار مكة" ص 179.
وهذه الفئة يرون أنفسهم أفضل من غيرهم؛ لذلك شرعوا لأنفسهم أشياء وفرضوا على غيرهم أشياء لكي يتميزوا على سائر الفئات الأخرى، ومن الأشياء التي ابتدعوها:
1 -
منعوا أنفسهم من الوقوف في عرفة كسائر النّاس، مع إقرارهم بأنها من مشاعر الحجّ، ولكن قالوا: نحن أهل الحرم، ولا ينبغي لنا أن نخرج منه ونعظم غيره
(1)
.
2 -
كانوا إذا أحرموا للحج لا يطبخون أقطا، ولا يسألون سمنا، ولا يدخرون لبنا، ولا يمسون دهنا، ولا يأكلون لحما أو شيئًا من نبات الحرم، ولا ينسجون شعرًا أو برا أو صوفا. وكانوا في حجهم لا يدخلون بيتًا من شعر، ولا يستظلون إلَّا في بيوت الأدم
(2)
. أضف إلى هذا أنهم كانوا لا يدخلون البيوت من أبوابها، ولا يستظلون بسقوفها وإنما يعمد أحدهم فينتقب نقبا في ظهر بيته، فمنه يدخل ويخرج
(3)
. ولم يكتف الحمس بما لزموا به أنفسهم من هذه الأمور الصعبة، وإنما ألزموا غيرهم من العرب أشياء آخر. فقالوا: لا ينبغي لأهل الحل أن يأكلوا من طعام جاءوا به معهم من الحل في الحرم إذا كانوا حجاجا أو عمارا، ولا يأكلون إلَّا من طعام إما قراء وإما شراء"
(4)
، وبهذه الطريقة استغلوا إخوانهم العرب فأجبروهم على شراء الطعام من تجارهم لكي يربحوا ويستفيدوا، كذلك اشترطوا على كل من حج البيت لأول مُرّة رجلًا كان أو امرأة أن يطوف بالبيت عريانا، إلَّا أن يرزقه الله بثوب أحمسي إما إعارة وإما إجارة
(5)
.
ومن هذين الأمرين يظهر لي أن الحمس لعبوا دورا كبيرًا في حياة البشر، واستغلوا الحلة استغلالا اقتصاديا، وفتحوا بابا كبيرًا للفساد بتضييق الخناق على الحلة بأن يطوفوا بالبيت عراة إذا لَمْ يجدوا من بعيرهم ثيابه. وقد يرفض الخمس
(1)
المصدر نفسه، ص 177.
(2)
المصدر نفسه، ص 180.
(3)
الأزرقي "أخبار مكة"، ص 180.
(4)
المصدر نفسه، ص 177.
(5)
المصدر نفسه، ص 177.
الإعارة أو الإجارة خصوصا إذا كان الطائف من النساء الجميلات رغبة في النظر إلى جمالهن وهن يطفن بالبيت عراة.
ثانيًا: قبائل الحلة: وهم تميم بن مر كلها غير يربوع، ومازن، وضبة، وحميس، وظاعنه، والغوث بن مُرّة، وقيس عَيْلان بأسرها ما عدا ثقيفاء وعدوان، وعامر بن صعصعة، وربيعَةَ بن نزار، وقضاعة، والأنصار، وخَثْعم، وبجيلة، وبكر بن عبد مناة، وطيئ، وبارق، وكنانة، وهذيل
(1)
.
وقد خالفت هذه القبائل، قبائل الحمس في طرق نسكهم وعبادتهم، فكانوا يطبخون الأقط، ويسألون السمن، ويمسون الدهن، ويأكلون اللحم ويجزون من الأوبار والأشعار والأصواف ما يكتفون به، وكانوا لا يلبسون ثيابا جديدة، وإنما يظلون في ثيابهم التي نسكوا فيها. فإذا دخلوا مكة بعد فراغهم تصدقوا بكل حذاء وكل ثوب لهم ثم استنكروا من ثياب الحمس، تنزيها للكعبة أن يطوفوا حولها إلَّا في ثياب جدد .. ولا يجعلون بينهم وبين الكعبة حذاء يباشرونها بأقدامهم. فإن لَمْ يجدوا ثيابا طافوا عراة، وكان لكل رجل من الحلة حرمي من الحمس يأخذ ثيابه فمن لَمْ يجد ثوبا طاف عريانا
(2)
. ثالثا: قبائل الطلس: وهم سائر أهل اليمن، وأهل حضرموت، وعك، وعجيب، وإياد بن نزار
(3)
.
وكانت الطلس بين الحلة والحمس: يصنعون في إحرامهم ما يصنع الحلة ويصنعون في ثيابهم ودخولهم البيت ما يصنع الحمس، وكانوا لا يتعرون حول الكعبة ولا يستعيرون ثيابا، ويدخلون البيوت من أبوابها
(4)
.
ومما تقدم يتضح لنا كيف كان نسك خَثْعم وطريقة حجهم في الجاهلية، فهم من قبائل الحلة ويصنعون كما تصنع.
(1)
ابن حبيب "المحبر" تصحيح الدكتورة: ايلزة ليختن، ص 179.
(2)
ابن حبيب: "المحير" تصحيح الدكتورة: ايلزة ليختن، ص 180.
(3)
المصدر نفسه، ص 179.
(4)
المصدر نفسه، ص 181.
تعظيم خَثْعم لصنم ذي الخلصة
كانت خَثْعم كغيرها من قبائل العرب تعبد الأصنام وتقدس الأوثان. حتى بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم بالدين الحنيف فطهرها من رجز الوثنية، وكان من أشهر أصنام خَثْعم صنم ذي الخلصة، وقد اختلفت أقوال المؤرخين في موقعه ونسبته إلى خَثْعم أو إلى دوس.
قال ابن الكلبي
(1)
: وكان من تلك الأصنام ذو الخلصة وكان مروة بيضاء منقوشة عليها كهيئة التاج، وكانت بتبالة بين مكة واليمن، على مسيرة سبع ليال من مكة، وكان سدنتها بني أمامة من باهلة بن أعصر، وكانت تعظمها وتهدي لها خَثْعم وبجيلة وأزد السراة ومن قاربهم من بطون العرب من هَوَازِن ومن كان ببلادهم من العرب بتبالة، قال رجل منهم:
لو كنت ياذا الخلصة الموتورا
…
مثلي وكان شيخك المقبورا
و لَمْ تنه عن قتل العداة زورا
وكان أبوه قتل، فأراد الطلب بثأره، فأتى ذا الخلصة فاستقسم له بالأزلام فخرج السهم ينهاه عن ذلك، فقال هذه الأبيات: ومن النّاس من ينحلها امرؤ القيس، ففيها يقول خداش بن زهير العامري لعثعث بن وحشي الخثعمي، في عهد كان بينهما فغدر بهما:
وذكرته بالله بيني وبينه
…
ومابينا من مدة لو تذكرا
وبالمروة البيضاء يوم تبالة
…
ومحسبة النعمان حيث تنصرا
فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، وأسلمت العرب ووفدت عليه وفودها قدم عليه جرير بن عبد الله البجلي
(2)
مسلمًا فقال له: ياجرير، ألا تكفيني ذا الخلصة؟ فقال: بلِّي فوجهه إليه فخرج حتى أتي بني أحمس من بُجيلة فسار بهم إليه. فقاتلته خَثْعم وباهلة
(3)
دونه، فقتل من سدنته من باهلة يومئذ مائة رجل، وأكثر
(1)
الأصنام، ص 34 - 36.
(2)
وهو من قبيلة بُجيلة إخوة خَثْعم وكلاهما من أنمار.
(3)
باهلة قبيلة من قيس عَيْلان سيأتي ذكرها في المجلد التاسع إن شاء الله.
القتلى في خَثْعم وقتل مائتين من بني قحافة بن عامر بن خَثْعم فظفر بهم وهزمهم، وهدم بنيان ذي الخلصة، وأضرم النار، فاحترق. فقالت امرأة من خَثْعم.
وبنو أمامة بالولية صرعوا
…
ثملا يعالج كلهم أُنبوبا
جاؤوا لبيضتهم فلاقوا دونها
…
أسدا تقب لدى السيوف قبيبا
قسم المذلة بين نسوة خَثْعم
…
فتيان أحمس قسمة تشعيبا
وقال ابن هشام
(1)
: قال ابن إسحاق: وكان ذو الخلصة لدوس وخَثْعم وبجيلة، ومن كان بيلادهم من العرب بتبالة.
وقال ياقوت
(2)
: الخلصة في اللغة، نبت طيب الريح يتعلق بالشجر له حب كعنب الثعلب، وجمع الخلصة خلص: وهو بيت أصنام كان لدوس وخَثْعم وبجيلة ومن كان ببلادهم من العرب بتبالة، وقيل: هو الكعبة اليمانية التي بناها أبرهة بن الصباح الحميري وكان فيه صنم يَدَّعي الخلصة فهدم، وقيل: كان ذوي الخلصة يسمى الكعبة اليمانية، والبيت الحرام الكعبة الشمالية، وقال أبو القاسم الزمخشري: في قول من زعم أن ذا الخلصة بيت كان فيه صنم نظرا؛ لأنَّ "ذو" لا يضاف إلَّا إلى أسماء الأجناس.
وأورد الأصفهاني في ترجمة امرئ القيس
(3)
: إنه لما عاد من بلاد حِمْيَر متجها إلى بني اسد مر بتبالة وبها صنم للعرب تعظمه يقال له ذو الخلصة فاستقسم عنده بقداحة وهي ثلاثة: الأمر والناهي والمتربص، فأجالها فخرج الناهي، ثم أجالها فخرج الناهي، فجمعها وكسرها وضرب بها وجه الصنم وقال:"مصصت بظر أمك لو كان أبوك قتل ما عقتني"، ثم خرج فظفر بني أسد، ويقال: إنه ما استقسم عند ذي الخلصة بعد ذلك بقدح حتى جاء أمر الله بالإسلام وهدمه جرير ابن عبد الله البجلي.
(1)
"السيرة النبوية" تحقيق عمر عبد السلام، ج 1، ص 102.
(2)
معجم البلدان، ج 2، ص 383.
(3)
الأغاني، ج 9، ص 68، ط مؤسسة عز الدين.
وقال ابن منظور
(1)
: "الخلص شجر طيب الريح له ورد كورد المرو، طيب ذكي، قال حنيفة: أخبرني أعرابي أن الخلص شجر ينبت نبات الكرم يتعلق بالشجر فيعلق له ورق غير رقاق مدورة واسعة .. وذو الخلصة موضع يقال: إنه بيت الخثعم كان يدعى الكعبة اليمانية، وكان فيه صنم يَدَّعي الخلصة فهدم".
وقال البخاري عن غزوة ذي الخلصة: "وقال جرير بن عبد الله البجلي: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تريحني من ذي الخلصة فقلت بلى، فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس وكانوا أصحاب خيل، وكنت لا أثبت على الخيل فذكرت ذلك للنبي فضرب يده على صدري حتى رأيت أثر يده في صدري، فقال: اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا، قال، وكان ذو الخلصة بيتًا باليمن لخثعم وبجيلة فيه نصب يعبد يقال له: الكعبة، قال فأتاها فحرقها بالنار وكسرها"
(2)
.
وقد حدد المتقدمون مكان صنم خَثْعم، فقال ابن الكلبي: وذو الخلصة اليوم عتبة باب مسجد تبالة
(3)
.
وقال ياقوت: العبلاء. وقيل العبلات - بلدة كانت لخثعم، بها كان ذو الخلصة بيت وصنم، وهي من أرض تبالة، وقال ابن حبيب: كان بالعبلاء على أربع مراحل من مكة، وهو اليوم بيت قصار فيما أخبرته
(4)
.
وقال البكري: "ذو الخلصة بيت بالعبلاء كانت خَثْعم تحجه وهو اليوم موضع مسجد العبلاء"
(5)
.
وقد حاول الأستاذ حمد الجاسر الجمع بين أقوال المتقدمين فقال
(6)
: "أما الاختلاف بين قول أنه بيت قصار - أي غسال الثياب. وأنه عتبة باب مسجد تبالة فيمكن الجمع بين القولين بأن العتبة كان النصب الذي داخل البيت، الذي جاء في رواية البخاري وياقوت، والبيت هو ما كان يدعى الكعبة اليمانية، وأما الجمع بين
(1)
"لسان العرب" ج 7، ص 28.
(2)
"صحيح البخاري" ج 5، ص 111، 112.
(3)
"الأصنام"، ص 35.
(4)
معجم البلدان، ج 4، ص 80.
(5)
معجم ما استعجم، ج 2، ص 508.
(6)
في سراة غامد وزهِرّان، ص 344.
كونه في تبالة وكونه في العبلاء فيتضح حينما ندرك أن تبالة هو وادٍ فيه قرية قديمة كانت تعرف بهذا الاسم أعلاها أرض يطلق عليها اسم العبلاء، وقول المبرد والبكري بأن ذا الخلصة موضع مسجد العبلاء يخالف ما ذكره من هم أعرف منهما بهذه البلاد".
وهذا القول يدعمه الواقع، فآثار صنم ذي الخلصة وهي بقايا غرفة مهدمة في أعلى قرية تبالة فوق جبل يسمى عرق الطاغوت يمر وادي تبالة بحافته الجنوبية وشعب عقل من الشمال وشرقا قرى تبالة الحديثة، وقد وصل إليه الزحف العمراني.
أيام بني خَثْعم ووقائعها
أ - العهد الجاهلي:
إن تاريخ خَثْعم حافل بالبطولات والمغامرات الجريئة في ميدان الحروب الطاحنة التي كانت تشنها العرب في جزيرتنا العربية، حيث كان شعار العربي هو الاعتماد على القوة، فمن لَمْ يتقن هذا الفن أصبح طعما لذئاب الصحراء، وقد حفلت كتب الأدب والتاريخ بما لخثعم من الأخبار والقصص والبطولات، ونحن نورد طرفا منها سواء كانت لهم أو عليهم إيمانًا منا بأن الحرب سجال، والأيام دول بين القوم، ومن أيامهم في العهد الجاهلي:
1 -
قتالهم أبرهة الأشرم:
خرج أبرهة الأشرم بجيشه الجرار من صنعاء لهدم الكعبة المشرفة، وعندما سمعت قبائل العرب بخبره خافته ولم تستطع الدفاع عن بلادها، فخضعت وسكتت ولم يستطع أحد من العرب مجابهة هذا الجبار منذ خروجه من صنعاء إلى مكة إلَّا رجلين هما ذو نفر وهو من ملوك اليمن، كما ذكرت كتب التاريخ، ونفيل ابن حبيب الأكلبي الخثعمي، فقد حاول الدفاع عن أرض قومه، إلَّا أنه لَمْ يستطع نظرا لضخامة الجيش وكثرة عدته وعتاده، فوقع أسيرا في يد هذا الظالم، وعندما عرف أنه لا حيلة له قال لأبرهة: لا تقتلني وخذني دليلك في أرض العرب، وقد تناقلت كتب التاريخ والسير خبر هذه الحادثة، قال ابن هشام
(1)
. "مضى أبرهة
(1)
السيرة النبوية، تحقيق: عمر عبد السلام، ج 1، ص 61.
حتى إذا كان بأرض خَثْعم عرض له نفيل بن حبيب الخثعمي في قبيلتي شهران وناهس، ومن تبعه من قبائل العرب فقاتله، فهزمه أبرهة وأخذ نفيلا أسيرًا فلما هم بقتله قال له نفيل: أيها الملك لا تقتلني فإني دليلك في أرض العرب فخلي سبيله. وخرج معه نفيل يدله، إلى أن قال: فلما تهيأ أبرهة لدخول مكة وجهوا الفيل إلى مكة فأقبل نفيل بن حبيب الخثعمي حتى قام إلى جنب الفيل ثم أخذ بأذنه فقال: ابرك محمودا أو ارجع راشدا من حيث جئت فإنك في بلد الله الحرام، ثم أرسل أذنه فبرك الفيل وخرج نفيل بن حبيب فصعد الجبل، وضربوا الفيل ليقوم فأبى فضربوا رأسه وأدخلوا محاجن لهم في مرقه ليقوم فأبى فأرسل الله عليهم طيرًا من البحر، أمثال الخطاطيف مع كل طائر منها ثلاثة أحجار أمثال الحمص لا تصيب أحدًا منهم إلَّا هلك وليس كلهم أصابت وخرجوا هاربين يبتدرون الطريق إلى اليمن، فقال نفيل حين رأي ما نزل بهم من نقمة:
أين المفر والإله الطالب
…
والأشرم المغلوب ليس الغالب
وقال:
ألا حييت عنا ياردينا
…
نعمناكم مع الإصباح عينا
ردينه لو رأيت - ولا تريه
…
لدى جنب المحصب ما رأينا
إذا لعذرتني وحمدت أمري
…
ولم تأسي على مسافات بينا
حمدت الله إذا أبصرت طيرًا
…
وخفت حجارة تلقي علينا
وكل القوم يسأل عن نفيل
…
كأن علي للحبشان دينا
(1)
2 -
قتالهم بُجيلة ونفيهم عن السراة
قال ابن الكلبي - في كتاب الافتراق - كما نقله عنه البكري وياقوت:
فظعنت بُجيلة وخَثْعم ابنا أنمار إلى جبال السروات، فنزلوها وانتسبوا فيهم فنزلت قسر بن عبقر بن أنمار جبال حلية وأسالم وما صاقبها من البلاد، وأهلها يومئذ حي من العاربة الأولى يقال لهم بنو ثابر فأجلوهم عنها، وحلوا مساكنهم
(1)
ابن هشام "السيرة النبوية" تحقيق عمر عبد السلام، ج 1، ص 68.
منها، ثم قاتلوهم فغلبوهم على السراة ونفوهم عنها، ثم قاتلوا بعد ذلك خَثْعم أيضًا، فنفوهم عن بلادهم، فقال سويد بن جذعة أحد بني أفصي، وهو يذكر ثابرا وإخراجهم إياهم من مساكنهم ويفتخر بذلك وبإجلائهم خَثْعم:
ونحن أزحنا ثابرا عن بلادهم
…
وحلي أبحناها فنحن أسودها
إذا سنة طالت وطال طوالها
…
وأقحط عنها القطر وأسود عودها
وُجِدْنا سراة لا يُحَوَّل ضيفنا
…
إذا خُطَّة تعيا بقوم نكيدها
ونحن نفينا خثعما عن بلادها
…
تُقَتَّل حتى عاد مولى شريدها
فريقين: فرق باليمامة منهم
…
وفرق بخيف الخيل تتردى خدودها
وهذه القبيلة وأختها بُجيلة من أقدم من سكن السراة، قال العملس القحافي الشهِرّاني الخثعمي مفتخرا بذلك:
نحن الذين ورثنا الطود عن إرم
…
أيام أحمس وافاه بأنمار
أيام حِمْيَر تعلو نار عزتها
…
ما أوقد النّاس في الآفاق من نار
أيام كهلان قومي ضابطين لهم
…
ما ضمت الأرض من بدو وأمصار
تجبى إليهم إتاوات البلاد ولا
…
يعصيهم من مقيم لا ولا ساري
فتلك آثار آبائي بمأرب لا
…
يفوقها اليوم من رسم وآثار
(1)
3 -
أيامهم وبني عامر
نظرا لكثرة الفروع العامرية ومجاورتها لقبائل خَثْعم في الديار والمنازل، فقد كثرت بينهم الأيام والحروب ولكن ما حفظته كتب التاريخ قليل جدًّا، ومن هذه الأيام:
- يوم بضيع: قال البكري
(2)
: يوم فيف الريح ويوم الأجشر ويوم بضيع مواضع متصلة، وهذا اليوم أي يوم فيف الريح جر يوم العرقوب، وهو من ديار خَثْعم، قال أبو داود الرؤاسي:
ونحن أهل بضيع يوم واجهنا
…
جيش الحصين طِلَاعَ الحائف الكَزِم.
(1)
الهجري "التعليقات والنوادر" تحقيق حمد الجاسر، ج 2، ص 771.
(2)
معجم ما استعجم، ج 2، ص 1039.
- يوم العرقوب
(1)
: قال ياقوت بلفظ واحد: العراقيب وعقب موتر خلف الكعبين، والعرقوب من الوادي منحني فيه التواء شديد، ويوم العرقوب من أيام العرب. قال لَبيد بن ربيعَةَ العامري:
فصلقنا في مراد صلقة
…
وصداء ألحقتهم بالشلل
ليلة العرقوب حتى غامرت
…
جعفرا تدعي ورهط بن شكل
ومقام ضيق فرجته
…
بمقامي ولساني وجدل
لو يقوم الفيل أو فياله
…
زل عن مثل مقامي ورحل
وقال معاوية المرادي:
لقد علم الحيان كعب وعامر
…
وحيا كلاب جعفر وعبيدها
بانا لدى العرقوب لَمْ نسأم الوغى
…
وقد قلعت تحت السروج لبودها
تركنا لدى العرقوب، والخيل عكف
…
أساود قتلى لَمْ توسد خدودها
ورحنا وفينا ابنا طفيل بغلة
…
بماقرّ حي عاد فلّا شريدها
كذاك تأسينا وصبر نفوسنا
…
ونحن إذا كنا بأرض نسودها
وقال البكري
(2)
: في كلامه على يوم فيف الريح هذا اليوم جر يوم العرقوب وهو من ديار خَثْعم، أغارت فيه بنو كلاب من بني عامر عليهم فقتلوا يومئذ أشراف خَثْعم، قال لَبيد:
ليلة العرقوب حتى غامرت
…
جعفرا تدعي ورهط بن شكل
وأقول: العرقوب جبل كبير يقع بين بيشة والعلاية ولا زال يحمل اسمه إلى اليوم.
- يوم فيف الريح
(3)
: هذا اليوم حدث بين خَثْعم وأحلافها وبني عامر، فقد كانت بنو عامر تطلب بني الحارث بن كعب بأوتار كثيرة، فجمع لهم الحصين بن يزيد الحارثي، وأقبل في بني الحارث وجعفي وزبيد، وقبائل
(1)
معجم البلدان، ج 4، ص 108.
(2)
معجم ما استعجم، ج 3، ص 1039.
(3)
محمد أحمد وآخرون "أيام العرب في الجاهلية" ص 132، وابن الأثير "الكامل في التاريخ" ج 1، ص 501.
سعد العشيرة، ومراد وصداء ونهد، واستعانوا بقبائل خَثْعم فخرج شهِرّان وناهس وأكلب عليهم أنس بن مدرك الأكلبي وأقبلوا يريدون بني عامر وهم منتجعون مكانا يقال له:"فيف الريح" ومع مَذْحِج النساء والذراري حتى لا يفروا: إما ظفروا وإما ماتوا جميعًا. فاجتمعت بنو عامر كلها إلى عامر بن الطفيل فقال لهم عامر - حين بلغه مجيء القوم: أغيروا بنا عليهم، فإنا نرجو أن نأخذ غنائمهم ونسبي نساءهم ولا تدعوهم يدخلون عليكم داركم.
فتابعوه على ذلك وقد جعلت مَذْحِج ولفها رقباء، فلما دنت بنو عامر من القوم صاح رقباؤهم: أتاكم الجيش فلم يكن بأسرع من أن جاءتهم مسالحهم تركض إليهم فخرجوا إليهم، فقال أنس بن مدرك لقومه: انصرفوا بنا ودعوا هؤلاء، فإنهم يطلبا بعضهم بعضًا، ولا أظن عامرا تريدنا، فقال لهم الحصين بن يزيد: افعلوا ما شئتم فإنا والله ما نراد دونكم، وما نحن بشر بلاء عند القوم فانصرفوا إن شئتم فإنا نرجو ألا نعجز عن بني عامر، فرب يوم لنا ولهم غابت سعوده، وظهرت نحوسه، فقالت خَثْعم لأنس: إنا كنا وبنو الحارث على مياه واحدة في مراع واحدة وهم لنا سلم وهذا عدو لنا ولم، فتريد أن ننصرف عنهم فوالله لئن سلموا وغنموا لنندمن ألا نكون معهم، ولئن ظفر بهم لتقولن العرب: خذلتم جيرانكم، فأجمعوا على أن يقاتلوا معهمم وجعل الحصين لخثعم ثلث المرباع ومناهم الزيادة، والتقى القوم فاقتتلوا قتالا شديدًا ثلاثة أيام يغادونهم القتال بفيف الريح، فالتقى الصميل بن الأعور الكلابي، وعمرو بن صبيح النهدي، فطعنه عمرو فذهب الصميل بطعشه معانقا فرسه، حتى ألقاه فرسه إلى جانب الوادي، فاعتنق صخرة وهو يجود بنفسه، فمر به رجل من خَثْعم، فأخذ درعه وفرسه وأجهز عليه، وبرز يومئذ حسيل بن عمرو الكلابي فبرز له صخر بن أعي النهدي، فقال عامر بن الطفيل لحسيل: ويلك يا حسيل: لا تبرز له فإن صخرا صخرة وإن أعي يعيا عليك، ولكن حسيلا لَمْ يستمع لقوله، وبرز للقتال فقتله صخر. وكان عامر بن الطفيل يتعهد النّاس فيقول: يا فلان: ما رأيتك فعلت شيئًا فيقول الرجل الذي قد أبلى: انظر إلى سيفي وما فيه، وإلى رمحي وسناني فأقبل مسهر بن يزيد
الحارثي في تلك الهيئة - لما رأى عامرا يصنع بقومه الأفاعيل - فقال: يا أبا علي انظر ما صنعت بالقوم، انظر إلى رمحي! حتى إذا أقبل عليه عامر وجاءه بالرمح في وجنته، ففلق وجنته، وأصاب عينه وخلى الرمح فيها، وضرب فرسه فلحق بقومه. وفي طعنه عامر بن الطفيل يقول مسهر:
وهصت بخرص الرمح مقلة عامر
…
فأضحى بخيصا في الفوارس أعورا
وغادر فينا رمحه وسلاحه
…
وأدبر يدعو في الهوالك جعفرا
وكنا إذا قيسيه برقت لنا
…
جرى دمعها من عينها فتحدرا
مخافة ما لاقت حليلة عامر
…
من الشر إذ سربالها قد تعفرا
ويقول عامر
(1)
:
لعمري، وما عمري عليّ بهين
…
لقد شان حر الوجه طعنة مسهر
فبئس الفتى إن كنت أعورا عاقرا
…
جبانا وما أغني لدى كل محْضر
وقد علموا أني أكسر عليهم
…
عشية فيف الريح كرَّ المدور
فلو كان جمع مثلنا لَمْ نبالهم
…
ولكن أتتنا أسرة ذات مفخر
فجاءوا بشهِرّان
(2)
العريضة كلها
…
وأكلب طرَّا في لباس السَّنور
(3)
وقال في هذا اليوم أبو دؤاد الرواسي:
ونحن أهل بضيع يوم واجهنا
…
جيش الحصين طلاع الخائف الكزم
ساقوا شعوبا وعنسا في ديارهم .... ورجل
(4)
خَثْعم من سهل ومن علم
(5)
مناهم منية كانت لهم كذبا
…
إن المنى إنما يوجدن كالحلم
ولت رجال بني شهِرّان تتبعها
…
خضراء يرمونها بالنبل عن شمم
والزاعبية تكفيهم وقد جعلت
…
فيهم نوافذ لا يرقعن بالدسم
ظلت يحابر تدعي وسط أرحلنا
…
والمستميتون من حاء ومن حكم
حتى تولوا وقد كانت غنيمتهم
…
طعنا وضربا عريضا غير مقتسم
(1)
وانظر ديوانه ص 64.
(2)
شهران وناهس وأكلب كان عليهم أنس بن مدرك الخثعمي.
(3)
السنور: لبوس يلبس في الحرب كالدروع.
(4)
رجل الرجل: فهو راجل ورجل الرجل أيضًا اسم جمع عند سيبويه.
(5)
العلم. جبل.
وقال عامر بن الطفيل
(1)
:
أتونا بشهِرّان العريضة كلها
…
وأكلبها في مثل بكر بن وائل
فبتنا ومن ينزل به مثل ضيفنا
…
يبت عن قرى أضيافه غير غافل
أعاذل لو كان البداد لقوتلوا
…
ولكن أتانا كل جن وخابل
وخَثْعم حي يعدلون بمذحج
…
وهل نحن إلَّا مثل إحدى القبائل
وأسرع القتل في الفريقين جميعًا، فافترقوا، ولم يستقل بعضهم عن بعض غنيمة، وكان الصبر والشرف لبني عامر.
- يوم القرن: قال البكري: "القرن جبل معروف كانت فيه وقعة لغَطَفان علي بني كِنَانة فهو يوم القرن"
(2)
.
وقال ياقوت
(3)
: "جبل معروف كان به يوم بني قرن علي بني عامر بن صعصعة لغَطَفان".
وقال القلقشندي
(4)
: ويوم القرين بين خَثْعم وكنانة". وأراه تصحيف القرن.
وقال عمر رضا كحالة: "يوم القرن وهو جبل" كانت به موقعة بين خَثْعم وبني عامر، فكانت الغَلَبةُ لبني عامر"
(5)
.
وأقول: القرن جبل أسود اللون - منبسط القمة يقع في وسط بلاد أكلب في أسفل قرى شديق يبعد عن مدينة بيشة باتجاه المغرب 30 ميلًا يمر خط الأسفلت بحافته الجنوبية، وقد ذكره ابن الدمينة الأكلبي، وذكر هذا اليوم في معرض الافتخار بأيام قبيلته فقال:
(1)
انظر ديوانه، ص 91.
(2)
معجم ما استعجم ج 3، ص 1068.
(3)
معجم البلدان، ج 4، ص 332.
(4)
نهاية الأرب، ص 407.
(5)
معجم قبائل العرب، ج 1، ص 332.
ويوم القرن نصت ألف قيس
…
ثلاثونا فأجلوا نادمينا
وَعَدَّ النّاسُ قتلاهم وكانوا
…
على ما عُدَّ مِنَّا مضعفينا
ومنهم خالد طاحت يداه
…
وهامة جابرَ لما انتضينا
(1)
وبهذا نؤيد القائلين بأنه بين خَثْعم وبني عامر.
- يوم الفرز
وكان بين خَثْعم وبني كلاب وهم أحد البطون العامرية، وسببه أن خَثْعم قتلت الصميل أخا ذي الجوشن الكلابي يوم فيف الريح، فقد طعنه عمرو بن صبيح النهدي وهو يجود بنفسه، حتى ألقاه فرسه إلى جانب الوادي فمر به رجل من خَثْعم فأجهز عليه وأخذ درعه وفرسه فغزا ذو الجوشن خثعما وسانده عُيينة بن حصن الفزاري على أنَّ لذي الجوشن الدماء، ولعينة الغنائم، فغزوا خَثْعم جميعًا فلقوها بالفرز - وهو جبل - فاقتتلا وأثخنا وغنما، وأن حمران توقل في الجبل فجعلوا يأمرونه أن يستأسر، فأنشأ يقول وهو يقاتل:
أقسمت لا أقتل إلَّا حرا
…
إني رأيت الموت شيئا مرا
أكره أن أخدع أوأغرا
فقتل، فقالت أخته ترثيه:
ويل حمران أخا مضنه
…
أوفى على الخير ولم يمنه
والطاعن النَّجلاء مرثعنِه
…
عاندِها مِثلُ وكيف الشَّنَّه
(2)
وكان هناك أيام كثيرة بين خَثْعم وبني عامر بحكم تجاوزهم في المنازل والديار إلَّا أن كتب التاريخ لَمْ تفصل القول فيها ومن هذه الأيام، ما ذكره عامر ابن الطفيل في معرض الافتخار ومن ذلك قوله:
ونحن صبحنا حي أسماء غارة
…
ابالت حبالي الحي من وقعها دما
وبالنقع من وادي أبيدة جاهرت
…
أنيسا وقد أردين سادة خثعما
(1)
الديوان، ص 156، تحقيق: راتب النفاخ.
(2)
محمد بن حبيب "أسماء المغتالين" تحقيق عبد السلام هارون، ج 2، ص 243.
قال الشارح: أبيدة أرض خَثْعم ويريد أنس بن مدرك الخثعمي
(1)
، وهذا يعني أنهم قاتلوا قبائل خَثْعم وانتصروا عليهم.
وقوله:
يا لهفي على ماضل سعيي
…
وسيري في الهواجر ما أقيل
فإن الحي خَثْعم أحرزتهم
…
رماحهم وتنذرهم سلول
بمخرجنا فلا يخفى عليهم
…
ويأتيهم بعورتنا الدليل
ولو أني أطعت لكان مني
…
لمدرك أكلب يوم طويل
(2)
فهو يتلهف لأنَّ قومه لَمْ يطيعوه فلم يكن النصر حليفه ومدرك أكلب الوارد في النص هو أبو أنس بن مدرك الأكلبي فارس خَثْعم وسيدها في الجاهلية والإسلام، ومضمون القصيدة يوحي بأن عامر بن الطفيل أغار بقومه على قبائل خَثْعم فهزمتهم فأخذ يلوم قومه.
ويقول أيضًا:
وبالكور إذ ثابت حلائب جعفر
…
إليكم وجاءت خَثْعم للتحاشد
لينتزعوا علقاتنا ثم يرتعوا
…
فاردت قناني منهم كل ماجد
فهو يذكر ما دار بينه وبين القوم ويعدد أفعاله وبلاءه في الحروب ردا على من ينكرون فضله ولم ينزلوه منزلته.
4 -
غزوة خَثْعم لقبيلة ثَقِيف
قال صاحب الأغاني
(3)
: "جمعت خَثْعم جموعا من اليمن وغزت ثقيفًا بالطائف فخرج إليهم غيلان بن سَلَمَة في ثَقِيف فقاتلهم قتالا شديدًا فهزمهم وقتل منهم مقتلة عظيمة وأسر عدة منهم وقال في ذلك:
ألا يا أخت خَثْعم خبرينا
…
بأي بلاء قوم تفخرينا
جلبنا الخيل من أكناف وج
…
ولبت نحوكم بالدار عينا"
(1)
البكري "معجم ما استعجم"، ج 1، ص 103.
(2)
الديوان، ص 98.
(3)
أبو الفرج الأصفهاني، ج 12، ص 45.
وثقيف قبيلة تسكن الطائف وقد حدث بينها وبين قبائل خَثْعم بعض الأيام والغزوات، إلَّا أن مصادر التاريخ لَمْ تحفظ لنا سوى أخبار هذه الغزوة، والباحث يستنتج من هذه الغزوة أمرين:
أولهما: أن هناك أيامًا آخر بين القبيلتين لكنها ضاعت مع ما ضاع من أخبار العرب فمن البدهي أن هناك أحداثا وأياما وقعت قبل هذه الغزوة مما جعل خَثْعم تحشد أحلافها وتقصد هذه القبيلة في بلادها.
وثانيهما: قوة قبائل خَثْعم واتساع نفوذها في ذلك الوقت مما جعلها تغزو قبيلة بعيدة عن بلادها.
5 -
خَثْعم وبنو سُلَيْم
لقد خاضت خَثْعم حروبًا مع قبيلة بني سُلَيْم، ولكن مصادر التاريخ التي تحت يدي لَمْ تفصل هذه الحروب والأيام ولكن كما يقال "الشعر سجل العرب" فقد وردت بعض النصوص الشعرية التي تذكر بعض هذه الأيام دون تفصيل وتوضيح، ومن ذلك ما أورد عباس بن مِرْدَاس السُّلَمي - وهو من فرسان سُلَيْم وشجعانها المشهورين - مفتخرا به أمام خفاف بن عمير السُّلَمي:
إني رأيت خفافا ليس يهنئه
…
شيء سوى شتم عباس بن مِرْدَاس
مهلا خفاف فإن الحق معضبة
…
والحمق ليس له في النّاس من آسي
سائل سُلَيْما إذا ما غارت لحقت
…
منها فوارس حشد غير أنكاس
من خَثْعم وزبيد أو بني قطن
…
أو رهط فروة دهرا أوشحا النّاس
ينبو من الفارس الحامي حقيقته
…
إذا أتوك بحسام غير عباس
(1)
ومن قوله:
أبلغ قحافة عنا في ديارهم
…
والحرب تكشر من ناب وأضراس
إنا قتلنا بترج من سراتهم
…
سبعين مقتتلا صرعى بعباس
(2)
(1)
أبو الفرج الأصفهاني "الأغاني"، ج 18، ص 94.
(2)
البكري "معجم ما استعجم"، ج 1، ص 293.
وسبب هذه الأبيات أن ريطة بنت عباس الأصم قد رثت أباها وكانت خَثْعم قد قتلته فأدرك بثأره عباس بن مِرْدَاس وقال هذه الأبيات مخاطبًا قحافة وهم بطن من شهِرّان.
6 -
خَثْعم وزبيد
قبيلة زبيد من أحلاف خَثْعم ولكن طبيعة الجاهلية وظروفها تفرض على الجاهلي النهب والاعتداء حتى على أخيه على قول الشاعر:
وأحيانا على بكر أخينا
…
إذا ما لم نجد إلَّا أخانا
ولكن سرعان ما تنقلب الموازين وتتغير المواقف عندما يكون الاعتداء من خارج حدود القبيلة الواحدة أو الحلف المتفق عليه. ومن الأيام التي حدثت بين قبيلة زبيد وقبيلة خَثْعم فيما بينهم ما ذكره الأصفهاني فقال
(1)
: "روي علي بن محمد المدائني عن زيد بن قحيف الكلابي قال: سمعت أشياخنا يزعمون أن عمرو ابن مَعْد يكرب، كان يقال له "مائق بني زبيد" فبلغهم أن خثعما تريدهم، فتأهبوا لهم، وجمع مَعْد يكرب بني زبيد، فدخل عمرو على اخته فقال: أشبعيني إني غدا لكتيبة، قال: فجاء مَعْد يكرب فأخبرته ابنته فقال: هذا المائق يقول ذاك؟ قالت: نعم: فسليه ما يشبعه. فسألته فقال: فرق من ذرة وعنز رباعية، قال: وكان الفرق يومئذ ثلاثة أصوع فصنع له ذلك، وذبح العنز وهيأ له الطعام. قال: فجلس عليه فسلته جميعًا وأتتهم خَثْعم في الصباح فلقوهم، وجاء عمرو فرمي بنفسه، ثم رفع رأسه فإذا لواء أبيه قائم، فوضع رأسه فإذا لواء أبيه قد زال، فقام كأنه سرحة محترقة، فتلقى أباه وقد انهزموا فقال: أنزل عنها
(2)
فاليوم ظلم
(3)
فقال له: إليك يا مائق؟ فقال له بنو زبيد: خله أيها الرجل وما يريد، فإن قتل كفيت مؤنته، وإن ظهر فهو لك. فألقى إليه سلاحه فركب، ثم رمى خثعما بنفسه حتى خرج من بين أظهرهم، ثم كر عليهم وفعل ذلك مرارًا وحملت عليهم بنو زبيد فانهزمت خَثْعم وقهروا، فقيل له يومئذ فارس زبيد".
(1)
الأغاني، ج 15، ص 201.
(2)
عنها: أي الفُرس.
(3)
اليوم ظلم: عبارة يقولها العرب بمعنى حقًّا.
7 -
مشاركة خَثْعم في يوم الكلاب الثاني
هذا اليوم لتميم على مَذْحِج وكان من حديثه فيما ذكره أبو عبيدة عن أبي عمرو بن العلاء وهشام بن الكلبي. قالوا: لما أوقع كِسرى ببني تميم يوم الصفا بالمشقر فقتل المقاتلة وبقيت الأموال والذراري، بلغ ذلك مذحجا، فمشى بعضهم إلى بعض وقالوا: اغتنموا بني تميم، ثم بعثوا الرسل في قبائل اليمن وأحلافها من قُضَاعة، فقالت: مَذْحِج للمأمور الحارثي، وهو كاهن: ما ترى؟ فقال لهم: لا تغزوا بني تميم، فإنهم يسيرون أغبابا، ويردون مياها جبابا، فتكون غنيمتكم ترابا، قال أبو عبيدة: فذكر أنه اجتمع من مَذْحِج ولفها اثنا عشر ألفًا، وكان رئيس مَذْحِج عبد يغوث بن صلاءة، ورئيس همدان يقال له مسرح، ورئيس كِنْدة البراء ابن قيس بن الحارث فأقبلوا إلى تميم، فبلغ ذلك سعدا والرباب، فانطلق ناس من أشرافهم إلى أكثم بن صيفي وهو قاضي العرب يومئذ فاستشاروه فقال لهم: أقلوا الخلاف على أمرائكم، واعلموا أن كثرة الصباح من الفشل، والمرء يعجز لا محالة، يا قوم تثبتوا فإن أحزم الفريقين الركين، ورب عجلة تهب ريثا، واتزروا للحرب، وادعوا الليل، فإنه أخفى للويل، ولا جماعة لمن اختلف.
فلما انصرفوا من عند أكثم بن صيفي استعدوا للحرب، وأقبل أهل اليمن من بني الحارث من أشرافهم يزيد بن عبد المدان، ويزيد بن مخرم، ويزيد بن الطيثم، ويزيد بن هوبر، حتى إذا كانوا بتيمن نزلوا قريبًا من الكلاب
(1)
، وقد شارك، قبائل خَثْعم في هذا اليوم مع أحلافها قبائل اليمن ضد بني تميم. قال الأصمعي - معلقا على قول ذي الرَّمة:
وهو يوم أجزاع الكلاب تنازلوا
…
على جمع من ساقت مراد وحِمْيَر
ما كان بها حميري واحد، إنما كانت نهد وجرم وخَثْعم وبنو الحارث وبنو الحارث بن كعب
(2)
، وقد انهزمت قبائل خَثْعم مع قبائل اليمن في هذا اليوم وأسر عبد يغوث الحارثي سيد بني الحارث وقتل. قال البراء بن قيس الكندي معترفا بهذه الهزيمة ومعددا القبائل اليمنية المشاركة في هذا اليوم:
(1)
الأصفهاني "الأغاني"، ج 16، ص 355.
(2)
ديوان ذي الرّمة ص 146، ج 2، تحقيق عبد القدوس أبو صالح.
قتلتنا تميم يومًا جديدا
…
قتل عاد وذاك يوم الكلاب
يوم جئنا يسوقنا الحين سوقا
…
نحو قوم كأنهم أسد غاب
سرت في الأزد والمذاحج طُرًّا
…
بين صل وكاشر الأنياب
وبني كِنْدة الملوك ولخم
…
وجذام وحِمْيَر الأرباب
ومراد وخَثْعم وزبيد
…
وبني الحارث الطوال الرغاب
وحشدنا الصميم نرجو نهابا
…
فلقينا البوار دون النهاب
(1)
وأقول: إن هذا الاعتراف من الشاعر بهزيمة قومه وشجاعة عدوه لدليل واضح على صفاء عربيته، وشجاعة نفسه، وصدق تعامله، فلم يمنعه العداء من قول الصدق ولو كان في مصلحة أعدائه.
8 -
خَثْعم وصعاليك العرب
الصعاليك هم فئة من النّاس خرجوا على العادات والتقاليد المألوفة في المجتمع الجاهلي مما جعل المجتمع الجاهلي ينبذهم ويطردهم، وقد أجبرهم على ذلك بعض الظروف الاقتصادية والاجتماعية والنفسية ولهم مع خَثْعم مواقف كثيرة حفظت لنا كتب التراث بعضها، ومن أشهرهم السليك بن سلكة وكان فارسًا شجاعًا وشاعرًا مجيدًا فغير عجيب أن يعتق نفسه، ويغسل عنه صبغة العبودية وإن لزمه لقب الغراب، وابن الأمة، وابن السوداء، فهو من الفرسان الشجعان، ومن أبطال الجاهلية الأشداء يخشاه الفرسان وتخافه الأبطال، فعمرو بن معدي كرب على شجاعته، كان لا يخشى أن يغلبه أحد على ظعينته إذا سار بها في أرض العدنانية إلَّا أربعة من مُضَر منهم: العبدان عنترة والسليك، ويصفه عمرو بقوله: وأما السليك فبعيد الغارة كالليث الضاري" ويقدمه صاحب الأغاني بروايته عن المفضل فيقول: "وكان السليك من أشد رجال العرب وأنكرهم وأشعرهم"، وقد اشتهر السليك بغاراته البعيدة، منفردا أو مع أصحابه وكان لا يأتي ديار مُضَر العصبيته فيهم، وكانت اليمن والقبائل القحطانية هدفا لغزواته الكثيرة، فعانت من
(1)
أبو فرج الأصفهاني "الأغاني" ج 16، ص 366.
شره بنو شيبان وبنو ضبيعة في ديار ربيعَةَ، كما عانت من شره مراد وخَثْعم في أرض اليمن، وقد شهد له الأبطال والفرسان
(1)
.
وقال أبو عبيدة: "خرج سليك في الشهر الحرام حتى أتي سوق عكاظ، فلما اجمتع النّاس ألقى ثيابه ثم خرج متفضلا مترجلا، فجعل يطوف النّاس ويقول: من يصف لي منازل قومه وأصف له منازل قومي فلقيه قيس بن مكشوح المرادي فقال: أنا أصف لك منازل قومي، وصف لي منازل قومك، فتوافقا وتعاهدا ألا يتكاذبا، فقال قيس بن مكشوح: خذ بين مهب الجنوب والصبا ثم سر حتى لا تدري أين ظل الشجر فإذا انقطعت المياه فسر أربعًا حتى تبدو لك رملة وقف بينها الطريق فإنك ترد على قومي مراد وخَثْعم، فقال السليك: خذ بين مطلع سهيل ويد الجوزاء اليسراء العاقد لها أفق السماء، فثم منازل قومي بني سعد ابن زيد مناة، ثم خرج السليك ببعض قومه يريد جهة اليمن ومعه رجل يقال له صرد فلما دنوا من بلاد خَثْعم ضلت ناقة صرد في جوف الليل، فخرج في طلبها فأصابه أناس حين أصبح فإذا هم مراد وخَثْعم فأسروه ولحقه السليك فاقتتلوا قتالا شديدًا، وكان أول من لقيه قيس بن مكشوح المرادي فأسره السليك بعد أن ضربه ضربة أشرفت على نفسه وأصاب من نعمهم هو وأصحابه"
(2)
، وقد كانت نهاية هذا الصعلوك الشجاع على يد خَثْعم، فقد قتله سيدها وفارسها أنس بن مدرك الأكلبي وفي سبب قتله روايتان الأولى عن السكري والثانية عن أبي عبيدة. قال السكري في خبر مقتله: "إنه لقي رجلًا من خَثْعم في أرض يقال لها: فخة بين أرض عثيل وسعد تميم، وكان يقال للرجل مالك بن عمير بن ذراع فأخذه ومعه امرأة من خفاجة يقال لها النوار فقال له الخثعمي: أنا أفدي نفسي منك فقال له السليك: ذلك لك على ألا تخيس بي، ولا تطلع على أحدًا من خَثْعم، فحالفه على ذلك ورجع إلى قومه وخلفه امرأته رهينة معه وبلغ ذلك شبل بن قلادة بن عمرو بن سعد وأنس بن مدرك الخثعميين فخالفا إلى السليك فلم يشعر إلَّا وقد طرقاه في الخيل فأنشأ يقول:
(1)
محمد رضا مروة، "الصعاليك في العصر الجاهلي"، ص 16.
(2)
أبو فرج الأصفهاني "الأغاني"، ج 2، ص 394.
من مبلغ جذمي بأني مقتول
…
يا رب نهب قد حويت عثكول
ورب قرن قد تركت مجدول
قال أنس للشبل: إن شئت كفيتك القوم واكفني الرجل وإن شئت اكفني القوم وأكفك الرجل. قال: بل أكفيك القوم فشد أنس على السليك فقتله، وقتل شبل أصحابه
(1)
.
وقال أبو عبيدة: "حدثني المنتجع بن نبهان قال: كان السليك يعطي عبد الملك بن مويلك الخثعمي إتاوة من غنائمه على أنَّ يجيره فيتجاوز بلاد خَثْعم إلى من وراءهم من أهل اليمن فيغير عليهم، فمر قافلا من غزوة فإذا بيت من خَثْعم أهله خلوف وفيه امرأة شابة فسألها عن الحي فأخبرته فتسنمها؛ أي علاها ثم جلس حجرة، ثم التقم الحجة فبادرت إلى الماء فأخبرت القوم فركب أنس بن مدرك الخثعمي في طلبه ولحقه وقتله فقال عبد الملك: والله لأقتلن قاتله أو ليدينه فقال أنس: والله لا أديه ولا كرامة ولو طلب في ديته عقالا لما أعطيته وقال في ذلك:
إني وقتلي سليكا ثم أعقله
…
كالثور يُضرب لما عاقت البقر
غضبت للمرء إذ غُشَيتْ حليلته
…
وإذ يشد على وجعائها الثفر
إني لتارك هامات بمجزرة
…
لا يزدهيني سواد الليل والقمر
أغشي الحروب وسربالي مضاعفة
…
تغشى البنان وسيفي صارم ذكر
(2)
وهذه الرواية أقرب إلى الحقيقة من الأولى.
أخبارهم مع صعاليك فهم
ومن أخبار خَثْعم مع صعاليك فهم الشيء الكثير، قال صاحب الأغاني
(3)
: فلما انقضت الأشهر الحرم خرج تأبط والمسيب بن كلاب في ستة نفر يريدون الغارة على بجيلة، والأخذ بثأر صاحبيهم عمرو بن كلاب وسعد بن الأشرس،
(1)
أبو فرج الأصفهاني "الأغاني"، ج 20، ص 40.
(2)
المصدر نفسه، ج 20، ص 401.
(3)
أبو فرج الأصفهاني "الأغاني"، ج 20، ص 169 - 171.
فخرج تأبط شرا والمسيب بن كلاب وعامر بن الأخنس وعمرو بن براق ومرة بن خليف والشنفري بن مالك، والسمع وكعب حدار ابنا جابر أخو تأبط، فساروا حتى غاروا على العوص، فقتلوا منهم ثلاثة نفر: فارسين وراجلا، واطردوا لهم إيلا وأخذوا منهم امرأتين فمضوا بما غنموا، حتى إذا كانوا على يوم وليلة من قومهم عرضت لهم خَثْعم في نحو من أربعين، فيهم أبي بن جابر الخثعمي، وهو رئيس القوم فقال تأبط: يا قوم لا تسلموا لهم ما في أيديكم حتى تبلوا عذرا، وقال لعامر بن الأخنس: عليكم بصدق الضراب وقد أدركتم بثأركم، وقال المسيب: "اصدقوا القوم الحملة، وإياكم والفشل، وقال عمرو بن براق: ابذلوا مهجكم ساعة، فإن النصر عند الصبر، وقال الشنفري:
نحن الصعاليك الحماة البزل
…
إذا لقينا لا نرى نهلل
وقال مُرّة بن خليف:
يا ثابت الخير ويابن الأخنس
…
ويابن براق الكريم الأشوس
والشنفرى عند حدود الأنفس
…
أنا ابن حامي السرب في المغمس
نحن مساعير الحروب الضرس
وقال كعب حذار أخو تأبط:
يا قوم أما إذا لقيتم فاصبروا
…
ولا تخيموا جزعا فتدبروا
وقال السمع أخو تأبط:
يا قوم كونوا عندها أحرارا
…
ولا تسلموا العون والبكارا
والقناعيس ولا العشار
…
الخثعم وفد دعوا غرارا
ساقوهم الموت معا أحرارا
…
وافتخروا الدهر بها افتخارا
فلما سمع تأبط مقالتهم، قال: بأبي أنتم وأمي، نعم الحماة إذا جد الجد، أما إذا أجمع رأيكم على قتال القوم فاحملوا ولا تتفرقوا، فإن القوم أكثر منكم، فحملوا فقتلوا منهم، ثم كروا الثانية فقتلوا، ثم كروا الثالثة فقتلوا فانهزمت خَثْعم
وتفرقت في رؤوس الجبال، ومضي تأبط وأصحابه بما غنموا وأسلاب من قتلوا، فقال تأبط في ذلك:
جزى الله فتيانا على العوص أشرقت
…
سيوفهم تحت العجاجة بالدم
وقد لاح ضوء الفجر عرضا كأنه
…
بلمحته إقراب أبلق أدهم
فإن شفاء الداء إدراك ذحلة
…
صباحًا على اثار حوم عرمرم
وضأربتم بالسفح إذ عارضتهم
…
قبائل من أبناء قسر وخَثْعم
ضرابا عدا منه ابن حاجز هاربا
…
ذُرا الصخر في جوف الوجين المديم
(1)
ولم يكتف تأبط شرا وأصحابه الصعاليك بهذه الغارة بل عاودوها مُرّة أخرى. قال صاحب الأغاني: "وذكروا أن تأبط شرا أغار على خَثْعم فقال كاهن لهم أروني أثره حتى آخذه لكم فلا يبرح حتى تأخذوه، فكفئوا على أثره جفنة، ثم أرسلوا إلى الكاهن فلما رأى أثره قال: هذا ما لا يجوز في حاحبه الأخذ"
(2)
فقال تأبط شرا:
ألا أبلغ بني فهم بن عمرو
…
على طول التنائي والمقالة
مقال الكاهن الجاميّ لما
…
رأى أثري وقد أنهبت ماله
رأي قدَميّ وقعهما حثيث
…
كتحليل الظليم دعا رئالة
أرى بهما عذابًا كل عام
…
الخثعم أو بجيلة أو ثمالة
وشر كان صب على هُذيل
…
إذا علقت حبالهم حباله
ويم الأزد منهم شر يوم
…
إذا بعدوا فقد صدقت قاله
(3)
وأغار تأبط شرا وحده على خَثْعم، فبينما هو يطوف إذا مر بغلام يتصيد الأرانب، معه قوسه ونبله، فلما رآه تأبط شرا أهوى ليأخذه، فرماه الغلام فأصاب يده اليسري، وضربه تأبط شرا فقتله، فقال أحد قوم المقتول:
(1)
الأصفهاني "الأغاني"، ج 21، ص 153.
(2)
المصدر نفسه، ج 21، ص 157.
(3)
الأصفهاني "الأغاني"، ج 21، ص 157.
وكادت وبيت الله أطناب ثابت
…
تقوض عن ليلى وتبكي النوائح
تمني فتي مِنَّا يلاقي ولم يكد
…
غلام نمته المحصنات الصرائح
غلام نمي فوق الخماسي قدره
…
ودون الذي قد ترتجيه النواكح
فإن تك نالته خطاطيف كفه
…
بأبيض قصال نمي وهو فادح
فقد شد في إحدى يديه كنانه
…
يداوي لها في أسود القلب قادح
(1)
أخبارهم مع حاجز بن عوف الأزدي
هو حاجز بن عوف بن الحارث بن الأختم شاعر جاهلي، ليس من مشهوري الشعراء، وهوأحد الصعاليك المغيرين على قبائل العرب وممن يعدو على رجليه عدوا يسبق به الخيل، سأله والده أن يخبره باشد عدوه فقال:"أفزعني خَثْعم فنزوت نزوات" ثم استفزتني الخيل واصطف لي ظبيان فجعلت أنهنههما بيدي عن الطريق لضيقه ومنعاني أن أتجاوزهما في العدو لضيق الطريق حتى اتسع واتسعت بنا فسبقتهما فقال له: فهل جارك أحد في العدو قال: ما رأيت أحدًا جاراني إلَّا أطيلس أغيبر من البقوم فإنا عدونا معا فلم أقدر على سبقه
(2)
.
وكان هذا الرجل كثير الغارات على خَثْعم، وله معهم أخبار كثيرة فقد كان يجمع عليهم القبائل فيغزوهم. قال أبو عمرو
(3)
: جمع حاجز ناسًا من فهم وعدوان فدلهم على خَثْعم فأصابوا منهم غرة وغنموا ما شاءوا فبلغ حاجزا أنهم يتوعدونه ويرصدونه فقال:
إني من أرعاكم وبروقكم
…
وإيعادكم بالقتل صم مسامعي
وإني دليل غير مخف دلالتي
…
على ألف بيت جدهم غير خاشع
ترى البيض يركضن المجاسد بالضحى
…
كذا كل مشبوح الذراعين نازع
على أي شيء لا أبا لأبيكم
…
تشيرون نحوي نحوكم بالأصابع
(1)
المصدر نفسه ج 21، ص 155.
(2)
أبو فرج الأصفهاني "الأغاني"، ج 12، ص 47.
(3)
المصدر نفسه ج 12، ص 48.
أورد صاحب الأغاني قال أبو عمرو: أغارت خَثْعم علي بني سلامان وفيهم عمرو بن مَعْد يكرب وقد استنجدت به خَثْعم علي بني سلامان فالتقوا فطعن عمرو بن مَعْد يكرب حاجزا فأنفذ فخذه فصاح حاجز يا آل الأزد فندم عمرو وقال: خرجت غازيا ففجعت اهلي وانصرف فقال غزيل الخثعمي يذكر طعنة عمرو حاجزا فقال:
أعجز حاجز منا وفيه
…
مشلشلة كحاشية الإِزار
فعز علي ما أعجزت مني
…
وقد أقسمت لا يضر بك ضار
فأجابه حاجز فقال:
إن تذكروا يوم القري فإنه
…
بواءُ بأيام كثير عديدها
فنحن أبحنا بالشخيصة واهنا
…
جهارا فجئنا بالنساء نقودها
(1)
قال أبو عمرو: "بينما حاجز في بعض غزواته إذ أحاطت به خَثْعم وكان معه بشير ابن أخيه فقال له يا بشير ما تشير، قال دعهم حتى يشربوا ويقفلوا ويمضوا ونمضي معهم فيظنونا بعضهم ففعلا، وكانت في ساق حاجز شامة فنظرت إليها امرأة من خَثْعم فصاحت يا آل خَثْعم هذا حاجز فطاروا يتبعونه فقالت لهم عجوز منهم كانت ساحرَّة أكفيكم سلاحه أو عدوه فقالوا: لا نريد أن تكفينا عدوه فإن معنا عوفا وهو بعدو مثله ولكن اكفينا سلاحه فسحرت لهم سلاحه وتبعه عوف بن الأغر بن همام بن الأسر بن عبد الحارث بن واهب بن مالك بن صعب ابن الفزع الخثعمي حتى قاربه فصاحت به خَثْعم يا عوف أرم حاجزا فلم يقدر عليه، وجبن فغضبوا وصاحوا يا حاجز لك الذمام فاقتل عوفا فإنه قد فضحنا فنزع في قوسه ليرميه فانقطع وتره؛ لأنَّ المرأة كانت قد سحرت سلاحه فأخذ قوس بشير ابن أخيه فنزع فيها فانكسرت وهربا من القوم ففاتاهم ووجد حاجز بعيرًا في طريقه فركبه فلم يسر في الطريق الذي يريده ونحا به نحو خَثْعم فنزل حاجز عنه وقال في ذلك شعرًا"
(2)
. وقد كان هذا الصعلوك مع غاراته وشجاعته كثير الفرار
(1)
أبو فرج الأصفهاني "الأغاني"، ج 12، ص 49.
(2)
المصدر نفسه ج 12، ص 47.
عندما يحس بخطورة الموقف، فقد لقي عامرا فهرب منهم، وفر من خَثْعم وتبعه الموقع الخثعمي الأكلبي ففاته حاجز وقال في ذلك:
وكأنما تبع الفوارس أرنبا
…
أو ظبي رابية خفافا أشعبا
وكأنما طردوا بذي نمراته
…
صدغا من الأروى أُحسَّ مكلبا
اعجزت منهم والأكف تنالني
…
ومضت حياضهم وآبوا خُيَّبا
أدعو شنوءة غثها وسمينها
…
ودعا المرقع يوم ذلك أكلبا
(1)
9 -
يوم الكوم
هذا اليوم كان الباهلة على بلحارث ومراد وخَثْعم، وقد افتخر به جزء بن رباح الباهلي فقال:
ألا زعمت عِلاقةُ أَنَّ سيفي
…
يُفِلَّلُ غربة الرأس الحليق
فلو شهدت غداة الكوم قالت
…
هو العضب المهذرمة العتيق
يسوقهم أبو طلق إلينا
…
وما يدري وربك ما يسوق
قال الشارح: الكوم: يوم كان لباهلة على بلحارث ومراد وخَثْعم، وأبو طلق صاحب جيش بلحارث يوم الكوم
(2)
. ويجزم الجاسر أن الغلب في هذا اليوم كان لباهلة معتمدًا على سياق النص
(3)
. ويبدو لي أن هناك أيامًا كثيرة حدثت بين باهلة وهذه القبائل غير هذا اليوم لكننا لَمْ نعثر على تفاصيلها، لقد أنشد الأصمعي للحارثية ترثي من قتل من قومها في يوم كان الباهلة علي بني الحارث ومراد وخَثْعم:
شقيق وحرمي أراقا دماءَنا
…
وفارس هداج أشاب النواصبا
أرادت بشقيق وحرمي شقيق بن جزء بن رباح الباهلي وحرمي بن ضمرة النهشلي
(4)
.
(1)
الأصفهاني "الأغاني"، ج 12، ص 50.
(2)
الأخفش الصغير "الاختيارين"، تحقيق د. فخر الدين، ص 197.
(3)
حمد الجاسر "باهلة القبيلة المفترى عليها"، ص 236.
(4)
ابن منظور "لسان العرب"، ج 2، ص 389.
10 -
يوم القاع
القاع سهل منبسط في شفان، وشفان أرض تقع بين بيشة وأبها، وقد وقع فيه هذا اليوم بين قبائل خَثْعم وبكيل وحاشد، ولم نجد من المصادر ما يفصل أخبار هذا اليوم وأسبابه ودوافعه، ولا لمن كان الغلب فيه، إلَّا أنه ورد في شعر ابن الدمينة مفتخرا به فقال:
ويوم القاع من شفان جاءت
…
بكيل وحاشد متألبينا
وجئنا في مقدمة طحون
…
لها زجل تصم السامعينا
كأن هرير حملتنا عليهم
…
هرير النار أشعلت العرينا
تطايح هامهم بالبيض شتى
…
ونتبعهُنَّ حتى ينثنينا
بأسياف سقتها الجن مَلْسا
…
بأيديها وأخلصتِ المتونا
(1)
كما ذكره مالك بن حريم الهمداني فقال:
وخَثْعم أرويت القنا من دمائها
…
بشفان حتى سال كل مسيل
وليست هذه هي كل الأيام التي خاضتها قبائل بني خَثْعم عبر العصور التاريخية السابقة، بل إن هناك الكثير، والكثير من هذه الأيام ضاع سدي، ولم تمتد لها يد القدر بالحفظ والتدوين، بل ضاعت مع ما ضاع من تراثنا العربي الضخم، وأصبحت في ذاكرة النسيان، ومن هذه الأيام ما ذكره ابن الدمينة في جانب الفخر بقومه وعشيرته فقال في قصيدة طويلة بلغت 82 بيتًا منها
(2)
:
ألا يا أيها المعتد فخرا
…
هلم ألا أُخبّرُك اليقينا
فإنك إنْ فخرت ولم تصدق
…
حديثك آية للسائلينا
وإنك إن فخرت بغير شيء
…
ترد به حديث المبطلينا
فإن لخثعم آيات نعمي
…
أمارات الهدى نورا مبينا
ومن آيات ربك أن ترانا
…
بمسكنة القبائل مارضينا
ونك إن ترى منا فقيرا
…
يُضيفُ غَنِيَّ قوم آخرينا
وإنَّ الجار ينبت في ثرانا
…
ونَعجل بالقرى للنازلينا
وإنا لن نصاحب ركب قوم
…
ولا أصحاب سجن ماحيينا
فيختلطوا بنا إلَّا افترقنا
…
عليهم بالسماحة مفضلينا
(1)
ديوانه - تحقيق أحمد راتب النفاخ، ص 157.
(2)
المصدر نفسه، ص 151.
وقال أيضًا في الفخر بقبيلته:
وخَثْعم قومي مامن النّاس معشر
…
أعم ندى منهم وأنجى لخائف
وأفدى لمغلول وأوفى بذمة
…
وأوقي لضيم عن نقيل محالف
وأجبر للمولى إذا رق عظمه
…
وأسرع غوثا يوم هيجا لهاتف
إذا حاربوا شدوا على ثروة العدى
…
جهارا ولم يغزوا فرود الخوالف
فإن يسألوا المعروف لا يبخلوا به
…
ولم يدفعوا طُلابه بالحسائف
(1)
وخَثْعم قبيلة عريقة النسب، قوية الجانب، أنصفها أعداؤها ومجاوروها، وعرفوا قدرها ومنزلتها، ومن ذلك قول عبد الله بن همام السلولي يمدح بعض أصحابه:
كأنهم في العز قيس وخَثْعم
…
وهل أنتم إلَّا لئام عوارك
(2)
وقال رجل من ثمالة يهجو دريد بن الصِّمَّة بعد أن أبطأ في رد إبله وكانت خَثْعم قد أخذتها
(3)
:
كساك دُريد الدهر ثوب خزاية
…
وجدّعك الحامي حقيقته أنس
دع الخيل والسُّمر الطَّوال لخثعم
…
فما أنت والرمح الطويل وما الفُرس
وما أنت والغزو المُتابع للعدا
…
وهمُّك سوق العود والدلو والمرس
ب - في العهد الإسلامي
كانت قبائل خَثْعم كغيرها من القبائل العربية بعيدة عن عبادة الخالق سبحانه وتعالى تعبد الأصنام، وكان لها صنم خاص في بلادها يطلق عليه صنم ذي الخلصة، وهو أشهر الأصنام عند القبائل اليمنية بما جعله يطلق عليه الكعبة اليمانية، وكانت هذه القبائل تقوم برعايته والحفاظ عليه، وتدفع الغالي والنفيس عند المساس بحرمته، مما جعلها تضحي بمائتين من أبنائها عندما أتى إليه جرير البجلي. قال أبو المنذر
(4)
: "ومن أصنام العرب ذو الخلصة وكانت مروة بيضاء
(1)
ديوانه ص 140، تحقيق: د. أحمد راتب النفاخ.
(2)
محمد بن سلَّام الجمحي "طبقات فحول الشعراء" ج 2، ص 637، تحقيق محمود شاكر.
(3)
أبو فرج الأصفهاني "الأغاني"، ج 10، ص 42.
(4)
الأصنام، ص 34.
منقوشة عليها كهيئة التاج، وكانت بتبالة بين مكة واليمن وكانت تعظمها وتهدي لها خَثْعم وبجيلة وأزد السراة ومن قاربهم من بطون العرب ومن هَوَازِن".
وظلت هذه القبيلة كغيرها من القبائل العربية على عبادة صنمها حتى أشرقت شمس الإسلام وبدأ كوكب الوثنية يتضعضع، وأخذ الإسلام في الانتشار في المدينة ومكة، وعلى الرغم من انشغال الرسول الكريم بأمور الدعوة وفتح مكة وتوافد الوفود عليه تعلن إسلامها لَمْ يغفل عن أمر الكعبة اليمانية وخطر هذا الصنم على قبائل اليمن وعلى الإسلام، فلما قدم عليه جرير بن عبد الله البجلي يوم فتح مكة مسلمًا قال: يا جرير ألا تكفيني ذا الخلصة؟ فقال: بلِّي، فوجهه إليه فخرج حتى أتى بني أحمس من بُجيلة فسار بهم إليه فقاتلته خَثْعم وقتل مائتين من بني قحافة بن عامر بن خَثْعم وظفر بهم وهزمهم وهدم بنيان ذي الخلصة وأضرم فيه النار فاحترق، فقالت امرأة من خَثْعم:
وبنو أمامة بالولية صرعوا
…
شملا يعالج كلهم أُنبوبا
جاؤوا لبيضتهم فلاقوا دونها
…
أسدا يقب لدى السيوف قبيا
قسم المذلة بين نسوة خَثْعم
…
فتيان أحمس قسمة تشعيبا
(1)
وورد في كتاب المغازي عن جرير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا تريحني من ذي الخلصة وكان بيتًا في خَثْعم يسمى الكعبة اليمانية، فانطلق في خمسين ومائة فارس من أحمس وكانوا أصحاب خيل، وكنت لا أثبت على الخيل فضرب صدري حتى رأيت أثر أصابعه في صدري وقال: اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا، فانطلق إليها فكسرها وحرقها ثم بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: والذي بعثك بالحق ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجرب، فقال: فبارك في خيل أحمس ورجالها خمس مرات"
(2)
، وأورد الواقدي ما نصه
(3)
: "أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بعث قطبة ابن عامر بن حديدة في عشرين رجلًا إلى حي من خَثْعم بناحية تبالة، وأمره أن يشن الغارة عليهم، وأن يسير الليل ويكمن النهار، وأمره أن يفذ السير فخرجوا
(1)
ياقوت الحموي "معجم البلدان"، ج 2، ص 381.
(2)
"صحيح البخاري" ج 5، ص 111.
(3)
المغاري، ج 2، ص 754، تحقيق د. مارسون جونسن.
على عشرة أبعرة يعتقبونها، وقد غيبوا السلاح، فأخذوا على الفتق حتى انتهوا إلى بطن مسحب فأخذوا رجلًا فسألوه فاستعجم عليهم، فجعل يصيح بالحاضر، فقدمه قطبة فضرب عنقه، ثم قاموا حتى كان ساعة من الليل، فخرج رجل منهم فيجد حاضر نعم، فيه النعم والشاء، فرجع إلى أصحابه فأخبرهم، فأقبل القوم يدبون دبيبا يخافون الحرس، حتى انتهوا إلى الحاضر وقد ناموا وهدأوا، فكبروا وشنوا فخرج إليهم رجال الحاضر فاقتتلوا قتالا شديدًا حتى كثرت الجراح في الفريقين، وأصبحوا وجاء الخثعميون الدهم
(1)
فحال بينهم سيل أتي، فما قدر رجل واحد منهم يمضي حتى أتي قطبة على أهل الحاضر، فأقبل بالنعم والشاء والنساء إلى المدينة وكان في صفر سنة تسع".
ومن هذه النصوص ندرك أن قبائل خَثْعم عارضت في بداية أمرها - كغيرها من القبائل - دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم وحاربت قادته الذين أرسلهم لدعوتها ودافعت عن صنمها ذي الخلصة دفاعا شديدًا أفقدها مائتي رجل من رجالها، ولكن الله سبحانه وتعالى أراد أن يشرفها بالإسلام وأن يحقق دعوة نبيه صلى الله عليه وسلم لجرير بن عبد الله "بأن يجعله هاديا مهديا" فانتصر عليهم وهزمهم وهدم بنيان ذي الخلصة وأضرم فيه النار، فخابت آمال الخثعميين ومن اتبعهم من قبائل اليمن في صنمهم وزالت قدسيته من قلوبهم وعرفوا الحق المبين، واستجابوا لندائه فوفدوا ضمن وفود القبائل الأخرى يتقدمهم أنس بن مدرك الأكلبي وعثعث بن زحر معلنين إسلامهم وطاعتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أورد ابن سعد ذلك فقال:"وفد عثعث بن زحر وأنس بن مدرك من رجال خَثْعم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما هدم جرير بن عبد الله ذا الخلصة وقتل من قتل من خَثْعم فقالوا: آمنا بالله ورسوله وما جاء من عند الله فاكتب لنا كتابًا نتبع ما فيه فكتب لهم كتابًا شهد فيه جرير بن عبد الله ومن حضر"
(2)
.
(1)
الدهم: العدد الكثير.
(2)
الطبقات الكبرى، ج 1، ص 348.
قتالهم مع أهل جرش
قال ابن إسحاق
(1)
: "وقدم على رسول الله صرد بن عبد الله الأزدي فأسلم، وحسن إسلامه في وفد من الأزد فأمَّره الرسول على من أسلم من قومه، وأمره أن يجاهد أهل الشرك من قبائل اليمن فخرج صرد بن عبد الله يسير بأمر رسول الله حتى نزل بجرش، وهي يومئذ مدينة مغلقة، وبها قبائل اليمن، وقد صوت إليهم خَثْعم فدخلوها معهم حين سمعوا بسير المسلمين إليهم فحاصروهم فيها قريبًا من شهر، وامتنعوا فيها منه ثم رجع عنهم قافلا حتى إذا كان على جبل لهم يقال له شكر، ظن أهل جرش أنه إنما ولى عنهم منهزما، فخرجوا في طلبه، حتى إذا أدركوه عطف عليهم فقاتلهم قتالا شديدًا"، فقال في تلك الغزوة رجل من الأزد
(2)
، وكانت خَثْعم تصيب من الأزد في الجاهلية وكانوا يعدون في الشهر الحرام:
يا غزوة ما غزونا غير خائبة
…
فيها البغال وفيها الخيل والحمر
حتى أتينا حِمْيرا في مصانعها
…
وجمع خَثْعم قد شاعت لها النذر
إذا وضعت غليلا كنت أحمله
…
فما أبالي أدانوا بعد أم كفروا
ارتداد خَثْعم سنة 11 هـ، وقتالها عثمان بن أبي العاص:
فقد ذكر الطبري
(3)
: في خبر المرتدين من قبائل اليمن أن عثمان بن أبي العاص بعث بعثا إلى شنوءة، وقد تجمعت بها جماع من الأزد وبجيلة وخَثْعم، عليهم حميضة بن النعمان وعلى أهل الطائف عثمان بن ربيعَةَ، فالتقوا بشنوءة، فهزموا تلك الجموع وتفرقوا عن حميضة وهرب حميضة في البلاد.
وأعتقد أن ارتداد خَثْعم المذكور سنة 11 هـ لا يشمل كل فروع هذه القبيلة بل بعض هذه الفروع.
على أنَّ الإسلام قد انتشر فيما بعد في بلادها فصدقت في إسلامها وقامت بمواقف مشرفة في نشر الإسلام أثناء الفتوحات الإسلامية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
(1)
ابن هشام "السيرة النبوية" ج 4، ص 229.
(2)
المصدر نفسه ج 4، ص 229.
(3)
تاريخ الرسل والملوك، ج 3، ص 320.
وعهد الخلفاء الراشدين ومن بعدهم، وفي هذه الصفحات نلقي الضوء على بعض هذه المواقف، ومنها:
1 -
موقفهم في يوم القادسية
حدثت القادسية في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة "14 هـ" بين جيوش المسلمين والفرس، وكان لهذه القبيلة في هذا اليوم دور بارز وبلاء حسن، فقد كان أحد رجالها أميرًا على الركبان في هذه الموقعة، وهو عبد الله بن ذي السهمين الخثعمي، كما أشاد بن ربيعَةَ الأكلبي الخثعمي بدوره فيها، فقال مخاطبا سعد بن أبي وقاص
(1)
:
أنخت بباب القادسية ناقتي
…
وسعد بن وقاص عليّ أمير
وسعد أمير شره دون خبره
…
وخير أمير بالعراق جرير
تذكر هداك الله وقع سيوفنا
…
بباب قُدَيس والمَكَرُّ عسير
عشية ود القوم لو أن بعضهم
…
يعار جناحي طائر فيطير
إذا ما فرغنا من قراع كتيبة
…
دلفنا لأخرى كالجبال تسير
ترى القوم فيها واجمين كأنهم
…
جمال بأحمال لهن زفير
فضاربتهم حتى تفرق جمعهم
…
وطاعنت إني بالطعان مهير
وعمروأبو ثور شهيد وهاشم
…
وقيس ونعمان الفني وجرير
2 -
قتالهم مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه في موقعة الجمل
.
بعد استشهاد عثمان بن عفان رضي الله عنه حدثت موقعة الجمل بين علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - والزبير بن العوام وعائشة بنت أبي بكر زوج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وقد شاركت هذه القبيلة ضمن أخواتها في مناصرة الإمام علي - كرم الله وجهه - قال الطبري
(2)
: "خرج إلى علي رضي الله عنه اثنا عشر ألف رجل منهم بُجيلة وأنمار وخَثْعم والأزد عليهم مخنف بن سُلَيْم الأزدي". وكانت راية خَثْعم ذلك اليوم مع ربيعَةَ بن شداد الخثعمي.
(1)
الأصفهاني "الأغاني"، ج 18، ص 234.
(2)
تاريخ الرسل والملوك، ج 4، ص 5.
3 -
انقسامهم سنة "37 هـ" إلى فرقتين
انقسمت خَثْعم في عهد خلافة علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - في السنة السابعة والثلاثين للهجرة النبوية فرقتين في معركة صفين فرقة حاربت مع علي، وفرقة حاربت مع معاوية بن أبي سفيان، قال الطبري
(1)
: "خرج معاوية بأهل الشام فأخذ علي يقول: من هذه القبيلة؟، فنسب له قبائل أهل الشام حتى عرفهم ورأى مراكزهم، فقال للأزد: اكفوني الأزد، وقال لخثعم: اكفوني خَثْعم، وأمر كل قبيلة من أهل العراق أن تكفيه أختها من أهل الشام".
4 -
قتالهم مع علي رضي الله عنه في يوم النهروان
حدث هذا اليوم بين علي رضي الله عنه والخوارج سنة "37 هـ" قال الطبري: "لما خرجت الخوارج من الكوفة أتى عليًّا أصحابه وشيعته فبايعوه وقالوا: نحن أولياء من واليت وأعداء من عاديت فشرط لهم في سنة رسول الله فجاء ربيعَةَ بن أبي شداد الخثعمي - وكان معه يوم الجمل وصفين ومعه راية خَثْعم - فقال له: بايع على كتاب الله وسنة رسوله فقال ربيعَةَ: وعلى سنة أبي بكر وعمر فقال له علي: ويلك لو أن أبا بكر وعمر عملا بغير كتاب الله وسنة رسوله لَمْ يكونا على شيء من الحق، فبايعه، فنظر إليه علي وقال: أما والله لكأني بك، وقد نفرت مع هذه الخوارج فقتلت وكأني بك وقد وطئتك الخيل بحوافرها، فقتل يوم النهروان مع خوارج البصرة"
(2)
.
5 -
قتالهم مع المختار الثقفي وعبيد الله بن زياد سنة 66 هـ
كانت قبيلة خَثْعم أيام الفتوحات الإسلامية قد تفرقت في البلدان ورحل بعضها إلى بلاد الشام والعراق وكان لكل قسم منها دور بارز أثناء الحركات السياسية بين القطرين. ومن ذلك قتال المختار ضد عبيد الله بن زياد، فقد شاركت هذه القبيلة بقسميها وحاربت بعضها البعض أثناء هذه الحروب، قال الطبري: "لما علم عبيد الله بن زياد بخروج يزيد بن أنس بالنّاس من الكوفة، فقد خرج بثلاثة
(1)
المصدر نفسه، ج 5، ص 14.
(2)
تاريخ الرسل والملوك، ج 5، ص 76.
آلاف فارس، قال عبيد الله: سأبعث إلى كل ألف ألفين، ودعا ربيعَةَ بن المخارق وعبد الله بن حملة الخثعمي ثم كتب إليهما؛ أيكما سبق فهو أمير على صاحبه، قال: فسبق ربيعَةَ بن المخارق فنزل بيزيد بن أنس وهو ببنات بلِّي، ثم إن ابن المخارق قاتل يزيد وقومه فهزموهم وخرجوا منهزمين حتى تلقاهم عبد الله بن حملة الخثعمي على مسيرة ساعة من تلك القرية فردنا فأقبلنا معه حتى نزل بيزيد ابن أنس، فبتنا متحارسين حتى أصبحنا فصلينا الغداة ثم خرجنا على تعبية حسنة على ميمنته الزبير بن خزيمة من خَثْعم وعلى مسيرته ابن قيصر القحافي من خَثْعم، فتقدم في الخيل والرجال فتقاتل الفريقان قتالا شديدًا حتى انتصر يزيد بن أنس وجيشه، فلما رأى ذلك عبد الله بن حملة الخثعمي أخذ ينادي أصحابه الكرة بعد الفرة: يا أهل السمع والطاعة فحمل عليه عبد الله بن قراد الخثعمي فقتله"
(1)
. وكان هذا الرجل من الموالين للمختار وقد انحاز إليه عندما خرج على ابن المطيع بمائتين من قومه.
6 -
ثورتهم ضد المختار مع أهل الكوفة
لما مات يزيد بن أنس التقى أشراف النّاس بالكوفة فأرجفوا بالمختار وقالوا: قتل يزيد بن أنس ولم يصدقوا أنه مات، وأخذوا يقولون: والله لقد تآمر علينا هذا الرجل بغير رضا منا، ولقد أدنى موالينا وحملهم على الدواب وأعطاهم وأطعمهم وأتعدوا عند شبث بن ربعي فاجتمعوا وأتوا منزلة، فصلى بهم ثم تذاكروا هذا الحديث ثم ذهبوا إلى كعب بن أبي كعب الخثعمي فتكلَمْ شبث عنده، فحمد الله وأثنى عليه، ثم أخبره باجتماع رأيهم على قتال المختار وسأله أن يجيبهم إلى ذلك فرحب بهم كعب وأجابهم إلى ما دعوه، وسمي هذا اليوم بيوم السبيع
(2)
.
ونكتفي بهذا القدر اليسير من هذه الأيام التي حدثت في العهد الإسلامي ونقف عند هذا التاريخ وهو عام 66 هـ، فلو توسعنا وذكرنا أكثر الأيام التي
(1)
المصدر نفسه، ج 6، ص 42.
(2)
محمد أبو الفضل وآخرون "أيام العرب في الإسلام"، ص 445.
حدثت في العصور التاريخية الأخرى، لأخذ هذا منا جهدا مضنيا، وحيزًا كبيرًا من الكتاب، وهذا ما لا نريده.
فصاحة خَثْعم
إن الباحث في فصاحة أي قبيلة، لا بد أن يعرف بلادها ومنازلها، ومدى بعدها وقربها عن بلاد الأعاجم؛ لأنَّ فصاحتها تقاس بصفاء لغتها وخلوها من الكلمات الأعجمية، وإذا بحثنا عن خَثْعم وجدناهم أول من سكن السروات، على ما ذكر ابن الكلبي في كتابه (الافتراق) فيما نقله عنه البكري وياقوت الحموي.
وناهيك بفصاحة سكان السروات قال أبو عمرو بن العلاء: "أفصح النّاس أهل السروات وهي ثلاث وهي: الجبال المطلة على تهامة مما يلي اليمن أولها لهذيل، وهي تلي السهل من تهامة، ثم بُجيلة، وهي السراة الوسطى، وقد شركتهم ثَقِيف في ناحية منها، ثم سراة الأزد أزد شنوءة، وهم بنو كعب بن الحارث"
(1)
. وقال الهمداني وهو يتكلم عن لغات سكان الجزيرة: ثم الفصاحة من العرض في وداعة، فجنب، فيام، فزبيد، فبني الحارث فما اتصل ببلاد شاكر من نجران إلى أرض يام، فأرض سنحان، فأرض نهد وبني أسامة، فعتز، فخثعم، فهلال، فعامر بن ربيعَةَ، فسراة الحجر، فدوس، فغامد، فشكر، ففهم، فثقيف، فبجيلة، فبنو علي، غير أن أسافل سروات هذه القبائل ما بين سراة خولان والطائف دون أعاليها في الفصاحة"
(2)
. ويعلل أستاذنا الجاسر فصاحة سكان السروات فيقول: "ترجع فصاحة سكان السروات إلى كون بلادهم بعيدة عن الاختلاط بمن ليس عربيا فطرق القوافل التجارية كلها لا تمر بهذه السروات ومن هنا قل اختلاط أهلها بالأعاجم فصفت لغتهم وخلصت من المعجمة"
(3)
.
ويشيد الهجري - وهو من علماء اللغة - بفصاحة خَثْعم فيقول: "أهل تَرَبة ورنية من سلول وخَثْعم ونهد وجرم وهم نهية في الفصاحة"
(4)
.
(1)
ياقوت الحموي معجم البلدان، ج 3، ص 205.
(2)
صفة جزيرة العرب، ص 136.
(3)
في سراة غامد وزهِرّان، ص 486.
(4)
التعليقات والنوادر، ص 1482، تحقيق حمد الجاسر.
وسأورد ما وجدت - في كتب اللغة والمعاجم التي اطلعت عليها - منسوبا لهذه القبيلة من الكلمات اللغوية والشواهد النحوية واللغوية على النحو الآتي:
أولًا: الكلمات اللغوية التي نُسبت إلى خَثْعم
1 -
رصن
قال الهجري
(1)
: "في مَرصِن والرِّصنُ والأرصان والمرصن الغلظ يحف موضعا سهلا يسيل الماء من الغلظ وهو عال فيتربص فيها، وهي في لغة خَثْعم ونهد وبلحارث بن كعب مجتمع ملتقى الواديين، يصبان في الغائط".
وقال الزهيري والتبالي والخثعمي: "الرصن الواحد، والجميع الأرصان، ومثل الرِّصنْ الُمرصِن، وجمعها المراصن، مضيق الوادي ومضايقها، والأرصان مواضع من تثليث"
(2)
.
2 -
رقل
والرقلة والرقل والعيدان والعيدانة والصادية والصوادي والصوت والصوبة. وهذا يتكلم به أهل بيشة، وسحام وأعراض خَثْعم ونجران ومرخة ومأرب
(3)
.
3 -
جذم
قال الهذلي: الجذامة: قصر السنبل، فإذا كان من الذرة فهو العزم - مفتوحة العين والزاي - قال الخثعمي: هو القصر من الذرة مثل الذي في سنبل البر
(4)
.
4 -
حبس
وقال ابن علكم: "الترحاب والتحباس والتفراق، يجي في هذا التفعيل، تتكلم به فهم وعدوان وثمالة وأهل السراة كلهم، وخَثْعم ونهد وفصحاء مَذْحِج"
(5)
.
(1)
المصدر نفسه، ص 1126.
(2)
المصدر نفسه، ص 1126.
(3)
المصدر نفسه، ص 1190.
(4)
التعليقات والنوادر، ص 1068، تحقيق حمد الجاسر.
(5)
المصدر نفسه، ص 1078.
5 -
حدث
قال الخثعمي: البارحة الحدثي في مؤنثه الأحدث
(1)
.
6 -
رجو
قال الهجري
(2)
: "وكل مقصور غَيَّر من بنيته لَمْ يخرج من القصر إلى مد ولا غيره، وكذلك الممدود مثل: الرجاء، والفضاء وأشباههما فهو على مده ويتكلم به أهل تَرَبة ورنية من سلول وخَثْعم ونهد وجرم وهم نُهيةُ في الفصاحة".
7 -
رق
قال أبو علي
(3)
: "الرقة خضرة ورقة، والرقة عاملة في كل نبت من الشجر والبقل والجنبة وتدعو خَثْعم ونهد وبلحارث وجرم العضه جميع النبات صغيره وكبيره".
8 -
سحق
قال الهجري
(4)
: وواحدة السحق سحوق، الرقلة والرقل والعيدان والعيدانة والصادية والصوادي والصوب والصوبة، وهذا يتكلم به أهل بيشة وسحام، وأعراض خَثْعم ونجران، ومرخة ومأرب وحضرموت، والعم الطوال الواحدة".
9 -
غفر
قال الهجري
(5)
: الغفر ولد الأروية، والجمع أغفار وأدنى العدد غَفِرة، والغفر بجر الغين ولد البقرة الوحشية، مثل الطلي والطلي، وجمع طلا: أطلاء وجمع الطلي طُليان، وهما لولد الضائنة أيضًا، وهو الشصر وجمعه شصران، وبرغز وجمعه براغز، الغضيض وجمعه غضان، الغَفَر: أن ينتقص الجرح وقد
(1)
المصدر نفسه، ص 1081.
(2)
المصدر نفسه، ص 1122.
(3)
المصدر نفسه، ص 1129.
(4)
المصدر نفسه، ص 1142.
(5)
الهجري "التعليقات والنوادر" ص 1211، تحقيق حمد الجاسر.
برأ، أو هم بالبرء وكذلك في الرمد، وليس الغفرات في العرب إلَّا من خَثْعم، وهو نور العشب أول ما يطلع".
ثانيًا: الشواهد النحوية
1 -
إذا هبطا الأرض المخوف بها الردي
…
يخفض من جأشيهما منصلاهما
هذا البيت العمَّرة الخثعمية، وهو من الشواهد النحوية في تقديم المفعول على الفاعل
(1)
.
2 -
هما أخوا في الحرب من لا أخا له
…
إذا خاف يومًا نبوة فدعاهما
هذا البيت لعمرة الخثعمية، وهو من شواهد النحويين في جواز الفصل بين المضاف والمضاف إليه، ومحل الاستشهاد قوله:"أخوا في الحرب من لا أخ له" فإن قوله: "أخوا" مثنى الأخ مضاف إلى الاسم الموصول وهو قوله "من"، وقد فصل بين المضاف والمضاف إليه بالجار والمجرور الذي هو قوله:"في الحرب"
(2)
.
3 -
عرضنا فسلمنا فسلم كارها
…
علينا وتبريح من الوجد خانقه
هذا البيت لابن الدمينة الأكلبي، وهو من شواهد ابن مالك على وقوع النكرة بعد واو الحال
(3)
.
4 -
فقد مات قبلي أول الحب
…
وانقضى وإن مت أضحى الحب قد مات آخره
هذا البيت لابن الدمينة الأكلبي، وهو من شواهد ابن عصفور على استعمال أضحى بمعنى صار
(4)
.
5 -
إني وقتلي سليكا ثم أعقله
…
كالثور يضرب لما عافت البقر
هذا البيت لأنس بن مدرك الأكلبي، وهو من شواهد النحويين على نصب الفعل بعد ثم التي عطف بها على اسم غير شبيه بالفعل
(5)
.
(1)
ابن جني "الخصائص" ج 1، ص 296.
(2)
المصدر نفسه، ج 2، ص 405، والأنباري "الإنصاف في مسائل الخلاف" ج 2، ص 434.
(3)
مغنى اللبيب، ج 2، ص 471.
(4)
"المقرب"، ج 1، ص 898.
(5)
ابن هشام "شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب"، ص 316.
6 -
أراني - ولا كفران لله - أية
…
لنفسي قد طالبت غير منيل
هذا البيت لابن الدمينة الأكلبي الخثعمي، وهو من شواهد ابن هشام في باب الجملة المعترضة
(1)
.
7 -
وأنت الذي أخلفتني ما وعدتني
…
وأشمت بي من كان فيك يلوم
هذا البيت لأميمة الخثعمية، وهو من شواهد ابن هشام في باب الجملة الموصول بها الأسماء
(2)
.
8 -
بكل تداوينا فلم يشف ما بنا
…
على أن قرب الدار خير من البعد
على أن قرب الدار ليس بنافع
…
إذا كان من تهواه ليس بذي ود
البيتان لابن الدمينة الأكلبي وهما من شواهد ابن هشام على مجيء (على) للاستدراك والإضراب. قال "أبطل بعلى الأولى عموم قوله لَمْ يشف مابنا" فقال: بلى إن فيه شفاء ما، ثم أبطل بالثانية قوله:"على أنَّ قرب الدار خير من البعد"
(3)
.
9 -
عزمت على إقامة ذي صباح
…
لأمر ما يسود من يسود
هذا البيت لأنس بن مدرك الأكلبي، وهو من شواهد سيبويه، وأورده ابن جني من شواهده في إضافة المسمى إلى اسمه
(4)
، والشاعر جرَّ "ذي صباح" على لغة خَثْعم، وهو ظرف لا يتمكن والظروف التي لا تتمكن لا تجر ولا ترفع، ولا يجوز مثل هذا إلَّا في لغة هؤلاء القوم، أو في ضرورة
(5)
.
ثالثا: الشواهد اللغوية
1 -
أورد صاحب اللسان في مادة (وجع)
(6)
، الوجعاء: السافلة وهي الدبر.
(1)
"مغني اللبيب"، ج 2، ص 394.
(2)
المصدر نفسه ج 1، ص 504.
(3)
"مغني اللبيب"، ج 1، ص 145.
(4)
الخصائص، ج 3، ص 32.
(5)
عبد القادر البغدادي "خزانة الأدب ولب لسان العرب"، ج 1، ص 476.
(6)
ابن منظور، ج 8، ص 380.
2 -
قال صاحب اللسان في مادة (غرر) الغر
(1)
: جمع الأغر من الغرة بياض الوجه، يريد بياض وجوههم بنور الوضوء يوم القيامة، وقول أم خالد الخثعمية:
ليشرب منه جحوش، ويشيمه
…
بعيني قطامي أغر شآمي
يجوز أن تعني قطاميا أبيض، وإن كان القطامي قلما يوصف بالأغر، وقد يجوز أن تعني عنقه فيكون كالأغر بين الرجال، والأغر من الرجال: الذي أخذت اللحية جميع وجهه إلَّا قليلًا كأنه غرة، وأورد الشاهد نفسه في مادة (قطم) وقال: إنما أرادت بعيني رجل كأنهما عينا قطامي، وإنما وجهتاه على هذا؛ لأنَّ الرجل نوع والقطامي نوع آخر سواه، فمحال أن ينظر نوع بعين نوع، ألا ترى أن الرجل لا ينظر بعيني حمار، هذا ممتنع في الأنواع فافهم.
3 -
قال صاحب اللسان في مادة (قود)
(2)
: وقادت الريح السحاب على المثل، قالت أم خالد الخثعمية:
ليت سماكيا يحار ربابه
…
يقاد إلى أهل الغضا بزمام
وأقاد الغيث، فهو مقيد إذا اتسع.
4 -
قال أبو علي الهجري
(3)
: "الأبا مقصور داء يأخذ الغنم عن شميم بول الأروي ورائحتها". أنشد شاهدا عليه قول ابن الدمينة الأكلبي:
كأبواء مَنَّتْ نفسها البُرءَ بعدما
…
حَسَتْ من فُضُول الغُدْر تَقْعَ الهَمَائم
5 -
أورد صاحب اللسان في مادة (بنق) قال ابن بري: "وإذا ثبت أن بنيقة القميص هي جربانه فهم معناه لأنَّ جربانه معروف، وهو طوقه الذي فيه الأزرار مخيطة، فإذا أريد ضمه أدخلت في العري فضم الصدر إلى النحر، وعلى ذلك فسر بيت قيس بن معاذ، قال: ويبين صحة ذلك ما أنشده القالي في نوادره، وهو:
له خفقان يرفع الجيب والحشى
…
يُقَطِّع أزرار الجِرِّبان ثائره
(1)
ابن منظور، ج 5، ص 15.
(2)
ابن منظور، ج 3، ص 371.
(3)
التعليقات والنوادر، تحقيق: حمد الجاسر، ص 1038.
هكذا أنشد بكسر الجيم والراء، وكان الفراء ومن تابعه يضم الجيم والراء ومثل هذا بيت ابن الدمينة الأكلبي:
رمتني بطرف لو كميا رمت به
…
لبل نجيعا نحره وبنائقه
لأنَّ البنيقة طول الثوب الذي يضم النحر وما حوله وهو الجُرُبان"
(1)
.
6 -
قال صاحب اللسان في مادة (شقق)
(2)
:
والشقيقة: المطرة المتسعة؛ لأنَّ الغيم انشق عنها، وأورد شاهدا قول ابن الدمينة الخثعمي:
ولمح بعينيها كأن وميضه
…
وميض الحيا تهدي لنجد شقائقه
7 -
قال ابن بري رحمه الله: "الحبيب يجي تارة بمعنى المحبوب كقول ابن الدمينة:
وإن الكثيب الفرد من جانب الحمى
…
إلي، وإن لم آته لحبيب
أي لمحبوب
(3)
.
8 -
أورد صاحب اللسان في مادة (كرة) قول أم خالد الخثعمية:
رأيت لهم سيما قوم كرهتهم
…
وأهل الغضى قوم علي كرام
وقال: إنما أراد كرههم لها أو من أجلها، وشي كره، مكروه.
9 -
قال صاحب اللسان في مادة "شلل":
الشلال: القوم المتفرقون، واستشهد بقول ابن الدمينة:
أما والذي حجت قريش قطينه
…
شلالا، ومولي كل باق وهالك
والقطين: سكن الدار
(4)
(1)
ابن منظور، ج 10، ص 28.
(2)
ابن منظور، ج 10، ص 182.
(3)
ابن منظور، "اللسان"، ج 1، ص 290.
(4)
ابن منظور، ج 11، ص 362.
10 -
وأورد صاحب اللسان في مادة "ضحا":
الضواحي من الشجر: القليلة الورق التي تبرز عيدانها للشمس، قال شمَّر كل ما ظهر وبرز فقد ضحا، ويقال: خرج الرجل من منزلة فضحا لي. والشجرة الضاحية البارزة للشمس، وأنشد لابن الدمينة يصف القوس:
وخوط من فروع النبيّ ضاح
…
لها في كف أعسر كالضباح
الضاحي: عودها الذي نبت في غير ظل ولا في ماء فهو أصلب له وأجود
(1)
.
11 -
وقد زعموا أني جزعت عليهما
…
وهل جزع إن قلت وابأ باهما
هذا البيت لعمرة الخثعمية، استشهد به ابن منظور على قلب الياء ألفًا وقال: تريد وابأبي هما. قال ابن بري: ويروي وابيباهما، على إبدال الهمزة ياء لانكسار ما قبلها وموضع الجار والمجرور رفع على خبرهما
(2)
.
12 -
قال ابن دريد في الجمهرة
(3)
: "وإنا": فعلنا من الأين. وهو التعب وأنشدنا أبو عمران الكلابي لرجل من خَثْعم:
أونوا فقد إنا على الطلح
…
أينا كأين الحافر الموكح
الموكح: الذي يحفر بئرا أو غيرها حتى يبلغ إلى موضع لا يمكنه الحفر، وآن يئين أينا إذا أعيا
13 -
قال الأصمعي: الفاغية نور الحناء، وقيل: نور الريحان، وقيل: نور كل نبت من أنوار الصحراء التي لا تزرع، وأنشد قول النذير العريان الخثعمي:
فقلت له: جادت عليك سحابة
…
بنوء تندي كل فغو وريحان
(4)
14 -
أورد الهجري في التعليقات والنوادر قول الجلحي الخثعمي
أحييت نفسا كما أبتتها قعصا
…
بمرهف من سهام الموت حَيْتوتُ
(1)
ابن منظور، ج 14، ص 479.
(2)
اللسان ج 14، ص 100.
(3)
ص 249.
(4)
ابن منظور "اللسان" ج 15، ص 160.
أي يحت كل شيء. وقال: ومن أمراض الإبل الحسنات يأخذه هلس فيتغير لحمه وطرقه فيهزل، ويتغير لونه وينحف لحمه، وهو محتوت ويتمزق ويتمعط شعره، وهو من شر أدواء الإبل يسوقه إلى الموت
(1)
.
15 -
قال الهجري في معنى كلمة "ذرع":
والذرع وهم الذرعاء مثل السفير والسفراء، والتصريف والمصدر والمعنى واحد، إلَّا أن يفعل من يذرع مفتوحة الثالث كمحال العين، ويسفر من سفر وهم السفار والذراع والمصدر ذراعه وسفاره، وأنشد من شعر الخثعمي أحد بني أوس:
وجاءت بنو أود ولم تألٌ غَيرةً
…
لنا ذُراعاءُ مُسْتَهانُ سَفِيرُهَا
الواحد ذريع وسفير، للذي يسفر بين النّاس
(2)
.
16 -
أورد الهجري في تفسير كلمة "عذب":
ضرابة بالمعاذب، فالمعذبة المروحة يتكلم بها مَذْحِج ومجيد وأهل النجد من نيامن من همدان وهي لغة فصيحة، وأنشد لابن الدمينة الأكلبي:
يروح لها جمر العضاة ولو جرت
…
على البحر أضحى البحر وهو عذوب
وعذوب جمع عذب
(3)
.
17 -
قال الهجري
(4)
عن داء القلاب يصيب الإبل:
وقروه جمع وقر، وجمعه أقراء من الاحمرار سبع فإذا مضى قروه وهو السبع فيصبح صبيحة السبع مفرقا أو متزايدا علته، فقد نكسه وأيس منه صاحبه. وأنشد لابن الدمينة يصف بعيرًا صابه الهيام:
فما كان إلَّا قرو أيامه التي
…
تعدله حتى إذا مر سابعه
(1)
ص 1079.
(2)
التعليقات والنوادر، ج 2، ص 1116، تحقيق حمد الجاسر.
(3)
المصدر نفسه، ص 1188، تحقيق حمد الجاسر.
(4)
المصدر نفسه، ص 1224.
18 -
قال كعب بن مشهور المخبلي من جليحة خثعم:
فإن هو لَمْ ينطق وكان جوابه
…
بنات الصدى يأنمن من كل مانم
أراد يأنمن من كل منأم، فحول الهمزة، وكذا الفصحاء لا يهمزون، وكلهم يانمن من كل مانم
(1)
.
19 -
قال الهجري
(2)
: "جر النون من النفع لغة فصيحة"، وأورد لابن الدمينة الأكلبي قوله:
هب الصلة المثلى التي أنت مولها
…
خليلك والنِّفع الذي أنت نافعه
20 -
قال الأنباري
(3)
: "شعبت: من الأضداد، يقال شعبت الشيء إذا جمعته وأصلحته، وشعبته إذا فرقته، واستشهد على المعنيين بشواهد كثيرة، منها قول ابن الدمينة الأكلبي:
وإن طبيبا يشعب القلوب بعدما
…
تصدع من وجد بها لكذوب
أراد: يجمع.
21 -
قال بعض النّاس: طرب حرف من الأضداد، يقال: طرب إذا فرح، وطرب إذا حزن، قال ابن الدمينة في معنى الفرح والسرور: أنشدنا أبو العباس:
فلا خير في الدنيا إذا أنت لَمْ تزر
…
حبيبا ولم يطرب إليك حبيب
(4)
22 -
تعاللت كي أشجي ومابك علةً
…
تريدين قتلي قد ظفرت بذلك
هذا البيت لابن الدمينة الأكلبي، وهو من شواهد البلاغيين على وضع اسم الإشارة موضع المضمر
(5)
.
(1)
الهجري التعليقات والنوادره"، تحقيق حمد الجاسر، ص 1256.
(2)
المصدر نفسه، ص 1264.
(3)
الأضداد، ص 54.
(4)
المصدر نفسه، ص 102.
(5)
العباسي "معاهد التنصيص على شواهد التخليص"، ج 1، ص 159.
ومما يدلُّ على فصاحة خَثْعم هذا الخبر، فقد روى أهل الكتب الصحيحة في الحديث وأئمة أهل اللغة والأدب، أنه خرج إحدى عشر امرأة من خَثْعم وهي قبيلة من قبائل عرب اليمن وكانت في قرية من قرى اليمن في الجاهلية إلى مجلس فجلسن وقلن تعالين فلنذكر بعولتنا بما فيهم ولا نكذب فتعاهدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئًا. فتكلمت كل واحدة منهن ووصفت زوجها بكلام بلغ من فصاحة الألفاظ وبلاغة العبارة والبديع ما لا يزيد عليه.
ولاسيما كلام الأخيرة منهن وهي أم زرع فإنه مع كثرة فصوله وقلة فضوله مجتاز الكلمات واضح السمات نير النسمات، قد قدرت ألفاظه قدر معانيه، وقررت قواعده وشيدت مبانيه أفرغ في قالب الانسجام، وأتي به الخاطر بغير تكلف، وجاء لفظه تابعا لمعناه منقادا له غير مستكره ولا منافر، والله يمن على من يشاء بما شاء لا إله إلَّا هو
(1)
. ولنذكر كلامهن بدون شرح ولا تعليق كما ورد في بلوغ الأرب للآلوسي
(2)
.
قالت الأولى: وهي مهدد بنت أبي هزومة: زوجي لحم جمل غث، على رأس جبل وعث، لا سهل فيرتقي ولا سمين فينتقي.
قالت الثانية: زوجي لا أبث خبره، إني أخاف أن لا أذره، إن أذكره أذكر عجره وبجره.
قالت الثالثة: وهي كبشة بنت الأرقم: زوجي العشق، إن أنطق أطلق، وإن أسكت أعلق.
قالت الرابعة: زوجي كليل تهامة، لا حر ولا قر ولا مخافة ولا سآمة، والغيث غيث غمامة.
قالت الخامسة: وهي حبي بنت علقمة: زوجي إن دخل فهد، وإن خرج أسد، ولا يسأل عما عهد، ولا يرفع اليوم لغد.
(1)
الآلوسي "بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب" ج 2، ص 35.
(2)
ج 2، ص 35، لَمْ ينفرد الآلوسي بهذا الخبر، فقد رواه قبله الشيخان، والنسائي والطبراني. وشرحه ابن حجر شرحا وافيا في "فتح الباري شرح صحيح البخاري" ج 9، ص 209 - 225.
قالت السادسة. وهي بنت أوس بن عبد ود: زوجي إن أكل لف، وإن شرب اشتف، وإن اضطجع التف، ولا يولج الكف ليعلم البث.
قالت السابعة: وهي هند: زوجي غياياء، طباقاء، كل داء له داء، شجك أو فلك أو جمع كلالك.
والغياياء الطباقاء الأحمق الذي ينطبق عليه أمره. وعن الجاحظ الطباقاء الثقيل الصدر عند الجماع ينطبق صدره على صدر المرأة فيرتفع أسفله عنها، وقد ذمت امرأة امرأ القيس فقالت له: ثقيل الصدر خفيف العجر سريع الإراقة بطي الإفاقة، وقولها كل داء أي كل شيء تفرق في النّاس من المعائب موجودة فيه وقولها شجك أو فلك وصفته بالحمق والتناهي في سوء العشرة فهو يضرب ويشج.
قالت الثامنة: وهي عمرة بنت عمرو: زوجي الريح ريح زرنب والمس مس أرنب.
قالت التاسعة: وهي كبشة: زوجي رفيع العماد، طويل النجاد، عظيم الرماد، قريب البيت من الناد، وزاد الزبير بن بكار في روايته "لا يشبع ليلة يضاف، ولا ينام ليلة يخاف".
قالت العاشرة: وهي حبي بنت كعب: زوجي مالك، وما مالك؟ مالك خير من ذلك له إبل قليلات المسارح كثيرات المبارك؛ إذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك.
قالت الحادية عشر: وهي عاتكة كما قال ابن دريد في كتاب الوشاح: زوجي أبو زرع وما أبو زرع؟ أناس من حلي أذني وملاء من شحم عضدي وبجحني فبجحت إلى نفسي وجدني في أهل غنيمة بشق، فجعلني في أهل صهيل وأطليط ودائس ومنق فعنده أقول فلا أقبح، وأرقد فأتصبح، وأشرب فأتقنح، أم أبي زرع فما أم أبي زرع؟ عكومها رداح، وبيتها فساح، ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع مضجعه كمثل شطبة وتشبعه ذراع الجفرة، بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع؟ طوع أبيها وطوع أمها وملء كسائها وغيظ جارتها. وجارية أبي زرع فما
جارية أبي زرع؟ لا تنث حديثنا تنثيثا، وفي رواية "لا تبث حديثنا تبثيثا" ولا تنقت ميرتنا تنقيتا ولا تملأ بيتنا تعشيشا.
قالت: خرج أبو زرع والأوطاب تمخض فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين يلعبان تحت خصرها برمانتين، فطلقني ونكحها، فنكحت بعده رجلًا سريا ركب شريا وأخذ خطيا، وراح علي نعما ثريا، أعطاني من كل رائحة زوجا وقال: كلي أم زرع وميري أهلك فلو جمعت كل شيء أعطاني ما بلغ آنية أبي زرع.
ولست هنا بصدد دراسة لغة خَثْعم، فهذا أمر يحتاج إلى كتاب كبير، وإنما أوردت هذه الأمثلة للاستشهاد بها على فصاحة خَثْعم
مشاهير بني خَثْعم قديمًا
قبيلة كقبيلة خَثْعم عرفت بكثرة الفروع منذ العصر الجاهلي إلى اليوم، فقد أطلق على أحد فروعها في العصر الجاهلي شهِرّان العريضة لكثرتها. من البديهي أن يكون مشاهيرها كثيرين، لكن تاريخ قبائل الجزيرة العربية لَمْ يحظ بالتدوين والتسجيل في عصور التدوين مما أدى إلى ضياع الكثير منه، ومع هذا لَمْ ينس علماء ذلك العصر هذه القبيلة، فقد خصها الإمام محمد بن سَلَمَة اليشكري مؤلف أسماه "أخبار خَثْعم وأنسابها وأشعارها" لكنه فقد ولم يصل إلينا، وهذا مما يدلُّ على قوتها وشهرتها وكثرة مشاهيرها في ذلك الزمان، ولو تتبعنا صفحات التاريخ لوجدنا من رجال هذه القبيلة من خاض غمار الحرب وعرف بين أقرانه بالشجاعة والفروسية. ولوجدنا منهم الصحابة والتابعين، والفرسان الذين حملوا راية الجهاد أيام الفتوحات الإسلامية وغير هؤلاء الكثير. وقد اقتصرت على المشاهير قديمًا - حتى لا يتوسع البحث ويأخذ حيزا كبيرًا - ثم أوردتهم على ثلاثة أقسام:
1 -
المشاهير من القادة والفرسان.
2 -
المشاهير من العلماء ورواة الأخبار والأحاديث.
3 -
الشعراء والشواعر.
أولًا: المشاهير من القادة والفرسان
الحجاج بن جارية الفزعي الخثعمي
كان فارسًا مشهورًا وبطلًا مقدامًا، قاتل مع مصعب بن الزبير ضد عبد الله ابن الحر، وكان أحد الفرسان الذين أرسلهم مصعب إلى عبد الله بن الحر فهزمهم، ثم عاد إليه الحجاج مُرّة أخرى فحمل عليه وحاربه حتى أسره عبد الله ابن الحر
(1)
.
كما قاتل مع مطرف بن المغيرة عندما خرج على الحجاج سنة 77 هـ ذكر الطبري ذلك فقال: "حدثني عبد الله بن علقمة الخثعمي أن الحجاج حين سمع بخروج مطرف من المدائن نحو الجبل اتبعه في نحو ثلاثين من قومه وغيرهم. وقال: وكنت فيهم فلحقناه بحلوان، فكنا ممن شهد معه قتال سويد بن عبد الرَّحمن، ثم قال: ولما قدمنا على مطرف بن المغيرة سر بمقدمنا وأجلس الحجاج ابن جارية معه على مجلسه، ولما خرج سويد بمن معه وقف الرجال ولم نخرج بهم من البيوت وقدم ابنه القعقاع في الخيل وقال: فدعا مطرف الحجاج بن جارية فرحه إليهم في نحو عددهم فأقبلوا نحو القعقاع فلما رآهم سويد قدموا نحو ابنه أرسل إليهم غلامًا له يقال - رستم - فانطلق غلامه حتى انتهى إلى الحجاج بن جارية فأسر إليه: إن كنتم تريدون الخروج من بلادنا هذه إلى غيرها فاخرجوا عنا، فإنا لا نريد قتالكم وإن كنتم إيانا تريدون فلا بد من منع ما في أيدينا. فلما جاءه بذلك قال له الحجاج بن جارية: أنت أميرنا فاذكر له ما ذكرت لي، فخرج حتى أتي مطرفا فذكر له مثل الذي ذكر للحجاج بن جارية فقال له مطرف: ما أريدكم ولا بلادكم، فقال له: فالزم هذا الطريق حتى تخرج من بلادنا، فإنا لا نجد بُدًّا من أن يرى النّاس ويسمع بذلك أنا قد خرجنا إليك. قال: فبعث مطرف إلى الحجاج فأتاه ولزموا الطريق حتى مروا بالثنية فإذا الأكراد بها فنزل مطرف ومعه عامة أصحابه وصعد إليهم في الجانب الأيمن الحجاج بن جارية وفي الجانب الأيسر سليمان بن حذيفة، فهزموهم وسلم مطرف وأصحابه"
(2)
.
(1)
الطبري "تاريخ الرسل والملوك" ج 6، ص 132.
(2)
الطبري "تاريخ الرسل والملوك" ج 6، ص 291.
وخلاصة القول أن هذا الرجل أبلى بلاء حسنًا وقاتل قتالا شديدًا ضد الحجاج، وكان أحد السواعد القوية التي اعتمد عليها مطرف بن المغيرة في حروبه وهذا ما أغاظ الحجاج بن يوسف عليه وجعله يتمنى زواله أو القبض عليه، وكتب بذلك كتابًا إلى عامله، وهذا نص الكتاب كما أورده ابن جرير الطبري "أما بعد: فإن كان الله قد قتل الحجاج بن جارية فبعدا له، فذاك ما أهوى وأحب، وإن كان حيا فاطلبه قبلك حتى توثقه ثم سرح به إليَّ إن شاء الله، والسلام"
(1)
.
كما قاتل هذا الفارس المغوار مع ابن الأشعث ضد الحجاج سنة 82 هـ في موقعة دير الجماجم، وقام بدور بارز وتولي ميمنة الجيش كما ذكر الطبري
(2)
.
وقاتل مع يزيد بن المهلّب عندما غزا جرجان وطبرستان سنة 98 هـ وأبلي بلاء حسنًا، قال الطبري: "قاتل ابن أبي سيرة وابنا زحر والحجاج بن جارية الخثعمي على الساقة، فكان يقاتل من وراءه حتى انتهى إلى الماء، وقد كانوا عطشي فشربوا، وانصرف عنهم العدو، ولم يظفروا منهم بشيء، فقال سفيان بن صفوان الخثعمي:
لولا ابن جارية الأغر جبينه
…
لسقيت كأسا مرة المتجرع
وحماك في فرسانه وخيوله
…
حتى وردت الماء غير متعتع
سفيان بن أبي العالية الخثعمي
فارس شجاع وبطل مقدام، كان أحد قواد الحجاج المشهورين في حروبه ضد شبيب سنة 76 هـ، قال الطبري
(3)
: "أقبل سفيان بن أبي العالية في خيل قد كان أمر أن يدخل بها طبرستان فأمر بالقفول، فأقبل راجعا في نحو ألف فارس، فصالح صاحب طبرستان، ثم قال: حدثني عبد الله بن علقمة عن سفيان بن العالية الخثعمي أن كتاب الحجاج أتاه: أما بعد فسر حتى تنزل الدسكرة فيمن معك، ثم أقم حتى يأتيك جيش الحارث بن عميرة الهمداني، ثم سر إلى شبيب حتى تناجزه، فلما أتاه الكتاب أقبل حتى نزل الدسكرة، ونودي في جيش الحارث
(1)
ج 6، ص 300.
(2)
المصدر نفسه، ج 6، ص 349.
(3)
ج 6، ص 266.
ابن عميرة بالكوفة والمدائن أن بريت الذِّمة من رجل من جيش ابن عميرة لَمْ يواف سفيان بن أبي العالية بالدسكرة، قال: فخرجوا حتى أتوه، أتته خيل المناظر وبعث إلى سفيان بن أبي العالية ألا تبرح العسكر حتى آتيك فتعجل سفيان فارتحل في طلب شبيب فلحقه بخانقين في سفح جبل، على ميمنته خازم بن سفيان الخثعمي من بني عمرو بن شهران و علي ميسرته عديّ بن عميرة الشيباني، وأضمر لهم شبيب، ثم ارتفع عنهم كأنه يكره لقاءه، وقد أكمن له أخاه مصادا معه خمسون في هزم من الأرض، ولما رأى الكمين أن قد جاورهم خرجوا إليهم، فحمل إليهم شبيب من أمامهم وصاح بهم الكمين من ورائهم فلم يقاتلهم أحد، فقاتلهم قتالا شديدًا حسنًا حتى ظن أنه انتصف من شبيب وأصحابه. قال سويد بن سُلَيْم لأصحابه: أمنكم أحد يعرف أمير القوم ابن العالية؟ فوالله لئن عرفته لأجهد نفسي في قتله، فقال شبيب: أنا من أعرف النّاس به، أما ترى صاحب الفُرس الأغر الذي دونه المراميه! فإنه ذلك، فإن كنت تريده فأمهله قليلًا. ثم قال: يا قعنب أخرج في عشرين فأتهم من ورائهم، فخرج قعنب في عشرين فارتفع عليهم فلما راوه يريد أن يأتيهم من ورائهم جعلوا ينتقضون ويتساءلون وحمل سويد بن سُلَيْم على سفيان بن أبي العالية فطاعنه، فلم تصنع رمحاهما شيئًا، ثم اضطربا بسيفيهما ثم اعتنق كل منهما صاحبه فوقعا إلى الأرض يعتركان، ثم تحاجزوا وحمل عليهم شبيب فانكشفوا، وأتى سفيان غلام له يقال له غزوان، فنزل عن برذونه فقاتل دونه غزوان فقتل، وكانت معه رايته. وأقبل سفيان بن أبي العالية حتى انتهى إلى بابل مهروذ، فنزل بها وكتب إلى الحجاج كتابًا يخبره فيه بخبره، فلما قرا الحجاج الكتاب قال: من صنع كما صنع هذا، وأبلي كما أبلي هذا وأحسن. ثم كتب إليه: أما بعد، فقد أحسنت البلاء، وقضيت الذي عليك، فإذا خف عنك الوجع فأقبل مأجورا إلى أهلك والسلام".
خازم بن سفيان الخثعمي
هو خارم بن سفيان الخثعمي من بني عمرو بن شهران، قائد مشهور شارك
مع جيش الحجاج بن يوسف الثقفي في حروبه ضد شبيب وقام بدور بارز فتولي ميمنة جيش أبي العالية الخثعمي الذي سار به إلى شبيب
(1)
.
خازم بن قدامة الخثعمي
لَمْ تسعفني مصادر التاريخ التي اطلعت عليها عن هذا الرجل بشيء سوى ما ذكر الطبري عنه بأنه شارك مع الحجاج بن يوسف الثقفي، وكان أميرًا على الجيش الذي أرسله سورة بن أبجر في طلب شبيب سنة 76 هـ
(2)
.
عبد الله بن حملة الخثعمي
قائد مشهور وفارس شجاع، كان أحد الرجلين اللذين أمرهما عبيد الله بن زياد الأموي على جيشه وأرسلهما إلى قتال المختار.
قال الطبري
(3)
: "لما خرج يزيد بن أنس بثلاثة آلاف فارس من أهل الكوفة قال ابن زياد: أنا أبعث إلى كل ألف ألفين ودعا ربيعَةَ بن المخارق الغنوي وعبد الله ابن حملة الخثعمي فبعثهما في ثلاثة آلاف وبعث ربيعَةَ المخارق أولًا ثم مكث يومًا ثم بعث خلفه عبد الله بن حملة، ثم كتب إليهما: أيكما سبق فهو أمير على صاحبه وإن أتيتما جميعًا فأكبر كما سنا أمير على صاحبه والجماعة قال: فسبق ربيعَةَ بن المخارق ثم قاتل ربيعَةَ بجيشه حتى انهزم فتلقاهم عبد الله بن حملة بعد ساعة وقاتلوا حتى انهزموا. قال: فنزل عبد الله بن حملة فأُخذ ينادي أصحابه: الكرة بعد الكرة يا أهل السمع والطاعة، فحمل عليه عبد الله بن قراد الخثعمي فقتله".
وهكذا انتهت سيرة هذا البطل الشجاع وقتل بسيف أحد أبناء قومه.
ابن قيصر الخثعمي القحافي
قائد شجاع، شارك مع الحجاج بن يوسف الثقفي في حروبه ضد مطرف بن المغيرة سنة 77 هـ، ولَّاه عديّ بن وتاد الإيادي على الخيل في الجيش الذي سيَّره
(1)
الطبري "تاريخ الرسل والملوك" ج 6، ص 226.
(2)
المصدر نفسه، ج 6، ص 229.
(3)
الطبري "تاريخ الرسل والملوك" ج 6، ص 40.
إلى مطرف بن المغيرة. وقد أبلى بلاء حسنًا، قال الطبري
(1)
: "ثم إن ابن هبيرة حمل على الحجاج بن جارية وأصحابه فقاتله قتالًا طويلًا ثم إنه حذره حتى انتهى إلى مطرف، وحمل ابن قيصر الخثعمي في الخيل على سليمان بن صخر المزني فقتله، وانكشفت خيلهم، حتى انتهى إلى مطرف ثم اقتتلت الفرسان أشد قتال رآه النّاس قط ثم إنه وصل مطرف" وروى بأنه حمل رأس عبد الرَّحمن الأزدي رئيس عسكر مطرف بعد المعركة، كما شارك مع عبد الله بن حملة الخثعمي في قتاله يزيد بن أنس، فقد جعله على ميسرة الجيش الذي يتولى إمارته
(2)
.
سويد بن عمرو بن أبي المطاع الخثعمي
كان أحد القواد المدافعين عن الحسين بن علي رضي الله عنهما في كربلاء لما فرَّ أصحابه لَمْ يبق معه غير سويد وبشر بن عمرو الحضرمي وأهل بيته من بني هاشم، وظل يدافع عنه حتى قتله عروة بن بيطار التغلبي.
قال الطبري: "قال أبو مخنف: حدثني زهير بن عبد الرَّحمن الخثعمي أن سويد بن عمرو كان صرع فأثخن، فوقع بين القتلى مثخنا فسمعهم يقولون: قتل الحسين، فوجد إفاقة فإذا معه سكين وقد أخذ سيفه، فقاتلهم بسكينه ساعة، ثم أنه قتل، قتله عروة بن بيطار التغلبي وزيد بن رقاد الجنبي، وكان آخر قتيل"
(3)
.
جبلة بن عبد الرَّحمن الخثعمي
كان قائدًا مشهورًا وأميرا في الجيش الذي أرسله عبيد الله بن زياد بقيادة الحصين لقتال سليمان بن صرد
(4)
.
زهير بن الحلاب الخثعمي
ذكره الطبري في حوادث سنة 15 هـ في ذكر فتح قيسارية وحصر غزة فقال: كتب عمر إلى معاوية، أما بعد، فإني قد وليتك قيسارية، فسر إليها واستغفر الله
(1)
المصدر السابق، ج 6، ص 298.
(2)
الطبري "تاريخ الرسل والملوك" ج 6، ص 52.
(3)
المصدر السابق، ج 5، ص 402.
(4)
المصدر السابق، ج 5، ص 594.
عليهم، وسار معاوية في جنده حتى نزل على أهل قيسارية وعليهم أبني، فهزمه وحصره في قيسارية، ثم إنهم جعلوا يزاحفونه، وجعلوا لا يزاحفونه من مُرّة إلَّا هزمهم وردهم إلى حصنهم، ثم زاحفره آخر ذلك وخرجوا من صياصيهم فاقتتلوا في حفيظة واستماتة فبلغت قتلاهم ثمانين ألفًا وكملها في هزيمتهم مائة ألف، وبعث عبد الله الفراسي وزهير بن الحلاب الخثعمي، وأمرهما أن يتبعاهما ويسبقاهما، فلحقاهما فطوياهما وهما نائمان"
(1)
، قتل مع حجر بن عبديّ بمرج عذراء سنة 53 هـ.
ك عب بن أبي كعب الخثعمي
كان من فرسان خَثْعم وقوادها المشهورين، ولكن لَمْ تسعفنا مصادر التاريخ عن حياته ووفاته بشيء إلَّا ما ذكره الطبري في تاريخه، فقد كان من أنصار ابن مطيع في الكوفة مما جعله يبعثه إلى جبانة ويطلب منه أن يكفيه شر قومه من الخروج مع المختار. قال الطبري:"خرج أبو عثمان النهدي فنادى في شاكر وهم مجتمعون في دورهم، يخافون أن يظهروا في الميدان لقرب كعب بن أبي كعب الخثعمي منهم وكان كعب في جبانة بشر، فلما بلغه أن شاكرا تخرج جاء يسير حتى نزل الميدان، وأخذ عليهم بأفواه سككهم وطرقهم، قال: فلما أتاهم أبو عثمان النهدي في عصابة من أصحابه نادى: يالثارات الحسين! فخرجوا من الدور يتداعون ثم ضاربوا كعب بن أبي كعب حتى خلى لهم الطريق فأقبلوا إلى المختار حتى نزلوا معه في عسكره، وخرج عبد الله بن قراد الخثعمي في جماعة من خَثْعم نحو المائتين حتى لحق المختار، فنزلوا معه في عسكره، وقد كان عرض له كعب بن أبي كعب فصافه، فلما عرفهم ورأى أنهم قومه خلى عنهم، ولم يقاتلهم"
(2)
.
ولما ثار أهل الكوفة على المختار وسئموا من حكمه اجتمع أعيانهم ودخلوا على كعب بن أبي كعب وطلبوا منه الخروج معهم لقتال المختار فأجابهم لذلك وخرج في جبانة بشر
(3)
.
(1)
الطبري "تاريخ الرسل والملوك" ج 3، ص 604.
(2)
الطبري "تاريخ الرسل والملوك" ج 6، ص 23.
(3)
المصدر نفسه، ص 44.
ك ريم بن عفيف الخثعمي
هو كريم بن عفيف من بني عامر بن شهران ثم من قحافة، كان من أنصار عديّ بن حجر، أبلي معه بلاء حسنًا في حروبه ضد رياد بن أبي سفيان أحد ولاة معاوية بن أبي سفيان، ولما تمكن زياد بن أبي سفيان من الغلبة على حجر بن عدي وأصحابه ألقي القبض على عدي بن حجر ورؤوس أنصاره وقتل منهم من قتل وأرسل بعضهم إلى معاوية وكان منهم كريم بن عفيف الخثعمي، قال له زياد لما أتي به: ما اسمك، قال: كريم بن عفيف فقال: ويحك ما أحسن اسمك واسم أبيك، وأسوأ عملك ورأيك! قال: أما والله إن عهدك برأيي لمن قريب"
(1)
. ولما دخل على معاوية، قال: الله الله يا معاوية، فإنك منقول من هذه الدار الزائلة إلى الدار الآخرة، ثم مسؤول عما أردت بقتلنا وفيم سفكت دماءنا، فقال معاوية: ما تقول في علي قال: أقول فيه قولك، قال: أتبرأ من دين علي الذي كان يدين به فسكت وكره معاوية أن يجيبه
(2)
، فطلبه شمر بن عبد الله القحافي من معاوية فأجابه لذلك غير أنه بسه شهرا ومنعه من دخول الكوفة فرحل إلى الموصل وتوفي قبل معاوية بشهر
(3)
.
ربيعَةَ بن أبي شداد الخثعمي
كان من فرسان خَثْعم وشجعانها المشهورين، أبلى بلاء حسنًا مع علي بن أبي طالب، حمل راية خَثْعم في موقعة الجمل وصفين والنهروان. قال الطبري: ولما خرجت الخوارج من الكوفة أتي عليًّا أصحابه وشيعته فبايعوه وقالوا: نحن أولياء من واليت وأعداء من عاديت فجاءه ربيعَةَ بن أبي شداد الخثعمي - فقال: بايع على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فقال ربيعَةَ: وعلى سنة أبي بكر وعمر، فقال له علي: ويلك لو أن أبا بكر وعمر عملا بغير كتاب الله وسنة رسول الله لَمْ يكونا على شيء من الحق فبايعه، فنظر إليه علي، وقال: أما والله لكأني بك،
(1)
المصدر السابق، ج 5، ص 286.
(2)
الطبري "تاريخ الرسل والملوك" ج 5، ص 276.
(3)
المصدر نفسه، ج 6، ص 325.
وقد نفرت مع هذه الخوارج فقتلت وكأني بك وقد وطئتك الخيل بحوافرها، فقتل يوم النهروان مع خوارج البصرة"
(1)
.
عبد الله بن قراد الخثعمي
قائد مشهور وبطل مقدام، شارك مع المختار في حروبه ضد ابن المطيع سنة 66 هـ، كما شارك مع المختار في حروبه ضد عبيد الله بن زياد سنة 66 هـ ودفعه الولاء لهذا الرجل، أن يقتل أحد أمراء عبيد الله بن زياد وهو عبد الله بن حملة الخثعمي أحد أبناء قومه، كما شارك مع هذا الرجل في حروبه ضد أهل الكوفة عندما ثاروا عليه، فقد بعثه بأربعمائة فارس من قومه لصد غارات الثائرين والهجوم عليهم، وفي سنة 67 هـ، أرسله المختار في مائة رجل للقضاء على شبث ابن ربعي فهرب إلى مصعب بن الزبير ولم يدركهـ.
وخلاصة القول: إن هذا الرجل كان من المخلصين للمختار الثقفي، ومن السواعد القوية التي اعتمد عليها ووثق بها، فقد كان محلة ثقته ورئيسا الشرطته
(2)
. وتوفي سنة 67 هـ وأورد الطبري وفاته بعد أن ذكر مقتل المختار وتفرق أصحابه - وطلب عبد الله بن قراد عصا أو حديدة أو شيئًا يقاتل به فلم يجده؛ وذلك أن الندامة أدركته بعد ما دخلوا عليه وأخذوا سيفه وأخرجوه مكتوفا، فمر به عبد الرَّحمن وهو يقول:
ما كنت أخشى أن أرى أسيرًا
…
إن الذين خالفوا الأميرا
قد زعموا وتبروا تتبيرا
وقال عبد الرَّحمن بن محمد الأشعث: عي بذا، قدموه إليَّ أضرب عنقه، فقال له: أما إني على دين جدك الذي آمن ثم كفر، إن لَمْ أكن ضربت أباك بسيفي حتى فاض ثم قال: ادنوه مني، فأدنوه منه، فقتله فغضب عبَّاد فقال: قتلته ولم تؤمر بقتله
(3)
.
(1)
المصدر نفسه، ج 5، ص 76.
(2)
الطبري "تاريخ الرسل والملوك" ج 6، ص 108.
(3)
المصدر نفسه، ج 6، ص 108.
عبد الله بن عروة الخثعمي
لَمْ أجد فيما تحت يدي من المراجع ما يعطينا تفصيلا عن حياته ومتى توفي إلَّا أنه ذكره الطبري
(1)
في حوادث سنة 66 هـ بأنه أحد الثائرين من أهل الكوفة ضد المختار، ومن أبلى بلاء حسنًا في الحرب ضده مما جعله يطلبه ففاته ولحق مصعب بن الزبير، فهدم داره". وذكر ابن الأثير في تاريخه
(2)
: إنه رمي جعفر بن عُقيل فقتله.
عبد الله بن عمرو بن ظُلَّام الخثعمي
قال ابن الكلبي: لما دخل عمرو بن العاص وأصحابه مصر أصابوا محمد ابن أبي حذيفة فبعثوا به إلى معاوية وهو بفلسطين فحبسه في سجن له، فمكث فيه غير كثير ثم إنه هرب من السجن - وكان ابن خال معاوية - فأرى النّاس معاوية أنه قد كره انفلاته فقال لأهل الشام من يطلبه؟ قال: وقد كان معاوية يحب فيما يرون أن ينجو، فقال رجل من خَثْعم يقال له عبد الله بن عمرو بن ظلام، وكان رجلًا شجاعا وكان عثمانيا: أنا أطلبه فخرج في حاله حتى لحقه بأرض البلقاء بحوران وقد دخل في غار هناك فجاءت حمر تدخله، وقد أصابها المطر فلما رأت الحمر الرجل في الغار فزعت، فنفرت فقال حصادون كانوا قريبًا من الغار: والله إن لنفر هذه الحمر من الغار لشأنا، فذهبوا لينظروا فإذا هم به فخرجوا فوافقهم عبد الله بن عمرو بن ظلام الخثعمي فسألهم عنه ووصفه لهم، فقالوا له: ها هو ذا في الغار، قال: فجاء حتى استخرجه، وكره أن يرجعه إلى معاوية فيخلي سبيله فضرب عنقه
(3)
.
(1)
المصدر نفسه، ج 6، ص 65.
(2)
الكامل في التاريخ ج 3، ص 293.
(3)
الطبري "تاريخ الرسل والملوك" ج 5، ص 106.
عبد الله بن ذي السهمين الخثعمي
بطل مقدام من رجال خَثْعم المشهورين ذو رأي صائب وبصيرة فذة، جاء إلى عمر فأمّره على أنَّاس من خَثْعم ووجهه إلى المثنى فخرج نحوه حتى قدم عليه
(1)
.
وكان من رجال النعمان وممن انتدبهم للدخول على الهرمزان، قال محدثا لأصحابه: إني سمعت الأمير يقرأ ويذكر في قراءته الرعب فما ذكره إلَّا لفضل عنده، اقتدوا برايتكم وليحم راجلكم خيلكم ثم احملوا، فما لقول الله من خلف، فأنجز الله وعده، وكان كما رجوت
(2)
، وتولى على الركبان وقام صبيحة القادسية فخطب مع الذين خطبوا ذلك اليوم. قال الطبري
(3)
: "لما رأت ذلك القبائل قام فيها رجال، فقام قيس بن عبد يغوث والأشعث بن قيس وعمرو بن مَعْد يكرب، وابن السهمين الخثعمي، فقالوا: لا يكونن هؤلاء أجد في أمر الله منكم، ولا يكونن هؤلاء - أهل فارس - أجرأ على الموت منكم ولا أسخي أنفسا على الدنيا .. " وكان من شهود كتاب النعمان بن مقرن وحذيفة لأهل الماهين
(4)
.
مالك بن عبد الله الخثعمي
فارس وبطل مقدام، من كبار القادة غزا أرض الروم سنة 58 هـ وغزا سورية سنة 60 هـ ترجم له ابن حجر في الإصابة فقال
(5)
: مالك بن عبد الله بن سنان الخثعمي كان يعرف بمالك السرايا، قال البخاري وابن حبان: له صحبة. وقال البغوي: يقال له صحبة. وقال العجلي: تابعي ثقة، وذكره خليفة في الصحابة فقال: روى أنه سمع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله
(1)
الطبري "تاريخ الرسل والملوك" ج 4، ص 464.
(2)
المصدر نفسه، ج 3، ص 468.
(3)
المصدر نفسه، ص 563.
(4)
المصدر نفسه، ج 4، ص 137.
(5)
ج 3، ص 337.
على النار"، وقال عطية بن قيس: ولي مالك الصوائف زمن معاوية ثم يزيد ثم عبد الملك، ولما مات كسروا على قبره أربعين لواء.
وقال ابن عبد البر في الاستيعاب
(1)
: "كان أميرًا على الجيوش في خلافة معاوية وقبل ذلك روى عنه القاسم بن محمد وعبد الله بن سليمان المصري وكان رجلًا صالحا ما ضرب الناقوس قط بليل وكانوا يضربونه نصف الليل إلَّا ومالك قد جمع عليه ثيابه في مسجد بيته يصلي، ولمالك فضائل جمة عند أهل الشام يرونها يطول ذكرها، يعد في المصريين، ومنهم من يجعل حديثه مرسلًا ويجعله من التابعين".
وقال البلاذري
(2)
: "يقال له مالك الصوائف، وهو من أهل فلسطين غزا بلاد الروم سنة 46 هـ وغنم غنائم كثيرة ثم قفل، فلما كان من درب الحدث على خمسة عشر ميلًا بموضع يدعى الرهوة، أقام فيها ثلاثًا فباع الغنائم وقسم سهام الغنيمة فسميت تلك الرهوة رهوة مالك".
العباس بن سفيان الخثعمي
قائد بحري، كان أميرًا على غازية البحر في خلافة المنصور، وهوأول من غزا قبرص سنة 146 هـ في عهد ابن العباس، توفي سنة 150 هـ
(3)
.
الزبير بن خزيمة الخثعمي
قال أبو الفرج: بعث بشر بن مروان الزبير بن خزيمة الخثعمي إلى الري فلقيه الخوارج بجلولاء فقتلوا جيشه وهزموه وأبادوا عسكره وكان معه أعشى همدان فقال في ذلك:
أمرت خَثْعم على غير خير
…
ثم أوصاهم الأمير بسير
أين ما كنتم تعيفون للنا
…
س وما تزجرون من كل طير
ظلت الطير عنكم بجلولاء
…
وعزتكم أماني الزبير
قدر ما أتيح لي من فلسطين
…
على فالج ثقال وعير
خثعمي مغصص جرجما
…
ني محل غزا مع ابن نمير
(4)
(1)
الطبري "تاريخ الرسل والملوك" ج 3، ص 355.
(2)
فتوح البلدان، ص 269، تحقيق أنيس الطباع.
(3)
خير الدين الزركلي "الأعلام"، ج 3، ص 261.
(4)
"الأغاني"، ج 6، ص 65.
عثمان بن أبي نسعة الخثعمي
هو من ولاة خَثْعم ومشاهيرها، قال ابن حزم: ومن خَثْعم كان عثمان بن أبي نسعة ولي الأندلس، وولده بشذونه. وهي دار خَثْعم، بالأندلس، وهو عثمان ابن أبي نسعة بن إياس بن الحارث بن مالك بن جشم بن أوس الله بن مصعب بن عنم بن الفريح بن شهران بن عفرس بن حلف بن أفتل وهو خَثْعم
(1)
.
ثانيًا: العلماء ورواة الأحاديث والأخبار
أ - الرجال
إبراهيم بن الحسن بن الهيثم الخثعمي
أبو إسحاق المصيعي المقسمي روى عن حجاج بن محمد والحارث بن عطية ومخلد بن زيد وعدة، وروى عنه أبو داود والنسائي وموسى الحمال وابن أبي داود وغيرهم.
وكتب عنه أبو حاتم، وقال: صدوق وقال النسائي: ثقة، وفي موضع آخر ليس به بأس قلت وذكره ابن حبان في الثقات
(2)
.
أسيد بن عبد الرَّحمن الخثعمي
ترجم له ابن حجر العسقلاني فقال: "روي عن فروة بن مجاهد اللخمي وعبد الله بن محيريز، والصحيح أن بينهما خالد بن دريك ومكحول الشامي وغيرهم، وروى عنه الأوزاعي وإسماعيل بن عياش والمغيرة بن المغيرة الرملي، قال يعقوب بن سفيان: شامي ثقة، وقال أبو زرعة: توفي سنة 144 هـ، روي له أبو داود حديثًا واحدًا في الجهاد. قلت: وقال: ابن شاهين في الثقات قال أحمد بن صالح: من وجوه خَثْعم من ثقات الشام، وذكر ابن حبان في الثقات تبعًا للبخاري وابن أبي حاتم أنه روي عن ابن محيريز، وكذا قال الدارقطني وعبد الغني ورد ذلك الخطيب وقال: "إنه خطأ وأنه ما روى عن ابن محيريز إلَّا بواسطة خالد بن دريك والله أعلم"
(3)
.
(1)
جمهرة أنساب العرب، ص 392.
(2)
ابن حجر "تهذيب التهذيب" ج 1، ص 199.
(3)
المصدر نفسه، ج 1، ص 302.
بشر بن عمارة الخثعمي:
ترجم له ابن حجر فقال: "روي عن أبي روق عطية بن الحارث والأحوص ابن حكيم وغيرهما. وروى عنه منجاب بن الحارث وجبارة بن المغلس ويحيى الحماني وعون بن سلَّام ومحمد بن الصلت الأسدي وغيرهم".
وقال أبو حاتم: ليس بالقوي في الحديث، وقال البخاري: يعرف وينكر، وقال النسائي: ضعيف، وقال ابن حبان: كان يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد. وقال ابن عديّ: لَمْ أر في أحاديثه منكرا وهو عندي حديثه إلى الاستقامة أقرب، قلت: وقال البرقاني: عن الدارقطني متروك، وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه، وقال الساجي مثل البخاري"
(1)
.
ثعلبة بن مسلم الخثعمي
من رواة الحديث ترجم له ابن حجر العسقلاني وذكر شيوخه، ومن روي عنه فقال: "روي عن أيوب بن بشر العجلي وروح بن زنباع وشهر بن حوشب والمحرر بن أبي هريرة وأبي عمران مولى أبي الدرداء وغيرهم.
وروي عنه: إسماعيل بن عياش وأبو مهدي سعيد بن سنان وعبد الرَّحمن ابن سلمان بن أبي الجون وعقيل بن مدرك ومسلمة بن علي الخشني.
ذكره ابن حبان في الثقات وأخرج له أبو داود حديثًا واحدًا وابن ماجه حديثًا في التفسير. قلت: لكن ابن حبان ذكره في الطبقة الرابعة فكأنه عنده ما لقي التابعين وذكر فيهم آخر، وقال: إنه يروى عن أبي هريرة وعنه عُقيل بن مدرك"
(2)
.
حصين بن عوف الخثعمي المدني
ترجم له ابن عبد البر فقال: مدني، وروى عنه عبد الله بن عباس وغيره أنه قال يا رسول الله: إن أبي شيخ كبير وقد قرأت شرائع الإسلام ولا يستمسك على بعيره أفأحج عنه؛ قال: أرأيت أن لو كان على أبيك دين - الحديث. وقد روي
(1)
تهذيب التهذيب، ج 1، ص 398.
(2)
المصدر نفسه، ج 2، ص 23.
هذا الحديث عن ابن عباس عن حصين بن عوف أن رجلًا قال يا رسول الله: إن أبي - الحديث. وذلك خلاف رواية الزهري"
(1)
.
وترجم له ابن حجر فقال: له صحبة خرَّج له ابن ماجه حديثًا واحدًا يرويه عنه ابن عباس في الحجّ، قلت: وروى عنه ابن عباس وغيره
(2)
. وقال عنه في الإصابة: قال البخاري وأبو حاتم: له صحبة وأخرج أحمد بن منيع والحارث بن أبي أسامة والحسن بن سفيان والطبراني من طريق موسى بن عبيدة عن أخيه عبد الله عن حصين بن عوف نحوه
(3)
.
دكين بن سعيد الخثعمي
قال ابن عبد البر: دكين بن سعيد المزني ويقال الخثعمي، قال: أتينا رسول الله نسأله الطعام فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لعمر: "قال سمعا وطاعة، وذكر الحديث في أعلام النبوة في قصة التمر، ومن روى عنه قيس بن أبي حاتم .. "
(4)
.
وقال ابن حجر: "له صحبة عداده في أهل الكوفة، روي عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وروى عنه قيس بن أبي حاتم. روي له أبو داود في معجزة تكثير التمر القليل. قلت: قال مسلم وغيره: لَمْ يرو عنه غير قيس، وأخرج ابن خزيمة وابن حبان حديثه في صحيحيهما وذكره الدارقطني في الإلزامات وأبو ذر في مستدركهـ"
(5)
.
زيد بن عطية الخثعمي
ترجم له ابن حجر في تهذيبه فقال: زيد بن عطية الخثعمي، ويقال السُّلَمي روي عن أسماء بنت عميس. وروى عنه هاشم بن سعيد الكوفي، وروى له الترمذي حديثًا متنه - بئس العبد عبد تجبر واعتدى .. الحديث وقال: غريب
(6)
.
(1)
الاستيعاب في أسماء الأصحاب، ج 1، ص 332.
(2)
تهذيب التهذيب، ص 332، ج 2.
(3)
ج 1، ص 337.
(4)
الاستيعاب في أسماء الأصحاب، ج 1، ص 465.
(5)
تهذيب التهذيب، ج 3، ص 183.
(6)
المصدر نفسه، ج 3، ص 263.
شعيب بن خالد الخثعمي
روي عن ابن عمرو وروى عنه عثمان أبي سليمان، ذكره ابن حبان في الثقات
(1)
.
عبد الله بن بشر الخثعمي
كنيته أبو عمير الكوفي، الكاتب، خرَّج له البخاري والنسائي وترجم له ابن حجر فقال:"روى عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير وعروة البارقي، وجبلة بن حممة، وروى عنه ابن عمير وابن ابنه بشر بن عمير وشعبة السفيانان. وقال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبان في الثقات"
(2)
.
عبد الله بن حبشي الخثعمي
راو من رواة الحديث، كنيته أبو قيلة، ترجم له ابن عبد البر فقال: سكن مكة روى في فضائل الأعمال في قطع السدر .. روى عنه عبد الله بن عمير وسعيد بن محمد بن جبير بن مطعم
(3)
، ترجم له ابن حجر في تهذيبه فقال: روي عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وروى عنه ابن عمير وسعيد بن محمد بن جبير بن مطعم أن كان محفوظا له عندهما أي الأعمال أفضل، والنهي عن قطع السدر قلت: قال ابن سعد نزل مكة
(4)
.
وترجم له أيضًا في الإصابة فقال: له حديث عند أبي داود والنسائي وأحمد والدارمي بإسناد قوي من طريق عبيد بن عمير عن عبد الله بن حبشي، وذكر الحديث
(5)
.
عبد الله بن محصن الخثعمي
من رواة الحديث خرَّج له البخاري في الأدب المفرد والترمذي وابن ماجه وترجم له ابن حجر فقال: "عبد الله بن محصن الأنصاري الخثعمي، ويقال عبد الله مختلف في صحبته روي عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: من أصبح منكم آمنا في سربه ..
(1)
ابن حجر "تهذيب التهذيب" ج 3، ص 183.
(2)
المصدر نفسه، ج 5، ص 141.
(3)
الاستيعاب في أسماء الأصحاب، ج 2، ص 278.
(4)
تهذيب التهذيب، ج 16، ص 5.
(5)
ج 2، 285.
وروى عنه ابن سَلَمَة. قلت: وقال ابن عبد البر أكثرهم يصحح صحبته، وقال أبو نعيم: أدرك النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ورآه، وذكره البخاري وغير واحد فيمن اسمه عبيد الله يعني مصغرًا وفي سياق حديثه في الترمذي وكانت له صحبة
(1)
.
مصعب بن المقدام الخثعمي
عالم ومؤلف وراو من رواة الحديث، خرج له مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وترجم له ابن حجر في تهذيبه فقال:"مصعب بن المقدام الخثعمي مولاهم أبو عبد الله الكوفي، وروي عن فطر بن خليفة وزائدة وعكرمة بن عمار ومبارك بن فضالة ومسعر وأبي حنيفة والثوري وداود بن نصير، وإسرائيل والحسن ابن صالح وفضيل بن غزوان وغيرهم. وروى عنه إسحاق بن راهويه وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وابن نمير والقاسم بن زكريا بن دينار وعبد الرَّحمن بن دينار وعبد الرَّحمن بن محمد بن سلَّام ومحمد بن رافع وهارون بن عبد الله الحمال وعبد بن حميد وحميد بن الربيّع وأبو البختري عبد الله بن محمد بن شاكر والحسن بن مكرم ومحمد بن عبد الله المنادي وغيرهم"
(2)
.
"وقال الغلابي عن ابن معين ثقة، وقال إبراهيم بن الجنيد عن ابن معين ما أري به بأسا، وقال أبو داود: لا بأس به، وقال أبو حاتم: صالح، وقال عبد الله بن علي المديني عن أبيه: ضعيف، وقال ابن المنادي: كتبت عنه أيام ابن رفيدة، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال علي بن حكيم الأودي عنه: كنت أرى رأي الإرجاء فرأيت في المنام كأن في عنقي صليبا فتركته، وقال محمد بن عبد الله الحضرمي وغيره: مات سنة ثلاث ومائتين. قلت: وقال العجلي: كوفي متعبد، وقال ابن شاهين: في الثقات، قال يحيى بن معين: صالح. وقال ابن مانع: كوفي صالح، وقال الساجي: ضعيف الحديث كان من العباد. قال أحمد بن حنبل: كان رجلًا صالحًا رأيت له كتابًا فإذا هو كثير الخطأ ثم نظرت في حديثه فإذا أحاديثه متقاربة عند الثوري"
(3)
.
(1)
تهذيب التهذيب، ج 5، ص 341.
(2)
تهذيب التهذيب، ج 10، ص 150.
(3)
المصدر نفسه، ج 10، ص 150.
معقل الخثعمي
من رواة الحديث الشريف خرَّج له أبو داود، وترجم له ابن حجر العسقلاني فقال:"روي عن علي، وروى عنه محمد بن إسماعيل الكوفي، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم يقال فيه زهير بن معقل والأول أصح"
(1)
.
تميم بن ورقاء الخثعمي
جاهلي أدرك الإسلام فأسلم، ترجم له ابن حجر في الإصابة فقال
(2)
: "أدرك الجاهلية وكان عريف قومه في عهد عمر وبعثه معاوية بفتح قيسارية إلى عمر، ذكره ابن عساكر في ترجمة الحكم بن عبد الرَّحمن، وكان ممن شهد قيسارية قال: حاصرها معاوية سبع سنين فلما فتحوها بعثوا بالفتح إلى عمر مع تميم بن ورقاء عريف خَثْعم فقال عمر: إلَّا إن قيسارية فتحت قسرا".
الحارث بن عبد شمس الخثعمي
ترجم له ابن حجر في الإصابة فقال: الحارث بن عبد شمس الخثعمي، ذكره البخاري وابن حبان في الصحابة، وقال ابن منده: عداده في أهل الشام ثم ساق بإسناد غريب عن الحميري بن الحارث بن عبد شمس عن أبيه أنه خرج إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وكتب له كتابًا وأباحه وأصحابه من بلاد كذا -الحديث
(3)
.
حزم بن عبد عمرو الخثعمي
تابعي جليل، ترجم له ابن حجر في الإصابة فقال
(4)
: حزم بفتح أوله ثم سكون الزاي ابن عبد عمرو الخثعمي - وقال البغوي حزم بن عبد عمرو أحسبه مدنيا ولا أدري هل له صحبة أم لا. وروى البغوي والطبراني وابن شاهين من طريق موسى بن عبيدة عن أبي سهل بن مالك عن حزم بن عبد عمرو أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: "للخليفة على النّاس السمع والطاعة"، وقد ذكره ابن أبي حاتم وابن حبان في التابعين.
(1)
ابن حجر "تهذيب التهذيب"، ج 10، ص 212.
(2)
ج 1، ص 190.
(3)
ج 1، ص 282.
(4)
ج 1؛ ص 324.
الحر الخثعمي
ترجم له ابن حجر في الإصابة فقال: "تابعي أرسل حديثًا فذكره بعضهم في الصحابة، أخرجه البلاذري من طريق عبد الملك بن وهب عن الحر الخثعمي أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لما خرج مهاجرا مر بامرأة يقال لها عاتكة بنت خالد وهي أم معبد فذكر حديثها"
(1)
.
عبد الله بن عبد الرَّحمن أبو رويحة الخثعمي
ترجم له ابن عبد البر فقال: "أبو رويحة الخثعمي آخي رسول الله بينه وبين بلال بن رباح مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه وكان بلال يقول أبو رويحة أخي، قال لي رسول الله: "أنت أخوة وهو أخوك"، وروي عن أبي رويحة أنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعقد لي لواء، وقال: اخرج فناد: من دخل تحت لواء أبي رويحة فهو آمن
(2)
.
وترجم له ابن حجر في الإصابة فقال: "آخى النَّبِيّ بينه وبين بلال المؤذن" وأبو رويحة لَمْ يسند عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حديثًا. ولما دون عمر الديوان بالشام قال لبلال: من تجعل ديوانك معه، قال: مع أبي رويحة لا أفارقه أبدًا للأخوة المذكورة فضمه إليه وضم ديوان الحبشة إلى خَثْعم لمكان بلال، فهم مع خَثْعم بالشام إلى اليوم
(3)
.
عبد الله بن يزيد الخثعمي
صحابي جليل، ترجم له ابن حجر في الإصابة فقال
(4)
: "ذكره ابن أبي عاصم في الوحدان، وأخرج عن محمد بن ثابت عن إسحاق بن إدريس عن أبان العطار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن عبد الله بن يزيد الخثعمي عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم نحو حديث عبد الله بن حوالة في فضل أهل الشام وكذا ساقه الطبراني عن أخيه زهير عن محمد بن إسكاب، قال ابن عساكر: المحفوظ عن يحيى عن أبي قلابة عن سالم بن عبد الله عن أبيه.
(1)
ج 1، ص 392.
(2)
ج 4، ص 73.
(3)
ج 4، ص 73.
(4)
ج 1، ص 376.
"قلت": وهو عند أحمد في مسنده عن أبي عامر العقدي عن يحيى بن أبي كثير، وأخرجه أبو يعلى وغيره من طريق الأوزاعي عن يحيي كذلك، وقد ذكره علي بن المديني في العلل بسند صحيح عن نافع عن ابن غنم عن كعب الأحبار وإسحاق بن إدريس، وضعفه أبو حاتم الرازي.
عبد الله الخثعمي
هكذا ورد اسمه دون تفصيل فيما تحت يدي من كتب الرجال، وقد ترجم له ابن حجر في الإصابة فقال:"عبد الله الخثعمي قال أبو مالك: ذكره ابن منده وأبو نعيم في آخر من اسمه عبد الله قال: له ذكر في حديث حبيب بن سَلَمَة"
(1)
.
عمارة بن عبيد الخثعمي
ترجم له ابن عبد البر
(2)
في الاستيعاب فقال: "عمارة بن عبيد الخثعمي ويقال عمارة بن عبيد الله، رجل من خَثْعم، روى عنه داود بن أبي هند أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر حديثًا حسنًا في الفتن ويقال أن بينه وبين أبي داود بن أبي هند رجلًا من أهل الشام"
(3)
.
وترجم له ابن حجر في الإصابة فقال: عمارة بن عبيد، ويقال ابن عبيد الله ويقال عمار، قال ابن حبان: شيخ كبير كان داود بن أبي هند يزعم أن له صحبة، وروى البخاري وابن عديّ في ترجمة سليمان بن كثير عن عمارة بن عبيد شيخ من خَثْعم كبير، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر خمس فتن أربع قد مضين والخامسة فيكم يا أهل الشام
(4)
.
عوف بن مالك الخثعمي
ذكره ابن حجر في الإصابة فقال: "يقال أدرك الجاهلية وسئل أحمد بن حنبل عن حديث عوف الخثعمي عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من اغبرت قدماه في سبيل
(1)
ج 2، ص 376.
(2)
وهو: أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر القرطبي، إمام عصره في الحديث والأثر "ت: 363 هـ " من مؤلفاته: "الاستيعاب"، "جامع بيان العلم وفضله"، الدر في اختصار المغازي، ترجم له ابن خلكان في وفيات الأعيان، ج، ص 66 دار صادر.
(3)
ج 3، ص 21.
(4)
ج 2، ص 509.
الله حرمه الله على النار" فقال: ليس لعوف بن مالك صحبة، وهذا الحديث أخرجه أبو يعلى وغيره من طريق أبي الصبح عن مالك بن عبد الله الخثعمي"
(1)
.
صالح بن مسعود الخثعمي
راو من رواة الأخبار، أرسله المختار سنة 66 هـ بكتاب إلى ابن الحنفية، فلما أعطاه الكتاب رد إليه ابن الحنفية بكتاب يقول فيه:"أما بعد، فإن كتابك لما بلغني قرأته، وفهمت تعظمك لحقي وما تنوي به من سروري وإن أحب الأمور كلها إليّ ما أطيع الله فيه، فأطع الله ما استطعت فيما أعلنت وأسررت واعلم أني لو أردت لوجدت النّاس إليَّ سراعا، والأعوان إلى كثيرًا ولكن أعتزلهم، واصبر حتى يحكم الله لي وهو خير الحاكمين".
فأقبل صالح بن مسعود الخثعمي إلى ابن الحنفية فودعه وسلم عليه، وأعطاه الكتاب وقال له:"قل للمختار فليتق الله، وليكفف عن الدماء، قال: فقلت له: أصلحك الله! أولم تكتب بهذا إليه: قال له ابن الحنفية: قد أمرته بطاعة الله، وطاعة الله تجمع الخير كله، وتنهى عن الشر كله"
(2)
.
الحسن بن أيوب الخثعمي
راو من رواة الحديث والتفسير، لَمْ أجد له ترجمة فيما تحت يدي من المصادر ولا أعرف شيئًا عن تاريخ حياته، ذكره أبو الفرج الأصفهاني عرضا في ترجمة الكميت قال: حدثني أبو العباس أحمد بن محمد قال: حدثني أحمد بن سراج قال حدثني الحسن بن أيوب الخثعمي قال: حَدَّثَنَا فرات بن حبيب الأسدي، حدثني أبي حبيب بن أبي سليمان قال: حدثني الكميت بن يزيد قال: سألت أبا جعفر عن قول الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [القصص: 85] قال: دخلت أنا وأبي إلى أبي سعيد الخدري فسأله أبي عنها فقال: معادا الموت
(3)
.
(1)
ج 3، ص 123.
(2)
الطبري "تاريخ الرسل والملوك" ج 6، ص 75.
(3)
الطبري ج 6، ص 75.
يحيى بن عبد الله الخثعمي
راو من رواة الشعر، لا أعرف شيئًا عن تاريخ حياته ولم أجد له ذكرا فيما تحت يدي من المصادر إلَّا ما ذكره وكيع في أخبار القضاة
(1)
، فقال: قال معبد حدثني عبد الله بن أبي الدنيا قال: حدثني يحيى بن عبد الملك الخثعمي عن الأصمعي: قال أنشدت محمد بن عمران قاضي المدينة وكان من أعقل من رأيت من القرشيين:
يا أيها السائل عن منزلي
…
نزلت في الخان على نفس
يغدو على الخبز من خابز
…
لا يقبل الرهن ولا ينسي
أكل من كيس ومن كسسوتي
…
حتى لقد أوجعني ضرسي
فقال: اكتبها لي فقلت: أصلحك الله، إنما يروي هذه الأحداث، قال: ويحك! الأشراف همتهم الملاحة.
قدامة بن سفيان الخثعمي
راو من رواة الأخبار كان أحد الرواة الذين نقل عنهم الطبري
(2)
.
زهير بن عبد الرَّحمن الخثعمي
راو من رواة الطبري، روي له روايتين نقلًا عن مخنف، فقال: قال أبو مخنف حدثني زهير بن عبد الرَّحمن بن زهير الخثعمي قال: كان آخر من نفي مع الحسين من أصحابه سويد بن أبي الطاع الخثعمي، قال: وكان أول قتيل من بني أبي طالب يومئذ علي الأكبر ابن الحسين .. إلى آخر الخبر.
أما الرواية الثانية، فقد أوردناها في ترجمة سويد بن عمرو بن المطاع الخثعمي
(3)
.
(1)
ج 1، ص 187.
(2)
الطبري، ج 6، ص 225.
(3)
الطبري، ج 3، ص 604.
شمر بن عبد الله الخثعمي
كان أحد بني قحافة من شهران، كان من المقربين عند معاوية طلبه في ابن عمه كريم بن عفيف الخثعمي فأجابه المنزلته عنده، ذكره الطبري فقال:"قام شمَّر بن عبد الله من بني قحافة فقال: يا أمير المؤمنين، هب لي ابن عمي قال: هو لك، غير أني حابسه فكان يرسل إليه بين كل يومين فيكلمه، وقال له: إني لأنفس بك على العراق أن يكون فيهم مثلك، ثم إن شمَّرا عاوده فيه فقال: نمرك على هبة ابن عمك، فدعاه فخلى سبيله على ألا يدخل إلى الكوفة ما كان له سلطان فقال: تخير أي البلاد أحب إليك أن أسيرك إليها، فاختار الموصل، فكان يقول: لو قد مات معاوية قدمت المصر فمات قبل معاوية بشهر"
(1)
.
عبد الله بن أبي علقمة الخثعمي
أحد رواة الطبري، روى عنه نقلًا عن أبي مخنف أخبار خَثْعم وغيرها، وقد ورد اسمه في ثلاثة عشر موضعا من تاريخ الطبري. ومن ذلك قوله:"قال هشام قال أبو مخنف: حدثني أبو علقمة عن قبيصة بن عبد الرَّحمن القحافي من خَثْعم قال: أنا والله شاهد عبيدة بن هلال؛ إذ تقدم فتكلم فما سمعت ناطقا قط ينطق ابلغ ولا أصوب منه وكان يرى رأي الخوارج"
(2)
.
الخثعمي
هذا الرجل من عبَّاد خَثْعم، لَمْ تذكر مصادر التاريخ التي تحت يدي اسمه وإني ذكرت قصته وشجاعته أمام الحجاج، فعندما دخل الحجاج الكوفة أجلس مصقلة البعدي إلى جنبه -وكان خطيبا- فقال: اشتم كل امرئ بما فيه، فإن كنا أحسنا إليه فاشتمه بقلة شكره ولوم عهده، ومن علمت منه عيبا فعبه بما فيه وصغر إليه نفسه. وكان لا يبايعه أحد إلَّا قال له: أتشهد أنك قد كفرت؟ فإذا قال نعم بايعه وإلا قتله. فجاء رجل من خَثْعم قد كان معتزلا وراء الفرات فسأله عن حاله، فقال: ما زلت معتزلا وراء النهر، منتظرا أمر النّاس حتى ظهرت لأبايعك
(1)
المصدر نفسه، ج 5، ص 76.
(2)
ج 5، ص 165.
مع النّاس، قال تشهد أنك كافر: قال: بئس الرجل أنا إن كنت عبدت الله ثمانين سنة ثم أشهد على نفسي بالكفر، قال: إذن أقتلك. قال: وإن قتلتني فوالله ما بقي من عمري إلَّا ظيم حمار
(1)
، وإني لأنتظر الموت صباح مساء، قال: اضربوا عنقه، فضربت عنقه. فزعموا أنه لَمْ يبق حوله قرشي ولا شامي ولا أحد إلَّا رحمه ورثي له من القتل
(2)
.
قلت: وهذا دليل واضح على شجاعة هذا الرجل وثباته على الحق.
أبو جعفر محمد الخثعمي
محدث من رواة الحديث المشهورين، ترجم له السمعاني فقال: "محمد بن حسين بن حفص بن عمر الأشناني الخثعمي الكوفي، ثقة صالح مأمون: قيل: إنه مولى الأشناني، سمع عبَّاد بن يعقوب، وعباد بن أحمد وأبو كريب محمد بن العلاء وموسى بن عبد الرَّحمن المسروقي وغيرهم، وروى عنه أبو عبد الله محمد ابن جعفر النحوي وأبو بكر محمد الباغندي وأبو عبد الله بن المحاملي وأبو عمرو السماك وأبو بكر الجعابي ومحمد بن المظفر وأبو الحسين بن البواب وغيرهم، وكان تقوم به الحجة، وكانت ولادته إحدى وعشرين ومائتين، ووفاته في صفر سنة خمس عشرة وثلاثمائة
(3)
.
السهيلي
هو عبد الرَّحمن السهيلي، نسبة إلى سهيل وهي قرية بالقرب من مالقه وهي مدينة بالأندلس، أما نسبه: فهو القاسم وأبو زيد عبد الرَّحمن بن الخطيب أبي محمد عبد الله بن الخطيب أبي عمر أحمد بن أبي الحسن أصبغ بن حسين بن سعدون بن رضوان بن فتوح، قال الحافظ أبوالخطاب بن دحية هكذا أملي علي نسبه - الخثعمي السهيلي الإمام المشهور صاحب كتاب "الروض الأنف" في شرح سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وله كتاب "التعريف والأعلام فيما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام"، وله كتاب "نتائج الفكر" ومسألة رؤية الله تعالى في المنام،
(1)
أي لَمْ يبق من عمره إلَّا اليسير.
(2)
محمد أبو الفضل وآخرون "أيام العرب في الإسلام" ص 47.
(3)
الأنساب ج 1، ص 170.
ورؤية النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، ومسألة السر في عور الدجال، ومسائل كثيرة مفيدة، وقال ابن دحية: أنشدني وقال: إنه ما سأل الله تعالى بها حاجة إلَّا أعطاه إياها وكذلك من استعمل إنشادها وهي:
يا من يري مافي الضمير ويسمع
…
أنت المعد لكل ما يتوقع
يا من يرجى للشدائد كلها
…
بامن إليه المشتكى والمفزع
يا من خزائن رزقه في قول كن
…
امنن فإن الخير عندك أجمع
مالي سوى قرعي لبابك حيلة
…
فلئن رددت فأي باب أقرع
ومن الذي أدعو وأهتف باسمه
…
إن كان فضلك عن فقيرك يمنع
حاشا لمجدك أن يقنط عاصيا
…
الفضل أجزل والمواهب أوسع
وأشعاره كثيرة وتصانيفه ممتعة، وكان ببلده يتسوغ بالعفاف ويتبلغ بالكفاف، حتى نمي خبره إلى صاحب مراكش فطلبه إليها وأحسن إليه، وأقبل بوجه الإقبال عليه وأقام بها نحو ثلاثة أعوام
(1)
.
وقد كان غائبا عندما أغار الفرنجة على "سهيل" وضربوا وقتلوا أهله وأقاربه، فلما علم بذلك استأجر من أركبه دابة، وأتى بها إلى سهيل فوقف بإزائه ثم قال:
يا دار أين البيض والأرام
…
أم أين جيران علي كرام
راب المحب من المنازل أنه
…
حي فلم يرجع إليه سلام
لما أجابني الصدى عنهم ولم
…
يلج المسامع للحبيب كلام
طارحت ورق حمامها مترنما
…
بمقال صب والدموع سجام
يا دار مافعلت بك الأيام
…
ضامتك والأيام ليس تضام
(2)
ومولده سنة ثمان وخمسمائة بمدينة مالقة، وتوفي بحضرة مراكش يوم الخميس ودفن في وقت الظهر وهو السادس والعشرون من شعبان سنة إحدى وثمانين وخمسمائة - رحمه الله تعالى - وكان مكفوفا
(3)
.
(1)
ابن خلكان "وفيات الأعيان" ج 3، ص 142.
(2)
ترجمة السهيلي في الروض الآنف، ج 1، ص 28.
(3)
ابن خلكان "وفيات الأعيان"، ج 3، ص 145.
ب - النساء
هند بنت الحارث الخثعمية
راوية من راويات الحديث، ذكرها ابن حبان في الثقات، زوجها عبد الله بن شداد بن الهاد
(1)
.
سعدي الخثعمية
من ربات الفصاحة والبلاغة، قالت في حديث لها: كنت في أيام شبابي أحسن من السماء ومن الصلاة في الشتاء، وأعذب من الماء وألطف من الهواء
(2)
.
أسماء بنت عميس الخثعمية
أسلمت قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بمكة، وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب، وقالت: يا رسول الله إن رجالًا يفخرون علينا ويزعمون أن لسنا من المهاجرين الأولين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل لكم هجرتان، هاجرتم إلى أرض الحبشة ونحن مرهون بمكة ثم هاجرتم بعد ذلك، ولما قتل جعفر بن أبي طالب تزوجها أبو بكر رضي الله عنه فولدت له محمدًا ثم مات عنها فتزوجها علي بن أبي طالب فولدت له يحيى، وروت عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ستين حديثًا. وقال الدارقطني: انفرد بالإخراج عنها مسلم، وروى لنا عنها ابناها عبد الله وعون ابنا جعفر بن أبي طالب، والقاسم بن محمد وحفيدتها أم عون بنت محمد بن جعفر وسعيد بن المسيب، وفاطمة بنت علي، وعبيد بن رفاعة وأبو بردة بن أبي موسى وعبد الله بن عباس وعبد الله بن شداد وأبو زيد المدني وعمر بن الخطاب وعروة بن الزبير وأبو موسى الأشعري.
وكان عمر بن الخطاب يسألها عن تفسير المنام ونقل عنها أشياء من ذلك، لما بلغةا قتل ابنها محمد بن أبي بكر جلست في مسجدها وكظمت غيظها
(1)
ابن حجر "تهذيب التهذيب"، ج 12، ص 484.
(2)
عمر كحالة "أعلام النساء" ج 2، ص 190.
حتى شخبت ثدياها دما، وأوصى زوجها أبو بكر رضي الله عنه أن تغسله إذا مات
(1)
.
أسماء بنت أنس بن مدرك الخثعمية
أبوها سيد خَثْعم وفارسها في الجاهلية، ترجم لها ابن حجر في الإصابة فقال: زوج خالد بن الوليد وام أولاده، المهاجر وعبد الله وعبد الرَّحمن
(2)
.
فارعة بنت عبد الرَّحمن الخثعمية
صحابية جليلة من راويات الحديث، روى عنها السري بن عبد الرَّحمن
(3)
.
سلمى بنت عميس الخثعمية
ترجم لها ابن عبد البر فقال: سلمى بنت عميس الخثعمية، أخت أسماء بنت عميس الخثعمية، لها صحبة، إحدى الأخوات اللاتي قال فيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأخوات مؤمنات، وكانت تحت حمزة بن عبد المطلب فولدت له أمة الله بنت حمزة ثم خلف عليها بعده شداد بن أسامة بن الهاد فولدت له عبد الله وعبد الرَّحمن، وقد قيل: إن التي كانت تحت حمزة أسماء أختها ثم خلف عليها بعده شداد بن أوس ثم بعد شداد جعفر والأصح الأول
(4)
. وقال ابن حجر بعد أن أورد قول ابن عبد البر السابق، وأخرج ابن منده عن طريق عبد الله بن المبارك عن جرير ابن حاتم عن محمد بن عبد الله عن عبد الله بن شداد. قالت: كانت بنت حمزة أختي من أمي وكانت أمنا سلمى بنت عميس. وفي الصحيحين من حديث البراء في قصة حمزة لما اختصم فيها على وجعفر وزيد بن حارثة، فقال جعفر: أنا أحق بها وخالتها تحتي، وقال ابن سعيد زوجها حمزة وكانت أسلمت قديمًا مع أختها أسماء فولدت لحمزة عمارة وهي التي اختصم فيها علي وجعفر وزيد بن
(1)
ابن حجر "الإصابة"، ج 4، ص 225، والاستيعاب لابن عبد البر ج 4، ص 230، تهذيب التهذيب لابن حجر، ج 12، ص 429، أعلام النساء لعمر كحالة، ج 1، ص 58.
(2)
ص 223، ج 4.
(3)
ابن عبد البر "الاستيعاب"، ج 4، ص 375.
(4)
المصدر نفسه، ج 4، ص 324.
حارثة ثم بانت سُلمى من حمزة فتزوجها شداد فولدت له عبد الله فقضى بها النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لجعفر وقال: "الخالة بمنزلة الأم"
(1)
، وأورد لها صاحب الأغاني هذا الشعر
(2)
:
وكم غادروا يوم الغميصاء من فتى
…
أصيب فلم يجرح وتد كان جارحا
ومن سيد كهل عليه مهابة
…
أصيب ولما يعله الشيب واضحا
أحاطت بخطاب الأيامى وطلقت
…
غداتئذ من كان منهن ناكحا
ولولا مقال القوم للقوم أسلموا
…
للاقت سُلَيْم يوم ذلك ناطحا
عائشة بنت خليفة الخثعمية
من شهيرات النساء كانت تحت الحسن بن علي بن أبي طالب فطلقها، روى البيهقي عن سويد بن غفلة قال: كانت عائشة الخثعمية عند الحسن، فلما قتل علي رضي الله عنه قالت: لتهنك الخلافة يا أمير المؤمنين، فقال: بقتل علي، تظهرين الشماتة؟ اذهبي فأنت طالق؛ يعني ثلاثًا، فتلفعت بثيابها حتى قضت عدتها، فبعث إليها ببقية بقت لها من صداقها، وعشرة آلاف صدقة فقالت لما جاءها الرسول: متاع قليل من حبيب مفارق. فلما بلغه قولها بكى، وقال: لولا أني سمعت جدي صلى الله عليه وسلم يقول: أيما رجل طلق امرأته ثلاثًا عند الإقراء، أو ثلاثة مبهمة، لَمْ تحل له حتى تنكح زوجا غيره لراجعتها
(3)
.
القتول الخثعمية
من ربات الجمال البارع والحسن الباهر قدم أبوها مكة تاجرًا وكانت معه فعشقها نبيه بن الحجاج
(4)
.
ثالثا: الشعراء
للشعر أهمية كبيرة في حياة العرب، فهو ديوان أخبارهم وسجل أيامهم، وقبيلة كقبيلة خَثْعم كبيرة العدد والفروع لا بد أن يكون فيها عدد كبير من الشعراء
(1)
الإصابة في تمييز الصحابة، ج 4، ص 325.
(2)
الأصفهاني "الأغاني" ج 7، ص 305.
(3)
ابن القيم "إغاثة اللهفان"، ج 1، ص 321.
(4)
عمر رضا كحالة "أعلام النساء" ج 4، ص 188.
ولكن كما نعلم أن أشعار العرب لم تدون كلها وضاع منها الكثير فقد ضاع من أشعار هذه القبيلة الشيء الكثير كغيرها من القبائل لو تتبعنا كتب التاريخ والأدب لم نجد سوى القليل من شعراء هذه القبيلة دُون لهم بعض الأشعار والأخبار، ولكنها أشعار مبعثرة مفرقة في بطون الكتب لا يجمعها كتاب واحد ولا يستطيع الباحث من خلالها أن يحكم على شخصية أصحابها كشعراء، ومن هذا المنطلق فإني أورد ما وجدت لهذه القبيلة من المثحعر ولكن دون تحليل أو تفسير إنما أنقله كما وجدته. و
من هؤلاء الشعراء:
1 -
أنس بن مدرك الأكلبي
شاعر مشهور وبطل مقدام وصحابي جليل، ترجم له ابن حجر فقال: هو أنس بن مدرك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن العتيك بن جابر بن عامر ابن تيم الله بن مبشر بن كلب الخثعمي يكنى أبا سفيان، ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمرين فقال: كان سعيد خثعم في الجاهلية وفارسها وأدرك الإسلام فأسلم وعاش مائة وأربعة وخمسين سنة وقال لما بلغها:
إذَا امرُؤٍ عَاشَ الهُنيدةَ سالما
…
وخمسين عاما بعد ذاك وأربعا
تَبَدل مُرُّ العيشِ من بعد حلوه
…
وأوشك أي يبلى وأن يتسعسعا
رهينة قعر البيت ليس يريمه
…
لعاثاويا لا يبرح المهد مضجعا
يخبر عمن مات حتى كأنما
…
رأى الصعب ذا القرنين أو رأى تبعا
وقال غيره: تزوج خالد بن الوليد بنته فأولدها عبد الرحمن وعبد الله والمهاجر، وقال المررباني: كان أحد فرسان خثعم في الجاهلية ثم أسلم.
وقام بالكوفة وهو القائل:
أمشي الحروب وسربالي مضاعفة
…
تغشى السنان وسيفي صارم ذكر
وأخباره في الجاهلية كثيرة، منها ما حكاه أبو عبيدة في الديباج عن المنتجع ابن نبهان قال: كان السليك بن سلكة الشاعر المشهور يعطي عبد الملك بن مويلك الخثعمي إتاوة غنيمة على الجيرة فمر قافلا من عزوة له فإذا بيت من خثعم ونفره
خلوف وفيه امرأة شابة بضة فسألها أين الحي فقالت خلوف فتسنمها فلما فرغ منها وقام عنها بادرت إلى الماء فأخبرت القوم بأمرها فركب أنس بن مدرك فلحقه فقتله فقال عبد الملك: لاقتلن قاتله وذكر له الزبير بن بكار في النسب كان عبد الله بن الحارث الوادعي يأتي مكة كل سنة فلقيه أنس بن مدرك الخثعمي فأغار عليه وسلبه فقال في ذلك شعرا:
ومارحلت من سرو تجهز ناقتي
…
ليحجبها من دون سبيك حاجب
عتا أنس بعد المقيل فصدنا
…
عن البيت إذ أعيت عليه المكاسب
(1)
وهو فارس من فرسان العرب المشهورين، كان أحد الفرسان الأربعة الذين أهدى لهم النعمان بن المنذر الرماح. حيث قال صاحب الأغاني:"بعث النعمان ابن المنذر بأربعة أرماح لفرسان العرب فأخذ أبو براء بن عامر بن مالك رمحا، وسلمة بن طارق اللحام رمحا؛ وهو جد الأخطل، وأنس بن مدرك رمحا، وعمرو بن معد يكرب رمحا"
(2)
.
وهو من حكام العرب المشهورين في الجاهلية، فقد تنافر بنو فزارة وبنو هلال إليه وتراضوا به فحكم للفزارس وأعطاهم من الهلاليين مائة بعير
(3)
.
وهو شاعر مكثر يتضح ذلك من قوة شعره ورصانته، إلا أن مصادر الأدب لم تحفظ من شعره إلا القليل، فقد ضاع من جملة ما ضاع من شعر الجاهلية، ومن شعره:
كم من أخ لي كريمٍ قد فجعت به
…
ثم بقيت كأني بعده حجر
لا أستكين على ريب الزمان ولا
…
أفضي على الأمر يأتي بعده حجر
مردي حروب أدير الأمر حابله
…
إذ بعضهم لأمور تعتري جزر
قد أطعن الطعنة النجلاء أتبعها
…
طرفا شديدا إذا ما يشخص البصر
(1)
الإصابة في تمييز الصحابة، ج 1؛ ص 85.
(2)
الأصفهاني "الأغاني"، ج 8، ص 290.
(3)
الآلوسي "بلوغ الأرب في معرفة قبائل العرب" ج 1؛ ص 298
ويوم حمضه مطلوب دلفت له
…
بدات ودقين لما يعفها المطر
إني وقتلي سُليكا ثم أعقله
…
كالثور يضرب لما عافت البقر
إني لتارك هامات بمجزرة
…
لا يزدهني سواد الليل والقمر
أغشى الحروب وسربالي مضاعفة
…
تغشى البنان وسيفي صارم ذكر
(1)
ومناسبة هذه القصيدة أنه طلب منه أداء السليك بن سلكة عندما قتله فرفض ذلك وهو القائل:
نحن جلبنا الخيل من غرب أرضنا
…
إلى جنب أشوال فذات بصاق
وكائن تركنا من هوازن من دم
…
إلى جنب أشوال العقيق فراق
وأرملة تسعى بنعلين طلقت
…
وأسيافنا أذنّها بطلاق
أعنتها لله حتى يردها
…
بما شاء أو يشقى بهن أشاق
(2)
وهو القائل:
تحدث من لاقيت أنك قاتلي
…
قراقر أعلى بطن أمك أعلم
تبالة والعرضان ترج وبيشة
…
وقومي تيم اللات والاسم خثعم
ومنها:
وخيل وشيخ اللحيتين قرونها
…
فريقان منهم حاسر وملام
فتلك مخاضي بين أيك وحيدة
…
لها نهر، فخوضه متغمغم
ترى هدب الطرفاء بين متونها
…
وورق الحمام فوقها تترنم
(3)
وأورد له الحسين بن علي المغربي: قوله:
أبونا رسول الله وابن خليله
…
بعَرْبة بوَّانا فنعم المركب
أبونا الذي لم تُركب الخيل قبله
…
ولم يدر شيخ قبله كيف تُركب
(4)
(1)
الأغاني ج 20، ص 400، 401.
(2)
الوحشيات، تحقيق عبد العزيز الميمني.
(3)
ياقوت الحموى "معجم البلدان"، ج 2، ص 328.
(4)
الحسين بن علي المغربي "أدب الخواص"، ص 92.
وأرى أن هذه القصيدة طويلة وقد نسب أكثر أبياتها لغيره كما نرى في
ترجمة عتبة بن الحراب الفزعي، ومنها:
أتتني لسان فارتفعت لذكرها
…
وكنت إذا ما سب قومي أغضب
فقلت ولم أملك أعام بن عامر
…
أمثل أبينا لا أبا لك يغضب
كان كان قوم قد أضلوا أباهم
…
فوالله ما ضلت ربيعة أكلب
وأما يكن عمَّاك حلفا وناهسا
…
فإني امرؤ عماي بكر وتغلب
وإن أبانا ليس راعي ئلة
…
ولكن أبونا فارس متلبب
غضبتم علينا إن ضللتم أباكم
…
فما ذنبنا أن لا يكون لكم أب
(1)
إني من القوم الذين نسبتني
…
إليهم كريم الجد والعم والأب
فلو كنت ذا علم بهم مانفيتني
…
إليهم ترى أني بذلك أثلب
(2)
ويبدو أن أيدي النساخ قد لعبت كثيرا في هذه القصيدة فحرفت بعض أبياتها.
2 -
بشر بن ربيعة الأكلبي
نسبه: هو بشر بن ربيعة بن عمرو بن بشارة بن قمير بن عامر بن رابية بن مالك بن وهب بن جليحة، وهو الحارث بن ربيعة بن أكلب بن ربيعة
(3)
.
وفي مختلف القبائل ومؤتلفها
(4)
بشر بن ربيعة بن عمرو بن مثارة بن قمير وفي النسب الكبير لابن الأكلبي: مثارة بن عمير بدلا من قمير
(5)
.
وترجم له ابن عبد البر فقال: بشر الغنوي ويقال الخثعمي، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول:"لتفتحن القسطنطينية فنعم الأمير أميرها ونعم الجيش ذلك الجيش" قال: فدعاني مسلمة فسألني عن هذا الحديث فغزا تلك السنة
(6)
، وقد تكون هذه الترجمة لرجل آخر اسمه بشر.
(1)
الآمدي "المؤتلف والمختلف"، ص 155
(2)
البكري "معجم ما استعجم"، ج 1، ص 82
(3)
ابن حزم "الجمهرة"، ص 391.
(4)
محمد بن حبيب البغدادي، ص 29.
(5)
ص 358.
(6)
الاستيعاب، ص 153.
وفي الإصابة
(1)
: بشر بن ربيعة بن أبي رهم الجهمي صاحب جبانة بشر بالكوفة - وذكره المرزباني في معجمه وقال: كان أحد الفرسان، وهو القائل لعمر ابن الخطاب بعد معركة القادسية:
تذكر هداك الله وقع سيوفنا
…
بباب قديس والقلوب تطير
إذا ما فرغنا من قراع كتيبة
…
دلفنا لأخرى كالجبال تسير
وقد شهد القادسية وأبلى فيها بلاء حسنا وصمد فيها إزاء فرخان الأهوازي، قال أبو عبيدة: حدثنا يونس وأبو الخطاب قالا: لما كان يوم القادسية أصاب المسلمون أسلحة وتيجانا ومناطق ورقابا فبلغت مالا عظيما فعزل سعد الخمس ثم فض البقية فأصاب الفارس ستة آلاف، والراجل ألفين فبقي مال دثر، فكتب إلى عمر رضي الله عنه بما فعل، فكتب إليه أن رد على المسلمين الخمس، وأعط من لحق بك ممن لم يشهد الموقعة. ففعل فأجراهم مجرى من شهد، وكتب إليه عمر بذلك، فكتب إليه أن فض ما بقي على حملة القرآن، فأتاه عمرو بن معدي يكرب فقال: ما معك من كتاب الله؟ قال: إني أسملت باليمن ثم غزوت فشغلت عن حفظ القرآن قال: مالك في هذا المال نصيب، قال: وأتاه بشر بن ربيعة الخثعمي صاحب جبانة بشر فقال: ما معك من كتاب الله؟ قال: بسم الله الرحمن الرحيم فضحك القوم منه ولم يعطه شيئا، فقال منشدا:
ألم خيال من أميمة موهنا
…
وقد جعلت أولى النجوم تغور
ونحن بصحراء العذيب ودوننا
…
حجازية إن المحل شطير
فزارت غريبا نازحا جل ماله
…
جواد ومفتوق الفرار طرير
أنخت بباب القادسية ناقتي
…
وسعد بن وقاص عليّ أمير
وسعد أمير شره دون خيره
…
وخير أمير بالعراق جرير
وعند أمير المؤمنين نوافل
…
وعند المثنى فضة وحرير
تذكر هداك الله وقع سبوفنا
…
بباب قُدِيْس والمكر عسير
عشية ود القوم لو أن بعضهم
…
يعار جنَاحي طائر فيطير
(1)
ابن حجر العسقلاني، ج 1، ص 175.
إذا ما فرغنا من فراع كتيبة
…
دلفنا
(1)
لأخرى كالجبال تسير
ترى القوم فيها واجمين
(2)
كأنهم
…
جمال بأحمال لهن زفير
فضاربتهم حتى تفرق جمعهم
…
وطاعنت إني بالطعان مهير
وعمروأبو ثور شهيد وهاشم
…
وقيس ونعمان الفتى وجرير
(3)
وقال أيضًا في فتح القادسية:
طرقت سُليمى أرحل الركب
…
أني هديت بسبب تهب
اني كلفت سليم بعدكم
…
بالغارة الشعواء والحرب
لو كنت يوم القادسية إذ
…
نازلتم بمهند عضب
أبصرت شداتي ومتصرفي
…
وإقامتي للطعن والضرب
(4)
3 -
نفيل بن حبيب الأكلبي
نسبه: نفيل بن حبيب بن عبد الله بن جزي بن عامر بن مالك بن وهب بن جليحة، وهو الحارث بن ربيعة بن أكلب بن ربيعة دليل الحبشة إلى البيت ومن ولده بالأندلس بالبيره، آل عطيف بن شعيب بن عطيف بن معاذ بن يزيد بن الحر ابن حبيب بن سفيان بن الغفر بن نفيل بن حبيب
(5)
.
فارس مشهور تولى رئاسة قبائل خثعم بفروعها الثلاثة "شهران، ناهس، وأكلب" وصمد أمام أبرهة الحبشي عند مسيره إلى الكعبة إلا أنه انهزم أمام هذا الجيش الجرار نظرا لقوة هذا الجيش وكثرة عدده، فقد هابه جميع الشجعان والفرسان وأفسحت له الطريق منذ خروجه حتى وصوله إلى البيت يمر بها وكأنها لا تراه، ولم يتصد له إلا ذو نفر أحد ملوك اليمن ونفيل بن حبيب الأكلبي وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على قوة هذين الرجلين وقبائلهما، وقد خلدت كتب
(1)
دلقا: تقدمنا، ورواية البيت عند ياقوت كالتالي:
إذا برزت منهم إلينا كتيبة
…
أتونا بأخرى كالجبال تمور
(2)
واجمين: ساكتين على غيظ.
(3)
الأغاني ج 15، ص 234، ومعجم البلدان، ج 4، ص 292.
(4)
أحمد السومحي "أدب اليمن في القرنين الأول والثاني الهجري" ص 508.
(5)
ابن حزم "الجمهرة" ص 391.
التاريخ خبر هذه الحادثة وتناقلتها وسنتكلم عنها بالتفصيل في مبحث الأيام، وبعد انهزام هذا الرجل أخذه أبرهة دليلا له في أرض العرب.
وقد عده الهمداني في "شرح الدامغة" من الشعراء، وأورد له ابن هشام في السيرة النبوية شعرا
(1)
.
وذكره ابن حبيب في ألقاب الشعراء
(2)
فقال: "ذو اليدين" وهو نفيل بن حبيب دليل أبرهة على الكعبة، ومن شعره عندما رأى ما حل بأبرهة وجيشه قوله:
أين المفر والإله الطالب
…
والأشرم المغلوب ليس الغالب
وقوله:
ألا حييت عنا ياردينا
…
نعمناكم مع الإصباح عينا
ردينه لو رأيت - ولا تريه
…
لدى جنب المحصب مارأينا
إذا لعذرتني وحمد أمري
…
ولم تأسي على ما فات بينا
حمدت الله إذ أبصرت طيرا
…
وخفت حجارة تلقى علينا
وكلل القوم يسأل عن نفيل
…
كأن عليّ للحبشان دينا
(3)
4 -
حجل بن عمرو الفزعي الخثعمي
فارس من فوارس خثعم وشعرائها، لم أجد له ترجمة فيما تحت يدي من المصادر سوى ما ذكره الآمدي
(4)
فقال: حجل بن عمرو الخثعمي ثم الفزعي قوم من خثعم يقال لهم بنو الفزع، وحجل شاعر وفارس وهو القائل:
بني سُلّيْم صدعت شعبكم
…
وعامرا قد أقمت في كبد
قتلت منهم خيار سادتهم
…
وآل نصر قتلت في العدد
صقعتهم في اللقاء دامغة
…
لها يدنون آخر الأبد
(1)
الجاسر "في سراة غامد وزهران"، ص 495.
(2)
"نوادر المخطوطات" تحقيق عبد السلام هارون، ص 327.
(3)
ابن هشام "السيرة النبوية"، ج 1، ص 68.
(4)
ص 82.
ويبدو أن الشاعر قال هذه الأبيات وهو مفتخرا بما صنعه بهذه القبائل وأن هثاك أياما جرت بين قبيلة الشاعر وهذه القبائل لكن لم تذكرها مصادر التاريخ وأهملتها كغيرها من الأيام، كما يظهر أيضًا من جو هذه الأبيات أنها أطول من ذلك لكن لم يوردها الآمدي كاملة.
5 -
عتيبة بن الحراب الفزعي
شاعر وفارس ذكره الآمدي فقال: ومنهم: عتيبة بن الحارث الخثعمي وبعضهم يقول الحارث وإنما هو الحراب شاعر وفارس وهو القائل:
أتتني لسان فارتفعت لذكرها
…
وكنت إذا ماسب قومي أغضب
ففلت ولم أملك أعام بن عامر
…
أمثل أبينا لا أبا لك يغضب
أيونا الذي لم تُركب الخيل قبله
…
ولم يدر شيخ قبله كيف يركب
وإن كان قوم قد أضلوا أباهم
…
فوالله ماضلت ربيعة أكلب
وإما يكن عمَّاك حلفا وناهسا
…
فإني امرؤ عماي بكر وتغلب
وإن أبانا ليس راعي ثلة
…
ولكن أبونا فارس متلبب
غضبتم علينا أن ضللتم أباكم
…
فماذنبنا أن لا يكون لكم أب
(1)
وقد أوردنا هذه القصيدة في ترجمة أنس بن مدرك ونسبناها إليه وهو الأصح.
6 -
زنير بن عمرو الخثعمي
شاعر وفارس، ذكره الآمدي
(2)
فقال: زنير (بنون) بن عمرو الخثعمي وهو الذي يقال له النذير العريان؛ وذلك أنه كان ناكحا امرأة من بني ربيد فأرادت ربيد أن تغزو على خثعم فحرسه أربعة نفر منهم وطرحوا عليه ثوبا فصادف غرة فحاضرهم بعد أن رمى بثيابه وكان من أجود الناس شدا وقال في ذلك:
أنا المنذر العريان ينبذ ثوبه
…
لك الصدق لم ينبذ لك الثوب كاذب
(1)
المؤتلف والمختلف، ص 155.
(2)
المصدر نفسه، ص 131.
وخبره مستقص وشعره في كتاب خثعم وقد حمل عليه يوم ذي الخلصة عوف بن عامر فقطع يده ويد امرأته، وحكى ابن بري في أماليه عن أبي القاسم الزجاجي عن ابن دريد قال: سألت أبا حاتم عن قولهم أنا النذير العريان فقال: سمعت أبا عبيدة يقول: هو الزبير بن عمرو الخثعمي وكان ناكحا في بني زبيد، فأرادت بنو زبيد أن يغيروا على خثعم فخافوا أن ينذر قومه فألقوا عليه براذع وأهداما واحتفظوا به فصادف غرة فحاضرهم وكان لا يجاري شدا فأتى قومه فقال:
أنا المنذر العريان ينبذ ثوبه
…
إذا الصدق لا ينبذ لك الثوب كاذب
(1)
كما أورد له صاحب اللسان هذا البيت:
فقلت له: جادت علبك سحابة
…
بنوء يندى كل فغو وريحان
(2)
7 -
عمرو بن الصعق الخثعمي
شاعر جاهلي لا نعرف من خبره وشعره إلا ما ذكره المرزباني في معجم الشعراء حين قال
(3)
: عمرو بن الصعق الخثعمي جاهلي يقول:
أأبكيت الجبال بغير شجو
…
وهل يبكي من الحزن السلام
8 -
عمرو بن أبي الفوارس الخثعمي
ذكره المرزباني فقال
(4)
: عمرو بن أبي الفوارس بن عامر بن سعد بن سمي ابن مالك بن نصر بن وهب الله بن شهران بن عفرس، وهو ابن ذي الجوشن الخثعمي يقول:
تناسيت يا ذا الجوش الأمر قد خلا
…
وأنت تجد اليوم ما أنت ذاكر
9 -
مرة بن منقذ الخثعمي
لم أهتد إلى شيء من أخباره ولم أجد له ترجمة فيما تحت يدي من مصادر الأدب، إلا أنه ذكره البصري في الحماسة البصرية
(5)
، ولم يعرف به وأورد له في باب النسيب هذين البيتين:
(1)
ابن منظور "اللسان" ج 5، ص 202.
(2)
ابن منظور، ج 15، ص 160.
(3)
ص 237.
(4)
معجم الشعراء، ص 236 نشر كرنكو.
(5)
ص 175، ج 2، تحقيق مختار الدين أحمد.
إذا رام قلمي هجرها حل دونه
…
شفيعان من قلبي لها وجلان
إذا قلت لا قالوا بلى ثم أصبحا
…
جميعا على الرأي الذي يرياني
10 -
عياش بن حنيفة الخثعمي
ذكره المرزباني فقال
(1)
: عياش بن حنيفة الخثعمي، من أهل اليمامة محدث رشيدي كان هو والسمط بن مروان بن أبي حفصة يتحدثان إلى جارية باليمامة فمرض عياش فلم يعده السمط وكان للجارية ابن يقال له عمر فقال عياش ينسب عمر إلى السمط ويعاتبه في ترك عيادته:
فلو غير ميم بعدها راء مسه
…
أذى ساعة لم تخله من سؤالكا
وحق له منك السؤال وأمه
…
أبا عمر قد أصبحت في حبالكا
وقال أناس فيه منه مشابه
…
فقلت لهم كلا لحفظ أخائكا
فقالوا: بلى أنا وجدناه فاعلمن
…
على أمه في ظلمة الليل باركا
فقال السمط:
تعيشت يا عياش من فضل كسبها
…
وعدت سمينا بعد طول هزالكا
بعاتبني عياش أن لا أعوده
…
فأهون به حيا علي وهالكا
وإني لأستحي من الناس كلهم
…
ومن خالقي من أن أرى بغنائكا
فقال عياش:
أتزعم أني قد سمنت بكسبها
…
وما كسبها ياسمط غير عطائكا
فإن بذلت لي رغبة عنك مالها
…
فمت كمدا أو عن عنها بمالكا
فقال السمط:
ولما مضى للحمل تسعة أشهر
…
وراب الذي في بطنها من حلابكا
دعوت إليها القابلات يلينها
…
فجاءت بمسطوح القفافي مثالكا
(1)
معجم الشعراء، ص 279، نشر كرنكو.
11 -
سفيان بن صفوان الخثعمي
شاعر من شعراء العرب، لم أجد له فيما تحت يدي من المصادر ما يعطيني تفصيلا عن حياته وأخباره سوى ما ذكره الطبري في حوادث سنة 82 هـ
(1)
، ومفاد ذلك أنه خاطب يزيد بن المهلب مبينا له دور الحجاج بن جارية الخثعمي في الدفاع عنه فقال:
لولا ابن جارية الأغر جبينه
…
لسقيت كأسا مرة المتجرع
وحماك في فرسانه وخيوله
…
حتى وردت الماء غير متعتع
12 -
زرارة بن حصن الخثعمي
ذكره البحتري
(2)
، وأورد له:
أرى ابن عطاء قد تغير بعدما
…
قريت له الدنيا بسيفي فدرت
وكان أخانا وهو للحرب خائفا
…
فعاد عدوا كشحا حين فرّت
13 -
سعيد بن البراء الخثعمي
ذكره ياقوت الحموي، وأورد له هذا البيت:
وفزت فلما انتهى فرها
…
ببرقة دمخ فأوطانها
(3)
14 -
العملس القحافي الخثعمي
وهو القائل:
نحن الذينِ ورثنا الطود عن إرم
…
أيام أحمس وآفاه بأنمار
أيام حِمْيَر تعلو نار عزتها
…
ما أوقد الناس في الآفاق من نار
أيام كهلان قومي ضابطين لهم
…
ماضمت الأرض من بدو وأمصار
تُجْبَى إليهم إتاوات البلاد ولا
…
يعصيهم من مقيم لا ولا ساري
فتلك آثار آبائي بمأرب لا
…
يفوقها اليوم من رسم وآثار
(4)
(1)
ص 534، ج 6.
(2)
الحماسة، ص 79.
(3)
معجم البلدان، ج 1، ص 394.
(4)
"التعليقات والنوادر" تحقيق حمد الجاسر، ج 2، ص 771.
15 -
صاحب جنوب القلب
قال الهجري
(1)
: وأنشدني الشهراني وغيره لصاحب جنوب القلب:
تقول أميم القلب: ياكم تودنا
…
ألا يا جنوب القلب كم عدد القطر
ألا يا جنوب القلب هل تذكرينني
…
فبالله لا أنساك إلا إلى ذكر
لايا جنوب القلب لا يعلم العدى
…
بحبيك حتى يعلموا ليلة القدر
سوى رجم ظن منهم ليس غيره
…
فمخط ومنهم من يصيب ولا يدري
له علق مفتاحه عند كوكب
…
من الغامصات لا سماك ولا نسر
وهل يذهلن النفس عنك تجنبي
…
بلادك أو هل يقبلن العدى عذري
سوى أن طرف العين كل عيشة
…
وكل ضحى زور لأعلامك العفر
16 -
الخثعمي
قال الهجري
(2)
: أنشدني الخثعمي أحد بني أوس وهم إلى شهران:
وجاءت بنو أود ولم قال غيرة
…
لنا ذرعاء مستهان سفيرها
وفاءت رجال المصعبين وخيمت
…
رمال وهابت صيدها وصقورها
المصعبين من شهران من خثعم، ورمال أخو المصعبين.
وأنشدني الخثعمي بدوي:
حملق عليه الرقم حتى كأنه
…
من الحسن حنون بريمان يانع
17 -
ضبارة بن زند الخثعمي
جاء في هامش مخطوطة "معجم ما استعجم" الأزهرية ما نصه: لما أنشد الهجري قول ضبارة بن زند الخثعمي:
أقمنا إليك السير فيه على الوجا
…
تجوب بنا الغيطان جوفية صعر
(1)
"التعليقات والنوادر" تحقيق حمد الجاسر، ج 2، ص 672.
(2)
المصدر نفسه، ص 616.
قال هما جوفان: جوف المحورة، به أرحب همدان، وجوف مراد به الصداوية وكل تجيب
(1)
.
18 -
أحمد بن محمد
الخثعمي
قال المرزباني: يكنى أبا عبد الله ويقال أبا عباس، ويقال أنه الحسن وكان يتشيع ودهاجي البحتري.
19 -
النسعي الخثعمي
وهو القائل:
مغترب أمسيت وسط منبه
…
ألا كل نسعي هناك غريب
(2)
20 -
الخثعمي
قال:
غيث أذاب البرق شحمة مؤنة
…
فالريح تنظم منه حب الجوهر
وكلانما طاوت به الريح الصبا
…
من بعد ما انغمست في العنبر
ويضيء تحسب أن ما غمامه
…
عقد تناثر في إناء أخضر
(3)
لم نعرف قائل هذه الأبيات ويرجح محقق الحماسة البصرية أنها لعياش بن حنيفة الخثعمي.
21 -
الخثعمي
ولم أر مثل الصد أدعى إلى الهوى
…
إذا كان ممن لا يخاف على وصل
والت يمينا كالزجاج رقيقة
…
وما حلفت إلا لتحنث من أجلي
(4)
(1)
المصدر نفسه، ص 683.
(2)
"التعليقات والنوادر" تحقيق حمد الجاسر، ج 2 ص 896.
(3)
البصري (الحماسة البصرية) تحقيق مختار الدين، ج 2، ص 350.
(4)
الحصري "زهر الأداب وثمر الألباب"، ج 2، ص 1013.
22 -
رجل من خثعم
قال ابن دهلد
(1)
: وأنشدنا أبو عمران الكلابي لرجل من خثعم:
أونوا فقد إنا على الطلح
…
أينا كأين الحافر الموكح
23 -
رجل من خثعم
كان رجل من خثعم ردي فقال في نفسه:
لو كنت أصعد في التكرم والعلا
…
كتحدري أصبحت سيد خثعم
(2)
فياد أهل بيته حتى ساد فقال:
نهل الزمان وعلَّ غير مُصَرَّد
…
من آل عتاب وآل الأسود
من كل فياض اليدين إذا غدت
…
نكباء تلوي بالكنيف الموصد
فاليوم أضحوا للمنون وسيقة
…
ومن رائح عجل وآخر مغتدي
خلت الديار فسدت غير مسود
…
ومن الشقاء تفردي بالسؤددِ
(3)
24 -
مازن بن مالك الخثعمي
ممن نهى عمرو بن يزيد وكان جارا في بني سعد:
يا عمرو إن كليبا قام معتذرا
…
فصادف الجبن فاستولى به القدر
فخر يهوي على الخدين منفغرا
…
من طعنة تركت جياشها يغر
(4)
25 -
كعب بن مشهور الجلحي الأكلبي
هذا الشاعر من جليحة؛ وجليحة هو الحارث بن أكلب بن ربيعة، ولا زالت قبيلة "بني سعد" تحتفظ بهذا الاسم إلى اليوم. ولا يعرف عن هذا الشاعر متى ولد وأين توفي، وقد رجح أستاذنا الجاسر أنه أدرك القرن الثاني فقال: "يتضح لي أن الشاعر كان في عهد متقدم، حيث روى صاحب الأغاني شيئا من شعره عن أبي
(1)
"الجمهرة" تحقيق: رمزى منير، ج 1، ص 249.
(2)
ابن قتيبة الدينورى "عيون الأخبار" ج 1، ص 379.
(3)
أبو تمام "ديوان الحماسة" ص 333.
(4)
السومحي "أدب اليمن في القرنين الأول والثاني الهجري"، ج 2، ص 733.
سعد الوراق وهو عبد الله بن عمرو " 193/ 274 هـ" وابن سعد يرويه عن علي بن الحسن بن أيوب النبيل، وهذا تلقى الشعر عن رباح بن قطب بن زيد الأسدي، وسلسلة هؤلاء الرواة تفهم أن الشاعر أدرك القرن الثاني الهجري"
(1)
.
وقد أكثر الخلاف في نسبه وشعره إلى أكثر من شاعر، قال الآمدي
(2)
: كعب ابن المخبل وجدته في مقطعات الأعراب ولا أعرف نسبه ووجدت له:
يقول لي المولى الذي كنت أنتهي
…
له حين ينهى والنصيح المؤامر
وذكر بعد هذا البيت أربعة أبيات على الوزن نفسه والقافية، وقال المرزباني في معجم الشعراء
(3)
: "كعب بن المخبل حجازي إسلامي أحد المتيمين المشهورين بالعشق".
وأورد صاحب الأغاني في ترجمة المخبل القيسي خبر وقوعه في حب ابنة عم له تدعى ميلاء فقال
(4)
: كانت عند رجهل من قيس يقال له: كعب - بنت عم له وكانت أحب الناس إليه فخلا بها ذات يوم فنظر إليها وهي واضعة ثيابهها، فقال: يا أم عمرو، هل ترين أن الله خلق أحسن منك؟ قالت: نعم، أختي ميلاء وهي أحسن مني. قال: فإني أحب أن أنظر إليها، فقالت: إن علمت بك لم تخرج إليك ولكن من وراء الستر ففعل، وأرسلت إليها فجاءتها، فلما نظر إليها عشقها وانتظرها حتى راحت إلى أهلها فاعترضها فشكا إليها حبه، فقالت: والله يا ابن عم ما وجدت من شيء إلا وقد وقع لك في قلبي أكثر منه وواعدته مرة أخرى فأتتها أم عمرو وهما لا يعلمان، فرأتهما جالسين، فمضت إلى إخوانها - وكانوا سبعة - فقالت: إما أن تزوجوا ميلاء كعبا، وإما أن تكفوني أمرها. وبلغهما الخبر، ووقف إخوتها على ذلك فرمي بنفسه نحو الشام حياء منهم، وكان منزلة ومنزل أهله بالحجاز، فلم يدر أهله أين ذهب، فقال كعب في غربته:
أفي كل يوم أنت من لاعج الهوى
…
إلى الشم من أعلام ميلاء ناظر
(1)
الهجرى "التعليقات والنوادر، تحقيق حمد الجاسر، ص 807.
(2)
المؤتلف والمختلف، ص 178.
(3)
ص 345.
(4)
الأغاني، ج 20، ص 281.
قال: فرواه عنه رجل من أهل الشام، ثم خرج بعد ذلك الشامي يريد مكة فاجتار بام عمرو وأختها ميلاء، وقد ضل الطريق، فسلم عليهما ثم سألهما عن الطريق فقالت أم عمرو: يا ميلاء صفي له الطريق، فذكر - لما نادت يا ميلاء شعر كعب هذا فتمثل به فعرفت أم عمرو الشعر وسألت عن قائله ومكانه فأخبرها فطلبت منه أن يذهب معها إلى إخوتها، فذهب معها وأخبرهم فأكرموه وطلبوا كعبا فوجدوه بالشام، فأقبلوا به حتى إذا كانوا في ناحية ماء أهلهم إذا الناس قد اجتمعوا عند البيوت وكان كعب قد ترك بنيا لهم صغيرا، فزحمه غلام. منهم في ناحية الماء، فقال له كعب: ويحك يا غلام من أبوك؟ فقال: رجل يقال له كعب، قال وعلى أي شيء قد اجتمع الناس؟ وأحس قلبه الثر، قال: اجتمعوا علي خالتي ميلاء. قال وما قصتها؟ قال: ماتت. فزفر رفرة مات منها مكانه، فدفن حذاء قبرها، وأورد له القصيدة التي مطلعها:
خليلي قد قست الأمور ورمتها
…
بنفسي وبالفتيان كل زمان
ويورد صاحب كتاب "مصارع العشاق" هذه القصة، وهذا الشعر تحت عنوان "عاشق أخت روجته" منسوبا لكعب بن مالك من بني لاب بن شاس
(1)
.
ويأتي بعده صاحب كتاب "تزيين الأشواق في أخبار العشاق"، فيورد فصلا بعنوان:"أخبار كعب وصاحبته ميلاء" ويبدأ بقوله: "هو أبو خثعم كعب بن مالك أو عبد الله أو خثعم بن لابي بن رباح بن ضمرة طائي من عرب الحجاز يعرف بالمخبل، وكان جوادا سخيا شجاعا مألوف الصورة"
(2)
. ثم يذكر قصة حبة وعشقه وهروبه إلى الشام وعودته ويورد بعضًا من شعره.
وقد استعرض أستاذنا حمد الجاسر هذه المصادر التي عنيت بتدوين هذا الشعر وقال: إنه يمكن إرجاعه إلى شاعر واحد وهو: كعب بن مشهور المخبلي، وهذا نص ما قال
(3)
: اتضح لي مما تقدم أمران:
(1)
ج 2، ص 140.
(2)
داود الأنطاكي، ج 1، ص 170.
(3)
كعب بن مشهور، مجلة العرب، س 26، ج 5، 6، "1411 هـ".
1 -
أن جميع الأشعار الواردة في الكتب التي تقدم ذكرها يمكن إرجاعها إلى شاعر واحد لما بينها من الاتفاق في كثير من الأبيات والتشابه من وجه آخر.
2 -
أن الباحث لا يجد في المصادر المذكورة ما يعول عليه لمعرفة ما يوضح جوانب لا بد من معرفتها عن كعب المخبل القيسي، فصاحب "الأغاني" - وأكثر من جاء بعده يرجج إليه - سماه كعبا وقال: بأنه رجل من قيس، وأن منزلة ومنزل أهله في الحجاز، وأنه رمى بنفسه نحو الشام حياء حين وقع في غرام أخت زوجته. ويأتي الآمدي فيصرح بجهله ونسبه ولم يأت المرزباني بشيء أكثر مما ذكره صاحب "الأغاني" وإلى كتاب آخر للقاضي وكيع، ومن الممكن أن يقال بأن كلمة "اليعبسي" مصحفة عن "القيسي" ولكن ماذا يقال عن كلمة "المخبل العبدي"، ومثل هذا يقال عما أورد داود الأنطاكي في "تزيين الأسواق" وتقدم كلامه.
وهذان الأمران يحملان على الجزم بأن كعبا المخبل لا يزال مجهولا ولكن كعب بن مشهور المخبلي قد أوضح الهجري من جوانب حياته ما يحمل على الجزم بأنه هو صاحب الشعر الذي تقدمت الإشارة إليه؛ إذ جاء في كتابه ما نصه: كعب بن مشهور المخبلي من جليحة خثعم صاحب ميلاء وتغرب بمصر، ويورد ذكره في مواضع من كتابه فيكتفي بنسبه إلى قبيلة خثعم كان يقول: كعب بن مشهور الخثعمي أحد بني المخبل، وقد يورده منسوبا إلى جليحة الفرع المعروف من أكلب من خثعم مضيفا: صاحب أم عمرو ويسميه، وفي كتاب الهجري له مقطوعات من الشعر نحو مائة واثنين وثلاثين بيتا، ومنها ما يتفق مع كثير من الشعر الوارد في "الأغانى" وفي غيره من الكتب التي سبقت الإشارة إليها، انتهى.
ونختار من شعر كعب هذه القصائد:
قال الهجرى: وأنشدني لصاحب أم عمرو وهو كعب بن مشهور المخبلي
(1)
:
(1)
انظر كتاب التعليقات والنوادر، تحقيق حمد الجاسر.
دعتك دواعي أم عمرو لو دعت
…
صدى بين أرماس لظل يجيبها
فيا أُم عمرو ثوْبي ذا قرابة
…
أثابك جنات النعيم مُثيبها
أثيبي فتى يغدو مع الشمس شوقه
…
مرارًا ويأتيه بشوق غُرُوبُها
له زفرة يا أم عمرو وعبرة
…
يُبلَّى به يا أم عمرو دبيبها
يقولون: بعض الناس يشقى من الهوى
…
ألا لا يداوي النفس إلا حبيبها
كما لا يداويني من الشوق والهوى
…
من الناس إلا أم عمرو وطيبها
رداح تضيء البيت حسنا إذا بدت
…
مضمَّخةً بالزعفران جيوبها
تصيد بكفيها القلوب إذا رمت
…
وَتُرْمَى فتخطي النبل أولا تصيبها
خليلي ما من حيبةٍ تريانها
…
بجسمي إلا أم عمرو طبيبها
فما أم عمرو حين تمسي ببلدة
…
من الأرض إلا مثل غيث يصيبها
دنا مطر أو أم عمرو قريبة
…
بذلك إرباب الرياح وطيبها
إذا كنتَ للريح الدروج بمنسم
…
أتتك بريَّاها فطاب هبوبها
تخطَى إلينا شُمَّخا مشمخوة
…
تضوَّغ ريح الضيمران لهوبها
منعَّمة لا يخرق البرد طولها
…
ولا قصر في أم عمرو يعيبها
تدق الخلاخيل المُلاحَم صوغها
…
برعَبوبة الساقين درم كعوبها
وتلوي إزار القز منها بدعصة
…
مُبتَّلة عز الرمال كثيبهما
إذا هي صافت لم تعلي سمانةً
…
وإن شحبت لم يبد عيبا شحوبها
يهون عليها أن تبيت خميصة
…
وللضيف أو بعض العيال نصيبها
لزوم لأزرار القميص مشيحة
…
عليه إذا ما الهُوْجُ ضاعت جيوبها
تنام عن الزاد المعجل نفعه
…
وتُضحي وأيدي المُوقظات تنوبها
فيا أم عمرو ما تمر ظعينة
…
مشرقة إلا وقلبي جنيبها
عليّ يمين لا أقول قصيدة
…
من الشعر إلا أُمُّ عمرو شبوبها
فهل تجزيني أم عمرو علاقتي
…
بها واشتهاري كل واشٍ يعيبها
وقولي إذا مازلَّت النعل زلة
…
أيا أم عمرو دعوة لا تجيبها
أُحِبُّكِ ما كان الصبا عيشة الفتى
…
وما حيكت الأبراد شتى ضروبها
قال: وأنشدني الأوسي للجلحي، وكل من خثعم:
يا نفس حني فقد أمسيت مفردة
…
عن من بُليت بذكراه وعُدِّيتِ
عمَّن تودين حتى أنتِ صادية
…
لا ترتوين ولو في الجم خليتِ
سِيْقَتْ لقتلك مثل الريمَ واضحة
…
أصباب حين قضاءُ الله موقوتِ
رعَبوبة الخلَق معْطار إذا برزت
…
بين البيوت مشّت فىٍ حسن تسميتِ
يا جُملُ هل أنت قَبل الموت ساقيتي
…
كأس الحياة نَعَم ياجمل لو شيتِ
أحييت نفسا كما أبتتها قعصا
…
بمرهف من سهام الموت حيتوتِ
وأنشدني الشهراني والعقيلي لكعب بن مشهور الخثعمي أحد بني المخبل:
أفي كل يوم أنتَ من بُرح الهوى
…
إلى الشَّمّ من أعلام ميلاء ناظرُ؟
طوامس يعلوها القتام كأنها
…
قطار نبيط من خراسان صادر
بعبن مُعَنَّاة بميلاء لم يزل
…
لها منذ ناءت من قذى العين عاير
مراها القذى والشوق حتى كأنما
…
بها كمن أو طرفها متجازر
تمفى المُنى حتى إذا أفنت المُنى
…
جرى هلل من دمعها متبادر
كما أرفصْ هُلْكا بعد ماضُم ضمة
…
بحبل الفتيل اللؤلؤ المتناثر
وباكٍ على من لا تواتيك داره
…
ورام بعينك الفِجاج فزافر
نعم ليس لي من ذاك بد وإنني
…
على ذاك إلا جولة الدمع صابر
دعى القلب من ميلاء فانقاد نحوها
…
كما أنقاد في الحبل الجنيب المساير
نسيم كإيماض الصبير ومنطق
…
خفيض ومكسور من الطرف فاتر
وقال: أنشدني جماعة من خثعم لكعب بن مشهور المخبلي من جليحة:
خليلي والراقي عن العرض قابل
…
لذى البث من أشياعه المُتَبَرّم
قفا فاسألا الأطلال بين أسلة
…
الردَّاه وهضب العالة المتثلم
متى العهد من ميلاء أو هل لهائم
…
بميلاء ذاق النأي من متلوم
فإن هو لم ينطق وكان جوابه
…
بنات الصدى يانمن من كل مأتم
فقولا لباقي رسم ميلاء باللوى
…
لوى الهضب بين المغر والمتخرم
خيام تهف الريح في حجراتها
…
ونيَّ لطوق الفضة المتفصم
عليك السلام أيها الربع بالِلّوى
…
وحييت مسؤولا وإن لم تكلم
بما كنت إذْ ميلاء ميلاء والنوى
…
جميع وشعب الدار لم يتقسم
كما يتمنى من تمنى ولا أرى
…
ليانا من الدنيا لحي بأنعُمِ
فإن يخل من ميلاء ربع فما خلا
…
بنات الحشا من حبها المتنمنم
ولا عدلت ميلاء منذ تباعدت
…
بها الدار من بكر ولا ذات قيم
شعوف بَرِيَّا المسك تشفي من الجوى
…
ومن يرها لا يشتكي السقم يسقم
رداح المُردَى في اعتدال كأنها
…
صريمة رمل نطقت خوط ساسم
تلوث خمار القز في غير لبسة
…
عفت والمسدى من يمان مسهم
بأغيد عمهوج ترى بين ....
…
....
(1)
الا تحمي المنمنم
مقدّا يكاد الطرف يبرق أن يرى
…
مناظر منه حرة المتوسم
إذا ضحكت لم تنتهر وتبسمت
…
عن ألمى وعن ذي فلجة لم يُثلَّم
له مائج يجلو القذى عن متونه
…
من الضرو أو عود الأراك المقوم
وداوية قفر يُغنِّي بها الصدى
…
غناء حمام الأيكة المترنم
سرينًا بها من حُب ميلاء بعدما
…
بلونا علالات المطي المُخزم
لندنو من ميلاء أو نعقب الذي
…
قضينا فَنُجزى يوم بوس بأنعُم
صحا من نصابي من لداتي وحبها
…
شريك المنايا سميط باللحم والدم
26 -
عبد الله بن الدمينة الأكلبي
هو عبد الله بن عبيد الله، أحد بني عامر بن تيم بن مبشر بن أكلب بن ربيعة
(2)
، شاعر بدوي لم تسعفنا مصادر الأدب والتاريخ عن ولادته بشيء، ولعله ولد في البادية جنوب الحجاز في بلاد قومه، فهو من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، كانت وفاته في بلاد قومه نحو 181 هـ، وقيل 182 هـ، حيث اغتاله مصعب بن عمرو السلولي ثأرا بأخيه مزاحم وهو عائد من الحج في تبالة وقيل في سوق العبلاء. وكان ابن الدمينة بدويا فصيحا فارسا شجاعا اكتسب من صحراء البادية التي يعيش فيها قساوتها وصلابتها فظهر ذلك واضحا في شخصيته القوية وشجاعته النادرة. فنراه في لحظة واحدة يقتل خصمه وزوجه وفلذة كبده دون أي تردد، ومع هذه الشجاعة والغلظة نجد ابن الدمينة كريم النفس، طيب السجية،
(1)
لم يستطع المحقق قراءته.
(2)
الأصفهاني "الأغاني"، ج 15، ص 145.
يلتحف الثرى وصاحبه على الفراش الوثير، يموت جوعا ولا يبخل على ضيفه وجاره ويفتخر بهذا فيقول:
وحين أصاحب الفتيان صبوا
…
على مطوية الأقراب خوصِ
ولم أبخل على ضيفي وجاري
…
بغال ما أفيد ولا الرخيص
بذلك كان أوصاني جدودي
…
فأرعى عهدهم والجعد موصى
(1)
هذا عن كرمه وشجاعته أما عن حبة وهيامه فقد هآل في غرام أحدى فتيات قومه مدة طويلة، ولما اشتهر بحبه لها منع منها، وأصبحت عيون الأعادي والحاسدين ترقبه في كل مكان لذلك يقول:
أحقا - عباد الله - ألست صادرا
…
ولا واردا إلا عليّ رقيب
ولا ناظرا إلا وطرفي دونه
…
بعيد المراقي في السماء مهيب
ولا ماشيا وحدي ولا في جماعة
…
من الناس إلا قيل أنت مريب
وهل ريبة في أن تحن نجيبة
…
إلى إلفها أو أن يحن نجيب
(2)
وشعر ابن الدمينة من أرق الشعر وأعذبه، قال عنه الزبير بن البكار:"كان ابن الدمينة من أحسن الناس نمطا، يجتمع له مع رقة المعاني الفصاحة، ومع العذوبة الجزالة، وكان مقدما في المتغزلين، نقي الكلم، بعيدا عن التكلف، يخلط بمذاهب الأعراب حلاوة الحجازين، وأكثر شعره نسيب"
(3)
.
وقال عنه عبد الرحمن العباسي: "هو شاعر مشهور، له غزل رقيق الألفاظ دقيق المعاني"
(4)
، ولا أستطيع أن أوفى الرجل حقه في ترجمة موجزة كهذه، وقد ترجم له محقق الديوان الدكتور أحمد راتب النفاخ ترجمة مطولة نشرها في مقدمة الديوان، ومن أجمل شعره قصيدته البائية، وقد بلغت (91) بيتا برواية الهجري ومنها:
(1)
الديوان، ص 66، تحقيق: د. أحمد راتب النفاخ.
(2)
المصدر نفسه، ص 104.
(3)
المصدر نفسه، ص 5.
(4)
معاهد التنصيص، ص 160.
أُميمَ أمِنْكِ الدار غيّرها البلا
…
وهيفا بجيلان التراب دَعُوبُ
بسابس لمَ يصبح ولم يمس ثاويا
…
بها بعد عهد الحي منك غريب
سوى عازفات ينتحبن مع الصدى
…
كما رجعت جوف لهن ثقوب
وقفت بها أُذري الدموع كما جرى
…
بغربين من خوف الفراق شعيب
ديار التي هاجرت عصوا وللهوى
…
يلبي إليها قائد ومهيب
وقد علمت أني بخيل بسرها
…
لها حين يغتابونها لذنوب
أصد ابتداع الود لا خشية الردى
…
صدى هامتي عن ما إليه قلوب
ليغلب حبيها عزائي وإنني
…
لصبري إذا غالبته لغلوب
وما ماء مزن في حجيلاء دونه
…
متالف صعبات الذُّرى ولهوب
صفا في لصاف بارد وتطلعت
…
بَه فرط يقتادهن صبوب
بعسكر دلاح مرت ودقاته
…
صبا بعد ماهبت لهن جنوب
بأطيب من فيها اقتيافا وإنني
…
لشيمي إذا أبصرته لمصيب
على أنها لياء من غير عُسرة
…
نوار التصدي للعقول خلوب
منعمة شبت شباب كريسة
…
نمت بين أفلاج لهن قشيب
بحسناء روتها العلاجيم فارتوت
…
وفي القُفِّ عنها والسلام نضوب
القسم الثاني: الشاعرات
أميمة الخثعمية
شاعرة من شواعر العرب لم تعطنا مصادر التاريخ عنها شيئا، إلا أنها من قوم ابن الدمينة، وقد هام ابن الدمينة بحبها مدة ثم تزوجها وقتل وهي عنده قالت:
وأنت الذي أخلفتنى ما وعدتني
…
وأشمت في من كان فيك يلوم
وأبرزتني للناس ثم تركتني
…
لهم غرضا أُرمى وأنت سليم
فلو كان قول يكلم الجلد قدبدا
…
بجلدي من قول الوشاة كلوم
وقالت أيضًا:
تجاهلت وصلي حين جدت عمايتي
…
فهلا صرمتَ الحبل إذ أنا أُبصر
ولي من قوى الحبل الذي قد قطعته
…
نصيب وإذ رأيي جميع موفر
ولكنما آذنتَ بالصرم بغتة
…
ولست على مثل الذي جئت أقدر
(1)
(1)
الأصفهاني "الأغاني" ج 15، ص 149.
وقال ابن الدمينة:
خليلي زورا بي أميمة فاجلوا
…
بها بصري أو غمرة عن فؤاديا
فأجابته قائلة:
أيا حسن العينين أنت قتلتني
…
ويا فارس الخيلين أنت شفائيا
ورغبتني الظمء الطويل بشربة
…
على ظمأ لم تشف مني فؤاديا
(1)
أم إبان الخثعمية
شاعرة من شواعر العرب، قالت ترثي ابنها مزاحم بن عمرو وتحض مصعبا وجناحا أخويه لأخذ ثأره:
بأهلي ومالي بل بجل عشيرت
…
قتيل بني تميم بغير سلاح
فهلا قتلتم بالسلاح ابن أختكم
…
فتظهر فيه للشهود جراح
فلا تطمعوا في الصلح مادمت حية
…
ومادام حيا مصعبا وجناح
ألم تعلموا أن الدوائر بيننا
…
تدور وأن الطالبين شحاح
وقالوا: أقبل ابن الدمينة قاتل مزاحم حاجا بعد مدة طويلة فنزل بتبالة فعدا عليه مصعب بن عمرو أخو المقتول لما رآه وقد كانت أمه حرضته عليه، وقالت: افتل ابن الدمينة فإنه قتل أخاك وهجا قومك وذم أختك وقد كنت أعذرك قبل هذا لأنك كنت صغيرا وقد كبرت الآن، فلما أكثرت عليه خرج من عندها ونظر ابن الدمينة واقفا ينشد الناس فغدا إلى جزار فأخذ شفرته وعدا على ابن الدمينة فجرحه جراحتين فقيل: إنه مات لوقتها، وقيل بل سلم تلك المرة، ومر مصعب بعد ذلك وهو في سوق العبلاء ينشد فعلاه بسيفه حتى قتله وعدا وتبعه الناس حتى اقتحم دارا وأغلقها على نفسه
(2)
.
أم خالد الخثعمية
شاعرة من شواعر العرب قالت في جحوش العقيلي
(3)
:
(1)
البصري "الحماسة البصرية" ج 2، صْ 21.
(2)
الأصفهاني "الأغاني" ج 17، ص 102، عمر كحالة "أعلام النساء" ج 1، ص 20.
(3)
القالي "الأمالي"، ج 2، ص 10، وابن منظور "لسان العرب" مادة قطم، قو، غرر.
فليت سماكيا يطير ربابه
…
يقاد إلى أهل الغضا بزمام
ليشرب منه جحوش ويشيمه
…
بعيني قطامي أغر شآم
بنفسي عينا جحوش وقميصه
…
وأنيابه اللاتي جلا ببشام
فأقسم إني قد وَجَدْت بجحوش
…
كما وَجَدَت عفراء بابن حزام
وما أنا إلا مثلها غير أنني
…
مؤجلة نفسي لوقت حمام
فإن ولوج البيت حل لجحوش
…
إذا جاء والمستأذنون نيام
فإن كنت من أهل الحجاز فلا تلج
…
وإن كنت نجديا فلج بسلام
رأيت لهم سيما قوم كرهتهم
…
وأهل الغضا قوم عليَّ كرام
وقالت أيضًا:
أيتها النفس التي قادها الهوى
…
أمالك إن رمت الصدود عزيم
فتنصرفي منه فقد حيل دونه
…
وألهاه وصل من سواك قديم
سلمى بنت طاق الخثعمية
شاعرة من شواعر الجاهلية، قالت في تقلب الدهر بأهله:
ألا لا تدوم نعمة وسرورها
…
على المرء إلا عارة يستعيرها
(1)
عمرة الخثعمية
شاعرة من شواعر الجاهلية، قالت ترثي ابنيها:
لقد زعموا أني جزعت عليهما
…
وهل جزع إن قلت وابأباهما
هما أخوا في الحرب من لا أخا له
…
إذا خاف يوما نبوة فدعاهما
هما يلبسان المجد أحسن لبسة
…
شحيحان ما اسطاعا عليه كلاهما
إذا نزلا الأرض المخوف بها الردى
…
يُخفِّض جأشيهما مُنْصلاهما
إذا استغنيا حب الجميع إليهما
…
ولم ينا من نفع الصديق غنماهما
إذا فتقرا لم يجثما خشية الردى
…
ولم يخش رُزأ منهما مولياهما
لقد ساءني أن عنست زوجتاهما
…
وأن عريت بعد الوجى فرساهما
ولن يلبث العرشان يستل منهما
…
خيار الأواسي أن يميل غماهما
(2)
(1)
البحتري "الحماسة"، ص 45
(2)
أبو تمام "ديوان الحماسة"، ص 449
فاطمة بنت مر الخثعمية
شاعرة من شواعر العرب وكاهنة من كاهناتهم، كانت أجمل النساء وأعفهن، قرأت الكتب ودرست علائم النبي المبشر، فلما رأت وجه عبد الله بن عبد المطلب والد الرسول صلى الله عليه وسلم عرضت نفسها عليه لأنها رأت نور النبوة في وجهه، فلم يقبل بها فأنشدت تقول:
إني رأيت مخيلة عرضت
…
فتلألأت بحناتم القطر
فلمائها نور يضيء له
…
ما حوله كإضاءة الفجر
ورايته شرفا أبوءُ به
…
ما كل قادح زنده يُوري
لله مازهريه سلبت
…
ثوبيك ما استلبت وما تدري
(1)
امرأة من خثعم
لم أستطع العثور على اسمها وهي القائلة:
لا تسألوني من أحب فإنني
…
أحب وبيت الله كعب بن طارق
أحب الفتى الجعد السلولي فاضلا
…
على الناس معتدا لضر المفارق
امرأة من خثعم
قال ياقوت الحموي في ذكر هدم صنم الخلصة: قالت امرأة من خثعم
(2)
:
وبنو أمامة بالولية صرعوا
…
ثملا يعالج كلهم أُنبوبا
جاؤوا لبيضتهم، فلاقوا دونها
…
أسدا يقب لدى السيوف قبيبا
قسم المذلة، بين نسوة خثعم
…
فتيان أحمس قسمة تشعيبا
(1)
عمر رضا كحالة "أعلام النساء" ج 4، ص 141.
(2)
معجم البلدان، ج 2، ص 384.
بلاد بني خثعم قديما
رغم أن حياة العرب كانت تعتمد على التنقل والارتحال، وكان أكثرهم بدوا رحلا يتبعون مساقط المياه ومنابت العشب، إلا أنه كان لكل قبيلة كيان خاص وحدود معينة، من الديار والمواضع، تدافع عنها بما تستطيع، وقد كانت قبيلة خثعم وأختها بجيلة تسكنان غور تهامة فيما حول مكة، عندما كانت تنسب لنزار ابن معد بن عدنان على ما ذكره قدماء المؤرخين كابن الكلبي وغيره منسوبا عن ابن عباس رضي الله عنه وهذا نص الخبر كما نقله البكري عن كتاب "الافتراق" لابن الكلبي:"قال: وكان جابر بن جشم بن معد، ومضر بن ربيعة، وإياد، وأنمار بنو نزار بن معد بن عدنان، بمنازلهم من تهامة وما يليها من ظواهر نجد، فأقاموا بها ما شاء الله أن يقيموا ثم أجلت بجيلة وخثعم ابنا أنمار بن نزار من منازلها وغور تهامة، وحلت بنو مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بلادهم"
(1)
، ثم يمضي ابن الكلبي مبينا لنا سبب رحيل خثعم وبجيلة عن بلاد إخوتهم من مكة وما جاورها فيما يرويه عن ابن عباس رضي الله عنهما فيقول:"فقأ أنمار بن نزار ابن معد عين أخيه مضر بن نزار، ثم هرب فصار حيث تعلم؛ أي انتسب في اليمن"
(2)
. ثم ظعنت بجيلة وخثعم ابنا أنمار إلى جبال السروات، فنزلوها، وسكنوا فيها، فنزلت قسر بن عبقر بن أنمار جبال حليه وأسالم وما صاقبها من البلاد، وأهلها يومئذ حي من العاربة يقال لهم بنو ثابر، فأجلوهم عنها وحلوا مساكنهم منها، ثم قاتلوهم فغلبوهم على السراة، ونفوهم عنها. ثم قاتلوا بعد ذلك خثعما، فنفوهم عن بلادهم، فقال سويد بن جذعة أحد بني أفصى بن نذير ابن قسر، وهو يفتخر بذلك وبإجلائهم خثعم
(3)
:
ونحن أزحنا ثابرا عن بلادهم
…
وحلي أبحناها فنحن أسودها
إذا سنة طالت وطال طوالها
…
وأقحط عنها القطر واسودَّ عودها
وجدنا سراة لا يحول ضيفنا
…
إذا خطة تعيا بقوم نكيدها
رنحن نفينا خثعما عن بلادها
…
تقتل حتى عاد مولى شريدها
فريقين: فرق باليمامة منهم
…
وفرق بخيف الخيل تترى خدودها
(1)
"معجم ما استعجم" ج 1، ص 58.
(2)
المصدر نفسه، ج 1، ص 58.
(3)
ياقوت "معجم البلدان" ج 2، ص 297.
وظلت خثعم في السراة حتى حدث انفجار سد مأرب وخرجت القبائل اليمنية من اليمن، فشاركتها في بلادها، قال الكلبي: "وأقامت خثعم بن أنمار في منازلهم من جبال السراة وما والاها: جبل يقال له شن وجبل يقال له بارق، وجبال معها حتى مرت بهم الأزد في مسيرها من أرض سبأ، وتفرقها في البلاد، فقاتلوا خثعما، فأنزلوهم من جبالهم، وأجلوهم عن منازلهم، ونزلتها أزد شنوءة: غامد وبارق ودوس، وتلك القبائل من الأزد، فظهر الإسلام وهم أهلها وسكانها.
ونزلت خثعم ما بين بيشة وتوبة، وما صاقب تلك البلاد وما والاها، فانتشروا فيها إلى أن أظهر الله الإسلام وأهله، فتيامنت بجيلة وخثعم، فانتسبوا إلى أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ وقالوا: نحن أولاد قحطان، ولسنا إلى معد بن عدنان"
(1)
.
ومن يمعن النظر في نص ابن الكلبي يجد أنه يخالف الواقع الذي تعيشه قبائل خثعم اليوم، فهي تتربع في أعلى السراة وتسكن الأماكن التي ذكر أن الأزد أزاحتها منها، وقد يكون كلام ابن الكلبي صحيحا غير أن خثعما استطاعت العودة مرة ثانية بعد أن قويت شوكتها وكثرت فروعها.
ومهما قيل عن تموجات هذه القبيلة وتنقلاتها فإنها لا زالت في بعض منازلها القديمة إلى اليوم.
قال الهمداني في "صفة جزيرة العرب": "شهران في سراة بيشة وترج وتبالة فيما بين جرش وأول سراة الأزد"
(2)
، وقال: كان شآمي سراة الحجر بلد ألوس والفزع من خثعم، وشرقيها ما جاور بيشة من بلد خثعم وأكلب"
(3)
، وأنه "قطع بين بلد الحجر وبين بلد شكر بطنان من خثعم يقال لهما أوس والفزع، فقطعتاه إلى تهامة"
(4)
. كما ذكر أن بلاد خثعم أعراض نجد: بيشة وترج وتبالة والمراغة
(5)
،
(1)
البكري "معجم ما استعجم" ج 1، ص 63.
(2)
ص 49.
(3)
ص 121.
(4)
ص 122.
(5)
ص 119.
ولما خرجت الجيوش الإسلامية أيام الفتح الإسلامي خرج بعض خثعم وسكن العراق وفلسطين والأندلس؛ ولأن قبيلة خثعم كثيرة الفروع، متعددة المنازل والديار، ومن الصعب حصر منازلها قديما، فسأذكر أسماء ما وقفت عليه من المواضع في الكتب القديمة منسوبا لهذه القبيلة سواء كانت هذه القبيلة تحله اليوم أم لا، ليتضح للقارئ الكريم مدى قوة هذه القبيلة واتساع بلادها في العصر القديم.
أبيدة:
قال أبو داود أرض خثعم وأنشد لعامر بن الطفيل:
ونحن صبحنا حي أسماء غارة
…
أبالت حبالى الحي من وقعها دما
وبالنقع من وادي أبيدة جاهرت
…
أنسيا وقد أردين سادة خثعما
يعني أنس بن مدرك الخثعمي
(1)
. وقد نزحت خثعم من وادي أبيدة من زمن بعيد.
الأطهار:
قال البكري
(2)
: الأطهار على مثال أفعال، كأنه جمع طهر رمال معروفة قال الراجز:
يادار أم الغمر بين الأطهار
…
وبين ذي السرح سقيت من دار
وقيل: إنها قرية، وهي من أرض خثعم.
أصاف:
قال الهجري
(3)
: غير معجمة الصاد دون الشقرات، بلد خثعم ثم لقحافة به نخل.
بارق:
ومن جبالهم بارق وشن، فقد أورد هذا البكري وياقوت
(4)
في كتابيهما نقلا عن ابن الكلبي حيث قال: "وأقامت خثعم بن أنمار في منازلهم من جبال السراة
(1)
البكري "معجم ما استعجم" ج 1، ص 153.
(2)
البكري "معجم ما استعجم" ج 1، ص 193.
(3)
أبحاثه في تحديد المواضع، ص 248.
(4)
البكري "معجم ما استعجم" ج 1، ص 63، ومعجم البلدان" ج 1، ص 319.
وما والاها أو قاربها من البلاد، في جبل يقال له شن، وجبل يقال له بارق، وجبال معهما، حتى مرت بهم الأزد في مسيرها من أرض سبأ وتفرقهم في البلدان".
البديعان:
قال البكري
(1)
: البديعان مثنيان، موضع بالحجار من ديار خثعم، قال هدبة ابن خشرم:
وقد كان أعجاز البديعين منهم
…
ومفترق النقعين مبدى ومحضرا
وذكرهما كثير بلفظ الجميع، فقال: عشية جاورنا نجاد البدائع.
بيشة:
منطقة واسعة لها شهرة كبيرة في عالم الأدب والتاريخ، وتعد الموطن الأصلي لفروع خثعم من العصر الجاهلي إلى اليوم. ومن هذا المنطلق فإني سأفرد لها كتابا كاملًا وسأتناول فيه تاريخها عبر العصور التاريخية لأني أرى أن دراسة تاريخها تعد دراسة لتاريخ بلاد بني خثعم في العصر القديم.
ترج:
قال أبو حاتم عن الأصمعي: موضع بيشة مأسدة وهو من بلاد خثعم، وأنشد لأوس بن حجر:
وما خليج من المروت ذو حدب
…
يرمى الضرير بخشب الطلح والضال
يوما بأحود منه حين تسأله
…
ولا مغب بترج بين أشبال
(2)
وقال ياقوت
(3)
: ترج بالفتح ثم السكون وجيم، جبل بالحجار كثير الأسد، قال أبو أسامة الهذلي:
يحط الصخر من أركان ترج
…
وينشعب المحب من الحبيب
(1)
البكري "معجم ما استعجم" ج 1، ص 233.
(2)
البكري "معجم ما استعجم" ج 1؛ ص 209.
(3)
معجم البلدان ج 2، ص 21.
وقيل: ترج وبيشة قريتان متقاربتان بين مكة واليمن في واد، وأورد قول أنس بن مدرك الأكلبي: وقيل ترج واد إلى جنب تبالة على طريق اليمن، ومو الصحيح فترج واد كبير يرفد واد بيشة ويسكنه اليوم بلحارث.
تربة:
قال البكري
(1)
: تُربة بضم أوله وفتح ثانية، وبالباء المعجمة من مخاليف مكة النجدية وهي الطائف، وقرن المنازل، ونجران، وعكاظ، وتربة، وبيشة، وتبالة والهجيرة، وكنته، وجرش، والشراء، ومن أمثالهم "عرف بطني بطن تربة" يضرب للرجل يصبر إلى الأمر الجلي. وقال أيضًا: تربة واد من أودية الحجاز، أسفله لبني هلال والضباب وسلول، وأعلاه لخثعم، ودار خثعم تربة وبيشة وظهر تبالة.
وقال ياقوت
(2)
: تربة بالضم ثم الفتح، قال عرام تربة واد بالقرب من مكة على مسافة يومين منها.
وقال الأصمعي
(3)
: تربة واد للضباب طوله ثلاث ليال، فيه النخل والزرع والفواكه ويشاركهم فيه هلال، وعامر بن ربيعة. قال أحمد بن محمد: تربة ورنية وبيشة، هذه الثلاثة أودية ضخام، مسيرة كل واحد منها عشرون يوما أسافلها في نجد وأعاليها في السراة.
وقال هشام
(4)
: ونزلت خثعم ما بين بيشة وتربة وما صاقب تلك البلاد إلى أن ظهر الإسلام.
قال الهجري: يصف هذه البلدة تربة بلد مريف من بلاد مريفة، وتربة أريف من غيرها
(5)
، وقد نزحت خثعم من تربة منذ رمن بعيد.
تبالة:
قال ياقوت: "كانت تبالة أول عمل وليه الحجاج بن يوسف الثقفي فسار إلها فلما قرب منها قال للدليل: أين تبالة وعلى أي شيء سميت هي فقال:
(1)
المصدر نفسه ج 1، ص 309، ج 3، ص 1156.
(2)
معجم البلدان ج 2، ص 21،
(3)
المصدر نفسه، ج 2، ص 21.
(4)
المصدر نفسه، ص 21.
(5)
"معجم البلدان" ج 2، ص 9.
ما يسترها عنك إلا هذه الأكمة، فقال: لا أراني أميرا على موضع تستره عني هذه الأكمة أهون بها من ولاية! وكر راجعا ولم يدخلها"
(1)
.
وقال ابن خرداذبه: وهو يصف الطريق من مكة إلى اليمن". . .. ومن رنية إلى تبالة قرية عظيمة كثيرة الأهل، وفيها منبر وعيون وآبار من تبالة إلى بيشة قرية عظيمة كثيرة الأهل"
(2)
.
وقال الإدريسي: "تبالة مدينة صغيرة، بها عيون متدفقة ومزارع ونخل وهي أرض أكمة تراب"
(3)
.
وقال ابن حوقل وهو يتكلم عن ديار العرب: "ويأخذ من عدن على البحر طريق إلى الجبال، وعليه من المدن: صنعاء، صعدة، نجران، بيشة، جرش وتبالة"
(4)
.
قلت: وتبالة اليوم قرية كبيرة ترتبط إداريا بمدينة بيشة وتبعد عنها باتجاه المغرب "45" ميلا.
ثاج:
بالجيم على مثال تاج، قال أبو عبيدة
(5)
: هو ماء لبني الفزع من خثعم من مياه بيشة. قال تميم:
ياجارتي على ثاج سبيلكما
…
سيرا شديدا فلما تعلما خبري
الجسداء:
قال الرداعي
(6)
:
للجسداء شخصا للماء
…
فشفني شوق إلى هيفاء
حوراء بكر رشدة غراء
…
خمصانة بهكلة شنباء
(1)
المسالك والممالك، ص 134.
(2)
الخراج وصفة الكتابة، ص 188.
(3)
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق" ج 1، ص 145.
(4)
كتاب صورة الأرض، ص 30.
(5)
البكري "معجم ما استعجم" ج 1، ص 333.
(6)
صفة جزيرة العرب، ص 428.
وقال الهمداني في شرح هذا البيت: "الجسداء منهل فيها بؤر، والأغلب والمرخان موضعان، والغضار، وعقبة الغضار مخنق مضيق، والميثاء موضع وكل هذه المواضع من يعري لخثعم"
(1)
، ولا يعرف اليوم في بلاد بني خثعم موضعا بهذا الاسم.
الحجيلاء:
قال البكري
(2)
: في تحديده بضم أوله ممدود على لفظ التصغير ماء لخثعم قال يحيى بن طالب:
فأشرب من ماء الحجيلاء شربة
…
يداوى به قبل الممات عليل
وقال ابن الدمينة، فأتى بها على التكبير:
وما نطفة صهباء صافية القذى
…
بحجلاء يجري تحت نيق حبابها
بأطيب من فيها ولاقر قفيه
…
يشاب بماء الزنجبيل رضابها
وأصل الحجيلاء: الماء الذي لا تأخذه الشمس.
وقال ياقوت
(3)
: الحجيلاء تصغير وقد تقدم: اسم بئر باليمامة، ويظهر أنه غير التي ذكرها البكري، ويوجد اليوم شعب في ضواحي ترج يحمل هذا الاسم، فلعله الذي عناه ابن الدمينة، وكان فيه موضع ماء، ثم انتهى.
جندف:
قال ياقوت
(4)
: "جبل في ديار خثعم، وترج وادي بين هذا الجبل وبين آخر يقال له البهيم، واختلف في لفظه قاله نصر". ومازال إلى اليوم يعرف بهذا الاسم.
(1)
المصدر نفسه، ص 428.
(2)
معجم ما استعجم" ج 2، ص 428.
(3)
معجم البدان" ج 2، ص 226.
(4)
المصدر نفسه" ج 2، ص 170.
راسب:
قال عرَّام: "بين مكة والطائف قرية يقال لها راسب وهي لخثعم"
(1)
. وقال ياقوت
(2)
: راسب أرض في شعر القطامي ومعناه رسب الشيء في الماء إذا سفل فيه، فهو راسب، ثم أورد قول عرام السابق.
سوانان:
قال البكري: جبلان واحدهما سوان. وهذه لخثعم وسلول وسواة بن عامر وهي جبال شوامخ، وفيها الأعناب وقصب السكر والأسحل والقرظ والبشام
(3)
.
وقال عرَّام السُّلَمي
(4)
: "وأسفل توبة لبني هلال وحواليه من الجبال السراة، وبسوم، وقرقد، ومعدن البرم، وجبال يقال لها شوانان واحدهما شوان، وهذه الجبال كلها لغامد، ولخثعم ولسلول".
صنان:
قال الهمداني
(5)
: صنان بلاد عامرة غير صنان خثعم، وهذا يوحي بأن هناك صنان لخثعم، وقد حدده الهمداني وهو يشرح هذين البيتين:
ومن صنان شعبه المهول
…
فانجردت حرف بها نحول
عن نكبة الشعب لها نسول
…
للربضات حيث تلفي الغول
فقال
(6)
: "صنان شعب بالقرب من بنات حرب ويسمى لحي الجمل، والربضات موضع بين جبال به رضائم عضام كالأطام الكبار وهي من صخر مرتطم بعضه على بعض وبه سمي الموضع، وهي مذعرة للإبل، ويمثل بغول المربضات وقد سرتها غير مرة ليلا ما أنست بها ذاعرة وقد يقولون: إن سفراء
(1)
نوادر المخطوطات، ص 419، تحقيق: عبد السلام هارون.
(2)
معجم البلدان، ج 3، ص 12
(3)
معجم ما استعجم، ج 2، ص 788
(4)
نوادر المخطوطات، ص 417.
(5)
صفة جزيرة العرب، ص 427
(6)
المصدر نفسه، ص 427.
اليمن كانوا إذا باتوا بها خرج في الليل من يطرح جمر النار ويدعو ببعض من يعرف من السفر فيخبره عن أهله وعن أشياء يعرفها وينكر صوته، والأصل في ذلك أن بعض من كان قبلنا قد نظروا بها الغول، والغيلان من الوحش المستشنع وكذلك العدار والهذلول الذئب يسمى بذلك لهذلانه".
وأقول: الربضات لازالت تعرف باسمها اليوم وهي هضبة حمراء مستطيلة تدعى حشة الربضات وبها أماكن أثرية وقبور قديمة، تقع غربا من وادي هرجاب الخضراء عندما يطلق عليه المسيرق على بعد خمسة أميال، وعليها بعض الكتابات غير الواضحة، ويقول أهل هرجاب: إنه كان فيها كنز وقد أتى أحد الأجانب وبحث عنه فعثر عليه مدفونا بين صخرتين، وأخذه.
العبلاء:
قال البكري: "بفتح أوله وإسكان ثانية، وهي لخثعم، وهناك كان ذو الخلصة بيتهم الذي كانوا يحجونه"
(1)
.
وقال ياقوت: "العبلاء وقيل العبلات: بلدة كانت لخثعم بها كان ذو الخلصة بيت صنم، وهي من أرض تبالة"
(2)
، ولازالت العبلاء تحمل اسمها إلى اليوم، وهي جبل أبيض يقع في بلاد أكلب في أعلى وادي رنية، وأصبح الاسم يشمل ما جاور هذا الجبل من الأماكن الأثرية القديمة. وكان فيها سوق جاهلي استمر إلى صدر الإسلام وحسب ما اتضح لي أنه يقع في الجهة الشرقية من الجبل ويحده من الجنوب جبل جهل ومن المغرب جبل العبء، ومن الشرق مسيل واد ولازالت آثاره بادية للناظر ويحيط بة قرى متهدمة، وكان فيها منجم قديم، وقال أبو عمرو:"العبلاء معدن الصفر في بلاد قيس"
(3)
، ومما يدل على أنها كانت منجما وجود ثلاثة آبار منحوتة في قمة الجبل يصل عمق إحداها إلى ثمانين مترا؛ وذلك لاستخراج المعادن منها ولازالت آثار الحريق والتعدين بارزة للعيان إلى وقتنا الحاضر، كما يوجد بها "رحى" كبيرة عرضها متر وطولها متر.
(1)
معجم ما استعجم، ج 2، ص 918
(2)
معجم البلدان، ج 4، ص 8
(3)
المصدر نفسه، ج 4، ص 8
العرقوب:
قال البكري
(1)
: على لفظ عرقوب الساق موضع في ديار خثعم، وقال عن يوم بضيع: وهذا اليوم جر يوم العرقوب وهو من ديار خثعم، أغارت فيه بنو كلاب عليهم فقتلوا يومئذ أشراف خثعم، فقال لبيد:
ليلة العرقوب حتى غامرت
…
جعفر تدعى ورهط بن شكل
وقال ياقوت
(2)
: العرقوب: بلفظ واحد العراقيب، وهو عقب موتر خلف الكعبين، ويوم العرقوب من أيام العرب، قال معاوية المرادي:
لقد علم الحيان كعب وعامر
…
وحيا كلاب جعفر وعبيدها
بأنا لدى العرقوب لم نسأم الوغى
…
وقد خلعت السروج لبودها
والعرقوب: جبل يقع بين بيشة والعلاية، يعرف باسمه إلى اليوم.
عشار:
قال البكري
(3)
: بكسر أوله، على لفظ جمع عشواء من الإبل موضع في ديار خثعم، قال السليك بن السلكة:
فهذي مدة خمس ولاء
…
وسادسة على جنبي عشار
ويوجد واد كبير اسمه عشرة من روافد وادي تبالة من الجهة الجنوبية فلعله عشار هذا.
النقع:
قال البكري
(4)
في تعريفه: بفتح أوله وإسكان ثانية بعده عين مهملة، موضع بالحجار، وهو من أبيدة، وأبيدة من ديار خثعم، وقد ذكره في رسم أبيدة.
وقال ياقوت: "موضع قرب مكة في جنبات الطائف"، قال العرجي:
لحييني والبلاء لقيت ظهرا
…
بأعلى النقع أخت بني تميم
(5)
(1)
معجم ما استعجم، ج 1، ص 139.
(2)
معجم البلدان، ج 4، ص 108.
(3)
معجم ما استعجم، ج 2، ص 944.
(4)
المصدر نفسه، ج 62 ص 1322.
(5)
معجم البلدان، ج 4، ص 300.
يعرى:
قال الهمداني في تحديده
(1)
: ويعري واد لجليحة من خثعم فيه نخل وآبار، وفيه يقول الرداعي في أرجوزة الحج:
حتى أتت يعرى نواج معمله
…
وتحت رحلي عنتريس عنسلة
ثم بيعرى غير ما كثات
…
إلا بسقط الواد شاخصات
ويعرى واد طويل كثير الروافد، ينبع من أعالي السراة ويصب في وادي تثليث مشاركا وادي (طريب) في مصبه
(2)
.
بلادهم ومنازلهم في العصر الحديث
تعد قبائل خثعم من أوسع القبائل العربية بلادا وأكثرها منازلا، ومن الصعب أن نحصيها لأنها متفرقة البيئات، ومتعددة الجهات، ونظرا لاتساع مساحتها، استقل كل فرع من فروعها بكيان خاص، وحدود معينة؛ ولهذا السبب فسأحاول ذكر منازلها وبلاد كل فرع من فروع خثعم على حدة، باستثناء قبيلة شهران فإن بلادها في العصر الحاضر قد استوفت حقها من البحث، فقد توسع في ذكرها مؤلف كتاب (قبيلة شهران)
(3)
فلا داعي لتكرارها. وسيكون ترتيب هذه القبائل حسب حروف المعجم على النحو التالي:
1 -
أكلب، بلادها ومنازلها:
(4)
تقع أكلب في الجزء الجنوبي، من مملكتنا الحبيبة، فتحدها بلاد سُبيع ومنطقة أجرب شمالا. وبلاد قحطان شرقا، وبلاد بلحارث وشهران جنوبا، وبلاد الفزع وغامد غربا.
(1)
صفة جزيرة العرب، ص 426.
(2)
عبد الكريم آل طالع "قبيلة شهران" ص 144.
(3)
وشهران هي أضخم فروع خثعم؛ ولذلك سميت شهران العريضة وقد استقلت كقبيلة باسمها من عدة ترون وسيأتي ذكرها.
(4)
سبق أن نشر جزء من هذا المقال في مجلة العرب ص 25، الربيعان (1411 هـ).
ولكن بواديها قديما تتخطى هذه الحدود ويتضح ذلك جليا من قول شاعرها الشعبي محسن المدافع - الذي عاش قبل ثلاثة قرون تقريبا:
تر حدنا الحمان حمان ضلفع
…
تلقى بها حيرانهن أرقود
وتر حدنا بسقان
(1)
من مشرقيها
…
والسدر من يم الحجاز يقود
ومن قوله أيضًا:
على المعقرات الحمر منا منازل
…
ونرد الجرى
(2)
من صوب برق اليتايم
(3)
ورغم التنافس الشديد وحب السيطرة بين القبائل المتجاورة في العهود القديمة الذي فرضته ظروف الحياة القاسية والاعتماد على حياة القوة والنهب والسلب، إلا أن قبائل أكلب استطاعت الصمود أمام كل هذه التحديات ولبثت محتفظة بحدودها معتمدة على قوتها، ويتضح ذلك من قول شاعرها الشعبي:
لون غيرنا في ذا البلاد
…
كان يعطي العرب شاة تقاد
غير حنا نرد العائلين
…
مثل رد المهدد في القياد
وأيضا بشهادة مجاوريها، فقد قال الشاعر الشعبي سالم الشهراني:
أكلب ليا ذميتها عيت الملا
…
شيوخ نجد والذي في شروقها
بني تغلب كم تيهوا من طلابه
…
إلا طلايبنا خذينا حقوقها
ومنازلها تقع على ثلاثة أودية رئيسية هي:
(1)
وادي تبالة: هذا الوادي الشهير، الذي أكثر ذكره في كتب الأدب والتاريخ الذي يحمل اسم تبالة الحجاج، فقد كانت تبالة أول عمل وليه الحجاج بن يوسف الثقفي فسار إليها فلما قرب منها قال لدليله أين تبالة وعلى أي شيء سميت، فقال ما يسترها عنك إلا هذه الأكمة، فقال لا أراني أميرا على موضع تستره عني
(1)
بسقان: جبال في الميثب.
(2)
الجري: موضع ماء في خثيم الذيب من شرق الجنينة.
(3)
جبال في الميثب.
هذه الأكمة، أهون بها من ولاية، وكر راجعا ولم يدخلها فقيل هذا المثل "أهون من تبالة على الحجاج" وقيل أنها سميت بتبالة بنت مكنف من بني عمليق
(1)
.
وعلى جوانب هذا الوادي تقع معظم قرى قبائل أكلب، وسنذكرها بالتفصيل:
1 -
المختدرة: قرية قديمة تقع جنوب الوادي يزرع فيها النخيل والحبوب بأنواعها ويسكنها فخذ الجبارين من العطاوين، وتدعى أحيانا باسم ساكنيها، وتبعد عن مدينة بيشة (43) كيلا باتجاه المغرب.
2 -
الحرمل: قرية حديثة تقع على ضفة الوادي الشمالية، أخذت اسمها من نبات الحرمل المعروف الذي كان يملأ شعابها في القدم، وهي الآن بيوت متناثرة تقع بجوار مزارع النخيل الواقعة على ضفة الوادي ويسكنها قبيلة آل بشنين وتبعد عن مدينة بيشة (54) كيلا باتجاه المغرب وعن قرية المخرم (5 و 3) كيلا.
3 -
المخرم: قرية ومزارع قديمة كثيرة السكان تقع شمال الوادي ويسكنها بعض آل بشنين، ويوجد بها من الدوائر الحكومية إمارة وشرطة ودفاع مدني، وهذه الدوائر تخدم جميع القرى الواقعة على جنوب الوادي من قبائل أكلب وتبعد عن مدينة بيشة (51) كيلا باتجاه المغرب وجعلتها مركزا لتحديد القرى الواقعة على وادي تبالة المرتبطة بالإمارة الموجودة بهذه القرية.
4 -
البردان: قرية صغيرة ومزارع قديمة تقع على جانب الوادي من الشمال ويسكنها فصيلة المهاري، وفخذ الجرذاية من بني هزر، والبردان من أقدم قرى هذه المنطقة، قال عنها الرداعي في أرجورة الحج:
يشرعن في ذي جدول فضفاض
…
للبردان مترع الحياض
وقال الهمداني في شرح هذا البيت، البردان: قليب بتبالة طيب الماء عذبه.
5 -
الغُدُنّة: قرية قديمة تقع على ضفة الوادي الجنوبية، تكثر فيها مزارع النخيل القديمة وبعض بيوت الطين المتهدمة يسكنها من أكلب النشاوي والأعامشة تبعد عن مدينة بيشة (40) كيلا، وعن قوية المخرد (3) أكيال باتجاه الجنوب واقعة شرق قرية الجبارين وغرب قرية الجهيلية.
(1)
ياقوت الحموي "معجم البلدان"، ج 2، ص 9.
6 -
ضريب السوق: وهو تصغير ضرب مرتفع على سطح الأرض؛ تكونت حوله قرى مزدحمة بالسكان، توجد بها مزارع النخيل ومدرسة ابتدائية ومتوسطة وثانوية تقع على ضفة الوادي الشمالية، يسكنها العطاوين، تقع شرق قرية البردان وغرب قرية النواجي، وتبعد عن قرية المخرم (700 م) وعن مدينة بيشة (41) كيلا باتجاه المغرب، وعلى طريق الأسفلت المفتوح حاليا للمنطقة تبعد عن بيشة (49) كيلا؛ لأن الطريق يأخذ منعطفات كثيرة وفي جهتها الشمالية تقع آثار "حوطة" بشكل بناية من الحجارة تشبه خزان الماء عرضها (50 م) وطولها (50 م) وشمالها ضريب بناية صغيرة يقال: إنها بركة للمياه التي تخزن في هذه الحوطة والبناية. وللأسف الشديد فإن هذه البناية اعتدى عليها من قبل أصحاب المنطقة وبني في موقعها بيوت سكنية، ولا يوجد الآن ما يدل عليها سوى بركة الماء الموجودة شمالها ومجرى مائي مبني من الحجارة مبلط بالشيت يأتي إليها الماء من جبال الضيقة
(1)
من جهة المغرب متجها إلى الشرق تاركا قرية المخرم شماله والوادي جنوبه ثم يسير محاذيا للوادي مارا بقرية البردان من بينها وبين الوادي حتى يدخل موضع الصفية - وهي نخيل قديمة جدا - ثم يخرج منها مارا بقرية ضريب السوق من الجهة الشمالية حتى يصب في هذه البناية ثم يخرج منها متجها نحو الشرق وهو جهة نزول الوادي مارا بقرية الغدير حتى يصب في بناية عظيمة من الحجارة الضخمة في قرية مطوية في جهتها الشمالية الشرقية وهي بناية تسمى "حوطة بني هلال" تدل على قوة من بناها وهي أوضح آثار هذا الطريق المائي طولها (50 م) وعرضها (50 م) وعمقها مترين مبلط باطنها بالحجارة والشيت وقد دفنتها الرياح ولم يبق من عمقها سوى المتر والنصف وسمكها يبلغ "6 أمتار" والمجرى المائي الذي يصب فيها ظاهر وواضح، والثقوب الموجودة بجوانبها من الداخل مبلطة بمادة الشيت، وقست عرض المجرى المائي عند خروجه منها فوجدته (50 سم).
وفي الجبل الذي يقع جنوبها على بعد (50 م) آثار قرية قديمة مبنية من الحجارة ولا يزال المجرى المائي متجها نحو الشرق بعد خروجه عنها ولكن ازدحام
(1)
جبلان أسودان يحصران الوادي فيضيق اتساعه، يقعان من فوق قرية الحرمل والجبارين.
العمران أزال هذا المجرى ولم يبق له أثر، ويقول كبار السن: أنه يأخذ هذا الاتجاه مارا بقرية الباطن وهي قرية محددة في موضعها ثم يختفي بسبب ازدحام العمران الذي أزاله ويظل يسير باتجاه الشرق حتى يصب في أشقر المعيذر
(1)
، وقبل وصوله إلى هذا الموضع مازالت آثاره واضحة للعيان كأنها لم تصنع إلا هذه الأيام بعد انقطاعها مسافة طويلة. وقد زرتها قبل إعداد هذا البحث في موضع يسمى أشيقر المعيذر حوالى 4 أكيال ويبلغ طول هذا المجرى المائي من أوله إلى آخره 28 كيلا على النحو التالي: من جبل الضيقة إلى حوطة ضريب السوق 4 أكيال ومنها إلى حوطة مطوية 4 أكيال ومنها إلى أشقر المعيذر 20 كيلا، ويقال: إن هذه الآثار لبني هلال وهذه الحوطات بمثابة خزانات ماء وأن بني هلال كانوا يصرفون السيول الجارية آنذاك عند جبل الضيقة مع هذا المجرى المائي وإنهم يملأون هذه البنايات ثم يطلقونها على بعضها وذلك ليسقوا مزارعهم الواقعة عند أشقر المعيذر، ولازال كبار السن من أهل هذه المنطقة يذكرون أنهم رأوا آثارا وعلامات تدل على وجود المزارع آنذاك عند هذا الموضع.
7 -
الجهلية: قرية صغيرة تقع على ضفة الوادي الجنوبية تكثر فيها مزارع النخيل ويسكنها فخد الشبلة من العطاوين. تبعد عن مدينة بيشة "38.900 كيلا" باتجاه المغرب وعن قرية المخرم "600. 3 كيلا" باتجاه الجنوب الشرقي.
8 -
النواجي: تقع شمال الوادي، يمر خط الأسفلت المؤدي إلى قرية المخرم غربها، تحمل اسم سكانها وهم فخذ النواجي من بني هزر وتبعد عن مدينة بيشة 41 كيلا باتجاه المغرب.
(1)
أشقر المعيذر جبل يقع على حافة وادي تبالة ويبعد عن مدينة بيشة 11 كيلا باتجاه المغرب، ويقال أن عنده بئرا هلالية مبنية من الحجارة دفنتها الرياح مع الأيام ويستدل عليها كبار السن بقول الشاعر الهلالي:
يا ما حلى من بير المعيذر شربه
…
من دقة البرقا وعالي نفودها
تسقي على فرعين من مشرقيها
…
وتصفق على الحوض اليماني برودها
ومقابلة للذي كن خشمه
…
مثيل هد في العشاير يذودها
ويقصد جبل لربيان وهو جبل أسود يقع على حافة وادي تبالة، يبعد عن مدينة بيشة (8 أكيال) باتجاه المغرب، يمر خط الأسفلت المؤدي من بيشة إلى العلاية بجهته الغربية.
9 -
الغدير: قرية قديمة تقع شمال الوادي، تبعد عن مدينة بيشة 38 كيلا باتجاه المغرب وعن قرية المخرم 4 أكيال واقعة شرق قرية النواجي وغرب قرية مطوية تكثر فيها مزارع النخيل والبيوت السكنية يسكنها بعض بني هزر.
10 -
مطوية: قرية قديمة تقع شمال الوادي، تبعد عن مدينة بيشة 37 كيلا تجاه المغرب وعن قرية المخرم خمسة أكيال، يسكنها فخذ البقران من بني هزر، يوجد بها آثار قديمة تسمى حوطة بني هلال تقع في الجهة الشمالية الشرقية وقد ذكرت آنفا.
11 -
القوزية: قرية تقع وسط الوادي وتكثر بها مزارع النخيل القديمة هجرها أكثر سكانها وسكنوا بشبرة وسكانها هم النشاوي تبعد عن قرية المخرم باتجاه الجنوب الشرقي ستة أكيال وسبعمائة متر وعن مدينة بيشة 36 كيلا باتجاه المغرب.
12 -
شبرة: قرية حديثة تقع جنوب الوادي عن قرية قوزية جنوبا يسكنها قبيلة النشاوى، تبعد عن مدينة بيشة 36 كيلا باتجاه المغرب.
13 -
شديق: تصغير شدق، وهي قرية قديمة وكبيرة تكثر بها بيوت الطين المتهدمة، ومزارع النخيل تقع على جانبي الوادي شمالا وجنوبا وأسفلها قرى جديدة تسمى مخطط شديق يسكنها بنو سعد وبنو هزو تبعد عن مدينة بيشة 34 كيلا باتجاه المغرب وشرقها توجد فرع الشركة السعودية الموحدة للكهرباء بالمنطقة الجنوبية.
14 -
مصر: بفتح الميم وسكون الصاد فراء، قرية حديثة سميت على القطر العربي المعروف، تكثر بها مزاوع النخيل والبيوت. تقع جنوب الوادي، يسكنها أفراد من بني هزر، تبعد عن مدينة بيشة 35 كيلا باتجاه المغرب.
15 -
قوز الشريف: قرية صغيرة تقع شمال الوادي يسكنها بنو هزر وفيها بعض المزارع الحديثة، ترجع تسميتها بهذا الاسم إلى نزول الأمير خالد الشريف بها تبعد عن مدينة بيشة 37 كيلا باتجاه المغرب.
16 -
الباطن: بفتح الباء الموحدة فألف فطاء مكسورة فنون أخيرة، قرى كثيرة متناثرة يشملها جميعا اسم الباطن تقع شمال الوادي وتكثر بها المزارع والنخيل، يسكنها قبيلة بني سعد، تبعد عن مدينة بيشة 34 كيلا باتجاه المغرب وتبعد عن قرية المخرم بجهة الشرق 10.600 كيلا، وبها تنتهي القرى الواقعة على وادي تبالة وجميع هذه القرى آنفة الذكر متصلة بعضها ببعض، ويطلق عليها اسم الثنية، يقدر عدد سكانها ب " 9000" تسعة آلاف نسمة.
ويظل الوادي في اتجاهه الشرقي حتى يلتقي بوادي بيشة من تحت قرية الصبيحي إلا أن له قسما آخر ينفصل عنه من عند جبل المسبار
(1)
من جهته الجنوبية ويأخذ اسم الخليج مارا بجبل جمعور وبقرية الحشرج حتى يلتقي بوادي الذهاب قبيل هضاب ثملا.
- وادي بيشة: هذا الوادي الذي أكثر ذكره في كتب الأدب والتاريخ واشتهر بكثرة الأسد القوية وبكثرة الغابات والأشجار خصوصا الأثل والغضا. قال الشاعر البدوي لإبله:
كلي الرمث والخضار من هدبي الغضي
…
ببيشة حتى يبعث الخير أمره
ولا تزال هذه الغابات في وادي بيشة، إلا أنها بعد التقدم الحضاري الذي عمَّ مملكتنا الحبيبة واتجاه الناس إلى الزراعة وإصلاح الأراضي البور، قل نماؤها وأخذت في الانقراض. وعلى ضفاف هذا الوادي يقع الجزء الثاني من قرى أكلب بعد التقائه بوادي تبالة من تحت قرية الصبيحي وهي:
1 -
العطف: بفتح العين وسكون الطاء، قرية قديمة تكثر فيها مزارع النخيل وتمرها من أجود التمور تسمى أحيانا عطف الجبرة نسبة إلى قبيلة الجبرة تقع شمال الوادي ويسكنها من قبائل أكلب آل سمرة، الجبرة، الجياهين، وتبعد عن مدينة بيشة 15 كيلا باتجاه الشمال.
(1)
يقع على وادى تبالة من جهة الشمال، ويبعد عن مدينة بيشة حوالي 19 كيلا باتجاه الغرب.
2 -
حليبة: قرية حديثة تشتهر بالمزارع الحديثة والبساتين الغناء وتربتها من أجود الترب تقع شمال الوادى يسكنها من قبائل أكلب بنو سعد والجنبة وبعض آل منيع وتبعد عن مدينة بيشة 30 كيلا باتجاه الشمال.
3 -
النقيع: بالنون المفتوحة والقاف المكسورة فالياء الساكنة وآخرها عين مهملة، قرية قديمة جدا ذكرها أبو علي الهجري في أبحاثه، تشتهر بمزارع النخيل وجميع المزروعات الأخرى، مزدحمة بالسكان، تقع في الشمال الغربي من الوادي ويسكنها من قبائل أكلب بنو سعد، الجنبة، المزايدة، آل منيع، وتبعد عن مدينة بيشة 32 كيلا باتجاه الشمال.
4 -
الخرسعة: قرية صغيرة تقع شمال الوادي ويكثر بها النخيل والبيوت القديمة، يسكنها آل منيع وتبعد عن مدينة بيشة 44 كيلا باتجاه الشمال.
5 -
الحشرج: قوية قديمة يكثر بها النخيل والمزروعات الأخرى، وتقع شمال الخرسعة ويسكنها آل منيع وتبعد عن مدينة بيشة 44 كيلا باتجاه الشمال.
6 -
خيبر: قرية تقع شمال الوادي بعد قرية الخرسعة، وتكثر بها المزارع والبيوت السكنية، يسكنها قبيلة آل منيع وهي غير خيبر الجنوب، تبعد عن مدينة بيشة 44 كيلا باتجاه الشمال.
7 -
الشقيقة: قرية قديمة وكبيرة يوجد بها النخيل والمحاصيل الزراعية الأخرى، تقع شمال الوادي ويسكنها قبيلة بني سعد، تبعد عن مدينة بيشة 44 كيلا باتجاه الشمال.
8 -
المحتجبة: قوية قديمة تقع شمال الوادي يسكنها بنو سعد، تبعد عن مدينة بيشة 43 كيلا.
9 -
الجنينة: بضم الجيم وفتح النون وسكون الياء فنون مفتوحة فهاء أخيرة. تصغير جنة، قرية قديمة تقع شرق الوادي، تبعد عن مدينة بيشة 35 كيلا باتجاه الجنوب الشرقي، تشتهر بالمزارع والبساتين الجميلة والمناظر الخلابة
وتكثر بها بيوت الطين القديمة المتهدمة ويسكنها قبيلة بني سعد، وبها تنتهي القرى الواقعة على وادي بيشة، إلا أن هناك مزارع وبيوتا حديثة تسمى عيدان
(1)
تقع جنب الجنينة وتسكنها قبيلة بني سعد.
- وادي رنية: هذا الوادي الكبير الذي ينطلق من أعالى السراة حتى يلتقي بوادي بيشة من تحت ضلفع، وعلى أطرافه بعد هبوطه من السراة، تتجمع بعض قبائل أكلب ويقف عمرانها قبل أن يصل إلى حدود العفيرية من بلاد سُبيع، وعلى جوانب هذا الوادي يقع 29 قرية على امتداد 45 كيلا من الوادي، وأهم هذه القرى ما يلي:
1 -
بجيد: قرية قديمة يطلق عليها اسم الشريفي تقع على الضفة الجنوبية من الوادي، يسكنها قبيلة المزايدة وفيها وقعت معركة بين قبيلة المزايدة والأتراك، قال عنها الشاعر الشعبي سالم بن عجروف المزيدي:
ياليت منا حضرة في بجيد
…
يوم إن خيل الترك خليت ظهورها
لولا بني سيار كل الذيب حينا
…
أجواد ما تلقى الحرق في صدورها
تبعد عن قرية معشر مقر الإمارة 8 أكيال باتجاه المغرب ومن قرية تبالة حوالي 44 كيلا باتجاه الشمال الغربي.
2 -
القريحا: وهي قرية حديثة قائمة على أنقاض ترية القريحا القديمة التي ذكرها الهمداني فقال: القريحا منهل ومعلف وكان فيه قرية خربت وهو على وادي رنية
(2)
، وتحديد الهمذاني صحيح فهي تقع على الضفة الشمالية الغريبة من الوادي وتبعد عن قرية معشر مقر الإمارة 8 أكيال باتجاه المغرب وتبعد عن قرية تبالة حوالي 42 كيلا باتجاه الشمال الغربي.
3 -
الجليبات: قرية كبيرة ومزارع للنخيل والخضار والحمضيات، وتوجد بها مدرسة ويسكنها قبيلة المزايدة وتبعد عن قرية تبالة بحوالي 41 كيلا باتجاه الشمال الغربي وعن قرية معشر مقر الإمارة 7 أكيال باتجاه المغرب.
(1)
عيدان: اسم جبل، وسبب تسميته بهذا الاسم أنه حدث حرب بين أكلب وشهران فاستنجدت أكلب بقوم ابن عيدان من خعم أهل البلس فجاءوا حتى نزلوا على هذا الجبل فسمي باسم شيخهم.
(2)
صفة جزيرة العرب، ص 432، تحقيق الأكوع.
4 -
بوسريحة: هكذا تنطق مركب إضافي، قرية حديثة ومزارع للنخيل والخضار والحمضيات تقع على الضفة الشمالية من الوادي، يسكنها قبيلة المزايدة، وتبعد عن قرية تبالة حوالي 42 كيلا باتجاه الشمال الغربي وعن قرية معشر 6 أكيال باتجاه المغرب.
5 -
شرس
(1)
: بكسر الشين المعجمة وسكون الراء وآخرها سين مهملة، قرية حديثة ومزارع تقع على الضفة الجنوبية الشرقية من الوادي، يسكنها قبيلة الأعامشة، تبعد عن قرية تبالة حوالي 41 كيلا باتجاه الشمال الغربي.
6 -
القِرِي: قرية قديمة تقع غرب الوادي وتبعد عن قرية تبالة حوالي 42 كيلا باتجاه الشمال، وتبعد عن قرية معشر الإمارة (3) أكيال نحو المغرب يسكنها قبيلتي المزايدة والجنبة.
قال عنها الشاعر الشعبي محسن المدافع المزيدي:
لنا منزل بين العراقيب والقرى
…
قبول الشتاء وقفى ليال السمايم
7 -
معشر: قرية كبيرة، ومزارع تقع شرق الوادي وتبعد عن قرية تبالة 40 كيلا باتحاه الشمال وعن مدينة بيشة 85 كيلا باتجاه المغرب، وقد جعلتها مركزا لتحديد القرى الواقعة على وادي رنية المرتبطة بالإمارة الموجودة بها وهي إمارة "الجعبة" ويسكنها قبيلة الجنبة وأحيانا تسمى باسم ساكنيها.
8 -
الخالدية: قرية حديثة ومزارع تقع شرق الوادي، يوجد بها مدرسة ابتدائية ومتوسطة ومستوصف، تبعد عن قرية تبالة 41 كيلا باتجاه الشمال وعن قرية معشر كيلا واحدا باتجاه الشمال تسكنها قبيلة الجنبة.
9 -
مبايع
(2)
: بضم الميم وفتح الباء فألف فياء فعين مهملة - قرية عبارة عن بيوت متناثرة في الشعاب، ومزارع كثيرة تقع على الوادي شرقا، وتبعد عن قرية تبالة حوالي 43 كيلا باتجاه الشمال الغربي وعن قرية معشر شمالا على بعد ثلاثة أكيال تسكنها قبيلة الجنبة.
(1)
شرس: واد كبير من روافد وادي رنية وعند التقائه بوادي رنية تقوم هذه القرية.
(2)
مبايع: واد كبير من روافد رنية من جهة الشرق وبه مناطق أثرية عبارة عن آبار منحوتة في جبل المشق، يبعد عن قرية مبايع حوالي 4 أكيال باتجاه الشرق.
10 -
الحشاء: قرية ومزارع تقع على وادي رنية من جهة الشمال الغربي تبعد عن تبالة حوالي 50 كيلا ومن قرية معشر 6 كيال باتجاه الشمال وآخر القرى على هذه الضفة قرية تسمى الخربة تبعد عن قرية معشر 8 أكيال رآخر القرى على حافة الوادي الشرقية قرية تسمى الشقيرية تبعد عن قرية معشر 11 كيلا تسكنها قبيلة الجنبة، ويطلق على جميع هذه القرى الجعبة للتفريق بينها وبين رنية سُبيع.
ثانيا: بلاد بلعريان ومنازلها:
تقع بلاد بلعريان في تهامة، وتتبع إداريا العرضية الجنوبية التابعة للقنفذة ويحدها شمالا بلاد العوامر، وجنوبا: بنو سهيم، وشرقا: بلاد بني المنتشر ويسكنون في قوى متعددة أهمها:
1 -
قرية الصوافية.
2 -
قرية الردم.
3 -
قرية المبارك.
4 -
قرية الرقبة.
5 -
قرية المبنا.
6 -
قرية نمرة، وهي المركز الرئيسي لجميع الدوائر الحكومية.
7 -
قرية فاجه.
8 -
قرية غارضي.
9 -
قرية مران.
ثالثا: بلاد ختعم وقراها:
تنتشر بلاد خثعم في سراة الحجاز على طريق الطائف وأبها، ويسكنون في القرى الآتية:
1 -
قرية الغرسة.
2 -
قرية الدحو.
3 -
قرية بريم.
4 -
قرية آل مسلم.
5 -
قرية آل عون الله.
6 -
قرية العصم.
7 -
قرية الحداب.
8 -
قرية وبران.
9 -
قرية المهملة.
10 -
قرية آل شائع.
11 -
قرية المكاسب.
12 -
قرية المبنا.
13 -
قرية كلاب. 14 - قرية البطاحي. 15 - قرية زملة. 16 - قرية الرحال. 17 - قرية العنق. 18 - قرية شافعة. 19 - قرية علبة. 20 - قرية ملالة. 21 - قرية آل سكن. 22 - قرية الركبة. 23 - قرية الجهوم. 24 - قرية آل شعبان. 25 - قرية الوهاد. 26 - قرية الندبة. 27 - قرية آل حسن. 28 - قرية الفوقاء. 29 - قرية الأطرقة. 30 - قرية بشامة. 31 - قرية الجعدة. 32 - قرية ميي. 33 - قرية آل شهوان. 34 - قرية عرعرة. 35 - وادي شرا، وأهم قراه: القزعة، وحادلة، وقمهدة.
رابعا: بلاد شمران ومنازلها:
تقع منازلهم على طريق الطائف وأبها منحدرة إلى الغرب حتى تهامة، تحدها قبيلة بلقرن من الجنوب والغرب وعليان وأكلب وخثعم من الشمال، وأكلب من الشرق؛ إذ يقطن جزء منهم في تبالة وهو الفزع؛ ولأن قراهم كثيرة جدا فسأذكر أهمها فقط على النحو الآتي:
1 -
شمران تهامة: وأهم قراهم:
1 -
قرية الزراب. 2 - قرية سبت الروحا. 3 - قرية غدنه.
4 -
قرية نجمه. 5 - قرية آل مطاع. 6 - قربة زهوة.
7 -
قرية الحمرة. 8 - قرية الكتادة. 9 - قرية اللصمة.
10 -
قرى قنونا وتشمل قرية الصفي وقرية مران وقرية حسيان.
11 -
قرية الحقو. 12 - قرية العسيلة. 13 - قرية المخصر.
2 -
شمران باشوت:
وأهم قراهم قرن ابن ساهر وهي المقر الرئيسي لشمران، ودار آل عامر وحبيل آل عامر، وحريقة آل عامر، وحصن آل عامر.
3 -
شمران شقيق: وأهم قراهم:
1 -
قرية آل حبيل. 2 - قرية آل جبران. 3 - قرية آل حديب.
4 -
قرية آل عقيل. 5 - قرية الرهو.
4 -
شمران الحارثية: ويسكنون في وادي أدمه المسمى حاليا بالبشائر، وأهم قراهم:
1 -
النجاجير. 2 - القعرة. 3 - عليانة الركبة.
4 -
آل غريبة. 5 - رافعة. 6 - المعاصرة.
7 -
ضهابة وعجبة. 8 - آل المنتزه. 9 - قرية آل صفية.
10 -
قرية آل ملحة.
5 -
الفزع: ويسكنون في تبالة التابعة لمدينة بيشة، وأهم قراهم:
1 -
الفرع. 2 - المبرر. 3 - واسط.
خامسا: بلاد عليان ومنازلها:
قبيلة عليان من أكثر فروع بني خثعم عددا ومنازلا، وهم قسمان:
قسم في تهامة: ويتبع إداريا للقنفذة.
هسم في سراة الحجاز: ويتبع إداريا لمنطقة عسير، يحد بلادهم من الشرق والجنوب قبيلة شمران ومن المغرب خثعم وبلعريان ومن الشمال أكلب، ولحاضرتهم قرى متعددة سنوردها مع ذكر الفرع الذي يسكنها على النحو الآتي:
1 -
الملك وآل السقيفة: ومقرهم الرئيسي منطقة باشوت.
2 -
آل يزيد: وهم بالبشائر ويسكنون القرى الآتية:
1 -
بلدة آل قادم. 2 - قرية آل بقيلة بأدمة عليان.
3 -
قرية آل عاصم. 4 - قرية آل رحمة.
5 -
قرية آل توابة. 6 - قرية آل عضية.
7 -
قرية آل سعدان. 8 - قرية الحبيل بأدمة عليان.
9 -
قرية الفرعة. 10 - قرية الحصن بالعلا.
11 -
قرية الخضراء. 12 - قرية الفرع.
13 -
قرية شطيبة. 14 - قرية الحصير.
3 -
بنو واس: وأكثرهم بادية وقراهم تنتشر على وادي شواص تحدهم خثعم من الجنوب الغربي وآل الحارثية من الجنوب ومن الجنوب الشوقي قبيلة الصهب من بلقرن ومن الشرق قبيلة الفزع ومن الشمال قبائل أكلب.
4 -
قبيلة آل كثير: وتسكن في تهامة، ويحدها قرى آل سلمان من الشمال وسلسلة السروات من الشرق وبلاد بني المنتشر من المغرب وضمران من الجنوب، ويمر وادي جفن ببلادهم، وأهم قراهم:
1 -
قرية منفية. 2 - قرية الأصادعة. 3 - قرية المبراء.
4 -
قرية الزبيري. 5 - قرية العتمة. 6 - قرية آل غراب.
7 -
قرية مشرفة. 8 - قرية آل طارق. 9 - قرية البخرة.
10 -
قرية الذنبة.
5 -
بنو المنتشر: وتسكن هذه القبيلة أيضًا في تهامة، يحدها من الشمال: آل كثير والعوامر، ومن الجنوب: بلحارث، ومن الشرق: شمران، ومن الغرب: بنو سهم وبلعريان، ويخترق بلادهم كثير من الأودية المشهورة كوادي خيطان وديمرانه والحفيان وابيان، وقراهم كثيرة إلا أن أهمها:
1 -
قرية المعقص. 2 - قرية شعب اليعلاء. 3 - قرية الضرب.
4 -
قرية كيحل. 5 - قرية هبيلة. 6 - قرية القلة.
7 -
قرية الضريبة. 8 - قرية السر. 9 - قرية عبايطا.
10 -
قرية الشريق. 11 - قرية ناخسة. 12 - قرية باهية.
13 -
قرية الحبش. 14 - قرية ابيان.
سادسا: بلاد العوامر:
تقع بلاد العوامر في تهامة ويمر بها بعض الأودية المشهورة مثل وادي غليلة ووادي الحفيان، ووادي خلايل، وترتبط إداريا بالعرضية الشمالية التابعة لمنطقة القنفذة، إلا قرى آل حبة فتتبع إداريا منطقة عسير، وقراهم كثيرة إلا أن أهمها:
1 -
قرية حذيفة. 2 - قرية قشبة.
3 -
ثريبان العوامر. 4 - قرية النقف.
5 -
قرية الجناح. 6 - قرية القعبة والسند.
7 -
وادي غليله. 8 - قرى وادي غلايل.
9 -
قرى وادي الحفيان. 10 - قرى آل حبة.
سابعا: بلاد المحلف:
تسكن قبائل المحلف في مدينة بيشة منذ زمن بعيد، وأهم قراهم:
1 -
نمران: وهي لبني معاوية وكانت في الماضي أكبر قرى بيشة وقد شبهها تاميزيه بأنها تقف كالحامي في المقدمة وهي من أقدم قرى مدينة بيشة وفيها يقام سوق الخميس من عصور قديمة وكان يعتبر من أكبر الأسواق في المنطقة الجنوبية يقام يوما كاملا من كل أسبوع، يشبه إلى حد كبير الميناء الصحراوي، حيث تصله جميع أنواع الحبوب والبن من جبال السروات وتمده بوادي نجد بالجمال والأغنام والسمن.
وقد وصفه بعض المؤرخين بأنه من أكبر أسواق الجزيرة العربية
(1)
، وكانت حماية السوق تقع على عاتق أفراد القبيلة، وللسوق حمى لا يعتدي فيه أحد على أحد.
ومع تقدم الزمن نمت هذه القرية وتزايدت سكانا ومساحة حتى اتصلت عمرانا مع قرى الروشن، وروشن بن مهدي والنغيلة، وأصبحت كلها تشكل قلب مدينة بيشة النابض ومركز حضارتها.
(1)
حمد الجاسر.
2 -
الحرف: وهي لبني معاوية أيضًا منطقة زراعية تمتد مزارعها المشتهرة بنخيلها من جبل عبيلان جنوبا إلى ركبة حريميص موازية للشاطئ الغربي لوادي بيشة وعلى بعد كيلين من مدينة بيشة، ساعدت قديما في سد احتياج المنطقة بالتمور والحبوب.
3 -
روشن بن مهدي: قرية قديمة جدا تقع على ضفة وادي بيشة الشرقية بين النغيلة وروشن بني سلول، وتنسب إلى آل مهدي من المحلف، أولا من عمر هذه القرية وسكنها وكان لمشايخهم دور بارز في تاريخ بيشة. اتصلحت عمرانا بمدينة بيشة كما ذكرنا آنفا.
4 -
النغيلة: قرية قديمة تقع على الضفة الشرقية لوادي بيشة وتقع فيها قلعة المحلف المشهورة بصمودها كما ذكرت كتب التاريخ ولا تزال آثار هذه القلعة وتعرف عند العامة بالثغر، والنغيلة كأخواتها محاطة بأشجار النخيل اتصلت عمرانا كما ذكرنا سابقا مع مدينة بيشة.
5 -
المدراء: قوية حصينة إلى الجنوب من مدينة بيشة، يقطنها بنو جهم وبنو عامر وتتميز بقلاعها الحربية القديمة المحصنة وكثرة مياهها وطيب هوائها وأشجار النخيل الباسقة التي تحيط بها من جهات عديدة، شملت الحضارة القرية فتبدلت بيوت الطين والحجر ببيوت حديثة وتوسعت لتشمل الريان وحرجة المدراء.
6 -
الحيفة: قرية قديمة كانت مقر الكثير من الحكومات، اختارها عائض بن مرعي عام 1258 هـ واختط فيها موقعا وبنى فيه قلعة عظيمة سميت بقصر القاع اتخذت مقرا لحامية بيشة العسكرية، والأهم من ذلك بناء أقدم مسجد فيها عام 201 هـ، وهذه القرية من أغنى قرى المنطقة بالماء لموقعها المتميز بين وادي بيشة وترج وهرجاب وتشتهر بنخيلها وأشجارها.
العادات والتقاليد الاجتماعية
قبائل بني خثعم متعددة المنازل والديار، كثيرة الفروع والعشائر، فمن الصعب الإلمام بكل عاداتها وتقاليدها، ومن الصعب أيضًا اتفاق كل فروعها على كل العادات المنتشرة بينها، وذلك يرجع لاتساع بلادها واختلاف بيئتها، وعدم تقارب فروعها، ولكن هذا لا يمنع اتفاقها على بعض المذاهب والعادات، ومن عاداتهم وتقاليدهم:
1 -
عادات الضيافة
عشق العربي عادة الكرم، وإكرام الضيف، وعدها منقبة عظيمة ومفخرة سامية
(1)
. وقبائل يني خثعم تنزل الناس منازلهم، فإذا كان الضيف ممن يستحق أن يذبح له قام المضيف وذبح له "ذبيحة" وإن كان من سائر الناس أكرمه غاية الإكرام وقدم له ميسور البيت، وتختلف قبائل خثعم في طريقة تقديم وإعداد الذبيحة، فأهل بيشة وما جاورها من قبائل خثعم يقدمون الذبيحة كاملة إلى الضيف، ولا ينقصون منها شيئا ولو قدمت بدون الرأس فإن صاحب البيت يلزمه بأن يقدم له أخرى، ومن العادات الخاصة بقبيلة أكلب أن الذبيحة إذا قدمت للضيف وغلط أحد الضيوف وأكل عينها، فإن صاحب الدار يقوم بذبح أخرى، وقد أخذت هذه العادة في التقلص والانقراض مع تقدم الناس وتعلمهم، ولا يوجد الآن من شباب هذه القبيلة من يتمسك بها، ولم أجد لهذه العادة سرا أو مغزى تدل عليه، لكن المعمرين من هذه القبيلة، يبررون فعلهم لهذه العادة، أن الضيف لو وجد ما يشبع مآلل العين؛ لذلك فإن على المضيف أن يشبع ضيوفه، ويذبح لهم أخرى، وهذا فيه إسراف وتبذير. ومن العادات الخاصة بهذه القبيلة أيضًا أن الضيف إذا أتى إلى عدة بيوت مجتمعة، فعليه الدخول في البيت الذي يليه، حتى ولو كان بيت امرأة، أو طفل، أو رجل فقير، وإذا لم يدخله وتعداه إلى بيت غيره ودخله، فإن صاحب البيت الأول يطالبه بالحق، ويرى أن هذا عيب وإهانة له، والعرف القبلي
(1)
راجع إن شئت، كتابنا "القيم الإنسانية" ففيه تفصيل عن هذه الفضيلة.
السائد لدى القبيلة يخضعه للرجوع مرة أخرى لأخذ حقوق الضيافة، وهذا يدل على كرم هذه القبيلة.
أما أهل الحجاز من خثعم فكانوا قديما يقسمون الذبيحة إلى ثلاثة أقسام، قسم للضيف، وقسم للمدعوين، وقسم لأهل البيت، وكان عندهم نوع من التكافل الاجتماعي؛ إذ يضعون من حساب القبيلة ما يسمى "سبر" وضيافة الشخص القادم بالتناوب بينهم، فإذا جاء لأحدهم ضيف، والنوب ليس عليه، فإنه يقدم له القهوة، ثم يذهب من لديه النوب، ويخبره بأنه يوجد لديه ضيف وأن عليه أن يقوم بحقوق ضيافته ويذهبان إليه جميعا، أما اليوم فقد تغيرت هذه العادات وأصبح كل مضيف يقوم بإكرام ضيفه دون مساعدة من أحد.
2 -
عادات الزواج
طريقة الزواج تختلف من مكان لآخر، ومن قبيلة إلى قبيلة في أكثر تفاصيلها، تحدث خطوبة الرجل للمرأة، إما عن طريق الخاطب نفسه، فيذهب للبحث والسؤال عن الفتاة التي يرغب الزواج بها، فإذا وجد فيها صفات الزوجة المناسبة، تقدم لخطبتها من ولي أمرها فيجيبه بالرفض أو الموافقة، أو عن طريق أحد الأشخاص كوالد الخاطب أو أخيه الأكبر، أو أحد رجال القبيلة؛ إذ يقوم بالوساطة بين الخاطب وولي أمر المرأة حتى تتم الموافقة، أضف إلى ذلك أن هناك طريقة ثالثة؛ إذ يقوم الخاطب بجمع عدد من أقاربه، فيذهبون جميعا لولي المرأة، ويطلبونها منه، فيجيهم بالموافقة أو الرفض. وإذا حدثت الموافقة، يتم التفاهم بين الطرفين على المهر وتفاصيل الزواج، ثم يقوم الخاطب بأخذ عدد من أقربائه ومعهم المأذون الشرعي فيذهبون إلى ولي المرأة ويقوم المأذون بكتابة "العقد" ويسمى ذلك "المُلكة" ويتم الاتفاق على موعد الزواج، وعدد الحضور بعد ذلك يقوم العريس بإحضار تكاليف المهر وإقامة حفل الزواج، ودعوة أقربائه، وأفراد عشيرته لحضور الزواج، وتختلف قبائل خثعم في هذا، فمنهم من يقيم الحفل عند أبي الزوجة، ومنهم من يقيمه في بيته، ومنهم من يدعو أقرباءه فقط ويكتفي بوليمة مصغرة.
هذا إذا كانت الزوجة من القبيلة، أما إذا كانت الزوجة من خارج القبيلة فإن الترتيبات للزواج تكون موسعة والتكاليف باهظة، وليس هناك اتفاق محدد بين فروع قبائل خثعم على مهر معين، فلكل قبيلة أسلوبها الخاص، وطريقتها المتبعة فمنهم من يشجع غلاء المهور ومنهم من يحاربه، وبعض الفروع متفقة على قيمة معينة تدفع للثيب وأكثر منها للبكر، ومن يزيد على الاتفاق يجازي على فعله، وبعد الزواج يحلف الزوج وأبو الزوجة بأنهما لم يدفعا زيادة على المهر، وإذا دفع زيادة على الاتفاق، ترد الزيادة لصندوق القبيلة بعد مجازاتهما.
3 -
عادات المأتم
إذا مرض أي شخص وأقعده المرض في الفراش يستمر رجال عائلته وعشيرته بمراقبته والسهر عنده أثناء الليل ومؤانسة أهله وتخفيف آلامهم، واستقبال الزائرين الذين يأتون لزيارته، وإذا اشتد عليه المرض وأحسوا بدنو أجله، وضعوا وجهه اتجاه القبلة، وبعد موته يتم غسله وتكفينه، والصلاة عليه، ثم تشييعه إلى مئواه الأخير ودفنه، وبعد الدفن يرجع أقاربه إلى بيته، ويقومون بنصب الخيام، وتحويل بيته إلى مقر للضيافة؛ وذلك لاستقبال المعزين من أصدقائه من القبائل المجاورة، وذلك لمدة ثلاثة أيام، بشرط أن أسرة الميت لا تتحمل أي نفقة من النفقات بل تقوم بها عشيرته وهذه العادة تتنافى مع تعاليم الإسلام؛ لأن فيها إزعاجا لأهل الميت، وإضرارا بالآخرين. ومن العادات التي كانت عند بعض فروع خئعم أن المرأة إذا مات عنها زوجها لا تنظر إلى السماء، ولا تنظر في ضوء القمر، ولا تمشي في الليل، ولا تمشي حافية القدمين، ولا تمشط شعر رأسها، حتى تنتهي العدة، وقد انتهت هذه العادات بفضل انتشار العلم، والتفقه في أحكام الدين.
المذاهب والقواعد القبلية
كان نظام السلب والنهب، هو النظام السائد بشكل عام بين القبائل قبل توحيد البلاد، فلجأت بعض القبائل العربية إلى وضع قواعد وأنظمة لتحفظ كيانها من التفكك وتحفظ حقوق أفرادها من الضياع، وقبائل خثعم إحدى هذه القبائل، لها قواعدها وأنظمتها الخاصة، ولا أستطيع إيراد جميع القواعد والمذاهب التي كانت متبعة لدى قبائل خثعم ولكن سأكتفي بإيراد نموذج من هذه القواعد.
فمن القواعد التي عثرنا عليها مدونة هذه القاعدة التي اتفق عليها بعض عشائر قبيلة بني كثير في شهر ربيع الآخر سنة مائة وواحد وخمسين بعد الألف. ومن بنودها
(1)
"إن في قطع السدر محمديتين فإن دفعها وإلا فيها ضيفة خمسة، وسبل العلف مثل سبل السدر وفي وقعة الجمل في الليل زبيري وفي النهار الهامل ثلاثةْ وفي وقعة الحمار بالليل ست سوادي، والهامل في النهار ثلاث سوادي، وكذلك البقر سبلها سبل الحمار، والهاشة لا تنضرب فإن ضربها فلا شيء في زرعه، وإن ماتت ففيها سدادها وأن أولاد الشيخ حالهم حال جماعتهم"، وقد وقعت القاعدة من الجميع
(2)
. وبجانب هذه القواعد التي تنظم شئون الفرد داخل القبيلة هناك قواعد ومذاهب تؤدي إلى حفظ التكافل الاجتماعي بين أفراد القبيلة، ومنها:
1 -
التعزير: هو ما يطبق في حق شخص ارتكب عملا مخالفا لنظام القبيلة في حالة اعتدائه على أحد الأشخاص بالضرب أو الشتم أو السب أو في حالة عدم تنفيذه لحكم القبيلة. والتعزير أو العزارة ليس له حد معين، فهو يخضع لحجم المخالفة المرتكبة، وفي حالة عدم تنفيذه للتعذير، فإن القبيلة من حقها أن تمنعه من مجالسها والدخول في أمورها الخاصة والعامة، ويصبح في حكم الغريب عنها.
(1)
توجد صورة من الوثيقة لدى الباحث برقم 32.
(2)
كاتب الوثيقة: هو الشيخ محمد بن عبد الله بن بلخير الكثيري سنة 1151 هـ، وقد نسخها بعده أحد أحفاده وهو الشيخ محمد بن عبد الله بن محمد بن يوسف، وسلالة هذه الأسرة تعرف اليوم بآل بن تركية ويحتفظون بوثائق كثيرة تدل على أنهم من بيت علم، ومنهم الشيخ محمد بن يوسف بن محمد ابن عبد الله ويوجد عنده أصل هذه الوثيقة.
2 -
الفرقة: هي نوع من التكافل الاجتماعي بشكل أوسع ولا تقتصر بها العشيرة أو القرية أو الفخذ بل تعم جميع أفراد القبيلة، ويدفعها الفرد إلزاما عليه وهي للحوادث الكبيرة كدية القتل، والكوارث الأخرى.
3 -
العانية: العانية "المباركة" وهي مبلغ من المال أو شيء آخر يقوم مقامه، وتدفع في مناسبات الزواج والأفراح وتكون على مستوى الفرد، وعلى مستوى الجماعة عندما يكون المتزوج من قبيلة أخرى.
4 -
الرفدة: وهو مبلغ من المال يدفع لمتضرري القبائل الأخرى، عندما يأتون إلى القبيلة ويطلبون مساعدتها، أو يأتون إلى أحد أفرادها بشكل خاص، ولا يكون إلزاما إلا إذ أتي عن طريق شيخ القبيلة.
5 -
النيبة: وهو نصيب مقرر على المزارعين وملاك الأراضي الزراعية، ويأخذ دوره على أفراد القبيلة، فعندما يأتي ضيوف عند الجماعة، يكلفون من عليه النيبة بالقيام بحقوق الضيافة، وتقدم باسم الجميع، وهذه العادة ليست عند سكان بيشة وما جاورها بل هي خاصة بسكان الحجاز وتهامة.
6 -
صندوق القبيلة: هو عبارة عن مبالغ من المال تجمع من تبرعات الجماعة ومن الجزاءات المفروضة على بعض الأشخاص عند مخالفتهم لعادات القبيلة، ويوضع عند شيخ القبيلة أو أحد عقلائها، ويصرف منه عند احتياج القبيلة إليه، وليس كل فروع خثعم تقوم بهذه العادة، فهو أمر اختياري.
7 -
المساعدة: وهو قيام الجماعة بالمساعدة والتعاون فيما بينها وتكون في البناء وحفر الآبار قديما وغيرها من صور التعاون، فعندما يقوم أحد أفراد القبلة ببناء بيت وهو فقير فإن الجماعة يساعدونه في ذلك، فمنهم من يحضر الطين، ومنهم من يحضر الماء، ومنهم من يقوم يتكلفة أكل الجماعة، وكذلك يفعلون في حفر الآبار، وهذا كان قديما، أما اليوم فقد أخذت هذه العادة في الاختفاء والاندثار.
8 -
الإصلاح بين المتخاصمين: لا شك إن الإصلاح بين الناسِ من الأمور الحسنة وقد حث عليه الإسلام وشجعه فقال تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَو مَعْرُوفٍ أَو إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء: 114]، وهذه الفضيلة من عادات خثعم التي تحرص عليها، فإذا تخاصم اثنان من أفراد القبيلة أو من خارجها سعوا بينهما بالصلح، وحاولوا التقريب بينهما. وإذا تبين لهم خطأ أحدهما أعطوه الحق من صاحبه وذلك بأن يلفوا عليه بعدة أشخاص من خيار القبيلة ويطلبون منه المسامحة والعفو، وذلك تطيبة لخاطره.
9 -
الوسية: هي المواساة وتحدث عندما يحصل من أحد أفراد القبيلة اعتداء على آخر مثل الحذفة، أو الضربة، والشتم عن طريق الخطأ، فيذهب جماعة الجاني إلى جماعة المجني عليه ويطالبونهم بالسماح والعفو، ويقولون لهم: لكم منا السماح والعفو لو حدث منكم مثل هذه الجنايةء
10 -
التعنيز: هو إذا أخطأ شخص على آخر من القبيلة يقوم بالتعنيز على شخص آخر ويقوم المعنز عليه بإعطائه الحق لدى الجماعة ممن أخطأ عليه.
11 -
مجالس الحكم: تعقد هذه الجالس عند بعض الفروع الخثعمية كالشخص الذي رفض تنفيذ قواعد القبيلة، للنظر في أمره وهي سبعة مجالس، فإذا حكم عليه في كل مجلس يعقد، بالحكم نفسه ولم ينفذ ما أصدرته عليه مجالس الحكم ورفضه يطرد من الجماعة، ويعامل معاملة الغريب مع القبيلة ومن ساعده من أفراد الجماعة يغرم ويجازى.
شهران
نسب القبيلة:
قبيلة شهران
(1)
من بين القبائل الأكثر عددا في المملكة العربية السعودية والأعرق نسبا، وربما تكون أكبر القبائل في الجنوب، تعرف بكثرة بطونها، وتعدد عشائرها.
فقد شمل اسم شهران بطونا دخلت معها في النسب، في حين انضمت إليها بطون أخرى لا تمت إليها بصلة.
ومن المعروف أن شهران أحد فروع قبيلة خثعم المشهورة التي "كانت ألصق بقبائل الجنوب حلفا إبان الغزوات".
وتنسب قبيلة شهران إلى شهران بن عفرس بن حلف بن أفتل وهو خثعم بن أنمار.
وقد اختلف المؤرخون في نسب أنمار، فقد قال البكري في معجمه: إنه ابن نزار بن معد بن عدنان، فهو أخ لمضر وربيعة وإياد، في حين ذكر في بعض كتبه الأخرى بأنه ابن لأراش بن عمر بن الغوث بن نبت بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان
(2)
متفقا مع بقية المؤرخين.
أما سبب تسميته بهذا الاسم خثعم، فهناك ثلاثة أقوال مختلفة:
فقد ذهب قول إلى أن ولد أفتل بن أنمار نحروا بعيرا ثم تخثعموا بدمه؛ أي تلطخوا به وذلك في حلف عقدوه بينهم
(3)
.
(1)
عن كتاب قبيلة شهران بين الماضي والحاضر، للأستاذ الفاضل عبد الكريم عائض سعيد آل طالع.
(2)
انظر الإكليل ج 10، ص 5 - جمهرة أنساب العرب ص 387 - سبائك الذهب ص 80، نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب، ص 243.
(3)
الاشتقاق لابن دريد، الروض الأنف والسيرة ج 1، ص 46.
وذهب آخرون إلى أن "خثعم" اسم جبل تحالفوا عنده فنسبوا إليه وهم بالسراة
(1)
.
وغيرهم قال: إنما سمي خثعم بجمل كان له اسمه خثعم، فكان يقال: ارتحل آل خثعم
(2)
.
وقد قال الهمداني: أنه جاء لعفرس بن حلف
(3)
من الولد: شهران العريضة، وناهبا، ونهشا، وكودا، وربيعة أبا أكلب
(4)
.
وقيل أن خثعم ثلاث: شهران وناهس وأكلب، غير أن أكلب عند أهل النسي هو ابن ربيعة بن نزار، وقد دخلوا في خثعم وانتسبوا إليهم.
قال رجل من شهران وهو ينفي أكلب بن ربيعة من خثعم:
ما أكلُبَ منَّا ولا نحن منهُمُ
…
وما خثعمُ بوم المخَار وأكلُبُ
قبيلةُ سَوْءٍ مَن ربيعة أصلُها
…
وليس لها عمُّ لدَيْنا ولا أبُ
فرد عليه الأكلبي قائلا:
إنّي من القوم الذين نَسَبْتَني
…
إليهم كريمُ الجدِّ والعمِّ والأبُ
فلو كنْتَ ذا عِلْمٍ بهمِ ما نفيتني
…
إليهم تُرَى أني بذلك أثْلبُ
فإلَّا يكُن عَماي حلفا وناهسا
…
فإني امرؤ عمّاي بكرُ وتَغْلبُ
أبونا الذي لم تُرْكَبُ الخيلُ قبلُه
…
ولم يدرِ امرؤ قبلَهُ كيف يركب
(5)
قال البكري: "وتيامنت قبائل من ربيعة إلى بلاد اليمن، فخالفت أهله، وبقوا على أنسابهم، منهم أكلب بن ربيعة بن نزار ناحية تثليث من اليمن وما والاها، فجاورت خثعم وحالفوهم. وصاروا يدا واحدة معهم على من سواهم".
(1)
الروض الأنف والسيرة ج 1، ص 66.
(2)
الاشتقاق، ص 304.
(3)
حلف بالحاء المهملة، وقد جاء بالخاء المنقطة في الإكيل وفي سبائك الذهب، وبعضهم قال: بل هو من غلط النسّاخ.
(4)
الإكيل ج 10، ص 5.
(5)
معجم ما استعجم، ص 82، الروض الأنف والسيرة، ج 1، ص 66.
وقد حالفت عنز وخثعم وانضمت إليها، وعنز هذا هو: عبد الله بن وائل ابن قاسط
(1)
، ومن بطون عنز الآن بنو مالك شهران، وبنو جابرة، وأهل القرعاء، وغيرهم.
وذكر صاحب سبائك الذهب من بطون خئعم: شهران، وناهس، وأكلب، وآل نيار، وربيعة أيضًا، وذكر ممن عدهم الحمداني وقال: بأنهم من عرب الحجاز: القرع
(2)
، وبنو نضلة، وبنو كلب، وبنو حارثة، وآل مهدي، إلا أنه أوصل شهران وناهس وربيعة إلى حلف.
أما ابن حزم فذكرهم: بنو شهران وبنو ناهس فقط من بطون خثعم
(3)
، أما الهمداني فقد عد أولاد عفرس الخمسة وقال هي بطون كلها. وينحصر اسم خثعم حاليا على قبيلة خثعم المعروفة التي تقع جنوب قبيلة (شمران) في أعالي تبالة. منهم الآن الفزع التي ينسب إليها الكثير من مشاهير خثعم.
والفَزَع كما سيأتي هو أحد أبناء شهران بن عفرس، ومعظم أفراد هذا البطن يجهلون صلة النسب التي تربطهم بقبيلة شهران العريضة، ولعل سبب ذلك هو تحالفهم مع قبيلتي شمران وعليان، وقد ينتسب أحد أبناء خثعم إلى شمران وهذا خطأ؛ إذ إن شمران ينسبون إلى شمران بن يزيد بن حرب بن علة بن خلد بن مالك بن أدد بن كهلان، وبهذا تكون القبيلة من جنب
(4)
، وفد كانت شمران تتبع خثعم في أحد الأحلاف حتى صلب عودها وقويت شوكتها، فانضم إليها بعض بطون خثعم ومن ضمنهم الفزع، وربما كانت هنالك حروب بين تلك البطون وبين أخواتها فانحازت شمران وما حولها من خثعم تحت حلف واحد.
أما شهران العريضة فهي بقية البطون الخثعمية من أبناء عفرس التي انضمت تحت اسم شهران بما فيهم كود وناهس.
(1)
معجم ما استعجم ص 83.
(2)
لعله يقصد الفزَع.
(3)
جمهرة أنساب العرب، ص 475.
(4)
جنب هم سنحان، والغلي، وهفّان، وشمران، ومنبه، والحارث، وقد سُمُّوا جنب لتحالفهم على ولد أخيهم صداء.
ومما سبق يظهر بأن ولد شهران بن عفرس أكثر وأقوى من ولد بقية إخوته وربما كان الأمير منهم؛ لذا فقد انضمت أخواتها إليها وانطوت تحت لوائها، وقد ولد شهران بن عفرس
(1)
:
1 -
وهب. 2 - ومر
(2)
.
3 -
ومحمية. 4 - والفزع
(3)
.
"وقد وَلَدَ وهْب بن شهران:
1 -
نسر. 2 - والأسود.
3 -
والأسد - وسيأتي ذكرهم مع بني واهب.
وولد محمية بن شهران:
1 -
مصبوحا. 2 - ومعاذ. 31 - ومالكا.
وولد الفزع بن شهران:
1 -
غنم. 2 - وحرب. 3 - ومالك.
فولد مالك بن غنم:
1 -
واهبا. 2 - وجشم.
وولد قطيعة بن غنم:
1 -
أودا.
3 -
وأوسا، وهم المصعبان، (ولازالت تعرف بهذا الاسم).
3 -
ورمالا. 4 - ومالكا.
أما ما قاله حمد الجاسر أنه (عمرو) بن شهران فذكر له من الولد:
1 -
حارث. 2 - ومحارب.
(1)
جمهرة أنساب العرب، ص 390.
(2)
قيل مر وقيل عمرو، انظر في سراة غامد وزهران، ص 449.
(3)
الفزع بفتح الأول وسكون الثاني لازالت تعرف بهذا الاسم في تبالة.
3 -
وسعد. 4 - وبكر.
5 -
ووهب.
فولد محارب: دعدعان.
فولد دعدعان:
1 -
مالكا. 2 - وغنما.
3 -
وعليا. 4 - وصعبا.
فولد مالك بن دعدعان: حذافر.
فولد حذافر بن مالك:
1 -
مسابا. 2 - ونصرا
(1)
.
وقد كانت شهران تسمى منذ رمن بعيد شهران العريضة. قال عامر بن الطفيل:
أتونا بشهران العريضة كلها
…
وأكلبها في مثل بكر بن وائل
وقال أيضًا:
فجاءوا بشهران العربضة كلها
…
وأكلب طُرَّا في لباس السنَّور
أما أكلب فما زالت تحتفظ باسمها وهي تنزل على وادي بيشة مخالطة شهران وغيرها من القبائل.
ولشهران وجميع بطون خثعم تاريخ مجيد يفتخر به أبناؤه، ولعله من الأجدر ذكر بعض من تاريخهم وأيامهم أو ما شاركوا فيه القيائل المجاورة من حروب وغيرها، وهي هنا ليست تعدادا لأمجادهم ومفاخرهم بل تاريخ حدث سواء احتسبه التاريخ لهم أم عليهم، وقد خاض عباب هذا التاريخ رجال ونساء اشتهروا فيه ولهم علينا ذكرهم وتذكرتهم.
(1)
في سراة غامد وزهران، ص 449 وما بعده.
فيف الريح
(1)
كانت بنو عامر تطلب بني الحارث بن كعب أوتارا كثيرة، فجمع الحصين بن زيد الحارثي ليغزوا بمن تبعه من قبائل مذحج، فأقبل في بني الحارث، ونهد، وجعفي، ومراد، وصداء، وزبيد، وقبائل سعد العشيرة، بالإضافة إلى قبائل خثعم التي استعانت بهم بنو الحارث. فخرجت شهران وناهس وأكلب، وعلى رأسهم أنس بن مدرك. وأقبل القوم يريدون بني عامر، وكانوا ينتجعون مكانا يقال له: فيف الريح
(2)
، وكانت نساء مذحج وذراريهم معهم ليصمدوا في الحرب ولا يفروا، إما ظفروا وإما هلكوا.
فاجتمعت بنو عامر كلها إلى فارس قيس وسيدها عامر بن الطفيل الكلابي
(3)
، فقال لهم حين بلغه مجيء القوم: أغيروا بنا عليهم، فإني أرجو أن نأخذ غنائمهم، ونسبي نساءهم، ولا تدعوهم يدخلون عليكم داركم، فتابعوه على ذلك، وقد جعفت مذحج من لفّها
(4)
رقباء، فلما قربت بنو عامر من القوم صاح رقباؤهم أن أتاكم الجيش. فلم يكن بأسرع من أن جاءتهم مسالحهم
(5)
ركض إليهم. فخرجوا إليهم فقال أنس بن مدرك لقومه: انصرفوا بنا ودعوا هؤلاء، فإنهم إنما يطلب بعضهم بعضا، ولا أظن عامرا تريدنا. فقال لهم الحصين: افعلوا ما شئتم فإنا نرجو أن لا نعجز عن بني عامر فرب يوم لنا ولهم قد غابت سعوده وظهرت نحوسه. فقالت خثعم لأنس: إنا كنا وبنو الحارث على مياه واحدة في مراع واحدة وهم لنا سلم وهذا عدو لنا ولهم، أفتريد أن ننصرف عنهم؟ فوالله لئن سلموا وغنموا لنندمن أن لا نكون معهم، ولئن ظفر بهم لتقولن العرب:
(1)
الكامل، ج 1، ص 634؛ أيام العرب في الجاهلية، ص 132.
(2)
فيف الريح موضع بأعالي نجد.
(3)
هو فارس وشاعر مجيد، ومن شعره:
وما الأرض إلا قيس وعيلان أهلها
…
لهم ساحاتها سهلها وحزومها
وقد نالت آفاق السماوات مجدنا
…
لنا الصحو من آفاقها وغيومها
(4)
لفُّ القوم: من كان فيهم من الحلفاء وغيرهم.
(5)
مسالح: جمع مسلحة، هم القوم ذوو السلاح.
خذلتم جيرانكم. فأجمعوا على أن يقاتلوا معهم، فجعل لهم الحصين ثلث المرباع
(1)
ومناهم الزيادة.
وقد بعث عامر بن الطفيل إلى بني هلال يريد منهم أربعين رمحا بأربعين بكرة قسمها في أفناء بني عامر بن صعصعة.
والتقى القوم فاقتتلوا قتالا شديدا ثلاثة أيام، والتقى يومئذ عمرو بن صبح النهدي، والصميل بن الأعور الكلابي فطعنه عمرو طعنة ذهب على أثرها الصميل منبطحا على فرسه وهو يجود بنفسه، حتى ألقاه فرسه إلى جانب الوادي، فمر به رجل من خثعم فأجهز عليه وأخذ درعه وفرسه.
ثم برز حسيل بن عمرو الكلابي لصخر بن أعي النهدي فقال عامر بن الطفيل لحسيل: ويلك يا حسيل لا تبرز له فإن صخرا صخرة وإن أعي يعيا عليك. ولكن حسيلا لم يستمع لقوله وبرز للقتال فقتله صخر.
وقتل خليف بن عبد العزى النهدي كعب الفوارس بن معاوية بن عبادة بن البكاء، ثم مر خليف على بني جعدة وهم بطن في عامر، فعرفوا فرس كعب ويزته فقتله عبد الله بن جعدة وأخذ البزة والفرس وردهما إلى بني البكاء.
وكان عامر بن الطفيل يتعهد قومه فيقول: لم أرك يا فلان فعلت شيئا فيقول الرجل: انظر إلى سيفي وما فيه وإلى رمحي وسناني.
فأقبل مسهر بن يزيد الحارثي لما رأى عامرا يفعل بقومه الأفاعيل فقال: يا أبا علي، انظر ماذا فعلت بالقوم، انظر إلى رمحي فلما أقبل عليه عامر، وجأه مسهر بالرمح في وجنته وأصاب عينه وترك الرمح فيها ثم ضرب فرسه فلحق بقومه.
وفي طعنة عامر يقول مسهر:
وَهَصْتُ بخُرْصٍ الرمِح مَقْلَةَ عامر
…
فأضْحَى بخيصا في الفوارس أعورا
وغادر فَينا رُمْحه وسلاحه
…
وأدْبَرَ يدعو في الهَوَالِك جَعْفَرا
وكنا إذا قَيْسيّهْ بَرَقَتْ لنا
…
جرى دَمْعُها من عينَها فتحدَّرا
مخافةَ ما لاقتْ حليلةُ عامرٍ
…
من الشر إذ سِرْبالها قد تَعَفَّرا
(1)
المرباع ما يأخذه الرئيس وهو ربع الغيمة.
ويقول عامر بن الطفيل:
لعمري وما عمري عليَّ بهيّن
…
لقد شانَ حرَّ الوجه طَعْنَةُ مُسْهرِ
فبئس الفتى إن كنت أعور عاقرًا
…
جَبَانًا وما أُغْني لدى كل محْضر
وقد علموا أني أكرُّ عليهمُ
…
عَشيَّةَ فَيَّف الريحِ كَرَّ المدوّر
فلو كان جمعُ مثلَنا لم نبا لهم
…
ولكن أتتنا أسْرَةُ ذات مَفْخر
فجاؤوا بشَهْرَانِ العريضةِ كلّها
…
وأكْلب طُرَّا في لباس السنَّورِ
(1)
ويقول عامر أيضًا:
أَتَوْنا بشَهْران العريضة كلّها
…
وأكلبها في مثلِ بكرِ بِن وائلِ
فَبتْنَا ومن يَنْزلْ به مثلُ ضَيفنا
…
يَبتْ عن قرَى أضيَافه غير غافل
أعاذلُ لو كان البَدَاد لقُوتِلُوا
…
ولكن أتانَا كلُّ جنٌّ وخَابِلِ
(2)
وخَثَّعَمُ حَيُّ يُعْدَلُون بِمِذْحَجٍ
…
وهل نحنُ إلا مِثْل إحدى القبائل
وقال في هذا أبو دؤاد الرؤاسي الكلابي:
ونحنُ أهلُ بَضيع يومَ واجَهَنا
…
جيشُ الحصين طِلاعَ الخائف الكَزِم
(3)
ساقوا شُعُوبا وعَنسا في ديارهمُ
…
ورَجْلَ خَثْعَمَ من سَهْل ومن عَلَمِ
منّاهم مُنْيَة كانت لهم كَذَبا
…
إن المُنَى إنما يوجَدْن كَالحُلُم
ولَّتْ رِجال بني شَهْرَان تَتْبَعُهَا
…
خضراءُ يرمونُها بالنّبل عن شَمَم
والزاعبِيَّةُ تكفيهم وقد جعلت
…
فيهم نوافذَ لا يُرْقَعْن بالدُّسُمِ
(4)
ظلَّلتَ يُحابُر تُدْعى وسْطَ أرْحُلِنا
…
والمسْتَمْيِتونَ من حاء ومن حَكَم
(5)
حتى تولوا وقد كانت غنيمتهم
…
طعنا وضربا عريضًا غير مقتسم
وقد انتهى القتال بين الفريقين ولم يشتغل بعضهم عن بعض بغنيمة. قال ابن الأثير: وكان الصبر والشرف لبني عامر.
(1)
السنور: جمع السلاح أو ما يلبس في الحرب كالدروع ونحوها.
(2)
جاءت الخيل بَدَاد؛ أي متفرقة، الخابل ضرب من الجن.
(3)
الكزم: كزم الرجل؛ أي هاب التقدم على الشيء.
(4)
الزاعبية: رماح منسوبة إلى زاعب رجل أو بلد، والدسم ما سدوا به الجراح.
(5)
يحابر: مراد، وحاء بطن من حكم.
شهران وناهس تقاتل أبرهة الأشرم
قال ابن هشام: ثم مضى أبرهة على وجهه ذلك يريد ما خرج له حتى إذا كان بأرض خثعم عرض له نفيل بن حبيب الخثعمي في قبيلة خثعم: شهران وناهس، ومن تبعه من قبائل العرب فقاتله، فهزمه أبرهة، وأخذ له نفيل أسيرا فأتي به، فلما همَّ بقتله قال له نفيل: أيها الملك لا تقتلني فإني دليلك بأرض العرب، وهاتان يداي لك على قبيلتي خثعم: شهران وناهس بالسمع والطاعة، فخلَّى سبيله
(1)
. وخرج به معه يدله، حتى إذا مر بالطائف خرج إليه مسعود بن معقب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف، ومن ثم أمر مسعود بن معقب أبا رغال بإرشاد الجيش إلى مكة، ولكن عندما وصل المغمس مات أبو رغال، فرجمت قبره العرب.
قال ابن إسحاق: فهو القبر الذي يرجم الناس بالمغمس، وقد روى معمر بن راشد في جامعه أن أبا رغال من ثمود، وأنه كان بالحرم حين أصاب قومه الصيحة، فلما خرج من الحرم أصابه من الهلاك ما أصاب قومه فدفن هناك ودفن معه غصنان من ذهب.
وذكلر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بالقبر وأمر باستخراجهما منه فاستخرجا، قال جرير أو غيره:
إذا مات الفرزدق فارجموه
…
كرجمكم لقبر أبي رغال
(2)
هذا، وقد أنزل الله سخطه على أبرهة وقومه وأرسل عليهم الطير.
بسم الله الرحمن الرحيم
(1)
الروض الأنف - والسيرة، 1/ 56.
(2)
المرجع نفسه، 1/ 67.
ولما رأى نفيل ما قد حلَّ بأبرهة وجيشه قال:
أين المفرُّ والإله الطالبُ
…
والأشرم المغلوب ليس الغالبُ
وقال أيضًا:
ألا حييّتَ عنَّا يا رُدَيْنا
…
نَعِمْناكم معَ الأصباح عَيْنا
(1)
رُدَيْنة لو رأيت فلا تريه
…
لدَى جنبِ المحصب ما رأينا
(2)
إذا لعذرتني وحَمدت أمْري
…
ولم تأسي على ما فاتَ بينا
حَمدتُ الله إذ أبصرتُ طيرا
…
وخفت حجارةَ تُلْقَى عَلَينا
وكلَّ القومِ يسألُ عن نفيل
…
كَأنّ عليّ للحُبْشَانِ دَيْنا
(3)
موقعة جُرَش
جرش من المدن الأثرية الواقعة على وادي بيشة - وقد ذكر ذلك في وادي بيشة - وقد وفعت في هذه المدينة موقعة تاريخية شاركت فيها بعض بطون خثعم، ولعلهم كود وناهس لقرب ديارهم من جرش.
قال ابن إسحاق: وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم صرد بن عبد الله الأزدي، فأسلم وحسن إسلامه في وفد من إلأرد فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على من أسلم من قومه، وأمَرَه أن يجاهد بمن أسلَمَ مَن كان يليه من أهل الشرك، من قبل اليمن.
فخرج صرد بن عبد الله يسير بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل بجُرَش، وهي يومئذ مدينة مغلقة
(4)
، وبها قبائل من قبائل اليمن، وقد ضوت إليهم خثعم، فدخملوها معهم حين سمعوا بسير المسلمين إليهم، فحاصروهم فيها قريبا من شهر، وامتنعوا فيها منه، ثم إنه رجع عنه قافلا، حتى إذا كان إلى جبل يقال له شكر. ظن أهل جرش أنه إنما ولَّى عنهم منهزما، فخرجوا في طلبه حتى إذا أدركوه عطف عليهم، فقتلهم قتلا شديدا.
(1)
ردينا: اسم امرأة.
(2)
المحصب: اسم مكان بمكة.
(3)
البداية والنهاية، ج 3، ص 173.
(4)
الطبري، ج 3، ص 158 - وجاءت معلقة في الروض الأنف - والسيرة، ج 4، ص 2151، ولعله خطأ مطبعي.
وقد كان أهل جرش بعثوا رجلين منهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة يرتادان وينظران، وبينما هما عنده بعد صلاة العصر؛ إذ قال رسول الله: بأي بلاد الله شكر؟ فقام إليه الجرشيان فقالا: ببلادنا جبل يقال له كشر وكذلك يسميه أهل جرش، فقال: إنه شكر وليس بكشر قالا: فما شأنه يا رسول الله؟ قال: إن بدن الله لتنحر عنده الآن، قال: فجلس الرجلان إلى أبي بكر أو لعثمان، فقال لهما: ويحكما، أن رسول الله لينعي لكما قومكما، فقوما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسألاه أن يدعو الله أن يرفع عن قومكما، فقاما إليه وسألاه ذلك، فقال: اللهم ارفع عنهم، فخرجا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعين إلى قومهما، فوجدوا قومهما قد أصيبوا يوم أصابهم صرد بن عبد الله، في اليوم الذي قال فيه رسول الله ما قال، والساعة التي ذكر فيها ما ذكر.
وخرج وفد جرش حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا فقال: "مرحبا بكم، أحسن الناس وجوها وأصدقه لقاءً، وأطيبه كلاما، وأعظمه أمانة، أنتم مني وأنا منكم" وحمى لهم حمى حول قريتهم على أعلام معلومة، للفرس والراحلة وللمثيرة (بقرة الحرث)، فمن رعاه فماله سحت
(1)
، فقال في تلك الغزوة رجل من الأزد وكانت خثعم تصيب من الأزد في الجاهلية، وكانوا يعدون في الشهر الحرام:
يا غزوة ما غزونا غير خائبة
…
فيها البغال وفيها الخيل والحمُر
حتى أُتينا حُمَيْرا في مصانعها
…
وجمع خثعم قد شاعت لها النذر
(2)
إذا وضعت غليلا كنت أحمله
…
فما أبالي أدانوا بعد أم كفروا
ذو الخلصة صنم خثعم
ذو الخُلصة صنم من أشهر أصنام الجاهلية، كان في تبالة وهو بيت في خثعم، كان عبارة عن مروة بيضاء، منقوش عليها كهيئة التاج. قال خداش بن زهير العامري لعثعث بن وحشي الخثعمي في عهد كان بينهم فغدر بهم:
(1)
الروض الأنف - والسيرة، ج 2، ص 215.
(2)
حُميَرْ تصغير لحمير، وفي الزرقاني أتينا جريشا والمصانع: القرى والقلاع، وهناك من يقول ساغت بدلا من شاعت.
وذكرته بالله بيني وبينه
…
وما بيننا من مدة لو تذكرا
وبالمروة البيضاء يوم تبالة
…
ومجسة النعمان حيث تنصرا
وكان لهذا الصنم بيت يسمى (الكعبة اليمانية) تمييزا له عن (الكعبة الشامية). كما ورد في صحيح البخاري وكان ذو الخُلصة بيتا لحثعم وبجيلة، فيه نصب يعبد يقال له: الكعبة اليمانية
(1)
.
وقد دعي أيضًا (بالكعبة الشامية) كما دعي اليمامة، وذكر أن البيت هو ذو الخلصة، وقيل ذو الخلصة الصنم نفسه، وسمي البيت بالكعبة؛ لأن البناء كان مكعبا وكان له نصب يذبحون عليها ويستقسمون عنده بالأزلام
(2)
، وكانت تعظمه وتعبده خثعم وبجيلة ومعها الحارث بن كعب، وجرم، وزبيد، والغوث بن مر بن أد، وبنو هلال بن عامر وهم سدنته
(3)
.
أما ابن الكلبي فيقول: وكان سدنتها بنوأمامة بن باهلة بن أعصر، قال رجل استقسم بالأزلام عند ذي الخُلصة فنهته الأزلام عن قتل قاتل أبيه:
فلو كنت يا ذا الخلص الموتورا
…
مثلي كان شيخك المقبورا
لم تنه عن قتل العداة زورا
وبعضهم يقول بأن قائلها هو امرؤ القيس بن حجر الكندي، وقد قيل: إن امرأ القيس مر بتبالة رهو في طريقه يريد قتال بني أسد ليثأر لأبيه فاستقسم بالأزلام عند ذي الخُلصة فضرب الأولى فخرج القدح الناهي ثم الثانية فالثالثة وتخرج جميعها بالناهي فجمعها وضرب بها وجه الصنم وقال:
مصصت بضر أمك لو كان أبوك المقتول ما عوقتني.
قال ابن الكلبي: فلم يستقسم عند ذي الخُلصة حتى جاء الإسلام
(4)
.
ويكاد يجمع المتقدمون على موضع واحد لذي الخُلصة وهو تبالة.
(1)
هامش فتح الباري، 8/ 53.
(2)
المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، 6/ 445 - إرشاد الساري، 4/ 389.
(3)
المحبر، ص 317.
(4)
البداية والنهاية، ج 2 ص 219، الأغاني، ج 8، ص 67.
قال البكري: ذو الخلصة بيت بالعبلاة، كانت خثعم تحجه وهو اليوم موضع مسجد العبلاء
(1)
.
ويقول ياقوت: العبلاء بلدة كانت لخثعم بها كان ذو الخلصة بيت وصنم وهي من أرض تبالة
(2)
.
وقال ابن الكلبي: وذو الخلصة اليوم عتبة باب مسجد تبالة.
وفي رمضان من السنة العاشرة للهجرة وفد على رسول الله مع من وفد جرير بن عبد الله البجلي. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جرير! ألا تكفيني ذا الخلصة؟ فقال: بلى، فخرج جرير متجها إلى بني أحمس من بجيلة وأخذهم معه إليه، فقاتل خثعم وباهلة وظفر بهم وقتل منهم الكثير، ثم هدم البنيان وأوقد فيه النيران
(3)
.
وذو الخُلَصَة هذا غير ذي الخلصة صنم دوس، جاء في صحيح البخاري: قال سعيد بن المسيب: أخبرني أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى تضرب إليات نساء دوس على ذي الخلصة".
ويثبت لنا زحف جرير بن عبد الله إلى بلاد خثعم أيضًا أنه ذلك الذي كان في تبالة وليس الذي في دوس.
خثعم في النسك
كانت العرب في الجاهلية تنقسم في النسك إلى ثلاثة أقسام، كل قسم يؤدي نسكه حسب ما يمليه عليه مذهبه، وهذه الأقسام هي: الحمس، والحلة، والطلس.
وكانت خثعم من قبائل الحلة يشاركها في هذا المذهب تميم بن مر كلها عدا يربوع، والأنصار، وطيئ، وبارق، وبجيلة، وهذيل بن مدركة، وغيرها من القبائل.
(1)
معجم ما استعجم، ص 508.
(2)
معجم البدان، مادة العبلاء.
(3)
الأصنام، 36.
وقد كانوا يحرمون الصيد في النسك ولا يحرمونه في غير الحرم وكانوا لا يلبسون إلا ثيابهم التي نسكوا بها، ولا يلبسون في نسكهم الجديد، وأخصب ما يكونون أيام نسكهم، ولا يجعلون بينهم وبين الكعبة حذاء يباشرونها بأقدامهم. فإن لم يجدوا ثيابا طافوا عراة، وكان لكل فرد من قبائل الحلة حرمي من الحمس يأخذ ثيابه، وكانت قريش من قبائل الحمس، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حرمى عياض ابن حمار المجاشعي، كان إذا قدم مكة طاف في ثياب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد كانت تلبيتهم (لبيك اللهم لبيك، لبيك بما أحب إليك).
ويلبي معهم بهذا الدعاء جميع من نسك ذا الخلصة.
وكانت العرب تعظم الأشهر الحرم إلا طيئا وخثعم يحلونها.
إسلام خثعم وكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
-:
وفد عثعث بن زحر وأنس بن مدرك في رجال من خثعم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما هدم جرير بن عبد الله ذا الخلصة وأحرقه وقتل من قتل من خثعم. فقالوا آمنا بالله ورسوله وما جاء من عند الله، فاكتب لنا كتابا نتبع ما فيه، فكتب لهم كتابا هذا نصه:"هذا كتاب من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لخثعَمَ من حاضر ببيشة وباديتِها، أنْ كُل دم أصبتُمُوه في الجاهلية فهو عَنْكم موضوعُ، ومن أسلم منكم طَوْعا أو كَرْها في يده حرث من خبار أو عَزَارُ تسقيه السماءُ أو يرويه اللَّثي فَزَكا عماره في غير أرمة ولا حَطْمة فله نشره وأكله وعليهم في كُل سَيْح العُشْر وفي كلْ غَرْب نصف العشر"، شهد جرير بن عبد الله ومن حضر
(1)
.
ولم يرتد من خثعم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفر قليل.
ولخثعم في التاريخ قصص كثيرة حفلت كتب التاريخ والأدب بها، وفي كتاب الأغاني مثلا الكثير منها، وقد اشتهر من خثعم كثير، وسنذكر فيما يأتي القليل منهم.
(1)
الطبقات الكبرى لابن سعد، 1/ 286.
فمن الصحابة:
- أسماء بنت عميس بن معد بن الحارث بن تيم بن كعب بن مالك بن قحافة: تزوجها جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وهاجرت معه إلى الحبشة، فولدت له هناك. محمدا، وعبد الله، وعونا. ثم هاجرت معه إلى المدينة. فلما قتل جعفر تزوجها علي بن أبي طالب فولدت له يحيى وعونا، وكانت قبل جعفر ابن أبي طالب عند ربيعة بن رباح بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر وولدت له مالكا وعبد الله وأبا هريرة.
- سلمى بنت عميس أخت أسماء: تزوجها حمزة بن عبد المطلب، فولدت له أمامة
(1)
، ثم تزوجها شداد بن الهاد الليثي فولدت له عبد الله وعبد الرحمن.
- عون بن عميس: قتل مع أهل المدينة يوم الحرَّة.
وأخوات ولد عميس لأمهم ميمونة بنت الحارث روج رسول الله صلى الله عليه وسلم ولبابة أم خالد بن الوليذ بن المغيرة، ولبابة أم بني العباس بن عبد المطلب إلا ثمام والحارث وكثيرا.
ولا يعلم امرأة في العرب كانت أشرف إصهارا من هند بنت عوف من جرش أم ميمونة روجة الرسول صلى الله عليه وسلم وأخواتها.
- ومن خثعم سَلِف
(2)
رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن كعب بن عبد الله بن كعيب بن منبه بن الحارث بن منبه بن الأوس، كانت عنده سلامة بنت عميس. فولدت له أمية وتزوجها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رحمه الله فولدت له صالحا الأصغر وأسماء ولبابة بنتي عبد الله بن جعفر
(3)
.
- ومنهم سلمى بنت أنس، تزوجت عبد الله بن حنظلة فأنجبت له أنسا وفاطمة.
(1)
أمامة هي أمة الله - انظر المحبر، ص 107، وذكر حمد الجاسر في كتابه في سراة غامد وزهران بأن اسمها "جارية"، ص 453، وجاء في طبقات ابن سعد أن هناك من قال أن اسمها عمارة، ج 8، ص 158.
(2)
سلف الرجل هو زوج أخت امرأته وكذلك سلفه جمعه أسلاف، والسلفان رجلان تزوجا بأختين.
(3)
المحبر ص 109.
- ومنهم أم ريطة بنت منبه بن الحجاج زوجة عمرو بن العاص التي أنجبت له عبد الله
(1)
.
- أبو رويحة عبد الله بن عبد الرحمن الخثعمي.
قال ابن إسحق: وبلال مولى أبي بكر رضي الله عنه ميؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو رويحة عبد الله بن عبد الرحمن الخثعمي ثم أحد الفزع أخوين
(2)
.
وقال: لما دوَّن عمر بن الخطاب رضي الله عنه الدواوين بالشام، خرج بلال إلى الشام مجاهدا فقال له عمر: إلى من تجعل دواوينك يا بلال؟ قال: مع أبي رويحة لا أفارقه أبدا.
للأخوة التي كانت قد عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبينه، فضمه إليه، وضم ديوان الحبشة إلى خثعم لمكان بلال منهم
(3)
فهو في خثعم إلى هذا اليوم في الشام
(4)
.
- عبد الله بن حبش، وهو أحد رواة الحديث.
- مالك بن عبد الله روى حديث (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من اغبرت قدماه في سبيل الله
…
) الحديث
(5)
.
وهو مالك بن عبد الله بن سنان بن سرح بن وهب بن الأقيصر بن مالك ابن قحافة، ولي الصوائف أربعين سنة لمعاوية وغيره .. وكسر على قبره أربعون لواء ولي الصوائف زمن معاوية ويزيد وعبد الملك إلى عهد سليمان بن عبد الملك وفيه مات.
- النعمان ذو الأنف بن عبد الله بن جابر بن وهب بن الأقيصر: قاد خيل خثعم إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم الطائف وكانوا مع ثقيف
(6)
.
(1)
الطبقات الكبرى لابن سعد، 5/ 65.
(2)
الطبقات الكبرى لابن سعد، 8/ 269.
(3)
من الأحباش.
(4)
الطبقات الكبرى لابن سعد، ج 3، ص 234.
(5)
الطبقات للعصفري، ص 116.
(6)
جمهرة أنساب العرب، ص 391 - الاشتقاق.
ومنهم أيضًا: عثعث بن بشر بن زحر، رأس وفد ختعم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أنس بن مدرك.
من رجال الحرب والسياسة:
- بشر بن ربيعة بن عمرو بن مثارة بن قمير بن عامر، شهد القادسية وهو القائل:
أنخت بباب القادسية ناقتي
…
وسعد بن وقاص علي أمير
وقد كان شريفا وإليه تنسب جبانة بشر بالكوفة
(1)
.
- الحجاج بن جارية: كان فارسا زمن الحجاج بن يوسف في أحد أيام دير الجماجم
(2)
، خرج رجل من أهل الشام يدعو من يبارزه فخرج الحجاج بن جارية إليه، فتقاتلا حتى أرداه الحجاج قتيلا فحمل أصحابه فاستنقذوه فوجدوه رجلا من خثعم يقال له: أبو الدرداء وكان معروفًا بالشجاعة والكرم، فقال الحجاج بن جارية: أما أني لم أعرفه حتى وقع ولو عرفته ما بارزته ما أحب أن يصاب من قومي مثله.
وبعد انتصار الحجاج على عبد الرحمن ودخوله الكوفة أجلس مصقلة العبدي إلى جنبه وكان خطيبا، وقال: اشتم كل امرئ بما فيه فإن كان قد أحسنا إليه فاشتمه بقلة شكره ولؤم عهده، ومن علمت فيه عيب فعبه بما فيه وصغِّر إليه نفسه، وكان قبل أن يبايعه أحد يقول له: أتشهد أنك قد كفرت؟ فإن قال نعم وإلا قتله، فجاءه رجل من خثعم وقال له: كنت معتزلا وراء هذا النهر منتظرا أمر الناس حتى ظهرت فأتيتك لأبايعك مع الناس قال: أتشهد أنك كافر؟ قال: بئس الرجل أنا إن كنت عبدت الله ثمانين سنة ثم أشهد على نفسي بالكفر.
قال: إذن أقتلك. فقال: فإن قتلتني فوالله ما بقي من عمري إلا ظمئ حمار
(3)
فقتله
(4)
.
(1)
الاشتقاق.
(2)
دير الجماجم: هو دير بظاهر الكوفة، سميت بها الموقعة التي وقعت بين عبد الرحمن بن الأشعث الكندي ومن معه من الجيش بالبصرة وبين الحجاج بن يوسف الثقفي في شعبان سنة 83 هـ وبعضهم يقول 82 هـ.
(3)
الظمء: ما بين السقيتين؛ أي لم يبق من عمري إلا اليسير لأنه ليس أقصر ظمأ من الحمار.
(4)
أيام العرب في الإسلام، ص 484.
- ربيعة بن أبي شداد الخثعمي: شهد موقعة الجمل وصفين مع علي، ومعه راية خثعم جاء إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال له علي: بايع على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فقال ربيعة: وعلى سنة أبي بكر وعمر فقال له علي: ويلك! لو أن أبا بكر وعمر عملا بغير كتاب الله وسنة رسوله لم يكونا على شيء من الحق، فبايعه، فنظر إليه علي وقال:
أما والله لكأني بك قد نفرت مع الخوارج هذه فقُتلت وكأني بك قد وطأتك الخيل بحوافرها. (وقد قتل مع الخوارج يوم النهروان)
(1)
.
- الزبير بن خزيمة: مال إلى الخوارج وهُزِم في مكان يقال له الثوير وكان الحجاج قد بعثه إلى أصفهان فترك عمله.
- سَمْس بن عبد الله بن النعمان بن تيم: كان شريفا وقد شهد مع معاوية مشاهده.
- سُوَيد بن عمرو بن أبي المطاع: عن كود، قتل مع الحسين رضي الله عنه يوم الطف وهو القائل: أنا سويد وأبي المطاع.
- الطمح بن جشم بن ربيعة بن صعب بن نسر بن أوس بن أجرب: قتل ذا مهدم ملك الأحباش.
- العباس بن سفيان الخثعمي: قائد بحري؛ كان أميرا على غازية البحر في خلافة المنصور، وهو أول من غزا قبرص سنة 146 هـ في عهد بنى العباس، توفي سنة 150 هـ تقريبا
(2)
.
- أبو نسعة عبد الله بن إياس بن الحارث بن مالك بن صعب: وقد رأس بالشام.
- عثمان بن أبي نسعة بن إياس بن الحارث بن مالك بن جشم بن أوس الله ابن مصعب بن غنم بن الفزع بن شهران بن عفرس.
(1)
أيام العرب في الإسلام، ص 390.
(2)
تهذيب بين عساكر، 7/ 22 - الأعلام، خير الدين الزركلي، 3/ 261.
قال ابن حزم: ومن خثعم كان عثمان بن أبي نسعة: ممن ولي الأندلس وولده في شذونه وهي دار خثعم هناك.
- عمرو بن الصعود بن عمرو بن جزء: كان شريفا.
- كريم بن عفيف بن عبد الله بن كعب بن غزية بن مالك بن نصر بن مالك بن عمرو بن عامر بن مشيب بن شباب بن مالك بن دعدعان بن محارب بن عمران - الملقب بكريم الشهراني: قتل مع حجر بن عبدي بمرج عذراء سنة 53 هـ.
ومن أولئك أنس بن مدرك وعثعث بن بشر والنعمان ذو الأنف، وقد ذكر ذلك.
- نفيل بن حبيب بن عبد الله بن جزء بن عامر بن مالك بن واهب بن جليحة: رأس قبيلتي خثعم، شهران وناهس، ومنه تبعه من العرب في قتال أبرهة الأشرم وجيشه - وقد أوردنا القصة - وإلى نفيل بن حبيب ينسب آل عطيف بن شعيب بن الحر بن حبيب بن سفيان بن الغفر بن نفيل كانوا بالبيرة في الأندلس.
- أبو ليلى: وثن بن محمية بن وثن بن حدرجان بن الأقيصر: كان شريفا قتله علي بن أبي طالب يوم الطائف كافرا (وقد خرج مع ثقيف).
ومن المحدثين:
- أبو عبد الله مصعب بن المقدام الخثعمي الكوفي
(1)
.
- أبو جعفر محمد بن الحسين بن حفص بن عمر الخثعمي الكوفي.
ومن العلماء:
- عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد الخثعمي السهيلي، والسهيلي نسبة إلى (سهيل) وهي قرية بالقرب من مالقة مدينة بالأندلس، ولد في مالقة سنة 508 هـ وكف بصره وعمره سبع عشرة سنة، اشتهر في علم النحو وفنون الأدب، له أشعار كثيرة ومؤلفات جيدة وممتعة منها كتاب (الروض الأنف) شرح سيرة ابن
(1)
الأنساب للسمعاني مخطوط، ص 190.
هشام، و (التعريف والأعلام) و (نتائج الفكر) وغيرها كثير جميعها مفيدة جدا. قال ابن وجيه: أنشدني السهيلي وقال: إنه ما سأل الله تعالى بهذه الأبيات حاجة إلا أعطاه إياها وكذلك من استعمل إنشادها:
يا من يري ما في الضمير ويسمع
…
أنت المعد لكل ما يتوقع
يا من يُرَجّى للشدائد كلها
…
يا من إليه المشتكى والمَفْزَع
يا من خزائن رزقه في قول كن
…
أمتن فإن الخير عندك أجمع
مالي سوى فقري إليك وسيلة
…
فبالافتقار إليك فقري أدفع
حاشا لمجدك أن تقنط عاصيا
…
الفضل أجزل والمواهب أوسع
وقد كان غائبا عندما أغار الفرنجة على (سهيل) وخربوه وقتلوا أهله وأقاربه، فلما علم بذلك استأجر من أركبه دابة، وأتى بها إلى سهيل فوقف بإزائه ثم قال:
يا دار أين البيض والآرام
…
أم أين جيران علي كرام
راب المحب من المنازل أنه
…
حيّ فلم يرجع إليه سلام
لما أجابني الصدى عنهم ولم
…
يولج المسامع للحبيب كلام
طارحت وُرْق حمامها مترنما
…
بمقال صُبّ والدموع سجام
يا دار ما فعلت بك الأيام
…
ضامتك والأيام ليس تضام
توفي رحمه الله بحضرة مراكش يوم الخميس ودفن وقت الظهر في السادس والعشرين من شعبان سنة 581 هـ، الموافق 1185 م
(1)
.
ومن شعرائهم:
- أنس بن مدرك: فارس وشاعر.
- جزء بن عبد الله بن خثيم من كود بن عفرس.
- حجل بن عمرو الخثعمي ثم الفزعي - وبعضهم يقول الحارث وإنما هو الحراب - شاعر وفارس وهو القائل:
(1)
ترجمة السهيلي في كتابه الروض الأنف.
أتتنى لسان فارتفعت لذكرها
…
وكنت إذا ما سب قومي أغضب
فقلت ولم أملك أعام بن عامر
…
أمثل أبينا لا أبالك يغضب
أبونا الذي لم تركب الخيل قبله
…
ولم يدر شيخ قبله كيف يركب
وإن كانوا قوم قد أضلوا أباهم
…
فوالله ما ضلت ربيعة أكلب
وأما يكن عماك عَلقًا وناهسا
…
فإني امرؤُ عماي بكر وتغلب
وإن أبانا ليس راعي ثلة
…
ولكن أبونا فارس متلبِّب
غضبتم علينا إن ظللتم أباكمُ
…
فما ذنبنا أن لا يكون لكم أبُ
(1)
ومنهم من ينحلها لرجل من أكلب وهو الأرجح.
- حمران بن مالك وهو رئيس في الجاهلية
(2)
.
- زنير بن عمرو الخثعمي
(3)
وهو الذي يقال له: النذير العريان؛ وذلك أنه ناكح امرأة من زبيد، فأرادت زبيد أن تغزو خثعم فحرسه أربعة نفر منهم، وطرحوا عليه ثوبا، فصادف غرة فحاصرهم بعد أن رمى ثيابه، وكان من أجود الناس وقال في ذلك:
أنا المنذر العريان ينبذ ثوبه
…
لك الصدق لم ينبذ لك الثوب كاذب
- عبد الله بن الدمينة الأكلبي القائل:
وخثعم قومي ما من الناس معشر
…
أعم ندى منهم وأنجى لخائف
- عثعث بن بشر، كان فارسا وشاعرا.
- عمرو بن الصعق
(4)
.
- عمارة الخثعمي
(5)
.
- عمرو بن الفوارس
(6)
.
(1)
المؤتلف والمختلف للآمدي، ص 231.
(2)
الاشتقاق.
(3)
المؤتلف والمختلف، ص 168
(4)
معجم الشعراء، ص 161.
(5)
"النوادر" للهجرى النسخة المصرية، ص 31.
(6)
معجم الشعراء، ص 61
- العملس القحافي القائل:
نحن الذين ورثنا الطود في إرم
…
أيام أحمس وفاه بأنمار
أيام حِمْير تعلو نار عزتها
…
ما أوقد الناس في الآفاق من نار
- كعب بن خزيم بن الأقنع بن الديل بن ربيعة بن واهب بن مالك بن أوس ابن اللات بن جشم بن مالك.
- كعب بن مشهور المخبلي من جليحة
(1)
.
بطون قبيلة شهران
أضعاف البطون الأصلية من خثعم:
وبطون قبيلة شهران الآن هي:
1 -
آل رشيد. 2 - كود.
3 -
ناهس. 4 - بنو واهب.
5 -
بنو قحافة. 6 - بنو بجاد.
7 -
بنو منبه. 8 - آل الغمر.
9 -
بنو سامة وآل حجاج. 10 - آل الزلّال.
11 -
آل عجير. 12 - الرمثين.
13 -
بنو سلول. 14 - آل سرحان.
15 -
بنو مالك. 16 - أهل المسقي.
17 -
بنو جابرة. 18 - أهل القرعاء (القراعين).
19 -
الجهرة. 20 - بنو ماجور.
21 -
أهل الحقو (الحقاوية).
(1)
"النوادر" النسخة المصرية، ص 130.
آل رِشَيد
من أكبر بطون شهران وأكثرها عددا، منهم الحضر ومنهم البدو كغيرهم من القبائل، وتتمركز حاضرتهم على أطراف وادي بيشة ووادي عتود وبعض روافدهما.
وهناك اختلاف في أصل التسمية، فمنهم من قال بأن ذلك البطن في الأصل أحد بطون شهران بن عفرس المعروفة وإنما تحولت إلى الاسم الحالي بعد إمرة حسين بن سالم الرشيدي، أول أمراء آل مشيط وكثرة نزول جماعته معه.
وهناك احتمال آخر هو: أنهم أبناء (أجرم بن ناهس بن عفرس) وهو مغوية والذين أسماهم الرسول صلى الله عليه وسلم بني رشد حين قال: (أنتم بنو رشد) وذلك حينما وفدوا عليه، وبهذا يكونون بطنا من ناهس، والله أعلم.
وينتمي إلى هذا البطن شيخ شمل قبيلة شهران علي بن سعيد بن عبد العزيز من أسرة آل مشيط المعروفة.
وقرى هذا البطن التي تقع على وادي بيشة هي:
1 -
الرونة: وهي الحد الفاصل بين شهران وقحطان على هذا الوادي.
2 -
مسيحل. 3 - نعمان.
4 -
الهرير. 5 - الوقبة.
6 -
ذهبان: وبها قصور آل مشيط، في الجهة الغربية منها.
7 -
الصفق. 8 - المثناة.
9 -
الدرب: وبها كانت الدوائر الحكومية، وهي قرية صغيرة وسط المدينة ولا زالت أطلالها ماثلة حتى الآن قرب الجامع الكبير وهي النواة الأولى للمدينة.
10 -
العرق. 11 - قنبر.
12 -
الصمدة: وهي من أقدم القرى على هذا الوادي.
13 -
آل هميلة.
14 -
شباعة.
15 -
الغرابة: وعندها يلتقي وادي عتود بوادي بيشة.
16 -
المعزاب.
17 -
طيب الاسم: وبها الكثير من آل الغمر.
18 -
أبو سليك: وفي أسفله يشترك وادي ذهبان مع وادي بيشة.
أما قراهم على وادي عتود فهي:
1 -
العطفة.
2 -
الخلصة.
3 -
آل راشد.
4 -
مشرف.
5 -
آل الزعاك.
6 -
الشعبة.
وهذا البطن يشمل أفخاذا كثيرة ولكل فخذ نائب مرجعه شيخ الشمل، وتلك الأفخاذ هي:
1 -
آل غنوم، ومنهم آل مشيط.
2 -
آل حفيان.
3 -
آل مطير.
4 -
آل ثابت.
5 -
آل حميد.
6 -
آل بخات.
7 -
آل ثابت.
8 -
آل الشيخ.
9 -
بني سرح.
10 -
آل طزا.
11 -
القثانين.
12 -
آل أنمار.
13 -
آل حماد وبنو هشام.
14 -
آل عزام.
15 -
بني حشام.
16 -
آل ذهبان.
وهذه الأفخاذ تتفرع إلى فصائل كثيرة جدا تتوزع بشكل غير منظم غالبا على القرى.
آل مشيط:
أسرة كبيرة هي من أشهر الأسر في المنطقة، تعرف بهم أكبر مدنها (خميس مشيط) وكذلك يعرف بهم وادي ببلادهم فيقال (بيشة بن مشيط)، ولا غرو أن
تشتهر هذه الأسرة ويرتفع اسمها بين القبائل، فقد رفعها مجدها وخلد ذكرها بطولة أجدادها.
وأسرة آل مشيط في الأصل من سنحان، نزحوا من الحمرة بلادهم في القرن السابع عشر الهجري، وعلى رأسهم الشيخ سالم بن حسين الذي كان أحد أمراء الرشدة هناك، ونزح معهم أناس كثيرون من جماعته إلى بلاد شهران قرب وادي بيشة إذ كانوا بدوا رحلا.
واشترى آل مشيط مزارعَ في قرية نعمان من أحد الأشراف القاطنين بها.
واشتهر سالم بن حسين بالكرم وحماية الجار والشجاعة ودماثة الخلق حتى ارتفع صيته وانتشر ذكره فأحبه الناس وحل فيهم محل التقدير والإعزاز، فانضم إليه الكثير من جيرانه ومن أبناء عشيرته.
في عام 1181 هـ أغارت جماعة محمد بن سعد أبو السرح من شهران على آل الغمر وأجلوهم عن قراهم، فقصد أولئك الأمير محمد بن أحمد أمير آل يزيد في السقا، فأرسل معهم يحيى بن محمد وسليمان الهراوي وأبا زوعة، وعلكم، وبني مالك، تحت قيادة سالم أبي حامد فأبعدوا شهران عن قرى آل الغمر وقتلوا أبو السرح ودمروا قريته بأعلى وادي عتود، فرشحت شهران وناهس سالم بن حسن أميرا عليهم وأوكلوا حماية السوق إليه.
ولكن ما لبث سعد بن عبد الله بن حمدان أن قتل سالما وأسمى السوق باسمه؛ إذ أطلق عليه (سوق ابن حمدان)، فهرب مشيط بن سالم وأخذ يتدبر الأمر مع شهران للإطاحة بابن حمدان، فرتبوا الأمر له وساعدوه في تنفيذ مهمته، إذ دخل عليه مشيط وأولاده ليلا في منزلة وقتلوه وأعلنوا أن الأمر عاد إلى مشيط، وكان ذلك عام 1183 هـ ثم أعاد السوق إلى ما كان عليه وقام بحمايته من القتل والفتن.
وفي عام 1210 هـ رأى كل من مشيط وغشام بن عامر أمير قحطان أن مصلحة قومهما الدخول في طاعة ابن سعود في الدرعية إلا أن الأمير محمد بن أحمد توجه لإخضاعهما تحت طاعته، وقد وقعت معركة طاحنة، توجه بعدها
مشيط وغشام إلى الدرعية لمعاهدة آل سعود فأرسل أمير عسير جيشا بقيادة مفرح ابن أحمد المضيمي الدوقي لمحاربة شهران إلا أن هذا الجيش لقي الهزيمة.
وفي عام 1213 هـ جاءت القوات النجدية إلى بيشة وكان بها مرعي والد عائض في قيادة قوات محمد بن أحمد، وقد حدثت معركة طاحنة قتل فيها مرعي وتراجعت قوات الأمير محمد بعد أن انضمت قبائل بيشة إلى جيش ابن سعود تحت قيادة سالم بن محمد بن شكبان.
وفي عام 1215 هـ زحفت جيوش ابن سعود مع شهران وقبائل بيشة وقحطان إلى عسير وقتلت محمد بن أحمد وانضمت المنطقة تحت طاعة ابن سعود
(1)
.
وقد تعلم مشيط في الدرعية ودرس القرآن فيها؛ إذ ذهب إليها وهو أمي ورجع منها وهو يقرأ القرآن الكريم، فأقام حدود الله في بلاده ودعا إلى تدريس كتاب الله في المساجد، وقد تزوجت ابنته سرا عائض بن مرعي أول أمراء آل عائض فأنجبت له:
1 -
عليا.
2 -
ومحمدا.
3 -
وسعيدا.
4 -
وعبد الرحمن.
5 -
وعائشة التي تزوجها فائز بن غرم العسيلي وأنجبت له صالحة التي تزوجها الشريف عبد الله بن محمد بن عون وهي أم أولاده.
6 -
وصالحة.
7 -
وحليمة، وتزوجها إبراهيم بن حسين آل مشيط فولدت له صالحة تزوجها الأمير سعيد بن عبد العزيز وهي أم علي شيخ شمل شهران حاليا.
وقد خلف بعد مشيط ابنه علي فانتقل من نعمان إلى قرية ذهبان بعد أن اشترى مزارع فيها من آل أبي السرح الذين كانوا بدوا آنذاك، ولم يلبث أن توفي
(1)
شبه جزيرة العرب -عسير- ص 152.
فتقلد الإمارة من بعده ولده حسين الذي اشتهر بدهائه وقوة عزيمته وعدائه للأتراك، وقد أوجسوا منه خيفة فاعتقلوه وأرسلوه إلى مصر ثم إلى إسطنبول وبقي فيها حتى توفي، وكان الأمير من بعده ولده عبد العزيز ولما توفي تقلد الإمارة من بعده ولده سعيد الذي إن صح القول بأنه أحد دهاة العرب في السياسة وبعد النظر والحلم، فلقد انضمت إليه شهران كلها بفضل ذكائه وحسن عاقبة ما يراه.
ولقد رحب بالسعوديين فلأجداده مع آل سعود عهد، فكان أول رجال عبد العزيز في المنطقة ورسوله إلى ابن عائض كما كان هو وقومه من أصلب دعائم الجيش السعودي في فتوحات المنطقة وتهامة، وقد قتل بعض ولده في هذه الحروب، كما شارك رحمه الله في وفدين إلى اليمن في عقد مؤتمر صلح بين البلدين.
ويتقلد قيادة شهران حاليا ابنه علي بجانب أخيه عبد العزيز أمير خميس مشيط، وينتمي إلى آل رشيد الرجل الوجيه عبد الوهاب أبو ملحة مدير مالية عسير سابقا، والذي عرف بشجاعته وكرمه وولائه للدولة السعودية، وكان عضوا في بعض المؤتمرات التي عقدت بين السعودية واليمن.
كَوْد
من أكبر وأقوى البطون الشهرانية، ذكرها المؤرخون في مواقع عدة مشاركة شهران وناهس شرفهما، وهي من البطون الرئيسية في خثعم وتنسب إلى كود بن عفرس بن حلف بن أفتل (خثعم)
(1)
، والذي قيل بأنه ولد له: زرجة، وخثيم، فولد لخيثم: زيدا، وعمرا، وعبيدة
(2)
.
ولهم حضر وبادية والبدو فيهم أكثر؛ إذ هم الثلثين بينما الحضر الثلث.
ويتربع على مشيخة البدو منذ رمن بعيد أسرة (آل الصوع).
(1)
الإكليل، ج 10، ص 5.
(2)
في سراة غامد وزهران، ص 449.
أما الحضر فينقسمون تحت مشيخة (ابن سعيد) و (ابن مشهور) كثلثين وثلث إلا أنه في السنين القليلة الماضية كثر النواب فيهم كغيرهم من القبائل.
البدو:
وهم كما ذكرت آنفا الثلثين، وقد استوطنوا على ضفاف وادي (الشيق) و (مجعل) وأسفل وادي (تندحه)، كما أن البعض منهم يملك مزارع في (الشيق) السابق الذكر منذ رمن، وشيخهم حاليا هو سعيد الصوع.
ومن قراهم على وادي الشيق من الأعلى:
1 -
آل الهايج. 2 - الكفاتين. 3 - الحبانية. 4 - آل يعلا الجديدة. 5 - آل جلال. 6 - آل بوعجلة. 7 - القوبع. 8 - آل سلمي. 9 - الطافحة. 10 - السلف. 11 - آل هادي. 12 - الطيري. 13 - آل طمران. 14 - آل زبران. 15 - آل سداح. 16 - الصيفية. 17 - جراف. 18 - آل منبت. 19 - آل ميجم. 20 - آل الغرابة. 21 - المثناة. 22 - آل معيوف. 23 - آل زاحم. 24 - آل رفيدي. 25 - آل بيصاع. 26 - الشري. 27 - الظليف. 28 - الحية. 29 - الشدينية. 30 - آل زامل. 31 - الخشمان. 32 - آل حزام. 33 - شعبة خيل. 34 - آل الصوع.
35 -
رغوة: وبها المدارس والدوائر الحكومية، ويخترقها الخط المعبد الموصل من الخماسين إلى مدينة خميس مشيط.
36 -
آل مشحن. 37 - آل جرادة: وهي ضمن قرية رغوة.
38 -
آل مدشوش. 39 - البردان. 40 - العرق. 41 - آل حماد. 42 - آل مريحة. 43 - برقط. 44 - الكضر.
45 -
الدواسر وهم حاليا ينتسبون إلى كود، بينما هم في الأصل من قبيلة الدواسر المعروفة.
46 -
خشم شاع. 47 - آل دلهوم. 48 - آل سحنة. 49 - آل ملفي. 50 - الجحفة: وتسمى بالعمار.
وهنا يلاحظ كثرة القرى وتعددها وتسمية معظمها بالفخذ أو الفصيلة القاطنة بها، وهي ليست قرى كبيرة بالشكل المفهوم من الكلمة بل في الغالب عدة منازل قليلة لم يطلق عليها اسم قرية بالاسم الصحيح.
ولهم مزارع على وادي (مجعل) مع كود الحضر ولم ينطلق عليه حتى الآن أسماء قرى تعرف بها؛ إذ إن جميع تلك المزارع لا يتعدى عمرها أكثر من ثلاث سنين فقط.
وهم ينقسمون إلى عدة أفخاذ هي:
1 -
آل يعلا، وفصائلهم:
(أ) آل ملفي. (ب) آل سفر. (ج) آل درعان. (د) آل زاحم.
ومن هذا الفخذ فصائل أخرى تقطن في تندحة وهم:
(أ) آل مجري. (ب) آل مشعاب. (ج) آل بوجرفة.
2 -
آل الجراد، وفصائلهم:
(1)
آل نبتة.
(ب) آل مريحة.
(ج) آل مدشوش. (د) آل جدبان.
(هـ) آل دلهوم. (و) آل رفيدي. (ز) آل مجد.
ومن هذا الفخذ فصائل أخرى حاضرة تنزل بعض قرى تندحة، ومنهم:
(أ) آل سلطان. (ب) آل سالم. (ج) آل ربيزة.
3 -
الخُضْران، وفصائلهم:
(أ) آل برقط. (ب) آل عسعوس. (ج) آل عايضة. (د) آل جابر. (هـ) آل غوير، وينزلون في تندحة.
4 -
الرساسمة، وفصائلهم:
(أ) آل الصَّوْع ومنهم شيخ القبيلة.
(ب) آل جلَّال. (ج) آل جرادة. (د) آل طَمْران. (هـ) آل زَبْران. (و) الكفاتين. (ز) الحبانية. (ح) آل جربوع.
5 -
آل بِيِصْاع، وفصائلهم:
(أ) الصقور. (ب) آل جمحة. (ج) آل بوذيل. (د) آل غوير.
ومنهم حضر آخرون في وادي تندحة، منهم:
(1)
آل حوبان. (ب) آل ذَهَبة.
6 -
آل الهايج، وفصائلهم هي:
(1)
آل مهياع. (ب) آل ميجم.
ولهذه الأفخاذ نواب يعودون إلى الصوع ما عدا نواب الحضر فهم يعودون إلى شيخ الشمل مباشرة.
الحضر:
وهم ثلث كود وينزلون على ضفاف وادي تندحة وهم بالإضافة إلى آل يعلا، وآل الجراد، وآل بيصاع، الذين يرجعون في الأصل إلى تلك الأفخاذ البدوية يكونون العدد الأكبر في هذا الوادي؛ إذ تبلغ قراهم أكثر من القرى الأخرى الواقعة عليه، وقراهم هي:
1 -
قرية الصدر وهي أعلى قرى كود. 2 - آل دبابة. 3 - آل بذبان. 4 - العطف. 5 - الهضبة.
6 -
آل سويد: وينزل بها الشيخ ابن سعيد شيخ آل بكار والشحمان.
7 -
آل عياش. 8 - الشعيثاء. 9 - الفيض. 10 - الحوطة.
11 -
الحوطة الجديدة وهي مزارع مستحدثة وقد يطلق عليها اسم جديد.
وهي قرى قديمة جدا وكبيرة، وتحتوي على قرى صغيرة.
أما أفخاذهم فثلاثة: اثنتان تحت مشيخة ابن سعيد وثالثة تحت مشيخة ابن مشهور.
1 -
آل بَالْجاير
وشيخهم حاليا: محمد بن سعيد بن عبد الله بن مشهور ولجده (عبد الله) فضل لا ينسى لكود في ضم أفرادها ومنع بيع مزارعهم عندما جرف القوم المجاعة وكثرت الفتن، في وقت بنى فيه ديوانا خارج المنزل خاصا بالضيافة مفتوحا لكل ضيف. وقد ضرب به المثل في الكرم والسخاء، وأبقى أبناؤه على هذه العادة من بعده.
وينقسم فخذ آل بالجابر إلى عدة فصائل تنقسم معظمها إلى عشائر وهي:
(أ) آل ماطر. (ب) آل بو خضاع. (ج) آل جلفان. (د) أل نويهض. (هـ) آل قطران. (و) آل مشهور. (ز) آل بو حصين. (ح) آل الفال. (ط) آل طالع. (ي) آل محيي. (ك) آل درهم.
2 -
آل بَكَّار وشيخهم حاليا:
سعيد بن محمد بن سعيِّد، وهو أحد رجال قبيلة شهران المعروفين بالحكمة، والكرم، وله مواقف مشرفة أيام الفتوحات السعودية جنوب الجزيرة العربية. وهو يترأس فخذ (الشحمان) أيضًا.
أما آل بكار فينقسمون إلى عدة فصائل هي:
(أ) آل يمين. (ب) آل التوم. (ج) آل بوصقلة. (د) آل فرزعة. (هـ) آل هبشان. (و) آل عطيط. (ز) آل فهد وآل مفتاح. (ح) آل عمار. (ط) آل الهضبة. (ي) آل سعيد. (ك) آل جحيفة. (ل) آل بو ظهير. (م) آل تركي. (ن) آل هادي. (س) آل منصور.
3 -
آل الشحمان، وفصائلهم:
(أ) آل عنزة. (ب) آل عاقلة. (ج) آل سالم. (د) آل فردة. (هـ) آل ملفي. (و) آل الشريفي.
وهناك نواب في آل بكار وآل الشحمان يعودون إلى شيخ الشمل مباشرة.
نَاهِسْ
ناهس من أشهر بطون خثعم وهي الآن من أكبر البطون في شهران، تنسب إلى ناهس بن عفرس بن حلف بن أفتل وبعضهم ذكره ناهش والغالب أن ذلك خطأ.
وقيل ولد ناهس:
1 -
الخنينا -وهو حام - أمه عيشة بنت نذير بن قسر.
2 -
وأجرم -وهو مغوية- والذي قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم بنو رَشَد (وأعتقد أنهم آل رشيد) والله أعلم.
3 -
وأوس مناة -وهو الحنيك- فولد حام بن ناهس:
1 -
عنه.
2 -
وغالب.
فولد عنه ابن حام:
1 -
الأوس.
2 -
وكنانة.
3 -
ونصر.
وولد غالب بن حام:
1 -
ثعلبة.
2 -
وكعب.
3 -
وعوف.
4 -
ومازن.
5 -
ورشد.
فولد رشد بن ناهس:
1 -
نسيرا.
2 -
وجذيمة.
وولد أوس مناة بن ناهس:
1 -
غضاضة.
2 -
وعبدا
(1)
.
ولناهس مواقف مشرفة عبر التاريخ وأغلب أفرادها بدو رحل يتمركزون على وادي يعرا.
والقليل منهم في بعض قرى وادي تندحة، وقراهم على وادي يعرا هي:
1 -
آل صملة. 2 - آل برقة. 3 - قرية آل صملة السفلي. 4 - قرية آل جرمان. 5 - قرية العين. 6 - قرية آل حويل.
(1)
في سراة غامد وزهران، ص 448.
7 -
قرية آل جافلة. 8 - قرية آل يحيى. 9 - قرية آل صبحا. 10 - قرية مهد الواديين. 11 - قرية الضرم. 12 - قرية الحواويش. 13 - قرية آل منيس. 14 - قرية آل وعلة. 15 - قرية ابن فنسه. 16 - قرية آل جرمان السفلى. 17 - قرية آل جافلة. 18 - قرية آل الحيزا. 19 - قرية آل الواديين (الغول والشحمان). 20 - قرية ابن صويان. 21 - قرية آل فايز. 22 - قرية آل قرنين. 23 - قرية آل فاهدة. 24 - قرية آل درهم. 25 - قرية آل الحيزا بالعطفة. 26 - قرية آل مشحذ. 27 - قرية آل الخضاير. 28 - قرية شعب ملهي.
ومعظم هذه القرى يقطنها البدو منهم، وسميت كل مجموعة من المزارع والمنازل باسم الفخذ أو الفصيلة وربما الأسرة التي تنزلها وليس هناك إلا القليل المسماة باسم المكان الواقعة به تلك القرية، وهي قرى صغيرة ومتفرقة.
ولهما قريتان لا بأس بهما على وادي تندحة وهما:
1 -
قرية آل الذيت. 2 - قرية المزارقة.
وينقسمون إلى عدة أفخاذ هي:
1 -
المزارقة: وشيخهم سعيد بن محمد بن فاهدة، وفصائلهم:
(أ) آل مغنية. (ب) آل فويضل. (ج) الحدجات. (د) آل صمعة.
ولهذا الفخذ قسم آخر ينزل على وادي تندحة في قرية تسمى باسمه، ولهذا القسم فصائل أخرى هي:
(أ) آل فويضل. (ب) آل صمعة. (ج) الحدجات. (د) آل صمان. (هـ) آل مدشوش. (و) آل شريم.
2 -
بنو حويز: ونائبهم فلاح بن نايش بن منشط، وفصائلهم هي:
(أ) آل عجيم. (ب) آل الحجاج. (ج) البدلان.
3 -
بنو علي: وشيخهم سعيد بن ملهي بن جرمان، وفصائلهم هي:
(أ) الشلاوين. (ب) آل عمرو. (ج) السفعان. (د) العفاصين. (هـ) آل صملة. (و) آل صويان. (ح) آل فجحا. (ط) الهذابين. (ي) آل بحيران. (ك) آل عياد.
4 -
بنو صغير: يرأسهم خزام بن عبد بن رويبع، وفصائلهم:
(أ) النبهة. (ب) الغوانمة. (ج) الطُّولَه. (د) الدلاحبة.
5 -
آل الذيب: ويترأسهم سعيد بن مانع بن ضمك، وفصائلهم:
(أ) آل ضمك. (ب) آل سليط. (ج) آل منعة. (د) آل مناع. (هـ) آل صقلان. (و) آل دخيل الله.
(ز) آل زِنَّا. (ح) آل الصعَّاق. (ط) آل نايفه.
ولهم قسم آخر من الحضر بأعلى وادي تندحة تسمى باسم الفخذ نفسه ونائبهم سعيد بن معلوي.
بَنُو وَاهِبْ
أكبر بطون شهران عددا وأوسعها أرضا لهم تاريخ عريض، اشتهر الكثير منهم في الجاهلية والإسلام، كما يعرفون بالكرم وشدة البأس.
وهم ينسبون إلى وهب الله بن شهران بن عفرس بن حلف بن أفتل (خثعم) وقد قيل وهب الله
(1)
ووهب وواهب
(2)
.
وقد جمع الشيخ حمد الجاسر ولده
(3)
فقال:
فولد وهب الله بن شهران:
1 -
نسر.
2 -
والأسد: وهو إياس فحضن إياس حبشي اسمه أجرب فغلب عليه فسمي أجرب.
3 -
والأسود: وهو أبامة فتحالفا على نسر.
فولد نسر بن واهب:
1 -
مالك. 2 - وملكان. 3 - وزيدا.
فولد مالك بن نسر:
1 -
سعد. 2 - و (وسمي): وهو أجيمع لأنه جمع الأحلاف. 3 - وخشيف. 4 - وزيد.
(1)
هامش مختصر الجمهرة.
(2)
معجم ما استعجم، ص 41.
(3)
انظر في سراة غامد وزهران، ص 449 وما بعده.
فولد سعد بن مالك: عامر.
فولد عامر:
1 -
ربيعة.
2 -
ومعاوية.
3 -
ونصر.
4 -
ومنبه.
فولد ربيعة بن عامر:
1 -
عامر.
2 -
ومالك.
3 -
وجذيمة.
فولد عامر بن ربيعة:
1 -
قحافة: إليه البيت والعدد.
2 -
والمخبل.
3 -
وعبد عمه.
ولبني واهب قرى منتشرة في المنطقة ما بين (وادي بن هشبل) شمالا ومدينة (بيشة) في الجنوب. وهم يتمركزون على وادي بيشة ووادي هرجاب والمسيرق وروافدها. وأكثرهم بدو رحل.
وقراهم على وادي المسيرق هي:
1 -
خيبر وبها سوق الأحد ومجمع حكومي. 2 - واسط. 3 - الحامض. 4 - الشكاع. 5 - أثب. 6 - الأخضرين. 7 - الطلحة. 8 - القوز (قوز بن طهليل). 9 - العين. 10 - البغث. 11 - الذيبة. 12 - المحوي. 13 - الجزيرة.
وقراهم على وادي هرجاب هي:
1 -
قرى أبو جنيه.
2 -
الخضرا: وهي عدة قرى هي:
(أ) المَعَدَن. (ب) المرفق. (ج) قوز بن تومان. (د) قرية آل حامل. (هـ) قرية روية. (و) قرية الطلحة. (ز) قرية بادية. (ح) قرية الجفجفة. (ط) شواحط. (ي) القاع. (ك) الأسقام.
3 -
كتنة: هي قرية معروفة في كتب التاريخ تقع عند مصب وادي كتنة في وادي هرجاب.
4 -
الحاجون.
5 -
ابن مرة.
6 -
صَمَخ: وبها سوق الإثنين ومجمع حكومي.
7 -
المجَعْرَة.
8 -
بطحان.
9 -
شعب الهتوم.
10 -
سابَّة.
11 -
حرف آل عموده.
12 -
مِجَحِّم.
13 -
الحميِّطة.
14 -
الهُجْرة (هجرة آل بالقرب): وبها سوق جديد يقام يوم السبت من كل أسبوع.
15 -
الحِفَيِّرة: ويقابلها الجرباء وتباشعة.
وقراهم الواقعة على وادي البطنة والذي يصب في وادي بيشة:
1 -
السر. 2 - أم ثمار. 3 - العمار. 4 - الخضر: على وادى باسمها ويصب في وادي البطنة.
أما قراهم الواقعة على الحثدة والذي هو من أهم أودية البطنات هي:
1 -
قرية شعب محيي: وهي الأقرب إلى وادي بيشة.
2 -
قرية بو غصن. 3 - قرية لوبد. 4 - قرية المصبح.
ويغرس في جميع قراهم النخيل.
وشيخ بني واهب حاليا هو: هيف بن البديوي الفويه، وقد تقلد المشيخة حديثا بعد أبيه.
وينقسمون إلى أربعة أقسام رئيسية هي:
أولا: الغُبْسان وهم أربعة أفخاذ:
1 -
آل حسينة، وفصائلهم:
(أ) آل ناصر. (ب) آل معجبة. (ج) آل رايف. (د) آل غرسان.
2 -
الحِنِفَة، وفصائلهم هي:
(أ) آل مِلْهي. (ب) آل حضرم. (ج) آل مِعْجِب. (د) آل دِرْهم. (هـ) آل فعاسا. (و) آل تومان.
3 -
آل حَبيْب: ويقال: إنهم في الأصل من رجال الحجر، وفصائلهم هي:
(أ) آل نايم. (ب) آل مرفاع. (ج) آل سعيد. (د) آل عامر.
4 -
الحِرْسان، وفصائلهم.
(أ) آل حريبي. (ب) آل حامل. (ج) آل شفلوت. (د) آل صحيفان.
ثانيا: بنو عبد الله وأفخاذهم كما يلي:
1 -
الحِلِسَة: وفصائلهم هي:
(أ) آل حميدة. (ب) الرغاوين. (ج) آل مقيم. (د) العساسفة. (هـ) الثوامر. (و) آل سحيم. (ز) الثرادين.
2 -
الدرعا: وفصائلهم كما يلي:
(أ) آل منزوعة. (ب) الكدارين. (ج) آل حشنا. (د) البروق. (هـ) الخضران.
3 -
آل خزام: وفصائلهم هي.
(أ) الطفاسية. (ب) آل عجية. (ج) آل داهش. (د) الصباحين. (هـ) آل درويش.
ثالثا: آل منيع، وهم ثلاثة أفخاذ هي:
1 -
الدحاريج. وفصائلهم:
(أ) آل ظافر. (ب) آل جريد. (ج) النواعس. (د) آل جمعان.
2 -
آل عموده وهم:
(أ) آل مودي. (ب) آل زواع. (ج) آل مساعد. (د) آل عامر. (هـ) الحمادين. (و) الحلاوين.
3 -
آل مليحة، وفصائلهم.
(أ) آل سريحة.
(ب) البرامين.
(ج) آل معيوف.
4 -
بنو صبح، وفصائلهم:
1 -
آل بالقرب: وهم من أكبر الأفخاد، وينقسمون إلى فصيلتين كبيرتين هما:
(أ) المذايير: وهم يتفرعون إلى عشائر هي:
1 -
آل بوسعد وهم: آل شقير، وآل ملحم، والمباريش، وآل غافل.
2 -
المذايير باسم الفخذ وهم: آل دبيس، وآل حمدة، وآل عطيف، وآل راجح.
3 -
آل شفران.
(ب) آل مطيع، وعشائرهم:
1 -
آل مطيع.
2 -
آل نعمي.
3 -
آل زيدان.
4 -
العوازبة.
5 -
آل قير.
6 -
آل عجمان.
(ج) آل بَغَاش، وفصائلهم:
1 -
آل بدر.
2 -
آل صويلحة.
3 -
آل وَطْفا.
4 -
آل زحام.
5 -
آل بوسعد.
2 -
الظهور: ومعظم أفراد هذا الفخذ من البدو الرحل وهم من أصغر أفخاذ بني واهب.
بَنُو قُحَافَة
وهم بنو قحافة بن عامر بن ربيعة بن سعد بن مالك بن نسر بن واهب بن شهران -بطن من شهران- لها تاريخ عريق، وينسب إليها بعض رجال التاريخ المعروفين وهي تنزل على وادي بيشة حين يطلق عليه وادي شهران أو (وادي ابن هشبل) شمال بني بجاد.
ويعود إليهم البيت والعدد.
وقد دون الجاسر من كتب الأنساب القديمة ولد قحافة فقال:
فولد قحافة بن عامر بن ربيعة:
1 -
مالكا. 2 - ونفيلة. 3 - ونضلة. 4 - ووحشي. 5 - وحبيب. 6 - وحنظلة.
7 -
ومعاوية. 8 - وعبد الله. 9 - وصعب. 10 - والحارث.
فولد مالك:
1 -
الأقيصر. 2 - وكعبا. 3 - وكعيبا -وأمه عرفجة به يعرفون (بنو عرفجة).
فولد الأقيصر:
1 -
عبد شمس. 2 - ووهبا. 3 - وحدرجان. 4 - وجاهمة.
فولد عبد شمس:
1 -
النعمان. 2 - وعبد الله.
فولد النعمان: الحارث.
فولد الحارث:
1 -
زرعة. 2 - والنعمان.
فولد النعمان: حميريا.
فولد وهب بن الأقيصر:
1 -
جابرا. 2 - وعمرا. 3 - وأوسا.
فولد عمرو: سنانا.
وولد جابر بن وهب:
1 -
نعمان. 2 - وعبد الله.
فولد نعمان: السرح.
فولد السرح:
1 -
كعبا. 2 - وعبد الله. 3 - والنعمان.
وولد حدرجان (بن الأقيصر): وثنا.
وولد وثن: محمية.
فولد محمية:
1 -
نعمان. 2 - وأبا علي وهو وثن (قتيل علي -كرم الله وجهه- يوم الطائف).
وولد كعب بن مالك بن قحافة:
1 -
الحارث. 2 - وجشم. 3 - ومعاوية. 4 - وتيما.
فولد تيم:
1 -
الحارث. 2 - ونعمان.
فولد الحارث: معدا.
وولد النعمان:
1 -
جنادة. 2 - وعبد الله.
وولد معد: عميسا.
وولد كعيب بن مالك بن قحافة:
1 -
مالكا وهو -المشر. 2 - عبد الله. 3 - والمخرم.
وولد نضلة بن قحافة:
1 -
مالكا. 2 - وعبد الله. 3 - وثعلبة.
وولد وحشي بن قحافة:
1 -
مالكا. 2 - وكعبا.
وولد حنظلة بن قحافة:
1 -
حنبتة. 2 - وكلبا.
منهم بنو مازن بن كلب بن حنظلة ويزعمون أن مازنا من جرهم.
وولد عبد الله بن قحافة:
1 -
كثيرا. 2 - ومالكا.
وولد الصعب بن قحافة: الحارث
(1)
.
ولم يبق من بني قحافة تحت هذا الاسم إلا القليل، وأعتقد أن معظمهم تفرق وحالف بطون أخرى سواء من شهران أو من القبائل المجاورة.
وقراهم على وادي شهران هي:
1 -
الحِرْش. 2 - عريجة. 3 - آل (بي ثور) وهي أهم قرى الوادي؛ إذ توجد بها الدوائر الحكومية وسوق الإثنين.
4 -
الدرب.
5 -
حي الخزان (وهو حي أنشئ حديثا).
6 -
الشهمة. 7 - الشل. 8 - جوهرة. 9 - أم خمير. 10 - جروه. 11 - الطريف الأسفل. 12 - الطريف الأعلى. 13 - المصنة. 14 - الحضرة. 15 - الحيفة. 16 - بو مريرة. 17 - الضيقة.
(1)
في سراة غامد وزهران، ص 450 وما بعدها.
وينقسم بنو قحافة إلى ثلاثة أفخاذ رئيسية هي:
(أ) آل بي ثور. (ب) وآل بطّاط. (ج) وآل بالضبّاح.
أولا -آل بي ثور:
هم أكبر الأفخاذ، وشيخهم: محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن هتيمي بن محمد بن واكد، وقد ذكر جده الثالث محمد بن واكد في بعض كتب التاريخ وذلك حول مرور محمد علي باشا وعساكره في بلاد شهران
(1)
.
وينقسم فخذ آل بي ثور إلى أربع فصائل هي:
1 -
آل واكد، وعشائرهم:
(أ) آل سرحان. (ب) آل فهاد. (ج) آل هتيمي.
2 -
آل لدنه، وعشائرهم:
(أ) آل نمشان. (ب) آل عون. (ج) آل دنعة.
3 -
آل عايش، وعشائرهم:
(أ) آل محمد. (ب) آل سعيد.
4 -
آل ربيع (وهم أقل الأفخاذ السابقة الذكر عددا).
ثانيا - آل بطاط:
ويرأسهم عوضة بن سعيد بن سياف، وهم يتفرعون إلى خمس فصائل هي:
1 -
آل هذلول، وعشائرهم:
(أ) آل سياف. (ب) آل عبد. (ج) آل سعد.
2 -
آل صادق.
3 -
آل شريم، وعشائرهم:
(أ) آل سفر. (ب) آل محيميد.
(1)
كتاب (الدولة السعودية الأولى) للدكتور منير العجلاني، ص 49. عنوان المجد في تاريخ نجد ص 183.
4 -
آل خزيم.
5 -
آل ثابت.
ثالثا: آل بالضبَّاح:
يقال: إنهم أول من سكن هذا الوادي وفصائلهم ثلاثا:
1 -
آل بوجازعة. 2 - آل بيشان. 3 - آل جثنان.
بَنُو بِجَادْ
بنو بجاد أحد بطون شهران، ويتبعهم فخذ (العواسج) والذي يطلق عليهم الآن العواشز، وهم من أشراف حمير سكان مدينة جرش التاريخية، وشيخ هذه القبيلة الآن هو: تركي بن عبد الله بن هشيل. وهذا البطن ينزل بشكل رئيسي على وادي ابن هشبل (وادي شهران).
كما أنهم يسكنون بعض القرى الواقعة على وادي السليل في أسفله، ومن قراهم على وادي ابن هشبل:
1 -
الرشداء. 2 - الخَشْم. 3 - المعامل. 4 - أبو نظارة. 5 - الزَّبْرات. 6 - الشقرة. 7 - الغريراء. 8 - الحصاد.
أما القرية الواقعة على وادي السِّلِيْل فتسمى (روضان) وعلى وادي المسيرق:
1 -
بريم الأعلى. 2 - الغبيبة. 3 - الطلاح.
أما شفَّان فهي قرى صغيرة تقع على وادي شفان وهي:
1 -
الطبقة. 2 - السوسيّة. 3 - الخرب. 4 - حَضَن العادة. 5 - خشم الوعل.
وينقسم بنو بجاد إلى خمسة أفخاذ هي:
1 -
العواشز: وهم في الأصل يطلق عليهم (العواسج) كما ذكر، وفصائلهم:
(أ) الذوبة. (ب) آل قشعان. (ج) آل جابر. (د) آل دغمان. (هـ) آل بريصان. (و) آل جلبان. (ز) آل حسن.
2 -
أهل لعبان: وفصائلهم:
(أ) آل دبيان. (ب) آل معرفج. (ج) آل رشيد.
(د) آل أسيد. (هـ) آل الطليب.
3 -
الحتارشة: وفصائلهم:
(أ) الملاهبة. (ب) الفطاحن. (ج) آل وعله. (د) آل زاهر. (هـ) آل وهما.
4 -
آل السند: وفصائلهم:
(أ) آل الخريفية. (ب) آل محسن. (ب) آل ذيبان. (د) آل غيدان.
5 -
آل سعد وهم أقل الأفخاذ عددا.
بنو مُنَبِّهْ
من البطون الشهرانية الكبيرة، قال عنهم الهمداني:(بأنهم من خثعم كلهم بيتان من شهران وبيت من جليحة)
(1)
.
خاضوا حروبا طويلة ضد بني واهب بسبب النزاع القائم على الحدود بينهما تمخضت تلك الحروب عن أدب شعبي راق، بالإضافة إلى بروز أبطال أشداء على مسارح القتال من الطرفين، وهم الآن أشد الناس قرابة لبعضهم.
(1)
صفة جزيرة العرب للهمذاني، تحقيق الأكوع، ص 192.
ويسكن بنو مُنَبِّهْ غرب وادي هرجاب وعلى بعض أطراف وادي ترج، بالإضافة إلى القرى الواقعة على وادي بيشة وروافده، وأفراد هذه القبيلة بادية في الأصل، اللهم إلا القليل منهم فلاحون بسطاء في مزارع النخيل، وقد هجر الكثير منهم حياة البدو إلى المدن والقرى، وقراهم الآن معظمها حديثة، أما القرى الواقعة على وادي بيشة ويشاركهم في بعضها بعض قبائل المنطقة فهي:
1 -
عِرْمان. 2 - قرية شعب النجود. 3 - واعر. 4 - الشط. 5 - الباقرة. 6 - الشدَّاخة. 7 - بالشوك.
وهناك قرى أخرى على وادي ترج وغيره وهي:
1 -
خيبر بني منبه. 2 - النهقة: في موقع باسمها، قال الرداعي في أرجوزته:
تعلو به النهقة ذات الفج
…
حيث بريد الصخر مثل العلج
(1)
3 -
الحازمي. 4 - الضبعانة. 5 - الشعبة. 6 - الهنيَّة. 7 - المجمعة (مجمعة بن مهابة).
وأفخاذ هذا البطن تتبع ثلاثة أقسام رئيسية هي: (آل بالحكم، وآل بالينس، والبطنين).
أولا - آل بالحكم:
ويرأسهم الشيخ (علي) نجل الفارس المعروف: جريب بن حرمل والذي يصل نسبه إلى (ابن سرار) الفارس الشاعر المشهور بطل القصة الشعبية المشهورة. ويتبع الشيخ علي بن جريب الأفخاذ التالية:
(1)
صفة جزيرة العرب، الهمذاني، تحقيق الأكوع، ص 430.
1 -
آل سرار: وفصائلهم:
(أ) آل مايق. (ب) المناخرة. (ج) المحاولة. (د) آل غنيمان. (هـ) السوارحة. (و) السَّحمة. (ز) الكلوب.
2 -
الحِرزَى: وفصائلهم:
(أ) الفضول. (ب) آل عثيَّان. (ج) آل مِرْفاع. (د) آل شنَّة. (هـ) آل مفرح. (و) آل جبار. (ز) آل فليّان.
3 -
الطّلُوق: وفصائلهم:
(أ) آل سعيد. (ب) آل حامد. (ج) آل عدهة. (د) آل حسين.
ثانيا - آل باليَنَس:
شيخهم عمير بن مشاري، ويتبعه الأفخاذ التالية:
1 -
المحامدة، وفصائلهم:
(أ) آل الشيمي. (ب) آل قرين. (ج) آل بو هلال.
2 -
القهادلة.
3 -
الكرسة.
4 -
بنو نسعة (آل غانم) وفصائلهم:
(أ) آل مريّع. (ب) آل هداية. (ج) الشعيفات. (د) آل طينان. (هـ) آل هقشة. (و) آل حلحل.
5 -
القحوم، وفصائلهم:
(أ) آل جفانية. (ب) آل عجارفة. (ج) آل سلي. (د) آل حميد.
6 -
بنو توبة، وفصائلهم:
(أ) آل قفلا. (ب) آل القاحي. (ج) العقفة. (د) آل المهابة.
ثالثا - البطنين:
ينوبهم كل من سعد جايز ومحمد بن عبد الله بن حجلا، ويتفرع هذا القسم إلى الأفخاذ التالية:
1 -
البدور، وفصائلهم:
(أ) آل صقر. (ب) وآل عياض. (ج) وآل عشان.
2 -
الحشّافة، وفصائلهم:
(أ) المساهية. (ب) والشعانين. (ج) وآل رويبع.
آل الغَمْرْ
آل الغمر أحد بطون شهران الواقعة بالجنوب؛ إذ تقع شمال غرب ديار قبيلة آل رشيد، وأغلب أفراد هذه القبيلة من البدو الرحل في الأصل ويشاركون قبيلة آل رشيد في بعض القرى الواقعة على أطراف وادي بيشة وذهبان، كما أنهم ينزلون قرى أخرى على وادي تارة و (الطلاح) وغيرها.
أما القرى المشتركة بين آل الغمر وآل رشيد فهي:
1 -
طيِّب الاسم. 2 - تارة. 3 - آل عامر. 4 - أبو سليك.
ومن قراهم أيضًا:
1 -
مَصْلوم. 2 - آل الطلحيّة. 3 - إتارة القديمة. 4 - إتارة الجديدة. 5 - الواسطة. 6 - الطّلاح. 7 - الخنقة. 8 - شعب الخيس. 9 - الغال. 10 - مَريّغان. 11 - حَضَن الوعد. 12 - الحظوة. 13 - العرائص. 14 - تانه. 15 - العمّارة.
البدو
يرأس البادية فيهم الشيخ: فلاح بن سعيد بن رزين، وقد تحضر معظمهم حاليا واتجهوا للزراعة والتجارة، وهم ثلاثة أفخاذ هي:
1 -
المجاذعة، وفصائلهم:
(أ) آل دبير. (ب) آل الحبيب. (ج) المشاريف. (د) آل شطف. (هـ) آل رويبع. (و) الصقرة.
2 -
آل هاشم، وفصائلهم:
(أ) آل زميع. (ب) آل شداد. (ج) آل ظاهرة.
3 -
آل مناع، وفصائلهم:
(أ) آل مهرة. (ب) آل غانم. (ج) آل دغمان.
الحضر
شيخهم محمد بن زهران، وأفخاذهم هي:
1 -
آل حبشان. 2 - آل بو ذيل. 3 - آل فهد. 4 - آل لويح. 5 - آل الطليحة. 6 - آل الدرَّار.
بَنُو سامة وآل حَجَّاجْ
هما في الأصل بطن واحد يطلق عليه (بنو أسامة). وهم أصلا من (الأزد). انضموا إلى شهران، وذلك على رأي الهمذاني المتوفى عام 334 هـ على أرجح الأقوال، حيث قال:"ثم تندحة وهي العين من أودية جرش، وفيها أعناب وآبار وساكنه بنو سامة من الأزد، ورأيت بعضهم ينجذب إلى شهران العريضة"
(1)
.
وهذه البطن من أصغر بطون شهران، يقطن بعض القرى الواقعة على وادي تندحة، وينقسمون إلى قسمين رئيسين هما: بنو سمامة، وآل حَجَّاجْ.
وقراهم هي:
1 -
آل حجَّاج: وهي من أهم قرى وادي تندحة بل أبرزها؛ إذ يوجد بها حاليا معظم الدوائر الحكومية، إضافة إلى مركز التنمية الاجتماعية الذي شيد على الطراز الحديث علما بأن هذه القرية في الجزء الأعلى من الوادي.
2 -
قرية آل عصبة.
3 -
قرية آل قطار.
4 -
قرية القوز.
وجميع هذه القرى أطلق عليها أسماء الأفخاذ التي تسكنها وهي:
1 -
آل حَجَّاج، ونائبهم حاليا هو: ناصر بن محمد بن متعب. وهم يتفرعون إلى الفصائل التالية:
(أ) آل عياض. (ب) آل جحدل. (ج) آل مبيت. (د) آل بو خضارة. (هـ) آل ناصر. (و) آل مفضل.
2 -
بنو سامة: ونائبهم حاليا: سعد بن سفر، وفصائلهم:
(أ) آل عصبة. (ب) آل قطار. (ج) أهل القوز.
(1)
صفة جزيرة العرب، تحقيق الأكوع، ص 357.
آلْ الزَّلَّالْ
بطن صغير يقطن قرية باسمة على وادي تندحة ما بين قرية (الصدر) لكود وقرية (آل مستنير) من الجنوب، كما أن بعض الأفخاذ تسكن في قرى أخرى على وادي بيشة مع آل رشيد، وتلك القرى هي:
1 -
المثناة: وبها آل عزيز.
2 -
الرونة: وبها آل فهيد.
3 -
نعمان: وبها آل غايب.
ونائبهم حاليا هو: محمد بن علي بن سنة.
أما أفخاذهم فهي:
1 -
آل سنة. 2 - آل سلطان. 3 - آل حاتم.
4 -
آل عزيز. 5 - آل فهيد. 6 - آل غايب.
وربما تقارن هذه الأفخاذ بفصائل البطون الأخرى الكبيرة أو أقل عددا.
آل عِجَيرْ
بطن صغير يسكن قرية باسمه في وادي تندحة، يحدهبم من الأعلى آل الذيب من (ناهس)، أما من الشمال فيحدهم بنو سامة، وتتفرع قرية آل عجير إلى مجمعات سكنية يطلق عليها جميعا (قرى آل عجير) بينما يقسمها أهلها إلى:
1 -
غيثان: وهي أكبر تجمع سكاني وبها تقع المدارس الحكومية.
2 -
القنة. 3 - عرق القودا.
4 -
الصفا. 5 - شعب دحوان.
ويتفرع هذا البطن إلى أربعة أفخاذ هي:
1 -
آل زيدان. 2 - آل مفلح. 3 - آل جبران. 4 - آل هماس.
وتنقسم هذه الأفخاذ إلى عدة فصائل.
ومن نوابهم عائض بن سعد بن عبود وسعيد بن عائض أبو عصيدة. وغيرهم.
الرِّمْثَين
أحد بطون شهران الكبيرة الوقعة على وادي بيشة العريض في أسفله في قرى (بيشة النخل) قال بعضهم: سموا الرمثين لتحالفهم بجوار (رمثة كبيرة)
(1)
، أو لكثرته في أرضهم، والرمث نبات تشتهر به أرضهم تفضله الإبل في رعيها. قال الشاعر لإبله:
كلي الرمث والخضار من هدبة الوغى
…
من بيشة حتى يبعث الغيث آمره
وشيخ القبيلة حاليا هو: منيس بن سلطان بن شكبان.
أسرة آل شكبان:
في عام 1213 هـ عين الأمير عبد العزيز بن محمد بن سعود سالم بن محمد بن شكبان أميرا على بيشة بعد فتح قراها صلحا وعنوة، وذلك بعد حصار شديد
(2)
.
وفي عام 1217 هـ كان سالم رحمه الله من أوائل القادمين لنصرة عثمان المضايفي الذي نازله الشريف غالب بعساكره في العبيلاء، وقد اجتمع معهم من أهل رنية وسبيع وقحطان بعد أمر ابن سعود لهم فنازلوا الشريف في الطائف فدب فيه الذعر وهرب إلى مكة.
وفي عام 1220 هـ أمر سعود بن عبد العزيز سالم بن شكبان ورعاياه مع غيرهم من القبائل بالنزول إلى مكة ومنع الحاج الشامي من دخول مكة إن كان محاربا، وبعد قضاء الحج رجع سالم مع قومه وهو قافلا إلى بيشة حيث مات بعد وصوله لها، فاستعمل سعود ابنه فهاد من بعده عليها.
(1)
روى ذلك الشيخ سلطان بن شكبان.
(2)
عنوان المجد في تاريخ نجد، ص 136.
قال الشيخ علي بن حسين الحفظي:
فيا راكبا إن ما لقيت ببيشة
…
وما دفعته من ضراب وفدفد
فسلّم على قبر ابن شكبان سالم
…
فقد كان قدمًا قادمًا كل سيد
يحامي على التوحيد حتى عرى له
…
من الحتف كأس جرعه ذو تردد
وفي نفس العام الذي توفي فيه والده توجه فهاد بن سالم ورعاياه من بيشة مع غيرهم من عسير وعبيدة وسنحان ووادعة وأهل وادي الدواسر ومن تبعهم في ثلاثين ألف مقاتل إلى نجران بعدما أمرهم سعد بن عبد العزيز لقتال أهلها، فنزلوا ببدر عدة أيام وقع بينهم قتال قتل فيه الكثير من الطرفين، وكان أكثرهم من قوم (عبد الوهاب أبو نقظة) أمير عسير والذي أمر ببناء قصر مقابل لقصور أهل بدر ليصير ثغرة لهم على أهل بدر ونجران فتم بناؤه وأحصنوه وجعلوا فيه مرابطة ووضعوا لهم جميع ما يحتاجونه ثم رجعوا إلى أوطانهم.
كما اشترك سالم بن شكبان وابنه فهاد مع آل سعود في مواقع عدة رحمهما الله. ومن أبرز آثارهما الباقية القصر الموجود في قرية (الرقيطاء) إحدى القرى الواقعة أسفل وادي بيشة النخل ولم يبق منه سوى بعض الجدران المتهدمة على أطرافه، والبئر الموجودة داخله. وقد أحرقت حملة الأتراك هذا القصر بعد استسلام القبائل هناك، أما سلالتهما فلا زالوا يتمركزون على هذا الوادي وبالأخص في قرية الدحو، ولا زالت أسرة شكبان تتمتع بسمعة طيبة وعادات عربية أصيلة فهي من أعرق الأسر وأكرمها في المنطقة.
والرمثين ينزلون على أطراف وادي بيشة كما ذكرت سابقا يشاركهم فيها أو في بعضها قبائل أخرى، وقراهم التي يسكنونها هي:
أولا - القرى الواقعة في الجهة الجنوبية الشرقية من الأعلى:
1 -
الحمَّة. 2 - قنيع. 3 - الحريِّرة. 4 - الدحو.
ثانيا - أما القرى الواقعة في العدوة المقابلة فهي:
1 -
بالشوك. 2 - الصبيحي.
3 -
الرقيطاء العليا.
4 -
رقيطاء القصر وبها قصر ابن شكبان الأثري، وهم يتفرعون إلى ثمانية أفخاذ هي:
1 -
بنو سهم، وفصائلهم:
(أ) آل فوزان. (ب) التيمان. (ج) آل الرفاعي. (د) آل مزوي. (هـ) الشكابين.
2 -
بنو عمر، وفصائلهم:
(أ) آل شايق. (ب) السحامين. (ج) آل رفيع. (د) آل حجاب. (هـ) آل مسعود. (و) آل قينان. (ر) آل فرج. (ح) آل فيصل.
3 -
البوادنة، وفصائلهم:
(أ) الشحوط. (ب) آل ثابت. (ج) المقاحفة. (د) آل سريع.
4 -
الشهاردة، ومنهم الفصائل التالية:
(أ) آل عويّد. (ب) آل خليفة. (ج) المحاضير. (د) آل خزام. (هـ) آل مُوطان.
5 -
بنو نسعة، ومنهم:
(أ) المنافيخ. (ب) آل صقر. (جـ) الحطاطبة.
6 -
السَّرعا، ومنهم:
(أ) آل هتيل. (ب) آل جدُّوع.
7 -
آل عقيل (أهل الحمَّة) ومنهم:
(أ) اللبادين. (ب) آل علي بن مانع. (ج) العرانين.
8 -
الجربان، ومنهم:
(أ) آل مترك. (ب) آل فرَّاج. (ج) العيّذ (آل عايذ). (د) آل حسين.
بَنُو سَلولْ
بنو سلول بطن يقطن وادي بيشة، وبالأخص (الروشن) والذي هو حاليا وسط مدينة بيشة المعروفة، وكذلك قرية (النقيع) بأسافل قرى الوادي.
ذكر البكري أن يعقوب قال: (بعض بيشة لبني هلال وبعضها لسلول)
(1)
.
وقد اشتهر منهم الكثير من الشعراء وغيرهم، وهي من أصغر البطون في شهران من حيث العدد.
أولا - الروشن: يسكنه عدد منهم وشيخهم مشاري بن عامر الصعيري وهم فيه ثلاثة أفخاذ هي:
(أ) الجواهرة. (ب) الصعارية. (ج) العمارين.
ثانيا - النقيع: ويقطن بهذه القوية، الشطر الثاني منهم وعلى رأسهم الشيخ: ناصر بن عون بن مسعر، وهم يتفرعون إلى الأفخاذ التالية:
(أ) آل مسعر. (ب) الحكمة. (ج) النصحا. (د) الصوبة.
(1)
معجم ما استعجم، ص 294.
آل سِرْحَانْ
هي أحد البطون الشهرانية المتواجدة في شغف شهران، يقال: إنهم فخذ من الجميلات من بني هلال. قال أحد الشعراء النبطيين من قبيلة عسير:
ليت آل سرحان يوم راحوا لبرقة
…
ليتهم راحوا سوا وشوينا العار
إن كان رعينا وارتعينا إلى الشفا
…
شفا حجلا
…
سقتها أمطار
وهم يسكنون قراهم الواقعة على وادي الذيبة. ووادي حليلا، الذين يصبان في وادي عتود المعروف، وشيخهم حاليا: عبد الله بن سعد بن ثابت، أما قراهم على وادي الذيبة فهي:
1 -
الخشم. 2 - الشعب. 3 - القبولة. 4 - البيثاه. 5 - آل صقر. 6 - آل القحم. 7 - آل مشزب. 8 - آل دودي. 9 - آل فأين. 10 - العطفة.
قرى وادي حليلا:
1 -
المدافيين. 2 - أبو جرشة. 3 - دعه. 4 - الملبد. 5 - الخشم. 6 - الشعب. 7 - البرقة. 8 - أم يحف.
والأخيرتان جديدتان، وتغلب حياة البدو على أهل قرى وادي حليلا.
ويتفرع آل سرحان إلى أربعة أفخاذ هي:
1 -
آل محمد بن سعد، وفصائلهم:
(أ) آل حِدْلة. (ب) آل ماطر.
(ج) آل تهامي. (د) آل جربوع. (هـ) آل عيسان. (و) آل ثفيل. (ز) آل ذياب. (ح) آل مشني. (ط) آل عوض. (ي) آل هادي.
(ك) آل سليم.
2 -
آل عبيد، وفصائلهم:
(أ) آل جدعة. (ب) آل ظفير. (ج) آل عوضة. (د) آل خاطر. (هـ) آل ظاهر. (و) آل عايض. (ز) آل حبيطان. (ح) آل علوة. (ط) آل عبد الله. (ي) آل لاحق. (ك) آل كدمان، بخلاف القول بأنهم من (آل زياد).
3 -
آل سالم بن حسن، وفصائلهم:
(أ) آل علَّاس. (ب) آل نغموش. (ج) آل نصير. (د) آل سفر. (هـ) آل منصور. (و) آل قرين. (ز) آل شاهر. (ح) آل قعيس. (ط) آل غبران.
4 -
آل زيّاد، وفصائلهم:
(أ) آل دولة. (آل علي بن مستور). (ب) آل مفتاح. (ج) آل منبت. (د) آل عبد. (هـ) آل بَزَّه.
(و) آل بو كافته.
(ز) آل كدمان - على رأي القول الآخر.
(ح) آل حمومة.
بَنُو مَالِكْ
من أكبر بطون شهران النازلة بأرض شعف شهران، وهي في الأصل من عنز
(1)
، وهم ينقسمون إلى قسمين، الأكبر منهما يرأسه حاليا: علي بن عبد الرحمن بن حموض، وهو من أسرة عريقة كان أحد أجداده والذي هو عبد الله ابن محمد بن حموض أميرا على الشعف، وقد سميت عقبة شهران باسمه، كما أسس سوق الإثنين فسمي باسمه أيضًا، أما القسم الثاني وهو الأصغر ويرأسهم حاليا: علي بن عامر.
أما قراهم فهي:
1 -
آل قزع. 2 - آل فرحان. 3 - المعمل. 4 - عين آل نهيان.
5 -
تمنية وهي قرية كبيرة ذكرها الهمذاني. قال: ( .. وتمنية يسكنها بنو مالك من عنز
(2)
، وهذا المسمى يطلق على مجموعة قرى هي:
(أ) دار عثمان.
(ب) آل ينفع، وهي المركز الرئيسي لآل حموض وهي (الشرحة) و (آل دهمش).
(ج) القارية. (د) لحيفة.
وهناك قرى أخرى قحطانية هي قرى (القرن) وقرية (آل علي)، وتتفرع هذه القبيلة إلى أربعة أفخاذ هي:
(1)
صفة جزيرة العرب، تحقيق الأكوع، ص 257.
(2)
المصدر السابق.
1 -
القارية: ويرأسهم علي بن عامر، وينزلون في قريتي القارية ولحيفة.
2 -
آل ينفع: وقد ذكرها كثير من الكتاب بأنها بطن من بطون شهران وليست فخدا وهذا خطأ، وهي تتفرع إلى:
(أ) آل مرافع. (ب) آل الماشي. (ج) آل حليس. (د) آل حفينة. (هـ) آل سلمة. (و) آل النهار.
3 -
دار عثمان، وفصائلهم:
(أ) آل البهتاني. (ب) آل صيدة. (ج) آل المذوري.
4 -
آل قزع، وفصائلهم:
(أ) آل هتَّان. (ب) الطراف. (ج) آل فرحان.
المَسْقِي
بطن أطلق عليه اسم البلدة، وهي في الأصل من شيبة من عنز، وكانوا مسالمين للعواسج
(1)
، وكان بقريتهم المسقي مسجد جامع قديم، ذكره الهمداني في كتابه (صفة جزيرة العرب)، وقد هدم هذا الجامع وللأسف عام 1397 هـ وأبدله بغيره ووسع فيه، ذكره لنا شيخهم: محمد بن مشيب الذيب، ويقطن هذا البطن في (المسقي) والذي تطور أخيرا وأوجدت فيه دوائر حكومية وشيدت به عمائر ومتاجر وغير ذلك. ويتبع هذه المدينة الصغيرة قرى هي:
1 -
الحدبة. 2 - السر. 3 - الوهبة. 4 - العتلة.
(1)
صفة جزيرة العرب، ص 257.
5 -
عقيبة، وتحول اسم هذه القرية إلى (حي الخالدية). 6 - الحوط.
ويتفرعون إلى أربعة أفخاذ هي:
1 -
اللحام، وفصائلهم:
(أ) آل شرهان. (ب) آل الخريص. (ج) آل الحرجي. (د) آل العُرَيس. (هـ) آل علي بن سالم.
2 -
آل أم جهيم، وفصائلهم:
(أ) آل معدي. (ب) آل سلطان. (ج) آل حميضة. (د) آل فايع. (هـ) آل دعمة.
3 -
آل مكوش، وفصائلهم:
(أ) آل صالح. (ب) آل مرزوق. (ج) آل أم قرعي. (د) آل عباس.
4 -
آل موفق، وفصائلهم:
(أ) آل عواض. (ب) آل راسين. (ج) آل معلم. (د) آل سالم. (هـ) آل مخَارش.
بَنُو جَابِرَة
بطن يسكن الشعف، بلادهم جميلة جدا، تتمتع بمناظر خلابة وطقس ساحر وهواء عليل، وهذا البطن ينحدر من شيبة من عنز بن وائل
(1)
. وشيخهم حاليا هو الشيخ: محمد بن مفرح أبو حامد ويتبعه تسع قرى هي:
(1)
صفة جزيرة العرب، ص 257.
1 -
الصيحاني: وهي قرية صغيرة يتبعها حي صغير لآل فارح من بني وهب من قحطان.
2 -
البهيمة. 3 - الجر الأعلى. 4 - الجر الأسفل. 5 - الرهوة. 6 - آل مفتي. 7 - الدحيض. 8 - الجنيبة.
وأفخاذهم صغيرة ومتعددة منها:
1 -
آل أم ثرادي. 2 - آل أم جدي. 3 - آل صالح. 4 - آل جبعان. 5 - آل الأقرن. 6 - آل شملان. 7 - آل فايع. 8 - آل العمود. 9 - آل يحيى. 10 - آل باقع. 11 - آل ناصر. 12 - المرافيع.
أَهْل القَرْعَاء
من أصغر بطون شهران يسكنون أحسن الأراضين في الشعف وهم ينحدرون من شيبهة من عنز بن وائل أيضًا ونائبهم حاليا: علي بن سعيد بن خلبان، وقراهم هي:
1 -
آل ميهوم. 2 - آل بالعلا. 3 - آل رمضان. 4 - آل عليوي.
وهي أيضًا أسماء أفخاذ، وهذه فصائلهم:
1 -
آل موسى بن حسن. 2 - آل ذروة. 3 - آل حمّاس ومنهم آل عليوي. 4 - آل قَذَان. 5 - آل فريح.
الجَهَرَة
بطن كبير وهو من البطون الشهرانية القاطنة في تهامة، وهم يتمركزون على وادي أركان الكبير الذي يصب في وادي بيش عند (العلاهَ) وبلادهم جبلية تكثر
بها الأودية والشعاب وجميع أفراد هذا البطن بدو رحل، ومن أوديتهم التي ينزلون بها:
1 -
وادي حبرة. 2 - وادي الحر. 3 - وادي أم حنو.
4 -
وادي الجو. 5 - وادي الإثبات. 6 - وادي ذام دفاين.
7 -
وادي اللصبة. 8 - وادي ذام عشر. 9 - وادي ضموة.
10 -
وادي وراخ. 11 - وادي تضراع. 12 - وادي سفيان.
وغيرها كثير تجدها أفخاذ ضمن بلاد شهران.
ويتفرعون إلى ستة أفخاذ كبيرة هي:
1 -
آل عزيزة، وفصائلهم:
(1)
آل حسن. (ب) آل شوعان. (ج) آل يحيى بن موسى.
(د) آل طريع. (هـ) آل ظافر. (و) آل حيان.
(ز) آل سالم. (ح) آل أم حليس.
2 -
آل محمد، وفصائلهم:
(1)
آل حسن. (ب) آل شعلان. (ج) آل سحيم.
(د) آل صالح. (هـ) آل طراد. (و) آل أم سويري. (ز) آل جديدة.
3 -
آل مجبر، وفصائلهم:
(أ) آل متعب. (ب) آل طاوي. (ج) آل امعايل. (د) آل سلطان.
4 -
آل سعيد، وفصائلهم:
(1)
آل امقاير. (ب) آل فاضل. (ج) آل زيدان.
5 -
آل حبجة، وفصائلهم:
(أ) آل محردا. (ب) آل علي بن أحمد. (ج) آل ترابه.
(د) آل غسله. (هـ) آل ميدع.
6 -
آل معرج، وفصائلهم:
(أ) آل محوي. (ب) آل معصري. (ج) آل شوقه.
وشيخ هذا البطن حاليا هو جابر بن محمد بن مبتر والذي يعود إداريا إلى إمارة المسقي.
بَنُو مَاجُورْ
هو البطن الثاني من شهران التي تقع بين ثنايا جبال تهامة الجنوبية والتي يحدها من الشمال قبيلة عسير، ومن الجنوب قبيلة الجهرة السابقة الذكر، ومركزهم الإداري هي (الفطيحة) بلدة صغيرة جدا بها إمارة وشرطة ودوائر حكومية أخرى، وقليل من سكانها من بني ماجور؛ إذ إن جميع أفراد هذا البطن بدو رحل ما عدا القلة منهم يشتغلون بالزراعة على ضفاف وادي بيش وبعض روافده: وشيخهم حاليا هو: غاصب بن هادي بن غرامة، ومن أوديتهم التي ينزلون على أطرافها.
1 -
وادى العِلْ. 2 - وادي رثمة. 3 - وعدي الظهره.
4 -
وادي الراتخ. 5 - وادي الجبحة. 6 - وادي طَلَقة.
7 -
وادي ملح. 8 - وادي اليسرة.
وغيرها سيأتي ذكرها -إن شاء الله.
ويتفرعون إلى ستة أفخاذ هي:
1 -
آل أم هشلول، وفصائلهم:
(أ) آل مفرح. (ب) آل أم شايب.
(ج) آل مزيل. (د) آل مكوع.
2 -
آل صالح، وفصائلهم:
(أ) آل أم سروى. (ب) آل حوذان.
(ج) آل مشنى. (د) آل منجى.
3 -
آل دحان، وفصائلهم:
(أ) آل مريع. (ب) آل مشاري.
(ج) آل لاحقة.
4 -
آل أم دراحي، وفصائلهم:
(أ) آل لاحق بن علي. (ب) آل فايع.
5 -
آل قراش، وفصائلهم:
(أ) آل أم عايل. (ب) آل زهير.
(ج) آل عامر.
6 -
آل حوشان
أَهل الحَقْو
أهل الحقو كانوا يعودون تحت إمارة (ابن مشيط) وقبل سنين مضت انضموا إلى إمارة جيزان، وذكر شيخ القبيلة محمد بن يحيى والذي يعود في الأصل إلى فخذ السلاطين من بارق، وذكر أن داعيهم يعود إلى عبس والتي معظمها ضمن الحدود اليمنية، وليس إلى شهران، في حين يصر الكثير من كبار السن فيهم إلى أنهم من شهران وينسبون إليهم. ويشرف على قرى الحقو جبل شاهق تتوكره قلعة أثرية تسمى قلعة ماغص، أما قراهم فهي:
1 -
الغمر. 2 - المشبه.
3 -
نطع. 4 - طناطن.
5 -
الحقو. 6 - القنازيز العليا والقنازيز السفلى.
7 -
الغاوية. 8 - العيدابي.
9 -
اللصبة.10 - آل القوام.
11 -
السبطة. 12 - الحبيل.
13 -
المخشوش. 14 - القوامة العليا والقوامة السفلى.
15 -
مهدي.
وجميع هذه القرى تقع في سهل منبسط يزرع ذرة يكثرة ودخن، ويتفرعون إلى عدة أفخاذ صغيرة هي:
1 -
السلاطين: وهي أكبر الأفخاذ، وهم في الأصل من (بارق)، ويتفرعون إلى فصائل هي:
(أ) آل بن طينه. (ب) آل محسن.
(ج) آل زالف. (د) آل غشوم.
(هـ) آل أم صعدي. (و) آل أم عريشيه.
2 -
آل جفلة.
3 -
النهارية، وفصائلهم:
(أ) آل ابن هادي. (ب) آل حنين.
(ج) الخواجية.
4 -
آل دبلان. 5 - آل نويل.
6 -
الشتافيه. 7 - ملاحوت الحقو.
8 -
آل إبراهيم. 9 - آل قطينه.
10 -
آل رشيده. 11 - آل مرداتي.
12 -
آل ابن غالية. 13 - آل شمومي.
ومعظم هذه فصائل تعود إلى أفخاذ.
بلاد قبيلة شهران
من الطبيعي أن لكل قبيلة أرضا، ولكل أرض تضاريس. وبلاد شهران العريضة غنية عن التعريف، فقد أطلق عليها هذا الاسم منذ زمن بعيد لكونها كذلك. وليس أدل على ذلك من كثرة سهولها، وجبالها، ووديانها، واختلاف المناخ فيها من أرض إلى أرض، ولا ننس أيضًا ما تتمتع به أراضيهم من الخصوبة ووفرة المياه وكثرة الجبال وطيب الهواء وخاصة الجنوبية منها، والأجدر بنا في هذا الكتاب ذكر أوديتها المشهورة وبعض روافدها مع ذكر المدن والقرى الواقعة عليها مع ما اشتهر فيها من الجبال والهضاب والسهول وموارد المياه، والأسواق الأسبوعية المنتشرة فيها.
وَادِي بِيشَة
وادي بيشة من أكبر أودية المملكة العربية السعودية، ومن أطولها، ينبع من سفوح جبال السراة حيث يتفرع من وادي (رحا) الذي يشترك في رأسه مع وادي (بيش) الكبير في منبعه، فينحدر الأول شرقا، والآخر ينحدر نحو الجنوب الغربي.
ويخترق وادي بيشة بلاد عبيدة ورفيدة ثم بلاد شهران إلى أن يصب في المهمل عند (ظاعن) في وضع يسمى (الفرشة)
(1)
. وهو سهل واسع يحتويه عرق سبيع كان يعرف برمل بني عبد الله بن عامر
(2)
. وهناك يختفي تحت الرمال فلا يفيض. ويبلغ طوله من منبعه إلى مصبه ما يقارب إلى 350 كيلا وربما امتد مائة كيلا أخرى في الرمال.
يطلق عليه عدة مسميات عند مروره ببعض القبائل، ففي بلاد رفيدة يطلق عليه (بيشة ابن سالم) وفي بلاد آل رشيد يطلق عليه (بيشة ابن مشيط) وفي بلاد بني بجاد وبني قحافة يطلق عليه (وادي بن هشبل) أو (وادي شهران)، أما عندما يصل إلى واعر فيسمى (بيشة النخل) أو (بيشة بعطان) كما هو في كتب العرب.
(1)
هناك بلدة صغيرة تسمى بهذا الاسم، تقع في تهامة قحطان قرب ظهران الجنوب وطريقها مع عقبة الجوه.
(2)
معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية، ص 54.
يقع على وادي بيشة حاليا: مدينتان ازدهرتا كثيرا في السنين القليلة الماضية. وهما: (بيشة) و (خميس مشيط)، وقد تطورت الأخيرة تطورا سريعا حيث تعد الآن من كبريات المدن في المملكة.
مدينة جرش التاريخية:
جُرَش -بوزن عمر- من مخاليف اليمن، بخلاف مدينة جَرَش (بفتح الأول والثاني) المدينة الأثرية الواقعة بين جبال (جلعاد) والتي تبعد عن العاصمة الأردنية عمان ثمانية وأربعين كيلو مترا إلى الشمال.
وجُرَش مدينة تاريخية كانت على طريق الحاج اليمني المسمى (درب البخور) وقد كانت تعتبر من المدن المتطورة عسكريا، فقد جاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عروة بن مسعود، وغيلان بن سلمة إلى جرش ليتعلما صنعة الدبابات والمجانيق والعرادات ولم يحضرا حصار الطائف، وقد قدما بعد أن انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطائف.
وجرش حاليا ركام من الرمال تتخللها صخور ضخمة، البعض منها مبعثر، والآخر مرصوص كان أساسا لمنازل تهدمت، ويلاحظ بين حصاها كثرة كسر الأواني الفخارية المحروقة، ولم يبق من آثار هذه المدينة سوى مئات الأمتار في الطول وحوالي نصف ذلك في العرض، وهي تقع شمالي غرب جبل (حمومة) المعروف.
كما تقع جنوب مدينة خميس مشيط؛ إذ تبعد عن مدينة خميس مشيط ما يقارب 20 كيلا في بلاد رفيدة من قحطان، وهي تقع بقرب خط طول 50/ 42 ْ شرقا وخط عرض 21/ 81 ْ شمالا.
قال الهمذاني: "جرش هي كورة نجد العليا، وهي من ديار عنز بن وائل ويسكنها ويترأس فيها (العواسج) من أشراف حِمْيَر وهو من ولد يريم ذي مقار القيل ولهم سؤدد عَوْد
(1)
وجابة اليمانية في أرض نجد إليهم وهم يقومون معهم بحرب عنز، وفي شق قرية جرش فرق من النزارية يدعون الجزارين من موالي
(1)
العود: بالفتح هو القديم من الشرف والسؤدد.
قريش والغاز من نزار من الغرباء هم من رابطة لعنز على العواسج ويملي إليهم عنز بصرختها ونجدتها، وجرش في قاع ولها أشراف غربية بعيدة عنها تنحدر مياهها في مسيل يمر في شرقها بينها وبين (حمومة) ناصية تسمى الأكمة السوداء -حمومة وحمة وكولة- ثم يلتقي بهذا المسيل أودية ديار عنز حتى تصب في بيشة في بعطان فجرش رأس وادي بيشة ويصالي قصبة جرش أوطان حزيمة من عنز"
(1)
.
وجاء في معجم البلدان لياقوت الحموي: "جرش: بالضم ثم الفتح وشين معجمة من مخاليف اليمن من جهة مكة وهي في الإقليم الأول طولها خمس وستون درجة وعرضها سبع عشرة درجة، وقيل: إن جُرَش مدينة عظيمة في اليمن وولاية واسعة. وذكر بعض أهل العلم والسير أن تبعا أسعد بن كُلِيكَرب خرج من اليمن غازيا حتى إذا كان بجرش وهي إذ ذاك خربة، ومهد حالة حواليها، فخلف بها جمعا ممن كان صحبه رأى فيهم ضعفا، وقال أجرشوا أي (ألبثوا) فسميت جرش بذلك، ولم أجد من اللغويين من قال: أن الجرش المقال، ولكنهم قالوا: إن الجرش الصوت ومنه الملح الجريش؛ لأنه حك بعضه ببعض فصوت حتى سحق لأنه لا يكون ناعما.
وقال أبو المنذر هشام. جرش أرض سكنها بنو منبه بن أسلم فغلب على اسمهم وهو جرش واسمه منبه بن أسلم بن زيد بن الغوث.
ثم قال: وقرأت بخط جخجخ النحوي في كتاب أنساب البلدان لابن الكلبي، أخبرنا أحمد بن سهل الحلواني عن أبي أحمد بن محمد بن موسى بن حماد البريدي عن أبي السري عن أبي المنذر قال: جرش قبائل من أفناء الناس تجرشوا، وكان الذي جرشهم رجل من حِمْيرَ يقال له: زيد بن أسلم، خرج بثور له عليه حمل شعير في يوم شديد الحر فشرد الثور فطلبه فاشتد تعبه فحلف لئن ظفر به ليذبحن، ثم ليجرشن الشعير وليدعون على لحمه فأدركه بذات القصص
(2)
(1)
صفة جزيرة العرب، تحقيق الأكوع، ص 255
(2)
جبل ضخم قرب (القاعة) يطلق عليه الآن (أم القصمص) ذكره الهمذاني في كتابه (صفة جزيرة العرب) كما ذكره الرداعي في أرجوزة الحج
عند قلعة جراش وكل من أجابه وأكل معه يومئذ كان جرشيا، وينسب إليه الأدم والنوق، فيقال: أدم جرشي وناقة جرشية، قال بشر بن أبي حازم.
تحدر ماء البئر عن جرشية
…
على جربة تعلو الديار غروبها
(1)
أما (شكر) فهو جبل كان يسمى (كشر) أسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم (شكر) تفاؤلا حينما وفد إليه رجلان من جرش وقد وردت قصتهما، وهناك جبل يطلق عليه شكر غرب مدينة جرش، ومن المؤكد أنه ذلك الجبل وليس جبل حمومة المعروف كما ذكره الأستاذ هاشم بن سعيد النعمي حين قال: عن مدينة جرش (تقع على قاع منبسط بالقرب من سفح جبل شكر من جهته الغربية، وتمتد في شكل خربة تقدر بكيلين ونصف طولا وعرضا، وأطلالها لا تزال ماثلة حتى الآن في شكل أهرام متهدمة).
ويوجد بها آثار من أبرزها المسند والصخور المنحوتة ذات الحجم الكبير الرائع ويقف منها جبل شكر موقف الحارس الرهيب؛ إذ هي تقع في كنفه من المغرب. وفي عصرنا هذا يطلق على جبل شكر اسم حمومة أو الحمة، وهو جبل منيع جدا يبلغ ارتفاعه عن سطح أرضه حوالي ألف قدم في امتداد خمسة أكيال تقريبا في الطول وموقعه لي متوسط بلاد رفيدة
(2)
وبالقرب من أحد رفيدة مر ملحقات أبها بحيث يقع على بعد أربعين كيلا من مدينة أبها في الاتجاه الحنوبي الشرقي مما يسامت طور القرعاء شرقا بنحو أربع ساعات تقريبا ويحيط به من الجهات الأربع قبائل رفيدة
(3)
من عنز
(4)
أما تلك الأطلال التي ذكرها النعمي في شكل أهرام متهدمة، فقد انهدمت جميعا وتساوت مع الأرض ولم يبق سوى بعض الآكام التي يتخللها بعض الحجارة ولم يبق هناك جدار مائل للعيان، فقد عبثت بها أيدي الناس خلال السنوات القليلة الماضية
(1)
معجم البلدان. مادة جرش.
(2)
خلافًا لما جاء في كتاب (معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية) لعاتق البلادي. حيث قال (وهي اليوم في بلاد شهران من خثعم). ص 92
(3)
من القبائل القحطانية الجنوبية الآن.
(4)
تاريخ عسير. ص 12. 13
وفي رسالة الأستاذ سليمان بن رشيد الهمزاني والتي بعثها إلى الأستاذ حمد الجاسر والمؤرخة في 21/ 2/ 1381 هـ والمنشورة في كتاب (سراة غامد وزهران)
(1)
، حيث وصف فيها مشاهداته في جرش وما حوله ننقلها كما نشرت لمزيد من الفائدة: بتاريخ 17/ 2/ 1379 هـ قمت برحلة من أبها إلى جرش فبت في (خميس مشيط) بنحو ثلاثين كيلا من الجنوب، فاتجهت في سيارة ومعي من يرشدني إلى الجهة المقصودة، فواصلنا السير، وعلى مقربة منها وجدنا مزرعة، رافقنا صاحبها -بعد أن أشار إلى الموقع- وبعد سير قصير اعترضنا رجام متناثرة، ممتدة من الجنوب إلى الشمال، بحيث لم تستطع السيارة نفوذها فسرنا على الأقدام، فأول ما شاهدناه آثار غرف مبنية بالحجارة البيضاء تبلغ مساحة بعضها عشرة أمتار طولا وخمسة عرضا ويبلغ طول بعض الحجارة مترا وربع المتر في عرض ربع متر وسمكه كذلك، وأثناء سيرنا في وسط تلك الآثار وجدنا عددا من الحفر الواسعة المعشبة، والأفنية الرحبة المتفرقة، ورأينا حطاما كثيرا من الآجر والفخار كما رأينا طبقتي رحا عظيمتين طول الواحدة متران تقريبا، في عرض مماثل والسمك يبلغ نصف متر ولكنني لم أجد ثقبا للعود الذي تدار به الرحا عادة، ووجدت بقرب الثقب الذي يوضع فيه ما يطحن من حب أو غيره حفرة مربعة.
ولما بلغنا منتهى آثار المدينة من ناحية الشمال وجدنا طبقتي رحا أخرى مثل التي وصفناها.
وقد قدرت مساحة موقع المدينة من الجنوب إلى الشمال بنحو كيل ونصف ومن الشرق إلى المغرب عرضا بنحو كيل.
وقد قدرت أن تلك الحفر المعشبة كانت آبارا وأن الرحوين كانتا تداران بواسطة آلة، وأن الأحجار التي بنيت بها البيوت كانت تنقل من أمكنة بعيدة، بدليل بياضها الناصع، مع أن الجبال المحيطة بالمدينة سوداء حالكة السواد، وظهر لي من تناثر بعض الغرف والأفنية أنها مدمرة بفعل حرب ضروس.
(1)
ص 47 و 48.
ثم سألت رفيقي: ما اسم هذا الجبل الحالك اللون الذي يقع شرقي المدينة الخربة. يفصل بينهما الوادي؟
فقال: جبل حمومة -بفتح الحاء وضم الميم المخففة الممدودة بواو فميم وحذرني من الوصول إليه وأنه لا يصل إليه أحد.
فسألته عن السبب. فقال: إنه جبل تألفه الجن، وفيه حيات وآفاع كثيرة، لحراسة دفين هناك -واسترسل في سرد خرافات وأساطير لا يقبلها العقل، ولكنني عزمت على الذهاب إليه ومعي بندقية صيد، فوصلت إليه وصعدت وفي أثناء الصعود رأيت على وجه صخرة كبيرة كتابة لا أفهمها ورأيت كتابات كثيرة متفرقة في ذلك الجبل، وكنت أسمع أثناء السير رنينا شديدا أستغربه، ثم ظهر لي أن عقب البندقية عندما يقرع إحدى الصخور يحدث ذلك الرنين الذي أوهم لي أن صخور ذلك الجبل قد تحتوي على بعض المعادن كالحديد الصلب.
ثم بلغت قمة الجبل فوجدت فيه مكانا مستويا فيه آثار قلعة متهدمة وكسر فخار وآجر ووجدت أسفل القمة قليلا صخرة كبيرة تقع في الجنوب الشرقي من الجبل قعد رسم فوق وجهها صورة امرأة على رأسها تاج والصورة غريبة المنظر بديعة الشكل، لا أعتقد أن يد الرسام الماهر في زماننا هذا تبرر مثلها، حيث برزت تقاسيم الصورة كاملة ودقيقة مما يحمل على الاعتقاد أن الرسم كان بآلة قوية وأن الرسام استعمل مادة تلين الصخر ثم أخذت أبحث في الجبل من جميع نواحيه فلم أر غير الكتابات. (انتهى كلام الأستاذ سليمان).
وقد صعدت فوق هذا الجبل فوجدت فيه كتابات عربية قديمة ولكن للأسف لم أستطع نسخها؛ إذ قد اختفى كثير من أجزاء حروفها.
وهناك صورة مخططة للوجه وجزء من الصدر ولكنها صعبة التمييز، أما صورة المرأة التي ذكرها الأستاذ سليمان فقد وجدتها على صخرة مرتكزة في القمة تقريبا مجوفة قليلا في وسطها.
وقد رسم في هذا التجويف صورة امرأة على رأسها تاج. هذا، وقد صعب تمييز أجزاء وجهها نتيجة لعوامل التعرية والتعدي عليها.
وقد رسمت المرأة رافعة يديها إلى أعلى، وحفر تحت منطقة صغيرة بقدر فنجان القهوة الصغير، أما ما تحت الوسط فقد عرض بشكل غير متناسق مع بقية الجسم. ولكن الرسم بشكل عام يشكل صورة بديعة من الصعب تنفيذها على مثل تلك الصخرة.
في عام 1379 هـ كان هناك آثار غرف كبيرة مبنية بالحجارة البيضاء الكبيرة الحجم وعددا من الحفر الواسعة المعشبة والأفنية الرحبة المتفرقة كما وجدت طبقتا رحا عظيمتان طول كل منهما متران تقريبا.
والسؤال الذي يراود الجميع هو ما مصير ما تبقى من هذه الآثار؛ لأنه خلال ما يزيد على ألف عام صمدت تلك الآثار لجميع عوامل التعرية وخلال أقل من اثنين وعشرين عاما اختفت تلك الغرف كما اختفى معظم أحجارها واختفت الأفنية الرحبة وكذا طبقتا الرحا ولم يبق سوى طبقة أصغر منهما لا يزيد عرضها متر واحد فقط.
لذا فإني أهيب بالجهات المسئولة عن الآثار الحفاظ على ما تبقى من هذه المدينة الأثرية الثمينة.
وقد نسب بعض الكتاب من المتأخرين بأن (بالجرشي هي مدينة جرش التاريخية ودليله التشابه بين الاسمين ووجود واد يقال له شكران جنوب مدينة بالجرشي ويبعد عنها بخمسة كيلو مترات تقريبا متناسيا ما ذكره المتقدمون بأن مدينة (جرش) بأعلى وادي بيشة. وكذا ما ورد في قصة الجرشيان من أن شكر جبل وليس وادٍ.
ومدينة بالجرشي تسمى باسم أحد فروع قبيلة غامد وهي التي تسكنها الآن. مدينة خميس مشيط
هي أكبر مدن جنوب المملكة العربية السعودية الآن، تبعد حوالي ثلاثين كيلو مترا عن مدينة أبها -نحو الشرق على خط 18 و 18 ْ شمالا و 48 و 48 ْ شرقا. وتقع شمال مدينة جرش السابقة الذكر. وترتفع حوالي 6335 قدما عن
سطح البحر، وينحصر وسط المدينة بين واديين كبيرين هما وادي بيشة الذي يزفها من الشرق ثم ينحني إلى الشمال الغربي ليحدها من الشمال حتى يلتقي بوادي عتود الآخر الذي يحصرهما من الغرب.
وقد تطورت هذه المدينة تطورا شاسعا خلال الربع الأخير من القرن الماضي فكثرت الأحياء وتوسعت المدينة أكثر فأكثر، وقد ساعد انبساط أراضيها في تخطيط أحيائها السليم كما ازدانت المدينة بأساليب الحضارة الحديثة في فن العمارة واتساع الشوارع.
ولم تكن المدينة في السابق سوى عدة قرى صغيرة مركزها الرئيسي قرية (الدرب) التي تتوسط المدينة حاليا قرب الجامع الكبير ولا زالت أطلالها ماثلة حتى الآن وكان يوجد بها الإمارة وبقية الدوائر الحكومية آنذاك.
وقد كانت هذه البلدة مسرحا للقتال عبر العصور الماضية، وقد شهدت أمر المعارك وأشدها في عهد الأتراك، كما كانت معسكرا كبيرا لجيوش الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله أيام فتوحاته للمنطقة.
وقد قام الأستاذ فؤاد حمزة برحلة عمل إلى المنطقة، فصور مشاهداته عن مدينة الخميس حيث قال: "كانت في ذهني صورة للخميس لم أجدها مطابقة للأصل، حينما بلغتها، سمعت بالخميس منذ سنوات وتصورتها مدينة كبيرة فسيحة الأرجاء واسعة العمران معتدلة الإقليم؛ لأنها كانت تتخذ مركزا للمعسكرات كلما حصل النفير إلى جهة الحدود اليمانية وإلى جهة تهامة، فحينما وصلتها لم يحقق الخَبَر الخُبْر، نعم وجدتها معتدلة الهواء قائمة في سهل منبسط تبعد عن الجبال مسافات كافية، ولكني لم أجدها المدينة العظيمة، المدينة التي رسمها الخيال في ذاكرتي.
حينما أشرفنا على وادي الخميس من الهضاب الشرقية أصيل يوم الأحد الواقع 19 شوال 1352 هـ الموافق (4 فبراير سنة 1934 م) كان أول ما لفت نظري الخيام البيضاء المنتشرة في أطراف الوادي وفي جنبات السهول المنبسطة وحركة
الجيش وتنقلات جند الإخوان، وما يلازم المعسكرات من حركات عسكرية أو قوافل أو مؤن وذخائر أو سيارات غادية رائحة.
ثم قال: وبعد وصولي إلى الخميس فهمت السر في اختيارها مقرا للمعسكرات الحربية؛ ذلك أن (أبها) وإن كانت أكبر (في ذلك الحين) وأقرب إلى الحدود اليمانية وتهامة فإنها محصورة بين الجبال، ولا توجد فيها الفلاة لرعي الإبل، كذلك ليسى فيها متسع لحركات جيش كبير، ووجدت أن ولي العهد (سعود بن عبد العزيز) قد اختار الإقامة في مخيم نصب على أطراف الوادي على سكنى بيوت القرية وقصورها"
(1)
.
وتربط مدينة الخميس عدة طرق رئيسية منها (الطامف الخميس) و (الخميس نجران الرياض)، بالإضافة إلى طرق جديدة تحت الإنشاء تصلها بوادي الدواسر الرياض، ومنها أيضًا الخميس بيشة.
سوق خميس مشيط الأسبوعي:
يقع هذا السوق قديما بين قرية الدرب وقنبر، وكان يقام يوم الخميس من كل أسبوع إذ يحضره جمع كبير من أبناء المنطقة من قحطان وعسير، بالإضافة إلى أهل السوق. وهم قبائل شهران المحيطة به، ليصرفوا ما لديهم من حبوب وتمور ومواشي، وهو أكبر الأسواق في المنطقة وقد أطلق عليه العامة (موجان) تشبيها له بموج البحر حينما يعُجُّ بالناس وقد كانت الحوانيت فيه قليلة فكان بعضهم في مبان طينية تشرف على السوق، أما بالنسبة للبقية فلا تكلف نفسها سوى بعض العيدان والخيش لتكون مظلة صغيرة يجلس صاحبها تحتها ناشرا بضاعته أمام المارة، وهناك آخرون يعرضون سلعهم تحت الشمس المحرقة بدون غطاء.
ويرتفع أصوات باعة التمور والحبوب فتسمع (الكيَّالة) وهم يرفعون أصواتهم بالعدد: واحد .. اثنين
…
ستة .. كما ترتفع أصوات باعة السائمة والماشية الذين يبعدون عن أولئك كباعة الحطب، والحشائش، حركة كبيرة وضجة ضخمة وسط هذه البلدة.
(1)
في بلاد عسير، ص 73.
أما الآن فلم يعد يوم الأربعاء وحده يوم سوق؛ إذ كل أيام الأسبوع سوق تتجمع فيه خيرات الشام واليمن، ويكثر فيه الباعة والمشترون، ويلاحظ كثرة ووفرة الخضار والفواكه وبأرخص ثمن من المدن الأخرى.
وقد نسب هذا السوق إلى آل مشيط لتكلفهم بحمايته من القتل والفتن منذ تولي مشيط بن حسين بن سالم إمرته عام 1183 هـ، ومن دخل ديار آل رشيد من القبائل المجاورة قاصدين السوق فهم في حماية ابن مشيط وجماعته خلال الأربعاء والخميس والجمعة، وذلك قبل قيام الحكم السعودي.
ويتولى إمارة خميس مشيط حاليا (عبد العزيز بن سعيد) منذ وفاة والده رحمه الله وهوأحد المهتمين بتاريخ المنطقة والمشجعين لذلك.
مدينة بيشة:
مدينة صغيرة تطورت وكبرت في السنين القليلة الماضية تطورا ملحوظا، تبعد عن مدينة الخميس حوالي 250 كم نحو الشمال، وتقع على خط طول 36 و 42 شرقا و 00 َ و 20 شمالا كما ترتفع عن سطح البحر بحوالي 3775 قدما. وهي بلدة قديمة جدا تتبعها عدة قرى يسكنها بنو سلول والرمثين وبنو منبه ومعاوية وبنو واهب. قال الهمداني:"بلد خثعم: أعراض نجد بيشة وتبالة والمراغة"
(1)
.
قال أوس بن مدرك:
تبالة والعرضات ترج وبيشة
…
وقومي تيم اللات والاسم خثعم
ويربط بيشة وبالحجاز خط يتفرع من خط أبها الطائف، كما يجرى حاليا إنشاء خطين معبدين إلى خميس مشيط والرياض.
وقد كانت هذه البلدة على طريق الحاج اليمني كما كانت محطة مرور لقافلة تجار قريش المتجهة إلى اليمن. ويطلق عليها الآن بيشة النخل، وقد كان يطلق
(1)
صفة جزيرة العرب، تحقيق الأكوع، ص 258.
عليها (بيشة بعطان) كما هو مذكور في كتب العرب، وهناك وادي يسمى بعطان يصب في بيشة عند قرية واعر ولا زال يحمل هذا الاسم.
وقد جاء في كثير من كتب التاريخ بأن بيشة غنية بالذهب، وقد اكتشف هذا المعدن حديثا في بعض أقطارها.
كما ضرب المثل بأسدها، قال الشاعر:
لأَوْفَى بها شُمُّ كأن أبَاهُمُ
…
ببيشة ضِرْغَامُ غليظُ السّوَاعِدِ
(1)
وقال آخر:
وما كان ليث ساكن بضن بيشة
…
لذي غلل يجري ببطحاء في أجم
(2)
بأجرأ منه حين تختلف القنا
…
وتدعى نزال في القماقمة البهم
(3)
وهناك من قال بأنه لا يمكن أن يوجد في بيشة أسد ومنهم الهمداني وعلل ذلك بأنها من أعراض نجد، وإنما تريد العرب بأقوالها أسود بيش ويزيدون فيه الهاء فيقولون بيشة بفتح الباء، وهي موضع الأسد وبيشة بعطان بكسر الباء، وقد قال أيضًا:"قيل: بل أرادوا بيشة نجد، وأن رؤوس هذه الأعراض من إلى السراة منها ما ينحدر إلى نجد، ومنها ما ينحدر إلى تهامة، فما انحدر إلى تهامة فالأسد فيه ولهذا الجوار نسبوها إلى هذه الأعراض، وقدر بما طلع منها الواحد إلى أرض نجد قاطعا من بلدة فعاث فيها فلعل أول من نسب الأسد إلى هذه المواضع عاين فيها الواحد والزوج في بعض هذه الأودية"
(4)
.
ووادي بيشة واد فحل كبير تتجمع فيه مياه أودية عظام ويتسع هذا الوادي بشكل كبير قرب مدينة بيشة.
قال الحزارة العامري:
واتلابْت سيولُ بيشة في أعراض
…
ها فهي لجةُ طخياءُ
(5)
(1)
معجم ما استعجم، ص 294.
(2)
الغلل: هو الماء الذي يجري في أصول الشجر، والأجمة هي الغابة.
(3)
القماقمة: السادة الشجعان، والبهم الشجعان أيضًا، السيرة النبوية لابن هشام، 2/ 27.
(4)
صفة جزيرة العرب، تحقيق الأكوع، ص 269.
(5)
المصدر نفسه، ص 379.
ويقع على هذ الوادي وخاصة في قرى بيشة النخل مزارع النخيل، حيث تعرف بيشة بجودة نخيلها وكثرتها؛ إذ يبلغ عدد تلك النخيل ما يزيد على مليوني نخلة، ويشتهر أهل بيشة بالاهتمام بتلك الشجرة الطيبة.
روافد وادي بيشة:
يصب في هذا الوادي الكبير أودية فحول كثيرة وشعاب لا تعد ولا تحصى، ويعجز أي باحث حصرها كلها، وهنا نذكر معظم تلك الأودية والشعاب التي تعرف وأطلق عليها أسماء.
1 -
وادي عتود:
هو واد مشهور، ومن أهم روافد وادي بيشة وهو في الحقيقة واديان أحدهما شمالي شرقي والآخر غربي يصب في البحر الأحمر وكلاهما ينبع من عقبة عتود وقد اشتهر هذا الوادي بالأسد، قال تميم بن أبي مقبل:
جلوسها الشم العجاف كأنهم
…
أسود بترج أو أسود بعتود
ويصب وادي عتود في وادي بيشة محاذيا إياه غير بعيد عنه ما بين اثنين إلى ثلاثة كيلو مترات، ومن روافد وادي عتود الغربي وادي ضلع ووادي مَرَبه .. والذي نعني به هنا هو الشمالي الشرقي منهما والذي يصب في وادي بيشة.
ويصب في هذا الوادي أودية صغيرة وشعاب عدة منها:
(أ) وادي الطلحاء. (ب) وادي لحيفه.
(ج) وادي العجلان. (د) وادي صلب.
(هـ) وادي الجرفين.
(و) وأدي حليلا والذي يصب في الحمَّاريَّة، وفيه يصب:
1 -
وادي دَعَه. 2 - العيباء. 3 - القرقر.
(ز) وادي اللَّحي. (خ) العجيماء. (ط) شعب القلت.
وهذه الأودية تصب في أعلاه وجميع مياه وادي عتود تصب في وادي بيشة عند قرية (الغرابة) ويقع على هذا الوادي وفروعه عدة قرى منها:
(أ) دار عثمان. (ب) آل قزع.
(ج) آل فرحان. (د) المعملة.
(هـ) السر. (و) البهيمة.
(ز) القلت. (ح) الدحيض.
(ط) العطفة. (ي) العمارة.
(ك) المدافين. (ل) أبو جرشة.
(م) ذعه. (ن) البرقة (وهي جديدة).
(س) الملبد. (ع) أم يحف (جديدة أيضًا).
(ف) الخلصة. (ص) آل راشد.
(خ) مشرف. (ر) آل الزعاك يقابلهم آل قرشان.
(ش) الشعبة.
2 -
وادي تارة. 3 - وادي ذهبان.
4 -
وادي الطلاح. 5 - وادي حجلة.
6 -
وادي طاد. 7 - وادي المجدورة.
8 -
وادي بو كعبة. 9 - وادي الشرم.
10 -
وادي الغرمول. 11 - وادي أبو ثرارة.
12 -
وادي أبها: ويسمى وادي خبيبي وهو ينبع من السقا عرب عقبة ضلع وتقوم على معظم ضفافه قرى بني مغيد من عسير، وهذا الوادي هو
أعظم أودية قبائل عسير ويصب فيه قريبا من تانه بالقرب من وادي بيشة عند الخنقة، وفي الأخير يصب وادي الملاحة في قرية الفيَّه.
13 -
وادي المقطوعة. 14 - وادي عرايس.
15 -
وادي ثربا. 16 - وادي الحرجة.
17 -
وادي مهرة. 18 - وادي الملبد.
19 -
وادي الصدع. 20 - العرجه.
21 -
النقع.
وأشهر ما سبق من هذه الأودية هي: عتود - وأبها - وحجلة - وتانه - وذهبان - والحرجة - ومَرَبه.
23 -
وادي تندحة:
وهو أشهر روافد وادي بيشة بل أكبرها، عليه تقع قرى وبطون كثيرة، ويعرف بغزارة مياهه ووفرتها وجودة محاصيله، وهو من أهم الأودية المصدرة للخضر والفواكه للمنطقة، ويمتاز بجمال طبيعته وخضرة أرضه.
ينبع من جبال السراة، ورأسه عند (البوطة) جنوبا ثم يمر بآل جرادة ويطلق عليه بعد ذلك وادي الوهابة، ثم يشترك مع هذا الوادي واديان آخران من الشرق يصبان في التندحي يسمى الوادي بعد ذلك (وادي تندحة) ثم ينطلق بعد ذلك إلى أن يصب في وادي بيشة ويبلغ طول وادي تندحة ما يقارب من 55 كم.
وقد ذكر الهمداني بأن تندحة عين من أودية جرش، حيث قال:"ثم تندحة وهي العين من أودية جرش وفيها أعناب وآبار .. "
(1)
.
وكان هذا الوادي على طريق الحاج اليمني السروي، وهذا الطريق كان يطلق عليه (درب البخور)؛ لأن التوابل كانت تجلب من اليمن وحضرموت إلى الحجاز والشام.
(1)
صفة جزيرة العرب، ص 357.
ولهذا الوادي روافد عدة هي من الأعلى:
(أ) وادي القرارة، يصب بأعلى وادي تندحة عند آل الذيب
(ب) شعب الحمام. (ج) شعب دحون.
(د) شعبة بن صالح. (هـ) شعب غراب.
(و) شعب الصعَّاق. (ز) الكرار.
(ح) شعبة آل الزلال.
(ط) المخرّقة: تصب في قرية آل يعلا وتنبع من (هضبة البقر).
(ي) الكربة: وتصب عند قرية (آل بذبان) و (آل يعلي).
(ك) شعب المهيل: يصب قرب قرية (آل التوم).
(ل) صلا: شعبة تصب شرق الوادي وبها طريق قديم باسمها.
(م) وادي أنضع من الشرق.
(ن) شعبة بن ماعز.
(س) شعبة الطالعة، وهي أكبر شعاب وادي تندحة ومنبعها يقرب من رأس وادي (الفيض) وتصب في قرية (الشعيثاء) ويشاركها في مصبها شعبة (الوعد) وهي شعبة صغيرة.
(ع) وادي الفيض: وهو من أكبر الأودية التي تصب في وادي تندحة، وتقوم عليه قرية (الفيض) وهي جزء من قرية (الشعيثاء) بأسفلها ومنبع هذا الوادي قرب هضاب تسمى (سود ابن حلوه) داخل مطار الخميس، ويصب فيه شعاب كثيرة منها (المسارق) وهي اثنتان يقع بينهما هضبة بيضاء اسمها (عبل المسرقة) كما يصب فيه (الطلاح) وشعب (الذلَّان) و (أبو عجام).
(ف) شعب النيمة: ويصب عند قرية الحوطة.
(ص) الشثيث.
(ق) شعب الرحبة: ويصب في وادي تندحه قرب (ضفي).
(ر) شعب الملاص، ومنبعه شعاب (السيوس) ويصب في الوادي تحت قرية الحوطة.
(ش) شعب أم عضرس، ومنبعه من جبال (القارية).
(ت) وادي مجعل: وهو وادي طويل يصب في وادي تندحة في أسفله، وقد كانت الأبقار تترك بهذا الوادي لتوفر المراعي الخصبة فيه، وقد تغير ذلك كله خلال السنتين الماضيتين؛ إذ تحولت تلك المراعي إلى مزارع ومساكن، ويصب فيه عدة شعاب ويقع قرب هذا الوادي جبل شاهق سمي (قرن مجعل)، أما القرى الواقعة على وادي تندحة من الأعلى:
1 -
آل الذيب.
2 -
آل عجير، وفيها عدة قرى صغيرة.
3 -
بنو سامة. 4 - آل حجاج.
5 -
المزارقة.
6 -
آل مستنير، وسكانها من قبيلة آل مستنير من قحطان.
7 -
آل الزلال.
8 -
الصدر، هي أول قرى كود على هذا الوادي وهي في المنتصف أو في نهاية النصف الأعلى.
9 -
آل دبابة. 10 - آل بذبان.
11 -
العطف. 12 - الهضبة.
13 -
آل سويد. 14 - آل عياش.
15 -
الشعيثاء. 16 - الحوطة.
وهناك قرى أخرى صغيرة كانت ضمن القرى السابقة الذكر وسميت بأسماء جديدة".
ونواصل أسماء الأودية التي تصب في وادي بيشة فوق وادي ابن هشبل وعنده أيضًا فنذكر:
23 -
وادي المعجمة وهو يصب في المقطاع.
24 -
وادي محرضة وهو يصب فوق المعامل.
25 -
شعبة المعامل، وهي تصب عند قرية باسمها تشتهر ببساتينها الغناء.
26 -
شعبة الغزيلات.
27 -
وادي أبو نظارة، وبه يصب وادي (أبو سوسي).
28 -
وادي الشويحطة.
29 -
وادي حليلة.
30 -
وادي لبوة، وهو من أكبرها يصب في وادي بيشة فوق (الرشداء) من المغرب.
31 -
وادي اثب.
32 -
وادي الكثيب وهو يصب في وادي بيشة من الشرق فوق (الخشم).
33 -
وادي شفان: وادي ينبع من الجنوب من سلام البيح فوق جبل الأرقع .. ومن روافده:
(أ) وادي الثمامة. (ب) وادي أصلاب.
(ج) وادي والى. (د) وادي السوسيه.
ويقع على وادي شفان قرى صغيرة جدا منها:
(أ) الطبقة. (ب) السوسيَّة. (ج) الخَرْب.
(د) المثناه. (هـ) حَضَن العادة. (و) خشم الوعل.
كما يصب في هذا الوادي واد كبير يسمى (القاع) ينبع من الجنوب، حيث تصب فيه الأودية التالية:
(أ) الحاجون. (ب) الحجِّين. (ج) الجيشين.
(د) سلام المحجر. (هـ) خانسة قملا. (و) شعب الحدق.
(ز) شعب الكحل. (ح) شعب الواته. (ط) شعب الحفة. (ي) الطلاح.
ووادي القاع يصب في شفان في الثرماله.
وحينما يصل وادي بيشة إلى ديار بني بجاد يصب فيه.
34 -
وادي ظرافة: ينبع من المغرب من الهضبة ومن العطفة ومن شعاب أخرى.
35 -
وادي الطريف: ينبع من شعاب (العرق الأكحل) ومن شعبة (السلفة) و (ذيذاه) وهو يصب فيه من المغرب.
36 -
شعبة الخيل: مصبها عند قرية (بني ثور).
37 -
دحلة بن مسرور: ومصبها في (سنابل).
38 -
شعبة المصرخ.
39 -
شعبة نصيبان: تصب عند قرية (الشرق).
40 -
دَحَلة عيَّاش.
وعلى وادي (ابن هشبل) ينزل بنو بجاد وبنو (قحافة) ولهم عليه عدة قرى منها من الأعلى:
(أ) الرشداء. (ب) الخشم. (ج) المعامل.
(د) أبو نظارة. (هـ) الزبرات. (و) الشقره.
(ز) الغريراء. (ح) الحصاد. (ط) عريجة.
(ك) آل بي ثور. (ل) الدرب وهما قريتان. (م) الشهمة.
(ن) الشل. (س) جوهرة. (ع) أم حمير.
(ف) جروة. (ص) الطريف الأعلى والأسفل.
(ض) المصنَّة. (خ) الحضرة. (ر) الحيفة.
(ش) بو مريرة. (ق) الضيقة.
وعندما يصل الوادي إلى بلاد بني واهب هناك الأودية التي تصب في وادي بيشة مباشرة، وأخرى تصب في وادي (هرجاب) المعروف والذي بدوره يصب في وادي بيشة، كما يجاور تلك الأودية أودية أخرى وشعاب تصب في وادي (المسيرق) الذي يصب في وادي تثليث، وسيأتي ذكر ذلك إن شاء الله.
الأودية التي تصب في وادي بيشة هناك:
41 -
وادي الأعابل ومنبعه من الجهة الجنوبية الشرقية من مصبه، جهة خيبر وهو بين (بطنة آل حبيب) و (بطنة آل السريِّحة).
42 -
وادي البطنة: وهو وادي كبير تتجمع فيه أودية وشعاب كثيرة يطلق عليها جميعا (البطنات) وهي:
(أ) النقعاء. (ب) وادي السلام.
(ج) وادي السلام الأبتر. (د) وادي الحثدة.
(هـ) وادي العطارزي. وبه مورد ماء.
(و) دحلة البقر. (ر) أبو مجنحي (شعب).
(ح) القرِّي.
ولبني (واهب) عليها قرى عدة معظمها الآن لآل حبيب. مثل:
(أ) السِّر. (ب) أم ثمار.
(ج) العمار. (د) الخضر.
(هـ) قرية شعب محيي، وهي الأقرب لوادي بيشة.
(و) قرية أبو نمص. (ر) لوبد. (ح) المصبح.
وقد ذكرت قرى بني (واهب) مع القبيلة.
43 -
وادي هرجاب، واد كبير جدا، من أهم روافد بيشة، وقد ذكر في مواضع عدة في كتب العرب، وبهذا الوادي تكثر أشجار السدر. وهو الحد الفاصل بين القبيلتين، فشرقه لبني واهب وغربة لبني منبه. رأسه في (فرشة) وهي شعاب كثيرة حول جبلي (قملا ودمنان).
وينحدر شمالا ثم ينحني إلى المغرب عند (طلعة هرجاب) إلى أن يصب في وادي بيشة عند قرية (الحيفة)، ويصب في هذا الوادي من الشرق:
(أ) وادي أنط، يخترقه الخط القديم بين بيشة وخميس ومشيط وعليه تقوم (مقاهي بوجنيه)، وقد أقيمت عليه قرية سميت بهذا الاسم.
(ب) وادي سلام النسوان. (ب) وادي أبو غرير.
(د) وادي الهشيم. (هـ) وادي العضبة.
(و) وادي الحيفة. (ز) وادي غراب.
(ح) وادي المناخ. (ط) وادي الربضة.
(ي) وادي قهدان. (ك) وادي أبو علفة.
(ل) وادي ملحة. (م) وادي خرص.
(ن) وادي شواحط. (س) وادي القاع.
(ع) وادي سمار. (ف) وادي ابن مرة.
(ص) وادي المذابيح. (ض) وادي الحميطة.
(خ) وادي مَسْوَل. (ر) وادي رفضة.
(ش) وادي العكف. (ق) وادي كدادة.
(ذ) وادي السّمط. (ظ) وادي المليح.
(غ) وادي الأحمر (الكربة الحمراء).
(ت) وادي هضبة الدرعا.
أما قرى بني واهب الواقعة على هذا الوادي فهي:
(أ) قرى أبو جنية.
(ب) الخضراء وهي إحدى عشرة قرية ذكرت في قبيلة بني واهب.
(ب) كُتْنَة. (د) الحاجون.
(هـ) ابن مرة. (و) صمخ.
(ز) المجعرة. (ح) بطحان.
(ط) شعب الهتوم. (ي) سابَّه.
(ك) حرف آل العمودة. (ل) مجحّم.
(م) الحميّطة. (ن) هجرة آل بالقرب.
(س) الحفيرة. (ع) الجرباء.
(ف) تباشعة.
وفي بلاد بني منبه روافد أخرى لوادي هرجاب منها:
(أ) وادي بئر بن سرار، وبه البئر المسمى بها.
(ب) كتنة، وهي أرض مشهورة في كتب العرب، قال الرداعي في أرجوزة الحج:
بهن تعلو السهب ذا المرو الاخص
…
إلى الكتينات طريقًا قد كحص
سيري إلى كتنة سير الجدِّ
…
قصدًا وليس الجور مثل القصد
أميِّ مع الوفد طريق الوفدِ
…
أميِّ إلى ماءِ رواء الوردَ
حيث بريد الصخرة الصِّلخدَ
…
يا كُتنُ ذات الرُّجَماتَ الجُرْد
(1)
أُسقيت تسَجْام السحاب الرُّمد
…
من كل ثجَّاج هزيمَ الرعْد
دار بها حَيّا ندىً ومجدِ
…
شهران أخوالي وحيُّ الأزد
(2)
وهو يصب فوق قرية (صمخ) وعليه باسمه وبهذا الوادي يصب وادي (سيلين).
(ج) صِهِيْ، قال الرداعي أيضًا:
حتى إذا أوردتها رنوما
…
واديها والمنهل المعلوما
حيث البريد لم يزل مأزوما
…
ألقت صهيّا خلفها مذمومًا
(3)
وهو يصب في هرجاب فوق وادي (رنوم).
(د) مَرَخا: ورأسه بالشفا ويصب في هرجاب تحت (لبد) وهو جبل وبه مورد ماء يسمى (بيضان).
(هـ) الميثاء: يشترك هذا الوادي مع بعطان في منبعه. ويصب في وادي هرجاب مشتركا مع وادي مَرَخا.
قال الرداعي وهو يذكره:
وخذا إلى الأغلب فالرجاء
…
ثم الغضار فإلى الميثاء
قال الهمداني: والميثاء موضع، وذكر بأنها أحد المواضع من يعري لخثعم
(4)
.
(1)
الرجمات: جمع رجمة وهي الصخرات.
(2)
صفة جزيرة العرب، الهمداني، تحقيق الأكوع، ص 424.
(3)
صفة جزيرة العرب، الهمداني، تحقيق الأكوع، ص 429.
(4)
المصدر السابق.
ويصب في وادي بيشة في بلاد بني منبه عدة أودية منها:
44 -
السِّر: ويصب قرب جبل (عبران).
45 -
ثار.
46 -
العذيبة، ومنبعها قرب (ضور بن سرار).
47 -
زيلا: ينبع قرب جبل (عبران).
48 -
ريحان: رأسه في قرن ريحان ويشرك مع (سيلين) في منبعه.
49 -
بعطان: وادي يصب عند قرية (واعر) ومنبعه من الشفاء وأعتقد بأن (بيشة بعطان) سميت بهذا الوادي، قال الرداعي:
ثم ببعطان بَواجي الوسج
…
تؤم من بيشة وادي ترج
50 -
وادي ترج يصب في بيشة عند قرية (لحيفة) وبه نخيل ومزارع كثيرة ذكره البكري في معجمه، حيث قال: "قال أبو حاتم عن الأصمعي هو موضع بيشة مأسدة وهو من بلاد خثعم، وأنشد لأوس بن حجر:
وما خليج من المروت ذو حدب
…
يرمى الضرير بخشب الطلح والضال
يومًا بأجود منه حين تسأله
…
ولا مُغِبَّ بترج بين أشبال
ولبني منبه على هذا الوادي القرى التالية:
(أ) خيبر بني منبه. (ب) النهقة.
(ج) الحازمي. (د) الضبعانة.
(هـ) الشعبة. (و) الهنيَّة.
51 -
وادي تبالة، وهو كبير ومعروف يصب عند قرية الصبيحي، أعلاه لقبيلة الفزع من خثعم، وبهذا الوادي كان بيت (ذو الخلصة) وقد سبق ذكره. وقد ذكر هذا الوادي في كثير من أشعار العرب وأراجيزهم كما كانوا ينسبون إليه الأسد مع ترج وبيشة. قال عبد الله بن عبد الرحمن الأزدي من قصيدته التي يذكر فيها افتراق الأزد:
فكلكم خيار الناس قدمًا
…
وأجلدهم رجالا بعد عاد
وأكثرهم شبابًا في كهول
…
كأسد تبالة الشهب الوراد
52 -
المريبخ ومنبعه (الخنق) ويصب في أسفله.
53 -
الدعثر.
54 -
الرسنية، ومنبعه من جبال (القهابية) وبه مورد ماء باسمه، انتهت روافد وادي بيشة.
ويقوم على أطراف وادي بيشة من مصبه إلى منبعه القرى التالية:
أولا: القرى التي تقوم على أطرافه في بلاد قبيلة رفيدة:
1 -
المضيق. 2 - عنقرة. 3 - آل الشيخ.
4 -
الدربين 5 - عراب. 6 - آل زهير.
7 -
ليوان. 8 - آل الداحي. 9 - آل السواد.
10 -
آل العظباء. 11 - آل عمرة. 12 - آل الرميح.
13 -
الجوف. 14 - آل شويه. 15 - آل عرينه.
16 -
آل نادر. 17 - آل غر.
ثانيا: والقرى الواقعة على أطرافه في بلاد عبيدة:
1 -
الرمبة. 2 - آل كنبه. 3 - آل جلدة.
4 -
آل ألوف. 5 - آل جلدة (من الحف). 6 - القضعان.
7 -
آل ثابت. 8 - آل مهدي
(1)
. 9 - آل هبيل.
10 -
آل جبرة. 11 - آل قريش. 12 - آل عصبة.
13 -
آل قرعة. 14 - آل بسام. 15 - آل سليمان.
(1)
في بلاد عسير، ص 79.
ثالثا: وعندما يبدأ الوادي يخترق بلاد شهران تقوم عليه القرى التالية:
1 -
الرونة: وهي بين شهران وقحطان.
2 -
مسيحل. 3 - نعمان. 4 - الهرير.
5 -
الوقبة. 6 - ذهبان. 7 - الصفق.
8 -
المثناة. 9 - آل عزيز. 10 - الدرب.
11 -
العرق. 12 - الصمدة. 13 - قنبر.
14 -
آل هميلة. 15 - شباعة. 16 - الغرابة.
17 -
المعزاب. 18 - طيب الاسم. 19 - مصلوم.
20 -
أبو سليك. 21 - الجمفور، وهناك قرى صغيرة قبله.
22 -
الفخار، وهي ما قبله (لبني منبه عسير).
وهي عدة قرى صغيرة تقع على ثلاثة شعاب هي: (الفخار، ومهرة، والأعيرج).
وعلى وادي ابن هشبل القرى التالية:
23 -
الرشداء. 24 - الخشم. 25 - المعامل.
26 -
أبو نظارة. 27 - الزبرات. 28 - الشَّقْرة.
29 -
الغريراء. 30 - الحصاد. 31 - الحِرْش.
32 -
عريجة. 33 - آل بي ثور. 34 - الدرب.
35 -
الشهمة. 36 - الشل. 37 - جوهرة.
38 -
أم خمَيْر. 39 - جروة. 40 - الطريف الأعلى والأسفل.
41 -
المصنة. 42 - الحيفة. 43 - بو مريرة.
44 -
العنيقة.
أما القرى التي تقوم على أطرافه عند بيشة النخل والتي ينزلها بنو واهب وبنو منبه والرمثين وبنو سلول ومعاوية وغيرهم فهي:
45 -
عرمان. 46 - شعب النجود. 47 - واعر.
48 -
لحيفة. 49 - المروة. 50 - مسفرة.
51 -
دحال الشري. 52 - الريان. 53 - صوفان.
54 -
الباقرة. 55 - نمران. 56 - الحرف.
57 -
روشن المهدي. 58 - الحزامي. 59 - النغيلة.
60 -
الشداخة. 61 - قنيع. 62 - بالشوك.
63 -
الحمة. 64 - الحريرة. 65 - الدحو.
66 -
الصبيحي. 67 - العطف. 68 - مذروب.
69 -
الرقيطاء العليا والقصر.
70 -
روا. 71 - الحليبة. 72 - النقيع.
73 -
الخرسعة. 74 - خيبر آل منيع.
75 -
العميد. 76 - الحشرج.
77 -
الجنينة وهي أربع قرى هي: عصلان، والجنينة، وندوان، وشريفة.
78 -
الشقيقة. 79 - المحتجبة. 80 - بلاد الجخفان.
وادي المسَيْرِق
يطلق على وادي المسيرق هذا الاسم حينما يصب فيه وادي (الشيق) ووادي (بريم) وفي الأخير يصب وادي (السِّلِيْل) و (الشُّطْبَة) فوق (خيبر)، ويستمر بهذا الاسم إلى أن يصب في (الثَّفْن) قرب (حرض)، ومن ثم يصب وادي الثفن في وادي (تثليث).
ووادي المسيرق هو الوادي الثاني في بلاد شهران العريضة وله روافد كثيرة.
روافد وادي المسيرق:
يصب في وادي المسيرق عدة أودية وشعاب هي:
1 -
وادي الشيق، وهو أهم روافد وادي المسيرق ينبع من (الهَضْب) في بلاد (آل الشُّواط) من قحطان، ويقرب منبعه من منبع (وادي تندحة) ويصب في وادي المسيرق عند (خيبر) وله روافد كثيرة هي:
(أ) المِديد: ينبع من (الهضب) ويصب من الجنوب؛ إذ يتلاقى مع وادي (الحشرج) فوق (الضيقة).
(ب) الموقعة: يصب في الضيقة ومنبعه من جبال (دَعَار) وشعب (الجَمْعاء).
(ب) الرميثيَّات: ينبع من جبال (العوشز).
(د) أبو ظهيَّان: ينبع من جبال (سَلْحة).
(هـ) الشَّرِيْ: ينبع من جبال (القُعْمة).
(و) السلف.
(ز) الطافحة: يصب فيه من الشرق ومنبعه جبال السريّحة.
(ح) السَّلَف الأسفل: يصب فيه من المغرب في قرية الصقور ومنبعه من جبال (النقع).
(ط) شعبة الطيري: تنبع من جبال (النِّباع).
(ي) بني غزيل: وهما اثنتان تنبعان من جبال (الكهف).
(ك) جراف: منبعه من جبال (المضاوي) وعليه قرية تسمى باسمه.
(ل) أبو عقوان.
(م) شعبة آل الرفيدي: منبعها من جبال (تبشّر).
(ن) عرقة: ومنبعها من جبال (شحاط).
(س) الظليف: منبعه من جبال (الصفر).
(ع) شعب لحية: ومنبعه من شعاب (السلام).
(ق) بو سلم: منبعه من جبال (الصفر).
(ص) شعبة خيل: منبعها من جبال (أبو خيال).
(ض) أبو قبور: منبعه من (الصفر، والزباء).
(خ) موقف: ومنبعه من جبال (مكيتل).
(ر) شعبة الحنظل: ومنبعها من جبل (شاع) المعروف ومن جبال (المدسم).
(ش) وادي فعاه: ويصب فيه من المغرب من جبل (أفرا) وجبال (السلام) و (الرجيمة) و (بني مكرمة).
(ق) شعبة آل دلهوم.
(ذ) شعبة السلف الثالث.
(ظ) شعبة الزبيب: ومنبعها من سلسلة جبال (الملحاء).
وهذا الوادي وفروعه لقبيلة كود وعليه قرى كثيرة جدا ذكرت ضمن قرى كلود وذكرها هنا من باب الإطالة.
2 -
وادي السِّلِيْل: هو أحد الروافد الرئيسية لوادي المسيرق؛ إذْ يصب في وادي بريم غير بعيد من خيبر لينتهي الأخير في المسيرق، ومنبعه من جبال (سقيف) و (النقع) و (الملحة) واتجاهه من الجنوب إلى الشمال وتصب فيه أودية وشعاب منها:
(أ) وادي الضرس، ومنبعه من (النقع).
(ب) وادي حفينان، ومنبعه من جبال (الأشعاب) و (الحمل).
(ب) وادي الخوي، ومنبعه من (الشطبة) و (السمراء).
(د) وادي صفي السيف، ومنبعه من (الحِرْش) و (دُخنْه).
وعلى هذا الوادي تقوم بعض المزارع كما توجد عليه قرية جديدة اسمها (روضان).
أما (بريم) فهو مجمع -كما ذكرنا- لوادي (الشِّيْق) و (الشَّطْ) و (السَّلِيْل)
وعليه تقوم قريتان هما: (بريم الأعلى) و (الغبيبة).
ويصب في وادي المسيرق عند بلاد بني واهب عدة أودية هي:
3 -
وادي السلام. 4 - وادي ملحة.
5 -
وادي المحذف.
6 -
وادي يعرا، غير وادي يعرا التابع لقبيلة ناهس.
7 -
شريان. 8 - الطلاح.
9 -
وادي المعزب.
10 -
وادي المصقع، وبه مورد ماء قديم.
11 -
وادي نحر. 12 - وادي جلجل.
13 -
وادي الجذيانة. 14 - وادي النصب.
15 -
وادي العكاس.
وهناك قرى عدة على وادي المسيرق منها
(1)
:
1 -
خيبر. 2 - واسط. 3 - الحامض.
4 -
الشَّكاع. 5 - أثَبْ. 6 - الأخضرين.
7 -
الطلحة. 8 - قوز بن طهليل. 9 - العين.
10 -
البغث. 11 - الذيبة. 12 - المحوى.
13 -
الجزيرة.
(1)
انظر قرى بني واهب.
وادي يَعرَى
وادي طويل ينبع من أعالي السراة ويصب في وادي (تثليث) مشاركا وادي (طريب) في مصبه، وفيه قال الرداعي في أرجوزة الحج:
ثم بيعرَى غير ما كِثاتٍ
…
إلا بسقط الواد شاخصات
أو آكلا قوتا وشاربات
…
عند بريد الصَّخرة الصفتات
وقال قبل ذلك:
حتى أتت يعرى نواج مُعْمِلهْ
…
وتحتَ رَحْلِي عَنترِيس عنسَلةْ
قال الهمداني: "ويعري واد لجليحة من خثعم فيه نخل وآبار"
(1)
.
أما الصفتات المنفرد من هذا قيل رجل صفتات؛ أي طمل لا شيء معه ولا عليه والصفتان الجسيم أيضًا
(2)
.
ولوادي يعري روافد هي:
1 -
وادي السايلة، منبعه من جبال (الرضم) ويصب في أسفله ما بين جبال (الثمد)، ويصب فيه (الكلة السوداء) التي تسمى (الحرفوف).
2 -
وادي تبشع، ينبع من جبال (تبشع) و (أم القصص)
(3)
، ويصب فيه وادي (نعض) والذي ينبع من جبل (ذريّان).
3 -
ظلعان، ينبع من جبال تبشع من (خشم مصلوم).
4 -
السايلة البتراء.
5 -
وادي الفيضة، ومنبعه من جبال (العش).
6 -
وادي جناب، ومنبعه من جبال (العش) أيضًا.
(1)
صفة جزيرة العرب، تحقيق الأكوع، ص 426.
(2)
من شرح الهمداني.
(3)
جبل ضخم اسمه الصحيح (ذات القصص) ذكره الهمداني في كتابه (صفة جزيرة العرب).
وعلى وادي يعرا قرى كثيرة جدا وصغيرة ذكرت ضمن قرى ناهس ومنها:
1 -
قرية آل صملة. 2 - قرية العين.
3 -
قرية الضرم. 4 - قرية آل جرمان.
5 -
قرية آل مشحذ. 6 - قرية الخضاير.
7 -
قرية آل فاهدة.
وادي إركَان
هو أكبر أودية شهران العريضة في تهامة وعليه ينزل الجهرة، وفيه تصب أودية كثيرة تتجمع مياهها فيه لتصب تلك المياه في وادي (بَيْش) المعروف عند (العلاه).
أولا: الأودية التي تصب فيه من الشرق:
1 -
شذيبة. 2 - دخنان.
3 -
وادي حبرة، وهو وادي كبير تصب فيه الأودية التالية:
(أ) وادي عقلا. (ب) الشعب. (ج) أم جوين.
(د) أم سوادي. (هـ) أم مروة. (و) ذا السلب.
(ز) وادي الكتف. (ح) المدرة، وهي ثلاثة بنفس الاسم.
(ط) شرحان. (ي) الخويرمة. (ك) مراح.
4 -
ذمرباظ، وينبع من جبل (غواشي).
5 -
ذام دفاين.
6 -
وادي الحر، وهو وادي كبير تصب فيه:
(أ) وادى قران، وهو ذو شعاب متفرعة وكثيرة.
(ب) أم جليحي. (ج) صيلحة. (د) أم زريبة.
(هـ) ذا الخرق. (و) أم حدم. (ز) أم سهلة.
(ح) جويلة. (ط) ذام عصافر. (ي) ظهايا.
(ك) حنية. (ل) الجهف.
(و) وادي المسيل، ويصب فيه:
1 -
مشيخا. 2 - الأصمة.
3 -
الخيفاني. 4 - الحساني.
5 -
المعتق، ومن شعابه (ذاوَّجا) و (أم سفان) و (خبيرات).
7 -
وادي ثفرين. 8 - وادي العوين، وهما اثنان.
9 -
وادي رغدة.
10 -
أم حنو، ويصب فيه (الناصبين) و (محصنة) و (يرجم) ووادي (السربة) ووادي (الحبيل).
11 -
وادي نسلة. 12 - وادي ذام قفل.
13 -
وادي القملة.
14 -
وادي الجو، ويصب فيه وادي (السحيران) ووادي (الساقط) ووادي (القرية).
ثانيا: ويصب في وادي أركان من الجهة المقابلة:
1 -
وادي القريّة. 2 - وادي الكهفين.
3 -
وادي الأثبات. 4 - وادي المعين.
5 -
وادي الحر. وهو مقابل لوادي (الحُر) السابق الذكر.
6 -
وادي اللَّصْبة. 7 - وادي أم ضاحين، وهما اثنان.
8 -
وادي عماقية. 9 - وادي خرجا، وهما اثنان.
10 -
وادي ذام عشر. 11 - وادي جدا.
12 -
وادي ذام حفا. 13 - وادي ذام ضبر.
14 -
وادي ذام خليفا. 15 - وادي ذام عفرة.
16 -
وادي الدويمة.
17 -
وادي وَرَاخ، وهو من أكبر روافد وادي أركان، وفيه يصب أودية كثيرة، وهي:
(أ) أم دير. (ب) الحبوة، وهما اثنان.
(ج) زبار. (د) ذام جار.
(هـ) أم هاجم. (و) أم هيجرة.
(ز) المنسدح. (ح) دمدم وفيه (دمادم).
(ط) أم ربَع، وهما اثنان. (ي) ذام سلام.
18 -
وادي ضموة. 19 - وادي ضماية.
20 -
وادي تضرع. 21 - وادي رحب.
22 -
وادي أم رصيد. 23 - وادي نشام.
24 -
وادي ورايرة. 25 - وادي أم حجري.
26 -
وادي تدفع. 27 - وادي أم صمّا.
28 -
وادي أم ظاهرة. 29 - وادي أم مخلف.
30 -
وادي معشور. 31 - وادي سفيان.
وهناك أودية أخرى لبني ماجور، منها ما يصب في وادي بيش وآخر يصب في البحر.
الأودية التي تصب في وادي بيش:
1 -
وادي رَثَمة، ينبع من جبل (رَعني).
2 -
وادي الراتخ. 3 - وادي مَلَح. 4 - وادي الجبجبة.
5 -
أودية (آل قُرِّي) وهي ثلاثة أودية تنبع من جبل (قرى العير).
6 -
وادي طَلَقة، ينبع من جبل (أم جمحية).
7 -
وادي اليسرة، ينبع من جبل (وعل)، ويصب فيه الأودية التالية:
(أ) وادي نشام. (ب) وادي سباه.
(ج) وادي الحرجية.
الأودية التي تصب في البحر:
1 -
وادي الظهرة، ينبع من جبل (أم رعني) أيضًا.
2 -
وادي العِلْ.
ويلاحظ كثرة الأودية والشعاب بشكل كبير جدا في هذا القطر من بلاد شهران، ولعل السبب هو وقوعها بين جبال شاهقة وهضاب كثيرة.
الجبال
هناك الكثير من الجبال والأماكن على أرض شهران، منها المتراص، ومنها المتناثر، ومعظمها تحمل أسماء معروفة، والبعض منها مشهور، وهنا أقدم ما استطعت الحصول عليه من أسماء هذه الجبال وقد لا تكون مرتبة أو متناسبة على الأقطار، وقد يكون السبب هو قلة الأدلاء وجهل الكثير من المتأخرين بأسمائها، وهذه بعض المصاعب التي واجهتها في هذا البحث.
ومن الأنسب أن نبدأ بما نعرفه من جبال تهامة الواقعة في بلاد بني ماجور والجهرة ثم نصعد إلى السراة.
من الجبال المشهورة التي تشرف على ديار بني ماجور (الشاقب) و (أوعل) وهو جبل ضخم يقع بين الجهرة وبني ماجور وبني نمار من عسير، كما أنه أشهر الجبال في بلادهم. وفي بلاد بني ماجور أرض واسعة تسمى (الذنبة) وبها مدرسة ابتدائية جديدة.
أما الجبال الواقعة في بلاد الجهرة، فمنها:(بايد) و (الملوّا) و (الفقارة) و (أم كمام) و (قيمران) و (أم الهدب) و (أم غَشَيْه) و (أم عُطْفه) و (أم قحمه) و (أم برّه) و (أم سَرَب).
ويعرف أهل تهامة الأسماء بأم التعريف وهي لهجة تهامة المعروفة.
وأما جبال شعف شهران فهي كثيرة جدا، منها، ابران، والقارية، وجربان، وجربية قرب المسقى، والصالح، والعريف الضخم الذي يشرف على شعاب الدمن، وأم اللحم، وأم الجنايز، وقرعة، وكذلك شرق المسقى يقع جبل الأذن والشريف.
ونترك المسقي إلى ديار بني جابرة فنرى جبل (ثبو) وجربية السابق ذكره و (هود) و (شموخ) الواقعة جنوب (القلت)، ونرى أيضًا (عرق العشة) و (أم خربان)، و (الساقب).
أما على القرعاء وما حولها فترى مجموعة من الجبال والهضاب، منها: جبل لوس، وحلاة، والغراب، وهضبة الفردة، وهضبة العراء، وعرق الحتار، وجبل مشيح، وخيط بن ذرة، وأبو طفشة وقردان.
وفي بلاد آل سرحان يرى: قوسان وهو ضخم، وجبل رباه وغثران، وهو بين آل سرحان وآل عضاضة من علكم عسير.
ومن أشهر جبال المنطقة جبل ضمك المشهور الذي يجاوره نحو المغرب جبال كثيرة ضخمة.
وكذلك يقع في بلاد آل رشيد جبال عدة وأراضي واسعة فسيحة مثل (الشرف) الذي تنغرس فيه الكثير من الجبال والهضاب.
ويشرف على منازل آل الغمر جبال منها (الوصيل) و (نسوب) و (الغرائب) وهي ثلاثة جبال يفصلها وادي (ذهبان).
وجبل الجرداء على رأس وادي (الطلاح) وقارض على وادي (ثربا) والبسير، وأم ذراع والحلاة وعدنه والضور الذي يقع قرب وادي أبها جنوب غدير المعجمة.
ونتجه نحو الشرق إلى بلاد كود وناهس وغيرها من القبائل الشهرانية الصغيرة المجاورة لها فنبدأ بوادى تندحة والذي حوله جبال كثيرة، منها: جبل مانع الكبير الذي يحتضن الوادي من الجهة الشرقية، وهو يمتد من أعالي قرى تندحة
جنوبا إلى جبل مدمن شمال شرق قرية الشعيثاء؛ ومن ثم إلى الشمال سلسلة جبال الحمرة (بضم الحاء وسكون الميم)، ومنها جبل مدمن السابق الذكر، وجبل الانصب، ويتخلل هذه السلسلة من الجبال شعاب هي: ضداد، وحيفة اللال، وشعب الحمار، ونشير، ومغدا بن جراد، وشعب الملحلح، وشعب محيي، وشعب آل عدله، وعشرة. ويعلق بجبال الحمرة سلسلة أخرى تسمى الجلاح وهي توازيها من الشرق.
أما الجبال الواقعة غرب الوادي فهي عديدة سواء أكانت جبالا أم هضابا فمنها على سبيل المثال: (هضاب الشرف، وضور آل عجير، وهضبة البقر، وهضبة روزه، والطوال وهضاب الذياب والحمراء، وهضبة سالم والمشط والغبر والبلاقة والعربية وقرن الشثيث والصفر والجهمي، ومعظم هذه الجبال في بلاد كود الحضر).
أما إلى الشرق فهناك قرن مجعل قرب وادي مجعل والكواكب وغيره. أما منابع أودية الشيق فمنها جبل ذعار، وجبال العوشز، وجبال سلحة والقعمة، والسلف، والسريحة، وجبال النقع، والنباع، والكهف، والمضاوي، وجبال تبشر، وشحاط، وجبال الشري، وجبال أبو خيال، ولحية، وجبال مكيتل، وجبال آل حماد، ومدسم، وأفرا والسلام، والحيمة، وجبال شمران، وجبال شراق، وسلسلة جبال الملحا، وجبال الأشعاب، والحمل، وصفا السيف، والحراش، ودخنة، والسمراء، والشطبة، وقرضة، وجبل شاع المشهور.
أما في الجهة الجنوبية الشرقية، فهناك جبال ظلفاع وأم القصص وهو جبل على أطراف القاعة كان يسمى (ذات القصص).
قال الرداعي:
للسُّهْبِ ذي السبّسب من ذات القصص
…
أتى إلى الميل إذا الميل شَخَصُ
وجبال ثمد، وتبشع، والرضم، وذريان، وجبال العش، وسحام، وعرب (بكسر أوله وسكون ثانية) وضيران الضريِّسه، والعاساء، والشميط، والعبودي (وهو جبل في جنوب درج وهي أرض منبسطة)، وضور الكُعْبَة وهناك في بلاد
ناهس الأرض المعروفة بالقاعة والتي يقع عندها، جبل أم القصص وجبل ظلفاع من الشرق وضيران المقدة، وعبل منكت الدروع من الجنوب، أما من المغرب فيقع ريع الجمعاء، وجبل القُعمة، وجبل النباع، وجبل شذبه، والعبلاء، وشهميل، وضرب البندق، وبها أودية وشعاب كثيرة منها وطاط والغول وحافش ودَحَلة مقطوف والعوشز.
هذه بعض الجبال الواقعة غرب بلاد شهران العريضة، أما عندما نتجه نحو الشمال الغربي إلى بلاد بني بجاد وبني قحافة وبني واهب نجد الكثير، منها: جبل الأرقع، وعترية، والوعل، وضوير، وصفع ضيَّات، ومن الجبال المعروفة أيضًا: صور بن عيسى وضور الخنق وضور السلع وجبل بن معيّد.
أما قرب وادي شهران فهناك جبل النصيبا وتوسِّي وجبل الجَلْحَاء وجبال الصُمْع وجبل الأصبعة وضور بن النّداء، وعندما نواصل السير إلى الشمال نجد جبال البُطْنة والوعْل، وكَنَّا، وعريض، وضور الجمرة، وخطران، وعثعث والأخيران يقعان جنوب البُطْنة. وعرمز والقرحاء وهما وسط البُطْنة وجبل كَراث وهو قرب الماء المعروف (عِدْ: كراث) وجبل الراكبة وهو راكبة العطيفة وقنة الكبار.
أما إلى الشمال على بلاد بني واهب فنرى جبل العمدة وضِبَة، وصنور المَعَزَبْ وبه مورد ماء، وأم فرقين، والخَصَا، وجناب وضور القاع ومكسر الفنجال، وتعده (وهو جبل كبير على مشارف قرية صمخ) والمذابيح ومِسُوَل، ورفضه، وهضبة الدرعا، والحصير، وهو جبل طويل يمتد من وادي (حجيلان) جنوبًا يخترقه وادي (هيكل) ووادي (خلافة) من الشمال وهما يصبان في وادي (الثفن).
وفي بلاد بني منبه جبال كثيرة منها الشفاء، والجبل الشاهق عبران، وجبل نمره، ولِبْد والشراه (وهي عدة جبال غرب وادي صِهي) وقرن الوشيل.
وعلى مشارف مدينة بيشة هناك منبسط من الأرض يطلق عليها (المتن) يشرف عليها جبال كثيرة منها اللَّبْن وهو في الجنوب، والقراين في الجهة الجنوبية الشرقية منها، أما من الناحية الشرقية من المتن، فهناك الصايرة السوداء وهو جبل
أسود مدبب الرأس شاهق الارتفاع، بينما تقع الصايرة البيضاء شمالها يحاذيها من الناحية الغربية جبل يسمى الشهيلاء وحوله جبل مطويّة الواقع قرب قرية المَرْوَة وهو جبل ضخم، وهناك أيضًا هضبة سوداء مطوقة بحجارة بيضاء ضخمة يطلق عليها المطوقة وعلى امتدادها نحو الشمال الجبل المعروف قرن الحديد، وقد أعجبتني أبيات الشاعر النبطي الذي قال:
لاسقي يوم الربوع اللِّي بلاني به
…
من بين قرن الحديد وبين صوفان
غرو لقته يوقف جال مطوية
…
..................................
ما همة السوق ينشد عن مصاريفه
…
ما همة إلَّا دليق فوق الأمتان
والربوع هو سوق الأربعاء، وغرو هو صغير السن ويقصد به الفتاة، ودليق هو الشعر الكثيف.
أما في بلاد الرمثين فهناك جبال كثيرة منها بيا، والدَّسْمة، وسلسلة جبال المِلْحة، ويَلا، وأم حيْشيَّة، وجنيح والغناوي وواقف وهو بين الرمثين وأكلب. ومن الجبال المعروفة أيضًا جبل جمعور لبني سلول في النقيع.
موارد المياه المعروفة
نقل المياه في تهامة شهران، حيث تشح الأمطار ويصعب حفر الآبار فيها كما يعاني الأهالي هناك الكثير في جلب الماء؛ إذ يسافرون مسافات طويلة للحصول عليه بين خطوط وعرة، أما الشعف وخميس مشيط وتندحة وما جاورها فتكثر المياه نسبيا وتقل الكلفة في الحصول عليه، ولعلَّ أكبر مصدر للماء في المنطقة هو وادي تندحة.
أما بين خميس مشيط وبيشة وشرق وادي تندحة فهناك العديد من الآبار القديمة والتي هي موارد للبادية، ويطلق على الواحدة منها (عِدْ) بكسر أوله وسكون ثانية وينسب ذلك المورد إلى الوادي الواقع فيه أو إلى الجبل المجاور له أو إلى من حفره، وربما قد تغير إلى اسم حادثة وقعت قربه، وإليك بعض موارد المياه المعروفة في المنطقة:
1 -
بئر بن سرار، في وادي هرجاب.
2 -
بيضان، في وادي مرخا.
3 -
جناب، في وادي جناب.
4 -
الجبيب، في وادي الفيضة.
5 -
الجهاف، في وادي المسيرق.
6 -
الحفاير، وهما اثنان واحد لبني واهب، والآخر لبني منبه.
7 -
الحفاير، وهي خمسة آبار في القاعة.
8 -
الخضار، في وادي يعري.
9 -
دريع، شمال ضور الكعبة.
10 -
دنن، بوادي هرجاب على طريق بيشة خميس مشيط.
11 -
رنوم على وادي باسمه، قال الرداعي في أرجوزة الحجِّ:
حتى إذا أوردتها رنوما
…
واديها والمنهل العلوما
وقال أيضًا:
إن رنومًا قطعت حبالي
…
وتركت كل جديد بالي
قال الهمذاني: "رنوم منهل فيها بئر طويلة
(1)
".
12 -
الضريِّسة، في وادي يعري.
13 -
طيب الاسم.
14 -
العذيبة، في وادي العذيبة.
15 -
عُقْدان، في وادي الغول بالقاعة.
16 -
عليَّان، خمسة آبار في وادي هرجاب.
(1)
صفة جزيرة العرب، تحقيق الأكوع، ص 429.
17 -
العين، في وادي يعري.
18 -
الغيضة، في وادي مشحذ.
19 -
الفوَّار، في وادي يعري أيضًا.
20 -
كَرَاث، قرب جبل مكرثا في وادي هرجاب.
21 -
المَعْزب، عند ضور المعزب على وادي المسيرق.
22 -
ملَحة، في وادي يعري.
23 -
هداجة.
24 -
طِيدة في بريم.
25 -
مدابه، تحت جبل ضلفاع.
26 -
المَصْقع في وادي المصقع يصب في المسيرق.
27 -
النخلة في وادي تبشع.
الأسواق الأسبوعية
كان السوق عبارة عن مهرجان أسبوعي في المنطقة، يعرض النّاس فيه أشياءهم للبيع والشراء، وهو فوق ذلك أكبر فرصة للالتقاء، فيه يتعارف النّاس، وفيه يلتقي الأصدقاء من كل صوب وحدب كما تُبَلَّغ فيه الإعلانات، وتفَضُّ فيه المشكلات والمنازعات بين النّاس بسواء عند القضاء أو في الإمارة، بالإضافة إلى تأديب المجرمين والخارجين على الشريعة.
وتهتم القبائل بأسواقها وقليلا ما تحدث فيها المشاغبات والفتن لخطر القيام بمثل ذلك.
وتوزع على ديار شهران العريضة أسواق كثيرة، ويلاحظ تلاشيها وانعدام معظم العادات فيها، فقد صارت مسئولية تلك الأسواق على عاتق الدولة، في حين كثرت المتاجر وكثرت الخيرات - ولله الحمد - فصارت معظم تلك الأسواق تقام كل أيام الأسبوع، وهذه الأسواق هي:
السوق
…
البلد
السبت: هجرة بالقرب - وهو سوق حديث.
الأحد: خيبر.
الإثنين: صمخ
الإثنين: وادي ابن هشبل.
الإثنين: سوق ابن حَمُّوض - الشعف.
الإثنين: الحازمي.
الأربعاء: الروشن بيشة.
الخميس: خميس مشيط.
العادات والتقاليد الاجتماعية
كانت قبيلة شهران العريضة كغيرها من قبائل الجزيرة، قد عاشت السنين الماضية وقبل الحكم المسعودي الراشد حياة شاقة ومريرة، عانى فيها النّاس ألوانا من الحروب والفتن والقتل والنهب، وعاشوا الخوف والهلع مع الجوع والفاقة، فكثيرا ما يغزو رجل من قبيلة إلى قبيلة أخرى ليقتل وينهب في خفاء الليل، وربما تشن الغارة قبيلة على أخرى فيقتلون وينهبون.
ويكثر الفرسان في هذه القبائل، كما يشتهر فيها فرسان أشداء يضرب بهم المثل، وكثيرا ما نسمع بقصص هي أقرب للخيال منها للحقيقة لأولئك الفرسان.
ومع قوة تلك القبيلة وشدة بأسها، فقد كانت من أكثر القبائل حبا للسلام ولتطبيق الشريعة الإسلامية، وكانوا أول المرحبين بالحكم المسعودي في المنطقة، فكانوا جنوده الأوفياء المخلصين لعلمهم أنه الحكم الإسلامي العادل والبعيد عن التعصب والانحياز.
وقد عاشت تلك القبيلة حقبة من الزمن وهي تتخبط في دياجير الظلمات مشاركة قبائل الجزيرة العربية حياتها العصيبة حينما كانت ترزح تحت وطأة الحكومة
التركية التي ليس لها دور في هذا القطر سوى الاضطهاد والظلم، مع انعدام الأمن واضطراب الحياة الاجتماعية.
ولم يكن لها دور فعال في إخضاع النّاس وإطفاء نار الفتن إلَّا فرض الضرائب والغرامات الباهظة، وكان لهم مسيرتهم المخيفة حين تدق الطبول وتعزف المزامير، ويشق الجيش طريقه متوسطا الأودية والأراضي المنبسطة، فقد كان القوم يخافون الجبال؛ لأنَّها وكر تلك القبائل المتمردة، فيهدمون الآبار ويحرقون المنازل في حين يتساقط الكثير منهم من أطراف الجيش، وقد صدق النّاس حين أطلقوا عليها أي الدولة
(1)
(الحية العمياء) من قبضت عليه ومن فاتها فقد سلم.
وبعد خروج الأتراك من المنطقة، كثرت المشاكل وتعددت أسبابها حتى خضعت كليا لحكم (ابن سعود) فانقضت جميع المشاكل الأمنية واختفت العصبيات القبلية - ولله الحمد.
وفي نفس الوقت الذي عاش النّاس فيه موجات الجوع الشديد كانت بلاد شهران خلالها من أحسن الأراضين وأكرمها في جزيرة العرب لكثرة الأمطار وخصوبة الأرض واشتغال النّاس بزراعة أراضيهم ورعي أغنامهم؛ إذ كانت الحبوب والأغنام والمواشي آنذاك هي مصدر رزقهم.
وقد تغير كل شيء الآن فازدهرت المنطقة ازدهارا باهرا وكثرت الأموال عند النّاس وقل الفقر فيهم فتغيرت سبل المعيشة والسكن والحالة الاجتماعية كلها إلى الأحسن، ولله الحمد.
وسنذكر حالتهم الاجتماعية في الماضي وبعض عادتهم وتقاليدهم والتي يشاركهم فيها القليل من القبائل المجاورة.
السكَنْ
لكل بطن من شهران بدو وحاضرة، سوى بعض البطون الصغيرة منها، بينما جميع أفراد بني ماجور والجهرة بدو رحل يقل فيهم ساكن الغرفة اليوم أو
العريش.
(1)
الدولة العثمانية.
وتتشابه المنازل القديمة غالبًا في شغف شهران ومدينة خميس مشيط وتندحة وما حولها حتى قرب (صمخ) شمالًا، حيث يتغير الطراز إلى شكل متشابه مع منازل بيشة النخل.
طريقة البناء
يُداس التراب والتبن بالماء بمجموعة من الأبقار لمدة تزيد على سبع ساعات تقريبًا إلى أن يصير الطين لزجا، ثم يقدم إلى الباني ليبنيه على طريقة (المداميك) وهي تختلف عن طريقة البناء بواسطة اللبن؛ إذ يقوم بردم الطين لتشييد المدماك الأول على جميع جدران أو أساس المنزل. ويقوم ببناء مدماك واحد كل يوم إذا توافر الطين، ويتم بناء المنزل على أرض مربعة الشكل في الغالب طول ضلعه ثمانية أمتار غالبًا ويحاط المنزل بسور تعلوه شعثة الشوك لتعيق من أراد تسلقه وربما يكون هذا السور على جهتين منه فقط، وبه غرف كمأوى للغنم والماشية، وأغلب المنازل في المنطقة على تخطيط متقارب تختلف في جودة الأبواب والنوافذ والعيدان فمدخله إلى السلم الذي يحتل معظمه من أحد الجهات سواء من اليمين أو اليسار الداخل المنزل، وقبل الصعود داخل المنزل يرى غرفتين على اليمين أو اليسار متداخلتين تستعمل لإيواء الأبقار أو يحفظ فيهما التين ويسمونها (ريشة) بكسر أوله وسكون ثانية، ثم تنعطف إلى إحدى الجهتين حول عامود طيني ضخم حيث يلتصق السلم بجانبه، وفي الطابق الثاني يرى غرفة في جهة وغرفتين متداخلتين في جهة أخرى، بها مخازن للقمح تسمى (الحُقُوب)، وفي هذه الغرفة تخزن المواد الغذائية وآلات الزراعة وغير ذلك.
هذا إذا كان المنزل مكونا من ثلاثة أدوار فأكثر، وإلا فإن تلك الغرف توضع كمجلس للضيوف وغرفة نوم، ويوجد المجلس في العادة بالطابق الأعلى والذي تشرف نوافذه على المزارع الخاصة بصاحب المنزل، وبعضهم يسمي النافذة (لَهَجْ) بفتح اللام والهاء، وفي بعض المنازل توجد غرفة واحدة كملحق في السطوح وهذه تسمى (النُّوبَة).
وقد شيّد القدامى منازلهم هذه التوافق مع المناخ والطبيعة والحالة الأمنية، فنري (الوطن) مثلا في الشغف كما هي في بلاد عسير (والوطف صفائح حجرية توضع بين المداميك لتحفظ الطين من الأمطار) وكذلك بعض الأطراف العليا من المنازل؛ إذ يوضع في أسفلها عيدان تحفظها من السقوط عند هطول الأمطار.
ويضيقون نوافذهم بشكل صغير جدًّا ليخفف من دخول الهواء البارد، كما يصعب دخول السارق خلالها، كما يلاحظ أن معظم المباني القديمة جدًّا متلاصقة وضيقة الشوارع حتى لا يستطيع السارق السطو على أحدها خوفا أن يراه الجيران أو يسمعوه.
وتَغْلب المنازل ذات الثلاثة أدوار على المنطقة وهناك ذات الاثنين والأربعة والخمسة والسبعة أدوار مثل قصرا بن مشيط ولكنها قليلة، ويسمى النّاس هناك الأدوار (سقوف) وبعضهم يسميها (طوابق)، بينما يختلفون في تسمية المنزل نفسه، فكان الحضر يسمونه (حُصْن) بضم الحاء وسكون الصاد، هذا فقط في الجنوب من البلاد، بينما تسميه بعض البادية (باب).
أما منازل بيشة وما حولها فكانت مكونة من مجموعة من الغرف على واجهة وخلفها حائط واسع جدًّا، وهذه المنازل في القرى غالبًا، أما في المدينة فتكثر المنازل ذات الدورين، وتسمى الغرفة في الطبق العلوي عندهم (عليّه) ويسمون المدخل أو الصالة (منفوح) كما يسمون المطبخ (مَشَبْ) والحمام (مَرْوَش) والغرفة (حُجَرة). ويوجد في معظم بيوت قرى بيشة برك يخزن فيها التمر تسمي الواحدة منها (جِصَّة) بكسر أوله ومبانيهم من اللبن.
أما بيوت الشعر في هذه المنطقة فهي أصغر من بيوت الشعر في نجد والشمال.
الزراعة
تطورت الزراعة تطورا ملحوظا خلال السنين الأخيرة الماضية، وقد تمتعت المنطقة الجنوبية كغيرها من المناطق الأخرى باهتمام الدولة السعودية في هذا المجال.
لقد كانت الزراعة هي شريان الحياة، فما تنتج الأرض يأكلون ومن أثمانها يلبسون ويشترون ما يحتاجونه، وكذلك بالنسبة للبدو الذين يعتمدون اعتمادا كليا على الله ثم على أغنامهم وإبلهم.
وكان للمرأة دور كبير في الزراعة والرعي، فهي ساعد الرجل الأيمن وقوته الثانية، وقد تتكبد المرأة المشاق في ذلك إضافة لأعمال المنزل والاحتطاب.
وكانوا يزرعون في جنوب البلاد القمح والشعير والذرة، أما الفاكهة فهناك الرمان والعنب والمشمش والخوخ والسفرجل، أما في بيشة وما حولها فكانت زراعتهم تنحصر على الدخن والذرة، وبعضهم يزرع القمح والشعير إضافة إلى الفاكهة من الرمان ذو الحبوب البيضاء والليمون والبرتقال واليوسفي والتمور التي تشتهر منطقة بيشة بجودة تمورها، وأنواع التمور في بيشة هي:
1 -
البرناوي. 2 - البوني.3 - الخضاري.
4 -
الحلوة. 5 - الشُّكُل. 6 - الصفْري.
7 -
اللحق. 8 - المكنزي.
وتفسد مئات الأطنان من هذه التمور لسوء تعبئتها وكذلك لسوء التسويق، والدولة تشجع إقامة مصانع لتعليب التمور وستزول تلك المشاكل - إن شاء الله.
وهناك معدات قديمة استعملها الإنسان عبر القرون الماضية، فجلبت له الماء وحرثت له الأرض وأخرجت من بركاتها، ولما جاءت المعدات الحديثة بدأ النّاس ينكرون تلك وانصاعوا لهذه السهولة استعمالاتها ووفرة إنتاجها.
والكثير من أبناء المنطقة من حديثي السن يجهلون معظمها، وقد أوردتها بأسمائها التي يعرفها معظم أبناء المنطقة الجنوبية. ومنها:
1 -
القرنان: ويجمعونها فيقولون: (القرون) وهما جداران من الحجر والطين يقعان على إحدى جهات البشر والواحد منهما مثلث قائم الزاوية والزاوية القائمة نحو البئر وهما متوازيان ترفع (العجلة والدراجة بينهما).
2 -
المشَنة: هي حوض يقع بين القرنين وبه يصب الماء بعد جذبه من البئر ومنه يوزع على القنوات.
3 -
الغَرْب: بفتح الأول وسكون الثاني وهو دلو كبير يجذب به الماء من البئر وهو مصنوع من الجلد له فتحة كبيرة، ويدخل منها الماء وأخرى صغيرة يخرج منها الماء إلى الحوض.
4 -
الثِّقَل: وهو حجر يزيد وزنه على ثلاثة كيلو جرامات يربط في أسفل المغرب ليثقله فيغطس في الماء.
5 -
الدَّراجة: المكرة السفلى وهي أسطوانية الشكل مصنوعة من الخشب.
6 -
العجلة: مكرة كبيرة لجذب الماء وهي من الخشب أيضًا.
7 -
المِرْسَبْ: حبل من الجلد يجري فوق المعجلة وهو الذي يجذب الفتحة الكبرى للغرب.
8 -
العِرْقاه: عصاتين على شكل + يربط في وسطهما المرسب.
9 -
أوْذمة: وهي التي تصل العرقاه بالمغرب.
10 -
السِّعْن: حبل مصنوع من الجلد المدبوغ يجري فوق الدراجة ويجذب الفتحة الصغرى للغرب.
11 -
الزمام: ويربط فيه السِّعن، وهو حبل من الجلد مربوط بفتحة المغرب الصغرى.
12 -
القَلْنصُوة: عود كبير تقع أطرافه على (القرون).
13 -
الحمار: عود آخر يقع تحت القلنصوة.
14 -
الزَّنْدة: عود كبير ثالث تحت الحمار تقع بينهما (الدراريج).
15 -
أظلاع: وهي اثنتان من العصي لكل عجلة، تربط أطرافهما بالقلنصوة والحمار وكذلك اثنتان لكل دراجة.
16 -
المِضْمَد: وهو العارض الذي يوضع على رقاب الثيران لسحب الغروب في حالة الري، واللومة في حالة الحرث.
17 -
المقارن: وهي أربع عصى، لكل ثور اثنتين من الطرفين وهي تسقط من الطرف العلوي للمضمد لتثبيت الثيران على مسار واحد.
18 -
اللومة: عود طويل يشبك في المضمد أثناء الحرث.
19 -
السُّكة: والحكل: والسحب: جميعها تثبت في اللومة لغرض الحرث.
20 -
مِدْسَم: وهو لوح طويل من الخشب يشبك في المضمد بسلسلة من الحديد وذلك لتسوية الأرض بعد حرثها.
وكان النّاس يخزنون الذرة والشعير في (المدافن) وهي محفورة في الصخر تحت الأرض لها غطاء كالرحي.
وهناك بعض الأدوات القديمة التي لَمْ تذكر هنا لعدم أهميتها.
الصناعات وطبقات الصُناّع
منذ العصر الحجري والإنسان يسخر الطبيعة لخدمته، صنع من الأحجار سلاحه وأوانيه، ومن جلود الحيوانات لباسه وستر عورته حتى تطور مع الزمن وتيسرت طرق المعيشة، فعرف النحاس والحديد كما عرف الفخار والنسيج، فأجاد صناعتها وشكلها على متطلبات الحياة، فطاب العيش وقل العناء.
وهناك عدة صناعات تنتشر في الجزيرة العربية، تختلف في جودتها من منطقة لأخرى وكان في بلاد شهران صناعات بدائية بسيطة منتشرة يقوم بصناعتها صناع مهرة يتوارثها الأبناء من الآباء.
وللصناع طبقات مختلفة، فلكل صناعة طائفة خاصة لا تستطيع تلك الطائفة الانتقال إلى صناعة أخرى، ومن السيئ جدًّا تعدد تلك الطوائف في هذه المنطقة وتمييز بعضها عن بعض فلا يتزاوجون؛ إذ كل طبقة تتزاوج من طبقتها فقط، وقد انقرضت معظم العادات السيئة في مثل هذه الأمور وخاصة بعد الحكم المسعودي
العادل، ونشر الوعي بين النّاس ولم يتبق من هذه سوى القليل الذي لا يستطيعون تغييره، والطبقات هي:
1 -
التجارون: ويطلقون عليهم "صناع عود".
2 -
الحدادون.
3 -
الخرازون: ويسمونهم صناع (سير).
4 -
الفيوض: وهم الذين يقومون بنسج البسط وبيوت الشعر ومعظم صناعات النسيج.
5 -
اللاحطة: وهي طبقة تهتم بالأفراح وإقامتها. وهناك طبقات أخرى قليلة لا داعي لذكرها.
وقد اندمجت تلك الطبقات مع المجتمع، وانعدم ذلك التمييز المشين - ولله الحمد.
الطعام
كان الطعام بسيطا جدًّا، منه الجيد ومنه الرديء، وقد كان أهل المنطقة الجنوبية عمومًا أقلّ تفننا في الطعام من أهل أبها خاصة ومقاطعة جازان ومكة وجدة؛ إذ لا يهتمون كثيرًا بتنويعه، وكثيرا ما يكررون النوع في وجبات متتالية. وأشهر تلك الأكلات والتي ندر ظهورها هي:
1 -
العريكة:
تقدم العريكة دائما مع السمن والعسل وكذلك مع التمر إن وجد وهي تصنع من خبز البر المفروك. وتقدم على صحن وقد كومت على أحد أطرافه وبجانبها قدح السمن، وربما وضعت العريكة في قدح ويوضع السمن والعمل في فجوة محفورة في وسطها، وهكذا يقدم (المَطْحُوحْ) والذي هو أحد أنواع هذه الوجبة وأجودها. إذ يُنَقَّى منها الأجزاء المحروقة من الخبز.
2 -
المصبَّعَة:
تصنع المصبعة من البر أيضًا؛ إذ تعجن وتقطع صغارًا، ثم توضع في ماء مع قليل من الطحين على نار هادئة، لمدة كافية لإنضاجها، ثم ترفع وتحرك بعصا من الخشب تسمى عندهم (مصواط) وبعد ذلك تفرغ في صحن وتقدم كما تقدم العريكة مع السمن والعسل.
والعريكة والمصبغة من أجود أطعمتهم وهي تقدم للضيوف عادة، وكانت لا تكثر إلَّا في بيوت الوجهاء والتجار ويصفها القدامي بقولهم: إنها (كبش بلا عظام)؛ أي بأنه في حالة رَفْض الضيف ذَبْح الكبش له، فإنها تقدم بديلا عنه، وهكذا قالوا.
3 -
العصيدة:
تصنع من القمح، أو من الشعير والذرة مخلوطا، وتؤكل مع المرق عادة، والبعض يأكلها مع اللبن، وتختلف طريقة أكلهم العصيدة عن غيرها من المأكولات؛ إذ تقبض اللقمة ثم تقرص مع الوسط حتى تصبح على شكل قدح صغير، لتملأ بالمرق أو اللبن، وتسمى اللقمة هذه (كحفرة) بضم الكاف وسكون الحاء، ويصعب على الإنسان صنعها ما لَمْ يكن قد تعود على ذلك.
4 -
مرقوق:
قطع من الأقراص الصغيرة المطبوخة مع الطماطم، وبعض اللحم، ويصب عليها قليل من السمن قبل تقديمها للأكل.
5 -
لِهيْدة:
وهي بسيطة الصنع، وكانت تعمل لكبار السن، وهي تصنع في العادة من القمح، ويضع عليها البهارات كما يصب عليها السمن ويحرك حتى تختلط به بعد نضجها وهي خفيفة.
6 -
رواكة:
وهي مثل اللهيدة ولكن أخف بكثير، وقليل آكلها؛ إذ تصنع للمواشي غالبًا.
وهناك بعض الأطعمة الأخرى مثل (الثريد) و (المبثوث) إضافة للخبز والإيدام ثم الأرز الذي انتشر وشاع في العقد الثاني في القرن الماضي، كما أن هناك (العبيلة) الذي يفضلها أهل القرى بعد الولائم، وهي نوع من الشراب المخلوط من المرق واللبن.
وقد كانت الأواني بشكل عام في الجزيرة العربية، بدائية ومصنوعة محليا، والبعض مستوردا من الأقطار المجاورة والمصنوعة من الصِفْر والنحاس، وقد انقرض معظم هذه الأواني ويجب على المهتمين بالآثار جمعها والحفاظ عليها.
وتختلف مسمياتها من مكان لآخَرَ، وسنذكر فيما يلي الشائع من تلك المسميات:
1 -
البُرْمة: قدر من الفخار يستعمل للطبخ.
2 -
الجُوْنة: من السعف، وبها يحفظ الخبز ليبقى ساخنا.
3 -
الحُكْر: بضم الحاء والكاف، يصنع من الخشب وغطاؤه من السعف المغطى بالجلد وبه يحفظ الزبد.
4 -
الخَمْرة: وهي (دلة) كبيرة تطبخ بها القهوة قبل تفريغها في الدلة الصغيرة.
5 -
الصَّحَفة: صحن منحوت من الخشب.
6 -
العُكَّة: قربة يخزن بها السمن أو العسل.
7 -
الغضار: إناء يصب فيه المرق وهو مصنوع من الفخار.
8 -
مِبْرد: وهو من الخشب، وفيه يبرد البْن بعد حمصه.
9 -
المِرْثَي: من الفخار، وبه يروب الحليب.
10 -
مِنْسَفْ: من السعف، ينقى عليه الحب.
العادات الاجتماعية
لكل قوم عاداتهم التي ورثوها عن أسلافهم، والعرب كما هو معروف عنهم أشد النّاس تمسكا بعاداتهم وتقاليدهم وأكثرهم افتخارا واعتزازا بها، وتتمتع قبيلة شهران بعادات أصيلة يتفاخر بها أفرادها على غيرهم من القبائل الأخرى.
التعاون
لدى البطون الشهِرّانية عادات حسنة جدًّا، وكثيرا ما تختلف هذه العادات بين تلك البطون. وربما تختلف بين فروع البطن نفسه، فلقبيلة مثلا تتحمل نسبة كبيرة من الدية أو الغرامة المالية، أو جميعها، ونأخذ كود مثلا، فعند البدو يدفع المصاب كما يدفع أحدهم من الدية، بينما يقوم كود الخضر بدفع ثلث الدية فقط، ويدفع الفخذ البقية، وكذلك بقية شهران، ولكن هناك بعض التفاوت في نسبة الدفع.
ويشكل النّاس في السابق وحدات متماسكة ومترابطة، يربطهم الإخاء، والمحبة، والحاجة فتراهم قوة واحدة على السراء والضراء.
فكان عندما يتوفي شخص من القرية أو من الفخذ، فإن العزاء يقدم للجميع كما يقدم لأهله، كما يبارك للجميع وتقدم التهنئة في حدوث ما يسر الفرد.
وعندما يبني شخص ما منزلة فإن الجماعة يقومون بمساعدته باليد والمال، وكذا عند سقوط بئر أو دمار مزرعة.
وللأسف نرى التفكك والانحلال في جماعة اليوم إذ فرقتهم المادة، وانفرد كل منهم على حدًّا، وظهر الحسد والحقد والخلاف.
ومن الملاحظ رجوع النّاس هذه الأيام إلى الالتحام والمحبة، ليقينهم بأن يد الله مع الجماعة، وأن أهم عوامل التفرقة هو المال، والمال لا يبقى.
الزواج
تتعدد العادات وتختلف مراسم الزواج وطريقتها في أنحاء الأرض، كما تختلف بين بطون قبيلة شهران نفسها والكفء عندهم هو الأهم، بغض النظر عن
صاحب المال أو الجاه، بل الكفء عندهم الرجل الذي هو من نفس الطبقة الاجتماعية من حيث الأصل والنسب، والاستقامة، ثم أن يكون قادرا على ستر زوجته وأولاده وكسب العيش لهم، ولا بد لكل قاعدة من شواذ - كما قالوا - وهم الذين قصدهم الأستاذ فؤاد حمزة رحمه الله في كتابه: في (بلاد عسير)
(1)
وهم ذوو النفوس الضعيفة، الذين ينتشرون بين جميع القبائل والذين يعرفون الكفاءة بالمال فقط.
وليس هناك طريقة معروفة يستطيع الشاب بها عرض حبة أو رغبته في الزواج من فتاة ما، وربما يستطيع الشخص ذلك إن كان من الأقارب فقط، وما أعجب ما ذكره أحد الكتاب الكبار بأن الرجل يستطيع ذلك عندما يذهب للسوق أو موارد المياه ليعرض حبة لفتاة ما، فيقول "أنا ميدك" فإن قالت:"وأنا ميدك" فهي موافقة، وليس عليه إلَّا أن يذهب إلى ولي أمرها لخطبتها وهذا طبعًا من الغريب بأن يحدث، فالنّاس ليسوا كالطيور أو الحيوانات يعرضون حبهم ورغبتهم في التزاوج في لحظات بلا معرفة سابقة، أو تقصي الحقيقة، والغريب في ذلك أن الكاتب ذكر ذلك في نقله أخبار شهران، علمًا بأن تلك اللهجة غير معروفة بينهم.
أما بعد الخطبة فيقوم الشاب وولي أمر العروس بتحديد موعد عقد النِّكَاح (الملُكْة) بضم الميم وسكون اللام، وسنذكر واحدة من العادات المنتشرة في جنوب بلاد شهران وهي بأن يقوم الزوج وبرفقته أقاربه وبعض جماعته بزيارة أهل الزوجة ومعهم المأذون، ويكون ذلك في العادة بعد العصر، فيستقبلهم المضيفون من والد الزوجة وجماعته ويكون الترحيب عادة في تلك الديار، بأن يصف المضيفون على خط مستقيم، بينما يقوم الضيوف بالعرضة حتى يقتربوا منهم بحوالي عشرين مترًا ثم يتراصون كصف آخر مقابل ثم يتقدم المضيف مع كبير الجماعة ويرفعا صوتيهما بالترحيب، فيكرره الجماعة خلفيهما ليرد الضيوف على هذا الترحيب بالشكر والتحية ثم يختلط الجمع ليتم السلام والعناق. ويدخل الضيوف إلى منزل المضيف
(1)
ص 81.
وتقدم القهوة والشاي، ويدار عليهم الطيب. وتحضر لهم وجبة وهي مصبعة ويكثر عليها السمن حتى يطفر من أطراف القدح في مثل هذه المناسبة وتسمى عند البعض (معيشة) وبعضهم يسميها (وَصْلْ)، ثم يعودون لرشف القهوة، ومن ثم يخرجون عند الجماعة الذين يقدمون الطيب والفاكهة وما إلى ذلك مما قد توافر في هذا العصر. والذي حل محل القهوة فقط (أيام زمان) وبعد المغرب يكون النّاس قد اجتمعوا في بيت المضيف الذي يقدم العشاء رزا ولحما طريا مع الفاكهة إن وجد على الطريقة الحالية (المُفَطَّحَات)، أما من قبل فكان العشاء (عَصِيدْ ومَرَق) ويقسم اللحم بين الحضور تقسيما.
وبعد العشاء ينصرف الجماعة ويبقى الزوج ووالده أو قريبه واثنين من الشهود والمأذون، ثم يتم الاتفاق حول المهر والحلية وكان المهر في السابق يختلف حسب الظروف، فكم من امرأة كان مهرها سجادة أو بساط وبضعة من الدراهم القليلة، أما حلية زمانهم فهي لا تتعدى بعض أساور من الفضة وخواتمها (وأقلهن مهورا أكثرهن بركة).
وقد قامت بطون عدة من شهران بتحديد مهور النساء ما بين 25.000 و 30.000 ريال بما فيها الذهب، وهناك بطون أخرى أقلّ بكثير.
هناك بعض الخرافات التي انقرض أكثرها ومجها النّاس وكثر مكذبوها، وهي الحرص الشديد في عدم قبض الأصابع وعقد الخيوط وغيرها كثير، وذلك خلال عقد القران، والغريب أن الكثير من المثقفين يصدقون تلك الخرافة التي يعتقدون بأن في تحقيقها إيقاف القوة الجنسية لدى الرجل (الزوج) فيتم بعدها التفرق والطلاق، وقد قال بعضهم بأنها حدثت فعلًا على كثير من النّاس. وقال بأنها ضرب من السحر والسحر بالطبع حقيقة.
أما الزفاف: ففي الماضي؛ إذا كان منزل الزوجة يبعد كثيرًا عن قرية الزوج، فإنهم يعزمون على الذهاب من العصر ولم يكن هناك أيام محدودة لهذا الغرض، ويكون السير رجلًا أو على الخيل والحمير والجمال، حتى يصلوا إلى ديار الزوجة فيرحبون بهم بالترحيب التقليدي المعروف، ثم يقومون بتقديم العشاء لهم والذي
يكون كما قلنا (عصيدة ومرق) وفي تلك الليلة تدق الطبول والتنك، وأكثر رقصة يقومون بأدائها في مثل هذه الليلة (الزحفة) ثم ينامون هناك، وفي الصباح يتناولون الفطور عند الجماعة، ثم الغداء عند المضيف. وبعد الغداء يرحل القوم ومعهم العروس والتي تركب بعيرًا في العادة من أهدأ الإبل لئلا يطرحها أرضًا. وفي هذا يحدث قصصا مضحكة - ثم تقام العرضة حتى يتم الرحيل وهناك عند بيت الزوج تقام حفلة الزواج الصاخبة والعشاء مع عدة ذبائح، وتقام تلك الأفراح ثلاث ليال متتابعة ولا تقام مأدبة في الأخيرتين مثل الأولى.
ثم تغيرت تلك العادة؛ إذ يقوم الزوج وجماعته بالحضور عند أهل الزوجة في الصباح الباكر بعرضة طويلة والضيوف فيها كثير جدًّا ويكثر بها الرمي بالرصاص، وبعد الترحيب المعروف. يقول كبير الجماعة:(انقسموا كذا قسم) فينقسم الضيوف إلى عدة فرق، تتبع كل فرقة رجلًا من الجماعة لصحبهم إلى منزلة، فيقدم لهم الإفطار والقهوة والشاي والفاكهة ثم يقوم النّاس بزيارة أهل تلك القرية أو الحي فيشربون هنا القهوة، وهناك عصيرا، وهكذا.
وإني أعتبر تلك العادة التي انقرضت عند معظم بطون شهران أنَّها من أحسن العادات، وقد أخطأ الذين قاموا بتغييرها. إذ كانت أقوى فرصة لتقوية أواصر المحبة والإخاء والتعارف أيضًا.
وكانت هذه الطريقة في جنوب البلاد الشهرانية - وبعد الغداء يخرج الزوج بزوجته راكبا سيارته مخترقا أصوات البنادق وأهازيج العرضات.
وقد انقطعت الآن عادة الحضور من الصباح؛ إذ يقوم الضيوف بالحضور قبل صلاة الظهر أو بعدها ثم يتناولون الغذاء وتزف العروس إلى منزل الزوج، وقد سمجت هذه ومجها الجميع فيا ليت العودة إلى سابقتها، وحذف السيئ منها إن كان فيها ذلك، وقد قلَّت الأفراح فمن ثلاث ليال إلى ليلة واحدة.
أما في بيشة وما صاقبها فيمضي الزوج الليلة الأولى عند أهل الزوجة، في حين تدق النساء الطبول، ويرقصن إلى ما شاء الله من الليل، ويعتبرها الكثير أنَّها سيئة وهي في حالها إلى الانقراض.
أما النساء في الجنوب فحظهن من تلك الأفراح هو الحضور قبل الزفاف عند أهل العروس بيوم، ويختلف وقت حضورهن من مدينة إلى مدينة ومن قرية إلى قرية، أما بعد الزفاف فلهن اليوم التالي.
الختان
تغيرت عادة النّاس في الختان؛ إذ كان معظم سكان المنطقة لا يختنون أبناءهم إلَّا في السن المتأخرة من الطفولة، ما بين العاشرة والسادسة عشر، وقد تنقص أو تزيد، وتختلف العادة في السراة عنها في تهامة التي تتميز بالقسوة المبالغة.
أما بالسراة وما حولها من الشمال، فإن يوم الختان لمجموعة من الأطفال يحدد قبل شهر كامل ليتمكن آباؤهم من توفير البر والسمن والذبائح وغير ذلك، ويكون الختان عادة في منتصف الشهر، وفي اليوم المنتظر يقوم كل اثنين من الحضور بأخذ شاب من المختنين والركض به حتى يتعبان، ثم يتلوهما آخران يركضا به أيضًا، ويزعمون بأن الفائدة من ذلك تسخين الدم ليحمي ويخرج دم كثير خلال الختان، ولا أدري ما الفائدة في إخراج كمية أكثر من الدم، ثم يختن الشاب ختان السنة إذ لا يقطع إلَّا ما شرع قطعه، وبعدها يذبح كل ليلة أحد آباء المختنين عقيقته، ويسبقها عرضات وأفراح وأهازيج.
ويجتمع أولئك الشبان سوية ليذهبوا للقرى المجاورة فيفطرهم هذا ويغديهم هذا ويعشيهم ذاك.
أما علاج الجرح فهي طريقة يسمونها (الكبا) وهي إحراق بعر إبل جاف، ثم يوضع فوق الجرح، وهنا يعاني المسكين أشد العذاب.
أما الآن، فقد انتهت تلك العادات تمامًا، فالختان دائما قبل إتمام الشهر الأول، وفي المستشفى غالبًا، أما في تهامة فقد قال لي أمير بني ماجور بأنهم لازالوا يختنون الشباب في العقد الثاني ولكنه قال:(ختان السنة).
الفنون الشعبية
العرضة:
هو لون شعبي ممتاز، يشتهر في المملكة العربية السعودية، ولكن تختلف من منطقة إلى منطقة، ومن قبيلة إلى أخرى، ويرقصها النّاس إما قبل الحرب أو بعدها، فيفاخر الشعراء بقومهم، ويمتدحون أمراءهم وأفعالهم، وغير ذلك، من أفراح، وختان، ونحوه.
ويشتهر أهل بيشة بهذا اللون؛ إذ يحييها الجميع هناك فيهتمون بترتيب صفوفهم، وفي اختيار شعرائهم.
أما طريقة الرقص فهي:
يتكون الحفل من طابور طويل دائري المسار، يتكون فيه كل صف من اثنين إلى أربعة، وينقسم الطابور إلى قسمين أول وأخير، فالأول يشدو بالشطر الثاني للبيت الأول، ثم يشدو الثاني بالشطر الثاني للبيت الثاني، وهكذا. وهناك ألحان مختلفة منها السريع الخفيف ومنها البطيء الثقيل، ويدق فيها الطبل والزير، ويدق فيها بعض المناطق التنكة لإضافة نغم جديد ينسجم مع الطبول.
الخطوة:
هناك الكثير من يعجبه ذلك الفن الشعبي، والذي ينسب أصله إلى قبيلة عسير، ويرقصونها في سهرات الأفراح.
ويتكون الراقصون من صفين متقابلين، ويرفع الصف الأول صوتا من اللحن الطويل ثم يتلوه الآخر. وفيها يتقدمون خطوة للأمام ثم يرجعونها للوراء. وفي وسط اللحن تنثني المركبة اليسرى بشكل مفاجئ تتلوها اليمني، ثم ترفع إلى الوسط لتعود الكرة الثانية ويستمر الرقص بالخطى.
الزحفة:
وهي في حالها للانقراض، وهي أسرع من الخطوة وصفوفها مثلها، وبها تثني الركب في وسط اللحن، ولكن تختلف الطريقة في أداء اللعبة؛ إذ تثني الركب فقط دون التخطي للأمام وبشكل أسرع.
وتكثر في منطقة بيشة النخل الفنون الشعبية الجيدة الرائعة وهي أحسن المناطق هناك في هذا المجال.
يام
نسب القبيلة
(1)
:
يكاد يجمع معظم المؤرخين والنسابين بأن قبيلة يام تنحدر من: همدان بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود عليه السلام ابن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام إلَّا أن المؤرخين قد نسبوها لآل يام المذحجية، وهذا رأي غير مرجح.
- عظُم شأن همدان منذ القدم حتى أصبحت من أهم القبائل إن لَمْ تكن أعظمها بين مكة والبحر العربي، وكان منها الملوك والأقيال، ثم إنها اندمجت في فرعين عظيمين من فروعهما وهما:
- حاشد بن جشم بن حبران بن نُوف بن همدان.
- بكيل آخر حاشد فصار اسمه (حاشد وبكيل) يعني همدان.
ومن صدر الإسلام أصبحت حاشد وبكيل جيشًا لا يمكن لملك يريد الملك في اليمن تجاهله أو الاستغناء عنه، وعندما جاءت البعثة النبوية الكريمة ناصره من ناصره من همدان وعارضه من عارضه، إلَّا أن النتيجة كانت اعتناق همدان المذهب الزيدي، فأصبحت جيش الأئمة الزيدية.
ولهمدان مواقف إسلامية وسياسية، منها وقوفها مع الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه - يوم صفين، وتفخر همدان ببيت لعلي يقول فيه:
لو كنت بوابًا علي باب جنة
…
لقلت لهمدان ادخلوا بسلام
لقد احتفظت همدان بديارها والتي تعتبر من أوسع ديار القبائل العربية اليوم؛ إذ تمتد من شرقي صنعاء في اليمن إلى قرب حوض شرق الرياض، وهي
(1)
عن كتاب بين عراقة الماضي وأصالة الحاضر، الجزء الثاني، للباحث المسعودي الشيخ محمد الخالد الشرعبي العنزي.
مسافة تزيد أفقيا عن الألف كيلو متر وفي عرض يتراوح بين 400 - 600 كم.
ومن أهم مناطقها: الجوف، وسراة دهم، ونجران، ثم تمتد إلى الربع الخالي ونجد على جنوب الأفلاج وواحة يبرين وضواحي الخرج إلى حوض المنطقة الشرقية
(1)
.
فروع همدان: تنقسم إلى: حاشد وبكيل. ومن أهم فروع بكيل في اليمن: وائلة، وشاكر، ورهم.
ومن حاشد: قبيلة دُهم وتقع ديارها على يمين المتجه من نجران إلى شروري، خارج حدود المملكة العربية السعودية، وهم بنو دهم بن جميلة بن الهاتش من زيد بن عريب.
أما قبيلة يام المتفرعة عن همدان، فهي قبيلة عربية، عزيزة الجانب، قوية الشكيمة، ذات انتشار جغرافي وبشري واسع، وكان منها رجال معدودون بالشجاعة والفروسية والكرم والسخاء والشعر والحكمة وذلك في الجاهلية والإسلام، ومن المعروف عن هذه القبيلة ومن خصائصها الهامة هي قتل جبانها في الجاهلية، أما في الإسلام فقد دعيت ب (يام القرى) .. كانوا يقتلون الرجل الجبان منهم حتى لا يولد له فيهم فيتفشي الجبن بينهم.
نجران ويام
ذكر الهمداني في كتابه (صفة جزيرة العرب): أن ليام وطنا في نجران نصف ما مع همدان، وإن ياما ووادعة كانت ذات وزن وكلمة في نجران، تكاد تساوي وزن بني الحارث بن كعب.
وكان دخول يام إلى نجران انكماش قبائل مَذْحِج وبني الحارث بسبب ضعفها، وكان ذلك في القرن الثالث للهجرة، حيث نزلت يام بأكملها في نجران، وانفصلت عن بقية بطون همدان وذلك لعدة أسباب.
(1)
انظر كتاب: عاتق بن غيث البلادي في كتابه: بين مكة وحضرموت، ص 122.
لقد عاشت نجران - بلاد يام - في العصور التي تلت ازدهار دولة المسلمين، حياة قاسية ملؤها العنف والدمار، فكانت نجران وأهلها في هذه العصور مثلها في العصور القديمة التي أتت قبل الإسلام وقبل الميلاد أيضًا، حيث كانت مرتبطة ارتباطا وثيقا بما حولها من دول أقيمت على أرض الجزيرة العربية، وذلك نظرا لأهمية موقعها المتميز داخل الجزيرة. والذي يربط بعضها في بعض؛ إذ إنه في معظم العصور خضعت نجران "بام" لبعض الدول القريبة منها أو سيطروا هم أي يام - على بعض المناطق، وأنشأوا فيها دولا كبرى، وقد كانت سيطرتهم أكثر مع دول - معين وسبأ وحِمْيَر. وكذلك اليونان والرومان، حيث تعرضت نجران الحملات عسكرية كانت منها حملة (يتع آثر بين) ابن المكرب الحميري سنة 660 ق. م، قتل فيها حوالي (45) ألف، كما تعرضت لحملة أخرى من آخر ملوك سبأ (كرب آل وثر) قتل فيها أكثر من خمسة آلاف كما تعرضت لحملة بشعة على يد القائد الروماني (غاليوس) من دور (أغسطس) وذلك في عام 34 ق م ثم لحملة الملك الحميري (ذونواس) الذي اعتنق اليهودية المحرفة وأراد أن يجبر عليها أهل نجران فقاوموه لقناعتهم بصحة ما هم عليه من الديانة النصرانية، فغزاهم بجيش عظيم وأوقع فيهم القتل والحرق وحفر لهم الأخاديد والتي لَمْ تزل آثارها حتى اليوم شاهدا على همجية حاكم يقتل قومه في سبيل معتقد يرفضونه، وقد أكدت الآية الكريمة ذلك بالقول الكريم:{وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8)} [البروج: 7، 8].
وكان غزو ذونواس هذا إلى نجران عام 525 م.
وفي بداية الدعوة النبوية الكريمة أوفد أهل نجران وفدا من الأساقفة والأحبار والرهبان لمقابلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث جاؤوا المدينة المنورة ودخلوا على الرسول صلى الله عليه وسلم في المسجد ليسألوه عن الدين الجديد، فقال الأسقف للنبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا القاسم: موسى من أبوه؟ .. قال عمران. قال يوسف؟ .. قال يعقوب، قال: أنت من أبوك؟ .. قال: عبد الله بن عبد المطلب، قال عيسى من أبوه، فسكت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فنزل عليه جبريل عليه السلام بالوحي فتلا صلى الله عليه وسلم {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ
…
(59)} [آل عمران]، فنزئ الأسقف ثم خر مغشيا عليه، ثم
أفاق، وكان أن حضر بعض اليهود لحضور المباهلة (المناقشة)، قال الأسقف: أتزعم أن الله قد أوحي إليك أن عيسى خلقه من تراب؟ .. ما نجد هذا فيما أوحي إليك ولا نجده فيما أوحي إلينا ولا يجده هؤلاء اليهود فيما أوحي إليهم. فأوحي تبارك وتعالى إلى نبيه الكريم: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)} [آل عمران].
فانصرف الوفد إلى نزلهم وقالوا: والله إنكم لتعلمون أنه نبي، ولئن باهلناه إنا لنخشى أن نهلك، ولكن استقيلوه لعله يقيلنا! .. فلما أصبحوا غدوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقالوه فأقالهم ولم يسألوا النَّبِيّ شيئًا إلَّا أعطاه .. وقد أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ذلك خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى نجران وأهلها ليدعوهم إلى الإسلام فمكث فيهم ستة أشهر ولم يستجيبوا له، فبعث عليّ بن أبي طالب إليهم وإلى همدان جميعًا، فلما وصل إلى نجران وقرأ عليهم رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلموا ثم واصل دعوته حتى أسلمت همدان بأكملها، فكتب علي رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فسجد لله شكرا وقال:(سلَّام علي همدان .. سلَّام علي همدان) وبقيت نجران وأهلها في رحاب الدولة الإسلامية الجديدة حتى وقعت الفتنة أيام الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه بفعل مكائد ودسائس اليهود (عبد الله بن سبأ ابن السوداء) حيث تم قتل عثمان، فأرسل معاوية بن أبي سفيان جيشًا في سنة 39 هـ بقيادة (بسر بن أرطأة) إلى صنعاء فمر بنجران وفتك بأهلها وقاوموه على اعتبار أنه خرج عن طاعة علي بن أبي طالب آخر خليفة من الخلفاء الراشدين، ومن هنا جاء حب نجران لعلي .. وقد ورد ذكر يام على لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قصيدته المشهورة عن همدان .. وصارت نجران منذ ذلك الحين تحكم من قبل أهلها ولم تخضع لأحد، وكثيرا ما كانت تتعرض للغزوات أو يقوم أهلها بغزو الكثير من البلدان في اليمن وحضرموت ونجد كما قال الشاعر اليامي:
خيلنا نارد بوادي حنيفة
…
وتارد بها الخارد اليا كان مسيول
وقال أحدهم في مدح يام قصيدة طويلة منها:
وأنتم يا غضاريف شُمْ يامٍ
…
مكانكم من العلياء مكين
وفي عهد الدولة العباسية لَمْ تخضع نجران وأهلها لحاكم وبقيت في صراع مع الزمن والطامعين فيها حيث حاول يحيى بن الحسين - المُلقَّب ب (الهادي) مد نفوذه إلى نجران عندما استولى على صعدة ونشر دعوته فيها فقاومه أهل نجران وصدره وكان ذلك في عام 284 هـ ثم عاود (الهادي) المحاولة في عام 286 هـ حيث أرسل إلى نجران أخاه عبد الله بن الحسين وهزم في المعركة وانسحب، وكتب لأخيه الهادي يستنجده، فسار إليه بنفسه أي الهادي بقوة كبيرة فأوقع بأهل نجران، وكانت تلك الموقعة بداية للتجهيز للأخذ بالثأر، حيث تجمع أهل نجران ونظموا صفوفهم وهاجموا الإمام الهادي وجيشه هجوما عنيفا وعارما قتل فيه الكثير من جيش الهادي ومن أهل نجران، حيث تمركزت جيوش الهادي من جزء من نجران حتى عام 295 هـ فهب النجرانيون وتجمعوا لمهاجمة الجزء المحتل من بلادهم وقتلوا نائب الإمام وأبادوا حاشيته عن آخرها وبذلك تخلصوا منهم واستقلوا بأمر بلادهم، ولم تذكر المصادر خضوع نجران وأهلها لأية سلطة كانت بعد تلك الأحداث، بل أفادت المصادر أنهم أعانوا حسان بن عثمان بن يعفر ضد أبناء الإمام القاسم بن علي العياني بمهاجمة نجران مرتين متتاليتين، ولكنه هزم وقتل من جيشه الكثيرون ومنهم ابن عمه الحسين بن عيسى، وكما سبق ذكره أن يام وأهل نجران كانوا يخضعون بعض الدول أو يسيطرون هم على بعض المناطق ويقيمون فيها دولا كبري، فقد ورد في الكثير من المصادر، أن صنعاء وعدن وكثيرا من اليمن خضعت لحكم سلاطين وملوك بني يام، وكان ذلك في نهاية القرن الرابع وبداية القرن الخامس الهجري. حيث كان الحكم في عدن لسلاطين وملوك آل زريع من يام، وأولهم زريع بن عباس اليامي، واستمر الحال كذلك حتى غزا ثوران شاه اليمن فضعفت شوكة السلاطين من يام وتعرضوا للهزائم بعد حروب طويلة استمرت حتى عام 593 هـ حيث انهار مجدهم عند الصراع الحاد مع أقوى الدول الأجنبية من حولهم "الأيوبيين" ومع معظم المناطق، ذات القوة والعزة العسكرية وذلك لما اختلف أمرهم وانشق بعضهم على بعض عندما توفي السلطان علي بن حاتم اليامي وخلفه أولاده وأولاد أخيه - بشر - على السلطة وهذا
الاختلاف والانشقاق الذي حصل بينهم أبي إلى النتيجة المتوقعة من كل خلاف .. غير أن ضعف السلاطين من يام في الجهات الخارجة عن بلادهم نجران لَمْ يترتب عليها خضوع نجران السلطان غيرهم، فقد بقيت نجران وأهلها لا يخضعون لسلطان أحد من ملوك الأيوبيين أو غيرهم من ملوك العرب حينذاك.
وفي سنة 594 هـ سار الإمام شرف الدين إلى نجران بعد أن ملك جبل (برط) قهرا وفي نجران أصاب جيشه مرض شديد مات منه الكثير، ومع المقاومة رجع الإمام إلى صعدة ومنها إلى صنعاء، وقبل حكم الإمام شرف الدين استولى الشراكسة على تهامة والجبال ومع ذلك لَمْ تشمل سلطاتهم نجران وبقيت نجران ويام كسائر أدوارها السابقة مستقلة بأمر نفسها لا تخضع لسلطة أجنبية وبقيت نجران ويام تلعب دورا سياسيا مع الشمال والجنوب وتنصر من يجزل لها العطاء.
وقد كانت آخر الغزوات التي تعرضت لها نجران غزوة الجيش الإمامي اليمني في عام 1351 هـ، حيث كانت آخر غزوات الحكومات والسلطات التي تعاقبت على اليمن وحاولت جميعها السيطرة على نجران، وهذه هي الغزوة الأخيرة كما ذكرنا حيث انتهت بتدخل الدولة السعودية لنجدة أهل نجران الذين استنجدوا بها لمساعدتهم في حد الغزاة فعادت الجيوش الإمامية مدحورة بعد حروب ومناوشات استمرت ثمانية أشهر، وفي عام 1352 هـ دخلت نجران وأهلها في ظل الدولة السعودية، وبدأت تدفن أساليب العنف والدمار إلى الأبد وعادت إلى ثوبها القشيب الذي وهبها الله إياه في ظل الأمن والأمان في ظل الدولة الكبرى (المملكة العربية السعودية) وبدأت نجران وأهلها بعد تلك الحلقات التاريخية الدامية، بدأت تلاحق وبخطى ثابتة أساليب الحياة العصرية الحديثة وبدأت تعوض ما فاتها من علم وحياة حضارية شاملة، فكان لها ما أرادت حيث أصبحت في هذا الوقت من جنان الأرض وامتزج فيها عقل العصر الحديث بروح وفتنة الطبيعة الخلابة، فأصبحت كما قال الشاعر:
هل زرت نجرانّ، حيَّا اللهُ نَجْرانا
أو كما قال الشاعر من قصيدة أمام خادم الحرمين الشريفين:
نجران يا سيدي مِنْ مِهدِها رَضَعَتْ
…
حُبَّ الولاءِ ولم تُفطمْ إلى الآنا
إلى أن قال:
أبناء يامَ إذا هُمْ عاهدُوا وصَدَقُوا
…
تا الله ما أنجبتْ نجرانُ خَوَّانا
حدود بلاد يام قبل توحيد أرض المملكة العربية السعودية
تتكون بلاد يام من الغرب من مجموعة أودية كبار، تنحدر من الغرب إلى الشرق حتى تندفن في الربع الخالي، ويتكون الربع الخالي من صحاري ورمال خالية من السكان ما عدا رعاة الإبل وتقع سلسلة جبل العارض في أعلى الربع الحالي حتى خطمة في منقع وادي احبونا.
أما أشهر مناطق تلك البلاد
1 -
نجران: تمتد من قمم جبال تهامة من جبل اليمن الشمالي وينتهي قرب خطمة في الربع الخالي وطوله حوالي 400 كيلومتر، وترفده أودية منها شوك ومروان وادي مدوت، ومجمعها سد نجران الذي شيد مؤخرا في عهد الملك خالد ابن عبد العزيز آل سعود رحمه الله بسعة 84 مليون متر مكعب ويقع على مجمع أودية قادمة من أرض اليمن.
وبجوانب نجران أودية منها: نهوقة ورجلاء والقابل ودحضة والثايبة والموفجة وزور ووادعة وشليا والحضن وخشيوة وكلها قريب بعضها من بعض وهي محيطة بالمدينة القديمة - أبا السعود - والجديدة الفيصلية والخالدية والدخل المحدود والأخدود .. وفي أسفل نجران مورد الخضراء وهو بئر معروف منذ القدم، وبئر خباش الارتوازية منذ عهد الملك عبد العزيز آل سعود وكذلك بئر المنخلي قرب خطمة.
2 -
وادي حُبُونا: شمالًا من نجران نحو 70 كم فيه قرى وموارد قديمة وترافده عدة أودية، وهناك مجموعة من القرى تمتد من اسفل الوادي حتى أعلاه.
- قرية حبونا القبيلة سلوم.
- قرية بني هميم لقبيلة بني هميم.
- قرية المجمع.
- قرية غنيمة لآل البحري.
- قرية النقعي لآل البحري.
- قرية الحرشف للبطحين.
- قرية هدادة لآل العرجا.
- قرية أم الغيران.
- قرية الوحي لآل سُلَيْم.
- قرية الجفة.
- قرية الخانق.
وأعلاها شمالًا بدر الجنوب للوعلة.
وكذلك ظهِرّان وادعة أعلاه جنوبًا وهو لقبيلة وادعة.
وسكان قرية حُبُونا كلهم من قبائل مذكر بن يام بادية وحاضرة، أما بدر فسكانه من قبيلة الوعلة من مذكر.
وهناك قرى قديمة شبه مهجورة، منها: كهلان ومطارة وهي قرب بدر الجنوب ومنها آبار معروفة منها الحصينية وسلوى.
وهناك آبار قديمة للعجمان صارت اليوم شبه قري سكنها غيرهم ومن قبائلهم ولا يزال هناك منهم آل سفران، ومن تلك الآبار بئر عجيم وبئر فايد وبئر أم الحمام وبئر أم حجر وبئر كهلان، وكلها تعود للعجمان قبل خروجهم من نجران - بلاد يام.
ويوجد قصر مشيد برأس جبل قرب تلك الآبار ينسب إلى شقيق عجيم ووميل المدعو (غصن) وذلك قبل أن يرحل إلى جبل الريث ويسمى قصر (غصن) ولا يزال حتى اليوم وهو غير مسكون.
3 -
وادي ثار يمتد من المغرب إلى الشرق ويسيل في اسفل وادي حبونا ويبلغ طوله حوالي 400 كم ووادي ثار فيه آبار قديمة منها:
- بئر البراق وبئر غداء وبئر الحرماء وفي أعلى وادي ثار فيما يسمونه - ساده وشن - بئر مرصوفة بالحجر وهي لأجداد قبيلة آل فطيح من الوعلة اسمها بئر العليين وهي قرب بدر الجنوب.
4 -
وادي قطن: ويبعد من وادي ثار مسافة 35 كم شمالًا ويعود سيله في أسفل حبونا قرب الحصينية وفي جانبه محمد يسمى - العين والقرين - وهما موردان مجتمعان في شعيب واحد:
- العين بئر في عرض جبل شبه (نبع).
- والقرين قلَّ ماؤه.
5 -
وادي وسط: وهو وادٍ كبير إلَّا أنه ليس بطويل، ويجتمع فيه عدة أودية منها الظوير والبيض وبني سلَّام وتغلل وفيه مياه كثيرة وتنقطع حين يتأخر عنه المطر وفيه بئران هما: الوهلان وأبا الرخم وفي الوهلان مزرعة نخيل للشيخ ذيب المهان منذ فترة قديمة ويبعد وادي وسط عن وادي قطن 65 كم شمالًا وسيله يذهب شمالًا بشرق ويجتمع مع عدة أودية.
6 -
وادي طلحام: ويبعد مسافة 25 كم من وسط شمالًا ويبلغ طوله حوالي 300 كيلو متر ويجتمع فيه أودية منها عشاره وحميران وسويدان ورثاد والمغوي.
وفي وادي طلحمام موارد، منها: المرفق وقمرة والنطاق والحفيرة والحنيه والوديكة والهلالية تشح مياهها عند شح الأمطار.
7 -
وادي الصحن: وهو مجمع واديين: وادي مخضوب ووادي زبوب.
وفي مجتمع تلك الأودية (بئر بدمة) التي أصبحت بلدة كبيرة وفيها قبيلة الوعلة.
8 -
وادي اللجام: ينقسم إلى ثلاثة أودية: راسان وأبا الحرجان وعبالم.
9 -
وادي الحبط: ينقسم إلى ثلاثة أودية: قدس والزردوم والجحر.
وتجتمع هذه الأودية كافة وهي: وسط وطلحام وصحن ومخضوب واللجام والحبط وما يسيل فيها من أودية وشعبان في موضع يسمى السليل ويكون منقعها في أعلى الربع الخالي ويقرب التقائها، تمر من بين جبلين هما عان الهفاف وعان النعامة وفي جبل سنح في المنقع حيث يكون مصير تلك الأودية.
قبيلة يام وجيرانها
يجاور قبيلة يام من الجهة الجنوبية قبيلة وائلة من جهة الجبال، وقبيلة دهم من جهة النقع، والرمال ووائلة ودهم من همدان.
والجزء الغربي الجنوبي قبيلة وادعة الهمدانية، ومقرهم ظهران الجنوب ومن جهة الغرب إلى الشمال قبيلة قحطان، ومن جهة الجزء الشمالي الشرقي قبيلة الدواسر، أما من ناحية حدودها الحالية والأقرب إلى الواقع فنجدها في قصيدة لأحد شعراء يام حيث يقول فيها:
يا الله يا مطلوب يا قايد الرجا
…
سبحان من من كلنا في فضائله
طالب رايح ليلة يسقي أرضنا
…
سقى من حراضات
(1)
إلى حد وايله
(2)
يسقي من الريان
(3)
الياعان
(4)
قرية
…
تملا المناقع كلها من مسايله
يسقي مرب الريم والهجن والرعا
…
ومربّ القطيع اللِّي اصخاف شوايله
سقى دار يام كل من يكسب الثنا
…
غدوا بالجميل الا بقايا قلايله
يام هل الجودات في مجلب السخا
…
فياويل من يام ويام تحايله
ويام اليا التفت عليها حريبه
…
ليهم كما رمل على من يحايله
(1)
حراضات: موقع شمال شرق نجران بين يام والدواسر.
(2)
وايلة: قبيلة من قبائل اليمن المحاذية لبلاد يام.
(3)
الريان: موقع جنوب شرق نجران، يحد بين بلاد يام ودهم إحدى قبائل اليمن.
(4)
عان قرية: موقع شمال شرق نجران، يحد بين يام والدواسر.
أهم الجبال الواقعة في بلاد يام:
هناك جبال تحيط بنجران؛ إذ يحدها الجبل المشرف عليها من الجنوب على شعوف جبل (رير) وعقبة نهوقة ثم نجد السفوح الشرقية من جبل الْعِرْض جنوبًا، والجبال في ديرة - يام - هي من النوع الغرانيتي وهي ذات قمم عالية ودقيقة تتخللها الحجارة ذات الحجم الكبير وصخورها ملساء تلمع عند سقوط الأمطار.
ومن الجبال: جبل حرشف يقع بين وادي ثار ووادي قطن في بلاد آل مطلق الوعلة وهو جبل شاهق قمته عالية ويرتفع على سلسلة تلال أخفض منه ويمتد من الشمال إلى الجنوب، حيث يشرف جانبه الشرقي على وادي ثار ويرتفع عن سطح البحر حوالي 2200 م ويعد من مراتع الطيور والوبران والوعول والجوازي والغزلان.
ثم نجد جبل صيار ويقع على بعد 130 كم بين وسط ووادي قطن وهو يتوسط مجموعة من التلال وهو أضخمها حجما وأعلاها قمة، وهناك جبل سويدان على الطريق الممتدة إلى يدمه وثار، أما الزراعة في بلاد يام فهي النخيل ويعتبر من أجود التمور التي تنتج عنه ثم نبات الذرة، أما الحمضيات فحدث ولا حرج فالبرتقال والليمون من الغلال الوفيرة وهي ذات حجم كبير ومذاق لذيذ، وتنتشر المزارع في نجران على امتداد النظر ويرافقها تقدم عمراني هائل، حيث يعم الرخاء سكان نجران - يام -، أما من النباتات الطبيعية فهناك شجر الحمض
الأسواق ومضامينها الاجتماعية والاقتصادية في قبيلة يام
الأسواق وفيها الأمان وحماية الجار وحرمة العاني والخال والمسير.
في بلاد يام مجموعة أسواق على مدار الأسبوع، وكل سوق يعتبر آمنا بضمان أهله من شروق الشمس لذلك اليوم وحتى غروبها، من دخله فهو آمن على نفسه وماله حتى خروجه من حدود المنطقة التابعة لأهل السوق، ويلتقي في هذه الأسواق النّاس للتقاضي في الحقوق والمشاكل والشراء الحاجيات والمؤن، ولا يستطيع أحد الإساءة إلى أي شخص في السوق أو أي جهة من حدوده، حتى ولو
وكان يطالبه بثأر في قتل أو دم أو مال، وحتى القبيلة ذاتها عندما تكون متحاربة فيما بينها فيوم السوق أمان لهم يعتبر هدنة يلزم الجميع فيه بالتوقف عن أي نشاط حربي حتى غروب الشمس، وكانت أسواق بلاد يام على النحو التالي:
اسم السوق
…
القبيلة التابع لها السوق
…
موقعه
1 -
سوق الأحد
…
الصقور من جشم
…
نجران - دحضه.
2 -
سوق الإثنين
…
بني سلمان من جشم
…
نجران - بني سلمان.
3 -
سوق الثلوث
…
آل حمد بن فاضل آل فاطمة
…
نجران - بدر الجنوب.
4 -
سوق الربوع
…
مواجد - من مواجد
…
نجران - العان.
5 -
سوق الخميس
…
آل الهندي - من جشم
…
نجران - القابل.
6 -
سوق الجمعة
…
آل سالم من آل فاطمة
…
نجران - صاغر.
7 -
سوق السبت
…
لسلوم - من مواجد
…
نجران - حُبُونا.
ومن العادات حماية الجار الذي ليس من القبيلة، فكل جار لدى القبيلة يعتبر في حمايتها لا يستطيع أحد أن يمسه بسوء في ماله أو في دمه؛ أينما وجد وكثيرا ما تتحارب القبائل مع بعضها البعض بسبب الجار وكذلك (المسير) لا يستطيع أحد اعتراضه أو تخويفه سواء في ماله أو دمه مادام مع من يسيّره من القبيلة، حتى لو كان بينه وبين أحد خصومة أو ثأر لو قابله مع (المسير) لا يستطيع الإساءة إليه ولو حتى بالكلام وكذا العاني وهو الصهر والحال وذوي القرابات من غير القبيلة لهم (العنوة) على القاصي والداني من القبيلة التي لهم فيها عاني فلا يمكن أن يتعرض الخال أو العاني أو الأخ من الأم من غير القبيلة لأية إساءة في ماله أو دمه من أي فرد من أفراد القبيلة التي له فيها عاني (خال أو ابن أخت أو ابن أم .. إلخ) حتى لو كان من قبيلة بينها وبين هذه القبيلة حرب أو عداوة فهو يستطيع السير في أراضي هذه القبيلة وجهاتها دون خوف بأمان (عانيه) ومن أي وقت وكثيرا ما تحاربت قبيلة وأخرى بسبب العاني، وأي قبيلة لا تحمي الجار والعاني والمسير فليس لها عرض وتعتبر ناقصة ولا تخطب بناتهم وكذا المنع والتربيع، فالمنع لمن يلقي سلاحه في المعركة يمنع فلا يقتل وسلاحه لمن يمنعه ما لَمْ
يكن قد طلب الأمان على نفسه وسلاحه، وأعطي ذلك من عقيد القوم أو أحد أفراد القوم، أما التربيع فهو أن يلجأ الجاني أو القاتل إلى قبيلة أخرى يطلب الجيرة عندها بعد أن قتل أحد من قبيلة أخرى أو تحل جرما، فإن القبيلة تجيره لمدة سنة وشهرين حتى ينتهي مع القبيلة الطالبة بمخلاص أو يلجأ إلى قبيلة أخرى فيربعونه بنفس المدة، ويمكن تمديد مدة التربيع ولا تستطيع القبيلة الطالبة الاعتداء عليه طالما هو في أمان القبيلة المربعة، وأيضًا إذا دخل الجاني في بيت فإنه آمن بأمان صاحب البيت ولا يستطيع أحد الوصول إليه أو الإساءة إليه طالما هو موجود في البيت، حتى ولو كان جرمه على نفس القبيلة التي منها صاحب البيت، فصاحب البيت معنى بالدفاع عنه حتى خروجه من بيته سالمًا أو يموت دونه.
ومن المعيبات بين القبائل قتل المرأة والمرغل (الأقلف) الذي لَمْ يختن بعد، وكل هذه الأشياء كانت أمورا متعارفا عليها بين القبائل، والكل يلتزم بها ولا تحتاج إلى كتابة أو اتفاقيات فيها بل يكفي فيها الالتزام الشفوي والبلاغات في الأسواق والمجامع العامة التي تلتقي فيها القبائل، ومنها أيضًا عندما تشعر القبيلة بخطر خارجي حتى ولو كانت في حرب فيما بينها فإنها سرعان ما تجتمع وتنبذ الخلافات والحروب الداخلية وتقابل الخطر العام الذي يهددها من غيرها وفي هذا يكفي أن يلتزم الجميع بعدم الاعتداء على بعضهم البعض في وجيه (وجوه) مجموعة منهم فيسري مفعوله حالا.
وأما طريقة الإعلان ونشر الخبر والبلاغ، فيتم ذلك بالتصويت للناس من مكان عال من السوق للحضور فيحضرون للسماع ويقوم الصوت بإبلاغهم الخبر ومضمونه فيتناقله النّاس ويبلغ به الحاضر الغائب.
وهناك من العادات التعاونية الشيء الكثير، فمثلا عندما يفد ضيوف على القبيلة، فمن المعروف أن هناك مكانا يجمع أهل القرية يسمى (الموطاه) إذا كانوا في البادية أو (المسجد) من القرى يجتمع الضيوف في هذه الأماكن وينوه من يشاهدهم من أهل القرية بصوت يعرف منه أن هناك ضيوفا، وذلك بقوله:(يا عيال العون) فيردون عليه بقولهم: (العون يجيك) فيحضرون إلى المكان ويتوزع الضيوف إذا كانوا كثيرين، أما إذا كانوا قلّة فيأخذهم الذي يراهم أولًا.
وإذا أقام أحد الجماعة وليمة فإن الجميع يحضرون بدعوة منه، لكن كل شخص يحضر معه ما يسمى (الوفد) وهو طعام يشابه الطعام الذي سيقدم في الوليمة بحيث تجتمع الأرفاد التي تحضرها الجماعة وتكون مجموع الطعام الذي يكفي بتقديمه للضيوف فلا يكون من المضيف إلَّا الذبيحة، وهي في الغالب من غنم المضيف أو من أغنام من لديه غنم من الجماعة.
أما طريقة استقبال الضيوف لدى أفراد قبيلة يام فهي طريقة عربية وإسلامية بحتة، فهم يستقبلون ضيوفهم بحفاوة بالغة، كما أنهم يكرمونهم بحفاوة بالغة أيضًا.
طريقة الترحيب:
عندما يفد الضيف أو الضيوف فإن المستقبلين يهبون لاستقبالهم ويصيحون بصوت عال بعبارة "ارحبوا" يا هلا، ويكررون ذلك على مسمع ضيوفهم، وتتم بعد ذلك المصافحة ثم يجلس الضيوف وسرعان ما يسلم الجميع بعضهم على بعض فيبدأ أولًا المعزب وأقاربه بعبارات الترحيب التالية: ماجورين .. والسلامة .. كيف الحال .. عساكم طيبين .. ميّة هلا" وكلها عبارات تنم عن محبة حقيقية واستئناس بالغ .. وهكذا حتى يستقر الضيوف، ثم تُدار القهوة العربية والشاي ثم الطعام المتعارف عليه عند العرب البدو وهي وجبة الغداء أو العشاء وكلاهما واحد مؤلف من اللحم والأرز وما يتبع.
النشيد في قبيلة يام
ويسمى عندهم - الزامل - وهي العرضة في المفهوم الدارج وفيه من المعاني ما يبهج النفس، وله أغراض عديدة كما هي واردة:
يا سلامي عليكم محمد ماهي تهلله
…
مزنة من حقوق الصيف حلت بردها
يا أهل العز والناموس والمدحِ كلّه
…
والمواجيب فيها ما تواني جهدها
يا سلامي عليكم يا صقور الهدادي
…
يا أهل المرقب الخايف على حدنا
جاهنا عندكم فيما تقدم وعادي
…
وارفعوا جاهنا عند الله يا ربعنا
والله ما نغلي الفشك لا شرينا
…
كون نبغي الشرْ يقدع مسيره
ضربنا يأتي على ما بغينا
…
نجعله في الشيخ واللا شويره
الرد:
ما درينا انكم ازراة علينا
…
قد خلصنا يا قلال البصيره
والله لولا الحاكم اللِّي علينا
…
ما نخللي الجار يمنع جُويره
ما يفرج عن المضيوم ضيمه
…
كون ما قام في صفه ارجال
كون من لابته لابة عظيمه
…
تلطم الشره وتشيل الأثقال
وما يخلص غريم من غريمه
…
لا توهّق وضاق به المجال
كون من شيخته شيخة قديمة
…
منهل العرف واعيال الحلال
يا سلامي على اللِّي في تواريخ العرب من قديم
نالت المدح والناموس وتحب الوفا والصلاح
وحنا لكم لا وقف قدامكم شرها غيدا خصيم
مثل سيف يقص الراس ينصركم نهار الصباح
سلام يا ربع عوادي مثل السيوف الصيرميه
تارد على حوض المنايا لا صدر الذليل هايب
يا أهل الطعن في كل وادي بيوم العصور الجاهلية
واليوم قوادة سرايا وجموعكم مثل الكتايب
دامت الدنيا سرورو أو عوافي
…
ما نشرنا وين غاب الهلال
وإن طعن حد القنا والشلافي
…
ما حسبنا مالنا والعوال
مدنا في داخل السوق وافي
…
يوم كل يستمد الكيال
إذا كان للنشيد "الزامل" في قبيلة يام قيمة أصيلة، فهو المعبر عن أفراحهم وأتراحهم، به يفتخرون وبه يعتزون وبه يحاربون وبه يسألمون، وطريقة أداء الزامل طريقة لها أصولها العريقة عندهم فهم يصطفون على نسق حاملين بنادقهم محتزمون بالجنبية - الخنجر - اليماني، ويتقدم الصف ثلاثة أو أربعة رجال ممن يحسنون النشيد، فينشدون بأعالي أصواتهم ويردد الآخرون نفس مقالتهم، وعندما يحتدم الموقف ويزداد انفعالا يبدءون بإطلاق النيران من بنادقهم، بأداء مركز ومؤثر.
ملاحظة:
يسكن نجران ومن أهلها غير قبيلة يام كل من الأفخاذ التالية:
أ - المكارمة.
ب - قبيلة ولد عبد الله ولها فروع كثيرة.
ج - الأشراف.
إيضاح مختصر عن قبيلة يام:
1 -
ينحدر يام من همدان بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب ابن قحطان بن هود عليه السلام.
2 -
وتنحدر من يام قبيلتا:
أ - مذكر: بنجران، ويشمل هذا الفرع العُجمان
(1)
في شمال وشرق المملكة.
ب - جُشم: بنجران، ويشمل هذا الفرع آل مُرّة
(2)
في شمال وشرق المملكة.
3 -
وقبيلة يام من نجران تنقسم إلى الأقسام التالية:
أولًا - مذكر: ينقسمون إلى فرعين رئيسين هما:
1 -
آل فاطمة ولهم فروع كثيرة.
2 -
مواجد ولهم فروع كثيرة.
ثانيًا - جُشم، وينقسمون إلى فرعين رئيسين هما:
1 -
بني ذهل ومنهم:
أ - آل الهندي.
(1)
انظر عن العُجمان في المجلد السادس من الموسوعة.
(2)
سيفصَّل عن آل مُرّة في المجلد التاسع من الموسوعة.
الوعلة
وعيل بن هشام بن هشيم الشريف - يام
تعود في أنسابها إلى وعيل بن هشام بن هشيم وتكون بذلك أختا لقبيلة العُجمان وقبيلة غصن المتفرعتين عن هشام أيضًا .. وهذه القبائل تعود إلى قبيلة يام والأصل أشراف عدنانيون وانتمت إلى قبيلة يام
(1)
.
لقد أنجب وعيل من الأبناء اثنين هما: سلمان وحمد.
أما سلمان فقد أنجب آل العرجا وهم آل محمد وآل الهرش ومنهم درهم وحسين المُلقَّب بالهرش.
وأما درهم فقد أنجب من الأبناء الثلاثة هم: مطلق ورشيد وحسن الذي منه آل فطيح (شهوان بن فطيح) وعازب بن فطيح ودبيش بن فطيح.
وقد انحدر من آل رشيد:
1 -
علي بن رشيد بن مطلق.
2 -
آل مرجع وهم: آل زايد والذي منه: معيض وحمد وطامي بن زايد وآل دهمه بن زايد ونخوة هؤلاء يقال لها - ابن زايد.
ومن آل مرجع:
- آل شعفة محمد بن مرجع ونخوتهم ابن شعفة، وبطونهم هي محمد بن محمد ومنه ماطره، ومن ماطره: هادي الذي أنجب صمعان، ومن صمعان محمد.
- مصلح بن محمد بن شعفة.
- علي بن محمد بن شعفة.
- مسفر بن محمد.
- مرزوق بن محمد بن شعفة ومن آل مرزوق بن قذلة.
(1)
هنا ذكر الشيخ محمد الخالد الشرعبي أن هذه القبائل مع يام أصلها من الأشراف من العدنانين وانضمت إلى يام، قلت: هذا القول فيه نظر، ولم يذكر الشرعبي المصدر الذي استند عليه في تأصيل هذه القبائل المذكورة.
3 -
علي آل راضية من آل الرشيد ومنهم مبارك بن هادي وفيصل بن مذكر ومعدي بن بليدن. آل فطيح: شهوان بن فطيح ويعودون إلى جدهم حسين المُلقَّب بفطيح.
ومن مشايخ آل رشيد قديمًا:
- محمد بن قذلة.
- محمد بن ماطرة.
- ابن عكشة.
- ابن نورة.
- ابن نهاية.
ويضع آل الرشيد وسما على إبلهم ويسمى المحجان والمطرق وهو على شكل:
[رسم]
ويوضع خلف الأذن اليمنى وفي مقدمة الرقبة.
ولنعد الآن إلى بعض التفصيل عن قبيلة آل فطيح من آل درهم قبائل من الوعلة، ويكونون ثلاثة بطون رئيسية هي:
الي شهوان ومنهم المهان.
- آل العازب ومنهم شداد بن علي، مسفر العازب بن محسن، وعبيدان بن ضايع العازب.
- آل دبيش ومنهم أبو فقايا صالح بن علي أبو فقايا.
أما وسومهم فهي على الشكل التالي:
آل شهوان على الرقبة اليمني للإبل:
[رسم]
آل عازب على الخد الأيمن للإبل:
[رسم]
آل دبيش على أعلى العنق:
[رسم]
أما عزوتهم فهي - يا راعي السمرا الفطيحي.
- يبلغ تعداد بيوتهم حوالي خمسة آلاف بيت يقطنون المنطقة الجنوبية في يدمه - نعوان - الحبط. اللجام - وسط - الصحن.
آل فطيح من الوعلة - مذكر/ يام
هي إحدى بطون قبيلة الوعلة من هشام بن هشيم مذكر يام، وهي من كبريات البطون التي تنظمها قبيلة الوعلة، وتعد من البطون القوية والتي لازالت متماسكة في مواطنها الأساسية: وادي وسط، طلحام، الصحن، اللجام، الحبط.
يقدر تعداد بيوتها حوالي أربعة آلاف بيت، لهذه القبيلة أعراف وتقاليد ضمن القبيلة الأم - يام - وآل فطيح الذي يتمثل فيهم أحد شعرائهم بقوله:
ربعي آل فطيح تشبه لدوله
…
بيّنين يوم وقت الشلايل
وشيخنا المهان بانت فعوله
…
يوم بعض النّاس ماله فعايل
وقد ارتبط اسم هذا البطن بمشيخة آل المهان منذ القدم ولازالت مرتبطة بهم حتى هذا اليوم.
أما نخوة آل فطيح فهي: (راعي السمرا الفطيحي).
وأما وسمهم فهو المغزل ويوضع على الرقبة اليمني للإبل وهو على الشكل التالي:
[رسم]
وللشيخ ذيب المهان سمعته الطيبة ومكانته المرموقة بين كافة بطون قبيلة يام، وقد أثر عنه الكرم والسخاء والشجاعة النادرة والجود، بالإضافة إلى قدرته في حل قضايا النّاس، ولنا من القصائد التي نظمت بحقه شاهد عيان ودليل صدق على ما كان يتمتع به من ثقة وسؤدد بين قبيلته، كما أنه أعقب رجالا لا يقلون عنه في مواقف الرجولة والشهامة، فمن أبنائه المشايخ حسين ومهدي ومحمد ومبارك وكلهم صفوة رجال لا غبار عليهم.
ذكر بعض القصائد التي نظمت بحق الشيخ ذيب المهان
قصيدة جهيز بن علي في الشيخ ذيب المهان:
اليا دنى حملِ ثقيل علي شيله
…
ربعي آل فطيح ذربين الايماني
ينزلون الحد لما عفى سيله
…
ويلطمون الخف قوم ابن مهاني
شيخنا ذيب على العز أفاعيله
…
وأحمد الله بعده طيور حوراني
من سط منهم يبي الحق ياتيله
…
كلهم من عادة الجد شيخاني
ما أحد يطرد حد من مداهيله
…
من بغي بجحد هل الملك غلطاني
وقال الشاعر سعيدان بن بلال في الشيخ ذيب المهان:
يا نديبي نرحل زينة الدلي
…
ما فوقها إلَّا الشبامي شد باحباله
من تحت ركابها الخرجين والزلي
…
نقطع بها الربع لمنه تساوي له
كنها من الصيد للمحواز ينجلي
…
شاف المبندق وهو غر تبدى له
سلم على حاميا للجيش لي خلي
…
زبن الدنايا مراد المدح وان ناله
ثم قله النجر والمعمال قد سلي
…
حاذور ياما خذه لا تجوي ادلاله
ترها على الضو ما تبرد من الملي
…
تقطع بيت وهيل زان شغاله
بس ان ربعي تشوف العين وتسلي
…
كل دري ويش سووا عقب معماله
وما لحقنا فوق ذي الدنيا وكم زلي
…
وماجا من الله وما يكتب صبر ناله
وقال الشاعر بيرم بن جابر هذه الأبيات في آل المهان وهو من آل فطيح:
عديت في المرقاب واعدل القاف
…
عدال ساقي جمة من جباها
كل الضحي يا معتلي كل مشراف
…
والكبد كنها فوق جمر صلاها
ما شفت من نشر المناعير طراف
…
أهل البيوت اللِّي رفيع بناها
فطيحية بالحرب تذكر وتنشاف
…
يفرح بها المجرم لجنة وزاها
يا زينهم يوم انتحوا كل مصياف
…
يرعون بالطرعات في منتهاها
برعون خرب والمريرا والأطراف
…
دار بضرب الماو زحنا اعداها
يتلون ابن مهان جرار الاسلاف
…
كم من هنوف منه تبكي ضناها
وإن اعتلوا فوق المراقيب شراف
…
بسادية عادة جديدة غراها
وهذه القصيدة قالها الشاعر عديبان آل فطيح في إحدى المناسبات قبل حوالي مائة وثلاثين سنة 130 هـ؛ أي عام 1270 هـ تقريبًا وقد قالها وهو في بلاد بعيدة عن بلاده وأهله وذويه وقد بعث إلى شيخهم حينذاك الشيخ حمد المهان:
قاله دعيبان بدائم ونا
…
في راس مشذوب عنا من رقابه
يا راكب من عندنا فوق دنا
…
مسيرها بشبه خبيب الذيابه
تسرح صلاة الصبح بوم أذننا
…
وتنصا آل طحفل نازعين الطلابه
تنصا ابن مهان ربيع الجنا
…
شيخ ولا طاوع خطيا زلابه
ما هو يطاوع ناقل الحكي منا
…
ولا يطيع اللِّي بشب الحرابه
هم عدنا اللِّي الاضمينا سقنا
…
وحن حبلهم نجذب لهم من شرابه
غارن كنين وان زبناه كنا
…
وإن هب ليل الشعف يذري جنابه
البيت لولا طرفه ما تبنا
…
ولا يلده بالذرا إلَّا حجابه
إن كان قطب شاكله ثم تبنا
…
صدنا مقاييله وصدنا ثوابه
وإن كان رث بشاكله ثم تدنا
…
خطر على البناي صكت كرابه
ندري متى ضرب النصع يا قعنا
…
وندري متى ضرب النصع من جنابه
أنا غرير ما على شاحننا
…
ألا نعرف المقديه في جوابه
والقصيدة لها بقية، إنما للأسف الشديد لَمْ أتمكن من العثور عليها، وهي من روائع قصيد الشاعر المذكور أعلاه، والشاعر في البيت الثامن يضرب مثلا بأن الأسرة أو القبيلة أو الجماعة هم مثل البيت إذا شيد بناؤه بدون طرف ولا أعمدة فمعناه أن هذا البناء لَمْ يكتمل:
والبيت لا يُبتنى إلَّا على عمدٍ
…
ولا عمادَ إذا لَمْ تُرسَ أوتادُ
وهذه الأبيات للشاعر المرحوم هويج بن مهدي آل فطيح، وقد قالها بعدما رحل العُجمان في زمان ماض عن الديار واستقروا في ضواحي الأحساء، وقد شاهد أن بعض جماعته كذلك صاروا يرحلون عن الديار، وذلك من أجل الاستقرار والرخاء الذي كان يسود ضواحي نجد وقد طال جلوسهم هناك، وخشي الشاعر أن يبقى ربعه بجوار إخوانهم الآخرين العُجمان ويهجروا أرضهم ومسقط رؤوسهم وقد أصابه الحزن على فراقهم وكان يتمنى عودتهم، وفي يوم من الأيام كان الشاعر المذكور جالسًا عند إبله فحنت واحدة منها فحزن من ذلك الحزين وقد ذكرته بالماضي فتهيض وقال هذه الأبيات:
يا الله وانا طالبك من قبل الاشفاع
…
تغفر ذنوبي لي نشدني قعيدي
ليا زينوا لي حفرة طولها باع
…
وأصبحت انا وثل وربعي شديدي
يامل لقلب كن فيه الوحا شاع
…
سرابه الهاجوس فرض بعيدي
قومي صخيف الذود حنت به جراع
…
يا خوفتي لكان ذودي قديدي
قلب العنا متولع بام مرداع
…
يا زينها ترعى نبات جديدي
يا زينها بين الشغايا والارياع
…
والا تحدر للشفا والوجيدي
حمرا خطول الرجل والراس مطواع
…
في الحنيني في ظهرها يزيدي
تفرح لما سمعت من البدو اقرقاع
…
ومنذ صباح نيهوبا لشديدي
يتلون عرفة بارق تحتهم شاع
…
ما جاه كون الصيد والا المديدي
ربعي هل السمرا لا غيرهم ضاع
…
يوم البيارق واختلاف الشديدي
نشري الطويلة كنها البرق لي شاع
…
وناصل بها الحربي ولو هو بعيدي
وحدودنا الفرعين في طرف القاع
…
حدودنا الفرعين علم وكيدي
يا اللِّي تبي من حدنا شبر أو باع
…
ابشر بضرب مفتقات الحديدي
يا ربعنا اللِّي بالاحسا وأسفل القاع
…
أهل النخل ومهزعات الجريدي
يا والله اللِّي ما تمالوا بالفراع
…
ولانو ومن دارهم بالشديدي
وهذا ما قاله الشاعر حصين فرج في آل مهان منشجعا لفعالهم وحلهم للمشاكل بين النّاس:
من يبغي الشيخات غير آل مهان
…
مثل المسفر في الضحى قطع صيبة
نطاحة للقوم في كل ميدان
…
والا رموا ما يخطون الضريبة
حازوا على كسب المدايح بالاحسان
…
وقوله نعم فازوا بها الغصيبة
والاجا نهار فيه تضييع الأذهان
…
كل يقوم أربهم من قريبة
اخفاف النفوس وفي المواجيب كرمان
…
وظفران ليشل الحديب لحديبة
ورفيقهم بعلون شانه بالاحسان
…
ويفرح بهم ليجت عليه المصيبة
ومن جاو من صفة رقى عان شيبان
…
وحرييهم ما عاد سره صحيبة
شيبانهم تمنع هل الجيش ليحان
…
والمرجلة ما هي عليهم غريبة
متشجع من فعل دربين الليمان
…
عيال عم والمناسب عريبة
يرقون للعليا على راس مابان
…
ولو جيهم تعطا ولو هي صعيبة
وفي آل مهان يقول أحد الشعراء:
بيت بذري في السنين الشلاهيب
…
عجل القرى للهاشلين المقاوي
عجل لضيفه بالندي والتراحيب
…
جزل المقام وللكثير بنشاوي
آمين تقبل دعوتي له على الغيب
…
ويصير مأوى الضيف للرزق ماوي
وقال الشاعر عبد الرَّحمن بن سعود بن ناي القطاوي في الشيخ مبارك بن ذيب المهان:
عرفت فالدنيا رجال المواجيب
…
واللي يهاوون المراجل مهاري
وللطيب ناسٍ باسمهم يعرف الطيب
…
لهم على الجودي جويد الملاوي
ما هو مثل إلَّا مبارك ولد ذيب
…
اللِّي تخاويه المراجل مخاوي
شيخٍ ولد شيخ بعيد عن العيب
…
من دوحة المهّان مابه مراوى
بيتٍ بذرّي فالسنين الشلاهيب
…
عجل القرى للهاشلين المقاوى
إلى عدّوا اللِّي للطَّراقي معازيب
…
نفّلأ مبارك فالسخى ما يساوى
الهاشمي له في قريشٍ مقاضيب
…
تلقى عن أصله فالالدلّه فتاوى
عجلٍ لضيفه بالندى والتراحيب
…
جزل المقام وللكثير يتشاوى
يضحك حجاجه بالبشاشة إلى نيب
…
كنه بشوفه للضيوف يتداوى
آمين تقبل دعوتي له على الغيب
…
ويصير ماوى الضيف للرزق ماوي
وللشاعر محمد بن غظيف آل هتيلة اليامي في الشيخ ذيب المهان وابنه:
يا الله يا اللِّي له تحقق المطاليب
…
يا الواحد اللِّي بالمخاليق سواس
ولفيت انا ربع تعرف المواجيب
…
كل ابلج لاجا اللقاء شاجع الراس
عيال ذيب اللِّي كسب ماقف الطيب
…
خلف افهود عارفين بالإحساس
قطعة حرار في طويل المراقيب
…
شيوخ على درب المراجل لهم ساس
شبل ورا شبل وذيب ورا ذيب
…
بناخذ علي المهان ركضه ومرواس
امخلف للشيخ ذيب المراقيب
…
والطيب للريع المناعير مفراس
ذيب اليا شافوه قوم مطاليب
…
خلوه من قوة العزم فيه والباس
شيخ يعرفونه شيوخ الأجانيب
…
لي ولعت نار الحرايب بمقباس
وتومى لبيته نازحات المراكيب
…
تبغى العشى ليا جات من عقب الاتعاس
ولا هيب بدعه غير في منقع الطيب
…
ماكر حرار اشتهر فيه قرناس
بيت وفيع للفخر ساس وصحيب
…
أقولها ما أخشى الحكايا من النّاس
وخلف صلاطين عليهم تعاجيب
…
منه خذو عدى ملامح ومقاس
الا جيت مجلسهم دلال محاديب
…
والعود يذعر والمناعير جَلاس
كم حايل تخدف بقدر المراكيب
…
ومعي فىٍ الربع المناعير بخاس
وعز الله أنه ما اختلف ذريه الصيب
…
ما هي حكايا مستغد ومنحاس
وبالربع من حصل سريع المناديب
…
سلم على اللِّي يبعدون التعوماس
واستر بالي يوم شفت الصاحيب
…
تصاحبوا بعد التفرق بنوماس
دعوال المهان رفاع المناصيب
…
لباسة الماهود ودروع الالباس
ربع لما صعبت تحل اللواليب
…
صبيان يام مطوعة كل عرماس
ربع لما جاهوش نزح المضاريب
…
نطحوه بدروب الحماسة من الراس
اللِّي لما جا الضيف يلقى التراحيب
…
وحيل تجفا فوق مذخور الأكياس
وتمت وصلى الله براتب وترتيب
…
على النَّبِيّ ما خط حبر بقرطاس
وكانت مشيخة الفطيح في المهان ثم الشيخ حمد المهان قبل الذيب المهان وكان للشيخ حمد المهان عدة غزوات، قال في إحداها عندها رأى الأرض خالية من العربان:
حرم عليه القزع ضده وغرنوقه
…
مادام ربعي على العيرات ياتونه
وكانت كبارته عشرين خلفه من الغيد الذي حصل عليه في غزوته؛ وذلك أن الإبل كانت كثيرة وهذه يسمونها يام - الكبارة للشيخ - وعادة يدخل الشيخ أولًا قبل كافة القوم - القبيلة ويختار في الكسب.
لمحات من شيم القبائل وعوائدها ووفائها
من سلوم القبائل وعادتها ووفائها كان هناك قبيلة من قبائل قحطان على رأسهم ناصر بن دليم القحطاني كان بين المذكور وقبيلته وبين قبيلة آل عازب آل فطيح الوعلة (يام) أخذ بثأر في عهد من الزمان، وفي وقت من الأوقات تزعم ناصر المذكور قبيلته عازب آل فطيح لقصد الهجوم عليهم، وعندما اقترب من هذه القبيلة أمر الله عليه بدابة من دواب الأرض وقرصه وأمر على قومه بالعودة وإنجاد أنفسهم خشية عليهم من القوم، وفعلا عادوا ما عدا شقيقه بقي عنده ونقله في ساعة متأخرة من الليل حتى أدخله بيت محمد بن جابر المُلقَّب (محمد بن رفعه) آل عازب آل فطيح، ثم لاذوا به دخلاء ثم قام المذكور محمد بالتنبيه على قبيلته بالاجتماع في نفس الليلة وإبلاغهم بما صار، وقامت القبيلة بعناية ناصر المذكور وحمايته حتى شفي من مرضه، ثم قامت به مجموعة من قبيلة آل عازب آل فطيح حماية له حتى سلموه لقبيلته بعد شفائه، وصار ناصر المذكور ملتزما بمعروف قبيلة آل عازب آل فطيح هو وأسرته حتى الوقت الحاضر، وهذا من سلوم القبائل وشيمها ووفائها؛ لأنَّ هذا الشخص كان غازيا لهذه القبيلة وبعد المعروف صار واحدًا منها، وأن الفضل والمعروف الكبير يعود إلى محمد بن رفعه آل فطيح الذي حمي هذا الشخص وقبيلته وقت المحنة.
آل مطلق
آل مطلق بن درهم من آل الهرش بن سليمان بن وعيل بن هشام يام:
ومن آل مطلق: المخلص، والعاطف بن سلطان، وآل معجبة، وآل راكة.
يقطنون وادي ثار، وادي قطن، وادي صفاح، نخوتهم: ابن المطلق. يقدر
تعدادهم حوالي 3000 آلاف بيت.
أما وسومهم
[رسم]
آل مخلص:
يقطنون ثار وشيل الذيب والرابية ورهوان نصب وزور العقارب والغميس والصفا والرحبة وصخاخة والوهاب وقطن (والعين والقرين) والبدوة والفطحة وخشم المشراق.
أقسامهم:
1 -
آل مسفر بن محمد وينقسمون إلى الأفخاذ التالية:
- آل علي بن مسفر.
- آل مهدي بن مسفر.
- آل حمد بن مسفر.
ومن كبارهم قديمًا:
- علي بن مسفر الخدري.
- حمدان بن علي من يل مهدي بن مسفر.
- صالح الطبرشي.
أما في الوقت الحاضر فإن بطن آل مخلص يعودون في أعورهم إلى من هو كبير السن فيهم وذو سداد في الرأي.
2 -
الحمد بن محمد وينقسمون إلى:
- آل جابر بن سدرة.
- آل رفعان بن حمد.
- آل سعيدان بن حمد.
- آل مسفوه بن حمد.
- آل غريب بن حمد.
- آل صالح بن مسفر بن حمد.
3 -
آل علي بن محمد بن صالح.
4 -
آل مهدي بن محمد.
- آل عبد الله. - آل درعة.
5 -
آل علي بن صالح آل علي ابن فاطمة.
6 -
آل هادي بن صالح وهم آل حمدة.
7 -
آل ثالية بن مسفر.
8 -
آل ذفال.
9 -
آل هرويل.
من مشاهيرهم: جابر بن سدرة وهو الذي قال فيه الشاعر ابن بغية يرثيه:
ألا يا موت ما خليت جابر
…
يعلّم بالحلال والحرامِ
وهذا دليل على أنَّ جابرا كان يفصل في قضايا النّاس.
ومنهم مسفر الخدري الذي قال فيه الشاعر:
عزي لراعي حلال ذبّه الخدري
…
وخلا هله في شعيب عاوي ذيبه
ومنهم علي بن علي بن محمد المُلقَّب بقاضي البدو:
نعم بابو بيرم نهار القتالي
…
عدوا له الفنجان قبل المهابير
يوم انشنى بمحبيبات القتالي
…
ياتيك ضربه حول حد الزوافير
ومنهم مهدي بن محمد وقيل فيه:
ياهيه في العلوب تذكرا
…
حزت تثاوير جرعات الحنين
نعم ابن عجفا صبيي يذكرا
…
امهدي يا لشوق صافيه الجبين
يا ماخذ اثنين في راس القرى
…
وشهودهم بالاعداد اموكدين
في يده فرنجية وموبره
…
لاجت في العظم تجعل له رنين
ومنهم رفعان بن حمد حيث ترثيه ابنته:
لا سلتني بالله لي بيتٍ رفيع
…
رفعان قدمات جعلك ما تموت
لي والد يجعل العاصي يطيع
…
وباسفل حونه امبينين البيوت
ومنهم الشاعر المعروف صالح بن مسفر المُلقَّب ابن سِمْرة:
لابتي ترثه وعيل الهشامي
…
يوم بعض النّاس ضيع اجدوده
ولا تلاقينا بمذكر ويامي
…
كل شيخ باب جنده يذوده
نرد حوض الموت ورد الظوامي
…
وما نهاب الموت لاجا وروده
ومن شعره أيضًا:
يا الله يا المطلوب والمد بيده والجميلة
…
اغفر الزلات عني بعشر أمثالها
لا خلصنا من رجال يحيون الجميلة
…
مثل نوم العين لا طاب عقب ارقالها
وإن حاربنا واحد عاصي قومي نزيله
…
ونطرده من ديرة ما نوى ابدالها
شيخهم دبر وقفا ونوا بالجفيله
…
يوم صبيان المطلق نقوس افعالها
كما أنهم معروفون بحمايتهم للدخيل، وقد أزبنت عليهم فعلًا إحدى القبائل المجاورة لهم فحافظوا عليها وصانوا حقوقها، وفيها يقول الشاعر الذي أزبن عليهم مع قبيلته:
سلام يا من حن نصينا
…
مثل القمر ما تاه دلَه
حنا من الديرة جلينا
…
من حكم ظالم ما نسله
فرد عليه شاعر آل مخلص:
نعطي البر والصلح منا
…
والعوص نجلعها عسايف
والمجرم اللِّي مزبننا
…
يا من ولو هو كان خايف
وكذلك يذكر ابن سِمْرة بن شنان وابن هضبان وهم من مناهي الحقوق:
- ابن شنان في قحطان - الحباب.
- ابن هضبان في الوعلة - يام.
عند ابن شنان امترت الشيخة
…
وهو للاحباب اليا التقوا ميعادي
وعند ابن هبان قوارع جدنا
…
ما هو يحيل لشيخته للزادي
واليا تاهو العربان في طلباتهم
…
فعند ابن عجفا الغيل والميرادي
وقال الشاعر سعيدان بن بلال آل فطيح يمدح حمدان بن علي بن ريزه آل مخلص:
خوالي لطلاب القوى فرضهم معروف
…
ولما دبرت من عندهم مالها ثاني
يدكون درب المقدية مثل دل الشوف
…
ولاجا الخطا يمشون عمدو بلعاني
ابا جمع بني عمي وبازيدهم بصفوف
…
ربه يجي لي مطلب عند حمداني
أنا خابر انه جيد لابغي المعروف
…
ولا همه القاضي ولا حسب الداني
والمخلص: يسندون أمورهم لمن هو أكبر سنا ومن تتوافر فيه الإمكانية في توجيه أمور القبيلة، وهذه سنة متبعة لديهم من قديم الزمان وحتى الآن.
ومن آل مخلص الشاعر المشهور جابر محمد الفليسي حيث قال:
سلم على ربعي ذربين الافعال
…
أهل القوادي والسلوم العجيبه
لما تكبر جمعهم فيه جهال
…
كود على الطلاب فك الطليبه
وكما قال:
لا تحتزم بردُون يرفع ثوبك
…
خله يطيح اشلابك السربالي
ما ينطح العايل يكون العايل
…
والنوق ما يأتي بها الهطبالي
ومنهم الشاعر المعروف شريم بن فلاح آل مخلص حيث قال:
من سبوع لي سنة واتاني ما تضيد
…
وكل يوم تالي ماخذ مني قسم
وين حيلي كل يوم وأنا ذيا وحيد
…
وإن بغيت السير لينوا العصا تبرا القدم
ومن آل مخلص الشاعر مهدي محمد باصم حيث قال:
بعض الرجال يقول مالك ومالي
…
وتمضي عليه الغاويه ما عرفها
يسرح مع السارح ويضوى لماضوا
…
بهيه ترعا وتدعس علفها
وقال ابن باصم:
اليا صار ما للرجل فعل من الاجناب
…
فلا داعي ينصب على النّاس يقوالها
وليصار مال الرجل فضلًا على الاقراب
…
فلها قصين مستغنين ما هم بغي حاله
ومن وفاء قبيلة آل مخلص إذا عاهدوا وفوا.
وفي سابق الزمن غزا منهم مجموع لأخذ الثأر من قبيلة معادية وعندما وصلوا إلى ديار عدوانهم ذهب منهم مجموعة قليلة للاستطلاع على المداهم وتسمى هذه المجموعة سبور وعندما اقتربوا وجدوا رجلًا من المداهم ومنعوه ليأخذوا أخباره وعندما عادوا إلى مجموعتهم الأخرى المسماة الجث، أي مجموعة الغزو تعرف أحدهم على الرجل الممنوع وإذا هو قاتل رفيقهم بنفسه فلا تسمح لهم شهامتهم ووفاؤهم بقتله ذاك الوقت بل تركوه ثم غزوة مُرّة أخرى وأخذوا ثأرهم.
ومن وفائهم وعاداتهم الحميدة المتوارثة بينهم إذا نزل بجوارهم أحد من خارجهم؛ أي من غير قبيلتهم يتعاهدون بأنه لا يدخل بيته أحد منهم في غيابه، وكما قال شاعرهم الكبير جابر الغليسي يوم يوصي أحد أولاده حيث قال:
بيت القصيرة حاذرك تسري له
…
لما غدا لك من رجاله خالي
وأوصيك شورك لا توليه آل مره
…
تصبح لها تحت القدوم الغالي
وكذلك من سلومهم القوية وطموحهم لسمعه الرفيع بأنهم معروفون باسم - مربعة المجنا - والدليل:
- أنه لجأ إلى علي بن صالح العجفا، لجأت إليه إحدى القبائل وزين عند علي بن صالح ولما زبنه قال له نحن عايبون قال لهم علي بن صالح: نحن لا نجور إلَّا العائب، أما المعفي كل واحد بيجوره وهم الآن معروفون باسم - مربعة الأسود - ومنهم الفارس المغوار المسمى بنيان صالح حيث قال فيه أحد شعراء آل مخلص يستشهد به في أحد الوقعات:
بذمة بنيان لمنحنا عدينا اقران
…
عاكل ناب قرد نصر منه شاربها
بنيان مثل اذنب في فرقة اشواق
…
وكم سام روحه واليه الي بنسخ بها
وكما قال أحد شعراء قبيلة معادية الموقر حيث قال في بيان آل مخلص:
الله له يعيش باذي الهيه
…
يوم بنيت في البنا ذلاني
بندق نبيان عليهم سيه
…
بارودها سم على العدواني
وكذلك منهم الفارس ضرغام مشعراني الخدري والملقب في جهات الجنوب باسمين الأول يسمونه بعض العرب فرخ أبو زيد ويسميه العرب أحيانًا الغول نظرا لما يحدث منه من البطش والعنف مع الإخصام، ومن وقعاته عندما كان بلغ سن الرشد وإذا به بقوم معادين للمخلص فيهم رجلًا مشهور بالكر والفر طلبوا قبيلة آل مخلص من يبارز الفارسين فاستعربه المذكور وطلب أن يعرفوه عليه فقط.
فلما حصلت المقابلة وإذا الفارس على جواد ولا هناك حرج للتعريف، بل إنه سوف يعرف بنفسه فلذا تقابل الطرفان وتبادل هويات القتال وهي أرماح وإذا برمح الفارس المعادي للمخلص قد سلخ بين اتقف في الإذن ورمح مسفر المزري قد توسط في النحر فولي هاربا ذلك الفارس المعادي.
وكذلك الخدري كان ذات يوم عند الإبل ومعه جويرة عزيز آل مطلق وابنته المسماة فايقة وكان نائما، ثم شعرا بقوم من طرائف اليمني وأحاطوا به وملكوا خويه وخيته فاستمنع إلى وجه كبير القوم وذلك بالغده ومن ثم ملكوه وأخذوه سيرا وطلبوا منه أن يدلهم على الإبل الأخرى حيث هذه لا تكفي حاجة القوم لكثرتهم فانتهز الفرصة وأراد أن يخدعهم ويجلبهم إلى جهة جماعة مخلص وهما بوادي عرفات، حيث عنده ثقة قوية أن جماعته سيغلبون القوم الغازية ويفتكون الإبل ولما قارب الوصول إلى جماعته صاح فيهم بقوله القوم جاؤوكم وأسقط الرجل الذي كان معه على شداد اذلول؛ أي في المقدمة ومن ثم ترك الجماعة والقوم وأخذ معه فيه قليلة مشهورين بالشجاعة منهم علي بن جذته وعلي بن سويده وغيرهم وخذوا كايل الإبل وركائب الغزو وذبحوا أحد الإبل وحملوها على أحد الركائب ورجعوا إلى الجماعة، أما الجماعة فذبحوا القوم ذبحا عنيفا، حيث كان مع الفارس المشهور سراج رفعان بندقية صحف ومعه خمسة عشر طلقة وقد ثبت بأن عدد طلقات قتلت خمسة عشر رجلًا وذلولا وفرسا.
آل معجبة بن سلطان بن مطلق
وينقسمون إلى خمسة أقسام وهي:
- آل سعيدة. - آل ظافر بن علي.
- آل ظافر بن مصلح. - آل عجيان.
- آل غيدان.
ومن مشاهيرهم ظافر بن علي.
- علي بن مانعة: وهو الذي رأى في المنام أن أحد إخوانه يقتل على يد أخيه فكان أن فسر منامه، ثم أنشد:
يا الله يا ملتهم عدل النظر
…
يا خالق امته لاجل الضيوم
حلمت حلم يشيّم من فكر
…
حلم الثريا تهاوى والنجوم
واحلمت انا الشمس وهلال وقمر
…
لها اغباب وحنا في ظُلوم
يا كم رعيان الصحن والمنتشر
…
وخشم الدحيضة نشرف بالخشوم
قد عندها خبزة نزهي الظفر
…
اسلاحهم فرنجي ورُوم
وياما خلطنا لها شبل القهر
…
ومسافي لخ بارود الخروم
ومنهم عيفة بن ناصر آل معجبة -خوي الذيب- الذي قال في هذه الحادثة:
تخاويت أنا والذيب سرحان
…
دعيته بامان الله وجاني
خويي خوين ذيب نقران
…
على المرقب العالي كفاني
وردنا عدّ بين وديان
…
وسقاني وانا عطشٍ ظمآني
خذينا خواوير وحيران
…
وذيب الخلا عند أوزاني
آل راكة من آل مطلق بن درهم من الوعلة
قبيلة آل راكة هم آل مسفر بن مطلق من آل مطلق آل درهم آل سليمان آل الهرش الوعلة آل هشام مذكر يام، وتنقسم إلى فرعين رئيسين، في الفرع الأول آل مبطي والفرع الثاني آل سرفه ويتكون من هذين الفرعين عدد فخوذ آل مبطي آل علي بن ناشرة وآل مشعل وآل عودان ونخوت آل سرفه هم آل علي بن صالح وآل
مشتي، ومن مشاهير قبيلة آل راكة آل عويرة وهناك بين وادي قطن ووادي طلحام جبلان تسمى باسم عمير ودهام، وعمير هو عمير بن عويرة ودهام هو دهام بن علي بن صالح من آل سرفة وقرعان بن مشتي من المشتي آل عويرة هو عمير بن عويره وتمرين بن عويرة وعلي بن عويرة ومسفر بن عويرة وعمير بن عويرة من أنجالة غريب بن عمير ومبارك بن عمير وعمير بن عمير المقلب (القغيط).
وغريب بن عمير هو صاحب هجرة الخضراء بوادي قطن ضواحي منطقة نجران وعدد قبيلة آل راكة حوالي الألف بيت.
أولًا هجرة غريب بن عمير الخضراء
وهجرة عويل آل دهام وهجرة الضبط آل مبطي وبني عبارة وبني راه والوسطى والحق ويوحير وادي مكل بسيل في قطن وهو وادي مملين بالسدر، ومن القصائد الموجودة من الأجداد الأولين قصيدة غريب بن عويرة. ويقول فيها بعدما أرسل له زايد بن مانع آل عاطف بن سلطان، يقول زايد بن مانع:
ابن راكه عايف واخذه شرع يموت
…
والبنادق عايف يوم هو بدعابها
عايف دين أربعة وأربعين وثبوت
…
والشهود الحضور على بيحابها
وقال الغريب بن عويرة ردا على زايد بن مانع:
زايدا لا تحسيتكم علينا شات قوت
…
غير والله تعطيه العافيه طلابها
يدمن يوم يجي في هدام البيوت
…
ألين تصبح قينة العبد يضحكنا بها
آل الرشيد - الوعلة
قبيلة آل رشيد بن درهم من الوعلة - يام
وينقسمون إلى:
- آل علي بن مطلق بن رشيد.
- علي آل راضية.
- آل مرجع.
الوسم: المحجان والمطرق يوضع خلف الأذن اليمنى وفي مقدمة الرقبة وهو على الشكل التالي:
[رسم]
شيخ آل الرشيد هو: محمد بن صمعان بن هادي بن ماطرة.
آل العرجا من الوعلة/ يام
آل العرجا تنقسم إلى قسمين:
- آل صلاح بن محمد آل العرجا.
- آل فنير بن محمد آل العرجا.
وكل قبيلة من هذه القبائل تفرعت عدة فروع: آل صلاح تنقسم إلى قسمين:
1 -
آل مهشل.
2 -
آل مرعبة.
ثم تتفرع آل مهشل إلى عدة فروع:
1 -
آل ناجع مهشل.
2 -
آل مرجع آل ناجع مهشل.
3 -
آل معيض مهشل.
فروع آل ناجع مهشل:
1 -
آل سالم ناجع.
2 -
آل مرهم ناجع.
3 -
آل مطرة ناجع.
4 -
آل محسنة.
1 -
ناصر هادي مسفر آل العرجا جد شيخ قبيلة آل العرجا.
2 -
علي بن مجحود مرجع إلى العرجا.
3 -
مجهار فرج إلى العرجا.
4 -
فرج هادي آل العرجا.
5 -
مسعود رفده آل العرجا.
6 -
حصين بن ناصر آل العرجا.
7 -
فالح بن ثعيل العرجا.
8 -
عبيصان بن فهاد آل العرجا.
9 -
محمد معجب آل العرجا.
10 -
خرسان مسفر آل العرجا.
11 -
سالم عبد الله محمود العرجا.
12 -
محمد بن مجحود بن سجوي آل العرجا.
13 -
صالح عليوي بن ناصر آل العرجا.
ركبنا على مثل المهافي في اجنوله
…
ونا مفديها على عادي أزير
لعيون خلفان كثير مجاله
…
والي تشل المنظره والنياصبر
آل فهاد من الوعلة - يام
الوسم: على الرقبة اليمني للإبل (الحلقة والمطرقة) الفرقط: آل حمد (أبوحمد)، ووسمهم على الشكل التالي:
O
يبلغ تعدادها حوالي 4 آلاف بيت وشيخهم عبد الرَّحمن بن عايض.
سكناهم: بدر الجنوب - بدمه - سلطانه - الرغيب في المرح وكذلك السليمانية في المرح.
مشاهيرهم قديمًا: (ابن الحافظ - ابن بدرة - محيريق - حمدان بن محيريق بن ناصر - شيخ قبائل آل فهاد بدر الجنوب).
من آل دغيش: ابن عايض والآن محمد بن سعد.
من آل عمر: علي أبو شيبة وآل أبو شيبة - آل خضر - آل ظبية - آل سويد - حسين بن عبد الله ومنهم علي بن فلاح بن حشان.
- آل ضيف الله، من آل حمدان فاضل.
- آل مسرعة. - آل ظافر.
- آل الجودة.
آل فاطمة
شيخ شمل قبيلة (آل فاطمة) - يام: الشيخ شرفي بن جابر بن حسين بن مانع أبو ساق، وأبو ساق هو علي بن جابر وذلك لورم طبيعي في قدمه، وجاءته هذه التسمية من الملك (عبد العزيز) وكان يسمى أبو رجل عند ملك اليمن.
الوسم على الخد الأيمن وهو الشكل التالي:
• •
• •
النخوة خيال العرفا أنا ابني جابر.
مشاهيرهم قديمًا:
1 -
حسين بن مانع.
2 -
مانع بن جابر وهو الذي أسس المعاهدات بينهم وبين آل سعود.
قصيدة ترحيبية من الشيخ سعد بن علي بن عامر آل سالم اليامي في المؤلف:
يا مرحبا وهْلين وثني التراحيب
…
بلِّي لفا حقة علينا لزومي
من ساس قوما يكملون المواجيب
…
ولهم على كسب الجمايل عزومي
ومن جاهم الي له حقوق أو مطاليب
…
يلقا رجالًا في اللوازم تقومي
أبو هانئ من منقع العز والطيب
…
شهما على كسب العلوم امهمومي
واليوم في نجران حن لك معازيب
…
اقولها لك بسم ياما عمومي
واسلم وسلم يا عطيب المضاريب
…
راسا ومن روسيا تجلي الحثومي
وهذا الزامل ترحيب من أبناء سعد بن عامر آل سالم اليامي بالشيخ محمد الخالد الشرعبي:
رحَّبت نجران وزهَّر شجرها
…
بالضيوف الي لفوا كل غالي
من مضيرا فرحنه ما ختكرها
…
مرحبا يا طيبين الرجالي
جشم - يام
وهي أحد الفروع الرئيسية ومنهم سكان نجران وآل مُرّة في الشمال.
وهذا تفصيل عن هذه القبيلة في نجران التابعة لمشيخة ابن منيف.
وينقسمون إلى فرعين رئيسين: (بنو ذُهل - وبنو سلمان)
أولًا: بنو ذُهل وهم:
أ - آل الهندي
.
ب - آل عامر (الصقور - آل زبيد).
ويتفرعون على النحو التالي:
أ - آل الهندي وهم كما يلي:
1 -
آل منصور
.
الأفخاذ: آل مهباد - آل مرضي - آل مهنّا - آل عرفان - آل جفيش - آل خزانان - آل ضبيط - آل القوزي - آل شماء - آل هادي بن علي آل دليم - آل بهيض - آل شهوان - آل شاش - آل مرقان - آل ريشان - آل صعب - آل مريح.
محل الإقامة: الشرفة - رجلاء - صله - العوكله - (بنجران).
ب - آل دهمش وهي تشمل:
2 -
آل سليمان
.
الأفخاذ: آل قراد - آل كليب - آل مطارد - آل سنان - آل حطاب - آل خمسان - آل مطيف - آل جواد - آل مراغان - آل رغيب - آل شيبان - آل زليق - آل ضويعن.
محل الإقامة: سقام والقبائل (نجران).
3 -
آل حسن
.
الأفخاذ: قبيلة آل حسن رئيسية، وتنقسم إلى قسمين وهما:
آل دويس التي تنقسم إلى أربعة أفخاذ:
- آل هادي بن مصلح.
- آل محمد بن محسن.
- آل عميرة.
- آل بعيج، ويجمعهم آل غانم آل صالح.
آل عبد الله وتنقسم إلى ثلاثة أفخاذ:
- آل قريشة.
آل همام.
- وآل حوكاش وتشمل: آل جماهر - وآل هاشل.
أما آل خزيم وآل الشهي فنسبهم منفصل.
محل الإقامة: الجربة (بنجران).
4 -
آل خميس
الأفخاذ: آل مقاتل ومنهم الشيخ ابن منيف - آل جعفر - آل زندان - الريعة آل أبو زبدة.
محل الإقامة: عكام - الحامية - الحريزي - المخلاف (بنجران).
5 -
آل أبا الحارث
.
الأفخاذ: البطون - آل ثروان - الشوافع، ولقبيلة آل الهندي فرع من آل مُرّة في الشمال.
محل الإقامة: القابل بنجران.
ب - آل عامر
وهم كما يلي:
(1)
آل زبيد:
الأفخاذ: آل زبيد.
محل الإقامة: المخلاف بنجران.
(2)
الصقور:
الأفخاذ: آل حمد بن حش - آل غدير - آل عبد الله - آل الزحاف.
محل الإقامة: دحضة بنجران.
ثانيًا: بنو سلمان ويتفرعون على النحو التالي:
(3)
آل هتيلة:
الأفخاذ: آل محمد - آل شيبة -
آل سدران
- آل عطية. ولقبيلة آل هتيلة فرع من آل مُرّة في الشمال.
محل الإقامة: قرى آل هتيلة بنجران.
(2)
بنو علي:
الأفخاذ: آل حابس - آل نميس - آل جعران - آل غربان - آل عتيق - آل أبو رخامي. ولقبيلة بني علي فرع من آل مُرّة في الشمال.
محل الإقامة: قرى بني علي بنجران والحمضة في بدر الجنوب.
(3)
آل سوار:
الأفخاذ: آل عزبة - آل نشبة - آل قناص - آل القهس.
محل الإقامة: شعب وقرى آل سوار بنجران.
(4)
آل سدران:
الأفخاذ: آل هادي - آل عسيس - آل مسقلة.
محل الإقامة: المرقع بنجران.
(5)
آل الصوفي:
الأفخاذ: آل الصوفي.
محل الإقامة: قرية آل الصوفي.
(6)
آل مستنير:
الأفخاذ: آل قريع - آل شاحن - آل بيلح - آل عيو.
محل الإقامة: قرية آل مستنير بنجران.
(7)
آل مشرف:
الأفخاذ: آل مشرف.
محل الإقامة: قرية آل مشرف بنجران.
آل سليمان
وتنقسم إلى:
1 -
آل مطارد: تعدادهم حوالي 500 بيت، يقطنون: بدو: خباش الخضراء ريمان. حضر: القابل - سقام - الأخدود.
نخوتهم (ابن العضوض) راعي الحايل.
الوسم اللكزة على المنتحر الأيمن للإبل، وهو على الشكل التالي:
المطرق على الرقبة اليمني
• •
كبارهم حمد بن مطارد والذي أنشد فيه ابن دغرير من آل دغرير:
يقول ابن دغرير فتى الجود ناشد
…
الاشوار منها مخطيي ومصيد
في الاولة غرّا لمن يلتقيها
…
والثانية نقص بغير مزيد
كبير السن هو المعتمد من آل سليمان وهذا متداول بينهم والآن: صالح بن محمد بن شكوان.
آل مطارد اللكزة -جشم- يام:
بين القبائل: ابن مصعب بنو سليمان - النجود: ابن العظوظ - عن الإبل:
راعي الحايل.
الوشم: اللكزة في الترقوة اليمني للإبل.
أقسامهم:
آل بدر:
- علي بن علي متنه - آل خمسان.
- هادي بن حسين - آل مطيف.
- حمد بن هادي جيشان - آل فراد.
- حيشان.
آل شغدر:
- آل مطارد: محمد بن جحيان.
- آل كلب: وبران بن إبراهيم.
- آل حطاب: صالح بن محمد بن شكوان.
- آل سنان: محمد بن أحسن ومحمد بن زبره.
- آل عيفة: محمد بن حمد بن هذلول.
تتداول فيما بينهم على كبار السن ومنهم:
- آل جواد. - آل شيبان.
- الي مراغان. - آل ظويعن.
- آل رغيب. - آل زليق.
قصيدة للشيخ حمد مطارد من آل مطارد بن سليمان من جشم - يام:
الا يا الله يا منهو قريب
…
سبحان المجور قبل جارا
طالع بالنور في وادي قريش
…
والكفار راحو في ودارا
هذا قول الصيعي الذي له
…
من الزلبات شنواح اخيارا
ايديها وبدى عليها
…
كون الظيف لما السعر غارا
ابديها ما أنتاشعا يمني
…
بلبن متخالفة سحم البكارا
فها اذنين توحى كل صوت
…
وعينن كما مقياس نارا
ولها ظهر ما يزل ذراع
…
هباب السرح منقوش السبارا
ولها ذيل يوم تردف به وراها
…
كنها من معاشير البكارا
فإن الصفراء من الزنها مقاد
…
لما جات سلفان تيارا
تاخذ اخوانه واعمامه
…
واصبح مثل مبيحوح العذارا
هذا قولي وانا منها ذليل
…
فإذا جاء اللقا فلا تغارا
فيا لبيك يا ولدي بعمل
…
لما الضحك بدل بالقشارا
صوتي في العجاجه يذهبونه
…
ورمحي في اللقا بغدى كسارا
ما يعش الحرب كون عوايد
…
عوايد مثل البحور غوارا
والصلاة على سيد قريش
…
لا وعداد حجة والزيارا
يا راكب من عندنا فوق شقرا
…
أسبن من الجردان خسف العراقيب
تنص عجيم شيخ بدوا وحضرا
…
وعنده للركاية الشدة تراحيب
ذوده من دباح حيراته امرا
…
ما هو بيع غير حل المواجيب
ابن مهذل الصقري
…
ما هو بيع غير حل الموجيب
وقال الشيخ عجيم بن مطارد في الشيخ فلاح أبو حثلين:
محمد اركب فوق ورك الخدايم
…
واسعل مناصر والظهور المزابير
لا روحت تشبه فرد النعايم
…
وامذوّر والبيض لك في المحابير
ممساك مانع شوق راعي الرقايم
…
ثم قلله لربعه أوزان المناعير
فضحهم اللِّي ما يرد اللزايم
…
اربيحي وسط العرب بالمجاوير
فيا يام ما تستاهلون الكرايم
…
شحم النجاد اللِّي اذيوله طنابير
ربطة فلاح اللِّي تشيب اللمايم
…
شيخ على شيخ امنقي المثابير
في حدودنا ما صررتها التهايم
…
ومن جبل صنعا إلى أصفى المصابير
على الرياض بلاد فيصل ولايم
…
ابدْلق صبيان وخيل معاشير
خلنا نرده قبل تأتي الولايم
…
وقبل الخطا يأتي بالوجيه المسافير
راعي الخطا ما يدرك الحق دايم
…
تنسع اسيوله ما تجينا مطايبر
وعندما ألقي القبض على فلاح أبو حثلين من قبل بني هاجر وتم تسليمه إلى فيصل بن تركي آل سعود فاستنجد العُجمان في أقاربهم في نجران - يام.
وإن الشقراء من أعجلها سبب
…
المصدها غداء البلا مقباس نارا
والدهما من اظمها سد
…
لما طرقت دعت الشربارا
والسويداء من كبرها بخطى
…
لما انفرت شعت البكارا
فتعياد لي ولا تعبا يغدي
…
إذا المال من مضلاه ذارا
تعبا لبلج وجه سعيد
…
نايشيته اجدود واسرارا
انصلي بها طارفه صعيب
…
وابشر بالفاء عضب الظمارا
وخص مطارد هو واخوانه
…
إذا عدوا من اولاد الذمارا
تم قلهم عودكم ما عاد يسمع
…
حديث المجالس والشوارا
وظم الشور ظم ثم ظم
…
فظياع الشور أكبر كل عارا
وكس الفرد كس تم كس
…
فإن الفرد كساب الزمارا
شارا للحروب يلين جانه
…
حتى غدت حواذفها كبارا
آل دويس ومنهم آل مسلم من جشم - يام
آل مسلم: يقطنون نجران وهم بمشيخة الشيخ حمد بن مسلم ومن آل مسلم الشيخ المستشار علي بن مسلم.
(آل محمد بن مصلح من آل دُويس بن آل حسن بن آل دهمش من آل هندي من ذهل بن العجاج بن جشم من يام) وهم الآن بمشيخة الشيخ: (حمد بن حسين بن حمد بن مسلم بن مصلح بن هادي بن مسلم بن هادي بن مصلح بن دُويس).
العزوة: ابن مجسر: تعم آل حسن.
الوسم: مطرق ورقمتين، والشاهد (على الخد الأيمن للإبل)، وهو على الشكل التالي:
• U
الشيخ حسين بن حمد بن مسلم
وهو من الشخصيات المرموقة داخل منطقة نجران، وينتسب إلى عشيرة آل دُويس، وكان يتمتع بشعبية عالية في أوساط القبائل في نجران، وهو ابن الشيخ حمد بن مسلّم الذي اغتيل مع عشرة من كبار قبيلة يام أثناء غزوهم لعاصمة اليمن - مدينة صنعاء - حيث حاصرتها قبيلة يام وقتا طويلًا، حتى أحكمت الحصار عليها، وبخدعة من إمام اليمن حينذاك ابن حميد الدين فقد جرى اختيار عشرة أشخاص من قادة القوم ودخلوا تحت عهد وميثاق أن يدخلوا آمنين ويخرجوا سالمين من أجل الحوار والوصول إلى اتفاق لمصلحة الطرفين، إلَّا أن الإمام قد نكث بوعده وعهده وأخفى مصيرهم إلى يومنا هذا، وبعد أن طال الحصار وطال الانتظار ولم يعد هؤلاء الزعماء إلى قومهم ضعف موقف قومهم وتفرقوا وعادوا إلى ديارهم بعد أن وقعت بعض الصدامات والمعارك الجانبية في ضواحي المدينة، عادوا إلى بلادهم بعد أن فقدوا هؤلاء القادة، وكان ذلك حوالي 1321 هـ. على حد أقوال بعض المعمرين من قبيلة يام.
لقد أعقب الشيخ حمد بن مسلم من الأبناء ولدين هما: الشيخ حمد بن حمد بن مسلم، وهو الابن الأكبر له، ويليه الشيخ حسين بن حمد بن مسلم، إلَّا أن الشيخ حمد قد استشهد في الدفاع عن مدينة نجران أثناء غزو ابن حميد الدين لها، وذلك قبل ما ينوف عن الستين عامًا وبعدها تسنم أخوه حسين بن حمد بن مسلم رئاسة عشيرة آل دُويس، إلَّا أنه لَمْ ينجب أحدًا من الأبناء لكنه واصل مسيرة والده وأخيه وكان يحظى بتقدير واسع في كل الأوساط القبلية والحكومية، وكان شغله الشاغل - على ما يُروى - هو حل المشاكل التي تقع بين أفراد القبيلة وغيرها؛ إذ يختاره المتخاصمون لحل مشاكلهم بالتراضي فيحكم ويقضي بينهم لما
أوتي من عمق التجربة وسلامة التفكير وتقبل النّاس وتوافق السلطات القضائية الشرعية على تلك الأحكام مهما كانت درجتها بدءا من المنازعات على الممتلكات ونهاية بالقتل، أو ما كان منها حالا من المحاكم الشرعية لحلها وتبني رأيه فيها.
توفي رحمه الله عام 1406 هـ عن عمر يناهز المائة وثلاث سنوات.
هذا، وقد أنجب العديد من الأبناء وهم: محمد - علي - حمد - هادي - إبراهيم - خالد - عبد الله - مسلّم.
وقد التقيت بأولاده المشايخ: محمد وعلي وحمد، ولا يزالون محافظين على مسيرة آبائهم وأجدادهم وقبيلتهم في المحافظة على التقاليد والعادات العربية الأصيلة المتمثلة في قبيلتهم الأم يام، فهم على المستوى العالي في مكانتهم الاجتماعية والسياسية وهم مشاركون في مسيرة النماء والعطاء التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، حيث يشغل الشيخ علي بن مسلم منصبا حكوميا رفيعا منذ فترة طويلة، فهو يملك من الحكمة والذكاء وحسن التصرف ما يجعله ثقة عند كل من عرفه وعرف مزاياه الفاضلة من تواضع جم منفتح وشخصية متكاملة ونضج عميق.
آل منصور من جشم - يام
وهم من بني ذهل: من قبيلة جشم يام. ويتفرعون إلى
- آل هندي: ومنه آل منصور وبني سليمان وآل حسن وآل خميس وآل أبا الحارث.
ومن آل منصور الأفخاذ
- آل مهباد - آل مرضي - آل مهنّا - آل عرفان - آل ضبيط، ومنهم: "آل جفيش آل خزانان - آل القوزي - آل شماء - آل هادي بن علي - آل دليم - آل بهيض - آل شهوان - آل شاس - آل مرقان - آل ريشان - آل صعب - آل مريح.
يقطنون نجران - الشرفة - رجلاء صلة العولكة.
عزوتهم ولد منصر.
الوسم على شكل:
• U
ويوضع على الحلق بالنسبة للإبل، وهم الآن في مشيخة زامل بن عبد الله ابن رمال بن عبد الله بن مهدي بن حسين آل عيفان.
ويعد آل منصور حوالي ألفي بيت.
هذه القصيدة في رثاء الشيخ -عبد الله بن زمال، لفارس بن سعيد الريشان:
عيني تبرّت من لذيد المنامي
…
مازل من ليلًا تزايد سهرها
ودموعها تسقي حياضي ضوامي
…
تبكي على ما قد مضى من دهرها
تبكي لفقدان الشيوخ الكرامي
…
اللِّي من العدوان تحمي وطنها
نتخيله رجلًا مغتشيها الظلامي
…
من فقد أبو زامل تزايد كدرها
تبكيه من فواز لام العظامي
…
والعوكله يبكيه حتى شجرها
ياللي لها درع عن حصين وحامي
…
من هيبته كلن دياره شطرها
يسهر عليها ما يهاب الظلامي
…
في ساعة اللا تزايد خطرها
يفرح به المكروب يوم الزحامي
…
ماهوب لاشاف المعارك شطرها
يشهد له التاريخ ورجال يامي
…
بفعاله اللِّي من طواله ذكرها
صطام لطام العدا بالسهامي
…
عين العدو منه كثرا سهرها
له لابة ماهي اندار الحرامي
…
قبيلته الله بعونه نصرها
بفعالهم يفعل وهم له حزامي
…
تاطلي مواطين العدا لي ومهرها
اليا صاح صياح يجونه همامي
…
وفزي لمن هو واقفا في نحرها
على آل منصور يكرر سلامي
…
عد البحر اعداد روض وشجرها
والحصى به منه يشد الزمامي
…
ولا تراخا عند تالي صدرها
ماكل من شل البنادق برامي
…
ولا كل من شاف المعارك حضرها
وصلات ربي عد نوح الحمامي
…
واعداد ما فوق النضي من وبرها
على رسول الله خير الأنامي
…
نفسه على مرضات ربه ومرها
وهذا مطلع قصيدة قالها شاعر يمني، يقال له علي بن سودة عندما حل ضيفا على شخص بخيل يقال له علي بن نورة:
هجن مناكيف عدوهن ولد نورة
…
لا هو ابنص ولا عنده لهن قافي
انص آل سلطان لي بالطيب مذكورة
…
ولا ابن زمال اللِّي للضيف ميلافي
وهذا مطلع قصيدة قالها شاعر من آل منصور اسمه حسين بن سعيد في إبله عندما فقدها يصفها ويصف وسمها:
لي هجمه ضيعتها بين صك اسلاف
…
يا ذاكر الهملان وصف تحاليها
عليها القلايد والرقم شاهد ينشاف
…
سحم الخدود اللِّي عراض مثانيها
ليهي صفار عندنا كنها لشراف
…
وربي على جمع المخاليف مغليها
ومن نوع الرزقه:
إنصي آل عيفان وسلم لي على الاثنين
…
أنا استحيت من السلاطين آل عيفان
وهذه قصيدة قالها أحد الشعراء عندما دارت معركة بين مجموعة وقبيلة آل مهباء من العصور وبين أحد دوريات عدن:
يا رافدًا ذهن أذهن وترك حال النوم
…
شف خل دونان جاء عنده وهيله
يوم على هل هدٍ باروده ايحوم
…
من لابتي يوم ضيعها الدليله
نعم بيحيي يعدل طارف القوم
…
تعديل سيل تكتب من مخيله
تجملوا كلهم واخطاهم اللوم
…
وهم قليل ومعايرهم قليلة
محر يحيي عليهم غير مرسوم
…
محر ثلب على ذود محيله
وهذا من نوع الزامل في إحدى المناسبات قاله الشاعر محمد حسين غرابان:
شرعنا عند اللزوم انتثنا
…
من جهل فينا يسأل خبير
ما بنوا جدانا به سكنا
…
لو يطير العذ عقبه نطير
آل قريشة من جشم - يام
هم قبيلة من جشم - يام متفرعون عن (آل هندي - الصقور) بنو سليمان: جشم هتيلة آل قريشة ومن آل الهندي (دهمش):
ابن منيف، آل منصور، آل قريشة، آل سليمان، آل دُويس، آل أبا الحارث وشيخ الشمل هو من آل خميس:
وآل حْسَنْ: يجمع بطني آل قريشة وآل دُويس.
الوسم: اسمه العرقاه يوضع على الرقبة اليمني (×) والعزوة ابن مشعل.
آل قريشة يتفرعون إلى:
1 -
آل مشعل: آل علي بن مشعل، ومنهم:
- آل محمد بن مشعل.
- جمحان ومنهم:
- آل مريم، وآل حمد بن الشيبة.
الشيخ محمد بن حسين بن محمد بن مشعل بن قريشة وهو نائب قبيلة آل قريشة في نجران جنوب المملكة العربية السعودية في نجران، عدد بيوتهم 400 بيت وأولاده:
علي، محمد، سالم، صالح، حسين، إبراهيم، عبد الله، يحيى.
2 -
آل حمد ومنهم:
- آل هندي
وهم آل زيد وآل طحار.
- آل عوير
وهم آل محمد بن عبلان، وآل علي.
مشاهيرهم: مشعل بن علي وهو فارس شجاع امتد غزوة حتى حضرموت. محمد بن مشعل - علي بن مشعل - سواد بن علي - مشعل بن علي.
يا يام ترايعوا مشعل عقل ركبته
…
ومن انكسرنا نعن أبوهم
قامت يام مثل الغيام
…
وقالوا من ينكسر يلعن أبوه
هذه الأبيات قيلت في الشيخ مشعل القريشة عندما غزت بام حضرموت ورجعوا له يام وهزموا القوم:
يوم العدو والزهر
…
نذح بها في القفار
مشعل عقل ركبته
…
ويام مثل الغيام
يضرب بجنبيه
…
والسيف قد احتناع
قال يا يام ترايعوا
…
من انقعر نعنباه
وراكم المشعلي
…
يا سعد منه وراه
ومن المشاهير: مشعل بن علي، وهو الذي عقل ركبته في إحدى الغزوات تشجيعا لثبات قومه مع الأعداء، وقد أنشد قائلًا هذه الكلمات:"مشعل عقل ركبته بأيام ترايعوا من أتكس نعنبوا" وقد ترايعوا فعلًا عندما سمعوا هذا النداء من زعيمهم وتم لهم كسب المعركة نتيجة الموقف الشجاع الذي تحلى به مشعل آل قريشة.
ومن سلالة مشعل: الشيخ محمد بن مشعل، والشيخ علي بن مشعل آل قريشة، وسوادي بن مشعل الذي سجن في مدينة صنعاء برفقة الشيخ سلطان بن منيف، وجابر بن مانع، وعلي بن جابر النقيب، وعبد الله بن علي المكرمي، وكلهم من زعماء قبيلة يام، وتسلسل مشيخة آل قريشة من البداية هي:
- حسن بن محمد بن مشعل آل قريشة.
- حسين بن محمد بن مشعل آل قريشة.
- حمد بن محمد بن مشعل آل قريشة.
- حمد بن سوادي بن مشعل آل قريشة.
أما مشيختهم الآن فتتركز بالشيخ محمد بن حسين بن محمد بن مشعل آل قريشة ويبلغ من العمر حوالي ثمانين عامًا، وله من الأبناء ثمانية.
وتعتبر قبيلة آل قريشة هي "مقرع الحق" في قبيلة جشم يام، وهي واحدة من ثلاث تتركز في قبيلة آل فيشر آل فاطمة الثاني قبيلة ابن الحزوبر (مواجد).
مواجد - يام
تعود في نسبها إلى مذكر - يام، وشيخ شملها: حسين بن جابر بن نصيب.
تقطن مواجد يام في: نجران ببيحان في اليمن الجنوبي آل الحارث الجنوب، حبونة: الحصينية، المجمع: الربع الخالي، الحضن: الزور (وادعة) وزور آل الحارث، الشبهان: علو المخلاف، الغيضة، الموفجة شعب بران، سلوى، نهوقه، انهيقة. يبلغ تعدادها حوالي ثلاثين ألف نسمة تقريبًا.
من مشاهيرها: الشيخ حسين بن جابر - الشيخ علي بن محمد - مانع بن صمعان - جابر بن حسين بن نصيب - جابر بن مانع بن نصيب.
برز من قبيلة السلوم إبراهيم السلومي، فارس وشجاع عقيد قومه - علي بن منصر من آل الحارث - جنوب - ابن شاجه من قبيلة آل رزق - ابن معجب من قبيلة آل رزق.
وهناك العديد من فرسان هذه القبيلة، أمثال: جابر بن دكام من آل صليع.
نواب قبائل مواجد: ملفوف بن سراج بن إبراهيم قبيلة آل عامر - سعيد بن دكأم آل صليع - عبد الرَّحمن بن ناجي من الخضرة - ابن قعوان من بني هميم يتقدمهم كبير السن فيهم.
آل عباس: صاغ مانع حيدر - وادعة آل دغرير صالح بن قميش، وباقي البطون يقودهم من هو أكبر سنا فيهم.
آل الحارث: - علوي على جريبة - ونمران ناصر الحارثي - منجوث عوض شماخ.
آل الحارث بن الأحسن الجنوب.
آل الحارث - نجران - صالح يحيي عسكر - حاضره - ظافر بن عيسى - بادية.
سُلُوم/ مذكر يام:
عشائر آل مفلح أهالي حبونا وكبيرهم في الوقت الحالي سعيد بن دكام بن منصر شيخ عشائر آل مفلح، ومفلح يجمع آل صليع وآل عواد وآل محميد.
وهم أولًا: آل صليع: عدد أفخاذ آل صليع:
1 -
آل دكام. 2 - آل عفيص. 3 - آل حويل.
4 -
آل هويج. 5 - آل منصر بن جمعة. 6 - آل سعيد.
7 -
آل هدبان. 8 - آل هرشان.
9 -
آل محميد، والذي يجتمعون هم وآل صليع من آل مفلح.
10 -
آل عواد، والذي يجتمعون هم وآل صليع من آل مفلح أيضًا.
1 -
آل ماسان من آل صليع.
والعشائر المذكورة أعلاه تابعون للشيخ سعيد بن دكام بن منصر الذي خلف شقيقه الشيخ جابر بن دكام، وأبوهم الشيخ دكام بن منصر الفارس المغوار الذي له سيرة في كتابة ظاهرة في عهد الملك عبد العزيز، وقد قيل فيه القصيدة التالية من ابن حجة من قبائل قحطان:
سلام مني لابن دكام يهدا
…
عد الشجر واعداد وبل المخايل
سلَّام به مسك وعنبر وندا
…
وأريج ورد من جميع الخمايل
يهدي لعريب الساس أبًا وجدا
…
كسابة الناموس يوم الوهايل
لجا نهار فيه جدًّا وشدّا
…
تروي قناها من كبار الحمايل
فالوقت بامشكاي قام يتردا
…
وصارت قلوب النّاس فيها غلايل
وصار الرجل لأولاد عمه يصدا
…
بالحقد والعثرات بجعل حبايل
والسبع ضد عن حقوقه يصدا
…
وصار الحصين اليوم ذرب الفعايل
من عقب ما هو من مدسه يصدا
…
تزلف ثعيلان ولد الحمايل
والصدق لا يعطي ولا عاد يبّدا
…
والحق صاروا لناس منه جفايل
فليه الحقايق ما توضعْ وتبْدا
…
وتقدم العراف كل الدلايل
من شان ياقف كل طامع ويهدا
…
ويرد بالبرهان من كان عايل
فاللي مهيضمي علوم تردا
…
وخفت عن نفس ببدع المثايل
وفي قصيدة أخرى:
يا مرحبا بضيوفنا عد المطر
…
عدة قنوف هملت باخيالها
ربع بن دكام عقيد مشتهر
…
نقال حمرا يام من شلائها
لسلوم لجاه العلم ماضين الخبر
…
على المعادي يقطنون ارمالها
قبيلة آل صليع تشهر با لظفر
…
أهل المغازي عارضين فعالها
واليوم يوم العيد والملقا زهر
…
حق العواني مرحد لازم يعبالها
جمع آل دكام كبيرهم وصفر
…
معهم قبائلهم هلا باقبالها
تحية الضيفان واجبهم حضر
…
ربعي يكرمون من الرجال أسبالها
قبايلي ماهم يهابون الخطر
…
نمدح نهار المعركة بافعالها
لثَوَّر البارود والعج انكرر
…
بحمر الذخائر يدخلون أطلالها
آل قريع من مواجد/ مذكر يام
ينقسم آل قريع إلى قسمين:
- قسم منهم يسكن في العطفين.
- قسم منهم يسكن في حبونا.
ويرجع آل قريع إلى السلوم من رجال يام، وهم بدو وحضر من آل قريع:
- آل نوب. - آل صالح بن علي.
- آل سعدون. - آل مسعود.
أما كبيرهم فهو: مدهش حمد مشيب آل قريع.
العِجْمان من يام
(1)
راكان بن حثلين، زعيم قبيلة العجمان من يام
راكان مدار حديثنا في هذه القبيلة، فقد أثبتت الوثائق بأنه أسر في الأحساء وسيق منفيا إلى ولاية نيش ولعلها عاصمة بلغاريا حاليًا أوأحد مقاطعاتها وأنه مكث في أسره حوالي سبع سنوات وأفرج عنه في عام 1294 هـ - 1877 م، ومن هذا نستدل على أنَّ زمن أسر راكان كان بعد سقوط الأحساء مباشرة في أيدي قوات مدحت باشا في عام 1288 هـ، أما الذي لازال غامضا في هذا الخصوص 1872 م فهي الكيفية التي أسر بها راكان، حيث أوردت المصادر الشعبية روايات مختلفة لا نستطيع التعويل عليها والكشف عن الحقيقة بتفاصيلها يستدعي الأمر منا مزيدا من البحث في أضابير أرشيف رئاسة الوزراء في استانبول.
أما عن اشتراك راكان في الحرب التي خاضتها الدولة العثمانية ضد روسيا ووقوفه إلى جانب ثوار البلقان أثناء ما عرف بحرب الصرب، فقد أيدت الوثيقة مشاركة راكان في تلك الحروب ولكن ليس بذلك التهويل الأسطوري الذي أوردته مصادرنا الشعبية بناء على إحدى قصائد راكان التي بالغت تلك المصادر في تفسير النص الشعري الذي قاله راكان. والوثيقة التي نعول عليها في هذا الخصوص هي عبارة عن "عرض حال - التماس" تقدم به الزعيم راكان إلى مقام الصدارة العظمى في استانبول وذلك بعد انتهاء المعارك بين الروس والعثمانيين، تلك المعارك التي اشترك فيها راكان وبعض رفاقه، حيث أوضح راكان في عرضه أنه دخل غمار المعركة وهو بائع نفسه بطلب الاستشهاد في سبيل العقيدة، ولعله كان يفضل الاستشهاد دفاعا عن الدين الإسلامي الحنيف، حيث يرى الاستشهاد مغنما إذا كان مصيره الموت منفيا بعيدًا عن أهله، لاسيما وهو قد تقدم في السن وذكر أنه لَمْ يرزق الشهادة مع رفاقه الذين استشهدوا .. وما دام قد نجا من موت كان يطلبه لما كان يرى فيه ما هو أخف عليه من ألم الغربة والبعاد عن الأهل والوطن فإنه قد
(1)
انظر عن العجمان مفصلا في المجلد السادس من الموسوعة.
تعشم في قيادة حارب في ظلها أن تكافئه بالإفراج عنه والسماح له بالعودة إلى وطنه وأهله. وكان الصدر الأعظم في حينها المصلح الكبير مدحت باشا الذي كانت سياسته تدعو إلى الحريات والظهور بالتعامل الحضاري مع المواطنين أيد فكرة الإفراج عن راكان وإعادته إلى بلاده ورفع بذلك إلى السلطان عبد الحميد الذي كان لتوه حديث عهد بتقلد منصب الخلافة، وأراد أن يستفتح عهده بالاستجابة المطالب رعيته والشفقة بهم، فقد وافق على ما عرضه عليه الصدر الأعظم فجاء الإفراج عن راكان في وقت صدرت الموافقة السلطانية بالإفراج عن أحد عشر زعيمًا عسيريا كانوا هم أيضًا في المنفى في بلاد البلقان في مكان مختلف عن المكان الذي كان به راكان.
ومما جاء في عرض الصدر الأعظم إلى السلطان عن طريق رئيس الكُتَّاب يطلب الموافقة على الإفراج والسماح لراكان بالعودة إلى بلاده ما نصه: "إن شيخ قبيلة العُجمان محمد راكان المستقرة في داخل نجد، قد نفي قبل 7 سنوات إلى نيش" بسبب "جنحة" مقترفة وبحكم المجاورة لموقع الحرب التي دارت مع الصرب فإنه اندفع وخاض غمارها وأبرز شجاعة مشهودة وبسالة مفتخرة وتقدم ب "عرض حالة المرفق ملتمسا العفو عنه وإطلاق سراحه، وحيث إنه متقدم في السن نرى أنه جدير بالمرحمة .. ولا بأس من تخلية سبيله، بتأكيد الاستفسار الذي تلقيناه من ولاية البصرة في البيان والإشعار.
وفي صدد العفو عنه وإطلاق سراحه، على الوجه الذي تصدر به الإرادة السنية المتعلقة بالرحمة المعتادة من لدن جناب السلطان تفضلا بمنطوقه العالي .. فسنقوم بإنفاذه مع تبيين ذلك في تذكرة الثناء لسيدي سطر 14 ج "جمادى الأولى" سنة 1294 هـ (م) الرمز المتبع في التقديم من قبل الصدر الأعظم وشرح عليها رئيس الكتاب بما نصه:
"لقد تفضل ونظر حضرة السلطان على التذكرة السامية للصدارة التي تلقيتها بأنامل التعظيم مع ما التفت به من "عرض حال" وما استأذنتم به من مضمون يختص بالمومى إليه محمد الراكان بصدد العفو عنه وإطلاق سراحه، وقد تفضل
جناب السلطان بإرادته السنية، ووفق منطوقه المنيف وعلى الوجه الذي استأذنتموه وعلى هذا فإن الأمر والفرمان لحضرة ولي الأمر" ج 15.
وإذا كنا لا نعرف يقينا الكيفية والظروف التي أسر بها راكان ولا الطريق التي سلكها إلى منفاه إلَّا أننا بفضل هذه الوثائق عرفنا على وجه الدقة المكان الذي حددته الدولة مكانا لنفيه وهي بلدة نيش حيث قبل ذلك لَمْ تستطع مصادرنا الشعبية أن تحدد مكان النفي بل حاولت اجتهادا ولكنها لَمْ تكن قريبة من الدقة، وكررت معظم تلك المصادر أنه كان منفيا في بلاد الروم وفي نظرهم أن كل ما هو شمال الجزيرة العربية يندرج تحت مسمى بلاد الروم.
وكدنا أن نقع في نفس الإشكال السابق عندما فشلت مصادرنا الشعبية في تحديد زمان عودته والطريق التي عاد من خلالها إلى الجزيرة العربية ولكوننا لا زلنا نفتقد إلى المصادر الوثائقية والتي إذا ما تم الكشف عنها فإنها حتما ستجلي كل غموض وحتى يتم لنا التمكن من ذلك مستقبلًا فإن المصدر الذي نعول عليه في هذا هو إشارة الرحَّالة الإنجليزي الشهير شارلز داوتي (Charles M - Doughty) الذي كان موجودا في حائل عشية قدوم الشيخ راكان إليها عائًدا من منفاه قادمًا إليها من المدينة المنورة.
حيث ذكر ذلك الرحَّالة ما نصه "قابلت (في حائل) شخصا غريبا عائدا لتوه من الحرب، قدم إلى حائل برفقة شيخ العُجمان الكبير الذي قدم مؤخرا إلى حائل، ذلك الشيخ العربي الذي كان قد أسره الأتراك بعد احتلالهم للأحساء وقاموا بنفيه إلى تخوم روسيا، حيث بقي هناك سبع سنوات في السجن ومن خلال السنتين الأخيرتين فقد أبناء عشيرته الأمل في عودته واعتقدوا أنه قد مات، ولكن هذا الفارس الشجاع في هذه البلاد الغريبة ما إن سمع صرخة الحرب في سبيل الدين حتى تقدم بطلب إلى السلطان ليأذن له بالمشاركة فيها، وقد منحت له الحرية ليحمل رمحه مجاهدا في سبيل الله ورسوله".
ويستطرد داوتي في حديثه عن راكان حيث قال: "جرح هذا النبيل العربي في ذراعه أثناء تلك الحروب، وعند وقف إطلاق النار بين الطرفين، منحه السلطان حق ما يطلبه من مكافأة فكان طلبه أن يسمح له بالعودة إلى بلاده (هِجْر) وفي شهر رمضان وصل ومرافقه إلى جدة حيث قاما بزيارة مكة والمدينة، ومن المدينة غادرا إلى حائل حيث استقبله الأمير محمد بن رشيد بكل حفاوة، وانصرف من عنده محملا بالهدايا الأميرية المتكونة من ثلاث من الذلايل وخرج مملوء بريالات الفضة، وغادر النبيل العربي عائدا إلى بلاده.
ذكر المستشرق الرحَّالة جوليوس يوتنج (Julius Eututing) الذي زار حائل عام 1883 م في يومياته بتاريخ يوم السبت الموافق 29 ديسمبر 1883 م بأنه التقى بالشيخ راكان شيخ العجمان في مدينة حائل - وفيما يبدو أن الشيخ راكان كان كثير التردد على حائل بعد سنوات عودته من المنفى - وقد لفت انتباه هذا المستشرق حديث الشيخ راكان ببعض الكلمات التركية، ولمعرفة ذلك علم فيما بعد أن راكان قضى سبع سنوات سجينا منفيا في قلعة "نيش" في بلاد الصرب، بعد أن تم القبض عليه من قبل الأتراك في الأحساء بطريقة غادرة وذلك قبل حوالي عشرين عامًا ونفيه إلى أوربا والذي دبر مكيدة القبض عليه هو مدحت باشا.
هو راكان بن فلاح بن حثلين زعيم قبيلة العُجمان من يام، عاش بين مضارب قبيلته في منطقة الصمان والدهناء في شعب جزيرة العرب، لقد نشأ فارسًا شجاعا ومقداما بارعا، وهو من القلائل الذين تطابقت أفعالهم مع أعمالهم، فقد ألهب نفوس قومه حماسة ضد المحتلين الأتراك، فقاومهم أشد مقاومة حتى قض مضاجعهم، فما لبثوا إلَّا أن قرروا الخلاص منه وأخذوا ينصبون له المكائد إلى أن سنحت لهم الفرصة بذلك، وكان ذلك على يد بعض المتعاونين معهم، والقي القبض على راكان وسيق مقيدا إلى سجون الأتراك وراء البحور، وهناك عاش فترة سبع سنوات في زنزانته التي تشرف طاقتها على البحر وكان لا يرى من السماء إلَّا الجزء المنير له من تلك الطاقة، لكن نفس راكان كانت مملوءة
بالحماس والأمل، وأنشد أجمل أشعاره وهو في سجنه فطار شعره بالآفاق بغير جناح، فهو قد تذكر قومه وأفعالهم ومناوءتهم للأعاجم، ثم شرح جانبا من حياته ومعاناته القاسية في سجون الأتراك وهذا يذكرنا بالفارس العربي الشجاع فارس بني حمدان حبيب بن سعيد المُلقَّب بأبي فراس الحمداني، ذلك الأمير الشاعر الذي عانى في سجن خرشنة مع الروم ما عاناه الأمير الشاعر راكان بن حثلين في سجن الأتراك، وكلاهما بطل همام وفارس لا يضام، فها هو أبو فراس يخاطب طائر الحمام الذي رآه يحوم فوق سجنه:
أقول وقد ناحت بقربي حمامه
…
أيا جارتا لو تعلمين بحالي
أيا جارتا ما أنصف الدهر بيننا
…
تعالى أقاسمك الهموم تعالي
وها هو راكان يخاطب ذلك الطائر بلهجته البدوية البليغة:
لا واهني يا طير من معك حسام
…
ولا أنت تنقل لي حمايض علومي
ان كان لامن حمت وجهك على الشام
…
أيسر مغيب سهيل تبقى تحومي
اكتب معك مكتوب سر ولالام
…
ملفاه وربع كل أبوهم أقرومي
ومن سايلك عني فأنا من بني يام
…
من لابة بالضيق نقضي اللزومي
نعم، يفتخر راكان بقومه بني يام فهم من أنبل القبائل العربية محتدا، ومن ذؤابتها مقدما، فهي كانت ولا تزال من غر القبائل وأنصعها؛ لذلك حق لراكان أن يفتخر ويعتز بها وهي عنده بمثابة القلب من الجسد والعين من الرأس.
ولراكان قصائد عظيمة شرح فيها أفكاره وفلسفته في الحياة ومحبته لأهله وقومه بني يام، كما شرح لنا مأساته في سجنه:
با بو هلا ليتك تشوف
…
حطوني في العسكر نظام
يقودوني قود الخروف
…
يالعسكري ولد الحرام
وقال هذه القصيدة وهو في سجن العثمانيين يخاطب أحد الطيور الحائمة في السماء:
لا واهني يا طير من معك حسام
…
ولا أنت تنقل لي حمايض علومي
ان كان لامن حمت وجهك على الشام
…
أيسر مغيب سهيل تبقى تحومي
أكتب معك مكتوب سر ولالام
…
ملفاه ربع كل أبوهم أقرومي
سلم على ربع تنشد بالأعلام
…
لا واهني من شافهم ربع يومي
ومن سايلك عني فأنا من بني يام
…
من لابة بالضيق تقضي اللزومي
ربعي ورا الصمان وأنا بالأروام
…
من دونهم بزمي بعيد الرجومي
ومن دونهم حوران بعد زام
…
دار أهلها ما تعرف السلومي
حار البحر من دونهم له تلطام
…
ومن دونهم ما بات موج تعومي
من عقب ما سيفي على الضد حطام
…
اليوم سيفي جادعه كنه شومي
صارت سوالفنا مثل شوف الأحلام
…
مالي جدي يا غير عد النجومي
الياما ذكرت رموس عصر لنا دام
…
قمت أتململ والخليق أنيومي
بالله يا اللِّي طالبه ما هو يضام
…
تفرج لشخص لاجي عند قومي
الله من عين لها سبعة أعوام
…
تسهر وتبكي من كثير الهمومي
الحال باد وباقي جسم واعظام
…
كنه مريض واقع ومحمومي
وقعت أنا بديرة ما بها اسلام
…
والبن الأشقر ما يدار معدومي
سجين سجن ولاجي عند ظلام
…
ودوني بحور وبالحديد الحزومي
والجفن يسهر تالي الليل ما نام
…
ومن جملة الكيفات صرت الحرومي
قعزي لمن مثله عليه الدهر هام
…
مقصوم رجل ولا جزع ما يشومي
وصلاة ربي محمد من يلبس إحرام
…
واعداد ما تذري ذواري سمومي
وله أيضًا:
يا محلا الفنجال مع سيحة البال
…
في مجلس ما به نفوس ثقيله
هذا ولد عم وهذا ولد خال
…
وهذا رفيق ما لقينا مثيله
يابو هلا طير الينا خبث البال
…
الكير نكري الحباري قليله
يالله ياللي طلبته ما بعد قال
…
ياللي من الضيقات بنجي دخيله
أفرج لمن قلبه غدا فيه ولوال
…
والنوم ما جا عينه إلَّا قليله
اليا ما ذكرت أرموس عصر لنا زال
…
شوف الفياض وفقد عز الجليله
يا زين شدتهم اليا وزع المال
…
يثلون بداق تلال مخيله
يتلون براق سمر يشعل أشعال
…
تلقي القديبي فايض عقب سيله
يسقي اخسيفه والتحاق أرضها سال
…
مرتع السيوف الصقيله
من حمو ساقات إلى السيف همال
…
وبنوش حسنًا والرديفة مثيله
فإن قادنا من يمه القفر خيال
…
يصبح شديد العدو عجل رحيله
فاد السلف واستبجنوا كل هوال
…
وبالقصر يا محلا تخبيط نزيله
فإن شرف البادي على روس الأقذال
…
والمال كثر الوزل محمي جفيله
تلاحمت ما بينهم شهب الأذيال
…
ومن ضيع المفتاح وأعزتي له
ركبوا على طوعاتهم كل عيال
…
كل أبلج يجري بكسب الفضيله
بفازوا بالمفزاع ذربين الأفعال
…
من قبل سبق غارته تثني له
يبغون طولة روسهم حين الأدمال
…
تغازوا وأخلق كثير هجيله
واللي تنوا تلبس الشال
…
ومن صنع داود بشوت ثقيله
لزم عليهم علة عقب الأنهال
…
ومن غارنه لزم يضيع دليله
والدم من قحص الرمك يثمل أثمال
…
يزعج على أوروك السبايا وشيله
هذيك يراعيها من المعرفة مال
…
وهذه ثكلها مطرق ما تشيله
من وقع كل أمقرنس له أفعال
…
وفروخ صادق للحباري فضيله
وله أيضًا:
قال الميضي بالضحى بيد القاف
…
في دار سمحين الوجبة الكرامي
عسى لهم بآيات من حج وطاف
…
عز لحاضرهم وللحي دامي
يا راكبا من عندنا فوق هياف
…
يثيل ساج ومقتضيه الولامي
فاليا دعم صدوره على بعض الأسياف
…
وال ثلاث يشتهن الوئام
يمشن ثلاث عقب الأورما والأصلاف
…
والرابعة يلغا الولد الأمامي
سلم على ربع كما وصف الأشراف
…
وأختص أبو تركي برد السلَّامي
سلَّام أحلى من لبن كل مسقاف
…
واجن وأنوج من عنابير شامي
وألتفها يا شيخ من كل الأطراف
…
عزا كما وصف الجراد التهامي
والله يا لولا جمعك اللِّي له أوراف
…
دولة هل العوجا سواة النظامي
إني لعد لهم على كل مزقاف
…
علم بردونه جديد وعامي
بمطرق فيها غلب كل هياف
…
وحرب الظهور اللِّي تقص العظامي
والكل ينكس عايف عقب ما شاف
…
غضي نت لأوراك السبايا لأدوامي
عاداتنا ليما التقت دقل الأشلاف
…
ثم درعوا سرد الرمك يالولامي
في ماقف خطر علي بالأتلاف
…
في روشن غنى بركنه حمامي
وأدمع عيني فوق الأوجان ذراف
…
وبالرجل طبلين حلقهن احكامي
تنسق على طوعات زينات الأطراف
…
ما بين مصري وما بين شامي
وأدروع منعمات ثقيلات لصاف
…
متحزمين فوقهن بالحزامي
عاداتنا عند المظاهير تنشاف
…
ونركض مراكيض تحري الكهامي
ما هي بهرجة شاعر بياع القاف
…
طول لسانه فعل ولد الأمامي
حنا ترانا علقة بن الأحناف
…
نجزي عيونه عن لذيذ المنامي
وقلبه ول هو نازح يرجف أرجاف
…
من صبحه الانياح نور الظلامي
ليتك لنا يا شيخ بالعين تنشاف
…
يوم أقبلت دولات صبيان يامي
معهم فرنجي لحسه تقصاف
…
مثل الرعد في يمدلهم الغمامي
حنا ذرا الديرة عن البرد والحاف
…
ومن زارها جيناه كاع الشمامي
يا شيخ ما أرسلنا نبي منك محذاف
…
قوم تبني من ورايا الخيامي
بين الظفيري والمطيري وعساف
…
ننزل ولو جانا المنذر والزخامي
ويروح في زملة كثير التجعاف
…
ولا خير في هرج بليا تمامي
حنا كما حر تعلا بمشراف
…
صيده من الجل الحباري الجسامي
جاه أسمر في صايده سم الاتلاف
…
طقه وحط أسيوف ريشة هدامي
وجازه لمعلول جداه التلهاف
…
هيا اركبوا يا مشتهين الكلامي
وصلاة ربي عد ما هل وكاف
…
على النبي وما حج بيت الحرامي
وله أيضًا:
يا الله يا معطي العطايا الخيارا
…
يا معطي الجنة عبيدك عن النار
ويا الله يا خلاق ليل ونهارا
…
متعاقبات دب الأيام سيار
اليا غاب شمس اليوم بين سمارا
…
والليل يظلم وانحشم سوف الايصار
واليا طلعت شمسه وبان النهارا
…
والناب تسعى بالالايل والأنظار
قالوا خيار وقلت ما هو خيارا
…
ولا فيه خيار كون زينات الأثمار
خيار الملافي الملنجي في الزيارا
…
محمد نبي نايته زوار
وخيار البيوت كبارها والصغارا
…
نزور بيت الله حجاب عن النار
وخيار السبايا مسرجات الأمهارا
…
لا روحت باول الخيل عبار
وخيار الأباعر طيبات الأبكارا
…
وخطو الرجوع وبأول الذود معطار
قصيدة الشيخ راكان بن حثلين يخاطب أحد رجاله ويسمى حمزة عندما اعتقله الأتراك وحملوه بالمركب:
حمزة جلينا عن اديار المحبين
…
ولا عاد جانا من سَنعْهم عْلُومي
مشوا بنا العسكر لدار السلاطين
…
في مركب جزاه ترك ورُومي
وإذا مشى المركب مشت جمعة العين
…
والصبر بالشدة علينا لزُومي
يوم الخيانة واحتيال المرعين
…
هيهات لو اني عرفت العلُومي
يا ليت يامٍ بالملاقة قريبين
…
من فُوق زلباتٍ تُبوج الحثُومي
واضح من قصيدة ذلك الزعيم الفذ بأن رائحة الألم والتوجد يفوح في ثناياه أنه يتوجد على ديار قومه المحبين له والمحب لهم، وهيهات (يا حمزة) أن تأتينا من قبلهم العلوم والأخبار، حيث إننا أصبحنا أسيرين في يد الاتراك والروم، هؤلاء الأقوام البعيدين عنا في ديارهم وتقاليدهم، وها هو المركب يسير بنا إلى حيث المصير المجهول، وها هي دموعي تسيل على خدي لا خوفا من ذلك المصير الذي هو مصير كل من تمرد على المستعمر ومصير كل من نذر حياته فداء لأرضه ووطنه، ولكن توجدا على من خلفتهم ورائي من أفراد قبيلتي وأهلي، ولكن علينا التزام الصبر والتأسي؛ لأن الرجال يُعرفون وقت الشدة وهذا لزوم عليهم دون النساء، لكن ما يحز بنفس راكان هو تلك الخيانة والحيالة التي حاكها هؤلاء الملاعين الذين وشوا به إلى الأتراك حتى تم اعتقاله، ويتمنى لو عرفهم وعرف بالتالي أخبارهم، وما زاد في تأسفه أكثر هو لو أن قبيلته يام قريبون منه ويرون ما حصل له لكانوا لأعدائه بالمرصاد وهم ممتطون صهوات خيولهم فرسان شجعان لهم من الصولات والجولات ما يُرهب أعداءهم ويوقع الرعب في قلوبهم.
وهذه إحدى قصائد الشيخ راكان بن حثلين في المنفى:
يا بو معارف هضْتني وأنت مطفُوق
…
طَيَّرت من عيني لذيذ المراحي
فانْ كان هَمّكَ زاهيِ الحجل والطوّق
…
ما همّني لو كان زينه بْضاحي
الهمْ والله لابتى سَنَّدوا قُوق
…
هذي منازلها عَفتْها الرياحي
قادوا السّلف واستجنبوا كل صعْفُوق
…
يتلون براقٍ من الوسم لاحي
وان صاح صياح ورا طارف النوق
…
نلحق على قبٍ شعفها الصباحي
واليا لحثنا بأوّل الخيل مفروق
…
كم خيّرٍ بين الحفيفين طاحي
كانت همومه مركزة على التواجد على قومه ومضاربهم، توجده على مواقعهم المحببة إلى قلبه، فإذا كان هم صديقه أبو معارف البنات الغطاريف اللواتي يزين أرجلهن بالحجل وجيدهن الطوق، فهو -أي راكان- لا يأبه بذلك أبدا ولكن هل صحيح بأن قلب راكان كان خاليا إلى حد الاضمحلال أم كانت له هناك خفقات قلب تحب، وذلك على غرار من أحبوا قلبه وعاينوا ضروب الحب وآهاته وتوجده وحسراته.
لنرى في القصيدة التالية غزل راكان وتوجده ولكنه الغزل المشبوب بنفحات الفروسية والبطولة، فالفروسية والحب عنده توأمان لا يتفارقان أبدا، وهذا ديدنُ الشعراء الفرسان، فها هو عنترة العبسي شاعر الحب والهوى لم ينسَ محبوبته عبلة حتى وهو في أتون المعركة:
ولقد ذكرتك والرماحُ نواهلُ
…
منّي وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنهَا
…
لمعت كبارق ثغرك المتبسمِ
فتعال معي قارئي العزيز لنستمتع بأبيات الشيخ والشاعر والفارس راكان بن حثلين، يقول راكان:
القلب عند صَرْيِّع جَرْونّه
…
في رُوشَنِ عند الوجُوه المسافير
والبيض عقب اوجالهن يدهلنّه
…
ويوسُعون صدورهن بالتسايير
في كما القائد وهم يتبعنّه
…
عين المهاة التي ترب الوعاتير
غرين من بيض الصبايا لونّه
…
اللي سطى به حب بيض الفنادير
شهْيا لمن هو يلحق العود فنّه
…
خيال دق ابكارها والمعاشير
يا طول ماحٍ يا زبون المدنّه
…
سلفان فينا يذهبون المداوير
والبيت خمس والخدم برفعنّه
…
ويا كثر توّه خيل ربط المسايير
وان صاح صياحِ ورا المال جنّه
…
ازْراج بالفرسان مثل المظاهير
واليوم دوك بيوتنا شيزنّه
…
بين الرفاع وبين ريف الخطاطير
لقد سمى لنا محبوبته بأنها "في" وهذا اسم قد درج على لسان كثير من الشعراء نجده في شعر الأمير محمد بن أحمد السديري، وربما هذا الاسم اصطلاح دارج لمحبوبة اسمها غير هذا الاسم، لقد وصفها راكان بأنها أجمل ما في الغزلان شكلا وحالا فهي التي تقود القطيع، فهي مميزة عن بنات جيلها، فهي من الجمال ما تأخذ الألباب وبالإضافة إلى ذلك فهي ابنة مدللة وهذا ما يجعلها محط إعجاب.
وله أيضًا في العبر:
البارحة غنيت ماني بطربان
…
يعلم بي الباري عليه الشفاعه
كنه يثور داخل الصدر بركان
…
وولع بقلبي نار عشرين ساعه
بكيت في ليلي وظليت سهران
…
وأوحيت ضغط الدم زاد ارتفاعه
قومي زماني والدهر شان مازان
…
خان الدهر بي بعد ما مد باعه
وان جيت أبيح الخفا بعد ما كان
…
خايف من التعليق عبر الإذاعه
أقرب قريب اليوم بايد وخوان
…
واللي توده ناوي بالقطاعه
حتى اخوان الرجل ياتون عدوان
…
دنيا انفدت ما عاد فيها أطماعه
عُوج طرقها وأكثر الناس عوجان
…
وياقل من فيها يصون الوداعه
يمكن ثلاثهَ بالمية دون برهان
…
لا عاد ذي السيرة لبعض الجماعة
ليت الثماني تعتبر بعض الأحيان
…
يسمح بها المعبود لي ربع ساعه
وان قال طب اختار ماني بغلطان
…
ببدل الخارب بصاحب ابضاعه
والله لابدل فلان بفلان
…
من شان يبقى الضلع حسب ارتفاعه
وختمانها يا الله في سر واعلان
…
تفزع لنا يا من لديك المطاعه
قصيدة راكان بن حثلين عندما أطلق سراحه من سجن الأتراك وزار في طريق عودته ابن رشيد في حائل وقالها في روجته الشقحا التي تزوجت الدويش من بعده:
يا قاطري ذبّي خرايم طميّه
…
اليا اشْمخَّرتْ مثل خشم الحصانِ
ذبّي طميّه والفياض العذّيه
…
تنحرّي برزان زين المبانيَ
سَلام أخو نُوره لزُوم عليّ
…
قبل القريب وقبل قاصي وداني
واليا قضيت اللازم اللي علي
…
اللازم اللي ما قضاه الهداني
الجدي حَطّيته بورك المطيّه
…
وافْرق نحرها عن سْهيل اليماني
نبْغى ندوَّر الطفله العوسجيّه
…
ريحة نسمها الكزّباد العماني
تَباشروا بي عقب سابع ضحيّه
…
وانا علي ابْرك ليالي زمَاني
لُومي على الطيّب ولُومه عليّ
…
ويُومه يجوز عشقتي ما تناني
ليته صُبر عامين واللاضحيّه
…
لياما يميّز غرّبتي ويش جاني
إما غدا راكان بالمهمّهيّه
…
واللا ظهرْ يصْهل صهيل الحصان
حريينا لا هْدى علينا هديّه
…
عندي امْجازاته مثل ما جزانيَ
نسْهج محلّه لين يخلف نُويّه
…
يصْبر كما يصْبر جديع الاذان
من القطيف اليا النفُوذ مْحميّه
…
إلا أن يمشيها خوي وعاني
وافعالنا هذي علينا وصيّه
…
فرض علينا ثمل صُوم رمضان
الصدق يظهر من حباله رديّه
…
والكذب يقطع من حباله أمْتانِ
رُوحي وأنا راكان زبن الونيّه
…
ولا يقبل العقبات كود الهداني
ومن قصائد راكان هذه القصيدة يوجهها إلى محمد بن رشيد حاكم حائل:
يا عبيد يوم أن القمر ما بعد غاب
…
والليل طَرَّف وادبحنَّ النجومي
قمْ سوي فنجال له الرّيق ينذاب
…
يعَبّا الشُوارب ناطحين العلومي
في دلّة تبْرى خُوا كل شراب
…
يعبَّا بها خمس المعاني لزومي
أنا احْمَد الله واشكرنا حظّنا طاب
…
من يوم زانت من عنان العزُومي
حُرٍّ سَنا عينه كما وضوح مشهاب
…
لا هَدْ ما يرفع جَناحه يحُومي
لاهَدْ منَّه جملة الصيد هرّاب
…
واللي ينُوش مخلبه ما يقُومي
وحدرَت منّه هجمة علط الارقاب
…
شقحِ عليهن مثل رصف الرُجومي
وجينا وحركن دواليب الأسباب
…
وهبت لنا أيام السعد بلومي
وجينا نقدْي لابة ما بها اجْناب
…
من صُلب يامٍ سالمين الوهُومي
يا ميت قدْهم على الحرب درّاب
…
سُقم الحريب اللي لراسه يزُومي
وخَيلٍ تجيَ الفين من غير حَسَّاب
…
وحر الجُموع اللي بها الموت يُومي
رعْده وبرْقه غادي له تلعاب
…
وغبّا مطرها نايفات الحزُومي
على النَقا ما ذيّرت نثرً الَاصحاب
…
الاصحاب والجيران منها سلُومي
زيزُومها اللي لا نصى الضد ما هاب
…
يفْرا التّنادي للمعادي لطومي
وفي مجلس ماجد بن حمود الرشيد أنشد راكان هذه الأبيات وكان الفُويَّة لشاعر حاضرا في المجلس فكلفه ماجد أن يرد على راكان:
يقول راكان:
عزّي لقلب ما تقَضَّتْ اشْطُونه
…
لو قلت زلَّتْ عبرة جّا بدَلْها
وَخلّي اللي في محَاجر اعيُونه
…
خيل مشاهيرٍ تَطارد باهَلها
اتْلى العلم به يوم قَفَّت اضعُونه
…
ينم النفَوذ وحدّة مقطع سَهَلها
يا أهل مراديم النّضا اللي تجُونه
…
ودوا سلامي أنا فدى اللي نقَلها
فرد الفُويَّه بالأبيات التالية:
أقول لبيت ما حَلا من فنُونه
…
آخذ جدايدها واخَلّي سمَلها
وقلبى علي ما قال تصْفق اركُونه
…
ذلّيت أجيب القاف من محتمّلها
وبالكبد نارٍ كنّهم يشعلُونه
…
حَرق صناديق الضماير شعَلها
على حبيب فَوَّتت بي اظعُونه
…
مرت عليّ وصَوْبتني بلهَبْها
تلا العلم به والخدم يتبعونه
…
اقْفت تعد اخطاه وتمشي مهلها
على دينٍ ما ظهر مثل لُونه
…
عندي فلا والله يخلق مثلْها
كُود الغمر اللي يظهر على امزونه
…
يركدْ على سكن الوعر من سهلها
حَسْن الشَّهايا ما القحاوي اسنونه
…
بين الشفايف كان يمرس عسَلْها
بَارِق
نسب بارق وما قيل فيه من آراء المورخين والنسابين
(1)
:
بارق: بكسر الراء: اسم علم يطلق على عدد من القبائل التهامية التي لا تزال في مواقعها منذ أن استوطنت به وذلك ما بين 1000 ق م - 550 م. وكثر الجدل في عصرنا الحاضر في بارق، فمن الناس من يقول أن بعض قبائل بارق ترجع في الأصل إلى بني شهر، ومنهم من يقول في عسير.
وتعددت الأقوال حتى من بعض أفراد قبائل بارق أنفسهم، وإذا سألت السبب قالوا نسمع ذلك فنقوله دون أي مرجع يثبت ذلك، وليكون الباحث والقارئ على بينة من الأمر أوردت بعض ما كتبه المتقدمون والمتأخرون عن هذه البلاد التي تكاد أن تتلاشى أنسابها نتيجة إهمال أهلها لذلك.
1 -
ورد ذكر بارق في صفة الجزيرة العربية للهمداني
(2)
، حيث قال: ثم سراة عنز
(3)
وسراة الحجر. نجدها خثعم وغورها بارق.
وهذا أول دليل على أن بلاد بارق تقع في غرب بلاد رجال الحجر وأنها ليست منهم.
وكذا ورد اسم بارق حينما أوضح المؤلف منازل بطون الأزد الذين رحلوا واحتلوا الأراضي بعد سيل العرم، دليل ذلك كما قال المؤلف أبيات من قصيدة البارقي ومنها:
حلت الأزد بعد مأربها الغور
…
فأرض الحجاز فالسروات
ومضت منهم كتائب صدق
…
منجدات تخوض عرض الفلاة
فأتت ساحة اليمامة بالأظ
…
عان والخيل والقنا والرماة
(1)
نقلا عن كتاب (المعجم الجغرافي للبلاد السعودية)"بلاد بارق" للأستاذ عمر غرامة العمروي، ط 1399 هـ.
(2)
تحقيق ابن بلهيد ص 70، وتحقيق الأكوع، ص 374.
(3)
سراة عسير.
إلى قوله:
وسمت منهم ملوك إلى الشام
…
على التبينية
(1)
المضمرات
فاحتووها وشيدوا الملك فيها
…
فلهم ملك باحة الشامات
تلكم الأكرمون من ولد الأزد
…
لغسان سادة السادات
حتى قال في آخر قصيدته:
نحن أهل الفخار من ولد الأزد
…
وأهل الضياء والظلمات
هل ترى اليوم في بلاد سوانا
…
من ملوك وسادة وولاة
وقال ابن مقبل يصف غيثا
(2)
:
تأمل خليلي هل ترى ضوء بارق
…
يمان مرته ريح نجد قف ترا
مرته الصبا بالغور غور تهامة
…
فلما ونت عنه بشعفين أمطرا
2 -
قال ابن منظور صاحب لسان العرب
(3)
: (وبارق وبريرق وبريق وبرقان وبراقة. أسماء وبنو أباريق قبيلة وبارق موضع إليه تنسب الصحاف البارقية. قال أبو ذؤيب:
فما أن هما في صحفة بارقية
…
جديد أمرت بالقدوم وبالصقل
إلى أن قال: وبارق قبيلة من اليمن منهم معقر بن حمار البارقي الشاعر. ومن هَمْذان بارق أيضًا
3 -
وقال ياقوت الحموي في كتابه (معجم البلدان)
(4)
، أخذا من قول مؤرخ السدوسي: أن بارق جبل نزله سعد بن عبدي بن حارثة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، إلى أن قال:
(1)
تاريخ العرب والوصايا الأعوجية.
(2)
صفة جزيرة العرب، ص 4، تحقيق الأكوع.
(3)
ج 11، ص 300،
(4)
ج 1، ص 319.
وهو (يعني بارق) بتهامة أو اليمن، وقال عبد البر: بارق ماء بالسراة من نزله أيام سيل العرم كان بارقيا. ونزله سعد بن عدي بن حارثة وأبناء أخيه مالك وشبيب أبناء عمرو بن عبدي فسموا بارقا إلى أن قال: ياقوت، مستدلا من قول أبي المنذر، فهذا دليل على أن بارق موضع تهامة.
4 -
قال شرف البركاتي مؤلف الرحلة اليمانية
(1)
: وسرنا حتى وصلنا أعلا قرى وادي بارق فانتشرت الجيوش بالوادي للغنيمة فوجدنا من الحبوب ما لا يحصى، إلى أن قال: وأهل تلك القرى هم الذين حاربونا تحت قيادة ابن عريعر نائب الإدريسي وهم قبائل شتى، وذكر منهم. حميصة آل موسى بن علي. آل جبلي. إلى أن قال: ووادي بارق
(2)
المذكور من أعظم الأودية اتساعا، خصب التربة، خيراته كثيرة يزرع فيه السمسم، الذرة، الشعير، الدخن، النيلة، ثم قال: إن قرى وادي بارق تبلغ خمسين قرية كلها مبنية بالحجر المنحوت الجميل وهي ذات أدوار من طبقتين إلى ثلاث.
5 -
قال فؤاد حمزة مؤلف كتاب (قلب جزيرة العرب، بلاد عسير)
(3)
: أهل بارق: تتألف هذه القبيلة من أربعة أقسام: الحميدة وآل موسى بن علي، وآل أصبع وآل جبلي. وديارهم تقع على مسافة 15 ميلا شمالًا محايل وطولها 20 ميلا من الشمال إلى الجنوب و 30 ميلا من الشرق إلى الغرب. ويحيط بهم من القبائل بنو شهر من الشرق والشمال. والريش وآل دريب وربيعة التهمة من الجنوب وربيعة المقاطرة من الغرب وأكثرهم يسكنون في القرى المنتشرة في تلك البقاع.
6 -
وذكر عمر رضا كحالة بلاد بارق في كتابه (معجم قبائل العرب)
(4)
وقوله نقلا عن كتاب فؤاد حمزة (قلب جزيرة العرب).
7 -
كما ذكرهم فضيلة الشيخ هاشم بن سعيد النعمي في كتابه (تاريخ عسير) حيث قال
(5)
: تقع (أي بارق) في الأغوار الغربية من تهامة بني شهر
(1)
ص 53، 54، 55.
(2)
هو المعروف الآن بوادي شرى وسيأتي ذكره في أشهر الأودية.
(3)
ص 138 جزيرة العرب.
(4)
ج 1، ص 58.
(5)
ص 51.
ويحدها من الشمال بنو شهر وبنو عمرو، ومن الغرب ربيعة المقاطرة وربيعة الطحاحين ومن الشرق بنو شهر، ومن الجنوب المعربة وآل خليف وآل دريب، وتنطوي على عدة أفخاذ من أهمها ما يلي:
1 -
آل سباعي. 2 - آل جبلي. 3 - آل موسى بن علي.
4 -
حميضة. 5 - آل سالم. 6 - آل عرَّام.
7 -
آل حجري. 8 - مهاملة. 9 - آل صعبان. 10 - آل رايان.
ثم ذكر عدد سكان بارق 50000 ألف، وأنهم على مشائخ متفرقين إلى أن قال: وتنحدر هذه القبيلة من أصل قحطاني من الأزد.
8 -
وقال العلَّامة الشيخ حمد الجاسر في كتابه (سراة غامد وزهران) عن بارق الشيء الكثير
(1)
موضحا نسبها وأشهر شعرائها، كما أوضح مشكورا بالرسم مشجر يوضح صلات النسب
(2)
بين قبائل السراة، ومنهم بارق.
قال عمر غرامة العمروي عن أصل بارق:
بَارِق: كناية لسعد بن عدي، وقد سمي بهذا الاسم؛ لأنه كان غليظ الجسم براق العينين سريع الحركة قوي البأس. وعادة كان العرب ولا يزالون يسمون أشهر الرجال بصفاتهم العظمى. ومثله أخيه (ألمع). والأصل في بارق هو: سعد بن عدي بن حارثة بن عمرو (مزيقياء) ابن عامر (ماء السماء) ابن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مارن بن الأزد بن الغوث بن كهلان بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود عليه السلام وقد سميت البلاد باسمه (أي بكنايته) وهو جد بارق
(3)
. وتقع بلاد بارق في تهامة ما بين خطوط الطول 7/ 41، 16/ 42 شرقا، وخطوط العرض 6/ 18، 2/ 19 شمالًا.
(1)
انظر مادة بارق ص 414، 415، 416.
(2)
ص 227.
(3)
ذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان "بارق" جبل لبعض الأزد بالحجاز.
يحدها من الشرق قبائل نعص، بقرة، أثرب. من تهامة بني شهر. ومن الغرب مشرف والقوز والحبيل فالبحر الأحمر. ومن الشمال قبيلتي مملح والمجاورة. وبني عمرو تهامة، ومن الجنوب الغربي وادي حلي بن يعقوب، ومن الجنوب الشرقي وادي بقرة فالمشول من عسير.
بارق في العهد العثماني:
ذكر أحمد السباعي من بارق في تاريخ مكة
(1)
التالي:
في شهر شعبان من سنة 1254 هـ تقدمت حملة عسكرية من الحجاز حتى وافت بارقا من تهامة عسير، فتصدت لها قوة للأمير العسيري مؤلفة من رجال قبائل تهامة وهم بنو ثوعة وآل موسى
(2)
، وقبائل بارق وعلى حدود بارق نشب القتال بين تلك القبائل، انتهى بانحدار الحملة التركية إلى حيث أتت.
أقسام بلاد بارق
تنقسم بلاد بارق إلى قسمين أساسيين:
1 -
آل آعَلْي. 2 - آل حُمَيضَة.
أولا - آل آعلي:
بفتح الألف والعين المهملة: اسم علم: وينقسمون إلى ثلاثة أقسام:
أ) قبيلة آل جبلي:
بفتح الجيم المعجمة والباء الموحدة، وتنقسم إلى قسمين:
1 -
آل صعبان: بفتح الصاد المهملة وسكون العين المهملة: ولهم إحدى وعشرون قرية تنتشر قراهم على أودية ثَعَيب والجُب وشِهَار والطَّحَل والهَيْجَة. وتسيل هذه الأودية في وادي بقرة وهو آخر مجمعا لها وقرية صعبان قاعد هذا القسم.
(1)
انظر ص 521.
(2)
دحلان خلاصة الكلام، ص 310.
2 -
الميفا: بكسر الميم: ولهم اثنتان وعشرون قرية تنتشر قراهم على أودية جِبَال والجُبَ والطَّحَل والهَيْجَة. وتسيل في وادي بقرة ثم إلى حلي، والميفاء وقراها هذه تقع بالنسبة لبلاد بارق في الجنوب. وقاعدة الميفا قرية الجُب: بضم أوله.
ب) قبيلة آل سباعي:
بضم السين المهملة: ولها سبع وعشرون بلدة وقرية تنتشر على أودية الركس والردة وشهار والتي تسيل إلى شرى ثم إلى حلي، وقاعدة هذه القبيلة بلدة سَاحِل. وبها الدوائر الحكومية.
ج) قبيلة آل موسى بن علي:
ولها ثلاث وثلاثون قرية تنتشر قراهم على أودية. آل بِلَال، وحَبَّابَ، والرَّهْوَة، والفَرْعَة، وجِبَال والتي تسيل إلى وادي بقرة ثم إلى حلي بن يعقوب وقاعدة هذه القبيلة قرية القُرَيحْاء. وتقع قبيلة آل موسى بن علي في الجنوب الشرقي لبلاد بارق حيث تحاد قبيلة نُعْص وَبَقْرَة من بلاد بني شَهْر. وعموم قبائل آل أعلى تقع بصفة عامة لبلاد بارق في الجنوب.
ثانيًا - آل حُميضَة:
بضم الحاء المهملة وفتح الميم وسكون المثناة التحتية وفتح الضاد المعجمة ثم تاء مربوطة: وينقسمون إلى أربعة أقسام:
أ) قييلة آل حجري:
بفتح الحاء المهملة وسكون الجيم المعجمة ثم راء وياء: ولها ثمان وعشرون قرية تنتشر قراهم على أودية الحَقْبَة والرَّدَة وشَرْى وتسيل في وادي الحَمْض وتقع هذه القبيلة في شرق بارق حيث يحدها من الشرق قبيلة أُثْرُب وجبل أُثرْبُ من بني شَهر تهامة قاعدة هذه القبيلة قرية هِتمَان.
ب) قبيلة آل سَالِم:
ولها إحدى وعشرون قرية، وتنتشر على أودية شِهَار وثَعَيِبّ وإلى وادي شري وتقع في الجنوب الغربي بالنسبة لبلاد بارق ومعظمها إلى الغرب، قاعدة هذه القبيلة قرية اس مُصَبَّح.
ج) قبيلة آل عَرَام:
بفتح العين المهملة: ولها ست وعشرون قرية، وتنتشر قراها على جوانب وادي شَرْى الكبير، وتقع هذه القبيلة وسط بلاد بارق قاعدتها قرية الغَيوَر.
د) قبيلة آل فَصِيْل:
بفتح أوله وكسر الثاني: وتنقسم إلى قسمين:
1 -
آل فَصِيْل.
2 -
قُضْرَيْمَة.
1 -
آل فَصيْل: بفتح الفاء وكسر الصاد المهملة: ولهم ثمان وثلاثون قرية تنتشر على جوانبَ وادي خاط الكبير، وتقع في الشمال الشرقي لبلاد بارق يحدهم من الشرق بني عمرو تهامة ومملح من بني شهر تهامة، وقاعدتهم قرية الشَّقْرَة.
2 -
قُضْريْمَة: بضم القاف وسكون الضاد المعجمة وفتح الراء: ولهم ثلاث وعشرون قرية، تنتشر على جوانب وادي خاط الكبير وعلى جانب وادي جُريَّة من الجنوب، وقاعدتهم قرية الِمَخاضَة.
هـ) قبيلة المَهَامِلَة:
بفتح الميمِ الأولى وكسر الثانية: ولها ثمان عشرة قرية، وتنتشر قراها على جوانب وادي ثَعَيِّب وشرى والردة. وتقع وسط بلاد بارق، ولها قاعدة هي قرية العَجَمَة. ويقال لقبيلة المهاملة (مَهَامِلَة حمَيضَة).
القرى والمواضع لقبيلة بارق "حسب الحروف الهجائية
"
الألف
أبَا الرَّخَم: بفتح الراء المهملة المشددة والخاء بعدها ميم: قرية لآل صعبان من آل جبلي وتقع على وادي الطحل.
ابْن سَعَيْدَان: اسم علم لقرية من آل صعبان أيضًا من آل جبلي وتقع على وادي الجب.
أُثْرُب: جبل.
أثَلة: بفتح الألف وسكون المثلثة وفتح اللام بعدها هاء: قرية لآل فصيل وتقع على جانب وادي خاط الكبير من شماله.
الأضْحَى: جبل.
الأغْوَار: بسكون الغين المعجمة: قرية لآل سباعى، وتقع بأسفل جبل أثرب من غربه ومنها تنحدر سيول الواديين.
الباء
بَادِيْ: بكسر الدال المهملة: قرية للميفاء من الجبلي.
البَاشَة: بفتح الشين المعجمة: قرية لآل موسى بن علي وتقع بين وادي حباب والفرعة.
بَتَّالْ: بفتح أوله وثانيه ثم تشدد: قرية لآل موسى بن علي وتقع بجانب وادي الفرعة من شماله وإلى الجنوب من القريحاء.
البَرَّاق: بفتح الباء والراء المشددة: قرية للميفاء من آل جبلي.
البَرْقَاء: بفتح أوله وسكون الثاني: قرية لآل صعبان من آل جبلي، وتقع على وادي شرى.
البَشَامَة: بالفتح: قرية لآل موسى بن علي، وتقع ما بين واديي العيرية وحباب.
بَقْرَةِ: وادي.
آل بِلَال: وادي.
البَيْدَاء: بفتح أوله: قرية لآل عرام، تقع شمال وادي شرى.
البَيْضَاء: بفتح الباء الموحدة التحتية وسكون المثناة التحتية: قرية لآل حجري وتقع شمال وادي شرى.
البَيْضاء: جبل.
التاء
تَرْيَبَة: بفتح أوله وسكون الراء وفتح ما بعدها: قرية لآل فصيل، وتقع بجانب وادي خاط من شماله.
تَرْيَبَة: كسابقتها: قوية لقضريمة، وتقع بجانب وادي خاط من شماله وهي بأعلى القبيلة.
الثاء
ثَعِيِّب: بفتح المثلثة والعين المهملة وكسر المثناة التحتية بعدها باء: وهي قرية لآل صعبان من آل جبلي وتقع بوادي ثعيب.
ثَعِيِّب: وادي.
ثَرَيْبَان: بكسر أوله وفتح الراء وسكون المثناة التحتية: قرية لآل سباعي وتقع جنوب شرقي وادي شرى.
الثِّمَالَة: بكسر أوله وتشديده: قرية لآل سباعي، وتقع في الجنوب الشرقي لوادي الركس.
الجيم
جِبَال: بكسر أوله وادي.
الجُب: بضم أوله: وادي.
الجُب: بضم المعجمة بعدها موحدة تحتية: قرية تكون قاعدة للميفاء من آل جبلي وتقع بوادي الجب المسمى بها، وبها شيخ القبيلة محمد بن علي السلومي البارقي.
جُرَيَّة: بكسر أوله أو بضمه.
الجَفْلة: بفتح أوله وسكون الفاء: قريةْ من آل سباعي، ونقع على وادي الركس من جنوبه الشرقي.
الجَمَّاء: بالفتح: قرية لآل موسى بن علي، وتقع على جانب وادي آل بلال من شماله.
آل جِيْفَان: بكسر أوله: قرية لآل موسى بن علي، وتقع بأعلى وادي آل بلال.
الحاء
الحَبَاب: بالفتح: قرية للميفاء من آل جبلي نقع بوادي جبال.
حَبَّاب: وادي.
حَبَاب: جبل.
الحَبَاطَة: بفتح الاسم: قرية لآل موسى بن علي، تقع بجانب وادي آل بلال من شماله. ويقال لها (حباطة ريان).
الحباطة: كسابقتها: قرية لآل موسى بن علي تقع في الجنوب الشرقي من وادي بلال.
الحبياء والسود: بفتح أوله وسكون الثاني وفتح السين المهملة وتشديدها وفتح الواو: قرية واحدة تنقسم في اسمها، وتقع في ملتقى وادي الفرعة وحباب وهي لآل موسى بن علي.
الحبيل: بفتح أوله وكسر الثاني: قرية لآل عرام، تقع على جانب وادي شرى من شماله، وكثيرا ما يرد أسماء كهذا (الحبيل) في كافة القبائل، ومعناه أن هذا الموضع كان مقرا لوضع منتجاتهم الزراعية ثم تركم في صفة البناء وتحبل أي تربط بالحبال.
الحَجَاني: بفتح أوله وكسر النون: قرية لمهاملة (حُمَيْضَة) تقع في الشمال الغربي من وادي ثعيب.
الحِدَاب: بكسر أوله: قرية لمهاملة (حُمَيْضَة) تقع في شرق وادي ثعيب.
حَدَبْ الأشرَاف: بفتح أوله وثانيه: قرية لآل سالم تقع في شرق وادي شهار.
الحدَبَة: بالفتح: قرية لآل صعبان من آل جبلي، تقع بوادي الطحل من الشمال الغربي.
الحَدَب: بالفتح: ويقال الحداب وهو جمع حدب: قرية لآل حجري تقع شمال غرب وادي الحقبة.
حَدَب شَيْبَان: كسابقه: قرية لآل حجري، وتقع فيما بين وادى شرى والحقبة.
الحَدَبَة: بالفتح: قرية لآل سباعي، تقع جنوب غربي جبل الأضحى.
الحَدَب: كسابقه: ويقال حدب القفيل: قرية من آل سالم، تقع شمال وادي الركس.
حَدَق: بفتح أوله وثانيه بعدهما قاف: قرية لآل موسى بن علي، تقع شرق وادي آل بلال وغرب جبل ريدان.
الحَذَف: بالفتح: قرية لآل موسى بن علي، تقع في الشمال الشرقي لقرية القريحاء.
الحُرْقَة: بضم أوله وسكون الراء وبعض السكان بفتح الراء ثم قاف مفتوحة قرية للميفاء من آل جبلي تقع بوادي الطحل.
الحَشَا: بفتح أوله: اسم علم لقرية لآل موسى بن علي، تقع بين وادي حباب وآل بلال.
الحَشَاة: بالفتح: قرية لآل فصيل، وتقع هذه القرية في أعلى قرى القبيلة من الشرق وعلى جانب وادي خاط من شماله.
حَقَّة: بفتح أوله وثانيه مع التشديد بعده هاء: قرية لآل فصيل في غرب القبيلة وعلى جانب وادي خاط من جنوبه.
الحَصَمة: بالفتح: قرية لمهاملة (حميضة) تقع في الشمال الغربي من وادي ثعيب.
الحَصَمَة: بفتح أوله وسكون الصاد: قرية لآل حجري، تقع في جنوب شرق وادي الحقبة.
الحُصْنَينْ: واحدها حصن: بضم أوله وسكون الثاني وفتح النون الأولى: قرية لآل موسى بن علي تقع بجانب وادي آل بلال من شماله.
الحُصْنَينْ: كسابقتها: قرية لآل صعبا من آل جبلي تقع بوادي شهار.
الحَضَن: بالفتح: قرية لآل صعبان من آل جبلي تقع بوادي شهار.
الحَضَن: كسابقه: قرية لآل فصيل، تقع في شرق القبيلة وعلى جانب وادي خاط الحْفَنة: بفتح أوله وسكون الفاء: قرية من آل سالم، تقع شمال وادي الركس.
حَقْو آل بِنْ جَوْدَة: بفتح أوله وسكون القاف: قرية لآل سالم، تقع شمال وادي الركس.
حَقو الحَديْد: كسابقتها: قرية لآل فصيل، تقع في شرق القبيلة وعلى وادي خاط من شماله.
حَقْو السَّلَم: كسابقتها: وفتح السين المشددة: قرية لآل حجري يقع بأعلى وادي الحقبة.
حَقْو العَبِيد: كسابقتها: قرية لآل سالم وتقع شمال وادي الركس.
حَقْو قَتَرْوي: كسابقتها: قرية لآل عرام تقع على جانب وادي شرى وفي الشمال الشرقي لجبل فتروي.
حَقْو آل مِلَح: كسابقتها: قرية لآل عرَّام، تقع بجانب وادي شري من جنوبه.
حَقْو آل مَنَاع: كسابقتها: قرية لآل سالم، وتقع شرق وادي شهار.
الحَماَطَة: بالفتح: اسم علم لقرية لآل سباعي، تقع شرق وادي الركس.
الحَمْرَاء: اسم علم: لقرية لآل عرام، تقع بجانب وادي شري من شماله.
الحَمْض: وادي.
الحَوْزَات: بفتح أوله وسكون الواو: قرية تقع شمال وادي حباب يقال لها الرهوة والحوزات، انظر حرف الراء.
الخاء
الخاء الخَادَة: بفتح الدال المهملة: قرية لآل حجري، وتقع إلى الغرب من قرية هتمان القاعدة وشمال وادي شرى.
الخَادَة: كسابقتها: قرية لآل موسى بن علي، وتقع بين وادي آل بلال وحباب.
الخَادَة: كسابقتها: قرية لمهاملة (حميضة)، وتقع شرق وادي ثغيب.
خَاطْ: واد كبير (أنظر الأودية فيما تقدم).
الخَالص: بكسر اللام: قرية للمهملة، وتقع غرب وادي ثعيب.
الخُبَيَان: بضم الخاء المعجمة وسكون الموحدة: قرية لآل سالم، وتقع شرق وادي شهار.
الخَرْبَاء: بفتح أوله وسكون الراء: قرية للمهملة وتقع على وادي ثعيب من الغرب.
الخَرْبَاء: كسابقتها: قرية لآل عرام، وتقع على وادي شرى من جنوبه الشرقي.
الخَرْبَاء: كسابقتها: قرية لآل حجري تقع في الجنوب الشرقي لوادي الفقيه.
الخَرْبَاء: كسابقتها: قرية لآل سباعي تقع جنوب قرية ثريبان جنوب وادي شرى.
الخَرْبَاء: كسابقتها: قرية لقضريمة تقع على جانب وادي خاط من جنوبه.
الخُرْص: جبل.
الخَرِيْقَينْ: بفتح أوله وكسر الراء وسكون المثناة التحتية الأولى وفتح القاف بعدها مثناة تحتية ونون: قرية لآل عرام تقع، في الجنوب الشرقي لوادي شرى.
الخَشْنَاء: بفتح أوله وسكون الثاني: قرية لآل موسى بن علي، تقع بجانب وادي آل بلال.
الخَطِيْم: بفتح الأول وكسر الثاني: قرية لآل سباعي، تقع شرق وادي شهار جنوب جبل الأضحى.
الخَضْرَاء: بفتح أوله وسكون الثاني: قرية لآل صعبان من آل جبلي، تقع بوادي ثعيب من غربه.
الخِمَاصَّة: بكسر الخاء وكسر الضاد المهملة بعدها، مثناة تحتية مشددة: قرية لآل عرام، تقع في الجنوب الشرقي لوادي شرى.
الخَوْش: بفتح أوله وسكون الواو بعدها شين معجمة: قرية كبيرة لمهاملة (حميضة) وتقع إلى الغرب من وادي شرى ويقال لها خوش بارق.
الخَيَّال: اسم علم لقرية من قرى آل فصيل، وتقع شرق القبيلة وعلى جانب وادي خاط من شماله.
الدال
الدَّبْعَة: بفتح الدال المشددة وسكون الباء الموحدة أو فتحها ويلفظها السكان بالسكون أكثر من الفتح: ويجعلون قبل الاسم حرفي (أم) كما ينطق سكان تهامة لتصبح (أُمْ دَبْعَة): وهي قرية لآل فصيل وتقع بأسفل قرى القبيلة من الغرب وعلى جانب وادي خاط من جنوبه.
الدِّسُ: بكسر أوله: قرية لآل فصيل وتقع إلى الغرب أيضًا من قرية الدبعة، وعلى جنوب وادي خاط.
دَلْهَم: بفتح أوله وسكون الثاني: قرية لآل سباعي وتقع جنوب شرقي وادي شرى قرب جبل الراحة.
الدَّوْلَج: بفتح الدال المشددة وسكون الواو: قرية لآل فصيل وتقع بأعلى قرى القبيلة من الشرق وبجانب وادي خاط من شماله.
الراء
الرَّابَخ: بالفتح: قرية لقضريمة وتقع بجانب وادي جرية من جنوبه.
الرَّاحَة: بالفتح: قرية لقضريمة وتقع بجانب وادي خاط وجرية.
الرَّاحَة: كسابقه: جبل.
الرَّجّع: بالفتح وتشديد الراء: قرية لآل موسى بن علي، وتقع شمال وادي لآل بلال.
الرَّجّع: كسابقه: قرية لآل عرام، وتقع شمال الوادي شرى.
رَحْبَة: بفتح أوله وسكون المهملة وفتح الموحدة التحتية: قرية لآل فصيل وتقع بجانب وادي خاط من جنوبه.
الرَّدْم: بفتح المهملة وسكون الثانية: قرية لقضريمة وتقع بجانب وادي خاط من شماله.
الرَّدَة: بفتح المهملتين وتشديد الثانية: قرية لصعبان من آل جبلي، وتقع بوادي ثعيب.
الرَّدَة: كسابقه: وادي.
الرَّص: بفتح أوله مشددا: قرية لمهاملة (حميضة) وتقع فيما بين قريتي الخرباء والخصمة بجانب وادي ثعيب من غربه.
الرَّص: كسابقتها: قرية لآل موسى بن علي وتقع على جنوب وادي الفرعة.
الرِّكْس: وادي.
الرَّمَادَة: بالفتح: قرية للميفاء من آل جبلي، وتقع على جانب وادي جبال قرب جبل الفاتح.
الرَّهوَة والحَوْزَات: قرية لآل موسى بن علي، وتقع عند ملتقى وادي الفرعة وآل بلال.
رَيْدَان: جبل كبير.
الزاي
الزَّبِيْيَة: بفتح الزاي المشددة وكسر الموحدة التحتية بعدها مثناة تحتية فباء موحدة مفتوحة: قرية لآل سباعي، وتقع على جانب وادي شرى من جنوبه وإلي الجنوب شرق قرية ثريبان.
السين
سَاحِل: بكسر الحاء المهملة: بلدة كبيرة هي مركز بلاد بارق وبها الشيخ العام: عبد الله بن حسن زعبان.
السَّادَة: بفتح المهملتين وتشديد الأولى: قرية لآل سالم وتقع بأعلى وادي ثعيب.
آل سَالِم: اسم علم لقرية للمهملة (انظر حرف الكاف).
السَّبِيْل: اسم علم لقرية لآل فصيل، وتقع جنوب وادي خاط.
السَّدَة: بفتح المهملتين وتشديد الأولى وتلفظ بكسرها: قرية لآل سباعي وتقع شمال الواديين وشرق الركس.
السرّ: بكسر أوله وتشديده: قرية لآل سباعي تقع جنوب وادي الركس.
السِّعْي: بكسر أوله وتشديده وكسر المهملة: قرية لقضريمة تقع بجانب بوادي جرية.
السَّلَم: بفتح أوله وتشديده وفتح الثاني: قرية للمهاملة تقع بأعلى وادي ثعيب.
السَّلَمَة: جبل.
السَّوَد: بفتح أوله وتشديده (انظرها في حرف الحاء).
السَّوْدَاء: بفتح أوله مشددا وسكون الواو: قرية للميفاء عن آل جبلي، تقع بوادي جبال.
السَّوْدَاة: كسابقتها: قرية لقضريمة، وتقع على جانب وادي خاط وهي أقصى قرى القبيلة من الغرب.
الشين
الشَّارِقَة: بفتح الشين المشددة وكسر الراء: قرية لآل فصيل، تقع على جانب وادي خاط من شماله وهي أقصى قرى القبيلة من الشمال الغربي.
الشَّاطِي: اسم علم لقرية لآل سباعي، وتقع على جانب وادي الركس عن الشمال.
الشَّامِيَّة: بكسر الميم وتشديد المثناه التحتية مفتوحة: قرية لآل سباعي، وتقع على جنب وادي الردة من شرقه.
الشَّانَة: بفتح النون: قرية لآل حجري، تقع شمال وادي الحقبة.
الشَّجَاء: بفتح الشين المشددة: قرية لآل موسى بن علي تقع على وادي آل بلال.
الشَّرَاديَّة: بفتح الشين المشددة وكسر الدال المهملة: قرية لآل حجري، تقع شمال وادي شرى.
الشرف: بفتح الشين المشددة وفتح الراء: قرية للميفاء من آل جبلي، وتقع بوادي جبال من أسفله.
شَرْى: بفتح الشين وسكون الراء بعدها ياء: قرية لمهاملة حميضة، وتقع شرق وادي ثعيب.
شَرْى: وادي.
الشِّعْب: بكسر الشين المشددة وسكون العين المهملة: قرية للميفاء من آل جبلي تقع بوادي جبال.
الشِّعْب: كسابقتها: قرية لآل سباعي تقع بأسفل جبل الأضحى من جنوبه.
شِعْبَ الحَذَف: بكسر أوله وسكون العين وفتح الحاء والذال: قرية لآل موسى بن علي وتقع غرب وادي الفرعة.
شعِب سَاقَيَه: قرية لقضريمة، وتقع بجانب وادي خاط من شماله.
شِعْبْ سَيَال: قرية لقضريمة تقع بجانب خاط من جنوبه.
شِعْبَ الشَّقَب: قرية لقضريمة تقع بجانب وادي خاط من جنوبه.
شِعْبَ آل عَائِض: قرية لآل فصيل تقع على جانب خاط من شماله.
شِعَبْ عَلَوَان: قرية للميفاء من آل جبلي تقع بوادي الطحل من أسفله.
شِعَبْ العَيْنَينْ: قرية للميفاء من آل جبلي وتقع بوادي الحب.
الشِّعْبَة: بكسر الشين المشددة وسكون العين وفتح الباء: قرية لآل فصيل تقع على جانب وادي خاط من جنوبه.
شَعَيَّه: بفتح أوله وثانيه والياء المشددة: قرية لآل فصيل تقع إلى الجنوب من وادي خاط.
الشَّمَراء: جبل.
الشَّفرَه: بفتح الشين وسكون القاف وفتح الراء: قاعدة آل الفصيل، وتقع على جانب وادي خاط من شماله بها شيخ القبيلة/ صغير بن مطافر البارقي.
شَقْبَان: بفتح أوله وسكون الثاني: قرية للميفاء من آل جبلي، تقع بوادي الجب.
آل شَقَفِي: بالفتح: قرية لآل عرَّام وتقع جنوب وادي شرى.
شَقَيْص: بفتح أوله: قرية آل موسى بن علي تقع بأسفل وادي آل بلال من غربه.
الصاد
الصّاب: بفتح أوله وتشديده: قرية لمهاملة (حميضة) وتقع في الجنوب الشرقي من وادي ثعيب.
صَالَح: اسم علم لقرية لمهاملة (حميضة) وتقع في الجنوب الغربي من وادي ثعيب ويتبعها قرى صغيرة متجاورة.
صَعْبَان: بفتح أوله وسكون العين المهملة: قرية لآل فصيل تقع إلى الجنوب من وادي خاط الكبير.
صَعْبَان: كسابقتها: قرية وقاعدة لآل صعبان أحد أقسام قبيلة آل جبلي، حيث بها شيخهم: محمد بن غشام البارقى، وبها مدرسة ابتدائية هي مدرسة الردة.
الصَّفَا: بفتح أوله وتشديده: قرية لآل سباعي تقع شرق وادي الردة.
الصَّفِيَّة: اسم علم لقرية من آل عرَّام تقع شرق وادي شرى.
الصَّلَّال: بفتح أوله وثانيه وتشديدهما: قرية لآل حجري، تقع جنوب غرب وادي الحقبة.
الصَّلَال: كسابقتها: ويقال خبت الصلال: موضج ومورد، يقع في الجنوب الغربي من وادي ثعيب.
الضاد
ضَوَاحِي الخوش: قرية لآل حجري تقع في الشمال الغربي لوادي الحقبة.
الطاء
الطَّحَل: وادي.
العين
عَاطِف: اسم علم لقرية لآل سالم تقع في شرق وادي ثعيب.
العَايَنَة: بالفتح: انظر حرف الباء.
العَجَمَة: بالفتح: قرية كبيرة وقاعدة لقبيلة المهاملة (حُمَيْضَة) تقع في أسفل جبل صخري صغير من شرقه وإلى الشرق من وادي ثعيب. بها شيخ القبيلة الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن زاهر (دَحْمَة) البارقي وبها سوق أسبوعي هو يوم الأربعاء.
العَدَن: بالفتح: قرية لآل صعبان من آل جبلي تقع بوادي الجب.
العَدَن: كسابقتها: قرية لآل فصيل تقع بجانب وادي خاط من جنوبه.
عَدْوَان: اسم علم لقرية لآل موسى بن علي، وتجاور هذه القرية لقاعدتهم القريحاء من الغرب.
العُرَانَة: بضم أوله: قرية لقضريمة من آل فصيل وتقع بجانب وادي خاط من جنوبه.
العَرْقُوب: بفتح أوله وسكون الثاني: قرية لقضريمة من آل فصيل، تقع بجانب وادي خاط من جنوبه وهي أقصى قرى القبيلة من الجنوب الغربي.
العَرْقُوب: كسابقتها: قرية لآل فصيل، تقع بجانب وادي خاط من جنوبه وهي أقصى قراهم من الجنوب الغربي.
العُرُوض: جمع عرض: وهي بضم أوله وبعض السكان يكسر أوله: قرية لآل سباعي تقع في منحنى وادي الركس من شماله الشرقي.
العُسْرَة: بضم أوله وسكون المهملة بعدها راء مفتوحة: قرية للميفاء من آل جبلي تقع بأسفل وادي جبال.
العسْف: بكسر العين وسكون السين المهملة بعدها فاء: قوية لآل موسى بن علي تقعَ بأعلى وادي آل بلال.
عَضُوضَة: بفتح أوله وضم الثاني: قرية لآل موسى بن علي تقع غرب جبل ريدان وشرق قاعدتهم قوية القريحاء.
آل عَطيْفَة: بفتح أوله وكسر الطاء المهملة: قرية لآل صعبان من آل جبلي تقع بأعلى وادَي الطحل.
عَفَاس: بالفتح: قرية لآل حجري، تقع جنوب شرقي وادي شرى.
العِقَالَة: بكسر أوله أو ضمه: قربة لآل صعبان من آل جبلي وتقع بوادي الجب.
العلْب: بكسر أوله وسكون الثاني: قرية لآل سباعي، تقع جنوب جبل صعبان (الأحمر) جنوب الأضحى.
عَنَيْكرِ: بفتح أوله وثانيه: قرية لآل عرَّام وتقع شمال وادي شرى.
العِيْسَى: بكسر أوله: اسم علم لقرية لقضريمة، تقع بجانب وادي جرية من جنوبه.
آل عَيْشي: بفتح أوله: اسم علم لقرية لآل سباعي تقع في منحنى وادي الركس من جنوبه.
العَيِرْيَّة: بفتح أوله وسكون ثانية وكسر الراء: قرية للميفاء تقع بأسفل وادي الطحل.
العَيِرْيَّة: وادي.
العَيْنَة: بفتح أوله وسكون الثاني وفتح الثالث: قرية لقضريمة تقع بجانب وادي جرية من جنوبه.
،
الغين
غُرَابَة: بضم الغين وفتح الباء الموحدة التحتية: قرية لقضريمة وتقع بجانب وادي جريه من جنوبه.
الغَلَافِيَّة: بفتح الأول والثاني وكسر الفاء: قرية لآل فصيل وتقع بجانب وادي خاط من جنوبه.
الغَيْوَرْ: بفتح أوله وسكون الثاني وفتح الواو بعده راء: قرية لآل عرَّام وهي قاعدتهم حيث بها شيخ القبيلة/ غازي محمد عواض البارقي، وتقع بجانب وادي شرى من جنوبه.
الفاء
الفَالِج: بكسر اللام بعدها جيم معجمة: قرية لآل عرَّام، وتقع جنوب وادي شري.
الفَرَع: بالفتح: قرية لآل صعبان من آل جبلي وتقع بأعلى وادي الجب.
الفَرْعَة: بفتح أوله وسكون الراء وفتح العين: قرية لآل موسى بن علي وتقع علي وادي الفرعة الذي يسيل في وادي حباب.
الفَرْعَة: كسابقتها: قرية لآل عرَّام وتقع علي وادي شرى.
الفَرْعَة: وادي.
فَقْعَة: بفتح أوله وسكون ثانية: قرية للميفاء من آل جبلي.
فَقْعَة: كسابقتها: قرية لآل موسى بن علي وتقع بأعلى جبل ريدان من شماله الغربي.
الفَليْق: بفتح أوله وكسر اللام: قرية لآل فصيل وتقع بجانب وادي خاط الكبير منَ شماله.
الفُوَّهة: بضم أوله وفتح باقي الاسم مع تشديد الواو: قرية يتبع لها عدد من القرى وهي لآل حجري وتقع جنوب شرق وادي شرى.
القاف
القَابِل: بكسر الموحدة التحتية: قرية لآل صعبان من آل جبلي تقع بوادي شهار.
القَابِل: كسابقتها: قرية للميفاء من آل جبلي تقع بوادي جبال.
القُرْص: بضم أوله: اسم علم لقرية لآل عرَّام، تقع شمال وادي شرى.
القَرْن: بفتح أوله وسكون الراء: قرية للميفاء من آل جبلي وتقع بأسفل وادي جبال.
قَرْن عَامِر: كسابقتها: قرية لآل فصيل، تقع بجانب وادي خاط من شماله.
قَرْن مَخْلَد: كسابقتها: قرية لآل عرَّام وتقع شمال وأدي شرى.
القُرَى: بضم أوله وفتح ما بعده: قرية لآل فصيل، تقع بجانب وادي خاط من جنوبه.
القُرَيْحَاء: بضم أوله ومن السكان من ينطقونها بالفتح والكسر: وفتح الراء وسكون المثناة التحتية: هي قاعدة قبيلة آل موسى بن علي، حيث بها مدرسة ابتدائية بنين ومركز صحي، وبها شيخ القبيلة الشيخ هيازع بن فائز البارقي، وتقع إلى الغرب من جبل ريدان وعلى جانب وادي آل بلال من الجنوب الشرقي.
القَطَفَة: بالفتح: قرية لآل حجري، تقع في الجنوب الشرقي لوادي شرى.
القَظِيْف: بفتح أوله وكسر الثاني: قرية لآل عرَّام، تقع شمال وادي شرى.
القَظِيْف: كسابقتها: قرية لمهاملة (حميضة) تقع جنوب شرقي وادي ثعيب.
القَفِيْل: بفتح أوله وكسر الفاء وسكون المثناة التحتية بعدها لام: قرية لآل صعبان من آل جبلي وتقع بوادي الطحل.
القَفِيْل: كسابقتها: قرية للميفاء من آل جبلي، وتقع بوادي جبال.
القَفِيْل: كسابقتها: قرية لآل سباعي، تقع غرب جبل أثوب وجنوب وادي شرى.
القَلبَاء: بفتح أوله وسكون الثاني: قرية لآل موسى بن علي وتقع إلى الشمال من وادي آل بلال.
القَلْب: اسم علم لقرية من آل موسى بن علي، تقع بأسفل وادي آل بلال من الشمال الغربي.
القَهْبَاء: بفتح أوله وسكون الهاء: قرية لآل عرَّام، تقع شمال وادي شرى.
القَهْبَاء: كسابقتها: قرية لآل صعبان من آل جبلي تقع ما بين وادي الطحل وشهار.
القَهْبَة: بفتح أوله وثالثه وسكون ثانية: قرية لآل سباعي، تقع جنوب وادي الركس.
الكاف
الكَارِبَة: بكسر الراء وفتح الباء: قرية لآل موسى بن علي وتقع إلى الشرق من القريحاء قاعدة القبيلة.
الكَنَبِي: بفتح الكاف والنون: قرية لآل سالم وتقع غرب وادي شرى.
كَنَبِي آل سَالِم: كسابقتها: قرية للمهاملة (حميضة) وتقع في الجنوب الغربي لوادي ثعيب.
كَنَبِي: كسابقتها: قرية لآل حجري، وتقع ما بين وادي شرى جنوبا والحقبة شمالًا.
كَنْشَلَة: بفتح أوله وسكون النون وفتح الشين المعجمة: قرية لقضريمة من آل فصيل وتقع بجانب وادي خاط من جنوبه.
كَوْزَرَة: بفتح أوله وسكون الثاني: قرية لآل فصيل، وتقع بجانب وادي خاط من شماله.
اللام
اللسْلَماَء: وينطقها السكان (أم لَسْلَما) بفتح اللامين وسكون السين المهملة: قرية للميفاء من آل جبلي، تقع بوادي جبال غرب قرية الميفاء.
اللَّوحَ: (أمْ لَوَح) كما ينطق السكان بالفتح: قرية لآل صعبان من آل جبلي تقع ما بين وادي ثعيب والجب.
الميم
المَبْنَى: بفتح أوله وسكون ثانية: قرية لآل موسى بن علي، وتقع شمال غرب وادي آل بلال.
المَبْنَى: كسابقتها: قرية لآل فصيل، وتقع بجانب وادي خاط من جنوبه.
مَجْرِنَة: بفتح أوله وسكون الجيم وكسر الراء وفتح النون: قرية لآل موسى ابن علي وتقع جنوب شرق وادي الفرعة.
الَمحَاثة: بفتح أوله والمثلثة: قرية لآل عرَّام، تقع في الجنوب الشرقي لوادي شرى.
الَمحَارِيْر: بفتح أوله وكسر الراء الأولى، قرية لآل صعبان من آل جبلي تقع بوادي شهار.
مَحَل سِفْيَان: اسم علم لقرية لآل سالم، وتقع جنوب شرقي وادي الوكس.
المَخَاضَة: بالفتح: قرية هي قاعدة قبيلة قضريمة من آل فصيل وتقع في الوسط ما بين وادي خاط. وجريه وبها شيخهم محمد بن مبيت.
مَخْشُوشَة: بفتح أوله وسكون ثانية: قرية لآل عرَّام، تقع شرق وادي الحقبة.
المُدَوَرَة: بضم أوله وفتح الثاني وفتح الواو المتشددة: قرية لآل عرَّام، تقع في الجنوب الشرقي بوادي شرى.
المَرَارَة: بالفتح: قرية لآل موسى بن علي، تقع في الجنوب الغربي للقبيلة وعلى وادي جبال من غربه.
المَرَارَة: كسابقتها: قرية للميفاء من آل جبلي، وتقع على وادي جبال.
المرْتَزَّة: بكسر أوله وسكون ثانية وفتح الثالث والرابع وتشديده: قرية لآل فصيل وَتقع بجانب وادي خاط من جنوبه.
المُرْتَمض: بكسر أوله وسكون الراء وفتح الثالث والرابع، قرية لآل موسى ابن علي، تقع في ملتقى واديي الفرعة وآل بلال.
المَرْوَاء: بفتح أوله وسكون الراء: قرية لآل حجري، وتقع بجانب وادي الحقبة من جنوبه الشرقي.
مرَّوح: بالكسر وبالضم وفتح الراء والواو المشددة بعدها حاء مهملة: قرية لآل سالَم تقع في جنوب شرقي وادي الركس.
المَرْوَان: قرية لآل عرَّام، تقع في الجنوب الشرقي لوادي شرى.
المَرْوَة: قرية لآل عرَّام، وتقع في شمال وادي شرى.
المَرْوَة: كسابقتها: قرية للمهاملة (حميضة)، تقع على جانب وادي ثعيب من شرقه.
المرَيْبَعَة: بالكسر وبالضم لأوله وفتح الراء: قرية لآل عرَّام، تقع في الجنوب الشرقي بَوادي شرى.
مَزْبُورَة: بفتح أوله وسكون الزاي، قرية لآل عرَّام تقع شرق وادي الحقبة.
المزبورة: كسابقتها: قرية لآل حجري، وتقع في ما بين وادىٍ الحقبة وشرى.
مَسْتُور: اسم علم لقرية لآل سباعي وتقع غرب جبل الأضحى.
مَسْعَرْين: واحدها مسعر: اسم علم لقرية لآل صعبان من آل جبلي، تقع غرب جبل الأضحى.
المِشْبَاح: بكسرَ أوله وسكون المعجمة: قرية لآل فصيل، تقع بجانب وادي خاط من جنوبه وهي أعلى قرى القبيلة من الشرق.
المِشْبَاح: جبل.
مِشرْف: اسم علم لقرية لآل سالم، تقع شمال وادي الركس.
المَشْعَر: اسم علم لقرية لآل حجري، تقع في وادي شرى من جنوبه الشرقي.
المَشْعُورَة: بفتح أوله وسكون الثاني: قرية لآل فصيل، تقع بجانب وادي خاط من جنوبه.
آل مُصَّبح: بضم أوله: اسم علم لقرية هي قاعدة آل سالم، تقع بأعلى وادي الجب بها شيخهم زاهر بن سلطان بن حسن.
المَعبْوِد: اسم علم لقرية من آل فصيل وتقع بجانب وادي خاط من جنوبه.
المَفْرَقة: بفتح أوله وسكون المعجمة وفتح المهملة: قرية لقضريمة تقع في الشمال الشرقي لقاعدتهم المخاضة.
مَقْطَة: بفتح أوله وسكون القاف وفتح الطاء المهملة: قرية لآل فصيل وتقع بجانب وادي خاط من جنوبه.
المَقْرَاء: جبل.
المِقَوَّس: بكسر أوله وفتح القاف والواو المشددة: قرية لقضريمة تقع في جنوب وادي خاط.
المَلحاء: بفتح أوله وسكون الثاني: قرية لقضريمة، تقع شمال وادي خاط.
المَنْزِل: اسم علم لقرية من قضريمة، تقع في الشمال الشرقي من قاعدتهم المخاضة.
المَنْفَشَة: بفتح أوله وسكون النون وفتح الفاء والشين المعجمة: قرية للميفاء من آل جبلي تقع بوادي الجب.
المنَيظِر: قرية كبيرة لآل سالم وآل عَّام والمهاملة، وتقع في شمال بلدة مماحل وعلى جانب وادي الركس.
المِيْفَاء: رية للميفاء من آل جبلي، وتقع بوادي الجب بأسفله وعند مصبه في وادي جبال.
النون
النَّخْلَة: اسم علم لقرية من آل فصيل، تقع بجانب وادي خاط من جنوبه.
النُصُب: بضم الاسم: قرية لآل صعبان من آل جبلي، تقع بأعلى وادي الطحل.
النُصُب: كسابقتها: قرية لآل سباعي وتقع بأسفل جبل الراحة.
نَصْب الخَادَّة: بفتح الدال المهملة: قرية لآل سالم، تقع على جانب وادي الركس من غربه.
نَعيْب: بفتح النون وكسر العين المهملة بعدها ياء فباء: قرية لآل فصيل، تقع بجانب وَادي خاط من جنوبه وفي أقصى القبيلة من الجنوب الغربي.
نَقَب: بالفتح: ويلفظها السكان (أم نقب) وهي قرية لآل فصيل، تقع بجانب وادي خاط الكبير من جنوبه.
الهاء
هِتْمَان: بكسر الهاء وسكون المثناة الفوقية: هي قاعدة قبيلة آل حجري، حيث بها شيخ القبيلة الشيخ محجري بن جده بن هيازع، وتقع في أسفل جبل هتمان من الغرب.
هَدَان الأسْفَل: بفتح الهاء: قرية لآل فصيل، تقع بجانب وادي خاط من شماله.
هَدَان الأعْلى: كسابقتها: قرية لآل فصيل، تقع بجانب وادي خاط من شماله وهي إلى الشرق السابقة.
الواو
الَواِدَيان: ويلفظها السكان الواديين: قرية لآل سباعي وتقع في ملتقى الواديين عند مصبهما في وادي الركس.
الوِجَاء: بكسر الواو: قرية لآل سباعي تقع جنوب وادي شري.
الوَجْد: بفتح الواو وسكون الجيم: قرية لقضريمة، وتقع بجانب وادي خاط من شماله.
الوَصِيْل: بفتح الواو وكسر الصاد ثم ياء ولام: قرية لقضريمة تقع بجانب وادي خاط من جنوبه.
الوَعَائِر: قرية لآل حجري، تقع شمال قرية هِتمان قاعدة القبيلة.
البُقوم
نسب القبيلة:
من بطون الأزد من كهلان القحطانية:
قال رداد بن ناصر البقمي
(1)
:
إن قبيلة البقوم هي إحدى قبائل المملكة العربية السعودية، وأشهرها على الإطلاق، وسبب شهرتها يعود لشجاعتها الباسلة، ولكرم أبنائها، وعزة نفوسهم، ولهذا فقد استوطنت قبيلة البقوم نربة وحضن وضواحيها وكرا بعد رحيل بني هلال إلى إفريقيا.
وقبيلة البقوم قحطانية الأصل، عدنانية الانتماء؛ وذلك لأن بطونهم منهم من يعود أصله إلى بني عامر ولكن غلب عليهم الاسم وأصبحوا بنعمة الله إخوانا.
يقول النسَّابون: إن البقوم هم أبناء باقم بن الهنو بن حوالة، من الأزد من كهلان من قحطان.
ولقد فاقت شهرتهم الآفاق، وعرفهم القاصي والداني لما حباهم به الله من شجاعة نادرة
قال الشاعر:
حنا البقوم اللي على الحرب ضاريق
…
نوقد شعيل الحرب والحرب سنة
وقال الشاعر:
حنا البقوم اللي عريب جدنا
…
حرابنا يغني وهو بغلائله
(1)
عن كتاب (أمكنة باب الحجاز ونسب قبيلة البقوم) من ص 31 إلى ما بعدها.
وقال الشاعر:
المسلمين اقفوا عن الخلف عطاف
…
خلف البقوم متيهين الشوائل
وقال الشاعر:
يافاطري عديت عنك البقوم
…
قوم البقوم اللي بعيدين الأذكار
وبهذا يتضح للقارئ العزيز بعض من صور شجاعتهم التي صورها لنا الشعراء، كما أنهم قد هزموا أمير مكة المكرمة الأمير حسن بن عجلان بن رميثة حيث قال مؤلف كتاب "العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين" الفاسي في الجزء الرابع، صفحة 92:
في شهر رمضان من سنة إحدى وثمانمائة هجرية 801 هجرية، غزا الأمير حسن بن عجلان بن رميثة بن أبي نمي عربا يقال لهم: البقوم، فغنم منهم مائتي بعير وناقة، وبقرا وغنما، وعاد بذلك، وكان البقر والغنم والإبل قد وكل بحفظه إلى بعض غلمانه، فاستنفذ ذلك منهم المنهوبون؛ أي قبيلة البقوم استعادت جميع ما أخذ لهم، وقتلوا أحد غلمانه، واسمه جار الله بن أبي سليمان وتركيا آخر، وفاتتهم الإبل، وهذه أكبر شهادة للبقوم وشيء عنها، حيث قد مضى عليها أي هذه الغزوة حوالي 594 سنة، والحمد لله.
فروع قبيلة البقوم
قبيلة البقوم كما ذكرت من أشهر القبائل بالمملكة السعودية، ونسبهم إلى أبناء باقم بن الهنو بن خوالة بن الأزد من قحطان. واسم باقم: عامر بن خوالة بن الأزد بن قحطان.
وجبلهم (باقم) بين نجران وصعدة باليمن، ولقد استوطنوا تربة وجبل حضن بعد رحيل بني هلال كما تقدم.
وتنقسم قبيلة البقوم إلى قسمين رئيسين هما:
1 -
محاميد - بني محمد، وهم ستة فروع، وواحد وخمسون بطنا.
2 -
وازع - بني وزاع، وهم خمسة فروع، وأربعون بطنا.
ويصبح عدد فروع قبيلة البقوم أحد عشر فرعا كبيرة جدا.
وفروع محاميد ستة:
1 -
الموركة - مورك - واحدهم - موركي.
2 -
المرازيق - مرزوق - واحدهم - مرزوقي.
3 -
الدهمة - دهم - واحدهم - دهيمي.
4 -
الكرزان - كريز - واحدهم - كريزي.
5 -
السميان - سمي - واحدهم - سمي.
6 -
هذيل - هذيل - واحدهم - هذيلي.
وفروع وازع خمسة:
1 -
الكلبة - كلب - واحدهم - كليبي.
2 -
القروف - قرف - واحدهم - قرفي.
3 -
رحمان - رحمان - واحدهم - رحماني.
4 -
الدغافلة - دغفل - واحدهم - دغفلي.
5 -
الجنبة - جنب - واحدهم - جنبي.
وجميع هذه الفروع ينقسم كل فرع إلى قسمين مثل الموركة العليوية والسفالية، وهكذا جميع فروع البقوم.
ولكننا سنحاول الاختصار بقدر الإمكان، هذا، وأقسام البقوم الكبيرة أحد عشر قسما، وبطونهم واحد وتسعون بطنا، وخوامسهم حوالي ثلاثمائة خامس.
بطون الموركة من محاميد البقوم
1 -
الطريفات - طريف - واحدهم - طريفي.
2 -
بني سنان - سنان - واحدهم - سناني.
3 -
المهملة - همل - واحدهم - هميلي.
4 -
الجبلان - جبل - واحدهم - جبلي.
5 -
البحان - بحان - واحدهم - بحاني.
6 -
الشلالين - شلول - واحدهم - شلولي.
7 -
الفلاتين - فلاتين - واحدهم - فلاتاني.
8 -
اللهبة - لاهب - واحدهم - لهيبي.
9 -
الرواجح - راجح - واحدهم - راجحي.
10 -
القواودة - قواد - واحدهم - قوادي.
11 -
الهراسين - هريس - واحدهم - هريسي.
بطون المرازيق من محاميد البقوم
1 -
الحواصين - حواصي - واحدهم - الحواصي.
2 -
الرجلات - رجلات - واحدهم - الرجلي.
3 -
الرشادين - رشادين - واحدهم - الرشدي.
4 -
الجراذية - جراذ - واحدهم - الجراذي.
5 -
الظهران - ظهران - واحدهم - الظهراني.
6 -
الشمارين - شمارين - واحدهم - الشمراني.
7 -
السمون - سمون - واحدهم - السموني.
8 -
الخضارين - خضارين - واحدهم - الخضارني.
9 -
المشاليف - مشاليف - واحدهم - المشالفي.
بطون الدهمة من محاميد البقوم
1 -
الخشابين - خشابين - واحدهم - الخشابي.
2 -
السوالمة - سوالمة - واحدهم - السوالمي.
3 -
الشفعان - شفعان - واحدهم - الشفعاني.
4 -
الجونة - جونة - واحدهم - الجوني.
5 -
العيادين - عيادين - واحدهم - العيادي.
6 -
العمامقة - عمامقة - واحدهم - العمامقي.
7 -
الصلبان - صلبان - واحدهم - الصلباني.
8 -
القواتيل - قواتيل - واحدهم - القواتيلي.
بطون الكرزان من محاميد البقوم
1 -
الفاضلي - فاضلي - واحدهم - فاضلي.
2 -
المتاعبة - متابعة - واحدهم - متعبي.
3 -
الشليحي - شليحي - واحدهم - شليحي.
4 -
الجرادبة - جرادبة - واحدهم - جرادبي.
بطون السميان من محاميد البقوم
1 -
العطايين - عطايين - واحدهم - العطايي.
2 -
العتاقين - عتاقين - واحدهم - العتاقي.
3 -
الحطمان - حطمان - واحدهم - الحطماني.
4 -
الشباعين - شباعين - واحدهم - الشباعني.
5 -
الشعالين - شعالين - واحدهم - الشعيلي.
6 -
الصملة - صملة - واحدهم - الصملي.
7 -
آل داغام - دغام - واحدهم - الدغامي.
8 -
آل الهاوة - الهاوة - واحدهم - الهاوي.
9 -
آل متعب - متعب - واحدهم - المتعبي.
10 -
آل غنيمة - غنيمة - واحدهم - الغنيمي.
11 -
آل محصان - محصان - واحدهم - المحصاني.
بطون هذيل من محاميد البقوم
1 -
الحمادين - حمادين - واحدهم - الحمادني.
2 -
الحرادبة - حرادبة - واحدهم - الحرادبي.
3 -
الدفانين - دفانين - واحدهم - الدفناني.
4 -
الزوابين - زوابين - واحدهم - الزوباني.
5 -
العرايدة - عرايدة - واحدهم - العريدي.
6 -
آل عمير - عمير - واحدهم - العميري.
7 -
آل حميد - حميد - واحدهم - الحميدي.
8 -
الذيابين - ذيابين - واحدهم - الذيباني.
بطون الكلبة من محاميه البقوم
1 -
البضاعات - بضيع - واحدهم - بضيعي.
2 -
القرامدة - قرامدة - واحدهم - قرمودي.
3 -
الجعاثنة - جعاثنة - واحدهم - جعثوني.
4 -
الرياحات - رباحات - واحدهم - رباحي.
5 -
البدارا - بدارا - واحدهم - بدري.
6 -
الخماسين - خماسين - واحدهم - خميساني.
7 -
الرماضين - رماضين - واحدهم - رمضاني.
8 -
الفضول - فضول - واحدهم - فضلي.
9 -
العبارا - عبارا - واحدهم - عبري.
10 -
الجحيشات - جحيشات - واحدهم - جحيشي.
11 -
الدمانين - دمانين - واحدهم - دمناني.
بطون القروف من وازع البقوم
1 -
البعجة - بعجة - واحدهم - البعجاني.
2 -
الخضارمة - خضارمة - واحدهم - الخضرمي.
3 -
آل مسفر - مسفر - واحدهم - المسفري.
4 -
النجمة - نجمة - واحدهم - النجيمي.
5 -
الجزالين - جزالين - واحدهم - الجزلاني.
6 -
المشاليف - مشاليف - واحدهم - المشلفي.
7 -
آل حمود - حمود - واحدهم - الحمودى.
8 -
آل محيا - محيا - واحدهم - المحياني.
9 -
المجانين - مجانين - واحدهم - المجنوني.
بطون الرحمان من وازع البقوم
1 -
الغرامين - غرامين - واحدهم - الغرامي.
2 -
العُران - عُران - واحدهم - العراني.
3 -
اللواحين - لواحين - واحدهم - اللواحاني.
4 -
القمازين - قمازين - واحدهم - القمازي.
5 -
آل حسين - حسين - واحدهم - الحسيني.
6 -
العرنات - عرنات - واحدهم - العرناتي.
بطون الدغافلة من وازع البقوم
1 -
العليان - عليان - واحدهم - العلياني.
2 -
الشواما - الشواما - واحدهم - الشوماني.
3 -
المساعيد - المساعيد - واحدهم - المساعيدي.
4 -
الحناتيش - حناتيش - واحدهم - الحنتيشي.
5 -
الخزازيم - خزازيم - واحدهم - الخزامي.
6 -
الهجارسة - هجارسة - واحدهم - الهجرسي.
7 -
الهضيبات - هضيبات - واحدهم - الهضابي.
8 -
اللوامين - لوامين - واحدهم - اللواماني.
9 -
الخلع - خلع - واحدهم - الخلعي.
10 -
الدحالات - دحالات - واحدهم - الدحالاتي.
بطون الجنبة من وازع البقوم
1 -
الجخادبة - جخادبة - واحدهم - الجخدبي.
2 -
آل مفرح - مفرح - واحدهم - المفرحي.
3 -
الملحين - ملحين - واحدهم - الملحي.
4 -
القصبة - قصبة - واحدهم - القصبي.
ديار قبيلة البقوم في المملكة العربية السعودية
وادي تُربة
قال البركاتي: وادي تُربة شرقي مكة ملك لقبيلة البقوم والأشراف العبادلة، وهم ذوو سلطان، وهو من أعظم الأودية، كثير النخيل، وبه نهر جار دائما كثيرا جدا، وبه غابات كثيرة من الطرفاء والأثل وخلافها، وفيه من النخيل على أقل تقدير مائتي ألف نخلة، والنخلة في هذا الوادي ثمرتها ثمانية قناطير على الأقل.
هذا، ويسكن تُربة حاليا بعض من الأشراف العبادلة، وفخذ من العصمة من عتيبة اسمهم "الحلاحلة" ويوجد بها أناس عدة يقطنون قرية تُربة.
جبل حضن
قال أبو المنذر في كتابه "الأفراق": فمالت كلب بن وبرة إلى حضن والسيئ وما صاقبه، وضعفت قضاعة كلها من غور تهامة بعدما كان من حرب بني نزار لهم وإجلائهم إياهم، وساروا منجدين، فمالت كلب بن وبرة بن تغلب بن عمران ابن الحاف بن قضاعة إلى حضن والسيئ وما صاقبه من تلك البلاد، غير مشكم ابن اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب، فإنهم انضموا إلى فهم بن تيم بن اللات بن أسد بن وبرة بن تغلب، وصاروا ععهم، ولحقت بهم عصيمة بن اللبو بن أمرضاة ابن فقيئة بن النمر بن وبرة فافضمت إليهم، ولحقت بهم قبائل من جرم بن ربان فثبتوا معهم بحضن وانتشرت قضاعة.
مشرع بن عتيق العبودي الطريفي البقمي
قال لي دغيليب الدهيمي الذي يبلغ من العمر حوالي خمسة وتسعين عاما، ولا يزال محتفظا بقوته ونشاطه، إن مشرع بن عتيق العبودي كان يخرج في شهر رمضان ثلاثين "جالوقا" من التمر صدقة لله وسبائل لوجه الله، وكان يذبح ثلاثين شاة في عيد الأضحى، منها ما هو له، ومنها ضحايا على يده، تغمده الله
برحمته، وإنه من الكرام المعدودين، ومن أشهر أهالي ترُبة البقوم، ولا يزال قصر مشرع بن عتيق باقيا حتى الآن، أما بلاده ونخيله فقد ماتت وبقي له الأحفاد، وهم كثيرون، وإنه رجل دين، ويخاف الله حق خوفه، ولا تأخذه في الحق لومة لائم، والله يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جنته.
الكرم: قال حاتم الطائي:
أماوي إن المال غاد ورائح
…
ويبقى من المال الأحاديث والذّكْر
أماوي إني لا أقول لسائل
…
إذا جاء يوما حل في مالنا النذر
أماوي إما مانع فمبين
…
وإما عطاء لا ينهنهه الزجر
أماوي إن يصبح صداي بقفرة
…
من الأرض لا ماء لديَّ ولا خمر
ترى أن ما أنفقت لم يك ضرني
…
وأن يدي مما بخلت به صفر
الصبر:
كن حليما إذا بليت بغيظ
…
وصبورا إذا أتتك مصيبة
فالليالي من الزمان حبالى
…
مثقلات يلدن كل عجيبة
التواضع:
تواضع لرب العرش علك ترفع
…
فما خاب عبد للمهيمن يخضع
قال الشاعر: ضاحي بن خالد بن دواس الدغفلي البقمي:
يا الله إني طالب راعي الجمائل
…
اغفر الزلَّات لا نكتب عليه
رب ترزق واحد ذوده قلائل
…
ينوي الجودات والمرزق شوبه
وأحمد الله يوم في قيل وقائل
…
ما قفوني بالعلوم اللي رديه
لا كذوب ولا سرقت من القبائل
…
غير بدروب النقاء في كل شيه
قال ابن خالد تهيض بالمثائل
…
يوم عدا العصر في رأس البنيه
ضائق صدري وفي كبدي ملائل
…
ما بلاي إلا الحياة الشقلبيه
الحصيني حط فيها دعائل
…
فإنك فيها وجاء له فيها بليه
والسعودي حاكما كل القبائل
…
وأجلدت منه الصقور الصرميه
هاض بالي هيت من كل عائل
…
من سفر يوم ابتغى واخطأ عليه
ياسفر اترك الخطا واعط الدلائل
…
منذرك قدام لا تجري الجريه
وابتلاني بالخطأ ما هو سائل
…
وابتغى والله قصر به عن نويه
من يدين الربع دمانه وشائل
…
وإن قضى أم الله عليهم في شويه
من سعد لأخذت أنا فيه البدائل
…
افتعل هو وحط الفعل ليه
ليتني في جوف ماضين الفعائل
…
مع ربوع تفتعل في كل هيه
عزوتي جفثوم نلطم كل عائل
…
من حاربنا ذاق منا سم حيه
هذي عوايدنا على عصر الفتائل
…
ضربنا في الوجه ذيه وغير ذيه
أو معي الآد الحميدي في الدبائل
…
يكسبون المدح يوم المكرهيه
كل ما جاء حرجة فيها فعائل
…
يودعون نفوسهم فيها هديه
يكسبون المدح من عصر الأوائل
…
من على الجدان بفعول طريه
أو رحامين تقدي كل عائل
…
فعلهم يبرئ الجروح الخفيه
يوم سوقات العطف بين القبائل
…
فعلهم في الشيخ وإلا في لديه
القبائل التي تجاور قبيلة البقوم
1 -
يجاور قبيلة البقوم من الشرق والشمال الشرقي قبيلة سبيع.
2 -
يجاور قبيلة البقوم من الغرب والشمال الغربي قبيلة عتيبة.
3 -
يجاور قبيلة البقوم من الجنوب والجنوب الغربي قبيلة بالحارث.
4 -
يجاور قبيلة البقوم من الشمال قبيلة سبيع وعتيبة.
5 -
يجاور قبيلة البقوم من الجنوب الشرقي قبيلة غامد.
ديار البقوم هي ديار بني هلال
بنو هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن من قيس عيلان من عدنان، وحرَّة بني هلال هي حرَّة البقوم الآن، وكذلك بني عامر والضباب، وقبيلة جُشَم كلها عدنانية، أما قبيلة البقوم، فهم بطن من الأزد من ولد باقم، واسمه عامر بن حوالة بن الهنو من الأزد من كهلان من قحطان، وجبل عامر الملقب باقم موجود الآن بين صعدة ونجران. وهذ! حسب ما وجدته في "تاج العروس" و "الأغاني" للأصفهانى.
ولقد قال الشريف البركاتي: إن البقوم عدنانية، ولكن لم أعثر على ما يثبت ذلك، والصحيح أنها أزدية قحطانية، ومن الجائز أن يكون معها قسم قليل من بني هلال من عدنان بطون اندمجت مع بعضها وغلب عليها اسم البقوم.
ومن المعروف أن البقوم الأزديين سكنوا بلاد تُربة وحرَّة بني هلال المشهورة وكانت حتى أواخر القرن الرابع الهجري من ديار بني هلال، ولعل بقية من الهلاليين اندرجوا تحت اسم البقوم بعدما غلبت على هذه الديار
(1)
.
البقوم في فلسطين ونجد
توجد عشيرة نجمات الصانع بفلسطين المحتلة، وقد قال مؤلف "الجزيرة العربية" الدباغ في كتابه:
وتنسب إلى قبيلة البقوم عشيرة نجمات الصانع من قبيلة الترابين ببئر السبع الفلسطينية، وكذلك أعتقد أن قبيلة الترابين أصلها من تُربة البقوم، وقد هاجرت إلى فلسطين.
وكذلك ينسب إلى الرواجح من البقوم آل زاحم، ومنهم آل سويد، وآل عوجان، وآل غدير، حسب ما ذكر العلَّامة حمد الجاسر
(2)
، ومنهم في الزبير والقصب.
كما أنه يوجد عدة عوائل في نجد من البقوم مثل آل عثمان ومنهم الشاوي في البكيرية.
قال الشاعر مطلق النواح القوادي البقمي:
لا بتي حيد طوى كل الحيود. . . كل ما وقع على حيد فضاه
كم ثنينا من عدوا فيه زود
…
فعلنا يوم اللقاء كل شكاه
لابتي تقلط لياهاب الشرود
…
لا أشتبك ملح على رؤوس الرماه
فعلنا يوم اللقاء صرم العضود
…
لا تناخينا وزعزعنا العزاه
انشدوا عنا حضن فإنه شهود
…
فعلنا الذي في شعيبه ما نساه
(1)
قلت: ويرجح أن تكون هذه الفروع هي الرياحات والصمّلة حيث ذكر أبو علي الهجري في النوادر والتعليقات قبل إحدى عشر قرنا أن الرياحي والصميلي من بني هلال بن عامر من هوازن. كذلك يرجح أيضًا لو بنو بعجة فقد ذكرهم ابن حزم في الجمهرة من بني هلال.
(2)
انظر أنساب الأسر المتحضرة، ص 50، حمد الجاسر.
يوم صبحنا مع الغبشة جرود
…
احتديناهم وسبلنا الحياه
دون عفر كأنها مزن يقود
…
ورث عود قدمنا عيا علاه
محتمين العفر في واد صعود
…
مؤمنين جانبه وإنا ذراه
قال الإكليلي:
يا فاطري عثواء السنام الردومي
…
اللي بعنها ما يغبي عن الجار
يا طول ما نحيت عنك البقوم
…
جمع البقوم اللي بعيدين الأذكار
خيالهم كأن الفرس بعزوم
…
وتفاقهم يقلط على الملح إذا تار
(1)
قال الشاعر عائض الدهيمي رحمه الله مدندل الجوف من الدهمة البقوم:
يا الله يا مطلوب يا قائد الرجاء
…
ابرج لعين دمعها عبار
وابرج لقلب كنه بمجمر الغضى
…
يؤنس في كبده لهيب النار
مير أول مناوي بتمنى فرقة
…
أدوسها ليا جاءني الخطار
ليا جوني الخطار ذبحت حايل
…
وأعباء على بيت البخيل قتار
وثاني مناوي بتمني هجمة
…
الصبح ليا ما نووا محدار
وثالث مناوي بتمني حرة
…
فج العضور وقلطت سبار
أنا وربعي مرذية كنس الفضاء
…
وذيابة في الليل والنهار
كم فاطر شيب القرا مرذنياها
…
ومن يوم نشت ما رحت بحوار
مير الاد الكريزي زيد مضت فعولهم
…
وفعولهم جت فوق قب أمهار
والاد سامي زربة للطارف
…
وعسكرهم محتمين الدار
والاد الهذيلي شمعه في القبائل
…
أهل دلال فاح فيها إبهار
والاد مورك محتمين الوادي
…
وحامين جيلانه من الكفار
والاد الكليبي ما لحقت فعولهم
…
يوم اللقاء في قاعة أم حمار
وهي طويلة، ولكن هذا ما علمته منها.
(1)
وقد أعادت البقوم إبله، والذي أعادها "الصفراء" عندما سمع هذه القصيدة.
قال الشاعر حريبي الرياحي البقمي - حمه الله -:
يالاد أنا قيست كل الرجاجيل
…
ووصوفهم مع كل سموا قبيله
واحد يجينا بادي بديت سهيل
…
مع صلاة الصبح يوضي شعيله
واحد يجينا فارس من أهل الخيل
…
تأخذ مراكيضه عليهم سحيلة
واحد يجينا ناشئ ببردة الحيل
…
ما زادنا زوله عسى الله يشيله
وأبكي على ظافر وراء الحول عامين
…
والعين تهيل بالدموع الغزيره
يا ما ثنى رجله خلاف المثلين
…
ويمأ تقنع حجته من ذخيره
ولا هو ممن حاس الرماده بعودين
…
وأجلد وخلا النائبة في فطيره
ويفرح لياجوه المطاليق بادين
…
ويصرم حطبها لين كل يجيء له
وقالت الحربية:
يا زود يا اللي يوم أحلى صغاره
…
يشدي لغزلان الوحوش الأفاريد
غدوا بها اللي يكسبون الاماره
…
يستاهل اللي ربعت للمغاريد
ياليت ابن عماق أخذها قتاره
…
مالا حقتها خيل حرب الأجاويد
(1)
قالت العقيبية:
جاءنا من الطارف سرايا تقاوي
…
وخيل على أهلها سراويل تومان
الله لا يسقي جوانبك وادي
…
وادي حما جاله محمد
(2)
وقطنان
(3)
من رمح محمد يركبن السنادي
…
واللي يعديها الزماميل فطنان
من غب كونه والقلائع تقادي
…
بين العشاش وبين فية رمادان
(4)
قال الشاعر سعد الشويب السمي البقمي رحمه الله:
يا أهل العلوم مكثرين الحكايا
…
اللي إذا جن الصمائل يضيعن
حر القرايا يا صحيب الكرايا
…
ذباحة للحيل حماستن للبن
حنا البقوم اللي نتعب النحايا
…
أهل شواحيف على الموت يحدن
وايش أنت خابر يوم ردن عرايا
…
يوم انهن من علط الأرماح يقزن
ولولا مشيحه
(5)
جاء بيدها رمايا
…
إن كان مع عشر القلائع يجزن
(1)
ابن عماق: هو مصلح بن عماق الدهيمي البقمي.
(2)
محمد: اسمه محمد بن عبد الله الهدلا السمي البقمي، وفرسه "مشيحة".
(3)
قطنان: اسمه قطنان بن خشيبان الدهيمي البقمي.
(4)
رمادان: سوق تُربة.
(5)
مشيحة: فرس مُحمد الهدلا.
قالت امرأة منها:
من يقطع الفرجة على البعاج
(1)
…
ترى له الحبة سبيل
ما ريته رمحه يجيء منعاج
…
يمرق لياهاب الذليل
ذياب بن غانم وعلياء
لقد وعدت علياء من يُريها ذياب بن غانم أن تعطيه جمالها، فذهب معها اْحد بني هلال حتى شاهدت ذياب بن غانم، وأخذ جمالها الهلالي وذهب، فعندما شاهدت ذياب بن غانم كبير السن شايب ووجهه ليس بجميل بل أسمر، وكأن به سواد قالت:
لا وجمالي يا ذياب بن غانم بشأنك
…
ومن أين لي يوم الرحيل جمال
لا أنته بزين وتعشق البيض زينك
…
ولا من بني عمي ولا لك مال
فقال ذياب ردا عليها:
أنت جيتي ياغبره علي شين دبره
…
على قلة مال ومرض ورقة حال
عوضك في جمالك ثمانين بكره
…
ولا منها اللي عقلت بعقال
حنا ليا شبنا غدينا عوارف
…
وأخذ من شاباتكن غزال
وأنت ليا شبتن غديت سوارف
…
ولا فألكن للغانمين بفال
قال الشاعر حسين بن مذكر الجنيبي البقمي رحمه الله:
يقول ابن مذكر بداء راس نائف
…
أيطلب ربي وسيع الكنائف
يا رافع سماه بلا عمداني
يا الله يا هو رقيب وقادر
…
تبرج لمن هو للجميلة صابر
يا اللي رزقت الطير أبو جنحاني
(1)
البعاج: اسمه مسلط البعاج القرفي البقمي.
الأولى تغفر ذنوب عليه
…
إن كان جالي من لساني خطيه
اغفر ذنوبي يا عظيم الشاني
والثانية تكفيني مواذي هجرنا
…
من واحد يأخذ كنينة صبرنا
فيا رب سترك يا حناني
في حكم أخو نوره عطيب الضرائب
…
لو كان غائب له عيون قرايب
حاكم ويحكم جملة الشيخاني
حنا البقوم اللي نحط الفعائل
…
بحر طميم في البحور الهوائل
غوار به تصفق على الجيلاني
يا ما خذانا من حلال وحله
…
والله جعلنا للمعادي عله
ويا ما كسرنا هيبة العدواني
فيما مضى جاءنا الباشا بجرته
…
يقود قوات الدول ما سرته
جاءنا نشيط وعاد خسراني
وبعدهم من الشرق جونا
…
ومن الغرب جنود جيران لنا
يريدون إخراجنا بالهواني
فقال الغامدي جوهم سنادي
…
وبيظهرونهم من جميع البلادي
قال ابن عمه دونها الظفراني
من دون فرس مستو أثماره
…
وكل من الأجناب عائن جاره
يماهجا من واحد جيعاني
هبت هبايبنا وتسكر هبوبهم
…
يوم انكفوا ما منهم الفتان
من بعدهم سمي شعيب ريحاني
وكن جلجال العظام الدائله
…
جلجال سيل في وسيع مسائله
لهبت النكباء والا اليماني
الخيل عنه البقوم
قال حمد الجاسر علَّامة الجزيرة رحمه الله
(1)
:
البقوم: قبيلة أزدية قحطانية النسب، قاعدتها بلدة "تُربة" وتقع أسفل وادي أبيدة، وقد كان لهذه القبيلة عناية بالخيل، فشيخهم ابن جرشان كان عنده أحد مرابط الكحيلة (الحنيف) واحدهم المدعو (دغيم الغندور) كان يملك مربط نوع من الخيل الأصيلة عرف باسم (كروش الغندور) ومن العارفين بها مقعد بن جرشان، وثويني بن دميسة بن جرشان، وشتيان البشري، ودغيم الغندور كلهم تحدثوا عن كحيلة الجرشان، التي تعد من مرابط خيل البقوم، ومن مشاهيرهم في القرن الماضي رشيد بن جرشان، صاحب الزهية وهي من أسماء خيل العرب المعروفة.
(1)
انظر كتاب (أصول الخيل العربية) ص 99، تأليف حمد الجاسر.
المراجع
القرآن الكريم
عشائر العراق
…
عباس العزاوي
أنساب العرب في أعالي الفرات
…
د. خاشع المعاضيدي
أقوال ومسائل في أخبار منطفة حائل
…
عقيل بن ضيف الله القويعي
الأنساب المنقطعة
…
أحمد عبد الرضا كريم
بين عراقة الماضي وأصالة الحاضر
…
محمد الخالد الشرعبي
عشائر الشام
…
أحمد وصفي زكريا
الموسوعة الذهبية
…
إبراهيم جار الله الشريفي
رجال في الذاكرة
…
عبد الله زايد الطويان
شاعر الخليج النبطي (حمد عبد اللطيف
…
خالد أحمد المغلوث المغلوث)
جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد
…
حمد الجاسر
كنز الأنساب
…
حمد الحقيل
الأسر المتحضرة في مدينة حائل
…
القويعي
وصايا العلماء والملوك في حسن سير الملوك
…
عبد العزيز الأحيدب
العقيلات
…
إبراهيم المسلم
بنو هاجر "خلان الأشدة"
…
سعود محمد الهاجري
تاريخ بني خثعم وبلادهم في الماضي والحاضر
…
محمد بن جرمان الأكلبي
قبيلة شهران بين الماضي والحاضر
…
عبد الكريم عائض آل طائع
بين عراقة الماضي وأصالة الحاضر
…
محمد الخالد الشرعبي
بلاد بارق (المعجم الجغرافي للبلاد السعودية)
…
عمر بن غرامة العمروي
أمكنة باب الحجاز ونسب قبيلة البقوم
…
ردَّاد بن ناصر البقمي
أنساب العرب
…
سمير عبد الرازق
المنتخب في ذكر قبائل العرب
…
عبد الرحمن المغيري
تاريخ الرسل والملوك
…
الطبري
الكامل في التاريخ
…
ابن الأثير
جمهرة النسب
…
ابن الكلبي
معجم قبائل العرب القديمة والحديثة
…
عمر رضا كحالة
طرفة الأصحاب
…
ابن رسول
الإكليل
…
الهمداني
إمتاع السامر
…
شعيب الدوسري
تاريخ طيئ وأخبارها
…
د. وفاء السنديوني
الأغاني
…
الأصبهاني
القاموس المحيط
…
الفيروز أبادي
صفة جزيرة العرب
…
الهمداني
معجم البلدان
…
ياقوت الحموي
جمهرة أنساب العرب
…
ابن حزم الأندلسي
السيرة النبوية
…
ابن هشام المعافري
البداية والنهاية
…
ابن كثير
تاريخ العبر
…
ابن خلدون
الاستيعاب
…
ابن عبد البر
الألف سنة الغامضة من تاريخ نجد
…
عبد الرحمن السويداء
نشأة إمارة الرشيد
…
عبد الله العثيمين
القشعم من كبرى القبائل العربية
…
علي شواخ الشعيبي
منطقة تثليث وما حولها
…
عمر بن غرامة العمروي
آل الجرباء في التاريخ والأدب
…
أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري
قلب جزيرة العرب
…
فؤاد حمزة
شمال غرب الجزيرة
…
حمد الجاسر
تاريخ نجد في العصور العاميه
…
أبو عبد الرحمن الظاهري
حائل مدينة وتاريخ
…
د. الشويعر
تاريخ نجد
…
ابن بشر
درر المفاخر
…
ابن بسام
قلائد الجمان في معرفة عرب الزمان
…
القلقشندي
المفصَّل في تاريخ العرب قبل الإسلام
…
د. جواد علي
شرح المواهب اللدنية
…
الزرقاني
الأعلام
…
الزركلي
الشعر والشعراء
…
ابن قتيبة
التعريف في الأنساب
…
القرطبي
من أدابنا الشعبية
…
منديل الفهيد
تاريخ ابن لعبون في نجد
…
ابن لعبون
أشعار العرب في الجاهلية والإسلام
…
محمد بن خطاب القرشي
جرافية شبه الجزيرة العربية
…
د. محمد أبو العلا
بلاد العرب
…
الأصفهاني
الهجر ونتائجها
…
د. موضى بنت منصور
أصول الخيل
…
حمد الجاسر
معجم ما استعجم
…
البكري
نسب معد واليمن الكبير
…
ابن الكلبي
الروض الأنف
…
السهيلي
الانباه على قبائل الرواه
…
ابن عبد البر
نهاية الأرب
…
القلقشندي
التعليقات والنوادر
…
أبو علي الهجري
نشوة الطرب
…
ابن سعيد الأندلسي
بين مكة وحضرموت
…
عاتق البلادي
عسير
…
محمود شاكر
معجم الشعراء
…
المرزباني
لسان العرب
…
ابن منظور
الإصابة
…
ابن حجر العسقلاني
الاشتقاق
…
ابن دريد